المحرر موضوع: اكاديمي موصلي يستكشف اطلال كنيسة تاريخية مهجورة في جنوب شرق الموصل  (زيارة 432 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37779
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اكاديمي موصلي يستكشف اطلال كنيسة  تاريخية  مهجورة في جنوب شرق الموصل

عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد

 اكد رئيس قسم الاثار في كلية الاثار بجامعة الموصل انه قام مؤخرا برحلة  استكشافية لتتبع احد اقدم اطلال كنيسة  تقع  في جنوب شرق  مدينة الموصل  بالقرب  من ناحية القيارة ..وبين الدكتور عامر الجميلي في اتصال هاتفي مع موقع (عنكاوا كوم) انه قام قبل بضعة ايام برحلة لاستكشاف وتحقيق  مواطن الآثار والحضارة / التلول الأثرية ضمن قرى قاطع قبيلة السادة السبعاويين على الضفة الشرقية لنهر دجلة ، العائدة لناحية القيارة جنوب شرقي الموصل :

حيث تم،اكتشافه  لما يعرف ب ( بيعة يوسف ) - كنيسة -  حيث ذكر قدامة بن جعفر في كتابه الخراج وصنعة الكتابة أن فيها بيعتان وأبيات للنصارى ،  وجميعها لأتباع كنيسة المشرق النسطورية السريانية )

قرية باطرطر ܒܛܪܛܪ ( قرية مطنطر - ادويزات فوقاني /  تل شبدخي / تل گنصه  كمازار الجميلي

حديثة الموصل : موضحا بان نشأة حديثة الموصل في الحقب السابقة للفتوحات الإسلامية ، حيث كانت مرعيثاً أو اسقفية / أبرشية مسيحية تتبع الكنيسة النسطورية ، وكانت هذه الإدارة الدينية تتبع مطرانية حدياب بالقرب من الزاب الأسفل جنوب غربي أربيل ، ثم ازدهرت في العصور الإسلامية المتقدمة ، وذلك حينما قام بعض ولاة الموصل الاوائل بتمصيرها ، بعد أن أسكنوا فيها بعضاً من قبائل الأزد و ربيعة . حيث عدت معسكراً للجند ومنطلقاً الفتوحات الإسلامية إلى أذربيجان وإرمينيا ، و ازدهرت في العصرين الأموي والعباسي ، حيث كانت محجاً للخلفاء العباسيين عند قدومهم من بغداد واجتيازهم بها قبل وصولهم للموصل ، على الرغم من أن احداثاً عصفت بها في العصر العباسي الاول والفترة الحمدانية حيث اتخذها خوارج تلك الفترة منها دار هجرة لهم بعد انتشار مذهبهم فيها  ، وسكتت المصادر التاريخية عن إيراد اخبار لها بعد سقوط الخلافة العباسية ببغداد ، اي في حقبة الإيلخانيين المغول وما تلاهم .

وتشير المصادر التأريخية إلى قيام هرثمة بن اعين بتوسيعها والاهتمام بعمارتها فقيل له انها تسمى (حذتا ܚܕܬܐ) أي : الحديثة بالسريانية فقال سموها الحديثة، كما تشير بعض المصادر إلى ان سكان حديثة الانبار ، قد هاجروا اليها ، وحملوا اسمها إلى موطنهم الجديد ، وذلك لمّا وليهم ابن الرفيل ، أيام الحجاج بن يوسف الثقفي ، والي العراق على أيام الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان ، فعسفها فبنوا فيها مسجدا وسموها الحديثة ، وتقوم على انقاض حديثة الموصل اليوم (  قرىة السلطان عبدالله ) و  ( خرائب النگار ) و ( قرية تل الشعير  ،  شخير )  قبالة ناحية القيارة شرقي دجلة  .

وتابع الجميلي بان قرية  باطرطر / باترتر / ترتار / بيت – ترتر ܒܝܬ ܬܪܬܪ قرية كانت من اعمال نينوى ،  في شرقي الموصل ،  وردت مصحّفة في كتاب تاريخ الموصل لابي زكريا الازدي ،  الذي حققه الدكتور المصري علي حبيبة ، فضبطها بصيغة ثرثار ،  كما  تصحف النص لدى المحقق المصري ،  لكن النص الدقيق هو كما صححه الباحث السرياني يوسف جرجيس ألطوني كما يأتي : " وممن سكن الموصل ، ولد مالك بن فهم ،  ثم ولد عدي بن عمرو بن مالك وبنو ثوبان ، وهم أهل باساطا ، .. فنزل قرية ، يقال لها ترتار ،  وسفطا وبحواثا والعروبة ، من اقليم نينوى " .

كما ورد ذكرها في كتاب الرؤساء لـ توما المرجي من القرن التاسع الميلادي في معرض حديثه في الفصل الثالث عشر عن واقعة ريح السموم والمجاعة التي حدثت ايام الطوباوي القديس مارن عمه, والآية التي اجراها بعصاه, بعد ذهابه الى حصن عبرايا (الموصل) وطوافه فيها طالباً الصدقة من المؤمنين ليقيت اليتامى والمساكين الذين في مقاطعته (حدياب) ، ولما جمع فضة كثيرة وخرج ليعود ،  سبقه الى بيث ترتر في ضواحي نينوى بعض اللصوص, رقبوه من الموصل وكمنوا له في وادٍ يرصدون مروره ، ولما مر وهو ينشد مزموراً عرفوا أنه ليس حاملاً شيئاً ولما دخل تلاميذه ذلك الوادي, انقض عليهم السراق وأوقفوا دوابهم. فاستغاث به التلاميذ, فالتفت واذا باللصوص يتهيأون لسلب كل ما عندهم, فقال لتلاميذه: "اعطوني عصايا" ولما ناولوه اياها, شد عمامته في رأس العصى وقذفها نحو السماء بحدة وشرع يبكي قائلاً: "مَلّت نفسي في جهادها ،  وما أكثر ضيقاتي, فكم هي أيامي ولا تنقلني فلا أرى السيئة ،  فهو ذا المال الذي استعطيته للمعوزين أسلمته بيدي الناهبين " ، فإذا بالعصى ترتفع بين الأرض والسماء ، ثم هب عليه نسيم عليل وبدأت شرارات نار تتطاير من حواشي العمامة وترشق وجوه السراق, ولما رأوا هذه الاعجوبة حل بهم خوف شديد وارخوا اياديهم عن البغال ،  وجاءوا يطلبون الصدقة مخذولين وهم قائلين: "أيها الطوباوي ،  احسبنا نحن أيضاً مثل أولئك المساكين الذين تنقل إليهم هذه الفضة ، وأعطنا منها صدقة ،  لأننا إنما فعلنا ذلك لفرط الجوع" فأمر تلاميذه أن يعطوهم شيئاً ، وعاد اللصوص القهقرى ،  أما هم فساروا في طريقهم فرحين ، ولما أتوا الى مركز الابرشية صاروا يذيعون على الملأ الأعجوبة التي صنعها الطوباوي
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية