عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - شذى توما مرقوس

صفحات: [1]
1
أدب / إرثٌ لي
« في: 22:54 09/03/2024  »
         

إِرْثٌ لي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم :  شذى توما مرقوس
الأثنين 18 ــ 2 ــ 2008

حَفَرَت الذِّكْرَياتُ أَعْماقي
واسْتَحضَرتْ كُلَّ الأَعِزَّاءِ مِنْ أَمْواتي
أَحْياءً إِليَّ عادُوا ......
ومَرُّوا بِلحظَاتِي وأَوْقاتِي
فنَادتني أُمِّي بِعُمْقِ الحنَانِ
وأَبي لِلعَشاءِ دعاني
حَيْثُ كُنتُ ........
تَرَكْتُ مَقْلُوباً كِتابي
وعلى السُلمِ تَقَافزْتُ إِلى الأَحْضانِ
كطِّفْلةٍ لا تَسْتَكِينُ..... تَمايَلْتُ
ضَحِكَتْ أُمّي .......
وحَذَّرَني أَبي : بُنيتي انْتَبِهي !
أَلَذّ ما طَبخَتْ أُمّي ......
مَعَ المَحَبَّةِ في صَحْنِي أَتاني ....
قَدَّمَهُ لي أَبي :
" كُلِي صَغيرَتي هذا لَذيذُ الطَّعامِ "
فانْقَضى المَسَاءُ
بِحُبِّ والديّ تَنَعُّماً
لكِن .......
مِنْجَل اللَّيْلِ دُجىً......
مِنْ قَعْرِ الذِّكْرَى اجْتَّثَني
لِلواقِعِ رَدَّني .......
إِلَيْهِ رَمَاني
فَزِعْتُ ..... صرَخْتُ :
" أُمّي ، أَبي .....
أَيْنَ فانُوسنا؟ .... أيْنَ الشُّمُوع ؟ "
صَدَى السُّؤَال مُرّ الحَقِيقةِ قَالها
في القَلْبِ كواني ......
نَسِيَ أَبي قُبَعتهُ عِنْدي
وتَلاشَى طَيْفُ أُمّي
وَحْدي أَنا
ياوَحْشَة لَيْلي
يا غُرْبَتي عَنْ مكانِي .......
ويا قَسْوَة ماضٍ
فَرَّ هارِباً بِبَقايا أَحْلامي .......
بِأَماني  واطْمِئناني

في انْكِسارِي
في رَجائي
في زَفِيرِ لَيْلٍ
وشَهِيقِ صُبْحٍ
" حنُونَة أُمّي " فَوْقَ كفِّي تدَوَّرَتْ
هَمَسَتْ إِليّ أَمْلاً .......
وخَبَّرَتني :
" صبَاحُكِ ضَوْءٌ بُنيتي ......
رِثْي عنّا قافِلَة الأَمانِيّ "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مُلاحظَة :  ( الحنُونَة ) هي  خُبزٍ تَخْبزهُ الأُمّ على شَكْلِ قُرْصٍ دائريّ صَغِير لإِدْخالِ السَعادَة على قلُوبِ أَطْفَالِها وهُم يَقِفون أَوْ يَلْعبون إِلى جانِبِها وهي تَخْبُزُ الخُبز في التَنورِ الفَخَّاري المَصْنُوع مِنْ الطِينِ ( مَعْرُوف في الذَاكِرَة الشَعْبِيَّة العِراقِيَّة القَدِيمة )  فتُعْطِيهِ لَهُم لِيَسْتَمْتِعوا بِلذَّةِ أَكْلِهِ ويَفْرحوا ، ويُطْلَق على هذا القُرْص الدائريّ الصَغِير مِنْ الخُبز " الحنُونَة " في الدارِجةِ الشَعْبِيَّة .
رابط النص على اليوتيوب :
https://www.youtube.com/watch?v=x0PPMI_P1uM
   




2

    تأملات ــ بقلم : شذى توما مرقوس
    الجزء الأول / يوتيوب

     الرابط :
       https://www.youtube.com/watch?v=2j8DWcbbrq4

   

3
المنبر الحر / كل عام وأنتم بخير
« في: 02:55 31/12/2023  »
 

   
كُلَّ عام وأَنْتُم بِأَلْفِ خيْر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الخميس   28 / ديسمبر / 2023 م
بعد فاصِلَة ،  لنا مع ليْلَةِ رأْسِ السنة الميلادية لِقاءٌ وبِدايَة ، نَحمِلُ آمالنا وآمانينا فيها معنا ، نُفكِرُ ونُخططُ كيْف ومع مَنْ مِنَ الأهل والأَحِبة والمعارف سنَقْضيها ، ونُدبِّرُ لِموائدنا ما لذَّ مِنْ الطعامِ ، كُلٌّ بِأمورهِ غارِق ، في هذا الوَقْت المُزْدحم قدْ ننْسى أَوْ نتَناسى .......
لِتَكُنْ ليْلة رأْسِ السَنَة لِهذا العام ليْلَةً تَجمعُ الكثير ، فنَتْركُ حصَّة مِنْ قلوبِنا مع كُلِّ الوحيدين في العالم ، مِمَّنْ يعيشونُ لِوَحْدِهم دوْنَ أَهْل ، والذين تَشْتدُ عليْهم وطأة الوَحْدة في مِثْلِ يومٍ كهذا حيْثُ يحتفلُ الجميع مع عوائلهم ......
لِتَكُنْ قلوبنا مع مِمَّنْ يُقارِعون الحيَاة لِوحْدِهم دوْنَ سندٍ أَوْ معين ، وتَقْسو عليْهم الحيَاة كُلَّ يَوْمٍ في ذِهابِهم وإيابِهم ......
مع الأُمَّهات الوحيدات مِمَّنْ يُكافِحن لأَجْلِ تَرْبيَة أَبْنائهن وبَناتِهن ......
ومع كُلِّ الحزانى مِمَّنْ كبُرَتْ أَحْزانهم فوْقَ رؤوسِهم حتَّى طالتِ السَماء لأنَّهم فُجِعوا في أحِبتِهِم وغارَتِ الجروح عميقاً في قلُوبِهم ........
لِتَكُنْ قلوبنا مع كُلِّ المَرْضى مِمَّنْ تُبْكي تأوهاتهم الحجر دوْنَ أَمْلٍ في الشفاء .....
مع كُلِّ الذين لا مَأْوى لَهم ، لا جُدْران تَحْميهم شَرَّ الأَخْطار ، ولا سَقْفٍ يَقيهم غارات الطبيعة ......
ومع كُلِّ الأَيْتَام مِمَّنْ سَرَقَتْهُم الحيَاة مَنْبَع الحنَانِ والرِعايَة وتَركتْهُم في مَهبِّ الرِيحِ مُجرَّدين ......
ومع ضحايا الكوارثِ مِنْ حرُوبٍ وزَلازِل وبَراكين وأَعاصير وغيرها  ..........
ومع كُلِّ الكائنات الأُخْرَى الَّتي تُقاسِمنا العيْش على هذا الكوْكب ، والَّتي تُعاني شَتَّى الانتِهاكاتِ والتَعذيباتِ مِنْ قِبلِ الإِنْسان ، وأَذْكرُ بِالخصُوص الكِلاب السَائبة والَّتي تُقْتلُ بِاسْتِمرار وعلى مَدارِ الأَيَّام بِأَبْشعِ أَنْواعِ الطُرُقِ دوْنَ رادعٍ مِنْ ضَمير ......
.
.
.

في لَيْلةِ رأْسِ السنَة ، لِكُلِّ هؤلاء :
نُتَذكركُم ....
نُحِبكُم ....
قلُوبنا معكُم أَيْنَما كنتمُ مِنْ بِقاعِ هذا الكوْكب ...

لِيَكُنْ هذا العام عام السَعي نَحْوَ مدارٍ أَوْسَع لِلرؤْيَة في الكثيرِ مِنْ القَضايا والأمور  سَواء اليَوميَّة المُعتادة مِنْها  والمُكرَّرة ،  أوالأُخْرَى غيرها .

كُلَّ عام وأَنْتُم بِأَلْفِ خيْر .

   
https://www.youtube.com/watch?v=VTPEP14dFQM



4
المنبر الحر / انْكِسَار
« في: 22:21 05/04/2023  »



ــ انكسار ـ قصة قصيرة ــ بقلم شذى توما مرقوس

انْكِسَار
ــــــــــــــــــــــــــ
ــ قصَّة قَصيرَة ــ
بِقَلَمِ : شذى توما مرقوس
الأَثْنَين 10 / 10 / 2016 م

.....ذَلِكَ الانْكِسارُ في الرُوحِ والذَات هيمَّنَ علَيْها .... حتَّى الحائِط الَّذِي اصْطدَمَ بِهِ
بَصَرَها انْقَلبَ اخْضِرارَهُ إِلى عُتْمَةٍ وسَواد .... ثُمَّ تَحوَّل بَصَرَها إِلى الصُورَةِ المُعلَّقَةِ علَيْهِ ونَظَرَتْ إِلَيْها بِأَلمٍ وانْدِهاش .... ...
متَى غَرزَ الصيَّادُ سَهْمَهُ في صَدْرِ تِلكَ الغزَالَةِ الجَميلَةِ الظاهِرَة فيهِ  ؟
كيْفَ وَصلَ السَهْمُ إِلى الغزَالَة ؟
كيْفَ اخْتَرَقَ الرُوحَ مِنْها ؟
البَارِحة كانَتِ الصُورَة سَلِيمة مُعافَاة .... ماذَا دَهاها .... بَدَتِ الغزَالَةُ جرِيحةً تَلْفظ ُ أَنْفَاسَها ......
حوَّلَتْ بَصَرَها عنِ الصُورَةِ علَّها تَجِدُ رِيشَةَ أَملٍ صَغِيرَة ..... لَمْ تَكُنْ هُنَاك ....... غاصَتْ في دَواخِلِها الوَحْشَة ، ونَظَرَتْ إِلى صُورَتِها في المِرْآة .... تَشْعُرُ إِنَّها لا تُساوي شَيْئاً ، وإِنَّ حيَاتَها لا قِيمَة لَها ، فكُلّ المُعوِقاتِ تَجمَّعتْ حوْلَها ، تَكادُ تَخْتَنِقُ فيها ....
تَذَكَّرَتْ كيْفَ أَنَّ صاحِب المَحَلِّ كانَ مُنْزَعِجاً وصَرَفَها بِأُسْلُوبٍ ظاهِرَهُ احْتِرام وحقِيقَتَهُ فَظاظَةٌ واحْتِقَار دُوْنَ سَبَبٍ رَاجِح ، وكيْفَ إِنَّها غُبِنَتْ في حقِّها عِنْدَما حاوَلَتْ إِعادَة آلة كهْربائِيَّة ورَفَضَ البائع ذَلِك ، مرَّتْ بِها ذِكْرَى الرِسَالَة الَّتِي بَقِيَتْ دُوْنَ جوابٍ مِنْ صدِيقَتِها ، فكَّرَتْ في  عَمَلِها الَّذِي ضَاعَ مِنْها لأَنَّ الشَرِكة أَعْلنَتْ إِفْلاسَها وصَرَفَتْ مُوَّظفِيها ، لعنَتْ الطلَبِيَّة الَّتِي دَفَعتْ ثَمنَها وأَدْرَكتْ فيما بَعْد إِنَّها ضَحِيَّةُ احْتِيال ، والهاتِفُ الَّذِي لا يَنْقَطِعُ رَنِينَهُ في كُلِّ مَرَّةٍ لِيَسْرق وَقْتَها ويُضايقَها بِإعْلانَاتٍ عنْ بَيْعِ مَنْتُوجاتٍ ما ، أَوْ عمَلِ إِحصائياتٍ لأَغْراضٍ ما ، ثُم َّ تَدَحْرَّجتْ ذَاكِرتها نَحْوَ الصُعُوباتِ المَادِيَّة الَّتِي تُواجِهُها مَعَ أُسْرَتِها خصُوصاً بَعْدَ  فُقْدانِها لِعمَلِها ، مرَّ بِخاطِرِها ذِكْرَى الشِجارِ الَّذِي دارَ بَيْنَ ولَدها وابْن الجِيران والتَوَتُر الَّذِي تَرَكَ آثَارَهُ على العائلتين ، وتَبَيَّنَتْ ذاكِرتها وَجْهَ الطبِيب الَّذِي زَارَتْهُ مُؤخَّراً وكمْ كانَ فظَّاً وسَيئاً ، حتَّى إِنَّها اضْطَرَّتْ لِلتَشَاجُرِ مَعهُ وتَركتْ العِيادَة غاضِبَةً ، وبَيْنَما كانَتْ تَظُنُّ أَنَّها الوحِيدَةُ الَّتِي صادَفَها هذَا الأَمْر مَعهُ ، تَبَيَّن لَها إِنَّه طبِيبٌ مَعْرُوفٌ بِسُوءِ خُلقِهِ وتَعامُلِهِ مَعَ المَرْضَى وإِنَّ صَفْحةَ تَقْييمهِ على الانترنيت ملِيئةٌ بِالشَكاوى ضِدَّه وانْتِقَادَه ، كيْفَ لَمْ تَعْرِف عنْ ذَلِك مِنْ قَبْل ، لِماذَا لَمْ تَسْأَل قَبْلَ أَنْ تَذْهبَ إِلَيْهِ ؟
ومَرَّ بِخاطِرِها ذَلِك المُحامي الَّذِي وكَّلَتْهُ فلَمْ تَعْرِفْ مِنْهُ غيْرَ اسْتِنْزَافِ مالَها دُوْنَ نَتِيجة ، ثُم الصَيْدليّ الَّذِي مَرَّتْ بِهِ لِتَصْرِفَ أَدْوِيتها وعَدَمِ أَمانَتِهِ في ثَمَنِها ، وتَبَيَّنَ لَها فيما بَعْد إِنَّ ذَلِك دأْبَهُ مَعَ كُلِّ المُرْتَادِين علَيْهِ لِصَرْفِ أَدْويتِهِم ، ثُمَّ هذَا التِلْفاز الَّذِي لا يَتَوَقَّف عَنْ بَثِّ أَخْبَارِ الشرُورِ والآثَامِ والجرائم والحرُوب ........ 
هكذَا هي اللَحظَات .... حيْنَ يَجْمَعُ الإِنْسَانُ أَحْزَانَهُ لِيَجْعلَ مِنْها قَائمةً طوِيلَة تَبْدأ ولا تَنْتَهي ....
 أَيْنَ الأَفْرَاح .... ولِماذَا ولَّتْ ، ولَمْ يَعُدْ لَها مِنْ أَثَر ؟
حتَّى العالَم في اضْطِرابٍ عمِيق ، الحرُوب في كُلِّ مكان ، تَأْكُلُ قُلُوبَ البَشَر وأَعْمَارَهم ، النِفَاق في كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْ الأَرْض ، الاحْتِيال على أَشَدَّهُ ، آلاف النَّاس يَمُوتون كُلَّ يَوْم ولا يَعْني الأَمْر أَيَّاً كان ، آلاف الكائنات تَتَقَضَّى ظُلْماً دُوْنَ رَادِعٍ مِنْ ضَمِير ، حتَّى الليالِي صَارَ أَمْرَها عجِيباً .... فيما مَضَى كانَتْ النجُوم تَمْلأُ السَماءَ وأَكْثَرُ بَرِيقاً ، في السَنَواتِ الأَخِيرَة دُخَّانُ الشَرِّ الإِنْسَانيّ حجبَها .... ما عادَ بِالإِمْكانِ رُؤْيَة إِلاَّ القَلِيلِ مِنْها في بَعْضِ الليالي ، حتَّى النجُومُ فَرَّتْ هارِبَةً مِنْ مَدارِها بَعِيداً عَنِ الأَرْض ....
آهٍ .... كمْ هي القَائمةُ مُتْخَمة بِالجِراحات لِتَخْتُمها ذِكْرَى وَفَاةِ والِدتِها ....
تَفَقَّدَتْ بَيْنَ الحِينِ والحِين طِفْلَها الصغِير وهو غارِقٌ بَيْنَ أَلْعابِهِ فاطْمَأَنَّتْ علَيْهِ ، وحاوَلَتْ أَنْ تَخْرُجَ عَنْ دائِرَةِ أَحْزَانِها هذِهِ ففَتَحتْ صنْدُوقَ الذِكْريَات وصَارَتْ تُقَلِّبُ في صُورِ العائلَةِ وتَذَكَّرَتْ كيْفَ الْتَقَتْ زَوْجَها ، وكيْفَ احْتَفَلا بِزَواجِهما في عُرْسٍ بَهيج ، صَارَتْ تُقَلِّبُ الصُورَ تِباعاً وتُحاوِلُ أَنْ تَقْبضَ على الفَرْحةِ البَادِية في عيْنيها وعيْنيّ زَوْجِها حِيْنَها  لِتَمُدَّ بِها إِلى يَوْمِها هذَا ولَحظَاتِها هذِهِ ، تَلَمَّسَتْ الصُور بِيَديها ، مَرَّتْ بِذِكْرى الحاضرِين فيها ، ثُمَّ صَارَتْ تًطالِعُ ثَوْبَ زَفَافِها تَتَفَحَّصَهُ وكأَنَّها تَراهُ لِلمَرَّةِ الُأولَى ، فضَحِكتْ ضَحْكةً قَصِيرَة تُمازِحُ فيها نَفْسَها وقَالَتْ : لابَأْس في ذَوْقي ، فالثَوُبُ جمِيل .
جاءَها صَوْتُ صغِيرِها :
ــ ماما ... ماما .....
أَجابَتْهُ :
ــ ها أَنا يَا بُنيّ ... ماذَا هُناك ؟
رَكضَ إِلَيْها مُسْرِعاً ، وحِيْن وَقَعتْ عيْناهُ على الصُورِ بَيْنَ يَدِيها صَارَ يُحمْلِقُ فيها نَاسِياً ما جاءَ بِهِ ، وصَرَخَ : ـ
ــ ماما .... من هذِهِ  ؟
ـــ أنا يَا  بُنيّ .
أَشَارَ بِأصْبعِهِ الصغِير إِلى الرَجُل في الصُورَة :  :
ـــ  ومن هذا الرجل ؟
  ــ  هذَا بابا ... ؟
صاح وكأَنَّهُ  أَكْتَشَفَ قَارَّة :
ــ هذا بابا .......  بابا 
لَمْ تَتَمالك نَفْسَها عَنِ الضَحِك ، فغَرِقَتْ فيه ، بَيْنَما بَدأَ الطِفْلُ يَبْكي ، وصَارَت الدمُوعُ تَتَطافَرُ مِنْ عيْنيهِ .... اسْتَغْرَبَتْ جِدَّاً ، واحْتَضَنَتْهُ بِحُبٍّ ، وقَالَتْ :
ــ ماذَا هُنَاك يابُنيّ ، لِماذَا تَبْكي ؟
فقَالَ لَها بِصَوْتٍ طفُوليّ مُتَقَطِّعٍ ، وهو يَنْشَج :
ــ لِماذَا ذَهَبْتِ مِنْ دُوْني ، لِماذَا لَمْ تَأْخُذِيني مَعكِ ؟
انْفَجرَتْ ضَحِكاً ، وصَارَتْ تُقَهْقِهُ حتَّى كسَتِ الدمُوعُ خدَيّها ، وأَرادَتْ أَنْ تُوَضِّحَ لإِبْنِها الأَمْر لكِنَّها لَمْ تَتَمكَّنْ مِنْ ذَلِك لِبُرْهةٍ وقَدْ عقَدَ الضَحِكُ لِسانَها ، بَيْنَما الطِفْلُ مُسْتَمِّرٌ في البُكاءِ يَلومها على تَرْكِها إِيَّاهُ ، وبَعْدَ أَنْ سَيْطرَتْ على مَوْجةِ ضَحِكِها الَّتِي بَدَتْ وكأَنَّها أَفْرَغتْ كُلَّ أَحْزانِها وطَمرَتْها فيها ، وانْتَقَمتْ لِنَفْسِها مِنْها ، حاوَلَتْ طمْأَنَّة ولَدَها بِأَنَّها لَمْ تَتْرُكهُ ، لكِنَّه لَمْ يَكُنْ مَوْلُوداً بَعْد ، فقَالَتْ لَهُ :
ــ حبِيبي ... لَمْ تَكُنْ مَوْلُوداً بَعْد .
لكِنَّ الطِفْل لَمْ يَقْتَنِعْ ، فسَأَلَها :
ــ إِذَنْ ، أَيْنَ تَرَكْتِنِي ؟
ــ لَمْ أَتْرُككَ يَا حبِيبي ، لَمْ تَكُنْ مَوْلُوداً بَعْد .
ــ إِذَنْ أَيْنَ كُنْتُ ، عِنْدَ مَنْ تَرَكْتِنِي ؟
وَجَدَتْ أَنَّ لا فَائدَة مِنْ التَوْضِيح فالطِفْلُ لا زَالَ بُرْعُماً لا يَعِي مَعْنَى الحيَاة ، الوِلادَة ، الوجُود ، المَوْت ....
ففَكَّرَتْ لِبُرْهةٍ ، ثُمَّ حاولَتْ إِقْنَاعهُ بِكِذْبَةٍ بَيْضَاء صَغِيرَة ، وقَالَتْ وهي تَحْتَضِنهُ وتُقَبِّلهُ :
ــ يا حبِيبي ، أَبَداً لَنْ أَتْرُككَ ولَمْ أَفْعلْ ، لَقَدْ كُنْتَ مَعي .
فسُرَّ الطِفْلُ لِجوابِ أُمِّهِ واتسَعتْ عيْناهُ دَهْشَةً ، وسَأَلَها :
ــ أَيْن ، ولِماذَا لَسْتُ مَعكِ في الصُورة  ؟
قَالَتْ لَهُ بِحُبّ :
ــ لأَنَّني أُحِبُّك ، وأُحِبُّك جِدَّاً ، احْتَفَظْتُ بِكَ في قلْبي كي لا تَبْرد .
سَأَلَها بِبَراءَة :
ــ وهَلْ كُنْتُ أَرى كُلَّ شَيْءٍ ، وأَكلْتُ مَعكُم الكيك ؟
وأَشَارَ بِأصْبُعهِ إِلى الكيك المَوْجُود في إِحْدَى الصُور .
فأَجابَتْهُ ، وهي تَكْتُمُ ضَحكاتٍ تُرِيدُ أَنْ تَفْلُتَ عنْها :
ــ نَعم يَا حبِيبي ، لَقَدْ أَكلْتَ أَنْتَ أَكْبَرَ قِطْعة فيهِ ، وكُنْتُ في كُلِّ مَرَّةٍ أَقُولُ لكَ كفَى يَاولدي لا تَأْكُل أَكْثَر لأَنَّ بَطْنَكَ ستُؤْلِمُك ، لكِنَّكَ لَمْ تَسْتَمِعْ إِليّ حتَّى أُصِبْتَ حِيْنَها بِالإِسْهال .
فكأْكأَ الطِفْلُ الصَغِير ضَحِكاً ، وصَارَ يُحَرِّكُ يَديهِ ورِجْليهِ بِاتِجاهاتٍ مُخْتَلِفَةٍ ، ويَرْكُضُ خَطَواتٍ إِلى الأَمام ثُمَّ يَعودُ لِحُضْنِ أُمِّهِ ، بَدا كطائرٍ يَرْقُصُ بِجنَاحيهِ فَرَحاً وسَعادَةً ، وأَخَذَ يَضْرِبُ بِكفِّهِ الصَغِير كفَّ أُمِّه الَّتِي نَسِيَتْ كُلَّ همُومِها أَمام  مَلاكِها الصَغِير ، فأَخَذَتْهُ إِلَيْها وصَارَتْ تُقَبِّلهُ وتَتَمَازَحُ مَعهُ وتَحْتَضِنهُ ، ثُمَّ تَرْفَعهُ بَيْنَ ذِراعيها لأَعْلى وتَتْرُكهُ في الهَواءِ لَحظَات لِتَتَلَقِّفَهُ بَعْدَها وهو يَغُصُّ فَرَحاً ، ثُمَّ تَملَّصَ مِنْ بَيْنِ يَديها رَاكِضاً نَحْوَ الغُرْفَةِ الأُخْرَى لِيُثِيرها ويَجْعلَها تَرْكُضُ بَاحِثَة عنْهُ مُغيِّراً اللُعبَة وهو يَصِيح :
ــ ماما ... ابْحثي عنّي ...
فسَارَتْ إِلَيْهِ ، وهي تُحاوِلُ تَقْلِيد صَوْت العِمْلاق الَّذِي يَجِدُّ بَاحِثاً عَنِ الأَطْفَالِ لِيَأْسرهُم عِنْدَهُ  ، وصَارَتْ تَقُولُ مُحاوِلَةً ذَلِك بِصَوْتٍ خَشِنٍ أَجَش :
ــ همممممممممم  .. همممممممم .... أَيْنَ هو هذَا الطِفْل الصَغِير المُشَاغِب ... ها أَنا قَادِمَة .... سَأَجِدُكَ أَيُّها المُشَاغِبُ الصَغِير  .... سَأَجِدُك .... أَيْنَ ستَفِرُّ مِنِّي ......
فأَسْرَعَ الصَغِير واخْتَبأَ تَحْتَ السَرِير ، بَيْنَما هي أَوْهَمَتهُ بِأَنَّها تَبْحثُ عَنْهُ بِجِدِيَّة مُصْدِرَةً بَيْنَ الحِينِ والآخَر صَوْتَ العِمْلاقِ الَّذِي يَجْمَعُ الأَطْفَالَ بَاحِثاً عَنْهم بِإِصْرَار ، وظَلَّتْ تُمَثِّلُ الدَوْرَ لِدَقَائق ، ثُمَّ رَفَعتْ الغِطاءَ أَخِيراً عَنِ السَرِير وجَثَتْ حانِيةً جَسَدَها بِمُحاذَاةِ الأَرْضِ ، حتَّى وازَى وَجْهها وَجْه طِفْلِها المُخْتَبئ ، ونَظَرَتْ إِلَيْهِ مُمَثِّلَةً انْتِشَاء العِمْلاقِ مُصَفِقَةً بِيَديها صَائحةً :
ــ ها ها ها ....  لَقَدْ وَجَدْتُك أَيُّها المُشَاغِب ....
وأَخَذَتْهُ بَيْنَ يَديها ورَفَعتْهُ إِلَيْها مِنْ مَخْبئِهِ  ، وصَارَتْ تُقَبِّلهُ وتُحَرِّكُ شَفَتَيها فَوْقَ خَدِّهِ ، وكأَنَّها تَمْضُغهُ ، وتُدَغْدِغهُ في بَطْنِهِ  :
ــ ها ... سَأَكُلك يَا لَذِيذ .... همممم .... رَائحتُكَ شَهِيَّة ......
كانَ الطِفْل يَغصُّ في ضَحِكِهِ ، والمَرَح قَدْ لَفَّهُ رَاغِباً إِتْمامَ اللُعْبَة ، فحاوَلَ الإِفْلات مِنْ بَيْنَ يَديّ أُمِّهِ الَّتِي أَرْخَتْ لَهُ السَبِيل ، لِيَنْجو مِنْ العِمْلاق الَّذِي يَبْغِي أَنْ يَأْكُلَهُ ، ورَكضَ مُسْرِعاً نَحْوَ غُرْفَتِهِ  وأَغْلَقَ البَابَ خَلْفَه ، فتَبِعتْهُ لِتَرَى ما هو فَاعِل ، وأَطلَّتْ بِرَأْسِها علَيْهِ مِنْ البَاب فوَجدَتْهُ يَبْحثُ عَنْ كُرَتِهِ الصَغِيرَة ، فاطْمَأَنَّتْ وتَرَكتْهُ يُواصِلُ لَعِبهُ كما يَرْجو ويُرِيد .... 
انْقَضَّتْ علَيْها الأَحْزَانُ تَالِيةً تُحاصِرُها ، وتَذَكَّرَتْ كُلَّ ما نَسِيَتْهُ لِوَقْتٍ قَصِير مَعَ طِفْلِها ....
جلَسَتْ فَوْقَ الأَرِيكة ، ويَدَها تَحْتَضِنُ خَدَّها حائرَةً ، هائمةً لا تَدْرِي كيْفَ تُواجِهُ مَدَّ أَحْزَانها الَّتِي تَجَمَّعتْ كُلَّها دفْعةَ واحِدَة وتَكاتَفَتْ علَيْها ...
ما بَالُ هذَا العالَم قَدْ صَبَغَ كُلَّ جُدْرانِهِ بِالسَواد ، بَحثَتْ عَنْ نُقَطٍ مُضِيئةٍ فيهِ دُوْنَ جدْوَى ، الغزَالَةُ في الصُورَة لا زَالَ جُرْحها يَنْزِف ....
نَهَضَتْ مِنْ مَقْعدِها ، خَرَجتْ إِلى بَاحةِ الدارِ ورَفَعتْ بَصَرَها تَتَأَمَّلُ السَماء علَّها تَرَى بارِقَةَ أَمَلٍ تُبَشِّرها بِالسَلامِ والرَجاءِ والصِدْقِ في عالَمٍ تَجْتَاحهُ الفَوْضَى وتُغْرِقَهُ الأَكاذِيب والخُدْع وتَعْجِنهُ المَشَقَّات ، كانَتِ السَماءُ خالِيَةً قَاحِلَة لَيْسَ فيها غَيْر بَعْض الغيُوم الَّتِي عجِزَتْ حتَّى عَنِ الإِمْطار ، حتَّى الشَمْس كانَتْ قَدْ وَلَّتْ هارِبَةً عَنْ عالَمٍ مُلَوَّثٍ بِالأَكاذيبِ والحِيَلِ والخُدَع الَّتِي لا تُحْصَى  ، فهَرَبَتْ بِبَصَرِها إِلى الأَشْجارِ الَّتِي بَدَتْ أَمَامَها هادِئةً ودِيعة تَعُجُّ بِسَرْبٍ مِنْ الطيورِ المُطْمئنَةِ الآمِنَة ، لَمْ تَمْضِ غَيْر لَحظَاتٍ حتَّى تَبَدَّدَ ذَلِك الهدُوء والأَمَان فانْتَفَضَتْ الطيور مِنْ رَقْدَتِها الوديعة وصَارَتْ تَطِيرُ في هَرَجٍ ومَرَجٍ وكأَنَّها تُحاوِلُ الهرَبَ مِنْ خطَرٍ داهَمَها ،  تَرْتَفِعُ عالِياً بِسُرْعةٍ خاطِفَةٍ ثُمَّ تَتَجهُ لِلأَسْفَلِ في خَوْفٍ وفَزَعٍ ، وتَسْتَدِيرُ مُسْرَعةً نَحْوَ اليَمِين ولا تَلْبَثُ أَنْ تَخْفقَ بِجنَاحيها نَحْوَ اليَسَار ، وظلَّتْ على هذا الحال زَمنَاً حتَّى هرَبَتْ بِهَرَجِها ومَرَجِها بَعيداً واخْتَفَتْ عَنِ الأَنْظارِ وكأنَّها تَنْشِدُ النَجاة ، ما أَشْبَه هذَا بِحالِ تِلكَ البَلْداتِ والقُرَى المَسِيحِيَّة في وطنِها والَّتِي أَجْدَبَتْ عَنْ قَاطِنيها حِيْنَ دَخلَها ذَلِك الكيَانُ المُشَوَّه وأَعاثَ فيها خرَاباً وفَسَاداً ، وها هي أُخْتَها مَعَ زَوْجِها وأَطْفَالِها قَدْ فَرَّوا إِلى بَلْدَةٍ أُخْرَى نَجاةً ، لكِنَّ أُمَّها العجُوز المَرِيضَة والَّتِي كانَتْ تُرافِقَهُم لَمْ يُحالِفها الحَظّ فيه ، فلَقَدْ ماتَت وهي في طَرِيق النزُوح ، لَمْ يَتَحمَّل قَلْبَها الضَعِيف المُتْعب المُرْهق بِثِقَلِ السنِينِ ومُعاناتِها هذِهِ الطامَة الجدِيدَة ، فأَعْلَنَتْ خسَارَتَها أَمَامَ القَدَر وأَدارَتْ ظَهْرَها لِلحيَاةِ دُوْن أَسَفٍ علَيْها .........
شَعِرَتْ بِالضِيقِ أَكْثَر وانْقَبَضَ صَدْرها ، فعادَتْ أَدْرَاجها نَحْوَ الغُرْفَة ، فإِذا بِولدِها الآخَر يَخْرُجُ لِتَوِّهِ مِنْ المَطْبَخ حامِلاً بَيْنَ يَديهِ قَدَحَ القَهْوة ، سَأَلَها وهو يَبْتَسِمُ لَها :
ــ ماما ، هَلْ تَرْغَبِين بِقَدَح ؟
أَجابَتْهُ شَاكِرَة :
ــ لا يَا ولدي .
حمْلَقَتْ فيهِ وكأَنَّها تَراهُ لأَوَّلِ مَرَّة ، وتَمَثَّلَتْ أَمَامَ عيْنيها في لَحْظَة كُلَّ سنِين طفُولَتِهِ مُنْذُ وِلادتِهِ حتَّى حِينها ، فتَعجَّبَ مِنْ نَظَراتِها وسَأَلَها :
ــ ماذَا هُناكَ يَا أُمي ، لِماذَا تَنْظُرِين إِليّ هكذَا ؟
قَالَتْ لَهُ وقَدْ كسَرَتْ نَظَراتَها عنْهُ :
ــ لا شَيْءَ يَا ولَدِي ، فَقَطْ وكأَنَّني أَراكَ لأَوَّلِ مَرَّة ، لَقَدْ كبُرْتَ وأَصْبَحتْ شَاباً ، لَمْ انْتَبِه لِذَلِك أَبداً ، أُحِبُّك جِدَّاً يَا أَرْوع إِبْن ...
ودُوْنَ أَنْ تَنْتَظِرَ مِنْهُ جواباً جذَبَتْهُ إِلَيْها وطوَّقَتْهُ بِذِراعيها وضَمَّتْهُ إِلَيْها ، فسَقَط َ قَدَحُ القَهْوة عَنْ يَدِهِ وتَنَاثرَ فَوْقَ أَرْضِيَّةِ الغُرْفة ، لكِنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ لَمْ يكُنْ مُهِماً لَحْظَتَها ، إِذْ لَمْ يَتَبادلا بِشَأْنِهِ قَوْلاً ، قَالَتْ وهي تَضُمّه إِلَيْها أَكْثَر :
ــ أَيْنَ ذَهَبَتْ كُلُّ تِلكَ السنِين ، كيْفَ مَرَّتَ مُسْرِعةً هارِبَة ، لِماذَا لَمْ أَشْعُر بِها ، أَذْكُرُ وكأَنَّهُ البَارِحة كُنْتَ طِفْلاً أُعْطيكَ الحلِيب وأُغيِّرُ لكَ مَلابِسَكَ وأُحمِّمكَ وأَهْتَّم ُ بِكَ .... واليَوْم ..
قَاطعها ولَدها بِحنانٍ :
ــ ماما ، الأَطْفَال يَكْبَرون ، وبِفَضْلِ رِعايَتكِ أَنْتِ كبِرْتُ وأَصْبَحْتُ كما تَرِينَني الآن أَمَامَكِ ، أَنْتِ الأُمُّ الحنُون ، مَحْفُوظةٌ لي وطالَ عُمُركِ ، لَوْلاكِ لمَا كُنْتُ على ما أَنا علَيْه الآن ، ولكِنْ يَا أُمِّي ما بَالُكِ ، هَلْ هُنَاك ما يُزْعجكِ أَوْ يُقْلِقَكِ ؟
نَظَرَتْ إِلَيْهِ والسَعادَةُ تَشِعُّ مِنْ عيْنيها لِمَرآه :
ــ لا أَبَداً يَا ولَدِي ، يَكْفِيني إِنَّكَ إِبْني لأَكُونَ سعِيدَة .
في هذِهِ الأَثْنَاء دَخَلَ زَوْجُها الغُرْفَة عائداً لِتوِّهِ  ، شَعِرَ بَأَنَّ حالٌ ما لَيْسَ كالحال ، ورأَى القَهْوة قَدْ تَبَعثَرَتْ فَوْقَ أَرْضِ الغُرْفَة وقَدَحاً تَنَاثَرَ فُتَاتاً هُنا وهُناك ، فسَأَلَ على عجَلٍ :
ــ ماذَا هُنَاك ، هَلْ حصَلَ أَمْرٌ ما ؟
بادرَهُ إِبْنَهُ قَائلاً :
ــ كُلُّ شَيْءٍ على ما يُرام يَا أَبي  ، كُنْتُ أَقُولُ لأُمِّي كمْ هي رَائعة وكمْ أَنا مَحْظُوظ ٌ بِها كأُمّ .
بَدا على وَجْهِهِ الاطْمِئنان رَغْمَ أَنَّه  الْتَقَطَ عَنْ وَجْهِ زَوْجَتِهِ  خيُوطَ الضِيقِ الخَفِيّ  الَّذِي يُحاصِرُها وكانَتْ تُحاوِلُ إِخْفَاءَهُ خَلْفَ لَحظَاتِ سَعادَتِها بِعائلَتِها ، فقَالَ ورَشَفَاتُ حُبِّهِ لَها تُزَيِّنُ نَظَراتَهُ  :
ـــ وكمْ أَنا مَحْظُوظٌ بِها وبِعائلتي .
في لَحْظَةٍ تَلاشَتْ كُلَّ همُومِها وذَابَتْ ، وتِلكَ القَائمَةُ الطوِيلَةُ مِنْ الأَحْزَان نُسِيَتْ وفَرُغَتْ مِنْ مُحْتَواها وكأَنَّها لَمْ تَكُنْ ...
حفيفُ الفَرَح طالَ قَلْبَ ابْنَتِها الَّتِي لاحتْ في الغُرْفَة وكوْمَةَ أَوْراقِ واجِبَاتِها المَدْرَسِيَّة تَتطايرُ خلْفَها ، وأَقْبَلتْ علَيهم مُبْتَسِمة ، باسِطةً ذِراعيها مُمازِحةً إيَّاهم  في حرَكةً تَمْثيليَّة قَائلَةً  :
ــ وكأَنَّكُم  تُطِيقُونَ الحيَاةَ مِنْ دُوْني .... لا أُصَدِّق ذَلِك .
ضَحِكَ الجمِيع ، بَيْنَما طلَّ الطِفْلُ الصَغِير مِنْ غُرْفَتِهِ حامِلاً دُمْيَتَهُ وهو يَرْمي بِها غَضَباً في حِينٍ وحِين ثُمَّ يَلْتَقِطُها عَنِ الأَرْضِ ويَصِيحُ :
ــ لِماذَا لا تَمْشِي على قَدَميك أَيُّها الدُبّ ، لِماذَا عليّ أَنْ أَحْمِلَك ؟
ثُمَّ غَرِقَ في دمُوعِهِ وهو يَصِيح :
ــ تَعِبْتُ مِنْ حِمْلِهِ .... لَقَدْ تَعِبْت ....






5






كُتَّاب وكاتِبات القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 38 ــ د ــ تتمة  )            
        ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ    
    إِعْداد وبَحث وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 
                                     
طَابِع المَوْضوع :
بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .

عزِيزاتي / أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء
أُعاوِدُ تَواصُلي معكُم في سِلْسِلَةِ  كُتَّاب وكاتِبات القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  ،
 ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ ، وأَدَب الطِفْل ) ، فكُلَّ الشُكْر لِمُتَابعتِكُم واهِتِمامكُم .     

في الجُزْء الثَاني ( 38 ـ أ ) والَّذِي قُمْتُ بَنَشْرِهِ قَبْلَ فَتْرَة كانَ مُخصَّصاً للأَسْماء التاليَة : ــ       
 ( حنا حبش ، الخوري هرمز نرسو الكلداني ، اسكندر زغبي ، سليمان غزالة ، نعوم فتح الله سحار ، سليم حسون ، الخوري روفائيل حبابة ، المطران اسطيفان كجو ، المطران سليمان الصائغ  ) .
وفي الجُزْء الثَاني ( 38 ــ ب ) الَّذِي تَلاهُ  كانَ تَتِمَّة عَنْ روَّاد المَسْرَح العِراقِيّ : المطران يوليوس جرجس قندلا ، حنا رسام ، القس فرنسيس حداد ، القس حنا رحماني ، الخوري انطوان زبوني ، القس حنا حبي ، المطران بولص بهنام ، بهنام سليم حبابة ، نجيب قاقو ، جرجيس فتح الله ، المطران كوركيس كرمو .
ولَقَدْ سَبقَ وذَكرْتُ في هذَا الجزْء ( الثاني 38 ـ ب ) بأنني قَدْ أُكْمِلُ الكِتَابَة عَنْ بَعْضٍ مِنْ هذِهِ الأَسْماء ( نجيب قاقو ، جرجيس فتح الله )  في المُسْتَقْبَل ( وعلى قَدرِ تَوفُّرِ المَصَادِر لي بَعْدَ البَحْثِ المُضْنِيّ والسُؤال والجُهْد الطوِيلِ المَبْذول ) ، كما أَتْرُكُ لغِيري قَلَمَ الكِتَابَةِ عَنْ بَعْضِها الآخر ( المطران كوركيس كرمو ، بهنام سليم حبابة ، المطران بولس بهنام )  .
وفي الجُزْء الثَاني ( 38 ـ  ج ) خصَّصتُ السُطور لِلكِتَابَةِ عَنْ الأُسْتَاذ نجيب قاقو ، باعْتِبَارِهِ قَدْ قَام بِتَرْجمَةِ العديدِ مِنْ المَسْرَحيات في حِينها ، ( وكذَلك اسْتِناداً لِلمَصادِر الَّتي أَدْرَجتْهُ ضمْنَ روَّاد المَسْرَح العِراقِي )، مَع الأَسف لَمْ يَتَوَّفرْ لديّ نَصٌّ مِنْ النصُوص المَسْرَحِيَّة الَّتِي قَامَ بِتَرْجَمَتِها ، بِالمُقَابِل اسْتَطَعْتُ الحصُول على نُسْخَة مِنْ تَرْجمَتِهِ لإِحْدَى القِصَص القَصِيرَة مِنْ الأُسْتَاذ د. ابراهيم العلاف ، جزيل شُكري وتَقْديري لَهُ .
أَمَّا في هذهِ الصفحات :  الجُزْء الثَاني ( 38 ــ د )  فسيكونُ للقِراءَة عنْ المُؤلِّف والمُترْجِم جرجيس فتح الله حيْثُ قَام بِتَرْجمَةِ البَعْض مِنْ المَسْرَحيات ، مَع الأَسف لَمْ يَتَوَّفرْ لديّ نَصٌّ مِنْ النصُوص المَسْرَحِيَّة الَّتِي قَامَ بِتَرْجَمَتِها .
 خدَمَ جرجيس فتح الله  الحرَكة المَسْرَحيَّة مِنْ خِلالِ تَرْجمتِهِ لِبَعْضِ المَسْرَحيَّات كما ورَدَ في سِيرَتِهِ ، وأُدْرِجُ هُنا قِراءَتي عنْهُ ضمْنَ مَوْضُوع روَّاد المَسْرَح العِراقِي اسْتِناداً لِلمَصادِر الَّتي أَدْرَجتْهُ ضمْنَهُم .
الشُكْر لِكُلِّ المُتَابِعاتِ الكرِيمات والمُتَابِعين الكِرام .


روَّاد المَسْرَح العِراقِي
( مِنْ أَوائل الكُتّاب المَسْرَحيّين في العِراق )
مَوْضوع / جرجيس فتح الله  ( 1921 م ــ 2006 م  ) .
بَحث وإِعْداد وتَقْدِيم : شذى توما مرقوس    


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جرجيس فتح الله

مِنْ مَوالِيد المَوْصِل لِعام 1921 م .
أَنْهى دِراسَتَهُ الابْتِدائيَّة ثُمَّ الإِعْدادِيَّة في المَوْصِل ، وواصلَ دِراسَتَهُ الجامعِيَّة في كُلِيَّة الحقُوق في بَغْداد عام 1939 م .
عمِلَ في مَجالِ المُحامَاة في المَوْصِل بَعْدَ تَخَرُّجِهِ ، ونَجحَ في هذا المَجال حيْثُ عُرِفَ عنْهُ دِفَاعه عنِ المُتَهمين بِالقَضايا السِياسِيَّة .
انْضَمَّ في خَمْسِينَاتِ القَرْنِ المَاضي  إِلى حزْبِ الشَعْب الَّذِي كانَ يَرْأَسهُ في حيْنِها عزيز شريف ، ثُمَّ اسْتَقَالَ مِنْهُ وانْضَمَّ إِلى الحزْبِ الديمقْراطيّ الكُردسْتانيّ .
تَرأْسَ تَحْرِير صحِيفَة ( الرَوافِد ) في المَوْصِل ، ثُمَّ أَصْدَرَ جرِيدَة ( الرائد ) ، وبَعْدَ ثَوْرَة 14 تَمُّوز أَصْدَرَ جرِيدَة ( الحقيقَة ــ راستي ) بِاللُغتينِ العرَبِيَّة والكُرْدِيَّة .
بَعْدَ انْقِلابِ الثَامنِ مِنْ شِباط عام 1963 م اعْتُقِلَ وصَدَرَ حُكْم الإِعْدامِ بِحقِّهِ ، ولَمْ يَتُمّ تَنْفِيذَ الحُكْمِ بِسَبَبِ إِصْرارِ القِيَادَةِ الكُرْدِيَّة بِالإِفْراجِ عنْهُ ، وبَعْد خَمْسِ سَنَواتٍ مِنْ صدُورِ الحُكْمِ تَمَّ الإِفْراج عنْهُ عام 1968 م .
عمِلَ في صحِيفَة التآخي في بَغْداد ، وقَامَ بِتَرْجمَةِ كِتَابين هُما ( مَهْدُ البَشَرِيَّة ) ،  ( رِحلَة إِلى رِجال شُجْعان ) ، وكُتُبٍ أُخْرَى .
في عام 1975 م هاجرَ إِلى السويد ومكثَ فيها حتَّى عام 2000 م حيْثُ عادَ إِلى العراق وواصَلَ نَشَاطهُ الثَقافِي والأَدبي فأَصْدَرَ عِدَّة كُتُب .

تُوفِّي يَوْم الأَحد 23 / تَمُّوز / 2006 م .

المَصْدَر :
https://www.goodreads.com/author/show/6980148._

جرجيس فتح الله .

/////////////////
 
 



امْتَازَ بِنَشَاطِهِ في التَرْجمَة إِلى العرَبِيَّة ، ومِمَّا قَامَ بِتَرْجمَتِهِ : ــ
1 ــ حياتي / قِصَّة / تَأْليف انطوان تشيخوف / وهي تَحْكي قِصَّة فتَى مِنْ الرِيف .

2 ــ مَعْشَرُ المسَاكين/ رِوايَة  / المُؤَلِّف دستويفسكي / قَامَ بِتَرْجمَتِها جرجيس فتح الله مِنْ الرُوسِيَّة إِلى العرَبِيَّة .

3 ــ ذِكْريَات بَيْت المَوْتَى / قِصَّة / المُؤَلِّف فيودور دستويفسكي / تَرْجمَها مِنْ الرُوسِيَّة إِلى العرَبِيَّة :  جرجيس فتح الله / عدَدُ الصَفَحات 396 صَفْحة / سِلْسِلَة عيُون الأَدَب العالَميّ 24 / طُبِعتْ في دِمَشق  1958 م .

4 ــ آخِرُ يَوْمٍ لِمَحْكومٍ بِالمَوْت / رِوايَة / المُؤَلِّف : فيكتور هوغو / طُبِعتْ ونُشِرَتْ  لأَوَّلِ مَرَّة عام 1829 م / يَصِفُ فيكتور هوغو في هذِهِ الرِوايَة مَشَاعِرَ إِنْسَانٍ مَحْكوم بِالمَوْت في آخِرِ يَوْمٍ مِنْ حيَاتِهِ  / تَرْجمَها  جرجيس فتح الله عنِ الفَرنْسِيَّة إِلى العرَبِيَّة  / عدَدُ الصَفَحات ( 157 ) صَفْحة / صادِرَة عنْ دارِ الجمل لِلنَشْرِ عام 2016 م  .

5 ــ رِوايَة ( كارمن )  لِلرِوائيّ الفَرَنْسيّ الشَهِير : بروسبر ميرميه ( 1803 م ــ 1870 م ) ، والرِوايَة تَتَحدَّثُ عنْ رَجُلٍ باسيكي أَحبَّ إِمْرأَةً غَجرِيَّةً مُتَقلِّبَة العواطِف حُبَّا جمَّاً ، وتَحوَّلَ مِنْ جُنْدي مُطيعٍ إِلى شَقِي خارِجٍ عنِ القَانونِ ، حتَّى انْتَهى بِهِ الأمْرُ أَخيراً إِلى سَاحةِ الإِعْدام .
حوَّلَ المُوسيقي الفَرَنْسيّ الشَهِير جورج بيزيه ( 1838 م ــ 1875 م ) رِوايَة ( كارمن ) إِلى أُوبرا كارمن حيْثُ أُخْرِجتْ لأَوَّلِ مَرَّةٍ على مَسْرَحِ الأُوبرا كوميك بِبَاريس .
 تَرْجمَ جرجيس فتح الله رِوايَة ( كارمن ) ، وصَدَرَتْ عام 2002 م  عنْ دارِ سبي ريز لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ في دهوك ، عدَدُ الصَفَحات : 128  صَفْحة مِنْ القَطْعِ المُتَوَسِّط .
 
6 ــ كيْفَ تَنْطحُ السَماء / المُؤَلِّف : جورج مايكش / عام 1952 م .

7 ــ رِسَالَة مِنْ إِمْرأَة مَجْهُولَة / المُؤَلِّف : ستيفان زفياج .

8 ــ قِصَّة المُحلفِين 1958 م .

9 ــ مُخاتَلات سكابان / المُؤَلِّف : موليير .


………….

مِنْ المَسْرَحيَّات الَّتِي قَامَ بِتَرْجمتِها إِلى العرَبِيَّة :
1 ــ بجماليون / مَسْرَحيَّة / المُؤَلِّف : برنارد شو / كتَبَها برنارد شو عام 1912 م  / قَامَ بِتَرْجمتِها جرجيس فتح الله لِلعرَبِيَّة عام 1934 م .
2 ــ سالومي / مَسْرَحيَّة / المُؤَلِّف : اوسكار وايلد .
3 ــ اندروكلس والأَسَد / مَسْرَحيَّة / المُؤَلِّف :  برنارد شو .
4 ــ الزَواج الأَوَّل / مَسْرَحيَّة / المُؤَلِّف: اوسكار وايلد .


الكُتُب الَّتي تَرْجمَها :

1 ــ تُراثُ الإِسْلام ( الجزْءُ الأَوَّل )  / المُؤَلِّف: سير توماس أرنولد / قَامَ بِتَرْجمتِهِ جرجيس فتح الله إِلى العرَبِيَّة / عدَدُ الصَفَحات ( 679 ) صَفْحة / طُبِعَ عام 2012 م .

2 ــ المَوْصِل أُمّ الرَبيعين / كِتَاب في هنْدَسَةِ المَوْصِل / المُؤَلِّف : راكلان سكواير

3 ــ معاني أَسْماء الأَصْوات في كِتَاب الأَغاني لِلاصفهاني .

4 ــ مَهْدُ البَشَرِيَّة ـ الحيَاة في شَرْقِ كُرْدسْتان / تَأْلِيف : دبليو . أي . ويغرام وإدغار . تي . أي ويغرام / حيْثُ صَدَرَ الكِتَاب عام 1922 م /  قَامَ جرجيس فتح الله بِتَرْجمتِهِ إِلى العرَبيَّة / وصَدَرَ عنْ دارِ آراس لِلطِبَاعة ومَنْشُوراتِ الجمل عام 2012 م / عدَدُ الصَفَحات ( 446 ) صَفْحة .

5 ــ العِراق في عهْدِ قاسم / المُؤَلِّف أوريل دان / التَرْجمَة إِلى العرَبيَّة : جرجيس فتح الله / عدَدُ الصَفَحات ( 512 ) صَفْحة / صادِر عنْ دارِ آراس لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ ومَنْشُوراتِ الجمل عام 2012 م  .

6 ــ تَارِيخ الموسِيقى العرَبيَّة حتَّى القَرْنِ الثَالِثِ عشَر الميلادي ، المُؤَلِّف : هنري جورج فارمر / تَرْجمَهُ إِلى العرَبيَّة : جرجيس فتح الله / عدَدُ الصَفَحات ( 413 ) صَفْحة / صادِر عنْ منْشُوراتِ الجمل لِعام 2015 م . 

7 ــ كُرْدسْتان أَوْ المَوْت / كِتَاب لِلمُؤَلِّف الفَرَنْسي : رينيه موريس / نَشَرَ المُؤَلِّفُ كِتَابَهُ عام 1967 م حيْثُ دوَّنَ في كِتَابِهِ هذا رِحْلَتَهُ إِلى كُرْدسْتان العِراق عام 1966 م / قَامَ بِتَرْجمتِهِ إِلى العرَبيَّة جرجيس فتح الله عام 1973 م .

8 ــ جمْهورِيَّة مهاباد جمْهورِيَّة 1946 م الكُرْدِيَّة / كِتَاب لِلمُؤَلِّف : وليام ايغلتن / تَرْجمَهُ لِلعرَبيَّة : جرجيس فتح الله / عدَدُ الصَفَحات ( 232 ) صَفْحة / صادِر عنْ دارِ آراس لِلنَشْرِ والطِبَاعة ومَنْشُوراتِ الجمل عام 2012 م .


9 ــ قيام وسقوط الرايخ الثَالِث ( الجزْء الأَوَّل ) / كِتَاب لِلمُؤَلِّف : وليم شايرر / قَامَ بِتَرْجمتِهِ لِلعرَبيَّة : جرجيس فتح الله / صَدَرَ عنْ دارِ آراس لِلطِبَاعةِ والنَشْر عام  2002 م  / عدَدُ الصَفَحات ( 682 ) صَفْحة .

10 ــ قيام وسقوط الرايخ الثَالِث ( الجزْء الثَاني ) / كِتَاب لِلمُؤَلِّف وليم شايرر / قَامَ بِتَرْجمتِهِ لِلعرَبيَّة : جرجيس فتح الله / صَدَرَ عنْ دارِ آراس لِلطِبَاعةِ والنَشْر عام 2002 م / عدَدُ الصَفَحات ( 601 ) صَفْحة .

......................
..................

مِنْ مُؤَلَّفاتِهِ :
1ــ هيْئَةُ المُحلَّفين ( دِرَاسَة قَانونيَّة ) .
2 ــ أُخْت هيروشيما .
3 ــ حيَاةُ مُهرِّج ( رِوايَة ) .
4 ــ تَحْليفُ الشَخْص المَعْنَويّ اليَمين في مُقَرَّراتِ التَمْييزِ في العِراق 1957 م .
5 ــ حوْلَ جرائمِ الحرْبِ وجرائم ضِدّ السِلْمِ والإِبَادَةِ العُنْصُرِيَّة ( تَحْلِيل سِيَاسَة الوِلايَات المُتَحِّدَة الأَمْرِيكيَّة في العِراق ) / كِتَاب / تَأْلِيف : جرجيس فتح الله / اللُغة : العرَبِيَّة / عدَدُ الصَفَحات ( 288 ) صَفْحة / صادِر عنْ مَنْشُوراتِ الجمل عام 2014 م .

6 ــ نَظَرات في القَوْمِيَّة العرَبيَّة حتَّى العام 1970 م ( هذا الكِتَاب مُتَكوِّنٌ مِنْ خمْسَةِ أَجْزَاء ) / تَتَوفَّرُ في هذا المَوْضوع صُورَة لِغِلافِ ــ الجزْء الأَوَّل ــ مَخاضٌ عسِير ــ / كِتَاب / تَأْلِيف : جرجيس فتح الله / عدَدُ الصَفَحات ( 589 ) صَفْحة / صادِر عنْ دارِ آراس لِلطِبَاعة ومَنْشُورات الجمل عام 2012 م .

7 ــ مبَاحِث آشُورِيَّة : تَارِيخ ما أَهْمَلُهُ التَارِيخ .
8  ــ مبْحثان على هامِشِ ثَوْرَةِ الشَيْخ عبيدالله النهري .
9 ــ يَقْظَةُ الكُرد 1925 م ــ 1900 م .
10 ــ مُغامرَة الكويت : الوَجْه والخَلْفِيَّة .
11 ــ أَضْواءٌ على القَضِيَّةِ الآشُورِيَّة ( مَذابِح آب 1933 م نَمُوذَجاً ) .
12 ــ رَسَائل مِنْ مَجْهُولَة : آراءٌ في الحيَاة .
13 ــ جرجيس فتح الله : رِجالٌ ووقَائعٌ في المِيزان ( حِوار ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المَصَادِر :
1 ــ أَعْلامُ المَوْصِل في القَرْنِ العشْرِين لِلدكتور عمر محمد الطالب / حرْفُ الجيم .
 

الرَابِط :
http://www.dr-omaraltaleb.com/KOTOB/maosoaa/05jeem.htm#_Toc21280416


2 ــ
المَصْدَر :
https://www.goodreads.com/author/show/6980148._

جرجيس فتح الله .

3 ــ
مَوْضوع / رِوايَة ( كارمن ) لِلرِوائي الشَهِير ( بروسبر ميرميه ) ـ تَرْجمَة الأُسْتَاذ / جرجيس فتح الله المحامي .
عرْض وتَقْدِيم : رمزي عقراوي .
المَوْقِع : المُشَاهِد العرَبي .

الرابط :
https://elmashadarabe.blogspot.com/2014/03/blog-post_2374.html


4 ــ
مَوْضوع / ﺟﺮﺟﻴﺲ ﻓﺘﺢ الله ( 1921  ــ 2006 م )  والإِخْلاص لِكُرْدسْتان والشَعب الكُرْدِيّ
في  :    13 / سبتمبر / 2019 م    


الرَابِط :
https://xeber24.org/archives/204343




شكراً لكم جميعاً .
نتواصل في صفحاتٍ أُخرى قادمة .   


6
أدب / شرانش في الذَاكِرة
« في: 20:44 14/01/2022  »



شرانش في الذَاكِرة   
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِقَلَم : شذى توما مرقوس
الخميس 14 / 1 / 2016
   
( عنْ شرانش العُليا )
إِكْراماً لِلبَلْدَةِ الَّتِي انْحدرَ عنْها والديّ 


سَنواتي السَبْع وزيارتي الأُولى
شرانش
طيفُ جدَّتي
والجدائلُ المَظْفورة
جوْزاً ولَوْزاً   
ووجْهُها
رَغيفُ تينٍ مُدوَّر

/ / /


 
شرانش 
بيْتُ جدَّتي الوديع 
الرافِل تَماهياً مع الطبيعة
 إِنَّما هو مِنْها
في كُلِّ خفْقَةِ قَلْبٍ
نسِيمٌ عليل
وصُورةُ سَماءٍ تتلألأ نجُوماً وجمالاً
.
.
.

يا بيتُ جدَّتي الدافئ بِالمَحبَّة

 / / /

شرانش
وجْهُ جدِّي المشْدود كدَّاً
عائداً مِنْ كرومِ العِنب
وسعيداً بِلُقْيانا وبِما اليَوْمُ جلَب

 
/ / /



البَهاءُ لكِ 
يا مليحة  خامتورٍ   
وجارَة القَلْعة
 يا وديعة مارت شموني
 مُدثَّرةً بِكرومِ العِنْب
 
/ / /

شرانش
قُرَّة السندي
وثراءُ الشَلال
شَجرَةُ ( البُطمي ) الزَاهيَة
ولذيذُ اليَقْطين
تَارِيخُكِ حيَاةٌ  غلبَ المِحن


/ / /
 



تَتغازَرُ الرُوح نَشْوةً
مِنْ عليلِ أَنْسَامكِ
ويَتَعمَّذُ القَلْبُ هناءً
كنُدفِ الثَلْجِ
المُسْتَريحِ شِتاءً فَوْقَ أَعْتَابكِ 
 
في القَلْبِ  ورْداً تُثْمرين
 

   


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



هوامش :
 
السنْدي : هو السَهْل الواقِع بَيْن جبَلِ بيخير وجِبال جياي ديري الحدُودِيَّة
وتَقَعُ شرانش في قَلْبِ مَنْطقةِ سَهْل السندي .


 خامتور ( أَوْ : خامتير  ، حنتور ، حنطور  )  هو الجبَل الَّذِي يتَدفقُ عنْهُ (  ترافُقا مع جِبالِ كيرة ) شَلال شرانش .

اليَقْطين : هو القَرْع الجبَلي .

البُطْمي : هي الحبَّة الخَضْراء ( بِالسورث تُسمى بُطْمي )
البُطم : شجرة الحبَّة الخضراء ، مِنْ الفصيلَةِ الفُستقيَّة ، تنْبتُ في الأَراضي الجبليَّة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



رابط النص على اليو تيوب : ــ

https://www.youtube.com/watch?v=1gZlDLhRuu4
نصوص شعرية بقلم شذى توما 17 ــ شرانش ــ يو تيوب - YouTube





7
نصوص شعرية 46 ــ هذه الأرض ــ بقلم شذى توما ــ فيديو

http://www.ankawa.org/vshare/view/11882/shatha-toma/



8
صفحة المهى ( 18 ) ــــ حوار مع د. أُسامة جبرائيل كلو
حوار وإِعداد وتقديم : شذى توما مرقوس
 
صفحة المهى ( 18 )
من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل
 ( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري )
 ( التنوع الحياتي هو أجمل ما يتميز به كوكبنا الأرض، تصوروا كوكباً ليس فيه سوى الإنسان كنموذج للحياة ؟ ما هو شعوركم ؟ )


مَوْضوع / حوار مع د. أسامة جبرائيل كلو
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حوار وإعداد وتقديم : شذى توما مرقوس
الأربعاء 26 / مايس / 2021 م ــ السبت 18 / تموز / 2021 م .
 

قالَ عنهُ طلبتَهُ :
ــ ( كُنّا محظوظين في هذهِ السنة بلقاء أفضل دكتور والذي كان السبب لرفع معنوياتنا نحو المهنة وبناء أساس علمي لنا  ) .
ــ ( إلى الإنسان الرائع ، الأُستاذ المثالي ، الطبيب البيطري المُتميّز ، صاحب أجمل مُحاضرة على الإطلاق ) .
ــ ( تحية إلى منبع العلم الدكتور أُسامة كلو ) .
وعبارات أخرى كثيرة قيلت بحقهِ ، وهو الَّذي يستحقها عن جدارة ، إذْ ترك بصمة مُميَّزة في نفوس طلبته من خلالِ محاضراتهِ الشيقة المُفيدة البنَّاءة ، وعطاءاتهِ المتواصلة في مجال الطب البيطري ،  إنَّهُ د. أُسامة جبرائيل كلو ، مِنْ مواليد الموصل في  20 / 4 / 1950 م ، حيثُ  أنهى دراستهُ الابتدائية (  في مدرسة الطاهرة ) والمتوسطة ( متوسطة أم الربيعين ) والثانوية ( الإعدادية الشرقية )  في الموصل ، وكان من المتفوقين في جميع تلك المراحل ، وحصل على المرتبة الثانية في امتحان البكالوريا للمرحلة الابتدائية على جميع مدارس المحافظة ، وتخرَّج من كلية الطب البيطري / جامعة بغداد عام 1974 م بتقدير جيد في السنوات الثلاثة الأخيرة وجيد جدَّاً في سنة التخرج ، وسنُتابعُ عن كثبٍ في حوارنا هذا مسيرتهُ العلميَّة بعد التخرُّج ، حيثُ وشتْ إِلينا زوجتهُ ( د. أنوار )  بِخبرٍ عنهُ فقالتْ  : أبدع بالتدريس كما أبدع بالعمل المهني .
  يسرَّني أن أُقدِّمهُ لكم في هذا الحوار  ، كونوا معنا أَيّها الأحِبَّة من المُتابعات والمُتابعين ، وأهلاً بالأُستاذ الدكتور أُسامة ضيفاً في هذا الحوار .
   
د. أُسامة : وأهلاً بكم جميعاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى/  والدك كان صيدلانياً ، وكذلك عمك ، في هذا المحيط المُغري بنهج الصيدلة ، كيف حدث أن اخترت الطب البيطري بديلاً ؟

د. أُسامة : المُحيط كان مُغرياً ومُشجعاً لدراسة الصيدلة حيث إن والدي الصيدلي المعروف جبرائيل كلو صاحب صيدلية الأهالي ( أقدم صيدلية في الموصل في شارع نينوى ) ، وكان معروفاً عنه إخلاصه ونزاهته ومُساعدته للفُقراء وحُبه لِمهنتهِ  ، ولقد أحبَّبتُ الصيدلة من خلالهِ وكنتُ أُزاولها معهُ ، وكما ذكرتِ عمي أيضاً كان صيدلانياً معروفاً في الموصل ( وهو صاحب صيدلية أديب )  ، وهكذا  كان والدي يرغب لي أن أدرس الصيدلة وأسلك فيها مثله ، ولكن بالرغم من حبي للصيدلة إلا أن اهتمامي وميلي لدراسة الطب البيطري كان أَشدُّ وأكبر كونها مهنة راقية تُقدِّمُ خدمات لكائناتِ غير ناطقة ،  ورغبتي الكبيرة في مُساعدة هذهِ الكائنات وتقديم خدماتي لها ، كل هذهِ النقاط رسخت إصراري على دراسة الطب البيطري ، فقدَّمتُ  لكليَّة الطب البيطري / جامعة بغداد ودرستُ فيها ، وكنتُ متفوقاً بشكلٍ خاص في الفارماكولوجي والأمراض المُعدية والطُب الباطني ،  حيث كانت درجاتي  فيها عالية جدَّاً  .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى / حبذَّا لو تُعيدنا معك إلى ذكرياتك في الكلية وتخرجك منها ، فتعيد صور من كانوا معك في الدُفعة من الطُلاب ، وأيضاً كادر الأساتذة حينها .....
د. أسامة : تخرجتُ من كليَّة الطب البيطري / جامعة بغداد عام 1974 م بدرجة جيد عالي ، ضمن الدورة الخامسة عشر في سلسلة الدورات المُتخرجة من الكُليَّة .
كان عدد طُلاب دورتنا 75 طالباً ، ومن ضمن دورتنا طالبة واحدة فقط هي زميلتنا د. رجاء أحمد زوجة صديقي العزيز د. مُصدَّق السماوي ، وكانت تربطني علاقات محبة ومودَّة مع جميع طلاب الدورة ، قضينا أيَّام جميلة ومُمتعة خلال سنوات الدراسة ، وشاركنا في سفراتٍ علميَّة لمناطق مُختلفة من بغداد وخارِجها ، وكنتُ أُشاركُ في المهرجانات التي تُقيمها الكُليَّة سنويَّاً ، ومن زُملائي في الدورة والذين عملوا في كليتنا في بغداد : د. باسم شابا ( أُستاذ مادة الفسلجة ) ، د. حيدر بدري ( أُستاذ الطب الباطني ) ، د. علي فاضل ( أُستاذ الأمراض التناسُليَّة ) ، د. ممتاز صبري ( أُستاذ مادة الطفيليات )  .
وهُناك زُملاء من دورتي عمِلوا في كليات ومعاهد العراق منهم : د. منذر البرزنجي ، د. حسن حنتوش ، د. حسن طعمة ، د. عباس الصرّاف ، والمرحوم د. محسن سعدون ( جامعة الموصل ) . 
أما الأساتذة فهم : د. جليل أبو الحب  ( أُستاذ مادة البايولوجي ) ، د. حسن الاوقاتي ( أُستاذ مادة التشريح ) ، د. وليم فرنكول  ( أُستاذ الكيمياء الحياتية ) ، د. فرائد الجلبي ( الكيمياء الحياتية ) ، د. نارنك ( هندي الجنسية ، أُستاذ مادة الفسلجة ) ، د. عيسى شحاته ( مصري الجنسية ، أُستاذ مادة الأدوية ) ، د. سامي رضا علي ( أُستاذ مادة الطُفيليات ) ، د. بهاء عبداللطيف ( أُستاذ مادة الطُفيليات ) ، د. غازي الخطيب ( أُستاذ مادة البكتريولوجي ) ، د. طالب مكاوي ( أُستاذ الطب العدلي ) ، د. سعد ظافر ( مصري الجنسية ، أُستاذ مادة الطب الباطني ) ، د. جواد العبيدي ( أُستاذ مادة الطب الباطني ) ، د. حسني ( مصري الجنسية ، أُستاذ مادة الأمراض المُعدية ) ، د. ابراهيم أبو العزم ( مصري الجنسية ، أُستاذ مادة أمراض الدواجن ) ، د. عزيز أسود ( أُستاذ مادة الجراحة ) ، د. برانكو روبسكو ( هنغاري الجنسية ، أُستاذ مادة الولادة والأمراض التناسلية ) .
الراحة الأبدية والسلام لأرواح الموتى  ، والعمر المديد للأحياء منهم .

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شذى / ننتقل لمرحلة ما بعد التخرُّج .......
د. أسامة : بعد أن أديتُ الخدمة العسكرية الإلزامية تمّ تعييني مُعيداً في فرع الطب والعلاج ( الطب الباطني والوقائي حالياً ) / كلية الطب البيطري / جامعة بغداد عام 1976 م ، ومن خلال عملي مع الأسائذة الأكفاء أمثال : د. سعد ظافر ، د. شارما ، د. كمالابور  توسعت خبرتي العلميَّة والعمليَّة أكثر ونلتُ استحسانهم وثقتهم العالية .
عمِلتُ مع المُعيدين في الفرع معي منهم : أخي وصديقي المرحوم د. طالب عبد الرضا ، والذي تألمتُ كثيراً لرحيلهِ ، د. ضياء جعفر ، د. فلاح العاني ، د. ابتسام قاسم .
أيضاً نلتُ ثقة وتقدير رؤساء الفروع في الكلية في حينها  ( د. علي الخياط ، د. سعدي السامرائي ، د. غياث ، د. جواد العبيدي ، د. صلاح العزي ، د. سالم حمد )  للفترة من عام 1976 م وحتى عام 2006 م ، فتمّ إسناد الكثير من المهام الإدارية والمالية إليّ .
وتمّ تكريمي في بعض المُناسبات من بينها تكريمي في عيد المُعلِّم من قِبل العمادة ضمن التدريسيين المُتميزين والكفوئين   .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى /  من بعض مسؤولياتك الأُخرى كان الإشراف ، يا حبذّا لو تُحدثنا عن ذلك ؟ 

د. أسامة : نعم صحيح ، كُلِفتُ مراتٍ عديدة بذلك ، منها إِنني أشرفتُ على الحلقات الدراسيَّة للمرحلة الخامسة ( موضوع التخرَّج ) من عام 1991 م  ولغاية 2005 م بعدد ثلاث طُلاب كل عام ، وكان طلبتي دائماً في المركز الأول من خلال بحوثهم المُتميزة ، وكُرِّمتُ بكتبِ شكرٍ وتقديرٍ من فرع بغداد للجامعات والمعاهد .
أيضاً أشرفتُ على العديد من طلبة الدبلوم العالي وشاركتُ كذلك بالإشراف على طلبة الماجستير  .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى / وأيضاً اللجان الأمتحانية ........
د. أُسامة : نعم ، وهذهِ أيضاً ،  كنتُ عضو اللجنة الأمتحانية في الكلية للفترة من 1993 م ــ 2005 م ، وأيضاً عضو اللجنة المركزية للامتحانات العامة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في عامي 1997 ، 1998 م ، وكذلك عضواً في الامتحان الشامل ( الكومتي ) للمرحلة الخامسة للفترة من 1991 م ولغاية 2005 م ، ولقد كُوفئتُ بعدد من كُتبِ الشكر والتقدير في حينها .
إِضافة لذلك كنتُ عضواً في لجان المناقشة لطُلاب الماجستير والدبلوم في كليات الطب البيطري في بغداد ودهوك والموصل .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   
شذى / المؤتمرات أيضاً أخذت نصيباً كبيراً من اهتمامك ، نرجو أن تُشارك المُتابعات / المُتابعين ببعضِ التفاصيل عنها .....
د. أُسامة : منذُ أنْ كنتُ طالباً دأبت على المُشاركة بالنشاطات التي تُقيمها الكُليّة ، وخاصة المهرجانات العلميَّة لِفروع الكُليَّة ، ثُمَّ شاركتُ في جميع المؤتمرات العلميَّة التي اقامتها الكُليَّة ووحدة الأمراض المُشتركة ، وكنتُ ضمن اللجنة التحضيريَّة ، وكان لي حضور فعّال فيها خلال الأعوام 1998 م ــ 2001 م ، وكذلك شاركتُ في المؤتمرات التي أجرتها نقابة الأطباء البيطريين من خلال تقديم البحوث والتحضير ، وقد كوفِئتُ بالعديد من كُتب الشكر والتقدير من قِبل عميد الكُليَّة ووزير التعليم العالي ونقيب الأطباء البيطريين .
 
   
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى : قمتَ بتدريس عدة مراحل في الكلية وأيضاً عدة مواد ، هل تتذكر بعض التفاصيل عن ذلك ؟

د. أُسامة : بالطبع .....
الدراسات الأوليَّة    
أنا درَّسْتُ مادة السريريات ( Clinic )  للمراحل الثالثة والرابعة والخامسة في الكلية اعتباراً من تاريخ تعييني ولغاية 2006 م ، ومادة الأمراض المُعدية والطب الباطني للمرحلة الرابعة ، الوبائية للمرحلة الخامسة ( 1992 م ــ 2006 م )  .
بطلب من عمادة كليَّة الطب البيطري في جامعة القادسية ( الديوانية )  درَّسْتُ مادة الأمراض المُعدية فيها ، وكنتُ أذهبُ إليها أسبوعياً مرة واحدة لإلقاء المُحاضرات بشأن ذلك ، كذلك في جامعة دهوك درَّسْتُ مادة الأمراض المُعدية  للمرحلة الرابعة ومادة السريريات للمرحلتين الرابعة والخامسة خلال فترة تنسيبي عام 2007 م   .
الدراسات العُليا :
 قمتُ بإعطاء طلبة الدبلوم العالي كورسات دراسية شملت أمراض الحيوانات الحقلية والحيوانات الصغيرة ومواضيع مُختلفة ،كذلك درَّستُ مادة السريريات وقمتُ بتنظيم الحلقات الدراسية .
أما طلبة الماجستير والدكتوراه فكانت حصتهم من محاضراتي مختَّصة بأمراض الكلاب والقطط ، ومواضيع أخرى مُختلفة حول الأمراض الشائعة وطرق السيطرة عليها ، بالإضافة لمادة السريريات .
بالنسبة لطلبة الماجستير والدكتوراه في جامعة دهوك فلقد خصصتهم بمحاضرات في مادة الوبائية وأمراض الحيوانات الصغيرة والسريريات وطرق البحث .    
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى /  تمّ ترشيحك لبعثة علمية لأجل دراسة الماجستير والدكتوراه ، ماذا عنها ؟

د. أُسامة : في عام 1978 م التحقتُ بدورة علمية لنيل الدبلوم في الطب الوقائي والصحة العامة البيطرية في كوبنهاكن / الدانمارك ، وفي عام 1981 م تمّ ترشيحي لبعثة علميَّة  للحصول على الماجستير في الأشعة ، وبعد إصرار وجهود كبيرة بذلتُها لتغيير موضوع الدِراسة الَّذي لا يتلائمُ مع رغبتي ( واستغرَّقَ هذا وقتاً طويلاً ) قامت الكليّة حينها بالموافقة على تغيير موضوع البعثة إلى ( دراسة الطُرق المُتبعة لتَشْخيص أمراض الكبد في الكلاب ) والَّتي كانت رغبتي إذْ افتقرتْ الكليَّة لمُتَخصِّص في هذا المجال ( طب الحيوانات الصغيرة ) ، وقد حصلتُ على قبول من جامعة بريستول في انكلترا لدِراسة الماجستير والدكتوراه ، وتحدَّد موعد سفري ولكِنْ ؛ لسوء الحظ توقَّفتْ البعثات  بسببِ هجوم الفاو عام 1986 م ، وعلى إِثرِ ذلك تمَّ تحويل البعثة إلى داخل البلد ( العراق ) ، وبدأتُ دراستي للماجستير في الكُليّة ، ولأسبابٍ متعدِّدة تحوَّل مَوْضوع أطروحتي إلى ( دراسة جرثوميَّة وسريريَّة وشعاعيَّة لالتهاب المفاصل الخمجي في العجول ) ، تولَّدتْ لديّ فكرة هذا البحث من خلال مُشاهداتي الحقليَّة لهذهِ الحالات الشائعة في العجول والتي تُسبِّبُ ضرراً اقتصادياً بالغاً حيثُ تتورمُ المفاصل فتعيقُ حركة الحيوان ، مِمَّا يؤدي إلى تدهور حالته الصحيَّة أو نفوقهِ بسبب الانتانامية ( Septicaemia  ) ، وتكاد أن تكون البحوث التي تتطرَّق لهذهِ المعضلة في العجول مفقودة في العراق وشحيحة في البلدان الأُخرى إذا ما قورنت بالبحوث المُنجزة عن الحالات المرضيَّة الأُخرى ،  في عام 1988 م حصلتُ على الماجستير  ونالت أطروحتي درجة امتياز .
بعد حصولي على الماجستير تدرجتُ بالترقيات العلميَّة ، وفي عام 1995 م تمّ ترقيتي إلى أستاذ مُساعد ، وبعد أن إنجزتُ العديد من البحوث ( وأغلبها كان مُتفرداً في المواضيع المُختارة للبحث والدِراسة )  قدّمتُ لِرُتبة الأُستاذيَّة في عام 2000 م ولم يتحقَّق ذلك للأسف لأن بحوثي فُقِدت لأسبابٍ أجهلها .
 بطلبٍ مني وبسببِ سوء الأوضاع الأمنيّة في بغداد نُسِبتُ للتدريس في جامعة دهوك عام 2006 م ،  في عام 2008 م طلبتُ إحالتي على التقاعد ، بعدها اضطُرِرتُ لمغادرة العراق لشدَّة تدهور الأوضاع  .

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى / نرجو أنْ تُساعدنا بإلقاء نظرة على الدراسات والبحوث التي أجريتها ، والمنشورة في المجلات العلمية أو في مصادر أُخرى .......

د. أُسامة : لقد نشرتُ العديد من الدراسات والبحوث ومعظمها عن الحالات المرضيَّة والمشاكل الشائعة في الكلاب والقطط ، وذلك من خلالِ الحالات الواردة لعيادتي الخاصَّة والحالات التي تُجلَبُ للكليّة ، بالإضافة إلى بحوث متنوِّعة لحيوانات المزرعة والزواحف .
لقد أجريتُ العزل البكتريولوجي وتشخيص المُسبِّب الرئيسي لحالات مرضيّة شائعة وجميعها نُشِرتْ لأول مرّة في العراق ، وكذلك أجريتُ الفحوصات السيريولوجية لداء السالمونيلا الذي يُصيبُ الكلاب ، وشملتْ هذهِ الدراسات طرق المعالجة واختيار العلاج المُناسب ومتابعته .
كما إنّني قدَّمتُ بحوث حول الطُفيليات الداخليَّة التي تُصيبُ الكلاب البيتية مثل : Dipylidium  ‚ Toxocara   وغيرها ، وعن الطُفيليات الدمويَّة مثل : Babesia canid
أيضاً كان للطفيليات الخارجيّة في القطط والكلاب ومدى انتشارها في سلالات الكلاب المُختلفة نصيباً من بحوثي ودراساتي ، وكذلك دراسة عن مرض التوكسوبلازما في القطط والأغنام  ، هذا بالإضافة إلى الدراسة الوبائيَّة عن داء الكلب في الإنسان والكلاب وهي الأولى من نوعها في العراق .
 وهُنا جدول ببعضِ الدراسات والبحوث التي قدَّمتُها  :
1 ــ دراسة طفيلية وعلاجية للسلالات المُختلفة من الكلاب البيتية لمنطقة بغداد .
منشورة في المجلة العراقية للأحياء المجهرية ، المُجلد 5 ، سنة 1993 م .
//////////////
2 – Bacterial Eye infection in Dogs in Baghdad City .
( الخمج البكتيري للعين في الكلاب في مدينة بغداد ) .
منشورة في مجلة :
Iraqi Journal of Microbiology .
Vol . 6 ( 2 ) , 1994 
////////////
3 – Antibiotic Sensitivity of Microbial isolates and therapy of Otitis extra in Dogs .
( اختبار الحساسية للجراثيم المعزولة من حالات التهاب الأذن في الكلاب ومعالجتها ) .
نُشرت في مجلَّة :
Iraqi Journal  of Veterinary Sciences 
Vol. 8 , No. 1 , 1995
////////////
4 – Epidemiological  Study on Rabies in Man and Dogs in Baghdad  Covernorate from 1986 – 1995 
( دراسة وبائية عن داء الكلب في الإنسان والكلاب في مُحافظة بغداد من 1986 م ــ 1995 م ) .
منشورة في مجلة :
Iraqi Journal  of Veterinary Sciences 
Vol. 12 , No. 1 , 1999 
////////
5 – Vomiting as aphenomenon in Dogs in Baghdad City – Iraq
( ظاهرة التقيؤ في الكلاب في مدينة بغداد ) .
تمّ نشر هذهِ الدِراسة في مجلة ( دِراسات ) ، مُجلد 22 ، العدد 2 ، سنة 2000 م .

////////////
6 – Prevalence of Salmonellosis serotypes in Dogs and their Sensitivity to antimicrobials
( انتشار الأنواع المَصْليَّة لداء السالمونيلا في الكلاب ، وحساسيتها للمُضادات الحياتيَّة ) .
هذهِ الدراسة بِمُشاركة مع س. أ . حسو .
منشورة في مجلة :
Iraqi Journal  of Veterinary Sciences 
Vol. 14 , No.1 , 2001
//////////
 7 – Detection of Toxoplasmosis in Cats and Sheep .
( الكشف عن داء المُقوَّسات ــ التوكسوبلازموسس ــ في القطط والأغنام ) .
منشورة في مجلة :
Iraqi Journal  of Veterinary Sciences 
Vol. 26 , No.1 , 2002 
/////////////
8 --  Detection of Ecto & Endoparasites from House Cats in Baghdad province .
منشورة في مجلة :
Iraqi Journal  of Veterinary Sciences 
Vol. 18 , No.1 , 2004 ( 27 – 30 )
   

في مجال الإِعداد :
  قمتُ بإِعداد نشرات توضيحيَّة عديدة للطُلاب ( على مدى السنين )  ، أذكرُ مِنْها :

The main groups of antibiotics and sulfonamides used in veterinary medicine .
 
//////////
 وفي مجال الترجمة ، قمتُ بترجمة كتاب الأمراض المُشتركة بين الحيوان والإنسان عن الانكليزية  .
 

///////////////

 ـــ مقالات مُتعدِّدة في عمود ( عيادة الحيوانات الصغيرة )  منشورة في مجلة الطبيب البيطري والتي تُصدرها نقابة الأطباء البيطريين في العراق .....
 

وعدد من المقالات المنشورة في أمريكا ، منها : ـ

1 ــ في عام 2010 م    
The Common animals diseases in Iraq
منشورة في مجلة : Sets.Peter and Paul magazine

2   ــ في عام 2014 م
Zoonotic  diseaess    
منشورة في مجلة : Sets.Peter and Paul magazine
   
3 – في عام 2015 م
What do you know about Racon
منشورة في مجلة : Sets.Peter and Paul magazine

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى / أمراض الكبد في الكلاب ، موضوع مهمّ جدَّاً وواسع ، وحاز على اهتمامٍ خاصٍ لديك ، هل لك أن تُعطي المتابعين والمُتابِعات فكرة مُلخَّصة عن ذلك  ؟
د. أُسامة : الكبد هو عضو مهم ، ويعتبر أكبر اعضاء الجسم ، ولهُ وظائف متعدده كالتمثيل الغذائي ، إِزاله السموم ، تصنيع البروتينات الخاصَّة لتخثر الدم ، خزن الكلاكوجين وانتاج الصفراء وغيرها ، لذلك أي خلل في هذهِ الوظائف يؤدي الى ظهور علامات سريرية .
 من العلامات السريرية المهِمَّة الَّتي عند ظهور واحدة منها أو أكثر ، والَّتي  يستوجب على المربي عدم التهاون فيها ومراجعة الطبيب البيطري لإِجراء التشخيص ومعرفة المُسبِّب :
 في الحالات الحادة هناك أَعراض شائعة كالإِسهال ، اليرقان (jundice) ، فقدان الشهية ، التقيؤ ، التوعك وهذهِ يُعزى سببها على الأَغلب بالاخماج البكتيرية (  bacterial  ) مثل :
 (salmonellosis,leptospirosis) ،
 والفايروسية ( Viral ) مثل :
 (Infectious canine hepatitis,herpes virus )  .   
وأَسباب طفيلية مثل داء المقوسات في القطط .
أَمَّا في الحالات المُزمنة فمِن العلامات الشائعة هي الاستسقاء (ascitis) حيث تتجمع السوائل أَسفل البطن ، ويكون لون البراز باهت ، وقد يُلاحظ تأخر في فترة تخثر الدم وأَحيانا اعتلال الدماغ بسبب عدم تحول الأَمونيا إِلى يوريا .
وقد يكون المرض بسبب السموم ( الكلوروفورم ، الفينول ، الارسينيك ......  وغيرها )  ، أو بعض الأدوية مثل :
  (mebendazol,tetracycline,paracetamol )

وهناك أَسباب غير التهابية كالأَورام والتليف وغير ذلك .
في معظم الحالات لا يوجد علاج مُحدَّد ، لكن هنآك مبدأ أَساسي في العلاج يعتمد على مايلي :
إِعطاء السوائل ، الراحة ، التغذية ، مُعالجة العلامات السريريَّة كالتقيؤ والإسهال ، إِعطاء المُضادات الحياتيَّة ومُضادات السموم ، نقل الدم وإعطاء فيتامين (    K   ) .
النقاط الثلاثة الأولى يُنصح بها المُربين .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى / حظيَ طب الحيوانات الصغيرة باهتمامك الكبير ، كيف كانت البدايات ؟
د. أُسامة : نعم حظى طب الحيوانات الصغيرة باهتمامي بشكلٍ خاص بالرغم من اهتمامي بالحيوانات الأُخرى أيضاً ، والبداية كانت من الكُليّة ، حيث كنتُ انفردُ باستلام حالات الكلاب والقطط وأُجري الفحوصات اللازمة لها وأُعالجها ، وفي البيت كنتُ أقرأُ عنها في المصادر وأُتابعها ، وكل حالة كانت تُكسِبُني خبرة جديدة إضافيَّة .
أقول بتواضع : لقد علَّمتُ نفسي بنفسي ، وهذا أهلني لفتح العيادة المُتخصِّصة بطب الحيوانات الصغيرة ، والذي بنفس الوقت كان لهُ تأثيرٌ كبير في تراكم الخبرة لديّ وزيادتها قبل تدرُّجي للدراسات العُليا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى / كان لديك عيادة طُبيّة بيطرية في العراق ، ما هي الأخبار التي يُمكنك أن تعطيها عنها ؟
د. أُسامة : أسستُ العيادة  ( عيادة الطب البيطري ) عام 1983 م في منطقة العلوية ببغداد ، وكانت عيادة مُتخصِّصة بطبُ الحيوانات الصغيرة ، وكنتُ حريصاً جداً على أن تكون عيادة نموذجيّة ، الحالات الواردة إليها كانت تُشخَّص بالكامل من خلال الفحوصات المُختبريّة والأشعة ، وكنتُ استخدمُ نظام الكارتات حيثُ أُسجِّلُ معلومات مُفصَّلة عن كُلِّ حالة وإسم مُربي الحيوان وتلفونهُ ، وكل كارت يحملُ رقماً ، وهذا الرقم يُعطى لصاحب الحالة عند المُراجعة الثانية ، وكنتُ اتصلُ بهم لتذكيرهم بموعد اللقاح مثلاً ، أو الاستفسار عن الحالة ، وبالمقابل كانوا يتصلون بي أيضاً لحجز مواعيد الزيارة وإبلاغي عن حالاتهم ، وقد أكتسبت العيادة شُهرة واسعة وصيت طيب في بغداد وبعض المُحافظات ، وكان يتدرب عندي سنويَّاً بعض الخريجين الجُدد مِمَّنْ لديهم رغبة في هذا المجال ، بالإضافة لذلك كنتُ أُرسِلُ بعض الحالات الهامّة إلى الكلية لأشرحها للطلبة للاستفادة من ذلك ، وقد أُجرت معي بعض الصُحف مقابلات منها صحيفة ( بغداد اوبزرفر ) ، وأذْكُر أيضاً إن المرحوم د. طالب مكاوي وكان عضواً في النقابة زارني في العيادة وعبَّرَ عن إعجابهِ بسير العمل فيها وشكرني على كل الجهود التي أبذلها لتطوير هذا المجال ، وسجَّلَ شرطاً ( منِ خلالِ النقابة ) ينصُّ على إنَّ كل طبيب بيطري راغب في فتح عيادة خاصّة به الالتزام بنفس النظام المعمول بهِ في عيادة د. أُسامة، وبخلافهِ لا تحصل الموافقة على فتح العيادة  .

   
 
      
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى / ما هي الحالات الأكثر شيوعاً ( المُتكررة ، أو المنتشرة ) التي كانت تخضع لعلاجاتك في العيادة ؟
د. أُسامة : للإجابة على هذا السؤال أقول : إنني في عام 1985 م قمتُ بإجراء هذهِ الإحصائية عن النسبة المئوية لمجموع الحالات الواردة لعيادتي في تلك السنة وهي كالآتي : ــ


      
skin diseases 7.9%
     Ear infection 5.1%   
     Eye infection 3.2%
     Digestive disturbances 13.2%
     External  parasites 3.5%
     Internal parasites 2.5 %
     Skin diseases 7.9 %   
     Surgical cases  4.0%
     Vaccination 60.5%
                                                                               
 
وهذهِ النسب كانت مُطابقة تقريباً للسنوات التي تلتها .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شذى /  هناك نسبة عالية من الأفراد في مجتمعنا تؤمن بأهمية إبادة الكلاب السائبة بطرق التسميم والخراطيش ..... وإلخ ، ماذا يُمكنك أن تقول لهؤلاء في ذلك ، وهل أنت مع أم ضد ذلك ؟
د. أُسامة : بالتأكيد أنا ضد حملات الإبادة الجائرة للكلاب السائبة ، وضد الطُرق المٌتبعة لإبادتها والتي لا يُمكن تقبُّلها ولا بأي حالٍ من الأحوال ، بالإضافة إلى أنها لا تخلو من المخاطر على البشر والكائنات الأخرى على حدٍّ سواء  .
أنا أتذكرُ إنه خلال سنوات الحصار على بلدنا كانت الكلاب تُقتل وتبقى مرميَّة في الشوارع لفترة حتى تنبعثُ من جُثثها روائح كريهة وتتطايرُ الحشرات حولها وعليها .
 طريقة التسميم مرفوضة رفضاً قاطعاً  ولا يُمكن التسامح فيها ، بالإضافة إلى تأثيراتها السلبيَّة الأُخرى حيثُ من المُمكن أن تقوم حيوانات أُخرى بتناول هذهِ القطع المسمومة ، ورُبّما حتى الأطفال ، إضافة إلى تأثيراتها السلبيَّة على البيئة  .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      

شذى / ما هو دور الطبيب البيطري لإيقاف مثل هذه الحملات وإيجاد الطرق البديلة العادلة المُنصفة ؟
د. أُسامة : دور الطبيب البيطري كبيرٌ ومهمٌ وأساسيّ في ذلك ، بهمة وعزم وإصرار الأطباء البيطريين ستكون هناك خطوة أولى تتبعها خطوات أُخرى ، ويجب علينا كأطباء بيطريين المُطالبة بإيقاف هذه الحملات والأخذ بالحلول البديلة المُمكنة والتي تشمل :  بناء الملاجئ ، السيطرة على تكاثر الكلاب وزيادة أعدادها من خلال إجراء التعقيم  ، توفير الرعاية الصحيّة للكلاب ، اتباع منهج التلقيحات ضد الأمراض المهمَّة ومنها السُعار ، الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في هذا المجال ( والتي سبق وأن ذكرتها ) ،  ضرورة التوعية بحسن التعامل مع الكلاب الضالّة بوجه خاصّ ، وأيضاً  الطرق الصحيحة في ذلك ، نشر ثقافة تربية الكلاب المحليَّة والتشجيع عليها ،  وهنا يجب أن لا ننسى إن دعم الدولة والجهات المسؤولة مطلوب في ذلك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى /  باعتبارك مِن المُهتَّمين جِدَّاً  بطب الحيوانات الصغيرة  ولديك ميل مُميَّز وخاص نحو هذه الكائنات ، خصوصاً القطط والكلاب ، ما هي رؤيتك لظاهرة انتشار الكلاب السائبة ، وماهي الطُرق المُقترحة للتعامل معها في منظورك ؟
د. أُسامة :  إن أعداد القطط والكلاب السائبة في العراق هي في تزايد مُستمّر منذ القرن الماضي ولا زال الأمر على نفس المِنوال ، ومن خلال الدراسة الوبائية التي أجريتها عن مرض السُعار ( داء الكلَب ) في الإنسان والكِلاب للفترة من 1985 م ــ 1995 م دلَّتْ  ( الدراسة )  بأن أعداد الكلاب السائبة قد ازداد كثيراً خلال سنوات الحصار ، يُقابلها في ذلك زيادة في أعداد الأشخاص مِمَّنْ تعرَّضوا للعضّ ، وبينهم حالات وفيات بعضهم من الأطفال .

 سأتكلمُ عن الطُرق المُتبعة هنا في أمريكا حيث تُوجد مراكز خاصَّة تتبع طرق الحصر والتعقيم والإخصاء trapped , neutered and spayed لأيقاف تناسلها وتكاثرها ، وقد زُرت أحد هذه المراكز المُختَّصة بالقطط وأطلعتُ على الطُرق المُتبعة لتقليل أعداد القطط ، ولاحظتُ إقبال مُربيّ القطط على هذا المركز ، حيثُ يكون هناك يوميَّاً ما يُقارب العشرين حالة وبمواعيد مُسبقة لهذا الغرض ، ثُمّ تُعاد إلى أصحابها .
أما بالنسبة للقطط الوحشية Wild Cats   يتمُّ إعادتها إلى الملجأ بعد تعقيمها ، وتُعطى لها اللقاحات المطلوبة كلقاح داء الكلب وغيره .
ظاهرة انتشار القطط والكلاب السائبة غير موجودة في معظم دول العالم المُتقدم ، في أمريكا توجد ملاجئ خاصة ( شلتر ) لإيواء الكلاب التائهة والسائبة والمفقودة ، وكذلك لبيع هذه الكِلاب أو تبنِّيها ، وتخضع لسيطرة صحيَّة كاملة ، أيضاً توجد فنادق خاصَّة للكلاب التي يغيبُ أصحابها لفترة لأسباب ما  ( سفر ، ظرف صحي ..... وإلخ )  .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شذى /  بغداد ، دهوك ، القادسية ( الديوانية ) ، محافظات تنقلت بينها للتدريس في كليَّات الطب البيطري العائدة لها ، ما هي الخبرة التي خرجت بها منها ،  كيف تصفُ عملك فيها ؟
د. أُسامة : قضيتُ فترة طويلة في التدريس في بغداد منذُ تعييني مُعيداً في الكُليّة عام 1976 م ، لغاية عام 2006 م حيثُ تمّ تنسيبي لجامعة دهوك نظراً لسوء الأوضاع في بغداد ، وكنتُ قد حاضرتُ في جامعة القادسية ( الديوانية )  ، وشاركتُ في مناقشة طلبة الماجستير في الموصل .
كما ذكرتُ ومن خلال السنوات الطويلة في التدريس أكتسبتُ الكثير من الخبرة ، فقد تعلَّمتُ وعلَّمتُ الكثير عملاً بقول السيد المسيح ( من عمِل وعلَّم فذلك يُدعى عظيماً في ملكوت السماوات ) ، لقد ترجمتُ هذا الكلام الرائع من خلال التدريس ، وكنتُ أحرصُ أن تكون محاضراتي واضحة وشيقة يتخللها أمثلة واقعيَّة حتَّى لا يُصاب الطلبة بالملل ، وكنتُ أذكرُ مُستجَّدات البحوث ، وأهتمُ بصورة خاصَّة بالطُلاب ذوي المستويات الضعيفة ، وأُشجعهم بتحفيز الروح المعنويّة فيهم ، وبنفس الوقت كنتُ أُثني على الطلبة الجيدين وأشجعهم ، وهذا كان يخلقُ روح المُنافسة بينهم ، ولا أبالغ إن قلتُ بأنَّهُ نادراً ما كان يوجد غيابات في دروسي لأنّ الطلبة لمسوا الصدق والإخلاص والتعاطف مني ، وكان طلبة المراحل الَّتي بعدهم يسمعون عني قبل أن أدرِّسهم ، وقد شُمِلتُ بقرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بامتيازات رعاية الملاكات العلميّة لحصولي على المركز الأوَّل بين تدريسي جامعة بغداد لسنتين مُتتاليتين 2001 م و 2002 م .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى / حدثنا عن بعض المواقف الطريفة التي حدثت معك وأنت في غمرة عملك العلمي ، والتي احتفظت بها ذاكرتك ؟

د. أُسامة : حدثت معي الكثير من المواقف الجميلة ، وهذهِ بعضها :
هناك موقف لا أنساه ، إحدى الطالبات وكانت في المرحلة الرابعة قالت لي : لقد دخلتُ كلية الطب البيطري بسببك .
فتعجبتُ وسألتها : كيف ؟
أجابت : عندما كنتُ في المرحلة المتوسطة والثانوية كنتُ أرافقُ والدتي لعيادتك لمعالجة كلبتنا وشفائها .

موقف آخر : إحدى السيدات جلبت لي كلبتها لتتأكد من حملها ، وكانت السيدة أيضاً حاملاً ، وقد لاقت صعوبة وتعب أثناء المجيء لعيادتي ، وقالت لي : أنا مُستعدة للإجهاض بس لا يحصل شيء لكلبتي .
روى لي أحد المراجعين إن زوجتهُ تعتبر كلبها هو حبها الأول والأخير .
مُراجِعة أخرى قالت لي : د. أُسامة أنت طبيب أولادي ( تقصد كلابها ) .
مُراجِعة أُخرى كانت تُصلي قبل المجيء للعيادة لأكون أنا من يُعطي حيواناتها  الحُقن ، وليس أحداً مِن المتمرنين عندي .
أحد طُلاب المرحلة الخامسة كان يُتابع تعليماتي وأسلوبي في العلاج وأخبرني وهو بغاية الفرح كيف عالج حالة وتحسَّنتْ بفضل تعليماتي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى / هل حدث أن ندمت يوماً على اختيارك العمل في مجال الطب البيطري ؟ وإن كان الجواب : نعم ، فلماذا ، ما هي الأسباب ؟
د. أُسامة : أنا فخور كوني طبيباً بيطرياً ، ولم أندمْ يوماً على اختياري الطب البيطري ، ومُذْ كنتُ طالباً كانت أُمنيتي أن تكون لي عيادة خاصّة،  وأن يكون تعييني في الكليَّة ، والحمدلله فلقد تحقَّقت كلّ أمنياتي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى /  لو لم تكن قد درست الطب البيطري ، فأي مجالٍ آخر للدراسة تتصوَّرُ نفسك فيه ؟
د. أُسامة : كما ذكرتُ أنا فخور كل الفخر كوني طبيباً بيطرياً ، ولو لم أدرس الطب البيطري كنتُ سأدرسُ الصيدلة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى / خارج نطاق العمل العلمي ، هل ستشي لنا ببعض هواياتك وتوجهاتك ؟
د. أُسامة :
هواياتي منذ الطفولة كانت قراءة المجلات والقصص ، مع السنين تنامت عندي الرغبة في قراءة ومُتابعة المواضيع العلميَّة والطبيَّة بشكلٍ خاصٍ ، والمواضيع الأخرى في المجالات المُختلفة ، أيضاً أقومُ بتوثيق المعلومات التي اختارها منها واحتفظ بها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى / أشخاص توّدُ أن تذكر عنهم هنا شيئاً ما ؟
د. أُسامة :
أذكر هنا والدي ووالدتي ( رحمهما الله ) واللذان كان لهما التأثير الكبير في حياتي حيث تعلَّمتُ مِنهُما حبّ العلم والمثابرة ، والصدق ، وروح العزيمة والتفاؤل ، والدقة بالعمل ، وزرعا في نفسي الإيمان .
كما أذكرُ زوجتي الغالية ورفيقة دربي أنوار الَّتي وقفت إلى جانبي وكانت سندي ومناري ، وهي أيضاً طبيبة بيطرية خريجة عام 1982 م كليَّة الطب البيطري / جامعة بغداد  ، ولدينا ولدان وبنت  .
وأخص بالذكر أيضاً د. نويل حاوا ، وهو أحد أقربائي حيثُ جعلني أحبُّ الطب البيطري مذْ كنتُ طالباً في المتوسطة .
كل الذكر الطيب والذكرى العطرة للصديق المخلص د. طالب عبدالرضا ( رحمه الله ) والذي كان بمثابة الأخ والرفيق وقضينا أياماً لا تُنسى في فرع الطب الباطني .
أعتزُّ بجميع زملائي في الكادر التدريسي في الكليَّة فرداً ، فرداً ، وزملائي الأطباء البيطريين حيث أعتز بصداقتي معهم ، ولهم مني كلّ المحبة والاحترام .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى / إرشادات تُريدُ توجيهها للأطباء البيطريين ....
د. أُسامة :
أهم شيء أن يُحبّوا المهنة ،  ويختاروا الجانب الَّذي يتلائم مع اهتمامهم ، فحبّ العمل يخلق الإِبداع والتطور  ، وأن يبذلوا قصارى جهدهم لرفع شأن مهنة الطب البيطري الَّتي ينظرُ إِليها المجتمع نظرة سلبية ، وهذا يأتي من خلال الاداء الجيّد  والسلوك اللائق ، وأن لا يتكلموا عن أخطاء زملائهم أمام المراجعين لكي يظهروا مهارتهم من أَجل الكسب المادي ،  والأَمر المُهم الآخر ان يكونوا على اطلاع ومتابعة دائمة  لمُستجَّدات العِلم .                                                   
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   
شذى /  د. أُسامة نشكرك كثيراً على هذا الحوار الشيق والمُفيد ، توقيعٌ أخيرٌ منك على هذا الحوار ؟
د. أُسامة :    
أوجه شكري لكل المُتابعين والمُتابعات لهذا الحوار وأُثمِّنُ وقتهم واهتمامهم بمتابعة هذا الحوار .
تحياتي لكل الطلبة الذين يتابعون الحوار الآن مِمَّنْ استمعوا إلى محاضراتي واستطعتُ أن أخدمهم في مسيرتهم العلميَّة ليصبحوا أطباء بيطريين / طبيبات بيطريات المُستقبل ، وسأبقى أحملهم في ذاكرتي بكل محبَّة ، وأنا أشعرُ بأن الحظ لم يحالفني لأُكمِّل الأكثر من طموحي في تقديم المزيد من الخدمة لطلابي ومهنتي .
شكر خاص للأخت د. شذى الَّتي بذلت جهوداً حثيثة لإدارة وإعداد وإخراج هذا الحوار ، وأتمنى لها المزيد من العطاء في خدمة مهنة الطب البيطري بالإشارة إلى  كل ما يرتقي بها ويُبرز أهميتها القصوى في نواحي الحياة المُتعددة .
أُكرر شكري وتقديري لك يا شذى على هذا الحوار .
ومع توقيعي الأخير أُقدِّمُ هذه الصورة ، وفي الصورة تظهر زوجتي إلى جانبي مع حفيدنا جبرائيل ، والَّذِي نال إسم والدي تيمُناً به .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى / في ختام حوارنا نُقدِّمُ خالص تحياتنا وتقديرنا للدكتور أُسامة ، مع تمنياتنا لهُ بالخير والصحة والعمر المديد والمزيد من العطاء ، والنجاح الدائم والتوفيق .
شُكراً لكم جميعاً مع التقدير .    
      

9
كُتَّاب وكاتِبات القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 38 ــ ج )            
        ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )
     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ    
    إِعْداد وبَحث وتَقْديم : شذى توما مرقوس                        
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 
                                     
طَابِع المَوْضوع :
بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .
   عزِيزاتي / أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء
أُعاوِدُ تَواصُلي معكُم في سِلْسِلَةِ  كُتَّاب وكاتِبات القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  ،
 ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ ، وأَدَب الطِفْل ) ، فكُلَّ الشُكْر لِمُتَابعتِكُم واهِتِمامكُم .     

في الجُزْء الثَاني ( 38 ـ أ ) والَّذِي قُمْتُ بَنَشْرِهِ قَبْلَ فَتْرَة كانَ مُخصَّصاً للأَسْماء التاليَة : ــ       
 ( حنا حبش ، الخوري هرمز نرسو الكلداني ، اسكندر زغبي ، سليمان غزالة ، نعوم فتح الله سحار ، سليم حسون ، الخوري روفائيل حبابة ، المطران اسطيفان كجو ، المطران سليمان الصائغ  ) .
وفي الجُزْء الثَاني ( 38 ــ ب ) الَّذِي تَلاهُ  كانَ تَتِمَّة عَنْ روَّاد المَسْرَح العِراقِيّ : المطران يوليوس جرجس قندلا ، حنا رسام ، القس فرنسيس حداد ، القس حنا رحماني ، الخوري انطوان زبوني ، القس حنا حبي ، المطران بولص بهنام ، بهنام سليم حبابة .
، وكما ذَكرْتُ سابِقاً فإِنَّ بَعْضاً مِنْ الأَسْمَاء الأُخْرَى قَدْ أُكْمِلُ الكِتَابَة عَنْها في المُسْتَقْبَل ( وعلى قَدرِ تَوفُّرِ المَصَادِر لي بَعْدَ البَحْثِ المُضْنِيّ والسُؤال والجُهْد الطوِيلِ المَبْذول ) ،  أَوْ أَتْرُكُ لغِيري فُرْصة الكِتَابَةِ عَنْها .
في هذا الجُزْء [  الجُزْء الثَاني ( 38 ـ  ج ) ] سنُخَصِّصُ السُطور لِلكِتَابَةِ عَنْ الأُسْتَاذ نجيب قاقو ، باعْتِبَارِهِ قَدْ قَام بِتَرْجمَةِ العديدِ مِنْ المَسْرَحيات في حِينها ، مَع الأَسف لَمْ يَتَوَّفرْ لديّ نَصٌّ مِنْ النصُوص المَسْرَحِيَّة الَّتِي قَامَ بِتَرْجَمَتِها ، بِالمُقَابِل اسْتَطَعْتُ الحصُول على نُسْخَة مِنْ تَرْجمَتِهِ لإِحْدَى القِصَص القَصِيرَة مِنْ الأُسْتَاذ د. ابراهيم العلاف ، جزيل شُكري وتَقْديري لَهُ .       
الشُكْر لِكُلِّ المُتَابِعاتِ الكرِيمات والمُتَابِعين الكِرام .

روَّاد المَسْرَح العِراقِي
( مِنْ أَوائل الكُتّاب المَسْرَحيّين في العِراق )
مَوْضوع / نجيب قاقو ( 1916 م ــ 1994 م ) .
بَحث وإِعْداد وتَقْدِيم : شذى توما مرقوس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نجيب قاقو  ، كاتِب وبَاحِث ومُتَرْجِم ، مِنْ مَواليد المَوْصِل عام 1916 م .
دَخلَ مَعْهد مار يوحنا الحبيب الَّذِي كانَ يُدِيرَهُ آنذاك الأَب يوسف أومي ، إِلاَّ أَنَّهُ غادرَهُ قَبْلَ رسَامَتِهِ .
مِنْ خِلالِ دِراسَتِهِ في مَعْهدِ مار يوحنا الحبيب في المَوْصِل اتْقَنَ اللُغَة الفَرَنْسِيَّة ودرسَ الفلْسَفَة واللاهوت .
قَامَ بِتَرْجمَةِ بَعْضِ المَسْرَحيَّات عنِ الفَرَنْسِيَّة ، [  وبِتَأْليفِ القِسْمِ الآخَرِ مِنْها حسَب ما ورَدَ في المَصْدَر ]  . 
تَتَلْمذَ على يَدِ العدِيدِ مِنْ المُعلِّمين المَعْرُوفين بِعطائهِم الفِكْرِيّ الجزيل أَمْثَال الأَب جان موريس فييه الدومنيكي ، والأَب جان موريس فييه هو كاتِب ومُؤَرِّخ ومُؤَلِّف كِتَاب ( المَوْصِل المسِيحيَّة ) .
قَامَ نجيب قاقو بِتَرْجمَةِ كِتَاب ( المَوْصِل المسِيحيَّة ) ، والَّذِي أَبْصرَ النُور عام 2000 م تَحْتَ عُنْوان ( الآثَار المسِيحيَّة في المَوْصِل ) ، حيْثُ تَمَّ طبْعهُ في مطْبَعةِ الطيف في بَغْداد عام 2000 م .
عمِلَ في مَجلَّةِ الفِكْر المسِيحيّ مُنْذُ عام 1967 م ، حيْثُ نَشَرَ أَوَّلَ مَقَالٍ لَهُ بِعُنْوان ( بول كلوديل ) في الحلَقَةِ الرَابِعة الصادِرَة مِنْ المَجلَّة عام 1967 م ـ العدَد ( 38 ) ، وهذِهِ كانَتْ بِدايَاته في عالَمِ النَشْر ، وفي الحلَقَةِ الخامِسَةِ مِنْ سِلْسِلَةِ الفِكْر المسِيحيّ في عام 1968 م ـ العدَد ( 48 ) ، نُشِرَ لَهُ مَقَالاً بِعُنْوانِ ( فتَاة اليَّوم ) ، ثُمَّ مَقَالاً في الحلَقَةِ السَادِسَةِ مِنْ السِلْسِلَة في عام 1969 م بِعُنْوان ( العلاقَة بَيْنَ الفتَى والفتَاة ) ، وآخِر مَقَال لَهُ في مَجلَّةِ الفِكْرِ المسِيحيّ كانَ في عدَدِ تَمُوز ــ أَيْلول لِعامِ 1993 م بِعُنْوان ( سُميل بَيْنَ المَاضي والحاضِر  ) ، بَلَغَتْ عدَد مَقَالاتِهِ المَنْشُورَة وتَحْقِيقاتِهِ وأَبْحاثِهِ في مَجلَّةِ الفِكْرِ المسِيحيّ مُنْذُ عام 1967 م ولِغايَةِ عام 1994 م أثْنين وخَمْسِين مَوْضُوعاً في مَجالاتٍ مُخْتَلِفَة :  مَقَال ، تَحْقِيق ، بَحث ، دِرَاسَة ، اسْتِطْلاع ..... وإِلخ  .
تَرْجَمَ نجيب قاقو عدَداً مِنْ المَسْرَحيَّات مِنْها :
ــ البَخِيل  .
 ــ ترْجُمان بِالوكالَة  .
ــ جان دارك .
ــ جنفياف  .
ــ الحسن أبو نواس  .
ــ شانتبي  .
ــ الطيُورُ الصَغِيرَة  .
ــ مار كاسان   .


تُوفِّيَ نجيب قاقو عام 1994 م .

المَصْدَر :
https://ishtartv.com/viewarticle,57169.html

مَوْضُوع / نجيب قاقو جهودهُ وآثَارَهُ الكِتَابِيَّة في مَجلَّةِ الفِكْر المسِيحيّ 1967 م ــ 1994 م .
الكاتِب : د. بهنام عطا الله .
في 17 / 11 / 2014 م .

////////////
يقُولُ د. ضياء خضير في مُؤَلَّفِه : ثُنائيات مُقَارنَة ( أَبْحاثٌ ودِرَاسات في الأَدبِ المُقَارِن ) في الصَفْحة ِ ( 125 ) التالي :
[ مسرحية ( جان دارك ) قام نجيب قاقو بترجمتها عن الفرنسية ، ودارت حول الأفعال الخارقة والمعجزات التي رافقت حياة القديسة الفرنسية ( جان دارك ) التي أصبحت في فرنسا وأوربا كلها رمزاً للوطنية والصفاء الروحي والإيمان الكاثوليكي المتدفق غيرة وحماسة ، وعلى الرغم من أن المؤلف لا يذكر لنا هنا أيضاً مصدره الفرنسي ، فإننا نكاد أن نكون واثقين من أن الأمر في هذه الترجمة يتعلق بـ (  Jeanne darc  ) التي كتبها  ( Charles Peguy  ) عام 1897 م ، مع إجراء بعض التغييرات التي تحولت فيها فصول المسرحية الثلاثة إلى أربعة ، وربما كان من المهم الإشارة إلى أن موضوع هذه المسرحية يحمل شيئاً من الجدّة بالنسبة إلى المسرح العراقي ، ذلك إن القيم الدينية والأخلاقية التي أعتاد رجال الدين العراقيين مقاربتها في المآسي التي يترجمونها أو يعدونها تبدو في هذه المسرحية ممزوجة بقيم وطنية تتمثل بالدفاع عن الوطن ، وهو ما يمثل خطوة من الخطوات المهمة في تطور المسرح الديني العراقي الذي نحن بصدد دراسته ] .

المَصْدَر :
ثُنائيات مُقَارنَة
( أَبْحاثٌ ودِرَاسات في الأَدبِ المُقَارِن )
لِلمُؤَلِّف : د. ضياء خضير

الرَابِط :
https://books.google.de/books?id=VmJVVQNEcJMC&pg=PT126&lpg=PT126&dq=%D9%86%D8%AC%D9%8A%D8%A8+%D9%82%D8%A7%D9%82%D9%88&source=bl&ots=KD_4BRpZgQ&sig=ACfU3U1aarV_Hl0F7i19W8_cV6WYzh5QOw&hl=de&sa=X&ved=2ahUKEwjsrOmb9rjpAhWGyYUKHUZLAdwQ6AEwAHoECAoQAQ#v=onepage&q=%D9%86%D8%AC%D9%8A%D8%A8%20%D9%82%D8%A7%D9%82%D9%88&f=false

//////////

قَامَ الأُسْتَاذ نجيب قاقو بِتَرْجمَةِ قِصَّة ( عِنْدما أَزورُ ميري ) عنِ الفَرَنْسِيَّة إِلى العرَبِيَّة ، وتَمَّ  نَشْرُ هذِهِ القِصَّة في مَجلَّةِ المُحاسِب عام 1965 م .
مَعَ الأَسف لَمْ يَذْكُر نجيب قاقو إسم كاتِب قِصَّة ( عِنْدما أَزورُ ميري ) .
مَجلَّةُ المُحاسِب كانَ يُصْدِرها مَعْهدُ المُحاسَبَة بِالمَوْصِل سنَة 1965 م حيْثُ صدَرَ العدَدُ الأَوَّل مِنْها ، وكانَتْ تَحْفَلُ صَفَحاتها بِالكثِيرِ مِنْ الدِرَاسَاتِ والمَقَالاتِ ، تَكوَّنَتْ هيْئَةُ تَحْرِيرِها مِنْ الأُسْتَاذ ( أحمد سامي الجلبي ) رَئيساً ، وعُضْوِيَّة كُلٌّ مِنْ الأُسْتَاذينِ ( صلاح الدين الغلامي ) و ( معن عبد القادر آل زكريا ) .
صَدَرَ مِنْ مَجلَّةِ المُحاسِب بِضْعةَ أَعْدادٍ ثُمَّ تَوَقَّفَتْ .
اعْتَمَدَتْ المَجلَّة في تَمْوِيلِها على الإِعْلانَات : إِعْلانَات عَنْ ( مَطْبَعةِ الجَمْهورِيَّة ) ، ( خيَاطة الهِلال ) ، ( الدَار القَوْمِيَّة لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ في عِمَارَةِ الأَوْقَاف في المَوْصِل ) ، ( مَكْتَبَة الجزائر  والعسَلي ) ، ( اسْتوديو بَغْداد ) لِوجيه حامد و( فلمنكو ) حيْثُ تُقَدِّمُ أَلذَّ المُرَطبَّات ، ( شَرِكة طحْنِ حبُوبِ الشِمَال )  ، ( مَصْلَحة صُنْع السُكْر في المَوْصِل ) . 

مَصْدَر هذِهِ المَعْلُومَات :

مَوْضُوع : مِنْ صَحافَةِ جامِعةِ المَوْصِل ... مَجلَّة المُحاسِب 1965 م
الأُسْتَاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف
أُسْتَاذ التَارِيخ الحدِيث / جامِعةُ المَوْصِل
في 2 / 1 / 2011 م .
الرَابِط :
http://omferas.com/vb/t28821/




 

 

//////////


عندما أزور ميري .....   
( قصة ترجمها عن الفرنسية الأُستاذ نجيب قاقو )    

إن كانت أنفاسي تنقبض لذكر اسم ميري ولدن أو آرثر براونلي أو حتى اسم المدينة التي يقطنانها ( ميدلفورد ) فأشعر بتشنج شديد في حنجرتي وحرقة أليمة تتآكل لها أجفاني ، فليس هذا كلَّهُ لأن ميري رفضت طلبي يدها ... مؤثرة عليّ آرثر زوجاً لها ... فقد كانت في رفضها لي في غاية الرقة واللطف اللذين امتازت بهما في جميع تصرفاتها .....
لم أعتب عليها يوماً ذلك الرفض لأنه لم يكن بالأمر الذي يُزعجني أو ينغصُ عليّ الحياة ، وإنّما أمرٌ آخر حدث لي معها فيما بعد .
وجهت لي ميري دعوة وديّة لحضور حفلة عرسها إلاّ  أني رغبتُ عن الذهاب فاكتفيتُ بإرسال هديتي إليها وهي طقم شاي من الفضة ، إلا ّ أني علمتُ بعدئد أنّهُ قد قُدِمَ لها أثنا عشر طقماً كلّها من الفضة ، وإنّ طقمي كلن دون جميعها جمالاً .
سكن العروسان السعيدان مدينة ميدلفورد ، ومنها أرسلت إليّ ميري كلمة تفيضُ رقة وعواطف طيبة وتشكر لي فيها هديتي .....
أنقطعت عني أخبارها بعد هذهِ الرسالة وانقضت أيام وأشهروأنا أعتقدُ إن ميري تظنني حاقداً عليها حين لم أكنه ، وظلت هذهِ الفكرة تعاودني وتقوى في خاطري فتزيدني عذاباً ، لم أكنْ أطيقُ لها احتمالاً لأن ميري فتاة مرهفة الحسِّ والمشاعر .
قررتُ يوماً زيارتها فذهبتُ إلى مدينة ميدلفورد لقضاء بعض الأعمال ، ونظَّمتُ ساعات عملي هناك بحيث جعلتُ لي مُتسعاً من الوقت لزيارتها بعد الظهر ....
قصدتُ دارها ، ولدى وصولي إليها أدخلني الخادم بهواً واسعاً ، كانت الدار وسط حديقة جميلة غناء يحيطها سياج كثيف ، منظر القصر يدلُّ على حُسنِ ذوق مصمِّمه والمُشرف على بنائهِ .
كان البهو الذي دخلته مُزداناً بطريقة فنيّة أنيقة ، وكلُّ ما فيه من لوحات وخزانة كُتب وأرائك بديع الصُنع كان .
أتخذتُ لي من إحدى الأرائك الفخمة مجلساً حتى جاءت ميري فرحَّبت بي ترحيباً بليغاً يفيضُ بما عرفتهُ فيها من الحُب والمودة وشعرت بنشوة سرورٍ وارتياحٍ لزيارتي لها ، قالت لي ميري :
ـ لا بُدَّ إنّك باقٍ عندنا يا شارل ، وأعتقدُ إن آرثر سيكون هُنا عند العشاء ، وإلا فسأكونُ بحاجةٍ إلى من يبقى بصحبتي .
ظللنا في البهو زهاء ساعة لمَّا سمعتُ صوت سيارة عند مدخل القصر ... دخل براونلي الغرفة فحياني بكُلِّ لطف ، وكان كلبهُ الصيني يتبعهُ ، وما أن رأى الكلب ميري حتى قفز على ركبتيها يداعبها وهي  تسِرُ له ، أما أنا فلا أُحبُّ كلاب المجالس .
نهضت ميري وهي تقول لزوجها :
ــ عليّ أن أخذ شارل إلى غرفتهِ .
فقال لها :
ــ حسناً تفعلين خذيهِ بالحال .
كانت غرفة الضيوف التي أخذتني إليها ميري مفروشة بفاخر الرياش ، فيها السجوف الحريرية والطنافس  الفارسية والأرائك الفضيّة لوناً كلَّها تحيرُ الألباب ، ويُلاصقُ الغرفة مخدعٌ صغير للاستحمام ، فيه مُغتسل مرمري جميل .
جلستُ بتحفظٍ واحتراز في إحدى الكراسي الوثيرة ، فتحتُ حقيبتي لأخذ منها غليوني ومحفظة تبغي إلا أني بعد قليل تفكير أعدتهما إلى الحقيبة مُفضلاً ألاّ أدخن خوف أن يتساقطُ رماد غليوني على إحدى السجادات فيلوثها .
بعد العشاء شعرتُ بزوال الكُلفة عني وخاصة إن ميري وزوجها كانا في غاية اللطف والكياسة معي ، فانقضت الأُمسية في غاية البهجة بسرعة ، وعند منتصف الليل صعدتُ إلى غرفتي لأنام مغتبطاً لمجيئي ، خلعتُ ملابسي ، ولمَّا أردتُ إطفاء المصباح بجانب سريري سحبتُ بقوة السلسلة المعدنية المربوطة به فانقطعت ولم استطعْ إضاءتهِ ثانية ، ولتعتيم أضواء الغرفة اضطررتُ إلى الذهاب قرب الباب حيثُ وجدتُ في الجدار زراً ضغطتُ عليه فانظفأت الأضواء ورجعتُ إلى سريري أتلمسُ طريقي بكلتا يديّ وسط الظلام .
استيقظتُ في ساعة هي بين منتصف الليل والسحر ، رُبَّما كانت الثانية أو الثالثة ، وكنتُ أشعرُ بحرارة وعطش شديدين .
مددتُ يدي إلى المصباح بجانب السرير ولكني تذكرتُ إني قطعتُ سلسلته ، كانت الغرفة حالكة الظلام ، يجبُ إذاً أن أذهب إلى غرفة الاستحمام لأجد لي قدح ماء ، أظنني تذكرتُ في تلك اللحظة وجود قارورة ماء فوق المنضدة قرب سريري ، نهضتُ بكثيرِ تحفُّظ أبحثُ عن القارورة بين الأغراض المُبعثرة فوق المنضدة فاصطدمت أصابعي بشيء حسبتهُ كوباً ، أدخلتُ أناملي فيهِ فتبللت بسائلٍ يحتويه ، خامرني الشك أني سكبتُ منهُ بعض القطرات ، وشعرتُ بحزنٍ عميق في نفسي لأني علمتُ إن الماء قد انصب فوق السجادة ، هممتُ أن أذهب حالاً إلى غرفة الاستحمام لأخذ منه منشفة ، استولى عليّ الاضطراب والجزع وبدأتُ أبحثُ عن طريقي حتى اهتديتُ إلى احد الجدران فتلمستهُ بيدي وتتبعتهُ حتى وصلتُ باب الغرفة فكبستُ الزر الكهربائي فانتشر في الغرفة نورٌ لطيفٌ خافت ، جمدَ الدم في عروقي ، تسمرتُ في مكاني أنظرُ بشرودٍ إلى الأضرار التي سببتها في الغرفة ، وكدتُ أجنُ لِما استولى عليّ من الرعب في تلك اللحظة ، فما ظننتهُ ماء لم يكنْ سوى مداد سال قسم منهُ على السجاد ، وأما القسم الآخر فما زال يجري فوق المنضدة ، شاهدتُ بصمات أصابعي منطبعة على السجوف والخمائل الحريرية المُسدلة على النوافذ والجدران التي بين السرير والباب ، فارتسم منها خط مستقيم ، ذهبتُ إلى الحمام لأغسل يدي وأنا اترنحُ خجلاً كالسكران وليس بخمرة .
لم أكنْ أجهلُ إن الكرى فارق عيني ولم يعدْ يطبق لي جفن ، نهضتُ صباحاً من سريري وبعد أن أكملتُ هندامي نزلتُ إلى البهو حيث سبقني إليه آرثر ، فلمّا رآني أخذه العجب والانذهال لما لاحظهُ عليّ من ذُعرٍ واضطراب ، لم يطُل غياب ميري ، ولمّا دخلت قلتُ لها ولزوجها :
ــ اعترفُ إليكما بذنبٍ كبير اقترفتهُ وأسألكما عنهُ الصفح ...
قلتُ هذا وأنفاسي تكادُ تتقطع ، ثُمّ استطردتُ في القول :
ــ لقد اتلفتُ غرفة ضيوفكم الأنيقة ، ولا أقدرُ أن أنسى ذنبي هذا ما حييتُ .
قصصتُ عليهما بالتفصيل كل ما جرى لي فأخذ براونلي يضحك بملء شدقيهِ مُظهراً لي انبساطهِ لهذا الحادث إلاَّ أني لاحظتُ في ضحكتهِ كثيراً من التصنع ، ثُمَّ قال :
ــ إنَّهُ لعمل بديع يا شيخ ، فشكراً لك ، لم يكنْ لون الجدران بالذي يروق لي ولا هذهِ السجف بالتي أهواها ، وميري نفسها لم تحبها هي أيضاً ، أليس كذلك يا عزيزتي ؟ لا تعودي تفكرين بذلك .
علت وجه ميري صفرة حزنٍ غامقة إلاَّ أَنَّها جمعت بجهدٍ شتات شجاعتها وابتسمت مُمسكةٍ ذراعي وهي تقول :
ــ خلِ عنك هذا ولا تهتم له ، مسكين يا شارل ... كم إنَّك متأثر ومضطرب ....
أما أنا فقلتُ لها :
ــ على كل حال يجب أن تعيدي صبغ الغرفة بكاملها وتزينيها بفاخر الأثاث ، وترسلي قائمة بتكاليف ذلك ..
فلم ترضَ .
كانت الدموع تجول في عينيها الجميلتين فتحاول حبسها فيهما ، أمَّا شفتها السُفلى فكانت ترتجف لشدةِ تأثُرها ، وقلبها الطافح رقة وجودة حال دون أن ترميني في رأسي بأصيصٍ من أصصِ أزهارها .
أخذتني إلى غرفة الطعام لتناول الفطور ، ولا أتذكرُ بتاتاً أي حديث دار بيننا لشدةِ اضطرابي ، كما إني لا أذكرُ إن تناولتُ البيض الذي قُدِم لي أم لم أتناولهُ .
أدركت ميري وأدرك زوجها شِدَّة اغتمامي وعميق انفعالي فأخذا يُنفسان عني الهم ويزيلانِ الجزع بمزيدٍ من لطفهما حتى أني لم استطعْ تحمُّل شِدَّة عطفهما عليّ وتسامحهما معي فتملكني مللٌ لم أشعر بهِ قبل ، وأخيراً ادعيتُ أنّ بعض الأعمال المستعجلة تضطرني إلى العودة حالاً فودعتهما وهكذا تمكنتُ من مفارقتهما والتخلص من ورطتي .
تحاشيتُ الذهاب إلى ميدلفورد مدة سنتين ، ومِمَّا أقضَ مضجعي وسلبني راحتي هو أن ميري لا تزالُ تذكرُ الحادث الشنيع الذي وقع لي في غرفة ضيوفها، وإنَّها تعلمُ يقيناً أني أيضاً لا أزالُ ذاكِرهُ ومتألمة لهُ فهي تعرفُ طباعي حق المعرفة ، ولابُدَّ إنّ تفكيرها فيّ وفي مقدار ألمي لهذا الحادث كان يُسبِّبُ ضيقاً وألماً لأنّها تحملُ لي بين طيات فؤادها مودة بالغة وحُبّاً جُماً ، أخذتُ أشعرُ بشوقٍ بل بحاجةٍ مُلحة إلى رؤيتها ، فقرَّ رأيي على الذهاب إليها .
لم أُخبرها بزيارتي لها لأني لم أكنْ واثقاً من نفسي أني سأثبتُ على عزمي ، أو سألقى فيّ الشجاعة الكافية لأُبعد عني ذكرى غرفة ضيوفها ، بقيتُ في حيرة من أمري حتى وجدتني يوماً في الطريق الضيق المؤدي إلى دار براونلي ، ولم أكنْ أعرف كيف سلكتهُ .
كان ذلك في أحد أيام الصيف ، وكان الباب الخارجي للدار مفتوحاً ، إلاَّ أني دققتُ الجرس فلم أسمعْ أي جوابٍ أو صوت .
أخيراً سمعتُ صوت ميري تدعو كلبها :
ــ تشينكي ، تشينكي
دفعني دافع سوء ، وإنْ لم يكنْ ذلك من طبعي إلى ولوج الدار دون إعلام ميري بقدومي ، كان ذلك تحدياً لها ... إلاَّ أني دخلتُ الدار وسِرتُ في الطريق المؤدي إلى البهو حيث وجدتُ بيان ميري في الزيارة الأولى ولا يزالُ في موضعهِ كما كان قبل سنتين ، وعلى المنضدة مزهريتان جميلتان ، في إحدى زوايا البهو البعيدة ــ وكانت مُعتمة ــ لمحتُ الأريكة الكستنائية اللون التي جلستُ فيها في زيارتي الأولى .
سمعتُ ثانية صوت ميري العذب آتياً من ناحية الحديقة ، كانت الغرفة معتمة كما قلتُ لأن شبابيكها الخارجية كانت مُطبقة حتى لا تدخلها أشعة الشمس ووهجها .شعرتُ بتعبٍ شديدٍ لأني قطعتُ الطريق الذي بين المحطة ودار ميري مشياً على الأقدام ، أضفْ إلى ذلك الصراع العنيف الهائل الذي قام في عقلي الباطني طيلة السفر فانهكتني الجهود الجبارة التي بذلتها مُرغِماً نفسي لتتغلب على عواطفي حين مثولي بين يديّ تلك المخلوقة الحلوة اللطيفة التي أسرت بحبها فؤادي بيد أني جرحتُ رقيق عواطفها ومرهف حسّها بغباوتي وجهالتي .
ارتميتُ على الأريكة من شِدَّة تعبي فسمعتُ بغتةصوتاً مبحوحاً كأنّهُ صوت مخنوق قد خُنِقت أنفاسهُ ، نهضتُ للحال من مكاني مذعوراً ، وإذا بي أسمعُ عواء تتقطعهُ صراخات توجُّع متتابعة متلاحقة .
يا للمسكين ... كان تشينكي ــ الكلب الصيني الصغير ــ نائماً على الأريكة فجلستُ فوقه ، سقط أرضاً صارخاً يتألم ثُمَّ أخذ يسحبُ نفسهُ سحباً في اتجاه صوت صاحبتهُ ومولاتهُ ميري .
سبقتُ فقلتُ إني لا أحبُّ كلاب المجالس ، ولكني رغم ذلك شعرتُ بارتباكٍ عظيم لإيلامي هذا الحيوان الضعيف ، كانت ميري تُحبُّ كلبها ولا شك ، ففكرتُ في شِدَّة الحزن والغم اللذين سيستحوذان عليها إذا ما رأتهُ يعرجُ متألماً يجرُّ وراءهُ رجلاً نصف مكسورة .
رجةٌ عنيفة اخترقتني ـ كأنّها السهم ـ من قمة الرأس إلى أخمص القدم ، شعرتُ بضعفٍ وانحلالٍ تامين ، أما ميري فلا زالت تدعو كلبها بعذبِ صوتها ، خرجتُ خفية من الردهة فتسللتُ خارجاً حتى وصلتُ الحديقة ومنها إلى الشارع ثُمّ المحطة ، وبينما كنتُ أُغادرُ منزل ميري سمعتها للمرَّةِ الأخيرة تقول :
ــ تشينكي، عزيزي تشينكي ما بك ؟ أوه ! وأهاً عليك .
ــ انتهت ــ   

/////////////////////

مُلاحظة :
أَتَقدَّمُ بِخالِص الشُكْر والتَقْدِير لِلأُسْتَاذ د. ابراهيم العلاف على تَعاونِهِ وتَزْويدي بِنُسْخَة مِنْ تَرْجَمَة قِصَّة ( عِنْدَما أَزورُ ميري ) والمَنْشُورة في مَجلَّةِ المُحاسِب عام 1965 م .


