عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - ليون برخو

صفحات: 1 2 [3] 4 5
1001
الأخ صليوا مارتن33

عيد ميلاد مجيد

لا علاقة لي بأبرشيتكم. انا اتحدث عن صرخة المطران سرهد جمو ان الثقافة المدنية والدينية الأصيلة والفريدة من نوعها للكلدان وكنيستهم هي في خطر مميت وأن هذا الخطر المميت مع الأسف يأتي من الجالس على قمة الهرم الذي تقع عليه مسؤولية أخلاقية وكنسية وإنسانية ان يحافظ عليها ويعززها ولكنه يفعل العكس عن سبق إصرار ليس اليوم ولكن منذ عقود.

لقد أدخلنا المطران سرهد بصرخته المدوية هذه وصوته الهادر في مرحلة لن تكون كما سابقتها ابدا لأن إما ان تعاد لنا ثقافتنا المدنية والدينية الكلدانية الأصيلة او لا يجوز لأي كلداني صاحب ذرة من الغيرة ان يسكت بعد اليوم.
 
الكلدان لم يكونوا في وضع خطير كما هم عليه الأن، وعليهم ان يستفيقوا ويستيقظوا قبل فوات الأوان.

والتاريخ سيدين كل من يسكت على الهوة المظلمة التي صرنا فيها في السنين العجاف الأخيرة.

وأخيرا انا لست في علاقة مباشرة مع المطران سرهد جمو، ولكن فتحت قناة غير مباشرة معه قبل اجباره على التقاعد وكانت ربما تنجح في لم الشمل ولكن صاحب المعول الهدام الذي ضرب ويضرب ثقافتنا المدنية والدينية الكلدانية في الصميم لا يعرف مبدأ الأخذ والعطاء ويلمس مقدار الأذى الذي الحقه بثقافتنا ويراجع نفسه ويسلم أمر الثقافة وأمر تنظيمها وإحيائها الى المختصين بها والمحبين لها لأن بدونها نحن زائلون لا محالة ولات ساعة مندم.

تحياتي


1002
قرائي الكرام

لقد ظهر بالدليل الدامغ، بعد ان شهد شاهد من أهلها، ان المقال هذا رصين مهنيا وصادق وواقعي وأن الأمانة الصحافية ترقى الى مرتبة القداسة لدي عند النقل من الأخرين.

هذا المقال الذي كتبته يمزج بين نقل المعلومة والتحليل والرأي – ثلاثة اجناس صحافية في آن واحد – الخبر، والتحليل، والرأي.

إذا السنين التي قضيتها في الصحافة لم تخني وليس لدي غاية في نفس يعقوب.

وأكثر من هذا ظهر ان الموقع الذي نقلت عنه، مها كان موقفنا منه، صادق ورصين وغير مشبوه ويذكر اين قال المطران ذلك وفي أي مناسبة وفي أي زمان ولماذا قال هذا. أي ان الموقع حاول الإجابة على أهم الأسئلة الخمسة التي نتصارع معها عند نقلنا للمعلومة.

بعد ان ظهر ان ما كتبته صادق ومن أكثر من مصدر (رابط ادناه)، أشكر الله انني لم أجهد نفسي سدا وأهدر وقتي على خبر مشكوك فيه ومن مصدر غير رصين لأن ظهر ان الخبر يقين وان المصدر رصين.

وهذا يمنح مقبولية لمقالي لأن التحليل والرأي الذي فيه والحقائق التي اذكرها والمعززة بالصور والروابط ليست دعاية مجانية لأحد ابدا لأن الطرفين لهما حصتهما من النقد الذي هو في محله ولكن يسمو على الكل الطرح الجديد للمطران سرهد جمو والذي يخص الثقافة المدنية والدينية للكلدان والخطر المميت الذي صارت فيه بعد ان أوقعها الذي يقع عليه واجب أخلاقي للحفاظ عليها في ما يشبه هاوية مظلمة وأزاحها وجلب محلها ثقافة مرتجلة دخيلة هجينة لا تمت وارثنا الثقافي والليتورجي الكلداني (الديني والمدني) بصلة.

وظهر ان معرفتي ليس الشخصية بل من خلال قراتي لخطاب الطرفين، اننا في ورطة كبيرة يحاول المطران جمو الأن جهده اخراجنا منها، بيد انه يتحمل أيضا جزءا من المسؤولية عن لماذا وكيف وقعنا في هذا الفخ المميت.

 قرائي الكرام،

نحن شعب على شفا الزوال والسبب لأن يقودنا الهواة. زعماؤنا الدينيون هواة والسياسيون هواة ونحن ككتاب هواة ومواقعنا الإعلامية ما هي الا مواقع هواة.

ما هو الفرق بين المحترف والهاوي؟

المحترف، كان سيعيد كتابة الموضوع او يحذفه او يعتذر في اللحظة التي يقدم فيه قارئ دليل وبرهان ان ما استند إليه في كتابة هذا المقال غير صحيح وأن المعلومة التي نقلها عن المطران سرهد غير صحيحة وأن الموقع الذي نقلها قام بتزويرها.

الهاوي لا يكترث حتى وأن اتى بمعلومات لم ينزل بها الله من سلطان في عدم صدقيتها.

هذا نحن. نحن لسنا شعب صاحب هوية مدنية ودينية. نحن شعب من الهواة. شعب يرتجل كل شيء وإن ظهر بطلان ما ارتجله فلا يكترث لأننا شعب من الهواة ونتصرف مثل الهواة والأصالة والصدق والأمانة ما هي الا الفاظ على السنة الهواة.

وسنة مباركة على الجميع.

=======
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,829191.0.html


1003
الأخ فاروق يوسف المحترم

عيد ميلاد مجيد وعام جديد بالخير والبركة عليك وعلى عائلتك الكريمة

اولا شكرا على الموضوع. الفقرة المقتبسة ادناه تهمني لأنها بمثابة وشهد شاهد من اهلها حيث تأتي بالدليل الدامغ ان صرخة المطران جمو او بيانه الذي لا سابق له في تاريخ الكلدان المعاصر جديد وصدر قبل حوالي أسبوع. وهذا يفند ما اتاني من نقد في غير محله ومن اتهامات باطلة في المقال حول ان هذه الصرخة ليست له والبيان قديم. هذا البيان مهم لأنه نابع من عقل حاذق وشخصية ترى الدمار يلحق بنا وهذه مسؤولية أخلاقية ينفذها المطران وينزل الى الساحة وبصوت قوي هادر:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,829082.0.html

ثانيا، ليطمئن المطران ان دعوته وصرخته لإيقاف الهدم والدمار للثقافة المدنية والدينية الكلدانية الأصيلة والفريدة من نوعها من قبل الذين حملوا معول التأوين والحداثة والعصرنة الهدام لاسيما في السنين العجاف الأخيرة سيكون لها صدى كبيرا لأن الغالبية الساحقة من الكلدان ملتزمون بثقافتهم المدنية والدينية ولا يمكن ان يلتفوا حول أي شخصية من كانت تهدم القليل الذي بقي لنا من هاذا الصرح.

نعم لقد حان الوقت، استيقظوا أيها الكلدان.

تحياتي



هذا ومن الجدير بالذكر ان المطران سرهد كان قد اطلق قبل عيد الميلاد بأيام قليلة دعوة عالمية لقيامة الأمة الكلدانية ثقافياً وروحياً تحت عنوان ” الوقت حان، إستيقظوا أيها الكلدان” (لاحظ الرابط أدناه)، وذلك لتأسيس مجلس (كونكرس) كلداني من أجل إحياء الشعور بالوعي الكلداني، والسير نحو تكميل أهدافنا، وتنظيم عملنا لأداء دورنا الكلداني ثقافياً وروحياً بسبب الخطر الوشيك الذي يجعلنا نفقد الى الأبد ثقافتنا المدنية والدينية الفريدة من نوعها بخصوصيتها الروحية النابعة من عمق الحضارة النهرانية (قبل أكثر من 7000 سنة).

رابط القداس :   https://www.facebook.com/farwq.khya/videos/10154206318447666/
رابط دعوة المطران سرهد:

الوقت قد حان إستيقظوا أيها الكلدان[/b][/size]

1004
الأخ العزيز سيزار،

تصورت انك ستحاول في أقل تقدير ان تخفف من اتهامك لي بعدم المصداقية وكوني اوقعت نفسي في مطب لا يقع فيه الهواة من الصحافيين ولدي غاية في نفس يعقوب وأحاول ركوب الموجة وأنه ليس لدي الدليل ان المطران جمو هو الذي كتب البيان باللغة الإنكليزية وغيره من الاتهامات التي ظهر بطلانها.

وبعد ان ظهر بطلانها ووضعت لك البيان باللغة الإنكليزية وبتوقيع المطران سرهد جمو، كان عليك، حسب ظني، في أقل تقدير تغير الموقف ولو بعض الشيء.

إن ما اتى به المطران سرهد جمو في بيانه الجديد حول "الثقافة المدنية والدينية" هو القضية الحقيقة وهو بيت القصيد الذي يتهرب منه الكلدان ورابطتهم ومع الأسف الشديد.

اضم صوتي الى صوته وأقول إن لم ينهض الكلدان ويتشبثوا باسنانهم "بثقافتهم المدنية والدينية" ويناضلوا من اجلها ويجعلوها واحدا من الثوابت الرئيسية ولا يقبلوا المساومة عليها، فإنهم زائلون ومنقرضون.

ببيانه هذا وحكمته وتفسيره الرائع للثقافة المدنية والدينية وكيفية انقاذ الكلدان من حملة التأوين الظالمة التي تحرق الأخضر واليابس، سلط المطران جمو الضوء على الكتابة على الحائط.

ولكن مع الأسف بدلا من ان يقرأها مثقف مثلك وبصوت عال كي يسمعها الأخرون، تحاول التقليل من شانها والتشكيك بمصداقيتها وبمصداقيتي في آن واحد.

تحياتي


الأسطر الأولى من مقالكم كلها تشكيك وعدم تصديق وانتم تعلمون بقرارة انفسكم أن ما نقلته غير واقعي وللأسف السنين الطويلة التي قضيتها في الصحافة خانتكم ( لغاية في نفس يعقوب ) لانك أستندت على موقع غير رصين وخبر مشبوه لا يجيب على الأسئلة أين قال المطران ذلك ؟؟ في أي مناسبة ؟؟ وفي أي زمان ؟؟ ولماذا قالها ؟؟
أجهدت نفسك وهدرت وقتك على خبر مشكوك به ومن مصدر غير رصين مما لا يعطي مقبولية لمقالكم لكن الجهد والوقت الذي بذلته اعتقد من اجل غايتان
الاولى دعاية مجانية للموقع ولفت الانظار
الثانية  لتركب الموجة ولتزيد الطين بله متشبثأ بعباءة الطقس والارث واللغة والثقافة الخ
خوفي أخي ليون أنك أوقعت نفسك بمطب لا يقع به الهُواة من أمثالي

سيزار هرمز


1005
الأخ سيزار ميخا المحترم

عيد مبارك كل عام وانت والعائلة الكريمة بالف خير.

أنا اشير الى هذا البيان باللغة الإنكليزية (أنظر ادناه) والرابط اعلاه وحضرتك تشير الى مسألة أخرى مختلفة تماما لا علاقة لها بالبيان وتأتي بروابط ايضا غير ذات علاقة.

ومن ثم الموقع في رأيك مشبوه ولكن ليس كذلك في رأي الأخرين.

وإن كان كذلك فبيان مهم مثل هذا وفي هذا الوقت أين ما صدر وفي أي موقع حتى في مواقع التواصل الإجتماعي يكون له قيمة إخبارية news value وإن تم نفيه ايضا يكون له قيمة إخبارية، وعندها سأقوم بالتعديل وكذلك كتابة تصحيح.

وكذلك كنت اتصور انك ستقوم بجهد بسيط وهو ان تتصل بصاحب البيان والموقع مثلا او تبحث في غوغل عن النص الإنكليزي الذي أستند إليه لأنك تريد ان تفند ولكن حتى الأن ما قمت به هو العكس.

ولو تصورنا جدلا ان البيان باللغة الإنكيزية قديم (وهذا ليس صحيح حسب البحث الذي أجريته في غوغل)، نشره في هذا الموقع وبموافقه صاحبه له قيمة إخبارية كبيرة.

أنا بحثت عن البيان باللغة الإنكليزية في غوغل ولم اجده منشورا في السابق وعليه كتبت المقال.

اتوخى انا منك الحذر قبل كتابة التعليق، اي كنت اتوقع منك ان تأتي برابط يظهر ان البيان باللغة الإنكليزية ليس مكتوبا من قبل المطران سرهد جمو وان الموقع زوره وإذا بك تأتي بمقال باللغة العربية لا علاقة له مع ما نحن بصدده ومن ثم رابط لمقال كتبته حضرتك.

المقال يبقي صامدا وكل ما فيه لأن البيان مكتوب من قبل المطران جمو وحسب غوغل البيان باللغة الإنكليزية لا أثر له غير في هذا الموقع.

وهذا ما أكدت عليه في المقدمة.

وإن كان غير ذلك فلكل حادث حديث.

وأنا بانتظار تفنيد ان البيان باللغة الإنكليزية لم يكتبه المطران جمو.

تحياتي



1006
المطران سرهد جمو يعود للساحة مجددا وبنشاط ويقترح تشكيل مجلس كلداني من أجل نهضة كلدانية جديدة

ليون برخو
جامعة يونشوبنك-السويد

أخذتني الدهشة ولم اصدق ما قرأته لأول وهلة عندما وقعت عينيّ على النداء الجديد الذي أطلقه المطران سرهد جمو لتأسيس مجلس كلداني Congress (رابط 1 و2). السبب وراء النداء، كما يقول المطران جمو، هو الخطر المحدق بالثقافة "المدنية والدينية الفريدة من نوعها" التي تخص الشعب الكلداني.

الثقافة الكلدانية، يقول المطران، تكاد تنقرض ومن اجل درء هذا الخطر المحدق: "نرحب بكل كلداني له شعور واع بالخطر الوشيك الذي يجعلنا نفقد إلى الأبد ثقافتنا المدنية والدينية الفريدة من نوعها بخصوصيتها الروحية بأن ينضم الى هذا الكونكرس، وان يتبنى هذه الدعوة . أما الكلداني الذي لا يهمه ان يستيقظ فالموضوع ليس هو للنقاش." (رابط 1)

في البداية لم اصدق ما قرأته وتصورت ان الدعوة او البيان قديم وحاولت التأكد من ذلك من خلال ماكينة البحث غوغول وظهر لي ان البيان غير منشور سابقا بل صار له حوالي أسبوع.

والبيان مكتوب بلغة إنكليزية جميلة مع مقدمة بالعربية. هناك ترجمة يبدو انها غير رسيمة للبيان أيضا (رابط 3).

أهمية "الثقافة المدنية والدينية"


ربما يكون مصطلح "الثقافة المدنية والدينية" الذي استنبطه المطران سرهد جمو من أبدع ما أتت به قريحة الكلدان في العصر الحديث. ربط جدلي محكم له سياقه التاريخي وله أيضا من الدلائل والشواهد التي تجعل منه الوجود بذاته لأي أمة وشعب وهوية مدنية او كنسية. المصطلح نابع من عقل ثاقب.

ولكن قبل ان ادخل في تحليل هذا البيان، أستميح المطران جمو عذرا واطلب منه ان يتسع صدره لبعض النقد لأن البيان رغم نقاطه الإيجابية له سلبياته أيضا إن وضعناه ضمن سياقه. وأظن ان صدره واسع جدا حيث لم يرد على منتقديه وظل صامتا امام سيل من المقالات التي تعارض فكره ومواقفه. موقف شجاع حقا.

هل الكلدان "قضية"

ولا أظن ان أي كلداني معتز بكلدانيته ويرى أنها "قضية" يجب الدفاع عنها لا يتفق مع المطران جمو ان الثقافة المدنية والدينية للكلدان متمثلة بلغتهم وطقوسهم وليتورجيتهم ورموزهم وريازتهم وأزيائهم وفنونهم وشعرهم وآدابهم وأناشيدهم وأعلامهم (وهذه هي المكونات الأساسية لأي أمة وشعب يحترم نفسه) هي في خطر.

وأظن أيضا ان أي كلداني معتز بكلدانيته كثقافة (أي يعدها قضية واجب الدفاع عنها) لا بد وان شعر ولمس ان الأمور اتخذت منحى خطيرا سيأتي على الأخضر واليابس لا سيما في السنين العجاف الأخيرة كنتيجة حتمية لسياسة التأوين والحداثة والعصرنة المدمرة والهدامة.

أي نهضة، رابطة كانت او كونكرس او تجمع او أي شيء أخر لا يأخذ الثقافة المدنية والدينية المشرقية الأصيلة بلغتها كمنهج وواحد من الثوابت الأساسية في نهجه نظريا وممارسة على أرض الواقع، يضرنا ولا ينفعنا.

شيء من التاريخ القريب

غياب او تغيب "الثقافة المدنية والدينية" للكلدان كان السبب الرئيسي وراء انتكاسة النهضة الأولى التي تبناها المطران سرهد جمو والتي لم تصمد وسقطت وكان لسقوطها دويا كبيرا. وهذا سيحدث لرابطة البطريرك ساكو لأنها مثل نهضة المطران جمو لا قضية لها، أي ان الثقافة المدنية والدينية شأن ثانوي او معدوم بالنسبة لها لا بل يزدرى بها علانية من قبل صاحبها امام الملأ والرابطة لا تحرك ساكنا.

هل تعلمنا الدرس

ولكن أين يريد ان يأخذنا المطران سرهد جمو وهل استفاد من دروس الماضي؟

وهل استفاد أي كلداني من دروس نكسة نهضة المطران سرهد جمو؟ مثلا هل درستها الرابطة ومؤسسها والمنتمين اليها ومناصريها كي لا يقعوا في اخطائها ولا ينتكسوا؟

كل مضار نهضة المطران سرهد جمو ومساوئها موجودة وبشكل صارخ وبشكل او بأخر في رابطة البطريرك ساكو. نهضة المطران سرهد جمو الفاشلة ورابطة البطريرك ساكو التي، في رأي، هي أكثر فشلا، لم تجعلا الثقافة المدنية والدينية من الثوابت.

نافذة صغيرة

بدعوته لاتخاذ "الثقافة المدنية والدينية" من اهم الثوابت في أي نهضة كلدانية حسب بيانه الداعي الى تأسيس كونكرس كلداني جديد، يكون المطران سرهد جمو قد قدم للكلدان نافذة نجاة رغم انها نافذة صغيرة جدا.

فهل سيحاول الكلدان توسيع النافذة هذه كي تتسع وتأويهم ضمن ثقافتهم المدنية والدينية الأصيلة وحقا الفريدة من نوعها كما يصفها المطران جمو؟ هل سيضع البطريرك ساكو يده بيد المطران سرهد جمو وكلنا سوية كي ننهض بثقافتنا المدنية والدينية لأن بدونها نحن زائلون لا محالة وبسرعة البرق وهذا ما حدث في السنين الأخيرة او العهد الجديد الذي دشن حملة ظالمة لتهميش لا بل استئصال الثقافة.

ولكن هل هناك فسحة للأمل والتفاؤل إن أخذنا سياق الوضع الراهن الذي نحن فيه؟ وهل باستطاعتنا مناقشة الوضع الراهن ضمن سياقه التاريخي الحديث كي نعرف لماذا وكيف وصلنا الى ما نحن عليه من حال يرثى له؟

هنا يأتي الجزء النقدي للمقال وأمل ان يتم مناقشته ضمن سياقه لأن الوضع القائم لا يطاق ولا يجب ان يستمر إن أراد الكلدان تدشين نهضة ثقافية مدنية ودينية.

تحليل نقدي

تحليل الوضع من وجهة نظر نقدية ليس بالأمر اليسير. نحن بحاجة الى رياضة فكرية وفلسفية وأكاديمية وروحية او ربما الى مركز أبحاث جامعي لمتابعة وفهم ما يصدر من المثقفين الكلدان ولا سيما بعض رجال دينهم الكبار مثل المطران جمو والبطريرك ساكو كي نستوعب تصريحاتهم ومواقفهم لكثرتها أولا وتشتتها وارتجالها ثانيا.

وأظن أيضا ان كل قواميس الدنيا ربما ليس بإمكانها تفكيك الألغاز التي ترافق هذه المواقف والتصريحات لأنها تفتقر الى السياق وكونها مرتجلة تبدو ان لا قضية لها غير خلق المشاكل لأنها لا تأخذ الثقافة كمنطلق ومفهوم وممارسة نهضوية مدنيا وكنسيا.

ضياع الكلدان بين البطريرك والمطران

وبين سندان المطران وسندان البطريرك (او بالأحرى مطرقتهما) أضاع الكلدان قضيتهم وانهم يهيمون اليوم دون قضية بين الطائفة والمذهب والتسمية والكنائس الوافدة والأسقف الذي غير مذهبه وفيما إذا كان هناك فرق بين الثقافة اللاتينية مثلا والثقافة الكلدانية.

أن تكون كلدانيا عليك ان تلتزم بقضيتك ولكن كيف يكون لديك قضية دون ثوابت وهل هناك ثوابت لأي قضية ولأي شعب خارج نطاق الثقافة كما عرفتها أعلاه وكما يبدو لي يتفق معها المطران سرهد جمو ويستهجنها ومع الأسف الشديد بطريرك الكلدان رغم أن مهمته الأساسية هي الحفاظ على الثقافة الكلدانية وعلى الخصوص الدينية. (رابط  4 )

صاحب ثقافة هو صاحب وجود وانت تقتلني فقط عندما تقتل ثقافتي. ولهذا الذي يدافع عن الثقافة يجب ان لا يقبل أي دخيل وأجنبي ان يزيح ثقافته بحجة الدين او المذهب او الطائفة او التأوين او العصرنة او غيره.

أستميحك عذرا يا سيادة المطران جمو – وهذا ينطبق على البطريرك وكل الأساقفة الكلدان – هل بإمكانك رفض الثقافة اللاتينية وازاحة اقتحامها (في الحقيقة استعمارها) للثقافة الكلدانية إن كنت حقا صاحب قضية؟

الثقافة لا علاقة لها بالعقيدة ابدا. نحن في شراكة مع الفاتيكان في العقيدة وليس الثقافة. ازاحة ثقافتنا او أي جزء منها بحجة الشراكة او العقيدة حيلة لا تنطلي على أحد واليوم حتى الفاتيكان لا يقبل بها ويستهجنها وهي عملية قتل بطيئة وهذا ما حدث ويحدث ومع الأسف.

وإلا يا سيادة المطران – ويعلم الكل أنني ارفع القبعة لتشبثك بالثقافة الكلدانية ودورك الرائد فيها – ماذا كان الداعي لإثارة كل هذه الضجة والبلبلة وإهدار الأموال بلا حساب والاحتفالات المهيبة فقط لأن المطران باوي سورو غير مذهبه (عقيدته)؟ كم من الوقت والجهد والأموال استغرق ذلك بينما كان واضحا ان المطران باوي خرج من مؤسسته الكنسية دون براءة ذمة ومعه مستندات مزورة وكان هناك محاكم خسرها واضطررتم الى دفع تعويضات هائلة من أموال الكنيسة (هي بملايين الدولارات لأن المحاكم الأمريكية والمحامون الأمريكيون لا يرحمون). ولا نتحدث عن الأموال التي جمعت وأنفقت على حفلات العشاء مثلا بعد كل زيارة للوزير – وهي كانت تتكرر عدة مرات في السنة أحيانا. هل لنا بجرد شفاف عن المالية برمتها؟ ولماذا نطالبك، هل لنا بجرد شفاف من قبل البطريركية لوارداتها ومصروفاتها ونفقاتها في كل الاتجاهات في السنين الأربع العجاف الأخيرة؟ الذي لا يقدم كشفا شفافا عن مالية مؤسسته أخشى أن يكون من الصعب تصديق نواياه (رابط 5)



هل كانت قضية المطران باوي مثلا قضية قومية وقضية ثقافة مدنية ام دينية؟ ثقافة المطران باوي هي ذات الثقافة الكلدانية المدنية والدينية. الاحتفاء به لم يأت بسبب نجاح النهضة الثقافية لأن ثقافتنا والثقافة الأشورية واحدة. الفرق عقائدي ومذهبي وحسب. الذي له قضية لا يهرول وراء المذهبية والطائفية، اليس كذلك؟ يكون همه وتركيزه على الثقافة المدنية وفي حالك وحال البطريرك يجب ان تأتي الثقافة الدينية في المقدمة.

وأنظر مثلا الى رابطة البطريرك. البطريرك يتباكى بين الفينة والأخرى بسبب النجاحات المذهلة التي يحققها التبشير الإنجيلي في العراق وأماكن أخرى وكيف ان المبشرين الإنجيليين قاموا بخرق كبير في صفوف اتباع الكنيسة الكلدانية في الداخل والشتات. هذا تباكي مذهبي فيه ازدواجية المواقف لأن لا المطران سرهد ولا البطريرك رأيناهم يوما ما لا نقل يتباكون بل يذكروننا ويذكرون الفاتيكان مثلا انه اعتدى علينا ثقافيا عندما قام بقتل ثقافة الملايين من الكلدان بتحويلهم من الثقافة الكلدانية المدنية والدينية الى الثقافة اللاتينية المدنية والدينية. قتل الثقافة المدنية والدينية أشد وقعا من قتل الجسد. ولماذا نلوم الفاتيكان اذا كان نواطيرنا اليوم هم يذبحون ويقتلون ثقافنتا. (رابط 8 )

والمد الثقافي اللاتيني على قدم وساق وابوابه مشرعة على مصراعيها وله أنصاره. اليوم أساقفة كلدان وكهنتهم في الغرب يحثون الكلدان الى الانتماء الى الثقافة اللاتينية عندما يدخلون في عقولهم أنه لا فرق بيننا وبينهم ويخلطون الثقافة بالعقيدة والطائفة والمذهب وهذا مؤشر خطير الذي يجعلنا نفقد ثقافتنا وأنفسنا ووجودنا وهويتنا كشعب وكنيسة أي "الثقافة المدنية والدينية".

ومن ثم يا سيادة المطران هل بقيت لك ثقة بالكلدان؟ الم يقسم حشد كبير امامك على الانجيل والكتاب المقدس أنهم لن يخونوا مبادئ نهضتك؟ اين صاروا اليوم؟ (رابط 5)

 وأين صار المطران باوي وما موقفه بعد ان تعرضت بسببه الى اساءات لم ينزل فيها الله من سلطان بعد ان أدخلته الى أروقة الفاتيكان معززا مكرما (على عناد الذي يرضى والذي لا يرض). (رابط 6)

صراع على إرضاء الدخيل والأجنبي

وأصحاب الثقافة المدنية والدينية يعتزون باستقلالهم. أستميحك عذرا أي استقلال وحرية بقيت لنا بعد صراعك وصراع البطريرك. من اجل مقاومة الواحد الأخر سلمتم كل مقدراتنا الى الدخيل والأجنبي. سيادة المطران ومعك أخاطب البطريرك الذي قد يفوقك في تصرفاته في هذا المجال أنني شعرت بإهانة كبيرة وحضرتك تستقبل وزير في دولة الفاتيكان بالهورار الكنسي وكأنه سر من أسرار الكنيسة!!



في صراعكما قدمتما تنازلات كبيرة لهذا الأجنبي والدخيل كي يرضى عنكما. دون الاستقلالية وهذا الأجنبي يحكم على الكلدان وإكليروسهم في المهجر برمته حيث الغالبية الساحقة لهم وربما في كل مكان فعن أي ثقافة مدنية ودينية نتحدث؟ وهذه التنازلات جعلتكما بدون استقلالية القرار ومن ثم أدت، واسمح لي، الى التسيب الحالي الذي يتفشى في كل الحلقات المؤسساتية. ولهذا صلاحيات البطريرك لا تتجاوز صلاحيات أي أسقف وفي الشتات لا صلاحيات له حيث غالبية الكلدان. وهذا التسيب يسمح للبطريرك او أي أسقف او حتى قس ان يؤسس رابطته وكونكرسه وجمعيته وأن يرفض التعاون مع أي رابطة او كونكرس وكذلك ان يخترع ثقافته المدنية والدينية التي يراها مناسبة ويفرضها على الكل رغم انها تزيح وتقتل الثقافة الكلدانية المدنية والدينية. الوزير صاحب القرار لا يهمه التسيب طالما انه يحكم وقرارته فوق قرارات المؤسسة برمتها والكل يطيعه طاعة عمياء.

هل للكلدان قضية للدفاع عهنا

الكلدان بلا قضية منذ فشل ثورتهم المباركة في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

كل القضية وما فيها لا تتجاوز المذهب اليوم وطاعة ومداراة الوزير وارضائه او إرضاء ممثليه. وعندما ننسب كل شيء تقريبا للمذهب والشراكة بالطريقة التي تطورت فيها بعد فشل الانتفاضة الكلدانية المباركة –الانتفاضة التي تخشون حتى الإشارة اليها وتقويمها ودراستها من جديد – نكون نحن قد خسرنا قضيتا.

نحن بلا قضية ولن يفدنا الآتيان بآيات انجيلية لتفسير وضعنا مثل: "كل بيت ينقسم على نفسه يسقط" رغم النوايا الصادقة، لأن الذي لا قضية له لا بيت له أساسا فكيف يسقط بيت لا وجود له.

واليوم يا سيادة المطران تريد ان تبث الحياة فينا من خلال القول إن لنا قضية متمثلة بالخطر المحدق لا بل المميت الذي يستهدف "الثقافة المدنية والدينية" للكلدان.  هذا صحيح مائة في المائة إن أخرجناه من اطاره المذهبي والطائفي – بمعنى ان يصبح من الثوابت الأساسية التي لا يجوز ولا يمكن ولا يجب السماح لأي كلداني مهما علا شأنه ومقامه تجاوزها.

هل في الإمكان القيام بذلك؟

أترك الجواب لك والأساقفة ومعكم البطريرك ومعكم أيضا كل كلداني ذو غيرة على ثقافته الكلدانية المدنية والدينية.

+++++++++++++++++++++
رابط 1
http://kaldaya.me/2016/12/18/4850
رابط 2
http://kaldaya.me/2016/12/18/4846
رابط 3
https://www.facebook.com/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-History-of-Chaldeans-1467740556856910/
رابط 4
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=791774.0
رابط 5
http://www.peshitta.org/pdf/decision.pdf
رابط 6
http://www.kaldaya.net/2011/News/04/Apr01_A4_Conferance.html

رابط 7
https://theblackcordelias.wordpress.com/2008/04/30/post-from-baghdadhope/
رابط 8
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=814858.0



[/b]

1007
الزميل الأستاذ الدكتور صباح قيا المحترم

شكرا جزيلا لتحملك عناء التعليق للمرة الثانية على المقال.

أتفق معك، ان هناك بعض الأصوات ولكنها خافتة مع الأسف، لا تزال ملتزمة وبعيدة عن مباهج السلطة والبهرجة والإعلام والمصطلحات الطنانة مثل التأوين والعصرنة والحداثة التي اولا لا يعرفون معناها وثانيا الحاحهم عليها يؤدي عكس غرضها.

هذا "البعض الملتزم" اقول لك وبصراحة محارب اليوم لأن الالتزام أخلاق وواجبات تتطلب جهدا كبيرا للتعليم والتدريس والتفسير وغرس الروح المسيحية وحب المسيح من خلال نصوص ربانية تركها لنا اباء كنيستنا واجدادنا وهي اليوم وبرأي كبار اللاهوتيين والمفكرين الكنسيين من أرقى ما أتت به القريحة المسيحية في السنين الألفين من وجودها. هم يريدون الارتجال والارتجال مدمر وأنظر الى حالنا.

وذكرتني ابياتك، بعد قراءتها وبصوت عال هذا الصباح، برائعة الشاعر الكبير إيليا ابو ماضي ورباعيته في قصيدته الشهيرة "الطلاسم" التي ربما هي من ابدع القصائد في الشعر العربي الحديث. هناك تقارب بين رباعيتك ورباعية إيليا ابو ماضي لأنه فيها هو ايضا في حيرة وضياع كما أنت رغم الإختلاف في الموضوع بينكما.

رجائي، واظن انك لن تخيب ظني، ان تكمل القصيدة هذه برباعيات أخرى دون خشية من أحد وتؤرخ للوضع المزري الذي اصبحنا فيه في السنين الأخيرة، الوضع الذي وضعنا على شفا الزوال.

تحياتي



بالتاكيد المعاناة مصدر الإبداع , وما أحلى القريض النابع عن المعاناة والمعبر عن مشاعرها . ولكي أكون منصفاً مع البعض الملتزم بعيداً عن طموحات الحياة الدنيوية وبهجتها , أُكمل :

لكنْ بينهم على النذور باقٍ كما قبلا
جوقةُ الترانيمِ تشدو بالقداسِ ما أحلى
لا صخبٌ ولا هزُّ الخصرِ وهْيَ بالخمرِ ثملى
ولا حجةُ التعارفِ تُغري من لهُ أصلا ....... أين أمضي

تحياتي


1008
الأخ العزيز  قشو ابراهيم نيروا المحترم
وأيامك سعيدة ايضا وسنة مباركة.
وشكرا على ما تتحفنا به بلغتنا الساحرة.
قلما هناك اناس في صفوف شعبنا يتمكنون من لغتنا المقدسة مثلك.
تثلج صدري عندما تكتب لي بحروفنا الجميلة.
تحياتي


1009

الأخ العزيز وليد حنا بيداويد المحترم

اتفق معك انه علينا معالجة الأمر وبسرعة لأن إن فقدنا ثقافتنا كما وصفتها في المقال أعلاه فإننا زائلون لا محالة وبسرعة.

الكتابة على الحائط، كما يقول المثل التوراتي، والأمر ظاهر وواضح وضوح الشمس للإنسان العادي ومفاده ان محاربة ثقافتنا معناه قتلنا جميعا.

فقط أريد ان أعرف لماذا يسير بعض اصحاب الشأن من الذين بيدهم السلطة في طريق قتلنا وذلك بمحاربة ثقافتنا علانية وكما وضحت في المقال؟ والأنكى هناك من يدافع عنهم اي يساهم في قتل نفسه وقتلنا ايضا. الثقافة هي الحياة وانت تقتلني عندما تقتل ثقافتي ومع الأسف هناك في صفوفنا من يقوم بذلك.

شكرا للتعقيب الموجز والمليء بالمعاني.

تحياتي لك وعيد ميلاد مجيد.


السيد ليون برخو المحترم
تحية وبعد
لقد سبقتنى في كتابة هذه المقالة وكنت بصدد اكمالها ولكن كنت الأسرع في ذلك وانا احييك في تشخيصك فيما جاء بالمقال اننا نحتاج لمعالجة هذا الامر بأسرع وقت ممكن للحفاظ على تراثنا من الاندثار ويقع هذا الامر على عاتق الكنيسة لتبنيه
تقبل منى تحية وميلادا سعيدا وكل عام وانتم بالف خير

1010
الأخ العزيز هنري سركيس المحترم

شكرا لتعقيبك. إنه اضافة مهمة للمقال، تقدم فيه تفسيرا ذو عمق تاريخي لترانيم الميلاد.لقد ابدعت.

وإن تحدثنا عن العمق التاريخي، فتكون كنيسة المشرق المجيدة في اعلى السلم بين كنائس الدنيا بعمق وسمو ادابها وريازتها وأزيائها وثقافتها ولغتها المقدسة.

شيء قد لا يعرفه إلا المتبحرون في علم ولاهوت وفلسفة وثقافة كنيستنا المشرقية المجيدة.

كلما زاد العمق التاريخي للنص والفنون والثقافة الخاصة بهذه الكنيسة المقدسة، زاد السمو والروعة. وهذا شيء نادر في تاريخ الآداب والثقافة الإنسانية.

فمثلا، النصوص والفنون والثقافة والآداب الكنسية التي وصلتنا من القرون الأولى للميلاد هي اجمل وارقى واسمى ولا يعلى عليها في الدنيا قاطبة عند مقارنتها ومقاربتها مع ما اتى بعدها وكذلك عند مقارنتها ومقاربتها مع ما كان متوافرا لدى الشعوب الأخرى في حينه او بعده.

ومن هنا مغادرة تراث وثقافة وفنون وترانيم ولغة وطقس كنيسة المشرق انتحار والذي يدعو الى ذلك ويشجعه يقتلنا ويتحمل تبعات عمله لأن قتل الثقافة اشد شناعة من قتل الجسد. أنت تقتلني فقط عندما تقتل ثقافتي. أمل ان نعود كلنا الى رشدنا ونتشبث بثقافتنا قبل فوات الآوان.

تحياتي


1011
الأخ العزيز كنعان شماس المحترم

عيد ميلاد مجيد وسنة جديدة مباركة وأمل من الله ان يعيدها بالخير والبركة.

أفهم لماذا لم تستطع تكملة قراءة الرابط من الب بي سي لأنك تقارن بين ما لدينا ولدى الأخرين. المقارنة غير مجدية لأن الذين تقع عليهم المسؤولية الأخلاقية والكنسية في الحفاظ على تراثنا وثقافتنا الكنيسة المشرقية بلغتها، تراهم في وادي أخر يهيمون، وادي غير ذي زرع. بعد عقود من محاربتهم للتراث واللغة والطقس، عندما سنحت الساعة جرى هدم الصرح او بالأحرى الحيطان الباقية منه.

في اوروبا الوضع اسواء مما تتصور. المسؤول المباشر اساسا لا يحب الثقافة والطقس واللغة شأنه شأن الأخرين وهناك عشرين كاهنا لدينا او أكثر ولم يتم فتح دورة واحدة لتعليم ثقافتنا وطقسنا ولغتنا المشرقية ولم يدرب اي منهم شماسا جديدا واحدا كي يتقن الطقس وواللغة والليتورجيا من الشباب، بمعنى أخر نحن زائلون لأن هناك تسرب كبير ومن ثم كل على هواه وبلغته وما يراه موائما من الترانيم ... فوضى في فوضى.

هذا مدّ خطير وسيأتي على الأخضر واليابس وفي خلال جيل واحد فقط ولكن مع الأسف الشديد عرابوه ذو سطوة و"المأتم" الذي تتحدث عنه حقيقي لأن له من يرعاه ...

مع الأسف ...

تحياتي


شــماسنا العزيز  ليون برخـــو المحترم
   للامانة  لم  اتحمل  اكمال قراءة الرابط الاول  الذي اشــرت  اليه وواقعا  هو  اولى بالقبـــــر من النشــــر  اما  البقية فمقبول لاننا في اوج مائتم  مسيحي العراق  .   تحيـــة  وعيد  مبارك  وسنة  سعيدة
                                        اخوكم  كنعان شـــماس
                         

1012
الزميل العزيز الاستاذ الدكتور صباح قيّا المحترم

عيد ميلاد مجيد وسنة جديدة مباركة عليك وعلى عائلتك الكريمة.

الشعر ينبع من الوجدان فيه مسحة من السحر والتواصل مع الأعالي، وأفضل القريض هو الذي يأتي بعد معاناة.

ومن قرأتي لابياتك الجميلة ارى انك كتبتها وفي قلبك وقلوبنا حسرة وحزن على ما آل اليه وضعنا.

ما قلته نحسه جميعنا تقريبا، وتدمع عيوننا ويتعمق جرحنا له.

بيد انني أجزم ليس بمستطاعنا وضعه ضمن ابيات موزونة رائعة ومن خلال انتقاء مرادفات تدخل القلب دون طرقه كما فعلت.

نعم، انا مثلك لا أعلم لماذا أغلب إكليروسنا وفي مقدمتهم من هم في قمة الهرم لهم كل هذا الوقت لإقحام أنفسهم في مهازل إعلامية وصراعات قبلية وسياسية ومن ثم كل هذا الوقت للحفلات والسفرات الى ايطاليا وفلسطين وبولندا وغيرها. هل تعلم كم من جهد ووقت تستغرق هذه النشاطات.

ولكن ليس لأي واحد من هؤلاء الوقت ان يعلمنا ترنيمة ميلاد واحدة او يفسر لنا نصوصنا الطقسية البديعة.

في الكاتدرائية في مدينتنا توزع كراسات لترانيم الميلاد التي يتم إنشادها ويرتدي الأطفال الزي التقليدي المسيحي الذي كان دارجا في القرون الوسطى. وفي الكراس شرح واف للترنيمة ومعانيها وسياقها.

نحن اليوم يستنكف الكبار من ارتداء ازياء اجدادنا لا بل يزدريها وينعتها بأبشع الصفات ويرى البعض اليوم ان ادبنا وليتورجيتنا وطقسنا وفنونا الكنسية وترانيمنا وجدت "للمزارعين" و "الفلاحين" ونحن بحاجة الى التجديد والتأوين والتحديث، وهذا هو بالضبط ما اختصرته في ابياتك الجميلة.

نعم اين نذهب؟

تحياتي


عيد ميلاد مجيد وعام مبارك جديد

بعضٌ منَ الكنائس في الليلِ غدتْ مراقصْ
لوحةُ الإعلاناتِ فيها مطرباتٌ وراقصْ
وراعٍ من خلالها يبصرُ الدولارَ شاخصْ
نعمْ برناردشو كلٌ يبحثُ عن ما فيه ناقصْ ...... أين أمضي


وأخرى في كلِّ عيدٍ لها حفلُ التراتيلِ
لاتينيةٌ كانت أم من أتباعِ الأناجيلِ
أسفي على كنائسي تُحشى بالأباطيلِ
يبغي رعاتُها جاهاً من بناءِ الأساطيلِ   ........ أين أمضي


تحياتي

1013
كل عام وأنت والعائلة بالف خير وشكرا على تعقيبك ومن ثم الرابط الى مقالك الأخير.

القذف والمسبات والبذاءة وكل ما يخدش الكياسة وأخلاق الكتابة شيء منبوذ.

لقد ابدعت كنيستنا المشرقية المجيدة في جذبها للشباب من خلال طريقين مهمين:

الأول هو ضمن اسوار الكنيسة من خلال الثقافة والطقوس والليتورجيا والفنون والآداب المتعلقة بممارستها داخل أرقة الكنيسة. لقد حفظت لنا كنيستنا المشرقية كل هذا الكنز.

الثاني، يتضمن الآداب والطقوس والترانيم والأشعار والفنون والثقافة خارج اسوار الكنيسة (البيعة). وهذا ايضا فيه من الكنوز ما لا يحصى ويثمن ولكن مع الأسف اغلبه ضاع او في طريقة الى الضياع.

كان الشباب والشابات خارج اسوار الكنيسة ينشدون ويؤدون اغلب نشاطاتهم وهم يرددون آداب واشعار وفنون وموسيقى وترانيم كنيستهم لا سميا تلك التي كانت خارج الطقس الرسمي.

وقد ابدعت كنيسة المشرق في كونها دائمة الحضور بين الشباب والشعب وليس فقط داخل اسوار الكنيسة.

كان كهنتها متزوجون يعيشون حياة الناس كما هي، يفلحون ويكدون ويحصلون على قوتهم ومعيشتهم ومعيشة عوائلهم من عرق جبينهم شأنهم شأن الناس الأخرين وليس من خلال اتاوات تفرض على الناس لقاء تقديم الأسرار.

كم هو رائع ان يكون القس متزوجا وله اولاد وعائلة ويعمل ويكدح من عرق جبينه ومع ذلك يقدم خدمته الكهنوتية مجانا وطوعيا.

هذه كانت كنيسة المشرق المجيدة.

اما نقطة الصفر، فأنت محق انني فشلت ليس في الوصول اليها بل حتى معرفة كنههها.

تحياتي



الفيسبوك والتويتر والسنابشات والقذف في هذه المواقع الحرة هي الترانيم الجديدة الم يصلك الخبر ! الا تقرا كل يوم ترنيمة جديدة ولحن غريب في العنصرية والطائفية الطاغية بين الرعية في كل ربع ساعة ! يجب عليك الاقتراب من نقطة الصفر لانني اراك بعيدا عنها ! ههههههههههه
لقد كتبت مسرحية بهذه المناسبة وخوفي من ان لا ينشدها هذا الموقع لانها بلغتنا الأصلية ! اذا لم ينشرها فستجعل على المواقع الاخرى ! اهلًا بالعودة وكل عام انت والعائلة بخير وسلام .


1014
الشماس العزيز اوديشو يوخنا المحترم

شكرا على التعقيب ومن ثم ألف شكر على صورة صديق الصبا الشماس طوانا.

كم سعدت بجلوسه بجانبك. أسمع انه ينهل من ينابيع كنيستنا المشرقية المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة، ونعم ما يفعل.

الشماس طوانا متمكن من لغة وطقس وليتورجيا وإرث كنيستنا المشرقية المجيدة. له صوت رخيم، لا يزال يرن في أذني عندما كان يصدح في دير مار كوركيس في بعويرة في الموصل.

دير مار كوركيس كان المكان الذي يجمع أبناء وبنات كنيسة المشرق المجيدة. فكنت ترى الشمامسة الكلدان من امثالي وأمثال طوانا يصطف بجانبهم الشمامسة من كنيسة المشرق الاشورية. ايام مجيدة فقدناها وأخشى اننا قد نفقد أنفسنا بعدها.

ونعم انا مطلع على التطورات في كنيسة المشرق الأشورية، وأظن انها مقبلة على نهضة شاملة بعون الله وأمل ان يستعين اساقفتها بمختصين وعلماء وأساتذة كي يعينوها في نهضتها.

اقترحت لأحد الأساقفة من كنيسة المشرق الأشورية وهو صديق حميم ان يقوم كل خوري (كاهن) فيها بتعليم عشرة اشخاص (من الشباب) في أقل تقدير في السنة الواحدة واعدادهم كشمامسة وانشاء مدرسة صغيرة في كل كنيسة لتدريس آداب ولاهوت وليتورجيا وطقس والتعليم المسيجي الخاص بكنيسة المشرق المجيدة وبلغته.

بعض الأسقفيات مثل استراليا لقد حققت للتو نهضة شاملة وهي في طريقها لتأسيس جامعة وبذلك تعيد مجد كنيستنا المشرقية المقدسة كما كانت في عهد مار نرساي، الملقب "قيثارة الروح القدس".

أتطلع الي اليوم الذي يكون لكل أسقفية في هذه الكنيسة المجيدة كلية خاصة بها وليس فقط حلقات تدريس.

كل عام وانت وحبيبنا أنطوان بآلف خير.


1015
قرائي الكرام

اود التنويه انني قد اضفت رائعة لا بل أيقونة من أيقونات الميلاد لكنيسة المشرق المجيدة ادء القس فادي ليون وجوق المعهد الكهنوتي الكلداني تحت عنوان "الترنيمة الرابعة".

هذه الرائعة او الترنيمة الميلادية هي مدراش - مقام - من مقامات كنيسة المشرق. من حيث اللحن والموسيقا لا أظن هناك ما يسمو عليه شرقا وغربا - وهذا ليس تضخيما ابدا.

ومن حيث معاني الكلمات، ارجو ان تلاحظوا الترجمة ومعانيها السامية التي تعد تعليما مسيحيا انجيليا تلخص قصة الميلاد وتقدمها لنا برونق تعليمي بديع ضمن نص محكم لا يتقنه الا العباقرة من الأدباء والكتاب المشبعين بحب المسيح وإنجيله:

https://www.youtube.com/watch?v=5YNG9iabHxE

تحياتي لكم وعيد ميلاد مبارك.

1016
الى من يهمه الأمر: أين صارت ترانيم الميلاد الكلدانية الساحرة
ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

ثلاثة أشياء دعتني الى كتابة هذا المقال.

الأول، مقال في البي بي سي حول ترانيم الميلاد Christmas Carols. كل عام، ومع قدوم الميلاد – بدءا من البشارة Advent تخصص هيئة الإذاعة البريطانية برامج خاصة ضمن بثها الإذاعي والتلفزيوني وإلكتروني لترانيم الميلاد:

http://www.bbc.com/culture/story/20161220-the-surprising-origins-of-famous-christmas-carols

الثاني، البرامج الحافلة التي تعدها الكاتدرائيات السويدية – كل مدينة في السويد واوروبا بصورة عامة لها كاتدرائية (كنيسة مركزية) خاصة بها وتستغل هذه المناسبة لعقد كونسرت خاص لإنشاد ترانيم الميلاد.

ثالثا، اكتشافي صدفة لتسجيل في يوتيوب لجوق كبير من البنين والبنات للمنتمين الى كنيستنا المشرقية المجيدة (كلدانية-اشورية) وهم ينشدون ترنيمة ميلاد خلدتها كنيستنا المشرقية المقدسة. ولكن مع الأسف أفراد هذا الجوق الرائع ليسوا من أبناء وبنات شعبنا. إنهم اخوتنا في الثقافة والمسيحية المشرقية من الهنود. هؤلاء عددهم اليوم لا يتجاوز حوالي 30000 نسمة بعد ان كانوا حوالي ستة ملايين. ماذا حلّ بالملايين هذه؟ كتبت عنه الكثير ولن أكرر لأن هذا ليس مناسبته. ولكن كيف صار 30 ألف هندي متشبعين بثقافتنا ولغتنا وطقسنا أكثر حرصا على وجودنا وطقسنا ولغتنا وتراثنا المشرقي من الاشوريين والكلدان، أصحاب الإرث والميراث لهذه الكنيسة المقدسة الرسولية الجامعة؟

اترككم أولا مع الجوق الهندي مع أبناء وبنات كنيسة المشرق المجيدة – القلة التي نفذت بجلدها في الهند التي كانت يوما عروس وتاج كنيسة المشرق الكلدانية.

الجوق ينشد أولا رائعة مار افرام، ملفان المشرق والكنيسة الجامعة، الاها مرخمانا ܐܠܗܐ ܡܖܚܡܢܐ– التي ترد ضمن صلاة الصباح. وفي الدقيقة 3:18 ينشدون بريخ دأثكلي بأبرثا ܒܖܝܟ ܕܐܬܟܠܝ ܒܐܦܪܬܐ وهي ترنيمة ميلاد بديعة بلحنها ومعانيها، لا أظن هناك جوق كلداني او كنيسة كلدانية تنشدها الأن بعد ان تم استبدال اغلب ما لدينا بالدخيل والأجنبي والباهت والممل والمكرر:

https://www.youtube.com/watch?v=TkcHyCI5sik

وكنت قد انشدت هذه ا لترنيمة بالذات لروعتها على أنغام الكمان والعود:

https://www.youtube.com/watch?v=bJMkLDY2T88

لماذا تهتم كل الكنائس كاثوليكية وغيرها بتراثها وثقافتها وأناشيدها ونحن بصورة عامة لها مهملون وبعضنا من الذي يتبوأ مراكز عليا يستغل منصبه لتهميشها وتفضيل الدخيل والأجنبي عليها؟

كل الشعوب والكنائس ترى في ترانيم الميلاد التي لديها وبلغتها والتي تركها لها شعراؤها وفنانوها ارثا كنسيا وثقافيا لا يجوز الاستغناء عنه تحت اية ظروف، بل كلما قست الظروف زاد التشبث بالإرث والتراث والثقافة - اللغة.

والتشبث بالتراث والآداب الكنسية وبلغتها لا علاقة له أيضا إن كان المرء متدينا ام لا. الشعب السويدي اغلبه لا ديني ولكن دائما اذهب تقريبا ساعة قبل الوقت للحصول على مقعد امامي في كاتدرائية صوفيا في مدينتنا في السويد صباح عيد الميلاد للاستماع الى الجوق والشعب وهم ينشدون ترانيم الميلاد السويدية.

وهذه الترانيم اغلبها تم تأليفة ووضع موسيقاه في عهد الأقطاع ونصوصها ذات دلالات اقطاعية وزراعية وفلاحية وبلغة كلاسيكية يصعب فهمها حتى على الذين ينطقون هذه اللغة، ولكن يقدسونها ولا يهمشونها او ينعتونها بصفات سلبية ويدعون الى حملة الحداثة والتأوين والعصرنة لطمرها واستبدالها بالدخيل والهجين.

وهذا هو الحال في كل الدول الأوروبية بمختلف كنائسها ومذاهبها. في بعضها يتم تدريس الترانيم وبعض الليتورجيا ضمن المناهج الدراسية. اما الكنائس فهي ساحات لتدريسها والتدريب عليها.

الشعب الذي لا تجمعه ثقافة ولغة وتراث وآداب وفنون لا يستحق ان يكون شعبا والكنيسة التي تفقد خصوصيتها الليتورجية والثقافية واللغوية والترنيمية تخسر هويتها.

وأنا اخاطب أبناء وبنات كنيسة المشرق المجيدة بشقيها، أخص بهذا المقال أبناء وبنات كنيسة المشرق الكلدانية وأذكرهم بأن تراثهم وطقسهم ولغتهم وترانيمهم وحوذرتهم المقدسة صارت في خطر لا سيما في السنين الأخيرة. ليس هناك خطر على كونهم مسيحيون؛ هناك خطر انهم في طريقهم ومن خلال جيل واحد، نتيجة لسياسات الحداثة والتأوين الهدامة، ان يفقدوا هويتهم المتمثلة بلغتهم وثقافتهم وريازتهم وأزيائهم وترانيمهم الساحرة.

واليوم نحن مشتتون والغالبية الساحقة في المهجر. الثقافة بلغتها وطقسها وليتورجيتها وكل مقوماتها الأساسية الأخرى هي التي تجمعنا وفقدانها معناه الانتحار أي نصبح اثرا بعد عين، بمعنى أخر نتبلبل، كما حدث لأهل بابل في قصة التكوين حيث أخذ كل مكون يتكلم بلغة مختلفة والتحدث بلغات مختلفة معناه ثقافات مختلفة أي الفرقة والتشرذم. الا يدعو أصحاب التأوين والعصرنة والحداثة الى استخدام كل اللغات وأي ترنيمة موائمة، أليست هذه هي البلبلة؟ وكيف تكون البلبلة؟

ومن هنا يأتي خطر اصحاب التأوين والترجمة والتحديث والحداثة والعصرنة والتأليف بلغة غير لغتنا نصوصا ركيكة مليئة بالأخطاء. الذين يحثوننا على استخدام اي لغة في  ليتورجيتنا وطقسنا او أي نصوص او ترانيم موائمة يساهمون عن قصد او غيره في تدمير ثقافتنا وثقافتنا هي هويتنا القومية والكنسية – الا يشبه هذا الأمر تقريبا اللعنة التي حلت على اهل بابل وذلك من خلال بلبلة السنتهم (ثقافاتهم)؟

وهنا لا يسعني إلا أن أشيد بجوق المعهد الكهنوتي الكلداني عندما كان بمعية الاب فادي ليون حيث ساهم هذا القس الغيور على لغته وطقسه وكنيسته الكلدانية المشرقية الكاثوليكية في بزوغ نهضة في المعهد لم نشهدها في العصر الحديث.

بيد ان سرعان ما تم وأد هذه النهضة من دو سابق إنذار في العهد الجديد – عهد التأوين والحداثة والعصرنة – وجرى نقل القس فادي ومنذ ذلك الحين لم الحظ (وأمل ان أكون مخطئا) أي نشاط لإحياء الثقافة واللغة والهوية والطقس من قبل المعهد الكلداني هذا، بل ان ما يطرق سمعنا (وامل ان أكون مخطئا ايضا) ان نظرية التأوين والحداثة والعصرنة الهدامة المدمرة أخذت تغزو المعهد أيضا.

اترككم مع بعض ترانيم الميلاد التي أنشدها الاب فادي مع جوقه الكلداني الذي املنا خيرا فيه ولكن يبدو ان وميضه قد انطفاء او جرى اطفائه من قبل أصحاب التأوين والعصرنة، وهذا كان ديدنهم منذ الثمانينيات من القرن الماضي وعندما سنحت لهم الفرصة صار الوضع كما نراه اليوم ... أي أقرب الى بابل والبلبلة:

الترنيمة الأولى، أداء جوق المعهد الكهنوتي الكلداني بمعية القس فادي:

https://www.youtube.com/watch?v=grlX5RoBW6I

الترنيمة الثانية:

https://www.youtube.com/watch?v=ALVsz2DFG_Q

الترنيمة الثالثة:

https://www.youtube.com/watch?v=dike3qX5YPs

الترنيمة الرابعة:

https://www.youtube.com/watch?v=5YNG9iabHxE

وفي الختام، أقول هناك عشرات وعشرات ترانيم الميلاد لدينا وهي من أبدع ما أتت به قريحة اباء المسيحية والكنيسة في العالم.

هل هناك شعب او مؤسسة تترك كل هذه الكنوز وتركض وراء سراب التأوين والحداثة والعصرنة الذي ما هو إلا محاولة لإنهاء الوجود لا سيما بعد تشتتنا في اركان الدنيا الأربعة.


1017
الأخ سامي ديشو المحترم

كنت اتمنى ان تعلق او تمنحنا رأيك حول حادثة الكرادلة مع البابا وقارنه بالذي تدافع عنه.  المسألة تحتاج الى تشغيل العقل وحسب.  أنا احترم رأيك ولكن عليك ان تحترم الرأي الأخر. صار لي عقود وانا قريب من الكنيسة الكلدانية ولم أرى خطرا عليها مثل ما تمثله الإدارة البطريركية الحالية ...

اما استخدامها للإعلام فهو سيء جدا وقد وصل الى الدرك الأسفل، شيء هزيل جدا لا يقترفه أي مسؤول يملك خردلة من المسؤولية، لأن فيه تضخيم للذات وتضخيم لأعمال ليست الا عادية لا يكترث لها احد ولن تغير في الوضع ابدا ولن تصل ابعد من القلاية ولا ابعد من الموقع الالكتروني الذي صار مرتعا للإعلام الهزيل.

ترك كل مهمامه الروحية ولا سيما المسؤوليه الأخلاقية في الحفاظ على ثقافة وطقس ولغة كنيسته وشعبه وجرى وراء السراب الإعلامي الذي يوقعه كل يوم في مطب جديد.

وأنا اتحدث كمحتص في الإعلام، ادرسه على مستوى جامعة في السويد، ولكن لا أظن أنك تعترف بذلك وهذا رأيك.

على البطريركيةا الكلدانية ان تراجع نفسها لأن وضعها لا يحسد عليه ابدا ودفاعك بهذا الشكل عنها سيزيد من طينها بلة ولن ينفعها خردلة.

وعيد ميلاد مجيد وسنة مباركة.



1018
الاخ فاروق يوسف المحترم

ما أتى في حق الاخ ناصر عجمايا من قرار عقيم امر غير مقبول بالمرة ومؤشر خطير على الدرك الذي وصلنا اليه لا سيما المؤسسة البطريركية الكلدانية في السنين العجاف الأخيرة.

وهذا دليل على التخبط وانعكاس للعهد الجديد -العهد الفاشل - الذي صار خطرا محدقا ليس على الكلدان وحسب بل على المسيحية المشرقية ايضا. تخبط كبير وادرة فاشلة ومهزلة في الخطاب الإعلامي لا بعدها مهزلة.

فقط اذكر الرابطة وصاحبها بموقف البابا فرنسيس من اربعة كرادلة تحدوه علانية وفي الاعلام العالمي وعلى مستوى العالم في موقفه من العائلة وذهبوا الى درجة التشكيك ببابويته... مع ذلك لم ينبس بكلمة واحدة علانية او يذكر اسمهم او ينتقدهم بالإسم بينما بإمكانه محوهم من الوجود ضمن هرم الكنيسة الكاثوليكية كونه الحبر الأعظم:
https://www.ncronline.org/blogs/ncr-today/four-cardinals-openly-challenge-francis-over-amoris-laetitia

قارن هذا الموقف مع موقف عهدنا السقيم هذا والسنين العجاف الأخيرة التي صارت خطرا كبيرا علينا كثقافة ولغة وطقس ووجود ومسرحا لتصفية الحسابات والظهور الإعلامي الهزيل بكل ما للكلمة من معنى.

تحياتي



امر اداري بفصل السيد ناصر عجمايا من الرابطة الكلدانية
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=828589.0


 تصفية المعارضين ... ثقافة مغروسة  في رابطة البترك ساكو وفي مشهد مماثل ماجرى في قاعة الخلد يوم 22 تموز 1979 من تصفية بحق المعارضين وتحت أشراف القائد الاوحد الدكتاتور صدام حسين

فتحتم ابواب جهنم عليكنم يا رابطة البترك ساكو

حان الوقت لتشكيل جيهة اعلامية لاظهار الحقائق وفضخ مخططات  رابطة البترك ساكو

فاروق يوسف

1019
سيدي الكريم،

هل لك ان تذكر لي اسم صديق وهجرك  وخليل وغادرك  ويد اهتزت ولم تقوى على حمل كأسك

وهاك أشهر أشعار أبو نواس في الخمر

ألا فاسقني خمراً وقل لي هي الخمرُ … ولا تسقني سِراً إذا أمكن الجهرُ 
وبُح بإسمِ من تهوى ودَعني من الكِنى … فلا خيرٌ في اللذاتِ مِن دونِها سِترُ
فعيشُ الفتى في سكرةٍ بعد سُكرة … فإن طال هذا عندهُ، قصر العمرُ
وما الغُبنُ إلا أن تراني صاحياً … وما الغُنمُ إلا أن يُتعتعني السُكرُ

وأرفع كأسك واستمتع بالقصيدة وهي مغناة من قبل محمد القبانجي

https://www.youtube.com/watch?v=FUiDeNJke2c

إذا ليست مسالة "نقطة الصفر". هي مسألة الثقافة والفنون والاداب (وعاؤها اللغة) التي ربما دوخت رأس قرائي بها.

الأمة (تعرف أي امة اقصد) وزعيم أي امة (تعرف أي زعيم اقصد) يزدريان الثقافة والفنون والاداب أي اللغة الأم بفنونها وشعرها وموسيقاها وطقوسها كما تفعل هذه الأمة وكما يفعل صاحبنا الزعيم لا يحق لهما الحياة والادعاء انهم امة او انه زعيم هذه الأمة.

الدنيا الغاز ونقطة الصفر لغز، اليس كذلك.

تحياتي


1020
سيدي الكريم

قلت في تعقيبي الأول (وهذا تعقيبي الخامس وهذا دليل إهتمامي الكبير بما كتبته) ان هناك أراء ومقترحات سديدة في مقالك هذا.

وما أتيت به وهو رأي الشخصي وهو ان كل ما نقوم به الأن هو ضمن الوقت الضائع. الهجمة شرسة والأنداد هناك لا يرحمون ابناء قومهم ودينهم ومذهبهم وعقيدتهم فكيف نتوقع ان يرحموننا. الكك يقتل الكل والعالم (امريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا وكندا وأستراليا .. وهلم جرا) يقتلون بهم عن بعد (من الجو) وإيران والسعودية وتركيا وقطر تؤجج المشاعر الطائفية والمذهبية والكل حاضر ان يصافح ويعانق حتى الشيطان لا بل ينام في فراشه للقضاء على الأخر.

هل تعلم المجزرة المريعة التي إقترفها جماعة البرزاني وجماعة الطلباني الواحد بالأخر في بداية التسعينات حيث كانوا يقتلون الواحد الأخر مثل الحيوانات وكانو مصممين على القتل حتى الفناء ووصل الى درجة ان البرزاني إستنجد بصدام حسين (الذي كان يتهمه بقتل 180 الف من ابناء عشيرته من البرزانيين بدم بارد) للبطش بأبناء جلدته من الدين ذاته والمذهب ذاته والقومية ذاتها وهذا ما حدث في عام 1995 وحدث ما حدث. كيف تثق بهكذا رجل مثلا وأنت تعيش في الغرب حيث ان مثلبة صغيرة قد تطيح بأكبر زعيم فماذا عن الذبح بالجملة ...

انا أنطلق من أن وجودنا في أرض الأجداد على كف عفريت وأننا زائلون كما تم إزالة وجودنا في تركيا وثقافيا من مناطق أخرى كانت اعدادها بالملايين ومن من؟

اما كوننا "قومجيون ومذهبيون وطائفيون وتسميون وغيره " وغائرون في أعماق تاريخ لا نعرف كنهه ولا بإستطاعتنا قراءته ولا التواصل مع لغته ورموزه وثقافته، فهذا حدث ولا حرج.

هذه الظوهر المحزنة التي تنتقدها وانت على حق ليست بخافية على كل من يقرأ التاريخ بعيون مفتوحة.

كل أمة تصبح على الهامش وعلى كف عفريت، هذا يحدث لها وهو بالضبط ما يحدث لنا حاليا.

شخصيا لدي بعض الحلول للحفاظ على الوجود قد تختلف مع ما أتيت به ولكن هذا لا يقلل من أهمية افكارك وموقفك في هذا المقال بالذات. في أقرب فرصة سأحاول كتابة مقال عنها.

تحياتي


1021
النقاشات والحوار حتى الأن من أجمل ما يكون.

لدي بعض الملاحظات.

اولا، يجب عدم الإنجرار وراء العواطف. الواقعية والبراغماتية مطلوبة. ولهذا نحن في الغرب نتكلم وكأننا أوصياء على الأهل ولأقارب والأحبة في بلد الأجداد. يجب ان ننطلق من واقعهم ورغبتهم وطموحاتهم ومستقبلهم وليس ما نريده نحن لهم.

ثانيا، الشرق الأوسط غابة للوحوش والعراق وسوريا هم الأن غابة للوحوش الكاسرة. لو لم تملك إسرائيل القوة العسكرية لما بقي فيها حجر على حجر ولا قرية ولا مدينة ولا إسم. المسيحيون في لبنان يفتقرون الى القوة العسكرية ولهذا ليس بإمكانهم إعادة شبر من الأرض والقرى التي إستولت عليها الميليشيات الدرزية وأعدادهم في تنتاقص مخيف، والدروز أقلية ولكنها قوية ومسنودة ولو لم يكن الشيعة وحزب الله اقوياء في لبنان لبلعتهم إسرائيل اولا ودجنتهم الحكومة اللبنانية ثانيا.

رابعا، المسالة ليست الفقر والمال. الذين يغادرون اغلبهم أصحاب المال والأغنياء من ابناء شعبنا.

خامسا، الأرض برمتها ستتزلزل في المنطقة وشعوب هي بالملايين مثل الأكراد وحتى تركيا وأتراكها لا يعرفون ماذا سيكون مستقبلهم ومصيرهم. المنطقة في مغاض رهيب ومرعب. لنكن واقعيين وننطلق من الممكن الذي لدينا.

سادسا، الأحلام لا تجلب الشفاء ولا الحلول. كل دولة قوية في المنطقة وخارجها لها ميليشيا مرعبة قد اعدتها ليوم الحساب. وهذه اليمليشيات دون إستثناء على إستعداد لذبح الأخر من الوريد للوريد دون وازع اخلاق او ضمير. الحرب والصراع هو حتى الفناء بين الكبار والصغار المسلحين حتى الأسنان. هذا هو الواقع. إن خففت وطأته لأسباب قومية او سياسية او دينية او مذهبية او عاطفية وأنا ساكن في السويد في نعيم ورخاء ولدي وظيفة محترمة وإن لم تكن لدي وظيفة اعيش في رخاء على حساب الدولة ومن ثم أتي وأجعل من نفسي حكما على ماذا يجب ان يكون عليه الذين هم في الداخل وهم على شفا الفناء وأطلب منهم الثبات والتضحية والتحمل، هذا شخصيا لا أستطيع تحمله وأكرر منطقة نهلة وأهلها منطقتي ولا زلت أحلم فيها في الليل لأنني امضيت فيها طفولتي وانا عارف بشعابها وتاريخها وأعرف كثيرا عن القبائل الكردية التي تقطنها.

وشكرا لإثارة الموضوع.

تحياتي

1022
الأخ والصديق العزيز شوكت توسا المحترم

تحية عطرة

اقدم إعتذاري إن كان ردي لم يعرج على المحتوى الذي اتى في تعقيبك.

بيد أنني ابن المنطقة ولديّ (لوالدي المرحوم) ولبعض الأهل والاقارب قرية برمتها من اجمل قرى الدنيا بأراضيها وبساتينها وعيونها وجبالها وسهولها ووديانها ورموزها وذكرياتها وكنائسها وصوامعها وأديرتها- قرية كربيش العليا للكلدان وقرية كربيش السفى للاشقاء الأشوريين.

أين صارت القريتين؟ إستولى عليها خوال مسعود البرزاني من عشيرة الزيبار. والزيباريون وما أدراك ما الزيباريون، إغتصبوا سهل نهلة ولن تغمض لهم عين حتى يستولوا على القليل الذي بقي لنا.

أنا إبن المنطقة ولدت فيها وترعرعت فيها وأعرف كل خفايا العلاقات العشائرية بين الزيباريين والبارزانيين.

لو تقوم الدنيا لن يقف البارزانيون بجانبنا ويعيد لنا سهل نهلة وكربيش العليا والسفلى لأن هذا سيعني إزاحة الزيباريين وهذا خط أحمر لا يجوز تجاوزه بالنسبة للبرزانيين.

ومن ثم لماذا نحن الذين في الغرب ومعنا بعض رجال الدين في الداخل نتدخل في شؤون هؤلاء المساكين الذين هم اليوم تحت رحمة عشيرة الزيبار التي لم ترحم بعمرها مسيحي واحد وكانت من أكثر العشائر الكردية إضطهادا لنا وأغتصابا لنسائنا؟

لماذا نريد هؤلاء المساكين ان يكونوا كما نريد نحن في الغرب او كما يريد بعض جال الدين لغايات في نفس يعقوب؟

يجب علينا ان نريد لهم ما يريدون هم لأنفسهم وليس ما نريد نحن المترفين في الغرب ان يكونوا عليه او تلبية لغايات رجال الدين التي لا يعرفها إلا الله؟

إمنحني الأمان والقوة العسكرية التي ستواجه الميليشيات الكردية الزيبارية والبرزانية ومن ثم الجيش التركي الذي هو على بعد بضعة كيلومترات وتشريع دولي وسلاح وجيش حقيقي قوي مسلّح بأحدث الأسلحة وحماية حقيقية تعيد  لي قريتي وسأكون انا اول العائدين الى قرية اجدادي.

تحياتي

1023
الأستاذ العزيز شوكت توسا المحترم

شكرا للنصيحة ولكن نهلة هي موطني فيها ولدت وترعرعت والباقون فيها اغلبهم أهلي وأقاربي والذين يقومون بخدمتهم من رجال الدين من الرهبان من دير الرهبنة الكلدانية ومن كهنة وأساقفة كنيسة المشرق القديمة (سوركاذا عتيقا) وغيرهم أغلبهم  اصدقاء وأنا على إتصال مع بعضهم.

 وفي الأكاديما نقول It is unethical to alleviate conditions of social reality for political reason or whatever reasons

We should say it as it is as far as possible

بمعنى أخر إن خففنا وقع الواقع الإجتماعي خدمة لأغراض سياسية او غيرها مهما كانت نكون بذلك قد خدعنا الذين نكتب عنهم وهذا لا يقع في باب الأمانة والصدق والأخلاق .... وخدعنا أنفسنا كذلك.

من منا يبدل مكانه في الغرب مع أي من ساكني هذه القرى؟

كم ساكن في هذه القرى سيبدل مكانه معنا نحن في الغرب إن كان هناك خيار كهذا؟

أظن الجواب واضح.

تحياتي



اما للاستاذ العزيز ليون برخو, فطلبي منكم يا صديقي , شويه حد قلمك وشد ايدك مع اهلك واهلي  لانهم بحاجه الى دعم وتشجيع  ما دامهم مصرون على البقاء في نهله .
تقبلوا تحياتي

1024
سيدي الكريم. ربما سطوت (هذه بانورامية) على بعض افكاري وكأنك تحاول ان تسرق (حاشاك طبعا) مني بعض الأفكار التي اعدتها للجزء الثاني من هذا المقال. هل هذا توارد الخواطر (او ربما سأكون بطل بانورامتك في المرة القادمة وهدفا لسكاكينك لأنني تجاوزت ههههه العودة الى نقطة الصفر):

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=822580.0

في مقالك هذا افكار سديدة.

الكل الأن تنظر الى "تحرير" الموصل وكأن "التحرير" يتم لأجل عيوننا.

اقليم كردستان كله "محرر" ولحوالي اربعة عقود وفي فترة "التحرير" هذه "المباركة" جرى سرقتنا وأضطهادنا واللعب بنا من قبل "الحلفاء الأكراد" بقيادة البرزاني الهمام وأسايشه وميليشياته الشجعان وفي وضح النهار. فكيف سيكون وضعنا بعد "التحرير" بل بالأحرى تدمير الموصل وسهلها وأهلنا يهربون من جحيم المناطق الكردستانية "المحررة" زرافات وأفواج والقرى الباقية (اي التي لم يستولي عليها الأكراد حتى الأن) اصبحت شبه خالية؟

ملاحظة واحدة تخص الكاتب المرحوم دأود الفرحان الذي كان زميل المهنة وصديقا حميما.

لا أظن أنه كان يكتب في جريدة العراق - وإن كنت مخطئا فعذرا مقدما. كان صاحب عمود في مجلة الف باء. وعموده صار اشهر من نار على علم وكان تحت إسم "بلد صاعد، بلد نازل."

وبسبب مقال له هاجم بعض اعضاء قيادة البعث ومنهم طه ياسين رمضان  وبسبب ذلك اودعه صدام حسين السجن لفترة زمنية وخرج بعد "الف واسطة" وبعد ان كتب رسالة اعتذار وأسترحام الى صدام حسين.

والصحافي العراقي الأخر الشجعاع والبارز والشهم وزميل المهنة والصديق الحميم أيضا هو الدكتور هاشم حسن جاسم الذي هو حاليا عميد كلية الإعلام في جامعة بغداد.

اودعه عدي صدام حسين السجن وكان حلقة الوصل بينه وهو في السجن وبيننا نحن مجموعة من الصحافيين العراقيين القس الكلداني الشهم والشجاع عامر ساكا الذي كان يوصل رسائلنا ومبالغ المال وغيره الى الدكتور هاشم وهو يقوم بزيارة السجناء في سجن ابو غريب رغم خطورة ما كان يقوم به.

وللشهادة والتاريخ اقول إن الدكتور هاشم رفض كتابة التماس الى عدي او صدام حسين كي يخرجه من السجن رغم الحاحنا عليه بضغط من عائلته.

 قضى فترة السجن برمتها وعندما خرج هرب بعائلته الى الشمال ومنها الى الخارج من ثم عاد الى العراق بعد الغزو والاحتلال الأمريكي عام 2003.

تحياتي


1025
الأخ العزيز فريد شكوانا المحترم

أتفق فيما ذهبت إليه حول ما يجري من صراع داخلي في صفوف شعبنا. وهذا الصراع غير المبرر لا سيما في مرحلة حرجة كالتي نمر فيها مؤشر خطير جدا وهو سبب من عدة اسباب تدعو الى التشاؤم.

كان من المفروض ان نلتف اليوم حول اي حركة لها تمثيل وأمتداد شعبي نضالي لحين إستتباب الأمور.

الأمم الحية تضع خلافاتها جانبا وتترك المعارضة ولو مؤفتا وتقف جنبا الى جنب مع الحركة التي لها تجربة نضالية في الحفاظ على الوجود.

وعند تحقيق الأهداف او بعضها والتشبث بالثوابت الوطنية وثوابت الهوية والأرض وغيرها عندها تبدأ المعارضة الحقيقية ليس من اجل المعارضة بل من أجل تقديم ما هو أفضل.

تحياتي


1026
ܡܝܩܪܐ ܩܫܝܫܐ  ܢܘܐܝܠ ܓܝܘܪܓܝܣ ܫܠܡܐ ܕܡܪܢ ܩܒܠ ܘܐܠܗܐ ܡܒܪܟܠܘܟ ܘܝܐܒܘܠܘܟ ܟܝܠܐ ܘܚܘܠܡܢܐ ܘܗܘܝܬ ܒܣܝܡܐ ܪܒܐ

الاب الفاضل نوئيل كيوركيس المحترم

شكرا جزيلا لتجشمك عناء التعليق على مقالاتي.

لقد قرأت لكم ومعكم القليل الذي بقي من نهضة المطران سرهد جمو الكلدانية بعد ان خانه الكلدان الذين إلتفوا حوله وأقسموا على الإنجيل وامام صليبه وبعد أخذ بركته انهم سيبقون اوفياء لمبادئكم طيلة حياتهم ومهما كلف الأمر.

بقيتم لوحدكم بعد ان خانكم اغلبية الذين اقسموا على الإنجيل وأمام الكاميرات والملأ أنهم لن يفعلوا ذلك.

كنت من أشد منتقديكم وما أذهلني هو الصمت والسكينة التي كانت من الخصال الحميدة للأسقف الجليل سرهد جمو حيث لم ينبري ابدا للرد على منتقديه ولو بكلمة واحدة.

قرأت بعض المقالات مؤخرا وهي تقع ضمن المسار الذي كنت اتبناه حيث كنت أشخص الأخطاء وبعضها مميت ومن هم الأعداء الأصدقاء ومن هم الدخلاء والأجانب الذين لا يمكن الوثوق بهم وها أنتم تومئون الى ذلك ولو بطريقة غير مباشرة في بعض كتاباتكم.

بعد ان بانت الحقيقة واليوم الهوية بلغتها وثقافتها وطقوسها وأدابها وشعرها وفنونها وريازتها وأزيائها ورموزها وإرثها صارت في خطر - اي الوجود برمته على كف عفريت - لا علم لي بأي وسيلة سننهض أي سنحمي نفسنا من الفناء.

نعم سأكتب مقالا متمما لهذا أضع فيه خارطة طريق للخلاص أي كيف نحاول ان نبقى ونقاوم خطر الزوال.

التشبث باللغة والثقافة والهوية كما أشرت اعلاه جزء حيوي من خارطة الطريق هذه.

تحياتي

1027
الأخ العزيز نبطي كلداني المحترم

اسف للتأخير في الرد. ان يكون المرء معلما في الجامعة قد يجعله احيانا ينسى نفسه لكثرة الإرتباطات والأشغال.

وانا أعود الى المقال، اقول شكرا للرابط. هذا الرابط يوضح اننا كشعب (تسميات مختلفة وكنائس مختلفة) لا يكترث لوجودنا أحد.

نحن فقط نضخم أنفنسا ووجودنا وأعمالنا ونشاطاتنا ومناصبنا مدنية كانت او كنسية وهذا التضخيم لا يعبر صداه مواقع شعبنا الإلكترونية.

الموصل "ستتحرر" والهجوم عليها مسألة أيام او اسابيع ولكن العواقب ستكون وخيمة.

سيكون هناك خاسرون ونحن اول الخاسرين.

اما ممثلي شعبنا، فلماذا تمنحهم دورا ومكانة هي أكبر من حجمهم وحجمنا بكثير.

هم لا وجود لهم إلا في مواقع شعبنا ولا حول ولا قوة لهم لأنهم يمثلوننا ونحن في حالة هروب وتشتت وأضعنا فيها البوصلة بعد خسراننا للأرض.

أي مسؤول او ممثل لشعبنا مدنيا كان او كنسيا بإمكانه ان يؤثر على قرار اردوغان؟ ليس اردوغان بل رئيس إقليم كردستان، ليس هذا بل شيخ قبيلة كردية، او زعيم ميليشيا او مجموعة طائفية مسلحة؟

تحياني

1028
الأخ العزيز كنعان شماس المحترم

لا تستغرب عندما ترى الشر يتطاير من أمريكا مثلا في تعاملها مع شعوب الشرق الأوسط. إنها تفعل ما يمليه عليها ضميرها الكودويني، أي انها تتبع الفلسفة النفعية وليس اركان المحبة والتسامح والغفران والعطاء - جوهر الرسالة الإنجيلية.

إن كانت مصلحة مؤسسة (أي مؤسسة سياسية او دينية ومن أي دين) تقتضي اللجوء الى الشر لتحقيق المنفعة، فلا تتردد في ذلك.

وكل مؤسسة تلتجىء الى السياسة النفعية بقدر ما تسمح به سلطتها.

المؤسسة الكردية في العراق تستخدمها بقدر تعلق الأمر بالأخر الأضعف منها وهم نحن مثلا.

وفي اغلب الأحيان يتم تخدير الضعفاء والمساكين لا سيما ضمن نطاق المؤسسات الدينية والمذهبية الى درجة أنهم يدافعون وبإستماتة عن مؤسستهم رغم ظلمها وإضطهادها لهم، لا بل قد يرون ان الظلم والإضطهاد هذا نعمة وبركة.

بيد انه علينا ان ننتبه ان الدول الغربية ومنها أمريكا تحاول جهدها ان تضع السياسة النفعية ضمن حدود وقوانين تحاسب المعتدي قدر الإمكان داخل بلدانها أي ضمن نطاق سياساتها الداخلية وحسب، أي الضعيف الأخر له قدر من المناورة لدفع الأذى عن نفسه والمطالبة بحقوقه.

السياسة النفعية تظهر في ابشع صورها عند تعامل المؤسسات (أي مؤسسة مدنية او دينية او غيرها) مع الأخر المختلف.

المؤسسة القوية والسلطوية لها اساليب كثيرة للسيطرة وإضطهاد الأخر الضعيف.

تحياتي
 

1029
الأخ العزيز dominoos_qozi المحترم

الوطن هو المكان (في اي بقعة من الارض) تستطيع فيها ممارسة هويتك - اي ثقافتك بلغتها وأدابها وفنونها وموسيقاها وشعرها وطقوسها وليتورجيتها وأي رموز أخرى تدلل على خصوصيتك ومنها تقاليدك وريازتك وازياؤك.

إن خسرنا الثقافة - وهنا أعني الثقافة الخاصة بشعبنا وكنائسنا حسب المفهوم اعلاه - خسرنا الوطن كما خسرها اجدادنا الذين إستعربوا مثلا.

الخطر الحقيقي الذي نواجهه ليست الهجرة. الخطر يكمن في إلغاء الثقافة.

المهاجرون في جورجيا من الأشوريين والكلدان أكثر قربا للوطن لأنهم حافظوا على ثقافتهم، وأكثر التصاقا به من الذين يطالبون الناس بعدم الهجرة ومن ناحية أخرى يهمشون ويزدرون ويحاربون الثقافة. خسران الثقافة هو خسران الوطن وأنت تقتلني فقط عندما تقتل ثقافتي وحسب.

تحياتي

1030


صديقنا العزيز شوكت توسا المحترم

تحية طيبة

مبدا "العين بالعين والسن بالسن" وضعه العراقيون القدامى ويرد في مسلاتهم (تشريعاتهم) ولا سيما مسلة حمورابي.

وهذ المبدأ اخذه اليهود في سبي بابل الذي إستمر حوالي أربعة قرون وأقحموه في توراتهم كما هو الحال مع الكثير من النصوص التي ترد في التوراة (الكتاب المقدس - العهد القديم) والتي ما هي الا إعادة صياغة (paraphrase) لنصوص سومرية.

كل مبدأ وحتى قانون يحتاج تطبيقه الى سلطة.

بعض المبادىء مثلا الأخلاق الإجتماعية والسلوكية التي ليس لها قوانين او تشريعات تنظمها، يطبقها الناس التزاما بالعرف الإجتماعي.

بيد ان تطبيق أي مبدأ او قانون الذي بواسطته يحاول الناس الحصول على حقوقهم المهضمومة من خلال التعويض او "العين بالعين" او الحبس مثلا، يحتاج الى سلطة تنفيذية وقضائية عادلة لتنفيذه.

والتنفيذ إنتقائي عندما يتعلق الأمر بالأخر الضعيف الذي لا حول ولا قوة له.

ضحايا الهجوم على امريكا في 11 ايلول عام 2001 سيحصلون على تعويضات مجزية من السعودية، هكذا قرر السيد القوي.

من سيعوض ضحايا الغزو الأمريكي للعراق؟ هل هناك سلطة او قوة في العالم تستطيع تطبيق مبدا "العين بالعين" على امريكا او أي دولة او منظمة او حكومة او مجموعة (دينية، إثنية، مهما كانت) لها السلطة المطلقة على الأخر الضعيف.

نحن لسنا ضعفاء بل لا حول ولا قوة لنا. نحن نعيش اليوم على فتات الأخرين في كل نواحي حياتنا. وضعفنا ليس وليد اليوم ولكنه متأصل فينا وهو معنا منذ دخولنا المسيحية في القرن الأول الميلادي.

شعبنا ضعيف امام الكل ولهذا الكل إضطهده ويضطهده من الشرق والغرب، بمؤسساتهما العسكرية والدينية والسياسية والمذهبية.

فقط القوي له الحق في مبدأ "العين بالعين". الضعيف يقلعون عينه اليسرى ويشكر الله انهم تركوا عينه اليمنى سليمة.

تحياتي


1031
الأخ العزيز جاك يوسف الهوزي المحترم

تحية طيبة

قرأت تعقيبك والذي يشكل إضافة مهمة جدا للمقال، لا بل يكمله ويسد الثغرات الواردة فيه.

وتعقيبك تحليل معمق يؤشر الى إدراك بمجريات الأمور ودليل على المتابعة والقراءة ومن ثم التحليل المنطقي لمجريات الأحداث.

ما يهمنا كما تقول هو شعبنا، بتسمياته ومذاهبه المختلفة والطريق الى الحفاظ على هويته.

وأود ان أضيف ان شعبنا لم تكن يوما هويته متعلقة بجغرافية منطقة محددة طوال التاريخ.

أين ما حلّ شعبنا أخذ معه هويته ولم يتخلى عنها وأمل ان القراء الكرام بإمكانهم تعريف الهوية التي تشكل اللغة ركنا من أركانها الأساسية وما تحفظه لنا هذه اللغة المقدسة من طقوس وفنون وأداب وثقافة وشعر وريازة ونضيف إليها التقاليد من ازياء وغيرها.

التخلي عن هذه المقومات هو الموت الحقيقي.

الذي يتخلى عن هذه المقومات ويقول انه يريد ان يحافظ على الوجود في أرض الأجداد لا يجوز ان نصدقه.

البقاء في ارض الأجداد دون الهوية كما شرحتها لا فائدة منه.

البقاء في الشتات مع الحفاظ على الهوية افضل من البقاء في الوطن وخسارة الهوية، أي إستبدالها بهوية أخرى.

تحياتي

1032
"تحرير" الموصل لن يفيد شعبنا بشيء وداعش أخرى تنتظرنا بعد شراء أمريكا لفرع القاعدة في سوريا

ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد


ان تكون لنا أحلام كبيرة هذا أمر طبيعي، بيد أن التعامل مع الأحلام وكأنها الواقع معناه فقدان البوصلة في التعامل مع الواقع.

وكأقلية نحن لا نفهم كثيرا في السياسة. ندمج بين الأخلاق والسياسة بينما الاثنان امران مختلفان تماما.

الأخلاق تعني الالتزام بما نراه اعرافا حميدة دينية كانت او لها علاقة بالشرف، وتجنب الأخلاق غير الحمدية انطلاقا من الدين والعرف الاجتماعي.

السياسة ليست ابدا الخيار بين واحد من إثنين كما هي الأخلاق. السياسة قد تفضل الشر على الخير وتناور بينهما وتضيف إليهما خيارات أخرى وتتحالف حتى مع الشر ضد الخير انطلاقا من مصلحتها.

السياسية كودوينية، استنادا الى الفيلسوف الأمريكي ويليم كودوين. كودوين يقول في السياسة لا مكان للمحبة والتسامح والعطاء والغفران – أركان المسيحية كرسالة سماء –ولا مكان ابدا لمقولة ان تحب قريبك كنفسك ولا مكان للأخلاق.

ويأتي كودوين بسيناريوات عديدة وأشهرها صيتا في العلوم السياسية هو The Fire Case الذي فيه يبرهن ان القيمة الإنسانية والأخلاقية للبشر فرادا وجماعات ودول ليست متساوية ابدا ولا يمكن ان يكون ولدي بالنسبة لي مساويا لولد جيراني ولا مكان لحبي لقريبي كنفسي.

وأنقل هنا السيناريو ببعض التصرف كي أقربه للقراء.

لو حدث وأن تواجد قديس تجري على يديه العجائب مع رجل شرير وقاطع طرق وقاتل في غرفة واحدة. وحدث ان شبّ حريق في هذه الغرفة. وحدث ان كان متواجدا شخص بالقرب من هذه الغرفة ولكن لهذا الشخص مصلحة لدى الرجل الشرير وبغيابه لن تتحقق هذه المصلحة وستصيبه خسارة كبيرة. وكان امام هذا الشخص خيار واحد وهو ان ينقذ إما القديس او الشرير من النار، فمن سينقذ؟ يقول كودوين إنه بطبيعة الحال ودون سؤال سينقذ الشخص الشرير.

وكودوين بسيناريواته القريبة من هذه وضع أسس الفلسفة النفعية او فلسفة المنفعة utilitarianism والتي تشكل ركنا من أركان السياسة في عالم اليوم لا سيما في أمريكا والدول الغربية (رابط 1).

سألوا مرة سياسيا عما إذا كان يكذب في أقواله وتصرفاته ومواقفه، فضحك قائلا: "أكذب! ولماذا لا أكذب. أنا اقتل وأشن الحرب وأهاجم أي كان من اجل قضيتي ومصلحتي فلماذا لا أكذب."

ولهذا، لا نستغرب إن كانت الدول الغربية مثلا تتحالف مع زعيم او حكومة دكتاتورية وتغض النظر عن كل خطاياه لأن التحالف هذا يحقق مصلحتها، وحالما تنتهي المصلحة تستخدم الدكتاتورية ذاتها والتي كانت تهادنها سببا لضربه.

 قبل فترة باعت أمريكا حلفائها الأكراد في سوريا مثلما تبيع أي بضاعة في السوق. وهذه ليست اول مرة يتم بيع الأكراد بأبخس الأثمان.

وإن نظرنا الى الواقع في العراق لرأينا ان دول التحالف وغيرها مثل إيران وتركيا تتواجد من أجل مصلحتها.

 والميليشيات (في العراق ليس هناك جيشا نظاميا وطنيا تابع للمركز – بغداد – او إقليم كردستان -اربيل) التي تقوم "بتحرير" المدن الكبرى ولأقضية والنواحي والقرى من سيطرة داعش يهمها أولا وقبل كل شيء مصلحتها.

ومصلحة هذه الميليشيات (العربية الشيعية والكردية السنية) تقتضي ان يحقق لها التحرير تلبية منافعها أولا وقبل أي شيء أخر.

الميليشيات الشيعية بودها ان ينقرض السنة كما كان بود داعش ان ينقرض الشيعة. الميليشيات الكردية بودها ان ينقرض السنة العرب والشيعة العرب والشيعة التركمان والشيعة الشبك من كل المناطق التي تريد اغتصابها وضمها اليها.

والموصل مدينة تتنوع فيها الإثنيات والأديان والمذاهب، ولكن الولاء هو للاصطفاف المذهبي بالدرجة الأولى.

التركمان – الذين غالبيتهم شيعة ولهم تواجد كثيف في الموصل جزء من الحشد الشعبي – الميليشيات الشيعية. وكذلك الشبك ومعهم الأكراد الفيلية. المذهبية والطائفية والمحاصصة تأتي قبل الوطن والولاء للعلم الوطني.

وتركيا، حليفة التركمان متواجدة في معسكر قريب من الموصل.

وإيران حليفة الشيعة متواجدة تقريبا في كل مكان.

ماذا حدث في المناطق "المحررة"؟ تدمير ممنهج للعمران والبنيان الى درجة ان مدينة كبيرة مثل الرمادي جرى فيها مسح أكثر من 50% من البيوت بالأرض.

هذه المناطق خرجت من سيطرة داعش المرعبة والدموية ولكنها صارت تحت سيطرة ميليشيات لا ترحم إن كانت شيعية او كردية.

ماذا سيحدث في الموصل؟ ستحدث كارثة. لأن الميليشيات الكردية والشيعية لا تكن أي ود للموصل كمدينة وسكانها كسنة عرب لأسباب تاريخية وأسباب متعلقة بالموقف من داعش.

وطائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لا يهمهما كثيرا إن تم تدمير المدينة او تم تدمير البيت على الكل.
 
وإن تم "تحرير" مدينة الموصل، ستعيث هذه الميليشيات فيها فسادا ولا نريد ان نذكر القراء بما أحدثته الميليشيات الكردية التي يقول مسعود البرزاني إنها "منضبطة" من عبث وسرقة وفلتان في الموصل بعد الغزو الأمريكي مباشرة ولا نريد أن نذكر القراء بتقارير منظمات حقوق الإنسان المستقلة مثل Human Rights Watch حول الطريقة التي كانت الأسايش وغيرها من أجهزة الأمن والاستخبارات الكردية تضطهد شعبنا في سهل نينوى ومن ثم تركته لقمة سائغة لداعش.

اما الميلشيات الشيعية بأصنافها فهي أتت لتنتقم وليس لتحرر.

وكأن كل هذا لا يكفي، هناك داعش أخرى في الطريق قد تكون أكثر رعبا ودموية من التي نعرفها الأن.

إنها القاعدة في سوريا، متمثلة بجبهة النصرة – التي غيرت اسمها الى "فتح الشام" من خلال نصيحة أمريكية كي تصبح مقبولة – مع عدة تنظيمات جهادية أخرى (مثل جيش المهاجرين والأنصار، وصقور الشام، ولواء التوحيد، وجيش الإسلام، وحركة أحرار الشام الإسلامية، وأنصار الشام، ولواء الحق، وغيرها من التفرعات) التي تشكل جيشا مهولا ومخيفا يتم تسليحه بشكل استثنائي وتمويله بمئات الملايين من الدولارات من أمريكا والتحالف الذي تقوده ولا سيما حلفائها في الخليج – قطر والسعودية – وتركيا كذلك.

وداعش كما نعلم خرجت من رحم القاعدة في العراق. والقاعدة أساسا خرجت للوجود لمحاربة الاتحاد السوفيتي السابق في أفغانستان والذين أسسوها ومولوها وسلحوها الى درجة اخذت تقاوم الوجود السوفيتي في أفغانستان ومن ثم تلحق به هزيمة نكراء هم أمريكا والسعودية وباكستان.

ذات القاعدة وتفرعاتها في سوريا في طريقها ان تصبح "حبيبة أمريكا" وحلفائها. ليس هناك فصائل معارضة معتدلة في سوريا. الذين يحاربون هناك هم داعش، الذي يبدو أنه في أفول، ومن ثم القاعدة متمثلة بجبهة النصرة والمجموعات الجهادية المتحالفة معها.

داعش الجديدة هذه في الطريق لأننا نتحدث ليس عن عشرات الالاف من المقاتلين الجهاديين بل ربما مئات الالاف يتم تسليحهم وتموينهم وتمويلهم دون حساب كي يلحقوا هزيمة بحزب الله وإيران وروسيا في سوريا.

وكما نرى فإن أمريكا ترفض فصل – حتى الأن وربما لن تسمح ابدا – المعارضة المعتدلة – التي ليست موجودة في الواقع – عن جبهة النصرة وحلفائها كي تحاربهم روسيا وأمريكا سوية.

جرى اتفاق بهذا الخصوص مع روسيا ولكن سرعان ما نكثت أمريكا الاتفاق تحت ضغط صقور الاستخبارات والبنتاغون الذين يشتد ساعدهم ويقال ان الأمر وصل درجة انهم لا يطيعون حتى أوباما.

إذا كان في سيناريو كودوين هناك قديس واحد على الأقل، فإن غرفة السيناريو الحالي في كل من سوريا والعراق والأشخاص الذين فيها والواقفين امامها وخلفها وفوقها وتحتها كلهم أشرار.

ولهؤلاء الأشرار نحن لا نشكل أية منفعة او مصلحة. نحن صفر ولا نأتي في حساباتهم ولا وجود لنا في اعتباراتهم ولا هم يحزنون.

ماذا بقي لنا وما هو طريق الخلاص او خارطة الطريق للخلاص للحفاظ على الوجود؟ الجواب في المقال القادم.

=========================
رابط 1
http://plato.stanford.edu/entries/godwin/

1033
الأخ العزيز عبدالاحد سليمان بولص المحترم

شكرا لمرورك للمرة الثانية. لدي ملاحظتان كي نلقي الضوء على نقاشنا هذا حول المفهومين المهمين والأساسيين في اللغة نطقا وكتابة الا وهما quoting and paraphrasing. من اجل إستيعابهما وممارستهما بصورة سليمة تقدم الجامعات مقررات خاصة للكتابة وهناك كتب أكاديمية تقدم لشرح المفهومين ومنها هذا الكتاب الذي هو حاليا مادة قراءة في بعض الجامعات:
http://bookboon.com/en/where-you-may-get-it-wrong-when-writing-english-ebook

الكتاب هذا متوافر وبإمكانك تنزيله وقراءة الفصول الثلاثة الأولى المخصصة لهذين المفهومين.

paraphrasing ليست تحوير بل "تعبير موازٍ؛ يصوغ بكلمات أخرى" وبالانكليزية تفسيرها المعجمي يقول:
"restating a statement (a quote) in other words to clarify meaning)

النقطة الثانية تخص المصادر اعلاه. ربما لم تلاحظ المصدر الأخير لأنه لا يستند على المقابلة التي منحها البابا للوسيلة CROIX بل الى تصريحات صحافية ادلى بها في الطائرة في طريق عودته من بولندا الى الفاتيكان بعد مؤتمر الشباب الكاثوليكي هناك.

وهذه بعض الممارسة المبسطة جدا لمفهوم paraphrasing إستنادا الى ما نقل عن البابا حيث يشير الى إمكانية ربط ما أتى في إنجيل متى بمفهموم Conquest.

كيف نوصل فكرة ال Conquest للقارىء إن لم نضعها في إطارها الإسلامي وهو"الفتوحات." والفتوحات جهاد فيه عنف مفرط وسيطرة على الأخر بالقوة وجبره على تغيير ثقافته ودينه ومذهبه قسرا. إذا اشارة البابا إلى إمكانية الربط بين الفتوحات في الإسلام والفتوحات في المسيحية يعني ان الديانتين في الإمكان ربطهما من حيث مفهوم الجهاد.

وهكذا الإقتباسات الاخرى وكيفية إعادة صياغتها من اجل الفهم والتوضيح.

مثلا كيف نعيد صياغة أقوال البابا الأخرى (أتركها دون ترجمة لضيق الوقت ولكن العم غوفل قد يقوم بالمهمة):

 " the potential for violence lies in every religion, including Catholicism"
Francis said that he speaks of “Islamic violence,” then he has to speak of “Catholic
violence” too
The pope said that in every religion there are violent people, “a small group of fundamentalists,” including in Catholicism.
"I beelieve that it’s not fair to identify Islam with violence. It’s not fair and it’s not
true,” he

وأنا معك أيضا عند paraphrasing على الكاتب ان يكون حذرا جدا ولهذا من الأهمية بمكان بالنسبة للصحافة الرصينة هو أمر ملزم إيراد الإقتباس بعد كل paraphrase  لا سيما للأمور الحساسة والمثيرة للجدل وأظن ان المصادر اعلاه تفلح في ذلك.

في الكتابة الأكاديمية إضافة الى ذلك علينا ذكر إسم الكاتب مع سنة نشر الكتاب اضافة الى الصفحة التي نستقي معلوماتنا منها حالة quoting or paraphrasing من اجل المصداقية.

تحياتي


1034
الأخ عبدالاحد سليمان بولص المحترم

هذه إقتباسات quotations مطعمة ب paraphrases من احد المصادر أعلاه في حوار للبابا مع الصحافيين. عذرا لا استطيع ترجمتها لضيق الوقت ولكنني اشرت على بعض الأقوال للبابا في هذا المضار.

ABOARD THE PAPAL PLANE - Pope Francis on Sunday defended his avoidance of the term “Islamic violence” by suggesting the potential for violence lies in every religion, including Catholicism.

“I don’t like to talk about Islamic violence, because every day, when I read the newspaper, I see violence,” Francis said, when asked about why he never speaks of Islamic terrorism or fundamentalism when condemning attacks such as the murder of a French priest last week, who had his throat slit by an Islamic terrorist as he was celebrating Mass.


They are baptized Catholics. They are violent Catholics,” Francis said, adding that if he speaks of “Islamic violence,” then he has to speak of “Catholic violence” too.

The pope said that in every religion there are violent people, “a small group of fundamentalists,” including in Catholicism.

“When fundamentalism goes as far as murdering … you can murder with your tongue and also with the knife,” he said.

“I believe that it’s not fair to identify Islam with violence. It’s not fair and it’s not true,” he continued, adding that he’s had a long conversation with the Grand Imam of Al-Azhar, the Cairo-based Islamic university often described as the Vatican of the Sunni world.

“I know how they think. They look for peace, encounter,” he said.

[/b][/b]

1035
الأخ والصديق العزيز عبدالاحد سليمان بولص المحترم

شكرا لمرورك وكالعادة لا تتخذ موقفا الى بعد البحث وإستقصاء والسؤال وهذه شيمة العلماء والأكاديميين.

ما أتيت انا به ليس إقتباسا quotation (ترجمة) بل تفسيرا أي اقتباس تعبيري paraphrase . وفي ال paraphrase نقدم الفكرة ذاتها بكلماتنا وتعابيرنا ولغتنا الخاصة محاولين قدر الامكان عدم الإبتعاد عن الفكرة للكاتب او النص الذي نستند اليه. والمفهومان quoting and paraphrasing والتعامل معهما وإجادتهما يعدان من اسس البحث العلمي الرصين.

وفي الكتابة نميز بين المفهومين بواسطة علامتي التنصيص،اي نضع النص بين هاتين العلامتين: "...". وكما تلاحظ ان ما أتيت به ليس بين علامتي التنصيص.

إستقيت المعلومات التي تبحث عنها وعبرت عنها من خلال إقتباس تعبيري paraphrase إستنادا الى المصادر التالية التي كلها عدا المصدر الأول  تستخدم ال paraphrase مع عدد من الإقتباسات لإيصال الفكرة، وهذه ميزة تشترك فيها الكتابة الأكاديمية مع الأسلوب الصحافي في الصحافة الرصينة:

http://www.la-croix.com/Religion/Pape/INTERVIEW-Pope-Francis-2016-05-17-1200760633

Islam and Christianity share 'idea of conquest', says Pope Fracis

https://www.theguardian.com/world/2016/may/17/pope-francis-islam-christianity-share-idea-of-conquest-sadiq-khan

Pope Francis: Christianity And Islam The Same
http://www.dailywire.com/news/5810/pope-francis-christianity-and-islam-same-hank-berrien#

Pope Francis Defends Jihad, Says Christianity Has Roots in Idea of Conquest [Rev 13]
http://www.freerepublic.com/focus/f-news/3431808/posts

Pope Francis denies that Islam is violent
https://cruxnow.com/world-youth-day-krakow/2016/07/31/pope-francis-denies-islam-violent/

وبالمناسبة كانت هذه التصريحات مثار إنتقاد وهجوم وأحيانا إساءة من قبل مسيحين متزمتين ومتعصبين ولكنني شخصيا معجب بالبابا فرنسيس واراه منارة وقدوة للاخلاق الإنسانية والممارسة الإنجيلية. مجيئه كان نعمة لأمثال الكاهن هانس كونك حيث إختضنه هو أفكاره وأعاد مكانته حيث كان كونك واحد من مهندسي المجمع الفاتيكاني الثاني.

تحياتي

1036
الزميل الدكتور صباح قيا المحترم

تحية محبة

ليس هناك أي تعمد من جانبي بدليل انني صححت ترجمتي أعلاه وأدخلت فيها كلمة "الله" حالما نبهتني الى ذلك.

ورغم هذا تبقى ترجمتك ناقصة وتشوه النص الأصلي.

وبالمناسية فإن عبارة "كلمة الله" ترد في القرآن وهي عبارة شائعة في الفقه الإسلامي وهانس كونك يقول حسب ما يقول المسلمون وليس بالضرورة انه يؤمن بذلك.

وأنا أشكرك على تعقيبك أقول أن العبارة سقطت في ترجمتي  سهوا بدليل انني صححتها فورا. متى ستصحح ترجمتك التي ليست ترجمة بل، مع كل إحترامي لك تشويه متعمد للنص؟

اما الأمور الأخرى التي ترد في تعقيبك فيها تهكم غير مقبول وهي خارج السياق. مثلا تذكر الأخ Akoza وهو وليس له تعليق في هذا المقال وانا شخصيا لا أعرف من هو ولم الحظ انه قد علق على أي من مقالاتي لفترة طويلة من الزمن.

وهذا الفيلسوف واللاهوتي الذي نحن بصدده قس كاثوليكي ممارس. إن كانت هناك شائبة لأوقفته الكنيسة من اداء الأسرار.

ومن ثم وأكرر مرة أخرى كل هذا الهجوم على القس والفيلسوف يأتي فقط لأنه ينتقد مؤسسة فاسدة وهو محق في ذلك وهذا رأي. لو لم يتنتقد هذه المؤسسة الفاسدة وبدلا عن ذلك إمتدحها لما أكترثتم ابدا لما يكتبه عن الأديان.

 أي المنطلق، مع كل إحترامي لك ولأكاديميتك، مذهبي وطائفي وحسب وليس دفاعا عن الأنجيل او الكنيسة كرسالة سماء.

والكتاب الذي تستند إليه لم تنتقده الكنيسة ابدا.بالعكس هناك مديح كثير من قبل الكنيسة لهذا الكتاب. الفاتيكان ينتقد كتابه الذائع الصيت بعنوان "To Be a Christian".

والكتاب الذي تذكره وتهاجمه دون وجه حق متداول ويعد واحدا من أهم المصادر في حقله في أي دراسة عن الأديان في الجامعات الغربية ومن ضمنه المؤسسات التعليمية المسيحية.

وهناك نص يرد في الكتاب هذا ربما هو من أكثر النصوص إقتباسا في حقله وصار نبراسا للحوار بين الأديان والمذاهب ويؤشر الى مسار الضمير والأخلاق في عصرنا هذا. واثر هذا  النص بذاته كثيرا في التقارب بين الأديان وكان من اسس حوار الأديان الذي اطلقته الكنيسة الكاثوليكية مع المذاهب المسيحية والأديان الأخرى. وهذه ترجمة مع النص الأصلي وأمل أنني وفقت في ترجمتها:

"لن يحث سلام بين الأمم بدو سلام بين الأديان.
ولن يحل السلام بين الأديان بدون الحوار بين الأديان.
ولن يحدث حوار بين الأديان بدون استقصاء الأسس التي قامت عليها الأديان."


Kung sets out the global change of consciousness which he regards as vital for human survival:
"No peace among the nations
without peace among the religions.
No peace among the religions
without dialogue between the religions.
No dialogue between the religions
without investigation of the foundations of the religions."

تحياتي


1037
الاخ العزيز بطرس أدم

شكرا للرد بيد أنني أقول انك ومع الأسف تناور وتخرج الموضوع عن سياقه وكلما أتينا بدليل لك على انك لست على صواب تخرج عن السياق.

كان من الأولى ان تبقى ضمن الموضوع وهذا من اداب الكياسة وأخلاق الكتابة وتعترف ان المواقع التي اقتبست منها مواقع مشبوهة وكذلك تعترف إن إطلاق كلمة "المرتد" هو حاليا تعبير تكفيري إسلامي وليس مسيحي كاثوليكي.

ولم تجاوب على كون هانس كونك هو حاليا في حوار مع البابا حول مواقفه وفلسفاته وأنا البابا ذاته يكن له إحتراما كبيرا ولا يزال قس ممارس ويقدس كل يوم. أنت تسميه "مرتد" وغيرك يسميه "معتوه" وهو فيلسوف ولاهوتي غير مسار المسيحية برمتها وليس الكنيسة الكاثوليكية وحسب  وله تأثير في الفلسفة والفكر المعاصر.

وماذا تقول عن هذا البابا الذي يقبل القرآن امام عدسات الكاميرات والإعلام والذي اعلنته الكنيسة قديسا وكان القس هانس كونك من المعارضين وهذا من حقه لأن المعارضة الفكرية واردة في الكنيسة:



ومن ثم لم تجاوب على مواقف البابا فرنسيس ذاته من الإسلام وطريقة حواره معه أنقلها هنا للإستزادة.

والبابا فرنسيس من اشد المعجبين بهانس كونك وهذا الكتاب وسأقدم لاحقا ترجمة لأقوال وردت فيه صارت تقريبا على كل لسان في الغرب وعرج عليها البابا فرنسيس الذي أيضا يشيد بالإسلام كثيرا ويقول ان العنف متأصل في الكنيسة الكاثوليكية كما انه متأصل في الإسلام وان فكرة الجهاد كما هي في الإسلام أيضا لها تقريبا ما يمثلها في الكنيسة الكاثوليكية وكذلك فكرة الغزو وإجبار الأخر من خلال العنف على اعتناق مذهب او دين غير مذهبه او دينه لها ما يماثلها في الكنيسة الكاثوليكية ويقتبس من إنجيل متي لإثبات وتأكيد موقفه. الأديان سواسية يراها البابا فرنسيس كما يراها كونك من حيث الخير والشر. هناك كاثوليك يستندون وأستندوا الى العنف كما هو في الإسلام، يقول البابا فرنسيس:

أنظر المقابلة مع البابا:
http://www.la-croix.com/Religion/Pape/INTERVIEW-Pope-Francis-2016-05-17-1200760633
وكذلك مقال جريدة الغارديان وغيرها تحت عنوان:
Islam and Christianity share 'idea of conquest', says Pope Fracis
https://www.theguardian.com/world/2016/may/17/pope-francis-islam-christianity-share-idea-of-conquest-sadiq-khan

وأنظر كذلك:
Pope Francis: Christianity And Islam The Same
http://www.dailywire.com/news/5810/pope-francis-christianity-and-islam-same-hank-berrien#

Pope Francis Defends Jihad, Says Christianity Has Roots in Idea of Conquest [Rev 13]
http://www.freerepublic.com/focus/f-news/3431808/posts

وهناك أمور أخرى ولكن لا أعلم لماذا أخرجتم الموضوع خارج سياقه وحولتموه الى موقف مذهبي وطائفي والغاية هي التشويه ورفض مناقشة الجرائم المرعبة التي اقترفها الفاتيكان (مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية) بحق الكلدان التي ترقى الى جرائم ضد الإنسانية وبشهادة البطاركة والأحبار الكلدان الذي قالوا في مضطهديهم من هذه المؤسسة الفاسدة ما لم يقولونه في مضطهديهم المسلمين  وقد ذكرت ذلك بالتفصيل وكل هذا مثبت في أرشيف كنيستك ولا حاجة الى العودة إليه. هذا الجرائم المرعبة تسمونها "أخطأ" وتطلقون على قس كاثوليكي وهو فيلسوف ولاهوتي وكاهن ممارس لقب "المرتد" و "المعتوه"؟

كل ما كتبه اللاهويتون من امثال القس هانس كونك وما كتبه غيرهم عن الإسلام - وهؤلاء مفكرون يكتبون في كل الأديان وكل الفلسفات ويؤثرون في الفكر الإنساني وكتبهم تدرس في أرقى جامعات العالم - لا شيء ابدا امام الجرائم هذه ولكن مع الأسف يبقى رأسنا في طين المذهبية والطائفية وهذا هو سبب التخلف وعدم امتلاك ناصية الفكر وعدم قبول ناصية الفكر الحر وإتهام الذي يعارضنا رغم كونه منارة للمسيحية والبشرية بأنه "مرتد" ومعتوه". أليس هذا ما يفعله الظلاميون والتكفيريون من المجموعات الاسلامية؟

1038
الأخ العزيز بطرس أدم المحترم

حسنا فعلت بإنسحابك. نعم انك أوصلت رسالة للقارىء ولكنها مع كل إحترامي لشخصك الكريم فإنها كانت رسالة مضللة ولا اعلم إن كنت تعرف ذلك.

فبعد إستشهادك بموقع جهادي إسلامي للتشهير بشخصية مسيحية كاثولكية ملتزمة ذهبت وأقتبست من موقع معاد للكنيسة الكاثوليكية لا بل عدو لها ولمجمعها الفاتيكاني الثاني لتشويه سمعتها أيضا. 

إسأل أي كاثوليكي ممارس ومتنور عن هذا الموقع ولقال لك إنه أسواء من اي موقع تكفيري جهادي إسلامي غايته تعرية الكنيسة الكاثوليكية والمجمع الفاتيكاني الثاني ويستخدم خطابا تكفيريا مثل المجموعات الإسلامية الظلامية مثل "المترد" و"الكافر" وغيرها.

ليس هناك كاثوليكي ملتزم وعارف ينقل ويستشهد بموقع مثل هذا كما فعلت للدفاع عن الكثلكة وكما فعلت أيضا بإقتباسك من موقع إسلامي جهادي كما وضحت أعلاه:

http://novusordowatch.org/about/

http://novusordowatch.org/2013/09/hans-kung-euthanasia/

وتقول نقلا عن هذا الموقع المعادي للكنيسة الكاثوليكة وهو موقع كراهية رغم ان من يديرونه يقولون انهم مسيحيون:

"postate Hans Kung going blind, ponders Euthanasia Suicide))
  فحواه .... المرتــــد .... هانس كونك ،  يتغافل أو ما معناه يسمح بالموت الرحيم .... اي الأنتحار )) وهو كما نعرفه تعارضه الكنيسة الكاثوليكية."


هذه الموقع الذي تقتبس منه يقول ان كل من يعترف وكل من كان ضمن المجمع الفاتيكاني الثاني والذي يمارسه ويطبق قراراته هو "مرتد." وهذا واضح في رسالته الى القراء من خلال حقل "من نحن" About Us.

أنت صديق حميم لي ولا أشك ابدا في نياتك او اي شيء أخر. فقط ادعوك الى الحذر قبل النقل والإقتباس.

ومع كل هذا يا صديقي العزيز لا تحاول، مجر محاولة، لسحب أتهاماتك الخطيرة التي ظهر بطلانها لهذه الشخصية المسيحية الكاثوليكية.

هانس كونك تلقى قبل فترة وجيزة رسالة من البابا فرنسيس يبدي فيها إستعداده لمناقشة افكاره لا سيما موقفه من العصمة. وخبر هذه الرسالة نقله موقع كاثوليكي رصين وفي الخبر يشير الى هانز كونك Father Hans Kung دلالة على انه لا يزال كاهنا ممارسا في الكنيسة الكاثوليكية:
https://www.ncronline.org/news/theology/fr-hans-kung-says-francis-responded-request-free-discussion-infallibility-dogma

وهذا في موقع كاثوليكي رصين أخر:

http://www.catholicherald.co.uk/news/2016/04/27/pope-replied-to-my-letter-on-infallibility-debate-says-hans-kung/

وتقول ان هانس كونك يعارض كذا وكذا. نعم  اليوم مسموح لنا في الكنيسة الكاثوليكية ان نعارض دون ان يطلق علينا اي واحد كلمة "مرتد" أو كافر" او يهرطقنا. الكنيسة الكثوليكية تغيرت كثيرا لا سيما في عهد البابا فرنسيس وبإمكاننا إنتقاده شخصيا ونحن في مأمن وهو يدعونا الى ذلك. إذا، معارضة تقديس شخصية أي شخصية  او معارضة قرار او تبيان رأي حتى في ال dogmas أصبح أمرا مقبولا في نطاق هذه الكنيسة ولهذا هناك اليوم لاهوتيون واساقفة وكرادلة وأكاديميون كاثوليك يدعون الى قبول مثلي الجنس في الكنيسة شأنهم شأن الأخرين وبقوة والكنيسة لا تعاقبهم ولا تشهر بهم لا بل تناقشهم بمحبة رغم وجود أيات  في الكتاب المقدس والعهد الجديد تنزل الويلات على مثلي الجنس.

وتثني على ما اتي به الزميل الدكتور صباح قيا . ومع كل إحترامي للدكتور صباح فإنه لا يفلح في نقل النص الأصلي الى العربية بطريقة سليمة، أي الترجمة التي أتى بها مشوشة وتشوه النص الاصلي وهذا لم أكن أتوقعه من الدكتور صباح لأنه أكاديمي أيضا وهو يعرف قبل غيره ان تشويه النص من خلال الترجمة عملية غير مقبولة أكاديميا وقد نعاقب عليها إن كنا ممارسين أي ضمن هيئة تدريسية جامعية.

قارن بين ترجمة الدكتور صباح والنص الأصلي ومن ثم الترجمة الصحيحة ويظهر ما ذهبت إليه من تشويش وتشويه للنص الأصلي بشكل جلي لا يفوت على القارىء العادي:

ترجمة الدكتور صباح التي ليست ترجمة بل تشويه تام للنص الأصلي:

أرفق كتاب اللاهوتي هانز عن الإسلام والذي يقارن فيه ما جاء بالعهد الجديد ' وصار الكلمة جسداً " بقوله "
صارت كلمة الله كتاباً "


النص الأصلي باللغة الإنكليزية:

He points out that whereasH
in Christianity one can say, to quote the Gospel of John "The Word has been made flesh"
in Islam rather "God's Word has become a book."

الترجمة الصحيحة:

ويشير (هانز كونك) أنه "بينما بإمكان المرء القول في المسيحية، إستنادا الى إنحيل يوحنا "إن الكلمة صارت جسدا" فإنه حسب الإسلام فإن كلمة الله صارت كتابا."

أي قارىء نزيه سيرى بونا شاسعا بين الترجمتين.

تحياتي



 (( Apostate Hans Kung going blind, ponders Euthanasia Suicide))
  فحواه .... المرتــــد .... هانس كونك ،  يتغافل أو ما معناه يسمح بالموت الرحيم .... اي الأنتحار )) وهو كما نعرفه تعارضه الكنيسة الكاثوليكية .

 http://novusordowatch.org/2013/09/hans-kung-euthanasia


أرفق كتاب اللاهوتي هانز عن الإسلام والذي يقارن فيه ما جاء بالعهد الجديد ' وصار الكلمة جسداً " بقوله "
صارت كلمة الله كتاباً "

http://www.mohammedamin.com/Reviews/Islam-Past-Present-and-Future.html


" He points out that whereas
in Christianity one can say, to quote the Gospel of John "The Word has been made flesh"
in Islam rather "God's Word has become a book."


1039
الأخ العزيز غالب صادق المخترم

شكرا للمبادرة. اثمنها واقيمها.

أظن ان كل الكلدان الذين هم في خلاف مع البطريركية على إستعداد تام لدخول في حوار بناء مع البطريركية. الكلدان يقدسون كرسي اجدادهم ويجلونه. فيه يرون أنفسهم ومن خلاله وجودهم. وأكاد أجزم انه ليس هناك شعب متعلق بكرسي اجداده مثل الكلدان. الكرة في ملعب البطريركية كي تبار الى الحوار لأن المعارضين اوالمختلفين كان الحوار دائما هدفهم.

شخصيا - وهنا أعبر عن نفسي - انا على إستعداد حتى للذهاب الى بغداد او اي مكان أخر للقاء البطريرك ومحاولة رأب الصدع من اجل الحفاظ على ثقافتنا بلغتها وطقوسها وشعرها وفنونها وأدابها وريازتها وأزيائها وغيره ومن أجل لمّ الشمل دون إقصاء اي كان لأننا اساسا شعب صغير واقلية على شفا الإنقراض.

وإن وصلنا الى ثوابت محددة تحفظ لنا وجودنا الثقافي بلغته وطقسه وشعره والمكونات التي أذكرها مرارا فأنا على إستعداد أيضا ان أضع نفسي وخبرتي وكل ما أملك من مؤهلات متواضعة في خدمة الكلدان وكنيستهم المشرقية المجيدة وكرسيهم المقدس.

ما ذكرته في هذا المقال من إقتراحات وما اتيت به سابقا ربما أصبح على كل لسان والبطريركية على دراية به ...

وأنا بإنتظار اية إشارة للقيام بالمبادرة ويشهد الله لا شروط لي ولا غرض ولا غاية غير المحافظة على وجودنا من خلال المحافظة على ثقافتنا.

خسارتنا للثقافة خسارة للوجود.  وكل مخلص عليه الشروع بالعمل من أجل هذا الهدف والمؤسسة الكنسية تقع عليها مسؤولية أخلاقية وكنسية لأنها هي التي تمتلك المفتاح الى ثقافتنا.

مع شكري وتقديري

ليون


د. ليون برخو المحترم
حضرتك مسيحي ومؤمن شماس وغيور على كنيستك وتخاف عليها من الزوال
الا يستحق هذا ان تتصل بغبطة مار لويس وتفتح مع غبطته حوار مسيحي
بمحبة وهدوء كطريقة مسيحية . الروح القدس اختاره لنا وهذا ايضا لا
يستحق من حضرتك الاتصال به و محاورته حول افكارك وارائك.
بالنسبة لعلاقتي بالبطريركية والبطرك هي علاقة مؤمن عادي وليس لنا اتصال ببعضنا
البعض مطلقا.


1040
الأخ ميخائيل ديشو المحترم

نعم لقد تم إخراج الموضوع عن سياقه ومع الأسف. ولكن شكرا للرابط الذي أمضيت جزءا من مطالعتي في الصباح مركزا عليه مع فنجان القهوة. كانت قراءة ممتعة.

وهذا اول مصدر رصين حتى الأن. مع الأسف أقول ان المصادر التي اتى بها صديقنا العزيز وزميلنا في الشماسية بطرس أدم لا يعتد بها.

الموضوع في الرابط خطاب لاهوتي لا بل جدل لاهوتي مع هانز كونك. وسببه ان هانز كونك يقدم المواضيع الثلاثة بطريقة فكرية وفلسفية ومنطقية وهو يقول من الصعوبة بمكان الجمع مع االطبيعتين البشرية والإلهية في آن واحد، وهذا الجدل رافق الكنيسة منذ نشؤها.

وهذا المصدر يشيد بالكتاب ولكن يراه لا يوائم بعض الدوغما الكاثوليكية، وكانوا قد طلبوا منه إجراء تغير ولو في الطبعات اللاحقة ولكنه رفض قائلا ان الكتاب موجه للمسيحية جمعاء وليس للكنيسة الكاثوليكية.

والكتاب صدر في عام 1975 وأحدث ضجة وصار على قمة  قائمة المبيعات لأن المؤسسة الكنسية إنتقدته. وكل كتاب ينتقده رجال الدين من اي دين يصبح حجة في موضوعه.

وليس هناك تشكيك في إيمان الرجل ابدا في المقال ولا في أي تصريح كنسي صادر من الكنيسة ذاتها. المقال أكاديمي ولاهوتي صرف ويتحدث عن ال mystery ويقول ان الألفاظ والكلمات والأطر الخطابية التي يستخدمها هانز كونك لا تتوائم مع الألفاظ والأطر الخطابية السائدة في الكنيسة الكاثوليكية.

وبسب هذا الكتاب منعه في حينه البابا يوحنا بولس من التدريس في الإكليريكيات الكاثوليكية وكذلك من تدريس كتابه فيها ولكن بقي كاهنا ممارسا وعضوا في الكنيسة الكاثوليكية.

ولكن لم يكن "مرتد" apostate كما ينقل البعض من بعض المصادر الهزيلة لأن الكنيسة الكاثوليكية اساسا لا تستخدم اليوم هكذا خطاب. هذا خطاب التكفيريين والجهاديين ومع الأسف البعض ينقل منهم ومن مواقعهم وكأنه ينقل من سقراط.وهؤلاء موجودون في كل الأديان والمذاهب.

واليوم رأيه حول العصمة رأي سديد وناقشه معه البابا فرنسيس بصدر رحب لأن العصمة تقف حجر عثرة امام الوحدة الكنسية التي يريدها الفاتيكان حسب مقاسه أي الكل تحت آمرته وعصمته.

وهذا أخر إتصال له مع البابا فرنسيس حول العصمة قبل عدة أشهر وأنظر كيف ان هذا المصدر الكنسي يسميه Father Hans Kung اي الاب هانس كونك وهذا إعتراف بكهنوته. اي جراءة هذه ان ينقل المرء من مصادر غير رصينة ويشوه الإقتباس فقط من اجل موقف مذهبي وطائفي:

https://www.ncronline.org/news/theology/fr-hans-kung-says-francis-responded-request-free-discussion-infallibility-dogma

هانس كونك يقول ويؤيده الكثيرون من الكاثوليك من أكاديميين وغيرهم إن العصمة يجب إلغائها والعودة الى ما كان سائدا قبل 1000 سنة حيث كانت الكراسي كلها متساوية القيمة.

اليوم المسيحية في خطر في الغرب وفي الشرق في نهايتها. هانز كونك يريد ان تتوحد الكنائس كي تستطيع مواجهة الخطر في الغرب ذاته وإن كانت العصمة حجر عثرة فيجب إزالتها لأنها حديثة العهد ولا تتفق مع العقل البشري لأن لا يجوز ان يكون البشر معصوما ابدا.

وإن كنت حضرتك لا تؤيد طروحات هانس كونك هذا رأي أحترمه ولكن ان يأتي شخص إستنادا الى مصادر هزيلة ويتهمه في مسيحيته وكهنوته ومكانته وأنه قد ترك دينه وأسلم او أنه يروج للإسلام على حساب المسيحية هذا ما جعلني ان ادافع عنه.

وشكرا مرة أخرى

1041

الاخ العزيز ميخائيل ديشو المحترم

أتفق معك في الجزء الأول من تعقيبك.

اما الجزء الثاني هناك معلومة انا مطلع عليها وهي ان هانز كونك كان على خلاف مع الفايتكان في عهد البابا يوحنا بولس وأوقفه عن تدريس اللاهوت في المنشأت (المعاهد) الكاثوليكية وحسب وأستمر في تدريس اللاهوت في ذات الجامعة التي كان يدرس فيها بصفته أستاذا وليس كاهنا ولم يعزله اي يوقفه من ممارسة الكهنوت لأنه كان ولا يزال كاهنا في الكنيسة الكاثولكية.

ومهما كان رأينا عنه فإنه هو والبابا الفخري (السابق) بندكتوس يعدان من منظري المجمع الفاتيكاني الثاني والحركة الإصلاحية التي أعقبته وأوقفها البابا يوحنا بولس وخمدت من ثم نهضت مرة أخرى من أوسع الأبواب في عهد البابا الحالي.

نعم هو كاثوليكي ليبرالي وهذه حركة كبيرة في أروقة الفاتيكان والمؤسسة الكنسية برمتها لا سيما في أمريكا اللاتينية حيث يتواجد اغلب الكاثوليك.

اما الأمور او الإتهامات الأخرى التي تذكرها مثل الماسونية فالفاتيكان ومؤسسة الكنيسة الكاثوليكية ذاتها متهمة في كثير من المراجع بأنه مرتع للماسوينة. هل هذا صحيح؟

https://mumbailaity.wordpress.com/2010/06/03/list-of-masons-in-the-roman-catholic-church/

http://www.onepeterfive.com/vatican-sees-no-impediment-to-dialogue-with-freemasonry/
http://beforeitsnews.com/religion/2014/02/freemasonry-in-the-vatican-illuminati-involvement-and-a-list-of-members-2463890.html
لم يمنحني أي من القراء مراجع رصينة تؤكد هذه الإتهامات لهانز كونك حتى الأن وكأكاديمي انا اتراجع امام الإثبات العلمي الرصين. بيد انني حتى الأن لم أرى اي مصدر رصين ومعتمد يؤكد ما تذهب إليه او ما ذهب إليه بعض الأخوة.

وتقبل تحياتي

1042
الزميل الدكتور صباح قيا المحترم

تحية ومحبة

نعم تم إخراج الموضوع عن سياقه. وكما قلت في ردي على الأخ بطرس أدم ان هانز كونك لم يتم توقيفه ككاهن. جرى مراقبة بعض كتاباته (الموسوعة البريطانية تستخدم تعبير censored) سابقا والأن هناك إنفتاح كبير لمواقفه.

انا ايضا أعتذر إن رأيت ان بعض المفردات التي إستخدمتها قوية ولكن أيضا للضرورة أحكام لديك ولدي.

والله لا انطلق من موقف التعالي بدليل انني اناقش الكل في هذا المنتدى وأتفاعل معهم قدر المستطاع.

ولست انا المترجم الوحيد ابدا. اللغة الإنكليزية لغة العالم والعولمة ومتاحة للكل وبواسطة غوغل متاحة للذي لا يعرفها أيضا.

ولكن كما تلاحظ في النص الذي تنقل منه فإن هانز كونك يقول في الإسلام in Islam وهذه ترجمتها حسب الإسلام او حسب العقيدة الإسلامية فإن "الكلمة (كلمة الله) صارت كتابا." أنا أرى هذا صحيح حسب الإسلام والفقه الإسلامي والعقيدة الإسلامية وهذا لا يعني انه يؤمن بهذا على الإطلاق.

ومثال الفيلسوف الفرنسي خارج السياق ايضا لأننا امام كاهن يمارس الأسرار وعلى علاقة وطيدة مع البابا.

ونعرج على الترجمة وأمل ان يتسع صدرك وأقول ان هانز كونك حاليا يحمل لقب Professor emeritus وترجمته أستاذ فخري او أستاذ شرف او  "أستاذ متمرس" كما هو شائع في العراق - وكما اوردت ذلك في تعقيبك - بعد بلوغه سن التقاعد وهذا مرتبة شرفية كبيرة جدا في جامعة مثل التي هو فيها تمنح لحاملي لقب الأستاذية.

شخصيا ارى ان المسالة - وانت قد لا تراها من ذلك المنظار - منطلقها مذهبي وطائفي لا أكثر. لأن بدلا من التركيز على سيرة حياة شخص كان من الأولى مناقشة ما أتى به من إتهامات ومحاججتها وهذا لم يفعله اي من المعلقين حتى الأن.

في الأكاديمية نحن نقرأ المقال الأكاديمي او النص ومادته ولا نسأل إن كان هذا الشخص من هذا الميل او اللون او الجنس او ذاك. المحتوى وما أتى به نضعه تحت المشرحة ضمن المقال نفسه وليس كونه ذكر او أنثى، صيني، عراقي، مسلم، مسيحي، او غيره. هذا الذي انا أعرفه.

تحياتي


1043
الأخ العزيز بطرس أدم المحترم

تحية وتقدير

أولا، كان يجب عليك ان تعتذر وتتأكد من مصادرك لأن ما أتيت به ظهر انه إفتراء وكذب واتهام خطير لا اساس له بحق أكثر شخصية كاثوليكية تاثيرا في العالم اليوم. اللاهوتي هذا لا يزال كاهن ممارس ويقدس كل يوم وله خورنته في المانيا ومع هذا تستند الى موقع إسلامي جهادي لتشويه سمعته فقط لأنه انتقد المؤسسة الكنسية او المؤسسة المذهبية التي انا وأنت تابعين لها.

لو كان كما ادعيت جزافا انه بدل دينه او شكك في عقيدته لتم إيقافه أي إبطال خدمته أي عزله defrocking كم تم عزل الكثير من الكهنة الكاثوليك لأسباب كثيرة منها الانتهاكات الجنسية للأطفال الصغار التي كلفت الفاتيكان مليارات ومليارات الدولارات. وصلاحية عزل الكاهن من صلاحيات أي أسقف يعمل الكاهن ضمن أبرشيته، ولأن الكنيسة الكاثوليكية لم تعزله معناه أن موقفه سليم وزادت وتعززت مكانته وفلسفته في عهد البابا فرنسيس.

ما أتيت به اتهام خطير وباطل وبعد ان تم كشفه كان عليك ان تسحب كلامك وتعتذر فورا للقراء بدلا من اللف والدوران. تتهمون كاهن ممارس له أثر بالغ في المسيحية برمتها ومقرب من البابا كل هذه الاتهامات الباطلة لتشويه سمعته ويصفه الأخ زيد ب "المعتوه" أي الفيلسوف الكاثوليكي هذا الذي أثر في الدنيا برمتها وغيّر مسار الكنيسة "معتوه" والأخ زيد "عاقل"، ومن ثم تقولون انكم كاثوليك وتدافعون عن المسيحية.

وحتى ما اتى به الزميل الدكتور صباح قيا محاولة فاشلة لتشوية وإسقاط العالم واللاهوتي الكبير هذا الذي غير مسار المسيحية. القول ان "الكلمة صارت جسدا" قول صحيح حسب العقيدة المسيحية وهو ما يردده الكاثوليك. والقول ان "الكلمة صارت كتابا" قول صحيح حسب التفسير والفقه الإسلامي بدليل انه يقول in Islam وهذا ما ينقله هذا العالم الجليل مفسرا الإسلام حسب فقهاء الإسلام وليس بالضرورة أنه يؤمن بهذا. كل هذا التشويه غير المبرر وعدم إستيعاب ما يكتبه هذا الفيلسوف واللاهوتي الكاثوليكي البارز فقط لأنه هاجم مؤسسة أساسا هي فاسدة من قمة رأسها حتى أخمص قدميها وهذا بشهادة أهلها.

الأمور الأخرى ذكرتها أنا في ردي عليك يا أخي العزيز بطرس وقلت فيها ان لهانز كونك معارضون في الكنيسة الكاثوليكية ولكن له مناصرون كثر وهو على علاقة وثيقة مع البابا الحالي.

ومن ثم ما ذكره عن فساد الفاتيكان ومؤسسة الكنيسة الكاثوليكية صحيح ونشره في أشهر جريدة تأثيرا وانتشارا في العالم لا بل أكثر وسيلة إعلامية رصانة في العالم. فهل ستتهمون هذه الجريدة الأمريكية التي تعد شعلة النزاهة والموضوعية في العالم بأنها قد تبنت الإسلام دينا وأنها جريدة "معتوهة".

والجامعة التي يدرس فيها هي ذات الجامعة التي كان يدرس فيها البابا الفخري (السابق) بندكتوس وكانوا زملاء في الهيئة التدريسة وفي القسم ذاته. فلماذا التهكم أن أي جامعة ستقبله لأنه ينتقد مؤسسة أساسا فاسدة ويريد إصلاحها؟

المنطلق يا أخي العزيز وصديقي العزيز وزميلي في الشماسية (ولن أنسى اصطفافك الى جانبي في قداس احتفالي حسب طقس كنيستنا المشرقية الكلدانية المجيدة وبلغتها المقدسة في السويد ابدا) منطلق طائفي مذهبي بحت وليس دفاعا عن الكنيسة او الإنجيل لأن الإنجيل لا يقبل ان تقترف كنيسة جرائم ترقى في بعض تفاصيلها الى جرائم ضد الإنسانية في حق كنائس أخرى مثل ما حدث لكنيسة المشرق والشق الكلداني منها خصيصا ومقترف هذه الجرائم هي ذات المؤسسة التي ينتقدها هانز كونك. اليس هذا صحيح يا صديقي العزيز؟

تحياتي

1044
القراء الكرام

الكتاب الذي يتحدث عنه الدكتور صباح قيا يعد واحدا من أهم الكتب في الأخلاق الإنسانية. وهو يفكك كل الأديان وهو دراسة قلّ نظيرها في الأديان وهو كتاب منهجي او مادة ملزمة للقراءة في أغلب الجامعات الغربية التي تدرس الأديان.

والرابط الذي يأتي به الزميل الدكتور صباح قيا ليس الكتاب بل عرض مفصل له. وفيه هانز كونك يضع الأسس لتغير مسار الضمير الإنساني على مستوى العالم والذي يعده حيويا لبقاء واستمرار الحياة. والبابا فرنسيس من اشد المعجبين بهذا الكتاب وسأقدم لاحقا ترجمة لأقوال وردت فيه صارت تقريبا على كل لسان في الغرب وعرج عليها البابا فرنسيس الذي أيضا يشيد بالإسلام كثيرا ويقول ان العنف متأصل في الكنيسة الكاثوليكية كما انه متأصل في الإسلام وان فكرة الجهاد كما هي في الإسلام أيضا لها تقريبا ما يمثلها في الكنيسة الكاثوليكية وكذلك فكرة الغزو وإجبار الأخر من خلال العنف على اعتناق مذهب او دين غير مذهبه لها ما يماثلها في الكنيسة الكاثوليكية ويقتبس من إنجيل متي لإثبات وتأكيد موقفه. الأديان سواسية يراها البابا فرنسيس كما يراها كونك من حيث الخير والشر. هناك كاثوليك يستندون وأستندوا الى العنف كما هو في الإسلام، يقول البابا فرنسيس:

أنظر المقابلة مع البابا:
http://www.la-croix.com/Religion/Pape/INTERVIEW-Pope-Francis-2016-05-17-1200760633
وكذلك مقال جريدة الغارديان وغيرها تحت عنوان:
Islam and Christianity share 'idea of conquest', says Pope Fracis
https://www.theguardian.com/world/2016/may/17/pope-francis-islam-christianity-share-idea-of-conquest-sadiq-khan

وأنظر كذلك:
Pope Francis: Christianity And Islam The Same
http://www.dailywire.com/news/5810/pope-francis-christianity-and-islam-same-hank-berrien#

Pope Francis Defends Jihad, Says Christianity Has Roots in Idea of Conquest [Rev 13]
http://www.freerepublic.com/focus/f-news/3431808/posts

وهناك أمور أخرى ولكن لا أعلم لماذا أخرجتم الموضوع خارج سياقه وحولتموه الى موقف مذهبي وطائفي والغاية هي التشويه ورفض مناقشة الجرائم المرعبة التي اقترفها الفاتيكان (مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية) بحق الكلدان التي ترقى الى جرائم ضد الإنسانية وبشهادة البطاركة والأحبار الكلدان أنفسهم وقد ذكرت ذلك بالتفصيل ولا حاجة الى العودة إليه.


أرفق كتاب اللاهوتي هانز عن الإسلام والذي يقارن فيه ما جاء بالعهد الجديد ' وصار الكلمة جسداً " بقوله "
صارت كلمة الله كتاباً "

http://www.mohammedamin.com/Reviews/Islam-Past-Present-and-Future.html


" He points out that whereas
in Christianity one can say, to quote the Gospel of John "The Word has been made flesh"
in Islam rather "God's Word has become a book."


1045
الأخ سامي ديشو المحترم

اظن لم توفق مرة اخرى. الطقس هو جزء من الثقافة بصورة عامة. أنا اتحدث عن اللغة والفنون والأداب والريازة والأزياء وكل المكونات التي تشكل أسس الهوية والخصوصية اي كانت. هذه المكونات تمت محاربتها ولا يزال وإن اردنا ان تكون لنا هوية وخصوصية علينا التشبث بها.

اما لماذا تم تهميشها فاسأل الذين ينعتونها بصفات نابية ولم يحترموها منذ عقود وليس اليوم حتى وصلنا الى ما نحن عليه.

الكردي الذي يتشبث بلغته وفنونه وأدابه هو منغلق ام الكردي الذي يبدلها ويهينها ويلغيها من الوجود ويجعل مثلا العربية مكانها؟ حتى الكردي الأمي الذي يعيش في قرية نائية في جبل كردمند لا يقبل بهذا.

وأعود واقول الطقس مهم جدا لأن الذين وضعوه ملافنة وقديسيين وعلماء وشعراء وفنانون وموسيقيون متبحرون في لغتنا. اليوم يضعون طقسا جديدا بالعربية وهو لا يعدو كونه إنشاء مدرسي وكل بطريقته.

الأمة الحية لا تقبل إلا لغتها كما هم الأكراد اليوم واي شعب أخر. إن خسرنا ثقافتنا خسرنا أنفسنا وخسرنا خصوصيتنا اي كانت تسمية، كنسية او هوية.

تحياتي

1046
الأخ العزيز بطرس أدم المحترم

من أين إستقيت هذه المعلومات الكاذبة والتي قفز عليها الأخ زيد ميشو وكأنه وجد ضالته بدلا من ان يركز على مسألة القسم والنكث به والحلف بالانجيل وبإسم الله بالباطل كما وضحت أعلاه والقسم كان لمبادىء نهضة المطران سرهد جمو وأمامه وبمباركته وليس أي شيء أخر. أي عذر لنكث القسم بالله والإنجيل والشرف غير مقبول في اي مجتمع متحضر ومتمدن ولكن أين نحن من هذا؟

إستقيت معلوماتك يا اخي العزيز من موقع سلفي إسلامي جهادي يديره الدكتور راغب السرجاني وهو واحد من أكثر المتشددين والجهاديين المسلمين قاطبة وفي مقالة هزيلة جدا لا مصدر فيها غير نفسه وهو يقتبس من نفسه فقط وهذا يعد قمة الهمجية في الأكاديميا والإعلام الرصين لا بل نعتبره إرهاب أكاديمي. كل ما ذكرته بحق هذا العالم الكاثوليكي الجليل غير صحيح.

يأ اخي ما أتي به هذا الموقع كذب وأفتراء بخصوص تحول اللاهويتي والفيلسوف هذا الى الإسلام. هانز كونك كاهن كاثوليكي ممارس الى اليوم وهو حاليا على علاقة مباشرة مع البابا فرنسيس والبابا الحالي يكن له ولللاهوته وفلسفته احتراما كبيرا جدا. نعم كان للفاتيكان تحفظا على بعض طروحاته اللاهوتية ولكن إستمر في تدريس اللاهوت في ذات الجامعة ولو ليس بصفته الكهنوتية. وهو لم يغير دينه ولا مذهبه على الإطلاق واليوم مقرب من الفاتيكان منذ تسنم البابا فرنسيس سدة البابوية.

يا أخي العزيز لماذا هذا التسقيط حتى لواحد من أكبر فلاسفة المسيحية اليوم وكذلك لكاهن ممارس.

كل من يختلف عنكم لكم توصيفات معدة لتسقيطه. هذه عثرة والويل الذي يكون سببها.

لماذ لم تذهب الى مصدر علمي وإعلامي رصين وهرعت الى مصدر جهادي إسلامي متشدد نبراسه الكذب؟ هل تدافع عن الفاتيكان ومؤسسته الفاسدة بالإقتباس من مصدر جهادي؟ نعم هانز كونك كاثوليكي معارض وله نقاده ضمن الكنيسة الكاثوليكة ولكنه كاهن ممارس ولم توقفه الكنيسة عن ممارسة الكهنوت.

وهانز كونك ليس الوحيد الذي يهاجم هذه المؤسسة الفاسدة.  لا يمر يوم وإلا هناك مقال في الصحافة العالمية ينتقدها بأقسى العبارات.

ولهانز كونك تأثير هائل ليس في الكنيسة الكاثوليكة بل في كل الكنائس لا بل أزيد في الفلسفة العصرية.

مع الأسف تستند الى أسواء موقع إسلامي جهادي متشدد الذي يروج للكذب وتتخذه نبراسا لك ويشد أزرك الأخ زيد ميشو.

كل من يختلف عنكم تتهمونه بالباطل بدلا من تشغلوا عقلكم.

وهذا ما أتي في الموسوعة البريطانية عن هذا المفكر الكبير ولكن يا اخي يا شماس ما لك والموسوعة العلمية البريطانية التي هي واحد من المصادر الأساسية للعلوم. ولأنه مفكر ذو باع خصصت له 1000 كلمة  وليس هناك إشارة الى ما ذكره الموقع الجهادي الذي هو مصدرك.

كم ستخصص لصاحبك هذه الموسوعة الرصينة لصاحبك الدكتور السرجاني المسلم السلفي الجهادي الذي تنقل عنه؟ نعم الذين يريدون ان يقودوا هذا الشعب المسكين هم الذين يصدقون الدكتور الرجعي السلفي الجهادي وليس الموسوعة البريطانية:

https://global.britannica.com/biography/Hans-Kung

وهذا ما تقوله عنه الموسوعة اللاهوتية المسيحية ولكن ما لك وهذا يا أخي الشماس ومصدرك ونبع معلوماتك وثقافتك هي للدكتور السلفي الجهادي السرجاني و صفحته اللإلكترونية الهزيلة:

http://www.theopedia.com/hans-kung

وهذا الموقع في الجامعة الالمانية التي يدرس فيها وهي جامعة مسيحية وواحدة من أرقى جامعات العالم. ولكن ايضا ما لك وهذا إن كان صديقك ومصدرك الدكتور السلفي وصفحته الجهادية السرجاني:

http://www.uni-tuebingen.de/fakultaeten/katholisch-theologische-fakultaet/lehrstuehle/institut-fuer-oekumenische-und-interreligioese-forschung/container/institut/emeriti/prof-dr-dr-hc-mult-hans-kueng.html

مع الأسف تستندون الى أسواء المواقع الإلكترونية وأكثرها سخفا وبهاتة وهزالة وقربا للجهاد العالمي ولا تشغلون عقلكم للبحث الرصين وتتكلمون وكأنكم حجة ويأتيكم عون وتأييد فوري ايضا. شعب يقوده هكذا مثقفين لا مكان له تحت الشمس.

وأخيرأ الا تكفي الجرائم المرعبة والتي ترقى في كثير من تفاصيلها الى جرائم ضد الإنسانية التي إقترفتها المؤسسة الفاسدة هذه (دولة الفاتيكان ووزارة مستعمراتها - أنظر كنيسة لها وزارة مستعمرات) والتي استمرت بشكلها التعسفي الإضطهادي حتى بدايات القرن العشرين وبعض تبعاتها لا زلنا نعيشها اليوم والتي قال فيها البطاركة والأحبار والرهبان والغيارى من الكلدان ما لم يقولونه في مضطهديهم من المسلمين ولا حاجة الى إيراده هنا لأنني قلت فيه الكثير. وهذا مؤرخ ومؤرشف من قبل رجال دينك وكنيستك الكلدانية ولكن نخفي رأسنا مثل النعامة في التراب ونفتح أعيننا وتقع على موقع جهادي سلفي ويصبح هو مصدرنا وعلمنا ونبراسنا.

تحياتي



1047
الأخ غالب صادق المحترم

لا أعلم إن كان هذا إسمك الصريح ام لا. شخصيا لا أكترث للأسماء بل للمحتوى. أقول ذلك لأن حضرتك تتحدث من موقع من يبدو انه مطلع وعلى صلة او قرب من البطريركية وبشخص البطريرك ساكو.

هناك ثوابت لا يجوز المساومة عليها لأن أية مساومة معناها النهاية والزوال للكلدان وكنيستهم. هذه الثوابت هي اللغة والطقس والإرث والثقافة والفنون والريازة والأزياء والأداب الكنسية.

لا استطيع التحدث بإسم معارضي البطريركية وهم كثر منهم الساكتون ومنهم الناطقون من أمثالي وأذكر منهم المطران سرهد جمو  على سبيل المثال وليس الحصر الذي إنتقدته كثيرا ولكنني دائما في مقالاتي كنت أشيد بحبه لمشرقيته وتراث ولغة وطقس وثقافة وريازة كنيسته التي بدونها سننتهي وقريبا وبفضل الذين يحاربونها اليوم. بيد أنني اقول لو كانت هناك مبادرة إيجابية من البطريركية حول النقاط التي ذكرتها، أظن أن الأمور ستتغير وبسرعة لمصلحة الكنيسة الكلدانية. واسرد بنود المبادرة هنا مرة أخرى:

أقترح، وهذا اقتراح شخصي، ان يتخذ السينودس قرارا بتشكيل لجنة من الأساقفة والمختصين من الكلدان لإدارة الإعلام البطريركي لأن الوضع أصبح لا يطاق. ومن ثم تشكيل لجنة طقسية ذات صلاحيات كاملة من المختصين وان يكون المطران سرهد جمو من ضمنهم للشؤون الثقافية والطقسية واللغوية والفنية والتراثية الخاصة بالكلدان كشعب وهوية وكنيسة ذات خصوصية. وأذهب ابعد من ذلك وأقترح تشكيل لجنة اسقفية للإدارة لأن المؤسسة الكنسية تمر في فوضى عارمة. 

الكرة في ملعب البطريركية الأن وقد تكون هذه فرصتنا الأخيرة لأن لو إستمر النهج الحالي فنحن زائلون وربما في حياتنا سنرى نهاية لهذه الكنيسة المجيدة.

أضع الإقتراح أعلاه رسميا ومن خلالك امام انظار البطريركية وبشخص البطريرك ساكو وأنا على إستعداد تام للمشاركة في اي نقاش إن طلب مني ذلك ولا أطلب أي شيء في المقابل غير تقديم الخدمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

تحياتي


1048
الأخ العزيزعبدالاحد سليمان بولص المحترم

في الحقيقة لم أعرف عن مقالك إلا بعد ان وضع زميلنا العزيز مسعود النوفلي تعليقه. وبعد قرأتي له وقرأتي لتعليق الأخ مسعود، اود أن أقول:

اولا، أن لا موقف لي من البطريركية ككرسي. هذا  كرسي اجدادي وكرسي مهم من الكراسي الحالية لكنيسة المشرق المجيدة التي أقدسها وبالنسبة لي هي ما أملكه في هذا العالم كمسيحي مشرقي بعد الإنجيل.

ثانيا، وأنا أشكرك على المقال دعني أن أستميحك عذرا وأقول ايضا انني اتقاطع مع بعض نقاطه ومع بعض ما اتى به الزميل العزيز مسعود.

ثالثا، نعم كان لدي بعض التواصل وقناة مع المطران سرهد جمو ولكن الوضع الحالي مأساوي وكارثي - هذه وجهة نظري - لوجود حملة مبيته لهدم الثقافة واللغة والطقس وهناك أدلة كثيرة وهناك أقوال وممارسات تدل على ذلك وذكرت بعضها في مقالي وبعض الأخر في الروابط:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,821937.0.html

رابعا، الرئاسة الحالية لا تؤمن بالحوار ولا تقبل به. أنا مع هذه الرئاسة منذ الصغر وكنت قريبا منها ومتابعا لها وممارساتها في غضون اربعة عقود ومن ثم في السنين الثلاث ونيف الأخيرة التي في رأي مرة أخرى تشكل كارثة على الكنيسة الكلدانية كمؤسسة.

خامسا، انا تتبعت وأقتني كل ما قام به المطران سرهد جمو. نعم هناك بعض الهفوات والتغيير ولكن المطران سرهد في كل الكتب والكراريس التي طبعها لم يمس الجوهر. الحوذرا التي طبعها وجمع الأجزاء الثلاثة في جزء واحد فيها بعض الهفوات (سميتها تزوير في مقالاتي وأنا محق في ذلك.) ولكن هذا على مستوى بعض المفردات فقط وبقي الجوهر والحوذرة المقدسة كما هي وهذا إنجاز كبير للمطران.

سادسا، قام المطران بإعادة طبع الكثير من التراث (رغم بعض الهفوات). ماذا قام به البطريرك ليس اليوم ولكن قبل عقود غير رمي الحوذرا وكل التراث الكنيسي بلغته وفنونه التي بدونها نحى لا شيء ولا حاجة أن نسمي أنفسنا كلدانا في سلة المهملات وإلغائها وتهميشها وإستخدام توصيفات نابية بحقها وحق لغتنا وتراثنا وثقافتنا وتبديلها وإلغائها وإقحام نصوص مملة رتيبة ومرتجلة وباللغة العربية بدلا عنها. قارن هذا مع ما قام به المطران سرهد. إعادة طبع الحوذرا بجزء واحد يضم ثلاثة اجزاء بذاته إنجاز كبير. قل لي حضرتك ومعك العزيز مسعود ما هو إنجاز البطريرك بخصوص تعزيز ثقافتنا ولغتنا وأدابنا؟ كم صفحة ألف او طبع او وزع؟ ليس صفحة بل كم جملة؟ وليس كم جملة بل كم كلمة؟ نحن نمر في مأساة وكارثة كبيرة.

سابعا، صلاحيات البطريركية ثقافية وحسب لأن الإدارة والتنظيم هذه حقوق سلبت وأنتهى امرها ومسألة الكهنة والكهنة الرهبان خير دليل على ان البطريركية لا صلاحيات لها غير الصلاحيات الثقافية (المحافظة على الطقس واللغة والتراث الكنسي المقدس). وهذا الحق إكتسبه لنا بعد ان تم فصل الملايين من الكلدان عن البطريركية في المناطق البطريرك الشجاع يوسف اودو والغيارى من الكلدان (رغم فشل ثورتهم المباركة في تحقيق اهدافها) ولولاه لكنا كلنا لاتين اليوم كما هو الحال مع الملايين من الكلدان في المناطق. والثقافة هي الوسيلة الوحيدة لجمع الكلدان.

ثامنا، هناك ثوابت لدى المطران سرهد جمو والقلة التي بقيت معه بعد ان خانه حتى الذين أقسموا اليمين امامه. شخصيا انا مع هذه الثوابت التي يحاربها البطريرك بدون هوادة ليس اليوم ولكن منذ عقود.

تاسعا، لا استطيع التحدث بإسم المطران سرهد جمو الذي إنتقدته كثيرا ولكنني دائما في مقالاتي كنت أشيد بحبه لمشرقيته وتراث ولغة وطقس وثقافة وريازة كنيسته التي بدونها سننتهي وقريبا وبفضل الذين يحاربونها اليوم. بيد أنني اقول لو كانت هناك مبادرة إيجابية من البطريركية حول النقاط التي ذكرتها، أظن أن الأمور ستتغير وبسرعة لمصلحة الكنيسة اللكلدانية. واسرد بنود المبادرة هنا مرة أخرى:

أقترح، وهذا اقتراح شخصي، ان يتخذ السينودس قرارا بتشكيل لجنة من الأساقفة والمختصين من الكلدان لإدارة الإعلام البطريركي لأن الوضع أصبح لا يطاق. ومن ثم تشكيل لجنة طقسية ذات صلاحيات كاملة من المختصين وان يكون المطران سرهد جمو من ضمنهم للشؤون الثقافية والطقسية واللغوية والفنية والتراثية الخاصة بالكلدان كشعب وهوية وكنيسة ذات خصوصية. وأذهب ابعد من ذلك وأقترح تشكيل لجنة اسقفية للإدارة لأن المؤسسة الكنسية تمر في فوضى عارمة. 

عاشرا، الكرة في ملعب البطريركية الأن وقد تكون هذه فرصتنا الأخيرة لأن لو إستمر النهج الحالي فنحن زائلون وربما في حياتنا سنرى نهاية لهذه الكنيسة المجيدة وسيدين التاريخ هذه الإدارة لأنها كانت السبب في السابق لتهميش الثقافة (الوجود) وهي اليوم تكمل مسيرتها والأدلة كثيرة كما شرحت.

أخيرا، تقبل تحياتي ولا زلت أكن لك ولقلمك ومعك الزميل العزيز مسعود كل الإحترام والتقدير.


1049
الأخ زيد ميشو المحترم

أخي العزيز ما اتيت به أظن يدينك قبل أي شخص أخر لأنك ومجموعة كبيرة أخرى من الأخوة الكلدان كنتم تعملون وتحت القسم (أي حلفتم بالإنجيل) ان تعملوا بإخلاص وتفان تحت آمرة هذا الراهب والمطران سرهد جمو.

اي أنت كنت الواقف بصف هذا الراهب والمطران سرهد جمو بكل قوتك وأنا كنت أنتقد المسيرة هذه بشدة لأنني كنت أرى الكتابة على الحائط ولم تكن لدي الثقة أنكم على المسار الصحيح وأنكم أصحاب كلمة إذا أقسمتم وحلفتم بإسم الله والإنجيل فإنكم لن تغدروا وتخونوا الأمانة.

لا أريد أن أنشر الصور التي تقسمون فيها على الإنجيل ومعكم الأسقف باوي فرادا ومجموعات على أنكم لم ولن تغدروا المبادىء وتخونوا الولاء للذي أقسمتم امامه.

ماذا تقول في شخص يقسم بالأنجيل ويحلف بإسم الله بالباطل؟ عندما تغيرت المصلحة تركتم هذا الراهب والمطران في العراء كي يبطش بهم غريمهم (وتعرفه من هو) الذي لا يرحم. كيف يرحم الأشخاص وهو لا يرحم ثقافتنا ولغتنا وأزيائنا وريازتنا وطقوسنا أي وجودنا؟

هل تعلم ان جريمة القسم بالشرف او بالله بالباطل في الدول المتحضرة تسمي perjury والذي يقترفها عليه الإنسحاب من الساحة ولا يسمح له حتى الإنضمام الى جمعيات ومؤسسات مدنية وحزبية.

أنظر ماذ يفعل الذين إقترفوا ال perjury وهم معروفون بالأسماء والصور وكيف بدلوا المواقف ومنها تعليقك هذا.

في أقل تقدير هذا الراهب أقسم وأوفي ولم يغير ولم يبدل تبديلا. بقى على قسمه وفيا للذي أقسم عليه وأمامه. ومن ثم بقي وفيا لطقسه ولغته وفنونه وريازته وظهر انه كان يحمل رسالة خطية من رئيس الرهبنة تسمح له البقاء في المهجر .... أين أنتم من هذا؟

حتى المطران باوي سورو الذي اقسم مع الجمع على عدم خيانة الأمانة ورغم كل ما فعله له المطران جمو والذي بسببه اتاه التجريح والإساءة بنطاق واسع وأدخله أروقة مؤسسة الفاتيكان من أوسع ابوابها أيضا خانه.

ما قمتم وتقومون به خيانة كبيرة للمبادىء التي أقسمتم عليها. لا أظن أنكم تصدقون أنفسكم ولا أظن أن هناك شخص يصدقكم غير الذي حولتم ولاءكم له وهذا لا يكترث طالما أنكم تصفقون له رغم التدمير الهائل الذي احدثه في مسيرته وهو يحدثه الأن وبنطاق واسع إستنادا الى منصبه لأعز وأقدس ما نملكه ككلدان وهو ثقافتنا أي وجودنا بلغتنا وطقوسنا وفنونا وأزيائنا وريازتنا.

وهذا نص ما ورد في حينه في حفلة القسم الشهيرة وأمل ان لا أضطر الى نشر الصور:

"وفي جو روحاني مهيب ومبارك ادت الهيئة للمكتب التنفيذي المنتخب القسم على الانجيل المقدس امام المؤتمرين جميعا عهدا على تحقيق اهداف وتوصيات المؤتمر خدمة لامتنا الكلدانية .
وبعدها مباشرة اقسم كافة المؤتمرون على الانكيل المقدس معاهدين بالعمل على اعلاء صوت امتنا الكلدانية في كل المحافل والتجمعات والتنظيمات الدولية والوطنية .
"


الدكتور المحترم ليون برخو
اهنئك لحصولك على مآزر جديد ... غيور على كنيستك مثلك وقد يمون اكثر
انه الاب الراهب المحترم جدا نويل كوركيس
وعفى الله عما سلف عندما يكون جزء من الاهداف مشترك

1050
الأخ سامي ديشو المحترم

أنصحك مرة أخرى ان من الكياسة وأداب الحوار البقاء ضمن سياق الموضوع وتشغيل العقل قدر الإمكان.

هناك سبع نقاط في المقال ومهمة. تشغيل العقل يعني حاول مناقشتها وليس الأتيان بأمور لا علاقة لها بالموضوع.

أنا لم أهاجم الكنيسة الكاثوليكية كرسالة سماء. هذا إفتراء وكذب. انا انتقد المؤسسة ولا سيما وزارة المستعمرات في الفاتيكان وما فعلته بالكلدان وما إقترفته من جرائم ليس "قرابة مائتي عام" كما تدعي بل بعض هذه الأمور لا زالت معنا ومنها المناطقية والسيطرة المطلقة تقريبا على كل شيء.

وأنا لا أهاجم الكنيسة الكلدانية ولا الكاثوليكية لأنني من اتباعها. حاول ان تميز بين المؤسسة التي هي فاسدة بكل المقاييس وبين الإنجيل الذي هو السماء.

كما قلت إجترار امور لا علاقة لها بالمقال دليل فشل كبير. لأن المقال مفصل وفيه نقاط وكل نقطة لها شرح واف تهرب منها جميعا وتتهمني جزافا بانني اهاجم الكنيسة الكاثوليكية.

المؤسسة يهاجمها الكل وحتى البابا ذاته وكبار اللاهوتيين الكاثوليك والأكاديميين ايضا ومعهم البطريرك ساكو عند تعلق الأمر بسلطته ومصلحته.

مع كل إحترامي ان الذي يخرج الموضوع عن سياقه يشبه النعامة التي تخفي رأسها في الرمال.

يا أخي العزيز ناقش المقال ونقاطه وكفى لف ودوران. الكلدان في خطر كبير والسنين الثلاث ونيف الأخيرة كانت كارثة. هذا رأي وفصلته. ناقشني في هذا المجال وأمنحني رأيك.

وهذا مقال عن مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية من قبل شخصية كاثوليكية وأكاديمية بارزة في أشهر مجلة في العالم وأكثرها تأثيرا. إن كنت تضع نفسك قياما على الكنيسة وديانا على للأخرين  وتحكم عليهم أكتب له وناقشه لماذا يقارن بين مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية وأفسد مؤسسة أخرى في العالم برمته ويعتبرهما سيان:

http://www.nytimes.com/2013/02/28/opinion/a-vatican-spring.html?_r=0

قلت وما زلات أكرر، يا أخي العزيز شغل عقلك وناقش المقال.

تحياتي


1051
الأخ العزيز سامي

حسنا فعلت بنقل هذه المقالة. وبعجالة اقول إن موقفي لم يتغير وصدق حدسي ان النهضة تلك كانت نكسة كبيرة بإعتراف أصحابها.

من ثم الم يكن الأفضل ان تشغل عقلك وتناقش النقاط السبع التي اتيت بها مع المقترحات؟ علينا ان نشغل عقلنا ولا نجتر. هذا إجترار في غير محله ولكنه مقبول.

بيد ان المطران سرهد لم يهاجم ولم يهمش ويزدري الطقس واللغة ابدا وهناك مقالات لي تشيد بهذا الجانب ولا زلت. إن المطران سرهد هو  القلعة ربما الوحيدة الباقية للكلدان في هذا المضمار.

نحن الأن امام هجمة شرسة غر مبررة لا يقوم بها حتى الأعداء لمحو اللغة والطقس والريازة والفنون ولأزياء. وأنت تعرف من هو هذا العدو الشرس الذ لا يكل ولا يمل في الهجوم على هذه الثقافة وتهميشها ويكتب من عندياته إنشاء مدرسي هزيل ويفرضه كصلاة باللغة العربية كي يحل محل الأصل الذي لا مثيل له.

كنت اتمنى ان تكون منصفا وتشغل عقلك ولو لمرة واحدة كي ترى اننا امام نموذج أسوأ بكثير لأن النموذج الحالي مدمر للثقافة ويزدريها ويريد ان يحل نفسه مكانها.

هذا الفرق.

تحياتي

1052
الأخ العزيز albert masho المحترم

شكرا لك. لا أظن ان شعبنا وكنائسنا بصورة عامة ستسمح للمختصين والأكاديميين ان يكون لهم أي دور لإنقاذ أنفسنا مما نحن فيه. نحن على شفا الإنقراض وعلى الهامش. عندما تصل الشعوب الى هذه المرحلة، يعتلي كل من هبّ ودبّ سدة القيادة ويمسك دفة السفينة بيديه المرتجفة ولا يقبل ان يسمع او يمنح الأخرين أي دور. ما يهم القيادة هو المديح والثناء الذي تغدقه هي على نفسها ويأتيها من مريديها. والمديح بالطبع ليس في محله بل يزيد من وقع الكارثة ويقربنا الى النهاية والزوال.

الكتابة في مواقع شعبنا متعبة وتأخذ الكثير من الوقت، والأكاديمي الرصين يوزع وقته بالدقائق وليس الساعات.

مع ذلك يستحق شعبنا ان نعمل له ونكون معه رغم ما قد يأتينا بعض الأحيان من التجريح والإساءة. نحن إخوة، أمة واحدة وكنيسة مشرقية مجيدة ذات تراث ولغة وإرث وفنون وريازة وأزياء وثقافة وأداب تشكل بمجملها الوجود الذي مع الأسف يحاربه البعض من القادة وبشكل علني ربما لم يقم به حتى الأعداء.

تحياتي

1053
الأب الفاضل نوئيل كوركيس المحترم

تحية طيبة

بإلغاء وتهميش الإرث الكنسي بلغته وريازته وطقسه وأزيائه وثقافته وشعره وفنونه وأدابه وأستبداله بالدخيل والغريب والأجنبي والهجين كما يحدث الأن وضمن سياقات سياسات التأوين والحداثة والعصرنة او الأصالة (هي ليست أصالة بل تدمير) ينتهي دور الكلدان وينقرضون كأمة وشعب وكنيسة وخصوصية ووجود.

هذه السياسات التي تتبعها الإدارة الحالية تمثل حلقة من أخطر المؤامرات التي واجهها الكلدان في تاريخهم.

إن لم يتم إيقافهم ووضع حدّ لعبثهم بإرثنا ولغتنا، إقرأ السلام علينا كشعب وكنيسة. عسى ولعل يستفيق الكلدان من سباتهم ويحسون ويرون كيف بيتهم يدمر ويهدم من قبل من تقع عليهم مسؤولية أخلاقية وكنسية للحفاظ عليه وتعزيز أركانه وبنائه من جديد.

أنا أقرا التاريخ بنهم وأضعه ضمن سياقه وأقول جازما لم يكن الكلدان في خطر مثل الذي صاروا عليه في السنين العجاف الأخيرة. هل سنستفيق ونوقف الهدم والتدمير المبرمج وعن سبق إصرار؟

تحياتي


1054
بداية غير موفقة وغير حميدة وقد لا تبشر بالخير لسينودس الكنيسة الكلدانية – قراءة في الكلمة الافتتاحية للبطريرك ساكو
ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

في هذا المقال سألقي الضوء على الكلمة الافتتاحية التي استهل فيها البطريرك لويس ساكو السينودس الكلداني المنعقد حاليا في أربيل. (رابط 1 ).

إن حللنا الكلمة ووضعناها ضمن سياقها العام للسنين الثلاث ونيف من عمر الإدارة البطريركية هذه، لرأينا ان المؤسسة الكنسية لا تزال في ازمة شديدة لا بل عارمة وان الكلدان ومؤسستهم الكنسية في خطر كبير (رابط 2).

لا بل أكاد أجزم ان الإدارة البطريركية الحالية تسير في الجانب الخاسر من التاريخ دون اكترث لما يأتيها من نصح ونقد بناء.

ومقدما اعلم ان ما سأكتبه من تحليل خطابي معمق بعض الشيء للكمة هذه، سيثير الكثير من الردود، بيد أنني أمل ان تكون التعاليق ضمن السياق العام للمقال وتركز على النقاط التي سأردها ادناه والتي، من وجهة نظري، تشير الى تشتت وفقدان التركيز والتشبث بالطريق الخاطئ والمسيرة العرجاء التي لم تجلب لنا غير الفرقة والانشقاق في السنين الثلاث ونيف الأخيرة.

وسيظهر التحليل ان الإدارة الحالية لا تعيش الواقع، بل تقفز فوقه وتحيا ضمن واقع افتراضي وحالة نكران شديدة خلقتها لنفسها دون ان تكترث للواقع الاجتماعي الذي يعيشه الكلدان إن في بلد الأجداد او في الشتات. وادناه ملاحظاتي على الكلمة الافتتاحية للبطريرك ساكو:

أولا، يتحدث البطريرك في مستهل رسالته عن "التركة الثقيلة والواقع الذي تسلمته البطريركية، ما يزالان يلقيان بظلالهما على الشؤون الإدارية والمالية ... الفساد المالي والإداري". وهذا معناه ان البطريركية لم تستطع تجاوز ما تقول انه "تركة ثقيلة" ورثتها من البطريركية السابقة رغم حوالي أربع سنين من حكمها. أليس هذا دليل فشل إداري ومالي وتنظيمي وغيره؟ الا يعني هذا ان الإدارة الحالية لم تستطع وضع حدّ لهذا التسيب، لا بل أنا أزيد وأقول إن التسيب والفساد المالي والإداري قد استشرى في السنين الأخيرة بدليل ان البطريركية ذاتها لا تتعامل بالشفافية التي وعدتنا بها عن ماليتها حيث لم نلحظ كشفا شفافا عن وارداتها وكيفية صرفها لا بل لا حظنا ان هناك عطايا ومكرمات تنثر هنا وهناك وأحيانا دون حساب وفي مواقع لا تستحقها على الإطلاق؟ (رابط 3).

ثانيا، كنا نتصور ان "فوضى ترك بعض الكهنة والرهبان لأبرشياتهم وأديرتهم واستمرار الظاهرة بسبب القصور في التنشئة الروحية" قد صارت وراء ظهرنا بعد تدخل "دولة الفاتيكان" ورميها للقرارات البطريركية في سلة المهملات وذلك بفك ارتباط الكهنة الرهبان في الخارج برهبنتهم الكلدانية، وهذا قرار يعد ضربة قاضية للرهبنة أولا ومن ثم لموقع ومكانة البطريركية ثانيا. ومن ثم أي عاقل يعرف ان الأزمة هذه سببها الأساقفة الذي سمحوا او منحوا هؤلاء الكهنة الرهبان او غيرهم فرصة العمل ضمن أبرشياتهم. والظاهرة ستستمر لأن ليس هناك صلاحيات للبطريركية على الأساقفة. الاسقف الكلداني يقسم الولاء للحبر الروماني، أي للفاتيكان. والمهجر برمته حيث يقطن ربما 90% من الكلدان هو خارج نطاق الصلاحيات البطريركية. هذا قانون نافذ مهما كان رأينا عن عدم عدالته وإجحافه. يجب أولا تعديل القانون وليس القفز فوقه. "دولة الفاتيكان" مؤسسة لا نستطيع القفز فوق قوانينها مهما احتوت من ظلم لأننا ضعفاء ومسلوبي الإرادة. علينا اللجوء الى الدبلوماسية والحكمة، وهذا ما استخدمه البطريرك الجليل المرحوم بولس شيخو عندما انتزع إدارة الرهبنة الكلدانية من حكم وسيطرة وزارة المجمع الشرقي في الفاتيكان.

ثالثا، هناك اتهامات غير مبررة في الكلمة لبعض الابرشيات الكلدانية امام أساقفتها الذين حضروا الاجتماع. لو كانت هذه كلمة داخلية لما ضر ذلك بشيء ولكن نشر هكذا كلمة في الإعلام مع اتهامات مبطنة لبعض الأساقفة الحاضرين هذا لعمري شيء لا يجوز القبول به. يقول البطريرك: "بعض الابرشيات تعاني الخمول بسبب غياب المؤسساتية وتنظيم العمل الراعوي خصوصا أمام نشاطات الجماعات المسيحية الوافدة". ومن ثم من هي الجماعات الوافدة؟ ولماذا هذا الغموض وفي كلمة على الملأ؟ ولماذا نشطت هذه الجماعات وكانت نشيطة جدا ولا زالت في محافظة (أبرشية) كركوك حيث مركزها الإقليمي ومن ثم زاد نشاطها واحدثت خروقات خطيرة جدا في اتباع الكنيسة الكلدانية في داخل العراق وضمن النازحين في الدول المجاورة وحتى في الشتات؟ المجموعات الوافدة هي كنائس غربية لها المال والسطوة والقوة والسلطة غايتها ليس التبشير في صفوف المسلمين بل غايتها كسب المسيحيين المشرقيين من خلال مسح وتدمير ثقافتهم وطقوسهم وليتورجيتهم ولغتهم وأزيائهم وريازتهم وفنونهم، وهذه اعمال مدانة ولكنها ليست بعيدة عما قامت وتقوم به الإدارة البطريركية الحالية في محاربتها للثقافة الكلدانية وبشكل علني (رابط 4). وإن ذكرنا الجماعات الوافدة علينا الا ننسى ان أكبر جماعة وافدة وأكثرها ظلما للكلدان وفدت في منتصف القرن التاسع عشر وأجرمت بحقهم وقامت بممارسات ترقى الى جرائم ضد الثقافة الإنسانية. لماذا لا يضع البطريرك الجماعات الوافدة كلها ضمن سياقها التاريخي ويجبر نقاده على تذكيره بذلك واتهامه بازدواجية المعايير؟

رابعا، لا تمر مناسبة إلا ويذكر البطريك الكلدان وكنيستهم بالطقوس وإنجازات (في الحقيقة هي كوارث) سياساته في التأوين والأصالة الهدامة والمدمرة. في لفتة فيها الكثير من التهكم على الحاضرين ويتخللها النقد، يقول البطريرك في كلمته: "كل أبرشية كانت قد تبنت طقسها من دون أي اعتبار للأصالة والتأوين، هذا فضلا عن الترجمات المرتجلة مما خلق شيئا من البلبلة وهناك من يفرض لهجته (السورث) على كل كنائس الأبرشية وهذا مرفوض اطلاقًا". حسب معرفتي واطلاعي تمر اليوم الكنيسة الكلدانية في فوضى طقسية عارمة عكس ما يقوله البطريرك الذي كانت ولا زالت الغاية من "الأصالة والتأوين" الذي يدعو إليه (ومع كل احترامي هذا تشويه لمعنى التأوين والأصالة) ما هي إلا إلغاء الطقوس بلغتها وفنونها ورمزيتها وموسيقاها وتاريخها واستبدالها بالهجين والغريب والمرتجل. هناك بلبلة لا بعدها بلبلة اليوم. وأكبر دليل عليها هو الارتجال الممل من خلال فرض طلبات باللغة العربية على الكنائس وهذه الطلبات مليئة بالأخطاء ومرتجلة وتفتقر الى الحبكة والتماسك لا بل انها تثير الشقفة في كثير من تفاصيلها وأكاد أجزم ان لغتها واسلوبها وتنظيمها لا يسمو على إنشاء في مرحلة الثانوية او الإعدادية وهي لا يمكن ان تقارن ابدا بصلوات الطلبات الكلدانية الأصيلة التي تركها لنا أجدادنا. ولماذا كل هذا العداء للغتنا التي يسميها "السورث". ولكن سمها ما شأت لماذا كل هذه الاستهانة بها ولماذا لا ينصح البطريرك ويقول "هناك من يفرض اللغة العربية او اللغات الدخيلة الأخرى على كل الكنائس وهذا مرفوض إطلاقا". ماذا سيكون موقف الرابطة الكلدانية امام التهميش هذا لوجود الكلدان كثقافة وهوية كنسية وغيرها؟ الفوضى الطقسية تلام عليها البطريركية الحالية قبل غيرها ولو تركت الأمور على ما كانت عليه لكان وضعنا أفضل بكثير.

خامسا، هناك مديح للذات لا أظن يؤكده الواقع وهناك اتهامات أخرى لبعض الأساقفة الحاضرين. لا أعلم كيف سيجمع البطريرك السينودس وهو يوزع الاتهامات يمينا ويسارا. أنظر: "الكنيسة بشكل عام قامت بعمل جبار في إغاثة جميع العائلات المهجرة دون تمييز، وهناك ابرشيات اجادت في هذا الجانب وأخرى لم تعره اهتماما". هل في الإمكان اعطائنا كشفا شفافا ب "العمل الجبار" هذا؟ النازحون، وهم اليوم يشكلون الغالبية من الكلدان ومن مسيحيي العراق، ومن خلال الدلائل الظرفية لا يكنون للبطريركية أية مودة. تحدث مع أي نازح بصورة عشوائية من الموجودين في العراق او في دول الجوار وترى ان تقريبا لكل واحد مهم قصة مع البطريركية والمؤسسة الكنسية. ولا نريد ان نذكر ما حدث في امكان محددة من مشاكل. الذي قام بعمل جبار هي الجمعيات الخيرية والإنسانية ولو بعضها يقوم بهذا العمل الجبار من خلال كونه جماعات او كنائس وافدة التي يلتحق به الكلدان زرافات. بيد ان النقطة الأهم هي الاتهام المبطن لبعض الأساقفة الحاضرين حيث يضعهم البطريرك في قفص الاتهام وأمام الملأ بالقول (وهناك ابرشيات اجادت في هذا الجانب وأخرى لم تعره اهتماما). من هي الابرشيات التي لم تعر اللاجئين او الكنائس الوافدة اهتماما؟ بإمكاننا الحدس لأننا شعب صغير وأقلية يعرف فيها بعضنا الأخر. السؤال هل من المنطق ان يكيل الشخص المسؤول اتهامات بهذا الشكل في كلمة افتتاحية نشرها في الإعلام لأعضاء في الاجتماع ذاته الذين حضروا كي يصلحوا ذات البين؟

سادسا، تعرج الكلمة على الإعلام وتطلق عليه "انفلات التعبير على الانترنيت". وهناك أيضا اتهامات ضد مواقع الكترونية "ذات أجندات سياسية وغير مسيحية" وهناك تشكي من "الإساءات" وأن المنتقدين دون استثناء لهم اجندات ..الخ. هذا الموضوع كتب فيه الكثيرون (رابط  5) منهم أعضاء في الإكليروس الكلداني من كهنة وأساقفة كانوا حاضرين امامه في السينودس عندما ألقى كلمته هذه . وأظن إن كان هناك انفلات في التعبير على الإنترنت فهذا ينطبق بالدرجة الأساس على الموقع البطريركي "الإنترنيتي." الإعلام البطريركي إعلام هزيل بكل ما للكملة من معنى وأساء ويسء أولا الى نفسه ومن ثم الى السدة البطريركية والأخطر في الأمر يسيء الى المؤسسة الكنسية والكلدان بصورة خاصة والمسيحيين المشرقيين بصورة عامة. لا يجوز ان أكتب شيئا في هذا الموقع وأتوقع ان لا يرد او ينتقد او حتى يسيء لي أي من القراء. حتى البابا فرنسيس الذي يعد اليوم منارة للأخلاق الإنسانية والمسيحية السمحاء في العالم برمته، يأتيه الكثير من التجريح والإساءة بعد ظهوره الإعلامي.  إن اردت ان لا يرد علي أي شخص او ينتقدني علي ان أكف عن الكتابة. البطريرك مهوس بالإعلام وهذا واضح وهو المسؤول الأول والمباشر عما يأتيه من نقد وغيره لأن لا علم له بالإعلام كعلم وممارسة. يكتب إنشاء عادي وينشره ومن ثم يكتب تقريبا كل يوم او أكثر من مرة في اليوم وتقريبا في كل شيء وكل اختصاص ويقع في هفوات كثيرة منها سياسية وعلمية وكنسية ومهنية وفكرية وتاريخية وحتى عند تعلق الأمر بالتفسير والكرازات التي يضعها كلها في الإنترنت. وأمامكم هذا المثال الكارثي الذي لم اقم بالكتابة عنه احتراما للمقام. كيف يسمح البطريرك لنفسه ان يصبح مثار استهجان امام مذيع قناة الشرقية؟ لماذا سمح لنفسه ان يقابله شخص قد أعدّ أجندة خاصة للمقابلة وحضّر لها – وهذه من حقه – لشخصية كنسية كبيرة وهي أتت للمقابلة ولم تعرف ما هي الأسئلة ولم تعد نفسها للمقابلة ووقعت في أخطاء كارثية وقدمت معلومات خاطئة حتى عن الكنيسة ذاتها عدا المعلومات الخاطئة والخطيرة عن التاريخ والسياسة وغيره. هذه المقابلة إدانة كبيرة للبطريركية لأنها مهزلة يقع فيها البطريرك في هفوات قد لا يقع فيها شخص عادي. عندما يقبل البطريرك ان يخدعه مذيع مغمور في قناة الشرقية وتذاع المقابلة الكارثة على الملأ وقناة الشرقية أكثر قناة مشاهدة في العراق، عندها لا يحق للبطريرك ان يهاجم الذين ينتقدوه ويتهمهم بأن لهم أجندة خاصة. غادر الإعلام الهزيل هذا وانتهت المسألة لأن الإعلام سلاح يرتد عليك فقط ومن خلالك يرتد سلبا على الصرح البطريركي والمؤسسة الكنسية والكلدان بصورة خاصة والمسيحيين المشرقيين بصورة عامة. غادره لأنك لا تتقن استخدامه:
https://www.youtube.com/watch?v=HhhWFSE5W6Y

سابعا، يتحدث البطريرك عن إنجازات مرة أخرى ويضخمها وقد تبدو للذين لا معرفة لهم بالأعراف الدبلوماسية والإعلامية والسياسية أنها حقا إنجازات ولكنها لا تعدو كونها فقاعات إعلامية إنترنتية لا تقدم ولا تؤخر. يقول البطريرك: "حضور كنيستنا الكلدانية في الواقع العراقي وفي المحافل المسكونية والعالمية: كالمشاركة في مؤتمرات عالمية ولقاءات مع المسؤولين في الحكومة المركزية وحكومة إقليم كوردستان، ومع زيارات المرجعيات الدينية المتنفذة في السلطة، وكذلك مع السفراء الأجانب ومبعوثي دول القرار والمسؤولين في دوائر الأمم المتحدة". العرف الدبلوماسي والإعلامي يقول إذا التقى مسؤول من هذه الجهة مع مسؤول من الجهة الأخرى على الإثنين نشر بيان مشترك او في اقل تقدير على الجهتين نشر ما جرى خلال اللقاء في وسائلهما الإعلامية. مع كل احترامي للبطريرك فإنني لم الحظ ان الشخص الذي يلتقي به البطريرك او يقول انه التقى به يكترث للقاء بدليل انه لا ينشر بيان عن لقائه بالبطريرك ولا حتى خبر او كلمة عن اللقاء في موقعه الإعلامي. بمعنى أخر ان اللقاء كان من اجل المجاملة او جرى بطلب من طرف واحد. وأنا أحاول ان أستقصي وبعد نشر لقاء للبطريرك مع أية شخصية وهو يجمل ويزوق خبر اللقاء مع صور كثيرة في موقع البطريركية الإنترنتي، وذلك بالذهاب الى الوسيلة الإعلامية الخاصة بالطرف الأخر. وأكاد أجزم أنني لم ألحظ ان الطرف الأخر نشر ولو كلمة واحدة عن اللقاء وهذا حدث في اللقاءات مع السفراء الذين لا يكترثون حتى على ذكر ان لقاء جرى مع البطريرك حتى في موقع السفارة، وهكذا ومع البرلمانيين والمسؤولين من الأمم المتحدة وغيرهم. اللقاءات لم ولن تغير في الواقع شيئا لأن الطرف الأخر لا يكترث لها ابدا بدليل تجاهلها التام وعدم الاعتراف بها وذلك من خلال كتابة سطر واحد يقول فيها ان اللقاء حصل في موقع رسمي. فلماذا كل هذا التهليل والتبجيل ومدح الذات واستخدام عبارات طنانة مثل: "الحضور في الواقع العراقي والمحافل الدولية والمسكونية"؟

ثامنا، هناك فقرة او جملة حول الرابطة الكلدانية. حتى الأن عزفت عن تبيان رأي في الرابطة ولكن البطريرك في كلمته يقول: "جاء تأسيس الرابطة للتأكيد على الهوية الثقافية والقومية للمكون الكلداني في كل أنحاء العالم". شخصيا لا أصدق ذلك. البطريرك والثقافة الكلدانية لا يلتقيان ليس اليوم ولكن منذ عقود (رابط 6). فقط أحيل الأخوة والأخوات المهتمين بشؤون الرابطة الذين أتمنى لهم كل التوفيق الى إعادة قراءة الفقرات اعلاه لا سيما الفقرة الرابعة. أخشى ان تكون الرابطة في الزمان الخطأ والمكان الخطأ ومع الشخص الخطأ وفي الجانب الخاسر من التاريخ كما هي الإدارة البطريركية اليوم.

ما العمل؟
أقترح، وهذا اقتراح شخصي، ان يتخذ السينودس قرارا بتشكيل لجنة من الأساقفة والمختصين من الكلدان لإدارة الإعلام البطريركي لأن الوضع أصبح لا يطاق. ومن ثم تشكيل لجنة طقسية ذات صلاحيات كاملة من المختصين وان يكون المطران سرهد جمو من ضمنهم للشؤون الثقافة والطقسية واللغوية والفنية والتراثية الخاصة بالكلدان كشعب وهوية وكنيسة ذات خصوصية وأذهب ابعد من ذلك وأقترح تشكيل لجنة اسقفية للإدارة لأن المؤسسة الكنسية تمر في فوضى عارمة.

=================================
رابط 1
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=821911.0
رابط 2
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=791774.0
رابط 3
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,821543.0.html
رابط 4
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,793177.msg7424970.html#msg7424970
رابط 5
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=811163.0
رابط 6
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,793177.msg7424970.html#msg7424970



1055
سيدي الكريم

الكثير من الماركسيين انقلبوا وصاروا أكثر كاثوليك من البابا ذاته. أظن نظرة واحدة الى الأسماء في هذا الموقع تبرهن على قولي. إذا الإيمان والإلحاد يسيران في اتجاهين مختلفين ولكن الواحد قد يلتقي مع الأخر.

واسمح لي القول انني لا اتفق مع التوصيف الذي اتيت به للشخصية التي هي مثار المقال.

ومن ثم كنت اتمنى ان لا تضع النقد كله في خانة واحدة. ربما لم تقرأ النقد الذي كتبته حول نهضة المطران سرهد جمو وكذلك عن علاقاته التي يشوبها الكثير من الغموض مع "دولة القاتيكان." كان المطران المسكين يتصور ان الدولة الفاسدة هذه كلها رسالة الإنجيل ولم يدر في خلده انها مؤسسة نفعية وعندما رأت ان منفعتها إنتهت رمت من كان يحبها ويطيعها الى حدّ العبادة في الشارع ... بعد ان دجنت الطرف الأخر ... ليس هناك مسيح وإنجيل ومحبة ورحمة وغفران وتسامح في اروقة دولة الفاتيكان غير الدسائس والفساد ..

خلافي مع البطريركية يختلف في كثير من التفاصيل عن خلاف الأخوة الأخرين.

أما عن الرابطة الكلدانية العالمية فإنني لم ادلي بدلوي حتى الأن ولكن لك أقول انها وصاحبها في الجانب الخاسر من التاريخ ومع الاسف الشديد. رابطة البطريرك ساكو في وضع لا يحسد عليه وهي أسواء من نهضة المطران جمو التي تحولت الى نكسة ومهزلة وبشهادة أصحابها.

كثير من الذين هم مع الرابطة والبطريرك اليوم كانوا قد أقسموا على الإنجيل والكتاب المقدس انهم لن يخونوا المطران جمو ونهضته. أنظر كيف تركوه وحيدا وكيف رماه الفاتيكان على قارعة الطريق وربما لن يكون له مكان يسكن فيه ...

ورغم حلفهم بالباطل بالله والمسيح والإنجيل تراهم يتراكضون وراء الرابطة من خلال الإنتماء والمقالات والخطابات الطنانة والرنانة. إنهم حلفو بإسم الله بالباطل وإنهم لا يصدقون أنفسهم فكيف نصدقهم نحن وكيف يصدقهم البطريرك.

وعذرا لعدم تفاعلي مع مقالاتك الجميلة لا سيما المقال الأخير بعنوان"يجب ان تُصَفِقوا لهذه المسرحية ...  وإلا عاقبكم الباري !". كلنا مسرحية وكلنا نشهد خواتيمها المفجعة ومع ذلك نضحك وشر البلية ما يضحك.

تحياتي

1056
الأب الفاضل نوئيل كوركيس المحترم

تحية وبعد،

مرة أخرى أشكرك من أعماق القلب. اولا لأنك خاطبتني "الأخ الراهب السابق ليون برخو." نعم انا كنت راهبا في الرهبنة الكلدانية المجيدة. وهذا فخر لا بعده فخر. لولا هذه الرهبنة والعلم الذي إستقيته منها لما كان بإمكاني العمل كصحافي في أشهر وأكثر الوكالات العالمية تأثيرا ومن ثم الوصول الى المرتبة الأكاديمية التي انا فيها. نعم انا راهب سابق وغادرت الدير قبل اداء النذور المؤبدة.

بيد ان هناك ايضا تلميذا سابقا للدير ولولا الدير لما وصل الى ما وصل إليه ابدا وهو البطريرك ساكو.

لم يدخل الرهبنة الكلدانية المجيدة أي شخص إلا وشكر لها ما منحته له من علم ومعرفة وكيف بنت شخصيته ومكانته الرفيعة في المجتمع. كل الذين دخلوا هذه الرهبنة المجيدة مدينون لها. أنا وأنت نعترف بهذا، إلا هذه الشخصية التي انا بصددها. شيء غريب وعجيب الى درجة انها لا تذكر تواجدها في الرهبنة ضمن سيرتها الحياتية.

اما الدخلاء والأجانب ودور "دولة الفاتيكان" فهذا الأمر دخل علينا من أوسع الأبواب نتيجة للسياسات غير الحميدة والمواقف العشوائية غير المدروسة للبطريركية في سنيها العجاف الثلاث الأخيرة.

تصورنا اننا امام من يعيد امجاد كنيستنا وشعبنا ويكمل مسيرة البطريرك الشجاع الكلداني حتى النخاع العظمي البطريرك الراهب يوسف اودو صاحب اول نهضة كلدانية حقيقية في التاريخ وإذا نحن امام شخصية مع الأسف لا قرار لها ولا موقف وتنسحب امام قرارتها التي اصدرتها وكل همهما صارهدم وتدمير ثقافتنا ولغتنا وطقسنا وإرثنا وأزيائنا وريازتنا.

ثار الكلدان بقيادة البطريرك يوسف اودو من اجل ثقافتهم ولغتهم وطقسهم ومناطقهم في انتفاضة مباركة ضد الدخلاء والأجانب من "دولة الفاتيكان" حفاظا لإرث الأجداد وإذا بنا اليوم نحن امام شخصية كلدانية تجلس على ذات الكرسي هي التي تحاربنا بدلا من الدخلاء والأجانب من خلال حملة شعواء تطلق عيلها جزافا "التأوين او التجديد او الحداثة" غايتها الغاء الوجود لأن لا وجود لنا دون لغتنا  وطقسنا وثقافتنا وريازتنا وأزيائنا الكلدانية.

وشكرا للمقال. قراءته بتعمق وحزنت للدرك الأسفل الذي اوقعتنا فيه هذه الشخصية.

الرهبنة اليوم ونتيجة السياسات البطريركية الطائشة خسرت نخبة من ابنائها بعد ان تم فك ارتباطهم بها من قبل "دولة الفاتيكان" والشخصية هذه قد رفعت الرايات البيضاء امام الدخلاء والأجانب من "دولة الفاتيكان" ليس فقط لهدم الرهبنة الكلدانية بل لهدم ما بقي لنا من لغة وثقافة وطقس وريازة وأزياء وأستبدالها بالدخيل والأجنبي. الكلدان في خطر.

تحياتي




الى الأخ الراهب السابق ليون برخو،

لقد إعتدنا على تهم غبطته المعلبة والحاضرة دائماً للتلزيق من صاحب الجلالة بالشخص الذي لا يعجبه، تقول:"... وإذا بهذه الشخصية تجتر اتهاما اخر وفي فترة الحداد مدعية ان الراهب قرياقوس كان قد غادر رهبنته بينما هو كان يخدم ضمن الأبرشية في العراق وبموافقة أسقف الأبرشية تلك بالتواصل مع الرهبنة والأسقف حي يرزق..." (انتهى الاقتباس)

انك يا أخي ليون قد بيّنت عكس ذلك، اذ كان فعلاً عكس ما إتُّهم به بقية الكهنة الرهبان، وهذه دلالة على حب غبطته الكبير لهم وغيرته العارمة للرهبنة الكلدانية التي ينتظر أن تغلق أبوابها ويستحوذ عليها قريباً بسبب إدارتها الدخيلة التي فشلت أكثر من مرة بإرسال وكلاء من قبل دولة الفاتيكان، وايضاً بإنحراف بعض من الرهبان عن هدفها بعد الأب المرحوم قرياقوس بعد ان زاغوا عن الطريق المستقيم للرهبنة.

اقرأ مقالتي كيف ان الرهبنة سمحت لي بالعمل في أبرشية مار توما، كما كانت الرهبنة باتفاق مع أبرشية زاخو في عهد المثلث الرحمات مار بطرس الهربولي بأن يخدم الأب المرحوم قرياقوس فيها.

لاحظ خاصة رسالة الأنبا المرحوم ابراهيم الياس

http://kaldaya.me/2016/09/16/3841

1057
الأخ نيسان سامو المحترم

أسف للتأخير في الرد لأنني كنت على سفر ولم يكن بإمكاني المتابعة بشكل مستمر.

أتفق معك تماما أنهم ابقوا شعبنا: "متخدراً ومترنحاً دوماً ..يجب ان يتم تخدير المريض قبل ان تُجرى له العملية وهذا الشيء ينطبق على كل المذاهب واولهم مذهبك .." ونعم مذهبي هو اول المذاهب الذي خدرنا وجعلنا متخلفين حيث صرنا لا نميز بين هويتنا وثقافتنا ولغتنا وطقوسنا وأزيائنا وكل ما يتصل بنا كشعب وأمة وبين ان يحكمنا رجل دين ذو ميول خاصة به او رجل دين غريب وأعجمي ودخيل. اليوم يحكمنا المذهب ورجالاته. ورجالاته وما ادراك ما رجالاته.

كل هذا الواقع المرير الذي نشير إليه وبوضوح من خلال وقائع مثبتة ومع هذا يهرع ابناء وبنات جلدتي صوب رجالات الدين. امام أنظارهم ومنذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى اليوم يتم تدمير ثقافتنا ولغتنا ووجودنا كأمة مجيدة والكل يصلي معهم ويتصور ان طريق ملكوت السماوات يمر عبرهم او انهم يمتلكون مفاتيحه.

أما بخصوص مقالك، فأنا قرأته وشخصيا أستمتعت بقرأته وتعرف انني من محبي البانوراما.

تبقى مسألة مهمة وهي أمل ان لا تجزع او تأخذ موقفا محددا لأن المحرر لم يضع مقالك في الواجهة. الفرق بين الواجهة والمنتدى بدأ يضمحل وهناك مقالات لها صدى كبير وقراء بالمئات والالاف وهي لم تظهر على الواجهة وكثير لا بل أغلب المقالات التي على الواجهة قد لا تحصل على ذلك.

أملي هو ان لا تنقطع وتتواصل.

تحياتي

سيدي الكريم : انت تريد وانا اريد والله يعطي لمن يريد ! لقد ذكرتُ هذا لك في موقع القوش ولكنك لم ترد ولهذا سوف اكرره هنا ..
سيدي الكريم لقد زرعوا مثل هذه الشعارات الشيطانية في عقول النائم في سباته حتى يبقى متخدراً ومترنحاً دوماً ..يجب ان يتم تخدير المريض قبل ان تُجرى له العملية وهذا الشيء ينطبق على كل المذاهب واولهم مذهبك ..
سيدي الكريم اسمح لي بطلب صغير وقد فعلتُ ذلك امام كلمة السيد شوكت توسا ايضاً وارجو ان تسمح لي بذلك واعتذر مسبقاً .
هناك كلمة لي حاولت فيها بشكل كبير في نبذ تلك التفرقة واذخرتُ لها وقتاً من اجل رفع الغشاوة على عيوننا ولكن الموقع لم ينشرها على الصفحة الرئيسة فأرجو منك قراءتها واخباري عن السبب حسب رأيك الشخصي .. لا ادعوا الطائفية ولا اطالب العنصرية ولم اهاجم المذهبية ( الى الآن ) فماذا يريدون مني ؟؟ ارجو المعذرة مرة اخرى لخروجي عن موضوعك ( القديم الجديد ) شوف ما اكدر بدون ما احارش .. والله حقه الموقع لا ينشر سخرياتي .. تحية طيبة


1058
كيف نضع ثروة المرحوم الأنبا قرياقوس ميخو وامواله وممتلكاته المنقولة وغير المنقولة في الميزان ضمن نطاق مؤسسة الكنيسة الكلدانية

ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد


وفاة الأنبا قرياقوس ميخو عبدالأحد في الظروف التي جرت فيها (رابط  1) وما أثارته من ردود أفعال والاهتمام الكبير الذي حظيت به من لدن الكلدان بصورة خاصة والمسيحيين المشرقيين بصورة عامة قد تبقى معنا لوقت غير قصير.

المكانة التي منحتها له رهبنته الكلدانية والكلمات الطيبة والثناء الذي حصل عليه من رئاسة الرهبنة بدليل دفنه في كنيسة الدير مع اجداده العظام من البطاركة والأساقفة والرؤساء الذين انجبتهم رهبنتنا الكلدانية المجيدة وما قيل عن مناقبه مؤشر اننا لم نكن امام شخصية عادية (رابط 2).

جرد

كأي راهب، كان يجب إجراء جرد بإملاكه. وظهر ان كل ثروته لم تتجاوز:

•   سيارة موديل 1990 مركونة في شارع في دهوك وستعود ملكيتها للرهبنة (الرهبنة ستتصرف بها)
•   1850 دولار نقدا
•   مليون دينار عراقي (حوالي 750) دولار نقدا

هذا كل ما ورثه الأنبا قرياقوس الذي كان وكيلا بطريركيا على أبرشية عقرة والزيبار وكان رئيسا عاما للأديرة الكلدانية لخمس سنوات وخدم في ابرشية السليمانية وبغداد ودهوك لأكثر من أربعة عقود.

 الدنانير والدولارات (التي لا تساوي شيء اليوم) تم صرفها لتغطية نفقات المستشفى والعلاج.

وشخصيا لم الحظ من خلال قراءتي لما قيل او كتب عنه، وهو الكثير في مواقع شعبنا ومواقع التواصل، إلا ما يثير الفخر براهب جليل يستحق كل الثناء.

أخلاقنا الشرقية

ونحن كشرقيين، اخلاقنا تفرض علينا الا نذكر أي مثلبة للميت مهما كانت إن كان اهله في الحداد حتى ولو كان ذلك صحيحا.

أخلاقيا، أي الوازع الأخلاقي وليس الديني او الإنجيلي، يفرض علينا ان نحترم الميت مهما كان من أمر وإن كتبنا او حضرنا او أرسلنا برقية او رسالة، ان نحجم عن النقد وذكر أية أمور كانت من وجهة نظرنا سلبية لا سيما في فترة العزاء والحداد.

ولكن هذا لم يحدث (أي كان هناك غياب للوازع الأخلاقي) في تقريرين يتوقع المرء من كاتبهما ان يتصف بأقصى درجات الخلق والروح المسيحية والإنجيلية ( رابط 3 ورابط 4).

أظن لا يقبل شخص عادي جدا على نفسه ان يعزي شخص ويذكر سيئاته حتى ولو كان ذلك صحيحا لا سيما في الأيام الثلاثة الأولى.
وماذا إن كان ذكر ما يراه المرء أنه مثالب وهي ليست كذلك؟

اتهامات باطلة

جرى اتهام المرحوم الأنبا قرياقوس انه لم يكن وكيلا او مدبرا بطريركيا من قبل اعلى سلطة في الكنيسة الكلدانية او من خلال رفض السلطة هذه ذكر منصبه بينما الواقع غير ذلك وهذا غير صحيح.

ومن ثم والكلدان ورهبنتهم مصدمون بالحدث الجلل وهم يفقدون واحدا من أعمدة رهبنتهم وإذا بهذه الشخصية تجتر اتهاما اخر وفي فترة الحداد مدعية ان الراهب قرياقوس كان قد غادر رهبنته بينما هو كان يخدم ضمن أبرشية في العراق وبموافقة أسقف الأبرشية تلك والتواصل مع الرهبنة والأسقف حي يرزق وفي قرية تفتقر الى الخدمات الأساسية حيث عمّر كنيستها وأسس فيها مدرسة من ستة صفوف يقرأ فيها حوالي 200 تلميذ لغتنا وطقسنا وتراثنا الكلداني وهذا بشهادة اهل هذه القرية ذاتها.

إذا كان يعمل في تلك الأبرشية وفي قرية تنعدم فيه الخدمات دون موافقات أصولية فلماذا قبله أسقف تلك الأبرشية؟ المسؤول هو الأسقف الأبرشي وليس الكاهن المسكين؟ الشخصية هذه تتشبث بالضعيف وتخشى أصحاب السلطة. تحاسب الرهبان "المساكين" (وتنسى أنهم مساكين بالروح ولهم ملكوت السماوات) ولكنها تخشى أصحاب السلطة الذين يرمون كل قرارتها في سلة المهملات ويحجمون دورها ويقلصون ويقننون صلاحيتها ويستولون على مناطقها ويجبرونها على رفع الرايات البيضاء والتنفيذ دون نقاش.

وهل بإمكاننا أن نسأل ماذا كان يفعل الذين يجترون هكذا اتهامات باطلة عندما كان الأنبا قرياقوس يؤسس مدرسة من ستة صفوف لتعليم الكلدان لغتهم وطقسهم في قرية كلدانية؟ هل في الإمكان ان يذكروا لنا دورهم في شق صفوف المؤسسة الكنسية عندما كان الأنبا يخدم بكل إخلاص وتفان في هذه القرية؟ هل في الإمكان ان يذكروا لنا إن كانوا قد أسسوا مدرسة او فتحو صفا واحدا لتدريس لغتنا او طقسنا وتراثنا؟

مقاربة لا بدّ منها

دعني أولا ابدأ بالخبر الذي هو رقم واحد في الصحافة العالمية.

لقد فتح المدعي العام لمدينة نيويورك تحقيقا في جمعية خيرية charity يملكها ويديرها دونالد ترامب، وهو المرشح القوي لرئاسة أمريكا للحزب الديمقراطي لأنه فقط دفع 25 ألف دولار كتبرع من أموال جمعيته الخيرية لأن ذلك لا يقع ضمن نطاق الشفافية. وهذا الخبر هو على صدر الصحافة العالمية ومنها ال بي. بي. سي. (رابط 5)

الشخصية التي تنتقد المرحوم الأنبا قرياقوس وتتهمه جزافا (رابط 3 و 4) والذي ظهر انه لم يكن يملك شيئا (أي لا جيب له) توزع المكارم والعطايا هنا وهناك تقريبا دون حساب. أتى الى السويد وتبرع لأثرياء الكلدان ومؤسستهم الكنسية الثرية بمبلغ 50,000 ألف يورو (أي 56,000 ألف دولار). يتبرع بهكذا مبلغ كبير للسويديين من الكلدان كي يبنوا كنيسة والكنيسة الكلدانية صار لها حوالي 40 سنة في السويد ولها خمسة كهنة ولم تستطع بناء كنيسة يتيمة واحدة بينما كل أقرانها وأشقائها المشرقيات بنت كنائس كثيرة في هذا البلد وهي اقل عددا من حيث الأتباع. وذهب الى هولندا وتبرع بالمبلغ ذاته وأماكن أخرى كثيرة كذلك وتبرع بعشرات الالاف من الدولارات الى الرابطة الكلدانية منها خمسة الاف دولار من جيبه الخاص (أنظر جيبه الخاص والمبلغ ضعف كل ما كان يملكه الأنبا قرياقوس عند وفاته). (رابط 6 و7 ).

مجمل العطايا المعلن عنها فقط في الإعلام (أنظر الإعلام) قد تصل الى حوالي 250,000 يورو (أكثر من 280 ألف دولار) وهذا مبلغ ضخم جدا حتى على مستوى مؤسسة كبيرة في السويد، وهي من أغنى دول العالم. هل من حق أي واحد منا ان يقول من اين لك هذا وكيف ولماذا بينما قبل ثلاث سنوات ونيف كانت هذه الشخصية تهاجم الإدارة البطريركية التي سبقتها بغياب الشفافية والتركة الثقيلة وغيره.

إذا كان ترامب، الذي قد يصبح رئيسا للدولة الأعظم في العالم يخضع لتحقيق مستقل ونزيه لأنه أنفق 25,000 دولار من مالية جمعيته الخيرية (أي يملكها هو) دون المرور بقواعد الشفافية، هل من حقنا ان نسأل رجل دين مسيحي كيف ولماذا كل هذه العطايا والمكرمات والكلدان في العراق تقريبا برمتهم نازحون ومهاجرون والأموال التي تنفقها كلها أموال احسان وصدقة أي charity تبرع بها محسنون لصرفها على الفقراء والمعدمين والنازحين، أي ليست ملكك. وحتى الملك عندما يتحول الى charity له قواعد وقوانين خاصة ضمن نطاق الشفافية عند الصرف.
 
أسئلة

هل نستطيع وضع ثروة الأنبا قرياقوس وعطايا ومكرمات الشخصية هذه في الميزان؟

هل نستطيع ان نحاسب، كما تفعل أي مؤسسة تحترم نفسها، من ينثر العطايا والمكرمات ولا نعرف من اين أتى بها وكيف ولماذا؟

مجرد أسئلة؟

=====================================================

 رابط 1
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,820878.0.html
رابط 2
https://www.youtube.com/watch?v=WmpsW2ZiRuw
رابط 3
http://saint-adday.com/?p=14408
رابط 4
http://saint-adday.com/?p=14421
رابط 5
http://www.bbc.com/news/election-us-2016-37359046

رابط 6
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,796683.0.html
رابط 7
http://baretly.net/index.php?topic=49425.0

1059

الأب الفاضل نوئيل كوركيس المحترم

تحية وتقدير

اشكرك من اعماق قلبي على ما ذكرته لنا من فضائل لهذا الراهب الجليل الذي فقدناه وبفقدانه خسرت الرهبنة الكلدانية واحدا من النماذج القليلة الباقية التي تتمثل فيها خير تمثيل النذور الرهبانية: العفة والطاعة والفقر.

وأشكرك كثيرا جدا للقداس البديع حسب طقسنا الكلداني الرائع وليتورجيتنا الكلدانية السامية الذي أقمته تيمنا بذكرى وفاة الأنبا قرياقوس.

وشخصيا اتابع نشاطاتك ونشاطات المطران سرهد جمو. وانا حزين لأن الظروف القاهرة لم تسمح للتواصل الأخير بيننا الذي بدأت افتقده وأحس بوطأته وأنا أرى بأم عيني ما يحدث من هدم وخراب للثقافة واللغة والليتورجيا والفنون والريازة والأزياء والموسيقى والشعر والاداب الكلدانية لا سيما في السنين الثلاث العجاف الماضية.

وتتبعت "الشيرا" الذي اقمتموه وكيف كان المشاركون يرتلون وينشدون من التراث الكلداني الأصيل بلغته السهلية الساحرة التي يريد البعض مسحها من الوجود من خلال سياساتهم التأوينية والتجديدية الهدامة وعلانية واستبداله بالدخيل والأجنبي.

مهما كان من أمر، فإننا محبي ثقافتنا وتراثنا وريازتنا وفنوننا ولغتنا وشعرنا وأزيائنا وطقسنا الكلداني، اقولها وبالصراحة المعهودة عني، نفتقد كثيرا جدا لا بل نتلهف لسماع المحاضرات الدسمة التي كنتم تعدونها مع المطران سرهد (رغم خلافنا الكبير معه) لزيادة الوعي وإيصال رسالة ثقافتنا ولغتنا وفنونا وطقسنا الذي لا مثيل له للأجيال.

هذه المحاضرات كانت تمثل وحدة كنيسة المشرق بأبهى صورة لأنها كانت تجذب الكل رغم اختلاف التسمية والمذهب. وأمل أنكم بطريقة ما ستعيدون الحياة اليها لا سيما وان موقعكم، وهو وليد جديد، بدأ ينمو وعدد رواده في ازدياد.

وتقبل تحياتي
ا
بمناسبة انتقال أخي وصديقي الأنبا قرياقوس ميخو الى الأخدار السماوية أتذكر أعماله الإنسانية والأخوية:

عرفتُ الأنبا المرحوم أكثر عندما كان كاهناً مساعدا للمطران ابلحد ربان في السليمانية، وكنت آنذاك جندي، وكان الأب المرحوم يخدم المؤمنين بكل محبة وتفان، وكانت أبواب المطرانية مفتوحة تستقبل الجنود القادمين من جبهات القتال للصلاة والتبرك والمساعدة، فكان الأب المرحوم يقوم بواجبه الإنساني تجاه الجميع بدون تمييز.
http://kaldaya.me/2016/09/10/3778

1060
أخي العزيز يوحنا بيداويد

شكرا على المتابعة ولكنني لا أعلم من أين تحصل على بعض الأرقام التي تأتي بها.

عدد الكلدان في العالم لا يتجاوز كحد أقص 400-500 إلف. وإن أخذنا عدد الذين يرتادون الكنيسة فالرقم أقل من ذلك بكثير ولن يتجاوز 1000 ألف شخص. الكنيسة مسؤولة عن الذي يسجل اسمه كعضو فيها كما هو الشأن في الغرب وليس الذي لا شأن به بها.

نعم كان عدد الكلدان بالملايين ولكن هؤلاء جرى ما جرى لهم من ظلم لا مثيل ... وأجبروا على خسارة هويتهم الكلدانية وهذا في العصر الحديث ... وإن تحدثت عنهم اتاني اللوم ولكن يتحدث بعض الأخوة عن بعض العرب والمسلمين على أنهم كلدان وينسون ما حلّ في هذا العصر بملايين الكلدان الأصلاء.

وإن أخذنا صلاحيات البطريركية المحدودة والمقننة جدا وكذلك أخرجنا المناطق الحبرية التي لا سلطة لها عليها وفيها تتواجد اغلبية الكلدان اليوم، ماذا يبقى للبطريركية بضعة عشرات الالاف؟؟؟

ومن ثم البطريركية صلاحيتها طقسية أي ثقافية (لغة وفنون وليتورجيا وريازة وغيره) قبل أي شيء أخر ومن خلال الثقافة تستطيع جمع الكلدان ولكن هذه لم تفعله ولن تفعله لا بل تعمل ضده بالضبط.

أما عن النازحين فإنني شخصيا لم التق نازحا ولم أسمع من شخص والتقى نازحا إلا وكان له لوم وعتاب وأكثر من ذلك بكثير على البطريرك ذاته والأسباب معروفة ولا أريد التحدث عنها كي لا نخرج عن مسار الموضوع.

ولا علم لي إن عرفت موقف النازحين وماذا جرى بينهم وبين البطريرك في الأردن ...

النازحون ليس لهم الا الله وما يأتيهم من مساعدات من جمعيات خيرية وتأتي في مقدمتها الكنيسة الإنجيلية التي تحدث اختراقا خطيرا في صفوف اتباع الكنيسة الكلدانية في العراق وفي صفوف النازحين. هذه حقائق لماذا ننكرها.

تحياتي


البطريرك رئيس جماعة ( اغلبها كلدانية) حجمها مليون نسمة او اكثر متوزعون في اكثر من 50 دولة و200 مدينة
لديه 150 الف مهجر.

1061
الأخ ماهر بولس المحترم

كل ما اتى ويأتي من البطريركية بعد وفاة الأنبا قرياقوس بعد شهرين من المعاناة والامبالاة من البطريرك ساكو كما وضحنا لا قيمة له ابدا ويأتي كما تفضلت كتبرير لفشل اخلاقي كبير للإدارة البطريريكة هذه ولا أقول مسيحي وإنجيلي.

وهناك محاولات الأن لإقناع الرهبنة ممثلة برئاستها على نشر بيان يؤيد القصة البطريركية المفبركة التي جرى حبكها. قصص مختلقة وإلا لكان البطريرك كلف نفسه كتابة سطرين خلال الشهرين  اللذين كان في الإمكان خلالهما عمل شيء لإنقاذ حياة الأنبا قرياقوس.

كل بيان يصدر الأن ومن أي جهة لن يفسر الا محاولة فاشلة لإخراج البطريركية من حرجها وفشلها وتقاعسها.

تحياتي



الأخ ليون برخو المحترم
الإخوة المتحاورن المحترمون

انتبهتُ الى أمر جديد في تخبطات اعلام البطريركية الموقرة من خلال الردود على موضوع الأخ ليون برخو، حيث أصدر اعلام البطريركية قبل مدة بياناً يمنع فيه نقل بيانات و تصريحات البطريركية و نشرها في أي موقع آخر، حيث كان ينقلها لنا الأخ يوسف يوسف، و اليوم نرى بأن السيد عبدالأحد سليمان ينقل لنا نص بيان اعلام البطريركية حول المرحوم الأنبا قرياقوس ميخو وهو ليس مخولا من قبل البطريركية بنقل بياناتها. يا ترى هل سيصدر اعلام البطريركية توضيحاً يمنع فيه السيد عبدالأحد من نشر بيانات البطريركية، أم انها ستسكت كدليل على كيلها بمكيالين تجاه ابناء الرعية؟..

تحياتي
ماهر بولص


1062
ألاخ يوحنا بيداويد

أسف للعودة مرة أخرى وشكرا وذلك لعدم وجود مصدر انترنت ثابت لكوني في رحلة.

 تتهمني بأنني سأشن حملة على البطريريكية وهذا غير صحيح ويبدو ان ذاكرتك قصيرة وتنسى الدفاع المستميت عن الكرسي الذي قمت به.

ولا تسال لماذا غيرت موقفي؟ وتعلم السبب وذلك واضح ولكن تغضون النظر عنه وعن أهميته.

وأنظر بداية بيان البطريرك وأتهامه للأنبا قرياقوس جزافا لأنه كان في العراق ولم يكن "هارب" ومن "العصابة" و "خارج عن القانون" لأنه كان يخدم في العراق ولييس كالأخرين: "الاب قرياقوس راهب من الرهبانية الانطونية، كان قد ترك ديره لفترة طويلة ليخدم في شيوز- ابرشية زاخو ككاهن ابرشي، بالرغم من انه كان رئيسا عاما للرهبنة."

هذا يذكره كمثلبة ضد راهب جليل ولم تمض ثلاثة أيام على وفاته وهو اول فقرة ويقول ذلك رغم التعاطف الكبير من الكل لاسيما الكلدان مع الراهب قرياقوس.

تشغيل عقلنا - اللهم إلا ان اردناه ان يكون متكلسا - تقول علينا تذكير اصحاب هذا البيان من هم الذين كانو "عصاة" على رؤسائهم ورفضوا الأنصياع لقرارتهم من الأساقفة في عهد البطريرك الراحل، العهد ذاته الذي كان يخدم فيه الراهب قرياقوس في قرية تنقصها ابسط الخدمات الأساسية وفي العراق؟

هل تريد ان تحرمنا ان نسأل ولكن تمنح الجانب الأخر الورقة الخضراء ان يقول ما يشاء الى درجة ذكر ما يراه مثالب وهو ليس كذلك لراهب جليل توفي لتوه وكان وكيله وتركه وحيدا. كل شيء واضح وكيف ومتى وافق البطريريك على دفع بعض التكاليف ... ولماذا الموقف غير الحميد من الرهبنة الكلدانية ...

إن كان يريد البطريرك ان تكون له مصداقية عليه ان يفتح تحقيقا محايدا دون مواربة وتحريف كما دعا بعض الأخوة ولكن متى كنا بهذا المستوى.

تحياتي

1063
أخي العزيز يوحنا بيداويد

كم كنت اتمنى ايضا ان تقرأ بحيادية. لدي نقاط واضحة لا سيما في الرد رقم 17 ولم تعرج على أي منها وتردد وتنقل ما يكتبه الإعلام البطريركي الهزيل كما هو دون تمحيص.

علينا تشغيل عقلنا لأن تشغيل العقل وحرية الفكر تعني ان نسمع ما لا نريد سماعه.

تحياتي

1064
وأخيرا اتى التوضيح البطريركي وياليته لم يأت.

وشكرا لأخينا وزميلنا العزيز عبدالاحد سليمان بولص لوضع التصريح البطريركي حول المرحوم الأنبا قرياقوس ميخو.

ولكن مع الأسف التصريح لا يزيد إلا في طين البطريركية بشخص البطريرك بلة ويظهر تقاعسها الواضح ولا يغير من الواقع شيئا.

سأعالجه هنا بعجالة على ان أتي إليه بالتفصيل في مقال منفصل إن تطلب الأمر ذلك.

أولا، التصريح اتى حوالي ثلاثة أيام بعد وفاة الأنبا قرياقوس وأتي أيضا بعد الضغط الشعبي والإكليروسي على البطريرك الذي رفض كتابة سطر واحد عنه وعن وضعه الصحي الذي استمر حوالي شهرين. أين كان البطريرك كل هذه المدة وموقعه الإعلامي الهزيل فيه ما هب ودب من الأخبار وأخرها الخبر الذي نشره عن نفسه بنفسه حول انتخابه رئيسا لمجلس كنائس الشرق الأوسط للعائلة الكاثوليكية بينما تم انتخاب أربعة رؤساء للمذاهب المسيحية الأربعة الرئيسية في الشرق الأوسط ولم يقم لحد الأن أي رئيس منهم بكتابة خبر عن نفسه وأظن هذه الدورة الحادية عشر وحسب علمي لم يقم بالدعاية لنفسه وبنفسه أي من الرؤساء السابقين؟
https://rassd.com/192963.htm
http://saint-adday.com/?p=14418
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,821003.0.html

ثانيا، اتى التصريح بعد التشيع والجناز المهيب للمرحوم حيث شارك الاف الأشخاص من محبيه وأساقفة وكهنة من مختلف الطوائف ومشاركة رسمية من محافظة دهوك.

ثالثا، اتى التصريح وياليته لم يأت بعد ان رأينا ان دفنه تم حسب مراسيم الأحبار من الأساقفة والبطاركة حيث تم دفنه في كنيسة دير السيدة حيث يرقد اجداده الأجلاء من الأساقفة والرؤساء الذين انجبتهم الرهبنة الكلدانية المجيدة. في الغالب الرهبان يدفنون في سرداب في الدير.

رابعا، حتى يوم كتابتي لهذا التقرير ومن خلال اتصالاتي ومع أناس بالقرب من الحدث ومع الأنبا قرياقوس  يوميا كان هناك امتعاض شديد داخل الرهبنة وخارجها ولا يزال من البطريرك وطريقة تصرفه وتعامله ليس فقط مع الراهب قرياقوس بل مع الرهبنة برمتها.
 
خامسا، هناك تلاعب بالألفاظ رغم ان هذا لا علاقة له بالأمر بين "المدبر البطريركي" "والوكيل او النائب البطريركي" وهذا ليس غريب على الإعلام الهزيل هذا. الرحمة والإحسان والمحبة لا يجوز تجاوزها للاختباء وراء مصطلحات هرمية كهذه رغم ان المرحوم القس يوحنا عيسى كان لقبه أيضا الوكيل البطريركي والمدبر البطريركي في نفس الوقت. حجج واهية لا تنطلي على أحد:
http://www.ishtartv.com/viewarticle,52459.html
http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=profile;area=showposts;u=36840

سادسا، اضم صوتي مرة أخرة الى الأخ سالم يوخنا الى توخي الحقيقة والدقة دون تحريف للحقائق لا بل الى تشكيل لجنة تحقيقية محايدة كي يطلع الشعب الكلداني خاصة والمسيحيين المشرقيين بصورة عامة على موقف البطريرك من الرهبنة الكلدانية ومن الأنبا قرياقوس وعداه ستبقى مصداقية البطريرك على المحك؟

سابعا، اما عن واردات البطريركية والصرفيات فأحيل البطريرك الى عطاياه ومكارمه التي تصل الى مئات الالاف من الدولارات (هذه التي نعرف عنها) والتي ينثرها هنا وهناك وكذلك الى اننا وبعد ثلاث سنين ونيف من إدارته لم نلحظ الشفافية في الأمور المالية التي وعدنا بها بال بالعكس هناك ضبابية وغموض بدليل المكرمات والعطايا، هل من حقنا ان نقول من أين لكم هذا؟

وأخيرا كنت أتمنى الا يشبه البطريرك نفسه وإدارته بالمسيح. أقول ذلك وأنا ادين نفسي أولا وانا الخاطئ واطلب الرحمة والغفران ولكن لا اظن ان الأمر ينطلي على ابسط الناس ان البطريرك بإعلامه الهزيل وسياساته ومواقفه التي جلبت وتجلب الخصام والفرقة همه السيطرة والسلطة وحب الظهور وليس ممارسة الإنجيل. الإنجيل والمسيح حاجة أخرى وانا أدين نفس قبل غيري في هذا كما قلت.

1065
القراء الكرام

البيان او النعي الذي أصدرته البطريركية لا يغير في الموقف غير المشرف الذي يفتقر الى الوازع الأخلاقي كما قلت وليس الموقف الإنجيلي للإدارة البطريكرية الحالية.

تقديم التعزية لا يبرىء ساحة البطريرك وإدارته وموقفه من الرهبنة الكلدانية والأنبا قرياقوس وكما قال الأخ سالم يوخنا أعلاه البطريرك مطالب بتقديم كشف حساب عما حدث بشفافية وصدق لأن مصداقية البطريرك وإدارته صارت على المحك.

ومع كل هذا يستنكف البيان من ذكر منصب الأنبا قرياقوس في أبرشية عقرة حيث يقول عمل "مؤخرا في عقرة". ماذا كان يعمل في عقرة؟ هذا لا يذكره البيان ويحاول القفز عليه لأن منصبه هناك هو إدانة كبيرة للبطريرك وإدارته حيث كان رسميا "الوكيل البطريركي لأبرشية عقرة والزيبار" وفي معيته عدة قرى وخورنات وعدد من الكهنة، اي كانت له صلاحيات اسقف.

إن عدم ذكر ذلك في البيان كما قلت يدين البطريرك وإدارته أشد ادانة لأنه يرقى الى الإستخفاق بعقول الناس ومن ثم تهميش دور هذا الراهب الجليل الذي في حياته وعمره لم يملك شيء وكان عفيفا ومطيعا لا سيما للبطريرك ذاته حيث ترك خورنة عامرة في قرية شيوز كان سكانها وأهاليها في القرية وفي الشتات ومنهم هنا في السويد يحبونه حدّ العبادة ونفذ قرار البطريرك بالعودة الى الدير ومن ثم العمل في أبرشية عقرة والزيبار كوكيل بطريركي ودون مناقشة. 

https://www.facebook.com/%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%82%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%8A%D8%A8%D8%A7%D8%B1-256934341342444/?fref=nf


1066
ألشماس القدير والمتابع عوديشو ألشماس يوخنا المحترم

شكرا جزيلا لنشر صور الأنبا قرياقوس وعلى الخصوص صورة الجناز والصورة الخاصة بكنيسة الكمب الكيلاني التي خدم فيها قبل تسنمه منصبه رئيسا عاما للرهبنة الكلدانية.

لدي ذكريات مع هذا الراهب الجليل في هذه الكنيسة وكذلك مع القس عامر ساكا الذي خدم فيها ايضا.

اما بيان البطريركية فسأتي اليه في تعليق منفصل ولكن أنظر عبارة "ومؤخراً خدم في عقرة" التي فيها تجني على الفقيد. حتى في نعيه لم يتخلص صاحب الإعلام البطريركي الهزيل من خطاب لا يليق بالمقام وفيه همز ولمز وغمز واستهانة بالأخر وتهميش له وهو في الأخدار السماوية. سأوضح ذلك لاحقا.

وشكرا مرة أخرى.

تحياتي



الانبا قرياقوس ميخو الراهب في ذمة الخلود







صورة تذكارية في كنيسة مريم الطاهرة-كمب الكيلاني



1067
السؤال واجب والأطمئنان والرعاية هي من الاولويات الانسان فما بالك البطريركية ! ولكن لا نعلم الظروف ولا نعلم إن قامت البطريركية بواجبها ( يعني خُما كل ما تكتب حرف يصدر بيان من البطريركية على خاطر عيونك ) !! وخاصة هي مشغولة الآن بالتحضير للمؤتمر العالمي .. المهم سوف نسمع حتماً شيء عن هذا الموضوع وإذا كان كلامك صحيح فيجب إصدار العقوبة والتي ستكون من نصيبي ( سوف اقاطع المؤتمر ) ! ( ارتاحيييييت ) ... يجب الإنتظار حتى وصول المعلومات المؤكدة ..بالرغم من انني لا اشك بما تفضلت به ولكن التأكيد ضروري ..

لي سؤالين ارجو الإجابة عنهما لو تكرمت !
الاول : ماذا تعني كلمة ( لعمري ) والتي بدأت اقرأها في بعض المقالات للأخوة وانت ذكرتها الآن ! ..
ثانياً : لماذا يقولون على الميت والمقتول والمخنوق والمفجور والمدهوس والمنحور وهم في عزة شبابهم رحمه الله ( ليش هو رحمهم وهُم احياء حتى ينظر اليهم في الجهة الثانية ) !ألا توجد كلمة اخرى اقل قساوة من هذه !!لا تفهمني غلط !! تحية طيبة


سيدي الكريم اشكرك لأنك لا تحرمني من كرمك في كل مقال أكتبه.

الرابطة العالمية المفروض ان يكون اعضاؤها من الكلدان الذين يحبون لغتهم وطقوسهم واناشيدهم وثقافتهم وريازتهم وفنونهم وأزيائهم (اي وجودهم كشعب أصيل وأمة مجيدة).

ولكن يا سيدي الكريم صاحب الرابطة يستهزىء ويهين ويهمش ويلغي كل ما له صلة بهذه الأمور وهو في صراع مع نفسه اولا ومع الكل ويفعل أي شيء عدا ممارسة هويته الكلدانية التي تجسدها لغتنا وثقافتنا وريازتنا وطقوسنا وفنوننا وأزيائنا وغيره من المكونات الوجودية لأي امة وثقافة. وقد شرحت بالتفصيل والأدلة كيف انه شن حربا على الوجود الكلداني الثقافي واللغوي منذ عشرات السنين وعندما سنحت له الفرصة يريد هدمه.

أسألك ولعمرك (هذه اتتك صفح) ان تجاوب، كيف يقبل شخص يقول انه وطني وقومي ان يكون تحت آمرة شخصية اساسا لا تحب لا بل تستهين بثقافته ووجوده وكيانه (لغته وطقوسه)؟ هذا سؤال يحيرني جدا.

اما بخصوص العقوبة فهذه لن تحدث لأننا امام مؤسسة لا تؤمن ولا تقبل ان يحاسبها احد بل تعتقد ان كل ما تقوم به تفويض إلهي. لو كان صحافي كتب مقالا مثل الذي كتبته في صحيفة سويدية عن ملك السويد او رئيس وزرائها وأتهمته بأنه متقاعس عن اداء واجباته ومع الأدلة والبراهين لحدثت ضجة وتدخلت المحاكم وأنزل العقاب. هنا نحن امام فوضى عارمة لا سيما في السنين العجاف الثلاث الأخيرة من عمر البطريركية الكلدانية.

نأتي الى أسئلتك ونحن بالخدمة:

لعمري: نوع من القسم المخفف بالعربية اي لا ترقى الى القسم بالله ولكنها ملزمة.

استخدامنا مردافات تبدو غير حميدة للتوصيف هذه مسألة تقع في تحليل الخطاب وتحتاج شرحا مستفيضا. بإيجاز شديد نحن البشر في الغالب نطلق صفات غير حميدة على الأمور التي لا نحبها وهذه وجهة نظر بالطبع.

تحياتي

1068
الأخ العزيز جورج نكارا المحترم

قد لا يكون هذا اسمك ولكن اعامل كل معقب على مقالاتي باحترام شديد من كان.

تلومني ولا تلوم الذي ترك وكيله في العراء بحجج واهية ولم يقم بزيارته ولم يرسل مندوبا عنه لتفقده ولم يكتب حرفا عنه في موقعه الإعلامي ولم يصرف فلسا عليه بينما عطاياه ومكارمه ينثرها لكل من هب ودب؟

هذا الراهب هو ابن البطريركية الكلدانية. إذا كان والده لا يهتم به فمن يهتم به؟

وتريدني ان أزوره وأنا في السويد ولا تطلب من البطريرك الذي كان يعمل في معيته وهو من موظفيه ووكيله على أبرشية ان يزوره وهو قريب منه وحدث ان كان في شمال العراق ولم يقم بزيارته؟

ومن ثم لماذا هذا الموقف العدائي للبطريرك والبطريركية ضد الرهبنة الكلدانية الى درجة انه يرفض سيامة احد شمامستها لإنجيليين كاهنا بحجة أنهم تابعون الى الفاتيكان.

ومن ثم يرفض دعوة ممثل لهم لاجتماع كهنة الشمال نكاية بهم لكونهم تابعون الى روما رغم انهم يقدمون خدمات كبيرة للمؤمنين من الكلدان في الابرشيات والخورنات في شمال العراق ومع النازحين. وهناك الكثير مما لا نريد اماطة اللثام عنه ونأمل الا نجبر على ذلك.

بعد حربه المعلنة على مطارنة وأبرشيات وكهنة في الخارج والداخل جاء دور الرهبنة الكلدانية التي تمثل العمود الفقري لنا ككلدان وكنيسة ومؤسسة وهوية؟

كل الأبرشيات الكلدانية والخورنات مع رعاياها لا سيما التي في الخارج هي تحت آمرة روما. فهل هذا يعني ان البطريرك سيعاديها ويأخذ موقفا غير حميد منها؟

وحتى الأبرشيات التي في الداخل تابعة لروما لأن الأسقف الكلداني يقسم بالولاء للحبر الروماني (أي هو حبري) وليس لغيره عند رسامته.

وحضرتك جديد على المنتدى (حوالي خمسين مشاركة) وربما لا تعلم الدفاع المستميت الذي دافعت فيه عن كرسي اجدادي في ازمته ولكن عندما طفح الكيل كان علي قول الحق جهارة.

وكم كنت أتمنى ان لا تذكر أبيات من الإنجيل في تعقيبك لأن هذه تدين البطريركية والبطريرك ذاته أولا قبل ان تدينني انا وانا أقبل ان يدينني الإنجيل.

وأنا أيضا  أحيلك الى هذه الأبيات من الإنجيل (وأنا أخشاها كثيرا وتدينني قبل غيري) ولكن اطلب منك ان تقرأها على مسامع البطريرك لأنك تبدو قريبا منه وهي أقرب الى حالة الراهب قرياقوس وموقف البطريرك منه ومن الرهبنة الكلدانية ومن كثير من الأساقفة والكهنة وجمهرة كبيرة من الكلدان:


1 ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده
32 ويجتمع أمامه جميع الشعوب، فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء
33 فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار
34 ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم
35 لأني جعت فأطعمتموني . عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني
36 عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم إلي
37 فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين: يا رب، متى رأيناك جائعا فأطعمناك، أو عطشانا فسقيناك
38 ومتى رأيناك غريبا فآويناك، أو عريانا فكسوناك
39 ومتى رأيناك مريضا أو محبوسا فأتينا إليك
40 فيجيب الملك ويقول لهم: الحق أقول لكم: بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر ، فبي فعلتم
41 ثم يقول أيضا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته
42 لأني جعت فلم تطعموني. عطشت فلم تسقوني
43 كنت غريبا فلم تأووني. عريانا فلم تكسوني. مريضا ومحبوسا فلم تزوروني
44 حينئذ يجيبونه هم أيضا قائلين: يا رب، متى رأيناك جائعا أو عطشانا أو غريبا أو عريانا أو مريضا أو محبوسا ولم نخدمك
45 فيجيبهم قائلا: الحق أقول لكم: بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر، فبي لم تفعلوا
46 فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية

1069

الأخ العزيز سالم يوخنا المحترم

شكرا لمقالك الذي هو تعقيب على ما كتبته هنا.

لا حاجة الى تذكير البطريركية الكلدانية وبشخص البطريرك ساكو.

نقطة واحدة نحن متأكدون منها مائة في المائة وهي رفض البطريرك القاطع نشر اي خبر عن حال وكيله الاسقفي على ابرشية عقرة والزيبار في الموقع البطريركي كما وضحت. هناك حجج كثيرة لكنها لا تصمد.

ربما ستصدر البطريركية بيانا او توضيح ولكن معالجاتها الإعلامية في الغالب ترتد وبالا عليها.

النقطة الثانية على انه لم يقم بما يمليه عليه الوازع الأخلاقي والإنساني وليس الديني والمسيحي فهو لعمري امر ممكن التأكد منه من المستشفى ومن القوائم التي دفعها ومن كان يقوم بواجب رعايته.

هناك كهنة كلدان في السويد وأوروبا وهم تابعين للبطريريكة ولكنهم على ملاك الابرشيات هنا. الابرشيات لا تقول انهم تابعون للبطريريكة وعلى البطريكرية ان تعتني بهم. تحسبهم ضمن ملاكها وترعاهم شأنها شأن كهنتها الأبرشيين.

وقلت في المتن لو ظهر العكس لأعتذرت ولكن لا أظن ذلك.

تحياتي


ببالغ من الاسى و الحزن تلقينا نبأ انتقال الانبا قرياقوس ميخو عبد الاحد وكيل البطريركيه الكلدانيه الى الاخدار السماويه , نسأل الرب القدير ان يسكنه جنان الخلد مع الابرار و القديسين , امين .
نشر الأستاذ الدكتور ليون برخو مقالا" بهذا الصدد مفاده ان البطريركيه الكلدانيه و على رأسها غبطة ابينا البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو الكلي الطوبى لم يقم بواجبه كأب و راعي تجاه الفقيد , و أشار ان البطريركيه لم تقم بصرف اية مبالغ للنهوض بحالته الصحيه قبل وفاته بينما أموالها تصرف ذات اليمين و ذات الشمال , و فيما يلي مقتطف من مقال الدكتور ليون برخو المحترم
استأذن الدكتور ليون برخو المحترم في اقتباسي من مقاله الأخير :
(القراء الكرام
وهكذا غادرنا الأنبا قرياقوس الى الأخدار السماوية بعد ثلاث ساعات فقط من كتابة هذا النداء الى البطريرك ساكو وهو الثاني ويبدو أنه لم يكترث للنداء الأول ولا لهذا النداء بدليل انه رفض رفضا قاطعا حتى كتابة خبر صغير عن وضع وكيله الأسقفي الصحي.

