الاستاذ رعيانا المحترم
تحيه طيبه
أكادأجزم القول بأن ما جاء في مقالكم من تعليلات ومسببات لتراجع الحاله الفكريه تحت وطأة العمل الحزبي هي صحيحه إن لم أقل دقيقه, ومصيبتنا مع هذه الحاله هي انها قد اصبحت سمه عصريه معيبه وصل بنا الحال الى احتسابها شطاره, مهما يكن أنا ايضا أراها تنطبق على كافة الاحزاب العراقيه ولكن بدرجات متفاوته تحددها عوامل يشترك في اغلبها الكبير والصغير والعتيق والجديد بنسب متفاوته , والدليل ستلقاه حتى عند الذي ينسلخ وينشق تحت حجة تصحيح الموجود لكنه لم يسلم في ممارساته وخطاباته من ذات العلّه التي بسببها راح يشكّل هذا الحزب او ذاك التيار لأنه بكل بساطه لم يستطع الإتيان بجديد يبرهن للناس مصداقية وحسن نواياه.
رابي العزيز رعيانا, لا احبذ المزايده على صدق نيتكم وعلى جهدكم ومنطقية طرحكم ,كمستقل تكوّنت لدي تجربه غير مريحه,اكتسبتها من خلال متابعاتي المتواضعه لبعض جوانب فعاليات ابناء شعبنا السياسيه, لا مجال هنا لاستعادة الخوض في تفاصيلها الطويله عدا كونها بحق مؤلمه ومخيبه , لكن دعني أؤكد لك باني فرضاً ذهبت الآن بمقالكم هذا وليس بمقالاتي وأحاديثي السابقه الى اي لقاء يجمع حزبين او ثلاثه من احزابناعلى طاولة , هل ستستغرب لو قلت لك بان البعض منهم سيقول عنك بانك بطران تغرد خارج السرب بعيدا عن مراعاة الواقع القائم؟, والبعض الآخر سيجد في مجاملتك وتأييدك وسيلته الفضلى لالقاء اللوم على الآخر, وأخرون سيبدون استعدادهم التام لمواصلة حواراتهم (من اجل خدمة ابناء شعبهم!) بالنتيجه نعم نحن في نظر البعض نغرد خارج السرب وسنكون محظوظين لو صادفنا المبدع الذي يعتمد مصلحة شعبه معيارا مهما لديمومة مسيرة حزبه التي يؤسفنا القول بانها باتت مسخره لمصالحه الذاتيه .
شجون هذا الموضوع رابي رعيانا العزيز, تتطلب كلاما طويلا لاشفاءالغليل, كل ما نتمناه من الناشطين السياسيين هو ان يعطوا لمصلحة شعبهم المسكين جزء قليلا من اهتماماتهم وليس استغلالها عيني عينك.
شكرا لكم
تقبلوا خالص تحياتي