الأستاذ خوشابا سولاقا
إنا لا أقصد معاتبة الفصائل الآشورية في العراق (سواء الدويخ نوشا أم غيرهم)، بل الفكر المهجري الآشوري الذي يحاول أن يبرز حماسيا لمجرّد أن رأى بعض الصور لشبابنا حاملين السلاح في سبيل اللاقضية، كون قضيتنا أقدم من داعش ومن لفّ لفها، وليس علينا (نحن آشوريي المهجر) حصر القضية الآشورية في حلقة من سلسلة إبادات، فيما ننسى السلسلة بأمها وأبيها مقتنصين الفرصة لنطرح شيئا ما لنغطي فشلنا كمهجر لا يزال يعيش وطنية عراقية ممسوخة.
لقد ذكرتً في المقطع الأخير من ردّك عليّ، ما يلي :
في ظل الظروف الحالية لشعبنا كما نُقيمها نحن المتواجدون على أرض الوطن يعتبر التعاون والتنسيق وحشد الجهود والمشاركة مع القوات الوطنية العراقية التي تضم كل الشركاء في الوطن من العرب الشيعة والعرب السنة والكورد والتركمان واجب قومي ووطني والعكس نعتبره خيانة قومية ووطنية لوجودنا القومي المهدد بالأنقراض بسبب نزيف الهجرة المستمر كما تعرفون ، لأن معركتنا هي معركة تقرير المصير وأنقاذ ما يمكن انقاذه من وجودنا القومي في أرض الوطن ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام. - إنتهى الإقتباس
نزيف الهجرة كان 800.000 آشوري قبل داعش فيما كان المهجر الآشوري مخدوعا بشعارات صبيان الماكي والبرزاني، أين نذهب بتلك الأعداد؟ ولماذا لم ننادي حينها؟ وماذا لو خرجت داعش من العراق بعد ساعة؟ ألن نعود إلى التعرّض للأسلمة والتكريد "الدستوريَّين" مجددا ؟
لقد أوردت لك في ردّي السابق مصدرا موثوقا حول ما يدور في خلج المحتلين الأكراد، وها أنا أزوّدك بمصدر "كردي" (كون أهل مكّة أدرى بشعابها – على حدّ قول المثل)، هذه المرة حول من يدعم داعش ؟
بحسب صحيفة ما يسمّى "منبر كردستان" kur*** Tribune وهي من أشهر صحف الإحتلال الكردي، إن المموّلـَـين الرئيسيـَـين لداعش هم أشقاء البرزاني: نهاد البرزاني و همداد البرزاني وهما قاديين في حزب البرزاني (حزب "الواقع"). يليهما إبن أخت الطالباني آراس شيخ جانكي الذي يملك شركة نفط "أوكان" التي تشتري النفط من داعش. بالإضافة إلى محمود سنغاوي مسؤول حزب الطلباني في جلولاء. أما الذين يزوّدون داعش بسيارات التويوتا فهما تاجرا السيارات في أربيل، الأخـَوان سردار وبختيار يحيا، وينضم إلى "لائحة الشرف"، إبن صاحب شركة آسيا سيل (الخليوي) الذي يشتري النفط هو أيضا من داعش، كما هناك سرهاد قدير قائد شرطة كركوك، ورزكار علي، قريب نجم الدين كريم محافظ كركوك.
المصدر :
http://kurdistantribune.com/2014/kdp-puk-leaders-accused-of-oil-gas-trading-isis-enemy/وهذا تصريح للنائب عن قائمة ما يسمّى "دولة القانون"، إسكندر وتوت الذي يشغل منصب رئيس لجنة الدفاع والأمن في البرلمان العراقي حيث يقول بأن الأكراد قد تعاونوا مع داعش لإفراغ تللعفر وطوزخورماتو من التركمان من أجل تسهيل ضمها إلى الإحتلال الكردي :
المصدر :
http://www.alsumaria.tv/news/105240/alsumaria-news/arبغضّ النظر عن صحة هذا التصريح أو عدمها، أليس من الأجدر بالدولة العراقية النظر في هذا الإتهام ؟ ومتى نظرت به وبكافة تقارير المخابرات الأميركية المنشورة في مجلة النيوز- ويك وغيرها ؟
قد تقول لي بأنك تتحدّث عن موضوع آخر، أما أنا فأقول "لا"، لأنك تدعو إلى دعم مجموعة من الشباب القومي الذين يتمّ استغلالهم من قبل بعض الجياع (الساسة الآشوريين من كافة الطوائف) وذلك بدعم من يدعم داعش، وبهدف محاربة داعش (؟؟!!)
