المحرر موضوع: اغتصاب  (زيارة 628 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف الموسوي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1150
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اغتصاب
« في: 21:45 20/10/2020 »

اغتصاب
حسام أبو العلا

اللوحة: الفنان العراقي يوسف الموسوي

كانت أمي صارمة وعابسة ونادرا ما كانت تبتسم، بينما كان أبي نبع الدفء والحنان، ويخبئني في حضنه عندما تستشيط أمي غضبا وتحاول الفتك بي من أرائي التي لا تروق لها.. كانت تتهم أبي بأنه سيفسدني وشقيقاتي بسبب طريقته في تربيتنا.. ورغم حبي الشديد لأبي إلا أن ما كان يغضبني منه ضعف شخصيته أمام أمي التي كانت الآمرة الناهية في البيت..

بعد ظهور ملامح الأنوثة الطاغية على جسدي تودد لي شباب الحي وبدأ عدد كبير منهم يطرق باب بيتنا لكنني رفضتهم جميعا فقد كنت اتمنى الانتهاء من دراستي الجامعية، ولكن حدث ما كنت اخشاه إذ اصرت أمي على زواجي من ابن إحدى قريباتها.. رجوتها أن تنتظر حتى انتهى من دراستي وبأن تكتفي بالخِطبة لأعرف طباع العريس جيدا لكنها رفضت بحجة أنه جاهز من الناحية المالية، ووعدتني بأنها ستشترط عليه قبل عقد القران بأن أكمل دراستي.

بكيت بحرقة وأنا احتضن أبي انتظرت منه كلمة يوقف بها جبروت أمي لكنه اكتفى بأن يكفكف دموعي.. لم ترق أمي لانهياري وأصرت على اتمام الزفاف وخلال أسابيع رحلت عن مدينتي الساحلية وانتقلت إلى منطقة جديدة غير مأهولة بالسكان على أطراف العاصمة.. وفي الليلة الأولى وبعد دخولي غرفتي وقبل استبدال فستان الفرح وجدت زوجي يشبه الوحش الكاسر ينقض علي لافتراسي لم يمهلني لأعبر حاجز الرهبة والخوف وفض عذريتي بعنف.. وبعد أن التقط أنفاسه واستجمع قواه عاود اغتصابي بقوة.. ارتعدت فرائصي وحاولت الهرب منه وانزويت في أحد أركان الغرفة لكنه بمنتهى القسوة كرر فعلته للمرة الثالثة واصم أذنيه عن صرخاتي من الألم..

بعد هذه الليلة المشؤومة التي تجردت فيها من آدميتي رغما عني.. باتت أصعب لحظاتي عندما يختلي بي زوجي.. كنت امنحه جسدي بينما قلبي يبغضه وروحي تنزف ألما.. قررت الانفصال عنه فلم أعد اتحمل هذا العذاب لكنني استسلمت لمصيري عندما تخيلت عودتي لمصيدة بطش أمي.. حينها قررت أن أكمل حياتي في انتظار رصاصة الرحمة..

سعى زوجي للإمعان في تملكي بمنعي من إكمال دراستي وتنصل من وعده لأمي فهددته بترك البيت لو لم يحقق رغبتي فوافق على مضض، ورغم أني كنت حاملا في طفلي الأول كنت أذهب إلى الجامعة وأعود سريعا لأجهز الطعام حتى لا يتهمني بالتقصير، وانتهيت من دراستي بتفوق، وبعد ترقيته بدأ يغيب فترات طويلة في العمل ويأتي في نهاية الليل، واقتصرت علاقتنا على حقوقه الشرعية في الفراش، وإعطائي المبلغ الشهري المخصص لنفقات البيت، استمر على ذلك عشرة أعوام وخلالها انجبت طفلين، ورغم انشغالي بالبيت والطفلين كنت اتمنى الحصول على فرصة عمل لأحقق ذاتي.. رفض زوجي بشدة فكرة العمل وتأجلت الفكرة حتى جاءت فرصة في تخصصي وبراتب جيد قبلتها دون أن أخبره وكنت أرتب وقتي ما بين العمل والبيت خصوصا بعد أن انتقل إلى فرع بشركته في مدينة أخرى..

