المحرر موضوع: رحلة الى موروثنا المنسي في دور النشر العالمية مع المُستشرق البريطاني العلامة إرنست بدج ( Sir Ernest Alfred Thompson Budge ) الجزء الثالث  (زيارة 954 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمير لوسيا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 47
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رحلة الى موروثنا المنسي في دور النشر العالمية مع المُستشرق البريطاني العلامة إرنست بدج ( Sir Ernest Alfred Thompson Budge )
الجزء الثالث


( رابعاٌ)
كتاب التشريح وعلم الامراض والمُداواة السرياني( Syrian Anatomy and Pathology and Therapeutics ) او كتاب الطب السرياني (the Syriac Book of Medicines (SBM
التقى بدج اثناء زيارته لبلدة القوش ١٨٩٤ شخصاً متعلماً بحوزته مكتبة صغيرة من المخطوطات وكانت احدى تلك المخطوطات التي جذبت انتباهه مع انها غير كاملة ملخص طُبي من القرن الثاني عشرفكان بدج متحمساً لها كثيراً فنسق على الحصول على نسخة منها على نفقته الخاصة ونشر بدج هذه المخطوطة مع ترجمة انكليزية ومرفق عام ١٩١٣ .
ويذكر Daniel King في كتابه The Syriac World (العالم السرياني) المنشور عام ٢٠١٩ نقلاً عن غريغوري كِسلْ Grigory kessel في الفصل السادس والعشرين المعنون الطب السرياني بأن حقل الطب السرياني هو ربما اقل المجالات استقصاءاً او اكتشافاً ضمن الثقافة الذهنية السريانية بالرغم من دوره الحاسم اثناء انتقال العلوم الطبية اليونانية الى العالم الاسلامي وينبغي ان يأخذ هذا الحقل مكانة خاصة جداً .
وعموماً فأن وصف الطب السرياني يركز على كل ما له صلة بالادب الطبي والفعاليات الاجتماعية للسريان المسيحيين خلال الفترة المُمتدة بين القرن السادس والقرن التاسع والذي كانت ابرز سماته الوسط الثقافي العام الا وهو اللغة السريانية الذي وحّد كل طلاب العلم من مختلف القوميات الإثنية الآرامية والايرانية العربية بالاضافة الى ان كل النتاج الادبي الطبي السرياني الفعلي كُتب خلال هذه الفترة و ويذكر kessel فيما يخص الطب السرياني بان كثير من المسيحيين الآراميين الذين عاشوا في الامبراطورية الرومانية في مجموعات كبيرة ضمن مقاطعات ذات ثقافة يونانية هيلينية كانوا ثنائي اللغة وكان لهم اطباء مُمارسون وان دراسة الطب لم تأت من فراغ حيث ادى تقديرهم لاهمية الطب اليوناني الى دخوله بيئة المسيحيين السريان .ويضيف بأن فاتح الشرق ساعد على تفسيراختراق ونشرالطب اليوناني في الشرق الاوسط وما بعده ولكن المرء ينبغي ان لا ينسى بأن المسيحيين السريان كانوا بما لا يقبل الشك المركبة التي نقلت هذه التقاليد الطبية المحلية.
ينقسم كتاب الطب السرياني الى ثلاثة اجزاء


الجزء الاول ينتقل بفصول مُتتابعة الى اعماق جسم الانسان مُبتدئاً بالراس ومنتهياً بالكلى وكل فصل يحتوي على تشريح ومناقشات مرضية وفقرات عديدة والتي افضل ما توصف بالاختصار الموضوعي( Thematic abridgment ) مُلخص محوري او موضوعي لاعمال جالين Galen الطبيب والجراح والفيلسوف اليوناني المولود عام ١٢٩ ميلادية .


