المحرر موضوع: هراطقة اليوم وهرطقة أيام زمان  (زيارة 5632 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هراطقة اليوم وهرطقة أيام زمان
د. صباح قيّا
أعود إلى ستينات القرن الماضي وأنا ما أزال طالباً في كلية طب بغداد وأحد أعضاء " أخوية الشباب الجامعي المسيحيي " التي كانت ملتقى عدد من الطلبة الجامعيين المسيحيين , بغض النظر عن إنتمائهم القومي أو المذهبي أو المناطقي وما شاكل , مساء الخميس من كل إسبوع في كنيسة " أم الأحزان " الكائنة في الزقاق  الشهير المعروف ب " عكد النصارى "  في منطقة رأس القرية .... كان المطران الراحل ,  ألأب آنذاك " موسيس " الملقب ب " قس عنتر "  مرشداً  للأخوية يساعده المرحوم الأب " فيليب هيلايي " .... شاءت الصدف أن أدعم مداخلتي على الموضوع الثقافي لإحدى الإجتماعات بمختارات من الكاتب المبدع والشاعر الرقيق  والفنان القدير " جبران خليل جبران " رحمه الرب ... وما أن أنهيت تعليقي حتى انبرى لي المرحوم " مرشد الأخوية " بنبرة انفعالية حادة وملامح متشنجة  معقباً على ما قلت , بل موبخاً بحزم  : كيف لي أن أستشهد بكتابات صادرة من " هرطوقي " ؟ ... بصراحة لم أكن أعرف ماذا تعني هذه الكلمة , ولا أبالغ إن قلت بأنها طرقت سمعي لأول مرة . ولكن بحكم " الحاسة السادسة " تراءى لي بأن هذه الصفة  لا بد وأن  تطلق على من يقف بالضد من الكنيسة كمؤسسة  و / أو المسيحية كدين ... ورغم عدم تعمقي بأدبيات " جبران " بهذين  الجانبين بالذات , إلا أنني لم المس من بعض مؤلفاته التي طالعتها غير التفاعل مع الخصائص النبيلة لجوهر الإنسان والتي تنسجم تماماً مع القيم المسيحية الواردة على لسان المخلص ورسائل تلاميذه ... تمالكت أعصابي الشبابية وتماسكت أمام هول المفاجأة مجيباً .. أبونا .. جبران كاتب لامع بشهادة كل المهتمين بالحقل الثقافي .. وحالاً تعالت أصوات قسم من الحاضرين  تأييداً لما ذكرت ... وكي يبرهن , رحمه الله , بأنه لم ينل لقب " قس عنتر " إلا عن جدارة واستحقاق ... صرخ بنا جميعاً مؤكداً أن جبران ضمن قائمة الهراطقة مع " ميخائيل نعيمة " وآخرين من أدباء المهجر حسب تصنيف الكنيسة الكاثوليكية في روما , وأنه لن يسمح لأيٍ من الحضور مستقبلاً بالإستشهاد حتى بحرف مما جاؤوا به .... حينها ساد صمت الأموات تتخلله نظرات البعض للبعض الآخر , منها مشككة ,  أو متسائلة , أو مندهشة  , أو ممتعضة  , أو متهكمة وربما ساخرة ... كل عين تنطق بما يشعر صاحبها .
مرت السنون لتصل بي إلى العام الماضي وأنا أستمع إلى محاضرة لأحد رعاة كنيستنا الكلدانية التي استضافته " مجموعة دراسة الكتاب المقدس " في وندزر – كندا . كانت المفاجئة بالنسبة لي عندما اختتم الأب محاضرته بمقولة لجبران . إقتربت منه بعد انتهاء الجلسة متسائلاً : أبونا .. كيف تستشهد بمختارات من جبران والكنيسة  تعتبره هرطوقياً  ؟ ... سردت له ما أوردته أعلاه .. أجابني مبتسماً بأن ذلك كان من زمان , وأضاف بأن الكنيسة تعتز وتفخر بأدبياته . وأنه , شخصياً ,   أحد المهتمين والمعجبين بإصداراته ويقرأ له باستمرار ... سبحان مغيّر الأحوال .. أعترف بأني لم أقرأ أو أسمع بأن الكنيسة قد أسقطت تهمة " الهرطوقي "  عنه . تذكرت وقتئذٍ  إعلان البراءة الذي كانت تنشره الصحف المحلية أيام زمان لنفي التهمة الشيوعية عن صاحبها ومفاده " يتهمني البعض بأني من حملة الأفكار الهدامة , ولكني أعلن براءتي من هذه التهمة , وسأبقى مخلصاً للملك والوطن " ... ولكن " جبران " لم يعلن البراءة , بل بقيت أفكاره خالدة ليست داخل مؤلفاته وحسب , بل تنشرها  أقلام الكثيرين من عشاق المعرفة ... ومن دون شك بأن للإنفتاح الكنسي المعاصر دوره الفعال في غض الطرف عن التصنيف الهرطوقي له ولأقرانه , بل  ربما التراجع عنه رغم عدم إعلان ذلك جهاراً .
ما حل بالفيلسوف " جبران " سبق وأن ناله العديد من الفلاسفة والمفكرين وحتى العلماء . ولكن , للأسف الشديد طالت صفة  الهرطقة وتبعاتها  مجموعة لا بأس بها من اللاهوتيين المتميزين وأشهرهم " ألبطريرك نسطورس " . لا يمكن إنكار كونه من جهابذة اللاهوتيين رغم إختلافه مع لاهوتيي زمانه في تفسير طبيعة المسيح والذي أدى إلى ما آلت إليه الكنيسة آنذاك ولا تزال تعاني منه . ولو لم تحرق أو تتلف كتاباته التي تشير إلى مدى تعمقه وتبحره اللاهوتي لأغتنت الكنائس جميعها بالغزير من تحليلاته وتفاسيره لما جاء في تعاليم الرب ورسائل رسله . وبالرغم من هذه الحقبقة التي يعترف بها المنصفون , إلا أن ذلك لا يعني إسقاط صفة الهرطقة عنه كموقف شخصي من قبل أي من الآباء أو  العلمانيين المنتمين للكنيسة الكاثوليكية الجامعة . ألقرار كنسي صدر من أعلى سلطة , ونقضه يتم من أعلى سلطة أيضاً . أما المواقف الشخصية من دعاة الكثلكة ,  خلاف ذلك , فإنها تدخل ضمن التلاعب بالعواطف وكسب الود , وعذراً إن قلت بأنها " كلمات حق يراد بها باطل " .
يتبادر الآن السؤال التالي : هل هنالك استعداد للسلطة الكنسية العليا تحقبق ذلك ؟ ألجواب كلا ونعم رغم كونه جواب محيّر . لماذا كلا ؟ ... قبل الإجابة لا بد وأن أذكّر بما جاء على لسان البابا القديس الراحل " يوحنا بولس الثاني " عن رايه في التفسير النسطوري بأنه " تعبير لفظي " . إذن لماذا لم ينقض القرار في حينه ؟ ... لو قام بذلك ماذا سيكون الموقف من " كرسي الإسكندرية القبطي الأرثذوكسي " العدو اللدود للنسطورية بدون منازع ؟ . لا أعتقد أن " كرسي روما " مستعد لهذه المجازفة التي لن يحسد على عواقبها إلا إذا تم التنسيق بين الكرسيين لتحقيق نفس الهدف وبذلك تكون الإجابة نعم .
إضافة إلى " ألهرطقة " التي تعني , حسب قاموس الكنيسة المسيحية , نكران أو التشكيك بجوهر عقيدة الإيمان المسيحي ممن سبق وأن تعمذ .  هنالك تعبير " ألإنشقاق " ومعناه خرق منظم ومتعمد للوحدة المسيحية . وأيضاً " ألإرتداد " الذي يعرف بأنه الهجر الكامل للإيمان المسيحي ممن قبله سابقاً بكامل حريته .... لقد شهدت الكنيسة عبر تاريخها العريق كل هذه الأباطيل ولم تتوقف بل ربما تتفاقم في العصر الحالي ...
بصراحة ، مأساة المسيحية اليوم ليست في التفسير الإلهي ... من الذي تعنيه طبيعة المسيح وأقانيمه ؟ كم من الكاثوليك يستطيع الإجابة بدقة على ذلك وكم منهم يفهم اللاهوت والناسوت , وذلك حتماً ينطبق على مذاهب أخرى عدا البدع الجديدة الغارقة في الضلال والتي يتم توجيه أتباعها من خلال التلقين المبرمج ... مأساة المسيحية اليوم في هراطقة هذا الزمان ... نعم أنا هرطوقي ... أدخل الكنيسة كي تمحى خطيئتي وأخرج منها محملاً بالخطايا .. أنشر الكراهية بدل المحبة وأمارس النميمة بدل الصدق وأدعو للشقاق لا للإخاء ... أتناول القربان كتقليد بدون إيمان ... نعم أنا هرطوقي .. أصعد شماساً على المذبح وقلبي مملوء بالضغينة والكراهية ... أحيك الدسائس لأقراني من الشمامسة ... أقرأ المزمور وصفحة من تعاليم الرسل ولا أريد أن أفهم ماذا تعني كي أعيش الحياة على هواي ... نعم أنا هرطوقي ... لبست لباس الكهنوت وأعظ بما لا أعمل كي أطبق ما قيل " إسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أعمالهم " ... أبتسم لمن جيبه مثقلاً بالعملة الصعبة .. أقرّب من أشاء وأبعد من أشاء كي يقال نعم لما أقول والويل لمن ينطق بلا .. نعم أنا هرطوقي ... وصدق غاندي في قوله " ليست لي مشكلة مع المسيحية بل مشكلتي مع المسيحيين " ...  ألا تباً لهراطقة اليوم وما أكثرهم وابعدهم عن الإيمان , ورحمة لهراطقة الأمس وما أقلهم وأقٌربهم للإيمان .
   
       



غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4988
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي صباح قيا
شلاما
احسنتم بمقالتكم هذة التي بدون مبالغة اعتبرها تاج للمقالات التي تتناول هذا الموضوع الحساس
واعتقد اننا حين نفشل في حل اختلافاتنا المتواصلة والقاءمة على اجتهادات دينية لرجال الكنيسة  لقرون خلت
فاننا علينا ان نلوم انفسنا بالدرجة الاولى في عدم استطاعتنا من اتخاذ المحبة المسيحية مفتاح لها
وذلك اعتبره نقصا في الايمان المسيحي
والرب يبارك

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي اخيقر يوخنا
بشينا
شكراً جزيلاً على تثمينكم للمقال والأمل انني استطعت أن أعالج مسألة " الهرطقة " من وجهة نظر محايدة  وبدون تأثير العواطف والمشاعر الذاتية .
 قناعتي أن كلمة " الهرطقة " يجب أن تركن فوق الرفوف العالية , وأن يعاد النظر بالملفات الخاصة بمن تم تحريمه بموجبها وإعادة الحق لمن يستحقه وبالأخص الكتاب والفلاسفة والمفكرين وأهل العلم .  أما الإجتهادات اللاهوتية فقد تحتاج إلى مداولات مستفيضة بين المؤيدين والمعارضين بغية الوصول إلى صيغة تخدم وترضي  الجميع , فألذي وضعه  البشر يغيره البشر . ولا يمكن إغفال حقيقة كون معظم بل جميع  الإجتهادات  تكمن في طياتها غريزة " الأنا " بعفوية أو بقصد .
حسب معلوماتي بأن قائمة الأدباء والكتاب الذين تم هرطقتهم يتجاوز السبعين , ويا حبذا لو يبادر أحد من رواد الموقع بإغنائنا بالمتيسر من المعلومات حول ذلك .
تحياتي