10
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني (   39  )         
        ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )
     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    بحث وإِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 

 طَابِع المَوْضُوع :
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                           
في الجٌزْءِ الثَاني /  من ( 1 ) ــ ( 38 ) مِنْ السِلْسِلَة  تَعَرَّفْنا على عَدَدٍ مِنْ كُتَّاب القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )  ، نُواصِلُ هُنا التَعْرِيف بِهم ، وفي هذِهِ الوَرَقَة ــ الجُزْء الثَاني  ( 39 )  ــ نَقْرأُ عَنِ الكاتِب يوسف الصائغ  .
أَتَقَدَّمُ بِخالِص شُكْرِي وتَقْديري لِكُلِّ المُتَابِعاتِ والمُتَابِعين ، وكُل الشُكْر لِجَميعِ المَواقِع الالِكتْرونِية ( تللسقف كوم ، عنكاوا كوم ، بحزاني نت ، نالا فور يو ،  ....... ) والَّتِي تَتَعاونُ معي بِنَشْرِ وتَقْدِيمِ هذِهِ السِلْسِلَة ، وأَتَمنَّى لَهُم المَزِيد مِنْ الازْدِهارِ والتَألُق .
                                                                             
د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (  يوسف الصائغ )

هو يوسف نعوم داؤود الصائغ
يَكْتُبُ الشِعْر ، الرِوايَة ، المَسْرَحِيَّة ، ومِنْ أَفْضَلِ كُتَّابِ الخَاطِرَة في العِراق ، وخَواطِرَهُ في مَجَلَّة ( أَلِف بَاء ) تَحْتَ عُنْوان ( على نَارٍ هادِئَة ) تَدُلُّ لِذَلِك ،  كما كتَبَ السِيناريو ، إِضَافَةً لِكوْنِهِ رَسَّام تَشْكِيليّ ، والرَسْم إِحْدَى الهِوايَات الَّتِي رَافَقَتْهُ مُنْذُ طفُولَتِهِ المُوْصِلِيَّة ، وهو الَّذِي رَسَمَ سَقْفَ كنِيسَةِ ( الطَاهِرَة ) في المَوْصِل على غِرارِ رسُومِ مايكل أنجلو لِسَقْفِ كنِيسَةِ ( سيكتين ) في الفاتِيكان . 
ولِدَ في المَوْصِل عام 1933 م ، في أُسْرَةٍ دِينِيَّة مَسِيحِيَّة ، حَيْثُ كانَ والِدَهُ شَمَّاساً وعَمَّهُ ( سليمان الصائغ ) مَطْراناً ، وتَرْبِيتَهُ المَسِيحِيَّة الَّتِي تَرَبَّى عَلَيْها بَقِيَتْ تُلازِمُ فَنَّهُ ، فيهوذا ومريم المَجْدَلِيَّة والصَلْب والقَرابِين مِنْ بَيْنِ رمُوزِهِ الخَفِيَّة والظَاهِرَة في كِتَابَاتِهِ والَّتِي لا تَحْتَاجُ إِلى تَأَمُّلٍ كبِيرٍ لِيُدْرِكها القَارِئ بِمِغْزَاها .                                                                                         

 وهكذَا يَقُولُ يوسف الصائغ في صَدَدِ الحدِيثِ عَنْ تَجْرُبَتِهِ في الكِتَابَةِ المَسْرَحِيَّة  الآتي  :                                                                                         
[ المَسْرَح أَقْرَبُ الفنُون إِلى نَفْسي ... إِنَّ جذُورَهُ تَمْتَدُّ في تَارِيخي إِلى طفُولَتي ، وبِالذَات إِلى طقُوسِ العِبادَةِ الَّتِي لَمْ أَلْبَثْ أَنْ أكْتَشَفْتُ مَدَى قُرْبِها مِنْ جَوْهرِ الإِبْداعِ المَسْرَحيّ عِبْرَ مُفْرَداتٍ عدِيدَةٍ  " المَذْبَح = المَسْرَح " ، " الكاهِن والشَمامِسَة  = بَطلُ المَسْرَحِيَّة والمُمَثِّلون " ، ثُمَّ الإِضاءَة والمُوسِيقَى والدِيكور والمَلابِس ... إلخ ، إِضَافَةً إِلى ذَلِك الكورس والجمْهُور ... حتَّى السِتَارة ، ولَقَدْ زَادَ مِنْ إِحْسَاسِي بِهذِهِ القَرابَة ، إِنَّني فَتَحْتُ عيْنيّ على نَمُوذَجِ الفَنِّ المَسْرَحِيّ ، أَنا على عتَبَةِ مُرَاهقَتي فشغفْتُ ، بِما يَتَضَمَّنَهُ الحِوار مِنْ  " شِعْر " ... والدِيكور مِنْ الفنُونِ التَشْكِيلِيَّةِ  والمُوسِيقَى .... لَقَدْ كانَ ذَلِك أَقْرَبُ إِلى السِحْر ... وكثِيراً آسِراً مِنْ طقُوسِ العِبادَةِ بِسَبَبِ " التِكْرار " وهكذا ، أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُول بِأَنَّني رُحْتُ أَقْتَرِبُ مِنْ الفَنِّ المَسْرَحِيّ ، عِبْرَ مُمارَسَةِ مُفْرَداتِهِ إِبْتِداءً بِالرَسْمِ ، ثُمَّ الشِعْر ، ثُمَّ   القِصَّة ، ثُمَّ المَسْرَحِيَّة " مَكْتُوبَة " ، ثُمَّ المَسْرَحِيَّة وهي تَتَجسَّدُ على المَسْرَح  ] .

أَنْهى دِرَاسَتَهُ الابْتِدائِيَّة في مَدْرَسَةِ شمعون الصفا المَسِيحِيَّة ، ودِرَاسَتَهُ المُتَوَسِّطَة في المُتَوَسِّطَةِ الشَرْقِيَّة ، ودِرَاسَتَهُ الإِعْدَادِيَّة في المَدْرَسَةِ المَرْكزِيَّة بِالمَوْصِل .                                                                                       
دَخَلَ دار المُعلِّمين العالِيَة / قِسْم اللُغَةِ العرَبِيَّة  وتَخَرَّجَ مِنْها عام 1955 م .     
عُيَّنَ في المَوْصِل مُدَرِّساً في الإِعْدَادِيَّة المَرْكزِيَّة .                                       
في عام  1963 م أُودِعَ السِجْن لِنَشَاطِهِ السِيَاسيّ وبَقِيَ فيه حَتَّى بِدايَةِ السَبْعِينَات .                                                                                     
انْتَقَلَ إِلى بَغْداد واشْتَغَلَ في الصَحافَةِ والإِعْلام .                                         
حاصِلٌ على ماجِستير أَدَب عرَبيّ حدِيث مِنْ جامِعةِ بَغْداد عَنْ أُطْرُوحتِهِ ( الشِعْر الحُرّ في العِراق مُنْذُ نَشْأَتِهِ حَتَّى عام  1958 م )  في عام 1976 م ، وهي دِرَاسَة نَقْدِيَّة تَمَّ نَشْرَها عام 1978 م  ، عدَدُ صَفَحاتِها : 292 صَفْحَة ، حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : 24 سم  .                                                               

عمِلَ مُحرِّراً في مَجَلَّةِ أَلِف بَاء ، كما عمِلَ في جرِيدَةِ الثَوْرَة كاتِباً لِزَاويَةٍ بِعُنْوان ( جُهينَة ) في الصَفْحَةِ الأَخِيرَة ، وهي امْتِدادٌ لِزَاوِيتِهِ الشَهِيرَة في مَجَلَّةِ ( أَلِف بَاء ) والَّتِي كانَتْ تَحْتَ عُنْوانِ ( أَفْكارٌ بِصَوْتٍ عالٍ ) .                                     
 في الثَمانِينَات عُيِّنَ مُدِيراً عاماً لِلمُؤَسَّسَةِ العامَّة لِلسِينما والمَسْرَح .               
أُحِيلَ على التَقَاعُد عام 1996 م .                                                         
عُضو اتِحَادِ الأُدَبَاءِ والكُتَّابِ في العِراق  .                                                 
عُضو  جمْعِيَّة الفَنَّانِين العِرَاقِيّين .                                                         
عُضو نَقَابَةِ الصُحُفِيّين العِراقِيّين .                                                         
حضَرَ مِهْرَجان جرَش في الأُرْدن ، ومِهْرَجان قرْطاج في تُونس  .                   
تُوُفِّيَ في دِمَشق في 12 / 12 / 2005 م .                                         


مُؤَلَّفَاته /                                                                                       

ــ في مَجَالِ الشِعْر / 

                                                                         
1 ــ قَصَائدٌ غَيْر صَالِحةٍ لِلنَشْر / مَجْمُوعة شِعْرِيَّة مُشْتَرَكة مَعَ عبد الحليم اللاوند ، هاشم الطعان وشاذل طاقة /  1957 م .                                         
2 ــ السُودان /  ثَوْرَةٌ وشُهداء / ( قَصِيدَة نَثْر سِياسِيَّة ) / 1970 م .             
3 ــ انْتَظريني عِنْدَ تخُومِ البَحْر / قَصِيدَة طَوِيلَة / 1970 م / عَدَدُ الصَفَحات : 32 صَفْحَة / رسُوم : ضياء العزاوي .                                             

4 ــ اعْتِرافَات مالك بن الريب  / مَجْمُوعة شِعْرِيَّة / 1971 م / عَدَدُ الصَفَحات : 139 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : 21 سم / اسْتَعانَ الصائغ في أَدَبِهِ بِرمُوزٍ وأَسْمَاءٍ مِنْ التَارِيخِ العرَبيّ القَدِيم أَوْ الحِكايَة التَارِيخِيَّة أَوْ الدِينِيَّة لِصُنْعِ قَصِيدَةٍ مُعاصِرَة ، وفي هذِهِ القَصِيدَة يَلْبَسُ الشَاعِر المُعاصِر ( الصائغ ) شَخْصَ الشَاعِرِ العرَبيّ القَدِيم ( مالك بن الريب )  الَّذِي قَالَ يَائيَّة يُرْثي فيها نَفْسَهُ بَعْدَ أَنْ لَدَغَتْهُ أَفْعى وهو في الصَحْرَاء ، وأَحسَّ بِسَرَيانِ السُمِّ في جَسَدِهِ ، فأَخَذَ قَلَمَهُ وكتَبَ يَائيَّتَهُ الحزِينَة المَشْهُورَة مُخاطِباً في مَقَاطِعِها مَنْ مَعَهُ في الرِحْلَة  .         

5 ــ سَيّدَة التُفَاحات الأَرْبَع / مَجْمُوعة شِعْرِيَّة / 1976 م .                         

6 ــ اعْتِرافَات / مَجْمُوعة شِعْرِيَّة / 1978 م  / عَدَدُ الصَفَحات: 95 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : 17 سم .                                                   

7 ــ المُعلِّم / مَجْمُوعة شِعْرِيَّة / عام 1987 م / تَمَّ الاسْتِفَادَة مِنْ نصُوصِها في عَمَلٍ مَسْرَحِيّ بِعُنْوان ( الَّذِي ظَلَّ في هذَيانِهِ يَقِظاً ) لِلمُخْرِج غانم حميد عام 1992 م .                                                                                     

8 ــ قصائد يوسف الصائغ / المَجْمُوعة الشِعْرِيَّة الكامِلَة / صَادِر عَنْ وِزَارَةِ الثَقَافَةِ والإِعْلام ــ  دار الشؤونِ الثَقَافِيَّة العامَّة في بَغْداد  / عام  1992 م / عَدَدُ الصَفَحات :  496 صَفْحَة / لَوْحةُ الغِلاف لِيوسف الصائغ / التَخْطِيطَاتُ الدَاخلِيَّة في المَجْمُوعة : إيمان عبدالله / رَقْمُ الإِيداع في دارِ الكُتُبِ والوَثَائق بِبَغْداد (  465 )   لِسَنَةِ 1992 م / المُقَدِّمَة بِقَلَمِ محمد مبارك ، وتَحْتَ عُنْوان ( قِراءَة في شِعْرِ الصائغ ) ، وكذَلِك هُنَاك قِراءَة لِحاتم الصكر بِعُنْوان ( الحُبُّ الغالِب والحُبّ المَغْلُوب ) مِن صَفْحَة 475  ولِغايَةِ صَفْحَة 486 .                 

في مَجَالِ الرِوايَة /   


1 ــ اللُعْبَة / أَوَّل رِوايَة لِيوسف الصائغ ، كتَبَها في شِتَاء عام 1965 م / وصَدَرَتْ عام 1970 م ، الطَبْعة الأُولَى  / فَازَتْ بِجائزَةِ أَفْضَلِ رِوايَةٍ عِرَاقِيَّة / أَخْرَجَها لِلسِينما العِرَاقِيَّة المُخْرِج محمد شكري جميل / الطَبْعة الثَانِيَة عام 1987 م / عَدَدُ الصَفَحات : 180 صَفْحَة / تَصْمِيم الغِلاف : رياض عبد الكريم / تَصْوِير : هيثم فتح الله / رَقْمُ الإِيداع في المَكْتَبَةِ الوَطَنِيَّة بِبَغْداد ( 1365 ) لِسَنَةِ ( 1983 م ) / مَطْبَعة الأَدِيب البَغْدادِيَّة .                                       

2 ــ المَسَافَة / رِوايَة / صَادِرَة عَنْ اتِحَادِ الكُتَّابِ العرَب في دِمَشْق  / عام 1974 م /  تَصْمِيم الغِلاف : الفنَّان العِرَاقيّ ضياء العزاوي / عَدَدُ الصَفَحات : 107 صَفْحَة / طُبِعَتْ في مَطْبَعةِ الأَدِيب بِدِمَشْق / رِوايَةٌ تَدُورُ حَوْلَ مَوْضُوع الخيَانَةِ السِيَاسِيَّة والإِنْسَان الَّذِي يُواجِهُ العذَاب الجَسَدِيّ ، فيَضْطَّرُ إِلى تَغْييرِ طَبِيعتِهِ البَشَرِيَّة  ، والشَخْصِيَّتين الرَئيسيَّتين في الرِوايَةِ هما المَدْخَل لِلبَحْثِ في فِكْرَةِ البطُولَةِ والخيَانَة ، الشَخْصِيَّة الأُولَى هو الخَائن ، والشَخْصِيَّة الثَانِيَة الشَامِخ أَيْ البَطَل الَّذِي يَسْتَشْهِد تَحْتَ تَعْذِيب جلادِيهِ ، بَعْدَ أَنْ وَشَى بِهِ صَاحِبه وسَاهمَ في تَعْذِيبِهِ حَتَّى المَوْت / 1974 م .                                           

3 ــ السرْداب رَقْم 2  / رِوايَة / صَدَرَتْ عَنِ الهَيْئَةِ العامَّة لِقصُورِ الثَقَافَة في مِصر / عام 1997 م  / عَدَدُ الصَفَحات : 215 صَفْحَة / تَتَحدَّثُ عَنْ تَجْرُبَةِ مَجْمُوعةٍ مِنْ سُجنَاءِ الرَأْي في العِراق ، حُشِرُوا في سرْداب ، وتَعرَّضُوا لِلعذَابِ الجَسَدِيّ والنَفْسِيّ ، ما أَفْضَى بِبَعْضِهِم إِلى المَوْتِ أَوْ الجنُون ، وتُرِكَ مَنْ تَبَقَّى نَهْباً لِعلاقَاتٍ تَتَراوحُ بَيْنَ أُخُوَّةٍ وعدَاءٍ ، تَصَادُمٍ وتَنَافُرٍ .                               


في مَجَالِ فَنِّ التَأْليف المَسْرَحِيّ /                                                           

1 ــ  البَاب / مَسْرَحِيَّة /تَارِيخ النَشْر :  1986 م  / عَدَدُ الصَفَحَات : 92 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل :  24 سم / فَازَتْ بِجائزَةِ أَفْضَلِ نَصٍّ مَسْرَحِي ّفي مِهْرَجانِ قرْطاج عام 1987 م / وهي أَطْوَل مِنْ المَسْرَحِيَّتين ( ديزدمونة ) و ( العوْدَة ) ، ويَرْبُو عَدَدُ صَفَحَاتِها على السَبْعِين صَفْحَة  / قَامَ بِإِخْرَاجِ المَسْرَحِيَّة : قاسم محمد .                                                             
اسْتَلْهَمَ يوسف الصائغ فِكْرَة مَسْرَحِيَّة ( البَاب ) مِنْ إِحْدَى حِكايَاتِ أَلْفِ لَيْلَةٍ ولَيْلَة ، إِذْ وَرَدَ ذِكْرَها في اللَيْلَتينِ ( الثَالِثَةِ والخَمْسِين والرَابِعةِ والخَمْسِين بَعْدَ الخَمْسُمائة ) ، لِيَصُوغها في نَصٍّ مَسْرَحِيٍّ قَرِيبٍ مِنْ رُوحِ العَصْرِ ، إِذْ تَتَلَخَّصُ حِكايَة المَسْرَحِيَّة في أَنَّ رَجُلاً وزَوْجَتَهُ تَعاهدا على أَنْ يُدْفنَا مَعاً ، حَيْثُ يُدْفنُ أَحَدَهما حيَّاً مَعَ الآخَرِ الَّذِي مَات ، وحَدَثَ أَنْ تُوُفِّيَتْ زَوْجَتَهُ قَبْلَهُ ، فَرَفَضَ أَنْ يُدْفنَ مَعها حيَّاً ، وتَنَصَّلَ عَنْ عَهْدِهِ لَها ، فيُحالُ إِلى المَحْكمَةِ مُتَّهماً ، ويُحاوِلُ الحاكِم إِقْنَاعهُ بِالعُدُولِ عَنْ رَفْضِهِ وتَمَرُّدِهِ ، لكِنَّه يَفْشَلُ إِزَاء إِصْرَارِهِ وقُوَّةِ مَنْطِقِهِ ، فيَلْجَأُ المُدَعِي العامّ إِلى الحِيلَةِ حَتَّى لا يَكُونُ هذَا الرَفْض سَابِقَة خَطِيرَة في التَنَصُّلِ مِنْ تَطْبِيقِ القَوانِينِ ، ويُحاوِلُ المُدَعِي العامّ إِقْنَاعَ الزَوْجِ بِالمُوافَقَةِ على الدَفْنِ مُقَابِلَ تَعَهُّدٍ مِنْ المُدَعِي العامّ بِإِخْرَاجِهِ مِنْ المَقْبَرَةِ بَعْدَ يَوْمينِ بِسِرِيَّةٍ تَامَّة وتَسْفِيرِهِ خَارِجَ المَدِينَةِ ، وأَخِيراً يَرْضَخُ الزَوْجُ ويَقْتَنِعُ بِالنزُولِ إِلى القَبْرِ مَعَ جُثَّةِ زَوْجَتِهِ المُتَوَفَّاة ، فيَنَامُ في أَحَدِ أَرْكانِ المَقْبَرَةِ ، وأَثْنَاءِ نَوْمِهِ ، يُفْتَحُ بَابُ المَقْبَرَةِ ليُدْفنَ فيها رَجُلٌ مَيْت وإِمْرَأَة حيَّة ، وهُنا يَلْتَقِي الإِثْنَان ، وتَجْرِي بَيْنَهُما حِواراتٌ طَوِيلَة ، ويَكْتَشِفُ الزَوْجُ إِنَّ المُدَعِي العامّ قَدْ خَدَعهُ ، وأَنَّ لا أَحَداً سيَأْتي لإِخْرَاجِهِ ، ويُولَدُ بَيْنَهُما الحُبُّ ، ويَنْمو داخِلَ المَقْبَرَةِ الَّتِي يَسُودها الظَلامُ والخَوْفُ والجُثَثُ المُتَعفِّنَةِ .                                                                                       
تَتَكوَّنُ مَسْرَحِيَّةُ البَاب مِنْ فَصْلٍ واحِدٍ ، ومِنْ أَرْبَعِ شَخْصِيَّاتٍ اخْتَارَ لَها المُؤَلِّف أَسْماءً ذاتَ دلالاتٍ عامَّة ، وهي شَخْصِيَّة ( هو ) ، وشَخْصِيَّة ( هي ) ، وشَخْصِيَّة ( الحاكِم ) ، وشَخْصِيَّة ( المُدَعِي العامّ ) ، إِذْ تَقْتَرِبُ هذِهِ الشَخْصِيَّات مِنْ الشَخْصِيَّاتِ في المَسْرَحِيَّةِ التَعْبِيرِيَّة ، ويُمْكِنُ أَنْ يُقَسَّمَ النَصّ إِلى أَرْبَعةِ مَشَاهِد اعْتِماداً على الانْتِقَالِ المَكانِيّ وفِكْرَةِ كُلِّ مَشْهَدٍ :                                         
 المَشْهَدُ الأَوَّل : يَبْدأُ بِمثُولِ ( هو ) في قَاعةِ المُحاكمَةِ كمُتَّهمٍ أَمامَ الحاكِم إِلى اتِّفَاقِهِ مَعَ المُدَعِي العامّ على النزُولِ مَعَ زَوْجَتِهِ المُتَوَفَّاة إِلى القَبْرِ                   
المَشْهَدُ الثَاني : يُصَوِّرُ الاحْتِفَالَ بِهِ ومُرَافَقَتَهُ لِلنزُولِ إِلى المَقْبَرَةِ .                 
المَشْهَدُ الثَالِث : يُصَوِّرُ حالَةَ الخَوْفِ والرُعْبِ الَّتِي هو فيها داخِلَ المَقْبَرَةِ .       
المَشْهَدُ الرَابِع : يَبْدأُ عِنْدَما يَلْتَقِي ( هو ) بـ ( هي ) داخِلَ المَقْبَرَةِ حَتَّى نِهايَةِ النَصِّ .                                                                                         
وقَدْ أَعْطَى المُؤَلِّف لِنَفْسِهِ حُرِيَّةَ التَصَرُّفِ بِمَتْنِها الحكائيّ خَارِج سِيَاقِ النَصِّ التُرَاثِيّ ، لِيَصُوغها بِأُسْلُوبٍ آخَر اعْتِماداً على مَرْجعِيَّاتِهِ الفِكْرِيَّةِ والفَلْسَفِيَّة ، ويَقْتَرِبُ بِفِكْرَتِها وحِواراتِها مِنْ العَصْرِ الحدِيثِ لِيَكُونَ نَصَّاً أَكْثَر شمُولِيَّة وأَنْضَج فِكْراً وأَقْرَب حدَاثَة .                                                                           
أَدَّى دَوْر ( هو ) الفَنَّان محمود أبو العباس .



رَابِط  مَسْرَحِيَّة ( البَاب )  على اليوتيوب :
https://www.youtube.com/watch?v=xZvM2gh1fEM

2 ــ العوْدَة / مَسْرَحِيَّة / 1988 م  / مِنْ إِخْرَاج : قاسم محمد / حازَتْ على جائِزَةِ أَفْضَلِ نَصٍّ مَسْرَحِيّ مِنْ مَرْكزِ المَسْرَحِ العِراقِيّ عام 1987 م / وقَدْ نُشِرَتْ في مَجَلَّةِ الأَدِيب العرَبِيّ /  وهي أَقْصَرُ مِنْ المَسْرَحِيَّتين ( ديزدمونة ) و ( البَاب )   ، ولا يَتَعدَّى عَدَدُ صَفَحاتِها الثَلاثِين ، مِنْ قَطْعِ الحَجْمِ المُتَوَسِّط  / تَتَكوَّنُ المَسْرَحِيَّة مِنْ فَصْلينِ ، وتَضُمُّ خَمْس شَخْصِيَّات هي : الأَبّ حسين العِرَاقي الَّذِي لا يَظْهَرُ إِلاّ كشَبَحٍ في بِدايَةِ ونِهايَةِ المَسْرَحِيَّة ، حَيْثُ يُفْتَحُ بَابَ غُرْفَتِهِ في نِهايَةِ المَسْرَحِيَّة والضِياءُ على وَجْهِهِ الوَقُور والدمُوعُ تَسِيلُ مِنْ عَيْنَيْهِ ، الأُمّ ( زَوْجَتهُ ) ، محمود ( إِبْنهُ الأَكْبَر ) ، سميرة ( زَوْجَة محمود ) ، أَبُو الشَهِيد ( أَبُو سميرة وأَخُو الأُمّ ) ، وقَامَتْ بِدَوْرِ ( سميرة ) الفَنَّانَة هديل كامل  ، و بِدَوْرِ ( محمود ) الفَنَّان محمود أبو العباس.                                                                                     
ورَكِيزَة المَسْرَحِيَّة هي في المَعْنَى  إِنَّ حُبَّ الرَجُلِ لِلمَرْأَة يَلْعبُ الدَوْر الرَئيس في مُعالَجةِ المُشْكِلَة بِالخرُوجِ مِنْ السرْداب الَّذِي يَرْمِزُ إِلى العفُونَةِ والخِسَّة .         
كتَبَ الصائغ هذِهِ المَسْرَحِيَّة عام 1986 م وتَحْدِيداً في نِهايَةِ حُزْيران ، أَيْ بَعْدَ عامٍ مِنْ كِتَابَةِ مَسْرَحِيَّةِ ( البَاب ) الَّذِي كتَبَها في نِهايَةِ تَمْوز عام 1985 م ، ومَسْرَحِيَّة ( العوْدَة ) هي كديزدمونة تَتَناولُ مَوْضُوع ( الخِيانَة ) عِبْرَ شَخْصِيَّةِ ( محمود ) الَّذِي يَفِرُّ مِنْ جَبْهَةِ القِتَالِ ، إِلاَّ أَنَّهُ خَوْفَاً مِنْ انْضِباطِ والِدِهِ العسْكرِيّ القَدِيم في الجيْشِ العِرَاقِيّ وصَرَامَتِهِ إِزَاء الَّذِين يَتَقَاعسُونَ في أَداءِ واجِبِهِم الوَطَنِيّ ، يَلْجأُ لِلاخْتِباءِ في دُورِ الأَقْرِبَاءِ والأَصْدِقَاء ، ولكِنَّهُ سُرْعان ما يَعْجَز ويَدِبُّ في نَفْسِهِ اليَأْس والمَلَل فيَضْطَّرُ لِلالْتِجاءِ إِلى دارِ والِدِهِ حَيْثُ يَسْكُنُ مَعَ زَوْجَتِهِ غَرْفَةً في الطَابِقِ الثَانِي ، إِذْ بِدخُولِ الدارِ تَحْدِيداً حَيْثُ غُرْفَة زَوْجَتِهِ تَبْدأُ المَسْرَحِيَّة .                                                                                     
ارْتَأَى المُؤَلِّفُ وَضْعَ المَدْخَل إِلى يَمِينِ المَسْرَح يُجاوِرَهُ بَاب السرْدابِ القَدِيم ، وارْتَأَى أَنْ يكُونَ هذَا البَاب بَاباً حدِيدِيَّاً قَدِيماً وصَغِيراً ، ويَرْمِزُ إِلى أَنَّ الأَبّ يَمْنَعُ دخُولَ إِبْنِهِ الدَار ، ذَلِكَ أَنْ اليَمِين كما هو مَعْرُوفٌ في المَسْرَحِ إِيحاءٌ إِلى الجانِبِ السَلْبِيّ مِنْ المَوْقِفِ والشَخْصِيَّة ، ويُجاوِرُ المَدْخَل بَابَ السرْدابِ القَدِيم ، والسرْداب رَمْزٌ لِلسقُوطِ والانْحِدار ، ومكانٌ لِمَأْوَى الزَواحِفِ والحشَرَاتِ  ولِلنَاسِ الفَارِين عَنْ وَجْهِ العدَالَةِ كإِبْنِهِ محمود ، وتَمْنَحُ جُمْلَةُ غُرْفٍ أُخْرَى ( تَدُلُّ علَيْها أَبْوابٌ مُغْلَقَةٌ في الطَابِقينِ )  مَعْنَى أَنَّ الَّذِين يَعِيشُون في هذَا البَيْت يُعانُون مِنْ مُشْكِلَةٍ كبِيرَة ، ومُشْكِلتهم هي فِرَارُ محمود مِنْ جَبْهَةِ القِتَال ، وعلى هذَا الأَساس فإِنَّ الغُرَفَ الأُخْرَى تَبْدو مُغْلَقَة ، وبِالرَغْمِ مِنْ ذَلِكَ ، فثَمَّةَ ضِياءٌ خَافِت في غُرْفَة محمود ، حَيْثُ تَنامُ زَوْجَتهُ ، وهذَا الضَوْءُ الخَافِت يَرْتَبِطُ بِمُحاولاتِ سميرة في إِعادَةِ زَوْجِها إِلى جَبْهَةِ القِتَالِ .                                                             
يَظْهَرُ الأَبّ في بِدايَةِ المَسْرَحِيَّة لِمُتَابَعةِ خُطُواتِ دخُولِ إِبْنِهِ محمود الدَار ، وتَوَجُّهَهُ نَحْوَ الغَرْفَةِ الَّتِي تَنامُ فيها زَوْجَتهُ سميرة مُلَثَّماً وبِخُطُواتٍ حذِرَةٍ ، ودخُولِهِ بِهذَا الشَكْل هو تَشْبِيهه بِاللِصِّ والخَوْف مِنْ والِدِهِ ، واكْتِشَافِ بَابِ الغُرْفَةِ مُغْلَقاً يُشيرُ إِلى حلُولِ مُصِيبةٍ كبِيرَة بِزَوْجَتِهِ حَيْثُ بَذَلَ شَقِيقُها ( مهند ) نَفْسَهُ في جَبْهَةِ القِتَالِ فِداءاً لِلوَطَن ، ومِنْ خِلالِ صَوْتِ القَصْفِ الدَّال على الحَرْبِ يُشِيرُ لَنا المُؤَلِّف بِأَنَّ ما تُعاني مِنْهُ سميرة مِنْ حالاتِ المَرَضِ إِنَّما هي نَتِيجة الحَرْب ، حَيْثُ لَدَيها أَدْوِيَة عِدَّة : لِلنَوْمِ ، لِلخَوْف ، والشَرَاب الَّذِي في العُلْبَةِ لِلنِسْيَان ، فسميرة تُعاني مِنْ مُشْكِلَةِ فُقْدانِ شقِيقِها مهند ، وتَخَافُ فُقْدانَ زَوْجِها كذَلِكَ بِفِعْلِ فِرَارِهِ مِنْ جَبْهَةِ القِتَالِ والانْتِقَالِ خِفْيَةً مِنْ مَكانٍ وبَيْتٍ إِلى آخَر ، ورَغْمَ رَفْضِها لِمَوْقِفِ زَوْجِها ( هرُوبِهِ مِنْ الجَبْهَة ) فهي تُحِبُّهُ وحرِيصةٌ على حيَاتِهِ ، وتَخَافُ علَيْهِ مِنْ والِدِهِ الَّذِي هدَّدَ بِقَتْلِهِ ، فهي قَلِقَةٌ مِنْ نَتَائجِ فِرَارِهِ الوَخِيمَة ، وقَلِقَةٌ مِنْ تَهْدِيدِ والِدِهِ ، والثَالِثَة أَلَمها العميق لِفُقْدانِها شَقِيقِها ، وتُحاوِلُ سميرة إِقْنَاعَهُ بِتَسْلِيمِ نَفْسِهِ لِلقُوَّاتِ العسْكرِيَّة والْتِحاقِهِ بِالجَبْهَةِ وتَحَمُّلِ نَتَائج فِرَارِهِ وخِيَانَتِهِ لِلوَطَنِ رَغْمَ حُبِّها العمِيقِ لَهُ ، ويَظُنُّ الزَوْج ( محمود ) إِنَّها تُرِيدَهُ يُقْتَل وتَتَبَاهى بِمَوْتِهِ ، ويَعْتَرِفُ بِأَنَّهُ ما كانَ يَصُحُّ أَنْ يَجِيءَ لِلبَيْت غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ بِأَمْرِ شَقِيقِها ، وعِنْدَما يَهُمُّ بِالانْصِرَافِ تُحذِّرُهُ مِنْ أَبِيهِ لأَنَّهُ إِنْ لَقِيَهُ فلَسَوْفَ يَقْتَله ، فيُسِئُ فِهْمَ هذِهِ الجُمْلَة أَيْضاً ويَتَصوَّرُ إِنَّها حاقِدَةٌ علَيْهِ لِذَلِكَ يُحاوِلُ ابْتِزَازَ مَشَاعِرِها عِبْرَ سُؤَالِهِ إِنْ كانَتْ ستَغْدو أَسْعدَ حَظَّاً لَوْ قَتَلُوهُ وجَعلُوا مِنْها أَرْمَلَة ؟
ويُحاوِلُ أَنْ يَشْرَحَ لَها أَسْبَابَ هرُوبِهِ وإِقْنَاعَها بِها ، وتَدُورُ بَيْنَهُما حِوارَاتٌ طَوِيلَة ، ويَفْشَلُ في إِقْنَاعِها فيَدِبُّ في قَلْبِهِ اليَأْس فيُخْرِجُ مُسَدَّسَهُ ويَفْتَحُ مِسْمَارَ الأَمَان ويُلْقِمهُ إِطْلاقَة ، ويَضَعُ المُسَدَّس على رَأْسِهِ وهو يُراقِبُ زَوْجَتَهُ الَّتِي تَنْهارُ بَاكِيَةُ تَصِيحُ : أوه .. يَا لِتَعاستي ، فيُبْعِدُ المُسَدَّس عَنْ رَأْسِهِ ويَعْرِفُ إِنَّها لا تُرِيدُ لَهُ المَوْت .                                                                               
يَبْدأُ الفَصْلُ الثَانِي مِنْ المَسْرَحِيَّة بَعْدَ يَوْمينِ في الصَالَةِ ، ومُعْظَمُ الحِوارَاتِ الدَائرَةِ فيهِ  تَكادُ تَنْحَصِرُ بَيْنَ سميرة وأُمُّ محمود بِاسْتِثْنَاءِ مَشْهَدِ حُلُمِ سميرة ، حَيْثُ يَظْهَرُ فيهِ محمود ، وقَبْلَ نِهايَةِ المَسْرَحِيَّة بِصَفْحتينِ تَقْرِيباً ، يَشْتَرِكُ والِدُ سميرة مَعَ أُمِّ محمود وسميرة في بَعْضِ الحِوارَاتِ لِلعثُورِ على مفْتَاحِ السرْدابِ ، ظَنَّاً مِنْ أُمِّ محمود وسميرة، بِأَنَّ محمود قَدْ اخْتَبَأَ في السرْداب ، وإِنَّ والِدَهُ الَّذِي كانَ قَدْ أَقْسَمَ أَنْ يَقْتُلَهُ إِذَا ما رَآهُ ، قَدْ أَغْلَقَ بَابَ السرْداب علَيْهِ وأَخَذَ المفْتَاح ، وتَفْكِير سميرة بِهذَا الاتِجاه لا غُبَار علَيْهِ ، لأَنَّ والِدَهُ كانَ قَدْ رَأَى محمود أَثْنَاءَ دخُولِهِ الدَار ، إِلاَّ  أَنَّ أُمّ محمود تَنْفِي حدُوثَ شَيْءٍ مِنْ هذَا ، بِدَعْوَى أَنَّهُ لَوْ أَرادَ ذَلِكَ لكانَ بِإِمْكانِهِ أَنْ يَدْخُلَ علَيْهِ السرْداب ويَقْتُلهُ مُبَاشَرةً .                           
ولِمرُورِ يَوْمينِ على عَدَمِ ظهُورِ محمود ، واخْتِبائهِ على الأَغْلَب في السرْدابِ ، لأَنَّهُ عِنْدَما كانَ صَغِيرَاً ، ما يَفْتأُ أَنْ يُعبِّرَ عَنْ غَضَبِهِ بِاللجُوءِ إِلى نَفْسِ المَكانِ ، تُصِرُّ الإِثْنَتان على فَتْحِ بَاب السرْداب ، حِرْصاً على حيَاةِ محمود وخَوْفَاً علَيْهِ مِنْ المَوْتِ فيهِ ، ولكِنَّ المفْتَاح لَيْسَ بِحَوْزَتِهِما ، ولا تَعْرِفان مَكانَ وجُودِهِ ، لِذَا تُقَرِّران ، وبِالأَحْرَى تُقَرِّرُ سميرة كسْرَ الخِزَانَة الخَاصَّة بِوالِدِ محمود ظَنَّاً مِنْها بِأَنَّهُ قَدْ أَخْفَى فيها المفْتَاح ، وتُحَذِّرُ أُمُّ محمود سميرة مِنْ مَغَبَّةِ ذَلِك إِنْ عادَ الأَبُّ ووَجَدَ خِزَانَتَهُ العزِيزَة مَكْسُورَة ، وتَرَى سميرة إِنْ كسْرَ الخِزَانَة لَيْسَ أَسْوأُ مِنْ فَتْحِ بَاب السرْداب ورُؤْيَةِ محمود مَيِّتاً ، وهي الَّتِي تَتَحَمَّلُ مَسْؤُولِيَّة ما تَقُومُ بِهِ ومُوَاجهَةِ الأَبّ ، وبَعْدَ أَنْ تَكْسرَها لا تَعْثَرُ على المفْتَاحِ فيها .                         
المفْتَاح هُنا هو رَمْزٌ لِكيْفِيَّةِ خرُوجِ محمود مِنْ مَأْزقِهِ ، وطَرِيقَةِ الْتِحاقِهِ بِجَبْهَةِ القِتَالِ .                                                                                           
وعِنْدَما لا تَعْثَرُ سميرة على المفْتَاح ، تُحاوِلُ غَلْقَ الخِزَانَة لكِنَّها لا تَتَمكَّنُ مِنْ ذَلِك فتَطْلُبُ مِنْ أُمِّ محمود المُسَاعدَة وأَيْضاً تَرْجُوها عَدَمَ التَخَلِّي عَنْ محمود وحَثِّهِ على تَسْلِيمِ نَفْسِهِ حالَ صدُورِ قَرَارٍ بِالعفوِ مِنْ السُلْطَّات ، وتُؤَكِّدُ أُمُّ محمود إِنَّ زَوْجَها مُحِقٌّ في لَوْمِهِ إِيَّاها إِذْ أَفْسَدَتْ إِبْنَهما محمود ، حَيْثُ كانَ كُلَّما ارْتَكبَ خَطأً اسْتَحَقَّ غَضَبَ والِدِهِ علَيْهِ ، وهو طِفْلٌ صَغِير لَجأَ إِلى السرْداب نَفْسِهِ ، واصِفَةً السرْداب الحالِيّ مَعَ إِنَّهُ نَفْس السرْداب بِالقَبْر ، حَيْثُ يَنْزلُ ( محمود ) إِلى السرْداب لِئَلا يُعفِّنُ نَقَاءَ العِشِّ الزَوْجِيّ ، وتَبْقَى العفُونَة عالِقَةً بِجِسْمِهِ إِلى صبَاحِ اليَوْمِ التَالِي حَيْثُ يُسَلِّمُ نَفْسَهُ ، ولكِنْ كما يَبْدُو إِنَّ محمود لَمْ يَنْزِلْ إِلى السرْداب بَعْدَ أَنْ نَامَتْ سميرة وأَخْبَرَها بِأَنَّهُ سيَنَامُ فيهِ ، وإِنَّما ذَهَبَ حالاً لِيُسَلِّمَ نَفْسَهُ ، ولِذَلِكَ فإِنَّ بَابَ السرْداب لَمْ يَكُنْ مُغْلَقَاً بَلْ مَفْتُوحاً ، ويَنْفَتِحُ على يَدِ والِد سميرة ( أَبُو مهند ) ( مهند شقيق سميرة الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِداءاً لِلوَطن ) ، بِما مَعْنَاهُ إِنَّ النَصْر لا يَتَحَقَّقُ إِلاَّ على يَدِ أَمْثَالِ هؤُلاءِ المُضَحّين مِنْ أَجْلِ الوَطَنِ .
أَبُو مهند : ( يَذْهَبُ إِلى بَابِ السرْداب ... يَتَفَحَّصُهُ ... يَضْرِبُ بِقبْضَةِ يَدِهِ علَيْهِ ... يَهُزُّهُ .... مَرَّة .. مَرَّتين ... فجْأَةً يَنْفَتِحُ البَاب .. يَرْجَعُ أَبُو مهند إِلى الخَلْف ... لَحْظَةً ... يَصْرخُ ! ) البَاب مَفْتُوح ... إِنَّهُ مَفْتُوح ... إِنَّهُ مَفْتُوح ... أَيُّها المَسَاكِين ... ( يَفْتَحُ بَابَ غُرْفَةِ الأَبّ ، ويُرَى لأَوَّلِ مَرَّة والضِياءُ على وَجْهِهِ الوَقُور والدمُوعُ تَسِيلُ مِنْ عَيْنَيْهِ  ... )
 

11
صفحة المهى ــ 17




صفحة المهى ( 17 ) ــــ مواد غذائيَّة سامَّة لا يُسمحُ للكِلاب بِتناولِها .

ترجمة: شذى توما مرقوس
 
صفحة المهى / 17 
من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل
 ( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري )
 ( التنوع الحياتي هو أجمل ما يتميز به كوكبنا الأرض، تصوروا كوكباً ليس فيه سوى الإنسان كنموذج للحياة ؟ ما هو شعوركم ؟ )


مواد غذائيَّة سامَّة لا يُسمحُ للكِلاب بِتناولِها .
Giftige Lebensmittel , was dürfen Hunde nicht essen ?
الكاتِبة : كونستانسا برنك شولت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تَرْجمة : شذى توما مرقوس
( مُترْجم عنِ الألمانيَّة )
الأثنين 7 / أيار / 2018 م ــ الأربعاء 9 / 9 / 2020 م  .

 


حتَّى عندما يتسوَّلُ منك كلبك الطعام فيجبُ أنْ تتذكَّر بأنَّ هُناك مواد غذائيَّة لا يجوزُ إطلاقاً إعطائها للكِلاب .
ماهي المواد الغذائيَّة الممنُوعة بالنسبة للكِلاب ؟
إنها التالية :
1 ــ العنب والزبيب .
2 ــ المُكسَّرات  .
3 ــ الكحول .
4 ــ الشكولاتة ، وكل المأكولات الأُخرى الَّتِي تحتوي على الكوفائين .
5 ــ الناترون Natron  ( صودا الخبز ) ، الخميرة ، الباك بولفر Backpulver
( هذه المواد سامة للكلاب ) .
6 ــ البصل والثوم .
7 ــ  الفطر .
8 ـ الطماطة ، البطاطا ،  الرَاوَنْد    Rhabarber 
( كلها سامة للكلاب )  .

9 ــ الأفوكادو .
حتى يبقى كلبك مُعافى صحيَّاً وسليماً عليك الأخذ بنظر الاعتبار بعض المُلاحظات في تغذيتهِ ، مثال :
أي المواد الغذائية غير مسموح بها نهائياً للكلاب ، وما هي ؟
تعرف بالتأكيد هذه الحالة : ما أن تفرش مائدتك بلذيذ الطعام  ، تُلاحظ مباشرة كلبك العزيز وهو يهز ذيله ينظرُ باشتهاء إلى ما تحتويه المائدة ، يتمنى أن ينال بعضاً من الغذاء اللذيذ وتذوقه ، وفي الحقيقة هذا لا يضرُّ ، أم ماذا ؟
مع الأسف الكثير من المواد الغذائية لها تأثيرات سلبية لصحة كلبك ، وبعضها مع كميات قليلة .
المواد التي يجب أن لا تُعطيها لكلبك تمَّ إدراجها في هذهِ القائمة .

1 ــ العنب والزبيب :
هذهِ المادة الغذائية ( جافة ، أو كفاكهة )  لحد الآن لم يُعرف السبب الذي يجعلها ضارَّة للكلاب ، مع هذا يجب أن تحفظ كلبك بعيداً عنها ، وعندما يتناول كلبك منها فعليك أن تذهب به للطبيب البيطري ليغسل معدته ، ومع ذلك لنْ يُعْرَفُ  مدى الضرر الَّذِي ستتركهُ خلفها ، إِحْذرْ إِذنْ ! .

2 ــ لا تُعطي كلبك المُكسَّرات :
في الكثير منْ أنواع المُكسَّرات توجد مواد مِنْ المُمكن أن تؤدي إلى تكوين حصى المثانة ، وتقود في ذلك إلى إِضعاف العظام ، وبالأخص المكداميا لا يجوز إطلاقاً تغذية الكلب بها ( المكداميا سامّة للكلاب ) .

3 ــ الكحول ممنوع بتاتاً للكلاب :
التأثيرات السلبية التي يتركها تناول الكحول على أعضاء الجسم الإنساني ، هي كذلك للكلاب حيث يُشكِّلُ الكحول خطراً عليها ، حتى وإن كان قدْ استُهلِك  بكميَّات صغيرة جدَّاً ومحدودة منهُ ، فالكحول لا يجوز بهِ للكِلاب إِطلاقاً ، حيث إِنَّهُ  يتسبَّبُ للكِلاب في اضطرابات سلوكيَّة كبيرة  ، تقلصات وتشنجات ، حتى إِنَّهُ من المُمكِن أن يقود إلى السكتة القلبيَّة الوعائيّة ، وكلَّما ازدادت الجرعة كُلَّما كانتْ العواقِب قَاتلة أكثر  .

4 ــ الشكولاتة والمواد الغذائية التي تحتوي الكوفائين :
عندما يتناول كلبك كمية من الشكولاتة فعليك التَصرُّف فوراً  ودون تأخير لأن هذه المواد الغذائية التي تحتوي على الكوفائين درجة سُميَّتها عالية للكِلاب ، هذا يشملُ إلى جانب الشكولاتة : الشاي ، القهوة ، كاكاو بولفر ( بودرة الكاكاو ) ، وبعض الأنواع من الليمونادا ، كل هذهِ المُنتجات الغذائيَّة يُمْكنُ أن تقود إلى أضرار قلبيَّة بالغة ، أو تُصيبُ الجهاز العصبي للكلب بأذى .

5 ــ الناترون ( صودا الخبز ) ، الخميرة ، الباك بولفر هي مواد سامة :
عندما تصنعُ المُعجنات ، الكيكات .... وإلخ ، يجبُ أنْ تَحمي كلبك من أنْ لا يلتصق في أكُفِ أقدامه بقايا المواد أعلاه .
الناترون ( صودا الخبز )  ، الخميرة ، الباك بولفر تتَمكَّنُ من إِلحاقِ أضراراً بالغة بأمعاء الكلب ، وأيضاً تُحدثُ مشاكل في القلب حتَّى وإن لمْ تُلاحظ أي تغيير على كلبك يُنصح بأخذِ الكلب للطبيب البيطري للتأكُّد من عدم بلع الكلب لِشيءٍ ما مِنها .

6 ــ البصل والثوم :
بأي شكلٍ كانت ، مثرومة أو جافة أو نيَّة لا يجوزُ أن تُعطي مِنها لكلبك ، حيث إن البصل والثوم يقودُ إِلى أضرار في كبدِ الكلب .

7 ــ الفطر :
ليست جميع أنواع الفطر لها نفس التأثير المُضرّ ، إذ إنها تختلفُ عن بَعْضِها البَعْض  ، ورغم هذا فمِنْ الأفْضل أن تُبقي الكلب بعيداً عنها ، وحيْنَ تكون مع كلبك في نزهة فعليك أيضاً أن تنتبه إليه كي لا يلتقط منها شيئاً .

8 ــ الطماطة ، البطاطا ، الرَاوَنْد  (  Rhabarber  ) :
الطماطة لها تأثير سلبي على صحة كلبك ، وخصوصاً حين تكون غير ناضجة وخضراء ، وأيضاً البطاطا النيَّة ، والرَاوَنْد تأثيرها ضار ، فكُلَّها تقودُ في أسوأ الأحوال إلى السكتة القلبيَّة  .

9 ــ الأفوكادو :
للإنسان تُعتبر الأفوكادو لذيذة ، لكنَّها من ضمنِ المواد الغذائيَّة الَّتِي لا يُسمحُ بِها في غذاءِ الكِلاب ، فإذا تناولَ الكلب الجزء اللحمي منْ ثَمرَة الأفوكادو فمِنْ المُحتمل أنْ تؤدي إلى تَجمُّع السوائل في الرئتين ، كذلك لُبّ الثمرة (  النواة ) والقشْرَة والأوراق تُعتبر سامَّة جِدَّاً للكلاب .   



المصدر :
http://www.liebenswert-magazin.de/was-duerfen-hunde-nicht-essen-840.html


 


 

 





12
صفحة المهى (  16  ) ــ هل يُسمحُ بالمُكسَّرات في غذاء الكِلاب ؟
ترجمة: شذى توما مرقوس
 
صفحة المهى /  16
من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل
 ( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري )
 ( التنوع الحياتي هو أجمل ما يتميز به كوكبنا الأرض  ، تصوروا كوكباً ليس فيه سوى الإنسان كنموذج للحياة ؟ ما هو شعوركم ؟ )


هل يُسمحُ بالمُكسَّرات في غذاء الكلاب ؟
( هل يُسمحُ للكِلاب بأَكْل المُكسَّرات ؟ )
Dürfen  Hund Nüsse essen ?   
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( مُترجم عن الألمانيَّة )
تَرْجمة : شذى توما مرقوس
الثلاثاء 7 / 7 / 2020 م ــ السبت 25 / 7 / 2020 م  .

1 ــ المُكسَّرات تُعتبر صحيّة ، ذلك لأنّها تحتوي على الكثير من الفيتامينات والدهون الضروريَّة ، السؤال إنْ كان مسموحاً بالمُكسَّرات في غذاء الكلاب لا يُمكنُ الرد عليهِ بِشكل عام وإِجْمالي ( لا يُمكن اخْتِصار الردّ عليهِ  بِنعم أو لا )  .
بعضٌ من أنواع هذهِ المُكسّرات مسموحٌ بها في غذاء الكلاب ، البعضُ الآخر تُسبِّبُ الضرر للكلاب .
يُرجى الانتباه دائماً إلى أن المسموح بها في غذاء الكلاب يجبُ أن تكون غير مُملَّحة ، ومُقشَّرة ، وغير مُعاملة بمواد ما ، وأن تُعطى مُفتتة إلى قطعٍ صغيرة للكلاب .

2 ــ هل يُسمح لكلبي بأكل المُكسَّرات ؟
Darf mein Hund Nüsse essen?

مبدئيَّاً يُسمحُ للكلاب بأكل المُكسَّرات ، ومن المُمكن أن تُظْهِر الكلاب حساسيَّة تجاه بعض الأنواع منها ، حيثُ هناك إمكانيَّة خطر الإصابة بالحساسيَّة كما في الإنسان ، لهذا السبب يجبُ إطعام الكلاب كميات صغيرة جدَّاً من المُكسَّرات حتَّى وإن كان الكلب لا يُعاني من ذلك ، حيثُ إِنَّ المُكسَّرات تحتوي على الكثير من الدهون والكالورين ( السعرات الحراريَّة ) .
 
  بإمكانك إعطاء المُكسَّرات التالية لكلبك : ــ

ـ البندق ( Haselnüsse) ( Hazelnuts )
( بِشَرْط أن يُعطى مُفتتاً إلى قِطعٍ صغيرة ، وأنْ لا يكون للكلب حساسيّة ضدَّه ).
    
ـ الكاجو  ( Cashewkerne ) ( Cashews )
( بِشَرْط أنْ يكونَ غير مُملَّح ، وأن لا يكون للكلب حساسيَّة ضدَّه ) .


ـ الجوز البرازيلي ( Paranüsse ) ( Brazilnuts )
( بِشَرْط أن يُعطى مُفتتاً إلى قِطعٍ صغيرة  )

ـ الجوز ( Walnüsse ) ( Walnuts )
( بِشَرْط أَنْ يُعطى للكلب فقطْ الجوز الناضج والمُقشَّر ) .
    
ـ الفول السوداني  ( Erdnüsse )( Peanuts )
بالنسبة للفول السوداني فعليك ( وهذا ضروريّ جدَّاً ) أن تُجرِّب كمية صغيرة جدّاً جدّاً لتعرِف إن كان كلبك لديهِ حساسيَّة منهُ  .


لاحظْ أيضاً إِنَّ المُكسَّرات تحتوي على الكثير من الدهون وجزء عالي من الفسفور .
. الدهون تحتوي على سعرات حراريَّة ، وتؤدي إلى السمنة .
. الفسفور إلى جانب الكالسيوم لهُ أهميَّة كبيرة في تغذية الكلاب ومهمٌّ للعظام والأسنان ، لكن الجرعة فوق الاعتياديَّة ( الزائدة ) من الفسفور تؤدي إلى زيادة احتمالية إصابة الكليتين .
لهذا السبب أطعمْ كلبك كميات صغيرة جدّاً ومحدودة من المُكسَّرات ، حتَّى وإِنْ كان الكلب لا يُعاني من الحساسيَّة ضدَّها .

3 ــ هل إن الكاجو صحيّة في غذاء الكلاب ؟
Sind Cashewkerne gut für Hunde?

يُسمحُ بتغذية الكلاب بالكاجو أحياناً ( بين حينٍ وآخر ) ، فهي غنيَّة بالألياف  وبالحوامض الدهنية أوميغا 3 ، لكنها بنفس الوقت تحتوي على الكثير من الدهون والفسفور ، عند بعض الكلاب من المُمكن أن تُسبِّب الحساسيَّة .
لا يجوز على الإطلاق إعطاء الكلب الكاجو المُملّحة فهو بهذا سيتعرض لِجُرعة ملحٍ  عالية والتي تكون بلا شك مضرّة جدّاً .
تقريباً كل مُربي سبق وأن اختبر هذا الوضع ، عندما تقضم بضعة حبَّات من الكاجو الموجود في صحن المُكسّرات ، ويجلس إليك كلبك ينظر إليك سائلاً إياك بضعة حبّاتٍ منها .
بشكل عام يُسمح بتغذية الكلاب بالكاجو ، أمّا إذا كانت بعض الأغذية تُسبِّبُ الحساسيَّة لكلبك فيجب أن تكون حذراً عند إعطائه الكاجو ، جرِّب أن تعطيه في البداية حبَّة واحدة أو حبتان منها وراقب حالته وكيف يتقبَّلُ ذلك كخطوة أولى .
تحتوي الكاجو على الكثير من العناصر الغذائية المُهمة والضروريَّة لجسم الكلب ، وأَيْضاً على الحوامض الدهنية الغير المُشبَّعة الموجودة فيها والَّتي تؤدي إلى زيادة الوزن في سلالات الكلاب الصغيرة .
لهذا السبب أكثر من بضعة حبّات خلال بضعة أسابيع لن أُعطي لكلبي .

4 ــ البلوط
Eicheln
في هذه الصفحة نتحدث عن المُكسَّرات ، ولربّما ستسأل لماذا وفجأة نتحدث هنا عن البلوط فهو وكما شائع لا علاقة له بالمُكسَّرات ولا بالفول السوداني ولا يوجد بينهم مُشتركات .
في هذا الشأن اتبعتُ التصنيف من وجهة النظر النباتية والتي تضعُ البلوط في قائمة المُكسّرات .
الكثير من الكلاب يجدون في هذه الحبَّات الصغيرة البيضويَّة الشكل لُعبة مفرحة يلعبون بها ، ولهذا يجبُ على المُربي أن يكون منتبهاً  كي لا يتناول كلبه منها ، لأن البلوط مُمكن أَنْ يكون خطراً جدَّاً على حياة الكلب .

5 ــ الفول السوداني
Erdnüsse

يحتوي الفول السوداني على 25 % من البروتين وغنيٌّ بالمغنيسيوم، يُسمحُ بتغذية الكلاب بها ولكن بحذرٍ شديد ، لأنّهُ كما في الإنسان قد يُسبِّبُ الفول السوداني الحساسية للكلاب .
الكلاب التي تُعاني من مشاكل في الكليتين والقلب يُمكن للفول السوداني أن يُشكِّل خطراً عليها وقد يكون سبباً في حدوث حالات النوبات العصبية ( الصرع )

6 ــ البندق
Dürfen Hunde Haselnüsse essen?

هل يُسمحُ للكلاب بأكل البندق ؟
بِشكلٍ عام معدة الكلاب تتحمَّلُ البندق بشكل جيد .
يحتوي البندق على 60% من الدهون ، 14 %  من البروتين وكذلك يحتوي على الكالسيوم والكاليوم والفيتامينات .
في كل الأحوال يجب عليك مُلاحظة ثلاثة مخاطر صحيّة مُهمَّة فيما يخصُّ البندق ، وهي التالية : ـ
أولاً : مشكلة حجم الحبَّة ، فالحبَّة منه مدوَّرة صغيرة جدَّاً بحيث يصعُبُ على الكلب تفتيتها بأسنانهِ ، ولهذا السبب الكثير من الكلاب تقوم بابتلاعها كاملة دون هضم ، خصوصاً في الكلاب الصغيرة يكون هناك خطر علوق الحبَّة في المريء ، وفي الكلاب المتوسطة الحجم والكبيرة من المُمكن أن تسبِّب حبَّة البندق الغير المُفتتة صعوبات في الجهاز الهضمي .
ثانياً : النسبة العالية من الدهون والتي تُشكِّل حوالي 60 % تعني سعرات حرارية ، فإن كان كلبك يُعاني من السمنة ويخضعُ لنظام إنقاص الوزن فلا مكانة للبندق في غذائهِ .
ثالثاً : الخطر الثالث هو إنَّهُ من المُمكن أن يتسبَّب البندق في الحساسيَّة لكلبك ، كل كلب يستجيب للبندق بشكل مختلف عن الآخر ، أعراض الحساسيَّة هي : فقدان الشهية ، ألم في البطن ، إسهال ، تقيؤ ، وتتراوح الأعراض من الطفح الجلدي والتورم حتى سقوط الشعر والألتهاب .
الكلاب التي لا يُسبِّبُ لها البندق الحساسيَّة تُعتبرُ كلاب قادرة على تحمُّلها ، وبسبب النسبة العالية من الدهون المتواجدة فيها يُنصحُ بإعطائها فقط بكميات صغيرة جدَّاً وأن تكون مُفتتة ، بإمكانك أيضاً أن تضيف البندق المطحون إلى غذاء الكلب أو قطِّعْ البندق إلى أجزاء صغيرة ثم أطعمْ كلبك إِيّاها .
 
7 ــ هل يسمحُ بجوز الهند في غذاء الكلاب ؟
Dürfen Hunde Kokosnuss essen?


جوز الهند من وجهة نظر نباتيّة لا يُعدُّ من المُكسَّرات ، وإِنَّما يُصنَّفُ ضمن " الثمار الحجريَّة " .
الجزء اللحمي من جوز الهند يحتوي على نسبة أقلّ من الدهون مُقارنةً ببقيَّة المُكسَّرات ، وهو غني بالفيتامينات مجموعة ب (  B  ) ، جوز الهند يحتوي أيضاً على فيتامين ي (  Vitamin E ) ، وعلى البيوتين وحامض الفوليك .
زيت جوز الهند ورقائق جوز الهند تُعتبر من المُضادات الطبيعية للديدان في الكلاب .
زيت جوز الهند يحتوي على الحوامض الدهنيَّة ذات السلسلة المتوسطة ، هذهِ مُشابهة ومُقاربة للحوامض الدهنيَّة الموجودة في حليب الأُم ، وهكذا يعمل جوز الهند على تقوية الجهاز المناعي ، ومن خلال جودة ( سهولة ) هضمها تُنعِشُ عمليَّة التمثيل الغذائي في الكلب .
بالإضافة إلى ذلك يعملُ زيت جوز الهند على حِفظِ استقرار وثبات سُكر الدم والكوليسترول ، لأنَّ الحوامض الدهنيَّة يتمُّ هضمها بِبُطءٍ مُقارنةً بالكاربوهيدرات ، مثلاً إن كان كلبك يُعاني من السُكري فإن جوز الهند مفيدٌ لهُ جدَّاً ، حيثُ إن الحوامض الدهنيَّة ذات السلسلة المتوسطة الطول معروفٌ عنها إِنّها تعمل على تقليل نسبة الأنسولين ، وتُساعد البنكرياس على انتاج الأنسولين .
جوز الهند غني أيضاً بمُضادات الأكسدة ، وهذهِ تعمل في الحفاظ على جلد صحي سليم وفروة لامعة ، عمل الغدة الدرقية يتحفز ، والكثير من الكلاب تبدو سعيدة ومُمتلئة بالنشاط .
هناك إيجابيات صحيّة أُخرى لجوز الهند ، منها إن جوز الهند يعملُ على إضعاف الحساسيَّة وتقليلها ، وأيضاً احتمالية الإصابة بالسرطان تقلّ ، وكذلك تعمل على منع وقوع حالات الإصابة بالفطريات .
بالذات للكلاب المُسِنّة جوز الهند مُفيدٌ جِدَّاً ، حيث إنَّهُ يحول دون تطور حالات  التهاب المفاصل وهشاشة العظام ويُساعدُ في العِلاج . 
بإضافتك كمية من جوز الهند لغذاء الكلب ، تتمكن من مُساعدة الكلب الذي يُعاني من قرحة المعدة .

8 ــ المكداميا سامّة للكِلاب
Macadamianüsse sind giftig für Hunde


بينما يعتبرُ الكثير من النَّاس المكداميا ملِكةُ المُكسَّرات ، فهي للكلاب سامّة جدَّاً .
أعراض التسمُّم بالمكداميا في الكِلاب : ضعُف عام ، ارتعاش العضلات ، ألم في المفاصل ، تقيؤ ، حُمى قد تقود أحياناً للشلل .
غالباً ما تظهرُ هذه الأعراض بعد ( 12 )  ساعة من تناول المكداميا ، لحدّ اليوم لا يُعرفُ نوع السُمّ الموجود في المكداميا .
مثال : في كلب وزنه خمسة عشر كيلوغرام تكفي أربعة حبات من المكداميا لِتُحْدِث التسمُّم .
   
9 ــ الكستناء ( أو الماروني )
Maronen für Hunde

وتُعرف أيضاً بإسم الكستناء القابلة للأكل أو ماروني ، ومسموحٌ بها في غذاء الكِلاب ، الكستناء تحتوي على الكثير من فيتامين ب (  B  ) ، وهكذا فهي تعمل على تقوية الجهاز العصبي ، أيضاً الكستناء غنيَّة بالمعادن والعناصر الزهيدة المقدار (   Spurenelementen    ) .
تتميز الكستناء أيضاً بقِلَّة الدهون فيها ولا تحتوي على الغلوتين ، حتى إن الكستناء مُفيدة ومُناسبة للكلاب التي تُعاني من حساسيّة حادَّة للمواد الغذائية ، وهكذا فإِنَّ الكستناء مسموحٌ بها في غذاء الكِلاب .
يُرجى عدم الخلط بين الكستناء القابلة للأكل مع الكستناء الخريفيّة ، حيثُ إنّ الكستناء الخريفية تتميز بثمرةٍ صلبة مُغلَّفة بِقشرة شوكيّة .
بإمكانك إِعطاء كلبك الكستناء القابلة للأكل مُفتتة إلى  قِطعٍ صغيرة .
طحينُ الكستناء بإِمكانك استعمالهُ لصناعة كيك ( بسكويت ) للكِلاب .
الكِلاب مسموحٌ لها بِأَكْلِ الكستناء  مشويَّة ، مُقطَّعة إلى قطعٍ صغيرة ، أو على شكل طحين .
تحضير الكستناء القابلة للأكل سهلٌ جدَّاً :
قُمْ بِقطْعِ الجزء الأعلى ( الرأس ، أو قُمة الكستناء ) ، ثمّ اسلقها في الماء الفوّار المُخفَّف لمُدَّة ثلاثين دقيقة .
هناك طريقة أكثرُ سهولة، وهي تحضيرها في الفرن الكهربائي :
قُمْ بعمل شق صغير في الكستناء ، ثُمّ ضعْها في قِدْرٍ يحتوي على الماء لمُدّةِ ساعة ، بعدها أفرشْ الكستناء في صينية الفرن وضعْها في الفرن  لمُدَة عشرين ــ ثلاثين دقيقة  بدرجة حرارة 170 غراد ( درجة مئويَّة ) .
إنْ كانت الكستناء كبيرة الحجم قد يختنق بها الكلب ، لهذا عليك الحذر وعدم إعطائها لكلبك ليلعب بها ، الأفضل أن تُعطيه الكستناء مُفتتة في صحنه ، أو إسمحْ لهُ بتناولها من يدك مُباشرة وتحت مراقبتك لتجنُب اختناق الكلب بها ، فمن المُمكن مثلاً أن تنحدر الحبّة إلى المجرى التنفسي وتعلقُ فيه .
الكستناء المُفتتة أو المطحونة يُمكنُ اعتبارها من المُكملات الغذائية الجيدة .

10 ــ هل يُسمحُ للكلاب بأكل اللوز ؟
 Dürfen Hunde Mandeln essen?

اللوز غني بـ :  ــ حامض الفوليك ، فيتامين ب (  B    ) ، فيتامين ي ( E      )  ، كالسيوم ، مغنيسيوم ، كاليوم .
ولكن ؛ في كل الأحوال يجبُ الحذر لأنَّ المسموح به في غذاء الكِلاب هو اللوز الحلو المذاق فقط .
مئة غرام من اللوز يحتوي على :
ـ 53 غرام دهون .
ـ 5,6 غرام كاربوهيدرات .

ـ 24 غرام بروتين .
الدهون متكوَّنة بشكل رئيسي من الحوامض الدهنيَّة الغير المُشبَّعة التي تُسمى حوامض زيتيَّة وحوامض البالميتوليتك.
أما عن المعادن فاللوز يحتوي على 676 ملغم كاليوم ، 347 ملغم فسفور ، 218 ملغم مغنيسيوم ، 150 ملغم كبريت ، 40 ملغم كلوريد ، 85 ملغم كالسيوم .
اللوز غني بفيتامين ي ( E      ) ، فيتامين )  (   B1, B2, B3, B5, B6   ، وفيتامين أ (  A  ) .
وكلُّ هذهِ المحتويات هي جيّدة جدَّاً .
بشكل عام لا يوجد مُشكلة حين تُعطي لكلبك بين الحين والآخر بضعة حبَّات من اللوز ، لكِنْ يجبُ الانتباه لأنّ اللوز غالباً ما يكون مُملَّحاً ، وهذا يقودُ إلى أنْ يأخذُ الكلب كمية كبيرة من الملح عِبْرَ ذلك .
لهذا أعطِ كلبك فقط اللوز الغير المُملّح ، ولا يجوز على الإطلاق إِعطاء الكلب اللوز المُتبَّل بالبهارات والتوابل ، أو اللوز المحروق ، أو اللوز المُغطَّى ( الملْفوف ) بالعجين .
ضمن اللوز الحلو المذاق المُعبأ في المُغلَّفات مُمكن أن يتواجد عادة بضعة حبَّات من اللوز المُرّ المذاق ، والتي لا يُمكنُ تمييزها عن اللوزِ الحلو المذاق .
الإنسان بإِمكانهِ التعرُّف إليها من خلال مذاقها وطعمها ، لكِنَّ الكلاب لا تستطيعُ ذلك ، الطعم المُرّ هو بسبب احتوائها على الاميغدالين ، الاميغدالين يعمل على ترسيب حامض الهيدروسيانيك في الأمعاء خلال الهضم .
حامض الهيدروسيانيك مادَّة سامّة ، لهذا يُشكِّلُ اللوز المُرّ وبِسُرعة خطراً على حياة الكلب ، خصوصاً الكلاب من السلالات الصغيرة الحجم .
حتى تكونُ مُطمئناً إن كلبك يحصلُ فقط على اللوز الحلو المذاق المسموح به ، أقضمْ حبَّة اللوز وتذوقها بنفسك قبل أن تُعطيها لكلبك لتتأكَّدَ من إنّها صالحة لهُ .

11 ــ الجوز البرازيلي
Paranüsse für Hunde

الجوز البرازيلي غني بفيتامين ب  (  B  ) وعنصر السيلين ، وهو يُعدُّ من أغنى المُكسَّرات بالدهون والتي تُشكِّلُ الحوامض الدهنيَّة المُشبَّعة الجزء الأكبر منها .
الحوامض الدهنيَّة المُشبَّعة صعبة الهضم ، إذا كان كلبك يميلُ إلى السُمنة يجب أن تستغني عن باقة السعرات الحراريّة ( الجوز البرازيلي ) هذهِ .
الكِلاب الأُخرى يُسمحُ لها بين الحين والآخر ببِضْعةِ حبَّاتٍ من الجوز البرازيلي .
الجوز البرازيلي  ليس سامّاً للكِلاب ، مع مُلاحظة إن الحبَّات الكبيرة منهُ والغير المُفتتة تُسبِّبُ مشاكل في الهضم ، إِذْ مِن المُمكِّن أن يبلغ طول الحبّة الواحدة إلى  خمسة سنتيمترات طولاً .
الجوز البرازيلي ليس سامّاً للكلاب ، لكنّهُ يحتوي على الكثير من السعرات الحراريَّة ، ومن خِلال عنصر السيلين ( الذي يُعدُّ من ضمنِ العناصر الزهيدة المقدار  Spurenelement      )  يُمكن للجوز البرازيلي أن يؤدي دوراً مُهمَّاً في الحفاظ على صحَّةِ كلبك حيث يحتاجهُ الجهاز المناعي وكذلك الغدَّة الدرقيّة لإداءِ أعمالهما الطبيعيَّة . 
هل تَعْرِف إنَّ الكِلاب التي تكون تغذيتها باللحم قليلة ، أو تفتقرُ إلى اللحم في غذائها  ، تفتقرُ إلى عنصر السيلين ؟ الجوز البرازيلي يتوفَّر على عنصر السيلين الَّذِي يُعدُّ من العناصر الزهيدة المقدار والَّتي تكون متوفِّرة في اللحوم .
انْتبِهْ لِجرعة السيلين .
 الكِلاب التي وزنها أكثر منْ عشرين كيلو بالإِمْكان تغذيتها بِنصف حبّة جوز برازيلي في اليوم الواحد  مُفتتة أو مطحونة  .
يُنصحُ بهذا للكِلاب من السُلالات المتوسطة الحجم والكبيرة مثل الكولدن ريتريفر ، بول تيرير ، دويتش شيفا هوند

Golden Retriever, Bullterrier oder Deutscher Schäferhund.
 
أمّا الكلاب الصغيرة الحجم مثل الشيواوى ، يوركشاير تيرير ، سفيرك شبيتزي
 Chihuahua, Yorkshire Terrier oder Zwergspitz
 لا يُنصحُ بأكثر من حبّة واحدة من الجوز البرازيلي في الأسبوع مُفتتة أو مطحونة .
وبِهذهِ الطريقة تتجنبُ حدوث تسمُّم بالسيلين ، وبِنفسِ الوقت لا يتزود الكلب  بِسعرات حراريَّة كثيرة ( أو زائدة ) .


12 ــ البقان  (  Pekannüsse  ) .
 Pekannüsse für Hunde

 البقان   ( Pekannüsse )  ذات صلة بالجوز ، ومسموحٌ بهِ في غذاء الكِلاب .


13 ــ حبّات الصنوبر (   Pinienkerne )
Sind Pinienkerne giftig für Hunde?

  على أيّة حال حبَّات الصنوبر لا تُعتبر من المُكسَّرات بالمعْنى التقليدي ، وإِنَّما ثمرة المخروط الصنوبري ، ولهذا فإِنّ حبَّات الصنوبر غير خطرة على الإطلاق ، ومسموحٌ بها في غذاء الكلاب .
نظراً لغلاء أسعارها لا يُمكن توفيرها يومياً  ، إذنْ حمّرْ ( اشْوِ ، حمّصْ ) حبَّات الصنوبر بِنفْسِك .

14 ــ هلْ يُسمح للكلاب بتناول الفستق ؟
Dürfen Hunde Pistazien essen?

الفستق لا يحتوي على أَيَّةِ مواد سامّة ، دعْ كلبك بين حينٍ وآخر يأكلُ بعضاً منهُ ، ويجب أن يكون الفستق طازجاً وغير مُملّح وأنْ يكون مُخزَّناً بطريقة صحيحة وجيَّدة .
لو أعطيت كلبك فستق مُملَّح فذلك سيزيدُ جُرعة الملح في جسمهِ بأكثر مِمَّا يحتاج وتضرَّهُ .
الفستق الطازج مسموحٌ للكِلاب بتذوقهِ وأكله بين حينٍ وآخر .
مئة غرام من الفستق تحتوي على :
45 غرام دهون، 14 غرام منها هي من الحوامض الدهنيَّة الغير المُشبَّعة المُتعدِّدة  ، 24 غرام منها هي من الحوامض الدهنيَّة المُشبَّعة البسيطة ، وفقطْ  6 غرام منها هي من الحوامض الدهنيَّة المُشبَّعة .
لوحده ومن خلال صورة تحليل النسب هذهِ للفستق ، ومُلاحظة نِسْبَة الدهون بها يُمكن القول بأنَّ الفستق صحي جدَاً ، رغم إِنَّهُ غنيٌّ بالسعرات الحراريّة .
لكنَّ الفستق يحتوي على عناصر مُمتازة أُخرى ، مثلاً يحتوي على :
1.025 ملغم من الكاليوم ، 121 ملغم مغنيسيوم ، 105 ملغم كالسيوم ، 3,9 ملغم حديد ، 5,6 ملغم فيتامين سي (   C   ) ، 1,7 ملغم فيتامين (  B6    ) ، القليل من فيتامين (  A  ) ، القليل من الفسفور والزنك وأيضاً النُحاس .
في كل الأحوال عندما يُحزَّنُ الفستق بشكل رديء يتكوَّنُ عليه العفن ولا يجوز على الإطلاق إطعامهِ للكلب .
الفستق المُصاب بالعفن يُمكنهُ أن يُسبِّبَ مشاكل في الكبد لِلكلب ، بالإِضافة إلى خلل في الهضم ، والمسؤول عن ذلك ليس فطر الاسبرجيلوس فلافوس (  Aspergillus flavus ) وإِنَّما ما يفرزه هذا الفطر والذي يُعرف بالافلاتوكسين (   Aflatoxin  ) .
الكِلاب تتأثَّرُ جدَّاً بالعفن تماماً كالبشر .
بما إن الفستق غني بالدهون يُنصحُ بإِعطاء كمية قليلة منهُ حتى لا تتَسبَّب في  زيادة وزن الكلب .
حقيقة الفستق لا يُحسبُ من المُكسَّرات ، وإِنَّما من ضمن الثمار الحجريّة مثل جوز الهند .

15 ــ الجوز الأسود
Schwarznuss

الجوز الأسود على صِلة بالجوز ، ويُمكنُ لهُ أن يُصاب بفطرٍ سامّ ، لهذا يُعتبرُ غير مناسب لتغذية الكلاب .

16 ــ  الجوز في غذاء الكِلاب
Walnüsse für Hunde


اعطِ لكلبك فقط الجوز الناضج والمُقشَّر للأكل .
الجوز وبسبب احتوائهِ على الحوامض الدهنيَّة الغير المُشبَّعة يُعتبرُ صحيَّاً جدَّاً .
بسبب النسبة العالية من الدهون يجب أن لا يُعطى الجوز للكِلاب التي تُعاني من السمنة أو تميلُ إليها .
في الواقع مِن المُمكن أن يكون هناك خطر خفيٌّ ومُستتر في الجوز ، قد يقود في الكلاب إلى الموت.
 على المُربي أن يكون حذراً جدَّاً عندما يكون الجوز غير ناضج ، وغير مقشَّر ، لأَنَّ هذا الجوز مُمكن أن يُصاب بالفطر المُسمَّى :
(  Penicillium crustosum  )
إصابة الجوز بالفطر لا يُمكنُ تمييزها بالعين المُجرَّدة ، وهذا الفطر يفرزُ السُمّ :
(  Roquefortin C  ) ، وهو مُقارب لِسُمّ الستركنين  (  Strychnin  ) .

الـ (  Roquefortin C  )  يؤدي إلى مخاطر صحيَّة كبيرة للكلب ، وليس نادراً أن يقود التسمُّم بهذا السُمّ إلى الموت .
أعراض التسمُّم بالسُمَّ الناتج عن أكل الجوز المُصاب بالفطر هي : ــ
ـ نوبات مُشابهة لنوبات الصرع
ـ تشنُجات قويَّة
ـ ارْتِجاف
ـ تقيؤ

ولهذا السبب يجبُ عليك كمُربي أنْ تحذر شديد الحذر وبالأخص في الخريف ، حيث إن مُعظم الكِلاب تُحبُّ هذهِ الكُرات المُدوَّرة الشكل ( الجوز ) ، فإنّهُ حتى القِشر الأخضر للجوز الغير الناضج يقودُ إلى مشاكل في الهضم ومن دون أنْ يكون مُصاب بالفطر .
عندما يقعُ الجوز عن الأشْجار في نهاية الصيف يكونُ المطلوب من المُربي الحرص والانتباه أكثر ، لا تَسمحْ لكلبك بجمع الجوز الغير المُقشَّر من الأرض أو أن يحاول تكسيرهُ عندما تكون معهُ في نُزهة ، أو في الحديقة ، اعطِ لكلبك فقط الجوز الناضج  المُقشَّر في كميات قليلة ، أو تجنبْ إِعطائها لهُ .

17 ــ هل يُسمحُ بهذهِ المُكسَّرات في غذاء الكِلاب ؟
Dürfen Hunde diese Nüsse essen?   

 هذه القائمة تُساعدك على معرفة أيَّاً من المُكسَّرات مسموحٌ بها في غذاء كلبكِ .

ــ الصالحة للأَكل :  الكاجو ، جوز الهند ، الكستناء ، الجوز البرازيلي ، البقان ، ثمرة الصنوبر ، الفستق ، الجوز الناضج المُقشَّر .
ــ مسموحٌ بها في غِذاءِ الكِلاب ولكِنْ ؛ بحذرٍ شديد : الفول السوداني ، البندق ، اللوز ، الجوز الأسود
ــ السامّة : المكداميا .

بلا شك إن المُكسَّرات مُحبَّبة جدَّاً للإنسان ، لكنْ هذهِ القِصَّة عن المُكسَّرات تختلف بعض الشيء عند أصدقائنا الكِلاب .
الكثير من الكلاب تحبُ نوعاً ما من المُكسَرات ولا تُحبُّ نوعاً آخر ، البعض الآخر منها يتجنَّبُها تماماً ولا يُحبُّها .
 
رابط المصدر : ــ
https://dogco.de/duerfen-hunde-nuesse-essen/


13
صفحة المهى / 15 ــ ما هي الممنوعات في غذاء الكلاب ؟ ـ مواد غذائية سامَّة


صفحة المهى / 15
من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل
 ( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري )
 ( التنوع الحياتي هو أجمل ما يتميز به كوكبنا الأرض  ، تصوروا كوكباً ليس فيه سوى الإنسان كنموذج للحياة ؟ ما هو شعوركم ؟ )
 



ما هي الممنوعات في غذاء الكلاب ؟ ـ مواد غذائية سامَّة
Was dürfen Hunde nicht essen ? – Giftige Lebensmittel
(  المواد الغذائيَّة الضارَّة لِلكلاب ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــ موضوع مُترجم عن الألمانية ــ
ترجمة : شذى توما مرقوس
الأحد 6 / أيار / 2018 م

ليس كل المواد الغذائية النافعة للإنسان تكون صحية ونافعة للكلاب أيضاً ، فلقد بيَّن الباحثين أن هناك اختلاف ، إذ يُمكن أن تكون بعض المواد اللذيذة والمُغذية للإنسان ضارّة للكلاب وتقود لظهور أعراض التسمُّم ، فعندما يُعطى الكلب ما هو غير صالح لتغذيتهِ ، أو يقوم الكلب بتناولهِ بنفسهِ دون أن ينتبه صاحبه لذلك تنطبق القاعدة [ الجُرعة ( أو الكمية ) هي التي تُحدِّد السُميَّة ] .
فبينما تُعدُّ الكميات ( أو الجرعات ) القليلة المحدودة غير خطرة ( ورُبَّما صحيَّة في بعض الأحيان ) ، يُمكن أن تقود الجُرعات ( أو الكميات ) العالية من مادة غذائية معينة إلى مشاكل حقيقية خطرة .
المواد الغذائية التالية لا يُسمح بإعطائها للكلاب :
الشكولاتة ، النيكوتين والكوفائين ، الأفوكادو ، البصل والثوم ، العنب والزبيب ، الكبد ، اللهانة .

الشكولاتة :
المعروف أن الشكولاتة تحتوي على الكاكاو ، الكاكاو يحتوي على مادة الـ ( Theobromin  ) ، وهي مادة قلوية  Alkoloid  لها تأثير مُشابه لتأثير الكوفائين في الإنسان .
الكلاب في كل الأحوال لا يُمكنها الهضم والاستخلاص من هذهِ المادة ، ولهذا فعندما يتناولها الكلب يُعاني من اضطراب ( انتكاس ) في الدورة الدموية ، مشاكل هضمية ، وأيضاً ارتجاف .

النيكوتين والكوفائين :
التاباك Tabak  والقهوة ، وأيضاً كل المشروبات التي تحتوي على الكوفائين هي عالية السُميَّة بالنسبة للكلاب ، ولأن الجهاز الهضمي للكلاب غير قادر على هضم واستخلاص ( الأيض الغذائي ) هذهِ المادة ، لهذا تبقى هذهِ المادة السًميَّة لوقت طويل في دم الكلب مما تقود إلى اضطراب في ضربات القلب ، مشاكل في الكليتين أو أضرار عصبية .
الجرعة المُميتة بالنسبة للكلب حُدِّدت بـ 5 ــ 25 غرام من التاباك الجاف ، وأيضاً من المُمكن الماء المُنقعة فيه السكائر أن يُسبِّبَ للكلب تسمُماً بالنيكوتين  .
أعراض التسمم : التقيؤ ، التشنجات ، القلق وعدم الهدوء ، سرعة التنفس ، تسارع ضربات القلب ، اضطراب في الحركة ، ارتجاف العضلات وأيضاً اضطراب في الدورة الدموية .


الأفوكادو :
ثمرة الأفوكادو ، جذعها ، قشرتها ، حبتها أو لُبَّها ، وكذلك أوراقها تحتوي على الـ  Persin  ، هذه المادة السامة تؤثر في الكلاب تأثيراً ساماً ، ومن المُمكن أن تقود إلى أضرار  مُميتة  للعضلات القلبية  .
من المُضاعفات الأُخرى التي تتسبَّب فيها ثمرة الأفوكادو للكلاب هي : السُعال ، اضطراب في التنفس ، اضطرابات في الهضم ، ضعف عام ، القلق وعدم الهدوء .
أيضاً عندما تكون ثمرة الأفوكادو حاوية على كمية محدودة من الـ Persin   فإنها تقود إلى مشاكل صحيَّة ، فنسبة الدهون العالية الموجودة في الثمرة ( الطبقة اللحمية من الثمرة ) تقود إلى الإسهال أو التقيؤ .
من المُمكن أيضاً وحينما يبتلع الكلب ثمرة الأفوكادو كاملة فأنه قد يُعاني فيما بعد من أنسداد الأمعاء .


البصل والثوم :
جميع أنواع البصل والثوم لهم تأثير سُمِّي على الكلاب ،  هذا التأثير السُميّ المُتكوِّن من   ارتباط كبريتي  Schwefel verbindung   يُهاجم كريات الدم الحمراء ويُصيبها بالضرر .
فعندما يتعرض الكلب لهكذا حال يُصاب بفقر دم خطر على حياته .
رغم إن الكمية السُمِيَّة الموجودة في البصل أعلى مما هي عليه في الثوم ، إلا أنه لا يُنصح باستعمال الثوم لمُكافحة الطفيليات ، حيثُ أن خمسة غرام من الثوم لكل كيلوغرام ( 5 غم / كيلو عرام ) من وزن الحيوان تكفي لِتُحدث التسمُم للكلب .
هذه الكمية ( 5 غرام من الثوم لكل كيلو غرام من وزن الكلب ) تُقدر تقريباً بفصين من الثوم .

العنب والزبيب :
العنب والزبيب هما مادتان سُميَّتان للكلاب ، وتناولهما يُسبِّب الأعراض التالية لدى الكلاب :
التقيؤ ، الإسهال ، التشنجات ( الانقباضات ) في المعدة ، ارتجاف .
في حالة تناول الكلب لكميات كبيرة ( جرعات عالية ) منهما قد تُصاب الكليتين بالعجز  وهذا قد يقود بدوره للموت أحياناً ، خصوصاً الزبيب درجة سُميّته عالية ، ذلك لأن المادة السُمِيَّة مُركزة فيه بشكل كبير ، ولكن لحد الآن لم يتمكن الباحثون من تحديد الكميات المُميتة من الزبيب ، إلى حد الآن توجد فقط تقديرات ( تخمينات ) أدلى بها بعض الباحثين الأمريكيين قدرت إن كمية 11,6 غرام من العنب للكيلو الواحد من وزن الكلب تُعتبر خطرة على حياته .

الكبد :
يتوفر الكبد على فيتامين  A  ، وهكذا هو مصدر طبيعي من مصادر التغذية ، كميات قليلة منه لا تأتي بضرر ، في حالة تخطي المقادير العادية ( الكمية العادية ) المقبولة من الكبد ، فمن المُمكن أن تؤدي إلى فرط الفيتامين (  Hypervitaminose  ) ، الأعراض هنا قد تكون مثلاً مشاكل في الجلد ، أو سقوط الشعر ، وفي حالات نادرة يؤدي فرط التزود بفيتامين  A  إلى تغيُّر في حالة العظام ، اضطراب في حركة العضلات التوجُهية وأيضاً التقيؤ .


الحليب :
أيضاً وغالباً ما تُعاني الكلاب من مدى( أو حدود )  قدرتها على تحمل كمية اللاكتوز .
 الكلاب البالغة بالذات تكون حساسة من الكمية المُفرطة في تناول منتجات الحليب ، ذلك لأن فعالية الأنزيم  Laktase  المسؤول عن تفتيت عُنصر سكر الحليب ( اللاكتوز ) تقلُّ فعاليته مع تقدم عمر الكلب ، وهكذا فإن اللاكتوز المُتناول لا يُمكن هضمه ويترسب في الأمعاء الغليظة والنتيجة تكون تكدُس اللاكتوز بكميات كبيرة هناك ومشاكل في الهضم .
مقدار 20 مل لكل كيلوغرام (  20  ml / kg  ) من وزن الكلب يومياً يُعتبر مقدار مُمكن لمعدة الكلب تحمُّله ، لكن لا يجوز تخطي هذهِ الكمية .
في حالة الحليب المُنتج خصيصاً للقهوة (  Kondensmilch ) والذي يحتوي على نسبة عالية من اللاكتوز فيجبُ أن لا تتعدى الكمية المُعطاة للكلب أكثر من عشرة مل لكل كيلو غرام واحد ( 10 ml / kg  )  من وزن الحيوان .
منتجات الحليب الأخرى كاللبن أو الكوارك فعلى العكس يُنصح بها في حالات مشاكل المعدة ولكن أيضاً بكميات قليلة ومحدودة جداً حتى تُعدُّ صحيَّة .

العظام :
عموماً يُنصح بتجنب إعطاء الكلاب العظام ، وخصوصاً العظام النيّة ( الغير المطبوخة ) من عظام الدجاج أو الحيوانات البريَّة  ، وأيضاً العظام المطبوخة ، يعود سبب ذلك إلى الخطر القائم نتيجة الزوايا الحادة للعظام والدقيقة ، وقد يُعاني الكلب نتيجة لذلك من إمساك ، وفي حالات أُخرى أخطر قد تؤدي إلى انسداد المعدة والأمعاء ، إضافة إلى إن العظام القويَّة الصلبة تُخلِّفُ أضراراً بالغة في الأسنان وتجويف الفم ( الخطم ) ، أو في المجرى الهضمي .

البيض الغير المسلوق :
إطعام الكلب بيضاً مسلوقاً سلقاً تاماً لا اعتراض عليه حيث إن بيض الدجاج غني بالعناصر الغذائية والحوامض الأمينية الأساسية والتي تُساعد في بناء الجسم وتحمي خلايا العضلات ، ومهمة أيضاً في عمليات الأيض الغذائي .
لكن البيض الغير المسلوق ( النيء ) ممنوع بتاتاً تغذية الكلاب بهِ ، حيث إن البيض يحتوي على مثبطات الأفيدين والتربسين (  Avidin und Trypsininhibitoren  ) ، وكلا العُنصرين يعملان على إعاقة هضم الكثير من العناصر الغذائية الأُخرى و تقود إلى عسر الهضم .

المكاداميا ( من المُكسَّرات ) ، ونواة الثِمار  :
جميع هذه المواد ( المكاداميا والتي هي نوع من المُكسَّرات ، ونواة الثِمار ) تحتوي على الأميغدالين ( Amygdalin   ) الذي يؤدي إلى تعطيل الخلايا التنفُسيَّة ، لهذا السبب من المُمكن أن تُشكِّلُ خطراً على حياة الكلب لو تمّ تغذيته بها .

اللهانة ( فصيلة الورقيات )  :
تغذية الكلب على اللهانة النية ( الغير المطبوخة )  قد تُسبِّب له تجمع الغازات وتقلصات ( تشنجات )  في البطن ، ذلك لأن اللهانة تحتوي على الـ Disaccharide   والتي هي من المواد الصعبة الهضم .


وهكذا فإن المواد المار ذكرها يُنصح بعدم تغذية الكلب عليها ، ولا حتى في حالة عدم ظهور أية أعراض تسمُّم سابقة ، ذلك لأن تغذية الحيوان عليها لفترة طويلة وبمقادير صغيرة مسموح بها يؤدي إلى تراكم التأثير السُمِّي لها وتُسبِّب الأضرار البليغة لأعضاء الكلب قد لا ينتبه لها صاحب الحيوان .
التغذية المُتبعة والمًناسبة لكل كلب وحاجاته الجسميَّة تكون صحيَّة ومفيدة ، ومن خلال هذهِ التغذية المُناسبة والصحيحة يستفاد جسم الكلب من العناصر الموجودة فيها بشكل سليم يُساعد في سدِّ احتياجات جسم الكلب وبنائهِ .


المصدر :

http://Futalis.de/hunderatgeber/ernaehrung/grundlagen/fuetterungstipps/verbotenelebensmittel/liste

14
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني (38 ــ ب  تتمة )         
        ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )
     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    بحث وإِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 
                                     
طَابِع المَوْضوع :
بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .

 في الجُزْء الثَاني ( 38 ـ أ ) والَّذِي قُمْتُ بَنَشْرِهِ قَبْلَ فَتْرَة كانَ مُخصَّصاً للأَسْماء التاليَة : ــ       
 ( حنا حبش ، الخوري هرمز نرسو الكلداني ، اسكندر زغبي ، سليمان غزالة ، نعوم فتح الله سحار ، سليم حسون ، الخوري روفائيل حبابة ، المطران اسطيفان كجو ، المطران سليمان الصائغ  ) .
أًتواصلُ معكم هُنا في الجُزْء الثَاني ( 38 ــ ب ) ،  عزِيزاتي / أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، وهذِهِ الحلقَة ستَكونُ تَتِمَّة عَنْ روَّاد المَسْرَح العِراقِيّ ( المطران يوليوس جرجس قندلا ، حنا رسام ، القس فرنسيس حداد ، القس حنا رحماني ، الخوري انطوان زبوني ، القس حنا حبي ، المطران بولص بهنام ، بهنام سليم حبابة )  .
، وكما ذَكرْتُ سابِقاً فإِنَّ بَعْضاً مِنْ هذِهِ الأَسْمَاء سَبَقَ وأَنْ كتَبْتُ عَنْها فأَرْفَقْتُ بِها رَوابِط النَشْرِ ، والبَعْض الآخَر قَدْ أُكْمِلُ الكِتَابَة عَنْها في المُسْتَقْبَل أَوْ أَتْرُكُ لغِيري هذا ، والقِسْمُ الثَالِث مِنْ هذِهِ الأَسْمَاء كتَبْتُ عَنْها وعلى قَدرِ تَوفُّرِ المَصَادِر لي بَعْدَ البَحْثِ المُضْنِيّ والسُؤال والجُهْد الطوِيلِ المَبْذول ، فعسَاني وُفِقْتُ وإِنْ قليلاً .       
الشُكْر لِكُلِّ المُتَابِعاتِ الكرِيمات والمُتَابِعين الكِرام .

روَّاد المَسْرَح العِراقِي
( مِنْ أَوائل الكُتّاب المَسْرَحيّين في العِراق )
بحث وإِعْدَاد وتَقْدِيم : شذى توما مرقوس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 10 )

المطران يوليوس جرجس قندلا   ( 1889 م ــ 1975 م )


ــ القَس ( المَطْران فيما بَعْد ) يوليوس جرجس قندلا :
يوليوس جرجس قندلا مِنْ مواليد المَوْصِل عام 1889 م .
تَلقَّى تَعْليمَهُ الأَوَّل في مَدْرَسَةِ القديس عبد الأحد لِلآبَاءِ الدومنيكان في المَوْصِل مُدَّةَ عشْرِ سَنَوات ، ثُمَّ انْخَرَطَ في سِلْكِ الاكْليركيَّة ( المَدْرَسَة الاكْليركيَّة أُنْشِأَتْ بِالمَوْصِل عام 1750 م )  في مَعْهدِ مار يوحنا الحبيب عام 1905 م .
رُسِمَ كاهِناً سَنَة 1903 م .
تَوَلَّى رِعايَة كنيسَة مار توما وإِدارَةِ مَدْرَسَتها .
تَمَّ اخْتِيارَهُ أُسْقُفاً في المَوْصِل عام 1951 م حتَّى عام 1956 م ، بَعْدَها اعْتَزَلَ ، وغادَرَ إِلى بَيْروت وأَقَامَ فيها حتَّى عام 1973 م ، عادَ بَعْدَها إِلى بَغْداد .
توفِّي عام 1975 م .
لَهُ العدِيد مِنْ المُؤَلَّفَات مِنْها : درُوس الدِيانَة ، كِتَابُ الأَنَاشِيدِ الكنَسِيَّة ، دِيوان شِعْرٍ مَخْطُوط  ، كمَا قَامَ بِتَرْجمَةِ العدِيدِ مِنْ المَسْرَحِيَّات .

مَسْرَحِيَّاته /
قَامَ جرجس قندلا بِتَرْجمَةِ العدِيد مِنْ المَسْرَحِيَّاتِ الدِينِيَّة ، وكانَ أَيْضاً  رائداً في التَرْجمَةِ عَنِ المَسْرَحِ الكلاسيكيّ الفَرَنْسيّ ، وجاءَ في مَوْضُوع ( مَسْرَح حنا رسام ) لِلكاتِب مثري العاني ، التَالي  :
[ والمسرحية الكلاسيكية لها أصول ثابتة ، إذ نلاحظ إنها ليست عرضاً لحياة الشخصيات أو تحليلاً لها أو نقداً ، وإنما قطاع محدد من تلك الحياة ، فالستار يرتفع عن المسرحية الكلاسيكية وعناصر تلك الأزمة قد تجمعت وتأهبت للاشتباك ، وبالفعل تشتبك وتصل إلى القمة ثم تأخذ في الانفراج والتطور نحو نهايتها المحتومة وهذا ما يوفر لها وحدتها العضوية كما يولد في الحركة المسرحية ويخرج بها عن الاستعراض ، كما يخرج بالحوار عن مجرد المناقشة ، لقد كانت أولى هذهِ المسرحيات المترجمة والمخطوطة ( طبيب رغماً عنه ) والتي قدمت على مسرح السيمينير بين 1908 م ــ 1910 م ، فضلاً عن مسرحية ( الأميران الأسيران ) التي عرضت على نفس المسرح سنة 1915 م ]  . 
مِنْ المَسْرَحِيَّات الأُخْرَى الَّتِي قَامَ بِتَرْجمَتِها : ــ
 1 ــ مَسْرَحيَّة ( آرثر البَريطاني )  سَنَة 1910 م
2 ــ مَسْرَحيَّة ( الأَسِيران الصَغيرَان ) سَنَة 1912 م ،   
3 ــ مَسْرَحيَّة ( الأَميران الشَهيدَان ) ، وتَدورُ أَحْدَاثَها حَوْلَ شَهادَةِ مار بهنام وسارة  ، وعُرِضَتْ على مَسْرَحِ مَدْرَسَةِ الأَرْمن سَنَة 1937 م ، كذَلِكَ عُرِضَتْ مَسْرَحيَّات مُتَرْجمَة على مَسْرَحِ مَدْرَسَةِ مار توما عِنْدَما تَوَلَّى قندلا إِدارَتَها وهي ( الزهُور ، السَمَؤال ، جنْفياف ) ، والعدِيد مِنْ المَسْرَحيَّات المُتَرْجمَة عَنِ الفَرَنْسِيَّة والانْكليزِيَّة مِثْل مَسْرَحيَّة ( جان دارك ) المُتَرْجمَة عَنِ الفَرَنْسِيَّة الَّتِي قَدَّمَتْها مَدْرَسَة القَاصِد الرَسُوليّ في المَوْصِل عام 1906 م ( أُعيدَ تَقْدِيمها مِنْ قِبَلِ طلَبَةِ الآبَاءِ الكرْمليّين في بَغْدَاد عام 1909 م ــ كمَا وَردَ في الإِعْلانِ المَنْشُور في جرِيدَةِ صَدَى بَابِل العدَد 36 السَنَةِ الأُولَى لِعامِ 1909 م عَنِ المَسْرَحيَّة ) .
وكذَلِكَ مَسْرَحيَّة ( الطيُور الصَغِيرَة ) و مَسْرَحيَّة ( مار كاسان ) بَائعُ الخنَازِير المُتَرْجمَتينِ عَنِ الفَرَنْسِيَّة واللتَانِ قُدِّمتَا على مَسْرَحِ مَدْرَسَةِ السيمينير في المَوْصِل عام 1908 م .
4 ـــ  مَسْرَحيَّة ( المُثْرِي المُتنبل ) لِموليير ، ومُثِّلَتْ على مَسْرَحِ مَدْرَسَةِ الكلْدان في المَوْصِل عام 1908 م ــ 1910 م ، وجاءَ في وَصْفِها في مَوْضُوع ( مَسْرَح حنا رسام ) لِمثري العاني التَالي :
[ وقد امتازت بشكل عام بالجودة بالنسبة لعصرها والفترة التي ترجمت فيها ، وعلى الرغم من وجود المبالغة والركة أحياناً ، إلا أنها تعد نموذجاً جيداً للمسرحيات المترجمة في بداية عشرينيات القرن العشرين وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية في منتصف أربعينيات هذا القرن . ] .

مَسْرَحيَّة ( البرجوازي النَبيل ) أَوْ  ( المُثْرِي المُتَنْبل )  لِموليير
   Le Bourgeois gentilhomme 
قَامَ جرجس قندلا بِتَرْجمَتَها مِنْ الفرَنْسِيَّة لِلعرَبِيَّة عام ( 1908 م ) تَحْتَ عُنْوان ( الثَرِي المُتَنْبل ) وطبَعها في المَوْصِل عام 1948 م
يَقولُ د. ضياء خضير في كِتَابِهِ ( ثُنائيَّات مُقارنَة ـ أَبْحاث ودِراسَات في الأَدَبِ المُقارن ) في الصَفْحتين  ( 135 ) (  136 ) التَالي عَنْها :
[ على الرغم من التحويرات والتغييرات الكثيرة التي أدخلها المترجم على هذه الكوميديا الاحتفالية  Comedie – Ballet  فإنها تظل في رأينا واحدة من أفضل الترجمات العربية التي عرفتها رائعة الكاتب الفرنسي موليير ، لقد راعى المترجم مضمون المسرحية وبناءها العام مراعاة كاملة تقريباً ، فاحتفظ بكل نصوصها ومشاهدها ، كما أبقى على الأسماء الفرنسية فيها وحاول أن يعكس المستويات المختلفة للغة الحوار عن طريق استخدام الفصحى أحياناً واللغة الوسطى البسيطة أحياناً أخرى ، والدارجة الموصلية والأمثال الشعبية ذات القدرة الخاصة على إبراز روح الفكاهة والحس الشعبي الذي تضمنته الكوميديا الفرنسية ، أحياناً ثالثة .
كما إن ( قندلا ) بث في النص العربي أشعاراً وأغانٍ شعبية عربية تُقابل تلك الموجودة في النص الفرنسي ، ومن الطبيعي أن يكون المترجم أقل أمانة والتزاماً بحرفية النص الأجنبي مادام حريصاً على إظهار حيوية تلك الأغاني والأشعار وبث الروح فيها أمام جمهور مختلف عن ذلك الجمهور الباريسي الذي كتب ( موليير ) له هذه المسرحية عام (  1670 م ) ، وقد أظهر المترجم معرفة لا بأس بها بنظم الشعر ، كما إنه اختار بحوراً وأوزاناً ملائمة للأغاني ، ومضامين مناسبة لروح السخرية الشائعة في أجزاء كثيرة من المسرحية على الرغم من وجود الاختلافات الواسعة أحياناً بين النصين العربي والفرنسي .
لقد بذل جرجس قندلا جهوداً كبيرة في ترجمة رائعة موليير من دون التضحية بجوهر القيم الدرامية والدلالات والإشارات الشعبية التي يزخر بها ، وهو ما يجعل هذا النص مقروءاً وصالحاً للعرض في لغتنا العربية على الرغم من تقدم المرحلة الزمنية التي ظهر فيها ] . 
5 ــ كمَا تَرْجَمَ مَسْرَحيَّة ( بُرْهانُ الشَجاعة ) عَنِ الفَرَنْسِيَّة .

6 ــ  تَرْجَمَ أَيْضاً مَسْرَحيَّة  ( طبِيب رُغْماً عَنْهُ ) Le Medecin malgre Lui       
كانَ القَسّ جرجيس قندلا أَيْضاً مِنْ كُتَّاب مَجَلَّة النَجْم ( وهي مَجَلَّة علْمِيَّة أَدَبِيَّة ، كانَتْ تَصْدرُ شَهْرِيَّاً عَنِ البَطْرِيركيَّة الكلْدانيَّة ، أَسَّسَها المَطْرَان سليمان الصائغ في المَوْصِل وصَدَرَ العدَد الأَوَّل مِنْها في 25 / كانُون الأَوَّل / 1928 م ، وكانَتْ تَتَكوَّنُ مِنْ (  50 ) صَفْحَة ، صَدَرَ مِنْها (  16 ) مُجَلَّداً  ، وكانَتْ تُطْبَعُ في  مَطْبَعةِ النَجْمِ الكلْدانيَّة في المَوْصِل ) [ مَصْدَر المَعْلُومَة  عَنْ مَجَلَّةِ النَجْم هو : ــ
النَشَاطات الثَقَافِيَّة لِلمُكوّن المَسِيحيّ في العِراق مِنْ أَواخِرِ القَرْنِ التَاسِعِ عشَر حتَّى عام 1939  ، م . م . هيثم محيي طالب الجبوري ، جامِعة بَابِل / كُلِيَّة التَرْبيَة لِلعلُومِ الإِنْسَانِيَّة / قِسْم التَارِيخ ]  .

المَصَادِر لـِ  ( مَوْضُوع المَطْران جرجس قندلا ) :

( 1 )
مَوْضُوع / دَوْرُ الكلْدان السرْيَان الآشُورِيين في نَشْأَةِ المَسْرَحِيَّة في العِراق .   
بِقَلَمِ : سعدي المالح
مَوْقِع إِيلاف
في 6 / ابْرِيل / 2008 م .
 الرَابِط :
http://elaphjournal.com/Web/Culture/2008/4/319177.htm


( 2 )
مَوْسُوعة أَعْلام المَوْصِل في القَرْنِ العِشْرِين لِلعلامَّة الدكتور  عمر محمد  الطالب
حرْفُ الياء
يوليوس جرجس قندلا
http://www.dr-omaraltaleb.com/KOTOB/maosoaa/27yaa.htm#_Toc21279333


( 3 )
مَوْضُوع / النَشَاطات الثَقَافِيَّة لِلمُكوّن المَسِيحيّ في العِراق مِنْ أَواخِرِ القَرْنِ التَاسِعِ عشَر حتَّى عام 1939  .
( دِرَاسَة )
 م . م . هيثم محيي طالب الجبوري
 جامِعة بَابِل / كُلِيَّة التَرْبيَة لِلعلُومِ الإِنْسَانِيَّة / قِسْم التَارِيخ   .
نُشِرَتْ هذِهِ الدِرَاسَة في : مَجَلَّة مَرْكز بَابِل لِلدِرَاسَاتِ الإِنْسَانِيَّة ، المُجَلَّد 5 ، العدَد 2 ، سَنَة 2015 م
الصَفَحات دَاخِل العدَد مِنْ صَفْحَة 58  ـــ صَفْحَة 81
الرَابِط :
http://www.bcchj.com/views.aspx?sview=180

 
( 4 )
مَوْضُوع / مَسْرَح حنا رسام ، مَعَ نَصِّ مَسْرَحِيَّة إِحْدُوثة البَاميا
( دِرَاسَة )
الكاتِب : مثري العاني
نُشِرَتْ هذِهِ الدِرَاسَة في : إِضَاءات مَوْصِلِيَّة / العدَد 81 / آذار ـ 2014 م .
الرَابِط :
http://mosulstudiescenter.uomosul.edu.iq/files/pages/page_9235331.pdf






( 5 )
 كِتَاب / ثُنائيَّات مُقارنَة
(  أَبْحاث ودِراسَات في الأَدَبِ المُقارن )
المُؤَلِّف : د. ضياء خضير   



ــ انتهى ــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






( 11 )

حنا رسام
حنا ميخائيل بهنام رسام  ( 1890 م ــ 1958 م )
رَاجعْ / رَاجعي أَحد الرَوابط أَدْنَاه لُطْفاً :


http://www.tellskuf.com/index.php/authors/1073-marq/77525-st245.html
موضوع / حنا رسام
في 26 / نوفمبر / 2018 م

/////////

http://www.bahzani.net/2018/11/26/%D8%B4%D8%B0%D9%89-%D8%AA%D9%88%D9%85%D8%A7-%D9%85%D8%B1%D9%82%D9%88%D8%B3-%D9%83%D9%8F%D8%AA%D9%91%D9%8E%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%90%D8%B5%D9%91%D9%8E%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8E%D8%B5/
موضوع / حنا رسام

///////

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=914759.msg7628472#msg7628472
موضوع / حنا رسام
في 27 / نوفمبر / 2018 م

////////


https://nala4u.com/2018/11/26/%D9%83%D9%8F%D8%AA%D9%8E%D9%91%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%90%D8%B5%D9%8E%D9%91%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8E%D8%B5%D9%90%D9%8A%D8%B1%D9%8E%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8E%D8%B5%D9%90-3/2/
موضوع / حنا رسام 
في 26 / نوفمبر / 2018 م

ـــ انتهى ــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 12 )

القَس فرنسيس حدَّاد ( 1890 ــ 1942 م )
 
وهو  سليمان صادق سليمان قرياقوس جرجيس الحدَّاد
ولِدَ القَس فرنسيس حداد في الْقوش عام 1890 م  ( يَذْكرُ الكاتِب يوسف زرا إِنَّ القَس فرنسيس ولِدَ عام 1892 م ) ، والِدَهُ صادق كانَ يَعْملُ نَدَّافاً ( شذايا ) لِلصُوفِ والقطْن وصُنْعِ الكجة ، أَمَّا لَقَب العائلَة ( الحدَّاد ) والَّتي قَدِمَتْ مِنْ المَوْصِل في عام 1750 م فَقَدْ جاءَ مِنْ امْتِهانِ العائلَة الحِدَادة حتَّى جدَّهُ سليمان .
الْتَحقَ بِالمَدْرَسَةِ الاكْليركيَّة (  مُؤَسِّسيّ المَدْرَسَة الاكْليركيَّة هُم الآبَاء الدُومنيكان ) في المَوْصِل عام 1903 م ، ورُسِمَ كاهِناً مِنْ قِبَلِ البَطْريرك مار عمانوئيل توما في 15 / 5 / 1915 م  ، عادَ بَعْدَها إِلى الْقوش لِلخِدْمَةِ فيها .
 في عام 1918 م عَمِلَ مُعاوِناً في مَدْرَسَةِ الْقوش ، ومِنْ ثُمَّ مُعلِّماً فيها عام 1922 م لِتَدْرِيسِ اللُغةِ السرْيَانيَّة والدِين ودروسِ الصِحَّةِ والمُحادثَةِ وغَيْرِها ، وفي عام 1932 م تَولَّى رِئاسَةِ كهنَةِ الْقوش .
اللُغات الَّتِي أَتْقَنَها : السرْيَانيَّة ، العرَبِيَّة ، الكُرْدِيَّة ، الفَرَنْسِيَّة واللاتِينِيَّة .
عُرِفَ بِحُبِّهِ لِلمُطالَعةِ والبحُوثِ والعزْفِ على آلَةِ الأُوْرغِن ، وكانَ يَمْتَلِكُ مكْتَبَةً زَاخِرَةً بِالكُتُبِ والمَخْطُوطاتِ .
عُرِفَ عنْهُ مَواقِفَهُ الإِنْسَانِيَّة خِلال الحَرْبِ العالَمِيَّةِ الأُولَى حيْثُ سَاهمَ في تَوْزِيعِ الطعامِ على الفُقَراءِ والمُحْتَاجين ومُسَاعدَتِهم ، ونَقْلِ المَوْتَى ودَفْنِهم .
أَنْجزَ كِتَاباً لِتَدْرِيسِ اللُغةِ السرْيَانيَّة في المَدارِسِ الابْتِدائيَّة بِعُنْوانِ ( سبلتا ) بِثَلاثَةِ أَجْزَاء ، الجزْءُ الأَوَّل مِنْها خُصِّصَ لِلصَفِّ الثَالِثِ والرَابِع وكانَ مُرْفَقاً بِصُورٍ ورسُومٍ تَوْضِيحيَّة ، والجزْءُ الثَاني كانَ مِنْ حِصَّةِ طلَبَةِ الصَفِّ الخَامِس ، أَمَّا الجزْء الثَالِث فخُصِّصَ لِطُلاَّبِ الصَفِّ السَادِس الابْتِدائيّ .
كمَا نَظَّمَ الكثِير مِنْ النصُوصِ  بِالسورث ، مِنْها تَراتِيل لأَخَوِيَّةِ القُرْبَانِ المُقَدَّس والَّتِي كانَ مُرْشِدها ، وأَنَاشِيد التَناولِ الأَوَّل وغَيْرها .
اهْتَمَّ أَيْضاً بِجَمْعِ الكثِيرِ مِنْ الأَمْثَالِ الشَعْبِيَّةِ المُتَداولَةِ في الْقوش ، كمَا نَظَّمَ جدْولاً لِلعوائلِ فيها وأَصُولِها .

 قَدَّمَ القَس فرنسيس حدَّاد مَسْرَحِيَّة ( قَلْعة اوسماوا )  ، حيْثُ أَثَارَتْ المَسْرَحِيَّة جوانِبَ سِيَاسِيَّة واجْتِماعِيَّة وتَارِيخِيَّة ، تَمَّ عَرْضَها عام 1924 م في كنِيسَةِ مار كوركيس في الْقوش .
أَدَّى الأَدْوار في المَسْرَحِيَّة كُلٌّ مِنْ  : حبيب سورو ، صادق سورو ، يوسف زلآ ، زورا جبو حيدو ، أودا سورو ، حنا نيسان ، عبو غزالا ، حنا بدي ، إلياس تومي ، يوسف كجو ، هرمز تومكا ، حنا جاجان .
وكانَتْ إِدارَةُ المَسْرَحِيَّة مَسْؤُولِيَّة حنا القس إيليا هومو ، كمَا سَاعدَ في الإِخْرَاجِ والمكْياجِ ياقو شامايا .
يُذْكرُ إِنَّ لِلقَس فرنسيس حدَّاد مَسْرَحِيَّات أُخْرَى ذَات طابِع دِينيّ .
 تُوفِّيَ القَس فرنسيس حدَّاد في 15 / 5 / 1942 م على إِثْر نَوْبَةٍ قَلْبِيَّة ودُفِنَ في كنِيسَةِ مار كوركيس في الْقوش .


المَصَادِر لِـ ( مَوْضُوع القَس فرنسيس حدَّاد ) :
1 ــ

http://www.tellskuf.com/index.php/culture/57164-2016-05-10-19-51-49.html
مَوْضُوع / مَشَاهير الْقوش في القَرْنِ العِشْرين
لِلكاتِب : يوسف زرا
مَوْقِع تللسقف
بِتَارِيخ  10 / أيار / 2016 م
ولَقَدْ اعْتَمدَ الكاتِب يوسف زرا على المَصَادِر التَالِيَة لِبِنَاءِ مَوْضُوعِهِ عَنِ القس فرنسيس حداد : ــ 

1- تاريخ التعلي ص60 – 61 .    
2- قالا سوريايا العدد / 13 ، 14 سنة 1977 ص 34 – 41 .
3- القوش عبر التاريخ – المطران يوسف بابانا ص 191 . 


2 ــ
مَوْضُوع / الْقوش والمَسْرَح السرْيَاني
الكاتِب : موفق ساوا
في 29 / يانيور / 2005 م
مَوْقِع عنكاوا كوم .
الرَابِط :
http://www.ankawa.com/cgi-bin/ikonboard/topic.cgi?forum=72&topic=26

 

 ــ انتهى ــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 13 )

القس حنا رحماني ( 1891 م ــ 1969 م )
رَاجعْ / رَاجعي الرَوابط أَدْنَاه لُطْفاً :

http://www.tellskuf.com/index.php/culture/69432-ag20kj.html
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً- الجزْء الثَاني (31) ــ القسم (1)
( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل)
في 20 / آب / 2017 م



https://www.tellskuf.com/index.php/culture/69714-sr02m.html
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً/ الجزْء الثَاني (31) ــ القِسم (2)
 (مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ ، وأَدَب الطِفْل)   
في 2 / أيلول / 2017 م



https://www.tellskuf.com/index.php/culture/70150-sr2213.html
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني (31) ــ القِسم (3)
(مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ، وأَدَب الطِفْل)
في 22 / أيلول / 2017 م

/////////////////


http://nala4u.com/2017/08/20/%D9%83%D9%8F%D8%AA%D9%91%D9%8E%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%90%D8%B5%D9%91%D9%8E%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8E%D8%B5%D9%90%D9%8A%D8%B1%D9%8E%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8E%D8%B5%D9%90-5/2/
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 31 ) ــ القسم ( 1 )
 ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )
في 20 / آب : 2017 م



http://nala4u.com/2017/09/02/%D9%83%D9%8F%D8%AA%D9%91%D9%8E%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%90%D8%B5%D9%91%D9%8E%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8E%D8%B5%D9%90%D9%8A%D8%B1%D9%8E%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8E%D8%B5%D9%90-4/2/
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً/ الجزْء الثَاني (31) ــ القِسم (2)
 (مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ ، وأَدَب الطِفْل)   

في 2 / أيلول / 2017 م

http://nala4u.com/2017/09/25/%D9%83%D9%8F%D8%AA%D9%91%D9%8E%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%90%D8%B5%D9%91%D9%8E%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8E%D8%B5%D9%90%D9%8A%D8%B1%D9%8E%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8E%D8%B5%D9%90-2/2/
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 31 ) ــ القِسم ( 3 )
 ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ ، وأَدَب الطِفْل )
في 25 / أيلول / 2017 م .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 14 )
الخوري انطوان زبوني والقس حنا حبي
قَدَّمَتْ مَدْرَسَة الكلْدان في المَوْصِل عام 1913 م مَسْرَحيَّة ( خَراب بَابِل ) لِلخوري انطوان زبوني والقَسّ حنا حبي ، وهي مَسْرَحيَّة تَارِيخيَّة يَدورُ مَوْضُوعها حَوْلَ تآمُر اليَهود مَعَ الفُرْس على احْتِلال المَدِينَة . 
   

 
ــ انتهى ــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 15 )

المطران بولص بهنام ( 1914 م ــ 1969 م )
 

(  قَدْ أُقدِّمُ عَنْهُ لاحِقاً مَوْضُوعاً خاصّاً )


ــ انتهى ــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 16 )
نجيب قاقو ( 1916 م ــ 1994 م ) .



( سأُقدِّمُ عَنْهُ لاحِقاً مَوْضُوعاً خاصّاً )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 17 )
جرجيس فتح الله ( 1921 م ــ 2006 م )



( سأُقدِّمُ عَنْهُ لاحِقاً مَوْضُوعاً خاصّاً )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 18 )
المطران كوركيس كرمو ( 1921 م ــ 1999 م )



قَدَّم المطران كوركيس كرمو تَرْجَمتَهُ لِمَسْرَحِيَّة ( ارجوان الملك ) عَنِ الفَرَنْسِيَّة .
 

ــ انتهى ــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 19 )

بهنام سليم حبابة ( 1927 م )

لَهُ مَسْرَحِيَّة ( مَصْرَع آدي شير ــ سَنَة 1947 ) مُثِلَّتْ عِدَّة مَرَّات .
(  اتْركُ لِغيري فُرْصَة الكِتَابَة عنْهُ )


ــ انتهى ــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


إِضَافات :   
ــ ( سلسترا ) أَوْ ( الوَطَن ) / مَسْرَحيَّة تُرْكيَّة لِلشَاعِر نامق كمال /  تَرْجمَها إِلى العرَبِيَّة محي الدين خياط  في بَيْروت /  قَدَّمَتْها مَدْرَسَة السيمينير في المَوْصِل عام 1908 م ، وقَامَتْ المَدْرَسَة الكلْدانِيَّة في بَغْداد عام 1908 م بِتَقْدِيمِها أَيْضاً ضِمْن نَشَاطاتها .
ــ( شَهيد الدسْتور مدحت باشا ) / مَسْرَحيَّة مُتَرْجمَة عَنِ التُرْكيَّة قَدَّمَتْها مَدْرَسَة السرْيَان الكاثُوليك في بَغْداد عام 1908 م /  تَدورُ أَحْدَاثَها حوْلَ اعْتِقالِ مدحت باشا وقَتْلِهِ .
ــ تَذْكُرُ جرِيدَة ( صَدَى بَابِل ) عدَداً مِنْ المَسْرَحيَّات الَّتِي مُثِّلَتْ في بَغْداد بَيْنَ عامي 1909 م ــ 1912 م ، وكُلّها مَسْرَحيَّات مُتَرْجمَة عَنِ الفَرَنْسِيَّة أَوْ الانْكليزِيَّة ، مِثْل مَسْرَحيَّة ( أرثور البَرِيطاني ) الَّتي مُثِّلَتْ على مَسْرَحِ مَدْرَسَةِ الصنَائع عام 1910 م ، ومَسْرَحيَّة ( الأَسِيران الصغِيران ) الَّتِي تُرْجِمَتْ عام 1912 م ، ومَسْرَحيَّة ( الأَقَّلون ) ومَثَّلَها شُبَان المَحْفَل اللاتِيني عام 1912 م على مَسْرَح كنِيسَة اللاتين ، ومَسْرَحيَّة ( الغدْر ) الَّتِي تُرْجِمَتْ عام 1912 م أَيْضاً ، وكذَلِك مَسْرَحِيتا ( البُرْج الشِمالي ) و ( البِنْت الضَائعة ) اللَّتانِ مُثِّلتَا عام 1913 م على مَسْرَحِ مَدْرَسَة الكلْدان ، وغَيْرها كثِير ، واسْتَمَّر هذَا النَشَاط  لِحِينِ الاحْتِلال البَرِيطانيّ والَّذِي في ظِلِّهِ اضْمَحلَ الاهْتِمام بِالحرَكةِ المَسْرَحِيَّة في العِراق حتَّى رَكُد .
وقَدْ دَوَّنَتْ صَحِيفَةُ ( صَدَى بَابِل ) الَّتِي كانَ يُصْدِرُها المُعلِّم داود صليوا بَعْضاً مِنْ الأَخْبَار عَنْ هذَا النَشَاط المَسْرَحيّ في بَغْداد في إِعْلانَاتِها الَّتِي كانَتْ تَتَصدَّرُ صَفَحاتِها آنذاك .
   
مَصْدَر الإِضَافات: ــ

مَوْضُوع / دَوْرُ الكلْدان السرْيَان الآشُورِيين في نَشْأَةِ المَسْرَحِيَّة في العِراق .   
بِقَلَمِ : سعدي المالح
مَوْقِع إِيلاف
في 6 / ابْرِيل / 2008 م .
 الرَابِط :
http://elaphjournal.com/Web/Culture/2008/4/319177.htm

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هامِش تَوْضيحيّ :
مِنْ هوامِشِ يوسف الصائغ في مَوْضُوعِهِ ( مِنْ روادِ المَسْرَحِ العِراقِيّ ... المَطْران سليمان الصائغ ) يَرِدُ التَالِي :
كانت في الموصل مدرستان للقسس ، أحداهما للطائفة الكلدانية والأخرى يشرف عليها الدومنيكان ، والمدرستان كانتا تدرسان الفرنسية ، يضاف إلى أن مدارس الآباء الدومنيكان لغير القسس ، كانت تدرس اللغة الفرنسية أيضاً ، ومن هنا فأن القسس الذين ورد ذكرهم في عداد رواد المسرح العراقي ( الخوري هرمز نرسو ، الخوري روفائيل حبابة ، المطران اسطيفان كجو ، الخوري انطون زبوني ، المطران جرجيس قندلا ، القس فرنسيس حداد ، القس الفونس شوريز ، نعوم حنا رحماني ) ومثلهم الشماس حنا حبش ، ونعوم فتح الله سحار واسكندر زغبي ، وحنا رسام ، ونجيب قاقو ... إلخ ) كل هؤلاء كانوا يعرفون اللغة الفرنسية .

مَصْدَر الهامِش  /
مَوْضُوع / مِنْ روادِ المَسْرَحِ العِراقِيّ ... المَطْران سليمان الصائغ
الكاتِب : يوسف الصائغ
الحِوار المُتَمَدِّن / العدد 4405 / في 26 ــ 3 ــ 2014 م .
مَوْقِع الحِوار المُتَمَدِّن
المِحْوَر / الأَدَب والفَنّ .
 
الرَابِط
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=407464&r=0

مُلاحظَة : هذَا المَقَال الشَيّق نَشَرَتْهُ مَجَلَّة آفَاق عرَبِيَّة سَنَة 1988 م .


ــ انتهى ــ 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

15
   



كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 38 ــ أ  )         
        ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )
     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وكِتَابَة وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 
                                     
طَابِع المَوْضوع :
بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .
 أًتواصلُ معكم في الجُزْء الثَاني ( 38 ــ أ  ) ،  عزِيزاتي / أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، وهذِهِ الحلقَة ستَكونُ عَنْ البَعْض مِنْ روَّادِ المَسْرَح العِراقِيّ ( حنا حبش ، الخوري هرمز نرسو الكلداني ، اسكندر زغبي ، سليمان غزالة ، نعوم فتح الله سحار ، سليم حسون ، الخوري روفائيل حبابة ، المطران اسطيفان كجو ، المطران سليمان الصائغ  ) ، بَعْضٌ مِنْ هذِهِ الأَسْمَاء سَبَقَ وأَنْ كتَبْتُ عَنْها فأَرْفَقْتُ بِها رَوابِط النَشْرِ ، والبَعْضُ الآخَر قَدْ أُكْمِلُ الكِتَابَة عَنْها في المُسْتَقْبَل أَوْ أَتْرُكُ لغِيري هذا ، والقِسْمُ الثَالِث مِنْ هذِهِ الأَسْمَاء كتَبْتُ عَنْها وعلى قَدرِ تَوفُّرِ المَصَادِر لي بَعْدَ البَحْثِ المُضْنِيّ والسُؤال والجُهْد الطوِيلِ المَبْذول ، عِلْماً بأَنَّني بدأْتُ كِتَابَة هذه الحلَقَة (عنْ روَّادِ المَسْرَح العِراقِيّ )  قَبْلَ سنين عدِيدَة ولا زلْتُ أُواصِلُ العمَل فيها لحدِّ الآن ، فعسَاني وُفِقْتُ وإِنْ قليلاً .
وسأَنْشرُ التتِمَّة ( 38 ــ ب ) لِهذهِ الحلَقَة فيما بَعْد لِنَقْرأَ مَعاً عَنِ الأَسْماءِ الأُخْرَى  :
المطران يوليوس جرجس قندلا ، حنا رسام ، القس فرنسيس حداد ، القس حنا رحماني ، الخوري انطوان زبوني ، القس حنا حبي ، المطران بولص بهنام ، بهنام سليم حبابة .       

الشُكْر لِكُلِّ المُتَابِعاتِ الكرِيمات والمُتَابِعين الكِرام .


روَّاد المَسْرَح العِراقِي
( مِنْ أَوائل الكُتّاب المَسْرَحيّين في العِراق )
إِعْدَاد وكِتَابَة وتَقْدِيم : شذى توما مرقوس

( 1 )
حنا حبش ( 1820 م ــ 1882 م  )
رَاجعْ / رَاجعي الرَابِط أَدْنَاه لُطْفاً :
http://www.tellskuf.com/index.php/culture/67975-jn185.html
موضوع / حنا حبش
في 18 / حزيران / 2017 م
 
ــ انتهى ــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 ( 2 ) 
الخوري هرمز نرسو الكلداني المارديني ( 1820 م ــ 1892 م )
 قَدَّمَ الخوري هرمز نرسو الكلداني المارديني مَسْرَحيَّة ( نبوخذ نصر ) وكانَتْ مَسْرَحيَّة تَارِيخيَّة تَعْليميَّة ، تَمَّ عرْضَها على مَسْرَح مَدْرَسَة الآبَاء الدومنيكان في المَوْصِل حيْثُ كانَ مُعلِّماً فيها ، والمَسْرَحيَّة تَتَحدَّثُ عَنْ فتْحِ أورشليم وأَسْرِ اليهود وسبْيهم إِلى بَابِل .
يُشِيرُ الدكتور عمر الطالب إِلى أَنَّ نَصّ المَسْرَحِيَّة كُتِبَ عام 1886 م ومُثِّلَ عام 1888 م ، مُسْتَنِداً في ذَلِك إِلى المَطْران جرجيس قندلا الَّذِي وحسَبِ قَوْلِهِ قَدْ شَاهدَ المَسْرَحيَّة ، بَيْنَما يشير الدكتور علي الزبيدي إِلى أَنَّ النَصّ قَدْ تَمَّتْ كِتَابتَهُ عام 1888 م ، وقُدِّمَ على المَسْرَح عام 1889 م اسْتِناداً إِلى كوركيس عواد .
يَتَفِقُ د. عمر الطالب ود. علي الزبيدي على إِنَّ نَصّ المَسْرَحيَّة والَّذِي طُبِعَ في لبنان قَدْ فُقِد ( د. عمر الطالب ــ المَسْرَحيَّة العرَبيَّة في العِراق ــ الصَفْحة السَابعة ، ود. على الزبيدي ــ المَسْرَحيَّة العرَبيَّة في العِراق ــ الصَفْحة 44 ) ، ويَعْتَبِرُ خضر جمعة حسن هذِهِ المَسْرَحيَّة مِنْ أَوائلِ المَسْرَحيَّات غيْر الدِينيَّة الَّتِي قَدَّمَتْها هذِهِ المَدْرَسَة في المَوْصِل ( خضر جمعة حسن ــ حصادُ المَسْرَح في نَيْنَوى ــ مطابِع الجمْهور ، المَوْصِل ، 1973 م ، صَفْحة 19 ) .
يَقولُ المُؤَلِّف خضر جمعة حسن في الصَفْحة رَقم ( 19 ) مِنْ كِتَابِهِ : حصادُ المَسْرَح في نَيْنَوى ( 1880 م ــ 1971 م ) التَالي عَنِ الخوري هرمز نرسو الكلداني :
[ استمرت محاولات الآباء المسيحيين في الموصل بالكتابة للمسرح فقدم الخوري هرمز نرسو الكلداني الماردينلي مسرحيته التاريخية ( نبوخذ نصر ) عام 1888 م ومُثلت على مسرح المدرسة الاكليركية في الموصل حيث كان هرمز نرسو معلماً فيها وتعتبر هذه المسرحية من أوائل المسرحيات الغير الدينية التي قدمتها المدرسة الاكليركية في الموصل ......  ] .