لقد رفض نشر خبر صغير عن وكيله لاسباب سنحاول سردها للكلدان كي يعرفوا ما يحدث.

ان بقاء الأنبا قرياقوس دون رعاية من قبل البطريرك الذي نصبه وكيلا له ولكنه لم يقدم فلسا واحدا لعلاجه بينما قدم تبرعات ومكرمات وعطايا كثيرة هنا وهناك وسأسردها لاحقا سيبقى وصمة في جبين هذه الإدارة التي لم تجلب لنا سوى المشاكل والعواصف والتشرذم والانقسام ومن بينها تهميش وازدراء هويتنا من لغة وطقوس وليتورجيا ورموز وأزياء وريازة وغيره.

ولكن اية وصمة؟ أترك أمر وصفها لكم.)
انتهى الاقتباس
اضع هذا الكلام امام انظار البطريركيه الكلدانيه و على رأسها ابينا البطريرك لبيان صحة هذا الكلام ( انا لا اكذب الدكتور ليون , حاشا ) و ليطلع أبناء شعبنا على الحقيقه .و حبذا لو تكون الاجابه من قبل البطريركيه مباشرة" لتوخي الدقه و عدم التحريف .
نكرر اسفنا لوفاة الانبا قرياقوس فو خسارة كبيره لكنيستنا , رحمه الله .
و لكم فائق التقدير

1070
كل الشتات والمناطق ليست تابعة للبطريركية. ليس في ألأمر مبالغة. هذا الواقع على الأرض. وكان الراهب وكيل البطريرك أي على ملاكه،كما هنا في السويد او غيرها من البلدان هناك رهبان كثر على ملاك الأبرشية والأبرشية هي التي تعتني بهم في كل شيء. هذا الموقف كون انهم ليسوا تابعين كلنا لسنا تابعين وكلنا تابعين للفاتيكان. هذا كان موقف البطريركية وهو موقف لا يعتد به وربما سيخرج بيان يكرر ذات الكلمات .... الرهبان كلدان والرهبنة كلدانية أليس كذلك ...

1071
القراء الكرام

وهكذا غادرنا الأنبا قرياقوس الى الأخدار السماوية بعد ثلاث ساعات فقط من كتابة هذا النداء الى البطريرك ساكو وهو الثاني ويبدو أنه لم يكترث للنداء الأول ولا لهذا النداء بدليل انه رفض رفضا قاطعا حتى كتابة خبر صغير عن وضع وكيله الأسقفي الصحي.

لقد رفض نشر خبر صغير عن وكيله لاسباب سنحاول سردها للكلدان كي يعرفوا ما يحدث.

ان بقاء الأنبا قرياقوس دون رعاية من قبل البطريرك الذي نصبه وكيلا له ولكنه لم يقدم فلسا واحدا لعلاجه بينما قدم تبرعات ومكرمات وعطايا كثيرة هنا وهناك وسأسردها لاحقا سيبقى وصمة في جبين هذه الإدارة التي لم تجلب لنا سوى المشاكل والعواصف والتشرذم والانقسام ومن بينها تهميش وازدراء هويتنا من لغة وطقوس وليتورجيا ورموز وأزياء وريازة وغيره.

ولكن اية وصمة؟ أترك أمر وصفها لكم.



1072
الأنبا قرياقوس ميخو عبدالاحد يفارق الحياة بعد ثلاث ساعات من توجيه هذه الدعوة الى البطريركية الكلدانية لإنقاذ حياته

ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

الأنبا قرياقوس ميخو عبدالأحد هو وكيل البطريرك لويس ساكو على أبرشية عقرة والزيبار للكلدان. ماذا يتوقع المرء إن وقع الراهب الكلداني هذا طريح الفراش وفي غيبوبة مضى عليها أسابيع وهو بين الحياة والموت في مستشفيات تفتقر الى ابسط المعايير الطبية والصحية؟ (رابط 1).

يتوقع المرء ان يكون البطريرك ساكو في مقدمة الذين يقومون برعاية وكيله الأسقفي على أبرشية كلدانية.

الكلدان وكل المسيحيين العراقيين يتوقعون ان يكون البطريرك ساكو أول المعتنين والمهتمين بوكلائه وموظفيه وكهنته واساقفته.

بيد ان ما يرد من أخبار من أقاربه وما وصلنا من معلومات من خلال مقابلات هاتفية وشخصية – ونأمل ان لا تكون صحيحة – تقول إن البطريركية الكلدانية لم تقدم يد العون والمساعدة الى الراهب الكلداني الأنبا قرياقوس كي يلقى الرعاية الصحية اللازمة ويمضي بعض الوقت في مستشفى حكومي في دهوك يفتقر الى أبسط معايير الرعاية الصحية السليمة وأوقات في مستشفى أهلي.

ما يأتيه من رعاية هو فقط من رهبنته الكلدانية وأقاربه بينما – حسب التقارير وأقول نأمل انها غير صحيحة –البطريركية قد تخلت عنه ولم تنفق فلسا واحدا عليه.

اما وضعه الصحي فخطير جدا وقد يفارق الحياة إن لم يتم تقديم رعاية صحية سليمة له. الأجهزة الطبية في المستشفى الحكومي إما عاطلة لنقصان قطع الغيار او لا تعمل بصورة سليمة والمستشفى الأهلي مكلف جدا أكثر حتى من طاقة الرهبنة الكلدانية.

اما أهله واقاربه فهم نازحون وإمكانياتهم محدودة جدا.

وحسب اقوال المصادر من أقاربه وغيرهم فإن البطريركية – ونأمل مرة أخرى الا يكون هذا صحيحا أيضا – لم ترسل أي موفد شخصي عنها للاستفسار عن صحته ومواساة أقاربه.

وما يحز في النفس ان الموقع البطريركي الذي لا يكل ولا يمل عن نشر بيانات وتصريحات لا اول لها ولا أخر لم ينشر أي بيان او خبر صغير عن الوضع الصحي لوكيله على أبرشية عقرة والزيبار الكلدانية حتى هذه اللحظة.

البطريركية أخلاقيا وكنسيا ووظيفيا – لأن الأنبا قرياقوس كان على ملاكها الرسمي كوكيل لها – مدعوة الى التحرك وبسرعة كي تبدد كل الشكوك او الأقوال – التي نأمل ان تكون مجرد إشاعات – عن أنها لم تقم بواجبها الأخلاقي والإنساني والمسيحي تجاه وكيل لها كان اول من أطاع قراراتها بينما رفضها الأخرون كي لا يقول كل معارضيها ورافضي قرارتها حسنا فعلنا لأننا لو قبلنا وأطعنا لحدث لنا ما حدث للأنبا قرياقوس.

الموقف من الأنبا قرياقوس سيكون له تبعات كثيرة لا سيما وأن البطريركية هي في صراع مع كثير من الكهنة والأساقفة وجمهرة الكلدان الذين لهم اعتراضات واضحة على مسيرتها وسياساتها ومواقفها وإعلامها منذ توليها سدة الإدارة قبل ثلاث سنوات ونيف.

إن كان الأمر صحيحا ان البطريركية لم تقم بواجبها تجاه وكيل لها وتركته يتضور في مستشفيات تفتقر الى ابسط شروط الرعاية الصحية وتركته لأهله ورهبنته رغم انه وكيلها على أبرشية كلدانية عريقة، فإن ذلك سيكون له تأثير سلبي على سمعتها ومكانتها التي في الواقع وأساسا لا يحسد عليها.

إن رفضها حتى الأن نشر خبر ولو صغير عن الوضع الصحي للأنبا قرياقوس وما تقوم به من واجب يفرضه عليها الوازع الأخلاقي ولا نقول الديني والمسيحي والانجيلي لعمري مؤشر سلبي ويرسل رسالة سلبية الى كل الإكليروس الكلداني والكلدان بصورة عامة. ولا أريد الدخول في التفاصيل.

كل ما قامت به البطريركية حسب المصادر هو انها اتصلت هاتفيا بالرهبنة مستفسرة عن الأنبا قرياقوس.

سأكون سعيدا لو أظهرت البطريركية أنني على خطأ وعندها سأعتذر لها ولكن سكوتها، والإعلام – رغم موقفنا السلبي منه – هو عماد وجودها يظهر أن ما يرد من تقارير عن تقاعسها عن واجبها صحيح وأكرر أمل ان يكون الأمر عكس ذلك لأن موقفا كهذا سيرسل رسالة غير حسنة وغير حميدة الى الكلدان برمتهم كشعب وكنيسة وهوية أيضا.
.
==========================
رابط 1
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,819766.0.html


1073

شكرا جزيلا يا صديقنا العزيز الأستاذ شوكت توسا لمحاولتك الإجابة على السؤال وأرجو ان يتسع صدرك لتعقيبي عليه.

من الخطأ تفسير ظاهرة اجتماعية مثل الهوية ومكوناتها الأساسية لا سيما اللغة بالاستناد الى نصوص يراها أصحابها مقدسة.

الدين والمذهب الذي يلغي ثقافة الأخر أي هويته (لغته التي فيها يرى ذاته وتاريخه وشعره وفنونه وطقوسه) – أي دين او مذهب –يجب إدانته لأن إلغاء الثقافة اشد وقعا من أي جريمة ضد الإنسانية.

الدين او المذهب الذي يلغي ثقافة الأخر يقترف جريمة كبيرة لا تغتفر.

ولهذا لو بقينا في العراق او سوريا او أي منطقة في الشرق الأوسط ونحن قد خسرنا ثقافتنا أي أصبحنا عربا او أكرادا مثلا من خلال استبدال لغتنا بلغتهم فما الداعي للبقاء؟ من أجل المسيحية؟ المسيحية (وأي دين بصورة عامة) لا ارتباط جغرافي له.

ما أود قوله هو نحن شعب غريب الأطوار تقودنا مؤسسات دينية متخلفة تربط مصيرنا بالدين والدين بإمكاننا ممارسته اين ما كنا وكنائس المسيح متوافرة وبأعداد كبيرة. نحن الأن في الشتات ومسيحيون أليس كذلك؟ ولكن هل نحن متشبثون بثقافتنا؟ كلا وألف كلا.

المؤسسة الدينية تضحك على عقولنا عندما تقول إن همها هو المحافظة على مسيحيتنا وكأن هي صاحبة الإنجيل ونحن لا نملك المقدرة لقراءته وممارسته او هو مكتوب بلغة لا تستوعبها إلا هي.

كان يجب على شعبنا وكذلك يجب عليه حتى اليوم ان يفرز المؤسسة الدينية التي تحتال عليه باسم الدين وتعبث بتراثه وثقافته ولغته وليتورجيته وطقوسه وفنونه ورموزه وأزيائه.

هل هناك من يرفع يده معترضا على هذه المؤسسة وصاحبها الذي بيده معول ويهدم أسس ثقافتنا وأكاد أجزم ان غايته ليست المسيح والإنجيل لأن الإنجيل هو محبة ورحمة وتسامح وغفران – الأركان التي هو ونحن معه بعيدون عنها.

اللبيب – وأنت اللبيب – تكفيه الإشارة.

تحياتي



1074
أخي وصديقي العزيز شوكت توسا المحترم

قد تكون قراءتنا مختلفة للواقع الإجتماعي لشعبنا ولكنني اظن ان هدفنا مشترك. الهوية ليست طقوس فقط. هي تراث وثقافة ووجود بغض النظر عن الجغرافيا والدين والميول والمذهب.

لدي سؤال لحضرتك. لماذا اغلب او ربما كل الأمم ذات الثقافات المختلفة التي دخلت الإسلام حفظت على ثقافتها( لغتها وشعرها وطقوسها وغيره من الذي أذكره دائما) مثل الأكراد والفرس والأتراك وغيرهم من الأمم.

ولماذا عندما دخلت او أجبرت على الدخول في الإسلام مجموعات كبيرة جدا من شعبنا شأنها شأن الأمم الأخرى تخلت عن ثقافتها؟

انا لا اربط الثقافة بالدين او المذهب ابدا. أنا اقول نحن ارتباطنا بثقافتنا سطحي وعاطفي ونتخلى عن ثقافتنا ليس عند اجبارنا او دخولنا دين اخر بل حتى عند تغير مذهبنا  او جغرافيتنا.

وهؤلاء الشباب جزء من شعب منهار وهو في طريقه الى الشتات ويهرب زرافات. مفخخة واحدة كانت لا سامح لها ستنهي هذه المجموعة.

الشعوب الأخرى بالملايين او عشرات الملايين ولها تشبث كبير يثقافتها وطقوسها ولغتها ولا تستبدلها بتبدل الدين او المذهب او الفكر. أنظر الأكراد او الأتراك او الفرس او غيرم من الأمم.

نحن حاجة خاصة وانا واحد من هذا الشعب ويجب ان ندرس او نمتحن أنفسنا إنطلاقا من واقعنا الإجتماعي وليس من واقع إجتماعي مختلف لأن الأخرين بتشبثون بثقافتهم رغم تغير دينهم ومذهبهم او جغرافيتهم. نحن نتخلى عن ذلك وبيسر ودون مقاومة تذكر والتاريخ شاهد.

هل من تفسير لهذه الظاهرة الإجتماعية المحزنة؟

وشكرا للرد ودمت.

تحياتي

1075
يهمني ان اقرأ  رأيكم  وهكذا رأي المحاورين بالفعل العسكري المنظم( الكلدواشوري )الذي بدأ الترتيب والتهيئه له منذ ما يزيد على عام, ويوم أمس  كانت  فعاليته في تحرير قريه قريبه من كرمليس  هي المشاركه الثانيه التي جاءت اقوى بكثير من تلك التي بدأت في تللسقف حيث كان التنسيق مع طيران التحالف الدولي؟ هل نحن في مأمن أم هناك دفع لعرضنا في سوق كتلك السوق التي شملت الاكراد كما في مقالكم؟
 شكرا جزيلا مقدما لو شئتم  او شاء اي من الساده المحاورين على الاجابه مشكورين
تقبلوا خالص تحياتي

الأخ العزيز شوكت توسا المحترم

نحن شعب صغير واعدادنا في تناقص وبشكل خطير. اكاد أجزم ان عدد المسيحيين في العراق اليوم قد لا يتجاوز 150 الف نسمية، وربما الرقم مبالغ فيه.

عدد الذين شاركوا في تحرير القرية هذه حسب مصادر موثقة كان بحدود 30 مقاتل وقيل ربما 50.

أمريكا باعت حوالي 500 الف مقاتل كردي في سوريا كما يبيع أي بقال كيلو فجل لتركيا لأن تركيا مصلحة استراتيجية.

وسابقا باعت عدة مرات أكراد العراق.

شخصيا، وأمل ان أكون مخطئا، اننا ربما انتهينا في العراق وحتى لو بقينا لن ننجو من سياسة التعريب او التكريد التي يبدو لها مناصرون وعلى مستوى كبير في صفوف شعبنا.

إذا خسرنا لغتنا وثقافتنا وطقوسنا - ويبدو نحن في هاذ الإتجاه سائرون - فما الغاية من البقاء في أرض الأجداد.

إن كان من اجل المسيحية، فنحن مسيحيون إن كنا في العرق او في غيره من البلدان وليس هناك نص إنجيلي يمنح المسيحي في العراق او اي مكان أخر درجة اعلى من المسيحي في الغرب مثلا.

أمل انني افلحت بعض الشيء في القاء بعض الضوء على سؤالك المهم هذا.

تحياتي

1076
الاخ العزيز الدكتور ليون برخو: شعبنا هو من اعند الشعوب في الارض لانه شعب لا يسمع لا يرى لا يتكلم شعب ... لا يريد ان يفهم لا يريد التطور يقول عن الابيض اسود وعن الاحمر اصفر يحب ان يجادل يخالف الى الموت لا يهمه شيء بالاخص المصير يحب الاعتماد على الغير غارق في امجاد الماضي.

الأخ العزيز albert masho المحترم

لقد وضعت اليد على الجرح. هذا هو حال شعبنا بتسمياته ومذاهبه. نحن نسبح عكس التيار او بالأحرى نقف على منحدر صخري شاهق وقد نسقط ويكون سقوطنا عظيما مع ذلك لا نقبل نصيحة احد لسحبنا الى مكان اقل خطورة.

وإلا بالله عليك يا أخي العزيز هل هناك شعب او امة تحترم نفسها تتشتت وتتشرذم وتضع نفسها على شفا الإنقراض لإختلاف الالفاظ من حيث التسمية القومية او المذهبية؟

وهل تعلم كم يتألم شخص مثلي يحب هذا الشعب وكنيسته المشرقية المجيدة بلغتهما وتراثهما وثقافتهما حبا لا يوصف؟

تحياتي

1077
الأخ العزيز نيسان سامو المحترم

تحليلك صائب ومعناه ان تركيا، اتفقنا معها ام لا، تضع مصلحتها الاستراتيجية فوق المصلجة الفئوية او المذهبية او الشخصية.

ولذلك وهي سنية لا بل دعامة المذهب السني تقترب اليوم من إيران الشيعية وتضع يدها في يد اليهود (اسرائيل) وهي على استعداد لعمل اي شيء في سبيل مصلحتها الأستراتيجية، وجودها كأمة وحضارة وثقافة ولغة.

قارن ذلك بشعبنا. ليس هناك مصلحة استراتيجية كما وضحتها اعلاه حتى من حيث التشبث بثواتب مثل اللغة والثقافة.

نحن فئويون ومذهبيون ومناطقيون ولا مصلحة استراتيجية مشتركة لنا.

الا يستحق هذا الوضع المزري الذي فيها يتغلب المذهب والتسمية ووجهة النظر على المصلحة الإستراتيجية العليا لشعبنا، الا يستحق بانوراما خاصة؟

تحياتي

1078
شعبنا يضحك على تاريخه وعلى جغرافيته وعلى علمائه ومفكريه و يقلل من قيمتهم بل ويكرهم ولا يحسب لهم اي حساب!!
شعبنا اصابه الضعف من كل الجهات ومن كل الاتجاهات وفي كل المكانات التي يتواجد بها!!!
ثائر حيدو

اتفق معك يا أخي العزيز ثائر حيدو. شعبنا لا يكترث لما هو علمي ولا يحترم مفكريه وعلمائه ويهمشهم ويستخف بهم.

شعبنا يرى بعينيه ان تراثه ولغته وثقافته تهان وتهمش وهو لا يحرك ساكنا لوضع حدّ لهذا الخطر المحدق به.

اتيت بكثير من الثوابت السلبية التي تخص شعبنا ومؤسساتنا وكلها صحيحة.

فقط، لو تسمح لي بإضافة مهمة وهي ان ما تذكره من حقائق سلبية دامغة عن واقعنا كشعب ومؤسسات مدنية او دينية، يحدث فقط للشعوب التي هي على هامش الحضارة الإنسانية أي في طريقها للفناء والضمور.

ولأنها لا مساهمة تذكر لها في الحضارة تركن ثقافتها ولغتها وطقوسها وتراثها جانبا وتستبدله بلأجنبي أي تقتل نفسها بنفسها ومن ثم تتشبث بأمم وشعوب ورموز دخيلة عليها لا علاقة وجدانية لها معها.

نحن في ورطة ومصيبة كبيرة يا أخي العزيز.

تحياتي

1079
الأخ العزيز كنعان شماس المحترم

توقفت طويلا عند مصطلحين تستخدمهما: الأول "الحرب الودية" والثاني "الحروب اللامعقولة."

الحرب ضد داعش من قبل أمريكا وبعض الدول الأخرى هي كما وصفتها بالضبط، أي انها جزء من "الحرب الودية." والسبب والدليل واضح لأن أمريكا وغيرها تستثني المنظمات التكفيرية الجهادية الإرهابية الأخرى التي لا تقل خطرا وهمجية عن داعش ولكنها تتلقى سيل من السلاح والدعم غير المحدود من امريكا وحلفائها في المنطقة وكل هذه التنظيمات تظهر بأسماء مختلفة وتتفرع للتوهيم والغش ولكنها جوهريا هي تنظيمات ارهابية لا تقل خطورة عن تنظيم الدولة الإسلامية.

مثلاا "جبهة النصرة" غيرت إسمها الى "جبهة فتح الشام" في مسرحية تقول انها فكت ارتباطها بالقاعدة.

وهناك ايضا "حركة احرار الشام" وهي حركة ارهابية ولكنها تتلقى الدعم من الغرب وحلفائه في المنطقة.

وهناك "جيش المجاهدين والانصار" و "صقور الشام" و "لواء التوحيد" و"جيش الإسلام" و "حركة أحرار الشام الإسلامية" و "لواء الحق" و"انصار الشام" وجبهات اخرى عديدة مما يطلق عليهم "المهاجرون" وكل هذه التنظيمات يتبعها عشرات الالاف من المقاتلين ولهم رواتب مجزية وتمويل وتسليح ومدد لا ينقطع وبعض الرواتب تدفعها CIA (وكالة الإستخبارات الأمريكية) والأخرى تدفعها بموافقة امريكا كل من قطر وتركيا والسعودية.

وهناك تنظيمات جهادية أخرى كثيرة منها ما هو في طور التحضير ومنها في العراق وحتى في اقليم كردستان.

واي من هذه التنظيمات بإمكانه وبسرعة الحلول مكان داعش كما حل داعش مكان القاعدة.

إنها حرب الإنابة وحرب مصالح تدخل فيها دول كبرى واستخبارات عالمية الى درجة صار الوضع في سوريا والعراق بمثابة شبكة معقدة اخطبوطية من العلاقات والتحالفات كلها على استعداد لذبح المقابل وتدميره او بلأحرى جعله الكل يقاتل الكل دون ان يحرز أي منهم الإنتصار على الأخر، أي الكل يخسر في النهاية.

وإن تم سحق بعض الأقليات تحت الأقدام فهذه يسمونها collateral damage اي اضرار جانبيىة لا بد منها.

وأين نحن؟ كما قلت نحن لا نساوي خردلة وغير موجودين على الساحة أي حتى لا نقع في خانة collateral damage.

نحن موجودون في الواقع الإلكتروني الإفتراضي وحسب وليس في صفوفنا من يقرأ الكتابة على الحائط.

تحياتي

1080
الأخ العزيز ظافر شَنو المحترم

شكرا للتعقيب. لقد قرأت المقال المرفق وبودي ان أضيف اليه الإصحاح الخامس من سفر دانيال والكتابة على الحائط التي هزت الملك بيلشاصر وأستعصت على سحرته واتى وفسرها له دانيال دون خشية.

هناك أكثر من بيلشاصر وكلهم يرون الكتابة على الحائط ولكن حولهم مجموعة من المتزلفين والمداحين يرفضون قراءتها لهم كما أتت. أنت من القلائل الذين لم يقرأوها فقط بل فسروها دون خشية. فهل يستوعب بيلشاصر ونظرائه؟


وفي الختام دعني ان أعبر عن شكري لك لتناولك الرائع لبيانات وتصاريح البطريركية الكلدانية. لقد قدمت خدمة جليلة للبطريركية ذاتها اولا وللقراء الكرام.

وكذلك دعني أعبر عن تضامني الكامل معك وإدانتي الشديدة للتصريح الذي اصدرته البطريركية بحقك حيث يفتقر الى الكياسة وأداب المخاطبة وأخلاق الكلام  وأبسط اخلاق الخطاب الإعلامي وهذا شأن اغلب ما اتانا حتى الأن من البطريركية في سنيها الثلاثة ونيف العجاف وفي هوسها الإعلامي الممل والهزيل.

تحياتي

1081
الأخ العزيز قيصر شهباز المحترم

شكرا جزيلا لإثارتك نقطة مهمة وحيوية حول خاصية رافقت امتنا وكنيستنا المشرقية المجيدة الا وهي اننا كنا ولا زلنا امة وكنيسة ضعيفة ومستهدفة من الكل من الشرق والغرب بمؤسساتهما المدنية والدينية.

مبدأ vulnerability (الضعف والتعرض للإستهداف من قبل الأخرين) مبدأ سياسي وجيوبوليتيكي. إن اراد باحث ان يدرس هذا المبدأ ويمط اللثام عن كنهه فما له الا ان يدرس تاريخ شعبنا لأننا نمثله خير تمثيل.

وإن كنا نحن نجسد مبدأ ال vulnerability خير تجسيد، كيف حدث وأن صار لنا حضارة ونهضة كبيرة شاملة لولاها لما استقامت الأمور للحضارة الإنسانية برمتها.

هنا لا اتحدث عن الاشوريين والكدان القدمى مطلقا. اتحدث عن اجدادنا الذين من خلال لغتنا وثقافتنا التي ننتمي إليها اليوم احدثوا معجزات رغم ال vulnerability وهذه المعجزات النهضوية والحضارية والثقافية والأدبية والفكرية والفلسفية يعترف بها العالم أجمع.

فشلنا سببه مغادرتنا لثقافتنا ولغتنا وصرنا نتصور اننا من خلال السياسة والتشبث وتقليد الأمم الأخرى واستبدال ما لدينا بالدخيل والأجنبي سنحافظ على مكانتنا وكم كنا مخطئين.

غادرنا الثقافة الى درجة ان صار المثقف المتشبث بثاقتنا ولغتنا مثال التندر ودخلنا عالم السياسة محاولين ارتداء احذية أكبر من حجم اقدامنا بكثير ووصلنا الى ما وصلنا إليه.

بإمكاننا ان نحتل مكانة بارزة في عالم اليوم رغم ال vulnerability التي ميزتنا طوال تاريخنا إن تشبثنا بثقافتنا ولغتنا وخصوصيتنا لأنها اغلى ما نملك ومن خلالها تركنا بصمات لا يمكن ان تمحى في التراث الإنساني.

بيد ان ما الاحظه ان هناك اليوم من يحارب ثقافتنا وتراثنا ولغتنا ويحاول ارتداء احذية ليست على مقاسه وحجمه ابدا.

هذا صار حالنا. الذي يرتدي غير حذائه - اي يرتدي ثقافة ولغة غيره او لا يكترث لثقافته ولغته - يشبه الشخص الذي يمشي وهو مرتد لحذاء أكبر من حجم قدمية عشر مرات وفي شارع عام. الا يتحول الى أضحكوة!

أسف. انا معلم جامعي وحاولت جهدي التقريب وأمل انني افلحت.

وتقبل تحياتي


1082

الأخ العزيز يوحنا بيداويد المحترم

اولا شكرا على التواصل والصداقة لا تزيلها ابدا اختلافات في وجهات النظر حول أفضل السبل لإنقاذ شعبنا، أي أنفسنا.

وجوابا على تساؤلاتك المشروعة والمهمة والنابعة من الحرص على شعبنا الأبي وكنيسته المشرقية المجيدة، أقول علينا اولا ان نعترف اننا اصبحنا لوحدنا وان العالم حولنا بدوله ومؤسساته مدنية او دينية يتفرج علينا ويضحك علينا.

كثير من المسائل في حياتنا مضحكة مبكية ومنها التشبث بماض لا علاقة وجدانية لنا معه من حيث التواصل الثقافي واللغوي والأدبي وغيره.

ثانيا، عدم حبنا للغتنا وثقافتنا وازدرائنا لتراثنا بمكوناته المختلفة. هذا لا يحدث في أي شعب أخر.

وثالثا، سكوتنا على الذي يهمش ويزدري لغتنا وثقافتنا كائن من كان. لن يصمد ولن يبقى في منصبه ومكانه أي مسؤول ديني او كنسي في أي شعب او كنيسة يقوم فيها بإزدراء ثقافة ولغة وطقوس شعبه علانية إن لم يعتذر علانية ويغير في منهجه فورا. لدينا نحن شعب ننحني للذي يهين تراثنا وثقافتنا ولغتنا ويسيطر على مناطقنا بححج المذهب والتدين.

رابعا، يجب ان نضع حدا فاصلا بين المذهب والتدين من جهة والهوية من جهة أخرى. الدين و المذهب او ممارسات التدين التي تهمش وتزدري وتلغي ثقافتي ولغتي وطقوسي وتستبدلها بالدخيل والأجنبي جزء من الإستعمار الثقافي ويجب بمقاومته.

عذرا لدي الكثير مما اراه ثوابت اي مصلحة عليا لشعبنا علينا التشبث به.

ما قيمة الأرض إن خسرنا ثقافتنا ولغتنا؟

كما قلت، قتل الجسد اهون من قتل الثقافة.

هل بإستطاعتنا وقف الذين يقتلون ثقافتنا وطقوسنا ولغتنا عند حدهم لدرء خطرهم؟

هل بإمكاننا التوافق على ثوابت دونها نخسر هويتنا ومن نحن؟

أسف يا صديقي العزيز وأظن أنك في داخلك تتفق معي، ربما الإختلاف هو في طريقة الطرح وأرجو ان يكون مقبولا.

تحياتي


1083

الأخ العزيز هنري سركيس المحترم

كثيرة هي المسائل المهمة التي تثيرها في تعليقك. في راي هناك مسألتان نفتقر اليهما أكثر من أي شيء اخر. الأولى والتي تسميها "المصلحة العليا لشعبنا." السؤال هل فكرنا يوما ما بالمصلحة العليا لشعبنا وجلسنا وتحاورنا بهدوء كي نحددها؟

في راي ليس لدينا "مصلحة عليا" طالما ليس بأستطاعتنا تحديدها. عم إمكانيتنا تحديد مصلحتنا العليا اصبحنا بلا مصلحة وأستراتيجية تنطلق من واقعنا الذي نعيشه. والشعب الذي لا يعرف ما هي مصلحته العليا لا يجوز ان نقول انه شعب.

"المصلحة العليا" تنطلق من الواقع وأساسها ما يميزنا كشعب صاحب هوية. وهويتنا ايضا لا نعرفها ولأننا لا تعرفها نقفز على واقعنا ونقول نحن اولاد وأحفاد فلان فلان وجعلنا من هذا بمثابة المصلحة العليا وفلان وفلان لا تواصل وجداني معرفي لنا معهم وليس بإمكانهم التحدث معنا اليوم لأنهم ببساطة لم يتحدثوا لغتنا.

المسألة الثانية هي "الأولويات" وتطلب ان تكون لنا اولويات. فقط الشعوب الحية لها اولويات، تحددها لنفسها وتناضل من أجلها. نحن اولوياتنا التسمية والتشبث بحضارات وأناس اندرسوا وأنتهوا أي امور متحفية.

اما رجال الدين فهؤلاء دورهم غير حميد وسلبي لا سيما في العصر الحديث وبعضهم من اسباب البلاء ومع الأسف.

تحياتي

1084
الأخ العزيز جاك الهوزي المحترم

شكرا على التعقيب الذي يمثل اضافة مهمة للمقال.

هناك ممارسة إنسانية نابعة من طبيعة البشر. أسس هذه الممارسة هي ان الأمة او بالأحرى الأقلية التي يكون وجودها بثقافتها وتراثها ولغتها في خطر، في الغالب تتوحد وتصبح كتلة واحدة لمواجهة الخطر الوجودي هذا.

وهذه الممارسة ليست خاصية يشترك فيها البشر وحسب. حتى الحيوانات والنباتات تتكاتف وتتأز وتتوحد لمواجهة الخطر الداهم. وهذا جزء من قانون النشوء والتطور.

مع الأسف نحن نسير عكس قانون الطبيعة. شعبنا يزداد شرذمة وتشتتا كلما زاد الخطر عليه. وضمن شعبنا الواحد، ايضا نرى ان مكوناته تنقسم على نفسها. أنظر وضعنا نحن الكلدان مثلا.

نحن ربما الشعب الوحيد في الدنيا الذي يفتقر الى ثواتب تحدد هويته.

تحياتي

1085
أمريكا اشترت الأكراد وباعتهم الى تركيا مثل أي سلعة تجارية – وماذا عن شعبنا؟
ليون برخو
جامعة ينشوبنك – السويد

مرة أخرى يبدو ان أمريكا استخدمت الأكراد، هذه المرة في سوريا، كسلعة تجارية وما أن ارتفع سعرها حتى قبلت بيعها – التخلي عنها.

بعد أشهر من قتال مرير وبمساندة أمريكية واضحة في الأرض والسماء، تقف أمريكا موقف المتفرج على غزو الرئيس التركي اردوغان لسوريا بحجة محاربة الإرهاب الذي فيه يساوي بين دموية ووحشية داعش والأكراد الذين كانوا يقاتلون هذ التنظيم الدموي ببسالة منقطعة النظير.

كانت القوات الكردية في سوريا حديث الدنيا. وتربعت صور مقاتلات كرديات الصفحات الأولى في الجرائد العالمية.

ونتذكر كيف استبسل الأكراد في الدفاع عن عين العرب (كباني) ومنعوا سقوطها بيد داعش. وكيف طردوا داعش من منبج وهي مدينة استراتيجية وكانوا في طريقهم لتضيق الخناق على هذا التنظيم الإرهابي.

وفجاءة دخل اردوغان على الخط واحتل مدينة جرابلس دون خسائر تذكر. يبدو وكأن هناك تفاهمات سرية بينه وبين داعش وإلا كيف تترك داعش مدينة حدودية استراتيجية وهي شريان حياتها دون قتال.

اردوغان سياسي وداهية. قبل ان يهاجم الأكراد بضوء اخضر أمريكي تصالح مع روسيا وتصالح مع إسرائيل ومد يد التعاون مع إيران ويقال انه يتباحث مع الحكومة السورية أيضا.

والأن تتمركز القوات التركية في جرابلس وستتخذها قاعدة عسكرية كما اتخذت بعشيقة في العراق قاعدة لها. بيد انه هناك فرق كبير. في بعشيقة الغزو الاردوغاني هو بموافقة مسعود بارزاني وميليشياته اما في سوريا هو بموافقة أمريكا.

هل تجرع الأكراد السم مرة أخرى؟

كل الدلائل تشير ان أمريكا عندما خُيرت ان تختار اختارت تركيا اردوغان وهي في طريقها الى بيع الأكراد في سوريا.

الأكراد لا يتعلمون الدرس ابدا ويتحمسون بسرعة ويتصورون انه لا يمكن الاستغناء عنهم.

حتى حليفتهم إسرائيل تقف وتتفرج فقط.

وحليف أكراد سوريا مسعود البارزاني منح تركيا قاعدة عسكرية في بعشيقة – سهل نينوى الذي ندعي نحن بأننا سنمتلكه وسنؤسس حكما ذاتيا فيه.

يذكرني هذا المشهد بالمشهد الذي باع فيه مسعود البارزاني الأكراد الأتراك عندما سجل ميليشياته جنودا بإمرة الأتراك في التسعينيات من القرن الماضي لمحاربة ابناء قومه من الأكراد في تركيا مقابل رواتب دسمة. أي صاروا فرسانا كما كان الكثير منهم فرسان للحكومات العراقية المتعاقبة التي كانت تحارب الأكراد في العراق.

أمريكا دولة مصالح وحسب. بعد ان جعلت الأكراد يعتقدون انهم مصلحة استراتيجية لا يستغنى عنها تمادوا الى درجة انهم شنوا هجوما واحتلوا مدينة حسكة وطردوا الجيش السوري وحلفائه بينهم أبناء شعبنا من السريان منها.

واليوم تتساقط ما بقي لنا من بلدات في سوريا في محافظة حماة بيد المتشددين المسلمين وكثير منهم من أنصار القاعدة وليس هناك من يرف له جفن في الغرب كله.

الوضع في العراق وسوريا خارج السيطرة ولا يعلم إلا الله ماذا سيحدث وكيف ستتغير وتستقر الأمور.

والوضع ليس متعلقا بداعش. إن انتهت داعش – وهذا امر ليس وارد في المستقبل المنظور -  ستكون هناك دواعش أخرى.

وداعش أيضا سلعة تباع وتشترى بيد تركيا وبيد أمريكا وبيد الدول الخليجية وغيرها.

وكل شيء تقريبا في سوريا والعراق اليوم يجرب بالإنابة، أي انه من أنصاري وحلفائي يؤدي بدلا عني القتال الوسخ، رغم ان أكثر المجموعات والأحزاب أغلبها إسلامية الهوى ومنها يقع في خانة الإرهاب.

وهل شعبنا سلعة بيد أمريكا او غيرها؟

أقول دون مواربة وبثقة ودون خشية بأننا كلنا في داخل العراق وسوريا وفي الشتات وبأسمائنا المختلفة قيمتنا اقل من ان تتخذنا أي دولة او أي حزب او أي مجموعة في الشرق الأوسط والعالم كمصلحة أي سلعة، لأننا في نظرهم لا نساوي شيء.

الأكراد في سوريا وحسب الصحافة العالمية جمعوا لأمريكا حوالي 500 ألف مقاتل ونفذوا بدلها قتالها الوسخ على الأرض وهي كانت تراقب من السماء.

عندما حانت الساعة هرعت امريكا وقبلّت يد اردوغان وهي الأن تراه وهو يحتل المناطق الكردية في سوريا ويفتك بهم دون ان يرف لها جفن.

لو كان الجيش السوري مثلا قام بذلك لقصفت أمريكا سوريا وأخرجتها من المعادلة كما كانت تقصف داعش.

نحن قيمتنا كشعب لا تساوي خردلة وليس هناك دولة او حزب او مجموعة او مؤسسة في الدنيا تكترث لنا.

وأكرر وبصوت عال: ليس امامنا سوى الهرب.

نحن فئويا – ككلداني او أشوري او سرياني – ومذهبيا – كاثوليكي، نسطوري، يعقوبي، أرثوذكسي انجيلي – سلعة ثمينة ولكن أين: فقط في منتديات وموقع عنكاوة ومنتديات شعبنا الأخرى.

نحن شعب وأمة وهوية فقط في الواقع الإلكتروني الافتراضي.

متى نتعلم الدرس؟ لست أدري.


1086

عظيمة هي كنيستنا المشرقية بكل فروعها،.... عظيمٌ هو التراث الراقي الذي تركه لنا أجدادنا
شكراً
       

الأخ العزيز سالم كجوجا المحترم

نعم، عظيمة هي كنيسة المشرق. لقد ظلمها الكل طوال تاريخها. ظلمها الفرس والمسلمون لمسيحيتها وظلمها المسيحيون لا سيما الغربيون منهم وهرطقوها لأنها كانت ابدع منهم وأكثر قربا الى الإنجيل والمسيح ورسالته.

وعظمتها جلية بتبشيرها الواسع رغم انها كانت مظلومة ومظطهدة ولا تملك العساكر والمال والسلطة السياسية والإقتصادية.

اما تراثها وفنها وموسيقاها وليتورجيتها وطقوسها وريازتها ولاهوتها وأدابها وثقافتها وشعرها ونثرها وفكرها وفسلفتها ومسيحانيتها وبشهادة كل من درسها من الشرق والغرب بتجرد ونزاهة وموضوعية فتسمو بذلك دون منازع على ما اتت به المسيحية برمتها.

واليوم مع الأسف الخطر يأتي من بعض ابنائها لا سيما من الذين تقع عليهم مسؤولية اخلاقية وكنسية للحفاظ على هويتها وتعزيز لغتها وطقوسها وفكرها ولاهوتها وريازتها وأزيائها وفنونها وأدابها كي لا تندثر.

تحياتي

1087
انا لاافهم بالموسيقى لكني احبها كثيرا . لاحظت طابع الفرح في ادائك للقصيدة  وطابع الحزن في اداء الفنانــة لندا جورج  واظن كنت اكثر توفيقا من الفنانـــة  تحية واحترام لجهد الدكتور ليون  والفنانة لنــدا في تلميع ايقونات  لغتنا السريانية الســــاحرة

أخي العزيز كنعان شماس المحترم

انا لست في مجال المقارنة لأننا كلنا خدم لكنيسة المشرق المجيدة ولكنك حقا تثير امرا مهما جدا له علاقة وطيدة ومباشرة مع طقوس وليتورجيا ولغة وثقافة كنيستنا المشرقية المقدسة.

في هذه الكنيسة لا داعي للأخويات والتعليم المسيحي وغيره لأن تراث كنيسة المشرق كاف وشاف فهو المعين لنا لمسيحيتنا المشرقية دون غيره.

كما قلت اعلاه تراث وأداب وخطاب (لغة) كنيسة المشرق ترافق حياة المسيح بتفاصيلها الدقيقة اليومية حسب ما وردت في الإنجيل (العهد الجديد) وكل ما له ربط بها من العهد القديم.

الدورة الطقسية المشرقية لكنيستنا المجيدة تعكس الإنجيل. دون الغوص في التفاصيل فإن الدورة الطقسية لكنيستا المشرقية تدخل عالما جديدا مختلفا كل الإختلاف في قدوم الصوم الكبير مع ملاحظة عدم المس بما هو مخصص للعذراء مريم ام المسيح لمكانتها السامية لدى كنيستنا المجيدة.

كلما مضينا في الصوم تختلف الوان الشعر والأدب والنثر والموسيقى والفنون الأخرى الى ان نصل الى اسبوع الألام حيث تظهر لنا نصوصا فيها مسحة من الحزن والأمل مع ترانيم وموسيقى ومقامات تعكس الحالة هذه.

ولكن ما ان نصل الى يوم القيامة حتى تزدان كنيستنا المشرقية المقدسة بحلة بهية من البهجة والفرح وتعكس هذا في الحانها وشعرها ونصوصها وخطابها وعلى المرتل او المرتلين ان يظهروا هذا الفرح لأنه جزء من اللحن.

وهذا ما قمت به لأن اجدادي العظماء من كنيستي المشرقية المجيدة ادخلوا ذلك في النص واللحن احتفاء بالمناسبة المجيدة وهي القيامة.

المرتل الذي لا علم له بالدورة الطقسية الإنجيلية لكنيستنا المشرقية قد تفوته ملاحظات مثل هذه.

شكرا لك.

1088
لدي ملاحظة بسيطة، لماذا قمت بترجمة الترنيمة الى اللغة العربية؟؟؟؟
أليس هذا هو السبب عينه (( الترجمة الى لغة اجنبية)) لمحاولتك والحاحك على الكنيسة الكلدانية بالحفاظ على لغتنا وتراثنا؟؟؟
ارجو ان لا يكون الجواب (( لان البعض لا يفهم لغتنا)) لأنك في النهاية صادقت لا بل أعطيت الضوء الأخضر للذين يتربصون بلغتنا وتراثنا.
باسيما رابا.

أخي العزيز،

لن أعطي الضوء الأخضر ابدا للذين "يتربصون بلغتنا وتراثنا". وكما ترى انا في خلاف عميق مع البطريرك ساكو ومن معه من أصحاب حملة التأوين الهدامة التي ما هي الا غزو ثقافي ضد لغتنا وتراثنا وأزيائنا وريازتنا وطقوسنا وفنوننا واقول ولا أخشى إن الأذى الذي يأتينا من هؤلاء أخطر من ناحية من أي هجمة تعرض لها شعبنا في تاريخه.

شعبنا لم يتخل ابدا عن لغته وتراثه وليتورجيته وطقوسه وأناشيده وريازته وثقافته وأدابه وشعره رغم الجرائم ضد الإنسانية التي اقترفتها الشعوب التي نعيش في كنفها ضدنا ومعها الدخلاء والأجانب الذين اتونا بلباس المسيحية وهم ذئاب خاطفة حسب وصف اجدادنا لهم.

اليوم نحن نتعرض الى حملة من الذين تقع عليهم مسؤولية اخلاقية وكنسية للحفاظ علينا وتراثنا.

لا أعلم كيف تكون شخصية كلدانية او تقول انها كلدانية وأنها تتبوأ اعلى منصب في اسمى مؤسسة لدينا تهاجم لغة شعبها وكنيستها وتزدري ازيائها وتمقتها الى درجة انها ترفض ارتدائها ووصف الذين ارتدوها من اجدادنا البطاركة الأجلاء بأنهم يشبهون السلاطين العثمانيين المجرمين وتستخدم عبارت نابية علانية لتوصيف تراثها وطقوسها وفنونها. امثال هؤلاء علينا كشفهم لا بل تعريتهم لأنهم يشكلون خطرا كبيرا علينا لأنهم بلباس الدين والمذهب يهدمون اقدس ما نمكله ودونه لا حياة لنا.

الترجمة مع الحفاظ على التراث مهمة لأننا شعب أمي بقدر تعلق الأمر بلغتنا الأم. ماذا نفعل. لو لم أترجم لقال البعض لم نفهم اي شيء. ترجمت كي اقطع دابر الحجج.

ولكن الترجمة يجب الا تحل ابدا عن الأصل. غايتها التوضيح والإستيعاب ويبقى النص بلغته.

ولكن يبدو أنك مهما فعلت فأصحاب التأوين في غيهم ماضون وسيجتمع الكثير امامهم ويقدمون ولاء الطاعة لهم بدل من إدانتهم أشد إدانة لأنهم يقتلوننا حقا لأن قتل الثقافة أشد وقعا من قتل الجسد.

تحياتي

1089
الأخ العزيز albert masho المحترم

إن اراد امرء التواصل مع الإنجيل وحياة المسيح منذ ولادته حتى صلبه وقيامته فما له من معين غير كنيسة المشرق.

هذه الكنيسة المقدسة تتبع حياة المسيح ورسله في روزنامة طقسية لا مثيل لها. قلما تمر على سطر وليس هناك إشارة او توضيح او تفسير او نصيحة حول أية من أيات الإنجيل والكتاب المقدس.

نحن ابناء هذه الكنيسة لا نشعر ولا نحس ولا نعرف اهمية الكنز الذي نملكه - إنه ارقى نص وأرقى فن وأرقى موسيقى وأرقى تفسير في الدنيا هاا الذي تركه لنا اجدادنا.

وليس هناك صلاة تمنح الرجاء وهي قريبة من المسيح وإنجيله مثل طقوس وليتورجيا كنيسة المشرق المجيدة.

اللغة ليسبت عائقا. مثلا ما قمت به مع بعض الكرشوني او النص السرياني الأصلي سيمكننا إنشاد هذه القصيدة الفريدة من نوعها في الإرث المسيحي برمته بلغتها ولحنها كما اتانا من اجدادنا ونستوعب المعنى كذلك.

شكرا لك.

تحياتي

1090
التراث جميل والحفاظ عليه اجمل ولكن تحديثه وتطويره والاستفادة من ذلك اعظم ...ولكن كيف سَتُطوره وتُحدثه وتستفاد منهُ هذا هو السؤال !في البانوراما القادمة سنرى ذلك .. تحية طيبة ( والله طْلعت شماس وآني الغشيم )...

سيدي الكريم،

أظن المسألة فد لا تحتاج الى سؤال. أنظر الى الكردي الذي خرج من الظلمات الى النور بعد الألفية الأولى (أي ظهرت اول بشائر كتابات ادبية رصينة بلغته قبل حوال 700 سنة) وكذلك أنظر الى أي شعب اخر.

ماذا ترى؟ كل هذه الشعوب متمسكة بلغتها وفنونها وثقافتها وأزيائها وريازتها وفنونها وثقافتها ولا تحيد عنها ولا تقبل ان يتدخل المذهب او حتى الدين في الحفاظ عليها.

الكردي سني ولكن يحارب اي مسلم سني رجل دين او غيره إن حاول تهميش ثقافته ولغته وأزياءه وطقوسه وفنونه وشعره وأناشيده.

لنتحدث عن أنفسنا نحن الكلدان. أنظر الى حالنا. الشخصية الرئيسية فينا التي من واجبها الحفاظ على ثقافتنا ولغتنا وأزيائنا تحارب وتهدم بيتنا الثقافي على رأسنا بحجة التدين والمذهب والتأوين وغيره ولم تبق لنا زي ولغة وريازة وأناشيد وموسيقى ...

ومع كل هذا التشخيص ينبري بعض الأخوة للدفاع عنها وهم يعلمون حق العلم انها قد حملت معولا بيدها منذ سنين وهي تهدم بيتنا على رأسنا وأخيرا قد تتركه خرابا.

وكل هذا يتجمعون تحت خيمة هذه الشخصية ومن معها من مسؤولين دون ان تكون لهم الشجاعة لتأنيبها وإيقافها عن الأذى الكبير الذي تلحقه بنا ...

وأخيرا، فإنني لم افهم ماذا تقصد بردك الثاني لأن شخصيا لا صفحة لي في وسائل التواصل الإجتماعي. يبدو ان حفيدتي قد فتحت صفحة لي في الفيسبوك ولكنني لم ازورها ابدا. هل من توضيح:

[اضافة إضافية : لاحظت كثرة صور الفنانات الآسيويات  على صفحتك شنو القصة ؟؟ size=18pt][/size]

1091
الأخ العزيز قشو ابراهيم نيروا المحترم

كلما اقرأ لك أشعر بحزن عميق. وأنا لا أفوت اي مداخلة لك حال معرفتي أنك قد كتبت شيئا جديدا.

الحزن نابع من أننا كشعب تتفشى فينا أمية تكاد تكون مطبقة وقد نكون أكثر شعوب العالم أمية.

نحن اميون من ناحية اللغة الأم حيث قد لا يتجاوز عدد الذين يعرفون القراءة والكتابة في لغتهم الأم 1% (واحد في المائة)، أي ان 99% من شعبنا أمي.

وهذه اعلى نسبة أمية في الدنيا من حيث قراءة وكتابة اللغة الأم.

ومع كل هذا لنا مطاليب من حيث التسمية او غيرها تتجاوز الدنيا ونحن ننسى او نتناسى قدرنا ومن نحن.

تحياتي

1092
ستصبح هذه الروائع والمؤلفات مصدر إشعاع المستقبل، ومنها تستقي الأجيال اصولها وأمجادها ، عاشت الايادي

أخي العزيز

شكرا جزيلا على التعقيب المقتضب والمهم.

ليس هناك شعب ولا مؤسسة كنسية او غيرها ولا هوية ولا قومية إن لم تكن مدعومة بلغتها وروائعها الأدبية والطقسية والفنية والموسيقية والتراثية والعمرانية والثقافية ومنها حتى الأزياء والريازة.

الذين يهمشون هذه المكونات بأي حجة كانت يهدمون صرح هذه الأمة وكنيستها المشرقية المجيدة ودورهم قد يكون أكثر خطورة علينا ووجودنا من دور أي  من اعدائنا في التاريخ الماضي والحاضر.

هناك نهضة نعم هذا صحيح ولكن هناك هدم وتدمير شامل من قبل بعض الذين تقع عليهم مسؤولية اخلاقية للحفاظ على التراث بلغته وفنونه وأدابه وشعره وموسيقاه. هؤلاء يشكلون خطرا حقيقيا وعلينا تشخيصهم والحذر منهم من كانوا ...

تحايتي

1093

الأخ العزيز الأستاذ مسعود النوفلي المحترم

أخشى ان كنيسة المشرق الكلدانية او بالأحرى الذين تقع عليهم مسؤولية اخلاقية وكنسية للمحافظة على لغة وتراث وطقس وثقافة هذه الكنيسة المجيدة ماضون في درب هدم مشرقية هذه الكنيسة بلغتها وتراثها من خلال حملة ظالمة يطلقون عليها "التأوين" ولكنها ما هي الا حملة هدم وطمس ما بقي لنا من وجود. خطر هؤلاء علينا وعلى وجودنا كأمة وكنيسة كبير جدا وعلينا مقاومتهم ...

شخصيا انا ماض في هذا الدرب ولا أميز بين فروع كنيسة المشرق، التي بالنسبة لي تعيش في عروقي وهي بتراثها وثقافتها وفكرها ولاهوتها ولغتها الوجود.

وسأخصص جزءا من وقتي وحياتي لهذا الكنيسة المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة وبعد سنين، عندما اتقاعد، سأكرس كل حياتي لها.

اداء الأنشودة من قبل المطران حبيب هرمز النوفلي في الرابط الذي اتيت به جميل وله جهود مشكورة في هذا المضار وأتطلع الى نهضة في أبرشيته.

بيد ان لغتنا السريانية المقدسة موسيقية بحد ذاتها وأسماء الملائكة سريانية أيضا أي انها لغة السماء ولهذا ارى ان استخدام العربية لأداء القصيدة لا يخدم الغرض.

وكذلك يركز المطران على خانة لحنية واحدة بيد ان اللحن الأصلي هو أربع خانات.

تحياتي




1094
الأخ ادي بيث بنيامين المحترم

شكرا جزيلا للإضافة القيمة. نعم سمعت الأنشودة بصوت مطربة شعبنا لندا جورج. اداء جميل وأخاذ.

ما شدني هو اللهجة الدارجة لدى الأشقاء الأشوريين وكنيستهم المشرقية المجيدة والتي تم تحوير الأنشودة إليها.

هذه اللهجة أقرب الى اللغة السريانية الفصيحة من كل اللهجات الأخرى، لا بل الفروقات تكاد تكون معدومة في بعض الأحيان.

وهنيئا للأشقاء الأشوريين وهنيئا لنا كلنا لأننا بواسطتهم لدينا اليوم اللغة الدارجة التي صارت لغة العلم والأدب والشعر والتعليم في المدارس، لها نحوها وقواعدها وصرفها ولها الكتب المنهجية التي تدرس بها.

قد نحتاج بعض الأحيان اعادة صياغة بعض الروائع الأدبية والشعرية باللغة الدارجة بيد ان ذلك يحتاج الى لغويين وأدباء لأن اغلب الأدب الكنسي ونصوصه مغناة، أي فيها وزن وتحتاج ال تطابق اللحن مع النص ولا أظن ان ذلك امر صعب المنال لمحبي هويتنا ووجودنا كأمة وكنيسة مشرقية مجيدة التي تتمثل بلغتنا وتراثها وأدابها وثقافتها ورموزها وريازتها.

تحياتي

1095
اتمنى الشفاء للقس قرياقوس ميخو الشفاء العاجل ولجميع المرضى ايضا. وبالتأكيد البطريرك سوف يهتم بالقس قرياقوس ويسعى على معالجته في نفس المستشفى في ايطاليا التي عالج فيها عيون غبطته. أكيد عيون البطريرك ليست أكثر أهمية من صحة القس قرياقوس العامة.
الرب يكون في عونه وجميع المرضى ويشفيهم من دائهم عاجلا ام اجلا.

الأخ جيفارا

وضع الانبا قرياقوس الصحي خطير، حسب ما يردنا من أخبار والبطريركية وموقع البطريركية مدعو الى الخروج عن صمته لأن الراهب قرياقوس كان رئيسا للرهبنة الكلدانية وهو نائب بطريرك على أبرشية كلدانية لها جذورها وامتداداتها.

وفي موقع البطريركية عشرات الأخبار والتصريحات التي لا تقدم ولا تؤخر غرضها حبّ الظهور والأنكى أنها ادت وتؤدي الى البلبة والتشتت وخلق المشاكل والأزمات وتبعد الرعية عن الكنيسة وقد تحدثت عن إعلام البطريركية وشخصته وقلت انه يرتد وبالا على القائمين عليه ويحط من مكانة الجالس على الكرسي ومركزه ومقامه. ونظرة واحدة الى هذا المنتدى تبرهن ذلك.

لن أزيد ولكنني ترعرعت في أكفان مؤسسة الكنيسة الكلدانية منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي ولم الحظ ولم أكن اتصور اننا سننحدر الى هذا الدرك المؤلم والخطير على وجودنا ككنيسة مشرقية وأمة وهوية مثل الذي اوصلونا إليه في السنين الثلاث ونيف العجاف الأخيرة.

وما كنت أحسبني احيا الى هكذا زمن ابدا ....

تحياتي

1096
ترتيلة القيامة واحدة من الروائع الفنية والأدبية والشعرية والموسيقية لكنيسة المشرق المجيدة التي سبقت زمانها بقرون
ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

كان لي شرف المشاركة في الكونسرت (الحفلة الموسيقية) التي نظمها الأسقف عوديشو اوراهم من كنيسة المشرق الأشورية في السويد في 14 اب احتفاء بتذكار العذراء مريم.

والمطران عوديشو غني عن التعريف. كأسقف مسؤول عن كنيسة المشرق في أوروبا، له نشاطات كثيرة في التأليف والتدريس وإعادة طبع مؤلفات ومخطوطات كنيسة المشرق الطقسية وغيرها. خورنات وكنائس أسقفيته في السويد شعلة من النشاط من حيث التدريس الخاص بكنيسة المشرق بتعليمها المسيحي ولغتها وطقسها وليتورجيتها وفنونها وموسيقاها. وهو منشد من الطراز الأول وله تسجيلات وصل عدد مشاهديها الى مئات الالاف.

وقد قدمتُ عدة مقطوعات طقسية في الحفل ومنها ترتيلة القيامة، وهي واحدة من روائع القطع الفنية والأدبية والشعرية التي تركها لنا اجدادنا العظام.

وهذا تسجيل لهذه المقطوعة اديته على الة الكمان وأمل ان تروق لكلم وان تستمتعوا بسماعها:

http://www.ankawa.org/vshare/view/9918/resurrection-hymn-church-of-the-east/

وقمت بترجمتها نثرا الى العربية رغم ان الترجمة لا ترقى ابدا ولا حتى تقترب من روعة النص الأصلي.

اما اللحن فهو من الروعة بمكان ومؤشر مع النص الى الرقي والسمو الأدبي والفني الذي كان قد وصله اجدادنا في القرون الأولى للميلاد، الأمر الذي لا نشاهد قربا منه الا في العصور الحديثة وفقط لدى كبار شعراء الأدب الحديث.

وتيمنا بكنيسة المشرق المقدسة الرسولية الجامعة، اضفت بيتا واحدا للتغني بهذه الكنيسة المجيدة لأن لولاها لكنا قد اضعنا أنفسنا واندثرنا منذ أمد بعيد.

اما اللحن فحافظت قدر الإمكان على رونقه وروعته. المقام بيات من أروع ما يمكن سماعه وسلمه الموسيقي بديع قلما نرى مثيلا له لدى الشعوب الأخرى. وإن كان هناك شبه له فإنه لا بد وأن تمت إعارته (سرقته) من تراثنا لأننا الأقدم من حيث الثقافة والفنون ومعرفة الكتابة والقراءة والشعر والموسيقى وإنشاء المدارس والجامعات من الأمم برمتها.

وأناشد أبناء وبنات هذه الكنيسة المجيدة من الكلدان والأشوريين بصورة خاصة ومعهم الاشقاء السريان المحافظة على هذا الفن والأدب الرفيع.

الأمة او المؤسسة التي تمثلها، كنسية كانت ام مدنية، التي لا لغة ولا فنون ولا أدب ولا طقوس لها امة ومؤسسة ميته.

والأمة او المؤسسة التي تمثلها، كنسية كانت ام مدنية، التي تستبدل فنونها وآدابها وطقوسها ولغتها بالدخيل والأجنبي او تهمشها تقتل نفسها بنفسها.

ولا علاقة للتدين او المذهب من حيث التشبث بهذا التراث الرائع. السويديون لا دينيون (ملحدون) في أغلبيتهم الساحقة ولكنهم لتراث وأناشيد وفنون وآداب ولغة كنيستهم محبون ومحافظون.

هذا التراث الذي بدونه نفقد شرعيتنا كأمة وكذلك ككنيسة مشرقية ذات خصوصية وهوية، نملكه كلنا سوية بغض النظر عن المذهب الذي ننتمي اليه وبغض النظر عن التسمية وبغض النظر إن كنا متدينين ام لا.

والقصيدة هذه تعد أيقونة من أيقونات كنيسة المشرق لخصب خيال مؤلفها الذي يبدع في تأويل وتأوين النص الإنجيلي بشعر حر موزون بإحكام وبعض الأبيات فيها قافية نونية تظهر مكانة الكاتب من حيث التمكن من ناصية اللغة السريانية الساحرة بتفاعيلها وشعرها في فترة كانت أغلب الشعوب الأخرى في ظلام.

وما هو مدعاة فخر هي الحوارية المذهلة بين الملاك والنسوة ومريم المجدلية ومن ثم التسبحة والشكر في خاتمة القصيدة.

ويستخدم مؤلف هذه القصيدة المجهول أسماء حسنى للإشارة الى الله الأب ومنها "علّايا" (العلي) و"حنّنانا" (الحنان).

ولله الأب والمسيح ابنه والعذراء مريم أسماء حسنى كثيرة اخذها منا الأخوة المسلمون وصارت تراثا وثقافة وجزاء لا يتجزأ من كيانهم وفنونهم الموسيقية والأدبية والعمرانية وغيرها.

نحن مع الأسف لم نقم بجمعها او ربما – وحسب علمي – دراستها أيضا.

في الإمكان كتابة بحث من الاف الكلمات عن رائعتنا هذه وهي ليست الا واحدة من مئات او ربما الاف الروائع التي يجب ان نحيها بلغتها ولحنها ووزنها.

وأسهل طريقة هي كتابتها بخطها السرياني الساحر او بالكرشوني للذين لا يعرفون قراءة هذا الخط حسب الابجديات السائدة مع تقديم ترجمة لها باللغات الدارجة، وهذا ما سعيت القيام به رغم عدم مهنيته لكون معلوماتي وممارستي للتكنولوجيا الرقمية محدودة.

وقد تلاحظون انني اضع لقب "الدكتور" امام الأداء والترجمة وذلك تبجيلا وتثمينا لما تركه لنا اجدادنا العظام وربما هذه اول مرة استخدم فيها هذا اللقب وذلك عرفانا وبرهانا على اننا لا شيء امام عظمة كنيستنا المشرقية المجيدة وتراثها وفنونها وثقافتها وفكرها ولاهوتها وفلسفتها ولغتها الساحرة المقدسة مهما علا شأننا ومقامنا ومركزنا ولقبنا وعلمنا.

اترككم مع الترتيلة مرة أخرى ومن ثم ترجمتها:

http://www.ankawa.org/vshare/view/9918/resurrection-hymn-church-of-the-east/


ترتيلة القيامة حسب طقس كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية

[Resurrection Hymn according to the holy liturgy of the Church of the East

المؤلف: مجهول
اللغة: السريانية
أداء وترجمة: الدكتور ليون برخو


طار وهبط رئيس الملائكة من أعالي السماوات     وهو مكسو بالوقار والتبجيل الملائكي
ودحرج الحجر من القبر بخشوع كبير           وأدخل الخوف والاضطراب في قلوب الحراس
وردّ على النسوة وقال لهن: "لا تخفن"         لقد قام ربنا من القبر كما وعدنا"
"وأرتقى بحمد وثناء كبيرين الى العلي تعالى      تعالي وأنظرن المكان الذي كان مسجى فيه جسده البهي"
هلّلويا، اهللّ هللويا                                    لكنيسة المشرق اهللّ هلّلويا

"ها هو الكتان الذي لف فيه متروك هنا          كي يكون شاهدا لقيامته للشعب وكل الأمم"
وظهر لمريم المجدلية بمثابة البستاني             واجابت هي وقالت له حسب عقلها:
"أيها البستاني أرني الذي انا في طلبه            فإن نار حبه تتقد في وتحرق احشائي"
وأجابها ربنا وقال لها في ذات الوقت            "مريم، مريم انا ابن الحنّان"
هلّلويا، اهللّ هللويا                        لكنيسة المشرق اهللّ هلّلويا

مبارك الرب الذي راق له هذا العمل            وأنجز وأكمل بعمله هذا سر الخلاص
مبارك الذي قام بسلطان من بين الأموات         ومنح الظفر لجنس ادم
له التسبحة من كل الأفواه وكل الألسنة           ولتحل رحمته وحنانه علينا في كل أوان
هلّلويا، اهللّ هللويا                                   لكنيسة المشرق اهللّ هلّلويا

1097
ومبادره مسؤوله من جانبكم مشكورون عليها.
ليس بوسعنا سوى ان نطلب وندعو للأنبا قرياقوس الشفاءالعاجل .

شكرا جزيلا صديقنا العزيز شوكت توسا المحترم

"المبادرة المسؤولة" في هذه الحالات يجب ان تأتي من المؤسسة التي ينتمي إليه الأنبا قرياقوس وفي موقعها ونشراتها. هذا هو حال كل المؤسسات التي تحترم ذاتها وكيانها ووجودها.

المؤسسات تهتم بمنتسبيها وتدافع عنهم وتنشر اخبارهم في كافة المحافل التي في حوزتها ومنها الإعلامية ولا يجوز ان تصبح ملك لشخص او شخصين.

الجامعة التي تحترم نفسها تنشر اخبار المنتسبين إليها لا سيما كادرها التعليمي على صدر صفحات مواقعها ودورياتها الإعلامية.

المؤسسة التي ترفض نشر احوال منتسبيها هذه مؤسسة فاشلة وجودها خطر على نفسها وعلى منتسبيها وعلى كل من يتكىء عليها.

تحياتي

1098

شلاما

نطلب ونتضرّع الى الرب أن يعطيه الصحة والعافية بأسرع وقت، وأن يعود الى كنيسته واعماله وأهله ومُحبّيه وهو بأفضل حال. بالشفاء العاجل إن شاء الله.
لنسمع ترانيمه الشجّية بصوته العذب التي يُسبّح بها للرب في القداس التالي.

 https://www.youtube.com/watch?v=1XbFi4ojeC8



الأخ والصديق العزيز مسعود النوفلي المحترم

لقد ادخلتنا في عالم سماوي ونبوي بالرابط الذي اتيت به:   https://www.youtube.com/watch?v=1XbFi4ojeC8

هذا الرابط الذي فيه يأخذنا الأنبا قرياقوس الراهب والقس فرمان السناطي الى اعالي السماوات يثير الحزن لا بل اللطم على الدرك الذي وصلت إليه مؤسسة الكنيسة الكلدانية في السنين الأخيرة حيث بعد سياسات ما يسمى التأوينية الهدامة صار كل واحد يرتجل ويضع ما هو مناسب حسب هواه وباللغة التي يراها مناسبة وكأننا شعب لا هوية لنا ولا لغة ولا خصوصية، شعب خرج للحضارة والنور للتو وليس شعب وكنيسة عمرهما الاف السنين.

أخر قداس حضرته خرج المحتفل عن الليتورجيا عدة مرات دون أي اكتراث واحترام وتدخل الجوق (أربعة افراد) من عندياته بأناشيد "مناسبة" كلها دخيلة وغريبة على ثقافتنا الكنسية.

لماذا فعلنا هذا بأنفسنا وقطعنا الوصل مع تراثنا ولغتنا بهذا الشكل الهجين وصرنا حتى نستنكف من تدريس وتعليم لغتنا الكنسية وليتورجيتها المقدسة في الخورنات والكنائس؟

إنه لأمر محزن جدا لا بل كارثي لأننا نحن السبب وهذا ما لا يقدم عليه أي شعب له ذرة من الغيرة على شخصيته وخصوصيته وهويته.

تحياتي



1099
نطلب من الرب يسوع وامنا الحنونة مريم العذراء ان تكون بجانب الانبا قرياقوس. صلواتنا جميعا مرفوعا بأسمه!!
بعيدا عن الموضوع دكتور العزيز هو ان لم ارى الكثير من المعلقين والكتبه هنا يأتون ويكتبون ويطلبون الصلاة من اجل الاب قرياقوس!! لماذا؟ ببساطة لأن الموضوع ليس نقدي ولا يهمهم وليس لديهم اي مصلحة في ذالك, لو كان مقالك نقدي ضد شخصية معينة لكن الأن نرى الكتاب يمينا وشمالا ينتقدونك على مقالتك وما قمت بكتابه!!
عجيب امرنا نحن البشر ولله العظيم..


العزيز ادمون

ما كتبته صحيح، ومع الأسف.

الأنبا قرياقوس قامة شامخة في كنيسة المشرق الكلدانية والكلدان بصورة عامة من حيث مساهماته في تثبيت دعائم اللغة والطقس والليتورجيا والتراث الكنسي من خلال التدريس وتنشأة الشمامسة اضافة الى دوره الكبير في تثبيت دعائم الرهبنة الكلدانية عندما كان رئيسا لها.

ما زلنا ننتظر من الموقع البطريركي خبرا عن وضعه الصحي لأنه وكيل البطريرك على ابرشية عقرة والزيبار.

تحياتي لك وللأحبة والأعزاء الذين نفتقدهم كثيرا وعسى الله يجمعنا بهم عما قريب.


1100
....
البلبل طار وتعلم لغة جديدة ونسى القديمة وله ريش جديد ولسان غريب ومنقار ملوّن وأضافر طويلة ولوك غريب ونسى الفلكلور والريشة والمحراث والغنم والمزار والهيكل فلا اعتقد سيحط على الشجرة القديمة !! .. تحية وتقدير


هذا صحيح جدا ولكن من يسمع. البلبل لم يطير فقط بل هناك من المسؤولين الكبار والمثقفين لا سيما من بعض الكنسيين الذين لا يتورعون عن نزع حنجرة هذا البلبل الفتان الذي غنى افضل الالحان وتحدث وكتب بأحسن خطاب وهو خطاب لغتنا السريانية المقدسة، لا يتورع هؤلاء ولا يخافون الله ولا يخشون العباد. هل تعلم لماذا؟

بعد ان انتزعوا حنجرة هذا البلبل الفتان هل تعلم ماذا فعلوا؟ لقد زرعوا مكانها حنجرة الغراب ونعيقه بسياساتهم ومواقفهم الطائشة التي تتبنى وتفضل الدخيل والأجنبي من اللغة والطقوس والريازة والفنون ولاداب والليتورجيا والفلكلور وكل ما يشير الينا كشعب ذو خصوصية وكنيسة مشرقية مجيدة.

ومع الأسف هناك من يقف في صف هؤلاء الذين قاموا ويقومون بعملية الزرع اللعينة هذه والتي هي حقا عميلة أستئصال لشعبنا بتراثه ولغته وفنونه وليتورجيته.

لك كل الحق ان تكون متشائما ونعترف معك كلنا بفشلنا لأننا نقبل امثال هؤلاء الأعداء في صفوفنا الذين نزعوا حنجرة بلبلنا ووضعوا مكانها حنجرة الغراب ومع كل هذا يريودن الا ننتقدهم والأنكى يأتيهم المديح ... يا لبؤس الوضع الذي نحن فيه.

تخربش كثيرا ولكن خربشتك لها مكانها.

افضل "الخربشة"هي التي نقول فيها ما لا نريد نحن وغيرنا سماعه. وهذا ما قاله جورج اورول، الذي تقوم بريطانيا الأن وضع تمثال من البرونز له في وسط لندن: "الحرية لا تعني الا الحق في قول ما لا يريد البشر سماعه."

تحياتي


1101
سيدي الكريم في البدأ اهلاً بالطلة الجديدة ...
وثانياً وكما يقول العراقي احبك وانتَ لابسني !!!
ثالثاً : كان ردي هو العامة ولم اقصدك لشخصك ولكن عنيتُ الجميع .. هذا إذا كان هناك شك او عتاب !!
واخيراً يستحق الراهب المذكور كل الرعاية والإهتمام ونتمنى ان يقوم الجميع المعنيين بواجبهم الإنساني والصحة والعافية للأب قرياقوس ( حتى لو نَسَوهُ ليش الله راح ينساه ) !!
تحية طيبة واقرأ كلمة اليوم ..


شكرا جزيلا للتعقيب.

المثل الذي اتيت به: "أحبك وأنت لابسني" له وقع في دراسات العلوم الاجتماعية النقدية.

أصحاب السلطة والجاه والسيطرة لا سيما في حلقاتهم المؤسساتية الدينية او المدنية ذات الهيمنة على مقدرات الأخرين الضعفاء لا تحب احدا ابدا الا نفسها.

اما الضعفاء من امثالنا (شعبنا بتسمياته وكنائسه) فإننا نتبارى فرادا ومجموعات في حبنا وولائنا المطلق الأعمى للمؤسسات الكبيرة ونمنحها الحق في اضطهادنا لأن من شدة حبنا لها نمنح رجالاتها (أنظر الذكورية المفرطة) التفويض الإلهي في كل شيىء حتى في اضطهادها لنا لا بل كلما زاد اضطهادها لنا زاد حبنا لها.

ومن هنا: "أحبك وأنت لا بسني."

الأقلية او العقل الجمعي للأقلية عندما يحتله العقل الجمعي للأكثرية المؤسساتية يفقد حرية تشغيل عقله ويقع في هوى الظالم ويرى ظلمه نعمة وبركة ويحبه ويحبه مهما حدث والأكثرية المؤسسساتية المتسلطة ورجالاتها تستنكف حتى النظر إليه أي تلبسه على طول الخط.

تحياتي



1102
الاخ العزيز والشماس القدير عوديشو يوخنا المحترم

نعم، لقد خدم الأنبا قرياقوس في الكمب الكيلاني قبل تسنمه رئاسة الرهبنة الكلدانية. ولقد كان مشهدا لا ينسى عند تنصيب الراهب قرياقوس رئيسا للرهبنة في دير الإبتداء في الدورة بحضورة البطريرك المرحوم روفائيل بيداويد.

لقد تقاطر سكان الكمب من المسيحيين الى الدير وهم يبكون على فراق كاهنهم. كان الكمب في حينه من أفقر مناطق بغداد ومع الحصار الخانق كان الوضع شبه مأساة.

وكان الراهب قرياقوس يطوف على المحسنين كي يجمع المساعدات ويوزعها على رعيته.

لا اظن ان البطريركية لن تكترث لوضعه الصحي الخطير ولا بد ان تفعل شيئا ولكنني مندهش وحزين لأنني لم الحظ ولو خبرا قصيرا عن وضعه حتى كتابة هذه السطور.

قد اختلف مع البطريركية في بعض المسائل ولكن البطريرك معروف عنه رعايته وبسخاء لكل الذين في معيته والراهب قرياقوس كان وكيله على أبرشية في شمال العراق.

امل ان نقرأ شيئا في موقع البطريركية وقريبا جدا عن الأنبا قرياقوس وما قامت به البطريركة للتخفيف عن الامه ومرضه الذي يزداد شدة.

علما انه قبل مرضه ووضعه تحت العناية المركزة كان الأنبا قرياقوس قد سقط ارضا وهو ينزل من عتبه عالية ذات درجات ونجم عن ذلك كسر عظمين له في رجله ويده.

وبالكاد خرج من المستشفى حتى وقع طريح الفراش مرة أخرى وهو يعاني من فشل كلوي وتبعات أخرى.

تحياتي

1103
الانبا قرياقوس ميخو عبدالاحد الوكيل البطريركي لأبرشية عقرة والزيبار في الإنعاش في المستشفى وبحاجة الى رعاية عاجلة
ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

الراهب قرياقوس ميخو عبدالاحد معروف في اوساط الرهبنة الهرمزدية الكلدانية. كان رئيسا عاما لهذه الرهبنة في فترة حرجة من تاريخها في التسعينيات من القرن الماضي.

ولم التق راهبا من هذه الرهبنة الا وأغدق المديح لرئاسته.

ومشاكل الرهبنة الكلدانية – التي كانت دائما الشريان الذي يغذي كنيسة المشرق الكلدانية – استفحلت بعد فترته وقرأنا الكثير عن هذه الأمور على صفحات هذا الموقع.

والراهب (الأنبا) قرياقوس مشهود له طاعته والتزامه بنذوره الرهبانية.

وكان من أوائل الذين لبوا نداء البطريرك بالعودة الى ديرهم حيث كان يخدم في قرية شيوز بالقرب من دهوك. ورغم محبة رعيته له ومحاولاتهم ثنيه عن العودة، الا انه عاد الى الدير حسب طلب البطريركية تاركا وراءه خورنة مزدهرة احبته وأحبها.

وفي الحقيقة هذا كان شأن اغلب الرهبان الذين كانوا مثار الحديث في هذه الموقع حيث عادوا الى الدير ولكن سوء الإدارة والتنظيم أجبرتهم على العودة الى الأماكن التي كانوا قد هربوا اليها في الغرب.

شخصيا اعرف كل الرهبان وهم أصدقاء وبعضهم تلاميذ لي وأكن لهم كل الحب والمودة والاحترام.

وهؤلاء الرهبان ومعهم الأنبا قرياقوس يعودون الى الفترة الذهبية من تاريخ الرهبنة في منتصف القرن العشرين عندما انتزع البطريرك الكلداني بولس شيخو ادارتها وتنظيمها مما يسمى السلطة "الحبرية" وأتبعها الى البطريركية الكلدانية مباشرة. ومفهوم "الحبرية" ما هو الا تسمية تلطيفية لفرض سلطة اجنبية دخيلة على مقدرات الكنائس المشرقية الكاثوليكية.

اغلب الرهبان اليوم تم تثقفيهم وتدريسهم وتعليمهم ضمن هذه الفترة الذهبية وتحت الإشراف المباشر للبطريرك شيخو.

واعتزازا بالدور الكبير الذي لعبه الراهب قرياقوس فقد عينه البطريرك ساكو وكيلا له على أبرشية عقرة والزيبار.

كانت هذه الأبرشية التي أسسها وعزز وجودها أيضا البطريرك شيخو من أكثر الأبرشيات الكلدانية ازدهارا في حينه.

كوكيل بطريركي يتمتع الأنبا قرياقوس بامتيازات وصلاحيات الأسقف على ما تبقى من هذه الأبرشية المجيدة التي انا واحد من أبنائها وأقول ذلك باعتزاز وفخر.

ولكن الأنبا قرياقوس يحتضر في المستشفى وحسب ما يصل من أخبار من اطبائه وأهله ومحبيه انه في الإنعاش وفي وضع صحي خطر.

ومع كل هذا لم نقرأ أي خبر عن وضعه الصحي في الموقع البطريركي الذي يجب ان يكون مركزا إعلاميا نعرف من خلاله ماذا يحدث في كنيستنا وليس مركزا لأمور تثير الخلاف والفراق.

ولا علم لي إن كانت البطريركية قد اتصلت به او أرسلت من ينوب عنها للاطمئنان على صحته في غياب أي خبر عنه على صفحتها الإلكترونية.

بيد ان عرفانا لخدمة هذا الراهب الجليل لكنيسته ورهبنته ورعيته، يتوقع المرء ان تكون البطريركية ليس فقط على علم بحاله وصحته التي هي في تدهور لا بل انها قامت وستقوم بواجب رعايته الصحية وعرضه على أطباء اخصائيين او حتى إرساله للخارج للعلاج.
 
والبطريرك ساكو، رغم افتراقنا عنه في بعض المسائل، الا انه مشهود له كرمه.

واحث أيضا احبائه وأبناء وبنات خورنته – في الكمب في بغداد وشيوز في دهوك – واشقائه من الرهبان واخرين الى التواصل معه والسؤال ولاستفسار عن صحته والقيام بالواجب إن لزم ذلك.


1104
الأخ العزيز غانم كني المحترم

تحية لك ولعائلتك أيضا ومن حقك ان تفتخر بهذه العائلة الكريمة التي انجبت لكنيستنا المشرقية الكلدانية المجيدة قامات في السلك الكهنوتي كان لها دورا رائدا في الحفاظ على لغتها وثقافتها وليتورجيتها ورموزها.

أخي العزيز،

المقال يذكر المقر البطريركي الجديد لأنه تم التطرق إليه في هذا الموقع. ليس هناك في المقال موقف سلبي او إيجابي من تصريح المطران وردوني.

وردت العبارة اليتيمة حول المقر البطريركي كإستشهاد ان الثقافة واللغة والطقوس والآداب والشعر والفنون العائدة لكنيستنا المشرقية المقدسة يجب ان تأتي في مقدمة إهتماماتنا قبل البناء والحجر والمرمر.

خسارة الحجر لن تلغي وجودنا كأمة وكنيسة مشرقية مجيدة. خسارة الثقافة والطقوس والريازة واللغة معناه موتنا وأندثارنا.

شكرا لمرورك وتقبل اعطر التحيات.


1105
الأخ العزيز San Dave المحترم

لا إضافة لدي على ما أتيت به. وربما لن يكون بمقدوري التعبير عن الجواهر التي نطقت بها بالشكل البديع الذي قمت به.

لا يسعني الا أن أضعه اما أصحاب الشأن من الكلدان ومؤسساتهم لا سيما المؤسسة الكنسية والقائمين عليها وعلى رأسهم بطريرك بابل على الكلدان عسى ولعلى يتخلى عن سياسته في التأوين التي ما هي الا حملة لم تشهدها كنيستنا وشعبنا مثيلا لطمس القليل الذي بقي لنا من ثقافة ولغة وطقوس وفنون وآداب ويشمر عن ساعديه لتأدية الواجب المقدس الملقى على عاتقعه وهو المحافظة على طقس ومشرقية كنيسته ورعيته من خلال الحفاظ على لغتهم وثقافتهم وطقوسهم وفنونهم.

وأمل ايضا ان يقرأ ما كتبته بطاركة المشرق الأخرين كي يزدادوا تشبثا بثقافتهم ووجودهم ومسيحيتهم المشرقية المجيدة.

وكذلك أضعه امام كل لابناء وبنات شعبنا بإختلاف مذاهبم وكنائسهم.

نحن لن نموت حتى وإن خسرنا الأض - وربما نحن في طريقنا لخسارتها.

نحن نموت او نقتل او يتم قتلنا عندما نشطب على ثقافتنا ولغتنا وطقوسنا وريازتنا وأزيائنا وآدابنا وشعرنا.

شكرا لك مرة أخرى وأنقل ردك ادناه كما هو لأهميته.

وتقبل تحياتي.


     بدايةً أحي جهودك في طرح هذا الموضوع الذي يعتبر أساساً مهماً في المحافظه علئ هويتنا المشرقيه التي قامت عليها الكنيسه الكلدانيه منذ نشأتها ، حيث تعتبر نقاط التي طرحت في موضوع حظرتكم نقاط مهمه في تأصيل الاصلي والمحافظه عليه اذ تعتبر هذه المقومات التي ذكرتها( الريازه واللغه والاعمار الكنسي وأزياء الكنسيه والطقوس ... الخ ) من اساسيات التي تتشكل منها الهويه والمحافظه عليها تعني المحافظه علئ الهويه وتأصيلها ، مشكلتنا ما نعانيه  اليوم هي الركض وراء شعارات وعناوين دون المحافظه علئ مضامين هذه العناوين والشعارات ، وبهذا نُكون رابطات ومؤسسات هشه خاليه من أي مضمون او مقوم يمكننا أن نميز أنفسنا من خلالها عن الاخر المختلف عنا في (الهويه) ، نحن كأبناء الكنيسه الكلدانيه المشرقيه  بدأً برأس هرمها المتمثل بغبطة البطريرك علينا أن نخطوا خطوات عمليه صحيحه لنحافظ علئ الهويه المشرقيه للكنيسه تبدأ من الاجزاء التي تتشكل منها هويتنا التي ذكرتها في مقال حظرتكم ومن ثم الدعوة الئ العناوين العريضه المتمثله بالتسميات القوميه والمذهبيه والرابطات التي تخلوا من أي دلاله تدل علئ هذه الاسماء  ، التسمية القوميه ليس لديها اي قيمة تذكر مادامت الهويه المفقوده ، كيف لي ولك ولاخر أن ينعت نفسه كلداني أو مشرقي هو لا يعرف حرف من لغتنا السريانيه التي تعتبر  اللغه الرسميه للكنيسه منذ نشأتها ؟؟! كيف لكاهن ان ينعت نفسه بكاهن كلداني وهو يلبس لباساً لا يعطي اي دلاله لمشرقيته ؟؟! ويقيم صلواته بطقوس غريبه عن طقسه !! ويقدس في كنائس لا تملك أي اساس من أسس كنيسته الكلدانيه المشرقيه !! وهكذا ما الجدوئ من رفع شعارات وعناوين تسمويه دون أي مضمون أو محتوئ يدل علئ هذا الشعار أو هذا الاسم !! علينا أن نمارس ونحافظ علئ هويتنا وبطريقه اليه نكون قد حافظنا علئ اسمنا وشعاراتنا القوميه والتسمويه التي نرفعها ، الدعوئ الئ  المحافظه علئ الاسم هذه ليست ( أصاله ) اطلاقاً وانما هي خطوه لزياده الغلو والتطرف الاعمئ لهذا الاسم دون المحافظه علئ مضمونه ومحتواه، ولكن الدعوئ الئ محافظه علئ الاجزاء ومقومات( اللغه، الطقوس ، والتراث ... الخ )  هذا الاسم هذه هي الاصاله بعينها  ، وان لم نخطوا مثل هكذا خطوات يكون شعار التي رفعته البطريركيه (الاصاله) مجرد شعار لا قيمه له .

مع تقديري لكم وللمشاركين

1106
انا آصف هذا الحال بكلمة واحدة هي : " الصيرورة"
تحياتي

الاستاذ فارس

تحية طيبة

"الصيرورة" معناها التحول من حالة الى حالة ضمن الحالة الو البيئة ذاتها، أي إنطلاقا من أصالة الحالة ذاتها.

ليس هناك "صيرورة" لدى أصحاب "التأوين" او "العصرنة." ما يقومون به هوهدم وإلغاء للحالة التي يجب ان تنطلق من أصالتها.

إنهم يلغون الحالة ويأتون بحالة هجينة هزيلة أخرى تفتقر الى أبسط معايير "الصيرورة"، اي morphing حسب قانون التطور الدارويني.

تحيات


1107
الأخ العزيز والصديق الحميم شوكت توسا المحترم

تحية طيبة وبعد،

استهلالا، عذرا لتأخري في الرد على السؤال المصيري الذي تثيره. والسؤال لا يأتي الا من محب لشعبه، يفديه بحياته ويكرس نفسه له.

وتربط فرضيتين في ردين مختلفين لي. الأولى تخص ارتباطنا الوثيق مع مؤسستنا الكنسية باختلاف المذاهب والتسميات والثانية كون أننا كشعب ومؤسسات كنسية وغيره نخشى مواجهة ما يعيق مسيرتنا لا بل وجودنا الذي صار على كفي عفريت ونتهم كل من يثير هذه العوائق بغية تذكيرنا بخطورتها بالتكرار الممل.

ومن ثم تريدني ان أناقش او ادلو بدلوي حول اننا أيضا نخش مناقشة عزل الدين (الكنيسة) عن السياسة وهذا أيضا عائق كبير نتردد ونخشى مواجهته.
كلامك صحيح لا غبار عليه. كل ما يعيق مسيرتنا وله علاقة مباشرة او غير مباشرة مع المؤسسة الكنسية وارتباطاتها نخشى مواجهته ومناقشته.

ولأننا لا نملك الجراءة في مواجهته نتهم الذين يذكروننا به بأنهم يكررون أنفسهم او أننا نهاجم الكنيسة ذاتها ويصل الأمر بالبعض الى إثارة الشكوك في مسيحيتنا المشرقية أيضا.

ترى أنني حتى الأن أتفق مع رؤيتك في هذا الأمر.

اما مسالة فصل او عزل المؤسسة الكنسية عن حياتنا السياسية او غيرها، فهذا لعمري امر محبب ومرغوب ولكن صعب المنال.

نحن كشعب لم يكن لنا تنظيم سياسي، ثقافي، اجتماعي، اقتصادي، فكري او غيره خارج نطاق او إطار المؤسسة الكنسية الى زمن قريب، أي قبل بضعة عقود.

وحتى اليوم المؤسسة الكنسية بإمكانها ان تعلب دورا بناء او هدّاما في حياتنا.

طوال التاريخ كان دورها هاما لأنها حفظت لنا هويتنا كشعب من خلال سعيها الحثيث ونضالها للحفاظ على لغتنا وطقوسنا وفنونا وكل ما يميزنا كشعب أصيل.

الأحداث التي وقعت في منتصف القرن التاسع عشر وبعده جعلت بعض المؤسسات الكنسية تنحو منخى مذهبيا، أي تضع المذهب والولاء المذهبي، الذي لقسم كبير من شعبنا يعني الولاء للأجنى والدخيل، فوق المصلحة الوطنية أي الهوية التي دافعت عنها واستقتلت في سبيلها كنيسة المشرق طوال وجودها.

واليوم المد المذهبي لفريق كبير من شعبنا هو الطاغي في حين المؤسسة الكنسية التي تقوده ولاؤها للأجنبي والدخيل ثقافة ولغة وفنون وكل ما يشكل هويتنا كشعب.

هذا الفريق مرتبط بالمؤسسة الكنسية مذهبيا وجرى تطويعه الى درجة أنه منح هذه المؤسسة كل عقله وحواسه ويراها ذات تفويض إلهي أسمى بكثير من هويتنا القومية.

ومن هنا من الصعوبة بمكان عزل او فصل الدين عن السياسة في صفوف شعبنا الذي يتعارك ويتخاصم مثل رجالات الدين المنغلقين عقليا حول الألفاظ المذهبية مثلا.

ما أصبو إليه كمرحلة أولى لا بد منها هو حث المؤسسة الكنسية كي تلعب دورها التاريخي في الحفاظ على هويتنا المشرقية من خلال لغتها الكنسية وطقوسها وفنونها وريازتها وأزيائها وآدابها وغيره.

ولكن حتى هذه تلقى مقاومة شديدة كما تلاحظ ووصل الأمر ببعض المتشدقين بمذهبيهم وطائفيتهم وتدينهم المزيف الى اتهامات باطلة وافتراءات وحتى أكاذيب.
وضعنا صعب ولكن المخلص لهذا الشعب من أمثالك عليه العمل والمثابرة حتى الرمق الأخير.

تحياتي


1108
أخي العزيز

انت حر وليوفقك الله وحضرتك مرحب به في أي وقت تمر فيه على كتاباتي. انا شخصيا اناقش الكل طالما كنا ضمن نطاق الكياسة وأخلاف الكتابة.

وتقبل تحياتي

1109
لا أظن بإستطاعة اي واحد منا قراءة الممحي.

كلامي صحيح لأنني قلت "حسب ادعاء الأخ فارس" أي إن كان ادعاءه صحيح حسب قوله ان المطران قتل ولده وثبت ذلك، نعم لعنة الله على القاتل كائن من كان.

الأخ فارس يقول ان المطران هو القاتل ولست انا والرسالة اعتراف ان هناك تعدي على الطفل، تعدي واضح.

ويبدو ان البعض سيقف ضد المعتدي أي شخص كان ولكنه إن كان مطرانا، حسب قول الأخ فارس، فإن هذا رمز ويحق له ذلك.

المدنية الحديثة لا تميز ابدا على اساس المنصب، والدرجة والمذهب والدين واللون والجنس والذي يميز لم يدخل الحضارة والمدنية بعد ....

تحياتي

1110
الأخ العزيز جورج نكارا المحترم

لماذا النرفزة بهذا الشكل وأنت الهادىء في الغالب.

ما علاقة الكنيسة الكلدانية في هذا. الاخ فارس ذكر اسم المطران في مقالته وفي العنوان:"المطران الذي قتل ابنك"ولم يثير ذلك حفيظتك صوب "رموز الكنيسة الكلدانية."

ومن ثم كل مؤمن هو رمز وليس رجل الدين فقط ومنهم الأخ فارس او ابنه.
 
الرسالة التي اتت من المدرسة لا تأتي إلا من أناس ظالمين لأن القضية تخص طفل صغير والمسيح يقول إن لم تصبحوا مثل الأطفال  لن تدخلوا ملكوت السماء وان كل من يصبح حجر عثرة لطفل افضل له أن يرمى في قاع البحر إن كنت أنا وكان المطران او غيره. كلنا رموز وكلنا على صورة الله وكلنا سنقف امامه سواسية.

أنا عبرت عن راي والأمر متروك للأخ فارس بعد ان "قتلوا" ولده حسب قوله وحسب ما أتى في منطوق الرسالة التي ارسلوها جوابا على مقاله.

تحياتي

1111
الأخ العزيز والشماس القدير اوديشو يوخنا المحترم
 مع الاعتذار وطلب السماح من الأخ فارس

قرأت التعقيب هذا. ومع الأسف إنه خطاب متعجرف من أناس متعجرفين لا يعرفون معنى التربية. لو أتى هذا من مسؤول تربوي في السويد، مطرانا او غيره او مدير ، لأحيل الى المحاكم.

هذه ليست تربية وهذه الرسالة لا تأتي من شخص تربوي او شخص له ضمير حي.

الطفل كون وعالم خاص في ذاته ولا يجوز طرد الطفل من المدرسة بحجة أنه مشاكس ابدا.

كنت اراقب الموضوع عن بعد ولم أكن اعرف الحقيقة. الأن عرفت الحقيقة وان هناك حقا "قاتل" لهذا الطفل كائن من كان ويجب ان يحساب.

هذه ليست تربية. هذه عملية انتقام.

حتى في قانون حمورابي، أي قبل حوالي 5000 سنة يشرع أنه لا يجوز معاقبة الولد بجريرة ابيه ولا العبد بجريرة سيده.

المسؤولون في هذ المدرسة من خلال كتابهم هذا يعيشون في عصر الظلمات والعصر الحجري.

كان الله في عون الطفل "القتيل" هذا وكان الله في عون والده المسكين ولعنة الله على "القاتل" كائن من كان وإن كان المطران حسب ادعاء والد الطفل أقول له كيف تحمل الصليب على صدرك وكيف تقدس كل يوم وتقرأ الإنجيل كل يوم.

أقول "قاتل" لأن لا علم له بالتربية ولا بالحس الإنساني ويجب ان يحاسب وبشدة. بيد انني على ثقة انه سيفلت من العدالة لأننا نعيش عصر الغاب والإرتجال ضمن نطاق شعبنا وكنائسه ومؤسساته.

تحياتي

ألحقيقة ...!!!

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=819330.0

1112

ارجو المعذرة لانني قمت بترجمة ((art)) بمعنى ثقافة .. لان هذه الكلمة التي تعني (( الفن )) لها مرادفات عديدة ولا يجوز ترجمة النصوص حرفيا ، بل علينا ترجمة ألافكار وليس الكلمات... وهذا حسب قناعتي المتواضعة.

 لاتقلق يا أخي العزيز. ترجمتك سليمة. كلمة art وجمعها arts تعني الفنون والآداب (وهذه تقع في صلب الثقافة). والفنون والآداب من أرقى ثمار الحضارة الإنسانية لأي شعب. الشعب الذي لا فنون ولا آداب له لا وجود له والشعب الذي يهمشها بلغتها عدو لنفسه قبل غيره، فماذا يكون الأمر لو كان الشخص او المسؤول الذي إئتمنه شعبه على ثقافته هو اول من يحاربها ويحمل معوله لهدمها اين ما حلّ؟ وددت الدخول في هذا التعقيب البسيط وخرقا لعادتي في التعامل مع التعقيبات لأهميته وسأعرج عليه بالتفصيل في حينه بعون الله.

تحياتي

1113
الأخ العزيز عبدالاحد سليمان بولص المحترم

حقا اعجبني تعقيبك في نقطة واحدة فقط اما بقية النقاط فبإمكاننا مناقشتها. النقاش حسب نصائحك الجميلة في أن الكتابة فن وأخلاق هو الطريق الأسلم للتقارب.

اظن أنني نجحت نجاحا باهرا لأنك حسب ظني هذه ربما اول مرة لك تقول صراحة أنني انتقد وأهاجم مؤسسة (دولة الفاتيكان) وليس الكنيسة الكاثوليكية (رسالة سماء). وبالمناسبة كل الكنائس الرسولية ومن ضمنها كنيستنا المشرقية المجيدة كنيسة رسولية كاثوليكية.

إذا نحن امام دولة شأنها شأن أي دولة استعمارية أخرى. لها كل سلبيات الدول الاستعمارية لا بل أبشع منها لأنها تغلف استعمارها للأخرين واضطهادها لهم بغلاف ديني إنجيلي، وهنا الكارثة وهنا يجب ادانتها دون ملل وكلل.

هذه الدولة او المؤسسة كما تسميها (وليس كنيسة) هي اخر قلاع الاستعمار والاستبداد في أوروبا. وهي اخر دولة لها وزارة للاستعمار واظن حضرتك – وهذه شهادة لو كنت مكانك لافتخرت بها كثيرا – كنت اول كاتب تطلق هذه التسمية عليها. هذه الدولة لا تتورع عن القيام بكل ما يعاكس الإنجيل شأنها شأن أي وكالة استخبارات والأدلة على ذلك كثيرة ربما أكثر من ان تحصى في الماضي والحاضر.

وللفيلسوف لورد أكتون قبل 166 سنة، قول ينطبق على كل مؤسسة تحكم الأخرين حكما مطلقا مثل دولة الفاتيكان حيث يقول: "الحكم المطلق يفسد الانسان بشكل مطلق".

وكذلك انني لم اقل انها اقترفت "جرائم إبادة" genocide . انا قلت اقترفت ما يرقى الى جرائم ضد الإنسانية crimes against humanity بحق الكلدان خصوصا والمشرقيين المسيحيين بصورة عامة.  وهناك فرق بين الإثنين. وبمناسبة ذكرك لجرائم الإبادة، نعم دولة الفاتيكان اقترفت جرائم الإبادة بحق شعبنا وكنائسنا إن اخذنا الثقافة في عين الاعتبار. ربما ليس هناك دولة اقترفت جرائم إبادة ثقافية cultural genocide مثل دولة الفاتيكان في الدنيا. والتاريخ شاهد وكنيسة المشرق خير دليل لا سيما الشق الكلداني منها.

وربما قلت في هذا الرد ما لا تريد سماعه او لا يريد الكثير من القراء الكرام سماعه، بيد ان جورج اورول، الذي تقوم بريطانيا الأن وضع تمثال من البرونز له في وسط لندن يقول: "الحرية لا تعني الا الحق في قول ما لا يريد البشر سماعه."

والأن نأتي الى النقاط الخمس المهمة التي أثرتها والتي اتقاطع معك في بعض تفاصيلها:

1.لا دور للمثقفين لدى الكلدان ولا اهتمام لهم بلغتهم وثقافتهم وفنونهم. الثقافة والفنون لدى المؤسسة الكنسية وهذه غادرتها ويبدو دون رجعة مهما زاد وعلا صراخنا. وبدون الثقافة واللغة ليس هناك هوية وقومية حتى لو شكلنا رابطة لها فرع في جزر القمر.

2.أظن أنك تظلم الشمامسة. الشمامسة لا دور لهم في الكنيسة الكلدانية ولا المثقفين ولا العلمانيين. الإكليروس الكلداني يهمش الكل ولا يعترف بوجود الشماس او غيره. والشماس الذي لا ينبطح يرمى خارجا، أي عليه ان يغادر كما غادرنا ويغادر الكثير مثلنا.

3.ليس هناك مصيبة في لغتنا ولا علاقة للغتنا بالأقوام الغابرة التي انقرضت لانقراض لغتها. نحن هذه لغتنا منذ أكثر من 2500 سنة. هل يجوز ان يقول المسيحي الناطق بالسريانية الذي تعرب وأسلم قبل 400 سنة او أقل مثل عائلة الجليلي في الموصل ان اللغة العربية دخيلة عليهم او هناك مصيبة في لغتهم لأنهم قبل أربعة قرون كانوا اثنيا ولغويا قوما اخرون؟ الذي يكتسب ثقافة ولغة الأخرين يصبح واحدا منهم بعد جيل وجيلين فكيف ب 2500 سنة ونيف؟

4.التفنن والزخرفة والبهرجة ليس ما أقصده. هذه اتركها لدولة الفاتيكان التي كانت تفرض صكوك الغفران على الفقراء كي تستعبدهم وتجمع المال منهم لإنفاقه على التماثيل والأيقونات والأبنية ودفع مستحقات فنانين من أمثال مايكل انجلو. ريازة كنيسة المشرق المجيدة لها وظيفة نبوية وربانية وانجيلية وتوراتية (كتاب مقدس) تتماش مع رموز ليتورجيتها المقدسة. أقرب ريازة مشرقية إليك هي الريازة السائدة في كنيسة المطران سرهد جمو رغم اقحام بعض الدخيل فيها. الخشية هي انه بعد غيابه هناك من يحمل معوله لهدم الريازة والطقس والليتورجيا وأين ما حل شغّل معوله في الهدم وهو في طريقه اليكم والله الساتر ...

5.الأزياء تتغير ولكن لا يزدريها ويعيبها أصحابها ابدا كما يحدث لدينا. ومن ثم كل بطاركة المشرق يرتدون زيهم التقليدي كما اتى من أسلافهم عدا بطريرك واحد يزدري به علانية ويعاديه بينما لم يفعل ذلك أي من اسلافه. المعول الذي يحمله اتى على كل شيء تقريبا، ليس اليوم ولكن منذ عقود. أنظر الصور الخاصة بزيارة بطاركة المشرق للنازحين وترى ان الكل ملتزم بأزيائهم التقليدية وأزياء اسلافهم عدا بطريركنا الجليل، حفظه الله.

تحياتي

1114
الأخ العزيز جورج نكارا المحترم

في الحقيقة حاولت جهدي ان أسبر اغوار اسئلتك ولم افلح.

بيد ان طريقة اسئلتك تختلف عن سؤالي اليتيم. انا طرحت سؤالي بعد مقدمة وشرح واف أي ضمن سياق واضح. حضرتك تثير عدة أسئلة ولا معرفة لي بسياقها، اي لماذا وكيف؟

ومن ثم سؤالي اختياري، اي يحق للقارىء التغاضي عنه.

انا شخصيا احاول التعامل بكل ادب وكياسة واحترام واخلاق مع الأخوة الذين يعلقون على مقالاتي في هذا الموقع لأنه موقع يرتاده اابناء وبنات شعبنا ونحن شعب صغير ومسكين وعلى شفا الإنقراض وهذا يتطلب تبادل الإحترام والقبول بيننا كاشخاص وتسميات وكنائس.

وأمل ان لا تشكل عدم مقدرتي في الإجابة عن أسئلتك عذرا لك كي: اولا تتجنب الإجابة عن سؤالي، وثاينا لا تزيدنا معرفة بالإجابة عن اسئلتك التي فشلت في الإجابة عنها.

تحاتي



الدكتور ليون برخو المحترم
في ختام مقالك تقول ( اترك الجواب لكم ).

سأجاوبك لو أجبت على هذه الأسئلة :

لماذا كلمة (خمسة) عدد حروفها اربعة !
بينما كلمة (اربعة) عدد حروفها خمسة !؟


لماذا تكتب كلمة ( مع بعض ) متفرقه !
بينما تكتب كلمة ( متفرقه ) مع بعض !؟


لماذا تكتب (كلمة واحدة) من كلمتين !
بينما تكتب (كلمتين) من كلمة واحدة !؟


تحيات وشكرا

1115
السيد نيسان سمو الهوزي المحترم

نعم لقد قمت بضيافتي وأشكرك على حسن الضيافة. وهذه اول مرة على ما أتذكر تقوم بضيافتي وتحسن الضيافة دون ان تصرخ في وجهي وتطردني من مجلسك (بانورامتك وخربشاتك) شر طردة.

الموضوع لا علاقة له بمقال المقر البطريركي الفخم والذي كتب عنه الأستاذ أنطوان صنا. الموضوع هو الخيار بين الحجر والمرمر والحلّان وبين الهوية. وفيه بعض الاستعارة والرمزية.

اتفق معك انه لم يبق ما نتنازل عنه في جعبتنا في ارض الأجداد ونحن في طريقنا لخسارة الهوية حسب تعريفي لها في المقال بعد خسارة الجغرافيا.

ولكنني اتعارض معك ن اللغة والثقافة اصبحتا من الماضي.

ما أود توصيله في هذا المقال هو ان الوسيلة الوحيدة الباقية لنا والمتاحة لنا أين ما كنا للحفاظ على الوجود هي اللغة والثقافة.

الكنيسة والمكون من شعبنا الذي يحفظ اللغة والثقافة سيعيش مادام حافظا لهما.

الكنيسة والمكون من شعبنا الذي لا يحفظ اللغة والثقافة سينقرض.

ومؤسسة الكنيسة الكلدانية ومعها الكلدان سيكونون في خبر كان بعد أقل من جيل والشكر يعود للسياسات التدميرية الهوجاء – سياسات التأوين والعصرنة – كالتي يقودها البطريرك ساكو حاليا.

هذه السياسات ظهرت للوجود وبقوة قبل حوالي أربعة او خمسة عقود وأخذت ابعادا خطيرة في الداخل والشتات في السنين الثلاث ونيف العجاف الأخيرة.

وكفى خربشة رجاء.

تحياتي

1116
الأخ العزيز زيد ميشو المحترم

لا أظن هناك شيء مكرر. ما تعده مكررا انا أعده ثوابت دامغة من الواقع الإجتماعي التي نتهرب منها لأننا نخشى مواجهتها.

كل شيء نخشى مواجهته او نتهرب منه ومن الإجابة عليه او التعامل معه، نقول أنه مكرر.

المسألة الجوهرية هي مدى صحته؟ إن كان صحيحا فإن تكراره واجب الى ان يتم الأخذ به.

ولهذا يكرر المحامي الفطن المتأكد من مظلومية موكله مئات المرات امام القاضي ذات الحجة إلا ان يتم البرهنة على عكسها وإن لم يتم البرهنة على عكسها يخرج الموكل بريئا شامخا والمحامي فرحا مغتبطا.

الحجة التي لأننا لا نستطيع مواجهتها نقول انها مكررة. وإن كانت مكررة ولكنها صحيحة، ولأنها صحيحة يجب تكرارها حتى تتحقق العدالة.

تحياتي


1117
الأخ العزيز ثائر حيدو المحترم

ردك جميل وربما حتى أجمل من المقال ذاته.

وإن اعدت كتابة هذا المقال، لوضعت ما اتيت به في مقدمته.

فقط لدي ملاحظة بسيطة حول دور المؤسسة الكنسية لدينا.

نحن شعب لا نستطيع فصل أنفسنا عن مؤسستنا الكنسية لأنها كانت ولا زالت الحافظة على الهوية كما اتيت بها وعرفتها في هذا المقال.

عندما تنحرف هذه المؤسسة عن مسار الحفاظ على الهوية لا بل تزدريها وتحاربها فعلا وقولا وعلانية بشكل لم يقم به حتى الأعداء كما يشهد لها تاريخها وحاضرها عندها نحن نكون في آزمة شديدة.

ومع هذا يأتي هذه المؤسسة التي تهدم تراثنا ولغتنا وهويتنا وتفشل في مخاطبة متلقيها من خلال اعلامها الهزيل الكثير من المديح من بعض الذين نصبوا أنفسهم قيامين على مسيحية الأخرين أي وضعوا أنفسهم محل المسيح الديان في الأخرة عندئذ اعلم اننا زائلون كما تفضلت.

وهم يدافعون عن الخطأ ويقولون إنهم يدافعون عن الكنيسة وفي دفاعهم ومع الأسف كذب وغش وافتراء ومع هذا لا يتورعون عن نصب أنفسهم قادة لهذا الشعب المسكين والمؤسسة الكنسية التي تمر في آزمة شديدة وعارمة لم تشهد مثلها في تاريخها.

ومع هذه الأزمة العارمة هناك من يعدد "إنجازاتها" التي لا يمكن ان تعد "إنجازات" ابدا بل إنها فشل واخفاق ذريع في تنفيذ المهام الأساسية الملقاة على عاتقها وما شاهدناه في السنين الثلاث العجاف الأخيرة خير دليل.

أعلم مثلك ان وضعنا صعب للغاية وعلى كفي عفريت ولكنني أرى ان خارطة الطريق التي اتيت بها في المقال هي الخارطة الاسلم إن أردنا البقاء.

تحياتي

1118
سيدي الكريم

تستمر بخربشتك وكلما تخربش (بضم التاء)  تزداد خربشة (بفتح الخاء). إنك حقا لمخربش (بكسر الباء) وتتصور أنك تلحق ضررا بالمخربش (بفتح الباء) ولكنك بخربشاتك هذه المرة زدت خربشة.

ما يحدث في مؤسسة الكنيسة الكلدانية لا سيما في السنين العجاف الأخيرة وأي مؤسسة أخرى ومنها الفاتيكانية او اللاتينية لا علاقة له بالمسيح وإنجيله من قريب او بعيد.

وأنت محق في وصفه والاستهزاء به والسخرية منه لأنه يستحق أولا وثانيا لا فرق بين الصراع الذي يجري في صفوف هذه المؤسسات عن الصراع بين أي مجموعات او دول او مؤسسات تتنافس مع بعضها او تتقاتل او تتصارع على المصالح.

بيد ان خربشتك لم تفلح في التحليل الذي اتيت به. المسألة مسألة سياسية ومسألة تتعلق بالسطوة والسيطرة والجاه وليس مسألة مسيحانية او انجيلية. لهذا فإنها تحتاج الى مخربش (بكسر الباء) يكون ثعلبا مثل محاورك هذ المرة.

المسألة وما فيها يا أخي العزيز ان البطريرك ساكو رفع الرايات البيضاء بيديه وأصابعه العشرة امام وزير المستعمرات الكاردينال ساندري على ان لا يقوم ولو بحركة بسيطة دون موافقته وعلى ان يقدم الطاعة له بطريقة لم يقدمها أي من أسلافه. اتى هذا وبدون ان يكترث البتة في جمهرة الكلدان الذي ساندوه في ما بدا انه مسعى أصيل ولا رجعة عنه للحصول على نوع من الحكم الذاتي للكنيسة الكلدانية.

ولكن ظهر ان المسألة لم تكن حبا بالكلدان وكنيستهم وهويتهم ولغتهم وطقوسهم. المسالة كانت تحدي مع غريم له وهو المطران جمو ونهجه الذي بعد نجاحاته وبواسطة وزير المستعمرات ذاته رمى كل قرارات البطريرك ساكو في سلة المهملات وأحجم دوره وقص جناحاته.

رفع البطريرك ساكو الرايات البيضاء كان ثمنه بسيط بالنسبة لوزير المستعمرات، لقبه كاردينال ولكن هو السياسي والثعلب وليس ليون برخو كما تقول في مقالك.

طلب الكاردينال من المطران جمو رفع الرايات البيضاء للبطريرك ساكو.

وظهر ان المطران جمو صاحب كرامة وغيرة على كنيسته المشرقية الكلدانية لا سيما لغتها ورموزها وأزيائها وطقوسها وريازتها.

 رفض المطران جمو الانصياع للبطريرك ساكو لأنه وكما انا أصفه عدو لدود في الكنيسة الكلدانية (وتاريخه وممارسته وأعماله وأقوله شاهد على ذلك) لكل ما يمثل الكنيسة الكلدانية كهوية، الهوية التي رأيت - ومع الأسف مؤخرا - ان المطران سرهد جمو يقترب في تفسيره لها مع التفسير الذي لدي.

ليس هناك منتصر ابدا، بل كلنا إنهزمنا هزيمة نكراء مع رفع الرايات البيضاء لسحق مطران أخر كان قد رفع الريات البيضاء للكردينال، وزير المستعمرات ذاته، شريطة منحه بعض الإستقلال الطقسي من حيث الثقافة واللغة والليتورجيا والهوية... البطريرك ساكو رفع الرايات البيضاء باقصى ما يستطيع وهذا ما أراده وزير المستعمرات. المطران جمو رفض رفضا قاطعا الاستكانة والقبول بحملة البطريرك ساكو ضد التراث واللغة والطقوس –الحملة التي يسميها التأوين وهي أقرب الى الهدم والخراب منها الى التأوين.

والقس نوئيل موقفه ثابت لا يتزعزع حول الهوية واللغة والطقوس وكان الساعد الأيمن للمطران وهو عكس الأخرين ظل امينا لقسمه بالله والإنجيل على عدم التخلي عن مطرانه، فكان الاتفاق على ازاحته أيضا مقابل رفع الرايات البيضاء من قبل البطريرك ساكو.

هل يخطر ببالك سيناريو جهنمي مثل هذا؟ يرفعون الرايات البيضاء ويتخلون عن استقلاليتهم وكل مناصريهم في العراء ويتنازلون حتى دون استشاراتهم فقط للإيقاع بغريمهم والذي يعارضهم وهو كلداني مثلهم ومنهم وإليهم؟. المهزوم في كل هذا هم الكلدان ومؤسستهم الكنسية وسبب الهزيمة جلي ولكن ...

وبقي شيء اخر لم تثيره وهو ماذا حلّ بأصحاب المطران جمو الذين اقسموا اغلظ الإيمان وعلى الإنجيل أنهم لن يتخلوا عنه ابدا، وبعضهم يملأ هذا المنتدى ضجيجا في دفاعه عن البطريرك ساكو وكأنه قد أقسم على الإنجيل امامه وليس امام المطران جمو؟

ماذا تقول في هؤلاء الذين حلفوا باسم الله بالباطل؟ كيف يصدقهم الناس؟ وكيف يصدقهم البطريرك؟

نعم أرفع القبعة للمطران جمو وأرفع القبعة للقس نوئيل لأنهما صاحبا كرامة وموقف وغيرة. لم يقبلا التنازل للذي يحمل بيده معولا ويهدم هويتنا وطقسنا ولغتنا وثقافتا ويتخذ من مركزه وإعلامه وسيلة للهجوم على أقدس ما نملكه والتورط في هفوات ومطبات وصراعات وسباقات إعلامية عقيمة جعلته ومؤسسته حديث الكل وأغلب الحديث يأخذ منحى سلبيا.


هل كان للمطران جموا اخطأ؟ نعم كانت له اخطأ مميتة وفي مسيرته وتشبثه برأيه لم يختلف كثيرا عن غريمه البطريرك.

المرة القادمة حاول ان تخربش بطريقة أحسن، رجاء.

تحياتي


1119
الأخ العزيز ظار شانو المحترم
 
أفضل بحث علمي وأكاديمي هو الذي يفسر الواقع الإجتماعي لنا، أي يسلط الضوء على ما لم نعرفه ولم يكن معلوما لدينا او اننا كنا نتصور انه صحيح وتحصيل حاصل وظهر انه غير ذلك.

شخصيا لن اعلق على مقال الزميل سيزار الذي ومع الاسف اتخذه بعض الأخوة مطيّة وحجة للمديح والمجاملة دون وجه حق، أي يصفقون للخطأ الكبير والأزمة العارمة التي تمر بها مؤسسة الكنيسة الكلدانية والتي ازدات شدة وخطورة في السنين العجاف الثلاث الأخيرة.

بيد انني اقول شكرا لك لأن الطريقة التي تعالج بها هذه البيانات والتصريحات الاعلامية الهزيلة لغة ومعنى وفحوى وخطابا - والتي يجب ان لا تأتي من شخص عادي فكيف بمؤسسة بحجم المؤسسة التي تناقشها - لها فوائد جمة.

الطريقة التي تعالج فيها الأمور تسلط الضوء على الواقع الإجتماعي وهزالته ومساوئه وأزمته الكبيرة التي يريد البعض اخفائها بالغربال.

ما تقوم به يقوم به الباحث الجامعي ايضا لأن جلّ ما يرغب فيه الباحث هو اماطة اللثام عن الواقع الإجتماعي حتى وإن اثار ذلك غضب بعض الناس.

نصيحتي لك - وهذا من اخ الى اخ - ان تستمر فيما تقوم به.

إنك تسدي خدمة كبيرة لشعبك وكنيستك ولولاه لما اكتشفنا هزالة الواقع الأجتماعي الذي نحن فيه ولما تمكنا مناقشته بهذا الصورة.

تحياتي

1120
هويتنا المشرقية المسيحية المتمثلة في ثقافتنا وفنونا وليتورجيتنا ولغتنا وريازتنا وأزيائنا وتقاليدنا ورموزنا اهم بكثير من المرمر والحلّان والأبنية الشامخة
ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

أثار المقر الضخم لبطريركية بابل للكلدان الكثير من الشجون.

ولن ادلو بدلوي في هذا الشأن، ولكن النقاشات ذكرتني بما كان يحدث في العراق منذ السبعينيات من القرن الماضي واستمر في فترة الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) وفي فترة الحصار (1990-2003) ومن ثم بعد الغزو الأمريكي وحتى يومنا هذا.

وكلنا نتذكر كيف صار الحلّان والمرمر والبناء الشامخ للكنائس (مثلا في الموصل وغيرها) هدفا وغاية في حّد ذاته.

ونتذكر كيف كان الكثير من القسس والمطارنة ومسؤولي الخورنات يتلقون أموالا طائلة من الدولة في عهد صدام حسين الذي كان ينفق بسخاء على الأبنية الدينية. الطاغية كان يعرف ان كسب قلوب رجال الدين – من كل الأديان والمذاهب – امر أساسي وركن مهم لتثبيت وبسط سيطرته.

ولا أريد ان اذكر أسماء رجال الدين او الأبنية من الكنائس والأديرة التي كانت تنهمر عليها المكرمات او التي كانت تذكر محاسن صاحب المكرمة او تتودد اليه.

وبينما كان رجال الدين منهمكين في اعمال البناء والعمران التي اغلبها لم يكن هناك منفعة وظيفية لها على الإطلاق، كان الشعب المسيحي المشرقي بكلدانه وسريانه وأشورييه يعاني الأمرين من الحرب العراقية الإيرانية العبثية والمدمرة والحصار الظالم الخانق الذي من جرائه انتهكت كرامة الإنسان وقيمته كبشر.

والهوس بالعمران والأشغال والبناء استمر بعد الحصار – أي بعد الغزو الأمريكي. لا بل صار الحلّان والمرمر والأبنية الفخمة ربما الهمّ الوحيد للمؤسسة الكنسية.

وفي كل هذا الإنفاق والبذخ غير المبرر – أنظر كيف تركنا كل الأبنية مع حلّانها ومرمرها وفخامتها وهربنا بجلدنا – لم يكترث رجال الدين (المؤسسة الكنسية) البتة بتنمية الإنسان المسيحي المشرقي من خلال الحفاظ على هويته المسيحية المشرقية المتمثلة أولا وأخرا بلغته السريانية المقدسة وثقافتها وطقوسها وريازتها وأزيائها وليتورجيتها وآدابها الكنسية وشعرها وفنونها الكنسية.

بنوا كل هذه الصروح الشاهقة ولم يفتحوا صفا واحدا لتعليم لغتنا الكنسية والحفاظ على إرثنا الكنسي بفنونه وثقافته وطقوسة وليتورجيته وريازته وآدابه وشعره وازيائه.

هل نحن حقا بحاجة الى المرمر والحلّان والحجر اما بحاجة الى الصفوف والمدارس والتعليم والثقافة والعمل لإحياء ما تكتنزه لنا كنيستنا المشرقية المجيدة من كنوز لا تثمن ودونها لا وجود لنا كأمة وشعب وهوية وكنيسة مشرقية أصيلة؟

كنيسة المشرق المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة لم تكن يوما ما تتباهى بالحلّان والمرمر والحجر.

كنيسة المشرق المجيدة كانت منارة ثقافية وطقسية ولغوية وليتورجية بفنونها وريازتها وطقوسها وتقاليدها وأزيائها الكنيسة وفلسفتها وفكرها النير وحوذرتها المقدسة.

رغم الاضطهاد المروّع الذي عانت منه في اغلب فترات تاريخها، لم تتخل هذه الكنيسة المقدسة عن الثقافة والعلم والفنون بصيغتها المشرقية المسيحية النقية ولم تتخل ابدا عن لغتها السريانية المقدسة بفنونها وليتورجيتها وريازتها وأزيائها وغيره.

وأين ما حلّت في اصقاع الدنيا من الهند الى الصين ومن مصر الى منغوليا وغيرها من الأمصار التي أوصلت البشارة والمسرة اليها، اخذت معها ثقافتها ولغتها المقدسة مع ريازتها وأزيائها وطقوسها وليتورجيها وشعرها وفنونها.

الثقافة التي بشرت من خلالها كانت اهم بكثير من الحجر.

التعليم ومن ثم التعليم ومن ثم التعليم كان جوهر رسالة هذه الكنيسة المقدسة الرسولية. كل كاهن فيها وكل مطران فيها كان له صف ومدرسة وتلاميذ يتلقون علوم وثقافة ولاهوت كنيستهم المشرقية المجيدة بلغتها الساحرة.

كل مبشر وكاهن وخورأسقف واسقف ومطرابوليط وبطريرك فيها كان مدرسة متنقلة.

وبهذا حافظت على تراثها وثقافتها ولغتها وشعرها وآدابها ومشرقيتها المسيحية الأصيلة قبل ان يتهافت القائمون على شؤونها في العصر الحديث على الحلّان والمرمر وعلى كل دخيل وأجنبي من لغة وطقوس وريازة وأزياء وغيره الى درجة اخذت تخسر وتفقد الكثير من أصالتها وخصوصيتها وكأنها غريبة على تاريخها وهويتها المشرقية الأصيلة.

اليوم نحن لسنا بحاجة الى الحلّان والمرمر والحجر. نحن بحاجة الى الثقافة واللغة والليتورجيا والطقوس والريازة والأزياء التي تحفظ لنا هويتا ومشرقيتنا المسيحية الأصيلة.

نحن بحاجة الى صفوف ومدارس في كل خورنة او كنيسة او تجمّع لنا في الداخل والشتات لتدريس وتعليم لغتنا وطقوسنا وثقافتنا المشرقية المسيحية التي من خلالها حافظ اجدادنا على مسيحيتهم وهويتهم المشرقية والتي دونها نحن لها خاسرون لا محالة.

المسيحية كبشارة ومسرة ليست مرتبطة بجغرافيا وابنية وأمكنة. إنها مسكونية التوجه.

نحن الذين في الشتات مسيحيون ولا يجوز القول ان الذي في الداخل أفضل او اقل مسيحية من الذي في الخارج او العكس.

ما ينقصنا وما يشكل خطرا كبيرا علينا هو فقدان هويتنا المشرقية كما وضحتها أعلاه إن كنا في الداخل ام الشتات او في السهل ام في اعلى الجبال او في الصحراء ام في غابات الشمال او في المدينة ام الريف او في بلد النهرين ام بلد العم سام.

الحجر والحلّان والمرمر والأبنية الشاهقة ليست مؤشرا للنجاح وليست رمزا للحفاظ على الهوية المشرقية الأصيلة لكنيستنا المشرقية المجيدة.

مشرقيتا المسيحية (هويتنا) سنخسرها اين ما كنا في اللحظة التي نتخلى او نزدري او نهين او نهمش لغتنا وطقسنا وليتورجيتنا وثقافتنا وطقوسنا وأزيائنا وآدابنا وشعرنا وفنونا.

لو كان لدينا عمارات دبي الشاهقة وناطحات السحاب في منهاتن في نيويورك وأبراج سنغافورة وخسرنا مشرقيتنا المسيحية بهويتها وثقافتها كما وضحتها أعلاه، فإننا زائلون لا محال ولن يفدنا الحجر والحلّان والمرمر ابدا.

الأمة – أي امة – تموت فقط عندما تخسر ثقافتها ولغتها وطقوسها وريازتها وأزيائها ورموزها وفنونها وآدابها وشعرها.

اين نضع أنفسنا نحن الأن؟ هل في قائمة الحجر والحلّان والمرمر ام في قائمة اصحاب اللغة والثقافة والفنون والطقوس والريازة والأزياء والشعر والآداب التي في مجملها تتشكل منها مقومات هوية وشخصية أي امة وكنيسة في الدنيا؟

اترك الجواب لكم.

1121
أخي العزيز سامي

ليسى هناك حاجة لذلك وليس هناك وجه مقارنة.

مع الأسف - ومع كل احترامي للسيد نيسان - تجعل مستوى شخصية بقامة بطريرك كنيسة المشرق الكلدانية بمستوى كاتب في المنتديات. يا لبؤس الوضع الذي وصلنا إليه!

هناك خلل كبير جدا في طريقة تعامل البطريرك مع الإعلام. هناك هوس في الإعلام غير مقبول وغير مبرر ولا داعي للمقارنة.

على حامل هذا المنصب الرفيع ان يترفع عن المهاترات الإعلامية هذه لقدسية منصبه ومكانته.

كل ظهو له في الإعلام تقريبا يعد كارثة. وانا اتحدث كمختص وأستاذ في هذا الحقل ليس في عينيك ولكن في أقل تقدير في عيني الأكاديمية السويدية.

بدلا من ان تنصح البطريرك ان يترفع عن هذه الأمور احتراما لمنصبه وكنيسته العريقة التي يقودها وأن يكف عن مهاجمة وتهميش تراثها ولغتها وطقوسها وريازتها وازيائها تحثه على الولوج في الخطأ.

ولماذا اجري مقارنة؟ هاك أخر مقابلة كارثية له في القناة التلفزيونية الأكثر مشاهدة في العراق؟ هل هكذا يكون بطريرك الكلدان؟ ولماذا يسمح لمذيع مغمور ان يتلاعب به بهذه الشكل ويقحمه في أمور بيتية خاصة بنا كشعب وكنيسة؟ وأنظر المعلومات الخاطئة التي يقدمها حتى حول الاحصاءات التي ربما يعرفها رجل عادي:

https://www.youtube.com/watch?v=HhhWFSE5W6Y

أخي العزيز الوقوف مع الخطأ هو الخطيئة.

تحياتي


الدكتور برخو المحترم

إعطِ مقالة السيد نيسان الهوزي هذه، ومقالة قداسة البطريرك ساكو التي أشرتَ اليها، الى أحد أصدقائك من الأكاديميين المحترفين ثقافةً ليقارن بينهما، حينذاكَ  ستصدُمكَ الحقيقة. تقبّل تحياتي ...

سامي ديشو - استراليا

1122
ا
الدكتور برخو يضع مقالة قداسة البطريرك ساكو ، اذ جهّزنا بالرابط، أسوأ بكثير من هذه المقالة للسيد نيسان الهوزي. بهذه المقارنة، وضع الدكتور برخو شهادته الأكاديمية في مهب الريح. الشهادة ليست بحاملها شيئا، بل بعطاء حاملها ثماراً.


الأخ سامي المحترم

لن أعلق على ما اتيت به حول حول شهاداتي الأكاديمية رغم انك أقحمتني في تعليقك ولم أكن انا المقصود في استهلالك له. هذا رأيك ولكن الشهادة الأكاديمية لها معايير أكاديمية ومنها الحق في الإنتماء الى الهيئات التدريسة الجامعية ومنح شهادات جامعية منها الماجستير والدكتوراة. والحمد لله وفي السويد، الذي هو أرقى بلد في العالم طرا... والباقي اتركه للقارىء.

ولكن إذا كان شخص يدعي الأكاديمية ولا سيما ضمن حقل العلوم الإجتماعية ولا يميز بين الليبرالية liberalism والعلمانية secularism وأمور وأخطأ أخرى لا يقترفها من يسعى للعلمية والموضوعية و لاسيما لقيادة مؤسسة كنسية بحجم الكنيسة الكلدانية في ذات الرابط الذي تذكره، إذا هذا هو الشخص الذي تنطبق عليه مقولتك قبل غيره ..

قياس الأكاديمية والعلمية والرصانة والموضوعية والنزاهة ليس بالالقاب والدرجات الدينية ابدا.

وتقبل تحياتي

1123
السيد نيسان سامو المحترم

هناك غموض وتشويش وعدم الدقة في المقال او التصريح الذي أنت في صدده. هذا اضافة الى ما اتيت به من نقاط وشرح ونقد يثنى عليه.

كالعادة، التصريح - الذي يأتي ضمن سلسلة من التصريحات والبيانات التي في رأي لا داعي لها وتؤدي عكس مرادها - يفتقر الى التناسق والتساوق والتماسك.

وكلما كثرت تصريحات البطريكية وبياناتها زادت في طينها بلّة. ورغم ان الكثير من محبيها ومناصريها اشروا الى ذلك علانية، لكن يبدو ان المسألة وصلت حذّ الإدمان.

والتصريح هذا يظهر ان كاتبه وكأنه لا يعيش عالم اليوم ولا علم له بالطريقة التي تعمل فيها المؤسسات لا سيما المؤسسات الكنسية (الدينية).

ومن هنا نرى انه تصور - وهذا غير صحيح - ان الليبرالية هي العلمانية وربطها بالذين لا يؤمنون (ليس عما يعرف عن العلمانية بالليبيرالية أو الأشخاص الذين لا يؤمنون وهم احرار).

في الكنيسة الكاثوليكية هناك كثير من الليبراليين الذي يحملون مواقف وأفكار ليبرالية ويصرحون علانية انهم ضد الكثير من المفاهيم الدوغماتية للكنيسة الكاثوليكية ومنها على سبيل المثال لا الحصر مسألة العصمة (أي عصمة البابا).

وهناك تيار قوي في الكنيسة الكاثوليكية وانا منتم إليه وهذا فخر يدعو صراحة الى عودة الأمور من حيث المفاهيم والمواقف وكل شيء الى ما قبل سنة 1000 بعد الميلاد كي لا تكون هناك سيادة او سمو لمذهب او كرسي على أخر وتصبح خدمة الاسرار موحدة واحدة ومعها قانون الإيمان.

وانا شخصيا - بخصوص تعلق الأمر بنا - ادعو الى العودة بالنسبة لكنيسة المشرق الكلدانية ليس الى ما قبل عام 1000 بعد الميلاد بل قبل عام 1850 بعد الميلاد ومع ذلك يتصور البعض وكأننا زغنا عن مسيحيتنا وكثلكتنا.

كل هذه المواقف المتعارضة والمتباينة تأويها الكنيسة الكاثوليكية في الغرب اليوم وتناقش اصحابها ولم يحدث ان هاجمت علانية او من خلال وسائل االإعلام أي من منتقديها لا بل تحاورهم بكل محبة وتتفهم مواقفهم.

قارنوا هذا الموقف مع السيل من التهم التي تأتي من البطريركية ضمن مسلسل تصريحاتها وبياناتها التي تزيد من تهميش مكانتها وتقلل من قدرها وشأنها.

وأتفق مع الكاتب ان المؤسسة الكنسية عليها اولا وأخرا ان تدين وتعاتب نفسها للوضع المزري الذي تجد نفسها فيه.

وفي هذا التصريح كما التصاريح الأخرى سردية خشنة غير مقبولة لا تليق بالمقام. أنظر مثلا (جماعة لا تُريد ان تأخذ مكان البابا أو البطريرك او الاسقف أو الكاهن، جماعة تقف الى جانبهم في الخدمة والتعاضد وليس أمامهم.)

من هو الليبرالي او العلماني الذي يريد ان يصبح مكان البابا او البطريرك؟ ولماذا إقحام اسم "البابا" في الوضع البائس الذي تجد مؤسسة الكنيسة الكلدانية نفسها فيه والذي زاد بؤسا وتهميشا في السنين الثلاث العجاف الأخيرة؟

ومن ثم هل يقبل البطريرك او الأسقف او الكاهن في مؤسسة الكنيسة الكلدانية ان يقف اي شخص الى جانبهم؟ إنهم لا يقبلون اي شخص حتى ان يقف وراءهم إن لم يزمر كما يريدون وكما يرغبون. هم القادة وهم الرعية وهم كل شيء وهم يتحملون تبعات ووزر ما نحن عليه.

تحياتي


1124
الأخ حنا شمعون المحترم

ارجو ان لا تعدّ ردي هذا تطفلا. من وجهة نظري - وانا احترم وجهة نظرك - ارى ان الأمر ليس كما تأتي به.

فمثلا، من أين استقى الأخوة معلوماتهم ان كلمة "الخربشة" ليست عربية؟ وهل كلفوا أنفسهم عناء البحث عنها في معجم، مثلا؟

والكاتب هذا هو من أشد الناس اننتقادا لي وهجوما علي ويمسح بي الأرض في بعض مقالاته، ولكن من حقي ان اعبر عن رأي في كتاباته كما من حقك ان تعبر عن رأيك ايضا.

ومن ثم انا شخصيا قرأت له مقالات دسمة في "الحوار المتمدن" الذي يكتب فيه كبار المفكرين والأدباء بالعربية.

وهو واحد من ابناء شعبنا يحمل فكرا مختلفا بيد انني لم الحظ انه تجاوز حدود الكياسة وأخلاق الكتابة او نزل الى مستوى الشخصنة والمباشرة.

ولا اعلم إن كنت تعترف بالرأي الأكاديمي ولكنني اقول وبصراحة متناهية ان هذا المقال افضل وأسمى وأكثر تعبيرا وتناساقا وتساوقا وتماسكا من المقال في الرابط ادناه الذي اراه سطحيا ضحلا، لا فكرة مركزية له ولا تساوق بين فقراته وفيه من العبارات الخشنة لا بل غير مقبولة وسرديته سردية عفا عليها الزمان وشرب وغير ذات صلة بالموضوغ الرئيسي  إن كان هناك موضوع رئيسي اساسا. إنها سردية مشوشة جدا ولا أريد الإسترسال لأنني إن حللتها لأظهرت الدرك الذي وصلنا إليه. هل بإمكاننا ان نستخدم عبارات بحق كاتبها مثل تلك التي استخدمتها بحق الكاتب هذا؟

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,816203.0.html

انا شخصيا - وأتكلم عن نفسي - استوعبت واستفدت من مقال السيد نيسان أكثر من الرابط اعلاه. وهذا رأي وانا احترم رأيك وتقبل تحياتي


1125
السيد نيسان سامو المحترم

شخصيا تدخلت واتيت بالمصدر لأن الأخ شوكت طلب ذلك وحسب وليس من اجل الدخول في نقاش.

ومن ثم تقول ان ما قاله البابا كان معروفا لديك ولدى الأخرين منذ امد بعيد؟ هذا صحيح لأن هناك الكثير لا يؤمن اساسا ان هناك حياة بعد الموت او ان هناك جنة او ملكوت السماء.

ولكن الأديان كل الأديان والمذاهب ضمن الدين الواحد تحتكر الجنة او ملكوت السماء لنفسها وإن قلنا ليس هناك ملكوت المساء - كما اتى في تععقيبك - او ان ملكوت السماء - إن وجدت - هي متوافرة للكل على حد سواء طالما كانوا اناسا صالحين نكون بذلك هدمنا الأديان والمذاهب وقلبنا المؤسسات الدينية والمذهبية ورجالاتها؟؟؟ على رأسها.

اساس المؤسسات الدينية والمذهبية هو انها هي الحق او تمثل نبيها او كتابه بشكل صحيح والباقي ليس كذلك وعلى الأخرين تقديم ولاء الطاعة لها وتغير ثقافتهم اي قتل أنفسهم او انها ستقتلهم كي يصبحوا مثلها.

ومن هنا فإن الأديان والمذاهب وأصاحبها ورؤسائها يرون في انفسهم ودينهم  ومذهبهم انه الأسمى والأصح. وهذه شر البلاء الذي تعاني منه البشرية، اي بدلا من ان يكون الدين والمذهب نعمة يتحول الى نقمة لأنه يلغي الأخر ولا يقبل ان يكون مساويا له. ولهذا كان لقول البابا وقع كبير لأنه اتى حسب المحللين ضمن سلسلة التنازل للفاتيكان امام لوبيات الضغط وهذه المرة اللوبي الإلحادي او العلماني (اللاديني).

وهذا ما حدى بكثير من المفكرين والفلاسفة الى الغاء وجود "الله" والنظرة الى الدين والمذاهب و"رجالاتها" نظرة سلبية والهجوم عليها بحدة (اظر "رجالاتها" أي ذكوريتها، اي حتى اليوم ونحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين لا تعترف بمساواة الرجل والمرأة ولا تسمح للمرأة ان تتبوأ أي منصب في الهرم الديني او المذهبي - هذا عدا المؤسسات اللوثرية) .

ولن انقل لك أي استشهاد او اقتباس او إسم أي فيلسوف او مفكر يحمل هذه النظرة لأنني أرى انك "فطحل" في هذه الأمور ههههههههه هذه "خربشة" جديدة.

تحياتي

1126
العزيز شوكت توسا المحترم

وأستميح كاتب المقال عذرا وأشكره على رده وخلقه وكياسته.

بابا روما لم يقل بل أكد ان اللاديني أي الملحد سيحصل على ملكوت السماء التي وعد بها الإنجيل.

أنقله هنا واود تذكير الأخوة الذين يختزلون المسيحية بشخصهم او رجالاتهم او كراسيهم وصاروا بتعصبهم والغشاوة السميكة على عيونهم سبب من اسباب البلاء الذي نحن فيه:


Pope Francis assures atheists: You don’t have to believe in God to go to heaven

http://www.independent.co.uk/news/world/europe/pope-francis-assures-atheists-you-don-t-have-to-believe-in-god-to-go-to-heaven-8810062.html

تحياتي


1127
أخي العزيز يوحنا بيداويد

لا علاقة للمسيحية والإنجيل بما ما أكتبه وما تكتبه. ولكن حضرتك تتكىء دائما على أيات من الإنجيل وتمدها وتمطها لأجل غاياتك الشخصية ومواقفك.

وتتكيء على الإفتراء ومع الأسف على الكذب من خلال تقويلك لي انني القائل: "وان الناس يطبقون هذه الاقوال (اقولا المسيح) هم سراق". الا تخاف الله والا تخشى من الإنجيل الذي تستشهد به؟

ومن ثم أنظر الإفتراء هنا والكذب الذي تلصقه بي دون خشية من الله والإنجيل الذي تقتبس منه والمسيحية التي تختزلها بشخصك. أين قلت هذا: "ان بابا روما حاشا عنه أكبر لص في عالم". هل وصل الأمر بك الى الانتحال واللصوصية شأنك شأن مرشدك الروحي.

كل ما كتبته في تعليقك الأخير هراء في هراء.

وتثير امور لا علاقة لها بالنقاش ابدا. وتحاول احتكار المعرفة والمسيحية لنفسك: "نحن نحب مسيحتينا" أي هناك مسيحية على حجمك هي التي تحبها وغيرها ليس مسيحية؟

وأنظر كيف تقفز على الحقائق التاريخية وتخشى لغايات مذهبية وطائفية بحتة ان تذكر مجرد ذكر ما وقع وتقول ان المبشرين أقنعوا ابناء كنيسة المشرق بالدخول في الكثلكة.

يا رجل ما هذا الهراء؟ ومن أين اتيت بهذه المعلومة وهل هتاك قارىء مستقل وموضوعي لنتف من التاريخ ينكر تطبيق محاكم التفتيش على الكلدان وثورتهم المباركة؟

ولماذا لم يبشر ابناء كنائس المشرق بين صفوف اللاتين ويؤسسوا بطركيات مستقلة تابعة لهم في الغرب مثلا.

ولماذا لم يقنعوا المسلمين كي يصبحوا مسيحيين؟ هل يجوز أن يبشر مسيحي مسيحي أخر ووصل الأمر الى درجة ان بعض الطوائف المسيحية المشرقية مثل الأقباط وغيرهم اليوم تخشى المبشرين الغربية الفاتيكانيين والإنجيلين أكثر من خشيتها من المسلمين؟ هذا تسميه أقناع وأنت تعتبر نفسك تفهم وتكتب في الفكر والفلسفة؟

وما هو هذا الفكر الضحل المبني على الرمل الذي يخشى ويخاف ويحذر من مقالات ليون برخو في منتدى مثل هذا او جريدة عربية او إنكليزية ومن ثم تقتبس من الإنجيل لا بل تنتف النص وتصرخ ان ابواب الجحيم لا تقوى على مسيحيتك الخاصة بك والتي تمت خياطتها على مقاسك؟

ابواب الجحيم لن تقوى على الإنجيل والمسرة والبشارة وممارستها وليس على الولاء لهذا الرجل او ذاك.

ولم تشغل عقلك وتسأل لماذا يكون بطركنا الحالي الوحيد بين البطاركة المشرقيين الذي يهاجم الطقس واللغة والليتورجيا والأزياء والريازة ويزدريها علانية ويلغيها اين ما حلّ؟

كلما اثير نقطة تأتي وتلقي موعظة وتطبقها على رأسي وتنسى نفسك؟

نعم، الجدال والنقاش مع الذي يرى انه يملك الحقيقة استنادا الى نصوص يمطها ويمدها لغاياته وحسب لن يؤدي الى نتيجة.

لم اتوقع ان تتهم الأخرين بأنهم لا يفهموا بلأنجيل وانهم ناقصوا العقل من خلال الإنتقاص من مسيحيتهم.

حاشى ان امس مسيحية او دين اومذهب اي شخص.

أنا اتحدث عن وقائع وأحداث متعددة وأستشهد بها من خلال الإستشهاد بالتاريخ. أنت تاتي بالعموميات.

اتيت لك بعشرات الشواهد عن مواقف معادية للطقس واللغة والريازة والأزياء والفنون وكل ما يشكل الهوية والخصوصية لأي كنيسة وأمة للشخص الذي نحن بصدده وللمؤسسة التي نحن بصددها. لم تكلف نفسك عناء مناقشة أي منها وغيرت مسار الموضوع وجعلت من نفسك واعظا وخبيرا في الإنجيل والأمور الكنسية.

ومن ثم ماذا تعني عندما تقول "رجال الكنيسة"؟ كلنا المسيحيين رجالا ونساء نشكل الكنيسة والكنيسة ليست ملك رجل او رجلين؟

هذا نقاش حر بيننا ولكنني اراك متنرفزا غاضبا لأنني لست مثلك ولا أفكر مثلك ولا أقرا مثلك.

الأخوة والمسيحية تعني ان أقبلك كما أنت وان تقبلني كما انا ولا اتحكم فيك وفي ثقافتك وحتى الفاظك واحتل مناطقك واسلب حريتك وأسيطر على ادارتك وتنظيماتك وأضع نفس وثقافتي وجماعتي في مرتبة اسمى من ثقافتك؟

انت تقول علي ان أكون كما تريد انت وكما يريد رجال الكنيسة - أي ان اتوقف عن تشغيل عقلي، أكبر نعمة منحها الله لي.

اي تريد ان تسلبني حريتي في التفكير. وهذا ما لم ولن أقبل به ابدا.

وتبقى اخا عزيزا وكنت اتمنى ان تترفع على الإختلافات في الفكر والمواقف وهذه هي سمة من سمات الفلسفة التي تقول انك تقرأها ومن سمات المدنية والحضارة الحديثة حيث يختلف الناس فكريا في النقاش ولكنهم يبقون اصدقاء وزملاء.

اترك الأمر لك ولكنني لا اتخذ موقف منك كشخص وصديق ابدا للإختلاف الفكري بيننا.

تحياتي


1128
عزيزي يوحنا بيداويد

كف عن جعل نفسك قياما وديانا على مسيحية الأخرين. لا دخّل للمسيحية ورسالة المسرة والإنجيل بما نكتبه وما تكتبه.

تذكرني - وأسمح لي - بالمبشرين الفاتيكانيين الذي كانو يدينون المسيحيين المشرقيين المختلفين عنهم بالهرطقة ويقولون  لهم أنتم لستم مسيحيين ولم يتم تعميذكم ولا اجدادكم ولا اولادكم إن لم تفعلوا مثلنا وتطيعوننا.

يا أخي العزيز كف عن إدانة الأخرين بسميحيتهم. حتى البابا فرنسيسي بعظمته عندما سألوه عن مثليي الجنس الذين تدينهم ايات صريحة في الكتاب المقدس والعهد الجديد قال: "من أنا كي ادينهم." وتاتي انت وتدينني في مسيحيتي. من أنت يا أخي؟

أخرج المسيحية من هذا ولا تجعل من نفسك حامل مفاتيح الجنة وملكوت السماء. في المسيحية كل شخص يدين نفسه.

شغّل عقلك ولو لمرة واحدة لأنك لم تفعل ذلك منذ ان كتبت مقالك الذي ليس فيه نقطة واحدة سليمة تاريخيا وفكريا  غير ادانة الأخرين وترديد الشعارات مثل تعقيبك اعلاه.

بإمكانك الرد بهدوء والبقاء ضمن سياق الموضوع ونقده بذكر ما يناقضه وأتيان الأسباب. اما رفع الشعارت الرنانة والطنانة لا يسمعها إلا صاحبها.

وكف ايضا عن الإقتباس من النصوص المقدسة وجرها ومطها ومدها على قياس قامتك رجاء. كل واحد منا بإستطاعته القيام بذلك.

وانا لاعلاقة لي مع الأخ فارس ولا أعرفه ولم التق به ولكن للأمانة كتاباته ومحواراته أكثر رصانة وأكثر علمية وموضوعية وفيها من الكياسة وأخلاف الكتابة والسمو  أكثر بكثير جدا مما تأتي به وتكتبه من انشاء الذي لا يفيد أحد غير صاحبه.

حتى الأن اريد منك ان تناقش نقطة او حجة او حتى ادعاء واحد مما ذكرته وتتهرب وتتهمني في مسيحيتي.

هل تعلم في البلد العلماني السويدي يعد الناس العاديون فيه انه شيء مقرف وبذيء ان تسأل الناس حتى عن دينهم ومذهبهم فكيف إن اتى شخص بمقامك واتهمهم في مسيحيتهم ودينهم.

يبدو لي ولا تزعل يا أخي العزيز ان كتب الفلسفة والفلاسفة الذين تنقل عنهم لم تستوعبهم ابدا وتفعل ذلك فقط من اجل ان تظهرانك تعرف عنهم.

وتقبل تحياتي

1129

شنو معنى ان القومية الكلدانية تمثلها تقريبا الرابطة الكلدانية ؟!!!
اذا صحيح كلامك (ويبدو ان ذلك صحيح ) فمعنى هذا انها سرقت من قبل الرابطة !!!
الرابطة لم تتشكل في مؤتمر قومي للكلدان بل تشكلت لتكون مؤسسة او منظمة مرتبطة بالسلطة الكنسية الكلدانية الكاثوليكية .... فكيف يجيزون لأنفسهم ان يكونوا ممثلي القومية الكلدانية ... الحقيقة ان هذه هي السرقة بعينها .... بقدر تعلق الامر بي ككلداني فان الرابطة لا تمثلني وإذا كانت تريد ان تمثل الكلدان تمثلا شرعيا عليها ان تنظم مؤتمرات انتخابية عامة  !

اخي العزيز

خشيتك في محلها ولكن هذا هو الواقع. عندما انتقدت وبقسوة النهضة (القومية) الكلدانية السابقة بزعامة المطران سرهد جمو اتهموني بكل شيء وما لم ينزل به الله من سلطان. ماذا كانت النتيجة؟ حتى الذين اقسموا أغلظ الإيمان وبالكتاب المقدس والإنجيل انهم لن يتخلوا عن مطرانهم ونهضته تخلوا عنه في ساعة الضيق وأنتموا او اخذوا يساندون رابطة (قومية) غريمه البطريرك ساكو، ناسين قسمهم وان الحلف باسم الله بالبطال من الكبائر.

وحتى اليوم لم أكتب حرفا عن رابطة البطريرك ساكون ولكن دعني في ردي هذا والذي قد لا يمر عليه الا عدد محدود من القراء أن اقول إن الرابطة (القومية) هذه كارثية لأن صاحبها اساسا لا يؤمن بالهوية (وهي اللغة والليتورجيا والطقوس والثقافة والشعر والريازة والأداب) ويحاربها منذ ما ينيف عن 30 عاما وحتى يومنا هذا هو عدو لدود لها. فكيف لها ان تنجح؟؟؟؟

نعم هذه ليست قومية ولا هوية. هذا ضحك على الذقون.

في حين كان المطران سرهد جمو والقس نوئيل كيوركيس، رواد "القومية" الأولى، لا يستهينون بلغتنا لا بل يعشقونها ويحبون طقسنا وثقافتنا وريازتنا، اي اقرب الى مفهوم الهوية (قومية) بكثير من رابطة البطريرك ساكو، ولكن أنظر التهافت غيير العقلاني والقبول الطوعي دون ان تتجرأ هذه الرابطة وأصحابها على كتابة بيان او سطر ينتقد مؤسسها الذي يزدري ثقافتها ويستهجن شعرها وفنونها ويستنكف حتى من ارتداء زي بطاركتها ويهاجم أسلافه وينعتهم بأنهم كانوا يشبهون السلاطين العثمانيين بزيهم الكلدان الأصيل.

نعم، نحتاج الى مؤتمر تأسيسي يضع اولا حدا لهذا العبث بثقافتنا ولغتنا وفنونا وإرثنا وشعرنا وأزيائنا وريازتنا ومن ثم نحدد ثوابت هويتنا وقوميتنا.

لا أظن سيسمع اي واحد لصوتنا وربما يطالبون بطردنا من كنيستنا المشرقية الكلدانية او حتى يتهموننا اننا كلدان مزورون وهم الأصلاء.

تحياتي


1130
سيدي الكريم

هذه ليست "خربشات" كما تدعي او يدعي الأخرون إن أخذنا علوم الصحافة والإعلام والتواصل في عين الإعتبار. وكذلك هذا الذي تسميه "خربشات" هو ذاته يهرع إليه الصحافي والناس في أمريكا واستراليا والسويد وغيره.

هل تعلم الكم الهائل من المقالات التي تكتبها الصحافة العالمية عن الفاتيكان "وخربشاته" وكم تستقطب من القراء والمعلقين؟

وأخرها كاردينال استرالي يمسك الأمور المالية لهذه الدولة اشتكى عليه شخصان او ثلاثة انه كان قد تحرش بهم وهم صغار. هل تعلم ما احدثته هذه الشكاوي "خربشات" من تغطية لا اول لها ولا أخر؟ وهذا يحدث للحاخام والإمام وغيره إن وقع في مصيدة الإعلام.

ومشكلة رجال الدين والمؤسسات الدينية انها تعيش في واقع اجتماعي متخلف وتتشبث بنصوص تراها مقدسة وتستخدمها كتفويض الهي لتخلفها بينما كل ممارساتها تعارض هذه النصوص وعليه تصبح مادة اعلامية دسمة.

ومن ثم رغم التخلف هذا، يهرع رجال الدين لا سيما الكبار منهم منطلقين بحب الظهور والتسلط الى الإعلام رغم تخلفهم فتزداد فاجعتهم فاجعة وهذا يحدث في صفوف شعبنا ايضا.

في علوم الصحافة والإعلام هناك حقل معرفي قائم بذاته نطلق عليه إسم "القيم الإخبارية" أي News Values وهذه تؤشر الى الأمور التي تدفع الصحافي او الإعلامي او الناس بصورة عامة الى الإهتمام بهذا الحدث او هذا الشخص او هذه المقولة او الكلمة او البيان او التصريح دون غيره.

واحدة من اهم القيم الإخبارية هي الطرافة والغرابة bizarreness, oddity, unusualness وهي التي تجذب الصحافي والإعلامي الى الكتابة والناس الى القراءة والمتابعة. هل هناك أكثر طرافة وغرابة من المؤسسات الدينية التي نحن بصددها؟

وهناك قيم اخرى مثل مزاج الناس واهتماماتهم mood and human interest. وغرابة وطرافة رجال الدين ومؤسساتهم تؤثر على مزاج الناس ويجب تغطيتها.

وهناك ايضا الصراع والخصام conflict وهؤلاء هم في صراع وخصام دائم مع الكل ومع أنفسهم وفي صراعهم لا يستندون الى عقل ومنطق وقانون بل الى استبداد وسلطة المؤسسة ونصوص يرونها مقدسة يقتبسونها خدمة لمصالحهم ومصالح مؤسساتهم وحسب وبذلك يصبحون مادة اعلامية دسمة.

أذا هذه ليست "خربشات". هذا مادة إعلامية الناس تحبها انطلاقا من: اولا، كونهم مسايرون لرجال الدين رغم غرابتهم وطرافتهم، وثانيا، صراعهم يؤثر عليهم وعلى مستقبلهم وواقعم الإجتماعي وما يرونه من نصوص منزّلة، وثالثا، هذا مزاج الناس والإعلام يساير مزاج الناس.

وأخيرا ما لك وهذا الأكاديمي السويدي الذي يكتب في كل شيء وفي كل اختصاص وينبذه البعض ويتمنون لو لم يكن رغم انه جزء لا بل محب الى حدّ الموت لهذا الشعب المسكين وكنسيته المشرقية المجيدة. الأن تقول هم رجع الى "الخربشة". كنيسة المشرق ليست "خربشة" ابدا. كنيسة المشرق الأصيلة قبل ان يخطفها الأجانب والغرباء والدخلاء هي الوجود ليس دينيا ومذهبيا وطائفيا وتسمية لأن هذه "خربشة" بل هوية لأنها الحافظة لهويتنا ومن نحن وما يجب ان نكون عليه. بيد انني ارى انه ليس هناك "ما يجب ان نكون عليه" لأننا في ضمور.

نعم لنعود الى نقطة الصفر. ونقطة الصفر هي "كنيسة المشرق المجيدة" ولكن "الخربشات" لن تسمح بذلك ومع الأسف وأخشى اننا زائلون.

تحياتي


1131
رابي ديفيد،

شكرا لمرورك وتعقيبك والكلمات الطيبة.

تقديم الأدلة الصحيحة مهم جدا للنزاهة والمصداقية. ولكن عصر اليوم مع الاسف تعصف فيه العواطف والميول التي تتقدم على الدليل.

نحن نتبع عواطفنا أكثر من عقولنا ولهذا ترى اننا نمر من وضع سيء الى اسوأ.

تحياتي

1132
الأخ زيد ميشو المحترم

الملكية الثقافية لا تختلف ابدا عن العقار وأي ملكية أخرى. والأمور ليست كما اوردتها في تعقيبك. ما قام به القس هذا غير مشروع وغير مقبول. ان تتفق ام لا هذا عائد لك.

ومن اثم أريد ان اصحح لك أنني لا اهاجم أي انتقد الكنيسة الكاثوليكية ابدا. الكنيسة كرسالة سماء هي الإنجيل. أنا أنتقد السلطة التي يمقتها المسيح ذاته ورجالاتها وهذه وهؤلاء ليسوا الإنجيل وليس بمقدورهم حكر ملكوت السماء ولا قراءة الإنجيل.

اما القومية الكلدانية وهي تقريبا متمثلة الأن بالرابطة الكلدانية فانني أخشى - وأمل ان أكون مخطئا او ان الزمن سيخطئني - أنها لا تختلف ابدا لا بل أنها أكثر سلبية من النهضة (القومية) السابقة التي ومن خلال لسان أصحابها صارت نقمة ونكبة ونكسة.

كيف ستكون هناك "قومية" ومرشدها او مرشدوها الروحييون يزدرون لغتها وفنونها وطقوسها وريازتها وأزيائها ... ؟ ومن ثم أي قومية في الدنيا لها مرشد روحي؟

تحياتي

1133
الأخ سالم يوخنا المحترم

المصدر موجود في الرابط وهو مصدر اساسي. هذه ارقام رسمية مصدرها الحكومة الاسترالية ولكن قرأتها تحتاج الى ذكاء.

لا يجوز أن تجمع النسب بين الأقواس لأنها تقسر النسبة الكبيرة. مثلا Catholic 25.3% (Roman Catholic 25.1%, other Catholic 0.2%) هنا يجب ان تجمع فقط نسبة 25.3% والنسب بين الأقواس تفسر النسبة هذه حيث تقول ان 25.1% من هذه النسبة هم Roman Catholic ونسبة 0.2% هم كاثوليك ولكن ليسوا Roman.

وإن لك أي استفسار أخر فعلى الرحب والسعة.

تحياتي

1134
  عدد الكاثوليك في استراليا بحدود 16-17 مليون لا يتاثر بعشرين او ثلاثني الف كلداني؟
يوحنا بيداويد

الأخ العزيز يوحنا بيداويد المحترم

عذرا ولكن الأرقام التي اتيت بها فيها تضخيم كبير وليست صحيحة.  الكاثوليك نسبتهم حوالي 25% من سكان استراليا البالغ عددهم حوالي 23 مليون، اي حوالي 5-6 مليون. العدد الذي ذكرته بعيد جدا عن الواقع. صحيح نحن في منتدى ولكن علينا  توخي الدقة من اجل المصداقية قدر الإمكان.


Religions:
Protestant 30.1% (Anglican 17.1%, Uniting Church 5.0%, Presbyterian and Reformed 2.8%, Baptist, 1.6%, Lutheran 1.2%, Pentecostal 1.1%, other Protestant 1.3%), Catholic 25.3% (Roman Catholic 25.1%, other Catholic 0.2%), other Christian 2.9%, Orthodox 2.8%, Buddhist 2.5%, Muslim 2.2%, Hindu 1.3%, other 1.3%, none 22.3%, unspecified 9.3% (2011 est.)
Population:
22,751,014 (July 2015 est.)
https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/as.html

تحياتي

1135
الأخ فارس المحترم

اؤكد ما أتيت به في ردك على الأخ كنعان أنني عرفت عن القصيدة من خلالك ولم أكترث في اول ذكر لها ا لأنني تصورت انها قصيدة عادية كتبها القس المذكور بنفسه.

عندما ذكرتها للمرة الثانية، وأعقبتها بأبيات غير موزونة بشكل سليم من عندك عدت وقرأت قصيدة القس وإذا بي امام رائعة محمود درويش كاملة قد نقلها كما هي أي سرقها.

وشخصيا في النادر اتدخل في او اتواصل مع مقالات زملائي في المنبر ولكن هنا لم استطيع التحمل وعقبت على القصيدة في مقالك وكتبت مقالا منفصلا.

وبالمناسبة، فإنني ارى انك تساهم في اغلب تعقيباتك وكتاباتك في زيادة المعرفة، وهذا يقع في صلب عمل اي أكاديمي.

واشكرك على موضوع التخلي عن التبعية لروما بشكلها الحالي لأنها لم تعد تنفع وهي سببا رئيسيا للبلاء الذي نحن فيه. وفي الحقيقة كان ردك رقم (12) في ذات الموضوع رائعا ومستوفيا للشروط وهي الإدراك التام من قبل الاكاديمي بالموضوع الذي يتحدث عنه وأنقله هنا لأهميته لأنه مثار الحوار بين المفكرين والأكاديميين الكاثوليك في الغرب ويأخذ ابعادا تذهب أكثر مما ذهبت إليه:


ارجو ملاحظة مايلي :
١. ان إنطاكية هي اول مدينة تم فيها تسميتنا ((مسيحيين)) وليس روما !
٢. ان الشركة المقدسة لاتعني التبعية بل هي اتحاد لا مركزي وهي ليست وحدة اندماجية !
نستدل من ذلك التساوي او التكافؤ بين كنيسة اللاتين والكنائس الاخرى وبالتالي فان الظروف التي جعلت من روما قائدة للكنيسة الجمعاء لم تعد قائمة كما ان بعض ألقاب البابا وصفاته لم تعد مقبولة مثل الحبر الأعظم ورأس الكنيسة المنظور بل وكذلك لم يعد الكاهن هو نائب المسيح بل صار واضحا للجميع انه خادم الأسرار لذا فالحاجة للتمدد الأفقي البسيط صارت حتمية ولكي يحصل ذلك بسلاسة وبدون شكوك يتطلب إسقاط النظام العمودي المعقد او مايعرف بالهرمية  وكل ذلك مع الحفاظ على الخصوصية البنوية والتراكمية لكل جماعة او كنيسة كونها إرث روحي عميق وهكذا يكون العنوان استدلال على المضمون والهدف .... وتظل كل وجهات النظر محل ملاحظة ومراجعة ودراسة واهتمام ....

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,815352.0.html

1136
أخي وصديقي العزيز يوحنا (أخاطبك باسمك الأول فقط اعتزازا)

مشكلتنا مع ظلم الفاتيكان لا تعود الى 500 سنة أي الى زمن البطريرك سولاقا. أخي العزيز الظلم الكبير الذي اتحدث عنه وعلى كل كلداني صاحب غيرة وحمية على هويته وكنيسته ان يطرق على رأس الفاتيكان لرفعه وتقديم تعويضات مجزية عليه يعود الى منتصف القرن التاسع عشر.

في هذه الفترة ثار الكلدان في انتفاضة مباركة سلمية بيضاء سحقها الفاتيكان بعنف ودهاء وحيل ومكر. وهذا مثبت والتاريخ شاهد. لماذا نخشى التحدث عنها وطلب تعويض وانصاف وإعادة الحقوق بينما مثليي الجنس من الكاثوليك يطالبون الفاتيكان بحقوقهم وهم على وشك الحصول عليها وضحايا الاعتداء الجنسي من الأطفال جرىة ويجري تعويضهم وغيرهم من الفئات الكثيرة التي اضطهدها الفاتيكان.
لمدة 300 سنة كانت الشراكة حقيقية أي كان لنا شبه استقلال ذاتي لا تتدخل روما في حياتنا.

اتفاق المناطقية وقص جناح البطريريكة واغتصاب عروستنا وتاجنا وتغير ثقافة الملايين من اتباعنا وفرض القوانين التعسفية علينا من قبل الفاتيكان حدث بعد منتصف القرن التاسع عشر. كل ما أريده هو حقي كمشرقي كلداني وتعويضي من قبل من ظلمني رغم أنه كان قد مضى على كثلكتي حوالي 300 سنة. ومبدأ المناطق مبدأ استعماري جديد فرضه الفاتيكان علينا في نهاية القرن التاسع عشر.

ومن ثم تقول ان الأساقفة او الكرادلة اللاتين في الشتات يساعدوننا. ولما لا ونحن مجرد ارقام في إحصاءاتهم أي نحن من اتباعهم وليس من اتباع البطريركية وعندما يقدمون إحصاء بعدد اتباعهم نكون نحن من ضمنهم وهم المسيطرون ونحن التابعون وفي كثير من الدول الأوروبية مثل السويد مثلا تحصل الأبرشيات اللاتينية على مبالغ لا بأس بها من الحكومات كمنحة عن كل رأس تابع لها والكلدان من ضمنهم.

أنظر كيف ان اللاتيني ذو مرتبة أسمي حيث ان المشرقي الكلداني هو دائما تحت أمرته. أعطني مثالا واحدا لكنيسة لاتينية واحدة يملكها الكلدان او استولوا عليها او لاتيني واحد اضطهده الكلدان وغيروا في ثقافته. كم كنيسة كلدانية استولى عليها اللاتين وكم هو عدد الكلدان الذي يتبعون اللاتين وكم من ملايين الكلدان اضطهدوهم بالشكل الذي وصفتهم وسلخوهم عن بني جلدتهم وجعلوهم لاتينا غصبا عنهم؟

اما اللغة والطقس والأزياء والريازة والفنون والليتورجيا فهذه في طريقها الى الزوال. كما ازالها الفاتيكان من مناطق شاسعة ومن الملايين من الكلدان – أقولها ولا أخشى فإن البطريرك ساكو في طريقه الى القضاء على القليل الذي بقي منها.

وأخيرا امل ان يتسع صدرك لما اوردته من معلومات تاريخية التي هي غائبة عن الكلدان. يعرفها الكثير من إكليروسهم ولكن يخفونها لأسباب عديدة. هذه حقائق، التهرب منها او إنكارها لا يفدنا بشيء بل يزيد من مأساتنا.

من حق الكلدان الطلب بالعودة الى ما قبل ثورتهم المباركة على ظلم الفاتيكان والتي أتت بعد حوالي 300 سنة من الشراكة الحقيقية وليس التبعية الحالية.

ومن حقهم الطلب في تعويض مجزي وعودة كل الحقوق المغتصبة لأننا لسنا أمام مجموعات تكفيرية ظلامية ترفع رايات سوداء. نحن امام مؤسسة تقول ان ربها المسيح ونبراسها إنجيله. إذا كان الأمر كذلك لا مشكلة لدينا وعيلها ان تنصفنا وعيلنا ان نثور إن لم تقوم بذلك.
هذا موقفي

وتقبل تحياتي



1137
الأخ كنعان شماس المحترم

يبدو ان الأمر بالنسبة للأخوة الكلدان شيىءعادي وان القومية هي سرقة شعر الأخرين وبالعربية بينما نحن نملك شعرا اجمل وأفضل وأسمى وأكثر غزارة من كل شعراء العربية بأضعاف.

ولكن ماذا نقول إذا كان اصحاب الشأن يستهينون به.

اذكر لك مثالين يظهران ان ماقام به هذا القس جريمة ومع الأسف هناك من يدافع عنه.

عندما لحن كاظم الساهر أغنية "إني خيرتك فاختاري" اراد ان يبدل كلمة واحدة فيها فقط. سافر الى لندن على ما أظن وحصل على تفويض خطي من الشاعر الراحل نزار قباني كي يستطيع تغير كلمة واحدة فقط من أجل اللحن.

لا يجوز التلاعب بالإنتاج الفكري للأخرين لا سيما الشعر دون آذن خطي منهم او من ورثتهم.

وقبل ايام اعتذر النجم المغربي المطرب سعد المجرد على "عملته السوداء" حسب نقاده لأنه ركب كلمات على أغنية جزائرية دون ان استئذان من مؤلفها واتهم  بالسطو على الفن الجزائري.

 الفنان هذا اعترف صراحة ان اللحن ليس له وكان يجب عليه ان لا يفعل ذلك وطلب الغفران.

لدينا كل شيء جائز وإن انتقدت ما يحدث يهجمون عليك وكأنك الجاني اما الجاني الحقيقي فهو من المرشدين الروحيين لرابطة البطريرك ساكو، ربما سيكرمونه.

نحن شعب على الهامش، ومع الأسف.

تحياتي

1138
الأخ العزيز يوحنا بيداويد المحترم
الأخ د.ليون برخو المحترم

كلنا كلدان، وكلنا نحب كنيستنا ونعتز بكاثوليكيتنا مع إحترامنا لأخوتنا الآخرين ومذاهبهم، فأين المشكلة إذاً ؟
....
ولكن مع كل هذا، لي عتب على الدكتور ليون برخو، الذي يعد رمزا علمانياً في كنيستنا الكلدانية ، أرجو أن يتسع صدره لقبوله، ويتمثل في طريقته (السلبية) في النقد الذي يوجهه الى الكنيستين الكلدانية والكاثوليكية أو رموزها ويدخل أحياناً في مجال الشخصنة والتجريح حتى وبذلك يفقد قيمته رغم أهميته وعلميته في كثير من الأحيان.
ما الذي يمنعه من فتح قنوات إتصال مباشرة أو غير مباشرة مع البطريرك أو غيره من المطارنة المختصين لطرح أفكاره التي تساهم في تطور كنيستنا ؟ لاسيما وأنه شخصية كلدانية معروفة ستُأَخذ مقترحاته مأخذ الجد عوضا عن فتح جروح جديدة في جسد الكنيسة الكلدانية الذي ينزف دما في هذه المرحلة عن طريق كتابات لاتُفرح سوى كارهي كنيستنا ، وحاشا للدكتور برخو أن يكره كنيستنا!
لا أعتقد بأن البطريرك أو غيره لن يعطوا آذاناً صاغية لمقترحات بناءة لتطوير كنيستهم من شخص أو حتى مجموعة من الأشخاص مشهدوء لهم بالكفاءة والخبرة في هذا المجال.
تحياتي للجميع


الأخ العزيز جاك الهوزي المحترم

لا غبار على ما تقوله ويشرفني وأعتز أيما إعتزار ان أكون في نظرك وأمل في نظر كل شعبنا بتسمياته ومذاهبة المختلفة شخصية كلدانية علمانية لها شأن. لا أعلم إن كان ذلك صحيحا ولكن هذا فخر واعتزاز.

المشكلة فينا نحن الكلدان ومؤسستنا الكنسية لأننا نرفع شعار: "إما معي او أنت عدوي".

لا أظن ان البطريركية تقبل فتح قناة حوار. إنها مصممة على ما قلته ولا أريد تكراره وقد سدت اذانها وعيونها والله الساتر.

ولكن لا أخفيك سرا - وهذا أقوله لأول مرة اعتزازا بك - أنني كنت قد فتحت خط حوار مع المطران سرهد جمو والقس نوئيل كيوركيس.

مهما قلنا عن سلبيات خط المطران سرهد والقس نوئيل فإنهما يبقيان ذو نهج إيجابي لا سيما عند تعلق الأبمر بلغتنا ومشرقيتنا وطقوسنا وريازتنا وحوذرتنا وثقافتنا وآدابنا وفنونا وغيره.

الخط كان أنه هذه ثوابت لا يجوز المس بها والباقي قابل للمناقشة ولكن الطرف الأخر لا يقبل الحوار والمناقشة.

أنا أرى ان المطران جمو والقس نوئيل  مع كل سلبياتهما أقرب الى وحدة كنيسة المشرق من البطريرك. ولدي الأدلة على ذلك.

وربما كنا قد نصل - والله الأعلم - الى وضع ثوابت لا يجوز القفز عليها ولكن البطريركية مع كل احترامي تقفز على الكل وحتى على نفسها ولا تسمح لأي أحد التدخل وتفعل ما تريد وتعرف انها مقيدة وممكن تحديها.

أقول وأنا صريح إنها خسارة كبيرة ان نرى النهج المشرقي الأصيل للمطران سرهد جمو والقس نوئيل كيوركيس يخبو بهذا الشكل.

أي مطران كلداني يلقي محاضرة طقسية ويمسك حوذرتنا المقدسة بيده بخشوع واحترام وعلى الهواء ويقرأه ويسمعه الكلدان والأشوريون سوية؟ أي مطران او قس كلداين يفعل ذلك اليوم؟

الم يكن المطران سرهد جمو المطران المشرقي الكلداني الوحيد الذي حفظ على ريازتنا ومعمارية كنيستنا المشرقية؟

ربما كان القس نوئيل الكلداني الوحيد الذي كان كل حديثه وكتاباته بلغتنا اي لهجتنا السهلية الساحرة دون ان يكون فيها خدش. هذه اجلها واحترمها رغم تقاطعي معه وكان في الإمكان البناء عليها.

نعم لهما اخطاء كثيرة وربما مميتة ولكن كان لهما إيجابية شخصتها بعد أن رأيت ان البطريكرية ماضية في سياسة تهميش وازدراء اقدس ما نملكه كمشرقيين كلدان وعندها لم يكن بد إلا التحذير واليوم أقول بملىء الفم الى اهالينا وأحبائنا في سانتياغو:

حذار حذار من الأتي ... لأن التأوين الهدام بإنتظاركم الذي فيه سيرمي صاحبه كل ريازتكم ومشرقيتكم وطقسكم وأناِشيدكم ولغتكم وكل ما يؤشر الى كونكم كلدان على قارعة الطريق وسلة المهملات.

تحياتي




1139
الأخ والصديق العزيز يوحنا بيداويد المحترم

لا تتصور أنني زعلان منك او متشنج. في الحقيقة سعيد وستبقى اخا وصديقا. والسعادة ايضا نابعة من أنك منحتني الفرصة كي أجاوب على نقدك العمومي الذي يستند جله على الميول الطائفية والمذهبية لتسقيط الأخر دون الجراءة على التعامل مع حيثييات النقد الذي اوجهه لدولة الفاتيكان او للبطريرك ساكو.

كنت من أشد المدافعين عن البطريرك. ولكن عندما بلغ السيل الزبى كان علي كمفكر وأكاديمي أن ادلو بدلوي. وحضرتك تتهرب وتتهرب والى الوراء مع الأسف.

أمل ان تتقي الله فيما تكتب دون مبالغات وافتراء وغياب المصداقية. بدلا من أن تعالج نقطة واحدة من النقد الذي أثيره تعرج على الشخصنة.

وتضخم الأمور. اسألك بالله عليك ان تقول للقراء كم هو عدد المقالات التي كتبتها في الصحافة العربية او العالمية من ضمن مئات والاف المقلات كي يكون لك مصداقية. أنا أقول كتبت مقالا واحدا او مقالين في ازمة اعتداء الجنسي للفاتيكان على الأطفال - وقد تمتدح هذا الأمر كما تمتدح اضطهاده المرعب لشعبك وأمتك وكنيستك وصل في بعض حلاقاته الى جرائم ضد الإنسانية.

الفاتيكان غطى ويغطي على هذه الجريمة النكراء - وهو يعترف بهذا - من خلا دفع اموال طائلة للضحايا وكلهم كاثوليك وهم هددوا الفاتيكان بالمحاكم إن لم ينصفهم.

دفع الفاتيكان ثلاثة مليارات دولار (3000000) فقط في أمريكا للكاثوليك الذي اغتصبهم قسسه وهم أطفال صغار. هذا فقط في أمريكا.كم دفع للكاثوليك الكلدان المهجرين؟ وبدلا من ان يعزز ويسند ويساعد كنيسة المشرق المجيدة كي تقاوم وتصمد، اضطهدها واستعان بالإستعمار البرتغالي والمسلمين العثمانيين المجرمين في اضطهاده لها.

وتذكر الجرائد الخلييجية. لا اعلم إن كان هذا مرده جهل او تجاهل؟  ولكن هل تعلم تقريبا ان كل الجرائد والوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقرؤة لقطاع كبير من المارونيين الكاثوليك في لبنان ومن ضمنها جريدة النهار والحياة وغيرها سعودية وبعضها إماراتية او قطرية والأخرى إيرانية؟

وفيها يكتب رجال الدين من الكاثوليك ويتقاضون مبالغ وهم ليسوا صحافيون محترفون (كتاب مثلي) مهنتهم الكتابة. وانت في بيتك في استراليا تقريبا كل ما تشاهده في التلفزيون خليجي وتدفع صاغرا إشتراك شهري ضمن الإيجار او منفصل للقنوات الخليجية التي تغزوك في عقر دارك وتجلس وتسهر امامها وهي تبث ثقافة عربية إسلامية من خلال الترفيه او التوثيق او الأخبار؟

ولا أريد ان اذكر المزيد سأتركه للرد على مقالك ولكن اتق الله يا رجل تجعل من نفسك قياما وديانا على مسيحيتي وتعيرني بها - وحاشىى لي أن افعل ذلك - بدلا من ان تشغل عقلك وتتناول النقد الذي اثيره نقطة نقطة.

نعم وأقولها مدوية ليس هناك إيجابية واحدة للفاتيكان في تعامله مع كنيسة المشرق. بإسم الإنجيل والمسيحية - انظر الإستغلال - دمر الفاتيكان كنيسة المشرق واغتصب منها عروسها وتاجها في عنف وظلم لم يعرفه التاريخ وأزال ذاكرة الملايبين من اتباعها وبدل ثقافتهم أي قتلهم واستولى على كل المناطق استنادا الى قوانين استعمارية استبدادية تخلت عنها كل الدول الإستعمارية الأوروبية والفاتيكان لم يتخلى عنها.

تعرف كل هذا ولكن تتهرب وتلتجىء الى العموميات والشخصنة.

تحياتي



1140
الأخ العزيز قيصر السناطي المحترم

شكرا لمرورك. في الحقيقة قرأت تعقيبك الذي كنت قد نشرته بشكل منفصل ولم أشاء الرد رغم اهميته  كي لا يتشتت الموضوع. وحسنا فعلت لوضعه ضمن المقال.

ما تقوم به المجموعات الإسلامية الإجرامية الظلامية والتكفيرية يفوق طاقة المنطقة برمتها. شيء لا يصدقه العقل ان هؤلاء الوحوش يقول العالم انه يحاربهم ولكن المدد الذي يصل إليهم من عتاد ورجال وأموال لا ينقطع بل في أزدياد.

وأتقق معك علينا ادانتهم باقس ما نستطيع. ولكن هؤلاء وبعضهم هم احباب الغرب وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرها. أنظر حتى جبهة النصرة الإرهابية يخرجونها من خططهم وهي لا تختلف عن داعش فقط في ولاية الأمير او الخليفة ...

والدول المتخلفة لا سيما في الخليج التي تدعم هذه الفرق الظلامية هي من أقوى حلفاء الغرب وتتعاون مع الغرب في كل صغيرة وكبيرة لا بل وجودها وما هي عليه رغم سلبياته الكثيرة مدينون فيه للغرب.

على اية حال، النظرة الى المؤسسة الفاتيكانية تختلف. هذه تقول انها كنيسة ورسالة السماء ونبراسها الإنجيل. الظالمون من الفرق الإسلامية نبراسهم الراية السوداء.

لا يجوز للفاتيكان ان يظلم المسيحيين المشرقيين ويحتلهم ويبشر في صفوفهم ويقسمهم ويحتل اوقافهم. بفعله هذا لا يختلف عن الظالمين الأخرين بل يفوق عليهم لأن كتابه كله محبة وتسامح حتى مع المختلف دينا فكيف مع الذي يشترك معه في قراءة الإنجيل؟

لا أريد ان ازيد لأنني قلت ما فيه الكفاية ولكن لو إنتظرت حتى يفك الفاتيكان من تلقاء نفسه قيوده الثقيلة عن المشرقيين المسيحيين في الداخل والشتات ويرفع ظلمه المبين وسيطرته وأستبداده عليهم فإن ذلك سيدوم مدى الدهر. هذه مؤسسة مستبدة لا تنحني إلا تحت الضغط مثل اللوبي الصهيوني، او لوبي اللواطيون وغيرعم. أما نحن المشرقيين المسيحيين فلن تفك أسرنا حتى ننتهي والتاريخ شاهد والحاضر ما يحدث في الكنيسة الكلدانية أكبر دليل.

ومع الاسف لسنا نحن الذين نعاني يعاني معنا اشقاؤنا الأقباط بشكل كبير من ظلم الفاتيكانيين والإنجيليين الذين الأن يغزون ديارنا ايضا وحذر منهم البطريرك رغم المأساة التي نحن فيها وأخيرا دخل الأشقاء السريان الكاثوليك حلبة الصراع مع الفاتيكان.

هل يعقل دولة مثل الفاتيكان كل من يسكن فيها يتناول القربان المقدس كل يوم ويقرأ الإنجيل كل يوم وتظلم المسيحيين المشرقيين بهذا الشكل وتبشر في صفوفهم وتترك المسلمين وتسنتند اليهم في ظلمها لنا.

الحديث طويل ولكن اكتفي بهذا القدر.

تحياتي

1141
الأخ والصديق العزيز يوحنا بيدوايد المحترم

تحية طيبة

هناك مع الأسف وانت صديق عزيز افتراء في مقالك وعدم الصدق والنزاهة.

تتهمني وتدينني في مسيحيتي وكأنك انت الديان والقيم على الكنيسة والمسيحية كرسالة سماء ومن ثم تقتبس من الإنجيل وتقول: "لا تدينوا لئلا تدانوا." الديان هو الذي يحكم على الناس في دينهم.

ومن ثم تتهمني جزافا بانتقاداتي الجارحة لكرس روما او كرسي اجدادي وهذا افتراء أخر.

انا انتقد المؤسسة. أنتقد الفاتيكان كدولة ورئاسة وزراء ووزارات ومنها وزارته السيئة الصيت وزارة المستعمرات التي تستعمرنا وأنت معنا ودبلوماسية ومخابرات وسياسة وغيره. أين هذا من المسيح.

وهذا ما يقوم به كبار اللاهوتيين والأكاديميين الكاثوليك حيث يرون في  الفاتيكان دولة مستبدة فاسدة متسلطة على رقاب الأخرين لا سيما المشرقيين المسيحيين، دولة التي لا تختلف سياساتها عن أي دولة استبدادية أخرى. وأتى هذا في أشهر جرائد الدنيا وأكثرها تأثيرا وهي النيويورك تايمز.

أخذت دولة الفاتيكان تهادن اللواطة وهي في طريقها لـتأهيلهم والاعتذار لهم رغم معارضة ذلك لنصوص في العهد الجديد والكتاب المقدس ولكنها لا ترفع استعمارها للكنائس المشرقية. أنظر تخشى لوبي (مجموعة ضغط) اللواطيون في أروقة الفاتيكان وخارجه وتنتهك نصوصها المقدسة ولكنها لا ترفع ظلمها أي استعمارها للمشرقيين المسيحيين.

تنصح كل الإرساليات بعدم التبشير من الأن وصاعدا في صفوف اليهود لأن المسيحية واليهودية ديانة واحدة. أذا لماذا جاء المسيح؟ ومن ثم اذا كانت ترفض التبشير بين اليهود –خشية من الصهيونية (انظر كيف أنها دولة ظالمة) لماذا لا تعتذر عن تبشيرها – ظلمها وعدوانها في صفوف المسيحيين المشرقيين.

ترفض او تخشى ان تقول علنا ان المسيح ألغى مسالة الميراث لليهود وحقهم الإلهي في ذلك كما اتى في الإنجيل وإن حقهم في الميراث انتهى بمجيء المسيح أيضا خشية من الصهيونية وألغت هذه العبارة الإنجيلية من بيان أعده بعض الأساقفة خشية من إسرائيل.

ترفض تقديس البابا بيوس رغم انها تقول لقد جرت على يديه معجزات خشية من الصهيونية لأنها ترى ان البابا هذا كان متعاطفا او ساكتا على جرائم النازية وتريد ان تفتح كل الأرشيف السري للفاتيكان وستفتحه. هل هذه رسالة انجيل ام دولة عادية.

اما ما قاله اجدانا في حق مبشريها فحدث ولا حرج من كونهم مجرمين، وشياطين بيض وكروم ملعونة وذئاب مفترسة وذئاب بلباس الحملان وأصحاب الشهوات الدنيئة – وكل هذا صحيح ولكن لميول طائفية تخفيه تحت الغربال. هل تريد ان أنقل لك نصوصا توقف شعر الرأس لظلمها وعدوانها وحضرتك يا صديقي العزيز تمتدحها في مقالك وتقول إنك ناشط كلداني وعضو مؤسس في رابطة كلدانية؟

وانا لم أنتقد كرسي اجدادي ابدا. أنا أتنقد الشخص – وتعرفه جيدا – الذي هاجم الكنيسة ورؤسائه الروحانيين واسقفه المطران كرمو – ونحن شهود -  في جريدة الحدباء البعثية بشكل همجي لا يقوم به صاحب ضمير. ذكّره بهذا وانت تهادنه دون وجه حق وأمل ان لا نحتاج ان ننبش في أرشيف جريدة الحدباء. اما كيف وصل الى سدة الأسقفية فهذا بحث أخر ...

أنا أهاجم الذي ومنذ ثلاثة عقود ونيف يشن حملة هوجاء على الطقس والريازة واللغة ويعبث بها ويهينها امام العلن ويلغيها أينما حلّ واليوم أتى به الدهر على قمة الهرم وترى الخراب والهدم والتدمير امام عينيك ولكن تتغاضى عنه وتستمر في مهادنته.

انا أنتقد الشخص الذي يستنكف ارتداء زي بطاركتنا حتى وصل به الأمر الى تشبيه اسلافه البطاركة - ومنهم من هو قديس وطوباوي وشهيد - وزيهم بالسلاطين العثمانيين المجرمين. كيف تقبل هذا وتقول إنك مسيحي مشرقي كلداني صاحب هوية وغيرة.

أنا انتقد الشخص الذي وصل الأمر به الى الاستهانة بأقدس ما نملكه ووصفه لنصوصه بأنها نصوص الجراد والصراصير.

اما الشطحات الإعلامية والهوس الإعلامي وحب الظهور والظهور بموقف وكأنه سياسي لا بلا أقولها ودون خشية وكأنه زعيم من زعماء السياسة العراقية ناسيا دوره الروحي في المحبة والتسامح والغفران والمحافظة على اقدس ما نملكه وهو ثقافتنا فهنا حدث ولا حرج لدرجة صرنا بسببه اضحوكة.

راجع اخر مقابلة له (لا بل كارثة له) مع قناة الشرقية حيث يظهر فيها وكأنه سياسي من الدرجة ...

لم تأت الى أي نقطة اثرتها في مقالاتي ولم تقم بنقدها. ما اتيت به عموميات كانت ولا تزال السبب وراء نكستنا والوضع الذي نحن فيه.

هناك الكثير مما يمكن ان يقال ولكن سأتركه الى رد عام على مقالك.

بالطبع اتوقع ان تحصل على تأيد لأنك تضرب على الوتر المذهبي والطائفي ولكن بعمره هذا الوتر لم يمنح اصحابه غير الكوارث والفواجع.

 تحياتي


1142
قصيدة "سجل أنا كلداني" نموذج صارخ للانتحال والسرقة الأدبية وعمل مدان وغير مقبول
ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

 كنا بالكاد نضع مسألة شهادات وجامعات "سوق مريدي" وراء ظهرنا، حتى ظهر لنا نوع أخر من التزوير يفوقه من حيث تبعاته على واقعنا المؤلم الذي فيه كل واحد منا صار العالم والفيلسوف والمؤلف والشاعر والمفكر وكل شيء.

واليوم صارت قصيدة انتحلها أي سرقها من ظهر أخيرا أنه قس ورجل دين مثار الحديث في مواقع شعبنا التواصلية وغيرها.

هذه القصيدة هي من روائع الشاعر الفلسطيني محمود درويش ومادة دراسية ضمن مناهج الأدب العربي الحديث وهي اشهر القصائد في إسرائيل ايضا لروعتها الأدبية مطلعها: "سجل انا عربي" وعنوانها "بطاقة هوية":

http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=64761

يقول سارق هذه القصيدة انه قام بمحاكاة صاحبها أي الشاعر الفلسطيني.

المحاكاة ليست هكذا. هذه القصدية لا تحاكي. هذه سرقة مائة في المائة. إنه غيّر فقط كلمة "عربي" الى "كلداني" ومن ثم أبقى على المتن الباقي كما هو وهذا عيب وجريمة كبرى؟

وقد ورد نص القصيدة المسروقة في موقعنا هذا وعلى الرابط ادناه ويبدو ان صاحبها بدأ بحذفها اين ما أستطاع. هذا جيد ولكن المفروض ان يعتذر علنا للشاعر اولا والقراء ثانيا. وأضع النص المسروق في نهاية المقال:

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=815281.0

في حالة القس هذا، كان عليه ان لا يخدع أحد وقبلها نفسه أولا ويقول إنه اقتبسها حرفيا من الشاعر محمود درويش وغير فقط كلمة "عربي" الى "كلداني" ويذكر المصدر.

السرقة الأدبية او الانتحال تستحق أقسى الكلمات وأعنفها وصاحبها يعاقب ويطرد من الجامعة او المؤسسة التي يعمل فيها.

أي كلداني يقبل الاعتزاز بهويته ومشرقيته ولغته وشعره وتراثه وآدابه بانتحال وسرقة جهود الأخرين؟ هل نحن شعب خرجنا للتو من ظلمات الغابة الى الحضارة كي نستعين بالدخلاء والأجانب للاحتفاء بهويتنا؟ نحن شعب لنا من الإرث والأدب والشعر والليتورجيا والأناشيد وبلغة ساحرة ما لا يملكه أي شعب أخر في الدنيا.

يبدو ان الانتحال بهذا الشكل صار جزء من واجبات المؤسسة الكنسية بقيادتها الجديدة ضمن سياستها التدميرية التي تطلق عليها جزافا "التأوين والأصالة" وهي عملية حرب تدميرية تشنها على لغتنا وثقافتنا وليتورجيتنا وأزيائنا وريازتنا وتستهين بهم علانية وتهمش وتهاجم كل محب لها.

هذا جزء من سياسة التأوين التي تشجع على استخدام كل اللغات وأي نشيد او نص موائم ومن أي كان وتستهجن الأصيل والأصالة والينابيع الصافية.

ومع كل هذا ينبري بعض الأخوة مدافعين عن هذا الانتحال لهذا لقس. ولكن لماذا نعاتبه إذا كانت سياسة إقحام الغريب والأجنبي صارت نهجا لذوي الشأن في السنين العجاف الثلاث الأخيرة.


الإشارة الى المصدر لا تعني ابدا انه بإمكاننا ان ننسب المادة الى أنفسنا.

يذكر بعض الأخوة تحوير كلمات النشيد الشهير "موطني موطني" لنقد الوضع في العراق كعذر للسرقة هذه.  القس هنا لم يحور ولم يحاكي ابدا. بل بدل كلمة واحدة فقط "عربي" الى "كلداني" وأبقى الباقي كما هو. لو عمل محاكاة أي غير المتن والمحتوى لكان الأمر مختلفا.

وعندما نأخذ لحن النشيد هذا (موطني موطني) ونطبق عليه كلمات سويدية لا يعني انه من حقنا ان ننسب اللحن لأنفسنا او الكلمات. في هذه الحالة اللحن يبقى لصاحبه وهو الموسيقار اللبناني محمد فليفل. الكلمات تم محاكاتها أي تحويرها برمتها ولهذا لم تعد لصاحب القصيدة وهو الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان. القس او السارق هذا لم يحور ولم يبدل ولم يحاكي او يبذل أي جهد في محاكاته هذه.

ويذكر بعض الأخوة مثال صلاة "قديشا الاها" وكونها بيزنطية ولكن الأخرين يستخدمونها؟ أولا هذه ليست بيزنطية وثانيا أنها مستقاة من الكتاب المقدس ومن إشعيا النبي بالذات وأي قارئ مطلع يعرف انها تعود للكتاب المقدس. إن اراد ان يحاكيها اي شخص عليه تبديل كل الكلمات والحفاظ على النسق لا سيما الوزن من حيث الشعر او النثر والفكرة التي اتت فيها.

وذكر الأخوة أغنية فيروز الشهيرة "يا انا يا انا" كمثال للدفاع عن المنتحل والسارق في هذه الحالة.  لم يدعي او يقول الرحابنة ابدا انهم الفوا موسيقاها. الموسيقى تعود لموزارت وهي خانة من أشهر سيمفونياته. الكلمات هي للأخوين الرحباني واللحن هو لموزارت وهذا مثبت وموثق:
http://www.doomtak.com/tracks/3640

هذه هي المصداقية.

 أي مصداقية لهذا القس. يقول انه يحاكي ولكنه لم يحاكي بل يسرق.

كان الأولى به ان يقوم بتحويلها الى لغتنا السهلية الساحرة وعندها كانت ستكون محاكاة حقيقية لا ان يسرق.

أخشى ان يكون هذا القس جزء من حملة "التأوين" الظالمة التي اتت على كل ما يميزنا ككلدان من هوية ولغة وطقوس. يأخذون من هنا ومن هناك من اي منشأ ومن اي لغة ويستهينون بلغتنا وطقوسنا وليتورجيتنا وأناشيدنا وشعرنا.

لدينا إرث إنشادي وشعري لا يعلى عليه ولا يسمو عليه ولكنهم صاروا لهذا الإرث اعداء وأخذوا يستعينون لا بل يسرقون في وضح النهار من الأخرين ويقحمون في طقوسنا وثقافتنا وليتورجيتنا وشعرنا وأناشيدنا وريازتنا وأزيائنا  كل دخيل وأجنبي ويسرقون من هنا وهناك مثل اللصوص ويريدوننا ان نسكت ومع الأسف يحصلون على اصوات ومباركة بعض الأخوة.

نعم هزلت حقا هزلت لا سيما في السنين الثلاث العجاف والجوفاء الأخيرة التي يحارب فيها علنا كل تراثنا ولغتنا وطقسنا وريازتنا على حساب كل دخيل وأجنبي من اي منشأ وبأي لغة والطامة الكبرى أن الذي يحاربه يحمل أسمى منصب فينا ومع ذلك يأتيه المديح.
======
هكذا تلاعب وزور وسرق هذا القس قصيدة عربية لمحمود درويش كي يتباهى بكلدانيته بوضع فقط كلمة "كلداني" محل "عربي":

انا كلداني
“سجِّل! أنا كلداني
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهلْ تغضبْ؟
سجِّلْ!
أنا كلداني
وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،
والأثوابَ والدفترْ
من الصخرِ
ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ
ولا أصغرْ
أمامَ بلاطِ أعتابكْ
فهل تغضب؟
سجل
أنا كلداني
أنا اسم بلا لقبِ
صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها
يعيشُ بفورةِ الغضبِ
جذوري...
قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ
وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
وقبلَ السّروِ والزيتونِ
.. وقبلَ ترعرعِ العشبِ
أبي.. من أسرةِ المحراثِ
لا من سادةٍ نجبِ
وجدّي كانَ فلاحاً
بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!
يعلّمني شموخَ النخلة قبلَ قراءةِ الكتبِ
وبيتي كوخُ ناطورٍ
منَ الأعوادِ والقصبِ
فهل ترضيكَ منزلتي؟
أنا اسم بلا لقبِ
سجل
أنا كلداني
ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ
ولونُ العينِ.. بنيٌّ
وميزاتي:
على رأسي شاش وعقال فوقَ كوفيّه
وكفّي صلبةٌ كالصخرِ
تخمشُ من يلامسَها
وعنواني:
أنا من بابل أصبحت  عزلاءَ منسيّهْ
شوارعُها بلا أسماء
وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ
فهل تغضبْ؟
سجِّل
أنا كلداني
سلبتَ كرومَ أجدادي
وأرضاً كنتُ أفلحُها
أنا وجميعُ أولادي
ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي
سوى هذي الصخورِ..
فهل ستأخذُها
أحزابكم .. وووو كما قيلا؟
إذن
سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي”
سجل انا كلداني

1143
في الطب تشخيص المرض ومعرفة اسبابه هو نصف العلاج .والمثل ينطبق على المشاكل الاجتماعية
 وشعبنا اليوم في حالة مرضية لا يحسد لها
بالحقيقة هي عدد امراض الانقسام والتشرذم احد هذه الامراض.كنيستنا المشرق وشقها الكلداني جزء من هذ الشعب .
يبدو ان المرض كان معدي اصاب الهرم الكنسي الذي كان حصين من هذ المرض .

الأخ العزيز رائد شكوانا المحترم

توصيف جميل للواقع الإجتماعي الذي نحن فيه. كلنا نعرف ان هناك مرض معدي لا بل خبيث واستئصاله يتطلب عملية جراحية قد تكون مؤلمة بعض الشيء ولكن مضمونة النجاح وستشرق شمسنا بعدها.

ولكن لا نقبل التشخيص الصحيح لأسباب مذهبية وطائفية وتسموية فقط. أسباب المرض نعرفها ولكننا حتى نخشى التطرق إليها من منطلق مذهبي وطائفي.

ولهذا إستفحل المرض الذي أصابنا في نهاية القرن التاسع عشر وبسببه نحن طريحي الفراش واليوم صرنا على شفا الموت ومع ذلك لا نقبل التشخيص لإستئصال المرض والعودة الى الحياة الطبيعية.

تحياتي

1144
الاخ ليون المحترم
تحية طيبة
انا عندما رددت عليه فقط استخدمت كلمة ((سجل )) فهل هذا سرقة ؟ اذا هي سرقة ارجو ان تعطيني كلمة بديلة فأنا لست شاعر بل هاوي لأَنِّي اخاف حفيد محمود درويش ينتقم مني ويقوم بعملية فدائية ضدي !
تحياتي

كلا يا أخي العزيز. أنت هنا تؤلف "تحاكي" قصيدة الشاعر محمود درويش لأن الأبيات هي ملكك. عليك فقط ان تضع كلمة سجل بين علامتي التنصيص: "سجل" كي تظهر ان هذه الكلمة مقتبسة وليست ملكك. هذه ليست سرقة.

كل ما نأخذه من الغير علينا ان نضعه بين علامتي التنصيص ونذكر المصدر حتى لو كان كلمة واحدة كي نؤكد اننا لسنا أصحابها.

ولكن ما قام به السيد بولس سرقة في وضح النهار. وهذا يعد إرهاب أكاديمي.

تحياتي

1145
ا
الحقيقة لم يكن محل اهتمامي ان ذلك يعتبر سرقة ام لا لكني رددت عليه وعلى صفحته بالفيس بوك ب :
سجل انا مسيحي
وواضح هذا التخبط وكلنا يعرف ان الرابطة أنشأها البطريرك لأسباب سياسية حتى تواجه التهميش والاقصاء الذي الأحزاب السياسية للقومية الاخرى التي لا تشكل نسبة ١٠ ٪‏ من مسيحيي العراق !
مع تقديري

الاخ فارس المحترم

هذه القصدية لا تحاكي.هذه سرقة مائة في المائة. غيّر فقط كلمة "عربي" الى "كلداني" وهذا عيب وجريمة كبرى؟

"تحاكي" معناها من تأليفه شخصيا (من تأليف السيد بولس) ولكنها تشبهها من حيث الوزن والقافية والتفاعيل والموضوع والفكرة. وهذا عيب لا يجوز.

 وانت أستاذ جامعي وتعرف  عقوبة هكذا جريمة.

عليه ان يقول انه اقتبهسا حرفيا من الشاعر محمود درويش وغير فقط كلمة "عربي" الى "كلداني" ويذكر المصدر.

هذا لا يجوز ابدا.

ومع ذلك اعتب عليك لأنك - كاستاذ جامعي - كان عليك نقل كل شيء كما هو وعدم إيهام القارىء.

السرقة الأدبية تستحق اقسى الكلمات وأعنفها وصاحبها يعاقب ويطرد من الجامعة او المؤسسة التي يعمل فيها.

تحياتي




1146
والله ما كنت أحسب احيا زمن يصل فيه لأمر بالكلدان ومن يمثلونهم كنسيا رهبانا، قسسا، علمانيون او اعلى او ادني مرتبة  يتحولون فيه الى لصوص في وضح النهار.

بعد ان صار جليا ان هناك لصوص الهيكل في صفوفنا، نرى هناك لصوصا من نوع أخر يسرقون جهد الغير وينسبونه الى أنفسهم ويتباهى بهم البعض.

هذه القصيدة يأ خي فارس، وهذه ثاني مرة تذكرها على ما أظن، هي من روائع الشاعر الفلسطيني محمود درويش ومادة دراسية ضمن مناهج الأدب العربي الحديث وهي اشهر القصائد في إسرائيل ايضا لروعتها الأدبية مطلعها: "سجل انا عربي" وعنوانها "بطاقة هوية":

http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=64761

يا لبؤس هؤلاء الناس. هل بهذه الرابطة سيربطوننا وزعيمهم الروحي يستهين ويزدري علنا باللغة الكلدانية والطقوس الكلدانية والليتورجيا الكلدانية والريازة الكلدانية والأزياء الكلدانية والشعر والآدب الكلداني الأصيل ويتباهون بأنفسهم بسرقة قصيدة عربية؟؟

هذه باكورة او طليعة اعمال نهضة البطريرك ساكو: السرقة الأدبية وهي أكبر جريمة في العلم والأكاديميا.

بماذا تختلف هذه النهضة عن نهضة المطران سرهد جمو نهضة "قطواثا" و "جحوش" ونهضة البطريرك ساكو نهضة "انبياء الشؤم" و"ابواق الشؤم" و"الطابور العاشر."

هزلت حقا هزلت.



1147


مقالكم ... نابع من حرص مسؤول عن مصلحة الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية على الأقل حسب فهمنا واستيعابنا لما ورد فيه من مضامين مباشرة وغير المباشرة نحييكم على حرصكم هذا واعتزازكم وتمسككم بتقاليد وريازة وطقوس ولغة الأم الأصيلة في كنيستكم لأن ذلك يشكل الهوية القومية الخصوصية لمن يغالون بكلدانيتهم أو بآشوريتهم أو بسريانيتهم ومن يترك ذلك ويستبدلها بأخرى لأسباب متعلقة بدولة السكن والأقامة وظروفها الديموغرافية يكون قد فقد هويته القومية والكنسية وخصوصية تميزه عن الآخرين . 


الأخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم

أرى انك أشرت الى نقطة مهمة جدا في مسيرة شعبنا وكنيستنا وكذلك في مسيرة حياتي كواحد من ابناء هذا الشعب العظيم وكنيسته المشرقية المجيدة.

كل أشوري او كلداني او سرياني يهمش تراثه ولغته وليتورجيته وطقوسه وأزياءه وريازته وفنونه وآدابه يلغي نفسه من الإنتماء لهذه الأمة والكنيسة المشرقية المجيدة، علمانيا كان او من رجال الدين.

لا أعلم ما هي الغاية او الفائدة من الإدعاء بالقومية والهوية إذا كان الشخص او المؤسسة تهمش وتزدري ثقافتنا ولغتنا وطقوسنا وآادابنا وفنونا.

ليس هناك شعب دون لغة وثقافة وفنون. الشعب الذي يبدل لغته وثقافته وفنونه وآدابه يغير قوميته وهويته.

وهذا ينطبق حتى على المسار الكنسي كهوية كنسية. الشخص او المؤسسة لا تخسر مسيحيتها ولكن تخسر هويتها. ما الداعي الى القول اننا كنيسة مشرقية كلدانية مثلا ونحن نزدري ونهمش ونلغي لغتنا وإرثنا الليتورجي ورموزنا وريازتنا وفنونا الكنسية؟

شكرا جزيلا مرة أخرى وبالأخص لقلمك البارع صاحب الكياسة ولأخلاق الرفيعة.

تحياتي

1148

لا اعلم لماذا تكون البيانات بهذا الشكل الغامض والقابل للرفض والتهجين وحتى عدم التصديق والتشكك من قِبل تلك الطوابير ( ليش مايعرفون عند طوابير تنتظر الدور ) !! لماذا لا يكون البيان واضح وخاصة إذا كان بهذه الاهمية وتُذكر معاها كل الاخطاء والتجاوزات ليستعلم الجميع وحتى ينام الطابور الثاني عشر وهو مرتاح ... وانا حائر ولا اعلم القضية والسبب والآلاف مثلي لا تعلم في أي طابور يصفون فلماذا لا يكون كل شيء واضح وجلي للجميع حتى تسكت اصحاب البوق الشؤم ! إذا لم اخجل من طرد وفصل طالب في صفي فيجب ان لا استحي من قول الاسباب للجمبع ! أما فصلي وطردي له دون ذكر الأسباب بشكل جلي فهو ابشع من عملية الطرد نفسها ..


كيف لا تعرف السبب؟ المؤسسات الدينية والمذهبية بصورة عامة، أي مؤسسة من أي دين ومذهب، ومعها المؤسسات السلطوية الأخرى، دائما ترى نفسها على حق او أن الحق معها مهما كان لأن الأتباع رعاع يطبلون لها ولأصحابها دائما وأبدا.

هذه المؤسسات مبنية إما على حق التفويض الإلهي الذي تمنحه لنفسها ويصدقها الناس او على ما تراه انه تفويض الشعب لها كي تفعل ما تشاء.

ولهذا يأتي خطابها دائما على الشاكلة التي وصفتها، مستهينا بعقلية المتلقي وحقه في تشغيل عقله لأنها تتصور انه بإستطاعتها تشغيل عقل اتباعها كما تشاء.

ولهذا ايضا صار وجود هذه المؤسسات مفارقة زمنية ومكانية وتاريخية لأنها تعيش بعقلية سلطوية بينما العالم اليوم يعيش بعقلية المنطق والروية وحق كل إنسان تشغيل عقله بنفسه.

تحياتي

1149
سيدي الكريم

لا زلت رحيما معي وليس كعادتك. هل انام قرير العين ام أتوقع التسونامي؟ ذكرتني في مقالك وأردفت "الاتينية" مع إسمي لذا وجب التوضيح.

عزيزي أمل ان لا تنزعج إن أشرت الى بعض الأمور التي لم ترد بصورة صحيحة (علمية أكاديمية ههههههههههه) في مقالك.

"اللاتينية" ليست كنيسة، هي ثقافة وطقس ورموز تخص الكنيسة الرومانية الكاثوليكية كما ان "السريانية" ليست كنيسة بل ثقافة ولغة وهوية تخص كنائسنا المشرقية.

عندما أذكر "اللاتينية او اللاتين" اذكرهم بإشمئزاز لأنهم غزاة، هجموا على منطقتنا لتغير ثقافتنا وطقنسا وسلب أملاكنا وغيره مما أذكره كثيرا وصار معروفا. هذه ليست كنيسة ابدا. هذه ثقافة والغزو الثقافي او الاستعمار الثقافي أبشع أنواع الغزو والإستعمار، لا بل هو اسوأ من القتل. ولكن لشدة الضغط صار الناس يرطب بين اللاتينية والكنيسة.

ومن ثم، لا يجوز حشر الكنيسة في خانة واحدة في الشرق والغرب. هناك كنائس تقليدية (رسولية) وكنائسنا الشرقية ومعها الرومانية الكاثوليكية تقع في هذه الخانة.

وهناك كنائس بروتستنية لوثرية لها حضور قوي في شمال أوروبا (المانيا والدول الإسكندنافية). هذه الكنيسة دخلت العصر الحديث من أوسع ابوابه وتسمح لمثلي الجنس من إكليروسها الزواج ... وبالمناسبة يعد لوثر قديسا ورمزا ومفكرا وعلامة من الطراز الأول في هذه الدول التي بسبب فكره ارتقت الى مصاف الأكثر الدول رقيا في العالم. كل شهادة دكتوراة تثقب وتعلق بمسمار في الحائط في الجامعات في هذ الدول تيمنا بلوثر وحركته الإصلاحية ..

في الدول الإسكندنافية الكنيسة تنافس في البعد الإنساني للإنجيل ولا تكترث بالشكليات، وهي قوية جدا من خلال ثقافتها.

هل تعلم أنه في كل كليات التربية في السويد ومنها جامعتنا يتم تدريس الطقس الكنسي واناشيده كما اتت من اباء الكنيسة بلغتها المعقدة التي بالكاد يفهمها الناس ويتشبثون بها رغم ان الغالبية الساحقة منهم علمانيون ولا دينيون. والليتورجيا الكنسية والأناشيد الكنسية جزء من درس النشيد في المدارس ... وهؤلاء الناس الأرقى ثقافة وحضارة في الدنيا برمتها ... أنظر الى حال ليتورجيتنا وطقسنا ...

اذا، لا يجوز التحدث عن كنيسة غربية وكأنها واحدة ولا يجوز التحدث عن الكنيسة الشرقية وكأنها واحدة لا سيما بعد الغزو الثقافي الغربي لها.

أقول هذا وانا أثني على مقالك الجرىء وفي ذات الوقت أخشى ان تأخذ نقدي (العلمي والأكاديمي هههههههههه هذه قوية؟؟؟) حجة لتغير نهجك الرحيم والرؤوف تجاهي .. في اقل تقدير حتى هذه اللحظة .. والله كريم حتى المقال القادم لك.

تحياتي

1150
شكرا لأخينا وصديقنا العزيز يوحنا بيداويد لتعقيبه.

ورغم ان التعقيب موجه للأخ كنعان، أمل ان يتسع صدره لراي في الموضوع او النقطة الخاصة بمقالنا هذا. سأتجنب الحديث عن حوادث زاخو.

أخي العزيز يوحنا إن لم نعترف بالوضع الذي نحن فيه كما هو كمؤسسة كنسية ولماذا وكيف اوصلتنا الأمور الى ما نحن فيه فلن تقوم لنا قائمة وستظل كرة ثلجنا تتدحرج وهي قريبة من السقوط في القاع الى ابد الآبدين.

حتى الأن لا نميز بين كوننا كاثوليك ومشرقيين في آن واحد. عدم الفصل بين مشرقيتنا التي هي هويتنا الكنسية وخصوصيتا وكثلكتنا هو سب الداء ومسببه.

لا يجوز القول "نحن كاثوليك" وبإمكان الفاتيكان وثقافته اللاتينية استعمارنا ونهبنا واغتصاب املاكنا ومناطقنا وليتورجيتنا وطقسنا وكل شيء. هذا لم يقبل به الكلدان ابدا. فرض عليهم بالقوة والقسوة والبطش العنيف المرعب في عهد البابا بيوس التاسع. وثار الكلدان على البابا هذا وبطشه ولكن لم يفلحوا لأن الوسائل العنيفة التي إستخدمها الفاتيكان فاقت ما يمكن تصوره.

حتى اليوم تخشون ان تذكروا هذه الثورة المباركة واننا ثرنا وانتفضنا على ظلم الفاتيكان. هل هناك شعب ومؤسسة في الدنيا تحترم ذاتها وتخشى من ذكر والاحتفاء بإنتفاضتها ضد الظلم؟

نحن اليوم نقول"نحن كاتثوليك" أي نوع كاثوليك لا يهم لاتين او غيرهم وحتىى إن طمست هذ الكثللكة مشرقيتنا. هذا غير مقبول الذي يقبل به يقبل بالاستعمار ويحتفي به.

وإلا كيف يجوز ان يكون لعشرات الموظفين اللاتين - هنا لا أتحدث عن البابا - من الغرباء والدخلاء والأجانب سلطة مطلقة على كل مقدراتنا في الشتات والداخل؟ هل تريد ان أذكر لك كم موظف في الفاتيكان والكنيسة الاتينية له سلطة أكبر بكثير من سلطة البطريرك علينا؟

من ثم نحن الأن امام بطريركية اساسا لا تحب لا بل تزدري علانية لغتنا وطقسنا وأزيائنا وريازتنا ورموزنا وغيره والكل ساكت، اي لم يكف ظلم الغرباء والدخلاء اتانا ظلم القربى ....

أقول لك يا صديقي العزيز ما كان يردده الثوار الكلدان المنتفضين على ظلم الفاتيكان القائم حتى يومنا هذا وهذا اقتباس تعبيري:

"إن لم تنتفضوا على هؤلاء الغرباء والظالمين الذين سلبوا كل صلاحياتكم وأهانوا ثقافتكم وكرسيكم الرسولي واغتصبوا مناطقكم فسيأتي يوم يكون موظف صغير منهم بمستوى راهب هو البطريرك وهو سيحكمكم وطقسكم ويفرض عليكم ما يريد وتصبحون أضحوكة امام العالم."

وأرى ان اجوبتك ادناه التي تثيرها في غير محلها نابعة من عدم وضع الواقع الإجتماعي المؤلم الذي نحن فيه ضمن سياقه. جوابها هو كما يلي (بالخط الأحمر):


ا
القضية وما فيها
كاهن اوقف عن العمل
لم يوقف عن العمل

س/ من هي الجهة التي اوقفته؟
ج/ لا سلطة للكنيسة الكلدانية على الشتنات ولا سلطة عليا لها.السلطة العليا في يد الاتين.
س/هل له الحق في تقديم شكوى؟
ج/ليس هناك محاكم نزيهة في الفاتيكان. أغلب محاكمه صورية من جانب واحد لأنه مؤسسة غير ديمقراطية لا بل استبدادية
س/هل كان هناك اسباب موجبة؟
الجواب
الأسباب الموجبة تنطق اولا على وزارة المستعمرات. كنيسة تقول انها تتبع المسيح وإنجيله ولها وزارة المستعمرات. أي عقل يقبل هذا غير عقلنا نحن الكلدان.

1151

     اتفق معك في وصف اعلام ( الذي كتب تصريح توقيف الكاهن المذكور ) واقعا   ركيك  مقرف  فيه  طـــن من الجهل بالف باء الاعلام )  ...  هذا الغباء والجهل الذي لايليق بسمعة بطريركيتنا التاريخية ...

الأخ العزيز كنعان شماس المحترم

التصريح ليس ركيكا فقط بل ينم عن جهل بواقع الحال المزري للمؤسسة الكنسية ولهذا أرى ان الإجراء اتي لصالح الراهب والقس نوئيل وعزز موقعه على حساب البطريركية المسلوبة الإرادة والصلاحيات اساسا.

كل ما حدث هو انهم يرفضون ان يقدس او يمنح الأسرار في الكنائس الكلدانية ولكنهم ينسون ان مؤسسة الكنيسة الكلدانية كمؤسسة إنتهت منذ زمن، منذ ان إستولت دولة الفاتيكان عليها وحولتها الى مستعمرة ذليلة لا حول ولا قوة لها وذلك في نهاية القرن التاسغ عشر.

ولا أستطيع ان استوعب كيف لا يعون هذا الأمر لأن ليس هناك منطقة جغرافية خاصة تابعة للكنيسة الكلدانية في الشتات. الكل لاتين رغم عن أنفهم وتحت حكم اللاتين وأغلبهم فرحون بهذا.

يتكئون على الطقس، وماذا أبقوا لنا من الطقس؟ منذ الثمانينيات وهم يحاربون الطقس دون هوادة ويقحمون اللاتينية وممارسات أخرى من أوسع ابوابها وعندما سنحت لهم الفرصة صارون يهينون الطقس ويزدرونه.

البيان دليل فشلهم في تجميد او خلع القس نوئيل وهو من حقه قانونيا ان يقدس ويقدم الأسرار بالإتفاق مع الأسقف اللاتيني بمساعدة وزير المستعمرات في منطقته لأنه هو البطريرك الحقيقي للكلدان وبإستطاعته التقديس قداسا لاتينيا يتخلله بعض المماراسات الطقسية الكلدانية - كما هو الحال الأن - في أي مكان يشاء وبحضور كل مريديه او مناصريه او محبيه من الكلدان والمطران والبطريرك وغيرهم سيبتلعون كبريائهم وهم صاغرون. الأمر بيدهم، بيد الإستعمار، وليس بيدنا.

وهذا هو الذي يحدث لأن في غياب الطقس والأصالة والينابيع الصافية صارت اللاتينية (اي الإستعمار) هي الغالبة والكل تحت سطوتها.

صار سنين ونحذر ولكن الكل تقريبا يصم أذانه وكما تعلم ربما 90 في المائة من الكلدان في الشتات والشتات وحتى العراق يقع تحت الحكم اللاتيني المطلق. فماذا بقي لنا بعد ان أزالوا الطقس؟

تحياتي

1152
نهضة المطران سرهد جمو أطلقت أسماء الحيوانات على معارضيها من الكلدان؛ نهضة البطريرك ساكو تطلق تسميات غير حميدة عليهم
ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد


لقد صار جليا ان الكلدان ومؤسستهم الكنسية يمرون بأزمة عارمة وفي حالة انهيار.

وهذه الأزمة يغديها إعلام هزيل يفتقر ليس فقط الى ابسط الشروط التي يجب ان تتوافر في وسيلة إعلامية تحترم نفسها ومتلقيها بل ضمن نطاق الحوار العادي بين الناس البسطاء ايضا.

وأخر مثال لهذا الهزال كان البيان الذي ظهر على صدر (واجهة) موقع البطريركية الكلدانية حول إعفاء (او بالأحرى منع) الراهب القس نوئيل كوركيس من الخدمة ضمن نطاق مؤسسة الكنيسة الكلدانية. (رابط 1)

هذا البيان، الذي في نظري لم يكن هناك أي داع له، يزيد من البلبلة ويزيد من مكانة الراهب نوئيل بدلا من انتقاصها ويجعل منه بطلا في عيون معارضي البطريركية وهم كثر اليوم بعد ان التحق بهم بعض محبي لغتنا وطقسنا وتراثنا وثقافتا وريازتنا وأزيائنا وطقوسنا وحوذرتنا المقدسة – الأمور التي تستهين بها البطريركية الحالية لا بل وصل الأمر بها الى ازدرائها علنا.

لن أدخل في التفاصيل القانونية لهذا الإجراء ولكنني كنت أتمنى ان لا يخرج للعلن في الإعلام بهذا الشكل الهزيل جدا.

وما استرعى انتباهي وما هالني ورود عبارة لا تليق بالمقام وهي "الطابور العاشر."

هل هناك قاموس او عالم معاجم او لغة او إعلامي يشرح لنا ما هو معنى "الطابور العاشر"؟

كلنا نعلم ان هناك مصطلح "الطابور الخامس" وهو إعارة او ترجمة من المصطلح الإنكليزي the fifth column . اما "الطابور العاشر" فهذا مصطلح غايته الانتقاص من الأخر المختلف وإهانته.

ومن ثم نحن شعب صغير جدا ومسكين الى ابعد حدّ والذين يرتادون الكنيسة من الكلدان هم بالآلاف وليس حتى عشرات الالاف. يا ترى من هم "الطابور العاشر" في صفوف هذا الشعب الجبار صاحب الجيش الجرار؟

ولماذا الاستغراب! الم يهاجم البطريرك منتقديه ومعارضيه مُطلقا عليهم عبارات نابية مثل: "انبياء الشؤم" و "ابواق الشؤم" وغيرها والمعارضون هؤلاء من رعيته وأبنائه وبناته.

يذكرني هذا بخطاب النهضة (أسف نكسة) المطران سرهد جمو – الذي فجأة غاب او تم تغيبه والله يعلم السبب او الاسباب – حيث كان أنصاره ومن ضمنهم هذا الراهب القس الذي نحن في صدده ينهالون على الكلدان الذين يخالفونهم ونهج مطرانهم واصفين اياهم ب "قطواثا" اي القطط والبزازين" وبأنهم باعوا أنفسهم وإلى أخره من الأقوال التي أثارت ولا يزال دهشة الكثيرين. (رابط 2)


ويحضرني وصف أخر رافق "نكسة" المطران الكلدانية حيث تم إطلاق لفظة "الجحوش" على الكدان المعارضين لخطهم.

 وبين "الجحوش والبزازين والطابور العاشر وأنبياء الشؤم وأبواق الشؤم" نحن بانتظار تسميات سلبية بذيئة أخرى من الذين يرفضون النقاش والحوار المدني والحضاري وقبول الأخر المختلف وذلك من خلال الفكرة بالفكرة والحجة بالحجة.
[/b]

=========================================

رابط 1
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=815115.0
رابط 2
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=540515.0



1153
حدث سهو في تعقيبي أعلاه ووجب تصحيحه بعد اتصال مع أصحاب الشأن.

المطرانية الكلدانية في كندا ليست تحت سلطة أبرشية هاملتون بل تحت سلطة وهيمنة رئس أساقفة اللاتين في تورنتو وهو الكاردينال توماس كولنز.
 
بعض الأخوة يتصور بالهروب الى الأمام والهروب من الحقيقة يشكل لنفسه وضع طوباوي مثل المؤسسة الكنيسة الكلدانية أقوى من أي زمن مضى او أنها بألف خير.

الكنيسة الكلدانية في فوضى عارمة وانهيار.

المطارنة في الشتات يتبعون رؤساء الأساقفة في مناطقهم، أي ان مطران كندا رئيسه المباشر هو الكاردينال توماس ورئيسه الأعلى هو وزير المستعمرات الكاردينال ساندري والأوقاف كلها مسجلة باسم الكنيسة اللاتينية.

لا أريد ان اذكر الأوقاف التي استولى عليها اللاتين وسلبوها من الكلدان. الا يكفي ما حصل في الهند تاج وعروس الكنيسة الكلدانية من اغتصاب؟

اللاتين مستقلين في كل شيء. الكنيسة اللاتينية في العراق لم تكن تابعة للبطريرك بينما الكنائس الكلدانية كلها تابعة للاتين في الشتات.

لا علاقة إدارية على الإطلاق للكلدان وأبرشياتهم وخورناتهم في الخارج مع البطريركية. وهذا واضح ونفيه لا يغير من الواقع بشيء.

اما بالنسبة لما اتى به زميلي وأخي العزيز سيزار فأقول له إن السويد اليوم هي قمة الفوضى. هناك أظن ستة كهنة والمؤسسة الكنسية صار لها هنا أكثر من 30 سنة وعدد الكلدان أكثر من عدد أغلب الكنائس الشقيقة.

لا أريد ان أذكر أي اسم كي لا  نشخصن الموضوع، ولكن كل الكهنة الستة لم يجمعوا مبلغا من المال لشراء كنيسة واحدة ولم يعلموا حرفا من طقسنا ولغتنا وثقافتنا ولم يرسموا شماسا واحدا من تعبهم وأغلب الأمور هي فوضى في فوضى.

هناك كاهن واحد من كنيسة شقيقة. أشترى كنيسة من أجمل الكنائس في السويد، وهي أية في الجمال وأشترى أرضا بألاف الأمتار المربعة وله ما يشبه مدرسة صغيرة فيه تعلم أكثر من مائة شاب وشابة لغتنا الطقسية وكون جوقا طقسيا من حوالي 70 شاب وشابة.

اما تنقلات الكهنة في السويد، فهذه لم تؤدي الا الى زيادة الفوضى، لأن الكاهن هو هو ينقل الفوضى معه أينما حلّ.

وأخر شيء معيب حدث هو عند زيارة البطريرك ساكو الذي تبرع على ما أظن بمبلغ 50000 (خمسين ألف يورو) لمشروع بناء كنيسة ومرافق أخرى والمشروع صار له سنين ولم يرتفع عن الأرض سنتمتر واحد حتى الأن والذي يبنيه هو الأسقف السويدي وليس الكلدان. بمعنى اخر انه أخذ من مال اللاجئين المعدمين ومنحه لأغنياء ومترفي الكلدان وقسسهم في السويد.

والكنيسة الكاثوليكية السويدية متشبثة بطقسها ولغتها وأناشيدها وثقافتها لأنها ترى فيها الوجود والخصوصية الليتورجية التي تميزها عن غيرها.

واللاتين لا يحضرون قداديسنا ابدا ولكن الكلدان يهرعون إليها هربا من الفوضى الطقسية في كنيستنا.

واللاتين ملتزمين بالأزياء الطقسية مثلا التزاما تاما. لن يقبل كاهن لاتيني ان يرتدي الزي الطقسي الكلداني في القداس مطلقا.

واللاتين ملتزمين برموزهم وأيقوناتهم وصورهم وروزنامتهم الطقسية. لن يقبلوا ان يقحم فيها أي شيء مشرقي كلداني. اما نحن، فحدث ولا حرج ولا داعي لذكر أمثلة لأن رموزنا وأيقوناتنا مثلا كلها تقريبا صارت لاتينية. اما روزنامتنا لطقسية فلم يعد أي مكانة لها. أي كنيسة كلدانية في أوروبا مثلا احتفت بعيد نوسرديل كما يرد في طقسنا المجيد؟
 
واليوم كثير من القسس وحتى بعض المطارنة يتباهون بالزي اللاتيني والطقس اللاتيني وغيره الذي أخذ يطغي على الطقس المشرقي الكلداني الذي هو الأصالة والينابيع الصافية.

الكدان ومؤسستهم الكنسية في وضع لا يحسد عليه. الكنيسة الكلدانية – والفضل كل الفضل والشكر للفاتيكان – لديها اليوم عدة بطاركة. كل كاردينال او أسقف لاتيني في منطقة تواجد الكلدان هو بطريركهم، والكاردينال صاحب وزارة المستعمرات هو بطريرك الكل وهناك جاثاليق او بطريرك نصبوه في الهند وهناك وهناك ... أي مؤسسة مهما كانت تنهار امام هكذا تسيب وتعدد مصادر السلطة والإدارة.

إن لم نعترف ونحلل ونفكك واقعنا الاجتماعي نظل نعيش في طوباوية فضائية. نقنع أنفسنا أن كل شيء على ما يرام والواقع يقول عكس ذلك.

لن يستطيع أي شخص او مؤسسة التخلص من الترهل والتركة الثقيلة إن لم يعرفوا أنفسهم أولا ويحللوا واقعهم الاجتماعي كما هو دون رتوش مذهبية او طائفية ويعترفوا بما هم عليه ومن ثم يتخلصوا من مسبباته.

والأمر متروك لكم وكلنا نرى التراجع والانهيار يقع امام أعيننا ويزداد ثقلا مثل كرة الثلج المتدحرجة التي انطلقت في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

تحياتي


1154
الأخ زيد تحية وبعد،

أستميحك عذرا واعتذارا كي أخاطب قراء مقالك اولا وأقول لهم أن السيد زيد ميشو كان الكاتب الكلداني الوحيد الذي اصطف معي وساندني قبل حوالي ست سنوات عندما بدأت سلسلة مقالات انتقد فيها وضع مؤسسة الكنيسة الكلدانية الذي لم يكن يحسد عليه في حينه. فله كل الشكر.

ولكن يبدو ان المؤسسة قد صمت أذانها ولا تكترث للنقد ابدا ولهذا وصلت الى ما هي عليه اليوم من وضع خطير قد يأتي على ما تبقى منها.

البطريركية لا سلطة لها مطلقا على الشتات. وهذا جلي وواضح ومثبت بقانون. هي تتصرف وكأنها لها سلطة ولكن هذا مثل ذر الرماد في العيون.

الكهنة في أوروبا مثلا، حيث السلبيات أكثر بأضعاف مما تذكره، تعيرهم البطريركية للأساقفة اللاتين. وهؤلاء الأساقفة يتعاملون معهم مثل اتباعهم من الكهنة الأخرين. بإمكانهم نقلهم وعزلهم او تجميدهم وفرض ما يرغبون عليهم دون العودة الى البطريركية او حتى استشارتها.

والأبرشيات في المهجر (لدينا ثلاث أبرشيات في شمال أمريكا وأخرى في استراليا) تتبعان الأبرشيات اللاتينية في مناطقها. مثلا أبرشيتكم في كندا تتبع أبرشية هاملتون اللاتينية (حسب ظني) وحتى الأملاك مسجلة باسمها وليس باسم البطريركية وفي يدها السلطة، أي الأسقف الكلداني تابع لها. الشكوى الى البطريركية او السينودس لا تنفع. على المشتكي مراجعة الأبرشية اللاتينية.

اما إن اردت ان تنتمي الى كنيسة لاتينية كاثوليكية او ان تحضر الاسرار في أي كنيسة كاثوليكية أخرى فهذا حقك ككاثوليكي ولا تحتاج الى موافقة أحد.

وهنا في السويد بدأت الكنائس الكلدانية تفرغ للأسباب التي تذكرها وغيرها كثير اشبعته نقاشا في حينه.

هناك هجرة الى الكنائس الأخرى او عدم الحضور بتاتا.

قد نختلف في الأسباب ولكن السبب الرئيسي هو التسيب في كل شيء وكأن ليس هناك نظام وإدارة. هناك دكتاتورية ولا تستطيع ان تحاسب ابدا لأن ليس هناك قواعد ونظم تحاسب عليها من الناحية الطقسية والإدارية والمالية ولتنظيمية وغيره.

في الكنيسة اللاتينية هناك كتاب طقس لن يغيروا حرفا او يترجموا حرفا فيه رغم ان أغلب الذين يرتادون الكنيسة من الكلدان ولن يسمحوا لنا حتى في قراءة واحدة بلغتنا رغم ان أغلب الحضور من الكلدان.

يغادر الكلدان كنيستهم لفقدانها كل الأسس السليمة التي تجعل منها مؤسسة ذات نظام حضاري مدني. والفلتان الطقسي والتنظيمي والإداري والمالي زاد اضعافا في السنوات الثلاث الأخيرة في السويد وأوروبا، المنطقة التي أعرفها جيدا ووصل حد التسيب المطلق.

وكان الله في عون الكلدان.

تحياتي


1155
الأخ العزيز كنعان شماس المحترم

تقول: تجتزاء جملة واحدة اخيرة  في موعظة شـــكر ونصائح جميلة جدا وجهها قداسة البطريارك  مار لويس ساكو الى مطران ومستقبليه في كردستان ."


هذا ليس صحيحا . الجملة هذه هي نهج وممارسة لها سوابق وتكررت أكثر من مرة الأمر الذي دعاني الى الكتابة.

ومن ثم هذا ينطبق أكثر على المبشرين الفاتيكانيين لأنهم استخدموا عنفا مفرطا وجرائم كبرى بحق الكلدان بالذات وهذا مثبت وليس تضخيم ولكن يتم التغاضي عنه من منطلق مذهبي وطائفي صرف.


تقول: "الموضوع في ( حب واحجي واكره واحجي) انت مثلا تقول( كل المذاهب المسيحية متساوية في القيمة  والقداسة ) الواقع اي كاتب بسيط يستطيع ان يكتب  عشرة مقالات مع او ضد ماقلته."

( حب واحجي واكره واحجي) تنطبق على الذي يحذر من مبشرين غربيين محددين لأنهم ليسوا من مذهبه ولا يحذر من مبشرين غربيين أخرين أكثر جرما وظلما منهم فقط لأنهم من مذهبه.

لا أعلم كيف يستطيع مسيحي يؤمن بلإنجيل ان يجعل من مذهبه (ثقافته) حجة لإضظهاد مسيحي مشرقي. هل تريد ان أذكر ما كان يقوله اسلاف البطريرك بحق هؤلاءالمجرمين؟ هل تريد ان اذكر ما يقوله الأقباط المساكين بحقهم؟


تقول: " هذه الملاحظات صارت ممللة ومسيحي العراق وسط حرائق وتماسيح  ذبحت امريكا كرامتهم الوطنية والدينية فصاروا ينتقمون منهم  مدفوعين  بقيم البــــــــــــــــدو"

ليس هناك اي تضخيم، لا بل أنني لم اقل حتى عشرة في المائة مما اوقعه هؤلاء الاشرار من ظلم بالمسيحيين المشرقيين حتى هذا اليوم.

وجيد أنك تذكر ظلم مثلا الأمريكان والبدو والظلاميون التكفيريون من المسلمين. هذا صحيح ولكن هذا الإجرام المرعب من قبل هؤلاء لا يمنح لك العذر وللبطريرك وغيره العذر لغض النظر عن جرائم من يحمل الصليب ويقدس كل يوم ويقرأ الإنجيل. هنا الكارثة. لأنهم بإسم الإنجيل إضطهدونا وأغلبية اتباع كنيسة المشرق كانت من مذهبهم. أي حتى التحول الى مذهبهم لم يشفعنا من ظلمهم.


تحياتي

1156
الأخ العزيز سمير بطرس المحترم

رغم ان مداخلتك غير موجهة لي بل للسيد نيسان سامو، أمل ان يتسع صدرك لتعقيبي عليها لأهميتها.

تتعامل مع نصوص من الإنجيل. هذا شيء جميل ومحبب. ولكن هناك نقطة مهمة جدا وخطيرة تحدث كلما تعاملنا واشتغلنا بنصوص مقدسة.

هذه النقطة تنطبق على كل البشر ونظرتهم للنصوص (الخطاب) لا سيما التي يرونها مقدسة.

الناس، لا سيما المؤسسات  تخطف النصوص أي تجعل من قدسيتها رهينة او تحبسها في قفص وتقول "هذه لي فقط وتنطبق علي فقط."

وأسمح لي ان أقول أنك تخطف النص ايضا لأغراض المؤسسة التي انت تابع لها وهذا ما تفعله المؤسسة أيضا أي أنها تخطف النص لنفسها وتقول أنه ملكها وليس ملك أي مؤسسة اخرى.

هذه خطيئة كبيرة لا بل إستبداد خطابي، بمعنى أن هذا النص هو لي وهذا تفسيره وغيره غير مقبول.

وهذا الموقف بالذات هو كارثة على البشر وكارثة على اتباع أي كتاب يراه الناس مقدسا.

وبالنسبة للمسيحية هو سبب البلاء الذي نحن فيه لأن مؤسسة واحدة ترى ان نصوصا محددة هي لها وليس لغيرها من المؤسسات المسيحية.

ولهذا، فإن المؤسسة التي تذكرها تخطف النص لنفسها وتقول هو لي وليس لغيري، بينما ليس هناك أي دليل أن النص هو لها فقط.

بمعنى أخر لم نقرأ المسيح يقول ان هذا النص (النصوص التي تذكرها وغيرها) هي ملك المؤسسة (المذهب) المسيحية الفلانية.

النصوص التي تذكرها او ي نصوص أخرى تنطبق على كل المؤسسات (المذاهب) المسيحية، واي مؤسسسة تخطفها لنفسها وحسب تشبه أي قاطع طريق يقوم بعملية خطف شيئا محددا لنفسه كي يشبع أغراضه الدنيئة الخاصة،

بمعنى أخر مرة أخرى، ان كل المذاهب المسيحية، اي كل مسيحي يؤمن بالإنجيل له كامل الحق بكل نصوصه.

اي مؤسسة (مذهب) يخطف النص لنفسه فقط يجرم بحق الإنجيل ويسيء الى المسيح ورسالته وهو أكثر بعدا من المسرة من أي شخص لا يؤمن بالمسيح.

والمبشرون الفاتيكانيون والإنجيليون الذين أتوا ويأتون الى ديارنا ستحل عليهم اللعنة لأنهم خطفوا النصوص لأنفسهم ويرون في أنفسهم أسمى مرتبة في سلم المسيحية من المسيحيين المشرقيين وبموجب هذا التفسير اللعين الذي يستحق لعنات الإنجيل وويلاته شنوا ويشنون حملات لتغير مذاهبنا وثقافتنا والسيطرة علينا وعلى مقدراتنا ويخشون التقرب من المسلمين لا بل يستعينون بهم لتهميشنا واضطهادنا وشطب ذاكرتنا وأصالتنا وينابيعنا الصافية.

تحياتي

1157
..إذا كانت رومية او انجيلية او مارونية او بروتستانتية او غيرها فهي جُمها مؤسسات سياسية وليست مذهبية .

سيد نيسان سامو المحترم

هذا هو بيت القصيد الذي لا يريد المذهبيون والطائفيون الإعتراف به ومفاده أن هؤلاء المبشرين الغربيين (الكنائس الوافدة الإنجيلية والرومانية الفاتيكانية) ومؤسساتهم التي ترسلهم لإضطهادنا (أي تبشيرنا) ويتفادون لا بل يخشون التقرب من المسلمين وأحيانا يستعينون بهم لإضطهادنا ماهم إلا جزء من مؤسسات استعمارية - في الماضي واليوم.

وكم كان اجدادنا الكلدان من البطاركة والأحبار والرهبان والقسس محقين بإنزال اللعنات عليهم ونعتهم باللصوص والذئاب والشياطين والكروم الملعونة وغيرها من الصفات التي لا أستطيع ذكرها لحرمة الموقع.

مع كل هذا، لا يزال المذهبيون والطائفيون من الإكليروس والعلمانيين يرون فيهم نعمة وبركة وأنهم رسل السما، هذا إن كانوا من مذهبيتهم وإن إختلفوا حذروا الناس من شرهم ناسين او متناسين ان لا فرق بينهم إنجيليين كانوا ام فاتيكانيين .

تحياتي



1158
المذهبية والهوية: على ضوء تحذير البطريرك ساكو من "الكنائس الوافدة"

ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

كثيرة هي هفوات البطريرك لويس ساكو في الإعلام. وأظن ان الهوس الإعلامي لديه صار أمضي سلاح يرتد عليه وعلى المؤسسة الكنسية التي يرأسها – أقول "يرأسها" مجازا لأن السلطة البطريركية محدودة ومقننة الى الدرجات الدنيا منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى اليوم وهي في أفول؛ وهذا صار واضحا وجليا.

وأكاد أجزم أن إعلام مؤسسة البطريركية الكلدانية – وقد أشار الى هذا الأمر كتّاب ذو يراع مؤثر ومن مناصري البطريرك – قد يشكل نموذجا في الإمكان الاستناد إليه لأي استاذ في الإعلام إن أراد وضع نماذج لطلبته حول "الإعلام الهزيل."

وأخر شطحة إعلامية أتت قبل أيام في رسالة او بيان المفروض فيه ان يكون داخليا إلا ان صاحبه وكاتبه – كما هو شأنه دائما –وضعه على الملأ وتناقلته مواقع شعبنا.

ولا علم لي إن فكّر صاحبه بتبعات ما يكتبه. ولكنني لا استوعب كيف يحق لرجل دين له لقب كبير يهاجم كنيسة أخرى مؤثرة جدا ليس في العراق بل العالم أجمع؛ الأمر الذي أكاد أجزم لن يقوم به علانية حتى بابا روما، الذي يرأس عمليا وفعليا – وليس رمزيا –أكبر كنيسة في الدنيا.

لنقرأ ما أتى من خطاب غير مبرر، غير عقلاني غير حميد في أخر رسالة او بيان للبطريك ساكو، علما ان لا نهاية لبياناته وتصريحاته رغم عقم اغلبها:

"... انتبهوا من الجماعات المسيحية الوافدة التي تغربكم من جذوركم الاصيلة وينابيعكم الصافية." (رابط 1)

قبل ان ادخل في خضم هذا الموضوع الخطير، دعني أكرر مرة أخرى أنني أرى ان كل المذاهب المسيحية متساوية القيمة والقداسة في الارض والسماء ما دام هدفها ممارسة الإنجيل على أرض الواقع بأعمدته الأربعة: المحبة والغفران والعطاء والتسامح؟

ولأن "الكنائس الوافدة" والنشطة جدا في الشرق والعراق وسوريا ولبنان ومصر خصيصا هي الكنائس الإنجيلية، فلابد وأنها تقع ضمن الإطار الذي قصده البطريرك لأن ليس هناك كنائس وافدة تبشر في صفوف المسيحيين المشرقيين وبنشاط مثل الكنائس الإنجيلية اليوم.

اليوم الكنيسة الإنجيلية (اللوثرية والبروتستنتية) أقوى كنيسة في العالم من حيث التأثير المادي والسياسي والاقتصادي. والذين يعيشون في أمريكا خصيصا واوروبا وأمريكا اللاتينية وافريقيا ودول الشرق الأوسط ذات الأقليات المسيحية المتناقصة لا بد وان لاحظوا ذلك.

والإرساليات التبشيرية الإنجيلية في العراق وسوريا والدول الشرق أوسطية – التي تهمنا في هذا المقال أكثر من غيرها – تعمل ضمن جمعيات خيرية تقدم خدمات كبيرة جدا للاجئين تفوق ما تقدمه مثلا كنيسة روما رغم ان أكثر المسيحيين العراقيين كاثوليك.

وهذه الإرساليات التبشيرية يدعمها ظهير سياسي وعسكري واقتصادي تستند إليه في تثبيت سطوتها وقوتها ومكانتها وتستخدمه بطريقة ذكية لكسب المسيحيين المختلفين مذهبا الى صفوفها وهي تحقق اختراقات كبيرة ومؤثرة وإلا لما حذر منها البطريرك.

وهي قوية سياسيا واقتصاديا الى درجة ان السلطات الكردية مثلا لا تستطيع ان تحدّ من نشاطها في صفوف المسيحيين لا بل تدعمه وتسانده، إلا ان نطاق عملها في صفوف المسلمين ضيق جدا لا بل مراقب وعليه شبه حذر من قبل هذه السلطات.

شيء غريب وعجيب هذا الذي تقوم به الكنائس الوافدة وعلينا إدانته بأشد العبارات لأن غايتها إنهاء ومحاربة ثقافتنا – المذهب ثقافة لأنه يؤشر الى قراءة مختلفة ضمن النطاق الثقافي للإنجيل وهذا حق مشروع.

 وكما ان الإنجيلي ينطلق من مناطقيته وثقافته لقراءة الإنجيل والكتاب المقدس، كذلك المشرقي المسيحي من حقه ان ينطلق من محيطه وثقافته لقراءة الكتاب المقدس والإنجيل.

كيف وقع البطريرك ساكو في هذا الفخ؟

الفخ نصبه البطريرك لنفسه بنفسه ووقع فيه. البطريرك ينسى او يتناسى ان المذهب (الكنيسة) الذي هو عليه مذهب (كنيسة) وافدة. وينسى ويتناسى ان ذات الكنيسة وحتى هذا اليوم لا تختلف في طريقة تبشيرها الظالمة في صفوف المسيحيين المشرقيين عن الكنيسة الإنجيلية لا بل فاقتها وبزتها وتفوقها وتبزها لأنها استخدمت عنفا مفرطا وظلما لا يطاق ومحاكم تفتيش لم يرى العالم مثيلا لها ضد المسيحيين المشرقيين ذاتهم والكلدان منهم خصيصا والبطريرك وكنيسته من ضمنهم.

لماذا لا يعتبر البطريك كنيسته ضمن الكنائس الوافدة ويركّز على الكنيسة الإنجيلية وحسب؟

 يجب إدانة كل المبشرين الغربيين القادمين الى ديارنا لتغير مذاهبنا وثقافتنا أشد إدانة لأنهم يستخدمون سلطتهم وتأثيرهم لكسب المسيحيين المشرقيين وتغير ثقافتهم بينما يخشون حتى التقرب من المسلمين لا بل يستعينون بهم لاضطهادنا.

بيد انه علينا ان نعترف ان الوسائل التي يستخدمها الإنجيليون لا تحتوي على العنف والاضطهاد المرعب الذي تعرضت له كنيستنا المشرقية لا سميا الشق الكلداني منها – وبعض تفاصيل هذا الظلم لا تزال قائمة.

كانت كنيسة المشرقية الكلدانية الكاثوليكية أكبر كنيسة في المشرق عددا وغنى وأتباع ومناطق حتى منتصف القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين – أكثر بكثير من الكنائس القبطية والمارونية والسريانية مجتمعة – قبل ان يرسل الفاتيكان أفواجا من مبشريه لهدم صرح هذه الكنيسة بحجة ان إيمانها الكاثوليكي غير قويم وبحاجة الى تقويم وحدث ما حدث من تغير ثقافة مناطق شاسعة بملايين الأتباع عنوة الى الثقافة اللاتينية وسلب الصلاحيات وجعل المؤسسة الكنسية تابعة ذليلة دون أية صلاحيات.

لقد شخصنا هذا الموضوع بالتفصيل والقراء الكرام صاروا على دراية به.

إذا لماذا حلال لكنيسة وافدة وحرام لكنيسة وافدة أخرى؟ الاثنان يجرمان بحق شعبنا وثقافته والاثنان من أغنى المؤسسات في الدنيا وأكثر المؤسسات تأثيرا في العالم ولا حدود لأملاكهما وأموالهما ولكن بدلا من استخدام كل هذا التأثير لحمايتنا والحفاظ على مشرقيتنا وثقافتنا يستخدمانه لهدم ثقافتنا وتشتيتنا.

وكم كنت أتمنى ان لا يذكر البطريرك "الجذور الأصيلة والينابيع الصافية" لأن هذه بالذات هي ضحية سياسات كالتي تتبعها البطريركية ذاتها وهي ليست وليدة اليوم.

محاربة الأصالة والينابيع الصافية بدأت وبقوة عندما تبنى هذا النهج الهدام الذين همشوا هذه الينابيع والأصالة وضربوا كل ما يشير إليها عرض الحائط في حملات ازدراء واستهجان بالتراث ولأصالة والريازة والأزياء والطقوس.

هؤلاء ادخلوا وأقحموا ممارسات دخيلة وأجنبية تشبه كثيرا الممارسات الإنجيلية التي تهمش الأصالة والينابيع الصافية وغيروا الريازة وأزدروا الطقوس والثقافة واللغة والأزياء ولم يلتزموا بها والأدلة عليها كثيرة جدا.

رموا الأصالة والينابيع الصافية المتمثلة بحوذرتنا المقدسة وريازتنا وأزيائنا ولغتنا أينما حطوا في سلة المهملات وباستهجان وازدراء.

كل ما بناه القس افرام رسام وكل ما بنى عليه القس البير ابونا في سلطانة الوردية في الكرادة من أصالة وينابيع صافية أتوا عليها وأزالوها من الوجود في خلال شهرين.

كل ما بناه أعمدة الثقافة واللغة والطقوس والأصالة والينابيع الصافية في المعهد الكهنوتي أتوا عليه وأزالوه من الوجود في فترة وجيزة وتخرج لدينا كهنة لا يعرفون معنى الاصالة والينابيع الصافية ولا حتى باستطاعتهم قراءة سطر من حوذرتنا المقدسة وهم أقرب الى الثقافة الإنجيلية من الثقافة المشرقية الكلدانية.

والسنين الثلاث العجاف الأخيرة كانت بمثابة الضربة القاضية – هذا في رأي الشخصي – للقليل الذي تبقى من الأصالة والينابيع الصافية لكنيسة مشرقية مجيدة – أم كنائس الدنيا.

واليوم أتى المبشرون الإنجيليون – كما قام قبلهم ويقوم به المبشرون الكاثوليك – بهدم البقية الباقية من الثقافة.

لو زالت ثقافتنا – مشرقيتنا – فماذا بقي لنا؟ المذهب او المؤسسة التي لا تحفظ لنا ثقافتنا وطقوسنا وليتورجيتنا وريازتنا وأزيائنا وفنوننا ولغتنا وأصالتنا وينابيعنا الصافية ومناطقنا أينما تواجدنا كما أتت من اباء كنيستنا المجيدة لا حاجة لنا به. ألم يكن هذا شعار الثوار الكلدان في نهاية القرن التاسع عشر؟

مسيحيتنا واحدة لأن كلنا لنا الإنجيل ومنه ننهل. ما يميزنا هو ثقافتنا – قرأتنا الخاصة، وهذا من حقنا – للإنجيل، ولكن حتى هذا استكثره المبشرون الغربيون علينا.

وهذا سيكون مصيرنا لأننا وضعنا مقاديرنا بأيدي الذين أساسا لثقافتنا محاربون ومزدرون ومهمشون.
======================
رابط (1)
http://saint-adday.com/?p=13577



1159
الأخ العزيز سمير الاحد المحترم

أشكرك شكرا جزيلا على ردك وعذرا للتأخير في الجواب.

أظن أنني عرجت على الكثير من النقاط التي تثيرها في ردودي على الأخوة المعلقين الذين سبقوك لتشابه الأسئلة.

وكذلك أحيلك الى الرابط ادناه الذي اتى أساسا جوابا لمسائل محددة في ردك:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,771487.0/nowap.html

تحياتي


1160
بالتأكيد لا جديد في فحوى المقال سوى اقوال الكاردينال....أما الفكرة فهي نفسها في كل مقال.
.....
جلّ المقال هو سياسي وسياسي فقط....وما الأرث والتراث والطقوس واللغة والحفاظ عليهاإلا القاعدة التي تستند عليها لطرح مادتك المتشابهة ذات البعد السياسي الآني
والسياسة الآنية يعاني منها المسيحيون في الشرق

الأخ العزيز زيد ميشو المحترم

عندما نقول ليس هناك شيء جديد معناه نحن نعرف السؤال ونعرف الجواب ايضا. يمعنى اخر ان السؤال لا سيما الجواب اصبح تحصيل حاصل.

في حالتي انا أكرر السؤال - وهذا صحيح - ولكن لا القى الجواب ابدا ولن ألقاه لأن ما اشير إليه من ظلم وإجرام بحق المسيحيين المشرقيين لا سيما الكلدان ذو بعد مذهبي ولهذا يتجاوز الناس كل هذا الظلم المرعب ويعدونه "نعمة وبركة" و "وإرادة الرب" ونبقى في ذات الدوامة وهي تدور بنا بسرعة الضوء وتفتتنا.

الدوامة هي فقدان الشجاعة على الاجابة على هذه الأسئلة المهمة ومعالجتها بسرعة أي رفع الغبين والمطالبة بالتعويض السخي  واعادة الحقوق المغتصبة كما حدث مع ضحايا من الأطفال الذين تم اغتصابهم وكما حدث مع اللواطة الذين حصلوا على مبتغاهم داخل أروفة الفاتيكان وهم على مرمى حجر للحصول على كل حقوقهم رغم وجود نصوص مقدسة لا تقبل ذلك.

أما نحن الذين تم ويتم اضطهادنا ووصل في كثير من حلقاته الى جرائم ضد الإنسانية فلنذهب الى الجحيم. ونستحق ذلك لأننا اساسا سعداء بهذا الإضطهاد. وهذا شيء غريب وعجيب لم ولن يقبل به أي شعب ألا نحن.

في الأكاديمية التكرار هو تكرار الجواب الصحيح وانا لم الق أي جواب على كل هذه الأسئلة المصيرية حتى الأن.

وفي الأكاديمية يجب إثارة السؤال الذي لم يتم الإجابة عليه مرارا وتكرار والعمل على معالجته لأن هكذا يتقدم العلم وتتطور المجتمعات وتحصل على حقوقها ونهضتها.

المجتمعات المتخلفة هي التي تتهرب من السؤال وتعد اثارته مسألة تكرار ممل. السؤال يكرر دائما وأبدا طالما لم نحصل على جوابه. ولهذا نعيد السؤال مرار وتكرارا حتى نحصل على الجواب. وحال حصولنا على الجواب نتصرف بموجبه..

النقطة التي لم استوعبها هي ربط المقال بما تسميه "سياسة آنية". اليوم السياسة لا نستطيع وضع تعريف او قالب محدد لها. هي تقريبا كل شيء. يتدخل فيها الدين والمذهب والاقتصاد والعلم والاجتماع وغيره من العلوم والمواقف. إنه حقل متشابك يتناول كثيرا من الحقول والمعارف الإنسانية والاجتماعية والمعرفية.

تحياتي




1161


... أنّ المواضيع التي تنشرها وتضع لها عناوين براقة لجذب الأنظار لا تحتوي في صلبها غير نقاط محدّدة ومكرّرة الى حد الملل وهذا ما لا اريده لك  وألاحظ بأنّ رصيد مؤيّديك آخذٌ في التناقص عدا بعض الذين تسعدهم قراءة كل ما ينتقص من قيمة الكنيسة الكاثوليكية ولدوافع طائفية بحتة ولا يغرّنك عدد القراء الذين يركضون بلهفة خلف كل جديد مثير بغية الاطلاع على الآراء الجديدة المتضاربة حوله.



الأخ العزيز عبدالاحد سليمان المحترم

نادرا ما اتفاعل مع صاحب رد او تعقيب على مقالاتي مرتين، بيد أنني شعرت انه يجب علي الإستمرار في النقاش معك، اولا لمكانتك لدي وثانيا لكونك كاتب أقرأ له دائما.

وبكل تواضع اتقاطع مع اتيت به ليس مدحا، لأن من مدح نفسه ذمها، ولكن لعدم صوابيته.

اولا، لا أعلم كيف توصلت وعلى أي استبيان او مصادر إستندت على ان رصيدي أخذ في التناقص. ومن ثم أنا اساسا لا أكتب من أجل الرصيد وأسواء مقال لي هو الذي يأتي المديح بسببه وليس هناك من ينتقده. وأيضا انا لا أكتب كي أحصل على مديح او عدد كبير من القراء. انا أكتب ما يمليه علي ضميري وحسب.

ثانيا، وهذه نقطة مهمة من الخطأ القول إنني أكرر مواضيعي الى حدّ الملل. من وجهة نظري، وانا أحترم وجهة نظرك، مواضيعي مكررة فقط للذين لا جواب لهم للأسئلة العديدة التي أثيرها حول الظلم المرعب والجرائم الرهيبة (ليس اخطاء كما تسميها) التي اقترفها الفاتيكان بحق شعبنا وحقنا ككلدان. هنا، بدلا من التعامل مع هذه الجرائم ومحاسبة المجرمين كي يرفعوا ظلمهم ويعيدوا لنا ما إغتصبوه منا، نخفي رأسنا في تراب المذهبية ونهاجم الذي حتى يذكرنا فيها.

وهذه مناسبة كي أضيف معلومة جديدة للقراء حول الجرائم الفاتيكانية المرعبة بحق المشرقيين المسيحيين، سيراه المذهبيون والطائفيون تكرار لأن لا جواب لهم ولا يريدون أن يشغلوا عقلهم كي يفسروا الحدث ويتعاملوا معه حسب خطورته
.

لماذا ارسل ويرسل الفاتيكان وأخيرا مؤسسة الكنيسة الإنجيلية مبشريهم الظالمين الأشرار الى مصر للتبشير بين صفوف المسيحيين الأقباط؟ وهل يحتاج الفاتيكان الى تأسيس بطريركية (لاتينية) موازية للبطريكرية المرقسية ويقسم الأقباط قسمين؟ لماذا لم يؤسس كنيسة للمسلمين المصريين؟

 هذا شر ولا بعده شر (ولبيس خطأ) يقترفه الفاتيكان ومؤسسة الكنيسة الإنجيلية في حق المسيحيين المصريين الذين ولأكثر من 1400 سنة من ظلم المسلمين حفظوا على مسيحيتهم وثقاتفتهم وليتورجيتهم ورموزهم ومذهبهم القويم والسليم، وفي العصر الحديث يأتي المبشرون الأشرار من الكاثوليك والإنجيليين ويغيرون ثقافتهم ومذهبهم ويجعلون من أنفسهم شوكة في عيون الكنيسة المرقسية المجيدة ولا يتقربون من المسلمين.

أنا زرت مصر وألتقيت مع كثير من الأقباط وأستمعت الى محاضرة رائعة من البابا الراحل شنودة.

هل تعلم يا سيدي وزميلي العزيز ان الأقباط اليوم يخشون المبشرين الكاثوليك المجرمين في صفوفهم وكذلك المبشرين الإنجيليين المجرمين في صفوفهم أكثر من خشيتهم للمسلمين؟ والسبب واضح لأن هؤلاء الدخلاء والأجانب اتوا كي يزيلوا ثقافتهم من الوجود كما حدث ويحدث مع المسيحيين المشرقيين الأخرين وخاصة الكلدان وفي كل هذا يستندون الى دعم السلطات المسلمة في ظلمهم للأقابط؟

هل هذا تكرار؟

وهناك امور أخرى توقف شعر الراس تحدث اليوم وسأتطرق الهيا تظهر كيف اننا امام مؤسسة ودولة لا علاقة لها بالإنيجل والمسيح والمسرة ورسالة المحبة.


هل رأيت مبشرا قبطيا يحاول تأسيس كيان مواز ومنافس للفاتيكان في اوروبا، أي ينصب بابا منافس لبابا روما في إيطاليا وفرنسا وغيرها.

هل تعلم كم بطريكك نصبوا لكنيسة المشرق المجيدة كي يفتتوها وينهوها كثقافة ومذهب وطقس وليتورجيا؟

أنا لا اتوقع جوابا لأن الجواب سيكون "هذا تكرار ممل". وفي رأي هذا هروب من الواقع لعدم إشغال العقل.

في الأكاديمية التكرار هو تكرار الجواب الصحيح وليس السؤال الذي لم يتم الإجابة عليه. السؤال يكرر دائما وأبدا طالما لم نحصل على جوابه. ولهذا نعيد السؤال مرار وتكرارا ونشرح الجواب كي يستوعبه الأخرون ويتصرفون بموجبه.

تحياتي

1162
السيد نيسان سامو المحترم

أذكّر صاحب "بوق الشؤم" و "نبي او انبياء الشؤم" – وهي القاب لا تليق بالمقام وصاحب القاب "الكي الطوبى والكلي القداسة" – بموقف البابا فرنسيس من الصحفي الملحد إيوجينيو سكالفاري Italian atheist Eugenio Scalfari، وهو واحد من مؤسسي جريدة لا رببليكا الإيطالية الشهيرة La Repubblica التي لا يمر يوم إلا وتهاجم فيه المؤسسة الكنسية ولم تستثني حتى البابا فرنسيس الذي يعد معيارا للأخلاق الإنسانية في العالم والسلوك المسيحي النابع من ممارسة الإنجيل. وكثير من هذه المقالات يكتبها هذا الصحفي ذاته.

بعد هجوم لاذع على المؤسسة الإكليركية الكاثوليكية اتصل به البابا شخصيا وسلم عليه وأثنى عليه وطلب لقاءه وأجرى مقابلة مطولة معه ولم يرد على كل الإساءات الفظيعة لهذا الجريدة بحق مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية والسدة البابوية ولم يذكره حتى بمقالاته الهجومية عليه.

مع العلم أن الصحفي هذا أشهر ملحد في الدنيا.

البطريرك عبر كل الحدود الحمراء كمسؤول مسيحي في تناوله للإعلام بطريقة هزيلة جدا. ينزل للساحة الإعلامية من أوسع أبوابها ويستخدم خطابا لا يليق بمقامه ضد منتقديه ومع ذلك يريدنا هو ومناصريه – ونحن من مناصري الكرسي ونفديه بأرواحنا– ان لا نرد.

يهاجم طقسنا وتراثنا وليتورجيتنا ولغتنا ويتلاعب بها لا بل يزدريها ويستهزئ بها ويريدنا ان نقبل ذلك صاغرين ولا ننبس ببنت شفة.

أخي العزيز:

لقد ابدعت بهدوئك في الرد الذي ينم فيه الخطاب بالكياسة والأخلاق.

وأملي ان تعود الى اسلوبك الساخر ولا تنسى ات تبدأ بليون برخو أولا وتنزل عليه نقدا وضربا كما كنت تفعل سابقا.

تحياتي


1163
الأخ العزيز owl7 المحترم

كنت أتمنى من حضرتك ان ترد ضمن نطاق المقال. تعقيبك بمثابة تحقيق تثير فيه حتى أسئلة شخصية.

بعض الأسئلة لا اعلم ما الغاية منها لأنك ببساطة تستطيع الحصول على اجوبتها من خلال أي ماكينة بحث في الإنترنت.

لم تشير الى أي نقطة في المقال وهو يدور حول تصريحات مهمة جدا حول الطقس واللغة والتراث الكنسي لثاني شخصية مهمة في الفاتيكان بعد البابا فرنسيس.

ولدي تعليق على نقطة واحدة تقول فيها ان الكثير من رجال الدين الكلدان درسوا في الفاتيكان وأن لولا الفاتيكان لماتت الكنائس المشرقية الكاثوليكية من الجوع.

هنا في السويد الدولة – وهي لا دينية (الحادية) – تمنح زمالات دراسية مجانية لآلاف الطلبة من الدول الفقيرة كل سنة وتأوي عشرات الالاف من اللاجئين المضطهدين سنويا دون النظر الى ميولهم ولونهم ودينهم وثقافتهم لا بل تحثهم وتساعدهم من خلال منح مالية مجزية على التشبث بميولهم ودينهم ومذاهبهم ولغتهم وثقافتهم وأزيائهم وطقوسهم وتقدم مئات الملايين من الدولارات كمساعدات للدول الفقيرة دون النظر الى دينها وميولها. هل تعلم ان الفاتيكان أغنى بكثير جدا من السويد وثروته الهائلة لا حّد لها ولا حدود.

مع الأسف رجال الدين الذين درسوا في الفاتيكان هم اليوم يقودون مؤسسة الكنيسة الكلدانية وصاروا اليوم الد أعداء الثقافة واللغة والطقس والليتورجيا. هل هناك حاجة لهكذا دراسة تجعل الشخص عدوا لثقافته وطقسه ولغته ورموزه وتاريخه ...

اما عن موت المسيحيين المشرقيين من الجوع دون الفاتيكان، فقط أقول لك ان الكنائس التي بقيت على مذهبها الكنسي المشرقي القويم والسليم هي اغنى وأكثر نشاطا من حيث العمران والتأليف والتشبث بالثقافة واللغة والطقس والليتورجيا في ارض الأجداد والشتات من الكنيسة الكلدانية. ونحن في الشتات ونعرف ذلك تمام المعرفة. وعلاوة على ذلك فإن هذه الكنائس حافظت على استقلاليتها الإدارية والتنظيمية وفي كافة الحقول وهي غير تابعة لوزارة الاستعمار ...

تحياتي

1164
الأخ العزيز حكيم البغدادي المحترم

كنت قد عزمت على الرد على تعقيبك البارحة ولكن المحاولة الانقلابية في تركيا شغلتني كثيرا حيث جعلتني أن أتسمر امام شاشة الكومبيوتر متابعا لوكالة رويترز التي كالعادة أبدعت في نقل الأحداث وكانت سباقة وقناة البي بي سي التي كانت تستند كثيرا الى رويترز حتى الساعة الثالثة صباحا.

وكم كنت أتمنى ان يتدحرج هذا الرأس اللعين الذي يتخذ من الإسلام السياسي عباءة لتمرير سياساته، ولكن مع الأسف خاب ظني.

وأظن حضرتك إعلامي، كما عرفت من أحد الأخوة المعلقين.

قرأت تعليقك قبل تعديله وبعده. الإعلامي الموضوعي يتخذ الكياسة في المخاطبة نبراسه ويحاول دائما ان يبقى ضمن نطاق الموضوع وإن ناقش يناقش النقاط المثارة محاولا القاء الضوء على النقاط المثارة وبشكل جلي معارضا او متفقا.

مع كل احترامي لشخصك وحضرتك مرحب به دائما في صفحتي أرى أنك ابتعدت عن الموضوع كثيرا ولم تناقشه من قريب او بعيد.

وأشكرك على النصيحة ولكن دعني أؤكد لك انني ما زلت ضمن ذات المسار. والمؤسسة الكنسية ليست ملك صرف لرجال الدين. كلنا نملكها سوية ومن حقنا ان نناقشها والأمور الكنسية برمتها اليوم أمور تخص كل المنتمين بالتساوي كما شؤون البلد في بلد مدني حضاري تخص كل الشعب والكل من حقه ان يدلي بدلوه.

ومن ثم - وحاشى - انا لا أنتقد أي كنيسة كرسالة سماء او أي رجل دين يعمل ضمن نطاق رسلة المسرة السماوية (الإنجيل).

أنا أنتقد المؤسسة وعلى الخصوص الفاتيكان. والفاتيكان دولة بكل معنى الكلمة. فهو عضو في أغلب المنظمات الدولية وموقع على أغلب الاتفاقيات والقوانين الدولية وله مجلس وزراء وعلاقات دولية وسفراء وميزانية تحسده عليا أكثر الدول غنى في العالم.

هذه دولة شأنها شأن أي دولة أخرى ولكن مع الأسف الفاتيكان كدولة مؤسسة دكتاتورية ينخرها الفساد وأخر قلاع الاستبدادية في أوروبا المتنورة. كل هذا لا يهمني ما يهمني: بأي حق تضطهد هذه الدولة وبشكل مرعب المسيحيين المشرقيين لا سيما الكلدان وترسل حملات تبشيرية استعمارية لتغيير ثقافاتهم ومسيحيتهم الأصيلة ورموزهم وجعلهم اتباع تحت أمرة وزارة الاستعمار؟ هل المسيح يوافق على وزارة الاستعمار؟ هذا ليس في الماضي. إنه مستمر.

إن كان الفاتيكان يؤمن حقا بالإنجيل وهو كنيسة رسالتها السماء لرفع ظلمه عنا فورا وأعاد كل حقوقنا وما اغتصبه منا عنوة وبعنف مفرط لم تمارسه دول استعمارية مثل إنكلترا وغيرها لأن الإنجيل لا يقبل الظلم ونحن أساسا كنا مسيحيين. ترك المسلمين وشن حملاته الاستعمارية علينا وحسب لا بل استعان بهم لاضطهادنا.

فإذا كان الذي يقول إنه يطبق الإنجيل ويظلمنا بهذا الشكل المرعب (والتاريخ شاهد وثابت وكل شيء مؤرشف ومفصل وبعض تفاصيله قائمة حتى هذا اليوم) فلا عتب على الظلاميين والوحوش الكاسرة من المجموعات الإسلامية المجرمة.

هذه المجموعات تنطلق من نصوص كارثية تراها مقدسة وتقول إنها تسمح لها ظلمها المشين. على أي نص استند ويستند الفاتيكان في ظلمه المرعب لنا؟ هل هناك جواب لهذا السؤال؟

شخصيا لا أستطيع السكوت وأرى ان المؤسسة الكنسية التي تعيش في عروقي تنهار امام عيني من الداخل وبسبب تراكمات يخشى الناس حتى التطرق إليها. الإعلامي يجب ان تكون له الجراءة على تشخيص الخطأ وإن لم يصحح عليه تكرار الطرق وهذا ما أقوم به.

عندما بدأت بنقد المؤسسة قبل حوالي ست سنوات حدث ذات الهجوم علي. أين صرنا اليوم؟ كل أبرشية وكل مطران وكل خورنة في واد في الداخل والشتات الذي يضم الأغلبية الساحقة اليوم والسنين الثلاث الأخيرة من قيادة البطريرك كانت حقا كارثية وشرحت ذلك بالتفصيل. هذا رأي. أنا احترم رأيك ولكن انا أقدم دلائل اننا امام مأساة من صنعنا من حيث لم الشمل والتشبث بالثقافة والجذور واللغة والليتورجا والطقوس التي هي الوجود كما وضحت وأين ما كنا.

وأشكرك مرة أخرى وتقبل تحياتي


1165
قرائي الأعزاء

 ليس في أسلوبي ان أتجاهل أي من المعلقين الكرام وسأرد بطيبة خاطر وأنا المنون على كل الأخوة بغض النظر عن اتفاقهم معي او معارضتهم لي.

بيد انني أحتاج الى وقت للرد من ثم هناك ردود مكررة وأحاول عدم تكرار الجواب.

وأحترم كل المعلقين اصحاب الأسماء المعرفة او الحركية.

لدي عتاب فقط هو أن بعض الأخوة ومع شديد الأسف يأتون بما هو غير ذات علاقة وأفكار في غير موضعها، مع ذلك كل تعليق مهما كان مرحب به وسأتعامل معه بكل احترام.

ولأن بعضها يحتاج أجوبة شافية ويستغرق كتابتها وقتا طويلا، فإنني سأكتفي في الإجابة على تعليق او تعليقين كل يوم فقط.

تحياتي


1166
الأخ العزيز مسعود النوفلي المحترم

شكرا جزيلا لردك الثاني وإغنائك الموضوع والتواصل.

كنت على علم بموقف الفاتيكان من تصريحات الكاردينال فور صدوره ولكن لم أشأ الاشارة إليها لأن الهدف هو العمل على المحافظة على ليتورجيا كنيستنا المشرقية المجيدة بلغتها المقدسة.

المفروض مهما قال الكاردينال وغيره نكون نحن لطقوسنا وأزيائنا ولغتنا وأناشيدنا وريازتنا محافظين وليس مزدرين ومهمشين ومعادين كما هو شأن الذين أقامهم شعبنا وكنيستنا نواطير على أقدس ما نملكه كأمة وشعب وكنيسة.


ولكن مع الأسف هؤلاء في حربهم وعدائهم للطقس واللغة والليتورجيا والأزياء والريازة والتراث سائرون دون محاسبة ووصل الأمر الى إطلاق على كل من ينتقدهم القاب بذيئة لا تليق بالمقام مثل: "انبياء الشؤم" و "ابواق الشؤم". لم أتصور ان رجل دين نبراسه الإنجيل والإنجيل محبة يصل الى هذا الدرك من الكراهية لمنتقديه بدلا من التحاور معهم.

ومن ثم، الكاردينال قال انه تلقى تعليماته من البابا ذاته:
During the talk, the Vatican’s liturgy chief revealed that Pope Francis had asked him to “continue the liturgical work Pope Benedict began.”

ماذا حدث بعد ذلك جلي ولكن لن أدخل في تفاصيله إلا انه مؤشر أخر الى حرب وصراع اللوبيات داخل أروقة الفاتيكان.

بعد ان خرج لوبي اللواطة منتصرا شامخا هانئا، الصراع الأن هو بين اللوبي المحافظ وللوبي الليبرالي وهو على أشده.

وكما ترى فإن البابا وقف في الوسط ولم يلغي كل ما يريده المحافظون ولم يستسلم لما يرغب به الليبراليون.

وليكن الله في عونه في هذا الوقت العصيب.

تحياتي


1167
اذا كنا لا نصدق كاتب حتى لو لم يكن مشهورا لدينا ك مايكل جوزيف كروس, يقتبس  من اكبر الصحف الايطالية مثل الريببلكا نقلا عن بابا نفسه ولا نصدق وكالة رويتر ولا صحيفة  ذي كارديان ولا نيويورك تايمز ولا هفنكتون بوست ولا كورييري دللا سيرا  فاننا في مشكلة حقيقية. تحياتي


الأخ العزيز ميخائيل ديشو المحترم

شكرا للتعقيب. وما أتيت به مهم جدا ويجب علينا كشعب وكنائس أخذه في عين الاعتبار. المصادر هذه رصينة جدا لأنها تستند الى اقتباسات موثوقة من أعلى الهيئات في الفاتيكان.

ومصدر واحد من المصادر التي ادرجتها اعلاه كتبه شاهد عيان عاش في أروقة الفاتيكان أي شاهد من أهلها وفيه توثيق واقتباس ويظهر ان اللواطة واللوبي الذي تمثله أكبر وأكثر عددا وتأثيرا في الفاتيكان مما ممكن تصوره الى درجة انه صار خارج السيطرة وصاحب كلمة مسموعة.

ومع ذلك لم يجاوبني أي من الأخوة على السؤال المهم الذي أثرته في ردي على الأخ العزيز جورج نكارا وهو:


هل بإمكانك ان تفسر لي لماذا يهادن الفاتيكان اللواطة واللواطيين في اروقته وخارجها وهو في طريقه الى الإعتذار لهم وإعادة تأهيلهم وتعويضهم رغم وجود أيات في العهد القديم والجديد لا تسمح بذلك - أي ينتهك النص الذي يراه مقدسا - ويرفض الاعتراف بالجرائم الرهيبة التي اقترفها بحق شعبنا وكنيستنا ويرفع ظلمه عنا بالغاء وزارة الإستعمار الفاتيكانية ويعيد ما إغتصبه منا. مجرد سؤال؟؟

هذا بيت القصيد. اما إن كانت اللواطة شائعة في اروقة الفاتيكان وخارجه ام لا فهذا اصبح امرا واقعا لا يمكن التهرب منه.

انا لست مترجما ولكني اعتقد بان الاخ عبد الاحد سليمان اخفق في ترجمة الفقرات المذكورة في رده مما ادى الى تغير في المعنى.

نعم هذا ايضا صحيح. مع كل احترامي وتقديري لأخي وزميلي العزيز عبدالاحد سليمان وهو كاتب احترمه وأحترم قلمه جدا وأقرأ له بنهم، فان الترجمةاتت بعيدة في بعض النواحي عن المعنى الأصلي ويحس المتضلع باللغتين العربية والإنكليزية وكأن هناك محاولة اثبات موقف على حساب النص.

تحياتي




1168
الأخ العزيز عبدالاحد سليمان المحترم

حضرتك - وقل لي إن كنت مخطئا - تريد ان تقول او تفند وجود لوبي لواطي كبير وقوي في الفاتيكان.

أخي العزيز قضيتك خاسرة، ومع الأسف.

هذا البابا فرنسيس بذاته يعترف بذلك وهذه مصادر أخرى ومن ضمنها أشهر وأكثر وسيلتين إعلاميتين رصاتة وتأثيرا في الدنيا.

وإن كنت لا تصدق حتى وإن كان الخبر من بثينة وبثينة لديها الخبر اليقين، فلربما هناك سوء فهم او تواصل بيننا وإن كنت أنا السبب فعذرا.


وهذا ما أتى في جريدة New York times حول إعتراف البابا فرنسيس بوجود لوبي لواطي قوي ومؤثر في الفاتيكان:

http://www.nytimes.com/2013/06/13/world/europe/pope-is-quoted-as-acknowledging-a-vatican-gay-lobby.html?pagewanted=all&_r=2&

Pope Is Quoted Referring to a Vatican ‘Gay Lobby’
“The ‘gay lobby’ is mentioned, and it is true, it is there ... We need to see what we can do,” Francis continued, in the document, produced here verbatim.

وهذا ما أتى في جريدة The Guardian حول إعتراف البابا فرنسيس بوجود لوبي لواطي قوي ومؤثر في الفاتيكان:

https://www.theguardian.com/world/2013/jun/12/reports-pope-gay-prelate-network
Pope Francis 'admits that gay prelate network exists'


في هذا المقتطف من مقال مهم إشارة الى ما قاله البابا فرنسيس بهذا الصدد:
http://www.huffingtonpost.com/alexander-goerlach/the-carnival-is-over_b_3442247.html
Now we learn that Pope Francis allegedly said that the Vatican — which, to be honest, is like a theological seminary blown up to the size of a city-state — is filled with gays, with queer networks and with a culture of granting professional favors to each other. Yet the pope has decided to clean up his shop. He is quoted as saying, “the carnival is over.”
In Germany, the journalist Daniel Deckers, writing for the esteemed Frankfurter Allgemeine Zeitung, describes the culture of homosexuality within the Vatican in drastic words:

The cult over expensive robes and lavish lace, the culture of devout worship that is infused with all kinds of erotic connotations, the asexual imagery of Mary and the excessive worship of relics are the public and - since the liturgical resurgence during the reign of Benedict XVI - papally sanctioned counterparts to a private world in which the worship of relics morphs into fetishism: the worship of Mary becomes the admiration of under-weight models and prepubescent singers; women are as banned from the altar room as they are banned from an all-male sauna or from the darkroom; the ornate Sunday mass with golden brocade and lace robes comes to resemble a queer ballet performance.

وهنا الاقتباس من البابا فرنسيس ذاته:
http://www.huffingtonpost.com/rev-dr-nancy-wilson/gay-lobby-at-the-vatican----really_b_3454986.html

In a report that surfaced from CLAR, a Latin American Catholic group, the pope is quoted as saying, “In the Curia there are holy people. It’s true, there are holy people. But there is also a stream of corruption. There’s also that; it’s true. The ‘gay lobby’ is spoken of, and it’s true: It’s there.... We’ll have to see what we can do.” The pope spoke in Spanish, according to a summary of the meeting posted on a Chilean web site, Reflection and Liberation.

تحياتي

1169
الأخ العزيز عبدالاحد سليمان المحترم

شكرا للمتابعة.

ولكن قبل التعقيب على ردك دعني أولا التأكيد أنني عندما اذكر أصحاب الميول الجنسية المختلفة وهم اليوم جزء من النسيج الاجتماعي في الغرب برمته شأنهم شأن الأخرين، ليس ابدا انتقاصا منهم.  موقفي الفكري أظن أنه واضح للقراء وهو النظرة الى ميول الأخرين بذات النظرة التي أنظر الى ميولي دينية كانت أم مذهبية ام طائفية ام جنسية ام غيرها.

أنا اتيت بهذا المصدر بالذات كي أبرهن ان البابا ذاته اعترف بوجود لوبي لمثليين الجنس وحاولوا استخدام سطوتهم في الفاتيكان، إن كانوا إثنين او ثلاثة او عشرة او مائة او أكثر او أقل هذا لا يضر.

العدد او الترجمة او الموقف ليس بيت القصيد. بيت القصيد هو تغير النهج في الفاتيكان صوب مثليي الجنس رغم وجود نصوص في الكتاب المقدس والعهد الجديد تدينهم أشد إدانة وتنزل الويل بهم ولا حاجة الى الإتيان بها.

السؤال كان لماذا يهادن الفاتيكان مثليي الجنس وأخرها الموقف الى تقديم اعتذار لهم بصورة عامة وما سيترتب على هذا الاعتذار من تبعات بيد ان الفاتيكان لا يعترف بجريمته الكبرى بحق المسيحيين المشرقيين والكلدان على وجه الخصوص ويعيد ما أغتصبه منهم من حقوق وأوقاف وأتباع وهم بالملايين وصلاحيات التي سلبها كلها ولا يقبل حتى ان يلغي وزارة الاستعمار لديه التي أنشأها لاستعمار المسيحيين المشرقيين بينما لا وجود لهكذا وزارة في الغرب او العالم برمته؟

هذا كان القصد.

ومن ثم لم تتطرق الى المصدر الأخر المهم جدا الذي اتى به الأخ العزيز ميخائيل ديشو والذي كان يجب ان تتناوله أيضا وهناك عشرات المصادر الأخرى التي تؤشر الى ان المسألة ليست شخص وشخصين او حتى عشرة او عشرين. نحن امام اقوى لوبي في تاريخ الفاتيكان والكل اليوم ينحني له صاغرا لقوته وسطوته. لن أضيع الوقت بترجمة المصادر او حتى نتف منها. أنقل فقط الفقرتين هذه ومن واحد من أكثر المصادر رصانة والذي يريد المزيد فما عليه الا كتابة " Vatican gay lobby في غوغل وسيرى العجائب:


http://www.vanityfair.com/culture/2013/12/gay-clergy-catholic-church-vatican
The Vatican’s Secret Life
Despite headlines about a powerful “gay lobby” within the Vatican, and a new Pope promising reform, the Catholic Church’s gay cardinals, monks, and other clergy inhabit a hidden netherworld. In Rome, the author learns how they navigate the dangerous paradox of their lives.



I could understand his discomfort. But in Rome these days the topic of gay priests in the upper reaches of the Holy See is hard to avoid. In February of this year, not long before the College of Cardinals gathered in the Sistine Chapel for the conclave to choose the 266th Pope, the largest Italian daily newspaper, La Repubblica, reported that a “gay lobby”—a more or less unified cabal of homosexual power brokers—might be operating inside the Vatican. According to the newspaper, the possible existence of this gay lobby was among the many secrets described in a two-volume, 300-page report bound in red and presented to Pope Benedict XVI by three cardinals he had appointed to investigate the affair known as “VatiLeaks.” That scandal, which raised fresh suspicions of endemic corruption within the Curia, had broken the previous year after Paolo Gabriele, the papal butler, made off with some of Benedict’s private papers and leaked them to the press.

تحياتي

1170
حديثك عن جرائم الفاتيكان ليس بجديد ولكن ممكن ان تنورنا وتقول متى وأين اعترف البابا بندكتس بوجود لوبي قوي لمثليي الجنس (اللواطية) فيه  وشكرا.

الأخ العزيز جورج نكارا المحترم

المقال ليس ديني وليس مذهبي او طائفي. المقال جلّه عن التراث والطقس واللغة. هذا هو سياق المقال.

الإشارة الى "جرائم الفاتيكان" بحق شعبنا وكنيستنا والتي ترقي في بعض تفاصيلها الى جريمة ضد الإنسانية أتي في رد على تعقيب.

ومن ثم يا أخي العزيز هل هذه جرائم ام لا؟ هذا هو السؤال المهم. هذه جرائم كبيرة مثبتة بالتفصيل الممل في ارشيف وحوليات ورسائل كنيستنا واحبارنا وبطاركتنا. السكوت عنها هو جريمة كبيرة نقترفها خشية من مذهبيتنا وطائفيتنا.

كل من يقترف جريمة عليه ان يدفع ثمنها اولا بالإعتذار وثانيا بتقديم تعويض مجزي.

كل شعب حي وإنسان ذو غيرة وشرف لا يقبل ان يجرم أي بحقه. نحن هنا لا نتحدث عن الفرق الإسلامية الظلامية المجرمة التي تنطلق من نصوص كارثية وصارت كارثة ونقمة ولعنة اولا على نفسها ومن ثم علينا وعلى  الكل. نحن أمام مؤسسة كنسية ترفع الصليب وتقرأ الإنجيل وأتخذت الإنجيل عذرا لإقتراف جرائم بحقنا يندى لها الجبين.

الكاثوليكي الذي اجرمت بحقه هذه المؤسسة وهو طفل صغير او ورثته قبل عشرات السنين سحبوا هذه المؤسسة الى المحاكم وحصلوا على حقوقهم ودفعت لهم هذه المؤسسة الظالمة ثلاثة مليارات دولار (أي 3000 مليون دولار) فقط في أمريكا والحبل على الجرار.

فلماذا تستكثرون علينا ان نطلب حقنا وتعويض عن جرائم افظع من هذه التي اقترفتها ولا يزال في حقنا؟

سأظل اطرق هذا الموضوع ولن يكون موضوعا مملا ومكررا ابدا بل جديدا لأن يجب ان يشعر الضحايا بالجرم الذي اقترف بحقهم بإسم المسيح والمسيح منهم براء ... لا يجوز السكوت عن الظلم لا سيما إن اتى من الذي يقول انه يؤدي رسالة المسرة ويطبقها.

اما عن مصدر عن لوبي اللواطية في الفاتيكان فهذا اتي بخط البابا بندكتس ذاته:
http://www.reuters.com/article/us-pope-benedict-idUSKCN0ZH4LP

وسؤالي اليك يا اخي العزيز:

هل بإمكانك ان تفسر لي لماذا يهادن الفاتيكان اللواطة واللواطيين في اروقته وخارجها وهو في طريقه الى الإعتذار لهم وإعادة تأهيلهم وتعويضهم رغم وجود أيات في العهد القديم والجديد لا تسمح بذلك - أي ينتهك النص الذي يراه مقدسا - ويرفض الاعتراف بالجرائم الرهيبة التي اقترفها بحق شعبنا وكنيستنا ويرفع ظلمه عنا بالغاء وزارة الإستعمار الفاتيكانية ويعيد ما إغتصبه منا. مجرد سؤال؟؟

تحياتي



1171
وانتً ماذا تقول يا سيد ليون !! يجب تغيير وتبديل المُدرب بين الحين والآخر ( خاصة إذا كانت النتائج غير مرضيه ) !! لم يبقى إلا عملية شراء بعض اللآعبين الجدد .... المهم وجدت لك اليوم موضوعاً آخراً وعنواناً جديداً وفي كل تغيير سيكون لك عنوان جديد ...تحية

أنا أقول يا سيد نيسان انني أخشى "أن الفأس وقع على الراس" بالنسبة لكلدان ومؤسستهم الكنسية. والفأس وقع في منتصف ونهاية القرن التاسع عشر عندما بطش الأجانب والدخلاء بثورتهم المباركة على الظلم والطغيان. فشل ثورتهم المباركة أدى الى خسران الاستقلال وفترة من الإستعمار والعبودية حتى يومنا هذا.

وليس في الأفق بارقة أمل لأن المذهبية والطائفية هي السائدة الى درجة انها ترى في هذا البطش وهذا الظلم وممارسات مشينة ترقى الى جرائم ضد الإنسانية على أنها "نعمة وبركة" وأنها "إرادة الرب."

كيف سينهض شعب ومؤسسة ترى ان الظلم المرعب الذي وقع ويقع عليها هو "إرادة الرب" وهو "نعمة وبركة"؟

إن لم يعود الكلدان ومؤسستهم الكنسية الى نقطة الصفر، النقطة التي ثاروا فيها على مستعمريهم ومستعبديهم، لن تقوم لهم قائمة.

وإلا هل هناك أمة في الدنيا تحترم نفسها وتراثها وتاريخها ولا تحتفي بثورتها وانتفاضتها على الظلم والطغيان والإستعمار خشية من المذهبية والطائفية؟ هكذا أمة وهكذا مؤسسة كنسية لا تستحق الحياة ولا بد وأن تتشتت وتنهار، اليس كذلك؟ وأليس هذا ما قلته أنت في مقالك الأخير؟

تحياتي

1172
الأخ العزيز عوديشو يوخنا المحترم

شكرا جزيلا لتعريف قراء موقع عنكاوة بالكاتب نيسان سامو. السيد نيسان واحد من أبناء شعبنا له أسلوب كتابي مختلف. فهو يستند الى واقع افتراضي virtual reality للوصول الى الواقع الاجتماعي social reality . والأسلوب هذا لا يعني بالضرورة ان تكون الأشخاص التي يلتقيها والأحداث التي يسردها قد قالت ما يقتبسه منها او أن الأحداث لها ذات التسلسل او أنها وقعت حقا – هذه سردية افتراضية ولكنها في أغلب مفاصلها قريبة من الواقع الاجتماعي.

وأنا أشكره على تعقيباته على مقالاتي التي تأتي غالبا في الصميم، لدي أربع ملاحظات ومن خلالك اود إيصالها الى الزميل نيسان.

أولا، يكرر زميلنا ما معناه أنه ممنوع من الكتابة لموقع عنكاوة ويبدو أن هذا غير صحيح بدليل ان المشرفين على الموقع لم يحذفوا المقال وعاملوه شأنه شأن أي مقال أخر.

ثانيا، ربما يقصد الزميل نيسان ان المشرف على الموقع لا يضع مقالاته في الواجهة. وأظن هذا ليس سببا وجيها لحرماننا من كتاباته لأن قراء الموقع وهم بعشرات الالاف اذكياء ويبحثون عن المادة الدسمة ويهرعون إليها إن كانت في الواجهة او المنتدى. ومقاله هذا دليل كيف أنه جذب أكثر من 500 قارئ و 17 تعليقا في غضون 18 ساعة(أي حتى كتابة هذه السطور) وهو ليس في الواجهة. الاختلاف بين الواجهة والمنتدى اختلاف بسيط بعد ان سمح الموقع لرواده إضافة التعاليق.

ثالثا، رغم الواقع الافتراضي للمقالة هذه، أرى ان الكاتب يقترب في كثير من المناحي من الواقع الاجتماعي الى درجة نسي الكثير من المعلقين انه يتحدث عن واقع افتراضي وتصوروا انه حقا قد التقي المطران باوي وأن باوي قال ما قال. وكثيرا ما أخذني محاورا لكتاباته وقد قرأتها واستمتعت بها رغم نقدها اللاذع.

وأخيرا، أكرر الشكر لك وللكاتب نيسان ولتكن مبادرتك هذه فاتحة خير تقنع السيد نيسان ان يبدأ ويضع مقالاته في المنتدى للفائدة العامة ومن ثم يدخل في حوار بناء ومفيد مع قرائه وهم كثر كما لاحظنا.

تحياتي


1173
إن التجدد مطلوب، لكن ليس على حساب الأصالة،
فالتجدد الذي يُفقدني هويتي هو ضياع
طقسنا، لغتنا، تراثنا المشرقي.... أسس لهويتنا
ثقوا إن أضعناها  سنُسرع في أمر ضياعنا وذوباننا

 إن ترك الأصالة... هي لغة الهائمين.
نعم للأصالة...نعم لسقي الجذور لإنعاشها
لا لا... لا للإرتجال والإختراعات اللحنية الطقسية الجديدة... السطحية والبعيدة عن العمق الروحي... أقول: ألا كفى!

سالم

الأستاذ سالم كجوجا المحترم

شكرا لتعقيبك وكلماتك الرائعة. موقف لا يتخذه إلا المخلصون والغيارى ولكن مع الأسف أصبحوا قلة امام أكثرية لا تكترث وقيادة قد أخذت على عاتقها محاربة الأصالة والضحك على الناس بشعارت فارغة.

لو كنا اتخذنا موقفا مثل الذي تتخذه قولا وفعلا لما اغتصب الأجانب والدخلاء ومريدوهم في صفوفنا مناطقنا وغيروا في ليتروجيتنا ورموزنا وثقافتنا وأستبدلوا لغتنا المقدسة ولكان اليوم لمؤسستنا الكنسية ملايين الأتباع وسلطة على تواجدنا في أي بقعة جغرافية في العالم.

أمر محزن وكارثي هذا الذي نمر به والذي حدث لنا منذ تقريبا منتصف القرن التاسع عشر ونهايته وحتى اليوم.

تحياتي

1174
الأخ العزيز مسعود النوفلي المحترم

تثير أسئلة كثيرة. وفي رأي أنها أسئلة وجيهة. بيد أنها موجهة الى الكاردينال. مالي أنا والكاردينال. ما يهمني هو كنيستي المشرقية المجيدة الرسولية المقدسة الجامعة وتراثها وليتورجيتها ولغتها ومسيحانيتها المشرقية ولاهوتها وفلسفتها.

هناك حملة غير مبررة وعدائية ضد التراث واللغة والليتورجيا والآداب الكنسية المشرقية في الكنيسة الكلدانية بقيادة كبار رجال الدين من الذين يقع على عاتقهم المحافظة عليها وهذا يقع في صلب واجباتهم.

ما وددت قوله في هذا المقال هو ان هؤلاء يسندون مواقفهم العدائية ضد التراث والليتورجيا الى الفاتيكان وعلى الخصوص المجمع الفاتيكاني الثاني. هذا الموقف مخادع وينطوي على الكذب والنفاق. لماذا؟

أولا، لأن المجمع ذاته كما ظهر جليا من الروابط التي الحقتها بالمقال له توصيات تخص الكنائس المشرقية الكاثوليكية والتي فيها يطلب منها المحافظة على التراث المشرقي وعدم التخلي عنه تحت أية ظروف.

ثانيا، في القوانين الخاصة بالكنائس المشرقية في الفاتيكان هناك فقرات جلية تطلب من مسؤولي هذه الكنائس المحافظة على إرثهم الكنسي وطقوسهم وليتورجيتهم ولغتهم.

 فهل سيستمرون في خداعنا والكذب علينا ومهاجمتنا وتراثنا وطقسنا ولغتنا ورمي الكتب الليتورجيا المقدسة في وجوهنا او رميها في القمامة؟

بيت القصيد ان هؤلاء خدعونا ولا يزالوا يخدعوننا بالقول انهم يستندون الى الفاتيكان والمجمع الشرقي في ازدرائهم وتهميشهم لا بل هدمهم للتراث الكنسي واستبداله بالدخيل والأجنبي الهزيل او إقحام نصوص مرتجلة وبلغات شتى لا يكتبها طالب في مادة الإنشاء في المرحلة المتوسطة.

هنا الكارثة التي حلت بالكلدان وكنيستهم وزاد وقعها في السنين العجاف الثلاث الأخيرة التي فيها صار التراث الكنسي المشرقي وليتورجيته ولغته وأناشيده ورموزه وأزيائه وريازته مثار تندر وتهميش وازدراء – وهذا أمر خطير جدا لأن ليس هناك صاحب هوية وخصوصية في هذا الدنيا يهاجم هويته وخصوصيته المتمثلة بثقافته ولغته وآدابه وأناشيده وفنونه وريازته وأزيائه. هكذا اشخاص متواجدون لدينا نحن الكلدان فقط.

في أي مؤسسة وشعب يحترم نفسه وهويته وخصوصيته لتم تقديم مثل هؤلاء الى المحاكمة او أضعف الإيمان عدم السماح لهم بتبوء أي منصب.

أما الفاتيكان وأفعاله وجرائمه بحق شعبنا وكنيستنا وما يدور في أروقته وأخرها اعتراف البابا بندكتس بوجود لوبي قوي لمثليي الجنس (اللواطية) فيه ومن ثم تراجع الفاتيكان امام هذا اللوبي القوي الى درجة الاستعداد لطلب المغفرة ولاعتذار منه لعمري مؤشر الى الدرك الذي أوقعت نفسها فيه هذه المؤسسة التي تنهال عليها الضربات من كل جهات وهي تهرول في التنازل غير مكترثة حتى للنصوص التي تراها مقدسة.

يتنازلون للواطة داخل الفاتيكان وخارجه رغم وجود نصوص في الكتاب المقدس والعهد الجديد لا تقبل بذلك تحت أية ظروف ولكنهم لا يلغون وزارة الاستعمار (المجمع الشرقي) لديهم التي سامت وتسوم المشرقيين المسيحيين العذاب وتلحق بهم الإهانة وتعاملهم كأتباع وعبيد الى درجة ان توصيات السنهادوس الكلداني صار لها حوالي عشرة أشهر مرمية على الرف في هذه الوزارة الاستعمارية – هل هناك إهانة أكثر من هذه حيث لا يحق لسنهادوس الكنيسة الكلدانية (بطريرك مع 19 أسقف) اصدار توصيات دون آذن من وزارة الاستعمار في الفاتيكان؟

كل هذا، كما تؤشر في تعقيبك، له أثره على مكانة الفاتيكان وأتباعه. وما قام به الكاردينال هذا محاولة لدرء ما لا يحمد عقباه وعلامة على الصراع المرير داخل أروقة الفاتيكان بين اللوبي المحافظ واللوبي الإصلاحي الذي يرى ان الأمور وصلت الى درجة الفلتان ويحاول فرض ارادته.

تحياتي


1175
الأخ العزيز عامر المحترم

ليس لدي ما أضيفه الى تعقيبك الذي أتى في محله ويشكل إضافة لا غنى عنها للمقال لا سيما قولك:


"الطقوس الليتورجية لكنائسنا المشرقية كنز لا ثمن له....انه تاريخ كامل لامة عظيمة...رواها و لحنها و صاغها الاف الرهبان في اديرة متباعدة و في مغاور الجبال و قلايات و صوامع... اجتمعوا بحب المسيح و قاسوا الامرين بل الشهادة كانت نصيب السواد الاعظم منهم  ليعطوا لنا هذا الكنز الهائل المضمخ بدماء الشهادة و المطرز بكلمات لا نظير لها و بالحان ملائكية لتحكي لنا ايماننا المتوارث و بلغة كانت لغة الحضارة انذاك...
هذه المقدمة هي مجرد تذكير لاولئك الذين بداعي التحضر يريدون اقتلاعها كونها لا تتطابق و مفاهيم الحداثة...ان صلواتنا و بلغتنا الطقسية هي محور بقاءنا ككنيسة و امة و بدونها لا تيقى من كنائسنا المشرقية الا صروح خاوية و هياكل قاتمة..."


كل مشرقي غيور على هويته وكنيسته وخصوصيته والمسيحية المشرقية عليه العودة الى الجذور والنهل منها. ليس هناك حداثة ولا تأوين في الدنيا كلها إن لم تنهل من الجذور وتقدمها للزمن هذا بشكل يحفظها ويعززها ويغرسها في الجيل المعاصر.

والطقوس والليتورجيا بلغتها وثقافتها وآدابها وشعرها وفنونها ورايازاتها وأزيائها مؤشر لوجود الأمة وحيويتها.

وأي كنيسة مشرقية وأمة مشرقية تغادرها تكتب على نفسها الفناء.

ومع الأسف ما نلاحظه في الكنيسة الكلدانية لا سيما في السنين العجاف الثلاث الأخيرة أمر خطير حيث يشارك القادة في حملة يبدو أنهم أعدوا لها مسبقا وعن سبق إصرار على هدم ثقافتنا وطقوسنا وأزيائنا وليتورجيتنا وأناشيدنا وفنونا ولغتنا وكل ما يميزنا كمشرقية مسيحية ذات إرث وتراث مرتبط بشكل لا يمكن فصم عراه عن الوجود.

لا أعلم كيف يسكت الكلدان من الغيارى على هويتهم الكنسية وخصوصيتهم على أمثال هؤلاء لأن ما يقترفونه بحق ليتورجيتهم وطقسهم ولغتهم أي وجودهم كأمة وكنيسة جرم لا يمكن قبوله والسكوت عنه ويقترفه الذين يقع في صلب واجباتهم المحافظة عليه.

تحياتي


1176
الفاتيكان يراجع موقفه من أداء الطقوس ويقول إن التراخي في الالتزام بها "إغراء من الشيطان" – فماذا تقول البطريركية الكلدانية التي تزدري وتعادي الطقس الكلداني المقدس بلغته وروائعه وعلوه وسموه وقدسيته

ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

في تحولّ غير مسبوق وبعد فترة اتسمت ببعض الليبرالية (انفتاح) عاد الفاتيكان وأكد على أهمية الليتورجيا والعودة الى الجذور في أداء الطقوس الكنسية.

جاء ذلك في تصريحات ادلى بها الكاردينال روبرت سارا، عميد المجلس الحبري "للأسرار والليتورجيا"، والتي ادخل فيها الفرحة في قلوب الملايين من الكاثوليك، ودشن بها عهدا جديدا للعودة الى الطقوس والليتورجيا كما وصلت إلينا من اباء الكنيسة. (رابط 1)

وقال الكاردينال سارا إنه تلقى أوامر وتعليمات واضحة من البابا فرنسيس على الاستمرار في النهج الليتورجي الذي كان قد دشنه البابا بندكتوس والذي بموجبه سمح للإكليروس اللاتيني ممارسة الطقوس حسب الليتورجيا اللاتينية.

لا بل ذهب الكاردينال سارا، وهو واحد من أكثر رجالات الكنيسة الرومانية الكاثوليكية تأثيرا بعد البابا فرنسيس، ابعد من ذلك حيث قال إن على كل الإكليروس بكافة درجاتهم مواجهة المذبح والتوجه صوب الشرق وليس جمهرة المصلين من المؤمنين.

وقال إن هذا القرار بتغيير "وجهة الكهنة صوب المذبح" وليس الجمهور يجب ان ينفذ من بداية سابوع البشارة هذه السنة والذي يصادف 27  تشرين الثاني.

وكان المجمع الفاتيكاني الثاني اتخذ ما أطلق عليه في حينه "إصلاحات ليتورجية" وبموجبها حدث تراخ في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في الالتزام بالطقوس وأدائها.

إلا ان الكاردينال سارا قال كان قصد المجمع في حينه جذب المؤمنين الى الكنيسة والمشاركة في الذبيحة الإلهية، بيد أنه أضاف أن هذه السياسة ثبت فشلها. " إخوتي واخوتي، أين هم المؤمنين الذين تحدث عنهم اباء المجمع (الفاتيكاني الثاني)."

وحثّ الكاردينال سارا الاكليروس والمؤمنين على تقبل وبرحابة صدر "القداس اللاتيني التقليدي" وكذلك شجّع على اداء "الممارسات التقليدية" التي كان البابا بندكتوس قد اقترحها من ضمنها استخدام اللغة اللاتينية في القداس وذلك بالعودة الى الأناشيد الغريغورية الأصيلة."

وقال: "علينا ان ننشد الأناشيد والموسيقى الليتورجية المقدسة وليس فقط موسيقى دينية، او أسواء من ذلك أناشيد (أغان) مدنسة (ليست ليتورجية)."

ودعا أقرانه من الكهنة الى "توخي الحذر من إغراء التراخي الليتورجي لأن هذا الإغراء من الشيطان."

"ألمجمع (الفاتيكاني الثاني) لم يكن قصده ان يتم الاحتفال بالطقس الروماني (اللاتيني) باللغات المحلية وحسب. إن مقصده كان السماح لاستخدامه الواسع، لا سيما في القراءات."

ورغم ان المجمع الفاتيكاني الثاني كان قد اتخذ قرارات وتوصيات خاصة بالكنائس المشرقية الكاثوليكية يحثها على التشبث بتقاليدها وليتورجيتها وطقوسها، إلا ان بعض رجال الدين وعلى الخصوص في الكنيسة الكلدانية اتخذ المجمع حجة او قميص عثمان للهجوم على الطقس وتهميشه ومعاداته بريازته ولغته وأزيائه وأناشيده ولغته ورموزه وموسيقاه.

ووصل الأمر الى الارتجال وإقحام كل دخيل وأجنبي وبلغة ركيكة ونصوص يكتبونها هم وهي لا ترقى ان تكون مادة إنشائية مدرسية.

ووصل الأمر بالبعض ايضا الى مهاجمة ومعاداة الليتورجيا الكلدانية بلغتها وروائعها ومعها كل محب لها. (أنظر الروابط 2 و3 و4 ادناه حول معاداة البطريركية الكلدانية للطقس الكلداني وازدرائها به وتهميشها له وللغته وروائعه المقدسة).

بيد ان الكاردينال سارا عبر عن امتعاضه من "العبث" الذي يمارسه البعض بالليتورجيا في الكنيسة. "لقد شاهدنا الكثير من الاحتفالات الليتورجية التي يتدخل فيها الناس والأشخاص من خلال أفعال بشرية وبصورة جلية وهي وكأنها تعمل على إقصاء الله."

وقد عبر عن "حزنه العميق" بسبب "التشويهات الكثيرة لليتورجيا في الكنيسة برمتها اليوم."


وقال: "تقع علينا نحن الكهنة والأساقفة مسؤولية كبيرة. كيف ان النموذج الحسن الذي نقدمه يبني ممارسة جيدة لليتورجيا وكيف أن استهتارنا وأخطائنا تلحق ضررا بالكنيسة وبليتورجيتها المقدسة."

وذكر ان واحدا من النماذج الصارخة للإساءة التي تقترف ضد الليتورجيا المقدسة هي قيام بعض الكهنة بالسماح للعلمانيين بمناولة المؤمنين القربان المقدس. "هذا خطأ. هذا نكران للواجبات الكهنوتية وكذلك يجعل من الكهنوت مسألة علمانية."

وحث الكاردينال سارا كل الكاثوليك لا بل جعله لزاما عليهم السجود على الركبتين اثناء تناول القربان المقدس واستثنى من ذلك المرضى.

إلا أنه أردف قائلا لا يحق للكاهن حرمان المؤمن من القربان إن لم يجثو على ركبتيه.

وأثارت تصريحات الكاردينال سارا دهشة مراقبي الفاتيكان الذين ذهلوا للمسار التقليدي الجديد للبابا فرنسيس حيث كانوا يعدونه واحدا من الليبراليين الكاثوليك.

إلا ان الكاردينال سارا لم ير في ذلك أي تغير في مسار البابا فرنسيس ونظرته الى الليتورجيا، قائلا: "ابانا الأقدس البابا فرنسيس يكن احتراما فائقا لليتورجيا والنظرة والموقف والإجراءات الليتورجية للبابا بندكتوس."

======================
رابط 1
https://www.lifesitenews.com/news/vatican-liturgy-chief-asks-all-priests-and-bishops-to-face-east-for-mass-fa

رابط 2 و3 و4 حول معاداة وازدراء البطريركية الكلدانية للطقس والليتورجيا والكلدانية ومحاربتها للغتها وريازتها ورموزها واناشيدها وموسيقاها ...

رابط 2
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,813058.0.html

رابط 3
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,812936.0.html#msg7476942

رابط 4
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,793177.msg7424970.html#msg7424970

1177

نيافة المطران عمانوئيل الجزيل الاحترام

تحية طيبة

قرأت بشغف مقالك المهم هذا عن واحد من ملافنة كنيستنا المشرقية المجيدة، مار عبديشوع الصوباوي. وقد أبدعت في كتابتك عنه. وقد زاده الأخوة المعلقون بهاءً.

إنه لفخر عظيم ان تضم كنيسة المشرق في صفوفها رجال دين كبار يفتحون عيوننا على نقاط مضيئة في تاريخ مشرقيتنا المسيحية وبأسلوب ونهج يزيدنا إيمانا كمسيحيين مشرقيين ويزيدنا علما ومعرفة.

والإيمان والمعرفة توءمان طوال الفترة الذهبية في تاريخ كنيستنا. وفي هذا كانت هذه الكنيسة وابناؤها وبناتها يسترشدان بمقولة معلمها وقديسها الكبير ما أفرام السرياني صاحب مقولة ܫܪܓܬ ܘܢܘܗܪܐ ܐܝܬܘ ܝܘܠܦܢܐ   "شراغا ونوهرا إيثاو يولبابا"  -  العلم سراج ونور - المقولة التي غادرناها حفظا وممارسة ومع الأسف الشديد وأخذتها أمم أخرى منا وطبقتها. علما ان هذه المقولة جزء من الصلاة الطقسية أي جزء من الليتورجيا المقدسة حيث ترد في صلوات الشهداء من تأليف ملفان أخر  من ملافنة كنيسة المشرق المجيدة وهو  مار ماروثا أسقف ميافرقين. وبهذا يصبح طلب العلم والمعرفة فرضا على المسيحي المشرقي وجزءا من إيمانه.

وإن اردت ان أقيم مقالك هذا، فإنني اضع التقييم في نقاط اربع:

الأولى، يضعنا المقال امام عالم يكتب بطريقة أكاديمية وعلمية رصينة. ولهذا جاءت المصطلحات والتعاريف والتسميات علمية رصينة وعلى الخصوص التسمية "السريانية" للغتنا ولغة كنيستنا المقدسة. هذا دين العلماء والأكاديميين.

الثانية، أظهرت لنا من خلال المقاربة والمقارنة أننا أمام شخصية كبيرة وفذة من تاريخنا بزت معاصريها في اللغة العربية شعرا ونثرا وسجعا وأثرت في محيطها وربما هي صاحب أسلوب أدبي اقتبسه منها الأخرون.

ثالثا، يظهر المقال مقدار الغبن الذي تعرض ويتعرض له هذا الملفان. وقبل ان نلوم الأخرين يجب ان نلوم أنفسنا لأننا قفزنا على هذا التاريخ البديع الذي هو وجداننا من خلال لغته السريانية المقدسة وتشبثنا بتواريخ لا علاقة وجدانية لنا معها لأننا أساسا لا نعرف لغتها. واليوم يتغنى الكثير منا بتاريخ هو بمثابة طلاسم لنا ونهمش أمثال هذا الملفان وأقرانه الذين هم وجداننا ثقافيا ولغويا وتاريخيا وكنسياوهوية ووجود ولا نعرف عنهم الا النزر اليسير.

رابعا، يظهر المقال أن العرب قد غمطوا حق هذا الكاتب الكبير صاحب جنس أدبي رفيع الذي يتفق الكثير من أساتذة الأدب العربي انه بمستوى مقامات الحريري والهمداني لا بل أسمى منهما. مع ذلك لا نرى ذكر له في كل مناهج تدريس اللغة العربية والأدب العربي في العالم العربي قاطبة.

تحياتي


1178

"سيأتي ايضا وقت تكون من اصعب المحن على الكنيسة. كرادلة ضد كرادلة واساقفة ضد اساقفة. الشيطان يضع نفسه في وسطهم. في روما ايضا ستكون تغيرات كثيرة. الفاسد سيسقط, والذي يسقط يجب ان لا يحافظ عليه. الكنيسة ستسقط في الظلام والعالم يهوى في الفوضى. الرب سيهلك العظيم والقوي كما الصغير والضعيف"

الأخ العزيز ميخائيل ديشو المحترم

ما رد في النص أعلاه من قراءة لمستقبل الكنيسة صحيح ونحن اليوم شهود له.

الكنيسة كرسالة سماء بدأت تضمحل وتنهار من حيث العدد والإتساع والأتباع الملتزمين بروح الإنجيل وسيرة يسوع المسيح.

ما نرى الأن هو الكنيسة كمؤسسة إختطفها رجال الدين وأتباعهم من المذهبيين والطائفيين.

وهذا ينطبق على الكل لا سيما الكنائس الكبيرة في الغرب.

تحياتي

1179
عندما تناقش شيء غير موجود سيكتشف الناس كذبك هنا او هناك في هذه الجملة او تلك لأنك وبكل بساطة كذاب ...
الموضوع جمهُ توصيفة شريرة ولهذا لا يمكن لي ان اصف واحدة واترك الباقي ! قوية هاي مو !!!! ...
ولكن هل لاحظت ملاحظة مهمة ! لا طبعاً !! كلما اشارك او اُعَلّق او اكتب مداخلة على كلمتك وهي في بداية النشر تنقطع المشاركات والمداخلات للأخوة بعد مشاركتي فهل يا ترى عندك السبب او الإجابة على ذلك !! 


الأخ العزيز نيسان سامو المحترم

جزء بسيط من الجواب لسؤالي يرد في الجملة الأولى من اقتباسك اعلاه.

بيد اننا لا نستطيع عند تحليل أي خطاب أن نقول إن الموضوع او المقال او النص "جملة وتفصيلا" يقع في خانة التوصيف الخطابي "الشرير" حسب نظرية الفيلسوف برنشتاين والذي بالمناسبة يستند ويوسع نظرية الشر التي أتت بها حنا أرندت، وهي من أكثر المفكرين  المعاصرين شهرة.

هناك أمثلة في النص على الإزدواجية وثنائية المعايير من حيث أن ما أقوم به أنا واصحاب نعمتي هو الخير كله وما تقوم به أنت المختلف هو الشر كله. وهناك أيضا مثال صارخ في النص على النفاق والرياء - قد لا يصدقنا البعض او يقول كيف لك ان تخاطب من هو أعلى منك بهذه الصفات ولكن هذا هو الواقع والدليل أمام أعيننا فلما الخشية.

أما إن كان القراء الكرام يعزفون عن المرور على المقال فور ظهور تعليقك فهذا قد يكون مصادفة او ربما شيء أخر ولكن ألا ترى أنك بأسلوبك "تلدغ" - عذرا - أحيانا من خلال الولوج في اللغة الدارجة وعبارات عامية ومن ثم كتابة بعض المفردات بطريقتك الخاصة وأخيرا وهذا الأهم فضحك وبأسلوب تهكمي فكاهي كل الكذابين من المذهبيين والطائفيين.

تحياتي

1180
    الاستاذ عبد الاحد ســـليمان في مقال له لخص زوبعة الفنجان هذه ب(( عدم الحصول على مركز وظيفي )) وعليه لاقيمة للقيل والقال .  تحيــة

الأخ العزيز كنعان شماس المحترم

مع احترامي لرأيك لا أظن ان ما كتبه المطران سعد سيروب هو "زوبعة في فنجان." كما كررت مرارا في ردودي عليه ان كثيرا من النقاط التي أتى بها صحيحة وان ما أثاره فيه نقاط يجب الوقوف عندها.

ليس هناك في رأي أي "قيل وقال."

بيد انها تنطبق عليه كما تنطبق على البطريرك ساكو. الاثنان وجهان لعملة واحدة. وأنا ابن هذه الكنيسة وأعي ما أقول.

وأنا ما زلت عند رأي ان البطريرك ساكو يشكل خطرا في هوسه الإعلامي وتصريحاته أحيانا غير المسؤولة وتدخله في شؤون ليست من حقه وصلاحياته.

وخطره على الكلدان جلي فهو يمقت ويزدري لغتهم وآدابهم وطقوسهم وليتورجيتهم وثقافتهم وشعرهم وفنونهم وهو على الغائها مصر وكأن لا شغل له الا هدم التراث والثقافة واللغة والطقوس والريازة والأزياء وكل ما يميز الكلدان كشعب وكنيسة ذات هوية.

ولا أعلم كيف باستطاعة الأخوة الكلدان لا سيما الناشطون القوميون في صفوفهم الوقوف في صف شخصية تستهين وتحارب هويتهم بهذا الشكل المبين.

ولا أعلم كيف بإمكان رابطة كلدانية مهادنة شخصية تعادي اللغة والتراث والطقوس والليتورجيا والآدب والشعر والفنون والتراث الكلداني بهذا الشكل العلني قولا وممارسة.

تحياتي


1181
!المشكلة هي النقاش في موضوع كاذب غير حقيق وليس له وجود وهم يعلمون ذلك لهذا كل النقاشات والاجتهادات والمناورات لا تأتي بنيجة ولا يمكنهم ان يتفقوا ( كيف سيتفق ملايين الكذابين ) !! عندما تناقش شيء غير موجود سيكتشف الناس كذبك هنا او هناك في هذه الجملة او تلك لأنك وبكل بساطة كذاب !! غير صادق وتحاول ان تمرر نفاقك من اجل مصلحتك فقط ( لا يمكن للكذاب ان يعمل لصالح الآخرين ) !! هذه هي المشكلة  .. 

الأح العزيز نيسان سامو المحترم

مرة أخرى تنطق الصواب. مشكلة المذهبيين والطائفيين – من كل المذاهب والأديان والطوائف دون استثناء – تكمن في أنهم يرون الصواب والخير في ما لديهم والخطأ والشر في الأخر (من غير دينهم ومذهبهم وطائفتهم).

وكأني بك قد قرأت الفيلسوف برنشتاين لا سيما كتابه الذائع الصيت عن فساد السياسة والدين من خلال سوء استخدام الشر:
The Abuse of Evil: Corruption of Region and Politics …

وأرى أن كلمة الكذب والكذابين (وأظن أنك تقصد كل مذهبي وطائفي) ترادف كلمة الشر والأشرار لدى برنشتاين.

قرأت أغلب كتبه وبالكاد الحق به لأنه فيلسوف ومفكر غزير الإنتاج وفي كل كتاب يأتينا بمفاهيم وتفاسير جديدة تفكك واقعنا الاجتماعي.

الفرد او المجتمع الذي يستند الى توصيفات خطابية discursive categorization لإلغاء او تهميش او اقصاء او الإساءة الى الأخر استنادا الى الدين او المذهب او كون انا ما لدي مقدس وما لديك ليس كذلك برأي برنشتاين هو الشر بعينه.

ويرى برنشتاين أننا نقترف الشر في خطابنا لأننا ننطلق من مذهبيتنا وطائفيتنا ورؤيتنا ان ما لدينا مقدس وما لدى الأخر ليس كذلك وأن الخير يأتي مني فقط والشر من الأخر.

ويوميا تقع أعيننا على شر او كذب من هذا القبيل.

ولكن دعني امتحنك لأنك دائما ترمي في وجهي أسئلة صعبة ومحرجة أخشى ان تجلب لي توصيفات خطابية لا أتمناها لعدوي.

السؤال هو: هل بإمكانك التأشير الى توصيفات خطابية "شريرة" حسب فلسفة برنشتاين التي تطرقت إليها في هذه الصفحة في المقال على هذا الرابط:
http://saint-adday.com/?p=13577

إن كان الجواب بنعم أرجو أن تؤشر على التوصيف الخطابي الذي يقع في خانة "الكذب" التي تطرقت إليها في تعقيبك أعلاه.

تحياتي
[/color]

1182
الأخ العزيز يعكوب ابونا المحترم

شكرا جزيلا لإضافة الرواية من أعمال الرسل بشأن سايمون "الساحر".

 يرى الكثير من المؤرخين وكذلك الكثير من المراجع الاساسية منها الموسوعة البريطانية Encyclopedia Britannica أن السيمونية كفرقة دينية تعود أصولها الى سايمون الذي يرد ذكره في أعمال الرسل من العهد الجديد.

بيد ان هناك رأي علمي أخر يعزو الفرقة هذه الى سايمون أخر ظهر في القرن الثالث الميلادي في سوريا ومنهم من يربط السيمونية بالغنوصية او العرفانية gnosticism.

الا أن لفظة السايموني في المفهوم المسيحي لا سيما الروماني الكاثوليكي لفظة بذيئة وترقى الى شتيمة لأن المتهم بها يبيع الاسرار وروح القدس والمسيح ورسالته، كما في القصة التي اقتبستها لنا، لأغراض مؤسساتية وشخصية ويضع الماديات مكان الروحيات.

وهذا ما يحدث لأي فكر مهما كان نيرا حالما يتحول الى هرم ومؤسسة، ورجال الدين في كل الأديان والمذاهب دون إستثناء ماهم إلا بيادق في ألهرم والمؤسسات الدينية والمذهبية التي ينتمون إليها.

تحياتي

1183
لفظة "السيمونين" لفظة "بذيئة" – فلماذا التجاء إليها المطران سعد سيروب لتوصيف منتقديه

ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

لقد أثارت لفظة وردت في أخر مقال للمطران سعد سيروب الكثير من علامات الاستفهام. وشخصيا، سألني بعض الأخوة عن معناها.

يستخدم المطران لفظة (السيمونين). وأظن هذا سهو منه وهو يقصد "سيموني" Simonian نسبة الى العقيدة السيمونية Simonianism التي يراها المسيحيون بدعة او هرطقة.

واللفظة يعود أصلها الى صاحب هذه العقيدة وكان اسمه سايمون Simon وأصلها الاسم عبري "شمعون" وهي مصدر للفعل شمّعْ (سمع).

ويرد ذكر لرجل ساحر اسمه سايمون ماكنس Simon Magnus في العهد الجديد في أعمال الرسل بالذات وقصته شهيرة. كان ساحرا بارعا وتنافس مع الرسل في ما كان يقوم به من (معجزات) – سحر. دخل المسيحية ومن ثم خرج منها وصار له اتباع.

وقصته شهيرة في المسيحية واللاهوت المسيحي وهي تشير الى أي شخص يستخدم المال والنفوذ والمكانة والمنصب لتحقيق أغراض غير أخلاقية وسليمة من حيث المبدأ والعقيدة المسيحية للوصول الى أغراضه الشخصية والمؤسساتية.

المسيحي الذي يرى الأخر لا سيما من نفس الدين والمذهب انه يقترف "خطيئة" شراء الذمم والمناصب ودفع المال واستخدام المنصب لتحقيق أغراض دنيوية يُطلق عليه "سيموني" وهي كما قلت كلمة بذيئة جدا لا بل واحدة من أبشع الكلمات في القاموس المسيحي.

أما بالنسبة لأتباعه، يعد سيمون الفادي والمخلص وقوة الله في الأرض. بالنسبة للمسيحيين يعد سيمون وأتباعه من "السيمونيين" هراطقة وأصحاب بدعة.

واللفظة كما قلت ترقى الى شتيمة وبذاءة عندما يستخدمها رجل دين بدرجة أسقف ضد معارضيه. وقد وضعتها بين علامتي التنصيص في العنوان كي اتجنب الإساءة لأنني لا أرى هرطقة او بدعة او إساءة في أي مذهب او فكر طالما التزم بالبعد الإنساني في التعامل مع الأخر المختلف عنه.

كيف وردت اللفظة في خطاب المطران سيروب؟

وردت اللفظة في خطاب المطران سيروب بطريقتين: الأولى التحدي والثانية الشتيمة. لنقرأ النص سوية (رابط 1):

الصفقة: أية صفقة أعقد؟ ومع من أعقد صفقة؟ الصفقات تعقد في الخفاء، والذمم تُشترى في الظلمة بعيدا عن الناس. أنا في النور كتبت وعلى العلن خرجت، بعد أن خرجت السلطة وتحدثت عني وعن الكنيسة كما تهوى وتريد وتتخيل. الصفقة تعقد بين اشخاص يتحدثون إلى بعضهم، وانا والسلطة لا نتحدث الى بعضنا إلا للعراك والخناق. الصفقات تعقد مع الاشخاص الضعيفي الشخصية، مع السيمونين (وكم اتمنى ان تعرفوا هذه الكلمة ومعناها!). الصفقة هي للتجار وليست مع الصغار.

نرى ان المطران يتحدى القراء إن كانوا يعرفون معنى هذه الكلمة. ومن ثم هو يطبقها على غرمائه المفترضين الذين لا نعرف حتى الأن ماهيّة مشكلته معهم لكثرة الهمز واللمز في كتاباته.

ومن ثم، يمنح الكاتب ذاته درجة من العلم والمعرفة يتصور ان غيره لم يصلها بدليل تخيله أننا لا نعرف معنى هذه اللفظة.

والاستحواذ على العلم والمعرفة وحق تفسير النصوص المقدسة وحتى قراءتها جزء من سطوة السلطة الدينية طوال التاريخ ونرى كيف يستخدم هذه السطوة رجال الدين في كل الأديان والمذاهب لتثبيت سطوتهم ومكانتهم.

وهذا يعني ان أي شخص يدعي المعرفة ويقول إنها ملكه "سيموني" الهوى لأنه يستخدم المعرفة لأغراضه الخاصة كما يستخدم صاحب المال والجاه والكرسي والمنصب ووضعه لأغراضه الخاصة، هذا حسب التعريف المسيحي لهذه اللفظة.

أما كون اللفظة بذيئة المعنى في المسيحية لعمري لهو أمر واضح لأن السيمونية ذاتها تراها المسيحية بدعة وهرطقة ومن ثم تطور المصطلح وأخذ منحى معرفي حيث صار يطلق لكل من يستخدم مكانته ونفوذه في أي حقل او منحى لتحقيق مأرب خاصة.

واستخدام عبارات وألفاظ لا تليق بالمقام ليس خاصية خطاب المطران سيروب. قلت في ردي عليه انه يشترك في كثير من المواقف مع البطريرك ساكو الذي لم يتورع في أحد خطاباته إطلاق لفظة "أنبياء الشؤم" على معارضيه، وهذه اللفظة أيضا أساسها الكتابات والنصوص الدينية. (رابط 2)

كل فكر وإيديولوجية وثقافة (والدين والمذهب فكر وثقافة) يجمع ويكدس أصحابه معجم من الالفاظ الحميدة والقبيحة. يحتفظون بالحميدة منها لتوصيف أنفسهم ويرددونها كثيرا ويحتفظون بالألفاظ القبيحة لتوصيف الأخر الذي يعارضهم.

أنظر مثلا التوصيفات القبيحة التي تطلقها المجموعات المسلمة السنية على المسلمين الشيعة والعكس صحيح وكذلك أنظر كيف ان كل مجموعة تختار الالفاظ الحميدة لتوصيف نفسها.

وكذلك التوصيفات غير الحميدة التي يطلقها المسلمون بصورة عامة على غيرهم (الأديان الأخرى) والتوصيفات الحميدة التي يطلقونها على دينهم.

وهذا ينطبق على كل الأديان والفئات الأخرى.

المسيحيون أيضا لهم الفاظ حميدة لتوصيف أنفسهم وألفاظ غير حميدة لتوصيف الأخر. وضمن المذاهب المسيحية هناك الفاظ حميدة للمذهب والفاظ قبيحة للمذهب المختلف.

لا أريد الاسترسال لأن موضوع التوصيف الخطابي موضوع أكاديمي ومعرفي يتناوله العلماء والباحثون ويشبعونه نقاشا.

وفي هذا نحن مدينون للفيلسوف الأمريكي ريجرد برنشتاين في سلسلة كتبه التي يحاول فيها تفسير الشر لنا حيث يقول ان أس الشر يبدأ من اللفظة لا سيما اللفظة غير الحميدة التي نخشى ان نطلقها على أنفسنا ونطلقها فقط على الأخر المختلف عنا ناسين اننا لا نختلف عنه كثيرا.
==========================
رابط (1)
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,813139.0.html
رابط (2)
http://saint-adday.com/?p=9314

1184
الجرح عميق والدواء لا يفيد والذين يحاولون الدفاع عن الخطء لا يمكنهم منع الشمس من اظهار الحقيقة السوداء لمن طعن اخيه من الخلف من اجل كيس من النقود والذي يذكرنا بيهوذا الذي انكر السيد المسيح بثلاثين من الفضة فمهما حاول البعض الدفاع فان ذلك لا ينفع لان البناء قريبا سوف يسقط لان الذي بني على الرمل مصيره السقوط. تقبل محبتي والرب يسوع المسيح يبارك حياتك.

الأخ العزيز البرت المحترم

شكرا لتعقيبك الذي يضع بعض النقاط على الحروف وكنا بحاجة إليه.

لقد وصل الدفاع عن الظلم من منطلق طائفي ومذهبي ببعض الأخوة الى درجة مقارنة اضطهاد الفرق لإسلامية الظلامية لنا مع اضطهاد الفاتيكان ومبشريه لنا بدليل تحديهم لي بالقول: لماذا لا تذكر كيف استعمرتنا واضطهدتنا المجموعات الإسلامية.

هل تعلم كم أفرح عندما يثيرون هكذا اسئلة؟ لأنهم يجعلون مصاف من يحمل الصليب على صدره ويقرأ الإنجيل كل يوم ويتناول القربان المقدس بمصاف الظلامي الذي شعاره السيف وينطلق من نصوص تحثه على ذلك.

أنظر الى أي درك وصلنا حيث يساوون ظلم من يقرأ الإنجيل ويرفع الصليب بظلم من يرفع السيف وينطلق من ايات تدعو اساسا الى الشر والإضطهاد.

لا يسألون أنفسهم كيف استطاع هؤلاء الذين يرفعون الصليب ويقرأون الإنجيل ويقولون انهم مسيحيون إيقاع هذا الظلم المرعب بإخوان لهم وهم مسيحيون اساسا ومسالمون طوال تاريخهم ولم يرفعوا السيف في وجه أحد.

مجموعات تبشيرية بدلا ان ان تنشر المسرة في صفوف من لم يسمع بها مثل المسلمين وغيرهم شنوا حملات مرعبة على المسيحيين المشرقيين لا سيما الكلدان منهم وطبقوا بحقهم نسخة من محاكم التفتيش أبشع من التي طبقوها في أوروبا وفي العصر الحديث وضحايا هذا الظلم المرعب يدافعون عنهم. ولهذا أرى انك لم تتكلم إلا الصدق في تعقيبك.

يذكرني مثلهم بمؤتمر صحافي مع صدام حسين عندما سأله أحد الصحافيين عن إنتهاكات حقوق الإنسان في العراق، فرد صدام بغضب قائلا: "لماذا لا تتحدث عن انتهاكات إسرائيل لحقوق الفلسطينيين."

لن يغفر التاريخ لصدام إنتهاكاته لحقوق الإنسان بإيراده حجة أن إسرائيل تنتهك حقوق الفلسطينيين. هذا هروب من قتله لشعبه وأهله.

ولن يعفر التاريخ ولن أستطيع انا أن أنسى إنتهاكات الفاتيكان لحقوق شعبي وكنيستي من خلال التذكير بظلم المسلمين لنا. صحيح ان المسلمين ظلمونا كثيرا بشكل لا يوصف ولكن هذا لن يغفر للفاتيكان ما اقترفه من جرائم بحق شعبنا وكنيستنا يرقى بعضها الى جرائم ضد الإنسانية وهذا الظلم موثق بالتفصيل في حوليات بطاركتنا وأحبارنا وكنائسنا.

هذه هي معادلة فكرية منطقية وعادلة لا أظن بإمكاننا تجاهلها ما لم يكن دافعنا التعصب المذهبي والطائفي الذي يعمي البصر والبصيرة.

تحياتي




1185
لماذا لا يقوم الكلدان بترتيب بيتهم ولم شمل كنسيتهم وشعبهم دون الإنبطاح تحت قرارات هذا او ذاك !! بصراحة لا هذا ولا ذاك والشغلة في طريقها النهائي والإنحلال المصيري الاخير وكل هذا القيل والقال سوف لا ينفع إذا لم يصحى النيام من سباتهم .. تحية طيبة
سيدي الكريم نيسان،

مرة أخرى تثير سؤالا جوهريا ومصيريا بالنسبة للكلدان ومؤسستهم الكنسية ولا أظن انهم سيجاوبون عليه او يفكرون في الإجابة عليه.

والسبب واضح لأن نحن الكلدان لا نقبل ان نشغل عقلنا. نحن قد وضعنا عقلنا او بالأحرى تم اغتصاب عقلنا من قبل الدخلاء والأجانب على ثقافتنا وعملائهم في صفوفنا. أي نحن جسد بلا رأس ولهذا لا نستطيع التفكير بطريقة سليمة ومنطقية.

وإلا كيف نقبل ان يستعمرنا الأجانب في كل شيء الى درجة حتى الأخوة الذين يقولون أنهم قوميون في صفوفنا لا يفكرون إلا بعد أن يفكر هذا الأستمعمار لهم.

ولا يهم مهما أتيت من الأدلة ان هذا الأستعمار هو سبب البلاء وأنه لا يحبنا ولا مصلحة له معنا غير مصلحة احتلالنا واهانتنا.

وليس هذا فقط. أنظر كيف يصدقون البطريرك ساكو رغم مواقفه وممارساته العدائية الواضحة ضد اللغة والثقافة والطقوس والليتورجيا الكلدانية. وكل هذا الهدم لأعز ما نمكله كهوية بدأه امثال البطريرك وهذا المطران الذي نحن في صدده في العصر الحديث وهم مستمرون في نهجهم. مع ذلك  يتحدث البطريرك عن الهوية والناس تصدقه.

وكل هذا الكم الهائل من الوثائق والبراهين ان المجمع الشرقي الفاتيكاني ما هو الا وزارة لإستعمار المسيحيين المشرقيين لا سيما الكلدان وان هناك جرائم اقترفت ضد الكلدان ترقى في بعض تفاصيلها الى جرائم ضد الإنسانية وبعض الممارسات لا زالت قائمة نرفض حتى التفكير في هذا لأن الذي يفكر مكاننا هو الدخيل والأجنبي وعملائه في صفوفنا.

سيدي الكريم لقد عادت حليمة الى عادتها القديمة فكل يوم يخرج لنا موضوع جديد ويلتهي الشعب النائم به والى الموضوع القادم ( والله الشغلة صارت مزعطة ) !! يوم ساكو ضرب جمو ويوم سيروب شتم ساكو وساعة ابراهيم لعن اسطيفان ويوم الذي بعده فاتيكان انتخب هيرودس وبعده مطران ماركس تشاجر مع اسقف العالم وبعده الراهب يترك الكرسي وينهب اموال الشعب وووووووووووووووووو الخ .. كل يوم قصة مُخزية وعارة عليهم وعلى الذي يبتع الجهل والتخلف .. كاف الضحك على النيام يا موخوش ناس ..

وهذا صحيح أيضا. والقصة التي نحن بصددها والتي تتعلق بالمطران سيروب الذي لا يختلف ابدا عن البطريرك ساكو مخزية جدا لأنه نسخة مصغرة لما أتيتب به أعلاه.

أنظر عنوان مقاله الأخير وكيف ينتف ويمط ويمّد لا بل - أستغفر الله - يمزق ويهين النص المقدس لغايته الشخصية والمؤسساتية وخدمة لأصحاب نعمته كما ذكرت أعلاه وهو لا يختلف عن الأخرين في هذا حيث يستخدم نصا مقدسا "الحق يحرركم" أي انه الحق وأصحاب نعمته من الدخلاء والأجانب هم الحق بينما هم الظلم والإستعباد ولا علاقة لهم برسالة المسرة.

هكذا يضحكون علينا نحن البسطاء وكما تفضلت "شعب نائم" يضحك عليه جهلة وسلطويون الى درجة يعنونون مقالاتهم بأيات من الإنجيل لتثبيت سلطتهم وميولهم وأغراضهم الشخصية والمؤسساتية وهم بهذا لا يخدعون الا أنفسهم اولا والبسطاء من الناس فقط.

تحياتي



1186
القراء الكرام

لقد قام بعض الأخوة بحذف ردودهم بعد أن نشر المطران سيروب مقاله الأخير الذي فيه جحد ونكث بما قدمه من اعتذار وطلبه للغفران.

وكان في ردود الأخوة ما يشبه العتب لأنني لم اصدق المطران في اعتذاره وطلبه للغفران ولأنني رأيت فيه شبه حيلة او مكيدة وهم رأوا فيه الصدق والإخلاص والشجاعة والروح الإنجيلية.

لم أصل الى هذا الموقف اعتباطا. منذ منتصف الستينات من القرن الماضي والى يومنا هذا وأنا اتابع عن كثب وأقرأ وأقلب الكتب والأوراق عن المكائد والمؤامرات على مؤسسة الكنيسة الكلدانية أولا من الأكليروس الكلداني ذاته ومن ثم من مجمع البروبغندا الفاتيكاني السيء الصيت ووريثه المجمع الشرقي (وزارة المستعمرات).

قراتي ومن خبرتي الطويلة تقول إن المطران سيروب يكتب وينطلق ويتصرف بوحي وباتصال وإشراف مباشر من وزير المستعمرات الكاردينال ساندري وهو وربما على موعد بأمر ما ومن هنا توقعه صدور قرار الوزير هذا على توصيات السينودس التي لا نعرف عنها شيء. وهذا ليس غربيا وجديدا على المطارنة الكلدان وبقية الإكليروس.

وتبقى التوصيات هذه التي لم يبت فيها وزير المستعمرات هذا بعد مضي حوالي تسعة أشهر على إرسالها إليه حبرا على ورق ما لم يصدق عليها هذا الوزير الذي بإمكانه رميها في القمامة او إعادتها الى البطريرك والمطارنة الكلدان لإعادة النظر فيها او اصدار قرارات جديدة ملزمة حتى وإن لم تكن قد وردت في ما  قدمه له السينودس من توصيات.

السنة هذه لم تكن سنة تأمل او سبتية للمطران سيروب بل سنة سفر ورحلات مكوكية ماجلانية واتصالات داخل أروقة الفاتيكان وخارجها لا سيما مع وزير المستعمرات وموظفيه الذين تعلو كلمتهم على كلمة البطريرك والسينودس.

السرية المطلقة هي ممارسة تتبعها دولة الفاتيكان لا سيما وزارة المستعمرات فيها في كل تعاملاتها.

السؤال هو: من أين للمطران سيروب هذه المعلومات عن قرارات جديدة وعلنية من وزارة المستعمرات، هو يسميها جزافا الكرسي الرسولي. الكرسي الرسولي الحقيقي هو رسالة المسرة والمحبة والعطاء والغفران.

الوضع هذا يذكرني بالمبشرين وحملاتهم على الكلدان حيث كانوا يقدمون ومعهم براءات وفرمانات عثمانية ويقولون ان الكرسي الرسولي أرسلهم وعلى الكل اطاعتهم في ظلمهم وغيهم من البطريرك حتى الكلداني البسيط. وكانوا كما الحال الأن وبدليل ما كتبه المطران سيروب يمطون ويمدون آيات من الإنجيل ويخيطونها على قياساتهم لترسيخ ظلمهم.

وهذا ما جعل اجدادنا البطاركة والأحبار والرهبان والقسس الكلدان يطلقون عليهم لقب "الشياطين البيض" إضافة الى القاب أخرى منها "الكروم الملعونة" و "ذئاب بلباس الخرفان" وغيره من الألقاب التي حقا يستحقونها.

ما أشبه اليوم بالبارحة.

تحياتي


1187
الأخ العزيز زيد ميشو المحترم

أظن لقد خاب ظن الكثيرين بعد المقال الأخير للمطران سيروب الذي يبين ان اعتذاره سلطوي ومؤسساتي ولا علاقة للإنجيل ورسالة المسرة فيه كما هو شأن كتاباته.

المسألة سلطوية ومؤسساتية وحسب.

الاعتذار له شروطه حتى ظمن مفهوم الغفران المسيحي وأول شروطه إزالة الأذى وذلك بعودة الأمور الى مجاريها قبل الأساءة او التعويض عن الإساءة.

لا أعلم كيف فاتك وفات الكثير من الأخوة من الذين أغدقوا المديح على المطران وطربوا له ان اعتذاره كان بمثابة ذر الرماد في العيون، لأن أبسط شيىء كان يمكن أن يقوم به إن كان حقا صادقا في طلب المغفرة هو حذف مقالاته.

بيد أنه بدل حذفها زاد عليها.

فعن أي اعتذار وغفران تحدث؟

وهكذا تضحك السلطة على عقولنا، نحن البسطاء من الناس.

تحياني

1188
قرائي الكرام

اولا، أستميح المعقبين على مقالي هذا عذرا حيث أنني سارد هنا على المقال الأخير للمطران سعد سيروب وأعدهم أنني سأعود إليهم:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,813139.0.html

هذه المقالة التي سطرها وهي الرابعة له في حوالي أسبوع، يظهر فيها جليا أن المطران سيروب في نهج "الثعلب" و "هيرودس" في "كنيسة السلطة وخطوط القوة" والهمز واللمز والسخرية والاستهزاء سائر وهو واحد من اعمدتها.

أين الإعتذار والغفران الذي تحدث عنه العشرات من القراء وأغدقوا عليه المديح وكالوا له الثناء؟

أنا لا اقول ان ما جاء به غير صحيح. أنا أقول عليه ان يلوم نفسه قبل الأخرين لأنه جزء من المشكلة وليس الحل.

سحبان الله على ما ابتلانا به نحن الكلدان المساكين. يقول المطران: "وأنا انتظر قراراً للكرسي الرسولي لقرار السينودس الكلداني المنعقد في الشهر العاشر الماضي، وسيكون هو على العلن أن شاء الله."

ما هي قيمة هذا السينودس وقيمة البطريرك وأعضاء السينودس إذا كانت قرارتهم نائمة في أروقة دولة الفاتيكان (هو يسميها الكرسي الرسولي بمعنى ان كرسي الكنيسة الكلدانية ليس رسوليا) منذ الشهر العاشر من العام الماضي ونحن على ابواب الشهر السابع من العام الحالي أي حوالي تسعة أشهر؟

لقد احترقت اعصابنا ولا نعرف ماذا نفعل واهينت من قبل هذا المطران وغيره كرامتنا وطقسنا ولغتنا وتراثنا والفاتيكان ينام على قرارات السينودس تسعة أشهر وبإمكانه نسفها. فلماذا لنا بطريرك وسينودس ومطارنة؟

وأنت يا سيادة المطران لماذا لم تنتظر حتى يقرر الفاتيكان مصيركم بما أن لا إرادة لكم ولا قرار دون الرجعة الى وزارة المستعمرات في الفاتيكان؟

وأخيرا، بالله عليك يا سيادة المطران وأستحلفك بالمسيح الذي تمّد وتمط وتخيط اقواله لأغراضك الشخصية والمؤسساتية، استحلفك بالله والمسيح ربي وربك هل لك الجراءة ان تكتب ليس ثلاث مقالات وسبعة الالاف كلمة التي تهاجم البطريرك الكلداني فيها بل ثلاث كلمات تهاجم فيها وزير المستعمرات  في الفاتيكان الكاردينال ساندري الذي تدين بالولاء له وليس للكرسي الرسولي لأن الكرسي الرسولي الحقيقي هو رسالة المسرة؟

والله ومن ثم والله ومن ثم والله لو كتبت مقالة واحدة تهاجم فيها وزير المستعمرات الذي يبدو أنك تستقي قوتك منه لأطاح بك وبأسقفيتك.


هل لك الجراءة ان تجاوب؟

تحياتي



1189


1. شهادة الدكتوراه التي تحملها عن قناة الجزيرة

2. مقالك هذا عديم المعنى.
3. التهجم على الفاتيكان بحجة التهجم عليها كمؤسسة بكلمات لايتفوه بها حتى أكثر الكارهين لها
4. فهل تعتقد ياسيد برخو بأن أبناء هذه الكنيسة سيصدقون حرصك عليها ... ويسيرون خلفك
5. فهل انهيار كنيستك اهم أم الحجج الواهية التي تسوقها لمهاجمتها اهم ؟
6. إلا ان السحر انقلب على الساحر من خلال الأعتذار السريع والغير متوقع لك


الأخ العزيز جورج نكارا المحترم

تتحدث عن المصداقية ولا تجلب أي دليل على عدم مصداقية ما كتبته هنا وما كتبته سابقا لا سيما عن الظلم المرعب الذي الحقه الفاتيكان بالكلدان وصلت بعض تفاصيله الى جرائم ضد الإنسانية ومع ذلك أنت المظلوم وصاحب الحقوق المنتهكة والمغتصبة تدافع عن المجرم والظالم. شيئ لا يصدق حقا.

وهذا جوابي على ما أثرته أعلاه ولخصته اعلاه في نقاط ست.

1. تلوي عنق الحقيقة ولا تتكلم الصدق ومع ذلك تقول أنك تدافع عن المسيح والكنيسة.والكنيسة كرسالة سماء (وليس الفاتيكان) هي عروس المسيح والذي فيها لا يجوز ان يكذب ابدا وأن يتكلم الصدق. هل قرأت اطروحتي لنيل شهادة الدكتوراة؟ إن لم تقرأ حتى العنوان لماذا تلوي الحقيقة وتكذب بشأنها؟ هذا عنوانها ولعلمك لأهميتها تم نشرها في أشهر دار نشر أمريكية وفي محرك البحث غوفل لها مئات الالاف من الصفحات وهي أساسا عن تحليل الخطاب ووجود القنوات الإعلامية فيها ومنها سي.أن.أن وال بي بي سي ومن ثم الجزيرة هو بمثابة الدليل والبرهنة على الفرضيات التي توصلت اليها. إذا هي لم تكن عن الجزيرة بل عن تحليل الخطاب الخطاب الإعلامي بصورة عامة:
https://www.google.se/search?q=%D9%84%D8%AE%D8%AE&ie=utf-8&oe=utf-8&client=firefox-b-ab&gfe_rd=cr&ei=yddwV_ivGISr8wfAyqjACQ#q=news+from+the+bbc+cnn+and+al+jazeera+how+the+three+broadcasters+cover+the+middle+east
اسوق هذا ليس لك بل للقراء الكرام كي يعرفوا من هو الذي يقود الكلدان اليوم وما هو خطابه وما هو ديدنه.

2. هذا رأيك ولا أظن ان القراء يتفقون معك بدليل تقاطرهم على قراءة ما أكتبه.

3. تهجمي على الفاتيكان ليس من خلال كلماتي وهذا لوي للحقيقة مرة أخرى من قبلك. هو من خلال الكلدان أنفسهم وبطاركتهم وقسسهم ورهبانهم وأحبارهم الذين وبسبب الظلم والبطش والطغيان والاضطهاد المرعب الذي وضعهم تحته الفاتيكان بالتعاون مع االسلاطين العثمانيين المجرمين والمستعمر البرتغالي اطقلوا على مبشريه ووعاظه وسفرائه وقواصده بسبب ظلمهم وطغيانهم كل هذه الأوصاف التي يستحقونها والتي لم يطلقوها على مضطهديهم من المسلمين. والكلدان خوفا من هوؤلاء المجرمين ونحن في العصر الحديث يريدون اخفاء هذه الحقيقة والهجوم على الذي يفتح عيونهم عليها.

4. انا لا أكتب كي يصدقني أحد.أنا أكتب عن الواقع الإجتماعي وأسنده بالأدلة قدر المستطاع محاولة مني كي أنقذ الكلدان من الظلم المريع الذي هم فيه. قد أفلح وقد لا أفلح ولكن لأنني مطلع على هذه الأمور وشاهد عيان على الظلم الفاتيكاني، أخلاقيا وأكاديميا علي واجب ان أرفع الغطاء عنها.

5. وهل تتصور ان الكنيسة الكلدانية لم تنهار؟ إنهارت منذ اليوم الذي سلبها حقوقها وأغتصب عروستها هؤلاء المجرمون  في وضح النهار وتعرف أنت من هم هؤلاء ولكن لغايات طائفية ومذهبية تدافع عن ظلمهم.

6. السحر لم ينقلب على الساحر، إن كنت تتصور أنا الساحر. أظن ان كتاباتي بدأت تقلب السحر على الساحر الذي سحر الكلدان ويخشون حتى اليوم ونحن في القرن الواحد والعشرين محاسبته كي يعيد لهم حقوقهم المغتصبة.

تحياتي

1190
الأخ العزيز فارس ساكو المحترم

شكرا لتعقيبك ومتابعتك التي لا تكل ولا تمل لهذا الموضوع.

هناك نبرة تفاؤك في تعقيبك في صفحتي هذه وأحترمها.

رأي الشخصي يتقاطع مع حضرتك، وأمل أن يتسع صدرك.

ليس هناك ما يدل على الطمأنينة والتفاؤل على مستقبل الكنيسة التي نحبها كثيرا منذ اليوم الذي خسرت فيه استقلاليتها، وذلك في حوالي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

منذ ذلك الحين ونحن في فوضى. الفرق أننا الأن في فوضى عارمة.

تحياتي


1191
quote ]

[ الكلدان وكنيستهم هم ضحية لأمثال هذا المطران وكذلك أمثال هذا البطريك الذي ينتقده.]
ا
 أنت وحسب أفكارك الجهنمية ؟؟ التي تخصك وحدك كتبت أكثر من 50  مقال وتعليق تنتقد فيه الفاتيكان لآنه وحسب زعمك لا يستطيع أيقاف المطران (جمو) عن أنتقاداته ضد البطريركية ؟
تحية
[/unquote]


الأخ العزيز فريد وردة المحترم

ظهورك ثلاث مرات وبسرعة على صفحات هذا المقال دليل اهتمامك بما أكتبه وكذلك ان ما أكتبه يؤثر فيك ايضا. هذا من وجهة نظري. فشكرا. علماان تعقيبك الأول ظهر قبل نشر المطران سيروب لإعتذاره المثير للجدل - بالنسبة لي - ولكنك لم تغير في نهجك حيث أخشى ان لديك احكاما مسبقة لا ارتباط لها بالمقال.

وتأتي بأمور لا تصمد امام اي عقل سليم، مع احترامي لشخصك ورجائي ان لا تنتقطع عن التعقيب على مقالاتي.

اولا، هناك بطاركة مشرقيين كثيرين كاثوليك وغيرهم في العراق وسوريا وكلهم في نفس المعمعة والظروف القاسية والصعبة التي يمر بها البطريرك الكلداني. هل هناك بطريرك يخلق مشاكل مثل بطريركنا؟ وهل هناك بطريرك علانية يهاجم اقدس ما يملكه شعبه وهو تراثه ولغته وطقسه وليتورجيته؟ وهل هناك بطريرك مهوس بالإعلام مثل بطريركنا؟ هذه اسئلة محددة وهناك الكثير.

ثانيا، انا لا أعلم أين المسيح فيما كتبه المطران سيروب والطريقة المسيئة التي فيها مدّ ومط ومن ثم خيط النص المقدس كي يوائم رغباته الشخصية والمؤسساتية الى درجة جعل من نفسه المسيح وغريمه الثعلب هيرودس. وهذا واضح وضوح الشمس. لن أتطرق الى امور أخرى لأنها واضحة في المقال.

ثالثا، هناك افتراء وكذب - وارجو ان تسمح لي - وقلب لحقائق من قبلك. أنت تقولني انني قلت  خمسين مرة ان الفاتيكان لا يستطيع إيقاف المطران جمو. كي يكون لك مصداقية قل أين قلت هذا وفي أي مقال؟ أنا قلت ان المطران جمو كان مطيعا دون نقاش لوزير المستعمرات في الفاتيكان الكاردينال ساندري وجعل من الكاردينال هذا ملجاءه ووضع كل بيضه في سلته ولم يكش ذبابة دون اذن منه، ومنه استقوى وتحدى الكل. عندما إستنفد الوزير هذا غايته ورغباته السلطوية من المطران جمو ازاحه ومع الأسف بطريقة مهينة الى درجة ان المطران هذا إعتكف وتوارى عن الأنظار لنكران الجميل الذي لاقاه من وزير المستعمرات. ليس هذا فقط بل تخلى عنه كل مؤيديه تقريبا من الذين اقسموا على الإنجيل أنهم لن يتخلوا عنه وعن منهجه.


رابعا، انا مازلت عند موقفي وهذا رأي الشخصي  وحسب إن اعتذر المطران سيروب سلطوي لا علاقة له برسالة المسرة، أي اعتذر خشية من السلطة واعتذاره للسلطة فقط ولم يعتذر مثلا لأخوته الكلدان الذين هالهم وصعقهم رميه وبازدراء كتاب القداس الإلهي حسب الطقس الكلداني على الطاولة واستهانته بهم وبمار شمعوب برصباعي. ولم يعتذر كذلك عن الأذى الكبير الذي الحقه بالتراث واللغة والطقس واتكائه على كل ما هو دخيل وأجنبي وعربي على حساب تراثنا وطقسنا ولغتنا. هنا لن يعتذر لأن لا سلطة لهؤلاء رغم الأذى الكبير الذي الحقه بهم.

خامسا، لا أعلم ما القوة والسلطة التي أملكها كي يكون تأثيري "جهنميا" كما تدعي. هذه مقالات تعبر عن رأي وفكري الشخصي. الذين لهم تأثير "جهنمي" هم اصحاب السلطة كما شرحت في هذا المقال والمقالات السابقة لأنهم وبكلماتهم (خطابهم) يتلاعبون "جهنميا" بعواطف الناس  - بسطاء الناس - كما ترى وهذا ما حدث في سلسلة مقالات المطران سيروب ومن ثم كيف ادار الأمور 360 درجة الى الوراء في مبادرة سلطوية أخرى وصدقه تقريبا الكل بسطرين فقط.

تحياتي



1192
القرّاء الكرام

هناك ردود جميلة مسحتها الأخلاق والكياسة وساعرج عليها بإسهاب حال ان تسنح لي الفرصة.

وهناك إلحاح من بعض الإخوة والبعض الاخر نصب نفسه ديانا مقام المسيح  وحكم علي بالجحيم وخسران النفس ووضعوا بيدهم مفاتيح الجنة.

وكم كنت أتمنى عدم ذكر الفاتيكان او الكنيسة الكاثوليكية لان هذا لم يرد في المقال أبدا. سأعرج على ذلك ايضا

تحياتي

1193
القرّاء الكرام

اعتذار المطران سيروب أظن انه يزيد الأمور تعقيدا.

القد كتب المطران ٦٠٠٠ (حوالي ستة آلاف كلكمة) مستشهدا بنصوص ومنها آيات من الانجيل.

ما أورده من نقد صحيح ولكن ينطبق عليه اولا ومن ثم على الآخرين.

وكل هذا يريد ان يلغيه بسطرين وكأنه زلة لسان.

ومن ثم هل هناك من يقول لنا عن ماذا بالضبط اعتذر المطران؟

وأخيرا كل ما كتبته في المقال هذا صحيح عن المطران والذي ينتقده ويبقى ما لم ياتينا دليل يفند ذلك.

أرجو من الإخوة الكف عن اللف والدوران والبقاء ضمن السياق ومناقشته.

لا يجوز ان يغير اعتذار الواقع الاجتماعي المزري الذي تعيشه مؤسسة الكنيسة الكلدانية وان يتلاعب اعتذار بسيط بعقولنا بهذا الشكل.

تحياتي

1194
القراء الكرام

نشر المطران سيروب اعتذارا عن كتاباته الأخيرة. وجرى ذلك بعد حوالي 20 ساعة من نشر مقالي هذا. لا أجزم اي ربط بين الإعتذار والمقال. ربما هي صدفة.

وفي هذه الكتابات يثير المطران سيروب امورا كثيرة . بعض هذه الأمور كما يبرهن المقال الذي كتبته سلبية جدا ومنها ما يتعلق بمحاربته هو وأخرين للطقس والثقافة واللغة والتراث والفنون الخاصة بهويتنا وكنيستنا.

وفي هذا يشترك المطران والبطريرك وأخرين. فهل الإعتذار هو عن كل كتاباته ومواقفة هو وغيره العدائية للتراث والطقس واللغة والهوية ام انه وقع ايضا ضحية السلطةوخطوط القوة التي حاول محاربتها وهو لايعرف انه هو يستخدمها ويطبقها على الأضعف منه والأعلى منه يطبقها عليه.

هل اعتذار المطران هو أيضا عن مده ومطه وخياطته لأيات من الإنجيل ومعه أخرون لتثبيت سطوتهم ومن أجل أغراضهم الخاصة؟

شيء عجيب وغريب وخارق ومناوىء للعقل والمنطق والحس السليم هذا الذي يحدث في مؤسسة الكينسةالكلدانية لا سيما في السنين الثلاث الأخيرة.

تحياتي

1195
من هو "الثعلب" و "هيرودس" في "كنيسة السلطة وخطوط القوة" والهمز واللمز والسخرية والاستهزاء – تعقيب على الحرب الكلامية التي شنها المطران سعد سيروب ضد البطريرك لويس ساكو

ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

توطئة

من دون سابق إنذار، أشعل المطران سعد سيروب منتديات شعبنا ومواقع التواصل الاجتماعي فيه في سلسلة مقالات جذبت عددا كبيرا من القراء والمعلقين.

وفي هذا المقال سأركز على خمس نقاط أساسية وردت في مقالاته الثلاث.  وسأقسم المقال الى ثلاثة أجزاء.  في الجزء الأول، ألقي الضوء على النقاط الخمس. في الجزء الثاني، أقدم تفسيرا فكريا وفلسفيا للنقاط الخمس هذه. وفي الجزء الأخير، أقدم بعض الأدلة والبراهين.

خمس نقاط مهمة ذكرها المطران سيروب

الأولى، الهوس الإعلامي لدى البطريرك واستخدامه للإعلام سلاحا في أغلب الأحيان يرتد وبالا عليه. وقد أشرت الى ذلك في مقال منفصل ونبهه على سوء استخدام الإعلام بعض الأخوة من مناصريه. ولكن يبدو ان البطريركية لا تكترث مهما علت أصوات محبيها وليس منتقديها أنها على خطأ.

ثانيا، استخدام السلطة لتكرار وتثبيت الأخطاء بدلا من حلحلتها. الخطأ ذاته يتكرر أحيانا كل يوم او كل أسبوع او كل شهر وكل تكرار يقضم من هيبة الكرسي الذي هو جالس عليه ويهمش مكانته. مع ذلك هناك إصرار على المضي قدما في الخطأ. (هنا كان يجب على المطران سيروب ان يكون شفافا لأنه هو أيضا كما سنرى وضمن نطاق منصبه – عندما كان قسا ومن ثم مطرانا – اتكأ ويتكئ على "السلطة وخطوط القوة" لتمرير سياساته ومواقفه وتثبيت مكانته المؤسساتية).

ثالثا، التلاعب بالليتورجيا المقدسة ولغتها وتهميشها ويذكر المطران سيروب رتبة (طقس) القداس الذي جرى تطبيقه دون دراسة علمية وأكاديمية وطقسية ولغوية فجاء النص مليئا بالأخطاء وفي كل الاتجاهات. (هنا كان الأولى ان يتكلم المطران سيروب عن نفسه. إن كان هناك قس ومن ثم أسقف كلداني يستهين بالطقس والليتورجيا والثقافة والريازة والأزياء واللغة ومعها كل كلداني غيور يحبها ويمارسها فهو المطران سيروب. هنا لا يختلف المطران عن البطريرك الذي ينتقده ابدا).

رابعا، وهذه أهم النقاط وأكثرها خطورة، التعلق او الاستشهاد بأبيات من الانجيل لتبرير مواقف سلطوية وخطوط سيطرة على مقدرات الأخرين. أي منصف يعرف ان مؤسسة الكنيسة الكلدانية تعاني من تسيب وفلتان منقطع النظير في الأمور التنظيمية والمالية والإدارية والثقافية والليتورجية. ومشكلة المطران سيروب، التي يشير الهيا بالهمز واللمز دون الإفصاح عنها، لا علاقة لها برسالة الغفران والعطاء والتسامح والمحبة التي هي الأركان الأربعة لرسالة المسرة. استخدام السلطة وخطوط القوة لا تختلف كثيرا بين المطران والبطريرك ولكن مع الأسف الاثنان يكثران من الاستشهاد من الإنجيل لأغراض سلطوية وليس إنجيلية. والطامة الكبرى وقعت عندما قارن المطران سيروب نفسه بالمسيح والذي ينتقده "بالثعلب وهيرودس" (رابط 1) في تشبيه يشوه الآية الإنجيلية ويخرجها من سياقها ويمدها ويمطها ويخيطها كي توائم تطلعاته السلطوية وخطوط القوة لديه. وهذا ديدنه كما هو دين البطريرك. يقتبسون لتمشية أغراضهم الشخصية السلطوية. أخرجوا المسيح والإنجيل من خطاب الهمز واللمز والبغضاء والكراهية التي تدفعكما الى ما تقومان به وهو أبعد ما يكون من رسالة المسرة.

خامسا، في سلسلة مقالاته الثلاث يتحدث المطران سيروب وببعض الإسهاب عن إنقاذ الكنيسة الكلدانية دون ان يقدم أي خارطة طريق او خطة عمل. وهنا هو لا يختلف قيد أنملة عن البطريرك الذي ينتقده. الاثنان يعرفان ان إنقاذ الكنيسة الكلدانية لن يتم دون التشبث باللغة والثقافة والليتورجيا والطقس والأناشيد والآداب والفنون الكلدانية – هذه هي الثقافة التي تجمع الكلدان ويلتف حولها الكلدان وتجعل منهم شعبا وكنيسة ذات خصوصية وهوية. ولكن الاثنان مشهود لهما وبالدليل القاطع محاربتهما دون هوادة لا بل استهزائهما وازدرائهما للثقافة وكل كلداني محب لها وكل ما يمت للكلدان من هوية وكنيستهم ومن هوية وخصوصية. في الحقيقة هذا الثنائي ومن في خطهما هما السبب الرئيسي لتهميش الثقافة الكلدانية داخل الكنيسة وخارجها وإدخال كل غريب وأجنبي وتفضيله على الأصيل الذي لدينا (رابط 2).

مناقشة

أفضل دراسات عن "السلطة وخطوط القوة" وكيفية تطويع اللغة والخطاب والإعلام لترسيخها خدمة للمصالح المؤسساتية او الشخصية برزت في إيطاليا وبالذات في كتابات الفيلسوف الإيطالي الشهير أنطونيو غرامشي في "كراسات السجن" حيث كتب بإسهاب عن السلطة والهيمنة وهو في السجن. ويعد غرامشي من الماركسيين المحدثين وله تأثير هائل في كل الدراسات التي تتعلق بالسلطة والهيمنة والخطاب.

ويأتي بعده الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو، فهو دون منازع فيلسوف السطلة لا سيما في كتابه الشهير "الحقيقة والسلطة" وكيف يطاوع او يكيف او ينتف او يمد او يمط أصحاب السلطة (ورجال الدين يقعون في خانة أصحاب السلطة) النص لغايات سلطوية ومؤسساتية بحتة.

ومن ثم هناك فيلسوف العصر يورغن هابرماس وهو المفكر الرائد في وضع التفاسير للخطاب المؤسساتي ولماذا وكيف يتكئ أصحاب السلطة على اللغة والخطاب والاقتباس من اجل الهيمنة والسطوة على الأخرين الذين هم أضعف منهم.

وأخيرا، هناك نورمان فيركلو صاحب الكتاب الذائع الصيت "اللغة والسلطة" الذي فيه يطبق المفاهيم الفكرية والفلسفية التي اتى بها فلاسفة السلطة والهيمنة ومن خلال تحليل نماذج من الصحافة الغربية وأقوال المتنفذين. والكتاب اليوم جزء من مناهج اللغة والخطاب والإعلام وأغلب العلوم الاجتماعية في الجامعات الغربية ولا يمكن الاستغناء عنه في أي دراسة في هذا الشأن.

فرضيات فلسفة السلطة

إن أردنا تقديم تعريف مختصر وبإيجاز شديد عن مفهوم السلطة والهيمنة بإمكاننا القول إن كل صاحب سلطة يستخدم اللغة والخطاب لتثبيت سلطته وهيمنته والبرهنة على سلامة مواقفه وعدم سلامة مواقف غرمائه ومعارضيه. وصاحب السلطة (والمطران سيروب والبطريرك ساكو لهم سلطة) يقتبسون النصوص التي توائم توجهاتهم ويقدمون التفاسير التي تعززها ولا يكترثون لمن يعارضها إلا إن كان ذو سطوة وسلطة اعلى منهم. وأصحاب السلطة يمدون ويمطون النص لأغراضهم السلطوية والمؤسساتية. وأصحاب السلطة يتصورون انهم على حق وغيرهم على باطل وان هذا الغير (الأخر) ما عليه الا ترديد او تكرار انماطهم الخطابية والإيمان بها وممارستها. وأصحاب السلطة يتصورون ان خطابهم ولغتهم التي تشكل مواقفهم وممارساتهم هي جزء من الحس السليم والفطرة السليمة ولهذا لا يتورعون عن إدانة غيرهم (الأخر) الذي لا يفكر ولا يتصرف مثلهم. والناس في الغالب تنخدع بأصحاب السلطة كما هو الحال مع الكثير منا عند قراءتنا لما يكتبه المطران سيروب والبطريرك ساكو. ومع ذلك تذهب الناس مسافات بعيدة جدا في التشبث بما يقوله أصحاب السلطة رغم عدم منطقيته وعقلانيته. وهنا يأتي دور الباحث والفيلسوف والمفكر الذي يحلل الخطاب. واحد من أقدس واجباته هي توعية الناس الى أن أصحاب السلطة لا يتكلمون عن وفي الغالب لا يفكرون في المصلحة العامة بل في مصلحتهم وغاياتهم المؤسساتية البحتة.

البرهان

هناك أدلة كثيرة في خطابات البطريركية ومعها المقالات الثلاث الأخيرة للمطران سيروب على انه يستند الى خطاب سلطوي لغايات شخصية ومؤسساتية بحتة.

ووصل الأمر بالمطران سيروب ان يضع نفسه مكان المسيح – وحسب الإيمان المسيحي المسيح هو ابن الله والرب والله ذاته. لا أعلم كيف يتجرأ أسقف ان يقتبس بهذا الشكل السلطوي – أي كي يثبت ويبرر مواقفه الشخصية والمؤسساتية – ويمد ويمط النص كي يجعل من نفسه هو المسيح والذي يخالفه هو "الثعلب هيرودس." أنظر اقتباسه من الإنجيل في مقاله الأخير:

" فِي تِلْكَ السَّاعَةِ نَفْسِهَا، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بَعْضُ الْفَرِّيسِيِّينَ، قَائِلِينَ لَهُ: «انْجُ بِنَفْسِكَ! اهْرُبْ مِنْ هُنَا، فَإِنَّ هِيرُودُسَ عَازِمٌ عَلَى قَتْلِكَ». فَقَالَ لَهُمْ: «اذْهَبُوا، قُولُوا لِهَذَا الثَّعْلَبِ: هَا أَنَا أَطْرُدُ الشَّيَاطِينَ وَأَشْفِي الْمَرْضَى الْيَوْمَ وَغَداً. وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَتِمُّ بِي كُلُّ شَيْءٍ. وَلكِنْ لاَبُدَّ أَنْ أُكَمِّلَ مَسِيرَتِي الْيَوْمَ وَغَداً وَمَا بَعْدَهُمَا، لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ إِلاَّ فِي أُورُشَلِيمَ! (لوقا 13: 31-33).

هذا الاقتباس يفقد المطران سيروب أية مصداقية إن كانت له مصداقية أساسا. جراءة عجيبة وغريبة على مدّ ومطّ النص لتثبيت دعائم السلطة والهيمنة ولغايات شخصية سلطوية بحتة. بالنسبة إليه هذا يعتبره "الحس السليم والفطرة السليمة" ولكن بالنسبة للمتضلع في تحليل الخطاب هذا لا يعدو كونه محاولة للتلاعب بالنص المقدس لغايات مؤسساتية وكذلك التلاعب بعواطف الناس البسطاء. النص هذا له أسبابه وله تفسيرات شتى إلا ان مطراننا هذا يجيره لأغراضه الخاصة ونحن ضحية هؤلاء وحربهم المؤسساتية على السلطة وخطوط القوة.

ومن ثم يتحدث المطران وكأن قلبه محترق على الكنيسة الكلدانية وينسى ويتناسى الأذى الذي الحقه وهو ومعه البطريرك بها ليس اليوم ولكن منذ أمد بعيد حينما بدأ يغردان خارج السرب الكلداني من حيث اللغة والثقافة والطقس والهوية والخصوصية. وشنّ الاثنان حربا شعواء على الهوية واليوم يتباكيان عليها دون ان يكلفا أنفسهما الاعتراف ولو بكلمة واحدة بالأذى المريع الذي الحقاه بالثقافة واللغة والطقس والتراث والإرث والآداب والفنون والريازة والأزياء وغيره التي دونها لا وجود للكلدان كهوية وخصوصية ودون ان يراجعا حساباتهما الخاطئة.

الكلدان وكنيستهم تجمعهم هويتهم وثقافتهم ولغتهم وليتورجيتهم وطقسهم وآدابهم وشعرهم وفنونهم وازيائهم وريازتهم وأنتما الاثنان لها محاربون ومزدرون ومهمشون. إن ذهبت الثقافة وهي في طريقها الى الزوال ومعها اللغة والطقوس والليتورجيا والتراث والآداب فعن أية هوية وكنيسة كلدانية تتحدثون؟ قلبكما لا يحترق لهذه الكنيسة ابدا بل للسلطة وخطوط القوة. (أنظر الرابط 2 حول مواقف البطريرك ساكو العدائية ضد الثقافة واللغة والطقس والآداب والفنون الكلدانية ويشاركه في هذا المطران سيروب قلبا وقالبا).

عسى الذكرى تنفع

لا أريد الاسترسال ولكنني اذكر المطران هذا ومعه البطريرك عن الذي رمى كتبنا الثقافية والأدبية والطقسية في سلة المهملات وبدا يأتي من عندياته ما يلذ له ويطيب وهو ابعد عن تراثنا وهويتنا وهو رتيب وممل لا يرقى الى مادة إنشاء جيدة على مستوى المرحلة الثانوية.

هل اذكر المطران هذا بالذي رمى كتاب الطقس الكلداني بتوقيع البطريرك الجليل بولس شيخو على الطاولة وباستهزاء وازدراء امام جمع من الكلدان لغاية في نفس يعقوب ولغاية سلطوية كي يفرض هو نفسه وثقافته الدخيلة الأجنبية على الكلدان وبالقوة.

هل اذكّر المطران هذا بالذي اساء وأمام حشد من الناس – والشهود حاضرون للإدلاء بشهادتهم – بسيد شهداء كنيستنا مار شمعون برصباعي فقط لأن بعض الكلدان أرادوا الاحتفاء بذكراه ولأنه لا يزال معنا بصلواته وتراتيله. هل هناك صاحب ثقافة وهوية يزدري قديس بقامة مار شمعون برصباعي؟ ربما سيقوم المطران او البطريرك بإيراد اقتباس لتثبيت سطوتهم وسلطانهم الأرضي علينا للبرهنة ان هذا القديس انتهى زمانه.

هل اذكّر المطران هذا ومعه البطريرك بالذي يستنكف من ازيائنا الطقسية وبوده ازالتها مع الريازة والطقس والأيقونة والتقليد وكل ما يرتبط بليتورجيتنا والمقدسة؟

هل أذكّر المطران هذا والبطريك بالذي لم يلتزم باي انافورا (رتبة قداس) او ليتورجيا او ريازة او لغة او ازياء او طقس كلداني ويدخل ويقحم ما يناسبه في الليتوريجا المقدسة دون وازع ونكاية بالسلطة الكنسية واستهجانا وازدراء بالكلدان المحبين لهويتهم ولغتهم وطقسهم؟

الكدان وكنيستهم هم ضحية لأمثال هذا المطران وكذلك أمثال هذا البطريك الذي ينتقده.

المطران هذا لا يختلف ابدا عن البطريرك في كل شيء وهما أساس الحملة ضد لغتنا وثقافتنا وليتورجيتنا وهويتنا وخصوصيتنا ككلدان وكنيسة مشرقية كلدانية في العصر الحديث منذ الثمانينات من القرن الماضي وحتى اليوم.

سيادة المطران، ما أتيت به ينسحب عليك قبل غيرك.

ولكن قبل هذا وذاك، كف عن مّد ومط النصوص المقدسة لغاياتك الشخصية. وإن تصورت انت المسيح – كما في اقتباسك أعلاه – وغيرك ثعلب وهيرودس، فإن العكس قد يكون صحيحا أيضا.
=====================
رابط (1)
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,812936.0.html#msg7476942
رابط (2)
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,793177.msg7424970.html#msg7424970




1196
الأخ العزيز ادي بيث بنيامين المحترم

شكرا جزيلا على الجهد الكبير الذي قمت به. هناك ثلاث نقاط مهمة في ردك الأخير وسأتي عليها تباعا:

أولا، الجواب الذي حصلنا عليه من مار ابرم موكن يقربنا من معرفة تاريخ ومكان ومؤلف القصيدة.

بما أن الأنشودة هذه ليسب ضمن الليتورجيا والطقوس المقدسة لكنيستنا المشرقية المجيدة في الهند، فإن تاريخها يعود الى الفترة بعد الحملة الاستعمارية الشنيعة والمرعبة وحملات التفتيش الوحشية التي شنها الفاتيكان على اتباع كنيستنا هناك – في بداية القرن التاسع عشر وبعده - وأنها نشأت وانتشرت في بلاد النهرين. اول عمل قام هؤلاء المجرمون كان قطع صلة الهند بالكرسي البطريركي ...

إذا – وشكرا لك ولمار ابرم – استطعنا معرفة زمن ومكان هذه الأيقونة.

بقي اسم المؤلف ولنحاول جهدنا أنا وأنت ومعنا كل محبي تراثنا وطقس كنيستنا المشرقية المجيدة البحث عنه.

وشكرا لله اننا تقربنا من تفكيك هذه الأنشودة الرائعة.

ثانيا، بخصوص قانون الإيمان لدينا، أي نحن أبناء وبنات كنيسة المشرق الكلدانية، يؤسفني القول إن الوضع المزري الذي تمر به مؤسسة الكنيسة الكلدانية والتسيب الذي ضربها لا سيما في السنين الثلاث الأخيرة جعل كل من هب ودب يقوم بترجمة قانون الإيمان على طريقته وأظن ليس هناك اليوم قانون إيمان واحد مطبق في كل الكنائس. وهذه احدى الثمار السيئة لسياسة ما يسمى "التأوين." بالطبع قد لا يحس الناس بالفروقات ولكنها جلية للمتطلعين.

قانون الإيمان المكتوب بلغتنا القومية لكنيسة المشرق الكلدانية مشابه لما لدى كنيسة المشرق الأشورية عدا لفظة او لفظتين لا تحضرني حاليا.

ثالثا، استمعت لأنشودة السعانين أداء جوقة مدرسة مثلث الرحمات مار دنخا الرابع في ولاية الينوي. شكرا جزيلا لأنني استمعت اليها أكثر من مرة وحاولت عزفها على آلة الكمان.

نعم الفرق كبير عندما نتشبث بأصالة لغتنا القومية لأن بدونها نخسر خصوصيتنا وهويتنا القومية والكنسية.

الترجمة قد تكون ذات قائدة في حالات كثيرة لأجل توضيح وفهم النص.

ولكنها تصبح نقمة ولعنة عندما يزيح بواسطتها البعض – كما هو الحال اليوم في الشق الكلداني من كنيسة المشرق – الأصيل ويستبدله بالدخيل.

تحياتي


1197
الأخ العزيز مسعود النوفلي المحترم

تثير قضية حساسة ولكنها ذات أهمية كبيرة وتأثير هائل في حياة الكنيسة كمؤسسة.

مسألة من هو "الخليفة" أي من هو خليفة بطرس كانت ولا زالت عقبة كبيرة في طريق الوحدة المسيحية وكذلك سببا لإستبداد وتسلط ودكتاتورية رجال الدين ومؤسساتهم.

هناك نقطتان مهمتان:

الأولى، ان النص الذي يتحاور فيه المسيح مع بطرس - الذي يبني عليه صاحب هذه الأنشودة الرائعة - وكما أظهرت في تعقيبك له مدلولات مختلفة. التشبث بمدلول واحد، أي انا الجالس سعيدا على الكرسي هو المعني يرقى الى مثابة اختطاف النص لأغراض مؤسساتية وسلطوية بحتة.

ثانيا، النص قراءته واضحة وهو ان المسيح يشير الى الكنيسة وليس شخص بطرس الرسول ومن ثم وإن كان حتى، من باب اسقاط الحجج، انه يشير الى بطرس لم يقل له أنت وخليفتك من بعدك. ومن باب إسقاط الحجج ايضا لم يقل له بإمكانك تعين خليفة لك على الأرض وترسمه مكانك وبطرس لم يفعل ذلك لا في انطاكيا حيث أمض أكثر وقته ولا في روما حيث لم يمض الكثير من الوقت قبل استشهاده.

والنقطة المهمة الأخرى هي ان هذه الأية التي يتحاور فيها المسيح مع بطرس لا يتجاوز عدد كلماتها عشرين كلمة والإنجيل فيه أكثر من  60.000 (ستون الف كلمة). أنظر كيف ان المؤسسة الكنسية تمضي أكثر وقتها في التعامل مع هذا الأية وتتغاض لا بل تتجاهل السياق الإنجيلي الذي اساسه المحبة والمساواة والتسامح والعطاء والغفران.

في راي، ليس هناك كرسي أفضل من كرسي واسمى من كرسي. وليس هناك مذهب أفضل من مذهب.

ويوم الدينونة لن يسألني الرب عن الكرسي الذي كنت تابعا له ورئيسه ووزراءه وغيره.

سيحاسبني الرب عن أعمالي ومدى قربها او بعدها عن الإنجيل.

هذا يعرفه أصحاب الكراسي ولكنهم بكراسيهم متشبثون أكثر من إنجيلهم.

تحياتي

1198
الأخ العزيز سامي ديشو المحترم

شكرا جزيلا لتصحيح الخطأ الذي ارتكبته عند قولي ان مار نسطوريس هو تلميذ مار ثيودوروس. لقد راجعت بعض المصادر وظهر انك على حق واجريت التصحيح اللازم.

في الحقيقة توصلت الى معلومة موثقة أخرى وهي ان القديسين نسطوريس وثيودورس من عائلة واحدة وهما اولاد عم.

وكان ثيودورس يكبر نسطوريس ببضعة سنين. ومن خلال اطلاعي أظن بإمكاننا الترجيح ان نسطوريس تأثر كثيرا بفلسفة وفكر ولاهوت ابن عمه ثيودورس.

وللتاريخ، فإن الفلسفة واللاهوت والفكر النسطوري النير والمتسامح المستند الى الرسالة الإنجيلية السمحاء برزت اول ما برزت في كتابات ومواعظ القديس ثيودورس.

ولهذا كنيستنا المشرقية المجيدة تقدس ثيودورس وتمنحه مرتبة عالية بين قديسيها.
أنظر المارجع:

https://books.google.com.qa/books?id=8dFPAAAAcAAJ&pg=PA161&lpg=PA161&dq=nestorius+and+theodorus&source=bl&ots=03H09ZeR9i&sig=-FxFwiCAwS6vQdk1rQns2yLydWM&hl=sv&sa=X&redir_esc=y#v=onepage&q=nestorius%20and%20theodorus&f=false

https://books.google.com.qa/books?id=jxxNCgAAQBAJ&pg=PT615&lpg=PT615&dq=nestorius+and+theodorus&source=bl&ots=VfSIXZtF8k&sig=qzo7p02cKjNIBgqt67b8iZqnbT0&hl=sv&sa=X&redir_esc=y#v=onepage&q=nestorius%20and%20theodorus&f=false

وشكرا مرة أخرى.


1199

الاخوة القراء
 ولا املك تعليقا او شرحا عن القصيدة الا عبارة واحدة اتت في فلسفة الفيلسوف العملاق هيجل. حيث وضع الشعراء في قمة العظماء بل في مرتبة الانبياء في صرحه او شرحه هيكلية حقول المعرفة والترابط بين حقولها.
فان لست متفقا مع ممن يكون بان القصيدة ضعيفة المعنى او ركيكة التعبير خاصة في الصور الشعرية المستخدمة من قبل الشاعر، لان  الشاعر استخدم ظواهر طبيعية متغيرة غير ثابتة.
لا يعلم الكثير بان الشاعر يصعد فكره الى مرتبة عالية من التسامي (تشبه لحظة خلق الله للموجودات !!) حينما يأتي بالصور الشعرية، فيخلق لحظة النشوة عند المستمع من خلال التناسق او التناغم الذي يخلقه بين الوصف والموسيقى والوزن او الايقاع والمعنى. هذه التعابير كلها تعمل معا عن المتلقي لتخلق لحظة النشوة هذا إذا كان له طبعا قابلية التذوق؟!!.
هذه القصيدة عظيمة من حيث بلاغة لغتها (بصراحة لا تقل عن بلاغة المتنبي في قصيدته عن مدح سيف الدولة) ولحنها، والاهم  من كل هذا الهدف او الموضوع وطريقة تعبيره.
كل هذه العوامل اتى بها شخص مجهول، لا بد ان يكون فعلا شاعرا عظيما.

يوحنا بيداويد


الأخ والصديق العزيز يوحنا بيداويد المحترم

ما قلته بشأن هذه الأنشودة الأيقونة صحيح.

من حيث اللغة وكيفية مطاوعتها من حيث اللفظ والصوت والمفردة فإن الكاتب يبلغ شأنا رفيعا.

من حيث الوزن فهو يبدع أشد إبداع.

اما من حيث المعنى فهو يحاور نصا مقدسا بشكل مذهل. يأخذنا وعقلنا وخيالنا ويدور فينا الكون كله ومن ثم نستقر على الصخرة. كل هذا وهو لا يحيد عن صون جمالية وروعة اللغة السريانية الساحرة قيد أنملة من حيث الوزن الشعري.

ومن ثم ارى ان المؤلف يأخذ بالشعر السرياني ولغته الساحرة الى علياء جديدة. اللغة السريانية لغة موسيقية غنائية. والكاتب يبدع في مطاوعتها من خلال الوزن الشعري ولهذا أتى اللحن اشجى مما يمكن تصوره.

والانشودة (وهذه من أروع الأناشيد لا بل أيقونات تراثنا) من اكثر انواع الشعر تاثيرا.

 ولهذا تنتشر الأنشودة الناجحة بسرعة ويتمكن الناس عامة الناس حفظها بيسر.

الأنشودة مثل  الهواء النقي تنتقل بسرعة ودون تكلف وصعوبة بين المتلقين الذين يحملون التراث اللغوي ذاته.

لذا يجب ترويج أناشيدنا وأيقوناتنا السريانية وليس محاربتها وأستبدالها بالدخيل والأجنبي.

وأخيرا، شكرا جزيلا على الإقتباس من الفيلسوف هيجل.

تحياتي


1200
الأخ العزيز حنا شمعون المحترم

شكرا للتعقيب وأتفق معك ان القس يوسب هرمز عبيا الالقوشي نموذج وجسر للعبور بين شقي كنيسة المشرق. علينا دراسة ظاهرة القس عبيا والتعلم منها. إنه من القلائل الذين أستطاعوا مدّ جسر قوي بين كنيسة المشرق بفرعيها وحصل على إحترام الكل والكل قبل به وبمؤلفاته.

في غياب دليل مادي، من الصعوبة بمكان أن ننسب القصيدة او الأيقونة هذه إليه.

صديقنا وحبيبنا ادي بيث بنيامين يبحث معي ومع الأخوة الأخرين ومنهم العزيز سامي ديشو عسى ولعل نصل الى المؤلف.

لقد نسينا تراثنا وبدأنا نركض وراء الدخيل والأجنبي الذي لا يبعدنا عن بعضا الأخر بل يبعدنا عن أنفسنا أيضا.

هذه أنشودة رائعة ومعقدة من كثير من النواحي. لغويا فيها إبداع وشعريا من حيث الوزن والقافية والرموز تعد تحفة ورائعة في الشعر السرياني والأدب الكنسي بصورة عامة.

كل ما قمت به كان محاولة متواضعة من أجل تفكيكها وأظن انني افلحت بعض الشيء من خلال المقاربة والمقارنة مع حوارية كنيستنا المشرقية المجيدة التي تستقي من ينبوع فكر وفلسفة ولاهوت القديسين ثيودوروس ونسطوريس.

تحياتي


1201



 يؤسفني أن أقول بأّني لم أعثر على الدليل والبرهان المطلوبين وكلامك عمومي لا يشير الى مصادر موثّقة أو أكاديمية رصينة وبصورة خاصة ما جاء بالفقرة المقتبسة اعلاه وموقف المطران جاك اسحاق الحذر حول الموضوع  كما تقول.

لو فسّرنا هذه الترتيلة هذه بطريقة علمية مجرّدة فسوف نرى أنّ معناها ساذج لأنّه متى ما اختفت أشعة الشمس وفقد القمر ضوْه وتساقطت النجوم وانصهرت الجبال بحسب ترتيب ابيات الترتيلة فانّ الصخرة التي هي جزء من مكوّنات الجبال سوف تنصهر ولن يبقى لها وجود.

مع التقدير.



الأخ العزيز عبدالأحد سليمان بولص المحترم

لا أعلم ماذا تقصد عندما تقول "مصادر موثقة رصينة." يبدو لي أن هذه العبارة صارت سلاحا بيد كل واحد منا محاولة منه لتفنيد الأخر او حتى إسقاطه رغم عدم معرفته بما تعنيه.

أبسط تفسير لها هو: إن كان ما أتيت به غير علمي رصين وموثق فعليك البرهنة على ذلك من خلال شيء رصين وموثق وعلمي.

وافضل دليل للتوثيق والرصانه هو من خلال إيراد هذه الفرضية او المعادلة البسيطة:

لنفرض انني قلت: 2+2=5

انت عندما تقول هذا ليس رصين وعلمي او أكاديمي عليك ان تقول لي ما هو الصحيح اي تبرهن لي علميا وأكاديميا ان 2+2=4. عندها بإمكنك تفنيدي والبرهنة ان ما أتيت به ليس علمي او رصين او أكاديمي. ولا أظن انك تقوم بذلك.

ومن ثم قد أوضحت الأمر للأخ سامي في تعقيبي عليه وقد يكون هو جزء من جوابي لك أيضا.

وعلينا ان نكون حذرين عند ذكرنا للعلمية والأكاديمية والرصانة. مع كل احترامي وتقديري أغلب ما تمت كتابته لاسيما من قبل رجال ديننا بعد الفرز المذهبي لا يرتقي الى الرصانة والعلمية والأكاديمية لأنه ذو منحى مذهبي وهنا لا أستثني كتابات المطران جاك إسحق وهناك أدلة كثيرة على ذلك في الكتاب الذي ذكرته أعلاه ولكن لضيق الوقت وكثرة التعاليق والمشاغل لا تسمح الغوص فيها.

الأكاديمي والعالم في تاريخ كنيستنا المشرقية المجيدة ومن ابناء شعبنا هو كلداني وهو الذي يمكن الوثوق به في هذا المجال وهو الفونسو منكنا Alphonse Mingana حيث يعد عالما وأكاديميا محايدا بارزا في تاريخ كنيسة المشرق المجيدة حيث كان يعمل باحثا في واحدة من أرقى المؤسسات العلمية في العالم.

إن اردت الجواب اذهب الى المصادر العلمية والأكاديمية في الرابط ادناه وقارن علميتها ورصانتها مع ما يكتبه لنا بعض رجال ديننا عن تاريخنا وتاريخ كنيستنا المشرقية المجدية (رابط 1):

وأخيرا هل بإمكانك ان تشرح لنا أسس الطريقة العلمية المجردة التي استخدمتها كي تتوصل الى هذه النتيجة أي ان معنى هذه الأيقونة "ساذج". كل شخص يستطيع ان يقول هذا حتى عن روائع الأدب العالمي ولكن هل نعتد بما يقوله. شكسبير يجعل من حر الصيف وبعض أزهار الربيع نعمة لا تنتهي أي نعمة ابدية دائمة وهذا الشعر لا يزال يأخذ بالباب الدنيا. بإمكاننا ان نقول كما قلت أنت ايضا عن القصيدة الشكسبيرية هذه: "لو فسّرنا هذه الترتيلة (القصيدة) بطريقة علمية مجرّدة فسوف نرى أنّ معناها ساذج."

ولكن هل سيقلل ذلك من رائعة شكسبير؟ وهل سيصدقنا اي شخص يتبع الرصانة والتوثيق وطريقة علمية مجردة؟

تحياتي
========
رابط 1
Several sources were used in the preparation of this article, including Aziz S. Atiya, History of Eastern Christianity (Notre Dame: University of Notre Dame Press, 1968), 239-302; Lawrence E. Browne, The Eclipse of Christianity in Asia (New York: Howard Fertig, 1967); Gordon H. Chapman, "Christianity Comes to Asia," in The Church in Asia, ed. by Donald E. Hoke (Chicago: Moody Press, 1975), 181-203; Henry Hill, "The Assyrians: The Church of the East," in Light from the East, ed. by Henry Hill (Toronto: Anglican Book Centre, 1988), 100-131, 163; Kenneth Scott Latourette, A History of Christianity (New York: Harper & Brothers, 1953); Alphonse Mingana, The Early Spread of Christianity in Central Asia and the Far East: A New Document, reprinted from The Bulletin of the John Rylands Library, Vol. 9, No. 2 (1925); Samuel Hugh Moffett, A History of Christianity in Asia, Vol. I: Beginnings to 1500 (Maryknoll: Orbis Books, 1998); John Stewart, Nestorian Missionary Enterprise (Edinburgh: T & T Clark, 1928); Robin E. Waterfield, Christians in Persia (London: George Allen & Unwin, 1973); and Nicholas Zernov, Eastern Christendom (New York: G.P. Putnam's Sons, 1961). Of these, Moffett's book is the most recent and most in-depth treatment of the Nestorians.

وأنظر أيضا

Mingana, 53.  Mingana was instrumental in bringing the Nestorians to the attention of the academic world in the early part of this century and, as a result of his work with early manuscripts kept in the John Rylands Library, published several articles in the Bulletin of the John Rylands Library concerning the early spread of Christianity in various parts of Asia



1202

الأخ العزيز سامي ديشو المحترم

شكرا للتعقيب والمعلومات الدسمة التي يحتويه وأمل ان يتسع صدرك لأن فيه نقاط تذهب عكس ما تذكره لا بل تقحم ما تود تأكيده وتعزز ما أذهب أنا إليه.

اولا، مار ثيودوروس ومار نسطوريس عاشا تقريبا في فترة واحدة. مار ثيودوروس توفي سنة 428 ميلادية ومار  نسطوريس نفي الى جزيرة سيناء على ما أظن عام 431 ميلادية بعد خلعه من رئاسة الكرسي البطريركي في القسطنطينية حيث عاش هناك في دير راهبا وناسكا متعبدا حتى وفاته في عام 451. مع ذلك شكرا للمعلومة وسأصححها حال تأكدي منها من مصدر موثوق او حال ان تمنحني مصدرا موثوقا لهذه المعلومة.

ثانيا، أخشى انك تخلط بين مسالة الفكر ومسألة الأشخاص. الأسماءالتي تذكرها نعم لها دور كبير ولكن كل هذ الأسماء لا سيما مار نرساي كان متأثرا جدا بفكر وفلسفة ولاهوت مار نسطوريس وهو الكاتب الذي ادخل الحوارية والتصوف من أوسع ابوابهما الى آداب كنيستنا المشرقية المجيدة وبهذا كان تاثير مار نسطوريس عليه تاثيرا بالغا. ومن ألقاب مار نرساي في كنيستنا المجيدة "باب الديانة المسيحية"، "قيثارةالروح القدس"، "ولسان المشرق."

وإن أخذنا بعين الإعتبار ان مار نرساي كان رئيسا وعميدا لجامعتنا او كليتنا في الرها ونصيبين لعقود طويلة صار جليا لدينا الأثر الذي تركه فكر مار نسطوريس فيه والأثر الذي تركه فكره المستند الى مار نسطوريس في أفواج من الطلبة وجيل زمنه والأزمنة الأخرى حتى يومنا هذا.

ولهذا هرطقت الكنائس الأخرى كل كتابات مار نرساي لا بل كانت تحرقها لنسطوريتها - إذا جاز التعبير - الواضحة.

وهذا ينطبق على كل الأسماءالكبيرة التي ذكرتها لا سيما ابا الكبير الذي يعود الفضل له في تعزيز دعائم الفكر والفلسفة النسطورية الحوارية السمحاء.

هنا نحن نتكلم عن فكر وفلسفة ولاهوت وليس عن اشخاص. الأشخاص الذين تذكرهم كلهم كانوا متأثرين اشد التأثير ومدافعين لحد الشهادة عن مار نسطوريس  وتعاليمه وفكره وفلسفته ومعتقدهم النسطوري.

ثالثا، تقول ان أنافورا او رتبة القداس (رازي تليثايا) كانت ترجمة سريانية للقداس البيزنطي لمار نسطوريس. هل لديك مصدر او دليل على ذلك؟ إن صح ما تقوله، نكون نحن امام تأثير طاغ من الف الى ياء من قبل مار نسطوريس وفلسفته وفكره لأن رتبة القداس هذه هي شاملة تحوي كل فقرات رتبة القداس العادي لمار ماري وأدي.

حسب معرفتي اغلب رتبة قداس مار نسطوريس من تأليف ابائنا الأجلاء المتأثرين بشدة بفكره وتعاليمه وفلسفته.

تحياتي


1203
الأخ العزيز مسعود النوفلي المحترم

شكرا لمرورك وجهدك في البحث عن هذه القصيدة الرئعة لا بل أيقونة من أيقونات ادبنا الكنسي.

من الصعوبة بمكان معرفة مؤلفها وكاتبها وكذلك كيف دخلت الى كتاب الأناشيد (سوغياثا) ومن أدخلها ومن لحنها.

ولكنها تبقى قصيدة ذات رموز تفكيكها يحتاج الى جهد وليست، كما يقول بعض الأخوة، قصيدة بسيطة لا تحتاج الى أي جهد لتفسيرها وتفكيكها.

المؤلف يستخدم الأجرام السماوية مثلا وكذلك تضاريس أرضية ومن ثم بدلا من أن يخاطب بطرس الرسول كما في النص الإنجيلي يخاطب الكنيسة وهو لا يخصص اي كنيسة او كرسي علانية  في النص على الإطلاق.

من الصعوبة بمكان القول ان كاتبها أسقف كما ورد في تفسير المطران جمو حتى ان نصل الى إسم المؤلف.

وليس صحيحا القول انه يخاطب او يحن الى كرسي روما.

إنه حنين الى كنيسته الأم، كنيسته المشرقية المجيدة. هذه قرأتي.

ولماذا كل هذا الحنين وبهذا اللحن الشجي؟

كل هذه لها مدلولاتها.

على أية حال انا سعيد جدا لأن المقال اخذ ابعادا كثيرة وتناوله الكثير من الأخوة وهذه ظاهرة صحية.

كل الأمم تهتم بتراثها وتتشبث به وبلغته وتفضله على تراث الأخرين.

سأكون شاكرا الإستمرا في البحث لمعرفة المزيد عن هذه القصيدة.

تحياتي

ليون

1204





طقس نسطوريوس كان لاتينياً أو بيزنطينياً ولم يكن يعرف حرفاً واحداً من لغتنا الطقسية ولم تطأ قدمه أراضي كنيسة المشرق التي اعتمدت تعاليمه تحت تأثير الامبراطورية الفارسية التي كانت في حالة حرب مع الامبراطورية الرومانية  وتعتبر كل عمل ذي علاقة بالرومان تقوم به كنيسة المشرق عملاً عدائياً تحاربه بشراسة وقد اعتمد الشق الكلداني من كنيسة المشرق بعد رجوعه الى الكنيسة الكاثوليكية تسمية أم الله التي رفضها نسطوريوس.

بناءً على ما تقدّم فان نسطوريوس لم يؤلِّف أي شيء له علاقة بطقس كنيسة المشرق وأكون شاكراً لو تفضّلت بالدليل والبرهان ايضاح كيفية التوفيق بين المعلومات التاريخية وبين ما تفضّلت به في الاقتباس أعلاه خاصة كون (قوداشا تليثايا) من وضعه.

وشكراً مقدّماً


الأخ العزيز عبدالأحد سليمان بولص المحترم

شكرا للتعقيب والأسئلة التي تضمنها. سؤال مهم جدا وسأجيب عليه مشكوار ومثمنا جهدك وقلمك.

ما تذكره حول القديس نسطوريس صحيح من حيث كونه لم يكتب بلغتنا ولم يكن منتميا الى طقسنا.

ولكنه ترعرع في سوريا وأمضى فترة طويلة كراهب في دير في أنطاكيا، مقر الكرسي البطريركي الذي كانت كنيسة المشرق في شراكة معه قبل إستقلالها.

ولكن الأهم من هذا هو ان صاحب الفكر والفلسفة وأي مفكر وفيلسوف كبير بقامةالقديس نسطوريس لا يقاس تأثيره ضمن نطاق لغته وثقافته وطقسه.

نحن امام مفكر وصاحب مدرسة شأنه شأن العظماء في التاريخ.

فلا يجوز ان نقول مثلا ان العرب لم يتاثروا بفكر وفلسفة أرسطو وسقراط وأفلاطون وغيره من الفلاسفة اليونان لأنهم أغريق وعاشوا في اليونان ولم يكتبوا حرفا بالعربية؟

هؤلاء الفلاسفة قدمهم اجدادنا للعرب من خلال الترجمة والتدريس وأحدثت هذه التراجم نهضة شاملة في الحياة العربية والإسلامية في حينه.

وكذلك لا يجوز ان نقول مثلا ان فكر كارل ماركس يبقى محصورا ضمن لغته وثقافته. كونه مفكر وفيلسوف عملاق جرى ترجمة كتبه ولها تأثير هائل في العالم اليوم وحتى في صفوف الكنيسة الكاثوليكية لا سيما في أمريكا اللاتينية رغم انه كان ملحدا.

أجدادنا ترجموا كل كتابات وكرازات ومواعظ هذا القديس الى السريانية وكانت متداولة على نطاق واسع.

ليس هذا فقط. فبعد فصله (هرطقته) من قبل اولا الإمبراطور (الكنيسة في حينه كان يحكمها الإمبراطور البيزنطي) ومن ثم تبعته الكراسي الأخرى جرى اضطهاد لإتباعه وما كان منهم الا الهجرة الى منطقتنا وهناك إنضموا الى جامعاتنا ومدارسنا في الرها ونصيبين وغيرها.

ولهذا تغلغل فكر ولاهوت هذا القديس الذي تتلمذ على يد ابن عمه ثيادورس المصيصي ومواعظه في حياة كنيسة المشرق بكافة اوجهها لا سيما الآداب والفنون والطقس والأنافورات حيث حدثت نهضة كبيرة في كنيستنا من تأليف ونشر بكافة اشكاله وأغلبه ينهل من فلسفة وفكر هذا القديس.

 المطران جاك إسحاق في كتابه "الطقس الكلداني - دراسة طقسية تحليلية" يقول ان رتبة القداس الثاني تعود لمار ثيودورس ورتبة القداس الثالث لمار نسطوريس ويذكر دورهما المهم في تثبيت تعاليم كنيسة المشرق.

هذا لا يعني ان الرتبتين تم تأليفما من قبل هذين القديسين بل تسنتدان الى فكرهما ولاهوتهما المتسامح والحواري النير.

إقرأ رتبةالقداس الثالث وترى كيف ان اجدادنا العظام ادخلوال فيه لاهوت القديس نسطوريس بشكل يثير العجب والذهول لأنهم كانوا قد هضموا فلسفته ولاهوته وطبقوه ممارسة في رتبة القداس الإلهي، والرتبة الثالثة لا مثيل لها في المسيحية قاطبة.

بالطبع المطران جاك يكتب بحذر عن هذين القديسين وهذا واضح في ثنايا كتاباته ولا يمنحهما حقهما والسبب معروف ... ولكن إن عدت الى كتابات أكاديمية رصينة ومحايدة لترى ان كنيسة المشرق وآدابها وفنونها وطقسها يحمل فكر وفلسفة مار نسطوريس تقريبا في كل صفحة من صفحاتها.

ولم يكن الخلاف مسألة "أم الله" او "أم المسيح". هذه الفاظ جعلت قميص عثمان لهرطقة الأخر. فكر وفلسفة القديس نسطوريس أعمق بكثير من هذا.

واحيلك الى رائعة لا بل أيقونة واحدة فقط من طقسنا والتي ترتل في عيد الميلاد المجيد حيث تظهر فكر ولاهوت نسطوريس بشكل جلي وتبرهن الأيقونة هذه مدى تأثيره في لاهوتنا وثقافتنا وطقسنا ولغتنا لا بل حياتنا كمسيحيين مشرقيين اتباع كنيسة المشرق المجيدة:

https://www.youtube.com/watch?v=XuypfQJXvCY

تحياتي



1205
شئ جميل ان نناقش الامور باسلوب حضاري يساعد في توسيع دائرة معرفتنا بكشف الامور الغامضة كما يتم الان في تحليل هذه المقطوعة، ومن هذا المنطلق اكتب راي حول هذا الموضوع كما اراه.
.......
 في حالة الاصرار على الذهاب بعيدا بالخيال في التاويل، فلا بد أن نسأل كيف يبقى الحجر في حالة زوال الجبال والشمس والقمر والكواكب، وما فائدة بقاء الحجر عند زوال الحياة من الكون.
.....
مجرد رأي.

يوسف شكوانا

الأخ العزيز يوسف شكوانا المحترم

تقول "مجرد رأي" وهو في ظني رأي سديد.

عندما كنا نقرأ الأدب الإنكليزي في الجامعة كنا تقرأ قصيدة لا تتجاوز ثمانية أسطر لأحد عمالقة الأدب الإنكلزي وهو على ما أتذكر وردزورث، كل ما فيها أنه كان يقارن حبيبته بالشمس والقيظ في الظهيرة.

ونحن الطلبة عندما قرأناها قلنا انها سطحية وبلا معنى لأن كيف يقارن شاعر يقال انه عميد الشعر الإنكليزي حبيبته بالشمس وحرّ الظهيرة في الصيف؟ في الحقيقة بعضنها إستهجن الأمر وأخذ الأخر يستهزىء بالقصيدة لبساطة وركاكة معناها حسب مفهومهم.

ولكننا صعقنا جميعا عندما إنبرى لنا أستاذ الأدب الإنكليزي الدكتور عصام شارحا القصيدة ورمزيتها ومعانيها العميقة.

ومن ثم قارنها وقاربها مع الثقافة الشرقية والشعر العربي من حيث الوزن والقافية ووصف الطبيعة وإتعكاس الثقافة واللغة وغيره.

في يومها عرفنا ان الأدب والشعر واللغة لا تقاس ببساطة الكلمات ومعانيها او حتى تكرارها.

كل ما حاولت القيام به في هذا المقال هو محاولة متواضعة لمعرفة مكانة هذه القصيدة، الايقونة الرائعة، من حيث الزمن والمكان ومقارنتها ومقاربتها مع ما لدينا.

تبقي هذه الأيقونة من روائع الأدب السرياني الكنسي والخشية هي ان هناك ترجمة ركيكة جدا ومليئة بلأخطاء لهذه القصيدة بالعربية وبدأ البعض يفضل هذه الترجمة غير الصالحة ابدا على النص السرياني وينشده. هناالخطورة.

والخطورة الأخرى ان قصائد مثل هذه التي فيها تكرار وتغيرات بسيطة في كل بيت كي يتمكن الناس من حفظها لا تمنح ذاتها للترجمة بسهولة وتفقد كل رونقها وروعتها حال تحويلها الى لغة أخرى.

وهذا ما يحدث مع روائع وأيقونات طقسنا المقدس حيث تتم ترجمته بشكل ردىء غير مقبول البتة الى لغات عديدة وهذا الأمر بحدّ ذاته يعد تعديا لا بل هجوما عدائيا وهمجيا على التراث والثقافة واللغة.

تحياتي

1206
الأخ العزيز قشو إبراهيم نيروا المحترم

يسعدني جدا قراءة تعقيباتك. في الحقيقة أقرأها اين ما تقع عيني عليها ضمن مقالاتي او مقالات الأخرين

وتظهر تعليقاتك ان لغتنا حية وكذلك كيف ان الأخوة الأشوريين تمكنوا من تثبيت دعائم لهجة من لهجات لغتنا السريانية الساحرة وهي لهجة اورمية من حيث النحو والصرف والعلوم اللغوية الأخرى وصارت اليوم لغة الأدب والعلم يكتب فيها أبناء شعبنا الشعر والقصة القصيرة والمسرح والرواية ويترجمون إليها عيون الأدب الحديث والعلوم.

وهذه اللهجة هي الأقرب الى اللغة السريانية الفصيحة اليوم من أي لهجة أخرى إن بقيت هناك ما يمكن ان نطلق عليه تمسية "اللهجة." وبهذا يكون للأشقاء الاشوريين قصب السبق في الهوية لأن يمتلكون مقومات لغة حيّة التي بالطبع هي لغتنا كلنا ولكن لهم الشكر في الحفاظ عليها واستمراريتها ولولاها لضاع تقريبا كل شيء.

ودعني اصحح لك معلومة وأمل ان يتسع صدرك.

لم تنفصل بمعنى الانشقاق الكامل كنيسة المشرق عن بعضها وظلت في وحدة تراثية وطقسية وثقافية ولغوية وليتورجية كاملة بعد مرور ثلاثة قرون على بوادر التواصل (1552) مع الفاتيكان والذي دشنه الأسقف سولاقا.

قد لا يعرف الكثيرون كانت الناس والأساقفة تتحول بين الفرعين بحرية لأن لم يكن هناك فرق وحتى سلسلة الأساقفة التي تبعت سولاقا عادت الى الكنيسة الأم.

كان تقريبا كل شيء كما هو عدا ان الشق الذي توجه صوب روما كان ينادي باسم بابا روما في الكنائس كرئيس لأعلى كرسي في الكنيسة وعداها لم تحدث أي تغيرات تذكر.

ما وقع وما أشير إليه في كتاباتي وأطلق عليه من كثير من النواحي انه جريمة ضد الإنسانية اقترفها الفاتيكان بحق شعبنا وقع في حوالي منتصف القرن التاسع عشر او نهايته لا سيما في عهد البابا بيوس التاسع عندما شنّ حملة تبشير هوجاء عنيفة مرعبة بحق الشق الكلداني الذي لم تنفع كونه كاثوليكيا لأن هذا البابا أراد إخضاع الكل لا بل استعمار الكل لا سيما المشرقيين وحدثت كوارث وفواجع ومأسي نتيجة لهذه السياسة وبعض تفاصيلها بأشكال قد تختلف لا تزال تطبق بحق الكلدان حتى اليوم.

والحق يقال فقد ثار اشقاؤنا الكلدان ضد هذه السياسة التي لا تمت للإنجيل بأي صلة لا بل تعادي روح الإنجيل وتتماشى مع السياسة الاستعمارية في حينه وفي مناح فاقتها بطشا وسطوة وظلما. هذه الانتفاضة المباركة ضد الفاتيكان مع الأسف الشديد لم يكتب لها النجاح وفشلها في رأي هو واحد من الأسباب المهمة والعوامل الرئيسية لأفول نجم الكنيسة الكلدانية حتى وصلت الى الدرك الذي هي فيه اليوم.

تحياتي


1207
القراء الكرام

لدي بعض النقاط بودي تسليط الضوء عليها ومن ثم الاستمرار في التفاعل مع الأخوة الذي تجشموا عناء التعليق على الموضوع:

أولا، لا يجوز القول إن النص هذا بسيط وتعليمي وعليه لا رموز له ولا يحتاج الى التفكيك. هذا لا يصمد امام النقد الأدبي.

ثانيا، اللحن بديع وهذا صحيح ولكنه ليس أبدع من ألحان أخرى لأيقونات كثيرة أخرى والمطلعون على ادبنا وفنونا الكنسية الكثيرة الأخرى على دراية بهذا.

ثالثا، النص في حوارية وخيال خصب ولكنه يستند الى نص إنجيلي وهذا ما تفتقره الكثير من النصوص الدخيلة التي أقحمت في ادبنا وثقافتنا وفنونا وليتورجيتنا الكنسية المقدسة.

رابعا، القول إن النص بسيط خطأ، النص سهل ممتنع وهذا لا يقلل من أهميته ابدا لأن أغلب النصوص الإنجيلية لا سيما الأمثلة سهلة وبسيطة وبإمكان أبسط الناس استيعابها وتليث على مسامع أناس أميين بسطاء ولكنها تهز الجبال.

خامسا، القول إن هذا النص أحتفظ برونقه لروعة اللحن خطأ لأن كما قلت هناك أيقونات تفوق عليه لحنا ولم تصمد لأن السبب هو نحن همشناها او بالأحرى المؤسسة الكنسية استبدلتها بالدخيل والرتيب والممل. وحتى هذا النص قد لا يصمد اما حملة التعريب او غزوة التعريب الهوجاء الحالية كما هو الشأن مع أيقونات لا مثيل لها في الأدب الكنسي المسيحي برمته مثل هاو دنوراني، اوا دقوشتا، تاو ساو أحاي، تودي لطاوا ... وغيرها كثير حيث تقريبا لم يبق لها أثر في الكنيسة الكلدانية.

سادسا، حتى الأن تم تقديم شروح من أجل تفكيك النص ولكن لم نصل الى كاتبه وزمنه ومكانه. ما قمت به هو محاولة نقدية خطابية أولية استنادا الى المقاربة والمقارنة.

ثامنا وهذا الأهم لا أعلم لماذا باستطاعة بعض الأخوة الاستشهاد بأيقونات الأدب العربي التي هي من الصعوبة بمكان الى درجة حتى يعصى تفكيكها على المعجم ويستهجنون أيقوناتنا وهي إنجيلية المنحى وبلغتنا القومية لغة المسيح واللغة التي هي هويتنا وبدونها لا هوية لنا.

وأخيرا، هل يفعل كردي او عربي ما نفعله نحن بأيقوناتنا ولغتنا. والله لم التق او حتى أقرأ كرديا او عربيا او أي شخص او مؤسسة تعتز بهويتها تستهجن أيقوناتها ولغتها مثلما يحدث في صفوف شعبنا وكنائسنا.

تحياتي




1208
الأخ العزيز زيد ميشو المحترم

اهتمامك بهذا الموضوع وبهذه الأنشودة بالذات ورغم بعض التقاطع بيننا شيء أثمنه حقا.

نحن بحاجة الى حوار من منطلق زيادة المعرفة وكذلك إماطة اللثام عن الصفحات المطوية من تاريخ كنيستنا المشرقية المجيدة لا سيما الشق الكلداني منها وعلى الخصوص ما  يتعلق بالظلم المرعب الذي وقع عليه.

وكأكأديمي أنا لا أختفي وراء المصطلحات الطنانة. هذا أقوم به وعلى أحسن وجه في كتاباتي وأبحاثي الأكاديمية.

هنا أنا في منتدى شعبي وعلي ان أكون أكاديميا شعبيا أناقشك كمساو لي بغض النظر عن فرق الدرجة الأكاديمية الشاسع بيننا ومعك كل القراء بما يحملونه من أسماء وصور صريحة او حركية. ولهذا لا أستخدم لقب (د.) قبل إسمي لا بل أشمئز منه. أستخدم مكان العمل والمؤسسة التي أعمل فيها فقط لأن هذا يقع ضمن عقد العمل الذي وقعته معهم ومن شروطه أي مقالة لي وفي أي وسيلة أكاديمية وغيرها يجب ان أذيلها باسم المؤسسة بجانب إسمي.

ونتيجة النزول من البرج العاجي بالنسبة لي أثمرت في هذا المنتدى كثيرا.


من كلامك هذا يتبين بأن فكر نسطوريوس متغلغل مع كل ما يمت لكنيسة المشرق بصلة
انا اشارك في الطقس الكلداني من المصطبة التي اجلس عليها ...واعشق قداسا...إذنأنا احمل فكر تسطوريوس ولا اعتراض لي على ذلك
هل تعلم كم يسعدني وأنا أرى أنك تعترف لأول مرة بثقافتك النسطورية بعد ان كان ولا يزال الكثير من الكلدان وبينهم أساقفة يرونها هرطقة ورغم أنها متغلغلة فيهم ودونها لا خصوصية كنسية ولا هوية لهم؟

وكم يسعدني أن أرى ان أي كلداني حتى الأن وفي هذا المقال بالذات لم يهاجمني لأنني أكرر وبإيمان أن مار نسطوريس قديس كنيستنا وأن أفكاره وفلسفته ولاهوته متغلغل فينا أشانا أم ابنيا وأن فكره النير جعل من كنيسة المشرق كنيسة بريئة تعمل جهدها في ممارسة الإنجيل على أرض الواقع.

في السابق كان مجرد التنويه بهذا الأمر يجلب لي الكثير من المتاعب والإساءات.


الموضوع لا يحتاج إلى تحليل ....بل هو تحصيل حاصل او بديهية؟

لم يكن هذا تحصيل حاصل ابدا. ولا يزال ربما حتى اليوم في صفوف الكلدان من يهرطق القديس نسطوريس وأتباعه وهو ينسى ان فكره النير – وهذه نعمة – متغلغل فيه.

الموضوع بحاجة الى كثير من التحليل والصبر حيث اتانا بسبب موقفي هذا إساءات ولا يزال كما قلت ولكنني لن ازيح عن موقفي ان نسطوريس قديس كنيستنا المشرقية الكلدانية الأشورية وعلينا تقديسه وإعادة الاعتبار إليه لأنه يستحق ذلك حقا ولأننا احفاد فكره النير ولاهوته الحواري الذي يتماشى مع روح التسامح الإنجيلية ويتطابق مع روح عصرنا هذا.

يكفيها كنيسة المشرق فخرا بنفسها وبقديسها نسطوريس انها لم ترفع سيفا على أحد ولم تقتل ولم تحرق الناس (المسيحيين) المختلفين عنها احياء وبمئات الالاف ولم تطبق محاكم التفتيش لا بل انها ضحية هذه الممارسات الشنيعة التي اقترفتها بحقها مؤسسة كنسية غربية كانت تحت نير وفكر وفلسفة ولاهوت ظلامي تعاكس الإنجيل وتعاكس فكر القديس نسطوريس تماما. والظلامية هذه جعلتها تشن حملات تبشيرية مرعبة ضد مسيحيين من اتباعها في الشرق من أجل استعمارهم وحسب ولم تقترب من المسلمين لا بل كانت تدفع لهم مبالغ هائلة للحصول على آذن لتطبيق نهجها على المشرقيين.

تحياتي




1209
الأخ العزيز زيد ميشو المحترم

سؤالك في محله. الكنيسة الكلدانية برمتها مبنية على الثقافة والفكر والفلسفة والريازة والآداب والتراث الذي يستند الى فكر ولاهوت وفلسفة القديسى نسطوريس.

وهناك رتبة قداس خاص (انافورة) لا يزال نستخدمه في المناسبات (قوداشا تليثايا) هو لمار نسطوريس.

اجدادنا فقط رفعوا اسم "نسطوريس" وحافظوا على كل مؤلفاته وكل ما بني على فكرة وفلسفته الحوارية المنفتحة السمحاء والمبنية على الرسالة الإنجيلية.

كل ما هو كلداني (مشرقي)وبلغته او بترجمته لا بد وأن يكون لفكر ولاهوت نسطوريس دور فيه.

إن اردت ان تلغي القديس نسطوريس عليك ان تلغي كل ما يخص الكلدان كثقافة وآداب وريازة وأناشيد وحتى لغة من ناحية ما لأننا كلنا ككلدان واشوريين متشبعون بفكر وثقافة ولاهوت هذا القديس.

وكنت قد كتبت مقالا عن القس عبيا واظن ان فيه بعض الشذرات التي قد تجاوب سؤالك:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,711196.0/nowap.html

ومن ثم أرى انك كتبت مقالا منفصلا عن الموضوع. بغض النظر عن رأي فيه، ارى ذلك مبادرة جيدة. استمرار النقاش حول التراث شيئ جيد رغم الإختلاف.

علينا احياء تراث وثقافة ولغة واناشيد وموسيقى وفنون كنيستنا المشرقية المجيدة لأنها الوجود ودونها لا وجود لنا ككنيسة ذات خصوصية وشعب ذو هوية.

تحياتي




1210
بالنسبة لقصيدة " ܐܸܡܲܪܝ ܠܝܼ ܥܸܕܬܵܐ / امَّرْ لي عيْتا " ماذا لو تتصل بالمطران الدكتور ابرم موكن مطران كنيسة المشرق الاشورية في الهند ممكن يعرف من ألف القصيدة . انا بدوري بحثت عنها في 62 صفحة مخصصة لصلوات تقديس الكنيسة " ܩܘܕܫ ܥܕܬܐ " لاربعة اسابيع في كتاب الخدرا لكنيسة المشرق الاشورية والقديمة فلم اجدها . هذه الترنيمة ترتل في كل يوم احد خلال الاسابيع الاربعة لتقديس الكنيسة  " ܩܘܕܫ ܥܕܬܐ " ... وشكرا ...

الأخ العزيز ادي بيث بنيامين المحترم

كانت الهند تاج وعروس كنيستنا قبل ان يتم اغتصابها في جريمة ترقي في تفاصيلها الى جريمة ضد الإنسانية ومن قبل اناس يحملون الصليب ويقرأون الأنجيل كل يوم ويتناولون القربان المقدس كل يوم ... الضحايا لا ينبسون ببنت شفة لأن مقترف الجريمة من نفس المذهب ومع الأسف ...

سأكون شاكرا لو اتصلت بالمطران الدكتور ابرم موكن مطران كنيسة المشرق الاشورية في الهند ونقلت جوابه لي.

ابناء وبنات كنيسة المشرق في الهند كانوا يحملون كنوز هذه الكنيسة ومخطوطاتها قبل ان يحرقها المجرمون الذين لم تتم محاسبتهم حتى اليوم ورغم فعلتهم الشنيعة لا يزال البعض يقدسهم ويمتدح فعلتهم الشنيعة والمرعبة او يتغاضى عنها ويقول انها "نعمة وبركة". مفارقة لا يقوم بها صاحب عقل سليم...

نعم هذ القصيدة السريانية الخالدة لا تزال ترتل في كنيسة المشرق بشقيها الكلداني والاشوري في سابوع تقديس البيعة "ܩܘܕܫ ܥܕܬܐ" وينتظر الكل قدوم السابوع من أجلها بفارغ الصبر.

تحياتي

1211
احيي كل محبي تراث و طقس كنيستنا كنيسة المشرق العظيمة.
الشماس أميل البروي

العزيز رابي أميل البروي المحترم

كلام جميل هذا الذي اوردته في تعقيبك المقتضب الملىء بالمعاني.

بارك الله فيك.

وتقبل تحياتي



1212
  ايقونــات خالدة من قصائد  وموسيقى واداب  لغتنا الســــريانية الفائقة  الجمال  ورحم الله  المطران الجليل  اندراوس صنا  فصوته  الشـــــجي في قصيدة مشـــيحا  ملكا ...  تحفة فريــــدة  حقا

الأخ العزيز كنعان شماس المحترم

نعم إنها أيقونات، وعلينا ان نسميها هكذا بعد اليوم.

ولأنها أيقونات لا يجوز ان يتم تهميشها من أي كان وتحت أي اعذار هي ولغتها وموسيقاها وحواريتها. هذه الإيقونات وهي بالمئات إن لم تكن بالالاف وهي ما نمكله وهي المؤشر لمشرقيتنا المسيحية وخصوصيتنا ككنيسة وهوية.

تحياتي

1213
الأخ العزيز ادي بيث بنيامين المحترم

شكرا جزيلا للتعقيب الرائع. دائما تتحفنا برأي سديد كلما دخلنا في نقاش عن لغتنا وتراثنا وطقسنا.

مؤلفات القس يوسف هرمز عبيا لها وقع خاص في كنيسة المشرق بشقيها. فهي تتجاوز الفرز المذهبي الذي كان في رأي بمثابة الضربة القاضية لكنيسة المشرق.
 
القس عبيا ومن تحليل لخطاب كتاباته متبحر في آدب ولغة ولاهوت كنيسة المشرق الذي يستند الى فكر وفلسفة القديس نسطوريس.

وهو القس الذي انتقل بين الشقين الكلداني والأشوري. وهكذا قبل الطرفان بمؤلفاته الرائعة رغم انها كتبت بعد الفرز المذهبي المقيت الذي اتانا من الغرب.

مقارنتك بين قصيدته "البن ماران" وقصيدة "أمرلي عيتا" لها أسسها. القصيدتان حواريتان وتنهلان من نهر كنيسة المشرق المجيدة.

بيد أنني لا أستطيع الجزم ان قصيدة "أمرلي عيتا" هي من مؤلفات القس عبيا. دعنا نبحث عن الأمر بعمق قبل ان نصل الى قرا ر – إن استطعنا – بشأنها.

أما بخصوص سؤالك عن كون الكنيسة الكلدانية مشرقية أم لا، فهي مشرقية لا جدل في ذلك وكانت مشرقية شأنها شأن الشق الاشوري حتى منتصف القرن التاسع عشر أي قبل الهجمة التبشيرية العنيفة لا بل الإجرامية – حسب ادبيات الكنيسة الكلدانية ذاتها – التي شنها الفاتيكان ضدها.

منذ ذلك الحين بدأت الثقافة الدخيلة والأجنبية بالتغلغل في صفوف الكنيسة الكلدانية وهي اليوم على مفترق طرق، ومع الأسف الشديد.

تحياتي

1214
افكر بما يلي
لماذ لا نطالب او نوءلف انشودة قومية على غرارها ونقول
امرلي اومتا

الأخ العزيز أخيقر يوخنا

أظن لا نستطيع ذلك لأن "اومتا" قد خطفها كل من هبّ ودبّ.

ولم يبقى شيئ يجمع ال "اومتا". لماذا؟ لأن كل واحد منا صار العالم والأكاديمي والمؤرخ واللغوي والأنثربولوجي يجمع كما يشاء ويطرح كما يشاء ويقسم كما يشاء ويضرب كما يشاء في اللغة والتاريخ والثقافة والتراث وكل ما يخصنا كشعب.

نحن في "حيص بيص" كما يقول المثل العربي وإلا كيف تفسر مهاتراتنا حول لغتنا السريانية وتسميتها التي لا يختلف عليها علماءالدنيا ويطلقون عليها "السريانية" وهذا اسمها في أكثر من 100 جامعة أحصيتها والتي تقوم بتدريسها وبحثها.

فجاءة صار كل وحد منا، وهو لا يستطيع ان يقف في صف من صفوف هذه الجامعات لأنه غير مؤهل، يتحدث في لغتنا وعلومها ويطلق عليها ما يشاء لزيادة الفرقة والبعد ونحن اساسا مبتعدون عن بعضنا.

كل شعب يدعي فيه كل واحد من منتسبيه انه العالم البارع في كل شيئ سيختفي من الوجود.

نحن شعب لا مكان للعلم والأكاديميا في صفوفنا لأننا ندعي كلنا اننا نملك العلم والمعرفة وفي كل شيء.

ولهذا حتى هذه اللغة الساحرة وهذا التراث والشعر والآدب والطقوس والليتورجيا والثقافة والنثر والشعر الذي تحتويه صار مادة نتاجر بها وبإسمها ونحن لا يحق لنا ذلك لأننا غير مؤهلين ولكن نؤهل أنفسنا ونجيزها كي نقول كل شيء ونحن لا شيء.

يشبه وضعنا امة كل واحد فيها يدعي انه طبيب وهو غير مؤهل أكاديميا وعلميا ( لا يحمل شهادة رصينة في المهنة).

ماذا سيكون حال هذه ال "اومتا" إن كانت الأمراض المعدية وغيرها متفشية فيها؟

اترك الجواب لك.

تحياتي


1215
شكر وتقدير

أقدم الشكر والتقدير للشماس أميل البروي على تجشمه عناء الإتصال بي هاتفيا للتأكيد ان أنشودة "امرلي عيتا" ليست ضمن النصوص الطقسية (أي صلاة فرض) لكنيسة المشرق المجيدة.

وقال انها كانت ضمن كتب الأناشيد خارج نطاق حوذرتنا المقدسة.

وسألته  إن كان لديه دليل من التراث او دليل عرضي للإستدلال الى مؤلف القصيدة، قال الشماس البروي انه لا يملك هكذا برهان ولا علم له بمؤلف او ملحن هذه الأنشودة السريانية الخالدة.

علما ان شماسنا الغيور البروي قد وضع مؤخرا بعض الأيقونات التراثية على اليوتيوب ولاقت رواجا كبيرا ومنها ادائه الرائع لأنشودة سريانية أخرى "هاو دنورانى" وهي من روائع مار أفرام السرياني. اضعها هنا لمحبي لغة وتراث وطقس وثقافة كنيسة المشرق المجيدة:

https://www.youtube.com/watch?v=z9hOHiy_--A

تحية لشماسنا الغيور وتحية لكل كلداني واشوري وسرياني  لا يقبل ان يهمش تراثه ولغته ويدين كل من يحاول الإستهانة بهذا التراث وهذه اللغة الساحرة او تهميشها او استبدالها بلغة او تراث دخيل.

الذي يهمشها ليس منا أي كان ومهما علا شأنه ومقامه.


 

1216
ارجو ان تسمح لي بالخروج عن طلبكم في الموضوع حيث لا علم لي به وان يسمح لكم وقتكم الثمين بقراءة ما يدور في خلدي الان بعد قراءة ما تفضلتم به
راجيا في الوقت نفسه  اعلامي اذا كان طرحي هذا لا ينال رضاكم لاحذفه مع الاعتذار مقدما

رابي اخيقر يوخنا

شلاما دمارن قبّل

على الرحب والسعة وكل طرح مقبول وسأعرج عليه وأشبعه نقاشا.

نحن ابناء شعب واحد برغم اختلاف التسميات والمذاهب. علينا ان نقبل الحوار المبني على الكياسة والنقد البناء.

وهذه دعوة الى قرائي الأعزاء لطرح ارائهم وسأتفاعل معهم كما كان شأني دائما.

وتقبل تحياتي



1217
كيف نفكّ رموز أنشودتنا السريانية الخالدة "امَّرْلي عيْتا" وما دورها في تاريخ ومستقبل كنيسة المشرق الكلدانية-الاشورية المجيدة

ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

جرى مؤخرا حوار مهم على صفحات هذا المنتدى حول أنشودة كنيستنا المشرقية المجيدة " امَّرْلي عيْتا" (أنظر الروابط ادناه).

بدأ النقاش عندما كتب الزميل مايكل سبي مقالا يستند فيه الى محاضرة من محاضرات المطران سرهد جمو التي يحاول فيها فكّ رموز هذه القصيدة السريانية الرائعة والتي ما هي الا واحدة من مئات ومئات الروائع الأخرى التي تضمها ثنايا حوذرتنا وطقوسنا المقدسة.

القراءة التي قدمها المطران جمو جديرة بالثناء بيد انها تبقى قراءة محددة تقبل الخطأ والصواب لأننا نتعامل مع نصّ قديم لا نعرف مؤلفه ومعلوماتنا شحيحة عن مكانه وزمانه وأسباب تأليفه وملحنه. وهذا شأن يرافقنا دائما كلما أردنا فكّ رموز تراثنا وطقسنا وآداب كنيستنا المجيدة التي تشكل ركنا مهما وحيويا وأساسيا من هويتنا الكنسية والقومية.

وأعقبه الزميل يوحنا بيداويد بمقال محاولا اماطة اللثام عن مؤلف هذه الرائعة التي لا تزال تأخذ بألباب الكلدان والأشوريين منذ تأليفها وتلحينها في زمن غابر حتى يومنا هذا.

وحسنا فعل الزميل بيداويد عندما صحح خطأه وأعترف انه من الصعوبة بمكان معرفة مؤلف القصيدة.

ليس من الصعوبة معرفة المؤلف وحسب بل من العسر ايضا، وفي غياب دليل مادي من التراث، ارجاعها بدقة الى زمان ومكان محدد من تاريخ كنيستنا المشرقية المجيدة المقدسة الجامعة.

كيف إذا بإمكاننا فكّ رموز هذه القصيدة السريانية الرائعة التي لا تزال تحتلنا، او بالأحرى الكثير منا، بمحتواها ومعانيها الكبيرة ولحنها الشجي؟

تحليل خطاب أي نصّ يستند الى عدة عوامل أساسية، أخص بالذكر منها حواريته ومن ثم مقارنته ومقاربته مع نصوص تقترب منه من حيث المضمون والأطر الخطابية وأخيرا الفكر او الفلسفة التي يحملها.

وبما أننا امام قصيدة مغناة فلا بد وان نعرج على اللحن وأدائه ايضا.

تقديم تحليل خطابي علمي وأكاديمي لأي نص ليس عملية سهلة. التحليل يستغرق وقتا طويلا ولن تسعه مساحة مقال مخصص لمنتدى او وسيلة إعلامية تقليدية.

مع ذلك أمل ان ما سأقدمه من تحليل مبسط ومختصر سيلقي بعض الضوء على رائعتنا هذه.

القصيدة هذه في الغالب كتبت قبل الفرز المذهبي الذي اتخذ منحى خطيرا في حوالي منتصف القرن التاسع عشر عندما صار كل شق ينظر الى الأخر بعين الريبة والشك والعداء.

وأمتد الفرز المذهبي الى النصوص حيث من النادر ان نرى نصا تم تأليفه بعد منتصف القرن التاسع عشر من قبل طرف يأخذ به الطرف الأخر.

إذا من الجائز القول إن القصيدة تعود الى فترة تسبق الفرز المذهبي.

نعرج على نظرية الحوارية dialogism التي وضع أسسها وأطرها فيلسوف علم اللغة والخطاب ميخائيل باختين.

هذا الفيلسوف الروسي العملاق يقول كل نص مهما كان عدد كلماته – حتى لو كان كلمة واحدة – يدخل في حوار دائم أولا مع نفسه وثانيا مع زمانه ومكانه وثالثا مع الفكر والفلسفة التي يحملها ورابعا مع متلقيه.

وأغلب الروائع الطقسية لكنيسة المشرق المجيدة لا سيما بعد تبنيها للفكر النير واللاهوت الحواري dialogic للقديس مار نسطوريس تمتاز بحوارية مذهلة.

بمعنى أخر اخذت كنيسة المشرق بعد استنادها الى فكر القديس مار نسطوريس تحاور النص او الحدث المقدس وتناقشه بأسلوب وحبكة لم وربما لن تمتلكها أي كنيسة أخرى.

وهذه الحوارية تتجلى بأبهى صورها في مار نرساي وكتاباته حيث يحاور الخالق والنص بشكل عجيب مدافعا عن الإنسان الضعيف الذي أساسا خلقه الله ضعيفا ومن ثم يناقش النص، أحيانا معاتبا وأحيانا غاضبا وأحيانا محاججا.

وهذا واضح في مياميره التي لا تزل تنشدها كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية في إطار الكنائس الملتزمة بالطقس. فمثلا يخاطب مار نرساي الله في أحد مداريشه ما معناه إن أنت غفرت لداود النبي الذي اقترف الزنى وقتل رجلا بريئا لماذا لا تغفر لي وذنبي لا يرقى الى ذلك.

إلا ان قصيدة "امَّرْلي عيْتا" تتسم بحوارية من نوع مختلف. حوارية مار نرساي في مياميره ذات بعد صوفي نابعة من محبة فائقة للخالق واندماج بين الخالق والمخلوق.

حوارية "امَّرْلي عيْتا" شأنها شأن حوارية قصائد مار نرساي الأخرى تحاور النص الإنجيلي بأسلوب بديع وخيال خصب إلا أنها تقف هناك دون الدخول في باب التصوف.

حوارية "امَّرْلي عيْتا" قريبة الشبه من نص اخر بديع لمار نرساي وهو قصيدة "شلاما عمخون" التي ترتل في مراسيم دفن الموتى وهي ثلاثية الحوارية triologic حيث يتحاور فيها الميت في الجناز مع الموتى في المقبرة وهناك أيضا صوت الكاتب (مار نرساي)

ولكن هناك فرق جوهري بينهما. قصيدة "شلاما عمخون" جزء من الطقس الجنائزي. لا علم لي إن كانت قصيدة "امَّرْلي عيْتا" جزءا من الطقس المعتمد كنسيا أي كصلاة فرض. قد يتحفنا أحد القراء المطلعين وينورنا في هذا المجال.

وقصيدة "امَّرْلي عيْتا" من وجهة نظري ممكن مقاربتها حواريا وخطابيا وفكريا وفلسفيا مع انشودة أخرى رائعة الا وهي "مشيحا ملكا دلعلمين" التي تتضمن في ثناياها أيضا حوارا مدهشا وعجيبا ونادرا بين العذراء مريم (وقد بلغ بها الكبر عتيا وهي على فراش الموت) وابنها المسيح قبل وفاتها حيث تطلب منه ان يرسل للتبرك والمعاينة كل من بطرس من روما ويوحنا من أفسس وتوما من الهند واداي من الرها.  ويعدها المسيح انه سيرسلهم وسيقومون بحمل نعشها وزياحها. وهذه الأنشودة كانت شائعة في منطقة ارادن وترتل في عيد انتقال العذراء.

وهذه الحوارات كما هو الحال مع حوارية كنيستنا المشرقية المجيدة لا سبق لها في اطرها الخطابية والفكرية في الآداب الكنسية الأخرى – حسب معرفتي المتواضعة وفي اقل تقدير في الآداب التي انا مطلع عليها.

وأخيرا قصيدة "امَّرْلي عيْتا" لها لحن بديع وهي مؤشر على اننا سبقنا الأمم الأخرى في منطقتنا ليس فقط بآدابنا بل في موسيقانا. لحن القصيدة من نغم "الدشت" وأغلب الظن ان الأمم الأخرى اخذت هذا اللحن الشجي من عندنا.

والأن اترككم قرائي الكرام مع القصائد او الروائع الثلاث:

الأولى، "مشيحا ملكا دلعلمين" أداء المرحوم المطران اندراوس صنا وهو أداء من أبدع ما يكون:

http://www.chaldean.org.uk/4marandrasanamshehamalka.m4a

الثانية، " امَّرْلي عيْتا":

https://www.youtube.com/watch?v=mWjL7cRAfp0

الثالثة: "شلاما عمخون":

https://www.youtube.com/watch?v=_KK9dydnuEk

وشكرا للزميلين مايكل سبي ويوحنا بيداويد لتطرقهما الى هذه القصيدة الرائعة، الأمر الذي حفزني على كتابة هذا المقال.

وأملي ان يتحفنا القراء الكرام بما يتم إنشاده حاليا من طقس كنيستنا المشرقية المجيدة من قبل الكلدان والأشوريين والذي يتم توثيقه في الشبكة العنكبوتية.

والحمد لله ورغم محاولات البعض للنيل من هذا التراث الذي لا يثمن والذي دونه ولغته نفقد هويتنا الكنيسة والقومية، أرى هناك بصيص أمل لإحيائه حيث تزداد يوما بعد يوم اعداد المنشدين والمعجبين بتراث وطقس وثقافة ولغة وآداب كنيستهم المشرقية المجيدة.


==========================

الروابط:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,810769.0.html

http://www.ankawa.org/vshare/view/9686/sarhad-gamo/

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,810818.0.html

1218

الأخ العزيز بطرس أدم المحترم

حسنا فعلت حقا أنك عدت وعقبت. وفي تعقيبك هذا تبرهن بالدليل القاطع الحكمة الثالثة التي ذكرتها والتي لا تعرج عليها. وهذه الحكمة، وأسمح لي أخي الكريم، وأنا وأنت أصدقاء، تنطبق على كل منتقدي من إخوتي الكلدان، أبناء جلدتي:

"لو سكت من لا يعرف ... لقل الخلاف واسترجعنا الحقوق المغتصبة الى أصحابها ورفعنا الظلم المبين الذي وقع والواقع علينا حتى يومنا هذا."

 
نعم لو سكت من لا يعرف وأسمح لي ومن ضمنهم البطريرك ساكو في كوارثه الإعلامية ومحاربته للثقافة والطقس واللغة –ولماذا أخشى البطريرك إذ انا انتقد بأقسى العبارات الفاتيكان - لكنا حقا في وضع أفضل ومختلف.

نأتي الى شريط الفيديو الذي تضعه والذي لا تفهمه ومعك كل الأخوة الذين استمعوا اليه وربما كان الأساس الذي بنى البطريرك تصريحه الصبياني وغير المسؤول عليه.

www.youtube.com/watch?v=YY2U0ze4vp4

هيلاري كلنتن تتحدث عن مرحلة الغزو السوفيتي لأفغانستان وكيف استعانوا بالمجاهدين والوهابيين لدحر الاتحاد السوفيتي.

ومن ثم هي تتحدث عن ISI  - (Inter-Services Intelligence)وهي مديرية الاستخبارات الباكستانية - وليس   (ISIS)  أي Islamic State of -Iraq and the Levant or Syria وهي داعش.

هذا من جهة من جهة أخرى الرد على ما أكتبه من حقائق تاريخية ثابتة وفي العصر الحديث وبعض تفاصيل هذه الحقائق تعيش معنا حول الظلم الذي وقع علينا من مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية او دولة الفاتيكان والذي لا يوصف ويرقي في كثير من تفاصيله الى جريمة ضد الإنسانية انه تكرار هو هروب من الحقيقة الساطعة وتضعكم في حالة نكران شديد.

ويشبه موقفكم الذي يعد مفارقة تاريخية غريبة وعجيبة موقف أردوغان او تركيا التي تكرر وتكرر نكرانها للجريمة الكبرى التي اقترفتها بحق الأرمن والمسيحيين الأخرين. النكران هو التكرار وليس فيه عبارات جديدة على اذن القارئ وليس تكرار الأرمن في كل مناسبة للظلم الذي ألحقه الأتراك بهم.

هنا ان لا أقارن بين الجريمتين ابدا – ذكرت ذلك على سبيل المثال – لأن ما قامت به تركيا هو محرقة حقا بحق الأرمن ولكن ما قامت به الفاتيكان هو أيضا محرقة بحق الثقافة والمذهب حيث استخدمت عنفا مرعبا ومفرطا لتطويع الكلدان وجبرهم على ترك مذهب اجدادهم مستعينة بالعثمانيين المجرمين والمسلمين الأخرين والاستعمار البرتغالي في المناطق.

الجريمتان حدثتا تقريبا في نفس الوقت أي عمرهما حوالي مائة سنة. أنتم تنطلقون من موقف مذهبي طائفي لا يستند الى العقل والمنطق ولهذا لا تريدون حتى الإشارة الى الجريمة الكبرى التي اقترفت بحقنا لأن مقترفيها الفاتيكان والفاتيكان دولة وحسب شأنه شأن أي دولة أخرى.

وهناك فرق كبير وهو ان العثمانيين مجرمين وأناس لا علاقة لهم برسالة السماء الإنجيلية بينما الفاتيكان ومبشريه الذين اضطهدونا يدعون انهم يحملون الصليب وينفذون ارادة الإنجيل. أي انجيل يدعو الى اقتراف ظلم وجريمة بهذا الحجم والسيطرة على مقدرات الأخرين واغتصاب حقوقهم؟

قتل الثقافة – الفاتيكان قتل ثقافة حوالي أربعة ملايين كلداني في حينه – هو بمثابة قتل الجسد وقطع الرأس، هذا حسب الفلاسفة وعلماء الاجتماع والانثروبولوجيا.

اما استعانتك بتفسير لاهوتي لأبيات من الإنجيل فهذا لا شأن لي به. فقط أقول كفوا عن جعل أنفسكم في مقام مسيحي وسماوي وإنجيلي أسمي واعلى شأنا من غيركم ولا تجعلوا من أنفسكم قيامين على الدين والمسيحية والكثلكة وكأني ببعضكم على وشك توزيع مفاتيح الجنة او صكوك الغفران.

تحياتي

 


 

1219
الأخ العزيز إبراهيم برخو المحترم

شكرا لردك الجميل وفيه نقاط مهمة وهي مؤشر فهم عميق لما نمر به.

رغم ان المقال ليس عن التسليح ولم أعبر عن رأي في هذا المسألة بصورة واضحة، بيد أنني أفهم ما ترمي إليه.

اليوم الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه او الذي لا يملك من يتكل عليه كي يدافع عن نفسه لا مكان له في الشرق الأوسط.

والمسيحيون إن لم يكن بإمكانهم الدفاع عن أنفسهم او الدخول في تحالفات تؤدي الى حمايتهم من الأفضل لهم مغادرة المنطقة قبل فوات الأوان لأن الأقوياء فيها لا رحمة في قلبهم وسيأكلون الضعفاء الذين ليس باستطاعتهم الدفاع عن أنفسهم.

الأكراد بدون حماية أمريكا سيذبحون وسيتم سحقهم بكل سهولة.

الشيعة بدون حماية أمريكا وإيران سيذبحون وسيتم سحقهم بسهولة.

السعودية ودول الخليج بدون حماية أمريكا ستصبح في خبر كان.

كل الفئات تدافع عن نفسها ولها من يحميها.

إسرائيل التي تملك قنابل ذرية دون حماية أمريكا ستذبح.

الفلسطينيون ان لم يدافعوا عن أنفسهم ستبلعهم إسرائيل.

والمسيحيون في لبنان دون حماية السعودية (14 اذار) ودون حماية إيران (13 اذار) سينتهون وستؤخذ الأرض منهم.

نحن في العراق إن لم نتمكن الدفاع عن أنفسنا وليس لنا حلفاء مثل أمريكا مستعدون للدفاع عنا سيبلعنا الأكراد وسيأخذون منا القليل الباقي لنا.

الكتابة على الحائط كما قلت نراها بأعيننا ونقرأها ولكن بعضنا يتسلح بدرجته الدينية ويتحدث ولا يدري ما يتحدث والأخر يتكئ على عواطف مذهبية وطائفية مقيته او كره لطرف يختلف عنه ويتخذ مواقف لا انزل الله بها من سلطان.

وضع شعبنا صعب ليس في العراق بل في سوريا أيضا.

تحياتي


1220
الأخ العزيز بطرس أدم المحترم

وأنا اشكرك على ردك، اسمح لي القول انني لا اتفق معه واراه يركض وراء العاطفة أكثر من القلب او العقل. ولهذا أتت اغلب فقراته معارضة للواقع وفيها اتهامات باطلة وتكرار لما تراه حقيقة ولكنه ليس كذلك.

أولا، انا لا اهاجم الكنيسة الكاثوليكية – حاشى – لأنني عضو فعال ونشط فيها. القول انني اهاجم الكنيسة الكاثوليكية محض افتراء وهروب من الواقع المرير الذي نحن فيه ومؤشر لحالة نكران شديدة.

ثانيا، ما ذكرته عن الإعلام غير صحيح وغير مقبول. قد يأتي هذا من أناس عاديين او أناس يدافعون عن مبدأ محدد انطلاقا من موقف مذهبي وطائفي وحسب. الإعلام علم والإعلام حاجة أخرى تماما.

ثالثا، ما ذكرته عن هيلاري كلينتون لم اقراءه في موقع إعلامي رصين. هو متوافر في مواقع مشبوهة تديرها إيران او مجموعات ذات توجهات بعثية او مناوئة لأمريكا او غيرها.

رابعا، الفاتيكان ليست الإنجيل والمسيح. هي دولة شأنها شأن أي دولة أخرى. لا بل هي دولة استبدادية وأخر قلاع الدكتاتورية في أوروبا. وهذا يقوله الكثير من المفكرين الكاثوليك.

خامسا، إن كانت هناك مؤسسة تخشى لا بل تهادن الصهيونية بشكل وضيع غير مقبول هي دولة الفاتيكان. ولدي ادلة كثيرة جدا وفي العصر الحديث ولكن لضيق الوقت لا أستطيع ذكرها.

سادسا، الفاتيكان وماكنته الإدارية والسياسية والاقتصادية والاستخباراتية – قد تتعجب هنا – ينخرها الفساد وهي ابعد ما تكون عن المسيح ورسالته وإنجيله.

سابعا، الفاتيكان (دولة) ليست وكيل الله على الأرض ولهذا الفاتيكان كمؤسسة ودولة لا قدسية لها وكل مؤسساتها التنظيمية والإدارية والدبلوماسية مثل السفراء والوزراء وأخص بالذكر زارة الاستعمار التي يرأسها الوزير (الكاردينال) ساندري مؤسسات استبدادية لأنها لا تؤمن بتبادل السلطة والانتخابات. وزارة الاستعمار الفاتيكانية يرأسها أجانب ودخلاء بينما هي تدير باستبداد بطاركة المشرق الكاثوليك. وهذا يعارض أبسط حقوق الإنسان. هل يعقل هذا وهل هناك عاقل يقبل بهذا ونحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين؟

ثامنا، هذا سؤال لك. هل يمكن ان يقبل المسيح الذي اعطانا الإنجيل ان يعطينا وزارة الاستعمار التي تستبد وتظلم المؤمنين به بالشكل الذي ذكرته أعلاه وهو غيض من فيض؟ وهل يمكن للمسيح الذي اعطانا الإنجيل ان يعطينا مؤسسة فاسدة ومستبدة مثل دولة الفاتيكان؟

وأخيرا، الله لا يمكن ان يعطينا الإنجيل ومن ثم يعطينا وزارة الاستعمار او مؤسسات مستبدة تتصرف وأحيانا بشكل أسواء من مؤسسات مستبدة في العالم الثالث.

أخي العزيز:

"الحسن هو ما يقبله الإنجيل (وليس الفاتيكان) ... والقبيح هو ما يعاكسه.

والحسن هو ما يقبله العقل الرشيد ... والقبيح هو ما يقبحه العقل الرشيد.

ولو سكت من لا يعرف ... لقل الخلاف واسترجعنا الحقوق المغتصبة الى أصحابها ورفعنا الظلم المبين الذي وقع والواقع علينا حتى يومنا هذا."

(الجمل الثلاث الأخيرة اقتباس ببعض التصرف)

وتقبل تحياتي


1221

الأخ العزيز عبدلأحد سليمان بولص المحترم

هناك مصادر عديدة تشير الى الويلات التي جرت على الكلدان بسبب المبشرين الفاتيكانيين الكاثوليك الذين تحالفوا مع الدولة العثمانية المسلمة وبعض سلاطينها المجرمين وبعض الأغوات الأكراد المسلمين لاضطهاد الكلدان وغيرهم من المسيحيين المشرقين ولهذا كان اجدادنا من البطاركة والأحبار والرهبان ينعتونهم بابشع الألقاب وارذلها – القاب لم يستخدموها في مضطهديهم من المسلمين.

وكان السلاطين العمثانيون المسلون يتقاضون مبالغ كبيرة من الفاتيكان لكل بعثة تبشيرية يرسلها الى ديارنا وضمن دولتهم لتقويم إيمان الكلدان الكاثوليك والمشرقيين المسيحيين الأخرين (أي لإضطهادهم) وكان من شروطها عدم التقرب صوب المسلمين ولكن في الإمكان الإستعانة بهم في تبشيرهم في صفوف المسيحيين المشرقيين.

أما في المناطق فتحالفوا مع الاستعمار البرتغالي في تطبيقهم، وبمواقفة ومباركة اعلى الجهات في الفاتيكان، لنسخة من محاكم تفتيش لعينة على الكلدان ترقى في كثير من تفاصيلها الى جريمة ضد الإنسانية.

 للمزيد من التفاصيل الموثقة حول الفاجعة التي حلت بالكلدان بسبب اضطهاد الفاتيكان راجع رسائل البطريرك يوسف اودو ورسائل الأحبار الكلدان وراجع وثائق المجمع المسكوني (الفاتيكاني الأول). الكثير من هذه الوثائق متوافر للباحثين. كذلك هناك الكثير من الوثائق كانت في حينه في مكتبة دير السيدة ومار كوركيس ودير الابتداء في الدورة في بغداد واطلعت على بعضها شخصيا.

وكذلك انظر مؤلفات الأنبا شموئيل جميل حول علاقة الكنائس الشرقية بمجمع البروبغندا (الشرقي حاليا). وكان الأنبا جميل رئس عام الرهبنة الهرمزدية الكلدانية في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الكلدان، فترة انتفاضتهم المباركة ضد مؤسسة الفاتيكان ممثلة بمجمع البروبغندا (وزارة الإستعمار التي يمثلها خليفته المجمع الشرقي الحالي خير تمثيل). وبالمناسبة فإن البطريرك يوسف اودو كان راهبا في صفوف رهبنتنا الكلدانية.

والجدير بالذكر ايضا ان بذور الانتفاضة الكلدانية ضد الاضطهاد المؤسساتي من قبل الفاتيكان ومجمع البروبغندا تعود الى الرهبنة الكلدانية. وهذا قد يكون مؤشرا الى حنق وزارة المستعمرات الفاتيكانية ووزرائها منهم الحالي الكاردينال ساندري على الرهبنة الكلدانية حيث يعملون ما بوسعهم لهدمها وتشتيتها كلما استقوى ساعدها كما حصل مع قضية الرهبان مؤخرا ...

 وأيضا انظر حوليات الرهبنة الهرمزدية الكلدانية، المجلد الأول 1808 – 1874.

هذه النتف كما قلت هي غيض من فيض وقد جمعت بعضها لدي.

ولكن لا أظن انها ستحرك ساكنا ابدا للأسباب التي قلتها أعلاه لأن المذهبية والطائفية هي الطاغية وتمنعهم من اشغال عقلهم والمطالبة بحقوقهم المهضموة والمغتصبة. هكذا تفعل المذهبية تفقدهم البصر والبصيرة.

تحياتي


1222
الاخ ليون برخو المحترم
       ضع نفسك مكان البطريرك  الجليل لويس ساكو ...

لو كنت "مكان البطريرك الجليل لويس ساكو" لتوقفت فورا عن الظهور الإعلامي الممل والكارثي وعن ادلاء بأي تصريح جديد ومن ثم لما وقعت في فخ جريدة "العربي الجديد" التي عليها الكثير من علامات الإستفهام ولأن اختصاصي ليس إعلام لتركت الإعلام لأصحابه.

ومن ثم بدلا من القيل والقال والتصريحات الفارغة والهزيلة وبعض النشاطات التي لا معنى لها ولا تذهب ابعد من مواقع شعبنا رغم تطبيل إعلامه لها، لركزت على فتح المدارس والكليات لتدريس  لغتنا المقدسة وإحياء طقس وتراث وإرث وريازة ورموز وألحان وأناشيد وفنون كنيستي الكلدانيةالمشرقية الكاثوليكية المجيدة.

وبهذا لكنت كسبت قلوب وعقول الكلدان في ارض الأجداد والشتات لأن بدون نهضة ثقافية لا يمكن جمع الكلدان حول الخيمة البطريركية. إن ذهبت الثقافة التي يحاربها البطريرك بشكل علني وغير مسيوق وبدون هوادة لم يتجرأ على القيام به اي من أسلافه وفي ظروف أقسى من التي نمر بها فما الداعي الى البقاء في الكنيسة الكلدانية وما الداعي لمنصب وصرح البطريركية.

ولكن البطريرك الجليل لن يقوم بهذا لأن التاريخ والماضي يشهد على ان الثقافة واللغة والطقس  الكلداني هم ضحايا هكذا توجه ليس اليوم ولكن منذ نهاية السبعينات.

وأرجو ان تتركنا نلعق جراحنا لأن الجرح كبير ومؤلم لأن مسببه هو الشخص الذي تقع على عاتقه مسؤولية كنسية وأخلاقية وتاريخية على تطبيبه وتضميده ولكنه في تعميقه هو ماض دون هوادة.

تحياتي


1223
الأخ العزيز جيفارا المحترم

هذه اول مداخلة لي مع حضرتك. وفي الحقيقة ليس باستطاعتي سبر كنه توجهاتك من خلال فراءة تعقيبك.

بيد انني أرى أنك تثير نقطتين مهمتين: الأولى، تخص استبداد ودكتاتورية المؤسسات الدينية والمذهبية دون تميز، والثانية تخص الاقتباس الرائع من "جيفارا" الذي تذيل به كتاباتك.

ولكن المشكلة ليست في الأديان والمذاهب. المشكلة أيضا في اتباع الأديان والمذاهب من الذين يمنحون تفويضا الهيا لرجال الدين، وبدلا من ان يشغلوا عقلهم ويستندوا الى قراءاتهم للنص يسلمون عقلهم لرجل الدين هو يقرأ لهم وهو ينحت في عقلهم ما يجب عليهم قراءته.

والمؤسسات الدينية والمذهبية بصورة عامة كلها ذكورية. ومن ثم بعضها يحرم على أعضائه الزواج وتكوين عائلة. مع هذا، يتحكمون حتى في احشاء المراءة وأعضاء جسمها ويخططون للرجال والنساء أخلاقية وإنسانية العائلة.

ومن هنا يأتي الاقتباس من "جيفارا" وهو فلسفة وحكمة بحدّ ذاتها.

وهو معناه ان الدين والمذهب يؤدي الى التعصب وفقدان البصر والبصيرة الى درجة يرى فيها الأتباع الذي سلموا عقلهم لرجل الدين ومؤسسته كي تفكر مكانهم على انها الدنيا والأخرة من خلال مذهبيتهم وطائفيهم.

ولهذا يرون في دينهم ومذهبهم وطائفيتهم القداسة والحسن والإنسانية والتسامح وفي دين ومذهب الأخر البطلان والسخافة والعقم. وربما العكس صحيح ولكن المذهبية تفقدهم البصر والبصيرة.

وأمثال هؤلاء كثيرون في هذا المنتدى وفي صفوف شعبنا ومع الأسف. فتراهم ينسبون الشر للذين من غير دينهم ومذهبهم وكل الخير لأنفسهم ودينهم ومذهبهم.

والأكثر ايلاما انهم ينقلبون على أنفسهم وأصلهم وفصلهم وتاريخهم ووجودهم وتراثهم ورموزهم بعد انقلابهم على دينهم او مذهبهم حتى وإن كان هذا الانقلاب من خلال ظلم فظيع اقترفه الأجنبي والاستعمار بحقهم.

وإن ذكرتهم بحالهم والظلم الواقع والذي وقع عليهم وأتيت بأدلة وشواهد تاريخية مثبتة وتأثيرها لا يزال قائما حتى اليوم، ثاروا في وجهك.

وهؤلاء أيضا لأن عقلهم محتل من قبل الدخيل والأجنبي من خلال اصطفاف مذهبي وطائفي، لا يتورعون عن الافتراء والكذب.

فمثلا، يتهمون أي واحد يحاول رفع الغشاوة عن عيونهم كونهم مستعمرون وجرى ويجري ظلمهم واضطهادهم، بالقول أنك تهاجم الإنجيل والكنيسة.

ولا يفيد إن قلت لهم أنك تهاجم الدكتاتورية والاستبداد والظلم الوقع عليهم وليس الكنيسة او الإنجيل مثلا.

وبدلا من ان يفيقوا يتهمونك بالتكرار بدلا من التكرار المهين الذي هم فيه من خلال قبولهم لظلم واضطهاد فظيع لا يزالون يئنون من وقعه وهو مثبت تاريخيا والتاريخ ثابت وشاهد.

وهكذا يا أخي العزيز يخشون ويفزعون عند تذكيرهم بأنهم تحت نير استعمار دخيل وأجنبي وان التاريخ والحاضر شاهدان على ذلك.

وبدلا من ان يشغلوا عقلهم ويتبينوا كي ينقذوا أنفسهم ومؤسستهم يدافعون عن الظالم والظالمين رغم ان المؤسسة التي يدافعون عنها سمحت وتسمح لكل فرد من اتباعها تقديم شكاوى للحصول على تعويض مجز للظلم الذي سببته له وإعادة الحقوق التي اغتصبتها منه.

مثلا، الكنيسة الكاثوليكية اليوم تشجع كل كاثوليكي يرى انه مظلوم او تم اغتصاب حقوقه ان يقدم شكوى ويطالب بتعويض وإعادة الحقوق.

وهكذا قدم الاف وآلاف الكاثوليك ممن ظلمتهم كنيستهم من خلال انتهاكات رجال دينها لهم جنسيا وهم أطفال صغار شكاوى الى المحاكم وحصلوا على تعويضات مجزية بمليارات ومليارات الدولارات.

وأنقل اليك الظلم الذي وقع علينا وبدلا من يطالب هؤلاء بمحاكمة المجرمين وتقديمهم الى المحاكم لأن الكنيسة تسمح بذلك وتشجع على ذلك يتلذذون بالظلم والاضطهاد ويرونه نعمة وبركة ويرون الشر فقط في غيره.

انقل لك ما قلت أعلاه لأهميته عس ولعل يحدث خدشا بسيطا في الضمير وينهض هؤلاء من السبات والخواء العقلي الذي هم فيه ويروا كمّ تكرار الظلم الذي هم فيه ويطالبوا بحقوقهم ويسترجعوا ما اغتصبته منهم لأن الكنيسة ذاتها تقول لهم ذلك اليوم لا بل تشجعهم عليه:

 أنا انتقد الفاتيكان والمؤسسة وهذه ليست الكنيسة لأن الفاتيكان دولة شأنها شأن أي دولة أخرى وقد أجرمت بحق الكلدان والمسيحيين المشرقيين وهذا مثبت تاريخيا ومؤرشف وفي العصر الحديث والتاريخ ثابت. كنت أتمنى ان لا تذكر هذا الأمر كي لا افرغ بعض ما في  جعبتي بحق هذه المؤسسة الظالمة التي طبقت محاكم تفتيش لعينة على الكلدان واضطهدتهم بشكل يفوق التصور.  وهذا ما قاله بعض اجدادك من الكلدان الكاثوليك بحق هذه المؤسسة التي اجرمت بحقهم. أي كلداني لا يدينها – واسمح لي – لا غيرة له على كلدانيته وقوميته وهويته لأن هذا اتى من أناس يقولون انهم مسيحيون والأنكى يرفعون الصليب على صدورهم ويتناولون القربان المقدس كل يوم.أتركك مع نتف مما أتي على لسان احبار وبطاركة وأساقفة كلدان حول الظلم الواقع عليهم من الفاتيكان:


"... الأشرار (المبشرون والقواصد والوعاظ الفاتيكانيون) الملوئين حقدا وحسدا والموتورين ذوي الأهواء المعوجة وكارهي خيرنا والراغبين في ابادتنا والمجتهدين في قلع جذور سلطاننا وسلطان جميع رعاتنا وحقوقهم الرسولية القديمة المعطاة لنا منذ سابق الزمان الهيا بالتقليد من يسوع."

 "إنه كالذئب المسعور (مبشر فاتيكاني يحمل فرمان عثماني وبراءة فاتيكانية)، ينهش بلحم كل انسان. فجعل الرهبان مسخرة وملامة في العالم كله، وموضع شك وعثرة لكل الذين يعرفونهم، لذا فقد بغضهم الجميع. وكما ذكرنا لا يمكننا الكتابة عن كل ما يقوم به هذا المتمرد، الذي أحدث سجسا في الرهبنة كلها، وكذلك في الشعب الذي كرهه ونبذه."

"والأن كيف نرضى اذلال بطريركنا، إذا كلما دعته الحاجة الى رسامة مطران، عليه أولا استشارة الكرسي البطرسي، بينما لم تكن كذلك من قبل ولم يرضاها أحد قبلنا، فلماذا نرضى نحن بهذا."

"إذا امسينا تحت أمرتهم (اللاتين)... سيكون مصيرنا كمصير الملباريين (كلدان الهند)"

"اسمعوا وتعجبوا ... المرسل البروبغندي والمدعو لوندرو الكرملي (كان اجدادنا يطلقون عليهم كرما ليطا، أي الكروم الملعونة) ... حكم عليه (على كاهن كلداني) حكما قاسيا بمنعه إياه من إقامة الذبيحة الإلهية مدة ثلاث سنوات وأن يحلق لحيته وبطريقة مخزية."

"احكمي بإنصاف يا أمة الكلدان المبجلة ... فإن لم تعوا وتحذروا من هؤلاء الفعلة الغشاشين الماكرين الذين يتظاهرون بالصلاح بتوزيعهم عليكم حسنات القداديس والسبح والأيقونات وما شابه ذلك فستأتي أيام يتسلطون عليكم ويؤججونكم على رؤسائكم الروحانيين ..."

"والأن فإن بادريا (مبشرا فاتيكانيا) واحدا فقط قد بسط نفوذه من الموصل حتى العمادية. وان قاصدا (رسوليا) مثل ليون سيكون بدلا من البطريرك والمطارين. ثم يصيرون كالآلهة، الى هذا القدر سيذلون هذا الجمع المعظم. بإمكانكم اخوتي واحبائي ان تعوا جيدا وتصدقوا ما كتبناه لأنه الحقيقة، ولا مبالغة فيه ... فمن رسالة مار ليون القاصد الرسولي ... التي سميت بالرعوية نستطيع ان نقول: انها رسالة قذرة لاحتوائها على مكائد كثيرة ..."

"فعلى فاسدون ماكرون، أعداء الانجيل ويسوع المسيح، وأنانيون لا يحبون غير ذواتهم وبطونهم، وسراق ومبتزوا (أموال) الكنائس وبيوت المسيحيين بحجة أن قداسة البابا يحلهم من آثامهم كلها."

"إن سلطة البطريركية الكلدانية هي كبيرة وواسعة وتشمل الكلدان الموجودين في كل مكان وزمان. وليس باستطاعة أحد أن يلغيها او يبدلها ويرفعها من بطريركيتنا او يزعزعها بأي شكل من الأشكال، حتى ولا الأحبار الرومانيون أنفسهم."


هذا غيض من فيض ولم انقل كيف كانوا يفصلون زوجات الكهنة (النسوة الكلدانيات) عن القسس وفي معسكرات خاصة ... كي يفرضوا البتولية على الكهنة الكلدان عنوة. الذي لا تثيره هذه الأمور ولا يدين هذه الأمور التي حدثت في العصر الحديث وبعض تفاصيلها أي السيطرة المطلقة على الكلدان وفي كل شيء لا يزال قائما لا أظن باستطاعته ان يقول انه كلداني أولا ومن ثم يدعي الغيرة على كلدانيته. الذي لا يثور على هكذا ظلم – وأسمح لي – لا أصل ولا فصل له. هذه ليست كنيسة. هذه مؤسسة شأنها شأن مخابرات ظالمة لدول ظالمة.


 

1224
الأخ العزيز خوشابا سولاقا المحترم

شكرا على مرورك وكالعادة تتحفنا بإضافات بناءة.

كما قلت إن المقال ليس عن التسليح ولكن عن تخبط اعلام البطريركية الكلدانية الذي جعل من نفسه أضحوكة حقا أضحوكة لا بعدها أضحوكة ومع الأسف الشديد.

الأفواج هذه كانت موجودة منذ زمن.

لماذا يشمر عن ساعديه الأن وبدأ يلهث يمينا وشمالا ويطلق تصريح هزيل بعد تصريح هزيل بعد تدخل الكونكرس وهذا التدخل لا يخص المسيحيين بل يخص الأقليات بصورة عامة وأنت تعلم دون أمريكا لا حماية ولا يمكن تطبيق أي قرار ولا يمكن ان تلزم أي شخص بأي شيء في العراق او غيره؟

المسألة أبعد مما تتصور وأنت السياسي المحنك.

الإعلام الذي نحن بصدده وصاحبه أراد ان يبرز عضلاته أمام مارد جبار فقط للظهور وللتعويض عن خيباته وتهميشه ورمي كل قرارته الكنسية في سلة المهملات من قبل الفاتيكان.

وإلا بالله عليك هل يعقل ان يصرح شخص يقول انه مسؤول ويحمل ذرة من المسؤولية بتصريحات نارية تهاجم أمريكا بشكل فج غير مسؤول وأمريكا تدير الدنيا كما اتي في المقابلة في هذا الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=811338.0

"دور الأميركيين في المنطقة، لا في العراق فقط سلبي، فواشنطن تأتي بشعارات الديمقراطية والحرية والازدهار الاقتصادي. الأميركيون فككوا الدولة العراقية وسرّحوا الجيش ودمّروا البنى التحتية في البلاد وخلقوا المحاصصة والطائفية والفوضى، كما أنها مسؤولة عما يجري الآن، فـ"داعش" (تنظيم الدولة الإسلامية) و"القاعدة" نتاج طبيعي لما فعلته بالعراق."

لا يتجرأ أي مسؤول في العراق على مهاجمة أمريكا بهذا الشكل ولا يتجرأ أي مسؤول كردي او رئيس حزب صغير ولا السلطان العثماني أردوغان ولا أي وزير او رئيس في العالم حتى بوتين ولا بابا روما أن يقول ما قاله من استهجان واستهانة ولغط ونقد في غير محله ضد أمريكا ويقول في تصريح إعلامي ان "داعش" و "القاعدة" نتاج أمريكا.

هذه الأقاويل تأتي على لسان أناس لا مسؤولية لهم ومع احترامي لا عقل لهم مثل زعماء الميليشيات الخارجة عن القانون التي فيها يهاجمون أمريكا ولا شغل لهم الا مهاجمة أمريكا وإسرائيل والقاء اللوم عليها بسبب فشلهم الذريع في كل شيء ولأنهم أناس فاشلون أساسا.

والله وثم والله وثم والله لا يصرح أي مسؤول هكذا تصريحات صبيانية غير مسؤولة وغير منطقية وغير عقلانية وغير مقبولة بالمرة إلا إن كانت لغاية في نفس يعقوب وله أجندة مبيته.

قل لي بالله عليك أي مسؤول في الشرق الأوسط برمته سيهاجم أمريكا بهذا الشكل الفج والفظ؟

الأمر خطير لأن هذه التصريحات التي لا تنم عن أدني درجة من المسؤولية وبهذا الشكل المباشر ستكون لها عواقب والله الساتر. هناك أجندة لهذا الإعلام الهزيل والشخص الواقف وراءه. أليس هناك شخص يوقفه عند حدّه؟

تحياتي


1225
عزيزي ادمون يوسف

تحية لك ولكل الأحبة الذين فرق الدهر والظلم بيننا وشتتنا في اصقاع الدنيا. تحياتي الى الكل فردا فردا وقبّلهم كلهم في جبينهم وذكرهم بمحبتي التي تقاس لهم.

المقال يركز على إعلام البطريركية وتخبطها وفشلها الذريع في كل شيء تقريبا وليس مسألة التسليح.

البطريركية الحالية ومن خلال قراءة معمقة صارت وبالا على نفسها وعلينا وعلى الكل لأنها بدلا من تنفيذ المهمات المقدسة التي اقسمت على تنفيذها والسير في خطى أسلافها في المحافظة على طقسنا وتراثنا وثقافتنا ولغتنا كي لا نزول ونحن مشتتون تفعل العكس تماما.

إعلاميا، اقترفت البطريركية خطيئة بحق نفسها وحق شعبنا عندما تصدر بيانا في الإعلام يذكر اسم الكونكرس علانية. كان بإمكانها التعبير عن رأيها من خلال قنوات أخرى ودون الدخول في معركة مع الكونكرس. ومن هي ومن نحن كي ندخل في معركة مع الكونكرس؟

ما تقترفه البطريركية الكلدانية من هفوات وسقطات من خلال إعلامها الهزيل لا يقترفه شخص عادي له المام بسيط بالحياة ومسيرتها.

مع الأسف مع كل هذا الضرر الذي الحقته بنا في السنين الثلاث العجاف الأخيرة والتي هي حقا سنين انحطاط للكنيسة الكلدانية لم تشهدها في تاريخها، مع كل هذا ليس هناك مؤشر واحد للقول انها ستغير من نهجها وترجع الى خطى أسلافها في الحافظ على اعزّ ما يملكه الكلدان وهو لغتهم وطقسهم وتراثهم وأزياءهم وريازتهم وثقافتهم ورموزهم – هذه هي مهمتها الأساسية لا بل الأولى والأخيرة وعداه انها تتخبط وتهمش نفسها ومكانتها ومعها أبناء وبنات كنيستها وكل يوم يمر في هذه الحال ينتقص من قدرها ومنزلتها.

تحياتي



1226
هنالك فعلا من هو ضد ليس نفسه فقط وإنما ضد أمته، يتدخل في السياسة عندما يتدخل مذهبه، يحاول التذاكي من خلال الضغط على عَصب الدين والمذهب.

الأخ العزيز شليمون جنو المحترم

الجملة التي اقتبستها من تعقيبك البديع تختصر الكثير من وضعنا. إننا شعب وكي أكون دقيقا مكون كبير منه مذهبي وطائفي حدّ النخاع الشوكي.

والذي يدافع عن المذهب والطائفة على حساب الهوية والقومية والثقافة والأستقلال بكل أشكاله يكذب عندما يقول انه وطني او قومي او يحب هويته وثقافته وقوميته ووجوده.

التدين (ليس الإيمان) والمذهبية والطائفية لا يتفقان مع الهوية القومية ابدا بل يسحقانها.

وأوربا لم تتنور الا بعد ان خرجب من عباءة الدين والمذهب والطائفة.

مع ان المذهبية والطائفية تطفح على الوجوه والخطاب مع ذلك تراهم ينادون بالقومية والهوية، وهذا رياء ونفاق لا بعده نفاق.

أين ما حلت المذهبية والطائفية أي عندما يجعل المرء التدين والمذهبية نبراسه وبيرقه حلّ التخلف والعصبية والظلام.

ومع الأسف المذهبية دارجة في صفوفنا على حساب هويتنا وهذا سبب تخلفنا وسبب ما يحلّ بنا ووضعنا على شفا الإنقراض.

تحياتي

1227
تحية طيبة اخي العزيز زيد ميشو

وبعد

كما تعلم أرحب بكل تعليق من أي اتى ولا أنظر الى الاسم والصورة.

تعقيبك طويل حوالي 650 كلمة ويمثل وجهة نظرك التي أحترمها ولكنني لا اتفق معها كما أنك ربما لا تتفق مع وجهة نظري وهذا أمر صحي وعادي.

وتثير كثير من المسائل المتشابكة وكل واحدة منها جوابها قد يستغرق مقالا منفصلا وبعضها الأخر ناقشته كثيرا في هذا المنتدى. مع ذلك، سأحاول الردّ على عدد محدد منها لزيادة المعرفة وكي يطلع قرائي الأعزاء الذين أكن لهم جبا جما وتقديرا كبيرا.

لا أعلم لماذا تثير مسألة الأكاديمية. إن كنت تريد معرفة ما هي الأكاديمية أحيلك الى هذه المجلة العلمية والأكاديمية التي يعمل فيها فطاحل العلماء من أرقي الجامعات في العالم وشهرتها طارت الأفاق في الأروقة الأكاديمية وأقرأ بتمعن او أستشير إن لم تتمكن القراءة وأمل ان لا تصاب بإحباط عند معرفتك من هو الذي يرأسهم ويقودهم ويوجههم:
http://www.intellectbooks.co.uk/journals/view-Journal,id=220/

هذه هي العلمية والأكاديمية وهي شأن لا علاقة له بالمنتديات. بالطبع لن تصدق وستكرر نفس السؤال مرة أخرى وهذا شأنك وكتبت هذا لأجل المصداقية ومن اجل عيون قرائي الكرام.

وكل مرة تذكر زميلي العزيز الدكتورعبدالله رابي. إن كان هناك في صفوف شعبنا من يحترم ويقدر ويعتز بعلميتي وأكاديميتي هو صديقي وصديق العائلة الزميل الدكتور رابي. وانا والدكتور رابي متفقون على حوالي 95% من المواقف والآراء في هذا المنتدى. قد تظهر خلافات وهي لا تتعدى كونها لفظية وانا شخصيا أكن له احتراما كبيرا وأقرأ له واتناقش معه في كثير من المسائل.

ومن ثم انا لا أشتم ولا استخدم بذاءات والفاظ تخرج عن نطاق الكياسة. ولهذا قولك انني اشتم الكنيسة الكاثوليكية – حاشى – محض افتراء لأنني منتم الهيا وعضو نشط وفعاّل فيها.

