السيد متي اسو المحترم
تحيّه طيبه
ملاحظه: كان بودي ان أفرد مقالا خاصا لمناقشة مضمون مقالكم, لكني فضلت جعلها مداخله وإن جاءت طويله نوعا ما لذا ارجو المعذره.
..............................................................
أخي متي :
رغم تواضع تجربتي في القراءه,فالفضل لها يعود في تعلّمي التعبير عن رأيي بالكتابه من دون مواربه او مجامله, وتعلّمت أيضا بأننا عندما نكتب ناقدين او ناصحين , نعلم مسبقا بان كلامنا قلما يحظى باهتمام مالكي زمام إقرار ما ننشده,يبقى المتابع المثابرهو ذلك الذي يهتم فيما يتم نشره , اي القارئ الباحث عن المعلومه نهلا للثقافه التي يحتاجها .
جنابكم بلاشك مشكورعلى سردكم المتعلق بسوءأحوال قرى سهل نينوى وساكنيها الكلدواشوريين السريان في غضون خمس او ستة عقود ,بينما محنة هذا القوم سواء في منطقة سهل نينوى او في اماكن تواجده الاخرى فهي ليست وليدة هذه العقود القليله التي تفضلتم بالتحدث عنها بل امتداد لقرون خلت .
ارجو ان يكون واضحا باني لست هنا كي اعترض على فحوى سردكم الذي يتطابق اغلبه مع ما يحكيه واقعنا اليوم, كما اني لست بصدد التحجج على تقديم شعبنا كمسيحيين في كلامكم لاني لست من هواة عبثية الانشغال بمناقشة افضلية تقديمنا تحت هذا المسمى او ذاك ,فالامر متروك للشاطر الذي يحسن الاختيار,إنما الذي لفت انتباهي في الجانب التحليلي من مقالكم هو تناسي و اختزال المسببّات التاريخيه الحقيقيه التي أوصلتنا الى حال متدهور في سهل نينوى وأماكن اخرى ,وعليه اجد خطأربماغير مقصود لدى الكاتب عندما يكتفي بالقاءاللوم تارة على الأخر البعثي القومجي او المجاهد الاسلامي,وتارة أخرى على تشكيلات ابناء شعبناالسياسيه الحاليه ( القوميه منها بالتحديد) .
اغلب الظن انك ستوافقني القول بأن ايصال الفكره متكاملة للقارئ بدون اجتزائها هو أمرٌ واجب على الكاتب الذي تعنيه مصداقية ما يكتبه اكثر من أهتمامه بالظهور بمظهرالمؤمن بفكر اختاره لنفسه او ورثه,وتحقيق هذه المصداقيه شئنا ام أبينا يتطلب سلوك التجرد الذي لا يدع ثغرة او مجالا للتغافل عن حقائق كلنا قرأنا عنها وعرفنا حق المعرفه كيف ولماذا عملت بشعبنا كما المنشار في الخشب, والمقصود في المنشار هو جموح الرغبة في نشر وبسط النفوذ أيّ كان نوعه,فما بالنا لو اخترنا مسألة الديانه والتديّن كمثال اختلفت فيه البشريه كل حسب فهمه لرسالة نبيّه المنسوبة الى السماء,وبناء على سريان مفاهيم كهذه مختلف عليها جاءت النتائج متناوبه بين انتصارهذا المؤمن جدا على حساب تدمير ذاك الكافر جدا تحت شماعة ارادة السماء والماكنه مستمره لحد يومنا هذا.
ولأن الموضوع يدور حول المحن والنكبات المستديمه التي مرت و تمر بها قرى سهل نينوى وسكانها الأصليين والمسيحيين منهم على وجه الخصوص , فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو : مالذي قدمته كنائسنا عبر تاريخها لمؤمنيها من أجل مواجهة الطامعين في وجودنا كي نصمد و نضحي للحفاظ على وجودنا كرماء معززين في ارض اجدادنا التاريخيه التي كنا فيها يوما ما نشكّل الاكثريه الغالبه؟
انا مثلك اخي متي,اتحدث بألم عن محنة اليوم لكني اجدالضرورة في ربطها بالبدايات التي لم يكن فيها وجود لحركات سياسيه او احزاب قوميه تحت اي مسمى انما كانت الكنيسه هي الكل بالكل تحل وتربط على اعتبارها بمثابة النخبه المختاره سماويا للتربع على كرسي التكّفل بأحوال رعاياها ومؤمنيها ,اعيد واقول لم يكن في تلك الايام لا شيوعيه ولا بعثيه ولا اية حركه قوميه سوى الايمان بالمسيحيه !! ومنذ تلك الايام كان تعداد تواجد شعبنا متجهاللعد التنازلي الى يومنا هذا, اذن بحسب اي منطق يمكننا اقناع القارئ بحصرسبب تدهور اوضاعنا اليوم بما افرزته ظاهرة تاسيس الاحزاب حديثا سواء كانت عروبيه او كردويه او كلدواشوريه قوميه, كقارئ ومثلي الكثيرين, عشنا عقودا عايشنا فيها اكثر من حالة ترك المسيحي لارض اجداده في نينوى واماكن اخرى, هروب واضح من حق المواجهه وهو واجب مقدس تتجسد فيه معاني مقولة بالكيل الذي تكيلون يكال لكم ويزاد,بينما تمسكنا (واهمين) بمقولة اذا ضربك على خدك الايسر در له الايمن فكانت النتيجه اليوم كما نراها .
أختم واقول كقارئ, من حقي أن أ بحث بتركيز عن الحقيقه التي تدلني الى السبب الجوهري لتدهور اوضاعنا وخساراتنا المتكرره ليس فقط في الحقبه التي نحن شهود عليها فهي امتداد لنكبات لها مسببات سبقت عصرنا بقرون فاصبح وجودنا قاب قوسين من الزوال عن ارض ابائنا .
الوطن والشعب من وراء القصد