وفي مَوْضُوع ( مَدارِس الدومنيكان في المَوْصِل ودَوْرها الرائد ) ورَدَ التَالي :
[ إن مدارس الإرسالية الدومنيكانية في ولاية الموصل هي التي أدخلت المسرح إلى الموصل، وإنما إلى العراق كله. إن أول عمل مسرحي قدّم في هذا المجال كان (مسرحية نبوخذ نصر) التي ألّفها الخوري هرمز نرسو الكلداني المارديني سنة 1886، ومثلت على مسرح مدرسة الآباء الدومنيكان في الموصل سنة 1888. كما مثلت مسرحية (لطيف وخوشابا) بقيادة فتح الله سحار على المسرح في الموصل سنة 1890 وهي مستوحاة من الأدب الفرنسي، وتعالج بأسلوب تربوي مشكلة البخل، وطبعت في كتاب سنة 1893. عرفت الموصل أيضاً المسرح الغنائي من خلال مسرحيات شبيهة بالأوبريت الغربي، لقيت إقبالاً من الناس وحفظتها الصدور، ولاسيما انها كتبت باللهجة العامية الموصلية ] .
المَصْدَر :
مَوْضُوع / مَدارِس الدومنيكان في المَوْصِل ودَوْرها الرَائد
في الأَحد 12 / 10 / 2014 م .
د. فريال صالح عمر
رَابِط المَوْضُوع : ـ
http://almadasupplements.com/news.php?action=view&id=11110#sthash.yI1SwKXn.txbSh7DR.dpbs
 


المَصادِر لِـ ( مَوْضُوع الخوري هرمز نرسو الكلداني )  :
( 1 )

كِتاب / حصادُ المَسْرح في نيْنَوى  ( 1880 م ــ 1971 م )
المُؤَلِّف : خضر جمعة حسن .
مطابِع الجمْهور ، المَوْصِل ، 1973 م


( 2 )
مَوْضُوع / مَدارِس الدومنيكان في المَوْصِل ودَوْرها الرَائد
في الأَحد 12 / 10 / 2014 م .
د. فريال صالح عمر

 الرَابِط :
http://almadasupplements.com/news.php?action=view&id=11110#sthash.yI1SwKXn.txbSh7DR.dpbs


ــ انتهى ــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 3 )
اسكندر زغبي ( 1838 م ــ 1912 م ) 
في الرُبْع الأَخير مِنْ القَرْنِ التَاسِع عشَر ظَهَرَ المَسْرَح الغِنَائي في المَوْصِل  على يَدِ اسكندر زغبي الَّذِي عاصرَ نعوم فتح الله سحار ، وكانَ مُلازِماً لَهُ ، وقَدْ تَمَّ تَمْثِيل مَسْرَحيَّات اسكندر زغبي الغِنَائيَّة على مَسَارِحِ المَدارِسِ الأَهْلِيَّة في المَوْصِل سَنَة 1895 م ، ونَجَحَتْ نَجاحاً كبِيراً لأَنَّهُ تمَّ اسْتِخْدام اللَهْجة المَوْصِليَّة الدَارِجة فيها ، كمَا إِنَّ المَواضيع الَّتِي طَرَحتْها هذِهِ المَسْرَحيَّات كانَتْ قَرِيبَة لِنفُوسِ أَهْلِ المَوْصِل ، وكانَتْ هذِهِ المَسْرَحيَّات تُشْبِهُ إِلى حدٍّ بَعيدٍ الأُوبريت عِنْدَ الغرْبِيّين ( بِحسَبِ رَأْي البَاحثين والمُهْتَّمين ) كمَا كانَ يَغْلُبُ علَيْها طابِعُ الزَجل .
أَغْلَبْ هذِهِ المَسْرَحيَّات فُقِدَتْ ، ولَمْ يَبْقَ سِوى عدَداً مِنْ المَسْرَحيَّاتِ القَصِيرَة مِثْل ( بَزونتي ) و ( البَنَّاء ) و ( ببالي وزَوْجها ) والَّتِي مُثِّلتْ على مَسْرَح مَدْرَستيّ الكلْدان والدومنيكان ، وكُلّ هذِهِ المَسْرَحيَّات كانَتْ بِاللَهْجةِ العامِيَّة المَوْصِليَّة .
أَمَّا مَسْرَحيَّة  ( الخُرده فروشي ـ بَائع الخردوات ) فكانَتْ مِنْ المَسْرَحيَّات الطويلَة ومُثِّلتْ عام 1905 م ، وتَدورُ أَحْداثها حَوْلَ بَائع لِلحاجِياتِ القَدِيمة ( الخردوات ) يُنادونَهُ عمو ابراهيم ، كانَ عمو ابراهيم يَخافُ مِنْ زَوْجتِهِ حيْثُ كانَتْ تُعامِلَهُ مُعاملَةً سَيئَة وقَاسِية وتَعْتَدي علَيْهِ بِالضَرْبِ أَمَام بَنَاتِهِ ، وحالَهُ مَعَ الزَبَائن لَمْ يَكُنْ بِأَفْضَل مِنْ ذَلِك حيْثُ كانُوا يَسْخَرون مِنْهُ بِشِدَّة ، وكالمَسْرَحيَّات الأُخْرَى فلَقَدْ كُتِبَتْ هذِهِ أَيْضاً بِاللَهْجةِ العامِيَّة المَوْصِليَّة ، قَامَ بِتَمْثِيلِ المَسْرَحيَّة طلَبَة مَدْرَسَة الدومنيكان في المَوْصِل مَعَ مَجْمُوعة مِنْ العُمَّالِ الَّذِين كانُوا يَتَلَقَّونَ الدرُوس في نَفْسِ المَدْرَسَة ، وصَاحبَتْ المُوسِيقَى هذَا العرْض المَسْرَحي .
المَسْرَح الغِنائي هذَا زَالَ وانْتَهى بِمَوْتِ اسكندر زغبي .
المَصْدَر :
د. عمر الطالب ـ المَسْرَحيَّة العرَبِيَّة ، صَفْحَة 31 ـ 32 

/////////

يَذْكُرُ د. ابراهيم العلاف مَسْرَحيَتين إِضَافيَتينِ لاسكندر زغبي وهي : ( فنجاني فنجاني ) و ( طاف البنا ) .

المَصْدَر :
مَوْضُوع / أًوْراق مَسْرَحِيَّة مَوْصِلِيَّة  ( 30 ) : ( المَسْرَح المَدْرَسِيّ )
أ.د.ابراهيم خليل العلاف .
الأحد 14 / مايو / 2017 م .

الرَابِط :
http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2017/05/30.html

///////////
يذكر م . م. هيثم محيي طالب الجبوري مِنْ جامِعةِ بَابِل / كُلِيَّة التَرْبيَة لِلعلُومِ الإِنْسَانِيَّة / قِسْم التَارِيخ ، في اطْرُوحتِهِ : (  النَشَاطات الثَقَافِيَّة لِلمُكوّن المَسِيحيّ في العِراق مِنْ أَواخِرِ القَرْنِ التَاسِعِ عشَر حتَّى عام 1939 م  ) ، عَنْ أسكندر زغبي التَالِي :
[ اسكندر زغبي ( 1874 ــ 1912 ) : ولد في مدينة الموصل من أبوين أصلهما من حلب ، ويعدُ واحداً من أوائل الموسيقين والمغنيين المسيحيين في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، كان موسيقياً موهوباُ على الرغم من أميته ، وعماه ، بسبب إصابته بالجدري منذ طفولته ، كان ينظم الزجل على السجية ويلحنه بنفسه ، ثم يرسله غناءاً وإنشاداً على الأسماع ، ويُذكر إنه كان وحده بمثابة فرقة موسيقية .
اختير معلماً للموسيقى في مدرسة الآباء الدومنيكان بالموصل لعدة سنوات حيث كان يدرب التلاميذ على مختلف الآلات ، وخاصة الاورغن الذي يستخدم في التراتيل الكنسية . ]

المَصْدَر :
مَوْضُوع / النَشَاطات الثَقَافِيَّة لِلمُكوّن المَسِيحيّ في العِراق مِنْ أَواخِرِ القَرْنِ التَاسِعِ عشَر حتَّى عام 1939  .
( دِرَاسَة )
 م . م . هيثم محيي طالب الجبوري
 جامِعة بَابِل / كُلِيَّة التَرْبيَة لِلعلُومِ الإِنْسَانِيَّة / قِسْم التَارِيخ   .
نُشِرَتْ هذِهِ الدِرَاسَة في : مَجَلَّة مَرْكز بَابِل لِلدِرَاسَاتِ الإِنْسَانِيَّة ، المُجَلَّد 5 ، العدَد 2 ، سَنَة 2015 م
الصَفَحات دَاخِل العدَد مِنْ صَفْحَة 58  ــ  صَفْحَة 81
الرَابِط :
http://www.bcchj.com/views.aspx?sview=180


ـــ انتهى ـــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( 4 )
سليمان غزالة ( 1853 م ــ 1929 م ) 
 
وإسمه ( عبد الأحد سليمان جرجس غزالة )
ولِدَ في المَوْصِل عام ( 1853 م ) .
دَرَسَ في مَدْرَسَة الآبَاء الدومنيكان في المَوْصِل ومِنْ ثمَّ تَابعَ دِرَاسَتَهُ في مَدْرَسَة الآبَاء اليَسوعيّين في بَيْروت ، وفي عام 1880م دَرَسَ الطُبّ في بَاريس وتَخرَّجَ مِنْها عام 1886 م .
عادَ إِلى بَغْداد عام 1919 م وواظبَ على العمَلِ في المَجالين الطُبيّ والأَدَبي .
تُوفِّيَ عام 1929 م .
يُعدُّ أَوَّلَ مَنْ كتَبَ المَسْرَحيَّة الشِعْرِيَّة في العِراق عام 1911 م حيْثُ أَنْجزَ مَسْرَحيَّة ( لَهْجةُ الأَبْطال ) ، وتَبِعها بِمَسْرَحيَّتِهِ الثَانية ( علي خوجة ) عام 1913 م ، ثُمَّ ختَمَها بِثَالِثَةِ مَسْرَحيَّاتِهِ ( رِوايَة الحقّ والعدَالَة ) عام 1929 م .
 
نِتَاجاته /
ــ  ( لَهْجةُ الأَبْطال ) / مَسْرَحيَّة شِعْرِيَّة /  تَأْليف سليمان غزالة ( 1853 م ــ 1929 م ) /  تَمَّتْ طِبَاعتَها عام 1911 م في مَطْبَعةِ الشَرِكةِ العُثْمانيَّة المُشْتَرَكة في القَسْطَنْطينيَّة .
ــ رِوايَة ( علي خوجة )  ألفها كمَسْرَحيَّة شِعْرِيَّة /  طُبِعتْ في مَطْبَعةِ الشَرِكةِ العُثْمانيَّة المُشْتَرَكة في القَسْطَنْطينيَّة ، سنة 1913 م .
ــ رِوايَة ( الحقُّ والعدَالَة ) /  مَسْرَحيَّة شِعْرِيَّة مِنْ تَأْليف سليمان غزالة / تَمَّ طَبْعها سَنَة 1929 م في دارِ الطِبَاعةِ الحدِيثَةِ بِبَغْداد .
ــ لَهُ عِدَّة مُؤَلَّفات في الطبِّ واللُغة والاجْتِماع مَنْشُورَة بِالعرَبِيَّةِ والفرَنْسِيَّة .

إِنَّ ما دَفَعهُ إِلى نَظْمِ مَسْرَحيَّاتِهِ هذِهِ ( بِحسَبِ رأْي الأُسْتَاذ مثري العاني ) هو تَأثُّرِهِ بِالمَسْرَحِ الكلاسيكيّ الأُوربيّ وبِأَفْكارِ الثَوْرَةِ الفَرَنْسِيَّة مِنْ عدَالَةٍ ومُسَاواة ، لِذَا تَميَّزَتْ حِوارِياتهُ بِطابِعِ المُبَاشَرَةِ والتَعْلِيميَّة اللَّتينِ بَرَزتَا كسِمَةٍ ظاهِرَة في مَنْظُوماتِهِ .
عاصرَ الرصافي والزهاوي والكاظمي ، وهو ( بِحسَبِ رأْي الأُسْتَاذ مثري العاني       ) لَيْسَ كاتباً مَسْرَحِيَّاً ولا شَاعِراً فجُملَهُ رَكيكة ثَقِيلَة وشِعْرَهُ تَقْرِيري جاف ويَجْهلُ عِلْمَ العرُوض فطغى على شِعْرِهِ الأَخْطاء الإِمْلائيَّة واللَغوِيَّة لِذَا لَمْ يَلْتَفِتْ أَحْدٌ إِلى شِعْرِهِ ولَمْ يُدَرَّسْ كشَاعِر رَغْمَ مُعاصرَتِهِ لِلرصافي والزهاوي والكاظمي .
هو ( وأَيْضاً بِحسَبِ رأْي الأُسْتَاذ مثري العاني  ) لَيْسَ بِكاتِبٍ مَسْرَحيّ ولا بِشَاعِر وإِنَّما رَجُلٌ مُثَقَّف بِالنِسْبَةِ لِعصْرِهِ رَأَى التَقَدُّم في فرَنْسا والدُول الأُوربيَّة فسَعى إِلى أَنْ يَدْعو لِتَحْقِيقِ الاسْتِقْلالِ والتَحرُّرِ في مَنْظُومتِهِ ( لَهْجةُ الأَبْطال ) و ( علي خوجة ) وعِنْدَما تَحقَّقَ الاسْتِقْلال لِلعِراق سَعى إِلى تَأْكيدِ مَبادِئ العدَالَةِ والحقِّ والمُسَاواة في مَنْظُومتِهِ ( رِوايَةُ الحقِّ والعدَالَة ) لِذَا لَمْ تَحْظَ مَنْظُوماته بِاهْتِمامِ أَحْد .

المَصَادِر لـِ (  مَوْضُوع سليمان غزالة )  :
 ( 1 )
مَوْضُوع / نُبْذَة تَارِيخِيَّة عَنْ بِدايَات المَسْرَحِ العِراقِيّ .
( عَنْ كِتَاب ــ الحيَاةُ المَسْرَحِيَّة في العِراق ــ لِمُؤَلِّفِهِ أحمد فياض المفرجي )
مَوْقِع دائرَةُ السِينَما والمَسْرَح
في 16 / 10 / 2011 م .
الرَابِط :
http://www.cinema-masrah.org/section-theaters/from-
the-memory-of-the-iraqi-theater/105-html

الرَابِط :
http://www.cinema-masrah.org/section-theaters/from-the-memory-of-the-iraqi-theater/105-%D9%86%D8%A8%D8%B0%D8%A9%20%D8%AA%D8%A3%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9%20%D8%B9%D9%86%20%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA%20%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%20*.html


 ( 2 )
مَوْضُوع / مَسْرَح حنا رسام ، مَعَ نَصِّ مَسْرَحِيَّة إِحْدُوثة البَاميا
( دِرَاسَة )
الكاتِب : مثري العاني
نُشِرَتْ هذِهِ الدِرَاسَة في : إِضَاءات مَوْصِلِيَّة / العدَد 81 / آذار ـ 2014 م .
الرَابِط :
http://mosulstudiescenter.uomosul.edu.iq/files/pages/page_9235331.pdf



( 3 )
مَوْسُوعة أَعْلام المَوْصِل في القَرْنِ العِشْرِين لِلعلامَّة الدكتور  عمر محمد  الطالب
حرْف السِين ـ سليمان غزالة

الرَابِط : ــ
http://www.dr-omaraltaleb.com/KOTOB/maosoaa/12seen.htm#_Toc21278480

ــ انتهى ــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 5 )
نعوم فتح الله سحار ( 1855 م ــ 1900 م )

  رَاجعْ / رَاجعي أَحد  الرَوابط أَدْنَاه لُطْفاً :

http://www.tellskuf.com/index.php/authors/1073-marq/84214-as295.html
 موضوع / نعوم فتح الله سحار
في 29 / آب / 2019 م

//////////

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=947714.msg7669264#msg7669264
موضوع / نعوم فتح الله سحار 
في 29 / 8 / 2019 م

ــ انتهى ــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 6 )

سليم حسون ( 1871 م ــ 1947 م ) 
رَاجعْ / رَاجعي أَحد الرَوابط أَدْنَاه لُطْفاً :
http://www.tellskuf.com/index.php/authors/1073-marq/82425-ym259.html
موضوع / سليم حسون
في 25 / أيار / 2019 م

////////////

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=939545.msg7658762#msg7658762
موضوع / سليم حسون
في 25 / 5 / 2019 م

ــ انتهى ــ 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 ( 7 )
الخوري روفائيل حبابة

الخوري روفائيل حبابة وكانَ رَاعياً لِكنيسَةِ مار يوسف لِلكلْدان بِالمَوْصِل ، لَهُ مَسْرَحيَّة ( خاتَم القُبْطان ) .




ــ انتهى ــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 ( 8 )

المطران اسطيفان إيليا شمون هيلو كجو ( 1883 م ــ 1953 م )    







اسطيفان إيليا شمون هيلو كجو
وهو مِنْ عائلة كجو الَّتِي تَنْحدِرُ مِنْ قَرْيَةِ اشيثا .
ولِدَ في المَوْصِل في 16 / 1 / 1883 م .
أَتَمّ دِراسَتَهُ الابْتَدائِيَّة في المَوْصِل ، وفي عام 1895 م انْتَمى إِلى اكْليركيَّة القدِيس لويس لِلآبَاء الكبوشيين المُتَواجِدَة في اسْطنْبول حيْثُ واصَلَ دِرَاسَتَهُ لِلعلُومِ اللاهوتيَّة واللَغويَّة فيها لِاثْني عشَر عاماً تُوِّجتْ بِقبُولِهِ الرسَامَة الكهنُوتيَّة في 25 / 7 / 1907 م ، بَعْدَها وفي العامِ ذاته في 30 / 8 / 1907 م عادَ إِلى المَوْصِل .
تَمَّ تَعْيِّينَهُ مِنْ قِبَلِ البطْرِيرك يوسف عمانوئيل توما الثَاني ( 1900 م ــ 1947 م ) مُعلِّماً لِلُغتينِ التُرْكِيَّة والفَرَنْسِيَّة وأَيْضاً لِلتَارِيخ الكنَسِيّ في المَدْرَسَتينِ العلْمانِيَّة والكهنُوتيَّة في المَوْصِل .
في عام 1909 م انْتَقَلَ إِلى الْقوش لإِدارَةِ مَدْرَسَتِها حتَّى عام 1915 م .
عادَ بَعْدَها إِلى المَوْصِل لِلخِدْمَةِ في خَوْرَنَةِ مار يوسف حتَّى تَمَّ تَعْيِّينه في 1918 م وكِيلاً بَطْرِيركيَّاً لأَبْرَشِيَةِ عَقْرَة .
في عام 1919 م عادَ إِلى المَوْصِل لِلعمَلِ في خِدْمَةِ إِيواءِ اللاجِئين بِسَبَبِ الحرْبِ العالَمِيَّة الأُولَى إِلى جانِبِ البَطْرِيرك عمانوئيل .
انْفَضَّ ولِلفَتْرَةِ مِنْ ( 1922 م ) ولِغايَةِ ( 1927 م ) لإِدارَةِ دارِ رِعايَةِ الأَطْفَال المَنْكُوبين ( مَيْتَم ) ، عاودَ بَعْدَها الخِدْمَة وكِيلاً بَطْرِيركيَّاً في كنِيسَةِ أُمِّ الأَحْزَان حتَّى عام 1939 م .
رُسِمَ مَطْرَاناً لأَبْرَشِيَّة المَوْصِل وبِصِفَةِ مُعاون بَطْرِيركي في 4 / 5 / 1947 م .
تُوفِّيَ في 28 / 6 / 1953 م بَعْدَ مَرَضٍ لَمْ يُمْهِلَهُ طوِيلاً وورِيَ جُثْمَانَهُ الثَرَى في كاتِدرائيَّة القدِيسَة مسكنتا .
الأَعْمَال الَّتِي أَنْجزَها :
1 ــ كِتَابٌ عَنْ حيَاةِ الانبا جبرائيل دنبو ، تَمَّ طَبْعهُ في المَوْصِل عام 1932 م .
2 ــ كِتَاب أَسْفَار البَطْرِيرك يوسف عمانوئيل الثاني ، نُشِرَ في مَجَلَّةِ النَجم ـ المُجَلَّد الأَوَّل ـ سَنَة 1929 م .
3 ــ لَدَيهِ مَلْحمَة شِعْرِيَّة ( بِالسورث ) مُكوَّنَة مِنْ ( 208 ) بَيْتاً شِعْرِيَّاً ، عنْوَّنَ المَلْحمَة بِإِسْم ( السَيْفُ الأَوَّل ) إِشَارَةً إِلى مَجْزَرَةِ ( ادن ) في تُرْكيا والَّتِي رَاح ضَحِيَّتها أَعْدَاداً كبِيرَة مِنْ الأَبْرِيَاء زَمَن الاضْطِهاد التُرْكي لِلأَرْمنِ والأَثُوريين  ، كمَا إِنَّهُ دَوَّنَ فيها أَسْمَاء الضَحايا مِنْ تلكيف والْقوش أَيَّامَ الاضْطِهاد تِلْك .
4 ــ رَتَّبَ فَهْرساً لـ  141  مَخْطُوطة في مَكْتَبَةِ البَطْرِيركِيَّة في المَوْصِل مُضافاً إِلَيْها  116  مَخْطُوطة لِلفَهْرس لِلمَطْرَان أدي شير بِالاشْتِراكِ مَعَ المَطْرَان روفائيل بيداويذ واسحق عيسكو ، وقَدْ أَشَارَ المُسْتَشْرِق ـ فياي ـ إِلى ذَلِك الفَهْرس في مُؤَلَّفاتِهِ . 
5 ــ قَدَّمَ مَسْرَحِيَّة (  الملِكة استير ) وأَخْرَجها في عام 1912 م ، وتَمَّ تَمْثِيلَها في دير مار ميخا في  الْقوش  .


المَصْدَر :

http://www.tellskuf.com/index.php/culture/57164-2016-05-10-19-51-49.html
مَوْضُوع / مَشَاهير الْقوش في القَرْنِ العِشْرين
لِلكاتِب : يوسف زرا
مَوْقِع تللسقف
بِتَارِيخ  10 / أيار / 2016 م
ولَقَدْ اعْتَمدَ الكاتِب يوسف زرا على المَصَادِر التَالِيَة لِبِنَاءِ مَوْضُوعِهِ عَنِ المَطْرَان اسطيفان كجو : ــ 
1- معجم الادب السرياني المجلد الأول 1990 ص146 .
2- مجلة بين النهرين – المطران كجو الأول – ادمون لاسو ص280 – 283 .
3- القوش عبر التاريخ – مطران يوسف بابانا ص186 – 187 .


             

//////////
حاشِيَة :

قَدَّم القَسّ ( المَطْرَان فيما بَعْد )  اسطيفان كجو مَسْرَحِيَّتَهُ ( المَلِكة استير ) عام 1912 م ، وقِصَّة هذِهِ المَسْرَحيَّة تَسْتَنِدُ إِلى ما ذُكِرَ عَنْ ذَلِك في العهْدِ القَدِيم حيْثُ مَسْرَحها الكاتِب الفَرَنْسي جان راسين ( 1639 م ــ 1699 م ) وبِعُنْوان " استير " .
اعْتَمَدَ المَطْران اسطيفان كجو على كِلا المَصْدَرَين في تَكْوِينِ مَسْرَحِيَّتِهِ الَّتِي تَمَّ عَرْضَها في كنِيسَةِ مار ميخا في الْقوش عام 1912 م ، وقَامَ بِتَجْسِيدِ الأَدْوارِ فيها مَجْمُوعة مِنْ المُمَثِّلين في الْقوش ، حيْثُ أَدَّى دَوْر المَلِكة استير المُمَثِّل ميخا منصور كادو ، كذَلِك اشْتَرَكَ في التَمْثِيل : بولص قاشا ، داود جيقا ، ميخا هاول ، يوسف الريس ، وإسرائيل خوشو .

المَصْدَر

مَوْضُوع / الْقوش والمَسْرَح السرْيَاني
الكاتِب : موفق ساوا
في 29 / يانيور / 2005 م
مَوْقِع عنكاوا كوم .
الرَابِط :
http://www.ankawa.com/cgi-bin/ikonboard/topic.cgi?forum=72&topic=26


ـــ انتهى ـــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 9 ) 

المطران سليمان الصائغ ( 1886 م ــ 1965 م )
رَاجعْ / رَاجعي أَحد الرَوابط أَدْنَاه لُطْفاً :
http://www.tellskuf.com/index.php/authors/1073-marq/65218-fe243.html
موضوع / سليمان الصائغ
في 24 / شباط / 2017 م .

https://ankawa.com/forum/index.php?topic=833329.0
موضوع / سليمان الصائغ
في 25 / شباط / 2017 م

ــ انتهى ــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
       

تحياتي للجميع

يُتْبَع ..........

16
صفحة المهى ( 14 )
من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل
 ( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري )

( التنوع الحياتي هو أجمل ما يتميز به كوكبنا الأرض  ، تصوروا كوكباً ليس فيه سوى الإنسان كنموذج للحياة ؟ ما هو شعوركم ؟ )
   
   
حول الحملات الجائرة لإبادة وقتل الكلاب السائبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الثلاثاء 21 / أبريل / 2020 م

( بداية يجب الانتباه إلى أن حملات الإبادة تتم بناءاً على طلب الأهالي والشكاوى المُقدمة منهم للجهات المعنية ) .

الحلول المُمكنة والبديلة  لإيقاف أو الحد من حملات إبادة الكلاب السائبة يُمكن تدريجها  بالتالي : ــ
أولاً  : الاتجاه كأفراد نحو تربية الكلاب المحلية بدلاً من الأجنبية ، إذ بإمكان كل فرد منّا تحقيق صورة ملجأ مُصغر من خلال توفير المكان والمأوى لكلب محلي واحد فقط ( خصوصاً الجراء ) وتبنيه وتربيته بدلاً من تربية كلب أجنبي مستورد، وبهذا يُساهم مُساهمة فعلية في تقليص أعداد الكلاب السائبة وحفظ الشوارع خالية وآمنة ، كما يحمي الكلب من كل أشكال العنف التي يتعرض لها في الشارع ، ويحميه صحياً أيضاً ( التلقيح ، التغذية الجيدة ، المأوى النظيف والآمن ... وإلخ ) .
ثانياً : ضرورة توجيه الطلاب في المدارس ، وأيضاً الأطفال ضمن الأُسر بحسن التعامل مع الحيوانات ونبذ العنف .
ثالثاً : السيطرة على أعداد الكلاب السائبة وجعل أعدادها ثابتة بما يتلائم مع تحمل البيئة التي تعيش فيها ، وهنا نحن نتحدث عن التعقيم كخطوة ضرورية ومطلوبة ومهمة ، حيث يتم اتباع منهج التكاثر المُسيطر عليه وليس العشوائي أي المُحافظة على أعداد ثابتة من الكلاب في المجموعة الواحدة ( أيضاً بإمكان كل فرد أن يُساهم في ذلك من خلال تعقيم الكلب الذي يتبناه أو يتكفل مثلاً بمصاريف تعقيم  كلب ........ وإلخ ) .
التعقيم هو حل لتحديد العدد والمُحافظة على عدد سُكاني ثابت للكلاب ، والتعقيم  في الكلاب مُشابه في أسبابه وغاياته لعمليات تنظيم النسل في الأُسرة البشرية ، حيث تكتفي العائلة الواحدة مثلاً بأربعة أطفال أو ثلاثة ... وإلخ لضرورات ومُبررات تهمُّ الأسرة  .
سأضرب مثالاً مُبسطاً هنا للتوضيح بشأن اتباع التعقيم كضرورة :
مثلاً في المحلة الفُلانية تتواجد مجموعة مُكوّنة من خمسة عشر ( 15 ) كلباً سائباً ، يتم تعقيم عشرة ( 10 ) كلاب منها ، ويُسمح للخمسة ( 5 )  الباقية بالتكاثر ضمن المجموعة ، بهذه الطريقة يتم السيطرة على التكاثر العشوائي في هذه المجموعة ، حيث تتكاثر ضمن عدد معين لتشكل خمسة وعشرين ( 25 )  إلى خمسة وثلاثين ( 35 )  كلباً في المجموعة ورُبّما أقل ( هذا على سبيل المثال )  ، أي يبقى العدد محصوراً ضمن مستوى مقبول تتحمله الرقعة الجغرافية لهذه المحلة ، ويُمكن مثلاً إعادة هذه العمليات كل سنتين أو ثلاثة ( مع الأجيال الجديدة المولودة من الكلاب ) ضمن  المجموعة الواحدة وبهذا يتم المحافظة على عدد ثابت .
التكلفة المادية لهكذا خطوات أقل بكثير من الأموال التي تُصرف على حملات الإبادة الجائرة وهي حملات لا إنسانية لا تليق بإنسانية الإنسان على الإطلاق ،  وأيضاً من خلال اتباع منهج التعقيم للكلاب في المجموعة الواحدة لتحديد أعدادها يكون بالإمكان اختيار الصفات الجيدة والمطلوب توفرها في الأجيال الجديدة المولودة منها ( مثلاً : حجم الكلب ، مدى أرتفاع القوائم ، نوع الشعر الذي يغطي جسمه ، طول الشعر أو قصره ، اللون .... ..... وإلخ من الصفات ) . 
رابعاً  : كما إنني ومن خلال هذا المنبر أدعو المجموعات المُهتمة بتدريب الكلاب للتوجه نحو تدريب الكلاب المحلية للاستفادة وإن من بعضها على الأقل وتأهيلها للمجالات المتعددة التالية ( وحسب خصائص كل كلب وقابليته وصفاته ) :
 الكشف عن الممنوعات ، مرافقة فاقدي البصر ، الحراسة ، مرافقة الأشخاص الوحيدين ، انقاذ الغرقى ، البحث عن الضحايا تحت الانقاض ، مرافقة الأشخاص المشرفين على الموت لمُساعدتهم نفسياً ، مرافقة الأطفال الذين يعانون من عاهات بدنية أو عقلية ، خدمة الأشخاص المُعاقين .... وإلخ من خدمات تقدمها الكلاب مجاناً للبشر  .
خامساً : مُساعدة ومُساندة ملاجئ إيواء الكلاب الموجودة وكذلك الأشخاص ذوي المُبادرات الفردية المحدودة  في حماية الكلاب والاهتمام بها وباحتياجاتها ، لأن ذلك سيُساهم وبشكل كبير في الحد أو التقليل من تكرار حملات إبادة الكلاب السائبة .     
وكما سبق وإن أشرتُ إلى أن إقدام الجهات المعنية على بناء الملاجئ للكلاب لهُ فوائد جمّة للطرفين ( الإنسان والكلاب ) ، حيث يرفعُ عن الكلاب الآلام والمآسي  التي تُعانيها ويُوفر لها بيئة آمنة وسليمة ويحميها من العنف ، بنفس الوقت الذي  يحفظ الشوارع آمنة وخالية ونظيفة ، ويضمن للطرفين ( الإنسان والكلاب ) الصحة والسلامة ، ويُنهي التصادمات التي تحدث بين الطرفين ، كما إن بناء الملاجئ يوفر آلاف الدرجات الوظيفية ( حراس ، عُمال تنظيف ، مدربين للكلاب ، أطباء بيطريين ، محلات انتاج الأغذية الحيوانية ، محلات توفير مستلزمات واحتياجات الكلاب ........ وإلخ ) .
 ختاماً  القتل هو جريمة وليس لهُ تسمية أخرى ، والجريمة يجب أن تُدان .
شكراً لمتابعتكم واهتمامكم ، ولي عودة قريبة ثانية وبتفاصيل أكثر عن هذا الموضوع .
مع تحياتي للجميع . 
 

17
المنبر الحر / صفحة المهى / 13
« في: 17:47 08/04/2020  »

صفحة المهى / 13
قطة في بلجيكا أصيبت بالعدوى بفايروس كورونا
( خبر مُترجم عن الألمانية ) .

صفحة المهى / 13
من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل
 ( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري )
 

قطة في  بلجيكا أُصيبت بالعدوى بفايروس كورونا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجمة : شذى توما مرقوس
( مُترجم عن الألمانية ) .
الأثنين 30 / 3 / 2020 م
أعطى اختبار الإصابة بنوع فايروس كورونا الجديد نتيجة ايجابية في حالة قطة في بلجيكا كانت تُعاني من التقيؤ  مع مشاكل تنفسية وهضمية .
لحد الآن كانت قد سُجلت فقط حالات فردية في هونكونك لكلاب مالكها ( مُربيها )  مُصاب بالكوفيد 19 ، هذه الكلاب لم تُظهِر أية أعراض .

لا توجد أية دلائل أو إثباتات على إمكانية انتقال العدوى من الحيوان للإنسان :
القطة انتقلت إليها العدوى من مُربيها المُصاب بفايروس كوفيد 19 وليس العكس ، هذا ما صرح به الخبير الفايرولوجي ايمانويل اندريه عن هذه الحالة  في لوتش ووصفها إنها حالة فردية وجاءت بعد احتكاك مُباشر  ، وأضاف :
"  لا يوجد أي سبب يدعونا للاعتقاد بأن الحيوانات ناقلة للوباء " .
في المانيا أيضاً يرى الخُبراء إنه لا يوجد ما يدعو لتبني هذا الاعتقاد .
صرحت مؤسسة روبرت كوخ والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية بأنه لا يوجد أي دليل يؤكد إن الحيوانات المنزلية تنشر العدوى .
رغم ذلك ينصحُ خبراء منظمة حماية الحيوان (  CNPA    ) الأشخاص المُصابين بالكورونا مِمَّنْ يربون الحيوانات المنزلية أن يلتزموا بنفس وسائل الوقاية المُتبعة في تعامل البشر مع بعضهم البعض ( عند التعامل مع حيواناتهم )  ، هذا الخبر أعلنت عنه جريدة (  Le Soir    ) البلجيكية ، وهذا يعني لأصحاب الحيوانات التالي :
غسل اليدين قبل وبعد تمسيد الحيوانات المنزلية ، وبعد لمس الوجه ، وبشكل عام الاحتفاظ بمسافة أمان  .
وزارة الصحة الألمانية تنصح المُصابين بالفايروس الخاضعين للحجر الصحي أن يُودِعوا كلابهم لدى جيرانهم  أو أصدقائهم للعناية بها .

رابط الموضوع المُترجم عنه الخبر :
https://www.msn.com/de-de/nachrichten/coronavirus/eine-katze-in-belgien-hat-sich-mit-dem-coronavirus-angesteckt-%e2%80%94-das-bedeutet-es-f%c3%bcr-tierbesitzer/ar-BB11UKk9



18
صفحة المهى ( 12 )
من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل .
( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري  )
 من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل


حوار مع الدكتور زيد الزبيدي حول مرض الـتوكسوبلازموسس ( Toxoplasmosis   ) ( داء المقوسات )  .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حوار وإعداد وتقديم : شذى توما مرقوس
الأثنين 2 / آذار / 2020 م .


التوكسوبلازموسس أو ما يُسمى بـ ( داء المقوسات ) يُثير اهتمام الكثيرين من مُربي القطط ، وحول هذا أدرتُ حواراً مع د. زيد الزبيدي .
الدكتور زيد الزبيدي خريج كلية الطب / جامعة البصرة ، وهو إلى جانب عمله كطبيب في خدمة المرضى تحمِله طيبته وإنسانيته لرعاية الحيوانات أيضاً والعطف عليها وإنقاذها ، وله مواقف إنسانية عديدة في إنقاذ القطط والكلاب المحلية بشكل خاص  .

 ــ شذى / نشكرك على وقتك واستعدادك للتواصل مع المُتابعين والمتابعات من خلال هذا الحوار ، أهلاً بك د. زيد .
د. زيد / وأهلاً بكم جميعاً من متابعين ومتابعات .

ــ شذى / حوارنا اليوم سيكون مُخصصاً عن مرض التوكسوبلازموسس والذي هو من ضمن اهتمامات مُربي القطط ، نرجو الإفادة بنبذة عنهُ ؟
د. زيد / التوكسوبلازموسس (  Toxoplasmosis  ) هو مرض يصيب معظم الحيوانات من ذوات الدم الحار بما في ذلك الإنسان ، يٌسببه طفيلي يُسمى علمياً بالـ :
Toxoplasma gondii



طرق الإصابة هي التالية :
تناول اللحوم النيئة أو الغير مطبوخة بصورة جيدة خصوصاً لحوم الأغنام والأرانب ، شرب المياه الملوثة الغير المعقمة ، تناول الخضراوات والفواكه الملوثة بالتربة والغير مغسولة غسلاً جيداً .
أما الأعراض فبعض المرضى يعانون من تورم بالغدد اللمفاوية وبدون ألم ، والبعض الآخر يعاني من نحول ، ارتفاع في درجات الحرارة ، صداع ، آلام العضلات والتهاب الحنجرة .
 لكن أغلب حالات الإصابة تكون بدون أعراض ويُشفى الإنسان منها بشكل تلقائي .

ــ شذى / وصلنا إلى التشخيص والعلاج ....
د. زيد / التشخيص يتم عن طريق فحص الدم للعثور على الأجسام المضادة للطفيلي ، أغلب المرضى لا يحتاجون للعلاج  ( Self limiting  ) ، باستثناء حالات نادرة يكون فيها المرض شديد فيُوصي الأطباء بأدوية مُضادة للطفيلي .

ــ شذى / هناك جانب الوقاية الصحية ، وهو مهم جداً وبالإمكان اتباعه تجنباً للإصابات ، ما هي توصياتك بهذا الخصوص ؟
د. زيد /  نعم ، هناك نقاط عديدة مُمكن اتباعها :
لبس القفازات عند التعامل مع التربة  ، غسل الفواكه والخضراوات جيداً قبل تناولها ، الحرص على غسل اليدين بالماء والصابون بعد التعامل مع فضلات الحيوانات على اختلافها  ، الامتناع عن تناول اللحوم النيئة ، طبخ اللحوم بصورة جيدة قبل تناولها ، الامتناع عن شرب الماء الغير المعقم ، عدم شرب حليب غير مبستر ، المحافظة على نظافة الأواني والأماكن بشكل عام .

ــ شذى / ربما في مجتمعنا بالذات يتم الربط دائماً بين التوكسوبلازموسس وتربية القطط في المنزل وإصابة المرأة الحامل ، ما مدى صحة هذا الربط ؟
د. زيد / طرق الإصابة بالمرض والتي ذكرتها أعلاه ، يستطيع المتابع / المتابعة أن يلاحظ بأن القطط لم تُذكر فيها ، وأدناه الفقرة الخاصة بطرق انتقال العدوى والمُثبتة في كتاب الديفدسون للطب الباطني  :

لا يوجد أي إشكال على المرأة الحامل بتربية القطط ، فالطريقة الأكثر انتشاراً للإصابة هي أكل اللحوم النيئة والغير المطبوخة جيداً ، وكذلك الخضراوات والفواكه الغير المغسولة جيداً .
ــ شذى / هل لك أن تعطينا صورة إضافية فيما يخص المرأة الحامل والتوكسوبلازموسس ؟
د. زيد / بالنسبة للمرأة الحامل والمُصابة بالمرض أثناء أو قبل الحمل بقليل تكون قادرة على نقل المرض للجنين عن طريق المشيمة في 60 % من الحالات .
نسبة 40 % من هذه الـ ( 60 % ) قد يُسبب المرض تشوهات خلقية للجنين .
في حالة وجود شك بالإصابة ممكن للمرأة وقبل أن تقرر الحمل أن تقوم بعمل تحليل ، يتم أخذ عينة الدم منها لتحليل المصل منه ، يُسمى (  Serology  ) للكشف عن وجود الأجسام المُضادة للتوكسو ، فإن كانت النتيجة ايجابية يتم مُعالجة المرأة بإعطائها دواء مضاد للطفيليات .
في كل الأحوال العلاج مُمكن وبسيط .

ــ شذى / بالنسبة للوقت الذي يستغرقه المُصاب للشفاء ، كيف تصفهُ ؟
الشفاء يكون حسب حال المُصاب / المُصابة ، أحياناً يتم العلاج خلال أسبوع ، بعض الحالات الأخرى تحتاج بحدود ستة أشهر إلى سنة للشفاء التام ، يتم أخذ عينة دم أخرى بعد هذه الفترة لتحليلها والتأكد من الشفاء التام للمريض  .
بهذه الإجراءات يكون الحمل آمن بالنسبة للمريضة .

ــ شذى /  هذا الحوار يقودنا لسؤالك كطبيب عن رأيك في تربية الحيوانات الأليفة في المنزل ؟
د. زيد / أنا أنصح بتربية الحيوانات الأليفة ( قطط ، كلاب .. إلخ ) فتربيتها مُفيدة جداً ولها  تأثيرات ايجابية جداً على الإنسان ، لقد أثبتت الكثير من الدراسات بأن تربية الحيوانات الأليفة مفيدة للإنسان ، ومنها دراسة قام بها المركز الأمريكي لأمراض القلب حيث تمّ الاستنتاج منها بأن تربية الكلاب أو القطط تُساعد الإنسان على العيش لفترة أطول وبصحة أفضل ، وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والاكتئاب .

ــ شذى / لك دور كبير في انقاذ القطط  والكلاب المحلية ، شخصياً تعرفنا على دورك هذا من خلال ( صفحة الخير لمؤازرة الكلاب المحلية والسائبة منها ) .....
د. زيد / نعم قمتُ بإنقاذ وتربية الكثير من القطط والكلاب المحلية خلال سنوات حياتي ، وحالياً أنا مُربي فخور لأربعة قطط محلية وكلبين محليين .

ــ شذى /  حدثنا عن بعض أسرارك بهذا الخصوص .....
ــ د. زيد / والدتي زرعت فيّ ومنذ صغري ( وكذا الحال مع إخوتي وأخواتي ) بذرة المحبة للحيوانات ، منها تعلمتُ حُبّ الحيوانات حيث كانت ولا زالت تقوم بالعطف على الحيوانات وانقاذها ورعايتها ، كبرت هذه البذرة بمرور السنين وأعطت ثمارها فأصبح انقاذ الحيوانات من الأذى الذي تتعرض له في الشوارع والعطف عليها  ومُساعدتها ( وعلى قدر الامكانيات المُتاحة لي ) هو من أهم أهدافي في الحياة ، وأشعرُ إنني قد أثَّرتُ بهذا في حياة الكثيرين من الأشخاص فتحولوا إلى أصدقاء ومُحبين للحيوانات بعد أن كانوا لا يهتمون لأمرها ، وهذا يزيد من اصراري على بذل جهود أكثر في مجال انقاذ الحيوانات وخصوصاً الكلاب والقطط المحلية السائبة .

ــ شذى / ما هي الدوافع وراء اختيارك دراسة الطب ؟
ــ د. زيد / تربيتُ منذ صغري على حُب مهنة الطب ، والدتي طبيبة ، وكانت تُشجعني دائماً وترى فيّ طبيب المُستقبل ، تفوقي في الدراسة أهلني لتحقيق حلمي في دراسة الطب ، وكان لجدي ( رحمه الله ) دور كبير في حياتي حيث كنتُ مُقرباً منه جداً ، محبته وتشجيعه لي لهما أكبر الأثر ، ولا أنسى زوجتي التي تُساندني وتقف إلى جانبي حتى أتخطى كل الصعوبات ، بالإضافة لكل ذلك رغبتي العميقة في خدمة الناس ومُساعدتهم ورعايتهم ، والعمل في المجال الطبي يمنح المرء هذه الفرص .

ــ شذى / كلمة أخيرة توجهها لكل من تابعوا الحوار هنا ..........
ــ د. زيد / أشكرُ كل الذين تابعوا هذا الحوار ، وأشكر بالذات أصدقاء ومُحبي الحيوانات لما يبذلونه من جهود لأجل حمايتها وانقاذها ، وأتمنى لهم جميعاً المزيد من التوفيق في جهودهم ، فجهودهم ثمينة جداً وترسم الأمل في أن يرتقي الإنسان بإنسانيته إلى الدرجة الحقة التي تليق به كإنسان .
الشكر أيضاً موصول لصفحة الخير لمؤازرة الكلاب المحلية والسائبة منها .

شذى / نختم حوارنا هذا بكل الشكر والتقدير للدكتور زيد ، متمنين له المزيد من التوفيق والخير ، مع الشكر لكل المُتابعين والمُتابعات .

ــــــــــــــــــــــــــ
بطاقة تعريفية بالدكتور زيد الزبيدي
من أُسرة علمية متميزة .
مواليد 1989 م .
درس الإعدادية في ثانوية المتميزين في الحارثية / بغداد .
خريج كلية الطب / جامعة البصرة
من هواياته مُطالعة الكتب ، خصوصاً في مجال علم الفلك وعلم الأديان .
ناشط في مجال انقاذ الحيوانات ومُساعدتها ( خصوصاً القطط والكلاب المحلية السائبة ) .

19
 7,000 Years BC When Women Ruled
سبعة آلاف سنة قبل الميلاد ، حين كانت النساء تحكم
رواية  بالانكليزية  للروائي مرشد كرمو

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتابة وتقديم  : شذى توما مرقوس
الأحد 17 / 11 / 2019 م
صدر للروائي المعروف مرشد كرمو وباللغة الانكليزية ، روايته الجديدة :
 7,000 Years BC When Women Ruled
سبعة آلاف سنة قبل الميلاد ، حين كانت النساء تحكم
 

حجم الرواية  وسط  6  × 9 انجات ، عدد الصفحات 284

صدرت الرواية عن دار النشر :
Outskirts Press, Inc
   Address: 10940  Parker Rd - 515
Parker, CO 80134


تدور أحداث القصة في أول مستوطنة بشرية ( موقع جرمو الأثري ) شمال شرق العراق ، حين تحولت البشرية تدريجياً من الصيد الى الزراعة وتربية الحيوانات ، وفي هذه الفترة ظهرت بوادر الفن والبناء المعماري والفلسفة والدين والملابس البسيطة ، وتمّ تحضير الخبز واختراع أدوات الطهي وغيرها .
القصة صراع بين الرجال والنساء على السلطة ، كذلك هناك قصة حب ضمن هذا النزاع بين معسكر النساء والرجال .
تبدأ القصة سنة 1954 مع البروفيسور بردوود من جامعة شيكاغو مع زوجته في موقع جرمو الذي يقع بين مدينتي كركوك والسليمانية .
يعلن البروفيسور، وهو يتطلع الى آثار الدور المتهدمة في موقع جرمو ،  بأَن الفحص الكيميائي للموقع أثبت بأن أمامه آثار أول قرية مأهولة في العالم.
وبعدها تعود بنا الرواية  الى الماضي السحيق ونعيش مع سكان تلك القرية التي تحكمها امرأة .
تدور أحداث القصة في العصر النيوليثي حين انتقل الإنسان من
الصيد الى الزراعة وتربية الحيوانات ، ونشهد فجر التقدم الإنساني في مجال الفن والبناء وعلم الفلك والزراعة والدين واختراع الأدوات الزراعية وصنع الخبز والخمر .
وتكون المرأة في تلك الفترة في الصدارة ، هي  الحاكمة الدينية والدنيوية . وتدريجيا ينشب خلاف بين معسكر الرجال والنساء للتحكم بالسلطة .
تحتوي الرواية أيضا قصة حب بين أحد الرجال ( كورا ) وحبيبته التي تحتجزها رئيسة القرية ( تابيثا ) ،  أما أسماء أبطال الرواية فكلها أسماء آرامية .
فالبطلان هما أريا ( أسد ) وكورا ( رجل ). ورئيسة القرية تابيثا أي طويثا ( أُنثى الغزال ) ، أما الرجل الذي يكتشف صنع الخبز فإسمهُ لخما .

الرواية باللغة الانكليزية فقط وهي متوفرة في موقع أمازنAmazon.com


أنقرْ على الموقع أدناه :

https://www.amazon.com/Marshal-Garmo/e/B081K6Y4QX?ref_=pe_1724030_132998060


 

نبذة  عن القاص والروائي مرشد كرمو :
ولِد المُحامي مرشد كرمو في العِراق ــ قَضَاء تلكيف عام 1953 م .               
دَرَسَ الابْتِدائيَّة في تلكيف ، والمُتَوَسِّطَة في بَغْداد والإِعْدادِيَّة في تلكيف .         
دَرَسَ في كُلِيَّة الآداب / جامِعة بَغْداد / قِسْم اللُغَة الفَرَنْسِيَّة ، ولمدة أربع سنوات حتى عام 1976 م .                                                                         
في عام 1976 م سَافَرَ إِلى الولايات المُتَحِدَة الأَمْرِيكِيَّة ، وعاشَ في ولايتي مشيغان وكاليفورنيا .                                                                     
إِضَافَة لِدِراسَتِهِ في جامِعةِ بَغْداد حَصَلَ على البكالوريوس في الأَدَبِ الانْكلِيزِيّ مِنْ جامِعةِ وين ستيت / قِسْم اللُغَة الانْكلِيزِيَّة / مشيغان  سنَة 1981 م ، والدكتُوراه في القَانون سنَة 1984 م مِنْ جامِعةِ ديترويت / كُلِيَّة القَانُون ، وعلى شَهادَةِ الماجستير في العلُومِ السِيَاسِيَّة ( قِسْم العلاقَاتِ الدُولِيَّة ) مِنْ جامِعةِ وين ستيت سنَة 1995 م في مشيغان باطْرُوحتِهِ حوْلَ العقُوبَاتِ الاقْتِصادِيَّة مِنْ 1914 م وانْتِهاءاً إِلى العقُوبَاتِ على العِراق .                                                     
عمِلَ كقَاضٍ لِلتَحْقِيق لِمُدَّةِ سَبْعِ سنَوات في محاكِم مشيغان ، وهو مُحامي ومُحاضِر ويُدرِّس العلُوم السِيَاسِيَّة في جامِعةِ ناشنال يونفرستي .                 
كاتِبٌ غَزِير العطَاء ، يكْتُبُ القِصَّة القَصِيرَة والطَوِيلَة ، الرِوايَة ، المَسْرَحِيَّة ، النَصّ السِينمائيّ ، والمَجَالات الأُخْرَى ، ويَتَنَوَّعُ هذا العطَاء لَغوِيَّاً أَيْضاً حيْثُ يكْتُبُ نِتَاجاتَهُ بالانْكلِيزِيَّة ، العرَبِيَّة ، الكلْدانِيَّة .
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة / شَاعِلُ الفَوانِيس ، الأَرْضُ الطَيِّبَة  ، أُمُّ الشَهيد ، مَوْت قَبْلَ الأَوان ، فَرِيقُ الإِعْدام ، كازِينو الحُرِيَّة ، العوْدَة  ، النَفَقُ السِرِيّ ، ذِكْرَيَات
، رُبعُ قَرْنٍ مِنْ العُزْلَة .

إِصْدارَاته /                                                                                     
1 ــ أَقْنِعة / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة .
2 ــ الصَبيّ والوَحْش / رِوايَة مَنْشُورَة بِاللُغَةِ الانْكلِيزِيَّة .                         
3 ــ مَدْرَسَةُ الأَبْطَال / رِوايَة بِالاشْتِراكِ مَعَ ( نوري عموري ) .
4 ــ حُلُم مُهَاجِر / مَسْرَحِيَّة مَنْشُورَة في كِتَابين بِاللُغَتَينِ العرَبِيَّة والانْكلِيزِيَّة .
5 ــ أكيتو / مَسْرَحِيَّة رِوائِيَّة بِاللُغتَينِ العرَبِيَّة والانْكلِيزِيَّة مَنْشُورَة في كِتَابينِ . 

مِنْ مَسرَحِيَّاتِهِ :
البَخيل ، زَواج خالد وخلود ،  حُبَّا بدراثا ،  حُبَّا بِمدرسة ، برونا أَصوتا ، كوارَا بحولتا .                                                                 

للمزيد عن الكاتِب مرشد كرمو ، يُرجى مراجعة موضوعي [   كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 19 )  ] المنشور عنه في موقع عنكاوا كوم ، موقع تللسقف كوم ، موقع نالا فور يو ، موقع بحزاني نت ، ومواقع أخرى .
الروابط : ــ

http://www.tellskuf.com/index.php/authors/1073-marq/58395-ju253.html


http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,813078.msg7477034.html#msg7477034


ألف مبروك للكاتب مرشد كرمو صدور روايته الجديدة ، مع تمنياتي له بالمزيد من العطاء والتوفيق .
تحياتي لجميع المتابعين والمتابعات .

20




صدور
رباعيات شعرية ـ تراجيديا : كم مرة وكم ؟
رباعيات شعرية : ومضات الألم الحاضر
للكاتب الشاعر صباح ميخائيل يعقوب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتابة :  شذى توما مرقوس
الأربعاء 23 / 10 / 2019 م
صدر للكاتب الشاعر صباح ميخائيل يعقوب ( والمعروف في الوسط الأدبي بإسم : صباح قيا ) كتاب رباعيات شعرية ـ تراجيديا : كم مرة وكم ؟ الصادرة عن دار :
Tellwell Talent
في  فانكوفر ــ كندا .
وتعكس الرباعيات الشعرية بعض اللوحات الحياتية المستوحاة من أرض الواقع ، تمّ تقسيمها على خمس مشاهد ، ويمثل كل مشهد تراجيديا حياتية معينة ، وقد تتداخل المشاهد أحياناً فيما بينها كنتيجة طبيعية لتداخل النوازع البشرية المتشعبة .
الكتاب يتألف من 102 صفحة وصادر بطبعة أنيقة ومرتبة وجميلة  ، وهو رباعيات شعرية تمّ ترجمتها أيضاً للانكليزية من قِبل المؤلِّف نفسه ، ويتسلسل الكتاب بالمحتويات التالية :ــ
 ــ الإهداء
 ــ شكر وتقدير
 ــ توطئة
ــ قصتي مع المحاولات الشعرية
ــ  المشهد الأول : لوحات من الواقع الاجتماعي
ــ المشهد الثاني : لوحات من الواقع السياسي
ــ المشهد الثالث : لوحات من الواقع العلماني الكنسي
 ــ المشهد الرابع : لوحات من الواقع الرعوي الكنسي
ــ المشهد الخامس : لوحات من الواقع الجنسي
ــ الهوامش
ــ نبذة عن الكاتب
ساهمت في الرسومات التوضيحية للكتاب إبنة المُؤلِّف الصغرى هبة ، وشقيقه طارق ميخائيل ، وقامت المحرِّرة إيفا ( من فريق فيفر عبر الانترنيت ) بوضع اللمسات الأخيرة لتنقيح الكتاب من الناحية اللغوية والنحوية .

مقطع من لوحات من الواقع السياسي :
كم مرة تبتسم والدموع في الأعين ؟
كم مرة تنادي متى أراك يا وطني ؟
كم مرة تسأل كيف ضعت مع الزمن ؟
كم مرة دفنوك عارياً بلا كفن ... كم ؟



 


كما صدر للكاتب أيضاً عن دار :
WESTBOW  PRESS
في انديانا ـ الولايات المتحدة الأمريكية
كتاب : ومضات الألم الحاضر  ، وهو رباعيات شعرية قام المؤلِّف بترجمتها للانكليزية تحكي في جزء منها عن الألم الذي لحق بالوطن وما جابهه المسيحيين والصابئة المندائيين واليزيديين من آلام كبيرة تمثلت في التهميش والتشريد والتهديد وغيرها من المصاعب التي تزخر بها القائمة وهي طويلة ، يتألف الكتاب من 150 صفحة ، صادر بطبعة أنيقة ومرتبة وجميلة كالمؤلَّف الأول ، الصور التوضيحية من رسم طارق ميخائيل شقيق المؤلِّف ، ويتسلسل الكتاب بالمحتوى التالي : ـ
ــ تمهيد
ــ شكر وتقدير
ــ مناجاة : أين أنتِ ؟
ــ معاناة : لمن أشتكي ؟
ــ تساؤلات : منْ يُلاما ؟
ــ وطني الحبيب
ــ إلتماس : اتركوني
ــ حيرة : أين أمضي ؟
ــ قصة قلبي : فمنْ يُعين ؟
ــ الهوامش .

مقطع من : لمنْ أشتكي
كم تمنيت زماناً ان أعود لدياري
فهي كالوردة عبق رغم أشواك البراري
مُرَّها حلو المذاقِ وسواها لا أجاري
مُتعة العاشق أن يُكوى بجمرٍ أو بنارٍ
لمن أشتكي ؟

 


ــــــــــــــــــــــــ
نبذة عن المؤلِّف :
الكاتب الشاعر صباح قيا ولد في العراق وتخرج من كلية الطب / جامعة بغداد ، ونال الشهادة العليا من المملكة المتحدة ، وقد أمضى سنين حياته في ممارسة اختصاصه بالأمراض الباطنية والقلبية .
انتقل من بغداد إلى المملكة المتحدة ومنها هاجر إلى أمريكا الشمالية متنقلاً بين كندا والولايات المتحدة الأمريكية .
يميل للأدب وكتابة الشعر بشكل خاص وأولى محاولاته الشعرية كانت في نهاية خمسينات القرن الماضي خلال مرحلة الدراسة الإعدادية ، ينشر كتاباته في موقع عنكاوا كوم والقوش نت ، وأيضاً في بعض المجلات والصحف الصادرة في بلاد المهجر ، يساهم في النشاطات الثقافية المتنوعة وفي المهرجانات الأدبية والفنية التي ينظمها الصالون الثقافي الكلداني سنوياً في وندزر كندا ، كما شارك في الحفل التضامني الذي أقامته إذاعة صوت الكلدان مع برنامج تبني عائلة في ديترويت أمريكا .

أخيراً تمنياتي للكاتب صباح قيا بالمزيد من العطاء .
شكراً لكل المتابعين والمُتابعات .
 

21
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني (  37 )       
( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )
     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 

 طَابِع المَوْضُوع : 
بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .
عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، أَتَوقَّفُ اليَوْم مَعكُنَّ / معكُم هُنا لِنَقْرأَ عنْ نعوم فتح الله سحار، مَعَ تَمنّياتي لَكم بِمُتابعة مُفيدة  .
   كُلّ الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين . 
                                                       
د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


نعوم فتح الله سحار  ( 1859 م ــ 1900 م )
 
حيَاة نعوم فتح الله سحار :
في بدايةِ النِصْفِ الثاني مِنْ القَرْنِ التَاسِع عشَر ونَتِيجة لِعوامِل  داخلِيَّة وأُخْرَى خارجِيَّة كانَ  لِولاياتِ العِراق الثَلاث : بَغْداد ، البَصْرَة ، المَوْصِل ، نَصِيبٌ مِنْ التَغْييرات الَّتِي وقَعتْ بِتَأْثيرِ النَهْضَةِ الأُوربِيَّة الَّتِي طالَتْ الدَوْلَة العُثْمانِيَّة تَأثُراً . وكانَ لِهذا الأَمْر انْعِكاسَات ايجابِيَّة على كُلِّ الوِلايَاتِ الواقِعة تَحْتَ حُكْمِ الدَوْلَة العُثْمانِيَّة ، وهكذَا ظهرَ عدَدٌ مِنْ الولاةِ الاصْلاحيين الَّذِين أَرادوا مُواكبَةَ التَقَدُّمِ الحاصِل في العالَمِ آنذَاك ، وكانَ مِنْ بَيْنِ هؤلاء الوُلاة الوالي مدحت باشا .
قُسِّمَ العِراق أَيَّامَ الاحْتِلال العُثْمانيّ إِلى ثَلاثِ ولايَات ( بَغْداد ، البَصْرَة ، المَوْصِل ) ، وكانَتْ هذِهِ الولايَات تَخْضَعُ أَحْيَاناً لِسُلْطةِ والٍ واحِد وأَحْيَاناً لِسُلْطةِ ثَلاث حُكّام ، تَولَّى مدحت باشا ولايَة العِراق بَيْنَ عامي 1867 م ــ 1870 م .
قَامَ هذَا الوالي بِتَغْييراتٍ كبِيرَة في النِظَامِ التَعْليميّ والسِياسيّ والقَضائيّ ، ونَجَحَ في ذَلِك ، وتَرَكتْ إِصْلاحاتهُ آثارَها الواضِحة على تَغْييرِ نَمَطِ العقْلِيَّة العِراقِيَّة ، حيْثُ سَنّ القَوانين العَصْرِيَّة ، ونَجَحَ في تَوْطينِ العشَائرِ المُتَنازِعة ، ونَظَّمَ أُسُس العِراق الإِدارِيَّة والمَالِيَّة ، وأَدْخَلَ التَعْلِيم الحدِيث وآخِرَ التَطوراتِ في عالَمِ المُواصلاتِ والاتِصالاتِ ، كمَا جلبَ أَوَّلَ مَطْبَعةٍ حكومِيَّة وأَصْدَرَ أَوَّلَ جرِيدَةٍ ( الزَوْراء ) والَّتِي كانَتْ تَصْدرُ بِاللُغتينِ العرَبِيَّة والتُرْكِيَّة ، وأَنْشأَ مَعامِل النَسِيج والحدِيد ، وأَنْجزَ مَشَارِيعَ عُمْرَانِيَّة مُتَعدِّدَة ، وحارَبَ الرَشْوَة والفَسَاد ، ونَجَحَ في نَقْلِ أَفْكارِ المُواطنَةِ الَّتِي أَعْلنَتْ عنْها الثَوْرَةُ الفَرَنْسِيَّة  . 
بِالإِضَافَةِ لِكُلِّ ما مَرَّ ظَهَرَتْ في حِيْنِها نُخْبَة مِنْ العِرَاقيين المُتَنَوِّرين الَّذِين تَأثَّروا   بِالنَهْضَةِ والتَطوُّرات الحاصِلَةِ في مُدُنِ الشَامِ ومِصْر ، ووجدوا فيها  الدَواء النَاجِع لِتَخْلِيصِ مُجْتَمَعِهم مِنْ الأَفْكارِ القَدِيمةِ البَالِيَة، فعمِلُوا بِجِدٍّ على التَرْويج لِمِثْلِ هذِهِ التَطوُّرات ، وهكذَا بَدَأَتْ وِلايَاتُ العِراقِ الثَلاثَة ، وعلى الخصُوص وِلايَة المَوْصِل ، تَعِيشُ نِعمَ التَطوُّراتِ الحدِيثَةِ بِكُلِّ مظَاهِرِها ، وكانَتِ المَوْصِل قَدْ بَانَ التَحْدِيثُ فيها أَكْثَرَ وضُوحاً وتَميُّزاً مِنْ بَقِيَةِ وِلايَاتِ العِراق بِسَبَبِ قُرْبِها مِنْ الدَوْلَةِ العُثْمانِيَّة مِنْ جِهة ولِصِلاتِها الاجْتِمَاعِيَّة والاقْتِصادِيَّة والدِينِيَّة مِنْ جِهةٍ أُخْرَى  ، فبَانتْ مَعالِمُ التَغْيير في الوِلايَة فتَأَسَّسَتْ المُسْتَشْفيات ، وبَدَأَ تَطْبِيق نِظَام البَلَدِيَّة ، وتَأَسَّسَتْ غُرْفَة التِجارَة ، وتَطَوَّرَتْ المَحاكِم ، وتَمَّ بِنَاء المَدارِس الرَسْمِيَّة ، وأُقِيمَتْ دائرَة لِلبَرِيدِ والمُواصلات ، كمَا تَأَسَّسَتْ مَطْبَعة حكومِيَّة ، وأَضْحتْ المَدِينَة مَزاراً لِلآثَارِيين الأُوربيين والرحالَة والمُبَشِّرين والدبْلُوماسِيين ، كمَا شَهَدَتْ المَدِينَة تَطوُّراً فِكْرِيَّاً وثَقَافِيَّاً ملحوظاً بِدخُولِ المَطابِعِ الحدِيثَةِ وانْتِشَارِ الصَحافَةِ .

 
في مِثْلِ هذِهِ الحقْبَة الَّتِي شَهدَتْ كُلَّ هذِهِ التَغْييرات ولِدَ نعوم فتح الله سحار في مَدِينَةِ المَوْصِل عام 1859 م ضِمْنَ أُسْرَة مسِيحيَّة مَوْصلِيَّة مُحافِظَة  ، وعِنْدَما شَبَّ أَدْخلَهُ أَهْلُهُ مَدْرَسَة الرِسَالَة ( الدومنيكيَّة ) ، في هذِهِ المَدْرَسَة تَعلَّمَ اللُغةَ العرَبِيَّة وقَواعِدَها وآدابَها ، وبَقِيَّة العلُوم الأُخْرَى على يَدِ أَساتِذَة مُتَخَصِّصين ، وعلى رَأْسِهِم المُعلِّم والبَاحِث ورَجُل الدِين الشَهِير  الخُوري ( وفيما بَعْد المَطْران )  يوسف داود اقليمس  ، ولَقَدْ أَثَّرَ هذَا المُعلِّم كثِيراً في مَسِيرَةِ نعوم العِلْمِيَّة والعمَلِيَّة .
يوسف داود هو ابْنُ الشَمّاس بهنام الَّذِي يَنْتَمي إِلى آل زبوني ، ولِدَ في 23 تِشْرِين الثَاني سَنَة 1829 م في العمادِيَة شمَال المَوْصِل ، تَعلَّمَ مبادِئ اللُغةِ الايطاليَّة سَنَة 1842 م لدَى الآبَاء الدومنيكان الايطاليين وتَفَوَّق فيها ، ودَرَسَ في المَدْرَسَةِ الارْبانِيَّة ( بروبغندا ) في روما ، وواظبَ على دِرَاسَةِ اللاتِينيَّة والفَرَنْسِيَّة والايطالِيَّة والانْكليزِيَّة ، كما اهْتَّمَ بِمُتَابعةِ العِبْرانِيَّة واليونانِيَّة والسرْيَانِيَّة ، ونَالَ عام 1855 م بَراءَةَ المَلْفنَة في اللاهوتِ والفَلْسَفَة ، وكوفِئ بِأَرْبَعِ جوائز فِضيَّة وذَهبِيَّة لِتَفوُّقِهِ ، وبَعْدَ أَنْ أَنْهى دِرَاسَتَهُ تَمَّ تَرْقِيتهُ مِنْ قِبَلِ السيد كيجي نَائبُ البَابا إِلى دَرَجةِ الكهنُوت ، ثُمَّ قَابَلَ البَابا بيوس التَاسِع الَّذِي منَحهُ برَكتَهُ وأَثْنَى علَيْهِ . 
تَأَسَّسَتْ المَدْرَسَة الدومنيكيَّة ( مَدْرَسَة الآبَاء الدومنيكان الايطاليين ) في المَوْصِل عام 1840 م وتَمَّ تَسْلِيمها لِلآبَاءِ الدومنيكان الفَرَنْسِيّين سَنَة 1856 م ، وكانَ لِهذِهِ المَدْرَسَةِ أَثَرٌ بَالِغ على النَهْضَةِ العِلْمِيَّة في المَوْصِل لأَنَّها لَمْ تَقْتَصِر على تَعْلِيمِ أَبْنَاءِ الشَعْب المسِيحِيّ فَقَطْ  بَلْ دَخلَ فيها عدَدٌ مِنْ أَبْنَاءِ المُسْلِمين أَيْضاً ، وذَكرَ القَاصِدُ الرَسُوليّ لِبِلادِ ما بَيْن النَهْرينِ  ( الأَبّ تريوشي ) الَّذِي زَارَ وِلايَةَ المَوْصِل في مُنْتَصفِ القَرْنِ التَاسِعِ عشَر إِنَّ عدَدَ المَدارِس في أَواخِرِ فَتْرَةِ الآبَاءِ الدومنيكان الايطاليين كانَ سِتَةَ عشَرَ مَدْرَسَة وأَصْبَح عدَدَها تِسْعةَ عشَر مَدْرَسَة في سَنَةِ 1856 م تَنْتَشِرُ في عمُومِ المَوْصِل وضواحيها ، أَيْ بَعْدَ مَجيء الآبَاء الدومنيكان الفَرَنْسِيّين .
تَفَوَّقَ نعوم فتح الله سحار في دِرَاسَتِهِ بِتَميُّز ، فنَالَ اهْتِمامَ وتَشْجيعِ مُعلِّميهِ ، ولمَّا تَخرَّجَ انْتُدِبَ لِلتَدْرِيس فيها لِمَا يَقْرُبُ مِنْ رُبْعِ قَرْن ، وهكذَا أًتِيحتْ لَهُ الفُرْصَة لِيَنْهلَ أَكْثَرَ مِنْ علُومِ اللُغاتِ التُرْكيَّة والعرَبِيَّة والفَرَنْسِيَّة ويَتَوَسَّعُ فيها ، وأَبْدَى نشَاطاً واقْتِداراً عالِيين أَديَّا إِلى تَرْقِيَتِهِ لِدَرَجةِ الإِشْرَاف على التَعْلِيم ، كمَا عُهِدَ إِلَيْهِ مُرَاقَبَةَ أَعْمَالِ الطِبَاعةِ في المَطْبَعةِ الدومنيكيَّة ، وأَدَّى واجِبَاتَهُ على أَفْضَلِ وَجْهٍ فنَالَ اسْتِحْسَانَ رُؤسَائهِ .

أَتى الآبَاء الدومنيكان في شِتَاء 1858 م بِمَطْبَعةٍ بِدائيَّة حَجَرِيَّة ( لِيثوغرافيَّة ) تَقُومُ بِالطِباعةِ بِطَرِيقَةِ القَوالِب ، واسْتَمَرَّتْ هذِهِ المَطْبَعة في العمَلِ حتَّى سَنَة 1860 م ، ولأَنَّ المَطْبَعة لَمْ تَعُدْ تُلبِّي الاحْتِياجات  ، قَرَّرَ الآبَاء الدومنيكان السَعي لِلحصُولِ على مَطْبَعةٍ حدِيثَةٍ تُواكِبُ الطلبَات المُتَزايدَة على الطَبْع ، فاسْتَعانوا  بِالقَاصِد الرَسُوليّ المَطْران هنري امانتون الَّذِي قَامَ بِشَحْنِ مَطْبَعةٍ ايطالِيَّة حدِيثَة  إِلى المَوْصِل ، ووَصَلَتْ في نَيْسَان سَنَة 1860 م ، وهي أَوَّل مَطْبَعة في مَدِينَةِ المَوْصِل . 
عَرَفَ سحار الدَوْر المُهِم والخَطير الَّذِي تَلْعبَهُ اللُغة في تَطوُّرِ ثَقَافَةِ الفَرْدِ ونضُوجِهِ فِكْرِيَّاً ، ومِنْ ثَمَّ المُجْتَمَع ككُلّ ، خصُوصاً إِذا ما تَعدَّدَتْ اللُغات الَّتِي يَتَمكَّنُ الفَرْدُ مِنْها ، وهذَا  ما أَدْرَكهُ أَيْضاً العدِيد مِنْ رِجالِ الدِينِ المَسِيحيّين الَّذِين أَوْلُوا اللُغةَ عِنَايَة فائقَة ، فأَلَّفُوا فيها كُتُباً وبحُوثاً ودِراسَات ، ولِهذَا كانَ سحار مُنَاصِراً لِتَعلُّمِ اللُغاتِ ومِنْها التُرْكِيَّة ، فانْصَرَفَ لِتَأْلِيفِ كُتُبِ التَعْلِيمِ ، وشَرَحَ فيها قَواعِدَ هذِهِ اللُغة بِشَكْلٍ سَلِس ومُبسَّط لِلمُبْتَدِئين ، وشَجَّعهُم في كُتُبٍ خاصَّة إِلى اتْقَانِ اللُغةِ التُرْكِيَّة ، ومِنْ هذِهِ الكُتُبِ الَّتِي طُبِعتْ في المَوْصِل  ( التُحْفَة السَنِيَة لِطُلاَّبِ اللُغةِ العُثْمانِيَّة ) ، وهو في قِسْمينِ طُبِعا عام 1894 م ، وكِتَابُ ( القِراءَة التُرْكِيَّة ) الَّذِي طُبِعَ عام 1892 م ، وكِتَابٌ آخَر بِعُنْوان ( المُكالَمَات ) ، تُرْكِيَّة وعرَبِيَّة ، وطُبِعَ سَنَة 1896 م ، وقَدْ لاقَتْ هذِهِ الكُتُب انْتِشَاراً واسْتِحْسَاناً .
اهْتَمَّ سحار بِالأَدَبِ العرَبِيّ وأَبْدَى عِلْمَاً ومَعْرِفَةً واسِعين في النَظْمِ والنَثْر ، وأَلَّفَ في ذَلِك كِتَاب ( أَحْسَنُ الأَسَالِيب لإِنْشَاءِ الصكُوكِ والمَكاتِيب ) ، كمَا سَلكَ سحار نَظْمَ الشِعْر ، فوَصَلَ إِليْنا بَعْضاً مِنْ شِعْرِهِ ، وفُقِدَ الكثِير مِنْهُ .
تَوَجَّهَ نعوم عبد الله سحار لِكِتَابَةِ المَسْرَحِيَّات حيْثُ وَجَدَ فيها رِسَالَة تَرْبَويَّة وأَخْلاقِيَّة وتَعْلِيمِيَّة نَاجِعة ، وأَيْقَنَ إِنَّ هذِهِ الرِسَالَة مِنْ المُمْكِن لَها أَنْ تُؤَدِّي دَوْراً نَاجِحاً إِذَا ما عُجِنَتْ بِمِياهِ المُتْعةِ والتَرْفيهِ لِكسْبِ الجَمْهُورِ ، في وَقْتٍ أَخَذَ المَسْرَح يَجِدُ مَكاناً لَهُ في نفُوسِ طلَبَةِ المَدارِس الدِينِيَّة في المَوْصِل في الرُبْعِ الأَخيرِ مِنْ القَرْنِ التَاسِعِ عشَر بَعْدَ شيوعِ تَجارُبَ مَسْرَحِيَّة لِحنا حبش والمَسْرَحيّ ( هرمز نرسو الكلداني ) اللذَانِ سَبَقَا نعوم في النَشَاطِ المَسْرَحيّ .
ولَقَدْ أَوْلَى سحار اهْتِماماً خاصاً لِلفَنِّ المَسْرَحيّ ، وسَانَدَهُ في ذَلِك مَعْرِفَتَهُ بِاللُغةِ الفَرَنْسِيَّة الَّتِي مَكَّنَتْهُ مِنْ الاطِلاعِ على تَجارُبِ المَسْرَحِ الفَرَنْسِيّ ، إِضَافَة إِلى إِيمانِهِ بِأَنَّ تُرَاث العالَم المَسْرَحيّ فيهِ ما يَكْفي مِنَ المَواضِيعِ الشَيقَةِ المُهِمَّة والحوَادثِ المُثِيرَةِ والَّتِي يُمْكِنُ الاسْتِفادَة مِنْها في خِدْمَةِ الإِنْسَانِ العِراقِيّ المُعاصِر وتَرْكِ الأَثَرِ الحسَنِ في نَفْسِهِ ، فاهْتَمَّ بِالمَسْرَحِ في المَدْرَسَةِ الدُومنيكيَّة ، وبَدأَ يَكْتُبُ ويُتَرْجِمُ المَسْرَحِيَّات ويَقُومُ طُلاَّبُ المَدْرَسَةِ بِتَمْثِيلِها ، ويَحْضَرُ عرُوضَها رِجالُ الدِين وطلَبَة المَدْرَسَةِ وعوائلِهم ، وواظَبَ الكثِيرون على دَعْمِها مادِيَّاً ومَعْنَوِيَّاً .
  اخْتَارَ نعوم لِمَسْرَحِيَّاتِهِ الخَوْض في ما يَتَعلَّقُ بِمَواضِيعِ الأَخْلاقِ والقِيَمِ ، وتَوْجيهِ الانْتِقَادِ إِلى العاداتِ السَيئَةِ والمُمارَسَاتِ الاجْتِماعِيَّةِ المَحلِيَّة الخاطئَةِ . 
أَفْنَى نعوم فتح الله سحار حيَاتَهُ في خِدْمَةِ الرِسَالَةِ الدومنيكيَّة ، فكانَ نَشَاطهُ مُتَميَّزاً في مَجالِ التَعْلِيمِ والإِشْرَافِ على المَطْبَعةِ وكِتَابَةِ المَسْرَحِيَّاتِ وإِخْرَاجِها ، وتَقْدِيراً لِكُلِّ خَدَماتِهِ فَكَّرَ القَائمين على الرِسَالَةِ وطُلاَّبِهِ بِتَهْيئَةِ احْتِفَالٍ لِتَكْرِيمِهِ بِمُنَاسَبَةِ مرُورِ خَمْسٍ وعِشْرِين عاماً على ذَلِك ، غَيْرَ أَنَّ المَرَض داهمَ نعوم فَجْأَةً إِذْ أُصِيبَ بِحُمَى قَاتِلَة مَاتَ على إِثْرِها بَعْدَ عِدَّةِ أَيَّامٍ في السَابِعِ والعِشْرِين مِنْ آذار سَنَة 1900 م ، وبِهذَا انْتَهتْ حيَاةُ هذَا المُبْدِع الَّذِي تَرَكَ خَلْفَهُ سجِلاً حافِلاً بِالإِنْجازَات .



مِنْ تَجارُب  نعوم فتح الله سحار المَسْرَحِيَّة  :
ــ نعوم فتح الله سحار ( 1859 م ــ 1900 م ) قامَ بِتَرْجمَةِ مَسْرَحِيَّة ( الأَمير الأَسير ) عَنِ الفَرَنْسِيَّة ، ومُثِّلتْ على مَسْرَحِ الآباءِ الدُومنِيكان في المَوْصِل عام 1895 م  . 

ــ مَسْرَحِيَّة (  إِيَّاكَ ومُعاشَرَةِ الأَشْرَار ) .

ــ مَسْرَحِيَّة ( الفَتَيان الأَسِيران ) .
ــ مَسْرَحِيَّة (  الرَأْس الأَسْود ) .
ــ مَسْرَحِيَّة ( الدَراهِم الحَمْرَاء ) .

 ــ قَامَ بِتَرْجمَةِ نَصّ مَسْرَحِيَّة ( لطيف وخوشابا ) عَنِ اللُغَةِ الفَرَنْسِيَّة وإِبْرازِ مَوْضُوعِها في وَاقِعِ المُجْتَمَعِ العِراقِيّ ، وقَدْ كانَتْ أَوَّلَ مُحاوَلَةٍ رائدَةٍ في مَجَالِ تَرْجمَةِ المَسْرَحِيَّات الفَرَنْسِيَّة
لَمْ يُبقِ نعوم فتح الله سحار مِنْ طابِعِها الفَرَنْسِيّ شَيْئاً حيْثُ منَحَ لَها جَوَّاً عِرَاقِيَّاً وشخُوصاً عِرَاقِيَّة وحِواراً عامِيَّاً مَوْصِلِيَّاً .
المَسْرَحِيَّة تَتَكوَّنُ مِنْ فَصْلٍ واحِدٍ بِأَرْبعٍ وعِشْرِين مَنْظَراً مِنْ المَنَاظِرِ القَصِيرَة .
تَمَرْكزَ مَوْضُوعُ المَسْرَحِيَّة حوْلَ التَمْييزِ الاجْتِمَاعيّ أَوْ الطبَقيّ الغيْر العادِل ، وأَبْرَزَ مُعانَاة الطبَقَةِ الَّتِي يَتِمُّ اسْتِغْلالَها ، وشعُورِها بِالظُلْمِ ، وتَنَامي الشعُور لَدَيها بِضَرُورَةِ الكِفَاحِ مِنْ أَجْلِ كرَامَتِها ونَيْلِ حقِّها ، وتَمَّ اسْتِبْدال البِيئَة والشَخْصِيَّات الفَرَنْسِيَّة بِبِيئةٍ عِراقِيَّة وشَخْصِيَّاتٍ سرْيَانِيَّة عِرَاقِيَّة .
فَضَّلَ نعوم الجَمْع بَيْنَ العرَبِيَّةِ الفُصْحى والعامِيَّةِ المُسْتَحْدثَة في مَنْطقَةِ المَوْصِل لإِقَامَةِ لُغَةِ المَسْرَحِيَّة .
يَقُولُ المُؤَلِّف : خضر حسن جمعة في ( حصاد المَسْرَحِ في نَيْنَوى  1880 م ــ 1971 م ) عَنْ هذِهِ المَسْرَحِيَّة ، التَالي : ــ
[ .... وبالرغم من كثرة الوعظ والإرشاد الوارد في المسرحية إضافة إلى أن شخوص نعوم كانت أحادية الجانب فهي بيضاء وإما سوداء ، أما خيرة وإما شريرة ، إلا إننا نطري مقدرته في إدارة الحوادث ، ففي مسرحيته نحس بإدراك سليم للكثير من المقومات الأساسية لفن المسرح كعنصر التشويق ورسم الشخصيات ، وتعتبر مسرحية نعوم فتح الله سحار هذه رائدة الفن المسرحي العراقي ، وهي أول مسرحية موصلية اجتماعية تعني بمشكلة التمييز الطبقي والصراع الاجتماعي .... ] .
مَضْمُونُ المَسْرَحِيَّة يُصَوِّرُ لطيف الَّذِي كان والِدَهُ ( يوسف بك ) يُدَلِّلُ فيهِ  حتَّى أَفْسَدَهُ هذا الدَلال ، حيْثُ كانَ ( يوسف بك ) قَدْ انْجَرَفَ وراءَ حنَانَهُ الأَبَويّ الَّذِي تَغافَل عمَّا تَتَطلَّبَهُ التَرْبِيَةُ الصحِيحة مِنْ إِرْشَادٍ وحِكْمَة ، ولَمْ يَأْبه لِتَنْبِيهِ المُعلِّم ( ميخائيل )  ولا إِلى شَكْوَى البُسْتَانيّ ( بحو ) ولا إِلى الخال ( سموعي ) والفَلاَّح ( بتو ) زَوْج مُرْضِعة لطيف .
وهكذَا كانَ لطيف نَمُوذَج الإِبْن المُدَلَّل الفَاسِد وفي المُقَابِل كانَ خوشابا نَمُوذَج الوَلَدِ الطيِب المُؤَدَّب ، واسْتَخْدَمَ سحار أسْلُوبَ المُقَارنَةِ بَيْنَ سلُوكِ الإِثْنين . 
طُبِعتْ المَسْرَحِيَّة عام 1893 م ، بِمَطْبَعةِ الآبَاءِ الدُومنِيكان في المَوْصِل  ، وتَكوَّنَتْ مِنْ ثَلاثٍ وثَمَانِين صَفْحة ، وهذِهِ المَسْرَحِيَّة تُرْجِمَتْ بِتَصَرُّفٍ عَنْ مَسْرَحِيَّةٍ فَرَنْسِيَّة .
وفي مُقَدِّمَةِ المَسْرَحِيَّة يَشْرَحُ نعوم عَنْ مَضْمُونِ الرِوايَةِ فيَذْكُرُ :
  ( إن مضمون هذهِ الرواية الأدبية هو أولاً : حث الوالدين كي يحسنوا تربية أولادهم ولا يتركونهم  أن يفعلوا بحسب هواهم وإرادتهم مهما كانوا أعزاء عليهم ومحبوبين منهم ..... ، وثانياً : يعلمنا مضمون هذه الرواية الصفح عما ألحقه بنا الغير من الضر والإساءة .... ) ،  ويَذْكُرُ أَيْضاً إِنَّهُ غَيَّرَ عُنْوانَ المَسْرَحِيَّة مِنْ الفَرَنْسِيَّة :
  ( فدعوتها برواية لطيف وخوشابا مثلما بدلت اسماء بقية المشخصين ، واجتهدت باستخراجها إلى اللغة العربية التي يستعملها القرويون القاطنون في كوردستان عند تكلمهم ) . 

 




نعوم فتح الله سحار لَهُ العدِيد مِنْ المُؤَلَّفات :
التُحْفَة السنِيَة لِطُلاَّبِ اللُغَةِ العُثْمانِيَّة / جُزْءان / عام 1894 م .
القِرَاءةُ التُرْكِيَّة / عام 1893 م .
المُكالَمَات / عام 1896 م .
أَحْسَنُ الأَسالِيب لإِنْشَاءِ الصكُوكِ والمَكاتِيبِ .


تَقْييم تَجْرُبَة نعوم فتح الله سحار المَسْرَحيَّة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مُلاحظَة : جزِيل الشُكر لِلأَخ عبد المهدي جوج لِتَعاونِهِ معي في الحصُولِ على اسْتِنْسَاخ الفَصْل الأَوَّل المُعنوَّن بِـ ( حياة نعوم فتح الله سحار ) ، مِنْ كِتَاب ( مَسْرَحِيَّات نعوم فتح الله سحار المَفْقُودَة ، دِراسَة ونصُوص ) لِلمُؤلِّف : أ.د. علي محمد هادي الربيعي ، الطبْعة الأُولَى ـ بَغْداد ـ 2015 م . 

 







إضافة للإفادة :   
                                                                 

مِنْ بحُوث الكاتِب سالم ايليا  عَنْ رِوايَة لطيف وخوشابا :                             
                                                             
           
ــ رِوايَة لطيف وخوشابا ..... أَوَّلُ نَصٍّ مَسْرَحِيّ نُشِرَ في العِراق / نُشِرَ في مَوْقِع ( مُلْتَقَى أَبْنَاء المَوْصِل ) بِتَارِيخ 14 / 5 / 2011 م .                                 
ــ لطيف وخوشابا والالْتِباس في المَعْنَى بَيْنَ المَخْطُوط والمَطْبُوع .                 



ولَقَدْ علَّقَ د. سيار الجميل على ( رِوايَة لطيف وخوشابا .... أَوَّلُ نَصٍّ مَسْرَحِيّ نُشِرَ في العِراق ) بِالتَالِي :                                                                   
عزيزي الأستاذ سالم ايليا قَرَأْتُ مَقَالكَ المُمْتِع عَنْ أَوَّلِ مَسْرَحِيَّة طُبِعَتْ في العِراق وهي المَوْسُومَة بـ " لطيف وخوشابا " الَّتِي تُرْجِمَتْ عَنْ أَصْلِهِ الفَرَنْسِيّ الَّذِي كانَ نَسَبَها المَرْحُوم الدكْتُور عمر الطالب خَطأ لِمدام دي بوفوار في مَوْسُوعةِ أَعْلامِ المَوْصِل ( تَرْجَمته لِنعوم فتح الله سحار ) ، فإِذَا كانَتْ المَسْرَحِيَّة قَدْ تُرْجِمَتْ بِالمَوْصِل ونُشِرَتْ فيها عام 1893 م ، فكيْفَ كانَتْ في الأَصْلِ لِلمدام سيمون دي بوفوار الَّتِي عاشَتْ بَيْنَ ( 9 كانون الثاني 1908 ــ 14 نيْسَان 1986 ) ؟ فَضْلاً عَنْ خَطأ آخَر ارْتَكبَهُ الرَجُل في عُنْوانِها إِذْ سَمَّاها بـ :
Fam Fam E TCOLAS


في حِيْنِ يَقُول نعوم فتح الله سحار في مُقَدِّمَةِ كِتَابِهِ :
" وكانَتْ هذِهِ الرِوايَة مُعنْونَة بِأَصْلِها الفَرَنْسِيّ 
FAN FAN ET COLAS

فدَعَوْتُها بِرِوايَةِ لطيف وخوشابا مِثْلَما بَدَّلْتُ أَسْماء بَقِيَّةِ المُشَخصّين واجْتَهَدْتُ باسْتِخْراجِها إِلى اللُغةِ العرَبِيَّةِ البَسِيطَةِ رَجاءَ أَنْ يَفْهمَها الجمِيع . "
هُنا علَيْنا أَنْ نَبْحثَ عَنْ أَسْمِ مُؤَلِّفِها بِالفَرَنْسِيَّة ، فهو الكاتِب والفنَّان والمُوسِيقَار وعازِف الهاربسيكورد الفَرَنْسِيّ لويس عمائيل جادين الَّذِي شَهِدَ الثَوْرَةَ الفَرَنْسِيَّة في شَبَابِهِ .... عاشَ بَيْنَ 21 سبتمبر 1768 ــ 11 أبريل 1853 ، ولِدَ في فرْساي ، عَمِلَ في وَقْتٍ لاحِقٍ مونسنيوراً لأَحَدِ المسَارِحِ وأَقَامَ أَوَّلَ أُوبرا لَهُ في فرْساي عام 1788 ، ثُمَّ أَصْبَحَ مُوسِيقِيَّاً في الحرَسِ الوَطَنِيّ عام 1802 ، كما شَغِلَ مَنْصِب أُسْتَاذ المُوسِيقَى في 1806 ، وكانَ مُدِيراً لِمَسْرَحِ موليير ، فازَ في وَقْتٍ لاحِق بِشُهْرَةٍ عرِيضَة كعازِف البيانو وقَامَ بِالتَدْرِيسِ في المَعْهدِ المُوسِيقِيّ في بَارِيس ، واعْتُبِرَ واحِداً مِنْ جوْقَةِ الشَرَفِ عام 1824 ونُشِرَتْ لَهُ العدِيد مِنْ المُؤَلَّفاتِ في بَارِيس حَيْثُ تُوُفِّيَ ، أَعُودُ إِلى نعوم فتح الله سحار الَّذِي يُعْتَبَرُ أَحَد الرُواد المُؤْسِّسين لِفَنِّ المَسْرَحِ في العِراق ، وإِنَّ اخْتِيارَهُ إِحْدَى رِوايَات المُبْدِع الفَرَنْسِيّ جادين ، يَدُّلُ دلالَةً كبِيرَة على قَصَبِ سَبْقِ المَوْصِل غَيْرها مِنْ مُدُنِ المَشْرِق بِالاتِصالِ بِالثَقَافاتِ الأَوربِيَّة الحدِيثَة مُنْذُ القَرْنِ التَاسِعِ عشَر ، إِنَّ غُبْناً تَارِيخِيَّاً كبِيراً لَحِقَ بِالمُثَقَّفين والمُبْدِعين المَوْصِليِّين الحقِيقِيّين مُنْذُ ذلِكَ الوَقْت وحَتَّى يَوْمنا هذَا ... دُمْتَ صَدِيقي العزِيز ...
 
ــ انْتَهى ــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


المَصَادِر /                                                                                       
 
( 1 )                                                                                           
مَوْضُوع / دَوْرُ الكلْدان السرْيَان الآشُورِيين في نَشْأَةِ المَسْرَحِيَّة في العِراق .   
بِقَلَمِ : سعدي المالح                                                                       
مَوْقِع إِيلاف                                                                                 
في 6 / ابْرِيل / 2008 م .                                                                 
 الرَابِط :
http://elaphjournal.com/Web/Culture/2008/4/319177.htm





( 2 )                                                                                           
مَوْضُوع / نُبْذَة تَارِيخِيَّة عَنْ بِدايَات المَسْرَحِ العِراقِيّ .                               
( عَنْ كِتَاب ــ الحيَاةُ المَسْرَحِيَّة في العِراق ــ لِمُؤَلِّفِهِ أحمد فياض المفرجي )   
مَوْقِع دائرَةُ السِينَما والمَسْرَح                                                           
في 16 / 10 / 2011 م .                                                               
   
الرَابِط :
نُبْذَة تَارِيخِيَّة عَنْ بِدايَات المَسْرَحِ العِراقِيّ


 ( 3 )                                                                                           
 مَوْضُوع / مَسْرَح حنا رسام ، مَعَ نَصِّ مَسْرَحِيَّة أَحدُوثَة البَاميا                     
( دِرَاسَة )                                                                       
الكاتِب : مثري العاني                                                                       
نُشِرَتْ هذِهِ الدِرَاسَة في : إِضَاءات مَوْصِلِيَّة / العَدَد 81 / آذار ـ 2014 م .       
الرَابِط :
http://mosulstudiescenter.uomosul.edu.iq/files/pages/page_9235331.pdf



( 4 )                                                                                             
دِرَاسَة / النَشَاطاتُ الثَقَافِيَّة لِلمُكوَن المَسِيحِيّ في العِراقِ مِنْ أَواخِرِ القَرْنِ التَاسِعِ عشَر حَتَّى عام 1939 م .                                                       
م . م . هيثم محيي طالب الجبوري                                                         
جامِعةُ بَابِل / كُلِيَّة التَرْبِيَة لِلعلُومِ الإِنْسَانِيَّة / قِسْمُ التَارِيخ                             
عَنْ / مَجَلَّة مَرْكزِ بَابِل لِلدِرَاسَاتِ الإِنْسَانِيَّة ، المُجلَّد 5 ، العَدَد 2 ، سَنَة 2015 م
الصَفَحَات داخِل العَدَد مِنْ ص 58  ــ ص  81 .                                         
الرَابِط :
http://www.bcchj.com/views.aspx?sview=180

 
( 5 )                                                                                             
مَوْضُوع / الحَضَارَة المَسِيحِيَّة في العِراق عِبْرَ العصُور                               
عُنِيَ بِتَحْرِيرِها : بهنام فضيل عفاص                                                     
مَوْقِع أَصْدِقَاء مِنْ فيروزة .                                                           
تارِيخ النَشر : السبت 16 / مارس / 2013 م .                                   

الرَابِط :
http://fairouzehfriends.ahlamontada.com/t5907-topic

 
(  6 )                                                                                           
مَوْضُوع / المَسْرَحِيَّة العِراقِيَّة : شؤونٌ وشجُون ( 1 )                               
الكاتِب : تيسير عبد الجبار الآلوسي                                                     
ــ أُسْتَاذ الأَدَب المَسْرَحِي ــ                                                               
مَوْقِع الحِوار المُتَمدِن
   العدد 1965 ، في 3 / 7 / 2007 م .                                                   
                                                                             
الرِابِط :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=101621&r=0


(  7  )                                                                                         
كِتَاب / حصادُ المَسْرَح في نيْنوى ( 1880 م ــ 1971 م )  .                       
المُؤلِّف : خضر جمعة حسن                                                           
 

 

 

 

                                                                                             

( 8 )
 
  مَوْضُوع /  ما هي قِصَّة العثور على أَوَّل نَصّ مَسْرَحي يُطْبع في العِراق .
الكاتِب :  أحمد فياض المفرجي .
ملاحق جرِيدَة المَدَى اليَوْمِيَّة ـ الأَخْبَار ـ الملاحق ـ ذاكِرَة عِراقِيَّة .
تارِيخ النَشر : الثلاثاء 1 ـ 5 ـ 2012 م .

الرَابِط :
http://www.almadasupplements.com/news.php?action=view&id=4498#sthash.8tXZSAzz.dpbs


( 9 )
     
مَوْضُوع : نعوم فتح الله سحار رائد المَسْرَحيَّة  في العِراق .
الكاتِب : ميديا العراق . 
المَوْقِع : مرسى نيوز .
تاريخ النَشر : 1 / مارس / 2017 م .

الرَابِط :

http://www.almarsa-news.com/?p=19618

     
( 10 )

مَوْضُوع : نعوم سحار  1276 ــ 1318 ه / 1859 ــ 1900 م .
تاريخ النشر : الأربعاء 10 يونيو
الكاتِب : آ . د . نجمان ياسين .
مَوْقِع : شَبَكة المَوْصِل الثَقافِيَّة .
الرَابِط : 
 http://shiaatalmosel.yoo7.com/t3595-topic


  ( 11 )                                                                                           
شُكر وامْتِنان خاصّ لِلأَخ عبد المهدي جوج لِتَعاونِهِ معي في تَوْفِير مَسْرَحِيَّة ( الدَرَاهِم الحَمْرَاء ) لِلمَسْرَحيّ نعوم فتح الله سحار .                                     
لَمْ أَنْشُرْ نَصّ المَسْرَحِيَّة لأَسْبَابٍ مِنْها : المَسْرَحِيّة طوِيلَة ( حوَالي 79 صَفْحَة ) حيْثُ يَبْدأُ نَصُّ المَسْرَحِيَّة في كِتَابِ ( مَسْرَحِيَّات نعوم فتح الله سحار المَفْقُودَة ) لِلمُؤَلِّف أ .د. علي محمد هادي الربيعي ، مِنْ صَفْحة 353 ــ 432                     
السَبَب الثَاني : إِنَّ المَسْرَحِيَّة بِاللَهْجةِ المَوْصِلِيَّة العامِيَّة ولَيْسَ بِالعرَبِيَّةِ الفُصْحى .


22
   


كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 36 )       
        ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 

             

 طَابِع المَوْضُوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                             

عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، أَتَوقَّفُ اليَوْم مَعكُنَّ / معكُم هُنا لِنَقْرأَ عنْ عطاءاتِ الكاتِب سليم حسون .                                                       

   كُلّ الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                         
                                 


د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سليم حسون ( 1871م ــ 1947 م ) .
ولِدَ سليم حسون في المَوْصِل عام 1871 م .
وهو صُحُفِي عِراقِي وكاتِب مَسْرَحِيّ وكتَبَ أَيْضاً المَقَالات .
تَلَقَّى تَعْلِيمَهُ في مَدْرَسَةِ الآبَاءِ الدُومنيكان ( المَدْرَسَة الاكلِيركيَة ) وهي مَدْرَسَة تَأَسَّسَتْ في المَوْصِل سَنَة 1854 م ، بَعْدَ تَخَرُّجِهِ مِنْها أَصْبَحَ واحِداً مِنْ أَعْضَاءِ الهَيْئَةِ التَدْرِيسِيَّة فيها ، ثُمَّ بَعْدَها في مَدْرَسَةِ الطاهِرَة بِالمَوْصِل ، ثُمَّ نَاظِر مَعارِف لِواء المَوصْلِ ، ودرَّسَ العرَبِيَّة في مَعْهَد مار يوحنا الحبِيب الكهَنُوتيّ في المَوْصِل ، وانْتَقَلَ بَعْدَ ذَلِك إِلى بَغْداد ومَارسَ الصَحَافَة هُنَاك . 
أَشْرَفَ على مُعْظمِ نَشَاطِ مَطْبَعةِ الدُومنيكان .
كانَ سليم حسون أَحد أَعْضَاء مَجْلِسِ مَعارِفِ لِواءِ المَوْصِل عام 1920 م ، وضَمَّ المَجْلِس أَيْضاً نَقِيب الإِشْرَاف عبد الغني النقيب ، أحمد فخري القاضي ، سليمان الجليلي ، نامق آل قاسم آغا ، مصطفى الصابونجي ، ناظم العمري ، محمد علي فاضل ، عبد الله النعمة ، فتح الله سرسم ، الدكتور حنا خياط ، يوسف الحلبي ، قسطنطين بيو .

قَضَى سليم حسون عُمْرَهُ بَيْنَ التَرْبِيَة والصَحَافَة والسِيَاسَة وعُيِّنَ مُفَتِّشاً في مُدِيرِيَةِ مَعارِفِ المَنْطقَةِ الشمَالِيَّة ، ثُمَّ نُقِلَ إِلى البَصْرَة بِصِفَةِ مُفَتِّش مَعارِف فيها عام 1922 م ، مَكثَ في البَصْرَة لِمُدَّةٍ قَصِيرَة ، ثُمَّ تَرَكَ الوَظِيفَة وسَافَرَ إِلى خَارِجِ العِراقِ وزَارَ بُلْداناً أُوربِيَّة عدِيدَة ، وعادَ بَعْدَها إِلى بَغْداد وأَنْشَأَ داراً لِلطِبَاعةِ فيها وعَمِلَ في الحَقْلِ الصحُفِيّ فحَرَّرَ جَرِيدَة النَادِي العِلْمِي عام 1919 م ، ثُمَّ أَصْدَرَ جَرِيدَة العالَمِ العرَبِي عام 1924 م .
انْضَمَّ لِلنَادِي العِلْمِي وأَصْبَحَ عضُواً في هَيْئَتِهِ الإِدارِيَّة ، وعُقِدَ لِلنَادِي أَوَّل اجْتِمَاعٍ في 18 / تشْرِين الثَاني / 1918 م ، كانَ مِنْ أَعْضَاءِ النَادِي المَذْكُور : الدكتور عارف معروف بك ، شريف الصابونجي ، مكي الشربتي ، حمدي جليمران ، فاروق الدملوجي .
تَمَّ إِغْلاق النَادِي مِنْ قِبَلِ السُلْطاتِ البَرِيطانِيَّة .
سَاهمَ في تَحْرِيرِ مَجَلَّةِ النَادِي العِلْمِي ، وقَدْ صَدَرَ عَدَدُها الأَوَّل في 15 / كانُون الثَاني / 1919 م ، وتَوَقَّفَتْ عَنِ الصدُورِ في 30 / نَيْسَان / 1919 م ، لَمْ يَصْدُرْ مِنْها سِوَى ثَمَانِيَة أَعْدَاد .
انْتُخِبَ في مَجْلِسِ النُوَّاب العِراقِي مَرَّتين .
سَاهمَ  في تَحْرِيرِ مَجَلَّة ( أَكْلِيل الورود ) بَيْنَ عاميّ 1902 م ـ 1909 م في المَوْصِل ، الَّتِي أَصْدَرَها الآبَاءُ الدُومنِيكان سَنَة 1902 م ( النُسْخَة العرَبِيَّة ) وخَصَّ المَجَلَّة بِعدَدٍ مِنْ قَصَائدِهِ ومَقَالاتِهِ .
[ مَجَلَّة ( أَكْلِيل الورود ) مَجَلَّة صَدَرَتْ في العِراق بِعدَدِها الأَوَّل  في كانُونِ الأَوَّل عام 1902 م ، وتَوَقَّفَتْ في كانُونِ الأَوَّل عام 1909 م ، وكانَتْ تَصْدُرُ بِثَلاثِ لُغاتٍ هي العرَبِيَّة والفَرَنْسِيَّة والكلْدانِيَّة ] .
كتَبَ عَنْهُ رفائيل بطي وكوركيس عواد ، وخير الدين العمري .
سَاهمَ في تَحْرِيرِ مَجَلَّةِ ( جَرِيدَة المَوْصِل ) والَّتِي كانَ رَئيسُ تَحْرِيرِها ( انيس صيداوي ) ، وقَدْ عاوَدَتْ صدُورَها بَعْدَ احْتِلالِ الانْكلِيز لِلمَوْصِل عام 1918 م وسَمَحُوا بِها .
كلَّفَتْهُ القُنْصُلِيَّةُ الالْمَانِيَّة بِإِدارَةِ مَكْتَبَتِها ( المَكْتَبَة الالْمَانِيَّة ) ، وصَادَفَ ذَلِكَ قَبْلَ الحَرْب العالَمِيَّة الأُولَى بِقَلِيل ، وبَعْدَ أَنْ أحْتَّلَ البَرِيطانِيُون المَوْصِل عام 1918 م عُيِّنَ مُفَتِّشاً لِمَعارِفِ مَنْطقَةِ المَوْصِل .
انْتَمَى سليم حسون إِلى حِزْبِ العهْد عام 1930 م وحِزْبِ الوَحْدَةِ الوَطَنِيَّة عام 1934 م ، وقَدْ عَمِلَ فَضْلاً عَنِ التَدْرِيسِ والصَحَافَةِ أَمِيناً لِلمَكْتَبَةِ الالْمَانِيَّة في العهْدِ العُثْمانِيّ ، ووكِيلِ نَاظِرِ المَعارِفِ في المَوْصِل في فَتْرَةِ الاحْتِلالِ ، وأَصْدَرَ جَرِيدَةَ ( العالَم العرَبِي )  بِبَغْداد عام 1924 م .
انْتُخِبَ سليم حسون نَائباً عَنِ الطائِفَةِ المَسِيحِيَّة في المَوْصِلِ في الدَوْرَةِ الأُولَى لِلبَرْلَمانِ ، ولَهُ في البَرْلَمانِ مَوَاقِفَ ايجابِيَّة عدِيدَة ( بِحَسَبِ المَصَادِر )  .
تُوُفِّيَ في 4 / تشْرِين الأول / 1947 م .

تَدَرَّبَ سليم حسون على يَدِ أُسْتَاذِهِ نعوم فتح الله السحار في تَرْجَمَةِ المَسْرَحِيَّات وذَلِكَ في مَدْرَسَةِ الآبَاءِ الدُومنِيكان .

بَرَزَتْ مَسْرَحِيَّاتهُ في مَطْلعِ القَرْنِ العشْرِين ،  لَهُ مَسْرَحِيَّتين  :

1 ــ  اسْتِشْهاد ترسيسيوس ، طُبِعتْ عام 1902 م / مَسْرَحِيَّة مُتَرْجَمَة عَنِ الفَرَنْسِيَّة / وتَدُورُ أَحْدَاثُ المَسْرَحِيَّة حَوْل الصَبِي ترسيوس الَّذِي أَرادَ إيصال رِسَالَة إِلى السُجنَاءِ المَسِيحِيّين في روما فلَقِيَ حَتْفَهُ في سَبِيلِ مَهَمَّتِهِ تِلْك ، وتُبْرِزُ هذِهِ المَسْرَحِيَّة التَعْذِيب الَّذِي تَعرَّضَ لَهُ المَسِيحِيون مِنْ قِبَلِ السُلُطاتِ الرُومانِيَّة ، وهي مِنْ المَسْرَحِيَّاتِ الدِينِيَّة الأُوربِيَّة ، فاضَتْ المَسْرَحِيَّة بِالتَعالِيمِ المَسِيحِيَّة ،  وذُكِرَ في ذلِك إِنَّهُ ( سليم حسون )  لَمْ يَلْتَزِمْ التَرْجَمَة الدَقِيقَة بَلْ تَصَرَّفَ كثِيراً في الحِوارِ وجاءَتْ التَرْجَمَة غَيْر دَقِيقَة ، وكُتِبَتْ بِأُسْلُوبٍ مُتَعَثِّر وتَقْتَرِبُ تَراكِيبها مِنْ التَراكِيبِ العامِيَّة ، كما إِنَّهُ يُورِدُ كلِمَات لا تُنَاسِبُ رُوح العَصْر الَّذِي كُتِبَتْ فيهِ المَسْرَحِيَّة / تَمَّ تَقْدِيم المَسْرَحِيَّة في مَدْرَسَةِ القِديس عبد الأحد في المَوْصِل .
 2 ــ مَسْرَحِيَّة ( شعو ) عام 1905 م / تَحْكِي قِصَّةَ صَيَّاد السَمَكِ الفَقِير شعو الَّذِي عَثَرَ على خاتَمِ الأَمِير ( الَّذِي سَقَطَ مِنْهُ أَثْنَاءَ اسْتِحْمَامِهِ في النَهْر ) ،  في بَطْنِ سَمَكةٍ اصْطادَها ، ويَأْخُذهُ لِلأَمِير الَّذِي يُجازيه جَزِيل العطاء ، إِلاَّ أَنَّهُ لا يَرْضَى بِغيْرِ اعْتِنَاقِهِ المَسِيحِيَّة ، وفي ثَنايَا هذَا الحَدَث يُصَوِّرُ المُؤَلِّفُ أَيْضاً كمَسْرَحِيَّاتِهِ السَابِقَة ما لاقَاهُ المَسِيحِيّين مِنْ اضْطِهادٍ على أَيْدِي الرُومان ، وهذِهِ المَسْرَحِيَّة الَّتِي تَرْجَمَها تَدْخُلُ في إِطارِ المَسْرَحِ الكنَسِيّ ، ولَمْ يَكُنْ دَقِيقاً في تَرْجَمَتِها ، إِذْ كانَ القَصْدُ مِنْها تَعْلِيمِيّ لِعرْضِها على طلَبَةِ المَدْرَسَةِ الاكْلِيركِيّة ، وهكذَا كانَتْ بَقِيَّة مَسْرَحِيَّاتِهِ المُتَرْجَمَة / تَمَّ تَقْدِيم المَسْرَحِيَّة في مَدْرَسَةِ القِديس عبد الأحد في المَوْصِل .
يَذْكُرُ عمر الطالب في مَوْسُوعتِهِ إِنَّ سليم حسون  " له مسرحيات مترجمة وأخرى مخطوطة لم نعثر عليها بعد " .

جَرِيدَة العالَم العرَبِي /
أَصْدَرَ سليم حسون جَرِيدَة ( العالَم العرَبِي ) في 25 / آذار / 1924 م ، وهي جَرِيدَة يَوْمِيَّة ، سِيَاسِيَّة ، اجْتِمَاعِيَّة ، اقْتِصَادِيَّة ، ظَهَرَ العَدَدُ الأَوَّل مِنْها في السَابِعِ والعشْرِين مِنْ آذار عام 1924 م ، مُدِيرُها ورَئيسُ تَحْرِيرِها سليم حسون ، وقَدْ شَرَحَتْ خُطَطَها في مَقَالَتِها الأُولَى حَيْثُ جاءَ فيها :
[ ظهرت جريدة العالم العربي ظهور البشير بالتوفيق ، وها هي ذي نازلة على هدى الله مع المجاهدين في سبيل المصلحة العامة ، قاطعة للأمة جهود الإخلاص والأمانة ومؤملة منها الثقة والمناصرة ، وقد اعتمدت على اتباع خطة الصراحة فيها وإن تهالكت على تقوية ( قلب الشعب ) وراحت أفكاره فلا ترضى ان ينتهي بالآمال ويبقى نائماً ( نوم الأطفال الأبرار ) باسماً للأقلام الذهبية راكناً إلى عناية المرضع ورحمتها ، أو يؤمن إيمان الساذج بكل ما يسمع فتفوته الحقائق الراهنة والفرص الثمينة ، ولما كانت جريدة العالم العربي من الشعب وللشعب فقد تعهدت بإفادته بكل ما يهم حياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية ] .
كانَتْ جَرِيدَة ذَات سُمْعةٍ جَيَّدَة بَيْنَ الصُحُفِ الصَادِرَة في العِراق ، اهْتَمَّتْ بِالتَرْجَمَة ولاحقَتْ الأَخْبَار والمَعْلُومات المُتَعلِّقَة بِأَوْضَاعِ العِراق والَّتِي تُنْشَرُ في الصَحَافَةِ الأَجْنَبِيَّة ، وفي إِطارِ القَضَايَا العرَبِيَّة ، فلَقَدْ اهْتَمَّتْ الجَرِيدَة بِقَضِيَّةِ فلسطين . اتَّسَمَتْ مَقَالات هذِهِ الجَرِيدَة بِالعُمْقِ ، وثَابَرَتْ على انْتِقَادِ إِجْرَاءَاتِ الحكُومَة  الَّتِي مِنْ شَأْنِها تَقْيِيد حُرِيَّة الصُحُفِ ومَنْعِها مِنْ الصدُور ، وبَيَّنَتْ مَوْقِفَها مِنْ خِلالِ الكثِيرِ مِنْ التَعْلِيقَاتِ السَاخِرَة حَوْلَ قَلَمِ الرَقِيبِ ( رَقِيب الصَحَافَة ) ، كمَا أَخَذَ الأَدَبُ حِصَّةً مُتَميِّزَةً مِنْ اهْتِمَامِها خصُوصاً وإِنَّ مُعْظَمَ كُتَّابِها كانُوا مِنْ الأُدَبَاءِ الَّذِين عرَضُوا عُصارَةَ جهُودِهِم وأَفْكارِهِم على صَفَحَاتِها ، مِنْهم على سَبِيلِ المِثَال :  الرصافي ، الزهاوي ، محمد مهدي الجواهري ونازك الملائكة وغَيْرهم .
وصِفَتْ الجَرِيدَة أَيْضاً بِالاعْتِدالِ في مَوَاقِفِها ، وقَالَ عَنْها رفائيل بطي في كِتَابِهِ ( الصَحَافَة في العِراق ) إِنَّها :
" إذا ما أرادت أن تنتقد ، أفرغت انتقادها في قالب غير مثير ( لمشاعر )  الحاكمين " ،

اسْتَمَّرَ في تَحْرِيرِها حَتَّى تُوُفِّيَ في 4 / تشْرِين الأَوَّل / 1947 م ، تَوَّلَى مِنْ بَعْدِهِ رِئاسَة تَحْرِيرِها وَلَدَهُ مجيب حسون .
داوَمَتْ هذِهِ الصَحِيفَة على الصدُور حَتَّى عام 1954 م حَيْثُ أُلْغِيَتْ مَعَ بَقِيَّةِ الصُحُفِ آنذاك .
أَمَّا مَصْدَرٌ آخَر فيَذْكُرُ إِنَّ الجَرِيدَة تَعرَّضَتْ لِخَسَائر مَالِيَّة بَعْدَ وَفَاةِ سليم حسون ، وأَدَّى هذَا الأَمْر إِلى تَوَقُّفِها عَنِ الصدُورِ في سَنَةِ 1951 م  . ( المَصْدَر هو  مَوْضُوع ابراهيم العلاف المُعَنْون سليم حسون والصَحافَة العِراقِيَّة المُعاصِرَة ) .   

لَهُ عِدَّة كُتُبٍ مَطْبُوعة مِنْها :
1 ــ الأَجْوِبَة الشَافيَّة في فَنِيّ الصَرْفِ والنَحو عام 1906 م .
2 ــ مُخْتَصَرٌ مُفِيد في أصُولِ الصَرْفِ والنَحو عام 1906 م .
3 ــ تَعْلِيمُ الطُلاب أصُولَ التَصْرِيفِ والإِعْرَاب / يُعْتَبرُ مِنْ ضِمْنِ الكُتُبِ المَدْرَسِيَّة الَّتِي قَامَ بِتَأْلِيفِها /  طُبِعَ عام 1899 م بِالمَوْصِل  .
4 ــ كِتَابُ الذَهَب لِتَهْذِيبِ أَحْدَاثِ العرَب عام 1911 م .
5 ــ خُلاصَة الجغْرَافيَة بِدُوْنِ تَارِيخ .
6 ــ الأَجْوِبَة الشَافعِيَّة في فَنِيّ الصَرْفِ والنَحو .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المَصَادِر/

( 1 )
مَوْضُوع / دَوْرُ الكلْدان السرْيَان الآشُورِيين في نَشْأَةِ المَسْرَحِيَّة في العِراق .
بِقَلَمِ : سعدي المالح
مَوْقِع إِيلاف
في 6 / ابْرِيل / 2008 م .
 الرَابِط :
http://elaphjournal.com/Web/Culture/2008/4/319177.htm

( 2 )
مَوْضُوع / نُبْذَة تَارِيخِيَّة عَنْ بِدايَات المَسْرَحِ العِراقِيّ .
( عَنْ كِتَاب ــ الحيَاةُ المَسْرَحِيَّة في العِراق ــ لِمُؤَلِّفِهِ أحمد فياض المفرجي )
مَوْقِع دائرَةُ السِينَما والمَسْرَح
في 16 / 10 / 2011 م .

الرَابِط :
http://www.cinema-masrah.org/section-theaters/from-the-memory-of-the-iraqi-theater/105-%D9%86%D8%A8%D8%B0%D8%A9%20%D8%AA%D8%A3%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9%20%D8%B9%D9%86%20%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA%20%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%20*.html
 

( 3 )
مَوْضُوع / مَسْرَح حنا رسام ، مَعَ نَصِّ مَسْرَحِيَّة أَحدُوثَة البَاميا
( دِرَاسَة )
الكاتِب : مثري العاني
نُشِرَتْ هذِهِ الدِرَاسَة في : إِضَاءات مَوْصِلِيَّة / العَدَد 81 / آذار ـ 2014 م .

الرَابِط :
http://mosulstudiescenter.uomosul.edu.iq/files/pages/page_9235331.pdf


( 4 )
دِرَاسَة / النَشَاطاتُ الثَقَافِيَّة لِلمُكوَن المَسِيحِيّ في العِراقِ مِنْ أَواخِرِ القَرْنِ التَاسِعِ عشَر حَتَّى عام 1939 م .
م . م . هيثم محيي طالب الجبوري
جامِعةُ بَابِل / كُلِيَّة التَرْبِيَة لِلعلُومِ الإِنْسَانِيَّة / قِسْمُ التَارِيخ
عَنْ / مَجَلَّة مَرْكزِ بَابِل لِلدِرَاسَاتِ الإِنْسَانِيَّة ، المُجلَّد 5 ، العَدَد 2 ، سَنَة 2015 م
الصَفَحَات داخِل العَدَد مِنْ ص 58  ــ ص 81

الرَابِط :
http://www.bcchj.com/views.aspx?sview=180



( 5 )                                                                                           
 مَوْضُوع / الحضَارَة المَسِيحِيَّة في العِراق عِبْرَ العصُور                             
عُنِيَ بِتَحْرِيرِ المَوْضُوع   : بهنام فضيل عفاص                                       
مَوْقِع مار أدي الرَسُول لِلكلْدان الكاثُوليك في نيُوزِيلندا                               

الرَابِط :
http://www.spoke.net.nz/arabic/ar-iq/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82.aspx


( 6 )
مَوْضُوع / سليم حسون
عَنْ : مِعْجَم الأُدَبَاءِ مِنْ العَصْرِ الجَاهِليّ حَتَّى سَنَةِ 2002 م .
صَفْحَة 68 

الرَابِط :
https://books.google.de/books?id=_zVMCwAAQBAJ&pg=PT67&lpg=PT67&dq=%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF+%D8%AA%D8%B1%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D9%88%D8%B3+%D9%80%D9%80+%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D8%A9+%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85+%D8%A8%D8%B7%D9%8A&source=bl&ots=53H5HdCJOW&sig=3KrU66r-IVg7X6zacHqsAGOQz9E&hl=de&sa=X&ved=0ahUKEwjj4Nv8_MnRAhVFCpoKHao1B2cQ6AEIIzAA#v=onepage&q=%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF%20%D8%AA%D8%B1%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D9%88%D8%B3%20%D9%80%D9%80%20%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D8%A9%20%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%20%D8%A8%D8%B7%D9%8A&f=false

( 7 )
مَوْضُوع / المَسْرَحِيَّة العِراقِيَّة : شؤونٌ وشجُون ( 1 )
الكاتِب : تيسير عبد الجبار الآلوسي
ــ أُسْتَاذ الأَدَب المَسْرَحِي ــ
في : 1 / 7 / 2007 م
مَوْقِع سُومرِيَات
 
الرِابِط :
http://www.somerian-slates.com/mss_old/p511tr1.htm


( 8 )
 مَوْسُوعة أَعْلام المَوْصِل في القَرْنِ العشْرِين ــ حَرْفُ السين
المُؤَلِّف : عمر الطالب

الرَابِط :
http://archive.li/smCh#selection-5941.0-6077.1516

( 9 )
مَوْضُوع / سليم حسون ( 1871 ــ 1947 ) والصَحَافَة العِراقِيَّة المُعاصِرَة
الكاتِب : ابراهيم خليل العلاف
في 14 / 3 / 2009 م .
مَوْقِع الحِوار المُتَمدِّن

الرَابِط :
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=165636&r=0



( 10 )

كِتاب / حصادُ المَسْرح في نيْنَوى  ( 1880 م ــ 1971 م )
المُؤَلِّف : خضر جمعة حسن .



23
أدب / أَصْوَات ....
« في: 00:08 30/04/2019  »
   
أَصْوَات


شذى توما مرقوس


غَصَّ المَوْتُ بمَنْ سَرَقَهم
مِنْ أَحِبائهم سَرَقَهم   
إِلى الحيَاةِ لَمْ يَلْفظهُم
حفَرَ في القلُوبِ الحسَرَات
نَادَتِ الأَصْواتُ علَيْهِ
لَمْ يَسْمَعهُم
صَممٌ ابْتُلي بِهِ
يا أَيُّها المَعْتُوه لأَيٍّ حصَدتَ في غَيْرِ الآوان 
ولأَيٍّ أَرْجأْتَ لِما بَعْدَهُ وقَدْ تَعدَّى 
تَرْمي بِشَوْكتِكَ فلا صَواب
....

يَتَشَفَّى المَوْتُ بِمَنْ غلَبَهُم
ويَتَوَعَّدُ كُلَّ مَنْ عبَرَهُم في طرِيقِهِ بِحينٍ قَرِيب .....

24
رد على موضوع ( شاعر موصلي يرسخ الفكر الداعشي بمجموعاته الشعرية ) ، الذي قامت عنكاوا دوت كوم بنشره في 27 / 2 / 2019 م في زاوية (  أخبار شعبنا ) .

كنتُ أود إلحاق تعليقي هذا بالموضوع نفسه كمداخلة ، لكن خانة التعليقات على هذا الموضوع ( الخبر )  مُعطَّلة ، لذا أورِدُ هنا تعليقي .
أود التنبيه هنا إلى أن الكتاب لا يمت بصلة لا من بعيد ولا من قريب إلى المجموعة الشعرية ، وإنما هو مجموعة فتاوى ، وهذا مدوَّن على غلاف الكتاب ، حيث كُتِب على الغلاف التالي :
مصطفى الرملي
ذنوب الطين
( 300 فتوى )
الطبعة الثانية

نرجو الدقة وعدم خلط الأمور ببعضها وتسمية كتاب هو عبارة عن 300 فتوى بمجموعة شعرية ، فهذا بعيدٌ عن الصواب ، فالكتاب ومؤلفه لا علاقة لهما لا بالشعر ولا الشعراء .

مع خالص تحياتي للجميع .
شذى توما مرقوس .

25
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 35 )
( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )   
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 

               
طَابِع المَوْضُوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                             

عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، سنَقْرأُ هُنا عما أنجزه  القاصّ زهير رسام في رِحْلَةِ العطاءِ ، فشُكراً  لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                             

                                                                             
د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( زهير ابراهيم  رسام )


ولِدَ عام 1939 م في  مَحلَّة الشَفَاء / مدِينَة المَوْصِل .                                 
أَنْهى دِراسَتَهُ الابْتِدائِيَّة والثَانوِيَّة ( الإِعْدادِيَّة الشَرْقِيَّة ـ الفَرْع الأَدبِي ) في المَوْصِل ، ثُمَّ وَاصَلَ دِراسَتَهُ الجامعِيَّة في بَغْداد .                                       
حاصِل على البَكالُوريوس مِنْ جامِعةِ بَغْداد / كُلِيَّة التَرْبِيَة / قِسْم اللُغةِ العرَبِيَّة عام 1960 م ــ 1961 م .
عُيِّنَ مُدَرِّساً في الكُوت ، وعَمِلَ في تَدْرِيسِ اللُغةِ العرَبِيَّة مُدَّة ( 33 ) سَنَة  .       
تَرَكَ بَغْداد واسْتَقَرَّ في عنكاوا / أَرْبيل نَتِيجة الاضْطِرابَات الَّتِي عَمَّتْ العِراق .     
بَدأَ الكِتَابة في السَبْعِينات وتَحْدِيداً عام 1976 م ، حَيْثُ تَخَصَّصَ في أَدَبِ الطِفْل ( القِصَّة ، الحِكايَة ، السِيناريو ) وأَصْبَحَ أَحدَ البَارِزين في هذَا المِضْمَار ، ونَشَرَ قِصَصَهُ الأُولَى في مَجَلتي والمِزْمَار وصَفْحَة مَرْحباً يَا أَطْفَال في جَرِيدَةِ طرِيقِ الشَعْب .                                                                                         
زهير رسام مِنْ أُسْرَة عِلْمِيَّة أَدَبِيَّة ، والِدَهُ  ابراهيم رسام ( 1906 م ــ 1977 م ) كانَ مُعلِّماً ورِيَاضِيَّاً ومُحنِّطاً ، وهو أَوَّل مَنْ أَنْشَأَ نَواةً لِمَتْحفِ التَارِيخِ الطبِيعيّ في غُرْفَةٍ بَسِيطة في الإِعْدادِيَّةِ الشَرْقِيَّةِ بِالمَوْصِل بَعْدَ عَوْدَتِهِ مِنْ دَوْرَةٍ في التَحْنِيط بِكلْكتا بِالهِنْد .                                                                       
   عمَّهُ هو حنا رسام ( 1890 م ــ 1958 م ) مِنْ روادِ كُتَّابِ المَسْرَحِيَّة في العِراق ، وكانَ قَائم مَقام قَضَاء العمَادِيَة ، ويُتْقِنُ أَكْثَر مِنْ لُغة تَحدُثاً وكِتَابَةً ومِنْها : العرَبِيَّة ، الكُوردِيَّة ، التُرْكِيَّة ، السرْيَانِيَّة والفَرَنْسِيَّة  .                               
أَمَّا عمَّهُ الآخَر نوئيل رسام ( 1910 م ــ 2002 م ) فكانَ مُحامِياً وأَدِيباً ، وهو مِنْ رُوادِ كُتَّابِ القِصَّةِ القَصِيرَةِ جِدَّاً في العِراق .                                         
                                                                               
كانَ لِحِكايَاتِ والِدَة زهير رسام الأَثَر في تَنْمِيَة ذَائقَةِ الطِفْل زهير وتَخْلقُ فيهِ رَغْبَةَ الاسْتِماعِ لِقِصَصِ المَوْرُوثِ الشَعْبِيّ وخَاصَّةً ما يَتَعلَّقُ مِنْها بِعالَمِ الغابَاتِ والشطْآنِ والأَسَاطيرِ والسِحْرِ والمَخْلُوقَاتِ مِنْ عالَمِ أَلْف لَيْلَةٍ ولَيْلَة وراويَتها شهرزاد ، ومِمَّا كانَتْ هي قَدْ سَمِعتْهُ مِنْ أُمِّها لِتَنْقُلَها لِوَلَدِها الَّذِي ازْدادَ شَغَفاً لِقِصَصِها الوَاقِعيَّةِ حِيْناً والخيَالِيَّةِ المَنْسُوجةِ مِنْ نَشَاطِ الذَاكِرَةِ في أَغْلَبِ الأَحْيَان ، وكانَتْ غَايَتها إِسْعاد وَلَدِها الَّذِي لَمْ يَكُنْ وَالِدَهُ يَسْمَحُ لَهُ بِالذِهابِ إِلى السِينَما ، أَوْ مُخالَطَةِ الأَصْدِقَاءِ ، أَوْ التَأَخُّرِ عَنِ العوْدَةِ لِلبَيْتِ بَعْدَ انْتِهاءِ الدَوامِ المَدْرَسِيّ ، لِذَا انْحَصَرَتْ غَالبِيَّة طفُولَتِهِ مُصَاحِبَّاً أَهْل الجَمّاسَةِ لِيَسْتَمِعَ لِرِوايَاتِ عجائزِهِم عَنْ حُورِيَّاتِ الشَطِّ والطناطِلِ والسَعالي وعوج بنْ عنق الَّذِي كانَ يَظْهرُ فَجأةً مِنْ عُمْقِ المَاءِ رَافِعاً يَدَيهِ لأَعالِي السَمَاء لِيَشْوِي سَمَكة في عَيْنِ الشَمْسِ ، أَوْ كانَ يَقْضِي وَقْتَهُ سَابِحاً في الشَطِّ ،  أَوْ مُرَافِقاً وَالِدَهُ في رِحْلاتِ صَيْدِهِ في الجبَلِ والسَهْلِ والصَحْراء مِمَّا أَكْسَبَهُ خِبْرَةً في التَعرُّفِ على عالَمِ الحيَواناتِ والطبِيعةِ وخَاصَّةً عَنِ الطيُورِ وأَنْواعِها وطِبَاعِها ومَوَاسِمِ هِجْرَتِها  ، أَوْ مُسْتَمِعاً لِحِكايَاتِ أُمِّهِ .     

كانَ القَاصّ زهير رسام في كُلِّ عُطْلَةٍ صَيْفِيَّة يَزورُ مَدِينَة أَوْ بَلْدَة صَغِيرَة مِنْ وَطنِهِ العِراق لِشَهْرٍ أَوْ أَقَلَّ يَتَعرَّفُ فيها على أَهْلِها ويُعايشهم في الشِمال أَوْ الوَسَطِ أَوْ الجنُوب ، ولَمْ تُثْنِهِ حَتَّى الحرُوب عَنْ شَأْنِهِ هذَا .                           
كتَبَ قِصَّتَهُ الأُولى ( عِندَما يُصافِحُ الثَعْلبُ ذِئْباً ) في عام 1979 م ، ونَشَرَها في عام 1980 م .                                                                                 
 
في مَجالِ النَشْرِ في الصُحُف والمَجلات العرَبِيَّة المُتَخَصِّصَة لِلصِغار فَقَدْ زَاد ما نَشَرَهُ عَنْ 800 قِصَّة وحِكايَة وسِيناريو ، نُشْرَتْ أَغْلَبها في الصُحُفِ والمَجلاتِ التَاليَة :                                                                                         
المَجلات /                                                                                       
1 ــ مَجلَّتِي ، المِزْمَار العِراقِيَّة .                                                             
2 ــ مَجلَّة العرَبي الصَغِير الكوَيتِيَّة .                                                       
3 ــ مَجلَّة الوِسَام  الأُرْدُنِيَّة .                                                                 
4 ــ مَجلَّة الحاتم  الأُرْدُنيَّة .                                                                 
5 ــ مَجلَّة أُسَامَة السُورِيَّة .                                                                 
6 ــ مَجلَّة الفُرات .                                                                           
7 ــ مَجلَّة حبيبي .                                                                             
8 ــ مَجلَّة النِبْراس المَوْصِلِيَّة .                                                             
9 ــ مَجلَّة صدِيقي ( والَّتِي كانَتْ آخِرَ ما تَولَّى رِئاسَتَها  ) .                           
 
الجرائد /                                                                                         
1 ــ مُلْحق تَمُّوز .                                                                             
2 ــ جرِيدَة الحدْبَاء المَوْصِلِيَّة .                                                             
3 ــ مُلْحق مَرْحباً يَا أَطْفَال في جرِيدَة طرِيق الشَعْب / العِراق .                       
4 ــ مُلْحق جرِيدَة الثَوْرَة في بَغْداد .                                                       
5 ــ شَمْسُ الصبَاح .                                                                           

كما أَذاعَتْ إِذاعة وتلْفزيُون بَغْدَاد الكثِير مِنْ قِصَصِهِ .                                 
نَالَ سَبْع  جوائِز ، إِثْنَتينِ مِنْها جائِزتي إِبْداع ، وهي أَعْلَى جائِزَة أَدبِيَّة في القُطر ، ونَالَ الجائِزَة الثَانِيَة في القُطر في مُسَابَقَةِ القِصَّة  عام 1994 م  ، كما ذُكِرَ اسْمَهُ في مَوْسُوعةِ أَعْلامِ المَوْصِل لِلقَرْنِ العِشْرِين بِاعْتِبَارِهِ أَحَدِ أَعْلامِ المَدِينَة في مَيْدانِ أَدَبِ الأَطْفَال .                                                                           


مِمَّنْ تَناولُوا أَدَبَهُ بِالدِرَاسَةِ والتَحْلِيل /                                                     
1ــ تَناوَلَ قِصَصَهُ نَقْداً وتَحْلِيلاً عمر الطالب في مَوْسُوعةِ أَعْلامِ المَوْصِل في القَرْنِ العِشْرِين .
2 ــ قِصَصُ الأَطْفَالِ في العِراق 1969 م ــ 1979 م / أطْرُوحة الدكْتور جعفر صادق محمد .
3 ــ قِصَصُ الأَطْفَالِ في العِراق 1980 م ــ 1990 م / أطْرُوحة الدكْتورة طاهرة داخل .
4 ــ العجائبيَّة في قِصَصِ الأَطْفَال في العِراق 1980 م ــ 1990 م / أطْرُوحة أياد عبد علي .
5 ــ قِصَصُ الأَطْفَال في المَوْصِل 1968 م ــ 2000 م / رِسَالَة رائدة عباس مِنْ المَوْصِل / نُشِرَتْ الرِسَالَة في مَجَلَّةِ دِرَاسَات مَوْصِلِيَّة الصَادِرَة عَنْ جامِعةِ المَوْصِل .


