المحرر موضوع: في زمن الإدمان على الضجيج  (زيارة 895 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abdalla_maroki

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 13
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                   في زمن الإدمان على الضجيج
للمثقفين الذين كانوا بالأمس يتطلعون إلى المنظمة الأثورية تطلعهم إلى الأمل المنشود لإنقاذ الشعب الأشوري من الفراغ ة الانهيار والزيف و التجزئة و أصبحوا اليوم يتسابقون  في رفع أصابع الاتهام في وجهها ولا يتورعون – في غمرة غيرتهم عليها و حز نهم لما أصابها – عن تحميلها أوزارا كثيرة لا تدخل ضمن نطاق مسؤولياتها وعن أثقال كاهلها با خطاء  لا حصر لها  ولا عد , بعضها من صنع الظروف الموضوعية وبعضها نتيجة تهاون فئة المثقفين بالذات , و بعضها نتيجة لعوامل محلية ذات إبعاد أضخم بكثير من إن تقارن بطاقات المنظمة الأثورية وقدراتها المحدودة .
للرفاق والعناصر الذين هلل معظمهم  للمنظمة الأثورية  وكبروا لها من بعيد حين بلغت  أوجها و سكتوا عن أخطاءها  التي يعرفونها جيدا واكتفوا  بالتالف والتأييد و لم يحاولوا أن يعقدوا الصلة النضالية المطلوبة  معها و أخفقوا كل الإخفاق في إن يدعموها على المستوى الجماهيري , و أهم من كل ذلك وأقسى منه : لم ينجحوا في تقديم  مثل جيد  لها في صلابة النضال ووحدة الصف ووضوح الهدف .   و حين  تأزمت أوضاع المنظمة ودخلت  مرحلة التراجع الخطير انبرى من يتهمها منهم بأنها ابتلعت دورهم و طغت عليهم , ولذلك لم تستطيع هذه القوى أن تساندها حين بقيت بدون كوادر مثقفة, و الانكى من ذلك أن هذه التسويفات انطلت على  بعض  الضعفاء و اخذوا يرددونها في غمرة انجرافهم مع موجة (النقد الذاتي ) التي انقلبت إلى تنفيس للنزعات المازوشية  المكبوتة   التي لا يستغرب و جودها عند شعب كالشعب الأشوري لم يشهد يوما مشرقا طوال الفترة التي تسمى عادة بالأزمنة الحديثة .
للجماهير الأشورية التي أغرقتها وسائل الإعلام ببحر من المبالغات  و التناقضات و التلفيات وتلاعبت  بعواطفها و استغلت نبلها و طيبتها , و في جميع الحالات إرادتها إن تكون عنصرا سلبيا غير فاعل و لا شأن له  بتقرير  الأمور  و إحداث ذات أهمية أساسية  يتم  التخطيط لها و تنفيذها في غيبته الكاملة بلا مواربة ولا لبس لا بد من العودة إلى الجماهير صاحبة المصلحة الأولى ولابد من التأكيد على أنه من العبث الحديث عن الصمود و البقاء  و أذا لم  يتيح لها أن تقول  كلمتها وان تكون عنصرا فاعلا يمتلك حق التقويم و التقرير و النقد
و بالنسبة للمنظمة الأثورية لم يعد الصمت ممكنا .  لقد حاول الكثيرون الإصلاح من الداخل و صمتوا حين كانت  الأبواق ترتل  الأنغام و الأناشيد لهذه الجهة أو تلك  و لم تكن النتيجة  سوى إمعان الصيغ القيادية  في الخضوع  للعوامل  المحيطة  بدلا  من التمرد  عليها  و محاولة  التحكم بها  أو تعديلها  للصالح العام .
وإزاء  هذا الوضع  لم يعد من خيار سوى اللجوء إلى القوى  الضاغطة  للجماهير حتى تتم  عن وعي  و إصرار ممارسة ضغوط منظمة و هادفة  وملتزمة من شأنها  أن تساند القوى  المتحفزة في داخل  المنظمة  الأثورية الظامئة إلى تحقيق مفهوم  قومي  شريف وتقويم المسيرة و تبني إستراتجية طويلة المدى .

عبدا لله ماروكي

القامشلي -سوريا