المحرر موضوع: الاديب نزار حنا الديراني في حوار مع (عنكاوا كوم ): القصيدة السريانية تعيش بالاعجوبة لغياب الناقد والناشر والداعم والقارئ  (زيارة 1141 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37781
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاديب نزار حنا الديراني  في حوار مع (عنكاوا كوم )
القصيدة السريانية تعيش بالاعجوبة لغياب الناقد والناشر والداعم والقارئ
عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
تنتمي تجربته الشعرية  لنحو اربعة عقود  اسهم من خلالها في ابراز  تلك التجربة في منافذ واروقة الشعر في مختلف المهرجانات التي كانت تقام  منذ سبيعينيات القرن الماضي قكان  نزفه الروحي قد  برز  في العديد من ملتقيات الثقافة  حتى تدرج في تسنم مناصب مهمة في  عدد من المؤسسات الادبية لاسيما ترؤسه  لاتحاد الادباء والكتاب السريان  للفترة  من 2003 وحتى عام 2010   اما  ما قدمه للمكتبة السريانية فجدير بالاحتفاء كون الشاعر والاديب نزار حنا الديراني  انتج خلال تلك المسيرة الحافلة 41 مؤلف موزع  بين الشعر  والترجمة  والدراسات الادبية  اضافة لمحاور اخرى متنوعة .. الديراني حل ضيفا على موقع (عنكاوا كوم) في اطلالة  للحديث عن ابرز محاور القصيدة السريانية  بالاضافة لرؤيته للمشهد الثقافي  بشكل عام فكان هذا الحوار :
* للشعر السرياني خصوصية مهمة ،برايك ما هي اهم مميزات القصيدة السريانية وعلى ماذا تستند ؟
-القصيدة السريانية مرت بمراحل عدة وتعرض الكثير منها للضياع ، لذا لا أستطيع التحدث عن فترة ما قبل القرن الثاني للميلاد لاننا لم نتطلع على قصائدهم كقصائد الشاعر وفا الآرامي الذي تحدث عنه الأديب البليغ أنطون التكريتي ( القرن التاسع ) ولكن بموجب وصفه له واطلاعي على مقطع من قصيدته ، أستطيع أن أقول أمتازت قصائدهم باسلوب الشعر الحر على الأقل من حيث الاسلوب ، وما يؤكد لي ذلك موشحات سليمان (42 موشحة ) ، وبموجب دراستي لها وما ذهب اليه الباحثون تعود الى القرن الثاني للميلاد وأغلب الظن انها تعود الى برديصان في مرحلته الأولى . وفي الفترة التي تلت ذلك من القرن الثالث وما بعده تميزت القصيدة السريانية باسلوبها الدرجي ( الكلاسيكي ) الذي يعتمد على الدعامة والبيت أو المقطع كأساس البناء وببلاغتها وسبكها وتمحورها حول الفكر الفلسفي المسيحي ، وبعد القرن الثالث عشر أخذ بعض الشعراء الشكل الشطري ( شطر وعجز ) من العربية وفي فترات أخرى القافية الموحدة ( لأن السريان استخدموا القافية المقطعية أوفي بداية البيت أو القافية الداخلية - بين دعامات البيت الوحد من القرن الرابع للميلاد ) .
إلا انها ومنذ القرن السادس عشر اتجهت كخطوة أولى الى خارج الموروث حين بدأ شعراء مدرسة ألقوش بالكتابة باللهجة القريبة من الشعب واستخدام الشكل الشطري الذي ورثوه من العرب والقافية الموحدة أيضا ألا أنهم لم يطوروا القصيدة لا بل كانت قريبة الى الشعر الشعبي ، الا أنها ومنذ القرن التاسع عشر خطت خطوة جديدة وخصوصا في ايران وروسيا حيث لم تعد القصيدة ملتصقة بالكنيسة والسريانية الكلاسيكية بل أصبحت لصيقة بهموم الانسان وأستخدمت السريانية المعاصرة (السورث) من حيث اللغة وبشكل أكثر تطورا مما في مدرسة ألقوش ... وبعضهم اقترب من اسلوب قصيدة الشعر الحر . وبعد منتصف القرن العشرين أعطى الشاعر السرياني في العراق زخما جديدا لها باتجاه التطور ، حيث تطورت من حيث الشكل الى اسلوب الشعر الحر أو قصيدة النثر ومن حيث اللغة استخدم الشاعر السريانية المعاصرة بحلتها الجديدة ، رغم استخدام البعض الآخر الشكل الكلاسيكي والسريانية التقليدية أسوة بأغلب شعراء سوريا – لبنان - تركيا .
 وامتازت هذه القصائد (في العراق) بأنويتها وغنائيتها عند البعض وسرديتها عند البعض الآخر وآخرون توجهوا نحو قصيدة الدراما ... وفي أكثرها تحمل معانات الانسان وهمومه ربما أكثر من مثيلاتها في الوطن .   
 
