لا يا ولسن يونان ... لا
================
أبرم شبيرا
لا يا صديق العمر ورفيق الدرب... أقول لا ... وألف لا.. نقولها وبكل حسرة قلب وأفكار مشوشة وضياع في هذا العالم الصعب... لماذا غادرتنا في هذا الوقت العصيب فأبناء أمتنا كلهم كانوا بأمس الحاجة إلى إنسان مثقف جداٌ وإعلامي بارز في مجتمعنا الذي قل نظيره.... من أين سنسمع برامجك الشقية والمثيرة على قناة SBS ... للحق أقول صدمتنا كبيرة بإنتقالك إلى الأخذار السماوية وقعت علينا كالزلزال المدمر وجعلت كتابة هذه السطور بنوع من الذهول والهذيان لأنك تركتنا وترك الساحة الإعلامية القومية من دون أعلامي مثقف بازر يستطيع أن يحل محلك...
لا بل شخصياً أقول لقد تركتني يتميا على الساحة القومية، فأين أجد رفيق أخر يشاركني نشاطاتنا القومية في المناسبات الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى وأنت كنت رفيق دربي على هذه الساحة التي ستضل تتذكرك حتى الأجيال قادمة... لقد تركتنا يا أخي العزيز ولسن من غير وداع ولا حتى السلام عليك والصلاة على روحك ونحن في الجهة الأخرى من البحر ولا نستطيع أن نحضر وداعك الأخير... أفهل شيء نستطيع أن نعمله في هذا الزمن الغادر غير أن نصلي إلى ربنا يسوع المسيح وأن ينعمك برحمته في جناته الفسيحة وينعم عائلتك الصبر والرحمة خاصة رفيقة حياتك السيدة أسمر االتي كانت معك في كل الأماكن والأزمان وحتى آخر يوم من حياتك. رحل جسمك عنا يا ولسن العزيز ولكن ذكرياتك ستبقى معنا إلى آخر يوم من حياتنا لأنها فعلا كانت وستضل جزء مهم من حياتنا. لا والله ... كيف سأجلس خلف الطاولة وأنا في نشاط قومي ثقافي ومن دونك، فمهما عملت وأجتهدت فلا أستطيع أن أكمل المشاور وحدي وبدونك.. لا يا ولسن لا... لم يكن الوقت قد حان لكي تتركني يتيماً في هذه الساحة وأنت بعيد عني.
نشاط مشترك في سدني تحت عنوان: بعد خمسة ألاف سنة... هل ستموت هذه الأمة
==============================================
أصدقائي وأحبائي الأعزاء ... عزاؤنا كبير ... كبير جداً بخسارتنا نجماً لامعنا في سماء أمتنا... نعم خسارتنا كبيرة جداً بإنطفاء هذه النجمة ولكن قوة سطوعها ستبقى تنير دروب كل أبناء أمتنا خاصة المعروفين له... فقدنا ولسن يونان ولكن هيهات أن نفقد ذكراه ومكانته كإعلامي بارع وإنسان منفتح على الجميع دون إستثناء... عزائي شخصياً أكبر مما نتصوره... لأنني فعلا بغيابه سأصبح يتيماً على الساحة الثقافية والفكرية... لم تكن تمر سنة إلا وكنًا نلتقي أكثر من مرة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ونقوم بنشاطات مختلفة ولقاءات مع العديد من المؤسسات القومية والأحزاب السياسية وكان حضورنا في كل عام في الكونفينشن بارزا ومحموماً باللقاءات والنشاطات... أكثر ما عرف عن المرحوم هو إتقانه لللغة الأم وإستخدامه لمفردات لغوية قلما سمعنا عنها. والأكثر من هذا كان بارعاً وعبقريا في ذكر تواريخ الأحداث والمناسبات وبدقة متناهية بالسنة والشهر واليوم وكنت في بعض الأحيان أمازحه وأقول إلا تتذكر كم كانت الساعة؟؟. لعل لقاؤنا في إستراليا قبل عامين كان أكثر تشويقاً وإعجابا لأبناء أمتنا هناك حيث إستضافني في منزله لمدة أكثر من أسبوعين ورتب جميع اللقاءات والندوات التي أشتركنا مع البعض سواء في سدني أو في ملبورن. والأكثر من هذا وذات كانت المقابلة التي أجريتها أنا معه وعرضت على شاشة قناة SBS. كانت الفكرة أن يعقد المرحوم لقاء معي غير إنني طرحت فكرة معكوسة وهي أنا أعقد اللقاء معه ونتحدث عن موضوع مهم وهو الكرسي؟؟؟. وعرض اللقاء أيضا على موقع عنكاوه:
http://www.ankawa.org/vshare/view/10758/apremwilson/ صورة من اللقاء الذي أجريته مع المرحوم
===========================
إنني في وضع مأساوي أن أجد عالمي الفكري والثقافي بدون ولسن، ترى كيف سأكون بغيابه عن هذا العالم... لعل ذكرياتي معه ستكون شفيعاً لي خلال السنوات القادمة.... أفلا يستحق المرحوم أن يقام له تمثال أو نصب تذكاري في بعض الأندية والمؤسسات التي كان يحاضر فيها ويلتقي بأعضاءها خاصة في مدينته سدني وفي شيكاغو...... رحمة الله على روحك يا صديق العمر.
أخوك ورفيق دربك أبرم شبيرا
أخوك ورفيق دربك أبرم شبيرا