انا انتقد الفاتيكان والمؤسسة وهذه ليست الكنيسة لأن الفاتيكان دولة شأنها شأن أي دولة أخرى وقد أجرمت بحق الكلدان والمسيحيين المشرقيين وهذا مثبت تاريخيا ومؤرشف وفي العصر الحديث والتاريخ ثابت. كنت أتمنى ان لا تذكر هذا الأمر كي لا افرغ بعض ما في  جعبتي بحق هذه المؤسسة الظالمة التي طبقت محاكم تفتيش لعينة على الكلدان واضطهدتهم بشكل يفوق التصور.  وهذا ما قاله بعض اجدادك من الكلدان الكاثوليك بحق هذه المؤسسة التي اجرمت بحقهم. أي كلداني لا يدينها – واسمح لي – لا غيرة له على كلدانيته وقوميته وهويته لأن هذا اتى من أناس يقولون انهم مسيحيون والأنكى يرفعون الصليب على صدورهم ويتناولون القربان المقدس كل يوم.أتركك مع نتف مما أتي على لسان احبار وبطاركة وأساقفة كلدان حول الظلم الواقع عليهم من الفاتيكان:

 
"... الأشرار (المبشرون والقواصد والوعاظ الفاتيكانيون) المملوئين حقدا وحسدا والموتورين ذوي الأهواء المعوجة وكارهي خيرنا والرغبين في ابادتنا والمجتهدين في قلع جذور سلطاننا وسلطان جميع رعاتنا وحقوقهم الرسولية القديمة المعطاة لنا منذ سابق الزمان الهيا بالتقليد من يسوع."
 "إنه كالذئب المسعور (مبشر فاتيكاني يحمل فرمان عثماني وبراءة فاتيكانية)، ينهش بلحم كل انسان. فجعل الرهبان مسخرة وملامة في العالم كله، وموضع شك وعثرة لكل الذين يعرفونهم، لذا فقد بغضهم الجميع. وكما ذكرنا لا يمكننا الكتابة عن كل ما يقوم به هذا المتمرد، الذي أحدث سجسا في الرهبنة كلها، وكذلك في الشعب الذي كرهه ونبذه."
"والأن كيف نرضى اذلال بطريركنا، إذا كلما دعته الحاجة الى رسامة مطران، عليه أولا استشارة الكرسي البطرسي، بينما لم تكن كذلك من قبل ولم يرضاها أحد قبلنا، فلماذا نرضى نحن بهذا."
"إذا امسينا تحت أمرتهم (اللاتين)... سيكون مصيرنا كمصير الملباريين (كلدان الهند)"
"اسمعوا وتعجبوا ... المرسل البروبغندي والمدعو لوندرو الكرملي (كان اجدادنا يطلقون عليهم كرما ليطا، أي الكروم الملعونة) ... حكم عليه (على كاهن كلداني) حكما قاسيا بمنعه إياه من إقامة الذبيحة الإلهية مدة ثلاث سنوات وأن يحلق لحيته وبطريقة مخزية."
"احكمي بإنصاف يا أمة الكلدان المبجلة ... فإن لم تعوا وتحذروا من هؤلاء الفعلة الغشاشين الماكرين الذين يتظاهرون بالصلاح بتوزيعهم عليكم حسنات القداديس والسبح والأيقونات وما شابه ذلك فستأتي أيام يتسلطون عليكم ويؤججونكم على رؤسائكم الروحانيين ..."
"والأن فإن بادريا (مبشرا فاتيكانيا) واحدا فقط قد بسط نفوذه من الموصل حتى العمادية. وان قاصدا (رسوليا) مثل ليون سيكون بدلا من البطريرك والمطارين. ثم يصيرون كالآلهة، الى هذا القدر سيذلون هذا الجمع المعظم. بإمكانكم اخوتي واحبائي ان تعوا جيدا وتصدقوا ما كتبناه لأنه الحقيقة، ولا مبالغة فيه ... فمن رسالة مار ليون القاصد الرسولي ... التي سميت بالرعوية نستطيع ان نقول: انها رسالة قذرة لاحتوائها على مكائد كثيرة ..."
"فعلى فاسدون ماكرون، أعداء الانجيل ويسوع المسيح، وأنانيون لا يحبون غير ذواتهم وبطونهم، وسراق ومبتزوا (أموال) الكنائس وبيوت المسيحيين بحجة أن قداسة البابا يحلهم من آثامهم كلها."
"إن سلطة البطريركية الكلدانية هي كبيرة وواسعة وتشمل الكلدان الموجودين في كل مكان وزمان. وليس باستطاعة أحد أن يلغيها او يبدلها ويرفعها من بطريركيتنا او يزعزعها بأي شكل من الأشكال، حتى ولا الأحبار الرومانيون أنفسهم."


هذا غيض من فيض ولم انقل كيف كانوا يفصلون زوجات الكهنة (النسوة الكلدانيات) عن القسس وفي معسكرات خاصة ... كي يفرضوا البتولية على الكهنة الكلدان عنوة. الذي لا تثيره هذه الأمور ولا يدين هذه الأمور التي حدثت في العصر الحديث وبعض تفاصيلها أي السيطرة المطلقة على الكلدان وفي كل شيء لا يزال قائما لا أظن باستطاعته ان يقول انه كلداني أولا ومن ثم يدعي الغيرة على كلدانيته. الذي لا يثور على هكذا ظلم – وأسمح لي – لا أصل ولا فصل له. هذه ليست كنيسة. هذه مؤسسة شأنها شأن مخابرات ظالمة لدول ظالمة.


وأخيرا دعني اسالك سؤالا واحدا بعد ان حاولت الإجابة علي عدد لا بأس به من أسئلتك.

 الم تكن أنت بالذات ضمن مجموعة النهضة الكلدانية التي وقفتم فيها وأقسمتم على الإنجيل والكتاب المقدس انكم لن تحيدوا عن مبادئها ولن تخونوا الأمانة والولاء لقائدها في حينه وهو المطران سرهد جمو؟.

واحدة من وصايا الله العشرة التي  يوصينا الإنجيل في الالتزام بها هي: "لا تحلف باسم الله بالباطل" أليس كذلك؟

لماذا حضرتك وآخرون معك حلفتم بالباطل (وهذه خطيئة مميتة) وتركتم المطران جمو في العراء ولم تدعموه ومن ثم لم تكتبوا ولو حرفا لمساندته بعد ان أقصاه الفاتيكان (أي احاله على التقاعد جبرا) بطريقة مهينة جدا وغير لائقة الى درجة جعلت المطران الذي اقسمتم امامه انكم لن تخونوا الأمانة يعتكف وحتى يتوارى عن الأنظار ولم يقدم الفاتيكان له حتى كتاب شكر بعد كل الخدمات الجليلة التي قدمها لوزير المستعمرات الكاردينال ساندري.

أنظر كيف استخدم الفاتيكان المطران الكلداني لأغراضه الدنيوية والسلطوية الخاصة وجعله شوكة في عيون البطريركية الكلدانية وبواسطته استطاع هذا الوزير لا بل السياسي الداهية والمحنك إهانة البطريركية وإيقافها عند حدّها واجبارها على رفع الرايات البيضاء؟

عندما حقق هذا الثعلب السياسي (وزير المستعمرات) غايته ورأى ان نجم المطران جمو بدأ بالبزوغ بعد تهميش البطريركية بالمرة والناس صارت تحبه وتلتف حوله، ضرب ضربته القاضية وانهاه هو أيضا أي عصفورين بحجر واحد.

أستحلفك بالله هل هناك أية في الإنجيل تبرر لوزير المستعمرات هذا فعل ما فعل ويفعل او لأسلافه ان يهينوا ويضطهدوا الكلدان بهذا الشكل الظالم الى درجة ان وصل صراخهم الى السماء وكتبوا ما كتبوا كما نقلت أعلاه؟







1228

المهام الملقاة على الباطريكية كبيرة جدا ومتعددة، السبب  يعود لانها أخذت على عاتقها كل مسؤوليات الشعب ، بما فيها السياسية . وجردت الشعب من تفاعله مع الاخرين سياسيا والإعلام والسياسة خطان متداخلان ،الشعوب الناضجة هي الشعوب التي لها ناس تلعب السياسية  والإعلام من غير تدخل الدين ورجال الدين بأمورهم .

الأخ العزيز ثائر حيدو المحترم

تشخيصيك دقيق ايضا. مؤسسة البطريركية الكلدانية تقحم نفسها في كل شيئ وتدعي انها تعرف كل شيئ وهي لا تعرف أي شيئ.

لماذا؟

لأنها فشلت فشلا ذريعا في مهامها الأساسية الملقاة على عاتقها وهي المحافظة على تراث وثقافة وطقوس ولغة وإرث وآداب كنيسةالمشرق الكلدانية وفشلت في شعاراتها الفارغة التي رفعتها.

 هذا الفشل الذريع تحاول تعويضه بإقحام نفسها في امور ليست من اختصاصها من خلال الظهور الإعلامي الذي تخفق فيه لا بل كل ظهور إعلامي لها ينتقص من مكانتها واحيانا يجعل منها اضحكوة لأنها لا تعلم ما الإعلام ولا تعرف ما خطورته وكيف يجب التعامل معه.

ومن هنا فان البطريركية الحالية اصحبت خطرا على نفسها وعلى الكل. أقول هذا بعد قراءة معمقة وكما تعلم انني كنت من اشد المدافعين عنها.

وهذا مثال اخر لأخر تصريح هزيل غير عقلاني لا ينم عن أي دراية وتعقل نشرته البارحة. انها لا تكف عن النشر والتصريح وكأن همها الهدم وليس البناء وهذا واضح ومن هنا تنبع خطورتها:

تقول في هذا التصريح الهزيل جدا ما يلي:

"كما تعلمون، أن هذه البلدات هي في تماس دائم مع الأكراد والعرب السّنة ومكونات اُخرى، وهناك نزاعات وطموحات. فالمنطقة عسكرياً تعرف بـ "حجابات"، أبناؤها سيكونون معرّضين دوما للمخاطر. من يحميهم غير قوة رسمية كبيرة مقتدرة ومدرَّبة ومجهَّزة؟"

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=811199.0

اذا كانت هذه منطقة "حجابات" فهذا ليس اليوم بل موقع المنطقة جغرافيا هو هكذا ولن يتبدل حتى إن تمكن التحالف طرد داعش. المنطقة ستبقى "حجابات" واي عسكري بسيط يعرف ان منطقة "الحجابات" هي منطقة الموت.

وأي مختص بالشؤون العسكرية على مستوى جندي عادي يعرف ان منطقة "الحجابات" يجب ان يغادرها المدنيون او اخراجهم منها فورا.

إذا لماذا تدعو هذه البطريركية لا بل تضغط وتفعل امورا أخرى كي تمنع مغادرة المسيحيين العراق إن كانت مناطقهم "حجابات" اي منطقة الموت حسب قولها؟ هل تعد انتحارا جماعيا لهم؟ شيئ لا يصدق ما تقوم به هذه البطريركية الكلدانية لا سيما اعلامها الهزيل جدا.

ومن ثم ينسبون التصريح الى "إعلام البطريركية" وكأن هناك لجنة اعلامية او دائرة صحافية Press Office تعني بالتواصل مع الإعلام، بينما الذي كتب هذا البيان هو ذاته الذي يمطرنا كل يوم تقريبا ببيان هزيل ويقتبس مصطلح عسكري لا يعرف معناه ولا كنهه ويجعل من نفسه خبيرا عسكريا هذه المرة ويقع في مطب أخر أسواء وهذا التصريح الثاني على ذات الموضوع في غضون يومين.

أليس هناك أسقف كلداني شجاع يقرأ في أذن هذه المؤسسة البطريركية ان تشرفنا بسكوتها ولو لمدة اسبوع واحد وتتأمل وتدخل رياضة روحية ومن ثم تقدر الأذى الكبير الذي الحقته بنا وبتراثنا وطقسنا ولغتنا وأناشيدنا والذي تلحقه بنفسها وصرحها ومؤسستها ومنستبيها والتابعين لها والمسيحيين المشرقيين بصورة عامة إن في العراق او مناطق أخرى بتوجهها الإعلامي المفرط والهزيل وغير العقلاني.

تحياتي



1229
عندما يصبح الإعلام وبالا على صاحبه – مؤسسة البطريركية الكلدانية مثالا

ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

مقدمة

الإعلام سلاح بتار. والإعلام أكثر تأثيرا من السيف والبندقية. والإعلام علم قائم بذاته، وهو دون مجاملة رائد العلوم الاجتماعية اليوم.

قلما تخلو جامعة في العالم اليوم من قسم او كلية تتبنى تدريسه واجراء الأبحاث العلمية والأكاديمية فيه ومنح الدراجات والشهادات العليا في علومه.

والإعلام اليوم يشار اليه كسلطة رابعة the fourth estate جنبا الى جنب مع السلطات الثلاث الأخرى وهي: التنفيذية والقضائية والتشريعية.

ولأهميته أخذت الكثير من الجامعات الراقية في العالم تدريسه كمقرر عام وملزم لكل طلبتها باختلاف اختصاصاتهم وفروعهم.

ولأهميته أيضا، تصنف الدول الإسكندنافية، التي تقبع على قمة سلم الرقي والتمدن والحضارة في العالم، الإعلام ضمن العلوم الهندسية والطبية من حيث المكانة ومخصصات وامتيازات الهيئات التدريسية وكذلك من حيث ما تحصل عليه اقسام الإعلام وكلياته من منح حكومية تبلغ ضعف ما تحصل عليه نظيراتها في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

بيد ان الإعلام إن أسيء استخدامه وأفرط فيه وتناوله اشخاص او أناس لا معرفة لهم بعلومه وتأثيره ووقعه وكيفية التعامل معه يرتد على صاحبه سلبا وينتقص من قدره.

 وبدلا من ان يكون سلاحا لتعزيز مكانة وتأثير صاحبه ومؤسسته ينقلب عليه سلبا ويحط من مقامه ومقام مؤسسته ويصبح مثله مثل حامل البندقية الذي بدلا من تصويب البندقية على العدو، يصوب البندقية على قدميه.

أسس الإعلام السليم والرزين

ولأن الإعلام سيف بتار، لا يتجرأ أي مسؤول عاقل وحكيم يريد الحفاظ على مقامه ومكانته ومكانة مؤسسته الولوج في دهاليزه ومكنوناته دون الاستناد الى أصحاب الاختصاص.

فترى مثلا أن أي مؤسسة تحترم نفسها ومكانتها ومكانة المنتمين لها، تنشيئ دائرة إعلامية خاصة يرأسها شخص متضلع بعلوم الإعلام والصحافة يقود هذه الدائرة التي غالبا ما يطلق عليها الدائرة الصحافية او المكتب الصحافي Press Office .

وهذا الأمر ينطبق على شركات ومؤسسات صغيرة ومتوسطة وكبيرة ايضا. كلها لديها موظفون مختصون بشؤون الإعلام والصحافة، لهم باع طويل في التعامل مع الصحافة والإعلام.

وإن ارادت المؤسسة او رئيسها مخاطبة العالم الخارجي من خلال الإعلام او مواقعها على الشبكة العنكبوتية استعانت بالمختصين لديها. المختصون يقدمون الاستشارة لا بل يكتبون التصريحات الصحافية وينقحونها قبل ان تصدر للعلن.

هل تعلم ان الرئيس الأمريكي ذاته لا يخرج للإعلام دون استشارة المختصين لديه. هل تعلم ان الرئيس الأمريكي له أناس مختصون يكتبون له تصريحاته وخطاباته ويطلق عليهم speech writers وهم من كبار المختصين في الإعلام.

وقبل ان يظهر مسؤول او ناطق امام الكاميرات او يصدر تصريحا، يتدرب أياما ويتلقى التعليمات من المختصين.

ولكون الإعلام سيف بتار ترى ان المسؤولين والمؤسسات التي تحترم نفسها مقلة فيه، تلتجئ الى الإعلام عند الضرورة.

ولكون الإعلام سيف بتار، ترى ان المسؤولين والمؤسسات التي تحترم نفسها، قلما ترد على منتقديها او ما يرد من نقد او هجوم عليها من قبل الصحافيين او الوسائل الإعلامية المختلفة. ترد عند الضرورة القصوى فقط.

ولكون الإعلام سيف بتار، ترى ان المسؤولين والمؤسسات التي تحترم نفسها لا تعقب على كل شاردة وواردة ولا تقبل ان يسلط الضوء على شؤونها الداخلية المحضة والخاصة بها من خلال الإعلام.

ولكون الإعلام سيف بتار، يستند المسؤولون العقلاء على الشعب لا سيما نتائج الاستبيانات التي لها مصداقية والدراسات الأكاديمية الرصينة التي تصدرها مراكز أبحاث يعتد بها.

ولأن الإعلام سيف بتار، يحاول المسؤولون العقلاء عدم الإكثار من "الثرثرة" الإعلامية وعدم نشر ما يثير البلبلة والتشويش ويفرق الشعب أكثر مما يجمعه.

لا يجوز لأي مسؤول عاقل تهمه مكانته ومكانة مؤسسته، مهما علا شأنه ومقامه، ان يصدر تصريحات إعلامية على هواه كلما شاء ومتى ما شاء.

ولا يجوز لأي مسؤول عاقل ان يحصر الإعلام بشخصه. إن فعل هذا فإنه قد يؤدي بنفسه ومؤسسته والذين يدعي انه يدافع عنهم الى التهلكة. المسؤول العاقل يترك ذلك لمستشاريه والناطقين باسمه.

كلما زاد الظهور الإعلامي للمسؤول المباشر، معناه انه في ورطة وأزمة شديدة ويعاني نفسيا وجسديا وعقليا.

الإفراط في الظهور الإعلامي للمسؤول والإفراط في التصريحات الإعلامية آفة لأنه يتحول الى ادمان من الصعوبة بمكان اقناع الشخص ان ظهوره الإعلامي المتكرر يرتد عليه وعلى مؤسسته سلبا.

ومن الأسس المهمة جدا هي الاختصاص، أي يجب ان يكون الظهور الإعلامي لأي مسؤول او مؤسسة ضمن نطاق اختصاصها ومسؤولياتها. لا يجوز لوزير الخارجية ان يصدر تصريحا في شؤون الطاقة. ولا يجوز لوزير الداخلية ان يصدر تصريحا في شؤون العلاقات الخارجية. ولا يجوز لرجل الدين ان يصدر تصريحا وكأنه السياسي الداهية المحنك.

أي مسؤول يحترم نفسه ومكانته ومكانة مؤسسته يحصر تصريحاته في مؤسسته وانجازاتها واخفاقاتها وخططها المستقبلية.

أي مسؤول عاقل يتعلم من اخطائه وسلبياته. إن أخفق في ظهور اعلامي اتخذه درسا كي لا يكرره واتخذ كل الاحتياطات كي لا يقع في ذات الحفرة مرة أخرى.

وأخيرا، لا يشفع أي مسؤول يحترم نفسه ان يقول إن ظهوره الإعلامي يعبر عن رأيه الشخصي. هذا لا ينفع ولا ينطلي الا على البسطاء من الناس. حتى ماضيه يصير ملكا للشعب ويأخذ الإعلاميون لا سيما الصحافيون الاستقصائيون بنبشه وتسليط الضوء عليه. الرأي الشخصي يكتبه المسؤول بعد ان يتقاعد او يستقيل او يضمنه في دفتر ذكرياته.

البطريركية الكلدانية والإعلام

(أغلب الإستشهادات مقتبسة من الروابط ادناه)

إن بحثنا بعمق وحللنا ببعض التجرد اعلام البطريركية الكلدانية لرأينا انه اعلام فاشل وهزيل. يحب الظهور الممل بمناسبة ودون مناسبة ويقحم نفسه في غير اختصاصه ويترك جانبا مسؤولياته الأساسية التي تنحصر اليوم، بعد سلب تقريبا كل الصلاحيات منه في بداية القرن العشرين، في تدعيم وتعزير الثقافة واللغة والطقس والتراث والليتورجيا والريازة والأزياء الخاصة بالشق الكلداني الكاثوليكي من كنيسة المشرق المجيدة.

اعلام البطريركية فردي، أي يقوم به شخص واحد دون استشارة أحد. يكتبه هو وينقحه هو ولا يمر بأي غربلة وهكذا يظهر وكأنه مادة انشائية رتيبة وركيكة ومطولة تقترب مما يكتبه أناس عاديون في موقع منتديات او تواصل اجتماعي.

أعلام البطريركية يتصرف وكأنه الوحيد في الساحة ويهاجم وينتقد ويستخدم اطرا خطابية لا تليق بالمقام (مرة أطلق لفظة "انبياء الشؤم" على منتقديه).

إعلام البطريركية وبعد ثلاث سنوات عجاف ونيف هجومي وفي كل الجهات والجبهات ولم يسلم منه حتى تراث وطقس ولغة وريازة وأعلام وأزياء الشعب والكنيسة التي ينتمي اليها ولا حتى بعض اباء هذه الكنيسة.

اعلام البطريركية اعتباطي أني متشنج يستخدم لغة غير محببة لا تليق بالمقام ويحب الظهور المتكرر بمناسبة ودون مناسبة.

اعلام البطريركية يفرق أكثر مما يوحد وقد أدى الى الفرقة بين صفوف الكلدان وإكليروسهم.

إعلام البطريركية ربما لم يبقي جهة إلا وهاجمها. حتى اشقائه البطاركة في العراق لم يسلموا من النقد والهجوم.

إعلام البطريركية يرى في نفسه أكبر من حجمه بكثير ويتصرف وكأنه صاحب السلطة ويعرف كل شيء وله المام في كل شيء وهو المختص في كل شيء.

إعلام البطريركية لا يتعلم من أخطائه. في كل معركة خاضها، خرج كسير الجناح. يصدر تصريحا ومن ثم يعقبه بتصريح أخر للتوضيح والتوضيح يزيد من البلبلة والتشويش.

إعلام البطريركية شق صفّ الكنيسة الكلدانية وجعل الكلدان في حيرة من أمرهم وصار الكلدان اليوم في وضع لا يعرفون فيه ما هي لغتهم (هذه البطريركية تقدس كل اللغات عدا لغتنا القومية) ونسوا فيه طقسهم وتراثهم وفنونهم وريازتهم وأزيائهم وكل العوامل التي نتمكن من خلالها تعريف شعب ذو خصوصية وهوية.

إعلام البطريركية يخلق أزمات لنفسه وبالكاد يخرج من أزمة إلا وأقحم نفسه في أزمة اشد منها.

إعلام البطريركية يعيش مفارقة تاريخية عجيبة. هاجم مجموعة من الكهنة الكلدان ودخل في معركة مصيرية معهم وهم لا ناقة ولا جمل لهم بوضعهم لأن الأمر يعود للأساقفة وهو على دراية تامة أن لا سلطة للبطريركية على الأساقفة والخورنات والإرساليات الكلدانية لا سيما في المناطق.

إعلام البطريركية معتد بنفسه يتعامل مع منتقديه بازدراء وكأنه البرج العاجي ولا يكترث لمناصريه والمدافعين عنه وهكذا تركهم في العراء عندما رفع الرايات البيضاء بعد معركة محسومة النتائج على مصير بعض الكهنة الكلدان رغم ما ناله بعضهم من تجريح وتشفي وهجوم بسبب مناصرتهم له.

أغلب ما تصدره البطريركية يخالف ابسط شروط الإعلام السليم والرصين. أغلب ما تصدره البطريركية يتعلق بأمور داخلية لا يجوز طرحها للعلن واي مسؤول يأخذ المسؤولية الملقاة على عاتقه بجدية لا يقبل طرحها بهذا لشكل وبهذه التوقيتات.

إعلام البطريركية لا يفكر في العواقب لأن حب الظهور يأتي في المقدمة.

إعلام البطريركية يرى الكتابة على الحائط ويقرأها، بيد أنه يتجاهلها وكأن لا علم له بها.

وإعلام البطريركية لا يفكر في العواقب ابدا وإلا هل هناك مسؤول تهمه مصلحة شعبه ومؤسسته يطلق تصريحا مناوئا لموقف من الكونكرس الأمريكي في وسائل الإعلام مع ذكر اسمه الصريح وفي هذا الوقت الحرج والحساس والمصيري بالذات. أي مسؤول يهتم بمصير مؤسسته وشعبها لما قام بذلك من خلال الإعلام.  هناك قنوات كثيرة للتعبير عن الموقف دون التوجه الى الإعلام وبهذا الشكل الخطير. هل تعلمون قوة وسطوة الكونكرس الأمريكي؟

الأمور في العراق خرجت عن السيطرة وكذلك في سوريا – والله اعلم اين سننتهي – والكل يهادن الكونكرس وأمريكا ومعهم داعش واخواتها الإرهابية الأخرى لأن أمريكا مصممة على تغير الخارطة وبيدها المفتاح وهي ستقرر من يسكن أين وفي أي حدود وتحت أية ظروف وشروط. مع كل هذا وذاك يأتي إعلام البطريركية ويقحم نفسه لا بل يورط نفسه في امر ليس من اختصاصه ولا معرفة له به ولا يعرف كنهه ويتناوله وكأن الأمر يتعلق بما يسميه "الكهنة المتمردون او الهاربون" وهم أضعف حلقة ضمن الهرم الكنسي.

وإعلام البطريركية يستند الى الأنية والاعتباطية والنرفزة والانفعال والعصبية والرد الفوري دون روية حتى إن تعلق الأمر بكاتب مغمور في أحد المنتديات.

وإعلام البطريركية يعيش مفارقة تاريخية وانفصام عن الواقع وحالة نكران شديدة. لا يوجد عاقل اليوم لا يعرف ان العراق الذي نعرفه ذهب دون رجعة وأن سوريا التي نعرفها ذهبت دون رجعة وكذلك ليبيا وكذلك اليمن والحبل على الجرار وإن إعادة تكوين المنطقة برمتها وخريطتها الجديدة حتى على مستوى حدود قرية صغيرة بيد الكونكرس وأمريكا وحلفائها.

لا أظن ان أي من الأسس التي يستند اليه الإعلام الحضاري والمتمدن تنطبق على إعلام البطريركية.

الكلدان ومؤسستهم الكنسية في خطر

أكرر هذا القول رغم ما قد يأتينا من هجوم ونقد ان البطريركية الحالية بإعلامها صارت خطرا على نفسها أولا وعلى الكلدان في العراق والشتات ثانيا وأظن على المسيحيين في العراق ثالثا لكثرة تدخلها الإعلامي في شؤون ليست من اختصاصها وواجباتها.

بالنسبة للكلدان ومؤسستهم الكنسية فهم اليوم فرق مختلفة ولغات مختلفة وطقوس مختلفة ولن يمضي وقت طويل حتى تصبح كل منطقة مستقلة عن أخرى بشكل كامل حتى داخل العراق إن بقي شيء من العراق الذي نعرفه.

بدلا من ان يجمع اعلام البطريركية الكلدان ثقافيا تحارب ثقافتهم اي هويتهم المتمثلة بلغتهم وطقسهم وليتورجيتهم وفنونهم وموسيقاهم واشعارهم ونثرهم وتراثهم وريازتهم وأزيائهم بحجج واهية ومنطق غريب وشعارات فارغة.

بعد ثلاث سنين عجاف ونيف لم تقدم هذه البطريركية على طبع كراسا واحدا للكلدان او صفحة يتيمة واحدة بلغتهم او لهجتهم السهلية الساحرة ولم تؤسس صفا واحدا لهذا الغرض في الداخل او الشتات وما قدمته لهم من طقوس تسميها مؤنة (معربة مليئة بالأخطاء وبأي لغة كانت وكما يناسب) رتيب ممل يفتقر الى الحبكة والسياق وفنون الأدب الرفيع وهي اقل شأنا بكثير عن النتف من التراث والطقوس والليتورجيا التي لا تكف هذه البطريركية عن مهاجمتها وتهميشها وازدرائها وأحيانا بشكل فظ.

المستقبل مظلم

إن أخذنا إعلام البطريركية معيارا، وهو معيار مهم، فإن التركة الثقيلة التي قالت انها أتت لمحاربتها قد زاد ثقلها أضعافا وأخشى انها قد تكون أخر بطريركية في حياة الكلدان لأن أي بطريركية قادمة سترى نفسها دون لغة وتراث وطقس وريازة وأزياء وفنون وأناشيد وموسيقى واشعار والحان وتراتيل وأي عامل أخر يجتمع الكلدان عليه، حيث ستكون هذه البطريركية قد محتها من الوجود ويكون الكلدان في كل منطقة يمارسون ما يناسبهم.

ما العمل؟

من الصعوبة بمكان ان تغير النهج الإعلامي للبطريركية أي ان تترك ما هي مدمنة عليه أي ان تسمح لهيئة مصغرة من الأساقفة مطعمة بكبار المثقفين والأكاديميين من الكلدان ان تشرف على إعلام البطريركية وعلى قرارتها وتناقش وتحاور البطريركية في كل امر تقوم به كي تعيد اللحمة الى الصف الكلداني بصورة خاصة والمسيحي المشرقي بصورة عامة وتعيد لغته وتراثه وطقسه وريازته وأزيائه واشعاره وفنونه وأعلامه وايقوناته وألحانه وكل ما يتعلق بنا كشعب وكنسية والذي دونه لا يستطيع أي شعب في الدنيا تميز نفسه عن غيره وأي مؤسسة كنسية في الدنيا التشبث بخصوصيتها.

عداها نكون قد وصلنا الى شفا الانهيار والفناء لأن لن يبقى هناك ما يجمع او يجتمع الكلدان حوله وأغلبهم في الشتات بعد ثلاث سنين عجاف جرى فيها تقريبا طمس كل يميز هذه الكنيسة وهذا الشعب كخصوصية وهوية وصرنا كلنا لا شغل لنا الا ما تصدره هذه البطريركية من تصريحات إعلامية هزيلة لا تسمن ولا تغن من جوع.

======================
الروابط

ملاحظة:
هذه بعض الروابط التي استندت اليها في توصيفي للنهج الإعلامي للبطريركية الكلدانية، اضعها هنا على سبيل المثال لا الحصر لأن تصريحات البطريركية الكلدانية لا حصر لها وهي لا بد وان تفوق كل ما نشره من تصريحات حتى الفاتيكان في السنين الثلاثة ونيف الأخيرة رغم ان الفاتيكان هو أكبر وأقوى مؤسسة في الدنيا. وقد تفوق التصريحات التي ادلت بها البطريركية أيضا كل ما صرحت به الحكومة في بغداد وأقليم كردستان في الفترة ذاتها:

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=791774.0

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=793177.0

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,810967.0.html





1230

الأخ والصديق العزيز عبد الأحد سليمان المحترم

تحية طيبة

اظن ان هذا المقال هو من أبدع ما سطرته اناملك في هذا المنتدى.

تؤشر فيه وبصراحة وتحليل مقنع الى الشرخ الكبير في علاقة الكلدان وكنيستهم مع الفاتيكان.

العلاقة ليست شراكة كما يدعي البعض. العلاقة هي سيطرة الفاتيكن عل كل مقدرات الكلدان ومؤسستهم الكنسية.

 والفاتيكان تنظر الى الكلدان ومؤسستهم الكنسية وكأنهم جزء من عقاراتها واوقافها وممتلكاتها تعمل فيهم ما تشاء وتتصرف بهم كيف ما تشاء دون وازع ضمير.

وفي هذا المقال تعرج على نقطة مهمة جدا وهي هل ان الجالس على كرسي بابل للكلدان علاقته المباشرة او غير مباشرة مع بابا روما ام مع مستويات أدني جدا من ذلك.

الفاتيكان مؤسسة هرمية مهولة. رغم صغرها جغرافيا فإنها شبكة من الدهاليز المغلقة ليس بإمكان الكلدان ولا بطريركهم التواصل مباشرة او بصورة غير مباشرة مع الحبر الأعظم.

كل شؤون الكلدان هي بيد المجمع الشرقي الذي هو حقا من مخلفات الاستعمار الأوروبي ليس الحديث بل القديم.

وهذا المجمع هو الذي يفصل والكلدان ومؤسستهم الكنسية يلبسون مهما كان الفصال والخياطة.

حتى ضمن ما يسمى المنطقة البطريركية اللاتين ومجمعهم هذا هم السادة في كل شيء والكلدان ومؤسستهم هم التابعون دون نقاش، ينفذون وينفذون ومن ثم ينفذون ولا ينبسون بنت شفة.

اما في المناطق فالوضع كارثي بكل ما للكلمة من معنى.

اللاتين هم يحكمون في المناطق. حتى الأساقفة الكلدان تابعون بالمطلق لرؤساء ء الأساقفة اللاتين في مناطقهم.

والكهنة فحدث ولا حرج.

في اوروبا مثلا، الكهنة الكلدان ورعيتهم تابعون بالمطلق للأسقف اللاتيني في مناطقهم في كل شيء.

اما مسألة الطقس وكون ان البطريركية هي المسؤولة عن الطقس فهذه نكتة كبيرة جدا لأن لم يبق من الطقس شيء أولا وثانيا ليس الأسقف اللاتيني هو الذي يحكم بل الخوري اللاتيني الذي تتواجد الارسالية الكلدانية في منطقته يصبح الحاكم.

وانت محق جدا في تحليلك لأن لن يصل أي كلداني الى البابا والقرارات هذه التي جعلت من الكلدان ومؤسستهم الكنسية مسخرة ومضحكة امام العالم لا يتخذها البابا بل يتخذها المجمع الشرقي ووزيره ويقدم فقط بعضها وهي جاهزة لمكتب البابوية للتوقيع.

وكل هذه القرارات لا يكلف المجمع الشرقي (وزارة المستعمرات) او اي مسؤول فيها نفسه حتى مناقشة حيثياتها مع الكلدان او بطريركيتهم وكأنهم غير معنيين وغير موجودين.
 
هذا هو الواقع والأحداث الأخيرة تؤكده وتحليلك الرائع يثبته.

ولكن ماذا تقول ومع من نتحدث لأننا في ضياع وفي حالة نكران شديد.

هذا الوضع المزرى والكارثي لم يقبل به أي بطريرك كلداني وقاومه الكلدان وثاروا عليه في انتفاضة مباركة ضد الطغيان الفاتيكاني لأن جرى فرضه في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين عنوة وبعنف مفرط.

ولم يتدخل أي بابا روما في صلاحيات البطريركية الكلدانية في أي شيء حتى قدوم البابا بيوس التاسع في حولي منتصف القرن التاسع عشر ومنذ ذلك الحين انتهت الشراكة وصارت مسالة انا السيد وانت العبد وصار مصير الكلدان بيد مجمع البروبغندا السيء الصيت ووريثه المجمع الشرقي الذي لا يختلف عنه ابدا.

هذا هو الضياع وهذه النهاية. حالة نكران لم يشهد لها شعب او مؤسسة مثيلا.

تحياتي


1231
الأخ والصديق العزيز الأستاذ أنطوان صنا المحترم

تحية طيبة،

جهد استثنائي تشكر عليه.

اتفق معك ان هناك ازدواجية في مواقف البطريرك ساكو بشأن شعاراته الثلاثة لا سيما شعار الوحدة.

والكلدان وكنيستهم ليسوا في شراكة ابدا مع روما او الفاتيكان. العلاقة الحالية هي علاقة السيد بالعبد واسواء من العلاقة بين نظام حكم شمولي (دكتاتوري) ومواطنين لا حول لهم ولا قوة.

حتى في النظام الشمولي يقولون لك "نفذ ثم ناقش." الفاتيكان يقول للكلدان وكنيستهم ويأمرهم "ان ينفذوا ولا يناقشوا."

ما يسمى الشراكة هي من جانب واحد. الكنيسة الكلدانية هي تابعة او كما سميتها "ذيلية" للجانب الأخر. والجانب الأخر لا يكترث لها ابدا ويعتبرها جزءا من ممتلكاته.

وأسمح لي ان اصحح لك وأعلم ان صدرك واسع.

الوضع الحالي لم يكن ساريا منذ القرن السادس عشر، عندما بدأ التواصل مع بعض اباء كنيسة المشرق والفاتيكان.

الوضع انقلب على عقب في منتصف القرن التاسع عشر وفي عهد البابا بيوس التاسع الذي فيه شن الفاتيكان حملة تبشير شعواء خصيصا موجهة ضد الكلدان بحجة تقويم وتصحيح ايمانهم الكاثوليكي وهم مضى على كثلكتهم حوالي ثلاثة قرون.

قبل ذلك كانت الكنيسة الكلدانية مستقلة اداريا وتنظيميا ولها سيطرة تامة على كافة مناطقها وترسم الأساقفة وتنصبهم وتعزلهم.

ما حدث في عهد هذا البابا هو مأساة وجريمة كبيرة حلت بهذه الكنيسة ومع الأسف مرتكبها كان الفاتيكان.

ومنذ ذلك الحين والكنيسة الكلدانية في أفول حتى وصلت الى الدرك الذي هي فيه الأن. أي الانحدار هذا كله استغرق جيلا واحدا ولكن لن تمض الا بضعة عقود وتنقرض هذه الكنيسة إن بقيت العلاقة مع الفاتيكان كما هي.

وختاما اسمح ان أعقب على اخي العزيز والشماس القدير سامي ديشو الذي اتفق معه في حبنا الجم لكنيستنا المشرقية المجيدة وتراثها ولغتها وطقسها.

اخي سامي

تذكر عبديشوع الصوباوي كثيرا وكذلك بعض اناشيدنا التراثية التي تتغني بروما. هذا صحيح لأن اجدادنا كانوا مضطهدين وروما في حينه كانت قوة عسكرية ودولة عظمى.

كان اجدادنا يتصورون ان روما واتباعها مسيحيين مثلهم وسيـأتون للدفاع عنهم وانقاذهم من مضطهديهم من المسلمين ويحفظوون لهم ثقافتهم ومناطقهم وتراثهم وسلطة كرسيهم الرسولي المقدس كما هي لا بل يعززونها ولا ضير ان يتقدم عليه كرسي روما.

هذا ما كانوا يتمنونه.

ولكن الرياح لم تجر بما اشتهوه.

عنما أتت روما جلبت معها العساكر وأفواج وأفوج من المبشرين وتحالفت مع المستعمر البرتغالي والسلطان العثماني المسلم ضد كنيسة المشرق ولاسيما شقها الكلداني الذي كان كاثوليكيا وعلى مذهبها لأنها كانت تعتقد اننا هراطقة وأسواء من المسلمين.

واقترفت بحق كنيسة المشرق الكلدانية جرائم يندى لها الجبين وهي موثقة توثيقيا تفصيليا في سجلات وحوليات اباء كنيستنا الكلدانية الأجلاء

والله لو عرف الصوباوي ان الفاتيكان ستقوم بهذا الأعمال المشينة ضد كنيسة المشرق واتباعها ومناطقها لأنزل اللعنات والويلات عليها في كتاباته.

وتقبل مني يا اخي العزيز أنطوان ومعك الأخ العزيز سامي كل الشكر والتقدير.


1232
الأخ العزيز والشماس القدير عوديشو يوخنان المحترم

لقد أحزنني نبأ وفاة الأستاذ أشور بيت شليمون. كان لكتاباته، اتفقنا او اختلفنا معها، تأثيرا في صفوف شعبنا. وشخصيا كنت أكن له احتراما كبيرا رغم اننا لم نكن نلتقي أحيانا.

ما يجمع هذا الكاتب الذي لم يترك وسيلة إعلامية الا وطرقها في سبيل الدفاع عن امته وهويتها معنا كلنا هو المحبة العارمة لشعبنا والدفاع عنه بالممكن.

نحن شعب واحد وفي أي اتجاه كانت قبلتنا او مسيرتنا او بوصلة خطابنا. في المحصلة نلتقي والتسميات والمذاهب لا تغير في ذلك شيئا.

لتكن وفاته فرصة لرص الصفوف ونحن على شفا خطر وجودي قد يأتي على جغرافيتنا وهويتنا وثقافتنا وفنونا التي تمثلها لغتنا المقدسة خير تمثيل.

ومن كان أكثر دفاعا عن لغتنا من المرحوم أشور بيت شليمون.


1233
الأخ العزيز مسعود النوفلي المحترم

شلاما وإيقارا قبّل

لا نهاية ابدا للفضائح والفظائع لهذه المؤسسة الفاتيكانية الفاسدة. بدلا من تعريتها نسلط لساننا وسكاكيننا على جريمة القس عامر فقط. وجريمة القس عامر نقطة في بحر جرائم هذه المؤسسة ومنها ما وقع ويقع على الكلدان وكنيستهم.

لا اعلم ما الأمر؟ لماذا يتنرفز البعض عندما نذكر حقائق تاريخية مثبتة من قبل بطاركتنا وأحبارنا ورهباننا عن الجرائم المهولة التي اقترفتها مؤسسة الكنيسة الكاثوليكة ممثلة بالفاتيكان ولا يزال بحقنا بينما تقريبا الكل استل سكاكينه وبدأ ينهش في لحم القس عامر وينسى ويتناسى السياق.

أي قراءة نزيهة لتاريخ كنيستنا سيصبنا بالذهول لمدى الجرائم التي اقترفها الفاتيكان وفي عصرنا هذا بحق الكلدان وكنيستهم ونقرة واحدة في أي محرك لبحث والمعرفة ستصيب المرء بالإغماء لفساد وجرائم هذه المؤسسة:

http://theconversation.com/vatileaks-2-scandal-hinders-attempts-by-pope-francis-to-reform-catholic-hq-50415
http://espresso.repubblica.it/attualita/2015/11/24/news/vatileak-2-il-silensio-della-politica-1.240671
http://www.cruxnow.com/church/2015/12/23/pope-francis-faces-a-real-dilemma-in-vatileaks-2-0/
http://www.vatileaks.com/
http://www.huffingtonpost.com/news/vatileaks/

هذا مجرد غيض من فيض وفقط عدة روابط من صفحة واحدة من عشرات الالاف من الصفحات البحثية الخاصة بفساد هذه المؤسسة ومع ذلك يريد البعض ان يقحم في راس القراء ان القس عامر هو سبب الفساد.

تحياتي




1234
الدكتور ليون برخو الموقر
اتابع مقالاتك باهتمام وذلك لجرأتك كصحفي واكاديمي بتناول وتحليل مواضيع لا يستطيع الكثيرين التطرق لها لاسباب معروفة, ولكني اشعر احيانا بانك ايضا قد وضعت لنفسك بعض الخطوط لا تريد تجاوزها او لا تعتبرها مهمة من حيث العلاقة بين الفاتيكان بالكنيسة الكلدانية لانك لا تتوسع في السياق ابعد من هذه العلاقة. لاني اعرف جيدا كونك صحفي استقصائي واكاديمي  تمتلك خزين كبير من المعلومات وهذه المعلومات ايضا متوفرة للجميع على الانترنيت وهي ليست بالضرورة غير صحيحة لكونها على الانترنيت او لانها ادلة ظرفية.
اعتقد الرابط ادناه يدخل ضمن السياق الذي اشرت اليه. الفيديو طويل بعض الشئ ولكن حول موضوع الفاتيكان من الدقيقة 18
https://www.youtube.com/watch?v=DMonuAZfR3U
شكرا

الأخ ميخائيل ديشو المحترم

لقد صدقت. هناك خطوط وضعتها لنفسي. بيد ان المطلعين على كتاباتي في مواقع شعبنا لاكتشفوا انني بين الفينة والأخرى اعبر خطا من الخطوط ربما كان البعض يتصور من الصعوبة بمكان تجاوزه.

وحالما اتجاوزه يتلقفه القراء والمعلقون والكتاب من ابناء شعبنا ويشبعونه نقاشا وبعدها احاول عبور خط احمر اخر.

علاقة الفاتيكان مع الكلدان ومؤسستهم الكنسية ليست علاقة سليمة. فيها شرخ كبير. هي بمثابة علاقة السيد بالعبد. السيد يملك العبد بكل ما للكلمة من معنى، يستولي على املاكه، يغتصب اراضيه، يضطهده بشكل عنيف، يحدد ما يجب عليه ان يقوله، وهو يأمر والعبد ينفذ ولايسمح له حتى بالمناقشة بعد التنفيذ.

حتى الحكم الشمولي الدكتاتوري للمؤسسات التسلطية مثل حزب البعث كان شعارها" "نفذ ثم ناقش."

السيد الذي يمثله الفاتيكان في هذه الحاله يقول لعبيده: "نفذ ولا تناقش". وهذا هو الوضع القائم لأن العبد يرى في السيد "نعمة وبركة" وأنه من السماء وان طاعته حتى في ظلمه تفويض الهي وارادة ربانية.

اما عن الشريط الذي وضعته فهذا لا يمثل الا غيض من فيض. لم نتحدث بعد عن طبقات السرية المحكمة في هذه المؤسسة الفاسدة ولم نتحدث بعد عن مجموعات ضغط منها اللوبي اللواطي في اروقتها ولم نتحدث عن انتهاك هذه المؤسسة لأيات انجيلية صريحة وذلك في مهادنتها لللوبي الصهيوني وغيره حرصا على مصالحها المؤساتية وبشكل لا يختلف ابدا عن الدور الذي تقوم به الدول والمؤسسات الاستبدادية والشمولية الأخرى.

تحياتي

1235
عزيزي ليون برخو المحترم
اقتباس:  (هذه ليست جرائم فردية. هذه جرائم مؤسساتية لأن المؤسسة الدينية ليس فيها انتخابات وبرلمانات واحزاب وتداول للسلطة ورقابة ومحاسبة لأنها تعمل بمبدأ التفويض الالهي أي لها العصمة وهذا مبدأ كان سائدا في القرون الوسطى. تخلى عنه العالم المتمدن ولكن المؤسسة الدينية متشبثة به ...) انتهى الاقتباس.
الف رحمة على والديك وشكراً لكل انسان يقول ما يؤمن به ويحاول كشف الحقيقة من اجل الصالح العام وليس بدافع الحقد والكراهية . واسأل جنابك هل ينطبق مضمون الاقتباس أعلاه على المؤسسات الكنسية اللاتينية ، ام فقط كنيستنا الكلدانية واخواتها من الكنائس الشرقية بمذاهبها المختلفة؟ تحياتي للجميع.
((كل ما يحتاجه الشر لينتصر وقوف الاخيار على الحياد لا يحركون ساكناً))أدموند بيرك

الأخ Salem Canada المحترم

انا سعيد ان أرى ان عدد الذين أخذوا في التميز بين الكنيسة كرسالة سماء والكنيسة كمؤسسة في ازدياد لاسيما في صفوف قرائي الكرام.

وتعقيبك مؤشر واضح ودليل عل انه آن الأوان ان نرسم خطا فاصلا بين قيصر والله. المؤسسة هي القيصر والله هو الإنجيل.

وإن كان هناك قيصر ظالم وطاغ فهو مؤسسة الكنيسة اللاتينية المتمثلة بالفاتيكان التي دمرت كنيسة المشرق لا بل المسيحية المشرقية من خلال بعثاتها او حملاتها التبشيرية التي لم تستهدف مسلما واحدا بل استهدفت المشرقيين المسيحيين الذين هم منار المسيحية الحقة.

هذه المؤسسة هي الفساد بعينه والظلم بعينه لأنها تسيطر بشكل مطلق على مقدرات المسيحيين المشرقيين من الكاثوليك وتبتزهم بحجة انها المسيح على الأرض.

وأكثر الشعوب والكنائس ضررا وظلما من طغيان واستبداد هذه المؤسسة هم الكلدان وكنيستهم. لقد اقترفوا بحق الكلدان وكنيستهم جرائم وفي العصر الحديث ترقى في بعض تفاصيلها الى جرائم ضد الإنسانية من خلال محاكم تفتيش لعينة وبنسخة أقسى بكثير مما طبقوه في أوروبا.

التاريخ شاهد وثابت ونحن في العقد الثاني من القرن العشرين وعلينا اماطة اللثام عنه وفضح الذين يعتبرون هذا الظلم الفظيع من أناس يعلقون الصليب على صدورهم ويقرأون الإنجيل كل يوم ويتناولون القريان المقدس انه نعمة وبركة ومشيئة الرب.

تحياتي

1236


(1) كي نعود الى القرون الوسطى , بهذا المنطق الجميع مدان بدون استثناء , الست معي بهذا..؟

(2) كلنا نسبيا على خطأ وعلى صواب بنفس الوقت

 (3) لنهدف الى حالة جديد موفقة تسير بخطابنا الى بر الامان.

الأخ غالب صادق المحترم

تثير ثلاث نقاط مهمة جدا وفي واحدة منها تطلب ردي عليها مباشرة. وقد رقمتها كي يستطيع القارىء متابعتها.

(1) ما أشير اليه من ظلم وطغيان وقع على الكلدان  من الفاتيكان ومبشريه لم يكن في القرون الوسطى. بدأ بشكل حملات تبشيرية ظالمة في منتصف القرن التاسع عشر وبراءات من اعلى الجهات تحثهم على الظلم والطغيان والسيطرة والغاء الثقافة والاستيلاء على الأوقاف والأملاك وقص جناح المؤسسة البطريركية حيث صارت تابعة ذليلة لا قوة ولا حول لها. هذا استمر ومن خلال عنف مفرط الى بدايات القرن العشرين وهو مستمر بأشكال اخرى حتى يومنا هذا من خلال وزارةالمستعمرات الفاتيكانية. والتاريخ شاهدوالأحداث الحالية ايضا شاهد.

(2) النسبية relativism فلسفة قائمة بذاتها ولا تعني ان الكل على خطأ فعفى الله عن كل شيء. ومن ثم الخطأ هنا مؤسساتي يستند الى قوانين وثقافة استعمارية تنظر الى الأخر وكأنه عبد تستملكه هو وثقافته وناسه وأملاكه وسلطاته وتتلاعب به حسب مصالحها. هذا هو الوضع القائم ونطرة بسيطة الى هذه القوانين التي لا زالت قائمة حتى اليوم تبرهن على ذلك. ونظرة واحدة الى الوضع الحالي للكلدان وكنيستهم دليل اخر على انهم تحت نير استعمار غاشم.

(3) ليس هناك امل للكلدان وكنيستهم للانتقال الى حالة جديدة وأفضل والوصول الى بر الأمان وهم تحت نير استعمار اجنبي ودخيل ومصلحي وفاسد يسيطر على كل مقدراتهم ويشتتهم من حيث المناطق والسلطات والإدارة والتنظيم والثقافة وفي كل شيء وهم مع ذلك ينظرون اليه وكأنه من السماء.

أمل انني افلحت في تسليط الضوء على اسئلتك التي اراها مهمة حقا.

تحياتي

1237
الأخ نيسان سامو المحترم

شكرا على التعقيب وأظن ومن خلال قراءتي أرى أنك تدرك حقا ما هو السياق وتهضمه.

تقول في مقدمة مقالك والذي جذب انتباهي وأهنئك عليه: " ما يحصل في الكنائس المسيحية من فضائع وفضائح اخلاقية وفي كل الاتجاهات."

نعم حلوة "في كل الاتجاهات" وليس اتجاه القس عامر ساكا. وهذا هو السياق. الفظائع والفضائح في المؤسسة الفاتيكانية "في كل الاتجاهات" وليس في اتجاه "القس عامر ساكا". هذا هو السياق.

عندما نجلد القس عامر ساكا ونستل سكاكينا وننهش لحمه ونغض النظر عن الفظائع والفضائح الأخرى هنا نحن خارج السياق الإنساني ونصبح ضمن سياق، وكما وصفته بحق، هو سياق المذهبية والطائفية الذي يضع المذهب فوق القانون والحس الإنساني السليم ويصاب صاحبه من جراء ذلك بعمى البصر والبصيرة ولا يرى الا في اتجاه واحد.

ولأنك تسمو فوق المذهبية والطائفية التي دمرت شعبنا، فأنك تبدع في سردك للسياق حيث تقول:

"هل تعتبرون ما قُمتُ به (القس عامر) ابشع من التجاوزات الاخلاقية والجنسية التي تحصل في كل الكنائس الغربية يومياً! لم ينجو طفل ولا يتيم ولا حتى المعوقين من شر تلك الإعتدائات الجنسية وفي مجمل تلك البيوت الإلهية فماذا كانت ردة فعل الرأس الكبير وماذا حصل لهؤلاء المعتدين على نفوس تلك الاطفال !! استقالة ! طُز ! طرد ! طُزين ! آني هم راح أقدم استقالتي يعني شنو عادي !! هل تعي ماذا يجري بين جدران تلك الابنية من الضحك على ذقون الغشماء والمغفلين وكم يتم استغلالهم وترعيبهم باسم الرب ! هل تعي كيف يتعاملوا مع الرعية وبدكتاتورية رهيبة ! هل تدرك كم هي حسابات وأملاك الكثير والكثير منهم ( مو حتى لينين الكافر قال من أين لك هذا ) ! هل ترغب في ان اذكر الاسماء ولأشخاص اكبر مني درجات كهنوتية وإيماناً علوياً بسنوات طويلة ( لا يُستر عرضك خليها مدفونة ) ! هل سمعت بأملاك مطرانية مشيغان وديترويت وملبورن وسدني ! هل اذكر اسماء ( لا يا ابن الناس)" ) !! .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=511623

هذا هو السياق بعينه. لقد استوعبته وشرحته حسب النظرية المهمة في العلوم الاجتماعية والتي نطلق عليها contextualization وبإمكاني ترجمتها الى "السياقية".

و لماذا نحصر الهجوم على هذا القس لأنه أكل أموال اليتامى والمساكين والمهجرين إن كانت المؤسسة الفاتيكانية أساسا مبنية على مبدأ ظلم الغير حتى أولادها.

أنظر كيف دفعت صاغرة مليارات ومليارات الدولارات للتغطية لمرتكبي فاحشة الاعتداء الجنسي على الأطفال من الكهنة وطبقات الإكليروس الأخرى.

وهذه يشرحها السياق. السياق يقول ان ضحايا هذه الجريمة النكراء من اللاتين الكاثوليك، السادة والأقوياء وأصحاب السلطة في هذه المؤسسة فأخذوا حقهم منها الى حدّ الفلس الى درجة انها افلست في بعض المناطق.

اما ضحايا جريمة القس عامر فهم من العبيد في هذه المؤسسة الذين تستعمرهم وزارة المستعمرات الفاتيكانية فلن يكون هناك من يعوضهم وليشربوا ماء البحر ....

لم نتفق بهذا الشكل في كل مناقشاتنا.

تحياتي




1238
الأخ والصديق العزيز وصاحب اليراع المؤثر رابي خوشابا سولاقا المحترم

لقد صعقت للخبر. اتمنى لك الشفاء العاجل وكثيرون مثلي في احر من الجمر الى عودتك لنا غانما سالما.

وأطلب من الأستاذ هنري سركيس ان يمدنا بمعلومات اوسع عن الحادث ووضع الأستاذ خوشابا كي يطمئن قلب اصدقائه ومحبيه وهم كثر والحمد لله.

ليون برخو

1239
الأخ كوركيس أوراها منصور المحترم

قيامة مجيدة لك ولعائلتك الكريمة وشكرا على المداخلة.

لا شك ان ما قام به القس عامر وباعترافه بعدما تم كشفه من قبل السلطات المدنية (وليس الكنسية) جريمة بكل المقاييس وضحاياها أناس أبرياء من أبناء شعبنا وفي هذه الحالة من خاصته من الكلدان.

ولكن السياق يقول ان التركيز على هذه الجريمة دون غيرها أيضا عمل مشين والسبب هناك جرائم تفوقها رعبا في صفوف المؤسسة الكنسية التي يتبعها القس عامر والتي هو والمؤسسة هذه تحت مراقبتها under watch كما وصفتها الصحافة الكندية.

لا فرق بين ضحايا القس عامر والسرقات والتلاعب بالمال والهروب من الشفافية ودفع مبالغ هائلة في المحاكم لحماية اللصوص والمزورين وضحايا الانتهاك الجنسي للأطفال لا بل الأخير جريمة لا تطاق.

ما فرق بين جريمة القس عامر وبين الجرائم المالية الأخرى المهولة والتي يتم التطرق اليها في هذا المنتدى ولا سيما في الصحافة العالمية وعلى مدار الساعة لهذه المؤسسة الفاسدة؟

نعم يجب ابراز الجريمة التي اقترفها القس عامر بحق المساكين ولكن يحب أيضا عدم اغفال الجرائم المهولة الأخرى التي تتطرق الصحافة اليها ليل نهار والتي هي مثار نقاش دائم في هذا المنتدى.

لن يشفع المؤسسة الكنسية الفاتيكانية إخفاء شمس جرائمها أولا بحق الشعب الكلداني وكنيسته حيث دمرت هذه الكنيسة واضعفتها وجعلتها مؤسسة كارتونية ومثار تندر ونكت حيث تسيطر وزارة مستعمرات فاتيكانية اجنبية ودخيلة على كل مقدرات الكلدان وفعلت ما فعلت من موبقات بحقهم. والتاريخ شاهد وموثق على لسان البطاركة الكلدان وأحبارهم وحولياتهم وكتاباتهم.

هذا ليس من القرون الوسطى ابدا. هذا في العصر الحديث حيث طبقوا نسخة من محاكم التفتيش اللعينة تتطاير شرا وعنفا ضد الكلدان وكنيستهم. ومجمعهم اللاشرقي واللارسولي وغير المقدس ما هو الا نسخة محدثة لهذه المحاكم.

عندما ندين القس عامر علينا أولا ان ندين هؤلاء لأنهم سبب البلاء.

ولكن البعض يرى في هذا الشر المرعب "نعمة وبركة" ويسلط لسانه وسكاكينه على القس عامر فقط دون ذكر السياق.

وتحياتي


1240
الأخ ظافر شانو المحترم

لن اناقش العنوان. لنتركه للنهاية.

ولكن للنناقش السياق .

انت اقتبست نصا انجيليا.

وهذا النص ذاته هو السياق بعينه.

بمعنى اخر ان المسيح يستند الى السياق قبل اصدار الحكم.

كتب على الأررض بعصا، أي ذكر خطايا الذين كانوا يريدون رجم هذه المرأءة التي كانت في نظرهم مجرمة وتستحق الجلد والرجم.

أي وضع "جريمتها" ضمن السياق. وهذا يعني ان نذكر خطايانا اولا وجرائم الأخرين لا سيما الذين هم من طينتنا وديننا ومذهبنا.

لو لم يستند المسيح الى السياق لما انهزم الذين كانوا يريدون رجم المراءة هذه وجلدها.

كل ما فعله المسيح هو انه وضع جرم هذه المراءة في سياق الوحوش الكاسرة التي كانت تريد ان ترجمها وتجلدها وقال لهم ما معناه انكم اولا تستحقون الرجم قبل هذه المراءة لأن جرمكم وخطيئتكم اشنع بكثير مما فعلته ولكنك تستندون الى المؤسسة الدينية الفاسدة التي تحميكم بحجة كونكم كبار كهنة وغيره.

مشكلتنا نخن نتشبث بجرم المراءة المسكينة ولا نضع هذا ضمن السياق، أي ان نعري المؤسسة اولا.

البعض استل سكاكينه وبدا ينهش في لحم وجسد القس عامر وهو لا يريد ان يذكر السياق أي اولا خطايانا وجرائم وخطايا الحيتان والكواسج والقروش الكبيرة.

هذا لا يقبله المسيح. علينا اولا ان نعترف نحن بخطايانا وخطايا المؤسسة التي نتبعها.

المجرمون الكبار من المؤسسة المستبدة والفاسدة هذه وعلى كل المستويات وهم معروفون لا يذكرونهم بل يغدقون عليهم المديح ويعتبرون جرمهم "نعمة وبركة."

اما المساكين من امثال القس عامر فيتم جلدهم بالسكاكين حتى العظم دون ذكر السياق.

وإن اردنا ان نذكر انفسنا اولا الأخرين انه لا يجوز تجريم اي شخص خارج نطاق السياق، صرنا هدفا للنقد والهجوم ، وهو مقبول لا ضير فيه.

الإنجيل ذاته سياق. والسياق ذاته عرى وتحدى المؤسسة الدينية اليهودية في حينه.

المؤسسة الحالية فاقت المؤسسة اليهودية في جرائمها وإن اتى المسيح لأخرج السياط وجلدها وعراها وتحداها كما عرى وتحدى المؤسسة في حياته.

شكرا جزيلا على الاقتباس من الإنجيل لأنه وضع المقال برمته ضمن سياقه.

ومن هنا يكون العنوان صحيحيا.

هل تتفق معي؟

تحياتي





تحيه و احترام :

اخي ليون برخو بصراحه استوقفني عنوان موضوعك كلنا مقامرون فلماذا تستلون سكاكينكم وتنهشون في لحم القس الكلداني عامر ساكا ولم أُكمل القراءه لانه اسمح لي ان اقول ان عنوان موضوعك غير موفق بأستخدامك لكلمه كلنا واسمح لي ان ابدي رأي واقول كان عليك استخدام كلمه غالبيتنا او جميعنا فلسنا كلنا مقامرين .
وعلى العموم وخاصه للمهتمين بهذا الموضوع ( القس عامر ) اذكرهم بكلام السيد المسيح فلمَّا ألحُّوا علَيهِ في السُّؤالِ، رفَعَ رأسَهُ وقالَ لهُم مَنْ كانَ مِنكُم بِلا خَطيئَةٍ، فَليَرْمِها بأوّلِ حجَرٍ. يوحنا 8\7 .فنقد الاشخاص شئ ونقد افعالهم وافكارهم شئ اخر .
تقبل تحياتي و احترامي ربنا يباركك .

                                                   ظافر شانو

1241
ا كيف لصحفي وأكاديمي وأعلامي ولغوي، يستغل كل حدث وكل قضية حتى الحساسة منها والإنسانية، ويسخرها كي يشتم مؤسسة مهمة مثل الكنيسة الكاثوليكية!!؟؟

حاشى لي ان أشتم اي كنيسة والكنيسة الكاثوليكية انا عضو فيها وقريب منها جدا. انا أشتم الجريمة والمؤسسة.

انت شتمت جريمة القس عامر ووقفت هناك ولم تتجرأ العبور (هذا هو السياق). انا لا اقف عند جريمة القس عامر انا اذكر كل الجرائم وهي كثيرة ومتعددة الى درجة جعلت لاهوتي العصر والمنظر للمجمع الفاتيكاني الثاني ان يقول ان استبداد وطغيان وفساد المؤسسة الكاثوليكية في الفاتيكان (ليس كنسية كرسالة سماء) مواز لفساد وطغيان المؤسسة في المملكة العربية السعودية وفي عمود في أشهر صحيفة في الدنيا وأكثرها تأثيرا:

http://www.nytimes.com/2013/02/28/opinion/a-vatican-spring.html?_r=0

ولا تختزل الكثلكة في شخصك. هي أكبر بكثير وإن كنت حريصا أكتب لصجيفة نيويورك تايمز واللاهوتي الكاثوليكي هذا وأنبه كما تنتقدني. هذا هو السياق. والسياق معناه ايضا أنك  تأتي على جريمة القس عامر فقط وتنسى الجرائم الأخرى وتأتي وتنتقدني فقط ولا تنتقد من يقول أكثر مني بكثير ولا تقتبس كيف يشتم هذه المؤسسة.


1242
الأخ كنعان شماس المحترم

لا ضير في ان تتفق مع الأخ زيد ميشو. هذا منتدى شعبي. الناس فيه تعبر عن ارائها بحرية.

بيد قبل ان نتفق بشكل كامل علينا ان نقول لماذا وكيف وأي نقطة والدوافع ووضعها ضمن السياق لأجل اقناع المتلقي.

وأنا اتفق معك ايضا انه لا يجوز محاسبة شخص والقاء كل اللوم عليه. اننا لسنا احرار. نحن نعمل ضمن نطاق مؤسسات.

والمؤسسات الدينية بصورة عامة ودون استثناء مؤسسات استبدادية شمولية. هي تتحمل قبل غيرها ما يقترفه افرادها والمنتسبين الييها لأن لا ارادة واستقلالية لهم.

هذه ليست جرائم فردية. هذه جرائم مؤسساتية لأن المؤسسة الدينية ليس فيها انتخابات وبرلمانات واحزاب وتداول للسلطة ورقابة ومحاسبة لأنها تعمل بمبدأ التفويض الالهي أي لها العصمة وهذا مبدأ كان سائدا في القرون الوسطى. تخلى عنه العالم المتمدن ولكن المؤسسة الدينية متشبثة به ...

المؤسسة التي تقول لها العصمة هي مؤسسة كارثة على البشرية وعلى منتسبيها.

وكالة اسوشتتبرس - ويشرفني انني كنت واحدا من كتابها ومراسليها لثلاث سنوات - مؤسسة غير ربحية تستند اليها وتقاريرها كل المؤسات الإعلامية والحكومية وغيرها في شمال امريكا والغرب ايضا للبث وجمع المعلومات وهي مستقلة.

تحياتي

1243
الأخ زيد ميشو المحترم

تحليلي الشخص لتعقيبك – وهو مرحب به اتفقت معه ام لا – يقول – واعذرني – أنك تعاني من مشكلة كبيرة.

هذه المشكلة أساسها تأنيب الضمير على ذنب اقترفته.

وهذا الذنب هوانك تستل سكاكينك وتنهش حتى العظم في لحم القس عامر ساكا دون رحمة ودون وجه حق أي دون ذكر للسياق او حتى إشارة اليه.

أنظر الى ردك المتشنج والذي يضرب شمالا ويمينا وفي كل صوب وفيه عشرات النقاط غير المترابطة ويرفض الدخول في نقاش عن أي نقطة اثرتها وهي متدرجة من الكل (الشمولية والسياق) الى الجزء الذي لا نستطيع فهمه واستيعابه ابدا دون السياق.

انا لم اذكر اسمك الصريح ووضعت ما كتب في هذه القضية ضمن سياقه الشمولي ومع ذلك سبب لك المقال كل هذا الإزعاج.

 فكر مليا في الجروح العميقة والدماء الغزيرة التي سببتها سكاكينك في جسد ولحم القس عامر. كل هذا ولم تتجرأ على نطق كلمة واحدة عن السياق وكأن هذه هي الجريمة الأولى والوحيدة في هذه المؤسسة.

لا يا اخي هذه جريمة لا تقاس ابدا بحجم الجرائم الكبرى والمشينة التي لا يمكن ان تقوم به بلدية قرية في السويد وتقترفها هذه المؤسسة وتنقلها الصحافة العالمية على مدار الساعة. لماذا لم تذكر السياق هذا، لست أدري؟

ومن ثم تربط "مقامرة" هذا القس ب "القيم المسيحية" وكيف انه حطمها وتسندها الى هذه "المقامرة" – هذه المقامرة فقط – ومن ثم تقدم ما تقول انه "حلول منطقية" استنادا الى هذه "المقامرة" فقط وكأنها المقامرة الوحيدة وكأن السياق المؤسساتي الذي نحن فيه ما هو الا مقامرة كبيرة جدا.

السياق هو ما كان يردده اجدادك الكلدان وبطاركتهم وأحبارهم (من الذين غيروا مذهبهم أي ليس اجدادك وأجدادي النساطرة الذين انا أفتخر بهم وانت تهرطقهم – أي عاقل يهرطق أصله وفصله) بعد ان صرنا تحت مراقبة – احتلال – هذه المؤسسة – حيث كانوا يصفون اسيادها ب "ذئاب كاسرة، ذئاب بلباس الحملان، شياطين بيض، كروم ملعونة وغيره مما قد يخدش الحياء إن ذكرته للحجم المهول من الجرائم التي اقترفوه بحق الكلدان وكنيستهم. هذا بالنسبة اليك سمن وعسل. ومقامرة القس عامر وليس هؤلاء تحطم القيم المسيحية!!!

الكاتب الذي لا يتحدى السياق ليس كاتبا وليس صحافيا. هذا الكاتب يكتب الإنشاء كما كنا نكتبه في الابتدائية.

ولهذا لم تكن لك الجراءة ان تقول ان من حطم القيم المسيحية مثلا هم الكهنة والمطارنة الكاثوليك في كندا في عقر دارك وعلى مرمى حجر منك من الذين انتهكوا اعراض الأطفال الصغار وكيف تمت التغطية عليهم وكيف دفعوا مبالغ هائلة من مال الإيتام والمساكين وأنقذوهم من المحاكم  وغيره ... هل تريد ان امنحك المصادر والأسماء والتغطية في الصحافة الكندية لهذه الفضيحة؟

وهل تعلم ماذا يقول الإنجيل في الذين يعتدون على طفل صغير، يقول: "خير له ان يعلق في عنقه حجر الرحى ويرمى في لجة البحر."

ومن ثم كم من الملايين سرقت وهدرت في محاكم لحماية المزورين والسراق واللصوص؟

ومن ثم كم من الملايين هدرت وسرقت ولا نعرف عنها شيء من قبل الحيتان الكبيرة وترفض تقديم كشف عن حساباتها او تشكيل لجنة مستقلة نزيهة لتقصي الحقائق.

القس عامر يحطم القيم المسيحية ام هؤلاء؟ انظر كيف لا تتجرأ على ذكرهم ضمن السياق.

السياق هو النزاهة والموضوعية لأنه يضع جريمة القس عامر ضمن سياقها المؤسساتي الذي غطى على جرائم لا تغتفر مثل هذه ولولا الصحافة، صحافة أسوشتتبرس "لا من درى ولا من شاف ولا من عرف"

وقضية القس عامر كانت ستمر مرور الكرام لولا صحافة الاسوشتتبرس حيث جعلوا منها قضية مدنية وسيحاكم بطريقة عادلة.

لو لم تصبح قضية القس عامر قضية محكمة مدنية لكانت هذه المؤسسة بلعتها مثل ما تبلع الأكبر منها ملايين المرات.

هذا هو السياق. الذي يكتب ضمن السياق هو الصحافي حسب ما اعرفه وما مارسته كأعلامي وأستاذ اعلام. اما الباقي فهم رواد المنتديات يدخلون فيها شأنهم شأن أي شخص عادي أخر.

هل ستكون لك يوم ما الجراءة كي تعيد كتابة مقالك الذي ما هو الا سكاكين تنهش في لحم القس عامر وتضعه ضمن سياقه الصحيح؟

اما ما ذكرته من كلمات اراها غير لائقة حولي شخصيا وجامعتي وشهادتي وغيره فهذه لا تستحق حتى القراءة وسأتجاوزها.

تحياتي



1244
رابي أخيقر يوخنا

شلاما

كل ثقافة ومجتمع يرى في مؤسسة أي مؤسسة انها معصومة من الخطأ او ان هذه المؤسسة تتصرف وكأن لها العصمة اقرأ السلام على هذ المجتمع. اما المؤسسة، أي مؤسسة، تدعي العصمة، لا بد وأن ينخرها الفساد لا بل هي الفساد والاستبداد ذاته.

المجتمع او حتى الفرد ينتهي دوره عندما يخشى ايراد السياق. والسياق هو تحدي المؤسسة بهرمها والجالسون في قمته.

ثقافة الاعتذار يفرضها المجتمع لا سيما الإعلام في تحديه للمؤسسة واصحابها.

الإعلام الرصين والنزيه يتحدى المؤسسة وليس اشخاص محددين مثل القس عامر.

في قضية القس عامر جرى جلد الرجل من الرأس حتى القدم ومن ثم البكاء عليه من قبل البعض.

وهذا البعض يرى بأم عينيه الحيتان الكاسرة والقرش والكوسج وهم يبلعون الفقراء والمساكين وما لله وعبدالله ولكن لا يتم حتى التطرق اليهم او ذكرهم.

القيم المسيحية كانت مطبقة من قبل المؤسسة وحيتانها دون خدش الى ان اتى القس عامر وانتهكها!!!!!

هذا ما أرادوا بيعه للناس: أي القيم المسيحية اصبحت في خطر بعد ما قام به القس عامر.

بينما السياق يقول ان القيم المسيحية تدوس عليها هذه المؤسسة بأقدامها والذين ينتهكون هذه القيم هم اللصوص والمزورون الذين ذكرتهم بالدليل ويقبعون في اعلى الهرم.

ولكن مع كل هذا يركزون على حادثة واحدة منفردة ولا يضعونها ضمن سياقها.

نحن شعب لا نعرف السياق وليس بإمكاننا تحديه ولكن نتحدى القس عامر لأنه سرق وكأنه الوحيد الذي سرق.

 المؤسسة ذاتها تعيش على السرقة واللصوصية والتزوير والسيطرة واستعمار الغير واغتصاب أوقاف الغير وفرض ظلم وسطوة على مقدرات الغير وكأنهم عبيد. هذه المؤسسة لا علاقة لها بالقيم المسيحية لأنها مؤسسة وحسب. فمن ينتهك القيم المسيحية المؤسسة مع حيتانها وكواسرها الكبيرة التي نخشى تحديها ام القس عامر الذي ما هو الا ورقة صغيرة في الهرم المخيف لهذه المؤسسة؟

تحياتي


1245
كلنا مقامرون فلماذا تستلون سكاكينكم وتنهشون في لحم القس الكلداني عامر ساكا

ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

توطئة

في السويد، وهي أكثر دول العالم تمدنا وتحضرا ورقيا، لا يجوز اظهار وجه المتهم وذكر اسمه ابدا. وهذا ما يلاحظه الناس هنا عند متابعتهم للصحف والتلفزيون او أي وسيلة إعلامية أخرى.

ووسائل الإعلام في السويد، والغرب بصورة عامة، تركز كثيرا على نقل الأحداث المتعلقة بالجرائم وما يجري في المحاكم. تغطية الجرائم يعد من الأحداث الأساسية التي تثير اهتمام الإعلام في الغرب. ولكن ليس هناك تغطية في الإعلام إن لم يرافقها السياق.

السياق اهم من الاسم والوجه

في علوم الصحافة والإعلام يأتي السياق context في مقدمة اهتمامات المختصين. وكذلك في مقدمة مقررات الكتابة لوسائل الإعلام في الأقسام والكليات والجامعات التي تدرس هذه المادة العلمية الأساسية.

 الإعلام أخطر سلاح اليوم الى درجة قد تجعلني ان اجزم اننا لسنا الا الإعلام الذي يحيطنا من كل جهة والإعلام ما هو الا انعكاسا لما نحن فيه كواقع اجتماعي.

والسياق في غاية الأهمية للبحث العلمي والأكاديمي أيضا لاسيما في حقل العلوم الاجتماعية، والدراسات الإعلامية فرع من فروعها.

المقال والسياق

كل مقال صحافي لا سيما الخبري منه يجب ان يحتوي على فقرة او أكثر تشير الى سياق الحدث – لماذا وكيف حدث ما حدث والبيئة التي حدث فيها ودور النظام او المؤسسة في وقوع الحدث وأيضا لماذا بحق السماء نهتم بهذا الحدث دون غيره.

ونطلق على هذه الفقرة او الفقرات nut paragraph(s) (فقرة السياق).

وفقرة السياق لا بد من ذكرها في أي كتابة إعلامية رصينة. وفي الصحافة الأمريكية والكندية يجب ان تأتي بعد الفقرات الرأسية مباشرة.

الصحافة في شمال أمريكا تتبع بصورة عامة كتاب الأسلوب لوكالة اسوشتتبرس AP Style Guide وهو كتاب سميك ويعده الإعلاميون بمثابة كتابهم المقدس.

حدث القس عامر ساكا والتغطية الصحافية

ما قرأته عن هذا الحدث المؤلم في مواقع شعبنا ما هو الا قفز على السياق وكأن القس عامر ساكا نزل علينا من المريخ وفجاءة شاهد مبلغا من المال و"قامر" به.

بيد ان الإعلام الكندي المتشبع بمفهوم السياق كما يرد في ادبيات وكالة اسوشتتبرس ذكر السياق بصورة واضحة لا تقبل اللبس. إنه يتحدى السياق ويلومه بإماءة واضحة ربما غير مباشرة قبل ان يلقي بالأئمة على القس عامر. وسأعرج على ذلك في متن ونهاية المقال.

السياق يحتاج الى جراءة وتحدي

ذكر السياق مهم جدا. إنه يمنح الكاتب دورا رقابيا على السلطة والمؤسسة. ومن هنا نطلق على الإعلام اليوم the fourth estate أي السلطة الرابعة ودورها الأساسي مراقبة ومحاسبة المؤسسة والسلطة وليس فقط المساكين من امثال القس الكلداني عامر ساكا.

وأسوشتتبرس The Associated Press (AP) تمارس رقابة على السلطة والمؤسسة لأن من خلال تركيزها على السياق تتحدى السلطة. وهذا ما فعلته الصحافة الكندية عند نقلها للحدث المتعلق بالقس عامر وهذا ما لم ولن يتجرأ على القيام به اعلام شعبنا لأسباب سنعرفها من خلال قراءة المقال.

مكانة أسوشتتبرس في أمريكا والعالم

ربما بإمكاننا اختصار الدور الذي تلعبه هذه الوكالة العظيمة في شمال أمريكا بصورة خاصة والعالم الغربي بصورة عامة بما قاله الكاتب والمفكر الأمريكي الذائع الصيت مارك تواين Mark Twain :

"هناك قوتان بإمكانهما حمل النور الى كل زاوية في الأرض – فقط قوتان – الشمس في السماء والأسوشتتبرس هنا في الأرض."
http://richardsnotes.org/2010/04/12/mark-twain-quotations/

مع كل احترامي لما اجتره اعلام شعبنا في المواقع المختلفة بضمنها مواقع التواصل الاجتماعي التي اشتعلت بهذه القضية فإنني أرى انه بدلا من ان تحمل الكتابات والتعاليق هذه النور لنا لم تزدنا ومعنا القس عامر الا ظلاما وظلما.

كيف تتعامل السويد مع السياق

السويد وأي بلد او مجتمع او مؤسسة مدنية حضارية خرجت من الظلمات الى النور لا تكترث كثيرا ابدا للجاني او المتهم وكما قلت حتى لا تذكر اسمه ولا تنشر صورته.

الاتهام يأخذ مجراه الى المحاكم. هي التي تقرر.

ولكن المؤسسة التي يعمل فيها او التي تراقبه والمؤسسة التي يقع الحدث ضمن نطاقها هي من يتحمل المسؤولية أولا وأخيرا.

فإن حدثت سرقة في مصرف، يتحمل مديره والمسؤولين فيه المسؤولية، إما بالاستقالة وترك المجال للأكفاء او تعين لجنة تقصي مستقلة لمعرفة لماذا وكيف حدث ما حدث والسياق الذي ورد فيه.

والسياق يعني تحمل المسؤول او المؤسسة التي تراقب الفرد والحدث المسؤولية عما حدث وليس تسقيط الفرد الذي قام بالحدث كما هو الحال مع قضية القس الكلداني عامر ساكا.

بمعنى اخر ان من يتحمل المسؤولية المباشرة هي المؤسسة او المسؤولين الذين يكون الفرد تحت رقابتهم under watch .

وترد عبارة under watch في تغطية الصحافة الكندية للحدث هذا بينما لم يتم التطرق اليها في مواقع شعبنا لأن المؤسسة دينية او مذهبية ويخشاها الناس ولا يريدون تحديها رغم انها السبب لأن الحدث وقع ضمن سياقها.

الصحافة الكندية المتشبعة بدليل أسلوب اسوشتتبرس لا تخشى المؤسسة. هي أساسا موجودة لتحدي المؤسسة.

وإن اخذنا السياق في عين الاعتبار وكانت لنا الشجاعة ان نذكر من هو المسؤول والمؤسسة التي يقع القس عامر ساكا تحت رقابتها under watch لما استغرق الوقت منا كثيرا كي نعرف ان مقامرته أصغر بكثير وأقل وقعا من حبة خردل إن وضعناها ضمن السياق العام للمؤسسة التي هو تحت رقابتها under watch .

بالكاد يمر يوم واحد ولا نقرأ ان الصحافة العالمية منشغلة بمقامرات من الوزن الثقيل جدا جدا من قبل هذه المؤسسة والمسؤولين الكبار فيها يزيد وزنها الاف والاف الأطنان عن وزن "مقامرة" القس عامر، ولكن الويل ثم الويل للذي يتحداها في مواقع شعبنا وإن فعل أمرئ ذلك انهالوا عليه نقدا وتجريحا بدلا من تحدي السياق.

الشعب الذي لا يتحدى السياق المؤسساتي يبقى شعبا جاهلا متخلفا كما هو شأن شعوب الشرق الأوسط والتي، طالما تخشى تحدي سياقها المؤسساتي لا سيما الديني والمذهبي منه، فإنها لن تخرج من قمقم تخلفها ابدا.

ولا أظن اننا نختلف كثيرا عن شعوب الشرق الأوسط لأننا أساسا نخشى مؤسساتنا الدينية والمذهبية الى درجة اننا نمنحها العصمة حتى في المسائل الدنيوية والمؤسساتية والإدارية والتنظيمية والمالية وغيره.

ولهذا لا نجرأ على مقارعة المقامرين الكبار الذي يبلعون ما لله وعبدالله ونستل سكاكيننا وننهش بجسد القس الكلداني عامر ساكا مثلا.

بيد أن المقامر ليس القس عامر ساكا ...

المقامر هو الذي دفع مليارات الدولارات من أموال المساكين والفقراء في دولة واحدة فقط لتغطية وتعويض وإسكات ضحايا فضيحة التحرش الجنسي بالأطفال واغلبهم كاثوليك ولم يتم محاسبة أي مسؤول كبير او إيداعه السجن:
http://www.nbcnews.com/id/19762878/ns/us_news-life/t/la-archdiocese-settle-suits-million/#.Vv9saXpM4-1

المقامرون هم "لصوص الهيكل" الذين رغم كل هذه الفضائح في الصحافة العالمية لم ولن يرف لهم جفن ويرفضون التصرف مؤسساتيا بطريقة شفافية مثل ما تتصرف بلدية في قرية صغيرة في السويد:
http://www.nytimes.com/2015/03/22/books/review/gods-bankers-by-gerald-posner.html?_r=0

المقامرون هم الذين يتجسسون حتى على البابا فرنسيس ويسرقون وثائق من غرفة ملاصقة لغرفته المتواضعة جدا كي يخفوا ويزيلوا أي أثر او دليل على مقامراتهم:
http://www.themalaymailonline.com/features/article/spying-on-the-pope-vatican-leaks-reveal-dirty-dealings

المقامر هو الذي يسرق تبرعات المحسنين للفقراء وينفقها على اغراضه الخاصة وتأثيث شقته:
http://www.timeslive.co.za/world/2015/11/03/Vatican-leaks-reveal-spying-on-the-Pope-charity-money-refurbished-cardinals-houses

المقامرون هم الذين يجلبون أناس (لن نفصح عن جنسهم وهويتهم، الذي يرغب يقرأ المصدر) وسرعان ما نكون وجها لوجه امام فضيحة لا بعدها فضيحة تتلقفها الصحافة العالمية:
http://nypost.com/2015/11/15/corruption-at-the-vatican-leaks-the-bomba-sexy-at-the-center-of-it-all/

المقامرون هم الذين وقفوا وبعناد وقوة ضد محاولات البابا فرنسيس اصلاح المؤسسة والدولة وانقاذها من الفساد والمفسدين:
http://www.reuters.com/article/us-vatican-books-idUSKCN0SS2PC20151103

المقامرون هم الذين يستولون على أربعة دولارات من كل عشرة دولارات يتبرع بها المحسنون للفقراء لإضافتها الى ماليتهم:
http://www.dailymail.co.uk/news/article-3303893/Vatican-spends-just-four-ten-euros-receives-donations-poor-rest-going-finances-claims-new-book.html

المقامرون هم الذين يرفضون ان يضعوا سجلات دقيقة وشفافة حالهم حال بلدية صغيرة في السويد كي يعرف الشعب كيف تجمع وتصرف الأموال الى حدّ الفلس.

المقامرون هم الذين ينفقون الملايين في محاكمات خاسرة أصلا واساسها التزوير والسرقة ويرفضون تقديم كشف شفاف عنها.

المقامرون هم الذين يزورون الوثائق للاستيلاء على أملاك الغير.

المقامرون هم الذين يغدقون المديح على المزورين والسراق واللصوص.

المقامرون هم الذين أرسلوا مبشرين الى الشرق ليس للتبشير بكلمة الإنجيل بين المسلمين والذين لم يسمعوا بالمسرة بل للسيطرة على مقدرات المسيحيين المشرقيين وتغير ثقافتهم ومذاهبهم القويمة والسليمة والاستيلاء على اوقافهم.

المقامرون هم الذين لا يزالون يرسلون المبشرين الى المشرق للتأثير وتغير ثقافة المسيحيين المشرقيين رغم الظلم المرعب الذي هم فيه نتيجة طغيان المجموعات الإسلامية الظلامية والتكفيرية.

المقامرون هم الذين قسموا وشتتوا ام كنائس الدنيا، كنيسة المشرق الكلدانية، الى مناطق وكنتونات ومراكز ومشيخات الى درجة اننا صرنا وكأننا عدة مؤسسات كنسية بقدر الابرشيات والخورنات وليس مؤسسة كنسية واحدة موحدة.

المقامرون هم الذين استولوا ولا يزالون على اوقافنا وأحرقوا مخطوطاتنا واضطهدوا كهنتنا وأكليروسنا واقتطعوا مساحات شاسعة ولا يزال واضافوها ويضيفونها الى املاكهم وإمبراطورتيهم مع ناسها وأملاكها بعد فرض ثقافة دخيلة وأجنبية عليها.

سأكتفي بهذا القدر ليس لأن ليس هناك المزيد.

والله بإمكاني الاستمرار بذكر المقامرات، التي لا تبدو مقامرة القس الكلداني عامر ساكا الا قزما صغيرا امامها، أياما واسابيع وقد لا تنتهي.

تحية من الأعماق الى القس الكلداني عامر ساكا

إن ما قمت به غير مقبول وجريمة ولكن بينت أنك وإن كنت "مقامرا" إلا أنك رجل شهم وشجاع بإمكانك تحمل مسؤولية ما قمت به. اعترفت بالخطأ وسلمت نفسك للعدالة.

اما نحن ومعنا كل هذا الفوج من المقامرين الكبار جبناء لأننا نفتقر الشجاعة لتحمل المسؤولية ولهذا لا نعترف بمقامراتنا.

لقد سألت عنك كثيرا واستقصيت. 

كنتَ في بغداد تخدم في أفقر المناطق – السنك، كمب الكيلاني، السعدون. وكنت الأب الحنون للفقراء والمساكين وتأخذ شمامستك في زيارات لبيوتهم وتمنحنهم ما قسمه الله.

وكنت تجمع الشمامسة مرتين في الأسبوع وكنت قلعة من القلاع الملتزمة بطقس ولغة وتراث وريازة وثقافة كنيستك المشرقية الكلدانية.

ولن أنس عيد الشمامسة في عام 1996 حيث اقمت مهرجانا بهيجا جمعت فيه كل شمامسة بغداد مع البطريرك والأساقفة والكهنة.

وبدأنا في الصلاة حسب الطقس الكلداني من مزامير وموتوا وشهرا وصبرا ونحن عشرات وعشرات الشمامسة ومن ثم القداس (تليثايا) والمذبح مزين بعشرات وعشرات الشمامسة حتى ضاق المكان بهم واضطر الكثير منا الوقوف مع الشعب.

وهذا ما جعل البطريرك المرحوم بيداويد ان يباركك في كرازته ويستشهد بك ككاهن غيور ونموذج لما يجب ان يكون الكاهن الكلداني عليه محافظا على طقسه ولغته وتراثه وثقافته وريازته.

القس عامر عمل ما لم يتجرأ أي كاهن او أسقف كلداني القيام به

كان الكثير منا يرى في القس عامر نموذجا للممارسة الإنجيلية على مستوى النشاط اليومي.

فهو الكاهن الوحيد – حسب معرفتي – عمل المستحيل للحصول على موافقة وزارة الداخلية في العراق للقيام بزيارات دورية للسجناء المسيحيين كافة دون تسميات ومذاهب وإقامة قداس لهم مرتين في الشهر في قاعة وسط سجن أبو غريب المرعب والمخيف وامام أعين وأنظار الاف السجناء المسلمين.

وكان القس عامر يمر على الميسورين ليجمع المساعدات للمساجين من المسيحيين وعوائلهم.

وكان لي شرف مرافقته أحيانا الى سجن ابو غريب الرهيب.

كان يحمل رسائل الى السجناء رغم خطورة الوضع ويستلم رسائل منهم ويوصلها الى احبائهم.

وكان السجناء المسيحيين يتقاطرون الى القاعة وهم يسبحون وينشدون مع الكاهن وكثيرون منهم مظلومين ويبكون في القداس بكاء مريرا وهم ينشدون لاخو مارن، وقديشا الاها، وسبارو سبرث لمريا، ومارن إيشوع، وكرروى وسرابي، وحذ اوا قديشا، وتاج الصلوات في المسيحية "اوون دوشميا."

حادثة لا تنسى ابدا

في فورة من فورات الجنون والعربدة، القى عدي صدام حسين بالصحفي العراقي البارز والشهم الدكتور هاشم حسن جاسم التميمي في زنزانة في سجن أبو غريب.

وكنا مجموعة من الصحافيين العراقيين في حينه أردنا إيصال مبلغ من المال ورسالة سرية الى الدكتور هاشم الذي هو حاليا عميد كلية الإعلام في جامعة بغداد.

ولكن من بإمكانه ان يقوم بذلك؟

وأخذ القس عامر الرسالة والمال في احدى زياراته وأوصلها الى الدكتور هاشم.

الدكتور هاشم حي يرزق والقس عامر حي يرزق. أقول هذا فقط للتأكيد.

هل يستحق هذا القس الكلداني الغيور كل هذه السكاكين؟

كلنا مقامرون ولكن لماذا ننهش بلحم أصغر مقامر في صفوفنا بينما ننسى السياق ونتحاش رفع سكاكينا في وجه المقامرين الكبار من الحيتان الكبيرة التي هي سبب بلائنا والوضع المأساوي من الناحية التنظيمية والإدارية والمؤسساتية والطقسية الذي نحن فيه.

ولكن الصحافة الكندية التي لا يعنيها أمر الدين والمذهب والمؤسسة الكنسية كثيرا ولا تخشى أي مؤسسة او سلطة لم تنسى السياق وذكرت المؤسسة التي نحن تحت مراقبتها under watch باسمها الصريح:

http://www.ctvnews.ca/mobile/canada/ontario-priest-accused-of-gambling-away-500k-for-refugees-1.2834931
http://www.thestar.com/news/gta/2016/03/28/money-for-refugees-lost-gambling-says-catholic-church-in-london-ont.html

كلنا مقامرون ومن الدرجة الأولى فكفوا عن حدّ سكاكينكم ونهشها في جسد هذا "المقامر" البسيط والمسكين.

إن لم نقدر ان نعري ونتحدى كبار المقامرين ومؤسستهم وسلطتهم المطلقة على كل مقدراتنا والذين نحن تحت مراقبتهم under watch هذا سيكون وضعنا ونحن مقبلون الى الانقراض لا محالة.

الأمة التي تخشى السياق لن تنهض ابدا وتبقى على الهامش وتموت.

1246
أخي العزيز مسعود النوفلي

تحية طيبة

شكرا على تعقيباتك والأدلة التي قدمتها. إنها تدعم وتثبت وتبرهن على النقاط التي اثرناها في نقاشنا هذا.

ومن ثم لا أظن ان الحوار زاغ عن مساره.

الحوار هو في صلب الموضوع.

 مسألة الرهبان والكهنة والبطريركية والمطران سورو والأبرشية في المهجر وسلطة وسطوة وزارة المستعمرات الفاتيكانية كلها تأتي ضمن سياق واحد.

بمعنى أخر لن نستطيع فهم واستيعاب أي منها دون الربط مع الأخرى. وليس هناك فهم للواقع الاجتماعي دون السياق.

لن يقتنع من لا يريد ان يقتنع حتى لو اتيت بأدلة الدنيا برمتها.

مع الاعتذار ولكن مثلهم يشبه مثل الذي يطلب دليلا على ان القمر يضيء في الليل وأن الشمس تضيء النهار وان غياب الشمس ليس في النهار بل في الليل وان الأرض كروية وأن الأرض تدور حول الشمس وان القسمة ليست مثل الضرب في العمليات الحسابية.

ولكن أنظر كيف استلوا سكاكينهم وبدأوا ينهشون في لحم القس الكلداني عامر ساكا.

هل هذا القس مقامر ام الذي يقامر ببنك وبمئات الملايين من الدولارات والأدلة تطفح فيها الجرائد والمجلات والكتب؟ تعلم من وماذا اقصد.

هل هذا القس مقامر ام ان الذي قامر بمليارات الدولارات من أموال المساكين والفقراء ودفعها صاغرا لضحايا التحرش الجنسي من الأطفال والضحايا كلهم كاثوليك؟

هل هذا القس مقامر ام الذي دفع ملايين وملايين الدولارات وزور الوثائق وظهر انه لص وسارق ومزور وسانده في ذلك كرادلة في الفاتيكان وامتدحوه وفرحوا به وهللوا له ام القس عامر ساكا؟

هل هذا القس مقامر ام الذي قامر بأوقافنا وأملاكنا ومناطقنا وسهل للأجنبي والدخيل اغتصابها والمقامرة بها؟

في اقل تقدير هذا "المقامر" - القس عامر ساكا - اعترف بخطئه وعاقب نفسه بنفسه وسلم نفسه للعدالة.

اما المقامرون الأخرون - الحيتان الكبيرة - فهي حرة طليقة وفوق الشبهات وذات سطوة وهيمنة وتبيع الأخلاق والمبادىء وتقرأ على رأسنا ايات من الإنجيل وترفع الصليب. يا للمصيبة!!!

هناك عشرات وعشرات الأمثلة الأخرى ولكنني اكتفي بهذا القدر.

امرنا غريب وعجيب.

ودعني اكرر مرة اخرى اننا كنيسة وشعب مسكين وغلبان ومنقرضون هوية وكنيسة كلدانية مشرقيةإن لم يكن قد انقرضنا للتو.

تحياتي


1247
الأخ العزيز سامي ديشو المحترم

عيد قيامة مجيد لك ولعائلتك الكريمة وتهانينا من الأعماق على الدور الذي تقوم به في تدريس لغتنا السريانية المقدسة في الكلية الأشورية في استراليا. بارك الله في جهدك.

تريد مني وثيقة ودليل من مؤسسة فاسدة أصلا. لماذا لا تطلب هذه الوثيقة من المؤسسة ذاتها كي تثبت براءتها؟ لماذا لا تطلب تشكيل لجنة تقصي الحقائق مستقلة للكشف عن كل ملابسات هذه الفضيحة من خلال شفافية تظهر لنا نسخ من المراسلات بين كرادلة الفاتيكان والمطران جمو حول هذه القضية (الفضيحة)؟

حتى الأن منحت أكثر من دليل على انه لا تسقط شعرة في مؤسسة الكنيسة الكلدانية دون آذن ورخصة من وزارة المستعمرات الفاتيكانية، ولكن مع ذلك لا تصدق.

قرار المحكمة ذاته ونسخته متوافرة على الشبكة العنكبوتية والموقع من واحد من أنزه القضاة الأمريكان الذي يدين Nenos Michael  ومن معه et al., الا يكفي هذا دليلا على الفضيحة هذه؟ هل هناك من يقول لنا من هم et al., ام ان المسالة سائبة وتقترف جريمة بهذا الحجم دون حساب؟

نحن بحاجة الى شجاعة الكاهن الكلداني عامر ساكا كي يأتي المطران سورو والمطران جمو إن ظلت مصداقية لديهما وإن حقا يؤمنان بالإنجيل ومعهما وزير المستعمرات الفاتيكاني ويضعا كل الأوراق على الطاولة. ولكن من يستطيع ان يقاوم وزارة المستعمرات هذه التي تحبس انفاس الكلدان ومؤسستهم الكنسية؟

محكمة بهذا الحجم تكلف ملايين وملايين الدولارات للطرف الوحد. والطرف الذي تم تجريمه (المطران سورو و et al.,) أجبر على دفع كل المصاريف الى حد الفلس وإلا كان مصيره السجن.

هل لنا ان نعرف كم ومن من وكيف تم تغطية هذه المبالغ الطائلة؟

كل هذا الفضيحة التي يقرها قرار محكمة مدنية أمريكية بعبارات لا تقبل اللبس وتأتي وتريد مني الدليل؟ يا الله. ماذا حلّ بنا؟

منحت ما قاله من مديح في المطران سورو (مديح لشخص متهم بالاختلاس والتزوير من قبل محكمة مدنية) من قبل كرادلة في الفاتيكان ولم تصدق.

ومن ثم هناك مبدأ تستند اليه حتى المحاكم في أمريكا وقد استند اليه القاضي في المحكمة الفضيحة وفي لائحة الاتهام وهي ما نطلق اليه بالإنكليزية circumstantial evidence وترجمته "دليل بالقرينة".

وهذا الدليل يقول إذا كانت هذه المؤسسة الفاسدة قد اغتصبت عروس وتاج الكنيسة الكلدانية  في الهند دون ان يرف لها جفن او ان تعتذر وتقدم تعويضات فإنها ستفعل بالكلدان ما تشاء.

تغتصب عروس وتاج الكلدان ويقولون عنها "نعمة وبركة" ومع ذلك يطلبون دليل.

وهذا الاغتصاب لم يكن في الماضي ابدا. إنه وقع في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ماذا تفعل الطائفية والطاعة العمياء للأجنبي والدخيل بالناس؟

وهذا الدليل يقول ان ما حدث في الخليج قريب الشبه من الهند، أي فقدالكلدان كل ادارة وتنظيم مؤسساتهم وكل ما يتعلق بها بعد ان استولى اللاتين على ما لهم هناك.

وعن أي اتفاق وقوانين تتحدث؟

هذه القوانين وضعت على قياس مؤسسة استعمارية فاسدة وهي وزارة المستعمرات في الفاتيكان التي قصت جناح البطريركية كما هو الحال اليوم وأجبرتها ان ترفع الراية البيضاء وتسكت وإلا ... كما قال واحد من الأخوة المعلقين أعلاه.

كل هذه الفوضى العارمة التي لا تستطيع البطريركية الكلدانية تثبيت راهب في مكانه او نقله او تعين رئس لدير واحد او نقل أسقف من مكان الى اخر او توقيفه وتقول لي أعطني وثائق؟

انا لم اقل ان الفاتيكان دفع مبالغ للتغطية على فضيحة القرن بالنسبة للكلدان. انا قلت انه دون موافقة وتعاطف الفاتيكان مع هذه الفضيحة لما كان بإمكان المطران جمو دفع مبالغ طائلة للتغطية عليها.

قرار المحكمة بذاته هو ادانة للمطران سورو أولا لأن يظهره كلص وسارق ومزور وكل من وقف وراءه أولا المطران جمو وخلفه صاحب نعمته الذي يستقي كل قوته منه الدخيل والأجنبي وزير المستعمرات في الفاتيكان.

وإن هم أبرياء كما تدعي ليكشفوا لنا اوراقهم.

الشعب الكلداني شعب مسكين وشعب غلبان.

تحياتي




1248
الأخ العزيز عبدالأحد سليمان المحترم

تحية طيبة

الحوار مع أقلام تلتزم الكياسة والأخلاق وأدب المخاطبة مثل قلمك اللامع مثار فخر واعتزاز. والحوار معها لا يثير حبة خردل من الانزعاج. على العكس يدخل البهجة الى القلوب ويغني العقل من خلال تبادل المعلومات.

ارجو ان يتسع صدرك لنقطتين مهمتين.

الأولى، تخص المبالغ الطائلة – وهي بملايين الدولارات – التي دفعها المطران جمو بأمر وتوجيه مباشر من الفاتيكان (سأعرج على الدليل لاحقا). هذه المبالغ لن نستطيع معرفة حجمها الا انها كبيرة جدا.

أين الإشكال. الإشكال عندما نحد السكاكين على قس خسر 500 ألف دولار كندي ونعريه ونتهمه ونجرمه قبل محاكمته وقبل معرفة السياق الذي حدثت السرقة فيه.

بيد اننا متفقون ان هناك خسارة لملايين وملايين الدولارات في قضية مطران سورو بالتعاون مع المطران جمو وتحت الإشراف المباشر للفاتيكان وهناك محاكمة ومحاكم دامت سنين وكلفت مبالغ هائلة وهناك قرارات واضحة بخصوص الإتهام ولكننا لا نحرك ساكنا. السبب الخشية من وزارة المستعمرات الفاتيكانية او الاتكاء عليها لاقتراف انتهاكات وجرائم بهذا الحجم.

النقطة الثانية، وهي اهم نقطة وتتعلق بالعقارات بالنسبة للفاتيكان.

العقارات والمال بالنسبة للفاتيكان يأتي قبل الإنجيل. وهذه حقيقة ولا يحتاج المرء الى جهد كبير للتحقق منها. وليس هناك دولة او مؤسسة في العالم لها من العقارات التي لا تثمن مثل الفاتيكان.

ليس بإمكان أي أسقف كلداني البت بمسألة عقارية (اوقاف) حتى ولو كانت سنتمتر مربع واحد دون رخصة خطية رسمية من الفاتيكان في حال الكلدان من وزارة المستعمرات او من يمثلها.

حتى البطريرك (وهو منصب رمزي ظهر لا معنى ولا سلطة له ربما حتى على قلايته) لا يحق له التدخل في مسائل عقارية دون موافقة وزارة المستعمرات (هم يطلقون عليها الكرسي الرسولي، أي مثل المسيح وكأن المسيح أمضي حياته في بيع وشراء وامتلاك والاستيلاء على عقارات الغير).

كل ممتلكات الكنيسة الكلدانية هي ملك وزارة المستعمرات. وهذه حقيقة نكرانها لا يزيدها الا تثبيتا.

وفي أي لحظة بإمكانهم فصل أي عقار من الكنيسة الكلدانية وضمه ممارسة وعملا وسيولة وغيره واضافته الى إمبراطورتيهم العقارية.
 
وأنا شاهد عيان. حيث كان للكلدان مدارس لا تثمن من حيث القيمة والمستوى العلمي في الخليج (الكويت والإمارت ...الخ.

عملت في دبي مراسلا لوكالة رويترز وأردت تسجيل اولادي في المدرسة الكلدانية ولكن الظروف لم تسمح. وكانت المدرسة الكلدانية في دبي تحفة وآية في البناء والمستوى العلمي والراهبات الكلدانيات فيها كن نموذجا لما يجب ان يكون عليه الإنسان المسيحي من خلق وعلم.

وهذه المدرسة الكلدانية كان يرتادها أولاد الأمراء في الإمارات وكانت تدر واردا لا بأس به مكن الراهبات الكلدانيات في حينه بناء مدارس والتوسع داخل العراق وخارجه والمباشرة في مشاريع خيرية لا سيما ان العراق كان تحت الحصار والناس في عوز شديد..

بجرة قلم سحبتها وزارة المستعمرات هي وكل متعلقاتها الأخرى في الخليج مع راهباتها وكل كلداني يعمل فيها وصارت تابعة بالمطلق للاتين ومجمعهم اللاشرقي، اللارسولي غير المقدس لأن هذا أبشع أنواع الاستعمار.

 عقاراتنا نبنيها بعرق جبيننا وتبرعات الكلدان مع ناسها والعاملين فيها ينهبها الغرباء والأجانب باسم الإنجيل والإنجيل براء منهم.

فكيف يمكن القول ان المطران جمو والمطران سورو وقعوا في الفضيحة العقارية المالية المهولة هذه إن لم يكن الفاتيكان وراء ظهرهم؟
 
المطران جمو وكل الأساقفة الكلدان وأكليروسهم لا يستطيعون كش ذبابة بدون علم وموافقة وزارة المستعمرات في الفاتيكان فكيف بعقارات قيمتها في حينة عشرات الملايين من الدولارات واموال طائلة.

حقا ان الكلدان شعب مسكين وغلبان.

تحياتي


1249
الأخ العزيز عبدالأحد سليمان المحترم

تحية طيبة

شكرا لمرورك ولكن كون الوثيقة أي قرار المحكمة متوافر على الرابط هذا لا يجوز اتخاذه عذرا لعدم الوثوق به.

انت اخ وكاتب أقدر قلمه. علينا دائما ان نستخدم بعض الاستقصاء في اقل تقدير قبل الولوج في دحض وثيقة خطيرة ومهمة وأصلية وحقيقية مثل هذه.

ومن ثم انت سيد العارفين ان الوثيقة مواقعة من واحد من أكثر القضاة الأمريكيين شهرة ونزاهة وهو قاضي المحكمة العليا

Kevin J. Murphy (Ret.) a distinguished judge on the Santa Clara County Superior Court

علينا ان نبحث ونبذل جهدا بسيطا للتحقق. انا شخصيا بحث واستقصيت وتأكدت مائة في المائة ان الوثيقة هذه اصلية وبتوقيع هذا القاضي الشهير.

بإمكانك وأنت قريب منهم ان تتصل او تتحقق ولن يستغرق ذلك منك أي جهد.

لا اظن هناك محام في الولاية التي انت بها لا يعرف هذا القاضي وتوقيعه.

ومن ثم من بإمكانه وضع وثيقة مزورة وبتوقيع قاضي محكمة عليا في أمريكا ويفلت من العقاب؟

هل هذه شركة المطران سورو المزورة التي زور فيها وثائق واكتشفها هذا القاضي الفلتة؟

هل هذه وزارة المستعرات في الفاتيكان كي تزور تاريخ الكنائس المشرقية برمته وتسيطر عليها واملاكها وكل شيء وبالمطلق دون ان يستطيع شخص ان يقول لها أف؟

وأنظر يا اخي العزيز اسم المدعى عليه وهو نينوس ميخائيل Nenos Michael. هل تعلم من هو. ومن ثم ,.et al يا الله يا مسيح. هل هذه كنيسة رسالتها الإنجيل ام عصابة مافيا!!

سأترك شرح ذلك لضيق الوقت وقد قلت وأظن اكتفيت.

ولكن انظر السكاكين التي تنهال على القس عامر ساكا الذي اعترف بخطئه وهو جريمة وقارنه بهؤلاء من أمثال Nenos Michael وصحبه et al., وكل هذه اللصوصية والتزوير والسرقة وبملايين وملايين الدولارات ومع ذلك لا يؤنبهم ضميرهم ويضعون الصليب على صدورهم ويقدسون ويتناولون القربان كل يوم ويقرأون ويستشهدون بالإنجيل على رؤوسنا.

الشعب الكلداني شعب غلبان.

تحياتي


1250

الأخ العزيز عبدالاحد سليمان المحترم

بعض قرارات المحاكم متوافرة على الشبكة العنكبوتية وهذا واحد منها او بالأحرى غيض من فيض:

http://www.peshitta.org/pdf/decision.pdf

هذا القرار يشير الا ان المطران سورو أسس شركة corporation ونصب نفسه رئيسا لها وسجل باسمها عقارات (في حينها واثناء الأزمة المالية العالمية التي أدت الى نزول حاد ومخيف في أسعار العقارات في امريكا) كانت تقدر قيمتها بعشرات الملايين من الدولارات هذا ناهيك عن أمور أخرى.

اسقف يؤسس corporation  (شركة) ويسجل عقارات (اوقاف) الكنيسة باسمه وشركته ويحميه الفاتيكان ويدافع عنه في المحاكم ويتستر على الفصيحة هذه  (فضيحة واحدة من عدة فضائح) من خلال مطرانية كلدانية التي دفعت مبالغ لا يعلمها الا الله لتخليصه من الفضيحة ومن ثم يتم تنصيبه في اعلى الهرم الكنسي في الكنيسة الكلدانية (الأسقف هو اعلى مرتبة كهنوتية) .

هل تقبل مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية لأي من اساقفتها ان يؤسس شركة ويكتب وينصب نفسه رئيسها ويسجل باسمه العقارات الكنسية والأموال وغيره وان انتقل الى مؤسسة أخرى يأخذ ما لله وعبدالله معه ويتلاعب به بهذا الشكل؟

اين صار المسيح والإنجيل؟ هذا السؤال اسأله لنفسي أولا ولكل المؤسسات الكنسية ثانيا.

القرار والوثائق الأخرى التي بحوزتي حصلت عليها بجهودي الشخصية وهي تظهر حجما مهولا من الفساد وسأنشرها حال ما تسنح الفرصة لكثرة الالتزامات حاليا.

وهناك تدخل مباشر من قبل الفاتيكان في هذه الفضيحة وبعض الكرادلة الكبار دافع عن الفساد والمفسدين وبشكل علني مما يدل على ان كل ما قام ويقوم به (في الماضي والحاضر والمستقبل) كل من المطران جمو والمطران سورو (وأي مسؤول أخر في الكنيسة الكلدانية) كان تنفيذا لتعليمات وقرارات مباشرة من الدخلاء والأجانب  في الفاتيكان:

Two public statements were made by two Holy See Officials in 2006 and 2007 recognizing the pro-Catholic views and the ecumenical efforts of Bishop Mar Bawai Soro.
1.   His Excellency Bishop Brian Farrell (Vatican Information Service on 13-18 November 2006) stated that Bishop Mar Bawai suspension was largely related to his pro-Catholic position.
2.   His Eminence Cardinal Walter Kasper (Zenit interview on 22 June 2007) affirmed that Bishop Mar Bawai was one of the architects of the Catholic-Assyrian dialogue who was recognized for his significant contribution.

المشكلة ان هؤلاء منزلين رغم مشاركتهم المباشرة في فضيحة فساد تفوق ملايين الأضعاف ما قام به القس الكلداني عامر ساكا.

ولكن أنظر السكاكين التي تنهال على القس ساكا بينما الدفاع غير المبرر من قبل بعض الأخوة للمؤسسة الفاتيكانية الفاسدة اساسا لاسيما وزارة مستعمراتها والتي صارت لدى البعض تأتي قبل الإنجيل.


تحياتي


1251
الأخ العزيز عبدالاحد سليمان المحترم

الأخ العزيز مسعود النوفلي المحترم

الأخوة المتحاورون

القراء الكرام

لدي نسخة من قرار المحكمة الفضيحة التي عرّت هذه المؤسسة الفاتيكانية الفاسدة المتمثلة بوزارة المستعمرات ووزيرها وموظفيها.

وكذلك عرت المطران سورو والمطران جمو ومعه صاحب نعمته الدخيل والأجنبي وزير المستعمرات في الفاتيكان ووزارته.

وكذلك تعري التبعية المطلقة التي لا يقبل به أي فرد او مجتمع له ذرة من الكرامة للكلدان ولكنيستهم لهذه الوزارة الاستبدادية في كل شيء حتى في التفكير.

يؤكد القرار كل ما ذهب اليه فريق الدفاع في الوثيقة الخطيرة التي نشرها الأخ العزيز مسعود. وهذه الوثيقة هي التي استند اليها القضاة في اتهام المطران سورو بكل ما ذكرناه اعلاه .

لو حدث هذا في مؤسسة مدنية حتى في العالم الثالث لتم معاقبة المسيئين ومحاسبتهم ولو شكليا..

كل هذا الكم من الوثائق وكل هذه الشكاوى وكل هذا الظلم الواقع على الكلدان وكنيستهم وقبول اناس ما هم الا لصوص وسراق في اعلى هرم كنيستهم وفوقها وبعض الأخوة يزايد بالتدين وصارت لديهم وزارة المستعمرات  في الفاتيكان هي الانجيل ويدافعون عنها باستماته مع الظلم المرعب الذي الحقته ولا زالت تلحقه بالكلدان والتاريخ شاهد بماضيه القريب وحاضره.

لتغطية نفقات المحكمة هذه فقط للطرف الذي ربح القضية اجبر المطران سورو على دفع حوالي مليون ونصف دولار. من دفعها وكيف تم دفعها وبقرار من من؟ هذا أموال الكلدان يتم التلاعب بها ودائما العذر تعليمات وقرارات من الكرسي الرسولي.

وزارة المستعمرات كرسي رسولي؟؟؟

 كم هو مجمل المبلغ الذي دفعه المطران سرهد جمو بأمر من صاحب نعمته في الفاتيكان لإنقاذ المطران سورو من فضيحة مدوية؟ الله اعلم ولن نصل الى نتيجة لأننا امام مؤسسة فاسدة شمولية لا تعير حبة خردل من الاحترام لمنتسبيها.

هل هذا ما يعلمنا اياه الإنجيل؟

وأشكر كل الأخوة الذي زودوني بمعلومات ووثائق وسأكتب مقالا مفصلا عنها حال تسنح الفرصة لي.


تحياتي


1252
الأخ العزيز جورج نكارا المحترم

قيامة مجيدة وتحية طيبة وبعد،

ما شجعني على الرد هو اعتذارك الشجاع للأخوين عبدالاحد وكيوركيس. هذا ينم عن خلق رفيع ومسعى حثيث للبحث عن الحقيقة.

ومن هنا دعني اصحح لك إن اتسع صدرك.

 تقول ان اسم الفاتيكان غير وارد في قرار المحكمة العليا في ولاية كاليفورنيا، المحكمة الفضيحة التي لو حدثت في أي مؤسسة تحمل ذرة احترام لنفسها واعضائها لطارت رؤوس كثيرة بسببها، هنا لا نقول احترام الإنجيل والمسيح والصليب لأن الصليب والإنجيل والمسيح تأتي في اخر قائمة أولويات هذه المؤسسة الفاسدة.

عندما نشير الى مواقف او اقوال للبيت الأبيض او البنتاغون او الإليزية نحن لا نشير الى بنايات من حجر. نشير الى المؤسسة ذاتها والمسؤول المباشر الساكن فيها.

وهذا إطار خطابي كثير التداول في الإنكليزية وتقع ضمن هذا الإطار تعابير مثل 10 Downing Street في إشارة الى الحكومة البريطانية ورئيسها و Capitol Hill في إشارة الى الكونغرس الأمريكي و Westminister في إشارة الى البرلمان الإنكليزي وغيرها كثير من الأطر الخطابية الاستعارية التي لا نشك ابدا في مدلولاتها.

وعندما يشير قرار المحكمة العليا في كاليفورنيا الى vital interests … hierarchical churches have in this case فالمقصود بالضبط هو الفاتيكان لأنه ال hierarchy  جزء من تكونية وكذلك أي مؤسسة كنسية أخرى تستند الى هذا النظام.

وهذه ال hierarchy بالنسبة للكلدان وكنيستهم هي وزارة المستعمرات ووزيرها الذي بدونه لا يستطيع أي شخص ان "يكش ذبابة" فما بالك بمحكمة العصر التي كلفت عشرات الملايين الدولارات وشارك فيها افواج من المحامين من الطرفين.

هل يعقل ان المطران سورو او المطران جمو شاركا في فضيحة مهولة مثل هذه دون موافقة ال hierarchy المتمثلة بوزارة المستعمرات في الفاتيكان؟  كل الكلدان وكنيستهم وأساقفتهم وبطريركهم ليس بإمكانهم نقل راهب من هنا الى هناك إن صدهم هذا الوزير. ومقال الأستاذ شكوانا ما هو الا صرخة لرفع نير هذا الاستعمار وهذه ال hierarchy .

لو كنا في مؤسسة مدنية لها ابسط شروط الإدارة النزيهة لتم فصل اللص والسارق والمزور فورا الذي اشرت اليه أعلاه ومعه الذي جمع ودفع المال له وبكميات هائلة في قضية مدنية خاسرة لا علاقة لها بالإنجيل والكنيسة كرسالة سماء ومن ثم للقي الوزير الدخيل والأجنبي هذا جزاءه العادل لأن هو ووزارة المستعمرات التي يرأسها الكل في الكل وكما قلت لا تسقط ورقة من شجرة الكلدان ومؤسستهم الكنسية دون علمه وآذنه وموافقته.

اليس هذا الزهايمر الذي قال البابا، الذي يمارس الانجيل ممارسة يومية لم نشهد لها مثيلا على مستوى الكنيسة الكاثوليكية في العصر الحديث، انه ينخر في جسد الفاتيكان. وإن كان هناك زهايمر فهو متجسد في وزارة المستعمرات في الفاتيكان ووزيرها وموظفيها الدخلاء والأجانب الذين يسيطرون بالمطلق على كل مقدرات الكلدان وكنيستهم.

تحياتي


1253
القراء الأعزاء

فقط للتوضيح فإن قرار المحكمة (القرار الفضيحة) أخذ الدرجة القطعية.

وهذا يعني لم يعد باستطاعة كائن من كان دحضه وقد تم تطبيقه.

وكان قد صدر في 3 حزيران 2008 أي بعد سنة واحدة من تسنم الكاردينال ساندري منصب وزير المستعمرات في الفاتيكان.

وكانت هذه الوزارة هي التي تدير ولا تزال كل صغيرة وكبيرة و لاتسقط ورقة من شجرة دون آذن منها ولا يستطيع احد اتخاذ حتى قرار بسيط دون موافقتها.

وكان الوزير الكاردينال ساندري ووزارته يشرفان على ادق التفاصيل في هذه المحكمة الفضيحة التي عرت المؤسسة والطرف الخاسر فيها امام الملأ.

والذي يشك في قراءتي لهذا المعركة التي لا يدخلها بهذا الشكل الا المافيا فما عليه الا الاستعانة بالنص الإنكيزي.

وأشكر كل الذين بعثوا لي وثائق جديدة وروابط وكلها تشير الى الوضع المزري والفوضى العارمة التي تمر فيها الكنيسة الكلدانية.

إنها فضيحة الفضائح ولا علاقة لها بالمسيح والانجيل والصليب والكنيسة كرسالة سماء ابدا ابدا.

تحياتي

1254
الأخ العزيز عبدالاحد سليمان بولص المحترم

عيد قيامة مبارك وتحية طيبة وبعد

قرات تعقيبك وتشكر عليه، بيد ان المسألة لا علاقة لها بالتحول من مذهب الى اخر.

المسألة تتعلق بتحايل وسرقة وسطو وابتزاز قد لا تقترفه حتى المافيا في إيطاليا اشترك فيها المطران سورو والمطران جمو والفاتيكان ممثلا في حينة بوزير المستعمرات السابق وتبعه اللاحق (الحالي). هذا بيت القصيد.

وهذا ما يؤكده قرار المحكمة العليا في ولاية كاليفورنيا بوضوح حيث يشير الى ان المطران باوي سورو وحسب القانون الأمريكي من حقه ان ينشق عن كنيسته الأصلية وينتمي الى كنيسته الحالية (الكاثوليكية الرومانية) وان ينشق عما هو عليه الأن ويؤسس كنيسة خاصة به -انظر الصفحة 68 من قرار المحكمة في الرابط:

 http://www.courts.ca.gov/documents/episcopal10.pdf

المشكلة هي ان قرار المحكمة يدين المطران سورو والذين وقفوا خلفه ليس لأنه حول مذهبه بل لأنه ظهر انه لص ومزور وسارق. المحكمة تستخدم اطر خطابية تشير بوضوح الى هذا الاتهامات.

هنا المأساة ومن هنا لا أرى ان أي دفاع عن المطران سورو والمطران جمو والذين وقفو خلفهم في الفاتيكان سيبرر ساحتهم ابدا بل سيزيد في ادانتهم وتعريتهم.

انطر الاتهام الخطير الذي يدينهم كلهم حيث يقول ان الأمر ما هو الا مسألة مصالح ذات علاقة بالهرم الكنسي (ص 17 من القرار أعلاه).

انظر الاتهام باستخدام اموال الكنيسة المؤتمنين عليها لأغراضهم الشخصية (ص 19 من القرار أعلاه)

انظر الإشارة الى استغلال الفوضى وإنفاق 2 مليون دولار من قبل المطران سورو (ص 19 من القرار أعلاه)

انظر الإشارة الى نكث القسم (بالإنجيل) من قبل المطران سورو والتي ترد أربع مرات وهذا القسم لم تبرأ ساحته منه ابدا وحتى اليوم (انظر الصفحات 5 و14 و 17 و 29 من القرار أعلاه)

انظر الأطر الخطابية المستخدمة وكيف تتهم المحكمة المطران سورو وصحبه من المطران جمو والفاتيكان الذي وقف خلفهم حيث ترد كلمة usurp ومعناها "السطو" على أملاك الغير (ص 69 من  القرا ر أعلاه). هذه العبارة تستخدمها المحاكم الأمريكية لتوصيف مجرمي المافيا.

القرار يتألف من حوالي أربعة عشر ألف كلمة.

اما من دفع وكم دفع وعدد الحسابات البنكية المستخدمة لغسيل الأموال فحدث ولا حرج.

نحن امام مهزلة، مهزلة العقل البشري حقا، حيث يحتلنا أناس بلباس الدين والصليب والإنجيل وانهم ابعد ما يكونون عن ذلك.

أي مسيحية هذه واي انجيل هذا!! مع كل ذلك يقصفون رؤوسنا بالإيمان والمسيحية والكاثوليكية.

تحياتي


1255
الأستاذ مسعود النوفلي المحترم

فصحك مبارك ومعك القراء الأعزاء

جهود رائعة ووثائق كم كنا بحاجة الى اماطة اللثام عنها. بالمناسبة ، انا مطلع على ابحاثك الأكاديمية الرصينة وهي متوافرة على google scholar شهادة لك ولأكاديميتك الرصينة.

لقد قرأت الوثائق. إنها حقا تثير القشعريرة والاشمئزاز والادانة دون حدود لكل الذين يرتدون لباس الدين ويتخذونه ذريعة لارتكاب تجاوزات خطيرة على حساب المؤمنين البسطاء.

اذا كان هؤلاء من امثال هذا المطران وصاحبه الذي يحميه بصورة اسواء منه وصاحب نعمتهما الجاثم على رقاب الكلدان وكنيستهم في الفاتيكان  الدخيل والأجنبي الوزير الكاردينال ساندري ومجمعه اللاشرقي واللارسولي وغير المقدس يقترفون كل هذه الانتهاكات وفي وضح النهار دون محاسبة من الضمير او الناس، فأقرا على كنيستنا السلام.

لو كتبت الصحافة في السويد او نشرت وثائق تشير الى سرقة بسيطة او تجاوز بسيط لأي مسؤول لخسر المسؤول موقعه وغادر وعوقب.

هذه ليست كنيسة رسالتها الإنجيل. هذه مؤسسة فاسدة، السمؤولون فيها يعملون على هواهم دون حسيب ورقيب وضمير ويدخلون في عقول البسطاء من الناس انهم يمثلون المسيح على الأرض وانهم ابعد ما يكونون عنه وتعاليمه.

نحن لا نتحدث عن الكنيسة الكاثوليكية المقدسة كرسالة سماء التي  يجب، كما هو شأن كل الكنائس الرسولية، ان تستند الى تعاليم الإنجيل وممارسته في كل خطوة تخطوها.

لا اعلم كيف باستطاعة مسيحي مشرقي وضع مصيره وحياته كمؤمن وهوية بيد هؤلاء الذين لا يرحمون حتى المال الذي يؤتمنون عليه ولا يكترثون بالقسم المقدس الذي ادوه.

منحتنا وثائق نشكرك عليها وستكون مادة دسمة للقادم من الأيام.

ومع كل هذه الأدلة ترى هناك من يدافع عنهم ومؤسستهم ويضعها فوق الإنجيل.

تحياتي


1256
الأخ والصديق العزيز الأستاذ مسعود النوفلي المحترم

لقد ازاح ردك الأخير (رقم 11) جوابا للسيد Salem Canda الغشاوة على العيون التي لا ترى الا من منظار المذهبية والطائفية والسطوة والسلطة الاستعمارية التي يتسلط بها الفاتيكان على الكلدان وغيرهم. وهذا ما يؤدي الى عمى البصر والبصيرة.

لا أعلم هل قراء القراء النص الإنكليزي الذي يجب ترجمته من خلال مقال.

هذا الذي يقول البعض انه قديس او بار وهو المطران سورو متهم بالسرقة واستخدام اموال كنيسته المؤتمن عليها لتغطية نفقاته الخاصة:

The trial court's ref~lsal to grant preliminary injunctive relief on two occasions before finally granting suminary adjudication allowed Soro to use the Church's own funds to pay his legal bills

وهذا جزء بسيط من القرار اما المخفي فالله أعلم. حاليا أحاول الحصول عليه لغرض نشره وأمل ان لا يبخل علينا من يمتلكون هذه الوثائق كي يعلم الكلدان كيف يتم غشهم من قبل الذين يرتدون لباس الدين إن في الفاتيكان او غيره لتحقيق أغراض شخصية ومؤسساتية لا علاقة لها بالمسيح وانجيله.

وما جمعه المطران سرهد جمو بالاتفاق مع وزارة المستعمرات في الفاتيكان ووزيرها الدخيل والأجنبي الكاردينال ساندري للدفاع عن المطران سورو  رغم الكم الهائل من التهم ضده  فحدث ولا حرج ولا يعرفه الا الله ولكنه بمئات الالاف من الدولارات إن لم يكن ملايين.

هل تعلم كم تكلف محكمة كبيرة مثل هذه في أمريكا؟ وهل تعلم ان الطرف الذي يخسر عليه دفع كل التكاليف للطرفين؟

وكيف يقبل شخص أسقفا لدى الكنيسة الكلدانية وقد تمت ادانته من محكمة مدنية أمريكية واثبت عليه كل هذا الكم من التهم؟

أي مجمع يعد مقدسا وملهما من الروح القدس الذي يتعامل مع أناس سرقوا مال المؤمنين أي هم لصوص الهيكل وليس خدمته؟

بارك الله فيك يا اخي العزيز مسعود.

لقد برهنت أنك الأكاديمي الذي يقول ما يراه حق مهما كانت التبعات وليس مثل الذين يختفون وراء فوضى الاقتباس من هنا وهناك كي يبرهنوا على أكاديميتهم الزائفة.

تحياتي



1257
الأخ العزيز فريد شكوانا المحترم

ولماذا تندهش ولماذا تشتكي؟

الكلدان ومؤسستهم الكنسية لا زلوا تحت نير محاكم التفتيش ووزارة المستعمرات التي يديرها الكاردينال ساندري. وهذه الوزارة ما هي الا خير خلف لخير سلف وهو مجمع (وزارة) البروبغندا السيء الصيت الذي فرض ابشع نسخة من محاكم التفتيش على الكلدان واستمرت تقريبا الى العقد الثالث من القرن العشرين.

نسخة محاكم التفتيش التي تطبقها وزارة المستعمرات الفاتيكانية على الكلدان اليوم نسخة معدلة، أي لا تحتوي مثلا الحرق وخلع الأصابع ونتف اللحى وفصل الكهنة عن زوجاتهم عنوة ... وحرق المكتبات والمخطوطات ومحاكم صورية وسجن وتعذيب.

هي سيطرة مطلقة على مقدراتنا في أصغر التفاصيل من خلال قوانين استبدادية لا تمنح حبة خردل من المرونة والحرية للكلدان وكنيستهم في أبسط الأمور الإدارية والتنظيمية.

الرسالة هذه والموقعة من أناس مغمورين إهانة بحق الكلدان وكنيستهم حيث ليس فيها حتى اشعار للبطريركية وهي تحذير وإنذار بأنهم بإمكانهم ضرب كل قراراتها ووجودها عرض الحائط وبإمكانهم نسف الرهبنة الكلدانية وهيبة الكرسي والصرح البطريركي.

هل تعلم ان دخلاء وأجانب مثل هؤلاء وبرسالة مثل هذه بإمكانهم عمل أي شيء – أي شيء بالكلدان.

 بإمكانهم وبسهولة الغاء البطريركية والبطريرك أيضا وهذا ما فعلوه في السابق والتاريخ ثابت وشاهد، هذا إن ظلت هناك ما يسمى سلطة بطريركية التي اليوم قد لا تتجاوز القلاية (المكتب) في بغداد.

ومع هذا يبرز لنا أناس يبجلون هذا الاستعمار او يهونون من ظلمه ويدعون ان الظلم كان في الماضي وان الفاتيكان قد تغير.

ولماذا يا أخي العزيز تهاجم او تنتقد المطران سرهد جمو؟
 
أدرس السياق. السياق الذي نحن فيه والذي فيه يتسلط رجال دين لاتين دخلاء وأجانب من خلال ما يقولون انه تفويض إلهي (من المسيح) على كل مقدراتنا – أي يبيعوننا ويشتروننا مع اوقافنا وثقاتنا ومناطقنا وكل شيء كما يشاؤون، يسمح للمطران جمو ان يقوم بما يقوم به.

ومع هذا ينبري لنا ناس بعضهم يقول انهم أكاديميون ويتفلسفون ويقتبسون من علماء وفلاسفة وأكاديميين لتبرئة هذا الظلم وجعله إرادة إلهية ونعمة وبركة.

 وقع الفأس على الرأس كما يقول المثل (والفأس على الرأس منذ زمان بعيد).

 موظفون عاديون في وزارة المستعمرات الفاتيكانية من الدرجة العاشرة يسحبون فيه البساط تحت قدمي البطريركية ويظهرونها انها ليست الا مؤسسة كارتونية لا سلطة لها ولا تقدير ولا مكانة لدى الفاتيكان وان الحاكم الفعلي هو وزارة المستعمرات في الفاتيكان وان البطريرك الفعلي للكلدان هم الدخلاء والأجانب وأي واحد منهم حتى سكرتير وزير المستعمرات او أي موظف لديه:

إنها حقا رسالة خطيرة تظهر حجمنا الحقيقي الذي لا يوازي ذبابة امام موظف أجنبي لاتيني دخيل في وزارة المستعمرات الفاتيكانية.

وأتذكر قول لن أنسبه ولكن صاحبه لا بد وان يحس به إن قرأ هذا التعقيب او المقال حيث كان يشيد بوزارة المستعمرات الفاتيكانية ويرى سيطرتها على كل تفاصيل حياتنا وفي كل شيء وبالمطلق ويصفه بنعمة وبركة واردة الهية.

الرسالة هذه ضربة قاضية للمؤسسة البطريركية وأمل ان نحترم نحن الكلدان أنفسنا وأن نلغي هذه المؤسسة التي يتلاعب بها الاستعمار الفاتيكاني من الدخلاء والأجانب اللاتين كما يتلاعب الموج بقصبة مرمية في البحر وكما يتلاعب الريح بورقة شجرة ساقطة في الخريف.

الغاؤها يحفظ لنا في أقل تقدير ماء الوجه ولا يعرضنا الى اهانات مثل هذه.

تحياتي


1258
الأستاذ يوسف شكوانا المحترم

كنيستنا المشرقية المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة هي ضحية اضطهاد مروع ومخيف من كل الجهات وفي كل العصور.

الاضطهاد الذي اتانا نحن ابنائها وبناتها لا مبرر له ومؤشر الى التوحش والتغول الإنساني – أي عندما يتحول الإنسان الى حيوان ويمارس العنف بشكل لا يستطيع الحيوان القيام به.

الشعوب التي عشنا معها من المسلمين بطشت بنا وبكنيستنا وحتى هذا اليوم وفي نظر بعض فرقها ومن خلال بعض نصوص في الكتب التي تراها من السماء نحن كفرة وأدنى مرتبة من الناحية الإنسانية منهم فعلينا ان نصبح مثلهم وإلا ليس امامنا غير الفناء.

ويجب ان لا ننسى أيضا أننا ضحية لظلم مرعب اتانا من المسيحيين الغربيين (لا سيما الفاتيكان) حيث هرطق (أي كفرت) بعض الكنائس كنيستنا المشرقية وعاملتها بطريقة تفوق في طغيانها في بعض التفاصيل ما أتانا من المسلمين.

شنوا حملة تبشيرية شعواء بالتواطؤ مع المستعمرين الغربيين والطغاة المسلمين مثل الدولة العثمانية لتغير ثقافتنا وطمس كل ما يدل على خصوصيتنا.

يشنون حملة تبشيرية هائلة وينفقون عليها أموالا طائلة لتغير وغسل دماغ المسيحيين المشرقيين ولا يتقربون من المسلمين وعندما تأتي الكارثة كما هو الحال اليوم يتركونهم في العراء.

النظرة الحالية لمؤسسة الكنيسة الكلدانية للتراث واللغة لا نستطيع استيعابها خارج هذا السياق.

وإلا كيف نفسر تهميش أنشودة للعذراء بهذا السمو ليس في اللحن فقط بل في الكلمات والمعاني واستبدالها بالدخيل والأجنبي؟

وكيف نفسر ان تكون ملامح التماثيل والأيقونات والصور التي ترفع للعذراء في الكنائس الكلدانية غربية ولاتينية السيمائية والشكل وغيره بينما العذراء مشرقية وكانت تتحدث بلغتنا المقدسة؟

وكيف نفسر ان يغادر شعب له ذرة من الغيرة على هويته ووجوده وكيانه وأصله هكذا أناشيد ويستبدلها بالدخيل والأجنبي؟

ليس هناك كنيسة في الدنيا تمجد العذراء وتغبطها وتكرمها بالحان ومناسبات وأناشيد مثل كنيسة المشرق المجيدة.
   
رغم هذا جعلوا من لفظة او لفظتين نطلقهما على العذراء – وهي سليمة وقويمة – عذرا لاتهامنا بالهرطقة وتطبيق محاكم تفتيش علينا وإيقاع كل هذا الظلم بنا وهم يرفعون الصليب على صدورهم ويقرأون الإنجيل كلي يوم والإنجيل منهم براء.

تحياتي


1259

كنيستنا الكلدانية اعزائي ملأة بالحصاد لكن الفعلة قليلون..ربما..


الأستاذ سيزار هوزايا المحترم

أتفق معك في الخطوات التي يجب اتباعها لإنقاذ طقس كنيسة المشرق الكلدانية قبل فوات الأوان.

الطقس واحد نشترك فيه مع أشقائنا في كنيسة المشرق الأثورية.

أقترح التعاون مع الشق الثاني لكنيستنا المشرقية المجيدة. هناك كفاءات في الجانبين في الإمكان الإستناد اليها.

الكنيسة الكلدانية تغادر الطقس وبسرعة وقد يكون الوقت متأخرا لإنقاذه إذا لم تشمر عن ساعدها وتطلب المعونة من المختصين والملمين بهذا الطقس الجميل الذي لم تلد المسيحية مثله.

نهاية الطقس وبلغته معناه نهاية مشرقية هذه الكنيسة وخصوصيتها وهويتها الكنسية.

وكما قلت فنحن كلنا رهن الإشارة إن كانت هناك نية صادقة وجدية لإنقاذ الطقس وتأوينه وليس تبديله والغائه على طريقة كل على هواه بالطريقة التي يريد وكما يناسبه وباللغة التي يشاء.

وأقتبست جملة واحدة من تعقيبك الجميل وما أروعها.

تحياتي

1260
الأستاذ albert masho المحترم

شكرا جزيلا، ووعدا ان أستمر في ذات النهج لفضح مضطهدي شعبنا وكنيستنا المشرقية المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة وكشف الحقائق المغيبة تحت ذرائع مذهبية وطائفية من تاريخ شعبنا المعاصر والتي لا زالت تنخر في جسده الرخو الذي يئن تحت وطأة هذه الأمراض وأقعدته وهو اليوم بسبب هذا الاضطهاد، سريريا صار جثة ميتة هامدة.

وكأكاديمي سأمضي في قول ما اراه الحق مهما كانت التبعات لأن الأكاديمي الذي لا يقول ما يراه الحق ابليس أخرس.

وهذا سيكون عنوان مقالي القادم وهذا أكشفه لأول مرة تقديرا لكلماتك الطيبة.

تحياتي

1261
الأستاذ    Yousif beth Nohra المحترم

شكرا على التعقيب الذي يظهر حبك الجم للغتنا التي دونها نصبح هباء منثورا.

كل التباهي بالأسماء والمذاهب وغيرها لا معنى له ابدا إن خسرنا لغتنا التي هي جوهر مشرقيتنا وكنيستنا والأكثر من ذلك هي هويتنا.

الكتابة بالخط السرياني تهزني من الأعماق.

كل شيء في لغتنا مقدس ويرقى في قدسيته أي رمز نقدسه في حياتنا.

المس بهذه اللغة ورموزها وأعلامها وأدابها وشعرائها وأناشيدها وفنونها وطقوسها يعد خيانة عظمى وخطيئة لا تغتفر يحاسبنا عليها التاريخ.

هنا لا أنكر مسألة التطور والحداثة التي في مجملها يجب ان تستند الى التراث والإرث وتحييه بلغته، ولا تهمشه او تزدريه او تدعو علانية الى مغادرته ولغته الى لغات أخرى.

تحياتي

1262
ان كلامك ( تخللت الدعوات مثل هذه ممارسات تقصي الأخر المسيحي وتهرطقه وتكفره.) يعني أمر واحد من إثنين، اما انك مازلت تعيش في الماضي وهذا مستبعد لأنك اكاديمي معروف ومطلع على كل التطورات،أي مفتحْ باللبن، هل ممكن ان توضح لنا من يكفر من أو يهرطقه في زمن البابا فرنسيس؟ أو انك تتعمد الاساءة الى الكنيسة الكاثوليكية ....

الأخ العزيز جورج نكارا المحترم

الهرطقة معناها أنت لست مساويا لي في المسيحية وإن اردت ان لا تكون "هرطوقيا" عليك الاعتراف بسلطتي التي هي سلطة المسيح اما سلطتك فلا وأنا خليفة المسيح وأنا المسيح على الأرض وأنت فلا.

هذا تعريف مبسط لموقف الذي يهرطق او يكفر الأخر في كل الأديان.

إن لم يكن موقف دولة الفاتيكان بالضبط تجسيدا لهذه الموقف لأوقفت حملات تبشيرها بين المسيحيين المختلفين عنها لا سيما المشرقيين ودانت واعتذرت عن حملاتها العنيفة التي تخللها اضطهاد فظيع لا سيما ضد الكلدان ورفعت الغبن والظلم الذي نتج عنها.

عندما يرسل الفاتيكان المبشرين لتحويل مثلا الأقباط الى كاثوليك معناه انه يراهم هراطقة الا ما الداعي لإرسال المبشرين الى المسيحيين. لماذا لا يرسل الفايتكان مبشريه الى المسلمين؟

وهذا الموقف هو أس الخلاف بين الفاتيكان والأرثوذوكس وغيرهم من اتابع المذاهب المسيحية الأخرى.

الفاتيكان يرى في نفسه وزعامته true church والباقي ليس كذلك.

ويمنح لنفسه العصمة بينما يلغيها لنظرائه من أصحاب الكراسي.

وإن اردت الوحدة عليك ان تعترف بعصمة الفاتيكان ويتبعها ما يتبعها من ظلم باسم المسيح والمسيح منه براء كما حدث للكلدان وكنيستهم.

والعصمة تعني انا أمثل المسيح والإنجيل اما أنت فلا ولهذا أنا أسمو عليك ليس بسلطتي ومكانتي في الأرض بل حتى في السماء وليس هذا فقط بل حتى في ألفاظي.

ولهذا لا يقبل الفاتيكان ان يكون مساويا لكرسي الكنيسة القبطية في الإسكندرية مثلا او أي كرسي أخر في المسيحية ويرسل الفاتيكان حتى هذا اليوم ومعه الإنجيليون مبشرين لتحويل الأقباط الى الكثلكة او المذاهب الغربية الأخرى.

هل تريد مزيدا من الأدلة؟؟؟

اما اتهامك لي يا اخي العزيز انني اعادي الكنيسة الكاثولكية كرسالة سماء فهذا تجني - ومع احترامي لك - بحقي لأنني لم اذكر أسم "الكنيسة الكاثوليكية المقدسة الرسولية الجامعة في النقاش هنا ابدا.

ما اقصده هو دولة الفاتيكان ومواقفها اللاإنجيلية شانها شأن أي دولة اوروبية اخرى.

مشكلة دولة الفاتيكان هي أنها تتكىء على الإنجيل والصليب لممارسة السياسة والسيطرة واضطهاد المسيح الأخر المختلف كما هو الحال مع الكلدان.

تحياتي

1263
الأخ العزيز Abboud Dankha المحترم

ليس هناك حاجة للإعتذار. والإطالة في محلها.

دون اللغة ليس هناك شعب وأمة وكنيسة مشرقية مجيدة ذات خصوصية.

واللغة يراها البعض وكأنها الأبجدية فقط. هذا ليس صحيحا. اللغة هي الخطاب وتشمل كل الرموز ومنها الريازة والأزياء والقديسين والأعلام والثقافة والفنون والأداب والموسيقى وكل وسيلة تواصل تمكن أفراد الأمة الواحدة من التواصل بينهم ضمن خصوصيتهم.

الذين يريدون ان يغيروا طقوسنا لا سيما طقوس كنيستنا المشرقية المجيدة ولغتنا يغيرون الهوية.

اللغة هي الهوية. واللغة المكتسبة على حساب اللغة الأم معناها تبديل الهوية المكتسبة على حساب الهوية الأم.

ادخلتنا في جانب فكري وفلسفي فشكرا لك.

هناك نقطتان أخرييان في تعقيبك المهم.

اولا، لا اعلم إن كان لي اي توجه سياسي ولم استوعب ما قلته بخصوص ذلك. إن اوضحت سأكون شاكرا رغم ان التوجه السياسي والديني والمذهبي يجب ان لا يؤثر على الهوية (اللغة) لدى أي شعب. كل أمة يكون لأفرادها توجهات وميول (مذهبية، دينية، الخ) مختلفة ولكن ليس على حساب الهوية.

وثانيا، اطلاقي كلمة الزميل أظن واجبة لأننا إخوة وأشقاء ابناء وبنات كنيسة المشرق المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة وجزء من شعب ابي أصيل.

من هذا المنطلق احترم كل منتسب الى هذا الشعب وأجله رغم الإختلاف.

تحياتي

ليون




1264
أقدم اعتذاري للقراء الكرام عن خطأ املائي في عنوان المقال حيث وردت كلمة " راود" ويجب ان تكون "رواد".

لقد نبهني اليها قارىء كريم من خلال البريد. وقمت بتصحيح الخطأ فورا.

فله مني كل الشكر والتقدير

ليون

1265
الأستاذ جميل يوسف المحترم

لا أظن بقي شيء مما كان يسمى "البطريركية الكلدانية" او حتى البطريرك. التاريخ والأحداث الأخيرة تشير الى ان البطريرك الحقيقي للكلدان هو وزارة المستعمرات في الفاتيكان ووزيرها او أي موظف بسيط فيها.

نعم الطقس ولغته يتطوران ولكن لا يتم الغائهما وتبديلهما وحذفهما وفرض طقوس ولغات أخرى محلهما.

هذا ما قامت بها البطريركية الكلدانية وهذا هو سبب خلافي معها.

انا ولائي لها ولا اعترف بوزارة المستعمرات في الفاتيكان.  بل ادينها اشد الإدانة لأنها السبب وراء تدمير الكنيسة الكلدانية من خلال تشتيتها بحيث صار كل أسقف وحتى قس فيها يعمل على هواه.

فأمل ان لا يسيء تفسير موقفي. انا فقط معارض وبشدة لمحاولات البطريركية تهميش اللغة والطقس والعبارات غير الحسنة التي استخدمتها في هجومها عليه.

تحياتي


1266
الأستاذ نيسان سامو المحترم

اولا اطلب المعذرة من الأخوة المعلقين لأنني سأتجاوز التسلسل الزمني الذي ترد فيه تعقيباتهم وأعدهم أنني سأعود اليها جميعها بغض النظر عن موقف أصحابها مما كتبته.

سأركز على ما اتى به الأستاذ نيسان سامو في تعليقه الثاني لأهميته.

أكثر شيء أهمية في التعليق من وجهة نظري هو عبارة اننا "تحت سيطرة دكتاتور." نعم القول. والدكتاتور معلوم وهو دولة الفاتيكان التي تعد بحق أخر قلاع الاستبداد والدكتاتورية في الغرب.

الغرب كله تمدن عدا دولة الفاتيكان التي لا زالت تعيش في عقلية القرون الوسطى والكثير من قوانينها تمت الى تلك الفترة لا سيما التي لا زالت سائدة لدى وزارة المستعمرات لديها والتي يطبقها وزيرها العتيد الكاردينال ساندري بحذافيرها على الكلدان. ورأيتم القرار الأخير الموقع من أثنين من موظفيه الصغار الذي من وجهة نظري أيضا أنهى البطريركية كمؤسسة ودور البطريرك الكلداني الى غير رجعة.

ولكن ما يدهشني هو كيف عرفت يا أخي العزيز اننا “تحت سيطرة دكتاتور."

انا شخصيا لم أكن أتجرأ على استخدم هذه العبارة لولا قرأتي لمقال في جريدة نيويورك تايمز، وهي أشهر جريدة في العالم بقلم لاهوتي وعالم كاثوليكي كبير يطلق عليه لقب لاهوتي القرن العشرين يقول فيها ان دكتاتورية وفساد مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية لا تختلف عن دكتاتورية وفساد المؤسسة الدينية في المملكة العربية السعودية:

http://www.nytimes.com/2013/02/28/opinion/a-vatican-spring.html?_r=0

أتوقع شن هجمة أخرى علي لما أتيت به بدلا من مناقشة قول الحق هذا من قبل هذا الفيلسوف واللاهوتي الكاثوليكي العملاق.

أنا أرفع القبعة لموقفك وشجاعتك في قول الحق.

وأنا كأكاديمي أقول ما اراه الحق مهما كانت النتائج والأكاديمي الذي لا يقول ما يراه الحق شيطان أخرس.

بيد أنني لا أتفق مع القول اننا إن خرجنا من براثن هذا الدكتاتور سنقع في براثن "دكتاتور" أخر.

لو افتكرت الشعوب هكذا لظلت اوروبا حتى الأن تديرها المؤسسة الكنسية بالاتفاق مع الملوك واستنادا الى حق التفويض الإلهي.

أوروبا احجمت دور المؤسسة الكنسية وتمدنت وتخلصت من الدكتاتورية ودكتاتورية المؤسسة الكنسية متمثلة بدولة الفاتيكان.

البعض عندنا يعمل العكس. هو مستعد لبذل نفسه وحياته من اجل الدكتاتورية هذه بدلا من بذل نفسه من اجل شعبه ومؤسسته الكنسية والتي تحتضر اليوم وإنقاذها من براثن هذه الدكتاتورية.

او بالأحرى من أجل الإنجيل لأن بالنسبة للمسيحي الإنجيل يجب أن يأتي قبل رجل الدين والمؤسسة الكنسية والفاتيكان وغيرها.

وأخيرا كنت امل ان تفصح عن السبب الذي تتصور منعني عن الكتابة في هذا الموقع لفترة ليست بالقصيرة.

إن قلت ما بذهنك اعدك ان اذكر انا السبب الحقيقي الذي جعلني اعتكف كل هذه الفترة.

تحياتي


1267
الى أنظار القراء رواد موقع عنكاوة.كوم الكرام

تحية طيبة،

وكما تلاحظون قرائي الكرام ان المقال الأخير الذي كتبته (رابط 1) اثار موجة من الردود وعدد من المقالات المنفصلة لا سيما التي كتبها كل من الزميل العزيز Catholic والزميل العزيز الدكتور رابي والزميل العزيز زيد ميشو.

وهناك تعاليق منفصلة ومطولة مثل التي اتتنا من اخينا وصديقنا يوحنا بيداويد في مكان أخر (رابط 2).

هذا دليل ان ما كتبته ليس أسطوانة مشروخة او مقززة او مكررة كما يقول بعض الأخوة. إن كانت كذلك لما استحقت كل هذا الاهتمام والعدد الهائل من القراءات.

ما كتبته يخص مسألة وجودية لشعبنا لا سيما المكون الكلداني منه وكنيسته الكلدانية المشرقية المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة.

بالطبع هناك الكثير مما يقع خارج السياق في محاولة للفرز على أساس مذهبي وطائفي – وهذا من حق الأخوة عرضه استنادا الى حرية الفكر والتعبير – بيد انه خارج السياق ويأخذ نتف محددة ويستند اليها او تأتي في غير موضعها او خارج الموضوع وتفشل في هدفها منذ بدايتها.

لضيق الوقت لن يكون بمقدوري الرد على كل مقال او تعليق يأتي فيها على حدة. فقط سأرد على الأخوة المعقبين على مقال الرئيسي (رابط 1) الذي اثار هذه الموجة المباركة والبناءة من المقالات والتعليقات.

ولكن اعد قرائي الكرام أنني سأرد في مقال منفصل أكشف لهم حقائق مذهلة وصادمة وصاعقة وأزيل الستار عن حقائق غيبت عمدا او كانت غائبة عن الموضوع الذي نحن بصدده.

وكعادتي سأترك ما موجود من مقالات وتعقيبات على المادة المهمة التي كتبتها مؤخرا ان تأخذ مداها ومن ثم أشرع بالكتابة وقد يأخذ ذلك وقتا لكثرة المشاغل.

وأخيرا انا سعيد وفرح ومنشرح القلب للأثر الذي تتركه مقالاتي ونشاطاتي في صفوف أبناء شعبنا الواحد بأسمائه ومذاهبه المختلفة.

الأفكار الحية والرصينة والنقدية هي التي تحدث تأثيرا. ولم أتوقع لأفكاري ان تحدث هذه النهضة الفكرية والنقاشات البناءة بين صفوف شعبنا لا سيما إخوتي وأبناء وبنات جلدتي من الكلدان.


تحياتي لنقادي أولا ومن ثم الى قرائي الكرام الذين انحني امام تقاطرهم على ما أكتبه او أنشده من تراث كنيستنا المشرقية المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة.

والى المقال القادم

ليون

++++++++++++++++++++++++++++++++
رابط 1
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,805699.0.html
رابط 2
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,805802.0.html


1268
الأخ العزيز نيسان سامو المحترم

منذ زمن بعيد وأنا لم اقرأ لك.

كنت أتمنى ان لا تستخدم كلمة "انتحار" بصيغة تهكمية.

الكلدان انتحروا منذ اليوم الذي سلط الله عليهم موجا من الظلم والطغيان ومحاكم التفتيش اللعينة وبصيغة هي الأسواء والأكثر شرا مما قاموا به في أوروبا وفي العصر الحديث.

الانتحار هو ان تقبل الغريب والأجنبي والدخيل الذي اضطهدك اشد اضطهاد وأستعمرك ويتلاعب بمصيرك وكأنك غير موجود ومع ذلك تهلل له وتغدق المديح عليه.

والرسالة الفضيحة التي وردت بتوقيع Lornzo Loruso و Cyri Vasif تقدم الدليل من يحكم من ومن يستعمر من ونحن في القرن الواحد والعشرين:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,805802.0.html

هذا ما يجنيه أي شعب يجعل المذهبية والطائفية نبراسه ويرى في غرباء ودخلاء لا يعرفون خردلة عنه ولا يعترفون به ويرون ان تاريخه قبل حملاتهم اللاتبشرية والمنافية لأبسط مبادئ الانجيل (لأن هدفها كان السيطرة على المسيحيين المشرقين وليس نشر المسرة بين الذين لم يسمعوا كلمة الإنجيل مثل المسلمين) كان كفرا وهرطقة كي يحكمونا بالمطلق ويغتصبوا أراضينا وأوقافنا ويحرقوا كتبنا ويستعمرونا والى هذا اليوم وبالشكل الذي تراه وتحسه.

موظفون من الدرجة الثالثة او ربما العاشرة في أروقة وزارة المستعمرات في الفاتيكان يعيثون فسادا في أم الكنائس في الدنيا وهي كنيسة المشرق الكلدانية المجيدة.

وهذه المذهبية تسطح الأمور وتفسرها خارج سياقها كي تظهر الظلم هذا وكأنه نعمة وأنظر الى بعض الكتابات التي تبرر كل هذا الظلم والاستعمار وتحاول الإثارة بدلا من احكام العقل والمنطق.

منذ ان خسر الكلدان استقلاليتهم – أي انتحروا – وهم تحت رحمة قسس ورهبان وأساقفة لاتين من سفراء وسكرتارية وموظفون في وزارة المستعمرات في الفاتيكان من أمثال Lornzo Loruso وغيره.

نصبوا بطريركا لاتينيا على الملايين من الكلدان وفي العصر الحديث وفصلوهم عن كنيستهم الأم والغوا ذاكرتهم وغسلوا ادمغتهم وجعلوهم لاتين بقسوة لم يشهد التاريخ لها مثيلا. ألغت قرارات وقعها من أمثال Lornzo Loruso قرارت بطريركية وسنهادوسية ورمتها في سلة المهملات.
لا بل من أمثال Lornzo Lorsu هم الذي يحكمون ونحي لسنا الا اتباعا وربما عبيد لا قوة ولا حول لنا.

يلغون قرارات سنهادوسية، انتخابات رهبانية، ينصبون من يشاؤون رئيسا للرهبنة الكلدانية ويفصلون بجرة قلم كما تشير الرسالة أعلاه أي منطقة ويضيفونها الى ممتلكاتهم.

ما بقي لنا من حرية بعد هذه الرسالة الفضيحة – الرسالة جديدة بالنسبة للكثيرين ولكني قرأت مئات ومئات منها كلها لا ترى في الكلدان ومؤسسة كنيستهم الا مستعمرة صغيرة يتلاعبون فيها كما يشاؤون.

والانتحار هو ان مع كل هذا الأدلة والحقائق بعض الكلدان فرحون ومنبسطون ومنشرحون يدافعون عن Lornzon Lorsu وورقة مهلهة منه يعدونها من السماء وكأنها الإنجيل وتنفذ فورا دون نقاش.

هل فهمت وانت الذكي ما هو الانتحار؟


1269
الأستاذ موفق نيسكو المحترم

أسعدني مرورك على المقال وأنا شاكر لك موقفك الإيجابي منه.

شعبنا بأسمائه ومذاهبه المختلفة يمر بمرحلة صار فيها وجوده على المحك.

علينا بذل جهدنا في كشف الحقائق مستندين الى العلم والمعرفة والأكاديميا.

وكشف الحقائق تتطلب التشبث برصانة علمية التي تأخذ سياق الأمور التي نتحدث عنها.

دون السياق يكون الوضع الذي نحن فيه، وهو وضع كارثي، نعمة وبركة، كما يصفه البعض رغم الظلم والجور والاضطهاد الذي نحن فيه.

وإن كان الاضطهاد والظلم والقهر والبطش يأتيك ممن يدعي انه يمثل المسيح والانجيل ويرفع الصليب على صدره ويتناول القربان المقدس يوميا ويقيم القداس الإلهي يوميا فهذا لا يجوز السكوت عليه.

وهذا ما أحاول القيام به في فضح أناس غرباء دخلاء يقولون انهم مسيحيون ويدعون أنهم يؤمنون بالإنجيل والمسيح وصليبه ولكنهم وكما وصفهم اباؤنا الأجلاء في حولياتهم ومراسلاتهم انهم ليسوا إلا "ذئاب خاطفة، ومجرمين، وشياطين بيض، وكروم ملعونة" لأنهم بدل من التبشير برسالة الإنجيل في صفوف المسلمين استعانوا بهم لاضطهادنا وتغيير مذاهبنا وثقافتنا والسيطرة علينا بأسلوب لم يقم به أي استعمار حديث في الدنيا.

حتى الاستعمار الحديث غادر مناطقه وترك أهلها تقرر مصيرها وتدير شؤونها.

ولكن هذا الاستعمار يبدو ان اضطهاد المسيحية المشرقية جزء من كيانه ويعمل المستحيل كي يستمر باحتلاله البغيض لنا.

ومع كل هذه الأدلة على اننا تحت نير استعمار بغيض يتخذ من الإنجيل والصليب عذرا للتغول والسيطرة والانجيل والصليب منه براء، هناك في صفوف شعبنا من يصفق له ويتصور ان في يده مفاتيح الجنة وسلم مقدراته كلها بأيديه وهو يلعب بهم مثل الدمية وهم فرحون.

متى ندرك ان التبشير القادم من الغرب والمستمر حتى يومنا هذا لتغير لا بل تدمير المسيحية المشرقية ما هو الا عمل ورجس من الشيطان لأن لو كانوا حقا يتبعون الانجيل لبشروا في صفوف المسلمين.

مع الأسف هناك في صفوف شعبنا من يضع هؤلاء رغم ظلمهم المبين في خانة الملائكة بدلا من الشياطين كما وصفهم اجدادنا وكم كانوا محقين.

اعلم أنك تقرأ بين السطور.

تحياتي


1270
الأستاذ David Ankawa المحترم

أتفق معك ان الوقت ربما صار متأخرا لبعض الأخوة كي يغيروا مواقفهم كي يتمكنوا من رفع الغشاوة عن العيون.

كل الأدلةالتي نقدمها على ان الإضطهاد المرعب الذي أتحدث عنه لا يزال قائما على مؤسسة الكنيسة الكلدانية وبأشكال مختلفة ...

وكل الأدلة على التهميش الذي يمارسه وزير المستعمرات وأصحابه في وزارة المستعمرات في الفاتيكان على الكلدان وكنيستهم بحيث موظف لاتيني دخيل وأجنبي يلغي ويقرر ما يريد دون حتى الرجوع الى البطريركية او اعلامها ...

وكل الأدلة التي اقدمها عن ان الإضطهاد لا يزال قائما بأشكال مختلفة بعد ان كان وقبل زمن قصير ممارسا من خلال محاكم تفتيش لعينة طبقوها على الكلدان... بنسخة لم يمارسوها حتى في اوروبا ...

أنظر يطبقون عليك محاكم تفتيش - وهي من أسواء الشرور التي عرفتها البشرية - ومع ذلك يقولون هذا نعمة وبركة وتبريرهم انه زمنكاني رغم ان الكثير من احداثها وقعت في بداية القرن العشرين وأثرها لا يزال قائما.

لم اقرأ عن شعب يقبل الظلم والأستعمار لا بل يسانده رغم كل الكوارث وبهذا الشكل.

شيء يخالف العقل والمنطق. غسل دماغ بشكل لم تشهد له البشرية مثيلا.

تحياتي

1271
مع الاعتذار للأخوة المعلقين وأعدهم انني سأرد عليهم تباعا بعون الله.

وهذا رد مباشر للأخ ادي والمزمور الذي ذكره في ردّه اعلاه.

اقول، ليس هناك كنيسة في الدنيا تنشد المزامير بالسمو والبهجة التي تمنح كل مؤمن الرجاء الصالح مثل كنيسة المشرق المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة.

انشاد المزامير في كنيستنا المشرقية المجيدة قد يرقى الى علم موسيقي قائم بذاته سبق كل ما للمسيحية من ليتورجيات وطقس وهو اروع ما اتت بها قريحتها الليتورجية.

ذات المزموز (شبّح لمريا بقودشه) تنشده هذه الكنيسة المجيدة بأنغام وطرز محتلفة استنادا الى الجغرافية التي تواجدت فيها.

وهذا لون أخر (حجاز) لا أشبع منه وقد أنشدته على الة الكمان:

https://www.youtube.com/watch?v=vPB5ycXE7UY

هذا اللون البديع كان شائعا في ديار بكر ومناطق في سوريا وكذلك في القوش ودهوك والمناطق المتاخمة لهما.

تحياتي

1272
الأستاذ ادي بيث بنيامين المحترم

لقد برهنت في مداخلاتك على هذا المقال والمقال الذي كتبه الأستاذ سيزار هوزايا أنك علّامة في لغتنا القومية.

كم نحن بحاجة الى امثالك كي نحافظ على الوجود ونستطيع مقاومة الفناء الذي يحيط بنا من كل جانب.

وهذا ليس بغريب على أبناء وبنات كنيسة المشرق الأشورية المقدسة الرسولية الجامعة.

يبدو ان مهمة الحفاظ على لغتنا القومية وطقس كنيستنا المشرقية المجيدة وما عدا استثناءات قليلة صارت اليوم على عاتق هذا الفرع من كنيستنا المشرقية المجيدة.

اليوم كل أسقف في هذه الكنيسة وكل كاهن فيها وكل مؤسسة مدنية او كنسية لدى اشقائنا الأشوريين مثل الشعلة من النار تنير الدرب وتنور الطريق لنجاح صراعنا المرير من أجل البقاء كشعب ابي وكنيسة مشرقية مجيدة.

بارك الله فيك وأتركك في حفظ العذراء وصونها وأهديك ومعك كل أشوري وكلداني يعتز ويفتخر بكنيسته المشرقية المجيدة هذا النشيد في تمجيد العذراء مريم وأنشره في هذا الموقع لأول مرة:

https://www.youtube.com/watch?v=ye5eGdugFcA

كيف يجوز ان نغادر هذا الأدب الكنسي الرائع الذي لم تلد المسيحية مثله ولن ونستبدله بالرتيب والممل من ثقافات أخرى او لغات أخرى:

تحياتي

1273
الأستاذ مسعود النوفلي المحترم

شكرا جزيلا للجهد الذي بذلته لتسليط الضوء على الطقس الذي يمارسه المطران سرهد جمو في أمريكا ويرفض الالتزام بطقس البطريريكة.

ارجو عدم إساءة فهم موقفي وانت أكاديمي بارع وممارس في جامعات أمريكية.

انا لست مع توجهات المطران جمو وانا مع كرسي اجدادي قلبا قالبا.

ولكن الرئاسة أساءت (وعذرا) الى الثقافة واللغة والطقس والفنون وبشكل فج لم تقم به أي رئاسة بطريركية أخرى.

هنا يكمن الخلاف.

الرئاسة البطريركية لا سلطة لها وقد تم سلب كل صلاحياتها وما هي الا لعبة او دمية في يد وزارة المستعمرات في الفاتيكان.
 
موقعها تشريفي ثقافي. أي الوسيلة الوحيدة لتثبيت مكانتها والوسيلة الوحيدة لكسب عقول وقلوب الكلدان هي التشبث باللغة والثقافة والطقس والريازة والفنون.

بدلا من ان تقوم بهذا حاربت الثقافة بلا هوادة في السنين الثلاث الأخيرة.

غريمها المطران سرهد جمو عمل العكس. أظهر نفسه انه مدافع صنديد عن الطقس الكلداني ولغته وثقافته وفنونه وموسيقاه وريازته وأزيائه – تماما عكس موقف البطريركية.

وأنا اكاديمي. أقول ما اراه الحق مهما كان الثمن الذي سأدفعه.

لقد نجح المطران سرهد جمو وفشلت البطريركية.

كلمة الحق تقول ان المحاضرات التي يلقيها المطران جمو على الهواء كل أسبوع حول الممارسات الطقسية المشرقية في فترة الصوم وبلغتنا الساحرة لها صدى كبير ليس بين الكلدان بل حتى لدى الأشقاء الأخرين أبناء وبنات كنيسة المشرق المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة.

والبطريركية هاجمت وتهاجم وتهمش أقدس ما نملكه نحن الكلدان وهو طقسنا وثقافتنا بلغته وكما اتانا من اجدادنا.

هنا خسرت المعركة وهي أساسا خاسرة ولا حول ولا قوة لها امام وزارة المستعمرات الفاتيكانية (المجمع الشرقي) ووزيرها لا بل أبسط موظف فيها الذي ترتجف فرائض أي رجل دين كلداني او حتى شخص علماني كلداني امامه.

وهكذا رأى الكثير من الكلدان من الذين كانوا على استعداد لفداء الكرسي بحياتهم انه لا داعي للاستمرار في الدفاع عن رئاسة وصل الأمر بها الى تهميش الثقافة والطقس واللغة غير مكترثة بأن اغلب مناصريها يقدسون الطقس والثقافة واللغة والفنون والريازة والأزياء وغيره
.
وهكذا أيضا ونحن في خضم هذا النقاش وقع الفأس على الرأس كما يقول المثل (والفأس على الرأس منذ زمان بعيد) وإذا بنا امام قرار يوقعه موظفون عاديون في وزارة المستعمرات الفاتيكانية يسحبون فيه البساط تحت قدمي البطريركية ويظهرونها انها ليست الا مؤسسة كارتونية لا سلطة لها ولا تقدير ولا مكانة لدى الفاتيكان وان الحاكم الفعلي هو وزارة المستعمرات في الفاتيكان وان البطريرك الفعلي للكلدان هم الدخلاء والأجانب وأي واحد منهم حتى سكرتير وزير المستعمرات او أي موظف لديه:

والدليل أتى في محله وهو الرسالة الفضيحة التي يرسلها موظفان في سكرتارية وزارة المستعمرات الى الرهبنة الكلدانية (أنظر الكلدانية) في قرار خطير ومسألة مصيرية دون الرجوع الى البطريركية الكلدانية او حتى ارسال نسخة منها اليها للاطلاع:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,805802.0.html

إنها حقا رسالة خطيرة تظهر حجمنا الحقيقي الذي لا يوازي ذبابة امام موظف أجنبي لاتيني دخيل في وزارة المستعمرات الفاتيكانية.

وأتذكر قول لن أنسبه ولكن صاحبه لا بد وان يحس به إن قرأ هذا التعقيب او المقال حيث كان يشيد بوزارة المستعمرات الفاتيكانية ويرى سيطرتها على كل تفاصيل حياتنا وفي كل شيء وبالمطلق ويصفه بنعمة وبركة واردة الهية.

الرسالة هذه ضربة قاضية للمؤسسة البطريركية وأمل ان نحترم نحن الكلدان أنفسنا وأن نلغي هذه المؤسسة التي يتلاعب بها الاستعمار الفاتيكاني من الدخلاء والأجانب اللاتين كما يتلاعب الموج بقصبة مرمية في البحر وكما يتلاعب الريح بورقة شجرة ساقطة في الخريف.

الغاؤها يحفظ لنا في أقل تقدير ماء الوجه ولا يعرضنا الى اهانات مثل هذه.

تحياتي


1274
الأستاذ لوسيان المحترم

مداخلاتك أتت في محلها واشكرك عليها.

لقد أضفت الكثير الى الموضوع لا سيما في قضية الهرطقة.

كل مؤسسة كنسية ترى في نفسها انها هي الكنيسة ذات الإيمان المستقيم او الصحيح وغيرها ليس كذلك معناه انها تهرطق الأخر.

والهرطقة معناها أنت لست مساويا لي في المسيحية وإن اردت ان لا تكون هرطوقيا عليك الاعتراف بسلطتي عليك لأنني انا خليفة المسيح وأنا المسيح على الأرض وأنت فلا.

وهذه هي آفة المسيحية.

ومع الأسف هذا الموقف هو موقف الفاتيكان لأنه يرى في نفسه وزعامته true church والباقي ليس كذلك.

ويمنح لنفسه العصمة بينما يلغيها لنظرائه من أصحاب الكراسي.

وإن اردت الوحدة عليك ان تعترف بعصمة الفاتيكان ويتبعها ما يتبعها من ظلم باسم المسيح والمسيح منه براء كما حدث للكلدان وكنيستهم.

والعصمة تعني انا أمثل المسيح والإنجيل اما أنت فلا ولهذا أنا أسمو عليك ليس بسلطتي ومكانتي في الأرض بل حتى في السماء وليس هذا فقط بل حتى في ألفاظي.

ولهذا لا يقبل الفاتيكان ان يكون مساويا لكرسي الإسكندرية مثلا او أي كرسي أخر في المسيحية ويرسل الفاتيكان حتى هذا اليوم ومعه الإنجيليون مبشرين لتحويل الأقباط الى الكثلكة او المذاهب الغربية الأخرى.

وقد التقيت بعض رجال الدين من الأشقاء الأقباط وأنهم يخشون المبشرين الكاثوليك والمبشرين الإنجيلين خشيتهم التعصب الإسلامي. وقد أسس الفاتيكان بطريركية قبطية كاثوليكية من خلال التبشير في صفوف الأقباط في مصر بينما لم يبشر ابدا في صفوف المسلمين في مصر.

ولم يرسل الأقباط مبشرا واحدا الى الغرب لتحويل المسيحي الغربي الى قبطي مثلا.

وهذه حقيقة وأمل ان لا أنتظر كثيرا كي تكتشفها بنفسك كما حدث عندما قلت لك ان الفاتيكان لقن الكلدان الكاثوليك في حملة غسل دماغ رهيبة ان اجدادهم ومذهبهم القويم والسليم كفر وهرطقة والى اليوم هناك من يؤمن ويكتب ويتصرف ضمن هذا التخلف الظلامي الذي يعود للقرون الوسطى المظلمة.

هل هناك شعب ينكر ويهرطق أصله وفصله وتراثه وثقافته؟ نعم. نحن الكلدان نفعل ذلك ولا يقبل ان يفعل ذلك أي شعب اخر في الدنيا والفضل كل الفضل يعود لتلقين الفاتيكان.

والمبشرون الفاتيكانيون وغيرهم من الغربيين الذين قدموا الى ديارنا لم يبشروا ابدا بين صفوف المسلمين. بشروا بين صفوفنا لأنهم كانوا ينظرون ألينا كفرة وهراطقة ونحن مسيحيون مثلهم وهذا جار على قدم وساق حتى هذا اليوم إن في العراق او في الشتات.

أنت تستخدم فلسفة العلم في كتاباتك. كيف تفسر هذه الظاهرة او بالأحرى الكارثة.

تحياتي



1275
الأخ والصديق العزيز يوحنا بيداويد المحترم

شكرا على طرحك بعض الأسئلة لي. جوابها لا يتطلب جهدا كبيرا ابدا.

ليس هناك حاجة الى محاضرات باللاهوت وغيره.

الجواب يقتصر على الإنجيل. انا كمسيحي مشرقي الإنجيل ينير ظلمات الحياة بالنسبة لي وليس المجمع الشرقي او الفاتيكان. ودون الإنجيل لا نور ولا حياة.

مع الأسف يبدو لي أنك تضع مؤسسة الفاتيكان الفاسدة والمجمع الشرقي الذي يستعمر الكلدان بشكل مرعب قبل الإنجيل وتضع الولاء المؤسساتي لهؤلاء على الولاء للإنجيل.

كل شيء ضمن إطار الإنجيل هو السماء كل شيء خارج إطار الإنجيل هو من البشر ويعود لقيصر ومن حقنا ان نفضحه ونظهره كما هو.

ودولة الفاتيكان كمؤسسة لا علاقة لها بالإنجيل شأنها شأن أي دولة او مؤسسة غربية أخرى وإلا لما اعتدت على الناس واستعمرتهم وطبقت عليهم محاكم التفتيش واغتصب أراضيهم وغيرت في ثقافتهم وجعلت من نفسها أسمى من بقية المؤسسات الكنسية وعلى الجميع طاعتها بعقول مقفلة وعيون مغمضة وأذان مغلقة وإلا ... (أليست هذه مذهبية عنصرية).

وأي إيمان تتحدث عنه الذي يسكت عن ظلم مريع بهذا الحجم الذي صار له حوالي 150 سنة (وليس مئات السنين كما تقول) فيه أنت عبد مأمور من أجنبي دخيل على ثقافتك ومشرقيتك ويعتدي عليك ويضطهدك باسم الإنجيل والصليب ظلما لا بعده ظلم.

هذا لست انا قائله. وأنت مخطئ يا اخي العزيز عندما تنسبه لي ومخطئ عنما تقول إن ظاهرة انتقاد دولة الفاتيكان ومجمعها الاستعماري ظهرت في العشرين سنة الماضية لدى الكلدان وكنيستهم.

هذا تهميش وتزوير للتاريخ.

الكلدان وبطاركتهم وأحبارهم وكهنتهم ورهبانهم انتفضوا على هذا الظلم ولم يقبلوا به إلا بعد ان تواطأت هذه المؤسسة الظالمة مع المستعمر البرتغالي والدولة العثمانية والأغوات الأكراد لاضطهاد الكلدان. (أنظر تتأمر علينا بالاتفاق مع من؟)

ولماذا نضع رأسنا مثل النعامة في رمال المذهبية والطائفية كي لا نرى الظلم الذي لحق بنا ولا يزال.

هذه بعض أقول بطاركتنا وأحبارنا الكلدان في هؤلاء الظالمين الذين اضطهدونا والى اليوم باسم المسيح والإنجيل والصليب وهم براء منهم.

كان اجدادنا لا سيما بعد منتصف القرن التاسع وبداية القرن العشرين عندما اشتدت حملتهم الظالمة ضد شعبنا الكلداني وكنيسته المشرقية المجيدة يصفونهم ب "المجرمين، الكروم الملعونة، الشياطين البيض، ذئاب مسعورة، ذئاب بلباس الحملان" وغيره مما قد لا يليق المقام ذكره في هذا المحفل.

 هذه التوصيفات والتي يستحقونها حقا لم اخترعها انا. إنها من اختراع اجدادك البطاركة واحبارك من الكلدان في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وبعده وهي موثقة ومؤرخة والتاريخ ثابت.

وتقول لي ان اخاطب هذا وذاك. كل هؤلاء ونحن معهم مسلوبي الإرادة ونرتعش من جرة قلم موظف بسيط في وزارة المستعمرات. وكل هذا الظلم لا يستطيع أحد منهم التفوه به علانية او يطالب بحقه الذي اغتصبوه منه.

أنا افعل كل هذا لأنني لا أخشاهم ولم يبقى لي شيء أخسره بعد كل الذي حلّ بنا. بالنسبة لي وكمسيحي مشرقي الطريق الى ملكوت الله يمر عبر الإنجيل ومن ثم الإنجيل ومن ثم الانجيل وليس وزارة المستعمرات الفاتيكانية.

وما علاقة الإنجيل بوزارة المستعمرات الفاتيكانية وما يقوم به وزيرها ليس اليوم ولكن منذ ان كانت تدعى وزارة البروبغندا. هل اضطهاد الناس وبشكل مرعب وحتى هذا اليوم كما يحدث للكلدان ومؤسستهم الكنسية من تهميش له نص انجيلي يؤيده؟

مع علاقة قلة او زيادة الإيمان بما يقوم به هذا الوزير ووزارة المستعمرات التي يديرها؟ هل هناك نص في الإنجيل يمنحه الحق بظلم الكلدان بهذا الشكل؟

ومن ثم ما علاقة الدواعش وكيف يجوز ان تقارن من يحمل الصليب على صدره ويقرأ الإنجيل ويتناول القربان القدس كل يوم ويقوم بالذبيحة الإلهية كل يوم ونقول أنظر الى الدواعش، وحوش العصر الحديث؟

والله لم يجرأ أي كاثوليكي قول كلمة الحق في هذه المؤسسة غير اللاهوتي العلامة والعالم والجهبذ القس هانز كونك الذي قال ان مؤسسة (ضع خطين تحت المؤسسة) الكنيسة الكاثوليكية (الفاتيكان) فاسدة مثل فساد المؤسسة الدينية في السعودية. وهذا رابط لما قاله في مقال شهير ظهر على صفحات جريدة نيويورك تايمز، أشهر جريدة في الدنيا وأكثرها تأثيرا. وربما ستهاجمونه أيضا كما تتم مهاجمتي كلما قلت الحق في هؤلاء الظالمين وأطلب منهم باسم الإنجيل إن كانوا يؤمنون به رفع الظلم الرهيب عن كنيستي وأبناء جلدتي لا سيما القادم من وزارة المستعمرات لديهم كي ندير شؤوننا بأنفسنا. وهذا الرابط لمقال هذا اللاهوتي الكبير وهو كاهن ممارس يدين فيه مؤسسة الفاتيكان أشد ادانة وينعتها بأقسى التوصيفات:

http://www.nytimes.com/2013/02/28/opinion/a-vatican-spring.html?_r=0

وفي الختام وأنا اشكرك على توجيه رسالتك لي ارجو يا أخي العزيز إن وددت حضرتك او أي قارئ كريم أخر التعقيب على ما اتيت به البقاء ضمن سياقه والنقاط التي اثرتها ولا تقول قال اللاهوت والفلسفة ونحتاج الى محاضرة ومناظرة لأن ليس هناك فيلسوف محايد معاصر في الدنيا لا يدين بأشد العبارات كما فعل هانس كونك ما تقوم به هذه المؤسسة.

والإنجيل ذاته بسيط بإمكان الأمي ان يفهمه ويهضمه ويمارسه كما كان شأن التلاميذ والمسيحيين في بداية المسيحية قبل ان تتحول الى مؤسسة. أي لا نحتاج الى اللاهوت ولا الى وزارات ودول كي نقرأ الإنجيل.

تحياتي





1276
الأخ العزيز سيزار المحترم

أولا، أتمنى لك ولعائلتك الكريمة كل الخير والتوفيق وانشاء الله ستزف الينا اخبارا سعيدة عن حياتك ومسيرتها في العالم الجديد الذي انت فيه.

أخي العزيز،

انت تؤيدني وتقف الى صفي وربما لا تدري، وعذرا.

كل المسألة هي إن بقي للكلدان ومؤسستهم الكنسية أية صلاحيات حتى في أدني الأمور التنظيمية.

لم أرد ان استبق وانتظرت الترجمة الرسمية وتبعات هذا القرار الخطير ولكن استنادا الى ترجمتك فإن الكلدان لا حق لهم في أي شيء وهم لا شيء امام وزارة المستعمرات الفاتيكانية وليس وزيرها الكاردينال ساندري بل أبسط موظف فيها.

أي تنظيم كنسي – رهبنةـ خورنة، إبرشية، منطقة، كاهن، راهب، قس، خوري – لا سلطة للبطريركية عليها ولا سلطة لنا نحن الكلدان عليه.

في أي لحظه يحوله المجمع الشرقي (وزارة المستعمرات) الى حبرية ويخرج ليس عن سلطة البطريرك بل حتى عن سلطة الكلدان وبإمكان اللاتين ان يلعبوا به كيف يشاؤون.

حتى على مستوى الفرد. أنا بإمكاني ان أصبح "حبرية" ولا حكم للكلدان والبطريركية علي ابدا وأكون تابعا بالمطلق لوزارة المستعمرات وأي موظف فيها يلعب بي كما يشأ.

وحتى اللغة والثقافة والطقس بإمكانهم ان يجعلوا منه "حبرية" ويلغوه – أي يلغوا ذاكرتنا ووجودنا ووجداننا ككلدان وكنيسة وأمة وشعب من الوجود بحجة الحبرية.

وهكذا يا اخي العزيز وبنفس الطريقة ضاعت الهند، تاج وعروس الكنيسة الكلدانية، وضاع الطقس وضاعت الثقافة والريازة والفنون والأعلام والأدب والشعر وكل ما يشكل مقومات أية أمة في متاهات الحبرية وضاع الكلدان.

ومؤخرا أي قبل بضع سنين ضاع كل أثر للكلدان بممتلكاتهم وناسهم وأوقافهم واسمهم في الخليج العربي وقريبا بكل المناطق في متاهات الحبرية.

أخي العزيز،

كيف تستطيع ان تقبل هذا وانت تعتز بكلدانيتك وانت ناشط قومي كلداني، أي صاحب هوية وصاحب هوية لا يقبل ان يستعمره أي كان بهذا الشكل؟

 كيف تقبل ان يسيطر أناس دخلاء وأجانب، وكما أطلق عليهم مرة المطران سرهد جمو، في وزارة استعمارية في أروقة دولة الفاتيكان لم تتورع وزارتهم حتى عن تطبيق محاكم التفتيش اللعينة علينا وفي العصر الحديث باسم "الحبرية."

هل هذه نعمة وبركة ام نقمة!!

ان يقبل شخص عادي بهذا التسلط الاستعماري وبهذا الشكل ربما يكون شيئتا عاديا.

ولكن ان يقبله ويباركه مثقف كلداني له توجهات قومية فهذا لا أفهمه ولن يكون بإمكاني استيعابه.

تحياتي



1277
الأخ توما منصور المحترم

شكرا جزيلا لوضع الوثيقة على الملأ كي يطلع الشعب الكلداني على ما يجري في كواليس دولة الفاتيكان وما يطبخ هناك دون علمهم وما عليهم الا التنفيذ وأن الرئاسة البطريركية مهمشة الى درجة ان سكرتيرا في المجمع الشرقي (وزارة المستعمرات) يتجاوزها. لقد حفظتها في الأرشيف لأهميتها.

انا لا اتحدث ولا أقرأ الإيطالية. لكن ترجمة غوغل التي لا أعتمد عليها وأمل ان أكون مخطئا تظهر انها وثيقة خطيرة جدا.

ولماذا السرية؟

إنها تخص الكهنة الرهبان مثار الخلاف الكبير بين المطران سرهد جمو والبطريركية وأسماؤهم واردة فيها.

ولماذا تسميهم "الخارجون عن القانون." حسب المجمع الشرقي وقوانينه المستبدة التي لا تناقش وكأنها كتاب من السماء "البطريركية هي الخارجة عن القانون" وكان لا بدّ ان يظهر هذا المجمع الذي يسيطر عليه اللاتين برمته والذي لا تسقط ورقة من شجرة مؤسسة الكنيسة الكلدانية دون آذنه ان يظهر من هو صاحب القول والأمر والفصل. الوزارة الفاتيكانية ام البطريركية؟


والرسالة ليس فيها حتى نسخة منه الى البطريرك او البطريركية.

موقعة من موظفين لاتين في المجمع الشرقي وموجهة الى رئيس الرهبنة الكلدانيةمباشرة وكأن البطريرك والرئاسة والبطريركية لا وجود لهم.

ورئيس الرهبنة الكلدانية ليس كلدانيا بل لبنانيا عربيا نصبه المجمع الشرقي رئيسا على الرهبان شاء من شاء وأبا من أبا دون الرجوع الى البطريركية.

ولماذا السرية؟ هل كان للمسيح أسرار؟ وهل كان للمسيح مجامع ووزارات وسفارات؟

دعني لا أستبق الأمور لأن هذه الرسالة سيكون لها صدمة كبيرة؟

تظهر من يسيطر على الكلدان ومقدراتهم وما هو حجم البطريركية.


1278
الدكتور ليون برخو المحترم

أرجو أن تتفهّم البطريركية وجميع الأبرشيات بانّ الطقس هو أجمل ما لدى الكنيسة الكلدانية والحفاظ على اصالته واجب يقع على عاتق الجميع واندثاره يعني اندثار كل ما يسمّى كلدانياً ولا يفوتني أن أذكر بأنّ الأصالة الواردة في شعار غبطة البطريرك لويس ساكو الثلاثي  تتعارض بحسب رأيي مع التجديد الذي يدعو اليه.
أمّا فيما يخص وزارة المستعمرات في دولة الفاتيكان فانّي اعود وأكرّر بأنّ وجودها يعتبر استهانة بمقدّرات الكنائس الشرقية وأسلوب السيطرة والتسلُّط الذي تتّبعه مع مستعمراتها لا علاقة له بأي ترابط ايماني نابع من روح الانجيل والغاؤها سيخدم القضية الايمانية أفضل من الابقاء عليها.


الأخ العزيز عبدالاحد سليمان المحترم

شكرا للتعقيب وكالعادة تلقي الضوء على النقاط الغامضة وتؤشر بجراءة قلّ نظيرها على مكامن الخلل.

انا قلت في المقال انني لا اتفق مع توجهات المطران سرهد جمو وأن ولائي لكرسي اجدادي.

ولكن الكرسي بدأ بالتنصل عن الطقس والثقافة واللغة وبشكل علني وصل درجة نعته بتوصيفات غير حميدة وأخرها قبل فترة قصيرة وفي اوروبا حيث لا سلطة للكرسي على الكلدان البتة.

الكلدان في اوروبا مع كهنتهم تابعون - حسب قوانين وزارة المستعمرات في الفاتيكان التي يطبقها وزيرها الحالي الكاردينال ساندري بحذافيرها تابعون للأساقفة اللاتين في مناطق تواجدهم.

فما الداعي القدوم الى اوروبا وشن هجوم على الطقس الكلداني وتهميشه على الملأ والبطريركية تعلم ان لا سلطة بقيت لها والسلطة كلها في يد وزارة المستعمرات الفاتيكانية؟

كنا وما زلت من أشد المدافعين عن كرسي اجدادي ولكن الكرسي ذاته لم يبقي أي أثر للأجداد. صار يلغي كل شيء دون رحمة بشكل لم تتجرأ حتى التفكير به اي بطريركية أخرى؟

وكما تفضلت، لوذهب الطقس واللغة والثقافة والبطريركية أساسا لا سلطة لها فما الداعي للبطريركية الكلدانية.

وقد ادرك الكثير من الكلدان هذا في اوروبا وهم يغادرون الكنيسة الكلدانية زرافات بسبب هذا الفلتان والضياع الذي وصل الى درجة خطيرة جدا في السنين الثلاث الماضية.

اما عن المجمع الشرقي، سليل مجمع البروبغندا صاحب محاكم التفتيش فلا تتصور انه سيتنازل عن حكمه وسطيرته المطلقة على الكلدان والمشرقيين الكاثوليك الأخرين.

والسبب لأننا نحن الكلدان فرحون بهذا الأستعمار والبعض وبالفم الملأن يقول انه "نعمة وبركة" رغم ان اسلاف هذا الكاردينال طبقوا صيغة من محاكم التفتيش على الكلدان ترقى في كثير من تفاصيلها الى جرائم ضد الإنسانية. وهذا تاريخ وتاريخ معاصر وتاريخ ثابت وموثق.

أي أمة تخلصت من الأستعمار دون ان تنهض وتثور ضده؟

نعم لقد ثار اجدادنا الكلدان ضد استعمار المجمع الشرقي بانتفاضة عارمة ولكن المجمع هذا وبالتواطوء مع الإستعمار البرتغالي والدولة العثمانية والأغوات الأكراد بطش بثورتنا بأعنف ما تتصور وقضى عليها ومنذ ذلك الحين ونحن ننفذ وننفذ وننفذ ولا نستطيع حتى ان نناقش.

النقطتان اللتان اثرتهما واقتبستهما كما هما اعلاه هما بيت القصيد.

ولكن لا أظن ان البطريركية ستفهم.

ومن المستحيل ان يرفع الإستعمار ظلمه دون مقاومة.

وعليه اظن اننا ككلدان زائلون وبأسرع مما نتصور.

تحياتي

1279
قرائي الأعزاء

شكرا لتقاطركم على المقال

قبل الشروع في الرد على تعقيباتكم فقط بودي ان استرعي الانتباه ان المقال يخص الأمور المؤسساتية ومبني على فكر ونظرية اراها مهمة جدا وذات ابعاد مؤثرة وخطيرة إن لم ننتبه اليها بإمعان.

أسردها هنا على أمل التركيز عليها وليس على الأمور الأخرى في المقال لأنها في وجهة نظري اساس المشكلة التي نعاني منها كشعب وكنيسة والأمر متروك لكم:


الإطار الفكري (النظري)

لا يجوز فرض طقس وثقافة وسلطة واحدة على المسيحي المختلف باسم الوحدة المسيحية. ولا يجوز ان يكون الانتماء الى مذهب محدد او قبول سلطة مذهب محدد – أي ثقافته وألفاظه – أساس الوحدة.

وحدة مثل هذه او الذي نادى  وينادي بوحدة مثل هذه أساء ويسيء كثيرا الى المسيحية.

تخللت الدعوات مثل هذه ممارسات تقصي الأخر المسيحي وتهرطقه وتكفره.

استخدم أصحاب هذا النوع من الوحدة عنفا رهيبا جسديا ولفظيا وثقافيا وطقسيا ضد المسيحي المختلف.

 وما محاكم التفتيش (التي عانى منها مكون رئيسي من شعبنا اشد العناء ولا يزال) والحروب المذهبية المرعبة والقول بسمو مذهب على اخر (عنصرية مذهبية) الا نتيجة حتمية للوحدة التي تفرض ثقافة وسلطة مذهب معين على أخر.


1280
لماذا وكيف تقترف الكنيسة الكلدانية كل هذه الأخطاء وفقط في 20 صفحة من كراس القداس الإلهي "المؤن"؟ رد على مقال الأستاذ سيزار هوزايا

ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

اتحفنا استاذنا الجليل سيزار هوزايا بمقال بديع اثار الكثير من الاهتمام (رابط 1). والمقال والتعقيبات التي جرت عليه كانت من الروعة بمكان.

وهذا ليس غريب على أستاذنا الكبير هوزايا. فهو مقل في كتاباته ولكنه يهزنا بقلمه عندما يطلع علينا بين الفينة والأخرى.

فمني ومن كل محب للغتنا المقدسة السريانية له ولأفراد عائلته تحية من الأعماق والشكر الجزيل.

ملخص المقال

المقال تعقيب على مقال الأستاذ هوزايا. ويتناول أهمية اللغة وأهمية الطقوس في حياة البشر لا سيما المؤسسات الكنسية. عندما نقول إن الفروقات بين المذاهب الكنسية ما هي إلا الفاظ – وهذا صحيح – فإننا بذلك نشير الى اختلاف اللغات والطقوس والثقافات.
 
سأبدأ وباختصار شديد وضع إطار فكري ونظري للمقال تتخلله بعض الفرضيات ومن ثم أحاول تطبيق النظرية والفرضيات على مسألة اللغة والطقوس وأنهيه ببعض الاستنتاجات الخص فيها لماذا وكيف وصل الأمر بمؤسسة الكنيسة الكلدانية ورئاستها الحالية ان تقترف كل هذا الكم الهائل من الأخطاء فقط في 20 صفحة من كراس طقس القداس الجديد.

الإطار الفكري (النظري)

لا يجوز فرض طقس وثقافة وسلطة واحدة على المسيحي المختلف باسم الوحدة المسيحية. ولا يجوز ان يكون الانتماء الى مذهب محدد او قبول سلطة مذهب محدد – أي ثقافته وألفاظه – أساس الوحدة.

وحدة مثل هذه او الذي نادى  وينادي بوحدة مثل هذه أساء ويسيء كثيرا الى المسيحية.

تخللت الدعوات مثل هذه ممارسات تقصي الأخر المسيحي وتهرطقه وتكفره.

استخدم أصحاب هذا النوع من الوحدة عنفا رهيبا جسديا ولفظيا وثقافيا وطقسيا ضد المسيحي المختلف.

 وما محاكم التفتيش (التي عانى منها مكون رئيسي من شعبنا اشد العناء ولا يزال) والحروب المذهبية المرعبة والقول بسمو مذهب على اخر (عنصرية مذهبية) الا نتيجة حتمية للوحدة التي تفرض ثقافة وسلطة مذهب معين على أخر.

أهمية اللغة

قد يتفق الكثير من القراء ان كاتب هذه السطور واحد من كتاب شعبنا الأكثر تأكيدا على دور لغتنا السريانية في حياتنا كأمة وكشعب اصيل وكنيسة مشرقية مجيدة مقدسة رسولية جامعة.

وأنا في غاية السرور ان أرى ان اللغة وأهميتها في الحفاظ على وجودنا وهويتنا – كنسيا وقوميا – أصبحت مدار البحث والكتابة وجذبت صوبها كل من يعترف بخصوصيتنا المشرقية كنيسة وهوية ويحترمها ويقدسها.

وعدد الذين يكتبون عن دور لغتنا السريانية المقدسة في حياتنا ووجودنا في ازدياد وعدد المؤسسات كنسية وغيرها التي صارت تؤمن ان لغتنا القومية هي أساس وجودنا ومشرقيتنا المسيحية ودونها نصبح هباء منثورا في نمو وتطور – والحمد لله.

وفي نفس الوقت علينا ان نتذكر ان هناك – ومع الأسف الشديد – من يحاول جهده طمس هويتنا بتهميشه للغتنا وطقوسها. البعض يذهب بعيدا باستخدام توصيفات غير حميدة لما تركته لنا من جواهر طقسية لا تقدر بثمن.

وكم يحز في النفس ان يكون من بين هذا البعض من يحمل مناصب رفيعة وبدلا من لعب دورههم وتنفيذ واجبات ومسؤوليات مناصبهم الأساسية التي تكمن في الحفاظ على الطقس والثقافة المشرقية بلغتها وفنونها وريازتها وأزيائها نراهم يتنكرون لها ويقحمون ذواتهم في متاهات لا تؤدي الا الى تهميشهم وتهميش دورهم ومنصبهم ومكانتهم.

ما هي الطقوس؟

نحن لا شيء خارج نطاق الطقوس (والخطاب واللغة عصب هذه الطقوس) التي نمارسها.

كل كائن حي له طقسه ويحبه ويدافع عنه ويقدسه.

البلبل مثلا له صوته وزيّه ولونه – أي طقسه (لغته وخطابه). من خلال طقسه نعرفه انه بلبل وليس غراب.

هل يقبل البلبل ان يغير طقوسه؟ هو لن يفعل ذلك ابدا. إنه يتباهى بطقوسه. يقاوم كل الظروف مهما كانت كي يحافظ عليها.

والشعوب والكنائس أيضا تعرف بطقوسها – لغتها ولونها وأزيائها وطريقة حياتها في كافة النواحي.

اللغة تشكل الطقس حسب ما عرفناه. والطقس هو وجود أية أمة ويمثل هويتها من خلال لغتها.

والطقس له خصائصه ومقوماته. وهذه تشمل حتى طريقة البناء. كنسيا مثلا تدخل فيها الريازة الكنسية والأيقونات والصور والتماثيل والزخرفة والأناشيد والموسيقى والفنون وغيرها.

المؤسسة – أي مؤسسة – التي لا طقس لها او يتم تبديل طقسها وثقافتها من قبل الأخرين او هي تبدل طقسها وثقافتها – لغة، وعمرانا وريازة وأزياء وأيقونات وأعلام وغيره – تكون مثل البلبل الذي يتحول الى غراب ويصر على انه بلبل.

ماذا حلّ بالكنيسة الكلدانية في السنين الثلاث الأخيرة؟

في إمكاننا دائما ان نؤشر الى الخطأ وبسهولة. وهذا ما نفعله عند النظر للواقع الاجتماعي للأخر وليس واقعنا الاجتماعي الخاص بنا.

ولكننا في النادر نلتقط اخطاءنا وإن اكتشفناها نخشى ان نضعها ضمن سياقها. بمعنى أخر لماذا وكيف وصل الأمر بالناس ان يقوموا بهذا العمل؟ لماذا وكيف يصرون عليه ويرونه شيئا عاديا ومقبولا رغم معارضته للعقل والمنطق والحس الإنساني السليم؟

السياق يقول إنه ليس هناك، عمليا وممارسة وتنظيما وإدارة وطقسا، ما يسمى "مؤسسة كنسية" بالنسبة للكلدان. المؤسسة تقريبا فقدت كل مكونات ومقومات وجودها كمؤسسة في اليوم الذي خسرت استقلاليتها المؤسساتية وصارت تابعة بكل ما للكملة من معنى.

وتابعة لمن؟ تابعة لمؤسسة أخرى اجنبية ودخيلة متمثلة بالمجمع الشرقي (وزارة المستعمرات) في دولة الفاتيكان.

لن أغوص في ما فعله هذا المجمع بالكلدان وكنيستهم. لقد قلت في ذلك الكثير.

ولكن أنظر الى السياق

هذا المجمع فرض عدة طقوس على الكلدان.

في ملبّار، حيث كان تاج الكنيسة الكلدانية، طمس المجمع كل ذكر للكلدان وطقسهم ولغتهم وثقافتهم لا بل احرقها وازالها من الوجود وباستخدام عنف مفرط لم يلجأ اليه عتاة الاستعمار. وملبّار كانت تاج وعروس الكنيسة الكلدانية.

هذا المجمع لا يهمه ولا يكترث إن كانت هناك بلبلة طقسية او تهميش للطقس والثقافة واللغة.

وهو أساسا لا علاقة له بها ولا يهمه اندثارها. ما يهمه السلطة والسيطرة على مقدرات الكنيسة الكلدانية.

أنظر كيف تدخل وبشكل مباشر للحافظ على سلطته المطلقة على الكلدان عندما تحرك البطريرك الكلداني وأصدر قرارات لنقل بعض الكهنة؟

ولكن لن يحرك ساكنا حتى وإن أتينا بأدلة دامغة على اضطهاده لطقسنا وثقافتنا وان تدخله قد أربكنا وشتتنا وجعل من كل أبرشية او حتى خورنة بطريركية لذاتها (وهذا موثق تاريخيا والتاريخ شاهد).

ولم يحرك ساكنا مع كل الأدلة التي اتي بها الأستاذ الهوزي في مقاله عن ان هناك عشرات وعشرات الأخطاء في 20 صفحة فقط من التي فرضها بمبادرة من المؤسسة البطريركية على الكلدان.

ولو كان لأمر يقتصر على الهفوات والأخطاء اللغوية لكان الأمر هينا. الطقس المؤن الجديد برمته تهميش وبإصرار للطقس الكلداني الأصيل بلغته وريازته وفنونه وأناشيده وموسيقاه وتقريبا في كل شيء.

فيه من الأخطاء ما لا يقترفه مبتدئ – أي الطفل الذي يدخل الدير لتعلم اللغة السريانية والطقس.  حتى النقل من الحوذرا والطقس الذي كان معتمدا في السابق فيه أخطاء كثيرة.

وقد تعاملت مع الطقس الجديد عند صدوره مع مجموعة من الشمامسة وراودتني فكرة ان فرض طقس وبهذا الشكل له مقاصد لا يعلمها الا الله ولا تخدم اللغة والثقافة والطقس والشعب الكلداني البتة.

ومن ثم لماذا وكيف يوافق المجمع الشرقي ووزيره العتيد على طقس مليء بالأخطاء وبهذا الشكل؟ هذا يعني انه لا يكترث ولا علاقة له بلغتنا وطقسنا وثقافتنا وليس من اختصاصه.

 المهم ان يكتب اسمه قبل اسم البطريرك وموافقته عليه في اول ورقة من الكراس ويظهر اسمه بارزا – كما هو الحال – دلالة على انه الوزير وانه السلطة.

هل هذا هو الطقس الوحيد؟

كلا. هذا الوزير الذي لا تدور أي عجلة مهما كان صغرها حتى بحجم خردلة في مؤسسة الكنيسة الكلدانية دون آذن منه وهو المسيطر بالمطلق على كل شيء قد وافق على طقس أخر – أفضل بكثير من كراس الطقس الذي تناوله الأستاذ سيزار – وهو الذي يستند اليه المطران سرهد جمو.

الأن ربما عرفنا لماذا يتشبث المطران جمو بطقسه. إنه نابع ومستند الى الأصالة واللغة والثقافة والأزياء والريازة والطقس الكلداني الأصيل وليس فيه كل هذا الكم الهائل والمخيف من الأخطاء. ولكن قبل كل شيء يحمل ايضا اسم وختم الوزير.

والمطران جمو – وأنا على خلاف شديد مع توجهاته – أظهر اصالته بما يقوم به من حلقات تدريسية عن الطقس واللغة والثقافة والريازة وعلى الهواء يبدي فيها حبا جمّا لمشرقية كنيسته الكلدانية ولغتها وثقافتها وطقسها وريازتها، الأمر الذي زاد من شعبيته ومكانته ومكانة مناصريه بين الكلدان الغيارى على طقسهم ولغتهم وهويتهم على حساب غريمه – المؤسسة البطريركية – التي وصل الأمر بها الى استهجان الطقس واللغة والثقافة وحتى اسباغ نعوت غير حميدة لتوصيفها وابعاد الكلدان عنها. (رابط 2)

نعود ونسأل، لماذا يتدخل هذا الكردينال ولماذا يتصرف بهذا الشكل هو وأسلافه من مجمع البروبغندا بالطقس الكلداني حيث يمنح موافقتين لطقسين مختلفين في آن واحد ويلغي لا بل يطمس أي أثر للطقس الكلداني ويستبدله بالطقس اللاتيني في مناطق أخرى؟

هذا ازدراء بالعلم والمعرفة والطقس واللغة فكيف يقبل به الكلدان!

إن كان هذا الوزير لا يتكلم لغتنا ولا يعرف أي شيء عن طقسنا وثقافتنا وفنونا وريازتنا ومشرقيتنا لماذا يصر على التحكم والسيطرة علينا؟

في الأكاديمية هناك مبدأ علمي مهم وهو ان يتم إرسال أي بحث علمي او تأليف جديد الى لجنة من المحكمين المتضلعين في الموضوع لقراءته والتحقق من علميته وسلامته لغويا وعلميا وثقافيا وأكاديميا وغيره قبل تداوله او نشره او فرضه كمنهج.

هل يجوز ان نرسل كراسا جامعيا وباللغة الإنكليزية عن الثقافة واللغة والأدب الإنكليزي الى أستاذ اللغة العربية والأدب العربي الذي لا يتحدث الإنكليزية في جامعة القاهرة لتقيمه والموافقة على استخدامه وتداوله؟

هذا ما يحدث للكلدان وكنيستهم. الحكم والمقيم على أقدس وأغلى ما يملكونه هو كردينال أجنبي دخيل لا يفقه لغتنا ولا يعرف أي شيء عن ثقافتنا ومشرقيتنا ويرأس وزارة المستعمرات في دولة الفاتيكان، الوزارة التي الغتها كل الدول الأوربية ولم تبقيها الا دولة الفاتيكان لضعف وقلة حيلة الكلدان وتبعية مؤسسة كنيستهم المطلقة لها.

المؤسسة لا يهمها إن كان هناك أخطاء. المهم ان تحصل على موافقة وزارة المستعمرات في الفاتيكان ووزيرها. وحال ما تحصل عليها يصبح بمثابة كتاب منزل وتفرضه على الكلدان بسقطاته (هنا أتحدث عن اللغة والثقافة والطقوس ليس الا).

هل نستحق هذا؟

بالطبع لا ولكن ماذا نقول للمؤسسة البطريركية التي لم تترك مناسبة منذ ثلاث سنين ونيف وإلا وتشن فيها هجوما غير مبرر على لغتنا وثقافتنا وطقسنا (رابط 2) وتصفها بأقسى النعوت وتزدري ريازتها وازيائها وحوذرتها وأناشيدها ولولا مقاومة الغيارى من الكلدان لكانت انهتها والغتها الى غير رجعة.

وتستغل الرئاسة ذاتها الفوضى الطقسية العارمة التي خلقتها هي بنفسها لفرض صلوات وطقوس كتبتها بالعربية وهي أيضا مليئة بالأخطاء ومكتوبة بلغة ركيكة وفيها نصوص تعارض الطقس الكلداني ذاته. العربية كانت غايتها منذ الثمانينات من القرن الماضي ويبدو انها قاب قوسين او أدنى لتحقيق غايتها في جعل كل شيء عربيا.

كيف تستطيع المؤسسة البطريركية فعل هذا، ان تفرض كتابا باللغة العربية وتطلب ترجمته الى لغات الدنيا وكتاب الطقس الكلداني– جوهر الطقوس في المسيحية – تهمشه وتزدريه من خلال ما تنعته به من صفات سلبية؟ (رابط 2)

مؤسسة الكنيسة الكلدانية التي قد لا يتجاوز اعداد المنتسبين الذين يرتادون الكنيسة فيها بضعة عشرات من الالاف متمثلة برئاستها قد رفعت لواء مناهضة وتهميش الطقس الكلداني واللغة الثقافة الكلدانية.

هي اليوم تدعو الكلدان الى ممارسة الطقوس بأي لغة كانت – رغم ان كلهم كلدان ويحبون ثقافتهم ولغتهم وطقسهم رغم قلة عددهم.

المؤسسة البطريركية ومع الأسف الشديد وصل الأمر بها الى محاربة الطقس بالمعنى الذي ذكرناه اعلاه لغة وفنا وموسيقى وريازة وازياء وكأنها لا تمت الى اللغة والطقوس والثقافة الكلدانية بصلة، وهذا لا تقوم به أي مؤسسة كنسية أخرى في الغرب حيث الاعتزاز والتشبث بالطقس واللغة والأزياء والأناشيد والفنون والريازة يأتي في مقدمة اولوياتها.

فهي تدعو في الكراس ذاته الى انشاد مثلا ما يراه الكاهن او الجوق مناسبا، أي كل حسب هواه.

حتى القبيلة الأفريقية التي خرجت للتو من الغابة للحضارة عند اعتناقها المسيحية لا تقبل ان يتم تهميش طقوسها القبلية بهذا الشكل ابدا. تحافظ عليها وتدخل اغلب العناصر الطقسية والثقافية واللغوية القبلية فيها وتمارسها ضمن عقيدتها الجديدة.

ونعرف كيف ان الأفريقي لا يقبل ان يكون زي وسيماء الايقونة مثلا غربيا او لاتينيا بل يسبغ عليها صبغة قبلية أفريقية لغة وفنا وريازة وموسيقى.

مؤسستنا البطريركية الحالية لا تعترف بهذا. إنها تريد ان تفرض علينا طقسها الخاص بها وبالطريقة التي تريدها وبالكم الهائل من الأخطاء التي تقترفها وهمها الحصول على موافقة المجمع الشرقي.

 اما الطقس الكلداني الأصيل والذي هو من أبدع ما انتجته القريحة المسيحية في الدنيا فهو طقس "الجراد والحشرات الدابة والصرصر ...." (رابط 2).

أقولها وفي نفسي حسرة ان الوضع في الكنيسة الكلدانية لم يكن بالفلتان والفوضى العارمة التي صار فيها في السنين الثلاث الأخيرة منذ ان فقدت هذه الكنيسة استقلاليتها في نهاية القرن التاسع عشر وفي مستهل القرن العشرين.

هذا هو السياق يا أستاذ هوزايا الذي تعيش فيه مؤسسة الكنيسة الكلدانية.

لا يهم كم هناك من الأخطاء ولا يهم أي لغة. اللغة بالية والطقس عتيق يلبي حاجة المزارعين، حسب رأي المؤسسة البطريركية (رابط 2).

"الحداثة والتأوين والعصرنة" مفاهيم يجري استغلالها كي يصيغوا طقسا على مقاسهم – او بالأحرى كل على مقاسه – لما يرونه "مدنية وحضارة " حسب وجهة نظر "الحداثيون" من الكلدان الذين لا يفقهون معنى المصطلحات هذه ويستخدمونها حجة لتنفيذ سياساتهم التي دشنوها في الثمانينات من القرن الماضي وغايتها محاربة لغتنا وطقسنا وثقافتنا وأناشيدنا وريازتنا وأزيائنا وفنونا بشكل لا تقبل به قبيلة أفريقية خرجت للتو من ظلمات الغابة الى النور.

------------
رابط (1)
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,804258.0.html
رابط (2)
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=793177.0





1281



3- لا علاقة ولا سيطرة للكنيسة الكلدانية ممثّلةً بالكرسي الباطريركي على مثل هذه الحالات لأنّ ابرشيات الخارج ترتبط ادارياً بالكاردينال ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية من دون أن يكون أيّ تمثيل لتلك الكنائس في هذا المجلس ( وزارة مستعمرات لا غير).




هذه معلومة تاريخية موثوقة للقراء الكرام الذين ربما لم يطلعوا على "المجمع الشرقي" (وزارة المستعمرات في دولة الفاتيكان) والدور الاستبدادي والتعسفي الذي يلعبه الوزير المسؤول عن هذه الوزارة.

هذا المجمع تاريخه مشين. هو وريث مجمع البروبغندا.

هذا المجمع بالذات طبق محاكم تفتيش لعينة ومرعبة على الكلدان تخللتها جرائم يرقى بعضها الى جرائم ضد البشرية ضد الثقافة لإنسانية والكدان ساكتون لا بل بعضهم فرحون.

هذا المجمع من خلال وزيره لم يبق أي سطلة مؤسساتية كنسية للكلدان. وزيره متمثلا حاليا بالكردينال ساندري هو الحاكم الفعلي، والكدان ساكتون لا بل بعضهم فرحون.

الكل من لبطريرك الى أصغر عضو في الكنيسة الكلدانية يدور في فلك هذا الوزير وسكرتيره وكلمته هي العليا في كل شيء والكنيسة الكلدانية ما هي الا واحدة من مستعمراته والكدان ساكتون لا بل بعضهم فرحون.

الوزير (الكاردينال) ساندري يعد واحدا من أكثر الوزراء تسلطا واستبدادا في تاريخ هذا المجمع منذ نشوئه. فهو سياسي محنك وداهية بكل ما للكلمة من معنى بحيث لا يستطيع أي مسيحي كاثوليكي مشرقي اليوم الخروج عن طاعته واوامره القيصرية.

البطريرك الكلداني والبطريركية مناصب فخرية لا حول ولا قوة لها. الوزير ساندري هو البطريرك الفعلي ولا حول للكلدان بدونه. هو الذي يأمر والكل ينفذ ولا يناقش في أبسط الأمور التنظيمية والإدارية.

بعبارة واحدة الكلدان وكنيستهم محتلون وتحت نير استعمار ثقافي واداري أقسى من أي نوع من الاستعمار شهده التاريخ الحديث من قبل هذا المجمع وبشكل لا يقبل به أي شعب له ذرة من الغيرة على ثقافته ووجوده وكيانه وطقسه وتاريخه والتاريخ شاهد، والكلدان ساكتون لا بل بعضهم فرحون.

هذا المجمع من خلال تطبيق محاكم التفتيش على الكلدان الغى الثقافة والحضارة واللغة والطقس الكلداني والتنظيم المؤسساتي الكنسي للكنيسة في المناطق وأستولى عنوة وباستخدام عنف وجرائم يندى لها الجبين لم يقترفها أي استعمار حديث على مناطق شاسعة وأبرشيات كبيرة وأوقاف لا تقدر بثمن وطبق عليها ثقافته وطقسه الدخيل والأجنبي بعد ان احرق كل ما يمت للكلدان بصلة، كل هذا والكدان ساكتون لا بل بعضهم فرحون.

هذا المجمع حارب الطقس في المناطق وفرض الثقافة اللاتينية على الكدان.

نعم كيف يقبل انسان ان يحكمه ويستعمره أجنبي مستبد بهذا الشكل في كل النواحي من إدارية وتنظيمية وثقافية ومناطقية وممتلكات وأوقاف وغيرها بهذا الشكل المستبد الذي يعود للقرون الوسطى؟

كيف يقبل الكلدان لا سيما الذين يقولون انهم قوميون باستعمار مثل هذا؟ هذا الاستعمار لا يمت للإنجيل ورسالته السمحاء بأي صلة. هذا ما تفعله الدول الاستعمارية التي لا علاقة لها بالإنجيل من قريب او بعيد؟

مبروك لنا نحن الكلدان هذا الاستعمار الذي يتغنى به البعض ويعدونه "نعمة وبركة" ولهذا ضاع كل شيء والكلدان في أفول وضياع.

كيف وصل الأمر الى ان يتباهى الكلدان بهكذا استعمار مستبد مشين يسيطر عليهم وعلى عقلهم وفكرهم وثقافتهم ولغتهم وطقسهم وتنظيمهم باسم الانجيل والانجيل براء منه؟

والأنكى البعض يغدق الثناء والمديح على وزارة المستعمرات هذه ووزيرها العتيد.

هل، كما قال الأخ لوسيان، يقبل اللاتيني الكاثوليكي ان يستعمره مشرقي مسيحي بهذا الشكل المهين ونحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين؟

الى متى؟


1282
هذا رد موجر على تعقيب البطريركية على مقال الأستاذ خوشابا الذي أبدع فيه وله كل الشكر والتقدير.

تعقيب اعلام البطريركية الكلدانية يفتقر الى الكياسة ويفتقر الى ابسط الأسس الخطابية التي يجب ان تتوافر في تعقيب في وسيلة إعلامية تحترم ذاتها وقراءها.

لقد تحدث كثيرون عن المأساة التي يعاني منها اعلام البطريركية. إنه – مع كل احترامي – اعلام هزيل يتصور ان المتلقي جاهل ويتخذ من المنصب الديني والدرجة الكهنوتية وسيلة للوصول الى غايات دنيوية سياسية وجاهية بحتة.

فهو – كما هو شأن هذا الإعلان – مليء بالأخطاء لغوية وغيرها. الخطاب هذا يريد ان يقول ان هناك مؤسسة إعلامية تدير الإعلام الى انه لم يكتبه الا الشخص المعني ذاته ووضعه بصيغة وكأن المؤسسة البطريركية او المؤسسة الاعلامية كتبته نيابة عنه. وهذا واضح ضمن الأسطر.

والخطاب لا يليق بمقام البطريركية الكلدانية ابدا. إنه خطاب يشبه ما يتداوله الناس في وسائل التواصل الاجتماعي وإلا كيف نفسر ان يقوم بطريرك كنيسة المشرق الكلدانية العريقة بالرد على كاتب أراد التعبير عن رأيه بعبارات مثل: "ويبدو انه الشخص متعصب ويبحث عن دور أو منصب."
 
ومن ثم أي عاقل يصدق هذا العبارة: "البقاء مع الكنيسة الكاثوليكية قوة وغنى لا يعوضان" بعد ان رأينا بأم اعيننا وعلى صفحات هذا المنتدى كيف يتجاوز كردينال لاتيني على حقوق وصلاحيات البطريركية التي تراجعت عن كل قرار اتخذته حول الكهنة وسحب هذا الكردينال ووزارته كل صلاحيات التنظيمية والإدارية من البطريركية ليس في الشتات بل حتى في الداخل.

اليوم لا تستطيع البطريركية نشر ورقة طقسية واحدة دون موافقته الخطية. وينسى التعقيب كل والظلم الذي لحق بالكلدان – وهو موثق بالتفصيل في أرشيف البطريركية– من قبل هذه المؤسسة وهذا الكردينال وأسلافه وسلبوا من البطريركية حق تنصيب الأساقفة ونقلهم وسحبوا ادارة وتنظيم الكلدان بإكليروسهم في المناطق منها وغيره من الأمور التي إن ذكرناها لوقف لها شعر الرأس ومعها يغدقون المديح لهذا الكردينال ومؤسسته ويجعلونه نعمة وبركة ويهاجمون كاتب أراد فقط التعبير عن رأيه.

وهل هذه "موضوعية وكياسة أدبية" ان يخاطب صاحب البيان ويقارن نفسه دون وجه حق بأحد اشقائه من رؤساء الكنائس دون ان يسميه بالقول: "البطريرك هو بطريرك أكبر كنيسة ولا يمكن ان يقارن بكنيسة لا يوجد لها الا راع من دون مؤمنين."

والله لم يدر بخلدي انني سأعيش زمن يتهاوى فيه الصرح البطريركي لأعرق كنيسة في الدنيا الى هذا الدرك.

ومرة أخرى تحية من الأعماق للكاتب والأستاذ المبدع وصاحب الكياسة والموضوعية والأخلاق الرفيعة الزميل خوشابا.
 http://saint-adday.com/?p=11317
 



1283
أخي وصديقي العزيز الأستاذ ميخائيل ممو المحترم

ابارك لك هذا الامتياز الذي تحمله. انه استحقاق اتى في محله ومؤشر على الجهود الجبارة التي تبذلها للحفاظ على لغتنا القومية، التي هي وجودنا وهويتنا ودونها نحن لا شيء.

لقد تمكنت وابدعت في جعل لهجة من لهجات لغتنا السريانية المقدسة سهلة التداول ووضعت لها قواعد وأسس في النحو والصرف ومن ثم الفت كتبا صارت منارا ومنهجا نستطيع بواسطتها الحفاظ على هذه اللهجة المحكية الساحرة والتي هي أقرب ما يمكن للغتنا الفصيحة.

انا بعيد عنك حاليا وإلا لكنت اتيت اليك وقدمت التهاني لك مع قبلة على جبينك عرفانا بما قمت به وتبريكا على ما نلته من مكانة وسؤدد وعز في صفوف شعبنا الواحد بأسمائه ومذاهبه المختلفة.

وأتطلع الى اليوم الذي نتمكن فيه سوية تأسيس مدرسة او بعون الله عدة مدارس في السويد تكون لغتنا المقدسة أساسا لها وتكون نواة تقتدي به دول الشتات الأخرى.

ومن خلال هذه المدارس نتمكن من التواصل مع الأشقاء في بلد الأجداد والأشقاء في استراليا حيث لهم مدارس وكليات والأشقاء في مناطق أخرى التي تدرس الكتب المنهجية التي الفتها.

ولا يسعني الا ان اختم هذا التعقيب البسيط باقتباس من مقابلة اجراها الأستاذ يوسف شكوانا مع حضرتك وفيها قلت عن أهمية اللغة وفي فقرة واحدة ما يجمع ويلخص ما قاله فيها العلماء والفلاسفة والمفكرون بشتى مشاربهم وميولهم:

اللغة هي: "أداة أخذ وعطاء وواسطة لتقوية العلاقات المختلفة في المجتمع وهي ينبوع مصدر لخلق وابتكار الافكار ووسيلة لابعاد أحاسيس الكآبة والحزن وأداة تدوين الافكار والعودة اليها، فهي حبر الأدب والتاريخ وقلم الثقافة، أما أهميتها فهي هوية ووجود الانسان وتعتبر للامة كالروح للجسد فالقضاء على اللغة يعني القضاء على الأُمة. فهي اشبه بالبذور التي تعطي الثمار المختلفة. فاللغة تبدأ في مرحلة الجنين حيث توصّل العلماء الى ان الجنين يتأثر بنوع الموسيقى التي تسمعها امه في فترة الحمل به، وبعدها تأتي لغة الطفل ثم فترة البلوغ (رجال ونساء) الى لغات اخرى كالسياسة والقانون والتجارة والعمل والدين وغيرها. ان الذي يترك لغته يخسر وجوده في مجتمعه والتعبير عن أحاسيسه كما يخسر حضارته وتاريخه والذي لا تاريخ له لا لغة له، فاللغة هي أُم كل العلوم وقوة الامة نابعة من لغتها."
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,801382.0.html

بارك الله فيك وكثر لنا من امثالك. امة فيها علماء بقامة ميخائيل ممو يجب ان تنهض رغم العواصف.

ليون

1284
الأخ العزيز San Dave المحترم

اقتراحاتك في محلها، بيد ان الهمجة على الموروث هجمة منظمة يقودوها أناس مشهود لهم عدم حبهم وازدرائهم لهذا الموروث لا بل رمي كل ما يتصل به في سلة المهملات منذ زمن بعيد وتفضيل الدخيل والأجنبي والبالي عليه واليوم صاروا في المواقع الأولى ويستخدمون موقعهم للتأثير السلبي بدلا من الإيجابي.

الموروث هو نحن ونحن الموروث. الإنسان هو تاريخه الذي عليه يستند حاضره ومنه ينطلق.

هناك من يرى في الموروث بثقافته ولغته وطقوسه وفنونه وآدابه آفة ويحاربه ويقبل باستعمار ثقافي جديد وهو أسوا أنواع الاستعمار.

اتفق معك علينا ابراز هذا الموروث لأن من خلاله نعرف من نحن وبدونه نصبح طارئين على حاضرنا يقاذفنا الموج ونصبح كالشخص الذي على قارعة الطريق يستهين به المارة.

هل يدرك الذين يهمشون الموروث الخطيئة الكبرى التي يقترفونها بحقنا؟ حتى الأعداء أحيانا لا يتجرؤون على المس بالموروث الثقافي للشعوب الأخرى ولكن نحن من هم منا وفينا يرفعون لواء محاربة موروثنا ويقف البعض مساندا لهذه الخطيئة الكبرى او صامتا وكأنه لا يبالي وهم ينخرون في جسدنا الثقافي ومورثنا اللغوي.

الموروث في خطر يا أخي العزيز وأنا شخصيا سأستمر بدق ناقوس هذا الخطر.

وحسنا فعلت عندما ذكرت نماذج من الموروث هذا التي تعد من الآدب الكنسي الرفيع.

أي شخص عادي كان او رفيع الشأن كنسي او علماني يهمش او يزدري موروثنا علينا إخراجه من صفوفنا وفي اقل تقدير تنبيهه وتشخيصه والتعريف بالخطر الكبير الذي يشكله علينا كأمة وشعب وكنيسة مشرقية مجيدة وهذا ما قمت به في هذا المقال ومقالات اخرة وسأستمر على النهج ذاته.

تحياتي

 

1285
الأخ العزيز عصام المالح المحترم

اتيت بعدة امثلة من الواقع للبرهنة على ان التشبث بالتراث والثقافة والطقوس والريازة واللغة مهم حتى في مشاركة الناس في الصلوات الطقسية.

وهذا ما يفعله العلماء والأكاديميون حيث يستندون الى الواقع الاجتماعي للبرهنة على نظرياتهم وفرضياتهم

ولكن نحن نواجه وأقولها بصراحة ما يشبه مؤامرة مدبرة على ثقافتنا ولغتنا وطقسنا وريازتنا وأزيائنا وكل مؤشر نستدل به على اننا أمة وكنيسة مشرقية ذات خصوصية. وهذه المؤامرة اخذت ابعادا خطيرة في السنتين الماضيتين وهي ماضية في نهجها حتى لو أتى علماء الدنيا وبرهنوا لها انها على خطأ مبين وتلحق كارثة ماحقة بالكلدان.

وأنا اضيف الى النقاط التي ذكرتها مسألة جوهرية مهمة جدا.

هناك شرخ كبير وفوضى عارمة وأزمة شديدة في مؤسسة الكنسية الكلدانية بسب هذه التوجه التأمري ضد ثقافتنا.

ومن حق أي كلداني علماني او إكليروسي ان يقول ما هو الداعي الى الانصياع الى هرم المؤسسة والمؤسسة لم تبق لي شيء كي افتخر به من الريازة والأزياء والثقافة واللغة والطقوس بل الأنكى تزدري كل ما يمت لي من وتاريخ ووجود وغنى ونفائس وجواهر وتستبدلها بالباهت والرتيب والممل والمليء بالأخطاء.

وهذه المؤسسة اليوم هناك من يقف ضد توجهها وتعرف حقا انا لا دور مؤسساتي تنظيمي إداري لها – حيث تم سلبت كل صلاحياتها – غير الدور الثقافي والطقسي والتراثي واللغوي. وفي هذا الدور انظر ما تفعله بنا.

من حق الأساقفة الكلدان – أي أسقف لأن الأساقفة مستقلون عن هذه المؤسسة ولا سلطة لها عليهم – عدم اطاعة الهرم عندما يقوم الهرم بهدم الثقافة واللغة والطقوس.

 لا بل من حق أي كلداني معارضتها بشدة لأن الكلدان كاثوليك وبإمكانهم وبسهولة لا سيما في المهجر الحصول على كل الأسرار من كنائس كاثوليكية غير كلدانية.

الكلداني الذي يرى ان الهرم ماض في هدمه للثقافة والطقس واللغة والتراث والريازة، ما هو الداعي له ان يبقى ضمن هذه المؤسسة لأن شأنها لا يختلف عن شأن أي كنيسة كاثوليكية أخرى. في أقل تقدير الكنائس الكاثوليكية الأخرى لا سيما في المهحر لا تعاني من مؤامرات وفوضى طقسية عارمة وأزمة مؤسساتية شديدة في التنظيم وجمع المال والمركزية والمحاسبة والشفافية وغيره.

لا غرو ان نرى اليوم ان الكلدان يهربون من مؤسستهم زرافات وربما أفواج. البقاء فيها هو من اجل الثقافة والطقوس واللغة والريازة والتراث. الروحانيات والإيمان الذي يتحدثون عنه، ومسيرتهم وأعمالهم تشهد، انهم ابعد الناس عنه.

إن خسر الكلدان ثقافتهم ووجودهم ولغتهم وطقسهم – ويبدو ان الهرم هذا ماض في سياسة الهدم هذه دون هوادة ورغم المعارضة الشديدة من الأغلبية الساحقة – سيخسرون كل شيء، أي الوجود.

ولا اعلم لماذا تسمي هذه المؤسسة نفسها بالكلدانية او بطريركيتها بالكلدانية وهي تهدم كل ما يتصل بالكلدان ثقافة ولغة طقسا وتراثا وآداب وتستبدله وعلى العلن وتستهزئ به وعلى العلن.

تحياتي


1286
الأخ العزيز نيسان سامو المحترم

البعد الإنساني الذي تتحدث عنه لا علاقة له بالتراث والثقافة واللغة، الميزة الأهم لوجود وخصوصية أية امة.

البعد الإنساني الذي تسميه "الانسان وانسانيته وتآخيه مع الأخر" حاجة أخرى منفصلة عن والتراث واللغة والأناشيد.

والأناشيد والثقافة واللغة ليست ابدا "السبب في تحقير واستغلال الأخر باسم الدين".

المؤسساتية الدينية والمذهبية التي فيها يمنح شخص وهو رجل دائما (انظر الى الاستعلائية الذكورية في الأديان) سلطات مطلقة وكأنه وكيل الله على الأرض ويمنح لنفسه الحق في كل شيء وحق عدم محاسبته على افعاله هي "السبب في تحقير واستغلال الأخر باسم الدين".

المؤسسات الذكورية الدينية والمذهبية، أي دين ومذهب ذكوري واستعلائي وسلطوي التوجه، هي سبب البلاء، ليس بلاء اتباعها بل الإنسانية بصورة عامة.

في العالم المتمدن الذي بلغ من الرقي والبعد الإنساني مبلغا حتى المؤسسات الدينية والمذهبية السائدة فيه تخلت عن السلطة الذكورية وصارت الناس فيها سواسية لها من يحاسبها من المنتمين اليها وغيره كما تتم محاسبة رئيس الوزراء او أي موظف أخر.

مؤسسة الكنيسة السويدية اللوثرية تخلت عن الذكورية والسلطة المطلقة على العباد وصارت مؤسسة خدمية تحاول قدر إمكانها التشبث بممارسة الإنجيل من خلال اعمال وممارسات خيرية انطلاقا من روح العطاء والتسامح الإنجيلية وكذلك تحافظ على الهوية السويدية المسيحية من خلال المحافظة على اللغة والتراث والأناشيد والثقافة وغيرها.

مؤسساتنا الدينية لا علاقة لها بصورة عامة، وكما تصفها حضرتك، بممارسة الإنجيل ومعايشته على أرض الواقع وفي نفس الوقت تشن حربا شعواء على لغتنا وثقافتنا وطقوسنا وتراثنا وأناشيدنا.

تعلق فشلها المدوي في كل المسارات ومن ضمنها المعايشة الإنجيلية وتلبية نداء المسرة بهجوم غير مبرر على أغلي وأنفس ما نلمكه كأمة وكنيسة مشرقية مجيدة.

هي تقول، ويا  لبؤس قولها، ان سبب فقدان الإيمان، ممارسة الإنجيل، هو التراث والثقافة واللغة لأنها زراعية لا تلبي متطلبات العصر. هل هناك عاقل يمكن ان يصدقها؟

اذا يا اخي العزيز الوضع المؤسساتي الذي يجعل من رجل الدين شيء منزه ووكيل المسيح على الأرض وخليفته بغض النظر عن معايشة الإنجيل وصوت المسرة هو الذي جعل رجل الدين فوق القانون والمحاسبة وهذا يسمح له ان يصبح ما يريد على حساب البسطاء والفقراء من الناس.

ووضع مؤسستنا الكنسية المزري، المبكي والمضحك ما هو الا انعكاس للوضع المؤسساتي.

تحياتي

1287

الأخ العزيز خوشابا سولاقا المحترم

شيء مفرح حقا ان تأتي أفكار نيرة تسلط الضوء على الدرب الذي علينا سلوكه لبلوغ مبتغانا كشعب اصيل وكنيسة مشرقية مجيدة من كاتب بقامتك.

تضع النقاط على الحروف كما عهدناك. نعم الدين والمذهب الذي يلغي الثقافة واللغة والتراث والطقوس والرموز لدى الأخر لا يعدو كونه استعمار واحتلال والاستعمار الثقافي اشد وقعا من الاستعمار العسكري.

الاستعمار لا سميا المذهبي والديني يأتي بثياب الحملان ولكن في الباطن ذئب خاطف والسبب لأنه يلغي الثقافة والرموز ويشيطنها ويهرطقها ويفرض ما لديه. وهذا حدث ويحدث لشعبنا المسكين الذي يعاني الأمرين.

الذي يلغي تراثنا وموروثنا وثقافتنا ولغتنا باسم الدين او المذهب هو مثل العدو الذي يقتلنا جسديا ويضطهدنا ويحتل أراضينا ويحرق كنائسنا. هذا يقتل الجسد ويغتصب العقار وذاك يقتل الثقافة.

ولكن أنت تقتلني فقط عندما تقتل ثقافتي. الذين يهمشون ثقافتنا وطقسنا ولغتنا وتراثنا يقتلوننا من كانوا.

مثلهم مثل الذين يعبثون حتى بجثث من يقتلونهم لا بل أسوأ. قتل الثقافة أبشع أنواع القتل في التاريخ.

فهل يسمع او يتعظ أصحاب الشأن؟

تحياتي


1288
الأستاذ سالم كجوجا المحترم

تثير نقاط مهمة كثيرة ولكن دعني أركز على واحدة منها والتي في رأي تقع في صلب الموضوع وهي مسألة او حجة ان نصوصنا التراثية التي هي جزء حيوي من وجودنا كأمة وكنيسة مشرقية مجيدة أصبحت غير مفهومة.

في علم الخطاب هناك مفهوم مهم نطلق عليه "احتكار المعرفة" من قبل المؤسسات لا سيما المؤسسات الدينية. رجال الدين في كل دين يحتكرون المعرفة من خلال احتكار الإيمان او الطريق الى السماء او النعيم إن كان في هذه الدنيا او الأخرة.

ولهذا يضعون شروطا يصبح بموجبها – حسب تصورهم – من الصعوبة بمكان على غيرهم فهم النصوص. فهم، لا سيما الذين يقبعون في اعلم سلم الهرم المؤسساتي، لا يحتكرون النصوص التي يرونها مقدسة بل يحتكرون فهمها وتفسيرها وطريقة فهمها وباللغة التي يريدونها من خلال التفسير الذي يريدونه وكذلك النص الذي ينتفونه خارج سياقه لتلبية غاياتهم المؤسساتية البحتة التي لا علاقة لها بروح المسرة.

يا لبؤسهم لأنهم لا يزالون في ظلام. يريد هؤلاء ام يقنعونا في القرن الواحد والعشرين انهم يعرفون ويفهمون أكثر من غيرهم وفي يدهم المفتاح الى ملكوت السماء وكأنهم ذهبوا الى هناك وأتوا الينا وهم يحملون الشروط حسب مقاساتهم.

لا رابط بين السمرة – رسالة الإنجيل – وبين الحرب بلا هوادة التي اشهرها بعض رجال ديننا ضد تراثنا ولغتنا وثقافتنا وطقوسنا.

هدفهم ليس الإنجيل ابدا. لأن الإنجيل ممارسة ومعايشة يومية يحاسبنا عليها المسيح بغض النظر عن درجاتنا وجنسنا ووظائفنا وغيره.

المسألة لا علاقة لها بالإنجيل والإيمان. هناك اهداف أخرى وليس من الصعوبة تسليط الضوء عليها وقد عرجنا على بعضها في المقال والتعقيبات.

تحياتي


1289

الأخ العزيز كوركيس اوراها منصور المحترم

شكرا جزيلا على تعقيبك. أجد ما طرحته ذات أهمية قصوى. وأتفق معك ان الاتكاء على الإيمان واستخدامه حجة او مطية لتهميش وازدراء ثقافتنا ولغتنا وطقسنا وآدابنا من قبل المؤسسة الكنسية لا يعدو كونه حجة وعذر غير مقبول.

المؤسسة الكنسية تعملنا الإيمان من خلال ممارسة الإنجيل. القرب من الإنجيل ومعايشته كممارسة يومية هو الإيمان.

ذكر الإيمان وإقحامه من قبل بعض رجال الدين في مسيرتهم العرجاء واتخاذه حجة لن تنطلي على أي عاقل.

 المؤسسة الكنسية تستخدم الإيمان كلفظة وليس ممارسة لترتيب الأمور الدنيوية والإدارية والسلطوية والمالية لمنفعتها ومصلحتها وميولها وحسب. الإيمان حاجة أخرى كما وضحت أعلاه.

ولا يمكن الاعتماد على المؤسسات المدنية لا سيما لدى الكلدان للحفاظ على اللغة والطقوس والثقافة. المؤسسة الكنسية هي المؤسسة الوحيدة للكلدان القادرة على حفظ اللغة والثقافة ولأسباب حضرتك على علم ودراية بها. ولكن مع الأسف الشديد من يدير هذه المؤسسة لا سيما على المستويات العليا قد اخذ على عاتقه محاربة اللغة والثقافة والطقوس واستبدالها بالدخيل والباهت لا بل المريب احيانا.

وأشد على يديك لا سيما قولك:

((لتكن مثل هذه المواضيع بمثابة جرس التنبيه للجميع ليقوموا باحياء لغتنا وليقوموا باداء واجباتهم القومية والدينية والثقافية كون لغتنا هي روح قوميتنا، وكيان ديننا، وعنوان ثقافتنا)) .



1290
الأخ العزيز قشوا إبراهيم نيروا

شكرا جزيلا لتعقيبك وكلمات الثناء التي لا استحقها ابدا. يستحقها ملافنة كنيستنا المشرقية المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة الذين تركوا لنا ارثا فكريا وفلسفيا ولاهوتيا وكنسيا لا مثيل له.

علينا ان نفتخر بأعمدة لغتنا وتراثنا وطقوسنا وفنونا التي تبز ما لدى الأخرين. علينا ان نتشبث بها لأنها الوجود ودونها لا وجود لنا كأمة وثقافة ولغة وخصوصية كنيسة مشرقية مجيدة.

لا اعلم ولا أستطيع ان افهم او ان أستسيغ كيف يمكن لأي شخص يقول انه جزء من هذه الأمة وثقافتها وتراثها وتاريخها وفنونها وآدابها وهو يهمش او يزدري هذا التاريخ وهذه الثقافة وهذه الفنون وهذه اللغة.

والطامة الكبرى لا بل المأساة هي عندما يأتي هذه الازدراء والتهميش من المثقفين من أبناء وبنات شعبنا لا سيما من الذين لهم مناصب ودور قيادي في صفوفنا وتحت حجج واهية غير منطقية تعارض العقل والفكر السليم.

تحياتي


1291
الأخ العزيز عبدالاحد سليمان بولص المحترم

ليس لدي ما اضيفه لما اتيت به ولأهمية ما كتبته اقتبسه ادناه كما هو اعتزازا بعقل نير وكاتب متألق أكن له ولقلمه كل التقدير والإحترام. انقله عسى ولعل يقرأه اصحاب الشأن ويأخذوا به قبل فوات الآون. انقله عسى ولعل يقرأه ابناء وبنات شعبنا بروية ويأخذوا بالنقاط (الجواهر) التي اتيتب بها:

تحياتي

الأخ الدكتور ليون برخو المحترم

تحية

لا الومك على موقفك الصارم ضدّ كل ما يقود الى ضياع تراثنا وآدابنا ولغتنا الذي تكرّره في كل مناسبة بغية ايصال الفكرة الى أكبر عدد ممكن من القراء ولدي بعض الملاحظات أودّ أضافتهاعساها تساعد في القاء الضوء على زوايا لم تتطرّق اليها وكما يلي:

1- لغتنا الأصلية وهي الأكدية قد انقرضت منذ زمن بعيد واستبدلناها بالآرامية المتحوّلة لاحقاً الى تسميتها السريانية ولا باٍس في أن نعتبر السريانية لغتنا التي نتفاهم بها أو نقيم صلواتنا وطقوسنا من خلالها وقد سبقتنا شعوب اخرى في استبدال لغتهم بأخرى أسهل لفظاً وكتابةً.

