صدور اول موسوعة موصلية تنصف تاريخ مسيحيي المدينة
عنكاوا كوم –الموصل –سامر الياس سعيدصدر حديثا لمدينة الموصل اول كتاب موسوعي يتحدث عن مكونات المدينة واماكن تجمعاتهم فضلا عن ابرز لعوائل الموصلية ..حيث صدر للمؤرخ والكاتب الموصلي المعروف معن عبد القادر ال زكريا كتابه الضخم المعنون (الموصل المركز والاطراف خارطة مكونات توثيق انثربولوجي ) وصدر الجزء الاول منه ب795 صفحة فيما جاء الجزء الثاني منه ب531 صفحة واحتوى الجزئين على معلومات مفصلة عن اشورية المدينة وعن حواضرها اذ ابرز ال زكريا في سياق بعض المعلومات قدمية احد الجوامع وبنائه اصلا على اثار كنيسة قديمة مثلما هو الحال مع جامع النبي جرجيس اذ اوضح ان ارض الجامع كانت في الاصل كنيسة بناها احد القديسين الفنيقين من اهل لبنان وهو الامير جورجيوس اضافة لابرازه عدد من الشخصيات المسيحية والحديث عنها باسهاب في محور الصور التي تناهز الالف صورة في سياق الكتاب حيث يناقش في سياق الفصل الاول من الكتاب تاريخية المدينة وقدمها في عنوان ملفت حيث يقول الموصل تاريخ يحتضن الجغرافيا ومدينة موغلة في القدم ليبرز في الصفحة الاولى من هذا الفصل اشورية المدينة فضلا عن مبحث تالي يتحدث عن تاريخ الموصل واهلها مستطردا في هذا السياق لمقدمة القس ( المطران) سليمان الصائغ حينما كتب عن تاريخ الموصل بكتابه الذي حمل هذا العنوان وصدر بجزئه الاول في عام 1923 عن المطبعة السلفية بالقاهرة كما يمنحنا ال زكريا تقديمات لازمة في تاريخ المدينة فضلا عن مقالات تناولت جوامع المدينة وحواضرها العتيقة كالجامع النوري الشهير بالجامع الكبير ولايكتفي بما ابرزه عن تاريخية هذا المعلم التاريخي بل يواصل تقديمه للمستندات التاريخية الدالة على قدمه ويبرز في صفحة تالية الجوامع والمدارس الدينية التي احتضنتها المدينة في عام 1949 وفي مبحث اخر يدرس ال زكريا متواليات التواصل في تاريخ اهل المدينة مبرزا في سياق هذا المبحث اهم الركائز التي تناولها في دراسة الحياة الموصلية منتهيا الى الالتفات الى دور التجار واهل راس المال في دعم التوجهات الدينية ويناقش في الصفحات التالية اهم النخب ممن عدت رموز البرجوازية الوطنية في الموصل ليجعلنا بمواجهة اسماء كان لها دور في السلطة والاحداث السياسية ولم تكن تلعب دور الكومبارس بل كانت في احيان كثيرة محركة للاحداث عبر دورها المحوري في نسج ما شهدته سواء الموصل بشكل خاص او البلد عموما من ادوار ومحطات متعاقبة لتلعب الصورة التي استعان بها ال زكريا دورا محوريا في ان تسهم بتشكيل الصورة الى جانب الوصف في فهم اهم مجسدي الواقع السياسي وقدرتهم على اضفاء النبض والحيوية للاحداث التي عاشتها المدينة في عقود سابقة وينتهي في هذا القسم لابراز صور فناني موصليين مثلوا نوعا من البرجوازية الفنية لتشكيل فن النخبة سواء عبر محاور ابداعية شتى اقتبسها من اضاءة الخشبة المسرحية ورمزها الذي لاتدانى شهرته الموصلية ممثلا بالفنان الراحل شفاء العمري او بفن التشكيل الذي تناول اطرافه فنانون مهمون كالفنان نجيب يونس وجلال الحسيني وحازم اطرقجي وبشير طه وطلال صفاوي وراكان دبدوب ومخلد المختار وضرار القدو واخليف محمود اضافة للموسيقى وما ابدعه من اوتارها كالفنان اكرم حبيب فضلا عن ابداع الفوتغراف وما قدمه في هذا السياق نور الدين حسين واخرون . وفي الفصل الثاني يواصل ال زكريا انشاد ترنيمة الوفاء للمدينة ففي سياق هذا الفصل يقودنا في جولته المقترنة بالوصف والصورة للعديد من اسواق المهن واختصاصاتها وابرز روادها ليستهل هذا الفصل باشارة تاريخية لابواب الموصل ومحلاتها ومن ثم يدلف نحو الاسواق والخانات والقيساريات فيجعلنا في اول مطاف هذه الجولة بمواجهة اصالة المعمار الموصلي وطبيعة البناء الذي اشتهر به ثم يعقبه في جولة لدراسة اقتصاد الموصل وتجارتها حيث يورد في هذا الجزء نصائح للتجار وارشاداتهم في تعامل اولادهم مع نحس الازمنة وعاديات الدهور ويصطحبنا في جولة مهمة نحو علوة سوق الحنطة وجمعية العلافين في الموصل مقتبسا في ذلك مقالة للاكاديمي ابراهيم العلاف نشرها بجريدة نينوى التي صدرت في مدينة الموصل عام 2000كما يبرز في السياق ذاته اسماء رؤساء غرفة تجارة الموصل واعضاء مجالس ادارتها ممن تعاقبوا على هذا المنصب في خمسين سنة امتدت منذ العام 1926 وحتى العام 1976 ويترك هذا