الجزء الثاني يضُم انواع من النُذُر الفلكية وبعض اساسيات التنجيم ومعرفة بالتقاويم ( calendars ) وكذلك قياسات الاوزان وتنبؤ سنوي ودراسة التقاويم لتحديد الايام المؤاتية وادوات اخرى متعلقة بالصحة وحسن الحظ. وجدير بالذكر بان العلاقة بين الطب والتنجيم كانت قوية جداً فمنجمو القرون الوسطى القوا باللوم على انتشار وباء المرض على مجموعة خطرة من الكواكب ودرسوا حركة الاجسام السماوية الثقيلة كدليل على علاج المرضى .
ولم يلقِ هذا الجزء من الكتاب اهمية كبرى ولكن في الآونة الاخيرة كان قد حُلل من قبل الباحثة Stefanie M Randolf في اطروحتها لرسالة الدكتوراه في جامعة Ferie برلين (Ferie Universitat Berlin).


الجزء الثالث يُعرف نفسه كمقتطفات من كتاب الطب المحلي (The Book of local Medicines) الذي ترجم تحت عنوان كتاب الطب المَوْضعِيّ ( Book of Topical Medicines)

غير متصل Edward Odisho

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 132
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ العزيز نمير لوسيا
تحية من اعماق موروثنا المنسي وسمعتنا العالمية
قرأت موضوعك المطروح بوضوح ودلالة، اُعجبت بما وجدت فيهما ما نحتاجه لامتنا الكبيرة .
وجدت شيئا من ضالة كل مخلص لامته ، تلك الضالة هي :
وجدته بعد ان فتشت انا والكثيربن من باحثينا ، الا تصدق انها امر بسيط لكنه مغيب ،  الا وهو :اننا سريان اراميين” .
 مع تقييمي لموضوع مقالك الخبري الموسوم ، وجدته مُتداوَلاً في هكاري ، على لسان جدتي من مواليد ١٨٦٥ من قرية بلن ،التي تعود الى قضاءشرنخ وجولاميرك ... كانت تنادي زوجها (سورايا) ، وهو كان يناديها (سوريتا) .
ما اجمل هذه الكلمة على قلوب وحدويوا اُمتنا العزيزة، فضلوا سورايا وسوريتا على اسمائهما ببراءة.
كان هذا قبل ظهور محولات تسييس قضيتنا وتفصيلها على مقاس الصراع التأريخي للعداء اليهودي (مع احترامي للتسميات)النبوخذنصري وتقسيم الشرق الاوسط المنفط .
 كان ذلك تماما مثلما خرجت المواطنة من مواطنيها الى مليشيا انتقائية وسياسات الدوائر الكبرى الدينية والعلمانية الارهابية منهما (مع احترامي لمن ليس كذلك)
.
الامر المؤسف ان ان ما آلت اليها الامور منذ ظهور الخلافات الدينية والمذهبية والعلمانية المذكورة وعلاقتهما بالمصالح المادية الاقتصادية وما يضمره كل منهما ، كانت المسيحية في الشرق (المسيحية اليونانية ، والمسيحية الارمنية والمسيحية السريانية ) ورقة مساومة بين تلك الدول المتنفذة بتداخل حدثي مؤسف انتَهَجَ ميدأ الابادة والاخلاء، ذلك المذهب الذي تواصل باوامر كتابية دينية .
 هذه الامور صاحبت حاجة دول الحلفاء الى تفتيت هذه الكيانات .
الامة السريانية كانت الاقرب الى ينابيع النفط ، مما اضطر المتآمرين على امتنا بالذات الى اللجوء الي تفتيت وبعثرة وتشريد امتنا كان ذلك متزامنا مع استمرارهم لاخلاء جيواثني لسلب قراهم ومدنهم وارواحم واعراضهم واراضيهم وكرامتهم ووطنيتهم عند رجوعهم من غزواتهم ومقاومته للاستعمار .
اهتدى مفكريهم الى التعتيم على اهم  ما يملكه اباؤنا من مسيحيتهم وقوميتهم .
اذا استعرضنا الاحداث الشرق اوسطية التي عصفت بنا نرى بوضوح ان تاريخية تغيير مواقع تسمياتنا الحالية ودلالاتهم للتهجم على سريانيتنا وتفتيتها ، مصدره هو تلك المواصلة السيئة السيط .