المحرر موضوع: حملة ضد التطرف الاسلامي انطلاقا من باريس وبيروت!!  (زيارة 684 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حملة ضد التطرف الاسلامي انطلاقا من باريس وبيروت!!

أوشــانا نيســان

منذ أن هزّ الانفجاران المدمران قلب بيروت  قبل 79 يوم، والانهيار الواضح في البنيّة التحتية لجميع المؤسسات الادارية والخدمية للدولة اللبنانية،زار السيد ماكرون بيروت بعجالة وأكد على ضرورة أعادة لبنان الى المسار الصحيح. حيث فرض السيد ماكرون شروط إصلاحية على رئيس الجمهورية ورئيس حزب الله اللبناني. الأمر الذي وقف وراء فشل جميع جهود ومحاولات حزب الله في تهميش دور ومكانة السيد سعد الحريري.
اليوم وبعد أقل من 24 ساعة حدث ما كان غير متوقعا في العاصمتين باريس وبيروت.  " أن الحريري هو مرشحه ومرشح كتلته النيابية ( كتلة التنمية والتحرير) لرئاسة الحكومة "، يقول السياسي  اللبناني -  الشيعي المحنّك ورئيس البرلمان اللبناني السيد نبيه بري قبل 34 يوما. في حين وفي نفس الوقت  تصّركتلة "حزب الله النيابية" في المقابل على الابقاء على لبنان مشلول لاحول له ولا قوة ذلك من خلال إعلانهم:
" أن كتلة " حزب الله النيابية لا ترشح أي أحد لمنصب رئيس الوزراء الجديد"، أنتهى الاقتباس. وكأن قيادة حزب الله مرتاحة جدا بغياب الدولة ومؤسساتها، ولاتريد المشاركة في أي مشروع سياسي لإنقاذ هيبة الدولة اللبنانية من دون التفكير بالاوضاع الاقتصادية السيئة التي تمر على كل لبناني ولبنانية. الاعتراف الذي يثبت، أن أجندة حزب الله اللبناني لا تحمل ولو بند أو فقرة من فقرات الاصلاح وتحسين الحالة الاقتصادية للمواطن اللبناني. رغم أن قيادة حزب الله اللبناني أثبتت للعالم كله، أنها مستعدة لبيع لبنان من أجل بقاءها. أذ على سبيل المثال لا الحصر، ينخرط قائد المقاومة هذه الايام "بنفسه" في ترسيم الحدود بين لبنان والعدوة أسرائيل بدلا عن السيد ميشال عون. فالحزب الذي تعود أن يهدد عاصمة اسرائيل بصواريخ بعدما حول الجنوب مصنعا لصواريخه وعتاده، بات اليوم يطلب صك البراءة من إسرائيل.

وفي باريس يختصر الرئيس ماكرون تفسيره لما جرى في باريس وبيروت بقوله:
" أن المذنب ( يقصد القاتل الشيشاني الذي ذبح مدرس التاريخ والجغرافيا) معروف هو الاسلام السياسي الذي يدعم منهجيا تفكيك الجمهورية... وأن مدرّس التاريخ الذي قطع رأسه الجمعة الماضية، قتل لآنه كان يجسّد الجمهورية، مؤكدا في الوقت نفسه، أن بلاده لن تتخلى عن رسوم الكاريكاتير...الاسلاميون يريدون الاستحواذ على مستقبلنا ويعرفون أنهم لن يحصلوا على مرادهم بوجود أبطال مطمئني النفس مثل صامويل باتي...وأن المدرس قتل بيد "جبناء" لآنه كان يجسد قيم العلمانية والديمقراطية في الجمهورية الفرنسية"، أنتهى الاقتباس.

الرؤية المشتركة بين ما جرى في كل من باريس وبيرت، يمكن وصفها بتنامي صحوة الإسلام السياسي وتياراته الاسلامية المتشددة في بلدان الاغتراب منذ 11 سبتمبر 2001 ولحد الان. والفرق الوحيد بأعتقادي يكمن وراء الإجراءات "الغربية" وعلى رأسها الإجراءات التي اتخذتها زعيمة العالم أمريكا مباشرة، في غزو أفغانستان وتدميرسلسلة من كهوف " طورا بورا" بأعتبارها المعتقل الرئيس لأسامة بن لادن وأنصاره  أنذاك
 في حين لم يتردد السيد ماكرون في وضع النقاط على الاحرف وينطق بقوله  المذنب هو الاسلام السياسي.

في حين وحسب متابعاتي لما يجري في بلدان الشرق والغرب باعتباري صحفي ومتابع جيد للمستجدات السياسية بأستمرار، فإن المتابع بإمكانه التفريق بين التطرف والتطرف. وأن معظم الجرائم التي حصلت بانتظام خلال العقدين الأخيرين مصدرها رؤية إخوانية جديدة لتغيير ملامح التنظيم الدولي وآلياته عالميا ولا سيما بعد فشله في عقر داره في مصر. أذ للحق يقال وانا شاهد لما اكتبه، أن الاخوانيين في جميع بلدان الاتحاد الاوروبي، نجحوا في استغلال غباوة الحاكم الأوروبي وايمانه المطلق بالتنظيمات الجماهيرية، نجحوا في تحويل تنظيمهم الى أخطر جماعة وأكبر الجماعات نفوذا في العالم. أكتب وأؤكد على نعت الحاكم الغربي بالابله والغبي وغير المطلع، وألا كيف يمكن لمنظمة فشلت في الحصول على موطئ قدم واحد في ثرى مصر العربية موطن السيد حسن البنأ والسيد القطب، لتصبح حسب صحافة الغرب أكبر وأخطر منظمة إسلامية في العالم.