المحرر موضوع: حياتنا كالكرة  (زيارة 520 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حياتنا كالكرة
« في: 01:26 24/11/2020 »


* حياتنا كالكرة


كريم إينا

أصفّي الحمرة من القبلة
كي أضمّ الفراشات تحت إبطي
وأقلبُ النجوم كفنجان قهوة
لتفصح العرافة عن بختي
الرسوم على الجدران تزول
ولكن إلتماع خطوط يدي لا يزول
كلّما أنظرُ إليك لا أبصر
وكلما أزرعُ حباتك تكبر
فتصيرَ شجرة وارفة
تنامُ طيور السماء في ظلّها
فالشجرة كالوالدُ والأطفال أغصانها
اليوم ممطر
لأنّ سمائي السابعة حمراء وسوداء
***
دعيني أشربُ ممّا تعصرين
وألبسُ ممّا تنسجين
كلّما أعثرُ على خطواتك
تشهدين أنّي ملاّحٌ أمين
إمنحي لي ثمرة حبّك
كي أمنحك تفاحة المعرفة
لتفرقي بين الملائكة والشياطين
أنا قدّيس السياسة ... غاندي المسكين
أثور على القيم البالية
القادمة من بطن تنين
التي تحاولُ أسر شعبي
وإيقاعه في الظلمة
بعيداً عن ضوء الشمس المنير
***
في هذه الحياة من دونك
ليس لدي شكوى
أنا سعيد لأترك قلبي
بين عينيك
قلبانا يرتجفان
بحاجة إلى الدفىء
أمام عتبة بابك
***
جميلٌ عزفك
وأجملُ من ذلك
مقطوعتك الموسيقية التي
لم تعزف بعد
وأجملُ التفاهات
التي لم تخرج من فمي
سأمرّ على أصص النسناس
ربّما تمرّ نحلة قلبك
لتشمّ رائحة مروري
عندما تبتعدين أبصرُ ما تشعرين به
وعندما أضعُ مزهريتك على الأرض
تخرجُ منها ذكريات عابرة
تدغدغُ فوضاي المشتعلة
لم أزل داخل جسدي
أفكرُ في نفسي  كيف دهشتي تكسرُ المألوف؟!
وكيف البياض جعل النحلة تستقرُ
على زهرة اللبلاب خاصتي
سأمنحك أمثالاً بجمل قصيرة
تستندُ إلى خبرة طويلة
إذا رأيت وهج ضوئي فإتبعيني
وإن كذبتُ عليك فصدقيني
الحب لعبة الكرة نشتركُ فيها أنا وأنت
مرة أقذفك ومرّة تقذفيني
  فإمّا أن أخسر أو تخسري أنت
أو كلانا نخسرُ معا
حياتنا كالكرة نقذفً مرّة بعيداً
وأحياناً ندخلُ المرمى
أنا وأنت نقترفُ حماقات
لأن حبّنا أعمى
الحب لا يقتلنا نحنُ العاشقين
بل يجعلنا بين الحياة والموت  معلّقين

إنّ حبي لك جعلني أخترع
هواءً نقياً ينقذك عند الإختناق
وسأحرق أناملي كي أضيء لك الطريق
وسأمتصّ حزنك عندما تعثرين
ذبل النرجسُ في وجنتيك
لا تنكري أنك حورية
كلّما أقتربٌ منك
تغرّدُ المياه صفيراً
تخطيت أجنحة الشمس
بمقلتيك المشعتين
أسلمك للرياح وألتمسُ منك البصر
من أين جئت يا حوريتي الهائجة؟!
فهيجت شرايين دمي الراكدة
أشغلتني بإلتفاتتك المحمومة
وهي تمخرُ عباب الموج الغاضبة
من يملك عيناً لا ينام؟
ومن يملكُ قلبا قد يسري فيه الغرام؟
كان لي بومةً كبيرة
وبلبلٌ صغير
تتحاينُ الفرص لإصطياده كلّما يطير
كان لقطتي الحلوه ذيلاً طويل
يُشيرُ لصاحبها وهو يميل
كان لي جرذاً قبيحاً وحقير
يأكلُ ممّا لا ينتجُ
يتلفُ المزارع والمحاصيل
كان لي قبّعة تغطي صلعتي
وذو الشعر لا تجلسُ أو تستكين
أنا أجملُ صديق لنفسي أنتقي
وندامتي في الإنتقاء جميل
نحنُ نثرثرُ ولا نسكتُ
ولا يسدّ فمنا غير التراب ودوده المفسد
نحنُ العراقيين لا نسكتُ
لظلم يتفشّى في بلادنا ويقعد
لا أنفخُ في قراب جيراني
إذا الجيران لا ينفخون في قرابي
حياتنا كالكرة تطولُ مخالبها على
من يحكّهُ الألم
لا يستطيعُ ردّ هجمتها
إلاّ الذي يرفعُ العلم
..........................................
* القصيدة منشورة في جريدة العراقية الإسترالية العدد (773).