2- تطبيق اللغة أو المحافظة عليها  شبه محتكر حالياً لدى كنائسنا بسبب قلة أو انعدام المدارس التي تدرّسها في كثير من الخورنات والأبرشيات أو عدم اتقانها من قبل بعض رجال الدين الذين يدعون لاستبدالها بلغات أخرى والسبب الرئيسي في ذلك هو انعدام المركزية لأنّ بعض الكنائس والأبرشيات أصبحت شبه مستقلّة تدار من قبل الكاهن أو الأسقف وكأنّها مشيخة خاصّة به يطبّق فيها ما يناسب ذوقه وآرائه من دون أن يستأنس برأي رئاسة الكنيسة أو أبناء الأبرشية او الخورنة الذين يمثّلون العمود الفقري للمؤسّسة الدينية مهما كان شكلها أو حجمها.

3- تقارن دوماً بين ما يجري في السويد والدول المتقدّمة الأخرى من انظباط والتصاق بالموروث القومي وبصورة خاصة الطقوس الدينية مع ما لدينا وأنا لا أرى مجالاً للمقارنة بيننا وبينهم لأنّ كل الألحان عندهم موثّقة ومثبّتة بسلم موسيقي مشوّق لا يحيدون عنه وعند انشاد ايّة ترتيلة من قبل الجوقة المتكوّنة من عدة أشخاص لا تسمع الا لحناً متجانساً كأنّه صادر من حنجرة واحدة من دون أن يجرأ أيٌّ من أعضاء الفرقة على رفع صوته على الأصوات الأخرى في حين نرى في جميع  كنائسنا الشرقية لغطاً وصراخاً كأنّنا في مسابقة لابراز الامكانيات الفنية للمنشد سواءً كان رجل دين أو شمّاساً وبشكل منفر خاصّة اذا كان ذو صوت شجيّ يتباهى به وسبب كل هذا هو انعدام الضوابط التي على الجميع الالتزام بها .

4- أنا مع ابقاء الطقس باللغة الأصلية الفصحى حصراً وليس بالسورث المتعدّد اللهجات ولا بأيّة لغة أو لهجة أخرى ولا بأس من أن تترجم بعض القراءات مثل الرسالة والانجيل وأن تُلقى موعضة مختصرة باللغة المحلية التي تفهمها الأكثرية لأنّ ترجمة القداس والصلوات الطقسية بكاملها الى لغات أخرى يفقدها هيبتها وقدسيتها وتنتفي الحاجة لأن يطلق عليها اسم الكلدانية المفرغ من معانيه وأي تحديث أو تغيير يجب أن يشارك به ويوافق عليه أبناء الكنيسة من العلمانيين الذين هم المعنيون بالأمر بالدرجة الأولى لا أن يفرض فرضاً من قبل رجال الدين الذين لا تقوم لهم قائمة دون وجود العلمانيين.

5- تبقى اللغة واحداً من اهم الروابط التي تحافظ على هوية أي شعب والحفاظ عليها لا يجب أن يكون واجباً حصرياً برقبة الكنيسة وعلى العلمانيين المهتمّين تقع مسؤولية احيائها والحفاظ عليها لأنّنها تتعلّق بالجانب القومي أكثر من ارتباطها بالجانب الديني الشمولي الذي يعتبر اللغة وسيلة لايصال الفكرة لا غير.

مع التقدير.


1292
الأخ العزيز بطرس نباتي المحترم

تعقيبك بمثابة بحث بحد ذاته. يذكرنا بأسباب المشكلة وتاريخها وتطورها حيث بدأت في الموصل على يد بعض الكهنة الشباب الذين رفعوا من شأن اللغة العربية ونظروا اليها وكأنها أسمى من لغتنا ونظروا الى لغتنا وكأنها لغة المزارعين المتخلفين الجهلة.

وكنا نحن القادمون من القرى في الشمال في نظرهم متخلفون في كل شيء و"أهل برّة" مع لغتنا وطقوسنا وتراثنا وثقافتنا.

وانا عشت تلك الفترة في الموصل. كان هؤلاء الكهنة يستهزئون بنا وبلغتنا وطقوسنا. واستطاعوا جذب بعض الشباب حولهم ليس من حيث الإيمان – لأن الإيمان ممارسة كما قلت – بل لكون اللغة العربية هي كانت الصاعدة والمفاهيم القومية العربية هي كانت الرائجة ودخل هؤلاء الكهنة في معتركها وصاروا أكثر حرصا ليس على الإنجيل بل على العروبة وثقافتها، اكثر حرصا من عدنان وقحطان.

ما تذكره يشير الى مأساة لأن هؤلاء الكهنة صاروا في القيادة اليوم ويطبقون ذات النهج رغم افول نجم القومية العربية والعروبة أيضا.

ولشدة كرههم للغتنا وثقافتنا وطقوسنا يدعون اليوم الى استخدم كل اللغات، وكما تفضلت فإن هذا بمثابة انتحار.

وجريا وراءهم لم تعد اليوم المؤسسة الكنسية هي الحافظة على ثقافتنا ولغتنا وطقوسنا المشرقية بل صارت تساهم في هدمها.
 
يستنكف الكثير من الكهنة والمسؤولين حتى في قرأتها وإنشادها ومعهم بعض الأساقفة.

اما تدريسها للنشأ الجديد والذي كان جزءا من الواجبات الكنيسة فهذا صار شيء من الماضي.

أسقف كلداني امام اعيننا رمى كتاب الطقس الكلداني على الرحلة مستهزئا به. هل يعقل هذا؟

وهذه الممارسات التي ترقى الى "جريمة" بحق ثقافتنا وهويتنا ولغتنا، ينسبونها الى الإيمان، أي انهم يدعون انهم يدافعون عن الإنجيل بواسطتها.

بمعنى اخر يريدون القول انهم يزيدوننا وأنفسهم أيمانا كلما زادوا من اضطهادهم لنا من خلال طمس ثقافتنا.

وأي جاهل في إمكانه تصديقهم وأنت ترى ممارساتهم المؤسساتية التي هي ابعد ما تكون عن روح الإنجيل ورسالته في المحبة والعطاء والغفران والتسامح.

ولا حاجة الى التذكير بالفساد المالي والإداري والتنظيمي والفوضى المؤسساتية والفوضى الطقسية وغيرها لأن رائحتها تزكم الأنوف.

تحياتي

1293
الأخ العزيز زيد ميشو المحترم

شكرا لتجشمك عناء التعقيب للمرة الثانية. انا ممتن لك.

تثير عدة مسائل. سأعرج على بعضها والبعض الأخر سأتركه لمقال خاص سأعده تعقيبا على ما كتبه صديقنا وأستاذنا العزيز يوحنا بيداويد:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=800019.0

هنا فقط دعني او بالأحرى ارجو ان يتسع صدر لتصحيح معلومة أوردتها حول اللغة.

لغتنا مفهومة وفي الإمكان استيعابها من قبل الكلدان برمتهم من الذين يمارسون لهجة القوش مثلا او اللهجة السهلية السائدة لدينا. بجهد بسيط بإمكان كل الناطقين بهذه اللهجة المحكية الساحرة فهم الطقوس. السؤال: لماذا يتم محاربة هذه اللهجة أيضا ومن قبل المسؤول الكبير ذاته بينما نملك ارثا طقسيا غنيا كتب بها في العصر الحديث؟ مجرد سؤال.

وعن علاقاتي مع كنيسة المشرق الشق الأشوري فإن هذه العلاقة هي مثار فخر لي وعز وسؤدد وأزيدك اخي العزيز ان علاقتي مع كنيستي السريانية بشقيها الأرثذوكسي والكاثوليكي لا تقل عمقا وقوة ومتانة عنها. وهذه العلاقة لا تؤثر في كوني كلداني ترعرعت في صفوف كنيسة المشرق الكلدانية.

والإيمان كلمة لا نستطيع قياسها وليس بإمكان أي رجل دين مهما علا شأنه او مقامه تحديديها بالمثاقيل والعيارات او نوع اللغة والأناشيد. كان هذا في الماضي حيث كانت المؤسسة الكنسية تعيش في الظلام المطبق وتطبق على الناس محاكم التفتيش وصكوك الغفران وتبيع الصلوات لقاء الحصول على مراكز محددة وامتيازات في ملكوت الله بعد الممات وشراء امتيازات للأقارب والموتى ...

اليوم الإيمان الذي تتحدث عنه وملكوت السماء قد يحصل عليها اللاديني (الملحد) ونحرم نحن منها ومعنا الذين يعتقدون ان بمحاربتهم لتراثنا وثقافتنا ولغتنا سيزيدوننا وأنفسهم ايمانا.

وهذا بالضبط ما قاله البابا فرنسيس مؤخرا في رسالة له لصديق حميم وهو صحافي إيطالي بارز. اذكر هذا كي لا تتصور ان الموقف اخترعه انا رغم ان هذا ما كنت أؤمن به منذ الصغر. فعن أي ايمان يتحدث هذا المسؤول الكنسي الكبير وهو ماض في سياسة الغاء اعز ما نملكه كشعب أمة وكنيسة وهوية؟

هل ان البطريرك بولس شيخو الورع والطوباوي كان اقل إيمانا من المسؤول الكبير الذي كان يحاسبنا حسابا عسيرا على اهمال سطر من سطور حوذرتنا المقدسة؟

حقا إن ربط الإيمان بالتراث والهوية واللغة والثقافة تقليعة جديدة واسمح لي وعذرا مقدما أنني اراها أيضا واحدة من مهازل العقل البشري.

تحياتي

1294
الأخ العزيز Albert Masho المحترم

من خلال خبرتي اظن ان الذي يتكلم أي من لهجات لغتنا السريانية الساحرة اشورية كانت ام كلدانية ام السريانية المحكية في سوريا مثلا، بإمكانه وبجهد بسيط فهم واستيعاب السريانية الفصيحة.

والأخوةالأشوريين قد طورا لهجتهم فأصبحت لغة الكتابة والإعلام والتدريس  لها نحوها وصرفها وبالطبع لا يختلف كثيرا عن نحو وصرف اللغة الفصيحة.

الأشوريون هم المكون الوحيد الذي تمكن من تطوير وتحديث وعصرنة وتأوين لهجهته التي هي اقرب اللهجات اليوم الى اللغة السريانية الفصيحة.

هذا هو التأوين والتجديد والحداثة وهذا هو المفهوم الصحيح وليس كما يريد ان يسوقه لنا رجل دين وبعض اصحابه ممن لا يفقهون معنى المفاهيم ولغاية في نفس يعقوب يتخذونها مطية لطمس لغتنا وتراثنا وثقافتنا وطقوسنا.

ما أصبو اليه هو فضح هذه الحملة غير الحميدة على ثقافتنا لأنها ستتأتي على وجودنا برمته إن سمحنا لهؤلاء ان يمرروا علينا مفاهيمهم المغلوطة عن الحداثة والعصرنة والتجدد والتأوين.

تحياتي


الاخ العزيز والاستاذ ليون برخو المحترم: موضوع مهم وجميل انا من الكنيسة الشرقية الاشورية وانا اقراء اللغة الاشورية لاكن لا افهم الذي اقرائه خاصة القديمة منها لانها صعبة جدآ بالنسبة لي اما اللغة التي اتكلم بها فهي اشورية لا يوجد فيها اي كلمات عربية وهي سهلة جدآ وهناك ترانيم بهذه اللغة وانا افهمها. اما الترانيم التي وضعتها في الموضوع فلم افهم سوا المترجم منها وهي جميلة جدآ. اخي العزيز انا مع التطور(التحديث) اي ترجمة القديم الى اللغة المتداولة الان لانه كما تعلم ان اللغة تتغير كما الكتابة لان الذي نكتبه ليس الذي كان قبل ألاف السنين. تقبل محبتي.

1295

الأخ العزيز ادي بيث بنيامين المحترم

انا على اطلاع بما يجري في الشق الأشوري من كنيسة المشرق. هذا الأمر مثار للفخر. هنا اتحدث عن الهوية والثقافة. لا يجوز ربط الثقافة والهوية بالإيمان. الإيمان شيء والثقافة واللغة (الهوية) شيء اخر.

ولكن لغاية في نفس يعقوب يأتي البعض ويقول أبدل الهوية وأمسح الثقافة واللغة من اجل الإيمان. وكأنني به يقول إن الله – حاشي – سيمنحه مركزا كبيرا او سيسمع له إن قرأ او انشد بالعربية او أي لغة أخرى بدلا من السريانية. وهذه حقا مهزلة العقل البشري.

كلما زاد عدد الأطفال وهم ينشدون وينطقون ويكتبون بلغتنا، زاد القرب من الهوية والثقافة وزادت إمكانية المحافظة على الهوية والثقافة وزادت إمكانية الحفاظ على الوجود ومقاومة الفناء.

ولكن مع الأسف الشديد هناك من يربط الإيمان باللغة والثقافة ويصور ان البعد عن هوية وثقافة ولغة شعبنا سيقربه من ملكوت الله. يا لبؤس هذا المنطق. القرب من الملكوت يأتي من خلال الممارسة اليومية للإنجيل ومعايشته كأسلوب حياة.

وهنا لا يسعني الا ان اشيد بجهود الشق الأشوري لكنيسة المشرق في الحفاظ على الثقافة واللغة ويأتي في مقدمة هذه الجهود كلية مار نرساي في استراليا التي هي بحق محاولة جادة وثمينة ستأتي أكلها.

وأملي ان تؤسس كل اسقفية في كنيسة المشرق الأشورية التي هي كنيستي أيضا لأننا أبناء وبنات ثقافة ولغة وكنيسة مشرقية مجيدة واحدة مهما اختلفت اسماؤنا ومذاهبنا، كلية خاصة بها على غرار كلية مار نرساي في أستراليا.

تحياتي

ا

1296
الأخ العزيز نوار حنا خزو المحترم

ما كتبته كبد الحقيقة. هذا المسؤول الكبير وفريق صغير جدا يلتف حوله صاروا خطرا على الثقافة واللغة. وقتل اللغة والثقافة اشد وعقا على أي شعب من القتل العادي وبأي وسيلة كان.

الذي يهمش لغتنا وثقافتنا وهو منا وفينا أي كان يساهم في قتلنا عن سبق إصرار وعلينا محاسبته من كان.

الكلداني، ولأن المسألة تخص الكلدان، الذي لا يستفيق وينهض مستخدما كل الوسائل، ضد الحملة هذه لا بل المؤامرة على طقسنا ولغتنا وتراثنا وفنونا وكل ما نملكه كهوية وخصوصية، يشترك في واحدة من أكبر الجرائم التي تقترف بحقنا بحجة الإيمان والروحانيات وكأن الإيمان بضاعة مثل البطاطس يملكها هذا الشخص او ذاك ويوزعها علينا بالغرامات.

الإيمان هو التشبث بالإنجيل ممارسة وأسلوب حياة وليس فرض كتابات هزيلة باللغة العربية مليئة بالأخطاء لا ترقى الى ان يلقيها شخص في حشد جماهيري وتفرض علينا كنسيا لقراءتها على هفواتها بدلا من الكنوز المهيبة التي تركها لنا قديسو وشهداء كنيستنا المشرقية المجيدة
 
أخي العزيز نوار،

الكلدان في خطر في خطر في خطر والخطر واضح لأن المسؤول الذي تقع عليه المسؤولية الأخلاقية والكنسية والتاريخية والثقافية للحفاظ على هويتنا المسيحية المشرقية يعتقد ويؤمن ان هذا التراث وهذه اللغة وهذا الطقس باطل زراعي علينا الغائه ورميه في سلة المهملات:

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=791774.0

والأنكى يجبرنا على التشبث بالدخيل والأجنبي وبلغة اجنبية ومحتوى باهت هزيل مليء بالأخطاء وكأننا أناس جهلة اميون لا نفهم ولا نقرأ.

انهضوا واستفيقوا أيها الكلدان قبل فوات الأوان.

تحياتي


1297
الأخ العزيز كنعان شماس المحترم

شكرا للتعقيب والإختيار. شخصيا اتفق معك.

الترنيمة الأولى من ابدع ما يمكن. وهي من تراث كنيسةالمشرق المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة وتأتي تحت الخانة الطقسية يطلق عليها "شبّح" ܫܒܚ. وهذه الترتيلة خاصة بعيد الميلاد. هي ملحمة في الحقيقة تتناول فلسفة ولاهوت كنيستنا المشرقية. وادبيا وفنيا وتراثيا تعد من روائع طقوسنا ولغتنا وفنونا لا بل من ابدع ما انتجته قريحة اباء الكنيسة في المسيحية جمعاء. ولقد ابدع الأب فادي ليون في ادائها ومعه تلامذته في المعهد.

وهنا اتسأل، ومن حقي ان اتسأل، لمصلحة من تم نقل هذا القس الغيور على حوذرته وهويته وطقسه المشرقي واستبداله كرئس للمعهد الكهنوتي؟ أمل ان لا يكون الأمر مرة اخرى جزءا من الحملة على طقسنا وحوذرتنا والغائها ورميها في سلة المهملات ...

والإختيار الثاني يطابق وجهة نظري. إنه يقع تحت خانة"المداريش" ܡܕܖܫܐ وهو رأس او المفتاح او النغم الرئيسي لا بل النوتة الموسيقية التي بواسطتها نتمكن إنشاد كل المداريش ذات الوزن الشعري ذاته. وهذا المدراش ايضا يعد من روائع الطقس المشرقي وجزء من ثقافة شعبنا ولغته وخصوصية كنيسته. وقد ابدع القس ليون في ادائه حقا.

وكل المنشدين يحملون حوذرتنا بخشوع لأنها تحوي الإنجيل برمته بقصصه وأمثاله وتعاليمه وتتبع سيرة وممارسة وحياة المسيح بالتفصيل اضافة الى اسفار الكتاب المقدس.

شتان بين هؤلاء وبين الذين لم نراهم يوما يحملون حوذرتنا المقدسة بأيدهم او يمارسونها ترتيلا او تلاوة او قراءة.

تحياتي

اعجبتني  الترنيمة الاولى والخامســـــة كل الحب والاحترام والتقدير لكل من شارك في اخراجها بهذا الشكل  الجميل  . احترم الفكرتين  التجديد واحترام الماضي البديـــــــع    تحيـــــــــة وتبريكات اعيادالميلاد وراس الســـنة

1298
الأخ العزيز ܬܚܘܡܢܝܐ المحترم

شكرا لمرورك واقتراحاتك التي لا تنبع الا من محب لطقس وتراث وثقافة ولغة كنيستنا المشرقية المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة.

ما اصبو اليه في هذا المضمار ومن خلال ما أكتبه هو وضع نماذج امام شعبنا وكنائسنا تثبت بالدليل القاطع ان الحجج التي يسوقها البعض لتهميش ومحاربة ثقافتنا ولغتنا وطقسنا حجج واهية لا منطق لها واخشى كما قلت انها جزء من حملة منهجية مع سبق الإصرار لإلغائنا كأمة وشعب وكنيسة مشرقية مجيدة.

لدي ادلة كثيرة من التاريخ القريب جدا لما فعله هؤلاء ومحاولاتهم غير الحميدة ليس اليوم ولكن قبل حوالي ثلاثة عقود من الزمن. ادلة واقعية من خلال ممارسات وصراع لا سيما في الموصل وكيف كان رجال الدين الأجلاء من المحبين لثقافتنا ولغتنا وطقسنا يحذروننا منهم وكيف ان توقعاتهم اتت في محلها.

لماذا نذهب بعيدا، الم يؤسس أسقف من كنيسة المشرق في المهجر (استراليا) كلية وهي في طريقها ان تصبح جامعة يدرس فيها الالاف من أبناء شعبنا لغتنا السريانية المقدسة مع بقية المواد الدراسية حسب المنهج التربوي الأسترالي؟

الم يؤلف صديقنا وأستاذنا العزير ميخائيل ممو كتبا منهجية لتدريس لغتنا السريانية المقدسة في السويد والدول الإسكندنافية وهي الأن تدرس في كثير من الأماكن؟

الم يقم كاهن واحد من كنيسة المشرق الأشورية في السويد وهو زميلي القس دانيال وبجهوده لوحده من تخريج دورات لعشرات وعشرات وعشرات من ابناء شبعنا وهم اليوم يقرأون ويشاركون في اداء طقوسنا الكنسية؟

لا اريد ان اتحدث عما يحدث للكلدان في السويد لأن هذا بذاته يحتاج الى عدة مقالات للمصيبة التي اوقعنا هذ التيار فيها.

لنبدأ أولا بإظهار حبنا واحترامنا لثقافة ولغة اجدادنا. عندما لا نحترمها ونطلق عليها صفات غير حميدة فإننا نهين أنفسنا قبل أي شيء اخر.

ومن ثم لنبدأ بما لدينا وما هو في ايدينا ونقف صفا واحدا ضد أي محاولة من أي كانت لإلغائه واستبداله بالغريب والأجنبي.

تحياتي


1299
الأستاذ العزيز ow17 المحترم

لقد ابدعت في اقتراحك والوسائل التي اتيت بها لكيفية مقاربة ومعالجة التراث. وما أسعدني أنك تتفق معي ان اللغة هي جوهر الهوية. فقدانها هو فقدان للهوية والوجود.

نخطئ عندما نقارن أنفسنا بشعوب أخرى لسبب بسيط اننا طوال تاريخنا كنا ملتفين حول كنيسة المشرق الرسولية المقدسة الجامعة. هي كانت ولا زالت في كثير من التفاصيل الحاضنة لثقافتنا ولغتنا وتراثنا وآدابنا لا سيما في الشق الأشوري من هذه الكنيسة العظيمة المجيدة.

وشعبنا بتسمياته المختلفة لم يملك وتقريبا الى اليوم مؤسسات ذات تأثير كبير في حياته. وهكذا ظل متشبثا بالمؤسسة الكنسية التي رأى فيها وجوده وكيانه وخصوصيته وهويته من خلال الجهود الجبارة التي بذلتها للحفاظ على الثقافة واللغة من خلال الطقوس.

كانت كنيسة المشرق هي البيت الثقافي واللغوي والطقسي والرسولي والكنسي لشعبنا.

عندما يتخلى شق من هذه الكنيسة متمثلا بأعلى هامة فيها وبهذا الشكل العلني لا بل العدائي للثقافة والطقوس واللغة بدليل المحاولات الحثيثة لشطبها من الوجود، ويتشبث بهذا الموقف السلبي من الثقافة رغم المعارضة الشديدة من بعض الأطراف وصلت الى حدّ الانشقاق، كان لزاما علي كمحب وابن بار لكنيسة المشرق وتراثها وثقافتها ولغتها دق ناقوس الخطر.

إن استمر الأمر على هذا المنوال، لأن ما يحدث كارثة حقيقية، حيث لم يحارب مسؤول في الكنيسة الكلدانية التراث والثقافة واللغة بهذا الشكل المنهجي ابدا، فإن الكلدان سيكونون في خبر كان كثقافة وهوية ولغة في أقل من جيل.

نحن لا نستطيع اصدار قرار سياسي بتدريس لغتنا أولا لأننا لا نمتلك السلطة في أي بقعة من العالم وثانيا لا نمتلك المؤسسة المدنية والسياسية التي بإمكانها القيام بذلك لأننا كلنا في الشتات ومهاجرون نهيم على وجه الأرض.

ما يجمعنا هو الثقافة واللغة والطقوس. حاضنة هذه الثقافة هي كنيسة المشرق بفرعيها الكلداني والأشوري. عندما تتخلى المؤسسة الكنسية عن هذ الدور وتتخذ قرارات تحارب وتهمش هذه الثقافة، يصبح وجودنا كأمة وكنيسة مشرقية حقا في خطر.

والكلدان اليوم وانا منهم واعيش بينهم في خطر مبين لأن مؤسستهم الكنسية لم تنجح في أي شيء وفي أي قرار اتخذته لا بل كان الفشل حليفها دائما.

ولكنها يبدو لي انها بعد فشلها المدوي في كل القرارات المؤسساتية التي اتخذتها، نجحت فقط في حربها ضد الثقافة واللغة والطقوس، الحقل الوحيد الذي لها صلاحيات فيه وهذا الحقل بالذات بدلا من ان تعززه وتحيه لجمع الشمل والوحدة وتعزيز دور المؤسسة بدأت في تهميشه لا بل محاربته.

وما نلاحظه من ازمة شديدة في مؤسسة الكنيسة الكلدانية واحد من اسبابه الرئيسة هو موقفها اللامبالي من الثقافة واللغة والطقوس.

تحياتي

1300
الأخ العزيز زيد ميشو المحترم

شكرا لمداخلتك الجميلة التي اضافت بعدا مهما للمقال.

لدي نقطتان.

الأولى تخص العصرنة او الحداثة او التجديد. مع الأسف مفهوم الحداثة بالنسبة لفريق صغير جدا يقوده هذا المسؤول الكبير لا تعني التجديد والتطوير. وانا في خضم "المعركة". بالنسبة لهؤلاء الحداثة والتأوين هو شطب وإلغاء الثقافة واللغة واستبدالها بلغة وثقافة أخرى.

كل الأمم دخلت مرحلة الحداثة ومنهم الأكراد والعرب وكلها خرجت وهي أكثر التصاقا بتراثها وثقافتها وطقوسها ولغتها، فقط نحن الكلدان بقيادة مسؤولين لا يفقهون معنى الحداثة نخرج بدون لغة وطقوس وثقافة. هذه الحداثة والعصرنة كارثة رهيبة تحل بالكلدان لأنها تلغي وجودهم كهوية.

حضرتك ناشط قومي ويحزنني ان اراك تقف الى صفهم. الغاء الثقافة واللغة والطقوس والتراث بالشكل الذي يحدث للكلدان يقوم فيه فقط الأعداء والمستعمرون لأنه الطريقة الأمثل لغسل الدماغ وجعل الناس ينبذون هويتهم ووجودهم وتاريخهم - أي بلبلتهم وجعلهم اثرا بعد عين وهذا سيحدث إن لم ننهض من اجل انفسنا وثقافتنا ولغتنا ووجودنا.

الحداثة كما يريدها هذا المسؤول الكبير وبعض مؤيديه لا يقبل بها أي منتم عادي الى أي شعب وأي امة لها ذرة من الغيرة على وجودها. الحداثة تعني المحافظة على التراث والثقافة وتقديمها بلغتها ذاتها ولكن بهيئة وطريقة توائم العصر. ما يحدث لنا نحن الكلدان – ودعني أكون صريحا – بقيادة هذا المسؤول المباشر وبعض مؤيديه هو الغاء ما لدينا بدليل ما يفرضونه من طقوس باللغة العربية ودعواتهم المستمرة الى استخدام كل اللغات واستهجانهم وازدرائهم العلني للكنوز التي نملكها ودونها نحن سنفقد هويتنا وننتهي.

النقطة الثانية تخص السويديين. اخي العزيز السويديون متشبثون بالثقافة الكنسية بلغتها وطقوسها، والإيمان يقرره الله. السويدي الملحد ربما أكثر قربا من الله والإنجيل مني بكثير لأن الإيمان هو الأعمال والممارسة. والسويديون بصورة عامة رغم الحادهم أناس صادقون، لا يكذبون ولا يتحايلون ولا يسرقون وكلامهم وتصرفاتهم وسلوكهم وبعدهم الإنساني أقرب الى ممارسة الإنجيل من كثير منا نحن الذين نرتاد الكنيسة ونصلي بأعلى صوتنا. وهذه حقيقة نحسها نحن المثقفين بصورة واضحة عندما نقارن أنفسنا وممارساتنا بالسويديين.

والسويديون يكنون احتراما كبيرا للمؤسسة الكنسية لأنها حفظت لهم هويتهم الثقافية كما وضحت أعلاه. وفي اخر إحصاء فإن غالبية السويديين رغم عدم تدينهم يدفعون الضريبة الكنسية طوعا لمؤسستهم الكنسية كي تستمر في الحفاظ على دورها ووجودها لأنها جزء من تكوينهم الثقافي.

ما الداعي الى مساندة مثلا المسؤول الكبير او مؤسسته إن كانت أساسا تحارب ثقافتي ولغتي وهويتي وطقوسي. هذه المؤسسة اليوم تستخدم الفاظا طنانة ورنانة مثل الحداثةوالعصرنة والتأوين ولا تفقه معناها وتأخذها وسيلة لإلغائي مع وجودي وثقافتي وهويتي وطقوسي الكلدانية المشرقية وتستبدلها بالعربية او أي لغة أخرى ولا تكترث حتى للهجة الكلدانية المعاصرة الساحرة.

نحن امام مأساة يا اخي زيد لا بل كارثة. كان يجب على الناشط القومي من امثالك والرابطة الكلدانية او أي مؤسسة كلدانية أخرى وضع النقاط على الحروف والوقوق صفا واحدا ضد تيار منا وفينا يحاول الغائنا كثقافة، حسب المفهوم الذي ذكرته في المقال، باسم الحداثة والعصرنة والتجدد والتأوين.

تحياتي




1301
عيد الميلاد مؤشر لضياعنا وخسارتنا لهويتنا كشعب وكنيسة مشرقية (كلدانية اشورية) مجيدة

ليون برخو
جامعة يونشوبنك
السويد

هوية أي امة لها مؤشرات نستدل من خلالها على وجودها. ووجود أي امة يتمثل في الثقافة التي تحملها. ووعاء أي ثقافة هو اللغة.

والثقافة واللغة سوية يكونان هوية أي امة.

وتأتي الطقوس والأناشيد والموسيقى والآداب والفنون في مقدمة العناصر الثقافية واللغوية التي تميز امة عن أخرى.

ودخول الأمم في دين محدد او مذهب محدد او تبنيها لفكر محدد يجب ان لا يؤدي الى هدم الثقافة كما عرفتها أعلاه. الأمم الحية تترك مسألة الميول (دين، مذهب، فكر، موقف أيديولوجيا ...الخ) للفرد ولكنها لا تتساوم على الثقافة.

والاحتفال بعيد الميلاد جزء من الثقافة. وهذه الثقافة تتمثل بالطقوس التي ترافق الاحتفال هذا.

في السويد مثلا تبدأ طقوس الاحتفال أربعة أسابيع قبل مجيء العيد. وهذه الطقوس هي جزء من اللغة والثقافة السويدية.
 
والسويديون اغلبهم لا دينيون (ملحدون) ولكنهم يتشبثون بطقوس (ثقافة) عيد الميلاد وكأنهم متدينون وأعضاء وناشطون في المؤسسة الكنسية.

في السويد يتم تدريس ترانيم عيد الميلاد الخاصة بالثقافة واللغة السويدية في المدارس بكافة مراحلها. والمؤسسات الكنسية باختلاف مذاهبها تدرب الجوقات واتباعها على أدائها.

وهذا العمل تقوم به كل الدول لإسكندنافية بصورة خاصة والدول الغربية بصورة عامة. والدول الإسكندنافية تقبع في اعلى سلم الرقي والحضارة والمدنية والبعد الإنساني رغم علمانيتها المطلقة.

لا يتحجج مسؤولو هذه الدول ورؤساء كنائسها بقدم او عدم موائمة هذا الطقوس لزماننا كما يفعل بعض المسؤولين الكنسيين الكبار في شعبنا.

ولم الحظ ان مسؤولا كبيرا في هذه الدول وصف الترانيم هذه بأنها "زراعية" او "اقطاعية" اوانها الفت في زمن بعيد وزمننا يختلف او ان لغتها كلاسيكية لا يفهمها الناس.

وأقول، وليس لكوني كلداني، بل هذا حقيقة اننا نحن الكلدان ومع الأشقاء الأشوريين نملك ثقافة من اغنى الثقافات من حيث الطقوس الخاصة بعيد الميلاد وفترة البشارة.
 
الترانيم التي لدينا للاحتفاء بهذا العيد المجيد – وكل مناسبة عزيزة من تاريخنا المشرقي المسيحي – لا تملكها أي امة أخرى. إنها من الروعة بمكان.

ولكن – ومع الأسف الشديد – هذه الطقوس التي تحيها دول مثل السويد وكنائسها يحاربها بعضنا ويطلق عليها صفات غير حميدة.

ووصل الأمر بهؤلاء الى الدعوة العلنية الى تبني ثقافات وطقوس (لغات) أخرى على حساب لغتنا وطقوسنا الساحرة التي هي الوجود ودونها لا وجود لنا كأمة وكنيسة مشرقية.

كم كنت أتمنى ان ينشدها، او يقف على رأس جوقة تنشدها، رجال الدين من الكلدان لا سيما الذين هم في رأس الهرم لأنهم يتحملون المسؤولية الكنسية والثقافية والأخلاقية للحفاظ عليها.

أخوتي وأخواتي الكلدان ومعهم اشقائي الأشوريين والسريان، بدون هذه اللغة وهذه الثقافة لا وجود لنا. استبدال لغتنا وثقافتنا وطقوسنا انتحار جماعي وقتل جماعي، أي نحن نزيل أنفسنا بأنفسنا من الوجود.

بدلا من الحفاظ على هذا التراث الذي لا مثيل له في الدنيا والذي حافظ عليه اجدادنا العظام كي يسلموه لنا سليما معافى رغم الكوارث الرهيبة التي حلت بهم، بدلا من هذا يقوم أصحاب الشأن بيننا باستهجانه واستبداله ضمن سياسة غير حميدة أطلقوا عليها "التأوين والتجديد والعصرنة" والتي لها معنى واحد لا يقبل التأويل وهو هدم وإلغاء اللغة والثقافة والطقوس الكلدانية التي هي جوهر وجودنا ودونها لا وجود لنا.

أخشى ان هناك حربا على ثقافتنا اليوم. الذين يحاولون المحافظة عليها من خلال تدريسها وادخالها ضمن الطقوس وإلغاء الطقوس الدخيلة والأجنبية التي تم فرضها علينا عنوة، هم اليوم محاربون ومهمشون بحجج الحداثة والتأوين والترجمة والتكلم بكل اللغات.

يشبه وضعنا نحن الكلدان اليوم وضع القوم الذين ورد ذكرهم في الكتاب المقدس، عندما أرادوا بناء برج لتحدي الخالق. الطريقة الوحيدة لشرذمتهم وتشتيتهم وانهائهم كانت جعلهم يتكلمون بلغات مختلفة. قصة رمزية ذات معان كبيرة.

إن اردت ان تشتت شعبا وتشرذمه وتنهي وجوده، اجعله يتكلم بلغة غير لغته. أخشى اننا في هذا الطريق سائرون.

سأكتفي بهذا القدر من التعليق واترك قرائي الأعزاء مع روائع ترانيم الميلاد حسب الطقس الكلداني وهي لا تمثل الا جزءا صغيرا جدا من جواهر ترانيم الميلاد الخاصة بكنيستنا المشرقية المجيدة.

وأمل من القراء الكرام إضافة أي ترنيمة للميلاد في حوزتهم او لهم معرفة بها وهي بلغتنا القومية الساحرة ضمن تعليقاتهم. سأقوم بإضافتها الى الباقة التي اخترتها ادناه.

إنها سمفونيات سبقت كل عباقرة الموسيقى الكلاسيكية بقرون.

الفرق ان أصحاب الموسيقى واللغة والثقافة الكلاسيكية في الغرب العلماني ومؤسساته الكنسية لها محبون ومحافظون وبها متشبثون لأنها تمثل وجودهم، بينما كبار القوم عندنا وأغلب مؤسساتنا الكنسية وكثيرون منا لها محاربون ومهمشون ومزدرون.

وأدعو قرائي الكرام بعد سماعهم لها ان يقرروا ضمن تعليقاتهم أي ترنيمة مست شغاف قلوبهم وأكثرها روعة من وجهة نظرهم في استبيان بسيط.

ونتيجة لهذا الاستبيان سأكتب مقالة منفصلة عن الترنيمة التي تقع عليها أكثر الاختيارات.
 
الترنيمة الأولى

 https://www.youtube.com/watch?v=XuypfQJXvCY

الترنيمة الثانية

https://www.youtube.com/watch?v=bJMkLDY2T88

الترنيمة الثالثة

https://www.youtube.com/watch?v=grlX5RoBW6I

الترنيمة الرابعة

https://www.youtube.com/watch?v=dike3qX5YPs

الترنيمة الخامسة

https://www.youtube.com/watch?v=5YNG9iabHxE

1302
قرائي الأعزاء واخص بالذكر منهم الذين تجشموا عناء التفاعل مع والتعليق على الموضوع

اود مغادرة الموضوع بعد ان اخذ مداه وأكثر بالتعقيب على اخر مداخلة لأخينا العزيز قشو ابراهيم نيروا لأن لها علاقة مباشرة بالموضوع برمته.

ما كتبه الأستاذ قشو دليل، حسب رأي، دليل وبرهان على ما أتيت به في المقال حول مفهوم "قبول الأخر."

الأخ قشو كتب كلمات مديح وهذا رأيه واشكره عليه ولكن المديح او الذم وبأي اتجاه اتي ومن اي اتى لن يغير في مساري الفكري.  فقط النقاش العلمي والأكاديمي الرصين المستند الى وقائع وادلة تاريخية ثابتة هو الذي يجعلني ان اتبنى مواقف غير التي لدي.

ما اريد قوله هو ان الأخ قشو يكتب بلغتنا السريانية المقدسة مستخدما اللهجة الأشورية الحديثة والتي بحق هي اللجهةالوحيدة التي في الإمكان اليوم تدريسها ودراستها والكتابة فيها شأنها شان اي لغة اخرى في العالم.

واليوم هناك نهضة حقيقية لدى الأشقاءالأشوريين الذين يكتبون الشعر والرواية والنثر ويؤلفون في هذه اللهجة الجميلة والأقرب الى لغتنا السريانية المقدسة من أي لهجة اخرى، لا بل يترجمون اليها روائع الأدب الحديث والكتب العلمية المنهجية وغيرها.

السؤال هو لماذا صار للأشقاء الأشوريين لهجة حية ولغة حية ولم يحدث ذلك لبني قومي من الكلدان، لا بل ما يحدث هو العكس ضرب اللغة السريانية ولهجتها الكلدانية عرض الحائط وازدرائها بشكل فج من قبل كبار القوم والمؤثرين فيه والقبول الطوعي للأستعمار والدخيل والأجنبي؟

اهل هناك من كلداني له غيرة على هويته ان يجاوب على هذا السؤال؟

القطار فاتنا لأننا نفضل كل لغة اجنبية ودخيلة ومعها وكل ايقونة وكل رمز وكل زي وكل هندسة وأي ريازة وأي ليتورجية وطقوس  وتراث وثقافة على  مشرقيتنا ومشرقية كنيستنا ولغتها المقدسة. ولا داعي للإسترسال لأنني قلت في هذا ما فيه الكفاية.

وفي الختام اطلب من كل الأخوة الذين عقبوا على الموضوع المعذرة إن انني لم اجب بصورة وافية لاستفساراتهم. وإن كان لديهم او لأي من القراء الكرام اسئلة او تعقيبات محددة اخرى ضمن نطاق وسياق المقال، فعلى الرحب والسعة وسأحاول جهدي الإجابة عليها.

وحتى التقيكم في مقال قادم اترككم في حفظ الله وصونه.

تحياتي







1303
الأخ العزيز اسطيفان هرمز المحترم

يبدو لي ان هذه أولا مداخلة لك على مقال لي. فعلى الرحب والسعة.

في تعليقك (أعلاه) نقطتان بارزتان. الأولى تخص قول او موقف البطريرك لويس ساكو الذي أعلن فيه استعداه للتخلي عن منصبه في سبيل وحدة كنيسة المشرق والثانية في ثناياها عتب او ما يشبه الاتهام بأنني أخص مكون واحد من مكونات شعبنا وهم الكلدان دون الأخرين.

نأتي على النقطة الأولى. قول البطريرك ساكو انه مستعد للتخلي عن منصبه في سبيل وحدة كنيسة المشرق، وبالصراحة التي يعرفها القراء عني، أقول انه فقاعة إعلامية لا تنطلي على أي متابع لسير الأمور في مؤسسة الكنيسة الكلدانية وتبعيتها المطلقة لدولة الفاتيكان.

مؤسسة الكنيسة الكلدانية ما هي الا بمثابة مستعمرة من مستعمرات دولة الفاتيكان. لا بل اقل شأنا من مفهوم المستعمرات لأن الإنكليز مثلا كانوا يمنحون قدرا من الحكم الذاتي لمستعمراتهم. دولة الفاتيكان لا تسمح للبطريركية ان تصدر قرارا تنظيميا بسيطا لنقل كهنة في بعض المناطق مثلا او لنقل او إيقاف او رسامة او تأنيب أسقف. وهي لا سيطرة لها على الإطلاق على كل الكدان في الشتات وأي أسقف له الحق في مواجهتها لأن ارتباطه المباشر بوزارة المستعمرات. هذا من جهة.

ومن جهة أخرى، البطريرك الكلداني عند دولة الفاتيكان ما هو الا اسقف شأنه شأن حوالي 6000 اسقف في العالم. والأسقف في دولة الفاتيكان ليس من حقه ان يناقش مسائل مثل الوحدة مع المختلفين مذهبا. هناك وزارة خاصة يرأسها وزير. هي التي تبت في هذه الأمور.

ونقطة أخرى، لم يقل البطريرك انه سيتنازل ابدا. قال انه سيتنازل بشروط قاسية وهي ان يترك الأخر استقلاله ويصبح تابعا لدولة الفاتيكان كما هم الكلدان. وامل ان القراء الراغبين في معرفة الحقيقة صاروا على بينة بما حلّ بالكلدان من مصيبة وأهوال وفواجع بعد الغزو التبشيري لهذه الدولة في منتصف القرن التاسع عشر للكلدان ومناطقهم وتحويلها الى مستعمرات وحتى هذا اليوم. التبعية لدولة الفاتيكان معناه فقدان الاستقلالية في كل شيء وهذا لا يقبله أي مسيحي مشرقي اليوم يختلف عن مذهب هذه الدولة ويجب ان يرفضه كل مسيحي مشرقي يشترك في مذهبها.

والنقطة الأخيرة، وكي أكون أكثر صراحة، دعني اضعها بصيغة سؤال: هل يؤمن ويمارس البطريرك ساكو مشرقية الكنيسة الكلدانية المتمثلة بلغتها وطقوسها وليتورجيتها وفنونها وآدابها وشعرها ونثرها وأزيائها وهندستها وأناشيدها وغيره؟ كلا وألف كلا. لقد جرى تهميش وطمس التراث المشرقي لهذ الكنيسة في فترة السنتين الماضيتين بطريقة لم يقم بها أي بطريرك كلداني اخر. هذه حقيقة رغم حبي وولائي لكرسي اجدادي. التعريب حتى في الشتات على قدم وساق وادخال الدخيل والأجنبي صار القدوة ورمي المشرقي الأصيل في سلة المهملات لا بل ازدرائه بشكل فج صار جزءا من الثقافة الجديدة ثقافة التأوين والترجمة والعصرنة الهدامة.

 النقطة الثانية تتبع هذه النقطة وقد عرجت عليها أعلاه. الذي لا يعترف بمشرقيته المتمثلة بالثقافة واللغة والأزياء والهندسة والشعر والأدب والنثر والفنون والموسيقى والأناشيد والطقوس والليتورجيا ويرميها في سلة المهملات ويزدريها ولا يحاول رفع غبن ونير الاستعمار عنه والمطالبة بحقوقه الإنسانية الأساسية التي تتضمنها دساتير مدنية عادية ويقبل ان يكون بالمطلق (هنا لا اقصد الشراكة الإيمانية) تحت حكم وزارة المستعمرات في الفاتيكان معناه انه لا يقبل نفسه، فكيف له ان يطالب الأخرين بقبوله؟

تحياتي

1304

بالاضافة الى كل ما تكلمت عنه عن سيطرة الفاتكان على الكانئس الصغيرة ومنها كنيستنا واذابتها من الوجود،. نسال
لماذا وكيف لا تذهب ولا تتجه الفاتكان الى الكنائس الإنجيلية والمورمنية وغيرها وتعمل سياستها اليها كما تفعل بكنيستنا ؟ ما السر بذلك ، بل نشاهد تلك الكنائس تتسع  بل تحاول تقليص نفوذ الفاتكان والكثلكة  وتتحداها !!
لماذا تريد امتصاص قوة كنائس الرسل  مثل كنيستنا ،  ولا يبالي الفاتكان بالكانئس المصطنعة الحديثة التي تنتشر بسرعة البرق بكسب الناس اليها، ما هو السر بذلك ، ولماذا؟؟؟
هل نحن الكلدان اهم الناس عند الفاتكان لتتجه إلينا الفاتكان والى كنيستنا لإذابتها ام هناك سر تاريخي غير معروف؟
تحياتي وتقديري
ثائر حيدو

الأخ العزيز ثائر حيدو المحترم

الأسئلة التي تثيرها في محلها وجوابها ليس سهلا ولكن كل من حاول الإجابة عليها سابقا او حتى الاستفسار عنها قذفت الفاتيكان في وجهه سلاح الهرطقة والحرمان.

هناك امثلة في التاريخ لرجال دين كلدان ومثقفين كبار هربوا وتركوا مناصبهم خوفا من بطش هذه الدولة بعد ان همسوا او كتبوا ملاحظات عابرة عن ظلمها واضطهادها للكلدان أولا ومن ثم برهنوا من خلال وقائع تاريخية وثوابت علمية ان كل تبشيرها في صفوفنا كان جزءا من حملة استعمارية لا علاقة لها بالإنجيل والمسيح ورسالته وكنيسته ابدا.

كانت الكنيسة الكلدانية حتى منتصف القرن التاسع عشر من أكبر الكنائس في الشرق طرا في كل شيء من حيث الأتباع والأوقاف وكانت اغنى كنيسة في العالم تراثا وليتورجيا ملتزمة بمشرقيتها ولغتها وطقوسها وانافوراتها وتقاليدها ورموزها التزاما لا تحيد عنه ابدا.

وفي هذه الفترة بالذات شن الفاتيكان حملة تبشيرية شعواء غايتها السيطرة المطلقة على مقدرات هذه الكنيسة العظيمة لسلب واغتصاب مناطقها وأوقافها وحرق مخطوطاتها ومكتباتها وجعلها رومانية لاتينية لا تعدو كونها مستعمرة لا قرار لها ولا حول ولا قوة.

ثار الكلدان على هذا الظلم ولكن هذه الدولة الاستعمارية سحقت ثورتهم وفصلت مناطقهم واغتصبت كل صلاحيات مؤسستهم البطريركية وفي اغلب المناطق طبقت عليهم محاكم التفتيش اللعينة. وحسب المؤرخين فإن ممارسات محاكم التفتيش في هذه الفترة كانت من الشر ما لم تعرفه البشرية حتى قدوم النازية.

هذا تاريخ حديث ونحن نتحدث عن منتصف القرن التاسع عشر وما بعده.

لن تغفر دولة الفاتيكان للكلدان وثورتهم على استبدادها وظلمها لهم ابدا ولن تسمح لا اليوم ولا غدا للكلدان ومؤسستهم الكنسية ان يكون لهم حق في اي شيء ولن تسمح للبطريركية او السنودس ان يقرر أي شيء غير ما تقرره هي وهو الولاء المطلق، أي طبق ما امرك به او ما أقوله لك ولا تناقش.

هذا تاريخ والتاريخ ثابت ولكنه مرعب.

وترى اليوم يا أخي العزيز كيف ان كل مطران كلداني او حتى كاهن او غيره يزايد على الأخر بولائه المطلق لهذه الدولة. ان يكون للمسيحي ولاء مطلق للمسيح وانجيله وصليبه مفهوم وواجب. ولكن ان يكون الولاء المطلق لدولة استعمرته واضطهدته بشكل مرعب ومخيف وفي بعض التفاصيل حتى هذا اليوم من خلال وزارة المستعمرات الفاتيكانية فهذا شيء شخصيا لا أستطيع استيعابه ولا قبوله.

ارجو انني ألقيت بعض الضوء على اسئلتك.

تحياتي


1305
الأخ العزيز جاك يوسف الهوزي المحترم

هناك نقطتان مهمتان اود تسليط الضوء عليهما.

في الأولى تقول: "بأختصار شديد، نقبل (الآخر) عندما ننظر إليه على أنه (اللاآخر) أي إنه (نحن)، بمعنى آخر أنه جزء منا."

هذا صحيح. وهذا كي يتحقق يحتاج الى جهد كبير وتوعية. بيد ان الأديان والمذاهب بصورة عامة لا سيما التي يقول أصحابها انها من السماء والإيديولوجيات لا تستطيع النظر الى الأخر وكأنه "نحن" لأن وجودها ومصلحتها المؤسساتية تستند الى انها الأسمى والأفضل من الأخر لا بل تقصي الأخر.

في الثانية والتي تقول فيها: "عندما نتكلم عن الموضوع بمفهوم فلسفي يجب وضعه في إطار شمولي وليس حصره في إطار ضيّق أو فئة محددة."

هنا اظن هناك تقاطع بيننا. قبول الأخر يبدأ بقبول النفس. والذي لا يقبل تراثه ولغته وطقوسه وليتورجيته ورموزه ويفضل ما لدى الأخر على انها أسمى مما لديه ويخسر استقلالية قراره ولا يستطيع ان يقبل نفسه وتاريخه ويترك الأجنبي والدخيل ان يسيطر على مقدراته فكيف بإمكانه قبول الأخر.

تحياتي

1306
الأخ العزيز عبدلاحد سليمان المحترم

وصفك للحالة في الغرب وصف دقيق. وعندما نتحدث عن الغرب كمصطلح فإن ذلك يشمل دول الاتحاد الأوروبي أمريكا وكندا وأستراليا ونيوزلندا. والفاتيكان دولة ضمن مجموعة هذه الدول. يـتأثر بها كثيرا ويهادنها على طول الخط ويتماشى معها. وهذا ينطبق على المؤسسات الكنسية الكبيرة الأخرى أيضا.

هذه الدول والمؤسسات بأجمعها ومعها دولة الفاتيكان تتبع، كما تفضلت، سياسة المصالح. وسياسة المصالح يحددها الفكر النفعي او الفلسفة النفعية utilitarianism . هذه الفلسفة عكس فلسفة قبول الأخر لأنها تضع ما لدي (مصلحتي ومنفعتي) فوق ما لدى الأخر وتتصرف انطلاقا من هذا النهج.

هذه الفلسفة (النفعية) هي المعيار اليوم للسياسات الغربية بدولها ومؤسساتها الدينية وغيره. لا علاقة لهذه الفلسفة بمبادئ وأركان الإنجيل الأربعة في المحبة والعطاء والغفران والتسامح.

ولهذا مثلا ترى ان دولة الفاتيكان غيرت مسارها 180 درجة فيما يخص مسائل عقائدية (دوغماتية) فيها آيات ونصوص من الكتب التي تراها مقدسة. مثلا هناك تغير كبير في الموقف من السلوك المثلي او مثلي الجنس وبدأت باحتضانهم وتفتح أبوابها لهم رغم وجود نصوص واضحة لا تسمح لها بذلك. (والنصوص حاملة أوجه كثيرة وقد يبرز رجل دين ويحملها وجها مغايرا كما يحدث في كل الأديان والمذاهب ولكن أي وجه جديد ينطلق مباشرة من المنفعة والمصلحة الآنية وطويلة الأمد للمؤسسة).

في الدول الإسكندنافية يصبح هؤلاء (مثلي الجنس) أعضاء في الكنيسة الكاثوليكية وتقدم لهم صاغرة كل الأسرار التي يحتاجها الشخص العادي لأنها تحت طائلة القانون وتخش القانون. اما ما يقول النص فهذا شأن اخر (أي تدوس عليه).

سؤالي كان يا صديقي العزيز لماذا تدوس دولة الفاتيكان على نصوص تراها مقدسة بشأن مثلي الجنس مثلا وتهادن الحكومات والمنظمات ومجموعات ضغط ولا تمنح مؤسسة صغيرة مثل مؤسسة الكنيسة الكلدانية استقلالها او حكمها الذاتي رغم انه ليس هناك أي نص يسمح لهذه الدولة ان تضطهد الكلدان وتستعمرهم بهذا الشكل ونحن في القرن الواحد والعشرين؟ ولماذا لا تلغي وزارة المستعمرات التي لديها والتي هجمت لنا بيتنا كما تلاحظ وعلى رأسنا وتتشبث بها رغم عدم وجود أي نص في الكتب المقدسة يسمح ان يكون لها وزارة لمستعمراتها في الشرق؟ هذا بالضبط ما كنت اقصده.

تحياتي


1307
الأخ العزيز لوسيان المحترم

شكرا جزيلا للتعقيب المهم الذي اتي ضمن سياق المقال الرئيسي. تعقيبك الذي هو مقال منفصل بذاته اضاف مسحة من العلمية والأكاديمية على الحوار.

الادعاءات التي ذكرتها في البحث العلمي نسميها "فرضيات hypotheses .

عندما يتم تفنيد أي فرضية علينا التخلي عنها ومغادرتها لأن البحث العلمي والتجربة العملية المستندة الى الواقع الاجتماعي لا تقبل بها.

علينا دائما التشبث وممارسة الفرضية الصحيحة التي يبرهن عليها البحث العملي.

الفرد او المجموعة او الشعب او المؤسسة التي تتشبث بالفرضية الخاطئة هي في جهل وتخلف ولن تستطيع اللحاق بركب الحضارة والتمدن.

الفرد او المجموعة او الشعب او المؤسسة التي تغادر الفرضية الخاطئة وتتشبث بالفرضية الصحيحة هي في تطور وتقدم وخطى حثيثة للحاق بركب الحضارة والتمدن.

أصبح جليا الأن بعد كل هذا النقاش من يريد النهوض او النهضة ومن هو في ظلام ويعيش ضمن فرضيات ليست خاطئة بل كاذبة ودخيلة ورغم ظلاميتها يتبجح بها.

وهذه الجملة التي تقول فيها: "لو كان هؤلاء القوميين كانوا قد اعترفوا بالحقائق ... بدلا من الادعاءات الكاذبة (فرضيات كاذبة) فانهم كانوا سينجحون."

نعم القول يا أخ لوسيان.

تحياتي

1308
الان وتحديدا خلال العقد المنصرم نرى ان الكنيسة الكلدانية بدأت تبدي اهتماما خاصا للقومية والتأكيد على القومية الكلدانية بينما التعريب قضى على الطقس الكنسي كليا ولم يبقى الا القليل وهذا القليل في طريقه الى التلاشي ... اليس حري بها اذن أن تهتم باللغة والتراث وتحث المؤمنين بالاهتمام بها وتعلمها بدلا من الغائها؟ أم أن مفهوم القومية لديها لا يعني سوى ذكر كلمة " كلدان" وحسب!!. هذا من جهة، ومن جهة اخرى، كيف استنتج سيادة المطران بأن الاشوريين يرفضون الكلدان. الاشوريين يعتبرون الكلدان جزء حيوي ومهم لهم لاننا شعب واحد وحثهم للعودة الى كنيسة الام والاهتمام بجوهر قوميتهم التي هي اللغة والتراث وممارستها بجونبها الاجتماعية والفنية والكنسية وليس فقط التمسك بتسمية كلدان ...

عصام المالح


الأخ العزيز عصام المالح المحترم

ما اتيت به أعلاه هو بيت القصيد. ليس هناك أي شخص في الدنيا يدعي القومية والهوية ويهمش لغته وثقافته وفنونه وليتورجيته وطقوسه وتاريخه تراثه وشعره وفنونه.

ما يحدث في صفوف الكلدان وفي صفوف مؤسستهم الكنسية شيء لا يطاق. الموقف برمته فيه ازدواجية لا بل نفاق لأن من ناحية المطران يدعي ان الكلدان هوية وقومية ومن ناحية أخرى يضرب عرض الحائط كل الرموز والعناوين التي تكون هذه القومية وهي لغة وثقافة وليتورجيا وتراث كنيسة المشرق ويفضل الرموز والأيقونات اللاتينية عليها او أضعف الإيمان لا يقاوم المد اللاتيني والأجنبي والدخيل الذي يغزو المؤسسة الكنسية.

شيء غريب لأن ليس هناك قومي في العالم يقبل بما يقبل به الأخوة القوميون الكلدان حيث يتم تهميش ورفض لا بل ازدراء كل ما يؤطر الهوية وإطلاق توصيفات غير حميدة على اللغة والتراث والثقافة ويقبلون سيطرة الدخيل والأجنبي على كل مقدرات الهوية ومنها استقلالية القرار للمؤسسة الكنسية ومع ذلك هناك تشبث بشيء يقولون إنه قومية. كيف تقبل قومية ان يحتلها دخيل وأجنبي باسم المذهبية؟

البطريركية ماضية في طريق محو اللغة والتراث والثقافة والطقوس بشكل علني ومتعمد وكأن ذاكرتنا وهويتنا ولغتنا وطقوسنا وليتورجيتنا فرضها الاستعمار علينا بينما تقحم كل دخيل وأجنبي في ثقافتنا وتقرضه علينا من خلال اللغة العربية وغيرها وكأن اللغة العربية او اي لغة أخرى هي اللغة الوطنية ولغتنا لغة الاستعمار. كل لغة مرغوبة لديها عدا لغتنا القومية.

واليوم الكلداني الذي يحب لغته وهويته وتاريخه وثقافته محارب.

اخر امر صاعق شاهدته ومعي جمع من الشمامسة الكلدان المحبين لهويتهم (لغتهم) كان ما قام به أسقف كلداني حيث رمى أحد كتب الطقس الكلداني بغضب على الطاولة قائلا: "ما هذا. انشدوا بالعربية" ونحن في السويد.

وعندما ذكرناه بسيد شهداء كنيستنا المشرقية مار شمعون برصباعي وقلنا له يجب ان نحتفي بذكراه كما اتي في الطقس قال: "هذا مات وانتهى." أتحدى هذا المطران الكلداني ان يتفوه بكلمة سلبية واحدة عن قديس او رمز لاتيني مثلا.

الجرح أعمق مما يمكن تصوره، يا اخي العزيز.

تحياتي


1309

الأخ العزيز ميخائيل ديشو المحترم

قصة الفيلم التي اتيتها رائعة. أتذكر انني قرأت راوية منذ زمن بعيد فيها ذات الحبكة ولكنني لم اشاهد الفيلم.

هذ القصة تنطبق على شعبنا وفيها الكثير من العبر التي توضح وتلقي الضوء على مبدأ قبول الأخر.

اقترف البيض من الغربيين ومعهم مؤسساتهم الكنسية ورجالاتها جرائم مهولة بحق الهنود الحمر حيث في كثير من المناطق ابادوهم عن بكرة ابيهم.

وعندما ضاقت بهم الدنيا ومعهم العبيد من السود قبلوا بالمسيحية دينا وتبنوا المذاهب القوية ظنا منهم ان ذلك سيشفع لهم وينهي اضطهادهم وذبحهم ويعيد لهم حقوقهم وثقافتهم ولغاتهم ومناطقهم.

كان هناك تفاسير يستند فيها بعض رجال الدين على الكتاب المقدس ومن خلاله يحاولون البرهنة ان مسيحية الهنود الحمر والعبيد من السود لا تساوي مسيحية الرجل الأبيض ولهذا وإن طلبوا العماد وصاروا مسيحيين لم يشفع لهم ذلك وذهبت مناطقهم وثقافتهم ولغاتهم وذاكرتهم ادراج الريح وبيدوا عن بكرة ابيهم في كثير من المناطق رغم تحولهم الى المسيحية.

وشخصيا – وحسب علمي – لم اقرأ أي ادانة ولو لفظية من أي مؤسسة مسيحية كبيرة لهذه الجرائم المهولة في حينه.

ما وقع على شعبنا له الكثير من الشبه.

اعتنق الكثير من أبناء شعبنا مذهب دولة الفاتيكان ظنا منهم انها ستحميهم من ظلم السلاطين والاغوات المسلمين وإنها ستدافع عن ثقافتهم ومناطقهم ووجودهم وحضارتهم ولغتهم وطقوسهم وليتورجيتهم ورموزهم وتحفظ لهم مسيحتيهم المشرقية كما هي لا بل ستعززها لهم في الطقوس والرموز والأزياء والريازة والشعر والفنون والتنظيم والسيطرة على المناطق والإدارة والرسامات بكافة أشكالها.

كم كانوا مخطئين. لأن هذه الدولة باسم المسيحية احتلت مناطقهم واحرقت كتبهم ومخطوطاتهم وهرطقت وكفرت اجدادهم وثقافتهم ومذهبم وشعوذت ممارساتهم والكثير من تقاليدهم وطبقت عليهم محاكم التفتيش اللعينة لا بل تعاونت مع السلاطين والأغوات لاضطهادهم واقترفت بحقهم جرائم مرعبة وهي موثقة وبالتفصيل في أرشيف هذه الدولة وأماكن كثيرة أخرى وكل هذا بعد ان قبلوا بمذهبها. بدلا من يكون لنا عونا صاروا ....

والى اليوم لا تنظر إليهم بعين المساواة وتفرض عليهم ارادتها في كل شيء من ابسط الأمور التنظيمية الى الرسامات والأملاك والأوقاف والطقس والثقافة وغيره ولا تعدهم مساوين لها وثقافتها وما زالوا تحت الحكم المطلق لوزارة المستعمرات التي الغتها كل الدول الأوربية ومنحت الشعوب التي استعمرتها حريتها الكاملة لإدارة شؤونها بذاتها على كل مناطقها ورعاياها أينما وجدوا الا هذه الدولة.

واقتبس القصة التي ذكرتها كما هي ادناه لأهميتها:



بما يخص موضوع قبول الذات والاخر, لقد وفيتم وكفيتم, لكن اسمح لي ان اخرج عن الموضوع قليلا او كثيرا واشبه حالة شعبنا عموما ونظرية ال(قوة) الفاتيكان بشكل خاص, الماشية بالبلد الايام دول, بقصة في فلم كوميدي شاهدته منذ فترة غير قريبة. للعلم تعليقي هذا ليس له علاقة بالدين او الايمان المسيحي.

الفلم اسمه  كد بلو (Kid Blue)  وهو من افلام الغرب الامريكي.  قصة الفلم عن كابوي وهو قاطع طريق سابق, يلتقي بثلاث هنود حمر من الاباشي يعيشون على هامش مدينة صغيرة في الغرب الامريكي بعد ان سلب الامريكيين البيض اراضيهم وقتلوا من قتلوا وهجروهم. هؤلاء الهنود الثلاثة عملهم الوحيد احتساء الوسكي والنوم في زريبة ويحلمون دائما بالعودة الى اراضيهم وحياتهم القديمة من الرقص والصيد وما شاكل, ولكنهم يداومون على حضور القداس في الكنيسة كل يوم احد, حيث يجلسون في مؤخرة القاعة وحدهم بعيدين عن الاخرين, يستمعون الى التراتيل ومواعظ القس بكل خشوع, وعندما يذكر القس اسم السيد المسيح ومعجزاته بموعظته بحماس كعادة الوعاظ الامريكيين, يتحمسون هم اكثر ويقفزون في الهواء وايديهم مرفوعة ويصيحون جيسس جيسس (المسيح المسيح). وكل مرة بعد القداس يطلبون من القس ان يغطسهم في الماء (يعمذهم), ولكنه يتحجج بانهم غير متهيئين بعد, ومن كثرة الالحاح من قبلهم, يساْلهم القس لماذا تريدون العماذ؟ يجاوبونه, ليساعدنا المسيح  بقوته على استرجاع مناطقنا.. فيقبل القس على مضض. وفي يوم التغطيس (العماذ), يجتمع على شاطئ جدول ماء القس ومجموعة من المستوطنين البيض مع اطفالهم للعماذ والهنود الحمر الثلاثة, وعندما يشاهد المستوطنين البيض الهنود الحمر, يحتجون على القس ويهددوه ويقولون انهم لن يقبلو ان يعمذوا اطفالهم في نفس جدول الماء الذي يعمذ الهنود الثلاثة لانهم ينجسون الجدول, وعندما يصر القس على تعميذ الهنود, يحمل المستوطنون البيض اطفالهم ليعودوا الى بيوتهم بدون عماذ, فيعمذ القس الهنود الحمر وحدهم. اليس هذا حال شعبنا!

 اما نهاية الفلم فلا يستطيع شعبنا حتى التفكير بها..  مع تحياتي الخالصة

1310
الزميل الدكتور عبدالله رابي المحترم

شكرا جزيلا لتعقيبك وابدائك الرأي في الموضوع. وجودك في النقاش اضفى بهاء ورونقا له وزادني فخرا.

الخلاف الأكاديمي حالة صحية. من خلال الخلاف والشك في المحصلة والاستنتاج والنتائج تتطور النظريات وتنمو ومن خلالها يزداد فهمنا وادراكنا للواقع الاجتماعي.

لدي رأي قد لا يتفق مع النظرة التي اتيت بها حول مفهوم قبول الأخر التي تشمل حسب قراءتي لردك العلمي محاور ثلاث. وسأعرج على كل واحدة منها على حدة وباختصار شديد:

في الأولى تدافع عن موقف المطران إبراهيم ابراهيم ومقولته حول "قبول الأخر." هل المطران يقبل نفسه وتراثه وهويته ويطالب بالذي ظلم واضطهد ولا يزال هذا التراث ان يقبله أولا؟ المطران قد غادر هويته التي لديه لا تساوي الهوية اللاتينية بل انها أدنى منها بكثير ويفضلها على تراثه وقبوله لنفسه. ومن هنا حتى الفاظه ورموزه اجنبية ودخيلة أي لاتينية وفي كل شيء. ولهذا لا يطالب بالذي أنهي تقريبا وجوده وهويته ورموزه ومناطقه واضطهده هو وأبناء قومه اضطهادا مرعبا ان يقبل به مساويا له او يعيد له حقوقه التي اغتصبها منه. "قبول الأخر" يبدأ بالنفس. اليوم الذي يقبل فيه المطران نفسه وذاته أي تاريخه وثقافته ولغته ورموزه وليتورجيته وطقوسه ويقاوم كل من همشها ويهمشها أي كان عندئذ من حقه ان يطلب من الأخر قبوله. نعم المطران يرى ويؤمن وينطلق في كل شيء من العصمة التي لدى اللاتيني ومنها ينطلق في كل تصرفاته. ولهذا لا يستطيع حتى لفظا ان يقول ان مذهب اجداده القويم والسليم والذي لا زال اغلب الأشوريين عليه مساو لمذهبه الحالي وان رأس الكنيسة الأشورية مساور لرأس كنيسته. هذا الموقف انتهاك صارخ لقبول الأخر. ولم نسمع منه كلمة انتقاد او ادانة مثلا للمجمع الشرقي مع كل الظلم الذي صدر ويصدر منه في حق الكلدان وكنيستهم. اليس من الأولى له ان يطلب من المجمع هذا او وزارة المستعمرات هذه ان تقبله وتنظر اليه في عين المساواة والتقدير كصاحب هوية وتراث وثقافة ومناطق واتباع. المذهب ثقافة والدين ثقافة ومبدأ قبول الأخر يساوي بين الثقافات.

في الثانية تذكر مسألة القوانين والأحاسيس. مبدأ قبول الأخر يستند الى ما يتفق عليه البشر بصورة عامة ويؤسسون عليه الأسلوب السليم لحياتهم. لا علاقة للمجرم والذي ينتهك حقوق الإنسان ويظلم باسم الدين والمذهب ويجعل من مذهبه او دينه في خانة أسمي، أي مكان في مفهوم "قبول الأخر." وهذا يعني ان قوانين كنيسة المشرق مثلا يجب ان تكون مساوية لقوانين الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. هل يقبل بذلك المطران إبراهيم؟ هل سيطلب من الأخر اللاتيني ان يقبل قوانين كنيسته المشرقية ام انه ازالها تقريبا من الوجود وفضل عليها قوانين دخيلة وأجنبية؟

في الثالثة تذكر اللغة وتقول انها خارج سياق الموضوع. اللغة ليست الأبجدية فقط. اللغة هي الهوية. يجب على المطران إبراهيم ان يقبل هويته في كل شيء في الرموز والأيقونات والريازة والهندسة والفنون والصلوات والأزياء والآداب والشعر والأناشيد والصلوات وكل ما يتعلق باللغة كخطاب وثقافة وتراث ويجعلها مساوية في كل شيء للأجنبي والدخيل لاتيني كان او عربي او غيره ويطلب منهم ان يقبلوها كما هو يقبل ما لديهم. هل سيفعل ذلك وهل الواقع يؤشر الى ذلك؟

من هذا المنطلق كنت أتمنى ان لا يقحم نفسه في موضوع لا يدركه أولا وثانيا واقعه الاجتماعي بعيد عنه كل البعد.

تحياتي

1311
أليس الأساس في التربية ومنذ الصغر وأليس المفروض ان نعلم اطفالنا  ( مستقبلنا ) على حب  واحترام وتقبل الاخر  مثلما نعلمهم اللغة  والتقاليد والتاريخ والفنون  ... الخ
تحياتي وتقبل خروجي قليلاً  عن الموضوع. لكن ما يهمني هو  التعلم  وزيادة المعرفة
اخوك جان يلدا خوشابا ديتروت

الأخ العزيز جان يلدا خوشابا المحترم

شكرا على تعقيبك وعلى الرحب والسعة كلما اردت ان تعقب على مقالاتي. تعقيبك هذا قرأته اكثر من مرة لأنه شدني حقا.

ولكن دعني اركز على النقطة اعلاه، وهي مسألة التربية. هذه مسألة حيوية. ما يلقن لنا في الصغر يصبح في الغالب جزء من كياننا.

كانت المرحومة والدتي واتذكرها حبها لي الذي لا يوصف كانت تضربني في الصغر بالمكنسة عندما كنت اشاكس بعض الشيء.

 وكانت تصرخ في وجهي معاتبة ومستخدمة في رأيها وعلى بساطتها لقبا سيئا ومنبوذا حسب وجهة نظرها وتقول: "نسطورنايا."

وهذه الكلمة التي يجب ان تكون مثار فخر لكل ابناء كنيسة المشرق لا سيما الكلدان والأشوريين لأن ثقافتنا وليتورجيتنا وفنونا وتاريخنا وادبنا وطقوسنا وتاريخنا وذاكرتنا وتقريبا كل ما نملكه من فكر وفلسفة نسطورية الهوى تحولت الى نقمة وهرطقة ومسبة.

كيف جرى غسل دماغ الكثير من ابناء شعبنا على هرطقة النسطورية وذمها وجعلها كفرا وامرا قبيحا بهذا الشكل؟

الجواب بسيط. هذا الكره الذي لا علاقة له برسالة االإنجيل في المحبة والتسامح والعطاء والغفران غرسه فينا مبشرو دولة الفاتيكان، ومع الأسف غرسوا هذا الكره والبغضاء وهم يحملون الصليب ويقرأون الإنجيل ويتناولون القربان كل يوم.

ومن هنا اتى نقدي اللاذع للمطران ابراهيم ابراهيم لأنه لا يزال تحت تأثير هذه الخيمة السوداء التي امطرت كرها وبغضاء في صفوف شعبنا وكنيستنا ولا يزال لدى الكثيرين ومنهم من يحمل درجات كهنوتية عالية.

المطران الذي نحن بصدده لا علاقة له بقبول الأخر ولهذا كان يجب عليه هو اولا ان يقبل نفسه وتاريخه ولا يهرطقه ويعود الى جذوره ويرى كم من الظلم والإضطهاد الحقه هؤلاء الأجانب بتاريخه وثقافته ومناطقه وشعبه وهم بالملايين كما وضحت اعلاه.

نحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين والألفية الثالثة وهناك اناس لا يزالون يؤمنون ويتصرفون على اساس ان ما اتاهم من الأجنبي والدخيل هو اسمى مما لديهم.

بمعنى اخر لا يقبلون انفسهم ويشكون في ثقافتهم ويقبلون ثقافة جرى فرضها قسرا وبطشا وعنوة عليهم.

تحياتي

1312
مقالك وافي وشافي ومشوق في الامور التي تمت معالجتها وتشكر على الجهود المبذولة من قبلكم لاظهار الهدف المطمور بتراثنا عاليا وشامخا ، أنا قرأت الموضوع وفهمت منه العبرة والمعلومة المبحوثة عنها ومن كل جوانبه المحيطة بنا ككنيسة أو قومية ، وتشكر على المفاضلة كما يقال الحق يعلى ولا يعلو عليه ، وانت امضي في بناء الحقيقة كما ترها ولكن من غير الانحياز الآ على جانب الحق كما عودتنا عليه سابقا ، النقاش لا يغير من المودة ابدا أن كان ضمن مواصفاته .

الأخ العزيز اوشانا يوخنا المحترم

نحن البشر كي نقبل الأخر علينا اولا ان نقبل أنفسنا اي ننظر الى دواخلنا ونواقصنا وأخطائنا وخطايانا وما اقترفناه من موبقات وذنوب والتعدي والإضطهاد الذي صدر منا بحق الأخر ونطلب الغفران ونعيد الحق لأصحابه.

إن لم نفعل ذلك - اي لم نقبل انفسنا - كيف نستطيع قبول الأخر.

سأحاول قدر المستطاع اماطة اللثام لا سيما اللثام المذهبي والطائفي عن تاريخنا وواقعنا الإجتماعي.

هذا اللثام جعلنا اعداء ونحن احبة، جعلنا اعداء لتاريخا ورموزنا وكل ما نقدسه كأمة لا بل وصل الأمر الى ان يجعل منا اناس نهرطق وجودنا وذاكرتنا استنادا الى المذهبية.

وبالمناسبة اظن انني اجبت عن بعض استفسارتك من خلال الرد على لأخ مازن.

تحياتي

1313
الأخ العزيز مازن شبلا المحترم

شكرا على تعقيبك وانا سعيد ان أرى أنك تستوعب مفهوم قبول الأخر. وهذا ينم عن بعد نظر وبعد انساني ما احوجنا اليه اليوم.

ولكنني اختلف معك في الموقف من دولة الفاتيكان وارجو ان يتسع صدرك لذلك.

مفهوم "قبول الأخر" لا تستطيع دولة الفاتيكان قبوله. إنها تقصي الأخر لأنها تنظر الى نفسها وكأنها وريثة المسيح وخليفته في الأرض والباقي من المسيحيين عليهم اطاعتها وتقديم الولاء لها ومن ضمنهم الكاثوليك المختلفين ثقافة عنها.

في السابق كانت تحرق المسيحيين الذي يخالفونها وهم احياء. هذه الدولة باسم الإنجيل وباسم المسيح أحرقت عشرات وعشرات الالاف من النساء المسيحيات بحجة الشعوذة.

اما المسيحيين الذين احرقتهم وهم احياء بحجة الهرطقة (أي انهم لا يقبلون عصمتها وكأنها المسيح على الأرض) فحدث بلا حرج.

ولكن ما يهمني هو الطريقة الاستبدادية والعنف المفرط والجرائم الرهيبة التي اقترفتها بحق المسيحيين المشرقيين. حتى في الحروب الصليبية فإنها قتلت من المسيحيين المشرقيين ربما أكثر مما قتلت من المسلمين. والتاريخ ثابت وشاهد.

ولم تكتف بهذا، لأن عندما تحول كثير من المسيحيين المشرقيين الى مذهبها أي قبلوا عصمتها وكونها وريثة المسيح على الأرض هي وليس غيرها، شنت حملة شعواء مرعبة ضدهم وهم تابعون لها كي تغير في هويتهم وطقوسهم وتراثهم وليتورجيتهم كي تجعل منهم اتباع اذلاء لا حق لهم تنصيب او اختيار او خلع او نقل أسقف واحد او حتى نقل كاهن واحد او إيقافه كما هو الشأن في مؤسسة الكنيسة الكلدانية الأن وما يحدث فيها من تشتت وضياع وسببه دولة الفاتيكان وقوانينها الاستعمارية.

لولا الفاتيكان لكان الكلدان اليوم حوالي عشرة ملايين. ماذا حل بهذه الملايين وبمناطقهم واوقافهم وكنائسهم وأديرتهم ومكتباتهم ومخطوطاتهم وذاكرتهم. الم يزيلها الفاتيكان من الوجود؟

السريات الأرثدوكس لهم ملايين الأتباع فقط في الهند وهم أكثر حرصا على هويتنا ولغتنا وليتورجيتنا وتراثنا المشرقي من أي مكون من مكونات شعبنا.

والله لو كان بإمكان المبشرين الفاتيكانيين الوصول إليهم لساموهم الهوان ولكان وضعهم اليوم مثل وضع الكلدان حيث ازالوا وببطش وعنف مرعب كل ذاكرتهم وهويتهم المشرقية ونصبوا بطريركا لهم من عندهم وسيطروا عليهم سيطرة مطلقة بعد ان ازالوا هويتهم من الوجود وربطوا مصيرهم مباشرة بدولتهم وقطعوا كل علاقة لهم برئاسة الكنيسة الكلدانية والكلدان بصورة عامة. هذه ليست من الكنيسة كرسالة المسيح ومسرته بشيء. هذه دولة واستعمار.

وقبل أشهر عديدة رفضت دولة الفاتيكان طلب بسيط من السريان الكاثوليك بالموافقة على تسمية مطران كي ينسق شؤونهم  الغرب، أي ان كل السريان الكاثوليك في الغرب اتباع لدولة الفاتيكان الرومانية اللاتينية ولا تسمح لرئاستهم الكنسية تمشية ابسط امورهم الإدارية والتنظيمية.

هذا واحد من ابسط حقوق الإنسان ان يكون له حق في ادارة شؤونه الشخصية والتنظيمية ولكن دولة الفاتيكان تتعامل مع اتباعها المشرقيين بمفهوم تسلطي استعماري وكأنهم اتباع واذلاء.

ولهذا دفعت مليارات ومليارات الدولارات لإسكات ضحايا انتهاكاتها الجنسية في الغرب ولكنها لم تكترث ابدا ولم تفعل شيء يذكر لمساعدة اتباعها المشرقيين ماديا بعد المأساة الرهيبة التي وقعت لهم في العراق وسوريا وغيرها.

تحياتي

.

1314
اريد ان اتحدا اي انسان يطلق على نفسه كلمة كلداني ويكون مستقل عن كنيسة روما(مالية) او يكون يفهم معنى كلمة كلداني او كلدايا وهل لها علاقة مع بابل القديمة ؟اما السرياني هل لها علاقة او اشتقة التسمية من الدولة سوريا؟ او الذي يكتب الاثويين ولا يريد ان يكتب اشوريين وكان الكلمة سوف يختنق بها.تقبل محبتي.


الأخ العزيز البرت المحترم

انا عندما انتقد الفاتيكان لا اتحدث عن الكنيسة كرسالة ومسرة انجيليةابدا لأنني شخصيا عضو فيها وقريب منها جدا. انا اتحدث عن دولة الفاتيكان. هذه دولة شأنها شأن اي دولة اخرى لا تطبق الإنجيل في سياساتها. مصلحتها المؤسساتية والنفعية تأتي قبل أي شيء اخر.

وانظر كيف ظلمت واضطهدث بشكل مرعب كنيستنا المشرقية لا سيما الكلدان منهم. ووصل ظلمها واضطهادها (دولة الفاتيكان) في كثير من تفاصيله الى جرائم ضد الإنسانية.

ومع كل هذا الظلم الذي كثير من حلقاته مستمرة حتى اليوم يربط الكلدان كل مصيرهم ويضعون كل بيضهم في سلة هذه الدولة التي تقريبا انهت وجودهم كأمة وهوية لأنها فرضت عليهم هويتها المذهبية وهي الهوية الرومانية اللاتينية.

الذي لا يمارس هوية شعبنا المتمثلة بلغته وطقوسه وليتورجيته وأزيائه وهندسته وريازته وشعره ونثره وفنونه ويشيد ويبجل الدولة التي استعمرته وحتى الأن لا اظن بقيت اية هوية له.

الهوية هي ممارسة هوية شعبنا. الذي يمارسها يملك هوية وخصوصية أي كانت تسيمته. والذي بدلا من ممارسة هويته يغدق المديح على الدولة التي استعمرته وحتى اليوم لا تسمح له ان يدير ابسط شؤونه بنفسه لا حاجة ان يتحدث عن هوية.

تحياتي


1315
قرائي الكرام والأخوة الذين تجشموا عناء الإدلاء برأيهم حول الموضوع.

نظرا لظروف طارئة لم أتمكن من التفاعل مع كل ما اتى من تعقيبات مهمة حول هذا الموضوع الحيوي عن "قبول الأخر."

أعود من جديد للموضوع وابداء بالأخ العزيز سان ديف San Dave 

تتحفنا دائما بمداخلات محكمة تشكل مواضيع مستقلة برمتها.

"قبول الأخر" مفهوم اوسع مما ذكرته. باختصار شديد انه يعني ان ما لدى الأخر من ميول مهما كانت مساوية في كل شيء لما لدي إن كانت كتاب يراه أصحابه مقدسا او دينا او مذهبا او عرقا او لونا او ميلا جنسيا او غيره. ربما احتاج لكتابة موضوع اخر لتفصيل هذا المفهوم الذي يشكل اليوم عصب الحياة في الدول المتمدنة وتأتي الدول الاسكندنافية في مقدمتها.

النقطة الثانية هي في غاية الأهمية وهي تتعلق بممارسة الهوية وجوهر الهوية هو اللغة وما تكتنفه من آداب ورموز وأزياء وشعر ونثر وفنون وغيرها.

وصاحب الهوية والذي له ذرة من الغيرة عليها وعلى وجوده لا يقبل ان يحتل او يغير او يهمش الأجنبي والغريب كائن من كان هويته ويحتفظ بها ويقاتل من اجلها في أقسى الظروف والمحن.

هل اذكرك بما حدث للكلدان مثلا من ظلم مرعب بحجة المذهبية حيث ازيلت هوية الملايين من الكلدان من الوجود مع طقسهم وليتورجيتهم وذاكرتهم واغتصبت مناطقهم واوقافهم التي بنوها بعرق جبينهم وسلب قرارهم في ابسط الأمور التنظيمية واليوم مؤسستهم الكنسية مشتتة حتى في الشتات بسبب هذا الظلم.

تحياتي


1316
الأخ العزيز كلدنايا المحترم

شكرا للسؤال وقد اثاره ايضا الأخ العزيز غالب صادق في مقال خاص في هذا المنبر.

اللغة الأكدية كانت لها لهجتان: لهجة اشور ولهجة بابل. بمعنى اخر كان الأشوريون والبابليون القدامى يتكلمون الأكدية بلهجتين مثل الإنكليزية البريطانية والإنكليزية الأمريكية في عصرنا هذا.


الأكدية ماتت كما ماتت لغات كثيرة أخرى. أي هي ليست لغتنا الأم. لغتنا الأم هي السريانية.

علاقة الأكدية بلغتنا لا تتجاوز علاقة أي لغة سامية أخرى بلغتنا منها العربية والعبرية والحبشية وهي لغات سامية حية او الأمورية والفينيقية وهي لغات اندثرت وماتت شأنها شأن الأكدية.

هذا ما يقوله العلم والأكاديميا. اما ماذا نقول نحن على صفحات هذا المنتدى، فذلك بحث اخر.

وهناك مسألة مهمة جدا. كل هذا الكلام والنقاش لا طائل منه. المكون من أبناء شعبنا الذي يمارس اللغة ويحبها ويدرسها بشعرها ونثرها وحروفها وأصواتها هو الذي يملكها اليوم ويملك الهوية وليس الذي يزدريها او يفضل لغة او ثقافة أخرى عليها.

والمؤسسة الكنسية التي تمارس هذه اللغة بطقوسها وليتورجيتها وأناشيدها وحوذرتها المقدسة وريازتها وأزيائها وفنونها وشعرها ونثرها هي التي تملكها وليس المؤسسة الكنسية التي تزدريها وتهمشها وتفضل الغريب والأجنبي عليها، أي تستعمر نفسها بنفسها.

وكما وضحت، الأشقاء الأشوريون يملكون اليوم ناصية لغتنا الأم (هويتنا) هم ومؤسستهم الكنسية ومتشبثون بها شأنهم شأن أي شعب او مؤسسة كنسية أخرى لها غيرة على تراثها وهويتها وثقاتها وفنونها وشعرها وأناشيدها وطقوسها وكل هذا (الهوية) تحفظها لنا اللغة التي هي وعاء الهوية والقومية. وهوية أي قوم هي لغتهم.
 
امل انني افلحت في الإجابة على تساؤلك.

تحياتي

1317
الأخ العزيز المهندس خوشابا سولاقا المحترم

شكرا جزيلا للثناء. وهذا فضل منك. ويأتيني من شخصية بارزة في صفوف شعبنا الواحد. هذا فخر وعلامة ونيشان، رغم عدم استحقاقي له اقبله لأنه يأتي من شخصية وضعت مصلحة شعبنا المسكين المضطهد من الكل، من الشرق والغرب وحتى من نفسه، نصب عينيها لا تحيد عنها ابدا.

مفهوم قبول الأخر كما اتيت به ليس سهلا. ربما استخدامي للغة سهلة وبسيطة لتوصيل المعنى اظهر انه مفهوم عادي. ليس كذلك. إنه مفهوم فلسفي عميق وجزء مهم من دراسات العلوم الإنسانية والاجتماعية بشتى فروعها. واليوم يأخذ مداه في دراسات علم الخطاب وبدا يقتحم قلاع العلوم الصرفة وغيرها.

وإن انتقده البعض هذا امر بديهي. بيد ان المشكلة تكمن في اننا حتى الأن نفتقر الى ترجمات عربية رصينة لهؤلاء الفلاسفة. اللغة الشرقية الأوسطية الوحيدة التي ترجمت اليها مؤلفات هؤلاء العمالقة الذي ذكرتهم في المقال هي اللغة الفارسية. وهذا شيء مدهش لأن الفرس (الإيرانيون) اليوم يترجمون بكثافة منقطعة النظير كي يلحقوا بركب المدينة والحضارة.

قبول الأخر ليس معناه انني احترمه.

وكي ادخل معك في عمق الموضوع، وأنت كاتب كبير، أقول إن هؤلاء الفلاسفة مثلا يرون في التبشير أي تبشير مسيحي كان او إسلامي او غيره شيء مقيت لأنه يؤدي الى تغير الثقافة، وهذا امر لا تقبله فلسفة قبول الأخر التي ترى في الصنم الهندوسي من القدسية والقيمة تساوي تماما قدسية وقيمة أي أيقونة او رمز في المسيحية اوي أي دين أخر.
 
ولهم اقوال قاسية ضد التبشير لأنهم يرون ان ما للأخر مساوي لما لدى المبشر فعليه الكف عن ذلك.

لن ادخل في تفاصيل أخرى، ولكن ذكرت هذا كي ابرهن ان الجامعات والمدارس في الشرق الأوسط وخريجوها أيضا لم يطلعوا على هذه الفلسفة التي غيرت وجه الغرب وتلقفتها الدول الإسكندنافية وجعلتها نبراسا وبمثابة نصوص "مقدسة."

تحياتي

1318
الأخ العزيز بطرس نباتي المحترم

ما ذكرته نابع من قراءة متأنية للواقع وبعد نظر واطلاع على الثقافات والفلسفات والأفكار السائدة.

ما اود اضافته هو ان المفهوم الفكري والفلسفي لقبول الأخر اخذ مداه بعد الحرب العالمية الثانية والفلاسفة الذين تبنوه وحاولوا نشره وتشريعه فلاسفة معاصرون.

وكما قلت أفكار وطروحات هؤلاء الفلاسفة غير معروفة في العربية. لم يقع بصري – قدر علمي – على ترجمة رصينة لمفهوم قبول الأخر في العربية.

وهؤلاء – حسب علمي – غير معروفين في الجامعات العربية، أي لا يتم تدريسهم. وقد تأكدت على ذلك بنفسي من خلال زياراتي للمغرب والخليج والأردن ومصر والجزائر والأردن وتونس وحتى لبنان.

ولهذا لا أتوقع أي خريج جامعة شرق أوسطية ان يكون ملما بهذا المفهوم وإن تحدث به قال انا احترم الأخر ولكن لا اعترف بان الذي لديه وفي عيونه مساو لي في القدسية وغيره.
 
مفهوم قبول الأخر اليوم مطبق في الدول الإسكندنافية واستنادا اليه صارت ميول الناس باختلافها متساوية مهما كانت.
 
مثلا، ميل الرجل صوب الرجل وميل المراءة صوب المراءة وكون ان هناك من الناس من يميل صوب الرجل والمراءة صار مساوي القيمة "والقداسة" من كل النواحي القانونية والأخلاقية والتربوية والأحكام المدنية والسجلات والتعليم والتوظيف والتشغيل والانتماء الى المذاهب والأديان لما تعود الناس عليه وهوان الرجل يميل صوب المراءة والمراءة تميل صوب الرجل فقط وهذا هو الصحيح ويجب قبوله واحترامه والمختلف ميلا لا يجب قبوله ولا يحق له ما يحق لي.

وهكذا صارت الأديان والمذاهب في هذه الدول نقابات شانها شأن نقابة صيادي السمك مثلا وتراجعت عن عليائها.

والعقائدي مهما كان عقائديا عليه ان يغير في نفسه. وبوادر التغير لدى العقائديين في الغرب واضحة وضوح الشمس.

اليوم لا يستطيع رجل دين مهما علا شأنه ومنصبه إن كان كبير الأئمة او كبير الأساقفة او الحاخامات او غيره ان يقف ويدين صاحب الميل الجنسي المختلف ويقول لا يجب ان يتساوى مع الأخرين. سيحاسب حسابا عسيرا.

وأنظر نفاق هذه المؤسسات الدينية والمذهبية. رغم ان هناك في الكتب التي تراها مقدسة نصوصا واضحة تدين صاحب الميل الجنسي المختلف (مثلي الجنس مثلا) بأقسى العبارات وتهلكه لا بل يجب رجمه، تراها تهادن وتدوس على النصوص.

هنا انا اقبل الأخر حسب النظرية التي وضعتها وأرى ان ميلي مقدس لدي وميله مقدس لديه، اذا نحن متساويان في الأرض والسماء. ولكن أدين المؤسسات الدينية والمذهبية لأنها تنافق وتهادن ولها وجهان.

الوجه الأول تخشى على نفسها من لوبي مثلي الجنس لأنه صار اقوى لوبي في الغرب وبسبب الخوف والخشية على مصالحها تدوس على مبادئها ونصوصها "المقدسة."
 
الوجه الثاني، انظر مثلا كيف ترفض ان تمنح استقلال ذاتيا للفرق المسيحية الشرق اوسطية التي تتبع المذاهب الغربية وكيف تسيطر على مقدراتها حتى في الغرب والقوانين الاستعمارية التي تحكمها بها ولا تقبل تغيرها.

 السبب لأنها لا تخش من الفرق المسيحية الشرقية وتستمر في تعاملها معها وكأنها مستعمرات رغم عدم وجود نص في الكتب التي تراها مقدسة يسمح لها ان تسيطر بهذا الشكل المريب على مقدرات الغير.

اما مثلي الجنس فتخشاهم وتهابهم وبدأت تنهار امامهم رغم وجود نصوص "مقدسة" لا تسمح لها بذلك.

اكتف بهذا القدر.

وامل انني ألقيت مزيد من الضوء على المفهوم الهم هذا.

تحياتي


1319
الأخ العزيز بزنايا المحترم

من الأهمية بمكان ان يكون نقاشنا ضمن الموضوع وسياقه والنقاط التي وردت فيه، وهذه ميزة الحوار المتمدن والحضاري. الإتيان بأمور ومسائل وتعقيبات غير ذات صلة بالموضوع قيد البحث مؤشر لغياب الموضوعية والنزاهة والتمدن والحضارة ودليل على التراجع والتخلف. شكرا.



استاذ ليون
لهذا السبب لا نقبلهم لان لم اقرأ اي من المتحاورين اعلاه قد علق على الفقرة الأولى من المقال(قبول انفسهم)
شكرا استاذ ليون


1320
الأخ عزيز تخومايا المحترم

شعبنا بأسمائه ومذاهبه المختلفة لا يقبل القسمة. لأن الثوابت التاريخية وكل الأسس التي تجعل منا شعبا واحدا متوفرة وبغزارة. ليس هناك امة تجمعها هكذا ثوابت مثل امتنا المجيدة.

بيد اننا مشتتون ونعيش واقعا اليما حقا، الواقع الذي صار بعضنا يحارب لغته (هويته وثقافته وطقوسه وأزياءه وريازته وشعره ونثره وفنونه ورموزه) علانية لا بل يزدريها ويقدم الدخيل والأجنبي عليها.

هذا يجعلني أحيانا انكفئ وأقول إننا على شفا الانقراض.

تحياتي

1321
الأخ العزيز يوسف الكواز المحترم

انا لا أستطيع التفريق او التميز بين المذاهب وحتى الأديان. كل المذاهب والأديان والميول مهما كانت هي سليمة وصحيحة فقط لدى أصحابها.
 
من منا اختار الدين الذي هو عليه او المذهب الذي هو عليه؟

هل أستطيع ان أقول شكرا لله لأنه منحني يدين ورأس ورجلين واتباهى بهما وأقول انها أفضل مما لدى الأخر؟ كل الناس لها رأس ورجلين ويدين؟ وكل أعضاء الجسد لدى البشر متساوية القيمة. لا فضل لي على أحد كوني رجل مثلا ولدي أعضاء الجسم المختلفة.

ولهذا لا فضل ولا سمو ولا افضلية لي على الأخر كوني مسيحي او كاثوليكي كما لا فضل لي على الأخر كوني رجل ولدي راس ورجلين ... الخ

نحن نولد ويحتلنا الدين والمذهب وغالبا لا خيار لنا فيه كما لا خيار لنا ان كان جنسنا ذكر او أنثى ولنا راس ويدين ورجلين وليس رأسين وأيادي ثلاث او أرجل أربع.

متى يحدث الظلم؟

الظلم يحدث عندما يجبرك مثلا مبشر فاتيكاني على تغير مذهبك وثقافتك وطقوسك ولغتك بالقسوة المفرطة والعنف الرهيب كما حدث مع الكلدان حيث استخدمت دولة الفاتيكان بطشا وعنفا واضطهادا رهيبا لتغير ثقافتهم ومذهبهم وطقوسهم ونجحت.

هذا الأمر لا يختلف كثيرا ابدا عن الذي يقطع الرأس او اليدين بالسكين، لأن الاضطهاد الثقافي واللغوي والديني والمذهبي أبشع أنواع الاضطهاد. انت تقتلني فقط عندما تقتل ثقافتي والمذهب والطقوس والرموز والريازة والأزياء واللغة جزء من الثقافة. انت تقتلني فقط عندما تقتل ثقافتي.

تحياتي


1322

الأخ العزيز قشو إبراهيم نيروا المحترم

شكرا جزيلا على الكلمات الطيبة. انا لا استحق الثناء وهذا فضل منك.

 الثناء لك ولإصرارك على الكتابة بلغتنا الجميلة الساحرة المقدسة. شكرا مرة أخرى وتقبل مني اطيب التحيات.

1323
الأخ العزيز سيزار ميخا هرمز المحترم

كرة الكلدان من أولها الى اخرها، ومع الأسف الشديد، هي في ملعب الفاتيكان. حتى الذي يقول انه قومي كلداني يضع كل بيضه في سلة هذه الدولة. اسألك وحضرتك ناشط قومي كلداني: هل يضع الكردي كرته او بيضه في ملعب النجف او الأزهر او قم؟ القومي الكردي هويته (لغته) ورموزه ومناطقه قبل كل شيء قبل الأزهر والنجف وقم ومكة. وهذا شأن كل قومي في الدنيا عدا القوميين الكلدان.

 أعطني اسم من يقول انه قومي كلداني وهو يطلب علانية استرجاع الحقوق التي اغتصبها الفاتيكان ويطلب علانية الغاء كل القرارات الاستعمارية التي لا زالت قائمة حتى يومنا هذا والتي تنتقص من هويتنا ولغتنا وتراثنا ومناطقنا وقرارنا المستقل؟ الذي لا يستطيع، فمنهجه مذهبي طائفي لأنه يضع هوية دولة الفاتيكان التي حاربتنا بشكل مرعب فوق هويته وهذا لا يقبل به أي كردي يقول انه قومي.

ومن ثم من اين اتيت معلومة ان الكنيسة الكلدانية لها حكم ذاتي؟ لا حكم ذاتي لها من الفاتيكان ولا هم يحزنون. إنها تابعة وليست الا مستعمرة صغيرة يلعب بها الفاتيكان كما يشاء. لم يوافق الفاتيكان منح الكلدان الحكم الذاتي وحارب ثورتهم التي طالبت في ذلك وسحقها ومنذ ذلك اليوم سيطر على كل مقدراتهم بالمطلق والبطريرك والأساقفة كلهم ما هم الا جنود او بيادق يتلاعب بهم وزير المستعمرات كما يتلاعب اليوم بالبطريركية في خلافها مع الأساقفة ويجعلهم يتصارعون ويتحاربون ويجعلنا  اضحكوه امام العالم ووزارة المستعمرات تضحك علينا أيضا.

التلاعب بالطقس اول من دشنه كان المبشرون الفاتيكانيون. هل تعلم ماذا كانوا يفعلون بالكهنة الكلدان الملتزمين بالطقس؟ كانوا ينتفون لهم لحاهم ويفصلونهم عن زوجاتهم!!!! هذا موثق في أرشيفنا. اخي العزيز سيزار معرفة النفس هي الطريق الى قبول الأخر.

وإن كان هناك فقرة لصالح طقسنا في القوانين الفاتيكانية هناك عشرات الفقرات كلها ضدنا كهوية ولغة طقس وثقافة وفنون وغيره. ومن ثم ليس هناك قانون لأن العصمة المطلقة في كل شيء هي لدولة الفاتيكان.

كل أسقف كلداني او رجل دين او حتى الناس العاديون اقصى ما يتمنونه هو رضى الفاتيكان وممثليها عنهم. يتحاربون فيما بينهم للحصول على رضى المسؤولين هناك من سفير ووزير وقاصد وغيره. ويتصورون كلما زادوا لا تينية كهوية زادوا مكانة في نظر الفاتيكان.

المهم إرضاء الفاتيكان لأنه يمنح لك الحصانة من البطريركية التي ما هي الى واجهة لا حول ولا قوة لها ولا تستطيع تثبيت او تحريك او تنصيب او عزل أي أسقف وكل أسقف في الكنيسة الكلدانية هو البطريرك لأن علاقته المباشرة بالفاتيكان وممثليها.

تتحدث عن المناطق. هذه في فوضى عارمة لأن المناطق برمتها خارج سيطرة البطريركية بالمطلق ولا يحق للبطريركية حتى ادارتها بأبسط الأمور. وهناك كل يعمل على هواه دون حاسب ودون ضمير في المال والإدارة والطقس والتنظيم حتى على مستوى الكهنة. وكلهم يقولون انهم يعملون ما يطلبه منهم الفاتيكان.

لم يكن الفاتيكان مصدر قوة ليس لنا ولكن لأي كنيسة مشرقية أخرى ابدا. إنه كان مصدر هدم الثقافة والرموز واللغة والهوية والطقوس. هل تقول ان تطبيق محاكم التفتيش على الكلدان كان نعمة وبركة علينا من السماء كما قال أحد الأساقفة الكلدان؟ وهل تعلم ما هي محاكم التفتيش وما اوقعته من ظلم علينا وكل هذا جرى في العصر الحديث، أي بداية القرن العشرين؟ هل تستطيع كقومي كلداني ان تطالب بالإنصاف وإعادة الحقوق المغتصبة؟ إن لم نقم بذلك فنحن لم نخرج من قوقع المذهبية والطائفية بعد.

الفاتيكان لا يدرس هويتنا ولا يقبل بها ابدا. نحن اجبرنا أولا من خلال عنف مفرط بقبول الهوية الفاتيكانية اللاتينية وبعد ذلك اخذنا نحن نقوم بتنفيذها طوعيا. الفاتيكان هو الطريق الى الفيزا (شنكن) يا اخي سيزار والطريق الى المال والجاه وتقزيم البطريركية. لا اريد الاسترسال.

ما تقدمه جامعة غربية واحدة او ما يقدمه فرع اللغة السريانية في جامعة بغداد من زمالات ودراسات في هويتنا ولغتنا وثقافتا وما تنفقه جامعة أكسفورد فقط على دراسة لغتنا وتراثنا وتاريخنا اضعاف اضعاف ما ينفقه الفاتيكان في تعليم وتدريس الكلدان. الفاتيكان غير معني أساسا للغتنا وطقوسنا وأناشيدنا وفنونا ورموزنا التي هي وجودنا وهو ربما أغنى دولة في العالم.

ولا اظن ان المطران إبراهيم قال الحقيقة؟ قول الحقيقة يبدأ بالنفس. وهو لا يستطيع حتى التفكير في نقد تاريخه المعاصر الذي جله ظلم والكل يعرف من مصدره. وهو أسقف ولاءه المطلق في كل شيء من حيث الهوية والرموز والتراث والثقافة هو لدولة الفاتيكان. هي تقرر له لغيره ما يقول والهوية لديه لا شيء امام العصمة. إن كان المطران إبراهيم إبراهيم يؤمن بالهوية الكلدانية لمارسها وممارستها تعني ان الأشوريين أقرب الينا من حبل الوريد وأن ابعد ثقافة الينا وأكثر ثقافة ظلما لنا – والتاريخ شاهد – هي ثقافة وهوية دولة الفاتيكان.

اخي العزيز:

تشبث القوميين الكلدان بالفاتيكان والأساقفة اشبه من يتكئ على قصبة مرضوضة ولا بد ان تجرحه وإن استمر في ذلك قتلته.

تحياتي

1324
الأخ العزيز عدنان فتوحي المحترم

سأركز على نقطتين من تعليقك.

الأولى تخصني وفيه اتهام مبطن انني أحاول استخدام ما تسمية "التقية". لا يا اخي العزيز. اسم لغتنا العلمي والأكاديمي ولحوالي 2000 سنة هو السريانية. نعم السريانية ولا غير.

ولكن الاسم يبقى اسم بلا جسد وحركة إن لم ننفخ فيه الروح كي يتحرك. فمن هو الذي يحرك هذه اللغة اليوم؟ من هو الذي يكتب فيها؟ من هو الذي يتحدث فيها في المناسبات الرسمية؟ من هو الذي أسس المدارس وترجم الكتب الحديثة اليها؟ ومن هو الذي جعل من لهجة من لهاجتها المحكية لغة لها قواعدها وصرفها ومعجمها وكتابها وشعراؤها؟ هل هم السريان ام الكلدان ام الأشوريين؟ إنهم اشقاؤنا الأشوريون الذين وقف بطريركهم المرحوم دنخا الرابع امام بابا روما وهو يقرأ خطابه باللغة السريانية؟ أي بطريرك اخر يفعل هذا؟

إذا يا اخي العزيز الذي يمارس هذه اللغة ويقدسها ولا يقبل تهميشها على كافة المستويات يملكها. وكل من يمارسها له احقية فيها أكثر بكثير من الذي يزدريها كما هو شأن الكثير او اغلب أبناء قومي من الكلدان وأساقفتهم وقسسهم وغيره. لا أتحدث عن بعض الأخوة السريان. اترك الأمر لك.

ومن ثم تقول "نحن سريان دينا ولغة وثقافة وقومية." لم تقل ممارسة. هذا الأهم. كل ما ذكرته لا معنى ولا وجود له دون ممارسة اللغة والهوية والثقافة، ممارسة فعلية وفي كافة المؤسسات، دينية او مدنية. ويبقى أقرب مكون للممارسة هم اشقاؤنا الأشوريون اتفقنا معهم او اختلفنا.

تحياتي


1325
الأستاذ نزار عناي المحترم

لك مطلق الحرية في التعقيب مرة ثانية وثالثة. في الحقيقة انتظرت كي تكمل فكرتك ولكن دعني اجاوب ما أثرته من أسئلة.

حول الفلسفة البراغماتية، اظن انها غير معروفة لقراء العربية. اغلب الناس في الشرق يخلطون بين الفلسفة البراغماتية pragmatism والفلسفة النفعية utilitarianism . النهجان الفلسفيان يختلفان عن بعضهما كثيرا.

في شمال أمريكا (أمريكا وكندا) البراغماتية هي الطاغية في التربية والتعليم والثقافة والفضل يعود الى الفلاسفة والمفكرين الذين ذكرتهم في المقال لاسيما جون دوي.

في السياسة واحقاق المصالح الاستراتيجية تتبع الدول والمؤسسات، كل المؤسسات مدنية او دينية من أي دين او مذهب دون استثناء وعلى الخصوص الكبيرة منها، النهج النفعي، أي منفعتي ومصلحتي في كل شيء قبل مصلحة الأخر. والنفعية التي تتبعها المؤسسات لا علاقة لها بمفاهيم التسامح والمحبة والعطاء والغفران التي يأتي بها الإنجيل وأول من لا يطبقها هي المؤسسات الدينية الكبيرة، وهذه حقيقة لا غبار عليها ولها ادلة كثيرة في الماضي والحاضر.

ولأن البرغماتية هي السائدة في التربية والتعليم، حيث يتم تدريس هؤلاء الفلاسفة وافكارهم للتلاميذ في المدارس، يخلط الكثير من الناس خارج أمريكا بينها وبين النفعية.

في أوروبا ادخلها كما قلت الفيلسوف يورغن هبرماس وأخذت مداها في الدول الإسكندنافية وكثير من تشريعاتها وقوانينها مبني عليها، ولكن هذه الدول تتبع النهج والفكر النفعي في علاقاتها الخارجية.

والضبابية في الفرز بين الفلسفتين سببها عدم توفر تراجم بالعربية لهؤلاء الفلاسفة. أفقر لغة في العالم من ناحية الترجمة ربما هي العربية اليوم. عدد الكتب التي تترجم الى السويدية التي هي لغة ثمانية ملايين شخص اضعاف ما يترجم الى العربية التي هي اللغة الأم لحوالي 400 مليون شخص.

اما قضية شعبنا، فتلك مصيبة كبرى. نحن لا نؤمن ولا نقرأ ولا نفكر الا بما ادخلناه نحن في عقلنا ومخيلتنا من مفاهيم وفلسفة وافكار وتاريخ، ولهذا صرنا مزورين لتاريخنا ولغتنا ومهمشين لمفكرينا وعلمائنا وكلهم يهربون من واقعنا لأنه واقع بنيناه على ما نرى انه حقيقة ولكنه في الواقع وهم مبين.

تحياتي


1326
الأخ العزيز كلدانايا المحترم

اتيت بالكثير من النقاط المهمة جدا وأمل ان يأخذها الكلدان بعين الاعتبار لا سيما استقلالية القرار في شؤون الثقافة واللغة والطقوس والتراث والإدارة والمناطق والأوقاف في كل مكان يتواجد فيه الكلدان، أي وضع حدّ لتدخل دولة الفاتيكان متمثلة بوزارة المستعمرات (المجمع الشرقي) في شؤوننا في هذه الأمور وان تعيد لنا حقوقنا الكثيرة جدا التي اغتصبتها منا في غفلة من الزمن وبحيل ومكر واضطهاد وبطش لم يستخدمه أي استعمار. كل هذا موثق لدينا في سجلاتنا وبتفاصيل فلماذا نخفي رأسنا في الرمل مثل النعامة.

وقولك ان هذا هو الزمن بوجود البابا فرنسيس نعم القول. إنه الزمن السعيد بوجود هذا البابا وأتفق معك اننا لو عملنا بعقل وروية ودبلوماسية (لأننا نتعامل مع دولة) لحصلنا اليوم على الكثير مما اضعناه.

وانا سعيد ان يكون المقال جعلك تتشبث بهويتك الكلدانية ولكن لا تنسى عليك قبولها وممارستها لغة وطقسا وثقافة وتراثا وشعرا ونثرا وأناشيدا وفنونا وغيره لأن الهوية ممارسة وليس صيحات وفقاعات في المنتديات وان مكونات هذ الهوية هي ذاتها لدى اشقائنا الأشوريين والسريان.

تحياتي

1327
على الكلدان قبول أنفسهم أولا قبل الطلب من الأخرين قبولهم
ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول قبول الأخر. والحديث مفاده ان الأشقاء الأشوريين لا يعترفون بالكلدان كهوية او قومية.

وأقحم الكثير من أبناء شعبنا أنفسهم في مفهوم "قبول الأخر". وأول من اثاره كان رجل دين كلداني (على مستوى مطران) وتبعه بعض الأخوة وبينهم أقلام رصينة.

هناك في رأي عدة مسائل ومفاهيم فكرية وعلمية وفلسفية وأكاديمية مهمة يحاول الأخوة الكلدان تجنبها او التهرب منها عند الحديث عن "قبول الأخر." سأعرضها ادناه مع بعض الأمثلة. وسأثير كذلك بعض الأسئلة.

الإطار الفكري

لنناقش أولا الإطار الفكري لمفهوم "قبول الأخر." لا أظن ان الذي استعمله أولا وأثار هذا الكم من النقاش يفهم ما هو معنى "قبول الأخر." ولا أظن انه باستطاعته تعريفه. وقد لا أجانب الحقيقة إن قلت إنه نفسه يقع ضحية لما اثاره من نقاش.

"قبول الأخر" هو مفهوم فلسفي فكري. هذا المفهوم وضع اسسه النظرية والفكرية والتطبيقية فلاسفة معاصرون كبار جلّهم امريكان. ونطلق عليهم "الفلاسفة البراغماتيون".

والبراغماتية التي علمتنا "قبول الأخر" بعيدة عن الدين والمذهب والطائفة. لا بل تمقت كل فرد او شخص ينطلق من مفهوم او أرضية ان ما لديه من كتب او ميول دينية او مذهبية او عرقية او جنسية او أفكار او ايديولوجيات أفضل او أقدس او أسمي من الأخر.  او ان ألأخر لن يخلص (بمعنى يحصل على البركة السماوية ويدخل ملكوت الله) او يستحق العيش إن لم يصبح مثلي ويتبنى خطابي وميولي او ديني او مذهبي.

هيغل و"قبول الأخر"

وأول من وضع لبنات هذه الفلسفة – فلسفة قبول الأخر – هو الفيلسوف الألماني هيغل. بيد ان مسألة قبول الأخر – أي جعل او اعتبار ما لدى الأخر مقدسا وسليما ومقبولا ومساويا لما لدي لم تلق اذانا صاغية في أوروبا في القرن الثامن عشر، الذي ولد فيه هيغل، والقرن التاسع عشر الذي توفي فيه.

"قبول الأخر" كما صاغه هيغل ليس امرا سهلا. المجتمعات تحتاج الى ثقافة وتعليم وتربية وتنوير كي تصل اليه. وتحتاج أيضا الى التخلص قبل كل شيء من اردان الأصولية الدينية والمذهبية والطائفية وعصمة ما لديها من كتاب او رجل دين او مبادئ وإيديولوجيات تراها مطلقة.
 
ولهذا لم تكترث أوروبا للمفهوم الهيغلي حول "قبول الأخر." وظهرت النازية والشوفينية والبلشفية والتعصب والأصولية الدينية والمذهبية – وهي شرور لم ير مثلها البشر– في عقر دار هيغل او ما حوله.

أمريكا وهيغل

في أمريكا جرت قراءة مختلفة لهيغل عن تلك التي في أوروبا. تلقف فلاسفة امريكيون كبار من أمثال جارلس بيرس وويليم جيمس وجون دوي، وهيلري بوتمان، وريجارد روتري أفكار هيغل عن "قبول الأخر" وطوروها وأطلقوا عليها "الفلسفة البراغماتيىة". في أوروبا، الفيلسوف الذي اشاع وادخل الفلسفة الهيغلية والبراغماتية حول "قبول الأخر" هو يورغن هبرماس.

الفلاسفة الأمريكيون هؤلاء إليهم يعود الفضل في صياغة الدساتير والقوانين في أمريكا واليهم يعود الفضل في بناء النظام المعرفي والتربوي والثقافي في أمريكا.
 
ولهؤلاء الفلاسفة يعود الفضل في اشاعة مناخ التسامح الديني والمذهبي والعرقي في أمريكا واليهم يعود الفضل في التشريعات التي تجعل من هذا المناخ فكرا وممارسة عملا ممكنا.

ركنان

مفهوم "قبول الأخر" وباختصار شديد له ركنان اساسيان. الأول، يرتكز على أرضية ان قداسة وعصمة وسمو ما لدي من دين ومذهب وكتاب وفكر وإيديولوجية وميول (بشتى أنواعها) وثقافة وتقاليد وهويه (وهذه وعاؤها اللغة) صحيحة ومنطقية وسليمة ولكن فقط بقدر التعلق الأمر بي وحسب.
 
وكذلك فإن قداسة وعصمة وسمو ما لدى الأخر من دين ومذهب وكتاب وفكر وإيديولوجية وميول (بشتى أنواعها) وثقافة وتقاليد وهويه (وهذه وعاؤها اللغة) صحيحة ومنطقية وسليمة ولكن فقط بقدر التعلق به وحسب.

إذا مسألة القداسة والعصمة والسمو لما لدي ولما لدى الأخر نسبية. وعليه علينا كلنا الانطلاق من أرضية ان كل ما لدي وما لدى الأخر مساو في القدسية والعصمة والسمو وأن نقبل الواحد الأخر انطلاقا من هذا النهج.

إن قلت وتصرفت عل أساس ان ما لدي له قدسية وعصمة وسمو وأن ما لدى الأخر يفتقر اليها، أكون في هذا قد اخلت بشروط "قبول الأخر" واستحق العقاب او التنبيه على ذلك. وإن قلت ان ما لدى الأخر باطل (باطل في نظري النسبي)، مثلا، فيكون ما لدي باطل أيضا (في نظره النسبي).

والركن الثاني هو ركن اللغة والخطاب. وهذا الركن يشبعه فلاسفة "قبول الأخر" نقاشا. واللغة هي الوسيلة التي من خلالها نعبر عن قدسية وعصمة وسمو ما لدينا، أي اللغة هي التي تجمعنا وتجعل منا امة او قومية ومن خلالها تتكون ذاكرة جمعية تحتوي وتعبر عن ميولنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا ورموزنا التاريخية وآدابنا من شعر ونثر وفن موسيقى وغناء وغيره. ونظرية قبول الأخر حسب معادلة قبول الأخر التي سقتها أعلاه تنطبق على اللغة أيضا.

اللغة والخطاب الذي لدي مقدس وله العصمة والسمو لأنه يكوّن هويتي (أي من انا) بقدر تعلق الأمر بي وكذلك بقدر تعلق الأمر بالأخر. إذا قدسية وعصمة وسمو الهوية او القومية (اللغة) هي الإطار الذي يجمع أبناء الأمة الواحدة بغض الطرف عن الدين والمذهب والميول.

ومن هذا المنطلق، الدين او المذهب الذي يفرض ثقافة محددة وطقوسا محددة ورموزا محددة على الأخر، كون ان ما لديه له العصمة وهو أقدس وأسمى مما لدى الأخر، ينتهك ابسط شروط مبدأ "قبول الأخر."

التطبيق

إن اخذنا هذا الإطار الفكري والفلسفي والنظري أساسا، سنرى ان ما اثير حول "قبول الأخر" مؤخرا على لسان رجل دين من أبناء شعبنا تسطيح للمفهوم وينطلق من أرضية طائفية مذهبية ترى ان ما لديها من مذهب وطائفة مقدس وله العصمة وما لدى الأخر لا يملك تلك الخصائص.

ولهذا أتت على لسان الشخصية هذه وفي مناسبات عديدة كثيرة من الأطر الخطابية التي تنتقص من مذهب الأخر وتستخدم تسميات مثل "النسطورية" للانتقاص منه لأنه ينطلق من أرضية عصمة وقداسة ما لديه فقط بينما لا يمنح الأخرين احقية العصمة والقداسة لما لديهم. وفي كل هذا ينسى ان جذوره وثقافته ولغته وطقوسه وآدابه وفنونه ورموزه واجداده لا بل ذاكرته برمتها ذات صبغة "نسطورية."

ومن خلال ما جرى من مناقشات بدا لي ان مفهوم "قبول الأخر" يستخدمه البعض كمفهوم دارج عام لا أسس علمية وأكاديمية له. هذا خطأ. له اسسه ومدياته كما أشرنا أعلاه من خلال الركنين الذين ذكرناهما.

ومن خلال المناقشات بدا لي ان المطلوب هو ان الكل يجب ان يقبل الكل مهما كان الأمر. أي ان نقابة الأطباء عليها ان تقبل أي شخص اخر يسمي نفسه طبيب دون مؤهلات جامعية وشهادات معترف بها. او ان الجامعات عليها ان تعترف بالأخر وتضمه ضمن صفوفها وإن كانت شهادته من جامعة غير معترف بها.

ماذا عن هويتنا

الأمور ليست هكذا. هويتنا كشعب هي بمثابة انتماء شأنه شأن أي انتماء اخر. له شروطه وأهمها اللغة وما تكتنفه من ذاكرة تاريخية برموزها وآدابها وطقوسها وتراثها وثقافتها وتقاليدها وأزيائها وريازتها. إن لم تعترف بهذا الانتماء وتمارسه وتقدسه وتمنحه العصمة والسمو (بقدر تعلق الأمر بك) لا يجوز الاعتراف بك ومنحك حق الانتماء الى الأمة وهويتها كما ان نقابة الأطباء لا تمنحك بطاقة الانتماء وإن فعلت تكون قد خانت الأمانة وانتهكت اخلاق المهنة.

والانتماء لا علاقة له باسم الشخص او مذهبه إن كان مار نسطوريس او غيره طالما ساهم في تشيد البنيان الذي يكوّن هويتنا.

والعرب مثلا تتباهى بالمسيحيين الذي ساهموا في نهضة لغتهم وهويتهم وفنونهم وآدابهم وهم كثر ولا حاجة الى ذكر أسمائهم. وهذا ما تفعله كل الشعوب التي لها غيرة على هويتها ولغتها وطقوسها وتراثها وريازتها وأزيائها وهندستها وفنونها.

الكلدان ومع الأسف الشديد ربطوا كل مصيرهم ومن ضمنه هويتهم بدولة الفاتيكان (ثقافة وهوية) او مؤسستهم الكنسية التي تتبع هذه الدولة بالمطلق وليس على مبدأ قبول لأخر الذي وضحته اعلاه. وهوية هذه الدولة على نقيض من هويتنا. هويتها لاتينية. هويتنا شيء اخر تماما. لنا رموزنا ولغتنا وثقافتا وطقوسنا وريازتنا وازيائنا وتاريخنا وذاكرتنا التي هي خاصة بنا. ممارستنا للهوية اللاتينية الفاتيكانية او الهوية العربية او الكردية (لغة وثقافة) معناه انسلاخنا عن هويتنا وانضمامنا اليهم. الاسم والتسمية لا يغير في الأمر شيئا.

الإشكال

الإشكال الذي وقع فيه صاحب "قبول الأخر" في انتقاده للأخوة الأشوريين هو غضه النظر عمدا او سهوا عن ان الكلدان والأشوريين بصورة خاصة والسريان بصورة عامة لهم لغة ورموز وثقافة وطقوس وريازة وأزياء وذاكرة واعلام وادأب وفنون وشعر وتقاليد ونثر وتاريخ واحد مشترك.

الذي يفضل ثقافة (هنا لا اقصد المذهب ابدا) دولة الفاتيكان اللاتينية مثلا او الثقافة العربية وغيرها على ثقافة ولغة شعبنا لا يحق ولا يجوز ان يُقبل به كصاحب هوية او قومية لأنه أساسا غيّر قوميته او أستبدلها الى قومية وثقافة اللغة التي تبناها.

مع الأسف ان الكثير من الكلدان اليوم ومعهم رجال دين كبار علانية يتبنون الثقافة الفاتيكانية اللاتينية (لا اقصد المذهب) والثقافة العربية او الكردية او اي ثقافة أخرى (لغة أخرى) ويزدرون ثقافتنا ولغتنا. والدليل المحاولات الحثيثة والخطيرة لتغير وتبديل وتهميش واقصاء تقريبا كل ما نملكه من طقوس ولغة وفنون وغيره بحجة العصرنة والترجمة والتأوين والتجديد او مسايرة دولة الفاتيكان.

معدلات وفرضيات فكرية

الأشوري رجل دين او غيره الذي يتشبث بلغتنا وثقافتا ورموزنا وذاكرتنا وطقوسنا وريازتنا وهندستنا وآدابنا وشعرنا وفنوننا وحوذرتنا المقدسة ولا يقبل ان يحتله الأجنبي والدخيل كي يزيل لغته وثقافته وطقوسه وغيره هو أكثر كلدانية من أي كلداني مطران كان او غيره يزدري لغتنا وحوذرتنا المقدسة وتراثنا وآدابنا وتاريخنا ورموزنا وذاكرتنا او غيره.

والكلداني رجل دين او غيره الذي يتشبث بلغتنا وثقافتا ورموزنا وذاكرتنا وطقوسنا وريازتنا وهندستنا وآدابنا وشعرنا وحوذرتنا المقدسة ولا يقبل ان يحتله الأجنبي والدخيل كي يزيل لغته وثقافته وطقوسه هو أكثر اشورية من أي أشوري مطران كان او غيره يزدري لغتنا وحوذرتنا المقدسة وتراثنا وآدابنا وتاريخنا ورموزنا بحجة التأوين والترجمة والعصرنة.

وهكذا السرياني رجل دين او غيره الذي يتشبث بلغتنا وثقافتا ورموزنا وذاكرتنا وطقوسنا وريازتنا وهندستنا وآدابنا وشعرنا وفنوننا ولا يقبل ان يحتله الأجنبي والدخيل كي يزيل لغته وثقافته وطقوسه وغيره هو أكثر كلدانية واشورية من أي كلداني او اشوري مطرانا كان او غيره يزدري لغتنا وحوذرتنا المقدسة وتراثنا وآدابنا وتاريخنا ورموزنا وذاكرتنا وغيره.

شروط الانتماء والقبول

الانتماء الى هوية له شروطه والاعتراف بهوية له شروطه. الجامعة التي لا تعترف بشهادة محددة لأنها لم تستوف الشروط ليس معناه انها لا تعترف بالشخص كإنسان. وكذلك نقابة الأطباء. الجامعة ونقابة الأطباء يحق لهما عدم الاعتراف بالأخر أي قبول انتمائه لهم إن لم يستوف الشروط.

وشروط الانتماء الى هوية شعبنا كما وضحتها وفسرتها أعلاه اليوم تتمثل خير تمثيل في اشقائنا الأشوريين ومؤسستهم الكنسية. هنا نتحدث عن هوية وخصوصية شعبنا التي تعكسها لغته وثقافته وطقوسه وريازته وحوذرته المقدسة والتشبث باللغة دراسة وتدريسا وعلى كل المستويات.
 
ولهذا ترى ان الكثير من أبناء شعبنا من السريان والكلدان بقبلون بالأشورية كهوية لأن الأشقاء الأشوريين يمارسونها ويقدسونها ويمنحونها العصمة والسمو فوق أي هوية أخرى. ليس هناك مكون من مكونات شعبنا او حزب من أحزاب شعبنا او منظمة مدنية او كنسية لها ولع وحب وشغف باللغة والثقافة والطقوس والفنون والآداب والشعر والنثر والموسيقى والأناشيد والذاكرة التي تجمع شعبنا مثل الأشقاء الأشوريين ومؤسساتهم المدنية والكنسية.

والمؤسسات الأشورية المدنية بصورة عامة تسمو على المذهبية والطائفية، أي لا تضع المذهب قبل الهوية. لغة وثقافة وهوية شعبنا تأتي لديها فوق المذهب أي كان.
 
نحن الكلدان، ومع الأسف، كل شيء في حياتنا يدور ويتمحور حول المذهب، الفاتيكان. وننسى ان الفاتيكان دول وهوية لا علاقة لها بهويتنا على الإطلاق. نجتمع مذهبيا ولكننا نحن على طرفي نقيض هوية وثقافة. ولهذا لم نفلح في تشكيل هوية خاصة بنا من دون الإطار المذهبي. حتى المؤسسات (أحزاب) الصغيرة تتكئ في كل شيء على الإطار المذهبي والكنسي. والرابطة الكلدانية أساسها هذا.

وعليه، لم نر أي انتقاد ولو كلمة عتاب من الرابطة الكلدانية او غيرها من المؤسسات الكلدانية مثلا على ما تقوم به البطريركية من تهميش للتراث واللغة والطقس الكلداني وحوذرتنا المقدسة وريازتنا وهندستنا وازيائنا وكأنها غير معنية بالكلدانية كهوية. وهذا هو شأن تقريبا كل مؤسساتنا الكلدانية.

ما يهم هو انتقاد الأشقاء الأشوريين وكأنهم هم احرقوا كتبنا ومكتباتنا ومخطوطاتنا واهانوا واضطهدوا كهنتنا واجبرونا على قبول واقحام لغات وثقافات أخرى دخيلة اجنبية وكانوا وراء استعمارنا الذي بدأ في القرن التاسع عشر ولا يزال والذي تقريبا لم يبق لنا شيء يذكر.

جعل الأشورية شماعة لفشلنا لا بل هزيمتنا منذ انكسار ثورتنا المباركة على الطغيان والظلم والاستعمار أسهل ما يكون ولكنه لن يعيد لنا شيء، لا بل سيفقدنا النزر اليسير الذي بقي لدينا.

هل هناك أمل؟

ان ننتمي الى شعبنا ونكون أصحاب هوية علينا العودة الى جذورنا من لغة وثقافة وفنون وطقوس وشعر ونثر وموسيقى وتراث ومناطق وأوقاف وأتباع في كل مكان من الدنيا. الذي يزدري هذا المورث ويرميه جانبا لا يحق له المطالبة بهوية او قبوله كصاحب هوية ضمن نطاق هوية شعبنا.

لم تبق بين صفوف الكلدان الا قلاع قليلة جدا (وهناك حرب شعواء لنسفها) بعد ان خسرنا تقريبا كل شيء من ضمنه استقلالية قرارنا في مسائل تنظيمية بسيطة جدا منذ ان بطش المستعمرون وقضوا على ثورتنا المباركة في عهد البطريرك يوسف اودو. خسرنا أراض شاسعة واوقاف لا تقدر ولا تثمن وملايين الأتباع جرى جردهم من لغتهم وثقافتهم وطقوسهم.

اليوم لا نستطيع كتابة صفحة ونشرها ضمن الإطار المؤسساتي الكنسي دون موافقة الأجنبي والدخيل.

اليوم هناك فوضى عارمة على كافة المستويات التنظيمية والإدارية واللغوية والتراثية والطقسية ... وغيرها.

اليوم نحن لا استقلال لنا وفي كل شيء تقريبا.

اليوم هناك حملة كبيرة تستهدف كل كلدني، رجل دين او غيره، يحاول الحفاظ على القليل الذي تبقى لدينا.

اليوم الكثير من الكلدان بينهم أساقفة لا يكترث حتى وإن جرى تهميش كل لغته وتراثه وثقافته وطقوسه وتم حرق حوذرته المقدسة او رميها في سلة المهملات.
 
وهكذا صرنا لا نميز بين المتشبث بهوتيه من لغة وطقوس وتراث وفنون وهندسة وريازة وأزياء وغيره وبين الذي يريد ليس تهميشها بل محاربتها علانية وإزالتها من الوجود.

"قبول الأخر" يعني عليّ ان أكون مؤهلا كي انضم الى الهوية فكرا وممارسة، أي ان ابداء بقبول نفسي اولا.

نحن لا نميز بين المذهب والهوية. وهذا امر سلبي جدا.

الأقرب الى الهوية لا بل صاحب الهوية هو الذي يحبها ويمارسها ويدرسها ويحافظ عليها من لغة وطقوس ورموز وتراث وثقافة وشعر وموسيقى واناشيد وتراتيل وفنون وآداب ونثر. هذا علينا قبوله وهو منا والينا، إن كان اشوريا او كلدانيا او سريانيا، وإن كان على مذهب الأجداد السليم والقويم او على مذهب الفاتيكان او على أي مذهب اخر.

المحك في القبول ضمن العقل الجمعي لشعبنا هو التشبث بلغتنا وما تكتنفه من الخصائص التي ركزت عليها أعلاه. الذي لا يملكها او يحاربها او يهمشها ويفضل هوية أخرى عليها، كما هو شأن الكثير من الكلدان ومعهم بعض رجال الدين الكبار، لا يحق قبوله ضمن نطاق هويتنا لأنه قد استبدلها بالهوية التي يمارسها.

وهذا المحك هو الذي يؤدي الى الوحدة، وحدة الهوية وليس المذهب. والذي يقول انه يريد الوحدة عليه التشبث بالهوية أولا، الهوية من لغة وطقوس وفنون وشعر وتراث وأناشيد وآداب وريازة وأزياء وهندسة وكل ما تكتنفه اللغة كوعاء ثقافي دونه لا هوية ولا قومية ولا وحدة ولا هم يحزنون.

1328
يا رب خلصنا وشعبنا الكلداني وكنيسته الكلدانية "من الجراد والحشرات الدابّة والصرصر والحر الذي يحرق الزرع وخوف الليالي ..."

ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

لقد اثار المقال الذي كتبته بعنوان "الكلدان في خطر!" الكثير من الردود والتعقيبات والمناقشات. وبصورة اجمالية كانت الردود إيجابية، أي ان اغلبها ترى في نهج ما يسمى "التأوين والحداثة والتجدد" خطرا وجوديا على الكلدان ومؤسستهم الكنسية. وهذا لا يعني انني لم اكترث للأصوات المعارضة. على العكس. قرأتها بتمعن واحترم مواقف وأراء كتابها.

وأحث كل أبناء شعبنا بتسمياتهم ومذاهبهم المختلفة الى الإدلاء بدلوهم. الموضوع مهم وحيوي لأن ما يسمى او يطلق عليه حاليا مصطلح "التأوين" او "لحداثة" او "العصرنة" وبالشكل والطريقة التي يتم فيها يشكل خطرا حقيقيا على الكلدان وكنيستهم.

 ولأن الكلدان مكون كبير وأصيل من مكونات شعبنا، لذا على الكل المساهمة في هذا الموضوع من خلال نقاش بناء كي نتمكن سوية وقف او درء هذا الخطر المحدق بثقافتنا ولغتنا وطقوسنا وارثنا وتراثنا وفنونا وشعرنا وأدبنا ونثرنا واعلامنا ووجداننا وذاكرتنا. إن فقدنا لغتنا وطقوسنا وثقافتنا وتراثنا بكل اشكاله وصيغه فقدنا مميزات وشروط تواجدنا كأمة وكنيسة مشرقية ذات خصوصية.

وكي أسهّل عملية قراءة هذا المقال الذي يتناول الثقافة واللغة والطقوس والتراث الكلداني، سأقدم ملخصا abstract للمواضيع والأفكار الرئيسية themes التي ترد فيه. الغاية هي جعله بقدر الإمكان دراسة اكاديمية علمية وفكرية وفلسفية وليتورجية بأسلوب صحافي سهل ممتنع. وهذا سيمكن القارئ متابعة المقال اما بقراءته كله دفعة واحدة، او قراءته على مراحل او انتقاء ما يود قراءته من فقرات.

ملخص المقال


يتناول هذا المقال ما ورد من تعقيب او ردّ تحت عنوان "الطقس الكلداني والتأوين واللغة والمستقبل" (رابط 1) المنشور في عدة مواقع ومنها موقعنا هذا بتاريخ 15/9/2015. وأتى هذا التعقيب او المقال ردا على ما كتبته ونشرته في موقع عنكاوة.كوم حصرا تحت عنوان "الكلدان في خطر!" (رابط 2).
سأحاول تحليل ما ورد في التعقيب أعلاه (رابط 1) تحليلا نقديا علميا قدر المستطاع. وفي هذا سأطبق نظريات علمية نستخدمها في تحليل الخطاب التي من خلالها نستطيع التوصل الى ما يخفيه النص وما يضمره والسياق الذي يأتي فيه. والنص أي نص مؤشر لخلفية وفكر وعقل ونهج وسياسة ومسيرة محددة.

وإن نظرنا الى النص (رابط 1) الذي نحن في صدده وحللناه لرأينا انه يمتاز بسردية narrative تحركها العاطفة وقراءة مجزأة لا بل فئوية (فردية individualistic) وغير ذي علاقة (عرضية irrelevant) تحاول تسطيح وحتى تشويه كل شيء تقريبا من اجل استراتيجية "التأوين" و"التجدد" و"الحداثة" – والتعابير الثلاثة الأخيرة تعابير تلطيفية euphemisms لما يمكن ان نطلق عليه خطة منهجية او سردية  نمطية premeditated or planned narrative معدة سلفا وبدقة لتهميش ومحو الطقس الكلداني بلغته وفنونه ونثره وشعره وعمقه في وجداننا وذاكرتنا كشعب كلداني وكنيسة كلدانية.

وهناك أيضا تشبث غير منطقي وغير علمي بهذه السردية التي تمثل جناحا صغيرا ولكنه مؤثر في صفوف الكلدان وكنيستهم. وهناك استغلال للنص والاقتباس لفرض نهج محدد وضيق وفردي للتأثير في السردية التي تجمع الكلدان كشعب وكنيسة ورموز تمثل وتعكس وعيهم ووجدانهم الجمعي society or community narrative . وهذا واضح من خلال الاقتباسات غير الموفقة والأمثلة التي لا يجوز ابدا الاعتداد والاستناد اليها ومن خلال سرد حوادث وتجيرها بشكل مضلل لتثبيت موقف غير سليم وإجراءات تشكل خطرا وجوديا على الكلدان وكنيستهم حاضرا ومستقبلا.

والنص الذي نحن بصدده دليل اخر على ان الساحة الكلدانية صارت مسرحا لسرديات تضليلية يحاول المتشبثون بمواقفهم الفئوية والشخصية لا سيما ضمن الهرم الإكليروسي ترسيخها. وعلى ما يبدو فإن غايتها هي فصل الكلدان عن كل ماضيهم وذاكرتهم ووجدانهم وذلك بطمس لغتهم وطقوسهم وتراثهم وفولكلورهم وأزيائهم وهندستهم وريازتهم وكل رمز يشير الى هويتهم وإطلاق توصيفات او سردية غير حميدة malignant narrative عليها. وهم في هذا الخط مصممون على السير غير عابئين للسواد الأعظم من الكلدان المتشبث بلغته وطقسه ورموزه وثقافته وتاريخه ومشرقيته رغم علمهم وإدراكهم ويقينهم ان سردياتهم هذه تشكل خطرا وجوديا علينا كشعب وكنيسة.

وكل سردية من هذه السرديات قد كرست لنفسها "فوجا" من "المؤيدين" و "كتاب المواقع الإلكترونية" والقراء من "المعلقين" على الكتابات بحيث صار من الصعوبة بمكان للقارئ المحايد لا سيما الكلدان الذين يحبون هويتهم ولغتهم وطقوسهم وفنونهم وثقافتهم وإرثهم ومشرقيتهم واعلامهم الفصل بين ما هو مضلل (حداثي، تأويني، تجددي) وبين وما هو اصيل، الذي إن خسروه خسروا اصالتهم كشعب وهوية وكنيسة ذات هوية وخصوصية.
والتحليل يفيد ان السردية هذه ليست وليدة اليوم. إنها ظهرت اول ما ظهرت في بداية الثمانينات من القرن الماضي على اكتاف عدد من الكهنة الشباب الذين وبشكل علني كانوا يهمشون ويزدرون لغتنا وهويتنا وثقافتنا وطقوسنا الكلدانية ولا يزال. واليوم يرفضون حتى أدائها وليس ترتيلها وجلبوا لا بل أقحموا ثقافة ولغة او لغات وطقوسا من عندهم وكما يناسبهم لمحو الأصيل الذي لا مثيل له.

وحصيلة التحليل تظهر ان الكلدان كشعب ومعهم مؤسستهم الكنسية التي كانت طوال التاريخ محافظة وحامية ومدافعة عن هويتهم ولغتهم وطقوسهم وإرثهم وليتورجيتهم وثقافتهم وتراثهم، هم حقا في خطر وجودي سيأتي على ما تبقى لهم ليس من خلال جيل واحد بل في غضون عقدين او ثلاثة من الزمن إن لم يستفيقوا وينهضوا ويضعوا حدّا وقبل فوات الأوان للسردية هذه المتمثلة بالتأوين والترجمة والتجدد والحداثة.

كلمة لا بدّ منها


قبل الولوج في خضم التحليل ومنهجه، اود القول إن هذا المقال وكل ما يندرج فيه يخص نهج وسياسة محددة لمناصري ومروجي فكرة التأوين والعصرنة والحداثة. فكما يعرف القراء فإن ولائي وحبي ومساندتي لكرسي اجدادي لا مساومة عليه ومن هذا المنطلق وقفت مع الكرسي واصطففت في صف الغيارى من الكلدان في الصراع الدائر من اجل الاستقلالية المؤسساتية والتنظيمية والإدارية للكنيسة الكلدانية.

ولكنني شخصيا أرى، وأظن ان الغالبية من الكلدان وإكليروسهم من المتشبثين بأصالتهم ولغتهم وطقسهم وثقافتهم ومشرقيتهم، وكما اظهر سيل التعليقات والتعقيبات وما وصلني من خلال الهاتف والبريد الإلكتروني، يتفقون مع توجهي وتفسيري للأصالة واللغة والهوية – هوية شعبنا بتسمياته وكنيستنا بمذاهبها – ويعارضون سردية التأوين والحداثة والتي كما سنرى ونلاحظ انها ترقى الى مصاف مؤامرة على لغتنا وثقافتا. ومن هنا كان لا بد من الكتابة والتنوير لإظهار اين هي حقيقة الأصالة وماذا وراء ما يطلقون عليه او يسمونه ليس اليوم ولكن منذ الثمانينات "الحداثة والتجدد والعصرنة."

المنهج

سيكون منهج التحليل بأخذ عينات من النص الذي نحن بصدده وتحليلها وتفسيرها حسب منهج التحليل النقدي الحديث ضمن السياق الذي اتت به وإظهار ان هذه العينات والفقرات والأفكار الأساسية لا سند لغوي وعلمي وأكاديمي ولاهوتي وفكري وفلسفي وثقافي وتاريخي لها وكذلك تعارض القوانين والمجامع الكنسية التي ثبتتها الشرائع والفقرات الواردة في اللوائح المعتمدة لدى الفاتيكان في العصر الحديث.

التحليل

أولا، القول إن طقوسنا ولغتنا وتراثنا الكنسي يعكس "طابع المزارعين" وأنها "صيغت لشعب مزارع" قول لا سند علمي له. ليس هناك في كل ما نقرأه من كبار العلماء والمفكرين واللاهوتيين والمختصين المحايدين عن طقوس كنيستنا الكلدانية ما يشير ولو من بعيد الى كونها "زراعية." هل بإمكان النص او أي من مؤيديه ان يأتي لنا مصدرا علميا رصينا محايدا يبرهن على "زراعية" تراثنا وطقوسنا ولغتنا وهويتنا؟ على العكس، كل المصادر تشير الى ان طقسنا وتراثنا وآدابنا ولغتنا الكنسية شمولية التوجه زمانيا ومكانيا. هذا الكلام الذي ينتقص من لغتنا وطقسنا وثقافتنا وتراثنا وهويتنا لا يعتد به لأنه أساسا يمثل توجه "الحداثيين" المشهود لهم كما سنرى عدم حبهم لطقسنا ولغتنا وتراثنا ليس اليوم بل منذ عقود. نحن بانتظار اقتباس علمي ذو إسناد أكاديمي من مصدر علمي مستقل وإلا تكون المقولة هذه باطلة.

ثانيا، اتفق مع المقولة ان ابائنا العظام افرام ونرساي وإيشوعياب "قاموا بعمل نبوي". ولكن إن كان الأمر كذلك لماذا يتم تهميشهم من خلال إدخال أناشيد ولغات مناسبة – أي كل يجلب من عنده ما يريد، أليست هذه فوضى – بدلا من استخدام هذه النصوص المقدسة النبوية وعلى أوسع نطاق؟ ومن ثم من هو ذو موهبة نبوية اليوم كي يحل محلهم؟ بمعنى اخر، من اعطانا الحق ان نلغي ونغير ونهمش الأصيل ونبدله بما يلائمنا ويناسب اذواقنا الشخصية وان نؤلف من عندنا كراريس وبلغات غير لغتنا وبصورة ركيكة مملة ومليئة بأخطاء لغوية وفكرية وفلسفية ولاهوتية ونضع اسمنا عليها ونفرضها على الكلدان؟
 
ثالثا، القول إن ما اتانا من "عمل نبوي" من ابائنا العظام رغم صحته يدرج في سياق مضلل لأنه بعد سطر او سطرين يذكر النص ان هذه الأعمال النبوية "تتناسب مع واقع زمانهم." هذا خطأ. ليس هناك مفكر او ناسك او عالم او أكاديمي او عالم ليتورجيا مختص بطقسنا او بتحليل النصوص او لاهوتي محايد (ضع خطين تحت محايد) او مؤمن (ليس متدين) يقول إن ما اتانا من اباء كنيستنا يلائم واقع زمانهم فقط. إنه يلائم زماننا أكثر من زمانهم وصلواتهم وتراتيلهم شاهد على ذلك وهذا ما يؤكده كل من قرأ ويقرأ لهم من كبار المفكرين الغربيين وغيره. إن كان هناك مصدر علمي أكاديمي لاهوتي يؤيد ما ذهب إليه النص فأتونا به وإلا تكون المقولة هذه أيضا باطلة.

رابعا، منذ الثمانينات، عندما اخذ بعض الكهنة الكلدان الشباب على عاتقهم تهميش الطقس واللغة والتراث الكلداني وحتى اليوم وهم متشبثون بهذا لاقتباس اليتيم: "يا رب خلصنا من الجراد والحشرات الدابّة والصرصر والحر الذي يحرق الزرع وخوف الليالي ..." وجعلوه بمثابة "قميص عثمان" ولازمة يرددونها كتبرير لما اقترفوه من ظلم وما الحقوه من أذية بهويتنا ولغتنا وأصالتنا الكلدانية وطقسها الذي يسمو على أي طقس اخر في المسيحية طرا. هل هذا النص اليتيم، الذي لا يذكرون السياق الذي يرد فيه، عذر كاف لكي نقوم بحملة "حداثة وتأوين وعصرنة" لمحو كل ما هو أصيل؟ قبل ان ابرهن للقراء اننا اليوم في أمس الحاجة الى صلاة تتضمن نصا مثل هذا أكثر من أي وقت مضى، اذكّر القراء الكرام بما يرد في صلاة الوردية لدى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.  وهذه الصلاة يرتلها كل الكاثوليك في الدنيا.  وهذه الصلاة التي تعد من أكثر الصلوات الغالية والعزيزة على قلوب اللاتين الكاثوليك تعود الى القرون الوسطى واتت تلبية لمجتمع زراعي اقطاعي استبدادي متخلف يتفشى فيه الفقر المدقع والأمية ولهذا يكثر فيها التكرار. في هذه الصلاة بالذات عبارات مريمية (مخاطبة او الصلاة امام العذراء مريم)، ونعرفها نحن الكاثوليك على ظهر القلب مثل: "أيتها الاستراحة اللذيذة، انت في التعب راحة وفي الحر اعتدال" و "اطردي عنا مخاوف الجن الخبثاء" و " يا وردة سريّة، يا أرزة لبنان، يا بُرجَ داود، يا بُرجَ العاج، يا بيت الذهب". السؤال: هل هناك أسقف لاتيني وقف او سيقف يوما مهاجما ومنتقدا هذه الصلاة بحجة انها كتبت لمجتمع امي زراعي اقطاعي او يطالب بتأوينها وتحديثها وعصرنتها لأنها لا توائم العصر او يقول إن العبارة التي نطلب من العذراء فيها ان تخلصنا "من هذا الوادي، وادي الدموع" يجب ان نغيرها الى وادي الكومبيوتر والقنبلة الذرية والسيارات المفخخة والهجمات الإرهابية؟ ما يحدث للكلدان ومؤسستهم الكنسية بحجة "التأوين والحداثة والعصرنة" شيء مخيف لا يطاق ولا يقبل به أي شعب له ذرة من الغيرة على لغته وأصله واصالته ووجدانه وذاكرته وهو يمثل خطرا وجوديا سينهيهم كهوية وأصالة وأمة وشعب وكنيسة وبفترة قصيرة جدا.

خامسا، وهناك في النص سردية أخرى ظالمة هدفها القاء اللوم على اللغة وكأن لغتنا – هويتنا – لغة غريبة دخيلة اجنبية فرضها علينا الاستعمار او من مخلفات الاستعمار وعلينا التخلص منها.  ومن هنا اتى الاقتباس من اللغة المحكية (السوادية الكلدانية vernacular) الساحرة في غير محله وجرى وضعه في النص لمجرد ذر الرماد في العيون. نعم العبارة اليتيمة التي يستشهد بها النص مليئة بألفاظ عربية وأخطاء ولكن ماذا عن النصوص العربية او لغات أخرى التي تجبرون الناس على حفظها وترتيلها وإدخال الذي يناسبهم منها ضمن الطقوس او التي يتم تأليفها دون وجه حق لأن هذا لا يجوز قانونيا وطقسيا وهي مليئة بالأخطاء كما ذكرنا وتفرضونها علينا؟ ام العربية او أي لغة أخرى أسمي واعلى مرتبة من لغتنا؟ والاقتباس هذا دليل فقر في اللغة لاسيما الكلدانية السوادية (او السهلية من سهل نينوى) vernacular. هناك مجموعة كتابات وتراتيل وأناشيد وآداب وفنون بلغتنا الكلدانية المحكية الساحرة لا تثمن هي نتاج نهضة غنية ولكنها قصيرة العمر ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين يحفظها شعبنا على ظهر قلبه وفيها من السمو ما يرقى ويسمو بمئات الدرجات على الرتيب والدخيل والأجنبي الذي يُفرض علينا الأن. هل نذكركم بالأناشيد التي يحتويها كتاب واحد فقط المشهور باسم “داويذ كورا" وهو واحد من عشرات التراثيات في اللغة الكلدانية المحكية الساحرة؟ لماذا نستشهد باقتباسات لا تليق بالمقام ونهمش كل هذا الإرث العظيم ونفرض طقوسا عجيبة وغريبة ودخيلة وأجنبية مكانها؟

سادسا، وحتى كاتبنا المبدع وواحد من اعلام شعبنا الكبار وهو "إيليا ابو حليم" لم يسلم من الهجوم غير المبرر وغير العقلاني وغير المنطقي الذي يشنه بعض الكلدان – أقول بعض الكلدان وفي نفسي حسرة وحزن وقنوط وتشاؤم. هؤلاء يلصقون كل المثالب والنواقص والسلبيات التي في حداثتهم وتأوينهم وعصرنتهم بأصالتنا وتراثنا ولغتنا وكأنهم ليسوا منا وليسوا احفاد هؤلاء العظام. انظر كيف يقدس العرب السجع والقافية في النثر الذي وردهم قبل الإسلام وعلى لسان أسقف مسيحي وهو قس بن ساعدة وكيف انهم حتى اليوم يحفظون هذا النثر على ظهور قلوبهم ويدرسونه في المدارس وكثير منا على علم به: " يا أيها الناس اسمعوا وعوا وإذا وعيتم فانتفعوا ..." هل سيقوم أي عربي يعتز بهويته ولغته وتراثه وطقوسه بتهميش قس بن ساعدة وهو أسقف مسيحي كما يفعل اهل التأوين والحداثة والعصرنة في صفوف الكلدان بالهجوم على واحد من كبار أدباءنا وشعرائنا ورواد لغتنا وطقوسنا المشرقية وهو إيليا أبو حليم بحجة ان نثره فيه "سجع": وهذا "السجع" يأتي فقط في مناسبة او مناسبتين من دورة طقسية فيها عشرات الملايين من الأبيات من الشعر الحر المقدس النبوي الذي استنبطه اجدادنا قبل ان تعرفه أوروبا بألف سنة وقبل ان يدخل العربية بألف وخمسمائة سنة؟ هل نأخذ الجزء اليسير جدا وهو شعر مقفى وليس "سجع" – رغم عظمته – كي ندين ونستهزئ ونزدري بالوجدان الجمعي لشعب وأمة وكنيسة؟ ومن ثم ما هذا القول الذي لا يليق بالمقام ان هناك "عبارات تحتاج الى فتّاح فال لفك لغزها." هل هناك أستاذ او أكاديمي يحمل شهادة عليا في الأدب واللغة والتراث يقول هذا عن لغته وتراثه وطقوسه وهويته؟ إن شكسبير وقس بني ساعدة واغلب الأدب والطقوس في الكنائس الغربية وفي كل انحاء العالم مليئة بعبارات تحتاج الى شرح وقواميس وحتى الكتابات الأدبية الحديثة تحتاج الى شرح. نحن نحتاج الى هامش بسيط في نهاية الصفحة كي نفسر للقراء ماذا تعني هذه الكلمات وليس الى "فتاح فأل". هذا هجوم اخر غير مبرر على لغتنا وثقافتنا وطقوسنا لم يقم به حتى الغرباء والأعداء ولكن مع الأسف أصبح على لسان بعض الاكليروس الكلدان واخرون من الكلدان الذين ينعتون لغتنا بلغة طلاسم. إنها طلاسم لأنننا غرباء عنها ولا نحبها. كانت السويدية طلاسم بالنسبة لي. بجهد بسيط صارت لغة اقرأها واتحدث بها وعندما ارتاد الطقوس في الكنيسة الكاثوليكية السويدية لم اعد اراها طلاسم ابدأ.  بدلا من القيام بالخطوة الأولى لتعلم لغتنا وتدريسها والتشبث بها والحفاظ عليها وطقوسها وتراثها وثقافتها نصبح جزءا مما يرقى الى ما اراه مؤامرة لمحوها ونعتها بأنها تحتاج الى فتاح فال وأنها طلاسم. أي امة ذات هوية وأصالة تقول ذلك عن لغتها؟ هل يقول الكردي اقوال مثل هذه عن تراثه ولغته التي اغلب نصوصها لا يستطيع قرأتها وفهمها دون مساعدة وهوامش وقواميس وتفاسير؟

سابعا، وردت بعض الأسماء الكلدانية اللامعة في النص ولكن ما هي الغاية من إيرادها؟ غالبية هذه الأسماء عدا واحد منها تقدس الطقس ولا تقبل تهميشه وحاولت جهدها لا بل قاومت التيار المسمى بالحداثي والتأويني مقاومة شديدة وحذرت من خطورته. ولنقف قليلا عند القس المرحوم يوحنا جولاغ وله فضل علي لأنني وغيري من الكلدان تعلموا على يديه لا سيما أداء الطقوس الكلدانية الساحرة بطريقة سليمة. وهنا أسال: من كان في الموصل يزدري ما يقوم به يوحنا جولاغ؟ ومن كان يصفه ويصفنا نحن المحبين للغتنا وطقسنا وتراثنا وأصالتنا الكلدانية بأننا من اتباع "الجراد ... والصرصر" ؟ ومن كان منذ الثمانينات قد رمى حوذرتنا المقدسة في سلة المهملات ويرفض الالتزام بها ... وغيره كثير؟ لست الوحيد الذي يتذكر القس يوحنا جولاغ وتحذيره لنا ومن خلالنا للكلدان قاطبة ان أصحاب الحداثة والتجدد والتأوين يشكلون خطرا وجوديا على الكلدان كأصالة ولغة وتراث وطقوس وإن سارت الريح حسب سفنهم لأنهوا كل شيء ولما ابقوا لنا شيء؟ ومن ثم، إن كان حقا إرث القس جولاغ مهمّا كما يدعي النص – وهو بالطبع جهد لا يثمن لأنه استخدم لغتنا المحكية الساحرة في اداء الطقوس بشكل عبقري مذهل – أقول لماذا لم تفرضوا الكتب والتراتيل التي حولها او بسطها simplify (لم يترجمها لأن اللغة واحدة) الى اللغة المحكية بدلا من قرار استخدام تراتيل مناسبة كل من عنده وبأي لغة يشاء وفرض صلوات بالعربية وكل اللغات على الكنائس في المهجر وغير المهجر بحجة الطلبات وغيره؟ الذي يفتخر بأصالته الكلدانية ولغته وطقوسه يتكئ على أمثال يوحنا جولاغ  وأفرام بدى وبطرس يوسف والأناشيد السحرية المقدسة لداويذ كورا وأغسطين صادق والعملاق  المطران اسطيفان بابكا وصاحب القيثارة بلغتنا المحكية الكلدانية الساحرة المطران توما بيداويد وغيرهم من الأعلام المعاصرين لأنهم حقا كانوا يمتلكون ناصية الأصالة وليس على الحداثيين الذين لا يعرفون اللغة ولا يعرفون معنى الأصالة بمفهوم الهوية واللغة والطقوس التي لا يجب التنازل عنها لأن التنازل عنها معناه الاندثار والفناء.

ثامنا، وهناك سردية ليست مضللة فقط بل مخيفة في النص لأنها تهاجم كل شيء ولا تبقي لنا شيء وكأننا امة خرجت للوجود البارحة. وهكذا يصل الهجوم الى الهندسة والريازة والأزياء التراثية ولا تستثني بطاركتنا الأجلاء الذين لولاهم ولولا جهودهم الجبارة لكنا قد خسرنا هويتنا ولغتنا وأصالتنا منذ زمن بعيد. كل شعب اصيل ومؤسسة اصيلة تفتخر بهندستها وريازتها وأزيائها التراثية عدا الحداثيون والمعاصرون والمجددون وأصحاب التأوين بين الكلدان. وفي الحقيقة أحيانا أتمنى الموت على قراءة سردية تقارن بين الزي التراثي لبطاركتنا الأجلاء وبين زي السلاطين العثمانيين المجرمين في إسطنبول. كيف يجرؤ كلداني ان يقارن بين زي يوحنا سولاقا ويوحنا هرمز وعبديشوع وغيرهم الذين يرتقون الى مرتبة القداسة وبعضهم سقط شهيدا وزي سلاطين الدولة العثمانية الذين كانوا ينتهكون اعراض المحارم ويقتلون أولادهم وابائهم وشنوا علينا حملة إبادة جماعية. أزياء بطاركتنا التراثية المقدسة لم تكن مشابهة ابدا لأزياء السلاطين العثمانيين المجرمين؟ هل يقبل كردي ان يقارن بين الزي التراثي للمرحوم مصطفى البرزاني وخنجره مع الزي الكردي الذي لبسه مرة صدام حسين في زيارة لشمال العراق ويتخذ ذلك حجة لتهميشه ام يحتفي الكردي بزيه التراثي ولا يقبل تهميشه ويرتديه كبار القوم لأنه واحد من رموز الهوية والذاكرة والوجود والوجدان؟ هل يستهزئ أي صاحب هوية واصالة بزيه التراثي ولا يقبل ان يلبسه مثلا في المناسبات ولا يبني متحفا له ويطلب من الناس والطلبة والتلاميذ والصغار والكبار زيارته للتعرف على الأصالة والهوية؟ أقول بمليء الفم إن ما يأتي من اذى للكلدان من الكلدان ذاتهم هو اليوم أخطر مما اتاهم من اعدائهم. وإن كان الزي والهندسة والريازة لا تدل على القداسة فمن يقول ان رميها وشطبها والاستهانة بها وتبديلها بالدخيل والأجنبي سيزيدنا قداسة ويقربنا من الله؟

تاسعا، من الظلم القول إن هجرة وتسرب الشباب الكلدان الى كنائس أخرى او تركهم للكنيسة سببه لغتنا وطقوسنا وأناشيدنا. هذا قول حق يراد به باطل. ليس هناك استبيان علمي أكاديمي عن سبب التسرب رغم ان البرهان العرضي يقول العكس تماما اذ يعزو التسرب الى التلاعب الكيفي بالطقوس ومغادرة اللغة. وهناك دليل اخر يقحم هذه المقولة حيث اليوم يهرب الكلدان من كنيستهم بسبب الفوضى الطقسية التي تزداد سوءا سنة بعد اخرى. في السويد مثلا اغلب الذين يرتادون الطقوس في الكنيسة الكاثوليكية السويدية كلدان ولكن الكنيسة السويدية لم ولن تقبل ان تؤن او تجدد او تعصرن طقسها او تحوله الى لغة أخرى إن فهمه الكلدان او لم يفهموه او إن فهمه حتى السويديون او لم يفهموه. حتى الكهنة تستوردهم السويد ومعها الكثير من البلدان الأوروبية الأخرى من الهند وبولندا وأفريقيا وهؤلاء عليهم اتقان السويدية وأداء الطقوس بالسويدية من تراتيل وأناشيد قبل ان يسمح لهم ممارسة الطقوس ولا يكترث أحد بوجود الكلدان في الكنيسة السويدية. وأغلب الطقوس تعود الى القرون الوسطى وهي مكتوبة بلغة سويدية كلاسيكية صعبة الفهم حتى بالنسبة الى السويديين ولم أرى أسقفا اسكندنافيا – وهذه المنطقة من أرقي مناطق العالم علما وتمدنا وتطورا وحداثة وعصرنة وتأوينا – يطالب بتأوين الطقوس وتغير اللغة القومية او السماح للكلدان باستخدام لغتهم او أي لغة أخرى غير اللغات الإسكندنافية في كنائسهم. وأيضا اسوق دليلا اخر. الحداثة والعصرنة بالمفهوم التضليلي القاصر لدى بعض الكلدان ليست وليدة اليوم كما قلت. طبّقها بعض الكهنة وفرضها عندما اعتلوا سدة الأسقفية في مناطق محددة. وكانت كركوك أكثر ابرشية عرضة للحداثة بالمفهوم الذي ذكرناه ولا تزال. فقط أقول إن كركوك بالذات صارت كعبة ومركز الكنائس الإنجيلية الحرة. شخصيا احترم كل الأديان والكنائس والمذاهب ولكن سقت هذا كي ابرهن بطلان القول إن التجديد والتأوين والعصرنة (أي الغاء الأصيل واستبداله بالدخيل) هو العلاج لكسب الشباب.

عاشرا، في النص اقتباسات كثيرة واتيت على بعضها. ولكن هذه الاقتباسات ليست في محلها وأسلوبها "التضليلي" (بمعنى كسب عاطفة وتأييد الناس لاسيما الذين لا دراية لهم بسياق هذه النصوص) جلي وواضح. وهنا سأركز على اقتباسين واحد حرفي verbatim – أي النص كما هو – والثاني يبدو أنه تعبيري paraphrase . النص الحرفي منقول من الأصل ومن المجمع الفاتيكاني الثاني. ولكن يجب ان لا ننسى ان المجمع الفاتيكاني لا يلغي القوانين الكنسية ومنها قوانين الكنائس الشرقية التي تطبق علينا وإلا لكان مبدأ المناطقية، الذي بموجبه لا سلطة للبطريركية خارج نطاق جغرافيتها المحدودة وحتى ضمنها هي مقيدة، غير ساري المفعول كما هو اليوم. القوانين الكنسية ومعها المجمع الفاتيكاني الثاني تعارض التلاعب بالليتورجيا على طريقة كل على راحته والأسلوب المناسب الذي يراه كما يحدث اليوم (انظر الاقتباس في الرابط  2). والتضليل واضح لأن الاقتباس الذي يعتقدون انه كعب او عقب اخيل  Achilles’ heel كي ينفذوا خطة حداثتهم وعصرنتهم لتهميش التراث واللغة والطقوس لا ينطبق على الكنائس الشرقية ذات اللغة والطقوس التي هي جزء لا يتجزأ من ثقافتها ولغتها وهويتها الوطنية. ولهذا الفاتيكان في العصر الحديث سنّ قوانين تحرم التلاعب بالطقوس الشرقية وفي المجمع الفاتيكاني الثاني ذاته حيث هناك قرار خاص من المجمع بخصوص "الكنائس الشرقية الكاثوليكية Orientalim Ecclesiarum (انظر رابط 3) الذي فيه من النصوص ما يحرم فيها ما يقوم به الحداثيون والمعاصرون من الكلدان في سعيهم لمحو وتهميش الطقس الكلداني ولغته. هذا هو الذي ينطبق علينا ويمنحنا كل حقوقنا الثقافية في الطقس واللغة وهذا هو الاقتباس الصحيح من مقررات المجمع. لماذا يتم تجاهله ولمصلحة من وعلى حساب من:
 
"6-  وليعلم الشرقيون كلهم علماً يقيناً أنه بإستطاعتهم بل يجب عليهم أن يحفظوا دوماً طقوسهم الليتورجية الشرعية ونظامهم، وألا تطرأ عليها تغييرات الا ّ بسبب تقدمهم الذاتي والعضوي. وعلى الشرقيين بالذات أن يحافظوا إذاً على هذه الأشياء كلها بكل أمانة. وعليهم أيضاً أن يحصلوا فيها معرفة أحسن، وأن يمارسوها ممارسة أكمل. وإذا ما أبعدوا عنها إضطرارياً، بفعل ظروف الزمان والأشخاص، فليجتهدوا أن يرجعوا الى تقاليد أجدادهم."

الاقتباس في النص الذي نحن بصده ونقوم بشرحه بإخضاعه لقوانين ونظريات علم التحليل النقدي للخطاب الذي ينقل من المجمع الفاتيكاني مضلل لأنه يريد ان يقول للكلدان إن ما يقومون به من تهميش للطقوس واللغة والتراث والثقافة إرادة فاتيكانية وهي ليست كذلك. وقد سمعت بعض الاكليروس الكلداني وهم يكررونه في كرازتهم ويتخذونه عذرا غير مقبول لتهميشنا ولغتنا وأصالتنا وطقسنا ووجداننا وينقله عنهم بعض افراد الجوقات واخرون من الكلدان كي يأتوا ويقحموا ما يرونه مناسبا، أي كل كما يريد ويشاء وباللغة التي يريد او يشاء. نحن لسنا عرضة الى حملة لمحو طقسنا ولغتنا وأصالتنا وارثنا وذاكرتنا وفنوننا وريازتنا وهندستنا الكنسية وأزيائنا التراثية وكل ما يميزنا كشعب وكنيسة وهوية بل نحن عرضة لحملة تضليل أيضا من قبل هؤلاء الحداثيون وأصحاب التأوين والتجدد.

وإن اتينا الى بعض الاقتباسات التعبيرية لرأينا انها تفتقر الى السند العلمي والأكاديمي ولا يقبل أي صاحب علم ومعرفة وصاحب شهادة ان يستند اليها للتعبير عن وجهة نظره او موقفه. وهذا الاقتباسات مثال حي لفرض السردية الفردية والانكفائية والعقل الفردي على السردية الجمعية والعقل الجمعي الذي يربط افراد امة وهوية ببعضها. من الخطأ بناء السردية استنادا على "قالت جدتي" و"قالت خالتي" ومن ثم اطبقها على سردية مجتمع وأمة ومؤسسة بمقام مؤسسة الكنيسة الكلدانية والأمة الكلدانية بأجمعها. اليس هذا ما نستشفه عندما نستند الى "أتذكر ان أحد الشمامسة شمس مع المرحوم والدي والذي لم يكن يعرف اللغة فعوضا ان يقرأ مزمور "نودْ (كذا) وشحن على (كذا) طوري (كذا) اخ صبرا: نودي وجكاني."  أولا، لا يجوز لأكاديمي وعالم وصاحب شهادة علمية معترف بها ان يقوم بكذا اقتباس ويبني عليه مواقف. ثانيا، لم يتمكن النص ذاته من نقل حروف وأصوات لغتنا السريانية المقدسة بصورة سليمة الى اللغة العربية حيث هناك خطأ صوتي في "نودْ" و "على" و "طوري." هل يقع احبارنا الذين نزدري زيهم التراثي بأخطاء كهذه؟ وأين هذا من التراث والعمل النبوي الذي هو قمة في الإبداع اللغوي والأدبي والفكري والفلسفي والمسيحاني واللاهوتي واللغوي؟ والاقتباس الأخر ايضا لا يجوز سرده لأن أولا لا نستطيع البناء عليه ولا الحصول على أي استنتاجات رصينة من خلاله ومن ثم لا يقبل به أي عالم او أكاديمي يصبو الى الرصانة والعلمية والمصداقية. هذا لا يجوز البتة. اقوال كهذه لا يبنى عليها ابدا: "بعد قداس (ململم) وموعظة مقتضبة وقفت امرة (كذا) أستاذة جامعية وقالت بأعلى صوتها: سيدنا نريد طقسا قصيرا نفهمه/ مليئا بالمعنى يعطينا وسط صعوباتنا املا ورجاء." كأكاديمي اشتغل بالتحليل النقدي للخطاب أقول جازما هذا ليس اقتباسا حرفيا وأن الأستاذة الجامعية هذه ربما قالت شيء ولكنها لم تقل هذا بالضبط وسأصدق فقط إن كان الحديث مسجلا. ومن ثم انا ايضا أستاذ جامعي وفي واحدة من أرقي جامعات السويد والسويد أرقي بلد في العالم من حيث الحداثة والعصرنة والتأوين والتجدد والتمدن أقول إن التجديد الذي يحدث الأن كارثة لا بعدها كارثة وان هناك عشرت الالاف من الكلدان وأبرشيات كبيرة وأساقفة وكهنة ومئات الشمامسة يريدون الحفاظ على لغتهم واصالتهم وطقوسهم وثقافتهم وفنونهم وتراتيلهم النبوية الأصيلة كما اتت من ابائنا القديسين فهل ستستمعون لنا وتستشهدون بأقوالنا وتأخذونها دليلا للكف عن الحملة الواسعة لمحو تراثنا ولغتنا وطقوسنا وهويتنا؟ وإن قلت إن هناك أكثر من عشرين تعليقا على مقالي بعنوان "الكلدان في خطر" مؤيدة لما ذهبت إليه فهل سينظر "الحداثيون" في هذا؟ وان قلت إنني تسلمت عشرات وعشرات الرسائل من الشمامسة الكلدان وبعض الكهنة وبينهم أساقفة يشيدون بالمقال فهل سيذكر أصحاب "التأوين " هذا الأمر ويأخذونه بعين الاعتبار ام انهم في طريق محوهم لأعز ما نملكه كأمة وشعب وكنيسة ووجدان وذاكرة وتاريخ سائرون؟

كلمة أخيرة


أوجه هذه الكلمة الى الكلدان الغيورين والمحبين للغتهم وطقوسهم وثقافتهم وفنونهم وليتوريجتهم كما اتتنا من ابائنا القديسين ومعهم الأساقفة والأبرشيات والخورنات التي تحاول جهدها درء هذا الخطر الوجودي المحدق والوشيك وأقول إن الأمم لا تزول الا بزوال لغتها وثقافتها وطقوسها وأسوأ انواع الاستعمار الذي عرفته البشرية هو الاستعمار اللغوي والثقافي.

وكما ان موج البحر يمسح كل كتابة على رمل الساحل كذلك الغاء او تبديل اللغة والطقوس والتراث والفنون يمحي الهوية من الوجود. ألم تزول وتختفي امم وشعوب وصارت اثرا بعد عين فقط بزوال لغتها؟ الأمم تبقى حيّة مزدهرة ما دامت للغتها حافظة. هذه قاعدة علمية ونظرية أكاديمية برهن على صدقيتها التاريخ ويبرهن على صدقيتها الحاضر.

لقد اكتوينا ككلدان بنار الاستعمار الثقافي واللغوي مرة عندما غزا المبشرون الغربيون أراضينا ومناطقنا وألغوا لغتنا وطقسنا وفرضوا لغة وطقسا دخيلا وأجنبيا على الملايين من اتباع كنيستنا. اين هم اليوم؟ من منهم يتذكر انه كلداني ومن منا يستطيع الادعاء او القول انهم كلدان؟

وهذا سيحدث بالضبط وبعد وقت قصير من محو لغتكم وطقسكم وفنونكم وأناشيدكم وتراثكم وريازتكم وهندستكم وأزيائكم التراثية أيها الكلدان ولن يمض وقت طويل حتى يقال كان هنا في يوم ما شعب يقول انه كلداني. اليس هذا ما نقرأه اليوم عن المناطق التي تم فيها محو طقسنا ولغتنا وتراثنا؟ ملايين الكلدان في المناطق التي تم استعمارها في العصر الحديث لغويا وثقافيا وطقسيا تحت مسميات مضللة وخادعة مثل التدين والحداثة والتأوين والقداسة والقرب من الله والبعد عن الهراطقة ليس فيها شخص واحد اليوم من يقول او يدعي انه كلداني غير الأطلال والمقابر (رابط  4 ). المفارقة هي ان الأجانب والدخلاء الغوا لغتنا وطقسنا ووجودنا كشعب وهوية في المناطق. اليوم نحن نفعل ذلك، أي بأيدينا نلحق كارثة أخرى بأنفسنا، أي على نفسها تجني براقش.

وأنا اقرع جرس الإنذار بقوة وشدة هذه المرة، كلي امل ان يقرأ الكلدان هذا المقال بعيون مفتوحة وأخص بالذكر أصحاب الحداثة والتجدد والتأوين ومن يناصرهم ويقف الى جانبهم من الكلدان. لهم أقول إن ما تقومون به خطير سيؤدي الى زوال شعب وهوية وامة وكنيسة مشرقية بهويتها ولغتها وطقوسها الذي قاتل اجدادنا من اجله واستشهدوا في سبيله.

والى كل محبي لغتنا وطقسنا وتراثنا وليتورجيتنا وفنوننا وأناشيدنا وتراتيلنا أقول علينا ان نردد اليوم أكثر من أي يوم مضى الاقتباس اليتيم من ليتورجيتنا الذي يتخذونه حجة لتهميشنا وأصالتنا ولغتنا وطقسنا ومشرقيتنا ووجداننا ضمن عشرات الملايين من العبارات المقدسة النبوية التي تضمها ثنايا عشرات المجلدات الضخمة لطقسنا. إننا حقا بحاجة ماسة إليها والتي تقول: "يا رب خلصنا من الجراد والحشرات الدابّة والصرصر والحر الذي يحرق الزرع وخوف الليالي ..." لأنها توائم حالنا وواقعنا اليوم ونحن نعاني الأمرين أكثر من موائمتها لعصرها وزمانها.

إنها حقا عبارة نبوية إن قارناها بما ورد في النص الذي نحن في صدده حيث يهاجم حتى خاصته واحبته الذين وقفوا الى جانبه وتعرضوا للإساءات والإهانة والشتائم بسبب مواقفهم لأن اغلب مؤيدي المقال المعنون "الكلدان في خطر" هم من وقف بجانب النص في صراعه مع المجمع الشرقي وأبرشية في المهجر وبعض الإكليروس. هل خاصتكم وأحبتكم هؤلاء حقا أنتم لستم بحاجة إليهم ولا الى فكرهم وثقافتهم لأنهم "يبكون على الأطلال" وأنهم "انبياء شؤم" ؟ هل هذا نص نبوي؟ هل الكلدان بحاجة الى نصوص حداثية مؤونة ومعصرنة ومحدثة وبلغات شتى يفرضها عليهم فرضا من يرى الذين للغتهم وطقسهم وثقافتهم وتراثهم وفنونهم ووجدانهم وذاكرتهم وتاريخهم ومشرقيتهم مدافعون ومحافظون ومحبون على انهم سلفيون وعلى الأطلال باكون وانهم "انبياء شؤم" رغم انهم من صحبته واحبائه ورعيته ومناصريه؟

الخيار خياركم أيها الكلدان بين مار افرام ومار نرساي وإيليا وطيمثاوس وشمعون برصباعي وقيوما وداديشوع وايشوعياب وبابي وبابا الكبير وداويذ كورا والمطران العملاق اسطيفان بابكا والمطران أفرام بدى والقس يوحنا جولاغ والمطران توما بيداويذ صاحب القيثارة المكتوبة بلغتنا المحكية الساحرة ومعها داويذ كورا وتراثيات أخرى كثيرة تمثل وجداننا ولغتنا وذاكرتنا وثقافتنا وطقوسنا وغيرهم من العمالقة والعظماء من ملافنة واباء شعبكم وكنيستكم الذين في غياب نصوصهم ولغتهم لا تبقى ذاكرة لنا كشعب وأمة وكنيسة، وبين أصحاب الحداثة والعصرنة والتأوين الذين يهدمون ويمحون ويزيلون ذاكرتكم.

وامل أيضا من القراء الكرام ان يتم التعليق والمداخلة على الموضوع ضمن سياقة وضمن نطاق النقاط والأفكار الأساسية التي وردت فيه.

وشكرا لصبركم.

------------------------------
رابط 1
http://saint-adday.com/permalink/7879.html
رابط 2
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=791774.0
رابط 3
http://www.christusrex.org/www1/ofm/1god/concili/vaticano-II/orientalium-ecclesiarum/index.htm
http://www.christusrex.org/www1/ofm/1god/concili/vaticano-II/orientalium-ecclesiarum/1-11.htm
رابط 4
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=792808.0
   



 

1329
الأخ العزيز كوركيس اوراها المحترم

الأخوة المتحاورون

التوافق واللقاء والمحبة أمور جيدة وسامية ولكن هل بإمكاننا إثارة بعض الأسئلة لأننا لا نستطيع معرفة انفسنا وواقعنا الاجتماعي إلا من خلال إثارة أسئلة منطقية وعقلية وموضوعية وليس الانطلاق الكيفي وراء العاطفة والأحاسيس التي تأخذنا دائما في متاهات وتؤدي الى كوارث في غياب العقل.

هل هذا يعني ان المسألة والصراع المرير بين الطرفين الذي أحدث جروحا عميقة وألم شديد تأذى بسببه أناس أبرياء وتم تعرية وفضح مجموعة من الكهنةبينهم اساقفة وأناس اخرون – أي نشر غسيل لم نشهد له مثيلا في تاريخنا – كانت امرا بسيطا جدا لا يحتاج إلا الى مكالمة هاتفية؟

وماذا عن الذين تأذوا وتألموا لا بل صلبوا بسبب هذا الصراع من الكلدان منهم كهنة وأساقفة وكتاب وأناس عاديين؟ هل كل هذا انتهى بمجرد مكالمة هاتفية واحدة لننسى الماضي وانتهى الأمر؟

من هو المسؤول عن هذا الصراع الذي يرقى الى "فضيحة" في كنيستنا الكلدانية وشعبنا حيث تم إهانة كهنة إهانة لا مثيل لها ومعهم اساقفة وتمت الإساءة الى أناس كثيرين أبرياء. من سينصفهم؟

من خلال ما قرأتنا للخطاب الذي رافق هذا الصراع هناك اتهامات وفضائح ومزاعم عن رشاوي واموال جرى صرفها حسب الادعاء بدون وجه حق وقرارات وإجراءات غير "قانونية" كل هذا انتهى ونفتح صفحة جديدة بمكالكمة هاتفية واحدة؟

ماذا عن الخلاف الرئيسي الذي هو ثقافي وطقسي بالأساس. من سيتنازل لمن وكيف؟ هل سيتنازل الطرف المتشبث بما يقول انه يمثل الأصالة من لغة وطقس وليتورجيا وتراث كلداني وطرف اخر متشبث بالتأوين والتجدد الذي لا يكترث للغة والطقس والهوية والتراث؟

ماذا عن الاتهامات التي طالت الفاتيكان ودوره في تسعير نار هذا الخلاف وأتت من اعلى الجهات وفي بيانات رسمية من احد الأطراف؟

ماذا عن كل الذي تعرض له الطرفان ومناصرهما من تشويه سمعة والفاظ غير حميدة ترقى الى الشتائم والمسبات؟

العقل يجب ان يقودنا وليس العاطفة. كل هذه المأساة الرهيبة التي أقنعونا ان لها أسباب تاريخية وفكرية وكنسية وطقسية وإيمانية ووجودية وكل هذا الصراع انتهى بهاتف؟ هذه تذكرني بطريقة الفصل بين العشائر.

وهذا دليل على اننا الكلدان كشعب وأمة لسنا في نظر رجال ديننا إلا قطيعا يقودوننا كما يشاؤون ويتصارعون كما يشاؤون ويتصالحون دون التفكير بما احدثوه من اذى كبير لنا كأمة وشعب وكنيسة ودون مجرد كلمة اعتذار ونحن نجري وراءهم وكأننا لا إرادة لنا.

لا يجوز الركض وراء العواطف. إن كنا حقا نحن الكلدان شعب وهوية وأمة تستخدم العقل والمنطق ولا تنجر وراء العواطف ولا يتلاعب بها وبمصيرها كما حدث في هذا الصراع المرير وغير المبرر بين اسقفين – لأن تم حله بمكالمة هاتفية واحدة - علينا محاسبة المقصر أي كان. علينا الطلب من الاثنين تقديم شرح واف لماذا حدث هذا وبأي حق يلحقون بنا اذيةوكارثة بهذا الحجم ويجعلوننا اضحكوة امام العالم.

على الطرفين اذا تقديم تفسير واضح لماذا وكيف صار كل هذا وتقديم اعتذار للشعب الكلداني وكنيسته واعتذار خاص ورد اعتبار لا سيما للكهنة وكل الذين جرى فضحهم بهذا الشكل غير المبرر وغير المقبول وإلا فإننا لم نفعل شيء.

مع تحياتي


1330
المنبر الحر / الكلدان في خطر!
« في: 11:42 13/09/2015  »
الكلدان في خطر!

ليون برخو
جامعة ينشوبنك – السويد


توطئة

نحن كشعب بأسمائنا ومذاهبنا المختلفة نمر في مرحلة خطيرة. ولكن الخطر الذي يداهم الكلدان، وهم مكون اصيل من شعبنا، خطر وجودي. ان لم يستلحق الكلدان ويشمروا عن سواعدهم، فإن وجودهم كشعب ومؤسسة كنسية وثقافة وليتورجيا وهوية وطقوس ولغة سيصبح في خبر كان.

والمتابع لما اكتبه لا بد وأن لاحظ انني اربط وجود أي شعب او امة او هوية او قومية بالتشبث بالثقافة والتقاليد والطقوس ومن ضمنها الآداب والشعر والفنون والغناء والأناشيد وحتى الأزياء وأسلوب الحياة الذي يتراكم بالتراكم الثقافي الذي يميز امة عن أخرى.

وخير ما يمثل الثقافة هي اللغة وما تكتنزه لنا من شعر وعلم وأدب وطقوس وفن وليتورجيا واعلام وغيره. قد يتمكن العدو من قتلنا جسديا وتهجيرنا – وهذا ما يحصل الأن لنا كما حصل ذلك طوال التاريخ.

بيد ان قتل الجسد والتهجير والاضطهاد – الذي كان ولا يزال جزءا من تاريخنا ووجودنا – لا ينهي وجود امة وشعب وهوية. الذي يقتل شعب وامة هو الذي يقتل الثقافة والطقوس والهوية المتمثلة باللغة وما تكتنزه حسب تعريفنا اعلاه.

اليوم الكلدان ثقافة ولغة وليتورجيا وطقوس وهوية في خطر. ومع الأسف أرى ان الخطر المحدق بالكلدان من حيث ثقافتهم وهويتهم ولغتهم وليتورجيتهم وطقوسهم وادبهم وشعرهم وفنونهم وغيره يأتي من داخل البيت الكلداني ومن ذات المؤسسة التي واحد من واجبتها يجب ان يكون كما كان طوال التاريخ الحفاظ على الطقوس والهوية والثقافة واللغة رغم الشدائد والهزات وحملات الإبادة والاضطهاد والتهجير الذي تعرضنا له ونتعرض له.

وما حفزني على كتابة هذا المقال وقرع جرس الإنذار هو ما ورد في اخر بيان او مقال في موقع البطريركية الكلدانية في الإمكان الاطلاع عليه على الرابط 1 ادناه لا سيما الحقل تحت عنوان: "مسألة الطقوس الكنسية" والذي أدرجه ادناه:

"طقوسنا كانت بالسريانية الشرقية وبعضها ترجم الى العربية والى السريانية المحكية ( سورث). أما اليوم فإن الغالبية لا تفهم هذه اللغة، ليس فقط من المؤمنين، لكن لا يملك ناصيتها العديد من الكهنة ممن يمارسون الصلوات الليتورجية باللغة الطقسية الأصلية. المؤمنون بحاجة لا فقط الى ترجمة الطقوس ترجمة حرفية، بل الى التأوين والتجديد لتتلاءم مع ثقافتهم الجديدة وحساسياتهم وواقعهم. فنحن بحاجة الى طقس مفهوم بالعربية والإنكليزية والكوردية والفرنسية والألمانية والفارسية والتركية والهولندية والفلامكنية.... الخ. وهذا ليس سهلا فمعظم طقوسنا تعود الى القرن السابع واعدت لمجتمع زراعي ولا تتماشى مع ثقافة المجتمع الجديد وعقليته وتنوعه. المهم ان نساعد مؤمنينا على الصلاة وليس على أداء طقوس غير مفهومة ولا تشدهم وتغني روحيتهم. الطقوس من اجل الانسان وليس العكس كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم.


السياق

وقبل الولوج في الموضوع من أوسع ابوابه اود القول إن ما اتى في السياق العام للرابط فيه نقاط مهمة وصحيحة وذات فائدة وتبرهن ما ذهبت اليه في كتاباتي في هذا المنبر. قد تحتاج الى بعض الشرح لوضعها في سياقها الصحيح.

وأمل ان يتسع صدر البطريركية للنقد. وأمل أيضا ان لا تتعجل بالرد كما هو شأنها اغلب الأحيان. الاعلام سيف بتار قد يرتد على صاحبه إن لم يستخدم بحكمة وروية.

وانا أرد على نقاط محددة، هذا لا يعني ابدا ان ولائي وحبي لكرسي اجدادي، كرسي كنيسة المشرق الذي تمثله رئاسات ثلاث اليوم – الكلدانية والاشورية والقديمة – قد شابه وهن او ضعف. لا مساومة على الولاء لكرسي ساليق/قطيسفون لأنني اعرف نفسي وهويتي – كما عرفتها أعلاه – من خلاله.

واظن ان الكثير من القراء – ان لم يكن كلهم – يضعونني في خانة المدافعين لا بل المستميتين في الدفاع عن كرسي بابل على الكلدان لا سيما في الصراع والأزمة التي لا زالت مستمرة حول السلطات والحقوق المؤسساتية للبطريركية على كافة الكلدان حيث تواجدهم لأننا اصبحنا شعبا مهاجرا يعيش اغلبنا في الشتات ومناطق متباعدة جغرافيا وغير مرتبطة ادارة وتنظيما ببعضها وتنسيقا ومنسلخة عن الرئاسة (الكرسي) في بلد الأجداد.

وأمل ان تنظر البطريركية من هذا المنطلق بالذات – أي ان النقد ادناه يأتي من محب لها ومدافع عنها. وفي الحقيقة انني أرى اغلب النقد الذي اتاها حتى الأن من هذا المنطلق. المؤسسة البطريركية بالنسبة للكلدان جزء من الوجود والهوية والثقافة حسب تعريفي لها.

استخدام الإعلام


بالطبع هناك الكثير من المقالات والبيانات الصحافية وغيره تصدرها البطريركية، واعلاميا هذا خطأ. اكاد اجزم ان عدد الردود والبيانات والتصريحات وغيره التي أصدرتها البطريركية قد يفوق ما صدر عن الناطق الرسمي باسم الحكومة في العراق او باسم حكومة الإقليم في كردستان العراق.

لن اتحدث عن أثر هذه التصريحات والبيانات والمقالات ولكن تحليلا خطابيا معمقا لها يظهر ان البطريركية في صراع دائم وعلى عدة جبهات في آن واحد. وأحيانا هي في صراع حتى مع نفسها. ولا تكاد تهدأ جبهة حتى تفتح جبهة أخرى.

وهذا دليل ايضا على ان البطريركية لا تكاد تنتهي من ازمة حتى تقحم نفسها في ازمة أخرى. وبدلا من التركيز على ازمة واحدة، تحاول معالجة عدة أزمات في آن واحد. ولن نجافي الحقيقة إن قلنا انها فشلت في حل او حلحلة أي من الأزمات التي تناولتها. خرجت من كل الأزمات وبعد صراع مرير مكسورة الجناح، ومنها الخلاف مع ابرشيات في المهجر والخلاف مع الفاتيكان المتمثل بالمجمع الشرقي ووزيره وغيرها من الأزمات.

الشعارات


وحتى الشعارات التي رفعتها والتي توسمنا خيرا فيها بقيت شعارات. لا الوحدة تحققت وأخشى انها لن تتحقق ولا الصلاحيات البطريركية المسلوبة والمناطق المغتصبة تم اعادتها. ولم يتحقق أي شيء من الأصالة.

بالعكس نحن مقبلون على خطر محدق والذي انا بصدده وهو التجديد والحداثة، بمعنى ان كل ما لدينا من ثقافة وطقوس ولغة وأناشيد وفنون وفلسفة ولاهوت تضمه ثنايا ليتورجيتنا وطقوسنا المقدسة هو "زراعي"، أي قروي متخلف علينا استبداله وتغيره وترك لغتنا وثقافتنا وطقسنا أي هويتنا واستبدالها بهويات (لغات) شتى (انظر الرابط 1 والاقتباس اعلاه).
 
الهجرة والشتات


لا اظن ان البطريركية حققت أي تقدم او نجاح يذكر في كل النقاط المذكورة في الرابط. الكلدان غالبيتهم في المهجر وليس بلد الأجداد. في المهجر كما في العراق هم مشتتون متباعدون حتى ضمن الدولة الواحدة ولم تحصل البطريركية على اية صلاحيات لتنظيم شؤونهم. بالعكس الأمور تشير الى تقليصها أكثر والصدام او الصراع المستمر والمتزايد مع الأبرشيات وبعض الالكيروس خير دليل وعدم التوافق والتباعد ضمن منطقة جغرافية واحدة في الإدارة والتنظيم واللغة والليتورجيا كما هو الحال في أوروبا مثلا دليل اخر.

اما الهجرة فليس بإمكان البطريركية ايقافها. نعم نقف اجلالا لما قامت به الكنائس بصورة عامة من اجل المهجرين ولكن كل الحلول وقتية ولن يمضي وقت طويل حتى يفرغ البلد تقريبا من كلدانه ومسيحيه.

الخطوط التي تمسك بالفوضى في المنطقة أكبر من حجمنا ومن حجم أي من مؤسساتنا بكثير وأكبر من حجم الحكومات هناك وحجم الأديان والمذاهب الكبيرة والقوميات التي تضم عشرات الملايين. نحن لسنا جزءا من الحل ولا المشكلة ولا تكترث أي مؤسسة او دولة غربية او شرقية دينية او مدنية لنا ولوجودنا وإن اجتمعنا بهم او اجتمعوا بنا وإن كتبنا لهم وكتبوا لنا فذلك لن يقدم او يؤخر في الأمر شيئا.

أمور إيجابية؟


بالطبع هناك افرازات ومخارج إيجابية لما قامت به البطريركية. كثرة خطابها الإعلامي ودخولها في حوار مع منتقديها كانت له ثمار طيبة رغم ان هذه الإيجابيات أتت عكس ما كانت تهدف اليه البطريركية. 

فمثلا، وبعد اخذ ورد وكتابات عارضها البعض بشدة وبأسلوب غلبته الشخصنة والمباشرة اعترفت البطريركية ذاتها ان هناك خط فاصل بين الكنيسة كرسالة انجيلية سماوية رسولية والكنيسة كمؤسسة أرضية حيث تؤكد البطريركية – وحسب معلوماتي هذه اول مرة – وبشكل شبه قطعي قائلة إنه "لا بد ان نميّز بين الكرسي الرسولي ودولة الفاتيكان". (رابط 1)

هذا امر جيد. لأن الكرسي يمثل رسالة السماء والدولة تمثل مؤسسة شأنها شأن أي دولة او مؤسسة أخرى. والفاتيكان حقا دولة، صغيرة ولكنها كبيرة ومؤثرة جدا، فيها مجلس وزراء ورئس وزراء ورئس دولة ووزراء الخارجية والمال والمستعمرات وفيها أيضا دائرة كبيرة بمثابة وزارة تعني بشؤون التجسس والمخابرات ولها علاقات وطيدة مع دوائر المخابرات والتجسس في العالم.

بيد ان البطريركية تفشل، في رأيي الشخصي ومن خلال قراءتي، في وضع الثورة الكلدانية ضد هذه الدولة ضمن سياقها التاريخي.

تقول البطريركية إن واحدا من البطاركة الكلدان العظام وهو "يوسف اودو قام بالتصدي الشجاع لهذه الظاهرة" أي ظاهرة ان تقوم دولة (دولة الفاتيكان) باستعمار مناطق وثقافات لا تعود لها بغية تطويعها وتغيرها وفرض ثقافة وليتورجيا وهوية بديلة دخيلة اجنبية عليها.

لقد كتبت عن هذه الثورة المباركة كثيرا وانا سعيد جدا ان ارى البطريركية اخذت بذكرها والتنويه بها. ولكن لنكن حذرين عند التعامل والتحدث واحياء هذه الثورة. أنها لم تكن من اجل السيطرة على كاهن هنا وكاهن هناك. كانت هذه الثورة من اجل الثقافة والطقوس والليتورجيا واللغة والهوية التي تميز الكلدان كشعب وكنيسة.

لقد نهض البطريرك الغيور اودو وثار ضد اللاتين وتدخلهم السافر في الشؤون الطقسية ومحاولتهم تبدليها والغائها وفرض اللاتينية محلها. هذا ما قاومه البطريرك بشدة ولولاه لكنا كلنا اليوم ومعنا كل الكنائس الشرقية الكاثوليكية لاتينية صرف من حيث الثقافة والطقوس.

نعم فشلت ثورته واسبابها كثيرة ولكنها نجحت الى حد ما في الحفاظ على الليتورجيا والطقوس والثقافة والهوية والفنون والاعلام الأناشيد واللغة كما اتتنا من ابائنا وقديسينا وملافنتنا العظام. ولكن قائدها خسر الصراع من اجل الاستقلال في إدارة وتنظيم مؤسسته الكنسية واضطر الى التنازل عن مناطق شاسعة وملايين الأتباع وخسر السلطة على الأساقفة. كان البطريرك اودو همه الأول الحفاظ على اللغة والثقافة الكلدانية والطقس الكلداني والهوية الكلدانية وحارب ودخل في صراع مرير مع دولة الفاتيكان من اجل ذلك.

لم يمس الكرسي الرسولي في روما ابدا، أي رسالة الانجيل، ولكنه كان قاسيا جدا على دولة الفاتيكان وحملاتها التبشيرية المدعومة من دول استعمارية لا سيما البرتغال حيث أطلق عليهم كلمات قاسية واوصاف يستحقونها مثل "الذئاب بلباس الحملان" و "الكروم الملعونة" و"المجرمين" فقط لأنهم ارادوا التلاعب بثقافتنا وطقسنا وليتورجيتنا ولغتنا ورموزنا واناشيدنا وانافوراتنا ومخطوطاتنا وفنوننا وريازتنا ودورتنا الطقسية وحوذرتنا وارادوا ان يرفعوا رموزنا ويضعوا محلها رموزهم اللاتينية. لن أسهب في هذا لأنني قد اشبعته نقاشا.

موقف البطريركية الحالية


موقف البطريركية من طقوسنا ولغتنا وليتورجيتنا الكلدانية التي قاتل من اجلها اجدادنا وثاروا على دولة الفاتيكان بسببها موقف خطير إن لم يتداركه أصحاب الشأن. البطريركية الكلدانية تعتقد لا بل تجزم، وهنا خطورة الموقف ان "معظم طقوسنا تعود الى القرن السابع واعدت لمجتمع زراعي ولا تتماش مع ثقافة المجتمع الجديد وعقليته وتنوعه." (انظر رابط 1 والاقتباس اعلاه)

أخشى ان البطريركية تعد العدة لإلغاء طقسنا وتبديله بحجة "زراعيته". وهل هناك شعب او مؤسسة صاحبة هوية تنعت تراثها وادبها وليتورجيتها ولغتها بأنها "زراعية"؟

أي ان مار افرام ومار نرساي وغيرهم من اعلام كبار وعظام ليس على مستوى شعبنا وكنيستنا بل على مستوى العالم وكنائسه الكبيرة والصغيرة ويشهد لهم بذلك الفلاسفة واللاهوتيون والمفكرون القدامى والمعاصرون من شتى الثقافات والكنائس "زراعيون" وما تركوه لنا "زراعي" علينا استبداله والغائه. وأن "مارن ايشوع" و "هاو دنوارنه" و "اوا دقوشتا" وكل الجواهر الثمينة التي نملكها وبدونها نخسر أنفسنا كشعب وهوية كنسية "زراعية". وكل كارزواثا "زراعية" وقروية فيجب تبديلها كما حدث بكتاب الطلبات بالعربية الذي فيه من الركاكة والممل والأخطاء فكرا ولغة وعلما وليتورجيا وتاريخا ما لا يجب ان يكون ولا يليق بكنيسة بحجم ومكانة كنيسة المشرق الكلدانية.

ما هو "الزراعي" فيما تركه لنا مار افرام ومار نرساي اللذان يعدان وبحق قيثارة الروح القدس ومن قبل كل كنائس الدنيا تقريبا. ومار افرام اليوم ترتل صلواته في الغرب ومنها صلوات الصبح "صبرا" وينشدها الرهبان في الأديرة في ارجاء العالم. فكيف صارت بقدرة قادر "زراعية" لا توائم العصر ويجب مسحها وتبديلها كما حدث مع الطلبات (كرزواثا) وغيرها مما تراه البطريركية مناسبا وهو غير مناسب وعصريا وهو غير عصري لأنه ممل ومكرر وملئ بالأخطاء ويفتقر الى الأصالة في الفكر والأسلوب والمتن والمحتوى وهو لا شيء لا بل صفر امام ما تركه لنا اجدادنا العظام الذين يشهد بأصالتهم وقدسيتهم ومواءمتهم لعصرنا بتنوعه الغرباء عن ثقافتنا وطقسنا ولكن بطريركيتنا تراهم "زراعيين".

 إن كان موقف البطريركية صحيحا فكل ليتورجيا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية واغلب رموزها وطقوسها وفنونها وقديسيها يعود الى القرون الوسطى المظلمة حيث كان يسود الاقطاع الزراعي والظلم المؤسساتي الكنسي ومن ضمنها روائع الموسيقى الكلاسيكية الكنسية وفنون العمران والرسم والايقونات وغيرها. فهل سنسمي هذه الرموز والليتوريجا والاناشيد والموسيقى الكنيسة والطقوس والفنون التي تدرس في الكنائس وفي المدارس الحكومية وتتشبث بها كافة الكنائس الغربية ومعها المؤسسات المدنية وحتى الحكومات العلمانية لا بل تقدسها بأنها "اقطاعية زراعية ظلامية" وعلينا الغائها وتبديلها؟

اليوم بالذات المفروض ان نرتل صلوات عيد الصليب حسب الطقس الكلداني. وهذا سؤال موجه الى كل كلداني غيور على ثقافته وهويته ولغته، هل هناك منكم من يستطيع تأشير ما هو "زراعي" في طقس عيد الصليب؟ "الزراعي" هو فقط ما تم فرضه علينا من كتاب الطلبات وغيره من الأناشيد "المناسبة" واقحامها في طقسنا وليتورجيتنا بحجة الحداثة وهي بعيدة عن الحداثة والأصالة بعد السماء عن الأرض.

والعمود الفقري للطقس الكلداني هي روائع مار افرام وغيره من الملافنة والقديسين والأدب المريمي الذي لا مثيل له في العام. وكل هذه تدور حول الكتاب المقدس لا سيما مزامير داود، أي لا نستطيع ممارسة الطقس ابدا دون ان يكون للمزامير دورا رئيسيا. فهل المزامير "زراعية"؟ كنت أتوقع أي شيء ولكنني لم أتوقع ولم يدر في خلدي وحتى في الحلم انه سيكون هناك أساقفة كلدان ينظرون الى الطقس الكلداني نظرة كهذه.

طقوسنا مشتركة


ومن ثم نحن نشترك في هذه الطقوس مع كنائس وشعوب أخرى. احتراما للقدسية التي تنظر هذه الكنائس الى ما تراه البطريركية انه "زراعي" كان يجب عدم استخدام تعابير مثل هذه تنتقص من أغلى ما نملكه او ربما كل ما نملكه كهوية وثقافة وشعب وكنيسة ووجود.

إن هذا النهج خطير ويفتقر الى ابسط الأسس العلمية ويخالف النظرة لدى البطريركيات المشرقية الأخرى كاثوليكية او غيرها. فبطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية يرى لغتنا الطقسية وليتورجيتنا وطقوسنا مقدسة ويؤكد على ذلك في كثير من المواقف.

وبطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية يراها أيضا مقدسة ويوم تنصيبه كان احتفالا بهيّا بهذه الطقوس المقدسة التي ومع الأسف الشديد تسميها بطريركيتنا الكلدانية "زراعية" وتأخذ ذلك حجة غير سليمة وغير منطقية لإلغائها واستبدالها. والبطريرك السرياني الأرثوذكسي بدأ خطبة التنصيب بلغة اجداده واجدادنا – السريانية – مؤكدا على مكانتها الطقسية والوجودية في صفوف شعبنا وكنيستنا.

وبطريرك الروم الملكيين قال في طقسنا ولغتنا وما تركه لنا اجدادنا مثل ما افرام إن هذه الطقوس والليتورجيا بالنسبة الى المشرقيين المسيحيين هي مثل نهري دجلة والفرات لأرض ما بين النهرين، نستقي منها ونحيا فيها.

وهناك بوادر تغير وعودة للجذور الطقسية واللغوية لدى البطريركية المارونية ايضا حيث نلحظ زيادة ملحوظة في القداديس والمراسيم والطقوس للأناشيد الطقسية السريانية وجوقات تنشد فيها وتحيّها بعد ان كانت أصبحت شبهة منسية.

اما بطريركية كنيسة المشرق الاشورية والقديمة فالتزامهما بالطقوس لا مساومة عليه والحفاظ على ما تركه لنا اجدادنا بلغته وتعميمه وتدريسه جزء من الواجبات المؤسساتية.

القول إن بعض الكهنة لا يملك ناصية هذه اللغة عذر غير مقبول لأننا نعلم لماذا بعض الكهنة لا يتمكن من الطقس واللغة. هذا مرده الفترة التي تم رمي الكتب الطقسية واللغة الطقسية والحوذرا الطقسية في سلة المهملات في المعهد الكهنوتي وإطلاق تسمية "الجراد والصراصر" عليهما وبروز تيار "حداثي" لدى بعض الإكليروس الكلداني ذو فهم قاصر لمعنى الحداثة حيث لديهم وحسب تفكيرهم القاصر الحداثة تعني ضرب التراث والثقافة واللغة والطقوس عرض الحائط، وهذا ما لا يقبل به أي شعب او مؤسسة ذات هوية. ولكن هذا ما حصل ويحصل في الكثير من المناطق وأخشى ان يكون هذا هو التيار السائد في البطريركية. ولن أسهب في هذا كي نتجنب المباشرة. بدلا من التشبث بحجة عدم التمكن من ناصية اللغة علينا العمل على تدريسها وتعلمها وتعليمها.

التأوين وما أدراك ما التأوين


الحل لا يكون "بالتأوين والتجديد" لأن التجديد كما تريده البطريركية سيكون كارثة على الهوية لأنها تسعى الى استخدام كل اللغات ونحن لا نتجاوز عشرات الالاف من الكلدان من الذين نرتاد الكنيسة بصورة منتظمة. وهذا الأمر بالذات صار سببا للتسرب والتسيب حيث كل يوم لدينا طلبات واناشيد "مناسبة" مليئة بالأخطاء وركيكة اللحن والأداء والفكر والحبكة وركيكة اللغة بالعربية او غيرها ونحن في الشتات.

ان ترد كلمة او كلمتين تشيران الى الزراعة في طقوسنا لا يجوز ولا يحق لنا ان نأخذهما عذرا للهجوم على تراثنا وطقسنا. التجديد والحداثة لدى البطريركية صار هجوما على التراث واللغة والثقافة والطقوس وليس احياء لها.

ولهذا اليوم لدينا بطريركية كلدانية تكون الوحيدة بين البطريركيات المشرقية التي لم ترم حوذرتنا المقدسة جانبا بل الكثير من الرموز التي تميزنا وتشير الى ثقافتنا ومن ضمنها الزي البطريركي بينما كل البطاركة المشرقيين ملتزمي بأزيائهم.

اليوم لا يستنكف رئس الوزراء الهندي والماليزي والباكستاني والأفريقي من زيه ويرتديه في كل المناسبات.

وارى ان الاقتباس من القديس يوحنا فم الذهب الذي تكرره البطريركية ليس الأن ولكن منذ عقود في محاربتها للطقس في غير محله وخارج سياقه. يوحنا فم الذهب يقول إن رسالة الانجيل في المحبة والغفران والتسامح والعطاء تأتي قبل أي طقوس، أي انه لا يهاجم الطقس بالمفهوم البطريركي.

الطقس في خدمة الانسان وهويته وثقافاته.  وهذا لا يتنازل عنه الأفريقي الذي خرج للتو من الغابة الى الحضارة ويتشبث برموزه وطقوسه وتقاليده ولغته ويجعلها جزءا من ليتورجيته. فكيف بشعب علم الدنيا القراءة والكتابة والدورة الطقسية والأنافورا وغيره.

الطقس هو في خدمة الإنسان وثقافته وهويته وليس اضطهادا للإنسان وهويته. استبدال الثقافة والهوية والطقس واللغة وفرض ثقافة ولغة وطقس جديد بلغة غير لغتنا او طقس أجنبي ودخيل اضطهاد. كتابة طلبات من عندنا وبالعربية بركاكتها والقصور الواضح فيها مقارنة بما لدينا فكريا ولاهوتيا وفلسفيا وعلميا ومنطقيا كي تحل مكان الكرزواثا الطقسية اضطهاد. وتغير الطقس وكتابة أشياء جديدة وبلغات شتى اضطهاد.  يوحنا فم الذهب يريد ان يخدم الطقس هويتنا المسيحية وثقافتنا المسيحية وليس اضطهادنا، أي فرض ثقافة وهوية ولغة وليتورجيا دخيلة او جديدة علينا بحجج واهية.

خطر وجودي


لن يمض وقت طويل وسنرى ان الكلدان وكنائسهم وابرشياتهم كل له طقسه وبلغته الخاصة وكما يناسبه. ما هو الداعي الى تحويل القداس والليتورجيا الى اللغة السويدية والإنكليزية والفلومنكية والهولندية والفرنسية والدانماركية والفنلندية والالمانية وبأسلوب ركيك ورتابة وملل كما هو شان ما يأتينا بالعربية حاليا؟ اليس من الأحرى ان يحضر الكلدان القداديس والطقوس التي تقوم بها الكنائس الكاثوليكية في هذه البلدان وبلغاتها القومية؟

وهل الطقس من اختصاص البطريركية دون استشارة أصحاب الشأن؟ هناك في كنيستنا الكلدانية أساقفة كبار ومختصين لهم باع بالطقس ولهم إمكانية هائلة في فهمه وتفسيره وقراءته وانشاده وتدريسه؟ لماذا لا تلتجئ البطريركية إليهم لأحياء طقوسنا بدلا من الاتكاء في كل شيء على نفسها وكأنها مختصة في كل شيء؟

وما تقوم به البطريركية من تجديد لأنها ترى ان ما لدينا "زراعي" لا يلائم العصر شيء غريب وعجيب. كل الأدب العالمي تقريبا والذي يأخذ بألباب الدنيا يتكئ على الطبيعة. فهل نذمه ونلغيه لأنه زراعي؟

وموقف البطريركية يعارض مواقف اخرى لأساقفة كلدان اخرين الذين يرون ان طقوسنا مقدسة ويجب الحفاظ عليها لا سيما جواهرها التي لا تثمن.

وصفة لمشاكل قادمة


هذا الموقف ضد الطقس ولغته أخشى انه سيحدث شرخا اخر في الكنيسة التي أساسا لا زالت تعاني الأمرين ولم تفلح البطريركية حتى الأن في حل أي من معضلاتها ومشاكلها وما أكثرها.

إنه حقا وصفة لمشاكل كبيرة قادمة لأن الخلاف مع ابرشيات المهجر او لنقل بعضها ومع الأبرشيات الأخرى أساسه ثقافي لأنها ترى بالعين المجردة ان البطريركية ماضية دون هوادة في تهميش لا بل إزالة الطقس الكلداني ولغته من الوجود لأنه "زراعي" وهذا غير صحيح ابدا.

واظن ان البطريركية في موقفها هذا من الثقافة واللغة والطقس الكلداني ستزيد في مكانة معارضيها ومتحديها متانة لأنها تقدم لهم الدليل على انها لا تكترث للطقس والثقافة واللغة والهوية بينما الكلدان بصورة عامة يرغبون في الحفاظ على طقسهم ولغتهم وسيناصرون ويهرعون لمساندة كل من يلتزم بها ويعلّي من شأنها وليس الذي يهمشها ويصفها بأنها "زراعية".

مفارقة كبيرة


ومن ثم فإن المقولة والموقف هذا يتعارض أساسا مع نهج الكرسي الرسولي في الفاتيكان في العصر الحديث. وانقل هنا ما اتي في مقال لأسقف كلداني محب لطقسه وليتورجيته وهو ينقل من قوانين الكنائس الشرقية والذي يتعارض مع الموقف السلبي للبطريركية ضد الطقس الكلداني (رابط 2).

ق. 39- إن طقوس الكنائس الشرقية يجب حفظها ودعمها بورع، لكونها تراث كنيسة المسيح بأسرها، يشع فيه التقليد المنحدر من الرسل عن طريق الآباء ويؤكد بتنوعه وحدة الايمان الكاثوليكي الالهية.
ق. 40 بند 1- على الرؤساء الكنسيين الذين يرأسون الكنائس المتمتّعة بحكم ذاتي، وعلى جميع الرؤساء الكنسيين الآخرين أن يُعنوا عناية بالغة بصَون طقسهم بأمانة وحفظه بدقّة ولا يقبل ايَّ تغيير فيه، ما لم يكن في سبيل نموّه الذاتي والحيوي، واضعين مع ذلك نُصب اعينهم المحبة المتبادلة بين المسيحيّين ووحدتهم.
بند 2 – على سائر الإلكليروس وجميع اعضاء مؤسّسات الحياة المكرّسة ان يحفظوا بأمانة طقسهم ويكتسبوا على الدوام معرفة له اعمق وممارسة أكمل.
بند 3- وكذلك على سائر المؤمنين أن يعزّزوا معرفة طقسهم وتقديرهم له، كما يجب عليهم أن يحفظوه في كل مكان، ما لم يستثنِ الشرع أمراً ما.
 


هذه القوانين ستكون سندا للمعارضة الحالية للبطريركية ومواقفها بصورة عامة وموقفها من الطقس الكلداني ولغته بصورة خاصة وبإمكان المعارضين الاستناد اليها في رفض ما تقوم البطريركية بتأليفه بالعربية كما أسلفنا وارساله كفرض على الكنائس لا سيما في المهجر حيث أساسا لا سلطة إدارية لها على الأبرشيات والخورنات.

لماذا لا نتشبث بهذا القانون ونتمسك به لأنه يمنحنا حقوقا ثقافية ولغوية كاملة ويحفظ هويتنا ولغتنا وطقسنا وليتورجيتنا وتم سنّه بعد ان شعر الفاتيكان كدولة بخطئه لا بل خطيئته لاسيما في اضطهاده للكلدان وطقسهم ولغتهم وتراثهم ومحاولاته وحملاته الحثيثة وأحيانا العنيفة لإزالة كل ما يمت للكلدان من طقس ولغة وفنون وثقافة وفرض اللاتينية محلها.

نريد حقوقا تعيد لنا السلطة على الكهنة في الشتات وهذا جيد ولكن هناك حقوقا قد حصلنا عليها من الفاتيكان فلماذا لا نمارسها.

أكرر ان الموقف هذا وما تقوم به البطريركية من اعمال لتهميش اللغة الطقس الكلداني والحوذرة الكلدانية والليتورجيا برمتها هي وصفة لمشاكل عويصة حيث لا يزال بعض الأساقفة ومعهم ابرشيات كبيرة ومعهم عدد كبير من الكلدان ينظر بامتعاض الى هكذا مواقف وممارسات واظن ان الموقف سيزيد من المواجهة بدلا من إرساء التوافق والسلام والمحبة.

دعوة

على الكلدان واساقفتهم وأكليروسهم ومعهم كل الأشقاء من المحبين لهويتهم وثقافتهم ولغتهم وطقسهم الذي قاتل اجدادهم من اجله ولم يتركوه او يغادروه او يستبدلوه في ظروف اقس بكثير من التي نحن عليها اليوم إضافة الى الذين يشتركون معهم في طقسهم المشرقي القيام بحملة توعية وحملة تواقيع لإثناء البطريركية عن نهجها والطلب منها الالتزام بلغتنا وطقسنا وليتورجيتنا الكلدانية كما اتت لنا من ابائنا القديسين. بدونها لا هوية لنا. بدون لغتنا وطقسنا وثقافتنا سنصبح كالشعب والمؤسسة الكنسية التي هي على قارعة الطريق، كل واحد يدفع بها بالاتجاه الذي يريده. وهذا ما يحدث الأن بالضبط حيث كل واحد يأتي بما يناسبه.

واختتم وأقول إنني ما زلت على ولائي للبطريركية والكرسي الرسولي الذي تمثله وامل ان تنظر البطريركية الى ما اتيت به في هذا المقال بعيون منفتحة وبقلب واسع.

وكذلك امل من الأخوة القراء ان يناقشوا متن الموضوع وما اتى فيه من نقاط ويتركوا مسائل التسمية والأمور الشخصية جانبا.
 

رابط 1

http://saint-adday.com/permalink/7786.html
رابط 2

http://saint-adday.com/permalink/7836.html






 





1331
الزميل الدكتور عبدالله رابي المحترم

تحية طيبة

كالعادة يتحفنا قلمك بمادة دسمة غايتها إضفاء بعض العلمية والأكاديمية والمنطق على النقاشات التي تدور في صفوف شعبنا ومن على هذا المنبر بالذات.

تذكر الحالة او الظاهرة او الواقع الاجتماعي وكيف لنا ان نفهمه ونستوعبه ونتفحصه ونمتحنه وما هي الوسائل المتاحة للقيام بذلك.

بالطبع مفهوم الدايلكتيك dialectic  لا علاقة له بدراسة الظاهرة الاجتماعية. وكل مجموعة اجتماعية مؤسساتية تعد ظاهرة اجتماعية والسجن مثلا الذي قمت بدراسته في بعض ابحاثك ظاهرة اجتماعية والكنيسة كمؤسسة ظاهرة اجتماعية عادية شأنها شأن أي منظمة او مؤسسة أخرى.

اعجبني جدا السرد التاريخي لتطور فلسفة العلوم الاجتماعية الذي قدمته وكذلك تطرقك الى مدارس فلسفية حديثة كمدرسة فرنكفورد النقدية ومن ثم ذكرك للعملاقين هابرماس وفوكو.

نحن اليوم في حقبة اللغة، أي كل ظاهرة اجتماعية بإمكاننا تفكيكها من خلال تحليل الخطاب discourse analysis . واللغة جوهرها الخطاب الذي يضم في ثناياه كل وسيلة او رمز للتواصل الاجتماعي والثقافي.

وهذه المدرسة اساسها نقدي، بمعنى إن لم نقم أولا بتعرية أنفسنا كمجتمع ومؤسسة ونفكك ما لدينا اي نرفع الغطاء عن كل ما نتصوره انه مقدس وفي محله ومكانه وأنه تحصيل حاصل وأمر بديهي ومسلم به فإننا لن ننهض.

ومن هذا المنطلق تكون مقولتك الشهيرة ان مؤتمرات ما يسمى بالنهضة الكلدانيه ما هي إلا نكسة كبيرة صحيحا لأن الذين قاموا بها اسسوا فكرهم او موقفهم او فلسفتهم على ان ما موجود هو تحصيل حاصل وأمر بديهي ومسلم به ويجب تعزيزه وتثبيته. وهنا الخطأ القاتل.

هذا الموقف ضد حتى مفهوم الدايلكتيك لأن إن أردنا ان ننهض علينا ان نضع كل ما لدينا تحت مشرحة النقد ونبدأ أولا بنقد خطابنا وأنفسنا كظاهرة اجتماعية وننقلب على ذاتنا أولا وننطلق من كون ان ما لدينا ليس سليما وتحصيل حاصل بل تراكم سلبي لسلبيات تبنيناها دون وعينا ودون قرار ونقاش وحوار علمي من قبل أصحاب الشأن لاسيما المفكرون والعلماء في صفوفنا.

هذا ما لم يفعله اشقاؤنا الكلدان ولم تفعله مؤسستنا الكنسية وتجاوزته الرابطة الكلدانية لأننا نحن الكلدان اساسا نحارب كل من يبرز في صفوفنا وينتقد مسيرتنا الفاشلة لغرض الإصلاح ونهاجمه لا بل نفضحه ويهرب ويتركنا والشواهد منذ وأد ثورتنا المباركة وكسر شوكة شعبنا وكنيستنا كثيرة جدا، وهذا امر مؤسف وخطير سيكون له تداعيات كبيرة وإلا كيف يجوز لمؤتمر نهضة ولرابطة كلدانية ان تخشى ذكر اروع وأسمى ثورة في تاريخ شعبنا او ربما لم يسمع بها حتى من يقول انه قومي كلداني لأن المذهبية لا تريد لنا ان ننهض بدليل انها أدخلت في دماغنا انه لا يجوز الثورة (النهضة) على كل ما يأتي من المذهبية لأنه مقدس حتى وإن كان وراءه ظلم لا بعده ظلم وتهميش لكل مقومات  الهوية والقومية.

 وحتى هذا اليوم نخفي رؤوسنا في الرمال كي لا نرى حقيقتنا وواقعنا على ما هو من خلال عيون نقدية علمية اكاديمية ونتصور ان الحالة الاجتماعية التي نحن فيها "نهضوية، ولكنها نكسة ونكوص وإنكار لواقع مرير سيء وأزمة وجودية شديدة.

شكرا على المقال الذي لا بد وان يجعل كل قارئ لبيب ان يشغل رأسه.

تحياتي


1332
الأستاذ عبدالاحد سليمان بولص المحترم

تحية طيبة

حسنا فعلت بتسليط الضوء على هذا الموقع السيء الصيت وبعض الكتابات الهابطة فيه. واتفق فيما ذهبت إليه وما ادلى به بعض الأخوة ان الخطاب يعكس شخصية واخلاق والواقع الاجتماعي للكاتب.

ومع الأسف ترى بعض الأخوة يقدم اعذرا وتبريرات حيث انهم بذلك يزيدون من طينهم بلة لأن الإساءة مردودة على صاحبها من أي أتت والشتائم والبذاءات التي اظن ان اغلب قراء هذا الموقع على دراية بأصحابها ومردديها مؤشر على الإفلاس الفكري والثقافي والأخلاقي.

والغريب ان أصحاب هذه الشتائم والإساءات تراهم متدينون يرددون آيات من الإنجيل وهم يشتمون ويكفرون ويهرطقون الأخر المختلف عنهم.

لا يجوز ترك الأفعى السامة في سبات كما طلب أحد الأخوة. يجب التأشير الى الأفعى السامة وتنيبه وتحذير الأخرين منها. هذه افعى سامة لا فترة سبات لها.

كل من يتكئ على الشتائم والإساءات في مخاطبة الأخر ويستخدم خطابا يهرطق ويكفر الأخر وهو المسيحي المختلف عنه لفظا (أي مذهبا) هو افعى مسمومة لا تمر في فترة سبات وحسنا فعلت وفعل الأخرون في تعريتها وكشفها.

ومن المحزن لا بل انه مأساة لا بعدها مأساة ان يكون موقع إبرشي كلداني في المهجر رأس الحربة في خطاب جله إساءة وشتائم وهرطقة وتكفير وعلى رأسه أسقف وكهنة وهم يقدسون كل يوم ويقرأون الإنجيل كل يوم وهم ومريدوهم يقتبسون من الإنجيل وهم يشتمون ويسيئون الى الأخر فقط لكون يحمل فكرة او نظرة مختلفة.

قد اختلف مع حضرتك بعض الأحيان والاختلاف ضمن نطاق الكياسة والذوق والأخلاق شيء طبيعي.

بيد انني أرى لزاما علي ان ارفع القبعة لمقالك هذا وأقول انك صرت صوتا وقلما بارزا في صفوف شعبنا الواحد وكنيسته المشرقية المجيدة الواحدة باختلاف مذاهبها.

وتقبل تحياتي


1333
القراء الأعزاء

أولا اشكر الأخ العزيز عبدالاحد سليمان للرابط وأشكره على حنكته. فهو كاتب ماهر، يوزن كلماته وعباراته. وأنطر كيف انه قال: "ربّما كانت مقالة الأب يوسف جزراوي المنشورة في موقع تلسقف بتاريخ الرابع من كانون الثاني سنة 2010 والتي تتعلّق بوصية المرحوم البطريرك يوسف أودو السادس تلقي المزيد من الضوء على بعض جوانب النقاش". .ولم يجزم. وحسنا فعل كما سأوضح ادناه:

ولكن الأخ العزيز سامي ديشو يأخذ الأمر وكأنه الحقيقة ويجزم انه كذلك.

ولم يكن بودي الرد على تعقيبه الأخير ولكن خشيتي من ان يأخذ بعض القراء غير المطلعين على سير الأمور كلامه محمل الجد فارتأيت وضع بعض النقاط على الحروف كي يتم قرأتها بصورة صحيحة من قبلهم ويرفعوا عنها غشاوة الضبابية المذهبية والطائفية والخوف والخشية التي تنتاب الكثيرين عند أي محاولة لإلقاء الضوء على الصفحات المطوية مما اوقعه الفاتيكان من ظلم مرعب بالكلدان وكنيستهم.

انا مطلع على هذه الوثيقة التي في اغلب الظن وثيقة مزورة للاستيلاء على تركة البطريرك وإخماد نيران ثورته ومؤرخة قبل وفاته بقليل كي تظهر وكأنها وصيته وتنسب إليه ولا يعلم غير الله إنه هو الذي قال ما اتى بها. أسلوبها ركيك لغتها مليئة بالأخطاء وأنا مطلع عليها. والذي يعرف هذا البطريرك لا يمكن ان يعزوها إليه ابدا ولا يمكن ان يعزو لغتها وأسلوبها الى شخص مثقف يعرف اساسيات القراءة والكتابة. وقيل انه قال ما قال وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.

 وحتى إن قال ما قال (وهذا لا يمكن الوثوق به ابدا) فإن ذلك لا يلغي محاكم التفتيش التي طبقها الفاتيكان على الكلدان ولا الاضطهاد المروع الذي إضطهدهم به وتفاصيله الكاملة متوفرة في رسائل عديدة وكثيرة جدا وبخط يد البطريرك وتوقيعه وختمه، ولكن كل هذا يتم رميه جانبا ويتشبث البعض بوثيقة في اغلب الظن مزورة لغاية في نفس يعقوب (تقديم الدليل للمعارضين والثوار الكلدان ان قائدهم استسلم بكامل ارادته كي يكفوا عن معارضة الفاتيكان وتلطيف ظلم الظالمين).

ومن هو الذي لا يرتعب ومن هو الذي لا يقتله الخوف والرعب إن اجتمع حوله وهو شيخ في اخر أيامه أي قبل وفاته بقليل عن عمر ناهز 84 سنة مبعوث بابا بيوس التاسع الذي فرض وجعل العصمة جزءا من العقيدة .... والقاصد وكبار المبشرين اللاتين وخلفهم الباب العالي والوالي العثماني والقنصلية الفرنسية وفي المناطق الجيش البرتغالي الذي تؤازره أفواج من المبشرين (كرما ليطا، أي الكروم الملعونة، حسب توصيف البطريرك ذاته) ومعهم براءات من الفاتيكان وهم يشهرون في وجهه الحرم الكبير (رقم 12) وهو شيخ ورع ويحذرونه من انه لن يدخل ملكوت السماء ومكانه الجحيم إن لم يوقع على العصمة أي يتنازل بالمطلق عن كل شيء؟

يتشبث البعض بوثيقة مهلهلة مشكوك بصدقيتها وليست بخط البطريرك ويتركون الكم الهائل من الوثائق والرسائل والإثباتات والدلائل الكثيرة منها بخط بطاركتنا وتحمل تواقيعهم وختمهم والأخر بخط احبارنا وتحمل تواقيعهم وختم ابرشياتهم ومنها بخط قسسنا ورهباننا وتحمل تواقيعهم وكلها تشير الى اقتراف الفاتيكان ومبشريه وقواصده ما يرقى الى جريمة ضد الإنسانية والثقافة الإنسانية ضد الكلدان.

ويهملون أنصع وانقى ثورة في تاريخ شعبنا ضد الظلم والطغيان ويغضون النظر عن البطش والطغيان والحيلة والمكر والدهاء الذي استخدمه الفاتيكان لإخمادها ووأدها ولم يكتف بذلك بل اجبر البطريرك قبل مماته وهو عليل وبلغ منه الكبر مبلغه ان يوقع على وثيقة بموجبها سيطر الفاتيكان على كل مقدرات كنيستنا وأستولي على أراض شاسعة بملايين الأتباع واليوم يستخدم ذات الوثيقة للانتقاص من الصلاحيات والسلطات الجاثاليقية على الأبرشيات وحتى الخورنات.

وهذه الأمور كلها ليس عمرها 150 سنة. لعلمك تبعاتها لا زالت قائمة بشكل وأخر وكانت مثار خلاف حاد في منتصف الستينات من القرن الماضي بين المرحوم البطريرك بولس شيخو والفاتيكان. وعاني منها كثيرا المرحوم البطريك بيداويد وما الخلاف الحالي بين البطريركية الحالية وأبرشية كلدانية في المهجر وتدخل الفاتيكان ممثلا بالمجمع الشرقي فيها إلا جزءا من إفرازاتها.  فمن هو الذي يقرأ مزاميره على البسطاء من القراء؟

وارجو ان لا تستخدم عبارات في غير محلها. انا لا ازدري الكنيسة الكاثوليكية. حاشي، لأنها كنيستي وانا من اتباعها ولا تدعي الملكية أكثر من الملك. انا ازدري السلطة والمؤسسة التي اضطهدت اجدادي بشكل رهيب ومرعب باسم الإنجيل والصليب والتبشير ولا تقبل ان ترفع حتى اليوم الظلم هذا وتنصفنا وتطلق يدنا كي ندير امورنا ومشرقيتنا وخصوصيتنا ومناطقنا وأوقافنا في كل مناطق تواجدنا بنفسنا.

تحياتي


1334

أخي العزيز سامي ديشو المحرم

شكرا على ردك الأخير. هذا ما كنت اتمناه لأنه اعتراف صريح من قبلك بان ما ذكرته انا في هذ الدراسة والردود صحيح ولقد عززته حضرتك من خلال ادلة كثيرة أخرى في تعقيبك الأخير.

وفيه تؤكد على العقلية الاستعمارية التي لا زالت تعشعش في الفاتيكان متمثلة بالمجمع الشرقي (وزارة المستعمرات) ورئيسه الذي ليس إلا الوزير الأوروبي الوحيد بمنصب وزير المستعمرات لأن كل أوروبا تخلت عن هكذا وزارة.

وتؤكد كذلك اننا نحن الكلدان ومؤسستنا الكنسية لسنا ناضجين ولا زلنا أطفال واقل قدرا وحكمة وعلما من قبيلة افريقية خرجت للتو من الظلمات الى النور (من الغابة الى الحضارة) التي شكلت دولة (مؤسسة) تدير نفسها بنفسها.

أصغر دول افريقية خرجت للتو من الغابات مثل سيشيل اعترف الاستعمار الغربي باستقلالها وبأنها لها المقدرة ان تدير شؤونها بنفسها في كل شيء.

وتأتي حضرتك وتقول: " فهل تعتقد يا أخي الدكتور بان الكنيسة الكلدانية كان باستطاعتها تدبير الملباريين؟؟؟؟" لا. لا أعتقد ان الكلدان ومؤسستهم الكنسية وانا واحد منهم باستطاعتهم إدارة أنفسهم ابدا وانهم بدون وزارة المستعمرات في الفاتيكان ووزيرها لا يستطيعون إدارة خورنة واحدة.
 
ولهذا يجب ان يكون هذا الوزير كما كان وزير مجمع البروبغندا السيء الصيت الذي يدير كل المناطق ويتلاعب بمصيرنا على راحته وحسب قوانين استعمارية جائرة لأن الكلدان لا يستطيعون إدارة انفسهم بنفسهم. عقدة الخواجة وعقدة سمو العنصر اللاتيني. مع الأسف. ولهذا الأبرشيات والخورنات في الشتات وحتى في الشرق الأوسط لا نستطيع ان نديرها. وزير المستعمرات الفاتيكاني يستطيع.

وتستقي ما تقول انه "مقالة موثقة للاب المرحوم الدكتور يوسف حبي". هذه ليست مقالة موثقة لأنها لا تنقل الحقيقة عما جرى ومع كل احترامي لكاتبها فإنها ذات منحى مذهبي لأنها تمنح الفاتيكان الحق على حساب الكلدان ولا تتطرق الى الظلم الرهيب الذي اوقعه المبشرون ولا تتطرق الى البراءات البابوية التي حصل عليها المستعمرون البرتغاليون لتعذيب اتباع هذه الكنسية وتطبيق محاكم التفتيش عليهم ولا تنشر الصور الفظيعة الموجودة في المتاحف للعذاب والاضطهادات المروعة التي اوقعها الرهبان اللاتين بالكلدان وقسسهم وزوجات القسس والكتب والكنائس والأديرة التي احرقوها ولا تقتبس حرفا مما كتبه احبارنا عن المأسي التي اوقعها المبشرون الفاتيكانيون بالكلدان . وكل هذا موثق في الأرشيف البطريركي الذي كان في متناوله ولكن المرحوم الدكتور يوسف حبي كما هو شأن اغلب رجال الدين ليس امامه بدّ إلا تلطيف وإيجاد حجج ومبررات للفاتيكان كمؤسسة لأن ما وقع من ظلم على البطريرك اودو وهو على مقربة من لقاء ربه كان درسا قاسيا مفاده هذا سيكون حال الذي لا يقبل السلطة المطلقة في كل شيء.
 
وتقول ان البطريك اودو كتب التنازل قبل سنة او نيف أي عندما كان عمره 84 سنة؟ كيف تقبل وانت تقول أنك كلداني ان يضع القاصد وممثل البابا والمبشرين الجالس على كسري اجدادك وهو شيخ عمره 84 اما هكذا ضغط وامام حرمان كنسي وفرمانات عثمانية كي يتنازل عن كل شيء وهو يرتجف دون حتى استشارة مجلس الأساقفة؟ يا للمصيبة التي نحن فيها.

الفاتيكان استند على الجيوش الغربية لاضطهادنا في المناطق وعلى العثمانيين والعشائر الكردية لاضطهادنا في الشرق. هذا مثبت. اما ان تخفيه يا اخي العزيز بغربال المذهبية والطائفية كما هو شأن اغلب الدراسات التي قام بها رجال الدين الكلدان بعد وفاة البطريك اودو فالشمس لا يمكن اخفائها.

الذي استغل ويستغل بساطة وطيبة الكلدان هي مواقف مثل التي تتخذها اخي العزيز حيث تلطف الظلم والقهر والاستعباد المستمر حتى هذا اليوم الى درجة تتفق مع الذي استعمرنا اننا لا نستطيع إدارة أنفسنا. أي نحن لا نستحق ان نكون شعب وكنيسة مستقلة بل يجب ان تكون مقدراتنا ومقدرات الجالس على كرسينا المقدس والمجمع المقدس الخاص بنا ومناطقنا وأوقافنا وكل ما نملكه كشعب وكنيسة بيد وزير المستعرات في الفاتيكان. والدليل لأنك مثل الفاتيكان لا تعتقد انه في إمكاننا ان ندير أنفسنا. وأنظرا الى حالنا.

تحياتي


1335

الأستاذ نذار عناي المحترم

لدي تصحيح لتاريخ ولادة ووفاة البطريرك اودو الذي انتفض في ثورته المباركة على الظلم والطغيان الفاتيكاني.

البطريرك لم يعيش 31 سنة. المدة هذه هي فترة جلوسه على السدة البطريركية. عاش 85 سنة (1793-1878). جلس على السدة البطريركية 31 سنة.


وقولي إن القاصد الرسولي (السفير) ومبعوث البابا وكبار المبشرين هددوه بالويل والثبور بما كانوا يحملونه من مكانة وجاه لدى الباب العالي (الدولة العثمانية وولاتها) – الذي كان يستخدم الفاتيكان وسيلة لتحسين علاقاته بفرنسا والحصول على امتيازات منها - صحيح وموثق. انهار البطريرك الثائر وقد بلغ به الشيب عتيا وهو على فراش المرض في أواخر ايام حياته.

وانهياره أي كتابة رسالة وهو على فراش الموث للبابا بيوس التاسع يقبل فيها عصمته لا يلغي الفظائع والشرور الرهيبة والانتهاكات التي لا يمكن وصفها لحقوق الكلدان في إدارة هذا البابا بالذات.

هذا لا يقبل به أي عقل ومنطق. مثلا لو كتب أمرئ رسالة الى طاغية او دكتاتور او أي زعيم اخر يعلن فيها ولاءه له بالمطلق لا تلغي هذه الرسالة الشرور والانتهاكات التي اقترفها هذا الطاغية او هذا الدكتاتور او هذا الزعيم. إن حدث هذا فنحن امام منطق أعرج مسيّر من قبل العاطفة وتحكمه اياد مذهبية وطائفية ومنفعية واستعمارية وسلطوية بحتة.

اجبر المبشرون والمبعوثون الفاتيكانيون المتسلطون والمستقوون بعساكر وسطوة الدولة العثمانية والعشائر الكردية ضد أي مسيحي مشرقي يعارضهم البطريرك اودو على التنازل عن صلاحياته بطريقة سياسية ماكرة خبيثة مستندين الى ما كان لديهم من حظوة وسلطة على كنيستنا استمدوها من الأتراك المسلمين.

ومن ثم لا يحق للبطريرك لوحده اتخاذ قرار مصيري كهذا (التنازل عن كل الصلاحيات بحيث تصبح تابعا وعبدا ويملكك الأخر) دون الرجوع الى مجمع الأساقفة. ولم يسمح "هؤلاء المجرمون" (هذا حسب قول الأحبار الكلدان الموثق) للبطريرك ان يستشير اساقفته او يعقد المجمع (السينودس) ولهذا عارض الكثير من الأساقفة رسالته هذه التي يعلن فيها الطاعةالعمياء للبابا بيوس وقاوموها رغم محبتهم وطاعتهم له.
 
ما فعله الفاتيكان في هذه الفترة وقبلها وبعدها بالكلدان امر مشين وشرير لا يقترفه أسواء البشر. عندما اجبروا البطريرك اود على التوقيع مقابل تعهدات ووعود كثيرة، كان البطريرك شيخا كبيرا ومريضا وخائفا ومرتعشا مما يكنه له من شر وضرر وأذية السفير والمبعوثين وكبار المبشرين وبأيديهم الفرمانات والحرمان الكنسي رقم 12 (على ما أظن).

المبشر الفاتيكاني في الشرق كان يحمل الفرمان العثماني في يده وليس الإنجيل (الإنجيل بشارة ومحبة وليس اعتداء ومكر وحيل) ويشير بالفرمان في وجه البطريرك ووجه المسيحيين المشرقيين الذين في الأساس كانوا مضطهدين وزادهم الظلم الفاتيكاني اضطهادا. هذه حقائق. لمن ولمصلحة من يتم اخفاؤها؟

إخفاء الرؤوس في رمال المذهبية من اجل غايات ومنافع مذهبية وطائفية بدلا من إشغال العقل والحكمة للطلب من الذي يرفع الصليب على صدره ويقرأ الانجيل يوميا وباسم هذا الصليب وهذا الإنجيل ان يرفع يد الظلم عنا المتمثل بالسيطرة المطلقة على كل مقدراتنا لا يأتي الى من امة ضائعة مهمشة واناس قد باعوا كل ما لديهم وغادروا هويتهم وكل ما يملكون على طبق من ذهب للدخيل والأجنبي الى درجة صار فيه هذا الأجنبي يحدد لنا حتى الفاظنا وما يمكن ان نقول ولا نقول بعد ان اغتصب كل ما نملكه ولم يترك لنا شيء؟

وتذكر اخي العزيز محاسن للكنيسة الرومانية الكاثوليكية. هنا انا اتفق معك. إنها من أكبر كنائس الدنيا ولها محاسن كثيرة ولكن وجود مؤسسة الفاتيكان في الشرق لغرض التبشير وبين المسيحيين فقط وترك المسلمين لا بل الاستعانة بهم وبجيوش غربية لاضطهاد المسيحيين المشرقيين والسيطرة على كل مقدراتهم واملاكهم واوقافهم وسلب كل صلاحياتهم وحقوقهم منها الإدارية والتنظيمية البسيطة  وتطبيق محاكم التفتيش عليهم يبقى وصمة عار في جبين الفاتيكان وعليها ان تستغفر الله على ما قامت به وتكفر عن خطيئتها وتعيد ما اغتصبته من ارض وأوقاف ومناطق واتباع وحقوق وكل شيء اخذته منا الى أصحابه الشرعيين إن كانت كما تقول تتبع تعاليم الإنجيل، لأن الذي يتبع تعاليم الإنجيل لا يمكن ان يعتدي على الأخر ابدا. ان كنا نتبع الإنجيل لا نعتدي على الأخر وإن اعتدينا علينا طلب المغفرة ورفع الغبن والأذى والظلم وإلا فنحن أناس ابعد ما نكون عن الإنجيل وأقرب ما نكون من شهواتنا وحبنا للسلطة والمال والجاه، الأمور التي ينبذها الإنجيل.