الجانب ليتوجه نحو سوق الحدادين مصنفا اياهم بين حداد كبير واخر صغير نظرا للمشغولات والصنائع التي يقوم بتصنيعه وحدادتها ليعقبها بجولة اخرى بين الاقمشة وابرز الخياطين وانماد الاقمشة التي يعكفون على خياطتها سواء تلك التي يرتديها اهل القرية او المدينة وتطور تدرجها منتهيا الى ما ابرزته السدارة من تباين وتنوع في الشارع العراقي بعد صدور اوامر ملكية تلزم بارتدائها وفي الفصل الثالث يتناول ال زكريا من خلاله الفعاليات الثقافية والتراثية والادارية مبرزا في سياق هذا الفصل نخبة كبيرة من المؤلفين الموصليين وصورا لاغلفة ما انتجوه من الاصدارات والكتب وكان في هذا الفصل يحاول ال زكريا مصافحة الماضي بالحاضر ومعانقة رواد الفكر لاقرانهم ممن اعقبوهم في دورات الزمن المتتالية لينتهي الى جزء تالي يعنونه بالمؤسسات الخدمية والادارية منوها بما قدمته بلدية الموصل ومديرية معارف لواء الموصل والمكتبة العمومية التي حملت اسم الامير غازي في بدايات تاسيسها ومنهيا الفصل بما كتبه الرحالة الاجانب وما اختوته رؤاهم نحو المدينة في تفصيل واستعراض مهم اما الجزء الثاني من الكتاب فابرز في مقدمته الكاتب معن عبد القادر ال زكريا حكايات في تاريخ الموصل منه ما يتعلق بالقديم او الحديث والمعاصر وابرز هذا الجزء عددا من العشائر والعوائل الموصلية مبرزا في سياق هذا لجزء اضاءات لعدد من تلك العشائر وياتي في مقدمتها قبيلة شمر العربية والكثير من مقتطفات الصحف الموصلية التي تناولت شؤون هذه القبيلة تليهاقبيلة الجحيش العربية ومن ثم قبيلة السادة الحديديين ثم يفرد جزء من هذا المبحث لقراءة عشائر كردية ياتي في مقدمتها عشائر الزيبارية وعشيرة الدوسكي وعشيرة السورجية وعشيرة الريكاني وعشيرة الزيدكية فضلا عن مبحث اخر يفرده الكاتب للاسرة النقشبندية كما يبرز في سياق هذا الجزء اضاءات موسعة لقبيلة الكركرية وقبيلة الهسنيان اضافة الى ابرز معلومات مفصلة يتناولها الكاتب للحديث عن التركمان في محافظة نينوى بناءا على ما افاده بهذا السياق السيد محمد علي رئيس الجبهة التركمانية في المحافظة يعقب هذه الصفحات فصول اخرى يتناول فيها الكاتب تاريخ المسيحيين ويستهلها بوجيز في تاريخ ارمن المدينة وابرز شخصياتهم لاسيما كولبنكيان وال جقماقجيان ودورهم الاجتماعي في المدينة اضافة لنخب معروفة من الاطباء الارمن وفنانيهم من المصورين فضلا عن المسرحيين والمخرجين والمغنين وفي مجالات الادب والكتابة والتربية اضافة للرياضيين الارمن اما في الفصل الثاني من الكتاب فيتحدث في سياقه الكاتب عن الاديان والطوائف الدينية بين المركز والاطراف في مقاربة مهمة ومفيدة للدراسات والباحثين الاكاديميين حيث يستهل الفصل بدراسة حول مسيحيي الموصل وابرز كنائسهم واسماء الاسر المسيحية والبيوتات المعروفة في المدينة ويستقريء في عدد من اشجار بعض من تلك العوائل مقدما صورة مضيئة لابرز النخب التي ابرزتها تلك العوائل وهي كلا من عائلة سرسم وال عبد النور واسرة جميل ابن يوسف ابن الياس ابن سمعان فندقلي واسرة ال حنا الاسود اضافة لمعلومات يتيحها حول السهل المنبسط المحيط بمدينة الموصل منوها بما تحتويه بلدة الحمدانية او قرقوش او القرى والقصبات المسيحية في حدود المحافظة كما يتحدث عن طائفة الاشوريين النسطورية في لواء الموصل لينتقل من خلاله الى مكون اخر عاش في المدينة وهم يهود الموصل اضافة لمبحث اخر موسع تناول الكاتب فيه محطات من تاريخ الايزيديين واصلهم ومناطق سكناهم وديانتهم كما يلتفت الى طائفة الشبك التي تعيش غالبا في اطراف المدينة ليتحدث عنها باسهاب ..وتتلخص اهمية الكتاب بجزئيه بكونه محاولة تعريفية جادة بالمكونات وازالة كل المفاهيم المغلوطة التي ادت الى حدوث مشاكل في مسالة التعايش السلمي واضطرار مناطق تحوي اغلبية معينة من تلك المكونات الى الانغلاق باتجاه مكونات اخر نظرا لحدوث بعض التناحرات التي ابرزتها فترة اللا ستقرار التي عاشتها مدينة الموصل وفعلا يقدم الكاتب والمؤرخ معن عبد القادر ال زكريا كتبه الموسوم كرسالة محبة وسلام منوها بان كل ما ىبرزه في هذا الكتاب يتعلق بحصيلة تاريخية مهمة احتوتها المدينة التي تعيش مثل هذا التنوع الذي يدور حول المدينة التي مثلها بغلافه الاخير على شكل تفاحة شهية تتمحور حولها اطياف المدينة وازيائها التي تمثل هويتها المتفردة والغالبة ..