تَوفِّيَ في 3 / 12 / 2012 م في عنكاوا ـ أَرْبيل / العِراق ، عَنْ عُمُرٍ نَاهزَ الثَمانِين عاماً ، بَعْدَ مُعانَاةٍ مِنْ مَرَضٍ عُضَال .                                           

مؤلفاته :                                                                                         
لِلرسام عِدَّة مَجْمُوعَات قِصَصِيَّة لِلأَطْفَال مَنْشُورَة ، ولَدَيهِ مَجْمُوعَاتٍ قِصَصِيَّة أُخْرَى تَنْتَظِرُ النَشْر .                                                                         

1 ــ الشَجَرَةُ المُثْمِرَة / قِصَّة واحِدَة طوِيلَة نَوْعاً ما / صَدَرَتْ عَنْ وِزَارَةِ الثَقَافَةِ والإِعْلامِ العِرَاقِيَّة ــ دار ثَقَافَة الأَطْفَال سَنَة 1978 م .                             
2 ــ أَيْنَ ذَهَبَتِ الشَمْس / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة / صَدَرَتْ عَنْ وِزَارَةِ الثَقَافَةِ والإِعْلام العِرَاقِيَّة ــ دار ثَقَافَة الأَطْفَال عام 1984 م .                                         
3 ــ الفَلاَّحُ الطَيب والطَيْرُ الأَبْيَض / حِكايَات / صَدَرَتْ عَنْ وِزَارَةِ الثَقَافَةِ والإِعْلام العِرَاقِيَّة ــ دار ثَقَافَة الأَطْفَال عام 1992 م / مَجْمُوعَة حِكايَات شَعْبِيَّة ذات أَجْواء مَوْصِلِيَّة .
4 ــ الغَيْمَةُ المَرِحة / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة / صَدَرَتْ عَنْ وِزَارَةِ الثَقَافَةِ والإِعْلام العِرَاقِيَّة ــ دار ثَقَافَة الأَطْفَال سَنَة 1995 م .                                       
5 ــ نَجْمَة تُحِبُّ الصبَاح / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة / صَدَرَتْ عَنْ وِزَارَةِ الثَقَافَةِ والإِعْلام العِرَاقِيَّة ــ دار ثَقَافَة الأَطْفَال عام  عام 1996 م .                                   
6 ــ الأَرْنَبُ الحالِم / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة / صَدَرَتْ عَنْ وِزَارَةِ الثَقَافَةِ والإِعْلام العِرَاقِيَّة ــ دار ثَقَافَة الأَطْفَال عام 1997 م / ونَالَتْ جائِزَة الإِبْداع في القَطرِ عام 1998 م .
7 ــ الحِديقَة الأَجْمَل / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة / صَدَرَتْ عَنْ اتِحادِ الأُدَبَاء في دِمشْق سَنَة 2001 م / ونَالَتْ جائزَة الإِبْداع في القُطر / عَدَد الصَفَحات : 77 صَفْحَة / حَجْم الوَرَق المُسْتَعْمَل : مِنْ القَطعِ الصَغِير / تَضُمًّ المَجْمُوعَة تِسْعةً وعِشْرِين قِصَّة وكالتَالِي : كِتَابَةٌ فَوْقَ الرِمَال ، الأَوْزَات اللطِيفَات ، النَخْلَةُ والعاصِفَة ، الطِفْلَةُ غصُون والقَمَر ، العصْفُورَة ناديَة والشِتَاء ، بَيْنَ زَهْرَةٍ ونَجْمَة ، القُدس مَوْطِني ، مِنْ مُذَكَّراتِ طِفْلَة ، الحدِيقَة الأَجْمَل ، نَخْلَتُنا ، اللَّيْلُ الصامِت ، لَمعان وبُلْبُلها الفَتَّان ، بوبي الصَغِير والقَمَر ، أَيْنَ ظِلِّي ، إِنْسَانٌ فَوْقَ القَمَر ، في الحقْلِ ، صبَاح وقِطَّتَها ، درَاجةُ الأَرْنَب مَشْمِش ، في مَكانِها أَجْمَل ، أَيْنَ ذَهَبَ الخَرُوف ؟ ! ، طِفْلَةٌ تُحِبُّ الزهُور ، عاصِفَةٌ وأَطْفَال ، الغِنَاء السَاحِر ، عِشُّ السَنُونو ، العصْفُورُ الحالِم ، بوبي والقِطط الصَغِيرَة ، فَأْرٌ وقِطَّة ، أَسْرَع بَرِيد ، ضِفْدَع .

في قِصَّة ( كِتَابَةٌ فَوْقَ الرِمال ) نَجِدُ الطِفْل هشام يَكْتُبُ على رَمْلِ البَحْرِ والمَوْجةُ تَمْحو ما يَكْتُب ، وتَقُولُ لهُ : إِذْهَبْ وأَكْتُبْ في مَكانٍ لا تَقْدِرُ المَوْجةُ ولا الأَيَّام أَنْ تَمْحوهُ ، فما يُكْتَبُ في الكُتُبِ يَبْقَى خالِداً .                                               
 
وفي قِصَّةِ ( الأَوْزَات اللطِيفات ) نَجِدُ نجُوماً تَغْفو على سَطْحِ البُحيرَةِ والأَوْزَات لا يُرِدْنَ الإِزْعاج ويَخْرُجْنَ بِهُدوءٍ والقَمَرُ يَمْتَدِحُهُنَّ .                                     
 
أًمَّا في قِصَّةِ ( النَخْلَةُ والعاصِفَة ) نَرْصُدُ التَحدِّي بَيْنَ العاصِفَةِ الحسُود مِنْ جمَالِ النَخْلَةِ وتُرِيدُ أَنْ تَكْسِرَها ، لِكِنَّ النَخْلَة تَعْرِفُ كيْفَ تَتَعامَلُ مَعَها حيْثُ تَلْتَصِقُ بِالأَرْضِ حتَّى تَمُرُّ العاصِفَة .                                                               

في قِصَّة ( الطِفْلَةُ غصون والقَمَر ) يَدُورُ حِواراً بَيْنَ غصون والقَمَر ، ويَنْبَحُ الكلْبُ تَحْتَ الشَجَرَةِ بِإِلْحاحٍ وهو يَنْظُرُ إِلَيْها ، وفي الشَجَرَةِ مِرْآةٌ وهو يَنْبَحُ على نَفْسِهِ .

( العصْفُورَة ناديَة والشِتَاء ) قِصَّة  تَتَحدَّثُ عَنِ التَعاونِ بَيْنَ النَّاسِ فهي قَدْ جمَعَتْ الحبُوبَ الكثِيرَة وأَعْطَتْ كُلَّ مَنْ طَرَقَ بَابَها مِنْ العصَافِير .                         

في قِصَّة ( بَيْنَ زَهْرَةٍ ونَجْمَة ) يَدُورُ الحِوارُ وكُلُّ واحِدَةٍ تَتَمَنَّى أَنْ تَكونَ مَكانَ الثَانِيَة مِنْ أَجْلِ العطاءِ لِلبَشَر ، ومَعَ ذَلِك تَحْلُمُ الزَهْرَةُ أَنْ تُرْسِلَ بذُورَها لِتُزْرَعَ فَوْقَ النجُوم .                                                                                 
                                                                                       
 
قِصَّة ( القُدس مَوْطِني ) تَتَحَدَّثُ عَنْ طائر السَنُونُو الَّذِي رَحلَ أَهْلُهُ وهو لَمْ يَتَمكَّنْ مِنْ مُرَافَقَتِهم لأَنَّ جِنَاحهُ كُسِر ، وأَوْصى الطِفْل باسل أَنْ يَدْفنَهُ في تُرَابِ بِلادِهِ . 
 
أَمَّا  (مِنْ مُذَكَّراتِ طِفْلَة ) فتَتَحَدَّثُ عَنْ حِوارٍ بَيْنَ الطِفْلَة فوز وبَيْنَ قَطْرَة النَدَى وهي ضَيْفَة عزِيزَة لكِنْ لا تَأْتي إِلاَّ في الرَبِيع وتَرْحلُ عِنْدَما تُشْرِقُ الشَمْس .     
 
 وفي ( الحدِيقَة الأَجْمَل ) تَتَزَاحمُ الزهُورُ والوَرْد الجُورِي والزَنْبَق والبَنَفْسَج على الردِ على الكاردينيا الَّتِي فَضَّلَتْ نَفْسَها على الجميع وبِالتَالي اعْتَذَرَتْ عمَّا قَالتْهُ .                                                                                           
 
 يَقُولُ الكاتِب في ( نَخْلَتُنا ) عَنِ الاسْتِمْرارِيَّةِ في الحيَاةِ مِنْ خِلالِ الفرُوعِ والأَوْلاد ، حَيْثُ النَخْلَة العجُوز الَّتِي كسَرَتْها الرِياح لَها فرُوع صَغِيرَة كثِيرَة نَمَتْ بَعْدَها .                                                                   
 
 وهُنا في ( اللَّيْلُ الصامِت ) البُلْبُل يَنْزَعِجُ ولا يُغرِّدُ لأَنَّ بَعْضَ الأَطْفَال قَلعوا الأَزْهار وقَطَعوا الأَغْصَان ولَمْ يَهْتَّموا بِهِ ، حتَّى جاءَ مَنْ يَهْتَّمُ بِهِ مِنْ الأَطْفَال فيَعودُ لِلغِنَاء .                                                                                   

 في هذهِ القِصَّة ( لَمعان وبُلْبُلها الفَتَّان ) يَذْهبُ البُلْبُل إِلى قَفَصِ صدِيقَتِها دعد وهُنَاك يَكُفُّ عَنِ الغِنَاء لأَنَّهُ لا يُغنِّي إِذَا كانَ حبِيساً ، وعِنْدَما أَطْلَقَتْهُ رَاحَ يُغنِّي . 

 يُخاطِبُ بوبي القَمَر ويَتَحدَّاه في قِصَّة ( بوبي الصَغِير والقَمَر ) ، والقَمَرُ يَبْتَسِمُ لَهُ ، ثُمَّ تَأْتي زينة ويَخْجلُ بوبي مِنْ تَصَرَّفِهِ .                                           
 
في  ( أَيْنَ ظِلِّي ) تَروح القِطَّة بوسي تَبْحثُ عَنْ ظِلِّها في كُلِّ مَكان ، فتَضْحكُ داليا مِنْ تَصَرُّفِها وتُبيِّنُ لَها أَنَّ الغيومَ تَحْجِبُ الشَمْسَ ويَخْتَفِي الظِلّ .                     
 
  النَجْمَة الصَغِيرَة تَبْكي لأَنَّ كائناً بَشَرِيَّاً فَوْقَ القَمَر ، وتَروحُ تَتَحَدَّثُ مَعَ القَمَر عنْهُ إِذْ تَظُنَّهُ يَسْرُقُ القَمَرَ أَحْجارَهُ وتُرَابَهُ ، فيُطمئِّنُها القَمَر ويُؤَكِّدُ لَها إِنَّ هذَا الكائن في مَهمَّة نَبِيلَة لأَجْلِ أَبْنَاءِ جِنْسِهِ فتَقْتَنِعُ وتَرْتَاح ، هذا ما نَقْرأَهُ في قِصَّة ( إِنْسَانٌ فَوْقَ القَمَر )  .
 
 قِصَّة ( في الحقْلِ ) تَتَأَخَّرُ الحيَوانَاتُ عَنْ عمَلِها لأَنَّ الدِيك لَمْ يُوْقِظها ، فتُقَرِّرُ الاعْتِمادَ على نَفْسِها في الاسْتِيقَاظ .                                                     
 
 في ( صبَاح وقِطَّتَها ) نَرى القِطَّة العجوز تُطْلِقُ النَصَائح في الحيَاة حَوْلَ الوَاجِبِ والقِيم .                                                                                         

 قِصَّة ( درَاجةُ الأَرْنَب مَشْمِش ) يَقومُ الأَرْنَب بِتَوْصيلِ الصِغارِ إِلى الرَوْضَةِ بِدَرَّاجتِهِ ويَنالُ المُكافأَة مِنْ الزُرَافَة .                                                       

 ( في مَكانِها أَجْمَل ) تَتَحَدَّثُ  عَنْ زَهْرَةٍ صَفْرَاء أَرادَ الطِفْلُ أَنْ يَنْقُلَها إِلى البَيْتِ ولَكِنْ نًجِدُ أَخاهُ يَنْصَحهُ بِتَرْكِها في مَكانِها حيْثُ الهواء والشَمْس .                 

 قِصَّة ( أَيْنَ ذَهَبَ الخَرُوف ؟ !) تُبَيِّنُ أَنَّ المُسْتَحيل لا يَكونُ إِلاَّ في الحُلُم .         
 
 و ( طِفْلَةٌ تُحِبُّ الزهُور ) هي حِكايًةُ الطِفْلَة ياسمين الَّتِي تُحِبُّ الزُهورَ وتَتَجوَّلُ في الحقولِ وتُحِسُّ بِمَشَاكِلِ الزُهور وتَسْعى لِلمُسَاعدَة .                             
 
 أَمَّا ( عاصِفَةٌ وأَطْفَال ) فتُصَوِّرُ غرور رِيحٍ عاصِفَة يَقومُ الجبَلُ الشَامِخ بِصدِّها ويَحْمِي الأَطْفَالَ مِنْ أَذَاها .                                                                   

 ( الغِنَاء السَاحِر ) تَقُولُ عَنِ الكناري الَّذِي سَحرَ الغيْمَة بِغِنائهِ فيَطْلبُ مِنْها أَنْ تَسْقي الحقْل العطْشَان ، فتُنَفِّذُ لَهُ ما أَرَاد .                                             

وقِصَّة ( عُشّ السَنُونو ) تَتَحَدَّثُ عَنِ التَعاونِ والتَسَامُحِ .                             

  في ( العصْفُورُ الحالِم ) يُرِيدُ العصْفُور الزَّوْج أَنْ يَبْني عُشَّهُ فَوْقَ قَوْسِ قزَح ، لكِنَّ زَوْجتَهُ العصْفُورة تَقولُ لَهُ إِنَّ عُشَّهُما بِصِغارَهِ بَيْنَ أَغْصِانِ النَارِنج أَجْمَل .

 قِصَّة (  بوبي والقِطط الصَغِيرَة ) تَتَحَدَّثُ عَنْ كلْبٍ يَتَفَاخَر ويَتَشَامخ بِقُوَّتِهِ على صِغارِ القِطَّة فيُلاحِقُها ويُزْعِجُها ويُخِيفُها ، بَيْنَما يُصْبِحُ جبَاناً حيْنَ يُطِلُّ كلْبٌ كبِير بِبَابِ الحدِيقَةِ .                                                                                 

 قِصَّة (  فَأْرٌ وقِطَّة ) تَدْعو لِلتَفْكِير في الحلولِ العمَلِيَّة والَّتِي تَأْتي بِالنَتَائج ، وفي نَفْسِ الوَقْت تَحُثُّ على المُواصَلَةِ في المُحاوَلاتِ لِطَرْحِ الحلول .                   
 
 تَحْكي قِصَّة ( أَسْرَع بَرِيد ) عَنْ أَرْنَب يَرْكبُ ظَهْرَ السُلْحفَاة لِيُوْصِلَ رِسَالَة إِلى صاحِبِها بِأَسْرَعِ ما يُمْكِن .                                                                   

  قِصَّة ( ضِفْدَع ) نِقَاشٌ حادٌ يَجْرِي بَيْنَ بَعْوضَة وضِفْدَعة .                           

8 ــ قِصَص عَنْ ثَعْلَب / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة / صَدَرَتْ عَنْ اتِحادِ الأُدبَاء في دِمَشْق سَنَة 2004 م .
9 ــ القِطَّة المَرِحة سوسن / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة / صَدَرَتْ عَنْ اتِحادِ الأُدبَاء في دِمَشْق سَنَة 2006 م .
10 ــ في أَعْمَاقِ الوَادِي / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة / صَدَرَتْ عَنْ رَابِطةِ الكُتَّاب الآشورِيين في دهوك ، سَنَة 2008 م / عَدَدُ الصَفَحات 55 صَفْحَة  .         
11 ــ زَهْرَةُ القَلْب / حِكايَات / صَدَرَتْ عَنْ دارِ الشؤُونِ الثَقَافِيَّة في بَغْداد ، سَنَة 2008 م .
12 ــ حيْنَما يُغنِّي الكناري / صَدَرَتْ عَنْ دارِ الشؤُونِ الثَقَافِيَّة في بَغْداد عام 2010 م .
13 ــ مِنْ مُذَكَّراتِ قُنْفُذ / مَطْبَعة أكرم العبدلي / بَغْداد ، عام 2012 م .             
14 ــ الطَائرَةُ الورَقِيَّة / مَطْبَعة أكرم العبدلي / بَغْداد 2012 م .                       
15 ــ العُشُّ الجدِيد / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة / صَدَرَتْ عَنْ دارِ الشؤُونِ الثَقَافِيَّة في بَغْداد ، سنة 2008 م .
16 ــ الأَصْدِقاءُ الطيّبون / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة / صَدَرَتْ عَنْ دار صدِيقي لِلأَطْفَال / عام 2011 م .
17 ــ العمُّ خوشابا / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة / بِاللُغتينِ العرَبِيَّة والسرْيَانِيَّة / صَدَرَتْ بَعْدَ أَرْبَعةِ أَعْوامٍ مِنْ رَحِيلِهِ ضِمْنَ مَنْشُوراتِ رَابِطةِ الكُتَّاب والأُدبَاء الآشورِيين بِتَسَلْسُل ( 17 ) / عَدَدُ الصَفَحات : 130 صَفْحَة مِنْ القَطْعِ الكبِير / تَحْتَوِي المَجْمُوعَة على أَرْبَعٍ وعِشْرِين قِصَّة ، قَامَتْ الأَدِيبَة سوزان يوسف القصراني بِتَرْجمَةِ 12 قِصَّة مِنْها في إِطارِ الجُزْءِ الأَوَّل / ضَمَّتْ المَجْمُوعَة القِصَص التَالِيَة : الطِفْلَة ياسمين والسَنُونو صبَاح ، حِكايَةُ الطائر النَوْرَس ، في وَسَطِ العاصِفَة ، نَصْبُ الحُرِيَّة ، إِلى القُدْس ، العمُّ خوشابا ، الغُرَاب والبُلْبُل في حَفْلَة ، عصافِير بُسْتَان الحاج حسن ، الأَرْنَب مشْمش ونادية ، على شَواطئ الفُرات ، أَيْنَ سَفِينَة نوح ، الفَتَى الَّذِي حمَى السَنُونو / المَجْمُوعَة تَحْفَلُ بِالصوَرِ لِشَخْصِيَّاتِ الحِكايَات بِرِيشَةِ الفنَّان اترا حكمت / تَصْمِيم الغِلاف : ياقو روئيل .                             
18 ــ السِنْجابُ الطيّب / صَدَرَتْ عَنْ دارِ صدِيقي لِلأَطْفَال ــ بَغْداد .                   

مِنْ قِصَصِهِ الأُخْرَى : ثَعْلُوب والفَلاَّح ، الأَرْنَبُ الصَغِير ، الشَجَرَةُ اليَافِعة .         

/////////////

1


 

2
 





 



////////////

3


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

المَصَادر /                                                                                       
( 1 )                                                                                             
 
مَوْضُوع / صدُور العدَد الثَاني مِنْ مَجَلَّة ( إنانا )                                       
العدَد الثَاني ( نَيْسان ، أَيَّار ، حُزيران ) ـ 2012 م .                                   
مَوْقِع قَنَاة عشْتَار الفَضَائيَّة .                                                               
في 11 / 8 / 2012 م .                                                                     
الرَابِط :
http://www.ishtartv.com/viewarticle,43672.html


( 2 )                                                                                             

 مَوْضُوع / وفَاة أَدِيب الأَطْفَال العِراقي ( زهير رسام ) عَنْ 80 عاماً               
مَوْقِع وكالَة نون الخبَرِيَّة .                                                                 
الرَابِط :
http://www.non14.net/33201/


( 3 )                                                                                             

مَوْسُوعة أَعْلام المَوْصِل في القَرْنِ العِشْرِين ــ حَرْف الزاي                           
لِلمُؤَلِّف : عمر محمد الطالب .                                                                 
الرَابِط :
http://www.dr-omaraltaleb.com/KOTOB/maosoaa/11zay.htm


( 4 )                                                                                           

 مَوْضُوع / زهير رسام كاتِب قِصَص الأَطْفَال ... رَحِيل وفْق الأُمْنِيَات               
الكاتِب : سامر الياس سعيد .                                                               
جرِيدَة الزَمَان الدُولِيَّة                                                                       
في 27 / 4 / 2012 م .                                                                     

https://www.azzaman.com/%D8%B2%D9%87%D9%8A%D8%B1-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%85-%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8-%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84-%D9%88%D9%81%D9%82-%D8%A7%D9%84/


( 5 )                                                                                             

مَوْضُوع / زهير رسام ... المُزْهِر في عيُونِ الأَطْفَال                                   
الكاتِب : أنور عبد العزيز  .                                                                 
في 17 / 5 / 2012 م .                                                                     
مَوْقِع جرِيدَة التآخي .                                                                         

الرَابِط :
http://altaakhipress.com/viewart.php?art=13078

 
( 6 )                                                                                           
 
 مَوْضُوع / ( العمّ خوشابا ) يُعِيدُ القَاصّ زهير رسام لِلحيَاة .                         
الكاتِب : عنكاوا كوم .                                                                       
في 30 / 9 / 2016 م .                                                                     

الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=822461.0




( 7 )                                                                                             

                                                                                           
 مَوْضُوع / ثَلاث جِهات تَعاوَنَتْ على تَأْبِينِهِ ... زهير رسام رَحلَ وحَضَرَتْ انْجازَاته ودمُوع أَصْدِقائِهِ .                                                   
الكاتِب : أحمد الثائر  .                                                                       
صحِيفَة المُؤْتَمر .                                                                           
في 5 حزيران 2014 م .                                                                   
العدَد 2983                                                                                   



( 8 )                                                                                           

 مَوْضُوع / المَوْت يُغيِّبُ في عنكاوا الأَدِيب المَعْرُوف زهير ابراهيم رسام         
الكاتِب : عنكاوا كوم  / خَاصّ                                                             
مَوْقِع البَيْت الآرامِي العِراقي .                                                           
مِنْ طَرَفِ الشَمَّاس يوسف حودي .                                                     
في 12 / مارس / 2012 م .                                                             
الرَابِط :
http://iraqiaramichouse.yoo7.com/t41782-topic



( 9 )                                                                                           

 مَوْضُوع / وَصَلَ حدِيثاً إِلى دارِ الكُتُب والوثَائِق الوَطنِيَّة                             
الكاتِب : كوثر جاسم .                                                                       
مَوْقِع مَجَلَّة المَوْرُوث .                                                                     
العدَد السَادِس والسَبْعون / حُزيران  2014 م .                                       

الرَابِط :
http://www.iraqnla-iq.com/fp/journal76/tawtheeq2.htm


( 10 )                                                                                         

 مَوْضُوع / الحدِيقَة الأَجْمَل لِلقَاصّ زهير رسام قِصَص قَصِيرَة جِدَّاً لِلأَطْفَال .   
مَوْقِع الفِداء / العدَد 14205 / في 8 أَيْلول 2011 م .                             


26
أدب / دمُوع ......
« في: 23:51 21/12/2018  »
   
    دمُوع …..

شذى توما مرقوس


هذا الجسَدُ الساكِن ، وقَبْل فاصِلة
كانَ ضَاجاً بِكُلِّ الحيَاة
يَنْثرُ الضَحكات ......
 يَدورُ ، وتَدورُ معهُ الأَيَّام
ويُلوِّحُ بآمالِ الغدِ البَعيد
.
.

كما الشَمْعة تَنْطفِئُ الحيَاة
مِنْ ضَوءٍ إِلى رَماد
تَنْفضُ ذَوباناً أَيَّامها
على طُولِ سَاقِها
لِتَلْتَصِقَ بِالأَرْضِ ... فالتُراب
.
.
.
قلُوبٌ مُحْتَرِقة
تَضُمُّ الشَمْعةُ إِليْها
لِتَحْتَرِقَ أَكْثَر بِوَجِعِ الآهاتِ والجِراح 
مُرٌّ هذا  الفُراق
تَحْتَرِقُ
تَئنُ
تُنادي وَجَعاً فقِيدها 
.
.
لا جَواب ....
.

حيْنَ دارَتِ الأَرْضُ هَوْلاً
لفَّ الصَمْتُ  الأَحْيَّاء
تَناثَرَتِ الدمُوع أَرْجاءً وأًرْجاء
فكانَتِ المُحِيطات .....


27
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 34 )       
        ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )
     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 

               

 طَابِع المَوْضُوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                             

عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، أَتَوقَّفُ اليَوْم مَعكُنَّ / معكُم هُنا لِنَقْرأَ عنِ الكاتِب المَسْرَحيّ حنا ميخائيل بهنام رسام .                                       

   كُلّ الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                         
                                 



د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


حنا ميخائيل بهنام رسام
 ( 1890 م ــ 1958 م )


ولِدَ حنا رسام عام 1890 م في كنَفِ أُسْرَةٍ عِراقِيَّة في مَنْطَقَةِ المكاوي أَوْ دكة البَرَكة بِالمَوْصِل ، حَيْثُ نَشَأَ فيها ودَرَسَ في كتَاتِيبِها ومَدَارِسِها الابْتِدائِيَّة ، ثُمَّ في مَدْرَسَةِ اللاتين حَيْثُ تَعلَّمَ اللُغةَ الفَرَنْسِيَّة فيها .                                     
انْتَقَلَ إِلى بَغْداد سَنَة 1908 م لإِكْمَالِ تَعْلِيمِهِ ، وعُيِّنَ مُدَرِّساً في مَدْرَسَةِ الآبَاء الكرْملِيّين ( مَدْرَسَة القدِيس يوسف الآن ) عام 1910 م ، وتَعرَّفَ فيها على الأَب انستاس الكرملي وزَامَلَهُ ودامَ على اتِصالٍ بِهِ حَتَّى وَفَاة الأَخِير .                   
في عام 1918 م عُيِّنَ كاتِباً لِخَزِينَةِ بَغْداد ، وبَعْدَها لِدائرَةِ خزِينَةِ المَوْصِل ، ومِنْها إِلى دهُوك بِوَظيفَةِ مُحاسِب ثُمَّ مُدِيراً لِلتَحْرِيراتِ في القَضَاءِ ، وبَقِيَ هُنَاك سِتَة سَنَوات تَخَلَّلَتْها فتَرَات قَصِيرَة عَمِلَ فيها في عقْرَة والعمَادِيَة لِتَنْظِيم مَالِيَّة القَضائين .                                                                                     
أُعِيدَ نَقْلهُ إِلى المَوْصِل عام 1925 م حَيْثُ عُيِّنَ مُتَرْجِماً لِمُتَصَرِفيَّةِ اللِواء ثُم َّمُدِيراً لِلأَوْراقِ ، وفي عام 1931 م نُقِلَ مُدِيراً لِنَاحِيَةِ كرْسِي ( نَاحيَة الشِمال ) في سنْجار ، ومكثَ هُناك إِلى أَنْ أُحِيلَ على التَقَاعُد ( وهو في سِنِّ الخامِسَةِ والأَرْبعين ) عام 1935 م إِثْرَ سقُوطِهِ عِنْ حِصانِهِ وهو يُؤَدّي إِحْدَى جَوْلاتِه ِ الرَسْمِيَّة فأُصِيبَ بِكسْرٍ في مِرْفَقِهِ ، ومُنْذُ إِحالَتِهِ على التَقَاعُدِ حَتَّى وَفَاتِهِ عام 1958 م عكفَ على التَأْلِيفِ والتَرْجَمَةِ ومُتَابعةِ الحرَكةِ الأَدَبِيَّة في العِراقِ والعالَم .
 قَضَى حنا رسام مُعْظَمَ أَوْقَاتِهِ في الدِراسَةِ والتَأْلِيفِ والبَحْثِ ، واسْتَعان بِالكُتُبِ المُتَوَفِّرَة في مكاتِبِ الآبَاءِ الدومنيكان في المَوْصِل وبَغْداد ، كما أَفادَتْهُ كثْرَة تَنَقُّلاتِهِ بِحُكْمِ وَظِيفَتِهِ في مُخْتَلَفِ مَنَاطِقِ العِراقِ وخاصَّةً المَنْطقَة الشِمَالِيَّة في تَقْدِيمِ دِراسَاتٍ قَيّمةٍ ومُفِيدَة عَنْ أَحْوالِ تِلك المَنَاطِق وعاداتِها وتَقَالِيدِها وتُراثِها ، فوَضَعَ دِرَاسَةً مُسْتَفِيضَة عَنْ قَضَاءِ العمادِيَة والمَنَاطِقِ المُحِيطة وهي دِرَاسَةٌ تَارِيخِيَّة قَيّمة ، كمَا قَدَّمَ دِرَاسَةً مُهِمَّة جِدَّاً عَن المُكوِّن الايزِيدي في العِرَاق وأَحْوَالِهِم وعاداتِهِم وتَقَاليدِهِم مُسْتعيناً في ذَلِك بِخِبْرَتِهِ نَتِيجةَ احْتِكاكِهِ المُبَاشِر بِهِم ومُخالَطتِهِ إِيَّاهم ومُعايَشَتِهِ اليَوْمِيَّة لأَحْوالِهِم ، إِضَافَةً لِبحُوثٍ كثِيرَة وَضَعها عَنِ المَنَاطِق الَّتِي بَقِيَ فيها مِثْل سنْجار ودهُوك وغَيْرها مِنْ المَنَاطِق .             
عَمِلَ لِفَتْرَةٍ ما في الصَحافَةِ في المَوْصِل وبَغْداد وكتَبَ الكثِير مِنْ المَقَالات السِيَاسِيَّة والأَدَبِيَّة ، وكانَ مَعْرُوفاً بِبَسَاطةِ أَسْلُوبِهِ وثَرَاءِ لُغتِهِ .                     
وقَدْ ذَكرَ الأُسْتَاذ كوركيس عواد في كِتَابِهِ ( مِعْجمُ الكُتَّاب والمُؤَلِّفين العِراقِيّين ) ما يُقَارِب ( 37 ) مَسْرَحِيَّة لَهُ ، إِلاَّ أَنَّ هذَا العدَد هو أَقَّلُ بِكثِيرٍ مِنْ العدَد الوَاقِع حَيْثُ ذَكرَ شَقِيقَهُ نوئيل رسام إِنَّ المَسْرَحِيَّات الَّتِي أَلَّفَها حنا رسام ( 30 ) مَسْرَحِيَّة والَّتِي تَرْجَمَها ( 17 ) مَسْرَحِيَّة ، وبَعْضَها لَمْ يُنْجَزْ وهي حوالي ( 10 ) مَسْرَحِيَّات ، بِالإِضَافَةِ إِلى القِصَصِ والرِوايَاتِ الأُخْرَى .                             

كوْنهُ مَسْرَحِيَّاً بِالدَرَجةِ الأُولَى ( لَهُ مَسْرَحِيَّات كثِيرَة بِيْنَ مَطْبُوعة ومُمَثَّلَة ومَخْطُوطَة  ، ومِنْها ما يَقَعُ في فَصْلٍ واحِدٍ ) ، لَمْ يَمْنَعهُ مِنْ طَرْقِ بَابِ الشِعْرِ فكتَبَ العدِيد مِنْ القَصائد والَّتِي امْتَازَتْ بِجزَالَةِ اللَفْظِ ، كما إِنَّ جمِيعَ الأَشْعارِ الَّتِي احْتَوَتْها مَسْرَحِيَّاتهُ المُؤَلَّفَة أَو المُتَرْجَمَة كانَتْ مِنْ تَأْلِيفِهِ و نَظْمِهِ .                 

أَلَّفَ حنا الرسام ما يُقارِبُ المِئة مَسْرَحِيَّة تَنْدَرِجُ في الحَقْلِ الوَطنِيّ أْوْ القَوْمِيّ أَوْ الاخْلاقِيّ أَوْ الدِينيّ أَوْ الهَزَليّ ، وقَامَ بِتَرْجَمَةِ عَدَدٍ كبِيرٍ مِنْ المَسْرَحِيَّاتِ والقِصَص مِنْ الأَدَبِ العالَمِيّ ، كما اعْتَنَى بِالتُراثِ الشَعْبِيّ في مُسَاهمَةٍ لِلحِفَاظ ِ علَيْهِ فوَضَعَ عشَرَات المَسْرَحِيَّاتِ القَصِيرَة الَّتِي تُوَثِّقُ لِبَعْضِ عاداتِ وتَقَاليد ِ المَوْصِل ومِنْها ما كانَ بِاللَهْجةِ المَحلِيَّة الصِرْفَة مِثْل مَسْرَحِيَّة ( احدوثة الباميا ) وغَيْرها ، وهو بِذَلِك أَيْضاً يَسَّرَ المَسْرَح لِجَمْهُورِ المُشَاهِدين بِأُسْلُوبٍ شَيّقٍ وبَسِيط مُمْكِن الفِهْم والإِدراك والمُتَابَعة لِلعرُوض ، فكانَ ذَلِك طَرِيقُ اسْتِقْطابٍ لأَكْبَرِ عَدَدٍ مِنْهُم لِمُتَابعةِ مَسْرَحِيَّاتِهِ وعرُوضِهِ ، وكانَ لاسْتِخْدامِ اللَهْجةِ المَحلِيَّة في المَسْرَح في بِدايَاتهِ الأُولَى أَهمِيَّة قُصوَى لِلتَعْرِيفِ بِهِ وجَذْبِ الجَمْهُورِ إِلَيْهِ . 
ويُعدُّ حنا رسام مِنْ أَغْزَر مُؤَلِّفي تِلكَ الفَتْرَة وأَوْفرَهُم نِتَاجاً ، بِالإِضَافَةِ إِلى نَشَاطِهِ الكبِير في حَقْلِ التَمْثِيلِ والإِخْرَاج حَيْثُ قَامَ بِإِخْرَاجِ مُعْظم مَسْرَحِيَّاتِهِ بِنَفْسِهِ والَّتِي مُثِّلَتْ على مَسَارِحِ المَدارِسِ مِثْل مَدْرَسَة الطاهِرَة وشمعون الصفا ومار توما في المَوْصِل ، وخَارِج مَدِينَة المَوْصِل مِثْل عَقْرَة ودهُوك والعمَادِيَة ، وكانَ يَصْطفِي المُمَثِّلين بِنَفْسِهِ ويُوَزِّعُ علَيْهم الأَدْوار .                                                   

وكانَتْ طَرِيقَتهُ في الإِخْرَاجِ والتَمْثِيل تَعْتَمِدُ على الأُسْلُوبِ الكلاسِيكيّ مُتَأْثِراً بِذَلِك بِالمَسْرَحِ الفَرَنْسِيّ ، كمَا أَخَذَ أَدَبُ ومَسْرَحُ الأَطْفَال مِنْ اهْتِمامِهِ حِصَّةً وافِيَة ، فتَرْجَمَ أَكْثَرَ مِنْ مَسْرَحِيَّة لِلأَطْفَال ، ومِنْها مَسْرَحِيَّة ( شعِيلَة عِيد المِيلاد ) والَّتِي كانَتْ تُمَثَّلُ في احْتِفالاتِ عِيدِ مِيلادِ السَيّدِ المَسِيح سَنَوِيَّاً .                             

أَلَّفَ حنا رسام مَسْرَحِيَّات ( بانتومايم ) أَيْ ( المَسْرَحِيَّة الإِيمائيَّة ) ولَقَدْ أَلَّفَ في هذَا أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ مَسْرَحِيَّاتٍ إِيمائيَّة ، كمَا قَامَ بِتَرْجَمَةِ بَعْضِ مَسْرَحِيَّاتِ البانتومايم مِنْ المَسْرَحِ الفَرَنْسِيّ .                                                         
لَقَدْ كانَ مَسْرَح حنا رسام في بَدايَاتِهِ صُورَة لِمَدَى مُوَاكبَةِ الأُدَبَاءِ والفَنَّانين في تِلْكَ الفَتْرَة لِمَسِيرَةِ الأَدَبِ المَسْرَحِيّ في العالَمِ وبَيَّنَ مَدَى اطِلاعِهِم ووَعْيهِم لِلدَوْرِ العمِيقِ لِلمَسْرَحِ في التَوْعِيَةِ والتَثْقِيف .                                                   
 
لَمْ يكْتَفِ حنا رسام بِالتَأْلِيف ، فلَقَدْ وَجَّه اهْتِمامَهُ نَحْوَ التَرْجَمَةِ أَيْضاً مُسْتَفيداً مِنْ  إِجادَتِهِ لِلُغاتٍ عِدَّة مِنْها : الفَرَنْسِيَّة ، الانْكلِيزِيَّة ، التُرْكِيَّة ، الكُوردِيَّة ، السرْيَانِيَّة واللاتِينِيَّة إِضَافَةً إِلى العرَبِيَّة ، فأَغَنَى المَكْتَبَةَ العرَبِيَّة بِمَجْمُوعَةٍ مِنْ التَرْجَمَاتِ لِرَوائعِ الأَدَبِ العالَمِيّ مِنْ المَسْرَحِيَّات الَّتِي تَزْخَرُ بِها الآدَابُ الانْكلِيزِيَّة والفَرَنْسِيَّة وغَيْرها ، وكانَ حرِيصاً على مُتَابعةِ كُلّ ما تَعْرِضَهُ دُورُ النَشْرِ الأَجْنَبِيَّة مِنْ جديدٍ في مُخْتَلَفِ صنُوفِ الأَدَبِ والفَنِّ ، ومِنْها مَسْرَح البانتومايم وخَاصَّة عَن المَسْرَحِ الفَرَنْسِيّ ، وتُعْتَبرُ مُسَاهماتَهُ في هذَا الشَأْن مِنْ أَبْرَزِ ما قَدَّمَ ولَها قِيمَةٌ بَلِغَة  ودلالَة ثَمِينَة في التَعْرِيفِ بِالنَشَاطِ الأَدَبِيّ والمَسْرَحِيّ العالَمِيّ وجَعْلِهِ في مُتنَاولِ المُتَابِع العِراقِيّ والعرَبِيّ ، إِيماناً مِنْهُ بَأَنَّ المَسْرَح أَداةُ تَوْعِيَةٍ وتَثْقِيفٍ مُذْهِلَة .
كانَ لِمُعانَاةِ الشَعْبِ العِراقِيّ مِنْ الظُلْمِ جَرَّاءَ الحُكْم العُثْمانيّ بَصماتٌ واضِحةٌ في الكثِيرِ مِنْ كِتَابَاتِهِ المُنَوَّعةِ ، وحاولَ أَنْ يُسَاهِمَ عِبْرَها في بِنَاءِ إِرادَةِ الشَعْبِ لِنَيْل ِ الحُرِيَّة والاسْتِقْلال .                                                                         


المَسْرَحِيَّات الَّتِي أَلَّفَها حنا الرسام  /                                                     
1 ــ ( البَرِيءُ المَقْتُول ) / مَسْرَحِيَّة قُدِّمَتْ على مَسْرَحِ المَدْرَسَةِ الاكْلِيركِيَة عام 1911 م ، وقَدْ طَوَّرَ عنْها مَسْرَحِيَّتَهُ ( لِوَجْهِ اللهِ الكرِيم )  بِالاشْتِراكِ مَعَ يوسف فرجو والَّتِي مُثِّلَتْ في بَغْداد في 12 / شِباط / عام 1912 م ، وتَقَعُ في أَرْبَعةِ فصُولٍ كبِيرَةٍ مُقَسَّمَةٍ إِلى مَشَاهِد ، وقَدْ عالَجَ رسام الحِوار بِنَفْسِ الطرِيقَةِ الَّتِي عالَجَ فيها نعوم فتح الله سحار الحِوار في مَسْرَحِيَّتِهِ ( لطيف وخوشابا ) فنَوَّعَ في شَخْصِيَّاتِهِ ، وجَعلَ كُلَّ شَخْصِيَّة تَتَكلَّمُ لَهْجَتَها العامِيَّة المَحلِيَّة المُتَأثِرَة بِالبِيئَةِ وعاداتِها ، وقَدْ جَمَعَ بَيْنَ لُغةٍ فُصْحَى مُبَسَّطة اسْتَخْدَمها على أَلْسِنَةِ المُتَعلِّمين ، ولَهْجَة عامِيَّة مَوْصِلِيَّة أَجْرَاها على أَلْسِنَةِ غَيْرِ المُتَعلِّمين .                         

أَمَّا مَضْمُونُ المَسْرَحِيَّة فهو مُشْكِلَة التَمْييزِ الاجْتِمَاعِيّ والطبَقِيّ غَيْر العادِل ، وكانَ الرسام مُوَفَّقاً إِلى دَرَجَةٍ كبِيرَة في مُزَاوجَتِهِ هذِهِ بَيْنَ الفُصْحَى والعامِيَّة ، حَيْثُ اسْتَطاعَ أَنْ يُقَدِّمَ مَسْرَحِيَّة تَحْمِلُ نكْهةً فَنِيَّة صادِقَة .                             

2 ــ ( رَسُولُ الأَكْواخ ) / مَسْرَحِيَّة تَعْلِيمِيَّة ،  مأَسَاة بِثَلاثَةِ فصُول عام 1925 م ، ( مَصَادِر أُخْرَى تَذْكُرُ عام 1927 م كتَارِيخٍ لَها ) ، ( قَامَ بِإِخْرَاجِها المُخْرِج توفيق البصري عام 1956 م ) .                                                                   

3 ــ ( الكُونت سيليونسكي ) / مَسْرَحِيَّة تَارِيخِيَّة / عام 1925 م / اسْتَمَّدَ المُؤَلِّف مَوْضُوعَها مِنْ التَارِيخ الغرْبِيّ  .                                                     

4 ــ ( ثَمَنُ الكلِمَة ) / مَسْرَحِيَّة تَارِيخِيَّة / عام 1925 م / وهي مأَسَاة بِسِتَةِ فصُول .

5 ــ ( مِثَالُ الوَفَاءِ والوَطَنِيَّة ) / مَسْرَحِيَّة تَارِيخِيَّة / مُثِّلَتْ لأَوَّلِ مَرَّة على مَسْرَحِ أَخوِيَّةِ قَلْبِ يسوع بِالمَوْصِل في 11 / تَمُّوز / 1926 م ، بِرُخْصَةٍ مِنْ مُتَصَرّفِيَّة لِوَاء المَوْصِل ، وتَقَعُ في سِتَةِ فصُولٍ / مَضْمُونُ المَسْرَحِيَّة هو الدَعْوَة إِلى التَضْحِيَةِ في سَبِيلِ الوَطنِ ، ومَوْضُوعها مُسْتَمّدٌ مِنْ التَارِيخ .                       

6 ــ ( العوَاطِف ) / مَسْرَحِيَّة تَعْلِيمِيَّة  تَهْذِيبِيَّة / صَدَرَتْ عام 1927 م ، ( بَعْضُ المَصَادِر تَذْكُرُعام  1929 م  كتَارِيخٍ لَها ) / تَتَكوَّنُ مِنْ خَمْسَةِ فصُول ، مَضْمُونها الدَعْوَة إِلى التَضْحِيَة في سَبِيلِ الغَيْرِ .                                                     

7 ــ ( القِرْطُ الذَهَبِيّ ) / مَسْرَحِيَّة تَعْلِيمِيَّة / نُشِرَتْ في مَجَلَّةِ قَلْبِ يسوع البَيْروتِيَّة عَدَد 6 عام 1929 م .                                                               

8 ــ ( الرَجُلُ النَمُوذَجِيّ ) عام 1930 م بِفَصْلينِ .                                       

9 ــ ( عِيدِيَّات المِيلاد ) / مَسْرَحِيَّة دِينِيَّة بِفَصْلينِ  / سَنَة 1930 م .                 

10 ــ ( المُدَعِي بِالشَرَفِ والنَاصِبُون ) / مُثِّلَتْ بِالمَوْصِل سَنَة 1930 م .           

11 ــ ( أَحدُوثَة البَاميا ) / مَسْرَحِيَّة هزَلِيَّة / نُشِرَتْ عام 1930 م ، والمَسْرَحِيَّة فُكاهِيَّة شَعْبِيَّة اسْتَخْدَم في حِوارِها اللَهْجَة المَوْصِلِيَّة ، تَتَكوَّنُ المَسْرَحِيَّة مِنْ (  14 ) صَفْحَة مِنْ القَطْعِ المُتَوَسِّط مُدَوَّنٌ على غِلافِها مِنْ الجِهَةِ اليُمْنَى عِبَارَة ـ لِراسِ السَنَةِ وللمَرفَع ــ وفي الجِهَةِ اليُسْرَى مِنْ الغِلافِ اسْم المُؤَلِّف ــ بِقَلَمِ :  حنا رسام ــ ، وفي وَسَطِ الغِلافِ ــ أَحدُوثَة البَاميا دِعايَة مَسْرَحِيَّة لِلعائلاتِ بِفَصْلٍ واحِدٍ ــ وثَمَنُ النُسْخَة الواحِدَةِ   50 فلْسَاً   وال 25 نُسْخَة دِينارٌ واحِد ولِلمَدَارِس أَسْعارٌ خَاصَّة ، وفي أَسْفَلِ الغِلافِ اسْم المَطْبَعةِ الشَرْقِيَّة الحدِيثَة ــ المَوْصِل ، أَمَّا الغِلافُ الأَخِير فاسْم المَطْبَعةِ بِالعرَبِيَّةِ والانْكلِيزِيَّة ولا يُوْجَدُ تَارِيخٌ لِلطَبْعِ في أَيّ صَفْحَة مِنْ  صَفَحَاتِ المَسْرَحِيَّة .                                                         
الصَفْحَةُ الأُولَى مِنْ المَسْرَحِيَّة تَتَضَمَّنُ المَعْلُومات أَعْلاه إِضَافَةً إِلى المُمَثِّلُون وأَدْوارِهِم ، واللِبَاس والمَكان والزَمَان ، أَمَّا المُمَثِّلُون فهُم عكوبي ( عُمْرَهُ نَحُو 27 سَنَة ) ، زَوْجَتهُ غزالة ( في السَابِعة عشَر مِنْ عُمُرِها )  ، مجودة والِدَتهُ ( أَرْمَلَة )  ، وشَقِيقَتاهُ ( بدور في العِشْرين وعَزْبَاء ، نعيمة في الرَابِعةِ والعِشْرِين وعَزْبَاء ) ، وفي الصَفْحَةِ الثَانِيَة يَذْكُرُ المُؤَلِّف التَالِي : [ صديقي القارئ الحصيف ، ليست ( احدوثة الباميا ) هذه حكاية خيالية مختلقة ، إنما هي حادثة حقيقية من عهدنا  وقد رواها لي  شخص ثقة ، فخوفا عليها من الضياع أو من التغيير ، عهد إلي  صبها في قالب مَسْرَحِيّ ، وها أنا بعد الاتكال على الله أفرغتها في هذا القالب باللغة الموصلية العامية ، مراعيا بمزيد من الدقة ظروف الحادثة كما وقعت ، إلا الأسماء الحقيقية فقد استبدلتها باسماء مستعارة ، فجاءت كما ترى جامعة للذة والفكاهة والتسلية ، وما قصدي من هذا سوى الخدمة ] .       
مَسْرَحِيَّة ( أَحدُوثَة البَاميا ) تَقَعُ في فَصْلٍ واحِد وخَمْسَةِ مَشَاهِد .                   
اللِبَاس عَصْرِيّ ومَحلِيّ ، المَكان ايوان مُتَصَدِّع ، الزَمَان المَغْرِب .                 
تَتَحَدَّثُ المَسْرَحِيَّة عَنْ عكوبي الَّذِي يُحِبُّ البَاميا واشْتَهى أَنْ يَأْكُلَها في أَحَدِ الأَيَّامِ صَيْفاً وبَعْدَ عَوْدَتِهِ مِنْ العَمَل ، فاشْتَرَى مُسْتَلْزَمَاتِ طَبْخِها ، وطلبَ مِنْ والِدتِهِ إِعْدَادَها ، وهكذَا يَقْضِي الوَقْت في انْتِظارِ تَنَاولِها مُمَازِحاً زَوْجتَهُ ووالِدَتَهُ يَحْكِي لَهُما عمَّا صَادَفَهُ في عَمَلِهِ .                                                                 
تُضِيفُ والِدَتُهُ المِلْح والسمَّاق لِقِدْرِ البَاميا ، وتَفْعَلُ زَوْجَتُهُ ذَلِكَ أَيْضاً ( دَوْنَ أَنْ تَنْتَبِه بِأَنَّ حماتَها قَدْ سَبَقَتْها إِلى ذَلِك ) ، ثُمَّ تُكرِّرُ شقيقة عكوبي الأَمْرَ ذَاته ( دَوْنَ أَنْ تَعْلَمَ بِأَنَّ والِدَتَها وزَوْجَةَ أَخِيها قَدْ فَعلتَا ذَلِك ) ، بَعْدَها تَقُومُ والِدَةُ عكوبي بِصَبِّ البَاميا في الصَحْنِ واضِعةً إِيَّاهُ في صِينِيَّة وتَقُدِّمُها لابْنِها ، وما أَنْ يَتَذَوَّقَها حَتَّى يَتَفَاجأُ بِمَذَاقِها ، ويُلْقِي بِما في فَمِهِ مِنْها ، فيَرْمِي بِالصِينِيَّة وما فيها في الزُقَاق ، لاعِناً البَاميا ، غَاضِباً حَيْثُ حُرِمَ الاسْتِمْتَاع بِالأَكْلَةِ الَّتِي يُحِبُّها والَّتِي انْتَظرَها بِفَارِغِ الصَبْرِ .                                                                       

12 ــ ( فلسطِين المُجَاهِدَة ) / مَسْرَحِيَّة تَعْلِيمِيَّة / عام 1936 م /  تَدْعُو لِلجِهادِ في سَبِيلِ تَحْرِير فلسطِين ، وتَهْدِف إِلى إِبْرَازِ دَوْرِ المَرْأَة في الثَوْرَةِ والتَحرُّر ، تَدُورُ أَحْدَاثها في الفَتْرَةِ الوَاقِعة بَيْنَ الحَرْبينِ العالَميتينِ ، وتَحْكِي قِصَّة حُبٍّ بَيْنَ  ( خالد ) المُجَاهِد الفلسطِينيّ الجرِيح ، وبَيْنَ ( ثريا ) وهي مُمَرِّضَة عرَبِيَّة اعْتَنَتْ بِهِ ، وبَعْدَ أَنْ يَتَماثَلَ لِلشفَاءِ يُسَاقُ إِلى المَحْكمَةِ بِتُهْمَةِ إِثارَةِ الشَغبِ في القُدْس ،  ويُحْكمُ علَيْهِ بِالسِجْنِ ويُعاملُ هُنَاكَ مُعاملَةً سيئةً ، أَثْنَاء هذِهِ الفَتْرَة تَتْرُكُ ثريا العَمَل وتَعودُ لأَهْلِها لِلتَهْيئَةِ لِلزَواج ، ودُوْنَ أَنْ يَعْرِف أَحَدَهُما بِالآخَر يَفِرُّ خالد مِنْ السِجْنِ بِمُسَاعدَةِ ( سهيل ) شَقِيقُ ثريا الَّذِي اسْتَثْمَرَ علاقَتَهُ بإِبْنَة مَأْمُورِ السِجْن ( دانيل أفندي ) والَّذِي كانَ يَرْغبُ في تَزْوِيجِ ابْنَتِهِ ( استير ) مِنْ رَجُلٍ غَني ، لكِنْ البِنْت تَهْرَبُ مَعَ سهيل الَّذِي أَحبَّتْهُ ويَهْرَبُ مَعَهُما خالد فيَلْتَقُونَ بِثريا الَّتِي دَبَّرَتْ وسِيلَةً لإِنْقَاذِهِم ، وتَنْتَهي المَسْرَحِيَّة بِزَواجِ خالد مِنْ ثريا ، وسهيل مِنْ استير .
   نُشِرَتْ في جَرِيدَةِ العالَمِ العرَبِيّ في بَغْداد تِبَاعاً .                                     
 
13 ــ ( زنوبيا ) / مَسْرَحِيَّة تَارِيخِيَّة / مُثِّلَتْ عام 1936 م / ارْتَكزَ المُؤَلِّف في مَوْضُوعِها على حِكايَةِ الزَبَاء مَلِكة تَدْمُر في التَارِيخِ العرَبِيّ ، وهي مأَسَاة بِخَمْسَةِ فصُولٍ . 

14 ــ ( أُسامة ) / مَسْرَحِيَّة تَارِيخِيَّة / عام 1937  م ، مأَسَاة بِخَمْسَةِ فصُولٍ ، اسْتَمَّدَ المُؤَلِّف مَوْضُوعَها مِنْ التَارِيخِ العرَبِيّ  .                                 

15 ــ ( خالد وثريا أَوْ جِهادُ فلسطِين ) / مَسْرَحِيَّة تَعْلِيمِيَّة ــ وَطَنِيَّة /  عام 1939 م / كُتِبَتْ في خَمْسَةِ فصُولٍ عَنْ فلسطِين وأَحْدَاثِها .                           

16 ــ ( في السَهْرَة ) / مَسْرَحِيَّة هزَلِيَّة بِفَصْلٍ واحِد .                                 

17 ــ ( الأَطْرَش ) / مَسْرَحِيَّة هزَلِيَّة بِفَصْلٍ واحِد.                                     

18 ــ ( حمُودي وجنجلان ) / مَسْرَحِيَّة هزَلِيَّة بِفَصْلٍ واحِد .                         

19 ــ ( الستْرَة والبَنْطلُون ) / مَسْرَحِيَّة هزَلِيَّة بِفَصْلٍ واحِد.                         

20 ــ ( بِلاعُنْوان ) / مَسْرَحِيَّة هزَلِيَّة بِفَصْلٍ واحِد .                                   

21 ــ ( عِنْدَ المَرِيض ) / مَسْرَحِيَّة هزَلِيَّة بِفَصْلٍ واحِد.                               

22 ــ ( أَحدُوثَة الدُولمَة ) / مَسْرَحِيَّة هزَلِيَّة بِفَصْلٍ واحِد .                           

23 ــ ( الخاتَمُ المَفْقُود ) / مَسْرَحِيَّة هزَلِيَّة بِفَصْلٍ واحِد .                             

24 ــ ( بطي السكْران ) / مَسْرَحِيَّة هزَلِيَّة بِفَصْلٍ واحِد.                             

25 ــ ( في سَبِيلِ شَمْسِيَّة ) / مَسْرَحِيَّة هزَلِيَّة بِفَصْلٍ واحِد.                         

26 ــ ( الحصِيلَةُ الصَهْبَاء ) / مَسْرَحِيَّة هزَلِيَّة بِفَصْلٍ واحِد.                         

27 ــ ( في المَحْكمَة ) / مَسْرَحِيَّة هزَلِيَّة بِفَصْلٍ واحِد .                               

28 ــ ( في سَبِيلِ شَعْرَة برْنيطة ) / مَسْرَحِيَّة هزَلِيَّة بِفَصْلٍ واحِد.                 

29 ــ ( خَادِمَةُ المَطْعم ) / مَسْرَحِيَّة هزَلِيَّة بِفَصْلٍ واحِد.                             

30 ــ ( مِنْ أَجْلِ بُلْبُل ) / مَسْرَحِيَّة هزَلِيَّة بِفَصْلٍ واحِد .                               

31 ــ ( قَائمَة حِسَاب نزل ) / مَسْرَحِيَّة هزَلِيَّة بِفَصْلٍ واحِد.                         

32 ــ ( جزَاءُ الثِقَة ) /  مَسْرَحِيَّة دِينِيَّة بِأَرْبَعةِ فصُولٍ .                             

 
مَسْرَحِيَّاتُ البانتومايم ( التَمْثِيلِيَّات الصَامِتَة المُعْتَمِدَة على الإِشَاراتِ والحرَكاتِ ) الَّتِي أَلَّفَها حنا الرسام /                                                                       
1 ــ ( في السرْداب )  / مَسْرَحِيَّة بِفَصْلٍ واحِد .                                         
2 ــ ( الجَرَسُ السِحْرِيّ ) / مَسْرَحِيَّة بِفَصْلٍ واحِد .                                     
3 ــ ( الصَك ) / مَسْرَحِيَّة بِفَصْلٍ واحِد .                                                   
4 ــ ( بَيْدر والمَرِيض ) / مَسْرَحِيَّة بِفَصْلٍ واحِد .                                     
5 ــ ( في الصَفِّ ) / مَسْرَحِيَّة بِفَصْلٍ واحِد .                                             
6 ــ ( المُسَدَّس مِنْ الوَرَقِ المُقَوَّى ) / مَسْرَحِيَّة بِفَصْلٍ واحِد.                       
7 ــ ( اللصُوص ) / مَسْرَحِيَّة بِفَصْلٍ واحِد .                                           
8 ــ ( امْتِحانُ الجغْرافِيا ) / مَسْرَحِيَّة بِفَصْلٍ واحِد .                                   

مِنْ المَسْرَحِيَّاتِ الأُخْرَى الَّتِي أَلَّفَها حنا رسام /                                         
( المُفَاجأَةُ العجائبِيَّة ) ، مأَسَاةٌ بِأَرْبَعةِ فصُولٍ / ( العِقْدُ المَفْقُود ) بِفَصْلينِ / ( الطفُولَة ) مَسْرَحِيَّة مَدْرَسِيَّة بِثَلاثَةِ فصُولٍ / ( عصْفُوران بِحَجَرٍ واحِد ) مَسْرَحِيَّة بِثَلاثَةِ فصُولٍ مُثِّلَتْ في عقْرَة سَنَة 1955 م / ( نِعْمَةُ المُلاقَاة ) مأَسَاةٌ بِأَرْبَعةِ فصُولٍ / ( مَلائكةُ الرَحْمَة ) مَسْرَحِيَّة بِخَمْسَةِ فصُولٍ / ( العفاش أَوْ الفقْرُ الأَمِين ) ، مَسْرَحِيَّة بِفَصْلينِ / ( عشرة فرنكات ) مَسْرَحِيَّة بِفَصْلينِ بفصلين / ( دراهم مي ) مَسْرَحِيَّة بِفَصْلينِ / ( يَوْمُ التَطْهِير ) مَسْرَحِيَّة بِثَلاثَةِ فصُول / ( الأَخوان الشَهِيدان ) مَسْرَحِيَّة بِثَلاثَةِ فصُول / ( عِيدُ مِيلاد الفُقَراء ) مَسْرَحِيَّة بِفَصْلينِ / ( خَاتِمَةُ القُبْطان ) مَسْرَحِيَّة بِثَلاثَةِ فصُول / ( انْتِصَارُ الحَقّ ) مَسْرَحِيَّة بِثَلاثَةِ فصُول / ( رِسَالَةٌ غَيْر مُنْتَظَرَة ) مَسْرَحِيَّة بِفَصْلينِ / ( قَبْل عَقْدِ المُؤْتَمر ) مَسْرَحِيَّة عَن المُفَاوضَاتِ العِراقِيَّة ــ الانْكلِيزِيَّة في لَنْدن / ( ما وراء السِتَار ) مَسْرَحِيَّة بِفَصْلينِ / ( صاحِبُ زَوْرَقِ المَوْت ) مَسْرَحِيَّة بِثَلاثَةِ فصُول / ( لَيْلَةُ المِيلاد ) مَسْرَحِيَّة بِفَصْلينِ / ( الطِفْلُ اللَطيم ) مَسْرَحِيَّة بِفَصْلينِ / ( بِنْتُ الفَجْر ) مأَسَاةٌ قَوْمِيَّة عرَبِيَّة بِسَبْعةِ فصُول / ( المُنْبَعِث ) مأَسَاةٌ بِثَلاثَةِ فصُول / ( يَوْمُ الامْتِحان ) مَسْرَحِيَّة مَدْرَسِيَّة بِفَصْلٍ واحِد مُثِّلَتْ في المَوْصِل / ( قَاتِلُ ابْنِهِ ) مَسْرَحِيَّة بِفَصْلٍ واحِد / ( طبِيبُ الاحْتِلال ) مَسْرَحِيَّة بِفَصْلٍ واحِد / ( اهذي بَاميا أَمْ سُمّ ؟ ) مَسْرَحِيَّة بِفَصْلٍ واحِد / ( المُحْسِنُ المَجْهُول ) مَسْرَحِيَّة بِفَصْلٍ واحِد .

تَذْكرُ بَعْضُ المَصَادِر مَسْرَحيَّات أُخْرَى لَهُ وهي :                                       
الغُربَاء ، مسيو ديماش ، المُغالبَة في المُبالَغة ، ألْبِسَةُ الأَحد ، أَمِيرَةُ السَارِق ، خيْرُ صُدْفَة ، القِطار السَرِيع ، الكثِيرُ التَعْنِيف ، في حوْش المَدْرَسَة  ، رِسَالَة مِنْ أُمّ  ، زَوْجَة وحكِيم باشي ، البَخِيل ، في سَبِيلِ التّاج ، اليَتِيم المُنْتَقِم .
                                                           

المَسْرَحِيَّات الَّتِي قَامَ بِتَرْجَمَتِها /                                                           
1 ــ ( ضَحِيَّةُ سِرِّ الاعْتِراف ) / مَسْرَحِيَّة لِلمُؤَلِّف فرنسيس كنزل ، قَامَ حنا رسام سَنَة 1931 م بِتَرْجَمَتِها عَن الانْكلِيزِيَّة .                                             

2 ــ ( المُحامي بتالان ) / مَسْرَحِيَّة تَرْجَمَها عَن الفَرَنْسِيَّة عام 1938 م ، وتَتَكوَّنُ مِنْ أَرْبَعةِ فصُول .                                                                       

3 ــ ( موريس الجُنْدِي ) / مَسْرَحِيَّة تَرْجَمَها عَن الفَرَنْسِيَّة ، وهي بِثَلاثَةِ فصُول .

4 ــ (  زندة ) / مَسْرَحِيَّة تَرْجَمَها عَن الفَرَنْسِيَّة ، وتَتَكوَّنُ مِنْ فَصْلٍ واحِد .       

5 ــ ( المُرْسل ) / مَسْرَحِيَّة تَرْجَمَها عَن الفَرَنْسِيَّة  .                                   

6 ــ ( الدوقتور كامل ) / مَسْرَحِيَّة تَرْجَمَها عَن الفَرَنْسِيَّة ، وتَتَكوَّنُ مِنْ فَصْلينِ .
 
7 ــ ( المُرَابِي ) / مَسْرَحِيَّة هزَلِيَّة تَرْجَمَها عَن الفَرَنْسِيَّة ومُثِّلَتْ في المَوْصِل .

8 ــ ( شعِيلَة عِيد المِيلاد ) / مَسْرَحِيَّة بِفَصْلٍ واحِد ، تَرْجَمَها عَن الفَرَنْسِيَّة عام 1952 م .
9 ــ ( الأَمِير هيرميكلد ) / مَسْرَحِيَّة تَرْجَمَها عَن الانْكلِيزِيَّة ، وهي بِخَمْسَةِ فصُول .
10 ــ (  كُلّ ما قَسَمَ الله لَهُ ) / مَسْرَحِيَّة بِأَرْبَعةِ فصُول ، قَامَ بِتَرْجَمَتِها عَن الانْكلِيزِيَّة .


مَسْرَحِيَّات البانتومايم الَّتِي قَامَ حنا الرسام بِتَرْجَمَتِها عَن الانْكلِيزِيَّة والفَرَنْسِيَّة /

1 ــ بَيْدر والبَوَّاب / بفَصْلٍ واحِد .                                                       

2 ــ بَيْدر ومُنَاجِي الأَرْواح / بِفَصْلٍ واحِد .                                             

3 ــ الشَخْصُ مِنْ خَشَب / بِفَصْلٍ واحِد .                                               
 
4 ــ نَهارُ المُغامرَات / بِفَصْلٍ واحِد .                                                   

5 ــ يَوْمُ الصدْق / بِفَصْلٍ واحِد .                                                       

6 ــ هُنا تَتَكلَّم الفَرَنْسِيَة / بِفَصْلٍ واحِد .                                               

7 ــ  الأَقْدَار / بِفَصْلٍ واحِد .                                                             

المَسْرَحِيَّات الَّتِي صَمَّمَها الكاتِب /                                                         
( والمَقْصُودُ بِها المَسْرَحِيَّات الَّتِي لا تَزَالُ مَشْرُوعاً ، عَمَدَ الكاتِب إِلى وَضْعِ هَيْكلِها وفِكْرَتِها وأَسَاسِيَاتِها وقَسَّمَ فصُولِها ، إِلا أَنَّهُ لَمْ يُنْجِزها تَامَّة )  .         
ــ الأَب / تَدُورُ حَوْلَ واحِدَةٍ مِنْ حوادِثِ الثَوْرَةِ الفَرَنْسِيَّة .                           
ــ جنُونُ الحُبّ / عَنْ قِصَّةٍ تَدُورُ أَحْدَاثها في قُرْطُبَة أَيَّامَ الخلِيفَةِ النَاصِر.         
ــ المَيْتُ الحيّ .                                                                               
ــ هَدِيَّةً البَحْر .                                                                               
ـــ دُقاقُ الرُزِ .                                                                               
ــ خصْلَةٌ مِنْ الشَعْرِ الذَهَبِيّ / ( مُعرَّبَة )  .                                             
ــ العدْلُ أَسَاسُ المُلْكِ .                                                                     
ـــ بِدُوْنِ عُنْوان / عَنْ إِحْدَى الحوادِثِ الَّتِي وَقَعتْ في بُولونيا ، وهي بِأَرْبَعةِ فصُول .
كتَبَ نَواةَ الكثِيرِ مِنْ القِصَصِ بِشَكْلٍ مُخْتَصَرٍ بِهَدَفِ تَحْوِيلِها فيما بَعْد إِلى مَسْرَحِيَّات ، وأَيْضاً لَهُ عِدَّة مُحاورَاتٍ شِعْرِيَّة ــ هزَلِيَّة تَسْتَحِقُ التَمْثِيل بَيْن الفصُول كما كانَ الحالُ في تَارِيخِ المَسْرَحِ العِراقِيّ ولا سِيَّما المَدْرَسِيّ مِنْهُ آنذاك .


أُسْلُوب حنا الرسام /                                                                         
مَسْرَحِيَّاتهُ التَارِيخِيَّة لا يَجِدُ القَارِئ غمُوضاً فيها لأَنَّهُ اهْتَّم بِالجانِبِ التَوْجيهِيّ وسَعْي أَبْطالِهِ نَحْوَ الأَهْدَافِ السَامِيَة .                                                     
يُعدُّ الدكتور عمر الطالب أَبْرَز مَنْ دَرَسَ أَعْمَال حنا الرسام ، ويَقُولُ إِنَّهُ : [  يعتمد في جميع مسرحياته على الصراع الذي يولد الحركة المسرحية ، وهذا أصل من الأصول الكلاسيكية الثابتة ، وقد فطن الكاتب إلى المبدأ الكلاسيكي القائل بأن المسرحية تقوم على الصراع  ] ، ويُضِيفُ :                               
[ وقدم لنا حنا رسام عدة مسرحيات تاريخية إلى جانب مسرحياته الاجتماعية ، والكاتب في مسرحياته التاريخية أفضل منه في مسرحياته المعاصرة ] .       
ويُشَبِّهُ مَسْرَحِيَّاتهُ التَارِيخِيَّة بِالمَسْرَحِيَّات التَارِيخِيَّة الَّتِي كتَبَها الآبَاء المَسِيحيُون كسليمان الصائغ وحنا رحماني وحنا حبي وجرجس قندلا ، أَمَّا عَنْ أُسْلُوبِهِ فيَقُول :
[ وأسلوب الكاتب بسيط يخلو من الصور البيانية المتكلفة ، ويخلو من الصنعة اللفظية التي تتمثل في التوازن والسجع ، ولغته فصيحة نقية بخلاف اللغة التي كانت سائدة في مسرحيات تلك الفترة ، ويعتمد المؤلف على الشعر ليوضح بعض الصور أو ليعبر عن عاطفة مكبوتة أو لِبثِ شكاة حائرة ] .                           
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                                     

المَصَادِر /                                                                                       
 
( 1 )                                                                                           
مَوْضُوع / دَوْرُ الكلْدان السرْيَان الآشُورِيين في نَشْأَةِ المَسْرَحِيَّة في العِراق .   
بِقَلَمِ : سعدي المالح                                                                       
مَوْقِع إِيلاف                                                                                 
في 6 / ابْرِيل / 2008 م .                                                                 
 الرَابِط :
http://elaphjournal.com/Web/Culture/2008/4/319177.htm

( 2 )                                                                                           
مَوْضُوع / نُبْذَة تَارِيخِيَّة عَنْ بِدايَات المَسْرَحِ العِراقِيّ .                               
( عَنْ كِتَاب ــ الحيَاةُ المَسْرَحِيَّة في العِراق ــ لِمُؤَلِّفِهِ أحمد فياض المفرجي )   
مَوْقِع دائرَةُ السِينَما والمَسْرَح                                                           
في 16 / 10 / 2011 م .                                                               

الرَابِط :
http://www.cinema-masrah.org/section-theaters/from-the-memory-of-the-iraqi-theater/105-%D9%86%D8%A8%D8%B0%D8%A9%20%D8%AA%D8%A3%D8%B1%D9%8A%D8%AE%D9%8A%D8%A9%20%D8%B9%D9%86%20%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA%20%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%20*.html

( 3 )                                                                                           
مَوْضُوع / المَسْرَحِيَّة العِراقِيَّة : شؤونٌ وشجُون ( 1 )                               
الكاتِب : تيسير عبد الجبار الآلوسي                                                     
ــ أُسْتَاذ الأَدَب المَسْرَحِي ــ                                                                 
في : 1 / 7 / 2007 م                                                                     
مَوْقِع سُومرِيَات                                                                             
الرِابِط :
http://www.somerian-slates.com/mss_old/p511tr1.htm


( 4 )                                                                                             
مَوْسُوعة أَعْلام المَوْصِل في القَرْنِ العشْرِين ــ حَرْفُ الحاء                           
المُؤَلِّف : عمر الطالب                                                                       

الرَابِط :
http://archive.li/N69i#selection-6273.0-6331.371


( 5 )                                                                                             
مَوْضُوع / في الذِكْرَى الـ 41 لِرَحِيلِهِ ، تَرْحلُ الأَعْوام ويَبْقَى الفَنَّان المُبْدِع توفيق البصري في ذَاكِرَةِ وضَمِيرِ شَعْبِهِ .                                           
الكاتِب : علي فوزي .                                                                         
مَوْقِع الحِزْبُ الشيُوعي العِراقِي .                                                           
في 18 / تشْرِين الثَاني / 2013 م .                                                       
الرَابِط :
 http://www.iraqicp.com/index.php/sections/literature/7557-41


( 6 )                                                                                           
مَوْضُوع / حنا الرسام .... مِنْ رواد المَسْرَحِ السرْيَانِيّ في العِراق .                 
الكاتِب : نوري بطرس عطو .                                                               
في 18 / 3 / 2008 م .                                                                     
مَوْقِع ورْشَةُ تَواصُل لِلثَقَافَةِ المَسْرَحِيَّة .                                                 
العِراق ــ البَصْرَة                                                                             

الرَابِط :
http://tawasul.yoo7.com/t25-topic


( 7 )                                                                                           
مَوْضُوع / مَسْرَح حنا رسام ، مَعَ نَصِّ مَسْرَحِيَّة أَحدُوثَة البَاميا                     
( دِرَاسَة )                                                                       
الكاتِب : مثري العاني       

28
أدب / قَطرَات ....
« في: 00:59 25/11/2018  »
   
قَطَرَات

شذى توما مرقوس





أُخْرَى ........
فأُخْرَى ........
فأُخْرَى .........
تَتَوالى القَطرَات .......
.
.
.

قَطَرَات يَلْفُظُ دُنَّ الحيَاةِ الأَيَّام 


قَطرَاتٌ عَنِ السَفْحِ انْحدَرَتْ
انْزَلقَتْ
تَلاشَتْ في انْجِرافِ تَيَّار

تَتَوالى القَطرَات .......


قَطرَاتٌ فَوْقَ سَطْحٍ سَاخِنٍ
تَبَخَّرَتْ
 لِلأَعْلَى هرَبَتْ
إِلى غيْمةٍ حزِينَةٍ ركنَتْ
ووَعدَتْ كُلَّ الأَحِبَّةِ بِالعوْدَة
في زَخَّةِ مطَر
.
.
.
ما عادَتْ ، ولا أَحِبَّتها بلَّلَتْ 

تَتَوالى القَطرَات .........

قَطرَاتٌ عَنْ فَمِ الدُنِّ لُفِظًتْ
بِالأَرْضِ الْتَصَقَتْ
في ضَوْضَاءِ المَوْتِ فُنِيَتْ

تَتَوالى القَطرَات .........

قَطرَاتٌ مِنْ شَقِّ الدُنِّ نَضَحتْ
بَكتْ رَفِيقاتَها
وجِدارَ الدُنِّ احْتَضَنَتْ
لكِنَّها حِيْنَ شَهَقَتْ 
عَنِ الحيَاةِ انْحسَرَتْ

أُخْرَى .......
فأُخْرَى .......
فأُخْرَى .......

بِضْعُ قَطرَاتٍ
تَحْتَ ظِلِّ شَجرَةٍ تَفيَّأتْ
فابْتَلَعها التُرَاب
عَنِ الحيَاةِ نَشَفَتْ

بَعْضُ قَطرَاتٍ تَجَمَّعتْ
في شُعاعِ الشَمْسِ وثَقَتْ
جازَتْها الشَمْسُ صنِيعاً
وحيْثُ الثِقَة تَجفَّفَتْ

      تَتَوالى القَطرَات .......

قَطْرَةٌ .......
قَطْرَة ......
قَطرَات .......
نَضَبَ الدُنُّ المَاء
تَحْتَ فأْسِ الزَمَانِ تَصدَّع
تَفَتَّت
انْمَحتْ أُسْرَة
غابَتْ كائنات
دُفِنَتْ في زَمنٍ مَضَى
انْدَثَرَتْ
هكذا شَأْنُ الدِنَان
إِنَّهُ  شَأْنُ الحيَاة .........



29
أدب / الحُبُّ في بَقِيَّتِهِ ......
« في: 20:50 03/09/2018  »
 

     
الحُبُّ في بَقِيَّتِهِ .......

شذى توما مرقوس

ــ قِصَّة قَصِيرَة ــ

...... كانَ الحُبُّ في أَوْجِهِ .... كانَ ......                                                 
 والآن ! في بَقِيَّتهِ إِنْ تَبقَّى مِنْهُ شَيْء .... ولكِنْ وكما يَبْدو لَمْ يَتَبقَّ مِنْه ولا قَيْد  نُتْفَة .....                                                                                       
هذا الَّذِي أَحبَّتْهُ يَوْماً مِنْ كُلِّ أَعْماقِها ، وحُبِّها لَهُ تَغلْغلَ في طِفْلِهما الرائع المَلاك ......                                                                                     
والمَلاك اليَوْم يَبْكي ويُطالِبُها بِما تُلبِيهِ لَهُ مُرْغَمة ، إِنَّهُ صَغِيرٌ بَرِيء لا يَفْهم إِنَّ ما ذَهبَ لَنْ يَعودَ أَبَداً ، وإِنَّها لا يَحِقُّ لَها أَنْ تُطالِبَ والدَهُ بِما كانَ يَحِقُّ لَها سَابِقاً ، وأَيْضاً والدَهُ فَقَدَ حقَّهُ بِمُطالَبَتِها بِأَيّ أَمْرٍ كانَ مِنْ حقِّهِ سَابِقاً ، لكِنْ ؛ كيْفَ لِطِفْلٍ صَغِيرٍ أَنْ يَفْهمَ كُلّ هذَا ، عالَمٌ الكِبَار صَعْبٌ ومُعقَّد ، وهو لا يَرَى فيهما غَيْر والدَيه لا أَكْثَر ......                                                                           
كمْ تَتَوجَّسُ مِمَّا سيَكون ، وكمْ تَخافُ أَنْ يَجْرَحَها والدَهُ القَاسي ، فهي تَعْرِفُ نَذَالَة أَفْعالِهِ وخِسْتَها الَّتِي لا تُبَارى ........                                                       
صارَ طِفْلها يَلُحُّ علَيْها :                                                                     
ــ اتَصلي بِأَبي .... دعِيهِ يَأْتي لِيَأْخُذَنا إِلى المَنْزِل ... أُرِيدُ والدي .... لا أُرِيدُ  العَوْدَة بِالحافِلَة .                                                                           
أَجابَتْهُ بِرفْقٍ :                                                                               
ــ يا وَلَدي ، إِنَّهُ في العمَل ، لا يُمْكِنُ لَهُ ذَلِك ، سنَسْتَقِلُ الحافِلَة ولَنْ يَطُولَ الأَمْر حَتَّى نَكونَ في المَنْزِل .                                                                       
صَرَخَ بِعِنَادِ طِفْلٍ يَبْغي دَلالَ أُمِّهِ :                                                           
ــ لا .... لا .... أَنا أُرِيدُ بابا .....                                                             
وظَلَّ يَدُقُّ الأَرْض َبِقَدَميهِ الصَغِيرَتين الغَضَتين عِنَاداً .                                 
نَظَرَتْ إِلَيْهِ بِحُبٍّ وسَاوَرَها الضَحِك وهي تَرَى أَقْدَامَهُ الصَغِيرَة الغَضَّة تَدُقُّ الأَرْضَ ، وصُرَاخَهُ يَعْلو ، وقَالَتْ في سِرِّها :                                                       
لَنْ تَفْهمَ أَبَداً يَا صَغِيرِي الأَمْر ، إِنَّهُ أَيْضاً كبِيرٌ علَيْك  .                               
كانَ المكانُ غَرِيباً عَلَيْها ، فهي تَعود مِنْهُ لِلمَنْزِل لأَوَّلِ مَرَّة ، فاسْتَوْقَفَت أَحد المَارَّة وسَأَلَتْهُ أَيْنَ لَها أَنْ تَتَجِه نَحْوَ مَحَطَّةِ انْتِظَارِ الحافِلَة ، فدَلَّها علَيْها ، وصُرَاخ طِفْلِها يَعْلُو :                                                                         
ــ أُرِيدُ بابا ... أُرِيدُ بابا ....                                                                 
 فضُول المَارَّةِ أَزْعجَها فلَرُبَّما يَحْسَبُونَها قَدْ اخْتَطَفَتْ هذَا الطِفْل ويُرِيدُ الخلاصَ مِنْها طالِبَاً النَجْدَة ، أَحدُ المَارَّة قَتَلَهُ الفضُول فسَأَلَها :                                 
ــ ما بِهِ ...... هَلْ هذَا طِفْلكِ ؟                                                               
ثُمَّ اسْتَدارَ نَحْوَ الطِفْل وسَأَلَهُ :                                                             
ــ هَلْ هذِهِ ماما ؟                                                                             
أَجابَهُ الطِفْل غَاضِباً مِنْ السُؤال وبِمُتَسَعِ عَيْنَيهِ العجَب  :                             
ــ طَبْعاً هذِهِ ماما ، أَلا تَعْرِف ،  وأُرِيدُ أَنْ يَأْتي أَبي لِيَأْخُذَنا لِلمَنْزِل .                 
لَمْ تَتَمالكْ نَفْسَها فانْفَجَرَتْ ضَاحِكة وهي تَرَى طِفْلَها وقَدْ عَقَدَ حاجِبيهِ غَضَباً رَامِقاً الرَجُلَ المَسْكين بِنَظَراتٍ حادَّة لأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ إِنَّ هذِهِ المَرْأَة هي أُمَّهُ ، وقَالَتْ لَهُ وهي تُحاوِلُ كبْتَ ضَحِكها :                                                                 
ــ يا ولَدِي كُفَّ عَنِ الصُرَاخ  .                                                             
ضَحِكَ الرَجُل وتَابَعَ سَيْرَهُ وهو يَقُول :                                                   
ــ رُبَّما والدكَ مَشْغُولٌ بِأمُورٍ أُخْرَى .                                                       
خَافَتْ الضَجَّة الَّتِي يَفْعلَها طِفْلُها ، وكانَتْ مُمْسِكة بِيَدِهِ تُحاوِلُ الاتِجاه إِلى بَابِ الخرُوجِ ، لكِنَّ الصَغِير ما هدِأَ وكأَنَّ شَيْطانَ والدَهُ قَدْ تَلبَّسَهُ ،  فتَوَقَّفَتْ وأَخْرَجَتْ هاتِفَها واتَصلَتْ بِوالدِهِ ، وكأَنَّ الطِفْلَ لَمْ يُصَدِّقْ ، فصَارَ يَجرُّ ثَوْبَ أُمِّهِ حَتَّى خُيّلَ لَها إِنَّ ثَوْبَها قَدْ نُزِعَ عَنْها راغِباً في الإِمْسَاكِ بالهاتِف لِلحدِيثِ إِلى والدِهِ فتَرَكتْهُ لَهُ بَعْدَ أَنْ أَخْبَرَتْ والدَهُ إِنَّ ابْنَهُما يُثِيرُ ضَجَّةً كبِيرَة لأَجْلِ قدُومِهِ ، وما كانَ الصَغِير بِقَادِرٍ على الصَبْر فَصَرَخَ في التلِفون :                                         
ــ بابا .... تَعال رَجاءاً .... خُذْني لِلمَنْزِل .... ماما لا تَمْلِكُ مالاً لِسَيَّارَةِ أُجْرَة ولا تَعْرِفُ الطَرِيق لِلبَيْت وتُرِيدُنا أَنْ نَعودَ بِالحافِلَة ... أُرِيدُكَ أَنْ تَأْتي لِتَأْخُذَنا فاَنْتَ لديكَ سَيَّارَة ......                                                                             
فطَمأَنَهُ والدَهُ قَائلاً :                                                                           
ــ انْتَظِرْني أَنا قَادِم يا ولدي .                                                               
سَحَبَتْ الحقِيبَةَ  بِيَدٍ وأَمْسَكتْ بِيَدِ طِفْلِها بِالأُخْرَى وسَارَتْ نَحْوَ بَابِ الخرُوجِ حَتَّى وَصَلَتْ مَحَطَّة وقُوفِ السَيَّاراتِ خَارِجاً ، فكَّرَتْ مَعَ نَفْسِها لَوْ كانَ لِطِفْلِها بَعْض الصَبْر ، ما بَالَهُ اليَوْم ولِمَاذَا لا يَهْدأ عَنْ ضَجَّتِهِ ، لَوْ كانَتْ تَمْلِكُ المَال الكافي ، لَوْ كانَ قَدْ تَبَقَّى مِنْ المَالِ بَعْضاً آخَر لاسْتَقلَتْ سَيَّارَةَ أُجْرَة بَدَلاً مِنْ الحافِلَة وتُنْقِذُ نَفْسَها مِنْ هذَا الإِحْرَاج كُلّه وهذَا المَوْقِف الَّذِي لا تَسْتَرِيحُ إِلَيْهِ  فَما أَدْرَاها بِما سيُقْدِمُ علَيْهِ  مِنْ حماقَاتٍ أَوْ خُبْثٍ أَوْ سُخْف  .                                           
مَرَّ وَقْتٌ ما فإِذا بِهِ يَخْرُجُ مِنْ سَيَّارَتِهِ ويَتَجِهُ نَحْوَهُما ، احْتَضَنَ ابْنَهُ وقَبَّلَهُ ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْها قَائلاً  بِتَشَفٍ ظَاهِر :                                                           
ــ سأَخُذُ ابْني فَقَطْ مَعي ..... أَنْتِ لا مكانَ لكِ ، بِإِمْكانَكِ العَوْدَة لِلمَنْزِل بِالحافِلَة أَوْ بِسَيَّارَةِ أجرة ..... سيَبْقَى مَعي في مَنْزِلي بَعْضَ الوَقْت ، سآتي بِهِ إِلَيْكِ بَعْدَها . 
لَمْ تَتَمالَكْ نَفْسَها ، طَفَرَتْ الدمُوعُ مِنْ عَيْنَيها ، ثُمَّ تَدارَكتْ الأَمْر وقَالَتْ لَهُ :       
ــ ابْنكَ يُرِيدُ العَوْدَة مَعَكَ ولَيْسَ أَنا ، أَنا لا أَحْتَاجُك .                                     
                                                                       
تَقَدَّمَ نَحْوَ السَيَّارَة يَقودُ طِفْلَهُ الَّذِي لَمْ يَهْدأْ عَنِ الاحْتِجاجِ ومُنَاداة أُمِّهِ  :           
ــ ماما ... تَعالي ... لِمَاذَا لا تَأْتين .... هَلْ ستَتَرُكيني وَحْدِي ... أَنْتِ لا تُحِبّينني ...تَعالي ... تَعالي .... ماما  ......                                                           
وصارَ يَبْكي وصَوْتَهُ يَخْفُت وهو يَبْتَعِد ....                                               
رَفَعَتْ صَوْتَها لِيَسْمَعَها ويَطْمئِن :                                                         
ــ أُحِبُّكَ يَا وَلدِي ... سأَرَاكَ في المَنْزِل يَا حبِيبي .                                       

تَبِعَتْهُ بِضْعَ خُطُواتٍ وهو يَصْعَدُ السَيَّارَة ونَظَراتهُ مُعلَّقَة بِها ، لَمَحَتْ إِمْرَأَةً جالِسَةً في المَقْعدِ الأَمامِيّ مِنْ السَيَّارَة ، الصَدِيقَة الجدِيدَة لِوالدِهِ .........                   
تَأَلَّمَتْ مِنْ نَذَالَةِ تَصَرُّفِهِ مَعها حَيْثُ تَرَكها دُوْنَ طِفْلِها وجَعَلَهُ يَبْكي ، لكِنَّها واسَتْ نَفْسَها فهذِهِ لَيْسَتْ المَرَّةَ الأُولَى لِحماقَاتِهِ ولَنْ تَكونَ الأَخِيرَة ، مَسَحَتْ دمُوعَها ورَفَعتْ رَأْسَها عالياً ، وصَوَّبَتْ نَظَراتها نَحْوَ السَماءِ الرَحِبَة المَدِيدَة ، وخاطبَتْ نَفْسَها بِعِزَّةٍ وكرامَة :                                                                         
لَنْ يَغْلِبَني الحُزْن ، أَنا أَقْوَى مِنْ حماقَاتِك .......                                         
وسَارَتْ قَاصِدَةً المَحَطَّة التَالِيَة .......                                                     



30
 
   الدِيكُ القُرْبَان

شذى توما مرقوس


ــ قِصَّة قَصِيرَة جِدَّاً ــ


........... لأَنَّهُ مُؤْمِنٌ عتِيد ورَمْزٌ دِينيّ ، اسْتَشَارَهُ الشَعْبُ المُؤْمِن عَنْ مُسْتَقْبَلِ
الأَزْمَة وفَكّها .....
وتَحْتَ ظِلِّ شَجَرَةٍ في الحَقْلِ بَدأَ طقُوسَ المَعْرِفَة ، أَغْمَضَ عَيْنيهِ وغاصَ في تَأَمُّلٍ عمِيق ، وحِيْنَ أَفَاق رَفَعَ السِتَار الجفْن عَنْ عَيْنيهِ بِأَناةٍ وأَمْسَكَ بِخُبْثٍ إِنْسَانِيّ وغَدْرٍ مَقِيت وبِكُلِّ هدُوءٍ وعطْفٍ زَائفٍ الدِيك الَّذِي كانَ قَرِيباً مِنْهُ ومُطْمَئناً إِلَيْهِ يَلْتَقِطُ الحبَات مِنْ الأَرْضِ بِمِنْقَارِهِ ويَزْهو بِصَوْتِهِ كطائرٍ قَدِير ،  ضَغَطَ مِنْقَار الدِيك بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ وأَطْبَقَ بِالثَالِثَةِ على فَتَحاتِ خَياشِيمهِ وخَنَقَ الدِيك حَتَّى غَدَا  جثَةً هامِدَة ..... إِنَّهُ القُربَان الَّذِي يَجِبُ تَقْدِيمه ....... 
أَحَدُ الأَشْرار .... !!  مِنْ الحاضرِين قَطَعَ علَيْهِ الطقَوسَ المُقَدَّسَة  وصاحَ :
ــ لَقَدْ قَتَلْتَ الدِيك أَيُّها المُبَارك ، لَقَدْ انْهيْتَ حيَاة .
ثَارَتْ ثَائرَتَهُ ، وتَحوَّلَتْ تَلاميحُ الدماثَةِ والسَماحةِ فيه إِلى قَسْوَةٍ أَرْعبَتْ الكُلَّ وأَخْرَسَتْهُم ، وصَرَخَ زَاجِراً بِصَوْتٍ غلِيظ  فيهِ مِنْ الاحْتِقَارِ لِلحيَاةِ ما فيهِ   :
ــ إِنَّهُ  الدِيكُ القُربَان ….. مُجَرَّد دِيك ....
صمَتَ الجمِيع وكأَنَّهم يَعْتَذِرون مِنْهُ عَنْ وَقَاحتِهِم وهرَبُوا بِنَظَراتِهم إِلى الأَرْضِ خَجَلاً مِنْهُ  .
اطْمَأَنَّ إِلى علُوِ مكانَتِهِ وهيْبَتِهِ فهَدأَ ، وصَرَفَ الجَمْعَ مُبَارِكاً إِيَّاهُمْ : 

ــ اطْمَئنوا .... ستُحلُّ الأَزْمَةُ قَرِيباً  .......

خَرَجَ القَطِيعُ المُؤْمِن مُطْمَئناً .
 

الأربعاء 8 / تموز / 2015 م

31


كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 33 )         
( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 


 طَابِع المَوْضُوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                             


لِلتَذْكير الجُزْءُ الأَوَّل كانَ خَاصَّاً لِلتَعْرِيف بِكاتِباتِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ المُكوِّن المَسِيحيّ العِراقي ،  وفي الجٌزْءِ الثَاني /  من ( 1 ) ــ ( 32 ) ، تَعَرَّفْنا على عَدَدٍ مِنْ كُتَّاب القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )  ، نُواصِلُ هُنا التَعْرِيف بِهم ، وفي هذِهِ الوَرَقَة ــ الجُزْء الثَاني  ( 33 )  ــ نَقْرأُ عَنِ الكاتِب جميل فرنسيس زورا ، تَمنِّياتي لَهُ بِالمَزِيد مِنْ العطاء ، وأَشْكُرُ لَهُ تَعاونَهُ ، كما أَتَقَدَّمُ بِخالِص شُكْرِي وتَقْديري لِكُلِّ المُتَابِعاتِ والمُتَابِعين ، وكُل الشُكْر لِجَميعِ المَواقِع الالِكتْرونِية ( تللسقف كوم ، عنكاوا كوم ، بحزاني نت ، نالا فور يو ، ينابيع العراق ....... ) والَّتِي تَتَعاونُ معي بِنَشْرِ وتَقْدِيمِ هذِهِ السِلْسِلَة ، وأَتَمنَّى لَهُم المَزِيد مِنْ الازْدِهارِ والتَألُق .
                                                                           
                                                                             
 
                                 

د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (  جميل فرنسيس زورا )








جميل فرنسيس زورا .                                                                       
شَاعِر وقَاصّ وصُحُفي  .                                                                   
مِنْ مَوالِيد البَصْرَة في 16 / 4 / 1962 م  ، وهو مِنْ أصُول بَلْدَة تللسْقُف في سَهْلِ نَيْنَوى .                                                                                   
دَرَسَ الابْتِدائِيَّة والثَانَوِيَّة في البَصْرَة ثُمَّ الْتَحقَ بِالمَعْهدِ الصِحِيّ فيها وتَخَرَّجَ مِنْهُ  وبَعْدَها واصَلَ دِرَاسَتَهُ في كُلِيَّةِ التَمْريض / جامِعة بَغْدَاد حَيْثُ نَالَ البكالوريوس في قِسْمِ التَخْدِير .                                                                             
ولَقَدْ سَعى كثِيراً لأَجْلِ تَحْقِيقِ تَحْصِيلِهِ الدِرَاسِيّ في ظِلِّ كُلِّ الظرُوفِ الصَعْبَة الَّتِي واجَهَتْهُ  ، حَيْثُ كانَ يَعْمَلُ ويُواصِلُ تَعْلِيمَهُ في نَفْسِ الوَقْتِ ، بِالإِضَافَةِ إِلى ظرُوفِ البَلَدِ الغيْرِ مُسْتَقِّرَة نَتِيجةَ الحرُوبِ المُتَتَالِيَة .                                   
عَمِلَ مُنْذُ تَخَرُّجهِ على مِلاكِ وزَارَةِ الصِحَّة حَيْثُ تَعيَّن في كرْكُوك وبَعْدَها في المَوْصِل ثُمَّ تلْكيف وأَخِيراً ومُنْذُ عام 2005 م اسْتَقَّرَ في تللسْقُف وعَمِلَ فيها .     
التَحْصِيلُ الدِراسِيّ : حاصِل على دبْلوم مَعْهَد الصِحَّة العالي ــ بكالوريوس في قِسْمِ التَخْدِير .                                                                                   

مُدِير تَحْرِير جرِيدَة طرِيق السَلام لأَكْثَرِ مِنْ خَمْسِ سَنَوات .                           
مُدِير تَحْرِير مَجَلَّةِ الجَوْهرَة .                                                               
عَمِلَ كمُحَرِّر في جَرِيدَةِ ( فَجْر الكلْدان ) مُنْذُ عام 2007 م ، وهي جَرِيدَةٌ سِيَاسِيَّة عامَّة لِسَان حال حِزْب الاتِحاد الدِيمقراطي الكلْدانِيّ .                                   
عُضو اتِحادِ الأُدَبَاء والكُتَّاب السرْيَان .                                                     
عُضو نَقَابَة صُحُفِييّ كوردسْتَان مِنْ عام 2013 م  .                                 

مُؤَلَّفَاته الصَادِرَة /                                                                             
1 ــ الغُروب يُشْبِهُ الفَجْر / الإِصْدَارُ الأَوَّل لَهُ / مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة / بِاللُغةِ العرَبِيَّة / رَقْمُ الإِيداع في المَكْتَبَةِ الوَطَنِيَّة بِبَغْداد  ( 1027 ) لِعامِ 2011 م / ويَضُمُّ الكِتَاب مَجْمُوعَة قَصَائد لِلشَاعِر .                                                                   

يَقولُ الشَاعِر عَنْ سَبَبِ مَنْحِهِ هذَا العُنْوان لِدِيوانِهِ التَالي :                           
" بِبَسَاطَة ، لأَنَّ الغُروب يُشْبِهُ الفَجْر فِعْلاً ، بَعْدَ تَخَرُّجي في مُحافَظَةِ البَصْرَة .... تَمَّ تَعْييني مُبَاشَرَةً في كرْكُوك ، على مِلاكِ دائرَةِ الصِحَّة ، في المُسْتَشْفَى ، وبِصِفَتي مُخْتَّصٌ بِالتَخْدِير ، وكانَ هذَا التَخَصُّص نَادِر ، وإِذْ كانَ المُوَظَّف في عَهْدِ النِظَامِ السَابِق كالجُنْدِي ، يَذْهَبُ أَيْنَما تُقَرِّرُ الدَوْلَة ، ولا يَحِّقُ لَهُ الاعْتِراض ، فكُنْتُ وَحْدِي القَادِم مِنَ البَصْرَة ، ولا أَعْرِفُ لُغةَ أَهْلِ المَدِينَة الكُرْدِيَّة والتُركمَانِيَّة ، فكُنْتُ أُعاني الوَحْدَة ، وكُنْتُ دائماً في قَلَقٍ ويَقْظَة ، سَواء في اللَيْلِ أَو النَهار ، حَتَّى إِذا ما هُنَاك عَملِيَّة جِرَاحِيَّة في إِحْدَى المُسْتَشْفَيَات ، فتَأْتِي سَيَّارَةُ الإِسْعاف وأَذْهَبُ إِلى صَالَةِ العملِيَّات الكُبْرَى ، ودائماً كُنْتُ أَخْرُجُ عِنْدَ الفَجْرِ الفِضِيّ ، وأَعودُ في الغُروبِ الَّذِي يُشْبِهُ الفَجْر تَماماً ، والغُروب في مَدِينَةِ كرْكُوك جمِيل ورَائع ، عِنَّدَما كُنْتُ أَجْلُسُ وحِيداً في حدِيقَةِ المُسْتَشْفَى أَتَأًمَّلُ ، وأَكْتُبُ أَجْمَلَ أَشْعارِي ومُذَكَّراتي وأَحاسِيسي المُرْهفَة "

 حالَةُ الحِفْظ في دارِ الكُتُب والوثَائقِ الوَطَنِيَّة وكما ورَدَ في صَفْحَتِها على الانْترنيت :                                                                                     
عُنْوانُ الكِتَاب : الغُروب يُشْبِهُ الفَجْر/ المُؤَلِّف : جميل فرنسيس زورا / مكانُ النَشْر والنَاشِر : بَغْداد ــ د . م / تَارِيخُ النَشْر : 2011 م / عَدَدُ الصَفَحَات : 42 صَفْحَة / رَقْمُ التَسْجيل في دارِ الكُتُب والوثَائقِ الوَطَنِيَّة :623331 ، 623333   / رَقْمُ التَصْنِيف :811,92  / رَقْمُ المُؤَلِّف : ج 898  / عَدَدُ النُسَخ : نُسْخَتين .     

 






2 ــ هُدوءُ العاصِفَة / مَجْمُوعةٌ قِصَصِيَّة / بِاللُغةِ العرَبِيَّة / طُبِعَ في مَطْبَعةِ نَصِيبين في قَرْيَةِ الشَرَفِيَّة في الْقُوش /  عَدَدُ الصَفَحَات ( 124 ) صَفْحَة مِنْ الحَجْمِ الكبِير / رَقْمُ الإِيدَاع في المَكْتَبَةِ الوَطَنِيَّة بِبَغْدَاد ( 607 ) لِعامِ 2012 م / تَحْتَوي المَجْمُوعَة على ( 17 ) قِصَّة قَصِيرَة ، وهي كالتَالِي : هُدوءُ العاصِفَة ، الوَاجِبُ الطَارِئ ، قَلْبٌ مِنْ حَجَر ، حُلُمٌ بَعِيدُ المَنَال ، الترْمز ، الفسْحة ، الهَاجِس ، مَعْرَكةُ الحَصَادِ الأَكْبَر ، مَرَقَةُ هَواء ، وَحِيدٌ في جَبْهةِ القِتَال ، الرِهانُ الخَاسِر ، مُذًكَّراتُ رَجُلٍ مَيت ، غَفْلَة ، ما بَعْدَ اليَوْمِ العظِيم ، لِمَاذَا أَنْظُرُ إِلى الدُنْيا بِعَيْني أَنا ، رَجُلٌ في ذَاكِرتي ، مَعْرَكةُ الحوَاسِم .                                                     


 





 

3 ــ قَبْلَ أَنْ تَرْحلي / المَجْمُوعَة الشِعْرِيَّة الثَانِيَة لِلشَاعِر جميل فرنسيس بِاللُغةِ العرَبِيَّة / هذهِ المَجْمُوعَة الشِعْرِيَّة لَمْ تَأْخُذْ طَرِيقَها لِلنَشْرِ والتَوْزِيع بِسَبَبِ غَلْقِ مَطْبَعةِ نَصِيبين في قَرْيَةِ الشَرَفِيَّة في الْقُوش ( بِسَبَبِ أَحْدَاثِ اجْتِياحِ عِصَابَاتِ الدَوْلَةِ الإِسْلامِيَّة ــ داعش ــ  لِلبَلْدَاتِ المَسِيحِيَّة في سَهْلِ نَيْنَوى )  وبِانْتِظَارِ أَنْ تُعاوِدَ العَمَلَ قَرِيباً .                                                                           
تَتَكوَّنُ المَجْمُوعَة مِنْ ( 27 ) نَصّ مِنْ الشِعْرِ الوُجْدانِيّ ، حَيْثُ تَبْتَدِئُ بِالإِهْدَاء ، تَلِيها النصُوصُ الشِعْرِيَّة : قَبْلَ أَنْ تَرْحلي / تَمَرَّدْتُ على الحُبّ / ومَا زُلْتُ أَهوى / هَمَسَاتُ الحُبّ / أَصْدَافُ الحُبِّ والحُزْن / هذَا الشِتَاء / طقُوسُ اللَيْلِ والحُبِّ والمَطَر / عصَافِيرٌ مٌحْتَرِقَة / عِشْقٌ جدِيد / أَوْرَاقُ الخَرِيف / لا تَسْأَلِيني / القَلْبُ أَيْنَعَ مِنْ جدِيد / حُبٌّ ، بُكاء ، الفَرَاشَات ، عِنَّدَما أَعُود ، الأَزْهار ، ذِكْرَى على الجِدَار ، حُبُّ الطَبِيعة ، قَدَرُ اللَحْظَة / يَأْخُذَني الحنِينُ إِلَيْك / لَيْلَةُ اغْتِيالِ تللسْقُف / حُبُّكَ سُكرِي / قَصَائد في عِيدِ الحُبِّ / لكِ حُبِّي / نَظْرَة في السَرَاب ، ذَلِكَ المَنْفَى / هذَا القَلْب .                                                                                       
تُخْتَمُ المَجْمُوعَة بِالفَهْرِسْت ، و تَتَكوَّنُ المَجْمُوعَة الشِعْرِيَّة مِنْ ( 56 ) صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : 22 سم × 16 سم / حَجْمُ الخَطّ : ( 22 ) .                 
 
 



 



حَضَرَ الكثِير مِنْ المُؤْتَمَراتِ والمِهْرجانَاتِ وشَارَكَ فيها ، ومِنْها /                   
ــ شَارَكَ بِواحِدَةٍ مِنْ قَصائدِهِ  في الأُمْسِيَةِ الشِعْرِيَّة الَّتِي أُقِيمَتْ بِمُنَاسَبَةِ عِيدِ الحُبّ في نَادِي الْقوش العائلي في الجمُعة 14 / 2 / 2016 م .                           
ــ شَارَكَ في مِهْرَجانِ نوهدرا الثَقَافيّ الثَامِن  في دهُوك عام 2005 م ، ثُمَّ في مِهْرَجانِ نوهدرا الثَقَافيّ التَاسِع ( والمُقَام مِنْ قِبَلِ نَادِي نوهدرا الاجْتِمَاعِيّ في دهُوك )  المُنْعقِد لِلفَتْرَةِ مِنْ 13 ــ 15 آب لِعام 2006 م في دهُوك ، كما شَارَكَ في مِهْرَجانِ نوهدرا الثَقَافيّ العاشِر .                                                         
ــ شَارَكَ في مِهْرَجانِ برْدِيصان .                                                           
ــ شَارَكَ في مِهْرَجانِ مار أفرام الشِعْرِيّ والفَنِيّ السَنَوِيّ الأَوَّل والَّذِي أَقَامَهُ مَرْكز كلْكامِش لِلثَقَافَة ــ فَرْع تللسْقُف في 25 / 4 / 2014 م .                             
ــ شَارَكَ بِقَصِيدَتِهِ ( غَرِيبٌ في مُدُنِ الضَبَاب ) في تَأْبِينِيَّةِ الفَقِيد جميل روفائيل في تللسْقُف في 20 / 11 / 2009 م .                                                       
ــ شَارَكَ في الأُمْسِيَةِ الثَقَافِيَّة الشِعْرِيَّة والَّتِي أَقَامَها اتِحادُ الكُتَّابِ والإِعْلامِيِّين الكلْدان على قَاعةِ السَلامِ في تللسْقُف في احْتِفَالاتِ اكيتو ، حَيْثُ شَارَكَ الشَاعِر جميل فرنسيس بِإحْدَى قَصَائدِهِ بِالعرَبِيَّة .                                                 
ــ شَارَكَ في الحفْلِ التَكْرِيميّ الَّذِي أَقَامَتْهُ مُنَظَّمَة الطون في تللسْقُف لِتَكْرِيمِ عوائلِ الشُهدَاء ، وأَلْقَى فيها إِحْدَى قَصَائده بِعُنْوانِ ( قَدْ كانَ أَبي .... ) .                 
ــ شَارَكَ في عَدَدٍ مِنْ الأُمْسِيَاتِ الثَقَافِيَّة والأَدَبِيَّة والحلَقَاتِ الدِرَاسِيَّة والمُحاضَراتِ ، وفي مِهْرَجانَاتِ الْقوش وجمِيعِ فعالِيَّاتِ جمْعِيَّةِ الْقوش الثَقَافِيَّة ونَادِي الْقوش العائلِي .                                                                                       
ــ شَارَكَ في مُحاضَرَةٍ أُقِيمَتْ في كاليفورنيا ــ الكهون في قَاعةِ ( النَخِيل ) بِمُنَاسَبَةِ احْتِفَالِيَّة 14 تَمُّوز .                                                               



نَشَرَ الكثِير مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة ونصُوصِهِ الشِعْرِيَّة والمَقَالاتِ في عَدَدٍ مِنْ الصُحُفِ والمَجَلات والمَوَاقِع الالِكتْرونِيَّة مِثْل :                                         
الجَرائد : جَرِيدَة بهرا ( بَغْداد ) ، جَرِيدَة السَهْل الأَخْضَر ( وتَصْدُرُ في تللسْقُف ، مُتَوَقِّفَة حالِيَّاً عَنِ الصدُور ) ، نَجْم تللسْقُف ، طرِيق السَلام ، بيث نَهْرين .
المَجَلات : مَجَلَّةِ شراغا ( السِرَاج ) والنَاطِقَة حالِيَّاً بإِسْمِ جمْعِيَّةِ الْقوش الثَقَافِيَّة ، مَجَلَّة الجَوْهرَة ، مَجَلَّة أُور ، مَوتوا عمَايا ، مَجَلَّة سَوْرَا  .               

  شَارَكَ في مُسَابَقَةِ القِصَّةِ القَصِيرَة في مَجَلَّةِ التَضَامُن عام 1986 م بِعُنْوانِ ( زِيَارَة طبِيب ) .
لَهُ قِصَّة قَصِيرَة بِعُنْوانِ ( قِلادَة زَواج ) مَنْشُورَة في مَجَلَّةِ الفِكْر المَسِيحيّ في أَيَّار 1977 م .

وفي المَواقِع : مَوْقِع عنكاوا كوم ، مَوْقِع تللسْقُف .                                   

                                                   
حائز على شَهاداتٍ تَقْدِيرِيَّة وجَوائزَ عدِيدَة لِمُشَارَكاتِهِ في المِهْرَجانَاتِ والأُمْسِيَاتِ الأَدَبِيَّة والشِعْرِيَّة مِنْها شَهادَة تَقْدِيرِيَّة في التَجَمُّعِ الثَقَافِي (  الاحْتِفَالِيَّة الثَقَافِيَّة الفَنِيَّة في عِيْدِ الأُمّ في 21 / 3 / 2016 م ) .                                           


ما يَجْدُرُ الإِشَارَة إِلَيْهِ إِنَّ القَاصّ جميل فرنسيس فَقَدَ نِتَاجات ثَلاثِين عاماً في أَحْدَاثِ اجْتِياحِ عِصَابَاتِ دَوْلَةِ الخِلافَة الإِسْلامِيَّة في العِراقِ والشَام ( داعش ) لِبَلْدَاتِ سَهْلِ نَيْنَوى مِمَّا اضْطَّرَهُ لِمُغادَرَةِ بَلْدَتِهِ عام 2014 م ، وكانَتْ هذِهِ النِتَاجات مَحْفُوظَة لَدَيهِ في عَدَدِ خَمْسَة ڨلاش ميمُوري ( مَصْدَرُ المَعْلُومَة : القَاصّ جميل فرنسيس )  .

///////////////////////////

المَصَادِر                                                                                         

( 1 )                                                                                             

الكاتِب جميل فرنسيس .                                                                       
مَعَ الشُكْرِ لِتَعاونِهِ وتَواصُلِهِ حَيْثُ زَوَّدَني بِصُوَرٍ لأَغْلِفَةِ كُتُبِهِ (هُدوءُ العاصِفَة ، الغُروب يُشْبِهُ الفَجْر ، قَبْلَ أَنْ تَرْحلي ) ، كما زَوَّدَني بِسِيرَتِهِ الذَاتِيَّة ، وتَفَاصِيلَ عَنْ نَشَاطاتِهِ ومُشَارَكاتِهِ في المِهْرَجانَاتِ والاحْتِفَالات  ، وأَيْضاً بِنُسَخٍ مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة .                                                                                       

( 2 )                                                                                             
الأَخ باسم روفائيل ، مُدِير مَوْقِع تللسْقُف ، شُكْرِي العمِيق لَهُ وتَقْدِيرِي ، حَيْثُ كانَ حلَقَة الوَصْل بَيْني وبَيْنَ الأَخ القَاصّ جميل فرنسيس ، كمَا قَامَ بِتَعْدِيلِ صُوَرِ أَغْلِفَةِ الكُتْبِ (هُدوءُ العاصِفَة ، الغُروب يُشْبِهُ الفَجْر ، قَبْلَ أَنْ تَرْحلي ) ،.....     


( 3 )                                                                                             
 مَوْضُوع / صدُور المَجْمُوعَةِ القِصَصِيَّة هُدوءُ العاصِفَة لِلشَاعِر جميل فرنسيس .
في 8 / 6 / 2012 م .                                                                       
مَوْقِع عنكاوا كوم .                                                                         

الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,581443.0.html

 
( 4  )                                                                                           
مَوْضُوع / حِوارُ الغُروب                                                                     
حِوارٌ أَجْرَاهُ ناظم هرمز جكو مَعَ الشَاعِر جميل فرنسيس بِعُنْوانِ ( حِوارُ الغُروب ) في 22 / 1 / 2012 م وعلى الرَابِط : ــ
http://tellskof.logu2.com/t157-topic

مِنْ طَرَفِ : يوسف عظم .

وكذَلِكَ :                                                                                         
مَوْضُوع / إِصْدَارَات جدِيدَة لأَحَدِ أَبْنَاءِ شَعْبِنا مِنْ تللسْقُف .                           
مِنْ طَرَفِ : يوسف عظم .                                                                   
في الثَلاثَاء 17 أَبْريل 2012 م .                                                           

الرَابِط :
http://tellskof.logu2.com/t168-topic




( 5 )                                                                                             
مَوْقِع دار الكُتُب والوَثائق الوَطَنِيَّة .                                                       

الرَابِط :
http://www.iraqnla-iq.com/opac/fullrecr.php?nid=324630&hl=ara


( 6 )                                                                                             
مَوْضُوع / فَعالِيَّات مِهْرَجان نوهدرا الثَقَافِيّ التَاسِع في دهُوك .                       
الكاتِب : افرام فضيل البهرو .                                                               
مَوْقِع عنكاوا كوم .                                                                           
في 22 / 8 / 2006 م .                                                                     
الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=52809.0



( 7 )                                                                                           
مَوْضُوع / مِهْرَجانَات ثَقَافِيَّة : علياء المالكي ....... مِهْرَجان نوهدرا الثَقَافِيّ التَاسِع
الكاتِب : علياء المالكي .                                                                     
مَوْقِع : الاتِحاد العامّ لِلأُدَبَاءِ والكُتَّابِ في العِراق .                                       

الرَابِط :
http://iraqiwritersunion.net/modules.php?name=News&file=article&sid=10613




( 8 )                                                                                           
مَوْضُوع / مَرْكز كلْكامِش لِلثَقَافَة ــ فَرْع تللسْقُف يُقِيمُ مِهْرَجان مار افرام الشِعْرِيّ والفَنِيّ السَنَوِيّ الأَوَّل .                                                         
الكاتِب : عصام شابا فلفل .                                                                 
مَوْقِع عنكاوا كوم .                                                                           
في : 29 / 4 / 2014 م .                                                                   

الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=737012.0



( 9 )                                                                                             
مَوْضُوع / حَفْلٌ تَأْبِينيّ في تللسْقُف بِمُنَاسَبَةِ أَرْبَعِينِيَّةِ الفَقِيد جميل روفائيل .       
الكاتِب : لؤي عزبو .                                                                         
مَوْقِع عنكاوا كوم .                                                                           
في 22 / 11 / 2009 م .                                                                   

الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=367014.0



( 10 )                                                                                           
مَوْضُوع / حَفْلٌ تَأْبِينيّ أَرْبَعِينِيَّةِ الفَقِيد جميل روفائيل في تللسْقُف .                 
الكاتِب : باسم روفائيل .                                                                     
مَوْقِع عنكاوا كوم .                                                                           
في : 22 / 11 / 2009 م .                                                                 
الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=367014.0


( 11 )                                                                                           
مَوْضُوع / اتِحاد الكُتَّاب والإِعْلامِيّين الكلْدان يُقِيمُ أُمْسِيَةً شِعْرِيَّة ثَقَافِيَّة بِمُنَاسَبَةِ اكيتو .
الكاتِب : هدير كوندا .                                                                         
مَوْقِع : عَمْكاباد .                                                                             
في 15 / 4 / 2012 م .                                                                     

الرَابِط :
http://www.amkaabad.com/vb/showthread.php?t=25854&page=1


( 12 )                                                                                           
مَوْضُوع / مُنَظَّمَة الطون لِلشيُوعي العِراقِي في تللسْقُف تُكرِّمُ عوائل الشُهدَاء الأَبْطال .
تللسْقُف ــ خَاصّ .                                                                             
مَوْقِع تللسْقُف .                                                                               
في 18 / شِبَاط / 2012 م .                                                                 

الرَابِط :
http://www.tellskuf.com/index.php/tel-hist/18523-2012-02-18-11-45-48.html



( 13 )                                                                                         
مَوْضُوع / أُمْسِيَة شِعْرِيَّة غِنَائيَّة بِمُنَاسَبَةِ عِيْدِ الحُبّ في الْقوش .                 
الكاتِب : كرم الالقوشي .                                                                   
مَوْقِع : خَوْرَنَة الْقوش .                                                                   
في 18 / 2 / 2014 م .                                                                   

الرَابِط :
http://www.khoranat-alqosh.com/vb//showthread.php?p=194359#post194359



( 14 )                                                                                           
مَوْضُوع / أُمْنِيَاتٌ بِالحُبِّ والسَلامِ وعَوْدَة المُهَاجِرِين خِلال أُمْسِيَة شِعْرِيَّة في الْقوش بِمُنَاسَبَةِ عِيْدِ الحُبّ .                                                   
بَرْطلي نت / مُتَابَعة .                                                                         
مَوْقِع بَرْطلي دوت نت .                                                                     
في 17 / شِبَاط / 2016 م .                                                                 

الرَابِط :
http://baretly.net/index.php?topic=56191.0






////////////////////////////

مُذَكَّرات رَجُل مَيت ....                                                                     
ــ قِصَّة قَصِيرَة ــ                                                                           
بِقَلَمِ : جميل فرنسيس                                                                     


ها هو يستعيد وعيه ، بعد غيبوبة طويلة ، لا يعلم كم مر من الوقت ، وكم من الأَيام انقضت ، وهو فاقداً للوعي والحس والإِدراك بسبب استنشاقه غاز الاعصاب ( السي فور c 4  في احدى المعارك التي استخدم فيها السلاح الكيمياوي في جبهات القتال في الحرب العراقية الايرانية )  ...                     
بصعوبة كبيرة بدأ يحرك يده اليمنى ويتشبث بالحلقة الجلدية المتدلية من أَعلى السرير ، كي يرى النور من النافذة التي في جانب سريره ، وهو راقد في الحجرة الصغيرة المعزولة التي اودع فيها منذ أَيام وأَسابيع معدودات .. فهو لا يستطيع الكلام ، ولا الحركة ، ولا يعرف له حتى اسماً ، فهو جندي مجهول الهوية ، نصف ميت ، أودع هنا ليموت وحيداً غريباً .... إِنها الحرب ، والحرب وليمة الموت ......                                                                                     
ذات ظهيرة شتائية دافئة ، تناهى إِلى مسامعه صوت لغط وصراخ في الشارع القريب المحاذي للمستشفى الذي يرقد فيه ، وضجيج منبه السيارات متقطع ، رفع يده الواهنة ، متشبثاً بالحلقة الجلدة المتدلية ، محاولاً الجلوس على مؤخرته ، وليشرأب برأَسه من النافذة ، فإِذا بمجموعة من الرجال والنساء يسيرون في موكب ، يتقدمهم كاهن ، يشيعون جنازة لشهيد سقط في المعارك الأَخيرة الدائرة بضراوة الآن ، فمثل هذه المشاهد باتت مألوفة  لدى الناس والشارع ، خاصة بعد دخول الحرب التي يخوضها البلد عامها الثامن ، ولكن الغريب في الأَمر ، إِن هناك صبيّان يتقدمان الموكب يحملان لافتة كتب فيها ( الشهيد البطل جميل فرنسيس زورا ...، استشهد في قاطع ....)  ، فتجمدت أَوصاله وجف الدم في عروقه ، وهو يشاهد أُمه تبكيه ، تصرخ وتلطم وجهها ، ويرى أَخواته الصغار يبكون ، وجمع غفير من أَقربائه وأَصدقائه والناس الذين يعرفونه ، يسيرون في موكب جنازته  ..... ، حاول الصراخ .... يا ناس يا عالم ، ها أَنا هنا ، أَنا جميل فرنسيس ، أَنا لم امت ،  أَنا حي ، تلك الجثة التي تحملونها ليست جثتي ... انظري إِليّ يا أُمي أَنا هنا أَنا حي .. هنا هنا هنا في الغرفة ، فقط  إِرفعي رأَسك وانظري إِلى هذه النافذة .. لكن حنجرته لم تستطع أَن تصدر غير صوتاً مبهما ً وأنيناً مكتوماَ ، فما كان من الممرضة الخافرة ، والتي لاحظت قلقه وانفعاله ، إِلا َّ أَن تأَتِ بحقنة الفاليوم ، وحقنته بالوريد ، فغاب عن وعيه ، وإِلى إِشعار آخر .... وفي اليوم التالي استفاق من غيبوبته ، وفتح عينيه ، وبدأ يتحرك يميناً ويساراً ، ويحرك يده اليمنى ، إِلا أَنه ما زال غير قادراً على الكلام ، أو حتى الإِشارة أَو الكتابة ، لأّن إِصابته الكيمياوية كانت مؤثرة تاثيراً مباشراً على مخه ، غير أَنه لم يفقد ذاكرته بالكامل ، ونجا من الموت باعجوبة ، لأَنه  عند الإِصابات الكيمياوية ، هناك محطات تطهير في جبهات القتال ، وإِن المسعفين في تلك المحطات يقومون بتجريد المصابين من كامل ثيابهم ، وينزعون عنهم حتى قرص الهوية المعدني ( قرص التعريف ) الخاص بكل جندي وضابط ، والذي يعلق في الرقبة ،  بحجة إِن هذا القرص تلوث بالكيمياوي ، وبسبب كثرة أَعداد المصابين ، يصبح البعض من هؤلاء الجنود مجهولي الهوية ، وثم ينقلون إِلى وحدات الميادين الطبية ، ومنها إِلى المستشفيات المختصة في داخل المدن ، والتي تعج بمئات الجرحى والمصابين ، وبما إِن هناك معارك طاحنة مستمرة تدور في جبهات القتال ، فقد تستمر معركة ما  لأَيام وليال طوال ، وربما أَشهر ، فإِن الكثير من الجنود يعتبرون في عداد الشهداء أو المفقودين ، أَما صاحبنا فقد أُصيب في معركة سابقة ، وبسبب مجهولية هويته ، تم نقله من مستشفى إلى آخر ،  حتى آل به المطاف في هذا المستشفى في المحافظة التي يسكن فيها والقريبة من بيته ..... فحينما رأى الناس يشيعون جنازته وهو ما زال حي يرزق ، انتفض بقوة ، محاولاً جذب الاهتمام أَو الصراخ ، اخرجوني ، اخرجوني ، اخرجوني من هنا ، لكن صوته كان مكتوماً ، وحنجرته لا تستطيع إِصدار صوتٍ بسبب تأَثرها بجرعة كيمياوية كبيرة ، إِضافة إِلى كونه نزيلاً مُهملاً مجهول الهوية ميؤوساً من حالته ، ملقى في حجرة صغيرة ، يعيش على بعض الأَمصال والمحاليل الوريدية التي تعطى له ، ولا أَحد من معارفه ، أَو أَقاربه يعلم بوجوده في هذا المكان ، ولا يزوره أَحد غير الطبيب المقيم الذي يشرف على علاجه ،  فيزوره بين حين وآخر ، أَو عندما يتذكره ، فيعطي تعليماته للممرضة بعمل ما ينبغي ... ، فهو مريض أَصم أَبكم ، مشلول الحركة ، غريب لا أَحد يعرفه ، واستمر به الحال هكذا أَياماَ وأَسابيع ، وكلما حاول النهوض والحركة ، يأْتي من يزرقه بالمخدر ، فيشل حركته بالكامل  ، لينام نوما عميقا ، وإِلى حين ...  لكنه عندما استعاد قليلا من عافيته ، وبدأَ يدرك الأُمور شيئاً فشيئاً ، عرف اللعبة ، عليه إِذنْ الهدوء والتزام الصمت ، كي لا يزرق بالمزيد من المخدرات والمنومات ، وهكذا بمرور الوقت ، استعاد بعض ملامح وجهه الذي كان مشوهاً وداكناً متورماً  ، وفاقداً معالمه ، لا بل كان يحاول أَن يتعلم النطق من جديد ليستعيد قابليته على الكلام ، فكان يُصدر بعض الأَصوات ، كلما سنحت له الفرصة ، بعد أَن يتأَكد ، إِن لا أَحدَ يسمعه ، ولكن أَهله وأَقاربه ومحبيه ، كانوا قد دفنوا تلك الجثة التي شيعوها في المقبرة الخاصة ، وأَقاموا لها صلاة الجنازة التي تليق به كشهيد ، حسب الاصول والأَعراف ، لكن أَطباء المستشفى أَيضاً يئسوا من حالته ، فلم يعاود أَحداً منهم زيارته ، لكنهم لم يقطعوا العلاج والمحاليل الوريدية عنه ، فماذا يساوي جندي واحد ، مصاب إِصابة كيماوية ، مجهول الهوية فاقد الملامح والحس والإِدراك ، مقابل العشرات ، لا بل المئات من الجرحى من الجنود والضباط ، الذين لهم من يأَتيهم ، ويعاود زيارتهم باستمرار ، ومنهم من معه مرافق خاص  ، يغدق  البخشيش والمكافأَة بسخاء للأَطباء والعاملين والممرضين ، إِذنْ ما هو  إِلا ذلك الجريح الميت الحي المجهول الهوية الذي ينتظرون موته في أَي لحظة ، كي يرسلون جثته إِلى الطب العدلي ...... 
                                                                                 
وذات نهار دافئ جميل ، فتح عينيه ، وكان قد استعاد الكثير من وعيه وقوته ، وتمكن من الحركة والإِشارة والتنهد والأَنين ، فاستطاع أَن يلفت انتباه الممرضة ، عندما تشبث بجلباب صدريتها البيضاء ، ثياب ملاك الرحمة ، كي ينبهها على إِنه حي ، ولكنها بدل من أَن  تنتبه وتستجيب لما يريده منها ، هرعت مسرعة ، وزرقته بالحقنة المخدرة ، فغاب في غيبوبة عميقة فاقداً للوعي مرة اخرى ، أَراد فقط أَن تأَتي بورقة وقلمٍ ليكتب شيئاً ، وليعرفها باسمه وشخصه ، لكنه الجندي المهمل المجهول ، فلا أَحدَ يهتم به ، وفي صباح اليوم التالي ، استفاق من رقدة عميقة ، فوجد عامل التنظيف ، ينظف الحجرة القذرة ، فأَصدر حركة وأَنيناً وهذيان ، فاندهش عامل التنظيف ، لما عرف إِنه يريد أَن يكتب شيئاً ، لكن المنظف صرخ في وجهه :                                                                 
ــ هاااااا ، هل صحيت من الموت ؟ ماذاااا ؟ ماذاااا تريد ، أَلا تريد أَن أُنظف لك الغرفة وأَمسح قاذوراتك أَيها الميت المجهووول ؟                                   
لكنه ظل يجوس في سريره ويتوسل بعينيه ، ويئن كي يساعده ، وأَن ياتيه بورقة وقلم ، وهو يحاول النهوض من مكانه ، فأَدرك عامل التنظيف ، أَنه يريد ورقة وقلماً ، فدنا منه مستعلماً محدقاً في وجهه ، هازئاً منه :                       
ــ  من أَنت ؟ تكلم ... من ؟  ماذا تريد ؟ هل تريد ورقةً وقلماً ؟ غداً .. غداَ .. عندما أَعود لأُنظف لك الغرفة سآتيك بورقة وقلم لترسم بها منظرا جميلا ..... ههههههه ...                                                                                   
 لكنه لم يرض بكلام عامل التنظيف ، فحاول أَن ينتفض من مكانه بقوة ، وهو يئن ويتوسل ، حتى رق له قلب المنظف ، وقال له :                                   
 ــ  لا بأَس لابأَس ، سآتيك بورقة وقلم ، ولكن ، ما الفائدة منك ؟ أَنت ليس من ورائك حتى فلس واحدا بخشيش ، انتظرني ، سأَذهب إِلى الطبيب ، وأَطلب منه ورقة وقلماً .. انتظرني لحظة .....                                                         
 غادر المنظف قاصداً الطبيب المقيم :                                                     
ــ دكتور ، دكتور .... دكتور .... المريض الميت .... المشلول في الحجرة المعزولة يريد ورقة وقلماً ...                                                             
 لكن الطبيب لم يصدق كلام المنظف البسيط ، ولم يعر للأَمر أَهمية ، فقال :       
ــ  دعه ، فهو كاذب ، لا تصدقه ، فلا وقت لديّ له .                                 
 عاد المنظف أَدراجه بخفي حنين ، ليحمل أَدوات التنظيف ويغادر المكان ، ثم أَردف :                                                                                         
 ــ الدكتور يقول أَنت كاذب ... كاذب ، أَنت إِنسان ميت ، ميت ، هل تفهم ما معنى ميت ؟ !! أَنت ميت مجهول الهوية ..... أَنت جندي مجهول .....                   
 فعندما هم بالخروج انتفض المشلول بقوة محاولاً النهوض من سريره ، وأَخرج من حنجرته صوتاً أَشبه بالأَنين ، فأَدرك عامل التنظيف ، أَن هناك أَمراً مُهما ً سوف يحصل لهذا المشلول المجهول ، فقال في نفسه ، لاذهب بنفسي ، وآتي بورقة وقلم ، لن أَخسر شيئاً ، فخرج من الحجرة متردداً ، فالتمس من أَحد المضمدين  أَن يعيره ورقة وقلماً ، فكان له ما أَراد ، وجاء بها إِليه ، وثبتها على مسند السرير الخشبي ، فقال له :                                                           
ــ هيا ارسمْ .. ارسمْ ،  أُكتبْ ما تريد ....                                                 
 فكتب المجهول بيد راجفة :                                                                 
ــ  أَنا ... أَنا اسمي جميل .... فرنسيس  ..... من البصرة .....                       
 أَخذ المنظف الورقة وهرع مُسرعاً إِلى الطبيب المقيم ، والذي كان يتوسط الممرضات الجميلات ويحتسي الشاي مع الكعك في غرفة الاستراحة ، فقال :   
ــ دكتووووور ،  دكتوووور ، المريض الميت  كتب هذا .....                         
لم يصدق الطبيب المقيم ، ولم يعر للمنظف أَي اهتمام ، فتناول قطعة من الكعك من

32
  وَقَاحة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــ قِصَّة قَصيرَة جِدَّاً ــ
بِقَلم : شذى توما مرقوس
الجمعة 7 / 7 / 2000


ــ أُنْظُري سَأَجْعلكِ تَمْرَحين قَلِيلاً .... أُنْظُري كيْفَ سأَسْخرُ مِنْهُ ...
ــ لا .... لا .... لا تَفْعل هذَا ..... لا أُحِبُ السُخْرِيَة مِنْ الآخَرِين خصُوصاً وهم يَعْملُونَ حثِيثاً لِكسْبِ لُقْمَةَ عيْشِهِم .