تحياتي


1336
انا اتمنى من الكنيسة الاشورية ان ترفض الوحدة. لان الكنيسة الاشورية عندها سيجري تعريبها وتتحول الى كنيسة عربية مثل الكنيسة الكلدانية العربية. فالكنيسة الاشورية هي الوحيدة التي اهتمت باللغة الام وهي امتلكت نشاط واسع في هذا المجال.

هناك حجة تستعمل تقول بان الكنيسة يجب ان تبقى بعيدة عن هذا المجال باعتبار ان اللغة هي تدخل في المجال القومي. حسنا ولكن المعروف ايضا بان ابناء شعبنا منذ 2000 سنة مرتبطين بالكنيسة والكنيسة ارتبطت بالشعب. فمن يقول هذا عليه اذن ان يعيد تشكيل الارتباط باضعاف الارتباط بالكنيسة وجعله اقوى قوميا , اقوى بمؤوسسات اخرى غير كنسية.

اما ان الارتباط بالفاتيكان يمثل ضرورة قصوى, فهذا بالاعتماد على ماذا؟ فما فعلته الفاتيكان من اجل الابادة التي يتعرض لها ابناء شعبنا قيمته اقل من الصفر. وحجم التبرع اللذي قامت به يستطيع اي محل صغير لبيع الفلافل ان يتبرع به. هذا بالاضافة الى تعليم الفاتيكان لكنائسنا بعدم اعطاء قيمة للشهداء مثل الشهيد المطران بولس فرج رحو , حيث ان اعادة ذكراه كان مصحوب باهمال شديد.


الأستاذ لوسيان المحترم

عودة ميمونة بعد غياب طويل. لا بد وان افتقدك القراء والمتابعون لمواضيعك وتعقيباتك في هذا الموقع.

تثير نقطتان، الأولى حول ان الشق الأشوري من كنيستنا المشرقية حافظ على الهوية والخصوصية المشرقية لشعبنا وكنيستنا كما عرّفتها في هذه الدراسة ولم يقبل الذوبان او الأحتواء عكس الشق الكلداني ومؤسسته الكنسية الذي لا يكترث لها وأستبدلها بالغريب والدخيل. واتفق معك ان اقتراح الوحدة الذي يدعو الى "شركة مع كرسي روما" كما فككته في هذه الدراسة وردودي المفصلة يشكل خطرا وجوديا على اغلى ما بقي لنا كمشرقيين وهو الهوية والتي تتمثل بأبهى صورها لدى الأشقاء الأشوريين.

ثانيا، تقول إن "ما فعلته الفاتيكان من اجل الابادة التي يتعرض لها ابناء شعبنا قيمته اقل من الصفر. وحجم التبرع الذي قامت به يستطيع اي محل صغير لبيع الفلافل ان يتبرع به." وهذا صحيح مائة في المائة، لأن ما فعلته الفاتيكان بهذا الصدد شيء معيب وذكره مخجل إن قارناه بما قدمه محسن سويدي واحد فقط وهو علماني لاديني (ملحد) للمهجرين رغم غنى وثراء الفاتيكان الفاحش الذي لا حدود له.

تحياتي

1337
قرائي الأعزاء

انقل لكم مقتطفات قصيرة مما يرد في الأرشيف البطريركي. هذه نتف من رسالة بطريركية واحدة ارسلها البطريرك يوسف اودو الى رعاياه وأساقفته وهو يواجه حملة تبشيرية لاتينية شرسة. وهي لا تحتاج الى تفسير او توضيح.الكلمات تنطق. وهذا قبل ان يفرضوا عليه وهو شيخ كبير وعلى فراش المرض، اي بوقت قصير قبل وفاته، ان يغير مواقفه خشية وخوفا من الهجمة التبشيرية التي كانت في اوجها وعلاقة ممثلي الفاتيكان من الدبلوماسيين (السفير والمبعوثين) بالباب العالي (الدولة العثمانية)الذي منه كانوا يستمدون سلطلتهم وسطوتهم على كنيسة المشرق وأتباعها كما ان مبشري اليوم من الإنجيليين في العراق يستمدون سلطلتهم من امريكا وكنائسهم القوية هناك. وهذا ليس تكرار وليس تاريخ. لأن شيئا شبيها به يحدث اليوم ولكن ضمن سياق اخر لإختلاف توجهات السلطة. وهذا غيض من فيض فقط:


"بدون العمل والكد والمثابرة، لن تفوزوا بالتحرر من يدي الغرباء (اللاتين) عن أمتكم الذين إستعبدوكم، وسلبوا حريتكم الكنسية، كما  وأستعبدوا كهنتكم، ليس إستعباد البنين بل إستعباد العبيد الأذلاء، لإبادة وإفناء طقسكم الكلداني بلا أدن شك ... هذا أتعب اباؤكم وأباؤنا كثيرا ومنذ بداية إستعبادكم وليومنا هذا أي منذ ما يزيد عن الثلاثمائة سنة بقليل ... الكهنة والأساقفة  الأبرار ... منهم من غرق في البحار ومنهم من أُهلك في الطرق وكما ذكرتم فإن كثيرين منهم قضوا بسموم الأعداء ومنه من زجه البرتغال في غياهب السجون (من خلال محاكم التفتيش) حيث قضوا تحت وطأة التعذيب القاسي."

"ونناشدكم... أن تقوموا بما يجب عليكم القيام به من واجبات ليتم طلبكم ويكمل هدف خلاصكم من نير هذا الذي ليس طقسكم (الطقس اللاتيني)، والعودة كليا إلى طقسكم الأول الرسولي، الطقس الذي سلمه مار توما الرسول اولا لأبائكم، واناط رئاسة كنائسكم بسلطة كنيسة بابل."

"فإذا إتفقت هكذا أمة (الكلدان) بقلب واحد ... ووضعتم نصب أعينكم النصر ... لن تتخاذلوا أمام خصومكم (من اللاتين) ... أنكم ومنذ زمن بعيد جاهزون ومستعدون لخوض غمار هذه الحرب الربانية ... فأنهضوا بجبروت وبلا بلبلة وبلا خطيئة وإثم ادوا عملكم العظيم هذا، معلنين للعالم كله ولملوك بلادكم أنكم  كلدان ولستم لاتينا وأنتم وطقسكم مرهونون ومرتبطون ببطريركية ابائكم التي هي البابلية وأن لا تقبلوا أية درجة (كنسية) إلا من النبع الذي هو بداية حياتكم الكنسية ... من الأن فصاعدا لا تقبلوا سيطرة كهنة ومطارين إلا الذين يرتسمون ... من قبل رئس اباء المشرق السيد الجاثاليق بطريرك بابل."

"... حينئذ إذا قمتم جميعكم وفرزتم أنفسكم من اللاتين وأعتقتم رقابكم من نيرهم ... امام العالم ... وأخرجتم اللاتين الذين بالإكراه يريدون ان يتحكموا فيكم .... والا سنكون نحن وأنتم ... والبطريرك أضحوكة في العالم." إنها صرخة ما احوجنا إليها اليوم.

1338
قرائي الأعزاء

أستميحكم عذرا لأنني سأخرج عن نطاق التسلسل في التعامل مع الردود للتعقيب على ما اتى به الأخ سامي ديشو اعلاه.

ما اتي به اخينا العزيز فيه تجني على حقائق وثوابت التاريخ في نقطتين يكررهما دائما لهذا وجب التوضيح لأن الكثير من القراء قد لا يحاول او لا يملك الوقت او المؤهلات للتحقق من هذه الثوابت.

وكذلك انه محاولة واضحة، ومع تقديري واحترامي للأخ سامي، للتهرب من النقاط والحقائق التي ذكرتها لا سيما في تعقيبي على الأخ حنا شمعون. من حق الأخ سامي ان يدلي برأيه بأي طريقة كانت ولكن علينا ان لا نقفز على الحقيقة ونتهرب منها.

أولا، انظر التاريخ الذي يذكره لتخلي البطريرك يوسف اودو (1847-1878) عن ثورته على الفاتيكان والقبول بسلطتها. إنه عام 1877 أي بوقت قصير قبل وفاته لا بل عندما كان على فراش الموت كتب للبابا بيوس التاسع يقبل بالعصمة بعد ان تجمّع حوله القاصد (السفير) ومبعوث البابا ذاته وكبار المبشرين مهددين ومنذرين بالويل والثبور والحرمان الكنسي على ما أظن درجة 12 وهو أقسى حرمان وهو مريض وقد بلغ منه الشيب والمرض مبلغا ووعدوه نقلا عن البابا ان سلطاته المؤسساتية برمتها على الأساقفة وكل المناطق من ضمنها الهند واي منطقة أخرى يتواجد فيها الكلدان من رعاياه ستبقى كماهي دون انتقاص قيد انملة إن قبل بسلطة البابا (العصمة). هذه كل القصة. لمصلحة من يتم الانتقاص من هذه الثورة المباركة ومن هذا البطريك الثائر في وجه الظلم الفاتيكاني؟ يتم ذلك من منطلق مذهبي طائفي بحت، ليس إلا؟

ثانيا، يذكر الأخ سامي تقريبا في كل تعليق ما يقول انه "الأحكام البيعية للمطران عبديشوع الصوباوي + ١٣٢٨م، اذ يضع بابا روما الكرسي الاول ورأس البطاركة، وأقرّتْ كنيسة المشرق تلك القوانين." انظر التاريخ أولا. هذا التاريخ يأتي حوالي 100 سنة بعد دخول المغول بغداد وبعد حملتهم الشنيعة لاجتثاث كنيسة المشرق لا سيما في بغداد (أي وسط وجنوب العراق).
 
وعبديشوع الصوباوي أسقف وليس بطريرك او سنهودس ولم يقل ابدا ان العصمة (أي السلطة المؤسساتية المطلقة) يجب ان تكون للفاتيكان ولم حتى يناقش أي سنهودس لكنيسة المشرق قبول سلطة أي بابا المطلقة وبالشكل الحالي الى ما بعد وفاة البطريرك اودو. إن كان لك دليل فأتنا به.

والأسقف الصوباوي عندما رأى الاضطهاد المهول للمغول استنجد كغيره من المشرقيين من كنيستنا بروما لأنهم كانوا يتصورون انها ستأتي لأنقاذهم من مضطهديهم وليس لاضطهادهم. ما اتى به الأسقف الصوباوي صحيح لأنه يجعل من كرسي روما الكرسي الأول بين الكراسي المتساوية ومن دون ان يكون له سلطة مؤسساتية مطلقة على الكراسي الأخرى.

ومن ثم ما هذا الكلام: "ان الدكتور برخو يضع كرسي مار ماري تلميذ مار ادي، احد الاثنيم والسبعين بموازة الكرسي الروماني لهامة الرسل!!!!!!!بطرس."  هل نحن همّنا ممارسة الإنجيل في حياتنا والتبشير بالمسرة ام التبشير بعلو وسمو وسيطرة كرسي على اخر؟

ولنترك ادي وماري. ماذا عن كرسي انطاكيا؟ اليس هذا كرسي بطرس أيضا؟ فلماذا لا يتساوى مع روما؟

علينا إثارة أسئلة ووضع فرضيات والإجابة على الأسئلة والتعامل مع الفرضيات ضمن سياقها التاريخي والاجتماعي والثقافي الصحيح والموثق وليس مد ومطّ وتحوير لا بل تزوير التاريخ خدمة لمنطلقات ومصالح ومنافع مؤسساتية مذهبية وطائفية بحتة.

تحياتي


1339
الأستاذ حنا شمعون المحترم

هناك الكثير في تعقيبك الذي أرى فيه مسحة من النقد الشخصي المباشر. لا ضير ابدا وقبلته من بعض القراء في هذا الموقع وأقبله منك وأرحب به أيضا.

ولكن دعني أركز على بعض النقاط المهمة في ردك واغلب النقاط الأخرى جرى توضيحها في الدراسة او عند الإجابة على الردود الأخرى.

فتقول يدعو ليون برخو: " الى القطيعة التامة مع الفاتيكان ونستشف من قراءته ان الفاتيكان هي سبب كل البلاء. هذه الدراسة المفهوم محتواها انها بالضد من الفاتيكان قلبا ً وقالبا."

هذا تجني في جانب وصحيح في جانب أخر.

تجني لأنني لا ادعو الى قطيعة شراكة في الإنجيل وتعاليمه وممارسته التي هي الطريق الى السماء وليس أصحاب الكراسي من كانوا وليس المؤسسات التي تبني لها عروش ومخازن في هذه الأرض.  نعم ادعو الى قطيعة في مفهوم العلاقة المؤسساتية الحالية التي تدور في فلك العلاقة بين السيد والعبد حيث هناك طرف تم سلب كل صلاحياته وحقوقه وقراراته وهو طرف منتخب من مجمع أساقفة وكرسي رسولي مواز لأي كرسي رسولي اخر لصالح كردينال غير منتخب وجرى تنصيبه بالتسمية وهو بدرجة وزير مستعمرات. وهذه هي حقيقة المجمع الشرقي خليفة مجمع البروبغندا السيء الصيت. نكران هذا الواقع بعبارات تلطيفية مثل "الشركة" و” كرسي بطرس هامة الرسل" لا يغير في واقع الشرخ الكبير في هذه العلاقة المؤسساتية.

اما لماذا دولة الفاتيكان سب البلاء لأن لم تتمكن أي سلطة او قوة في كل التاريخ من طمس هويتنا وتبديلها وإلغائها وفرض هوية دخيلة اجنبية وجعلنا اعداء نكره الواحد الأخر إلا الفاتيكان. والتاريخ شاهد ويثبت هذا بالوقائع. نعم جرى اضطهادنا بشكل فضيع ومرعب من قبل الفرس ومن قبل العرب المسلمين والمغول والأتراك والدواعيش وقتلوا منا الالاف او ربما مئات الالاف وأحرقوا كناسنا وأديرتنا ولكنهم لم يفلحوا ابدا في طمس وقتل هويتنا كما عرفتها في هذه الدراسة. مؤسسة الفاتيكان اضطهدتنا وفي كثير من التفاصيل بمستوى يرقى الى ما اتانا من المسلمين (فرض محاكم التفتيش علينا وفي العصر الحديث أبشع عمل يمكن تصوره) إضافة الى ذلك قتلت هويتنا المشرقية واغتصبت الكثير من المناطق وجعلتها لاتينية هي وبملايين الأتباع واخرها وهذا قبل سنين اغتصبت واستولت على كل ما لنا في بعض المناطق في الشرق الأوسط ذاته.

اخي العزيز انا لا أخشى الذي يقتل الجسد او يهجّرني او يضطهدني. كنيستي المشرقية كنيسة الشهداء. انا أخشى على هويتي المشرقية التي طمسها الفاتيكان واستبدلها باللاتينية بحجة الشركة والغاها وبعنف مفرط في مناطق شاسعة وفرض علينا هويته اللاتينية على حساب مشرقيتنا. كل علماء الثقافة والهوية والخطاب والقومية يقولون إن قتل الهوية جريمة أشنع بكثير من قتل النفس.

وهل نحن نكون واحدا "وكما أرادها الرب يسوع: ليكونوا واحداً، يوحنا 11-17" فقط عندما نلغي استقلاليتنا وهويتنا ونقبل ان يتسلط علينا وعلى مقدراتنا كردينال بمنصب وزير للمستعمرات في الفاتيكان؟ لماذا لا نكون واحدا وكل منا مستقل مؤسساتيا بما لديه من أراض وأوقاف وليتورجيا وأعلام ورموز وقديسين وتقاليد ولغة وتراث وطقوس وأيقونات وريازة واداب كنسية ومناطق ونظام وإدارة وأوقاف ونشترك في الإنجيل وحسب. ام الشركة في الإنجيل ليست كافية ما لم يسيطر علينا بالمطلق الوزير ووزارته في الفاتيكان؟

ومن ثم تقول: "عن أية ثورة يتحدث الدكتور وقد مر عليها اكثر من ١٥٠ سنة ولم نسمع بها وحتى صاحبها انتقل الى رحمة باريه كاثوليكيا ً ومعترفا ً بسلطة الكرسي الرسولي في روما." لم يعترف البطريرك اودو بسلطة روما المؤسساتية (العصمة في كل شيء) ابدا. انحنى تحت الضغط الشديد وكذلك امام وعود معسولة وضمانات شفهية منحها له الفاتيكان متعهدا فيها ان كل الصلاحيات الجاثاليقية ستبقى كما هي على كل المناطق ومنها الهند تاج وعروس كنيستنا وكل شيء يبقى كما هو. ولم يكن يدور في خلده انه يتعامل مع دهاة السياسة والاستخبارات وليس مع أناس همهم ممارسة الإنجيل. وسرعان ما قلبوا عليه وعلى خلفائه من بعده واحجموهم وسلبوا منهم كل شيء غير الطاعة العمياء المطلقة لوزير المستعمرات.

لم نسمع بهذه الثورة ولكنه جرى تلقيننا ان اجدادنا وتراثا وثقافتنا والذي لم يقبل عصمة الفاتيكان وكونه يمثل المسيح الحي على الأرض في كل شيء ويغادر هويته ويطيع في كل شيء مهما كان ويلغي تقاليده حسب مشيئتهم هو هرطوقي. جرى تدريسنا كل هذه الأمور وتربيتنا على ثقافة كره الأخر والأخر هنا اجدادنا وتراثنا ومن بقي ولم يغير منهجه. الثورة هذه طُمست وصاحبها هُمش والسبب واضح. أي شعب اخر له ذرة من الهوية لنصب له تمثال في كل مكان وأي كنيسة لها ذرة من الهوية لنصبته قديسا وتشبثت بمطاليب ثورته العادلة.

اما القول: "لم يرد لحد الان على المناقشة الهادئة للأخ كَوركَيس اوراها منصور، والتي هي تساؤلات واعتراضات مشروعة" فأحيلك الى أعلاه حيث اجبت وبالتفصيل.

وأخيرا تقول: "ان اعتراض غبطة البطريرك ساكو على قوانين الفاتيكان الإدارية والخروج من هيمنة الفاتيكان لا يقل معنى وقوة واستقلالية عن ذلك الذي أبداه مار يوسف اودو". كنت أتمنى ان يكون الأمر كذلك. انا شخصيا أرى العكس وإلا لما كان البطريرك المنتخب والبطريركية قبلت حضور محكمة شبه صورية أعدها كردينال المجمع الشرقي الدخيل والأجنبي بعد شكوى من أسقف من المفروض ان يكون تابع له (استئناف) على قرار مؤسساتي بحت يخص نقل كاهن او راهب. أسقف يحيل البطريرك المنتخب الى محكمة تابعة لوزارة المستعمرات لدولة اجنبية دخيلة وغريبة!! هل شركة مثل هذه قوة ام نقمة؟  الطرفان حاولا جهدهما وعملا المستحيل إرضاء الكردينال (وزير مستعمرات) كي يبت لصالحهما. الاثنان لا قرار لهما غير ما يقرره الدخيل ولأجنبي واتى القرار بعد مساومة وتسويف استمرت حوالي سنة لصالح الوزير في جوهره وحيثياته وكأن البطريركية لا وجود لها.  إقراء أعلاه ما فعله البطريرك اودو عند مواجهته البابا بيوس التاسع وامام الاف الأساقفة في المجمع الفاتيكاني الأول عندما طلب منه التنازل عن صلاحياته.

كل هذا والدخيل والأجنبي فعل ما فعل ويفعل ما يفعل وهو يرفع الصليب ويقرأ الإنجيل كل يوم. هذا ما لا أستطيع استساغته لأن الجانب الضعيف لا يزال يؤمن ان كل هذا من الإنجيل وهو ليس كذلك. كل هذا مؤسساتي لا علاقة له بالإنجيل من قريب او بعيد.

 الظلم الذي يأتي من الذي يرفع الصليب ويقرأ الإنجيل شيء، والظلم الذي يأتي من الذي يرفع الراية السوداء، راية الموت، راية جهنم، شيء اخر.

امل انني وضحت موقفي.

تحياتي


1340
الأستاذ عصام المالح المحترم

نحن شعب أخشى اننا تخلينا عن "الحق والحقيقية" وكل من يساهم في ارشادنا إليها نهاجمه او نحاول إسقاطه.

نحن شعب أخشى انه لم يعد بمقدورنا الإتيان بموضوع نستطيع ان نقول إنه "وفى وغطى" كل الجوانب.

ونحن ربما الشعب الوحيد في الدنيا الذي يستد الى ويعتمد على الدخلاء والأجانب ويتشبث بهم لتحديد هويته ويطيعهم طاعة عمياء لتغيرها وتهميشها بحجة المذهب والطائفة وهو مستعد للتخلي عنها وربما قد تخلى عنها جريا وراءهم وليس باستطاعته ان يواجههم او يقول لهم "اف"؟

ونحن شعب لا نعرّف هويتنا ولا نقبل أي تسمية إن لم يحددها لنا الأجنبي والدخيل الذي أوقع فينا من الاضطهاد والظلم ما لا يمكن تصوره.

ونحن شعب نفرح ونبتهج إن استولى هذا الدخيل والأجنبي على اوقافنا وأملاكنا واستولى على مناطقنا وغيّر ثقافتنا وهويتنا بحجة "الشركة" وأستبدلها بما لديه ولكننا لا نكن غير البغضاء لبعضنا بعضا بحجة اختلاف التسمية والمذهب.

نحن شعب كل طرف فيه يبني هويته بكرهه للطرف الأخر وليس على مقومات الهوية وتعريفها الصحيح أي ليس استنادا على "الحق والحقيقة."

والمقترح الذي فككته في هذه الدراسة واشبعته نقاشا، بدليل الجدية التي اتعامل بها مع كل تعليق اتاني لأنني أخشى مثلك انه فكرة مجهضة منذ البداية، لأن كيف يجوز ان نطلب من المحافظ على ما لدينا ان ينضم "شركة" الى الذي لم يبقي لنا شيء؟

اليس هذا ما تود قوله في ردك أعلاه؟ يا ويلي من الأكاديمي!!!

تحياتي


1341

الأستاذ جاك الهوزي المحترم

تلخص موقفك وبأسلوبك الشيق في خمس نقاط القي عليها الضوءادناه لأهميتها وكي يكون باستطاعة القارئ اللبيب مقارنة اجوبتي بها مباشرة:

1. استقالة البطريرك لا معنى لها لأن مؤسسة الكنيسة الكلدانية أساسا فاقدة للصلاحيات المؤسساتية بأجمعها. البطريرك الكلداني منصب رمزي بحت وجوده او عدمه لا يغير شيء في الفوضى الحالية في الكنيسة الكلدانية.
2. يجب أولا وقبل أي شيء اخر مناقشة الصلاحيات البطريركية لكنيسة المشرق الكلدانية لأن أساسا لا يحق حسب قوانين التبعية للفاتيكان ان يناقش البطريرك الكلداني أمورا لها علاقة بسلطة روما constitution .

ومن تجربتي الشخصية وامل ان أكون مخطئا فإن الفاتيكان لن يقبل ان بمنح البطريرك الكلداني أي صلاحية مؤسساتية خارج قوانين التبيعة المطلقة التي سنت في منتصف القرن التاسع عشر. الفاتيكان كمؤسسة لا يرضخ إلا للضغط ونحن ضعفاء جدا لا حول ولا قوة لنا، ولهذا:

1. لا أظن ان كنيسة المشرق الأشورية ستقبل بصلاحيات منقوصة ولا اظن ان الفاتيكان سيمنحها أي صلاحيات في حالة "الشركة" بالمفهوم الذي اتي في مقترح البطريرك لأنه من الأولى ان يمنحها للكلدان من اتباعه.
2. الكنيسة الكلدانية لا موقف لها غير موقف الفاتيكان الذي لا يقبل منها غير التبعية والولاء المطلق. وأنظر ان المقترح بدأ بالولاء المؤسساتي المطلق وهو الشركة ومعناه full communion ويعني نحن السادة وأنتم العبيد والمفهوم تعبير تلطيفي لمسألة مؤسساتية بحتة لا علاقة لها بالممارسة الإنجيلية. لأن لماذا لا يكون full communion مع الطرف الأخر، أعنى أي طرف مسيحي غير روماني كاثوليكي. او لماذا لا يكون full communinion متكافئ ومتساو للكل لأننا كلنا مسيحيون واتباع كراسي رسولية؟
3. عندما تفقد الصلاحيات المؤسساتية وتكون تابعا لقوانين جائرة مجحفة سنت في الفترة الاستعمارية وتقبل بها وتراها نعمة وقوة هذا هو الانشقاق بذاته. ومنذ فرض هذه القوانين المجحفة على كنيستنا والكنيسة الكلدانية في انشقاق واليوم هي عدة كنائس وأبرشيات ومناطق لا رابط بينها وكل يعمل على هواه. وهل هناك انشقاق أكثر من هذا؟

وفي رأي المتواضع أيضا اننا نحن الكلدان لن نحصل على شعرة او قيد انملة من حقوقنا المؤسساتية والمناطقية المغتصبة من قبل دولة الفاتيكان لو لم نثور. ولو لم نثور لأضعنا كل شيء وبسرعة لأن الوضع الحالي لا يطاق وكما قلت كله برمته انشقاق وكل منطقة مفصولة عن أخرى وباستطاعة الفاتيكان ممثلا بوزير المجمع الشرقي فصلها ثقافيا ولغويا وليتورجيا كما حدث ويحدث في مناطق كثيرة.

واختم وأقول يا اخي العزيز إنني لا أتمنى ان يقع لعدوي ما وقع من اذى فاتيكاني على كنيستنا الكلدانية من الناحية المؤسساتية. وهذا يعرفه المشرقيون الذي بقوا على مذاهب اجدادهم القويمة والسليمة ويدركونه جيدا ولا أظن انهم سيقبلون التبعية المطلقة بمفهوم السيد والعبد constitution   مهما كان. وقد تحدثت مع الأخوة الأقباط والأخوة من السريان الأرثدوكس والأشقاء من كنيسة المشرق الأشورية بشقيها، وكلهم مدركون للوضع. يتطلعون الى شركة في الإنجيل والممارسة المسيحية الإنجيلية وليس شركة سلطوية تجعلهم اتباع بدون صوت وقرار.

تحياتي


1342

اتفق معك ان مقومات الهوية للشعوب التي ذكرتها هي التي تحدد مبداْ الشراكة الحقيقية وليس الايمان المسيحي فقط, لاننا اصلا كنيسة الكلدان والشرقية الاشورية بفرعيها  مشتركين في الانجيل والرب مسيح مع الروم الكاثوليك وهي شراكة الايمان.

الأستاذ ميحائيل ديشو المحترم

ارتأيت ان اقتبس هذه الجملة المهمة من مداخلتك. هذا ليس معناه ان بقية ما اتيت به اقل اهمية منها. بيد ان هذه الجملة بالذات لها علاقة مباشرة وصميمية بالموضوع الذي نحن بصدده.

المشلكة ليست ابدا في "الشركة" مع كرسي روما لأن الإيمان واحد والإختلاف المذهبي بشري تفسيري وعلم الخطاب يعلمنا انه لن يكون بإمكان البشر تفسير النصوص والنظر إليها بعين واحدة ابدا وكل نص له اوجه وتفاسير كثيرة استنادا الى السياق، وهذه ارادة الاهية لأنها خاصية بشرية غرسها الله فينا.

فلا يحق لأي كنيسة وأي كرسي ان يضع نفسه او مكانته او تفسيره فوق الأخرين او يطلب "الشركة" بمعنى التسلط والهيمنة على مقدرات الأخرين كشرط للوحدة المسيحية.

ابغض شي الى المسيح في انجيله هو السلطة واقرب شيء ومع الأسف الشديد الى الفاتيكان كمؤسسة هو السلطة. لو تخلت المذاهب المسيحية لا سيما الكبيرة منها عن السلطة التي تعارض الإنجيل لتوحدنا وصرنا واحدا في المسيح.

تحياتي

1343
الأستاذ شليمون جنو المحترم

اتفق معك ان مبادرة البطريرك ساكو سابقة في تاريخ كنيستنا ومبادرة علينا التعامل معها بجدية. وأمل ان القارىء الكريم بعد المداخلات التي كتبتها جوابا لتعاليق القراء على علم بما اعنيه بالجدية.

ولكن إن حللناها بتمعن وبأكاديمية وعلمية من خلال إثارة اسئلة ووضع فرضيات ضمن سياق تاريخي ثقافي اجتماعي لنرى ان المبادرة تأتي مشروطة وتطلب تضحية اكبر من التنازل عن المنصب بكثير من الطرف الأخر.

الشرط الذي في المبادرة لا يجعلني كأكاديمي ومطلع على حيثيات الأمور لا سيما سياق علاقة مؤسسة الكنيسة الكلدانية بروما ان ارى التضحية في المنظار ذاته لأنها تطلب من الطرف الأخر تضحية اكبر بكثير من التنازل او الإستقالة عن المنصب من اجل الوحدة.

الذي يريد حقا وحدة كنيسة المشرق المجيدة عليه اولا وقبل كل شيء ان يعمل على استقلالية قرراها المؤسساتي وضمان حقوقها وحقوق كرسيها المقدس constituion. عند ذاك يكون للتنازل والإستقالة والتضحية طعمها.

تحياتي

تحياتي
تحية وتقدير
في الحقيقة هذه اول مرة اسمع كلمة التنازل عن الرئاسة البطريركية، فخلال حياتي كلها لم يصادف ان طرح احد البطاركة فكرة التخلي عن البطريركية من اجل الوحدة ... قد أكون مخطأ، لكن فكرة التنحي من اجل قضية تعتبر حلم بالنسبة لنا هي فكرة عظيمة لها مدلولات عميقة، فكرة تحتاج الى جرأة ليس فقط من جانب واحد فحسب، بل جرأة من قبل الجميع ليستطيع الجميع تقبلها، كهنة ورعية. نتمنى من الرب ان يهدي الجميع لتحقيق هذا الهدف
تحياتي

1344
الأستاذ ادي بيث بنيامين المحترم

تثير سؤالين مختلفين قد يراهما القارئ متباعدين غير ذات صلة بالموضوع ولكنهما في رأي يدخلان في صلبه وصميمه.

السؤال الأول يخص ابرشيه كلدانية في المهجر وسبب إلغائها تسمية "الأثوريين" من كتب الليتورجيا الخاصة بها. سؤال في محله تماما وله علاقة مباشرة بالدراسة التي قدمتها. طبيعة الشراكة (او بالأحرى التبعية المطلقة) لمؤسسة الكنيسة الكلدانية بالفاتيكان من خلال قوانين سلطوية سنت في فترة الاستعمار (الحملات التبشيرية) أي قبل أكثر من 150 سنة تمنح الحق لهذه الأبرشية وأسقفها ان يتصرفوا كما يشاؤون دون الرجوع الى الرئاسة طالما ان وزير المستعمرات في الفاتيكان راض عنهم لأن هذا الوزير هو السلطة الحقيقية وإليه تنتهي كل الأمور وفي يديه الحل والربط. وأي أسقف أخر بإمكانه عمل ذات الشيء. ما يهمنا هو مقترح الوحدة للبطريرك ساكو. كيف سيكون بإمكان مؤسسة مستقلة تدير شؤونها بنفسها الدخول في نقاشات مباشرة مع مؤسسة أخرى أي أسقف فيها او حتى أدني منه بإمكانه تحديها من خلال الوزير ووزارته (المجمع الشرقي)؟

السؤال الثاني يدور حول المقابلة مع المطران ميلس زيا. شخصيا أرى انه لو حصلت كنيستنا المشرقية بشقيها الكلداني والأشوري على استقلاليتها المؤسساتية وكافة حقوقها واستطاعت الحصول على كل الحقوق المهضومة مع شراكة متكافئة مع الفاتيكان عندئذ يجب ان لا تكون التسمية عائقا. ما يهم هو الوحدة المبنية على الاستقلال المؤسساتي التام أي دون التنازل عن أي من حقوقنا الخاصة بمشرقية كنيستنا وصلاحيات كرسي اجدادنا في ساليق/قطيسفون.

تحياتي

1345
الأستاذ Kaldanaia المحترم

في كثير من المرات لا نحتاج الى دراسة علمية او أكاديمية بل قد يأتينا ما نصبو إليه جاهزا في جملة واحدة بدلا من الاف الكلمات. وهذا ما فعلته يا اخي العزيز من خلال قولك الذي صار مطلب الجميع لتحقيق وحدة كنيستنا المشرقية المجيدة حيث تؤكد حضرتك:

"ومن هذا المنطلق نستطيع ان ندخل مع الفاتيكان بشراكة ايمانية و كنسية متكافئة تحفظ لكنيسة المشرق حقوقها ومكانتها."

نعم "الشراكة المتكافئة" وليس التبعية المطلقة كما هو حال مؤسسة كنيسة المشرق الكلدانية.

تحياتي

1346
الأستاذ eethotha المحترم

تأتي بنقطة مهمة وحيوية وجوهرية في تعقيبك المقتضب هذا. هذه النقطة بالذات هي جوهر النقاشات لا بل لب المطاليب الأساسية التي لا يجوز المساومة عليها في العلاقة مع مؤسسة او دولة الفاتيكان.

اسس هذه النقاشات والمطاليب والتي تأتي غالبيتها من لاهوتيين وفلاسفة ومفكرين كاثوليك في الغرب اليوم تتمحور حول إلغاء سلطة روما على الأخرين المختلفين ثقافة ومذهبا  والغاء العقلية السلطوية لدى روما كونها اعلى مرتبة في اي مجال عن الكراسي المسيحية الأخرى.

ولهذا يدعو الكل اليوم - الكل اعني الذي له غيرة وحب للمسيحية ويريد لها ان تتقدم وتتعزز وتستمر وتقوى - الفاتيكان الى العودة الى الألفية الأولى في علاقتها مع الكنائس الأخرى حيث لم تكن لروما اي سطوة على الأخرين وأي اقدمية. هذا هو مطلب الكثير من المفكرين والأكاديميين الكاثوليك وأنا واحد منهم وكذلك مطلب الكراسي المسيحية الأخرى التي ومع الأسف الشديد لا يزال التيار السلطوي في الفاتيكان ينظر اليها وكأنها اقل درجة منه.

وهذا يجب ان يكون لب النقاش والمطلب الذي لا يمكن التنازل عنه في اي نقاش لوحدة كنيستنا المشرقية المستقلة مؤسساتيا وثقافيا واداريا وليتورجيا وغيره وتبقى الشراكة في المسيح وإنجيله وحسب.

كل من يدعو الى "الشركة" التي تمنح روما الأسبقية والأقدمية والسلطة والقرار في الحقيقة، وارجو ان يسمح لي القراء الكرام، انه يدعو الى إزالة ومحو اخر ما بقي لدينا من مشرقيتنا. الذي يحب كنيستنا المشرقية حقا عليه العمل وبذل كل جهد ممكن لإبقائها مستقلة تدير شؤونها بنفسها دون تدخل من الأجانب والغرباء والدخلاء.

تحياتي


أذا تحققت هكذا وحده وأصبحت الكنيسه الموحده (كنيسه المشرق) تابعه لروما فذلك سيكون ختام ما صبت اليه القوه المسيطره في الفاتيكان منذ ما يقارب الألف سنه وهو القضاء على كل ما هو غير تابع لروما في الشرق وخاصه كل ما له علاقه بالأشوريه و أحتواء العمل الجبار الذي قامت به كنيسه المشرق في مطلع المسيحيه المتمثل بالعمل بكل اخلاص لنشر كلمه السيد المسيح.


1347
الأستاذ سامي هاويل المحترم

ثلاث محطات رئيسة جذبت انتباهي وشدتني وجعلتني أفكر كثيرا في مداخلتك.

الأولى تحثنا على التمسك " بالجرأة والمنطق والمسؤولية والحرص." هذا ما نحتاجه اليوم وبشدة وهذا ما تفتقره اغلب الشعوب الشرق أوسطية ومؤسساتها دينية ومدنية لا سيما عند محاولة تفسير الواقع الاجتماعي والمؤسساتي لما هو عائد لنا.

المحطة الثانية مرتبطة بالأولى وفيها نخشى من الحقائق التي نتوصل إليها من خلال دراسات منهجية محايدة ونتشبث بمشاعرنا وأحاسيسنا وما جرت العادة عليه. إن أردنا مواجهة الحقائق التي وردت في الدراسة التي قدمتها وعززتها من خلال التفاعل مع مداخلات القراء، علينا كما تقول، هذا إن أردنا إنقاذ أنفسنا وكنيستنا المشرقية المجيدة "التحلي بالحكمة والشجاعة لمواجهتها وايجاد حلول منطقية تنصب في مصلحتنا بالدرجة الأولى."

والمحطة الثالثة وهي الأهم تخص علاقة مؤسسة كنيسة المشرق الكلدانية بروما وتحث او تطلب من البطريرك ساكو "فك الارتباط الإداري للكنيسة الكلدانية مع روما والتمتع باستقلالية تامة مما سيقوي الدور المؤسساتي في الكنيسة الكلدانية ومن ثم أيضا العمل على تكثيف الجهود من أجل التباحث مع شقي كنيسة المشرق والعمل على توحيد الكنيسة (كنيسة المشرق) وإعادتها الى سابق عهدها وعظمتها."

الارتباط الاداري بالشكل الحالي اره شخصيا ظلم وتبعية لا يقبل به أي شعب او أي مؤسسة وحتى على مستوى إدارة مدرسة ابتدائية في السويد مثلا. جرى فرض هذا الارتباط قسرا وبطرق ملتوية وبمرور الزمن صار جزء من الواقع الاجتماعي او جزء من العقيدة والإيمان وحسنة ونعمة بالنسبة للبعض رغم كونه نقمة أدى الى الضياع تقريبا في كل شيء مناطقيا وجغرافيا وديموغرافيا وثقافيا وتراثيا ومشرقيا وبسببه مؤسسة الكنيسة الكلدانية مفككة مناطقيا وتنظيميا وإداريا وليتورجيا وخسرت سلطتها على اصقاع شاسعة جدا وبملايين الأتباع وتقلصت او ألغيت الصلاحيات الجاثاليقية.  فك الارتباط الإداري هو الدواء لداء مستعصي. امام كل هذه الحقائق، هل سيبادر أصحاب الشأن؟ لست أدرى.

تحياتي


1348
الأستاذ يوحنا بيداويد المحترم

لقد أضاف تعقيبك على الدراسة مسحة من الفلسفة والتأمل. ومداخلتي هذه لن تكون بالإسهاب الذي اتيت به. سأحاول الإيجاز والتركيز على خمس نقاط من النقاط العشرة التي ذكرتها.

أولا، اتفق معك ان مستقبلنا كأمة وشعب وكنيسة مشرقية هو اليوم على كف عفريت. مع ذلك هناك قارب نجاة حتى ولو خسرنا تواجدنا في أرض الأجداد، وهذا احتمال قائم لأن ما يحدث الأن أكبر ليس من حجمنا كأقلية بل أكبر من شعوب بالملايين ودول بأكملها.

ثانيا، قارب النجاة هو في قولك: " العامل الاساسي لبقائنا ككنيسة شرقية لها ارثها وتاريخها بعد الايمان المسيحي هو اللغة." وبالصراحة المعروفة عني، كنت أتمنى ان تضع هذا القول الحكيم امام غبطة البطريرك وأغلب الأساقفة والكثير من الكهنة الكلدان اثناء حضورك مؤتمر الرابطة الكلدانية. في مؤسسة الكنيسة الكلدانية هناك دوس مجاني على اللغة بما تمثله من رموز وطقوس وليتورجيا وتقاليد وإرث وآداب وتراث وثقافة وآعلام حسب تعريف الهوية الذي قدمته في المقال. كل شيء لاتيني محبوب ومفضل على مشرقيتنا وفي كل شيء حتى الإيقونات والصور والممارسات والتقليد والحركات والريازة وحتى الزي الإكليروسي تم رميه وتبديله بالزي اللاتيني .... لا أريد الاسترسال لأنه هالني الأمر عندما رمى أسقف كلداني كتاب الطقس جانبا وطلب ترتيل الأناشيد اللاتينية بالعربية ... لن اذكر المزيد لأننا جرحنا كبير.

ثالثا، اتفق معك ان البطريرك لويس ساكو له طاقات كبيرة ومؤهلات قيادية ولكن مع كل احترامي الرجل المناسب لقيادة كنيستنا المشرقة بفروعها الثلاثة يجب ان يكون مستقلا وصاحب إرادة وقرار يضع هويتنا ومشرقيتنا واستقلالنا والولاء لكنيستنا المشرقية فوق الكل وفوق مصلحة اي مؤسسةاخرى اي كانت . هذه الشروط ومع الأسف غير متوفرة لأن البطريرك والبطريركية ولائهم المطلق التام هو لمؤسسة الفاتيكان المتمثلة بالمجمع الشرقي. عندما يحصل البطريرك على استقلالية القرار المؤسساتي لكنيسته في كل شيء – وهذا بعيد المنال – عندئذ يصح القول إنه " الرجل المناسب في هذه المرحلة ليقود الكنيسة الشرقية بتسمياتها الثلاثة، اظن من الضروري إعطائه الفرصة لإكمال مشروعه."

رابعا، لا اتفق معك ان انقساماتنا " جعلت من كنيسة روما ان يكون لها السلطة في تقرير الصغيرة والكبيرة فيها." سلطة روما المطلقة وكلمتها التي لا تسقط على الأرض في كل شيء على كل مقدراتنا وتلاعبها بهذه المقدرات لمصلحتها الخاصة ومنافعها المؤسساتية والمناطقية والثقافية والليتورجية والطقسية هي واحد من الأسباب الرئيسة لنكستنا. حضرتك تنقل عن الفلاسفة الكثير بيد ان كل الفلاسفة يؤكدون ان السلطة المطلقة والولاء المطلق يؤديان الى مفسدة مطلقة.

وخامسا، " الجدلية الهيجلية او الفلسفة المادية لهوك ولديمقريطس وهيوم" لا تنطبق ولا علاقة لها بالمؤسسات ذات السلطة المطلقة لأن السلطة المطلقة والولاء المطلق مفسدة مطلقة. والمؤسسات الدينية والمذهبية الكبيرة، أي دين وأي مذهب، مؤسساتيا تدور في فلك السلطة المطلقة التي تؤدي الى المفسدة المطلقة.

وأظن ان ما اثرته في هذه الدراسة من أسئلة وما وضعته من فرضيات وسياقها التاريخي والاجتماعي والثقافي يؤيد الى حدّ كبير ما ذهبت اليه.

تحياتي


1349


الأستاذ كوركيس اوراها منصور المحترم

ما أتيت به نقد مقبول لأن يأتي من شخصية كرست نفسها لخدمة شعبنا وكنيستنا، هذا من خلال ما تسطره في هذا الموقع. وأنا أرد على النقد الذي اتاني من حضرتك، وهو مرحب به، امل ان يتسع صدرك للرأي الأخر.

أولا، ليس هناك تعارض في عنوان المقال ومحتواه. العنوان يدعو الى "الجدية" والمتن يدعو الى "الجدية" في تناول مقترح البطريرك ساكو.

نحن كشعب ومؤسسة كنسية تنقصنا الجدية وتسيّرنا العاطفة والأفكار الشخصية. الجدية بالنسبة لي كأكاديمي تعني ان نثير أسئلة ونأتي بفرضيات. نجاوب على الأسئلة ونعالج الفرضيات ضمن سياقها الاجتماعي والثقافي والتاريخي.

كل مقترح لا يأخذ هه الأمور ليس جديا بل نابع من العاطفة والأحاسيس التي لن تنقذ الفرد او الشخص العادي من مخنته فكيف بشعب ومؤسسة كنسية.

عندما ادعو الى الجدية اقصد صاحب الاقتراح والطرف المعني بالاقتراح. الطرفان عليهما ان يأخذا هذا المقترح بجدية وهذا يعني لا يجوز التهرب والقفز على الحقائق التي ذكرتها والنتائج التي توصلت إليها في البحث الذي قدمته. يجب التعامل معها انطلاقا من مشرقيتنا وليس اللاتينية التي فرضت علينا.

ومن هنا يكون المقترح غير عملي وغير مقبول وغير جدي على الإطلاق إن كان أي طرف يفتقر الى الاستقلالية المؤسساتية. وكي أكون واضحا، فإن طرف مؤسسة الكنيسة الكلدانية تابع بالمطلق للغريب والدخيل مؤسساتيا. وكي يكون جديا عليه أولا الحصول على استقلاليته كي يكون طرفا مساويا للطرف المستقل وإلا من الأفضل للطرف المستقل التحدث حول الاقتراح مع السادة في المؤسسة وليس مع الأتباع حول مسألة حساسة كهذه ما دام التابع في النهاية قراره ليس بيده.

ثانيا، الشراكة معناها انها تضم طرفين في مشروع محدد لكل منهما صلاحياته ودوره. وكي تكون الشراكة عادلة يجب ان تكون نسبتها عادلة أي 50/50 او كما نطلق عليه في الدبلوماسية win win. في حالة مؤسسة الكنيسة الكلدانية هي 100/00 لصالح الفاتيكان ممثلا بالمجمع الشرقي، أي لا win للطرف المقابل. وحضرتك أكثر اطلاع على ابرشية سانتياغو حيث اظهرت المشكلة ان المؤسسة الكنسية لا حول ولا قوة لها واليوم تسيّر هذه الإبراشية امورها وكأن البطريركية غير موجودة. وهناك امثلة أخرى كثيرة ...

أي شراكة يجب ان تكون عادلة وإلا ليست شراكة بل تبعية وعبودية.

ثالثا، مؤسسة الكنيسة الكلدانية في افول مع تقديري الكبير واعتزازي بكل الجهود الجبارة التي يبذلها البطريرك ساكو. والسبب ظاهر وواضح. أي مؤسسة تفقد سلطتها الإدارية والتنظيمية وحقوقها وأراضيها واتباعها بسب قوانين جائرة ستزول إن لم تسترجع الحقوق المغتصبة. المؤسسة الكبيرة التي اغتصبت الحقوق تقريبا برمتها لن تعيدها ابدا للضعفاء من امثالنا الذي يختبئون خلف غربال المذهبية والطائفية. المؤسسة الكبيرة تنحني فقط للأقوياء.

ورابعا وأخيرا نأتي الى دور الكرسي الرسولي. التفسير الذي تأتي به غير صحيح. كنيسة المشرق كان كرسيها الرسولي مستقلا وموازيا لروما وغيرها ويجب ان يكون كذلك. وهكذا كرسي انطاكيا (الذي هو أيضا كرسي بطرس خليفة يسوع على الأرض) مواز لروما وكرسي الكرازة المرقسية مواز لروما وكرسي القسطنطينية مواز لروما وكلهم خدم للإنجيل وليس الواحد للأخر. تفسيرك للكرسي يرضي الفاتيكان ولكن لن يقبل به أصحاب الكراس الأخرى وأتباعها. بابا الأقباط له صلاحيات بابا روما في منطقته وعل اتباعه ولا يجوز ان يقول له بابا روما تنازل لي كي تصبح مسيحيا وإلا لن تكون مسيحيا مساويا لي وعليه سأرسل المبشرين كي يحققوا ذلك. الكراسي سواسية لأن القنديل الذي ينير دربها هو الإنجيل.

أمل انني وضحت بعض النقاط. اتيت بها ليس من باب النقد المضاد بل من باب التفسير وإثارة الأسئلة ووضع الفرضيات والاتكاء على السياق. المسيحية برمتها لا سيما في الغرب والأمريكيتين تمر بمرحلة عصيبة وفي الشرق الأوسط هي على شفا الانقراض. اليوم ليس يوم التباهي بالكراسي والادعاء بالتسلط والهيمنة على الأخر. اليوم يوم التشبث بالإنجيل وحسب ومغادرة الأفضلية المؤسساتية والتفوق المؤسساتي على الأخر بحجة انا كذا وكذا وغير ليس كذلك.

تحياتي

1350
الأستاذ مسعود النوفلي المحترم

اتفق معك انه على الكل التعامل "بجدية" مع نداء البطريرك ساكو. وسأشرح ما معنى "الجدية" من الناحية العلمية والأكاديمية في ردي على الأخ كوركيس اوراها منصور هذا المساء.

اكتفي هنا بالقول إن حضرتم أكاديمي وعلى علمي تحاضر في جامعات أمريكية. هناك فرق بين proposal و serious proposal وكذلك بين study و serious study . هذا ما اعنيه بالجدية التي يفتقرها المقترح. والمقال، وهو طويل حوالي 4000 كلمة، وما اسرده من تعقيبات أحيانا مطولة، غايتها إضفاء مسحة من الجدية العلمية والأكاديمية على المقترح ومناقشته كي يصبح مقبولا وسائغا ومستساغا وليس مجرد احاسيس ومشاعر وأفكار شخصية.

وتوقفت كثيرا عند قولك: " كما كانت كنيستنا السبّاقة في نشر الأيمان الى الهند والصين وقرغيزستان وغيرها من دول العالم وقبل مجيء الحملات التبشيرية."

نعم قبل مجيء الحملات التبشيرية كانت كنيستنا المشرقية رغم ضعفها عندئذ أكثر عددا وأوسع جغرافية وأنشط وأقوى وأغنى بكثير من كل النواحي مما صارت عليه بعد هذه الحملات. وهل يبشر المرء بين المسيحيين؟ لماذا لم يبشروا بين المسلمين؟

تحياتي


1351
الأستاذ قشو إبراهيم نيروا المحترم

أولا دعني احييك على غيرتك وتشبثك بالكتابة بلغتنا القومية التي بضياعها سنخسر كل مقومات الوجود كأمة وهوية وشعب اصيل وكنيسة مشرقية مجيدة.

واتفق معك تماما ان المسيحية لها عدة كراسي رسولية وما كرسي روما الا واحد منها. هناك كراسي أقدم من روما منها كرسي انطاكيا (الذي اسسه الرسول بطرس ذاته) والإسكندرية (الكرازة المرقسية) وكرسي ساليق/قطيسفون كرسينا المقدس).

كل هذ الكراسي رسولية مقدسة ولا يجب ولا يجوز ابدا اختزالها بكرسي واحد. الكرسي الذي بحجة الشراكة يلغي ويحتوي الأخر ويجعل منه تابعا جزء من السلطة المؤسساتية التي ينبذها المسيح.

تحياتي


1352

الأستاذ زيد ميشو المحترم

اظن أنك تتجنى على كنيسة المشرق وتأتي بأحداث وأمور لا دليل وشاهد ومصدر تاريخي لها. إن كان لك دليل او مصدر ارجو ان تلحقه لأن ما اتيت به فيه الكثير من غياب المصداقية ويرقى الى التجني.

أولا، كنيسة المشرق، وبأي مذهب كانت، تمثل تاريخي وتاريخك فيها اجدادي واجدادك وإن كانوا نساطرة فهذا فخر لأنهم اجدادنا وكل تراثنا وقديسينا ورموزنا وآدابنا وصلواتنا وترثنا وكل شيء نملكه كهوية يعود لهم. فكيف نستطيع نكران أصلنا؟

وفي مستهل فترة محاكم التفتيش (وهي من أكثر الفترات ظلما وظلمات في تاريخ اروبا واستمرت قرون) التي اقرها بابا الفاتيكان في القرن الحادي عشر كانت كنيسة المشرق أكبر وأعظم كنائس الدنيا وأكبر واوسع من كنيسة روما بكثير. وهذا مثبت ومؤرخ.

ومحاكم التفتيش وصكوك الغفران من اسواء الشرور التي اقترفتها مؤسسة الفاتيكان. انا لا أقول الكنيسة الكاثوليكية حاشي لأن الكنيسة تتمثل بتعاليم المسيح ولا تعتدي على الإطلاق. الإشارة هي الى المؤسسة. وفاتيكان مؤسسة من أكبر مؤسسات الدنيا. هو دولة صغيرة المساحة ولكن دولة لها كل مقومات الدول الكبيرة الحجم.

وأنا لما كنت ذكرت محاكم التفتيش ابدا لو لم تطبقها هذ المؤسسة على الكلدان وفي العصر الحديث وبعنف وبطش ترتعش له الأبدان. وهذا موثق في أرشيف كنيستنا الكلدانية ومن قبل احبارنا وبطاركتنا. بأي حق وبأي انجيل يتم اقتراف هكذا جرائم بحق الكلدان. إن كنا كلدان وأصحاب قومية وهوية علينا الطلب بالتعويض وكل الحقوق المغتصبة. وإن كنا مذهبيين وطائفيين – وأخشى اننا كذلك – فهذه مسألة أخرى. وهذه نماذج عذابات محام التفتيش التي كان يطبقها الفاتيكان وكان الكلدان من ضحاياها. كيف يقبل كلداني يقول انه قومي وصاحب هوية بهكذا اضطهاد ويسكت ولكنه يهاجم اجداده الذين هم أصله وفصله وهم أبناء وبنات كنيسة المشرق (النسطورية):

https://www.google.se/search?q=inquisition&biw=1093&bih=461&source=lnms&tbm=isch&sa=X&ei=4UmUVcXKC4W2sQHi6auABA&ved=0CAYQ_AUoAQ

وتذم كنيستنا (كنيستي وكنيستك) المشرقية لأنها جعلت من البطريركية وراثية. هل تريد ان اذكر لك العوائل الإيطالية ذات السمعة السيئة والمشينة والتي اغتصبت السدة البابوية لأجيال وتنقلها من ابن الأخ الى ابن العم والى الأخ الشقيق ضمن العائلة الواحدة والموبقات التي كانت تقترفها. هذا موثق وبالتفصيل الممل ومؤرشف وبإمكاني منحلك المصادر الموثقة الخاصة بذلك.

كنيستنا المشرقية المجيدة من أنصع وانقى والأكثر قربا من تعاليم الإنجيل من كل المؤسسات الكنسية في الدنيا إن أجرينا مقارنة حول السيئات التي جرت على يد المؤسسات الكنسية بصورة عامة.

وعندما ذهب أسقف من كنيستنا المشرقية الى روما كان الفاتيكان ومؤسسة الكنيسة الكاثوليكية تمر في فترة  ظالمة ومظلمة لا يحسد عليها ابدا حيث ثار ضدها مارتن لوثر وجرت بعده مذابح وحرق الناس احياء وبالجملة. كنيستنا المشرقية بريئة وحمل وديع بين ذئاب مفترسة.

وللاطلاع والعلم فإن الرهبنة سلوك وممارسة مسيحية مشرقية اخذناها كلنا كمسيحيين ليس من روما بل من كرسي الكرازة المرقسية (اخوتنا الأقباط) ومنهم وصلت الى كنيستنا ومن ثم وصلت الى الغرب.

وما تنقله عن البطريك برماما بحق الشهيد يوحنا سولاقا غير صحيح لأنه غير موثق وليس هناك مصدر أساسي اولي يؤيد ما تذهب إليه. كل ما ذكر في هذا المجال منبعه الكره المذهبي والطائفي الذي غرسه فينا المبشرون الغربيون لا جدادانا واصلنا وفصلنا ومن بقي على مذهبهم القويم والسليم.

وأخيرا تقول إنك (اسدلت الستار) ولم تقرأ المقال. هذا شأنك واحترم موقفك ولكن المقال له قراء كثيرون وبلغ مدى أكثر مما توقعت له.

تحياتي


1353
قرائي الأعزاء والمتحاورن الكرام

لفت نظري عند قرأتي لتعقيب الأخ حنا شمعون ما معناه انني تجاهلت الإجابة على ما اتى به من نقد الأخ كوركيس.

بالطبع هذا ليس صحيح لأنني اتعامل مع كل القراء الذين تجشموا عناء كتابة مداخلات لهذا المقال ولكنني ارد بالتسلسل الذي اتوا به.

وكل يوم احاول ان ارد على تعقيبين او ثلاثة لضيق الوقت وكذلك كوننا نحن المعلمين الجامعيين نشرح كثيرا لتوصيل الفكرة واحيانا كما ترون ان تعقيبي هو بمثابة مقال منفصل.

في هذا المساء سأتناول ما اتى به الأخ زيد ميشو ومن ثم الأخوة الذين عقبوا وبعده وسيأتي دوةر الأخ كوركيس وكذلك دور الأخ حنا شمعون.

مع تحياتي



1354
لأستاذ San Dave المحترم

التوضيحات او النقاط التي قدمتها ذات شأن ومهمة حتى التي تبتعد فيها عن التوجه العام للمقال. فشكرا جزيلا. ولكن دعني أعقب على نقطة او نقطتين.

اتفق معك ان الكنائس المشرقية برمتها في محنة رهيبة ومعها كل الأقليات وكل من يختلف في الرأي والتوجه عن المجموعات التكفيرية الظلامية الإسلامية التي تعيث فسادا ورعبا في منطقتنا.

وبما اننا في محنة، اليس من الأولى للكل التوحد وأليس من الأولى في المقام الأول ان يترك الفاتيكان بطاركة المشرق ان يتصرفوا ويعملوا باستقلالية تامة حسب حكمتهم للاتحاد المؤسساتي الكامل مع الكراسي الكنيسة المشرقية التي انشقوا عنها من خلال التبشير الفاتيكاني الذي في الأساس لم يكن أي داع له ابدا؟

هل يجوز ان يكون الفاتيكان اليوم حجر عثرة للشراكة الكاملة بين هذه الكنائس؟ لماذا لا يتركها وشأنها كي تدير امورها بذاتها وان تسيّر أمور رعاياها في الداخل والخارج دون تدخل منه في كل صغيرة وكبيرة كما يحدث في مؤسسة الكنيسة الكلدانية؟

وانا عندما اتحدث عن اللغة اتحدث عن الهوية والثقافة وهذا يشمل الرموز والتقاليد والقديسين والإعلام والريازة والفكر والفلسفة واللاهوت وغيره كثير ذكرته في المقال. اليوم يطغى التقليد والثقافة والرموز اللاتينية تقريبا على كل شيء في الكنيسة الكلدانية عندكم في بلد الأجداد وعندنا في المهجر.

سأكتفي بهذا القدر وشكرا مرة أخرى

تحياتي


1355

الأستاذ كنعان شماس المحترم

لا نستطيع استيعاب وفهم ما نعاني منه في الحاضر إن لم نضعه في سياقه. والتاريخ جزء أساسي من السياق.
 
كيف نفهم العلاقة المؤسساتية مع دولة الفاتيكان لشق أساسي من كنيستنا المشرقية ان لم نتكئ على التاريخ؟

لا يجوز ابدا ان نضع التاريخ جانبا والفاتيكان ذاته يتكئ على قوانين وأسس وقواعد كانت قائمة في عهد الاستعمار الأوروبي القديم أي في القرن التاسع عشر في علاقته وتعامله مع مؤسسة الكنيسة الكلدانية؟

هناك انتقاد من بعض الأخوة لأنني اذكر التاريخ. هذا ليس تاريخ إنه الحاضر بذاته لأنه واحد من الأسباب الرئيسة لأفول نجم كنيسة المشرق في العصر الحديث.

مثلا الثورة المباركة التي قادها البطريرك اودو حديثة العهد وتعيش معنا لأن الأسباب الموجبة التي دعته ان يثور ضد الفاتيكان ومجمع البروبغندا في حينه (سلف المجمع الشرقي الحالي) لا زالت قائمة وهي هي دون أي تغير فيها على الإطلاق؟

وجرى تهميش هذا البطريرك الكبير لا بل لم يتجرأ أي مؤلف او كاتب او باحث من مؤسسة الكنيسة الكلدانية، علماني او إكليروسي، ان يدرس هذه الثورة بعمق واكاديمية وموضوعية، او حتى ان يذكرها ويتحدث عنها فقط لأن ثورته كانت ضد الظلم الفاتيكاني. لو كانت ثورته في اتجاه اخر لأقمنا له تمثال. ولهذا يقول بعض الأخوة انهم لم يسمعوا بها ولكننا كلنا سمعنا وتم تدريسنا ان اجدادنا النساطرة ومن بقي على مذهبهم هراطقة واليعاقبة هراطقة وغيره كثير ... وتم التصرف مع تراثنا ومشرقيتنا وخصوصيتنا وليتورجيتنا وتقاليدنا على هذا الأساس ...

وما هي 150 سنية في عمر الشعوب؟ إن نسينا 150 سنة وهمشنا ما حدث عندئذ وقلنا انه من الماضي لأسدلنا ستارا حديديا على الحاضر والمدنية والنهضة لأن النهضة الحديثة ذاتها ورموزها وعلمائها وثوارها وفنانيها ومسويقييها وكتابها وفلاسفتها ومفكريها كلهم من هذه الفترة وكل شعوب الدنيا تحتفي بهم وبميلادهم وتدرسهم في مناهجها التعليمية.

من ثم هناك مسائل أخرى أكثر ظلما وهي مسألة تطبيق محاكم التفتيش علينا وتطبيق هذه المحاكم اللعينة بظلمها الرهيب استمر حتى بداية القرن العشرين بينما كانت قد الغيت في كل المناطق الأخرى بفترة طويلة قبل ذلك. أليس هذا جزء من الحاضر؟ اليس هذا ظلم لا بعده ظلم؟ كيف يطبق مسيحي على مسيحي اخر وهو من ذات المذهب محاكم التفتيش؟ ولماذا ولمصلحة من يجري إخفاء وبعمد كل هذه الحقائق؟ السبب لأن هناك طرف سلطوي ادخل الخشية في قلوبنا بحيث صرنا نخاف ذكر الرأي المخالف وإن كانت تسنده كل ادلة وثوابت التاريخ بماضيه وحاضره.

هل بداية القرن العشرين تاريخ مضى؟ إن كان كذلك لألغت كل الشعوب تاريخها برمته وما درسته وحللته وأثارت الأسئلة حوله ووضعت الفرضيات لفهم حاضرها والتعامل معه بجدية والتخلص من اخطائه والتركيز على إيجابياته.

جرى تهميش ثورة البطريك اودو وإغلاق ملفها وحتى الخوف والخشية من ذكرها وإن ذكرناها قلنا كان هناك سوء تفاهم وليس ثورة بكل ما للكلمة من معنى لأننا تابعون بدون وعي وبالمطلق الذي يرفض الرأي الأخر مهما كان إن انتقد او انتقص من مؤسسة الفاتيكان والمجمع الشرقي.

تحياتي



رابي ليـــون المحترم
الكثير مماذكرته صحيح لكنه تاريخ انتهى . اليوم مخاطر التشــرذم ماحقة مدمرة والذوبان والانقراض يتعاظم ولاسبيل للحد من الخراب الا بتلبيه  دعوة ابينا البطريرك مار لويس ساكو . لم يسبقه بطريرك قط في مثل  هذه الدعوة المباركة . انها ساعة الشــــد لن يرحم التاريخ من ينبش عن العراقيل .لاتنسى ان البقاء للاصلح دائمــا.المسيحيون يتوحدون في القواعد ويختلفون في القمم كل شيء في الطبيعة يتبدل ويتطور وكذلك  العقائد الحية  تحيــة

1356
الأستاذ جورج نكارا المحترم

الأسئلة التي تثيرها مهمة جدا لا سيما السؤال الأول المتعلق بسلطة (دولة) روما والحلول التي لديها لتقوية سلطة بطريرك كنيسة المشرق.

جواب هذا السؤال بسيط ولكن دعني قبل ان أقدم ما لدي من حقائق ان أقول إنك ذكي جدا رغم انني لا اعرف عن حضرتك أي شيء. والسبب هو المصطلح الذي تستخدمه وهو "سلطة روما." هذا هو الدليل وهذا بيت القصيد. نحن امام سلطة وليس رسالة سماء لأن كل المسألة تدور حول السلطة وليس رسالة الإنجيل.

المؤسسات بصورة عامة لا سيما الكبيرة منها وعلى الخصوص الدينية والمذهبية بالذات لن تقبل ان تعزز سلطة من يتبعها بعد ان نزعتها منه إلا تحت ضغط شديد او شعورها بخطر على مصالحها.

و"سلطة روما" تنازلت عن كثير من صلاحياتها وبعضها يعد تجاوزا على تعاليم الإنجيل (هناك ادلة تاريخية وفي كل العصور على هذا) عندما رأت ان هناك خطورة على سلطتها. وموقفها اللامبالي من حركة مثلي الجنس -التي صارت أكبر لوبي (قوة ضغط) في الغرب وأمريكا الشمالية – في صفوفها وبين رعاياها واخرها ما حدث في إيرلندا دليل دامغ انها تنحني تحت الضغط فقط شأنها شأن أي سلطة أخرى.

فمن هو البطريك الكاثوليكي المشرقي كلداني او غيره الذي بإمكانه التأثير قيد شعرة على سلطة روما بعد أن همشتهم وانتهى امرهم. نحن شعب نمر بأزمة وجودية وعلينا قول الحق مهما كانت النتائج.

كنيسة المشرق الأشورية مستعدة للوحدة – هذا طبعا استنتاجي الشخصي – ولكن الثمن المطلوب منها غير مقبول على الإطلاق وهو التنازل عن استقلاليتها والمقترح مقدم من رئاسة مؤسسة كنسية مشرقية فاقدة للصلاحيتات والاستقلالية كما وضحت في المقال.

نحن اما فرضية علمية اكاديمية منطقية. قوة كنيستنا تكون بانضمام فاقد الاستقلالية والصلاحيات الى الفرع المستقل وصاحب الصلاحيات وليس العكس.

وتحياتي




الأستاذ القدير دكتور ليون برخو
دراستك موسعة وشاملة ووضعت نقاط على حروف كثيرة والأهم وضعت الكرة في ملعب الكنائس الشرقية ( الكلدانية والاشورية بشقيها )
الكنيسة الكلدانية لأنها صاحبة المقترح كيف ستتعامل مع سلطة روما في حالة الوحدة وماهي حلولها لتقوية سلطة بطرك كنيسة المشرق
الكنائس الاشورية فاترة تجاه مقترحات بطرك الكلدان هل هي مستعدة للوحدة وتاخذ كلامه ماخذ الجد او انها لاتريد الوحدة اساسا وتتجاهل مقترحات البطرك مار ساكو إذا كانت المشكلة في سلطة الفاتيكان لماذا لايضعون شروطهم للوحدة ويناقشونها مع بطرك ساكو أولا وبعدها مع فاتيكان إن الصمت يعني انهم يفضلون استمرار وضع على ماهو عليه بدون شوشره أو انهم يرفضون الوحدة.

1357
الأستاذ سامي ديشو المحترم

شكرا لمرورك وتعقيبك. رغم انك توجه خطابك للقراء بصورة عامة وليس لي ولكن فيه الكثير مما يمكن ان نستقيد منه لعبور المرحلة الصعبة الحالية التي تعصف بنا.

وانا اتابع ما تضعه من ردود على مقالات شتى أراك توافقيا واظن هناك الكثير مما يمكن لنا كلنا ان نتعلمه من موقف توافقي حكيم كالذي تتخذه لا سيما صوب مسيرة كنيستنا المشرقية المجيدة الكلدانية-الأشورية.

فقط لدي ملاحظة وامل ان يتسع صدرك حول البطريرك يوسف اودو. هذا البطريرك، الذي بحق يعد واحد من عمالقة شعبنا وكنيستنا في العصر الحديث لم يكن "منزعجا" من روما." ثار على روما وانتفض بكل ما للكلمة من معنى.

إقراء ارشيف الرسائل البطريركية واقرأ وقائع ومحاضر المجمع الفاتيكاني الأول (circa 1850) وكيف خرج من المجمع وهو يصرخ في وجه البابا بيوس التاسع الذي كانت تهتز الدنيا امامه في حينه (منتصف القرن التاسع عشر) قائلا إنه يرفض الوصاية على كنيسته ورعاياه اينما تواجدوا ولن يقبل ان يوقع على اي صك او عهد يمنح بابا روما او من يمثله او الفايتكان هكذا تعهد ولن يقبل تحت اية ظروف ان يكون تابعا هو ورعاياه اينما تواجدوا ولن يقبل ان يحدد اللاتين ومبشريهم ليتورجيته ورموزه وتقاليده وخصوصيته وثقافته وجغرافيته المشرقية التي هي مقدسة لا يجوز المس بها.

خرج من المجمع وتبعه مئات الأساقفةوبينهم اساقفة لاتين واحدث ضجة كبيرة. نحن بحاجة الى ثوار من هذا النوع كي نحفظ استقلالية كنيستنا المشرقية. في غيابهم نحن زائلون. وهذه وجهة نظري قد لا تقبل بها. غير او ليّن البطريرك اودو موقفه بعد تعهدات شفهية سرعان ما تنصل منها الفاتيكان بعد مماته.

تحيا
تي

1358
اتفق معك تماما في طرحك وكما تفضلت ان (الوضع الحالي في مؤسسة الكنيسة الكلدانية لا يطاق فيه ظلم وتبعية عمياء ومطلقة في كل شيء. فإن كنا لا نستطيع طبع كراس بدون موافقة وزارة المستعمرات فكيف سنضمن استقلالية الأخرين؟) انتهى الاقتباس من بحث الدكتور ليون مع تقديري                                               
                                           

الأستاذ انطوان الصنا المحترم

لا نستطيع ان نخطو خطوة واحدة الى الأمام وسندور في دائرة مفرغة لا بل سنتقهقر إن لم نعترف اولا بواقعنا الإجتماعي وندرسه ونفسره من خلال اثارة اسئلة محددة ووضع فرضيات للوصول الى حلول.

الأحاسيس والمشاعر والأفكار الشخصية لن توصلنا الى نتيجة.

من هنا ادعو مؤسسة الكنيسة الكلدانية الى الإعتراف العلني انها فاقدة للإستقلالية تماما وتابعة الى ابسط حلقات المجمع الشرقي في الفاتيكان. نكران هذه الحقيقة سيزيد في طينها وطين شعبنا بلة.

وكذلك استجماع الشجاعة والقول إن الشراكة مع روما بالمفهوم الذي هي عليه ومنذ منتصف القرن التاسع عشر كانت نقمة على شعبنا.

التاريخ ثابت وشهود عيانه اهل البيت واعيان القوم. لا نستسطيع اخفاء شمس هذه الحقيقة الساطعة بغربال المذهبية والطائفية والشراكة والتي في الواقع ليست شراكة بل تبعية مطلقة.

تحياتي

1359
الزميل الدكتور عبد الله رابي المحترم

تثير نقطتين في غاية الأهمية وكل واحدة منها تستوجب مقالا منفصلا.  في الأولى تقول: "فالمتغير الذي يمثل اللاهوت (الإيمان) أصبح جليا قد أُتفق عليه لا غبار فيه، فيظل متغير السلطة."
 
هذا بيت القصيد ومعناه نحن في معترك مؤسساتي دنيوي بحت ذو علاقة بالسلطة ومتغيرها. كل المشكلة او المسألة متعلقة بمؤسسة كبيرة تحب السلطة على حساب الإنجيل وتعاليمه وأركانه التي تنبذ السلطة.

وهذه المؤسسة تربط متغير السلطة بمتغير الإيمان والإنجيل لا بل تقدمه عليه، بمعنى اخر مهما كانت ممارستك للإنجيل سليمة وإيمانك به صلبا كل هذا لا يعني شيء إن لم تقبل سلطتي المطلقة عليك.

ومتغير السلطة هذا، والذي يعاكس كل ما هو موجود في الإنجيل والعهد الجديد، هو سبب البلاء وكل الانشقاقات التي حدثت وسبب عدم تحقق الوحدة.

كان إيمان كنيستنا المشرقية سليما وقويما ومستندا الى الإنجيل (متغير الإيمان واحد)، بيد ان هذ لم يشف غليل مؤسسة الفاتيكان وهذا لا يؤخر او يقدم إن لم تتنازل كاملا عن متغير السطلة لهم. هذا كان علينا عدم قبوله ابدا وقاوم اجدادنا وانتفضوا وثاروا ولكن في نهاية المطاف لم يستطيعوا مقاومة البطش المؤسساتي المتمثل بمتغير السلطة الذي لا علاقة له بالإنجيل والمسيح وصليبه.

والنقطة المهمة الثانية التي تثيرها ذات علاقة مباشرة وجدلية مع الأولى حيث تعقب على نص لي بالقول:

" تجاوز السفير الفاتيكاني لصلاحياته حينما يتدخل بشؤون الكنائس وادارتها، فالسفير واجبه هو تنظيم العلاقة الدبلوماسية بين دولته والدولة المضيفة له أضافة الى متابعة شؤون جاليته في البلد وهنا لا يمكن اعتبار مسيحي العراق من الكاثوليك رعايا أو جالية تابعة للفاتيكان فمهمته المفروض لا تتعدى التعامل مع الوزارة الخارجية للبلد المضيف."

هذا أيضا جزء من متغير السلطة. لأن مؤسسة الفاتيكان لا تنظر الى الكلدان إلا ضمن إطار انهم رعاياها واتباعها بالمطلق في كل شيء ولا حقوق مؤسساتية لهم على الإطلاق واليوم الكلدان في أوروبا والشتات بأجمعه هم رعايا للفاتيكان (بالمفهوم الحرفي للكلمة) وليس البطريركية.

يتوجب على البطريركية الكلدانية، انطلاقا من حرص البطريرك ساكو على الوحدة، أولا ترميم بيتها والحصول على استقلاليتها (متغير السلطة) من الفاتيكان ولا حاجة الى شراكة في الإيمان لأن الشراكة أساسا قائمة في الإنجيل لدى الكنيستين.

المشكلة هي السلطة والاستقلال المؤسساتي. هناك من يقبل التبعية المؤسساتية المطلقة وهناك من يرفضها وانا ارفع القبعة للذي يرفضها إن كان من اتباع الفرع الكلداني او الأشوري لكنيسة المشرق لأن متغير السلطة لا علاقة له بالإنجيل بل يعاكسه ويجب مقاومته ونطلب من الله ان ينجينا منه لأنه جزء من الشر. ونحن نصلي يوميا: " لا تدخلنا في التجربة بل نجينا من الشرير."

1360
الدكتور ليون برخو  المحترم

أرجو تصحيح اسم قائمقام كنيسة المشرق الآشورية الحالي فهو سيادة المطران أبريم موگن وليس مار مار توما درمو للعلم لطفاً

الأستاذ سامي ديشو المحترم

شكرا جزيلا للتنبيه. وجرى التصحيح فورا.

بارك الله فيك يا اخي العزيز.

تحياتي

1361
الأخ آشور بيت شليمون المحترم

في هذا الموقع اتفاعل مع كل القراء واحترمهم بغض النظر عن أسمائهم ومواقفهم وميولهم.

هناك بون بين ما أفكر به وما تفكر حضرتك به. وهناك هوة بين فهمي للواقع الاجتماعي وفهمك له.

حضرتك متشبث بما تسميه قومية وتسمية محددة. انا متشبث بهوية شعبنا وهوية كنيسته كما عرفتها في هذا المقال.

وواقعنا الاجتماعي لا تدركه حضرتك ولا تستطيع تفسيره ومع احترامي الشديد لك ولغيرتك والجهد الذي تبذله. في كل محاولاتك تهرع الى مشاعرك وأحاسيسك الذاتية وقراءتك المجتزاءة التي تفتقر الى ابسط معايير المنطق والعلم ولأكاديميا.

وهذا النقد لا أوجه لك فقط بل لكل الذين يقعون في هذه الخانة من أبناء شعبنا بأسمائهم المختلفة ومذاهبهم المختلفة. بمعنى اخر ان تعقيبي هذا موجه لك ولكل الأخوة الذي يتعصبون لفئة محددة تسمية كانت او مذهب ويرفضون أي ادلة علمية اكاديمية من أي أتت وهم في العلم والأكاديميا لا ناقة لهم ولا جمل. بالعكس يمقتون كل عالم مهما علا شأنه ومقامه إن لم يفسر ويكتب مثلهم.
 
فمثلا حضرتك – ومعك الأخوة المتعصبين من كل مكونات شعبنا -لا تقبل ان تحدد وتعرف الهوية، أي هوية شعبنا وكنائسنا. وتخلط بين "القومية" كمفهوم عنصري استعاره العرب من الغرب لا سيما فرنسا التي ثارت على المذهب والكنيسة واتخذت القومية دينا ومفهوما وممارسة. ومن فرنسا اقتبس القوميون العرب مفهوم القومية الذي هو ترجمة غير امينة ودقيقة لمفردةnationality  .

والقوميون العرب اخذهم الغلو في التفسير والممارسة ووصل الأمر بهم الى العنصرية وإلغاء الأخر. وسقط المفهوم القومي العربي وكان سقوطه عظيما. مع ذلك لا يزال الكثير منا يحمل ذات المفهوم للقومية، القومية التي "ودت العرب في ستين داهية." هل نتعظ؟

نحن لسنا في حاجة الى قومية بالمفهوم الفرنسي (الأوروبي) لأن فرنسا ذاتها تخلت عنها ولا المفهوم العربي لأن العرب عانوا منه الويلات. نحن في حاجة الى الهوية identity.

ولهذا يكون مار أبريم موگن مطرابوليط كنيستنا المشرقية في الهند والنائب البطريركي حاليا والذي ينادى باسمه في كل كنائس كنيسة المشرق الأشورية اليوم أقرب الي هوية لا بل هو يمثل الهوية لأنه يتحدث بلغتنا القومية ويكتب رسائله بها ويوقع بها ويدرسها ويؤلف ويطبع في لغتنا ما لم نستطيع نحن وكنائسنا كلدانية او اشورية القيام به رغم فقره وقلة مصادره ورعية لا يتجاوز عددها 30 الف شخص.

مار أبريم موگن أقرب الي هوية من كل المشرقيين المسيحيين الذي استعربوا او تحولوا الى العربية في طقوسهم وليتورجيتهم لا بل هو اقرب الى هوية بكثير من روما والفاتيكان. انا اتحدث عن هوية وليس مذهب.

وهكذا يكون الأشقاء السريان في الهند الذين ظلوا متشبثين بهويتنا – حسب التعريف الذي قدمته – وتمكنوا من مقاومة المد الاستعماري التبشيري الغربي ورفضوا ان يتنازلوا عن هويتهم من اجل الهوية اللاتينية رغم العنف والضغط، اقرب الي هوية من الماروني المسيحي مثلا الذي اتخذ العروبة والعربية هوية وكل من باع او تخلى عن هويته من بناء شعبنا.

ومقالي هذا يدق الجسر محذرا ان أي وحدة او شراكة مع روما كان يجب ان لا تمس الهوية – حسب التعريف الذي اتيت به واي وحدة بين شقي كنيستنا الكلدانية والأشورية يجب ان لا تمس هويتنا المشرقية ابدا. ومن هنا يجب ان يكون الاستقلال المؤسساتي محور الوحدة التي ينادي بها البطريرك ساكو. عداه ستكون احتواء وذوبان كما حدث مع ملايين وملايين من أبناء شعبنا وكما حدث في مناطق شاسعة كانت تابعة لنا.

تحياتي



1362
الأستاذ خوشابا سولاقا المحترم

انا أيضا احييك وأرفع القبعة لك لما اتيت به في تعليقك لا سيما قولك:

"قول الحقيقة بوجه أصحابها والتصدي للباطل والظلم والألغاء بأسم " الشراكة الأيمانية " ، هذه الفلسفة المخادعة التسويفية التي زاوجت بين "  الشراكة الأيمانية والشراكة المؤسساتية "التي اعتمدتها الكنيسة الرومانية من أجل اخضاع الآخرين خضوعاً مطلقاً لسلطة لكرسي الرسولي الروماني كما كان الحال في أخضاع  الآخرين من الأمم لسلطة قياصرة روما في عهد الأمبراطورية الرومانية الوثنية مع احتراماتنا لروحانية كنيسة روما ، هذه الفلسفة الألغائية الأقصائية هي كانت السبب  الرئيسي في شق كنسة المسيح الى كنائس متعددة متناقضة ومتقاتلة باستماتة سعياً كل منها لفرض سطوته وسلطته على الآخر باسم المسيح والمسيحية ، وليس غيرها من الأسباب الروحانية واللاهوتية كما تدعي . لذلك نقول إن العائق الوحيد الذي سوف يقف حائلاً بوجه وحدة كنيسة المشرق بفرعيها الكلدانية الكاثوليكية والمشرق الآشورية ليحول دون تحقيقها."


نعم. يجب قول الحقيقة وهي كما اتيتَ بها في تعليقك الرائع وهي حقيقة تاريخية ولكنها مرة وعسيرة الهضم لأنها تنخر في الحاضر وواحد من أسباب نكسة شعبنا. كان يجب ان لا يحدث هذا من قبل مؤسسة تقول ان الأنجيل والصليب نبراسها. على طرفي الحوار ان يضعا هذه الأمور المؤلمة بعين الاعتبار وأن يضعا حدأ له ويطالبا بكل الحقوق المهضومة والحصول على كافة الحقوق والامتيازات المؤسساتية قبل الدخول في شراكة. وأظن هناك الكثير من الحكماء من بإمكانه تقديم المشورة والتحذير من مقالب المؤسسات الكبيرة لا سيما الدينية والمذهبية منها.

اما قولك:

"لا نعرف إن كان قداسة البطريرك مار ساكو قد استلم الضوء الأخضر من الفاتيكان بشأن قبولها بمشرع الوحدة بين الكنيستين على أساس " الشراكة الأيمانية " الخالصة، والاستقلالية التامة في " الشراكة المؤسساتية " من عدمه."

شخصيا لا علم لي ولكن من تجربتي وخبرتي وانا أعيش في خضم مؤسسة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وقريب منها لا اظن، وامل ان أكون على خطأ، ان مؤسسة الفاتيكان ستقبل ان يفاوض باسمها بطريرك مشرقي لا تنظر إليه والى منصبه الا مثل أسقف من بين أكثر من 6000 أسقف تابعين لها او ان تقبل ان تمنحه او تتنازل عن أي من صلاحياتها المؤسساتية له وإلا لكانت منحتها للبطاركة المشرقيين الكاثوليك رغم طلباتهم المتكررة او لما كانت اغتصبتها منهم اساسا.

المؤسسات الدينية الكبيرة تنحني وتقبل ان تمنح حقوق الأخرين وتعويض ضحاياها وتغير منهجها فقط عند ترى نفسها انها امام ضغط كبير سيسبب لها خسارة كبيرة.

تحياتي


1363
شلاما رابي أخيقر يوخنا

الوحدة هي مطلب وضرورة لا بل مسألة وجود. وأظن ان الطرفين توصلا الى نتيجة مفادها إما الوحدة او الفناء.

ولكن يجب على كل طرف ان يراعي الواقع الاجتماعي (وامل ان القارئ يعي بعد قراءة المقال ما اعنيه بهذا المصطلح) للطرف الأخر.

الشروط المسبقة لا تؤدي الى حوار متكافئ من الطرفين.

ولا اظن كما ذهب بعض الأخوة ان كنيسة المشرق الأشورية غير معنية بمقترح البطريرك ساكو.  الكل اليوم يعي انه علينا كشعب وكنيسة ان نصطف سوية.

الحوار الذي تتغلب فيه مصلحة شعبنا وكنيستنا على أي مصلحة أخرى لا بد وان يصل الى خطوط مشتركة لمعالجة النقاط الشائكة لا سيما تعريف مبدأ الشراكة بين كرسيين رسوليين وتأطيره ومن ثم مسألة الاستقلالية المؤسساتية constitution .

 مسألة الاستقلالية المؤسساتية constitution في رأي الشخصي لا يجوز التنازل عنها لمؤسسة الفاتيكان تحت اية ظروف.

نحن لسنا اطفال ولم نخرج من غابات افريقيا ومنها للحضارة كي نحتاج ان يديرنا مؤسساتيا كرادلة وسفراء ومبشرين ووعاظ لاتين. نحن شعب ذو عمق تاريخي وكنيسة عمقها يبدأ بأورشليم وأنطاكية وجذورها نهرانية – بين النهرين.

مشرقية كنيستنا في رأي الشخصي مسألة لا يجوز المساومة عليها لأنها الوجود وصلاحيات كرسينا الرسولي الموحد بعون الله أيضا لا يجوز المساومة عليها.

بطريركنا القادم لكنيسة موحدة بعون الله يجب ان يكون أكبر من أي كاردينال في الفاتيكان ولا يتقدم عليه إلا بابا روما في شراكة انجيلية تضمها أسس المحبة المسيحية وتعاليم الإنجيل وممارسته.

تحياتي


1364
على شعبنا وكنائسنا التعامل بجدية مع مقترح البطريرك ساكو حول وحدة كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية رغم الأسئلة الكثيرة والفرضيات العديدة والجدل الذي يثيره

ليون برخو
جامعة ينشوبنك – السويد

توطئة

قدم البطريرك لويس روفائيل ساكوا أفكاره "الشخصية" حول وحدة كنيسة المشرق التي صارت مطلبا جماهيريا من مكونين أساسيين من مكونات شعبنا وهم الكلدان والأشوريين (رابط 1).

والبطريرك ساكو اتفقنا معه او اختلفنا قد أدخلنا في زمن جديد. له العديد من الصفات القيادية التي يبحث عنها أي شعب بوده النهوض بنفسه ومؤسساته.

ومع مكانته البارزة يعمل بتواضع. يكتب أحيانا ليس بصفته الجالس على واحد من أعظم الكراسي الكنسية طرا، وهو كرسي ساليق/قطيسفون، بل واحد منا له اراءه الشخصية يطرحها للنقاش في مواقع شعبنا شأنه شأن أي كاتب اخر.

وأظن ان كنيستنا المشرقية انجبت ثلاثة بطاركة عظام في القرون السبعة الماضية منذ انتكاستها الرهيبة علي يد المغول. الأول هو البطريرك يوسف اودو والثاني هو البطريرك بنيامين شمعون والثالث هو البطريرك ساكو، الذي نعيش زمانه.

ومن مميزات البطريرك ساكو انه يطرح أي مقترح حول مصيرنا كشعب وكنيسة أي وجودنا للحوار العام كي يتناوله الكل ويشبعونه نقاشا من خلال ما هو متوافر من وسائل إعلامية في متناول شعبنا وكنائسنا.

وهو بهذا، شأنه شأن القادة الكبار، يجس نبض الشارع ويعده لقرار مصيري او نقاشات مصيرية، وكأنه بهذا يضع مقترحاته وأراءه امام استفتاء شعبي.

والبطريرك ساكو يقبل النقد طالما كان ضمن الكياسة واللياقة الأدبية. بيد انه عَبَرَ كل حدود التواضع والتسامح عندما وصف بعض نقاده رغم تجاوز عباراتهم التي وصلت الى المباشرة والشخصنة بأنهم أبنائه ومن موقعه كأب لن يكترث ولن يرد وهو يحبهم دائما.

هدف الدراسة هذه

وبودي في هذا المقال تقديم افكاري الشخصية حول وحدة كنيسة المشرق بفرعيها الكلداني والأشوري. وفي هذا سأناقش الأفكار التي اتى بها البطريرك مستندا الى قراءتي الخاصة للوضع الحالي وفهمي لتاريخ هذه الكنيسة المشرقية العظيمة المقدسة الرسولية الجامعة وكذلك إدراكي الشخصي لطبيعة العلاقة مع الكرسي الروماني.

واظن ان صدر بطريركنا الجليل، الذي يدهشنا ويحتلنا باستمرار منذ جلوسه على كرسي اجداده في ساليق/قطيسفون الذي يشترك فيه مع اشقائه في الشقين الأخرين من هذه الكنيسة، سيتسع أيضا لأفكاري الشخصية وقراءتي الخاصة.

إنني شخصيا أقول دائما انا مسيحي مشرقي وكنيسة المشرق بلاهوتها وعقيدتها وفلسفتها وآدابها وشعرها ولغتها وطقسها وتقاليدها وموسيقاها وشعرها ونثرها وثقافتها وفنونها واعلامها وقديسيها ورموزها وشهدائها وريازتها واستقلاليتها هي وجودي وهويتي، ووحدتها حلم امل ان اعيشه واتحقق منه وافرح به قبل مماتي.

ولكن قبل ان ادخل في مناقشة الأفكار الشخصية التي اتى بها البطريرك، دعنا نعرج على بعض العلمية والأكاديمية كي نستند اليها للوصول الى حقيقة واقعنا الاجتماعي. الواقع الاجتماعي – أي من نحن وماذا نريد وكيف نصل الى ما نريد وما هي ظروفنا وامكاناتنا وطاقاتنا وما هو موقعنا وما هي هويتنا – لن نصل اليه بالعاطفة والتمني والشعور والأفكار والمشاعر الشخصية التي تنتابنا بين الفينة والأخرى.

كيف نعرف ونعرّف أنفسنا

نعرف واقعنا الاجتماعي من خلال اثارة أسئلة محددة ومحاولة الإجابة عليها ووضع فرضيات ومحاولة البرهنة عليها او تفنيدها. لا مكان للشعور والعواطف والأفكار الشخصية في معرفة من نحن وما هو واقعنا الاجتماعي. كل مقترح يفتقر الى فرضيات محددة واسئلة محددة يتم تجريبها والبرهنة عليها للوصول الى نتائج مرْضية قد يؤدي الى نتائج وخيمة إن تم تطبيقه.

ونعرف واقعنا الاجتماعي من خلال السياق أيضا. والتاريخ جزء جوهري من كل سياق. إننا نتاج تاريخنا وسياقنا. وأنا أعرج على التاريخ في هذا المقال او بالأحرى الدراسة المطولة غايتي هي فهم واستيعاب الحاضر الذي ولد من رحم الماضي.

تقديم مقترحات وأفكار شخصية بدون أسئلة وفرضيات معناه نحن لا زلنا نتكئ على المشاعر والأحاسيس والعواطف والذاتية وبعيدون عن الموضوعية والنزاهة والحياد. المشاعر والأحاسيس لن تحدد هوية أي مؤسسة او شعب او مجموعة كنسية او مدنية ولن تساهم في تعزيز استقلالية المؤسسة الرائدة فيه وهي المؤسسة الكنسية ولن يؤدي الى تحررها إن كانت تابعة. اليوم الدنيا تقاد من خلال فرضيات محددة والإجابة عن أسئلة محددة وسياقها التاريخي وواقعها الاجتماعي وليس المشاعر والأحاسيس.

المشاعر والأحاسيس والأفكار الشخصية البعيدة عن الفرضيات والحوار المتكافئ واسئلة ذات علاقة مباشرة بالواقع الاجتماعي لن تحدد هويتي ومشرقيتي وكذلك طبيعة الشراكة مع الكرسي الروماني.

وكثيرا ما نقرأ في هذا الموقع من يقول انني صاحب الهوية الفلانية او التسمية الفلانية او المذهب الفلاني لأن هذا شعوري وهذه احاسيسي وهذا موقفي الشخصي وهذه انفعالاتي او لأن والدي او جدي قال ذلك. العالم اليوم لا يكترث بماذا نشعر او نحس او ماذا قال جدي وأبي وعمي. العالم يتعامل مع الواقع الاجتماعي من خلال أسئلة محددة وفرضيات محددة.

فرضية بسيطة

أظن ان قرائي الكرام بأغلبيتهم الساحقة يدركون معنى الأسئلة والسياق (دور الماضي في تكوين الحاضر) ولكن ربما يتساءلون حول ما اعنيه بالفرضية. وهاكم مثال بسيط:

لو نزلت صخرة من قمة الجبل وسقطت في الشارع، هناك احتمال اصطدامها بعجلة وقتل سائقها وركابها. الأحاسيس والمشاعر والأفكار الشخصية لا تفيد ابدا في درء الخطر. علينا تقليل او الغاء باي طريقة ممكنة إمكانية سقوط الصخرة من الجبل في الشارع إن أردنا الحفاظ على سلامة وامن المواطنين وإلا فإن الصخرة ستسقط وتؤذي وتقتل وتجرح ولن تنفع كل مشاعرنا وأحاسيسنا وانفعالاتنا وأفكارنا الشخصية.

ولدرء خطر الصخرة، علينا القيام بحوار متكافئ لا يقبل سياسة التابع والمتبوع والسيد والعبد والشروط المسبقة ولا مكان فيه للمشاعر والعواطف من خلال إثارة أسئلة وفرضيات ودراستها للوصول الى حلول ناجعة للحفاظ على السلامة. وهذا يحتاج الى بحث متعدد المجالات من قبل باحثين في عدة اختصاصات. هكذا تفكر وتعمل الشعوب المتحضرة وهكذا يفكر ويعمل القادة الحريصين على شعوبهم وهكذا يفكر ويعمل المدراء الحريصين على مؤسساتهم وشركاتهم ودوائرهم.

ماذا عنا

اما نحن ومؤسساتنا المدنية والدينية وقادتنا المدنيين والدينيين غالبا ما نتكئ على العواطف والأحاسيس والأفكار الشخصية والانفعال وغياب الحوار الحضاري والمتمدن لتقرير مصير شعب ابي عريق علّم الدنيا القراءة والكتابة وكنيسة مشرقية عظيمة كانت لها انافورات وليتورجيا وفلسفة وعلوم وفنون وقديسين ومفكرين ولاهوتيين وأعلام وموسيقى وشعر وعلماء في شتى أنواع المعرفة "وقيثارة الروح القدس" عندما كان الأخرون يبيعون صكوك الغفران ويطبقون محاكم التفتيش.

ما هي هويتنا (خصوصيتنا)؟

 الهوية تتمثل بالثقافة والآداب والفنون والشعر والليتورجيا والموسيقى والأناشيد والرموز والأعلام والفلكلور والتقاليد والطقوس – كل هذه من أرقي ثمار الحضارة الإنسانية – التي تميز الشعوب (الهويات) عن بعضها. كل هذه الرموز التي تشكل هوية أي امة في الدنيا تختزلها اللغة. ولغتنا القومية لها من الفنون والرموز والأدب والموسيقى والتراث والليتورجيا والخصوصية ما لا تملكه أي امة أخرى. الذي حفظ لنا كل هذا لنا رغم الاضطهاد المريع الذي تعرضنا ونتعرض له من الكل دون استثناء في شرق الدنيا وغربها هو كنيستنا المشرقية المجيدة وليس غيرها.
 
وكنيستنا المشرقية كاثوليكية شأنها شأن الكنيسة الرومانية التي هي كاثوليكية. لهما انجيل واحد ولكن هويات مختلفة. هوية وخصوصية الكنيسة الرومانية او الكرسي الروماني لاتينية حسب التعريف أعلاه. وهوية وخصوصية كنيستنا او كرسي ساليق/قطيسفون مشرقية، حسب التعريف أعلاه.

ما هي الشراكة

يقول البطريرك إن "شركة الإيمان والوحدة مع الكرسي الروماني قاعدة أساسية وجوهرية للوحدة." هذا صحيح لأن الكنيستين ايمانهما سليم وقويم. ولكن لا يعرّف لنا البطريرك ماهية الشراكة ولا واقعها التاريخي والاجتماعي.

الخلافات بين كنيسة المشرق وكنيسة روما في مسائل الإيمان والإنجيل لفظية وحسب، وهذا ما يؤكده البطريرك. وهذا صحيح ومعناه ان الكرسي الروماني والكرسي المشرقي متكافئان ومتساويان في الإيمان والإنجيل. إذا، بأي حق يكون لأحدهما سلطة مؤسساتية (وهذا يشمل اركان تعريف الهوية اعلاه) على الأخر لا تحتويه بل تلغيه لا تقويه بل تضعفه؟

الشراكة تعني المساواة. هل هذا حاصل؟ المساواة بين الكراسي لأن، وحسب قول البطريرك وهذا صحيح – لا خلاف بينهما حول الإنجيل والمسيح وصليبه، وهذا هو الأهم، لأن الإنجيل والمسيح فوق الكل وفوق الكراسي؛ لأن الإنجيل هو الطريق الى السماء وليس الكرسي.

 وانا المسيحي المشرقي البسيط والجالس على أي كرسي مهما علا شأنه ومقامه سنقف امام الرب، صاحب الإنجيل، سوية. هو لن يفده كرسيه في الدينونة لأنه سيدان حسب اعماله. وأنا الإنسان البسيط لن اتكئ غير على اعمالي وليس على الكرسي ومن جلس او سيجلس عليه، أي كرسي كان. وهناك نصوص وآيات كثيرة تؤكد هذا وتسنده بالأدلة والأمثلة والبراهين.

 من هنا نستنج ان قراءة الإنجيل وممارسته هي الأهم في أي شراكة والأمور الأخرى دنيوية توقعنا في التجربة وكل يوم نصلي ونطلب "لا تدخلنا في التجربة." الشراكة في الإنجيل وعداها سلطة وجاه وامور مؤسساتية أرضية وكل مؤسسة سلطوية (لاسيما المؤسسات الكبيرة وعلى وجه الخصوص المؤسسات الدينية الكبيرة) تحاول فرض نفسها ومصلحتها ومنفعتها على الأخرين. السطلة تحارب وتتقاتل من اجل مصلحتها. والمؤسسة التي تسلم مقاديرها كي يحتلها او يدمجها الأخر ويفرض عليها تفسيره ومنهجه الخاص في النظام والإدارة مثلا وتهمش استقلاليتها تخون الأمانة.

جوهر شراكة كنيسة المشرق الكلدانية مع روما كانت انجيلية لعدة قرون وليس مؤسساتية ابدا حسب مفهوم المؤسسة أعلاه. ولكن هذه الشراكة لم تصمد لأن الطرف القوي نكث في عهده وتعهداته والبطريرك يقرأ التاريخ وهو واحد من اختصاصاته ولابد انه على دراية تامة بالانتفاضة والثورة الكلدانية العارمة التي قادها البطريرك يوسف اودو، رائد نهضة شعبنا، ضد الفاتيكان كمؤسسة لأنه ألغى الشراكة وفرض الطاعة العمياء والمطلقة في كل شيء حتى في ابسط الأمور المؤسساتية ولا زال (رابط 4).

فقدان الصلاحيات والحقوق واضمحلال دور وسلطة البطريركية تم بعد وأد هذه الانتفاضة الكلدانية المباركة ضد التدخل والسيطرة المؤسساتية الفاتيكانية. يكرر البطريرك في سجاله مع المجمع الشرقي ورئيسه ان الأخير يتبع سياسة المماطلة والتسويف (رابط 1) في علاقته مع مؤسسة الكنيسة الكلدانية والمراسيم البطريركية والسنهادوسية. ولكن هذا من حق الكاردينال اللاتيني (دائما اللاتين هم السادة) لأن سلطته المؤسساتية شبه مطلقة ومثبتة في قوانين وزارة المستعمرات التي يرأسها (في علم الخطاب نطلق على مسميات مثل "المجمع الشرقي" مصطلح تلطيفي، لأن تسميته شيء وباطنه شيء اخر تماما). الغرب برمته تخلى عن هكذا وزارة ومفاهيم وقوانين ومؤسسة الفاتيكان لا زالت متشبثة بها. والسؤال ما علاقة المماطلة والتسويف والتسلط المؤسساتي بهذا الشكل بالإنجيل والإيمان (الشراكة)؟

واظن ربما لم يبق مسيحي مشرقي بكافة المذاهب والطوائف لم يضرب عشره على رأسه للطريقة المهينة التي تعامل ويتعامل الكاردينال رئس المجمع الشرقي مع مؤسسة الكنيسة الكلدانية الى درجة بات الكثير من الكلدان يقول إن الكاردينال اللاتيني الغريب والدخيل هو البطريرك الحقيقي لأن في يده مصير الكل ومن ضمنهم البطريركية. لنكن واقعيين ونقول الحقيقة رغم مرارتها. هذه أسئلة وفرضيات لا بد من إثارتها والتعامل معها وحلها لصالح كنيستنا المشرقية في أي وحدة قادمة. ومسألة الكهنة وأبرشية سانتياغو خير دليل. نذكرها ونؤكد عليها لأنها مؤشر خطير على الضياع والبعثرة والاحتواء والذوبان.

مسألة الكهنة والرهبان "الهاربين"

فشلت البطريركية في تعاملها مع هذه القضية لأن سلطتها محدودة جدا وتكاد تكون معدومة. السلطة برمتها في يد الكاردينال مسؤول المجمع الشرقي. إن كنا نحن فقدنا استقلاليتنا منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بحيث صرنا اتباع وليس شركاء، لا اظن يحق لنا التفكير في وحدة او اتحاد مع كنائس مستقلة مؤسساتيا إن لم نحرر أنفسنا أولا؟
 
القاء اللوم على الكهنة وتعريتهم بالشكل الذي تم دليل دامغ على ان البطريركية لا استقلالية لها وهي بالمطلق تحت الحكم المؤسساتي للكاردينال ومجمعه الشرقي. هذا خطأ تاريخي كان يجب ان لا يقع ولكن هذا الواقع. الم يكن من الأجدر على البطريركية ان تحصل أولا على حقوقها المسلوبة وصلاحياتها المغتصبة بخصوص المناطقية ورسامة وعزل او إيقاف الأساقفة والبت في أمور الليتورجيا والرموز والأعلام وغيرها لا سيما التحرر من السلطة المؤسساتية الرومانية قبل صب جام الغضب على اخر وأضعف حلقة في الهرم الكهنوتي متمثلة بالرهبان والكهنة؟

هل الشراكة مع الكرسي الروماني حقا قوة

 ويقول البطريرك إن الشراكة مع الكرسي الروماني "هي قوة وليست انتقاصا ... لذا التفكير بفكّ ارتباط كنيسة المشرق مع كرسي روما خسارة كبيرة وضعف."

إن قرأنا التاريخ والواقع الاجتماعي مليا للكنيسة الكلدانية لرأينا حقا ان الشراكة كانت قوة في بدايتها وللحق والتاريخ كانت قوة هائلة قبل فترة الهجمة التبشيرية في حوالي منتصف القرن الثامن عشر وقبل الهجمة او بالأحرى الغزو اللاتيني الكاسح على المناطق خارج ما بين النهرين لاسيما الهند.

بعد هذا التاريخ صارت الشراكة نقمة على الكلدان والتاريخ شاهد وليس بإمكاننا تغيره لأنه موثق بالتفصيل اليومي وفي حوليات ورسائل ويوميات الرهبان والقسس والأحبار والبطاركة الكلدان، أي نحن شهود على النقمة التي حلت بالكلدان بسبب هذه الشراكة لا سيما عندما نكثت مؤسسة روما بكل عهودها ومواثيقها معنا.

عن أي قوة يتحدث البطريرك وبعض تفاصيل الكارثة التي اوقعها اللاتين بالكلدان لا زالت حيّة في اذهاننا وبعضنا شاهد عيان عليها لأن بعض تفاصيلها حدثت في منتصف الستينيات من القرن الماضي؟

لقد تحدثت عن هذا كثيرا والذي يريد الاطلاع بإمكانه مراجعة بعض المصادر المرفقة وكلها كلدانية المنشأ (رابط 4). هذا ليس من الماضي. إنه يعيش معنا لأننا نعاني منه وقضية الكهنة والرهبان جزء بسيط جدا من إفرازاته.

هنا وجريا على مواقف اجدادي من الذين ثاروا وانتفضوا على الظلم والطغيان انا لا أمس الكرسي الروماني لأنه مقدس شأنه شأن كرسي اجدادي. وهذا ما كان يفعله الرهبان والقسس والمطارنة والأحبار والبطاركة الكلدان حيث كانوا يصبون جام غضبهم على اللاتين وبعثاتهم التبشيرية ومجمع البروبغندا السيء الصيت سلف المجمع الشرقي وكارديناله الحالي.

ما قاله وسجله وأرشفه الكلدان ورجال دينهم (وهنا لا اذكر ما قاله ويقوله بقية الأشقاء المشرقيين) في الظلم المؤسساتي الذي وقع علينا من الفاتيكان ومجمعه الشرقي من السوء والقسوة حيث ترتعش له الأبدان ويوقف شعر الرأس ولا حاجة أن اعيد اقتباس بعض النصوص من مصادر حية من الرهبان والقسس والأساقفة والأحبار والبطاركة الكلدان حول المآسي والفواجع التي اوقعتها مؤسسة الفاتيكان بنا. فعن أي قوة نتحدث؟

المؤسسة الكنسية في أفول

وكنيسة المشرق الكلدانية بسبب هذه السياسات هي في افول منذ فشل الانتفاضة والثورة الكلدانية وأخشى انها ستنقرض إن لم يتحرك البطريرك وأساقفته ومجمعه ويستجمعوا شجاعتهم المشرقية مستنيرين برائد نهضة الكنيسة الكلدانية في العصر الحديث البطريرك اودو وبسرعة لاسترجاع كل حقوقهم المؤسساتية المغتصبة. أظن ان البطريركية على دراية بالأوقاف والمناطق التي سلبها اللاتين منا وهي على دراية بقوانين المجمع الشرقي التي أكل عليها الدهر وشرب وهي ميراث الاستعمار الأوروبي القديم وليس الحديث.

واليوم وبسبب هذه السياسات ضاعت الهند وضاعت المناطق وبإمكان أي أسقف او اسقفين تحدي البطريركية كما يحدث اليوم وكما سيحدث غدا إن أراد أي أسقف اخر السير في خطاهم وهذا جائز بالاتكاء على المجمع الشرقي لأن الصلاحيات لدى كرديناله وسكرتيره من اللاتين وليس البطريركية. نظام المناطقية وحتى الحبرية بالمفهوم المؤسساتي نظام استعماري تسلطي بحت لا علاقة له بالإنجيل والإيمان.

مثل الرهبان

ويحضرني مثل الرهبان مرة اخرى الذين وردت أسماؤهم في اخر تصريح (رابط 3). بعض هؤلاء أصدقائي وبعضهم تلامذتي ولكن ما هو الذنب الذي اقترفوه؟

كي يدرك الكلدان ومعهم اشقائنا الأشوريين وبقية المشرقيين المسيحيين ما يحدث وما هو الواقع الاجتماعي، ولو انني اظن ان الكثير لا يكترث او ربما سيقذفني بعض الأخوة بسيل من الشتائم والتجريح بدلا من تقديم حجج مضادة او تشغيل العقل لتقديم مبادرات عملية والإجابة على الأسئلة المثارة ومناقشة الفرضيات التي اوردتها، أقول إن سبب ما حدث لهؤلاء الرهبان هو المجمع الشرقي الفاتيكاني الأجنبي والدخيل لتدخله غير المبرر وغير المنطقي في الرهبنة الهرمزدية الكلدانية وهي جزء بسيط من كنيسة واسعة الأطراف بملايين الأتباع قبل اقتحامها من قبل اللاتين ومبشريهم.

وانا اتحدث كشاهد عيان لأن الرهبنة تعيش في عروقي وانا مدين لها بالكثير. في منتصف التسعينات من القرن الماضي جرت انتخابات ديمقراطية نزيهة في الرهبنة بعد رياضة روحية "وحلول الروح القدس" وتم انتخاب الراهب المرحوم شربل رئيسا عاما. ألغى سفيرة دولة الفاتيكان في بغداد الانتخابات برمتها وحوّل المجمع الشرقي الرهبنة الى حبرية أي خارج السلطة البطريركية.

اشتكى الراهب شربل رحمة الله عليه – وهو زميلي في الدير وصديق حميم– لدى البطريرك المرحوم بيداويد واجابه انه لا سلطة له على السفير ونصحه بالذهاب إليه والتفاهم معه. والسفير لا يتفاهم؟ وألغى السفير الانتخابات ونصب الراهب قرياقوس رئيسا عاما وفرضه على الكل شاء من شاء وأبى من ابى.

منصب السفير منصب دبلوماسي، شأنه شأن سفير أي دولة أخرى، ولكنه تقريبا الكل في الكل وقد تعاملت شخصيا مع سفيرين بحكم منصبي في بغداد وانا على علم كيف انهم يتدخلون تقريبا في كل كبيرة وصغيرة وبطرق لا تخطر على البال...

بعد فترة جرت انتخابات وفاز فيها الراهب مفيد وحدث ذات الشيء. هذه مؤامرات ودسائس ومماطلة ولا علاقة لها بالإنجيل والشراكة التي يمتدحها البطريرك. الراهب مفيد وغيره تركوا الرهبنة لأن مديرها وسيدها هو الدخيل والأجنبي والبطريرك لا حول ولا قوة له. وعندما ذهب الراهب مفيد مشتكيا للمرحوم البطريرك دلي، قال له: "اذهب للسفير. هو يقرر."

وبعدها جلبوا راهبا لبنانيا لا يعرف لغتنا وطقسنا وتراثنا، غريب عن ثقافتنا وهويتنا وخصوصيتنا ولغتنا، ونصبوه رئيسا واليوم الرهبنة تعاني وهي على شفا الانقراض. لمن نشتكي؟ من سيحمي الكنيسة المشرقية الواحدة من السفير؟

ذوبان

ويقول البطريرك "الوحدة لا تعني ذوبان هويتنا الكنسية الخاصة." وماذا ابقي اللاتين لنا من هوية او ماذا ابقينا لأنفسنا من هوية؟ وأين صار الطقس الكلداني الذي لا مثيل له في الدنيا وأين صارت الريازة وأين صارت اللغة وأين صار الملايين والملايين من الكلدان وكنائسهم وأوقافهم ومناطقهم ...؟

ما تبقى من الكنيسة الكلدانية (بعد ان استولى المبشرين اللاتين من مؤسسة الفاتيكان على تاجها وعروسها وأعني هنا الهند وغيرها) في طريقها او ان بعض مناطقها المتبقية صارت أكثر لاتينية من اللاتين أنفسهم.

 كل الأيقونات والصور والأعلام والقديسين والصلوات والطقوس والريازة والأناشيد والثقافة والأدب وغيرها صارت لاتينية تقريبا على حساب ليتورجيا مشرقية حوارية فكرية فلسفية تسمو على كل ما لدى اللاتين.

 إن كانت البطريركية حقا مهتمة بعدم ذوباننا لألغت كل ما اتانا من اللاتين واسترجعت كل ما اخذوه منا وفكت ارتباطنا المؤسساتي بهم لأننا كنيسة ذات خصوصية وهوية لا يجوز ان نلغي هويتنا لمصلحة هوية دخيلة وأجنبية. هذا لا يقبله اللاتيني الكاثوليكي ابدا. لماذا يقبله الكلداني المشرقي الكاثوليكي؟

شخصيا لا اشك ابدا بصدق ونزاهة البطريرك وحبه لكنيسته المشرقية وشعبه بأسمائه المختلفة ولكن لا نستطيع ان نستد الى المشاعر والأحاسيس والأفكار الشخصية لإنقاذ شعب وكنيسة وهوية لا سيما إن كنا في موقع الصدارة.

إن كان الكلدان ومؤسستهم الكنسية أصحاب هوية عليهم أولا وقبل كل شيء إحياء ثورتهم المباركة والاحتفاء بقائد هذه الثورة البطريك اودو. صاحب هوية الذي يقول انه يرفض الذوبان ويحافظ على الخصوصية، فإن كانت له خصوصية هي خصوصية الانتفاضة الكلدانية المباركة على الظلم الذي اتاهم من اشقاء لهم في الدين والمذهب. هل هناك امة ذات هوية لا تحي ذكرى انتفاضتها وثورتها وقائدها؟

فهل يتجرأ كلداني (علماني او اكليروسي) صاحب هوية ان يرفع صورة البطريرك اودو ويجعل من منطلقاته وثورته وانتفاضته ومشاريعه وصراعه نبراسا لما يجب ان تكون الهوية عليه ويطالب بإعادة الحقوق المغتصبة في كل شيء؟ الذي يقرأ الإنجيل ويرفع الصليب يجب ان لا يعتدي او يغتصب حقوق وصلاحيات وامتيازات الأخرين والأنكى انهم في شراكة وميثاق وعهد معه او في اقل تقدير هذا ما نتوقعه منه.

من هو الجريء بين الكلدان (علماني او اكليروسي) الذي سيقوم بطلب تعويض وإعادة كافة الحقوق والصلاحيات والمناطق والأوقاف الى أصحابها الشرعيين؟ الم يطالب ضحايا ممارسات وسياسات دولة الفاتيكان من الاعتداء الجنسي وغيره كثير من الكاثوليك اللاتين تعويضات ودفعت مؤسسة الفاتيكان صاغرة مليارات ومليارات الدولارات لهم ورفعت كل الغبن عنهم من خلال تشريعات حديثة تلبي متطلبات المدنية والحضارة الغربية المعاصرة؟ ام يحق للسيد الكاثوليكي اللاتيني ما لا يحق للتابع الكلداني الكاثوليكي؟ وهناك امثلة كثيرة جدا لا يتسع المجال لذكرها وهي في متناول اليد ومن خلالها باستطاعتنا اثارة الكثير من الأسئلة ووضع العديد من الفرضيات.

وهل يتجرأ المجتمعون في سبيل الرابطة الكلدانية في بغداد الأن الوقوف دقيقة واحدة على ارواح شهداء هذه الانتفاضة؟ وهل يتجرأ المجتمعون على اعتبار تاريخ انطلاق ثورتنا المباركة عيدا وطنيا ويضعون المذهبية والطائفية جانبا ويحاربون من اجل استقلاليتهم واستقلالية مؤسستهم الكنسية وهويتها كما عرفّتها في هذا المقال وكما عرّفها البطريرك اودو في حينه؟ وهل تجرأ أصحاب النهضة الكلدانية والتي صار بعضهم اليوم يصفها بنكسة على القيام بذلك؟

الطريق الى وحدة كنيسة المشرق

اظن ان اول لبنة لوحدة كنيسة المشرق تبدأ بفك الارتباط المؤسساتي ( (constitution للكنيسة الكلدانية بالكرسي الروماني والإبقاء على الشراكة الإيمانية كما كان ينادي الثوار الكلدان وقائدهم في حينه. عداه فنحن لسنا أصحاب هوية لأننا نضع المذهبية والطائفية والسلطة المؤسساتية للمجمع الشرقي وكرديناله وسكرتيره وسفيره ومبشريه ووعاظه فوق هويتنا كشعب وكنيسة.

ماذا بعد

وبعد هذا السرد هل يضمن البطريرك ان ما وقع على الكلدان من ظلم واغتصاب حقوق ومناطق واتباع وصلاحيات واحتواء لن يحدث لأشقائنا الذين بقوا على مذهب الأجداد السليم والقويم في حال دخولهم في "شركة" مع الكرسي الروماني؟ هل يضمن ان المجمع الشرقي وكرديناله وسفيره ومبشريه سيتركونهم بسلام وسيحافظون على استقلاليتهم المؤسساتية والتنظيمية والثقافية والليتورجية واللغوية مع شراكة إيمانية انجيلية مع الكرسي الروماني؟

هل سيضمن ان مؤسسة الفاتيكان لن تفرض عليهم المناطقية والحبرية بالمفهوم أعلاه وتفرض عليهم أيقوناتها وصورها وتساعياتها وشهورها وصلواتها واعلامها ورموزها ولاهوتها وتعليمها وكراريسها ومناهجها التعليمية وغيره على حساب هويتهم وخصوصيتهم المشرقية؟ هل سيضمن ان كلمة البطريرك ومجلس اساقفته ستكون هي العليا في كل الأمور المؤسساتية من رسامة الأساقفة والتعيين ولإيقاف والعزل والليتورجيا والطقوس والمناطقية والتقليد والتعليم وليس كلمة وزير المستعمرات ساندري مثلا؟

 وهل سيقبل بطريرك كنيسة المشرق الواحدة أي كان ان يكون وزير في الفاتيكان يتقدم عليه درجات في المكانة والتدرج والصلاحيات المؤسساتية وان يكتب له كي يحصل على موافقة تعميم كراس صلوات وإن حصل على موافقته وضعها بخط عريض في اول صفحة من القداس الإلهي كما حصل مع انافورة القداس الكلداني الجديد؟ الوضع الحالي في مؤسسة الكنيسة الكلدانية لا يطاق فيه ظلم وتبعية عمياء ومطلقة في كل شيء. فإن كنا لا نستطيع طبع كراس بدون موافقة وزارة المستعمرات فكيف سنضمن استقلالية الأخرين؟

وما هو ومن هو الكرسي الرسولي؟

والغريب لا نعرف ما هو ومن هو الكرسي الرسولي ولم يقدم البطريك تعريفا له في مقترحه الى درجة اختلط الأمر لدينا ونسينا اننا أصحاب كرسي رسولي في المقام الأول. اليوم ورقة مهلهلة من الكاردينال وزير المستعمرات يقال عنها انها قرار من الكرسي الرسولي او موافقة من الكرسي الرسولي كما حدث في ازمة الرهبان والكهنة؟ هذا خطاء. الكرسي الرسولي هو الشراكة بين الجالس على كرسي روما (البابا فقط) والجالس على كرسي ساليق/قطيسفون (البطريرك فقط). يجلسان سوية في حوار متكافئ ويقرران في المسائل الإيمانية الإنجيلية الخاصة بمشرقية كنيستنا وحسب. اليوم كل شيء من روما، مبشر بسيط ووزير وسكرتير وسفير وواعظ علماني كلهم صاروا كرسي رسولي. هذه ليست شراكة ابدا. هذا احتواء واستعمار مغلف بطابع ديني مذهبي وهذا ديدن كل المؤسسات السلطوية لا سيما الدينية والمذهبية منها.

فرضية جدلية

ويمكن إثارة سؤال او فرضية جدلية: إن كان بإمكان البطريرك تحصيل هكذا حقوق لأشقائنا الباقين على مذهب الأجداد في "الإدارة والقوانين والطقوس والتقاليد ... من خلال احترام صلاحيات البطريرك والسينودس" لماذا لا يحصلها أولا لنفسه كبطريرك ومجمع اساقفه ومؤسسة كنيسته الكلدانية لتعزيز هويتها ثقافة ولغة وليتورجيا ورموز وريازة وتقليد وطقوس وتنظيم ومناطق وغيره ويعيد كل الحقوق والصلاحيات والمناطق وملايين الأتباع الذين اغتصبوهم منا عنوة وبعنف مفرط يرقى في بعض تفاصيله الى جريمة ضد الإنسانية والثقافة الإنسانية وهذا بشهادة الأحبار والبطاركة الكلدان؟ حتى تقليد زواج الكهنة وهو جزء من مشرقيتنا سلبوه منا بطريقة ماكرة في بداية القرن العشرين. فرض البتولية على الكهنة جزء من الذوبان والاحتواء والاحتلال. هل سيقبل اللاتين ان يلغي بطريرك ساليق/قطيسفون بتولية الكهنة حسب تقليد وخصوصية وثقافة كنيستنا المشرقية ويرسم كهنة متزوجين لرعيته في أوروبا مثلا؟ وهناك بالطبع أسئلة كثيرة أخرى يجب اثارتها ومناقشتها وإيجاد حلول مشرقية وليس لاتينية لها.

وهناك الكثير الكثير من الأمور التي لا اظن ان البطريركية الكلدانية ذاتها باستطاعتها الإجابة عنها لأنها خارج نطاق صلاحياتها التي سلبها المجمع الشرقي منها في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بمكر وخداع ومماطلة وتسويف لا يدركه ويمارسه غير عتاة ودهاة السياسة والاستخبارات. وهناك الكثير الكثير من الفرضيات لا حق لها كتابعة للمجمع الشرقي وكرديناله البرهنة عليها او تفنيدها او البت فيها وإلا لما كانت مسألة بسيطة تتعلق بعدد من الرهبان تأخذ كل هذا الوقت وحرق اعصاب وتسويف ومماطلة والنتائج كانت مكسبا كبيرا للمجمع الشرقي وكرديناله وصحبه (دهاة في السياسة وقيادة دولة ومؤسساتها) وخسارة كبيرة لمؤسسة الكنيسة الكلدانية وهيبتها ومكانتها وستكون لها تبعات مستقبلية لا أستطيع التكهن بها.

خاتمة

هذا ما أتت به قريحتي مستندا الى قراءتي لواقع كنيسة المشرق الكلدانية-الاشورية المجيدة. في رأي المتواضع احتوت الدراسة على اسئلة مهمة وفرضيات أساسية أوردتها ضمن واقعها الاجتماعي وسياقها التاريخي. أي وحدة لا تجلب الاستقلالية المؤسساتية ( constitution ) الكاملة لكنيسة المشرق ستكون لها عواقب وخيمة ونخسر بقية الخصوصية التي لنا ونذوب وننتهي.

وأي اتفاق لا يجوز ان يكون شفهيا كما حدث مع البطريرك اودو (رابط 4). المؤسسات الكبيرة سلطوية، لها مائة طريقة وأكثر لفرض نفسها وما تريد، وألف تفسير ونص وتشريع للهيمنة على الضعيف.

ولهذا يجب ان يكون أي اتفاق مع دولة الفاتيكان حول استقلالية كنيسة المشرق مكتوبا وموقعا من قبل البابا وفيه فقرة او فقرات تجعله القانون الأساسي وفوق أي قانون مؤسساتي اخر لدى المجمع الشرقي والفاتيكان.

ومن ثم يجب إيداع الاتفاق كوثيقة رسيمة معتمدة في الأم المتحدة واختيار هيئة حيادية من القانونيين خارج نطاق مؤسسة الفاتيكان ومشرعيها ومحاميها وهيئاتها الاستشارية من اللاتين للبت في أي خلافات محتملة في المستقبل.

لقد عانى شعبنا كثيرا من التبشير الغربي ولا يزال حتى هذا اليوم هدف هجمة تبشيرية غربية شرسة أخرى من قبل مؤسسة الكنيسة الغربية الإنجيلية ذات سلطة لا حدّ لها ومال لا يحصى والتي صارت بقدرة قادر واحدة من أكبر الكنائس في العراق على حساب مشرقيتنا المسيحية وهويتنا وخصوصيتنا.

واشكر القارئ الكريم لا سيما الذي صبر وقرأ الدراسة المطولة هذه برمتها وعذرا إن كنت قد سببت له أي عناء او مشقة في قراءتها.

-------------------------------------

رابط 1
http://saint-adday.com/permalink/7566.html
رابط 2
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,781808.0.html
رابط 3
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,784488.0.html

رابط 4
I.   للمزيد من التفاصيل الموثقة راجع رسائل البطريرك يوسف اودو ورسائل الأحبار الكلدان وراجع وثائق المجمع المسكوني (الفاتيكاني الأول). الكثير من هذه الوثائق متوافر للباحثين. كذلك هناك الكثير من الوثائق كانت في حينه في مكتبة دير السيدة ومار كوركيس ودير الابتداء في الدورة في بغداد واطلعت على بعضها شخصيا.
II.   لقد تم ترجمة بعض الرسائل التي كتبها البطريرك يوسف اودو واحبار كلدان اخرون ضمن كتاب: رسائل مار يوسف السادس أودو بطريرك الكلدان، تعريب وتحقيق المطران ابراهيم ابراهيم والشماس خيري فومية ،مشيكن 2010 .
III.   وكذلك انظر مؤلفات الأنبا شموئيل جميل حول علاقة الكنائس الشرقية بمجمع البروبغندا (الشرقي حاليا). وكان الأنبا جميل رئس عام الرهبنة الهرمزدية الكلدانية في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الكلدان، فترة انتفاضتهم المباركة ضد مؤسسة الفاتيكان ممثلة بمجمع البروبغندا. وبالمناسبة فإن البطريرك يوسف اودو كان راهبا في صفوف رهبنتنا الكلدانية. والجدير بالذكر ان بذور الانتفاضة الكلدانية ضد الاضطهاد المؤسساتي من قبل الفاتيكان ومجمع البروبغندا تعود الى الرهبنة الكلدانية.
IV.   وأيضا انظر حوليات الرهبنة الهرمزدية الكلدانية، المجلد الأول 1808 - 1874




1365
الزميل العزيز الدكتور رابي المحترم

تحية طيبة

ذكرتني بتلك الأيام الصعبة والجميلة في آن واحد. صعبة لأنها أتت بعد ان وضعت حرب الخليج الثانية اوزارها وبدأت اثار الحصار على العراق تضرب في الصميم حيث صار الراتب الشهري الجامعي الذي كنا نتقاضاه لا تساوي قيمته دجاجة واحدة.

على ما اتذكر كنا انا وانت والدكتور كيورك والدكتور وعدالله ندرس في المعهد. لم يكن أي واحد منا يخطر بباله ما هو مذهب الأخر وما هي تسميته. كنا عندئذ نؤمن ان كلنا واحد –شعب واحد وهوية واحدة وكنيسة واحدة.

لم يكن هناك شيء اسمه المذهب او التسمية. وكان يرأس المعهد المرحوم المطران اسحق ساكا. وكان متبحرا بلغتنا القومية السريانية. وكان المطران عالما وملفانا بكل معنى الكلمة ولهذا استعان بأساتذة الجامعة لتدريس كل العلوم غير الدينية، أي أراد ان تكون علوم الفلسفة والاجتماع واللغة وغيرها تدرس من قبل أناس غير لاهوتيين وليسوا أعضاء في سلك الكهنوت.

كانت وجبة التلاميذ من اذكى ما مرت علي. كانوا محبين لهويتهم المتمثلة بلغتهم السريانية – التي هي هويتنا كلنا – ومتشبثين بليتورجيتنا المشرقية المقدسة كما تركها لنا اجدادنا العظام.

 بعضهم وصل الى الأسقفية والأخر هم من أمهر واذكى الكهنة ساهموا فر رفع شأن كنيستنا المقدسة،الكنيسةالسريانية الأرثذوكسية. وألتقي ببعضهم هنا في السويد ويتذكرون تلك الأيام ويحترمونها ويبجلون اساتذتهم.

اخر مرة التقيت بكاهن من تلامذتنا في جلسة نهض من على كرسيه وصاح بأعلى صوته هذا كان استاذي في الإكليركية وانا مدين له بالكثير.

وأتذكر انني غادرتكم في نهاية عام 1991 بعد ان تركت الجامعة والتحقت بوكالة رويترز.

بارك الله فيك على هذا الموضوع الذي اعادنا الى ذكرياتنا الجميلة.
 
تحياتي


1366
تحيه واحترام ..

الدكتور ليون برخو المحترم هذا اقتباس من كلامك ((وأمل ان يستمر المجمع والبطريرك القادم بمباحثات الشراكة مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. ))  !!! الصراحه انا استغرب من هذا الكلام عندما اقراء مواضيعك عن الكنيسه الكلدانيه وما حصل لها بعد شركتها مع الكنيسه الكاثوليكيه الرومانيه .
ربنا يباركك وكل القراء.

                                                         ظافر شانو

الأخ العزيز مظفر شانو المحترم

الشراكة الإنجيلية مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية نعمة وبركة. ولكن عندما تتجاوز الشراكة الى امور مؤسساتية بحتة غايتها السيطرة على الأخر المختلف ثقافة ولغة وليتورجيا وفنون، عندها تصبح الشراكة حقا نقمة.

كانت شراكة كنيسة المشرق الكلدانية مع روما شراكة إنجيلية بحتة ولم تحاول روما التسلط على مقدرات الكنيسة الكلدانية إلا في حوالي منتصف القرن التاسع عشر وفي الخصوص في عهد البابا بيوس التاسع.

في هذه الفترة تحولت الشراكة من نعمة وبركة الى نقمة على الكلدان وهذا موثق ارشيفيا ومؤرخ وثابت وهناك قصص توقف شعر الرأس ويشيب لها الولدان لا يمكن ان يتصور المرء انها تصدر من اناس نذورا أنفسهم لخدمة الإنحيل.

وكي أكون صريحا معك اقول إنني احث الأشقاء من كنيسة المشرق الأشورية والأشقاء من الكنيسة الأرثذوكسية السريانية على الشراكة الإنجيلية مع الفاتيكان وحسب لأن هكذا شراكة إن بقيت ضمن إطار الممارسة الإنجيلية هي حقا نعمة وبركة.

ولكنني احذرهم من الشراكة المؤسساتية Constitution .وهم على دراية بما حدث للكنيسة الكلدانية وفي العصر الحديث أي مستهل القرن العشرين. واظن ان الأحداث الأخيرة المؤلمة جدا وحضرتك في خضمها قد أعطت درسا كبيرا للكل ان المؤسساتية بهذا الشكل مهلكة ومؤذية ويجب العمل على تجنبها بأي ثمن.

امل أنني وضحت موقفي

تحياتي

1367
ميقرا وحبيوا ܥܲܒܼܕܝܼܫܘܿܥ ܝܘܚܢܢ شلاما وإيقارا وقوبلطيبوثا قبّل

شكرا على كلماتك الرائعة وثنائك. هذا نابع من حبك لشعبنا المظلوم بمكوناته وكنائسه المختلفة، من الكل ، من الشرق والغرب وأحيانا من نفسه.

بيد انني اود الإشارة إلى ان الثناء والشكر لا أستحقه. علينا إغداقه على كنيستنا المشرقية المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة التي تركت لنا تراثا وأدابا وموسيقى ولغة وليتورجيا وشعرا يبز ما لدى أي شعب او كنيسة اخرى في الدنيا.

الشكر والتقدير والتبجيل الى قديس كنيستنا مار نرساي، قيثارة الروح القدس. كم نحن بحاجة لى إحيائه والإحتفاء به، لأنه حقا فيلسوف عصره ولاهوتي زمانه. إنه أديب وملفان لامع سبق زمانه وعصره، لا بل لا يزال يؤثر فينا ويحرك خوالجنا ومشاعرنا ويمنح مسيحيتنا بعدا ما أحوجنا إليه اليوم  بفكره الثاقب وحواريته وخشوعه وقداسته.

تحياتي


1368

الأخ العزيز ادي بيث بنيامين المحترم

اشكرك شكرا جزيلا لوضع نسخة من النشيد السرياني الكنسي الخالد لمار نرساي. أكاد اجزم ان ليس هناك نشيد ليتورجي بهذا السمو لدى أي كنيسة اخرى في العالم وهذا قبل حوالي 1500 سنة. وحقا يستحق هذا الملفان الكبير لقب "قيثارة الروح القدس"، وهو لقب كان اجدادننا نحن كلدان وأوشوريي اليوم نطلقه عليه.

ولكن نسختك تختلف عن  النسخة التي لدي. نسختي هي من طبع إبراشية كنيسسة المشرق الأشورية التي يرأسها المطران عوديشو اوراهم في السويد. وهذا جائز لأن هناك بعض الإختلافات في المخطوطات السريانية وهي كثيرة.

وقد قمت بدراسة نسختك بتمعن، وحللتها خطابيا وكانت المحصلة مذهلة زادت إعجابي وفخري بكنيسة المشرق المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة، وحقا انه فخر لا بعده  فخر ان يكون المرء واحد من ابنائها وأتباعها. ويا لعظمة هذا النص.

النص الذي لديك يتكون من 22 بيتا. النص الذي لدي يتألف من 10 ابيات. ستة من التي لدي متشابهة مع ما لديك. وهذا معناه ان القصيدة تتشكل من 26 بيتا في الأصل.

هذا ليس بيت القصيد. بيت القصيد انني كنت اتصور ان القصيدة هذه تعد فتحا في الأدب ليس السرياني بل العالمي برمته لكونها ثنائية الحوار Dialogic والحوار بين الموتى فقط. ولكن بعد قرأتي لنصك ظهر انها ثلاثية الحوار Triologic. الكاتب من خلال الميت الذي على وشك ان يوارى التراب يقيم حوارا ثلاثيا بين الميت هذا والموتى في المقبرة وبين الأهل والأحبة الملتئمين حول القبر لتوديعه.

وليتورجيا كنيسة المشرق اغلبها حوارية لا سيما التي وصلت إلينا من مار نرساي ومدرسته.

وإن قرأت النص الذي لديك بتأن وروية لصار بإمكانك إكتشاف هذه الحوارية البديعة لكنارة الروح القدس، مار نرساي. حقا تستحق هذه الكنيسة ان نحبها ونعشقها ونفديها بأرواحنا هي وتراثها ولغتها وفنونها وشعرها وأدبها ورموزها وكرسيها المقدس في بابل/قطيسفون.

تحياتي


الاخ العزيز الدكتور ليون برخو

مقالة رائعة ونشكر جهودك . المدراش ( ܫܠܵܡܵܐ ܥܲܡܟ݂ܘܿܢ ) في رابط مقالتك جدا مؤثر وسمعته مرارا في مراسيم دفن موتانا خاصة في شيكاغو . ايضا رتل الاسقف مار عوديشو اسقف السويد واوربا جزء منه خلال مراسيم دفن مثلث الرحمات البطريرك مار دنخا الرابع . اخر مرة سمعته بالكامل قبل ثلاثة اشهر حينما شاركت في مراسيم دفن شقيقة صديقي اسحاق احد مؤمني كنيسة المشرق الاشورية بينما لم يرتل هذا المدراش في مراسيم دفن والدة صديقي عمانوئيل احدى مؤمنات الكنيسة الكلدانية .

بالتأكيد بعض الاخوة يجدوا صعوبة فهم كلماته في الفيديو لذا احببت ان ارفقه مع تعليقي . المدراش ( ܫܠܵܡܵܐ ܥܲܡܟ݂ܘܿܢ ) الذي رتلته لنا بنغم وموسيقى رائعة نجده في كتاب موشحات دينية وصلوات للموتى ومراسيم الدفن صفحة  239  لكنيسة المشرق الاشورية .

تقبل تحياتي وشكرا
ادي بيث بنيامين

1369
رابي اخيقر يوخنا

شلاما دمارن

تأتي بأفكار جميلة اظن انها  ما يتمناه غالبية شعبنا. ولكن شخصيا ارى انها صعبة المنال لأننا نمر في مرحلة حرجة يسطير علينا فيها الفرز المذهبي والطائفي والتسموي والمناطقي والقبلي والصراع على اوجه.

وقفت كثير امام إقتراحك: "حيث هناك فترة كافية لان تعقد عدة لقاءات بين مطارنه كل كناءسنا للتوصل الى صيغة  لوحدتهم ككنيسة المشرق الاصلية مع بعض الاضافات ان وجدت"

من الصعوبة بمكان ان يحدث هذا وأمل ان اكون مخطئا. اليوم حتى المكونات الكنسية ذاتها وضمن نطاقها لا تتفق وتتصارع مؤسساتيا مع بعضها ومع هرمها ومع الأخر. فكيف سنستطيع "التوصل الى صيغة  لوحدتهم ككنيسة المشرق الاصلية."

وشكرا لمداخلتك وثنائك الذي لا استحقه ابدا.


1370
فقط للتنويه على ما أتي به الأخوين جميل يوسف و ow17. وشخصيا اتعامل مع الكل بإحترام إن كانت لديهم اسماء معلومة او حركية.

ليس هناك أي تحامل ابدا على الكنيسة كاثولكية رومانية كانت او غيرها. هناك نقد للمؤسسة الكنسية وعلينا ان لا  نخشى النقدوعلينا ان نميز بين الكنيسة كرسالة سماء والكنيسة كمؤسسة.

وامل ان لا نزايد على بعضنا بعضا، لأنني حتى اللحظة عضو وعضو فعّال ونشط جدا ولدي علاقات واسعة ضمن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.

هناك شرخ كبير في العلاقة المؤسساتية (ضع عدد خطوط تحت المؤسساتية) مع الفاتيكان. والأزمة الكبيرة والمحزنة والمؤلمة والتي طالت أكثر من اللازم  والتي تمر بها الكنيسةالكلدانية اليوم أساسها هذا الشرخ حيث لا سلطة بقيت مناطقيا وتنظيميا وإدرايا وغيره للبطاركة الشرقيين من الكاثوليك لا سيما بطريرك الكنيسة الكلدانية. هذه حقيقة إن لم نعترف بها نكون قد أغمضنا أعيننا عما يجري الأن والذي هو حديث المنبر الحر هذا يوميا. موظف بسيط في  الفاتيكان يعطل قرارات ومراسيم بطريركية. هذا لا علاقة له باللإنجيل والروحانيات. هذه مسألة سلطوية ومؤسساتية.

والتاريخ شاهد ولا نستطيع تزويره. المأسي التي حدثت بسبب الحملات التبشيرية مؤرخة وموثقة اول بأول وبتفصيل ممل في الأرشيف البطريركي الكلداني وفي كتب صدرت مؤخرا منها بالعربية ومنها باللغات اللأخرى. ولا أريد ان انقل هنا ما قاله بعض البطاركة الكلدان وأحبارهم والعبارات القاسية جدا التي إستخدموها لوصف الحملات التبشيرية ومؤسسة الفاتيكان متمثلة عندئذ بمجمع البروبغندا خليفة المجمع الشرقي الحالي. وأنظر ايضا الطريقة التي يتعامل فيها المجمع الشرقي الحالي وكرديناله بالبطريركية الكلدانية. إنه امر مؤسف جدا ويدعو للرثاء حقا. هذه ليست كنيسة كرسالة سماء. هذه مؤسسة سلطوية. فلماذا ألإنكار؟

الا تكفي مأساة الهند التي هي فاجعة كبيرة او ربما أسواء حلت بالكنسية الكلدانية في العصر الحديث؟ هل قرأتم رسائل البطاركة الكلدان وأحبارهم عن هذه المأسة المهولة وبماذا كانوا يصفون ويتحدثون عن الحملات التبشيرية؟ هل يجوز ان نخفي رأسنا في الرمال المذهبية مثل النعامة؟ الماذا لا يتم رفع الغبن هذا وتعاد السلطات البطريركية الى ما كانت عليه في نهاية القرن التاسع عشر؟

اما القول اننا كنا ضحية الإضطهاد من قبل المسلمين هذا قول لا غبار عليه وصحيح ويجب إدانته بأقس العبارات.

ولكن علينا ان لا ننسى ان كوننا ضحية اضطهاد من قبل المسلمين وهو وإضطهاد بأبشع ما يمكن لايعطي العذر لمؤسسة الفاتيكان ان تضطهدنا وتقضم اراضينا وتحتل كنائسنا وتفصل الملايين من اتباعنا عنا وتغير في ثقافتهم عنوة بأساليب عنيفة غير حميدة وهي موثقة لديهم ولدينا وتفرض علينا مبداء "المناطقية" اللعين الذي يجرد البطريرك ومجمع الأساقفة تقريبا من كل سلطة.

المجموعات الإسلامية التكفيرية الظلامية لها نصوصها الخاصة بها ولها بعض الأيات والأحاديث العنيفة تستخدمها ضدنا لا بل حولت هذه النصوص بعض الفرق منها وفي العصر الحديث الى وحوش بشرية.

بأي حق وبموجب اي نص في الإنجيل تشن مؤسسة الفاتيكان حملات تبشيرية لإعادة تنصيرنا ويتخلل هذه الحملات عنف فظيع وتترك المسلمين ولا تتقرب صوبهم؟ هل يجوز هذا لأي شخص يضع الصليب على صدره ويقرأ الإنجيل في كل يوم ان يعبر المحيطات والصحاري لتغير ثقافة من كان مسيحيا بقرون قبل ان يصبح هو مسيحيا وهو يحمل فرمانا عثمانيا لتنصيرنا من جديد وهو لا يتقرب صوب المسلمين؟

كل الحملات التبشيرية التي تستهدف المسيحيين حملات ظالمة يجب إدانتها لا سيما التي إستهدفت شعنبا. وحتى هذا اليوم ونحن نمر بمأسة كبيرة لا تزال هذه المؤسسات الكنسية الغربية ترسل مبشريي ووعاظ ليس إلى ديارنا وحسب بل كل اماكن تواجدنا.

هل هذ صحيح؟ هل هذا ما يدعو إليه الإنجيل؟

وشكرا
 

1371
الى الأخ والصديق العزيز الدكتور ليون برخو المحترم

 مهما كتبنا عن تاريخ وتراث وثقافة وفضل كنيسة المشرق على البشرية ودورها التاريخي في التبشير بالمسيحية ونشرها من دون استعمال وسائل القوة وهذا أهم ما في الأمر فإننا سنبقى مقصرين بحقها كثيراً .
 


الأخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم.

هذا قول سديد وسليم ويجب ان يكون مثار فخر وإعتزاز لأبناء وبنات كنيسة المشرق المجيدة أين ما كانوا ومهما سموا أنفسهم وأي مذهب تبعوا.

وعلينا ان لا نخشى ان نضع كل قول سديد وفكر ناضج ضمن سياقه لأن دون السياق لن يكون بإمكاننا فهم وإستيعاب عظمة هذه الكنيسة المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة

قارن مثلا هذا الموقف السديد بالإنجيل وسترى انه يقع ضمن سياق الروح الإنجيلية التي اساسها المحبة والتسامح والغفران والعطاء مع الكل دون تميز. هذه كانت بشارة كنيسة المشرق.

وقارن هذه البشارة بالحملات التبشيرية الإستعمارية الغربية التي قصدت ديارنا حيث شنت حملات شعواء لجأت الى كل اساليب الغش والخداع والعنف بكافة اشكاله لتغير ثقافتنا وبسط هيمنتهم علينا وسلب اراضينا وكنائسنا وأديرتنا وفرض ثقافة دخيلة على الملايين من ابناء شعبنا وفصلهم عن كرسيهم المشرقي المقدس في بابل/قطيسفون.

ووصل الأمر بهؤلاء من خلال حملاتهم التبشرية الإستعمارية الى التعاون والتكاتف مع اعدائنا المحليين من بعض المسلمين من خلال الفرمانات التي كانوا يشترونها بمبالغ طائلة من السلطان العثماني والتي تسمح لهم اللجوء الى السلطات والقبائل المسلمة المحلية لإضطهادنا ولكن تحرم عليهم التقرب صوب المسلمين. ولهذا في كل حملاتهم التبشيرية الشعواء هذه لم يستطيعوا تنصير مسلم واحد.

 هذه جرح اليم لم ولن يندمل لسببين: الأول لأنه اتى من اناس يحملون الصليب على صدورهم والإنجيل في راحتهم وبدلا من ان يبشروا في صفوف غير المسيحيين من المسلمين صب هؤلاء الدخلاء والأجانب جام غضبهم وعنصريتهم على كنيستنا بحجة اننا هراطقة وكفرة وتعاونوا مع المسلمين (ربما رأوهم اقرب إليهم) ضدنا. والثاني: علينا تنظيف هذا الجرح العميق من كل شوائبه وذلك بتسليط الضوء عليه لأنه واحد من اسباب مأساتنا الحالية كي نستطيع مدواته.

تحياتي

1372
ماذا ينتظر كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية بعد ان هوى نجم من سمائها

ليون برخو
جامعة ينشوبنك
السويد

توطئة

لقد هوى نجم من سماء كنيسة المشرق برحيل البطريرك دنخا الرابع. وهذه سنّة الحياة. والحياة ستستمر وسيلتئم مجمع كنيسة المشرق – الشق الأشوري، سوركاذا حدثا – لإنتخاب خليفة له، هذه المرة في أربيل، في 2 حزيران 2015.

كنيسة المشرق واحدة من اعظم كنائس الدنيا. تاريخها يشهد على ذلك. تبشيرها الذي طرق ابواب الهند والصين واليابان وكوريا ومنغوليا يبرهن على ذلك.

 لغتها المقدسة – السريانية – وأدابها وطقوسها وأنافوراتها وفنونها وليتورجيتها ولاهوتها وفسلفتها وشعرها ونثرها تسموا في روعتها وبهائها وروحيتها ومسيحانيتها وحواريتها على ما لدى أي كنيسة اخرى، وهذا بشهادة اي مختص وعالم له إطلاع على إرث هذه الكنيسة المقدسة الرسولية الجامعة.

كان بطريركها (جاثاليقها) يجالس الملوك والخلفاء وكانت منزلته كبيرة جدا لدى اتباعه. وكان ابناء هذه الكنيسة يقرعون النواقيس ويخرجون وهم يحتفون بقدوم المرسوم البطريركي. وإن حضر البطريرك فكأن الدنيا امطرت منّاً وعسلا وسلاما.

وإلى تقريبا نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، كان كل اتباع هذه الكنيسة بشتى مناطقهم في كافة انحاء العالم – وكانوا  عندئذ بالملايين – يتبعون كرسي بابل/قطيسفون. كان كل الأساقفة وإبراشياتهم من الهند إلى السند من الصين الى منغوليا ومصر وقبرص وتركيا وإيران وفي اي مكان من العالم تابعين ومطيعين لهذا الكرسي والجالس عليه.

إنقلاب على الشرعية

حدث إنقلاب على الشرعية البطريركية لكرسي بابل/قطيسفون في نهاية القرن التاسع عشر  حيث تم فرض مبداء "المناطقية" المجحف على الفرع الكلداني من هذه الكنيسة العظيمة ومنذ ذلك الحين والكنيسة في أفول.

جرى إغتصاب مناطق شاسعة من الشرعية البطريركة معها تقريبا كل صلاحياتها، وأزيلت بطرق غير حميدة اداب وثقافة ولغة وطقوس هذه الكنيسة من هذه المناطق عنوة  وأستبدلت بالأجنبي والدخيل.

حتى بداية القرن العشرين كانت كنيسة المشرق لا سيما الشق الكلداني اكبر كنيسة مشرقية من حيث الأمصار ولإنتشار وعدد الأتباع وعدد الكنائس والأساقفة وفي كل شيء تقريبا.  ما نراه اليوم امر محزن، والحزن يأخذنا ايما مأخذ لا بل يحتلنا لأن سبب هذا النكوص كان ولا يزال مبداء "المناطقية" البغيض الذي قلت فيه الكثير ولا أظن هناك حاجة للإعادة.

لم يبق لهذه الكنيسة – التي هي جزء مهم من هويتنا مهما كانت تسميتنا ومهما كان مذهبنا – إلا القليل او النزر اليسير مما كان لها من مكانة وجغرافية ولغة وهوية وطقوس وليتورجيا وأداب وفنون كانت تحسدها الدنيا عليها.

كل الأنظار صوب أربيل

اليوم ستتجه الأنظار إلى اربيل حيث سيعقد مجمع كنيسة المشرق، الشق الأشوري. وهناك في اربيل وغيرها عشرات الالاف من ابناء هذه الكنيسة الذين جرى تهجريهم وإنتهاك ابسط حقوقهم الإنسانبة من قبل وحوش العصر، البرابرة من المتشددين والمتعصبين من بعض الفرق الإسلامية الظلامية والتكفيرية التي تتخذ من العنف والبطش والتنكيل والسبي والقتل وإنتهاك الأعراض والخطف والإغتصاب وإنتهاك اعراض القاصرات نبراسا لتدينها المزيف.

هذا المجمع مفصلي. والقرار بعقده في اربيل قرار حكيم وسيكون له تبعات مهمة على حياة شعبنا وكنيستنا المشرقية إن إستطعنا فيه وبواسطته تجاوز التعصب المذهبي والقومي والتسموي والمناطقي والقبلي الذي يعصف بنا ونحن كشعب في مفترق طرق وعلى كف عفريت.

سيكفي إن نظر الأساقفة الأجلاء يمينا او شمالا. لا بد وأن تقع عيونهم على خيم المهجرين والمتعبين من ابناء شعبنا حيث تم إحتلال وإغتصاب القليل من الأرض التي كانت باقية لنا منهم، ورميهم في المجهول.

الام هؤلاء المهاجرين والمبعدين قسرا عن ديارهم والمستقبل المجهول الذي ينتظرهم تصرخ في وجهنا كلنا ان لا مستقبل لنا إن لم نتوحد، إن لم نشكل صوتا موحدا ونسموا على التفرقة تسموية كانت او مذهبية. هذه الألام تقول لنا لا الكلداني ولا الأشوري ولا السرياني ولا الأرامي بإمكانه النجاة بجلده والحفاظ على وجوده وهويته بدون الأخر ر لأن ما يحدث في سوريا مؤلم بقدر ما يحدث في العراق.

أفق كنيسة المشرق

وهكذا عندما اقول كنيسة المشرق اعني كل المشرقيين المسيحيين الذي يشتركون في لغة وهوية واحدة الا وهي السريانية بطقوسها وفنونها وليتورجيتها وأدابها.

كل هؤلاء – وهذه حقيقة تاريخية والتاريخ ثابت – لهم منشأ واحد لأن كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية لا تستيطيع ا ن تستغني عن عمقها الأنطاكي وشراكتها الشاملة مع هذا الكرسي التي لم تنفصل عراها  لحوالي خمسة قرون، شراكة تجذرت في الطقوس والأداب والفنون  والليتورجيا واللغة وكل ما يشكل هوية شعب او كنيسة.

ولا حياة لنا ولا وجود ولا مستقبل لنا ككنيسة وشعب لو تخلينا عن لغتنا – لغة شعبنا وكنيستنا – وما تحفظه لنا من فنون وطقوس وشعر وأداب ونثر ولاهوت وغيره. الذي يتخلى عن الإرث الكنسي بلغته وطقوسة وليتورجيته ورموزه ولاهوته يتخلى عن هويته ومشرقيته.

والمجمع في أربيل مسكوني حيث سيحضره اساقفة من الهند وهو سيكون برئاسة مار افرام ميطرابوليط الهند. وانظروا يا ابناء وبنات شعبنا وكنيستا الى هذه القامة العملاقة، لهذا الميطرابوليط الذي لا يزال، وهو من الهند، يكتب رسائله بلغتنا السريانية المقدسة ويوقع إسمه بهذه اللغة. (رابط 1).

عندما وقعت عيناي على توقيع المطرابوليط بالسريانية زدت فخرا بهذه الكنيسة العظيمة وفي نفس الوقت تألمت أشد الألم للكارثة التي لحقت بها بسبب فرض مبداء"المناطقية" المضر والمؤذي على الشق الكلداني من كنيسة المشرق  حيث بموجبه تقريبا تم سلب كل الصلاحيات البطريركية والسنهادوسية من هذا الشق وخسرنا عشرات وعشرات الإبراشيات وملايين الأتباع في الهند لوحدها. والأثر السلبي للمناطقية لا يزال يفعل فعله حتى يومنا هذا.

الكراسي المشرقية التي انقذت نفسها من مبداء "المناطقية" السيء الصيت هي فقط التي حفظت على إستقلاليتها المؤسساتية والتنظيمية والإدارية على كل مناطقها الجغرافية وفي أي بقعة يتواجد اتباعها لأنها  رفضت ان تنحني للأجنبي والدخيل لأن الإنحناء والركوع هو للمسيح وإنجيله وحسب.

ولا أظن ان اعضاء المجمع في اربيل ليسوا على دراية تامة بأهمية ان يحافظ سينودسهم وبطريركهم القادم على الإستقلالية المؤسساتية في اي مفاوضات او لقاءات للشراكة المسكونية. الشراكة المسكونية هي في الإنجيل والصليب وليس فرض السلطة والسطوة والتهميش على الأخرين.

مهام رئيسية

وأمام المجمع والبطريرك القادم مهام كبيرة ومصيرية، وعلى رأسها وحدة كنيسة المشرق والحفاظ على هويتها المشرقية كما وضحتها اعلاه.

ولهذا امل ان يتم دعوة روؤساء الكنائس المشرقية الشقيقة – وهنا اعني كنيسة المشرق الكلدانية وكنيسة المشرق القديمة – لحضور جلسات المجمع كماهو شأن المجامع التي تعقدها الكنيسة السريانية بشقيها الكاثوليكي والأرثذوكسي.

وأمل ان تحدث نهضة ثقافية وليتورجية وأدبية وشعرية وفنية نابعة من لغة هذه الكنيسة ولغة شعبنا تستند إلى إحياء إرثها وأدابها في عهد البطريرك الجديد وأن يكون لكل أسقفية في أي مكان من العالم كلية خاصة بها كما هو شأن كلية ما نرساي في أستراليا، واحد من اهدافها يكون الحفاظ على لغتنا وثقافتنا وليتورجيتنا وفنونا وأدابنا ورموزنا وطقوسنا للأجيال القادمة.

وأمل ان نرى مزيدا من الحب والشوق لأداب هذه الكنيسة ورموزها ولغتها وفنونها وليتورجيتها. كم يسعدني عندما ارى أساقفة هذه الكنيسة وهم ينشدون ويرتلون من ليتورجيتنا المقدسة وهم بزيهم المشرقي الأصيل ويضعون تأديتهم لها في مواقع التواصل الإجتماعي لكل محبي لغة وتراث هذه الكنيسة بفرعيه المشرقي والمغربي .نحن بحاجة الى المزيد وأتطلع الى اليوم الذي ندرك فيه مثل الأمم والكنائس الأخرى ان لغتنا هي وجودنا.

وأمل ان يهتم المجمع والبطريرك القادم بأتباع هذه الكنيسة في شتى ارجاء العالم. ولأنها ليسست محكومة بمبداء "المناطقية" المشؤوم، ارى انه عليها ان ترسم كهنة وأساقفة – وهذه من صلاحياتها – لروسيا والصين واليابان ودول ألإتحاد السوفيتي السابق وكل مكان يتواجد لنا فيه اتباع يفتخرون بهوية ومشرقية هذه الكنيسة. هم موجودون ولكن ينتظرون ان نتحرك صوبهم كي لا تفقد هذه الكنيسة جامعيتها ومسكونيتها.

الشراكة مع الفاتيكان

وأمل ان يستمر المجمع والبطريرك القادم بمباحثات الشراكة مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. لقد تم الإتفاق الكرستولوجي بين الكنيستين وكذلك تم توقيع الإتفاق في موضوع الأفخارستيا. وحسب علمي فإن الإتفاق في موضوع الأسرار قد تم التوصل إليه ولا يتطلب إلا التوقيع.

تبقى المسألة المؤسساتية وهي ليست إيمانية او إنجيلية وقد اوضحت رأي في ذلك – وهذا بالطبع رأي شخصي – ولكنني ارى انه ربما في الإمكان تجاوز هذا الأمر والوصول الى شراكة حقيقية دون التنازل مطلقا عن الشؤون المؤسساتية بوجود البابا فرنسيس. وهذا البابا قد أعلن انه قد يتقاعد في غضون ثلاث او اربع سنوات وقد لا تسنح فرصة مثل هذه في المستقبل. لقد كانت برقيات المواساة والتعازي التي ارسلها البابا فرنسيس لأجل راحة البطريرك دنخا في الحقيقة من أروع ما قرأته بهذه المناسبة الأليمة.
 
التشبث بهوية هذه الكنيسة – بلغتها – لا يؤثر على روحانيتها بل يعززها. الروحانية هي ممارسة الإنجيل يوميا وعلى ارض الواقع ولا علاقة لهذا بالأمور الإدارية والتنظيمية والمؤسساتية ولا بتهميش تراث ولغة وليتورجيا وطقوس هذه الكنيسة بحجة الروحانيات. على العكس كل ما تركه لنا اجدادنا العظام  وبلغته يزيد من روحانية هذه الكنيسة وتهميشه تهميش لها ولهويتنا ووجودنا كشعب وكنيسة.

مشاركة

ومشاركة متواضعة مني في رثاء الفقيد البطريرك دنخا الرابع اضع هنا أنشودة مار نرساي التي فيها يتحاور الميت في نعش على وشك موارته التراب مع بقية الموتى في المقبرة. هذه هي عظمة كنيسة المشرق حيث توصلت الى حوارية النص في ادبياتها قبل أكثر من 1500 سنة من إكتشاف فيلسوف الحوارية ميخائيل بختين  لهذه النظرية في تحليل الخطاب والنص:

http://www.ankawa.org/vshare/view/7070/aramaic-hymn-of-shlama-amkhoun/

نموذجان

وفي الختام بودي ان اشارك معي في هذا المقال صديقين عزيزين واحد من كنيسة المشرق الأشورية والأخر من كنيسة المشرق الكلدانية.

الأول، هو اخي العزيز ادي بيث بنيامين الذي سألني سؤالا في مقال أخر ولم أجبه عليه عن رأي في اداء مداريش وصلولات الجناز للبطريرك مار دنخا الرابع. اقول لقد بدت هذه الكنيسة في احلى ابهتها وعمقها النهريني في هذ الصلوات وطريقة اداء الليتورجيا المقدسة. وأمل ايضا ان تستمع الى الأنشودة اعلاه لأن اللحن إستقيته من الشماس برخو في مدينتنا عند حضور مراسم جناز هنا ومن ثم طورته. أنظر كيف نبدع عندما يلتقي الكلداني والأشوري سوية.

والثاني هو الأخ العزيز جاك الهوزي والمقولة او الحكمة التي لخصها في جملة واحدة عن ماهيّة هوية اي شعب وأمة او كنيسة وبهذا يخصنا كلنا بها، وياريت نجعل منها نبراسا (رابط 2):

"عندما لا تحتفظ بما تبقى لك من اللغة وتخجل من تراثك ولاتستمتع بفنونك ولا تحتفظ بإرثك الكنسي فأقرأ السلام على أُمّتكَ."


رابط 1
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=777845.0
رابط 2
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,773157.0.html


1373
سلامات استاذ حبيب تومي وتمنياتي بالشفاء والعافية
[/b]

ليون برخو
جامعة يونشوبتك
السويد

رنَ الهاتف في ساعة الظهيرة من يوم الخميس المصادف 9 نيسان 2015. رفعت سماعة الهاتف وإذا بصوت يخاطبني بكل ادب ووقار، فيه نبرة حزن وشجن ومسحة من الإكتئاب.

"والدي يسلم عليك ويبارك عيدك ويتمنى لك ولعائلتك كل السؤدد،" قالتها المرأة وهي تتحدث بلهجة سهلية ممتعة من لهجات لغتنا السريانية المقدسة الدارجة لدى البلدات الكلدانية في شمال غرب الموصل لا سيما القوش.
"من انتِ ياأختي."

اجابت: "أنا بنت حبيب تومي. وقد حملني والدى تحياته بمناسبة العيد لك ولعائلتك. إنه طريح الفراش في المستشفى ولا يستطيع إستخدام الهاتف او الإنترنت وإلا لكان قد أتصل بك شخصيا."

لم يكن الخبر صاعقا بالنسبة لي لأنني كنت على علم بمرض الأستاذ حبيب تومي، وهو واحد من كبار كتاب شعبنا علينا إحترام قلمه إختلفنا معه او إتفقنا.

قلت لبنته النجيبة: "أختي العزيزة. اشكرك واشكر والدك وارجو ان تعبري له عند زيارته في المستشفى بأنه في القلب وافكر فيه كثيرا واذكره في صلاتي واتمنى له الشفاء العاجل والعودة الى منتديات شعبنا كي نقرأ له لأنني شخصيا افتقده كثيرا."

قالت: "ذكر والدي انكما تختلفان في النظرة الى بعض الأمور ولكن قال لي سيبقى ليون اخا عزيزا والإختلاف ظاهرة صحية لا تبعدنا عن بعضنا بل تقربنا لأننا إخوة."

والله لقد اذهلتني وصعقتني وأحتليتين يا أخي العزيز حبيب. يا لروعة موقفك. نعم مهما إختلفنا في افكارنا ونظرياتنا سنبقىى جزءا لا يتجزاء من  هذا الشعب الأبي بمكوناته وكنائسه المختلفة، الشعب العظيم الخلاق الذي قدم للإنسانية ربما ما لم يقدمه اي شعب اخر ولكنه اليوم يعاني من ظلم وطغيان وتهجير ونسيان وتهميش صار فيه ومستقبله برمته على كف عفريت.

 وعلمت من القس فادي الراهب ومجموعة من الأخوة الشمامسة الذين سافروا يوم الأثنين الماضي الى النرويج لإقامة قداس إحتفالي للجالية الكلدانية هناك بمناسبة عيد القيامة انهم زاروا الأستاذ حبيب في المستشفى بناءا على طلبه الذي اتاهم بواسطة نجله حيث  اخبرهم  ان ابا رياض يمر بمرحلة حرجة ودعاهم للصلاة من اجله.

وقد تناول الأستاذ حبيب القربان المقدس وادى الكاهن والشمامسة واجباتهم حسب الأسرار الكنسية التي يطلبها ويحتاجها كل مؤمن عندما يمر بأزمة او مرض وطلبوا منا الصلاة من اجله.

اخي العزيز حبيب،

انا واظن ان الكثير من قراء هذا الموقع يذكرونك في صلاتهم وافكارهم وتأملهم ويطلبون من الله ان يعيدك لهم وانت في احسن حال وتعود معافى اولا لعائلتك واحبائك وثانيا لقراءك واصدقائك وانا واحد منهم.

1374
اتحفنا الزميل الدكتور عبدالله رابي بموضوع قيم اخر. وهو يعرج على النظريات التي تجعلنا نفهم انفسنا والعالم حولنا لا سيما تلك التي هي سائدة في العلوم الإجتماعية، فإنه ايضا ينطلق من إدراك ووعي ومعرفة بتاريخ كنيستنا المشرقية المجيدة وشعبنا الواحد الأبي بأسمائه ومذاهبه المختلفة.

وكي لا نستبق الأحداث وشعبنا في حداد على فقدان احد اعمدة كنيسته المشرقية المجيدة، إلا انني كلي امل ان خليفة البطريرك الراحل سيكون مقره العراق بعون الله تعالى وهناك سيكون قريبا من شقيقيه بطريرك كنيسة المشرق الكلدانية وبطريرك الكنيسة الشرقية القديمة (سوركاذا عتيقا). وكلنا امل ان تتحد هذه الكنيسة المقدسة الرسولية الجامعة ذات التاريخ المجيد الذي كلله شهدائها الأبرار.

 ولزميلي الدكتور رابي اقول نحن المؤمنون بوحدة كنيستنا وشعبنا وانت معنا علينا ان ننظر الى اي شق من كنيسة المشرق وكأنه كنيستنا وإلى اي تسمية وكأنها تسيمتنا ولهذا من حقنا كلنا ان نكتب ونتحدث عن هذه الكنيسة بفروعها المختلفة اليوم وعن شعبنا بأسمائة المختلفة اليوم لأننا كلنا واحد رغم انني افهم الفقرة التي ختمت بها مقالك الرائع لا سيما قولك: "كما أتمنى أن لا تعد دعوتي هذه تدخلا بشؤون الاخرين بقدر ما هي طرح لراي في ظاهرة ترتبط بوجود شعبنا بكل مكوناته الاثنية  لتسانده في محنته المعاصرة."

تحياتي

1375
الأخ نوئيل بشير المحترم

وانا ايضا هنأته شخصيا. بيد ان ما اقصده هو شهادة دكتوراة في علم اللغة السريانية ويكون صاحبها ممارس، اي قد الف كتبا نشرتها دور نشر عالمية معتمدة (اي النشر يتم بعد مراجعة وتدقيق من قبل علماء كبار) ونشر ابحاث في مجلات علمية اكاديمية رصينة تعني بشؤون لغتنا وهي كثيرة، واخيرا يكون استاذا ممارسا لهذه اللغة من حيث التعليم ومنح الشهادات العليا فيها في اقسام علمية جامعية تختص باللغة السريانية وعلومها وأدابها وحسب. لا استطيع الجزم ولكن لا علم لي إن كانت الجامعة اللبنانية التي تخرج منها الدكتور شموئيل مؤخرا اساسا لها قسم لتدريس اللغة السريانية فيه علماء اللغة السريانية لأن بإمكان المرء ان يكتب إطروحة في اي قسم من الفررع الإنسانية والإجتماعية عن اللغة السريانية وأدابها. قسم اللغة العربية في الجامعة اللبنانية واحد من افضل الأقسام في علوم اللغة العربية ليس في الشرق الأوسط بل العالم اجمع وهناك اقسام لغات شرقية اخرى مثل الفارسية. حسب علمي ليس هناك قسم اللغة السريانية فيها وإن كنت مخطئا ارجو التصحيح ...

تحياتي



السيد ليون برخو:

قبل عشرة ايام نال الأستاذ روبين بيث شمويل شهادة الدكتورا في اللغة السريانية ونشرت عنكاوا الخبر، وكتبتَ أنت إليه حينها مهنئاَ على الخبر المفرح. لكنك تكتب اليوم هنا في ردك على بيث نهرانايا بأنه لا يوجد اكاديمي من أبناء شعبنا إختصاصه اللغة السريانية، إن الخبر المفرح في نيل الدكتور روبين بيث شمويل الدكتورا في اللغة السريانية لا زال يطن في آذاننا، فكيف هذا التناقض؟
لك تحياتنا

1376
الأخ نينوس اسعد صوما المحترم

شكرا على التقييم وبودي ان اضيف نقطتين وانا على وشك قفل النقاش من جانبي.

الأولى تتمثل في ما اراه انه سوء إستخدام لمفاهيم او مصطلحات استعرناها من الغرب. في شرقنا العزيز هناك الكثير من سوء الفهم او حتى سوء الترجمة. مثلا نحن لا نميز بين القومية (المواطنة والجنسية) nationality or citizenship    وبين الهوية  identity  . القومية   nationality هي الجواز الذي تحمله. اما الهوية   identity  هي اللغة وما تكتنزه لنا من اداب وشعر وفنون وثقافة وتاريخ وإرث وليتورجيا وموسيقي خاصة بنا.

النقطة الثانية، تخص الرابط الذي وضعته للبرهنة ان مسألة كون مار توما الرسول وصل الى الهند مشكوك في امرها لا بل يرفضها الكثير من العلماء. حسنا فعلت بإيراد إسم هذا العالم الكلداني الجليل الفونس منكانا. منكنا سلطة علمية في إختصاصه وعندما يتحدث ينصت كل العلماء في حقله له وانا ارفع القبعة له ولكل بحث كتبه. قلما نقراء توثيق بالطريقة التي يقوم بها منكنا وقلما نقراء كأكاديميين الإستناد الى امهات المصادر التراثية وإستخلاص العصارة منها وتقديمها بشكل مقنع عقلاني يجعلنا نتقبل النتائج ونحن ممتنين لهذا العالم الجليل.

ولكن يا اخي العزيز، متى كان شعبنا منذ ان شتته الإستعمار الغربي الكنسي الى درجة انه بداء يفرض علينا ليس التسميات بل حتى المذاهب ومن خلالها تحولنا الى اعداء لدودين، يمنح العلم والعلماء اي تقدير او مكانة.

قل لأي كلداني اليوم ان منكنا توصل الى هذه المحصلة من خلال ابحاثة الرصينة حول شؤون التسمية او المذهب او التاريخ ...الخ، لأستهجن إستنتاجاته افراد لا ناقة لهم بالعلم ولا جمل وهاجموه إستنادا الى إقتباسات من كراريس او كتيبات تم جمعها لرفع شأن المذهبية والطائفية والتسموية، وهذه المؤلفات اجمعها لا علاقة لها بالعلم والأكاديميا ولا هم يحزنون.

نحن شعب جرى إختطافنا من المتعصبين للمذهب والطائفة اولا والتسمية ثانيا وهاتين الأفتين زرعهما الإستعمارالغربي الكنسي ومع الأسف الشديد.

وعندما تضيف المأسي التي الحقها بنا الإستعمار الغربي الكنسي بالجرائم المهولة التي إقترفتها بحقنا الأمم والشعوب التي عشنا في كنفها في الشرق الأوسط، لأصبحت مسألة وجودنا من عدمه كشعب وهوية على كف عفريت.

تحياتي


1377
نحن هنا نتخاطب بلغه عربيه محاولين اثبات هويتنا غير العربيه!
ومعظمنا هنا لغته العربيه نطقا وكتابة افضل باشواط من لغته الاصليه، فهل نحن مثلا نستطيع ان نقول بان هويتنا قد اصبحت عربيه؟

الاخ بيث نهرانايا

اللغة هي هويتنا. الهوية ممارسة اللغة اولا بأدابها وفنونها وليتورجيتها وشعرها ورموزها وامثالها وذاكرتها التاريخية المكتوبة. اللغة التي نمارسها هي هويتنا بغض النظر عن تسميتنا. ,وإن لم يبق لن شيء من لغتنا الأم - السريانية - معناه ببساطة اننا خسرنا هويتنا مهما تشدقنا بتسميتنا.


اطرح عليكم سؤالا يخص اسم لغتنا، فنحن بلغتنا التي نتحدث بها نسمي هذه اللغه بالـ (سورث)، وبما انك ضليع في هذا المجال وبلغتنا فهل تستطيع ان توضح لنا لغويا (بالاستناد الى قواعد لغة السورث هذه) المصدر او الجذر الذي اتت منه هذه التسميه؟
وهل ترجمتها الى السريانية او الاشوريه في اللغه العربية دقيقة وموفقه؟


لا أريد الدخول في معترك التسمية لأنه صار بمثابة مهاترات فيه تتجلى اقصى درجات الجدل البيزنطي العقيم الذي لا يقدم ولا يؤخر.

إن كان كل علماء اللغة لا سيما اللغات السامية الشرقية والجامعات التي تدرس وتعد الأبحاث في لغتنا وتنشر المجلات العلمية لبحثها وتطويرها متفقون على تسميتها الا وهي السريانية، فمن نحن كي نتحداهم؟ هل تعلم حتى هذا اليوم ليس لدينا عالم او اكاديمي من ابناء شعبنا إختصاصه علم اللغة السريانية - الإختصاص الذي يمنح الحق لتدريس هذه اللغة على المستوى الجامعي ومنح شهادة جامعية فيها، ومع ذلك أنظر مهاتراتنا؟

تحياتي






1378
الأخ ثائر حيدو المحترم

تثير مسألتين مهمتين من حيث علاقة الأرض بالهوية وعلاقة الهوية بالتسمية.

ألأرض مهمة ولكن لا يعني ذلك ان دونها تنتهي الهوية. بالطبع لو كان لأصحاب هوية محددة مساحة من الأرض خاصة بهم لممارسة هويتهم بالمفهوم الذي ذكرته لكان افضل. ولكن وجود الأرض ليس شرطا على الإطلاق للإحتفاظ بالهوية. وقد اتيت بأمثلة كثيرة في تعقيباتي اعلاه منها الموارنة حيث لهم الأرض ولكن اصبحوا دون هوية (اعني لا علاقة لهم بهوية شعبنا من حيث اللغة والثقافة والرموز والطقوس والليتورجيا). وانظر مغادرة الهوية في الكثير من المناطق التي كان او لا يزال يسكنها شعبنا بتسمياته المختلفة. وأنظر بعض مؤسسات شعبنا لا سيما الكنسية منها وحتى في العراق كيف صارت للهوية محاربة ومهمشة وللهوية العربية مناصرة ومدافعة.

اما ربط الأسم بالهوية فهذا لا يجوز ولا يقول به اي من العلماءالذين يدرسون الثقافة والهوية culture and identity. الإسم والتسمية شيء والهوية والثقافة بالفمهوم الذي ذكرته شيء اخر. العراقي تسمية والسوري تسمية والهاشمي والسعودي تسمية واللبناني والفينيقي تسمية والكلداني والأشوري والسرياني تسمية وهلم جرا. الهوية والثقافة ممارسة من خلال اللغة التي قد تختلف عن تسمية صاحبها.

تحياتي



1379
الأخ San Dave المحترم

كالعادة تبدع في مداخلاتك. وتنطق الصواب عندما تقول:


  نحن كشعب مشرقي عاش على هذه الارض منذ قرون خلت وتمكن عبر الاف السنين من المحافظة على ثقافته ولغته المشرقية في ظروف كانت اصعب بكثير من ظروف التي نمر بها وبوسائل تعليمية بدائية مقارنة بما هو موجود الان

ولكن السؤال المحير هو لماذا بدأت بعض مكونات شعبنا وبعض كنائسنا بإدراة ظهرها للهوية المتمثلة بلغتنا السريانيةالمقدسة بينما الظروف المتاحة لإحيائها والتشبث بها لم تكن متوافرة لنا مثلما هي اليوم رغم المصاعب التي نمر فيها؟ مجرد سؤال.

ومن ثم تقول:


اما فيما يخص هل للكنيسة هوية ام لا ؟ بشكل عام يمكننا القول لا ،لان رسالة الدين مبنية على نشر التعاليم باي لغة او ثقافة كانت ، ولكن الكنائس المشرقية يختلف الامر جذرياً ، ربما يسال سائل لماذا ؟ هناك نقطة مهمة يمكن لاي متابع ان يلاحظها بوضوح وهي ان معظم البطاركة او الباطريركيات في العالم موجودة كراسيهم في المشرق اي انها معظمها لكنائس مشرقية او قديمة وهذا المنصب ليس بمنصب روحاني فقط بقدر ماهو ثقافي او حضارى اوقومي او اداري لهذه الفئة او تلك من الشعوب القديمة كما نراه الان في التسميات الكنائس المشرقية هذا للروم وذاك للسريان و ذاك للكلدان والاقباط والاشوريون ..الخ

وهذا نعم القول ولكن بعض البطريركيات همشت نفهسا او تم تهميشها وتم تقليص صلاحياتها وصارت لا تحل ولا تربط لظروف لا اريد الغوص فيها وأخذت تتصور انها بتهميش هويتها تتعصرن وتقترب من الحدداثة وهذا إجراء خاطىء ينم عن عدم إدراك حقيقي لماهيةالعصرنة والحداثة.

وأخيرا تذكر كنيستنا الكلدانية:


اما بخصوص كنيستنا المشرقية الكلدانية ودورها المحوري عبر التاريخ في الحفاظ على ارثنا وثقافتنا ومن بينها اللغة ، نتامل خيراً خصوصاً عندما نرى يتربع الان على كرسيها بطريركاً متمكناً ك مار لويس ساكو وخاصةً ان من بين شعاره الذي اتخذه لمسيرته البطريركية كلمة ( الاصالة ).

هنا دعني اختلف معك. هناك مد وتيار جارف في كنيسةالمشرق الكلدانية صوب التعريب وإقحام الأجنبي والدخيل والدوس المجاني على التراث واللغة بشكل خطير. إنني ارى اليوم ان مؤسسة الكنيسة الكلدانية اخذت تبتعد كثيرا جدا عن هويتهاالمشرقية لا بل هناك حملة ضد كل ما هو مشرقي من حيث اللغة والتراث والليتورجيا والإرث الإنشادي والفني وإستبداله بالعربي واللاتيني او لغات اخرى، وهذا هو الإنقراض بذاته الذي سيأتي لا محالة على ما تبقى للكلدان من وجود وهوية.

تحياتي



1380
الأخ حبيب خوري المحترم

لا علم لي إن كانت مؤسسة الكنيسة المارونية او الموارنة إستجابوا لأي نداء للعودة الى هويتهم ولغتهم السريانية.

مهما اطلقت هذه المؤسسة على نفسها وأتباعها (موارنة، فينيقيون، سريان، كنعانيون،.. الخ) ومهما علا صراخهم انهم يعتزون بتسميتهم اي كانت فإن لا ذلك لا علاقة له بالهوية.

الهوية ممارسة يومية من خلال البيت والمدرسة والكنيسة والمحافل والكتابة للرموز التي تحملها اللغة اولا والفنون والثقافة ثانيا. ممارسة اللغة أي لغة هي هويتك. انت مهما سميت نفسك، والناس والدول والشعوب قد تحمل اسماء مختلفة او قد تغير تسميتها، انت لست إلا ما تمارسه من هوية (لغة وثقافة وفنون وأداب ورموز ...).

مؤسسة الكنيسة المارونية لم تبق أي من الرموز السريانية تقريبا في ممارستها. اغلب الرموز هي إما لاتينية او عربية. والموارنة كشعب كل رموزهم تقريبا جرى إستبدالها بالعربية وثقافتها وفنونها. هذه حقيقة لا نستطيع نكرانها.

لقد كان الموارنة سادة وحكام لبنان تقريبا دون منازع حتى عام 1995 ولم يفتحوا صفا واحدا لتدريس اللغة السريانية وجعلوا من العربية لغتهم الأم مع ثقافتها وفنونها وادابها وابدعوا في هذه المضمار أيما ابداع.

المتشبث بهويته يكتب رسائله اولا بلغته القومية وينطق بها في المحافل ويمارسها في الكنائس والإعلام ولا يقبل ان يتم تهميشها من قبل اي لغة او هوية اخرى مهما كان الأمر كما هو الحال لدى كل الشعوب التي تفتخر بهويتها.

ودعني اكون صريحا معك ان مؤسسة الكنيسة المارونية قدمت نموذجا غير حميد ابدا لكل الكنائس المشرقية الكاثوليكية حيث بدأت بتقليدها من ناحية تعريب الهوية وهذا ممكن التحسس به لدينا نحن الكلدان الكاثوليك حيث كلما قلت لماذا التعريب ولماذ تبديل الهوية والدوس عليها مجانا قالوا انظروا الى مؤسسة الكنيسة الماروينة والموارنة.

هناك فرق شاسع بين ما تقوم به مؤسسة الكنيسة السريانية الأرثذوكسية التي اخذت تمارس هويتها بجدية في السنين الأخيرة واخذ اتباعها لا سيما في الهند وهم بالملايين يقدمون خدمات جليلة للهوية وذات الشيء ينطبق على مؤسسة كنيسة المشرق الأشورية وأتباعها من حيث تشبثهم بالهوية وبين مؤسسة الكنيسة الماروينة والموارنة.

سأكون اسعد إنسان في الدنيا لو فرض مجمع الكنيسة المارونية وبطريركها ممارسة الهوية السريانية ضمن الطقوس والليتورجيا والأداب الكنسية والغوا كل دخيل وأجنبي عربي كان او لاتيني او غيره. بيد انني اخشى ان هذا الأمر صار صعب المنال او كما نقول بالعربية "بالصيف ضيعت اللبن."

تحياتي

ليون


انت ركزت على الكنيسة السريانية المارونية
الكنيسة المارونية استجابة لندائك قبل ان تكتب وهي اليوم تعود الى اسمها الاصلي وجذورها الحقيقة
اسمها الرسمي اليوم الكنيسة المارونية السريانية  "راجع بيانات وموقع الكنيسة الرسمي" والبطريرك الراعي يفتخر بذلك امام الجميع وكل الموارنة اليوم يفتخرون انهم سريان ولا ينكرون ذلك
الطقوس المارونية اليوم فيها الكثير من السريانية وهي في طريقها الى اعادة الطقس السرياني بالكامل شي فشي
اتمنى كلامك ان ينطبق على الكنيستين الكلدانية والاشورية ليكون محفزا لتسمي نفسها الكنيسة الكلدانية السريانيةوالكنيسة الاشورية السريانية اسوة بالكنيسة المارونية
فلا يوجد فرق اذا كانت الكنيسة تعربت او تفنقت تكلدنت او تاشورة
حبيب الخوري





1381
الكل يجامل : سيدي الكريم الكل يجامل ويشاكس ويُشاطر احياناً ويُعاكس احياناً اخرى والبعض يحلل الموضوع بطريقة اكاديمية ( لا هذه مالْتَك ) وطبعاً الفقراء مثلنا لا يستطيعون ان يقتربوا على تلك اللوترجيات ههههههههههههههه ..
  ...


مرحبا بالسيد نيسان سامو وكل ههههههههههاته ....

الأكاديمية في هذا المتندى مثل "الحايط النصيص" حتى الطفل الصغير بإمكانه ممارستها ... الكل اكاديميون هنا والكل علماء وليس في إختصاص واحد اوإثنين بل كل الإختصاصات. إذا (هذه مالْتك مو مالتي)


لم اراك او اقرأ لك على ما جرى للمسيحيين في العراق وقراهم والاحداث التي توالت بعد ذلك فهل كنتَ في إجازة اكاديمية او بعيد ولماذا لم تكتب عن الذي جرى ويجري !!! انني الومك كثيراً في هذا الشأن !
 


لا يا سيدي لست في إجازة. لقد كتبت عدة مواضعيع قبل موضوعك الأخير في هذا الخصوص وواحد منها يشبه ما كتبته حضرتك قبل ايام وهذا رابطه:

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=748068.0

قارنه بمقالك الشيق الذي يدور حول ذات المسألة ولو انه يأتي بعد اكثر من سبعة اشهر على المقال الذي كتبته انا وفي هذا الموقع:

http://www.mangish.com/forum.php?action=view&id=8133

(بس لا تكون سرقت الفكرة مني ههههههههههههه)

بعد ان تكون قرأت مقالي فهل تتصور هناك حاجة؟ المسألة اكبر من مقال ومن ليون برخو بكثير وأكبر من العراق وسوريا وإيران وتركيا والسعودية لا بل الشرق الوسط برمته.

ستختفي دول وتشبط خرائط وحدود لأصحاب القوة والنفوذ فماذا عن قرية او شعب مسكين لم يرفع سيفا في حياته وتلاعبت به الأقدار والشعوب والحكومات والمؤسسات كنسية ومدنية شرقية وغربية (شاطي باطي) ... هل توافقني الرأي؟ ماذا تقول؟

تحياتي

 

1382


لغة أجدادنا القدماء كانت الأكدية وقد فقدناها منذ يوم اقتبلنا اللغة السريانية ( الآرامية) كلغة بديلة مكتسبة وبما أنّكم تستندون الى نظرية تربط بين فقدان اللغة وفناء الأقوام فاننا نكون  قد انقرضنا كقوم فعلياً بعد أن تخلّينا عن لغة الأجداد الأكدية وقبلنا تسمية دخيلة وقطعنا كل علاقة لنا مع الماضي الذي لا زال الكثيرون يتشدّقون به.

لا شكّ بأنّ اللغة الآرامية أو السريانية غنية بقواعدها ومفرداتها وقد زادها الارث الكنسي تألّقا ولكنّي لا أرى لها بقاءً مضمونا الآّ من خلال الكتب الطقسية حالها حال اللاتينية وانقراضها كلغة محكية في المهجر أمر حتمي بعد جيلين أو ثلاثة.

ستظطرّ الكنائس مع الوقت الى ترجمة الطقوس الى اللغة التي يفهمها المؤمنون في أي بلد من البلدان لأنّ ترديدها باللغة الآرامية ( السريانية ) دون أن يفهما أحّد يبقى دون معنى.


الأخ عبدالاحد سليمان بولص المحترم

تبدي تشاؤما واظن ان تشاؤمك في محله ولكن في رأي الأسباب التي تذكرها كان في الإمكان تجاوزها وربما لا تزال الفرصة امامنا إن حاولنا جهدنا ولكن اخشى اننا اصبحنا لا اباليين ولا رغبة لنا في ذلك لعوامل اخرى ..

فمثلا ليس هناك مجال للمقارنة بين وضع اللغة الاتينية ووضع لغتنا السريانية. اللاتينية كانت المؤسسة الكنسية قد فرضتها على الكثير من الأمم التي لم تكن اساسا لغتها الأم ولم يكن لهااي إرتباط باللاتينية، اي لغات اجنبية بالنسبة لللاتينية.

ثانيا، لهجات اللغة الاتينية مثل الإيطالية والإسبانية تطورت وأصبحت لغات مستقلة تماما من حيث ممارسة الهوية والثقافة.

شأننا مختلف تماما لأن هذه لغتنا الوطنية ولهجاتنا المحلية لم تتطور بذلك الشكل الكبير كي تصبح لغات مستقلة ابدا. الذي يتكلم لهجة سريانية نقية خالية من الشوائب  يتمكن اليوم من فهم اغلب النصوص الطقسية وبجهد بسيط. هناك عوامل اخرى لا يتسع المجال الغوص فيها.

في المهجر في الحقيقة هناك فرصة كبيرة للحفاظ على الهوية. الكثير من الدول الغربية تمنح معونات سخية للحفاظ على اللغة الأم والثقافة والطقوس. ولكن العلة فينا. لقد جلبنا التعريب معنا الى المهجر وعززناه واسسنا له وهو غير مطلوب اساسا.

وعن دور المؤسسة الكنسية، هنا إسمح لي ان اقول هناك خطورة كبيرة على الهوية الكنسية. ما هو الداعي مثلا للكاثوليكي الكلداني ان يبقى ضمن الكنيسة الكلدانية لغة الطقس فيها مترجمة الى السويدية او حتى العربية؟ لماذا لا يذهب الى الكنيسة الكاثوليكية السويدية؟ وهكذا بالنسبة للكنائس الأخرى إن في دول اخرى مثل امريكا وأستراليا والمانيا وغيرها.

ولكن السويدي الكاثوليكي لن يتنازل ابداعن هويته الكنسية المتمثلة بلغتها وتراثها الإنشادي واللغوي والطقسي والرمزي في كل شيء من اجل عيون الكلدان الذين يملؤن اليوم كنائسهم. لن يتنازل عن جملة واحدة.

لو كان الوضع معكوسا، اي حضر السويديون الكاثوليك بأعداد غفيرة كما نفعل نحن كنائسنا الكلدانية لغيرنا كل شيء وحولناه الى السويدية من اجل عيونهم. وهذا حدث حتى في العراق حيث تم تعريب تقريبا كل شيء من اجل عيون عدد قليل من المستعربين الكلدان .. وحضرتك ربما ادرى بالتفاصيل. امرنا غريب لأننا اساسا لا نعترف بهويتنا (لغتنا)ولا نمنحها ما تستحق من الإهتمام وكأنها غريبة واجنبية علينا.

هذا من حيث دور المؤسسة الكنسية.

اما عن دور المؤسسات المدنية فحدث ولا حرج.

تحياتي

1383

عندما لا تحتفظ بما تبقى لك من اللغة وتخجل من تراثك ولاتستمتع بفنونك ولاتحتفظ بإرثك الكنسي فأقرأ السلام على أُمّتكَ.

ليسمح لي قرائي الكرام والأخوة المعلقين ان اعبر عن رأي الشخصي واقول ان الأخ جاك الهوزي لخص المقال الذي كتبته برمته بجملة واحدة ما اروعها. إنها حكمة العصر بالنسبة لنا كشعب. فهل سنتخذ بها ونتعظ؟

تحياتي


1384
يقول عالم اللغة السريانية جابرائيل صومــا : اللغة العربية هي جزيرة صغيرة في محيــــط اللغة السريانية . لكن الواقع ان هذه الجزيرة تكاد تغطي هذا المحيط الان . المهم لو قدر ان يكون لهذه اللغة منطقة جغرافية محددة بالتاكيد  لن تفنى ولو بعد الف عام مع ان اي لغة كائن  حى ينمو ويتطور وقد يموت او يندثر او يبقى في الكتب كما  اللاتنيــة اليوم

الأخ كنعان شماس المحترم

فرضية ربط اللغة بالأرض نظريا سليمة ولكن عند وضعها تحت مطرقة التجريب ومحاولة البرهنة على صحتها ضمن الواقع الإجتماعي لشعبنا، لرأينا انها لا تصمد وهذا امر غريب وعجيب ولكنه ليس مستحيلا للتفسير وتقديم الأسباب.

الناطقون بالسريانية في لبنان (الموارنة) كانوا ليس فقط اصحاب الأرض بل سادة الدولة وحكامها حسب الدستور حتى عام 1995 ولم يقدموا حبة خردل من الخدمة للغتنا وهويتنا، بل العكس كانوا لها محاربين مدنيا وكنسيا.

في سوريا لم نلحظ تشبثا بالهوية واللغة السريانية بل رأينا تقهقرا كبيرا في ممارستهاحتى كنسيا.

في العراق اكبر كنيسة ناطقةبالسريانية وأغلب المسيحيين من المكون الكلداني لشعبنا غادروا اللغة حتى كنسيا وفي الكثير من المناطق منذ الستينات من القرن الماضي وجرى إستبدالها بالعربية وطوعيا لا بل احيانا قسرا من قبل رجال الدين وبعض المستعربين من الكلدان.

كما يظهر ان الأرض بالنسبة لشعبنا لم تكن في العصر الحديث عاملا اساسيا للحفاظ على الهوية (اللغة). وخسران اللغة هو خسران الهوية اين ما كنت.

تحياتي

1385
الأخ هنري سركيس المحترم

في الحقيقة إستوقني الإقتباس ادناه من تعقيبك الجميل وكلماتك الطيبة. في جملة واحدة تختصر معنى ودور اللغة القومية في حياة اي شعب وليس شعبنا فقط:

 
في الحقيقة ان لغتنا وهويتنا القومية هي عنوان وجودنا ، باعتبارها مستودع الذي تختزن به مقوماتنا وانتماءاتنا، وذاكرتنا المستقبلية.

السؤال هو هل بإمكاننا إتخاذ هذه الجملة نبراسا للهوية؟ ولماذا كل الشعوب والأمم تراها نبراسا للهوية ونحن نتصارع على الهوية ونربطها بأمور لا ناقة ولا جمل لها بها؟

اللغة هي "المستودع" وهي الذاكرة. الذاكرة معناها ان تاريخ الأمم يبداء بنشاءة هويتها اي بداية تاريخها الكتابي إضافة الى الرموز المرتبطة بالثقافة لا سيما الفنون. هذه هي هوية اي شعب وذاكرته. والكتابة والفنون مرتبطان ببعضهما.

في حالنا ندور في حلقة غير حلقة الهوية بالمفهوم الذي ذكرته في المقال وضمن الفكرة الرائعة التي اتيت بها في جملتك اعلاه.

هل بإمكاننا ان نصحح مواقفناام ستدمرنا المذهبية والطائفية والتسموية؟ هذا السؤال علينا البحث عن جزاب شاف له.

تحياتي

 

1386
الدكتور عبداللة رابي المحترم

شكرا مرة اخرى لتطرقك لموضوع مهم يخص شعبنا الأبي مسخرا علميتك واكاديميتك لإستخلاص النتائج. الأكاديمي الناجح هو الذي يضع أكاديميته وعلميته في خدمة شعبه كي يستفيد منها.

وتشخيص اخطاء وسلبيات الواقع الإجتماعي بأسلوب علمي يشبه تماما ما يفعله الطبيب عندما يضع يده على الجرح او مكان الألم فيصرخ المريض. صرخته ذات فائدة لأنها تمكن الطبيب من تشخيص المرض وتقديم وصفة الدواء الموائمة للعلاج ومن ثم التخلص من المرض.

في الشرق الأوسط على الخصوص الأمور لا تقاس هكذا – اي بأسلوب العلم والعقل والحس الإنساني السليم. الأمور تقاس  بالإسقاط اوالتسقيط النفسي والإجتماعي والشخصي كما تفضلت. ونحن كلنا ابناء الشرق الأوسط وتشبعنا بثقافته وواقعه الإجتماعي.

ولهذا بدلا من ان يأخذ المريض بنصيحة الطبيب الذي شخص مرضه، يصرخ المريض في وجه الطبيب رافضا التشخيص والدواء قائلا: "لماذا لا تفحص فلان الذي حاله اسواء مني."

وهكذا ترى على مستوى بعض الأفراد من شعبنا من كبار المثقفين فيه ومؤسساته يصرخ ويرفض ليس تشخيص المرض وحسب بل الدواء ايضا. فإن قلت ان المؤسسة اجرمت بحق شعبنا وهذا الدليل وهذا الطريق لرفع الغبن قالوا: "لماذا لا تحساب المؤسسة الأخرى" بدلا من مراجعة الذات والتعامل مع التشخيص والسلبية من اجل العلاج.

وإن كتبت مقالا تشخص سلبية محددة قالوا: "لماذا لا تشخص سلبيات فلان وفلان." هذا ليس بمنطق وحسب ولكن خارج نطاق الفطرة الإنسانية المستندة الى المدنية والحضارة الحديثة.

هذا الموقف مفهوم شرق اوسطي متخلف. مفهوم قبلي طائفي قروي يذكرني بالكثير من زعماء الشرق الأوسط الذين إن ذكّرتهم وقلت لهم لماذا تضطهدون شعوبكم وتقترفون كل هذه الجرائم بحقها، قالوا: "لماذ لا تحساب إسرائيل وأمريكا." هذه مفارقة عجيبة لا يقبل بها الحسل الإنساني السليم لأن لو إفترضنا جدلا ان إسرائل او امريكا يقترفون ذات الجرائم، هذا لا يجوز ان يتخذ كعذر لإظهاد انفسنا اوالقبول بإضطهاد مؤسساتنا لنا.

ولهذا لو إقترف الرئس الأمريكي او رئس الوزراء السويدي او الإسرائيلي جريمة او مثلبة او عملا غير قانوني لا يمكن ان يرد عليك إن حاسبته: "لماذا لا تحاسبون رئس الوزاء العراقي او الملك السعودي او الأمير القطري." لو قال اي منهم ذلك لصار اضحوكة.

ولكن مع الأسف نحن كشعب ومؤسسات وافراد لا نقبل ان يشخص لنا اي كان مهما كانت منزلة علميته وأكاديميته مرضنا وإن فعل لواجهناه مثلما يواجه الزعماء العرب منتقديهم او ربما مثلما يواجه شخص قبلي قروي منتقديه الذين يذمونه لضربه المبرّح لزوجته حيث يزجرهم قائلا: "لماذا لا تحسابون فلان الذي يضرب زوجته كل يوم  ضربا مبرحا.

ليساعدنا الله

تحياتي


1387
الأخ إيشو شليمون المحترم

شكرا جزيلا لتعقيبك. كان إضافة لا بد منها للموضوع الذي نحن بصدده كي يأخذ مداه. اتيت بفرضيات مهمة تؤكد ما ذهب المقال إليه وتعزز اركانه الفكرية. ولأهميتها اقتبسها ادناه:


نعم انها الحقيقة بان الشعب الذي يفقد لغته سوف يفقد ثقافته وفنونه وليتروجيته الذاتيه كامة او شعب ذات خصوصية تميزه عن غيره من الشعوب والامم ،

وبما ان اللغة هي ركن اساسي بل هي الدعامة الاساسيه للقوميه لذا فان الحفاظ عليها  وبقائها حية معطاة يعني حيوية وزخماً  لاستمرارية وجود تلك الامه ، وبزوالها تفقد الامة جوهر هيكليتها الاساسيه  باعتبار اللغة ركيزة من ركائزها

 ، فالحقيقة تقال بان الحفاظ على اهم ركيزة لوجودنا القومي جاء عن طريق الكنيسه بحفاضها على حيوية اللغه واستمرارها لنبقى شعباً لنا كيان مميز لغوياً لا يمكن ان تنسب ثقافته وليتروجيته الخاصه وآدابه الى شعوب او امم اخرى

عليه تبقى ابداعات الاخوة الموارنه في جميع المجالات تحسب اباعات عربيه وان كانت في الاساس غير ذلك ، ويخطر في بالي هنا مثالاً اخر في هذا المجال (وان كان فردي) هو الشاعر الكبير نـزار قبـاني الذي يحسب كل ما قدمه من روائع الشعر وفي مجال الادب يحسب ظمن الأدب العربي في حين ان نزار قباني هو رجل تركي الاصل من ابويين تركيين ومن عائلة آقبيق قدم جده الى دمشق من مدينه قونية التركيه . 

وهذه الفرضيات نطلق عليها اكاديميا ب operationalization of theory اي اتيت بأمثلة من الواقع الإجتماعي الذي نحن فيه، وقدمت بذلك اكثر من دليل اننا بخسارتنا للغتنا القومية نخسر هويتنا والذي إستبدل لغته القومية بلغة اجنبية في كل مناح ومؤسسات الحياة مدنية او كنسية يكون بذلك قد تخلى عن هويته الأصلية وأستبدلها بهويته الجديدة من خلال اللغة الجديدة التي يمارس هويته على ضوئها.

القلق الذي يروادني هو ان مكونات مؤثرة من شعبنا غادرت هويتها طوعا لا بل قدمتها قربانا وضحية على طبق من الذهب لإعلاء شأن اللغة العربية والثقافة العربية والإسلامية والأشقاء المارونيون خير مثال وهناك اخرون على دربهم سائرون.

تحياتي

1388
الدكتور عبدالله رابي المحترم

تحية

شكرا لإضافتك المهمة للموضوع. وقد ابليت بلاء حسنا واضفت لمساتك المهنية والعلمية على موضوع حيوي ووجودي بالنسبة لشعبنا. في اروقة العلوم الإجتماعية وعلم الإجتماع واحد منها نتحدث كثيرا جدا عن "عصر اللغة" Language Turn. اللغة صارت اساس العلوم او ام العلوم وبتحليلها نتوصل الى الكثير من الحقائق حول الواقع الإجتماعي للناطقين بها.

وتعلم اللغة الأم جزء من تكوين الشخصية وإستقلاليتها وتمنح صاحبها المقدرة على مواجهة المشاكل والولوج في الحياة بهمة ونشاط والمساهمة الجادة في المجتمع الذي يعيش فيه وإن كان ثقافيا ولغويا مختلفا.

هذا ما توصلت إليه الدرسات الأكاديمية في السويد وعلى ضوئها تخصص الدولة مبالغ طائلة لحث الطلبة الأجانب على تعلم اللغة الأم في المدارس السويدية او الخاصة.

تحياتي


1389


سوريثا

التزوير والإفتراء واضح جدا.  خلافنا حول ما تنسبه لي من إفتراء في في مقال السيد اشور بيث شليمون وفي ردك اعلاه رقم 16 وهو تقويلك لي زورا وبهتنا على انني القائل: " ان ما تدعية كنائسنا ان تبشيرنا  بدا على يد مار توما وتلميذية ادي وماري فهو غير الصحيح." هذا انا لم اقله.

اما كون ان مار توما لم يذهب الى الهند وان امر تبشيره في الهند ووجوده هناك هو مثار شكوك لا بل رفض من قبل الكثير من المؤرخين المعاصرين فهذا ما تؤكده الكثير من الأبحاث الأكاديمية التاريخية الرصينة ومنها بحث أكاديمي من جامعة برمنغهام ومن واحد من اكثر العلماء والمؤرخين المشهود لهم باعه الطويل في بالتوثيق وقراءة وفرز الوثائق التاريخية حيث يرفض ذلك جملة وتفصيلا ويقول ان اول ذكر للوجود المسيحي هم السريان المشارقة من ابناء كنيسة المشرق  في منتصف القرن الثالث الميلايد وان التبشير هناك وصل مرحلة متقدمة من قبل اجدادنا النساطرة:

https://www.escholar.manchester.ac.uk/api/datastream?publicationPid=uk-ac-man-scw:1m1200&datastreamId=POST-PEER-REVIEW-PUBLISHERS-DOCUMENT.PDF

فمن نصدق، هل نصدق سوريثا ام جامعة برمنغهام؟

ولكن لماذا تخفي رأسك في رمال المذهبية والطائفية ولا تقبل ان تناقش الظلم والطغيان والممارسات التي يشيب لها الولدان من قبل مؤسسة الفاتيكان ومحاكم التفتيش اللعينة التي أسستها في الهند وبالذات في منطقة تواجد شعبنا  والتي من خلالها إستمر اضطهاد شعنبا ثلاثة قرون الى بداية القرن العشرين وفيها ازاحوا وأستولوا وأحرقوا كل اثر للهوية الكلدانية التي كان يعتز ويتقاتل في سبيلها ملايين الكلدان هناك. كانت كنيسة ملبار والهند برمتها تابعة لكنيسة المشرق والشق الكلداني بالذات. هل تعلم ماذا حل بهم والجرم الذي أقترف في حقهم؟ إنه ظلم ربما لم يشهد له تاريخنا مثيلا. كل هذا تخفيه وراء ستار المذهبية.

كانت الهند تاج وعروس الكنيسة الكلدانية وبضياعها وإغتصابها من قبل مؤسسة الفاتيكان وألتنتها قسرا وظلما وبطشا بدأ العد التنازلي للكلدان ومؤسستهم الكنسية وما نشهده اليوم من افول وشرذمة ما هو إلا نتيجة للإضهاد ذاك الذي لم يبقي لنا شيء لأنه مستمر في بعض تفاصيله حتى يومنا هذا ولو بأشكال مختلفة.


الأكاديمي لو زوّر او وضع قوله على لسان شخص اخر ونسبه إليه ظلما في احد ابحاثه وتم كشفه لصار مثار إستهجان لا بل مضحكة وتم طرده من الجامعة ورمي كل كتبه وابحاثه في المكتبات الجامعية في سلة المهملات. ولكن هذا منتدى ترى فيه اشكال واجناس مختلفة ولكنهم ابناء وبنات شعبنا علينا أحترامهم ومن هذا المنطلق اتعامل واتفاعل مع الكل بمودة ومن ضمنهم اصحاب الأسماء المستعارة.

تحياتي


1390
قرائي الأعزاء

سأعقب على ما جاء به الأخ زيد ميشو لأن اساس هذا الموضوع هو الحوار كي أسلط الضوء على بعض النقاط الحساسة التي ذكرها وهي في الحقيقة شائعة بين الكلدان ويتشبث بها الكثير من رجال الدين وشخصيا اراها في غير محلها ولا تصمد امام التحليل العلمي والأكاديمي الرصين. فأمل ان يتسع صدر الأخ زيد لأن هذا حوار ونقاش يخص وجودنا كشعب وامة. الشعب الذي لا هوية (كممارسة) له لا وجود له مهمها كانت تسميته لأن هويته هي اللغة التي يمارسها. اننا لسنا إلا الرموز التي نمارسها والرموز تتجلى بانصع صورها في اللغة.

يقول الأخ زيد: "الهوية كممارسة من ناحية اللغة فهي ضعيفة حتماً..... لأن لغتنا الأم عجوز مقعدة منذ زمن، لا تقدر على الحراك والتأقلم. ما زلت اسأل، كيف ساهمت صباح في أعلاء الثقافة الأسلامية؟"

هذا ليس صحيح. الأمر صار كذلك بالنسبة لنا نحن الكلدان لأننا وأسمح لي كسالى ساهمنا بأنفسنا في افول لغتنا القومية - السريانية. افضل لهجة سريانية محكية في رأي الشخصي وأقربها الى اللغة السريانيةالفصيحة هي لهجة القوش ولهجة بغديدا. اللهجتان متقاربتنا جدا (انظر كيف اننا شعب واحد لأن اهل القوش كلدان تسمية واهل بغديدا سريان تسمية ولكن هويتهم واحدة). مع ذلك لم يظهر في صفوفنا اي نشاط إن من الكنيسة او المؤسات المدنية لإحياء وبث الروح في لهجة القوش.

اليوم حتى القوش وقبل الأحداث الأليمة كانت على وشك ان تغزوها اللغة (الهوية) العربية.أي مدينة كردية ليس بحجم القوش بل بحجم قرية صغيرة تقبل ان تغزوها العربية او اي لغة (هوية) اخرى غير الكردية؟ لنقارن عسى ان تنفع المقارنة. العربية هي الرائدة في المهجر ايضا وهناك دعوات الى إدخال كل اللغات وهذا لا يقوم به إلا من لا هوية له ولا تاريخ له ولا ثقافة له. هذا لا يقبل به اي شعب حريص على هويته تحت اية ظروف وحجج وذرائع والأكراد خير مثال.
 

هناك إشكال في الطرح بالنسبة لعلاقة اللغة العربية بالدين. اللغة العربية إختطقها الإسلام وجعلها الوسيلة لنشر الدين وتعميقه وتأسيسه. القرأن والحديث والكلاسيكيات والأداب الإسلامية العربية جزء من التعليم وبطرق شتى في العربية. بالعكس يتباهى اي  ناطق لهذه اللغة ومنهم نحن ان نكتب بأسلوب ادبي رفيع وسلس وهنا القياس هو القرأن والحديث وكتب التراث وكتاب النثر والشعر في العربية وهم كلهم متأثرون كثيرا جدا بالثقافة الإسلامية مسلمين او غيرهم.

حتى بطرس البستاني الذي هذّب ترجمة الكتاب المقدس الى العربية يستند الى الأسلوب القرأني وأسلوب الحديث والتراث والأدب العربي الرفيع في تهذهيبه للنص العربي. هناك دراسات لغوية رصينة ترى ان بطرس البستاني كان قد تشبع بالحضارة الإسلامية والعربية اكثر من اي من اقرانه الحداثيين من المسلمين في تاريخ العرب المعاصر. ولهذا اتى النص الذي هذبه وهو الكتاب المقدس تحفة ادبية رائعة من حيث الأسلوب. ويقول الكثير من الأدباء العرب ان النص لو لم يخص المسيحية لكانوا ادخلوه ضمن مناهج اللغة العربية والأدب العربي في البلاد العربية.

اللغة العربية كانت موجودة قبل الدين. هذا صحيح. ولكن صارت سلاحا لا بل سلاحا بتارا لنشر الدين شأنها شأن الغزوات. الدين والعربية من الناحية الثقافية هما تقريبا وجهان لعملة واحدة. حتى ادونيس وهو رائد الحداثة والعلمانية لدى العرب اليوم يضمن الكثير من الإسلاميات (كادب وثقافة) في ثنايا شعره البديع.

ليست مسألة "قدري قاد بقرنا" او غيرها. هي مسألة قرب وبعد الخطاب من حيث الأسلوب والقواعد والتحليل من الأسلوب القرأني او الحديث او الكلاسيكيات العربية او الإسلامية. لو تمعنت في الكثير مما درسناه في العراق ونحن صغارا ضمن درس اللغة العربية والتاريخ وغيرها لرأيت ان الثقافة الإسلامية هي الطاغية فيها. والتعليم يؤسس للهوية والثقافة من خلال اللغة.

الكتب الطقسية لا نفهمها مرة اخرى لأننا كسالى. في السويد مثلا لا يزالون ينشدون باللاتينية في القداس ويرنمون ويقراؤن نصوصا سويدية كلاسيكية من الصعب على الكثير من السويديين فهمهما ولكنهم لن يقبلوا مغادرتها بأي ثمن لأنها جزء من الهوية والوجود.

نحن لم ندرس حتى الأبجدية لغتنا وسوادنا لا يعرف ما هي الأبجدية وعربنا انفسنا على طبق من الذهب منذ بداية الستينات في القرن الماضي لا بل هناك بين صفوفنا ومن مستويات ثقافية رفيعة يحارب كل ما هو هوية كلدانية كممارسة.


الأكراد في اقسى الظروف قاوموا التعريب وقدموا الشهداء في سبيل لغتهم. وهكذا الأمر مع الأشقاء الأشوريين حيث احيوا اللغة واحدثوا ثورة فيها من خلال تبنيهم للهجة محكية قريبة جدا من لغتنا الفصيحة وترجموا إليها الكتب المدرسية برمتها في العراق من الإبتدائية الى الثانوية ويدرسونها في الشتات ضمن الكنائس والمدارس ولهم حتى كليات.

واللغة والهوية سيملكها من يمارسها كنسيا او مدنيا. الذي يغادرها ويفضل عليها لغة اخرى (هوية اخرى) لا أظن يبقى له اي حق او نصيب فيها فيها.

هناك الأن مؤتمر عالمي كبير في إيران حول لغتنا السريانية يحضره المختصون من كافة انحاء العالم(لا اظن بينهم كلداني واحد) وستلقى فيه محاضرات وابحاث في لغتنا السريانية وسيكون النقاش فيه برمته بلغتنا السريانية. ولا تستغرب يا اخي العزيز إن قلت لك ان القائمين عليه هم اشقاؤنا الأشورييون حصرا وهؤلاء الأشورييون الغيارى هم كاثوليك مثلي ومثلك، أي غيروا مذهبهم في نفس الزمن الذي غيرنا نحن مذهبنا. الفرق هو الأشوري بقي محافظا لهويته حتى ضمن الكنيسة الكاثولكية وضمن اي محيط وجد نفسه  فيه. نحن الكلدان ومع الأسف الشديد حاجة اخرى.

لا أظن بإمكاننا نحن الكلدان ابدا إعداد مؤتمر بهذا الشكل الرائع حول لغتنا السريانية. بالعكس بالإمكان إعداد مؤتمر وبسرعة مذهلة من اجل التعريب وإدخال لغات ونصوص وهويات دخيلة وحذف لا بل الدوس مجانا على كل ما هو اصيل.

تحياتي



 

1391
الأخ زيد ميشو المحترم

الموضوع برمته يرمي الى الفصل بين الهوية والتسمية. أي التسمية شيء والهوية التي تجسدها اللغة لا سيما الرموز (سيميوتيكا) شيء اخر واظن ان زميلي الدكتور عبدالله رابي قد سلط الضوء على هذه الفرضية بإقتدار وعلمية في تعقيبه اعلاه.

أغلب التسميات في الشرق الأوسط لا تمثل هوية اصحابها من حيث ممارسة مقومات هويتهم التي هي اللغة ورموزها من الثقافة والفنون والطقوس والليتورجيا والأداب والموسيقى وغيرها.

مثلا يسمي البعض في الشرق الأوسط انفهسم هاشميون او اردنيون او سعوديون او عراقيون او إماراتيون او قطريون او يسمون انفسهم بأسماء شعوب قديمة مثلا فينيقيون او لبنانيون – كل هذه تسميات وليس هويات لأن كل هؤلاء هويتهم عربية وثقافتهم عربية إسلامية بدليل لغتهم.

وانا وانت نسمي انفسنا كلدان (تسمية)ولكن لا تمثل هويتنا كممارسة. اللغة (اي لغة)  التي تشبّعنا بها وبتراثها وفنونها وثقافتها وادابها وشعرها وطقوسها وليتورجيتها وأعلامها وما تحمله لنا من تاريخ، هي التي تشكل هويتنا. لأن إن إقتبسنا شعرا قلناه بالعربية وإن ضربنا مثلا اخذناه من العربية وإن ذكرنا شاعرا اتينا بشاعر من العربية وإن اردنا الإستمتاع نستمتع بالفنون والموسيقى ةوالغناء العربي وهكذا دواليك ... وإن قال لنا شخص ماذا عن الكلدانية لفشلنا في الإتيان بأي إقتباس ثقافي. والحال ذاته قد ينطبق على اشقائنا الأشوريين والسريان.

اللغة تعبر حدود الثقافة والهوية وتؤثر في تكوين الشخصية ايضا والعلماء متفقون ان اللغة تعكس الواقع الإجتماعي الذي نحن فيه بكل مكوناته والواقع الإجتماعي يؤثر في لغتنا.

اما مسألة إن كانت الشحرورة صباح قد ساهمت في إعلاء الثقافة العربية والإسلامية فهذا امر مفروغ منه واظن لا يتطلب الكثير من المناقشة.

ليس هناك لغة في العالم تعكس وتشبّع الناطقين بها بالثقافة الدينية اي الإسلامية مثل العربية. العربية في كل شيء تقريبا ما هي إلا تعزيز للثقافة العربية والإسلامية. في كل جملة تقريبا ضمن نحوها وصرفها وقراءتها ونصوصها هناك تعابير ومفردات إسلامية أي من القرأن والحديث والمصادر الكلاسيكية الإسلامية ونستخدم هذه التعابير بوعاة ودون وعاة منا.

كل متعلم للغة العربية، كانت هذه اللغة بالنسبة إليه اللغة الأم او لغة ثانية، يتشبّع من حيث يدري او لا يدري بالثقافة العربية والإسلامية لأن هذه اللغة ما هي وفي اغلب مفاصلها إلا إنعكاسا للدين.

هناك لغة اخرى في العالم تحمل الدين في ثناياها دون تعصب الا وهي لغتنا المقدسة السريانية لأن كل من يتعلم هذه اللغة لا بد وان يعرج في تعليمه لها وقراءته لنصوصها على كنوزها وهذه الكنوز ما هي إلا بحق المسرة والبشارة الإنجيلية في اسمى درجاتها وبسمو لم تصله أي لغة اخرى في العالم.

بالطبع كون لغتنا هي وسيلة فكرية رائعة وسلسلة للتشبّع بالإنجيل والكتاب المقدس، هذا لا يستوعبه غير المتمكن منها ابدا.

والتشبع هنا لا يعني ان الشخص المتعلم للغة سيتبع الدين الذي تعكسه. التشبّع يعني ان اللغة ستؤثر فيه وتكوينه كثيرا.

تحياتي


1392
اخي وصديقي العزيز والوفي خوشابا سولاقا المحترم

شكرا على كلماتك الطيبة وهذا فضل منك.

تؤشر الى مشكلة عويصة وفي نفس الوقت عقيمة اقضت مضاجع شعبنا الا وهي التسيمة والمغالاة والغلو فيها دون مراعاة لممارسة الهوية بالمفهوم الذي اتي في المقال. والغلو كما تذكر وفي اي شيء كان في الدين او المذهب او السياسة او حتى المواقف الشخصية مضر ومدمر.

والتسمية قنبلة كانت موقوتة وأنفجرت في صفوف شعبنا وقد تأتي على ما تبقى منه لقوتها التدميرية الهائلة.

ويرافق التسمية خطر اخر لا يقل هلاكا الا وهو الغلو في التاريخ لا سيما الماضي السحيق جدا الذي ليس بإستطاعتنا قراءته ولم يترك اي بصمات من حيث الثقافة واللغة والطقوس  والهوية فينا – اي ليس بإستطاعتنا ممارسته.

هذا المقال يتجاوز التسمية والماضي السحيق. يتعلق الموضوع بالثقافة واللغة التي من خلالها تمارس الشعوب هويتها في عصرنا هذا.

اظن ان البارزاني كتسمية متشبث ببارزانيته. ولكن البارزانية ليست هوية. هي تسمية ويحق له الإعتزاز بها ولكن لا يجوز ان تتقدم على الهوية الكردية التي هي اللغة والثقافة بشعرها وشعرائها وكتّابها وأعلامها وادابها وإرثها وثقافتها ورموزها وفنونها وموسيقاها وغيره. الهوية (اللغة) هي التي تدرس اليوم في المدارس ويتغني بها الأكراد. البارزانية ليست هوية ولا يجوز ان تدرس كمفهوم هوية ولا يمكن ممارستها لأنها لا تملك اي مقوم من مقومات الهوية. إن فعل البارزانيون ذلك لوقعوا في خطر مميت لأن سيأتي الطالبانيون والزيباريون والمزوريون والهركيون وغيرهم  وكلهم سيطالبون بممارسة هويتهم وهم لا هوية حقيقية لهم غير لغتهم وسيتحولون الى قوميات مشتته لا قاسم مشترك لها كما هو شأن شعبنا اليوم ويفتك الأعداء بهم بسهولة.

الهوية هي اللغة واللغة هي الهوية. الهوية والتسمية قد يتشابهان ويلتقيان (لفظا وكتابة) وقد لا يتشابهان  او يتلقيان. وهذه فرضية أكاديمية علمية اخرى جرى تجريبها وبالإمكان الإستدلال إليها بسهولة ولكن لضيق الوقت اكتفي بهذا القدر.

مرة اخرى لا  يسعني إلا ان اشكرك واثني عليك وعلى كتاباتك ومواقفك التوفيقية.

ودمت اخا وصديقا عزيزا وليحفظك الله وعائلتك الكريمة من كل مكروه.

تحياتي

1393
رد سوريتا للسيد اشور فيه مفارقة عجيبة وغريبة. فقط اريد ان اذكّر القراء الكرام بما كتبته وفي هذا الموقع بالذات حول نقطة يذكرها سوريتا لأنني وضحتها بالتفصيل اعيده ادناه كما هو لأهميته الفائقة.
اما باقي النقاط لسوريتا فلا تستحق الرد ولا تنطلي على احد وفيها تزوير وإفتراء وفيها خطاء لغوي يميز كتاباته وتعليقاته من حيث إضافة ال التعريف في غير محلها. مثلا هذا القول ينسبه لي بينما هو قائله ولست انا. بدلا من ان يقدم حججا مضادة للحقائق الدامغة التي اتي بها مع الدليل التاريخي الثابت ومن عصرنا الحديث حول المأسي التي حلت بالكلدان ومؤسستهم الكنسية ومن هو مسببها والقائم بها والتي لا تزال تعاني منها حتى اليوم والتي ترقى في كثير من تفاصيلها الى جرائم ضد الإنسانية يعمد الى التزوير والإفتراء:
ا
ان ما تدعية كنائسنا ان تبشيرنا  بدا على يد مار توما وتلميذية ادي وماري فهو غير الصحيح


إلى كنيسة المشرق الأشورية بشقيها الحديث والقديم – سوركاذا حدّثا وسوركاذا عتيقا

ليون برخو
جامعة يونشوبنك
السويد

يكرر البعض في تعليقاتهم عبارة لي وردت في مقال نشرته في هذا الموقع قبل أكثر من أربع سنوات تحت عنوان: "أبرشية كلدانية تكمم افواه معارضيها من  الكلدان" (رابط 1).

والمقال كان ضمن باكورة كتاباتي في مواقع شعبنا والتي بدأتها بإنتقاد المؤسسة الكنسية وعدم جواز ربط الأمور الأرضية من مالية  وتنظيمية وإدارية أي المؤسساتية – برسالتها السماوية – أي ما يطلبه منا الإنجيل.

وأظن ان هذه الكتابات كان لها أثر بالغ في صفوف شعبنا وأتت الأيام والأحداث كي تبرهن على صحة وجهة نظري القائلة ان المؤسساتية عدوة للكنيسة كرسالة سماء لأن الكثير من النصوص في الإنجيل ذاته ما هي إلا حرب على المؤسساتية الدينية وإن وضعناها  جانبا لربما شكلت من حيث عدد كلماتها أكبر نسبة من النصوص المقدسة عند مقارنتها لما يتطرق إليه الكتاب من مفاهيم وممارسات أخرى.

 والعبارة التي أنا بصددها وردت ضمن جملة واحدة من مقال مطول والتي يتم إقتباسها من قبل البعض لغاية في نفس يعقوب خارج سياقها وكذلك خارج الجملة والفقرة التي وردت فيها والمغزى العام للمقال برمته الذي هو ضمن سياق إنتقاد لتكميم الأفواه وتكفير الأخرمن قبل هذه الأبرشية وموقعها الإعلامي الرسمي.
الجملة وردت كالأتي:

"هل تريدنا هذه الأبرشية ان نتغنّى في كنائسنا بنركال، الصنم الأصم الذي كان الكلدانيون القدامى يسجدون له  كما يتغنّى إخوتنا الأشوريون في كنائسهم بأشور، الصنم الأصم الذي كان الأشوريون القدامى يسجدون له. ماذا حلّ بنا يا ترى."

الإشارة في العبارة اعلاه كانت إلى نشيد حديث يرد فيه ذكر كلمة اشور أي ليس ابدا إلى رسالة السماء التي تحملها هذه الكنيسة المقدسة الرسولية الجامعة وليس إلى ليتورجيتها التي هي ليتورجيتي وليتورجيتنا كلنا ولا إلى ممارساتها الطقسية وعباداتها التي هي ممارساتي وممارساتنا كلنا كأبناء وبنات لكنيسة المشرق المجيدة.

 وكوني وحدوي الهوى كنت ولا زلت أتمنى من كل قلبي ان تتخلص كنائسنا من الإضافات التي ألحقت بها وتعيد إسمها التاريخي التليد والمجيد الا وهو "كنيسة المشرق." وكلنا أمل أننا مقبلون على هذا بعون الله.

وهأنذا اقدم أعتذاري وأسفي من أعماق القلب إن ظن بعض الأخوة من ابناء شعبنا الواحد لا سيما من أشقائنا الأشوريين انها مسيئة إلى معتقدهم ومذهبهم الذي هو بمثابة معتقدي ومذهبي أيضا لأنني كما معروف عني وحدوي الهوى ولا أميز بين تسميات ومذاهب شعبنا وأرى كنائسه كلها مقدسة رسولية جامعة.

كيف لي ان أسيء إلى أي كنيسة كرسالة سماء وكيف لي ان أسيء إلى كنيستي المشرقية المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة وانا لا فخر لي بعد الصليب غير هذه الكنيسة بأدابها وتراثها وفنونها وموسيقاها ولاهوتها وأعلامها وقديسيها وملافنتها ولغتها لأن دونهم لا وجود لي كهوية وكمسيحي مشرقي.

يتصيد البعض في المياه العكرة وانا شفاف في علاقاتي مع شعبنا وكنائسه. يحاول البعض رمي حجر في كل بركة وبحيرة صافية متمثلة بكتّاب ومثقفي شعبنا من الوحدويين الذين يتسامون في خطابهم على مهاترات التسمية والمذهبية ظنا منهم أنه بإستطاعتهم تعكيرها.

وكي أؤكد أنني لم أقصد الإساءة إلى إخوة وأشقاء لنا بقيوا على مذهب الأجداد السليم والقويم والمقدس والرسولي فإنني أرتاد كنيسة المشرق بفرعيها أحيانا كثيرة وأصلي مع إخوتي وأشارك في الليتورجيا والأداب الكنسية المشرقية التي لا يزالون يمارسونها يوميا ويدرّسونها ولغتها بكثافة وبنوا المدارس والكليات في المهجر لمنع موتها وإندثارها ويحافظون على نقاوتها وأصالتها ويرفضون إقحام الأجنبي والدخيل فيها – ونِعْمَ ما يفعلون لأنهم بذلك يدافعون عن هويتنا الكنسية المشرقية وهويتنا القومية من خلال الحفاظ على لغتنا الجميلة.

انا لا أمس اي كنيسة كرسالة سماء. ولهذا كنيسة المشرق الأشورية مقدسة رسولية جامعة ليس في نظري بل في نظر كل مثقف وقارىء ولاهوتي ومفكر نزيه للتاريخ والإيمان والعقيدة المسيحية شأنها شأن أي كنيسة اخرى، وكرسيها هو  سليل كرسي اجدادي في قطيسفون كما هو شأن كرسي كنيستي المشرقية الكلدانية المقدسة الرسولية الجامعة.

وأنا اقدم هذا التوضيح وهذا الإعتذار اؤكد أنني لا أرجو منه ومن ورائه أي كلمة ثناء من أحد ولا غاية لي منه غير توضيح موقف لي من عبارة أسيء إستخدامها من قبل البعض لغايات غير نزيهة وغير شريفة ولا علاقة لها بالكنيسة كرسالة سماء. وهذا البعض غايته لا تنطلق من روح إنجيلية عند ترديده الفاظ محددة بصورة متكررة ومملة.

ولا يظن البعض هذا ان تعليقا هنا او تعليقا هناك مهما كان كنهه سيثنيني عن المسار الذي أنا عليه والذي، حسب ظني، بدأ الكثير من أبناء شعبنا التفاعل معه وبقوة. ولا يظن أحد أنني سأغير بوصلة كتاباتي ومواقفي الفكرية من خلال تعليق مسيء هنا او هناك. لو فعل كل كاتب ذو فكر مستقل هذا لخلت الدنيا من المفكرين والعلماء والفلاسفة. أغير قناعاتي فقط من خلال الحوار الهادىء المعمق والحجة المستندة إلى التجربة العملية والمنطق الإنساني السليم والمقاربة والمقارنة الصحيحة.

 كتبت التوضيح كي القي مزيدا من الضوء على موقفي الوحدوي المستند إلى إرث وتراث وفنون وأداب وليتورجيا وطقس ولغة وفكر وفلسفة ولاهوت كنيستنا المشرقية المجيدة بأضلاعها الثلاثة والتي تشكل ثالوثا مقدسا بأضلاع ثلاثة متساوية القداسة في الأرض وفي السماء لا يجوز ولا يمكن فصله او إنفصامه وهي: كنيسة المشرق الكلدانية وكنيسة المشرق الأشورية والكنيسة الشرقية القديمة.

وتحياتي إلى كل ابناء شعبنا الواحد بأسمائهم ومذاهبهم المختلفة الذين لم ولن تنطلي عليهم ألاعيب البعض ولم يعد أغلبهم يؤيد اي إنفصالي او إنقسامي او مذهبي او طائفي من أية تسمية او مذهب كان بل يرون اننا بوتقة إنصهرت فيها تسمياتتا ومذاهبنا  – إنصهرت في لغتنا الجملية بما تحمله من إرث وتراث وأداب وليتورجيا وفنون وطقوس وثقافة نشترك فيها جميعنا بالتساوي – وأي كنيسة اليوم هي أقرب إلى المقومات الأساسية لهويتنا الكنسية المشرقية لغة وطقسا وليتورجيا وأدبا وفنونا من كنيسة المشرق الاشورية بشقيها الحديث والقديم (سوركاذا حدّثا وسوركاذا عتيقا)؟

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,681371.0/nowap.html
-----
رابط 1
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=368114.0

1394
كيف ولماذا ومتى تنقرض الأمم والشعوب وما هي تباشير ساعة ذوبانها ونهايتها – شعبنا العريق مثالا

ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

تدور احاديث كثيرة مؤادها اننا كشعب بإختلاف اسمائنا ومذاهبنا قاب قوسين او ادنى من الفناء او الإنقراض. في هذه المقال احاول ان اعرج على بعض المفاهيم الأكاديمية والعلمية التي تدلل على قرب علامات الساعة الكبرى للأمم والشعوب والثقافات.

لن احاول الوصول الى إي إستنتناج بل اترك الوصول الى خاتمة او محصلة الموضوع للقارىء الكريم وسأحاول ان اوجز قدر الإمكان.

اعمار الشعوب وبقائها ووجودها يتم حسابه بالمدة التي تكون فيها ثقافتها وفنونها ورموزها (وكل هذه كامنة وحية في لغتها القومية) شائعة وتُمارس على نطاق واسع او ربما لنطاق ضيق في فترة ما من الزمن ولكن تزدهر وتنمو حالما تسنح لها الفرصة بذلك.

والثقافة بالنسبة لشعبنا اراها لغته القومية (إسمها العلمي والأكاديمي السريانية ولكن لا يضير إن اطلق عليها البعض تسميات أخرى لأن ذلك لا يغير في ماهيهتا من كافة الأوجه. المهم ممارستها).

ما دامت لغة امة او شعب دارجة والناطقون بها لها محافظون ولتراثها وثقافتها وفنونها وليتورجيتها ممارسون وللغتهم الأم مدافعون كدفاعهم عن وجودهم وحياتهم، ولها مناصرون من حيث فتح المدارس والدورات والكليات لتعليم الجيل الجديد، ولهذه اللغة مفضلون في المحافل والكنائس والإجتماعات والنشاطات ووسائل الإعلام، فلا خوف على وجودهم وإستمراريتهم وهويتهم ولا هم يحزنون.

انت تستطيع ان تقتلني وتأخذ بيتي وتنهبني مع ارضي ولكن ليس بإمكانك قتل هويتي طالما انا لها محافظ وممارس من خلال تمسكي بلغتي القومية حسب المفهوم اعلاه.

انت تقتلني او انا اقتل نفسي عندما اتخلى عن لغتي القومية اي هويتي وثقافتي وليتورجيتي وادابي وفنوني ورموزي بكافة اشكالها لأن، كلما يعلمنا علم السيميوتيكا وعلم الخطاب والعلوم الإجتماعية الأخرى، اننا لسنا إلا رموزا والرموز (اللغة الأم) التي نحملها هي التي تحدد هويتنا. فناء هذه اللغة معناه فناء الهوية.

ولهذا يحمل الناس هويتهم (لغتهم) معهم اينما رحلوا. تبقى هويتهم حية طالما حفظوا وحموا لغتهم. تنقرض هويتهم إن إنقرضت لغتهم.

هذه فرضية تم التحقق منها تجريبيا وفي الإمكان الإستدلال إليها من خلال الدليل التاريخي وكذلك دليل الحاضر الذي نعيشه.

هل هناك علاقة للدين والمذهب بالهوية؟ بالطبع الجواب المباشر هو كلا. الهوية والقومية شيء والدين والمذهب شيء اخر تماما.

بيد ان وضع شعبنا مختلف بعض الشيء. كان يجب ان لا يكون. لكن للتاريخ احكام. لأننا لم نكوّن او نشكّل كيانا سياسيا يجمع هويتنا ويدافع عن لغتنا، صارت كنائسنا بمثابة مؤسسات ذات منهجين او مسارين متوازيين: الأول روحي. والثاني له علاقة كبيرة بمفهوم الهوية كشعب ووجود لأن بعض الكنائس كانت ولا تزال تلعب دورا اساسيا في الحفاظ على اللغة والثقافة والفنون.

هل المؤسسىة الكنسية هوية؟ نعم. وقد يستغرب البعض من الجواب الإيجابي المباشر. المؤسسة الكنسية  التي لا هوية خاصة بها معناه أنها إنقرضت او إنسلخت عن وجودها وتاريخها. الكنائس هويات من حيث الأداب الكنسية والليتورجيات والطقوس والرموز والأعلام واللغات الخاصة بكل واحدة منها شأنها شأن الأمم والشعوب التابعة لها.

ولكن لا يجوز ربط الهوية برمتها بالدين والمذهب. إن فعلنا ذلك سنقع في خطاء كبير لأن بعض المذاهب والأديان مؤسسات شأنها شأن الدول. وكما ان الدول والشعوب والإيديولوجيات القوية الطاغية تحاول احتلال الدول الأخرى وضمها، كذلك تحاول الأديان او المذاهب القوية الطاغية ايضا احتلال الثقافات الأخرى وفرض ثقافتها عليها. ومحاولات التعريب في العراق في زمن حكم البعث البائد خير مثال ومحاولات التكريد قد تأتي ضمن ذات المنهج.

ولا خوف على الدين والمذهب ابدا. الخشية والخوف هي على الثقافة واللغة بالمفهوم اعلاه.

وافضل مثال لنا هم الموارنة في لبنان. لا خشية ولا خوف على مسيحيتهم ومذهبهم الذي هم عليه ابدا. بيد ان الموارنة اضاعوا هويتهم وافنوا نفسهم كشعب ذو هوية ولغة وثقافة خاصة به من خلال لغته السريانية وذلك بإستبدالها باللغة العربية.

فالموارنة  اليوم عرب يتباهون ويتفاخرون بلغتهم العربية وثقافتهم العربية والإسلامية. لكنهم مسيحييون ويفتخرون بمسيحيتهم وصليبهم وإنجيلهم. الموارنة يقولون اليوم لا بل يشهدون بملء إرادتهم وفصيح لسانهم انهم عرب اقحاح اكثر من عدنان وقحطان. وهذا صحيح لأنهم قدموا للثقافة والهوية العربية وهم اقلية ما لم يقدمه كل العرب المسلمون في التاريخ المعاصر.

لولا الموارنة وما انجزوه ضمن مفهوم الحداثة وعصرنة الثقافة العربية واللغة العربية والفنون العربية، لما ظهر المفهوم القومي ومفهوم الهوية لدى العرب او ربما تأخر كثيرا.

وشدني حقا وفاة المطربة الشحرورة صباح. هي مارونية وسريانية الثقافة ولكن هويتها (لغتها) عربية بدليل ان ما قدمته من فن رائع لم يكن لنا فيه حظ ونصيب. فنها كمطربة شكل علوا وسموا للثقافة العربية والإسلامية.

ودهشت حقا للمكانة التي كانت قد وصلتها من خلال الإهتمام العالمي وليس العربي وحسب بوفاتها. لم تبق اي صحيفة او سيلة إعلامية مرئية او سمعية او مقروءة في العالم ولم تكتب عنها. كل هذه الصحف والوسائل الإعلامية الأخرى قدمتها بأنها سيدة الغناء الفلكلوري العربي وليس فلكلور شعبنا. والمحزن لم يأت احد على ذكر كونها من ابناء شعبنا ولا حتى كونها مسيحية. وهذا ينطبق على الموارنة قاطبتهم تقريبا وعلى كل واحد منا ازاح لغته واحلّ محلها لغة اخرى أي ثقافة اخرى.

وحتى  الكنيسة المارونية عرّبت نفسها أي إستبدلت فنونها وثقافتها وادابها وليتورجيتها التي كانت تشكل هويتها من خلال لغتها السريانية الى العربية. لم تخسر مسيحيتها ابدا ولكنها خسرت هويتها.

من هذا نستدل ان الموارنة رغم انهم لم يخسروا الأرض إلا انهم خسروا الهوية.

هذا يعني ان الوجود والبقاء هو للثقافة واللغة وليس للأرض. قد تخسر ارضك وبيتك وقد يؤدي صراع ما الى خسارة انفس بريئة كثيرة ولكن الشعوب تُفنى فقط عندما تغادر لغتها وثقافتها.

هل هناك تباشير اننا لثقافتنا ولغتنا (هويتنا كشعب) محافظون وممارسون، ام ان تباشير ساعة الذوبان قد قربت؟

اترك الجواب للقراء الكرام واترك المجال لمناقشة الموضوع. امل ان نبقى ضمن السياق قدر الإمكان.
 

1395

الأخ الدكتور عبدالله رابي المحترم

ربما كان هناك بعض الإختلاف في وجهات نظرنا في كيفية النهوض بشبعنا الكلداني، وهو دون شك مكون اصيل من شعبنا الواحد بتسمياته ومذاهبة المختلفة، بيد انني اكاد اجزم اننا الأن بدأنا نلتقي في الكثير من التفاصيل إن لم يكن كلها وأمسينا نقراء الماضي لا سيما القريب منه والحاضر من خلال منظار واحد. الفروقات لغوية وحسب وقد يكون مردها الى الخلفية الأكاديمية والمهنية حيث حضرتك لك باع طويل في علم الإجتماع وانا خلفيتي صحفية وأكاديميتي تطبيقية من حيث علم اللغة وعلوم تحليل الخطاب.