إن الوجود الآشوري في العراق أصبح على شفير الهاوية وأنا فعلا أستغرب كيف أن "بعض" الناشطين الآشوريين في المهجر لا يملكون الجرأة على قول الحقيقة ولو من بعيد، ونادرا ما نسمع أو نقرأ كلمة عن "احتلال كردي" فيما الكل أصبح بطلا سواء بالقلم أو حتى بتشكيل مجموعة بائسة لتقاتل "داعش" التي بالكاد تواجهه أنظمة بأكملها. وهنا أسأل "أين ذهبنا بالواقع ؟" ألم يكن الواقع طوال سنوات ذريعة الإنهزاميين ؟ أوليس "داعش" من الواقع" أيضا ؟ لماذا لدينا الجرأة لنحاربها (كما تزعمون) ولكن لم يكن لدينا الجرأة طوال سنوات لمحاربة من يهرب اليوم من أمامها كالقطط ؟ أو حتى لفضحه بالقلم ولو من الخارج ؟
عزيزي أستاذ خوشابا، ليس من المهم أن ندعم "مقاتلين" لمجرّد أنهم حملوا سلاحا، وكما قلت في ردّ سابق على أحد المواضيع المشابهة: "
أخشى ما أخشاه أن يدخل المهجر الآشوري في مستنقع التسعينات وينجر وراء شعارات دعم فصائل لا يعرف لماذا تشكلت".نعم علينا احترام هؤلاء الشباب المنضمّين إلى الفصائل الآشورية كأشخاص يؤمنون بما يفعلونه ولكن ليس كمشروع فخّ، إن كل شاب من هؤلاء مستعد لأن ينخرط في فوج آشوري حقيقي فيما لو توفّر ذلك، وهذا لن يتوفّر إلا بقرار من المهجر وبمساندة دولة خارجية بكل فخر، أما إذا قرر بعض ناشطي المهجر الوقوف إلى جانب سردار وكركار وطرطار وما هنالك من أفغان دخلاء على آشور، فعندها ليس من الضروري أن يفرض على باقي الآشوريين دعم زملائه هؤلاء، ويصنفهم بالخيانة لو عارضوه.
كل آشوري يعيش في المهجر ويحمل فكر "وطني عراقي" هو إنسان ميؤوس منه قوميا وعقيم فكريا لأنه يبني فكره على الرمال، أي على دولة العراق التي صنعها الإنكليز وخلقوا شعبا هجينا تحت إسم "الشعب العراقي" الذي سيستمر بتآكل بعضه لكي تبقى أضواء لاس فيغاس مشعشعة حتى الصباح (بالإذن من نعومي كلاين)، فبالنسبة لي كقومي آشوري : اللعنة على أضواء لاس فيغاس ومن يحوّل نفسه إلى وقود لإضاءتها بتخلفه، ما يهمني هو أن العراق تحوّل إلى مقبرة الآشوريين منذ أن تمّ تفقيسه في مفاقس لندن وإعادة تهجينه عام 2003 في مختبرات واشنطن وتل أبيب.
وإن النماذج البائسة من الأميين في المهجر الذين يزحفون لإلتقاط الصور مع كل "سيـّـد" يأتيهم من العراق، أيا كانوا، ناشطين أم سياسيين أم رجال دين، وسواء كان سيّدهم المالكي أم النجيفي أم البرزاني، هم ليسوا أنظف ممن كان يزحف لإلتقاط الصور مع سفراء صدام، وكل كاتب أو ناشط يتملق للأكراد أو دولة العراق الإرهابية (خصوصا من المهجر) ويسكت عن طرف فيما ينتقد طرفا آخر فهو ليس سوى بوق.
أعتقد أن هذا الحكم أصحّ من حكمك.
للمزيد، بإمكانك متابعة ندوتي في وكالة الصحافة الروسية في موسكو بتاريخ : 28/11/2014 حول "الآشوريون وإدخال داعش إلى العراق"، وفيها أتحدّث باختصار عن مصادر الدعم لداعش وتشكيل الفصائل الآشورية والمطلب القومي الآشوري – مدتها 28 دقيقة ولن تأخذ الكثير من وقتك.
الرابط إلى الندوة :
https://www.youtube.com/watch?v=xy7VWuPQDsgآشور كيواركيس – بيروت