غير متصل قيصر شهباز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 412
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عزيزنا ألدكتور صباح قيا ألمحترم،

مقالتكم رائعة وذو طابع منطقي، إن ألإجتهادات ألبشرية معرضة للخطأ سيما أن ألإنسان عموما يتصف بطبيعة خاصة هي محصلة مسار نموه ألعقلي وألتعليمي وألإجتماعي، وكما تعلم هنالك ألعنصر ألوراثي  ألذي قد يلعب دورا مؤثرا في ألإجتهادات ألصادرة، أمور قابلة إلى ألتغيير وإختلاف ألنظر من ألإنسان ألذي عاصر زمنه قبل قرون عديدة، تعتمد على وضعية ألإنسان ألإجتماعية وألسلوكية، في إحدى ألمواقع ألأوربية نقل عن قداسة ألبابا فرنسيس بأنه لا يوجد جنة وألجحيم بالشكل ألمفهوم، هذا هو نقل عام من قبلي في ألطريقة ألتي فهمتها، لندع ألقول بصحة مقولة قداسته ألمنقولة، إذا هنالك مفاهيم قد تظهر في ألمستقبل تفند ألإجتهادات ألقديمة ألصادرة من رجال تقلدو مواقع ألقيادة ألمسيحية، معتمدتا على ألضروف ألسائدة حينها وعلى ألنفسية ألإجتماعية للمجتهد.

أخي ألدكتور صباح، مقالة في محلها تحتوي على ألصدق لشخصكم ألكريم.

أخوكم قيصر

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
الدكتور صباح قيا المحترم
شلاما
يبقى السؤال: هل من حق احد ان يكفر ويهرطق وبالتالي يعدم المقابل بهذه التهمة ؟!
طرحت السؤال قبل التعليق، لاعتقادي بأن هذه التهمة الفكرية والايمانية يجب ان تمحى من الفكر والفلسفة الدينية، خصوصا بعد التطور والتنوير الفكري الذي شهده الانسان، ووصوله الى مرحلة الانفتاح والتعلم من الافكار المغايرة.
استاذ صباح: تزامن نشر مقالتك هذه مع قرائتي لكتاب "الوجه الاخر للمسيح" للكاتب والباحث فراس السواح، فهو يقول:  ان ما فعلته الكنيسة القويمة (كنيسة روما) من اضطهاد بحق خصومهم، خصومهم من الطوائف الاخرى المسيحية الاخرى، واعتبارهم هراطقة يجب مكافحتهم بكل الوسائل، جعلها اكبر كنيسة، بعد ان تحول الامبراطور قسطنطين الى المسيحية مطلع القرن الرابع الميلادي، وصارت المسيحية القويمة دينا للدولة. لقد تحول رجال الكنيسة من ضحايا لاضطهاد السلطات الرسمية الى مشرفين ومحرضين على اضطهاد خصومهم، فجرى منع تداول كل الادبيات المسيحية التي لا تتناسب مع الفكر القويم، وصار اقتناء الكتب المخالفة جريمة يعاقب عليها القانون، لذا شنت الكنيسة حملات تفتيش واسعة على هذه الكتب واحرقتها. انتهى الاقتباس
انه من المؤكد لو ان الامبراطور قسطنطين كان قد اتخذ مذهب آخر (نسطوري مثلا او ارثودوكسي او غنوصي او مانوي) لكان الامر مختلف الان وكانت كنيسة روما غير التي هي ما عليه الان... بالنسبة للمسيحية، ان عملية فرض المذاهب بالقوة انتهى زمانها، لكن هل ستنتهي عملية التكفير فيما بيننا نحن المسيحيون ؟ وهل ستظل الكنائس تحارب بعضها البعض (من جوّه ليجوّه !)؟
ما اؤمن به هو: انه ليس من حق اي انسان مهما علا شأنه على هذه الارض، من ان يكفر ويهرطق وبالتالي يقتل ويصفي جسديا من خلقه الخالق على صورته... انها مهمة الرب.
ملاحظة: الكلام اعلاه لا يخص الاسلام لان القضية محسومة ولا (ارتداد !) فيها... المسلمون مؤمنون، ومن عداهم مشركون او مرتدون وكفار يجب تخليص العالم من كفرهم وهرطقتهم !!!
تحياتي 

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 عزيزي د. صباح قيا
صباح الخير
من المواضيع المهمة التي اهتميت بها منذ ما اصبحت أحد اعضاء اخوية ام المعونة الدائمة في مرحلة الرابع الاعدادي سنة 1978م كان موضوع الهرطقة والهراطقة. دوما كنت ضد التحديد والتمسك بقوالب الفكرية القديمة الحاضرة،  لهذا كنت اود الاطلاع على أفكارهم وسبب نبذهم او طردهم من الكنيسة.
ولكن لصعوبة توفر المصادر لم أستطيع الحصول الا على معلومات قليلة. وفي مرحلة الجامعة، كنت ضمن الوجبة الاولى الذين التحقوا بالدورة اللاهوتية التي اقامها الابداء الدومنيكان في بغداد تحت ادارة  الاب يوسف توما (المطران حاليا) في حينها وبمشاركة عمالقة الفكر اللاهوتي والفلسفي والتاريخي للكنيسة الكاثوليكية في العراق ( المطران بولص دحدح/ تاريخ الفلسفة، الاب يوسف توما/ اللاهوت المعاصر/ الاب العلامة لوسيان كوب المخلصي/ كتاب المقدس، الاب العلامة البير ابونا/ تاريخ الكنيسة، المرحوم الاب روبير الكرملي /روحانيات، الاب يوسف عتيشا /التربية المسيحية وغيرهم) .في هذه الدورة (ثلاث سنوات ثلاث ساعات في الاسبوع)اطلعت على افكار  بعض الفلاسفة الكبار والقريبين من توجه الكنيسة او الذين تداخلت مواقفهم مع موقف الكنيسة الرسمية في القضايا اللاهوتية والانسانية.
المهم بقت قضية الاهتمام بالهراطقة والبدع ومدارسهم موضوع تحدي لي دوما.
حينما هجرت الى استراليا وفتح المجال امامنا من خلال الاحتكاك بالمكتبات في الجامعات، بدأت اجمع المصادر المهمة حول هذا الموضوع، ولكن كنت اود ان يكون المصدر الرئيسي المعتمد  ان يكون معتمد من قبل الكنيسة لأنني كنت اشتغل لجان عديدة في خدمة الكنيسة ( كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع في مدينة ملبورن)، فلم اشيء  التحدث بقضية مهمة مثل موضوع الجدالات اللاهوتية في المجامع والهرطقات والبدع التي ظهرت كي لا اخرج من توجه الكنيسة وكذلك الحاضرون هم اعضاء اخوية ( اخوية مريم العذراء حافظة الزروع التي كنت احد المسؤولين المباشرين لها رسميا).
 أخيرا حصلت عن طريق أحد الأصدقاء على ثلاث اجزاء من كتب المطران (الاب سابقا) سليم بسترس من أردن التي هي تحت عنوان (الفكر المسيحي بين الامس واليوم / اللاهوت المسيحي المعاصر والانسان المعاصر).
فحضرت ثلاث محاضرات مفصلة عن هذا الموضوع تحت عنوان (الجدالات والنقاشات في المجامع المسكونية الستة الاولى).
فيها تطرقت على كل البدع او الهرطقات او أفكار اللاهوتية التي ظهرت في القرون الستة الأولى من المسيحية وكيف تم تحديد موقف الكنيسة منها لاهوتيا.

اخي صباح باب القصيد من هذا الحديث المطول ربما يكون ممل للبعض، أولا اشكرك على طرح الموضوع، لكن على حد قول المثل (لك زمان رجال ومقام) كانت كلها محاولات لتفسير اللاهوتي لشخصية المسيحة لكن البعض فشلوا في الاقتراب من الحقيقة التي كانت معقولة لهم في حينها ( لان الحقيقة ايضا لها علاقة بالمعرفة التي تزداد وتتغير من جيل الى جيل كقضية الجاذبية).
 
فقط اود ان اقول كلمة بحق  رجال الكنيسة والمسيحيين او الرسل الاوائل،  ان متاكد لم تكن الكنيسة لما كانت المفاهيم الإنسانية بهذه القوة او الدرجة من النضج وهذا الانتظام اليوم ، ولم يكن للكنيسة نظام وارادة وتصميم لها كان لها الامكانية من ترويض الوحشية الموجودة في عمق الانسان عبر عشرين (لاحظ المدارس الدينية في المجتمعات الأخرى والبريرية والوحشية الموجودة فيها)، مالم تكن للكنيسة خطة وتعاليم وقواعد ودستور، لم يكن يكتب نجاح في مسيرتها ، بل قد لم تكن الكنيسة موجودة تماما اليوم.

نعم في كثير من المرات كانت الكنيسة خاطئة وقاسية وغير دقيقة كما يلزم (لان الذين اخذوا القرارات كانوا مثلنا بشر ضعفاء) ولكن انا كمسيحي الذي اعشق الفلسفة والعلوم واحاول دراسة اي قضية فكرية من ثلاثة زوايا (الفلسفة والعلم واللاهوت) أرى دور الكنيسة في ترويض هذه الوحشية في الانسان كان مهما ومصيريا، بل لها يعود الفضل في ايصال الحضارة الانسانية الى هذه الدرجة، ففي سبيل المثال نحن الشرقيون لو لم نكن مسيحيون الا تظن كنا من مؤيدي الدواعش وفكرهم الظلامي والوحشي اليوم لان كنا( كل انسان) نسير مع فكر بيئتنا!!.

 نعم رغم بطء التطور الفكري في الكنيسة لكنها حكيمة وخدمت الانسانية بفضل رجالها وقديسيها أكثر من اي مؤسسة او ديانة او حضارة اخرى وجدت.

ولكن خوفي ان ننكر  نحن المسيحيين الشرقيين وننسى ايضا دورها في االمهجر كما فعل الاوربيين الذين يبدو فقدوا القابلية للتذكير ماضيهم وتحليل تاريخيهم، فقط يتذكروا فترة محاكم التفتيش او غيرها لكن لا يهتموا بمن وضع وانشأ المفاهيم الانسانية في مدارسهم.