لقد قرأت موضوعك اكثر من مرة واشد على يديك. لماذا؟ لأن علم الإجتماع والعلوم الإجتماعية برمتها انقذت نفسها ومنذ زمن بعيد من المعادلة الأرسطوطاليسية التي فرضها علينا افلاطون وتلميذه ارسطو حيث يرون ان الواقع الإجتماعي في الإمكان فرزه ضمن متناقضين أي ثنائية، واحدة حميدة والأخرى خبيثة، واحدة تدل على الخير والأخرى تدل على الشر.

مع الأسف غالبية شعبنا ولا سيما المكون الكلداني منه وعلى الخصوص المنادون بالنهضة على طريقة سانتياغو غائرون في التناقض والتعارض وثنائية الموقف الأرسطوطالية.

من هذا المنطلق اقحموا الكلدان في صراع مرير مع بضهم بعضا ووضعوا انفسهم ضمن صنف الخير والصنف الحميد ليس من حيث الهوية والقومية والثقافة الكلدانية التي تشترك في كل تفاصيلها مع اشقائناالأخرين بل حتى التصنيف المذهبي.

من خلال هذه الثنائية جرى دمج وتزواج لمتناقضات لم ينزل بها الله من سلطان، مثلا إقحام المذهب وروما والفاتيكان في امور الهوية والثقافة وجعل مثلا الولاء المؤسساتي للأجنبي والدخيل مساو لا بل اسمى وأكثر قدسية من الولاء المؤسساتي لما هو كلداني اصيل.

وصرنا بسبب هذا الخطاب الإقصائي للمختلف ليس تسمية او مذهبا بل للمختلف من الكلدان لا نميز بين ما هو كنسي روحي وما هو كنسي مؤسساتي من حيث الهوية والثقافة. أي إختلط حابلنا بنابلنا.

عزيز الدكتور رابي

مقالك مراجعة للنفس ونقد ذاتي جرىء واتفق معك ان ما اطلق عليه بعض إخوتنا واخواتنا إسم النهضة لم يكن إلا نكسة كبيرة حلت بالكلدان. من خلال علميتك وأكاديميتك  تريد ان تقول لمن يريد ان يسمع ان التناقض والمعارضة والثنائية التي إحتلتنا نحن الكلدان بسبب التشبث المذهبي المفرط والمغالاة في الولاء المؤسساتي للأجنبي والدخيل نسبية جدا من حيث كونها رحيمة لأنها قد تكون خبيثة والتاريخ شاهد وهناك ادلة تاريخية لا زالت تعيش معنا ان ولاءنا المؤسساتي بالمطلق للدخيل والأجنبي جلب الكوارث لشعب ابي كان قبل عقود تعداده ومناطقه وجغرافيته أكثر وأوسع وتشبثه بهويته من خلال الكرسي البطريركي على بابل/قطيسفون اكثر وأكبر بكثير مما هو عليه اليوم.

علينا ان نعيد النظر في الكثير مما لدينا وإن كان ما سمي بالنهضة صارت نكسة، وهذه هي الحقيقة، علينا مراجعة أنفسنا لتأشير الخلل والإنطلاق من جديد للحفاظ على القليل جدا الذي بقي لنا وإلا نحن فانون ومنقرضون لأننا قاب قوسين او ادني من خسارة كل شيء بسبب هذه الثنائية.

أمل ان يقراء الكلدان مقالك بعيون مفتوحة ونكف كلنا عن الغلو كي يكون بإستطاعتنا ممارسة هويتنا المشرقية التي حفظتها لنا لغتنا المقدسة وتراثنا وثقافتنا وادابنا وفنونا الكنسية وغيرها. الثقافة والفنون ارقى ثمارالحضارة الإنسانية وهي الهوية بذاتها ونحن لنا منها ما لا تملكه اي امة اخرى ولكن مع الأسف اهملناه وهمشناه ومشينا كالعميان وراء ما فرضه علينا الدخيل والأجنبي الى درجة وضعنا فيها مؤسسته المدنية والثقافية والإدارية والتنظيمية في هالة من القداسة تاتي قبل الإيمان ذاته  ونزعناها من مؤسستنا الكنسية التي هي يجب ان تكون الرائدة وصار امرنا ومصيرنا الثقافي والمؤسساتي والإداري والتنظيمي برمته وفي ابسط الأمور في يد غيرنا.

تحياتي


1396

الأخ San Dave المحترم 

كلمتك في الرد الأخير معبرة وفيها من الأفكار والأراء ما يستحق التأمل والتأني في الإجابة. وهذا تعقيبي على بعض ما ورد فيها وكما قلت كي يستفيد من يريد الإستفادة. بالطبع هي ايضا موجهة لزميل المهنة الدكتور رابي وامل ان نحصل على رد وتوضيح منه إن امكن لإغناء الموضوع.

المقال هذا برمته سينهار ولا قيمة له دون نظرية المعرفة التي اتيتُ بها لأن كل الأمور الأخرى رغم انها رد على رد تنطلق من النظرية هذه العزيزة على قلبي.

هناك فرق بين النظرة المطلقة لما لدى الأخر بين الأديان التي تقول انها "سماوية"  والتي نطلق عليها "غير سماوية." المطلق لدى الأديان "السماوية" ليس نسبي  relative، ليس ممارسة فقط بل من حيث الخطاب، اي إما ان تقول كذا اوتلفظ كذا او انت هالك اوهرطوقي او كافر او اضعف الإيمان انت لست مثلي من حيث القيمة ارضيا وسماويا. وهذا الموقف يرد ايضا ضمن الخلافات المذهبية ولهذا مثلا المسيحية ترى الأفضلية والسمو والحسن وربما الخلاص في تبعيتها المؤسساية (الكرسي الفلاني وليس الفلاني). ليس هذا فقط بل ان الكرسي الفلاني لن يقبل ان يتساوى ارضيا وسماويا مع الكرسي الأخر رغم انه ليس هناك اي نص في الإنجيل يمكن لأي كرسي ان يستند عليه كي يبرر سموه وعليائه على الأخر.

الأديان والمذاهب الباطنية تأوي الكل وترى نفسها وذاتها مساوية للأخر المختلف عنها في الأرض وفي السماء ولا تقبل ان تمارس عملية التبشير. أي المطلق لديها نسبي. نعم تدافع عن نفسها لأن الدين لديها هو بمثابة الهوية.

الإلغاء الجسدي من خلال العنف فكريا وفلسفيا مساوي للإلغاء من خلال الخطاب او الكلام. تقول الفيلسوفة حنا هرندت ان الشر يبداء بالكلمة التي تستخدمها وفيها تنتقص من الأخر اي تجعله ادنى مرتبة منك من خلال ما يمكله من دين او مذهب او كتاب او لون او جنس او غيره. الأديان "السماوية" تلغي غيرها خطابيا وحتى المذاهب تلغي الواحد الأخر ولهذا فشلت كل الجهود في سبيل الوحدة المسيحية لأن الكراسي او المذاهب لا تستطيع ان تستخدم خطابا موحدا اي ترى نفسها متساوية حتى من حيث الخطاب إستخدام كلمات او عبارت محددة).

لا نستطيع "عولمة الأديان". عولمة الأديان معناه إلغاء المؤسساتية والأديان لا سيما "السماوية" ومذاهبها تنهار في اللحظة التي تلغي فيها مؤسساتيها.

اما كون ان تعاليم ما يراه اصحاب "الكتاب المقدس" هذا او ذاك "حقيقة تصلح لكل زمان ومكان"  فهذا خطاء كبير. الكتب التي يراها اصحابها مقدسة ما هي إلا خطاب والخطاب لا نستطيع فهمه وإستيعابه إلا ضمن تاريخه وزمانه ومكانه. الخطاب إبن زمانه ومكانه والواقع الإجتماعي الذي ورد فيه. اصحاب "الأديان السماوية" يرون كتبهم "مقدسة" اي انها صالحة لكل زمان ومكان وهذا خطاء.

الأديان " السماوية" وكتهبا تقول إن خطابها موجه لكل البشر (عدا اليهودية). هذا صحيح. ولكنها لا تمنح بقية البشر حرية الإختيار مثلما  تمنحه الأديان الباطنية او الأفكار التي اساسها البعد الإنساني لأنها لا تزال ونحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين تتشبث من خلال التلقين منذ الصغر "التعليم" انها الأسمى وانها الطريق الى الحياة في هذه الأرض وفي السماء وتنسحب هذه على فروعها المختلفة (مذاهب) ضمن الدين الواحد التي هي في عراك دائمي خطابيا وممارسة.

من الخطاء القول ان دساتير الدول الغربية تستند الى "الكتب اوالكتاب المقدس" او حتى المسيحية بفهومها المؤسساتي المذهبي. الدساتير الأوروبية تأخذ فترة التنوير وفترة بروز الأفكارا العلمانية والفسلفية منها النفعية التي تعارض الدين بكافة اشكاله. والدساتير هذه ما هي إلا إنتفاضة ضد المؤسساتية الكنسية واغلب تشريعاتها تعارض العقائد الأساسية مثلا لمؤسسة الكنيسة الكاثوليكية وغيرها ولا تقبل ذكر كلمة "كتاب مقدس" او إسم اي دين او نبي من كان ضمن دساتيرها ابدا. اي جعلت من الدين ومؤسسته مجرد نقابة شأنها شأن نقابة المعلمين والمهندسين وغيرها.

والدساتير هذه تأتي لتأمين الأمن القومي والإقتصادي لشعوبها اي مصالحها ومصالح شعوبها وحسب ولهذا تتعامل ضمن البعد الإنساني الرفيع والسامي الذي يعلو على ما لدى اي دين يقول اصحابه انه من ا السماء من حيث إيواء وقبول الأخر ولكنها تتعامل بطرق قد تكون شنيعة ومخالفة لأبسط حقوق الإنسان ضمن سياستها الخارجية لتحقيق مصالحها ولا حاجة للإتيان بدليل لأن الأدلة كثيرة جدا.

وختاما اشكرك مرة أخرى لإغنائك للموضوع هذا وذلك من خلال تركيزك على نظرية المعرفة.

تحياتي


1397
الأخ الدكتور عبدالله رابي المحترم

شكرا للإضافة وقد اغنيت الموضوع بوضعه ضمن إطار علم الإجتماع ومبادئه. لا يسعني إلا ان اثني على المداخلتين المهمتين لك وأمل ان يستفيد ابناء شعبنا من التحليل العلمي والأكاديمي المجرد من الذاتية والعواطف والخوالج والميول المذهبية والتسموية والطائفية التي انهكت شعبنا وأخرجته من مساره من حيث هويته المشرقية المتمثلة بلغته وتراثه ومفكريه وعلومه وثقافته وادابه وطقوسه وليتورجيته ولاهوته ورمزيته الخاصة به.

ومعك اشكر الأخ سان ديف لتركيزه على نظرية المعرفة epistemoloyg ومحاولته الناجعة لتفسير ما نطلق عليه بالأديان السماوية ومقاربتها ومقارنتها مع الأديان الأخرى "غير السماوية." لقد اظهر الأخ سان انه صاحب علم غزير وعقل منفتح يضع المذهبية والطائفية والذاتية والميول الأخرى جانبا ويتشبث بالموضوعية لمناقشة اي موضوع على بساط الطرح.

وكما تعلم يا دكتور لا علم هناك وسنفقد اكاديميتنا وعلميتنا إن لم ننطلق من نظرية المعرفة epistemology    ونربطها  بطبيعة الوجود او الواقع الإجتماعي وعلاقتنا به كباحثين او افراد او مجموعات ontology. لا مجال للدخول في تفاصيل هذين المفهومين إلا اننا إن لم نتمكن من بناء المعرفة عن انفسنا ومن نحن ولماذا صرنا على ما نحن عليه كشعب وأمة وكنيسة مشرقية مجيدة، اي إن لم نضع واقعنا الإجتماعي تحت مطرقة البحث العلمي والأكاديمي الرصين فنحن منقرضون لا محالة ولهذا كان لا بد من وضع اسس معرفية للمقال الذي كتبته والذي نحن بصدده.

واليوم تدور نقاشات حامية في امريكا لا بل العالم الغربي برمته حول اخر تصريحات للرئس الأمريكي اوباما- بغض النظر عن قبولنا او إستهجاننا لها - الذي ربما كانت اول مرة له يستخدم خطابا اكاديميا علميا كونه حامل لشهادة .A.J.D   وهي شهادة راقية ومميزة جدا تمنحها جامعة هارفرد العريقة في القانون وربما ارفع شأنا من الدكتوراة وهو يحمل درجة الأستاذية في جامعة شيكاغو وهي واحدة من ارفع المؤسسات العلمية الأمريكية، التصريحات التي وضع فيها الجرائم المرعبة والوحشية والمخيفة وغير الإنسانية  التي ترتكبها داعش  ضمن سياقها التاريخي، لأننا لن نستطيع فهم انفسنا دون تاريخنا لا سيما القريب منا.

لن اغوص في ما قاله اوباما وشخصيا قد لا اتفق معه في بعض التفاصيل لنظريته ولكنه ذكّر الأمريكيين والمؤسسة الكنسية الغربية كيف انهم كانوا يعدمون دون محاكمة العبيد من السود في بلدهم ويحرقونهم وبموافقة المؤسسة الكنسية وامام انظارها وكل هذا في الماضي القريب جدا اي القرن التاسع عشر وكيف ان مؤسسة الكنيسة الغربية من خلال محاكم التفتيش كانت تحرق الناس احياء وبالالاف وفي كل هذه الجرائم المروعة كانوا يستندون الى ما يقولون انه كتب او نصوص مقدسة ويقترفونها بإسم المسيح. هناك من إنتقد اوباما وبقسوة وهاجم اليسار والمفاهيم الليبرالية التي يمثلها هو وحزبه الديمقراطي واتي الهجوم الكبير عليه من المحافظين وقذفوه بأقسى الأوصاف وأكثرها سلبا وكان هناك من ايده من اليسار وبقوة ايضا وشجعه على المضي في وضع كل حدث ضمن سياقه التاريخي...وانا اكرر لك يا دكتور رابي ان الشعب الكلداني الذي رغم تركه مذهب اجداده وتقبله للمذهب الروماني اللاتيني كل هذا لم يشفعه بل طبقت عليه مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية (الفاتيكان) محاكم التفتيش اللعينة وأستمرت في بعض تفاصيلها المروعة حتى بداية القرن العشرين:
http://www.bbc.com/news/blogs-echochambers-31156153

إن اردنا ان ننهض كشعب علينا ان نقراء تاريخنا وحاضرنا ضمن المفهومين اعلاه وبعيون مفتوحة دون الخشية من المذهبية والطائفية ودن الإكتراث إن كان ارباب المؤسسة الكنسية سيرضون عنا او سيقذفوننا بالحرم الكبير كما فعلوا مع رائد نهضة شعبنا الكلداني وقائد إنتفاضته المباركة ضد الظلم والطغيان البطريرك الجليل يوسف اودو. اليوم لا يذكر اي من الكلدان هذا البطريرك كقائد لنهضة كلدانية حقيقية فقط لكون ثورته وإنتفاضته كانت ضد مؤسسة الفاتيكان. لو كان قد ثار ضد الأشوريين مثلا لجعلوا منه قديسا وأية. القومي الحقيقي ينصب تمثالا له ويؤرخ لثورته ويثبّت يوما للإحتفال به وتنظيم الندوات والدراسات لا بل المسيرات لرد الإعتبار له ولثورته ويطالب بكل الحقوق التي طالب بها ولا يستكين قبل الحصول عليها كاملة مهما كان موقف المؤسسة الكنسية، وإلا فإن طرحه لمسألة الهوية والقومية يبقى مذهبي وطائفي المنحى وبدلا من ان يعمل على نهضة الكلدان سيوقع بهم نكسة رهيبة اخرى كما هو الحال اليوم وكما حدث لإنتفاضة البطريرك اودو.

تحياتي

1398
الأخ العزيز  San Dave  المحترم

شكرا جزيلا على التعقيب وتكون حضرتك ربما القارىء الوحيد الذي ركز على القسم الخاص بنظرية المعرفة التي اتيت بها وهي عزيزة على قلبي جدا واهم جزئية في المقال وأشتغل بها وأستند إليها ليس في كتاباتي الأكاديمية والصحفية بل في خطابي وممارستي اليومية كمسيحي مشرقي.

وما اتيت به جعلني اتمنى ان افك لغز إسمك. لن يستطيع كتابة ما كتبته غير شخص متضلع بالفلسفة واللاهوت وتاريخ الأديان والموقف من الأخر المختلف. ولكن هذا متروك لحضرتك.

الثقافة، والدين جزء اساسي منها، ما هي إلا رموز والخطاب – اللغة – بذاته رموز والرموز الدينينة لغة لأن كما انك تقرأ ما كتبتبه وتحاول سبر اغواره كذلك نحن نقراء الرمز الديني ونحاول فهمه وإستيعابه. الرمز يتحدث إلينا ونحن نتحدث إليه كما انا اتحدث إليك من خلال الخطاب هذا وانت ستتحدث إلي من خلال قراءته في حوارية لا تنتهي.

والرمزية كما تقول هي تجسيد او إنعكاس لما هو ميتافيزيقي. وهنا اظن ان الأديان كلها ومن ضمنها ما نطلق عليه "السماوية" (المسيحية واليهودية والإسلام) تشترك في الكثير في نظرتها للميتافيزيقي. الإيزيدي والهندوسي والبوذي والزاردشتي رموزه تشبه في الكثير من الأوجه رموز الأديان السماوية لكونها حسب إيمانه لها قدرات خارقة خارج نطاق القدرة البشرية.

ما نطلق عليه اديان سماوية  تطورت او طورها اصحابها الى "سماوية" ولهذا ترى ان اغلب الرموز التي تمنحها هذه الأديان صفة "السماء" ما هي إلى إعارة او (إستنساخ) او صيغ معدلة لما كان متوافرا لدى الشعوب القديمة لا سيما النهرينية وعلى وجه الخصوص السومريين.

هناك إشكالية كبيرة فيما نطلق عليه "الأديان السماوية" لأنها لم تعد تجاري البعد الإنساني الذي وصلناه وطورناه كبشر والأنكى لم تصل حتى الأن الى البعد الإنساني لدى الديانات التي تستهزىء بها وتبشر اغلب الأحيان بإستخدام عنف خطابي او ممارساتي ضد كونها مقدسة (مساوية له) ولهذا تريد إلغاء او تحطيم رموز هذه الأديان ووضع رموزها محلها ناسية ان الرمزية واحدة في كل الأديان والمذاهب.

ويقول اصحاب "الديانت السماوية" ان رمزيتهم من السماء ولا يجوز مسّ قدسيتها ولكنهم غالبا ما يفشلون ضمن إطار البعد الإنساني لأنهم يجعلون من رموزهم وأنفسهم في مرتبة اعلى من المختلف عنهم ليس دينييا بل حتى ضمن المذهب الواحد.

الإطار او البعد الإنساني لا يقبل ان تجعل مما لديك من لون او جنس مثلا ارقى او اسمى مما لدى الأخر وإن فعلت تتهم بالعنصرية  ولكن اصحاب الأديان "السماوية" لا يزالون متخلفون عن هذا التوجه ويصرون على "سمو" و "وتفوق" رموزهم على الأخرين ليس عن المختلف دينيا بل حتى مذهبيا ولهم اساليب غير إنسانية على فرض رمزيتهم على الأخرين.

الديانات "الأرضية" ليست اكثر إستقلالا من "السماوية" لأن الأخيرة مستقلة ايضا وتميز نفسها وإستقلاليتها بطرق شتى منها البطش المؤسساتي حتى ضمن المذهب الواحد، ولكنها اقل إنسانية ورحمة بكثير من الديانات "الأرضية" والتاريخ شاهد والأدلة موجودة ولكن ليس هذا مجال الإتيان بها.

وكي نكون منصفين قلما تظهر فرق او مذاهب بين الأديان "السماوية" تقبل الأخر كما هو وتأويه هو ورموزه  دون عنصرية دينية او مذهبية ولا تستخدم التبشير (بالمناسبة اليهودية لا تستخدم التبشير ولكنها تسمو بما لديها على الأخرين ولا تقبل رموزهم على الإطلاق كما المسيحية والإسلام).

تشذ عن هذه القاعدة بعض الحركات الباطنية والصوفية التي غربلت النصوص "المقدسة" وأخرجت المؤسساتية منها وركزت على البعد الإنساني ولكن هذه الفرق تُحارب من قبل الإتجاه العام في الأديان (المذاهب الكبيرة). انظر مثلا كيف يحارب السنة المتشددون الحركات الصوفية ورموزها في الشرق الأوسط وغيره الى درجة نبش قبور المتصوفين الكبار رغم بعدهم الإنساني الذي قلما وصله اي مذهب او دين اخر على وجه الأرض.

واتفق في الكثير من تفسيرك لإشكالية الأديان "السماوية" حيث تخشى الواحد الأخر وهذه الخشية تغلغلت بين المذاهب ومن هنا مفهوم الهرطقة او التكفير او ان مذهبي ارقى من مذهبك او انا الأصل وانت الفرع او انا الكنيسة المبنية على صخرة بطرس وانت لا والى اخره من الأمور المؤسساتية البحتة.

وكي أختصر اقول وهذا رأي الشخصي انني اشعر بمأساة وليس حزن ان ارى ان المؤسساتية المسيحية لم تطور بعدا إنسانيا حتى الأن رغم وضوح وجلاء هذا البعد من خلال نصوص إنجيلية كثيرة يقبل رمزية المختلف عنها وتأويه مع رمزيته كما هي وتكف عن التبشير لإلغاء ثقافة الأخر وتترك له الخيار الكامل كما هو شأن مثلا النظام العلماني الإنساني في السويد او المفهوم السائد لدى المتصوفة من امثال الرومي وطريقته  او عدوية  طريقتها.

 والمأساة تزداد وتصل درجة الإحباط عندما ترى النظرة ذاتها للمختلف دينيا وربما اقسى منها تطبقها المذاهب المسيحية المختلفة لا سيما الكبيرة منها ضد بعضها البعض وضد المذاهب الأصغر منها حيث تمنح رمزية الأخر المختلف مذهبيا مكانة ادني لا بل تكفرها وتسمو وتتعالى بما لديها ... وهذه اسميها عنصرية دينية ومذهبية والإنجيل يمقتها من خلال نصوص وأيات بينات ... ولكنها المؤساتيىة يا اخي العزيز ... المسيح حارب دون هوادة المؤسسايتة لدى بني قومه من اليهود ولم يكن يرد في خلده وليس هناك اي إشارة في إنجيله الى ان المؤسساتية التي حاربها هي التي ستسود في المسيحية.

وتقبل تحياتي


1399
الأخ العزيز غانم كني المحترم

اولا عذرا عن التأخير في الرد على تعقيبك.

ولكن ما لي اراك متنرفزا وعصبيا وتكيل لي تهما في غير محلها وتستخدم الشخصنة ايضا. كلها اقبلها منك لأن غايتي هي توصيل المعلومة بإستخدام خطاب أكاديمي-صحفي. وانا احترم شخصك من كنت وسأتجاوز ما اراه انه إساءة شخصية في تعقيبك وأركز على ما اراه مغالطات وجب تصحيحها.

تقول انني "أنتقد الكنيسة الكاثوليكية." هذا إفتراء منك. انا انتقد مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية (الفاتيكان كدولة وسلطة شأنه شأن اي سلطة اخرى في الدنيا). وتذكر المانيا. المانيا تجاوزت مرحلة الأستعمار والنازية وأستغفرت ربها وعوضت وأعادت كل الحقوق التي سلبتها من الأخرين والتي كان بالإمكان إعادتها. الفاتيكان كمؤسسة لم يغارد مرحلة الإستعمار ويتعامل مع المختلف عنه ليس مذهبا فقط بل ثقافة بإزدواجية حيث يفضل لا بل يفرض ثقافته اللاتينية ورموزه على الكاثوليك الأخرين المختلفين عنه ومنهم الكلدان.  وإن لم يكن كذلك لمنح او اعاد للمؤسسة الكنيسة الكلدانية كل حقوقها المؤسساتية  والرمزية والإدارية والتنظيمية والمناطقية والثقافية والليتورجية التي سلبها منها. الم تترك كل الدول الإستعمارية الأخرى  الشعوب التي كانت تحتلها كي تقرر مصيرها من حيث الثقافة والمناطقية والإدارة والتنظيم واللغة والطقوس والعادات والتاريخ وغيره؟ هذا لا علاقة له بالكنيسة الكاثوليكية كرسالة سماء كرسالة مسرة وإنجيل وإيمان. الشيئان مختلفان تماما.

وما اناقشه ليس تاريخ  بل الحاضر وأكثر من الحاضر.  وهنا اخاطب معك الأخ حبيب تومي. هل تعرف ما حدث في القوش ذاتها في القرن العشرين وطريقة حرق المخطوطات التي لا تثمن في باحة الكنيسة من قبل مبشرين فاتيكانيين؟ والذي يحرق المخطوطة يحرق ذاكرة امة وثقافتها اي يفعل عمل اشنع من حرق البشر لأن قتل الثقافة اسواء من قتل النفس. الأخ حبيب تومي يقول انه قومي. اي قومي يقبل بهذا؟ واسأله مرة اخرى لو كانت عملية الحرق تمت من قبل رجال دين اشوريين ماذا كنت ستفعل؟ وعملية الحرق هذه حدثت في زمن إن لم يتذكره الأخ حبيب (اطال الله في عمره) فإن والده لا بد وان كان شاهد عيان؟ إن اردت تفاصيل عملية الحرق هذه والعنف المستخدم لفرض الثقافة اللاتينية والمذهب اللاتيني في القوش بإمكانك الحصول عليها وربما لا تتطلب وقتا اكثر من الوقت الذي امضيته في كتابة ردك لي او الوقت لاذي إستغرقة الأخ حبيب في كتابة مسلسله من ثلاث حلقات.

ومن ثم تتهمني بأنني إزدواجي الشخصية والإيمان او ثلاثي او رباعي. لا بأس. ولكن يبدو انك لم تقرأ نظرية المعرفة في بداية المقال وتجعل مما تملكه من مذهب اسمى وارقي ارضيا وسماويا مما لدى الأخر وتستخدم خطابا يقع في خانة الثنائية المقيتة. هل بإمكانك ان تؤكد لي إن لم يكن والدك نسطوريا فإن جدك او والده لا بد وان كان نسطوريا كما هو الحال معي ومع اغلب الكلدان. كيف يمكن لأمة كانت نسطورية لأكثر من 1500 سنة وكانت كذلك قبل مائة عام ونيف ان تصبح معادية بهذا الشكل الإقصائي لا بل الهرطوقي والتكفيري لماضيها وتراثها وثقافتها ووجودها كأمة؟ الم يغرس كل هذه البغضاء المبشرون الفاتيكانييون؟ هل غرس البغضاء والكراهية في الناس عمل إنجيلي، عمل المسرة والبشارة الإنجيلية؟ طبعا حاشى. ولكن هذا ما تفعله المؤسسة. تزيل ثقافة الأخر اي تقتله وتجعله يدين لا بل  يكفّر ويهرطق نفسه وتاريخه وتكوينه وكيف كان وما هو عليه مع وجوده كشخص وضمن نطاق الهوية والأمة.

ولماذا كل هذا التشبث المذهبي والطائفي بهذا الشكل الذي يلغي الوجود والماضي مع ثقافته وادابه واعلامه وقديسسية ومؤلفيه وشعرائه – لأن هؤلاء كلهم نساطرة تقريبا – ليس هذا فقط بل يلغي الأخر. هل يفعل مثل هذا الكاثوليك في امريكا مثلا؟ ثلث اعضاء الكونغرس الأمريكي كاثوليك ومنهم رئسة الكونغرس الأمريكي نانسي بيلوسي واقوى سنتور في امريكا جون بوهر كاثوليكي ايضا. هل صرحوا يوما شيء عن مذهبيتهم او مذهبهم؟ هؤلاء سياسيون قوميون يضعون المصلحة القومية الأمريكية فوق الفاتيكان وفوق الدنيا برمتها حتى وإن إعترضت وعاكست اسس العقائد الكاثولكية. نحن لا نستطيع التحدث في أي شيء يخص هويتنا المشرقية إلا واقحمتم (الكنيسة الكاثوليكية والبابا وكرسي بطرس وغيره) في الأمر. ثلث الكونغرس الأمريكي كاثوليك . قل لي ما قدمه هؤلاء الكاثوليك للكلدان الكاثوليك المهجرين في العراق بلا ماء ولا شجر قبل ان تطلب مني ذلك؟ وهل تدخلوا في السياسة من اجلهم وهم بإمكانهم ان يفعلوا اي شيء؟ هل تدخلوا في المحاكم التي التي اجبرت مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية في امريكا على دفع مليارت ومليارات الدولارات كتعويض لضحايا التحرش الجنسي بالأطفال والتي بسسببها افلست ابرشيات كبيرة او عارضوا او اطلقوا تصريحا معينا؟ ... همهم الأول والأخير المصلحة الوطنية والقومية وليس مذهبهم الكاثوليكي؟

اما عن ما تقول انهم "ارباب" فلا رب ولا سيد غير المسيح وإنجيله وكلنا خدم له مع الذين تتصور انهم "ارباب" لأننا جميعا سَنُدان سوية ولن يشفعنا كوننا من الأرباب او السادة او غيره إلا اعمالنا الصالحة. وفي يوم الدين لا مكان للمؤسسسة وأصحابها. إقراء متي 25 (31-41). هذا هو يوم الحساب. ولكن للمؤسسة حسابات اخرى رغم ان النص واضح وضوح الشمس.

تحياتي


1400
Job well done Rabi Leon as always , I see complete truth and to the point in your article and your honesty is the main reason that some are bothered by , some who expect you to be dishonest and join them in their mission of twisting the truth

اخي العزيز David Ankawa المحترم

الصدق والأمانة والنزاهة تتطلب قبل كل شيء مراجعة الذات ونقدها قبل توجيه النقد للأخرين. مع الأسف نحن ابناء شعب واحد بمختلف اسمائنا ومذاهبنا الكنسية نطبق مثل النعامة في نقاشاتنا ومواقفنا واعمالنا. فالنعامة عندما يداهمها الخطر ويقترب منها الصياد تخقي رأسها في التراب متصورة انها بذلك ستختفي عن نظر الصياد ولا يستطيع رؤيتها وصيدها.

الفرد او المجتمع او الشعب الذي يلجاء الى التبرير غير المنطقي عند مواجهته بواقعه الإجتماعي وامراضه فرد ومجتمع مريض جدا. وهذا يحدث في المجتمعات المتخلفة والتي اما هي على هامش الحضارة او لم تدخل التمدن بعد

وهذا مثال من الشرق الأوسط. عنما تذكّر اي زعيم او فرد او مؤسسة كيف انهم ينتهكون ابسط مبادىء حقوق الإنسان لشعوبهم ويظلمونها وينهبونها ويهينونها، يرددون لماذا لا تنتقد إسرائيل التي تحتل وتضطهد الفلسطينيين ولماذا لا تنتقد امريكا التي تقصف المسلمين.

ليس هنك منطق اعوج مثل هذا. هذا الموقف قمة في التخلف والإنهزامية والإفلاس الفكري. لأنه يعني انني اضرب زوجتي وأضطهد اطفالي بحجة ان هناك في مكان ما من العالم من يفعل ذلك. أي كارثة بشرية هذه.

يا أخي David عندما اؤشر بالبراهين القطعية الى الظلم والإضطهاد وسلب الحقوق الذي تعرض ويتعرض له الكلدان من ابناء شبعنا مثلا من قبل مؤسسة الفاتيكان يغضبون ويقولون لماذا لا تؤشر الى الظلم الذي تعرضنا ونتعرض له من المسلمين؟ هذه مفارقة عجيبة وغريبة وغير منطقية ولا تستند الى عقل سليم. المسلم والقرأن شيء والفاتيكان والإنجيل  شيء اخر، كما ان إضطهاد العرب لشعوبهم واهلهم شيء وإضطهاد الإسرائيلي للفلسطيني شيء اخر مختلف.

امل اني القيت بعض الضوء على كيفية تفكيك مفهومين اساسيين ذكرتهما في تعليقك باللغة الإنكليزية وهما honesty and truth رغم ان مفهوم ال truth حسب بعض الفلاسفة نسبي ولكننا من خلال تحليل الخطاب نضع له معايير واحكام من خلال وسائل التحليل التي نملكها لأن تركه وهو سائب اي نسبي يعني ان كل واحد منا سيقول انه على حق فيما يقوله ويمارسه.

تحياتي

 


1401
الأخ ليون،

لكي لا يقع أي التباس حاضراً ومستقبلاً فإن هناك إسم جديد Esara وهذا إسم ليس لي به أية علاقة وكما هو مكتوب تحت الإسم فهذا عضو جديد، أما إسمي فهو Eissara، فإذا حصلت أية تعليقات متناقضة أتمنى ان تدقق في الإسم .

تحياتي .

اخي العزيز Eissara المحترم

شخصيا قلما ادقق في الإسم. الأسم لا يهمني إن كان حركيا او معروفا او مجهولا.

ما يهمني هو الخطاب - اللغة المستخدمة وما تحويه من افكار. اتفاعل معها إن اتت ضمن السياق من اي كانت واحاول تجاهلها إن كانت خارج السياق وغايتها التسقيط الشخصي لفقدان الحجة او ما يصطلح في علم الخطاب ب ad hominem. من الإهمية في مكان لمحلل الخطاب الذكي فرز ad hominem، الخطاب الذي غايته التهرب من الواقع الإجتماعي وحقائقه المرة والخطاب الذي غايته مناقشة الموضوع ضمن سياقه. وبدلا من مواجهة النقاط او المشاكل المثارة بعقل منفتح من اجل حل إشكاليات الواقع الإجتماعي  يعمد صاحب ad hominem الى إخراج الموضع من سياقه والإتيان بمسائل غير ذات علاقة irrelevant.

مع ذلك ارى التوضيح في محله كي لا يحدث إرتباك لدى القراء بين الإسمين.

تحياتي


1402
اقتباس( وأما الذي اراه سلبيا في كتابات الاخ ليون هو استخدامه لبعض العبارات ذات التأثير على نفسية القارىء الذي ينتمي الى المؤسسة التي يضعها في تحليله’ فلو يخفف منها لكي يحقق اسس مخاطبة الاخرين بتمامها . انتهى الاقتباس)

هذا صحيح. انا استخدم اللغة واطاوعها لنقل الفكرة ولكن ليس على حساب الموضوعية وطرح الأمور والأحداث والحجج حيث ابذل جهدا كبيرا كي يكون كل ما اذكره موثقا ولهذا لم يفلح اي من منتقدي دحض اي معلومة قدمتها او الأتيان بحجة مضادة ولهذا يتكئون على حائط المذهبية والطائفية والتكفير والهرطقة وهو حائط مهزوز مثل الخشبة المرضوضة كل من إتكاء عليها جرحته.

 اخي العزيز نبيل انا واع للإقتباس الذي تنقله من زميل المهنة الدكتور رابي واشكرك واشكره عليه ولكنني من حيث تحليل النقدي للخطاب اخشى انه لن يصمد.

الفرد والشعب والأمة التي لم تصل الى درجة قبول النقد الذاتي الموضوعي المبني على الحقاقئق التاريخية وواقعها الإجتماعي من خلال تقديم ادلة دامغة وإستنتاجات اكاديمية علمية رصينة مهما كانت لغة هذا النقد تعد امة فاشلة من حيث الدين والمذهب والهوية والثقافة وغيره.

عندما يرسم رسام كاريكاتيرا مسيئا وحادا جدا كي ينتقض مثلا من دين معين او رمز معين في الغرب نفرح له إن كان يمس الأخر المختلف ونقاومه ونقول انه غير مقبول ومهين إن تناول رمز من رموزنا.

الظلم الذي لحق بنا لا يمكن وصفه واتي من اناس يقراؤن الإنجيل كل يوم ويضعون الصليب على صدورهم. هنا الكارثة. هؤلاء رموا في نهر دجلة في الموصل وفي فترة قصيرة جدا من الكتب والمخطوطات السريانية كما هائلا الى درجة ان ماء النهر تحول الى لون الحبر. هذا موجود ويوثقه احبارنا وحدث في العصر الحديث وبعبارات ولغة قاسية تفوق كل ما قلته حتى الأن وبعشرات المرات.

مشلكة المذهبيين والطائفيين من اي دين ومذهب هي ان مؤسستهم الدينية او المذهبية تخفي عنهم او لا تسمح لهم قراءة سلبيات مذهبهم ودينهم ولكنها تؤشر دوما وفي حلقات التدريس منذ الطفولة الى سمو الدين او بالأحرى المذهب الذي تتبعه على الأديان والمذاهب الأخرى وإن وجدت سلبيات هي لدى الأخرين.

انظر مثلا ابناء شعبنا من الذين إستطاع المبشرون الفاتيكانيون كسبهم بطرق شتى الى مذهبهم كيف ان الكثير منهم يصب جام غضبه على المذهب النسطوري وهرطقته وتكفيره وعلى مستويات عالية من حيث الدرجات الدينية والثقافة وينسون انهم كلهم تقريبا قبل حوالي مائة عام ونيف كانوا نساطرة وان كل ثقافتنا وهويتنا وليتورجيتنا ونصوصها المشرقية نسطورية الهوى.
 
والتحليل النقدي للخطاب يفسر هذه الظاهرة بيسر حيث يقول ان سلطة وبطش المؤسسات الكبيرة مدنية او دينية او مذهبية من التأثير بمكان  حيث بإستطاعتها إزالة ثقافة ورموز المختلفين عنها وغسل ادمغتهم الى درجة انهم ينسون من هم ومن كانوا لا بل يتحولون الى مناصرين عقائديين للمؤسسة القوية هذه ويبزونها في توجهها وكأنهم روادها وهم اصحابها ومؤسسيها الى درجة نسيان تاريخهم وواقعهم لإجتماعي ومن هم ومن كانوا.

هذه إحدى النظريات الأكاديمية الرصينة فيها دراسات تتناول مختلف الثقافات والأديان والمذاهب وكانت واحدا من الأسباب الى تبني العلمانية في الغرب، العلمانية التي ترى ان كل الثقافات والمذاهب والأديان بكل رموزها المختلفة متساوية القيمة امام القانون المدني العلماني.

اعطني مثالا واحد لقانون او اوتشريع ديني او مذهبي لدى أي دين او مذهب يساوي نفسه مع الأخر من حيث القيمة إن في الأرض او في السماء؟


1403

الأخ الدكتور عبدالله رابي المحترم

شكرا على التعقيب وهذا فضل منك ان تقارن كتاباتي بما سطره العلامة الدكتور علي الوردي. هذه شهادة لم اكن اتوقع الحصول عليها ومن من؟ من باحث وأكاديمي أكن له إحتراما كبيرا.

ذهب علي الوردي وربما نسيه المجتمع  العراقي. ورغم محاولاته الحثيثة لبث إشغال العقل في البنية الإجتماعية والفكرية والعشائرية والطائفية التي كونت النسيج الإجتماعي العراقي أكاد اجزم ان كل هذه الجهود ذهبت ادراج الرياح.

كان هناك من يبصق في وجهه وهو يمشي في الشارع وقد احرقوا بيته ورموه بالحجارة الذين يغلّبون المذهبية والطائفية والقبلية والمناطقية في تفسير اي ظاهرة إجتماعية ويجعلون منها حائطا يتكئون عليه.

وقد قرأت اغلب كتبه ولكن لم احظ بقراءة ابحاثه الأكاديمية التي تتجاوز 150 بحثا. والقارىء لكتبه يراه انه يميل الى الأسلوب الصحفي في عناوينه والمصطلحات اللغوية التي يستخدمها كي يجذب القارىء الى فكرته ولكن ليس على حساب اكاديميته، اي الموضوعية في الطرح ووضع الذاتية والطائفية والمذهبية والميول  الجنسية والعرقية وغيرها جانبا قدر الإمكان.

وكان الوردي ضحية المتدينين المتزلفين الذين كانوا يضعون تفاسير المؤسسة الدينية الشيعية والسنية ودعاتها وكأنها نصوصا مقدسة ويتشبثون بها ويؤسسون خطابهم واعمالهم عليها بغض النظر عن مطابقتها للنصوص التي يرونها منزلة ام لا.

وفي كل ما قرأته للوردي – وهو كم هائل – لم الحظ انه مسّ القرأن ذاته ابدا او اي من نصوصه. كان يحلل من خلال تشغيل عقله ولم يمس نبي الإسلام واصحابه ابدا. كان هدفه في النقد المؤسسة الشيعية والسنية في العراق وكذلك سيطرة مفهوم القبيلة وتغليبه على مفهوم المواطنة وحذر إن لم يتغلب العراقيون على المذهبية والطائفية ويضعوا حدا للبطش خطابا وممارسة للمؤسسة الدينية والقبلية فإنهم مقبلون على كوارث وهذا ما حدث ونراه بأم اعيننا.

منتقدو الوردي إتخذوا سلاح المذهبية والتكفير والهرطقة وهذا سلاح المفلسين فكريا فكانو يتهمونه بأنه ليس مسلم او غير شيعي ويثيرون الناس عليه لغرض الإهانة ولكن رغم الكم الهائل من الكتابات المضادة والتجريح الذي تعرض له ظل صامدا.

كل من يتهم الأخر بانه زاغ عن دينه او مذهبه او كتابه دون مناقشة افكاره من خلال الأتيان بالحجة المضادة إنسان فاشل فكريا وإجتماعيا وكان منتقدي الوردي فاشلون بكل معنى الكلمة. وكما وضحت من السهولة إستخدام تعابير مثل مسلم/نصراني/كافر/هرطوقي/شيعي سني/يهودي/فلّا/نسطوري/بروتستنتي/كاثوليكي وغيرها لإهانة الأخر المختلف ولكن في الحقيقة ان الشخص الذي يستخدم خطابا مثل هذا لإهانة الأخر يهين نفسه والمذهب او الدين الذي يتبعه اولا.

وهكذا بدلا من ان تُناقش الأفكار التي اطرحها وأستند فيها الى الدليل التاريخي القريب جدا وليس السحيق الذي يعيش معنا واحلل واقعنا الإجتماعي بالإستناد الى النظريات الأكاديمية فإن بعض منتقديي يشهر في وجهي سلاح الطائفية والتكفير (إنه غير مسيحي غير كاثوليكي ..الخ) وهذا الموقف موقف الإنهزاميين الذين يفتقدون الحجة في مواجهة الأدلة الدامغة التي اتي بها من خلال التحليل العلمي والأكاديمي وابرهن من خلالها اننا كشعب ضحية حملة تبشرية شعواء من قبل الفاتيكان حدثت في اوج الفترة الإستعمارية كان هدفها مسح رموزنا وثقافتا وقتل الثقافة اسواء وقعا واكثر ضررا من قتل النفس لأنك تقتلني فقط عندما تقتل ثقافتي ورموزي.

الإستعمار إنتهى بشكله التقليدي ووزارت المستعمرات الغتها كل الدول الأوروبية ولكن مؤسسة الفاتيكان ممثلة بمجمعها الشرقي (وزارة المستعمرات) وكاردينالها رئس المجمع الشرقي (وزير المستعمرات) لازالت تعيش في فترة الإستعمار التقليدية وهذه بشهادة كبار الأكاديميين واللاهوتيين الكاثوليك في الغرب و لم تغير موقفها الإستعماري حبة خردل من الكلدان ولا تزال تعاملهم بنفس النظرةالإستعمارية حيث تسيطر على كل مقدراتهم المؤسساتية بشكل مستبد  وطاغ. الأدلة والبراهين موجودة والكتابة على الحائط ولكن لا نقبل ان نقرأها وأبسط شيء هو ان نشهّر سلاح التكفير والهرطقة في وجه كل من ينتقد مذهبيتنا وطائفيتنا لأنه قدم الدليل الدامغ على إستعبادنا ونحن في العقد الثاني من القرن والواحد والعشرين.

وانا، كما الوردي الذي لم يمس القرأن ابدا، لم امس الإنجيل ابدا وحاشى والويل لي ان فعلت ذلك ولم اتدخل في المسائل الإيمانية المسيحية البحتة في كل كتاباتي بالعربية او الإنكليزية اينما وجدت. ولكن منتقديي – وانا ارحب بهم – يهاجمونني لأنني قلت كذا ولكن لا ينتقدون المؤسسة التي لم تقل فقط بل ظلمت وبشكل عملي ويومي باسلوب يرقى في كثير من تفاصيله الى جرائم ضد الإنسانية بحق الكلدان. ولكن المذهبية والطائفية تقف سدا في مناقشة هذا الجريمة والسعي الى رفع الغبن وإعادة الإعتبار والتعويض.

إن كان الوردي تعرض الى ما تعرض له فأنا  لست افضل منه لأن علميا وأكاديميا وتأثيرا لا أساوي قطرة في بحره.

تحياتي

1404
اخي العزيز كنعان شماس المحترم

شكرا لتقيمك واتفق معك في مسألة حقوق الإنسان وان السعودية ودول شرق اوسطية اخرى لا بل اغلبها ترتكب إنتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان. ولكن متى كانت حقوق الإنسان معيارا للعلاقات الدولية. المصالح تتغلب على حقوق الإنسان وهذا ما تفعله الدول الغربية.

الدول الغربية لا تنتهك حقوق شعوبها. هذا صحيح. ولكنها تنتهك بشكل صارخ حقوق غيرها من الشعوب. أنظر مثلا ما فعلوه بالعراق وغيره وانظر الطريقة التي يضعون مصالحهم مع كل الدول الشرق اوسطية التي تنتهك حقوق الإنسان فوق أي مصلحة اخرى وهم يعلمون حق العلم ان حقوق الإنسان منتهكة فيها.

تحياتي

1405
الدكتور روبين بيت شموئيل المحترم

اثلجت صدري أيها الإبن البار لشعبنا الأبي شعبنا الواحد بأسمائه وكنائسه المختلفة.

لقد قرأت الخبر للتو ولا اعلم كيف فاتني ويأتي في الزمن الصعب زمن صارت قيادة لغتنا السريانية - هويتنا ووجودنا كأمة وكنيسة - بيد الأجانب بعد ان همشناها وغادرناها نحن اصحابها.

قد تكون هذه اول شهادة علمية بهذا المستوى في لغتنا الجميلة المقدسة يحصل عليها واحد من ابناء شعبنا.

الف مبروك ونحن بإنتظار مساهماتك من خلال التأليف بلغتنا ونشرها حيث ما إستطعت الى ذلك سبيلا واظن انك تتفق معي اننا سننتهي كأمة وشعب وكنيسة في اللحظة التي نخسر فيها لغتنا وامل ان الوقت لم يفت بعد وما حصولك على هذه الشهادة إلا إيذانا بولوج فجر جديد كي يقتفي الشباب اثركم ويهرعوا لإنقاذ لغتهم التي هي كيانهم وهويتهم ووجودهم. لغتنا هويتنا.

تحياتي



1406
ܡܥܩܪܐ ܡܫܡܫܢܐ ܪܟܬܘܪ ܠܥܘܢ ܦܪܚܘ
ܫܠܐ ܕܡܪܢ ܐܥܫܘܥ ܡܫܥܚܐ ܩܒܠ
ܐܠܗܐ ܒܪܟܠܘܚ ܥܠ ܕܐܢܥ ܚܒܪܢܘܚ ܕܘܢܐܥܗ
ܦܘܫ ܒܫܥܢܐ ܘܫܠܡܐ
ܐܚܘܢܟ ܒܡܪܢ
ܡܫܡܫܢܐ ܥܲܒܼܕܝܼܫܘܿܥ ܡܫܡܫܢܐ ܝܘܚܢܢ


ܐܚܢ ܘܚܒܝܘܢ ܡܝܩܪܐ ܥܲܒܼܕܝܼܫܘܿܥ ܝܘܚܢܢ
ܫܠܡܐ ܘܫܝܢܐ ܢܣܟܐ ܒܟܘ ܒܝܬܘܟ ܘܐܠܗܐ ܢܜܝܪܘܟ ܘܒܣܡܐ ܟܝܢܘܟ ܠܐܢܝ ܡܡܠܬ ܒܣܝܡܐ.
ܐܬܠܝ ܫܘܗܪܐ ܘܚܘܒܐ ܘܐܝܩܪܐ ܬܐ ܥܝܬܐ ܕܡܕܢܚܐ ܫܠܝܚܝܬܐ ܘܩܕܝܫܬܐ ܘܩܬܘܠܝܩܝ.
ܫܠܡܐ ܕܡܪܝܐ ܗܘܐ ܐܡܘܟ.
ܦܘܫ ܒܫܠܡܐ

 

1407

أخي العزيز عامر المحترم

كل من يحب شعبه وكنيسته المشرقية من اعماق قلبه ويستحضر التاريخ كان لا بد وان يرى الكتابة على الحائط وهذه ترجمة نقرضها من المثل الإنكليزي الشائع the writing on the wall

انا إستحضرت التاريخ منذ نهاية الستينات عندما إتقنت لغتنا السريانية وانا عمري 11 سنة وقرأتي لأول مخطوطة في حضرة الراهب اخونا مقاريس وكان هو بذاته يؤشر لي في المخطوطة الكوارث  التي حدثت للكلدان والظلم الشنيع الذي الحقه بهم مجمع البروبغندا الفاتيكاني– شيء لا يصدق ولا يمكن ان يتصور المرء ان هذا يأتي من اناس يضعون الصليب على صدورهم ويقدسون ويقراؤن الأنجيل كل يوم. المخطوطة موجودة وتظهر كيف سلب هذا المجمع الظالم وبطرق ملتوية كل الصلاحيات الجاثليقية للكرسي الرسولي للكدان. شيء لا يصدق يا أخي.

ولهذا الخلاف بيني وبين الأخ حبيب تومي ليس "بيزنطي" كما تصفه. هو يستحضر التاريخ لضرب الكلدان ومؤسستهم الكنسية لأنه لا يريد ان يقراء الكتابة على الحائط. انا اقراءها وأريد ان يسمعها الكل لاسيما الكلدان عسى ولعل يتحركوا كما تحرك اجدادهم العظام وثاروا على مضطهديهم ...

اقول هذا لأن إستحضار التاريخ مهم جدا لأنه بسبب هذه الممارسات الفاتيكانية وغير الإنسانية ضد الكلدان عمليا وحتى نظريا إنتهت صلاحيات الكرسي وصار الكلدان بلا رئاسة الى درجة ان البطريرك وحتى السنودس ليس بإستطاعته طبع كراس قداس ما لم يضع إسم وموافقة الكاردينال وسكرتيره على الغلاف قبل إسم البطريرك. والدليل موجود في حقيبتك؟

لنقارن السلطة التي يمكلها الأسقف السويدي الكاثوليكي اللاتيني مع سلطة بطريرك بابل/قطيسفون على الكلدان في العراق والعالم المنتخب من قبل مجلس اساقفة اي كما ينتخب بابا روما. وكما تعلم انني قريب جدا من الأسقف السويدي لا بل واحد من اقرب مقربيه واصدقائه وانا وأحترمه كثيرا ولكن المقارنة تستحضر التاريخ وهذا مهم جدا.

تتذكر كيف طرد هذا الأسقف كاهنا كلدانيا من السويد ولم يتجراء لا البطريرك الكلداني ولا أي الأسقف كلداني ولا كاريدنال فاتيكاني على تحديه. وحمل الكاهن المسكين حقيبته وغادر. انظر اليوم كيف يلغي وزير المستعمرات في الفاتيكان مراسيم بطريركية وكيف يتأمر علينا ويحلينا الى محاكم، محاكم بلا محامي وبلا قانون.

انت تحضر القداس الكلداني في كنيسة اللاتين الكاثوليكية في مدينتنا. لا اعلم إن لاحظت النسخة السويدية للقداس وصلوات الرمش وغيرها. لا فيها رسالة الكاردينال ولا توقيعه ولا سكرتيره. الأسقف اللاتيني السويدي سيد منطقته ونحن يتحكم فينا كاردينال دخيل وأجنبي لا يعرف لغتنا ولا ثقافتنا وهو المرجع .... شيء مذهل وغير عقلاني ولا يمكن لأي شعب ابي ان يقبله. كيف يقبل الكلدان بوضع كهذا وكيف يسكتوا على الظلم والإضطهاد  المؤسساتي العلني بهذا الشكل لست ادري.

نحن لسنا كنيسة مستقلة مؤسساتيا اي ليس لدى بطريركنا وسنهودسنا ومؤسستنا الكنسية برمتها حرية بقدر حرية وإستقلالية الأسقف الكاثولكي في السويد.

هل رأيت الكتابة على الحائط وهل تعلم لماذا اليوم اغلب الكلدان في مدينتنا غادروا الكنيسة بعضهم للكنيسة السويدية اللاتينية وبعضهم الله اعلم.

وأخير انا احضر احيانا القداس اللاتيني واكاد اجزم ان اغلب الحاضرين من الكلدان ولكن مع اننا نملاء كنائسهم لا يقبل اللاتيني حتى ان نقراء قراءة واحدة بلغتنا ولم يضعوا حرفا في ليتورجيتهم بلغتنا.

لو كنا نحن وأتانا هذا العدد من اللاتين السويديين لحولنا كل شيء الى السويدية من اجل عيونهم واجبرنا، كما يحدث الأن من خلال ما يسمى بالعصرنة او الحداثة التي ستاتي في نهاية المطاف على كل ما بقي لننا ككلدان من خصوصية، الكل من كهنة وشمامسة على الصلاة باللاتينية والسويدية من اجل عيونهم.

امل ان يقراء كل الكلدان الكتابة على الحائط ولكنني اظن ان املي سيخيب مرة اخرى وستأتي بعد سنين تردد ما كتبته في تعليقك الرائع.

تحياتي


1408
الأخ العزيز نبيل دمان المحترم

شكرا على الإقتباس وتعليقي عليه هو انه فقط المتدين اللفظي المتشبث بأقوال المؤسسة الدينية وتفسيرها وإنتقائها المصلحي للنص يخشى على مذهبه ودينه ويخش من التقرب للأخر وقبوله كما هو لأن اساس بيته مبني على الرمل. اما المؤمن فبيته مبني على الصخر يتقرب من الأخر ويدخل في ساحته ويأويه ويقبله مثلما يريد هو وفي نفس الوقت يحافظ على نقاء وجوهر نصوصه لا سيما تلك التي تدعو الى تغليب البعد الإنساني على اي مصلحة شخصية طائفية مذهبية مؤسساتية حتى وإن كان هناك نص قد يدعم هكذا توجه ولنا في مثال الفريسي والعشار الذي حاولت تفكيكه من وجه نظر تحليل الخطاب النقدي في مقالي اعلاه خير دليل.

هناك الكثير من المسلمين يقدسون الرموز المسيحية وغيرها وحتى الهندوسية ولاحظت ذلك عند تواجدي في الهند حيث يقطن حوالي 270 مليون مسلم حيث يسود في غالبية صفوفهم مفهوم التصوف الإسلامي فتلاحظ الشيوخ بدلا من ان يدعو الى جز الرقاب وإنتهاك الحرمات وإقصاء الأخر وممارسة العنف وقتل النفس البريئة وإقتراف كل ما لم ينزل به الله من سلطان يشاركون الهندوس في إحتفالاتم ويمارسون الطقوس والعبادات الهندوسية ومنها تقبيل الإيقونات او التماثيل الهندوسية (بالمفهوم المسيحي والإسلامي الأصنام) ويتغنون بها بتراتيل يرددها الهندوس بعدهم.

وللعلم ان الذي فتح عيوني اولا وعيون الغرب والعالم  ثانيا حول البعد الإنساني الرائع للمتصوفة من المسلمين كان عالم كلداني وهو الدكتور بول نويا، راهب يسوعي كان رئس الدير اثناء تواجدي في دير مار كوركيس. فهو يعد بحق أستاذ التصوف الإسلامي دون منازع وصاحب هذا الكرسي في جامعة سوربون ويقدسه المتصوفة لا سيما الذين على إطلاع بكتاباته.

ومن ابدع المقالات التي قرأتها في هذا الموقع كانت مقالاتين حول جلال الدين الرومي والذي قرأت بعض نصوصه علي يد القس الكلداني الدكتور بول نويا، وواحدة من هذه المقالات كتبها الأب جوزيف شابو، أستاذ اللغة السريانية في جامعة حلب في سوريا (رابط ادناه).

واليوم تقبع اشعار هذا المتصوف المسلم على قائمة اكثر الكتب مبيعا في امريكا وأوروبا. هل قرأتي  المستمرة لأشعار الرومي التي دلني عليها كاهن كلداني والتي يستند فيها الى قراءته الخاصة للقرأن تخدش مسيحيتي وتعلقي بالإنجيل؟ كلا والف كلا. إنها تزيدني إيمانا وتشبثا وفخرا بمسيحيتي المشرقية وكوني ابن بار لكنيسة المشرق المقدسة الرسولية الجامعة التي من خلالها ومن خلال قرأتي لأدابها الكنسية إستطعت إستيعاب كل هذا وبدأت اقراء الإنجيل من منظار البعد الإنساني البحت وهذا يقع وراء اي نجاح قد يتصورالبعض انني حققته صحفيا او أكاديميا.

اتركك يا صديقي العزيز مع ابيات من بديع شعره الذي كله محبة وتسامح وعطاء ويقربني إليه كثيرا كوني مسيحي مشرقي وحبذا لو قلت لنا رأيك فيها وانت الأديب والكاتب القدير والمتشبث بمشرقية شعبنا وكنيستنا:

مسلم أنا، ولكنّي نصرانيّ وبرهميّ وزرادشتيّ.
توكّلت عليك، أيّها الحقّ الأعلى، فلا تنأ عنّي.
ليس لي سوى معبد واحد، أو مسجد، أو كنيسة، أو بيت أصنام.
ووجهك الكريم منه غاية نِعمتي.
فلا تنأ عنّي، لا تنأ عنّي


http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=704386.0
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=89928.0

تحياتي


جاء في احدى كلمات تأبين الراهب انستاس الكرملي عام 1947 ما يلي:
لقد بلغ من شغفه بالفصحى أنه يحسن الإصغاء إلى القرآن الكريم وهو ذلك الراهب الناسك ، وما مرة زاره فيها مقرئ العراق الشهير ( الحافظ مهدي ) إلا وألح عليه بأن يتلو على مسامعه آيات من الذكر الحكيم ، فيشق سكون الدير ذلك الصوت الرخيم وهو يصغي عليه بكل جوارحه.

1409
الأخ العزيز إيسارا المحترم

شكرا على كلماتك الطيبة.

الأديان والمذاهب كلها متساوية امام مطرقة البحث العلمي والأكاديمي. وفي الحقل العلمي الذي أشتغل فيه، وهو التحليل النقدي للخطاب، الأديان والمذاهب نراها خطاب – اي رموز ولغة لا غير – ومن هذا الرصيف النظري والمعرفي ننطلق في تحليلها وتفكيكها وفهمها وإستيعابها.

درست خطاب الديانة الهندوسية وامضيت فترة ليست قصيرة في الهند. الهنود لهم تماثيل وهذه ما هي إلا رموز شأنها شأن الرموز التي لدى اتباع الأديان التي تقول انها من السماء  من حيث القدرات الخارقة غير الطبيعية أي انها مقدسة لديهم ايضا.

ولكن التحليل النقدي العلمي للرموز الدينية الهندوسية من تماثيل وإيقونات ولغة وغيرها – وهنا اتحدث كأكاديمي وحسب – يظهر ان تعامل الهندوس معها  أرقى وأسمى من حيث البعد الإنساني مما لدى المسيحيين والمسلمين بمذاهبهم  المختلفة وطريقة نظرتهم الى رموزهم اي ما يرونه مقدسا.

الهندوسي يقبل ان يضع ايقونة المسيح (رمز مسيحي)  في سيارته او بيته او حتى معبده ويقدسها وكذلك يقبل ان يضع أيقونة إسلامية (رمز إسلامي) في بيته وسيارته ومعبده ويقدسها. وافضل مثال هي الأم تيريزا حيث جعلها الهندوس رمزا اي اي أيقونة (تمثال) مقدس يعبدونه رغم انها مسيحية كاثوليكية ولكن من سابع المستحيل ان يجعل المسيحي اي رمز او أيقونة او تمثال هندوسي جزء من قدسية معبده وعبادته.

لا المسيحي ولا المسلم يقبل ان يقدس أيقونة هندوسية ويضعها في معبده لا بل يرسل "مبشرين او حملات عسكرية" واحيانا قد يستخدم العنف كي يحطم او لنقل يلغي ما لدى الهندوسي من رموز ويستبدلها بما لديه.

والأنكى فإن المسيحي والمسلم يلغي تمثال وأيقونة الأخر المختلف (اي لا يعدها مقدسة) ليس فقط دينيا بل مذهبيا ضمن الدين الواحد. المسلم يمقت ويحطم ايقونة الشيعي والعكس صحيح. والكاثوليك لا يقبلون ان يقدسوا رموز المسيحيين الأخرين المختلفين عنهم (انظر حملاتهم التبشرية العنيفة والظالمة في الشرق هدفها نشر رموزهم وإستبدال او تحطيم رموزنا ونحن مسيحيين مثلهم) ولا المذاهب الأخرى تقبل بالرموز الخاصة بالكاثوليك .(انظر الحملات التبشيرية الغربية الإنجيلية في صفوف المسيحيين في الشرق التي هدفها لا يختلف عن الحملات الفاتيكانية الكاثوليكية).

الإيزيدي المسكين والبهائي المسكين شأنه شأن الهندوسي يقدس أيقونات المسلم والمسيحي وقد يضعها في معبده ولكن لا المسلم ولا المسيحي يقبل ان يضع ايقونة إيزيدية في معبده.

الدراسة التي اعددتها لتحليل الرمزية الدينية نقديا طويلة ولكن خلاصتها تقول لا ضير ابدا في ان يعبد او يقدس الشخص اي رمز له ولكن المشكلة لا بلا الجريمة الكبرى هي عندما ترى ان رمزك اسمى وأرقى في الدنيا والأخرة من الرمز لدى المختلف عنك ومن ثم تشن حملات تبشيرية او غيرها لحرق او إلغاء او تحطيم رموز الأخرين ووضع رموزك محلها.

 شخصيا تعلمت الكثير من الإيزيدية والهندوسية والبهائية لأنهم يقدسون رموز الأخرين تقريبا بقدر تقديس رموزهم ولا يعمدون ابدا الى التبشير اي فرض رموزهم على الأخرين.

امل ان تعيد قراءة ما كتبته حول نظرية المعرفة التي أشتغل فيها وابني عليها فهمي للواقع الإجتماعي حولنا.

مع تحياتي


1410
الأخ العزيز اشور المحترم

الوسيلة الوحيدة لأي شعب للبقاء وعدم الفناء هو التشبث بفهموم الأمة وليس المذهب. الأمة تجمع المذهب يفرق لا بل يدمر. وإن نظرنا الى انفسنا كأمة واحدة لن نقبل تحت أية ظروف التنازل عن هويتنا المتمثلة اولا بلغتنا وما تكتنزه لنا كما هو شأن اي لغة اخرى لدى اي شعب اخر من تراث وفنون وطقوس وليتورجيا وموسيقى واداب وإرث وتاريخ وثقافة تحت اية ذريعة او اية مسميات عندها قد يكون لنا باب النجاة.

لا يجوز لأي مذهب وأي تسمية وأي شيء اخر وحتى الدين ان يبعدنا عن هويتنا كأمة وكما وصفتها في الفقرة اعلاه. خذ مثلا فرنسا وهي دولة عظمى يأتي مفهوم الأمة لديها قبل الدين والمذهب والمناطقية واللون والجنس وغيره وكل من يحمل الثقافة الفرنسية المتمثلة بهذا المفهوم مسلما كان او مسيحيا او غيره كاثوليكا كان او لوثريا او غيره هو عضو في الأمة ويضع مفهوم الأمة قبل كل شيء ومستعد ان يستشهد من اجله. وهذا المفهوم بداء يستوعبه الأكراد مثلا وإن تشبثوا به ووضعوا المذهبية جانبا اظن ان الدنيا ستبتسم لهم في النهاية.

هل سيتطور لدينا مفهوم الأمة ويجمعنا كلنا كي لا ننقرض؟ هذا هو السؤال المهم اليوم.

تحياتي


1411
الأخ العزيز اخيقر يوخنا المحترم

نصيحتك اقبلها وانا شخصيا لست في خضم رد الصاع ابدا. هناك محاولة مستميتة من بعض الأخوة للإنتقاص من كوني مسيحي مشرقي  من ابناء كنيسة المشرق المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة فقط لكوني اختلف معهم من الناحية القومية والفكرية. ما قمت به في رأي كان لا بد منه من اجل التنوير.

واتفق معك ان المسيحية ليست اقوال ابدا إنها ممارسة ضمن اربعة اركان اساسية وهي المحبة والتسامح والغفران والعطاء وإن فقدنا هذه فقدنا مسيحيتنا ولهذا ارحب من كل قلبي بمقترحك.

تحياتي


1412
واخيرا تمخض جبل الأخ حبيب تومي فولد فأرا سقيما وبدلا من ان يكحلها لنفسه ومطرانه وصحبه عماها أكثر
ليون برخو
جامعة يونشوبنك


(ملاحظة: أسترعي إنتاه قرائي الكرام ان المقال طويل ولكن مع ذلك ارجو منهم الصبر والتأني في قراءته برمته لتكوين مفهوم متكامل. واعد انني سأتعامل يإيجابية وعقل منفتح كما هي عادتي مع كل تعليق او تعقيب يأتي ضمن سياقه).

مقدمة

في سلسلة من ثلاثة اجزاء اراد الأخ حبيب تومي ان يعبّر رسالة مفادها تفكيك ما يسميه بالهجوم على المطران سرهد جمو ومن ضمنه تعقيب على عنوان مقال لي يسميه إستفزازي.

انا شخصيا – واظن ان غالبية القراء – لم الحظ اي تعقيب عقلاني ومنطقي ولو بطريقة غير مباشرة يرد فيه الأخ حبيب على منتقدي المطران جمو. في المقال الأول والثاني إجترّ او ربما عمل كوبي بيست (copy and paste) لما كان قد كتبه سابقا في صراعه المرير وغير المبرر مع اشقاء له في الدين والهوية والتاريخ واللغة وكل المقومات الأساسية الأخرى التي تشكل قومية اي امة الا وهم الأشوريون إخوتنا بالدم والتاريخ والعرق والوجود وكل شيء تقريبا.

وفي مقاله الأخير بداء بإنتقادي ولم يرتكز على ما قلته وما ذكرته من نقاط سلبية تنطبق – حسب وجهة نظري على المطران وأصحابه  - بل ايضا إلتجاء الى كوبي وبيست  لمقالات كنت قد نشرتها قبل سنين وظهرت ونوقشت في هذا المنتدى بالذات وبالتفصيل. وهذا في اداب الحوار المتمدن نسميه (irrelevant) اي خارج سياق الموضوع. وبالمناسبة انا لست الوحيد الذي إنتقد او هاجم المطران جمو ولا اعلم لماذا ترك الكل وعنوّن المقال بإسمي ومن ثم خرج عن الموضع الذي هو بصدده ووصل الأمر به الى استجداء او مناجة القراء للتعليق على موضوعه.

واظن انه بمقاله هذا صار مثله مثل الجبل الذي اتت فترة مخاضه ولكنه لم يلد إلا فأرا سقيما وبدلا من ان يكحلها لنفسه ومطرانه وصحبه عماها اكثر، فأتى مقاله سقيما ايضا فيه مغالطات وفيها إفتراء وفيه إنتحال وفيه إزدواجية وليسمح لي الكثير من النفاق ايضا وملىء بالمفاهيم المذهبية والطائفية وفيه تديّن ظاهري وغيّرة كاذبة  على المسيحية والإنجيل والمذهب والكثلكة وهو يقول او يدعي انه قومي ولكنه  يزاوج بين القومية والمذهبية بشكل فج اكاد اجزم  ان الكردي الأمي الذي يحارب داعش اليوم في مدينة عين العرب (كوباني) السورية  سيستهجنها ويدينها اشد إدانة.

وقبل ان ادخل في خضم الموضوع محاولا البرهنة كيف ان مخاض جبله لم يلد إلا فأرا سقيما وانه هدم ما تبقى من بيت مطرانه  على رأسه ورأس اصحابه، ليسمح لي قرائي الكرام ان اوجز بكلمات قليلة نظرية المعرفة (epistemology) اي فلسفتي وفهمي وتحليلي للحياة والواقع الإجتماعي لنا كبشر الذي اؤمن به وأسس عليه اكاديميتي وكتاباتي الأكاديمية والصحفية.

نظرية المعرفة

انا لا اؤمن ان ما لدي مهما كان من دين او مذهب او نصوص اراها مقدسة هي افضل مما لدى الأخر كائن من كان. اؤمن انها افضل حسب فهمي وضمن نطاقي المحدود فقط وضمن البيئة التي ترعرعت فيها، لأنني لو ترعرعت او ولدت في بيئة اخرى لكان ما اراه افضل شيئا اخر مختلفا تماما. ولهذا ارى ان ما لدى الأخر من دين ومذهب ونصوص يراها مقدسة مساوية لما لدي وعلي ان اتعامل معه من حيث الخطاب والفعل من هذا المنطلق. افة البشرية هم الناس الذين يرون ان  ما لديهم من دين ومذهب ونصوص وتفاسير وغيره افضل بكثير مما لدى الأخر وليس هنا في الأرض فقط بل حتى في السماء التي لم نراها ولا نعرف كنهها. أس الشر والبلاء الذي نحن فيه كبشر نابع من هذا الموقف الذي يرى ما لدى الأخر اقل قداسة او قيمة إنسانية مما لديه ويتكلم ويكتب ويتصرف إستنادا الى هذا الموقف. هذه ثنائية مقيتة جدا وخطيرة نعاني منها كبشر لأنها تقسمنا الى اخيار واشرار إستنادا الى نصوص محددة والى قل ولا تقل الى درجة مثلا يستخدم المسلم المتشبث بهذا الموقف كلمة مسيحي او نصراني او يهودي او فلّا (بالكردية) بشكل بذيء ليس هذا بل يتعامل بثنائية حتى ضمن الإسلام ويتخد كلمات مثل سني/شيعي او رافضي/نصيري ... الخ سلاحا للإنتقاص من الأخر المختلف. وهذا موجود بكثرة ايضا لدى المسيحيين حيث مثلا كلمة يهودي ومسلم لدى ثنائيي الفكر والموقف تستخدم للإنتقاص من الأخر وضمن المذاهب ايضا هناك نسطورنايا /بابايا/يعقوبايا/بروتايا.. الخ. والذي يقراء مقال الأخ حبيب اظن انه لا بد وان يضعه في خانة الثنائية المقيتة لأن هجومه علي ليس دفاعا عن المطران الذي هجم بيته على رأسه ورأس اصحابه او الإنجيل او الكثلكة كما يدعي بل لأنني لا اتعامل بثنائية مع الأخر، اي كان، وهذا مشهود لي ضمن  مكونات شعبنا وكنائسنا والأقليات الأخرى في العراق مثل الإيزيدية والمندائية والكاكائية والأديان بصورة عامة  وأوكد عليه في تحليل الخطاب واجعله واحدا من الأسس المهمة لحقوق الإنسان والنزاهة.

 والثنائية ذاتها يمقتها الإنجيل ولكن نغيّبها ونغض النظر عنها لأن تطبيقها خطابيا وعمليا من الصعوبة بمكان. هناك امثلة ونصوص بديعة في الإنجيل تمنح الأخر المختلف الذي يراه المتبخترون والمراؤن الذين يمتدحون من خلال الأقوال وليس الأفعال دينهم ونصوصهم ويقولون ويتصرفون على اساس ان ما لديهم صحيح ومن السماء وما لدى الأخر باطل وكله عنف وأن كتابنا سليم وكوننا من هذا الدين او المذهب كلنا محبة والسماء لنا والجحيم للأخر وما شاكله. وأنظر مثل الفريسي والعشار حيث  يقول الفريسي ما معناه ان كتابه من السماء وشريعته وممارساته كلها متطابقة مع السماء اي ان الأرض والسماء له وليس مثل هذا العشار الذي في عيني نفسه ايضا يرى رموزه ونصوصه مقدسة ولكن الفريسي يراها باطل الأباطيل، تمنح هذا المختلف رغم تصورنا القاصر انه على باطل قدسية ومكانة سامية. والعشار هو المختلف عنا بالضبط حسب الثنائية اعلاه. بالطبع هذا المفهوم لا يفيد اي دين عندما يتحول الى مؤسسة لأن المؤسسة تريد السلطة والجاه والمناصب والألقاب فتبحث عن نصوص تشرّعن لها السيطرة على المقدرات والمال وغيره فتتشبث مثلا بكونها مالكة لمفاتيح الأرض والسماء وما تشرعنه في الأرض يشرعن في السماء. هذا النص موجود ولكن النص الأخر ايضا موجود. لماذا يتغلب الثاني على الأول؟ السب هو اننا ننتف من النص ما يوائم توجهات السلطة والمؤسسة وإن ظهر ان ما تقوم به المؤسسة يعارض نصوص اخرى هذا لا يهم. المهم المؤسسة لأن وجودها وتفسيرها المؤسساتي يأتي قبل النص ذاته. وأظن ان مثل الأخ حبيب ومثل الكثير منا  يشبه الفريسي لأن كما ان الفريسي ينقل من نصوصه المقدسة وتفسيره الخاص لها كي يدين الأخر وينتقص منه ينقل الأخ حبيب نصوص من القرأن كي يدين القرأن والمسلمين وينسى ان المسلمين ايضا بإمكانهم  فعل ذلك بنقل نصوص من كتبنا تدينه وتديننا ... امل ان تمنح هذه المقدمة النظرية تفسيرا علميا اكاديميا لكثير مما اراه مغالطات تصل حّد التجني في مقال الأخ حبيب.

بين الرأس والرؤوس والقبلة والقبل

ولأن الأخ حبيب يعيش في ثنائية مقيتة وجعل من نفسه متدينا مدافعا صنديدا عن الإنجيل والمسيحية والمذهب الكاثوليكي تراه يدينني لأنني عنونت احد مقالاتي في الصحافة العربية " الشيخ القرني .. اقبل رأسك". قلت ذلك وثارت ثائرته. وهذا شأن كل صاحب الثنائية المقيتة في هذه الدنيا. لم يسأل لماذا قلت ذلك وماذا كانت المناسبة وماذا كانت الشروط ولم يمنح لنفسه فرصة البحث وهو يضع كلمة (د.) قبل إسمه إن كان هناك ليس قبّلة بل قبلات ليس للشيخ القرني بل لما هو أكبر بكثير من الشيخ القرني بل أكبر من كل شيوخ ودعاة المسلمين في السعودية وما بعد السعودية. استحلفك يا اخي العزيز ...... ماذا تقول عن هذه القبلات؟
 
بابا الفاتيكان يقبّل القرأن

http://www.deceptioninthechurch.com/popekiss.html
 
https://www.facebook.com/video.php?v=495944843765407&video_source=pages_finch_thumbnail_video
البطريرك الكلداني يقبل القرأن


1.   
البابا يقبل اقدام مسلم سجين بتهمة الإرهاب


البابا يعانق شيخ مسلم
         
http://www.aleteia.org/en/religion/article/pope-francis-koran-kisser-5338227284115456

البابا يمتدح الإسلام
https://www.youtube.com/watch?v=TxhtLZSEfhs

البطريك الكلداني يقول الاسلام دين رحمة والمسيحية دين محبة
http://tfpb.org/old/?page=view&id=30

البطريرك الماروني الراعي في الجنوب: ما أجمل المسيحية والإسلام عندما يلتقيان
http://www.alanba.com.kw/ar/arabic-international-news/lebanon-news/229627/25-09-2011

طبعا هذا غيض من فيض ولن اذكر لضيق المساحة ما غنته فيروز وغيرها من فنانين مسيحيين كاثوليك من قصائد في مديح الإسلام ومكة  لشعراء مسيحيين كاثوليك وما قاله جبران خليل جبران في الإسلام وما كتبه رواد النهضة العربية الحديثة من المسيحيين اللبنانيين والسوريين في الإسلام ومحمد والقرأن. كل هذه متوافرة اليوم على الشبكة العنكبوتية ولطول المقال اعتذر عن نقلها.

قرائي الكرام، اعمال كهذه انا اجلّها لأنها تقع ضمن نطاق فلسفة المعرفة التي اؤمن بها. اذكرها كي اظهر الكم الهائل من النفاق والإزدواجية لا بل التحجر والتكلس العقلي لدى الأخ حبيب تومي لأنه ينتقدني لأنني قلت فقط اقبل رأس شيخ مسلم ولكن يتجاهل ويتعامى عن جهل او قصد او لغرض في نفس يعقوب كل هذ القبلات الحقيقية وليس اللفظية.

عندما قلت اقبل رأس الشيخ كنت في إسرائيل بدعوة من المركز الثقافي الفرنسي في القدس وجامعة تل ابيب في زيارة لمدة اسبوعين وكانت معي عائلتي وكنا يوميا تقريبا (زوجتي حافية القدمين) نسير درب الصليب ونصل كنيسة القيامة ونمضي المساء هناك. ولكن ماذا حدث في هذه الكنيسة؟ لقد حولتها المذاهب الكبيرة الغربية الى مرتع للصراع والعراك والمخاصمات والإقتتال بالأيدى وكسر الرؤوس والدماء تسيل من كثير من القسس ورجال الدين في المناسبات وتتدخل الشرطة الإسرائيلة وانا كنت في زيارة رسمية بإمكاني الوصول الى اين ما اريد لا بل الوصول الى الحقيقة ويضحك عليهم الجنود الإسرائيليون المدججين ومع سلاحهم وبساطيلهم يدوسون على قبر المسيح بحجة فض النزاعات هذه (رابط ادناه).

ليس هذا ولكن واحدا من المذاهب الغربية الكبيرة وبالتواطوء مع السلطات الإسرائيلة (وقد كتبت عن هذا الحادثة في هذا الموقع) اضرم النار في الجزء الصغير المخصص لشعبنا المسكين المضطهد من الكل من الشرق والغرب ضمن كنيسة القيامة واحرقه بكل ما فيه من صلبان وأناجيل وكتب طقسية مقدسة واليوم يتعاون هذا المذهب الغربي المسيحي مع السلطات الإسرائيلة لتطبيق القانون العثماتي الإسلامي كي لا يتمكن ابناء شعبنا من تصليح كنيستهم الصغيرة هناك. كان لي شرف حضور قداس لهم بلغتنا السريانية المقدسة ضمن الفحم واثار الحريق التي كانت شاخصة للعيان :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=568528.0
 
الأن يا اخ حبيب تومي مرة اخرى استحلفك بشرفك.... ماذ كنت ستكتب وتفعل لو كان -  وهذا مستحيل طبعا -  الذين احرقوا معبد شعبنا الصغير ضمن كنيسة القيامة هم الأشوريون وبطريركهم ؟ كان حوالي 35-40 في المائة من الفلسطينيين مسيحيين اي كان المسيحيون يشكلون اكبر نسبة سكانية في هذا البلد ضمن نطاق الشرق الأوسط ؟ اين صاروا اليوم؟ واحد من اسباب بلائهم لما حدث  ويحدث لفلسطين هو موقف الكنسية الغربية والدول الغربية، وعندما دافع القرني عن فلسطين بطريقة جريئة خارج الإطار التقليدي اثنيت عليه والمقال كتبته وانا في زيارة لإسرائيل وهذا موجود في المقال ولكن يتغابى عنه الأخ حبيب وهناك مقالات كثيرة لي في الصحافة العربية انتقد بشدة الكثير من الممارسات للشيوخ والدعاة وادافع فيها عن الأقليات وأشن هجوما على التفسير الغيبي للنص وعدم إشغال العقل والإتكاء على تفاسير شيوخ مثل ابن تيمية ولكن يتغابى عنها السيد تومي ايضا لأن في نفسه غاية وغصة لا اظن انها غائبة عن القراء الكرام.

صوت الأذان

ومن ثم تلومني وتنتقدني وبقسوة ضمن ثنائيتك المقيته هذه وكأن الخير هو فيما تقوله انت والشر هو فيما قلته وانا لست إلا إنسانا بسيطا لأنني قلت سعدت بسماعي صوت الأذان من جامع في إستوكهولم. يا اخي اليس هذا رياء من قبلك؟ لماذ لا تعاتب الذين يسمحون في بناء هذه الجوامع من الحكومة السويدية مثلا وهم يزورنها ويخلعون احذيتهم والنساء بينهم يلبسن الحجاب عند دخولهن اليها وتأتي وتحاسبني؟ ولماذا لا تحاسب البابا – نعم حتى البابا من حقنا ان نحاسبه ضمن نطاق الكنيسة الكاثوليكية وسأتي على ذلك  - الذي لشدة تأثره بأيات قرأنية من سورة مريم ترجمها له شيخ مسلم عند زيارته لجامع في إستنبول بدأء يصلي وبخشوع وهو في جامع وهو اول بابا في التاريخ يفعل ذلك؟ وعندما سُئل قال كانت الأيات والكلمات مؤثرة جدا. هو يتأثر ويصلي من شدة تأثرة بالقرأن وانا إن قلت سعدت بسماع صوت المؤذن انا في نظرك كافر او زغت عن الصواب وتريد ان وتحاسبني. اليس هذا نفاق ورياء في اقص صوره؟ ولماذا لا تحاسب الكنيسة في السويد ومن ضمنها الكنيسة الكاثوليكية والمشروع الكبير الذي تموله لبناء جامع وكنيسة واحد بصف الأخر مع قاعة مشتركة وباب للدخول والخروج مشترك؟ اليس هذا نفاق اخر منك وإزدواجية مذهبية طائفية مقيتة من قبلك؟

بابا الفاتيكان: صليت في مسجد “السلطان أحمد”

http://akhbarturkiya.com/?p=42962

مخطط لمشروع "بيت الله" في استوكهولم الذي تموله الكنيسة السويدية بالإشتراك مع الكنيسة الكاثوليكية وبموافقة ومشاركة الحكومة السويدية لبناء جامع وكنيسة واحد في صف الأخر مع قاعة مشتركة ومدخل مشترك
http://gudshus.se/



إنتقاد الفاتيكان

نعم انا انتقد وبقسوة الكنيسة كمؤسسة ولكن لا امس الكنيسة كرسالة سماء اي الإنجيل وإن فعلت فالويل لي وإن برهن لي عالم اكاديمي او لاهوتي محايد او رجل دين همه ممارسة الإنجيل وليس الجري وراء الأمور المؤسساتية بالدليل القاطع انني قمت بذلك فسأعتذر واعتذرت حقا وفي هذا المنتدى عن عبارة نقلتها من الإنجيل في مكان كان علي تجنب نقلها. ولكن لست انا الذي اقول ان مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية (إدراة وتنظيم وعلاقات وسلطة وعلاقة  مع المسيحي الأخر المختلف ليس مذهبا بل حتى ثقافة مثل الكلدان) هي فاسدة. وهذا واحد من كبار فلاسفة القرن العشرين وكاثوليكي ممارس وواحد من منظري المجمع الفاتيكاني الثاني وأكثر لاهوتي تأثيرا في المسيحية قاطبة كتب في نيويورك تايمز مقالا هزّ الدنيا يقول فيه وهذه ترجمة لمقدمة مقاله: "بالطبع فإن مؤسسة الكنيسة الكاثوليكة لا تشبه تونس ومصر لأنها بمثابة ملكية مستبدة مثل المملكة العربية السعودية. في هذين المكانين ليس هناك إصلاحات حقيقية بل تنازلات جزئية. وفي كليهما يقف التقيلد ضد الإصلاح. في السعودية العربية يعود التقليد الى حوالي قرنين لكن فيما يخص البابوية فإن التقليد عمره 2000 سنة."
Of course, the system of the Catholic Church doesn’t resemble Tunisia or Egypt so much as an absolute monarchy like Saudi Arabia. In both places there are no genuine reforms, just minor concessions. In both, tradition is invoked to oppose reform. In Saudi Arabia tradition goes back only two centuries; in the case of the papacy, 20 centuries.
http://www.nytimes.com/2013/02/28/opinion/a-vatican-spring.html?pagewanted=all&_r=0

إذا كنت حريصا على الكثلكة كما تدعي يا اخي العزيز لماذ لا تكتب لهذه الجريدة الأوسع إنتشارا والأكثر تأثيرا في الدنيا وتنتقدها او تكتب لكاتب المقال وهو أكاديمي كاثوليكي مثلي. اليس هذا نفاق وإزدواجية من قبلك؟

ما يقوله هذا الأكاديمي الجريء هو عين الصواب وأكده البابا نفسه مؤخرا حيث إتهم مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية (الفاتيكان كإدارة وتنظيم وسلطة) بالفساد والمحسوبية والوصولية.
http://www.theguardian.com/world/2014/dec/22/pope-francis-scathing-critique-vatican-officials-curia-speech
 
وهل تريد ان اذكر ما فعلته هذه المؤسسة بالكلدان وكيف بطشت بهم وإقترفت بحقهم جرائم يندى لها الجبين وهي مثبتة ومؤرشفة بالتفصيل في حوليات بطاركتنا وأحبارنا الأجلاء؟ لقد طال المقال وإلا لكنت وضعت نصوصا تظهر ان ما فعلته مؤسسة الفاتيكان بالكلدان يرقى في كثير من تفاصيله الى جرائم ضد الإنسانية وفي العصر الحديث؟ بشرفك هل انت كلداني قومي حقا؟ الجواب كلا والف كلا لأن القومي الذي لا تثيره ولا تؤثر فيه جرائم بشعة مثل هذ بحق شعبه وهويته ليس إلا طائفيا ومذهبيا حاله حال اي حزبي طائفي ومذهبي في الشرق الأوسط اليوم. هل لديك غيرة وحميّة على هويتك؟ لا أظن لأن إن كان لك حبّة غردل منها لما كنت قبلت بهذا. تقول ماذا عن داعش مثلا؟ يارجل داعش ترفع راية سوداء بغيضة وهؤلاء كانوا يعلقون الصليب على صدورهم ويقراؤن الإنجيل كل يوم. هل فهمت؟ ولكن لا أظن لأنك ربما تريدني ان اتهم الأشوريين بهذه الجرائم الفظيعة عندها فقط ستفهم وستصحى؟   أستحلفك مرة اخرى بشرفك ماذا كنت ستقول وتفعل وتكتب لو كان مقترف هذه الجرائم البطريرك الأشوري والأشوريين مثلا؟. لكنت اقمت الدنيا ولم تقعدها! اليس هذا نفاق؟

من جملة الملايين من الكلدان الذين دمرت مؤسسة الفاتيكان لغتهم وثقافتهم وليتورجيتهم واحرقت كنائسم ومكتباتهم وأقترفت جرائم يشيب لها الولدان بحقهم لم ينجو غير حوالي 3000 (ثلاثون الف) وهم اليوم من اتباع كنيسة المشرق الأشورية في الهند ولا يزالون يعتزون بتسميتهم ويطلقون على انفسهم "كلدان" وهم رغم فقرهم طبعوا والفوا من كتب التراث والطقس واللغة والليتورجيا ودرسوا وقدموا خدمات جليلة للثقافة والهوية اكثر مما فعله الفاتيكان لنا وهو اغنى واكبر مؤسسة في الدنيا. هؤلاء الكلدان لا تذكرهم رغم انهم لا يزالون محافظين على الإسم والهوية لأنهم ليسوا كاثوليك اليس كذلك؟ والذين اصبحوا كاثوليك وهم بالملايين محت هذه المؤسسة الكنسية الغربية ثقافتهم ولغتهم وهويتهم من الوجود. يا اخ إستفيق انت لست قومي انت مذهبي وطائفي لأنك تربط الكلدانية بالكثلكة وهذا لا يفعله اي قومي اخر في الدنيا حتى الكردي الأمي الذي يعتز بقوميته لا يقبل ان يقول انه كردي سني او كردي شيعي. ولكن انت تقول انا قومي كلداني كاثوليكي وتعلم علم اليقين ما فعله الفاتيكان بالكلدان وتعلم علم اليقين انه ليس هناك قومي واحد في الدنيا يربط هويته بمذهبه.

هذه هي مؤسسة الفايتكان مؤسسة مستبدة فاسدة إداريا وتنظيميا وماليا حسب ما يقول اصحابها. فكيف يتصور الكلدان انها ستنصفهم وستحل مشاكلهم وكيف يقبل الذي يقول انه قومي ان تحتله وتستعمره هو ومقاديره ومقادير مؤسسته الكنيسة مؤسسة اجنبية وبهذا القدر من الفساد؟

ومن انت يا اخي كي تنصب نفسك حكما على الكنيسة الكاثوليكية؟ هناك نقد يومي لها ولم ينجو منه حتى البابا فرنسيس ومن نشطاء كاثوليك ممارسين واخر مثال كان النقد من الحركات النسوية الكاثوليكية  بسبب قول البابا ان الكاثوليك لا يجوز ان ينجبوا مثل الأرانب ( breed like rabbits) العبارة التي  رأت فيها الكثير من النساء الكاثوليكيات إهانة لمكانتهن كمراءة وحقهن في الإختيار حيث تقول ناشطة كاثوليكية في جريدة الغاردين التي يقرأها في اليوم الواحد حوالي اربعين مليون شخص ما معناه ان مؤسسة الكنيسة الكاثوليكة تنتهك حقوق المراءة لأنها مؤسسة رجولية يقرر فيها الرجال ما يجب ان تفعله المراءة التي لا يسمح لها المشاركة في القرار والحصول على مناصب في الهرم الذي يتسلط عليه الذكور فقط وتحرم عليهن حبوب منع الحمل ومن ثم تتهمهن بأنهن ينجبن مثل الأرانب وهناك إنتقادات اخرى كثيرة في المقال. هل سيطردها او يحرمها الفاتيكان او يشكك في عقيدتها لأنها نشرت مقالها في جريدة لا تكّن مودة للكنيسة  الكاثوليكية والمسيحية بصورة عامة؟ متى ستخرج من تكلسك الفكري وتحجرك العقلي وانت تقول انك قومي المنهج؟
   http://www.theguardian.com/commentisfree/2015/jan/29/im-a-catholic-feminist-and-my-church-needs-me-more-than-ever

الحروب الصليبية

وايضا تعرج على كتاباتي حول الحروب  الصليبية وقولي ان الصليبيين قتلوا من المسيحيين المشرقيين ربما اكثر من المسلمين وان صلاح الدين الأيوبي كان اكثر تحضرا وتمدنا وخلقا والتزاما بحقوق الإنسان بمفهوم ذلك الزمان في حربه من الصليبيين درجات كثيرة. يا رجل انت تقول ان شهادتاك الدكتوراة (لن اسميها سوق مريدي) في التاريخ ولكن كل قراءتك لأي ظاهرة اتيتها في المسلسل (مقالات)  نابعة من الثنائية المقيتة التي اشرتُ إليها اعلاه. ما قلته يؤكده اساتذة التاريخ من الغربيين انفسهم. إقراء كتاب امين معلوف وهو فرنسي الجنسية وكاثوليكي مشرقي مثلي الذي الفه بالفرنسية وتُرجم الى عشرات اللغات وبسببه نال ارفع الجوائز الأدبية وتثمينا لهذا الكتاب القيم  بالذات انتخب عضوا في اكاديمية العلوم الفرنسية وهذا منصب من ارفع المناصب العلمية في الدنيا.

لعلمك ما فعله الفاتيكان من خلال الحروب الصليبية بمسيحيي القسطنطينية من الأرثذوكس من فتك وقتل بعشرات وعشرات الالاف حسب المؤرخين كان وراء افول نجم القسطنطينية منذ ذلك الحين وسبب من اسباب  سقوطها بيد المسلمين من العثمانيين. 
http://www.goodreads.com/book/show/64533.The_Crusades_Through_Arab_Eyes

قراءة عرجاء للنصوص

وتقتبس اية من القرأن  كي تتحداني وتذكر إبن تيمية؟ هذا ايضا يقع في باب الثنائية المقيتة لأن النص لا يجعل الناس صالحين او أشرار وإلا لكان كل الذين يقولون انهم يتبعون الإنجيل اناس صالحون ابرار وإن كان الأمر كذلك لما وقعت الحروب المذهبية الطاحنة بين المسيحيين ولا كان لدينا صكوك الغفران ولا محاكم التفتيش ولا الحروب الدينية ولا ظهرت العبودية المرعبة التي إستمرت في امريكا كقانون وتشريع حتى سنة 1960 ولا التميز العنصري (ابارثيت) الذي شرعنه الدستور وأستمر حتى عام 1995 في جنوب افريقيا ولا الفاشية ولا النازية لأن كل هذه الشرور المرعبة وقعت في اراض يقول اصحابها انهم مسيحيون. كل الأديان لا سيما التي يقول اصحابها انها من السماء بغض النظر عن ماهية  نصوصها إقترفت عنفا وظلما مرعبا وليس هناك دراسة تقول ان اصحاب الدين الفلاني كانوا اكثر رحمة او اكثر قسوة من الدين الأخر وفي كل هذا الظلم الشنيع الذي عانت وتعاني منه البشرية على مر التاريخ  لا سيما في العصر الحديث كانت المؤسسة الدينية – كل الأديان والمذاهب دون إستثناء – جزءا اساسيا منه وتتماشى وتهادن الظالمين والسلاطين.

احداث 11 سبتمبر

وتذكر موقفي من احداث 11 سبتمر. هذا لست انا اقوله اليوم. الكثير من العلماء والأكاديميين وكبار الصحفيين يشاركونني الرأي في ان امريكا إستغلت الأحداث لتحقيق اغراض دنيئة وغزو دول بريئة وإقتراف جرائم اكثر شناعة من احداث 11 سبتمر. إقراء كتاب ريشارد برنشتاين وهو اليوم يعد اكبر فيلسوف في امريكا طرا عن سوء إستخدام امريكا لهذه الحادثة وكتابه هذا كتاب منهجي في اغلب الجامعات الأمريكية والأوروبية ومن ضمنها جامعتنا وأستقيت معلوماتي منه. هل ستكتب له وتقول له ان نظريته حول تفسير ماهيّة الشر وإستخدامه لأغراض دنيئة من قبل بلده امريكا خاطئة وانك صاحب (د.) - ولا اقول سوق مريدي - من خلال ابحاثك العلمية الأكاديمية الرصينة المنشورة في ارقى المجلات العلمية في العالم إستطعت تفنيد نظريته حول ماهيّة الشر وإن لم يغير موقفه فإنك ستكتب سلسلة مقالات من ثلاثة اجزاء تهاجم فيها ليون برخو لأن لما كان في الإمكان انتقاد احداث 11 سبتمبر والكشف عن كيفية إستغلالها امريكيا لتحقيق اغراض ومصالح إستراتيجية دون مراعاة لأبسط حقوق الإنسان لولا كتابات ليون برخو في الصحافة العربية؟
http://eu.wiley.com/WileyCDA/WileyTitle/productCd-074563494X.html

وها هي امريكا اليوم ترفض إطلاق كلمة "الإرهابية" على حركة طلبان الأفغانية بعد حرب مدمرة في افغانستان التي اهلكت الحرث والنسل  بحجة احداث 11 سبتمبر لأن مصالحها تتطلب ذلك رغم ان هذه الحركة ذاتها لها ضلع في احداث 11 سبتمبر الإرهابية. لماذا لا تطلب من البيت الأبيض يا اخينا العزيز حبيب تومي وتلقن اوباما ومستشاريه درسا في مذهبيتك وطائفيتك وإنطلاقا منها تنصحه ان هذا خطاء؟ بدلا من ذلك تهاجمني لأنني قلت ان امريكا تستخدم حتى الجريمة في حقها من اجل مصالحها وغدا قد يرفعون إطلاق كلمة "الإرهاب" على داعش إن إقتضت مصالحهم. هكذا يتصرف الوطنييون والقوميون الأمريكان وغيرهم في كل مكان من العالم من اجل وطنهم وشعبهم وهويتهم حيث يضعون مصلحة شعبهم فوق كل الإعتبارات الدينية والمذهبية وغيرها وانت لا زلت حبيس المذهب وتربط هويتك التي هي هويتي بالكثلكة والفاتيكان والمؤسسة الكنسية.
http://www.aljoumhouria.com/news/index/207688

الإقتصاد الإسلامي

وتتحدث لماذا اكتب عن الإقتصاد الإسلامي؟ إسأل الجامعات الأمريكة والأوروبية لماذا يتهافت الطلبة فيها للحصول على شهادات والتسجيل في برامج اكاديمية تدرس مادة الإقتصالد والصيرفة الإسلامية ولماذا لا تقوم بتدريس الإقتصاد والصيرفة المسيحية او اليهودية مثلا؟ هناك كم هائل من المقالات والكتب والمجلات العلمية والأكاديمية التي تعني اليوم بشؤون الإقتصاد  والصيرفة الإسلامية والبنوك الإسلامية كانت تقريبا الوحيدة التي لم تتأثر بالهزة المالية التي ضربت العالم الغربي في عام 2008. هذا هو الواقع والعالم الغربي عالم مصلحة ومال. إن كان الإقتصاد والصيرفة الإسلامية نشاطات مربحة فسيقبلون بها وهذا واقع المصالح في الغرب. وبريطانيا حيث تقع اكبر المؤسسات المالية العالمية اليوم، تشجع هذا النشاط الإقتصادي وتدعمه بنكيا ومصرفيا وجامعيا. الست دكتور! وتنشر مقالاتك في عشرات المواقع الإلكترونية وتتهمني بأنني اصول وأجول فيها وانا منذ زمن بعيد لا أنشر إلا في هذا الموقع؟ فلماذا لا تكتب لديفيد كاميرون رئس الوزراء البريطاني ان يمنع تدريس الإقتصاد والصيرفة الإسلامية في الجامعات البريطانية وجعل لندن اهم مركز في الدنيا للصيرفة الإسلامية  لأنه شخصيا قد تبنى هذا الأمر منذ توليه رئاسة الوزراء في بريطانيا:
http://www.independent.co.uk/news/uk/politics/david-cameron-unveils-plans-to-make-london-a-mecca-for-middle-east-wealth-8911301.html

الكنائس في السعودية

وتذكر مسألة السعودية والكنائس وتطلب رأي او تطلب مني ان اطلب منهم تغير رأيهم. يا رجل لماذا لا تطلب من الفاتيكان مثلا ان يضغط عليهم بدلا من ان يدخل معهم في شراكة في تأسيس مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين اتباع الأديان وكم فاتيكاني وكم كاثوليكي يتقاضى مراتب من هذا المركز وغيره من خلال المنح التدريسية وكراسي ثابتة  في الجامعات الغربية ومراكز بحثية حول حوار الأديان والدراسات الإسلامية في الغرب ممولة تقريبا كلها سعوديا؟ الم يتعاون الفاتيكان مع المخابرات الغربية والأمريكية لإسقاط الإتحاد السوفيتي السابق؟ يا رجل إتق الله وحاول ان تنصف نفسك اولا وتصحح مفاهيمك البالية العتيقة والكسيحة والسقيمة عندها إنصح الأخرين.
http://www.kaiciid.org/

امبراطورية الإعلام السعودية

وتذكر ان جريدة الإقتصادية سعودية. لا اعلم إن كان هذا مرده جهل او تجاهل؟ صحيح هذه الجريدة سعودية؟ ولكن هل تعلم تقريبا ان كل الجرائد والوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقرؤة لقطاع كبير من المارونيين الكاثوليك في لبنان ومن ضمنها جريدة النهار والحياة وغيرها سعودية وبعضها إماراتية او قطرية والأخرى إيرانية؟ وانت في بيتك في النرويج تقريبا كل ما تشاهده في التلفزيون سعودي وتدفع صاغرا إشتراك شهري ضمن الإيجار او منفصل للقنوات السعودية التي تغزوك في عقر دارك وتجلس وتسهر امامها وهي تبث ثقافة عربية إسلامية من خلال الترفيه او التوثيق او الأخبار؟ فلماذا فقط الإقتصادية؟

السعودية تملك تريلون دولار في صندوقها السيادي ومبالغ هائلة في إستثمارات في الغرب يسيل لها لعاب الرئس الفرنسي والأمريكي والبريطاني وكل الغرب وهم على إستعداد لعمل اي شيء لإرضائهم. دول الخليج –السعودية وقطر والكويت والإمارات – يطلق عليها المحللون الإقتصاديون اليوم "بؤرة الثراء الإستراتيجي في العالم" وهي تملك ربما البيت الذي انت ساكن فيه وانت لا تدري وتدفع لهم انت او الدولة الإيجار صاغرا إن كنت تعتاش على الضمان الإجتماعي . والعالم الغربي الذي انا ادينه ومن ضمنه مؤسسته الكنسية الكبيرة الفاتيكان (دولة الفاتيكان) عالم نفاق ورياء عند تعلق الأمر بالمصالح.

التبشير

وتذكر مسألة التبشير. جيد. وأنا أسالك لماذا لم يقم المبشرون الفاتيكانيون من اللاتين الكاثوليك عندما قدموا لديارنا بالتبشير في صفوف المسلمين وصبوا جام غضبهم علينا وأعتبرونا  نحن هارطقة وكفرة وكأننا نحن المسلون والمسلمون مسيحيون بينما نحن كنا نسبقهم بمسيحيتنا المشرقية اجيالا وفي كل شيء؟ لماذ قبل هؤلاء المبشرون الذي يطلق عليهم البطاركة الكلدان واحبارهم بالمجرمين والكروم الملعونة والشياطين البيض والذئاب في لباس الحملان (انظر ارشيف البطاركة ومراسلاتهم) نعم قبلوا ان يحصلوا على فرمانات من الدولة العثمانية  المسلمة العتيدة وكان من شروطها عدم التقرب صوب المسلمين ولكن يحق لهم الإستعانة بالمسلمين لإضطهادنا نحن وضربنا وقتلنا وتشتيتنا وحرق كتبنا ومخطوطاتنا ومكتباتنا وفرض الثقافة اللاتينية علينا بالظلم والقهر والإضطهاد إستعانة بالمسليمن؟ هذا موثق والوثائق موجودة ولكن يبدو ان الطائفية والمذهبية قد احكمت الطوق عليك ومثل النعامة تخفي رأسك في رمالها كي لا ترى ولا تقراء. بشرفك لو فعل بنا البطريرك الأشوري وأتباعه – وهذا سابع مستحيل – ما فعله هؤلاء المبشرون الفاتيكانيون من مجمع البروربغندا وكرديناله وخلفه وزير المستعمرات الحالي الكاردينال ساندري، رئس المجمع الشرقي، الذي لا يزال يتصرف مع الكلدان بنفس العقلية ويهينهم ويحيلهم الى محاكمه الإستبدادية ويلغي مراسيم بطريركية كي يزيد في إهاننتا،  لو كان سبب هذا الأشوريون ماذا كنت ستفعل؟ إذا انت لست قومي كلداني ولا تحب الهوية الكلدانية شأنك شأن المطران الذي هدم بيته على رأسه وراس اصحابه لأن بدلا من ان يستعين بأهله وبطريركيته التي هي رمز وجوده ومسيحيته المشرقية يلتجىء إلى الأستعمار والدخيل والأجنبي وتمدحه انت. اليست هذه هي الخيانة العظمى في نظر اي قومي حتى ولو كان كرديا اميا في اعالي جبال زيبار او بارزان؟

وتنتحل إقتباسات من الأخرين وتنسبها لي. هل وصل بك الأمر الى هذه الدرك. مثلا تقول انا القائل: "الدكتور ليون برخو الذي تقول عنه الصحف النصرانية أنه "متطرف له اجندة لقلب الحقائق التاريخية، القومية والطائفية وتزويرها. وله اسلوب ماكر فهو يضرب من اسفل الجدار، بسبب مواقفه المتشددة تجاه بعض مذاهب المسيحية، يشيد بدور الإسلام في التجارة والصيرفة الحديثة، ويقر بفضائل الإسلام التي جعلت الإقتصاد الإسلامي يدرس في جميع كليات الإقتصاد في العالم كثاني أهم مادة اقتصادية." يا رجل هذا لم اقله انا ابدا. هذا ما كتبته احدى المجلات العربية التي تهاجمني غالبا ولكنك تنسبه لي. وهناك إقتباسات اخرى خارج سياقها وتقويلي امورا لم اقلها لا يتسع المجال لذكرها مثلا تذكر ان القرني نشر رسالته لي في جريدة الإقتصادية وتقول انني خرجب من إجتماع النهضة – عفوا النكسة – قبل بداية الأسئلة والأجوبة .. كل هذا إفتراء.

إزدواجية مقيتة

ان تنتقد الذين يهاجمون المطران جمو هذا من حقك ولكن عليك تفنيد إنتقادهم  من خلا تقديم حجة منطقية وليس الولوج في دفاتر فكرية سقيمة عقيمة لا منطق لها. ولهذا لا ترى الكم الهائل من الإهانات والكلمات البذيئة والمقرفة والشتائم التي يستخدمها اصحاب هذا المطران وبموافقة شخصية منه ضد الكرسي الكلداني الرسولي ممثلا بالبطريركية التي تحمل إسمك الى درجة ان وصف بعضهم البطريرك بهتلر والنازية ولكنك تهاجمني لأنني أنتقد مؤسسة دولة الفاتيكان. يا رجل إفنح عينك كي ترى.

ووصل الأمر بك كي تغض النظر عن الخطاب التكفيري الهرطوقي لهذا المطران من خلال موقعه الكنسي (انظر الكنسي)  الذي لا يختلف عن خطاب بعض الفرق الإسلامية التكفيرية الظلامية وما يقوم به من ممارسات لا علاقة لها من قريب اوبعيد بالإنجيل وتاتي وتحاسب ليون برخو وهو شخص لا يمثل إلا نفسه وتقول هل يقبل الإنجيل بهذا؟ هل يقبل الإنجيل ما يقوم به هذا المطران؟ هل بإمكانه كشف حساباته وتقديم كشف عن الأموال الهائلة التي دفعها لإنقاذ صاحبه المطران من محكمة امريكية مدنية خسر قضيته فيها؟ هل تعلم لماذا خسرها؟ هل بالإمكان ان يكشف لنا هذا المطران طبيعة علاقاته مع الكاردينال وزير المستعمرات؟ اليس من حقنا وحق رعيته ان يعرفوا؟ هل التهديد بالشرطة والسجن جزء من الإنجيل؟ هل تحويل الكنيسة والمذبح والمنبر الى ساحة تصفية حسابات شيء من الإنجيل؟ وهل وهل وهل ...

ما هي الحقيقة

حقيقة الأمر والواقع ان الأخ حبيب تومي ليس همه الكنيسة او الإنجيل او الكثلكة او الهوية الكلدانية او ان ليون برخو يدافع في بعض مقالاته ضمن مئات المقالات التي يكتبها عن الإسلام والقرأن. هل تتذكرون كيف جرى وهرول واطلق الريح لساقيه لاهثا وراء شيخه الكلداني رغم توجهاته وممارساته الطائفية والمذهبية المعروفة والشائعة وكونه من الميلشيا وهناك تقارير عن إشتراكه واصحابه في معارك مذهبية بين المسلمين انفسهم وانا لا ادينه لأن هذا ليس شأني ولكن تتذكرون كيف كان يكيل له الأخ حبيب تومي المديح وكيف فرش له مطرانه الذي هدم بيته على رأسه ورأس اصحابه السجاد الأحمر واغدقوا عليه المال الوفير ودفعوا ثمن سفره وتذكرته الى امريكا رغم إصطفافه المذهبي والطائفي عمليا وممارسة في الصراع الديني والمذهبي الذي يعصف  بالمسلمين في العراق واقاموا له الحفلات والولائم وصفقوا له في الكنائس والمجالس وجعلوا من موقعهم الكنسي السيء الصيت كلدايا.نت منبرا له لتغطية نشاطاته المقرفة في العراق وبالتفصيل الممل بينما يحجبون اي نشاط لكرسيهم الرسولي كرسي بابل/قطيسفون للكلدان في العراق والعالم.

إذا يا رجل إخرج المسيحية والإنجيل من حساباتك وإنتقاداتك لي وحاول كما يقول الإنجيل ان تخرج الخشبة التي في عينيك كي ترى الأخر وتساعده.

والله ومن ثم والله لو كان ليون برخو ضمن البيت الذي هدمه المطران جمو على رأسك ورأس اصحابك وليس "رؤوس" يا دكتور! بالعربية  نقول "هدم الكاتب الجريء البيت على رأس المنافقين" وليس رؤوس كما تقول كي تظهر انك فطحل في العربية – اي لو جرى وهرول ليون برخو وراءكم – وهذا سابع المستحيلات لأنه وحدوي الهوى قوميا وكنسيا -  لأقمتم له الولائم وفرشتم له السجادة الحمراء مثلما فعلتم مع شيخكم  الكلداني الذي اغدقتم عليه المديح والعطايا وجعلتم منه اية، لما كنتم تذكرون او تشيرون ابدا الى بعض مقالات ليون برخو في الصحافة العربية وتسوّقونها مذهبيا وطائفيا من اجل قضيتكم  الخاسرة اساسا او ما صار يطلق عليه نكسة نهضتكم ولكنتم ودافعتم عن ليون برخو بأرواحكم حتى ولو كان ظالما كافرا لا علاقة له بالإنجيل والكنيسة ومشرقيته المسيحية التي يعبدها ويقدسها. اليس كذلك يا دكتور! حبيب تومي ؟

1413

الأخوة المتحاورون والقراء بعد الإستئذان من صديقنا العزيز وزميل المهنة الدكتور رابي المحترم

لقد أخذ هذا الموضوع المهم والحيوي مداه. وفي الحقيقة وبكل تواضع كنت انا الذي طرحته وبقوة كي اعيد الإعتبار لواحد من اكبر وأعظم  فلاسفة ومفكري كنيستنا المشرقية المجيدة المقدسة. والله يشهد كما انا سعيد ان اقراء هذا المقال والردود عليه لأن اغلبها تتطابق مع ما ذهبت إليه من فكر ومنحى في دراسة ومخاطبة والتعامل مع الأخر المختلف عنا. وسعادتي اكبر عندما ارى ابناء جلدتي من الكلدان وهم يشيدون بالدكتور رابي. وهذا دليل ان هناك الكثير بين الكلدان من يريد ان يسمع صوت العقل والعلم والأكاديميا.

وهنا بودي ان اعقب على ما اتى به صديقي العزيز موفق نيسكو ورده واضعه امام مشرحة العلم والأكاديميا رغم ان الدكتور رابي قد اجاب ببعض التفصيل ووضع السيد لوسيان الموضوع برمته ضمن سياقه الإنساني العام.

الأخ موفق مع الأسف لم يوفق هذه المرة وكثير من المرات رغم إمتلاكه كم هائل من المعلومات ومكتبة عامرة.

الدكتور رابي يضع المسألة برمتها ضمن سياقها العلمي الأكاديمي الرصين وينطلق من علم الإجتماع Sociology. وشخصيا عندما درست مار نسطورس وضعته ضمن سياق علوم الخطاب وتحليله ونقده ووصلت الى نتيجة تكاد تكون متشابهة لما وصل إليه الدكتور رابي.

وأتفق مع الدكتور رابي في رده على الأخ موفق. الأكاديمية لا يجوز ان تكون مذهبية او طائفية او دينية. النتيجية نعتمدها والبحث ننشره بعد تقيم عسير يمر بمراحل كثيرة والمقيم يجب ان يكون مواز علميا peer او اكثر درجة علمية في الحقل الذي نكتب فيه.

وكل بحث ينطلق من إنتقاص الأخر او التشويش على موقفه على خلفية مذهبية او طائفية او دينية او إثنية موقف غير مقبول من الناحية العلمية والأكاديمية وهكذا دراسات واصحابها لا مكان لهم في الجامعات الرصينة.

وشخصيا ارى ان موقف الأخ موفق موقف مذهبي ينطلق من تفسير لاهوتي محدد لفئة محددة ويستند الى فترة تاريخية محددة وهذا ما نراه لدى الكثير من القسس والمتدينين غير المتنورين حيث لا يتورعون حتى في كرازاتهم بعد قرأتهم للإنجيل في الهجوم على المذاهب الأخرى المختلفة عنهم وهذا سمعته في كنيستي الكلدانية (ومع الأسف الشديد) وسمعته وبقسوة وعنف خطابي لا علاقة له بروح الإنجيل في الكنيسة القبطية وسمعته ايضا في كنيسة سريانية ارثذوكسية (ومع الأسف الشديد).

في المجتمعات المتمدنة والمتحضرة ليس بإمكاننا تهميش الأخر ابدا لأنه يحمل المذهب الفلاني او الدين الفلاني او اللون الفلاني ... والإنتقاص منه بسبب ذلك والطلب منه ان يبدل ما لديه ويلتحق بما لدينا كي يصبح موازيا لنا في الأرض والسماء وكأننا نملك مفاتيحها. هذا لا تقبل به القوانين الوضعية المدنية، فكيف نقبل به كمسيحيين نقول ان كتابنا هو التسامح والمحبة والعطاء والغفران بعينه؟

في الأكاديمية – وإن اراد الأخ موفق ان يكون أكاديميا – عليه ان يستمع الى نصيحة الدكتور رابي، اي ان يضع مذهبيته وطائفته ومشاعره وذاتيته جانبا قدر الإمكان ويكف عن الحكم على الأخر إنطلاقا من مذهبيته او المجمع الكنسي الفلاني او او موقف الكنيسة الفلانية. هذا لا يدخل في باب الأكاديمية واخشى القول ان اغلب كتاباته منطلقها مذهبي لأن غايته الإنتقاص من الأخر (نسطورس مثلا وكنيسة المشرق) إستنادا الى نصوص وتفسيرات مذهبية وكأني به قس او راهب قبطي (وانا اقدس الكنيسة القبطية واجلها لأنها رسولية شأنها شأن كنيستي) لاهم له إلا إدانة نسطورس وأتباعه. هذا لا مكان له في الأكاديمية ابدا وحامل هكذا مواقف يطرد من الجامعات الرصينة فورا وتسحب منه الشهادة إن كانت لديه شهادة اصلا.

ومن ثم بأي حق يتخذ الأخ موفق نفسه ناطقا بإسم الكنيسة الكاثوليكية. انا مسيحي مشرقي من اتباع الكنيسة الكاثوليكية وعضو فعال فيها والتقي بكثير من علمائها ولاهوتييها ورجال دينها الكبار. خطاب هرطقة الأخر اخرجته الكنيسة الكاثوليكية من قاموسها وبدأت تدخل القرن الواحد والعشرين بذهنية منفتحة الى درجة انها في طريقها الى إيواء مثليي الجنس وهم اليوم يدخلون كنائسنا ويشاركون في الأسرار في الدول االإسكندنافية لأن القانون المدني يسمح لهم ذلك وليس بإستطاعة اي سلطة كنسية منعهم.

إذا كانت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بدأت تأوي اللوطيين (مثلي الجنسي) الذين ترد فيهم كثير من النصوص في الكتاب المقدس وتدينهم وتقول انهم في خطيئة مميتة فكيف تقذف كنيسة رسولية واحد من قديسيها وهو نسطورس بالحرم في عصر اليوم الذي نرى فيه كنائس غربية اخرى تقبل رسامة اساقفة إناث لا بل رسمت اساقفة وهم مثليين الجنس؟

امل ان يتقبل الأخ موفق النقد برحابة صدر لأن إقحام المذهبية في كتاباته للبرهنة على حقيقة الواقع الإجتماعي من حيث احداث التاريخ باطلة في ميزان البحث الأكاديمي الرصين ومن هذا المنطلق طالما ظل متشبثا بهذا المنحى المذهبي الذي يلغي الأخر ويجعله هرطوقيا لأنه تربى هلى مذهب في هذا الإتجاه ستظل كل كتاباته موضع شك كبير.

من ابسط اسس الكتابة الأكاديمية والعلمية الرصينة هي الإبتعاد قدر الإمكان في الحكم على ما نبحثه ضمن دراساتنا العلمية عن الذاتية والمذهبية والميول الشخصية والجنسية وغيرها. إن إستطعنا القيام بذلك من حقنا ان نقول اننا أكاديمييون وعلميون وهذا ما فعله زميلنا الدكتور رابي حيث انه كلداني مثلي وكاثوليكي ولكن عندما قدم دراسة سيولوجية عن الهرطقة واخذ مار نسطورس مثالا قال بكل جراءة وشجاعة إستنادا الى بحثه العلمي الرصين  - ورغم ان الإستنتاج قد يذهب عكس ما هو شائع لدى البعض من اتباع الكنيسة الكلدانية ولدى بعض الكاثوليك من مذهبه – ان مسألة هرطقة الأخر باطلة وما لحق بمار نسطورس امر فظيع وظلم كبير آن الآوان ان نضعه امام مشرحة البحث العلمي الرصين لنرى انه مظلوم، ومعه تم الحاق ظلم كبير وعذاب لا يوصف وإضطهاد دون حدود بكنيسة المشرق واتباعها من الكلدان والأشوريين.

البحث العلمي الموضوعي حتى وإن كانت نتيجته معاكسة للواقع الإجتماعي الذي ترعرعنا فيه ونشأنا فيه على الباحث النزية عرض النتيجة والمحصلة مهما كانت الإنعكاسات.

وأظن ان اخينا وحبيبنا الأستاذ موفق نيسكو يحتاج الى وقت طويل جدا كي يحلل واقعه الإجتماعي بعيون  موضوعية مجردة كما يفعل الدكتور رابي وربما الى وقت اطول بكثير كي يقدم لنا بحثا نزيها يتحدى الواقع الإجتماعي الذي هو فيه الذي تحتله  المفاهيم المذهبية والطائفية  واللاهوتية التي عاش ويعيش فيها ولها  حتي يقدم لنا درساة قيمة بمستوى درساة الدكتور رابي.

تحياتي




1414
واخيرا اعطيني قائمة عن كم جريمة قام بها مار نسطوريوس او تابعيه وانا بالمقابل ساعطيك كل القوائم بالتفصيل عن جرائم كنائس الغرب


عودة ميمونة الى صفحات المنتدى يا سيد لوسيان.

كلامك سليم والتاريخ ثابت يؤيد ما أتيت به.

قديس وفيلسوف ولاهوتي كنيستنا المشرقية المجيدة (بشقيها الكلداني والأشوري) مار نسطورس هو واتباعه من اجدادنا العظام الذين ندين لهم بكل شيء مما نملكه من علم وفلسفة وفنون وثقافة وطقوس وليتورجيا وموسيقى وإرث واداب كنسية وهوية وغيرها لم يستخدموا العنف ولم يقترفوا جرائم ولم يكن لهم محاكم تفتيش  وصكوك الغفران ولم يحرقوا الناس المختلفين عنهم وهم احياء وبلالاف.

بالعكس كانت كنيستنا المشرقية المجيدة  ولاسيما الشق الكلداني منها اي الكلدان برمتهم ضحايا وفي العصر الحديث لجرائم يشيب لها الولدان ترتقي في كثير من صفاتها الى جرائم ضد الإنسانية والثقافة الإنسانية إقترفتها مؤسسة الكنيسة الغربية متمثلة بالفاتيكان في حق الكلدان إستمرت في كثير من تفاصليها المروعة  الى حوال 1920 وفي بعض مناحيها  المؤسساتية والثقافية لا زالت مستمرة حتى اليوم. وهذا كله موثق وبالتفصيل في حوليات ورسائل بطاركة واحبار كنيستنا المشرقية لا سيما الشق الكلداني ومؤرشف وفي متناول الباحثين والأكاديميين.

إخفاء رأسنا مثل النعامة  في رمال الطائفية والمذهبية  والتسموية لا يغير في ثوابت التاريخ. كان ولا يزال مار نسطورس والأشقاء الباقين على مذهب الأجداد ضحية سوء فهم تاريخي عانت كنيستنا المشرقية المجيدة لا سيما الشق الكلداني منه الويلات بسببه ولم يشفعهم  حتى تبديل مذهبهم الى المذهب الروماني.

والى صديقنا زميل المهنة الدكتور رابي الف تحية لموضوعه القيم هذا. آن الآوان كي نقراء تاريخنا وأنفسنا وواقعنا الإجتماعي بعيون  مفتوحة وبموضوعية ومصداقية واكاديمية تستند الى الصدق والدقة ولا تنجر وراء العواطف والذاتية والإنتماء المذهبي والطائفي.

تحياتي


1415
الأخ العزيز عبدالاحد سليمان بولص المحترم

شكرا للجهود الكبيرة التي يبذلها قلمك الهادىء الرصين  الحريص على كنيسة المشرق الكلدانية وكرسيها الرسولي المقدس والجالس عليه سعيدا. إسمح لي إضافة ما ورد من قبل البطريركية والذي يفرز الحق من الباطل والنزاهة من التهويل والكذب وعدم المصداقية:

اعلام البطريركية: اعلان انعقاد سينودس استثنائي

على هامش رسامة الاسقفين الجديدين مار عمانوئيل شليطا وباسيليوس يلدو في 6/2 ، دعا غبطة ابينا البطريك مار لويس روفائيل ساكو اساقفة الكنيسة الى عقد سينودس استثنائي ببغداد في 7 شباط لدراسة النقاط التالية وايجاد حل لها:
1-   وضع ابرشية مار بطرس الرسول في سانديكو المؤلم  والمشكك منذ سنتين
2-   تشكيل محكمة بطريركية
3-   موضوع المهجرين
4-   الرابطة الكلدانية
5-   احياء الذكرى المئوية لمذابح المسيحيين ( الكلدان) في سفربرلك- سنة 1915
 
يؤسفنا ان يخرج بعض اشخاص من سانديكو بتصريح غير مسؤول حول وجود رسالة من قداسة البابا تلغي القرار البطريركي وتعيد الامور الى ما كانت عليه. لا نعلم من اين استقوا هذه المعلومات، وكأنهم مستشارون في القصر البابوي؟ لا وجود لرسالة من البابا فرنسيس، ولم يتحداها غبطة ابينا البطريرك. كل ما هناك هو رسالة من كردينال المجمع الشرقي في 19 كانون الاول تسمح ان يقدس الكهنة الموقوفون لحاجة الناس اليهم الى ان يتم البت نهائيا في قضية ابرشية سان ديكو في اجتماع يعقد  في الفاتيكان بتاريخ 17/2.

البطريركية تعلم بكذا لقاء واتخذت كل الاجراءات حتى يأتي القرار قانونيا وعادلا ولمصلحة الكنيسة الكلدانية، والسينودس القادم سوف يتخذ قرارات مناسبة.

 
http://saint-adday.com/permalink/7005.html

1416
الأخ العزيز ناصر عجمايا المحترم

امل ان يتسع صدرك لتعقيبي هذا من باب حرية التعبير الملتزم ومن باب كونك واحد من مثقفي الكلدان الكبار بدليل المنصب الذي تحمله وهو رئس إتحاد الكتاب الكلدان العالمي.

الخلاف الكلداني-الكلداني الحالي والمؤسف والذي أظن وأمل أن اكون مخطئا وصل خط اللاعودة خلاف مؤسساتي إداري تنظيمي لا علاقة له برسالة السماء والرسالة الإنجيلية والروح القدس واركان المسيحية الأربعة وهي المحبة والغفران والعطاء والتسامح.
 
سؤالي هو هل كنت ستمتدح البطريرك كونه رمزا للكدان وكنيستهم لأنها حاليا المؤسسة الوحيدة الفعالة التي تحمل إسمهم وتاريخهم وثقافتهم ولغتهم – اركان القومية الأساسية – لو مثلا قال عكس ما ورد في الرابط الذي تنقل عنه والذي يبدو انه اثلج صدور الكثير من منتقديه، ومن حقهم، ولكن في رأي من الخطاء إضفاء صبغة المسيحية والروح الإنجيلية والرسالة المسيحية السماوية السمحاء على امور كهذه لأنها مسائل دنيوية بحتة وخارج اركان المسيحية الأربعة الا وهي المحبة والتسامح والغفران والعطاء. امل اننا على توافق في هذا كونك واحد من المثقفين الكلدان بدليل ترأسك لإتحاد يضم خيرة مثقفيهم.

الأن يا أخي العزيز ماذا تقول عن التصريح الأخير للبطريركية الذي اراه انا معاكسا للتطلعات القومية لبعض الأخوة الكلدان من الذين يريدون إقحام البطريرك الذي دوره روحي مسيحاني قبل أي شيء اخر في الشؤون القومية وادناه نص التصريح وتحياتي لك:

http://saint-adday.com/permalink/6978.html

البطريرك ساكو يرد على انتقادات بعض الكتاب غير المسؤولة

منذ انتخابي في 31/1/2013 انتخابًا قانونيّا بأكثر من ثلثي الاصوات وتثبيت البابا بندكتس السادس عشر لهذا الانتخاب، وتقديم كلّ الاباء الاساقفة الطاعة، راح هنا وهناك بعض الاشخاص، غالبيتهم من بلدان الانتشار يكتبون مقالات مسيئة، ويقدمون أنفسهم أوصياء على البابا والبطريرك والكنيسة، ويروجون اخبارا عارية عن الصحة، أو يخرجون   اقوالي ولقاءاتي وحركاتي عن اطارها الطبيعي.

أعلن للجميع أنى منتخب قانونيا، ولن اقبل وصيا على ولا على الكنيسة الكلدانية واشجب بشدة كلّ ما يكتب في المواقع الالكترونية من انتقادات أو طروحات تفتقر الى الحقيقة والى اللياقة الادبية. كما اؤكد انني لن اهتز قيد انملة في ترتيب الكنيسة على الاسس المتينة واخراجها من " الفوضى"

وليس لي ما أُخبئه، ولا أخشى هؤلاء السفهاْء، لان في النهاية ستنجلي الحقيقة كالشمس!

الكنيسة مؤسسة لها قوانينها ونظمها ولا تقبل ان تتحول الى "شماعة" يعلق عليها كل من دب وهب فشله او حقده!

الكنيسة الكلدانية مهما فعلوا لن تتحول الى" داعيّة قومجية"، بالرغم من اعتزازها بهويتها المنفتحة، ولن تسمح بإقحامها في السياسة او الاحزاب، بالرغم من ان لها كلمة في السياسة من اجل تحقيق العدالة وصيانة حقوق الناس والدفاع عنهم ومساعدتهم.

ما حصل في سانديكو شان كنسي سوف يُحل عبر السينودس البطريركي او الكرسي الرسولي بشكل قانوني –عادل. والموضوع متعلق بإعادة ضبط القانون والعدالة في الكنيسة وليس خصومات شخصية.

نتمنى ان يعرف كل شخص حدوده ويلتزم بمسؤولياته، وان اراد تقديم مقترحات معينة فليقدمها بأدب من خلال الاساقفة او الكهنة او المجالس الابرشية او الخورنية.


 


1417
الأخ العزيز عبدالاحد سليمان المحترم

شكرا للمقال وهو رد هادىء عقلاني منطقي لمقال عاكسه تماما في العقلانية والمنطق.

عندما رأيت إسمي في عنوان المقال تصورت ان السيد حبيب تومي سيرد على النقاط المهمة التي اتيت بها وما اكثرها وإذا به يعيد ويصقل دون نجاح يذكر في ارائه وطروحاته السابقة التي اظن ان الدهر اكلها وشرب.

مشكلة السيد حبيب تومي في رأي الشخصي هي انه لا ولن يقبل ان يراجع نفسه وطروحاته بعد ان صار واضحا للقاصي والداني ان طريقة طرحه لمفهوم القومية خاطىء لأنه مذهبي وطائفي المنحى ويستند الى رجال الدين.

والأنكى فإنه يستشهد دائما بالأكراد وليس هناك اليوم كردي قومي اصيل يربط قوميته وهويته بالمذهب والدين والطائفة لا بل ينبذها كل القوميين الأكراد الأصلاء ويتشبثون بلغتهم التي يرون فيها الوعاء الذي يضمهم جميعا من حيث القومية. لم اسمع كردي قومي يقول انه سني او شيعي ابدا ولكن السيد حبيب يركن قوميته الى مذهبه دائما وهنا الكارثة التي لا يشعر بها.

كل هذا بعد ان راجع الكثير من المثقفين الكلدان طروحاتهم القومية والنهضويةعلى طريقةالسيد حبيب تومي الطائفية والمذهبية ووصفوها بعد مراجعة متأنية ب "النكسة الكلدانية" بدلا من "النهضة الكلدانية"

وأنظر الى القوميين الأكراد في كوباني او عين العرب فإن المحاربين الأكراد الأشداء هناك لا دينيون اي قد وضعوا الدين والمذهب والطائفة جانبا ويقاتلون تحت راية الهوية والقومية. وبهذا إستطاعوا دحر داعش لأنهم إن كانوا مذهبيين وساروا على شاكلة مفهوم السيد حبيب النهضوي القومي لأنضموا الى داعش او اضعف الإيمان لما حاربوها لأنها من مذهبهم.

غريب وعجيب امر الأخوة القوميين من اشقائنا الكلدان لأنهم يتشبثون بجلباب المذهب والكنيسة والكنيسة والدين والمذهب من جهة والقومية من جهة اخرى لم ولن يلتقيا في التاريخ ابدا.

واخر امر اذكره هو ان السيد حبيب يقول ان عنوان مقالي يثير الإستفزاز. يا اخي حبيب كن منصفا ولو مرة في حياتك. انا شخص عادي لا امثل كنيسة او وطائفة او حزب ولكن تعلم من هو الذي يستفز اليوم. هل ممكن مقارنة ما اكتبه بلإستفزاز الذي يأتي من موقع كنسي كلداني كاثوليكي ابرشي يديره اسقفان والى التوصيفات النابية والخطاب المسيء لهرم وصرح وسدة البطريركية وكذلك خطاب الإقصاء والتكفير والظلامية الذي صار جزءا من هذه الأبرشية وموقعها وحتى من المنابر الكنسية؟

كل هذا لا يراه  لأنني اخشى ان السيد حبيب لن يرفع الخشبة من عينيه ابدا او ربما ليس بمقدوره القيام بذلك لأسباب كثيرة كي يستطيع رفع القذى من عيون الطرف الأخر.

تحياتي


 

1418
شكر وتقدير

والمقال اخذ مداه اكثر مما توقعت له ليس بوسعي إلا تقديم الشكر الجزيل لكل الأخوة والأخوات من القراء والمعلقين من الذين اتفقوا معي او ضدي. التقاطع والتوافق جزء من الحياة الإنسانية في كل شيء. حتى النصوص المقدسة التي يراها اصحابها من السماء هناك إختلاف عليها وحولها وتحمل اوجها عديدة تختلف بإختلاف الزمان والمكان والثقافة واللغة والجغرافية.

لقد حاولت التفاعل مع اغلب المداخلات إن لم يكن كلها وقد آن الآوان لقفل باب النقاش من جانبي ما لم يأتيني سؤالا ضمن مدار الموضوع وسياقه العام.

اتمنى للجميع عاما سعيدا.

تحياتي

1419

أخي العزيز ابن الرافدين المحترم

طلبت مني ان ابدي رأي في تعقيبك حول قديس كنيستنا المشرقية المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة وها انا البي طلبك وعذرا عن التأخير.

إتهام كنيسة المشرق بالهرطقة لأنها تبنت فلسفة وفكر ولاهوت مار نسطورس جزء من ظلامية القرون الوسطى. أساسا لا يجوز إتهام اي مذهب مسيحي بالهرطقة لا سيما مذاهب الكنائس الرسولية وكنيستنا المشرقية لا غبار على رسوليتها وقدسيتها شأنها شأن أي كنيسة رسولية اخرى.

ومن المأساة حقا ان نرى اهل لنا من المشرقيين اكثر ظلامية حتى من الغربيين من المسيحيين في تبني ظلامية القرون الوسطى وذلك بتركيزهم على هرطقة فكر ولاهوت وفلسفة نيرة ومنفتحة اساسها إشغال العقل البشري ووضع النص تحت مطرقة العقل البشري والتحليل المنطقي والعقلي وليس الغيبي وهذه كانت فلسفة  مار نسطورس وهذا كان لاهوت وفكر كنيستنا المشرقية.

لقد تأثر بهذه الفلسفة واحد من اكثر الحركات الفكرية تحررا وتنويرا لدى العرب والمسلمين طرا من خلال الحركة الفكرية التي تعرف بالمعتزلة لأنها اردات وضع النص القرأني تحت مشرحة العقل البشري والترجمة الإنكليزية للمعتزلة هي Free Thinkers (المفكرون الأحرار) وهؤلاء تأثروا بأجدانا النساطرة من العلماء والفلاسفة والمفكرين واللاهوتيين السريان الذين كان لهم تأثير كبير في الحضارة الإنسانية ومنها الغربية.

اتفق معك ان الفكر والفلسفة واللاهوت الغربي للكنيسة الكاثوليكة الرومانية لم يرتقي ابدا الى علياء وفكر ولاهوت وفلسفة كنيستنا المشرقية المجيدة وهذا بشهادة العلماء والفكرين المحايدين وعلينا كلنا ابناء وبنات هذه الكنيسة العودة الى جذورنا ولإنطلاق منها لتحسين حاضرنا والتعايش معه من خلال جلب ماض مجيد إليه وليس اخذ الحاضر إليه. هذا من جهة.

ومن جهة اخرى لا اتفق معك ابدا في إطلاق كلمة "الهرطقة" على الفكر المقابل اي فكر وفلسفة ولاهوت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. انصحك بعدم إستخدام هذه الكلمة لوصف اي كنيسة مسيحية لا سيما الرسولية منها وكنيسة روما مقدسة رسولية جامعة.

النص المقدس (الإنجيل) ثابت والنص هو الذي يقول عنه المسيح الدنيا تزول وهو لا يزول وأبواب الجحيم لن تقوى عليه.

المشكلة هي اننا بشر ولسنا الهة ولهذا لا يمكن ابدا ان نتفق على تفسير محدد لذات النص الذي لا يتبدل لأن ثقافاتنا ولغاتنا وتاريخنا ومناطقنا مختلفة ولهذا تأتي تفسيراتنا للنص المقدس مختلفة ولا بد ان تكون مختلفة ومن هنا نرى ان الدين الواحد الذي يتبع نصا واحدا له تفاسير مختلفة أي مذاهب مختلفة وكلها صحيحة.

أين الخطاء وأين الخطورة؟ الخطاء والخطورة تنبع عندما نضع تفسيرنا البشري قبل النص اي نجعله اكثر قدسية من النص ومع الأسف هناك بعض المذاهب المسيحية تجعل من تفسيرها الخاص للنص اكثر قدسية من النص ذاته واكثر قدسية من التفاسير الأخرى وهنا المأساة.

تحياتي

1420
الأخ العزيز اوكين دانيال المحترم

تثير مسألتين مهمتين في ردك (رقم 58) ومشاركتك (رقم 18).

الأولى تخص مسألة الموقف المستند "على اسس علمية مدروسة ... سواء اكان العلم ماديا او اجتماعيا او غيره فالعلم علم." كلام جميل وصحيح وتستند اليه المجتمعات والشعوب المدنية المتحضرة التي تقدس مكانة علمائها وقلما تتخذ قرارات مصيرية دون اللجوء إليهم والى ابحاثهم. اما الشعوب التي هي على هامش الحضارة والمدنية ومنها شعبنا واغلب الشعوب الشرق اوسطية فإنها تستهزىء بالعلم والعلماء وبدلا من ذلك تبني حياتها على المذهبية والطائفية والتدين الظاهري ومن ثم كما هو حالنا تستنجد بالماضي السحيق وتريد ان تعود إليه لفشلها في تحسين حاضرها والتخطيط لمستقبلها. الأمم الحية تعيش لحاضرها وحسب وتخطط لتحسينه والدخول من خلاله صوب المستقبل.

المسألة الثانية تخص الموضوع الذي نحن بصدده وتقول: "اما بخصوص الابرشية المنكوبة والعصيان الحاصل فكان لي رأي يمكنك قراءته في الرابط التالي." اخي العزيز كنيسة المشرق الكلدانية حلت بها نكبة هائلة سحقتها كمؤسسة منذ اليوم الذي فقدت فيها إستقلاليتها في إدارة شؤونها الذاتية من تنظيم وليتورجيا وثقافة وتعيين وريازة وإدارة وغيره وصارت لا تحل ولا تربط حيث اصبح الحل والربط بيد الأجانب والغرباء من المستعمرين. هذه هي النكبة. اما بخصوص الرابط فقراءته وشكرا لك.

تحياتي


1421


الأخ العزيز عدنان عيسى المحترم

شكرا على تعقيبك وعتابك علي وشكواك ايضا من كتاباتي. رأيك احترمه وامل ان يتسع صدرك ايضا لتوضيح موقفي.

المسألة التي نحن بصددها اكبر من حجمي وحجمك وحجم الكلدان برمتهم ومعهم مؤسستهم الكنسية. نحن لسنا اصحاب القرار. نحن اناس غلابة يحكمنا ويستعمرنا الأجنبي والغريب متمثلا بالكاردينال ساندري ومجمعه الشرقي اللاتيني كما وضحت اعلاه.

وقولك انكم في سان دياكو تؤمنون "بعدالة وصحة كل قرارت البطريركية ... وما قام به كلدانيي سان دياكو هو خير دليل على بقاء اصحاب هذا البيت مرفوعي الرأس لانهم يؤيدون كل قرارات مرجعيتهم ولا يستطيع احد مهما كان ان يهدم هذا البيت" غير صحيح لأن القرار ليس بيدكم. نحن وأنتم ومؤسستنا الكنسية مسلوبي الإرادة والقرار منذ ان بطش المجمع الشرقي الفاتيكاني ممثلا بمجمع البروبغندا في حينه بثورتنا المباركة والسلمية ضد الطغيان والإستبداد في عهد البطريرك يوسف اودو.

وما اشبه اليوم بالبارحة حيث يبطل كردينال لاتيني دخيل وأجنبي على ثقافتنا وهويتنا قرارت ومراسيم بطريركية والأنكى من هذا  يحيل المسألة اي بمعنى اخر البطريركة ذاتها الى محكمة وكأن هذا المجمع المستبد يؤمن بالعدالة والإنصاف ويدخل في عقول البسطاء من الكلدان ان هناك عدالة في مؤسسة الفاتيكان.

 المسألة اعقد وأكبر مما يتصوره الكلدان الغيارى من امثالك. المسألة ابعد بكثير من حب البطريرك والإلتزام بالمرجعية كما تقول. ومن هو المرجعية؟ كيف تحال قرارت ومراسيم بطريركية بابل/قطيسفون على الكلدن في العراق والعالم على  محكمة من قبل كردينال مغمور والمحكمة هو فيها القاضي والحاكم والدفاع والمحامي؟ كلمة المحكمة بذاتها والتي يديرها الأجانب المستعمرون إهانة كبيرة لنا ككلدان ومؤسسة كنسية.

وتقول: "واتمنى ان تبقى بعيدا عن كنيستنا وابرشيتنا وان لا تحاول ان تساهم في هدم بيتنا." وهل انت قريب؟ وهل بإمكانك ان تطبق القرارت البطريركية وتمنع الإهانة التي لحقت بنا من قبل الدخلاء والأجانب الذين احالونا الى محكمة؟ هذه المسألة تقع في صلب إهتمام اي كلداني اينما كان لأنها مسألة وجودية تظهر اننا لسنا احرار بل عبيد (وعذرا) يتحكم فينا الأجنبي والدخيل ويحلينا الى محاكم ونحن ابرياء ويجعل منا متهمين ونحن صاغرون.

وأخيرا تقول لي: "واترك ابرشيتنا بسلام." كنت اتمنى ان تكون لك ولنا كلنا الشجاعة ان نصرخ بوجه هذا الكردينال ومجمعه الشرقي الفاتيكاني بشهامة وكبرياء وقوة وإستقلالية اجدادنا ان يترك كنيستنا الكلدانية وبطريركية بابل/قطيسفون على الكلدان في العراق والعالم بسلام. ها انا اصرخ في وجهه ان يتركنا بسلام. هل ستؤيدني ومن سيقف معي؟ ام اننا سندير خدنا صاغرين ونخسر الفتات الذي ابقوه لنا وبضربة قاضية هذه المرة.

تحياتي


1422
الأخ العزيز سان ديف المحترم

عذرا للتأخير في الإجابة على مداخلتك لكثرة القراء والمعلقين. ولم تختلف هذه المرة عن المرات السابقة حيث اضفت بعدا مهما جدا للمقال والنقاش. في الحقيقة كان يستحق تعقيبك مقالا منفصلا لأهميته القصوى.

هناك ثلاث نقاط من الأهمية في مكان في تعقيبك بودي التأكيد عليها ومن ثم تقديم شرح لها من وجهة نظري الشخصية:

اولا، تقول: " نحن ما نحتاجه هو مقومات القومية في كنائسنا كلغة والطقوس والانافورة المشرقية الرائعة وغيرها ولا نحتاجها كفكر قومي متشدد الغائي يقصي الاخر ويدعوا الى الكراهية هذا ليس من واجب اي رجل." هذا هو الأساس في رأي لأن كنيسة المشرق المجيدة المتمثلة اليوم بفرعيها الأشوري والكلداني وفي العمق والأساس تتوحد مع الفرع السرياني المشرقي المغربي هي التي حفظت لنا مقومات هويتنا الواحدة التي يجب ان لا تتجزاء بسبب التسمية والمذهب. هذا واجب كل واحد منا علماني إكليروسي رجل إمراءة طفل شيخ لأن دون مشرقيتنا التي حفظتها لنا كنيستنا من خلال لغتها وليتورجيتها وطقوسها وفنونها وثقافتها لا وجود لنا كأمة وكنيسة وتاريخ وكل من يحارب هذا النهج يحاربنا هوية وكنيسة.

ثانيا،  تقول: " علينا ان ندرك جيداً بأن القومية هي اداة التي نحافظ بها على مشرقية كنيستنا ولا يجوز اطلاقاً ان تنجر الكنيسة وراء الفكر القومي المتعصب مهما كان هذا الفكر." هذا صحيح لأن مشرقية كنيستنا روحانية ايضا إضافة الى كونها هوية. انا احبها وارى هويتي من خلالها بغض النظر عن كوني متدين ام لا. خير مثل هم السويديون حيث يدرسون ثقافة وليتورجيا وطقوس وفنون كنيستهم السويدية بإرثها الكاثوليكي واللوثري في الجامعات والمداس ويتشبثون بهذا الإرث في كل مفاصل حياتهم رغم انه غالبيتهم الساحقة ملحدون. محبة مشرقيتنا بإرثها الكنسي لا يجوز ان نربطها بالدين والتدين والتسمية والمذهب.

ثالثا، تعرج على التعصب القومي والمذهبي وتقول: "وخير مثال على هذا التوجه ما تقوم به الاسقفية الكلدانية في سان دييكو بحيث اتخذت من القومية توجهاً لها حيث اصبحت كنيسه بؤرة لكل متعصب بالفكر القومي مما جعل من الاخر الغير مؤمن بهذا الفكر كانه غير مؤمن بالكنيسة كعقيدة ايمانية وهذا ينافي تماماً مع التوجه العقائدي والروحي للكنيسة (وهذا) ما نراه اليوم من خلافات التي تعصف بكنيستنا المشرقيه الكلدانية." لقد وضحت موقفي من الخلاف الحالي. التشبث بمشرقيتنا وهويتنا المتمثلة بلغتنا السريانية وإرثها الكتابي لا سيما الليتورجي والفني والثقافي الذي تركه لنا اباء كنيستنا لا ينسجم مع اي توجه قومي متعصب يلغي الأخر ابدا ويرتد ذلك على صاحبه من كان. مع الأسف ان هذا الوصف ينطبق اليوم على الأسقفية الكلدانية في سان دييكو حيث وصل الأمر بها والقائمين عليها ليس الى إلغاء الأخر بل الى هرطقة وتكفير الأخر. ولكن يجب ان نسأل انفسنا لماذا وكيف وصل الأمر بأسقفية كلدانية كي تأخذ التعصب والتكفير والعنصرية نبراسا لتوجهها وبشكل علني ومكشوف من خلال موقعها الكنسي؟ اظن انني قدمت الجواب في المقال والردود التي كتبتها واخشى اننا مقبلون على كارثة لأن الذي يؤجج هذا الصراع ويقف مع الخط العنصري التكفيري المتعصب لأسقفية سان دييكو هو الغريب والأجني على مشرقيتنا. مشرقيتنا لم تعرف هذه الأمور ابدا لأنها اقرب الى روح الإنجيل ورسالته السمحاء من اي توجه او مذهب كنسي اخر بدليل ما تركته لنا من إرث وهوية وليتورجيا مسيحانية إنجيلية اشعر كشخص بفخر كبير انني واحد من ابنائها بغض النظر عن كوني متدين ام لا.

تحياتي

1423

الأخ العزيز فريد شكوانا المحترم

تعقيبك يضع النقاط على الحروف بشأن الأزمة التي تمر فيها كنيسة المشرق الكلدانية وفيه تشخيص للأسباب والمسببات بطريقة منهجية اثارت إعجابي حقا. وكذلك تسأل اسئلة منطقية اظن جوابها صار واضحا من خلال ما طراء من احداث.

تتسأل إن كان "المطران جمو مسنودا من جهة الفاتيكان" ودور  "الكاردينال ساندري المسؤول عن المجمع الشرقي" في إثارة هذه المشكلة لا بل الفتنة واخيرا تقول: " وان ثبت ذلك ولم يتخذ الفاتيكان اي اجراء فان  له (للكردينال او الفاتيكان)  دور كبير في المشاكل القائمة."

الجواب واضح. كل هذه المشكلة والفتنة لما كانت تحدث لولا الكاردينال ساندري ومجمعه الشرقي. هذا الكردينال واسلافه ومجمعه الفاتيكاني السبب الأول والأخير في بلاء وشقاء الكلدان وكنيستهم. التاريخ شاهد واحداثه موثقة بالتفصيل الممل. إنه الطغيان والإستعمار بابشع صوره. إنه عمل وممارسة تضرب الرسالة الإنجيلية في الصميم ولا علاقة للمسيح وإنجيله بما يقوم به هذا الكاردينال وأسلافه من قريب او بعيد. كيف يحدث هذا الأمر المشين وكيف يقبل به الكلدان؟ هذا هو بيت القصيد.

واما إن كان "هناك مؤامرة خطط لها منذ انفصال المطران باوي من كنيسته والتحاقة بالمطران سرهد لخلق الفتنة بين الكنيستين" فإن وجود المجمع الشرقي والكاردينال وأسلافه ومجمع البروبغندا اساسه المؤامرة والدسائس على الكلدان وكنيستهم لأن الكل يخشاهم ويثيرون الرعب في صفوف الكلدان وكنيستهم. وهكذا ترى ان  الكل يحاول أي شيء حتى على حساب الكرامة والهوية والإستقلال إرضائهم وبأي ثمن. وإن ارضيت هذا الكاردينال وصحبه من اللاتين من الدخلاء والغرباء على ثقافتنا ومشرقيتنا  فأفعل ما تشاء وهذا ما يقوم به المطران جمو لأنه يرضيهم بطريقته الخاصة لأنه يعرف ان الأمر والنهي والفصل والتعيين في كل مفاصل الكنيسة الكلدانية هو الكردينال والكنيسة الكلداينة هي الكاردينال والكردينال هو الكنيسةالكلدانية. كيف حدث هذا وكيف يقبل الكلدان بهذا اترك الجواب لك ولكل كلداني صاحب غيرة وحمية على هويته وأصرخ بوجهه الى متى؟

تحياتي

1424
الأخ العزيز مارتن البازي المحترم

شكرا جزيلا على التعليقين الذين اضافا كثيرا الى الموضوع مثار النقاش.

ما ذكرته عن قديس كنيستنا المشرقية مار نسطورس سليم، واثبت التاريخ سلامة فكره وفسلفته ولاهوته لا بل ان ما اتى به كان اكثر صحة وتقويما وسلامة وتأسيسا من الناحية الإيمانية والمسيحانية مما لدى الأخرين.

اما ما إقتبسته من فيلم العراب عن هذه المؤسسة التي نحن في صددها فهذا غيض من فيض. إنها مؤسسة اساسها المال والسلطة وتملك خمس إيطاليا بشركاتها وعقاراتها وأسهمها ولا اظن في الإمكان تخمين ثرائها وسنداتها واسهمها وعقاراتها حول العالم لأن الكثير مما تملكه مخفي وتعمل الكوريا (إدارة دولة الفاتيكان) وكل العاملين فيها من اصحاب السلطة وهم بالالاف تحت قسم السرية المطلقة أي عكس ما يدعو إليه الإنجيل وهو الشفافية المطلقة المتمثلة بقول الإنجيل لا تخفى الشمس بالغربال وليس هناك سر إلا ويظهر.

تحياتي


1425
الأخ العزيز ثائر حيدو المحترم

شكرا جزيلا على مداخلتك وتقيمك.

لا اعلم كيف تنظر الى الأمور وما هو موقفك من التدخل السافر للمجمع الشرقي (وزارة المستعمرات) ووزيره الكالردينال ساندري (وزير المستعمرات) في الشؤون المؤسساتية والإدارية والتنظيمية للكنيسة الكلدانية. هذا التدخل الذي اخذ شكل إستعمار حقيقي بعد ان تمكن سلف هذا المجمع الذي كان يسمى سابقا بمجمع البروبغندا من البطش بالكلدان وكنيستهم ووأد ثورتهم السلمية المباركة بإستخدام عنف مفرط قد لا يتورع القيام بها اعتى العتاة من الإستبداديين الذين عرفتهم البشرية، سَلَبَ كل شيء واغتصب تقريبا كل شيء ولم يبقي للكلدان وكنيستهم تقريبا حبة خردل من الإستقلال المناطقي والجغرافي والتنظيمي والمؤسساتي منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. من سيرفع هذا الظلم؟ لست ادري .... 

1426
الأخ العزيز بطرس ادم المحترم

كلمات مؤثرة جدا تلك التي اتيت بها وحتى إن كانت موجهة لي كما يبدو فأنا اتقبلها بقساوتها رغم انني شخص بسيط ذو تأثير محدود جدا وكل ما أكتبه وما أتي به من افكار واراء معرض للدحض والنقد والرد بالمثل من خلال الحجة المضادة.

وكوني أشتغل بتحليل الخطاب دعني احلل فقرتين مهمتين في تعقيبك (رد 15) وامل ان يتسع صدرك.

واحد من الأسس التي اتبعها في تحليل الخطاب تستند الى تطبيق ما نقذف الأخر به من مسميات سلبية او ما نوجهه له من كلمات وعبارات او جمل على جهة اخرى معاكسة او متطابقة كي نرى ردة الفعل ونقيّم إن كان القول او الخطاب نزيها او عادلا، لأن ما اقبل ان اقوله بحق زيد علي ان اقبل قوله بحق عمر إن كان الإثنان ضمن السياق.

وإستنادا الى هذه النظرية سأعيد صياغة جملتين في تعقيبك بصيغة تشير الى مؤسسة فاسدة إستبدادية إستخدمت العنف والمفرط وحتى السيف بحق الكلدان وكنيستهم كي نرى ردة الفعل:

 "وحينما تنظر الى هذه المؤسسة ترى انها  عِوَضاً من أن تشعل سراجها وتخرج لأستقباله فأنها إستلت وتستل سيفها وأقلامها ذبحاً وتقطيعاً بأوصال إخوة لها وكنيسة شقيقة لها ناصبة نفسها كآله ديّان وتصدر الأحكام متجاوزة حدودها زارعة الفرقة والفتنة والخلاف عوضاً عن نشر المحبة والوفاق."

كم كان سيكون جميلاً ومفرحاً لو أستغلّت هذه المؤسسة الإنجيل الممجد لبث روح المحبة والتسامح والغفران التي أرادها منّا صاحب المناسبة المقدّسة بدلا من تطبيق محاكم التفتيش علينا وتفتيت اوصال كنيستنا وفرض سلطة مستبدة عليها حيث لم يبق لدى الكلدان وكنيستهم حبة خردل من الإستقلال الذاتي لإدارة ابسط شؤونهم منها نقل كاهن من مكان الى اخر او توقيقه او رسامة اسقف او توقيفه او حتى اصدار كراس ليتورجي من عدة صفحات."

"واليوم اكثر من اي وقت مضى على هذه المؤسسة التي تدعي انها تقراء الإنجيل كل يوم ان ترفع يدها الغليظة عنا وعن كنيستنا وتطلق حريتنا لإدارة شؤوننا بأنفسنا لأننا نستحق ذلك كوننا إخوة بالمسيح لهم وكوننا ابناء اعرق كنيسة في الدنيا."

وعيد ميلاد مجيد وسنة جديدةامل ان يعيدها الله عليكم بتحقيق الأماني



1427
الأخ العزيز ادمون يوسف المحترم

في رأي الشخصي لقد ابليت بلاءً حسنا في تعليقك اعلاه (رقم 50 رد 14). إنه نابع من شخص يعيش الأحداث ويتألم لما يحدث ولكنه يريد ان يعرف لماذا وكيف يحدث ما يحدث، وهذا ما يحاول ان يقوم به الباحثون عن الحقيقة.

وهذه محاولة متواضعة مني لتقديم تفسير لأمور غاية في الأهمية تثيرها في تعليقك الملىء بالعبر والمعاني.

تريد ان تعرف من خلال سؤالك حول السبب الذي يلعب فيه احد اطراف الصراع كما تقول: "شاطي باطي" والطرف الأخر يقول: "هذه كنيستي ومن لا يرغب بها فليخرج."

الجواب بسيط جدا. الإثنان لا سلطة لهما ولا قرار لهما ولا يستطيعان عمل اي شيء دون الإتكال على الدخيل والاجنبي وهو المجمع الشرقي الفاتيكاني وكرديناله وسكرتيره واي موظف بسيط اخر فيه.

وهذا المجمع مؤسسة من اكثر مؤسسات الفاتيكان فسادا ومحسوبية وأصولية لأن مؤسسة الفاتيكان ذاتها فاسدة كما اكد على ذلك البابا فرنسيس.

وعندما يكون صاحب الأمر والنهي الذي هو في الحقيقة والواقع رئس الكنيسة الكلدانية هو ولا غيره – اي المجمع الشرقي وكرديناله – من ضمن  إدارة الكوريا الفاتيكانيةالفاسدة وبشهادة البابا فماذا تتوقع من طرفي الصراع وماذا تتوقع ان تكون تبعات صراع بين طرفين لا حول ولا قوة لهما ويتعاملان مع مؤسسة فاسدة تسيطر على مقدراتهما؟

بدلا من ان ينقذا انفسهما وكنيستهما وشعبهما من براثن مؤسسة إستبدادية فاسدة لم يحصل منها الكلدان وكنيستهم غير البلاء والعذاب والإضطهاد والتهميش، الإثنان يعملان كل شيء لإرضائها. فماذا ستكون النتيجة؟

ولهذا اتى قولك إن: "الصراعات بين المطران سرهد جمو والبطريرك لويس ساكو يدفع ثمنها الشعب والكهنة" صحيحا مائة في المائة.

وكذلك قولك إن "المطران سرهد جمو والبطريرك لا يستطيعون ان يحلوا الصراع الذي هو بينهم" صحيحا مائة في المائة لأن اساسا لا سلطة لهما ويستندان في سلطتهما على مؤسسة فاسدة جدا.
 
ولهذا كما تقول كل واحد منهم يلعب بالكرة كي يرضي هذه المؤسسة الفاسدة وليس الشعب الكلداني وكنيسته المشرقية المجيدة حيث تقول: "فهذا يحث المسيحين على السفر والخروج من العراق, وهذاك الثاني يحثهم على البقاء والصمود."

يا اخي العزيز ادمون:

هذا الوضع المزري والمهين لا يقبل به مدير مدرسة إبتدائية حيث له كرامته وسلطته الإدارية والتنظيمية فكيف وصلنا الى الوضع الذي تصفه؟ امل انني منحتك الجواب.

تحياتي

1428
اخي العزيز مسعود النوفلي المحترم

سلام المحبة

كل ما تسرده من سلبيات عن هذه الأبرشية ومطرانها صحيح ولا غبار عليه. ولكن لماذا نظل ندور في حلقة مفرغة ونصب جام غضبنا على كهنة ورهبان مساكين وكذلك على مطران مسكين لا حول ولا قوة له والطرف الكلداني المعارض لنا ايضا يصب جام غضبه على البطريرك والبطريركية التي ايضا لا حول ولا قوة لها.

نحن نلوم الموظف البسيط الذي ينفذ فقط ليس ينفذ ومن ثم يناقش بل ينفذ ولا يحق له ان يناقش.

اخي العزيز عند بثينة الخبر اليقين.

الأمر والنهي لدى الكاردينال ساندري ومجمعه الشرقي اللاتيني الدخيل والغريب على ثقافتنا ومشرقيتنا. هو الحكم والحاكم والقانون والمحكمة والرئس والكل في الكل والبقية مجرد موظفين بسطاء عاديين لديه من حقه حتى فصلهم وإيقافهم كبيرهم وصغيرهم.

إن لم يستطع الكلدان ومؤسستهم الكنسية وضع حد لإستهتار هذا المجمع وكرديناله بمقداراتهم فأقراء على كل شيء السلام والمسألة مجرد وقت وسينتهي كل شيء وسيخسر المطران ويخسر البطريرك ويبتسم ويضحك الكاردينال في داخله كما كان يفعل اسلافه في تشتيت اوصال واحدة من اعظم كنائس الدنيا.

لا يجوز ان نختبىء وراء عبارات وجمل كي نخفي حقيقة الواقع الإجتماعي المر الذي نحن فيه وعلي وعليك وعلى كل كاتب يحترم قلمه ان يقول ما يراه حق اي call a spade a spade  مهما كانت التبعات.

وها هوالكاردينال ابطل مفعول القرارات والمراسيم البطريركية كما اوضحت للأخ العزيز يوحنا بيداويد في المداخلة اعلاه فماذا نحن فاعلون وماذا بإمكان البطريركية ان تفعل وإن كان القرار بعكسه فماذا كان المطران سيفعل؟

تحياتي

1429

الأخ العزيز يوحنا بيداويد المحترم

اتفق معك تماما ان هناك شرخ كبير في العلاقة المؤسساتية والإدارية والتنظيمة بين كنيسة المشرق الكلدانية والفاتيكان ممثلا بالمجمع  الشرقي وأنه إن لم يتم معالجة هذا الخلل والشرخ وبسرعة فإن الكلدان ومؤسستهم في خطر وجودي ولات ساعة مندم.

قرأت الرابط الذي وضعته ومن خلاله اقول آن لآوان ان يضع الكلدان حدا للتدخلات غير المقبولة لا بل السافرة للمجمع الشرقي الفاتيكاني ورئسه وسكرتيره وموظفيه من الغرباء والدخلاء على ثقافتنا وليتورجيتنا ولغتنا وإرثنا المشرقي في كل صغيرة وكبيرة من الأمور المؤسساتية الخاصة بالكنيسة الكلدانية.

المشكلة هي انه لا يزال الكثير من الكلدان يتصورون ان القضية هي امام البابا او ان البطريرك والبطريركية علاقتهم بالبابا. هذا خطاء كبير جدا ووهم لا بعده وهم. لا علاقة للبطريركية بالبابا. البطريرك والبطريركية علاقتهم المباشرة بالمجمع الشرقي والكردينال ساندري، اي الكاردينال هو الرئس الأعلى وكل شيء بيده الفصل والعزل والتعيين كل شيء شاء من شاء وابى من ابى.

وهكذا ابطل الكاردينال ساندري في قراره الأخير القرارات البطريركية وسمح للكهنة الموقوفين والمطرودين اداء كل الأسرار رغم إصرار البطريريكة على انهم يدنسون القدسيات.
 
ويقال ستكون هناك محكمة حسب القانون. ليس هناك محكمة ولا قانون ولا هم يحزنون. القاضي والقانون والحاكم والمحامي والدفاع والمشتكي وصاحب القرار الأول والأخير هو المجمع الشرقي وكريدناله ساندري والكاردينال هذا وأسلافه جلبوا الويلات تلو الأخرى على الكلدان منذ وأد ثورتهم وإنتفاضتهم المباركة ضد الطغيان والإستعمار في عهد البطريرك يوسف  اودو.

يبدو انك يا اخي العزيز لم تطلع او لم تتسرب لك محتويات او بعض المحتويات للرسالة السرية (انظر السرية) التي ارسلها الكاردينال ساندري للمطران جمو وللبطريرك. كل فسرها على هواه ولكن القرار واضح وهو إبطال مفعول كل القرارات البطريركية الأخيرة.

ونقول نحن الكلدان اننا احرار. اي حرية هذه التي نتحدث عنها؟

تحياتي

1430
الأخ العزيز شوكت توسا المحترم

رغم ان تعليقك ليس موجها لي إلا انه يخص ما نسميه اليوم بالإعلام الحديث new media او الإعلام الرقمي digital media   او اعلام المواطن citizen media او الإعلام التفاعلي interactive media  وهذه تقع ضمن صلب إختصاصنا.

اليوم الإعلام لم يعد حكرا على المهنيين. مسرح الإعلام لم يعد حكرا على المحترفين. كل يدلو بدلوه ولهم الحق. هل يعكر او يسمم هذا الأمر الأجواء؟ هذه مسألة في اخذ ورد وشخصيا لم اصل الى قرار في شأنها.
 
هناك جانب إيجابي لا يمكن نكرانه (بالطبع هناك سلبيات كثيرة سأتجنبها كي لا اطيل). والجانب الإيجابي هو ان الإعلام بأصنافه المختلفة سمح لنا ان نطل على داخل القمقم الذي يختبىء الناس فيه ونظهرهم للعيان وبهذا صار بإمكاننا ان نقتحم القمم ونحلله كي نشخص امراض الغائرين فيه عسى ولعل نستطيع تقديم  دواء شاف. لولا الإعلام لا سيما التفاعلي منه لما عرفنا ما ومن في داخل هذا القمقم ابدا.

والقمقم هذا اغلبه متعلق بماض لن يأت ومذهبية وطائفية متحجرة لا تقبل الإختلاف او ترى في الإختلاف هرطقة لأنها لا تستطيع النظر الى الدنيا إلا من خلال قمقمها.

لا يستطيع الإنسان ان يفكر بطريقة إنسانية سليمة إن ظل حبيس قمقه الذي سلب إرادته إلى درجة قبوله إلغاء ثقافتة وقراره المستقل ومنحه بيد الأجنبي الغريب والدخيل ومع ذلك يتباهى بقمقمه الذي سلب له إرادته ويصبح الة يكرر ما يريده له الدخيل والأجنبي.

تعلقي بالإعلام الحديث ودفاعي حتى عن الذين تقول انهم يسممون او يعكرون الحوارات هو قناعتي ان هذا الإعلام قد يحررنا في النهاية ويخرجنا من قمقنا.

ولو كا نزار قباني حيا وعاش الإعلام التفاعلي الذي نعيشه اليوم والذي يحتلنا من خلال أجهزة محمولة ذكية صغيرة ربما لما قال مقولته الشهيرة وأوقع نفسه في مشكلة جلبت له ويلات الغائصين في قمقمهم حيث كفروه وكادوا ان يهدروا دمه وحياته وهذا هو بالضبط ديدن الذين لا يزالون يعيشون في دائرة قمقهم وينظرون الى العالم ويتصرفون تجاهه من خلاله. وهذا ما قاله نزار قباني:

"القلب الإنساني قمقم رماه الله على شاطىء الأرض، وأعتقد أن الله نفسه لا يعرف محتوى هذا القمقم"


تحياتي

1431
الأخ العزيز خوشابا سولاقا المحترم

الأمم الحية تخرج من قمقم الماضي. تقراءه وتستوعبه ولكن لا تعمل به ولا تعود إليه. نحن كشعب وكنيسة (اذكر الكنيسة لأهميتها في حياتنا كمؤسسة رغم ان الشعوب الحية قد وضعت الدين جانبا) لا زال الماضي يحتلنا أي نحن واقعون تحت نير إستعمار خلقناه لأنفنسنا بتشبثنا بماض منه ما لا علاقة وجدانية لنا معه ومنه ما أكله الدهر وشرب ومنه ما فرضه علينا الدخيل والأجنبي بحجة هرطقة فكر نير كنا نتبناه.

وهنا كانت الكارثة لأن إتهام فكر نير كان نبراسا لنا لأكثر من 15 قرنا ولا يزال بالهرطقة والقبول كوننا كنا هراطقة (كفارا) كل هذه المدة معناه الإستسلام والرضوخ الكلي لإستعمار يحمل عقلية القرون الوسطى المظلمة.

هذه العقلية الظلامية إحتلتنا ورغم فظاعتها وظلاميتها لا زالت تعشعش في عقل وفكر الكثيرين منا ومنها ومن خلالها نحدد المواقف من انفسنا ولغتنا وحضارتنا وثقافتنا ورموزنا واعلامنا. ولأننا قبلنا هرطقتنا وتكفيرنا من فكر اخرلا يوازاي ما لدينا بل هو متخلف حضاريا عنا ادخلنا انفسنا في نفق اخشى اننا لن نخرج منه سالمين.

الفكر والدين والمذهب الذي يهرطق الأخر (اي يلغي ثقافته) فيه خلل كبير والفكر والدين والمذهب الذي يقبل ان يأتي الأخر الدخيل والأجنبي وان يهرطقه ويلغي ثقافته يقترف جريمة كبرى بحق نفسه وأتباعه وثقافته.

اخي العزيز

في الدرسات الأكاديمية حول الثقافة والهوية – وهما جزء من الخطاب – نقول انك لا تقتلني عندما تقطع رأسي. إنك تقتلني عندما تلغي ثقافتي – اي لغتي بكافة رموزها. والذين هرطقونا هم الذين قتلونا لأنهم قتلوا ثقافتنا.

تحياتي


1432
الأخ العزيز عبدالاحد سليمان المحترم

شكرا لمداخلتك وكما عهدناك فإنك تضع النقاط على الحروف بنزاهة وموضوعية لا سيما في القضية التي نحن في صددها التي تتعلق بالخلاف الكلداني-الكلداني الحالي. رصانتك وكياستك وإلتزامك بمبداء الكتابة كفن واخلاق جعل منك واحدا من ابرز كتاب شعبنا اليوم.

يتصور بعض الأخوة انني ومعك ندافع عن البطريرك كشخص. بالنسبة لي واقولها صراحة هناك خلافات وتقاطع في هذه المسألة والقراء يتذكرون انني كنت الكلداني الأول الذي تم توجيه تنبيه وإنذار إليه من قبل البطريرك فيه تحذير مبطن بالحرم الكنسي ومع ذلك فإن علاقتي هي مع كرسي اجدادي كرسي بابل/قطيسفون على الكلدان في العراق والعالم وليس مع اي كرسي اخر.

إتخاذ الشراكة الإيمانية مع كرسي روما حجة وعذرا لتهميش كرسي بابل/قطيسفون يعد كارثة بكل المقاييس. هكذا تجاوز يلغي الكرسي برمته وإن اخذنا بعين الإعتبار ان مؤسسة الكنيسة الكلدانية متمثلة بهذا الكرسي هي المؤسسة الوحيدة التي يملكها الكلدان ودونها لا وجود لهم لعرفنا مقدار الأذى لا بل الخطاء المميت الذي يقترفه كل من يهمش هذا الكرسي ويتجاوزه بحجة اننا تابعون للفاتيكان او روما.

نحن إيمانيا في شراكة مع روما والفاتيكان من خلال هذا الكرسي ومؤسساتيا يجب ان تكون لنا إستقلالية تامة وإلا إقراء السلام علينا ككدان هوية ومؤسسة كنسية.

مشاكسة البطريرك خطاء من اي اتت والإتكاء على الفاتيكان في هذا معناه اللجوء الى الدخيل والغريب والأجنبي لحل مسائل داخلية وتظهر ان الكلدان ليسوا على قدر من المسؤولية ولا يتحملون على عاتقهم مسائل تخص الوجود والهوية ويلتجئنون الى الأجنبي والدخيل والغريب على هويتهم  ولا يدركون ولا يقبلون ا ن يقراؤا ارشيفهم وما كتبه احبارهم وبطاركتهم عن المأسي والظلم والإضطهاد الذي لا يوصف والذي الحقه بهم هذا الأجنبي الدخيل والى يومنا هذا ولا يزال.

مأساة البطريرك يوسف اودو بعد ان ان تم وأد الثورة الكلداينة السلمية المباركة التي قادها ضد بطش وطغيان مؤسسة الفاتيكان لا سيما مجمعه المسمى حينئذ بالبروبغندا ووريثه الحالي  هو المجمع الشرقي ورئسه الكاريدنال سندري كانت البداية لنهاية الكلدن هوية وجغرافية وكنيسة وإن تكررت اليوم – ويبدو انها على الأبواب – فإنها ستكون الضربة القاضية.

كم اتمنى ان يسحب المطران جمو إستئنافه لما يسميه هو الأجنبي والدخيل الذي لم ولن ينصف الكلدان ويشهد على ذلك تاريخه. وبدلا من ذلك يشد الرحال هو والمطران الذي بمعيته الى كرسي بابل/قطيسفون ويضعوا حدا لهذا الخلاف المخجل بإعلان ولائهم المطلق لكرسيهم الرسولي وليس للأجنبي والدخيل.

والشراكة الإيمانية مع كرسي روما تتم من خلال كرسي بابل/قطيسفون وليس الإلتفاف عليه كما يحدث اليوم وهذا نذير شؤم سيكون له تبعات وجودية اي لن تقوم للكلدان  قائمة بعد اليوم إن لم يوضع حدّ لتدخل اللأجنبي في شؤونهم المؤسساتية والتنظيمة والإدارية .. وغيرها لأن الخلاف الحالي لا علاقة له بالإيمان والشراكة الإيمانية على الإطلاق.

تحياتي

1433
الأخ العزيز اخيقر يوخنا المحترم

هناك اخطاء تاريخية كثيرة في تاريخنا وحياتنا وتاريخ وحياة شعبنا وكنائسنا ومن هذه الأخطاء الكبيرة يقع الموقف من مار نسطورس وموقفنا وموقف كنائسنا من بعضها البعض حيث نهرطق ونكفر الواحد الأخر وهذا امر شنيع لا يجوز القبول به ولا يوائم ابسط المعايير الإنسانية والأخلاقية للمدنية العلمانية الحديثة فكيف للأخلاق الأنجيلية.

اما بخصوص النص الإنكليزي الذي تقتبسه (ادناه) فدعني اذكرك بموقف اكاديمي علمي نعتمده في دراسات تحليل الخطاب وبإمكاني إختزاله بهذه العبارة: too much history spoils اي الكثير من التاريخ مفسد. انا شخصيا احترم وأعتز بكل تسميات شعبنا لأن لها مسمى واحد وهي متساوية القيمة لدي وكذلك ارى ان كل كنائسنا متساوية القداسة في الأرض والسماء.

لقد اهلكنا الكثير من التاريخ لا سيما البعيد عنا ثقافة ولغة وفنونا وطقوسا وصار رأسنا (اي عقلنا) يعيش في الماضي السحيق وارجلنا فقط في الحاضر ومعنى هذا نحن مائتون وانتهى امرنا بسبب ذلك وانظر لحالنا ومأساتنا ....

تحياتي

======
When the Chaldean empire was absorbed into the Persian, the name Chaldean lost its meaning as the name of a race of men, and came to be applied to a class. The Persians found the Chaldeans masters of reading and writing, and especially versed in all forms of incantation, in sorcery, witchcraft, and the magical arts. They quite naturally spoke of astrologists and astronomers as Chaldeans. It therefore resulted that Chaldean came to mean astrologist. In this sense it is used in the Book of Daniel (Dan. i. 4, ii. 2 et seq.), and with the same meaning it is used by the classical writers (for example, by Strabo).
The language used by the Chaldeans was Semitic Babylonian, the same, save for slight peculiarities in sound and in characters, as Assyrian. In late periods the Babylonian language ceased to be spoken, and Aramaic took its place. One form of this widespread language is used in Daniel and Ezra, but the use of the name Chaldee for
it,famisnomer

http://www.jewishencyclopedia.com/articles/4213-chaldea

www.jewishencyclopedia.com/articles/421com/articles/4213-c99.238.86.50

1434
القراء الأعزاء

لقد قررت جعل باب النقاش والتعليق في الموضوع هذا مفتوحا من قبلي الى 7/1/2015 ، اي بداية الدوام الرسمي بالنسبة لأساتذة الجامعات هنا في السويد بعد عطلة اعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة.
 
في هذه المداخلة بودي ان استمر في النقاش مع اخي وزميلي العزيز ادي بيث بنيامين الذي ابدع حقا في سؤاله وكذلك ابدع وتفوق في إقتباساته (ادناه) من ثلاثة معاجم رئسية في لغتنا السريانية الجميلة وإن دلّ هذا على شيء فإنه دليل على سعة إطلاعه ومعرفته وكذلك سعيه للحصول على المعلومة وإحترامه للبحث العلمي والأكاديمي.

وقد درست الإقتباسات بدقة وقرأتها اكثر من مرة وكأكاديمي علي تصحيح نقطة وردت في مداخلتي رقم ( 707)  وايضا إضافة نقاط اخرى اساسية حول الموضوع والتي تسلط الضوء عليه من زوايا أخرى لم تكن تخطر ببالي لولا الإقتباسات التي اتى بها الغالي ادي بيث بنيامين والخصها فيما يلي:

اولا، آن لآوان ان يحدد شعبنا لا سيما المثقفون منه ومحبي هويتنا القومية المتمثلة بلغتنا الجميلة يوما خاصا للعلامة السرياني حسن بن بهلول ومعجمه. هكذا تفعل كل الشعوب الحية برواد واعلام نهضتها حتى وإن كان هؤلاء من هوية وقومية مختلفة فكيف بواحد منا وإلينا.

ثانيا، تأتي ترجمة بن بهلول للعبارة التوراتية (ܐܗܝܗ ܐܫܪ ܗܝܗ)  وهي (ܐܝܬܝܐ ܗܘ ܕܐܝܬܗܘ) اكثر دقة من الترجمة العربية والترجمة الإنكليزية من ناحية المعنى وكذلك الصياغة اللغوية (النحو والصرف) لأن العبرية ما هي إلا لهجة تطورت واستقلت من لغتنا الأرامية (السريانية) كما هو شأن العربية.

ثالثا، وتأسسيا عليه نرى ان كلمة (ܗܘ) التي هي إسم إشارة ومعناه (هو) تحل محل (ܐܫܪ). ولهذا يجب علي تصحيح خطاء وقعت فيه حيث قلت في مداخلتي اعلاه (رقم 707 ) ان كلمة (ܐܫܪ) من (ܫܪܝܪܐ )  وهذا ليس صحيح  بل ان كلمة (ܐܫܪ ) لا بد وأن تكون إسم إشارة في اللغة العبرية.

رابعا، ومن هنا ايضا نستيطع تفسير الإختلاف في الصرف (الإشتقاقات المختلفة للمرادفة الواحدة والتي تتخذ اشكالا عدة حسب موقعها في الجملة)  بين  (ܐܗܝܗ)  و (ܗܝܗ) لأن نفس الإختلاف يحدثه إسم الإشارة (ܗܘ ) في اللغة السريانية ولكن بطريقة مختلفة حيث تتحول صيغة المسند (ܐܝܬܝܐ) أي الله او الأزلي الى صيغة (ܕܐܝܬܗܘ ) وهي ذات المعنى في المسند إليه وبدلالة اكثر شمولا.

خامسا، هذه العبارة التي تشير الى الأزل (الى الماضي والحاضر والمستقبل – الثلاثة مجتمعة) ترد في طقس كنيستنا المشرقية المجيدة المقدسة الرسولية مرارا وتكرارا وهي جزء  من طلبات (ܟܪܘܙܘܬܐ ) نرتلها في (ܡܘܬܒܐ ) وعنوانها (ܐܝܬܝܐ ܡܬܘܡܝܐ ) وهناك إشارات كثيرة وعديدة لهذه العبارة في (ܟܪܘܙܘܬܐ)  واماكن اخرى لا يتسع المجال لذكرها هنا.

سادسا، شخصيا ارى ان ترجمة مار توما اودو ومار يعقوب اوجين قاصرة للنص التوراتي ولم تصل في بلاغتها وسموها ونقل المعنى للنص العبراني التوراتي ضمن سياقه ومدلوله ودلالته مثل الترجمة التي اتتنا من حسن ابن بهول.

رحم الله ابا بهلول الذي يستحق منا مكانة ارقى بكثير من تسميات وشعوب لا نستطيع ان نقراء لها ولا نفقه خطها وكتابتها ولا علاقة وجدانية لنا معها ولم تترك لنا كتابا بإستطاعتنا قراءته او بيتا شعريا واحدا نتخذه مثالا او نبراسا بينما هذا العلامة الف وحدا من اعظم المعاجم في لغتنا وأهملناه وصاحبه.

وتحياتي لك يا اخي العزيز ادي وبارك الله فيك. كان سؤالك متعبا وصعبا وأستغرقت الإجابة عليه وقتا طويلا وجهدا إستثنائيا ولكنني تعلمت منه الكثير.

وكل عام وانت والقراء الكرام بالف خير.


الاخ المحترم ليون برخو

اتمنى لك ولعائلتك الكريمة سنة حافلة بالبركة ووافر الصحة ..شكرا لبحثك الاكاديمي ...

بالنسبة لجوابك لسؤالي ( اهيه آشر هية ) :
بالنسبة لكلمة ( آشر - ܐܫܪ) :
نقراء في قواميس حسن بن بهلول / القرن العاشر , مار توما اودو , ومار يعقوب اوجين منا بان كل منهم اعطى حركات ( ܙܘܥܐ - زوعا) مختلفة ...وهذا يعني بان الكلمة ليست مشتقة من كلمة ( ܫܪܝܪܐ ) ...رجاءا لاحظ الرابط ... 

بالنسبة للكلمتين ( ܐܗܝܗ - ܗܝܗ ) : كل منهم اعطى حركات ( ܙܘܥܐ - زوعا) مختلفة علما بان الحركات اذا اختلفت من كلمة وكلمة فسوف تتغير معنى تلك الكلمة .

بالنسبة لكلمة ( ܗܝܗ ) :
في كتاب العهد القديم بلغتنا العريقة طبع عام 1752 نقراء كلمة ( ܗܝܗ ) بينما في القواميس الثلاثة ( ܐܗܝܗ ) : ايهما اصح ؟ 

تقبل تحياتي وشكرا
ادي بيث بنيامين   

1435
القراء الأعزاء

سأحاول هنا الإجابة عن سؤال صعب جدا (المحور الرابع) الذي طرحه علي اخي وزميلي ادي بيث بنيامين (ادناه) ولا اعلم  إن كنت سأفلح في الإجابة عليه، وهنا اعني إن كان بإمكاني تلبية مراده لأنه يبدو لي ان زميلنا الحبيب متضلع في لغتنتا السريانية الجميلة وقد قراء الكثير عن التفاسير المختلفة للنص ( ܐܗܝܗ ܐܫܪ ܗܝܗ / اهيه الذي اهيه) الذي يرد في الكتاب المقدس (العهد القديم / الخروج / اصحاح 3 / اية 14).

وقبل ان اطرح رأي في هذا الموضوع الحساس والمهم بودي ان استرعي إنتباه القراء الكرام ان المسألة هذه بالذات قد أشبعها اللاهوتيون والفقهيون ودارسوا الكتاب المقدس والقرأن من المسيحيين والمسلمين نقاشا وبحثا ولا اظن ان اخي العزيز ادي لم يراجع الكثير منها.

بيد ان اغلب المراجع حسب علمي تهمل التطرق الى الموضوع من ناحية تأثير لغتنا السريانية وثقافتنا السريانية (بين النهرين) على مؤلفي الكتاب المقدس ونصوصه وكذلك لا تضع في الحسبان علاقة هذه العبارة السحرية ( ܐܗܝܗ ܐܫܪ ܗܝܗ / اهيه الذي اهيه) بتراث وليتورجيا ولغة وفنون كنيستنا المشرقية المجيدة الواحدة بفرعيها الكلداني والأشوري.

إن اخذنا المسألة اللغوية، فنحن امام نظريتين الواحدة مرتبطة بالأخرى من حيث السياق والثقافة. الله ( ܐܗܝܗ) – و  ( ܐܗܝܗ) كلمة سريانية الأصل ولكن صارت عبرية اللغة من حيث الصرف والفونولوجيا – كمفهوم لا يمكن إدراكه ومن الأسماء الحسنى التي يطلقها طقسنا المشرقي على الله (ܠܐ ܡܕܪܟܢܐ). إذا من الناحية اللغوية كلمة الله هي(signifier) مجرد علامة لغوية دالة ولكن لا مدلول (signified ) لها في الطبيعة والكون الذي حولنا.

وكي ابسط الموضوع فإن كلمة "الشجرة" مجرد علامة لغوية لها مدلول في الطبيعة وهو الجذع ذو اغصان واوراق وجذور ... نستدل عليه متما ما رأيناه ونتخيله في عقلنا شأنه شأن كلمة "ادي" فهي علامة لغوية ذات مدلول وهو زميلنا الغالي ادي بيث بنيامين ضمن سياق هذا الرد.

وكلمة  "ܐܗܝܗ" ومفهومها من حيث الدالة والمدلول (signifier and signified) وردتنا من موسى بترجماتها المختلفة وفي الإنكيزية مثلا (God ) هي الله حسب مفهوم موسى و (god) هو الله او الإله خارج نطاق ذالك المفهوم.

وعندما طلب الناس من موسى ان يدلهم على "الله" ( ܐܗܝܗ) كانوا يتصورون انهم امام مفهوم "الشجرة" من حيث الدالة والمدلول اي ان الله في الإمكان إختزاله في صنم او منحوتة او أيقونة او صورة كما كان شائعا لدى الأمم الأخرى إلا ان "إله" موسى (ܐܗܝܗ) لم يكن له مدلول على الأرض ولا في السماء ولهذا قال: ( ܐܗܝܗ ܐܫܪ ܗܝܗ).

هذه مقدمة كان لا بد منها كي نقترب ولو عن بعد من شرح محدد عسى ولعل يلبي طلب زميلنا العزيز أدي.

نأتي الأن الى النص السرياني ( ܐܗܝܗ ܐܫܪ ܗܝܗ) ولماذا يختلف عن النص العربي (اهيه الذي اهيه). وبالمناسبة فإن الترجمة الإنكليزية للنص ذاته هي (I AM WHO I AM).

لا إختلاف بين ( ܐܗܝܗ ܐܫܪ ܗܝܗ) و (اهيه الذي اهيه) إلا من حيث الصرف اللغوي اي (ܐܗܝܗ) مسند (وقد تكون فاعل حسب تفسير كلمة (ܐܫܪ) و ( ܗܝܗ) هي مسند إليه او بالأحرى نحن امام صفة وموصوف ولكن الصفة والموصوف هما واحد اي ليس هناك دالة ومدلول (signifier and signified ). وكلمة (ܐܫܪ) ليست إلا بمثابة تأكيد وهي تصريف لكلمة (ܫܪܝܪܐ) اي ان الله هو الله وحسب اي الصفة والموصوف واحد والدالة والمدلول واحد.

وهذا يدل على عظمة لغتنا السريانية التي وبحق منحتنا وبكل امانة ودقة متناهية مفهوم ماهية "الله" حسب الكتاب المقدس.

وإن رجعنا الى ادبيات كنيستنا المشرقية المجيدة ولغتها السريانية الجميلة لرأينا أن المفهوم ذاته يتكرر مرارا وتكرارا لتقريب مفهوم "الله" حسب ما اتي به موسى. والمطلع على طقسنا وتراثنا المشرقي يرى ان هذا المفهوم يتكرر بصيغ كثيرة وليس بوسع تعقيب او حتى مقال الإلمام بها ولكن اذكر هنا بعض الأمثلة ومنها:ܠܐ ܡܬܚܒܠܢܐ، ܬܕܡܘܪܬܐ/ ܡܬܘܡܝܐ ܠܐ ܙܒܢܢܝܐ، ܠܐ ܡܕܪܟܢܐ، ܡܠܐ ܪܚܡܐ، ܚܢܢܐ، ܝܪܬܐ ...

امل انني قدمت ليس حلا ولكن تفسيرا لهذا اللغز الذي لن يكون بمقدور عقلنا البشري المحدود سبر اغواره ابدا لأنه سر عظيم ولدنا معه وسنموت معه وسنبقى نبحث عنه ولا ندركه، هكذا كان اجدادنا ابناء وبنات كنيستنا المشرقية المجيدة يقولون ونحن احفادهم على خطاهم سائرون وسنبقى معهم نبحث ونبحث كي نستوعب هذا السرالعظيم ولكن .....

وتقبل تحياتي


===========


الاستاذ ليون برخو المحترم

اتمنى لك والعائلة الكريمة عيد ميلاد مجيد ورأس سنة مباركة ...

كتبت في معظم تعليقاتي باني لست احد ابناء الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ولا اتدخل في شؤونها ولي كل الاحترام لطقوسها الكنسية . كباحث واستاذ جامعة مختص بلغتنا اسمح لي ببعض الاسئلة لمعرفة الحقيقة :

سؤالي من كتاب العهد القديم / الخروج / اصحاح 3 / اية 14 .... فقال الله لموسى ( اهيه الذي اهيه ) وقال هكذا تقول لبني اسرائيل اهيه ارسلني اليكم ....

اكتب ( اهيه الذي اهيه ) لحضرتك كما هي مكتوبة بلغة الكنيسة المشرقية : ( ܐܗܝܗ ܐܫܪ ܗܝܗ - اهيه آشر هيه) ...

هل حرفت هذه الجملة (  ܐܗܝܗ ܐܫܪ ܗܝܗ / اهيه الذي اهيه) ؟
ماذا تعني ( ܐܫܪ ) ؟
هل تسمية ( اهيه )  تسمية اخرى لربا وخالقنا ؟
( ܐܗܝܗ ) تختلف املائيا عن ( ܗܝܗ ) ماذا تعني كل منهما ؟
لماذا ترجمت ( ܐܗܝܗ ) للعربية ( اهيه ) بينما ( ܗܝܗ ) ايضا ترجمت للعربية ( اهيه ) ؟

بالتاكيد عندكم في الجامعة عطلة عيد الميلاد ولك الوقت الكافي لكي تبحث عن الاجوبة بدون الاستعانة للترجمة العبرية ...

تقبل تحياتي
ادي بيث بنيامين


1436
الأخ العزيز عبدالأحد قلو المحترم

اولا اهنئك بعيد الميلاد المجيد وأشد على يديك حول موقف جديد إتخذته في مقال جميل جدا كتبته مؤخرا تريد فيه فتح صفحة جديدة ملؤها المحبة والتسامح والعطاء والغفران اركان المسيحية وإنجيلها المجيد وقد أخذ هذا المقال مداه وامل ان يوفقنا الله كلنا وانت معنا كي نتخذ خطوات لتطبيق مسيحيتنا على ارض الواقع اي عملا وليس قولا.

في الحقيقة تأخرت في الإجابة لأنني لم اكن اتوقع ان يأتيني سؤال بهذا الشكل من قبلك. اخي العزيز عهد هرطقة وتكفير الأخر إنتهى منذ امد بعيد واخرجته الكنيسة ليس من ممارساتها بل من خطابها.

اليوم كل من يؤمن ويقول ويمارس او ينطلق من مفهوم هرطقة (تكفير) الأخر المختلف عنا حتى دينيا يكون لم يخرج بعده من ظلامية القرون الوسطى.

إن هرطقنا الأخر او كفرناه ونحن مسيحيون أي نظرنا الى المسيحي الأخر وكأنه هرطوقي فما الفرق بيننا وبين المجموعات الظلامية التكفيرية في الشرق الأوسط؟ اساس الشر هو الخطاب الذي ينتقص  من الأخر (يهرطقه مثلا اويكفره) أي يراه اقل مكانة في الأرض والسماء وان ما لديه اقل قدسية وأكثر شرأ او سوءا مما لدي. هذا هو أس البلاء الذي يفتك بالإنسانية.

ومن ثم يا اخي العزيز تعلم ان الفاتيكان من خلال وثيقة وقع عليها البابا يوحنا بولس الثاني الذي هو بمرتبة قديس الأن مع كنيسة المشرق الشق الأشوري حيث يعترف كل طرف بإيمان الأخر من خلال وثيقة Christology. كيف يوقع البابا على وثيقة تبادل الإيمان وهو يعلم كل العلم ان الجانب الأخر يبني لاهوته وفلسفته وثقافته وعقيدته على فكر مار نسطورس بينما في نفس الوقت يرى أن هذا القديس (اي نسطورس) هرطوقي؟

ويبدو لي انك تقراء السريانية واريدك ان تراجع بدقة وتمعن الليتورجيا لفترة (شاوعا) سوبارا ودنحا التي نحن بصددها.

لا علم إن كان لك إلمام بفكر وفلسفة ولاهوت نسطورس إلا ان ليتورجيا كنيستنا المشرقية الكلدانية والأشورية سوية لهذا الفترة تعكس مثل المرآة لاهوت وفكر وفلسفة نسطورس تقريبا في كل سطر. وهذه الكتابات هي التي نصليها في الكنيسة ونفتخر بها وهي التي تعلمنا لاهوت وعقيدة كنيستنا المشرقية الذي يستند الى فكر مار نسطورس.

اسألك كيف يجوز ان يكون مار نسطورس هرطوقي ونحن نصلي وننشد ونتباهى امام الأمم بنصوص ليتورجية فائقة وسامية تبز ما لدى أي كنيسة اخرى في الدنيا؟ وكيف يجوز ان نمسح إسم فيلسوف او عالم او لاهوتي من كتاب او مؤلف ونبقي على الكتاب ونصوصه كما هي وندرسه ونتعلم منه ويكون لنا نبراسا لأكثر من 1500 سنة ونهرطق صاحبه؟

وأخيرا وليس اخرا هل سمعت او قرأت الوصايا العشرة للبابا فرنسيس؟ إن كنت قرأتها فكيف تستطيع بعد قرأتها ان تهرطق أي شخص  في الدنيا؟ علينا ان نخرج من إطار هرطقة اوتكفير او إلغاء الأخر. هذا حدث في عصر الظلمات ولا يقبل به  الفكر المدني العلماني فكيف بفكر كنسي يستند إلى الإنجيل؟ اليوم الكنيسة تأوي حتى مثليي الجنس الذين يقول فيهم الكتاب المقدس وفي ايات واضحة مثل الشمس ان لا مكانة لهم في هذه الدنيا والأخرة. البابا الحالي غيّر المفهوم والتفسير ويطلب منا ومن الكنيسة ان تقبلهم كما هم وكما تقبل الأخرين المخلتفين عنهم في التوجه الجنسي.

اتركك مع واحدة من وصايا بابا الفاتيكان الحالي ومع الرابط إن اردت المزيد وعذرا كان يجب ان اترجمها ولكن لضيق الوقت اتركها بلغتها الأصلية:


‘We can inspire others through witness so that one grows together in communicating. But the worst thing of all is religious proselytism, which paralyzes. “I am talking with you in order to persuade you.” No. The church grows by attraction, not proselytizing.’

http://www.washingtonpost.com/news/morning-mix/wp/2014/08/01/pope-franciss-ten-secrets-to-happiness/%20

1437
القراء الإعزاء

سأحاول هنا التفاعل مع ما اتى به اخي العزيز سمير عبدالأحد المشهود له حبه الكبير لشعبه المسيحي ودفاعه عنه في ارض الأجداد وهو يعيش هناك فبهذا له فضل علي ويتقدم علي هو ومعه كل احبائنا إخوتنا واخواتنا المهاجرين المشردين.

ومن خلال هذا الرد امل انني ساشرح المحور الثالث لأغلب المداخلات على الموضوع والذي يدور حول إن كان الكلدان وكنيستهم سيتحينون الفرصة التي اتاحها الله لهم للم الشمل والنهوض مع شخصية قيايدة بقامة بطريركهم الحالي.

تطلب مني اخي العزيز ان اترجم مقالاتي للإنكليزية كي يقرأها الفاتيكان.

بإمكاني ترجمة مقالاتي الى الإنكليزية ورفعها للفاتيكان ولكنها لن تصل الى البابا ابدا لأن الفاتيكان مؤسسة مهولة وهذا ما أكده البابا ذاته وفي خطاب جرىء قل نظيره بمناسبة عيد الميلاد (انظر مشاركة 704 اعلاه). الفاتيكان كما قال البابا مؤسسة ينخرها الفساد والمحسوبية والوصولية وتحكمها إدراة مريضة بحب السلطلة والجشع ... تعاني من مرض الزهايمر الروحي ... غايتها النميمة وتدبير المكائد والمؤمرات .. إنها حقا جسد مريض وهذا بشهادة البابا الذي ضاق ذرعا بها حسب اقواله ... فكيف لرسالة من شخص عادي مثلي ستفلت من مكائد ودسائس وفساد ومحسوبية وجشع المجمع الشرقي في الفاتيكان مثلا وتصل الى البابا.

وثانيا، انا شخص عادي لا منصب لي واشكر قولك ان اغلب المسيحيين العراقيين يشاطرون ارائي وامل ان يكون ذلك صحيحا بيد ان هناك البطريركية التي انا تابع لها وهي اظن ادرى اليوم من اي وقت مضى انه دون ادارة مؤسساتية مستقلة ذات حكم ذاتي لن تقوم قائمة لكنيسة المشرق الكلدانية التي هي اكبر كنيسة في العراق ورئسها يعد رئسا لجميع الكنائس بإختلاف اطيافها.

ولا اعلم إن قرأت اخر تصريح للبطريركية حول الأحداث المؤسفة التي نحن بصددها. هذا التصريح الثاني الذي اراه شخصيا في المسار السليم صوب إدارة كنسية مؤسساتية مستقلة مع شراكة إيمانية كاملة مع كرسي روما وهذا صار اليوم مطلب شعبي، مطلب غالبية الكلدان بإكليروسهم ومؤمنيهم ونحن اقرب إليه من اي وقت مضى وإن خسرناه فإننا سنخسر كل شيء ولن يبقى لنا شيء حتى الإسم سينتهي وتنتهي الثقافة والليتورجيا واللغة والفنون وكل شي يدلل على اننا شعب وكنيسة ذات هوية وخصوصية. وادناه الرابط للتصريح الجديد للبطريركية في بغداد التي انت اقرب إليها مني بكثير ولك مني كل التقدير والإحترام وايامك سعيدة:

http://saint-adday.com/arabic/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%BA%D8%A8%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%83-%D8%B3%D8%A7%D9%83%D9%88-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%83%D9%87

1438
القراء الإعزاء
 
ردودي هي دائما لزيادة المعرفة والتربية والتعليم وليس الدخول في نقاش لا طائل منه. ورغم معرفتي ان بعض المعلقين غايتهم التشويش من اجل التشويش فإن ردودي ليست موجهة لهم ابدا بل لمعشر القراء المتعلقين بما اكتبه والمتأثرين به ولهم اكن إحتراما كبيرا.
 
واي شخص حاصل على شهادة جامعية رصينة لما ادخل نفسه في المطب مباشرة اعلاه والذي يبدو ان غايته التشويش وليس المعرفة. في كل الجامعات الرصينة المعتمدة يكون المجال الأكاديمي لعلوم الصحافة والإعلامMedia and Communication Sciences or Studies (وهذه تسميتها العلمية والأكاديمية الدارجة باللغة الإنكليزية في شتى الجامعات الرصينة) فرع مستقل ضمن كليات العلوم الإجتماعية كما هو حال علم اللغة التطبيقي النقدي (الخطاب)  وهو واحد من الأعمدة الأساسية للعلوم الإجتمايعة ويدرس ضمن كليات العلوم الإجتماعية شأنه شأن الإعلام والصحافة وعلم الإجتماع وغيره وهذا هو بالضطب الحال في جامعة بغداد وجامعة الموصل مثلا.

ومن ثم هل نستند إلى منتدى عربي في تفسيرنا للشؤون العلمية ام على موقع مثل الذي ذكرته وهو Economic Social Research Council (E.S.R.C  الذي منحت رابطه على الشبكة العنقودية والذي هو مواز في علميته وأكاديميته للمجمع الملكي العلمي البريطاني ام على منتدى عربي؟

حقا ليكن الله في عون شعبنا وكنائسنا لأنه يبدو ان قراءة  ومعرفة لا بل التحصيل العلمي لبعض الأخوة ومع إحترامنا الكبير لهم لا يتجاوز المنتديات وصفحات التواصل الإجتماعي ومع ذلك يريدون الظهور بمظهر من يملك ناصية العلم والمعرفة.

وتحياتي




1439
القراء الأعزاء

هناك مغالطات في التعليق ادناه فوجب التوضيح. العلوم اصناف منها العلوم الإنسانية والعلوم الإجتماعية والعلوم الصرفة والعلوم الطبيعية والعلوم الهندسية والعلوم الطبية..الخ. ولهذا لدينا كلية الإنسانيات وكلية العلوم وكلية العلوم الإجتماعية وكلية الهندسة وكلية الطب... الخ في الجامعات الرصينة.

وكل علم من هذه العلوم له مجالات اكاديمية academic disciplines مختلفة. فالعلوم الإجتماعية مجالاتها الأساسية اللغة والخطاب والقانون والأنثروبولوجيا والتربية والإجتماع والنفس ... الخ وأينما دخلت اللغة ودخل تحليل الخطاب شغلي الشاغل الأن نكون نحن في إطار العلوم الإجتماعية بمعنى ان اي شهادة في هذه المجالات تعد شهادة في العلوم الإجتماعية كما ان اي شهادة في مجال العلوم الهندسية تعد شهادة في الهندسة وأي شهادة في مجال العلوم الطبية تعد شهادة في الطب (رابط).

ولكن حقيقة اسعدني التعليق لا سيما الصورة التي احمل فيها واحدا من اعز الكتب التي الفتها على قلبي. الكتاب ليس الأطروحة العلمية التي كتبتها لنيل الشهادة في الإعلام والصحافة  بل كتاب الفته عن اللغة الإنكليزية وطريقة استخدامها من قبل السويديين. ولقي الكتاب رواجا كبيرا في السويد وتربع على عرش المبيعات في حقله لستة اشهر وكتبت عنه 14 صحيفة سويدية رئسية تغدق عليه المديح عدا واحدة.

رابط
http://www.esrc.ac.uk/about-esrc/what-is-social-science/social-science-disciplines.aspx

هل هذه الشهادة تعتبر من العلوم الاجتماعية؟؟؟؟؟؟؟؟
 الدكتور ليون برخو، الحاصل على شهادة الدكتوراه في الصحافة والإعلام من السويد




1440
مرحبا سوريتا وعيد مبارك

لا يجوز لأي أكاديمي إختصاصه العلوم الإجتماعيىة ان يقبل التعامل مع ثنائية حول اي موضوع يقع ضمن مفهوم العلوم هذه او يتعلق بها. والثنائية هي: اجب بنعم او لا. ليس هناك نعم او لا في هذه العلوم لأن سؤال بهذه الصيغة هو اساسا غير مقبول ضمن إختصاصنا.

ولهذا انا لا اقبل ما يراه البعض وكأنه مسلمة مفادها ان المذهب الفلاني او الدين الفلاني او المجموعة الفلانية او الكتاب الفلاني الذي يراه اصحابه مقدسا خير والأخر شر. اي ليس هناك ابيض/اسود، ملاك/شيطان، مؤمن/كافر، اما معي/ إما ضدي ..الخ ضمن ما نبحثه وندرسه.
ولهذا من الصعب لا بل المستحيل ان يكون المرء قديسا فقط وليس سياسيا (وهنا لا اقصد نسطورس بل الكل). نحن كبشر نجمع الكثير من الصفات في آن واحد ومن العسر ان نكون شيء واحد محدد فقط.

وعليه ترى انني اؤكد  ان الدين اي دين او مذهب له شيء من  من السماء وله ايضا الكثير من الأرض. ولهذا الكنيسة ذاتها لا يمكن ان تكون سماوية فقط وغيرها ارضي. فيها الخير وفيها الشر كمؤسسة وفيها الأسود وفيها الأبيض وفيها ملاك وفيها شيطان شأنها شأن اي دين او مؤسسة او مجموعة اخرى وقس على ذلك المجموعات البشرية والمجتمعات والأفكار والإيديولولجيات.

لنأخذ البابا بولس الثاني الذي رفعه الفاتيكان الى مرتبة القداسة. الم يكن سياسيا محنكا تعاون ومعه مؤسسته الهائلة (الفاتيكان اكبر مؤسسة في العالم) بكل ثقلها مع الإستخبارات الأمريكية والغربية بشكل مكشوف في الحرب الباردة ومن خلاله إستطاع الغرب دحر الإتحاد السوفيتي الشيوعي. اليست هذه سياسة؟. بالطبع هناك دراسات وكتب اكاديمية رصينة تؤرغ للدور السياسي والإستخباري المؤثر والكبير والفاعل لهذا البابا  في هذه المسألة.

واقوى دليل على موقفي اننا لا نستطيع الفصل بين الأرضي والسماوي اي الاسود والأبيض او القديس والسياسي هو بابا الفاتيكان الحالي، بابا فرنسيس.

في نظري هذا الرجل قديس ونعمة ليس لأتباعه من الكاثوليك بل المسيحية برمتها لا بل العالم كله. هذا رأي الشخصي. ولكنه لعب ويلعب دروا ارضيا سياسيا كبيرا وهذا ما قام به مؤخرا في التقريب بين كوبا وأمريكا ولولا جهوده لما حدث ما حدث.

اغلب باباوات روما واكثرهم إيطاليون لاتين جرى تقديسهم ولكنهم سياسيون والفاتيكان ذاته دولة ومؤسسة سياسية شأنها شأن اي دولة اخرى. فهل نستطيع إثارة سؤال إن كان اي من الباباوات الذين رفعوا الى درجة القداسة وهم كثر فقط "قديسون" وليس سياسيون؟

وهذا ينطبق على القديس مار نسطورس إن  كانت له ميول سياسية  كما تقول.


واخيرا امل ان الهدف من السؤال هو زيادة المعرفة لأنني كأكاديمي احترم الكل ومنهم من يحمل اسماءً حركية وكمعلم جامعي احاول إجابة كل سؤال كما قمت بالإجابة هنا رغم انه ذلك يأخذ من وقتي الكثير.

ولكم وللقراء الكرام الشكر الجزيل.

تحيات
ي

السيد برخو
انا سالتك سوال واحد واريد اجابه محدده ومختصره لكي اعلق على ردك
سوال - فهل كان نسطورس قديسا ام سياسيا

1441
الأخ والصديق العزيز جاك الهوزي المحترم

اشاركك حزنك على والدتك الغالية. كنتُ على يقين ان غيابها سيكون ثقيلا عليكم وعلينا وكنت اتذكركم لا سيما في هذه الأيام المباركة. ومنذ ان تطرقنا الى موضوع مرض والدتك قبل فترة وجيزة كنتَ في فكري وصلاتي.

لا تخف ولا تخشى ولا تبكي على والدتك التي لم تفارق الوردية اناملها والصلاة شفاهها. إنها من الجيل الذي تربى على مخافة الله والخشوع والمحبة. إنها لا بد وان تنظر الينا من عليائها اليوم.

وكنا في حديثنا نتطرق الى الإيمان ودوره في مساعدتنا في التغلب على مصاعب مثل هذه واعرفك مؤمنا ملتزما بروح الرسالة الإنجيلية السمحاء.

ولنردد سوية انا وأنت ما كان يردده اجدادنا المتمسكين بإيمانهم المشرقي الذي لم ولن يتزعزع عند مروهم بمصاعب مثل هذه حيث كانوا إما يهمسون بصمت او ينشدون بأعلى صوتهم: "بصلوثا داموارختا" وكانت والدتك حقا امراءة مباركة  ولتنزل بركة "موارختا" عليك وعلى بيتك واهلك واقربائك ولا بد ان تساعدكم في تجاوز المصاب.


1442
القراء الأعزاء

لا اعلم إن كان الإقتباس ادناه صحيحا وما هو مصدره. بيد ان الذين يرون ان ما لديهم مقدس وسماوي وصحيح وما لدى الأخر كفر وهرطقة تصبح مسألة شيطنة الأخر وتهميشه لديهم جزءا من التدين الظاهري كي يظهرهم امام الناس انهم صالحون وهم ليسوا كذلك.

ويقع في هذ الخانة المذهبيون والطائفيون من الذين ينظرون ليس الى دينهم بل حتى مذهبهم (فرع من الدين المستند الى تفسير بشري للنص) انه اسمى من المذهب الأخر لا بل ان مذهبهم صحيح والمذهب الأخر باطل (كافر).

وننسى عندما نقع في هذا المطب غير الإنساني اننا قد نكون مع مذهبنا او ديننا في وضع اسواء لا بل افظع وأشنع من الذي نصف به او نلحقه بالأخر المختلف مذهبا ودينا.

ولهذا لا نرى الجرائم والفظائع والأقوال الشنيعة التي إقترفها مذهبنا او ديننا لا بل نضعها تحت الغربال ظنا منا ان الأخر لا يراها ونكدس ما نتصوره انه فظائع واقوال شنيعة للطرف الأخر المختلف دينا ومذهبا.

وهكذا لا نتجراء على ذكر مساوئنا ومساوىء مذاهبنا وأدياننا ونركز على الطرف الأخر وهذا واحد من الأسباب للتخلف البشري والظلم والإظطهاد.

وعليه لا اظن ان صاحب التعليق ادناه سيذكر اي شي عن الطريقة التي كان الفاتيكان مثلا يتعامل مع من يراه هرطوقيا من المسيحيين حيث كان يتم حرقهم وهم احياء وبالالاف في جريمة يعدها الكثير من المؤرخين اليوم باكورة النازية.

وكذلك يغض النظر عن الفظائع والجرائم التي إقترفتها ذات المؤسسة الفاتيكانية في حق الكلدان من خلال تطبيق محاكم التفتيش اللعينة عليهم وما رافقها من ظلم تشيب له الولدان والبطش الذي إستخدمته لوأد ثورتهم السلمية المباركة وهذا في العصر الحديث وليس في القرن الرابع الميلادي وفي عهد البابا بيوس التاسع وعهد البطريرك يوسف اودو.

الإنصاف والموضوعية والعدالة تدعو اولا الى رفع الخشبة من اعيننا كي نستطيع رؤية القذى في عين الأخر وهذا ما يدعو إليه الإنجيل، اليس كذلك.



فهل كان نسطورس قديسا ام سياسيا
لنسطورس منذ وقت سيامته فى 10 أبريل عام 428م أظهر إعجاباً عظيماً بعمل الوعظ وحماساً ضد الهراطقة. ففى عظته الأولى خاطب الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير بالكلمات التالية :
(أعطنى أيها الإمبراطور الأرض نقية من الهراطقة وأنا سوف أعطيك السماء، ساعدنى لأشن حرباً ضد الهراطقة وأنا سوف أساعدك فى حربك ضد الفرس." ).
هذه هي كلمات الاوالى لنسطورس فهل كان قديسا ام سياسي يقاضي الامور السياسيه بدنيه
وهل هكذا قال السيد المسيح ان تبشر كلمة

1443

القراء الأعزاء

اظن علي ان اشكر الأخ يوهانس لأنه بتعقيبه ادناه قدم البرهان القاطع على مداخلتي اعلاه التي تحمل الرقم 698 وفيه اؤكد على انا ما نعاني منه كشعب ابي ذو حضارة من ارقى حضارات الدنيا هو تغليب الجانب العاطقي والمذهبي والطائفي على العقل والمنطق والعلمية والأكاديمية التي دونها لن يكون بإمكاننا فهم انفسنا وواقعنا الإجتماعي وان اغلب ما نتداوله من مصادر ومنها الرابط الذي وضعه لا تلبي ابسط المعايير العلمية والأكاديمية.

الأخ يوهانس يأتي برابط من الكنيسة القبطية وان اجّل هذه الكنيسة الرسولية المقدسة ولا احمل اي ضغينة تجاهها لأنها كنيسة مقدسة رغم انها تكفر وتهرطق نسطورية (مشرقية) ثقافتي.

الإشكال  هو ان الأخوة الأقبالط يحملون كرها شديدا لا بل يكفرون كل من إلتزم بالمشرقية الكنيسة التي تستند في الكثير من فلسفتها ولاهوتها وليتورجيتها على افكا ر نسطورس.

ولهذا لا يجوز الركون الى الرابط لأن منطلقه مذهبي طائفي وليس علمي وأكاديمي يستند الى هرطقة وتكفير الأخر المختلف عنا وفي الأكاديمة والعلمية التي هي نبراس التمدن والحضارة يعد هذا ظلما لا بل جريمة.

اتيكم بهذا المثل. إن اردت ان تعرف من هم الشيعة لا يجوز ان تستند الى كتابات واقوال السلفية والوهابية او إبن تيمية او الداعشية لأن هؤلاء يعيشون في ظلامية القرون الوسطى ويؤمنون ويتصرفون على اساس تكفير وهرطقة الأخر.

وكذلك ان اردت ان تعرف ما هي الوهابية والسلفية عليك ان لا تستند على مصادر شيعية لأنها تنظر الى المختلف تقريبا ذات النظرة التي تنتقص منه.

علينا البحث في مصادر مستقلة علمية وأكاديمة همهما خدمة العلم والمعرفة وتقديم المعلومة بموضوعية وعلمية إستنادا الى الأدلة التاريخية وخارج اطار العاطفة التي هي جزء لا يتجزاء من المذهبية والتي تؤدي الى التعصب وتعمي البصر والبصيرة.

هناك كتب اكاديمية رصينة وموسوعات علمية مستقلة صدرت عن الجامعات العالمية مثل ستنافورد وشيكاغو واكسفورد وهارفرد وغيرها هي التي يجب ان نعتمد عليها لأن همهما نشر العلم والمعرفة وليس الدفاع عن مذهب محدد او الهجوم غير المبرر على مذهب اخر إنطلاقا من كون ان ما لدي اكثر قداسة واكثر سماوية وغيرها مما لدى الأخر. المذهبية والتدين والطائفية لا مكانة لها في عالم الأكاديمية والمعرفة الجامعية لا بل ننبذها وننبذ اصحابها ولا نعتد بها ولا نقتبس منها إلا للبرهنة على ظلامية اصحابهأ.

انا احيل قرائي الكرام الى مصادر جامعية مثل الموسوعة البريطانية وموسوعة جامعة ستانفورد وكتب اكاديمية حديثة جدا تتغلب عليها العلمية الرصينة والموضوعية في الكتابة والتي تنصف كنيستنا المشرقية المجيدة وإرثها وفلسفتها وإنجازاتها وثقافتها وجغرافيتها ولا تنطلق من موقف مذهبي رجعي متخلف اساسه تكفير وهرطقة الأخر من خلال وضع ما لدينا في مرتبة ارفع وأسمى من حيث القداسة مما لدى الأخر. هكذا موقف لا يعتد به اليوم وهو امر متخلف وظلامي.

واحيل قرائي الكرام الى اخر ما صدر في الأروقة العلمية والأكاديمية الغربية الرصينة والموضوعية عن عظمة  كنيسة المشرق التي يسميها الغربيون ايضا كنيسة فارس او الكنيسة النسطورية والتي يجب ان تكون مثار فخر وإعتزاز لكل اشوري وكلداني مهما كان مذهبه وحتى إن كان لا دينيا:


Baum, Wilhelm and Dietmar W. Winkler. 2003. The Church of the East: A Concise History. London: Routledge
http://www.newworldencyclopedia.org/entry/Nestorian_Christianity
http://plato.stanford.edu/search/searcher.py?query=nestorian
http://www.amazon.co.uk/Church-East-Illustrated-Assyrian-Christianity/dp/184511115X/ref=sr_1_1?s=books&ie=UTF8&qid=1419412101&sr=1-1&keywords=an+illustrated+history+of+the+assyrian+church


في هذا الرابط يوجد معلومات وهي ليست من عندنا
ربما تفيدك وتزيد معلوماتك
اقرأها بتأني وهدوء وراحة البال
وعيد ميلاد مجيد للجميع

http://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_1795.html

1444
القراء الأعزاء

في هذه المداخلة سأحاول الإجابة عن سؤال إن كنا حقا على علم وإدراك بمسيرة تاريخنا وما حدث لنا من ظلم ومنه وبسببه ومن خلاله وصلنا الى ما نحن عليه اليوم.

اكاد اجزم ان اغلب ما نتداوله من مصادر ومنها التي تظهر على صفحات هذا المنتدى لا تلبي ابسط المعايير العلمية والأكاديمية.

وبسبب هذا صرنا كلنا نخلط وندمج مفاهيم لا يجوز دمجها وخلطها مع بعضها.

الهوية نخلطها مع المذهبية والطائفية وعليه تتغلب نزعتنا المذهبية والطائفية على الحقائق العلمية الرصينة والثوابت التاريخية.

هنا يكمن خطر وجودي علينا كشعب لأننا نقيس وجودنا ضمن نطاق مذهبيتنا وطائفيتنا وليس وجودنا كأمة ذات هوية وثقافة ولغة وخصوصية لها إرثها وفنها وادابها وتاريخها الذي لا يجوز ولا يجب ان نضعه امام مطرقة المذهبية والطائفية وحتى الدين لأن الشيئين متما ما تم دمجهما اضاع اصحابهما المشيتين.

ومن هنا اتى الظلم الكبير الذي الحقناه مثلا بمار نسطورس إنطلاقا من مذهبيتنا وليس إنطلاقا من هويتنا لأن تبني شعبنا لأفكار وفلسفة نسطورس احدث ثورة ثقافية وعلمية وفلسفية وفكرية ولغوية وفنية هائلة سبقت كل الأمم التي حولنا والبعيدة عنا بقرون ومنحتنا ميزات لما حصلنا عليها بغياب مار نسطورس.

هذه حقيقة تاريخية لا يجوز ان اغمطها لكوني كاثوليكي المذهب مثلا ولا يجوز ان اقبل ان يغير او يهمش او يلغي اي كان في ثقافتي التي هي وجودي لأن المؤسسة الكنسية الفلانية لسبب ما كانت ترى في فلسفة مار نسطورس هرطقة.

وهذا المثال ينطبق على كل الأمم اليوم لا سيما التي تخلصت من ظلامية القرون الوسطى حيث تنظر الى رموزها الثقافية من خلال ما قدمته لها من إنجازات وليس من خلال ما ينظر إليها رجل الدين الفلاني او المذهب الفلاني.

امل انني افلحت في توضيح هذه النقطة لبعض الأخوة الذين اثاروا هذه المسألة.

تحياتي


1445
الأخوات والأخوة القراء الإعزاء

لا أظن انني سأتمكن من الرد إنفراديا على كل الذين تجشموا عناء التعليق على الموضوع. وأنا لهم شاكر وابادلهم التحايا والتهاني بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة سأحاول التركيز على نقاط اربع وهي (1)  إن كان للفاتيكان ضلع في الأزمة الشديدة التي تمر بها الكنيسة الكلدانية  (2) وإن كنا حقا على علم وإدراك بمسيرة تاريخنا وما حدث لنا من ظلم ومنه وبسببه ومن خلاله وصلنا الى ما نحن عليه اليوم (3)  وإن كان الكلدان وكنيستهم سيتحينون الفرصة التي اتاحها الله لهم للم الشمل والنهوض مع شخصية قيايدة بقامة بطريركهم الحالي (4) السؤال الصعب الذي اثاره اخينا وزميلنا العزيز ادي بيث بنيامين وإن لم افلح في في الإجابة عليه فأرجو منه ومن القراء الكرام المعذرة مقدما.

سأتناول في هذ الرد مسألة ما إذا كان للفاتيكان ضلع في الأزمة الشديدة التي يمر بها الكلدان وكنيستهم.


الذين تتبعوا كتاباتي لا بد وان لا حظوا ربطي الوضع المأساوي الحالي للكلدان وكنيستهم بالماضي القريب وكي اختصر اقول ان مؤسسة الفاتيكان المتمثلة بالمجمع الشرقي اللاتيني ومبشريه وغيرهم دمروا الكنيسة الكلدانية وحطموها واليوم يريدون قلعها من جذورها وإنهائها وقدمت ادلة تاريخية ومادية ملموسة للمكائد والمؤمرات والدسائس وكل ما يتخيله المرء من سلبيات ومساوىء وظلم لم ينزل الله به من سلطان وهذا مثبت والتاريخ ثابت.

والأزمة الحالية لما كانت تحدث لولا دسائس ومؤامرات الفاتيكان الذي يبدو انه يتلذذ بإستمرارها ويلعب على حبلين يشد ويرخي على هواه حتى يتعب الكل ويهان الكل ولا يكترث اننا مقبلون على عيد ميلاد المسيح رسول السلام والمحبة.

وليس هناك في الدنيا من يعرف عن خفايا ودسائس ومكر ومكائد مؤسسة الفاتيكان مثل البابا فرنسيس والذي جعل من خطاب عيد الميلاد مناسبة كي يشن هجوما لاذعا على هذه المؤسسة الفاسدة. وهاكم ما قاله وهذا غيض من فيض واحيل القراء الى الروابط ادناه لأن كتابها نقلوا حرفيا عن البابا:

"إدراة الفاتيكان مريضة بحب السلطلة والجشع ... تعاني من مرض الزهايمر الروحي ..في الفاتيكان الكثير من الوصولية والمحسوبية والفساد ... وتدبير المكائد والمؤمرات ... الفاتيكان جسد مريض ... اسرت قلوب القائمون عليه السلع الدنيوية ... ووصلوا الى إنفصام الشخصية الوجودي ... بإختصار يعدد البابا فرنسيس 15 سيئة من كبار السيئات من التي يعاني منها الفاتيكان كمؤسسة وتنقلها جريدة الكارديان حرفيا في مقالها ادناه ..."


كيف تتوقعون ان تنصف مؤسة بهكذا مواصفات وعلى لسان حبرها الأعظم الذي هو اليوم منارة للبعد الإنساني والأخلاق الإنسانية ليس للمسيحية بل لعالم اجمع ان تنصف مؤسسة كنسية مسكينة لا حول ولا قوة لها تتقاذفها الأمواج مثل مؤسسة الكنيسة الكلدانية؟

بالطبع يجب العلم ان واحدا من اسواء  وامكر المؤسسات في الفاتيكان واكثرها فسادا هوالمجميع الشرقي. يسمى مجمع شرقي ويدير الكنائس الشرقية الكاثوليكية بإستبداد قد لا تعرفه دول شمولية ولكن ليس فيه شرقي واحد. كلهم لاتين. هل هناك اليوم مؤسسة في بلد مثل الصومال يديرها بكل تفاصيلها الىى حد نقل وتعيين موظف بسيط او فصله او كتابة بيان اوعدة صفحات و بيع وشراء العقارات اجانب ودخلاء من غير اهل البلد؟

وسأجيب على باقي المحاور لاحقا.

الراوبط:
http://www.theguardian.com/world/2014/dec/22/pope-francis-scathing-critique-vatican-officials-curia-speech
 
http://www.washingtonpost.com/news/world/wp/2014/12/22/pope-francis-warns-vatican-leaders-against-spiritual-alzheimers/
 
http://www.nytimes.com/2014/12/23/world/europe/pope-francis-in-christmas-speech-has-stern-rebuke-for-vatican-bureaucracy.html?_r=0

http://newspaper.annahar.com/article/200101-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7-%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%83%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B1%D9%8A%D8%B6%D8%A9-%D8%A8%D8%AD%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B4%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A7%D8%A6%D8%AF

1446
الأخ يوهانس المحترم

وكأني اعرفك ولكن لنترك هذا الشأن لأنني احاول مخاطبة الجميع بإحترام وكياسة واخلاق.

أسألك بالله عليك هل هذا هو الأسلوب السليم للدفاع عن الكثلكة وعن الكلدانية كهوية لأنك تقول انك كاثوليكي وكلداني ولو ان مسالة الهوية والقومية لا علاقة لها بالمذهب والطائفة لا بل ان الد اعداء القومية والهوية هما المذهب والطائفة وليس في الدنيا هوية مبنية على الدين والمذهب. حتى الأكراد إستوعبوا هذا ويحاولون اليوم جهدهم إخراج هويتهم من براثن الدين والمذهب!!

الخروج عن سياق الموضوع وغياب الحجة والمنطق لا بل جملة مفيدة واحدة تنعكس على صاحبها اولا وأخيرا.

من حق كل شخص ان يدافع عن مواقفه ولكن ليس بهذا الشكل الفاشل حيث يظهر ان لا قضية لديك وإن كان لديك قضية فإنك خسرتها بهذا الموقف ومع الأسف.

مع إحترامي.





1447
المطران سرهد جمو يهدم بيته على رأسه ورأس اصحابه

ليون برخو
جامعة يونشوبنك - السويد

كان المطران سرهد جمو والى فترة وجيزة بمثابة الداعية دون منازع لما يسمى بالنهضة الكلدانية وصدقه الكثير من الأخوة والكتاب من القوميين الكلدان وشحذوا له اقلامهم واغدقوا عليه المديح ونسيوا ان لا ناقة للمطران بالقومية والنهضة ولا هم يحزنون وإن مراده شخصي ولا يكترث إن اصاب اليأس كل مناصريه واصحابه لرؤيتهم ان كل احلامهم في نهضة كلدانية حقيقية قد ذهبت ادراج الرياح.

كرئس للنهضة او القومية الكلدانية كان على المطران لعب دور سياسي وليس مذهبي وطائفي اساسه إقصاء وإلغاء وهرطقة الأخر. والسياسة فن التعامل مع الممكن للحصول على ما يراه السياسيون انه حقوق مهضومة.

 وأين صارت النهضة الكلدانية التي نادى بها؟ الم يحولها الى عداء وفرقة بين الكلدان انفسهم؟

منذ اليوم الذي سمعته وهو يتحدث ومعه القس الذي في معيته في مدينتنا في مؤتمر لنهضتهم (رابط 1) قلت إن القائمين على النهضة لا علاقة لهم بالكلدان ولا بقضيتهم وهمهم تبجيل انفسهم على حساب اقرب المقربين إليهم ومنهم القوميون الكلدان الذين ظهر كم كانوا مخطئين في تشبثهم به كرمز لنهضتهم ووضع كل بيضهم في سلته.

القومي هو سياسي قبل ان يكون مذهبي وطائفي والقومي يسمو على المذهبية والطائفية وحتى على الدين ولكن المطران والقس الذي معه من خلال خطاباتهم والموقع الذي يديرانه ظهر ان لا علاقة لهم بالقومية ولا السياسة بل انهم مذهبيون وطائفيون حتى النخاع الشوكي.

لقد ضاقت الحيل بالمطران وصحبه وأخذوا يستندون الى امور طائفية ومذهبية التي تشوه دون وجه حق الأخر المختلف عنهم. وبوادر هزيمة اي شخص او مجموعة او فكر تتمثل في التدين الظاهري من خلال إستخدام عبارات تثير العواطف وإقتباسات خارج السياق لكسب ودّ بعض البسطاء.

وهكذا يقول المطران انه يدافع عن مذهبه الكاثوليكي (رابط 2) وهو امر لن ينطلي على ابسط الناس لأن اغلب منتقديه ايضا كاثوليك من حيث المذهب. وعندما لم تنجح هذه السياسة إتجه صوب مفهوم الهرطقة وهو مفهوم القرون الوسطى عندما كان الناس ومؤسساتهم الكنسية والدينية تعيش في الظلام وفي الكهوف.

ففي هجومه الأخيرعلى انافورة القداس التي إعتمدها السينودس الكلداني برئاسة البطريرك لويس ساكو إدعى دون وجه حق ان الأنافورة تعيد ادبيات مار نسطورس وهذا ليس صحيح ويدلل على جهل بالتاريخ وثقافة وادبيات كنيسة المشرق الكلدانية وشقيقتها كنيسة المشرق الأشورية لأنهما في الأساس والعمق كنيسة واحدة. (رابط 3).

المطران جمو يذكر إسم مار نسطورس كي يثير العواطف لا سيما من بسطاء الناس الذين لم تسنح لهم الفرصة في قراءة  متأنية للتاريخ وما طرأ من تطور على الفكر الكنسي حيث ينسى او يتناسى المطران ان كنيسة روما ذاتها رفعت الحرم عن مار نسطورس عندما رأت ان تعاليمه سليمة وقويمة وإن الخلاف السابق كان لفظيا وثقافيا. أين الأكاديمية والشهادة والدكتوراة؟؟؟

ومن ثم يقول إن الكنيسة الكلدانية حذفت إسم مار نسطورس فقط من انافورة القداس الإحتفالي وأبقت على "رازي تليثايا" العائد لمار نسطورس اي انها رفعت الإسم وابقت على الفكر والنص. هل هناك منطق بحق السماء في موقف كهذا؟ الذي حذف الإسم معروف ولا نريد ان ندخل في التفاصيل.

وينسى المطران ان مار نسطورس بالنسبة لكنيسة المشرق هوالثقافة واللاهوت وإلغاء فكره وادبياته وثقافته وفلسفته ولاهوته معناه إلغاء انفسنا ككلدان وأشوريين؟

 وأذكره فقط ونحن على اعتاب العيد بترتيلتنا المشرقية (الكلدانية والأشورية) الرائعة في نهاية جلسة صلاة عيد الميلاد التي مطلعها "شرارا كليا بدق" التي تختصر إيمان ومعتقد كنيستنا المشرقية من حيث شخص المسيح الإله من جهة والإنسان من جهة اخرى انها نسطورية المنحى والتوجه واللاهوت والفلسفة. فهل سيهرطقها المطران ايضا ويهرطق الحوذرا والأداب الكنسية بشعرها ورموزها وموسيقاها وفنونها برمتها لأنها نسطورية الهوى؟

يذكرني موقف المطران بموقف المبشرين الغربيين الذين لم يتقربوا صوب مسلم واحد بل صبوا جام غضبهم على كنيستنا المشرقية واتباعها وكانوا إن شاهدوا مكتبة مخطوطات احرقوها خوفا من ورود إسم مار نسطورس فيها. هذه هي الظلامية بعينها.

كم من ظلم وقع لا سيما من قبل المبشرين الغربيين على هذا القديس ومن خلاله بنا وبكنيستنا حيث صار مجرد ذكر إسم "نسطورس" يدخل الرعب في قلوبهم ومدعاة لحرق الكتب والمخطوطات والهجوم على كنيستنا المشرقية المجيدة الرسولية ذات الإيمان القويم والسليم وهذا اليوم بشهادة روما نفسها.

هتلر وصدام والقذافي وكاسترو

وهذه اخر تقليعة في خطاب  الكراهية والبغضاء الذي يدعمه المطران هذا من خلال موقعه الإقصائي والتكفيري والعنصري حيث شبه فيه كاتب من مؤيديه في مقال له في موقعه الكنسي بطريرك الكلدان في العراق والعالم بهتلر وصدام وكاسترو (رابط 4). يا للمصيبة التي وقعنا فيها. تدافعون دون هوادة عن كرسي روما والفاتيكان ونعم ما تفعلون لا سيما في عهد البابا فرنسيس ولكن تهاجمون دون هوادة كرسيكم الرسولي كرسي بابل/قطيسفون وكأن هذا الكرسي لا يمثلكم وليس رسوليا ومقدسا شأنه شان روما والفاتيكان.

وكان لله في عون الكلدان من شر بعض الكلدان.
--------

رابط 1
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,540515.0/nowap.html
 رابط 2
http://kaldaya.net/2014/News/12/03_A1_ChNews.html



رابط 3
http://kaldaya.net/2014/News/12/18_A1_ChNews.html
رابط 4
http://kaldaya.net/2014/Articles/12/20_AmirFatouhi.html




1448
الأخ يوهانس المحترم

يظهر تعقيبك هذا عدم إدراك للتاريخ وللواقع الإجتماعي لكنيسة المشرق الكلدانية وفيه محاولة لتزوير ما قلته وكذلك تزوير ثوابت التاريخ والحاضر ومنها ان هناك حتى اليوم عدد من الكهنة المتزوجين في الكنيسة الكلدانية لا بل عددا لا بأس به وهناك من تمت رسامته وهو متزوج في السنين الأخيرة من قبل عدد من الأساقفة الكلدان وايضا منهم من هو خارج العراق.

يا اخي العزيز

اظن انك تخسر قضيتك برمتها من كثرة الإلحاح والقفز من تعليق الى أخر حيث ظهر ان معلوماتك فقيرة جدا الى درجة تصورت فيها ان زواج الكهنة معناه الإنفصال عن الفاتيكان بينما الفاتيكان ذاته يؤيد اليوم التقليد الشرقي ويحث المشرقيين على الإلتزام به. واوقعت نفسك في مغالطات اخرى مع إخوة اخرين ...

ومن ثم بأي حق تشخصن الموضوع وتذكر فيه إسم البطريرك وانا لم اذكر اي إسم والكلام واضح لكل من له قدر يسير من المعلومات عن كنيسة المشرق الكلدانية أن المسألة تخص فقط بتولية الكهنة وهذا لم يصبح تقليدا في كنيستنا الا في مستهل القرن العشرين اي بعد قرون من الشراكة مع روما.

 كيف وصل الأمر الى هذه الدرجة من الكراهية والحقد للكرسي الرسولي لبابل/قطيسفون والجالس عليه سعيدا حيث لا يتورع البعض من اللجوء الى الشخصنة والمباشرة بهذا الشكل ... ما الفرق بين الكراسي الرسولية إن كانت روما او انطاكية او قطيسفون او غيرها؟ اليس إنجيلها واحدا؟


كتابتك تظهر - وعذرا لأن هذا ليس إتهام على الإطلاق – وكأنك احد المعنيين بموقف وقرارات وبيانات البطريركية حول الكهنة الذين غادورا مواقعهم دون براءة ذمة او موافقات اصولية. هذا لا يلغي حقك في التعبير عن رأيك بل علينا ان نخرج ما نكتبه من الشخصنة والمباشرة قدر الإمكان وعدم القفز على حقائق وثوابت التاريخ.

تحياتي


هسة يلا افتهمنا لماذا كانوا الدكاترة دائماً يحاربون الفاتيكان
ويحرضون البطريرك ساكو للانفصال من الفاتيكان
حيث غايتهم كانت الزواج وليس شئ آخر
يعني هل تقصد بكلامك هذا ان البطريرك ساكو والمطارنة والقسس الكلدان يتزوجون؟؟؟؟؟؟


1449
لأخ العزيز عبدالاحد سليمان المحترم
القراء الأعزاء والأخوة المتحاورون الكرام

الموقع الذي نشر السيد عامر فتوحي مقاله فيه موقع كنسي يمثل ابرشية تابعة لكنيسة المشرق الكلدانية الكاثوليكية التي يقودها اليوم روحيا ومسيحيا وإيمانيا البابا فرنسيس الذي صار اليوم قدوة ليس للكاثوليك والمسيحيين بل للدنيا قاطبة في البعد الإنساني والأخلاق الإنساينة الحميدة النابعة والمستندة الى روح البشارة والمسرة التي يمنحنا اياها الإنجيل.

وكي اكون نزيها اقول لنعترف ان السيد عامر فتوحي له الحق ان يعبر عن رأيه بالطريقة التي هو يراها موائمة ومنتقدوه لهم الحق ان ينتقدوه بالطريقة التي يرونها مناسبة والنزاهة تقتضي ان الذي يسمح بنشر هكذا مقال عليه ان يسمح بالرد عليه، هذا ما تتطلبه ابسط الأخلاق الصحفية وحرية الرأي والتعبير في عالم متمدن حضاري.

بيد ان المشكلة هنا لا تخص السيد عامر فتوحي بل تخص مباشرة ابرشية مار بطرس الكلدانية الكاثوليكية والتي يرأسها اسقف كلداني كاثوليكي وفي معيته اسقف اخر اشوري كاثوليكي يعملان ضمن نطاق الكنيسة الكلدانية الكاثوليكة – باي حق تسمحون بنشر هكذا مقال في موقعكم الكنسي الكاثوليكي مع صورة للسيد عامر فتوحي  وتضعون بجانبه مقال اخر للبابا المتواضع والفقير الذي يحاول يوميا لا بل في كل لحظة ان يمارس الإنجيل في حياته والذي اعاد لنا روح مسيحيتنا وتضعون  صوره هذا القديس بجانب صورة السيد عامر فتوحي؟ الا تسيئون بعملكم هذا الى مسيحيتكم والى الرمز الكبير الذي يقود الدنيا بأخلاقه وبعده الإنساني وقربه من الإنجيل؟

مجرد سؤال واترك الإجابة للقراء.