*انجزت دواوين شعرية في مسيرتك ، ما هي المحاور التي دائما ما تستظل تحت افيائها قصائد نزار الديراني ؟
-بدأت مسيرتي الشعرية منذ السبعينات وكانت بدايتي باللغة العربية مع القصيدة العمودية وسرعان ما انتقلت الى قصيدة النثر فكتبت ما يعادل 3 دواوين شعرية نشرتها الكترونيا ( اوراق متناثرة ج 1-2-3 ) وفي نهاية السبعينات بدأت أكتب بالسريانية بشكلها التقدليدي ولكن سرعان ما انتقلت الى الشكل العنقودي ( أو كما سماه المرحوم زيا نمرود في مقال له في المثقف الآثوري – بالسونيتات – ثم توجهت نحو الشعر الحر وقصيدة النثر تحت محور قصيدة الدراما في أكثرها والقصيدة الغنائية مستفيدا من دراساتي في الشعر . وفي أغلبها (10 مجاميع) تتمحور حول معاناتنا متكئا على الأساطير البابلية ورموزها مزاوجا أياها مع رموز ليتورجيتنا .
 
*قضيت ردحا في لبنان واقمت الكثير من الفعاليات الثقافية والادبية ،ماهي القواسم المشتركة التي ترتبط بها بيروت مع العواصم الثقافية خصوصا في مناطق تواجد شعبنا ؟
-على الأقل هناك شعور مشترك بيننا ولبنان بانتمائنا الى جذور مشتركة وهناك شعور متبادل بين الطرفين ، في العراق كنا نتعاطف مع لبنان بأغأنيها وتراتيلها وشعرائها وثقافتها و.. وكذلك لاحظت المثقف اللبناني ينظر الى العراقي أيضا باحترام كونه أديبا مبدعا ... لذا بكل سهولة انسجمت مع الوسط الثقافي اللبناني وعملت معهم ، لا بل كنت حين أقرأ قصيدة ، كنت أقرأ مقطع منها بالسريانية ومن ثم الترجمة باعتباري شاعر سرياني ، كان هدفي قراءة شعورهم ومدى التصاقهم بلغتهم وعند الانتهاء كان البعض يأتي ليحييني ويقول لي هذه لغتنا ايضا فوجدت الساحة خصبة لذا انطلقت باقامة النشاط الثقافي السرياني مع نخبة جيدة بدءً من الرابطة السريانية ومن ثم من خلال مؤتمر جبرائيل القرداحي ( عقد من قبل الجامعة اللبنانية الدولية – جبل لبنان واتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق ) ولجنته المشكلة بعد ذلك ، فعقدنا عدة ندوات بمستوى عالي ومن ثم شاركت مع زميلي محمد البندر لاقامة مؤتمر آخر في جنوب لبنان الذي كان هو الآخر مؤتمرا راقيا ببحوثه  ... بالحقيقة لبنان وبالأخص بيروت هي ساحة ثقافية تستطيع أن تستقطب كل المثقفين من داخل وخارج لبنان بجدارة ، ففيها عشرات المنتديات النشطة فألف تحية لهم .
 
*ماهي المحاور التي تحتاجها القصيدة السريانية ، هل هي في غياب الناقد على سبيل المثال ام تكمن بغياب منافذ النشر ؟
-بالحقيقة القصيدة السريانية لا تزال تعيش باعجوبة لغياب الناقد والناشر والداعم والقارئ ، اتذكر في الثمانينات وما بعدها كان الشاعر السرياني يضطر الى طبع ديوانه الشعري على نفقته وتوزيع أغلب النسخ مجانا ، لم يكن لدينا الحاسوب لذا كنا نضطر اعطائها لخطاط يخطها ومن ثم صنع قالب (زنكوغراف) لها ومن ثم طبعها . وتحدينا كل هذه المصاعب ونشرنا بعض الدواوين ... ولا زالت معاناتنا قائمة فليس لنا ناقد أكاديمي ولا ناشر ( ما موجود من مراكز لا تكفي ) ولا قارئ ولا مترجم يترجم شعرنا الى لغات أخرى ليعرف الآخرون بأننا لا زلنا على قيد الحياة بعكس الأمم الأخرى . فضلاً عن مرض الهجرة والصراع على التسمية وجعلنا حطبا للنار كي يتدفأ بها الآخرون  ... ومع هذا لا نزال نسير ونواكب التطور فولدت لنا قصائد لا تقل روعة عن القصائد الموجودة من حولنا بلغات أخرى .
 
*عموما ماهي ابرز المعوقات في اصدار الديوان الشعري باللغة السريانية ؟
-من يطبع وينشر الديوان ويوزعه ونحن منتشرون على مساحة كبيرة في الكرة الأرضية؟ ومن يقرأه بمعنى يشتريه ؟؟ فضلاً عن غياب الاعلام الى حد كبير لتعريف القارئ بالأديب السرياني ... فكل الجهود انصبت على الساحة السياسية والدينية .
 