سَحبَها بِقُوَّةٍ مِنْ يَدِها فأَصْبَحا واقِفينِ بِيْنَ حشْدٍ مِنْ النَّاسِ مُلْتَّفينَ حَوْلَ بَائعٍ مُتَجوِّلٍ يَعْرِضُ مُنْتَجاتِهِ مُزايَدَةً .....
فصَاحَ  جون بِالبَائع وهو يَسْخَرُ مِنْهُ في قَرارَةِ نَفْسِهِ :
ــ أُعْطيكَ بِهذا عِشْرِينَ دِيناراً .
وَقَفَتْ تَشْهَدُ ذَلِكَ بِأَلمٍ وانْزِعاج ، حاوَلَتْ أَنْ تَلْفتَ انْتِباه البَائع حَتَّى لا يُصْغِي لِـجون تَارةً بِالإِشَارَة وأُخْرَى بِكلِماتٍ قَصِيرَة تَنْبِيهِيَّة ، ولكِنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ في الضَجَّة تَنْبِيهها ، ولَمْ يَأْخُذ إِشَاراتَها على مَحْمَلِ الجَدِّ .
صَدَّق البَائع فصَاح :
ــ مَنْ يُزايد بِأَكْثَر ؟
فرَدَّ آخَر ، وزَادَ جون بَعْدَها ، وتَابعَ آخَر ، وزَادَ جون علَيْهِ ، وبَقِيَ يَلْعب هذِهِ اللُعْبَة القَذِرَة حَتَّى رَسَتْ علَيْهِ المُزَايدَة ، فإِذا بِهِ يَضْحك ويَقُول لِلبَائع :
ــ هَلْ صَدَّقْتَ أَنْ أَشْتَرِي هذِهِ البِضَاعة مِنْك .... إِنَّها لا تُساوي فِلْساً .
فقَالَ البَائع بِتَأَثُّرِ مَنْ نَالَ صَفْعة :
ــ لِماذَا إِذْن زَايدْتَ وأَبْدَيْتَ عكْسَ ذَلِك ؟
أَجابَهُ جون بِوقَاحة وهو يَضْحكُ ضَحْكة شرِيرَة :
ــ كُنْتُ أَسْخَرُ مِنْك فَقَط ْ…… أَتَسلَّى .
وكسَرَ الخَجَلُ مِنَ الحشْدِ الوَاقِف قَلْبَ البَائعِ المَسْكِين ، وشَعرَ بِرَغْبَةٍ عمِيقَةٍ في ضَرْبِ هذَا الرَجُلِ الوَقِح ضَرْباً مُبَرِحاً ، ولكِنَّهُ ولأَوَّلِ مَرَّةٍ انْتَبَه لِتَلامِيحِ وَجْهِ الزَوْجةِ الوَاقِفَة إِلى جِوارِهِ الغَيْرُ رَاضِيَةٍ عَنْ تَصَرُّفِ زَوْجِها الأَحْمَق ، ثُمَّ إِنَّهُ خَافَ على حاجِياتِهِ مِنَ السَرِقَةِ والكسْرِ لَوْ انْصَرَفَ لِعِراكِ هذَا الرَجُل ومُلاكمَتِهِ ، فصَاحَ مُتَألِّماً :
ــ اذْهَبْ ... اذْهَبْ .... لا وَفَّقَكَ الله ولا عافَاكَ ولا بَارَكَ لكَ في رِزْقِك .
أَجابَتْ الزَوْجَة :
ــ إِنَّني أَعْتَذِرُ نِيابَةً عَنْهُ .
صَرَخَ جون بِوقَاحة  :
ــ لا تَعْتَذرِي لِهذَا القَذِر .
ثُمَّ نَطقَ سَيْلاً مِنَ الشَتَائم والجمْهُور الوَاقِف آخِذاً بِهِ الاسْتِغْراب والعجَبَ ، فأَمْسَكَ البَعْضُ بِيدِ جون ودَفَعوهُ بَعيداً طالِبينَ مِنْهُ المُغادرَة ، ولأَنَّهُ كانَ جبَاناً ويَظُنُّ أَنَّ وجُودَ زَوْجتَهُ إِلى جانِبِهِ يَحْميهِ ويَجْعلَ الآخَرِين يَحْسِبونَ لَهُ حِسَاباً ، كما إِنَّ تَصَرُّفَهم مَعهُ يَكونُ بِحذَرٍ ، فلَنْ يَصْفَعوهُ إِنْ أَرادوا ذَلِكَ مَثلَاً ... وإلخ ، في قَرارَةِ نَفْسِهِ كانَ يَسْتَقْوي بِاحْتِرامِ الآخَرِين لِزَوْجتِهِ ويَسْتَغِلهُ  ، ويَحْتَمي بِها ، وهكذَا حاولَ التَظاهُر بِعدَمِ الامْتِثالِ لِمَا يَطْلبون وعدَمِ الخَوْفِ مِنْهُم وهو الجبَانُ الرِعْديد ، ورَأَتْ زَوْجتَهُ إِنَّ الأَمْرَ لَنْ يَنْتَهِ إِلاَّ إِذا تَدَخَّلَتْ فطلَبَتْ إِلَيْه المُغادرَة بِإِلْحاح فرَافقَها خائفاً مِنْ الجَمْعِ الغاضِب مُتَصنِّعاً الشَجاعة مُبَيِّناً لَهُم إِنَّه شُجاع لَنْ يُغادِر إِلاَّ رضُوخاً لِتَوسُلاتِ زَوْجتِهِ  وعَطْفاً علَيْها  فيَتْرُكهُم في أَمانٍ وهدُوء ....
ولَمَّا ابْتَعدَتْ بِهِ عنْ الجمْعِ الواقِف ظلَّتْ تَتَشَاجرُ معهُ وتُقَرِّعهُ بِصَوْتٍ عالٍ ، ولَمْ تَسْتَطِعْ كِتْمانَ غَضَبِها الشَدِيدِ مِنْهُ ، فَصَغُرَ كُلَّ أَمْرٍ في عيْنيها ولَمْ تَأْبه لِلنَاس الذِين كانوا يُراقِبونَ بِفضُولٍ شَدِيدٍ هذَا الشِجارُ العاصِف بَيْنَها وبَيْنَ زَوْجِها ، شَعِرَتْ بِأَنَّها تَكْرَههُ وتَكْرَهُ خِسَّتَهُ وحقَارَتَهُ ووَقَاحتَهُ ......
وحِيْنَ وصَلا مَحطَّة نَقْلِ الرُكّاب وكانَ الزُحامُ على أَشَدِّهِ تَوارَتْ في إِحْدَى مَوْجاتِ الزُحام المُتَدافِعةِ لِلصعُودِ إِلى الحافِلَة ، بَيْنَما كانَ هو يَصِيحُ خَلْفَها بِجنُونٍ وحركاتٍ هِسْتِيريَّة :
ــ انْتَظرِيني ....
كرِهتْ نَبَرَاتَ صَوْتِهِ ، شَعِرَتْ بِاشْمِئْزازٍ بَالِغٍ مِنْهُ ، هذَا الصَوْتُ صَارَ يُؤْذِي مسَامِعها ، وحِيْنَ قَذَفَتْها المَوْجَةُ المُتَزاحِمَة داخِل الحافِلَة قَالَتْ في نَفْسِها :
ــ إِنْ شِئْتَ انْتَظِرْ  .... أَنا ماضِيَة .
تَحرَّكتِ الحافِلَة ولَمَحتْهُ واقِفاً بَيْنَ الحشْدِ على رَصيفِ الانْتِظار وعلامَات الجُبْن والوَقَاحة  تَطْبَعُ تَفاصِيلَ وَجْهِهِ بِقُبْحٍ ووَضَاعة  ....


ــ انتهت ــ




33


صفحة المهى / 11


       ( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري  )
                                      من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل


الديدان في الكلاب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كتابة وإعداد وتقديم : شذى توما مرقوس
الأثنين 23 / 4 / 2018 م ـــ الجمعة 25 / 5 / 2018 م .

تلعبُ النظافة في حياة الإنسان دوراً كبيراً لتفاديه العديد من الأمراض وتعرضه لها ، الأمر ذاته بالنسبة للكلاب ( والحيوانات عامة ) ، فتوفير بيئة نظيفة صالحة للعيش للكلب يحميه ويُقلِّلُ عنه خطر التعرض للكثير من الأمراض ، ومنها الديدان موضوع حديثنا في هذهِ المقالة .
هناك ديدان داخلية ( مثل الديدان الشريطية ، الديدان السوطية ، الديدان القلبية ... وإلخ ) ،  وأخرى خارجية ( مثل : القمل ، القراد ، البراغيث ... وإلخ ) .
وقاية الكلاب من الديدان  ليس بمعضلة ولا بمستحيل ، بل هو ممكن ومتيسر من خلال رعاية المربي لحيوانه وتوفير الأساسيات التالية :
1 ـ البيئة الصالحة للعيش ( إذ يجب أن يكون المكان الذي يعيش فيه الكلب نظيفاً ، ذو تهوية جيدة ، مناسباً في درجات الحرارة للفصل الذي يكون من شتاء أو خريف أو صيف أو ربيع ) ، النظافة عامل مهم جداً جداً ، يجب إزالة الغائظ فوراً والتخلص منه في كيس مغلق .
 2 ــ رعاية الحيوان والعناية به بصورة مستمرة ، وتشمل تمشيط الحيوان بشكل دوري ، العناية بجلد الحيوان وتنظيفه مِمَّا يعلق بهِ وتفتيشه بشكل دائم ، تنظيف أُذني الكلب وعينيه  ..... وإلخ  ، تنظيف منطقة المخرج .
3 ــ حفظ الحيوان قدر الإمكان بعيداً عن الأماكن التي يمكن أن تكون مصدراً للعدوى ، أو يتوقع أن تكون مصدراً للعدوى .
في هذه النقاط الثلاثة القاسم المشترك بينها هو واحد ، وهو النظافة ( نظافة المكان ونظافة الحيوان نفسهُ )  .
4 ــ حماية الكلاب باستعمال الأدوية المُضادة للديدان ( الداخلية منها أو الخارجية ) .
5 ــ اتباع إرشادات الطبيب البيطري .

إن حدث ورغم كل هذه العناية تعرض الكلب لغزو البراغيث والقمل والقراد فيجب اتباع النقاط التالية :
لمكافحة القمل والقراد والبراغيث في الكلاب يمكن إتباع التالي :
1 ــ معالجة الكلاب بُمستخصر الأدفانتكس أو الفرونت لاين أو أي مستحضر علاجي آخر متوفر ، وهذا يقلل من الحكة إلى أقصى حد ، وتقليل الحكة في مثل هذه الحالات هو نقطة مهمة جداً في تفادي أي مضاعفات أخرى تحدث للجلد وأيضاً تجعل الحيوان مرتاحاً وهادئاً  .
2 ــ تنظيف المنزل تنظيفاً كاملاً بكل زواياه ( خصوصاً الزوايا الدافئة والمُعتمة )  وأمكنته وتعقيمه ، كذلك الأغطية والأفرشة ، وتحت القنفات ، وأَسِّرَة النوم  ، واستعمال المكنسة الكهربائية ( إن وجدت ) لشفط كل العالقات بالسجاد والزوالي والأفرشة والأغطية والأرضية .... وإلخ ، وهكذا يُمكن شفط اليرقات والبيوض والقمل والبراغيث من كل مكان في المنزل ( إن وجدت وانتشرت ) ، وبعد الانتهاء من الكنس يجب التخلص من الكيس بإغلاقه بإحكام وإحراقه ، ولزيادة المعالجة يمكن غسل الأفرشة والأغطية وغيرها بدرجة 60 درجة مئوية حتى لا يُترك أي فرصة لهذه الديدان بالمقاومة ، وكذلك لمن يمتلك سيارة عليه تنظيفها  وعدم إهمالها .
3 ــ تعتبر البراغيث حاملة لنوع من الديدان الخيطية المُسمَّاة حبة الخيار نوع :
Dipylidium caninum
وهكذا يكون هناك احتمال وارد بأن يُصاب الكلب بهذا النوع من الديدان نتيجة تعرضه للبراغيث ، فيكون من الأفضل وبعد مكافحة البراغيث والقضاء عليها ( على جسم الكلب ) أن يتم معالجة الكلب من الديدان الخيطية . 


تخيلوا عائلة لا تهتم بطفلها ، فلا يستحم و لا يُمشَطُ شعره ولا تُبدَّلُ ثيابه المتسخة ، يُهْمَل ولا يُتابع علاجه ، النتيجة إن هذا الطفل يكونُ مُعرضاً للديدان الخارجية كالقمل ، القراد ، البراغيث ... وإلخ ، وأيضاً للديدان الداخلية المُختلفة ، نفس الحالة هي في الكلاب أيضاً ، فمن يعتني بكلبه ويهتم به ويرعاه تقلُّ مشاكله الصحية ويكون سليماً مُعافى ، ولا يكون خطراً على نفسه ولا على الآخرين من حوله ، فالوقاية خير من العلاج .
 
 

كيف يُمكن التعرف على وجود البراغيث :

هناك طريقة أوليَّة بسيطة للتأكد من معرفة ذلك ، إذ يتمّ تمشيط شعر الكلب (  الفروة ) بواسطة مشط خاص ( صفة هذا المشط إن أسنانه مرصوصة بتقارب شديد ، حيث إن المساحة بين سن وآخر ضيقة جداً وصغيرة )  ، بعد ذلك يتم نفض المشط عدة مرات فوق قطعة قماش بيضاء أو فوق مناديل ورقية بيضاء وتبليل ما وقع من المشط فوق المنديل ببعض الماء تبليلاً خفيفاً ، فإن تلون باللون الأحمر فهذا يدلّ على مُخلَّفات البراغيث حيث إن اللون الأحمر هو الدم الذي تغذت عليه البرغوثة وهضمته ثم طرحت بعضه كبرازٍ لها ، وفي أحيان أخرى يمكن رؤية البراغيث البالغة بالعين المُجردة .
 أي نتيجة تمشيط فروة الكلب بالمشط الخاص لذلك تجعلنا نعثر ( بين ما علق بالمشط ) إما على البرغوثة البالغة ، أو نعثر على مخلفاتها ( البراز ) .
 
 في حالة صعوبة اختبار ذلك فعلى المُربي مراجعة الطبيب البيطري للمُساعدة في ذلك .

 

أما عن القراد فيجب على المربي دائماً تفتيش فروة الكلب تفتيشاً جيداً ، وإن عثر على القرادة ( يمكن رؤيتها بالعين المُجرَّدة ) فعليه إزالتها فوراً وبالملقط الخاص لذلك ، أما طريقة إزالة القرادة فتتم بتهدئة الكلب أولاً والتعامل معه بطيبة وطمأنته حتى لا يشعر بالخوف ، بعد ذلك يتم إطباق نهايتي الملقط  بهدوء وبإحكام على رأس القرادة ( حيث القرادة تكون قد غرست رأسها في جلد الكلب ) ، ثم يتم تدوير الملقط لمرات ( عكس أو مع عقارب الساعة فالاتجاه لايهم ) ، وأخيراً سحب الملقط نحو الأعلى بهدوء وتأني ، فتخرج معه القرادة كاملة ، النقطة المهمة التي يجب الحرص عليها هو التأكد من إن رأس القرادة كاملاً مع أرجلها قد تمّ سحبه وإزالته ( وذلك بالنظر للقرادة المرفوعة بالملقط ) ، لأن ترك أي جزء من رأس القرادة أو أرجلها داخل جلد الكلب يؤدي إلى التهابات في المنطقة المُصابة ، بعد الانتهاء من ذلك يتم تعقيم المنطقة جيداً ، والاهتمام بتعقيمها وتنظيفها لبضعة أيام حتى لا نترك مجالاً لأي تلوث ممكن . 
 
 
http://www.tellskuf.com/images/stories/food1/zk47.jpg
https://www.youtube.com/watch?v=cojOT9r5Zk4
 فيديو  /  إزالة القراد عن الإنسان ، الكلاب ، القطط ، الخيول .


https://www.youtube.com/watch?v=6xUknBp4pg8
فلم توضيحي عن القراد في الكلاب ، يوضح كيفية تمكن القراد من الوقوع على جسم الكلب ومص الدم  ، وحين تشبع القرادة وتنتفخ تقع أرضاً  ، ويحدُثُ أحياناً أن لا يلاحظ المربي أو الكلب نفسه ذلك .   


نأتي الآن إلى الديدان الطفيلية في الكلاب لنتعرف عليها :
هناك ديدان خارجية ( مثل : القمل ، القراد ، البراغيث .... وإلخ ) ، وديدان داخلية ( مثل : الديدان الخيطية ، الديدان الشريطية ، الديدان الحلقية ... إلخ ) .
وبما أن درجات الحرارة تبدأ بالأرتفاع مع مغادرة فصل الشتاء وحلول الربيع ثم الصيف ، فإن القمل والقراد والبراغيث تتنشط وتبدأ الكلاب بالمعاناة منها ، وخطر التعرض إليها كبير ، سأركز هنا على الموضوع المهم : القمل والقراد والبراغيث  ....

 



القراد يتميز بأن له ثمانية أرجل ، وله فك قوي قادر على مص الدم من ضحيته .
 


 


بعض المًستحضرات الطبية  المهمة لعلاج القمل والقراد والبراغيث :
( هذه المُستحضرات كلها تقع تحت عنوان سبوت أون  : مثل الأدفانتكس ، الفرونت لاين .... وغيرها   ) .

ماذا نعني بالـ :
Spot – on

كلمة سبوت أون تعني المحاليل المُستعملة للتنقيط ( المحاليل المُستعملة كقطرات ) ، وهي تُطلق على المحاليل الخاصة بمضادات الطفيليات المُستعملة في مجال الطب البيطري ، والتي تُستعمل على منطقة معينة من جلد الحيوان ، وتأثير هذهِ المحاليل يكون إما عبر الجلد إلى الأعضاء الداخلية  ، أو تنتشر فقط على مساحة جلد الحيوان السطحية ( الخارجية )  .
 
( 1 )
Advantex


 


هو مُستحضر طبي يتم استعماله كعلاج ( إن كان الكلب يُعاني من البراغيث والقراد )  وكوقاية ( في حالة كونه لا زال خالياً من البراغيث والقراد ) أيضاً ، وكذلك لعلاج حالة الإصابة بطفيلي الـ :
Trichodectes canis


طريقة استعمال هذا المُستحضر تكون بتنقيط محتوى الانبوبة ( قطرة قطرة )  على جلد الحيوان بعد إزاحة الشعر ( باليد ) بحيث يمكن رؤية الجلد واضحاً في نهاية المنطقة العنقية ( ما بين الكتفين ) باتجاه الظهر على شكل خط قصير أو متوسط الطول .
أي يتم تنقيط الأمبولة وتوزيع محتواها على ظهر الكلب وسطياً ابتداءً من نهاية الرقبة ، ويتم التنقيط بعد إزاحة الشعر باليد عن المنطقة وعصر نقطة من المحلول فوقها دون الحاجة لدعكها بالجلد ، وهكذا النقطة التالية .
 يُرجى غسل اليدين جيداً بعد استعماله للكلب ، وكذلك يُرجى عدم جعل المحلول بتماس مع العينين أو يمكن للكلب أن يلعقه .
بعد تنقيط المحلول على ظهر الكلب ، يجب عدم مس منطقة الظهر للحيوان لمدة 24 ساعة .

صورة توضيحية للتنقيط .
 
 
 
 

المادة الفعالة في هذا المُستحضر العلاجي هو :
Imidacloprid
Permethrin

إضافة إلى :
Butythydroxytoluol ( E 321 )

توجد منه عبوات مختلفة : عبوة للكلاب لحد وزن أربعة كيلو ، عبوة للكلاب بوزن ما بين أربعة  إلى عشرة كيلو ، عبوة للكلاب بوزن من عشرة كيلو إلى خمسة وعشرين كيلو ، وعبوة للكلاب بوزن ما فوق خمسة وعشرين كيلو .
هذا المُستحضر العلاجي يعطي الكلب الحماية لمدة أربعة  أسابيع ، وبعدها يتم إعادة استعماله لمرة ثانية وثالثة .... وإلخ ، وفي كل استعمال يعطي المُستحضر حماية لمدة أربعة أسابيع .

تقوم المادة الفعالة في هذا المُستحضر الطبي بقتل البراغيث ( إن كانت موجودة وتحمي الحيوان من الإصابة بها إن لم تكن موجودة ) وتُبعد عنه القراد ( يجب إزالة القراد عن جسم الكلب فور العثور عليه لمنعه من امتصاص دم الحيوان وحقن الميكروبات فيه )  .

والحديث عن البراغيث يخُصُّ البراغيث من نوع :
Ctenocephalides felis
Ctenocephalides canis
   
بعض الكلاب تظهر عليها أعراض الحساسية من هذا المُستحضر ، و يمكن اختيار بدائل أخرى .
الشامبوات مفعولها وقتي وقصير الأمد ولا تفيد كعلاج .
في حالة كون صاحب الحيوان قد غسل كلبه بالشامبو المضاد للبراغيث والقمل والقراد ، فعليه الانتظار أسبوعين ثم استعمال الادفانتكس ، لا يجوز استعمال الأثنان معاً ، وفي فترة متقاربة جداً فهذا يضرُّ بالكلب .
أيضاً يُعطي الادفانتكس حماية لمدة أسبوعين ضد ما هو معروف بالناموسة الفراشة  من نوع :
Phlebotomus  papatasi


ولمدة ثلاثة أسابيع ضد ما هو معروف بالناموسة  الفراشة من نوع :
Phlebotomus perniciosus


ويُعطي حماية لمدة اسبوعين ضد لسعات البعوض من نوع : 
Aedes aegypti


ولمدة أربعة أسابيع ضد  لسعات البعوض  من نوع :
Culex pipiens

ولمدة أربعة أسابيع ضد  لسعات الذباب من نوع : 
Stomoxys  calcitrans

ملاحظة : لا يجوز إطلاقاً استعمال الادفانتكس للقطط .
 


( 2 )
Front line Spot on

فرونت لاين سبوت أون للكلاب هو مُستحضر طبي للعلاج أو للوقاية من القراد والبراغيث والقمل  ، يكون على شكل قطرات ( يوجد أيضاً على شكل سبري ) .
فعالية الفرونت لاين هي ثمانية أسابيع ضد البراغيث ( الفلو ) ، وتقريباً أربعة أسابيع ضد القراد .

المادة الفعالة في المُستحضر هي :
Fipronil

هذه المادة الفعالة تؤثر تأثيراً بالغاً على الجهاز العصبي للطفيلي ( البرغوث أو القرادة أو القملة )  فتثبط فعاليته ونشاطه لينتهي .


فعالية هذا المُستحضر تدوم أربعة أسابيع ضد القراد ( في الكلاب ) ، وثمانية أسابيع ضد البراغيث ( في الكلاب ) .
المُستحضر توجد منه عبوات ( بشكل انبوبة ) مختلفة حسب وزن الحيوان :
ــ عبوة صغيرة ( للكلاب التي يتراوح وزنها من 2 كيلو ــ 10 كيلو )
ــ عبوة متوسطة ( للكلاب التي يتراوح وزنها بين 10 كيلو ــ 20 كيلو )
ــ عبوة كبيرة ( للكلاب التي يتراوح وزنها بين 20 كيلو ــ 40 كيلو )
ــ عبوة أكبر ( للكلاب التي يتراوح وزنها بين 40 كيلو ــ 60 كيلو )


  طريقة استعمال هذا المُستحضر تكون بتنقيط محتوى الانبوبة ( قطرة قطرة )  على جلد الحيوان بعد إزاحة الشعر بحيث يمكن رؤية الجلد واضحاً في نهاية المنطقة العنقية ( ما بين الكتفين ) باتجاه الظهر على شكل خط قصير أو متوسط الطول .
يُرجى غسل اليدين جيداً بعد استعماله للكلب ، وكذلك يُرجى عدم جعل المحلول بتماس مع العينين أو يمكن للكلب أن يلعقه .
بعد تنقيط المحلول على ظهر الكلب ، يجب عدم مس منطقة الظهر للحيوان لمدة 24 ساعة .
 

من مُستحضر الفرونت لاين يوجد خاص للقطط أيضاً .

( 3 )
Amigard Spot – on für Hunde

يختلف هذا المُستحضر عن المُستحضرين السابقين في أنه مأخوذ من مادة طبيعية ، حيث إنه مُنتج من عصارة شجرة النيم .
توجد من هذا المُستحضر عبوات خاصة للقطط وأخرى للكلاب .
يوفر الحماية للكلب من البراغيث والقراد لمدة أربعة أسابيع .
المادة الفعالة فيه هي :
Niembaum – Extrakt ( Margosa – Extrakt )

إضافة إلى :
Dcansäure aus kokosöl

ويوجد منه للكلاب بثلاث عبوات مختلفة :
ــ الأولى للكلاب الصغيرة ( التي يكون وزنها أقل من 15 كيلو ) .
ــ الثانية للكلاب الكبيرة ( التي يكون وزنها فوق 15 كيلو )
ــ والثالثة للكلاب التي يكون وزنها ثلاثين كيلو فما فوق .

طريقة الاستعمال بسيطة ، حيث يتم تنقيط محتوى الأنبوبة على الجلد مباشرة ( بعد إزاحة الشعر ) في منطقة الظهر فوق العمود الفقري .
يُعاد استعمال الاميغارد بعد 3 ــ 4 أسابيع مرة أخرى .

لا حاجة لدعك المحلول بالجلد .
يُرجى غسل اليدين جيداً بعد استعماله للكلب ، وكذلك يُرجى عدم جعل المحلول بتماس مع العينين أو يمكن للكلب أن يلعقه .
 
 

 
 

  
 

ــــــــــــــــــــــــــ

هذه كانت بعض المُستحضرات المُستخدمة لمكافحة وعلاج البراغيث والقراد والقمل والتي على شكل محاليل ، أيضاً توجد مُستحضرات على شكل حبوب .
هناك أنواع أخرى تُستعمل بشكل وقتي ( أي توفر الحماية للكلب فقط ليوم أو عدة ساعات ) وتكون على شكل غسول أو شامبو  أو سبري ... وإلخ أو تكون على شكل قلادة ( عقد ) يوضع حول رقبة الكلب أو على شكل حزام ... وإلخ ، لكن مع الأسف جميعها مفعولها ضعيف وغير كافٍ  .
توجد أيضاً وصفة طبيعية لمكافحة القراد والبراغيث في الكلاب ، حيث يتم خلط جزء واحد من زيت جوز الهند الطبيعي  مع ثلاثة أجزاء من الماء ، وبعد مزج الخليط جيداً يُفرَّغ في قنينة بخاخة ( رشاش)  ، وقبل الخروج مع الكلب في نزهة أو غيرها يتم رش جسم الكلب به ( يجب ترك بعض المسافة الصغيرة بين البخاخ وجسم الكلب عند الرش ) ، الخليط يبقى فعّالاً لمدة ساعتين لا أكثر ، وهذا يعني إنه يتطلب رش الكلب كل مرة قبل الخروج معه .
أيضاً يمكن استعمال زيت جوز الهند بطريقة أخرى ، حيث يمكن استعمال ملعقة أكل واحدة من زيت جوز الهند لكل عشرة كيلو غرام من وزن الكلب ، يتم دهن جسم الكلب بهذه الكمية من الزيت ، بهذه الطريقة يمكن إبعاد القراد عن الكلب أو تخفيفه جداً جداً ، يمكن استعمال هذهِ الوصفة يومياً .
زيت جوز الهند الطبيعي يحتوي على حوامض اللورين والتي تعمل على إعاقة القراد وإبعاده .

ـــــــــــــــــــــــــــ

إضافة عن حالة الإصابة بطفيلي الـ :
Trichodectes canis

وهذا الطفيلي يصيب الكلاب ( حالات نادرة ) ، لكن الإصابة به غير مريحة أبداً ، وهو يعود بقرابة إلى القمل ، لكنه على العكس منها ( عكس القمل ) لا يعيش على امتصاص الدم ، وإنما يتغذى على قشور الجلد وعلى إفرازات الجروح ، من أعراض الإصابة بهذا الطفيلي : الحكة الشديدة ، يصبح الكلب دائم القلق والتوتر وغير مرتاح ولا يعرف الهدوء نتيجة التنقل المستمر للطفيلي في فروة جلدهِ أو شعرهِ ، ويُلاحظ إن الكلب يكون دائم الحك لجسمه ولعقه ، كما إن فروة الكلب تصبح خشنة وقاسية ، وتكون أكثر الأجزاء عرضة للإصابة هي منطقة الرأس والظهر ، مع تقدم مراحل الإصابة يبدأ الشعر بالتساقط ، وتتكون القشور الجلدية وأيضاً يُلاحظ الجروح الناتجة عن الحكة ، وأخيراً يلحق بكل هذا الكثير من المُضاعفات .
العلاج من هذا الطفيلي يكون بتمشيط الشعر يومياً مع استعمال مُستحضر خاص للعناية بالجلد والذي يعمل على إزاحة القشور الجلدية والتي هي مصدر غذاء الطفيلي ، وبإزاحتها يكون الطفيلي قد فقد مصدر غذائه فيستحيل استمراره وتنقطع دورة حياته ، وأيضاُ يصبح الكلب أكثر هدوءاً وراحة من الحكة ، أيضاً يُمكن استعمال مُبيدات الطفيليات الخاصة بأشكال : غسولات ، سبري ، شامبو ، بودر، كما يُمكن استعمال مُستحضر سبوت أون ( أدفانتكس ) .
هذا الطفيلي ( تريختو ديكتس كانيس ) يكون حاملاً للديدان الخيطية من نوع حبة الخيار ، ولهذا خطر إصابة الكلب بالديدان الخيطية تكون قائمة .

 

ملاحظة أختم بها هذا الموضوع :
أود أن أقول للمتابعات والمتابعين إن الموضوع أعلاه قمتُ بكتابته وإعداده وتقديمه اعتماداً على معلوماتي وخبرتي الشخصية كطبيبة بيطرية ، أما فيما يتعلق بالمعلومات الواردة عن المُستحضرات المُستعملة للعلاج والوقاية من البراغيث والقراد والقمل في الكلاب فلقد قمتُ بالاعتماد على النشرة الدوائية المُرفقة بالمُستحضر نفسه ، حيث استخرجتُ منها المعلومات التي تُفيد القارئ / ة ، وقمتُ بترجمتها إلى العربية وصياغة المعلومات بأسلوبي الخاص .
أما الصور الموجودة ضمن مادة الموضوع فلقد حصلت عليها من الانترنيت .
أتمنى أن يستفيد المتابعين والمتابعات مما ورد في هذا المقال فلقد تعبتُ كثيراً في تحضيره وكتابته وإعدادهِ ، وقد حرصت على أن أجعله بسيطاً سلساً ليكون في خدمة الجميع ، ووضعت الوقاية والمُعالجة في المقدمة تماماً لكونها من أهم الحقول التي تعني القُرَّاء والمربين والمُهتمين .
وأخيراً جزيل الشكر للأخ باسم روفائيل الذي قام بمُساعدتي ، فأدى تأطير الصور وجمعها وترتيبها بالصورة التي هي عليه في الموضوع .


34


حيَاة

 
شذى توما مرقوس


ــ قِصَّة قَصِيرَة جِدَّاً  ــ

..... خَاطبَ نَفْسَهُ مُنْتَشِياً وهو يُوَجِّهُ بُنْدَقيَتَهُ نَحْوَ طائرٍ جميلٍ سَعيد يَعْتَلي غُصْن
 شَجَرَةٍ جلِيلَة :
ــ " كإِله .... نَعم كإِله .... في يَديّ خيُوطَ الحيَاةِ والمَوْت ..... في يَديّ القَرَار ، إِنْ شِئْتُ تَرَكْتُ لِهذَا الطائرِ الحيَاة ، وإِنْ شِئْت سَلَبْتُها عَنْهُ  " .

ابْتَسَمَ سَعيداً ثُمَّ أَخْفَضَ بُنْدَقِيَتَهُ ورَاحَ يُراقِبُ الطائرَ الَّذِي طارَ عَنْ غُصْنِهِ ، وبَيْنَ الحِيْنِ والحِيْنِ وفي حرَكاتٍ سَرِيعة يَتَنَقَّلُ مِنْ مكانٍ لآخَر جامِعاً بِمِنْقَارِهِ الصَغِير كُلَّ ما يُمْكِنُ أَنْ يَبْني بِهِ عِشَّه ، وجنَاحاهُ يَخْفِقانِ فَرَحاً ، لَمْ يَشْعُرْ بِالخَطَرِ المُحدِق بِهِ ، وكَمْ كانَ الرَجُلُ مُسْتَمْتِعاً بِمُمارسَةِ هِوايَتِهِ الَّتِي تَرْفَعهُ لِمَصَافي الآلِهة وتَغْدِقُ علَيْهِ السرُور بِلا حُدُودٍ وتُعْطيهِ الرَغْبَة بِعُمُرٍ أَطْوَل كُلَّما اقْتَصَّ مِنْ حيَاةٍ أُخْرَى وغَيَّبَها ، وكأَنَّهُ يُضِيفُها إِلى رَصِيدِ حيَاتِهِ مِنْ الأَيَّام ، هو الَّذِي يُقَرِّرُ أَنْ يَحْيَا هذَا الكائن أَمْ لا ... كإِله ، تَماماً كإِله ، بِيَدِهِ الحيَاةُ والمَوْت ، يَتَمَنَّى لِنَفْسِهِ عُمُراً أَطْوَل أَكْثَرُ انْغِماسَاً في هِوايَتِهِ ، لكِنَّ صَوْتُ ذَلِك الشرِير صَدِيقُهُ طَنَّ في أُدُنِيهِ ثَانِيَةً وأَعادَ علَيْه ذاتَ الكلِمات ، قَرَّر أَنْ يَسْحقَ ذلِك الصْوْت ويَرْمي بِهِ بَعيداً عَنْهُ لاعِناً إِيَّاه فصَوَّبَ بُنْدَقِيَتَهُ نَحْوَ طَرِيدَتَهُ ، وحِيْنَ علا صَوْتُ الإِطْلاقَة شُلَّ الطائر ، ما عادَ بِمَقْدُورِهِ رَفْرَفَةَ جنَاحيهِ ، هوَى أَرْضَاً  ، تَأَوَّهَتِ الشَجَرَةُ وأَنَّت مِنْ هَوْلِ ما حدَث ، مَسَّ قَلْبَها صَوْتُ ارْتِطام الجَسَدِ بِالأَرْضِ ، أَرادَتْ وفي مُحاولَةٍ فَاشِلَةٍ أَنْ تَقْبُضَ علَيْهِ بِأَغْصانِها كي لا يَرْتَطِمُ أَرْضَاً فمَالَتْ بِغُصْنِها خَلْفَه علَّهُ يَتَشَبْث بِهِ هو أَيْضاً  وكأَنَّها تُدْلي بِحِبْلٍ لِغَرِيق ، أَرادَتْ أَنْ تَحْتَضِنَ جسَدَهُ النَازِف وتُغطيهِ بِأَوْراقِها ، أَرادَتْ أَنْ تَحْجُبَهُ عَنْ عُيونِ صيَّادِهِ وتُدَثِّرَهُ بِأَوْراقِها ، لكِنَّ ما اسْتَطَاعَتْ أَمْراً .....
مَدَّ يَدَهُ لِيَمْسكَ بِجسَدِ الطائر المُسَجى على الأَرْضِ يَنْزُفُ ، طَنَّ ذَلِك الصَوْتُ الشرِير في أُذُنِيهِ ثَالِثَةً  مُفْسِداً علَيْه مُتْعتَهُ ونَشْوَتَهُ  :
ــ مَرَّةً أُخَرَى ..... هَلْ تَعْرِفُ ما اقْتَرَفْت ...... لَقَدْ انْهيْتَ حيَاةَ كائن ....

لَمْ يَتَبَقَّ مِمَّا دار غَيْر الشَجَرَة والتُرْبَة الَّتِي تَشَرَّبَتْ بِدُمُوعِها  .....
رُبَّما لِمِئاتِ المَرَّات سيَطُنُّ هذا الصَوْت الشرِير في أُذُنِيهِ ، لكِنَّ ذَلِك لَنْ يَنَالَ أَبَداً مِنْ إِيغالِهِ حُبَّاً لِهوايَتِهِ كإِله .... تَماماً كإِله .... في يَديهِ خيُوطَ الحيَاةِ والمَوْت ....

 8 / تموز / 2015 م

35
صفحة المهى / 10


( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري  )
 من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل

حوار مُطوَّل ومُفصَّل  مع د. انطوان صبري البنا / الجزء الثالث 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حوار وإعداد وتقديم : شذى توما مرقوس
الجمعة 1 / 12 / 2017 م ــ الأربعاء 7 / آذار / 2018 م .



أُقدِّمُ لكم عزيزاتي / أعزَّائي مِن المتابعين والمتابعات الجزء الثالث والأخير من الحِوار المُطوَّل والمُفصَّل مع أستاذي البروفيسور د. انطوان البنا ، شاكرة له تعاونه وتواصله ، مع تمنياتي لهُ بالعمر المديد والصحة والسعادة والمزيد من العطاء .
دُمْتَ لنا أستاذنا العزيز ، كل التقدير .
شكراً لكل القارِئات والقُرَّاء .
ـــــــــــــــــــــ
( 15 )

شذى / لك العديد من المقالات العلمية وقمتَ بنشرها في بعض المجلات ،
د. انطوان / لأنني كنتُ أسعى دائماً لتقديم خدماتي لشريحة واسعة من المجتمع فكرتُ في كتابة المقالات العلمية ، وحدثَ  في عام 2010 م على ما أذكر وأثناء مشاركتي  في إحدى المؤتمرات الخاصة بالأمراض المشتركة ، إن طلبت مني إحدى المُشاركات في المؤتمر ( وكانت المُشرفة على مجلة تصدرها كنيسة انتقال مريم العذراء في بغداد بالمنصور ، مع الأسف لا أتذكر إسمها ) أن أُساهِم بمقالة في المجلة ، فكتبتُ عن مرض الحمى النزفية ( الذي شاركتُ في البحوثات عنه منذ عام 1979 م ) لأهميته لأنه يظهر سنوياً مع بداية ارتفاع حرارة الجو والذي يتزامن مع فترة نشاط الوسيط الناقل للمرض ( القراد ) ،  ونتيجة التعامل مع لحوم الأغنام والأبقار ( مثال القصابين وربات البيوت ) ، فجاءت هذه المقالة لتنبيه القُرَّاء والقارئات إلى الاحتياطات الواجب اتخاذها لمنع انتقال الإصابة إلى الإنسان .
أما المقالة الثانية فكانت عن مرض حمى مالطا الذي ينتقلُ أيضاً للإنسان عن طريق تناول الأجبان المُصنَّعة من الحليب الخام الغير المُبستر ، هذا المرض ينتشرُ في العراق خصوصاً في الأغنام والماعز والأبقار ، وقد ينتقلُ إلى الأطباء البيطريين والأشخاص مِمَّنْ هم بتماس مُباشر مع الحيوانات المُصابة .
بعد مُغادرتي للوطن في عام 2012 م واصلتُ كتابة المقالات العلمية بالرغم من مرضي الشديد ، دعاني أخي العزيز الأستاذ الدكتور أثير كساب للمُساهمة في مجلة مار بطرس وبولس في مدينة ساوث فيلد الأمريكية وكان هو المُشرف على تحريرها فلبيتُ طلبه وكتبتُ ثلاثة مقالات علمية :
ــ المقالة الأولى عن مرض الحزام الناري Shingles or Zoster   وأهميته بالنسبة لكبار السن ، وكيفية ظهوره ، والعوامل المُساعِدة على إعادة نشاط الفايروس المُسبِّب ، وكذلك أهم الأعراض المُصاحِبة للمرض وتطرقتُ إلى المُضاعفات التي تُصاحب الإصابة ، وأيضاً أهم طُرق الوقاية باستخدام اللُقاح بعمر الستين والعلاج للمرضى المُصابين خصوصاً باستخدام الأدوية المُضادة للفايروس مثل : Acyclovir  خلال الساعات الأولى من الإصابة .
تم نشر المقالة في مجلة كنيسة مار بطرس وبولس في مدينة ساوث فيلد / ولاية مشيكان الأمريكية في العدد الرابع عام 2015 م  ، كذلك تم نشرها في مجلة كنيسة  انتقال مريم العذراء ، وأيضاً تمّ نشرها في موقع كلية الطب البيطري / جامعة بغداد ، وأضفتها إلى صفحتي على الفيس بوك فيما بعد .

ــ المقالة الثانية عن مرض فايروس ايبولا  Ebola  ، كتبتُ هذهِ المقالة على إثر انتشار هذا المرض الخطير في عدة بُلدان أفريقية عام 2014 م  ، وأدت الإصابة إلى وفاة أكثر من 3400 شخص ، كما انتقلَ المرض إلى إثنين من الكادر الطبي الأمريكي العامل في ليبيريا ، وشخص آخر من خلال التماس المُباشر مع المرضى المُصابين .
تطرقتُ في المقالة إلى طُرق العدوى وانتقال الفايروس من القِردة إلى الإنسان ، ومن الشخص المُصاب إلى السليم عن طريق المُلامسة المُباشرة ، وعن أهم الأعراض والعلامات المرضية التي تتمثلُ بالحمى النزفية ، وشرحتُ عن كيفية تشخيص المرض وتفريقه عن حالات حُمى نزفية أُخرى تُسبِّبها عوامل مرضية مختلفة ، إضافة إلى علاج الحالات والتي تتمثَّلُ بإعطاء السوائل التعويضية واستخدام الأجسام المناعية وحيدة النسيلة والتي كفاءتها مؤخراً في العلاج ، ذكرتُ أيضاً طُرق الوقاية من الإصابة ( التماس بين الحيوان والبشر ) ، بتطبيق طرق الحماية البيولوجية الدقيقة واللازمة بالتعامل مع المرضى والعينات المرضية في المُستشفيات ومختبرات التشخيص .
تمَّ نشر هذهِ المقالة في مجلة مار بطرس وبولس في مدينة ساوث فيلد / ولاية مشيكان في أمريكا ، وأيضاً تمَّ نشرها على موقع كلية الطب البيطري / جامعة بغداد .

ــ المقالة الثالثة عن مرض فايروس الزيكا  Zika virus   ، كتبتُ هذهِ المقالة للتعريف بأهمية هذا المرض الذي انتشر في أيار عام 2015 م في البرازيل والعديد  من دول أمريكا الجنوبية ، ثم انتقاله للولايات المتحدة الأمريكية بداية عام 2016 م ، وكان قد اكتُشِفَ مُسبقاً في اوغندا ودول أفريقية وأسيوية أخرى ، الوسيلة الرئيسية لانتقال المرض هي عن طريق البعوض من جنس  Aedes  ، والطريقة الثانية من الأم الحامل المُصابة إلى الجنين مما ينتج عنه انتكاس في الدماغ وصغر حجمه  Microcephaly   ، كما ذكرتُ عن طُرق السيطرة باستخدام المبيدات لإبادة البعوض الناقل ، وكذلك المواد الطاردة وارتداء الملابس الواقية ، كما تُستخدمُ حالياً طريقة المُكافحة البايولوجية للبعوض .
نُشِرتْ هذهِ المقالة في مجلة كنيسة مار بطرس وبولس / العدد العاشر / عام 2016 م ، في مدينة ساوث فيلد / ولاية مشيكان الأمريكية .

وسأواظبُ على كتابة المقالات العلمية في المستقبل أيضاً .   
ــــــــــــــــــ
( 16 )

شذى / في غمرة الجدية التي يتسم بها العمل العلمي أحياناً تتداخل معه وتتشابك بعض المواقف الطريفة التي تحتفظ بها الذاكرة طويلاً ، هل هناك ما علق منها في ذاكرتك  ؟

د. انطوان / من الأمور المُحرجة التي صادفتني أتذكر عندما بدأتُ ببحث الدكتوراه في معهد بلم للأمراض الغريبة في نيويورك ، أبلغني مدير المعهد ومُشرفي إنه لا يمكن توفير خصية الحملان باستمرار لعمل خلايا زرع نسيحي لتنمية فايروس جدري الأغنام ودراسة صفاته الدقيقة ، كان الموقف صعباً جداً ومحرجاً ، خصوصاً للاستمرار في البحث ، لأجل ذلك ركزت على حل المشكلة وبحثت عن حلول ، وشاركتني في ذلك زوجتي الغالية ، وتمكنتُ باستخدام وسائل وأوساط زرعية مختلفة من تحضير خط زرعي مستمر من خلايا خصية الحملان تتكاثر إلى ما لا نهاية بدون الحاجة إلى الخصية أو الحملان  ، وأكملتُ جميع بحوث الدكتوراه والبحوث الأخرى ، وأهديتُ هذهِ الخلايا للمعهد قبل رجوعي للوطن . 
أما عما علق بذاكرتي من المواقف الطريفة فهي كثيرة ، أروي منها التالي  :
في إحدى الأيام وبينما كنتُ أتابع عملي في محطة أبقار النصر ، وكنتُ أراقب إحدى الأبقار المريضة في حظيرة الأبقار الحوامل وأتابع حالتها فوجئتُ بثور هائج يتبعني ، قفزتُ بسرعة من أعلى السياج خارج الحظيرة ، لكنه تمكن من ضربي في ظهري ، كنتُ محظوظاً لأن ضربته لم تكن عنيفة كما كانت مع أشخاص آخرين سببت لهم العوق والأذى الشديد .
أيضاً ذات مرة كلفني عميد الكلية ( وكان د. خليل الطيف حينها ) ( وعلى أثر اختلاف في تشخيص حالات مرضية ظهرت في حملان وأغنام حقل كليتنا بين أستاذين في فرع الطب الباطني ) بحل هذا الإشكال بعزل الفايروس المسبب وتشخيصه ، ذهبتُ إلى الحقل وقمتُ بفحص الحالات المُصابة ، وفي أثناء أخذ العينات والنماذج المرضية من فم أحد الحملان ، أطبق أسنانه بشدة على أصبعي ، فجُرِحتْ وسال الدم منها ، قمتُ بغسلها وتعقيمها بالكحول فيما بعد ، لكن بعد يومين التهبت بحِدَّة والألم كان شديداً ، ممَّا اضطرني ( وبرفقة أخي الكبير خضر البنا ) لمراجعة الدكتور خالد القصاب وهو جراح معروف ، فقام بقلع الأظفر ، وظهرت الآفة المميزة لمرض الأورف المُتسبِّبة عن فايروس الاكثيما  المُعدي للأغنام .
المهم بعد ذلك قمنا بعزل الفايروس من نماذج الحملان وكانت أيضاً فايروس الأكثيما المُعدي ، أما الإصابة فلقد تركت آثارها على أصبعي بتشوه بسيط في شكل الأظفر  .
هذه الحادثة هي من الحوادث التي تبين مدى خطورة عمل الطبيب البيطري ، فهو في تماس مباشر مع مصادر المرض والعدوى ، لذلك يتوجَّبُ على الطبيب البيطري الانتباه والعناية والحذر والحيطة أثناء إدائه لعمله .
ومن الوقائع العلمية التي أتذكرها هي التي مرَّت علينا بعد حرب الخليج الأولى عام 1991 م ، حيث كان طالبي منير جورج يقيم بحثه حول العزلات الفايروسية العراقية لمرض الأكثيما المُعدي والتي كانت محفوظة تحت التجميد العالي ، لكنَّه ونتيجة لانقطاع التيار الكهربائي لفترة أكثر من ثلاثة أشهر نتج عنه بقاء تلك العزلات في درجة حرارة الجو وبدون التجميد وأيضاً عدم كفاءة تلك العزلات المُجمَّدة بعد ذلك ، وهكذا وبتوجيه مني تمكن منير جورج من إعادة الحياة بتنمية العديد من تلك العزلات للفايروس وإكمال خطته البحثية بامتياز ، وهذا ما أشار إليه رئيس لجنة المُناقشة أخي العزيز الدكتور عبد الجبار الشمري ، وأوعز لنا بنشر هذا الإنجاز في المجلات والمراكز العلمية العالمية ، كما قمنا بعمل مشابه بالمحافظة على بذرات لقاح الطاعون البقري وتحضير اللقاح لتحصين الحيوانات في محطة الأبقار لعدم توفر اللقاح في تلك الفترة الصعبة .   


ـــــــــــــــــــــــــــــ
( 17 )

شذى   / خارج نطاق العمل العلمي ، هل ستشي لنا ببعض هواياتك الأخرى ؟

د. انطوان / الموسيقى كانت هاجسي وهوايتي الأولى مُذْ كنتً طفلاً  ، حتى قبل دخولي للمدرسة الابتدائية ، كنتُ أسمعها من جيراننا في الموصل حيث كان يملك كرامافون ، ولكن لم تسنح لي الظروف بتعلم العزف على أية آلة موسيقية ، كنتُ أحب التراتيل الدينية والأناشيد والموشحات والأغاني العربية والأجنبية .
ساعدني صوتي لإتقان بعض التراتيل والموشحات وتقليد أصوات بعض المُغنين مثل فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب ومحرم فؤاد ، وكنتُ أحرص دائماً على الأشتراك في اللجان الفنية في أخوية الشباب الجامعي المسيحي ، وكذلك في الفرقة الموسيقية في كلية الطب البيطري ، وقبل ذلك كانت لي مشاركات في التراتيل والمزامير الرائعة في كنيسة مسكنته في الموصل ، وحالياً أيضاً في كنيسة مار أفرام الكلدانية في شيكاغو ، حيث أخدم في القداس الكنسي كل يوم أحد للقداس ( باللغة العربية )  .
إن محبتي للموسيقى تكاثفت وتنامت عندما كنتُ في بلد الموسيقى النمسا ، وفي فينا بالذات حضرت لمرات الكونسيرت في دار أوبرا فينا ، وأستمعتُ فيها إلى سمفونيات يوهان شتراوس وبيتهوفن وموزارت ، كذلك حضرت العديد من المسرحيات في هذه الدار ، وحين عودتي لبغداد أحضرت معي العديد من الأقراص والاسطوانات ، وكنتُ ولا زلتُ لحد الآن أسمع الموسيقى وأتابع البرامج الفنية العربية والانكليزية . 
 



 

 

ــــــــــــــــــــــــــــ
( 18 )

شذى   / أشخاص تود أن تذكر عنهم شيئاً ما في حوارنا هذا ؟

د. انطوان / بودي الحديث عن أشخاص كان لهم دور فاعل في مسيرتي ، وأولهم والدي المرحوم صبري البنا ، كان يعمل في البناء ( وهي مهنة متوارثة عن الأجداد ) ، تعلمتُ منه الصبر على صعوبات الحياة ومشقاتِها  ، تعلمتُ منه الصدق والإحسان ، تعلمت منه الأمانة والإخلاص ، فارقنا وأنا حينها كنتُ في بداية الدراسة المتوسطة .
والدتي المرحومة رينة بطرس رضاعة كانت خير مشجع وموجِّه لي ولجميع إخوتي وأخواتي بعد وفاة الوالد ، كافحت لأجلنا كثيراً .
أخي الكبير المرحوم خضر صبري تحمَّل الكثير من المسؤولية بعد وفاة الوالد ، وضحى بالكثير من أجل العائلة .
أختي المرحومة الشهيدة سميرة صبري والتي تحمَّلت الكثير وعملت لأجل العائلة ، خدمت البلد لأكثر من أربعين عاماً ، وقُتلت مع زوجها على يد العصابات الإسلامية المتطرفة عام 2010 م .
أيضاً شقيقتي العزيزة بلقيس صبري ، والتي كانت قريبة مني في توجُهاتها  الإنسانية وطيبتها لا يُمكن وصفها ، وكانت مُتفانية في خدمة عائلتها ، وافاها الأجل قبل عدة سنوات .
كما أذكرُ إخوتي الأعزاء الأصغر مني سمير صبري وهو مهندس في الإذاعة والتلفزيون ، والدكتور وليد البنا أُستاذ في كلية الهندسة / الجامعة المُستنصرية ، أتمنى لهما الموفقية والسعادة والعمر المديد .

رفيقة دربي الزوجة الغالية المرحومة سناء سعيد خدوري ، كان لها تأثير كبير في مسيرة حياتي ، كنتُ أستشيرها في كل الأمور ، وكانت تتمتع بالحكمة وسداد الرأي ، سواءاً ما يتعلق بمجال حياتي العلمية أو الحياتية ، وكانت تسندني وتقف إلى جانبي في كل المواقف الصعبة التي مررت بها نتيجة وشاية الحاقدين أو الحاسدين ، تحملت الكثير ، كنتُ أعمل ليل نهار وأيام العطل وفترة التفرغ العلمي ، وكانت هي تتابع رعاية أولادنا ودراستهم واحتياجاتهم ، وتسهر على راحتي وراحة العائلة كلها ، بالإضافة إلى عملها في الكلية ، كما زينت حياتي بثلاثة ورود : ابني سنان الصيدلي ، ونغم الطبيبة وريا المهندسة المعمارية ، توفيت وبصورة مفاجئة في 4 / نيسان / 2017 م وتركت في حياتي فراغاً كبيراً ، كما في حياة ابنها وبناتها وأحفادها ، الرحمة لها ومسكنها الجنة .
 
 

ــــــــــــــــــــــــ
( 19 )

شذى  / شكراً جزيلاً د. انطوان لجهودك القيمة في إنجاز هذا الحوار المُمتع والمُفيد معك ، لك توقيع أخير على هذا الحوار ؟

د . انطوان / ابنتي الناشرة الراقية والرائعة د. شذى توما ، أشكرك من صميم قلبي على الجهد الكبير الذي بذلتيه في إعداد هذا الحوار المُفصًّل ، أعطيتِ الكثير من وقتكِ ، وكان لكِ فضل كبير في تشجيعي وحثي على كتابة هذهِ السيرة ، علماً إن معرفتنا ببعض كانت ضئيلة وطالها النسيان ، لكنَّكِ ساعدتِنِي على استعادة نشاطي وإخراجي من حزني وكآبتي بسبب فقدان رفيقة حياتي أم سنان ، مني لك ألف شكر مع الود .
كما أقول للقٌرًّاء ، لزميلاتي وزملائي إن كا ما دونته في هذه السيرة كان ارتجالياً وعصارة ذاكرتي ، لأنَّهُ لم يكُن متوفراً لديّ سوى السيرة الذاتية المكتوبة من فترة ليست بالقصيرة ( بالانكليزية )  ، فكل مذكراتي تركتها في العراق لظروف سفري المفاجئ وتركي للبلد على وجه السرعة ، كما أهديتُ القسم الأكبر منها للكادر التدريس ولطلبتي في قسم الأحياء المجهرية / كلية الطب البيطري / جامعة بغداد ، تمكنتُ بعد التركيز الدقيق بتذكُّر كل صغيرة وكبيرة في عملي ومسيرة حياتي الطويلة وبالتفصيل قدر الإمكان ، أعتزُ أن أضعها بين أيديكم ، مع كل الود والتقدير . 

شذى /  شكراً أستاذنا المتميز  د. انطوان ، مع تمنياتنا لك بالعمر المديد والصحة والعافية .
 



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خاتمة تعريفية بالسيرة العلمية للدكتور انطوان البنا
       
Research Publication and Future Scientific Interests:
الأبحاث المنشورة و الاهتمامات العلمية المستقبلية

1 -  Purification , physical and chemical analysis of sheep Pox virus and Response of sheep pox and goats to infection with sheep and goat pox viruses .
Ph.D. Research, Cornell University NY (1978) .
           
(  التنقية و التحليل الكيميائي والفيزيائي لفايروس جدري الأغنام واستجابة الأغنام والماعز للإصابة بفيروس جدري الأغنام والماعز  )  .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2- Association of feline Leukaemia Virus with mammary tumor in cats M.S. research thesis, Cornell University, NY (1976).
 
( صلة  فايروس سرطان الدم  بأورام الثدي في القطط ) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
3- Characterization of sheep pox and goat pox viruses local        Isolates and evaluation of vaccines used to control these  Diseases – beside attenuation of local pox sheep and goat pox isolates.

توصيف فايروسي جدري الأغنام وجدري الماعزالمعزولة محليا وتقييم اللقاحات المستعملة للسيطرة على هذه الأمراض ، بالإضافة إلى تضعيف العزلات المحلية لجدري الاغنام و الماعز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4- Extensive studies on contagious ecthyma virus in IRAQ        and epidemiology of the disease and surveillance  and        preparation  of vaccine from local viral Isolates. 
 
دراسة شاملة لفايروس الاكثيما المعدي في العراق
وبائيته و مراقبته ، وتحضير اللقاح من الفايروس المعزول موضعياً .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

5- Crimean- Congo hemorrhagic fever virus, virus isolation, identification and characterization of the agent for the first time in Iraq ( Al-yarmook Hospital) and sero- epidemiological studies in Human and animals.

فايروس حمى القرم  ــ الكونغو النزفية ، عزل الفايروس، تشخيص و توصيف المسبب لأول مرة  في العراق ( مستشفى اليرموك) و دراسة وبائيته في الإنسان والحيوان .
 
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
6- Isolation and Identification of Infectious Rhino-trachitis (IBR) virus in Iraq

عزل و تشخيص فايروس التهاب الانف والرغامي المعدي البقري في العراق .
    
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
7- Infectious bovine Rhino-trachitis virus associated     with subcutaneous and pulmonary emphysema-sero       epidemiological survey on the disease in IRAQ –beside       Evaluation of different vaccines.
 
 مرض التهاب الانف و الرغامي  المعدي البقري وصلته  بالنفاخ الرئوي والتحت الجلدي و التحري االوبائي عن المرض في العراق اضافة الى تقييم مختلف اللقاحات .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

8- Isolation, Identification and characterization of       Rinderpest virus in Iraq (for the first time in 1985). Evaluation of different vaccination programs to control the disease by detection of immune response by humeral and cellular immunity.
 
عزل وتشخيص و توصيف فايروس الطاعون البقري في العراق ( للمرة الأولى عام 1985 م ) ، تقييم برامج التلقيح المختلفة للسيطرة على المرض بتعيين الاستجابة المناعية الخلطية و الخلوية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

9- Food and mouth disease virus in deer, sheep
    goats and cattle,virus  isolation, serotyping and control by different imported vaccines and evaluation of immune immune response. 

مرض الحمى القلاعية في الغزلان ، الأغنام ، الماعز والأبقار ، عزل الفايروس و تحديد النمط المصلي والسيطرة على المرض باستخدام مختلف اللقاحات االمستوردة وتقييم الاستجابة المناعية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
   10- Isolation and characterization of influenza viruses from human (H3N2 and B types), H3N2 from equine and H9N2 from avian in Iraq.
 
عزل و توصيف فايروسات الانفلاونزا من الانسان  ( H3N2 and B types )  والخيل (  H3N2) والطيور ( H9N2 ) في العراق .                                                                                                             
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  11- Rota Viruses of human and Calves associated with diarrhea, Survey and epidemiology.

 فايروسات الروتا في الإنسان والعجول وعلاقتها بالأسهال ، التحري والوبائية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12- Immunotherapy for diarrhea in newborn calves caused by  Rota virus  and enterotoxigenic E-coli .
 
العلاج المناعي للإسهال المتسبب عن فايروس روتا وسموم جرثومة الاشريشيا المعوية  في العجول حديثي الولادة . 

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
13- Role of Influenza virus H5N1 in infection of birds and human in Iraq, and role of migrating and wild birds and study the role of Avian flu virus (H5N1) isolated from birds in human infection at the molecular level. ( Future Research proposal ) .

دور فايروس الانفلونزا ( H5N1  ) في إصابة الطيور والبشر في العراق ودور الطيور المهاجرة والبرية ، ودراسة دور فايروس انفلونزا الطيور المعزولة من الطيور في إصابة الإنسان على مستوى الجزئي ( خطة بحث مُستقبلية ) .
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   14- Development of viral vaccines from local viral isolate, of Hydro pericardium , hepatitis adeno virus and Newcastle disease virus in poultry. 
 
تطوير اللقاحات الفايروسية من العزلات الفايروسية المحلية لفايروس ماء التامور و فايروس التهاب الكبد الغدي و فايروس مرض النيوكاسل في الدواجن .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   15- Testing and evaluation of Viral Vaccines for Veterinary and Medical use.
 
 فحص وتقييم اللقاحات الفايروسية للاستعمالات البيطرية والطبية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   16- Molecular methods for detection of Respiratory viral infections in children in Egypt. Iraqi J Vet Med (2009)
 
 الطريقة الجزيئية  لتشخيص الإصابات التنفسية الفايروسية المعدية في الأطفال في مصر ، ( منشور في مجلة كلية الطب البيطري 2009 م ) .
   
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
17- New- Biotechnology for preparation of viral vaccines           Like: subunit of genetically recombinant vaccines.
 ( Future Research Proposal ) .
 
تقنية بايولوجية حديثة لتحضير اللقاحات الفايروسية كتقنية الوحدات التحتية أو اللقاحات المتحدة وراثيا .
(خطة بحثية مستقبلية ) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
 18- Isolation of Respiratory Syncytial Virus from infants with  broncheolitis and related virus Isolated from calves.        ( this is a Ph.D. thesis research under our supervision and the first in the country ).
 
عزل فايروس الخلية العملاقة التنفسي من الاطفال الرضع المصابين بالتهاب القصيبات  ذات صلة مع فايروس عزل من العجول .
( هذا البحث من ضمن رسالة الدكتوراه وهو الأول من نوعه في العراق ) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

19. Genotyping of Iraqi Rota viruses from Babies with Acute Diarrhea . Under publication during Sabbatical leave In WHO Institute, NAMRU-3 Egypt.

الأنواع الجينية لفايروسات الروتا في العراق والمعزولة من أطفال رضع  يعانون من إسهال حاد .
هذا البحث تمَّ في مصر ، في مركز نيفل النامرو ــ الوحدة الثالثة وبرعاية منظمة الصحة العالمية  .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

20- Epidemiology of Avian influenza H9N2 in Chicken in Iraq . (  To be published ) .
 
وبائية انفلونزا الطيور (H9N2  ) في الدجاج في العراق .
( تم طبعها ونشرها ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

21- Immunization of New born calves against infection with Rotavirus (1999).
 
 التمنيع  في العجول الحديثة الولادة لمنع الإصابة بفايروس روتا ( عام 1999 م ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

22- Isolation of Newcastle disease virus from wild pigeon in Baghdad, ( 2008 ).
 
عزل فايروس مرض نيوكاسل من الحمام البري في بغداد ( عام 2008 م ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
23- Study on fields viral isolates of contagious ecthyma and their comparison with the vaccinal virus.(1991).
 

دراسة العزلات الفايروسية الحقلية لمرض الاكثيما المعدي ومقارنتها بالفايروس اللقاحي ، في عام 1991 م .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
24- Preparatory study on production of Contagious ecthyma vaccine from the local virus strain, (1991)

دراسة تحضيرية في انتاج لقاح الاكثيميا المعدي من عترة فايروسية محلية ، ( عام 1991 م ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

25- Hydro pericardium in broiler chicken in Iraq: Virus isolation and characterization , ( 1995 ) .
 
 موه التامور في الدجاج الفروج  في العراق : عزل الفايروس و توصيفه   ( عام 1995 م ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
     26- Preparation of experimental inactivated vaccine to Infectious bovine rhinotrachitis virus from locally isolated strain , ( 1998 ) .

 تجربة لتحضير لقاح مقتول لفايروس التهاب الأنف والرُغامي البقري من العزلة المحلية ، عام 1998 م .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
 27- Studies on the causative agent of Johns Disease in cattle in Iraq by isolation and characterization of the bacterial agent and by serological methods .

دراسة عن العامل المسبب لمرض جونز في الأبقار في العراق وذلك بعزل وتوصيف الجرثومة وبالطُرق المصلية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
28- Isolation and Characterization of bovine para-inflaunza viruses in Iraq beside antigenic and serologic relationship .

عزل وتوصيف لفايروسات الشبيه بالانفلونزا البقرية في العراق إلى جانب العلاقة المستضدية والمصلية فيما بينها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

29 – Studies on Peste des Petitis Ruminants (PPR) virus in Iraq including virus isolation serology and surveillance.

دراسات عن فايروس طاعون المجترات الصغيرة في العراق تشمل عزل الفايروس و دراسة مصلية للتحري عن المرض .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
30-  study on Avian Infectious Bronchitis virus ( IBV ) in Iraq .

دراسة عن فايروس التهاب القصبات المعدي في الدواجن في العراق .           
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
31- Use of locally produced bovine Interferon in treatment of  papiloma in cattle.

استخدام الانترفيرون البقري المنتج محليا و لاول مرة في علاج الاورام الحليمية في الابقار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
32- Preparation of tissue culture vaccine prepared from Bovine Papilloma lumps for treatments of Bovine Papilomatosis in comparison with autogenously homogenized vaccine. 
تحضير لقاح زرع نسيجي  من الاورام الحليمية البقرية  لعلاج الاورام الحليمية في الابقار و مقارنته باللقاح الذاتي  المتجانس

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عضو في الهيئات والجمعيات التالية :
1 ــ عضو الهيئة العليا لمرض الطاعون البقري التابعة لوزارة الزراعة  للفترة من عام 1985 م ــ 1995 م .
2 ــ عضو الهيئة العليا لمرض الحمى القلاعية ، منذ عام 1985 م .
3 ــ عضو اللجنة العلمية لنقابة الأطباء البيطريين للفترة من عام 1995 م ولغاية عام 2012 م . 
4 ــ استشاري في أكبر محطات الأبقار لانتاج الحليب في العراق ( محطة أبقار النصر ) ، منذ عام 1987 م ولغاية عام 2012 م . 
5 ــ رئيس لجنة انفلونزا الطيور والانفلونزا الوبائية التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق منذ عام 2006 م ولغاية عام 2012 م .
 6 ــ استشاري في مختبر الصحة المركزي لتشخيص انفلونزا الطيور ، والتابع لوزارة الصحة .
7 ــ عضو لجنة حمى القرم والكونغو النزفية في العراق ، وزارة الصحة .
8 ــ استشاري شركة الكندي لأنتاج اللقاحات والأدوية البيطرية .
9 ــ استشاري الشركة العامة للبيطرة في العراق ــ وزارة الزراعة .
10 ــ عضو الجمعية الأمريكية للأمن البايولوجي .
11 ــ من علماء منظمة الصحة العالمية .
12 ــ عضو اللجنة العلمية لاختيار بحوث يوم العلم ــ التابعة لدائرة البحث والتطوير في وزارة التعليم العالي في العراق .
13 ــ عضو اللجنة الريادية للأبحاث الطبية التابعة لدائرة البحث والتطوير في وزارة التعليم العالي في العراق .     
14 ــ زميل معهد النمرو ــ الوحدة الثالثة ــ التابع لمنظمة الصحة العالمية في القاهرة / مصر .
15 ــ زميل مركز بلم للأمراض الحيوانية الغريبة ـ نيويورك ـ أمريكا .

شهادات بحقه :
اختير د. انطوان البنا كعلم من أعلام العراق للقرن العشرين في اختصاص الفايروسات في موسوعة حميد المطبعي ، وحصل على كتاب شكر وتقدير من وزير الصحة عام 1980 م عن مشاركته لاكتشاف المسبب لمرض الحمى النزفية في  العراق ، كذلك أُختير الأستاذ الأول في كلية الطب البيطري ــ جامعة بغداد عام 1996 م ،  وكتاب شكر وتقدير من وزير التعليم العالي والبحث العلمي عام 2011 م لجهودهِ في يوم العلم ، والعديد من شهادات الشكر والتقدير من جامعات : القادسية ، المثنى ، الكوفة والأنبار  ، وأخرى من رئيس جامعة بغداد وعميد كلية الطب البيطري ومدير معهد السرطان ومدير عام الشركة العامة للبيطرة ووزارة الصحة ، وشهادات أخرى عن مشاركاته في ورش علمية ومؤتمرات داخل وخارج العراق ، وعن مشاركته في المؤتمر العالمي لمرض الحمى القلاعية في باراغواي عام 2009 م .





36
صفحة المهى / 9
 
( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري  )
 من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل

حوار مُطوَّل ومُفصَّل  مع د. انطوان صبري البنا / الجزء الثاني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حوار وإعداد وتقديم : شذى توما مرقوس
الجمعة 1 / 12 / 2017 م ــ الأربعاء 7 / آذار / 2018 م .

 

القارئات العزيزات / القُرَّاء الأعزَّاء ، أتواصلُ معكم لمُتابعة الجزء الثاني من الحوار مع الأُستاذ القدير البروفيسور د. انطوان صبري البنا ، مع عميق الشكر لتعاونه .
شُكراً للمتابعين والمُتابعات .

( 8 )
شذى / الحدث الكبير والخطير كان دخول مرض الطاعون البقري إلى القطر ، حدثنا عن دورك في التصدي لهذهِ المِعضلة ؟
د. انطوان /  دخل مرض الطاعون البقري من خلال نقل قطيع من الجاموس الهندي عن طريق صفوان والكويت بطريقة غير شرعية إلى القطر ، على إثرها انتشر المرض في الجاموس في منطقة الفضيلية والذهب الأبيض ، وأدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الحيوانات المُصابة ، وأنتقل المرض إلى الأبقار وفي جميع محافظات القطر  ، وكان هذا حدثاً خطيراً وهائلاً .
مشاركتنا الأولى كانت تشخيص الفايروس المُسبّب وعزله وتوصيفه ، ثم مُشاركتنا في عضوية اللجنة العليا للسيطرة على المرض في وزارة الزراعة ــ الهيئة العامة للبيطرة بإعطاء المشورة الفنية والنصائح العلمية اللازمة ، كما شاركنا في تقييم برامج التلقيح المختلفة للأبقار والعجول وتم تحديد البرنامج الأفضل من البحوث مع طالبي د. خزعل الماجدي ( من وحدة تحضير لقاح الطاعون البقري ــ المختبر البيطري سابقاً ) ، وباستخدام اللقاح المُكثف وبجهود الجميع أصبح بالإمكان السيطرة على المرض عام 1995 م تماماً في القطر كُلَّهُ ، كما شُخِّصَ فايروس الطاعون البقري في غزلان الداما والمفلون المُستوردة في مُسيَّج روضة المها في منطقة الدورة بعزل الفايروس في خلايا الزرع النسيجي وتشخيص مستضداته في الغدد اللمفاوية المسارقية للحيوانات الهالكة وبمشاركة الكادر العامل معنا في شعبة الفايروسات الدكتورة نضال عبد المهيمن والدكتورة شوني ميخائيل  .
وفي دراسة مُشتركة مع الشركة العامة للبيطرة وبإشرافي المُباشر وإشراف مدير الشركة قامت طالبتي حنان صائب بتنفيذ البحث والذي شمل دراسة وبائية وفايروسية عن مرض طاعون المُجترات الصغيرة ( PPR )  ، وأشرت نتائج هذه الدراسة إلى انتشار واسع للفايروس المُسبِّب في معظم محافظات القطر حيث تمّ عزل الفايروس وتشخيصه .
بعد هذهِ الفترة حدث تغيير جُزئي في توجهاتي الأكاديمية ، وكنتُ راغباً في المُشاركة بميادين العمل الأصلية للطبيب البيطري ، وهذه الرغبة لم تأتِ بشكل عفوي وإنما نتيجة لمُشاركاتي السابقة في حقول العمل ، وحينها عام 1986 م عرضت عليّ الشركة العامة للبيطرة والثروة الحيوانية ترأس لجنة فنية لاستلام أبقار حلوب من عرق هلوشتاين بعدد 5000 بقرة ضمن العقد الأمريكي وكان المطلوب تطبيق المواصفات المتفق عليها مع الشركة المُصدِّرة للحيوانات والتأكد من خلوها من الأمراض السارية والمُعدية والمُحافظة عليها بعد استلامها وحجرها ، ثم تحصينها ضد الأمراض المُعدية الموجودة في العراق ، وتوزيعها على محطات الأبقار الكُبرى لانتاج الحليب .
قبل استلامي مسؤولية رئاسة اللجنة أصيبت وجبات من هذهِ الأبقار بمرض الطاعون البقري وهلكت أعداد منها لعدم كفاءة الحجر البيطري ، وبموجب ذلك تم اختيار إحدى المحطات الكُبرى كمحجر وطُبِقت عليها الوسائل الصحية اللازمة لمنع تسرب الأمراض إلى الحيوانات المُستوردة ، فتم تحصين الحيوانات لكل وجبة في اليوم الأول لاستلامها ضد الأمراض السارية والمُعدية المحلية من الطاعون البقري ، الحمى القلاعية ، الحمى العرضية و عفونة الدم النزفية ، وفعلاً بفضل هذهِ الخطة التي اتُبعت بقيت هذه الحيوانات الثمينة بمنأى من الأمراض الوبائية والمُستوطنة .
في أيار عام 1987 م عرضت عليّ إدارة محطة أبقار النصر في الصويرة العمل فيها كأستشاري للمحطة على إثر انتشار مرض الطاعون البقري في قطعان العجول فقط ، هذا العرض أخذ من تفكيري قسطاً كبيراً باعتباره مسؤولية جديدة تُضاف على عاتقي إلى جانب عملي كأستاذ في الكلية ، العمل الذي لا يمكنني التضحية به أو التخلي عنه لأنه هدفي الأساسي في الحياة ، قررت تحمّل المسؤوليتين ( كأستشاري وأستاذ ) بتوزيع وقتي بين الحالين ، فاتفقتُ مع إدارة المحطة على التواجد فيها بعد انتهاء عملي في الكلية بالإضافة إلى أيام الأستراحة والعطل الرسمية .
قبول هذا العمل كان العامل المهم لعدم تركي الوطن وهجرتي للخارج كما فعل الكثير من أساتذة الجامعات في ذلك الوقت لمحدودية الرواتب وضعفها حيث كانت لا تزيد عن 200 دولار شهرياً .
التزامي بالعملين ترك أثره على راحتي ومتابعة أمور عائلتي ، وتحملت حينها زوجتي الغالية الكثير من المسؤولية ، ورغم كل ذلك كنت مقتنع تمام الاقتناع بأن ذلك سيفتح أمامي مجالات كبيرة وباهرة في العمل الميداني والبحث العلمي ، وفعلاً كان المشرفون على المحطة متفتحون ويرغبون بمواكبة التطور ، وهذا ساعدني في بتحقيق الأهداف المرجوة ، وفعلاً  بدأت ُ العمل بإشرافي على معظم الأعمال وخصوصاً جانب تشخيص الأمراض والسيطرة عليها ومتابعة أعمال الأطباء البيطريين ووضع برامج خاصة للسيطرة على الأمراض المُعدية باستخدام اللُقاحات من اليوم الأول لولادة العجول وحتى تُصبحُ حيوانات بالغة وحلوب ، فتمّ السيطرة على مرض الطاعون البقري منذ عام 1988 م في محطة الأبقار ، وتمّ توفير الكثير من المعدات الحديثة للتشخيص ( وعن طريق الاستيراد في حالة عدم قدرة الدوائر البيطرية على توفيرها ) منها : مُعدات فحص السل ومرض جونز ولُقاحات لا تتوفر في القطر ، بالإضافة إلى تنفيذ بحوث طلبة الدراسات العليا والمُستوحاة من المشاكل الموجودة في المحطة ، وإيجاد الوسائل المُناسبة لحلها والسيطرة عليها .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 ( 9 )

شذى /  ماذا كانت المشاكل الأخرى الرئيسية في المحطات والحقول ، والتي قام طلبة الدراسات العليا بتنفيذ البحوث عنها ؟
د. انطوان /  من المشاكل الرئيسية التي تمّ التركيز عليها ودراستها هو الإسهال القاتل في العجول الحديثة الولادة ، ومن هذهِ الناحية اتجهنا لتشخيص المُسبِّبات والأمور الصحية والإدارية التي يستوجب اتباعها وتوفيرها في قاعات إيواء تلك الحيوانات الصغيرة ، وكانت البداية في التركيز على انتقال المناعة من الأمهات إلى عجولها ، و ذلك يستوجب إعطاء العجول الكمية الكافية من اللبأ ( السرسوب أو الكولستروم  ) حال ولادة العجل ولمدة ثلاثة أيام ، أما من ناحية المُسبِّبات المرضية فقد تمّ تشخيصها مُختبرياً وكانت سموم جرثومة الاشيريشيا القولونية ( أي كولاي ) وفايروس الروتا ، وفي أحيان أخرى بروتوزوا الكريبتو اسبوريديا ، ولأجل تقليل الخسائر من سموم الجرثومة تم توفير ( وعن طريق الاستيراد ) أمصال مناعية مُضادة لتلك السموم لتقوية مناعة اللبأ للأمهات ، وكانت نتائج هذهِ المادة جيدة في تقليل شدَّة الإسهال ، لكن انخفضت بعد فترة من الزمن ، ولأجل ذلك خططنا للبحث في دراسة لإحدى طالباتي ( المرحومة زنوبيا مهدي ) في إيجاد بديل آخر ، لأن هناك مُسبِّبان يشتركان في إحداث الإسهال في نفس الوقت وهما فايروس الروتا وجرثومة الاشريشيا القولونية ، وفعلاً قمنا بعزل فايروس الروتا وتنقيته من براز العجول المريضة ، وكذلك استخلاص سموم الجرثومة من البراز أيضاً ، وبعد عمليات مختبرية عديدة تم تحضير لُقاح من كلا المُسبِّبين المرضيين وأُعطي للأبقار الحوامل ، والذي أدى إلى ارتفاع المناعة في اللبأ لتلك الأبقار والذي أُعطي للعجول بعد ولادتها ، وكانت نتائج هذهِ الدراسة مُشجعة جداً حيث قلَّلت حالات الإسهال وشدَّتها بنسبة عالية في العجول المُمنَّعة مع انخفاض واضح في أعداد الهلاكات ، كما تم تحضير عُدد تشخيصية سريعة لفايروسات الروتا التي تصيب  العجول والاطفال الرضع  في دراسة طالب الدكتوراه  يونس حويش .




بالإضافة إلى الإسهال تمّ تشخيص حالات مرضية شديدة أخرى في العجول ، خصوصاً بعد الشفاء من الإسهال ، وهي إصابات تنفسية تؤدي إلى التهاب في القناة التنفسية ، وفي النهاية إلى التهاب رئوي ، قُمنا بتشخيص وعزل تلك المُسبِّبات وخصوصاً فايروس الخلية العملاقة التنفسي
( Bovine  Respiratory  Syncytial  Virus )
 ( دراسة د. شوني ميخائيل اوديشو ) .
وفايروس البارا انفلاونزا ــ 3
( Bovine Para – Influenza -3 ) 
 ( دراسة د. عائدة برع علاوي ) .
وجراثيم أُخرى أهمها جرثومة الباستوريلا ( دراسة طالب الماجستر بشار الحديثي ).
ولأجل ذلك تمّ استيراد لُقاح للسيطرة على جميع المُسبِّبات الفايروسية للإصابات التنفسية في عجول وأبقار المحطة ، وهذا اللُقاح يحتوي على مُستضادات فايروس الخلية العملاقة التنفسي وفايروس البار ـ انفلاونزا ــ 3 وفايروس الإسهال البقري وفايروس التهاب الأنف والرُغامي البقري .
وفي حديث مع أخصائي أمراض الأطفال في مستشفى الطفل المركزي ــ الكرخ ، الدكتور المرحوم طارق الداهري عن الإصابات التنفسية الشديدة في العجول ، أخبرنا بانتشار حالات تنفسية شديدة أيضاً في الأطفال الرُضع خصوصاً في فصل الشتاء تتمثل بارتفاع حرارة الجسم ، ورشح والتهاب في القصبات والقُصيبات التنفسية ، وبمساعدة د. طارق تمكنّا من الحصول على مسحات من البلعوم والأنف للأطفال المُصابين ، وتمكنّا في الكلية من تشخيص المُستضدات وعزل فايروس الخلية العملاقة التنفسي البشري ، وتشخيص أضداد هذا الفايروس في أمصال الأطفال المرضى الذين يراجعون تلك المستشفى ( دراسة الطالبة د. شوني ميخائيل اوديشو ) .
إن هذهِ النتيجة المُهمة تعتبر الأولى في العراق لتشخيص هذا المُسبِّب للحالات التنفسية في الأطفال .
ومن الحالات الأُخرى التي تمّ ملاحظتها في محطة أبقار النصر هو الإسهال المائي والمُزمن في الأبقار الكبيرة العمر ، مما يؤدي إلى الهزال الشديد ويُعجِّلُ في نبذ تلك الحيوانات ، فسارعنا إلى تشخيص مُسبِّب هذهِ الحالات (  في دراسة الطالب ميثم إحسان وتحت إشرافنا ) ، وتمّ عزل المُسبِّب وتشخيص الجرثومة شبيهة السل (  Para Tuberculosis ) ، والمُسبِّبة لمرض جونز ( Jones Disease )  من مسحات بطانة الأمعاء ، ومن براز الأبقار المريضة بالإضافة إلى تشخيص أضداد هذهِ الجرثومة في أمصال تلك الأبقار ، و تعتبر هذه الدراسة الأولى في القطر بعزل الجرثومة و توصيفها و تشخيص أضدادها في الابقار ، وهكذا قمنا بنبذ الأبقار المُصابة بالسرعة المُمكنة وإبعادها عن القطيع  وعن العجول الحديثة الولادة وعدم إرضاعها لبأ أمهاتها المُصابة ، ونعتقد إن مصدر هذهِ الإصابة هو الدولة المُصدِّرة لتلك الأبقار لأن أعراض هذا المرض لا تظهر إلا في الأعمار الكبيرة فقط ، فلذا نوصي بالتأكد من خلو الحيوانات المستوردة من الأمراض السارية والمُعدية .


ـــــــــــــــــــــــــــ

( 10 )

شذى / من المشاكل الرئيسية في العراق كان مرض الحمى القُلاعية المُنتشر في الأبقار والأغنام وغيرها من المجترات ، ماذا كانت تجربتك في هذا المجال ؟
د. انطوان / مرض الحمى القلاعية والمعروف بـ ( أبو لسين ) ، هو أحد المشاكل الرئيسية في العراق ، يصيب الأبقار والأغنام وغيرها من المجترات ، وهذا المرض معروف قبل ستينات القرن الماضي في العراق ،  أول دراسة قمنا بها كانت عام 1988 م عن مرض الحمى القلاعية في الغزلان العراقية الهالكة بالمرض ، حيث قمنا بعزل وتوصيف الفايروس وتحديد نمطه من النوع O ، وهي الدراسة الأولى في العراق لإصابة الغزلان ، أما الدراسة الثانية فكانت بالاشتراك مع طالبة الماجستير سوسن عبد الستار السامرائي عام 1989 م ، وكانت حول عزل وتوصيف الطفرات الحساسة للحرارة لفايروس الحمى القلاعية للنمط O  ، وكان الهدف من هذهِ الدراسة هو استخدام الطفرات الضعيفة المعزولة كلقاح ضد الإصابة ، وأثبت كفاءتهُ فعلاً في الفئران ، علماً إن اللُقاح العراقي الذي كان يُحضر في مركز الدورة للحمى القلاعية كان أفضل من اللُقاحات الأجنبية في ثمانينات القرن الماضي لأن هذا المركز متطور من ناحية الأجهزة والكفاءة العلمية للعاملين فيه ، إضافة إلى استخدامه أنماط مصلية للفايروس قريبة أو مُماثلة للفايروس الذي يُسبِّب المرض في القطر لكن ؛ في التسعينات أُغلق هذا المركز ، ثُم دُمِر نهائياً من قِبل فرق التفتيش لربط المركز بإنتاج عوامل بايولوجية ، بعدها بدأت الصحة الحيوانية باستيراد اللُقاح من شركات ومناشئ مختلفة خصوصاً بعد انتشار أوبئة شديدة دخلت القُطر عن طريق حيوانات حيّة من تركيا عام 1998 م وأدت الإصابة إلى هلاك في الأغنام والماعز ، كما أُصيبت الأبقار ، قمنا بعزل وتشخيص الفايروس بأنه من نمط O أيضاً ، وبموجب ذلك تمّ التركيز على اللُقاحات المستوردة وتعيين كفاءتها لصد الفايروسات الضارية المُنتشرة خصوصاً في محطات الأبقار ، ولأجل ذلك تمت الدراسة في محطة أبقار النصر بمشاركة طالب الماجستير براق كامل عبود  حيث تمّ تحديد اللُقاحات المُفضَّلة وبرنامج التلقيح في الأبقار والعجول من خلال قياس مستوى المناعة باختبارات مصلية كفحص الاليزا والتعادل المصلي ، وكذلك قياس مناعة اللبأ من الأبقار المُلقحة ، لكن حسب النتائج المختبرية والحقلية إن المناعة تعتمد على النمط وتحت النمط وللتغيرات التي تحدث في الفايروس نتيجة الطفرات أو الاتحاد الوراثي في الفايروس الحقلي ، ونتيجة لذلك تمّ إجراء دراسة التغيرات الجينية أو الوراثية التي حدثت في فايروس الحمى القلاعية الحقلي الذي ينتشر في العراق من خلال دراسة طالب الدكتوراه أمين أحمد صبار .
كما شاركنا في المؤتمر العالمي للحمى القلاعية عام 2009 م في الباراغواي من خلال عرض جميع النتائج التي توصلنا إليها عن المرض وانتشاره والفايروس المُسبِّب في القطر وعرضنا بوستر في قاعة العرض الخاصة للمؤتمر ، علماً إننا كُنّا الوحيدين من قبل الدول العربية والمجاورة بالمُبادرة بهذهِ الفعالية المُميزة والتي لاقت استحسان باحثين وخُبراء من منظمة  OIE .


 
ـــــــــــــــــــ
( 11 )

شذى  / تركيزكم على دراسة الإصابات التنفسية كان واحداً من مساعيكم ، ما هي التفاصيل التي أحاقت بعملكم هذا ؟
د . انطوان /  منذ عام 1998 م  بدأت دراساتنا تتجه نحو الإصابات التنفسية التي تُصيب الإنسان والحيوان بالإضافة إلى الفايروسات التي قمنا بتشخيصها سابقاً ، وفي هذهِ المرة كان التركيز على أعراض الإصابة بالانفلونزا الوبائية ، حيث تمّ عزل وتشخيص فايروسات انفلاونزا الإنسان نظراً للتعاون المًشترك مع د. رمزية الخياط ( من مختبرات الصحة المركزي ــ وزارة الصحة ) ، من خلال دراسة طالبتي سُرى علي حيث عُزِل فايروس انفلاونزا الإنسان نوع A ونمط  H3 N2  ، وكذلك نوع B من بشر يعانون من الانفلونزا ، كذلك وبنفس الوقت عُزِلَ وشُخِّصَ فايروس انفلاونزا الخيل من خلال الوباء الذي انتشر في حظائر خيل السباق ( العامرية )  في بغداد وحُدِّدَ نوع الفايروس بأنَّهُ A أيضاً ومن نمط H3 N8  ويرتبط بعلاقة مع فايروس الإنسان A ، وفي دراسة أُخرى عُزِلَ وشُخِّصَ فايروس انفلاونزا الدجاج H9 N2  ( دراسة أمين أحمد صبار ) الذي أحدث إصابات تنفسية شديدة في الدجاج وكذلك إنخفاض في الانتاج ، كما شًخِّصت أضداد هذا الفايروس في دم البشر الذين كانوا باتصال مُباشر مع الدجاج المُصاب ، كما تمكنّا من تحضير لُقاح مبطل من هذا الفايروس في دراسة للطالب ليث محمد صالح ، وتمّ دراسة فعالية هذا اللُقاح مُختبرياً وحقلياً وأثبتَ كفاءتهُ .
وفي دراسة سابقة وبالتعاون مع د. فؤاد الشيخلي ( أُستاذ أمراض الدواجن ) شًخِّصَ لأول مرّة في القطر المُسبِّب لمرض التهاب القصبات المُعدي في الدواجن ، وذلك بعزل الفايروس وتشخيصه مختبرياً من خلال بحث طالب الماجستير حسين علي عباس .
وفي عام 1997 م سُجِّلَ في دول جنوب شرق آسيا ( هونكونك ) انتشار فايروس انفلاونزا الطيور من النمط H5 N1  الشديد الضراوة والذي أدى إلى هلاكات عالية في حقول الدواجن ، كما انتقل الفايروس إلى العاملين في مجازر الدجاج وسًجِّلت بعض الوفيات من المُصابين ، حينها حذَّرت منظمة الصحة العالمية من حصول وباء يجتاح العالم كله نتيجة التحول ( التغير ) الذي حدث في فايروس  H5 N1  الذي كان يُصيب الدواجن فقط ، وفي حينها سُجِّلت حالات شديدة في حقول الدواجن في شمال العراق وأُصيبت شابة في منطقة رانيا وتُوفيت بفايروس H5 N1 الذي شُخِّصَ من قِبل منظمة الصحة العالمية ، وعلمنا إن الإصابة انتقلت إليها من دجاج تربية بيتية .
بعد ذلك انتشر فايروس انفلاونزا الخنازير في الإنسان من النمط H1 N1  في العديد من بلدان العالم ومنها العراق ، ولأجل ذلك تشكلت لجنة فنية للانفلونزا في ديوان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ضمت أساتذة من كليات الطب البيطري ، والزراعة وكلية الطب ، وكنتُ أحد أعضائها ، ثم رئيس تلك اللجنة ، كذلك تشكلت لجان مُشابهة في وزارتي الصحة والزراعة كان الهدف من عملها التنسيق فيما بينها وإعطاء التعليمات اللازمة في حالة اجتياح المرض ، كذلك العمل على إنشاء مختبرات مرجعية للانفلونزا في العراق لتشخيص الفايروسات والتغيرات التي قد تحصل فيها ولكن ؛ مع الأسف لم تتوفر الظروف الملائمة اللازمة للبدء فيها بالرغم من توفر الرصيد المالي في ذلك الوقت .
ــــــــــــــــــــــــــــ
( 12 )

شذى / رسالتك للماجستير عام 1976 م كانت عن : ( صلة فايروس سرطان الدم بأورام الثدي في القطط ) 
Association of Feline Leukemia Virus with Mammary Tumors in Cats .
كيف جاء اختيارك لهذا الموضوع بالذات ؟
د. انطوان / كان هدفي منذ توجهي للماجستير هو دراسة فايروس يُحدِثُ سرطان أو أورام سرطانية ، ولذلك درست إمكانية فايروس سرطان الدم في القطط على إحداث سرطان الثدي فيها ، فقمتُ بعزل فايروس سرطان الدم وتشخيصه مختبرياً من ورم الثدي للقطط المُصابة في خلايا زرع نسيج حي طبيعي للبشر والقطط ، و تشخيص الفايروس فيها بواسطة المجهر الالكتروني ، كذلك تمكنتُ من تفكيك خلايا سرطان الثدي مباشرة وتنميتها مُختبرياً ورؤية الفايروس المُسبِّب لتحول هذهِ الخلايا الخبيثة بدون اللجوء لعزل الفايروس .

ــــــــــــــــــــــــــــ
( 13 )

شذى / الأورام أخذت  نصيباً وافراً من اهتمامك ودراساتك وبحوثك .....
د. انطوان / هو كذلك ، ولهذا اتجهتُ للبحث في حالات منتشرة كثيراً في الأبقار ، وهي الأورام الحليمية البقرية ( Bovine Papilomatosis )  ، والتي تظهرُ على مناطق مختلفة من الجلد ، وقد تكون بأحجام كبيرة وخبيثة ومنتشرة ، المُسبِّب لهذهِ الأورام هو فايروس حُليمي ، ولأجل ذلك كان اهتمامنا هو السيطرة على هذهِ الحالات وعلاجها ، وفي أول دراسة لنا نفذتها معنا طالبة الماجستير ( أسيل زكي خزعل ) ، كان السعي لتحضير مادة بايولوجية تدعى الانترفيرون ، والمعروف عنها إنها من المواد المثالية لمنع تكاثر الفايروس داخل الخلايا ، وتُثبط تكاثر الخلايا السرطانية المُتحولة ، تمّ تحضير هذهِ المادة في خلايا زرع نسيجي بقرية بعد تحفيزها بفايروس نيوكاسل الضعيف الضراوة ، وبعد تركيزها وقياس فعاليتها مُختبرياً استُخدِمت هذهِ المادة في علاج الأبقار المُصابة وذلك بحقن المادة تحت الجلد وحول الأورام ، وبعد ثلاثين يوماً من الحقن ضمُرت الأورام وتلاشت من الجلد ، وتُعتبر هذهِ الدراسة الأولى في القطر بتحضير الانترفيرون محلياً واستخدامه في علاج الأورام الحُليمية في الأبقار .
كما تمّ في دراسة ثانية لعلاج هذهِ الأورام تحضير لُقاح من خلايا الورم الحُليمي ( دراسة محمد عبد الله ) بعد تفكيك خلايا حية من الورم وتنميتها على شكل نسيج ثُم إبطال حيوية الفايروس والخلايا الحُليمية باستخدام الفورمالين واستُخدِم هذا المنتوج كلقاح بعد الحقن تحت الجلد في الأبقار المُصابة بالأورام وأثبت كفاءة عالية عند مقارنته باللُقاح التقليدي الذي يُحضر من الورم مُباشرة ، كما تمّ دراسة الفايروس المُسبِّب وتحديد وصمته الوراثية . 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 14 )

شذى / كان لك تعاون مع منظمة الصحة العالمية في مصر ، ماذا يمكنك أن تقول لنا عن ذلك ؟
د. انطوان /  في 21 تشرين الأول عام 2007 م التحقتُ بالزمالة العلمية في وحدة الأبحاث الطبية الأمريكية رقم ( 3 ) ، في القاهرة ( النمرو 3 ) ولغاية 28 تشرين الثاني 2008 م ، علماً إن وحدة النمرو ( 3 ) تعتبر المختبر المرجعي لمنظمة الصحة العالمية ، والذي يعمل فيه خبراء وعلماء من كل بلدان العالم والمسؤول عن تشخيص الأمراض الوبائية التي تظهر في بلدان أفريقيا والشرق الأوسط وأوربا وروسيا ، وكانت تلك الفترة ذات فائدة كبيرة لتطوير معلوماتي خصوصاً في التشخيص الجزئي للفايروسات وأهمية ذلك في التشخيص السريع والدقيق للعوامل المرضية بالإضافة إلى خبرتي التقنية السابقة في الطرق الأخرى التي كنّا نعتمدها في التشخيص والبحوث التي نقودها في مختبر الفايروسات في بلدنا العزيز .
أصبحتُ مسؤولاً في تنفيذ الدراسة العلمية لتقييم التشخيص الجزئي للفايروسات التنفسية ، ولأجل ذلك أجريتُ الدراسة على ( 450 ) عينة تمّ جمعها من أطفال يعانون من إصابة تنفسية والتهاب رئوي في المستشفيات المصرية ، كشفت النتائج باستخدام تقنية الحامض النووي ( PCR  ) عن وجود خمسة فايروسات تنفسية هي : الانفلونزا ، فايروس الخلية العملاقة التنفسي ( RSV  ) ، ميتانيومو فايرس ( Metapneumo virus   ) ، فايروس ادينو ( Adeno virus  ) ، راينو فايروس ( Rhino virus   ) ، بالإضافة إلى قيامنا بتصنيف فايروس ( RSV  ) والذي تمّ تشخيصه في  نسبة عالية من الحالات .
كما جُمعت ( 150 ) عينة براز من أطفال رضع ( في العراق ) يعانون من إسهال شديد بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ، وقمنا بتحضير هذهِ العينات وفحصها لفايروسات الروتا (  Rota virus  ) بتشخيص الحامض النووي (  PCR  ) لهذهِ الفايروسات ، وأظهرت النتائج إن نسبة عالية من هذهِ العينات تحوي هذهِ الفايروسات ، كما قمنا بالتصنيف الجيني لها ، إن استخدام الطريقة الجزئية للتشخيص وتصنيفها هي الأولى لهذهِ الفايروسات في القطر وذات أهمية كبرى لاختيار اللُقاح الذي يُستخدم في القطر لكبح انتشار الإسهال الذي تُسبِّبه هذهِ الفايروسات في الأطفال الرضع .
كما قُمتُ مع الكادر العلمي في معهد النمرو بالمُشاركة في ورشة العمل التي أُقيمت في ارمينيا للفترة من 29 حزيران ــ 2 تموز من عام 2008 م بتيسير الفحوصات المُختبرية لمشاركة ( 35 ) عالم عراقي ، وكان عنوان الورشة : ( الاستجابة المتكاملة للصحة العامة في مواجهة الأوبئة ) .
كما قٌمت بتهيئة وإعطاء سلسلة محاضرات ( مُحاضرات عن الفايرولوجي التطبيقي )  للكادر الفني في قسم الفايرولوجي والأمراض المُشتركة في المعهد .
ولخبرتي الواسعة بفايروس الخلية العملاقة التنفسي (  RSV ) بنوعيه البشري والبقري ، تم استدعائي من قِبل إدارة معهد المصول واللُقاح البيطري في العباسية لإلقاء محاضرة عن فايروس (  RSV  ) وفايروسات تنفسية أُخرى .
قام معهد النمرو بتمديد فترة زمالتي لسنة أُخرى ، لكنني عُدتُ للعراق لعدم موافقة عميد الكلية ورئاسة الجامعة على هذا التمديد لكون فترة التفرغ العلمي مُحدَّدة بسنة واحدة فقط .
بعد رجوعي للقطر قمتُ بإلقاء محاضرتين ( سمنار ) بحضور عميد الكلية وأساتذة الكُلية وطلبة الدراسات العليا في كلية الطب البيطري عن البحوث التي قُمنا بتنفيذها خلال فترة التفرغ العلمي عن الفايروسات التنفسية وفايروسات الروتا العراقية وتصنيفها ، والتقنيات الحديثة التي قُمنا بالاستفادة منها وإتقانها أثناء التفرغ ، كما شاركتُ في إلقائها في المؤتمر الطبي البيطري الذي انعقد في الكلية في تلك الفترة ، والفائدة الكبيرة انعكست في بحوث طلبة الدراسات العليا حيث قمنا بإدخال هذهِ التقنيات في بحوثهم ، ولقد أُهديت لنا نوعين من أجهزة فحص وتشخيص الحامض النووي الفايروسي (  PCR  ) من مُنظمات علمية ، وهي الآن موجودة في مختبر الفايرولوجي ــ كلية الطب البيطري ــ جامعة بغداد ويستفاد منها الأساتذة وطلبة الدراسات العليا في بحوثهم . 
ـــــــــــــــــــــــــــ
 
يُتبع .......



 

37


صفحة المهى / 8

 
( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري  )
 من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل

ــ إشراقات من بلادي ــ
حياة قصيرة ....
( الكلبة سارة )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الخميس 15 / شباط / 2018 م ــ الخميس 29 / آذار / 2018 م .

 

أكثر قصة جرحت قلبي هي قصة هذه  الجروة الصغيرة ... سارة  .....
الكلبة سارة .... جروة صغيرة بعمر شهر واحد تقريباً ، وهي واحدة من  الكلاب السائبة التي عاشت في أحد شوارع مدينة البصرة ، تعرضت لهجوم مجموعة من الأطفال المسعورين حيث قبضوا عليها وضربوها وأعتدوا عليها وأخذوا يحاولون قطع ساقها وشق بطنها  بسكين حادة وهي تبكي وتصرخ وتتألم وتتأوه نباحاً يقطع نياط القلب ، وبعد أن أشبعوا همجيتهم دماً تركوها تنزف وتئن من الجرح الذي تسببوا لها فيه ، حيث قطعوا لها لحمها بسكين حادة ما حول الساق ( في محاولة لقطع ساقها ) لحد وصول السكين للعظم ، بحيث يمكن رؤية العظم بوضوح واللحم مسلوخ عنه بالسكين وقد تكور بشكل دائرتين منفصلتين واحدة باتجاه الأعلى والأخرى باتجاه الأسفل ، وحاولوا شق بطنها أيضاً ، ولم يُنقذها من بين أيديهم سوى مرور الأخت ( س ) بهم فنهرتهم بشدة فانفضوا عن الجروة هاربين ، وهرعت بها إلى المستشفى البيطري وتمّ إسعافها من قبل د. مجيد العبادي والطاقم العامل معه ( د. علي الشرقي ود. فلاح حميد والطبيبات المقيمات ) .
 حدث ذلك  في 4 / شباط / 2018 م  ، حيث قال د. مجيد العبادي بأن الكلبة الصغيرة تعرضت لمحاولة قطع ساقها وفتح بطنها بسكين حادة وأثر السكين واضح جداً ، إضافة إلى وجود  فصل شبه تام لعضلات الفخذ ما يدلُّ على محاولة متعمدة لقطعها .
 


 

 

عمل نبيل يُعطي لإنسانية الإنسان بصمة صالحة تعكس الاحترام لحياة الكائنات الأخرى وحقها في العيش والمحبة لها ، والرحمة بها والرأفة والعطف عليها  ، ومثل هذهِ المبادرات ( مبادرة الأخت س ) تمثل النبل والصلاح بأبهى الصور وتعطي مثالاً حسناً للآخرين ليقتدوا بهذا الفعل الحسن وإنقاذ الحيوانات من شرور من يعتدون عليها ...
قصة مؤلمة لكن نهايتها كانت هي البداية الجميلة والمُفرحة لحياة من نوع آخر في الوقت ذاته   ...
الكلبة سارة وهي في الشهر الأول من حياتها تعرفت على الإنسان في أسوأ الصور ككائن يظلم ويعتدي على الآخرين ويمارس قسوته عليهم ، لكن الأيام أعطت لسارة الصورة الصحيحة والجميلة لما يجب أن تكون عليه إنسانية الإنسان من خير وصلاح ممثلة بالأخت ( س )  والطاقم الطبي المُسعف .

 




قصة الجروة الصغيرة سارة أثرت فيّ  كثيراً وتركت ألماً عميقاً في نفسي لأنها تعكس صورة الإنسان في أبشع الهيئات ، هيئة العنف والهمجية والظلم والتعدي على الكائنات الأخرى دون رادع من ضمير ، تأثرتُ كثيراً لما مرّت به هذه الكلبة الصغيرة ، وكنتُ أتصور المشهد في مخيلتي ، كلبة صغيرة في الشهر الأول من عمرها  ( والجراء لا تمتلك القوة و لا الخبرة الكافية للدفاع عن نفسها لصغر سنها تماماً كأطفال البشر الذين لا يملكون الخبرة ولا القوة للدفاع عن أنفسهم ضد ظلم الكبار ) وهي تبكي وتصيح وتتوسل بين أيديهم بينما تتصاعد قهقهاتهم عالياً كلما غاصت السكين في لحمها وتحت تأثير ضغط أياديهم عليها بقوة أكبر وأكبر لتشعر بألم أشد فيعطيهم هذا شعور بلذة أكبر .

 لا أخفي عليكم  قصة الكلبة سارة والقسوة التي تعرضت لها من قبل البشر جعلتني أبكي رُغماً عني  ، ليس لأن الضحية هي كلبة صغيرة ( جروة ) فقط وإنما بكيتُ من قسوة البشر ومن قدرتهم الفظيعة على ممارسة الشر والجرائم والقسوة بشكل لا يمكن للعقل السليم المُعافى تقبلها أو تحمُّلها ، وأن تمارس هذهِ القسوة بحق الكائنات الضعيفة ( الأطفال ، جراء الكلاب ، صغار الحيوانات .... وإلخ ) هو مدعاة حزن بليغ موجع ، لو كانت أم الجروة الصغيرة موجودة لدافعت عن صغيرتها ولكنها ربما كانت في جولة بحث عن الطعام (  لتسد به رمقها وتكون بهذا قادرة على متابعة رعاية صغارها وإرضاعهم ومدَّهم بالحليب الضروري لنموهم ) ، فغابت عنهم وانتهز الأطفال الفرصة لتعذيب الجروة ومحاولة قطع ساقها وشق بطنها بسكين  ، ولكن ربما أيضاً لو كانت موجودة لما استطاعت لانقاذها سبيلاً و لا كان لها الحيلة أمام مجموعة من الأطفال هم أقوى منها بأساً ، وربما كانوا قد أخذوها من أمها عنوة وأبعدوها عنها ليقوموا بفعلتهم الشنيعة هذهِ .
ما أحاول توضيحه في كل مواضيعي هو إن العنف الممارس من قبل الإنسان على الحيوان ، إنما نتيجته عنف ممارس من الإنسان على أخيه الإنسان ، والكثير من الدراسات بينت إن أغلب الذين يرتكبون الجرائم يكون لهم رصيد  كبير من العنف على الحيوان في طفولتهم ، فعسى أن أكون قد وُفِّقْتُ في ذلك .







لكن ؛ ليس كل القصص المُؤثِّرة العميقة تنتهي النهاية السعيدة وكما نتمنى ، فرغم كل ما بذله الكادر الطبي البيطري من جهود لإنقاذ الكلبة سارة وتعافيها وشفائها ، وكان لها أن تنعم بالعيش والحياة الجميلة ، إلا أن المرض  داهمها بعد مدة وتدهورت حالتها الصحية نتيجة الإصابات اللاحقة ، حيث ساعد ما مرّت به من اعتداء الأطفال عليها بمحاولة قطع ساقها وشق بطنها بسكين حادة إلى ضعفها بدنياً ونفسياً وتدني قوتها المناعية فغلبتها الإصابة وتوفيت في الأحد 18 / آذار / 2018 م ، مع شديد الأسف وكل الحزن ، ولأنني لا أريد أن تنتهي قصتها بموتها وكأنها لم تكن ، يهمني جداً أن أوثق هنا في هذا الموضوع كل ما مرّت به هذه الكلبة المسكينة في فترة حياتها القصيرة جداً لتحكي للبشر ومن خلال قصتها ما تتعرض له الكلاب السائبة من اعتداءات وظلم من قبل البشر القساة ، ولتكون معاناتها رسالة للضمائر البشرية لتستقيظ من غفوتها  ، فلو لم تتعرض هذهِ الجروة الصغيرة ( سارة ) لاعتداءات الأطفال لكانت حياتها مختلفة ولما عانت كل هذهِ المعاناة صحياً وجسدياً ونفسياً ، هذهِ المعاناة التي كان فيها حتفها ، فأغلب الجراء التي تتعرض للاعتداءات البشرية في فترات حياتها الأولى تتضاءل نسبة حظها في العيش إن لم تنعدم أو تكون ضئيلة جداً ، وهذا ما كان مع سارة . 
ورغم إن القصة لم تستمر بسعادة ، لكن يبقى العزاء في أن سارة عرفت خلال حياتها القصيرة إن هناك أشخاص نبلاء وطيبين مثل الأخت ( س ) التي تبنتها وربتها ، وإنه ليس كل البشر هم كهؤلاء الأطفال ممن اعتدوا عليها وحاولوا قطع ساقها وشق بطنها بسكين حادة ، وإنها في النهاية ماتت في ظل عائلة تحبها وترعاها .
ارقدي بسلام  أيتها الجميلة سارة بعيداً عن ظلم البشر و قسوتهم .
للإنسانية : استيقظ أيها النائم ( أصحى يا نايم ) .....
شكراً للدكتور مجيد وللطاقم العامل معه ( د. علي الشرقي ود. فلاح حميد والطبيبات المقيمات  ) ، وللأخت ( س ) التي تبنت سارة وربتها واهتمت بها .
جزيل الشكر للأخ باسم روفائيل وللأخ حسن عبد الرزاق لما بذلاه من جهود في تأطير الصور وترتيبها لتكون بالشكل الذي هي عليه في الموضوع .
خالص تحياتي وتقديري لكم عزيزاتي / أعزائي من القارئات والقراء ....
دمتم وأنتم الوجه الجميل المشرق لإنسانية الإنسان وفي أبهى صورة ....

المصادر :

1 ــ د. مجيد شهاب العبادي .
جزيل الشكر لتعاونه وتواصله ِ .

2 ـــ الفيديو ( خطان لا يلتقيان ، القلب الرحيم ، والقلب اللئيم ) من قبل د. مجيد عبادي ، منشور على الفيس بوك بتاريخ 4 / شباط / 2018 م  ، والرابط هو تصوير لعملية الإنقاذ وخياطة الجرح ، الرابط : ــ
https://www.facebook.com/ebady.majeed.1/videos/397573314022772/

3 ـــ الفيديو ( المراحل النهائية لخياطة جرح الكلب السائب الذي تعرض للموت المحقق لولا عناية الله ) ، من قبل د. مجيد عبادي ، منشور على الفيس بوك ، والرابط هو تصوير لخياطة الجرح ، الرابط :
https://www.facebook.com/ebady.majeed.1/videos/397584624021641/

4 ــ فيديو بدون عنوان ، منشور من قبل د. مجيد العبادي في 5 / شباط / 2018 م ، وعلى صفحته في الفيس بوك ،الرابط : ــ 

https://www.facebook.com/ebady.majeed.1/videos/397685004011603/




38
صفحة
المهى / 7

( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري  )
 من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل

حوار مُطوَّل ومُفصَّل  مع د. انطوان صبري البنا / الجزء الأول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حوار وإعداد وتقديم : شذى توما مرقوس
الجمعة 1 / 12 / 2017 م ــ الأربعاء 7 / 3 / 2018 م .

 http://www.tellskuf.com/images/sampledata/mak63.jpg

عزيزاتي / أعزائي من القارئات والقراء ، إنما يسرني اليوم وأيما سرور أن أقدم لكم أستاذي العزيز البروفيسور د. انطوان صبري البنا ، والذي كان أستاذي لمادة الفايرولوجي في كلية الطب البيطري / جامعة بغداد ، وقد كان مثال الأستاذ الطيب الذي يعطي مادته ويقدمها بكل حب واحترام لطلبته ، تخرج على يديه الكثير من الأطباء البيطريين ، محبوباً بين طلابه وبين زملائه ، حيث عمل كأستاذ في كلية الطب البيطري / جامعة بغداد ، وبإشرافه تخرَّجَ الكثير من الأطباء البيطريين من حملة الدكتوراه والماجستير .
نبذة عن المسيرة الجليلة لأبونا وأستاذنا العزيز د. انطوان :
د. انطوان صبري انطوان البنا ، من مواليد الموصل في 1 / 7 / 1945 م ،  درس الابتدائية والمتوسطة والإعدادية فيها ، و دخل كلية الطب البيطري في بغداد عام 1962 م  ليتخرج منها عام 1967 م بالتسلسل الثالث على أقرانه في السنوات الثلاث الأخيرة ، ومعدله الأول في سنة التخرج .
بعد تأديته لخدمة الاحتياط كملازم طبيب بيطري في الجيش ، تم تعيينه في كلية الطب البيطري / جامعة بغداد بوظيفة مساعد باحث علمي في شباط عام 1969 م ، وفي تشرين الثاني من نفس العام أُوفِد إلى النمسا لمواصلة الدراسة في كلية الطب البيطري / جامعة فيينا ، تتوجت بحصوله على الدبلوم في علوم الطب البيطري ، وأكتسب خبرة أولية وعلى مدى سنة كاملة في اختصاص الفايروسات .
في عام 1973 م استحق البعثة العلمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية ــ جامعة كورنيل لنيل الماجستير والدكتوراه في اختصاص الفايروسات ، حيث نال الماجستير  في عام 1976 م عن بحثه الموسوم :
Association of Feline Leukemia Virus with Mammary Tumors in Cats .

( صلة  فايروس سرطان الدم  بأورام الثدي في القطط ) .

وواصل أبحاثه في مركز الأمراض الغريبة الحيوانية الواقع في جزيرة بلم بولاية نيويورك ــ أمريكا ضمن الاتفاقية العلمية مع جامعة كورنيل 
 ( Plum Island Animal Exotic Disease Center )

وحصل على شهادة الدكتوراه في الفايرولوجي ــ قسم أبحاث المايكروبايولوجي عام 1978 م  من جامعة كورنيل عن بحثه الموسوم :

Purification , Physical and Chemical Analyses of Sheep Pox virus and the response of sheep and goats to infection with sheep and goat pox viruses .

( التنقية والتحليل الكيميائي والفيزيائي لفايروس جدري الأغنام واستجابة الأغنام والماعز للإصابة بفيروس جدري الأغنام والماعز  )  .
 
http://www.tellskuf.com/images/sampledata/mak64.jpg
بعدها عاد للوطن وواصل عمله في كلية الطب البيطري ــ جامعة بغداد  بدرجة مدرس في اختصاص الفايروسات في فرع الأحياء المجهرية ، حيث قام بتدريس العديد من العلوم البيطرية والطبية ضمن اختصاصه الدقيق والعام ، فدرَّس مادة الأمراض الفايروسية المعدية ولمدة سنتين لطلبة المرحلة الرابعة والخامسة ، وكذلك مادة التطبيق البيطري والفايروسات لطلبة المرحلة الثالثة ، بالإضافة إلى إعطائه كورسات عديدة لطلبة الدبلوم والماجستير والدكتوراه في الكلية ذاتها ، حيث قام بتدريس العديد من الكورسات لطلبة الماجستير في كلية الطب البيطري لجامعة بغداد في مجال البايولوجي الجُزيئي ( Molecular biology )، ، المايكروبايولوجي المتقدم ( Advanced microbiology ) ، الفايرولوجي المتقدم ( Advanced Virology ) ، والمايكروبايولوجي السريري (   Clinical Microbiology ).
و كان للساعين لنيل شهادة الدكتوراه من طلبة كلية الطب البيطري في بغداد نصيباً من رعايتهِ وإشرافه حيث قام بتدريس مواضيع خاصة في الفايرولوجي (Special Topics in Virolog  ) ، بالإضافة إلى تدريس العوامل المرضية في الكلاميديا والريكيتسيا والأمراض المسببة لها في الإنسان والحيوان (     Chlamydia & Rickettsia disease agents)  ، والأمراض الفايروسية المًشتركة بين الإنسان والحيوان ( Zoonotic Viral Diseases ) لطلاب الماجستير والدبلوم في قسم الأمراض المُشتركة .

إمتدت خدماته العلمية لجامعاتٍ أخرى حيث درَّسَ الفايرولوجي الطبي ( Medical Virology )  لطلبة المرحلة الثالثة في طب المستنصرية  وعلى مدى سنتين ، وفي مادة الفايرولوجي المتقدم (Advanced  Virology ) لطلاب شهادة الماجستير والدكتوراه في الجامعة المستنصرية / كلية الطب ، وكورسات متقدمة في الفايروسات لطلبة الماجستير والدكتوراه في كلية الطب / جامعة النهرين  ، وكلية العلوم للبنات / جامعة بغداد .
بالإضافة إلى منحه العاملين التقنيين من الأشخاص في مركز نيفل الطبي الأمريكي  للأبحاث في القاهرة الوحدة الثالثة معلومات ومحاضرات في الفايرولوجي الطبي .
 ( Navel Medical Research - Unit 3 , NAMRU-3 )

أشرف على ما يقارب الخمسة والأربعين بحثاً لرسائل وأطروحات طلاب الماجستير والدكتوراه والدبلوم .
لديه أكثر من خمسة وثلاثين بحثاً علمياً منشوراً .
حصل على درجة الأستاذية في مادة الفايروسات والأمراض المُعدية من كلية الطب البيطري ــ جامعة بغداد عام 1991 م .
مقرر لفرع الأحياء المجهرية ( المايكروبايولوجي ) للفترة من عام 1983 م  ولغاية 1995 م .
رئيس قسم المايكروبايولوجي من سنة 1995 م  ولغاية عام 2007 م  في كلية الطب البيطري ـ جامعة بغداد ، وللمرة الثانية من عام 2009 م ــ ولغاية عام 2012 م .
وكيل عميد كلية الطب البيطري ـ جامعة بغداد عام 1995 م إضافة إلى رِئاسة قسم المايكروبايولوجي . 
أصدر كتيب عن مرض الحمى القلاعية بعشرين صفحة صادر عن نقابة الأطباء البيطريين ، ضمن السلسلة العلمية ، عام 2001 ، العدد 5 
 

كما شارك عام 1991 م  مع نخبة من أساتذة قسم الأحياء المجهرية ( د. فاروق خالد حسن ، د. خليفة أحمد خليفة ، د. محمد قاسم فرج )  في كلية الطب البيطري / جامعة بغداد ، في وضع وتأليف كتاب ( أساسيات علم الأحياء المجهرية البيطرية ) .
 

وكان أيضاً من ضمن لجنة أساتذة كلية الطب البيطري / جامعة بغداد في ترجمة كتاب ( الأمراض السارية والمُشتركة بين الإنسان والحيوان ــ 1986 م ) ، تأليف بيدرو . ن . أكا  و بورس زفريس .

 
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 )
شذى  / عودة منّا إلى البدايات ، تأسست كلية الطب البيطري في بغداد عام 1955 م ، وكنت أنت من الدفعات الأولى التي تخرجت منها ، يُسعدنا أن تأخذنا معك إلى بعض ذكرياتك فيها في تلك الفترة : مثلاُ رقم الدورة التي تخرجت منها ، كيف كان يجري التدريس فيها ، عدد طلاب دورتك ( رُبَّما مع أسمائهم ) ، من كانوا أساتذتك ..... وإلى غيرها من الذكريات اللذيذة ؟

د. انطوان /  أول يوم في الكلية كان 15 / أيلول / 1962 م ، والتخرج كان يوم 5 / حزيران / 1967 م  وكنتُ الأول على دورتي في سنة التخرج ، وأتذكر هذا اليوم جيداً ففي حينها تمّ إلغاء حفلة تخرجنا في جامعة بغداد بسبب الحرب الأسرائيلية ــ العربية ( حرب نكسة حزيران ) ، وأصبحت جوائز الأوائل من نصيب المجهود الحربي .
دورتي هي التاسعة منذ افتتاح الكلية عام 1955 م ، وكان عدد طلاب الدورة ( 20 ) طالب ، أتذكر زملائي : مؤيد ابراهيم ساوا وهو صديقي العزيز الطيب الوفي وهو أستاذ في الفايروسات في جامعة الموصل وجامعة صلاح الدين /  المرحوم نعمان سلمان السامرائي تعينا معاً في نفس اليوم كمعيدين في كلية الطب البيطري في 4 ــ شباط ــ 1969 م وهو أستاذ متمكن في علم الأنسجة والأجنة / عبد الرزاق عبد اللطيف وهو أستاذ في علم الأدوية ــ جامعة الموصل ،  مُتقاعد حالياً  /  جليل نيسان السناطي أخصائي في التوليد البيطري في وزارة الزراعة ــ كركوك وحالياَ مُقيم في السويد / المرحوم صائب حلبية عمل في جامعة البصرة وفي الدائرة البيطرية في بغداد / فائق عبد الكريم أستاذ طفيليات في جامعة البصرة ومؤسسة المعاهد في بغداد / واثب سلمان العامود أستاذ في الفسلجة ــ طب البصرة / عبد الرزاق هويدي تطوَّع في الجيش وترقى إلى رتبة عميد ، متقاعد حالياً / بهلول ذياب عمل في زراعة كركوك لعدة سنين وانقطعت عنه الأخبار / المرحوم وليد التهتموني من الأردن الشقيق / عبد الأمير البحراني ، من البحرين / عيسى البحراني ، من البحرين / بدر حمود تطوَّع في الجيش ووصل إلى رتبة عميد وكان مسؤول دائرة البيطرة في الجيش / المرحوم عبد الغفور حكمت تطوَّع في الجيش ثم حصل على الماجستير من قسم الأحياء المجهرية في كلية الطب البيطري ـ جامعة بغداد ، وأنشأ مختبراً للتحليلات / محمد محمود / المرحوم نوري جابر / محمد بشير طه ، أستاذ في جامعة الموصل /  المرحوم قصي الجلبي ، أُستاذ في البايولوجي ــ جامعة الموصل / مه لوان نامق في زراعة أربيل .

 من أساتذتنا : أستاذ الفارماكولجي ( علم الأدوية ) الدكتور علاء الدين الخالدي من كلية الطب / د. سنك ( هندي الجنسية ) ، وكان أستاذاً لمادة التشريح / د. سيمون ( ألماني الجنسية ) ، أستاذ مادة الأنسجة / د. ميخائيل دانو ( عراقي الجنسية ) أستاذ مادة التشريح / د. ناظم شوقي وفرائد الجلبي ( الكيمياء الحيوية ) / د. وديع جبرائيل ، أستاذ الصحة العامة / د. وديع بشو ، أستاذ مادة إدارة الحيوان / د. حسيب كورتيبنار ( تركي الجنسية ) ، أستاذ مادة الطفيليات / د. صادق الخياط ، أستاذ مادة البكتريولوجي وعميد الكلية / د. حقي اتون ( تركي الجنسية ) ، أستاذ مادة البكتريولوجي / د. بندي ( هندي الجنسية ) أستاذ مادة الأمراض / د. عبد التواب ( مصري الجنسية ) ، أستاذ مادة الأمراض / د. شاه ( هندي الجنسية ) ، أستاذ مادة الطب البيطري والسريريات / د. محمد شفيق ( باكستاني الجنسية ) ، أستاذ مادة الوراثة / د. برانكو روبسكو ( يوغوسلافي الجنسية ) ، أستاذ مادة الجراحة / د. كمال السعودي ( مصري الجنسية ) ، أستاذ الطب العدلي / د. سعد ظافر ( مصري الجنسية ) أستاذ مادة الأمراض المعدية . 

دورتي كانت أول دورة تداوم في الكلية الجديدة في أبو غريب بجانب كلية الزراعة ، حيث كانت الكلية قبل ذلك في منطقة الصناعة أو بالقرب من سباق الخيل القديم ، وكان جميع طلبة المحافظات وبعضاً من طلبة بغداد يسكنون القسم الداخلي من اليوم الأول للتسجيل لبُعد الكلية عن بغداد ، وكان معمولاً بنظام بطاقات الطعام حيث تُعطى للطلبة في بداية كل شهر ، وبموجبها يحصل الطالب على الطعام المجاني في مطعم الكلية ، وكان في الكلية وسائل اللوندري لغسل وكوي الملابس ، وكُنّا نستخدم وسائل النقل العامة للمجيء إلى الكلية كباصات المصلحة ، أو الكوسترات ، أما باص الكلية فكان يُستخدم عند الزيارات الميدانية أو الذهاب إلى مستشفى الشيخ عمر ، أو المجازر ، أما في مرحلة الأستأجير في الصف الرابع والخامس فكان باص الكلية في خدمتنا معظم أيام الدراسة .
وكان عدد طلبة الكلية حوالي ( 100 ) طالب ، ولهذا كان الطلبة من المراحل المختلفة يعرف كل منهم الآخر ، وتولدت صداقات حميمة بينهم ، وكان طلبة المراحل المتقدمة يساعدون طلاب المراحل الأولى دائماً .
عميد الكلية الدكتور صادق الخياط هو مؤسس أول كلية للطب البيطري في العراق ، وكان يعرف كل الطلاب واحداً واحداً ، وإن وقعت مشكلة كان يجتمع بنا في غرفة العمادة للبحث فيها وحلّها ، كما كان يزورنا في القسم الداخلي خلال الليل بين فترة وأخرى ، ويطلع على كل صغيرة أو كبيرة ، ولم تكن هناك درجة معاون عميد ، كان يوجد فقط مُسجل للكلية يساعده .
أما عن الأمتحانات فكانت تمشي بصورة جيدة ومُسيطر عليها ، ولا يوجد أي مجال للغش لقلة أعداد الطلبة ، وكذلك إذا حدثت فأنها تكون فضيحة كبيرة لذلك الطالب .
أسئلة الامتحانات كانت واضحة ضمن المادة والإجابة عليها كان باللغة الانكليزية حيث جميع المصادر كانت باللغة الانكليزية ، كان التنافس كبيراً جداً بين الطلبة لأجل الفوز بأفضل الدرجات ، أما أنا فكنتُ بعد الانتهاء من مراجعة المحاضرات المُقررة من الأستاذ كنتُ أرجع إلى المصادر الأخرى في المكتبة ، وهكذا كانت إجاباتي أوسع  ودرجاتي أعلى خصوصاً في المرحلة الخامسة .
كان بعض الطلاب يجتمعون معاً للدراسة والمطالعة ، والقسم الآخر في المكتبة أو الغرف الخاصة ، والبعض ينزوي بعيداً عن الآخرين في مكان بعيد من القسم الداخلي ، وهكذا .
وفي المرحلة الرابعة كنا نأخذ بعض الدروس التطبيقية في المستشفى البيطري الرئيسي في منطقة الشيخ عمر ، أما في المرحلة الخامسة فكان الدوام كاملاً في مستشفى الشيخ عمر حيث نقوم بمُعالجة الحالات المرضية من ناحية الطب البيطري السريري ، أو الحالات الجراحية لجميع الحيوانات الصغيرة والكبيرة وتحت إشراف وتوجيه الأساتذة ، حيث كانوا ينظمون الطلاب في مجموعات صغيرة ( 3 ــ 4 طلاب ) ، وكانت الدروس النظرية أيضاً تُعطى لنا في مستشفى الشيخ عمر ، وحتى القسم الداخلي للطلبة تحوَّل إلى دار الطلبة في منطقة باب المُعظم .
تخرجتُ من الكلية عام 1967 م ، و كان موقع الكلية لازال قرب كلية الزراعة في أبو غريب ، ولكن في صيف عام 1969 م انتقلت الكلية إلى موقعها الجديد في منطقة العامرية ، وكنتُ في ذلك الحين مُعيداً فيها ، ولقد شاركتُ مع زملائي المُعيدين في متطلبات تحوّل الكلية إلى موقعها الجديد ، وبمرور السنين قلت زيارة الطلبة الاستاجير إلى مستشفى الشيخ عمر  وذلك لنشوء موقع جديد في الكلية لاستقبال الحالات المرضية ومُعالجتها ، وكذلك حقل حيواني ، وأيضاً تأسيس أقسام علمية مُتخصصة في الطب والجراحة والتوليد البيطري ، وأمراض الدواجن ، أما حالياً فالكلية في حالة تدهور بعد انتقالها لموقعها الجديد في مجمع جامعة بغداد في الجادرية ، وأصبحت كما وصلني من أخبار في وصفها عبارة عن كرافانات صغيرة ولا يوجد فيها أي طريقة أو وسيلة لمعالجة الحيوانات ، ولا حقل حيواني لتدريب الطلبة والتدريس النظري ، ولا أقول سوى : الله يكون في عون الخريجين حالياً كيف سيشقوا طريقهم في العمل والحياة .


 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 2 )

شذى / حدثنا عن عودتك للقطر بعد إتمام دراستك في جامعة كورنيل ؟

د. انطوان / منذ البداية ، وبعد حصولي على شهادة الدكتوراه من أمريكا كان هدفي هو الرجوع إلى البلد وخدمة العراق ، وإعطاء معلوماتي التي أكتسبتها لطلبتي الأعزاء والعاملين في حقول اختصاصي ، فبالرغم من الإغراءات الكبيرة للعمل في جامعة كورنيل التي درستُ فيها ، ومركز بحوث جزيرة بلم للأمراض الحيوانية الغريبة في نيويورك ، والتي قمتُ بإجراء أبحاثي فيه .
 ( Plum Island Exotic Animal Disease Center )
ولأجل ذلك وصلنا أنا وعائلتي إلى بغداد في نهاية شهر حزيران لعام 1978 م ، وباشرتُ في بداية تموز من العام نفسه العمل في كلية الطب البيطري / جامعة بغداد ، ونظراً لاختصاصي الدقيق في الفايروسات نُسِّبتُ إلى قسم الأحياء المجهرية ، وأول مشاركاتي كانت في تدريس طلبة المرحلتين الرابعة والخامسة كورسيّ الأمراض المعدية الفايروسية لعدم وجود تدريسي مُلِّم بهذا الاختصاص ، وكذلك مادة التطبيق البيطري لخبرتي السابقة ، ولم أقُمْ بتدريس اختصاصي الدقيق ( الفايروسات ) لطلبة المرحلة الثالثة لسنتين احتراماً لوجود أستاذ مصري وتقديراً للموقف في ذلك الحين علماً إنه كان يحظى بامتيازات خاصة منها إن راتبه كان ثلاثة أضعاف راتب الأستاذ العراقي ، بالإضافة إلى مُخصَّصات السكن ومًخصَّصات السفر ، وبالرغم من ذلك واصلنا السعي لخدمة البلد ، وبدأ التركيز على شقين : ــ 
الشق الأول : التدريس لطلبة الدراسات الأولية والدراسات العليا  والإشراف على بحوث الدراسات العليا .
الشق الثاني : توفير مستلزمات البحث العلمي الحديثة خصوصاً في الاختصاص النادر آنذاك وهو الفايروسات وكيفية تشخيصها وعزلها ، وانفتح الباب أمامي للبحث والتنقيب عن مُسبِّبات الكثير من الأمراض المُعدية التي كانت تفتكُ بمختلف الحيوانات ، والأمراض المُشتركة بين الإنسان والحيوان ، ودراسة وتوصيف مُسبِّباتها والتفكير بالحد من انتشارها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 3 )
شذى /  فايروس حمى القرم ــ الكونغو النزفية ، حظى بمساعيك العلمية المتميزة ، و يهمنا كمتابعين ومتابعات أن تقص علينا أخبار ذلك ؟

د. انطوان / بعد عودتي إلى القطر كانت من أولى مشاركاتي العلمية هي المساعدة في تشخيص المسبب المرضي لمرض الحمى النزفية في العراق حيث ظهرت أول حالة في مستشفى اليرموك في بغداد عام 1979 م وأدت إلى وفاة طبيب ومعينة لتلامسهما مع إمرأة مصابة تُعاني من إجهاض ونزف دموي حاد ، على إثر ذلك استُدعيتُ من قِبل وزارة الصحة ــ مديرية الوقاية الصحية للمُشاركة في اللجنة العلمية المركزية والتي ضمت د. سعدون التكريتي ، د. فيلكس جرجي ، د. حكمت حبيب ، د. حامد طنطاوي ، د. نوال الجنابي ، د. فؤاد العاني ، د. مصلح المصلح ، د. عماد و د. مالك اسطيفان ، بهدف دراسة الحالة وأيجاد حل لهذهِ لمشكلة الخطيرة وتشخيص المسبب المرضي لها ، ونظراً لتوفر الإمكانيات اللازمة من أخصائيين ومختبر وأجهزة وإمكانيات في شعبة الفايرولوجي في كلية الطب البيطري ، أعتُبِرَ مختبرنا المختبر المرجعي لمرض الحمى النزفية في ذلك الوقت ، وابتدأنا العمل مباشرة باستلامنا العينات من المرضى المتوفين وبعد تأهيلها وتحضير خلايا الزرع النسيجي المناسبة لها عُزِل الفايروس المسبب للمرض وتم تشخيصه بطرق مختلفة وعُرِفَ بفايروس حمى القرم ــ الكونغو النزفية
Congo – Crimean  Hemorrhagic Fever Virus
والمُشخَّص لأول مرة في العراق ، حيث كانت هناك حالات سابقة قديمة تُعرف بحمى نزفية ، ولكن بدون معرفة المُسبِّب لها .
بعدها أُعطيت الإرشادات اللازمة للحد من انتشار المرض ، حيث إن هذا المُسبِّب الفايروسي ينقله القراد من الأغنام والأبقار المُصابة وحيوانات أُخرى إلى الإنسان ، أو عن طريق التعرض ، أو ملامسة دماء الحيوانات المُصابة ، أو دم الشخص المُصاب بالمرض .
وبموجب هذا الإنجاز حصلتُ على كُتب شكر وتقدير من ديوان الرئاسة ووزير الصحة ، واستمريتُ بمتابعة أعمال وفعاليات اللجنة العلمية وشاركتُ في مؤتمرات و ندوات وإلقاء محاضرات عديدة في مختلف محافظات القطر عن مرض الحمى النزفية وكيفية الحد من انتشاره في الإنسان والحيوان .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 4 )

شذى / أرجو أن تقدم للقارئات والقراء فكرة عن الفاكسينات : تعريفها ، عملها  ، فائدتها  ....... ؟

د. انطوان / اللقاح ( الفاكسين ) هو مادة بايولوجية تُحضر من المسبب المرضي ، لكن ليس له القابلية على إحداث المرض في الحيوان المُلقح به ، والفايروس يكون أما حي مُضعف أو مقتول غير حي ، و يستوجب فيه أن يُحفز جسم الحيوان أو الإنسان على إحداث المناعة المُناسِبة بعد فترة من إعطائهِ ، ويُعطى قبل حدوث المرض أو انتشارهِ .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 5 )

شذى / كان لديك دراسة في تجربة وتقييم الفاكسين الفايروسي للاستعمالات الطبية والبيطرية ، دراسة تثير الاهتمام ، ما هي النتائج التي خرجت بها منها ؟

د. انطوان / نعم هذا هو المسعى الآخر الذي توجهتُ إليه في عملي بعد عودتي للقطر ، حيثُ قمتُ بدراسة فعالية اللقاحات أو الأمصال التي تُعطى للحيوانات لمنع انتشار الأمراض المُعدية الفايروسية والمستوطنة في القطر ، والجزء الأهم كان هو العمل على تحضير لقاحات جديدة لمُسبِّبات فايروسية لا يتوفر لها لُقاحات في العراق ، أو إن لقاحاتها أثبتت عدم كفاءتها في تحفيز المناعة المُلائمة ، وأول لُقاح تمَّت دراسة كفاءته المناعية كان لُقاح جدري الأغنام عام 1980 م ( دراسة الطالب حسن محمد نايف )  ، و اتضح انخفاض كبير في كفاءتهِ المناعية ، وأصبحت الحيوانات المُلقحة تُصاب بالمرض نتيجة التضعيف والتمرير المُستمر في خلايا الزرع النسيجي ، وعلى أثرها تم رفع توصية إلى مختبرات تحضير اللقاحات للرجوع إلى بذرات اللُقاح الأصلية واستخدامها بدون التمرير والتضعيف المستمر ، و كذلك لُقاح جدري الماعز تمت دراسة كفاءته المناعية بنفس الطريقة .
عملنا بحوث وتجارب مع الكادر الفني الذي يقوم بتحضير وانتاج اللقاح في مختبرات البحوث البيطرية واللقاحات البيطرية ، وحالياً شركة الكندي ، بالإضافة إلى ذلك قُمتُ مع العاملين برفقتي وطلبة الدراسات العليا بعزل فايروس جدري الماعز العراقي وتوصيفه وتضعيفه لتحضير اللقاح من العترة المحلية ومقارنته باللقاح المُستخدم ( دراسة الطالب مزاحم العطار )  .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 6 )
شذى / في معرض البحوث والدراسات العلمية التي قُمتَ بها عن مرض الأكثيما المُعدي، كانت هناك محاولة لتحضير اللُقاح من عترة معزولة محلياً ، هل لك أن تحدثنا عنها وعن النتائج التي جاءت بها ؟
 د. انطوان /  من الأمراض التي دُرِست وبالتفصيل ولأول مرة في القطر كان مرض الأكثيما المُعدي الذي يُصيب الحملان والجداء في منطقة الشفاه والفم ، إذ يؤدي إلى امتناع الحيوان عن الرضاعة والأكل ، وهذا بدوره يقود للهزال ثم الهلاك ، وقد ينتقل المرض إلى أضرع الأمهات ويُحدث التهاب الضرع .
تحرينا عن المرض وانتشارهِ في شمال العراق أولاً وتم تشخيصه في معظم المحافظات الشمالية ، ومنها : نينوى / أربيل / دهوك ، فلقد زرنا المواقع أنا وطالب الماجستير كريم سعدون الندى وشخصنا المرض في قطعان كبيرة من الأغنام المُصابة ، وبعد أخذ العينات المرضية عُزِلَ الفايروس المُسبِّب من منطقة حليلة ــ الموصل وتمّ توصيفه وتشخيصه بالمجهر الألكتروني ، وبعدها لُوحظ انتشار شديد للمرض خصوصاً في التجمعات و المراعي الكبيرة للأغنام وبالذات في مناطق ديالى ، الرضوانية ، الصويرة والأنبار  ، ولم يسلم منه حملان حقلي كلية الطب البيطري والزراعة أيضاً ، ولأجل ذلك خُطِطَ لإجراء دراسة لتضعيف فايروس حليلة العراقي وتحضير اللُقاح منه ، وتمت فعلاً هذهِ الدراسة ، واستُخدِمَ اللُقاح المُحضّر في مختبر الفايروسات لكلية الطب البيطري في عدد من المراعي الكبيرة في منطقة الصويرة ومحطات تربية الأغنام في بغداد ، أثبت اللُقاح كفاءتهُ بالسيطرة على المرض في الأماكن التي كان يستوطن فيها لعدة سنوات ، علماً بأن هذا اللُقاح استُخدِم لأول مرة في القطر .