1450
الأخ العزيز مسعود النوفلي المحترم

شكرا جزيلا للإضافة التي هي حقا من صلب الموضوع. ولماذا نستند الى ما لدى الأخرين لمعرفة دور الكاهن في الكنيسة. لماذا لا نستند الى إرث كنيستنا المشرقية المجيدة التي من خلال طقسها وادابها وتراتيلها تعلمنا بأسلوب تعليمي ادبي من نثر وشعر راق ما هو دور الكاهن في الكنيسة وفي حياتنا.

وحضرتك ادرى مني فإن كنيسة المشرق ذاتها مدرسة ومن خلال ليتورجيتها وثقافتها ولاهوتها المتمثل بالحوذرا ومرفقاتها التي هي مليئة بالدروس والعبر. وكما تعلم فإن الدورة الطقسية لكنيستا المشرقية – ونحن لنا الفخر لأننا بنيناها قبل أي كنيسة اخرى في العالم – ما هي الا دروس تعليمية مسيحية  لاهوتية لا يرقى إليها اي تعليم مسيحي اتانا من الغرب لأنها موسوعة مسيحية متكاملة تجمع العهدين القديم والجديد وتشرح لنا بأسلوب سهل ممتنع ما علينا عمله من واجبات كمسيحيين ضمن دورة طقسية سنوية تغطي كل ما يحتاجه المسيحي كاهنا كان او علمانيا من غذاء روحي.

ومسيحيا لا يجوز ان نقول نحن افضل من غيرنا ولهذا انا شخصيا لا ادين الكهنة قبل ان ادين نفسي ولكنني اقول ان كنيستنا قد خصصت في دورتها الطقسية سابوعا كاملا للكهنة فيه كل ما يخصهم من واجبات وحقوق بإقتباسات من الكتاب المقدس وهو سابوع الرسل (شاووعا دشليحي) ولا اريد ان استشهد بما فيه من تعليمات ونصوص حول واجبات وحقوق الكهنة إستنادا الى الإنجيل.

وكان كهنتنا متزوجون ويكدون ويعملون مثل سائر الناس ويمنحون خدمتهم الروحية للرعية مجانا اضافة الى اشغالهم من فلاحة وحرث واعمال حرفية وقريبين جدا من المجتمع في افراحه واحزانه مع زوجاتهم وأولادهم. وفي اخر مجمع كنسي في الفاتيكان حول العائلة اشاد الكثير من الحاضرين وامام البابا فرنسيس بالتقليد الشرقي الذي بموجبه يجب على الكاهن ان يكون متزوجا.

والبتولية كما تعرف تم فرضها على كنيستا المشرقية الكلدانية عنوة في مستهل القرن العشرين وكانت من الأمور التي قاومها بشدة بطاركتنا واحبارنا ... وأمل ان يعاد العمل بالتقليد القديم الذي يرفض عدم زواج الكهنة ولا سيما ان هذه المسألة صارت مثار جدل وخلاف حتى في أروقة روما وهو حق من حقوق كنيسة المشرق الكلدانية الكاثوليكية ومن صلاحيات بطاركتها وأساقفتها.

 تحياتي

1451

الأخ ديفيد عنكاوة المحترم

انا لست إلا واحدا من ابناء هذا الشعب المسكين المضطهد من الكل من الشرق والغرب واحيانا من نفسه وانا اشكر كلماتك الجميلة ارى انني لا أساوي حتى قطرة في بحر أنشتاين ولكن اؤيد المقولة التي نقلتها عنه واترجمها للقراء كالأتي." العقل الكبير غالبا ما يواجه معارضة من اصحاب العقول الضعيفة."

الاخ عدنان عيسى المحترم

"لا يصح إلا الصحيح" قول مأثور يتناقله العرب ولكن لا الواقع الإجتماعي لحال العرب ولا الواقع الإجتماعي لشعبنا يسير في الإتجاه الصحيح. نحن الكلدان وهذا رأي الشخصي فقدنا البوصلة التي كان يجب ان تقودنا الى الإتجاه الصحيح منذ ان بطش الدخلاء بثورتنا المباركة وانتفاضتنا السلمية العادلة ضد الظلم والطغيان وبعدها فرضوا علينا التمسكن وصرنا حتى نخشى إثارة اسئلة لا بد منها لفهم انفسنا ومن نحن وَوَضَعّنا كل مقاديرنا ومصيرنا في سلة سلطة مؤسساتية  ظالمة لا ناقة لها بهويتنا وتراثنا ولغتنا وشعرنا وادابنا وفنونا وثقافتنا التي ومع الأسف غادرناها واستبدلناها بالدخيل الباهت وفاقد الإحساس الذي أفقدنا الإحساس حتى بهويتنا القومية والكنسية وصرنا في وضع نقبل التسلط المؤسساتي بحجة التدين ونرفض البحث عن الحقائق المضادة ، ومن اتي بها نهاجمه ونقاومه ونتماهي مع السلطة المؤسساتية التي تخفي الحقيقة عنا وتقاوم اي محاولة جادة لفهم وقراءة انفسنا وتاريخنا لا سيما القريب منه.

تحياتي لكما

1452
الأخ العزيز جاك الهوزي المحترم

شكرا على المداخلتين. في الحقيقة كنت بإنتظار ردك المطول واتفق معك ان الحاجة إنتفت إليه بعد التصريح المهم والحاسم والتاريخي للبطريركية الذي امل حقا انه مؤشر لحقبة جديدة من العلاقة والشراكة مع روما اساسها الإنجيل والإيمان تحفظ فيه كنيستنا الكلدانية مؤسستنا الوحيدة التي تحمل إسمنا على إستقلاليتها الإدارية والتنظيمية والثقافية والليتورجية وغيره.

الوقت الذي يمر فيه شعبنا بأسمائه وكنائسه المختلفة وقت عسير ورهيب والأوقات العصيبة هي التي يجب فيها على المثقفين والكتاب لا سيما الصحافيين منهم البحث عن الحقائق المضادة للسرد المؤسساتي الرسمي وعدم التماهي مع السلطة والمؤسسة والولوج في التحقيق الإستقصائي ونشر الرواية المضادة مهما كانت التبعات بغية تفسير الواقع الإجتماعي المزري الذي نحن فيه عسى ولعل نستطيع من خلاله معرفة انفسنا وواقعنا وتحسين وضعنا.

وكي لا يساء تفسير موقفي فأنا مع الشراكة الإيمانية والإنجيلية مع روما كما كانت لقرون وقبل ان يتم تغير المعادلة من قبل روما بالشكل الذي وصفته وكررته وركزت عليه في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

نحن الكلدان شعب ابي ومكون اصيل واساسي من مكونات شعبنا بتراثنا ولغتنا وليتورجيتنا ولاهوتنا ورموزنا الدينية وثقافتنا وعلومنا وموسيقانا وفنونا وادابنا وكنيستنا المشرقية المجيدة اعرق الكنائس في الدنيا ولهذا نستحق بحق وضعا افضل بكثير من الذي نحن فيه وعلى شريكنا (الفاتيكان)  ان يدعم بكل قوة توجهنا وطلبنا صوب الإستقلال الذاتي والإداري والتنظيمي والثقافي وغيره لأن نحن اساسا لا مشكلة لنا مع الشراكة الإيمانية لأن هذا امر مفروغ منه.

وانا دائما ابحث عن السرد المؤسساتي المضاد اقول وعذرا مقدما انني لست متفائلا بالدرجة التي انت فيها وامل ان اكون مخطئا لأن تاريخ العلاقة المؤسساتية مع الفاتيكان بعد فشل ثورتنا وانتفاضتنا المباركة لا يبشر بخير والمجمع الشرقي الفاتيكاني له اكثر من وسيلة وسبيل وهو الخبير في الدسائس والمؤامرات على كنيستنا لتفريغ اي قرار او موقف بطريركي من محتواه.

لذا إن اردنا ان يكتب النجاح لما سميته بوادر ثورتنا الجديدة التي امل ان تكون إمتدادا لإنتفاضتنا المباركة في عهد حبرنا الجليل يوسف اودو علينا وضع قضيتنا برمتها وتاريخها ومأسيها والظلم الهائل الذي لحق بنا امام البابا فرنسيس كي يلغي القوانين المجحفة التي يفرضها علينا المجمع الشرقي ويشرعن قوانين جديدة تلغي نظام المنطقة البطريركية وترفع اليد الغليظة للمجمع الشرقي على كنيستنا وتضع كنيستنا واتباعها في كل مكان في العالم مباشرة تحت مسؤولية بطريركية بابل/قطيسفون وسنهودسها المقدس والذي معه ومن خلاله تحقق الشراكة الإيمانية والإنجيلة بكل تفاصيلها مع كرسي روما.

وهذا معناه إلغاء المجمع الشرقي الذي اثبت التاريخ والأزمة الحالية انه سبب المشلة ومسببها لا بل المشلكة الكبرى وسبب ما عانيناه وما نعانيه اليوم ومن ثم تعود هيبة ومكانة جاثاليق المشرق، جاثاليق الكرسي الرسولي في بابل/قطيسفون على الكلدان في العراق والعالم ونعود الى الجذور الإيمانية والإنجيلية لعرى شراكة لا تنفصم مع الكرسي الرسولي في روما.

وأشكرك مرة اخرى واملي ان نخرج من هذه الأزمة ونحن اقوى من اي وقت مضى ويكون الكلدان في العراق واي بقعة في العالم بطقسهم وليتورجيتهم وريازتهم وادابهم ولغتهم ومؤمنيهم وهويتهم تابعون اينما كانوا مباشرة لكرسيهم في بابل/قطيسفون الذي هو في شراكة مع كرسي روما.

واظن ان الإحتفال ببوادر ثورة كلدانية سابق لأوانه ما لم نتمكن من إدراج حقوق وامتيازات وصلاحيات كرسينا الرسولي منها إلغاء مفهوم المناطقية ومعه المجمع الشرقي ودستوره الثخين والظالم في كثير من فقراته الذي لم يعد يتماشى مع متطلبات الزمن وفيه من إنتهاك لحقوفنا ما لا يمكن لأي كلداني صاحب الحمية والغيرة قبوله.


ودعني اختم بعبارة في اللغة الإنكليزية وردت على لساني وان اكتب الجملة الأخيرة:Let's keep our fingers crossed

مع تحياتي

1453

الأخ هرمز حنا المحترم

إستبدال اللغة السريانية (وحضرتك تسميها الكلدانية وهذا لا ضير فيه لأنها واحدة مهما سميتها) باللغة العربية وجعل الللغة العربية لغة التدوال واللغة المكتسبة معناه إستبدال الهوية القومية والكنسية. وهذا حدث للموارنة وكنيستهم وكانت اساسا لغتهم وثقافتهم وهويتهم القومية والكنسية سريانية.

في ظرف جيلين او ثلاثة ازال الموارنة السريانية وإستبدلوها بالعربية وهم اليوم عرب اقحاح اكثر من عدنان وقحطان في المفهوم القومي العربي والتشبع بالثقافة العربية الإسلامية وهم اليوم ايضا رواد النهضة العربية الحديثة في القومية والثقافة والفنون والأداب والشعر والغناء ولا حاجة للإتيان بأمثلة لأنها كثيرة لا تحصى والأنكى انهم طوعوا ووطنوا الثقافة والأداب والفنون السريانية التي هي ارقى ثمار الحضارة الإنسانية لخدمة العروبة.

هناك مّد عروبي خطير لدى الكلدان وكنيستهم لا بل مدّ خطير يحارب الهوية (اللغة) وهناك وعلى مستويات كبيرة من يستهجن اللغة السريانية وثقافتها وادابها وفنونها وموسيقاها واعلامها ويحاول على المكشوف التشبه بالموارنة أي طمس اللغة والهوية ودون رجعة.

هل يدرك الكلدان وكنيستهم خطورة مايقومون به؟ هل يدرك الكلدان ان ما يملكونه من ثقافة وإرث وتراث واداب وفنون وموسيقى وليتورجيا واعلام وعلوم لا مثيل له في الدنيا ولا يجوز التنازل عنه لأي كان وتحت اية ظروف وحجج إن كانت دينية مذهبية او لغوية او مناطقية او غيرها.

تحياتي


1454
السيد نيسان سامو المحترم

 واحد من اهم الأقسام في جامعتنا هو قسم الدراسات الدينية والقي محاضرات فيه احيانا حول تحليل النقدي للخطاب الديني. واظن انني قدمت لك المسببات ولكن لا بأس ان نضعها في إطارها الفكري والفلسفي. وهنا الخص ما اقوله لتلامذتي في الصف وما تتضمنه بعض كتاباتي الأكاديمية. وأغلب الأمثلة التي استشهد بها ليست من عندياتي بل اقتبسها من الفلاسفة والمفكرين الذين درسوا الدين والواقع الإجتماعي لإتباعه دراسة موضوعية ونزيهة مجردة من العواطف المذهبية والطائفية والدينية. وهناك 22 ديانة كبيرة في العالم واغلب ما اذكره هنا ينطبق على كلها تقريبا دون إستثناء ومعها اغلب مؤسساتها التي غالبا ما تلقن اتباعها انها الأفضل والأكثر قداسة وسموا من غيرها في الأرض وفي السماء ليس على مستوى الدين بل حتى على مستوى المذهب ضمن الدين الواحد وترفض ان تكون متساوية حتى برموزها والتي سأشرحها ادناه مع المختلف عنها دينا او مذهبا.

ما هو الدين؟ للدين تعريفين اكاديميين اساسيين . الأول، للفيلسوف والإنثربولوجي الأمريكي الشهير لنكولن غيرتز حيث يعرّف الدين بأنه مجموعة من الرموز الثقافية التي يمنحها اصحابها درجة القدسية وينسبونها الى قوة خارقة أي خارج نطاق العقل الإنساني. والثاني للمفكر الكبير إيملي دورخيمير وهو فيلسوف وعالم إجتماع فرنسي كبير اخرجنا من نطاق كون الدين تقديس لما هو خارق الطبيعة مع رموزه البشرية والثقافية حيث يقول ان اي رمز قد يتحول الي دين.

اليوم "الحجر الأسود" في مكة هو حجر ولكن تحول الى رمز ثقافي ديني مقدس لدى اصحابه الى درجة انك قد تقترف كل الموبقات وكل اصناف الشر وقد لا يحاسبك اصحاب هذا الدين ولكن إن أساءت الى هذا الحجر الأصم ولو خطابيا لربما قُطع لك رأسك إن كنت ضمن محيط الرمزية الثقافية هذه. وهكذا مدينة المكّة والنجف والكربلاء واورشليم (القدس) والفاتيكان وغيرها من المدن التي يراها اصحابها مقدسة كلها صارت رموزا إكتسبت قدسيتها الخارقة للطبيعة بسبب رمزيتها المقدسة لدى اصحابها.

وهكذا امر الكتب (ورق وطباعة) التي يراها اصحابها مقدسة ما هي إلا رموزا اسبغ عليها اصحابها القدسية الى درجة إن رميت كتابا (القرأن مثلا) يراه اصحابه مقدسا على الأرض او في سلة المهملات ولو دون قصد لربما قطع لك الذين يقدسون رمزيتهم رأسك إن كنت ضمن محيط وضمن نطاق قدسيتهم الرمزية وتطبيقها العنيف على الأرض.

وكذلك الفاتيكان حيث هو مجرد بنايات ولكن يسبغ عليه اصحابه رمزية مقدسة ولهذا لا يسألون مثلا عن اخلاق الشخص وإنسانيته  وسلوكه ولكن إن إنتقد إنسانٌ ولو خطابيا رمزهم الثقافي الذي يرونه مقدسا لو كان بإمكانهم لقذفوه بالهرطقة والكفر. وهذا شأن الأيقونات والصور والتماثيل او اي رموز اخرى في كل الأديان  التي يراها اصحابها انها من السماء او ينسبون رمزيتها الى السماء.

هذه الرمزية يجب ان تكون هناك مؤسسة كي تحميها وتدافع عنها وتحاسب الناس. ومحاسبة الناس تتغير بتغير الظرف التاريخي والإجتماعي. كانت في فترة من الزمن مؤسسة الفاتيكان تحرق الناس المختلفين والمعارضين لرمزيتها الثقافية احياءا وتطبق محاكم التفتيش الرهيبة عليهم وطبقتها علينا نحن الكلدان دفاعا عن رمزيتها وحسب اما ماذا يقول الإنجيل فهذا بحث اخر.

واليوم تقوم بعض الفرق والمذاهب الإسلامية ورجالاتها  بفظائع رهيبة ومرعبة ليس دفاعا عن الأخلاق الإنسانية بل عن رمزيتها. مهما كنت مسلما صالحا وذو خلق حسن وسيرة حسنة فإن اسأءت الىى ابن تيمية ولو بكلمة نابية ضمن محيط رمزيته وثقافته  فالويل والويل لك.

وهذه المؤسسات اغلبها واغلب رجالاتها (اقول رجالات لأنها مؤسسات ذكورية فقط وهنا الطامة الكبرى) تركض وراء رمزيتها التي غالبا ما تزيح البعد الإنساني والأخلاقي الذي يجب ان يكون النبراس ولهذا قد لا تتورع عن استخدام العنف والجريمة للحفاظ  ليس على البعد الإنساني والخلق السليم بل على رمزيتها لأنها تمنحها الحصانة والسلطة والجاه.

وهذه المؤسسات اغلبها فاسدة وهذا لا غبار عليه ويمكن لمسه باليد لشدة وضوحه إن كانت  مؤسسة الأزهر فهي اكثر فسادا من غيرها وقس عليها مؤسسة النجف في العراق ومؤسسة الإتحاد العالمي للعلماء ... ومؤسسة قم في إيران والمؤسسة الدينية في السعودية ومؤسسة الفاتيكان في إيطاليا وغيرها من الأماكن كلها همها رمزيتها ورجالاتها وتثبيت اركان هذه الرمزية بأي ثمن.

والذكورية ايضا رمزية في اغلب هذه المؤسسات الى درجة لا يسمحون للمراءة ان تصبح ملّا او شيخا او قسا او رابيا (حاخام)  بينما اليوم هناك إمراءة تدير المانيا بعظمتها وجبروتها وصناعتها وتكنولوجيتها الفائقة التطور واديانها ومذاهبها وعلمانيتها ... ولكن إمراءة لا يجوز ان تدير جامع او خورنة  او كنيس او معبد ...

ولهذا ترى مثلا بعض الأخوة المعلقين المتأثرين بالرمزية الثقافية يتشبثون بالرموز فالمجمع الشرقي الفاتيكاني رمز وكرديناله رمز والبنك رمز والحجر الأسود رمز اما التصرف الإنساني والأخلاقي السليم في التعامل مع البشر والثقافات المختلفة كونها متساوية القيمة والقداسة  فهذا شيء لا علاقة لهم به. ولأنهم رمزيون فقط فيصبح الكتاب (ورق وطباعة) اهم من محتوى الكتاب ويصبح الحجر اهم من الأخلاق الإنساينة الحميدة ويصبح الرجل (انظر الرجل وليس المراءة في اغلب الأديان والمذاهب الكبيرة) رمزا لا يعلى عليه.

ومن هنا نستطيع ان نفسر ما هو السبب الذي يجعل شعب ابي وكنيسة من اعرق كنائس الدنيا (وأعني كنيسة المشرق الكلدانية)  تقبل ان تخسر إستقلاليتها المؤسساتية لمجمع غريب ودخيل وكاردينال اجنبي وتعرض نفسها الى ظلم ومأس لا توصف والأنكى فإن الكثير من افراد هذا الشعب وهذه الكنيسة يتصورون انك غير مؤمن لا بل "هرطوقي" إن إنتقدت الرمزية الثقافية للمجمع الشرقي وكارديناله ولا يسألون إن كنت قريبا او بعيدا من الإنجيل ولا يريدون ان يفهموا اننا لا نناقش محتوى الكتاب بل الورق والطباعة والتنضيد ولماذا يكون ورقهم وطباعتهم وتنضيدهم اسمى وارقى لا بل يحتل كل ما لدينا بينما ما لدينا يسمو على ما لديهم في كل شيء.

ونأتي الى الخاتمة لأن لا مجال للدخول في تعريف الدين حسب الفيسلوف الفرنسي دورخيمير لضيق الوقت ولنتركه الى فرصة اخرى واقول اصحاب رمزية الحجر الأسود والعلم الأسود (داعش) من المجاميع الظلامية التكفيرية التي تجسد الشر بأقصى وأسواء صوره تقول انها لها سند في كتابها وحديثها وابن تيميتها وغيره وتقتبس منه كي تفعل كل ما تفعله.

سؤالي الأخير لك على ماذا إستندت وتستند مؤسسة المجمع الشرقي الفاتيكاني فيما قامت وتقوم به من اعمال وصفتها بالتفصيل وهي موثقة وبالدليل القطعي ونحن ضحاياها ونحن مسيحيون ومن نفس المذهب؟ الأنجيل – حاشى – لأنه يدين هكذا ممارسات وتسلط وإستبداد مؤسساتي اشد الإدانة. الإستسنتاج هو ان المؤسسات الدينية كلها سواسية  وإن غيرت سياستها فسببه تغير الظروف والواقع الإجتماعي.

والخلاصة كلما زادت إستقلالية الفرد والمؤسسة والمجتمع وأستطاع تخليص نفسه وواقعه الإجتماعي من الرمزية الدينية الثقافية زاد تطوره ونموه ورقيه مدنيا وحضاريا – الغرب مثالا – و كلما زاد تشبث فرد او مجتمع او مؤسسة بالرمزية الثقافية الدينية حسب ما اتى اعلاه زاد تخلفه وكثرت ظلاميته –الشرق الأوسط مثالا ونحن شرق اوسطيون اليس كذلك؟

الأن اتى دورك وقل لي على الهواء ما هو رأيك ورجاءا كفى حرق اصابع هههههههه ونقطة الصفر...

1455
الأخ العزيز الدكتور ليون  برخو المحترم
تحية
أنا شخصيا أؤيد كافة النقاط الواردة في المقالة ... حول قيام الفاتيكان بسلب كل صلاحيات البطريركية الكلدانية التي أصبحت كقائم بالأعمال ينفّذ ما يأتيه من الأوامر.


الأخ العزيز عبدالاحد سليمان المحترم

تحية طيبة

شكرا للتعقيب الذي اتى ضمن سياق المقال ويؤكد على نقطة هامة جدا وهي مسألة إغتصاب صلاحيات وامتيازات وحقوق كرسينا الرسولي المقدس كرسي بابل/قطيسفون ولماذا صار بمثابة المتلقي شأنه شأن اي اسقف او قس اخر ينتظر الأمر والنهي من الغريب والدخيل في شؤون مؤسساتية بحته من دائرة صغيرة في الفاتيكان يرأسها شخص غير منتخب حصل على لقبه بالتسمية. ولا اظن اننا سنحصل على حقوقنا المسلوبة لأسباب لا اريد تكرارها.

واشكرك حول الملاحظة بشأن الأساقفة الكاثوليك في إيطاليا ولكنني اشك ان المبلغ الذي تبرعوا به وهو في رأي مبلغ كبير سيكون لنا فيه ناقة ...


تحياتي

1456

الأخ سان ديف المحترم

للمرة الثالثة ارى انك تضيف نقاطا ذات اهمية بالغة وتلقي الضوء بكثافة على المواضيع التي اكتبها. حقا ان ما تأتي به لا يتمكن منه إلا شخص مدرك للتاريخ واهمية كنيسة المشرق الكلدانية وخصوصيتها من حيث اللغة والطقس والليتورجيا واللاهوت والثقافة والسلطة البطريركية وطبيعة الشراكة مع الكنيسة الأم.
 
اتفق معك في واجب التميز بين الإيمان الذي هو الإنجيل وبين الأمور المؤسساتية وأن"...عمليه النقد لكنيسه كمؤسسة وليس كعقيدة ... امر لابد منه .... ومثل هكذا نقد هو واجب."

ولا يسعني إلا ان انقل عنك فقرة كاملة حيث حقا تضع فيها النقاط على الحروف لأن الأمر كان كما تصفه لقرون ولم يتغير بالشكل الذي هو عليه إلا في مستهل القرن العشرين عندما تجاوز طرف واحد في الشراكة ودون وجه حق حقوق الطرف الثاني ضاربا عرض الحائط كل الإتفاقيات والتفاهمات المبرمة بين الجانبين ودفعنا ولا زلنا ثمنا باهضالهذا التجاوز وكان التجاوز هذا السبب في كل الإنتكاسات التي وقعت لنا ومنها الأزمة الحالية:

"اما بخصوص الشراكة مع كنيسة الام ( الكاثوليكية ) من وجهة نظري الشخصية على ان تكون هذه الشراكة فقط في الجانب الروحي والعقائدي اما غير ذلك ليس هناك اي لزوم لهذه الشراكة لان ما نحمله من تراث وارث وطقوس واللغة وغيرها من الامور هو مايميزنا عن باقي الكنائس الاخرى المنظوية تحت سلطة روما لما يحمله هذا الميراث من الاصاله والابداع والفن اي بالاحرى هم بحاجة لنا ولارثنا وما نملكه من هذا الميراث العظيم ، وهنا يمكننا القول ان كنيستنا فعلاً هي استثناء حتى مع معظم كنائس المشرقية الاخرى كالموارنة مثلاً الذين تبنوا الثقافة العربية وغيرها من الثقافات في صلواتهم و حتى في لغتهم المحكية ، اما غير هذا النوع من الشراكة فليس هناك اي داعي لكنيسة الكلدانية المشرقيه وبطريركيتها لان واجبها الاول هو الحفاظ على هذه الخاصية التي لا تقل اهميةً عن المحافظه على العقيدة الكاثوليكيه ."

اختلف معك في نقطة واحدة فقط وهي قولك ان المجمع الشرقي الفاتيكاني لم يكن او ليس طرفا في الأزمة الحالية. لولاه لما كانت ازمة في الأساس. إنه مؤسسة الدسائس والمؤامرات على الكنيسة الكلدانية. يتدخل في كل شيء وله ما يسنده من قوانين غريبة وعجيبة وله سطوة وسلطة مطلقة وهو صاحب الأمر والنهي ويتلذذ بخلق ازمات مثل هذه ويشحنها بطرقه الخاصة والأزمة خلقها هذا المجمع وليس غيره ومن خلاله وبواسطته تستطيع عمل ما تشاء لأنه المسؤول الأول والمباشر عن كل شيء بعد ان سلب كل سلطة وامتياز وحقوق مؤسساتية لكنيستنا وكأنها لا خصوصية ولا وجود لها ويرفض ان يرفع يده الغليظة عنها.


1457
ماذا حلّ بالكلدان وكنيستهم وكيف يقبلون بوضع كهذا – رد على رد

ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

مقدمة

كتب الأخ والصديق جاك الهوزي مقالا (رابط 1) يرد فيه على بعض النقاط التي اتيت بها في مقال لي نشرته مؤخرا (رابط 2). وانا ارد ليست غايتي التعقيب من اجل التعقيب. هدفي تفسير الواقع الإجتماعي الذي نحن فيه عسى ولعل نستطيع من خلاله معرفة انفسنا وواقعنا وتحسين وضعنا.

والواقع الإجتماعي عَبَرَ كل ما كنا نتصوره انه خطوط حمراء لا سيما ما يخص مؤسسة الكنيسة الكلدانية بصورة عامة والكلدان بصورة خاصة. ولا حاجة ان اجترّ البيانات والمراسيم ولا حاجة ان انقل عن التحدي العلني والممارسات غير اللائقة وتغليب مقولة العين بالعين والسن بالسن التي غادرها الإنجيل من قبل طرف من اطراف االصراع الكداني-الكلداني الحالي.

وكل ما نحن في صدده لا علاقة له بالإنجيل والإيمان، اي نحن في صدد امور ومسائل مؤسساتية بحتة. لا انا ومعي الأخ جاك  نريد ولا يخطر ببالنا التدخل في الشؤون الإيمانية البحتة التي نقدسها سوية لا سيما الإنجيل دستور حياتنا ووجودنا كمسيحيين على هذه الأرض وتوقنا من خلاله للحصول على ملكوت الله.

وأنا ادرج هنا ردي على رده فإن هدفي هو النقاش والحوار المدني والحضاري الذي يركز على الموضوع وسياقه وحججه. وامل ان يتسع صدر الاخ جاك لمحاولتي محاورته مرة اخرى وأظن ان قراء الموقع لا بد وان يتذكروا ان هذا ليس حوارنا لأول وربما لن يكون الأخير. الحوار هو الحياة والحوار يجب ان لا يكون له محرمات في عالم اليوم. وادناه ما رأيته حسب وجهة نظري من إخفاق في النقاط التي طرحها الأخ جاك في رده ومنها ما ورد في تعقيباته.

اولا:

يكتب الأخ جاك: " وعندما يكون هذا المجمع – يعني المجمع الشرقي - (وزارة المستعمرات)، فأن الفاتيكان متمثلة بشخص رئيسها (البابا) الذي يرأس هذه (الدولة الأستعمارية) بحسب ما ذكرناه أعلاه يبارك كل ما يفعله هذا المجمع من (إذلال وتقزيم) بحق كنيستنا، وإن ما يقول ويقوم به البابا فرنسيس تمثيل في تمثيل." هذا في رأي إخفاق في الحجة والمنطق والرد. وكثيرا ما نقع في هذا الخطاء. إن كانت مؤسسة او موظف  في السويد مثلا فاسدا او ظالما او ربما مجرما لا يعني هذا ان رئس الوزراء فاسد والنظام برمته فاسد. حتى في شريعة حمورابي مكتوب لا يجوز اخذ العبد بجريرة سيده ولا السيد بجريرة العبد، بمعنى إن كان شخص مجرما لا يجوز ان نحاسب إبنه معه والعكس صحيح.

ما علاقة البابا بالمجمع الشرقي الذي يعمل بشكل شبه مستقل عن الفاتيكان ذاته حيث اسس لنفسه دستورا ضخما من القوانين المتخلفة التي كتبها هو دون مراعاة المشرقيين من الكلدان وغيرهم غايتها إستعباد الأخر وإلغاء إستقلالية قراره؟ نتخذ البابا عذرا ونذكره دائما لأننا فاشلون وديدنا تقديم التبريرات لفشلنا الذريع في كل شيء تقريبا لأن هذه المسألة لا علاقة له بها من قريب او بعيد ورددها بعض اطراف الصراع كتبرير غير عقلاني ومنطقي لإضفاء شرعية وهمية لا بل مزيفة لموقفهم المعارض والمناوىء للبطريركية. والفاشلون في الشرق الأوسط مثلا دائما يهرعون صوب التبرير بدلا من محاسبة انفسهم ومحاسبة المسبب الحقيقي لمأساتهم.

الفاتيكان مؤسسة مهولة وهناك فيه حوالي نصف مليون قس (كاهن) هل من مهام البابا الذي إضافة الى منصبه كأسقف روما (الحبر الأعظم) يشغل منصب رئس دولة ورئس وزراء له اكثر من 100 سفارة وسفير حول العالم وعلاقات دولية ودبلوماسية وسياسية وإقتصادية وإستخباراتية متشابكة التدخل في أمر كل كاهن وأسقف في الدنيا؟ كل امورنا المؤسساتية ومعنا الإرساليات المشرقية الكاثوليكية (22 إرسالية) يحكمها المجمع الشرقي في كل التفاصيل ولا علاقة للبابا بها. ولماذا نقحم البابا في الأمر. بابا روما لا سيما الحالي رجل الله والإنجيل لا علاقة له من قريب وبعيد بألاعيب ومؤمرات ودسائس المجمع الشرقي وكرديناله الحالي ومن سبقوه. البابا يحكم الدنيا مؤسساتيا وله من القضايا الكبيرة والمشاكل العويصة ما لا يواجه حتى اوباما نفسه ولا أظن انه يفكر بعدة الاف من الكلدان ومصيبتهم وعذابهم على يد المجمع الشرقي.

واذكر الأخ جاك ومعه القراء بمسألة فساد بنك الفاتيكان وهذا امر شائع وكتب عنه الكثير. أتي ببنك الفاتيكان كمثل لعلاقته المباشرة بالموضوع الذي نحن في صدده.  إن اخذنا مقولتك وموقفك ووضعناه امام مشرحة المنطق والعلمية والأكاديمية فإن هذا يعني ايضا وإستنتدا الى نظريتك: "أن الفاتيكان متمثلة بشخص رئيسها (البابا) الذي يرأس هذه (البنك الفاسد) بحسب ما ذكرناه أعلاه يبارك كل ما يفعله هذا البنك من (فساد) بحق كنيستنا، وإن ما يقول ويقوم به البابا فرنسيس تمثيل في تمثيل." البنك بعد ما نُشر عنه من غسيل للأموال والتعامل حتى مع المافيا قاطعته كل البنوك الغربية واحيل بعض موظفيه وبمناصب كنسية رفيعة للمحاكمة وكان واحدا من اكثر منتقديه الكاردينال  جورج بيل (رابط 3). عندما اصبحت "الحديدة حارة" كما يقول المثل وكاد البنك برمته ان يحال الى المحاكم الأوروبية إضطر الفاتيكان والبابا ذاته التدخل من اجل الإصلاح وحسب اخر تقرير لبي بي سي بُث قبل يومين جرى العثور على مئات الملايين من الدولارات المخباءة (بنك دولة لا يعرف اين هي مئات الملايين من الدولارات ويتم إكتشافها صدفة (إقراء التقرير في الرابط 3). لو لم تقاطع البنوك الأوروبية ولو لم تكرر الصحافة مليون مرة ان بنك الفاتيكان فاسد وحتى يتعامل مع المافيا لما جرى الإصلاح والتغير. ولهذا شخصيا ادعو كل البطاركة المشرقيين الكاثوليك لا بل كل المشرقيين الكاثوليك الى مقاطعة المجمع الشرقي وكرديناله لا بك تقديمهم الى لجنة مساءلة وان يكشفوا الظلم الذي إقترفوه لا سيما بحق كنيستنا الكلدانية كي يتم إلغائه او إصلاحه جذريا لأن وجوده مؤسساتي شأنه شأن بنك الفاتيكان.

لا يجوز ان نتكىء على المؤسسة من اجل الدفاع عن الأيمان والإنجيل. المؤسسة كل مؤسسة لا سيما الكبيرة منها وعلى الخصوص المؤسسات الدينية والمذهبية – كل الأديان والمذاهب دون إستثناء - التي تقول انها تستند في شرعيتها في الأمور الأرضية والمؤسساتية الى السلطة التي منحها لها الله لا بد وان يقتحمها الفساد. هناك خلط بين المؤسساتي والسماوي وهذا لا يجوز لأن هذا الخلط  ذاته مثلا يستخدمه المطران جمو في هجومه على البطريرك حيث يقول انه في موقفه يدافع عن الإيمان الكاثوليكي وانظر كذلك كيف ردّ على بيان البطريركية حول طرد احد الكهنة الرهبان حيث وضع شريطا لكرازته وقيامه بالإحتفال بالقداس في موقعه الإلكتروني تحديا لها (رابط 4) وبهذا يحبب نفسه لدى المجمع الشرقي ويظهر انه مدافع عن الإنجيل والإيمان والإثنان براء مثل براءة الذئب من دم يوسف من ممارساته ومماراسات المطران الذي بمعيته وقسسهما. وهذا ينطبق على البطريركية في دفاعها عن صلاحياتها المؤسساتية وينطبق ايضا على المجمع الشرقي الذي لا يريد ان يتنازل قيد شعره عن تسلطه المطلق والمستبد على مؤسسة الكنيسة الكلدانية التي تتشبثت بجلباب كهنة ورهبان – وهنا انا لا ادافع عن خطئهم – وتترك المسبب لكل هذه الفوضى وهو المجمع الشرقي الفاتيكاني وكرديناله والمطران جمو والمطران الذي بمعيته اللذين يستقيان معلوماتهم وأوامرهم مباشرة من هذا المجمع ويتحركون حسب توجيهاته.

ثانيا:

يكتب الأخ جاك: ". إنك تعلم جيدا بأنه لا البطريرك ساكو ولا المطران جمو يرغبون بالأنفصال عن الفاتيكان وسيحترمون قرارها، أين المشكلة إذاً؟" إنفصال عن ماذا؟ نحن في شراكة في قراءة الإنجيل والإنجيل يأتي قبل كل الكراسي ورؤسائها من روما الى انطاكية والأسكندرية واورشليم والقسطنطينية وقطيسفون. ومن ثم إن كان كل شيء من تنظيم وإدارة وحتى مسألة محاسبة كاهن او مطران او شماس او طبع عدة اوراق طقسية او تعليمية كلها من صلاحيات روما فلماذا لدينا بطريرك ولماذا لدينا مجمع اساقفة ولماذا نحن كنيسة؟ هكذا موقف يلغي الخصوصية الثقافية والليتورجية واللغوية والمؤسساتية والإدارية والتنظيمية وكل هذه ليست مسائل إنجيلية وإيمانية اي خارج نطاق الشراكة ولكن بالطبع إن طبقنا هذا لأنتفت الحاجة الى المجمع الشرقي ووزيره (كارديناله) ومن في معيته من اللاتين وذهبت إمتيازاتهم وسلطتهم ادراج الريح.

ثالثا:

يكتب الأخ جاك: "إما أن لهذا المجلس صلاحيات تفوق سلطة وصلاحيات البابا، وهذا أمر مستبعد وغير معقول مؤسساتيا." البابا الحالي ورث هذا المجلس بكل شوائبه وسلبياته وسيئاته والبطاركة الشرقيين ضاقوا ذرعا به بدليل انهم إجتمعوا بالبابا الحالي طالبين منه إعادة صلاحيتهم التي سلبها منهم هذا المجلس. البابا وعدهم خيرا ولكن الفاتيكان مؤسسة كبيرة جدا جدا، لا بل واحدة من اكبر المؤسسات في الدنيا وتضيع الكثير من الأمور الحسنة في دهاليزها المتشعبة واروقتها التي همهما السلطة والجاه والسيطرة والمال ولهذا ومع الأسف يبدو ان الفرصه هذه ضاعت في عتمة المؤسساتية المتخمة للفاتيكان  لأن البابا اوصى  بإعادة دراسة كل القوانين الخاصة بالكنائس الشرقية والنظر جديا في منح البطاركة المشرقيين صلاحياتهم التي كانوا يتمتعون بها قبل نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ماذا حدث؟ اسأل المجمع الشرقي وكرديناله والمستفيدين من هذا الوضع المزري الذي لم يبقي أي سلطة مؤسساتية او ليتورجية لنا.

رابعا:

يذكر الأخ جاك بعض الأمثلة عن اللغة والطقس والتراث ولكنني لا اظن انها تفند موقفي كما يقول. إحدى اهم مهمات المجمع الشرقي الفاتيكاني فرض الثقافة اللاتينية على المشارقة. وتنسى كيف احرقوا مكتبات بالاف والاف المخطوطات برمتها وكيف ازالوا ويزيلون ثقافة ولغة وطقس ملايين الكلدان وتبعيتهم لكرسيهم الرسولي في بابل/قطيسفون في مناطق كثيرة والأزمة الحالية جزء من هذه السياسة.

الفاتيكان دولة من اكبر دول العالم من حيث الغنى والتأثير والسطوة. قارنه بالسويد. السويد دولة علمانية لادينية تمنح من الإمتيازات والمنح والدعم للثقافات واللغات والطقوس المحلية بمليارت الكرونات لا بل تفرض عليهم دراسة لغتهم الأم وممارسة ثقافتهم كما هي وتساعدهم في إنشاء المدارس والجمعيات وتدعم كنائسهم ماديا وتقدم دعم مادي سخي لأي فرقة موسيقية واي دورة لغوية لأصحاب الثقافات المختلفة. كم دولار يقدم الفاتيكان المتخم بالمال للحافظ على لغتنا وثقافتنا وطقوسنا وكم مدرسة انشاء؟  المجمع الشرقي الفاتيكاني دمر الثقافة واللغة والطقس ... ولا اريد الإسترسال.

وإن كان المطران جمو يهتم بالطقس واللغة وانا اشيد بأي محاولة في هذا الإتجاه فإن المسألة – من وجهة نظري – لا علاقة لها بهوية كنيستنا وخصوصيتها الثقافية واللغوية والمؤسساتية. له دوافع  وأغراض اخرى وإلا فإن التشبث بالهوية واللغة والطقس والثقافة لها اسسها وبدلا من ان ينفق مئات ومئات الالاف من الدولارات لإنقاذ شخص غيّر مذهبه فقط بعد خسارته لقضيته في محكمة امريكية مدنية لكان اسس مدرسة وثانوية وكلية تدرس لغتنا السريانية وطقوسنا وليتورجيتنا وثقافتنا كما يفعل اسقف نظير له في إستراليا.

والمجمع الشرقي ذاته لا يدرّس في معاهده طقسنا ولغتنا. كل الدراسة باللغة الإيطالية واغلبها تدور حول الثقافة واللاهوت والأداب الكنسية اللاتينية.

والفاتيكان يمول حاليا (مبالغ كبيرة جدا) مشروع إنشاء جامعة للأكراد حسب المناهج التربوية الكردية لإقليم كردستان (رابط 5). لماذا لم يفتح مدرسة واحدة وليس جامعة لنا حسب مناهج المديريات السريانية في العراق او في الشتات؟
 
وهل حقا هناك تشبث بالطقس واللغة والليتورجيا؟ لا أظن وكهوية نحن في طريقنا إلى الزوال لأن لا نستطيع طبع وتأليف كراس بلغتنا القومية التي هي لغة وهوية كنيستنا بصورة صحيحة إن في امريكا او العراق وغيره ودليلي هو الأنافورا الجديدة للبطريركية حول رتبة القداس التي تم تعميمها مؤخرا والتي قيل ان الأساقفة راجعوها ولكن رغم فرحي بها ومساهمتي بقدر الإمكان في تثبيتها ونشرها والتمسك بها وتدريب الجوق والشمامسة عليها في منطقتنا إلا انها ومع الأسف مليئة بالأخطاء وهالني حقا عندما لاحظت شريط الفيديو النموذج وقد غلبت اللغة العربية على لغتنا (هويتنا القومية والكنسية). ولقد  كان امرا محزنا جدا ان ارى حشدا من الكهنة ومعهم اساقفة وهم يخفقون في إنشاد "ها مزمنيتون"؟ هل هذه هي كنيسة المشرق الكلدانية التي نعرفها؟

خامسا:

 يتحدث الأخ جاك عنن إستغلال مسألة الكهنة الموقوفين واليوم المطرودين حسب البطريركية بيد ان لا غبار عليهم ولا هم يحزنون حتى الأن حسب المجمع الشرقي. رغم ان هذه المسألة صارت اشهر من نار على علم إلا ان المشكلة ذاتها لم تكن تحدث لولا تدخل هذا المجمع لأنه شجع ومن خلال علاقات خاصة مع إبرشية كلدانية في المهجر ان تقوم بما تقوم به من إحتضان الهاربين من اديرتهم ووظائفهم في العراق. تريد ان تقنعني ان ما يقوم به وما فعله ويفعله المطران جمو والمطران الذي في معيته حتى الأن في تحديهما للبطريركة  لم يكن بمباركة المجمع الشرقي الفاتيكاني؟

سادسا:

يكتب الأخ جاك: " وما ينطبق على كنيستنا ينطبق على جميع الكنائس التابعة لها وللفاتيكان الصلاحية الكاملة بالتدخل في هذه الكنائس وتجميد حتى رؤسائها إن كانوا برتبة كاردينال أو رئيس أساقفة وليسوا كلهم من أصول لاتينية وكنيستنا ليست إستثناء." هنا كما قلت تقع في خطاء تاريخي كبير وهو خطاء شائع بين الكلدان إكليروسا وعلمانيين وسبب من اسباب نكستنا لابل زوالنا مناطقيا وسكانيا وثقافة ولغة وطقسا. هذا القول بعيد عن الحقيقة التاريخية الناصعة وطبيعة الشراكة مع الفاتيكان.

كنيستنا إستثناء لأنه يرأسها بطريرك منتخب من مجلس اساقفة ولا يجوز مقارنة البطريرك بالكاردينال غير المنتخب. هنا المصيبة لا بل المصيبة الكبرى متى كان البطريرك يساوي الكردينال ومتى صار منصبه ادنىى من الكردينال؟ هذا لم يحدث إلا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين اي بعد قرون من الشراكة؟هذا حدث بالضبط في عهد البابا بيوس التاسع الذي فرض العصمة عنوة ودون وجه حق على المشرقيين وكانت غايته إلغاء المنصب البطريركي والذين قاوموه كانوا الكلدان وبطريركهم. إقراء وقائع ومحاضر المجمع الفاتيكاني الأول وحاول ان ترى بنفسك كيف قاوم الكلدان وبطريركهم لا بل ثاروا على مبداء العصمة وخرجوا من المجمع بغضب وتبعهم كثيرون لأنهم كانوا يدركون ان الموافقة على العصمة معناه نهاية الكنيسة الكلدانية كمؤسسة ليس إدارية وتنظيمية وحسب بل طقسية وليتورجية وثقافية ولغوية وهذا ماحدث لأن لم يبق شيء من الطقس الكلداني ولا من الصلاحيات البطريركية والسنهودوسية.

سابعا:

يذكر الأخ جاك إنني اكرر نفسي. ردي هو ان هذا صحيح من وجهة نظرك فقط. فمثلا هذا المقال رد على ما اتيت به في تعقيبك علي وانا شخصيا ارى تعقيبك مكرر ويكرره الأخرون ايضا. كم من الكلدان او القراء كانوا على علم ان الكلدان ثاروا وأنتفضوا على ظلم المجمع الشرقي الفاتيكاني (بروبغندا في حينه) وعلى بعثاته التبشيرية بعد ان ذاقوا الأمرين واصناف العذاب والإظهاد منه ومن بعثاته؟ هل حقا كنت انت شخصيا على علم بذلك؟ ولماذا نتهرب من ثورتنا المباركة ضد الظلم والطغيان؟

وهل هناك شعب في الدنيا لا يفتخر بثورة سلمية من انصع الثورات في العالم من اجل حقوقه القومية في الهوية واللغة والمناطقية والجغرافية والليتورجيا والأداب والفنون وغيرها؟ جرى وأد هذه الثورة المباركة ببطش وظلم وطغيان لا مثيل له قد لا تقترفه اعتى المؤسسات الإستبدادية. هذه حقيقة تاريخية لماذ نتهرب منها؟ نتهرب منها ومسحناها ليس فقط من ذاكرتنا بل حتى في كتبنا إنطلاقا من دوافع مذهبية وطائفية ليس إلا . وهذا شأن كل دين ومذهب حيث يخفي اتباعه ما إقترفه وأقترفوه من ظلم وفظائع ويؤكدون فقط على محاسنه ومحاسنهم.

وازيد ان الدنيا كلها في ثورة وما يحدث على صفحات هذا المنبر ايضا ثورة خطابية والمطران جمو والمطران الذي في معيته وقسسه ومسانديه في ثورة ضد توجه البطريركية وما قام به البابا كان ثورة على الفساد والمؤسساتية في الفايتكان ولكن مع الأسف لم تغطي هذه الثورة المجمع الشرقي لأنه مهمش حتى في الفاتيكان وذلك لضعفنا وعدم إكتراثنا وإتكائنا على تبريراتنا غير المنطقية ولأننا لا زلنا ضمن عقليتنا الشرقية  حيث من الصعوبة بمكان ان نثور او احيانا حتى ان نقبل مناقشة ما تلقنه لنا الأديان والمذاهب من الأمور المؤسساتية والأرضية حيث جعلنا المبشرون نؤمن ان كل شيء من الفاتيكان لا سيما ممثلا بمجمعه الشرقي وبعثاته التبشيرية هو من السماء ويعلو على كرسي بابل/قطيسفون وبطريركه المنتخب ومجلس اساقفته لا بل مواز او ربما متقدم حتى على الإنجيل نفسه وهذا ليس صحيح وهو في رأي المسبب لكثير مما عانيناه وما نعاني منه اليوم.
 
-----
رابط 1
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,760324.0.html
رابط 2
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=759865.0
رابط 3
http://www.bbc.com/news/world-europe-30339699
رابط 4
http://kaldaya.net/2014/News/12/03_A1_ChNews.html
http://kaldaya.net/2014/News/12/03_A2_Video.html
رابط 5
http://ar.radiovaticana.va/news/2014/11/13/%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%82%D9%81%D8%A9_%D8%A5%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7_%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%84%D9%88%D9%86_%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9_%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1_%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D9%83%D8%B1%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82/1111037

1458
السيد ادمون يوسف المحترم

مداخلتي كانت تشجيعية واثني على محاولتك هذه وعذرا إن تصورت انها محاولة من جانبي لما تتهم نفسك به. هذا لم يكن قصدي ابدا.

قبل اسبوعين اعاد المقيمون الجامعيون مقالا لي وهم يرفضون نشره وحسب رأيهم انني لم اقراء كثيرا في الموضوع الذي كتبتب فيه وانا لدي كتب تدرس في الجامعات ومجلة علمية على نطاق العالم ومع ذلك قمت فورا بالقراءة المكثفة في ذات الموضوع واكتشفت انهم على حق وشكرتهم.

وكتبت لك عن كنيستنا المشرقية المجيدة لأنك تتناول الشأن الكنسي وتفرعاته من قساوسة وشمامسة وفي بداية حياتك اردت ان تكون النبتة الجميلة واليافعة هذه مغروسة في حب وعشق هذه الكنيسة وعلوم وفلسفة وفنون وتراث واداب هذه الكنيسة لأنها ارقى من كل ما قلت انك قرأته من فلسفة وبدليل انها كانت هي وابنائها قد إستوعبوه وهضموه وزادوا عليه قبل اكثر 1500 سنة. وهذا الأمر بالذات حسب وجهة نظري المتواضعة هو واحد من الأسباب لما تذكره من مشاكل لأننا لو بقينا ملتزمين ومحبين لهذا الكنيسة وإستقلاليتها المؤسساتية وتراثها ودابها وفنونها ولغتها لما كنا في هذا الوضع الذي لا تستحسنه والذي كما يبدو كان حافزا لكتابة المقال بصورته الجميلة هذه.

 واخيرا اقول إن هذا المقال محاولة جادة ومهمة في طريقة الطرح من خلال إثارة اسئلة وأشد على يديك.

وتحياتي


1459
تحية للكاتب ادمون يوسف

هذه محاولة جادة وامل ان تستثمرها في الكتابة.

نصيحتي ان تقرأ 60000 كلمة قبل ان تكتب 500 كلمة، قراءة متأنية في كتب الأدب والفلسفة والشعر والتاريخ وغيرها.

ولا تنسى انك ومعك كلنا ابناء كنيسة المشرق المجيدة المقدسة الرسولية الجامعة وكإبن بار لها عليك ان تتعلم لغتها القومية التي تمثل وبحق هويتها وهويتنا ووجودنا الا وهي اللغة السريانية وان تتشبع من تراثها وادابها وطقوسها وفنونها وشعرها وموسيقاها لأن لم تنجب أي امة في الدنيا - وهذا اقوله عن دراية وإختصاص - من فنون وعلوم وأداب كالتي لدى كنيستا المشرقية المجيدة.
 
وانا بإنتظار ان اقراء المزيد بعد ان تكون قد قرأت 60000 كلمة.

تحياتي


1460

عزيزي الدكتور غسان شذايا المحترم

تحية طيبة

مداخلتك من الأهمية بمكان. كان يجب ان تكون مقالا منفصلا وعذرا مقدما لأنه لن يكون بإمكاني  منحها حقها في هذا التعقيب الذي احاول فيه تسليط الضوء على بعض النقاط المهمة والحيوية والمصيرية كما تقول: "للفرد الكلداني (بجميع تسمياته الأشورية والسريانية)."

كوني معلم  جامعي وهذه مهنة تمارسها حضرتك الأن في امريكا بعد نيلك شهادة الدكتوراة فإن هدفي الأساسي تعليمي تربويى او كما تسميه إصلاحي. غايتي الأساسية مما اكتبه وحصة لا بأس منه تخص الكلدان وكنيستهم هي ان افتح عيون الكلدان لما حل بهم وما هي الأسباب الحقيقية التي ادت الى إنتكاستهم وكنيستهم.

ثقتي بالفرد الكلداني بدأت تتزعزع والسبب ما تذكره في مداخلتك: " أنك أمام مشكلة شعب أغلبيته لاتشاركك نفس الخبرة والمماحكة مع الخبير الغربي" وهنا تعني السيطرة المطلقة والمستبدة للمجمع الشرق الفاتيكاني الإستعماري على كل مقدراتنا ومقدرات كنيستنا وفي كل الإتجاهات والحقول ورغم ان الأمر هذا صار واضحا ورغم ان الكارثة الرهيبة التي اوقعها هذا المجمع بالكلدان وكنيستهم صارت جلية للعيان ورغم قيامهم بثورة شاملة ضد بطشه وعنفه بقيادة البطريرك يوسف اودو فلا امل في جعلهم يشعرون ويقدرون حجم الفاجعة التي الحقها هذا المجمع بنا وبكنيستنا.

ومن ثم تقول عن المطران الذي نحن في صدده انه يملك "شخصية تخريبية نتيجة للغول والعنجهية" وكونك اكاديمي اليوم لا تبقي الوصف هذا عائما بل تضعه ضمن سياقه ومسببه وسببه وتردف: " أحمق هو من يتصور أن سرهد جمو يتصرف بشراسته وعدم إحترامه للبطريرك ومواقف بقية المطارنة المساندة له من دون كونه يؤمن أن هناك من يسانده وبقوة داخل المجمع الشرقي. أحمق هو من يتصور أن سرهد لا يملك مسانديه ومشجعيه في الفاتيكان." نعم القول ونعم التحليل.

واصدقك ولدي الدليل الدامغ لقولك ان قراءة المطران  هذا " وفهمه عن التأريخ خاطئ في أغلبية كتاباته." والسبب واضح لأنه يقفز فوق وعلى التاريخ خدمة لمذهبيته وطائفيته وخدمة لأسياده في المجمع الشرقي الذي تصيب في تسميته "بالسرطان الأجنبي الذي ينخر ومنذ حوالي القرنين في جسد مؤسسة شعبنا الأساسية." ولكن دعني اصحح لك ان هذا السرطان بداء تغلغله في جسمنا وجسم كنيستنا قبل 100 سنة ونيف بعد ان بطش هذا المجمع الفاتيكاني الإستعماري بثورة شعبنا وكنيستنا السلمية بطرق عنيفة قد يفكر مرتين قبل إستخدامها اعتى المستبدين في التاريخ.

هذه الحقيقة التاريخية الناصعة لا بل الكارثة المفجعة  ليس المطران جمو بل أغلب الكلدان وإكليروسيهم يريدون إخفائها لأن مسببها هو هذا الأجنبي الدخيل الذي ادخل الرعب والخوف في قلوبنا بحيث لا يسمح لنا حتى قراءة تاريخنا بموضوعية وعيون مفتوحة.

وثورتنا المباركة على ظلم وطغيان المجمع الشرقي الفاتيكاني كانت اساسا من اجل الحفاظ على كرسي بابل/قطيسفون الذي لا يقل قداسة وأصالة ومكانة عن كرسي روما او اي كرسي اخر ولكن روما لم تبلع هذا الكرسي بل وضعته تحت سلطة مجمع شرقي رجعي إستعماري كي تزيد في إهانته الى درجة ان صار كما تقول:" البطريرك الكلداني لا يحل ولا يربط وهو ليس رئيس الكنيسة بل موظف تابع للفاتيكان ينتظر القرار حاله حال الآخرين."

وإنني اتسأل وأضم صوتي الى صوتك: " هل هذه هي النهضة الكلدانية التي يدعيها (المطران جمو) أم إنها أنتكاسة كبرى لنا؟"


ودعني اختلف معك في امر قلته وهو: " أنا أتصور وأتوقع أن يصدر المجمع الشرقي قرار يراضي الطرفين." انا اقول: أنا أتصور وأتوقع أن يصدر المجمع الشرقي قرارا يهين الطرفين لأن هذا اساسا واحد من واجباته الأساسية إهانة الكلدان وكنيستهم. اركعهم هذا المجمع الفاتيكاني الإستعماري في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين واليوم يريد ان ينهيهم تماما.

ومعك اقول: " أما نحن القوميون الحقيقيون فسنبقى نبني أحلامنا ونتخيل كنيستنا الشرقية ستعود لمجدها ونعود معها شامخي القامات من كوننا حقا أبناء بابل ونينوى."

تحياتي

1461
الأخ العزيز عبدالاحد سليمان بولص المحترم

الذي تذكره غيض من فيض من ازدواجية المجمع الشرقي الفاتيكاني وكرديناله الحالي واسلافه في طريقة التعامل مع الكلدان وكنيستهم. هذه سياسة الإستعمار: فرق تسد. وهذا ما يؤكد عليه المطران جمو ربما دون ان يدري ما يضمره هذا المجمع من مكيدة لمؤسسة الكنيسة الكلدانية حيث يقول: " لم يكن في نيتي ان اٌظهر ما في حوزتي لكم ولجمع المؤمنين من وثائق التي تصلني من الفاتيكان لولا الموقف الذي وضعنا فيه غبطته." اي المجمع الفاتيكاني الإستعماري هذا يتكلم بلسانين وهل تعلم بماذا يصف المسيح الذي يقولون بلسانين؟

مشكلة الكهنة الموقوفين لم تكن تحدث لولا تدخل هذا المجمع الإستعماري المستبد لأنه شجع ومن خلال علاقات خاصة مع إبرشية المطران جمو ان تقوم بما تقوم به من إحتضان الهاربين من اديرتهم ووظائفهم في العراق وهو اليوم معها في كل ما تقوم به كي تهمش البطريركية. وهذه ازدواجية سياسية ثابتة لدى المجمع. يريد البعض ان يقنعنا ان ما يقوم به وما فعله المطران جمو لم يكن بمباركة المجمع الشرقي الفاتيكاني؟ كل هذه المشلكة وما تعرضنا له من نكسات مؤسساتية وليتورجية وثقاية ومناطقية وغيرها سببها هذا المجمع وكرادلته. مجمع يحكم كنيسة وليس فيه كلداني واحد. كيف تقبلون بهذا لست ادري؟

 تحياتي


الالأخ دكتور ليون برخو المحترم
ما جاء بمحاضرة المطران سرهد جمو على الرابط أدناه يظهر بما لا يقبل الشك وجود ازدواجية في تعامل الفاتيكان مع رجال الدين في الكنيسة الكلدانية ويؤكد الكثير من النقاط الواردة في مقالتك هذه.
وتقبّل تحياتي

http://kaldaya.net/2014/News/11/26_A1_ChNews.html

1462

السيد ريبوار ايليا داود المحترم

تحية

شكرا لمداخلتك ولكنني لا اظن ان السياق التاريخي لا سيما القريب منه والذي يعيش معنا ويؤثر في حياتنا وهو السب الرئسي لمأساتنا يزيد من الطين بلة. الأمم الحية تقراء السياق التاريخي بتمعن وعيون مفتوحة لمواجهة المشاكل التي تواجهها في حاضرها لتحسينه والنظر صوب المستقبل.

بدون حكم ذاتي حقيقي من الناحية المؤسساتية والليتورجية على كل مناطق تواجد الكلدان والعمل على رفع الغبن والظلم الذي وقع علينا فإننا – واقولها بصراحة وعن تجربة – إنتهينا ككلدان اولا وهوية ثانيا وكنيسة ذات خصوصية ثالثا، أي إقراء علينا السلام.

كون روما اكبر كنيسة في العالم هذا يجعلها ان تحترم خصوصية الثقافات التي تختلف عنها وتمنحها حكما ذاتيا حقيقيا لا ان تسيطر عليها وتنصب عليها مجمعا إستعماريا مستبدا غايته إهانتها وتشريدها وتجزئتها وفرض ثقافة دخيلة عليها.

لو كانت مسألة ان اكبر شيء هو الذي يسيطر على الأخرين لما كان هناك دول صغيرة في العالم ولبلعها الكبار كما كانت تفعل الإمبراطوريات المستبدة في الماضي. دولة من 80 الف شخص مثل قطر لها إستقلاليتها وتحدها دول كبيرة ودولة مثل لوكسمبرغ حوالي 500 الف شخص لا تبلعها المانيا ودولة مثل ايسلندا اصغر بكثير لا تبلعها السويد. ان تكون روما اكبر مؤسسة كنسية لا يعني هذا انه من حقها ان تبلعنا بالعكس عليها منحنا كل حقوقنا المؤسساتية والليتورجية والثقافية وغيرها.

الإيمان ليس مرتبط بكنيسة كبيرة وصغيرة. الإيمان مرتبط بالإنجيل والعمل به وممارسته على ارض الواقع لا سيما اركانه الأربعة: المحبة والتسامح والعطاء والغفران.

اما الطقس والليتورجيتا فهما الثقافة والهوية التي وعاؤها  اللغة واول واكثر كنيسة ملتزمة بها في الدنيا هي كنيسة روما اللاتينية وهي ليست ملتزمة بها فقط بل تفرضها عنوة على الأخرين ومنهم الكلدان.

نعم اللاتين اخوة في الإيمان اي نحن وهم اخوة وانت محق بهذا ولكن كيف يجوز لهولاء الإخوة ان يضطهدوا إخوة لهم بالإيمان بهذا الشكل المرعب والمخيف وان ينصبوا عليهم مجمع وكردينال فعل ويفعل بهم كل هذا الذي ذكرته والذي نعاني منه اليوم. الذي يقراء الإنجيل لا يجوز ان يظلم ابدا، وإن اشعرناه انه ظلم ويظلم عليه ان يرفع هذا الظلم فورا، وإن لم يفعل ذلك فإنه يستخدم الإنجيل والصليب لغايات مؤسساتية سلطوية سياسية مالية بحتة، اليس كذلك؟

تحياتي


1463
اخي وصديقي العزيز جاك الهوزي

تحية

لا أظن هناك تعارض لأن لو كنا نحن الكلدان مهتمين حقا بهويتنا وقوميتنا وتراثنا وكنيستنا وليتورجيتنا ولغتنا ومناطقنا وجغرافيتنا ... لما سمحنا لهذا الكاردينال واسلافة ان يحرقوا اعصابنا ويلحقوا بنا هزائم نكراء واحدة تلو الأخرى. كل هذا يحدث لأننا لا نكترث ...

والنقاش معك استحسنه كثيرا وانا بإنتظار ما ستقوله وسأحاول جهدي التعامل معه بكل محبة وسرور

تحياتي

1464
الأخ العزيز جاك الهوزي المحترم

تحية طيبة

لا اظن يتفق معك كل القراء ان ليس هناك شيء جديد في ردي عليك اما إن كان طرحي اكاديمي ام لا فلنتركه لأصحاب الشأن.

نعم انت لم تقل انني قلت ولكن تصورتَ وكأنني اقول. اليس هذا صحيحا؟ ولهذا كان يجب ان اوضح المسألة.

نعم انت ثائر بطريقتك الخاصة وبدليل تثور بالمعنى المجازي على ما أكتبه وما اطرحه ولكن لا تثور على الحقيقة التي اطرحها.

ليس لدي اي خطوات عملية اوغيرها. هدفي ان يعرف الكلدان الحقيقة كما هي ضمن سياقها التاريخي دون الإتكاء على المذهبية والطائفية لأن المذهبية مثل القصبة المرضوضة كل من إتكاء عليها جرحته. واظن ن الحقائق التي اذكرها كانت غائبة عن كثيرين وهذا هو الهدف.

وليس المهم ان ينصاع اصحاب القرار ولكن المهم ان يعرف الشعب ماهية هؤلاء ومن هم وماذا فعلوا بنا وماذا وقع علينا من ظلم بسببهم. كل النظريات العلمية والأكاديمية تحاول تفسير الواقع الإجتماعي كي يدرك المجتمع ما هو عليه والسب وراء ما هو عليه وامل انني افلحت بعض الشيء.


ذكرت إسم الأخوة الأشوريين كمثال واقرب مثال كي اوصل المعلومة والتفسير كما فعلت حضرتك عندما اتيت بأمثلة كثيرة ة في طرحك ولا اعلم لماذا اثارك ذكري لهذا المثال لأنه مجرد مثال وبدلا من ان تجاوب عليه كما فعلت انا حيث اجبت على امثلتك ولم اكترث بالأسماء والأشخلاص تتخذ كلمة منه عذرا كي لا تجيب. لنغير الإسم ونقول الشبك، السريان، الأكراد،العرب، الأقباط، الفرس، التركمان. لماذا كل هذه الحساسية ...

تحياتي

1465
الأخ جاك الهوزي المحترم

تحية طيبة

أشكرك شكرا جزيلا على طرحك الأخير والأسئلة لأنك خدمتني بها خدمة كبيرة. ما طرحته ربما هو على لسان وفي مخيلة الكثيرين من القراء وطرحك منحني الفرصة كي ادلو بدلوي ببعض التفصيل.

وكذلك استميح القراء الكرام عذرا لأنني ساتجاوز التسلسل الذي بموجبه اتفاعل مع الأخوة المعلقين لأهمية ما ورد في طرح الأخ والصديق جاك الهوزي واعدكم انني سأجيب على كل مداخلة اتت ضمن سياق الموضوع رغم المشاغل الكبيرة الى درجة ان واحدا من كتاب شعبنا الكبار نبهني انني ارد بعجالة بعض الأحيان.

اخي العزيز جاك:

في طرحك وتساؤلاتك هناك اخطاء ومغالطات وتكاد ان تقولني امرا لم اقله وارى وقد لا اكون مصيبا انك اخذتك العاطفة بدلا من الموضوعية حيث تريد تجاوز ليس الحقيقة التاريخية بل الحاضر والواقع الإجتماعي من خلال الإستشهاد بامثلة لا ناقة ولا جمل لها بما نحن في صدده ولهذا اتت في غير محلها.

كون البابا الحالي ارجنتيني والسابق الماني لا يغير في ثقافة الفاتيكان وطقوسه وهي الثقافة والطقس والليتورجيا اللاتينية لأنهم لاتين رغم إختلاف جنسياتهم. كان في كنيستنا المشرقية المجيدة بطاركة من غير ابناء شعبنا وأساقفة ومفارنة وعلماء ولاهوتيين ولكن كلهم كانون ضمن ثقافة ونطاق وسياق ثقافتنا وليتورجيتنا ولغتنا. كون البطريرك او الأسقف او المفريان (المطرابوليط) صيني او مغربي او هندي لم يغير في ماهية كنيسة المشرق من حيث الثقافة واللغة والطقس والليتورجيا والأداب الكنيسة وهذا ينطبق على البابا مهما كانت جنيسيته فإن ثقافنته يحبب ان تكون لاتينية.

تقع في خطاء تاريخي كبير وهو خطاء شائع بين الكلدان إكليروسا وعلمانيين وسبب من اسباب نكستنا لابل زوالنا مناطقيا وسكانيا وثقافة ولغة وطقسا ولهذا جاء قولك بعيدا عن الحقيقة التاريخية الناصعة وطبيعة الشراكة مع الفاتيكان وهو قول استطيع وعذرا مقدما ان اسميه حق يراد به باطل: "وما ينطبق على كنيستنا ينطبق على جميع الكنائس التابعة لها وللفاتيكان الصلاحية الكاملة بالتدخل في هذه الكنائس وتجميد حتى رؤسائها إن كانوا برتبة كاردينال أو رئيس أساقفة وليسوا كلهم من أصول لاتينية وكنيستنا ليست إستثناءا."

كنيستنا إستثناء لأنه يرأسها بطريرك منتخب من مجلس اساقفة ولا يجوز مقارنة البطريرك بالكاردينال غير المنتخب. هنا المصيبة لا بل المصيبة الكبرى متى كان البطريرك يساوي الكردينال ومتى صار منصبه ادنىى من الكردينال؟ هذا لم يحدث إلا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين اي بعد قرون من الشراكة.

وهذا حدث بالضبط في عهد البابا بيوس التاسع الذي فرض العصمة عنوة ودون وجه حق على المشرقيين وكانت غايته إلغاء المنصب البطريركي والذي قاومه كانوا الكلدان وبطريركهم. إقراء وقائع ومحاضر المجمع الفاتيكاني الأول وحاول ان ترى بنفسك كيف قاوم الكلدان وبطريركهم لا بل ثاروا على مبداء العصمة وخرجوا من المجمع بغضب وتبعهم كثيرون لأنهم كانوا يدركون ان الموافقة على العصمة معناه نهاية الكنيسة الكلدانية كمؤسسة ليس إدارية وتنظيمية وحسب بل طقسية وليتورجية وثقافية ولغوية وهذا ماحث لأن لم يبق شيء من الطقس والكلداني ولا من الصلاحيات البطريركية والسنهودوسية.

ومن يقول ان زمن الثورات قد ولى؟ يبدو انك تعيش في عالم اخر. العالم كله في ثورة في سبيل الحصول على حقوقه ويثور لأبسط الأشياء عندما يرى ان واحدا من حقوقه تم هضمها وهذا يحدث اليوم في مختلف الأصقاع ومنها حتى في امريكا حيث يثور الناس على الظلم وما يحدث هناك الأن خير مثال. فقط نحن الكلدان نقبل الظلم وبشكل عنيف ومفرظ وغير إنساني. ولأنه يأتي من المجمع الشرق الإستعماري لا نقبل به فقط بل نهلل له وإلا كيف يجوز ان يتلاعب مجمع (وزارة مستعمرات) بكنيسة من اعرق الكنائس وشعب ابي بهذا الشكل المهين.

ولماذا تقحم البابا في الأمر. بابا روما لا سيما الحالي رجل الله والإنجيل لا علاقة له من قريب وبعيد بألاعيب ومؤمرات ودسائس المجمع الشرقي وكرديناله الحالي ومن سبقوه. البابا يحكم الدنيا مؤسساتيا وله من القضايا الكبيرة والمشاكل العويصة ما لا يواجه حتى اوباما نفسه وهو رئس دولة ولا أظن انه يفكر بعدة الالاف من الكلدان ومصيبتهم وعذابهم على يد المجمع الشرقي. هنا ذهبت بعيدا وحاولت ان تقولني ما لم ولن اقوله بحق رجل صارمثالا للأخلاق الإنسانية السامية ليس كنسيا بل عالميا ولهذا  قولك: "، وإن ما يقول ويقوم به البابا فرنسيس تمثيل في تمثيل" ومحاولة وضعه على لساني مرفوض وغير مقبول بالمرة.

ولماذا نتهرب من ثورتنا المباركة ضد الظلم والطغيان؟ وهل هناك شعب في الدنيا لا يفتخر بثورة سلمية من انصع الثورات في العام من اجل حقوقه القومية في الهوية واللغة والمناطقية والجغرافية والليتورجيا والأداب والفنون وغيرها؟ جرى وأد هذه الثورة المباركة ببطش وظلم وطغيان لا مثيل له قد لا تقترفه اعتى المؤسسات الإستبدادية. هذه حقيقة لماذ نتهرب منها؟ نتهرب منها إنطلاقا من دوافع مذهبية وطائفية ليس إلا! أسالك لو كانت هذه الثورة التي شملت كل مناطق تواجد الكلدان – وهذا مجرد سؤال – ضد اشقائنا الأشوريين وبطشوا بنا بشكل مخيف ومرعب مثل ما فعله المجمع الفاتيكاني هذا وكانت الثورة بقيادة احد بطاركتنا، هل كنا سنتركها ام نقيم تمثالا لها ولضحاياها ونعلن يوم قيامها يوما وطنيا وننشد لها ونعلن يوم وأدها يوما حداد ونذكرها ملايين المرات؟

لا اريد اي شخص ان يغير مذهبه او ينفصل لأنني اساسا إنساني التوجه لا اميز بين الأديان وأراها ضمن خط وأفق واحد فكيف اميز بين المذاهب المسيحية المختلفة. كل ما افعله انني اتسخدم اكاديميتي لكشف الواقع اللإجتماعي وتفسيره ضمن سياقه التاريخي لأن دون السياق التاريخي لا سيما القريب منه لا نستيطع فهم انفسنا وواقعنا وحاضرنا وسنكون في ظلمة ولا نستطيع إتخاذ اي خطوة صحيحية وهذا هو واقع حالنا ومع الأسف الشديد.

تقول هذا الكلام سمعته مليون مرة وطبعا هذه مبالغة ولكن يجب ان تسمعه ملايين المرات لأنه بيت القصيد وسبب كل االبلاوي والمأسي التي لحقت بنا. لو لم تفشل هذه الثور المباركة على طغيان المجمع الشرقي الفاتيكاني لما كان وضعنا على ما نحن عليه اليوم. وكل الأمم تتذكر ثوراتها وتتذكر مأسيها وتضعها ضمن المناهج الدراسية. ولماذا تستكثرون علينا هذا؟ هل السبب لأن الظلم اتى من اشخاص يشاركوننا المذهب؟

لا أظن ان هناك كلدان يريدون ان تكون للبطريكية صلاحيات والا لفعلوا ما هو مطلوب كي تكون لها هذه الصلاحيات وهنا لا اقصد البطريرك كشخص بل المؤسسة. الغالبية لا تكترث ولا تريد ان تسمع وتقول ومن حقها: بعد خراب البصرة .... وبالصيف ضيعن اللبن ...

تحياتي وشكرا مرة اخرى


1466
الأخ العزيز سمعان شليمون المحترم

الأخوة الذين يهاجمون او ينتقدون مقالي هذا او غيره يخرجون عن نطاق او سياق ما أتي به والنقاط التي اثيرها ويفتقرون الى الحجة ولهذا يحاولون إخراج الموضوع عن سياقه. الحوار المتمدن والحضاري والإنساني يتناول الموضوع ذاته والحجة التي اتى بها الكاتب محاولا تفنيدها بحجة ومنطق معارض او مسلطا الضوء عليها.

من المؤسف لا بل انه امر مفجع ومأساوي ان لا تملك مؤسسة بمكانة كنيسة المشرق الكلدانية ومنذ ان بطش المجمع الشرقي الفاتيكاني بثورتها وأنتفاضتها المباركة أي قدر من إستقلالية القرار في شؤون تنظيمية إدارية مؤسساتية بسيطة ورغم ان هذا الأمر واضح وضوح الشمس لا ترى أي حمية او حس قومي للدفاع عن الهوية التي طمسها هذا المجمع وكرديناله الحالي وأسلافه.

وتذكر مسألة المطران جمو والمرحوم البطريرك بيداويد. هذه الحادثة لوحدها تقدم الدليل القاطع على ما ذكرته في هذا المقال وما اتيت به في ردودي على القراء.

اصدر البطريرك بيداويد مرسوما يوقف او يجمد فيه القس في حينه جمو ولكن المجمع الشرقي الغى المرسوم لا بل تمت ترقيته الى اسقف رغم انف البطريرك.

فعن اي إستقلالية وعن اي حرية وعن اي شعب ومؤسسة كنسية وهوية وعن اي قانون او دستور يتحدثون عندما يكون هناك شخص دخيل واجنبي ومجمع (وزارة المستعمرات) رئسها وسكرتيرها ومعاونيها وكل المسؤولين فيها غرباء واجانب وفي يدهم الحل والربط والأمر والنهي ويعاملون الكلدان وكنيستهم كمستعمرة؟ الوضع الحالي والمزري ما هو إلا نتيجة مباشرةة لهذه التشكيلة غير الحضارية وغير المنطقية والتي لا يمكن ان يقبل بها إي إنسان صاحب قرار مستقل وهوية. كيف قبل ويقبل بها الكلدان لست ادري.

تحياتي


1467

كنيستنا المشرقية الكلدانية هي الكنيسة الوحيدة في الشرق والمرتبطة بشراكة إيمانية وإنجيلية مع روما وليس لديها حكم ذاتي، أي نحن الكلدان لا نملك إتفاقية مع الفاتيكان فيها نصوص تحدد  الحقوق والواجبات من الناحية المؤسساتية والإدارية والليتورجية والثقافية وغيرها.

حتى الأنكليكان الذين إنشقوا عن كنيستهم الأم – حوالي 70000 شخص – وقبلوا  بشراكة مع الكنيسة الجامعة أي الفاتيكان قبل حوالي ثلاث سنوات لهم إتفاية– مشروع حكم ذاتي – مع الفاتيكان يمنح لهم كامل الحقوق المؤسساتية والإدارية والثقافية والليتورجية ويحتفظون فيه بكل إمتيازاتهم من حيث الهوية الكنسية ومناطق تواجدهم وغيره دون تدخل من الفاتيكان.).

والبطريرك الراحل عمانوئيل دلي كان مسؤول الشؤون الطقسية في كل مناطق تواجد الكلدان ومنها ملبار ولفترة طويلة ولكن فجاءة الغى المجمع الشرقي مهامه ومنصبه وفصل الكلدان في الهند وغيرها عن الكنيسة الكلدانية فصلا نهائيا في كل شيء مما اثار غضب البطريرك بولس شيخو وكان دلي في حينه نائبا له وشخصيا شهدت بنفسي اثار الغضب على شيخو وهو معروف بغضبه السريع ولكن المجمع الشرقي المستبد والدكتاتوري والإستعماري هدد شيخو بأنه إن أستمر في معارضته فيلقى ما لا يعجبه.

عن اي قوانين تتحدثون؟ هل هناك قانون في مؤسسة مستبدة دكتاورية القرار وقراراتها لا يمكن نقضها. القانون هو الكاردينال وسكرتيره والكردينال وسكرتيره هم القانون وهذا شأن كل المستبدين في التاريخ.

الا يحق للكلدان وكانت اعدادهم بالملايين قبل ان يتدخل الفاتيكان بشؤوننا المؤسساتية ويستقطع جغرافيا مناطق شاسعة من سلطة كنستنتا المناطقية والمؤسساتية ويفرض الطقس والثقافة والليتورجيا اللاتينة على هذه المناطق وينهي الهوية الكلدانية للملاين من أتباع كنيستنا وإلى الأبد– الا يحق لنا مشروع حكم ذاتي ونحن أتباع كنيسة كانت يوما اقوى وأوسع وأكثر علما وثقافة وتنويرا من النواحي الليتورجية واللاهوتية والفكرية والتبشيرية حتى من روما ذاتها ؟


فـقـط للعلم لمَن يـبحـث ويتـكـلم بالقـوانين :

إنّ المرحـوم مار عـمانوئيل ثالث دلي في فـتـرة ( معاون بطريركي ) كان من ضمن لجـنة كـتابة مجموعة قـوانين الكـنائس الشرقـية ... وكان يكـرر أثـناء تـدريسه ويستـشـهـد بتلك القـوانين قائلاً (( حسب القانون الفلاني الذي تحـت الطبع )) ! .
وبجهـوده المشكـورة ذكِـر صراحة إسم الكـلدان في قانون رقم 28 المهم جـداً بالنسبة لـنا .
**********************

مجموعة قـوانين الكـنائس الشرقـية/ الكنائس المتمتعة بحكم ذاتي والطقـوس
من جـوريسبـيـديا ، الموسوعة الحـرة

القانون الكـنسي ــ القانون الكاثوليكي
قانـون 27 :
جـماعة المؤمنين التي ترتبط بالرئاسة الكـنسية وفـقاً للقانون ، وتعـترف بها نـصاً أو ضمنا السلطة الكـنسية العـليا على أنها متمتعة بحكم ذاتي ، تُـدعى في هـذه المجـموعة ( كـنيسة متمتعة بحكم ذاتي ).
قانـون 28 :
البند 1 ـ الطقـس هـو التُـراث الليتورجي واللاهـوتي والروحي والتـنـظيمي المتّسم بثـقافة الشعـوب وظروفها التأريخـية ، ويُعـبَّـر عـنه بالطريقة الخاصة التي تعـيش بها الإيمان كل كـنيسة متمتعة بحكم ذاتي .
البند 2 - الطقوس المعـنيّة في هـذه المجموعة ، هي المنحـدرة من التـقـليد الأرمني والإسكـندري والأنطاكي والقسطنطيني والكـلداني ، ما لم يتضح غـير ذلك .

1468
السيد سامي المحترم

هناك تعارض في مداخلتك حيث تقول شيء ومن ثم تأتي بشيء اخر لا يتفق معه. مثلا تقول: " وبدوري لا اسمح لنفسي بتقييم مقالك" وبعدها تقول انه " يستند على  اوهام يبدو لي انك خلقتها لنفسك .... الدور التحريضي المشبوه اللذي لايستند على حقائق لمقالك." انقل ذلك ليس معاتبا لأن من حقك ان تعبر عن رأيك ولكن كي ابرهن ان هناك خللا كبير في طرحك.

وعن اي دستور تتحدث؟ دستور كتبه اجانب ودخلاء  وغرباء على ثقانتا وتراثنا ولغتنا وجغرافيتنا وطريقة فهمنا لأنفسنا. وكيف تقبل انت بهذا وأي شعب ومؤسسة تحترم نفسها تقبل ان يكتب الأجانب والدخلاء دستورا ينظم حياتها؟ أين الإباء والشهامة والنخوة؟

وهل تكتب الدساتير هكذا؟ نعم انا لست مختصا بالقانون ولكن اي قانون يجب ان يخدم الشعب ذاته وان ينطلق من الشعب ذاته ومن خلاله ومن خلال ممثليه إن في البرلمان او من خلال إستبيان. الدستور الذي تتحدث عنه لم يستشر اي شخص به ولم يدرس من قبل الكلدان ابدا، جرى فرضه عنوة عليهم والتاريخ شاهد وثابت.

كل فقرات هذا الدستور وانا مطلع عليها لم يطلع عليها الكلدان ولا مؤسستهم الكنسية  ورفضوها رفضا قاطعا وثاروا عليها وقدموا الشهداء ولكن خسروا ثورتهم وانتفاضتهم على الدخلاء والأجانب الذي ساموهم الهوان والذل لقرون وفرضوا عليهم دستوار لا يمنحهم حتى حق الكلام وحق أصدار مرسوم ولا طبع وريقات طقسية دون موافقتهم.

الدستور الذي تتحدث عنه لا يقبل به حتى شعب يحكمه دكتاتور متعسف ومتعجرف ولا حتى هذا الدكتاتور المتعجرف يقبل بهكذا امر.

وبسبب هذا الدستور إنتكس الكلدان ومؤسستهم الكنسية ولا اظن ستقوم لنا قائمة بعدها إن لم ينهض الكلدان في هبة واحدة لإلغاء هذا الدستور والمجمع المتشبث به وأرى ذلك شبه مستحيل والسبب امل ان يتسع صدرك هو مواقف مثل التي اتيت بها في مداخلتك.

وكيف تقول ان هذا "امر يقرره اصحاب العلاقة وليس انا وانت" وهذا الدستور الرجعي المتخلف الذي كتبه الغرباء والأجانب والذي لا يمنح ذرة من الإستقلال الإداري والتنظيمي والمؤسساتي لنا ولكنيستنا هو واحد من الأسباب الرئسية للوضع المزري الذي نحن فيه ولخسارتنا الهائلة تقريبا لكل شيء.

وارجو ان لا تقول لي ان انني اكفر عند مهاجمتي هذا الدستور المتخلف الذي لا يتماش مع ابسط المعايير الإنسانية والتمدن والحضارة وحرية الإختيار والقرار والإستقلالية وكثير من فقراته أكثر شمولية من دساتير الدول الشمولية الإستبدادية ذاتها.

الإنجيل هو الدستور وليس المجمع الشرقي وقوانينه الرجعية الإستعمارية المتخلفة.


1469
الأخ العزيز مسعود النوفلي المحترم

تحية طيبة

لن يقدم معلومات ثمينة مثل التي اتيت بها في مداخلتك إلا شخص متضلع بتاريخ كنيستنا المشرقية المجيدة وعلى علم بخافيا الأمور وما يجري وراء الكواليس من شؤون مؤسساتية لا علاقة لها بالإنجيل والمسرة واركان البشارة من محبة وعطاء وتسامح وغفران. وهذا تعقيبي على النقاط الجوهرية في مداخلتك.

هذا الكاردينال الذي نحن بصددة يتلاعب بمصير الكلدان وكنيستهم. ليس هو فقط بل كل اسلافه. مع كل ما اقترفوه من جرائم وظلم بحق الكلدان وكنيستهم حسب ما هو مثبت في ارشيفهم فإنهم لا يتورعون عن المضي في نفس المسلك رغم انهم لم يبقوال لنا شيئ من الأملاك والكنائس والرعايا والأموال والثقافة والطقوس والليتورجيا والمخطوطات وغيرها.

اقولها بصراحة وجراءة  خرجنا من الشراكة معهم بخفي حنين ومن المولد بدون حمص فلا غرابة ان يقوم هذا الكردينال بإهانة الكلدان وكنيستهم وأنا لا أستغرب ابدا. كنت سأستغرب لو عمل العكس. إنه يطبق القانون الذي وضعه هو وأسلافه بحذافيره والقانون اساسا ينتقص منا وكنيستنا ويمنحه الحق والعصمة كي يفعل ما يشاء.

ولا اعلم كيف خطر ببالك إن انك إشتكيت لهذا الكاردينال او غيره فإنه سينصفك. الم تعلم انك  اساسا تشتكي على الكاردينال لأنه شريك في كل ما كنت تشتكي منه لأنه المسؤول الأول والأخير وأن ما إشتكيت منه ما كان ليحدث لولا بركته. فلمن ولماذا الشكوى؟

الإعتداء الجنسي على الأطفال الصغار وضعوه خلف ظهرهم بعدما دفعوا مليارات ومليارات الدولارات من فلوس المؤمنيين للتعويض عن العمل الشنيع الذي قاموا به. فقط في امريكا دفعوا اكثر من 2300 مليون دولار. مبلغ فلكي/ من أين اتوا به؟ والحبل على الجرار.

مسألة كون إيمان كنيستنا المشرقية المجيدة صحيح مائة في المائة منذ اول يوم نشؤها وحتى اليوم لا تحتاج الى نقاش ابدا.

ام كون البطريرك القائد الأول والمسؤول عن الأبرشيات الكلدانية فهذا حلم لن يقبلوا به لأن السيطرة المطلقة الإستعمارية على مقدرات الأخرين يرونها جزءا من ابهتهم ووجودهم رغم ان لا علاقة لها من قريب او بعيد بالإنجيل وتعاليمه.

الأمور المالية الضخمة طبعا تذهب لهم والمال اساس البلاء وعدو الإنجيل ولكنه المحبوب الأول لديهم.

اما كون انه مضى اكثر من شهر ونحن لا معلقين ولا مطلقين فالكردينال هذا له الحق ان يرمي المرسوم في سلة المهملات كما رموا الكثير من المراسيم لا بل ان يصدر مرسوما يناقضه تماما كما حدث في السابق او يقرر إلغاء البطريركية كما فعلوا سابقا عند فصلهم او تجميد أي بطريرك لا يرضون عنه.

اما التقارير الأتية من امريكا الجنوبية فإنها تشير الى هجمة تبشيرية إنجيلية وليس بروتستنتية في معقل مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية والإنجيليون وبعثاتهم التبشيرية تهدف اليوم الى كسب الكاثوليك وجعلهم ليس فقط مغادرة الكثلكة بل معاداتها كما فعل المبشرون الكاثوليك الذين قدموا الى ديارنا حيث لم يجعلونا نغادر مذهب كنيستنا المشرقية المجيدة بل غسلوا عقولنا وبدأنا بمعاداتها ومعادة كل من بقي على مذهبها القويم والسليم.

عذرا فإن الجرح كبير جدا.  والجرح مؤلم جدا عندما يكون سببه اناس يضعون الصليب في رقابهم ويقراؤن الإنجيل كل يوم.

تحياتي


1470
الأخ العزيز عبدالاحد سليمان بولص المحترم

تحية

شكرا لمداخلتك. اظن اننا في المحصلة النهائية نرى الأمور ربما من منظار واحد. الإختلاف هو في القراءة. انا الغي الزمنكانية. الزمنكانية عذر تأتي بها الأديان والمذاهب – كل الأديان والمذاهب – كي تبرر لنفسها سقطاتها واخطائها وجرائهما وكما قلت تزين الدنيا لنفسها وهي ليست كذلك. هي تقترف الجريمة وهي تعترف لنفسها وتغفر خطاياها بنفهسا. هذ لا يجوز. على اي مؤسسة – دين مذهب فكر مهما كان – تملك الشجاعة بالإعتراف العلني ومن ثم العمل على رفع الغبن او التعويض من خلال وسائل كثيرة. وهناك سوابق منها مثلا الطريقة التي تعاملت بها امريكا مع العبيد من السود فبعد ان عادت الى رشدها لم تعترف بخطيئتها بل حاولت التعويض من خلال سن قوانين جديدة تعيد الإعتبار للسود وتكرمهم وتساويهم مع البيض في كل شيء اي اصبح هناك شراكة حقيقية بين البيض والسود من حيث الدستور والقانون بعدما كانت شراكة سيد وعبد. وهناك ايضا مثال جنوب افريقيا حيث صار السود والبيض سادة لا يتحكم الواحد بالأخر وليس هناك شخص غير منتخب مستبد.

وهنا الإختلاف بين توجهي وقرائتي وتوجهك وقرأتك. مؤسسة الفاتيكان ممثلة بالمجمع الشرقي لم تكن وليست الأن ايضا إنسانية في التعامل معنا مثل النظام العلماني المدني في امريكا الذي يمنح عبيد الأمس كل حقوقهم كاملة غير منقوصة. اعلم انك قد تغضب علي ولكن مؤسسة الفاتيكان متمثلة بالمجمع الشرقي لا زالت تعمل وتمارس وتتصرف معنا بعقلية السيد والعبد والمستعمر والمستعمر والأمر والمامور وهنا الكارثة لأن الإنجيل لا يقبل بهذا. لا يجوز لثقافة ما (مثلا ثقافة البيض في امريكا) في هذا اليوم ان تجعل من ثقافة السود ثقافة عبيد. الزمن تغير ولكن مؤسسة الفاتيكان ومجمعها الشرقي وكاردينالها تعمل بمفهوم الإسستعمار القديم وحتى ليس الحديث معنا وهل هناك برهان او دليل  اكثر وضوحا مما يحدث لنا الأن؟

مع تحياتي


1471

الاخ العزيز جاك الهوزي المحترم

تحية طيبة

شكرا لمداخلتك وحقا انها كانت إضافة في محلها وأمل ان يتسع صدرك لتعقيبي عليها.

هذه المشاكل تكثر لدينا نحن الكلدان ولدى بطريركيتنا لغياب مركز القرار. ليس هناك ما ينظم العلاقة بين كنيسة المشرق الكلدانية كمؤسسة من جهة ومؤسسة الفاتيكان ومجمعها الشرقي من جهة اخرى ولا حتى ورقة مهلهلة وما يسمى بقوانين الكنائس الشرقية التي يطبل لها البعض ما هي إلا ورقة تم إذابتها في الماء وشربها.

هناك مشكلة العصمة التي رفضها الكلدان وبطاركتهم وقاوموها بشدة. مشكلة العصمة لا تنبع من انها صلاحية البابا ولو ان حتى هذا الأمر له معارضون كثر اليوم كما تعلم وانت متابع ومدرك. المشكلة ان مبداء العصمة بالنسبة لمؤسسة الكنيسة الكلدانية يمثله ايضا كاردينال المجمع الشرقي وسكرتيره والسفير وتقريبا كل من يرسله هذا المجمع الى ديارنا كمبشر او راهب.

هذا الأمر خلق فراغا كبيرا وصارهناك بالنسبة للإكليروس الكلداني والكلدان اكثر من سيد ورئس: الكاردينال رئس، وسكرتيره رئس، ومعاونه رئس،والسفير رئس، ومسؤول البعثة التبشيرية رئس، والزائر الفاتيكاني رئس والأسقف اللاتيني في المنطقة رئس ... وهلم جرا فأين البطريركية؟ والمسيح يقول لا يستطيع المرء ان يعبد سيدين في ان واحد.

وهل هناك قانون كي يتم إستغلاله؟ هناك غربال من القوانين واحد يعارض الأخر وكلها باطلة امام العصمة والتي بالنسبة للكلدان تتمثل بكل الرؤساء اعلاه. والناس في كل مجتمع وحتى في المجتمعات المتمدنة تبحث عن ثغرات في القانون كي تجيرها او تستغلها لصالحها وهذا حق. ولكن في وضعنا ليس هناك قانون. القانون هو المجمع وكارديناله وسكرتيره ...

نحن في فوضى عارمة منذ فشل إنتفاضتنا المباركة على الظلم والطغيان بقيادة بطريركنا الجليل يوسف اودو والفوضى لا تجلب إلا الفوضى والفوضى معناها إن رفعت صوتك وتكلمت الحق وطالبت بحقك وابسط حقوقك قذفوا بوجهك مسألة التخوين والكفر والحرمان وإهانة الكرسي الرسولي – حاشى – والفوضى هذه الغت كرسينا الرسولي وبإلغائه الغينا انفسنا وهذا وضعنا واخشى انه لن تقوم لنا قائمة.

أسئلتك في محلها واتفق معك ولكن اظن سيكون بإمكاننا فهمها وإستيعابها ضمن السياق الذي نحن فيه وهو اننا في فوضى عارمة منذ سحق انتفاضتنا السلمية المباركة على ظلم إستمر لقرون وما زال.

تحياتي


1472
السيد  سان ديف  المحترم

تحية طيبة

مرة اخرى تطل علينا بتعقيب ضمن سياق المقال ويثير نقاط ذات علاقة مباشرة بالموضوع الذي نحن في صدده. في الحقيقة اثرتَ حوالي عشر نقاط في مداخلتك هذه المهمة جدا وأمل انني سأتوفق في القاء مزيدا من الضوء عليها.

انت محق ان نظرتي للمجمع الشرقي سلبية ولكن هذا لا ينبع من فراغ لأنني أستند في ذلك الى قراءة معمقة لطبيعة العلاقة المؤسساتية مع الفاتيكان ودراستي للمراسلات التي جرت بين بطاركة واحبار كنيستنا وهذا المجمع بالذات. لا اريد ان اذكر مرة اخرى الا ان ما اوقعه هذا المجمع من ظلم وما إقترفه من جرائم بحق الكلدان وكنيستهم ترقى الى مصاف جرائم ضد الإنسانية وهذا مثبت في الأرشيف وبإمكانك قراءة الكثير منه.

انا لست في صدد المذهب والعقيدة او الإيمان. انا اتحدث عن مسائل تنظيمية وإدراية وطقسية وثقافية وتراثية ومناطقية ومسألة السلطة البطريركية. المجمع هذا سلب وأغتصب كل السلطات البطريركية. اليوم اسقف لاتيني يملك سلطات اكثر من البطريرك. والسفير في العراق هو سيد الكل وقد كنت على علاقة وطيدة مع سفيرين في بغداد. صار لي حوالي 15 سنة في السويد وربما انا الكلداني الوحيد الذي له علاقة قوية وطيدة ومباشرة وشخصية مع الإبراشية اللاتينية في السويد. والله ومن ثم والله لم ار السفير في كل هذه المدة ولم اسمع به ولم يزور منطقتنا ولم اسمع انه زار منطقة اخرى او افتتح مشروعا. في العراق هو الذي يحكم في كثير من الأحيان. ما علاقة هذا بالمذهب؟

حتى في هذا اليوم ونحن في نكبة يرسل المجمع الشرقي وعاظ لاتين الى المهجرين في عنكاوة وغيرها من المناطق وهؤلاء يكرزون ويوعظون براحتهم وبإستقلالية تامة في صفوف الكلدان ويكونون حلقات والتعليم اساس السطلة. فما هو دور اساقفتنا وبطريركنا وكهنتنا اذا كان الواعظ اللاتيني العلماني له صلاحية تفوق صلاحية اكليروس الكنيسة الكلدانية؟ هل نحن بحاجة الى وعاظ لاتين (مبشرين بصيغة جديدة) ام الى مساعدات إنسانية؟

الكنيسية جامعة للقوميات والإثنيات والثقافات وليس ملغية لها ولا يجوز ان تجعل من هذه الثقافات بمثابة الأتباع والعبيد. المجمع الشرقي ينظر الى الكلدان ومؤسستهم وكأنه يملكهم في كل شيء بأملاكهم وناسهم وثقافتهم وفي كل شيء.  له الحق في كل شيء وليس لنا حق في اي شيء.

المشلكلة تكمن في المجمع الشرقي لأنه مجمع غير منتخب ومستبد يرأسه اللاتين بكل تفاصيله وهمهم فرض الطقس الثقافة اللاتينية والتحكم بالإكليروس من اعلى سلطة الى ادناها وهذا ما هو قائم اليوم والا باي حق يغيرون في ثقافتنا وطقوسنا ويسلبون املاكنا ومناطقنا واوقافنا ويغتصبون ابسط الحقوق الإدارية والتنظيمية الأساسية التي بدونها لا يمكن تمشية امور عائلة من اب وام واطفال فكيف بكنيسة عريقة علمت العالم المسيحي برمته ماهي الأنافورا (احتفالية القداس) وشعب ابي وضع الميامير والشعر والفنون والموسيقى والليتورجيا الكنسية واسس اللاهوت والليتورجيا المريمية والدورة الطقسية وغيرها كثير بينما كان البعض الى عقود متاخرة يمارسون محاكم التفتيش ويبيعون صكوك الغفران؟

كيف نتوصل الى حلول داخل البيت الكلداني اذا كان البيت الكلداني لا صلاحية له واذا كان المجمع هو الكل في الكل؟ حتى مديرية بسيطة او رئس قسم في جامعة له حق تنظيم امور مديريته او قسمه من التعين والنقل والموافقات وغيرها من الشؤون المؤسساتية وهنا لا اتحدث عن مديرية عامة. المجمع الشرقي يرفض هذا ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة. ولأن بيده السلطة وهو صاحب القرار والأخرون مجرد موظفين او اتباع لديه فمن حق اي مطران او كاهن ان يتحدى البطريركية إن كان ظهره مسنودا من المجمع لأن المجمع هذا بإمكانه  فصل حتى البطريرك وحدث هذا في السابق فما هي الحرية والإستقلالية التي بقيت لدينا وكيف نحل مشاكلنا ضمن نطاق البيت الكلداني اذا كان رئس البيت ونوابه وحاشيته وصاحب الأمر والنهي من الدخلاء والأجانب على البيت هذا؟

لماذا تطيع الناس القرارت البطريركية عندما لا تكون البطريركية ذاتها مستقلة وتابعة في كل شيء الى هذا المجمع وقرار المجمع هو الأعلى دائما وبإمكانه ليس الغاء اي مرسوم بل وحتى البطريركية ذاتها ولا تملك البطريركية حق تعميم نشرة طقسية من عدة صفحات دون موافقة وتوقيع رئس المجمع وسكرتيره؟

هذه حقائق والتاريخ ثابت وفيه من الأدلة ما يدحض عكسها.

واختم بمثال الرهبنة الكلدانية. الرهبان الكلدان وانا عشت معهم سنين طويلة وما زلت قريبا منهم صاروا والله اضحكوكة. كل واحد يلعب بهم وبمقدراتهم والسبب المجمع الشرقي لأنه يتدخل بشكل سافر في حياتهم واليوم نصب عليهم رئسا وهو شخص غريب ودخيل اخر لا علاقة له بثقافتنا وطقسنا وتراثنا ومشرقيتنا ولغتنا. الراهب الكلداني من المغضوب عليهم. ولكن الراهب اللاتيني من الكرمليين والدومنيكيين وغيرهم عليهم البركة والنعمة فهم السادة اينما حلوا لدى الكلدان وكنيستهم ولكن ينسى الكلدان ان هؤلاء هم جزء من المأساة والكارثة التي حلت بنا، والى عهد قريب كان اباء كنيستنا وبطاركتنا واحبارنا لا يطلقون عليهم الا لقب الكرمة الملعونة والذئاب الخاطفة والمجرمين والشياطين البيض وغيره من الألقاب السلبية لما الحقوه من ظلم بهم وبرعيتهم. لم يتغير شيء. الشيء الذي تغير ان الكلدان وكنيستهم خسروا معركتهم في سبيل الإستقلال والكرامة امام بطش وعنف المفرط للمجمع الشرقي. هذا تاريخ مثبت لا أستطيع انا وانت او غيرنا تغيره. ولكن كما هو شأن اي دين او اي مذهب يخفي اصحابه سلبياته وسلبيات رجالاته ويزينون له ولأنفسهم الدنيا ولكن كلنا ننسى ان المسيح قال الشمس لا تخفى بالغربال.

اكتفي بهذا وأشكرك مرة اخرة علىى تعقيبك ولك محبتي واحترامي

1473
كاردينال لاتيني يحرق اعصاب الكلدان وكنيستهم ويلحق بهم هزيمة مدوية

ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

لقد خرج الصراع الكلداني-الكلداني من قمقمه وصار على لسان الكل ودخل على الخط الإعلام خارج نطاق مواقع شعبنا الإلكترونية.

ومع الأسف أنني ارى ان مأساة كبيرة ستقع على الكلدان وكنيستهم هذه المرة لأن النقاش الجاري والكم الهائل من الكتابات بالإنكليزية والعربية وربما لغات اخرى كلها تشير الى صدع وإنقسام لم يشهده الكلدان وكنيستهم منذ وأد الانتفاضة الكلدانية بقيادة البطريرك الكلداني يوسف اودو في نهاية القرن التاسع عشر.

ولا يجوز في رأي ولا يمكن لنا ان نفهم ما حدث ويحدث للكلدان وكنيستهم من إنتكاسة بعد اخرى إن لم نضع كل ما وقع من احداث اليمة وفواجع ضمن سياق العلاقة مع المؤسسة الفاتيكانية المتمثلة بالمجمع الشرقي وسلفه مجمع البروبغندا.

ولا يجوز صب جام غضبنا على الكهنة او الرهبان الذين يتحدّون البطريركية والسنودس الكلداني لأن هؤلاء مثلهم مثل العبد المأمور وكذلك لا يجوز إلقاء اللوم كل اللوم على المطران جمو او المطران الأخر الذي في معيته لأنهم ايضا يتكئون اليوم على مجمع لم يحصل الكلدان منه غير الشقاء والبهدلة والإضطهاد بكافة اشكاله. كل هؤلاء وغيرهم لا حول ولا قوة لهم لأن كل الخيوط لتحريك المؤسسة الكنسية والسيطرة  عليها إداريا وتنظيميا ليست بيد الكلدان وكنيستهم.

قد لا يعلم البعض فإن الكنيسة الكلدانية كانت اكبر الكنائس المشرقية عددا وإنتشارا وثروة واملاكا واتباعا وغيره الى اللحظة التي أُجبر فيها  البطريرك اودو على الإستسلام والتنازل لمجمع البروبغندا في حينه (المجمع الشرقي حاليا) عن كل المقادير الإدراية والتنظيمية والتصرف بالأملاك والمناطق البطريركية وحق رسامة الأساقفة وغيرها من الحقوق الأساسية التي لا يمكن بدونها لأي مؤسسة مهما كان حجمها تمشية امورها الذاتية.

هذا يعني اننا دخلنا القرن العشرين والكنيسة الكلدانية كان لها اتباع يقدرون بمئات لالاف بل ربما بالملايين وكان لها سلطة مؤسساتية وإدارية تمتد حول العالم، اي في أي بقعة يتواجد فيها شخص يمارس طقوسها وصلواتها وثقافتها ولغتها وكانت اكبر في كل شيء حتى من الكنيسة  المارونية والكنيسة القبطية والكنيسة السريانية الأرثذوكسية.

ماذا حدث؟ المجمع الشرقي قضم هذه المؤسسة مثلما يقضم الفأر قطعة الجبن. فهو لم يستقطع منها المناطق بل غيّر الثقافة واللغة والطقس وفرض ثقافة اجنبية دخيلة كما يصفها المطران سرهد جمو ذاته (رابط 1). ليس هذا فقط بل سلب هذا المجمع منها كل الصلاحيات وصارت هذه المؤسسة اليوم لا تستطيع ليس إصدار قرار لإيقاف شماس او كاهن او حتى واحد من اتباعها في امريكا او غيرها  دون موافقته بل لا تستيطع ان تطبع منشورا طقسيا من عدة صفحات دون موافقة المجمع الشرقي وكارديناله اللاتيني وسكرتيره الخطية الى درجة ان الكل يتهافت اليوم الى تلبية رغباتهم وارضائهم وان كان على حساب الهوية والعقارات والمناطق والأتباع وفقدان ابسط معايير الإستقلال الذاتي من حيث الإدارة والتنظيم وغيرها من الشؤون.

وإن طُبع المنشور يجب وضع موافقة هذا الكردينال وسكرتيره في الواجهة قبل مقدمة البطريرك ذاته. وهذا ما يشتكي منه المطران جمو ذاته عندما يتعلق الأمر بتوجهاته السياسية ولكنه يحبذه ويبصم عليه بالعشرة رغم انه مدرك لخطره الوجودي على الكلدان كهوية ومؤسسة كنسية عندما لا يتوافق معها ومن هنا تحديه للبطريركية مستندا الى المجمع ذاته الذي يدينه (رابط 1). كيف يكون وكيف يجوز وكيف يقبل الكلدان واخص هنا بالذكر النشطاء القوميون منهم ان يقرر مصيرهم  ومصير لغتهم وهويتهم وقوميتهم كاردينال وسكرتير اجنبي؟

السؤال في محله لأن الناشطين الكلدان يعتمدون بالدرجة الأساس في التشبث بما يرونه انه قومية او هوية منفصلة على المؤسسة الكنسية بينما المؤسسة الكنسية يحكمها بكل تفاصيلها اناس غرباء عن ثقافتنا ولغتنا وهويتنا.

وحتى لو حدث ان اصدر الرئس الأعلى للمؤسسة الكنسية ومجلسه الأسقفي قرارا ما او اصدر مرسوما ما يقف له المجمع الشرقي هذا وكارديناله وسكرتيره بالمرصاد كي يفرغوه من محتواه او يمددوا ويمدوا ويطولوا ويستطيلوا تنفيذه حارقين بذلك اعصاب الكلدان وكنيستهم.

 مضى حوالي شهر كامل على صدور المرسوم البطريركي والكلدان في مد وشد والكل بإنتظار ماذا؟ قرار من كاردينال لاتيني دخيل وغريب على ثقافتنا وشؤون حياتنا.

لماذا تصدر البطريركية مرسوما وتتبعه بالأسباب القانوينة الموجبة التي تسنتد الى ما يسمى قوانين المجمع الشرقي وبينما الحل والربط هو بيد الكاردينال؟ عن اي قانون تتحدثون؟ هل المجمع الشرقي مجمع منتخب من قبلكم ومجمع ديمقراطي تتداول فيه الرئاسة والرئاسة تم توطينها اي هي من كنيستنا وشعبنا كي تأملوا خيرا؟

عندما تكون المؤسسة غير منتخبة كما هو حال المجمع الشرقي لا يسود فيها إلا الإستبداد بالقرار.

ما يقوم به المجمع الشرقي وكارديناله من مماطلة وتميع للقرار – بالمناسبة القضية برمتها في ملعب المجمع الشرقي وليس البابا – ليس غريبا. هذا ما قام به هذا المجمع وسلفه مجمع البروبغندا في تمييع وإفراغ كل القررات والمواقف التي إتخذتها سنهودوسات الكنيسة الكلدانية منذ ان بطش هذا المجمع بالكلدان ومؤسستهم الكنسية وانتفاضتهم السلمية المباركة ضد الظلم والطغيان.

وشخصيا لست مدافعا عن البطريرك كشخص ولكن عن المؤسسة ذاتها التي بدأ الإنهيار في صفوفها وهذا كان ظاهرا للعيان ليس اليوم بل منذ سنين لا بل عقود والإنهيار كان مسألة وقت لأن كيف تكون هناك مؤسسة ولا تملك حق إصدرا قرار او مرسوم لتمشية امورها الإدارية البسيطة؟

المجمع الشرقي وكارديناله لن يقبلوا تحت اية ظروف ان تكون للبطريركية التي تحمل اسم وتاريخ وهوية الكلدان لا بل وجودهم (وذلك لغياب الوعي القومي لديهم او بالأحرى ربطهم للوعي القومي بالمؤسسة الكنسية) ان تبسط سلطتها شبرا واحدا خارج العراق.

وحتى داخل العراق القرار ليس قرار المؤسسة البطريركية لأن باي لحظة بإستطاعة المجمع الشرقي وكارديناله وسكرتيره عمل ما يشاؤون وحسب ما يشاؤون ومتما يشاؤون. والعراق اليوم في محنة والمسيحيون فيه في محنة كبيرة وقد لا يمضي وقت طويل وقد غادره كل الكلدان.

والأبرشيتان الكلدانيتان – او كما سماها بعض الزملاء بالمشيختين – تطفوان على المال وهما من ضمن عدد قليل جدا من الإبراشيات الكاثوليكية الأمريكية التي خرجت سالمة لا يشوبها اي عيب من كارثة الإعتداء الجنسي للكهنة الكاثوليك على الأطفال الصغار حيث افلست الكثير من الإبراشيات الكاثوليكية في امريكا لدفعها تعويضات فلكية للضحايا وجلهم من الكاثوليك.

فكيف سيتنازل المجمع الشرقي وهو مؤسسة همها السيطرة والمال والأملاك عن واحداتين من اغنى الإبراشيات الكاثوليكة في امريكا للبطريرك الكلداني؟

مهما كان القرار الذي سيصدره المجمع الشرقي فإنه سيمثل ضربة قاصمة اخرى او ربما الفأس الذي يقع على الرأس بالنسبة للكلدان كهوية وكنيستهم كمؤسسة.

هل نستحق هذا؟

نعم نستحق لأننا لسنا في شراكة مع الفاتيكان كما يتم تصوير الأمر لنا لأن الشراكة بين مؤسستين تعني ان أي منهما لا يجوز ان يلغي الأخر اي في اقل تقدير هي 50 – 50. والشراكة هي في قراءة الإنجيل وليس في السيطرة المطلقة والتامة على كل الأمور من إدراية وطقسية ومؤسساتية والتعين والنقل والإيقاف والأوقاف والرسامة وهلم جرا.

هذه ليست علاقة شراكة. هذا علاقة السيد بالعبد والمستعمر بالمستعمر والأمر بالمأمور وكان لا بد وان يحدث هذا.

كيف يسكت الكلدان من الغيارى على هويتهم ولغتهم وتراثهم وثقافتهم وفنونهم وقوميتهم التي حفظتها لهم كنيستهم المشرقية المجيدة على وضع كهذا حيث وصل الأمر الى مهاجمة بطريركية بابل/قطيسفون على الكلدان في العراق والعالم (ضع خط تحت العراق وعدة خطوط تحت العالم) بينما يخشون حتى انتقاد كردينال لاتيني حصل على اللقب بالتسمية ومجمعه الشرقي المستبد الذي لم يبقي لهم  حبّة خردل من إستقلالية القرار؟

رابط 1
http://www.kaldaya.net/Articles/400/Article486_May29_07_BishopSYJ.html

1474
بعد الإستئذان من الزميل الدكتور صباح قيّا لدي مداخلة بسيطة لما اتى به اخي وصديقي العزيز الشماس بطرس ادم المحترم.

النقطة الأولى ليست رأي الموقع بل نقلا عن السيد لنكولن مالك وهو كلداني ومهندس في كاليفورونيا حيث يقول الكاتب ان السيد مالك ذاته منكب على تعميم مقال مناوىء للبطريك وقراره، اي هذا يمثل الرأي الشخصي للسيد مالك وليس رأي الموقع.

التقرير منحاز جدا وينقل عن المناوئين والمعادين للبطريرك فقط ولا ينقل عن اي مصدر مخالف لرأيهم المعادي للبطريركية ولم اقراء تقرير إخباري صحفي فيه تحامل وتحيز ونية مبيتة بهذا الشكل الافت  للنظر وكأنه مكتوب من قبل صحفي يعمل لدى انظمة شمولية  ... :

That case has been laid out in detail by Lincoln Malik, a prominent California engineer and a member of the Chaldean Catholic community who’s circulating an essay against Sako’s order.

Malik offers this hypothetical: “Will Patriarch Sako be able to defend US bishops under his control if such bishops support their government in a possible conflict with Iran? Or, will he be obliged to instruct his bishops in the US to show solidarity with ‘our Muslim brothers in Iran’?”

His bottom line is that greater powers for Eastern patriarchs over communities in other parts of the world would be “an absolute disaster” and a “dangerous gamble that the Church cannot afford.”


وبالمناسبة امل ان تكون في صحة جيدة ولا زال الأخوة الشمامسة يتذكرون مشاركتك الفاعلة في القداس (رازي تليثايا) في مدينتنا وكذلك مشاركتنا في الحفل وكنتَ سعيدا بما رأيته من حمية وطموح لدى الجالية الكلدانية في مدينتنا بتراث الأباء والأجداد.

وتقبل تحياتي


الأخ العزيز الدكتور صباح

في تحليل بعنوان " شرخ في كنيسة العراق " نشر في موقع " كروكس " المعني بشؤون الكاثوليك ، نشر موضوعاً طويلاً عن الخلاف الحالي بين البطريركية وأبرشية سان دييغو ما يهمنا حالياً هي النتيجة التي خَلُصَ اليها  وهي .
1 – موضوع منح صلاحيات أكبر للبطاركة في أنحاء العالم سيكون بمثابة كارثة ومقامرة خطيرة لا يمكن تحمله .
2 – ربما في المدى القصير قد يتّخذ البابا فرنسيس قراراً ، إما لدعم أو لنقض حكم البطريرك ساكو ، أقول ربما لأنه في ظل قانون الكنيسة فأن الأمر جرى توقيفه لحين البت به وبالتالي يمكن للكهنة البقاء حيث هم .
3 -  للمضي قُدماً قد يرغب قداسة البابا ترتيب لقاء مع قادة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في محاولة لتسوية الأمور في ظل ظروف الحياة أو الموت الذي يعيشه المسيحيون في العراق بغض النظر عن مكان وجودهم .


تحياتي

http://www.cruxnow.com/church/2014/11/17/a-rift-in-iraqs-church/


1475
السيد خوشابا سولاقا المحترم

يشرفني جدا ان اكون من اصدقائك. نحن ابناء شعب واحد وكنيسة مشرقية مجيدة واحدة لا بل اعضاء في عائلة واحدة لما يجمعنا من مقومات قد لا تتوفر لأي امة او قومية اخرى.

ودعني ان انتهز هذه الفرصة كي اثني على كتاباتك ومواقفك تجاه مستقبل شعبنا حيث ارى توافقا بين ما احمله من افكار وما يسطره قلمك وقد اثنى على ذلك زميلي الدكتور عبدالله رابي في مقال منفصل وهذه شهادة من اكاديمي اخر لا بد وان تضاف الى سجلك في خدمة شعبنا.

شعبنا يمر في مرحلة مصيرية لها علاقة مباشرة بوجودنا وبقائنا كأمة من اعرق امم الأرض وكنيسة مشرقية مجيدة من اعرق كنائس الدنيا.

ووجود وبقاء ومقومات اية امة تكمن اولا وأساسا في ثقافتها وادابها وعلومها وإرثها وفنونها وتاريخها المشترك واعلامها وكل هذا تحفظه لها لغتها القومية وليس هناك لغة تحفظ لأي امة مقومات قومية وهوية واحدة مثل لغتنا السريانية الجميلة.

نحن شعب صغير ومضطهد من الكل من الشرق والغرب وكثير من الأحيان من انفسنا وأرص الأجداد بدأت تهتز من تحت اقدامنا ولن يبقى لنا غير لغتنا كي نتكىء عليها لإثبات هويتنا والحفاظ عليها من الزوال.

وتقبل تحيات صديق يكن لك كل الود والمحبة والتقدير


1476

السيد اوراها دنخا سياوش المحترم

اللغة القومية مقدسة حتى لدى الأمم اللادينية (الملحدة). وتذكر السويد والسويديون غالبيهم ملحدون ولا تدخل في عقلهم مسألة كتاب من السماء او كتاب مقدس ولكنهم يقدسون لغتهم. واذكرك ان السويديين رغم إلحادهم فإنهم يقدسون ليتورجيتهم وفنونهم الكنسية من الحان وتراتيل ويدرسونها في المدارس رغم انها مكتوبة بلغة كلاسيكية قلما يفهونها وهذا ليس إنطلاقا من الإيمان لأنهم ملحدين بل إنطلاقا من كونها جزءا مهما من التراث بينما لم تلعب الكنيسة في السويد واحد في المائة من الدور الذي لعبته كنيستنا المشرقية المجيدة في الحفاظ هلى هويتنا وفنونا وتراثنا ولغتنا وموسيقانا. واليوم إن اردت ان تكون لك هوية فاللغة هويتك واليوم حتى الكردي الأمي الذي يعيش في جبال هورامان لا يقبل ان تهمش لغته ويقاتل ويستقتل من اجلها. نحن شعب لا نقراء التاريخ  إلا بالمقلوب بل حتى نشوه الحاضر ونلعن المستقبل وإلا لما كان حالنا كما وصفته.

السيد فريد وردة

ليس هناك زمنكانية ولا هم يحزنون لأننا لا زلنا نعاني من ذات المشاكل وهي ساكنة فينا وهذه المأسي وقعت في الحاضر اي القرن العشرين. سألتني سؤال واستغرق مني جوابه وقتا طويلا ولكنك لم تستطيع الجواب على أي من أسئلتي ولم تدحض اي واحد منها. ردك نجتره دائما عندما نصبح امام الحقيقة التاريخية الثابتة التي لا تفحمنا بل تسحقنا لأنها تداهمنا من كل الجهات. وكما قلت في المقال إستنادا الى فيلسوف الخطاب بختين ان كل ما نقوله ونكتبه ما هو ألا تكرار والحضارة لا تبنى الا بالتكرار والبناء على الماضي اي لا حياة دون الزمنكانية وهذه سمة تطور الأمم. تريدنا ان نتطور وننهض ولا نذكر كل الحقائق الدامغة امام اعيننا والتي هي سبب نكستنا وشرذمتنا كشعب وامة. انا كاثوليكي مثلك وقريب من المؤسسة الكاثوليكية جدا ولكن هذا لا يعني انني ساضع غشاوة على عيني كي اخفي ما الحقته المؤسسة بي من ظلم؟ لعلمك ان اكثر من 95 في المائة من ضحايا التحرش الجنسي بالأطفال الصغار الذي وقع على ايدي كهنة كاثوليك كانوا كاثوليك وبعض الأحداث وقعت قبل عشرات وعشرات السنين ولكنهم لم يسكتوا الى ان حصلوا على اعتذار ورد اعتبار كامل وتعويضات مجزية جدا وبالمليارات من الدولارات ومن الفاتيكان. فلماذا نسكت نحن والذي وقع علينا اكثر وطاءة من ذلك بكثير؟ الذي يخفي رأسه كالنعامة في تراب المذهبية والطائفية هو الذي يلتجىء الى اعذار لتغطية فشله في الحصول على حقوقه بينما بإمكانه اليوم الحصول على تعويض معنوي ومادي ومناطقي ومؤسساتي وإداري. ولأننا نفكر من منطلق مذهبي وطائفي ونتصرف بموجبه انظر الى حالنا حيث يستكثر البعض حتى الطلب ان يكون لنا قرار مستقل من الناحية التنظيمة والمناطقية والإدراية البحتة.

 تحياتي

1477

السيد فريد وردة المحترم

تحية طيبة

اسف على التأخير في الرد.

 تعقيبك ليس سؤال. نعم انه ضمن السياق ولكنك لا تسأل فقط بل تقدم الجواب ايضا أي انت تسأل وأنت تجيب بدلا من الذي تسأله وليس هذا فقط بل تصدر حكما عليه دون ان تمنحه فرصة ان يجاوب على سؤالك أي انك تطلب مني الإعتذار ولم تسمع جوابي.

وهذه ظاهرة غير صحية ومضرة لدينا كشعب وكنيسة وتدل على ضعف وعينا المعرفي والثقافي واللغوي.

المقدمة للحوذرا التي انا بصددها والتي كتب مقاله عنها المطران سرهد جمو هي ترجمة سريانية للمقدمة التي كتبها الكاردينال اوجين رئس المجمع الشرقي في حينه. هل يعقل ان يوقع الكاردينال الذي كان يهز الدنيا وترتعش من سطوته البطاركة الكلدان على مقدمة بهذه الأهمية دون ان يكتبها او في اقل تقدير لم يكن على اطلاع تام عليها ؟

والكاردينال اوجين هو من اوائل من تبؤا منصب رئس المجمع الشرقي. ولا اعلم إن كنت تدري لأن الكنيسة الكلدانية قبل المجمع الشرقي كانت تحت امرة مجمع بروبغندا أي ان البطريرك الكلداني الذي يمتدحه المطران  جمو – البطريرك إيليا – كان  تحت سلطة مجمع بروبغندا الذي طبق اسواء محاكم تفتيش عرفتها البشرية على الكلدان، فيها من الممارسات ما يشيب لها الولدان ومنها عزل زوجات الكهنة الكلدان في معسكرات خاصة عن ازواجهن (ولن اتحدث عن التفاصيل) وهذا مثبت ارشيفيا لفرض مبداء البتولية اللاتيني على كنيستنا.

سؤالي لك إن كان المطران سرهد جمو يدافع حقا عن الهوية الكلدانية ككنيسة او قومية هل بإمكانه إدانة مجمع البروبغندا الذي يشير إليه البطريرك  إيليا لأنه فتك بالكلدان فتكا شنيعا واقترف بحقهم جرائم لا يمكن ان تغتفر وهي مثبتة في ارشيف الفاتيكان ذاته والأرشيف البطريركي علما ان هذا السلوك المشين والتعامل غير الإنساني مع الكلدان إستمر الى حوالي 1920-1930 أي ممارسات عنيفة لا يقبل بها اي شرع او دين وبعض تفاصيله في جوانب اخرى لا زالت قائمة؟ مجرد سؤال؟

عندما يصف المطران جمو الكاردينال والمجمع الشرقي بالفكر الدخيل فهو مصيب. هذ المجمع وسلفه بروبغندا في كل تاريخه منذ تأسيسه لاتيني الثقافة والمنهج وإحدى مسؤولياته الأساسية هي فرض الثقافة والطقوس والمراسيم اللاتينية وبسط السلطة التامة لا بل المطلقة على المشرقيين من الكاثوليك لا سيما الكلدان لأن كنيستهم كانت الأكبر عددا ومساحة وغنى وانتشارا والتزاما بثقافتها وليتورجيتها ولغتها ومشرقيتها من كل الكنائس المشرقية الأخرى فكان لا بد من تطويعها لا بل سحقها كمؤسسة ذات أي قدر ولو بسيط من الإستقلال  الإداري والتنظيمي الذاتي.

أين العلمية والأكاديمية لدى المطران جمو عندما يتشبث بكلمة او كلمتين وردتا في مقدمة البطريرك ويترك كل الحقائق الدامغة الأخرى لا سيما التي تخص مجمع البروبغندا؟ بالطبع لم يستطيع البطريرك إيليا التفوه ببنت شفة حول ذلك في مقدمته عدا ذكر اسم البروبغندا بعد ان سحق مجمع البروبغندا انتفاضة وثورة الكلدان ضده وضد طغيانه وبطشه ولن يتجراء المطران سرهد جمو ايضا ان يقول الحق فيما يخص ذلك.

المطران يتهم رئس المجمع والمجمع ذاته بأنه دخيل على ثقافتنا وتراثنا وهذا بقلمه حيث يقول: "ولاحظ، رعاك الله، ماذا فعل الفكر الاجنبي الدخيل ... بانعام من المطابع الغربية والافرنجية ... المقدمة التي وضعت في روما" وانا معه قلبا وقالبا ولكن الفرق هو ان غاية المطران  مذهبية وطائفية وتسموية بحتة ولهذا اتت حججه فاقدة لأبسط معايير المنطق والبحث العلمي السليم.

لا اعلم إن كنت تقراء السريانية ولكن البطريرك إيليا في مقدمته للحوذرا يطلق على لغتنا "مملا ارامايا" اي اللغة او اللسان الأرامي (سرياني). فلماذا يغض النظر عن هذا ويهاجم الكاردينال اوجين لأنه قال ذلك؟ ولأنك تبدو قريبا منه امل ان تضع كل الأسئلة المثارة في هذا الرد امامه وهي مؤشرة بالأحمر.

ومن ثم يوجه الكاردينال اوجين كلامه في عنوان مقدمته حول الطبعة الحديثة من الحوذرا – وهي وملحقاتها تاتي بعد الإنجيل والكتاب المقدس قدسية لدى كنيسة المشرق كلدانا او اشوريين – الى كل المناطق التي يتواجد فيها الكلدان ومن ضمنها ملبار في الهند. فهل بحق السماء بإمكان المطران جمو ان يقول لنا ولك كيف ولماذا ومن كان السبب في حرق وتدمير الطقس الكلداني في ملبار وغيرها من المناطق التي كانت تابعة للكلدان وكنيستهم ومن هو الذي احرق المخطوطات الكلدانية والمكتبات الكلدانية بالجملة ومن الذي سرق واغتصب الأملاك والعقارات الكلدانية التي لا تثمن ولا يمكن تعويضها؟ مجرد اسئلة.

ويبدو ان المطران سرهد جمو لا علمية ولا أكاديمة له لأنه يزور التاريخ. لا تتعجب لدي الدليل. في نسخة الحوذرا الجديدة التي طبعت بإشرافه يحذف كلمة "سورياي" في الصفحة  (نون لمث كمل)  ويضع محلها "كلدايي" بينما كلمة "سورياي" في هذا المكان بالضبط يأتي ذكرها في كل المخطوطات التي بحوزتنا – اي التي لم يصلها مجمع البروبغندا سلف المجمع الشرقي كي يحرقها. فماذا تقول عن هذا التزوير؟

هل تعلم ماذا كان سيحدث لي لو زورت انا مثلا نص قديم (مخطوطة) بهذا الشكل وانا اكاديمي في السويد؟ لفصلوني من الجامعة وجعلوني اضحوكة امام العالم وسحبوا كل كتبي وابحاثي من المكتبات الجامعية. ولكن لأن المسألة لدى المطران واصحابه مسألة غلو طائفي وتسموي ومذهبي ليس هناك من يحاسبه على هذه الجريمة الأكاديمية الخطيرة.

هذا هو وضع شعبنا نحن نضع الأسئلة ونحن نجاوب عليها ونحن ايضا نقرر العقوبة على الذي سألناه دون ان نمنحه الفرصة ان يجاوب او اضعف الإيمان ان نلتجىء لمختصيين اكاديميين محايدين كي يجاوبوا وهذه من صفات شعب على هامش الحضارة وعلى شفا الإنقراض.

تحياتي

1478

قرائي الأعزاء

والموضوع اخذ مداه وفاق توقعاتي في تأثيره حيث اشبعه الأخوة المعلقون نقاشا وكذلك تناوله كل من الزميل الدكتور عبدالله رابي والأخ والصديق العزيز يوحنا بيداويد بمقالين منفصلين على واجهة الموقع.

 وانا انهي النقاش من جانبي ما لم يأتينا سؤال ضمن سياقة لأن من الأخلاق الأكاديمة اجابة اي سؤال وثيق الصلة بالموضوع المطروح لا بد لي وان اتقدم بالشكر الجزيل للقراء الذين لم يتسنى لي الوقت التفاعل مع مداخلتهم وكذلك القراء الذين دخلوا على الموضع رغم ان مداخلتهم كانت جوابا على مداخلات اخرى وليس ما كتبته واخص بالذكر السادة:

اخيقر يوخنا
زيد ميشو
قيصر السناطي
فريد وردة

وحتى نلتقيكم في مقال قادم استودعكم الله

تحياتي


1479
تجرأ اكثر ورد على مداخلاتي قبل الجميع لأنني لا اقول غير الحقيقة والحقيقة فقط ولست مثل الباقيين الذين ينقسمون على اساس المصلحة والعرق والمذهب والتخلف

ها انا استجيب لطلبك وارد عليك قبل الأخرين واعتذر منهم واعد ان اذكرهم قبل ان اقفل النقاش من جانبي.

 الغلو العرقي (التسموي) والمذهبية والطائفية تعمي البصر وتقفل العقل والفكر وتجعلنا لا نرى انفسنا والعالم من حولنا إلا من خلال مذهبيتنا وطائفيتنا وعرقيتنا التي تزين دنيانا لنا ولكنها سوداء كاحلة.

تحياتي

1480
الأخ العزيز مسعود النوفلي المحترم

انا سعيد وقد عدت مرة اخرى وبنشاط الى منتديات شعبنا. نحن بحاجة الى اراء مختلفة بغض النظر ان كانت معنا او ضدنا شريطة ان لا تخرج عن اطار الحوار المنفتح على الأخر ضمن المفهوم الذي ورد في المقال.

وقد قمت بإضافة اربعة دروس اخرى الى الدروس الثمانية التي اتت في المقال وامل ان يتسع صدرك وانا اقوم بتحليلها وقد لا اصيب.

نعم لا يجوز لرجل الدين الأزدواجية والتناقض في الفكر ولكن الوضع المؤسساتي والإدراي الذي نحن فيه وكما وضحت في المقال والتعقيبات اعلاه والتي ولا بد ان قرأتها فيه ازدواجية وتناقض كبيرين ولا بد ان تعتمد المؤسسة بمنتسبيها على الإزدواجية  لأنها تحصيل حاصل للوضع القائم بعد وأد الإنتفاضة الكلدانية المباركة في عهد البطريرك يوسف اودو. بعدها كلنا صرنا نعيش في إزدواجية ومفهوم المنطقة البطريركية جزء من هذه الإزدواجية فُرض علينا دون وجه حق ومن حق الناس ان تستخدمه رغم ازدواجيته المقيتة لأن هناك من يقف وراءه ويطبقه.

اما القسم والطاعة فلمن؟ هذه هي المشكلة. لأننا في ازدواجية من حق البعض ان يقول انها ليست للبطريرك بل للذي يدير دفة البطريركية من بعيد وهو الكاردينال رئس المجمع الشرقي بحجة "الكرسي الرسولي" وكأن كرسي بابل/قطيسفون ليس رسوليا.

والنقطة هذه بالضبط هي التي قادتنا ولا زالت منذ إنكسار الكلدان وهزيمتهم مع بطريركهم الجليل يوسف اودو امام الضغط الهائل والعنف المفرط من المجمع الشرقي ورئسه الى القبول بالفوضى والعيش بها ومعها وفيها وما الأزمة والفوضى الحالية الا انعكاسا وارتدادا للهزيمة تلك.

ولأننا في فوض فلا نستيطيع العيش دون العلاقات  الشخصية التي ادت وتؤدي الى تهميش البطريركية ومركزيتها. هناك مطارنة تمت رسامتهم رغم معارضة البطريرك وهناك قسس وليس اساقفة تحدوا البطريرك ان يجمدهم او يوقفهم او حتى يؤنبهم. والأزمة هذه خير دليل على ما نقول.

تحياتي


1481

السيد نيسان سامو المحترم

اظن هذه اول مرة تعيدنا الى نقطة الصفر ولا اعلم ان كنت متقصدا ذلك او اتت عفوية. وعذرا فانت لست مخطىء كي تتمنى "ان تتقوقع" عينيك" لأنك في الحق والحقيقة فرقت بين "ما هو نازل من السماء" وما هو عائد للبشر ولكن هؤلاء امرهم غريب وعجيب يريدون ان يقحموا في ادمغتنا انهم مؤسسة ارضية وسماوية في آن واحد ولكن هذا لا يجوز وغير ممكن لأنهم ليسوا الهة او ملائكة على الأرض وليسوا ايضا ظل الله كما يريد كبارهم  لأنفسهم.

المال والسلطة في كل دين وكل مذهب وكل فكر مهما كان نيرا ومهما أدعى اصحابه انه من السماء لابد وان يفسد. وكل مؤسسة دينية (اي دين او مذهب) او مدنية اساسها المال والسطلة ودونهما لا تعمل ولا وجود لها. والمال والسلطة الد اعداء الإنجيل. كيف تحل لنا هذه المعضلة دون "ان تتقوقع" عينيك؟

وهذه ليست ابراشيات انجيلية. انها امارات او كما سميتها مشيخات. وإن لم يكن كذلك كيف يصف كاتب مقرب جدا الى المطران سرهد جمو لا بل يعدونه مفكر وفيلسوف نهضتهم وابرشيتهم وموقعهم الكنسي الإعلامي قوله ادناه في حق المطران الثاني في امريكا والذي يقود ايضا امارته ومشيخته حسب قولك. اقراء النص بتمعن:
http://kaldaya.net/2014/Articles/10/13_AmirFatouhi.html
"دعني هنا أيضاً (أسخر من تهديداتك الفارغة) عن (السب والقذف العلني) و(محاكمتي) و(محاسبتي كنسياً وقانونياً)، ودفاعك عن المطران إبراهيم إبراهيم الذي يمتلك من الجاه والمال ما يفوق خيالك، وله من المحامين جيش يستطيع أن يدافع عنه متى يشاء."

وهذا صحيح طالما لا تستطيع ولا تسمح السلطة المطلقة التي يمتلكونها تشكيل لجنة محايدة للتحقق من ذلك من اجل الشفافية. ولكن لنعكس الأية ونقول: " ... المطران سرهد جمو الذي يمتلك من الجاه والمال ما يفوق خيالك، وله من المحامين جيش يستطيع  ان يدافع عنه متى يشاء" صحيح؟ نعم صحيح طالما لا تستطيع ولا تسمح السلطة المطلقة التي يمتلكونها تشكيل لجنة محايدة  للتحقق من ذلك. والمال والسلطة تفسد الأول والأخير وتجعل من اي فكر او كتاب مهما كانت سماويته لدى اصحابه نقمة للبشر وليس نعمة.

نحن نرفض اثارة اسئلة محددة ونرفض ايضا الإجابة عليها لأن الإجابة عليها هي تحدّ للسلطة والمال وان لم نتحدى السلطة والمال "ستتقوقع" عيوننا كلنا.

ولهذا لن يأتيك الجواب ليس عن الأسئلة اعلاه عن كيفية جمع المال والسلطة بهذا الشكل المخيف كما ورد في الإقتباس اعلاه ولا حتى مجرد التفكير في:  لماذا دفعت مؤسسة الفاتيكان حوالي 2300 مليون دولار (انظر الفين وثلاثمائة مليون دولار) تعويضات لإسكات ضحايا التحرش الجنسي بالأطفال الصغار من قبل كهنتها فقط في امريكا من اجل إسكاتهم (اي في امريكا فقط) بينما لم يدفعوا ربما فلسا واحدا (مقارنة بالثراء الفاحش للفاتيكان) للمهجرين المسيحيين وهم على ذات المذهب وهؤلاء المساكين مع مؤسستهم الكنسية قد سلموا كل مقاديرهم لهم من ضمنها الأمور الإدارية والمؤسساتية والتنظيمية البسيطة اي حياتهم برمتها.

والأنكي من هذا فإن الإنجيل يحذر: " و من اعثر احد الصغار المؤمنين بي فخــير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر (انجـيل مرقس 9 : 42)." بدلا من معاقبتهم دفعوا كل هذا المبلغ الهائل في امريكا فقط دفاعا عن مؤسستهم ومملكتهم لأرضية.

هل صار واضحا الفرق بين الكنيسة كرسالة إنجيل والكنيسة كمؤسة همها المال والجاه والسلطة؟

تحياتي


1482
السيد San Dave المحترم

كنت اتمنى ان اعرف من انت مع احترامي لشخصك من كنت وذلك لأهمية النقاط التي اثرتها. شخصيا لا علاقة لي بالإسم إن كان صريحا او مجهولا لأنني اقراء المادة واحكم ولكن في حالتك فإن المادة لا بد وان وراءها شخصية لها باع ومدركة للأمور.

وانا اشكر لك مداخلتك دعني اثبت بعض النقاط كرد وتعقيب وليس كوني املك الحقيقة.

اولا، نحن تنقصنا الطريقة الأكاديمية والمهنية ولا نعرف شيء تقريبا عن النقد العلمي ولهذا ننجر وراء مشاعرنا وعواطفنا وذاتيتنا بإشكالاتها المختلفة من دينية ومذهبية ومناطقية وتسموية وغيرها عندها نفشل ليس في خطابنا بل في تقديم حلول ناجعة لمشاكلنا وما أكثرها.

ثانيا، ليس من العلمية والمهنية وصف البطريرك وكأنه المسؤول الأول روحيا واداريا عن كنيسة المشرق الكلدانية. هذا كان ايام زمان الى اواخر عهد البطريرك يوسف اودو حيث سحبت هذه الصلاحيات منه جميعها وصار منصب البطريرك شيء رمزي حيث هناك وزارة في الفاتيكان (المجمع الشرقي) وهناك وزير (رئس المجمع) وهو كاردينال لاتيني هو السلطة العليا الروحية والإدارية والمؤسساتية للكنيسة الكلدانية بيده كل شيء من حل وربط والكاردينال هو القانون والقانون هو الكاردينال. شيء لا يصدق ودكتاتورية مؤسساتية في اقصى صورها من الإستبداد بالقرار من مسؤول دخيل وغريب علينا لغة وثقافة وقومية، كما وصفه المطران جمو ذاته ولو لأغراض مختلفة. المسؤول الروحي والإداري الأول هو الذي يملك السلطة المؤسساتية والإدارية على الأساقفة، يعين اساقفة ويعزل اساقفة. هذه الصلاحيات محصورة كلها بالمجمع الشرقي.

ثالثا، إن ساورك اي شك في النقطة الثانية لدي احداث كثيرة وهناك ادلة تاريخية والتاريخ ثابت بوثائقه والوقائع المتعلقة به. البطريرك في احد بياناته قال ان البطريرك المرحوم روفائيل بيداويد اوقف اي جمّد القس في حينه سرهد جمو ولكن لم يقل لنا كيف اهان المجمع الشرقي المستبد هذا البطريرك وفك توقيفه رغم انفه ليس هذا بل تم ترفيعه الى منصب الأسقف. ودور المجمع التخريبي في الرهبنة الكلدانية ودوره في سلب واقصاء مساحات واسعة من المنطقة البطريركية وإغتصاب والإستيلاء على اصقاع كبيرة بمئات الالاف لا بل الملايين من الكلدان ومصادرة اوقافهم والإعتداء عليهم وتغير ثقافتهم وقوميتهم واحيانا بإستخدام العنف المفرط مثبت والتاريخ ثابت كما قلنا. عن اي مسؤولية تتحدث وقبل فترة إستولى هذا المجمع على كل ما للكلدان وكنيستهم في الخليج العربي؟ عن اي حقوق ومسؤولية تتحدث ونحن شهود عيان على الدور المهين الذي لعبه  رئس المجمع الحالي في إقصاء البطريرك عمانوئيل دلي من منصبه. من يصدق ان البطريرك دلي قدم إستقالته بإرادته الحرة المستقلة؟ لا اريد ان اسرد لأن الأحداث مؤلمة ولو كان البطريرك يملك الصلاحيات التي تذكرها لما كنا اليوم في ازمة شديدة كالتي نمر بها الأن.

رابعا، تقول ما معناه ان المجمع الشرقي حريص على دور البطريريك لأنه حريص على بقاء المسيحيين في العراق (الشرق). المهنية والأكاديمة تثير أسئلة منطقية. لنفترض انه ليس حريصا فماذا ستكون النتيجة؟ إذا مصلحة ومصالح المجمع الشرقي السياسية وغيرها هي التي تأتي في المقدمة وهي التي تحكم وعلى الكل الطاعة ليس ضمن حتى المفهوم الإستبدادي "نفذ ثم ناقش" بل ضمن مفهوم اكثر إستبدادا "نفذ ولا تناقش". ومن ثم ما هذه المفارقة العجيبة والغريبة حيث من ناحية يحث المجمع العتيد هذا البطريرك على البقاء مع رعاياه في العراق ومن ناحية اخرى يدعم المطران سرهد جمو وجهوده وتحركاته في امريكا كي يحصل على موافقات لهجرة جماعية للمسيحيين في العراق؟ لا تقل لي المطران جمو يتحرك بمفرده  وليس مدعوما من المجمع. المجمع وزراة سياسية ويستخدم سياسة الإستعمار فرق تسد رغم انه امام كنيسة مشرقية صغيرة لا حول ولا قوة لها ولا تشكل خطرا عليه وهي على شفا الإنقراض.

خامسا، المجمع غير حريص ابدا على اللغة والارض والإرث المشرقي. هل نعيد ذاكرة الالاف والالاف من الكتب والمكتبات العامرة التي احرقها وكيف ازال الإرث المشرقي بلغته وطقسه من مناطق شاسعة كانت تابعة للكلدان. الجهود في هذا الصدد في الخورنات والإبرشيات في الخارج جهود فردية غير منسقة وانية ولن تدوم ولن تبقى بتغير الأشخاص، أي الحفاظ على اللغة والارث والاداب والفنون المشرقية التي تشكل الهوية الكنسية والقومية لا منهج لها وليست ذات بعد استراتجي ووطني وكنسي وما هي الا جهود مبعثرة يقابلها محاولات منهجية واستراتيجية من قبل كثير من الأساقفة والكهنة لإلغاء كل الإرث اللغوي مع اللغة والتراث والثقافة والريازة بحجة التجدد والعصرنة. الكنيسة والشعب في ازمة شديدة وحلها ليس سهلا. الأكاديمي والمهني دوره يقتصر على تفسير الوضع القائم والواقع الإجتماعي كي يرى الناس ما هم عليه ويقرروا لأنفسهم بأنفسهم. ولكن في حالنا نحن لا نقرر لأنفسنا بأنفسنا. الدخلاء والغرباء والأفرنجة، على حد قول المطران جمو، هم الذين  يقررون لنا كي يرضوا انفسهم بنفسهم خدمة لمصالحهم.

مع تحياتي

1483
السيد كوركيس اوراها منصور المحترم

شكرا جزيلا للتعقيب واراني متفقا معك في نقاط اساسية ومهمة امل ان نأخذها بعين الإعتبار ونضعها تحت مشرحة النقاش والحوار المنفتح.

اولا، لا نستطيع اخفاء حقيقة انننا نمر بظروف مأساوية يأتي في مقدمتها وضع شعبنا في العراق واماكن اخرى في الشرق الأوسط منها سوريا حيث لا تختلف ظروفها عن العراق. هذه الكارثة الرهيبة كان يجب ان تجمعنا كشعب وكنيسة وترص الصفوف خلف البطريرك رغم خلافاتنا لأنه يعيش هذه الكارثة بكل تفاصيلها منها تنفيذ المرسوم الذي اصدره والوقوف بجانبه. الخلاف الحالي الذي يعصف بكنيستنا مأساوي بكل معنى الكلمة.

ثانيا، نعم حان وقت الإستقلال المؤسساتي والإداري عن روما بل حان الوقت ان تمنح روما كنيستنا ممثلة بالبطريرك ومجمع الأساقفة إستقلاليتها المؤسساتية والإدارية كاملة على كافة مناطق تواجد الكلدان في العالم.

ثالثا، نعم لكنا في وضع قوي ولزدنا غبطة وفرحا لو شد المطران جمو مع الأسقف الذي بمعيته وقسسه والرهبان المعنيين الرحال سوية كما تقول "الى ابيهم الروحي – البطرك – لتقديم" ليس الدعم بل الطاعة ايضا. الوقت لا يزال مناسبا وامل ان يحدث هذا وان يسحب المطران سرهد إستئنافه وينفذ المرسوم البطريركي لأننا بحاجة اليه ولكننا ومعه علينا تقديم كل الإحترام والطاعة الى الكرسي الرسولي كرسي بابل/قطيسفون والجالس عليه سعيدا. مهما كان قرار المجمع الشرقي فان الكلدان وكنيستهم هم الخاسرون وهذه المرة ستكون خسارتهم عظيمة.

مع تحياتي

1484

السيد عبدالاحد قلو المحترم

وردت مواقف وافكار مهمة في مداخلتك تشجعني على الدخول في حوار منفتح وكما اتى في المقال ليس هناك خير لا يسبقه خطاب اساسه الحوار الفكري المنفتح وليس هناك شر لا يسبقه الغلو والمغالاة في الخطاب. هذه نظرية مهمة لتفكيك الواقع الإجتماعي للفرد والمجتمع.

وان اخذنا الشق الأول منه "الحوار الفكري المنفتح" الذي هو اساس كل خير، نكون انا وانت في امان لأن هذا سيتيح لنا التعبير عن افكارنا من خلال خطاب تغلب عليه الكياسة والأخلاق الرفيعة والإحترام وإن التقينا سنكون اخوة رغم التقاطع. الشق الثاني من النظرية لن يوصلنا الى نتيجة لأن خطابنا العنيف خطاب الغلو والمغالاة  الذي يفتقر الى الكياسة والأداب والبعد الإنساني لا بد ان يخلق اعداء لدودين منا.

سيأتينا خير كثير ان بقينا ضمن الشق الأول من النظرية هذه ولنأخذها اساسا في مناقشاتنا.

وعليه اقول انني اختلف مع وجهة نظرك في العلاقة مع المجمع الشرقي لسبب واحد لأنه ليس حلقة وصل ولم يكن منذ تأسيسه في مستهل القرن التاسع عشر. المجمع هذا خلق لنا ولكنيستنا مشاكل كبيرة جدا وصل الأمر إلى اضطهادنا وكنيستنا بشكل تعسفي ولم يعر اي اهمية ليس للروح الإنجيلية في علاقته معنا بل حتى الإنسانية.

الأرشيف البطريركي وأرشيف الفاتيكان مليء بالظلم الذي الحقه هذا المجمع بنا ولا يزال لأنه نسف وينسف كل مبادرة من السينهودس والبطريرك للم شمل شعبنا وكنيستنا. هذه حقائق لا يجوز ان ننكرها لأنها سبب لا بل اس المشاكل التي نعانيها ومعها الأزمة الحالية..

ان عرف الكلدان ما فعله هذا المجمع بنا لا سيما الغيارى منهم، الغيارى على هويتهم وكنيستهم والله ومن ثم والله ..... (لن اكمل لأن الجرح عميق ومؤلم الى درجة لا يتصوره العقل)

ولهذا اقف في صف المطران جمو عندما يصفه بالدخيل علينا وعلى ثقافتنا وهويتنا ولكن سؤالي للمطران هو كيف تسمح للدخيل والأجنبي هذا ان يتحكم بمقدراتنا في كل شيء تقريبا الى درجة الغاء قررات بطريركية وقررات مجامع وإستقطاع مناطق والإستيلاء عليها مع سكانها من الكلدان وعلى اوقاف اي املاك لا تثمن والعائدة لنا كشعب وكنيسة.

ومن ثم انت ناشط قومي وكنسي كذلك ولو ان الخصلتين لا يمكن جمعهما ابدا وقد اكتب في ذلك مقالا يوما ما. وحضرتكم تؤمن اننا شعب الحضارة وشعب علم الدنيا ما لم تعلم واسس الجامعات والمدن والف وكتب وكانت له مكتبات عامرة في شتى المعارف وعلماء وفلاسفة ولاهوتيين ومؤلفين واعلام واداب وثقافة وفنون لا يملكها اي شعب اخر في الدنيا كل هذا حينما كان الغرب يعيش في الكهوف.

فكيف نسمح لأنفسنا ان يقودنا وكأنه الوصي مجمع دخيل على وصف المطران جمو وهو اكثر من دخيل إن قدمت لك الإثباتات التاريخية التي في حوزتي وهي معلومات متوافرة ولم تعد سرية.

هل نحن صبيان واطفال او قليلي الفهم والإدراك او امييون او جهلة مصابون بعطل عقلي وفكري كي يتحكم فينا مؤسساتيا واداريا كردينال لاتيني لايعرف شي عن ثقافتنا ولغتنا وطقوسنا وعلاقاتنا مع بعضنا؟ اي شعب في الدنيا يقبل هكذا امر اليوم ونحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين.

ان لم يتم الغاء المجمع الشرقي وبسرعة وان لم نستطيع الحصول على حقوقنا المؤسساتية والادارية لن تنتهي مشاكلنا ابدا لا بل ستزيد والله يستر لأن كل ابرشية وكل خورنة ستتصرف وكأنها البطريركية كما هو الحال في الكثير من المناطق اليوم.

ولهذا يا اخي العزيز تنتقد البطريكية لأنها اعادت رمز الصليب الذي يمثل كنيستنا المشرقية والذي يجب ان يكون بدون مصلوب لأن الصليب مع المصلوب فرضه علينا المجمع الشرقي عنوة رغم المعارضة العارمة له في حينه.

ولكن انظرالمفارقة. المطران وقسسه ومناصريهم يهاجمون البطريرك لأنه احيا رمزا كبيرا من رموز هويتنا من خلال تبني رمز من اكثر الرموز الحية تأثيرا واصالة والتي تؤشر دون لبس الى هويتنا وقوميتنا ولكنهم من ناحية اخرىة يلومونه لأنه لا يتشبث بالرموز الأصيلة الأخرى لمشرقيتنا منها الحوذرا والريازة ووجهة الكاهن في القداس والستارة وتصميم المذبح ووجهته. اذا نحن في حاجة ماسة كي يعم الخير على شعبنا وكنيستنا من خلال حوار فكري منفتح. على المطران تبني رمز الصليب الخاص بكنيستنا لأنه جزء من الهوية وعلى البطريرك تبني الرموز الأخرى التي احياها المطران من خلال تشبثه بحوذرتنا وريازتنا ولغتنا وطقوسنا. اذا الإثنان يكملان الواحد الأخر ولكن الجالس على الكرسي المنتخب من مجلس اساقفتنا يتقدم الكل ومنهم الكاردينال رئس المجمع الشرقي.

اسف على الإطالة

وتحياتي


1485
السيد يوسف ابو يوسف المحترم

النص الذي إقتبسته من رسائل مار بولس (العهد الجديد) قرأته اكثر من مرة وشكرا لجعله مادة مداخلتك.

ولكن النص، أي نص، لا يجوز ان يبقى معزولا عن بيئته وهو كما يعلمنا بختين فيلسوف الخطاب والحوار ما هو إلا جواب او رد على نص اخر.

وانا من اتباع فلسفة بختين لا سيما التي لها علاقة مباشرة بتحليل الخطاب ولذا ارى او اظن انه كانت لك غاية وهدف من إقتباسك هذا. وشخصيا لم افلح في الوصول الى هدفك.

فهل لك يا اخي العزيز ان تفصح ما في قلبك وتقول لي ولمعشر القراء لماذا إقتبست هذا النص وليس غيره وما هي غايتك، إن امكن طبعا لأن هذا رجاء وليس حتى طلب.

تحياتي

1486
السيد لوسيان المحترم

النقاط الثلاث التي ذكرتها تلخص جوهر المقال وأمل ان تشكل خطوطا موحدة او قاعدة مشتركة لكنيسة المشرق الكلدانية ويقف خلفها وبقوة الكلدان بأساقفتهم ومؤسستهم الكنسية برمتها لا بل كل الكدان لا سيما الذين في الشتات إذا كانوا حقا مهتمين ببيتهم الكلداني ومدافعين عنه كما نقراء ونسمع.

 والكثير مما نراه من خصام وأزمة مرده الى عدم الإكتراث بهذه النقاط وكلها مهمة ولكن في رأي تأتي النقطة الثانية في مقدمتها. كيف لشعب ابي وعريق وكنيسة من اعرق كنائس الدنيا يستكثر عليها الدخلاء ان تقوم بتمشية امورها الإدارية والمؤسساتية بنفسها؟

تحياتي


انا مع:

- التاكيد على سلطة البطريركية ومركزيتها ولا تخلي عن ذلك بما فيها بالطبع سلطة البطريركية على كل وجميع الابرشيات في الخارج.
- إلغاء المجمع الشرقي وإعادة الصلاحيات كاملة للسنهودس الكلداني فنحن لسنا بحاجة الى معلمين.
- احياء اللغة والتراث واعتبارهم مسؤولية كنسية والتشجيع والحث المستمرين على انها مسؤولية فردية بالدرجة الاولى باعتبار ان اليد الواحدة لا يمكنها ان تصفق

1487
الدروس التي في الإمكان إستخلاصها من الأزمة التي تعصف بالكلدان وكنيستهم

ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

توطئة

الكلدان وكنيستهم في ازمة شديدة. الأزمة ليست وليدة اليوم ولا أظن بإمكاننا إستيعابها او تعلم أي درس منها إن لم ننظر إليها وندرسها ونمتحنها ضمن سياقها.

والسياق مهم جدا لتحليل الخطاب – أي خطاب – لأننا لن نتمكن إستيعاب معنى كلمة او مفردة واحدة إن لم نضعها في جملة وليس بإمكاننا فهم معنى جملة خارج النص الذي وردت فيه وليس بإمكاننا إدراك معنى النص (الخطاب) إن لم نضعه ضمن سياقه، بمعنى اخر ضمن بيئته التاريخية والثقافية والإجتماعية. والأزمة تقريبا برمتها خطاب – نص او بيان او مرسوم او توجيه وبعده تعقيب وجواب ورد ومن ثم كم هائل من المقالات في المنتديات.

وكل نص، كما يقول ميخائيل بختين، وهو فيلسوف الخطاب والحوار، ما هو إلا جواب على نص اخر، وكل نص مهما كان عدد كلماته وحتى لو كان كلمة واحدة ما هو إلا عملية تحاورية dialogism مع نصوص اخرى سبقته او عاصرته ولا يوجد نص ليس فيه الكثير من التاريخ لأننا عندما نكتب نحاور المتلقي ونحاور اللغة التي نكتب فيها وتراثها وثقافتها حتى وإن بدا النص انه غير موجه الى أي متلق. ويؤكد لنا بختين ان اكثر من 95% مما نكتبه او نقوله كان موجودا اساسا قبل نطقنا به او كتابتنا له.

ولهذا امل ان لا يستكثر علينا القراء بالقول ان ما حدث في الماضي لا سيما القريب منه والذي لا يزال مؤثرا علينا وعلى ثقافتنا وتراثنا وخطابنا شيء من المفارقة.

القارىء الذي يعزو ربط الحاضر بالماضي الى "مفارقة" ينطلق من اجندات تغلب عليها الشخصنة والبعد الديني والطائفي والمذهبي عادة.

خطاء بسيط تقترفه امه او قائدها او زعيمها المدني او الديني يكون له تبعات كارثية ليس على حاضر ذلك الشعب في حينه بل على مستقبله ووجوده.

وما يلحق بالمجتمعات من خير او شر وما يصيبها من احداث سلبية او إيجابية اساسها مفاهيم محددة نطبخها خطابيا (من خلال اللغة) اولا من ثم نطبقها من خلال اعمالنا.

وواحد من الدعائم الفكرية والنظرية التي نستند إليها في تحليل الخطاب تقول ليس هناك شر لا يسبقه غلو ومغالاة في الخطاب وليس هناك خير لا يسبقه الحوار الفكري المنفتح على الأخر.

كانت هذه مقدمة موجزة للدخول في موضوع حساس يخص الشعب الكلداني وكنيسته المشرقية الكلدانية الكاثوليكية احاول فيه التعرج بعجالة على بعض الدروس التي إستقيتها من هذه الأزمة من خلال تحليل مبسط للخطاب الذي بين ايدينا.

الدرس الأول

اظهر الكلدان وكنيستهم في هذه الأزمة انهم شعب راق وحضاري وذلك للحرية الكبيرة التي يتمتعون فيها من خلال نقدهم الواحد للأخر ووضع حتى مؤسستهم الكنسية تحت مشرحة النقد والتمحيص ولم تنجو من ذلك حتى مؤسسة الفاتيكان (الفاتيكان كدولة ومؤسسة) لا سيما المجمع الشرقي ورئسه.

بالطبع لم يكن كل النقد بناءا ولكن كون الكلدان وكنيستهم يقبلون منا النقد برحابة صدر ويتركون لنا المجال لإبداء الرأي الأخر فلعمري هذا لوحده إيجابية كيبرة تسجل لهذا الشعب وكنيسته حيث وصل الأمر ببعض الكتاب إستخدام نقد لاذع (وانا هنا لست في صدد الحكم عليه إن كان في محله ام لا) اجزم ان اي مكون اخر او كنيسة اخرى لشعبنا لما كانت قبلت به. هذا يسجل لنا كشعب وكنيسة في صفحات من النور.

الدرس الثاني

الكلدان وكنيستهم في امان وامامهم فرصة ذهبية للنهوض وهم مكون اصيل من شعبنا ونهضتهم هي نهضة للكل. ودليلي على ذلك هو قول بعض الأخوة ان ما ورد من نقد لمؤسسة الكنسية الكلدانية او الفاتيكانية لو كان ضمن أي مؤسسة كنسية اخرى لتم قذف الناقد بالحرم الكبير. هنا لن ادخل في خضم كون النقد في محله ام لا ولكن هذا دليل ان مؤسستنا الكنسية قلبها رحب وتقبل النقد وتتعامل معه بروح إيجابية.

 وما اذهلني انني سمعت من خلال علاقاتي الوطيدة مع كل مكونات شعبنا وكنائسنا انهم بحاجة الى ما يشبه النقد الذي يجري بين أشقائهم من الكلدان لأنهم لا يؤشرون على الأخطاء وحسب بل يقدمون بعض الحلول والممارسات.

وازيد قرائي الكرام معلومة عما يدور في الكنيسة الكاثوليكية حيث ان بعض الأكاديميين الكاثوليك يطالبون اليوم وبشدة إلغاء مفهوم عصمة البابا لأنه تم فرضها في منتصف القرن التاسع عشر مع معارضة عارمة في المجمع الفاتيكاني الأول كان من روادها البطريرك الجليل يوسف اودو، اي البطريرك الكلداني كان واحدا من رواد ما يشبه الإنتفاضة حيث لحقه مئات الأساقفة من كافة انحاء العالم في مواجهته للبابا بيوس التاسع وطلبه بمنحه العصمة. (رابط 1).

الدرس الثالث

في كل ما جرى ومن خلال قراءتي للخطاب الذي ينتصر للبطريرك اوالذي ينتصر للمطران اوالذي يمسك العصى من وسطها غابت على الكثيرين مسألة مهمة جدا وهي اننا اليوم امام مؤسسة فاتيكانية بقيادة البابا فرنسيس التي فتحت الباب على مصراعيه للكل ان يعبّروا عن رأيهم بصراحة ودون خوف ووجل وان يضعوا طلباتهم على الطاولة مهما كانت شريطة ان تكون ضمن نطاق وحدود الخطاب الإنجيلي الذي يعلو على الكل ومنهم اصحاب الكراسي الرسولية.

ويبدو ان الكلدان وكنيستهم لم يستفيدوا من رياح التغير في الفاتيكان فبدلا من ان يطلبوا إلغاء المجمع الشرقي ورئسه والقائمين عليه وكلهم من اللاتين وهم كما يصفهم المطران سرهد جمو بالدخلاء والأجانب على ثقافتنا (رابط 2) وضع جانبي الصراع كل بيضهم في سلته. إنها كانت ولا زالت فرصة ذهبية لتقديم طلب للبابا فرنسيس بإلغاء المجمع الشرقي وإعادة الصلاحيات كاملة للسنهودس الكلداني بشراكة تامة وإيجابية وفاعلة proactiveومتبادلة مع البابا.

الدرس الرابع

ظهرت اخطاء جسيمة من وجهة نظري في الخطاب الذي قرأته وهذا ينطبق على طرفي الصراع. قد لا يكون غالب ولا مغلوب مهما كانت النتائج. إن أصدر المجمع الشرقي (الأمور المؤسساتية الخاصة بالكنيسة الكلدانية كلها في جعبة المجمع الشرقي وليس البابا) قراره لصالح المطران معناه ان منصب البطريرك صار شيء رمزي وقد يكون إلغاؤه افضل من بقائه. وإن اصدر قراره لصالح البطريرك اننا سنخسر الكثير من الإيجابيات والطاقات التي هي متاحة للمطران وإبراشيته والتي يفتقدها اغلب اقرانه من الأساقفة الكلدان.

 ولن ادخل في تفاصيل السلبيات والإيجابيات إلا ان المطران يشهد له حبه لمشرقيتنا الكنسية وذلك من خلال جهوده الحثيثة للمحافظه على تراثنا وثقافتنا ولغتنا وريازتنا وليتورجيتنا كما تركها لنا اباء كنيستنا المشرقية والتي مع الأسف يدوس عليها اليوم البعض الأخرولكن طريقة تقديمه لها والغلو والمغالاة في الخطاب جعل اغلب الكلدان خارج منطقته وربما ضمنها يعزفون عن طروحاته.

ولهذا بقيت جهودة الجبارة والمشكورة من حيث الحفاظ وإحياء الطقس والفنون والليتورجيا الكلدانية وتراثها وإرثها المشرقي حبيسة منطقته الإبرشية ولم تنتشر خارجها. كان الأولى به ان يحافظ على علاقة وطيدة وفاعلة مع البطريرك لا بل ان يكون ساعده الأيمن كي يتمكن من نشر افكاره وطروحاته وكي يتقبله الكلدان برحابة صدر.  وخشيتي هي اننا امام نكسة كبيرة في هذا لإتجاه.

والخشية – وانا صريح وجرىء كما يعرفني القراء – تكمن في شعار البطريرك وهوالتجديد (اي العصرنة) الذي اساسا دشنه بعض القسس الكلدان في نهاية الستينات والسبعينات وادخلوا التعريب من اوسع ابوابه دون أي معارضة لغياب الوعي القومي ومفهوم الهوية القومية والكنسية. ومن خلال المفهوم السلبي للعصرنة هذا والذي لا يزال قائما بكل سلبياته رموا في سلة المهملات حوذرتنتا وادابنا الكنسية بلغتها وشعرها وموسيقاها التي تبز ما لدى اي امة او كنيسة اخرى جانبا لا بل إستهان البعض بها واستبدلها بالدخيل والهجين والباهت.

لن يكون هناك شيء إسمه كلدان ولن يكون هناك شيء إسمه كنيسة كلدانية مشرقية دون الثقافة والفنون والأداب والليتورجيا التي تكتنزها لغتنا ولغة كنيستنا لأن الفنون والثقافة (اللغة) هي ارقى ثمار الحضارة الإنسانية. إن كان معنى التجدد والعصرنة  تهميش لغتنا فأقراء على هويتنا وهوية كنيستنا السلام.

الدرس الخامس

أخطاء المطران في وقوفه في الصف المعارض للبطريرك واخطاء ومعه بعض الأخوة من النشطاء القوميين الكلدان. في رأي وامل ان الوقت لا يزال ملائما كان يجب الوقوف مع البطريرك والأخذ بيده ومن ثم إقناعه من خلال علاقات تفاعلية وليست تصادمية بموقف المطران ومناصريه من الهوية لا سيما اللغة لأن اللغة هي الهوية وكنت وما زلت حقا سعيدا للجهود الكبيرة التي بذلها المطران في هذا الخصوص والأن بدأت اخشى عليها.

والوقوف في الصف المعارض تخلله غلو ومغالاة. والغلاة في اي منحى كان لا بد وان يروا ابراجهم تتساقط الواحد تلو الأخر. إستخدام الكرازة في القداس لأغراض مؤسساتية وسياسية كما قرأنا وسمعنا من خلال منتديات التواصل الإجتماعي ومواقع شعبنا ما هو إلا غلو ينعكس على صاحبه سلبا.

والمطران يلام هنا لأن بدلا من تركيز جهوده على هويتنا المشرقية جرى حتى تحوير بوصلة الخطاب الكنسي وضمن الخدمة الكنسية لتمرير اغراض مؤسساتية بحتة ومنها مثلا مسألة مطران غير مذهبه – والناس احرار في إختيار مذاهبها – صارت لديه ولدى بعض النشطاء القوميين من مناصريه في مقدمة اولوياتهم. وهناك تفاصيل اخرى لن ادخل في خضمها.

الدرس السادس

اظهر الخطاب الذي قرأناه ان الكلدان بغالبيتهم ومعهم بعض المعارضين لخط البطريرك يكنون لكرسيهم الرسولي، كرسي بابل/قطيسفون على الكلدان في العراق والعالم احتراما كبيرا ويرون في علاقته مع كرسي روما علاقة شراكة إيمانية وان الشراكة تكمل الواحد الأخر ولا يجب ان تلغي اوتهمش كرسي بابل.

وظهر هذا المفهوم الرائع جليا في كثير من الكتابات ومن هنا كان الموقف الصائب من مفهوم المنطقة البطريركية الوهمي وغير المقبول إطلاقا الذي فرضه المجمع الشرقي على الكلدان دون وجه حق وآن الآوان لإلغائه مع المجمع الذي فرضه.

وكان حقا امرا يثير الفخر ويثير العزة والسؤدد ان ترى التشبث بالكرسي اولا ومن خلاله الشراكة مع روما ومعارضة الغالبية الساحقة لمفهوم ان اي ابرشية او خورنة بإمكانها التصرف كما تشاء بحجة اننا تابعون الى روما.

الدرس السابع

قضية الرهبان الذين تم إيقافهم من قبل البطريرك قضية مثيرة حقا ولا نستطيع فهمها دون سياقها التاريخي. الرهبان الذين وردت اسماؤهم في المرسوم البطريركي كلهم اصدقائي ومعارفي. عشت مع بعضهم اجمل سني حياتي في الدير والأصغر عمرا منهم تلامذتي حيث كنت اقوم بتدريسهم في دير الإبتداء للرهبنة الهرمزدية الكلدانية في الدورة في بغداد والبعض الأخر بمثابة اولادي امضوا اوقات طويلة في بيتي ومع عائلتي.

وشخصيا ما زلت قريبا جدا من الرهبنة الكلدانية التي تعيش في عروقي وانا على إطلاع ومعرفة بما يجري في اروقتها وبحوزتي الكثير من الوثائق عن مسيرتها.

وقبل ان ادلو بدلوي في هذا المضمار اقول كان على الرهبان الذين جرى ذكرهم في المرسوم البطريركي تنفيذ ما طُلب منهم وبحذافيره وفورا دون الإتكاء على المطران او المجمع الشرقي. وبالمناسبة فإن الإسستئناف الذي قدمه المطران سيبت فيه المجمع الشرقي وليس البابا لأن المجمع الشرقي هو الذي يحكم وهذا لا يجوز. لا يجوز ان يتبع البطريرك الكلداني المنتخب من قبل مجمع اساقفة كردينال لاتيني في الفاتيكان جرى تعينه بالتسمية بل يجب ان يكون منصبه ومكانته ارفع من الكردينال وان تكون علاقته مباشرة مع البابا.

المجمع الشرقي من خلال السفير الفاتيكاني في بغداد – وكانت لي علاقات صداقة وصلة وثيقة بسفيرين للفاتيكان في التسعينات من القرن الماضي في بغداد -  هو الذي همش الرهبنة الكلدانية وكان سببا في ترهلها. لقد الغى السفيرين إنتخابين ديمقراطيين حرين للرهبنة بعد رياضة روحية "وحلول الروح القدس" وهذا مثبت بالأسماء والتواريخ وحدث هذا رغم معارضة البطريرك في حينه والرهبان بأغلبيتهم حيث نصب المجمع الشرقي في الحالتين اشخاصا يرغب فيهم هو وليس الرهبان ولم يكترث بنتائج الإنتخابات وحدث على اثرها فلتان ادى الى هروب الكثيرين ومغادرة البعض ليس للدير وحسب بل للكنيسة الكلدانية ايضا.

واليوم الرهبنة – وقبل التسونامي الداعشي – تعاني كثيرا وهي على شفا الإنهيار وانها تستنجد بالرهبان الذين غادروها دون موافقات قانونية اوبراءة ذمة العودة إليها كي تستعيد إستقلاليتها المؤسساتيىة دون تدخل المجمع الشرقي والسفير وتنهض من جديد.

الدرس الثامن

وهذا درس مهم لأنه يخص الخطاب الخاص بالمطران وموقعه الكنسي الأبرشي وهذا موقع كان قائما سنين عديدة قبل تسنم سدة البطريريكة من البطريرك الحالي.

خطاب هذا الموقع يعارض ما يريده منا الإنجيل ويعارض ابسط مبادىء حرية الرأي واحيانا كثيرة يثيرالكراهية والبغضاء بين ابناء وبنات شعب واحد من خلال توصيفات طائفية ومذهبية سلبية وصلت حد هرطقة الأشقاء الأشوريين والسريان الباقين على المذاهب التي كانت سائدة في القرون الأولى للميلاد وهي مذاهب قويمة وسليمة ومساوية القيمة في الأرض وفي السماء للمذهب ذاته الذي هو عليه.

الموقع يمثل المغالاة والغلو في الخطاب بأقصى صوره ولن يخرج القارىء الذكي لما ينشر فيه إلا بمحصلة مفادها ان القائمين عليه ليسوا إلا من الغلاة الذين يقدمون ما لديهم ويمنحونه مرتبة اسمى على ما لدى الأخرين ويطبخون خطابهم على نار مفهوم ال superiority الإستعلاء والغلو.

المشلكة كانت التشبث بالموقف دون مراعاة مشاعر الأخرين رغم ان الكثيرين اشروا الى ذلك وصار خطاب الموقع، إنعكاسا لموقف وعقلية اصحابه، إقصائيا وطائفيا فيه الكثير من المغالاة. كنت اتصور ان مجرد تشخيصه من قبل البعض وهذا  جرى قبل سنين عديدة سيحفز المطران على إتخاذ إجراء فوري ولكن هذا لم يحدث والموقع مستمر بخطه حتى هذه اللحظة.

الخلاصة

وفي الختام ارى ان الكلدان بحاجة الى ما اراه من نقاط إيجابية لدى المطران لا سيما جهوده الحثيثة في الحفاظ وإحياء ليتورجيا ولغة وثقافة وإرث كنيسته المشرقية المجيدة، فهو بحق يعد واحد من القلاع القليلة الباقية في الكنيسة الكلدانية من التي لا تقبل تهميش الهوية الثقافية واللغوية والليتورجية لكنيسته. واخر مرة إطلعت على درس له للشمامسة وحقيقة تمنيت ان اكون بينهم كي أستفيد وأفيد.

والحق يجب ان يقال ان المطران جمو ربما هو المطران الكلداني الوحيد الذي يمضي وقته الثمين وهو يعقد الحلقات الدراسية في هوية ولغة وليتورجيا وثقافة وفنون وريازة كنيستناالمشرقية لشمامسته وتلامذته بينما اقرانه واغلب رجال الدين الكلدان يرفضون القيام بذلك ووصل الأمر بالكثير منهم الى درجة الإشمئزاز من هكذا امور لا بل محاربة من يمارسها ويتشبث بها ويحاول إحيائها وهذه كارثة.

 لن تقوم لنا قائمة وسنضيع مثل الريش في مهب الريح دون لغتنا التي هي الوعاء الذي يضم وجودنا كأمة وهوية كنسية وقومية وهذا لا يضير إن كنا في بلد الأجداد او في الشتات.

ومن الناحية الثانية يجب مناصرة جهود البطريرك بكل ما اوتينا من قوة وهو يحاول إعادة الأمور الى مجاريها وذلك بإعادة الهيبة والسلطة المؤسساتية الكاملة التي سلبها المجمع الشرقي في نهاية عهد البطريرك يوسف اودو من الكلدان وإعادتها الى كرسي بابل الرسولي وسنهودسه كاملة كما كانت في اوج عهد البطريرك اودو والذي بحق يعد الفترة الذهبية للكلدان وكنيستهم في العصر الحديث.

الوضع فيه فلتان كبير لا يطاق وهو كما وصفته في مقال لي قبل اكثر من خمس سنوات يشبه حارة غوار الطوشي "كل من إيدو إلو" حيث وصل الأمر ان يكون للكنيسة الصغيرة هذه عدة روزنامات طقسية منها ما هو ملىء بالأخطاء والبعض يضع صوره عليها ويتقاضى اثمانها ويرمي الروزنامة البطريركية في سلة المهملات.

وخلاصة الأمر ان المطران بحاجة كبيرة للبطريرك إن اراد للجهود الكبيرة التي بذلها من اجل الهوية واخرها الجهد الجبار والقيم الذي بذلته ابرشيته في تبسيط simplified version لغة الكتاب المقدس (وليس ترجمته كما ورد لأن اللغة واحدة) من اللغة الفصحى الى سوادايا الدارجة (رابط 3) ليس فقط لدى الكلدان كما ورد بل لدى اشقائنا السريان ايضا في بغديدا وبرطلة.

ارى ان المطران والبطريرك يكملان الواحد الأخر ولكن البطريرك لأنه الجالس على الكرسي يتقدم الجميع ولهذا كان في رأي على المطران وقسسه تنفيذ المرسوم والطاعة من خلال حوار بناء يكون هدفه خدمة الشعب والكنيسة وليس إحداث شرخ اخر قد لا نتحمله.

وكان في رأي ان يشد المطران ومع الأسقف الذي في معيته وقسسه الرحال الى بغداد ولقاء البطريرك والحوار معه والخروج بصيغة ترضي الكل دون الإستجارة بما يسميه المطران في كتاباته بالدخيل والأجنبي (رابط 2).

رابط 1
راجع رسائل مار يوسف ألسادس أودو بطريرك الكلدان ،تعريب وتحقيق المطران ابراهيهم ابراهيم والشماس خيري فومية ،مشيكن 2010
رابط 2
http://www.kaldaya.net/Articles/400/Article486_May29_07_BishopSYJ.html
رابط 3
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,757478.0.html

1488

الاخ والصديق العزيز عبدالأحد سليمان المحترم

اراقب بكثب ما يخطه قلمك مؤخرا وأرى انك مدرك للأمور لا سيما سياقها التاريخي الذي دونه لا يمكن ان نفهم محيطنا ومؤسساتنا بل حتى انفسنا.

وكنت شخصيا وعدت اخا عزيزا علي ان اخفف من إنتقادي للمؤسة الكنسية لا سيما الفاتيكانية منها ودورها في تدمير وشرذمة مؤسسة الكنيسة الكلدانية بسلبها اقصاع كبيرة بملايين الأتباع منها وتهديمها لثقافتهم ولغتهم وإضطهادهم بشكل مخجل ومفجع لا يجوز ان يصدر من أي شخص او مؤسسة تقول انها تتبع الإنجيل او تذكر إسمه. الإجرام بهذا الحجم فقط يصدر من اناس لا ناقة لهم بالإنجيل والمسيح والصليب.

وما اروع عباراتك: "لا زالت  هناك عقليات بشرية متحكّمة في الفاتيكان تتشبّث بتسيير الأمور على ما هي عليه بين آمر ومأمور وتابع ومتبوع بعيدا عن روح الانجيل"

والعبارة الأخرى التي تضع كل السياق في محله: "قام سيادة الكاردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية ( وزارة المستعمرات) بزيارتين لأبرشيتنا."

نعم المجمع الشرقي الذي إضطهد الكلدان بملايينهم شر إضطهاد ما هو إلا "وزارة المستعمرات" والقائم عليه وزير للمستعمرات ومن مستعمراته مؤسسة الكنيسة الكلدانية.

متى كان للإنجيل والمسيح  "وزراة للمستعمرات." حتى البلدان الإستعمارية الغت وزارات المستعمرات منذ عقود طويلة ولكنها ومع الأسف الشديد لاتزال مؤسسة الفايتكان متمسكة بها.

هذا ليس من الإيمان والمسيح والصليب بشيء. هذا امر مؤسساتي سلطوي بحت.

وعندما كتبت سابقا ان المبشرين الذين كان هذا المجمع "وزارة المستعمرات" يرسلهم إلى ديارنا كان اغلبهم جواسيس ينطلقون من عقيلة إستعمارية بحتة وليس إنجيلية مسيحانية إيمانية اتاني هجوما عنيفا. ما للمسيح والإستعمار من علاقة.

ولهذا  لم يتورع هذا المجمع ذاته (وزارة المستعمرات) تطبيق محاكم التفتيش على ملايين الكلدان وإضطهادهم بشكل مفجع الى درجة لم يكن بد للبطريك اودو من إعلان ثورة عارمة على هذه الوزراة الإستعمارية، وهي اول ثورة في التاريخ الحديث يقوم بها شعبنا ضد مستعمريه وبهذا الشكل اللافت للنظر. ولكن تمكنت هذه الوزارة الإستعمارية من وأد ثورته وإنتفاضته  مستخدمة كل الأساليب الإستعمارية الدنيئة من "فرق تسد" والرشوة والرياء والنفاق والكذب هذه كله مثبت بتفصيل من خلال وثائق كنسية في الأرشيف البطريركي.

ولهذا ايضا حُقّ على هذا المجمع (وزاة المستعمرات) ما يررده الأحبار والأساقفة والبطاركة الكلدان في ادبياتهم من انه ومبشريه (وهذا نقلا عنهم حرفيا) ما هم إلا مجرمون وكرمة ملعونة وذئاب بلباس الخرفان وشياطين بيض.

وزارة المستعمرات هذه لا تختلف عن أي وزارة للمستعمرات في فرنسا وبريطانيا او أي دولة إستعمارية اخرى. فلا تستغرب إن إعتمدت او قبلت أسلوب الرشوة والمؤامرة والدهاء والمكر السياسي وكل الوسائل التي يدينها ويحرمها الإنجيل لتطبيق سسياستها في التسلط على مقدرات شعب وكنيسة  من اعرق كنائس الدنيا وضعوا بيضهم كله في سلة هذه الوزراة اعتقادا منهم ان الإنجيل هو الحكم.

كم كان اجداننا بسطاء لأنهم إنطلقوا من إيمانهم الذي لا يشوبه أي فكرة للتسلط والإستعمار بينما الذي إستعانوا به من اجل حمايتهم من الظلم الذي في مناطقهم لم يكن همهم الأنجيل بل الإستعمار وحدث ما حدث ويحدث ما يحدث والحبل على الجرار ... واخشى اننا بالصيف ضيعنا اللبن.

واليوم لا يقبل البعض او يرى الأمر "كفرا" حتى وإن إقتبست من تاريخك ومن اداب كنيستك التي تضع كل هذه الضجة في سياقها التاريخي وهو اننا لسنا عمليا في شراكة إنجيلية لأن الشراكة الإنجيلية لا تقبل كل هذا بل تحت ظلم وزارة المستعمرات.

ولنكن في حل من أي وعود لأن الوضع خطير ولا بد من وضعه ضمن سياقة والتأكيد عليه.

تحياتي

1489
. ما شجعني على مداخلتي بصراحة هي مداخلة الأخ الدكتور ليون برخو ألمتمرس في الفن الخطابي كي تسنح لي فرصة سؤاله : أين يضع إعلام البطريركية هذا عند تصنيف الأسلوب الخطابي ? . قناعتي التركيز والتحليل وإبداء الرأي بمثل هذا النهج أفضل من مدح أو ذم طرف دون الآخر مما يزبد الطين بلّة . ألإعلام إختصاص وموهبة فمن لا يتصف بهما , ألأفضل تسليم العحينة لمن يعرف كيف يجعل منها خبزا لذيذا .
تحياتي
د. صباح قيّا

الأخ الدكتور صباح قيّا المحترم

تحية محبة

حضرتك زميل أكاديمي وفي الأكاديمية علينا الإجابة عن أي سؤال هدفه زيادة المعرفة وإلقاء الضوء على نقاط غائبة. أي كل سؤال إن كان ذو حجة وذات صلة بالموضع  relevant وليس هدفعه الإثارة والإستفزاز والتهيج  provocation على أي اكاديمي يحترم نفسه وقلمه ان يتفاعل معه.

ومن ناحية اخرى على أي اكاديمي يحترم نفسه وقلمه تجنب أي سؤال او مداخلة لا صلة لها بالموضوع وتفتقد الحجة irrelevant وهي خارج سياق النقاش  .

وسؤالك يقع في الخانة الأولى اي انه relevant

ما يدور في ابرشية المطران سرهد جمو لا نكهة له ولا حكمة ويفتقر في كثير من الأحيان – قياسا الى قراءتي في موقعه الإلكتروني– ليس الى الروح المسيحانية والإنجيلية التي اساسها المحبة والعطاء والتسامح والغفران – الأركان الأربعة (في إحدى مقالاتك ذكرت ثلاثة منها إي حضرتك إختزلت الغفران والتسامح سوية وهذا صحيح) با انها تفتقر إلى الحس الإنساني السليم والذوق والكياسة والأدب والأخلاق العامة. إقراء المقال الأخير وهذاغيض من فيض لما ينشر في موقع كنسي:

http://www.kaldaya.net/2014/Articles/10/02_AmirFatouhi.html

ووصل الأمر بهذه الأبرشية إلى تكفير وهرطقة الأخر من ابناء قومنا من المسيحيين ضمن مقالات ينشرها موقعها الأبرشي الرسمي وهذا مثبت. اما الأمور الأخرى فحدث ولا حرج.

نحن هنا خارج قوس المسيحية والإنجيل والمسيح وصليبه. نحن في خضم مسألة مؤسساتية إدارية يتم معالجتها خطابيا كما يعالج الفرز المذهبي والطائفي في الشرق الأوسط اليوم من حيث فن الخطابة.

نحن نختلف عنهم – اي هذه الأبرشية بالذات تختلف عنهم – فقط بالوسيلة. لأن الخطاب مؤشر للوسيلة. إن كانت موجودة تستجيب للخطاب وفي فقدانها كما في حالنا فإن عدم إستخدامها لا يعني اننا أناس طيبون بل ان عدم إستخدامنا لها سببه لأننا لا نملكها او ليست متاحة لنا. إقراء هذا الكتاب الذي هو اليوم كتاب منهجي في امهات الجامعات الغربية وفيه فصلين مهمين عن هذا المسار في تحليل الخطاب اظن انه يعطي الجواب الشافي:

http://press.uchicago.edu/ucp/books/book/distributed/F/bo15569384.html

أتي إلى الإعلام. نعم ان الإعلام فن وعلم وسياق قائم بذاته ويدرس اليوم في اغلب الجامعات في العالم وتمنح فيه اعلى الشهادات وله مئات المجلات العلمية التي تعني بشؤنه. والإعلام اليوم جزء من حياتنا اليومية ودخل في ادق تفاصيل حياتنا من خلال التكنولويجا الرقمية والهواتف الذكية والأجهزة الرقمية المحمولة الأخرى اي صرنا  نحمله معنا وعلى ظهرنا وفي جيبنا حتى عند قضاء حاجاتنا الإنسانية.

وكإعلامي وأستاذ للإعلام اقول ان إعلام البطريركية فاشل يرتد عليها في اغلب الأحيان وقد كتبت عن هذا في إحدى مقالاتي. نعم على البطريركية الإستعانة بإختصاصيين ومهنيين نظرا لمكانتها الكبيرة ليس في صفوف شعبنا والعراق وحسب بل العالم اجمع. البطريريكة الكلدانية مهما كان موقفنا منها صار لها مكانة كبيرة في الشرق الأوسط وابعد من الشرق الأوسط في عهد البطريرك ساكو. عليها تبديل طاقم إعلامها وتعين مختصين لأنها تخاطب الدنيا ولمكانتها وتأثيرها صار لموقعها مكانة كبيرة حيث يدخلة عشرات الالاف في اليوم الواحد وصارت اخباره ونشاطاته مادة دسمة لمواقع إعلامية اخرى خارج نطاق مواقع شعبنا.
 

وأخيرا كلنا بعيدون عن الإعلام ونزاهة الإعلام وموضوعيته. نحن في هذا المنتدى وفي ابرشية سانتياغو وفي إعلام البطريركية فاشلون إعلاميا فشلا ذريعا لا بل يرتد كل ما نكتبه علينا سلبا لأن خطابنا يعكسنا نحن فقط ويظهرنا على سلبياتنا ولا وسيلة لنا ولا خطاب لنا كي نوجهه للأخر. نحن نخاطب انفسنا بسلبياتنا وهناك نظرية في علم الخطاب وهي ان تكرار عبارة ما او مفهوم ما  - سلبي او إيجابي من قبل وسيلة إعلامية ذات تأثير –  يؤدي إلى تثبيته لدى المتلفي. فتصور يا دكتورنا العزيز مقدار الأذى الذي نلحقه بأنفنسا.


 همنا الأول والأخير الهجوم على الأخر وبكلمات قاسية ونتصور انه كلما زادت قسوة كلماتنا وتهميشنا وإسقاطنا للأخر دون وجه حق نتصور اننا ربحنا ولكننا لا نعلم اننا منهزمون ومنكسرون في كل شيء وصرنا على الهامش وعلى شفا الزوال.

تحياتي

1490
الأخ والصديق العزيز شمعون كوسا المحترم

شكرا على مقالكم هذا والذي يضع الكثير من النقاط المهمة والحيوية على الحروف. ومقال بهذه الأهمية من حضرتكم كان لا بد منه لأنه يضع ابناء وبنات وإكليروس كنيسة المشرق الكلدانية امام إمتحان انا على ثقة اننا سنخرج منه بعافية ومرفوعي الرأس بالوقوف صفا واحدا خلف الرئاسة والجالس سعيدا على كرسي بابل البطريرك ساكو.

وكنت قد كتبت مقالا بهذا الصدد تحت عنوان "لمصلحة من يجري تهميش الرهبنة الكلدانية؟"  في شباط عام 2012 في عهد البطريرك الراحل عمانوئيل دلي محذرا من مغبة تصرف ابرشية محددة في المهجر وادناه الرابط واضع كذلك مقتطفات من المقال للفائدة العامة وكي يطلع ابناء شعبنا على سياق وحقيقة ما يجري:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,558386.0/nowap.html

ومن هذا المنطلق أضع أمام شعبنا لا سيما المكون الكلداني منه تصرفا مؤسساتيا مدان من قبل أبرشية كلدانية في المهجر. بينما تدعي هذه الأبرشية – لا سيما رئسها ونائبه – أنها تريد النهضة بنا، من ناحية أخرى عملت ولا تزال على تهميش رهبنتنا بوسائل ومخططات تصل درجة المؤامرة.

هذه كله موثق – أي في حوزتي وثائق كنسية – تظهر ان ما حدث أفقدنا نحن الكلدان ركنا من أركان ثقافتنا ونهضتنا ومع ذلك يعمل ويتصرف قادة الأبرشية هذه وكأنهم رواد نهضتنا.

قبل أن تعمل هذه الأبرشية على إفراغ رهبنتنا من خيرة ابنائها بمساومات لا يقبل بها إي ضمير، اود تذكير القراء الكرام أن الأبرشية هذه صارت مرتعا لكل راهب يترك الرهبنة الهرمزدية الكلدانية ودون حل من النذور الرهبانية وموافقة الرئاسة.

تصرفات مدانة

الوثائق تظهر ان الأبرشية صارت ملاذا لأكبر عدد من الرهبان - سنتحفظ عن ذكر الأسماء -  الذين غادروا العراق دون موافقات رسمية وان المسؤول المباشر للأبرشية قام بتعيين بعضهم للعمل ضمن توجهاته الإعلامية والسياسية دون موافقة الرئس العام غير مكترث بسيل من الرسائل التي وجهتها له الكنيسة.

 وبسبب هذه السياسة والعمل على إستقطاب الرهبان دون إذن وموافقات رسمية خسرت رهبنتنا الكثير، منها المجلة العلمية والتراثية التي كانت تصدرها بإسم "ربنوثا" وأكثر من ذلك خسرت دار نشر كانت واحدة من أنشط  دور النشر في تاريخ ثقافتنا السريانية وكان أخر إصدار لها معجم عربي- سرياني يعد قمة في الإبداع.

والوثائق تتحدث عن مساومات وما يشبه الحيل والمؤمرات هدفها الحط من مكانة لا بل تهميش رهبنتنا التي هي كلدانية وليست شيئا أخر. ووصل الأمر إلى درجة أن يغادر رئس دير منصبه دون إذن او براءة ذمة تاركا وراءه مشاكل عويصة من مالية وإدارية لا زالت الرهبنة تعاني منها. ووصل الأمر كذلك ان يغادر المدبر الأول للرهبنة منصبه دون إذن اوبراءة ذمة ويحط ترحاله في أحضان هذه الأبرشية والقائمين عليها.

أسئلة لا بد منها

السؤال الذي لا بد وأن يسأله القارىء لماذا صارت هذه الأبرشية بالذات ملاذا لكل من ترك الرهبنة دون وجه حق ولماذا يرفض كل الأساقفة تعيين او منح مناصب لهم غير أسقف واحد من مجموع 19 اسقفا في هذه المؤسسة؟ وهل لنا ان نعلم لماذا يعتمد هذا الأسقف بهذه الدرجة على نائب خارج عن قانون رهبنته وناكث لنذوره المؤبدة ومساهم في تحطيم هذا الركن المهم من  ثقافتنا وتراثنا ولغتنا لا بل وجودنا ككلدان؟ والسؤال الذي لا بد منه كيف لنا نحن الكلدان أن نصدق او نتشبث بجلباب هكذا أبرشية وهكذا رجال دين؟

1491
مطران سانتياغو في مواجهة بطريرك بابل على الكلدان وبطريرك المشرق الأشوري في حضرة بابا الفاتيكان

ليون برخو
جامعة ينشوبنك – السويد

توطئة

سنجافي الحقيقة إن قلنا إن الأمور تسير على ما يرام فيما يخص العلاقة المؤسساتية بين رئاسة بطريركية بابل على الكلدان ومطران إبراشية سانتياغو في امريكا. هناك صراع وهناك تحد وهذا جلي وتفاصيله واضحة للعيان.

وقد ظهرت مقالات عديدة حول هذا الموضوع والمشوق فيها انها دائما تحاول الفصل بين الرسالة الإلهية للكنيسة (الإنجيل والمسيح وصليبه) والرسالة المؤسساتية (الأرضية والبشرية). وهذا فرز لا بد منه لأن ما يحصل في خضم العراك الحالي بين الجهتين يدور حول السلطة والإدارة والمناطقية والإمتيازات والمكانة والجاه – الأمور التي ينبذها المسيح في إنجيله ويترفع عنها ويدينها أشد إدانة.

الإنجيل – حسب ما أفهمه – هو المحبة والتسامح والعطاء والغفران. وما نقراء عن الجفاء والصراع بين الجهتين وكذلك بين الكراسي الكنسية بصورة عامة اساسه مؤسساتي ارضي وبشري وليس إلهي.

والظاهر في هذه الكتابات ان اصحابها يؤكدون على هذا الفرز وهذا كان بالضبط واحد من الأهداف الرئسة لنقدي للمؤسسة الكنسية والذي في حينه (قبل اكثر من خمس سنوات) هاجمه البعض ولكنه اليوم صار امرا مألوفا حيث تلقفه الكثير من كتاب شعبنا.

أين مربط الفرس؟

ورغم جراءة وصراحة ما قرأناه من مقالات في هذا الإتجاه، إلا ان التركيز ومع الأسف كان على النتائج الأنية اي الحدث كما وقع ولم نلحظ أي من الكتاب يضع لنا النتيجة والحدث ضمن سياقه: بمعنى اخر لماذا وكيف يستطيع أسقف تحدي رئاسة كنيسته أي البطريرك؟

ذهبت المقالات طويلا في التحدث عن النتيجة – تبرعات كرازات ومقتطفات من هنا وهناك – ولكن لم الحظ ان اي من الكتاب حاول التطرق بإسهاب إلى المسببات: لماذا وكيف وصل الأمر بمؤسسة الكنيسة الكلدانية إلى هذه الدرجة حيث بإمكان أسقف او كاهن تحدي ومواجهة البطريرك والرئاسة.

لا نستطيع فهم أي نتيجة او حدث دون سياقهما التاريخي وسياق العلاقة بين البطريركية وإبرشيات الإنتشار وكذلك سياق السلطة المؤسساتية والتي ومع الأسف تم سلبها من كافة البطاركة الكاثوليك في المشرق منذ منتصف ونهاية القرن التاسع عشر.

السياق التاريخي

لا يهم إن إختلفنا او إتفقنا مع المطران سرهد جمو. مواقفنا قد تكون شخصية ذاتية او نابعة من ردة فعل لما نؤمن به وندافع عنه ونتخذ ذلك قياسا للوقوف بجانبه او ضده. وشخصيا انني لا اتفق مع الكثير من طروحاته ومواقفه وتشهد على ذلك كتاباتي ولكن هل سألنا انفسنا إن كانت مواقفه واعماله في مواجهته لرئاسة البطريركة الكلدانية على بابل قانونية ام لا؟

وضمن الإطار ذاته يقع حبنا ودعمنا للبطريركية. مهما كان حبنا لها كبيرا ودعمنا لها بارزا لن نستطيع تغير الواقع القانوني الذي يحدد صلاحياتها ويجعلها محصورة في منطقة محددة دون أخرى. السياق التاريخي مهم جدا لإلقاء الضوء على المواجهة الحالية التي كمفهوم وممارسة ليست وليدة اليوم.

السياق هذا يعود إلى زمن البطريرك يوسف اودو وإنتفاضته ومواجهته لمؤسسة اكبر منه كثيرا كي يحافظ على صلاحياته الإدارية والتنظيمية ولكن مع الأسف الشديد إنهار في اخر المطاف ومنذ ذلك الحين فقد كرسي بابل اغلب صلاحياته المؤسساتية وصارت الكلمة العليا لغيره وليست له وتحولت الشراكة التي وضع لبناتها بطاركة الخط الكلداني لكنيسة المشرق، الشراكة التي حفظت كل الصلاحيات الجاثاليقة كاملة إلى اواخر عهد البطريرك اودو، تحولت الى تبعية مؤسساتية شاملة ومطلقة.

الموقف القانوني

 الذي يعترض ويكتب ضد ما يتخذه وزير ما من إجراءات في السويد شيء وكون ان كان ما يقوم به الوزير قانوني شيء اخر. إن كانت اجراءات الوزير قانونية شرعية فكل صراخي سيذهب ادراج الريح. نعم حرية التعبير تسمح لي ان اصرخ ولكن القانون مثل الجبال التي تردد الصدى ليس إلا وتبقى هي شامخة.  علينا تغير القانون او تعديله إن اردنا ان يكون صوتنا مسموعا وليس صداى وحسب.

القانون – وقد يفاجاء البعض – بجانب المطران جمو. إقراؤا قوانين الكنائس الشرقية الفاتيكانية بتمعن والتي جرى فرضها على مؤسسة الكنيسة الكلدانية في اواخر القرن التاسع عشر بعد فشل إنتفاضة البطريرك اودو. حسب هذه القوانين لا سلطة للبطريركية على إبراشيات الإنتشار، ليس الإبرشيات بل حتى الخورنات، وليس الخورنات بل الكلدان الكاثوليك برمتهم في هذه المناطق.

وحسب هذه القوانين فإن ما يقرره السينودس لا ينطبق على هذه الإبرشيات ومن ضمنها إبرشية الأسقف جمو.

بالطبع قد يرى القارىء ان هناك تعارضا وتناقضا في الكثير من القوانين التي تحكم العلاقة بين الطرفين ولكن الملاحظ ان اي ملم بالقانون ولو بصورة سطحية سيكتشف ان غاية المجمع الشرقي الفاتيكاني هي السيطرة على المقدرات المؤسساتية والإدارية ومهما حاولت التشبث بنص محدد لتقوية السلطة المؤسساتية للبطريركية في بلاد الإنتشار هناك نصوص كثيرة اخرى تحد منها لا بل احيانا تلغيها.

السلطة الإدراية المطلقة هي بيد المجمع الشرقي في الفاتيكان والذي منذ تأسيسه يرأسه كاردينال لاتيني ونواب وموظفون غالبيتهم الساحقة من اللاتين – إلا ما ندر – ولم يحدث حسب علمي ان ترأسه بطريرك مشرقي رغم انه يدير البطريركيات الكاثوليكية المشرقية. (رابط 1)

السلطة البطريركية محصورة بالأمور الطقسية والطقس الكلداني في افول كما يعلم الملمين به ولا أريد الإسترسال هنا لأن هذا خارج سياق موضوعنا.

الإزدواجية المؤسساتية

لا تستطيع أي مؤسسة وحتى على مستوى دائرة صغيرة جدا العمل بصورة جماعية من اجل خير كل اعضائها والمنتمين إليها ما لم تكن لها درجة من الإستقلالية في القرار. انا ادير مركز ابحاث صغير نسبيا ولكن موارده بالملايين من الكرونات السويدية. إن لم تكن لي إستقلالية في العمل والقرار التي تمنحها لأمثالي قوانين مصلحة التعليم العالي السويدية لنتف من حولي كل الهبات التي تصل إلى المركز من المحسنين السويديين ولرموني على قارعة الطريق.

كل المؤسسات الكبيرة – دولة، وزارة، مصلحة – في العالم المتمدن تمنح الدوائر والمؤسسات الصغيرة ورؤسائها قدرا كبيرا من إستقلالية القرار ولا تتدخل في كل كبيرة وصغيرة. هذا هو فن الإدراة الناجح اليوم ولكن لا اثر لذلك لدى المجمع الشرقي في الفاتيكان الذي لا يزال يتعامل مع قوانين بالية مضى عليها زمن طويل ولا تلبي حاجة هذا الزمان.

موقف شجاع؟؟؟؟

وهنا اقصد المطران سرهد جمو حيث له موقف شجاع من قضية محددة وانا معه في ذلك قلبا وقالبا ولكن كما وضحت في العنوان الفرعي اعلاه هذا الموقف بالذات له اكثر من علامة إستفهام وهو مثال حي للمد والجذر والمواجهة بين البطريرك وأساقفته وحتى كهنته منذ سلب الصلاحيات البطريركية في اواخر عهد البطريرك اودو.

ففي مقال له شن المطران جمو هجوما مبطنا لاذعا على المجمع الشرقي الفاتيكاني ورئسه في حينه الكاردينال اوجين ووصف تدخله في الطقس الكلداني ضمن وثيقة له "بالفكر الأجنبي الدخيل" وعنون مقالته  "الهوية الكلدانية بين بطريرك اصيل وفكر دخيل" وصاحب الفكر الدخيل يعني به الكاردينال اوجين والمطابع الغربية والأفرنجية (رابط 2). عندما يخص الأمر مسألة قومية يهاجم المجمع الشرقي ورئسة ولكن عندما يخص الأمر الصلاحيات  المؤسساتية يتشبث بالمجمع الشرقي وهذا حقه لأنه ضمن القانون مهما كان مجحفا.

بالصيف ضيعت اللبن

واليوم غالبية الكلدان في الشتات وقد لا يمض وقت طويل حتى يفرغ العراق من كلدانه وكما ان الهند ضاعت بملايينها وأزيلت من الخارطة البطريركية ومعها روسيا وبلدان الإتحاد السوفيتي السابق ودول الخليج العربي ومناطق شاسعة اخرى فيها مئات الالاف من الكلدان هذا بالضبط سيحدث عاجلا وليس اجلا شأنا ام ابينا لما تبقى من الكلدان في بلاد الإنتشار: أي ان دور البطريركية في الوضع الحالي سينمحي تماما في حال بقاء قوانين المجمع الشرقي الفاتيكاني على ما هي.

وفي غياب سلطة مؤسساتية تنظيمية وإدارية ذات إستقلالية ستكون الإبرشيات الكلدانية في الشتات وحتى الخورنات الصغيرة تابعة كل وحسب منطقته للأساقفة اللاتين. وفي غياب السلطة البطريركية كلٌ سيكون له لغته وطقسه وروزنامته وقوانينه ومواقفه – كما هو الحال الأن في اوروبا وغيرها من المناطق – والكل على حق لأن القانون الفاتيكاني بخصوص وضع الكنائس الشرقية في بلاد الإنتشار  بجانبه رغم سلبياته.

بدل هذا السجال والمواجهة كان يجب على الأساقفة الكلدان برمتهم الوقوف صفا واحدا وتقديم شكوى بكل محبة الى البابا الحالي لأن رياح التغيير بدأت تهب على الفاتيكان منذ تسنمه عرش البابوية وهو ذاته يطلب من الكاثوليك تقديم نصائح وبدائل للقوانين القديمة وليس فقط القوانين المؤسساتية بل حتى الكثير من الدوغما الكاثوليكية في الكثير من الأمور التي كانت سابقا تعد مناقشتها هرطقة إلا انها صارت امام مطرقة النقاش والتغيير.

وترى اليوم مراكز ضغط كاثوليكية تحاول الإستفادة من رياح التغير هذه كي تثبت وجودها ومواقفها ومطاليبها منها الحركات النسوية وحركات مثليي الجنس وحركات ضد بتولية الكهنة وحركات ضد عصمة البابا وحركات لاهوت التحرير وحركات حرية منع الحمل وحرية الإجهاض إلى حركات تريد الحد من السلطات البابوية والبابا ذاته يستقبلهم ويسمع منهم وقريبا سيعقد مجمع فاتيكاني كبير لمناقشة كل هذه الأمور.

في كل ما أقراءه لم الحظ اي حركة للكاثوليك الشرقيين صوب تغير او تعديل الكثير من القوانين الكنسية التي هي بالـتأكيد مجحفة بحقهم لأنها صدرت في زمن ومكان ربما كان تشريعها مطلوبا ولكن ليس اليوم. الحق يضيع إن لم يكن وراءه مطالب.

بطريرك كنيسة المشرق الأشورية وبابا الفاتيكان

من المفترض ان يكون وفد برئاسة بطريرك كنيسة المشرق الأشورية قد إجتمع ببابا الفاتيكان في 29/9/2014 . كنيسة المشرق الأشورية رغم صغرها لها إستقلالية مؤسساتية تامة وتجري حاليا مباحثات على قدم وساق مع الفاتيكان.

لقد توصل الطرفان إلى إتفاق مهم ضمن نطاق الكريستولوجي christology. وحسب هذا الإتفاق يعترف الطرفان بالإيمان السليم والقويم للطرف الأخر وهذه مسألة مهمة للغاية ومع الأسف لم يستوعبها البعض حتى الأن رغم الإعتراف الإيماني المتبادل بين الطرفين.

حسب معلوماتي ستتركزالمباحاثات حول الأسرار sacraments للوصول إلى الشراكة التامة فيها. ولا أظن ان تكون هذه عائقا امام التواصل لا سيما في عهد بابا متواضع يحاول جهده التشبث بسيرة المسيح وتقديم نموذج لما يجب ان يكون عليه المسيحي الحقيقي اليوم.

وأرى ان كنيسة المشرق الأشورية محظوظة ان تجتمع بالبابا الذي صار قدوة إنسانية وأخلاقية في العالم ووجوده نعمة وهبة من الله وهو الزمن الموائم قد يمكنهم فيه بوجود شخصية بمقامه التوصل الى شراكة حقيقية تحتفظ فيها كنيسة المشرق بصلاحياتها الجاثاليقية كاملة مع شراكة ايمانية حقيقية.

بالطبع سيكون هناك مناقشة مستفيضة للشراكة المؤسساتية ضمن مفهوم    constitution. وامل ان يقراء المفاوضون من هذه الكنيسة العريقة هذا المقال لأن إن تم تطبيق المناطقية على كنيستهم واغلب إبراشياتها حاليا في بلدان الإنتشار معناه ان كل إبراشية ستصبح مستقلة لذاتها وهذا يجب ان لا يحدث لأنه سيكون بداية النهاية لإستقلاليتهم المؤسساتية وهويتهم ككنيسة  مشرقية عريقة تضرب جذورها في اعماق التاريخ.

تثبيت وتعزيز هوية كنيستنا المشرقية

من المؤكد ان كنيسة المشرق الأشورية لا تزال محافظة للهوية المشرقية لكنيستنا ولا بد من الإشارة الى كلية مار نرساي في إستراليا التي فيها الاف الطلبة من ابناء شعبنا يدرسون ضمن مناهجهم التربوية الإسترالية لغتنا القومية وطقس وأداب وفنون وموسيقى وتراث كنيستنا المشرقية. وكل الخريجين يقراؤن لغتنا القومية بطلاقة ويدرسون اداب هذه الكنيسة العريقة وتاريخها ويرتلون من جواهر طقسها ضمن دروسهم.

كم اتمنى ان ارى كلية مشابهة لكلية ما نرساي الأسترالية في اوروبا وأخرى في امريكا وأخرى في كندا وفي كل مناطق الإنتشار. وهذا ليس امرا صعبا على اساقفة هذه المناطق وشخصيا لدي مع بعضهم حوارات مهمة وبإمكاني تشخيص إمكانيات وقدرات هائلة كامنة تمكنهم المنافسة مع استراليا لخير شعبنا بأسمائه المختلفة وكنيستنا بمذاهبها المختلفة. في غياب المدارس والكليات سنخسر الهوية لا محالة.

وهكذا ستحفظ هذ الكنيسة لنا لغتنا القومية وكذلك تراث الأباء والأجداد وفنونهم وثقافتهم كما كان شأنها منذ تأسيسها قبل حوالي 2000 سنة وهذه هي اروع ثمارالحضارة الإنسانية التي تشكل الهوية لأي امة او كنيسة تحترم نفسها وذاتها وتاريخها ووجودها ومكانتها واستقلاليتها بين الأمم والكنائس.

++++++++++++++++++++++++++

رابط 1
وهذا رابط لمقال في غاية الأهمية  للزميل العزيز الدكتور عبدالله رابي يتناول ذات المسألة وبإسهاب: http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,712859.0.html
 
رابط 2
http://www.kaldaya.net/Articles/400/Article486_May29_07_BishopSYJ.html


1492
شكرا للصديق العزيز موفق نيسكو على موضوعه القيم هذا واكثر من ذلك شكرا لموقفه الرائع حول وحدة شعبنا وكنائسنا وانه علينا بعد الكارثة التي حلت بنا إن في العراق او سوريا ان نتجنب كل ما يثير التشنج والفرقة ويباعدنا عن بعضنا ونحن في احوج ما نكون الى وحدة الصف في هذه الظروف العصيبة.

ومن المفرح ايضا ان ترى ان الغالبية الساحقة من المداخلات تغلب عليها روح اللياقة والكياسة واداب المخاطبة وهذا شيء مشجع جدا.

لدي ملاحظة واحدة على ما اتي به الأخ العزيز نامق ناظم جرجيس ال خريفا حول إستقلالية كنيستنا المشرقية او من عدمه لا سيما في القرون الأربعة الأولى للميلاد أي قبل دخول الكنائس في عصر هرطقة بعضها للأخر وإنفصالها عن بعضها.

كنيسة المشرق كانت في شراكة مع كرسي انطاكية شراكة في كل ما للكلمة من معنى ولا نستطيع نحن ابناء هذه الكنيسة ان ننكر العمق الأنطاكي والأورشليمي (التوراتي اليهودي) في تكوين هوية كنيستنا من حيث الثقافة والليتورجيا ولأداب الكنسية والطقوس والفنون والريازة واللاهوت وغيرها. سنجني على انفسنا وعلى التاريخ إن نكرنا الجذور الأنطاكية- الأورشليمية ليس لكنيستنا وحسب بل لكل الكنائس المشرقية.

وانتظر بفارغ الصبر رد الأستاذ نيسكو وما تحمله جعبته في هذا الصدد.

تحياتي


1493
استاذنا ومعلمنا المبجل بهنام حبابه

وها انا اتي على اخر مداخلة لي على مقالك الشيق اقول طل علينا بين الفينة والأخرى اطال الله في عمرك. (وبالمناسبة اود تذكير القراء الكرام ان الأستاذ بهنام حبابه واحد من الشمامسة الماهرين المتمكنين من طقس كنيسة المشرق الكلدانية والمولعين بتراث وإرث ولغة وثقافة واداب وموسيقى هذه الكنيسة المقدسة المجيدة وكان ولا يزال يتبواء مكانتة الخاصة لدى هذه الكنيسة ورئاستها.)

في عام 1960 دخلت دير مار كوركيس قادما من قرية في منطقة نهلة في عقرة وكان تلامذة الدير تنقلهم سيارة نقل عام (باص) شوفرليت الى مدرسة المنذرية ذهابا وإيابا تشبه مثيلاتها المستخدمة في امريكا لنقل تلاميذ المدارس.

ولكن لم تمض فترة طويلة حتى إمتلاء الدير باللاجئين المسيحيين وهم يفترشون ساحاته وسطوحه هاربين من جحيم إضطهاد مروع تعرضوا له في قراهم في شمال العراق تاركين وراءهم املاكهم وبيوتهم وماشيتهم واراضيهم وكنائسهم واديرتهم.

هذه الموجة من الهجرة الجماعية ادت الى قدوم الاف العوائل المسيحية الى الموصل وهي في حالة يرثى لها وامتلاءت الكنائس والأديرة بهم.

اذكر هذا لأن ما اشبه اليوم بالبارحة وادى هذا النزوح الى هرب الكثير من العوائل الى خارج العراق ومنذ ذلك الحين ازدات نسب هجرة المسيحيين بشكل مضطرد.

وكي لا نخرج عن سياق الموضوع اقول ان هذه الهجرة عززت مكانة مدرسة المنذرية حيث فضل اغلبية المهاجرين إرسال اولادهم اليها او الى مدرسة الطاهرة واظن ان فترة الستينات كانت الفترة الذهبية في تاريخ المدرسة المنذرية.

ومن اجل الحقيقة اقول ان الأستاذ بهنام اظهر محبة وعطفا وقبولا لا مثيل له للعوائل المسيحية المهاجرة ولتلامذتها في المدرسة. لا اريد ان استرسل لأنني سأحترم طلبه لي ضمن مداخلة في مقال اخر ان لا اذكر اي شيء عن اعماله الخيرية.

بقي المهاجرون في الدير والأب الدكتور بول نويا يرعاهم ويحضنهم ويساعدهم ويحميهم بكل ما استطاع الى حوالي سنة كاملة بعدها قرر اغلبهم الهجرة الى بغداد والعيش هناك بعد ان قطعوا امل العودة الى قراهم.

ولم يمض عقد او عقدين حتى تمكن اغلب اللاجئين المسيحيين من شمال العراق والذين إتخذوا الموصل او بغداد او مدن عراقية اخرى مكانا للعيش ليس فقط الوقوف على اقدامهم بعد خسارتهم لكل شيء بل الوصول الى اعلى المستويات المعاشية والوظيفية فصاروا ارباب اعمال ومصانع وبيوت في ارقى الأحياء.


1494
استاذي ومعلمي المبجل بهنام حبابه

اعود الى الملاحظة الثانية والتي تخص درس اللغة العربية الذي كنت تدرسنا إياه. ارجو ان تسمح لي كي اصحح معلومة بسيطة حول تقليد اصوات الحيوانات في المدرسة واذكرك بمسرحية احمد شوقي الشعرية "شريعة الغاب" التي درستنا اياها ونحن في الصف السادس. يا للخسارة لعراق كان طلبة الصف السادس الإبتدائي فيه يدرسون مسرحيات شعرية على أيدي اساتذة من امثال بهنام حبابه في الستينات وانظر الى حالنا اليوم ...

هذه المسرحة الشعرية بالذات فيها حكمة كبيرة وهي بمجملها فلسفة الحياة طلبت منا حفظها وحفظناها نطقا ولفظا وكتابة على احسن ما يرام ومن ثم طلبت ان نقوم بتمثيلها وادائها امام التلاميذ وهيئة التدريس ضمن الإصطفاف. ورفع الكل اياديهم عندما طلبت من يمثل دور الأسد والنمر والدب والثعلب ولم يرفع أي واحد يده لتمثيل دور الحمار.

فرفعت يدي لتثميل هذه الدور(اي دور الحمار) في هذه المسرحية الشيقة الرائعة وما زلت حافظا لأبياتها وأديت هذا الدور بأحسن وجه وحصلت على هدية منك. اخشى يا أستاذي العزيز انك احجمت عن ذكر هذا إحتراما لي ولكنه فخر لا بعده فخر حيث علمتني ان احفظ مسرحية شعرية برمتها وان اؤدي دور مهم فيها وانا ما زلت في المرحلة الإبتدائية. فشكرا لك.

انقل مسرحية احمد شوقي "شريعة الغاب" للقراء الكرام كما علمنا اياها الأستاذ بهنام. فيها الكثير من الحكمة وفيها الكثير من الدروس التي يمكن لنا إستخلاصها ومقارنتها ومقاربتها مع واقعنا.



يحكى أن الطاعون قد حل بسكان الغابة , فاجتمعت الحيوانات لمناقشة هذا الأمر , ودار بينهما الحوار الآتي :

الأسد :
نحن اجتمعنا ها هنا حتى نرى في أمرنا
حل بنا الطاعون المرض الملعون
بعدا له من داء .. مستصعب الشفاء
وقد رووا أن السلف قدماً أسروا للخلف
أن الوباء يقرب من كل قوم أذنبوا
لكنهم ان أعرضوا عنه يزول المرض
فلنعترف بما بدر منا وما عنا استتر
ثم نضحي المفسدا ومن على الخلق اعتدى
********
النمر :
هذا هو الرأي الصواب يعيش مولانا الأسد
********
الثعلب :
كل سيبدي رأيه ليرد عن أهل البلد
********
الأسد :
فإليكم يا قوم رأيي إنه الرأي الصريح
كم من قتيل قد تركت على الفلاة ومن جريح
تركت خلفهم نساء عند أيتام تصيح
هل تحسبوني مذنباً ؟
********
الثعلب :
بل أنت أهل للمديح
اقتل جميع الناس يا ملك الوحوش لنستريح
********
النمر :
اما أنا فلقد نشرت على جميع الأرض خوفاً
أمضي إذا نزل الظلام فأخطف الأطفال خطفا
ولكم أتيت مظالماً لا أستطيع لهن وصفاً
هل تحسبوني مذنباً ؟؟
********
الثعلب :
لا والذي خلق الأناما
********
الدب :
إني أغير على المزارع آكلاً أثمارها
وإذا مررت بقرية خنقت يداي صغارها
وأفر إن بدت السيوف وأتقي أخطارها
هل ذاك فيّ مذمة ؟
********
النمر :
حاشاك أن تختارها
********
الثعلب :
شر المنازل للفتى ما ليس ينفع أو يضر
إن الشجاع إذا رأى خطراً يحيط به يفر
( ملتفتاً إلى الحمار )
والآن مالك يا حمار لزمت صمتك مستريحاً
ذي سكتة الجاني يخاف إذا تكلم أن يبوحا
********
الذئب : ماذا جنيت ؟
الدب : ماذا ارتكبت ؟
********
الحمار :
انا ما جنيت ولست أذكر أن لي عملاً قبيحاً
********
الذئب :
قل لي متى أصبحت يا أدنى الورى فطناً فصيحاً
********
الأسد :
دعه يقول لعل في أقواله رأياً فصيحا
********
الحمار :
قد كنت يوماً جائعا والليل يوشك أن يلوحــا
والأرض تبعث حرها ويكاد جسمي أن يسوحا
فمررت قرب الدير أشكو في الفؤاد له جروحا
وتكاد رجلي أن تزل وكاد جفني أن ينوحــا
فوجدت عشباً ذابلاً في بعض ساحته طريحـا
وتمثل الشيطان يغريني ويبدو لـي نصيحـا

********
الثعلب : أأكلت منه ؟
الحمار : نعم أكلت
النمر : قد اعترفت
الثعلب : كن الذبيحا
********
الثعلب :
إني سأرجع للشريعة كي أرى النص الصريحا
(( من مس مال الوقف في قانوننا دمه أبيحا ))
********
الأسد :
هذا الذي جلب الوباء بأكله مال الصوامع واستحل دماءنا
فخذوا احرقوه واجعلوا من جسمه لله قربانـــــا يكون شفاءنا
********
النمر : هيا
الأسد : اسحبوه
الثعلب : اخرج بنا
النمر : لا عاش شخص لا يريد هناءنا
********
الثعلب :
إن الفتى إن كان ذا بطش مساوئه شريفة
لكن إذا كان الضعيف ... فإن حجتـــه ضعيفـــــة
[/b][/b][/color]

1495
الى معلم الأجيال الأستاذ بهنام حبابه المحترم

اقف إجلالا لكم مرة اخرى وأشكركم شكرا جما على هذا المقال الجميل الذي قرأته أكثر من مرة حيث ارجعني الى فترة من الصبا كان لها تاثير بالغ في مسيرة حياتي. مدرسة المنذرية ودير مار كوركيس ساهما في تكوين شخصيتي وإن اي إنجاز قد يتصور البعض انني حققته في الكتابة والأكاديمية والموسيقى والترجمة والصحافة والتاريخ والتراث واللغات لا سيما اللغة السريانية فإن الفضل في ذلك بمجمله يعود الى مرحلة الصبا التي تبدع في سردها.

ولولا ضيق الوقت والمشاغل الكثيرة لكنت عقبت على مقالك هذا بمقال منفصل. وامل ان يتسع صدرك – ولما اقول هذا وانا اعرف ان قلبك المتسامح يأوي الدنيا برمتها – لملاحظات ثلاث سأركز على واحدة منها على ان اعود للملاحظتين الأخريين لاحقا.

الملاحظة الأولى تخص الأب الدكتور بول نويا:

وقفت فترة طويلة امام شاشة الحاسوب وانا أنظر الى صورة الأب الدكتور بول نويا. لم اكن اعرف وانا في المرحلة الإبتدائية عظمة هذا العالم الكبير أستاذ التصوف الإسلامي في جامعة سوربون ولكنه كان رئس دير مار كوركيس – كما تذكر - وانا تلميذ لديه لسنوات اربع.

وكانت لدي مكانة خاصة لدى الدكتور نويا. وكان يحثني على القراءة واقنعني ان ابقى في الدير في العطل الصيفية بينما زملائي كانوا يذهبون الى عوائلهم والسبب كان الفقر المدقع لعائلتي. كان الدكتور نويا يقول لي ابقى معي في الدير لأن وجودك في البيت سيزيد من حمل والدك (رحمه الله). وهو كان محقا لأن أكلنا في البيت كان الخبز والخيار والطماطة لثلاث وجبات.

ومن الدكتور نويا تعرفت على سحر التصوف الإسلامي وعلى يديه قرأت للمتصوفة من امثال الشيخ ابن عباد الرندي، والنفري وعن التعابير الصوفية في القرأن حيث كان لا يزال يشتغل على بعض هذه الكتب ونشرها بعد مغادرته العراق واحدثت فتحا في دراسات التصوف الإسلامي ليس في الجامعات الغربية وحسب بل العالم اجمع.

ومنه عرفت عن كبير المتصوفة جلال الدين الرومي. لم تكن للرومي كتابات بالعربية لديه (او ربما غير متوفرة عندئذ) وكان يترجم منها واليوم يعد هذ المتصوف الكبير استاذ ومعلم خطاب التسامح في الدنيا وأشعاره المترجمة الى الإنكليزية هي اليوم اكثر قراءة وتداولا في امريكا والغرب برمته من اي كتاب أخر.

وبعد حوالي عقدين من مغادرته للدير – ولا أريد ان اذكر أي شيء عن طريقة مغادرته فقط اقول اننا شعب نحاول دائما تقريبا محاربة علمائنا وأساتذتنا وينطبق علينا قول ان نبي القرية منبوذ – تعرفت على كتابات ادونيس الشاعر العربي العملاق والكاتب العربي الأكثر تأثيرا في الغرب وإذا بي ارى ان كتابه الذائع الصيت "الثابت والمتحول" ما كان إلا رسالة للدكتوراة والمشرف عليها كان الدكتور بول نويا. وهذا يعني ان الدكتور بول نويا لم يفتح عيون الدنيا الى جواهر التصوف الإسلامي بل أسهم في تكوين اكثر الشخصيات الثقافية تأثيرا في العالم العربي الا وهو ادونيس.

كم اثر هذه العلامة فينا نحن تلامذة الدير؟ اقول ان تأثيره طاغ علي واظن – ولا اجزم – ان للدكتور نويا تأثير بالغ على كل التلاميذ الذي كانوا في الدير ومنهم البطريرك ساكو حيث أنني ارى في كثير من خطابه حول حرية الفكر وإيواء وقبول الأخر كما هو وليس كما أريده وان قدسية نصوصه ورموزه وثقافته لديه وفي عينيه في هذه الدنيا وفي الأخرة مساوية لما لدي وعلينا نحن الإثنان ان نتعامل مع بعضنا الأخر ضمن نطاق هذه المعادلة الفكرية والفلسفية: ما لدي مقدس ومهم وسليم وهو طريق الحياة لكن نطاقه ضمن محيطه ومحيط اتباعه لأن ما لدى الأخر مقدس ومهم وسليم وهو طريق الحياة لكن نطاقه ضمن محيطه ومحيط اتباعه. فلا غرو ان يكون البطريرك اليوم نبراسا للفكر المتسامح والفكر النير الذي يأوي الأخر ليس في العراق بل العالم الجمع ولا أستغرب ترشيحه لنيل جوائز دولية في حقوق الإنسان.

سأكتفي بهذه النقطة الأن على ان أتي الى النقطتين الأخريين لاحقا.



1496
الأخ العزيز كوركيس أوراها منصور

تحية محبة

أسف على التأخير في الرد على مداخلتكم التي اتت تماما ضمن سياق المقال. في الحقيقة كان بودي ان اعقب بمقال منفصل لأهمية ما ورد فيها ولكن كثرة المشاغل وتراكمها جعلتني أكتفي بتعقيب وأرجو المعذرة.

أنشودة الغفران واحدة من اعز ما تركه لنا اجدادنا العظام على قلبي. وأنا اقول دائما وعلى المكشوف أنني لست متدينا على الإطلاق بل مؤمنا، أي حالي من حال  العشار وسعيد بأن ألقب به لأنه شخصية إنجيلة أحبها كثيرا كمحبتي للسامري والتي تعد بحق اروع نص أدبي (قصة قصيرة) وبشهادة الكثير من النقاد ومحللي الخطاب في الدنيا طرا.

 أقتبسها هنا ليس لأنها  غريبة عن القراء لأن أظن  ان كل مسيحي لا بد وان سمعها او قرأها مرارا، بل لأنها تضع ادائي لهذا النشيد البديع ضمن سياقه وقد عرج عليه الأخ العزيز سمير عبدالأحد ولكن بصورة تختلف عن طرحك ومع ذلك تفاعلت مع ما قاله كثيرا وكتبت له رسالة شخصية بشأنها. يكفيني ان أكون العشار في الإنجيل والعشار في القصيدة:

"وقال لقوم واثقين بأنفسهم أنهم أبرار ويحتقرون الآخرين هذا المثل. إنسانان صعدا إلى الهيكل ليصليا واحد فريسي والآخر عشار. أما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا اللهم أنا أشكرك أني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار. أصوم مرتين في الأسبوع واعشر كل ما اقتنيه. وأما العشار فوقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلًا اللهم ارحمني أنا الخاطئ. أقول لكم أن هذا نزل إلى بيته مبررًا دون ذاك."

اما بخصوص شعبنا وهذا ليس تملقا والله الشاهد فمنذ يوم الكارثة والحزن والبكاء لا يفارقني لأنهم اهلي بينهم اشقائي وششقيقاتي واعمامي وعماتي وكل النازحين اقاربي فإن مسحنا دموعهم وبكينا لهم وأزرناهم فهذا واجب لا بل من ابسط ما يجب علينا عمله دون شكر ومنة.

وكما ارى الأمور ومن خلال قرأتي الشخصية فإن الوضع لا يبشر بخير وانا اخشى الأن كثيرا على مصيرنا كشعب وهوية لأن ما هو معد للمنطقة أكثر من حجمنا بكثير ووضعنا إن اخذنا هذا المنتدى مثالا لا يحسد عليه ابدا.

تحياتي

1497

صديقنا الغالي الأستاذ ادورد ميرزا

هذا هو بيت القصيد. علينا ان نضع كل خلافاتنا مهما كانت جانبا لأننا امام مأساة هائلة ورغم هولها فإن خيوطها وتشابكها بعده في اوله. الضربة تكاد ان تكون قاضية وما علينا إلا ان نعمل سوية بقلب واحد وروح واحدة وعلى الأسس التي أشرت إليها في مداخلتك  وألخصها:

اولا، الكف عن إثارة الخلافات حول التسمية والكف عن أي تصرف وخطاب من كافة الجهات ينتقص من الأخر او يقصيه لأننا كلنا الأن في قارب على وشك الغرق.
ثانيا، عدم التطرق إلى الخلافات المذهبية والتصرف وكأننا مذهب واحد مع احترام الخصوصيات وكلنا لنا إنجيل واحد والمسيح واحد.
ثالثا، علينا نحن الكتاب والمثقفين الكف عن المشاحنات الخطابية والشخصنة والمباشرة ومخاطبة الواحد الأخر وكأننا إخوة هذا لا يلغي ان ننتقد بعضنا ولكن ضمن إطار اننا إخوة وشعب واحد.
رابعا، العمل ما في وسعنا من اجل المضطهدين من ابناء شعبنا في ارض الأجداد لاسيما العراق وسوريا وإنقاذ ما يمكننا إنقاذه ضمن إمكانياتنا المحدودة.


وأشكرك مرة اخرى يا صديقي العزيز

وتحياتي


الصديق العزيز الأستاذ ليون المحترم

..نعم { هذا ليس زمن الصراع حول التسمية والتاريخ والمذهب وغيره } انتهى النص الرائع
اضيف ان المرحلة الحالية القاسية التي يمر بها ابناء جلدتنا بكل ما تعنيه هذه الحالة بحاجة الى التكاتف والتعاون لإيجاد السبل المادية والمعنوية الكفيلة بانقاذ الأحياء منهم وتأجيل الصراعات الحزبية وحتى الكنسية الى ان يستقر شعبنا اينما كان في الداخل او الخارج , اؤيد بكل ما جاء في مقالتك من كلمات عبرت فيها عن حزنك وألمك الذي شابه مشاعر جميع ابناء شعبنا الطيبين الذي خبروا السياسة والاعيبها ووضعوا مصلحة شعبهم الحياتية والإجتماعية والأمنية فوق اي اعتبار مع كل محبتي وتقديري
     
ادور ميرزا


1498
الأخ العزيز سمير عبدالأحد
الأخ العزيز بطرس نباتي

انتما في ارض الأجداد وصامدين. اقف إجلالا لكما وكما قلت اقبّل اقدامكم وأياديكم.

ويا اخي سمير لم تثقل علي ابدا. نقدك كان في محله ونابع من قلب ملىء محبة مسيحية. كل نقد يخلو من الشخصنة والإساءة غايته البناء والدفاع عن شعبنا وحمايته اقبله برحابة صدر وأتفاعل معه.

لا أريد ان اقول إن كنت أستخدم مكانتي العلمية في السويد من اجل شعبنا لأن مدح النفس ذم والمنتدى يتحول احيانا إلى الشخصنة ولكن إمنحني بريدك الإلكتروين كي اوضح لك ما افعله من اجل شعبنا وتأثيره ليس داخل السويد بل في نطاق أوسع بكثير وأترك لك الأمر.

ويا اخي بطرس النكبة لا سابق لها والله يستر ومهما قلت لن أستطيع ان اصفها مثلك لأنك في خضمها ولكن هذا رأي الشخصي لا يجوز ان نتخلى عن ما يميزنا  كشعب وهوية مهما كلف الأمر واللغة والفنون والأداب هي ارقى ثمار الحضارة الإنسانية وبها تعرف الشعوب وليس بغيرها.

وتثيران مسألة المصالح. للتو أنهيت قراءتي لما كتبه هنري كيسنجر في جريدة   The Sunday Times بعنوان     The World in Flames أي العالم يحترق ويقول فيه ان محرقة رهيبة ستدور رحاها  في الشرق الأوسط  محرقة  أعظم من حروب الدين في أوروبا بكثير لأن ادوات القتل اكثر فتكا الأن ولا يمكن مقارنتها. ويقول ان المحرقة تبدو دينية وطائفية ولكن كل المنخرطين فيها مجموعات واديان وطوائف ودول الكل يعمل لمصلحته وغاياته السياسية والإقتصادية والإستراتيجية.

وفي مذكراته الشهيرة عن دوره في الإدراة الأمريكة كمستشار للأمن القومي ووزير للخارجية يقول مرة اتى إليه بعض الزعماء المسيحيين اللبنانيين يطلبون مساعدتهم في الحرب الأهلية قال أشرت إلى كرة ارضية في غرفتي وقلت الا تقولون لي بحق السماء أين يقع لبنان وما هي مصلحتي وما سأجنيه لو ساعدتكم؟ انا ادير الدنيا وما لبنان إلا نقطة في بحرها.

 كان بودي ان اكتب مقالا افسر فيه ما يرمي إليه هذا السياسي العبقري الذي يعرف كل خفايا وزوايا الشرق الأوسط والسياسة الأمريكية ولكنني منشغل جدا الأن وقد احاول ذلك إستجابة لمداخلاتكما العقلانية في المستقبل

وتقبلا تحياتي


1499
الأخ ادورد فرنسو المحترم

من حقك ان تقتبس ما كتبته ولكن هذا لا يمثل سياق مئات المقالات التي سطرتها. ومن حقك ان ترضى اوتعتب ولكن لماذا تريد إخراج الموضوع عن سياقه. ومن ثم هذه ترتيلة التوبة ولنفرض جدلا انا خاطىء وعشار (مخّسا) والعشار يطلب المغفرة في هذه الترتيلة اقول ذلك جدلا لأنني لست متدين بل مؤمن وأميز بين الإثنين.

ومن ثم حتى في البعض الذي إقتبسته ورغم ان اغلبه خارج سياقه هناك حقائق تاريخية لا يمكن لأي مؤرخ منصف ان يمر عليها مرور الكرام ومنهم الكاتب المسيحي اللبناني الشهير أمين معلوف في كتابه الذائع الصيت والذي حصل عليه اسمى الجوائز الأدبية في فرنسا وخارجها هو The Crusaders Through Arab Eyes . هل قرأته؟ إن قرأته أظن انك ستغير موقفك من كثير مما ذكرته او ستذكره لاحقا واشكرك عليه على اية حال... والكتاب مترجم إلى عدة لغات ومنها العربية. أنصحك بقراءته لأن هذا الكتاب بالذات غير الكثير من المفاهيم الإستشراقية الغربية حول العرب والمسلمين والشرق برمته وهو كتاب منهجي في كثير من الجامعات الغربية.

والأن ماذا تقول عن ما ورد على لسان كبار رجال الدين المسيحي على سبيل المثال لا الحصر لأن هناك الكثير الكثير:

بابا المسيحيين يدافع عن الإسلام
https://www.youtube.com/watch?v=oB18c3_PCAE

صورة نادرة للبابا يوحنا بولس وهو يقبل القرآن الكريم
http://hajrnet.net/hajrvb/showthread.php?t=402771058

الكاردينال عمانوئيل دلي يقبل القرأن
http://www.nineveh.no/?p=12875

البابا فرنسيس يغسل قدم مسلم ليبي ويقبلها
http://www.elaph.com/Web/News/2014/4/896230.html

لويس ساكو: الإسلام أكثر الأديان غناً بروح التسامح ونحن المسيحيون أصبحنا أحراراً في ظله
http://www.merakrg.com/board/1-1-0-74






1500
أخي وزميلي العزيز شمعون كوسا

شكرا لكلماتك الطيبة وكنت اتمنى ان نكون بالقرب من بعضنا كي نشترك في إحياء تراث واداب وفنون وطقس كنيستنا المشرقية المجيدة الذي وبشهادة كل المختصين في شتى الفنون يسمو على ما لدى أي شعب اخر في الدنيا.

وبودي ان أسترعي إنتباه قرائي الكرام الى ان الأخ شمعون من امهر المؤدين لطقسنا الجميل وما يحتويه من فنون موسيقية وشعرية وأدبية رفيعة. وأكثر ما يشدني وأكثر ما أسمع له هو هذا النشيد السرياني الخالد:

https://www.youtube.com/watch?v=LXaFKndTa0Y

فبارك الله فيك يا اخي العزيز على هذا الصوت الرائع والأداء المميز.

شخصيا انا مصمم على توثيق روائع طقسنا وتراثنا إن منحنا الله القدرة على ذلك بشكل موسيقي ونشره قدر الإمكان من خلال قنوات التواصل الإجتماعي. ولكن كما تعلم لقد ترك لنا اجدادنا كنزا هائلا يحتاج الى فرع علمي كامل في جامعة معتمدة لتدريسه والإختصاص به وتوثيقه.

تحياتي

اخي ليون برخو

سمعت الصلاة الى نهايتها ، اندمجت بفحواها وانتشت نفسي بلحنها وعزفها والصوت الجميل الذي اداها.
بارك الله بك لانتقاء هذه الصلاة من طقسنا الثري والبديع . هنيئا لك لصوتك وعزفك الجميل جدا.
لقد اتحت لنا ان نساهم بمسح دموع من تعرضوا لافضع جريمة في تاريخ المسيحية في منطقتنا لا سيما بعد ان
تقدم الانسان وازداد وعيا وتأخت الشعوب وعقدت اتفاقيات تضمن ابسط حقوق الانسان . موضوع يبكينا نحن ايضا
لذا سنعيد سماع لحنكم ، وشكرا لكم

صفحات: 1 2 [3] 4 5