اخوكم  يوحنا بيداويد
ملبورن
7 اذار 2016

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الدكتور العزيز صباح قيا
تقول بأن الهرطقة شملت كبار اللاهوتيون.... ولا غرابة في ذلك
 بالتأكيد الهرطوقي لا بد أن يكون شخص ضليع بالدين، ومفكر، وله القابلية بإيصال نتائج أبحاثه، لكن هذا لا يعني بأن صفة الهرطوقي إن طالته فهي خطأ في حالة أن يكون مستحقاً لها
مارتن لوثر، شخص ذكي جداً، بسببه أصبحت الكنائس التي تتبعه متعددة الأفكار والطروحات
آريوس ليس جاهلاً، ولا يعقوب البرادعي، وإن كان نسطوريوس أخف منهم وطأةً إلا انه حاد عن التعاليم الصحيحة شئنا أم أبينا، رغم أنه يملك الكثير الذي قد يكون مفيداً
شخصياً بدأت أرى المقاييس بطريقة أخرى:
من يطرح فكر يؤدي إلى قلع اشخاص من جذورهم فهذا هرطوقي
لذا قلت في مقالي الموسوم (هل هناك وحدة خارج الكنيسة الكاثوليكية؟) مايلي:
ولو تكلمنا عن كنيستنا الكلدانية، وأسلمنا جدلاً كما يجاهر المتحذلقون بأن الوحدة هي في العودة إلى الجذور، ويقصدوا بذلك أن نعود نحمل تسمية كنيسة المشرق، فعلينا أن نجيبهم ونساهم في إزالة الغشاوة من أعينهم، بأن الجذور إن كانت في كنيسة المشرق، فجذور الجذور هي في الكنيسة الكاثوليكية
ورغم أن البابا الراحل اعطى رأيه في قضية نسطوريوس بأن الخلاف في التعبير اللفظي كما أشرت طي مقالك، لكن علينا ان نتذكر بأن تلك التعابير وسوء فهمها أدى إلى انسلاخ كنيسة المشرق من جذورها
اما عن هراطقة اليوم، فسأختلف معك واعاكسك، فكما ان البعض يريد عكس الحقائق ويطالب بأنسلاخ الكلدان عن كنيستهم الأم الكاثوليكية، هكذا فأن هراطقة اليوم هم من لم عكس التيار الجاري والجارف والذي يسلكه السواد الأعظم
فيصبح لنا...انا هرطوفي لأني أصيل
أنا هرطوقي لأني صريح
وهكذا دواليك
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الدكتور صباح قيا والسادة المتحاورون الكرام
تحياتي
حب السيطرة وفرض الرأي موجود لدى الكثيرين من بني البشر ورجال الدين ليسوا استثناءاً وقد وقعت أخطاء كثيرة خلال تطبيق التعاليم اللاهوتية بسبب العناد والتشبّث بالراي ولا مجال للدخول في تفاصيلها الآن.
بطريرك القسطنطينية مار نسطوريوس المتّهم بالهرطقة والتي أساسها بالدرجة الأولى رفضه لمقولة أم الله واصراره على أم المسيح الأمر الذي فَهِمَ من قبل القسم الأكبر من الذين حضروا مجمع أفسس سنة 431 م. بأنّه انتقاص من قيمة الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس في حين ان قانون الايمان يقول بأنّه مساوٍ للأب في الجوهر .
لا علاقة للامبراطور قسطنطين بالموضوع كما ذكر أحّد الاخوة لأنّ هذا المجمع انعقد بعد وفاة قسطنطين بحوالي 100 سنة.
لم تكن هناك أيّة رابطة بين البطريرك نسطوريوس وبين كنيسة المشرق التي اتّبعت تعاليمه لاحقاً خوفاً من اضطهاد امبراطورية  فارس ضدّ المسيحيين بشكل عام وبصورة خاصّة أولائك الذين يتبعون روما بسبب العداء التاريخي  المحتدم بين الجانبين وكل من كان يتبع روما كان يعتبر خائناً يعرِّض نفسه للموت.
يبقى الاختلاف بين العقيدتين  الكاثوليكية والنسطورية لفظيا كما صرّح قداسة البابا الراحل القديس يوحنّا بولس الثاني على اعتبار أنّ المسيح هو الله وعليه تكون أم المسيح هي ام الله أمّا اذا وُضِعَت فروقات تقَلِّل من قيمة الأقنوم الثاني فانّ الأمر  يصبح مخالفاً لقانون الايمان الذي تقبل به جميع الكنائس دون استثناء.
هراطقة اليوم غير المعلنين كثيرون وأيّ رئيس كنيسة لا يعمل على التقارب وحلّ الخلافات القائمة لتوحيد الكنيسة بغية الاحتفاظ بكرسييه هو هرطوقي من الدرجة الأولى مهما كان انتماؤه لأنّه يعمل ضدّ رغبة الربّ الذي طلب بأن يكونوا واحداً.

غير متصل بهنام موسى

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 157
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ صباح قيا المحترم
تحية المحبة وبعد اذنك
الاستاذ زيد ميشو المحترم
تحية المحبة
للتصحيح ان مار يعقوب البرادعي ليس هرطوقيا ولا يوجد اي مجمع مسكوني حرمه لانه ببساطة مولود في بداية القرن السادس وتوفي 578م  وليس له اية عقيدة خاصة به 
 فهو شخص مجاهد في تاريخ الكنيسه وتقدسه وتعتز به  مثل مار مارون عند الموارنه
مع تحياتي
الشماس بهنام موسى

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأخ العزيز  قيصر شهباز المحترم
سلام المحبة
شكراً على إضافتك وتثمينك للمقال والأمل أن أكون عند حسن الظن دوماً
أتفق مع ما جاء في مضمون مداخلتك لذلك لا بد أن تعيد الكنيسة النظر ببعض من إجراءاتها كل ما كان ذلك ممكناً بحيث أن لا تتعارض الإعادة مع جوهر الإيمان . ألكنيسة التي برأت اليهود  من دم المسيح ممكن لها أن تعمل أي شيء وخاصة أن القرار اعتمد  التعبير اللفظي "دمه علينا وعلى أولادنا " لتفسير ذلك وتحقيق ما أصبح ساري المفعول ومقبول عند الأغلبية المطلقة . ألهرطقة كانت لها ظروفها وأسبابها ولن تقنع العقل البشري المعاصر .
تحياتي