مرت شهور وهو لا يعلم حتى عاد فجأة من السفر ولم يجدني بالبيت فاتصل بي منزعجا عن سبب غيابي، في طريق عودتي كان في نيتي مصارحته مهما كان رد فعله وما أن علم حتى ارتفع صوته وخيرني بين الاستمرار في العمل أو الطلاق بدون تردد اخترت العمل الذي انتشلني من البقاء أسيرة لرغباته.. بلع ريقه بصعوبة وزاغت عيناه فلم يتوقع ردي الحاسم.. هرول سريعا للاتصال بأمي التي جاءت في اليوم التالي حينها فجرت في وجهها بركان غضبي وأبلغتها بانها لن تتحكم في مصيري مجددا، هددتني بمقاطعتي فصمت.. وذهبت وتركت المشكلة معلقة.. وبعد إصراري على موقفي رضخ زوجي ووافق على استمراري بالعمل ثم سافر للعمل بالخارج.

حققت قفزات في عملي وتم تكليفي بمنصب جيد.. كان «نادر» مدير مكتبي يحظى بقبول كبير لطبيعة شخصيته الجذابة.. كانت نظراته التي تخترق جسدي تكشف ما يعانيه من حرمان.. كان يصغرني بعدة أعوام لكن لم أقاوم شخصيته الساحرة كان يعاملني برقة لم أعتدها.. التقينا خارج العمل في حفل نظمته جهة العمل.. واصابتني قشعريرة عندما طبع قبلة على يدي أثناء استقباله لي.. تمنيت لو كانت هذه القبلة على كل جزء بجسدي الذي يفتقد إلى الحنان.. تعلقت به وحطمت قيود المنصب والسن.. وأخبرني أن ظروفه الاجتماعية القاسية ورعايته لشقيقاته بعد وفاة والده لم تمكنه من الزواج.. حديث ليالينا الجميلة أشعل قلبي اشتياقا له.. ولم اجهد عقلي في عناء لتفسير هل اهتمامه رغبة أم حبا؟.. كنت سعيدة بحنانه ودفء مشاعره..

لم تكتمل سعادتي بالقرب من نادر فعاد زوجي من الخارج في إجازة طويلة وعاد لاغتصاب جسدي، كنت انتظر الصباح لأذهب إلى العمل لأتحرر من احتجازي رهينة تؤمر فتطيع.. ثم سافر زوجي وبدون تفكير تخليت عن وقاري وطلبت من نادر أن نلتقي كنت اشتاق إليه واتمنى لمسة من يديه لتمنحني دفئا لم أشعر به إلا معه.. سيطر الحب على قلبي وبات ما يشغلني أن التقي بالحبيب الذي فجر أحاسيسي ومشاعري.. ثم سلمته جسدي، وللمرة الأولى أشعر أنه بإرادتي بدون اغتصاب.. تخيلت أنني تملكت السعادة التي أنشدها بعدما عشت شهورا في عشق وغرام.. لكن سقط قناع «الصائد الماهر» عندما هددني بفضح علاقتنا وطلب مبلغا كبيرا من المال، كدت أفقد وعيي من هول ما أصابني من صدمة.. أمهلني أيام لتدبير المبلغ ووعدني بالاستقالة من العمل والسفر إلى الخارج وأخذ كافة الضمانات حتى لا يعاود ابتزازي.. الرعب من الفضيحة التي ستلحق بأهلي وأسرتي أصابت تفكيري بالشلل.. لكن كان لابد من دفن هذا العار سريعا قبل أن تفوح رائحته.. بعت مصوغاتي وسيارتي وسلمته المبلغ.. ولم يرتح قلبي إلا عندما تأكدت أنه استقال من العمل وغادر إلى الخارج.. كان درسا قاسيا استفقت منه على جرح دام.. بعد شهور عاد زوجي لقضاء أجازته السنوية.. وللمرة الأولى منذ الليلة المشؤومة أسلمه جسدي راضية قانعة باغتصابه..