 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 7 )
 
شذى / تمكنت من عزل فايروس التهاب الأنف والرُغامي البقري المُعدي ، ماذا كانت التفاصيل المُتعلقة بذلك ؟
د. انطوان : في بداية عام 1983 م انتشرت في محطات الأبقار الكُبرى لانتاج الحليب إصابات تنفسية شديدة أدَّت إلى هلاك الحيوانات المُصابة ، وخصوصاً في محطة ( 7 نيسان ) ، في حينها تمّ استدعائي مع أساتذة آخرين من قبل المدير العام للثروة الحيوانية والإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة د. سعدون الدليمي لدراسة الحالات المُصابة وتشخيص المُسبِّب ، وتشكلت لجنة علمية كنتُ أحد أعضائها بالإضافة إلى الأساتذة : د. غازي الخطيب ، د. فيصل حباشة ، د. علي الدراجي ، د. شارما ( هندي الجنسية ) ، وقامت اللجنة بزيارات ميدانية عديدة للمحطة ، ودُرِست الحالات من نواحي عديدة ، ولُوحِظ إن الحالات المرضية شديدة جداً وتميزت بإصابات تنفسية عامة مع صعوبة في التنفس، ونفاخ تحت الجلد ، ونفاخ في الرئة ، واختناق الأبقار المُصابة مما يؤدي إلى هلاكها .
أُخِذت عينات مرضية عديدة للتشخيص الباثولوجي النسيجي والمايكروبايولوجي ، وكانت النتيجة سالبة في البداية لكن ؛ عند إحدى زياراتي الفردية للمحطة جمعتُ عينات مرضية من إحدى الأبقار الهالكة حديثاً ، وتمكنتُ من عزل الفايروس من عينات للقصبة الهوائية والغدد اللمفاوية للجهاز التنفسي في مُختبر الفايروسات في كلية الطب البيطري في بغداد ، وباستخدام أمصال مُضادة مرجعية تمكنّا من تشخيص الفايروس المعزول والتثبُت من أنه فايروس التهاب الأنف والرُغامي البقري المُعدي ( IBR Virus )   ، وفي دراسة مصلية ووبائية لاحقة مع أحد طلابي (  د. أمير عباس خضير ) ، تبين لنا إن هذا الفايروس مُنتشر في جميع محطات الأبقار لانتاج الحليب في العراق وثيران مركز التلقيح الاصطناعي في أبو غريب ، وثبُتَ إنه من المُسبِّبات للإصابات التنفسية في الأبقار في العراق ، وبناءاً على ذلك قامت بعض المحطات بتوفير اللُقاح المُضاد من الخارج ( محطة أبقار الدجيلة ) .
وفي دراسة أخرى تمكنّا مع طالبي ( د. أمجد خاجيك مجيد ) من تحضير لُقاح غير حي من الفايروس العراقي ، وأثبتَ كفاءتهُ الجيدة عند مُقارنته باللُقاحات الأجنبية .
وفي بحوث عن عزل وتوصيف فايروس التهاب الأنف والرُغامي البقري المُعدي شاركتُ في المؤتمر العالمي للفايروسات ، والذي انعقدَ في الكويت عام 1983 م ، وكنتُ الوحيد ( كممثل للعراق ) من بين الدول العربية بإلقاء البحوث والدراسات في هذا المؤتمر  ، وعرض بوسترات عن فايروسي جدري الأغنام والماعز والعلاقة بينهما .

....... يُتبع



39


صفحة المهى / 6
           

( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري  )
من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل
ــ إشراقات من بلادي ــ 

ليلو
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــ قِصَّة قَصيرة ( قِصَّة حقيقيَّة ) ــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الأثنين 19 / شباط / 2018 م ــ الأثنين  26 / شباط / 2018 م


 ( ملاحظة : ليلو أحد الكلاب السائبة والذي تم إنقاذه من قبل الأخ حسن عبد الرزاق ضمن حملة التشجيع على اقتناء الكلاب المحلية ( السائبة ) و تبنيها وتربيتها في البصرة ...... ) .

 

ــ هل تعرف يا صديقي نوري إن رصيف هذا الشارع قد تآكل وعلى البلدية ترميمه ....
قال هذا لصديقه وهو يختبر بنظره رصيف الشارع على طول امتداد حركة السيارة ، رد عليه نوري :
ــ ليس الرصيف فقط بحاجة للترميم ، المدينة كلها تحتاج لإعادة إعمارها بعد كل هذا الخراب ، و لكن ..........
توقف فجأة عن مواصلة الحديث وداس بقوة على الكابح فتوقفت السيارة ، بينما تعالى صوت نعمان صائحاً :
ــ أحذر ، أحذر ، انتبه ، ستدهسها ، قِطَّة ، قِطَّة ...
نزل نعمان على عجل ليرى ما حلّ بالقطة ، تبعه نوري ، وأصحاب السيارات مِمَّن أضطروا خلفهم للتوقف صاروا يلعنون ويشتمون بغضب ، ثم تابعوا قيادتهم لسياراتهم عابرين إياهما  وكلٌّ يمرُّ بقربهما يصيح فيهما :
ــ مجنونان .... تباً  لكما ....
ثم يرمقهما بنظرةِ احتقارٍ وحيرةٍ من أمرهما ...
لكن نعمان ونوري نسيا كل ذلك وأنشغلا بالكائن الصغير الذي انتهى أمره بقرب عجلة السيارة ، حمله نوري في يده وهو متعجب وقال :
ــ يالله .. كنتُ أظنّها قِطَّة ....
ــ إِنَّهً جرو صغير ....
ضحك نعمان وهو يقولُ للجرو ممازحاً :
ــ أيها المشاكس الصغير ، هل رأيت ، بسببك شبعنا مسبة وشتائم ...
وضرب بأصبعه برقة على خطم الجرو الصغير ملاعباً إياه ، و عاد يكلمه كما يكلم طفلاً صغيراً : ـ
ــ أين والدتك إيها المشاكس ، ألم تعلمك إن من يعصي أمر أمه ويتجاوز نصائحها تأكله الوحوش ....
أما الجرو الصغير فكان مستريحاً بين يديّ نعمان ، ويصدر بين الحين والحين صفيراً ضعيفاً رقيقاً كطفلٍ صغير ، فقام يقلبه ويفحصه ليرى أن كان قد طاله أذىً ما ، لكن نوري طمأنه إنه بخير لأنه أوقف السيارة في الوقت المناسب .
فكرّ نعمان :
ــ ماذا يمكننا أن نفعل به ، لا يجوز أن نتركه في الشارع وهو صغير هكذا ، إنه بالكاد يمشي ....
ــ نعمان ، لنبحث عن والدته ، لعلها قريبة من هذا المكان ، وإلا ما الذي آتى به إلى هنا ....
وبعد أن أوقفا السيارة في إحدى الساحات ، عادا والجرو الصغير معهما يبحثان عن والدته ، وكان نعمان بين الحين والحين يلاعب الجرو الصغير قائلاً :
ــ دُلّنا أين والدتك أيها المشاكس ، ستحرق قلبها بغيابك ، بالتأكيد هي تبحث عنك الآن ، مسكينة ، دُلّنا على بيتك ....
وصار يُمسِّدُ براحة يده على رأس الجرو وظهره ، وبقيا يبحثان ويسألان أصحاب المحلات علّ من يدلّهم إليها ، لكن كل جهودهما كانت بلا جدوى ، فتوقفا فجأة ونظرا إلى بعضهما البعض وسألا السؤال ذاته وفي الوقت ذاته :
ــ والآن ؟؟
وللحظة انتبها للحيرة التي أخذت بهما ، وإلى عيون الجرو الصغير وهي تدور في محجريها تتفحص وجهيهما وتطلق نظرات ممتلئة بالعتب والبراءة والجمال ، فنظرا إلى بعضهما وغرقا في الضحك ، وصاح نعمان مسروراً :
ــ لقد غلبنا هذا المشاكس الصغير ، و حق السماء لقد غلبنا صاحب الكيلوات الثلاث ... سأخذه معي للبيت وسأهتم به ، ماذا أفعل ، لا أستطيع أن أتركه في الشارع لوحده .........

عاد نعمان بالجرو الصغير للمنزل ، التفت حوله كل العائلة وصارت تقلبه وتتفحصه ، والأسئلة تتوالى ونعمان يقصُّ عليهم الخبر ، لم يوافق الوالدان على إبقاء الجرو الصغير ولم يحبّاه ، وقال الوالد لنعمان :
ــ لن أسمح ببقاء هذا الكلب في بيتي .
وتابعت الوالدة :
ــ والدك على حق منذ متى ونحن نربي كلاب في المنزل ؟ ، هذا لا يجوز ، أنا أيضاً لستُ موافقة .
أجابهما نعمان متحيراً :
ــ ليبقى بضعة أيام ونرى ما سيكون من أمره ، وسأدبر له حلاً .
فأكدت والدته :
ــ فقط بضعة أيام ، لا أكثر ...
وأومأ الوالد برأسه موافقاً ، بينما التزم بقية الأبناء الصمت .
 في النهاية انصرف كل منهم لمهامه تاركين الجرو الصغير في أحد الأماكن المعزولة من حديقة الدار ، لكن الجرو الصغير تسلل إلى إحدى غرف الدار دون أن ينتبه أحد لذلك  .
عاد نبيل من تدريباته الرياضية وألقى بحقيبته أرضاً ، واستلقى فوق الأريكة فإذا بجرو صغير يقفز فوق صدره وينظر إليه بعينين حزينتين وينبح فيه نباحاً يبعث على الضحك لضعفه ورقته ، فهو ليس بنباح وإنما ما يشبه النباح ، كطفلٍ يتمرن على الكلام ويتعلم نطق الكلمات ، انتفض نبيل جزِعاً فوقعت عيناه في عيني الجرو الصغير ، وصارا ينظران إلى بعضهما ، فقطب نبيل حاجبيه وكوَّر عينيه سائلاً إياه :
ــ من أنت ؟ ومن أين جئتِ يا صغير ؟ ما إسمك ؟
ورفعه إليه وهو لا يزال يحدق فيه بتلك النظرات البريئة الجميلة  ، فأبتسم له نبيل وقال :
ــ هل أنت جائع ؟ هل تريدُ أن تشرب الماء أو الحليب ؟
لا جواب ، فقط نظرات ، وشعر نبيل بالعطف نحوه ، فأحضر له الماء والحليب وبعض الطعام ، ثم ذهب إلى والدته ليسمع منها قصة هذا الجرو الصغير ، وعاد إليه يسأله :
ــ ما إسمك ؟  .... ها .... لا أسم لك ... عليّ أن أختار لك إسماً ؟
وظل يلاعب الكلب ويفكر في إسم له ، وبعد تفكير صاح :
ــ ليلو ... سأسميك ليلو .... هل أعجبك هذا الأسم ؟
وكان الجرو الصغير ينظر إليه ويحرك رأسه يميناً ثم يساراً محاولاً أن يفهم ما المطلوب منه ، فمسد نبيل على رأسه وظهره وقال له :
ــ يبدو إنك موافق ، إذن أنت ليلو من هذهِ اللحظة ...
ــــــــــــــــــــــ

( بعد بضعة أيام وأثناء جلوس العائلة سوية عصراً لشرب الشاي )
 
ــ نعمان ، إبني ، حان الوقت لتعيد الجرو إلى المكان الذي وجدته فيه ....
تبعته الأم مؤيدة قوله  :
ــ نعم يا بني ، نحن لا نربي الكلاب ، ليس لائقاً ....
قال نعمان بهدوء وهو يرتشف الشاي :
ــ بالتأكيد سأفعل ، أنا مشغول بعملي والتزاماتي وليس لديّ الوقت ولا الرغبة لرعايته ..

أجابه والده برضى :
ــ حسناً تفعل يا بُنيّ ...
انتفض نبيل من جلسته وقال :
ــ سيبقى هنا ... هذا الجرو الصغير إسمه ليلو وسيبقى هنا ...
ــ ليس لك الحق لتقرير شيء من ذلك ، هذهِ ليست لك ، نعمان من جاء بالجرو إلى المنزل وهو المسؤول عنه وعن مصيره ، هل فهمت ؟
قال الأب بصرامة .
نظرت الأم إلى نبيل بانزعاج وقالت :
ــ لا ترفع صوتك أمام والدك أيها الولد ، الجرو يجب إعادته إلى المكان الذي وجدوه فيه وانتهى الأمر ، أي اعتراض مرفوض ..
ــ بل سيبقى ...
عقَّبَ  نبيل مؤكداً .
أخذ الغضب من الأم مأخذاً ، وهي التي لم تتعود من ولدها هذا التحدي :
ــ قلتُ لك لن يبقى .. عليك احترام رغبة العائلة ... إسمع ما يقوله لك والدك أيها المراهق ...
كرَّرَ الأب بحزم  :
ــ الموضوع ليس بحاجة للنقاش .. قلتُ  إن الجرو لن يبقى معنا ... لا أريد جدالاً .....
حزن نبيل جداً للأمر ، وقال موضحاً :
ــ لكنني أحبه وأريده أن يبقى ، أنا من سأعتني به ...
صرخ الأب بغضب :
ــ منذ أن جاء هذا الجرو وأنت تُعارض وتخلق المشاكل للعائلة ..
أغرورقت عينا نبيل بالدموع وقال :
ــ لكنني أحبه وأريدهُ أن يبقى ...
شعر نعمان بأن عليه أن يتدخل لتهدئة الأحوال فترجى والده أن يسمح للجرو بالبقاء بضعة أيام أُخر حتى يرون ما سيكون من أمره ، فكر الوالد لبرهة ثم أومأ برأسه موافقاً وأردف قائلاً :
ــ فقط بضعة أيامٍ أخرى لا غيرها ....

ترك نبيل الغرفة وهرع إلى سطح المنزل ، وبدأ بعمل بيت صغير للجرو من الكارتون المقوى الذي كان يستعمله لوضع بعض أدوات التمارين الرياضية ، وبعد أن انتهى من ترتيبه قص له باباً فيه ، وقبل أن يثبته على الأرض غطى الأرضية بأكياس نايلون سميك لأنهم كانوا قد بلطوا السطح بالقطران ( القير ) ليزداد السقف قوة وتماسكاً مانعاً أي نضوحٍ للماء داخل المنزل منه ، ثم قام بوضع حاجزٍ خشبي عالٍ على مسافة حتى لا يتلطخ ليلو بالقطران ، وبعد أن أتمّ كل هذا العمل شعر بارتياحٍ كبير وأخذ الجرو الصغير  ووضعه في بيته الذي صنعه له ، وجلس إلى جانبه يلاعبه ويقرأ بين الحين والحين عن الغذاء الذي يجب تقديمه للجراء وكيفية رعايتها والاعتناء بها ، وكل ما يتعلق بالموضوع ، كان يشعر برغبة ملحة لمعرفة كل شيء عن ذلك ..
أما ليلو فترك بيته الجديد بسرعة وقفز للجلوس في حضن نبيل يعض أصابعه تارة ، أو يسحب ملابسه أُخرى أو يُقطِّعُ في حذائه ، وكان نبيل يبتسم ويقول له مداعباً إيّاه :
ــ أيها المشاكس أحرقت قلب والدتك ، لكنني سأعتني بك ، لن أتركك أبداً ... أنت في رعايتي وحمايتي ...
 
مرت بضعة أيام وصار ليلو المشاكس قادراً على الحركة أكثر ، فعبر الحاجز الخشبي العالي الذي صنعه نبيل لحمايته ووقع في القير ، فالتصق به الكثير منه ، وحصلت خلال تلك الفترة الكثير من المشادات بين نبيل والعائلة لأنهم كانوا مصرين على إعادته إلى حيث عُثِرَ عليه ، ونبيل يحاول أن يُعيق كل محاولاتهم  ويُفشِلها ،  واستمر الحال على هذا المنوال لفترة ما كان خلالها نبيل يحاول أن يعثر على عيادة طبية بيطرية ليأخذ ليلو إليها ليخلصه من القير الذي لصق به ، وهو لا يدري ماذا يفعل لينقذه منه إذ لم تكن لديه الكثير من المعلومات حول تربية الكلاب ، فليلو هو كلبه الأول  ، وعن طريق أحد المعارف توصل لعنوان  إحدى العيادات المختصة بذلك وقرر أن يأخذه إليها في اليوم التالي ، حاول أن يزيل القير عن ليلو ببضعة قطرات من البنزين جرَّبها على مكان صغير من قدم ليلو ، لكن ليلو صار ينبح ويرفض ، فندم نبيل على عمله وقال لليلو بحنان :
ــ آسف ، هل آذيتك  يا صغير ؟
فأمسك بقدمه بحنان وغسلها بالماء وكفّ عن المحاولة وقرر أن ينتظر للغد ليأخذه للعيادة كأفضل حلّ .
وفي اليوم التالي آخر أيام عام 2017 م ، وبينما كان نبيل في ساحة الدار الخارجية يُمارِس بعض التمارين الرياضية ، نزل والده من السطح حاملاً الكلب ليلو تحت إبطه ، فتوقف عن متابعة تمارينه وسأله  :
ــ إلى أين تأخذ ليلو يا والدي ؟
أجابه :
ــ أخبرتك لا يجوز أن يبقى في المنزل ويجب إعادته إلى مكانهِ في الشارع ...
سارع نبيل إلى حيث والده وحاول أن يأخذ الكلب منه ، لكن والده صاح فيه :
ــ ماذا تفعل يا ولد ؟ ، سبق وأن حذرتك إنه ليس شأنك ، أهتم بدراستك ولا تتدخل فيما لا يعنيك ، شقيقك نعمان هو من آتى بالكلب للبيت ، وهو الذي يملك حق التصرف بشأن الكلب ، ولقد اتفقنا على إعادة الكلب إلى حيث كان ، فابتعد عن طريقي ....
خرجت الأم مسرعة من الغرفة وهي تسمع صوت زوجها الغاضب ، وبادرت ولدها :
ــ ما بك يا ولد ، لماذا تعارضُ وتُسبِّبُ لوالدك ولنا المشاكل ، هل تريد أن يُصاب والدك بالجلطة بسببك ، كلنا لا نوافق على إبقاء الكلب بيننا هل فهمت ؟ ابتعد عن طريق والدك ولا تزعجه ...
واستمر الشجار بين نبيل ووالديه ، حتى صرخت فيه والدته بعصبية وقالت :
ــ عليك الاختيار ، نحن أم ليلو ، فإن أصريت على بقاء ليلو في المنزل فلا مكان لك في العائلة ...
أشتدَّت وطأة الحزن على نبيل وتلبَّسهُ الغضب فغاب لدقائق في غرفته ، ثم خرج منها مسرعاً بحقيبة ملابسه ، و صفق الباب خلفه بعنف ، تاركاً والداه في انذهالٍ وتعجب  .
ترك نبيل المنزل ولجأ لبيت صديقه عازماً على أن لا يعود لعائلته ، كان حزيناً جداً ومتعباً وحائراً ، وفي فوضى حزنه وألمه وغضبه فاته أن يفكر في مصير ليلو الذي تركه بين يديّ والده .
أخذ الوالد الجرو ليلو بسيارته وأطلقه في إحدى المحطات ، وحين عاد في المساء كان يُخامِرهُ الأمل بعودة إبنهِ للمنزل  ، لكن نبيل لم يَعُد ، حاول الوالد الاتصال به مرَّات ومرَّات ، لكنه رفض الرد على هذهِ المكالمات الهاتفية وأهملها ، فأصاب القلق قلب الوالد وشرع يتصل بكل الأصدقاء مُستفسراً عن إبنه ، وحين عرف مكانه زفّ الخبر لزوجته فأطمأنا عليه ، وظلا يتشبثان بأصدقائه لإخباره بعروضهما وإقناعه بالعودة ، لكن نبيل كان مصراً على موقفه .
 
أخبر لطيف في مكالمة هاتفية أخوه نبيل بأمر إبعاد ليلو عن المنزل ورميه إلى الشارع ، فأظلمت الدنيا في عينيّ نبيل وشعر بأنّ أغلى ما لديه قد سُلب منه ، وسأل شقيقه بحرقة  :
ــ أين رموا به ، أين ،  ألا تعرف ؟
أجاب لطيف بحزن :
ــ ليتني أعلم لأخبرتك ، أنا أيضاً حزينٌ جداً ، لو كنتَ هنا لما استطاعوا رميه .

جُنَّ جنون نبيل ولم يعد قادراً على التفكير في حل ، صار يقطع الغرفة جيئة وذهاباً ،  وهو منغمر في حزن محموم ، والأسئلة تحولت في رأسه طنيناً  : أين رموه ؟ لماذا ؟ ماذا يأكل الآن ؟ من أين يشرب ؟ ما حاله ؟ ما مصيره دون حماية وهو لا زال جرواً صغيراً ؟ ، هذهِ الأسئلة جرته إلى الشعور بألم الأم وعمقه حين تفقد ولدها أو يضيع منها ، حاول صديقه التخفيف عنه ، لكن من دون جدوى ، وصار يفكر أين يبحث عنه ؟ من أين يبدأ ؟ عليه أن يعرف مكانه قبل أن يقع له مكروه .
اتصل بوالده وسأله عن المكان الذي رمى فيه الكلب ، لكن والده رفض إخباره وحاول أن يُغريه ببدائل عديدة فعرضَ عليه أن يُجازيه بشراءِ الآلة الموسيقيَّة التي يُحبها له إن تخلى عن فكرة تبني ليلو والعودة إلى العائلة ومتابعة حياته السابقة ، لكن نبيل رفض ذلك رفضاً قاطعاً ، وقال لوالده بأن لا شيء يرضيه غير عودة ليلو ، غير أن الوالد ظلَّ مصراً على موقفِهِ وواصلَ عرضَ البدائل على نبيل ، علَّ واحدةً منها تُصيب مِنهُ المنال . 
وكانت السنة الجديدة في أول يومها قد دارت ، والناس تحتفل ، بينما نبيل قد غرق في لجةِ حزنٍ عميق لا يعرف طريقاً للخروجِ  منهُ ، اتصلت به والدته فرفض مُجدداً كل العروض التي قدمتها له لإقناعه بالعودة دون ليلو ، بعدها اتصل به والده وحاول أيضاً إرضاءه وإغراءه بالعودة للمنزل لكن نبيل كان يبكي بحرقة وقال لوالده :
ــ لن أعود للمنزل دون ليلو ، حتى لو اضطررتُ أن أذرع شوارع البصرة شبراً ، شبراً بحثاً عنه .
أجابه والده بحنان :
ــ يا بني ، إنه مجرد كلب ، ما بك ، هل تتركنا لأجله ؟
قالَ نبيل من بين دموعه :
ــ لن أعود إلاَّ بِرفقتهِ  ، قل لي أين رميته ، أرجوك ؟
ردَّ الوالد بإصرار :
ــ لا ، لن أُخبرك ، أيها العنيد ..
قال نبيل مُعاتباً :
ــ منذُ متى وأنتَ تقسو على أولادك هكذا ؟ ما الذي جرى ، لقد عرفناك أباً حنوناً وطيباً ، لماذا تفعلُ هذا بي ؟ لماذا تعذبني ؟
رقّ قلب والده ، ونطقَ  باستسلام :
ــ محطة كراج السيارات ...
أفلتت يدهُ الهاتف ، وصار يردد مع نفسه " محطة كراج السيارات ، نعم محطة كراج السيارت ..... "  ، وهرول خارجاً متجهاً نحو المحطة  ، ثم أخذ يركض بأقصى سرعته حتَّى بلغها ، ووقف في وسط الساحة والدموع تنهال من عينيه ، ونادى بأعلى صوته :
ــ ليلو ...... ليلو .... ليلو ..
فإذا بكلبٍ يقف على بعدٍ منه ينظر إليه ويحرك رأسه يميناً ويساراً لبرهة ، ثم أخذ يركضُ باتجاهه مسرعاً إليه كالصاروخ ، وحين بلغه تشبث بساقهِ لا يريد أن يفلتها ، فاحتضنه نبيل بالقير الذي عليه وعاد به إلى المنزل ، وهو يشعر بالفرح والانتصار ، الآن هو من جاء بليلو للمنزل وهذا يعني إنه المسؤول عنه ولن يتمكن أحد من انتزاعه منه .
فرح الوالدان بعودة ولدهما إلى المنزل ، وتنازلا لأجل ذلك عن رفضهما لليلو رغم إنهما لم يكونا يُحبَّانه .

في اليوم التالي أخذ نبيل كلبه الجميل ليلو للمستشفى البيطري ، تلقفته يديّ الدكتور مجيد شهاب المشهور بحبه ورعايته للحيوانات ومتابعته لأحوالهم الصحية ، فأحاطه بكل رعايةٍ واهتمامٍ وأزال عنه ما علِقَ بهِ من قطران ، وبعد أن أتمّ عمله حمله بين ذراعيه بلطف ومسَّد على ظهره برأفة ولطف وووضعه بين يديّ نبيل قائلاً له :
ــ هذا الحيوان الجميل هو أمانة في عنقك ، عليك أن تحبه وترعاه وتهتم به وتحميه من كل أذى ، إنه مسؤوليتك أمام ضميرك والآخرين ....
ردّ نبيل بفرح :
ــ إطمئن دكتور إنه معي وفي حمايتي ، شكراً لك .

عاد نبيل بليلو إلى المنزل فرِحاً ، وهو يشعر بأنه قد أدى عملاً طيباً خيِّراً ، وبأنّه قد تعرَّف على طبيبٍ مُميّز نذر كل وقته وجهوده في خدمة هذهِ الكائنات الجميلة ورعايتها .

 

عملية إزالة القطران ( الجير ،  الزفت ) من الكلب ليلو :

https://www.youtube.com/watch?v=6ibWIefCTjI


 
مرّت  الأيام وانقلب حال العائلة فصارت كلها تحب ليلو وتعتني به  ، وكان الوالد  وفي كُلِّ يومٍ لدى عودته من عمله يُكافِئُ ليلو الذي يُسارِعُ لاستقبالهِ بقطعةٍ من الصوصج البيطري والتي كان يشتريها خصيصاً له إِذْ كانَ يُحبّها جِدّاً ويتلذَّذُ بأكلِها ، بينما كانت الوالدة تُعلِّقُ على ذلك بسرور :
ــ إنه يستحقها ، فهو كلبٌ ذكيٌ وجميلٌ ووفي ....
الكلب ليلو صار ينتمي لعائلة تُحبّهُ وتحنو عليه وتَحميه . 
 


المصادر :
1 ــ الأخ حسن عبد الرزاق .
شكراً لتعاونه وتواصله .

2 ــ الدكتور مجيد شهاب العبادي .
جزيل الشكر له .

3 ــ رابط فيديو إزالة القطران عن الكلب ليلو .

https://www.youtube.com/watch?v=6ibWIefCTjI


ـــــــــــــــــــــــــــــــ
خالص الشكر والتقدير للأخ باسم روفائيل والذي بذل جهداً في ترتيب الصور وإعدادها لتظهر بالشكل الذي هي عليه في الموضوع أعلاه .




40

صفحة المهى / 5                                                                             
                                                                           
( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري  )           
 من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل   
                                                 




بعض الملاحظات الهامة في تربية الكلاب               
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                 
بقلم : شذى توما مرقوس                         
السبت 15 / 3 / 2014 م ــ الأحد 11 / 2 / 2018 م         

بعض الأساسيات في رعاية الكلاب عند تربيتها : ــ                                   

1 ــ من المهم جداً أن يُفرد للكلب مكان صغير خاص به ( سلَّة بها فرشة ) ليلجأ إليها الكلب كلما رغب في بعض الراحة أو الأنفراد .                               

2 ــ المواد الضارَّة للكلاب :                                                                 
يجب الامتناع عن إعطاء الكلاب المواد التالية لأضرارها : ــ                       
الكحول ، ثمرة الأفوكادو ، البصل ، الثوم ، القهوة ، الشاي ، العنب ، الزبيب بكل أشكاله ، فستق العبيد ، الكستناء ، الحليب ، الشكولاته ، اللحم الغير المطبوخ  ، الفلفل الأخضر ، الطماطة .                                                                   

( ملاحظة : سأقوم في مقالة لاحقة بشرحٍ مُفصَّل عن ذلك مع توضيح الأسباب ) .

3 ــ أعقاب السكائر ضارَّة جداً للكلب ولذا يجب منع الكلب من أخذ أعقاب السجائر عن الأرض ، وأيضاً عدم استعمال منفضات السجائر لوضع الأكل أو الماء فيها للكلب .                                                                             
 
4 ــ الملح في طعام الكلاب  :                                                               
على ما يبدو لم تحسم الدراسات والبحوث الشأن في هذا حيث لا زالت غير متفقة  تماماً على مدى الكمية المحددة بالضبط من حاجة جسم الكلب للملح ، المتوفر هو تقديرات يُنصح بها صادرة عن بعض الدراسات والمصادر .                     
الطعام الجاهز ( الرطب أو الجاف ) المتوفر في الأسواق للكلاب يحتوي على نسبة من الناتريوم  .                                                                         
تذكرُ بعض المصادر إن جسم الكلب يحتاج للناتريوم بمقدار 50 ملغم لكل كيلو غرام في اليوم الواحد ، ومن الكلوريد 75 ملغم لكل كيلو غرام في اليوم الواحد .
واحد غرام من ملح الطعام يحتوي على 0,4 غرام من الناتريوم ، وعلى 0,6 غرام من الكلوريد .                                                                           
جسم الكلب يحتاج للملح لإنتاج الأملاح المِعديَّة ( الداخلة في تركيب عصارات المعدة  ) وللمحافظة على بناء سليم وصحيح للاستجابات العصبية ( عمل العصب ) .                                                                                       
ومعدة الكلب تحتاج لهذهِ الأملاح لهضم اللحوم ، ولهذا فالتغذية الفقيرة جداً بالملح تؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة للكلب ، وبالمقابل زيادة نسبة الملح في طعام الكلاب يَضُرُّ كثيراً بصحة الكلب وعلى المربين مراعاة هذا الأمر وأخذه بعين الأهمية والاعتبار والجديَّة  .                                                         
الملح موجود في الخبز بأشكاله ، في اللحوم ، في الجبن ، ..... وإلخ .             

( ملاحظة : الغرام الواحد يساوي 1000 مليغرام ــ ملغم ــ ) .                       


5 ــ اللحوم : يمكن للكلب أكل لحم الأبقار ، الأغنام ، الدجاج ، العجل ، الضان ، الديك الرومي ، الأرانب ، الكانينشن .                                                 
أما لحم الخنزير فيجب طبخه جيداً ولوقت كافٍ قبل إعطائه للكلب ، لأن الهربس فايروس في حال وجوده في لحم الخنزير يتسبب في عواقب لا محمودة .         
كذلك السمك لا يُفضل إعطائه للكلب بسبب العظام الدقيقة فيه  .                     
بالنسبة للحم الدجاج  يجب إزالة كل العظام منه تماماً لأن عظام الدجاج صغيرة وتسبب للكلب مشاكل كالاختناق بها ...... إلخ .                                         

6 ــ تعتمد تغذية الكلب على جزئين : لحوم زائداً نبات ، لكن نسبة اللحوم يجب أن تكون أكبر لأن معدة الكلب قادرة على هضم اللحوم بكفاءة أكبر بكثير من هضم الخضار ،  أي 70 % لحوم ، 30 % نبات ( خضروات وفواكه : الجزر ، الفلفل الأحمر أو الأصفر ، الرز المسلوق ، القرع أي الشِجَر ، البازاليا ، الأناناس ، التفاح  ) . 
( ملاحظة : الفلفل الأخضر لا يُعطى للكلب  وسآتي على شرح ذلك في مقالة لاحقة  ) .

 7 ــ المُتعارف عليه يحتاج الكلب بحدود 20 ــ 25 غرام من اللحم لكل كيلوغرام واحد من وزن الحيوان ، أي إذا كان وزن الحيوان خمس كيلوات مثلاً فإنه يحتاج إلى 100 غرام ــ 125 غرام من اللحم يومياً .                                         

8 ــ الحليب يُعطى للكلب إلى  عمر ستة أشهر .                                         

9 ــ مواعيد الطعام : ثلاث وجبات ، أو وجبتين باليوم ، أو وجبة واحدة يومياً مستوفية لكافة الاحتياجات الغذائية التي يحتاجها الكلب في غذائه .                 
ومن المهم جداً أن يكون وعاء الطعام نظيف ، فالصحن الغير النظيف الذي لازالت بقايا الطعام عالقة به ومتيبسة أو متفسخة تشجع البكتريا على النمو ، ولهذا من الضروري الاهتمام بنظافة الصحن الذي يأكل فيه الكلب .                 

10ــ الماء : يُوضع الماء في وعاء نظيف للكلب ، وكلما زاد عدد مرات تبديل الماء كان ذلك أفضل  .                                                                 

11 ــ الاستحمام :                                                                             
يذهب البعض إلى إمكانية تحميم الكلب كلما دعت الحاجة إلى ذلك ، وهناك بعض المختصين ينصحون بتحميم الكلب مرتين فقط في السنة أو ثلاث مرات بالشامبو الخاص بالكلاب .                                                                             
 لايجوز استعمال شامبو البشر إطلاقاً ولا يُفضَّلُ استعمال شامبو الأطفال ، ولكن يجوز تحميم الكلب بالماء فقط دون شامبو كلما دعت الضرورة ( زيادة على التحميم مرتين أو ثلاثة بالسنة ) .                                                         
السبب في ذلك إن تحميم الكلب بكثرة يؤدي إلى إزالة الطبقة الدهنية الواقية فوق الجلد والتي يحتاجها الكلب جداً للحماية فيصبح معرضاً للإصابة ويعرضهُ للأمراض حيث تضعف المناعة لديه ( مثلاً كثرة الاستحمام يؤدي إلى الحكة الشديدة عند الكلب ، التهابات جلدية ، الأكزيما الجلدية ، الحساسية ، تساقط الشعر ، إصابة الكلب بأمراض أخرى تتطور بسبب نقص المناعة ونتيجة للأكزيما وتساقط الشعر والحساسية والحكة )  .                                         
عدم توجيه المياه أثناء تحميم الكلب لعينيه أو داخل أذنيه ، إذ يمكن تنظيف عيني الكلب بقطعة قطن أو شاش طبي نظيف مبلل بماء دافئ وذلك بتمرير القطن أو الشاش على عيني الكلب برفق ورقة دون الحاجة للضغط بقوة على عيني الكلب .
عدم القلق بشأن تحميم الكلب ( مرتان في العام كافية ) لأن الكلب حيوان نظيف يعتني بنظافته ويتعلم حسن السلوك بالمحبة والتفهم من قِبل صاحبه .             

12 ــ في الحيوانات ذات الشعر من الضروري جداً تمشيط شعر الحيوان على الأقل مرتين بالأسبوع باستعمال مشط خاص للكلاب ويجري التمشيط بهدوء وعدم تسبيب الأذى أو الجروح للحيوان .                                               
كما يجب حلاقة شعر الحيوان بين الحين والآخر أي قص الشعر ، في الشتاء لايُنصح بقصه قصيراً جداً ، لكن في الصيف يمكن ذلك ، وفي كل الأحوال يمكن قص الشعر بطول وسط أي لا طويل جداً ولا قصير جداً ، ولكن يمكن ترك الشعر طويلاً إن أراد صاحب الحيوان ذلك بشرط قدرته على العناية به وتمشيط الكلب 2 ــ 3 مرات بالأسبوع .                                                                         
لدى قص الشعر يجب الحذر جداً حتى لا يتسبب قص الشعر في جروح للحيوان أوقص الجلد معه ، ولذا يجب القص بهدوء وبعناية والانتباه لرد فعل الكلب ففي الغالب ينبه الكلب صاحبه إلى أن التمشيط أو القص عنيف مثلاً ، أو يؤلمه ، أو إنه قريب جداً من جلد الحيوان وقد يقصه مع الشعر ، فالأفضل عدم توبيخ الكلب وإنما محاولة معرفة ما يعنيه الكلب لأن الكلب يساعد صاحبه بإرشاده إلى الكثير مما يجب أن يأخذه بعين الاعتبار ، فحين يشعر بألم أو يصرخ علينا ملاحظة الخطأ الذي نكون قد ارتكبناه في القص أو أذى ما ، كما يجب الحذر من عدم توجيه حافة المقص الحادة باتجاه العيون .                                             
إن عمليتي تمشيط الشعر وقصه تمنع تكون العقد في الشعر والتي تكون مرتعاً خصباً للأوساخ أو البكتريا أو الطفيليات ...... إلخ وتُسبب الحكة للكلب ،  والحرص على تمشيط الكلب لمرتين في الأسبوع يجعل الكلب يشعر بالراحة .   

13 ــ تنظيف أُذني الكلب أيضاً ضروري بين فترة وأخرى ، محاولة إزالة الشعر المتجمع داخل أذن الكلب ( الشعر الظاهر فقط ،عدم إدخال الأصبع أو عود أو قلم أو شيء آخر في أذن الكلب ) ، في حالة عدم الاهتمام بأذني الكلب وترك الشعر يتجمع فيها يؤدي ذلك إلى التهابات متكررة في الأذن وقد تقود بعض الحالات الشديدة والمتطورة جداً إلى الصمم .                                                       

14 ــ الطريقة الشائعة لتَعرُّف الكلاب على العالم من حولها هي الشم ، فإن كان هناك شيء ما يحاول الكلب التعرف على ماهيته فإنه يقترب منه بحذر ويشمه ولهذا فليس من داعٍ لنهر الكلب والصراخ به وتوبيخه إن اقترب بأنفه من صحن ما ، فكما الإنسان يتعرف بالنظر على الأشياء يفعل الكلب ذلك بالشم .             
 
15ــ يحتاج الكلب يومياً نزهة لمرتين ، مدة النزهة على الأقل نصف ساعة ، واحدة صباحاً وأخرى مساءاً ( لقضاء حاجته ، للاختلاط ببقية الكلاب ، ليلعب ويُقوي حواسه وعضلاته  ، وأيضاً ليكون في تماس مع الطبيعة التي هو جزء منها ، كما  هي مُهمة جداً لنفسيته حيث يصبح ودوداً وتقل عصبيته ، ...... وإلخ من أسباب أخرى متعددة ) ، وكلما زاد عدد مرات التنزه والتمشي  وزاد الوقت كان ذلك أفضل  .                                                                             
في حالة توفر المنزل على حديقة فيمكن للكلب قضاء أوقات كثيرة فيها وهذا أيضاً مفيد .                                                                                     
 
16ــ التلقيحات والتحصينات :                                                             
من الضروري متابعة التلقيحات والتحصينات للكلاب ضد الأمراض (  الأمراض : كاناين ديستمبر ، بارفو فايروس ، التهاب الكبد ، البارا انفلاونزا ، أدينو فايروس ، ليبتوسبايروسا ........ وإلخ ) ، وفي هذا الشأن يجب مراجعة الطبيب البيطري .

17 ــ طاردات الديدان                                                                         
من الضروري أن يأخذ الكلب كل ستة أشهر حبوب ضد الديدان               
Antiworm

 ( ويُنصح بإعطاء طارد الديدان للكلب كل ثلاثة أشهر في حالة وجود أطفال في العائلة ) .


 18 ــ في فترة الصيف يمكن الاستعانة بأَمبولة فرونت لاين ، أو ادفانتكس ، أو غيرها
Frontline
Advantix

( ملاحظة : هناك أدوية أخرى متعددة ومتنوعة لنفس الغرض متوفرة في العيادات البيطرية )

هذهِ الأمبولات ( متوفرة في العيادات البيطرية ) فيها محلول ضد القراد والقمل ...... وإلخ  ، يتم تنقيط الأمبولة وتوزيع محتواها على ظهر الكلب وسطياً ابتداءً من نهاية الرقبة ، ويتم التنقيط بعد إزاحة الشعر باليد عن المنطقة وعصر نقطة من المحلول فوقها دون الحاجة لدعكها بالجلد ، وهكذا النقطة التالية .             
يُفضل لبس الكفوف عند توزيع المحلول على ظهر الحيوان كما يجب غسل اليدين جيداً بعد الانتهاء وعدم لمس المنطقة باليد لمدة أربعة وعشرين ساعة ، لأن المادة مُضِرَّة للإنسان .                                                                 
ربما في البلدان الأخرى توجد إِمكانيات أخرى لأدوية أخرى متنوعة لذا يجب الأخذ بإرشادات الطبيب البيطري ، وكذلك قراءة القائمة المعلوماتية المرافقة للدواء بعناية .                                                                                 
وهذا الإجراء ضروري لحماية الحيوان من التعرض للإصابة بالقراد والقمل وغيره .                                                                                         

19 ــ الاعتناء بأَسنان الكلب :                                                               
الحاجة تُصبح ملحة وضرورية للاعتناء بأَسنان الكلب بشكل مركز  بعد عمر ثلاث سنوات حيث توجد محاليل خاصة لذلك ، وكذلك معجون أسنان خاص للكلاب ، وفرشات أسنان خاصة للكلاب .                                                 

20 ــ تقليم الأظافر ( المخالب ) :                                                         
من الضروري الانتباه إلى المخالب وتقليمها كلما احتاج الأمر إلى ذلك ، وهي عملية مماثلة لما في الإنسان عندما يراعي أظافره ويقوم بقصها كلما طالت .
في حالة الكلاب التي تمشي كثيراً تقل لديها الحاجة إلى قص مخالبها لأن المخالب تكون في تماس واحتكاك بالأرضية التي يسير عليها الكلب ( الشارع ، المتنزه .... إلخ ) ، هذا الاحتكاك يقوم بعمل المبرد ، أما في الكلاب المحصورة في المنزل ولا يخرج معها أصحابها للتنزه والتمشي فهي غالباً ما تُعاني من طول المخالب بسرعة .                                                                     
عند قص المخالب يجب ملاحظة القص بعناية وبطريقة صحيحة لا تؤذي الحيوان ولا تتسبب في نزف ، ولهذا فالأفضل قص قطعة صغيرة جداً من المخالب لتجنب التسبب في نزف منها ، ولتجنب ذلك ( النزف )  يجب الانتباه إلى الحد الفاصل في المخالب حيث توجد المنطقة الوردية الداخلية المتجهة نحو جسم الحيوان ( في الصورة أدناه ) وهي تمثل نهاية العصب  ، تليها المنطقة الخالية منها ، ويجب أن يكون القص بعيداً عن نهاية العصب ولا يمسَّهُ  .                           

 

إن حدث ونزف المخلب نتيجة القص فبالإمكان الضغط بقطعة صابونة ( صابون غسل اليدين ) على منطقة النزف لحين توقفه ، هذا إن كان النزف بسيطاً ، وفي كل الأحوال يُفضل الاستعانة بالطبيب البيطري لقص الأظافر أو بالمختصين من العاملين في مجال تربية الكلاب .                                                           


   21 ــ فحص الأقدام على الأقل مرتين بالأسبوع للتأكد من عدم وجود أجسام غريبة عالقة بين الأصابع ، أو في تجويف القدم وباطنها مثل : حجارة ، شوكة ، قطعة زجاج .... إلخ ، فبوجود الجسم الغريب وعدم إزالته يحدث التهابات وجروح ومضاعفات .                                                                         
يجب إزالة الجسم الغريب بعناية ولطف وانتباه ورَويَّة .                               
 
22 ــ تنظيف الغدتين الشرجيتين ( وهما غدتان شرجيتان تقعان على جانبي فتحة المخرج للكلب بترتيب الساعة الرابعة والساعة الثامنة ) : ويتم ذلك بعصرها بين فترة وأخرى ، وعند عدم الاعتناء بها تحدث التهابات وتقيحات فيها تؤذي الحيوان جداً ، فعندما تلاحظ إن الحيوان يزحف مؤخرته ويسحلها بالأرضية لمسافة ما ، أو يعاني من ألم عند التغوط ، أو لديه صعوبة في التغوط ، أو يحاول أن يطال ذَنَبَهُ بأسنانه ، فهذهِ كلها علامات تدعو لِمُطالعة حال الغدتين الشرجيتين .                                                                                 
ولتفريغ الغدتين الشرجيتين بطريقة نظيفة يُمكن استعمال مناديل ورقية نظيفة لتخرج الإفرازات فوقها ولا تتناثر هنا وهناك .                                           


[ ملاحظة : الرسوم التوضيحية ( عن : المخلب ، الغدتين الشرجيتين) هي من رسمي حاولتُ قدر الإمكان جعلها جيدة ، مع الشكر للمتابعات والمتابعين ]  .


صورة من الانترنيت للتوضيح أكثر : ــ

 

للراغبات والراغبين في توضيحات أكثر في كيفية تفريغ الغدتين الشرجيتين مراجعة هذهِ الروابط :
 
(1 )

https://www.youtube.com/watch?v=nJQjZPTNON4

How to Express Anal Sacs


( 2 )

https://www.youtube.com/watch?v=_pU5rxbNp8A

Pugs SOS's Anal Glands



 ( 3 )

https://www.youtube.com/watch?v=TYGLk411ZB4

Analdrüse beim Hund ausdrücken


( 4 )
https://www.youtube.com/watch?v=F38gO0msax4

Analdrüsen ausdrücken ( Seminar Video)


41

 
صفحة المهى ( 4 )

   

( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري  /  4  )
من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل

الكانينشن الأَنغورا في صِناعةِ الأَزْياء                 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ               

بقلم : شذى توما مرقوس                    
السبت 7 / 12 / 2013  ــ الثلاثاء 5 / 12 / 2017 م .   

( 1 )                                                                                             

كما هو مَعْروف فإِنَّ المادةَ الأَوليَّة لِصِناعةِ قِماشِ الكشْمير مَثَلاً هي صُوف ماعِز كشْمير ( في الهند )  ، والمُوهير يَتِمُّ الحُصول عَلَيْهِ مِنْ ماعِز الأَنغورا  ، والميرينو مِنْ صُوفِ خِرافِ الميرينو ، أَمَّا الأَنغورا فالمادَة الأَوليَّة لِصِناعتِهِ تُؤْخذُ مِنْ الكانينشن الأَنغورا .                                                             
الأَنغورا هي جِزْءٌ لايَتَجزَأُ مِنْ مَعامِلِ صِناعةِ الأَزْياء ( البَلوفر ، المَلابِس الداخليَّة ، الجواريب ...... وغَيْرها ) ، مُنظَّمة حِمايَة حُقوقِ الحيَوان ــ بيتا ــ لأَوَّلِ مَرَّة تَتَمكَّنُ مِنْ تَسْجيلِ وتَوْثيقِ طَرِيقةِ الحُصول على الأَنغورا مِنْ حيَواناتِ الكانينشن في هذهِ المعامِل ، وهي طَرِيقة مُؤْثِّرَة ومُرَوِّعة ( تَهُزُّ وجْدانَ كُلِّ مَنْ يَراها ) .   
فَهَلْ فكَّر أَيٌّ مِنَّا في الطُرُقِ المُتَبعةِ لِلحُصولِ على هذهِ المادَةِ الخامِ مِنْ حيَواناتِ الكانينشن الأَنغورا ؟                                                                         
في هذا الشَريط ( الفيديو )  واحِدَةٌ مِنْ الطُرُقِ المُتَبعةِ : 

https://www.youtube.com/watch?v=ADu_Wu4yiiw

مُلاحظَة : ما قُمْتُ بِتَرْجَمَتِهِ ( فيما يَخُصُّ المَقَالَة هذِهِ ) مِنْ الشَرِيط أَعْلاه هو مِنْ الدقِيقَة الثَالِثَة و ( 28 ) ثَانيَة حتَّى الدَقِيقَة الخَامِسَة و ( 28 ) ثَانيَة  .
                             
 تَحْتَ عِنْوان :                                                                                 
صُوف الأَنغورا ( فِراء الأَنغورا ، شَعْر الأَنغورا ) ..... رُعْب لِلكانينشن .         
تَبْدأُ حِكايَة الرُعْبِ والذُعْرِ الَّتِي يَتَعرَّضُ لَها هذا الحيَوانُ الودِيع المُسالِم .       

أُترجِمُ لكُم مُحْتَوى الشَرِيط عَن الأَلمانيَّة إِلى العربيَّة  [ التَرْجَمَة مِنْ الدقِيقَة الثَالِثَة و ( 28 ) ثَانيَة حتَّى الدَقِيقَة الخَامِسَة و ( 28 ) ثَانيَة  ] فيما يَخُصُّ المَقَالَة هذِهِ :

كُلّ عامٍ تَفِيضُ المَحلات بِالأَنغورا ( بلوفرات وإِكْسِسْوارات مُخْتَلِفَة أُخْرَى )  .   
قلِيلٌ مِنْ النَّاسِ يَعْرِفونَ كيْفِيَّةَ الحُصولِ على هذا الصُوف ( الشَعْر) بِالضَبْط .     
في هذا الفيديو يُمْكِنُ مُشَاهدَة كيْفَ يَقومُ العامِلون بِنَتْفِ الشَعْرِ عَنْ جِلْدِ  الكانينشن بِالقُوَّة والحَيَوان يَصْرخُ ويَصِيحُ مِنْ شِدَّةِ آلامِهِ .                           
هذهِ الحيَوانات الودِيعة الحسَّاسَة نَجِدُها في حالَةٍ سيئَةٍ جِدَّاً بَعْدَ أَنْ يُنْتَفُ عَنْها شَعْرَها ويُنْتَزَعُ بِالقُوَّة بِحَيْث إِنَّها غالِباً ما تَغْدو غَيْر قادِرَةٍ على الحَرَكةِ في قَفَصِها الصَغير القَذِر .                                                                       
أَخيراً ، بَعْدَ كُلِّ هذا العذاب الَّذِي تُقاسِيهِ حيَوانات الكانينشن كُلّ ثَلاثَةِ أَشْهُر مَرَّةً واحِدَة وعلى مَدَى 2 ــ 5 سنوات يَتِمُّ نَحْرَها والتَخَلُّص مِنْها .                         
أَيْضاً الكانينشن الَّتِي يُقَصُّ شَعْرَها بِالمِقَّصِ أَوْيُحْلَقُ بِالماكِنة تُعاني الكثِير ، حَيْثُ تُشَدُّ الأَطْرافُ الأَمامِيَّة والخَلْفِيَّة شَدَّاً مُحْكماً وهذا بِحَدِّ ذاتِهِ تَجْرُبة مُفْزِعة ومُرْعِبة وقَاسِية على الكانينشن كَوْنَها مِنْ الحيَواناتِ الَّتِي تَلُوذُ بِالفِرار والهَرَبِ عِنْدَ شُعُورِها بِالخَوْفِ أَوْ الخَطَرِ ، ماكِنة الحِلاقة تُسبِّبُ لَها جُرُوحاً سَطْحِيَّة أَوْ عميقَة مُؤْلِمة وهي تَتَقَلَّبُ وتَنْتَفِض في مُحاولةٍ يائسةٍ لِلنَجاةِ مما هي فيهِ .       
حوالي 90 % مِنْ الأنغورا مَصْدَرها الصِين حَيْثُ لاتُوجد عُقوبات رادِعة في حالاتِ إِساءَةِ التَعامُلِ مَعَ الحيَواناتِ وتَعْذِيبِها ، ولاتُوجد قوانين مُشَرَّعة تُنظِّمُ شَكْلَ التَعامُلِ مَعَ الحيَواناتِ وتَحْمي حُقوقَها .                                             
في الطَبيعةِ ؛ هذهِ الحيَوانات تَعيشُ في مَجْموعاتٍ بِبَهْجةٍ لِتَلْعبَ وتَتَحرَّكَ وتَبْني أَعْشَاشَها وتَبْحث عَنْ غِذائها بَعيداً عَنْ العذِابِ الَّذِي تَتَجرَّعهُ بِسبَبِ صُوفِها ، والَّذِي تُقْتَلُ بِسبَبِهِ أَيْضاً  .                                                                   
بإِمْكانك ايقاف مِثْل هذهِ المُعاناة لِلكانينشن ، عِنْدَما تَرْغبُ في شِراءِ بلوفر مَثَلاً ، أُنْظُر رَجاءً إِلى العلامة التِجارِيَّة المُرْفقَةِ بِهِ فإِنْ كانَ مَكْتُوباً عَلَيْها ــ أَنغورا ــ فأَتْرُك البلوفر على الرَفِّ ولاتَشْتَريه ، شُكْراً لك .                                       


Peta : stopp qualierei
بيتا ( مُنَظَّمة حِماية حُقوق الحيَوان ) ــ أَوْقِفوا تَعْذِيب الحيَوانات
( لا لِتَعْذيبِ الحيَوانات )

PETA.de/Angora
بيتا . ألمانيا / أَنغورا


 
ــــــــــــــــــــ
( 2 )                                                                                           

  الحيَوانات الَّتِي تَلُوذُ بِالفِرار والهَرَبِ :                                                   
 تَسْمِية تُطْلَقُ على الحيَواناتِ الَّتِي تَفرُّ هارِبَة عِنْدَ مُواجهةِ أَيِّ خَطَر ، أَوْ في حالةِ خَوْفِها وعَدَمِ شُعُورِها بِالأَمان ........ إلخ .                                               
مِنْ صِفاتِها أَنَّها تَجْفُلُ وتَنْفُرُ وتَجْزَعُ بِشِدَّة ، وتَشْعُرُ بِالخَوْفِ وعَدَم الأَمان ، وتَقَعُ في ارْتِباكٍ واضْطِرابٍ بِسُرْعة ، ورَدُّ فِعْلِها الفَوْرِيّ هو الهَرَب والفِرار لا المُواجهة .                                                                                       
الحِصان والأَيل والكانينشن تُعدُّ مِنْها .                                                     

اقْتِراح شَخْصيّ :                                                                               
أُفكِّرُ إِنَّهُ قَدْ تَصْلُحُ الإِشَارَة إِلى الحيَواناتِ الَّتِي تَلُوذُ بِالفِرار والهَرَبِ لِوَصْفِها اخْتِصاراً  إِحْدَى التَسْميات التَالية :                                                         
حيَوانات نافِرَة ، أَوْ حيَوانات نَفُور ، أَوْ حيَوانات جَزوع .                             
 

ــــــــــــــــــــــــــــ

( 3 )                                                                                             

في مَسْعى بَحْثِي في بَعْضِ المَجلاتِ والكُتُبِ العِلْمِيَّة ، وكذلِك القَواميس والمَعاجِم العرَبيَّة المُتوفِّرَة ( ألماني ــ عربي ، انكليزي ــ عربي ، ألماني ــ انكليزي ) ، إِضافَةً إِلى بَحْثِي في المَصادِرِ المُتَوفِّرَةِ على شَبَكةِ النت ، لَمْ أَعْثَرْ على كلِمةٍ عرَبيَّة مُسْتَقِلَّة مُرادِفة لِلكانينشن ولَمْ أَجِدْ سِوَى التَرْجمَة العرَبيَّة ـ أَرْنَب ـ ، حَيْثُ لَمْ أَعْثَرْ على مُفْرَدة مُسْتَقِّلة تُشِيرُ إِلى الكانينشن بِالعربيّ كما هو الحال بِالُلغتينِ الأَلمانِيَّة والانكليزِيَّة .                                                                         

 مُفْرَدة كانينشن تُتَرْجَم إِلى العرَبيَّة أَرْنَب ، لكِنْ في اللُغة الأَلمانِيَّة  مُفْرَدة أَرْنَب يُقالُ لَها :
Hase
ولَيْس كانينشن ، أَيْ في اللُغةِ الأَلمانِيَّة تُوجدُ مُفْرَدتَان لِلتَفْرِيقِ بَيْنَ الحيَوانينِ اللَّذَيْنِ يَنْتَميانِ إِلى نَفْسِ الفَصيلةِ  ، وهي مُفْرَدتي ، هازي وكانينشن .             
Hase
Kaninchen

أَمَّا في اللُغةِ الانكليزِيَّة فيُطْلقُ على الأَرْنَبِ :
Rabbit

وعلى الكانينشن :
Karnickel


( مُلاحظة : لِمَنْ لَهُ مَعْلومات أَوْفَر بِهذا الخُصوص فلْيُغْني هذهِ الصفْحة بِها مَشْكوراً  ) .                                                                                 

ـــــــــــــــــــــــــــ


 ( 4 )                                                                                           

مَعْلومات عامَّة عَنْ الكانينشن :                                                           

ــ يَعودُ أَصْلُ هذا الحيَوان كما جاءَ في بَعْضِ المَصادِرِ إِلى أَنقرة التُرْكيَّة ( قدِيماً أَنجورا ، والَّتِي كانَتْ بَلْدَة صَغِيرَة ثُمَّ اتسَعَتْ وتَطوَّرَتْ وصارَ يُطْلَقُ عَلَيْها فيما بَعْد أَنقرة ) وقَدْ قُيِّدَ وُجودَهُ في هذهِ المدِينة عام 1700 ميلادية ، ثُمَّ أنْتَشَرَ في بَقِيَّةِ دُولِ أُوربا .                                                                               
 
ــ كانينشن الأَنغورا لَهُ شَعْرٌ طَويلٌ وكثِيفٌ ولينٌ ، وأَلْوانهُ : أَزْرق ، بُنْي ، رَمادِي ، أَسْود ، ذَهَبي ، قُرنفُلي .                                                                 
ــ  حيَوانات الكانينشن وكذلِك الأَرانِب لاتَنْتَمي لِلقَوارِض ( الفِئْران ، الجرْذان ، .... إلخ ) .                                                                                   
ــ  حلِيبُ الأَبْقار والحلِيب المُنْتَج خصِيصاً  لِلقَهْوَة  كِلاهما مُضِرَّانِ لِلكانينشن بِشَكْلٍ قاتِل .                                                                                 
ــ طُول جِسْمِها يَصِلُ إِلى حوالي 40 سم .                                                 
ــ الكانينشن حيَوانات نَباتِيَّة تَتَغذَّى على الحشائشِ والأَعْشابِ وأَيْضاً الثِمار والفَواكِهِ والخضْراواتِ وعلى قِلَّةٍ مِن الحُبوبِ . ولِهذا يُنْصَحُ  بِعَدَمِ المُبالغَةِ في تَغْذِيتِها على الحُبوب .                                                                         
ــ فَتْرَةُ التَزاوجِ : في الرَبِيعِ والصيْفِ .                                                   
ــ التَزاوج بَيْنَ الكانينشن والأَرْنَب غَيْرُ مُمْكِن .                                           
ــ أَمَّا عَنْ وَزْنِ الكانينشن  فيَتَراوحُ بَيْنَ 1 ــ 11.5 كيلو .                             

المَصْدَر :
بَعْض المَجلاتِ والكُتُبِ العِلْمِيَّة .
بَرامِج عِلْمِيَّة تلفْزيونيَّة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 5 )                                                                                           


الفُروقات بَيْنَ الكانينشن البَرِّيّ والأَرْنَب البَرِّيّ :                                       

 الأَرْنَب والكانينشن حيَوانان مُخْتلِفان وكِليْهُما يَنْتَميان لِلثدِيياتِ ويَتَشابهانِ بَعْض الشَيْءِ في المَظْهر ، لكِنَّهُما مُخْتَلِفانِ جينيَّاً فالأَرْنْب يَحْمِلُ 48 كرومُوسوم ، بَيْنَما الكانينشن 44 كروموسوم ، تَماماً كالحِصان والحِمار كِلاهُما يَنْتَميانِ لِنَفْسِ الفَصِيلةِ إِلاَّ أَنَّهُما حيَوانان مُخْتَلِفان ، وهكذا فالأَرْنَب هو الأَرْنَب والكانينشن هو الكانينشن ، وأَدْناه الاخْتِلافات الأُخْرَى :                                                   

ــ الأَرْنَب وَزْنَهُ أَثْقَل ( يَتَراوحُ بَيْنَ 2.5 ــ 5.5 كيلو ) ، وحَجْمَهُ أَكْبَر وجِسْمَهُ أَرْشَق ، الكانينشن لَهُ جِسْمٌ مُدوَّر ، أَصْغَرُ حَجْماً مِنْ الأَرْنَب وأَقَلُّ وَزْناً  ( يَتَراوحُ بَيْنَ 1.4 ــ 2 كيلو ) .                                                                         
ــ لِلأَرْنَبِ أُذُنانِ طَوِيلتانِ ( أَطْوَلُ مِنْ رَأْسِهِ ) ، في الكانينشن يكُونانِ أَقْصر .       
ــ لِلأَرْنَبِ سِيقانٌ طَوِيلة ، بَيْنَما الكانينشن سِيقانهُ أَقْصر .                             
ــ الأَرْنَب يَعِيشُ حيَاةً فَرْدِيَّة ، بَيْنَما الكانينشن يَعِيشُ في مَجْمُوعات .               
ــ الأَرْنَب يَعِيشُ فَوْقَ الأَرْض ( في الحُقولِ المُمتَدَّة والمساحات المَفْتُوحة ) ، بَيْنَما الكانينشن يَعِيشُ تَحْتَ الأَرْض ويَحْفُرُ أَنْفاقاً ويَبْني أَعْشَاشَهُ تَحْتَ الأَرْضِ لِحماية ِالصِغارِ .                                                                               
ــ الأَرْنَب : لَهُ 48 كرومُوسوم ، مُدَّةُ الحَمْلِ تَقْرِيباً 42 يَوْماً ، عَدَدُ الصِغارِ المَوْلودَة 1 ـ 2 ، تُولَدُ الصِغار مَكْسوَّة بِالشَعْرِ ، عُيُونَها مَفْتُوحة وتَقْرِيباً مُعْتَمِدة على نَفْسِها ، وتَلْتَقي الأُمُّ صِغارَها مَرَّة واحِدَة في اليَوْم لإِرْضاعِهِم ، وتَلِدُ صِغارَها في الحُقُولِ والمَساحاتِ المَفْتُوحة فَوْقَ سَطْحِ الأَرْضِ .                     
أَمَّا في الكانينشن فعَدَدُ الكرومُوسومات هو  44 ، يُمْكِنُها التَزاوج 4 ـ 6 مَرَّات بِالعام ، فَتْرَةُ الحَمْلِ 28 ـ 33 يَوْماً وتُنْجِبُ في العادةِ 3 ـ 4 صِغار ونَادِراً جِدَّاً يَبْلُغُ العَدَد سِتةِ صِغار ، تُولَدُ الصِغار في أَعْشَاشٍ تَحْتَ الأَرْضِ عارِية ، عَمْياء ، صَماء ، وتَحْتَاجُ إِلى رِعايةِ الأُمِّ الضَرورِيَّة وحِمايتِها ، وتَقُومُ الأُمُّ بِإِرْضاعِها مَرَّة إِلى مَرَّتين في اليَوْمِ .                                                                         
ــ الأَرانِب حيَوانات لايُمْكِنُ تَرْبِيتَها في المنازِلِ ، أَمَّا الكانينشن فيُمْكِنُ تَرْبِيتَه في المنَازِلِ والحُقُولِ . وعَلَيْهِ فكُلُّ الحيَواناتِ الَّتِي تُربَّى في المنَازِلِ والحُقُولِ مِن الَّتِي يُطْلقُ عَلَيْها جُزافاً أَرْنَبُ الأَسْطبلِ أَوْ الأَرْنَبُ القَزَم ..... إلخ هي كانينشن فالأَرانِب لايُمْكِنُ تَرْبِيتَها في المنَازِلِ والحُقُولِ .                                                     
ــ الأَرْنَب حيَوان سَرِيع العَدْو جِدَّاً ، خُطواتِهِ واسِعة ولِهذا فلَيْس مِنْ السَهْلِ على أَعْدائهِ اصْطِيادِهِ ، أَمَّا الكانينشن فلا يَسْتَطيعُ مُجارَاة الأَرْنَب في ذلِك فسُرْعتَهُ مَحْدُودَة وطاقَتَهُ سَرِيعةُ النَفَاذ وقَفَزاتَهُ قَصِيرَة الخَطْوَة وهو مِنْ الحيَواناتِ الَّتِي تُحاوِلُ الفِرار والهَرَب عِنْدَ مُحاولَةِ أَعْدائها اصْطِيادِها .                               



المَصْدَر :
( الفُروقات بَيْنَ الأَرْنَبِ البَرِّيّ والكانينشن البَرِّيّ ) .
Kaninchen Info - Hase

http://www.diebrain.de/k-hase.html

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



(  6 )                                                                                         

وجْهَة نَظَر شَخْصيَّة في المَوْضُوع                                                     

مَقْتُ اسْتِغلال الإِنْسَان لِلحيَوانِ بِغَرَضِ الاسْتِفادَةِ القُصْوَى مِمَّا لَهُ لَنْ يُغيِّرَ مِنْ الأُمُورِ شَيْئاً ولِهذا فالانْسيابُ لِجِهةٍ أُخْرَى يَكونُ العَمَل عَلَيْها أَدْعى وأَنْجع ، فإِنْ كانَ على هذا النَوْع مِنْ التِجارَةِ أَنْ يَسْتَمِرَ فليَكُنْ مَقْروناً بِتَحْسينِ ظُرُوفِ العَمَلِ وتَنْميةِ الشُعُورِ لَدَى العاملين في هذهِ القَطاعاتِ بِالمَسْؤوليَّة تُجاه الحيَوانات وحُسْن التَعامُلِ مَعَها وقَبْلاً مِنْهُم لَدَى مُديري هذه القَطاعات مِنْ الأَعْمالِ ، ومِنْ هاتين النُقْطتينِ تَتَوالى إِمْكانياتٌ أُخْرَى :                                                 
ــ إِعْطاء الحيَوان جُرْعَة مُعْتَدِلة مِن المُهدِّيء قَبْل حِلاقَةِ شَعْرِهِ لِيَهْدأ وتَقِلُّ حَرَكتَهُ ويَزولُ خَوْفَهُ أَوْ يُقَلَّص إِلى أَدْنَى حدٍّ مُمْكِن حَيْثُ تَسْكُنُ عضَلات الحيَوان ولاتَتَشنَّج ، ونَبضات القَلْب الَّتِي تَزْدادُ بِفِعْلِ الخَوْفِ تَقلُّ وتُميلُ إِلى مُعدلاتِها المَسْموح بِها ، هذا سيَقودُ إِلى جُرُوحٍ أَقلّ ( أَوْ مَعْدومة ) لِلحيَوانِ وكذلِك يَتَمكَّنُ العامِل مِنْ القيامِ بِأَداءٍ أَفْضل ، فالحيَوان سيَشْعرُ بِراحةٍ واطْمِئنانٍ وأَيْضاً القائم بِالعَمَل .                                                                                         
هُنا الحدِيث لَيْسَ عَنْ حيَوانٍ واحِدٍ فَقَطْ وإِنَّما عَنْ أَعْدادٍ كبيرَة مِنْها في المَعامِلِ ، هذا العَدَد لَنْ يَجْعلَ إِعْطاء المُهدِّيء صَعْباً أَوْ مُسْتَحيلاً ، فخيَاراتُ طُرُقِ الإِعْطاء واسِعة ومُتَعدِّدة لِتَحْقيقِ ذلِك وبِمُعدلٍ جماعيّ وزَمَن مُخْتَصر ، يَشُدُّ أَزْر هذهِ الخُطْوَة التَقنِيات العالِية في العَصْرِ الحاليّ .                                               
 ـــ حِلاقَة شَعْر الحيَوان بِمكائن خاصَّة مُصَمَّمَة لِهذا الغَرَض تُناسِبُ تَكْوين جِسْمِ الحيَوان بِتَدْويراتِهِ وانْثِناءاتِهِ ، بَدَلاً عَنْ اسْتِعمالِ المِقَصِ اليَدويّ أَوْ النَتْف القَسْرِيّ العنِيف ، على أَنْ لايُحْلقَ الشَعْر كُليَّاً حَتَّى ظُهُورِ الجِلْدِ عارِياً ، بَلْ بِطُولٍ مُعيَّن بِحَيْث يَبْقَى جِسْم الحيَوان مُغَطَّى بِالشَعْرِ القَصِير بَعْدَ حِلاقتِهِ وفي هذا حِماية لَهُ مِنْ التَقلُّباتِ  المُحيطةِ وأَيْضاً الحِفاظ على حَرارَةِ الجِسْمِ ، كما القَضاء على الجُرُوحِ بِأَنْواعِها ومايَتَرتَّبُ عَلَيْها مِنْ التِهاباتٍ وتَلوُّثٍ ..... إلخ .                   
ــ المُراعاة الشَديدَة لَدَى حِلاقَةِ الأَماكِنِ الحسَّاسةِ مِنْ جِسْمِ الحيَوان : تَحْتَ الإِبْط  ، حَيز الأَعْضاءِ التَناسُليَّة ، مَنْطقَة البَطْنِ الرقِيقَةِ الجِلْدِ والحسَّاسةِ والَّتِي قَدْ يُؤْدِّي سُوءَ العَمَلِ إِلى قَطْعِ الحَلَماتِ ( لَدَى الإِناث ) أَوْ جُرُوحٍ عمِيقةٍ فيها أَوْ في البَطْنِ وتَحْتَ الإِبْط .                                                                           
أَمَّا ما يَخُصُّ وَجْهَ الحيَوانِ ( العَيْنين ، الأَنْف ، الشِفَتين .... إلخ ) فمِنْ الوَحْشِيَّةِ والقَسْوَةِ اسْتِكْمال عملِيَّة الحَلْقِ عَلَيْهِ .                                                     
ـــ تَقْييم عَمَلِ العامِلِ بِالكشْفِ على مَجْموعةِ الحيَواناتِ الَّتِي تَمَّتْ حِلاقَتَها ، ويَكونُ العامِلُ مُلْزَماً بِعَدَمِ التَسبُّبِ في أَيَّةِ جُرُوحٍ لِلحيَواناتِ جَرَّاء الحلاقَةِ وكذلِك حُسْنَ مُعاملَةِ الحيَوانات كضَوابِط لِلعَمَل ، وتَحْدِيد عُقُوبات لِلمُخالِفين مُقَابِل التَكْرِيمات والتَقْدِيرات لِذَوِي الأَداءِ الجيَّدِ والمَسْؤُولِ  .                                 
ـــ تَحْسِينُ وَضْعِيةِ اقْتِناءِ الحيَواناتِ وتَرْبِيتِها بِتَوْفيرِ مسَاحاتٍ مَفْتُوحةٍ لِلحيَواناتِ ولَيْسَ أَقْفاص ، ومُراعاةِ عوامِل النَظافَةِ والتَغْذِيةِ الجيَّدةِ .                           
تَرْبِيةُ الحيَواناتِ في أَقْفاصٍ بِنَظَرِي يَنْقَصُها الحِسّ المَوْصول للآخَر ، فحَبْس الطُيورِ في أَقْفاصٍ وهي الَّتِي تَمْتَلِكُ الفَضاءَ الواسِع ، وحَبْسُ الأَسْماكِ في أَحْواضٍ وهي الَّتِي تَتَمكَّنُ مِنْ العيْشِ في المياهِ الشَاسِعةِ ........ وغَيْرها مِنْ المُمارساتِ الأُخْرَى تُشْعِرُني بِمَدَى قَسْوَة الإِنْسَان فيَأْخُذَ الحيَوانات لِيَحْبِسها خَلْفَ القُضْبان عِلْماً بِأَنَّ كُلَّ مُمارسة لَها بَدائل ، فمَثَلاً يُمْكِنُ تَقْدِيم مائدَة طَعامٍ لِلطُيُورِ ( في حدِيقةِ المَنْزِل مَثَلاً أَوْ في شُرْفَتِهِ.... إلخ ) تَلْجأُ إِلَيْها في حاجتِها وفي الوَقْتِ ذاته تَبْقَى طلِيقَة في الفَضَاءِ ، أَيْ يَكونُ الشَخْص بِمثَابةِ مُضَيِّفٍ لَها .               
أَسْتَثْني مِنْ قَوْلي هذا حَبْس الحَيَواناتِ في أَقْفاصٍ لِأَسْبابِ العِلاجِ والنَقْل .... إلخ  ، والَّتِي تكُونُ لِفَتَراتٍ مُحَدَّدَة .                                                               
في شَرِيط الفيديو يُمْكن مُلاحظة أَرْضيَّة الأَقْفاص ، وهي على شَكْلِ أَلْواح مُتوازية ، بَيْن كُلِّ لَوْح والَّذِي يَلِيه حَيْزٌ فارِغ يَقُومُ بِعَمَلِ الفَتَحات لِتَسْهيلِ عمليَّةِ التَخلُّصِ مِنْ الفَضَلات ، وبِهذا يُحْرمُ الحيَوان مِنْ بيئَةِ عَيْشٍ تُشابِهُ الطبِيعيَّة كأَقْرانِهِ في الطَبِيعة ، إِنَّ هذا لمُحْزِنٌ جِدَّاً لِمَنْ يُدْرِكُ أَهميَّة الحيَوان ككائِنٍ مُخْتَلِف ، ومُؤْلِمٌ لِلحيَوان الَّذِي يُحْرَمُ مِنْ مُلامسةِ أَقْدامِهِ لَأرْضٍ طَبِيعيَّة لَيْسَتْ مِنْ صِناعةِ الشَرِّ الإنْسَانيّ ولاتُمَكِّنهُ مِنْ التَحرُّك أَوْ الرقود أَوْ الاسْتِلْقاء بِراحة .                 
ــ تَكْثِيفُ الرَقَاباتِ الدَوْرِيَّة على مَحطاتِ تَرْبيةِ الحيَواناتِ والمعامِلِ ووَضْعِها تَحْتَ الطائلَةِ القَانونِيَّة في حالاتِ خَرْقِها لِضوابِطِ العَمَلِ والالْتِزاماتِ .                     
أَمَّا عَنْ المُقْترحاتِ في شُؤونِ العُمالِ وأَوْضاعِهم فلِلناشطين في هذا الجانِب كلِمَتَهُم  .                                                                                       

شُكْراً لِلمُتَابعين والمُتابِعات مَعَ الوِدِّ والتَقْدير .                                           
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

42




كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 32 )       
        ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 

               

 طَابِع المَوْضُوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                             

عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، أَتَوقَّفُ اليَوْم مَعكُنَّ / معكُم هُنا لِنَقْرأَ في عطاءاتِ الكاتِب سالم يقين ايليا  أبلحد الأسود ، مَعَ تَمنّياتي لَهُ بِالمزِيدِ مِنْها وأَكْثَر .
 
   كُلّ الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                         
                                 


د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( سالم يقين ايليا أبلحد الأسود )


ولِدَ في 8 / 11 /  1955 م  ، في المَوْصِل / مَنْطقَة السَاعة / شَاغ السُوق الَّذِي اسْتُبْدِلَ اسْمهُ إِلى شَارِعِ الفَاروق القَدِيم / مَحَلَّة المَنْصُورِيَّة ، حَيْثُ ولِدَ والِدَهُ الفنان يقين أيليا أَيْضَاً فيها .                                                               
هو الرَابِع في سِلْسِلَةِ الأَبْنَاء السَبْعة لِوَالِديهِ .                                           
أَكْمَلَ دِرَاسَتَهُ الابْتِدائيَّة والمُتَوَسِّطَة والثَانوِيَّة في بَغْداد .                               
يَنْحدِرُ مِنْ عائلَةٍ أَدبِيَّة ، حَيْثُ أَنَّ والِدَهُ الرَاحِل مِنْ رُوادِ الشِعْر الشَعْبِيّ المُوصِليّ وكاتِبٌ لِلرِوايَاتِ التَارِيخِيَّة والمنلُوجات ، والعلامَة الرَاحِل فيْلسُوف كنِيسَةِ المَشْرِق الأَب الدكتُور يوسف حبي هو ابْنُ عَمَّتِهِ .                                     
                             
خرِيجُ الجامِعةِ التكْنُولوجيَّة لِسنَةِ 1977 م / قِسْم السَيْطَرَةِ والنُظم .                 
غادَرَ العِراق عام 1994 م ، واسْتَقَرَّ في كندا عام 1996 م .                         
حاصِلٌ على عِدَّةِ شَهاداتٍ تَخَصُصِيَّة في بِنَاءِ المَصافي النَفْطِيَّة مِنْ كندا ، إِذْ عَمِلَ في هذا المَجَال مُنْذُ عام 1998 م في كندا .                                               
عُضُو الجمْعِيَّة الأُثْنِيَّة ( العِرْقِيَّة ) لِلصُحُفِيِّين المُهاجرِين في كندا .                   
عُضُو المَجْلِس الوَطنِيّ العِراقِيّ ( المَهْجَرِيّ ) لِلصَحافَةِ والإِعْلام في كندا .         


مَعَ الكاتِب سالم ايليا في عالَمِ الكِتابَة :                                                   
وهو  مَعْروفٌ في الوَسَطِ الإِعْلامِيّ والأَدَبِيّ بِهذَا الاسْم  .                             
 كانَ يَنْهلُ مِنْ رَوائع الأَدَبِ العالَمِيّ مِثْل ( بَائعةُ الخُبْز ) لِلكاتِب الفَرَنسِيّ كزافييه دومونتيان ، و ( مُرْتَفعات ويذرِنغ ) لِلكاتِبَة إيميلي برونتي وغَيْرها مِنْ الرَوائع وهو في أَواسِطِ العَقْدِ الثَاني مِنْ عُمُرِهِ  ، كما قَرَأَ لـ : حنا مينا وجبرا إبراهيم جبرا ونوال السعداوي وغَيْرَهُم ، وثَابَرعلى ذلِك وبَدأَ مِشْوارَهُ الأَدَبِيّ وهو في سِنٍ مُبَكِرَة ( مُنْذُ أَواسِطِ العشْرِيناتِ مِنْ عُمُرِهِ ) ،  وأَخَذَ بِنَشْرِ نِتَاجاتِهِ في عام 2007 م ، ولازَالَ مُواظِباً يَرْوي عَطَشَهُ لِلقِراءَةِ بِالمزِيدِ والمُتَعدِّدِ المُتَنوِّع .       
 
يَكْتُبُ المَقَالَة بِأَصْنَافِها : الأَدَبِيَّة ، الاجْتِماعِيَّة ، العِلْمِيَّة ، التُراثِيَّة ، التَارِيخِيَّة  ، ولَقَدْ نَشَرَ العدِيدَ مِنْها في المَجَلاتِ والصُحُفِ المَحلِيَّة والعرَبِيَّة والمَهْجرِيَّة في كندا والولايَات المُتَحِدَة الأَمْرِيكيَّة ونيوزِيلندا واسْتُراليا ولُبْنَان وبُلْدانٍ أُخْرَى ، كذلِك نُشِرَتْ لَهُ الكثِير مِنْ المَقَالات في العدِيدِ مِنْ المَواقِع الالكترونِيَّة داخِل العِراق وخَارِجه .                                                                               

يَكْتُبُ : القِصَّة ، المَقَالَة ، ولَهُ مُحاولات شِعْرِيَّة ( خاصَّةً الشَعْبِيّ والأبُوذِيَات ) . 
 
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة  المَنْشُورَة :                                                         
1 ــ غَرَامة مرورِيَّة / نُشِرَتْ في 24 ـ 10 ـ 2011 م .                                 
2 ــ  الغُرُوب / نُشِرَتْ في 18 ـ 11 ـ 2011 م .                                         
3 ــ  لِقَاءٌ مَعَ الشَمْس / نُشِرَتْ في 29 ـ 1 ـ 2012 م .                                 
4 ــ الأَمير الَّذِي فَقَدَ إِمارَتَهُ / نُشِرَتْ في 21 ـ 9 ـ 2012 م .                         
5 ــ  تَظاهُرَة حماسِيَّة / نُشِرَتْ في 13 ـ 2 ـ 2013 م .                                 

مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة جِدَّاً والمَنْشُورَة في 21 ـ 1 ـ 2016 م  :                       
1 ــ في انْتِظارِكِ لأَرْحل .                                                                     
2 ــ أًمَل .                                                                                       
3 ــ خُبْزُ تَنُور .                                                                                 
 4 ــ عَوْدَةُ مُهاجِر .                                                                           
5 ــ زَهايمر  .                                                                                 
6 ــ جذُوع .                                                                                   



 لَهُ خَمْسَة قِصَص قَصِيرَة جِدَّاً تَحْتَ عِنْوَان ( نصُوصٌ قَابِلَة لِلشَطْب ) واحتَوَتْ النصُوصَ التَاليَة : دمُوع مُهاجِر ، عِتَاب ، هَجْر ، أَقْرِبَاء ولكِنْ غُربَاء ، واغُرْبَتَاه / نُشِرَت في بَعْضِ المَواقِع في 7 / أَبْريل / 2016 .
 
تَناوَلَ النَاقِد والبَاحِث صلاح سليم قِصَّة ( الغُرُوب ) بِالنَقْدِ والتَحْليل في مَوْضُوع بِعُنْوان ( رِحْلَة في قُرْصِ الشَمْسِ ) بتَارِيخ 23 / 11 / 2011 م  حَيْثُ كتَبَ :     

" يَنْدرُ في الأَدَبِ العرَبِيّ هذَا النَوْع مِنْ الحِكايَةِ الَّتِي تُذَكِّرُنا بِقُوَّة بِقِصَصِ همنغواي القَصِيرَة .... عمِيقَة المِغْزَى في سِلْسِلَةِ عالَمِ همنغواي ... فالقِصَة هُنا أَقْرَبُ إِلى الشِعْرِ أَوْ اللَوْحةِ الفَنِيَّة وهي حِكايَة عَنِ الزَمَنِ مِنْ خِلالِ تَفاعُلِ عنَاصِرِ الصُورَةِ بَيْنَ شَواخِصِ الثَباتِ المُتَمثِّلَة بِالقَرْيَةِ وبِالصخُورِ المُنْتَشِرَة على الشَاطيء ونَباتِ السَلجم والحرَكةِ المُتَمثِّلَة بِالشَمْسِ الغارِبَة .... وبِالتَالي بَيْنَ تَجْرُبَةِ العالَمِ بِمُكوِّنَاتِهِ الثَابتَةِ والوَعْي الإِنْسَانيّ بِاعْتِبارِهِ مِرْآة تَرْتَسِمُ علَيْها ظَواهِرُ الطَبِيعةِ وتَكْتَسِبُ اسْماءَها وماهياتَها .... فالشَمْس تَبْدو ثَابِتَة مُتَصِلَة مُتَرَبِعة على عرْشِ الكوْنِ وكأَنَّها ملِكةٌ لا يَحُدُّ مِنْ نفُوذِها وسَطْوَتِها سِوَى الأُفُق الَّذِي تَغِيبُ تَحْتَهُ ، والشَمْس تُوَحِّدُ الزَمَانَ والمَكانَ ، المَاضِي والحاضِر وبِالتَالِي الذَاكِرَة بِالواقِع لأَنَّها لَيْسَتْ مُعادِلاً ذاتِيَّاً لِلحرَكةِ في الزَمَانِ فَحَسْب بَلْ هي تَأْكيد لِلحضُورِ في المَكانِ أَيْضاً ، أَيْ المَكان الفِعْلِيّ مُتَمَثِّلاً في الكوْنِ والمَكانِ الذَاتيّ مُتَمَثِّلاً بِوَعْي الكائنِ بِالشَمْسِ .... وهُنا تَكْتَسِبُ الشَمْسُ شروقاً آخَر وغُرُوباً آخَر .... شروقاً وغُرُوباً ذَاتِيين في وُجْدانِ الشَاعِرِ ورُوحِهِ ... هو غَيْر شروقها وغُرُوبها عِنْدَ خَطِ الأُفُقِ ... لأَنَّها في اخْتِفائِها فيما وَراء عوالِمِ الغَسَقِ ، تَبْقَى غارِبَة في وُجْدانِ الشَاعِرِ بِصِفَةِ ذَاكِرَةٍ لِلغُرُوب فالشَاعِر يَحْمِلُ الشَمْس الغارِبَة مَعَهُ عِبْرَ البَابِ الحدِيدِيّ لِوَحْدَتِهِ العسْكرِيَّة ... وعلاقَتِهِ بِالشَمْسِ لا تَتَوَقَّف عِنْدَ غُرُوبِها بَلْ تَتَجدَّد مَعَ كُلِّ غُرُوبٍ ... وتُشَابِهُ العلاقَة بَيْنَ الشَمْسِ وخَطِ الأُفُق العلاقَة بَيْنَ أَمْواجِ الميَاهِ والصخُورِ المُنْتَشِرَة على الشَاطِيء مِنْ خِلالِ علاقَاتِ تَقَابُلٍ ضِدِيّ بَيْنَ الأَمْواجِ وأَشِعةِ الشَمْسِ والصخُورِ وخَطِ الأُفُقِ بِحَيْث يُصْبِحُ خَطَّ الأُفُقِ مُوازِياً لِشَاطِيءِ النَهْرِ في صُورَةٍ تُوَحِّدُ بَيْنَ الثَابِتِ والمُتَحوِّل وبَيْنَ الاحْتِباسِ والحرَكةِ وبَيْنَ الزَمَانِ والمَكانِ مِنْ خِلالِ لَحْظَةٍ مُتَوتِرَة يَتَداخَلُ في داينامكيتها المَاضِي بِالحاضِرِ والزَمَانِ بِالمَكانِ .... فالشَمْس نَفْسُ الشَمْس والغُرُوب عَيْنُ الغُرُوب ، لكِنَّها لَيْسَتْ شَمْس الصبَابَة ، والغُرُوب لَيْسَ غُرُوب العنْفُوان ... وكأَنَّي بِالقَاصّ شَاعِرَاً يَعِيشُ تَجْرُبَتين لِلشَمْسِ الغارِبَة ... في الأُولَى الشَمْس غَزَالَةُ الصِبَا والعنْفُوان وغُرُوبها غُرُوبٌ ذَاتِيّ في أَعْماقِ الشَاعِر ، وفي الثَانِيَةِ الشَمْس عَجُوزُ الغَرْب تَتَلفْلَفُ بِعباءَةِ اللَّيْل وتَتَوَسَّدُ الغيُوم السَوْداء ... وتَتَكرَّرُ صُورَة الشَمْسِ والغُرُوب واللَّيْل في الشِعْرِ العرَبِيّ بِما يُوحِي بِالاسْتِرْسالِ في هذا البَابِ مِنْ تَصْويرِ الطَبِيعةِ وأَبْعادِها الوُجْدانِيَّة في ذَاتِ القَاصّ .. الشَاعِر ... وإِنَّي أُشَجِّعُكَ أَخي سالم على مِثْلِ هذِهِ المُحاوَلاتِ الفَنِيَّةِ الأَدبِيَّةِ الثَرَّة الَّتِي تَأْخُذنا لِعالَمِكَ البَهِيّ الرَائع ... عالَم العنْفُوان والآفَاق النَيّرَة المُتَوَهِّجة في رُوحِكَ الرَافدينِيَّة المكينَة وعوالِمِها السَاحِرَة ... فإِلى المزِيدِ مِنْ هذِهِ الرِحْلات ودُمْ لَنا وأَسْلَم . "



وعلَّقَ النَاقِد والبَاحِث أسامة غاندي على قِصَّةِ الغُرُوب في مَوْقِع ــ مُلْتَقَى أَبْنَاء المَوْصِل ــ بِتَارِيخ 23 / 11 / 2011 م بِالآتي :                                         

غُربَةٌ تُعاتِبُ الغُرُوب                                                                           
" هذهِ لَيْسَتْ قِصَّة قَصِيرَة لكِنَّها مُخْتَصَرات لِرِوايَةٍ طوِيلَة ، كما اخْتَصَرْتَ الكانولا مِنْ بِدايَاتِ كلِماتٍ انْكلِيزِيَّة ، لكِنَّها مُخْتَصَر كثَّفَ الحوادِث دُوْنَ أَنْ يَسْحقَها بِتَعابِيرٍ مُعقَّدَة ويَتَكلَّفُ فيه الصَنْعة ، واخْتَصَرَ الزَمَنَ الطَوِيل الَّذِي جَرَتْ فيه القِصَّة دُوْنَ أَنْ يَنْسَى الكشْفَ عَنْ ابْرازِ أَرْوعَ ما فيه ، لا أَدْرِي لِماذَا تَأمَّلْتُ كثِيراً في هذِهِ القِصَّة القَصِيرَة / الطوِيلَة ، ولا أَدْرِي لِماذَا أَوْحتْ لي الصُورَة المُرْفقَة عَنِ الغُرُوبِ بِالكثِير الكثِير ، رُبَّما لأَنَّها كانَتْ صُورَة وايحاء ومُوسِيقى تَصْويرِيَّة ، يَعْني إِنَّ الحواسَ الخَمْسَة جمِيعاً شَارَكتْ في قِراءَة هذِهِ القِطْعة الجمِيلَة ، وأَتَمنَّى لكَ التَوْفيق ، أُثمِّنُ لكَ قِصَتَكَ أَيُّها الأَدِيب ، وجاءَتْ صادِقَة لأَنَّها تَحْكِي شُعُوراً حقِيقَّاً بِاليَأْس الَّذِي دُفِنَ شَاباً في كندا  .  "                             


كُرِّمَ بِشَهادَةِ شُكْرٍ وتَقْدِير مِنْ قِبَلِ رِئاسَةِ تَحْرِير مَجَلَّةِ عَشْتَار العِراقِيَّة بِشَخْصِ رئيسِ تَحْرِيرِها ماجد إيليا .                                                                 
   
أَجْرَى عِدَّة لِقَاءاتٍ وتَحْقِيقاتٍ صُحُفِيَّة مَعَ شَخْصِيَّات دِينِيَّة وسِياسِيَّة مِنْها : لِقَاء مَعَ سِيادَةِ المَطْران مار عمانوئيل يوسف مَطْران أَبْرَشِيَّة كندا لِكنِيسَةِ المَشْرِق الآشُورِيَّة ، لِقَاء مَعَ سِيادَةِ المَطْران مار ايليا باهي مَطْران السرْيان الأَرثوذكس لِعمُومِ كندا ، لِقَاء مَعَ السَفِير العِراقِيّ في كندا ، لِقَاء مَعَ المُؤرِّخ ( الرَاحِل )  جورج البنّاء ولِقَاءاتٍ عدِيدَةٍ أُخْرَى .                                                       
لَهُ عِدَّة بحُوث عَنْ شَخْصِيَّاتٍ أَدبِيَّة مسِيحِيَّة لَمْ يُسَلَّطْ الضوْءُ علَيْها مُسْبَقَاً مِنْها : ــ المُرَبّي يقين إيليا الأسود ودَوْرَهُ في إِغْنَاء التُراث المَوْصِليّ .                     
ــ المُؤرِّخ القَدِير الرَاحِل جورج البنّاء .                                                   

مِنْ بحُوثِهِ الأُخْرَى :                                                                         
ــ رِوايَة لطيف وخوشابا ..... أَوَّلُ نَصٍّ مَسْرَحِيّ نُشِرَ في العِراق / نُشِرَ في مَوْقِع ( مُلْتَقَى أَبْنَاء المَوْصِل ) بِتَارِيخ 14 / 5 / 2011 م .                                 
ــ لطيف وخوشابا والالْتِباس في المَعْنَى بَيْنَ المَخْطُوط والمَطْبُوع .                 


 
الأَعْمَال المَخْطُوطَة ( قَدْ تَجِدُ طَرِيقَها إِلى النَشْرِ مُسْتَقْبَلاً ) :                           
قِصَصٌ تُصنَّف ما بَيْن القَصِيرَة والطَويلَة .                                               
 قِصَصٌ قَصِيرَة .                                                                               
 قِصَصٌ قَصِيرَة جِدَّاً .                                                                         
أَشْعار .                                                                                         
أَبُوذِيات .                                                                                       
بحُوث .                                                                                         
نِتَاجاتٌ أَدبِيَّة أُخْرَى .                                                                         
 

يَنْشُرُ كِتَاباتَهُ حالِيَّاً في مَواقِعِ عِدَّة مِنْها /                                                 

عنكاوا دوت كوم ، مَوْقِع قَنَاة عَشْتَار الفَضَائِيَّة ، مَوْقِع وجَرِيدَة نَيْنَوى ( كندا ) ، مَجَلَّة عربيكا ( كندا ) ، مَوْقِع كرمليس فور يو ( المانيا ) ، مَوْقِع كِتَابَات ،  مَوْقِع العِراق نت ، مَوْقِع القُوَّة الثَالِثَة ، مَوْقِع العِراق تايمز ، مَوْقِع مَجَلَّة عَشْتَار العِراقِيَّة ، مَوْقِع مَجَلَّة الكاردينيا ( سويسرا ) ، مَوْقِع البَيْت الآرامِيّ العِراقِيّ  ، مَوْقِع جَرِيدَة بَابِل ، مَوْقِع مار آدي ( نيوزلندة ) .                                       
 
نَشَرَتْ لَهُ قَنَاة البَغْدادِيَّة الفَضَائِيَّة بَعْضاً مِنْ مَقَالاتِهِ وتَحْتَ بَاب ( كتَبُوا في الصَحافَة ) الَّذِي يُشَاهدْ ويُذَاع بَعْدَ نَشَرَاتِ الأَخْبَار .                                     

  سَبَقَ وأَنْ نَشَرَ نِتَاجاتَهُ  في مَواقِع أُخْرَى مِثْل :                                       
مَوْقِع مُلْتَقَى أَبْنَاء المَوْصِل  ، مَوْقِع فَراديس العِراق ، مَوْقِع بغديدا ، مَوْقِع عرُوس الأَهْوار ، مَوْقِع ميدل إيست أون لاين وغَيْرها .                               


المَصَادِر :                                                                                       

( 1 )                                                                                             
الكاتِب سالم يقين ايليا .                                                                       
جزيل الشُكْر لِتَعاونِهِ واهْتِمامهِ .                                                             


( 2 )                                                                                             

مَوْضُوع : لِقَاء خَاص مَعَ الكاتِب المُبْدِع سالم إيليا .                                   
أَجْرَى اللِقَاء : الإِعْلامِيّ ماجد إيليا ـ مُدير تَحْرِير مَجَلَّة عَشْتَار الأَلكترونِيَّة .       
28 / أبريل / 2009 م .                                                   

رَابِط المَصْدَر :                                                                                 
http://www.kaldaya.net/2009/04/April28_09_A3_MajidEleiaInterviw.html



( 3 )                                                                                             

المَلفُ الشَخْصِيّ لِلكاتِب سالم ايليا في مَوْقِع عنكاوا .                                   
رَابِط المَصْدَر :                                                                                 

http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=profile;area=showposts;sa=topics;u=40796



( 4 )                                                                                             

مَوْضُوع / نَيْنَوى والمَوْصِل المسِيحِيَّة الحلقَة 29  ــ الأَعْلام مِنْ العلْمانيين .     
مِنْ طَرَف / الشَّماس يوسف حودي .                                                       
مَوْقِع عنكاوا .                                                                                 
       
رَابِط المَصْدَر :                                                                               


http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,652520.msg5951688.html#msg5951688



( 5 )                                                                                             

مَوْضُوع / وَفَاءاً مِنْ مَجَلَّة الكاردينيا لِلأَوْفيَاء / الحلَقَة الواحِد والعِشْرِين .         
الخميس 23 ـ 10 ـ 2014 م .                                               
مَوْقِع / مَجَلَّة الكاردينيا .                                                                     
الكاتِب / جلال جرمكا .                                                                     
 
رَابِط المَصْدَر :                                                                                 
http://algardenia.com/2014-04-04-19-52-20/menouats/13215-2014-10-23-21-02-49.html


( 6 )                                                                                             
 
مَوْضُوع / كاتِبنا الكرمليسيّ المُبْدِع .... الأُسْتَاذ سالم ايليا ضَيْفَاً علَيْنا وهذا اللِقَاء المُشَوِّق .                                                                           
أَجْرَى اللِقَاء : سلام توفيق ـ مُشْرِف مَوْقِع كرمليس فور يو .                         
11 / 4 / 2008 م .                                                         
المَوْقِع / كرمليس فور يو .                                                                   

رَابِط المَصْدَر:                                                                                 
http://iraq8.com/up/uploads/e883f6547c.jpg
 (http://iraq8.com/up)


 ـــــــــــــــــــــــــــــــ

   

الغروب
ــ  قصة قصيرة ــ                                                                               

نبات السلجم ( الكانولا ) والغروب                                                       

بقلم : سالم ايليا                                                                           


حينما كانَ يقضي خدمته العسكرية الإلزامية في معسكرِ الحبانيةِ بعدَ تخرجه من الجامعةِ ، كان يشدّهُ غروب الشمس عندما تبدأ رحلتها بالعودةِ الى مخبئها خلف الأفق !! ـ ـ ـ                                                                                     

كان يحاول عدم الإرتباط بأي واجب أو عمل أثناء غروب الشمس ليتسلل بعيداً عن أنظار رفاقه خارجاً من البابِ الحديدي لوحدتهِ المُطلّة على إنعطافةٍ حادةٍ لنهر الفراتِ ـ ـ ـ                                                                               

فيسير مع حافةِ النهرِ الى مسافةٍ ليست بالبعيدة مختفياً عن أنظارِ المتطفلين من رفاقهِ حتى يصلَ المُنحدر الموصل الى قريةِ " أبو فليس " المُحاذيةِ لوحدتهِ ـ ـ ـ

يجلس على صخرةٍ تتوسط السدّة التي تفصل هذه القرية عن حافةِ النهرِ ـ ـ ـ     

يداعب بنظراتهِ قرصِ الشمسِ عندما كان يختفي خلف فروع أشجار اليوكالبتوس الشاهقة تارة ثمّ يفاجئه بالظهورِ بين جذوعها تارة أخرى ـ ـ ـ                       

يراقب سقوط أشعة الشمس الذهبية على الأكواخِ الطينيةِ للقرية ويرى إنعكاساتها بين ثنايا تموجات المياه المتلاشية عند الصخور المنتشرة على حافتي النهر ـ ـ ـ                                                                                       

يشعرُ حينها بالسعادةِ والإرتخاءِ بعيداً عن الأوامرِ العسكريةِ ورجالاتها ـ ـ ـ       

يعودُ بعدها الى ثكنتهِ ليقضي ما تبقى من يومهِ مستذكراً الغروب قبل أن يأوي الى فراشه ليتهيأ في اليوم التالي لإستقبالِ غروبٍ آخرٍ !! ـ ـ ـ                       

عادَ بذكرياتهِ تلكَ وهو يقودُ سيارته عائداً الى دارهِ في إحدى المدنِ الصغيرةِ في مقاطعة من مقاطعاتِ الغربِ الكندي بعد عودتهِ وزوجته من عملهما في المدينة الكبيرة التي لا تبعدُ عن مدينته التي يعيشُ فيها سوى نصف ساعةٍ من الزمن ـ ـ

سَرَحَ بعيداً بذكرياتهِ الماضية حينما شاهدَ قرص الشمس ذو اللون البرتقالي القاني وهو يلثمُ بحافتهِ السفلى الأفق البعيد أمامه ـ ـ ـ                                 

كانت عجلات سيارته تلتهم الطريق الخارجي حين تنقـّلَ ببصرهِ على طرفيهِ ، حيثُ أمتدت مزارع نبات السلجم ( الكانولا ) * بأزهارها الصفراء التي زادتها أشعة الشمس الساقطة عليها لمعاناً وإصفراراً ـ ـ ـ                                     

عادَ ببصرهِ الى الأمام فوجد قرص الشمس وقد إزدادَ بريقاً وتوهجاً وبدا له وكأنّهُ ينشرُ السنة لهبه الواهِر على طول خط الأفقِ !! ـ ـ ـ                           

نظرَ الى جانب السماءِ فرأى الغيوم التي بدأت بالتجمعِ وقد أصطبغَ نصفها الأسفل بلونِ قرصِ الشمسِ فيما إحتفظَ  نصفها الأعلى باللون الأزرقِ الداكنِ ـ ـ ـ

عاد من سرحانِه على صوتِ زوجتهِ وهي تنبههُ بقربِ الوصول الى الإستدارةِ الموصلةِ الى دارهِم .                                                                           

 

الهامش :                                                                                     

نبات السلجم ( الكانولا ) : هو نبات كندي الأصل نتج من تهجين محصولين من المحاصيل الزراعية وإنتجَ بشكلٍ واسعٍ في بداية السبعينات من القرن الماضي ، ويعتبر الآن من أهم المحاصيل الزيتية في العالم وذلك لإحتوائه على نسبة قليلة جداً من الأحماض الدهنية المُشبعة مثل حامض الأيريسيك المُضر للصحة .       

CANOLA
وقد جاءت تسمية كانولا من جمع بعض الأحرف من الكلمات الأنكليزية :
CANadian Oil Low Acid



/////////////

لقاء مع الشمس                                                                             
ــ قصة قصيرة ــ                                                                             
بقلم : سالم ايليا                                                                             
نظر إليه المدير الإداري وخاطبه قائلاً :                                               
ــ ماذا قلتَ لي تحصيلك الأكاديمي ..... ؟                                             
أجابهُ طالب التعيين :                                                                     
ــ أنا حاصل على الدكتوراه في الإخراج الإذاعي والتلفزيوني ....                 
ــ ومن أينَ حصلتَ عليها ؟ سأله المدير                                               
أجابهُ :                                                                                       
ــ من فرنسا .....                                                                           
تمتمَ المدير بعباراتٍ قصيرةٍ وصلَ البعض منها إلى مسامع طالب التعيين الذي أجاب :                                                                                         
ــ نعم ... نعم .... أنا أؤيدك يا سيادة المدير ، فليسَ لشهادتي الأكاديمية مكاناً عندكم ..... لكنني على استعدادٍ للعمل حتى كمساعد مخرج !! ، فالفنان لا يعيرُ للمواقعِ الوظيفية أية أهمية إلا بقدرِ ما يتعلقُ الأمر بتطوير موهبتهِ الفنية وعرضها على جمهورهِ !! .....                                                             
لم يُعجب هذا الرد المدير الإداري فعمد إلى إشغالِ نفسهِ بالنظرِ إلى بعض الوريقات التي كانت على مكتبهِ وكأنه لم يسمع أي حرف مما قاله طالب التعيين !! ..... ثم رفعَ رأسه مخاطباً المخرج وسائلاً سؤالاً من صلب عمله الفني :       
ــ  " لو أعطيناك سيناريو لعملٍ فني تلفزيوني وقرأته جيداً ، فبالتأكيد ستقسّم الأدوار على العاملين الذين لديكَ معرفة مسبقة بإمكانياتهم الفنّية من ممثلين ومصورين وعمال ديكور وإلى أصغر عامل في هذا العمل ... أليس كذلك ؟ "     
أجابهُ المُخرج :                                                                               
ــ بالضبط ... بالضبط ، فهذا ما سأفعلهُ !                                                 
ابتسمَ المديرُ إبتسامة خفيفة لا تخلو من مكرٍ وخبثٍ ثُمّ أكملَ ما بدأه قائلاً :     
ــ عظيم ، يبدو بأنّ أفكارنا متقاربة ....                                                   
وأردفَ قائلاً :                                                                                 
ــ طيب ، ماذا لو أنّ أحد الممثلين الذين لا تعرف إمكانياتهم إتصل بك طالباً إسناد أحد الأدوار إليه حتى وإن كان ثانوياً ، فماذا سيكون ردّك ؟                         
نظرَ المخرج إليه وقد ساورته الشكوك وقال بحذرٍ :                                   
ــ سأقول لهُ إنتظر ربما ستحصل على فرصتك في عملٍ آخر !                       
استغلَ المدير هذهِ الإجابة فإزدادت إبتسامته التي أظهرت أنيابه وكأنها أنياباً لحيوانٍ مفترسٍ قائلاً :                                                                       
ــ هذا هو حالنا في التلفزيون يا صديقي ، فجميع الأدوار موزعة بالضبط كأدوار أي عمل فني آخر فلا مكان للمبتدئين بيننا .....                                         
ألقى المُخرج تحية المغادرة على المدير بكلِ أدبٍ وغادرَ غرفته دون أن يعلمَ في أي اتجاهٍ قادتهُ قدماهُ ..... أبْطأ قليلاً حينَ شاهد الممثلون وهُم يرتدون ثياباً تاريخية ويتنقلون من هذهِ الغرفة إلى تلك ..... أدرك حينها بأنه قد سلك الإتجاه المعاكس لبابِ الخروج من بناية التلفزيون ، حيثُ أوصلته قدماه إلى مجمع الاستوديوهات الرئيسي !! .... نظرَ إلى تلك الوجوه التي لم يترك عامل المكياج فيها أي ملامح لوجوههم الحقيقية !! ....... أراد أن يفعل مثلهم في إخفاء وجهه الحقيقي ! ..... شعر بأنه لا يقوى على التنفس ..... سارع بالخروج باحثاً في الممراتِ الضيقةِ عن الباب الذي سيوصله إلى الخارج ...... تحسس جيوبه باحثاً عن علبةِ السكائر التي لا يتذكر بأنها قد فارقت أحد جيوبهِ يوماً ما .... أشعل سيكارة واستنشق دخانها بعمق .... أحس بأنه قد أتى عليها بنفسٍ واحدٍ فقط !! ...... أشعل ثانية وثالثة .... استمر في تفكيره وهو يقود سيارته عائداً إلى دارهِ .... تُرى لماذا أصغى إلى أحاسيسهِ وموهبتهِ .... لماذا لم يختار كليّة الهندسة خاصة وإنّ مجموع درجاته كان يؤهله لنيلها !! ... توقف فجأة ..... نظر يميناً ويساراً .... لقد ظلّ الطريق إلى دارهِ !!! .... نظرَ من خلال الزجاجة الأمامية إلى عنانِ السماءِ حيثُ كانت الشمس ترسل بأشعتها المُلتهبة إلى سطح الأرض ..... فكّرَ قليلاً ثم أدار محرك السيارة مرة أخرى متجهاً غرباً .... لا بد أنه سيلتقي الشمس لو استمر في السير ( قال في نفسه ) !!! .... وجد نفسه بعد مُدّة من الزمن وقد اجتاز حدود مدينته !! ... استمر في السير وعينيه لا تفارقان قرصها .... لا يعلم كم من الوقت مضى ... ربما ثلاث أو أربع ساعات أو أكثر ... لايعلم فقد توقف الزمن عنده !!! .... توقفت سيارته لنفاذ وقودها .... ترجّل ونظر إلى الشمس حيثُ اقتربت منه أكثر !! ... أسرع الخطى إليها .... علت وجهه إبتسامة عريضة حين شاهدها تنخفض بمسارها نحوه !! ..... غمرتهُ سعادة كبيرة .... أسرع في خطواته أكثر مجتازاً بعض المروج المتصلة بحقولٍ أخرى مهجورة قد غطتها الأعشاب البريّة .... نظرَ إلى الأفق حيثُ لم يبقى إلاّ مسافة قصيرة ليلتقيها !! ..... حاول الإمساك بأشعتها الذهبية .... بدأ بترديد ما قاله الشاعر : مَن رامَ وصل الشمس حاك خيوطها سبباً إلى آمالهِ وتعلقا !! .... توارى جسده في خط الأفق بين السماء والأرض غارقاً في الظلمة التي بدأت بالانتشار بين جزيئات الفضاء .                                                                             
نظرت زوجته إلى ساعتها اليدوية وقد بدا عليها القلق .... هبط الظلام وهي لا تزال واقفة على عتبةِ باب الدار تنتظر رجوعه .... مرّت الأيامُ والأشْهُر والسنون وهي لا تزال تنتظره عند الغروب على عتبةِ الباب متأملة عودته !!               





//////////////////

قصص قصيرة جداً                                                                           
بقلم : سالم ايليا                                                                               
1 ــ في انتظاركِ لأرحل                                                                       
استقبلت إبنتها المميزة العائدة من المهجر .... احتضنتها وأشبعتها بالقُبلِ .... نامت ولم تَصْحُ ثانية !!                                                                     

2 ــ أمل                                                                                         
كان يُتابع من المهجر تظاهرات شعبه كل يوم للمطالبة بالإصلاح .... وعلى الرغم من قلَّةِ أعدادهم ، إلا أنه كان يرى في إصرارهم الأمل في التغيير .         

3 ــ خبز تنور                                                                                 
ذهب للسوبر ماركت في مهجرهِ ليتسوّق ، مرّ من أمام قسم المعجنات ، إنسابت إلى أنفه رائحة خبز التنور ، التقط أحد أكياس الخبز من على الرف المجاور دون معرفة نوعه !! .                                                                               

4 ــ عودة مهاجر                                                                               
دق باب وطنه بعد غياب دام لأكثر من عشرين عاماً .... فتح له شخص غريب لم يراه من قبل .... سأله أين وطني ؟ .... أجابه الغريب : لقد هاجر باحثاُ عن هويته !! .

5 ــ زهايمر                                                                                   
عاد إلى بلدهِ بعد دهر من الزمن ... تفرّس في  " الشواخص " التي أمامه ، سأل سائق سيارة الأجرة ... في أي بلدٍ نحنُ !! .                                             

6 ــ جذوع                                                                                     
في طريق عودته من المهجر .... تخيل الحديقة التي تركها يوم مغادرته .... عند الزاوية شجرة التين ، وعلى الجهة المحاذية للشارع أشجار الحمضيات ، و ( قمرية ) العنب التي تغطي مدخل الباب الحديدي ، وحال وصوله لم يجد غير جذوع أشجار  !! .                                                                           
 


//////////////////



غرامة مرورية                                                                               
ــ قصة قصيرة ــ                                                                             
بقلم : سالم ايليا                                                                             
في طريقهِ لإيصالِ زوجتهِ إلى عملها شاهدَ سيارة الشرطة على الجانبِ الآخر من الطريق وقد ترجّل منها رجل الشرطة لنصب جهاز الرادار لمراقبة سائقي العربات الذين يتجاوزون على السرعةِ المُحددةِ ....                                     
تذكرَ بأنهُ سيعود من نفس الطريق ......                                                 
قال مع نفسه  " يجب أن أكون حذراً " ....                                             
إستدار عائداً بعد أن أوصل زوجته .....                                                 
عند إقترابهِ من التقاطع القريبِ من سيارةِ الشرطةِ نظرَ إلى مقياس السرعةِ في سيارتهِ ، فوجدَ المؤشر وقد إستقرّ على السرعةِ المُقررةِ قانوناً .......             
نظرَ إلى المرآة أمامه ، فشاهد سيارة خلفه تقودها حسناء شابة كانت متضايقة من بطئ سرعته ......                              &nbs

43


صفحة المهى / 3



( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري  )
 من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل



ــ إشراقات من بلادي ــ 

قصة الكلبة ابريل
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم : شذى توما مرقوس
الجمعة 1 / سبتمبر / 2017 م ـــ الأثنين 30 / 10 / 2017 م
 

قضت حياتها تتنقل من مكانٍ لآخر كل يوم بحثاً لها عن مأوى تحتمي به وتَلْتَجئُ إليه ، كي تكفي نفسها شر البشر وتعدياتهم في ذهابها وإيابها ، في بحثها عن طعام تسد به رمقها ، فهذا الذي يركض خلفها ليرميها بحجر ، وذاك ليجرها من ذيلها ويطويه بقوة حتى تصيح من الألم ، وثالث يحاول ضربها بعصا حديدية ، ورابع تدفعه قسوته لمحاولة قص آذنها بسكين .... و... و...... ، كم هي صعبة هذهِ الحياة التي تحياها ككلبة سائبة ، فالكل ضدها ، لا أحد يشعر بحالها ، وأسوأهم فرق الإبادة والذين يحاولون بمختلف السبل سلب حياة الكلاب التي لا ذنب لها غير إنها سائبة ( في عُرْفِ البشر ولغتهم )  لا مأوى لها ، فحتى الطعام الذي تعثر عليه لم يحفظها من سمومه سوى الحظ  .
أسندت رأسها إلى حجر إحدى الزوايا التي اختبأت فيها وحاولت أن تغمض عينيها لترقد بعض الوقت ، ولكن من أين يأتيها الأمان وهي مُطاردة كما بقية أبناء جنسها ، وفي محاولتها هذهِ سمعت صوت إطلاقة موجهة صوب المكان الذي ترقد فيه ، فأصابها الهلع وانتفضت من مكانها راكضة لا تلوي على شيء قاصدة النجاة بنفسها ، وبينما كانت تركض بقصد النجاة من موتٍ مُحقق مرّت  سيارة مسرعة فدهستها وتركتها مرمية حيث هي ، سائق السيارة لم يكلف نفسه عناء التوقف لينظر إليها ، فحياة كلبة لا تعني له شيئاً ولا تساوي شيئاً ، ثم من سيحاسبه على دهس كلبة سائبة ، العكس سيحدث سيشكرونه على دهسه لها للتخلص منها ، فالكلاب السائبة تقلق راحة البشر القساة العديمي الرحمة والأنانيين ، فهم لا يفكرون إلا في راحتهم ومصالحهم حتى وإن اضطروا لإحراق الكوكب وتخريبه نهائياُ .
لا تدري كم من الوقت مرّ وهي مرمية في الشارع تئن من جراحها النازفة ، وحين استطاعت أن تجمع شتات ما تبقى من قوتها ، سحلت جسدها إلى إحدى الزوايا القريبة منها في هذا الشارع ، وحل المساء وجرحها ينزف ، وجاء الليل وهي لا تزال تئن من الألم الذي لم يهدأ .
مرّ بها الكثير من البشر ، ورأوها تتألم ، لكن لا أحد حاول مساعدتها ، بقيت ثلاثة أيام وهي تحمل ساقها المصابة وكأنها تحمل كيلواتٍ تضاهي وزنها العشرين ، كانت منهكة ، جائعة ، متألمة ، لا تشعر بالأمان ولا تستطيع أن تثق في أحدٍ من البشر ، وفي كل مرة تلمح بشراً يمرُّ بها تُسرِعُ لمحاولة يائسة في التخفي ، لكن ذلك لم يسعفها ، فرغم جراحها كان بعض الصبيان يرشقونها بالحجارة ، و بالغون يصرخون فيها بصوت عالٍ ويشتمونها ، وآخرون يحاولون طردها من مكان رقودها وغيرهم يضايقونها بكل السبل التي تعنُّ لهم  ، أما الشمس فلم تكن أكثر رحمة من البشر ، فلقد اصطلتها بسياط لهيبها جمرات نار حارقة .
هذهِ كانت حياتها قبل أن تعثر عليها السيدة فرات الجميل ، فبينما كانت فرات في طريقها لقضاء مشوارٍ لها ، انتبهت إلى هذهِ الكلبة السائبة وهي تسحل ساقها بما عليها من جراح ، فتوقفت لمساعدتها لكن الأمر لم يكن سهلاً لأن الكلبة كانت قد فقدت ثقتها في البشر بسبب مواقفهم السيئة معها ومع كل الكلاب السائبة ، فحاولت الدفاع عن نفسها والهرب ، إلا أنها ولحسن حظها هذهِ المرّة لم تنجح في ذلك فلقد شعرت بالانهيار لضعفها وآلامها الشديدة ، وتمكنت الأخت فرات من الإمساك بها بعد محاولاتٍ وبهدوء ، جعلت الكلبة تطمئن إليها ، كان هذا هو اليوم الذي تغيرت فيه حياتها وإلى الأفضل .
حدثَ ذلك يوم 27 / حزيران / 2017 م  ، وصادف عطلة عيد ، كل العيادات والمستوصفات البيطرية مغلقة يومها ، فطلبت الأخت فرات من زميلها حسين منذر مساعدتها ، فلم يتأخر وأحضر الصندوق الخاص بنقل الكلاب وتوجه الإثنان بالكلبة المصابة إلى عيادة الدكتور عبد الرحيم والي ( بعد أن اتصلت  به الأخت فرات ) ،  ولقد هبَّ بدوره للمساعدة دون تردد ففتح أبواب عيادته لمعاينة الكلبة المصابة وفحصها .
 قام  د. عبد الرحيم بالتأكد أولاً من عدم وجود كسر في ساق الكلبة ، ثم بمعالجة الجرح وخياطة العضلات الممزقة والأربطة وترقيع الجلد ( سحب ) بصعوبة بسبب فقدان جزء من الجلد ، وأُعطيتْ المضادات الحيوية بالعضلة ، أما التضميد اليومي للجرح والعناية به فلقد أدَّتهُ السيدة فرات وبمساعدة الأخ حسين حتى تحسنت صحة الكلبة وتماثلت للشفاء وصارت تتحرك بسهولة أكثر ، وبعد ان انتهى علاجها وتحسنت صحتها قام د. عبد الرحيم  بتعقيمها في 12 / تموز / 2017 م ،  كما تواصلت العناية الطبية بها فيما بعد فتم تلقيحها وإعطائها طارد الديدان وكل الأمور المطلوبة الأخرى للحفاظ على صحتها  .

 





 
إضافةً لتبرع السيد حسين بحمل الكلبة ونقلها في صندوق خاص به إلى العيادة البيطرية ، داومَ أيضاً على الذهاب يومياً لزرق الإبرة لها لمدة خمسة أيام متتالية مع تنظيف الجرح ، شاركته الأخت فرات في ذلك ، وصارا يتنقلان  ( رغم الصعوبة البالغة في التنقل بسبب بُعد المسافات إضافةً للأوضاع العامة في البلد  ) ولمدة عشرة أيام بين الحي السكني لكل منهما وحيث تقيم الكلبة المصابة ( إقامة مؤقتة لحين العثور لها على مأوى دائمي وعائلة تتبناها ) برعاية د. نسرين والتي منحت الكلبة اسم ( ابريل ) ، ولأجل ذلك ألصقت الأخت فرات منشوراً على جدار صفحتها في الفيس بوك بهذا الخصوص ، كما قمتُ أنا بإعداد منشور على صفحتي الخاصة بالعربية والالمانية والانكليزية لنفسِ الشأن ، وأيضاً  للكلب ( دامبي ) ، وهو كلب صيد من نوع بوينتر .

 

من خلال هذهِ الصفحة أُعيدُ النداء  :
 
Hallo Liebe Hundeliebhaber
Die Liebe April sucht ihr endgültiges Zuhause.
April ist ein Straßenhündin die zur Zeit in einer Pflegestelle in IRAK wohnt.
  Die Kleine hat schlimmes erlebt . jetzt sucht sie ein zuhause .
Wer möchte ihr ein schönes Zuhause schenken ?

 

تحية لكل محبي الكلاب
الكلبة أبريل  ( في العراق ــ بغداد ) تبحث عن مأوى دائمي لها ، هي واحدة من الكلاب السائبة ، وعانت تجارب مريرة ، من يمكنه منحها هذا المأوى  ؟
إلى كل من يرغب في هذا العمل الإنساني النبيل الإعلان عن ذلك ، مع الشكر .

Hello every dog lover
April is an Iraqi stray whom we found with severe injuries in the streets of Baghdad. She is now in foster care and looking for her final home.
She never had a good life and eventually she was beaten with an iron rod. However, she was found by kind people who treated and cared for her. Now she is looking for a loving forever home.
Who would be the one to give her a forever home?

هذهِ هي قصة الكلبة ابريل .
أتمنى أن ينبثق عن هذا العمل الإنساني الرائع ( إنقاذ ابريل ) أعمالاً أخرى مشابهة وبالذات من قبل الأطباء البيطريين باعتبار هذا وجه من أوجه رسالتهم الإنسانية في جوهرها والطبية في مسالكها ليكونَ بذرة لحلٍ بديلٍ عن حملاتِ إبادةِ الكلاب السائبة الجائرة ، فتُلغى هذهِ الحملات ويحلُ بديلاً عنها بناء دورٍ لإيواءِ الكلاب وتلقيحها وتعقيمها .... وإلخ .
إن مامرّ بالكلبة ابريل قد يكون دعوة للجميع للتفكير بمنحى آخر ، ليس الإبادة وإنما الإحياء والتبني وتشجيع تربية الكلاب والقطط في البيوت . 
الحل البديل (( الإيواء ، التلقيح ، التعقيم ، تشجيع العوائل على تبني الكلاب وتربيتها ..... وإلخ  )) لحملات الإبادة الجائرة ليس بعسير أو مكلف كما يصِرُّ البعض على وصفه ، هو فقط عسير على تفكير من يريد أن يراه كذلك ، لكنه واقعياً إن طُبِّقَ فليس بالصعب أبداً ، فالحل البديل على العكس له فوائد لا تُحصى ، منها إنهُ سيفتح أبواباً متعددة للعمل أمام الكثيرين في مراكز الإيواء كــ : موظفين صحيين ، عُمال ، أطباء بيطريين ، مدربين للكلاب في مجالات عدة ( كلاب بوليسية ، كلاب إنقاذ الغرقى ، كلاب الكشف عن الضحايا في الحوادث أو الكوارث الطبيعية وغيرها ، كلاب الخدمة للمعوقين ، كلاب المرافقة لكبار السن والأشخاص الوحيدين أو الأشخاص ممن لهم هواية الترحال والسفر عبر الغابات والطبيعة ، الكلاب المنزلية التي تُعين في علاج المرضى كباراً وصغاراً ، كلاب الحراسة ، كلاب المراعي .... وإلخ ) ، إضافةً إلى أن ذلك سيشجعُ ذوي المواهب من الناس ( ممن لديهم هواية تربية الحيوانات المختلفة ) على بناء المحطات الخاصة بهم والتعاون فيما بينها وتحت إشراف صحي بيطري مباشر .
وفوق كل ما مرّ فإن التعقيم سيحدُّ من التكاثر العشوائي للكلاب السائبة ويُثَبِّتُ أعدادها ويوفر فرص حياة أفضل للأعداد المولودة ، وفي نفس الوقت اتباع خطة تلقيح الحيوانات ضد الأمراض ( داء السعار أو الكلَب ، الليبوتوسبايروسس ، كناين ديستمبر أو ما يُسمى بحصبة الكلاب ، الانفلونزا ، التهاب الكبد الفايروسي ، البارفو ......... وإلخ ) سيوفر الحماية الصحية للإنسان .

قد يتساءلُ البعضُ عن الجدوى في سرد قِصةٍ كهذهِ ؟
إن الغاية من سرد هذهِ الحكاية هو تثمين هذهِ المبادرة الإنسانية لحث الآخرين على الحذو حذوها دون التردد أو الشك لحظة في قيمة الفعل الإنساني الذي يؤدونه بحق الحيوانات ، فمجتمعاتنا الحافلة بالقسوة بحاجة إلى مثل هذهِ القلوب الرحيمة لِتُبنى وتتطور ويرتفع الخير فيها إلى مداه فيكون الاتجاه العام للأفراد نحو الخير والصلاح تُثمِرُ قلوبهم المحبة لكل الكائنات وللبيئة والطبيعة ، ويُزرعُ السلامُ بذوراً في النفوس  ، بالإضافة إلى التذكير بأن هناك حلول بديلة لحملات إبادة الكلاب والقطط  السائبة ، وهي حلول ممتازة و أثبتت جدواها في الكثير من البلدان التي أخذت بها وطبقتها ، وإن حملات إبادة الكلاب والقطط السائبة هي حملات جائرة أثبتت  وعلى مرّ السنين فشلها الذريع في معالجة مشكلة الكلاب والقطط السائبة .
على أمل أن تلقى الكلبة ابريل العائلة التي تفتح لها بابها وتأويها أقولُ لكم شكراً لمتابعتكم واهتمامكم ، والنداءُ موجه لكُلِّ من يجِدُ في نفسه المحبة لفتح باب بيته لتبنيها ومنحها المأوى .
خالص تقديري ومحبتي لجميع القارئاتِ والقٌرَّاء .

أتقدمُ أيضاً بجزيل الشكر للأخ باسم روفائيل الذي بذل جهداً محموداً في ترتيب الصور وإعدادها لتظهر بالشكل الذي هي عليه في الموضوع أعلاه .

44



صفحة المهى / 2

( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري  )
 من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل



حوار مع د. ماجدة سعيد عبد الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعداد وحوار وتقديم   : شذى توما مرقوس
السبت 29 / 7 / 2017 م  ــ الأحد 8 / 10 / 2017 م .


 

خالص تحياتي أخواتي / إخوتي من القارئات والقُرَّاء ونهاراً سعيداً أتمناه لكم جميعاً ، سأكون اليوم دليلكم للتعرف على واحدة من زميلاتي في المهنة ، والتي من خلال جهودها المبذولة في مجال تخصصها نتعرف على وجه من أوجه عمل الطبيب/ة البيطري/ة وأهمية دوره في المجتمع ، إنها د. ماجدة سعيد عبد الله من مواليد بغداد لعام 1963 م ، حاصلة على بكالوريوس طب وجراحة بيطرية من كلية الطب البيطري / جامعة بغداد عام 1985 م ، والماجستير في علم الأمراض والطب العدلي عام 1999 م ، ثم الدكتوراه في علم الأمراض المناعي عام 2005 م  ، وقبل الاستفاضة بحواري معها أقدم لكم البطاقة التعريفية الموجزة  :
تعمل د. ماجدة بصفة طبيب بيطري استشاري في قسم المختبرات والبحوث البيطرية المركزي/ دائرة البيطرة / وزارة الزراعة ، وهي  مسؤولة عن مختبر التشخيص المرضي النسيجي ومختبر تشخيص داء السعار .
مهمتها تشخيص الأمراض الحيوانية والأمراض المشتركة مختبرياً ، و تشخيص داء السعار مختبرياً .
إلى جانب إنجاز الأبحاث والدراسات العلمية تُجري أحياناً المسوحات الميدانية لبعض الأمراض الحيوانية والأمراض المشتركة وكان آخرها مسح ميداني لداء السعار ومسح ميداني لبروتوزوا الساركوسبورديا  ، إضافة إلى مشاركتها في وضع الخطط الاستراتيجية للسيطرة على الأمراض الحيوانية والأمراض المشتركة .

 

تُشْرِفُ أيضاً على الدورات التدريبية للأطباء البيطريين ، وتُشاركُ في ورش العمل والمؤتمرات العلمية بصفة محاضر ، وبين الفينة والفينة تكونُ عضوة في لجنة مناقشة بحوث طلاب الدراسات العليا ، بالإضافة إلى إلقاء المحاضرات العلمية في محافل ومؤتمرات وورش عمل مختلفة .


خبرتها الجيدة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الماء والغذاء ، تؤهلها لتقديم خدماتها في هذا الخصوص لأي جهة تحتاجها ، كما أن خبرتها العالية في مجالي الأمن والسلامة البيولوجية تصبها في خدمة هذين الحقلين .
هناك أوجه أخرى متعددة ومتنوعة لعملها لا يتسعُ الحديث عنها هُنا .
   


 


فأهلاً وسهلاً بها في هذا الحوار :
   
 شذى / أطلعتُ على مساعيكِ العلمية وهي متعددة و متنوعة لا يمكن الإحاطة بها جميعها في هذهِ الورقة ، ولذلك سنعرج معكِ على بعضها ....

ماجدة /  أنجزتُ أكثر من ( 25 ) بحث ودراسة علمية منشورة أو قيد النشر ، كما قمتُ بإنشاء مختبرين جديدين في المختبر البيطري المركزي ، وهما مختبر تشخيص داء السعار ، ومختبر أمراض الدم داخل حدود مختبر التشخيص المرضي النسيجي ، ولكن وفيما بعد تم فصل مختبر أمراض الدم ونقله بعيداً عن مختبري ولم يعد ضمن حدود مسؤولياتي .

لديّ أكثر من ( 50 ) محاضرة علمية حول مختلف الأمراض الحيوانية والأمراض المشتركة ألقيتها داخل العراق ، أو في محافل علمية خارج العراق .



 شاركتُ بصفة خبير في اللجنة الوطنية لإدارة المخاطر البيولوجية لغرض إنجاز مسودة عمل اللجنة .
قمتُ بتشخيص بعض الأَمراض لأول مرة في المختبر البيطري المركزي مثل : Rabies و LSD و ILT بالفحوصات المختبرية النسيجية .