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: هراطقة اليوم وهرطقة أيام زمان
« رد #10 في: 21:04 08/03/2016 »
ألأخ اوراها دنخا سياوش المحترم
بشينا
شكراً لمرورك وإضافتك . من المعروف عملياً أن المسحوق يظل مدافعاً عن المسحوقين مقاوماً ا لساحقين ما دام هو خارج السلطة ولكن حال ما يستلم السلطة فينقلب إلى أقسى ساحق . ذلك ما أثبتته مجريات التاريخ والكنيسة برمتها جزء من هذا التاريخ . ألقانون هو الذي يسري سواء كان على مستوى الدولة أو المؤسسات والكنيسة مؤسسة لها قوانينها المرحلية وقرارتها بالإجماع أو الأغلبية . ألكثير من الإجراءات كانت لها مبرراتها ومن الممكن الرجوع عنها عند زوال تلك المببرات وملابساتها . أنا كعلماني أطرح قناعتي ويبقى الرأي لأصحاب القرار ولكن ذلك لا يعني البقاء سلبياً بل التذكير بين فترة وأخرى , والإلحاح يفل الحديد كما يقال
تحياتي

غير متصل Yousif beth Nohra

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 81
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: هراطقة اليوم وهرطقة أيام زمان
« رد #11 في: 22:54 08/03/2016 »


‏الاخ د. صباح قيا المحترم

سلام

المسيح أرادها كنيسة بسيطة نقية تعكس حياته الارضيّة ولكن كل ذلك تغير بتوالي السنين والقرون عندما تغلغلت فيها الفلسفة اليونانية بمدارسها المتنافسة أولاً. وبعدها صارت المسيحية دين الدولة الرومانية ثم تدريجيا تحولت الكنيسة الى مجموعة مؤسسات متصارعة وهذا كله من طبع البشر.

هراطقة الماضي كان مصيرهم الفصل من الخدمة ‏على اقل تقدير، ‏هذا إذا كانوا محظوظين أما الباقين فكان مصيرهم الاهانة والنفي وحتى التعذيب والموت. وحتى نتاجهم الفكري كان ينتهي الى المحارق ، لدرجة يصعب الحصول اليوم على فكرة واضحة عن ارائهم لانها في الغالب مذكورة في كتابات من حرمهم من الخصوم. والظريف ان التهمة لم تبق حصرا على اللاهوتيين بل امتدت الى كل من خالف ، ولم يسلم منها حتى العلماء.

ربما أحسن  ‏مفردة تقابل في العصر الحديث كلمة هرطقة هي كلمة معارضة. والمعارضون باختلاف مشاربهم كثيرون هذه الأيام بل انهم علامة حيوية في المجتمعات الحديثة. وعليه فان مفعول صلاحية الكلمة (هرطقة) انتهى منذ زمن طويل ، ولا يتمسك بها غير المتعصبين وأكثرهم جهلة وممن يحاول ان يثير فرقة اكثر بدل المحبة التي هي حجر الزاوية في المسيحية.

قبل سنين قرأت كتابا من تأليف Philip Jenkins عنوانه
JESUS WARS, How Four Patriarchs, Three Queens, and Two Emperors Decided What Christians Would Believe for the Next 1,500 Years.
والكتاب شيق للقراءة وليس طويل وسعره زهيد وهو متوفر في Amazon وغيره. ويؤرخ للقرون المسيحية الاولى وظروف وحيثيات وماسي المجامع وكيف تداخلت المصالح والسياسة وأنا صانعي القرار في رسم صورة الإيمان الذي أخذ قروناً طويلة ، ولم يكن فكرا جاهزا متكاملا بعد قيامة المسيح مباشرة كما يتوهم البعض ممن يعتقد ان دور "الهراطقة" كان تحريف الحقائق الثابتة.

تقبل احترامي

http://www.amazon.com/Jesus-Wars-Patriarchs-Emperors-Christians/dp/0061768936/ref=sr_1_1?ie=UTF8&qid=1457464298&sr=8-1&keywords=Jesus+Wars
.

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: هراطقة اليوم وهرطقة أيام زمان
« رد #12 في: 08:19 09/03/2016 »
ألأخ يوحنا بيداويد
سلام المحبة
شكراً على مداخلتك القيمة واستعراضك الشيق للوصول إلى الحقائق عن الهرطقة والهراطقة . كما أحيي فيك الجهد المتواصل الذي تبذله لخدمة الرعية ضمن أجواء كنيستنا المعذبة وخارجها ، وإني أتابع ما تكتب منذ دخولي الموقع .
أتفق حتماً مع ما أتيت به وكما تعلم أن التفسيرات اللاهوتية كانت متأثرة بفلسفات ذلك الزمان وبالأخص اليونانية . وقد كان لإفلاطون الحصة الكبرى في محاولة تقريب رؤياه إلى ما ورد في العهد الجديد . وعلى ما أعتقد استمرت هذه الإتجاهات لحين بروز القديس أوغسطين والذي كما هو معروف قاسي من مخاض أفكار عصره حتى استقر به الإيمان المسيحي بمشيئة الرب . ورغم كونه من عباقرة  اللاهوتيين   الذين ساهموا بغزارة في رفد الكنيسة بتفسيراته وتحليلاته العميقة إلا أن هنالك البعض من اجتهاداته يتحفظ عليها عدد لا بأس به من اللاهوتيين المعاصرين فهل يعني الحكم عليه بالهرطقة ? كلا ومليون كلا بسبب تطور الفكر الكنسي وخاصة الغربي وقبوله بالأفكار المتجددة . وبالمناسبة أنه من أصول جزائرية حيث ولد في إحدى زواياها آنذاك .
أشكرك على تثمينك للمقال وإضافتك القيمة
تحياتي

