المحرر موضوع: على ضفة نهر (( هواجس مُغترب))  (زيارة 400 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل jean yazdi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 84
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
على ضفة نهر
 (( هواجس مُغترب))
..................
و يحدث ان تصبح أرواحنا المثقلة بالكثير
 كسفينة في وسط عاصفة ... نرمي منها غير
الضروري كي لا تغرق .
فقد كنا نعيش في شرودٍ سرمدي حتى
 لطمتنا رياح الحرب..
وعَلت موسيقى المدافع على ضفة ذلك النهر
إستيقظنا من شرودنا و غادرنا
تاركين خلفنا أقوام حربائية  لم نعلم ماذا تريد
يقدسون  في معتقدهم قطعة الخبز
و لكن يحرقون حقول السنابل..!
حتى مضى بنا الحال بأننا لا نحيا كما نشاء
فكل ما يحصل لا نحبه
و كل ما نحبه لا يحصل..!
لنقف حائرين في منتصف النص
بين عبارة ..لسنا بحاجة أحد ..
و بين ...لقد اتعبنا الترحال و قتلتنا الوحدة.
فلا حياة الخراب تناسبنا و لا العيش هنا
 على الذكرى والسراب.
كم هي قاسية ان تُحكم حياتك من قبل الغير
بعبارة ...نقطة إنتهى...
و هذا ما جـرى .!
لقد تراكمت التنهيدات كالكثبان الرملية
و الترحال أطول من غباء مُتدين متعجرف..!
لنُدفن في أرضٍ لم نكن نعلم خارتطها
بعيداً عن الصلبان التي دفنت على ضفة النهر
و بعدها  بكت المأذن نادمةً على أخيها العدو.
ونحن نندم على وطنٌ حروف رايته مهجورة
في مجلس الأمم.
مذ نام كلكامش حسرة على موت أنكيدو.
هكذا  نعيش المجهول  ..!
و ياليت  هذا المجهول يكون كما في الرياضيات..!
و لكن الغربة تقول ..كما قالت العنكبوت للذباب
أهلاً بك في الأدغال.
فأرجوك يا أنا ... دع ثرثرة هواجسك التي
 تؤرقني... بعيدة عني  هذه الليلة
و لا تقنعني بالحمد و الفرج و أشياء مثيلاتها
دعني أحتسي كأس النبيذ بهدوء
كم أحب كأس النبيذ الذي ينسيني..
كم أكره كأس النبيذ الذي يبكيني ..
و أمضي ما تبقى من الليل كحارسٍ ليلي
لا يحرس شيئاً...
كأخرس يغني لجمهور أصم...
فقط الشغف يبقى على ضفة ذلك النهر.
     __جان يزدي__
جان يزدي