أدخلتُ تقنية :
Direct Fluorescence Antibody Test
لتشخيص داء السعار لأول مرة في المختبر البيطري المركزي ، وهي التقنية المعتمدة عالمياً في تشخيص داء السعار في المختبرات المرجعية العالمية ، ومختبري الخاص بتشخيص داء السعار هو المختبر الوحيد في العراق الذي يقوم بتشخيص المرض حيث تفتقر الوزارات ذات العلاقة مثل الصحة والتعليم العالي إلى مختبر مماثل له .
شاركتُ في العديد من ورش العمل والمؤتمرات العلمية خارج العراق وألقيتُ  فيها إنجازاتي العلمية ، وأخص بالذكر المؤتمر العلمي للجمعية الأمريكية للسلامة البيولوجية (  ABSA  ) حيث قمتُ بإلقاء محاضرتين حول انجازاتي في مجالي السلامة والأمن البيولوجي ، وتأتي أهمية هذا المؤتمر من أهمية المواضيع التي تطرق إليها ، والتي تخص السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي ، وهذهِ المواضيع أصبح التركيز عليها في الوقت الحالي كبير جداً للحفاظ على سلامة العاملين في المختبرات والبيئة المحيطة ، ومنع انتشار العوامل البيولوجية المهددة للصحة البشرية والصحة الحيوانية على حدٍ سواء ، فضلاً عن مشاركة العديد من دول العالم في هذا المؤتمر السنوي ، بالإضافة إلى عدد كبير من الشركات والمؤسسات التي تهتم بإنتاج أجهزة المختبر الخاصة بالسلامة البيولوجية ، وكذلك معدات الوقاية الشخصية ، كما يتم مناقشة العشرات من البحوث العلمية في مجالي الأمن والسلامة البيولوجية من جانب ، ومن جانب آخر تُلقى العديد من المحاضرات في المجالين .




وكذلك مشاركتي في ورشة عمل جرت في جزر سيشل حيث ألقيتُ فيها محاضرة حول طرق السيطرة على داء السعار .
 
 

وأيضاً في منظمة غلوبال بواشنطن ، وأسم المنظمة الكامل هو ( CRDF Global   ) ، وهو مختصر لــ : ــ
 Civilian Research and Development Foundation Global

 


شاركتُ بالاشراف على أطروحة بورد لطالبة في كلية الطب/ فرع النسائية والتوليد/ الجامعة المستنصرية .
 دخلت أبحاثي العلمية المنافسة في العديد من المسابقات العلمية لبعض المنظمات العالمية وأخصُّ بالذكر منظمتي:
World learning وCivilian Research and Development Foundation Global.
حيث فازت مشاريعي العلمية التي قدمتها إلى برامج أخصُّ بالذكر منها :
- Iraq Scientists Fellowship Program.
- Biorisk Engagement Program.
- Iraq Professional Network Program.
-  Iraq Biorisk Enhancement Program.

شاركتُ مؤخراً مع جامعة جورج واشنطن الأمريكية بإعداد دراسة علمية كبيرة في مجال وضع خرائط عمل للأَمراض المشتركة .


وأخيراً أعتبر عملي الروتيني اليومي إنجاز كبير كوني وزملائي الساتر الأول لصد الأمراض الخطرة ، ولاسيما المشتركة والمعدية حيث نتعامل مع العينات المرضية التي تحمل أشد الأمراض خطورة . فضلاً عن  العمل   في مجال التشريح المرضي للحيوانات النافقة وبهذا نكون في تماس مباشر مع أخطر الأمراض التي تحملها الحيوانات الحقلية ، والحيوانات الصغيرة ، والكلاب السائبة ، والكلاب البوليسية .

 

 


هذا بعض من  نشاطاتي  العلمية ، فالقائمة  مُتخمة .

شذى / أرجو منك أن تحدثي القراء والقارئات بشرحٍ مبسط عن تقنية
Direct fluorescence Antibody Test

ماجدة / تقنية الـ (  DFAT ) لتشخيص داء السعار تعتبر gold standard بين باقي الفحوصات وهو فحص تشخيصي مناعي Immunofluorescence يعتمد على ارتباط  (  Ag ) أو   ( فايروس داء السعار ) مع (  Ab ) الخاص به وهذا الأخير يكون مُعلَّم بالفلورسين لهذا تظهر أشعة الفلورسين عند الفحص بالمكرسكوب الخاص . وهذه التقنية هي المعتمدة بالدرجة الأولى في تشخيص مرض داء السعار في جميع المختبرات المرجعية أو المتخصصة ، ومن مميزاتها سرعة إعطاء النتيجة ونسبة النجاح العالية تصل إلى 100% والتكلفة المادية القليلة نسبيا .
تم تدريبي على هذه التقنية في مختبرات المغرب المتخصصة وفي مختبرات (  CDC ) الامريكية وتم منحي شهادات تؤهلني بإجراء الفحص وإعطاء النتائج .

 


شذى / ماهي طبيعة العينات التي تصل مختبرك ؟
ماجدة / العينات التي استلمها بالمختبر تكون رؤوس الحيوانات المشكوك بإصابتها بداء السعار ، تكون مقطوعة وموضوعة في صناديق مبردة خاصة وتُرسلُ طِبْقاً للمواصفات الخاصة بنقل العينات الخطِرة ، باقي الإجراءات أقومُ بها أنا وفريقي ، وتتضمنُ التشريح المرضي لاستخراج الدماغ والتشخيص المختبري للمرض .
هذهِ العينات تكون مُستحصلة من الحيوانات المشكوك بإصابتها بداء السعار ، قد تكون كلاب سائبة أو كلاب مُربَّاة في البيوت ، أو حيوانات حقلية ( أبقار ، ماعز ، أغنام ، جاموس ... ) .

شذى / الحديث عن ( داء السعار ــ داء الكَلَب أو الريبيس  ) يجرنا للحديث عن الكلاب السائبة ، فماذا تقولين في هذا المجال ؟
ماجدة / الكلاب السائبة منتشرة ، وحالات الريبيس ما زالت تُسجَّلُ في البشر سنوياً ، والإمكانيات غير مُتاحة لتلقيح الأعداد المتزايدة .
كان هناك مشروع للمباشرة بتعقيم الكلاب السائبة وتلقيحها ومن ثم إطلاق سراحها ، وتمّ لأجل ذلك إرسال أطباء بيطريين للهند للتدريب وللتعرُّف على خبرتهم بهذا المجال ، ولكن بسبب الضائقة المالية التي يمرُّ بها البلد تمّ تأجيل هذا المشروع للمستقبل لأنه يتطلب توفير مكان لإيواء الحيوانات وصرف مبالغ كبيرة على العمليات الجراحية وغيرها من الأمور ، والقاطع البيطري لا يستطيع توفير كل هذهِ الميزانية المالية .
رغم كل ذلك فهناك بصيص أمل إذ لوحظ ارتفاع مستوى الوعي عند الأهالي بضرورة تلقيح كلابهم وأيضاً توفير الرعاية الصحية لها ، وهذا جيد و مُفرِح في الوقت ذاته ، ويؤشر لأملٍ بمستقبلٍ أفضل لمعالجة موضوع الكلاب السائبة  . 

شذى / أشرتِ في سياق حديثك إلى مشروع تعاون مع جامعة جورج واشنطن الأمريكية ، ما طبيعة هذا التعاون ؟ 

ماجدة / كما ذكرتُ شاركتُ مؤخراً مع جامعة جورج واشنطن الأمريكية بإعداد دراسة علمية كبيرة في مجال وضع خرائط عمل للأمراض المشتركة . والدراسة حاليا تنتظر الإِعلان في أحدى المؤتمرات العالمية ومن ثم نشرها كبحث علمي رصين ، أي إن النتائج لم تنشر بعد ولهذا لا يمكنني الحديث باستفاضة عن ذلك فيما خلا بعض المعلومات المختصرة في هذا الشأن وكالتالي :
مشروعي مع جامعة جورج واشنطن هو مشروع مشترك بين المختبر البيطري المركزي ، وجامعة جورج واشنطن الأمريكية ، ومختبرات الصحة العامة المركزية ، الهدف منه رسم خرائط لتوضيح التعاون المشترك بين المختبر البيطري والمختبر البشري حال استلام عينات تخص الأمراض المشتركة ، بما معناه وجوب التعاون بين المختبرين في تشخيص الأمراض المشتركة وأن لا يعمل كل مختبر بمفردهِ لغرض التشخيص ، وقد تم رسم خرائط توضح طبيعة هذا التعاون ابتداءاً من استلام العينات المرضية ولغاية إعلان الجهات الرسمية المحلية والعالمية عن ذلك .


شذى / شاركتِ بالإشراف على أطروحة بورد لطالبة في كلية الطب فرع النسائية والتوليد ــ الجامعة المستنصرية ، ماذا عن ذلك ؟

ماجدة / بالنسبة لإِشرافي المشترك على شهادة البورد حدثت أثناء دراستي للدكتوراه حول جرثومة اللستيريا مونوسايتوجينس ، وكان بعض الجانب العملي من الأطروحة يتضمن سحب نماذج من حالات إجهاض ، وتم سحب النماذج من مستشفى اليرموك ، في نفس الوقت كانت هناك  إحدى الطالبات تعمل بورد حول مسببات الإجهاض فطلبوا مني أن أُشاركهم الإشراف على البحث لعضد معلوماتهم حول الإجهاض اللستيري ، فأديتُ معهم العمل والعزل الجرثومي ، كان البحث على درجة عالية من الأهمية وقمتُ بنشره على صفحات المجلة البيطرية لكلية الطب البيطري / جامعة بغداد .


شذى / بعلمي إنكِ قمتِ بزيارة العديد من المختبرات والجامعات العالمية لأغراض التدريب والأطلاع على الأجهزة المختبرية والتقنيات التشخيصية الحديثة ......
ماجدة /  صحيح ، تيسر لي زيارة العديد من المختبرات والجامعات العالمية لأغراض التدريب والأطلاع على الأجهزة المختبرية والتقنيات التشخيصية الحديثة  كما ذكرتِ ، منها : ــ 
 
1- Center of Diseases Control and Prevention/ Atlanta , Georgia, USA.
2- Texas Tech University/ Lubbock,  Texas , USA.
3- Buffalo University/ Buffalo,  USA.
4- Veterinary University/ Hyderabad,  India.
5- Electron Microscope Center/ Hyderabad,  India.
6- Animal Research Center/ Hyderabad,  India.
7- جامعة الحسن الثاني / الرباط  ــ المغرب .
8- مختبر تشخيص داء السعار / الرباط ــ المغرب .
9- المختبرات البيطرية/ الدار البيضاء ــ المغرب .
من الزيارات المهمة أيضاً والتي قمتُ بها كانت جولة في أقسام ومختبرات جامعة كولورادو
Colorado Stat University
وزيارة إلى المستشفى البيطري ، وكذلك الاطلاع على قاعة التشريح المرضي .

شذى /  ماذا عن طبيعة سير العمل في الوحدات التشخيصية ؟
ماجدة / فيما يخص سير العمل في الوحدات التشخيصية فنحن نتبع (  SOP ) لكل فحص نقوم بإجرائهِ ، وأغلبها فحوصات قياسية عالمية ، فضلاً عن تطبيقنا لإِجراءات السلامة والأمن البيولوجي ، وإِرتداء معدات الحماية الشخصية أثناء إجراء الفحوصات المختبرية كل حسب نوع الفحص .
مصطلح ( SOP  ) هو مختصر لـ (  Standard Operating Procedure  ) وهي خطوات إجراء الفحوصات المرضية بالتفصيل لكل حالة من لحظة استلام العينة ولغاية إصدار نتيجة الفحص .


شذى / أنتِ مسؤولة عن مختبرين ، الأول مختبر التشخيص المرضي النسيجي ، والثاني تشخيص داء السعار ، ما مدى الحاجة إلى كوادر وسطية وإلى أطباء بيطريين في هذين المختبرين ؟

ماجدة / بصراحة المختبران بحاجة ملحة إلى  كوادر وسطية إضافة إلى الأطباء البيطريين ، لأن عدد الكادر العامل حالياً لا يتناسب إطلاقاً مع حجم العمل في المختبرات لهذا يتحمل الكادر مهام عمل كثيرة ومتعددة .

شذى / برأيك ما هي أسباب قلة الكوادر ؟
ماجدة / الأسباب متعددة ، ولكن يبقى السبب الرئيسي هو انقطاع التعيينات للأطباء البيطريين وخريجي كليات العلوم والمختبرات بأمس الحاجة إلى جهودهم ، إضافة إلى أسباب أخرى مُتعددة .

 رغم ذلك المختبر يبقى مُشرِعاً أبوابهُ لأي طبيب / ة  بيطري / ة  يرغب بالعمل ، فضلاً عن الاستقبال وبصورة مستمرة للعديد من الباحثين من الوزارات الأخرى ،  وكذلك طلاب الدراسات العليا لغرض إكمال الجزء العملي من أبحاثهم .



شذى / يقودنا الحديث إلى مناهج السيطرة على داء السعار ( الريبيس ، داء الكَلَب بفتح اللام ) في العراق ، فماذا تقولين في ذلك ؟
ماجدة / بالنسبة للسيطرة على داء السعار ، فكلٌّ يعملُ من موقعه وحسب اختصاصه ، من العاملين بالتشخيص الحقلي ، إلى العاملين بالرصد الوبائي للمرض ، والذين يرسلون تقاريرهم مباشرة إلى مقر الدائرة ، مروراً بي في مجال عملي (  التشخيص المختبري للمرض  ) ، فالجهود الخاصة بالسيطرة على داء السعار تتوزعُ حسب مهارات الأطباء البيطريين وأماكن عملهم ونوع هذا العمل ، كلمة القضاء على داء السعار في العراق تحتاج زمناً طويلاً لتحقيقها ، إذ من الصعب أن نقضي على المرض في ظل الظروف الصعبة التي مرَّ ويمرُّ بها البلد ، كاحتلال داعش لبعض محافظات العراق ، التهجير ، عدم السيطرة على حركة الحيوانات ....... وإلخ ، ولهذا نحن نتحدث عن إجراءات للسيطرة على مرض السعار .

شذى / كان حواراً مفيداً ومثمراً نشكركِ عليهِ وعلى الوقت الذي منحتيه ، والجهد الذي بذلتيه في التوضيحات والشرح ، أتركُ لكِ الكلمة الأخيرة ، مع تمنياتي لك بالمزيد من التوفيق والنجاح .
ماجدة / قبل ذلك أحب أن أقدم شكري لكِ د. شذى على فسح المجال للتعريف بدور الطبيب البيطري وأهميته في محاربة الأمراض ، وإيصال هذهِ الحقيقة إلى أكبر عدد ممكن في المجتمع ، والهدف هو حماية هذا المجتمع والصحة البشرية قبل الحيوانية .
 كخاتمة لهذا الحوار أقول : المجتمع العراقي غني بالعقول والخبرات ، والتي يعوّلُ عليها في بناء البلد ، وهذهِ الكفاءات فيما لو توفَّرت لها الأجواء المناسبة والإمكانات ستبدع في مختلف المجالات وستنقل خبرتها وتجاربها للأجيال القادمة ، لهذا أتمنى من المسؤولين ومن يتولى قيادة هذا البلد حماية هذهِ العقول والكفاءات ، وتوفير كل ما تحتاجه من إمكانات مادية ومعنوية في العمل وعدم محاربتها ، أو التضييق عليها لمنع هجرتها إلى خارج العراق ، أو اختيارها لحل التقاعد المبكر هرباً من مشاكل العمل والتصادم مع الإدارات ، وبهذا سيكون البلد الخاسر الأول في العملية كلها .   


 


ــــــــــــــــــــــــــ

هوامش معرفية /
1 ــ جزر سيشل تقع على الساحل الشرقي لأفريقيا بالمحيط الهندي ، عاصمتها ( فكتوريا ) ، وأكبر جزرها تسمى ( ماهي ) ، أقرب الجزر لها هي مدغشقر ، وأقرب دول البر لها هي الصومال .

2 ــ منظمة غلوبال بواشنطن .
أسم المنظمة الكامل هو ( CRDF Global   ) ، وهو مختصر لــ : ــ
 Civilian Research and Development Foundation Global
وهي منظمة مدنية أمريكية أُجيزت للعمل من قِبل الكونغرس الأمريكي عام 1992 م ، ولها نشاطات في بعض دول العالم ، حيث تُشجع على التعاون العلمي والتقني من خلال المنح المالية والموارد التقنية والفُرص التدريبية ، ولها برامج عديدة ومتنوعة تُعرضُ بشكل فُرص تنافُسية للمشاركة على صفحات الانترنيت ، وبإمكان العلماء والباحثين الدخول وملئ الاستمارات الخاصة ، وفي حال فوز أي مشروع تتكفل المُنظمة بتوفير المنح المالية للمشروع ، فضلاً عن الفُرص التدريبية .

3 ــ ( ساركوسبوريديا ) أو ( ساركوسست ) : هو طفيلي من نوع ( بروتوزوا ) ، أغلبية أنواعه تُصيب اللبائن ، وهُناك أنواع تصيبُ الزواحف والطيور ، دورة حياتها تتطلب وجود مضيفين ( مضيف نهائي ومضيف وسطي ) ، ينتقل الطور المُصيب من المضيف النهائي عبر الفضلات إلى الخارح ، وعند تناولهِ من قِبل المضيف الوسطي يؤدي إلى تكوين مكيسات بأعداد كبيرة في العضلات الهيكلية والقلبية ، المضيف النهائي لا تظهر عليهِ أية أعراض سريرية عكس المضيف الوسطي الذي يُعاني من أعراض تعتمدُ على نوع الإصابة وموقعها .


4 ــ الأمراض المشتركة : هي الأمراض الحيوانية المنشأ ، وتُصيبُ الإنسان والحيوان .
يوجد أكثر من ( 600 ) مرض مشترك ، المُسبِّبات متعددة : بكتريا ، فايروس ، طفيلي ، البروتوزوا ..... وإلخ  من المُسبِّبات الأُخرى .


شكراً لكل المتابعين والمتابعات ، كما أتوجه بالشكر للأخ باسم روفائيل الذي أعتنى بالناحية التقنية للصور ، فظهرت مرتبة بالشكل الذي تبدو عليه في الموضوع .

45


كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 31 ) ــ القِسم ( 3 )           
        ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر
               


 طَابِع المَوْضُوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                             

عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، سنُتَابِع هنا القِراءَة في مَسْرَحِيَّة ( غُفْران الأَمير ) ( الجِزْء الأَخير)  لِلخُوري حنا رحماني ، وأَتَقَدَّمُ بِخالِص شُكْرِي وتَقْديري للأَخ باسم روفائيل ، والَّذِي لَوْلا تَعاونَهُ المُخْلِص ، الدَؤوب والمُسْتَمِّر ، لَما رَأَى هذَا المَوْضُوع  النُور على هيْئَتِهِ هذهِ ، تَمنِّياتي لَهُ بِكُلِّ الخَيْر والتَوْفيق .               
   كُلّ الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                         
                                 

د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

حنا رحماني ( 1891 م ــ 1969 م ) 





 

الرَابِط الثَالِث
مَسْرَحِيَّة ( غُفْرَانُ الأَمير ) ــ حنا رحماني  ( التَتِمَة الثَانِيَة  لِلمَسْرَحِيَّة )
مَنْشُورَة في مَجَلَّة المَشْرِق اللُبْنَانِيَّة
مِنْ صَفْحَة 350   إِلى صَفْحَة 367
العدَد رَقم 5 

في 1 / مايو / 1923 م


الرَابِط :

http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=2244607&ISSUEID=8687&AID=177946

 //////////////////////////////////




 
 


 
 

 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

غفران الأمير                                                                                 
مأساة نثرية ذات أربعة فصول يتخللها شعر قديم                                     
بقلم :                                                                                           
مدير مدرسة الطاهرة للسريان الكاثوليك في الموصل القس حنا رحماني ( تتمة )

الفصل الثالث                                                                                   
سبق السيف العذَل                                                                           

( المشهد الأول )                                                                             
الاسود وثعلبة                                                                             
 
الاسود : ( بتأسف ) ، إذاً قد ثبُتَ فقدان نُمير                                           

ثعلبة : نعم أيها الملك                                                                       
 
الاسود : وهل رجع السُعاة الذين أرسلناهم للكشف عنه ؟                           

ثعلبة : رجع الكل ولم يقفوا لهُ على أثر ... إنّما أحدهم رأى وراء هذهِ الاكمة سواداً عظيماً ، كأنَّ قوماً نزلوا هناك                                                 

الاسود : وما قبيلتهم ؟                                                                       

ثعلبة : لم يتثبت جنسهم لبعدهِ ، فإن أحبَّ الملك أرسلنا من يتحقَّقهم                 

الاسود : أرسلْ ربيّة على جناح السرعة                                                   
   
ثعلبة : ( يصرخ ) كليب ، كليب                                                           

 

( المشهد الثاني )                                                                             
الاسود وثعلبة وكليب                                                                         

كليب : سيدي                                                                                   

ثعلبة : حلَّ قومٌ وراء الاكمة ولابدَّ للملكِ أن يعرف أصلهم                             

كليب : سمعاً وطاعةً ( يمشي للخروج )                                                   

ثعلبة : ( يلحقه ) عجِّلْ ما أمكنك ، ( ثم بصوتٍ منخفض لكليب ) ، لاتغادر القصر قبل أن نلتقي                                                                           

كليب : ( بالصوت ذاته ) فهمتُ ( يخرج )                                                 

ثعلبة : ( يلتفت ليرجع إلى الاسود فيراهُ مُتهيئاً للخروج فيمشي وراءهُ ، ثم عندما يتوارى الاسود يحرك ثعلبة يده كأنَّهُ يدفعهُ ثم يرجعُ إلى الجهة الأخرى ويُنادي بصوتٍ منخفض ) : كليب ، ( ثم ينظر من الجهة التي خرج منها الاسود ويرجع فينادي ) : كليب                                                                     



( المشهد الثالث )                                                                             
ثعلبة وكليب                                                                                 

ثعلبة : إيّاك أن تذهب إلى الاكمة ، خذْ هذا الكتاب وتوار قليلاً في جوار القصر على غير مرأى من أحد ، ثم عُدْ بعد مدة وقدِّمهُ للاسود قائلاً : إنَّهُ من تُبّع ملك حمير لِلنُعمان ، وإنَّ التُبّع لم يُسلِّمك إيّاهُ إلا بعد أن تأكد منك إنّك صديق النُعمان وأخذَ عليك المواعيد المكرَّرة والإيمان المُغلطة إنّك لا تُطلع عليه أحداً             

كليب : أمرك سيدي ( يخرجان )                                                           



( المشهد الرابع )                                                                             
جليل والمُنذر                                                                               
 
المُنذر :  لم يعُد لي طاقة يا جليل على احتمال غياب أخي ، إنَّهُ اسْتَبى قلبي معهُ 

جليل : تقوَّ يا مُنذر ، إنّي أعهدك شهماً رابط الجنان                                   

المُنذر : نعم يا جليل ولكن أراني بعد فقدان أخي كالشجيرة الضعيفة تتلاعب بها الرياح وقد نزعوا عنها سندها الذي تعتمد عليه ، واحسرتي عليك يا نُمير         

نُمير أخي قد زاد قلبي تلهُّبا ...... وقد حرقت مني الشؤون المدامع                 
وقد اضرمت قلبي المصيبةُ لوعة ...... وقد حميّت مني الحشا والاضالع           
فأسأل عنك الرُكب هل يخبرونني ...... بحالك كيما تستكنُ المضاجع               
فلم يكُ فيهم مُخبر عنك صادقُ ...... ولا فيهم من قال إنك راجع                   
نُمير أخي مذْ غبت كدّرت عيشتي ...... فقلبي مصدوعٌ وطرفي دامعٌ             
وفكري مسقومٌ وعقلي ذاهبٌ ...... ودمعي مسفوحٌ وصدري بلاقع  ( 1 )       

( يبكي )                                                                                       

جليل : ( يأخذ بيد المُنذر وينعطف نحوه بحنو ) ، يا مُنذر كفكف الدموع .... وماذا أقول أنا وقد هجرتُ أمي ووطني وجميع الأقارب والأحباب ( يبكي ) إن مصابي لأعظم من مصابك بكثير ، فلنتعزَّ كلانا                                           

المُنذر : أنتَ لم تفقدهم يا جليل ، سيُعيدك الله إليهم عن قريب                         

جليل : وأنتَ أيضاً سترى نُميراً أخاك راجعاً سالماً ... ( يمسكه بيدهِ من جديد بانعطاف ) ، يا منذر بحق حبّك لي سألتك ألا تغتم هكذا لفقدِ نُمير ، أنا أقومُ مقامه لديك ريثما يعود قريباً إن شاء الله ... أترضى بصحبتي يا مُنذر ؟                     

المُنذر : ( يمسح دموعه ) كيف لا أرضاك يا خير الإخوة ، يا ملاكاً حلَّ قصرنا فزرع فيه الفرح ونشرَ العزاء ، وبذل التعزية                                           



( المشهد الخامس )                                                                           
الاسود وجليل والمنذر                                                                       

المُنذر : ألم يأتنا أحدٌ بخبر من نُمير يا أبي                                               

الاسود : لا يا بُنيّ                                                                             

المُنذر : كنتُ الآن أبكي فقْدَ نُمير فعزاني جليل وعرض عليّ أن يكونَ لي أخاً حتى عودة شقيقي فرضيتهُ                                                                   

الاسود : حسناً فعلت يا بُنيّ ، توَّخَ ابن النُعمان لحسن سجاياه وورعهِ ، ثمَّ أن من كُسرَ بالحرب لجدير بعد الحرب بكل إعزازٍ ومجاملة ، ولا يحق للغالب أن يحتقر المغلوب أو يهينه ، فاذهبا يا ولديَّ إلى هذهِ الاكمة ( يشير إلى الاكمة بيده ) ، وانظرا لعلكما تقفان على أثرٍ لنُمير ( يخرجان ويدخل ثعلبة )                   



( المشهد السادس )                                                                           
الاسود وثعلبة                                                                               

الاسود : لقد أبطأ الرسول يا ثعلبة وبتُ قلق البال لا أطيقُ الصبر                   
 
ثعلبة : المكانُ بعيدٌ ياسيدي ، على كل حال لا أظنَّهُ يُبْطئ بعد ( يتطلع ) ، ها هو آتٍ                                                                                       



( المشهد السابع )                                                                           
الاسود وثعلبة وكليب                                                                         

كليب : ( يدخل وبيدهِ ورقة ملفوفة ) سيدي الملك دونك هذهِ الأَلُوكة ، اقتربتُ من القوم فقبضوا عليّ وأخذوني إلى رئيسهم فإذا هو تُبّع الملك صديق آل غسّان فكتمتُ عليهِ أمر إرسالكم إيّاي وأظهرتُ لهُ ميلاً للغساسنة ، لم اتركُ لهُ معهُ سبيلاً للشك فيهِ ، فسلَّم إليّ هذهِ الرسالة للنُعمان وأوصاني ألا يطلع عليها أحدٌ سواه                                                                                             
 
الاسود : ( يأخذُ الورقة ويقدِّمها لثعلبة ) ، فُكَّها وأقرأ                                 

ثعلبة : ( يقرأ ) من تُبّع العاهل الكبير ملك حمير إلى حليفنا النُعمان بن المُنذر سلام ؛ قد أحطتُ علماً بكل ما ذكرت ووقفتُ على ما نويت ، غداً نتسوّرُ حصن الاسود ونفتحهُ قسراً ونخلصك من عدوّك ، كُنْ إذاً على استعداد                     

الاسود : ( يقاطعهُ بغضب ) ، هذا من أكرمنا مثواه وحقنا دمهُ ، نِعم المكأفاة يا نُعمان ... إنّي أدركُ الآن صحة قولك يا أبا أُذينة :                                     

العفو إلاَّ عن الأَكفاء مكرمَةٌ ...... من قال غير الذي قد قلتْهُ كذبا                   
لا تقطعنَّ ذنب الأفعى وتُرسلها ...... إن كنتَ شهماً فأتبع رأسها الذنبا ( 2 )       

ولكن لا ذكر في هذهِ الكتابة لنُمير ؟                                                       

ثعلبة : ( يقرأ ) أَمَّا نُمير فقد حاولتُ قتلهُ بموجبِ أمرك .                             

الاسود : واحرقة قلباه عليك يا ولدي يا نُمير ( يسندهُ ثعلبة لأنَّهُ يضعف ليسقط ) ، لقد ... تأَججت نار الحزن والألم ... في فؤا ...... دي ..يا ... ثعلبة ، واأسفي عليك .... يا نُمير .... ما هذهِ الميتة ، ذهبتَ فريسة الغدر والخيانة ، لِمَ لم تمت بين السُمر والبيض في معمعة الحروب ..... ( ترجع إليه قوته ، يترك كتف ثعلبة ويقوم بعزم ) ، ولكنْ لا يُهْدرُ دمك وايم الله ، ثعلبة ادعْ لي النعمان وليحضر معهُ أعواني والسيّاف ( يخرج ثعلبة )                                                         

 

( المشهد الثامن )                                                                           
الاسود وحده                                                                               


الاسود : لقد هُدَّ ركن قوَّتي ... تضعضع عزمي                                       
خُسِف البدْرُ حين كان تماما ...... وخُفي نورهُ فعاد ظلاما                         
ودراري النجوم مادت وغابتْ ...... وضياء الآفاق صار قتاما                   
حين قالوا نُمير أضحى قتيلاً ...... خيَّم الحزنُ عِنْدنا وأقاما                       
كانَ عوْني وعُدَّتي في الرزايا ...... كانَ درْعي وذابلي والحُساما               
يا جفوني إنْ لم تجودي بدمعٍ ...... لجعلْتُ الكرى عليكِ حراما                   
قسماً بالذي أماتَ وأَحْيا ...... وتولَى الأرْواحَ والأَجْساما                         
ما غمدتُ الحسام في الحربِ حتَّى ...... أتركُ القومَ في الفيافي عِظاما  ( 3 )




( المشهد التاسع )                                                                           
الاسود ، ثعلبة ، النُعمان ، الأعوان ، السيّاف                                         

الاسود : يا نُعمان حقنتُ دمك وانزلتُك منزل الضيفِ الكريم في داري ، أكرمتُ مثواك وأعززتُك ، على أنّي ما دريتُ إنّك افعوان ينفثُ سمَّهُ في الخفية           

النُعمان : يا ابن الحارث بوسعك أن تقتلني ولكنْ ؛ لا حقَّ لك على شتمي         

الاسود : أَغدْرٌ وإصرار وتكبُّر ، إقرأ يا ثعلبة                                           

ثعلبة : ( يقرأ من جديد الرسالة )                                                         

النُعمان : ( بِهدوٍ وشرف ) هذهِ مكيدة ، لا عِلم لي بما في هذهِ الرسالة           

الاسود : أليس تُبَّع ملك حمير محالفك ؟                                                 

النُعمان : نعم                                                                                 

الاسود : ألم تبعث إليه برسالةٍ هذهِ جوابها ؟                                         

النُعمان : كلا                                                                                 

الاسود : اما سمِعتَ بنزول تُبَّع وراء هذهِ الاكمة مع جندهِ ؟                         

النُعمان : سمعتُه ولم أتحقَّقهُ                                                             

الاسود : ألم يصنع ذلك باتفاقٍ معك ؟                                                   
 
النعمان : لا والله                                                                             

الأسود : اما سمعتَ بفقدِ ابني نُمير ؟                                                   

النُعمان : نعم                                                                                 

الاسود : اما تعلمُ مصيرهُ                                                                 

النُعمان : لا وشرف النُعمان                                                               
 
ثعلبة : ( للاسود ) ، ومتى سُمع أنَّ المذنب يُقِرُّ بذنبٍ                               

الاسود : ( للنُعمان ) وبالتالي ؟                                                         

النُعمان : أنا براءٌ من كلِّ ذنْبٍ                                                             

الاسود : لقد عيل صبري ، أيُّها القُوَّاد كونوا على حذرٍ من هجوم تُبّع ملك حمير علينا هذهِ الليلة ، وأنتَ أيُّها السيَّاف خُذْ النُعمان إلى منقع الدم واقطع رأسهُ     

النُعمان : إلى ديّانٍ يوم الدِّيْنِ نمضي ...... وعند الله تجتمعُ الخصوم                 
ستعلم في الحساب إذا التقينا ...... غداً عند الإله منْ الظلومِ ( 4 )       

( يخرجُ النُعمان والسيَّاف يستلُ سيفهُ )                                                 

الاسود : ذُقْ يا نُعمان كأساً مزجتَ لنا مرارتها                                           
فأنصفُ النَّاس في كُلِّ المواطنِ مَنْ ...... سقَى المُعادين بالكأَسِ التي شربا ( 5 )



( المشهد العاشر )                                                                             
بعينهم وجليل                                                                                 

جليل : ( يدخل وهو يصيح ) ، أبي ، أبي ، بالله عليك مُرْ بأًنْ يوقفوا السيَّاف أو اقتلوني عوضاً عنهُ ، اقتلوني معهُ ( يركع أمام الاسود الَّذِي يُحوِّلُ عنهُ نظرَهُ ، يُجرُّ الستار ) .



ــ الفصل الرابع ــ                                                                             

حَصْحَصَ الحقّ                                                                             
( يوضعُ قبر للنعمان في مؤخر المرسح وعلى جهة )                             
 

( المشهد الأوَّل )                                                                             
جليل وحدهُ                                                                                   
جليل : ( مستند إلى قبر ابيهِ )                                                           
أَهاجَ قَذاءَ عيني الإِذكارُ ...... هُدُوَّاً فالدموعُ لها انْحِدارُ                             
وصارَ الليْلُ مُشْتَمِلاً علينا ...... كأنَّ الليْلَ ليسَ لهُ نهارُ                             
وبتُ أُراقِبُ الجوْزاءَ حتَّى ...... تقاربَ منْ أَوائلها انحدارُ                         
أُسرِّحُ مُقْلتي في إِثرِ قوْمٍ ...... تباينتِ البِلادُ بِهم فغاروا                           
وأبكي والنجومُ مظلماتٌ ...... كأن لم تُخْفها عني البحارُ                           
أيا أبتا دعوتُك لم تُجبْنِي ...... فقلبي لا يُقِرُّ لهُ قرارُ                                 
أَلا بِحقِّكَ يا فدى نفسي أجبْني ...... وكيفَ يُجيبني البلدُ القفارُ                     
أبتْ عينايّ بَعدك أن تَكُفَّأ ...... كأنَّ قذى القَتَادِ لها شِفَارُ ( 6 )                     

يا أبتاه أَمِثْلُك يواريهِ التراب فينطفئ سراج عينيه ويصمتُ نطق شفتيه .....واأسفي عليك يا أبي كنتَ لي نوراً فأظلمَتْ الدنيا في عينيّ من بعدك ، كنتَ لي فخراً وعزاء فلبستُ من بعدك ثوب الحداد وارتديتُ رداء الحزن ... ألا كيف هجرتني يا أبي ، كيف تركتني وحدي وأنا في الأسر بعيداً عن أُمي                 

أيُتْماً وسجناً واشتياقاً وغربة .... ونأي حبيب إن ذا لعظيمُ   ( 7 )                 
 
ألا  هل من عودةٍ يا أبتاه ...اواه ذهب ذهاباً لا يعقبهُ إياب ( يبكي ) .               
قتلوه ظلماً ... ليس أبي ممَّن يعمد إلى وسائل قبيحة كالتي عزوها إليه ليخلص من الأسر ، أبي أرفعُ من ذلك ، يا ربي برئ ساحته ... إرحمهُ يا أرحم الراحمين .... ( يبكي )  ، ألا يا دموعي أسقي بريّك قبرهُ ، رطبي بغيومكِ ثراه               

سقاكَ الغيثُ إنك كنتَ غيثاً ..... ويُسْراً حينَ يُلْتَمَسُ اليَسَار  ( 8 )                   

يا رُفات أبي إليكِ مني سلام وألف سلام ( يسند رأسه إلى القبر )                   



( المشهد الثاني )                                                                             
جليل ، الاسود ، ثعلبة                                                                       

ثعلبة : ( على حِدة عند دخولهِ ) قتلتُ الأسد فبقي عليّ الجرو الصغير             

الاسود : يا ابن العم إن منظر هذا الفتى الباكي على قبر أبيهِ لمِمَّا يُفتت الاكباد   

ثعلبة : أَساءَ منْ يرحمُ فريسة غدرهِ وخيانتهِ وكفرهِ بالنعمة ؟                       

الاسود : لا ريب فيما تقول على أني منذ قتلتُ النعمان لم يقرّ لي قرار .... فقد طالما حاولتُ أن أتذكر ما تقول عن غدرهِ وخيانتهِ فلم يهدأ روعي ... ألعلِّي قتلتُ بريئاً ؟                                                                                           

ثعلبة : او تشكُّ أيَّها الملك في أمرِ خيانةِ النُعمان                                       

الاسود : لا .... ولكن لستُ أرى لبلبالي مخمداً ... إن في الأمر لسِرّ ! فاعلم يا ابن العم إنه من بعد قتلهِ لم يكتحل جفني برقادٍ وكلَّما دخل الطعام فمي غصّ في حلقي وقد فارقني السرور واستولت عليّ الهموم                                       

ثعلبة : لا تسترسل للقلق أيها الملك بلْ افتحْ قلبك للفرح وأهنأ بقتلك أكبر عدوّ لك فبقتلهِ أصبحتَ في مأمنٍ من كل خصوم                                                   

الاسود : وأنَّى لي أن أهنأ ... أتريدُ أن اكشف لك سرِّي ، إن خيال النُعمان يرافقني حيثما أسير ، كلامه الأخير لا يزال يطرق أذُنيّ                               
ستعلم في الحسابٍ إذا التقينا ...... غداً عند الإلهِ من الظلوم ( 9 )                   
أنا الذي كنتُ أَتيهُ عجباً على كل الملوك قد كسفَ الخجلُ جبيني فلا يمكنني أن أرفع نظري إلى أحدٍ من الخلق إلا وأراهُ يبكتني على فعلي ( يمسح دمعة )       

ثعلبة : أتبكي أيُّها الملك                                                                     

الاسود :  إنَّ الدموعَ سفير البؤس والكدر ...... فانظرْ تجد دمعي الهتَّان منهملا
والجفن في أرقٍ والعين في غرقٍ .... والقلبُ في حُرّقٍ والجسم منتحلا
استوطنَ الخطبُ قلبي فاستقرّ به ...... وحاقَ بي فكساني الروع والمللا
اراشَ لي اسهُماً في مهجتي فتكت ...... أصابَ قلبي بجرحٍ ليتهُ قتلا ( 10 )
 
ثعلبة : أيا مليكي تجلّد واصبرن وكنْ ...... عند الخطوب إذا ما خيَّمتْ بطلا       
إن ضاق قلبك من هذي النوائب يا ....... مولاي قلبي فسيح فأملأَنه إلى ....     
قلبي إذا اشتدت الأهوال كافحها ...... ولا يبالي ولو نجمُ المنون علا       
ليثٌ كمثلك تخشى الأرضُ سطوتهُ ...... عارٌ إذا قيل عنهُ ذُلَّ وانخذلا  ( 11 )

الاسود : أين الصبر ، وأين السبيل إليه ( يأخذ ثعلبة إلى قدَّام المرسح على جهة ) ، يا ثعلبة قرحٌ بليغٌ ظهر هنا في صدري يوم قتلتُ النُعمان وقد عالجته فلم يزدد إلاَّ اتساعاً وهو ينهشُ صدري وينخر عظامي ... اواه                                 
ولي كبدٌ مقروحة من يبيعني ...... بها كبداً ليست بذات قروح                       
أباها عليّ الناس لا يشترونها ...... ومن يشتري ذا علّة بصحيح ( 12 )         

( ينظر ابن النُعمان فيقتربُ منه ) .... هذا جليل ....                                   
دعني يا ثعلبة وابن النُعمان لعلِّي ألقى منهُ ما يُسكِّنُ روعي ( يخرج ثعلبة )     



( المشهد الثالث )                                                                             
جليل والاسود                                                                               

الاسود : ( يقتربُ من جليل بلطفٍ وينحني عليهِ بانعطاف ) ، كفكِفْ الدّمع يا جليل فبكاؤك لا يُجدي نفعاً ... ما صار قد صار ... فقد سبق السيفُ العذل         

جليل : ماذا يريدُ الاسود من ابن النُعمان ، ليتركنَّهُ وشأنهُ ، وإن شاء فليُلحِقهُ بأبيهِ                                                                                     

الاسود : ما جئتك لتُعنِّفني ، جئتك معزّياً يا جليل                                         

جليل : لا كنتَ قتلتَ أبي ولا تنازلتَ إلى تعزيتي                                         

الاسود : قتلتُ أنيساً وأُعزّي كسيراً                                                         

جليل : وهل ثبُتَ إثم أبي ... أتقتلُ رجلاً دونَ أن تتثبتَ جرمهُ ... وما أدراك إنَّ الرسالة التي أتوكَ بها ما كانتَ مُزوَّرة كتبتها يدٌ أثيمة وأعداؤنا في قصرك عديدون                                                                                         



( المشهد الرابع )                                                                             
الاسود وجليل والمُنذر                                                                       

الاسود : هلم يا بُنيّ لعلك تعزِّي أنتَ جليلاً ، ( على حِدة ) فتُخفِّفُ وطأة همومي 

المُنذر : ( يقترب من جليل ) ، جليل ، أخي ، حبيبي                                   

جليل : قد كان المُنذر حبيباً لي لكني لا أعرفُ ابن قاتل أبي                           

المُنذر : سألتك بالله يا جليل ألاَّ تزجرني                                                   

جليل : إليك عنّي                                                                               

المُنذر : ( ينحني على جليل ) ، يا جليل ليس هذا الوداد الذي كنتُ أعهدهُ فيك .. أين عهودنا وعقودنا .... أتزيدني حزناً فوق حزني على فقد أخي والكلُّ يقولون إن النُعمان قاتِلهُ                                                                               

جليل : فإن كان الأمر كما تقول دعني إذاً وابكِ أخاك كما أنا أبكي أبي               

المُنذر : أنا لم أصدّق ما شاع عنهُ ... ألا يا جليل سألتك بكلِّ ما هو عزيز لديك أن تصافحني ثانيةً                                                                                 

جليل : أعزُّ شيء عليّ كان أبي فقتلتموه ... لن يُصافح كفي أبدّ الدهر كفَّ ابن الاسود ، اتركاني وشأني ( يخرج الاسود مكسور الخاطر ويتخلّف ابنه )           


( المشهد الخامس )                                                                         
جليل ( مستند إلى القبر ) والمُنذر                                                         
المُنذر : اواه ! .... لقد خانَ الحبيبُ العهود وحنثَ بالإيمان ونقض الذمام وجرح فؤادي جرحاً لا يندمل .... رجوتُ فزُجِرتُ ، طلبتُ فرُفِضْتُ ، تذللتُ فطَمِع ... هل أقابل غدرهُ بغدرٍ وظلمهُ بظلمٍ ، نارٌ تتأججُ في أحشائي وقد ألهبت مني الضلوع ، تحاول هذهِ النار أن تتدفق من شفاهي بلعنةِ يومٍ بهِ عقدنا عهد الود والحب ... تريدُ هذهِ النار أن أقطع الوثاق وأعطي مجالاً لعواطفي وأبرِّد غليل فؤادي ... ولكن لا يا جليل ، لا ، أنا لا أفعلُ هذا :                                                     

طُبِعتُ على الاخلاص بالوّدِ والوفا ...... وقلبي يأبى أن أكون خؤونا                 
وعارٌ على الخلق الكريم تلوُّنٌ ...... لقد عدهُ أهل العقول جنونا                       
ثباتُ الفتى في عهدهِ سؤْددٌ لهُ ...... وعزٌّ ، وإنّي ما برحتُ أمينا                     
على صفحاتِ القلبِ ودُّك مثبتٌ ...... سيبقى إلى يومِ النُشُورِ مكينا  ( 13 )       
 
هذا جوابي على جفوكَ يا جليل ، والآن أتركك كما رغبت وشأَنُك                     


( المشهد السادس )                                                                           
جليل وحدهُ                                                                                 

جليل : ماذا صنعتُ ... كيف قويتَ يا قلبي على الإساءة إلى من هو بعد أبي أعزُّ الخلق عليك ، واحسرتاه ! أتاني مُسلياً مُعزياً ، فتحَ لي قلبهُ كي أجد فيهِ ما يُنسيني آلامي ، وأنا أغلظتُ لهُ المقال ، ذكّرني بالعهود وأنا نكثتها ورفضتُ مصافحتهِ ، أتاني وقد قادهُ حبّهُ فجفوتهُ وطردته فذهبَ كسيراً ... لعمري إن كسرته هذهِ وذلّهِ لهما أشدُّ من كسرتنا وذلّنا ، فاسكتي إذاً يا عواطف الثأر المتلهّبة في قلبي اسكتي ، ويا هواجس الانتقام الثائرة في أحشائي اصمتي .... وأنتَ يا دمُ والدي المُراق ، يا أصلُ دمي وسبب حياتي أطلبُ إليك بكل احترامٍ وإجلال أن تجاوبني : أَما رضيتَ تكفيراً بدموع هذا الفتى الدامية وقد قطرها قلبه الجريح ... أجبْني يا دم أبي اجيبيني يا نفسُ أبي ... ليس من مُجيب ... ( يقف ) لا يا مُنذر ما نكثتُ عهدك ولكن خشيتُ أمام قبر أبي أن أصافحك ، خفتُ من أن تكون مصافحتك نقضُ عهد أبي ... اواه ! ..... عهدان يتنازعاني ويودانِ انقسام روحي : عهدٌ عقدتهُ مع أبي كي أحافظ على حقوق أجدادي والأخذ بثأرهم ، وعهدٌ عقدتهُ مع المُنذر عهد ودٍ وحبٍّ ، فإن أقمتُ على هذا نكثتُ ذاك ، وإن ثبتُ على ذاك نقضتُ هذا.... لقد ضاع رُشدي .... خذْ يا ربي بيدي وأرشدني أنتَ واهدنِي الصراط المستقيم ( يخرجُ بطيئاً )                                               



( المشهد السابع )                                                                           
ثعلبة وكليب                                                                               


ثعلبة : أرايت يا كليب كم من عذابٍ قاسينا حتى بلغنا مأربنا من قتلِ النُعمان   

كليب : أذكرُ ذلك حسناً ولا أنساه                                                         

ثعلبة : كلّ تعبنا يذهبُ سدى إن وقفنا عند هذا الحد                                 

كليب : لا أفهمُ مرادك                                                                     

ثعلبة : تذكّر قولي السابق :                                                             
لا تقطعن ذَنْب الأفعى وترسلها .... إنْ كنتَ شهماً فأتبع رأسَها الذنبا ( 14 )   

إن النُعمان يا كليب حيٌّ بابنهِ فإن لم تلحق الابن بالأب فكأننا لم نفعل شيئاً إذ لم نقطع سوى نصف الطريق                                                                   

كليب : أنا لا أُطابقك على ذلك                                                             

ثعلبة : ويحك ما تقول ؟                                                                     

كليب : كفاني ما ارتكبتُ من الشرور فلا أريدُ أن ألطخَ يدي بدمٍ نقي طاهر مثل دم هذا الفتى                                                                                 

ثعلبة : إنَّ من باشر السلوك في مزلقة الإثم المنحدرة لا يمكنهُ أن يقف ما لم ينزل إلى أسفل الهاوية ، عليك أن تتبعني كالسابق يا كليب                           

كليب : لا أفعل                                                                                 

ثعلبة : ( بغضبٍ وتهديد ) أتدري يا كليب إن أمر موتك وحياتك في يدي ؟       

كليب : اصنعْ ما بدا لك فلستُ بِجازع                                                     

ثعلبة : ( يُفكر ملياً ثم يقتربُ ملاطفاً كليب ) ، ألك رغبةٌ في المال يا كليب ؟     
 
كليب : وماذا يفيدني المال إن كنتُ أجرُّ حياةً تعيسة ثقَّلتها الذنوب ... صوتٌ خفِيٌ ينخزني كمهماز ويوبِّخُني سِرّاً ، إنّهُ كدودةٍ تنهشُ قلبي وقد سلبتني راحتي ... إني نادمٌ على سيري في إثرك ، ولولا خوفي من العقاب إذ شاركتُكَ في الشرِّ لأعلنتُ مساعيك للاسود                                                                     

ثعلبة : ويلك ، ما هذهِ القحة ؟ ( يضع يده على سيفهِ )                                 

كليب : ( بهدوء وتبسُّم ) لا تخفْ إني كاتمٌ ما جرى بيننا ... أمَّا أنا فإني ذاهبٌ أهيمُ على وجهي في البراري والقفار مسترحماً عفو الباري تعالى لعلّهُ يصفحُ عن مآثمي ( يخرج )                                                                         


( المشهد الثامن )                                                                             
ثعلبة وحدهُ                                              &n

46
   

مع الزميلة الناشطة في مجال حقوق الإنسان د. هيام شاكر عبد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعداد وتقديم وحوار  : شذى توما مرقوس
الأربعاء 9 / آب / 2017 م  ـــ الجمعة 8 / أيلول / 2017 م .

بودي اليوم أن أُعرِّفَ القارئات الكريمات / القُرَّاء الكرام على أختي وزميلتي في المهنة والناشطة في مجال حقوق الإنسان الطبيبة البيطرية د. هيام شاكر عبد ، من مواليد بغداد عام 1960 م ، حاصلة على بكالوريوس طب وجراحة بيطرية من كلية الطب البيطري / جامعة بغداد /  دورة 1984 م ــ 1985 م ، كانت مديرة مستوصف العامرية البيطري ( في ناحية العامرية التابع لقضاء الفلوجة في محافظة الأنبار  ) ولمدة تزيد على الخمسة عشر عاماً ، وهي تعمل في هذا المستوصف منذ عام 1990 م .

وهذا الحوار هو بمثابة تقدير لجهودها المبذولة وإبرازها ، وأيضاً دعوة للطيبين والطيبات ممن يريدون المساهمة في هذا العمل الإنساني ودعمه معنوياً ، أخلاقياً ، مادياً ... وإلخ من أشكال الدعم ، أو الزيارة للاطلاع على الجهود المبذولة .

ولأجل التعريف بعملها الإنساني الكبير في ظل الظروف الصعبة في وطننا العراق أرتأيت الحوار معها حول ذلك ، حيث أكَّدتْ من خلال أعمالها الخيرية التطوعية هذهِ مقدار إرادتها الصلبة .



شذى  / كيف كانت أول مرة في مسيرتك كناشطة في مجال حقوق الإنسان من خلال  العمل الخيري التطوعي ، وما الذي جعلك تبدأين هذهِ الخطوة وكيف بدأتيها ، وأين كانت أول ممارسة لك في هذا المجال ؟


هيام / في الابتدائية كنتُ أحصل على مصروفي اليومي من والدتي ، وبدوري كنتُ أعطيه لفقير كان دائب الوقوف على باب المدرسة يومياً يستجدي، عندما كبرنا كانت أختي الأصغر مني سناً تعاتبني وبمرارة قائلة : ( أنتِ تتبرعين بيوميتكِ للفقير ، ما ذنبي أنا لتتبرعي بيوميتي أيضاً له )  ، مسكينة أختي ، ربما كانت هذهِ البداية عندي في العمل الخيري التطوعي .
  في عام 2003 م ، وبعد التغييرات السياسية التي طرأت على البلد ، تفاقمت الأوضاع الصعبة ، فكثر عدد الأرامل والأيتام والفقراء ، المؤسسات المعنية بالأمر لم تقم برعايتهم مما أوقع المواطن في تخبط ، وخصوصاً النساء والأطفال ، وضع الطفولة يُرثى له ، نقرأ الهم والحزن في عيون الأطفال ، هذا الوضع العام الصعب دفعني للخطوة الأولى في هذا المجال حيث بدأتُ بمساعدة الفقراء في ريف ناحية العامرية ( ناحية العامرية هي منطقة ريفية يعيش فيها الناس على الزراعة وتربية الحيوانات ) ،  مثلاً كانت الأم تأتي مع أطفالها تطلب مني المساعدة ( مادية ، أو مساعدة للسعي بمعاملة في أي دائرة رسمية .... وإلخ  ) ، كنتُ أرى نظرات أطفالها تترجاني ، فأخجل من نظراتهم .

شذى  / هل لكِ أن تحدثينا عن النشاطات التي قمت بها ؟
هيام / عملتُ دعوة للأطفال على الغداء في المطعم الذي شيدته ( هذا قبل أحداث التهجير وقبل وجود المخيمات ، المخيمات أقيمت في بداية عام 2014 م )  ، وأحببتُ أن يكون افتتاح المطعم بدعوة لأطفال منطقة العامرية  ، بحدود مئة طفل تقريباً ، طبخنا لهم الرز ، مع اللحم والمرق ، أحسستُ بفرحة الأطفال الغامرة المنبثقة عن شعورهم باحترامنا لهم ، كل من عملوا معي كانوا مؤمنين بعملي ومتطوعين دون مقابل .
كنتُ أتمنى لو رأيتِ مدى سعادة الأطفال وهم يجلسون حول الطاولات .

شذى / أستطيع أن أرى ذلك بقلبي وأنت تتحدثين وتصفين ذلك .
هيام / شكراً لمشاعرك ، وفي واحدة من مناسبات يوم اليتيم العربي والذي يصادف أول جمعة من نيسان حاولت إدخال الفرحة على قلوب الأطفال فأحتفلت مع الأيتام بتوزيع الملابس والكيك والشربت عليهم .


شذى / أنا أيضاً أؤمن عميقاً بقيمة العمل الذي تبذلينه تطوعاً .

هيام /  أيضاً جمعتُ مبلغاً مالياً  كتبرعات من فاعلي الخير والمحسنين ( حوالي ستة ملايين دينار عراقي وأكملتُ عليه من مالي الخاص ) وذهبتُ إلى الشورجة ، واشتريت ملابس للأطفال بسعر الجملة ووزعتها على الأطفال  ( بحدود 800 طفل ) في مخيمات العامرية  ، استمر توزيع الملابس ما يقارب الأسبوع على أهالي المخيمات ، وكلما كنتُ مع الفريق المتطوع نخرج من مخيم بعد الانتهاء من التوزيع نرى الأطفال الذين لم يستلموا ينتظروننا عند باب إدارة المخيم وفي أياديهم الصغيرة هوياتهم الشخصية ، كنتُ أشعر بالخجل الشديد والتقصير وأنا أنظر إليهم لأني لا أستطيع تغطية كل متطلبات المخيمات فاضطررنا لشمول الأيتام وأطفال المفقودين والمعوقين فقط ، وكنتُ في قلبي أقول لهم : أعتذر لكم أحبائي الأطفال ولكن ما باليد حيلة .


 
في زيارة للدكتورة هيام إلى أطفال المخيم في 30 / 5 / 2017 م ، ويظهر في الصورة مجموعة من أطفال المخيم بملابسهم الرثة ، تقول د. هيام :
ــ أقسمت الأمهات في المخيم بأنه ليس لديهم غيرها فيغسلونها ثم ينتظرون جفافها ليعاودون لبسها مرة أخرى ، وهذا أكيد لأنهم هربوا من مناطقهم بما عليهم من ملابس ولا يملكون ثمن الطعام فكيف يشترون ملابس .



////////////////////////////////////


حملة توزيع الملابس على أطفال المخيم
وفي إحدى الصور تظهر د. هيام مع مجموعة من أطفال المخيم في حملة توزيع الملابس عليهم .

//////////////////

 أيضاً وبمساعدة المتطوعين معي وجهنا دعوة للأطفال لساعة لقاء ، قمنا فيها بتوزيع دفاتر الرسم والأقلام الأصباغ عليهم ، ليقضوا وقتاً طيباً في الانطلاق مع طفولتهم بفرح وسعادة بعيداً عن هموم واقعهم اليومي الحزين .
 
/////////////////////////

بمساعدة إحدى المنظمات عملنا وجبة إفطار لأهالي المخيم من النساء والأطفال .

 في الصورة الأولى ( على اليمين ) تظهر د. هيام وهي تساعد نساء وأطفال المخيم في تنظيم حركتهم أثناء مأدبة الأفطار ( الكمامة البيضاء على الفم هي لتفادي الغبار والريح والأتربة ) .
في الصورة الثانية إلى الأعلى ( يساراً ) تظهر د. هيام مع طفلة من أطفال المخيم أثناء مأدبة الإفطار .
////////////////////////

وحضَّرنا ( مع فريقي من المتطوعين ) أيضاً وجبة غداء للسجناء  في أول أيام العيد .

 

////////////////////////////

قمتُ باستقبال العوائل الخارجة من الفلوجة وقدمت لهم الخبز والماء والعصير .

 

هذه بعض من النشاطات وهناك غيرها الكثير .

/////////////////////////////


شذى  / كيف كانت ردود أفعال الزملاء والزميلات ممن معك في العمل داخل المستوصف البيطري  ؟
هيام / كانوا يساندونني ويدعمونني معنوياً ، وأحياناً مادياً ، وأخرى بالعمل التطوعي إلى جانبي ، ومن هذا المنبر أقدم لهم  جميعاً جزيل شكري وتقديري.

شذى / ماذا عن الذين يساعدونك في عملك الخيري هذا ؟
هيام / الذين يتعاونون معي كُثر ويتغيرون بين فترة وأخرى ، كل حسب وقته وظروفه وأحواله ، أحدهم هو أحمد وأنا أعتبره ساعدي الأيمن ، هو من الأيتام ، بدأ العمل معي مذ كان طفلاً في الابتدائية ، هو الآن قد أنهى دراسته الإعدادية وليس له إمكانية الاستمرار في الدراسة والالتحاق بالكلية بسبب ظروفه المادية الصعبة .
هناك أيضاً أحد الأشخاص المجتهدين وهو خريج كلية الإدارة والاقتصاد مؤمن بعملي ويبذل كل ما في وسعه في مجال العمل الخيري التطوعي إلى جانبي .
أيضاً رسول يعمل معي منذ طفولته ولا يزال وهو الآن طالب في الكلية .
د. نجمة ، طبيبة بيطرية مؤمنة بعملي جداً ولا أستطيعُ الاستغناء عنها فهي تتمتع برجاحة العقل وسعة الصدر والحكمة رغم صغر سنها ، حتى إنني استشيرها في معظم أعمالي .
وهناك كثيرون آخرون ، فالشعب العراقي هو شعب يحب تقديم المساعدة وخدمة الآخرين وفعل الخير .

 
صور لبعض المتطوعين / المتطوعات في الأعمال الخيرية مع د. هيام .

شذى / تحدثت عن السجناء ، هل لكِ أن تعطينا صورة أوسع عن هذا ؟
هيام /  بدأ التهجير في بداية دخول داعش إلى الفلوجة ، وذلك في كانون الأول من عام 2013 م ، فرت العوائل وتركت مساكنها وكل شيء خلفها خوفاً من داعش ، لكن ليس الكل استطاعوا الخروج والفرار ، فهناك عوائل لم تفلح في ذلك  ولم تسنح لها الفرصة بذلك وبقيت داخل الفلوجة ، وداعش لم تسمح لها فيما بعد بالخروج ، وكل من حاول كان مصيره القتل ، أما العوائل التي تمكنت من الخروج والفرار فسكنت المخيمات ، استمرت سيطرة داعش على الفلوجة بحدود السنتين ، وحين  دارت المعارك لتطهير الفلوجة من داعش بدأت العوائل المتبقية بالخروج والفرار منها خوفاً على حياتها ، داعش كانت تحتمي بالعوائل وكل من حاول الفرار كان مصيره القتل ، أما العوائل التي تمكنت من الخروج كانت القوات الأمنية تستقبلهم فتأخذ النساء بالسيارات للمخيمات في العامرية ( والتي تبعد بحوالي عشرين كيلو متر عن الفلوجة  ) ، وتحتجِزُ الرجال ( للتأكد من بياناتهم وتدقيقها حفاظاً للأمن والسلامة ) في جملونات ، الشمس كانت نافذة ، والغذاء غير كافٍ  لحين نقلهم للمنشآت العسكرية ( مكان للاحتجاز ) ، وصل عدد الرجال في هذهِ المنشآت إلى 16000 محتجز تقريباً تم غربلتهم بمرور الوقت وبقي منهم القليل ، هؤلاء القليل لا زالوا هناك ويُضاف إليهم حالات أخرى باستمرار .
 هذا حدث قبل أكثر من سنة ونصف تقريباً   .

 
عملية نقل النساء والأطفال إلى مخيم العامرية .

 بدأت بزيارة هؤلاء السجناء قبل أكثر من سنة ، وزياراتي لهم مستمرة للحين ، أعدادهم آلاف ، وأنا أتعامل بالذات مع السجناء غير المحكومين ، حيث إن قضاياهم قيد التحقيق ، ولم تصدر بحقهم أية أحكام لحد الآن ، فيهم الكثير من الأبرياء وبشهادة المختصين والموجودين في عامرية الفلوجة ، لكنني أساعد جميع السجناء دون استثناء الأبرياء وغيرهم ، أي إنني لا أنظر لأسباب وجودهم كسجناء فهدفي هو المساعدة والرعاية كعمل إنساني بعيداً عن السياسة  .
 ذهبتُ لزيارتهم في أول محطة لهم بعد خروجهم من الفلوجة كانوا جياع وعطشى ، أخذتُ لهم الخبز والماء والعصير ، هذا قبل أن يتم احتجازهم في المُنشآت ، طيلة فترة وجودهم في الفلوجة ولمدة سنتين تقريباً لم يحظوا بأكل البيض ، اشتريتُ أعداد من كارتونات البيض وقمتُ بسلقها وأخذتُ معها الخبز ، كانوا بحدود ( 6000 ) ستة آلاف رجل وأكثر ، وكنتُ يومياً أزود بعض الخبَّازات بحدود (  300 ) كيلو طحين لتحضير الخبز ، وكنتُ أدفع لهن الأجور ، ومن الأمور اللطيفة التي حدثت هو إن فرحة السجناء كانت كبيرة بالخبز والبيض بحيث إنهم إصروا على سحب صور لهم وأكفهم تحتضن الخبز والبيض .

 

في الصورة الأولى أعلاه ( من اليمين ) تظهر د. هيام وهي في زيارة المحتجزين قبل احتجازهم .
في الصور الثلاثة الوسطية المرتبة بشكل عمودي تُظهِرُ المحتجزين في شاحنات تهيئة لنقلهم للمنشآت العسكرية ، ويظهر أيضاً الأشخاص المتبرعين وهم يوزعون الخبز والماء على المحتجزين .
بقية الصور هي للمحتجزين .



المحتجزون سعداء بحصولهم على البيض والخبز



صورة توزيع الماء والغذاء والعصير على السجناء .
في الصورتين الأولى ( يميناً ) والثانية ( يساراً ) ، تظهر د. هيام وهي تشارك في حملة التوزيع .

/////////////////////////

   
 http://www.tellskuf.com/images/stories/food1/zo26.jpg
صورة للدكتورة هيام مع المتطوعين في حملة إعداد المساعدات لأهل المخيم بغية توزيعها عليهم .

//////////////////////////
بعض الأطباء الأخصائيين يتعاونون معي كمتطوعين ودون مقابل حيث يقومون بفحص المرضى من السجناء ويقدمون لهم الخدمات ، ومن يحتاج إلى أشعة أو سونار أو تحاليل يتم إحالته إلى المستشفى تحت حراسة مشددة ، ويُجرى له اللازم ، ثقة الناس فيّ تلعب دوراً بارزاً في استمرار عملي حيث يتعاون الجميع معي من أطباء و إداريين وغيرهم ، أما عن توفير الأدوية لعلاج الحالات من السجناء المرضى  فأنا أبحث عن  متبرع وغالباً ما أجد محسناً ما يُلبي النداء ، أما إن لم أعثر على متبرع فأقوم بدفع ذلك من حسابي الخاص ، كل الذين يعملون معي هم متطوعين وبمساعدة أهل الخير والمؤمنين بعملي . 


شذى / أتوقع إن هناك الكثير من العراقيل والصعوبات التي تواجهك في مجال عملك الخيري التطوعي كناشطة  .

هيام / نعم ، أنا أتعرض لمضايقات كثيرة من الجميع ، فأنتِ تعرفين مدى صعوبة عمل المرأة في مجتمعاتنا ، حتى أهلي غير راضين عن ذلك لأنهم يخافون عليّ ويعتبرون هذا مجازفة كبيرة ، لكنني أنسى كل تلك المضايقات والمخاوف حين أرى الابتسامة على وجه طفل وهو يتلقى ملابس جديدة أو يفرح بوجبة غذائه أو بالحلويات التي يحصل عليها في العيد ، أو حين أرى سجين أفرج عنه لبراءته ، فيبحث عني ليشكرني والابتسامة تملأ وجهه وينقل لي شكر الجميع ، أو حين أرى الأم التي لجأت إليّ لمساعدتها وهي سعيدة بولادة طفلها ...... وإلخ ، كلها مواقف تجعلني أنسى كل المضايقات والهموم وتدفعني للسير قدماً في هذا الطريق رغم كل شيء .
 
شذى /  هل لكِ أن تحدثينا عن بعض الحالات الفردية التي مرت بكِ كأمثلة تعكس معاناة الناس الذين تقدمين لهم المساعدة ؟
هيام / واحدة من الحالات : أرملة قتل داعش زوجها ، ثم أبيها وشقيق زوجها لأنهما كانا يعملان في سلك الشرطة ، لهذهِ الأرملة ستة أطفال كبيرهم بعمر 15 عاماً ، تعيش معها في الخيمة حماتها وابن حماتها ( عشر سنوات ) ، وكذلك ابن أختها ( تسع سنوات ) ، يعني في خيمة واحدة يعيش ثمانية أطفال وإمرأتان ، الأرملة خرجت من القائم بصعوبة بالغة بعد أن زوجت بناتها الأثنتين بعمر 16  و 18 سنة من رجلين متزوجين لأكثر من مرة وتركتهما هناك حتى تخفف العبأ عنها ، وبعد مشقة وصلت إلى مخيمات العامرية ، مرضت إبنتها ذات الأربع سنوات وماتت بسبب الفقر إذ لم تتمكن من علاجها .
حالة ثانية : إمرأة نازحة سكنت المخيمات أثناء التهجير ، طلبت مني المساعدة لأنها حامل وتحتاج لعملية ولا تحتاز على أي مبلغ من المال ولا حتى لقوت يومها ، وعندما قربت ولادتها رافقتها للمستشفى حيث أُجرِيتْ لها العملية وأنجبت ثلاثة أطفال ، تكفلتُ بتوفير الحليب والحفاظات وكل احتياجات المواليد الثلاث ، وأيضاً حصلت على متبرعين وفاعلي الخير لإعانة الأم ، القصص كثيرة لا تنتهي .
 

//////////////////////
 
حالة ثالثة : أرملة قتل تنظيم القاعدة زوجها في 2008 م على ما أذكر ، وهي أم لخمس بنات ، كنتُ أعيلها وبناتها وأساعدها قدر الإمكان في كل شيء بما فيه إتمام معاملاتها الرسمية وغيرها ، هي إنسانة خجولة جداً ولا تلح في الطلب ومتعففة وعزيزة النفس ، شاء حظها التعيس أن تسقط بالقرب من الخيمة التي تقطنها ( بعد التهجير ) قذيفة هاون وأصابت شظاياها إبنتها الكبرى وسببت لها إصابات في يدها أثقلت حركتها ، هذا حدث قبل ثلاث سنوات تقريباً ولا زالت البنت تعاني من آثار ذلك ، بعد رجوعهم إلى منطقتهم ( بعد تحريرها وطرد داعش منها ) شاءت الأقدار أن تدوس البنت الأخرى ( وهي في الخامسة عشر ) على لغم أدى إلى بتر ساقها اليمنى وذراعها اليمنى ، مسكينة هذهِ الأم وبناتها ، كل ذنبهم إنهم عراقيين ، البلد الذي فُقِدت فيه الرحمة ، وكان على الجهات المعنية الاهتمام بحالة هذهِ الطفلة وتزويدها بأطراف اصطناعية ، لكن لم تكن هناك أية استجابة منهم ، بلغ الإهمال لدرجة إن الأم المسكينة أرادت أن تنجز لإبنتها هذهِ معاملة استلام تعويض كونها فقدت أطرافها ، لكنهم وضعوا آلاف العراقيل في طريقها ، فلجأت إليّ لأساعدها في ذلك ، وبعد جهود حثيثة وكبيرة بذلتها تحققت المعاملة ، كذلك تمكنتُ ومن خلال تبرع أحد المحسنين بتوفير أطراف اصطناعية للطفلة وقد كلفت خمسة ملايين ونصف دينارعراقي تقريباً .

صورة الطفلة ذات الخمسة عشر ربيعاً وقد بترت ساقها وذراعها .

///////////////////////

حالة رابعة : في عام 2010 م وصلتني رسالة رجاء من أحد السجناء يطلب إليّ مساعدته ، في حينها تجاهلتُ الموضوع لأنني كنتُ خائفة إذ لم يسبق لي فيما قبلها التعامل مع السجناء قط ، لكن الأيام لعبت دورها حين خرج أحد الأبرياء من السجن وجاء إليّ شارحاً مشكلة هذا السجين البريء ، إذ كان الأمر كله دعوى كيدية من طرف ما ، ولم يكن لهذا السجين قريب يراجع قضيته فكل أهله كانوا خارج العراق ، زرتُ السجين وسعيتُ لتوفير اتصاله بوالدته ( هي صديقتي على الفيس بوك حالياً ) كما ساعدته بعرضه على طبيب للعلاج ، وسعيتُ في قضيته ومراجعة أوراقه لما يزيد على الثلاثة أشهر ، حتى أُخلي سبيله لثبوت براءته بعد ثلاثة سنوات في السجن ظلماً وكان ذلك في ليلة العيد ، ذهبتُ إليه أنا وفريق من المتطوعين لاستقباله ، ووفرنا له المبيت لدى أحد العاملين ، وخرج معنا في صباح العيد ليوزع الحلويات على الأطفال ، وكان سعيداً جداً لكنني كنتُ أكثر منه سعادة لانتصار الحق ، الشاب في مقتبل العمر حاول أن يبني حياته بعد خروجه من السجن فتزوج وبحث عن عمل يناسبه ، وهو سعيد بحياته الجديدة ، انتهت مأساته لكن مآسي العراق لا تنتهي .


حالة خامسة : إمرأة مسنة وتعاني من الشلل ، كانت بحاجة ماسة إلى كرسي متحرك ، قمتُ وبمساعدة الخيرين بتوفيره لها .
 

/////////////////////////

حالة سادسة : في إحدى زياراتي للسجن ، كان هناك طفل بعمر ( 15 ) عاماً أفرج عنه القاضي وقضى بتسريحه من السجن ، لكن لم يوجد أحد ليستلم الطفل  ، فلا أحد يعرف أهله وليس لديه عنوان أهله أو تلفونهم ، نشرتُ صورته على الفيس بوك بحثاُ عن أهله ، وبمشاركة الخيرين ممن عملوا مشاركة للمنشور تم التعرف على أهله ، فاتصلت بي أخته وهي تبكي من الفرحة فلقد كانت متصورة بأنه متوفي لأنه مختفي منذ مدة طويلة ، عملتُ له إجراءات الخروج من السجن وأخذته معي للبيت وجهزتُ له وللمتطوعين في العمل الخيري وجبة الغداء ، ثم جاء شخص من طرف أخته ليستلمه .



حالة سابعة : قبل عدة سنوات قررتُ أن أتحمل مسؤولية رعاية إحدى الصغيرات من أطفال المخيم ، كان عمرها في حينها لا يتجاوز الثلاث سنوات ومصابة بالديزنتري وتحتاج لرعاية طبية مستمرة ، فأخذتها إِليّ وهي تعيش وستبقى بشكل دائم تحت رعايتي الشخصية وبرفقتي ، صحتها تحسنت كثيراً . 

 مجموعة من الحالات الأخرى لأطفال المهجرين ، والكل فقراء ومحتاجين ولا يجدون قوت يومهم إلا بشق الأنفس  :


 

صورة رقم 1 ــ طفلان شقيقان من المخيم يعانيان من مشاكل في العيون ، قمتُ بأخذهما إلى بغداد لأجل عرضهما على الطبيب وتوفير العلاج لهما .
صورة رقم 2 ــ هذا الطفل يعاني من مشكلة بالمثانة ، تم التدخل جراحياً للعلاج ، حيث أجريت له أكثر من عملية ولم تنجح مع الأسف ( تم إخراج مجرى للادرار من هذهِ الفتحة الظاهرة في الصورة ) ، وستجرى له عملية أخرى .
صورة رقم 3 ــ طفلة تعاني من ورم في الأنف ، تم التدخل جراحياً لإزالة الورم .
صورة رقم 4 ــ طفل يعاني من ورم في الرأس ، أُجريت له عملية جراحية لإزالة الورم .


 



الصورتان رقم 5 / 6 ــ هذهِ الطفلة كانت بحاجة إلى كرسي متحرك وبمساعدة الطيبين صار بالإمكان توفيره لها .
 
الصورة رقم 7 ــ طفلة مصابة بالسرطان فقدت شعرها كنتيجة لأخذ جرعات العلاج الكيمياوي ، يتم متابعة علاجها ومساعدتها في الاستمرار به وأخذهِ . 

الصورة رقم 8 ــ طفلة من المخيم مصابة بالسرطان ، تقوم د. هيام بمتابعة علاجها .


شذى   / ماذا عن أمنياتك في مجال عملك الخيري التطوعي ؟
هيام / أتمنى أن يُتاح لي تأسيس دار كبيرة للأيتام لرعايتهم وتهيئتهم للحياة وتعليمهم المهارات وتنمية مواهبهم .
كما أتمنى أن أعمل المزيد للرفع من شأن المرأة بتوفير الدعم النفسي والمادي والمعنوي قدر إمكانيتي مثلاً من خلال إنشاء مصنع ليكون فيه كل العاملين من النساء أو أفكار أخرى متنوعة .
الأمنيات كثيرة لكنني أكتفي بهذهِ ، فالأهم من الأماني هو تحقيقها .

شذى / أنتِ كناشطة في مجال حقوق الإنسان بعملك الخيري التطوعي تصنعين الفرح حيث حللتِ ، ولهذا سنختار إحدى الأخبار السعيدة من كثير أعمالك الخيرية التطوعية كخاتمة مفرحة لهذا الحوار  .
 
هيام / قبل فترة وبتاريخ 17 / 8 / 2017 م حضرتُ عرس أحد الأشخاص ممن ساهمتُ في دعمه ومساندته في تحقيق كل تكاليف زواجه من التجهيزات اللازمة ( غرفة النوم ............. إلخ  ) ، وهو أحد الأيتام ويعيش مع أخواتهِ  الأربعة ، إحداهما متزوجة حالياً .

 

ختاماً جزيل الشكر للدكتورة هيام على هذا الحوار الغني والقيّم والمفيد ، ونتمنى لها المزيد من التوفيق في مسعاها الخيري .


//////////////////////////////////

ملاحظة /  جزيل الشكر للأخ باسم روفائيل والذي بذل أقصى جهوده في ترتيب الصور في الموضوع وبالشكل الذي تظهر عليه فيه .




47
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 31 ) ــ القِسم ( 2 )
( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 


 طَابِع المَوْضُوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                             

عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، سنُواصِلُ هنا القِراءَة في مَسْرَحِيَّة ( غُفْران الأَمير ) لِلخُوري حنا رحماني ، وأَتَقَدَّمُ بِخالِص شُكْرِي وتَقْديري للأَخ باسم روفائيل ، والَّذِي لَوْلا تَعاونَهُ المُخْلِص ، الدَؤوب والمُسْتَمِّر ، لَما رَأَى هذَا المَوْضُوع  النُور على هيْئَتِهِ هذهِ ، تَمنِّياتي لَهُ بِكُلِّ الخَيْر والتَوْفيق .               
   كُلّ الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                         
                                 

د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

حنا رحماني ( 1891 م ــ 1969 م ) 




 الرَابِط الثَاني
مَسْرَحِيَّة ( غُفْرَانُ الأَمير ) ــ حنا رحماني  ( التَتِمَة الأُولَى لِلمَسْرَحِيَّة )
مَنْشُورَة في مَجَلَّة المَشْرِق اللُبْنَانِيَّة
مِنْ صَفْحَة 280 إِلى صَفْحَة 290
العدَد رَقم 4
في 1 / أَبْريل / 1923 م
الرَابِط :

http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=2244535&ISSUEID=8686&AID=177938







 

 

 


غفران الأمير
مأساة نثرية ذات أربعة فصول يتخللها شعر قديم
بقلم :
مدير مدرسة الطاهرة للسريان الكاثوليك في الموصل القس حنا رحماني ( تابع )
ـــــــــــ

الفصل الأول ( تتبع )

( المشهد التاسع )
النُعمان وثعلبة

ثعلبة : ( بلى .... ! ) إنه غارق في تفكراته ...لأوقعنه في حبل مكري ، سأعرض عليه الفتك بالاسود فإذا وافقني وأخذت منه البينات الكافية كشفتُها للاسود فقتلهُ  ، ( للنُعمان ) أهكذا يقعد النُعمان على حجر بعد أن كان العرش مقرّه

النُعمان : من أنتَ يا أخا العرب ؟
ثعلبة : أنسيني النُعمان ؟

النُعمان : وكيف يعرفك وقد حجبت وجهك باللثام ؟

ثعلبة : ( يرفع اللثام ) أذكر ثعلبة أبا أُذينة

النُعمان : بلْ ثعلباً أبا براقش

ثعلبة : يشتمني النُعمان كأنَّهُ بعد في قصره وعلى دست ملكهِ كما فعلَ يومَ جئتهُ ناصحاً فرفض نصحي وطردني

النُعمان : النُعمان لا يتقلب مع صروف الدهر فالأيام لا تغرّهُ إن أقبلتْ ولا تُنكيهِ إن أدبرت ، كُسر النُعمان لكنْ عزمهُ لم يُكْسر
 
سواي يهابُ الموت أو يرهبُ الردى ...... وغيري يهوى أن يعيش مُخلدا
ولكنّني لا أرهب الدهر إن سطا ...... ولا أحذرُ الموت الزؤام إذا عدا
ولو مدَّ نحوي حادثُ الدهر كفّهُ ...... لحدثتُ نفسي أن أمدّ لهُ يدا ( 1 )

ثعلبة : ( بتهكُم ) ، تفاخرٌ وتباهٍ .... هذا كلهُ قد عبر .... نحنُ أيناء اليوم ، واليوم أنتَ أسيرنا وفي قبضتنا

النُعمان : كلامك هذا يوغر والله صدري غيظاً ، ايُقهرُ النعمان ويعيرهُ بذلك صعلوك ، لو لم تكنْ خسيس النفس وضيع الهمَّة لما بخست حقوق من خانه الدهر ، فيا لك من نذل لئيم !

ثعلبة : ( على حِدة ) فار دمي في عروقي .... ولكن مهلاً ، ( للنعمان ) ، قلْ ما تشاء عن أبي أُذينة ، فأبو أُذينة لا يحمل حقداً فإنَّ قلبه أصفى من الماء الزلال ... وها هوذا قد أتاك ثانية ناصحاً .... ( يقتربُ منهُ ) أيها النُعمان بن الحارث هلْ قعدتْ همتُّك ، أو نامَ بأسك .... إلى متى تبقى في الأسر .... ( بصوتٍ منخفض ) سمعتُ أن الاسود عوَّل على الفتك بك

النُعمان : على الفتك بي ! ولِمَ لم يصنع ذلك حالاً بعد انتصارهِ ؟

ثعلبة : أراد أن يُذيقك (  .....؟....  ) ويوسعك ذُلاً
النُعمان : افتكٌ ومكرٌ ، ليست هذهِ شيمة نفسٍ أبيَّة
 
ثعلبة : يحسبُ النُعمان أن الكلَّ مثلهُ ، إيَّاك أن تنخدع بالظواهر
 
النُعمان : كيف وهو عزّني وأكرمً مثواي

ثعلبة : يُعطيك من طرف اللسان حلاوة ....... ويروغ منك كما يروغُ الثعلبُ

النُعمان : ليس لمن ليست لهُ حيلة ....... موجودة خيرٌ من الصبرِ

ثعلبة : الصبر ضعفٌ على من فُتحت أمامهُ أبوابُ الخلاص

النُعمان : زدني ايضاحاً ويحك

ثعلبة : ( يقتربُ منهُ ويكلمهُ بصوتٍ منخفض ) إن الاسود آمنٌ على نفسهِ لا يتحذر ولا يخاف ، فإن أحببت اتفقنا على الفتك به فيُصبحُ المُلك في يدي وتعودُ أنتَ إلى عرشِك مُنعماً

النُعمان : صه ، أَاكيدُ رجلاً أنا في دارهِ ، هذا ما لم يُسمع عند العرب

ثعلبة : إن لم تقتلهُ قتلك
ومنْ لم يُصانِعْ في أمورٍ كثيرةٍ ...... يُضَرَّسْ بأنيابٍ ويُوْطأْ بِمَنْسِمِ ( 2 )
 
النُعمان : أنا لا أغدرُ بهِ فإن أراد الاسود أن يَخْفرَ بذمّتهِ فلهُ ربٌ يدينهُ
 
ثعلبة : هذهِ مبادئ أكل عليها الدهر وشرب ، أما اليوم :
فمَنْ لا يَذْد عن حوضهِ بسلاحهِ ...... يُهدَّم ، ومَنْ لا يَظْلِمُ الناس يُظْلَمِ

النُعمان : كفى ، أنا لا أفعل هذا

ثعلبة : ( على حِدة ) ، يا للرجل ! إنّهُ من صوان ، لنطرق باباً آخر لهُ لنرْ هل من ذريعةٍ لايقاعه في شراكي ، ( للنعمان ) حُبي لك يا نُعمان يدفعني على بذل كل ما لديّ لخلاصك ... ( يفتكر ) ما قولك لو سهَّلتُ لكَ أسبابَ الهربِ ليلاً ... هل في ذلك على أحد ظلم ؟

النُعمان : ( يفتكرُ هنيهة ) ، هذا أيضاً لا أفعلهُ ، إعلمْ يا ثعلبة إن النُعمان ابيَّ النفس ، لا يخرجُ من هنا مُنهزماً مُتنكراً ... ثُم هبني هربتُ أنا فماذا يحلُّ بولدي وبالذين هم رفقتي في الأَسر ...لا ... لا ... الوسائل التي تقترحها عليّ يا ثعلبة تمسُّ بشرفي ، وشرفي أعزُّ عليّ من نفسي
المنايا ولا الدنايا ، وخيرُ ....... من ركوب الخنى ركوب الجنازة

ــــــــــــــــــــ
الفصل الثاني

الغدر والخيانة
( المشهد الأول )
جليل وحدهُ

جليل : ( عند فتح الستارة يكون جالساً على صخرة وهو كئيب ) ، حتى متى يا ربَّاه نتجرعُ كأس الذل ! أَنشربها حتى قعرها ! لقد عيل صبري وضعُفتْ همتي .... حتى متى أرى أبي ذليلاً أسيراً بعد أن كانت تخضع لهُ الملوك ؟ إلى متى يدوم أسرنا هذا ؟
كم أُمنّى بغدٍ بعد غدِ ...... ينفذُ العمرُ ولا ألقى غدا ( 3 )   
حتى متى أراني بعيداً عن أمي وقلبي يتلظى شوقاً إلى رؤيتها ، إنها الآن تذرف الدموع على ولدها ولا تدري ما حلّ بهِ وبأبيهِ ... ألا متى نلتقي يا أمّاه ، قد ذبتُ لألمكِ حزناً وإليك اشتياقاً ، فسلام عليك سلامٌ ينقله منّي إليكٍ هذا النسيم :
ريح النسيم بحقِ من أَنشاك ِ ...... رُدّي السلامَ وحيّي من حيَّاكِ
هبِّي عسى وجدي يخفُّ وتنطفي ...... نيرانُ أشواقي ببرْدِ هواكِ
ياريحُ لولا أن فيك بقية ...... من طيبِ أمّي مُتُ قبل لقاكِ
كيف السلوّ وما سمعتُ حمائماً  ...... يَنْدُبْنَ إِلاّ كنتُ أوّل باكٍ
يا أمّ ما أخشى الحِمامَ وإنّما ...... أخشى على عينيك وقت بكاكِ  ( 4 )
( يقف هنيهة ) ، أه ! يا ربّاه ! يا محيي العظم الرميم ويا جامع رُفات العباد اجمعْ شملنا ، ( يُسمع من الداخل عتابة وصوتاً يتغنّى بهذهِ الأقوال ) :
فعسى الذي أهدى ليوسف أهله ...... وأعزَّهُ بالسجن وهو أسير
أن يستجيب لنا ويجمع شملنا ...... والله ربُّ العالمين قديرُ ( 5 ) 
( هنا يدخلُ ثعلبة دون أن يشعرَ بهِ جليل ) ، على أن قلبي ينبئني بخطبٍ جسيم ويناجيني بمصابٍ  قريب ، وأشعرُ بوجبانهِ كلَّما وقعت انظاري على رجل متحيّل يسكن هذا القصر اسمهُ ثعلبة ، إنني أخافهُ خوفي من لسعة الأفعى ، المكر يسيلُ من لسانهِ والحيلة تبدو من عينيه ، دأبه التملُّق والتجسس والتختُّل والخداع ... فلقد بغتّهُ وهو يسعى ليلاً في القصر أو يتنصت على الأبواب ، فلا أشكُ إنه يُضمِرُ لنا السوء .... نجنا يارب من خبث ثعلبة . ( هنا يظهر ثعلبة )



( المشهد الثاني )
جليل وثعلبة

ثعلبة : هاءنذا ياجليل ماذا تريدُ مني ؟

جليل : ( يرتعش خوفاً ) ثعلبة  ! يالله ! أين كنت ؟

ثعلبة : كنتُ راجعاً من عند الاسود ، فلمَّا مررتُ بهذهِ الطريق سمعتك تناديني فاجبتُك

جليل : وماذا أردت من الاسود ؟

ثعلبة : وأيم الحق يا جليل منذ نُكبتم ما أردتُ من الاسود إلاّ أمراً واحداً فكلمّا اجتمعتُ بهِ جدَّدتُ عليهِ طلبي ، وزدتُ في الالحاح ... وما ذاك سوى أن يطلق سراح آل غسّان ويرجعهم آمنين إلى الشام

جليل : بلْ قلْ أن يقتل آل غسّان عن آخرهم

ثعلبة : لِمَ هذا الافتراء يا جليل ، أهذا جزاء سعيي في انقاذكم ؟

جليل : يكفيك يا ثعلبة تختُلاً ومداهنةً ، يكفيك غشاً وخداعاً ، يكفيك نفاقاً ، إن حيلك هذهِ آخرتها وبالاً عليك
إن الأفاعي وإن لانت ملامسها ...... عند التقلُّبِ في أنيابها العطبُ  ( 6 )
( يخرج )



( المشهد الثالث )
ثعلبة وحدهُ

ثعلبة : ينشأ الجرو الصغير على وتيرة أبيهِ ..... ولكنْ هيهات يا نُعمان أن ترى ابنك خلفاً على عرشك ، إن ثعلبة ثعلبٌ خبيث خبير تصعب عليكما النجاة من حبائلهِ ، فسينصبُ المكايد للابن بعد أن تنفذ سهامهُ في الأب على أن خُبثي لم يتوصّل بعد إلى ايجاد وسيلة لأوقع بالنعمان ، قد أفرغتُ كنانة حيلتي تارةً لأُقنع الاسود بقتلهِ وأخرى لاصطاد النُعمان فرجعتُ من عند الأثنين بخُفّي حنين ... ما العمل ؟ ( يتطلع ) ها إن الاسود قادم ومعه الشاعر النابغة الذبياني صديقُ الغساسنة ، إنّي أمكثُ هنا لأرى ما سيجري بينهما



( المشهد الرابع )
ثعلبة والاسود والنابغة

الاسود : ما تقولُ يا أبا امامة في ملوك غسّان بعد كسرتهم هذهِ ، ألا تزال متحزباً لهم وقد قتلتُ بيدي ولي نعمتك عمراً أخا النُعمان الذي شخصت إليه يوم التجأت بآل غسّان هارباً من غضب أبي

النابغة : ملوكٌ عضَّهم الدهرُ بنابهِ

الاسود : او هلْ يُجبَّرُ كسرهم هذا ؟

النابغة : ألي منك الأمان إن كشفتُ لك عن مكنونات صدري

الاسود : قل لا بأس عليك

النابغة :
عليّ لِعَمْرٍ نعمةٌ ، بعد نعمةٍ ...... لوالدِهِ ، ليست بذاتِ عقاربِ
ومن بعده النُعمان رأس الكتائبِ ...... أولئك قومٌ بأسُهُم غيرُ كاذبِ
إذا ما غزوا بالجيشِ ، حلَقَّ فوقهم ...... عصائبُ طيرٍ ،  تَهتدي بعصائبِ
ولا عيبَ فيهم غيرَ أَنَّ سُيُوفَهُم ...... بهنّ فلولٌ من قِراعِ الكتائبِ
لهم شيمةٌ ، لم يُعطها الله غيرهم ...... مِنْ الجودِ ،  والأَحلامُ غيرُ عوازِبِ 
محلتهمْ ذاتُ الإِلهِ ،  ودينهمْ ...... قويمٌ فما يرجونَ غيرَ العواقبِ
ولا يحسِبُونَ الخيرَ لا شرَّ بعدهُ ...... ولا يحسِبُونَ الشرَّ ضربةَ لازِبِ
ألا يا بني غسّان مني إِليكمُ ...... سلامٌ بهِ حبٌّ ...... ( 7 )

الاسود : ( يقاطعهُ بغضب ) كفى يا أبا امامة ، ما كنتُ لاظنكَ تجسرُ على مدح آل غسّان أمامي

النابغة : ما قلتُ إلا بعد أن اذن لي بذلك الأمير ولا لوم على من أخلص في حبّهِ وصدقَ في قولهِ

الاسود : إذاً تحبهم

النابغة : كيف لا وقد أكرموا مثواي وأحلوني محل الضيف العزيز ، او تلومني على ذلك أيها الملك

الاسود : لا .... دعني وثعلبة يا أبا امامة




( المشهد الخامس )
الاسود وثعلبة


الاسود : أراكَ تسكتُ يا ابن العم

ثعلبة : ماذا أقول ؟

الاسود : ما هذهِ الجرأة التي تجرَّأ بها النابغة ؟

ثعلبة : لا لوم لعمري على النابغة ، ما قالَ إلا الحقّ
هُم أهلةُ غسانٍ ومجدُهُم ...... عالٍ فإن حاولوا مُلكاً فلا عجبا ( 8 )
 
الاسود : ما العمل إذاً ؟

ثعلبة : وهل تجهل ما العمل ؟

الاسود : لقد ضقتُ ذرعاً ولم يبقِ لي رأي ، ترى يا ثعلبة أن أقتلهم وأنا لا أرى باباً يُسوِّغُ لي ذلك بعد أن وضعت الحرب أوزارها ... ليتهم لم يقعوا في الأسر ولا وقعتُ أنا في هذهِ الحيرة، ( يخرج من جهة ، ويدخل كليب مُسرعاً من جهة أخرى )



( المشهد السادس )
ثعلبة وكليب

كليب : سيدي ، رجلٌ متنكر ٌ دخل القصر وهو يسألُ عن النُعمان

ثعلبة : وهل أخذتَهُ إليه ؟

كليب : كلا ، بلْ أوقفتُهُ ريثما آتي فأخبرك

ثعلبة : نِعماً وماذا أخبرتهُ عن النُعمان ؟

كليب : شبّهتُ عليهِ الأمر بأجوبةٍ ملتبسة فلم يقف على حقيقة ، أنا وصفتك بهِ وأشرتُ عليه أن ينقاد إلى أمرك

ثعلبة : نعماً نعماً ، ائتني بهِ عاجلاً وأمكث بالقرب من هنا علّنا نحتاج إلى سعيك



( المشهد السابع )
ثعلبة وحده

ثعلبة : من هو يا تُرى هذا الوافد ، أعدوٌ أم صديق للنُعمان ؟ لا بلْ صديقٌ وإلا لما تنكَّر وسأل عنهُ ... لعلها رمية من غير رامٍ بها أُصيب مرامي ... ولتكُن مهما يكن من أمرهِ فالمداهنة والتملق أولى لي من غيرهما



( المشهد الثامن )
ثعلبة ، تُبّع

ثعلبة : ( على حِدة ) عليه شمائل الملوك ، ( لِتُبّع ) أهلاً بضيفٍ كريمٍ وطئ حمانا ، انزل على الرحب والسعة

تُبّع : أراك تستقبلني كصاحب الدار فمن تكون ؟

ثعلبة : إني أحد أعوان جلالة الملك الاسود وقد كلفني بمراقبة من أسرناهم من بني غسّان

تُبّع : ( على حِدة ) لقد حظيتُ بالمرام

ثعلبة : وأنتَ من تكون وما وراءك ؟

تُبّع : اعرابي من بطن البادية

ثعلبة : ( على حِدة ) كذبت ، ( لهُ ) هل لك من حاجة تريدُ قضاءها

تُبّع : لا حاجة لي ، إنّما كنتُ سائراً ونفذَ زادي فدخلتُ القصر مطالباً بسنّةِ الضيافة

ثعلبة : ( على حِدة ) كذبت ، ( لهُ )
وما أُخْمِدت نارٌ لنا دونَ طارقٍ ...... ولا ذمَّنا في النازِلينَ نزِيلُ ( 9 )

تُبّع : ( على حِدة ) ، يا لهُ من رجلٍ كريم ، ( لثعلبة ) .... هؤلاء الغساسنة في أي حالٍ هم ؟

ثعلبة : في حالةٍ يُرثى لها ؟ .... أما أحد يسمعنا ( يتطلع ، ثم يقترب من تُبّع ويخفض صوته ) ، إن قلبي يتحرق كمداً على هؤلاء الذين عُنيت بمراقبتهم .... ملوكٌ أشراف ذلُوا ... أبطالٌ يُغلّلون بالسلاسل ، يا لهُ من ظلم

تُبّع : إذنْ لا توافق الملك أنتَ على فعلهِ هذا

ثعلبة : وكيف أوافقهُ على البغي والجور

تُبّع : إن مهَّدتُ لك سبيل إنقاذهم ماذا تقول ؟

ثعلبة : هذا جلّ مأربي ... ولكن لماذا تتنكّر وتكتمني نفسك إنك لقيت صديقاً فانزعْ اللثام وقلْ لي من أنت، ( تُبّع ينزع اللثام )

( يتعجب ثعلبة ويقول ) : أنت تُبّع ملك حمير مُعاهد الغساسنة !

تُبّع : نعم وأتيتُ لأنقذ حلفائي يا ثعلبة ، إن كان لك رغبةً في المالِ فإنّي أصبّهُ عليك كالسيل ، إنما واحدة أريد إنقاذ ملك غسّان وأشرافهم

ثعلبة : لا تذكر المال أيها الملك ، إنّي أساعدك على انجاز مهمتك بطيب الخاطر .... إنما ....

تُبّع : إنّما .... أراك تنكفِئ على الأعقاب بعد أن تقدمت شوطاً بعيداً في سبيل انقاذ هؤلاء المظلومين

ثعلبة : حاشا لثعلبة أن يرجع عما قال أو أن يخلف بوعدهِ ، إنّما علينا أن نُعمل الفكرة في ايجاد وسيلة تُنقذهم دون أن تمسّ بشرفنا ، فشرفي أعزُّ عليّ من نفسي

تُبّع : ( على حِدة ) يا للرجل الشريف ! ، ( لهُ ) وكيف ذلك ؟

ثعلبة : اسمعْ ، إن للاسود إبناً يعزُّه كل الإعزاز ... أُمكنك من القبض عليه ، فإذا تمّ ذلك عرضنا على الاسود تسريح الغساسنة أو قتل ابنه
 
تُبّع : نِعْم الوسيلة .... إنّما لي كلامٌ خطير مع النُعمان ، أمكِني من الاجتماع بهِ !

ثعلبة : ( على حِدة ) لا ، ( لهُ ) وأاسفاه ! ويا حرقة قلباه !!

تُبّع : ما الذي طرأ عليك ؟ ما معنى تلهُّفك
 
ثعلبة : أسفاً عليك يا نُعمان ! ذهبتَ ضحية الجور

تُبّع : ( بدهشة وحزن ) أوَ مات النعمان ؟

ثعلبة : ( بتأْثر ) قتله الاسود

تُبّع : ( يبكي ) أواه ! لقد حرقت قلبي يا ثعلبة .... وا لهفي عليك يا نُعمان يا بن الملوك

ثعلبة : وماذا ينفعك البكاء ... إن النُعمان قد خلّف إبناً أسيراً لا يزال هنا مع أمراء آخرين ودمهُ يطلب منك أن تخلصهم وأن تأخذ بثأره ولِذا عرضتُ عليك ما عرضت

تُبّع : إنك لأَمِرُ الناس يا ثعلبة ، أنا صانعٌ بمشورتك ، قلْ كيف تسلمني ابن الأسود ؟

ثعلبة : أين جنودك وحاشيتك

تُبّع : قد أنزلتهم بالقربِ من هنا وراء هذهِ الاكمة حيث لم يشعر بهم أحد

ثعلبة : طبق المرام ، اخرجْ حالاً من القصر ، وابق مثلهما قدّام الاكمة ريثما أبعثُ بهِ إليك ، فإذا أتاكَ لاطفهُ بالكلام أوّل الأمر ولا تُفاتحنَّهُ بسرّك ثُم سرْ بهِ مُتلطفاً إلى أعوانك ، فإذا قربت منهم كاشفهُ العداوة وضيّق عليهِ بالأغلال ولا تطلق سبيله حتى أُعلمك بذلك ، وأنا أُبلِّغُ الاسود أن ابنه مأسور عندك وإنك لا تُطلقهُ أو يُسرِّح بني غسّان

تُبّع : أقسمُ بالله إنّك أحزم الناس .... لكن أواه لو كان النُعمان حيّاً ! ... ( يبكي )

ثعلبة : لا تبكِ على ما فات ، كنْ على حذرٍ من بهتان نُمير بن الاسود الذي سأرسلهُ إليك ، إيّاك أن تسرِّحهُ قبل أن تأتيك إشارةٌ مني

تُبّع : سأكون على حذر ( يمشي للخروج )
 
ثعلبة : كبّلهُ بالسلاسل وضيّق عليهِ ما استطعت ولا تتركهُ حتى أُشعِرك

تُبّع : فهِمتُ ، فهِمتُ ( يمشي للخروج )

ثعلبة : إيّاك أيها الأمير أن تذكر لهُ شيئاً ممَّا دار بيننا أو تفوهُ باسم ثعلبة

تُبّع : وهل من حاجةٍ إلى هذهِ التوصية ( يخرج )



( المشهد التاسع )
ثعلبة وحده

ثعلبة : عصفورانِ بحجرٍ واحِد ، أُبْعِدُ نُميراً وأُغري الاسود على قتل النُعمان ، أحسنت لعمري يا ثعلبة ، إنّي لمتعجب كيف تيسَّرت لي كل هذهِ الأمور ، الآن ثبُت قتلك يا نُعمان ، الآن بدأ فرحي أن يتمّ ، لِندعُ نُميراً ، ( يتقدَّم للخروج ثُم يراهُ مُقبِلاً ) ها إنّهُ أتٍ ، نعماً .....



( المشهد العاشر )
ثعلبة ونُمير

ثعلبة : كنتُ في انتظارك يا نُمير

نُمير : ولِمَ ؟

ثعلبة : قد عيل صبري من تقاعس أبيك الاسود عن تسريح النُعمان ، وبدأتُ أتخوَّفُ سوء العاقبة ، وإذْ رأيتُ أنَّ الأمر قد استفحل فكَّرتُ في ايجادِ دواء ناجعٍ لنفوز بالمرام

نُمير : وما هو ؟

ثعلبة : أتحبُّ النُعمان حقَّاً يا نُمير ؟

نُمير : اوَ تشًكُّ في ذلك ؟

ثعلبة : وإنْ كلفك خلاص النُعمان بعض العناء ، أمستعدٌّ أنت لِمُقاساتهِ ؟

نُمير : لو كلفني ذلك سفكُ دمي لسفكتهُ ، وكما أطلقني النُعمان بعد أن أسرني لابدّ أن أبذل كل ما في وسعي لاطلاقهِ

ثعلبة : ( يقترب منهُ ويسِرُّ إليهِ بعد أن نظرَ من كل الجهاتِ ) بالقرب من هنا صديقٌ للنعمان التُبّع ملك حمير قد أتى لِيُخلِّصه قسراً ..... فمنعتهُ حسماً لحربِ هائلة أخافُ أن تُلحِقَ بأبيك أذَى وقد انهكتهُ هذهِ الحرب مع الغساسنة ... فإن وافقتني لا أرى أحسن من أن أبعثك إليه وأنا أبلغُ أباك إنه قَبضَ عليك ولا يُطلِقُك إلا بتسريحِ الغساسنة ، فإذا فعلَ أبوك ذلك أنا أتكفلُ بإرجاعك إلينا سالماً

نُمير : ومن أين بلغكَ خبرُ هذا الملك ؟

ثعلبة : أطلعني أحد جواسيسنا عليهِ ... فماذا تقول ؟ ... إنّما لابدّ من العجلة قبل أن يقترب هذهِ الليلة من القصر ، فإن اعتمدتْ على ما أقول أرسلتك إليهِ الآن مع كليب وافهمتهُ الأمر

نُمير : أني أخشى عاقبة ذلك

ثعلبة : إذاً لا تُحب النُعمان ، الحب بالعمل لا بالقول

نُمير : ( يفتكر قليلاً ثم يقول ) ، أنا رهين أمرك

ثعلبة : ليس ما أريدُ أنا بلْ ما تقتضيه الظروف .... على كل حال ليست غايتي إجبارك على فعلٍ تتخوفُ منهُ ، أنت مُخيّر

نُمير : قد رضيتُ بهذا التدبير وأنا فاعلهُ باختياري

( لها بقية )

//////////////////////////



الحواشِي وبَعْض المَعاني  :
( مِنْ تَهْيئَة وبَحْث : شذى توما مرقوس )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

( 1 ) الأَبْيَات الشِعْرِيَّة لِلشَاعِر ابن سناء الملك .                                       

( 2 ) الأَبْيَات الشِعْرِيَّة لِلشَاعِر زهير بن أبي سلمى .                                 

( 3 ) البَيْت الشِعْرِيّ لأَبو العتاهية .                                                     

( 4 ) الأَبْيَات الشِعْرِيَّة لِعنترة بن شداد .                                               

( 5 ) البَيْتَان الشِعْرِيَان لِلشَاعِر ابراهيم بن المهدي .                                 

( 6 ) البَيْت الشِعْرِيّ لِلشَاعِر عنترة بن شداد .                                         

( 7 ) الأَبْيَات الشِعْرِيَّة  لِلنابغة الذبياني .                                                 

( 8 ) البَيْت الشِعْرِيّ لأَبو أُذينة .                                                           

( 9 ) البَيْت الشِعْرِيّ  لِلسمؤال بن عادياء .                                             
 
 بَعْضُ المَعاني :

تُنكِيهِ الأيام : تُوقِعَ بهِ وتَهزِمَهُ وتَغْلِبَهُ ، نكى يُنكي نكايةً ، نكى العدو : أَوْقَعَ بهِ وهزَمهُ وغلبَهُ .

راغَ الثعلبُ وغَيْره : ذَهبَ يمْنَةً ويسْرَةً في سُرْعةٍ وخفَاء .
راغَ الصَيْدُ أَوْ نَحْوه : ذَهبَ هُنا وهُناك في سُرْعةٍ وخِداع .
راغَ رَوغانَ الثَعْلبِ : لجأَ إِلى المَكْرِ والخَدِيعة .

صانَعَ ، يُصانِعُ :
صانَعَ الرجُل : داهنَهُ ولاينَهُ ، داراهُ وخادَعَهُ .

ضَرَّسَ ، يُضَرَّسُ :
ضَرَّسَهُ الزَّمان : اشْتَدَّ عليهِ .

المَنْسِم : وجَمْعُها مَناسِم وهي طرَفُ خُفّ البعير والنُعامة والفيل ، أَوْ هو لِلإِبل كالظفر للإنْسَان ، يُقال : ضربَ الأرْضَ بِمَنْسِمِهِ .

أَخْفَرَ ، يَخْفَرُ :
أَخْفَرَهُ : نقضَ عهدهُ وغَدَرَ بِهِ .

الخَنَى :  الفُحْشُ في الكلام ، المصائب ، الآفات ، النوائب .
خَنَا ، أَفْحشَ : خنِيَ على صاحبِهِ بالقَوْل .


الوَجبان : صَوْتُ خفَقانِ القَلْبِ بِاضْطِرابٍ ورَجْفَة .
وجَبَ ، يَجِبُ ، وجِيباً . 

لازِب : ثَابِت ، ضَرُورِي ، لازِم .

العصائب : الجَمَاعةُ مِنْ النَّاسِ أَو الخَيْلِ أَو الطَيْرِ . 

الأَكمَة : التّلُّ ، مكانٌ مُرْتَفِع .
 
///////////////////


نَتَواصل عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء في المَرَّةِ القَادِمَة .
طابَتْ كُلَّ أَيَامكم بِالخَيْرِ والأَفْرَاح ، مَعَ الود .

48


كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 31 )
( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل ) 
   
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 


 طَابِع المَوْضُوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                             

عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، سنَقْرأُ هذِهِ المَرَّة في مَسْرَحِيَّة ( غُفْران الأَمير ) لِلخُوري حنا رحماني ، وأَتَقَدَّمُ بِخالِص شُكْرِي وتَقْديري للأَخ باسم روفائيل ، والَّذِي لَوْلا تَعاونَهُ المُخْلِص ، الدَؤوب والمُسْتَمِّر ، لَما رَأَى هذَا المَوْضُوع  النُور على هيْئَتِهِ هذهِ ، تَمنِّياتي لَهُ بِكُلِّ الخَيْر والتَوْفيق .               
   كُلّ الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                         
                                 

د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

حنا رحماني ( 1891 م ــ 1969 م ) 

مُقَدِّمَة (  بِقَلَم : شذى توما مرقوس ) / 
.... تَحِية لِلقَارِئاتِ والقُرَّاء ، أَحِبَّتي تَرَوْنَ أَعْلاه قَدْ سَجَّلْتُ إِنَّ المَوْضُوع هو مِنْ إِعْدَادِي وتَقْدِيمي ، وأَودُ أَنْ أُوضِّحَ ما قَصَدْتهُ بِالكلِمَتينِ مَنْعاً لأَيِّ الْتِبَاسٍ في المَعاني .
إِنَّ المَوْضُوع مِنْ إِعْدَادِي كوْنِي بَذَلْتُ جُهْداً كبِيراً في تَقْدِيمِهِ إِليْكم / نَّ على هذِهِ الشَاكِلَة حَيْثُ بَحثْتُ في المَصَادِرِ حَتَّى حُزْتُ علَيْهِ ، فقُمْتُ بِإِعادَةِ كِتَابَةِ المَسْرَحِيَّة ( غُفْرانُ الأَمِير ) كامِلاً على الكومبيوتر بِنِظامِ الوورد ، و ما أَعْنِيهِ بِإِعادَةِ كِتَابَتِها هو نَقْلَها كامِلاً كمَا هي دُوْنَ  تَحْرِيفٍ أَوْ تَغْيِير  مِنْ المَصْدَر الَّذِي حُزْتُ علَيْهِ ( جَرِيدَة المَشْرِق ) بِرَوابِطِهِ الثَلاثَة حَتَّى يَسْهلُ علَيْكم / نَّ قِراءَتَها ومُتَابَعتَها ، حَيْثُ يَصْعُبُ ذَلِكَ بَعْض الشَيْء مِنْ المَصْدَرِ الأَصْلِيّ والمُدَوَّن رَابِطه في المَوْضُوع ....
لكِنَّ كُلّ ذَلِك ما كانَ لِيَتِمُّ على هَيْئَتِهِ المُقَدَّمَة إِلَيْكم / ن لَوْلا جهُودُ الأَخ باسم روفائيل حَيْثُ اعْتَنَى بِالأمُورِ التَقَنِيَّةِ لِلكُومبيوتر ، إِذْ قَامَ بِتَحْرِيرِ المَوْضُوع مِنْ الرَوابِطِ الثَلاثَة اسْتِجابَةً لِطلَبِي ، ثُمَّ أَعادَ إِرْسَالَها إِليّ على شَكْلِ صُورٍ لِلصَفَحَاتِ ، قُمْتُ بِتَخْزِينِها في أَرْشِيفي على الكُومبيوتر ، ثُمَّ قُمْتُ بِتَكْبِير كُلِّ صَفْحَةٍ لِوَحْدِها بِحَجْمِ  ( أ 4 ) ثُمَّ اسْتَنْسَخْتُها لِتَتَحوَّلَ إِلى كِتَابٍ اسْتَطيعُ تَقْلِيبَ أَوْرَاقِهِ صَفْحَةً صَفْحَة بَيْنَ يَديّ ( مَجْمُوعُ الصَفَحَاتِ 39 صَفْحَة لِلرَوابِطِ الثَلاثَة ) ، بَعْدَ ذَلِكَ وبِمُسَاعدَةِ الكِتَاب الَّذِي بَيْنَ يَديّ أَعَدْتُ كِتَابَةَ المَسْرَحِيَّة على الكُومبيوتر ، ثُمَّ  اجْتَهدْتُ في وَضْعِ الحواشِي في نِهايَةِ المَوْضُوع بِخصُوصِ الأَبْيَاتِ الشِعْرِيَّة فذَكرْتُ قَائليها مِنْ الشُعرَاء ، وتَبِعْتهُ بِجَدْولٍ أَوْرَدْتُ  فيه المَعاني لِبَعْضِ الكلِمَات الوَارِدَة تَوْفِيراً لِوَقْتِ وجُهْدِ القَارِئ / ة ( وهذِهِ الحواشي لَمْ تَكُنْ مَوْجُودة في المَسْرَحِيَّة ، وإِنَّما حَرَصْتُ على تَقْدِيمِها لِلمُتابِعين والمُتَابِعات مِنْ جُهدِي الخاصّ  للاطِلاع علَيْها والمَعْرِفَةِ بِها ) .
اسْتِجابَةً لِطلَبي قَامَ الأَخ باسم روفائيل بِدَمْجِ كُلِّ صَفْحَتينِ سَوِيَّة لِتَبْدُو في إِطارٍ واحِدٍ لأَجْلِ عَرْضِها في المَوْضُوع وبِالشَكْلِ الَّذِي تَرَونهُ أَمامَكُم ، تَقْلِيلاً لِلمسَاحةِ المَطْلُوبَةِ لِلنَشْرِ إِضَافَةً لِتَقْلِيصِ حَجْمِ ميكابات الصُورِ ( الصَفَحَاتِ ) لِلحَدِّ الأَدْنَى ، إِضَافَةً لِذَلِكَ قُمْتُ بِمُرَاجعةِ جَمِيعِ الأَبْيَاتِ الشِعْرِيَّة المَوْجُودَة في المَسْرَحِيَّة بِمُقَارنَتِها بِالقَصائدِ الأَصْلِيَّة لِلشُعرَاء ( النابغة الذبياني ، أبو أذينة اللخمي ، أوس بن حجر ، عمرو بن كلثوم ، عنترة بن شداد ، الحارث بن عباد ، ابن سناء الملك ، زهير بن أبي سلمى ، أبو العتاهية ، ابراهيم بن المهدي ، السمؤال بن عادياء ، علي بن أبي طالب ، المهلهل بن ربيعة ، ابن معصوم المدني ) .
سَبَبُ كُلّ الجُهْدِ الَّذِي بَذَلْتُهُ هو لِيُطْلِع المُتَابعِين والمُتَابِعات على إِرْثٍ قَدِيمٍ ، فأَثَرْتُ أَنْ يَكُونَ أَمَامَ مَنْ يَرْغَبُ عِلْماً بِهِ ومَعْرِفَةً فيما كانَ يُنْشَرُ آنذَاك مِنْ مُحاولات .
رَأْيي الشَخْصِيّ في المَسْرَحِيَّة :
تَتَكوَّنُ مَسْرَحِيَّةُ ( غُفْرانُ الأَمِير )  مِنْ أَرْبَعةِ فصُولٍ ، الفَصْلُ الأَوَّل بِتِسْعةِ مَشَاهِد ، الثَاني بِعشْرَةِ مَشَاهِد ، الثَالِث عشْرَة مَشَاهِد أَيْضاً ، أَمَّا الفَصْلُ الرَابِع فبِثَمانِيَة عشَرَ مَشْهداً .
فِكْرَةُ المَسْرَحِيَّة جيّدَة لكِنَّ الحبْكة لَمْ تَسْتَوِ بِالشَكْلِ المَطْلُوب وبِحاجَةٍ إِلى المَزِيدِ مِنْ الاشْتِغالِ علَيْها .
مَشْهَدُ النَابِغة الذبياني وثعلبة والاسود ( المَشْهَدُ الرَابِع مِنْ الفَصْلِ الثَاني / الرَابِط الثَاني ) لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ ضَرُورَة ، وغِيَابهُ أَوْ وجُودهُ لا يُؤَثِّرُ في سَيْرِ أَحْدَاثِ المَسْرَحِيَّة .
لا أُوافِقُ مُؤَلِّف المَسْرَحِيَّة على تَصَرُّفِهِ في بَعْضِ الأَبْيَاتِ الشِعْرِيَّة لِلشُعرَاءِ ، ورُبَّما كانَ مِنْ الأَفْضَلِ لَوْ كتَبَ المَقَاطِع الشِعْرِيَّة لِلمَسْرَحِيَّة بِنَفْسِهِ خصُوصاً وإِنَّه شَاعِر ، مِثَال :
قَوْلُ الشَاعِر أوس بن حجر :
ورثنا المجد عن آباءِ صدقٍ ....... أَسأنا في ديارِهمُ الصنيعا
إذا الحسبُ الرفيعُ تواكلتْهُ ..... بُناةُ السوءِ أوشكَ أنْ يضيعا

فتَصَرَّف فيهِ مُؤَلِّفُ المَسْرَحِيَّة بِالشَكْلِ التَالِي : 
ورثنا المجد عن آباء صدق ..... ونورثه إذا متنا بنينا


نُبْذَة عَنِ الخُورِي حنا بهنام رحماني ( 1891 م ــ 1969 م )
ولِدَ في المَوْصِل .
دَرَسَ في مَعْهدِ مار يوحنا الحبِيب في المَوْصِل .
في عام 1905 م رَحلَ إِلى ديْرِ الشُرْفَة بِلُبْنَان ، ثُمَّ انْضَمَّ إِلى الاكْلِيركِيَّة اليَسُوعِيَّة في بَيْرُوت ، ودَرَسَ هُنَاكَ الفَلْسَفَة واللاهُوت حَتَّى عام 1912 م .
عُيّنَ أُسْتَاذاً لِلفَلْسَفَةِ في دَيْرِ الشُرْفَة .
في عام 1916 م وبِرِعايَةِ البَطرِيرك أفرام رحماني رُقِيَّ إِلى المَرْتَبَةِ الكهَنُوتِيَّة ، وعادِ بَعْدَها إِلى المَوْصِل وعُيّنَ مُشْرِفاً على إِدارَةِ مَدْرَسَةِ الطاهِرَة فيها .
في عام 1932 م عُيّنَ أُسْتَاذاً لِلعرَبِيَّة في مَدْرَسَةِ اليَسُوعِيّين في بَغْدَاد .
كانَ يُتْقِنُ الفَرَنْسِيَّة والانْكلِيزِيَّة .
نَشَرَ العدِيدَ مِنْ البحُوث في صَحَافَةِ المَوْصِل ، كمَا كانَ يَكْتُبُ الشِعْر ، وعُرِفَ بِمَوْهِبَتِهِ في الوَعْظِ والخِطابَة .
مِنْ مُؤَلَّفَاتِهِ المَطْبُوعَة : مَسْرَحِيَّة ( غُفْرانُ الأَمِير ) في بَيْروت عام 1937 م ، وكانَ قَدْ سَبَقَ نَشْرها في مَجَلَّةِ ( المَشْرِق ) اللُبْنَانِيَّة .

المَصْدَر : مِعْجمُ الأُدَبَاءِ مِنْ العَصْرِ الجاهِلِيّ حَتَّى عام 2002 م / الجِزْءُ الثَانِي
الرَابِط :
https://books.google.de/books?id=d3RLCwAAQBAJ&pg=PT278&lpg=PT278&dq=%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D8%A9+%D8%BA%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%86+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1&source=bl&ots=N4jN068Ekp&sig=7pPDVy0CnGCDHrmqZAaNu3YT0dw&hl=de&sa=X&ved=0ahUKEwiZteLbp6LSAhWDQBoKHWQOBLAQ6AEIITAA#v=onepage&q=%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D8%A9%20%D8%BA%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1&f=false



//////////////////////////////


الرابط الأول
مسرحية ( غفران الأمير ) ــ حنا رحماني
منشورة في مجلة المشرق اللبنانية
من صفحة 221  إلى صفحة 230
العدد 3
في 1 / مارس / 1923 م
الرابط :
http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=2244473&ISSUEID=8685&AID=177929








////////////////////////////////////////

غفران الأمير
مأساة نثرية ذات أربعة فصول يتخللها شعر قديم
بقلم :
مدير مدرسة الطاهرة للسريان الكاثوليك في الموصل القس حنا رحماني

هذهِ رواية تاريخية أدبية جرت نحو العام  491 بعد المسيح في الحيرة وذلك على إثر كسرة النعمان ملك غسان وأمرائه غلبهم ملك الحيرة الاسود بن المنذر وأتى بهم أسرى إلى قصره .
وكان للاسود ابن عم اسمهُ أبو أُذينة فقام يُغري الاسود على قتل هؤلاء الأسرى وخصوصاً النعمان لأن هذا كان قد قتل أخاً له .
والقصيدة التي قالها ابو اذينة بهذا الخصوص شهيرة تُعدُّ من أبلغ آثار الخطب الحماسية التي خلفها لنا العرب قبل الإسلام وهذا مطلعها :
ما كلُّ يومٍ ينالُ المرء ما طلبا ...... ولا يسوغه المِقْدَار ما وهبا
وقد أُضيفت إلى الحادث الأصلي بعض المرويات تحسيناً للرواية دون أن تخرج من حدود الإمكان وإن لم تذكره الكتبة ، من ذلك حيلٌ استنبطها أبو أُذينة لقتل النعمان وفرضُ ابنٍ للنعمان يخلفه بعده عند الاسود ثم يغفر لقاتل أبيه عند قبره .
ثم إننا اعتماداً على ما للمؤلف من الحقوق على تقديم وتأشير اشخاصهِ أدرجنا في الرواية دوراً للشاعر الشهير النابغة الذبياني ، وقد كان لهُ علاقات مع ملوك غسان إذ ألتجأ إليهم يوم هجم عليهم كسرى ملك العجم .
ويتخلل الرواية كثير من الشعر الجاهلي القديم وشيء من الشعر الحديث تصرفنا ببعض أبياتها وفقاً لمواقف الرواية .
الممثلون :
الاسود بن المنذر  ملك الحيرة
نُمير ( ابنه الأكبر )
المنذر ( ابنه الأصغر )
ثعلبة ( أبو أُذينة ) هو ابن عمه ووزيره
كليب ( خادم ثعلبة وصاحبُ سرِّهِ )
سيّاف ــ مغنٍ ــ خادم ــ أعوان 
النعمان ( ملك الشام الغسّاني )
جليل ( ابنه )
النابغة الذبياني ( الشاعر الشهير )
تُبع ( ملك حمير محالف للنعمان )

كل الرواية تجري في ساحة أمام قصر الاسود .

الفصل الأول /
المقدمة
( المشهد الأول )
الاسود وثعلبة

ثعلبة :
ما كلُّ يومٍ ينالُ المرءُ ما طلبا ...... ولا يسوغه  المِقْدَارُ ما وهبا
واحزمُ الناس مَنْ إن فرصةٌ عرضتْ ..... لم يجعل السبب الموصول مقتضبا
قتلت عمراً وتستبقي يزيداً  لقد ..... رأيت رأياً يجرُّ الويلُ والحربَا ( 1 )
لقد قلنا أيها الملك الجليل يوم رجعت من كسرة آل غسّان : ضربهم ضربة قاضية ، على أن توانيك في قتل أميرهم وعُمدتهم النعمان أوقعنا في حيرة عظيمة ... قتلت سلفهُ الحارث فعليك الآن بالنعمان وامرائهِ
الاسود : أتظنُ يا ابن العم إن أبطائي عن قتل من أَسرتهم من آل غسان هو عجزٌ أو رهبٌ

ثعلبة : فأيُّ شيء إذاً هو ؟

الاسود : منذ وطيء النعمان داري ورأيتُ ما حلّ بهِ من الذُل دقّ قلبي لكسرةِ قلبهِ وزال مني ما كان فيّ من البُغض لهُ ولآلِ غسّان
 
ثعلبة : ومن يقول لك أنه لا يرتدي بظواهرِ التذلل مراء رجاء أن تطلق سبيله فيرجعُ عليك بما لستَ لهُ كفوءاً من كتائب كثيفة وجنود مجندة
هُم أَهلة غسّان ومجدهُم ... عالٍ فإن حاولوا مُلكاً فلا عجبا ( 2 )

الاسود : حديث خرافةٍ يا أبا أُذينة ... أَهَلْ من نهضةٍ لآل غسان بعد هذهِ الكبوة ، فقد كسرتُ جناح طائر سعدهم

ثعلبة : الحذر كل الحذر أيها الملك من نهضةٍ مريعة بعد كسرتهم هذهِ فإن ما نعهده في آل غسان من الحقد والضغينة إنما هو كالجمرة تحت الرماد
وإنَّ الضِّغْنَ بعد الضِّغْنِ ينشر .... عليك ويُخْرِجُ الدَّاء الدفيْنَا ( 3 ) 
فإن لم تُبِدْهم عن بكرةِ أبيهم لا يقرُّ لهم قرار قبل أخذهم بثأر من قتلناهم من بني جلدتهم ... وأنت تعلم بلاءهم في الحروب

الاسود : وأنى يتسنى لهم ذلك بعد أن أكون قد ثقلتُ عاتقهم بفديةٍ يرزحون تحت عبئها ، وبخراجٍ يؤدونه لي كل سنةٍ في أوانه

ثعلبة : ( بتهكم ) أجل بفديةٍ من خيلٍ وأبل
أيحلبون دماً منّا ونحلبهم ... رسلاً لقد شرّفونا في الورى حلبا
علام تقبلُ منهم فديةً وهُمُ ... لا فضةٌ قبلوا منّا ولا ذهبا ( 4 )
أتذكرُ وقعتنا الأخيرة يوم أسروا منّا مئة رجل فقتلوهم رافضين ما قدّمنا لهم من الفدية ، أتذكرُ يوم أسروا ابن عمك هماماً أخي ففتكوا بهِ فلم تصدّهم غضاضة شبابه ولم يردَّهم عنهُ انتسابه إليك أنت الملك
فليس يظلمهم من راح يضربهم ...بحدّ سيفٍ به من قبلهم ضربا ( 5 )

الاسود : إن تأثرك يا ثعلبة من قتل أخيك هٌمام يدفعك إلى إغرائي بهم ، على أن الملوك لعلو مقامهم تمتدُ أنظارهم إلى بُعدٍ ويرون الأشياء أحياناً على خلاف ما تراها الرعية ... أو نسيتً أيضاً إن بني غسّان في تلك الموقعة عينها التي ذكرتها أسروا ابني نُميراً فلم يُلحقوا به أذىً ، بل أرسلوهُ إليّ سالماً ( يخرج ) .


( المشهد الثاني )
ثعلبة وحده

ثعلبة : ( ينظر من حيث خرج الاسود ) ، إذهبْ يا أبن المنذر لقد وجدت جواباً على كل ما قلتهُ لك .... ولكنْ هيهات أن أقتنع بقولك ، هيهات أن أكُفَّ عن طلب ثأري بأخي ، فلعمري لا أنفكُ ولا أصمت حتى يكون لكلامي وقعٌ ولمسعاي أجراً ... إنَّ بُغضَ أل غسّان تغلي مراجلهُ في قلبي ، بلْ هو كالنيران يزداد لهيبها تأجُّجاً كلمَّا ذكرتُ اليوم الذي بهِ قصدتهم فرجعتُ بخفيِّ حنين ... كادت الحرب تنشبُ قبل ثلاث سنين بيننا وبينهم فتَخوَّف الاسود من عاقبتها الوخيمة فبعثني أتجسسُ أحوالهم واتلطف بهم علَّهم يكفُّون عن محاربتنا ، فلما اطلعتُ على بأسهم وبطشهم وعرفتُ ما سيصيبنا من الفشل طغاني شيطان الطمع وحبُّ الرفعة فعرضتُ على النعمان أن أفتح لهُ أبواب الحيرة فيدخلها ظافراً على شرط أن يجعلني وزيراً عنده ....فبادرني بالتوبيخ وذمَّني على خيانتي وطردني ... فشرفُ نفسه وانفتهُ هما المسببان لبُغضي ....فاستمرت نار الحرب ودارت الدوائر على دولة المناذرة وذهبَ أخي همام ضحية تلك الحرب الشرسة ... وها قد اعاضنا الله في هذهِ الحرب الجديدة بالظفر فلابُدّ لي من شفاء غليلي لانتقم من ملك غسّان .... ( بتحمس ) وليس اعتمادي في تحقيق نيتي على اسمرٍ طويل ولا على أبيض أصيل ، إنما الدهاء رمحي والمكر سيفي بهما أبلغُ مأربي ... ( يدعو خادمه ) يا كُليب ...

( المشهد الثالث )
ثعلبة وكليب
 
كليب : سيدي

ثعلبة : أكرِّرُ عليك ما أوصيتُك بهِ مراراً أن تُلازم بني غسَّان بالتختُلِ والمداهنة ، ولا يفوتنك شيءٌ ممَّا يحدثُ في هذا القصر ، كُنْ أُذناً صاغية وعيناً ساهرة وانقلْ إليّ كل شيءٍ بإمانة ، فإن نصحتَ لي الخدمة كان جزاؤك مالم يخطر لك على بال وإلاّ ... ( حركة تهديد )

كليب : أنا طوع بنانك يا سيدي ( على حِدة ) على شرط أن يصدق سيدي بوعدهِ
ثعلبة : حسناً ( ينظر إلى الخارج ) ها إن نُميراً مُقبل فأذهبْ إلى مهمتك


( المشهد الرابع )
ثعلبة ونُمير

ثعلبة : ( يتفرَّسُ في نُمير ) ما بالك يا نُمير كئيباً ؟ ما الذي جرى ؟

نُمير : جرى ما يُسرُّ منه ثعلبة
 
ثعلبة : إن ثعلبة يُسرُّ بكل ما يَسرُّ نُميراً ، فما الخبر ؟

نمير : إن أبي الاسود اسمعني الآن عن النعمان الغسَّاني أقوالاً يُستشفُ منها إنهُ قد قلب لهم ظهر المجن ، بعد أن كان وعدني بإطلاق سبيلهم ، ولا شك إنك أنت المسبب لهذا

ثعلبة : ( على حِدة ) ، إذاً صار لكلامي وقعٌ ، أما هُنا فلنُخاتِل ، ( جهراً ) وما الذي أدَّى بك إلى أن ترشقني بهذهِ التُهمة ؟

نُمير : بُغضك المعروف لآل غسّان

ثعلبة : إن آل غسّان أعداء ملكنا أبيك الاسود فمن يبغضهم كان خادماً نصوحاً للوطن ... على أني ــ وهنا أُقِرُّ لك بأغمض مكنونات صدري ــ على أني منذ رأيتُ النعمان ملك الشام تعلَّقَ بهِ قلبي فانزلتهُ منزل الروح مني

نُمير : إني لأعجبُ من مقالك

ثعلبة : ما هو إلاّ كما قلتُ لك

نُمير : ولكنَّ النعمان قتل أخاك
 
ثعلبة : نعم ، وهذا كان سببُ بُغضي لبني غسّان ، على أني لما عرفتُهم ورأيتُ عِزَّة نفسهم نسيتُ أخي وذكرتُ يوم أُسِرتَ أنتَ عندهم فردّوكَ إلينا سالماً

نُمير : وهذا ما علّقني بهم أيضاً ، وأيم الحق أن ما تُكِنَّهُ صدورهم من حسن الأخلاق والسجايا حملني على الرثاء لحالهم عند كسرتهم
 
ثعلبة : إني رهين إشارتك لو شئت أسعى معك في فكِّ أغلالهم وتحرير رقابهم
نُمير : هذا الأمر راجع إلى حكم أبي الملك .. ( هنا يتطلَّعُ إلى الباب )

ثعلبة : ( وحده ) قد كلف نُمير ببني غسّان ولكن سأفرق بينه وبينهم عمّا قليل إن كنتُ أنا ثعلبة ( يخرج )



( المشهد الخامس )
نُمير ، جليل ، المنذر

المُنذر : أأنتَ هُنا يا نُمير ؟ إني جادٌ في طلبك منذ الصباح

نُمير : ولِمَ طلبتني يا أخي المُنذر ؟ هل جليل بن النعمان مصرٌ بعد على حزنه ؟

المُنذر : لهذا أتيتُ به إليك ، فإِنهُ يرفضُ كل تعزية ، وقد ذهبت أتعابي كلها سُدى لاقناعهِ

جليل : كان الفرحُ طائراً حطَّ على غصن قلبي مُدَّة ثم طار وهيهات أن يرجع ، فمنذ سقطت أُسرتي في هذهِ النكبة أصبحَ الحزن حليفي وعششَ غرابُ الكآبة في قلبي

نمير : أنتَ حديثُ السن يا جليل وأمامك حياةٌ سعيدة تبسمُ لك كوردة نضرة ، فانسَ المصيبة الحاضرة وعلّق آمالك على مستقبل شهي

جليل : كيف أنسى وأبي نصبُ عينيّ أسيرٌ في داركم ، سقط من ذروة المجد إلى أسفل دركات الذلِّ

المُنذر : ما هذا الكلامُ يا جليل ، وهل مسّ أحد أباك بأَذى منذ دخل دارنا ؟ إن أبي يعزّه ويكرم مثواه ولا يكادُ يعدّه أسيراً

جليل : يكفينا عاراً أنكم كسرتمونا وقتلتم منّا أناساً صالحين كانوا أشرفَ آل غسّان ومنهم عمي جبّلة ... ( بتأثُّر ) ، واأسفي عليك يا عمّاه ، يا عمدة أسرتنا ( يبكي )

نُمير : لا تبكِ يا جليل ، فهذهِ حال الحرب ، إنها تلوحُ كالبرق ثم كلمح البصر يرتفع أجيجها ويعلو لهيبها فتفتكُ فتك بهيمةٍ لا تلوي ولا تذّر

المُنذر : تباً للحروب وتباً لما تُنتج من ضروبِ الشرور ، فأستشهدُ الله إنهُ إذا صار إليّ الأمر سأبطل كل الحروب

نُمير : إليك يا جليل خبراً يُخفِّفُ شيئاً من همومك ، سمعتُ البارحة من أبي إنه قرر إطلاق آل غسّان من أَسرِهم ، فأبشر الآن فأن شاء الله عما قليل ترجع إلى الشام ويرجع أبوك إلى مقامهِ

المُنذر : يا حبذا البشرى! .... إني لا أراك تبتشُّ لها يا جليل ، فهل ترتابُ في قول أخي ؟

جليل : لا ... ولكن ... على كل حال حقَّقَ الله هذا الخبر

نُمير : ها أنا ماضٍ يا جليل لأحثَّ أبي على تحقيق أمانيك في أقرب ما يكون فأتركك مع المُنذر عساهُ يُلطِّفُ أحزانك ويكشف عن كربتك



( المشهد السادس )
المُنذر وجليل

المُنذر : ألا يا جليل ، لِمَ هذهِ الكآبة المفرطة ، وأنت على يقين إننا لا نُلحق بأبيك أذّى .... أراكَ كاسف اللون وقد كنتَ كالبدر في تمامهِ أول يوم وطئت دارنا

جليل : هذهِ حالةُ الكسير الأسير

المُنذر : كلامك هذا يا جليل يمزق كبدي ويملأني حنقاً على غدر الدهر وفتكهِ بالأفاضلِ الكرام مثلكم .... ولكن ما صار قد صار ... لِمَ لا نضرب صفحاً عن الماضي لاسيما أني أنا لا حصة لي في مواقعة غسّان ، لنترك العداوة لأبي وأبيك ، أما نحن فإذ لم نتحارب ولم نتعاد فلا نذكرن منذ الآن بيننا ما يدلّ على انتصارنا أو على كسرتكم .... أتعاهدني على هذا يا جليل ؟

جليل : يشقُّ عليّ يا منذر نسيان ما فات ، فإني وإن كنتُ فتى فقلبي قلبُ رجل ، والرجل لا ينسى سريعاً عار كسرةٍ لحقت بأهله .... آه ! لِمَ لا تَنْشَبُ الحرب اليوم فأنزل مع الأبطال وأهجم مع الفرسان في ميدان الوغى فأمحو بانتصار باهر ذِكر كسرتنا أو أغسلُ بدمي عارنا

أحنُّ إلى ضرب السيوفِ القواضبِ ...... وأصبو إلى طعن الرماح اللواعبِ
وأشتاقُ كاساتِ المنون إذا صفت ...... ودارت على رأسي سهامُ المصائبِ
ويطربني والخيل تعثر بالقنا ...... حُداة المنايا وارتِعاج المواكبِ
وضربٌ وطعنٌ تحت ظلِّ عجاجة ...... كجنح الدجى من وقع أيدي السلاهبِ
تطيرُ رؤوس القوم تحت ظلامها ...... وتنقضُّ فيها كالنجوم الثواقبِ ( 6 ) 

المُنذر : يسّرني تحسًّسك يا جليل ، ولكن لا تخلني ضعيف العزم واهي الجنان وإني أخشى القراع والنزال ، قد ساء ظنُّك ... فإن كنتَ تتمنى اضطرام الحرب فها أنا أُصليها ، وإن كنتَ تبتغي النزال فها أنا أُنازِلك ، وإن كنتَ ترغب في الهجوم فها أنا أهاجمك ، وإن كنتَ تشتاق إلى النصرة فأنا لا أرضاها حتى تُبيد آل غسّان عن آخرهم أو تذهب بنا عن آخرنا ... ولكن عارٌ عليّ منازلتك وأنتَ فتى ، فإن قُضي بالأمر أنازلُ أبطال قومك بل لا استنكف عن منازلة كماة غسّان وملكهم :
سكتُ فغرَّ أعدائي السكوتُ ...... وظنُّوني لاهلي قد نسيتُ
وكيف أنام عن ساداتِ قومٍ ...... أنا في فضل نعمتهم ربيتُ
وإن دارت بهم خيل الأعادي ...... ونادوني أجبتُ متى دُعيتُ
بسيفٍ حدُّهُ موجُ المنايا ...... ورمحٍ صدرهُ الحتفُ المُميتُ
خُلِقتُ من الحديد أشدُّ قلباً ...... وقد بُليّ الحديدُ وما بليتُ
ولي بيتٌ علا فلك الثُريا ...... تخِرُّ لعِظَمِ هيبتهِ البيوتُ ( 7 )
 
جليل : لا فُضَّ فوك يا منذر شهامتك هذهِ أخذت مني كل مأخذ ، فلعمري لو دُمتَ دهراً تُردِّدُ على مسامعي ألفاظك تلك الرقيقة التي بها حاولتَ إقناعي على نسيان ما مضى والتعاهد بيننا لما كان لكلامك وقعٌ في قلبي كما أوقع تحسُّسك هذا ... أما الآن وقد رأيتُ جرأتك فإِني أعاهدك وأصافحك يا ابن المنذر ، أنتَ من اليوم أعزُّ الناس إليّ . ( يتصافحان ) .