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: هراطقة اليوم وهرطقة أيام زمان
« رد #13 في: 08:48 09/03/2016 »
ألعزيز زيد
سلام المحبة
أوردت عدة محاور وكل محور يحتاج إلى مقال على أقل تقدير ولو ناقشتها معك لخرجت عن جوهر الموضوع وهذا مالا أفضله .
أتباع لوثر لا يعتبرون هراطقة , أما عن ذكائه فلا يمكن أن أحددها أنا أو أنت بل إختبارات الذكاء القياسية . ولكن أستطيع أن أقول بأن غطرسة الكرسي البابوي آنذاك والتي تدل على الغباء , إذا سمحت مع الإعتذار , هي السبب الأساسي بعدم معالجة مقترحاته بروية وحكمة . وهذا ينطبق أيضاً على الموقف من الإمبراطور هنري الثامن , وقد خسرت الكنيسة الأم الكثير نتيجة فقدان الرؤية السليمة وسوء تقدير الموقف .
من عارض وقاوم نسطور بشدة هي كنيسة الإسكندرية وأنطاكية على ما أعتقد وروما دخلت على الخط حسب طلب رؤساء الكنائس الشرقية ,ورغم الموقف المؤازر لروما خذلتها تلك الكنائس والأسباب معروفة ,
أخي زيد : نحن لسنا بنبتة ضعيفة كي يقتلعنا أي ما كان من الجذور , المهم الثبات على المبادئ بدون معاداة الآخرين . بصراحة , لكني لا أقبل أن أكون هرطوقيَاً كوني صريحاً , إن الطعن المؤلم جداً هو الصادر من بيننا نحن نتيجة حب الذات وغريزة الأنا المستفحلة عند هراطقة اليوم.
تحياتي

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: هراطقة اليوم وهرطقة أيام زمان
« رد #14 في: 08:15 10/03/2016 »
ألأخ الكريم عبد الأحد سليمان بولص
سلام المحبة
شكراً لإضافاتك وإيضاحاتك لما جاء في المقال ومداخلاته والتي أغنت الموضوع بمزيد من المعلومات القيمة الضرورية لكاتب المقال وقرائه . لا شك بأنه الإسلوب الأمثل لمناقشة ما ينشر  على المواقع بغية توسيع مساحة الفائدة , وهذه ليست مجاملة , بل دعوة لهجر الهرطقة الكتابية , إن صح التعبير , والتي يتسم بها البعض للأسف الشديد  .
تحياتي

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: هراطقة اليوم وهرطقة أيام زمان
« رد #15 في: 08:22 10/03/2016 »
ألأخ الشماس بهنام موسى
سلام المحبة
شكراً على المعلومة والأمل أن ينتبه إليها الأخ زيد ميشو ويحذف الإسم أو يدعم ما ذكره بمصدر موثوق به .
تحياتي

غير متصل Salem Canada

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 154
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: هراطقة اليوم وهرطقة أيام زمان
« رد #16 في: 02:40 11/03/2016 »
 عزيزي د.صباح قيّا المحترم. المقال رائع جداً،ولكن: كيف تصنف هذا النوع من الكهنة!؟  فكاهننا قد أفتى بِ:
(1) أفتى ببطلان أسرار جميع الكنائس المسيحية حتى الكاثوليكية منها، ما عدا أسرار الكنيسة الكلدانية المقدسة. وهذا نص الفتوى مقتبس من نشرة كنيسة أبونا سرمد ليوم الأحد المصادف 9- كانون الثاني 2011 والمطبوع بيده. وهو بنفسه يقوم ومن على المذبح المقدس بقراءة وتوضيح ما ينشر فيها من الإعلانات بعد قراءة الإنجيل.
إقتباس: {الإعلانات :توضيح لٍمؤمني كنيسة الرسولين بطرس وبولس.
_ هذه الكنيسة مفتوحة "ليقدم الاسرار الكنسية _من زواج وعماذ وتناول ووو"لكل مَن لا يملك كنيسة تخصُّ طقسه.
_ اي شخص كلداني _ومن اب كلداني في الاسرار الكنسيّة عليه الرجوع الى كنيسته الكلدانية فقط ليحصل على اي سر كنسي او تفسيح.(الترجمة من كتاب الحق القانوني). إذ لا يوجد كاهن كاثوليكي يجبركم على تغيير طقسكم. والزواج والعماذ وكافة الاسرار الاخرى هي باطلة..اي في حكم الباطل ان تمَّ بيع الطقس "لأننا لا نملك الطقس "
إذاً هي سرقة لأننا نبيع ما لا نملك.الطقس الكلداني هو بثلاث لغات(كلداني وسورت،عربي وإنكليزي) فلا حاجة لكم بالذهاب الى طقوس اخرى.
أسألهم..لماذا لا ترجع الى كنيستك في الطقس..يجيب إِنَّهُ احترام للكاهن الذي جلبني ،وإلتزام اخلاقي اتجاهها..الذي يُعمل بالطقس البيزنطي ...سيُصبِح بيزنطي..فلا يتوقع اي اسرار منا.فأنت قد مُتَّ في طائفتك وأسرارك كلها باطلة.} إنتهى الاقتباس
ملاحظة: المقصود بالطقس البيزنطي هو كنيسة الروم الكاثوليك لإخواننا اللبنانيين في فانكوفر.
(ب) أما فتواه الأعظم فهي بيع صكوك الغفران من نوع خاص جداً والتي لم يكن للبابا لاون العاشر، صلاحية منحها للمتبرعين. وهذا نص الفتوى مقتبس من نشرة كنيسة الأب سرمد ليوم الأحد المصادف 29-12-2013. إقتباس: {وأطلب من أي شخص لديه القدرة لجمع الأموال للكنيسة من التقدم ومساعدتنا.. فبناء الكنيسة هو عمل خلاصي و جماعي..ونتيجته أنه سيكون أسمك مكتوب بسفر الخلاص، فبالرغم من محدوديتك الإنسانية إلا انك قررت أن تبني بيتاً لله. فطوبى لمن يضع ولو صخرة صغيرة على بناء الرب في الكنيسة} انتهى الاقتباس. شكراً والرب يبارك الجميع.
((كل ما تحتاجه الشر لينتصر وقوف الأخيار على الحياد لا يحركون ساكنا)) أدموند بيرك.
عزيزي د- صباح المحترم: أرجوك لا تهملوا مشكلة رعيتنا الكلدانية / فانكوفر           .                                                                        6-3-2016 فانكوفر / كندا- salem