*ماهو واقع الثقافة السريانية وكيف تقيم حضورها اليوم على المشهد الثقافي العراقي ؟
-في السبعينات انطلقت ثقافتنا بشكل مميز وخصوصا في بغداد ، فكانت لنا أندية سريانية ومؤسسات ثقافية حاولت أن تواكب المسيرة ، ولكن بسبب الحرب ورغبة السلطة بتحجيم دورها بدأت الحركة تشل عند البعض من هذه المؤسسات والبعض الآخر قاوم ، ولا أبالغ لو قلت لك في التسعينات كانت جمعية آشور بانيبال متفوقة في الساحة العراقية الى حد كان الكثير من الأساتذة والأدباء يتمنون أن يقدموا شيئا في ثلاثائها الثقافي أو مهرجانها السنوي . فكان لنا في كل سنة مهرجانين في الجمعية وآخر في نادي بابل (في بغداد) ومهرجان في بغديدا وآخر في ألقوش ودهوك وأربيل وكانت على شكل عرس وكرنفال ثقافي يضاهي المهرجانات التي كانت الدولة تحييها... وبعد 2003 نشط اتحاد الادباء السريان كثيرا فملأ الساحة رغم امكانياته المادية المحدودة جدا فكان يقدم في كل سنة مهرجان شعري ومؤتمر أدبي فضلا عن أماسي ومشاركات أخرى وطبع بعض الكتب وكذلك اصداره لمجلتي الأديب السرياني وسفروثا ... وفي الأقليم برزت أيضا بعض المراكز المهمة كنادي نوهدرا في الثمانينات والمركز الثقافي الآشوري ودار المشرق في دهوك ومكتب الوزير سركيس آغاجان والمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية والجمعية الكلدانية وفرقة شمشا في أربيل و... في التسعينات وبعدها ، وكذلك كانت ساحة بغديدا وألقوش وبرطلة تعج بنشاطات ثقافية ... فعدد المهرجانات التي كانت لنا نحن السريان تفوق على ما للآخرين ...
 
*لديك محطات اعلامية وصحفية في جانب من مسيرتك الادبية ، الى اي مدى نجحت صحافتنا السريانية في ابراز هويتها في خضم الثورة الاعلامية واجتياح مواقع التواصل الاجتماعي ؟
-في السبعينات كانت لنا مجلات ثقافية وصفحة في جريدة العراق (التآخي) ولكن ضمن امكانيات شحيحة ورقابة قوية ، وبعد 2003 كانت ساحتنا تعاني من الفوضوية وتجيير الأعلام لصالح الأحزاب الداعمة لهذه الاصدارات ، فكان لنا صحف عدة ومحطتي تلفزيون ومجلات ثقافية ولكن أصبح هذا العدد عبئا على المثقف السرياني لتلبية طلبات هذا الكم من الصحف والمجلات فضلا عن سيطرة من هو خارج هذه الساحة عليها ، ومع هذا انطلقنا وحاولنا أن نقدم ما بوسعنا فقدم تلفزيوني آشور بامكانياته المحدودة وعشتار الكثير من البرامج التي تخص شعبنا فمثلا كان لي عدة برامج ثقافية في آشور وعشتار وعمود ثقافي وقومي في صحيفة بهرا ... ولكن توقفت أيضا اسوة بالصحف الأخرى ، وبدأنا نتوجه نحو صفحة موقع عنكاوادوت كوم  التي أستطاعت أن تقف وتنطلق من السويد بكل قوة وهناك أيضا صحيفة العراقية في سدني ومواقع أخرى ... أحييهم جميعا وأنا أحس بمعاناتهم المادية ...
في الختام أقول يا صديقي لا زلنا بخير بفضل الخيرين من أمثالك وأمثال القائمين على مؤسساتنا وهم يعملون بكل جهد وبشكل طوعي وإلا لكنا في خبر كان بسبب ما عانيناه على مر التاريخ ، ماذا نريد من أنفسنا ونحن ما أن نجتاز عاصفة ما إلا ودخلنا في الأخرى وحين تتاح لنا الفرصة ستجدنا سباقون في العطاء ...
         
 
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية



غير متصل الياس متي منصور

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 564
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تحية تقدير واحترام  للأديب والكاتب الاخ العزيز نزار الديراني، على توثيقه لمنجازاته الأدبية ومسيرته الحافلة بالعطاء حيث سلط الضؤ على الشعر السرياني شكلا ومضموناً من خلال إنجازاته للعديد من المؤلفات، مخصصة لدراسة ذلك واعتماداً على  ما يمتلك من المعلومات حول أوزان وإيقاعات الشعر عامة والشعر السرياني والعربي خاصة والى ما توفر له من الكتب والمخطوطات وبعض الابيات وما كتبه الأسلاف عن ذلك منذ برديصان ووفا الآرامي وحتى يومنا، ومروره السريع جداً على المشهد الثقافي منذ سبعينيات القرن الماضي
 

غير متصل نزار حنا الديراني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 331
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
جزيل الشكر الى صديقي الياس متي الذي رافقني على مدى أكثر من 40 سنة في مسيرتي الثقافية وكانت محبته دوما تفيض على اصدقائه