رجاء و حميد
كان هناك شاب، اسمه رجاء، يعيش و أهله في عناء، و ليس هناك ما يملأ الوعاء، إلا القليل من الغذاء. و هو لا يزال في التعليم، يسير إليه ذهاب و إياب.
إنه لصبي مؤمن، و لرحمة ربه موقن. و أخيه حميد يريد المال، من غير طريق الحلال و شرف الرجال.
و أمهما سليمة، تقدم لهم النصيحة، و نهج حسن الطريقة. فاستجاب لها رجاء و رفض حميد و استهان منها الدعاء.
فلما انتهيا من الدراسة، و تخرجا بشهادة ، أخذ كل منهما طريق.
فأما رجاء، لم يحصل على عمل ذو دخل كبير، و كذلك حميد لم ينفتح له الطريق.
فاختار رجاء العمل الشاق، لكي يطعم أهله طيب الطعام و الشراب.
حميد يريد الدخل، فلا مشقة ولا عمل ، بالغش قريب، و بحسن العمل بعيد.
فجاء الأخ إلى أخيه، بحسن القول يهديه، فلا استجاب و لا رضى. بل بالعمل الباطل استغنى.
إلى أن جاءت الشرطة، تريد حميد اللحظة، بأنه سرق و كذب، و بالصدق ابتعد.
فأخذه القضاء إلى مالا يريد.
فأصبح باله مع أهله الذي هو عنها بعيد.
و لكن إذا أحضر المال الذي سرقه، فإنه بعد السجن طليق.
فجاء رجاء أخيه، و ذكره بأمه و أبيه، هل الصلاح يريد؟
فإذا صلح و تاب، فهو في حياته إلى الخير ينيب.
فقال انه يريد ابتداء حياته من جديد.
فدفع رجاء لأخيه المال ،و أصبحا يحيون في العيش المستطاب مع الأهل الأعزاء.