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: هراطقة اليوم وهرطقة أيام زمان
« رد #17 في: 05:58 11/03/2016 »
الاستاذ صباح قيا المحترم
تحية المحبة وبعد اذنك
الاستاذ زيد ميشو المحترم
تحية المحبة
للتصحيح ان مار يعقوب البرادعي ليس هرطوقيا ولا يوجد اي مجمع مسكوني حرمه لانه ببساطة مولود في بداية القرن السادس وتوفي 578م  وليس له اية عقيدة خاصة به 
 فهو شخص مجاهد في تاريخ الكنيسه وتقدسه وتعتز به  مثل مار مارون عند الموارنه
مع تحياتي
الشماس بهنام موسى


الاخوة المتحاورون الكرام

بعد الاستئذان من الدكتور صباح قيا:

تحية وتقدير للجميع

أنا شخصياً لا أؤيِّد التطرُّق لمثل هذه الأمور الحسّاسة التي لها من يجب أن يعتني بها من المختصين في اللاهوت وأنقل فيما يلي ملخّصاً لما ورد في كتب التاريخ عن هذه النقطة.

عقيدة الطبيعة الواحدة التي نادى بها اوطاخي (اوطيخا) الذي كان  رئيساً لدير كبير في القسطنطينية وهي العقيدة التي اعتبرها مجمع خلقيدونية المنعقد سنة 451 م. هرطقة أدّت الى انفصال الكنائس الشرقية ( القبطية والسريانية والأرمنية ) عن عقيدة الكنيستين الكاثوليكية والبيزنطية.

لم يرد حرم مباشر على يعقوب البرادعي الذي يعتبر قديساً لدى الكنيسة السريانية الأرثودكسية لكن شمله بالتبعية لكونه من أشدّ المنادين بالطبيعة الواحدة.

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: هراطقة اليوم وهرطقة أيام زمان
« رد #18 في: 08:10 12/03/2016 »
ألأخ Yousif beth Nohra
سلام المحبة
شكراً لمرورك وإضافنك التي  أتفق كلياً مع ما ورد فيها .
 باعتقادي أن " الهرطقة " وتبعاتها قد اختفت من قاموس الكنيسة الكاثوليكية ربما منذ استلام البابا القديس يوحنا الثالث والعشرون ,رحمه الرب , السدة البابوية  والتي في زمنه ومن بعده ابتدات حقبة جديدة اتسمت بالفكر الكنسي المنفتح والمتنور .وحتماً سيأتي الوقت المناسب الذي  تعيد الكنيسة فيه النظر بملفات الهرطقة .
 ألتراكمات السلبية التي حصلت خلال الألفين عام من تاريخ المسيحية لا يمكن أن تدفن خلال فترة قصيرة . وبالرغم من تلك السلبيات التي أملتها العقلية البشرية آنذاك متأثرة بعوامل شتى , إلا أن ذلك لا يحول دون الإعتراف بالكم الهائل من الإيجابيات التي أغنت بها المسيحية العالم برمته وبالأخص تأثيرها على بروز الحضارة الغربية وتطورها . وما المثل التي لا تزال سائدة والقوانين العادلة إلا امتداد لما غرسته المسيحية في النفوس منذ ذلك الحين .
أشكرك على رابط الكتاب الذي سأحاول الحصول عليه .
تحياتي

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1901
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: هراطقة اليوم وهرطقة أيام زمان
« رد #19 في: 08:40 12/03/2016 »
الأخ Salem Canada
سلام المحبة
شكراً على مرورك وتقييمك للمقال.
للأسف الشديد لا استطيع أن أضع تصنيفاً للكاهن المنوه عنه ولا لأي كاهن آخر . كل ما أتمناه أن تحل الإشكالات بإسلوب شفاف يسر الأغلبية . حتماً لن أتفاعل مع الإجراءات التعسفية إطلاقاً , ألخطأ لا يصحح بخطأ . من يدعو إلى ممارسة القيم المسيحية عليه أن يتحلى بها أولاً . لا نحتاج الكثير من الكتاب المقدس كي نلمس المثل التي بشر بها , بل فقط الإلتزام  بجوهر "التطويبات " التي جاءت في الموعظة على الجبل . حينها كل امر يوضع في المكان المناسب له.
أرفق الرابطين لعلاقتهما بالحوار .
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,790498.msg7417863.html#msg7417863

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,791912.msg7421721.html#msg7421721

تحياتي