بيان صادر من الأتحاد الكلداني الأسترالي في فكتوريا
تمر علينا هذه الأيام وتحديداً في 16 من أيلول من كل عام، ذكرى مأساوية دموية رادفت شعبنا الكلداني في عقر داره (قرية صوريا)، تلك القرية الكلدانية المسالمة المتآخية مع الشعب الكردي.
سكان القرية منذ زمن طويل يتعايشون بسلام ووئام وأنسجام، كعائلة واحدة تقاسم لقمة العيش بمحبة دائمة، بعيداً عن البغض والكره، كما تجمعهم الألفة والحنان فيما بينهم ومع سكان القرى الأخرى، بغض النظر عن أنتمائهم الديني والأثني والقومي، بكل حب وحنان ومحبة أنسانية متطورة لا مثيل لها، في هذا الزمن الرديء المبني على حب الذات والمصالح الشخصية والولائات العشائرية والنزاعات القومية.
تفاجئت القرية وسكانها المسالمون الطيبون، بكابوس القتل الهمجي بدم بارد في 16 من أيلول عام 1969، محدثاً زلزالاً دموياً بشرياً لم يرحم أحداً من سكانها المسالمين، حيث أستخدمت نيران رشاشات أوتوماتيكية قاتلة، أدت ألى أستشهاد النساء والرجال والأطفال، بحصيلة 38 ضحية من ضمنهم القس حنا قاشا كان ضيفاً زائراً للقرية، ومعه مختار القرية وأبنته الشابة ليلى، وهي تحاول منع الجلاد القاتل الضابط عبد الكريم الجحيشي الذي جمع سكان القرية في حضيرة للحيوانات، وأطلق النيران عليهم دون أستثناء، فكانت بحق مجزرة دموية بشعة.
كما هو معلوم نحن كلدان ملبورن من الأتحاد الكلداني الأسترالي واتحاد الكتاب والأدباء الكلدان والرابطة الكلدانية بعد تأسيسها، نقوم بأحياء ذكرى المجزرة الدامية في كل عام وبالتاريخ المعلن 16 أيلول، واليوم هو الذكرى 51 للنكبة الأنسانية لصوريا. ندعو حكومتي الأقليم والمركز بأنصاف الضحايا، وأكمال مشروع مقابرهم في صوريا مع حقوق ذويهم، بموجب حقوق الشهداء حيث دفنوا في مقبرة جماعية حينها.
وبسبب الظروف الحالية الصحية المعقدة (كورونا) في ملبورن، لم نتمكن من القيام بواجباتنا الأنسانية لأحياء الذكرى الخالدة، وعليه نعتذر لشعبنا الكلداني، ولأبناء وبنات صوريا المنكوبة بعدم أستطاعتنا تنفيذنا لواجباتنا القومية والوطنية والأنسانية.
الأتحاد الكلداني الأسترالي في فكتوريا
14\09\2020