المُنذر : ما كنتُ لأجسرُ يا جليل أن أطلب ذلك منك بفمي ، كان هذا العهد شوقاً محجوباً في طوايا قلبي ، أما الآن وقد كشفت الحجاب عنهُ فبِحقِّ من خلقَ الأكوان وبرأ العالمين إني باذلٌ في سبيل القيام عليه كل ما لديّ من القوى حتى حياتي

جليل : ( ينظرُ إلى الخارج بينما يتكلم ) ، ها إن أبي مُقبل يا مُنذر فاتركني وإياه



( المشهد السابع )
النُعمان وابنه

جليل : بشرني الآن نُمير إن الاسود عوَّل على فك أسرنا فما هي حقيقة الأمر يا أبتاه ؟

النُعمان : أجل إنه نوَّه أمس بشيء كهذا على أني رأيتُ خلافهُ اليوم

جليل : ( بحزن ) ، إذن لم يخدعني فكري فإنه لم يركن إلى هذهِ البُشرى ، فيناجيني مراراً وينبئني بما يقلق بالي ويثير بلبالي

النُعمان : إن الملك الاسود شريف النفس لكنه محاطٌ بأعوانٍ ذوي خبثٍ وحسدٍ يًخشى منهم شرُّ الأمور

جليل : فما العمل إذن يا أبي ؟

النُعمان : ما العمل والأسدُ في قفص ! ، ما العمل وأنا أعزل لا سلاح في يدي ! ... آه يا بني كهلان لقد طلع سعدُ حظّكم فكسرتم بني غسّان مرَّة بعد أن غلبوكم مراراً وطحنوكم طحناً ... ( يلتفت إلى ابنه ) يا جليل

جليل : أبتِ

النُعمان : لي كلامٌ خطير أحبُّ أن أودعك أيَّاهُ ... ولكن لا أدري أتكون لهُ كفوءاً وأنتَ فتى حديث السن

جليل : ليعلم أبي النُعمان أن دماً عربياً يجري في عروقي جعلَ في رزانة الشيوخ ، قلْ مهما شئت يا أبي تجدني عصامياً
 
النُعمان : ( يحضنهُ ) لا فُضّ فوك يا ابني ، فلعمري ما كذَّبت أصلك ... اسمع : إن ما بيني وبين المناذرة من البغض ينبئني إن لا نجاة لي من هذهِ التهلكة ، إنهم سيوقعون بي لا محالة ، أما أنت فاسلم وأعلم هذا إن دم آل غسّان يطلب منّك أن تنتقم له فدمُ آل غسّان لا يُهدر ، إن تمكنت من النجاة فأخبر أعمامك وأخوالك بموتي لينهضوا للأخذ بثأري ، استفزهم للقتال بكل ما لديك من القوى والذرائع ، وإن لم تتيسر لك النجاة فأفرغ كافة الجهد لتبلغهم من بُعد حقيقة الأمر ، فيثيروا حرباً هواناً على ملوك الحيرة ، ولكن إياك يا جليل والمكر فليس المكر من شيم العرب ، كنْ شريف النفس عالي الهمة سامي القدر .... هذهِ خصالنا وهذا هو الإرث الذي يتركه كل أبٍ منّا لبنيهِ فأخرج الآن ياابني على بركة الله ودعني وحدي ( جليل يقبّل يد أبيهِ ويخرج ) .


( المشهد الثامن )
النُعمان لوحده

النُعمان : ( ينظرُ من حيث خرج جليل ) ، اذهبْ على الطائر الميمون وليساعدنَّك الله على ان تُقيل آل غسّان من سقطتهم هذهِ .... ( يفتكر ) وقعت في حوزة الأسود لها ثأر لنكباتٍ عديدة انزلها أجدادي بأجدادهِ .... وددتُ لو ودَّعت الحياة قبل أن أرى ذلك اليوم المشؤوم الطالع ... ليتني لم أتبوأ سدة المُلكِ وتقبض يديّ على الصولجان ، كُسر النُعمان بن الحارث ثم أُسر وهذا شهرٌ وهو في الأسر ...يتلاعب أعداؤهُ بأقداره ... فاتحني الاسود البارحة بوجوب تقدمة الدية واليوم أراهُ متردداً في قبولها ، أهكذا يمكرون ببني غسّان ؟ أين سطوتي ؟ أين بأسي ؟ أين سيفي ؟ وأين فرسي النعامة ؟ ... لِمَ هذا الخمود يا نُعمان ؟ أَلا

قرباً مربط النعامة مني ...... ضاق صدري على الليالي الطوالِ
قرباً مربط النعامة مني ...... أخذُ ثأري استفزني للقتالِ
قرباً مربط النعامة مني ...... لحروبٍ لنارها أنا صالٍ  ( 8 )

ولكن ما هذهِ الأشواق العقيمة والنكباتُ تساورني والأسرُ موطني

جاذبيني يا نائباتِ الليالي ...... عن يميني وتارةَ عن شمالي
[ يقعدُ على حجر ، ويغوص في أفكارهِ ، بينما يُسمع لحن حزين أو عتابة من الخارج ، هنا يدخلُ ثعلبة ( .... ؟ ..... ) ووجههُ ملثم ]

( لهُ صلة )

//////////////////////////////



الحواشِي وبَعْض المَعاني  :
( مِنْ تَهْيئَة وبَحْث : شذى توما مرقوس )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 1 ) الأَبْيَات الشِعْرِيَّة لأُبو أُذينة .
( 2 ) البَيْت الشِعْرِيّ لأبو أُذينة .
( 3 ) البَيْت الشِعْرِيّ لِعمرو بن كلثوم .
( 4 ) البَيْتَان الشِعْرِيَان لأَبُو أُذينة .
( 5 ) البَيْت الشِعْرِيّ لأبو أُذينة .
( 6 ) الأَبْيَات الشِعْرِيَّة لِعنترة بن شداد .
( 7 ) الأَبْيَات الشِعْرِيَّة لِعنترة بن شداد .
( 8 ) قرباً مربط النعامة مني هي لِلشَاعِر الحارِث بن عباد ، قَامَ القَسّ حنا رحماني بِأَخْذِ الشَطْرِ الأَوَّلِ مِنْها ( الصَدْر : قرباً مربط النعامة مني ) وأَضَافَ مِنْ قَرِيحَتِهِ الشِعْرِيَّة أَوْ حِسَّهُ الشِعْرِيّ  أَبْيَات العَجْز وعلى التَوالِي :
.....ضاق صدري على الليالي الطوالِ
...... أخذُ ثأري استفزني للقتالِ
...... لحروبٍ لنارها أنا صالٍ   
وجاءَ هذَا حسَب المُقَدِّمَة الَّتِي كتَبَها حنا رحماني حَيْثُ قَال :
 [ ويتخلل الرواية كثير من الشعر الجاهلي القديم وشيء من الشعر الحديث تصرفنا ببعض أبياتها وفقاً لمواقف الرواية ] .


بَعْضُ المَعاني :
القَواضِب : جَمْعُ قَاضِب ، سَيْفٌ قاضِب : شَدِيدُ القَطْعِ .
ارْتِعاج : ارْتِعاد ، ارْتِجاف ، ارْتِعاش ، اهْتِزَاز .
سَلاهِب : جَمْعُ سَلْهَب وهو الطوِيل مِنْ النَّاسِ والخَيْل .


////////////////

نَتَواصل عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء في المَرَّةِ القَادِمَة .
طابَتْ كُلَّ أَيَامكم بِالخَيْرِ والأَفْرَاح ، مَعَ الود .

49
من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل

صفحة المهى
( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري  / 1 )



 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم شذى توما مرقوس
الأثنين 28 / 9 / 2015 م  ــ الخميس 20 / 7 / 2017 م .

( التنوع الحياتي هو أجمل ما يتميز به كوكبنا الأرض  ، تصوروا كوكباً ليس فيه سوى الإنسان كنموذج للحياة ؟ ما هو شعوركم ؟ )


هُناك عددٌ لا يُحصى من البشر والجمعيات والمؤسسات التي تهتم بأمور الإنسان وأحواله موزعة على امتداد مساحة الكرة الأرضية بالإضافة إلى كون الشخص نفسه قادراً على الانتفاض لحاله ، في مقابل ذلك لا يوجد العدد الكافي منها للاهتمام بأمور الكائنات الأخرى ، الحاجة إلى مثل هذهِ الاهتمامات ضرورية لأن الحيوانات لاتستطيع التعبير عن قضاياها باللغة التي يفهمها الإنسان ( لغته ) ، وإنما تعبر عنها بلغتها التي لا يفهمها كل البشر إلا النسبة أو لا تهمه في حال لينتفض لأجلها .
نحن بعازةٍ إلى عالم متوازن لا تنوء الكفة فيه بطرف واحد هو الإنسان ، ولهذا فالحاجة إلى الإهتمام بالكائنات الأخرى التي تقاسمنا الكوكب ضرورة ملحة لحفظ التنوع الحياتي على هذا الكوكب ، هذا التنوع الحياتي هو من أجمل ما يتميز به الكوكب ، تصوروا كوكباً ليس فيه سوى الإنسان كنموذج للحياة ؟ ما هو شعوركم ؟
قبل عدة سنوات كان الفرد منا يخرج للشارع ليقابل أعداداً من الطيور المختلفة المتنوعة تفرش جناحيها في السماء ، كانت القطط والكلاب والحشرات بأختلافها جيران البشر ، كان صياح الديكة فجراً يعلن قدوم الصباح ، كانت قطعان الماشية من الأغنام والماعز والبقر والجاموس .... وإلخ من الممكن مشاهدتها ، وكذلك حيوانات الفصيلة الخيلية من خيول ، حمير ، بغال ، .... إلخ ، ما الذي حدث الآن ، صار أغلبنا لايراها إلا في الصور ، أو في حدائق الحيوان ، أنا لا أسجل ذلك لصالح الإنسان وإنما أراه تراجعاً كبيراً للإنسان في تضامنه مع الطبيعة ، وفي تصالحه معها ، لقد سلخ نفسه عنها وأصبح وحيداً ، ووحيداً جداً .....
من الضروري أن يعيد الإنسان اتحاده بالطبيعة ويتعلم كيف يعيش مع الكائنات الأخرى دون إلحاق الأضرار والأذى بها ، فيتعلم من خلال ذلك السلام مع نفسه ومع العالم المحيط به ، والمحصلة هي السلام على هذا الكوكب .
صفحة الـ " مهى " هي صفحة تستفيد من الكتابة كوسيلة لايصال قضاياها للمتلقي ، ستكون على شكل حلقات متسلسلة والتي تُعنى بشكل خاص بنشر الأخبار عن الممارسات الإنسانية الخاطئة تجاه الحيوانات وسوء التعامل معها والتعدي على حقوقها وسلبها ، المترجمة منها وغيرها في هذا الشأن ، إضافة إلى كل المواضيع الأخرى التي تدخل ضمن نطاق الشأن الحيواني ومتعلقاته ، وأيضاً تلك المبادرات الجميلة النبيلة من بعض الأشخاص في مجال حماية الحيوان ورعايته  ....... وإلخ ، وما يخص عالم الطب البيطري . 

تهدف هذهِ الصفحة المُحرَّرَة إلى تنبيه الضمير الإنساني على كل الاعتداءات التي تقع تحت مُسمى حقوق الإنسان في العيش والسماح له بإنهاء حياة الحيوانات وذبحها ، أو حبسها في أقفاص ، أو جعلها قطعة لحم في صحنه على الغداء أو العشاء ، أو استخدامها لتجاربه لملاحظة آثار ما يستخدمه من أدوية ومواد كيمائية ومواد تجميل أو تنظيف ....... إلخ عليها ، قبل أن تصل إليه كمنتجات مستخدمة حفاظاً على صحته وعلى حساب صحة الحيوانات وحياتها ، وكذلك تكثير الحيوانات لغاياته المختلفة  فقط دون النظر لما يكون عليه الحال من تأثير على حياة الحيوانات نفسها مثال على ذلك : حقول الدواجن ، انتاج الأغنام أو الأبقار أو الخنازير في الحقول لغرض ذبحها ، إنتاج الخيول وتكثيرها لأجل السباقات .... وإلخ ، مصارعة الثيران ، استخدام الحيوانات في عروض السيرك بطريقة لا تراعي شأن الحيوان ، صراع الديكة ، وكل أنواع الاعتداءات الأخرى التي لا تُعد ولا تُحصى ، والتي يقترفها الإنسان بوعي وبدون وعي بحق الكائنات الأخرى التي تقاسمه الكوكب وبشكل خاص الحيوانات .
أيضاً بغية الترتيب والتقسيم والتنظيم للأعمال المنجزة يكون مفيداً تحرير مثل هذهِ الصفحة ، حيث إن الأخبار تحتاج إلى منفذ لإعلانها ، كالتعريف بالانتهاكات التي تتعرض إليها الحيوانات من قبل الإنسان والاعتداء على حقوقها في العيش ، وقد يستهزأ البعض بالفكرة كونها تخص الاهتمام بالحيوان وليس الإنسان لأن الإنسان في نظرهم هو الأعلى والأهم ، أقول لهؤلاء : هناك عدد لا يحصى من المنظمات والمؤسسات التي تهتم بأمور الإنسان ، قياساً بعددها من المهتمة بالشأن الحيواني والتي هي أقل بكثير ، ثم إن لكل إنسان مجال اهتمامه وعمله ، وهذهِ الاهتمامات والأعمال متنوعة ومختلفة .
ولقد أخترت لهذهِ الصفحة إسم الحلوة " مهى " كي تكون لسان حال أبناء وبنات جلدتها ، كما بقية عالمها الحيواني من أشكال الحياة الأخرى .

إليكم أحد الأخبار ، ، أنشره الآن كلمحة من لمحات الممارسات الإنسانية الخاطئة بحق الحيوانات ، وهو خبر قديم كنتُ في حين إعلانه إعلامياً  قد قمتُ بترجمته لكن لم تتح لي الفرصة لنشره في ذاك الآوان مع الأسف ، أدرجه هنا للاطلاع عليه .



الكلبة كاثلين
ـــــــــــــــــــــــ
حالَة تَعْذِيب لِلحَيَوان في الولايات المُتَحِّدَة الأَمْرِيكيَّة
لِيَوْمين ظَلَّ خَطْم الكلْبَة كاثلين مُكمَّماً بِشَرِيطٍ لاصِق

الكاتِب / ديرك سيندرمان
تَرْجمَة / شذى توما مرقوس
الأَحْد 21 ــ 6 ــ 2015
( مُتَرْجَم عِنْ الأَلْمانِيَّة )
المَوْضُوع /
جَمْعِيَّة تشارلستون لِرِعايَةِ الحيْوان
تشارلستون ــ شمال كارولاينا
بِسَبَبِ تَعْذِيبه القَاسِي لِلحيَوان امْتَثَلَ وليام دودسن أَمامَ القَضَاء ، حَيْثُ إِنَّهُ قَامَ بِتَكْميمِ خَطْمِ  كَلْبَتِهِ  ( كاثلين ) بِشَرِيط ٍ عازِلٍ لاصِق والأَسْوأ إِنَّ لِسَان الكلْبَة كاثلين كانَ عالِقَاً ( مَحْصُورَاً ) بَيْنَ أَسْنَانِها .
تَمَّ العُثُور على الحَيَوان المَسْكين بَعْدَ يَوْمين مِنْ تَرْكِهِ وحِيداً في المَنْزِل مُحْكم الخَطْم .
حالِيَّاً الكلْبَة كاثلين البَالِغَة مِنْ العُمْر 15 شَهْراً ، وهي مِنْ فَصِيلَة البتْبول حالَتَها تَحسَّنَتْ بَعْض الشَيْء ، حَيْثُ قَالَ مُتَحدِث عَن العِيادَة البَيْطَرِيَّة بِأَنَّ كاثلين ستَتَجاوزُ المِحْنَة .
ولكِنَّ الأَطِبَّاء البَيْطَرِيين يُخَمِّنُون إِنَّ جِزْءاً مِنْ لِسَانِها يَجِبُ بَتْرِهِ ، حَيْثُ إِنَّ اللِسَان جَفَّ تَقْرِيباً بِشَكْلٍ كامِل بِسَبَبِ السَاعاتِ الطَويلَة الَّتِي ظَلَّ عالِقَاً فيها خَارِجاً عَنْ فَمِها وبَيْنَ أَسْنَانها .
ثُمَّ أَكْمَلَ المُتَحدِث عَن العِيادَة البَيْطَرِيَّة  قائلاً:
علَيْنا الأَنْتِظار أَولاً إِلى أَنْ تَسْتَقِّر الحَالَة الصِحِيَّة لِكاثلين حَتَّى يَكُون بِإِمْكانِنا فَحْص اللِسَان فَحْصاً دَقِيقاً .
وليام دودسن البَالِغ مِنْ العُمْرِ 41 عَاماً والَّذِي قَامَ بِتَعْذِيب الحيَوانِ بِهذا الشَكْل القَاسِي حالِيَّاً مَوْقُوف في السِجْن لإِجْراءِ التَحْقِيق وتَنْتَظِرَهُ عُقُوبَة السِجْن حَتَّى خَمْسُ سَنَوات .
السَيَّدة الَّتِي قَامَتْ بِبَيْعِ كاثلين لِوليم قَبْلَ بِضْعَةِ أَسابِيع بِمَبْلَغِ عِشْرِين دولار صَرَّحَتْ لِلشُرْطَة بِأَنَّ وليم قَدْ سَبَقَ وإِنْ سُجِنَ بِسَبَبِ تَنَاولِهِ المُخَدَّرات وإِنَّهُ قَدْ أَخْبَرها في مُكالَمَةٍ هاتفِيَّة مَعَها وهو يُقَهْقِهُ عالِياً إِنَّ عَوَاء كاثلين يُثِيرُ أَعْصًابَهُ ويُغْضِبَهُ .

 


رابِط المَصْدَر :
   

http://www.berliner-kurier.de/panorama/tierquaelerei-in-den-usa-zwei-tage-lang-wurde-caitlyn-die-schnauze-mit-klebeband-zugebunden,7169224,30858258.html



//////////////////////////////



نَصّ /  مقتل كلب

الكاتب : سي . هيلتي
( النَصّ ورد في الصفحة 158 ــ 159 من الكتاب ) .

ترجمة : شذى توما مرقوس
الخميس 18 / 5 / 2017 م ــ السبت 27 / 5 / 2017 م .
ــ مُترجم عن الالمانية ــ


هذهِ الصفحة مُهداة إلى أفضل أصدقاء البشر  ــ  الكلاب ــ ، ولكل الذين يحبون الحيوانات ، وأيضاً للآخرين ممن ينعتون الكلب بـ  [  البراز ( روث ) ] .

( الإنسان الذي لا يستطيع أن يحب الأطفال ولا الكلاب ، لا يمكنك الوثوق به ) .
ــ سي . هيلتي ــ


خجلٌ لا يوصف اعترى المتهم المشاغب والمحب لِلعراك في نيويورك وكان قد أطلق النار على كلب جاره .
في قاعة المحكمة أدلى صاحب الكلب بحديث بسيط ودون  سفسطة ، لكن تأثيره على هذا المشاغب الذي لم يكن يشعر بالندم لما اقترفه بحق الكلب  يدعو للدهشة ، حيث أُسْقِطتْ من يده الحجة للدفاع عن نفسه ، فصاح بصوت كسير :
ــ سيدي القاضي ، عاقبني بأشد العقوبة .
والناس الجالسين في صالة المحكمة يصغون بدقة  .

في الأعلى قليلاً ، وتحت راية نجوم العلم ( العلم الأمريكي ) كان يجلس القضاة وفي ظنهم إنهم  أمام قضية سهلة وغير معقدة .
هم أيضاً كان يبدو عليهم التأمل والتأثر ، وكانوا ينقلون نظراتهم بين المتهم و صاحب الكلب الذي قال :
ـــ [  لا يوجد في هذا العالم شيء مؤكد ، فمن الممكن أن تتركك زوجتك ، وأطفالك قد لا يقدرون حجم التضحيات التي قمت بها لأجلهم ويتنكرون لها ، وأخلص أصدقائك الذين وثقت بهم سنين طويلة هؤلاء أيضاً يمكن أن يخدعوك يوماً ما .
قد تفقد كل ممتلكاتك ، سمعتك ، احترامك ، هيبتك  وتضيع كلها في هباء ، حتى الذين ركعوا أمامك ، قد يكونوا أول من يرمونك بالحجر عندما تنقطع حاجتهم إليك .
الصديق الوحيد الذي لا يستغلك في هذا العالم  الغارق في حب الذات والمُقيد  بأنانيته ، هو كلبك .
في أفقر كوخ هو سعيد معك كما في أفخم قصر ، هو لا يرغب غير أن يكون معك  ، هو الوحيد الذي لا يخدعك  .
إن كنت متسولاً فهو يرعاك ، ويحميك ،  ويقدرك ، ويُعاملك كأمير متوج .
عندما يطردونك من بيتك وأرضك ، عندما الجميع ، الكل ، يتركونك ، فقط كلبك ، أبداً لن يتركك .
عندما تغدو بلا سقف تحتمي به وتضطر للنوم في العراء ، فالمكافأة الوحيدة التي يطلبها منك هي أن يكون إلى جانبك ، حتى إن مُتَ جوعاً ، يبقى هو مُخلصاً لك ويجوع معك ، ويُقبِّل ويلحسُ اليد التي تمدها إليه خالية فارغة من طعام يسد به جوعه .
إن وقعت ميتاً فجأة لا يحيدُ عنك ، وحتى يتخلى عنك عليهم أن يقتلوه ، وعندما توارى الثرى وهو يعرف مكان رقودك تجده هناك ، ينبش ويحفر وكأنه يريد أن يعيدك للحياة ويخرجك من قبرك ، هو يضع رأسه بين قدميه ويحزن لأجلك ، إنه أفضل صديق لك ، إنه كلبك ] .
الكلمات الأخيرة لصاحب الكلب جاءت متقطعة فوق شفتيه ، خيم في قاعة المحكمة الهدوء التام كما في قداس إلهي ، هيئة المحكمة التزمت الصمت ، المتهم كان ينظر للأرض بخجل ، هذهِ الكلمات المؤثرة الغير المألوفة التي قالها صاحب الكلب هزته في الأعماق .
ــ سيدي القاضي ، عاقبني بأشد العقوبة .
هذهِ هي الجملة الوحيدة التي نطق بها .
هذهِ المرافعة جعلت من المحاكمة درساً يجب التفكير والتأمل فيه ، أما الحُكم فكان له معنىً رمزياً فقط .
 
المصدر /
كِتاب : من أجمل الاقتباسات والحِكم في العالم .
للكاتب : ڨيلي أپڨل .
مطبعة : كابيتول اي كا ــ  في مدينة ڨاين هايم .
اللغة : الألمانية .
عدد الصفحات : 489 صفحة .
 
Die Schönsten Zitat und Weisheiten der Welt
Willi Apfel – Autor
Capitol Verlag EK Weinheim
Sprache : Deutsch
489 Seiten .






ملاحظة للقارئات الكريمات والقراء الكرام : لم أجد لهذا النص عنواناً ، فهو أقرب للتقرير ( تقريرعن سير محاكمة في قضية مقتل كلب في قاعة المحكمة )  منه إلى القصة ، فقمتُ أنا بوضع عنوانٍ له : ( مقتل كلب ) .

50


كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 30  )
( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )
     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 

               

 طَابِع المَوْضُوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                             
أَعودُ إلَيْكُم عزِيزاتي / أَعِزَّائي مِنْ القَارِئات والقُرَّاء مَرَّةً أُخْرَى وبَيْنَ يَديّ رُزْمَةَ أَوْراقٍ مُحَمَّلَة بِعطاءاتِ الكاتِب يقين إيليا الأسود ، شَاكِرَةً لأَخي الكاتِب سالم إيليا تَعاونَهُ واهْتِمامهُ بِمِيراثِ والِدِهِ ، إِلَيْهِ خالِص تحياتي ، مَعَ كُلِّ التَمنِّياتِ لَهُ بِالعطاءِ المَدِيد . 

كُلّ الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                         



د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( يقين ايليا الأسود )


ولِدَ يقين إيليا أبلحد الأسود في 1 / 1 / 1914 م في المَوْصِل ، وكانَ تَسَلْسُلهُ الثَاني في سُلِّم الأَبْنَاءِ الأَرْبَعة ( ثَلاث بَنَات وولَد واحِد ) وهو خَالُ الأَبّ العلاَّمَة يوسف حبي ، أَكْمَلَ دِرَاسَتَهُ الابْتِدائِيَّة والثَانَوِيَّة في المَوْصِل ، عُيِّنَ في مُنْتَصَفِ ثَلاثِينَاتِ القَرْنِ العِشْرِين ككاتِبٍ لِسِجِلِ الأَشْغالِ العسْكرِيَّة في بَغْداد واعْتُبِرَ ثَاني كاتِب سِجِلٍ لِلأَشْغالِ العسْكرِيَّة تَمَّ تَعْيِّينَهُ في العِراق .
تَرَكَ الأَشْغال العسْكرِيَّة بَعْدَ خِدْمَةٍ لأَكْثَر مِنْ سَنَةٍ لِيَلْتَحِق بَعْدَها بِدارِ المُعلِّمين الابْتِدائِيَّة ، وليَتَخَرَّجَ مِنْها في نِهايَةِ سَنَةِ 1938 م لِيَبْدأَ مشْوارَهُ المِهنِيّ التَرْبَويّ .
بَعْدَ تَخَرُّجِهِ تَمَّ تَعْيِّينه في قَرْيَةِ الخضُر والدرَّاجِي في السمَاوَة سَنَة 1939 م ، ثُمَّ نُقِلَ إِلى الوَجِيهِيَّة في لِواءِ بَعْقُوبَة ، وبَدَأَتْ رِحْلَة تَنَقُّلاتِهِ بَيْنَ العمَادِيَة وقَرْيَة الخضُر والبسَاطلِيَة /  بَخْديدا ،  وقَرْيَة السَيِّد حمد التَابِعة لِقَضَاءِ الحمْدانِيَّة ، حَتَّى اسْتَقَرَّ بِهِ المَطَاف في 10 / 9 / 1945 م في مَدْرَسَةِ كرمْليس ، فمَكثَ في كرمْليس لِفَتْرَةٍ تَرْبُو على التِسْعِ سَنَواتٍ والَّتِي مَنَحَتْهُ الفُرْصَة لِزِيادَةِ نَشَاطَهُ الفَنِيّ والأَدَبِيّ .
عادَ بَعْدَها لِيَسْتَقِرَّ في مَسْقَطِ رَأْسِهِ ( المَوْصِل ) في 8 / 9 / 1954 م ، ولِيَبْدأَ بِنَشْرِ جِزْءٍ مِنْ كِتَابَاتِهِ في بَعْضِ الصُحُفِ مِثْل ( فَتَى العِراق ) ، لِصاحِبِها إبراهيم الجلبي وأَوْلادِهِ .
نُقِلَ إِلى لِواءِ أَرْبِيل في بِدايَةِ سَنَةِ 1960 م ، وبَقِيَ هُنَاك حَتَّى اسْتَقَرَّ في العاصِمَةِ بَغْدَاد سَنَة 1964 م ، وخَدَمَ في مَدْرَسَةِ بَغْدَاد الابْتِدائِيَّة في الكرادَة لِحِيْنِ إِحالَتِهِ على التَقَاعُدِ سَنَة 1970 م اسْتِنَاداً لِطَلَبِهِ . 

تُوُفِّيَ في 9 / 5 / 2003 م .

كانَ لِيقين إيليا الأسود قُدْرَة مُتَمَيِّزَة في تَأْلِيفِ ونَظْمِ المنلُوجات والأَشْعارِ والأَناشِيد والأَهازِيج الوَطَنِيَّةِ بِاللَهْجاتِ المَحَلِيَّةِ العِراقِيَّة ، وخَاصَّةً اللَهْجَة المَوْصِلِيَّة إِضَافَةً إِلى العرَبِيَّةِ الفُصْحَى ، كما أَجادَ في فَنِّ التَأْلِيفِ المَسْرَحِيّ ، أَيْضاً كانَ يُجِيدُ لُغتَهُ الكلْدانِيَّة قِراءَةً وكِتَابَةً إِضَافَةً لِكوْنِهِ شَمَّاساً ( غَيْر مَرْسُوم ) وعلى طَرِيقَةِ الطَقْسِ الكلْدانِيّ القَدِيم .

مِنْ مَسْرَحِيَّاتِهِ /
ـــ القدِيسَة بربارة / مَسْرَحِيَّة دِينِيَّة / بِاللُغةِ العرَبِيَّة الفُصْحَى / انْتَهى مِنْ تَأْلِيفِها في التَاسِعِ مِنْ كانُونِ الثَاني عام 1950 م / تَوَلَّى هو بِنَفْسِهِ إِخْرَاجَها ، وتَصْمِيمِ الدِيكُور ، وكذَلِكَ وَضْع  المكْيَاج لِلطُلابِ الَّذِين تَقَمَّصُوا الأَدْوار لأَدائِها في نِهايَةِ العامِ نَفْسه في كرْمليس / حضَرَ الافْتِتَاح مُدِيرُ مَعارِفِ المَوْصِل حِيْنَذاك إبراهيم حسيب المفتي / القدِيسَة بربارة هي شَفِيعة كرْمليس حَيْثُ فيها كنِيسَة وتَلّ بِاسْمِ القدِيسَة بربارة ، ويَتِمُّ الاحْتِفَال بِذِكْرَاها في الجُمْعةِ الأُولَى مِنْ شَهْرِ كانُونِ الأَوَّل مِنْ كُلِّ عامٍ في كرْمليس ، وهكذَا فَكَّرَ مُؤَلِّفِ المَسْرَحِيَّة ( يقين ايليا الأسود ) بِتَجْسِيدِ مَوْضُوعِ القدِيسَة بربارة في عَمَلٍ مَسْرَحِيّ إِكْرَاماً لأَهالِي كرْمليس وبَخْديدا والمَنَاطِقِ المُحيطَةِ بِهِما ، خصُوصاً وإِنَّهُ قَضَى ما يَزِيدُ على التِسْعِ سَنَواتٍ فيها مُعلِّماً ، اعْتَمَدَ في تَأْلِيفِهِ لِلمَسْرَحِيَّة على مَصْدَرينِ هُما : سِيرَةُ القدِيسِين ، والثَانِي مُرْجُ الأَخْبَار / المَسْرَحِيَّة تَتَكوَّنُ مِنْ أَرْبَعةِ فصُولٍ بِتِسْعةٍ وثَلاثِين مَشْهداً  / الإِمْكانِيَّات لإِخْرَاجِ المَسْرَحِيَّة في تِلك الفَتْرَة كانَتْ بَسِيطَةً جِدَّاً وغَيْرَ مُتَوَفِّرَة ، ورَغْم ذَلِك حاوَلَ إِخْرَاجَها بِأَفْضَلِ صُورَةٍ فقَامَ بِاسْتِخْدَامِ المُؤَثِّرَاتِ الصَوْتِيَّة والمَرْئِيَّة وذَلِك بِاسْتِخْدَامِهِ الخُدَعِ البَسِيطَة المُتَوَفِّرَة حِيْنَذاك لإِكْمَالِ العمَلِ المَسْرَحِيّ ، فمَثَلاً اسْتَخْدَم الأَلْعابَ النَارِيَّة ( الصَاعُود ) لِيَكُونَ بَدِيلاً عَنِ الصَاعِقَةِ الَّتِي ضَرَبَتْ والِد بربارة بَعْدَ أَنْ قَطَعَ رَأْسَها ، حَيْثُ وَجَّهَ الصَاعُود إِلى سَقْفِ المَسْرَحِ لِيَرْتَطِمَ ويَنْزِلَ على خَشَبَةِ المَسْرَحِ مُحْدِثاً صَوْتاً وبَرِيقاً مُنَاسِباً ففَاجأَ الحضُور بِهذَا بَعْدَ أَنْ أُطْفِأَتْ القَنَادِيل ( اللُوكسَات ) الَّتِي كانَتْ تُسْتَخْدَمُ في ذَلِك الوَقْت لِعَدَمِ تَوَفُّرِ الكهْرَبَاءِ قَبْلَ أَنْ يَنْطَلِقَ الصَاعُود إِلى سَقْفِ المَسْرَحِ ، أَيْضاً مَوْهِبَتهُ في فَنِّ المَاكياج هيَّأَتْ لِتَوَفُّقِهِ في إِتْمامِ ذَلِك لِشخُوصِ المَسْرَحِيَّة حَيْثُ كانَ لِلمَاكياج الدَوْر المُهِم لِتَغْيِيرِ جِنْسهم وأَعْمَارهم ، خاصَّةً وإِنْ العُنْصُرَ النِسَائيّ لَمْ يَكُنْ مُتَوَفِّراً ، فكانَ علَيْهِ إِعْطَاء دَوْر بربارة وزَمِيلَتِها وخادِمَتِها لِشَبَابٍ وتَلامِيذٍ في مَدْرَسَةِ كرْمليس مَعَ بَذْلِ جُهْدٍ إِضَافِيّ لإِخْفَاءِ مَلامِح الرجُولَةِ عِنْدَ بَعْضِ المُمَثِّلين والَّذِي زَادَهُ صُعُوبَةً هو إِعْطَاء أَكْثَر مِنْ دَوْرٍ لِبَعْضِ المُمَثِّلين وهُم يَقِفُون على خَشَبَةِ ( المَسْرَح ) لأَوَّلِ مَرَّة وذَلِك لِقِلَّةِ المُمَثِّلين . / تَمَّ عَرْض المَسْرَحِيَّة في سَنَةِ 1952 م ،  على مَسْرَحِ ( ايوان ) دار السَابِق لِلرَاهِبَاتِ الكلْدانِيَّات في كرْمليس ، ورَيْعُ بَيْعِ تَذَاكِرِ المَسْرَحِيَّة ذَهبَ القِسْمُ الأَعْظَم مِنْهُ إِلى دَعْمِ بَيْتِ الرَاهِبَات ، وما تَبَقَّى تَمَّ التَبَرُّعِ بِهِ لِكنِيسَةِ كرْمليس / اسْتَمَرَّ عَرْضَها لِثَلاثَةِ أَيَّامٍ مُتَتَالِيَة ونَتِيجةً لِلإِقْبَالِ الشَدِيد على مُشَاهدَتِها تَمَّ إِقَامَة مَسْرَحٍ عِنْدَ تَلِّ الغَنَمِ أَوْ كما تُسَمَّى ( كيما د قاشي ) قُدِّمَتْ على مَسْرَحٍ خَارِجيّ تَمَّ عَمَلَهُ عِنْدَ هذَا التَلّ ، وأَثْنَاء فَتْرَةِ الاسْتِراحة قُدِّمَ منلُوج ( السكْرَان بَالك عنُو السكْرَان ) وقَامَ بِدَوْرِ السكْرَان نوح يوسف كني /  المُمَثِّلون : قَامَ بِدَوْرِ والِدِ بربارة التَلْمِيذ حنا ، ومَثَّلَ دَوْرَ القدِيسَة بربارة سلمان عبد وارينة  ، ودَوْرَ خادِمَتِها أُنِيطَ بِالتَلْمِيذِ بطرس ، كما مَثَّلَ دَوْرَ هيلين رَفِيقَة بربارة يوسف وأَخَذَ دَوْرَ مُعلِّم بربارة أَيْضاً ، أَمَّا دَوْر المِعْمَار ( المُقَاوِل ) فمَثَّلَهُ جورج متي الشابي  ، كما أَخَذَ دَوْرَاً آخَر وهو المَسِيح عِنْدَ ظهُورِهِ لِبربارة في السِجْنِ ، أَمَّا دَوْر حاكِمِ المَدِينَة فتَقَمَّصَهُ عيسى ، وأَخِيراً دَوْر الحارِسينِ كانَا مِنْ نَصِيبِ نوح يوسف كني ويوسف /  تَبْدأُ المَسْرَحِيَّة بِالمَشْهَد الأَوَّل حَيْثُ القدِيسَة بربارة تُنَاجي الخَالِق الَّذِي آمَنَتْ بِهِ ولَيْسَ الأَصْنَام  المُكْتَّظ بِهِم قَصْرَ والِدِها الفَسِيح ويُؤْمِنُ بِهِم قَوْمُها ويَتَخِّذُونها آلِهةً لَهُم ، ثُمُّ تَتَوالَى مَشَاهِدُ المَسْرَحِيَّة التِسْعةَ والثَلاثِين ، تَطْلبُ بربارة العَوْن مِنْ الفَيْلَسُوف  أوريجانوس( وهو مُعلِّمها ومُرْشِدها فيما بَعْد ) لِيَدُلَّها ويُرْشِدَها إِلى طَرِيقِ الخَلاصِ مِنْ الصُرَاعِ الفِكْرِيّ الَّذِي تَعِيشهُ بَيْنَ ما تُؤْمِنُ بِهِ وما تَعلَّمَتْهُ على أَيْدِي كِبَارِ الأَسَاتِذَةِ والحُكمَاءِ الَّذِين اسْتَدْعاهُم والِدَها لِتَعْلِيمِها وتَثْقِيفِها وبَيْنَ ما تَرَاهُ مِنْ عِبَادَةِ قَوْمِها لِلأَصْنَامِ ، وبَعْدَ أَنْ يَفِيضَ قَلْبُ بربارة بِالإِيمانِ تُجاهِرُ بِهِ أَمامَ والِدِها ( وهي ابْنَتَهُ الوحِيدَة ) وهو رَجُلٌ ثَرِي وحاكِمُ بَلْدَةِ نيقوميديا يُدْعى ديوسكورس قَاسٍ ومُتَجبِّر ، وأَمامَ حاكِمِ المَدِينَة ، فتَتَلَّقَى شَتَّى التَهْدِيدات والتَرْغِيبَات مِنْ كِليهِما دُوْنَ أَنْ يَتَزَعْزَع إِيمانها ، وبَعْدَ أَنْ يَتَمَكَّنَ اليَأْس مِنْ كِليهِما في تَراجُعِها عمَّا عزَمَتْ علَيْهِ ، يَتْرُكُ والِدُها حُرِيَّةَ التَصَرُّف بِأَمْرِها لِلحاكِمِ مرقيانوس الَّذِي أَدْخَلَها السِجْن وأَمَرَ بِتَعْذِيبِها بِتَمْشِيطِ جسَدِها بِالأَمْشَاطِ الحدِيدِيَّة وجلْدِها وتَعْرِيَتِها والطَوْفِ بِها في المَدِينَةِ لِيَراها عامَّةُ الشَعْبِ ، وأَخِيراً يَأْمرُ حاكِمُ المَدِينَةِ بِقَطْعِ رَأْسِها ، فيَطْلبُ إِلَيْهِ والِدُها أَنْ يَسْمَحَ لَهُ بِتَنْفِيذِ الأَمْرِ بِيَديهِ ، ويَأْخُذها خَارِج المَدِينَة ويُنَفِّذُ بِها الحُكْم ، وفي طَرِيقِ عَوْدَتِهِ تَضْرِبهُ صاعِقَة تَقْضِي علَيْهِ .



 

المَخْطُوطَات مِنْ مَسْرَحِيَّاتِهِ /
1 ــ لَدَيهِ بَعْض المَسْرَحِيَّات الدِينِيَّة الأُخْرَى الَّتِي لَمْ تُنْشَرْ أَوْ تُطْبَعْ ، وبَقِيَتْ حبِيسَة المَخْطُوطَات مِنْها ( يزداندوخت ) الَّتِي انْتَهى مِنْ تَأْلِيفِها في الثَالِثِ مِنْ كانُونِ الأَوَّل لِعامِ 1948 م ، كما هو مُثَبَّت في المَخْطُوطَة ، وهذِهِ المَسْرَحِيَّة هي غَيْرُ الرِوايَةِ التَارِيخِيَّة لِلمَطْران الرَاحِل ( سليمان الصائغ ) والَّتِي أَلَّفَها سَنَة 1934  م ، وتَحْمِلُ اسْمَ ( يزداندوخت ) أَيْضاً .




2 ــ كذَلِكَ لَدَيهِ مَسْرَحِيَّة مَخْطُوطَة بِعُنْوانِ ( نَجْمَةُ البَحْر ) ، وهي مَسْرَحِيَّة دِينِيَّة  .
3 ــ عاقِبَةُ البُخْلِ والكِبْرِيَاء / مَسْرَحِيَّة / انْتَهى مِنْ تَأْلِيفِها في 21 / 11 / 1936 م / ولازَالَتْ مَخْطُوطَة فَقَطْ .
4 ــ مَلائكةُ العَدَس / مَسْرَحِيَّة مَخْطُوطَة .
5 ــ الجاهِلَة / مَسْرَحِيَّة مَخْطُوطَة .
6 ــ ذَكاءُ العرَب / مَسْرَحِيَّة مَخْطُوطَة .
7 ــ المُغَفَّل / مَسْرَحِيَّة مَخْطُوطَة .
8 ــ الحقُّ يَعْلُو / مَسْرَحِيَّة وَطَنِيَّة / مَخْطُوطَة  .
9 ــ الحلاَّقُ الثَرْثَار / مَسْرَحِيَّة كومِيدِيَّة / مَخْطُوطَة  .
10 ــ القَاضِي والبَخِيل / مَسْرَحِيَّة كومِيدِيَّة / مَخْطُوطَة .

هِوايَاته /
الخَطّ ، الرَّسْم ، تَصْمِيم وتَنْفِيذِ الفَعالِيَّات المَدْرَسِيَّة في المِهْرَجانَاتِ السَنَوِيَّة ، وعَمَل المكْيَاج لِلمُمَثِّلين ، التَمْثِيل حَيْثُ مَثَّلَ العدِيد مِنْ الأَدْوار ، مِنْ بَيْنِها دَوْر الدَرْويش في مَسْرَحِيَّةِ المثرِي النَبِيل .

 


تَفاصيلٌ أُخْرَى /

كانَتْ لَهُ مَعْرِفَةً واسِعةً بِالمَقَامَاتِ العِراقِيَّة وأَطْوارِها ، وكانَ قَارِئاً جيّداً لَها ومُتَمَكِّناً مِنْها يَدْعَمَهُ في ذَلِكَ قُوَّةً وعُمْقاً صَوْتُهُ الجمِيل المُعَبِّر .
تَمَّ التَنْوِيه إِلَيْهِ كقَارِئٍ لِلمَقَامِ في مَوْقِع ( زَمَانُ الوَصْل ) لِلمُوسِيقَى الشَرْقِيَّة الكلاسِيكِيَّة ، كما ذَكرَهُ المُوسِيقَار باسم حنا بطرس في إِحْدَى مَقَالاتِهِ .
كوْنهُ يَمْلِكُ صَوْتاً مُتَمَكِّناً ومُتْقِناً لِلمَقَامَاتِ ، بَرَزَ كشَمَّاسٍ مُتَمَيّزٍ لِلطَقْسِ الكلْدانيّ والتَراتِيل الكنَسِيَّة ، ولَهُ تَسْجِيلات صَوْتِيَّة لِلقَدادِيس يَتَداولُها المُؤْمِنُون اشْتَرَكَ فيها مَعَ الخُورِي أفرام في كنِيسَةِ ( مريم العذْراء ) في الكرَادَة ، وتَسْجِيلاً آخَراً مَعَ الأَب فيليب هيلايي في كنِيسَةِ ( مار ايليا ) في الأَمِين .
وفي لِقَاءٍ مُسَجَّلٍ بَيْنَهُ ( يقين إيليا ) وبَيْنَ الأَب فيليب هيلايي في 23 / 9 / 1991 م ،  تَطَرَّق لِذِكْرِ النَشِيدِ الَّذِي نَظَّمَهُ عَنْ الصَلِيب ( لِمُنَاسَبَةِ عِيدِ الصَلِيب ) ، بِنَاءاً على طَلبِ المَطْرانِ جرجس قندلا كاهِن أَبْرَشِيَةِ مار توما لِلسرْيَانِ الكاثُولِيك في المَوْصِل في خَمْسِينَاتِ القَرْنِ العِشْرِين .
عُرِفَ بِحُبِّهِ أَيْضاً للُغةِ العرَبِيَّة وقَواعِدِها ، كما عُرِفَ بِسِعةِ مَعْرِفَتِهِ وحُبِّهِ لِلتَارِيخِ وخَاصَّةً تَارِيخ وادِي الرَافِدينِ وعاشِقَاً لِلتُرَاثِ وبِالأَخَصِّ تُرَاثِ بَلْدَتِهِ المَوْصِل ، إِذْ نَشَرَ بَعْضَ المَقَالاتِ التُرَاثِيَّة مِثْل ( الطُبُّ الشَعْبِيّ في مَدِينَةِ المَوْصِل ) الَّتِي نُشِرَتْ في مَجَلَّةِ ( التُرَاث الشَعْبِيّ ) العِراقِيَّة في العَدَدِ ( 12 ) لِسَنَةِ 1974 م ، وِزَارَة الثَقَافَةِ والإِعْلام ، والَّتِي نَوَّه إِلَيْها المُؤَرِّخ أزهر العبيدي في تَوْثِيقِهِ لِتُرَاثِ المَوْصِل ، كما قَامَ مَوْقِع ( ذَاكِرَةُ مَدِينَة ) بِنَشْرِ المَقَالَة نَقْلاً عَنْ مَجَلَّةِ ( التُرَاث الشَعْبِيّ ) في 15 / 3 / 2014 م .
قَامَ يقين ايليا الأَسْوَد في مُنْتَصَفِ الخَمْسِينَاتِ مِنْ القَرْنِ العِشْرِين في بَلْدَتِهِ المَوْصِل بِطَبْعِ ونَشْرِ كُرَّاس ( المنلُوجات المَوْصِلِيَّة ) الَّذِي يَحْتَوِي على منلُوجاتِهِ ،  والَّتِي اتَسَمَتْ بِطَابِعِها النَقْدِيّ والسَاخِر لِبَعْضِ العاداتِ والظَواهِرِ الاجْتِمَاعِيَّة الَّتِي كانَتْ مثَارَ انْتِقَادٍ وإِدانَةٍ حِيْنَها .

المنلُوجات /
1 ــ الستَات / منلُوج بِاللَهْجَةِ البَغْدادِيَّة / كتَبَهُ عام 1938 م عِنْدَما كانَ طالِباً في دارِ المُعَلِّمين الابْتِدائِيَّة في بَغْداد / يَنْتَقِدُ في المنلُوج بَعْضَ المُمَارسَاتِ والعاداتِ التَحَرُّرِيَّة لِبَعْضِ النِسَاءِ والَّتِي كانَتْ في حِيْنِها مَوْضِعَ رَفْضٍ واسْتِهْجان .
2 ــ الفَاكِهَة بَقْلاوة / منلُوج بِاللَهْجَةِ الجَنُوبِيَّة / كتَبَهُ عام 1939 م ، عِنْدَما كانَ مُعلِّماً في قَرْيَةِ الخُضر والدَرَاجِي .
3 ــ الحَظّ / منلُوج نَظَمَهُ في العمَادِيَة سَنَة 1942 م .
4 ــ المَيْ / منلُوج نَظَمَهُ بِاللَهْجَةِ البَغْدادِيَّة سَنَة 1943 م في قَرْيَة الخُضر والبَسْاطلِيَّة ، يَنْتَقِدُ فيه تَأَخُّر إِنْجازِ مَشْرُوعِ الرَيّ .
5 ــ الرِيَاضَةُ البَدَنِيَّة / منلُوج نَظَمَهُ في المسَامرَةِ لِلدَوْرَةِ الصَيْفِيَّة  في 22 تَمُّوز 1943 م .
6 ــ البَاقلي / منلُوج نَظَمَهُ في المسَامرَةِ الثَالِثَة لِلدَوْرَةِ الصَيْفِيَّة والحفْلَةِ النِهائِيَّة في 20 تَمُّوز عام   1944 م .
7 ــ القمَار / منلُوج بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة / نَظَمَهُ سَنَة 1944 م ، يَنْتَقِدُ فيه هذِهِ الآفَة الَّتِي الَّتِي تُؤَثِّرُ سَلْباً على الحيَاةِ اِلعائلِيَّة .
8 ــ الشَبَاب / منلُوج بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة نَظَمَهُ في قَرْيَةِ السَيِّد حمد ــ الحَمْدانِيَّة في 6 نيسان لِعام  1945 م ، وفيهِ يَدْعُو الشَبَاب لِتَحَمُّلِ المَسْؤُولِيَّة وواجِبَاتِهِم نَحْوَ الوَطَنِ والاقْتِداءِ بِالآبَاءِ والأَجْداد .
9 ــ الزَواج / منلُوج بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة / نَظَمَهُ في كرَمْليس ، في 24  أَيْلول مِنْ عام  1946 م ، ومَوْضُوعهُ يَتَناولُ المَشَاكِل الَّتِي تَحْدُثُ بَعْدَ الزَواج .
10 ــ الزَّمَان / منلُوج بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة / نَظَمَهُ في كرَمْليس سَنَة 1951م .
11 ــ لا تصدّق / منلُوج بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة / نَظَمَهُ في كرَمْليس في 1  أَيَّار لِعام  1951 م .
12 ــ لا تتداخَل / منلُوج بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة / نَظَمَهُ في كرَمْليس في 9  أَيَّار  عام  1951 م .
13 ــ كوركيس / منلُوج بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة / نَظَمَهُ في كرَمْليس سَنَة 1952 م / يَنْتَقِدُ فيهِ حُبَّ بَعْضِ الأُمَّهاتِ لِأَزْواجِ بَنَاتِهِنَّ أَكْثَرَ مِنْ حُبِّهِنَّ لأَوْلادِهِنَّ .
14 ــ الدُولمَة / منلُوج بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة / نَظَمَهُ في المَوْصِل سَنَة 1953 م .
15 ــ البايسكل / منلُوج بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة / نَظَمَهُ في كرَمْليس سَنَة 1953 م ، وقَدَّمَهُ إِلى مُدِيرِ مَعارِفِ المَوْصِل آنذَاك ( إبراهيم حسيب المفتي ) كعرِيضَةٍ لإِلْغَاءِ أَمْرِ نَقْلِهِ ، وقَدْ تَمَّ لَهُ ما أَرادَ .
16 ــ لا تتَكبَّر الله أَكْبَر / منلُوج بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة / نَظَمَهُ في كرَمْليس في 7  كانُون الأَوَّل لِعام 1953 م / مَوْضُوعهُ انْتِقَاد البَعْض مِمَّنْ يَتَرَفَّعون ويَتَكبَّرون على مَنْ حَوْلِهِم .
17 ــ الشَرِه / قَصِيدَة نَظَمَها في المَشْهَدِ الخَامِسِ مِنْ مَسْرَحِيَّة ( القَاضِي والبَخِيل ) في 21  كانُون الأَوَّل مِنْ عامِ 1953 م ، والمَأْخُوذَة عَنْ قَصِيدَةٍ لِعنترة العبسي ( إذَا كشَفَ الزَمَانُ ) ، وجعلَها هَزَلِيَّة سَاخِرَة بِخَلِيطٍ مِنْ الفُصْحَى و اللَهْجَةِ البَغْدادِيَّة .
18 ــ النسْوان / منلُوج نَظَمَهُ بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة في كرَمْليس في 1 كانُون الثَاني لِعام  1954 م / يَنْتَقِدُ في المنلُوج سلُوكَ البَعْضِ مِنْ النِسَاء .
19 ــ اهْزُوجَة لِتَمْجِيدِ الجَيْشِ العِراقِيّ / نَظَمَها بِاللَهْجَةِ البَغْدادِيَّة / في كرَمْليس سَنَة 1954 م .
20 ــ تَرْبِيَةُ الأَوْلاد / منلُوج بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة / نَظَمَهُ في المَوْصِل سَنَة 1955 م / يُعالِجُ مَوْضُوع تَرْبِيَة الأَبْنَاء .
21 ــ المُودَة / منلُوج بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة / نَظَمَهُ في المَوْصِل سَنَة 1955 م / يَنْتَقِدُ المنلُوج تَمَادِي بَعْض النِسَاء في مُواكبَةِ الأَزْيَاء الَّتِي لا تَتَفِّقُ مَعَ مُجْتَمَعِ المَوْصِل المُحافِظ .
22 ــ يَوْم المرُور / منلُوج بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة / نَظَمَهُ في المَوْصِل / نُشِرَ في جرِيدَةِ ( فَتَى العِراق ) في العدَدِ ( 1931 ) في 16  شِباط  عام 1956 م .
23 ــ جَوْلَة في سَيَّارَة / منلُوج بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة / نَظَمَهُ في المَوْصِل / نُشِرَ في جرِيدَةِ ( فَتَى العِراق ) في 16  آذار مِنْ عامِ   1956 م .
24 ــ التَبُولي / منلُوج بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة نَظَمَهُ في بَغْداد سَنَة 1965 م .
25 ــ اللَيْلَة المَوْصِلِيَّة / منلُوج بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة / فيهِ وَصْفٌ لِبَعْضِ الأَكْلاتِ المَوْصِلِيَّة / قُدِّمَ هذَا المنلُوج في ( لَيْلَة مَوْصِلِيَّة ) في  نَادِي المَنْصور بِبَغْداد في   الثَالِثِ مِنْ شِباط  لِعامِ  1972 م .
26 ــ رصَاصَة الشَيْخ متي / منلُوج بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة / نَظَمَهُ في بَغْداد سَنَة 1973 م / يَنْتَقِدُ فيهِ مُغالاة البَعْض بِاعْتِقَاداتِهِم في عِلاجِ الأَمْرَاضِ .
27 ــ اسْمَعوني / منلُوج بِاللَهْجَةِ المَوْصِلِيَّة / نَظَمَهُ في بَغْداد سَنَة 1973 م . 



في خِتَامِ هذَا المَوْضُوع أَهِيبُ بِأخي الكاتِب سالم ايليا أن يَعْمَلَ على جَمْعِ إِبْداعِ والدِهِ ( يقين ايليا الأسود ) في كِتَابٍ خاصٍّ يَحْفَظُ لَهُ فيه كُلَّ هذا العطاء لِيَطَلِعَ علَيْها المُتَابعين والمُتَابِعات وتَتَعرَّفُ علَيْها الأَجْيَالُ القَادِمَة ، مَعَ التَمَنِّياتِ لَهُ بِالتَوْفِيقِ في هذَا المَسْعَى .

هذا ما تَيَسَّرَ لي جَمْعهُ مِنْ أَخْبَارٍ عَنْ يقين إيليا الأسود ، ورُبَّما تُتَاحُ الفُرْصَة لآخَرِين غَيْرِي جَمْع تَفَاصِيلٍ أَكْبَر فيَكْتُبُوا بِشَكْلٍ أَوْسَع وبِتَفَاصِيلٍ جُمَّة عنْهُ .

مُلاحظَة : كانَ يُطْلقُ اسْم ( رِوايَة ) على المَسْرَحِيَّة في ذَلِك الوَقْت ( بِحسَبِ المَصَادِرِ المُدْرَجَةِ في نِهايَةِ المَوْضُوع ومَصَادِر أُخْرَى عَنْ تَارِيخِ المَسْرَح ) .


///////////////////////

المَصَادِر /

( 1 )

الأَخ الكاتِب سالم إيليا
جزِيل الشُكْرِ لِتَعاونِهِ وتَوَاصُلِهِ .

( 2 )

مَوْضُوع / سِيرَةُ حيَاةِ الأَدِيب يقين إيليا الأسود ودَوْرهُ في إِغْنَاءِ التُرَاثِ المَوْصِلِيّ .
الكاتِب : سالم إيليا .
مَوْقِع عنكاوا .
في : 7 / 3 / 2011 م .
 
الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=489362.0

( 3 )

مَوْضُوع / حَيْرَةُ يقين الأسود بَيْنَ كرْمليس وبَغْديدا والمَوْصِل والمنلُوج الَّذِي يُنْشَرُ لأَوَّلِ مَرَّة .
الكاتِب : سالم إيليا .
مَوْقِع عنكاوا
في : 13 / 5 / 2009 م .
الرَابِط : 
http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=printpage;topic=299159.0


( 4 )

مَوْضُوع / الطُبُّ الشَعْبِيّ في مَدِينَةِ المَوْصِل
بِقَلَمِ : يقين الأسود
( نَقْلاً عَنْ مَجَلَّةِ التُرَاثِ الشَعْبِيّ )
مَوْقِع ذَاكِرَةُ مَدِينَة
في 15 / 3 / 2014 م .
الرَابِط :
http://www.thakiratmadina.com/details.php?sid=300


( 5 )

مَوْضُوع / ما هي حِكايَة ( ظهُور ) القدِيسَة بربارة في كرْمليس في أَوائلِ الخَمْسِينِيَّاتِ مِنْ القَرْنِ المَاضي ؟
الكاتِب : سالم إيليا
مَوْقِع عنكاوا
في 27 / 5 / 2008 م .
 
الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=printpage;topic=194635.0

( 6 )

مَوْضُوع / مِنْ التُرَاث / حِكايَةٌ تُرَاثِيَّة مَوْصِلِيَّة تَحَوَّلَتْ إِلى منلُوجٍ مَوْصِلِيّ .
الكاتِب : سالم إيليا
مَوْقِع فَرادِيس العِراق
في : 3 / 3 / 2012 م .
 
الرَابِط : 
http://www.iraqparadises.com/?page=news&id=1406

( 7 )
 
مَوْضُوع / مُتَابَعة لاحْتِفَالاتِ عِيدِ الصَلِيب .
الكاتِب : باسم حنا بطرس
مَوْقِع بَخْديدا
في : 17 / أَيْلُول / 2008 م .

الرَابِط :
http://www.bakhdida.ca/BassimHannaPetros/Triumph08.htm




51
 


كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني  ( 5 )       
  ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )
                 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     
إِعْداد وتَقْدِيم : شذى توما مرقوس                        
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر               





 طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           

مال الله فرج ، ميخائيل ممو ، جلال مرقس عبدوكا ، زاهر دودا ، جوزيف حنا ، غسان سالم شعبو ، أمير بولص ، عامر رمزي ، سالم الياس مدالو ، ماجد ككي ، عامر حنا حداد ، كريم اينا ، يوسف يلدا  ، .......... كُتَّاب لَهُم مكانَتَهُم في الوَسَطِ الثَقافِيّ الأَدبِيّ سَبَقَ الإِشَارَة إِلَيْهم في الجزْء الثَاني ( 1 ) ، ( 2 ) ، ( 3 )  و ( 4 ) .                                                                                       
نَتَواصلُ اليَوْم في الجزْءِ الثَاني ( 5 ) لِلقِراءَةِ عن كاتِبٍ وَفِير العطَاء ، ثَرُّ التَجْرِبَة ، القَاصّ هيثم بهنام بردى .                                                                 

           
د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

( هيثم بهنام جرجيس بردى )                 



ولِدَ في 1/ 7 / 1953 م ،  في مُحافَظَةِ نَيْنَوى .                                         
عضُو اتِحَاد الأُدَبَاء العِراقِيِّين .                                                             
عضُو اتِحَاد الكُتَّاب العَرَب .                                                                 
عضُو نَقَابَة الفَنَّانِين العِراقِيِّين .                                                             
رئيس تَحْرِير مَجَلَّة ( إنانا )  الَّتِي تعنَى بِشُؤونِ المَرْأَة .                               
كاتِبٌ وَفِيرُ العطَاء ، كتَبَ عَنْ تَجْرِبَتِهِ في الكِتَابَة كُلٌّ مِنْ :                             
د.عُمر الطالب ، د.نادية هناوي سعدون ، يوسف الحيدري ، جاسم عاصي ، سليمان البكري ، ناجح المعموري ، عبد الستار البيضاني ، صباح الانباري ، أنور عبد العزيز ، محمد الأحمد ، ازدهار سلمان ، جاسم خلف الياس ، بولص آدم ، شاكر سيفو ، إسماعيل عيسى ، جمال نوري ، ناظم السعود ، سمير إسماعيل ........ وغَيْرهم .                                                                             
كانَتْ أَوَّل قِصَّة نُشِرَت لِهيثم بردى تَحْمِلُ عُنْوان ( تَلُّ الزَعْتَر ) ، وذَلِك في مَجَلَّة الطلِيعة الأَدَبِيَّة / العَدَدُ العاشِر / سَنَة 1975 م .                                         
ومُنْذُ عام 1975 م ولِحَدِّ الآن نَشَرَ أَكْثَر مِنْ ( 120 ) قِصَّة قَصِيرَة وقَصِيرَة جِدَّاً في مُخْتَلَفِ الصُحُفِ والمَجَلاتِ العِراقِيَّة والعرَبِيَّة ، ومِنْها :                           
المَجَلات العِراقِيَّة : الطلِيعة الأَدَبِيَّة ، ألِف باء ، نُون ، المَرْفأ ، فواصِل ، الكاتِب السرْيَاني ، الفِكْر المَسِيحِي ، كنَارةُ الرُوح ، ربنوثا .                                   
المَجَلات العرَبِيَّة : أَفْكار ( الأُرْدُنِيَّة ) ، الدسْتُور اللنْدنِيَّة ، التَضامُن اللنْدنِيَّة ، اليَوْم السَابِع ( وتَصْدُرُ في بَارِيس ) ، فلسطِين الثَوْرَة ( الصَادِرَة في قُبْرُص ) . 
الصُحُف والجَرَائد العِراقِيَّة : الثَوْرَة ، العِراق ، الجَمْهُورِيَّة ، القَادسِيَة ، الزَمَن ، صَوْتُ الطلَبَة ، نَيْنَوى ، الحدْبَاء ، الزَمَان ، الوَطَن ، بَهْرا ، وادِي الرَافِدين .     
 
تُرْجِمَتْ بَعْضٌ مِنْ قِصَصِهِ إِلى الانْكلِيزِيَّة والهُولنْدِيَّة والفَرَنْسِيَّة .                   

كانَتْ قِصَّتَهُ ( الارْجُوحة ) إِلى جانِبِ سِتَةِ قِصَصٍ أُخْرَى عالَمِيَّة وعرَبِيَّة وعِرَاقِيَّة مِنْ القِصَصِ الَّتِي تَمَّ اخْتِيارها لِلتَرْجَمَة إلى اللُغةِ السرْيَانِيَّة ، قَامَ بِالتَرْجَمَة الأَدِيب روبين بيث شموئيل ، وصَدَرَتْ في كِتَاب بِعُنْوان ( سَبْعة صُلْبَان ) في بَغْداد عام 1998 م .                                                                                       
ورَدَ اسْمَهُ في كِتاب ( مَوْسُوعة أَعْلام العِراق في القَرْن العِشْرِين ، الجُزْء الثَالِث ، الصَفْحة 281 ) ، الصَادِر عَنْ دارِ الشُؤونِ الثَقافِيَّة العامَّة عام 1998 م ، لِمُؤلِّفِهِ الأُسْتَاذ حميد المطبعي .                                                             
ورَدَ اسْمَهُ في كِتاب (مَوْسُوعة أَعْلام المَوْصِل  في القَرْن العِشْرِين ــ صَفْحَة 600 ) الصَادِر عَنْ وِزارَةِ التَعْلِيم العالِي والبَحْث العِلْميّ / جامِعة المَوْصِل ــ مَرْكز دِراسَات المَوْصِل  ــ عام 2007 م / لِمُؤَّلِفِهِ الأُسْتَاذ عمر الطالب .                               
أَفْرَدَ البَاحِث جاسم خلف الياس فُصُولاً مِنْ رِسالَتِهِ ( شِعْرِيَّة القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً ) عَنْ تَجْرُبَة القَاصّ هيثم بردى في كِتَابِةِ القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً والَّتِي نَالَ فيها شَهادَة الماجسْتير مِنْ كُلِيَّةِ الآداب في جامِعةِ المَوْصِل عام 2007 م .               
تَنَاولَ البَاحِث فرج ياسين أحمد بِالتَحْلِيل قِصَّة ( الأَقَاصِي ) لِلقَاصّ هيثم بردى في أَطْروحتِهِ (  أَنْماط الشَخْصِيَّة المُؤسطَرَة في القِصَّة العِراقِيَّة ، دِراسَة تَحْلِيلِيَّة ) ، والَّتِي نَالَ بِها شَهادَة الدكتُوراه مِنْ كُلِيَّة التَرْبِيَة ــ جامِعة تِكْرِيت عام 2006 م .   
أَفْرَدَ السَيّد إسماعيل فتحي حسين مِفْصلاً مِنْ مفَاصِلِ رِسالَتِهِ لِنَيْلِ شَهادَةِ الماجسْتير مِنْ جامِعةِ المَوْصِل عام 1997 م ، بِاللُغَةِ الانْكلِيزِيَّة بِرِسالَتِهِ المَوْسُومَة :                                                                                     
 For grounding in Arabic Written Discourse With Special Reference To English
وتَرْجَمَ لَهُ فيها قِصَّة ( العيُون ) مِنْ مَجْمُوعتِهِ القِصَصِيَّة ( حُبّ مَعَ وَقْفِ التَنْفِيذ ) مَعَ دِراسَة عَنِ اللُغَة في هذِهِ القِصَّة .                                                     
حازَ الأُسْتَاذ محمد إبراهيم الجميلي على شَهادَةِ الماجستير بِدَرَجةِ جيّد جِدَّاً مِنْ كُلِيَّةِ التَرْبِيَةِ الأَسَاسِيَّة / جامِعة المَوْصِل بِتَأرِيخ 3 / 3 / 2013 م عَنْ رِسَالَتِهِ المَوْسُومَة ( السَرْد في قِصَصِ هيثم بهنام بردى القَصِيرَة ) .                         
حازَتْ الأُسْتَاذَة نادية نزهة سليمان على شَهادَةِ الماجستير بِدَرَجةِ امْتِياز مِنْ كُلِيَّةِ التَرْبِيَة لِلبَنَات / جامِعة تكْرِيت ، بِتَأرِيخ 17 / 2 / 2014 م عَنْ رِسَالَتِها المَوْسُومَة : ( جمالِيَّات القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً / هيثم بهنام بردى مِثَالاً ) .         

 حازَ الأُسْتَاذ همام حازم عطا على شَهادَةِ الماجستير بِدَرَجةِ " جيِّد جِدَّاً عالي " مِنْ كُلِيَّة الآداب / جامِعة تكْرِيت ، بِتَارِيخ 11 / 1 / 2015 م ، عَنْ رِسَالَتِهِ المَوْسُومَة ( العتَبَات النَصِيَّة في سَرْدِ هيثم بهنام بردى القِصَصِيّ ) .


كُتُب صَدَرَتْ عَنْ أَدَبِهِ :                                                                       
1ــ حَبَّةُ خَرْدَل / دِراسَات نَقْدِيَّة عَنْ تَجْرُبَةِ القَاصّ هيثم بهنام بردى في كِتَابَةِ القِصَّةِ القَصِيرَة جِدَّاً  / إِعْداد وتَقْدِيم خالص ايشوع بربر / الطَبْعة الأُولَى صَدَرَتْ عَنْ مَنْشُورات اتِحَاد الأُدَبَاء السرْيَان ــ المَوْصِل عام  2005 م .
صَدَرَتْ طَبْعتَهُ الثَانِيَّة عَنْ دارِ رَنْد لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع في دِمشق ــ سُورِيا عام 2010 م  / تَصْمِيم الغِلاف : أمينة صلاح الدين / عَدَدُ الصَفَحَات ( 177 ) صَفْحَة .
2 ــ شِعْرِيَّة المَكان في القِصَّةِ القَصِيرَة جِدَّاً ــ قِراءَة تَحْلِيلِيَّة في المَجْمُوعاتِ القِصَصِيَّة  ( 1989 م ــ 2008 م ) لِهيثم بهنام بردى / كِتَاب نَقْدِيّ لِلدكتور نبهان حسون السعدون / دار تَمُّوز لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع ــ دِمشق 2012 م / تَصْمِيم الغِلاف : أمينة صلاح الدين .
والكِتَاب يَتَكوَّن مِنْ 158 صَفْحة مِنْ القَطْعِ المُتَوَسِط ، ويَتَوزَّع على مُقَدِمَة ومَدْخَل وأَرْبَعةِ فُصُولٍ هي :                                                                 
 المَدْخَل / مَفَاهيم وتَجْرُبَة .                                                                   
الفَصْل الأَوَّل / شِعْرِيَّة جُغْرافيَة المَكان .                                                   
الفَصْل الثَانِي / شِعْرِيَّة وَصْف المَكان .                                                   
الفَصْل الثَالِث / شِعْرِيَّة تَرْكِيب المَكان .                                                   
الفَصْل الرَابِع / شِعْرِيَّة رُؤْيَة المَكان .                                                     

والمَجْمُوعَات القِصَصِيَّة الَّتِي تَنَاولَها الدَارِس بِالتَحْلِيل هي :                         
ــ حُبّ مَعَ وَقْفِ التَنْفِيذ / 1989 م .                                                       
ــ اللَيلَة الثَانِيَة بَعْد الأَلْف / 1996 م .                                                     
ــ عُزْلَة انْكِيدو / 2000 م .                                                                 
ــ التَماهِي / 2008 م .                                                                       

3 ــ تَجلِيَّات الفَضَاء السَرْدِيّ ــ قِراءَة في سَرْدِيَّات هيثم بهنام بردى / إِعْداد وتَقْدِيم : أ. د محمد صابر عبيد / دار تَمَّوز لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع ــ دِمشق 2012 م / تَصْمِيم الغِلاف : أمينة صلاح الدين / عَدَدُ الصَفَحَات ( 176 ) صَفْحَة .

4 ــ أَسْماء في ذاكِرَةِ المدِينَة ، هيثم بهنام بردى / حِوار : نمرود قاشا / تَقْدِيم : معد الجبوري / مِنْ سِلْسِلَة إِصْدَارَاتِ مَجَلَّةِ إنانا لِعام 2012 م / جِهةُ الإِصْدَار : مَجَلَّة إِنانا / عَدَدُ النُسَخِ المَطْبُوعة ( 1000 ) نُسْخَة / تَصْمِيم الغِلاف والإِخْرَاج الفَنِيّ : نادر عولو / الكومبيوتر : بسام شرم / الطَبْع : مَطْبَعة شفيق ـ بَغْداد / الطَبْعة الأُولَى  2012 م . 

5 ــ شِباط ما زَالَ بَعيداً / دِراسَات نَقْدِيَّة في المَجْمُوعَة القِصَصِيَّة ( أَرْضٌ مِنْ عسَل ) لِهيثم بهنام بردى / إِعْدَاد وتَقْدِيم : جوزيف حنا يشوع / الطَبَع : مَطْبَعة الدِيار ــ العِراق ــ المَوْصِل ــ المَجْمُوعة الثَقَافِيَّة / صَدَرَتْ عَنْ دارِ شُرُفات لِلنَشْرِ / الطَبْعة الأُولَى عام   2013 م / تَصْمِيم الغِلاف والإِخْرَاج الفَنِيّ : نادر عولو / التَنْضِيد الطِبَاعِي : بسام شرم / عَدَدُ الصَفَحات ( 150 ) صَفْحَة .

6 ــ الكوْن القِصَصِيّ ، تَجلِيَّات السَرْد وآليَّات التَمظْهُر ، قِراءَة تَحْلِيلِيَّة في المَجْمُوعَاتِ القِصَصِيَّة لِهيثم بهنام بردى / لِلكاتِب : محمد ابراهيم الجميلي / النَاشِر :  دار شُرُفات لِلنَشْرِ /  الطَبْعة الأُولَى عام   2013 م / الطَبْع : مَطْبَعة الدِيار ــ العِراق ــ المَوْصِل ــ المَجْمُوعة الثَقَافِيَّة / تَصْمِيم الغِلاف والإِخْرَاج الفَنِيّ : نادر عولو / التَنْضِيد الطِبَاعِي : بسام شرم /  عَدَدُ الصَفَحات ( 279 ) صَفْحَة / أَصْلُ هذَا الكِتَاب هو رِسَالَة المُؤَلِّف المَوْسُومَة بـ ( السَرْد في قِصَصِ هيثم بهنام بردى القصيرة ) الَّتِي تَقَدَّمَ بها لِكُلِيَّةِ التَرْبِيَةِ الأَسَاسِيَّة في جامِعةِ المَوْصِل ، وتَمَّتْ مُنَاقَشَتَها في 3 آذار 2013 م ، وحَصَلَ فيها على شَهادَةِ الماجستير بِدَرَجةِ جيّد جِدَّاً في الأَدَبِ العرَبيّ الحدِيث .

7 ــ الثُريا ، دِراسَات نَقْدِيَّة عَنْ تَجْرُبَةِ القَاصّ هيثم بهنام بردى في كِتَابَةِ القِصَّةِ القَصِيرَة جِدَّاً / إِعْدَاد وتَقْدِيم : خالص ايشوع بربر / مَطْبَعة شفيق ــ بَغْداد 2014 م / تَصْمِيم الغِلاف والإِشْرَاف الفَنِيّ : نادر عولو / صُورَة الغِلاف : كرافيك رغيد ننوايا / عَدَدُ النُسَخ الصَادِرَة  ( 500 ) نُسْخَة / رَقْمُ الإِيداع في دارِ الكُتُب والوَثَائق ( 542 ) لِسَنَةِ 2014 م / عَدَدُ الصَفَحَات ( 159 ) صَفْحَة .

8 ــ جمالِيَّات تَشْكِيل الوَصف في القِصَّة القَصِيرَة ، قِراءَة تَحْلِيلِيَّة في المَجْمُوعَات القِصَصِيَّة لِهيثم بهنام بردى / د. نبهان حسون السعدون / دار تَمُّوز لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع ــ دِمشق 2014 م .                                                     

9 ــ المُهيمِنَات القِرائيَّة وفاعلِيَّة التَشْكِيل السَرْدِيّ في مَجْمُوعَة ( نَهْر ذُو لِحيَة بَيْضَاء) / إِعْدَاد وتَقْدِيم ومُشَارَكة : الدكتور خليل شكري هياس / دار نَيْنَوى لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع ــ دِمشق 2014 م / عَدَدُ الصَفَحَات ( 128 ) صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : 14.5 × 21.5  سم .

10 ــ دلالاتُ المَكان في رِوايَاتِ هيثم بهنام بردى / المُؤَلِّف : محمود ناصر نجم / مُصَمِّمُ الغِلاف : مَطْبَعة الدَبَّاغ في أَرْبيل / لَوْحةُ الغِلاف : شاهين الظاهر / سَنَةُ الطَبْع : الطَبْعة الأُولَى عام 2016 م / رَقْمُ الإِيداع في دارِ الكُتُبِ والوَثَائق في بَغْداد ( 763 ) لِسَنَةِ 2016 م / عَدَدُ الصَفَحَات ( 154 ) صَفْحَة / الكِتَاب هو في الأَصْلِ رِسَالَةُ ماجستير حَصَلَ فيها الطالِب محمود ناصر نجم على دَرَجةِ امْتِياز مِنْ كُلِيَّة الآداب والعلُومِ الإِنْسَانِيَّة ــ دائرَة اللُغة العرَبِيَّة وآدابِها / جامِعةِ البلمند في لُبْنان بِتَاريخ 20 / 1 / 2016 م  ، بِإِشْرَافِ الدكتور شربل داغر .

حَضَرَ وشَاركَ في مِهْرجانات ومُلْتَقيات عدِيدَة أَبْرزَها /                                 
1 ــ الدَوْرَة العَرَبِيَّة الأُولى لِلقِصَّةِ الشَابَة الَّتِي أَقَامَتْها مَجَلَّة الطَلِيعةِ الأَدبِيَّة في بَغْداد عام 1980 م .                                                                   
2 ــ مُلْتَقَى القِصَّة العِراقِيَّة في بَغْداد عام 1995 م .                                     
3 ــ نَدْوَة الرِوايَة العَرَبِيَّة في بَغْداد عام 2002 م .                                       
4 ــ المُلْتَقَى الثَالِث لِلقِصَّةِ القَصِيرَة جِدَّاً في حلَب عام 2005 م .                     
5 ــ المُلْتَقَى الرَابِع لِلقِصَّةِ العِراقِيَّة ( مُلْتَقَى د. علي جواد الطاهر ) في بَغْداد عام 2008 م .                                                                                 
6 ــ مِهْرجان المَرْبِد ولِعِدَّةِ دَوْرَات .                                                       
7 ــ مِهْرجان الجواهري عام 2010 م وعام 2012 م .                                 
8 ــ مُؤْتَمر ثَقافَة الأَطْفَال الدوليّ الأَوَّل في بَغْداد عام 2010 م .                     
9 ــ مَعْرَض إيطاليا الدوليّ لِلكِتَاب في إيطاليا ( مَدِينَة تورينو ) عام 2014 م ، أَلْقَى فيها مُحاضَرَة في " القَاعةِ الزَرْقَاء " عَنِ الأَدَبِ السَرْديّ العِراقِيّ الحدِيث .
10 ــ مؤْتَمر الرِوايَة العِراقِيَّة ( دَوْرَة الرِوائي غائب طعمة فرمان ) ، المُنْعقِد في بَغْداد عام 2016 م .

حصَادُ الجَوائز /                                                                               
1 ـ حائز على جائزَةِ ناجي نعمان الأَدبِيَّة اللُبْنانِيَّة لِعام 2006 م .                     
2 ــ حائز على الجائزَةِ الأُولَى في مُسابَقَةِ القِصَّةِ القَصِيرَة الَّتِي أَقَامَتْها دار الشُؤون الثَقافِيَّة في وزارَةِ الثَقافَة العِراقِيَّة عام 2006 م ، عَنْ قِصَّتِهِ القَصِيرَة ( النَبْض الأَبدِيّ ) .                                                                               
3 ــ فَازَ بِالمَرْكزِ الثَاني في جائزَةِ ( عزي الوهاب لِمَسْرَحِ الطِفْل ) في المُسَابَقَةِ الثَقافِيَّة لِعامِ 2010 م الَّتِي أَقَامَتْها وزارَة الثَقَافَة العِراقِيَّة ـ دار ثَقَافَة الأَطْفال ، عَنْ مَسْرَحِيَّتِهِ المَوْسُومة ( العشْبَة ) ، الجائزَة الأُولَى كانَتْ مِنْ نَصِيبِ الكاتِب طلال حسن ، وحَصَلَ على المَرْكز الثَالِث الكاتِب محمد علي الخفاجي .                 
4 ــ حائز على الجائزَةِ الثَانيَة في مُسابَقَةِ القِصَّةِ القَصِيرَة الَّتِي أَقَامها قَصرُ الثَقَافَةِ والفنُون في مُحافَظَةِ صلاح الدين عَنْ قِصَّتِهِ المَوْسُومَة ( الرِسَالَة ) .   


أَصْدَرَ الكُتُب التَالِيَّة :                                                                         

في مَجَالِ الرِوايَة /                                                                             
1 ـ الغُرْفَة 213 / رِوايَة / مَطْبَعة أسعد / بَغْداد / 1987 م / عَدَدُ الصَفَحَات : 115 صَفْحَة  / صَدَرَتْ طبْعتَها الثَانِيَة عام 2016 م .

 


2 ــ مار بهنام وأُخْتَهُ سارة / رِوايَة / بِاللُغة العرَبِيَّة /  مَرْكز أَكد لِلطِبَاعةِ والإِعْلان ــ عنكاوا ــ أَرْبيل 2007 م  / رسُوم : لوثر ايشو / عَدَدُ الصَفَحَات : 210 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمَل : القَطْع المُتَوَسِّط / رَقْمُ الإِيداع في مَكْتَبَةِ المُدِيرِيَّة العامَّة لِلثَقَافَة والفنُون في أَرْبيل : ( 1148 ) لِسَنَةِ 2007 م .



3 ــ قدِيسو حدياب / رِوايَة / بِاللُغة العرَبِيَّة / مَرْكز أَكد لِلطِبَاعةِ والإِعْلان ــ عنكاوا ــ أَرْبيل 2008 م / ( صَدَرَتْ بِاللُغةِ السرْيَانِيَّة عَنْ دارِ ــ منارَة ــ في أَرْبيل عام 2011 م ، تَرْجمَة كوركيس نباتي ) .
                                                                   
 
4 ــ أَحْفادُ أُورشنابي / رِوايَة  / بِاللُغة العرَبِيَّة / صَدَرَتْ عَنْ دارِ الثَقَافَة لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع في ( بَيْروت ، دبي ، أبو ظبي ) / عام 2015 م / عَدَدُ الصَفَحَات : 135 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمَل : 21 سم × 14 سم /  لَوْحَة الغِلاف لِلفَنَّان العِراقي التَشْكيليّ لميع نجيب .

 



5 ــ الأَجْسَاد وظِلالِها / رِوايَة / بِاللُغة العرَبِيَّة / صَدَرَتْ عام 2017 م عَنْ دارِ أَمَل الجدِيدَة لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع في دِمشق بِسُوريا .



6 ــ الطيْف / رِوايَة قَصيرَة / بِاللُغة العرَبِيَّة / وهي الإِصْدَار الثَالِث لِهيثم بردى في مَجَالِ كِتَابَة الرِوايَة القَصِيرَة / صَدَرَتْ في بَيْروت عَنْ دارِ الجواهري لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع وضمْن مَنْشُورات الاتِحادِ العامّ لِلأُدبَاء والكُتَّاب في العِراق عام 2017 م  / عّدّدُ الصَفَحات ( 96 ) صَفْحة مِنْ القَطْعِ الوَسَط .
 
 

في مَجَال القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً /                                           
1 ــ حُبٌّ مَعَ وَقْفِ التَنْفِيذ / قِصَص قَصِيرَة جِدَّاً / مَطْبَعة شفيق ــ بَغْداد 1989 م / تَبْدأُ المَجْمُوعة بِمُقَدِّمةٍ بِعُنْوان (حُبٌّ مَعَ وَقْفِ التَنْفِيذ وفَنُّ القِصَّةِ القَصِيرَة جِدَّاً ) بِقَلَمِ : عبد الستار البيضاني ، ثُمَّ مَقَالَة عَنْ رَأْي الكاتِب بِعُنْوان ( القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً .... لِماذَا ؟ ) ، ثُمَّ النصُوص القِصَصِيَّة وهي ( 28 ) قِصَّة : علاقَة ، الثَلْج ، صَدَى ( وهي أَوَّل قِصَّة قَصِيرَة جِدَّاً كتَبَها القَاصّ عام 1977 م ) ، ذِكْريَات ، الشقُوق ، العاصِفَة ، رَجُلٌ وحِيد ، النَافِذَة ، الهاجِس ، اللُعْبَة ، وِلادَة ، الأرْجُوحة ، نَمْرُ أفريقيا ، مَطَر ، أُلْفَة ، اليَد ،  الرَقْصَة ، شُعاعان ، طرزان ، حُبٌّ مَعَ وَقْفِ التَنْفِيذ ، السَاحِر ، شَمْس ، نَشْرَةُ أَخْبَار ، سِيناريو ، لِقَاء ، العيُون ، الرَجُل ، حُب ّ.
 

2 ــ اللَيلَة الثَانِيَة بَعْد الأَلْف / قِصَص قَصِيرَة جِدَّاً / مَنْشُورات مَجَلَّة نُون ــ المَوْصِل ــ  1996 م / تَبْدأُ المَجْمُوعة بِمَوْضُوع ( القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً : رؤوس أَقْلام ) ، ثُمَّ مَوْضُوع ( كيْفَ دَخَلَ بردى مَدِينَة السِحْر ) ، ويَلِيهِ مَوْضُوع ( كيْفَ كتَبَ بردى قِصَّتَهُ الأُولَى ) ، لِتَتَوالَى بَعْدَها قِصَصُ المَجْمُوعة  ( 24 ) قِصَّة : الأَعْجُوبَة ، عشْبَةُ كلكامش ، نَظْرَة قَصِيرَة جِدَّاً ، ولِيمة ، تَعاضُد ، يوتوبيا ، السُؤَال ، وِلادَة ، مُتَوالِيَة ، مَحطَات ، الفَخ ، ماراثون ، المَطْهَر ، المَشْرُوع ، القِرْد ، كِتَاب ، اللَيلَة الثَانِيَة بَعْد الأَلْف ، دَعْمُوصَة ، المَخَاض ، الفِرَاشُ الأَبَدِي ،  الصَمْتُ الفَارِغ ، حِيْن ، الصَقَر ، تَوَحُّد .




3 ــ عُزْلَة انْكِيدو / قِصَص قَصِيرَة جِدَّاً / مَطْبَعة نَيْنَوى ــ بَغْداد 2000 م / تَبْدأُ المَجْمُوعة بِمَوْضُوع ( قِصَّة قَصِيرَة جِدَّاً ، أَمْ أقْصُوصَة ، أَمْ قِصَّة قَصِيرَة قَصِيرَة ؟؟ ) ، ثُمَّ تَتَوالَى قِصَصُ المَجْمُوعة ( 52 ) قِصَّة : الحُلُم ، الآخَر ، الكُتُب ، اللُعْبَة ، مَشَارِيعٌ مُؤَجَّلَة ، حنِين ، البَحْر ، المُعادلَة ، الهالَة ، تَسَامي ، صَداقَة ، سَماءٌ أُخْرَى ، حُبٌّ خرَافِيّ ، الأَنِين ، اخْتِطاف ، سمْفُونِيَّة ، مَتْحف ، السَفَر ، عُزْلَة انكيدو ، المُعْجِزَة ، مُرَبَعُ ضَوْء ، النجُوم ، الصدِيقُ السَرْمدِي ، الاحْتِفَال ، الزَوْبَعة ، العشَاء ، تَداعِيَات ، انْثِيالات ، اسْتِراحةُ التِمْثَال ، أُمْنِيَة ، وَجْبَةُ فطُور ، صُرَّة ، الطائر ، الغِنَاء ، تَكْوين ، مَعْقُول ، الرحْلَة ، الحنايَا ، صَفَاء ، القَاصّ ، الشَاعِر ، تَجالُد ، الحرْقَدَة ، الانْفِلات ، القَصِيدَة ، المَهْد ، برومثيوس ، خرم ، صَدِيقُ العصَافِير ، زَفَاف ، البَاب ، تَقْوِيم .
 
 



4 ــ التَماهِي / قِصَص قَصِيرَة جِدَّاً  / صَدَرَتْ عَنْ دار الشُؤونِ الثَقَافِيَّةِ العامَّة ــ   وزارَة الثَقَافَة ــ بَغْداد 2008 م / فَهْرِست المَجْمُوعة : مَوْضُوع ( القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً ... فَنُّ الاخْتِزَالِ والتَكْثِيف ) لِلنَاقِد جاسم عاصي ، تلي ذَلِكَ مُقَدِّمَة لِلمُؤَلِّف بِثَلاثَةِ أَجْزَاء ، وهي على التَوالِي : ( أَولاً : القِصَّةُ القَصِيرَة جِدَّاً ، فَنٌّ صَعْبٌ جِدَّاً ) ، ( ثَانِياً : القِصَّةُ القَصِيرَة جِدَّاً بُنْيانٌ لَيْسَ مُشَيَّداً على الرِمَال ) ، ( ثَالِثاً : القِصَّةُ القَصِيرَة جِدَّاً .... ابْحثْ عَنْها في العِراق ) ، يَلِي ذَلِكَ قِصَص المَجْمُوعة مُقَسَّمَةٌ على قِسْمَينِ :
ــ القِسْمُ الأَوَّل تَحْتَ مُسَمَّى ( الحيَاة ) ويَشْمِلُ القِصَصَ  القَصِيرَة جِدَّاً التَالِيَة : التَماهي ، نيرفانا ، العنَاصِر ، ابْتِسَامة ، الذَبِيحة ، الانْعِتَاق ، الأَصْدِقَاء ، الحيَاة ، الصَهِيل ، الصَخْرَة ، العُشَّان ، المُنْقِذ ، عالَمٌ وَرْدِي ، ما كانَ حُلُماً ، وَرْدَة حَمْرَاء ، التَصْفِيق ، الطيْف .
ــ القِسْمُ الثَاني تَحْتَ مُسَمَّى ( مارس ) ، ويَشْمِلُ القِصَصَ  القَصِيرَة جِدَّاً التَالِيَة : أَخيل ، البَيْت ، تَقَوض ، قابيل وهابيل ، فَزَّاعة ، ديوارانت ، الفِينِيق ، الفنَار ، البُكاء ، حِوار ، مارس ، ورُود ، الحَسْم ، شَمْسَان ، العُرْس ، سَاعةُ تَنْبِيه .


                                                               


5 ــ القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً / ويَضُمُّ الكِتَاب المَجْمُوعَات القِصَصِيَّة مِنْ سَنَة  1989 م ــ 2008 م  ، وهي حُبّ مَعَ وَقْفِ التَنْفِيذ ، اللَيلَة الثَانِيَة بَعْدَ الأَلْف ، عُزْلَة انْكِيدو ، التَماهِي / صَدَرَتْ عَنْ دارِ  تَمُّوز لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع ــ دِمشق / الطَبْعة الأُولَى عام  2011 م / تَصْمِيمُ الغِلاف : أمينة صلاح الدين .
يَقعُ الكِتَاب في ( 313 ) صَفْحَة مِن القَطْعِ المُتَوَسِط ويَحْوي بَيْنَ دَفَّتيهِ إِصْدارات القَاصّ هيثم بردى في جِنْسِ القِصَّةِ القَصِيرَة جِدَّاً بِحَسبِ التَرْتيبِ التَالِي :         
ــ حُبّ مَعَ وَقْفِ التَنْفِيذ / مَطْبَعة شفيق 1989 م .                                       
ــ اللَيلَة الثَانِيَة بَعْدَ الأَلْف / مَنْشُورات مَجلَةِ نُون 1996 م .                           
ــ عُزْلَة انْكِيدو / مَطْبَعة نَيْنَوى 2000 م .                                                 
ــ التَماهِي / دار الشُؤون الثَقَافِيَّة العامَّة 2008 م .                                     
وأَفْرَدَ في خاتِمةِ كِتَابِهِ هذا مُقْتَطفَات مِنْ كِتاباتٍ لِنُقادٍ وقَصَّاصِين وشُعرَاء وإِعْلامِيّين في إِبْداعِ القَاصّ هيثم بردى في هذا الجِنْس الأَدَبِيّ مِنْهُم : القَاصّ والنَاقِد جاسم عاصي ، النَاقِد سليمان البكري ، النَاقِد والبَاحِث ناجح المعموري ، القَاصّ والنَاقِد أنور عبد العزيز ، القَاصّ والنَاقِد يوسف الحيدري ، القَاصّ والنَاقِد علوان السلمان ........ وغَيْرهم .
ويُخْتَتَمُ الكِتَاب بِالسِيرَةِ الإِبْدَاعِيَّة لِلمُؤَلِّف .


 
6 ــ الوَصِيَّة / قِصَص قَصِيرَة ــ دار الشُؤونِ الثَقَافِيَّة العامَّة ، وزارَة الثَقَافَة ــ بَغْداد 2002 م / تَضُمُّ المَجْمُوعَة ( 8 )  قِصَص قَصِيرَة  وهي : الوصِيَّة ، زِيارَة ، النَهْرُ والمَجْرَى ، نَوْرس ، العنْقَاء ، نَزَقٌ طفُولِيّ ، التَجَلِّي ، حُلُم  / عَدَدُ الصَفَحات ( 75 ) صَفْحَة . 
 


7 ــ النَهْرُ والمَجْرَى / قِصَص / صَدَرَتْ ضِمْنَ مَنْشُورَات اتِحَاد الأُدبَاء والكُتَّاب السرْيَان ــ نَيْنَوى ، سِلْسِلَة السروجي ـ تَسَلْسُل 3 / عام 2005 م / عَدَدُ الصَفَحات : ( 96 ) صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمَل : القَطْع المُتَوَسِّط / التَصْمِيم ولَوْحة الغِلاف والتَخْطِيطات الداخلِيَّة : الفَنَّان لوثر ايشو /  تَضُمُّ المَجْمُوعَة ( 18 )  قِصَّة وهي : زِيارَة ، جِدْ لَها عُنْواناً ، أوف .. لَنْ اسْتَطِيع كِتَابَة قِصَّة قَصِيرَة ، النَافِذَة ، الأَقَاصِي ، نَوْرس ، التَجَلِّي ، شَفقٌ كالغسَق ، النَهْرُ والمَجْرَى ، القَرِين ، الوَفَاء ، علاقَة ، قَوْسُ قزَح ، العنْقَاء ، صُورَة ، الطَوْق ، الصَرْخَة ، شُعاعان .

 

8 ــ تليباثي / قِصَص قَصِيرَة / صَدَرَتْ الطبْعة الأُولَى عَنْ دار ناجي نُعمان لِلثَقَافَة ــ بَيْروت 2008 م / عَدَدُ الصَفَحات : 60 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : مِنْ القَطْعِ الوَسَط / لَوْحَة الغِلاف لِلفَنَّان العِراقِي لوثر ايشو آدم / تَحْوي المَجْمُوعة أَرْبَعة قِصَصٍ قَصِيرَة وهي : تليباثي ، المَلْحَمَة ، الصُورَة الأَخِيرَة ، الأَقَاصِي / صَدَرَتْ طَبْعَتَها الثَانِيَة عَنْ دارِ اليَنابِيع بِدِمشق عام 2010 م / قِصَّة ( تليباثي ) الَّتِي تَحْمِلُ اسْم المَجْمُوعة تَتَمَحْوَرُ حَوْلَ ضَياعِ الإِنْسَان في عالَمٍ مَادِيّ لا رُوحَ فِيهِ ، أَمَّا في قِصَّة ( المَلْحَمَة ) فثَالُوث القِصَّة الفَنِيّ ( المُطْرِب والمُلَحِّن والشَاعِر ) يَتَخَطَّى العلاقَة المِهَنِيَّة إِلى الرُوحِيَّة الحمِيمَة ، وبَعْدَ أَنْ تَنْفَصِلَ أَضْلاعَهُ بِسَبَبِ الظرُوفِ القَاهِرَة ، يَتَكفَّلُ التَخَاطُر بِالإِعادَةِ أَو الاسْتِدْعاءِ ذِهْنِيَّاً لِتَعْويضِ تِلكَ الخَسَارَةِ الرُوحِيَّة وتَحْقِيقِ نَوْعٍ مِنْ التَوازُنِ ، وفي ( الصُورَة الأَخِيرَة ) بَطَلُ القِصَّة يَتَوَغَّلُ في أَعْمَاقِ الصَحْرَاءِ لِتَتَحَقَّقَ أُمْنِيَتِهِ بِالخَلاصِ عِبْرَ تَحَرُّرِهِ مِنْ أَغْلالِ وقِيودِ التَارِيخِ ، أَمَّا فِكْرَة قِصَّة ( الأَقَاصِي ) فتَتَمَحْوَرُ حَوْلَ الطُرُقِ المُؤَدِيَّة إِلى ايجادِ بَدِيلٍ افْتِراضِيّ مِثَاليّ لِلوَاقِع يَنُوبُ عَنْ صُورَتِهِ المُلَوَّثَة بِالكرَاهِيَةِ والأَنانِيَّةِ والعلاقَاتِ الاجْتِماعِيَّةِ المُزَيَّفَة .

 



صَدَرَتْ  الطَبْعة الثَالِثَة عَنْ دارِ أَمَل الجدِيدَة لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع في دِمشق بسوريا / عام 2016 م / لَوْحَة الغِلاف : شهد هيثم بردى / عَدَدُ الصَفَحات ( 107 ) صَفْحَة / والمَجْمُوعة تَحْوِي كما ذُكِرَ أَعْلاه أَرْبَعةَ قِصَصٍ قَصِيرَة ( تليباثي ، المَلْحَمَة ، الصُورَة الأَخِيرَة ، الأَقَاصِي ) تَتْبَعها السِيرَة الإِبْداعِيَّة لِلمُؤَلِّف ، وتُخْتَمُ المَجْمُوعَة بِمُقْتَطفَاتٍ مِمَّا كُتِبَ في تليباثي مِنْ قِبَلِ الأَسَاتِذَة : محمد صابر عبيد ، خليل شكري هياس ، فاضل عبود التميمي ، ثائر العذاري ، سالم نجم عبد الله ، سوسن البياتي ، نادية هناوي سعدون ، مثنى كاظم صادق ، ناجي نعمان ، حسن سلمان ، محمد يونس صالح ، ناجح المعموري ، جاسم عاصي ، هناء عبد الهادي ، بولص آدم .
 ( تليباثي ) هي المَجْمُوعة القِصَصِيَّة الفَائِزَة بِجائزَةِ ناجي نعمان الأَدبِيَّة اللُبْنانِيَّة لِعام 2006 م .



 





 9 ــ نَهْرٌ ذُو لِحيَةٍ بَيْضَاء / مَجْمُوعَة قِصَص قَصِيرَة / دار تَمُّوز لِلطِبَاعةِ والنَشْر والتَوْزِيع ــ دِمشق 2011 م / تَصْمِيم الغِلاف : أمينة صلاح الدين /  تَقعُ المَجْمُوعَة القِصَصِيَّة في ثَمانِين صَفْحَة مِن القَطْعِ المُتَوَسِط / وتَشْملُ تِسْعة قِصَص كتَبَها القَاصّ بَيْنَ أَعْوام 1974 م و 1994 م /  ضَمَّتْ المَجْمُوعة القِصَص القَصِيرَة التَالِيَة :  المَخَاض ، الفَيضَان ، نَهْرٌ ذُو لِحيَةٍ بَيْضَاء ، شَفَقٌ كالغَسق ، الوَفَاء ، قَوْسُ قُزح ، صُورَة ، الطَوْق ، القَرِين / وهذِهِ المَجْمُوعَة القِصَصِيَّة هي الإِصْدار السَادِس عَشَر لِهيثم بهنام بردى في القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً والرِوايَة وأَدَبِ الطِفْل ، خِلال مَسِيرَتِهِ مَعَ الكِتَابَة مُنْذ مَطْلَعِ سَبْعيناتِ القَرْنِ المَاضِي .


10 ــ أَرْضٌ مِنْ عَسَل / مَجْمُوعَة قِصَص قَصِيرَة / صَدَرَتْ عِنْ دار الحِوار لِلنَشْرِ والتَوْزِيع في طَبْعتِها الأُولَى في دِمشق ــ سُوريا 2012 م / عَدَدُ الصَفَحات : ( 55 ) صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : مِنْ القَطْعِ الوَسَط / تَضُمُّ المَجْمُوعَة خَمْس قِصَصٍ قَصِيرَة ، وهي على التَوالِي : حِكايَة ، الرِسَالَة ، النَبْضُ الأَبَدِيّ ، حِكايَة عروة بن الورد وما جَرَى لَهُ في أَحْشَاءِ الغُولَة ، أًرْضٌ مِنْ عَسَل .
تُسْتَهَّلُ المَجْمُوعة بِمَقْطعٍ مِنْ شِعْرِ بدر شاكر السياب ( الشَمْسُ أَجْمَلُ في بِلادِي مِنْ سِواها ، والظَلامُ حَتَّى الظَلام ، هُنَاكَ أَجْمَل ، فهو يَحْتَضِنُ العِراق ) ثُمَّ يُتْبَعُ بِمُقَدِّمَةٍ تَحْتَ عُنْوان ( المَلاذُ السَرْدِي وطَعْمُ الحِكايَة ، هيثم بهنام بردى يَحْرِثُ أَرْضَاً مِنْ عَسَل ) لِلأَدِيب محمد صابر عبيد ، ثُمَّ تَتَسَلْسَلُ قِصَصُ المَجْمُوعَة ( حِكايَة ، الرِسَالَة ، النَبْضُ الأَبَدِيّ ، حِكايَة عروة بن الورد وما جَرَى لَهُ في أَحْشَاءِ الغُولَة ، أًرْضٌ مِنْ عَسَل ) على التَوالِي ، لتُخْتَمُ المَجْمُوعَة بِالسِيرَةِ الإِبْداعِيَّة لِلمُؤَلِّف ، ثُمَّ الفَهْرِست .
القِصَّة القَصِيرَة ( حِكايَة ) كتَبَها المُؤَلِّف عام 1998 م ، ونُشِرَت في العدَدِ الثَالِث مِنْ مَجَلَّةِ ( الطلِيعة الأَدَبِيَّة )  الصَادِرَة عام 1980 م ، أَعادَ المُؤَلِّف كِتَابَتَها عام 2005 م .
أَمَّا قِصَّة ( الرِسَالَة ) فلقد كتَبَها المُؤَلِّف عام 1999 م ، ونُشِرَت في العدَدِ الثَالِث مِنْ مَجَلَّةِ ( الطلِيعة الأَدَبِيَّة )  الصَادِرَة عام 1984 م ، أَعادَ المُؤَلِّف كِتَابَتَها عام 2005 م ، وحازَتْ على الجَائِزَةِ الثَانِيَة لِمُسَابَقَةِ القِصَّة في المُلْتَقَى القِصَصِيّ الأَوَّل لِمُحافَظَةِ صلاح الدين عام 2011 م .
قِصَّة (النَبْضُ الأَبَدِيّ ) كتَبَها المُؤَلِّف عام 1998 م ، ونُشِرَت في العدَدِ الثاني مِنْ مَجَلَّةِ ( الأَقْلام ) العِراقِيَّة عام 2008 م ، وحازَتْ على الجَائِزَةِ الأُولَى لِمُسَابَقَةِ دارِ الشُؤونِ الثَقَافِيَّة العامَّة في وزارَة الثَقَافَة العِراقِيَّة عام 2006 م .
قِصَّة ( حِكايَة عروة بن الورد وما جَرَى لَهُ في أَحْشَاءِ الغُولَة ) كتَبَها المُؤَلِّف عام 1980 م ، ونُشِرَت في العدَدِ ( 163 ) مِنْ جَرِيدَةِ ( الحَدْبَاء ) المَوْصِلِيَّة الصَادِرَة عام 1984 م .
أَمَّا قِصَّة ( أَرْضٌ مِنْ عَسَل )  فلَقَدْ كتَبَها المُؤَلِّف عام 2007 م .

 



11 ــ الطوفَان / مَجْمُوعة قِصَصِ قَصِيرَة / الطبعة الأولى صَدَرَتْ عام 2016 م عَنْ دارِ أَمَل الجدِيدَة لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع في دِمشق بسوريا / طُبِعَتْ هذهِ المَجْمُوعَة على نَفَقَةِ مُنَظَّمَةِ ( سالت ) الهُولنْدِيَّة الَّتِي تَتَبَنَّى النَشَاطات والفَعالِيَّات الثَقَافِيَّة والإِبْداعِيَّة الخاصَّة بِأَبْنَاءِ شَعْبِنا المُهَجَّر / تَضًمُّ المَجْمُوعَة خَمْس قِصَص هي :  أم ... ان ، الطوفَان ، التِمْثَال ، المُغَنِي ، أح / عَدَدُ الصَفَحَات ( 116 ) صَفْحَة / لَوْحةُ الغِلاف : لِلفَنَّانَة التَشْكِيلِيَّة العِراقِيَّة عفيفة لعيبي / الإِخْرَاج الفَنِيّ : دار أَمَل الجدِيدَة / تُخْتَتَمُ المَجْمُوعة بِالسِيرَةِ الإِبْداعِيَّة لِلمُؤَلِّف .

 





في أَدَبِ السِيرَة /                                                                           
ــ الَّذِي رَأَى الأَعْماق كُلَّها / كِتَاب انْثِيالات  / مَطْبَعة مِيديا ــ أَرْبيل 2007 م / التَصْمِيم والإِخْرَاج الفَنِيّ : كوثر نجيب .



في الإِعْدادِ والتَقْدِيم /                                                                         
( 1 ) ــ قَصَّاصُون عِراقِيون سرْيَان في مَسِيرَةِ القِصَّة العِراقِيَّة / إِعْداد وتَقْدِيم / إِصْدار المُدِيرِيَّة العامَّة لِلثَقَافَةِ والفنُون السرْيَانِيَّة  ــ أَرْبيل 2009 م  / ( صَدَرَتْ طَبْعتَها الثَانِيَة عَنْ دارِ تَمُّوز لِلطِبَاعةِ والنَشْر ــ دِمشق 2012 م ) / ( صَدَرَتْ تَرْجمَتها إِلى اللُغةِ الكُوردِيَّة مِنْ قِبَلِ أحمد محمد إسماعيل ، وصَدَرَتْ عَنْ المُدِيرِيَّة العامَّة لِلثَقَافَةِ والفنُون السرْيَانِيَّة عام 2012 م ) .                                     


 
 


 ( 2 ) ــ مُبْدِعون عِراقِيَّون سرْيَان / سِلْسِلَة بِسِتَةِ أَجْزَاء ، صَدَرَتْ عَنْ دارِ تَمُّوز لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع بِدِمشق :                                                 
ــ الكِتَابُ الأَوَّل / قَصَّاصُون عِراقيون سرْيَان في مَسِيرَةِ القِصَّة العِراقِيَّة .             
صَدَرَتْ الطَبْعة الأُولَى عام 2009 م ، عَنِ المُدِيرِيَّة العامَّة لِلثَقَافَةِ والفنُونِ السرْيَانِيَّة ـ أَرْبيل ، أَمَّا الطَبْعة الثَانِيَة فصَدَرَتْ عام 2012 م عَنْ دارِ تَمُّوز لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع بِدِمَشق في سوريا ، تَصْمِيم الغِلاف : أمينة صلاح الدين ، وتَقعُ هذِهِ الطَبْعة في ( 188 ) صَفْحَة مِنْ القَطْعِ المُتَوَسِط ، رَصَدَ فيها الكاتِب دَوْرَ القَاصّ العِراقِيّ السرْيَانيّ المُؤْثِر في القِصَّةِ العِراقِيَّة مُنْذُ بَواكِيرِها الأُولَى مُسْتَهلِ العَقْدِ الثَانِي مِنْ القَرْنِ العِشْرِين وحَتَّى مُسْتَهلِ القَرْنِ الحالِيّ ، وتَنَاوَلَ القَصَّاصِين حسَبِ أَجْيَالِهِم القِصَصِيَّة  .
فهرِست الكِتَاب / المُقَدِّمة ، لَمْحَة عَنِ القِصَّةِ العِراقِيَّة ، قَصَّاصون سرْيَان في مَسِيرَةِ القِصَّةِ العِراقِيَّة ، يوسف متي ، حُطام ( قِصَّة قَصِيرَة لِيوسف متي ) ، ادمون صبري ، الحَدِيقَة ( قِصَّة قَصِيرَة لادمون صبري ) ، يوسف يعقوب حداد ، فيزا إلى عالَمٍ جدِيد ( قِصَّة قَصِيرَة لِيوسف حداد ) ، سركون بولص ، المَلْجأ ( قِصَّة قَصِيرَة لِسركون بولص ) ، سعدي المالح ، الحَظّ ( قِصَّة قَصِيرَة لِسعدي المالح ) ، بنيامين حداد ، سَيْفُ آذار ( قِصَّة قَصِيرَة لِبنيامين حداد ) ، فاضل نوري ، عيْنَاكِ والحُزْن في المَسَاء ( قِصَّة قَصِيرَة لِفاضل نوري ) ، سهى رسام ، اللَحْنُ العجِيب ( قِصَّة قَصِيرَة لِسهى رسام ) ، هيثم بهنام بردى ، الصُورَة الأَخِيرَة ( قِصَّة قَصِيرَة لِهيثم بهنام بردى ) ، بطرس هرمز ، الهَذَيَان الأَخِير لِلمَلِك نبونائيد ( قِصَّة قَصِيرَة لِبطرس هرمز ) ، جوزيف حنا ، صَاحِبُ الأَسْمَال ( قِصَّة قَصِيرَة لِجوزيف حنا ) ، بولص آدم ، حَجَرُ الأَسَاس ( قِصَّة قَصِيرَة لِبولص آدم ) ، جَدْولٌ بِأَسْمَاءِ القَصَّاصِين السرْيَان وما نَشَرُوهُ مِنْ قِصَصٍ مِنْ المَهادِ إِلى الآن ، الإِصْدَارات القِصَصِيَّة لِلسرْيَان مُنْذُ بواكِيرِ القِصَّة العِراقِيَّة وإِلى الآن . 

 



ــ الكِتَابُ الثَانِي / قَصَّاصُون عِراقِيون سرْيَان في مَسِيرَةِ القِصَّةِ العِراقِيَّة القَصِيرَة جِدَّاً .                                                                         
 الِكتَاب صَدَرَ عَنْ دارِ تَمُّوز لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع بِدِمَشق في سوريا ، تَصْمِيم الغِلاف : أمينة صلاح الدين .
يَقعُ الكِتَاب في 134 صَفْحَة مِنْ القَطْعِ المُتَوَسِط ، يُوثِقُ فيه مُعِدُّ هذِهِ السِلْسِلَة ، المَسِيرَة الرِيادِيَّة لِلقَاصِّ العِراقِيّ السرْيَانِيّ لِلقِصَّةِ القَصِيرَةِ جِدَّاً ، عِراقِيَّاً وعَرَبِيَّاً وعالَمِيَّاً ، عِبْرَ القَاصّ الرائِد نو

52
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً- الجزْء الثَاني (29)

(مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ، وأَدَب الطِفْل)

إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس


الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر

 

 طَابِع المَوْضُوع:

بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً، والفنُون المَسْرَحِيَّة، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ.

 

عزِيزَاتي، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء، سنَقْرأُ هُنا عَنِ المَسْرَحِيَّاتِ الثَلاث (كومِيدِيَا آدم وحواء، كومِيدِيَا يوسف الحسَن، كومِيدِيَا طوبيا) والقَلِيل جِدَّاً مِنْ المَعْلُومَاتِ عَنْ (حنا حبش) والأَب (ماري جوزيف) ، شَاكِرَةً لِلجَمِيع حُسْنَ صَبْرِهِم في المُتَابَعةِ والاهْتِمام بِهذِهِ السِلْسِلَة.
                                                                           

د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مُقَدِّمَة بِقَلَم : شذى توما مرقوس

 ( الخميس 26 / 1 / 2017 م ) .

 

كمَا تَعْرِفُ القَارِئةُ الكرِيمَة، ويَعْرِفُ القَارِئ الكرِيم إِنَّ طابِع هذِهِ السِلْسِلَة الَّتِي أَنا في طَوْرِ إِنْجازِها هو التَعْرِيف بِالكاتِباتِ والكُتَّاب مِنْ الوَسَطِ المَسِيحِيّ العِراقِيّ مِمَّنْ يَكْتبُون نِتَاجاتَهم/ نَّ بِالعرَبِيَّة، دَوْنَ الدخُولِ في مَواضِيعٍ أُخْرَى مُتَشَعِّبَة، ورُبَّما شَائكة كالرِيادَة، أَوْ قَصَبِ السَبْقِ لِمَنْ في هذَا المَجَالِ أَوْ ذَاك، فذَلِك مِنْ اخْتِصاصِ المُهْتَّمين بِهِ.

ولأَجْلِ كُلِّ هذَا فأَنا أُورِدُ الآرَاءَ وأَعْرِضُها لِلقُرَّاءِ والقَارِئاتِ كمَا وَجَدْتُها في مَصَادِرِها دُوْنَ تَرْجِيحِ رَأْي على آخَر، وفَقَطْ بِغيَة عَرْضِها أَمامَهُم/ نَّ، لا غَيْر.

وفي هذَا المَوْضُوع المُخْتَلِف بَعْضَ الشَيْء عمَّا سَبَقَهُ مِنْ مَواضِيع بِسَبَبِ تَبايُن الآرَاءِ حَوْلَ المُؤَلِّف الحقِيقِيّ (ورُبَّما المُتَرْجِم) لِلمَسْرَحِيَّاتِ الثَلاث الَّتِي سيكُونُ الحدِيثُ عَنْها، سيَتِمُّ التَرْكيز على المَسْرَحِيَّاتِ الثَلاثَة المَعْرُوضَة والَّتي تَقْطَعُ بَعْضُ المَصَادِر بِانْتِسَابِها لِحنا حبش، بَيْنَما هُناك مَصَادِرُ أُخْرَى لا تُوافِقُ هذا الطَرْح وتُجِيزُ انْتِسَابَها لِلأَب ماري جوزيف.

لَسْتُ مُلْزَمَة بِتَأْييدِ هذَا الرَأْي أَوْ ذَاك، فهذَا بَعِيدٌ عن غايَاتِ مَوْضُوعي، أَنا أُورِدُها هُنا فَقَطْ.

وسيكُونُ التَرْكِيز في هذا المَوْضُوع على المَسْرَحِيَّاتِ الثَلاثة ومُحْتَواها دُوْنَ التَرْكِيز على عائدِيَة النصُوصُ لِهذَا الطَرَفِ أَوْ ذَاك.

///////////

مَخْطُوطة المَسْرَحِيَّات الثَلاث/

عَثَرَ على المَخْطُوطة الَّتِي تَضُمُّ هذِهِ النصُوص المَسْرَحِيَّة الثَلاثة بَعْضُ طُلابِ مَعْهَد الفنُونِ الجَمِيلَة بِبَغْداد (أحمد فياض المفرجي وزملاؤه) في عام 1966م، وقَدْ خُتِمَتْ بِخَتْمٍ يُشِيرُ إِلى سَنَةِ 1880م ، في مَكْتَبةِ الأَبّ توما عزيزو، وهي الآن في حَوْزَةِ المُؤَسَّسَةِ العامَّة لِلسِينَما والمَسْرَح العِراقِيَّة/ قِسْم الوَثَائق.

ويَعْتَقِدُ المُؤرِّخُون والبَاحِثُون في الشَأْنِ المَسْرَحِيّ العِراقِيّ إِنَّ هذِهِ المَسْرَحِيَّات الدِينِيَّة الَّتِي تُحاكي قِصَص مِنْ العَهْدِ القَدِيم مُقْتَبسَة أَوْ مُعرَبَّة عَنِ التَمْثِيلِيَّات الدِينِيَّة الفَرَنْسِيَّة أَوْ الانْكلِيزِيَّة الَّتِي حَمَلَتْ الأَسْمَاءَ نَفْسَها، ولكِنْ لَمْ يُحدِّدوا طبِيعة هذَا الاقْتِباس، وما إِذَا كانَ قَدْ وَقَعَ على الشَكْلِ، أَمْ على المَضْمُون أَمْ على كِلَيْهِما، (مُفْرَدَة الاقْتِبَاس بِمَعْنَى أَخَذَ وتَعلَّمَ واسْتَفادَ) ، ويَعْتَقِدُ النَاقِد صباح الانباري أَنَّ الاقْتِبَاس بِالمَعْنَى المَذْكُور يُؤَدّي لِلقَوْلِ بِأَنَّ المَسْرَحِيَّات الثَلاث لَمْ تُنْسَخْ عَنْ مَسْرَحِيَّاتٍ سَبَقَتْها، بَلْ اكْتَفَتْ بِالإِفادَةِ مِنْ شَكْلِها الدرَامِيّ حَسْب، ذَلِك لأَنَّ مَضَامِينَها شَائعة ومَعْرُوفَة في الأَوْسَاطِ الدِينِيَّة وغَيْر الدِينِيَّة المُخْتَلِفَة، ولَمْ تَتِمّ مُغايَرتَها إِلا بِحدُودٍ ضَيقَة جِدَّاً، ومَعَ ذَلِك كانَ هُناكَ خرُوجاً قَلِيلاً عَنْ سِياقاتِها.

////////////

عَرْضُ الآراءِ المَطْرُوحة/

بَيْنَما ارْتَبطَ اسْمُ حنا حبش بَالمَسْرَحِيَّات الثَلاث (كومِيدِيَا آدم وحواء، كومِيدِيَا يوسف الحسَن، كومِيدِيَا طوبيا) ككاتِبٍ لَها، أَبَانَ كِتَابُ (المَسْرَح المَسِيحِيّ في العِراقــ دِرَاسَة تَوْثِيقِيَّة) مِنْ تَأْلِيف علي محمد هادي الربيعي (الصَادِر عَنْ مُؤَسَّسَةِ الصَادِق الثَقَافِيَّة في طبْعتِهِ الأُولَى عام 2016 م ، بـ 374 صَفْحَة) ،  طَرْحاً آخَر، ففي الفَصْلِ الثَاني المُعنْون (اشْكالِيَة البِدايَة والرِيادَة المَسْرَحِيَّة) ، أَجازَ المُؤَلِّف لِنَفْسِهِ التَشْكِيك في أَنَّهُ لَيْسَ شَرْطاً وجُودُ الختْم (الدَمْغة) المُثَبَّتَة على الصَفْحَةِ الأُولَى مِنْ مَخْطُوطةِ النصُوص وهي بِاسْمِ (حنا حبش) ذَلِك يَعْنِي هو مُؤَلِّفُ هذِهِ المَسْرَحِيَّات بَلْ "يَجُوزُ إِنَّها مِنْ مُقْتَنياتِهِ وإِنَّهُ دَمَغها بِختْمِهِ لِبيَانِ عائدِيتِها ومَلكِيتِها، فلَيْسَ في الختْمِ أَوْ صَفَحَاتِ المَخْطُوطةِ أَيَّةِ كلِمَةٍ تُشِيرُ إِلى أَنَّها مِنْ تَأْلِيفِهِ، ولَوْ كانَتْ مِنْ تَأْلِيفِهِ لكانَ المَفْرُوض أَنْ يَكْتُبَ على واجِهتِها مِنْ تَأْلِيف حنا حبش، أَوْ أَنْ نَفْتَرِضُ إِنَّها مِنْ تَرْجَمَتِهِ لكانَ الأَمْرُ كذَلِك أَيْضاً، وعمَلِيَةُ دَمْغِ الكُتُبِ والمَخْطُوطاتِ أَوْ مَهْرِها بِاسْمِ مَالكِيها سِيَاقٌ مُتَبَعٌ في عمُومِ المَكْتَبَاتِ الشَخْصِيَّةِ أَو العامَّة... ".

 

 كمَا يُكْشَفُ عَنْ وَثِيقَةٍ مَطْبُوعةٍ ومَنْشُورَة، واسْتِناداً إِلَيْها نُشِرَ خَبَرٌ في مَجَلَّةِ (نَشْرَة الأَحد) بِعدَدِها المُرَقَّم (27) الصَادِر في 6 / تَمُّوز / 1927م، وعلى الصَفْحَةِ السَابِعةِ والسِتين بَعْدَ الخَمْسمائة، جاءَ في نَصِّهِ التَالي:

[أول رواية مثلت في بغداد كانت رواية يوسف الحسن مثلها تلامذة مدرسة اللاتين الأولون سنة 1874م أي قبل خمسين سنة وكان قد ترجم هذه الرواية من الفرنسية إلى العربية حضرة الأب الرئيس ماري جوزيف ونقح عباراتها العربية الكونت جبرائيل اصفر ونيقولا سيوفي معاون القنصل الفرنسي في بغداد وكان لها وقع شديد في القلوب].

حنا حبش كانَ مُعلِّماً في مَدْرَسَةِ اللاتين بِبَغْداد (وهي نَفْسها مَدْرَسَة الاتِفاق الشَرْقِي) ، وكانَ يُقَدِّمُ المَسْرَحِيَّات لِلطلبَةِ في هذِهِ المَدْرَسَة لِامْتِلاكِهِ المَخْطُوطة النَصِيَّة (صَفْحَة 71 مِنْ الكِتَاب).

 

المَصْدَر /

مَوْضُوع / أَوْهامُ الرِيادَة المَسْرَحِيَّة في العِراق.

بِقَلَم : محمد حسين حبيب .

في 3 / 2 / 2016 م

الرَابِط :

http://www.middle-east-online.com/?id=217156

///////////

الأَبّ ماري جوزيف/

كانَ بِودِّي تَقْدِيم نَبْذَة وإِنْ مُوجزَة عَنْ حيَاةِ الأَبّ ماري جوزيف، لكِنَّ المَصَادِر خَذَلتْني في ذَلِك، ولَمْ أَتَمَكَّنْ مِنْ جَمْعِ أَيَّةِ مَعْلُوماتٍ عَنْهُ.

 

القَسّ حنا حبش/

وُلِدَ حنا حبش في قَره قُوش عام 1820م.

دَخَلَ السِلْك الكهنُوتيّ مُنْذُ طفولَتِهِ وأَصْبَحَ قَسّاً في الكنِيسَةِ الكلْدانِيَّة في المَوْصِل وزاخو.

في مُقْتَبَلِ عُمُرِهِ كانَ يُقِيمُ في بَغْداد، ثُمَّ قَدِمَ إِلى المَوْصِل يَخْدِمُ الرَعيَة فيها ومِنْها انْتَقَلَ إِلى شمَالِ العِراق لِخِدْمَةِ رَعيَةِ زاخو في الكنِيسَةِ الكلْدانِيَّة ومَكثَ هُناك إِلى تَارِيخِ وَفَاتِهِ في 28 نيْسان 1882م.

عَمَلَ مُعلِّماً في مَدْرَسَةِ الآبَاءِ الدومنيكان في العِراق.

 

أَحْوَالُ ذَلِك الزَمَان والمَسْرَحِيَّات الثَلاثَ/

شَهَدَت المَوْصِل في القَرْنِ الثَامِن عشَر فعالِيَّات نَشِيطة لِلبَعْثَاتِ الكنَسِيَّة الفَرَنْسِيَّة، كانَ لَها أَثَراً كبِيراً على الحيَاةِ الاجْتِمَاعِيَّة والثَقَافِيَّة، وكانَ مِنْ أَهَمِّ تِلكَ البَعْثَات: إِرْسَالِيَّة الآبَاء الدُومنِيكان الَّذِين وصَلُوا مَدِينَةَ المَوْصِل سَنَة 1750م وقَدَّموا خَدَمَاتَهُم الطُبِيَّة والتَعْلِيمِيَّة ومِنْها تَأْسِيسُ مَدْرَسَةٍ فَرَنْسِيَّة عُرِفَتْ بِمَدْرَسَةِ الآبَاءِ الدُومنِيكان (المَدْرَسَة الاكلِيركِيَة) والَّتِي كانَتْ تَهْتَّمُ بِالفَنِّ المَسْرَحِيّ التَمْثِيليّ، وكانَتِ المَسْرَحِيَّاتُ الَّتِي تُقَدِّمُها مُؤَلَّفَةً على أَيْدِي كُتَّاب لُبْنَانِيّين وعِراقِيّين، وقَدْ خَرَّجَتْ طَبَقَةً مِنْ المُثَقَّفِين والعُلمَاء اسْتَمَّرَ تَأْثِيرهُم حَتَّى القَرْن العشْرِين، وهذَا التَأْثِير كانَ مَلْحُوظاً ومَلْمُوسَاً في النَشَاطِ المَسْرَحِيّ بِالمَوْصِل، وكانَ لَهُم تَأْثِيرهُم في تَأْسِيسِ المَطابِعِ ونَشْرِ صُحُفٍ كثِيرَة ، فَضْلاً عَن الطِبَاعةِ وخَدَمَاتٍ أُخْرَى.

بِالإِضَافَة إِلى مَدارِسٍ أُخْرَى تَابِعة لِلكنَائسِ مِنْها مَدْرَسَةُ شمعون الصفا ومَدْرَسَة القَاصِد الرَسُولِي وغَيْرها.

كُتِبَتْ المَسْرَحِيَّات الثَلاثَة [ (كومِيدِيَا آدم وحواء) ، (كومِيديَا يوسف الحسَن) ، (كومِيديَا طوبيا) ] في إِطارِ النَشَاطِ التَمْثِيلِيّ الَّذِي صًارَ يَنْمو في مَدِينَةِ المَوْصِل، وقَدْ قُدِّمِتْ على مَسَارِحِ المَدارِس الدِينِيَّة في المَوْصِل لِلمَسِيحِيين عام 1880م، وكذَلِكَ قُدِّمَتْ في العُطلِ والمُنَاسَبَاتِ الدِينِيَّة والمَدْرَسِيَّة، وقَامَ بِتَمْثِيلِها طلَبَةُ هذِهِ المَدارِس، وكانَ الغَرَض مِنْ هذِهِ المَسْرَحِيَّات هو بَثُّ التَعالِيمِ الدِينِيَّة والأَخْلاقِيَّة.

يُعْتَبَرُ حنا حبش (وحَسَبِ إِشَارَةِ الأَب سهيل قاشا) أَوَّل شَخْصٍ كتَبَ مَوْضُوعاً أَدَبِيَّاً بِاللُغةِ العرَبِيَّة (على اعْتِبارِ إِنَّهُ كاتِب المَسْرَحِيَّات الثَلاثَ ومُؤَلِّفها) ، لأَنَّهُ وكمَا هو مَعْرُوفٌ فإِنَّ العِراق كانَ تَحْتَ الحُكْم العُثْمانِيّ.

اسْتُمِّدَتْ أَحْدَاث المَسْرَحِيَّات الثَلاث مِنْ العهْدينِ القَدِيم والجدِيد، في فَتْرَةٍ قَوِيَتْ الأَواصِرُ بَيْنَ الكنَائسِ والمَدارِسِ المَسِيحِيَّة في المَوْصِل وبَغْداد وبَيْنَ الأَوْسَاطِِ الدِينِيَّة المَسِيحِيَّة في لُبْنَان وروما وبَارِيس، حَيْثُ كانَتِ المَدارِسُ المَسِيحِيَّة تُرْسِلُ بَعْضاً مِنْ رَعايَاها المُتَفَوِّقين إِلى أُوربا لِمُواصَلَةِ الدِراسَةِ هُناك ثُمَّ يَعُودون لِلتَدْرِيس في المَدَارِسِ المَسِيحِيَّةِ في المَوْصِل وبَغْداد، وكانَ العِراق حِيْنَها في قَبْضَة الحُكْمِ العُثْمانِيّ، والعُثْمانِيون عَرَفُوا المَسْرَح ومَارسُوا التَمْثِيل مُنْذُ آواخِرِ القَرْنِ الثَامِنِ عشَر، وشَهدَتْ اسطنبول نَشَاطاً مَسْرَحِيَّاً مَلْحُوظاً، وكانَ العِراقِيون يَذْهبُون لِلدِرَاسَةِ هُناك ثُمَّ يَعودون وهُم مُزوَّدون بالخِبْرَةِ والمَعْرِفَة في هذَا، لكِنَّ؛ هذَا النِتَاجُ المَسْرَحِيُّ ضَاعَ لِعدَمِ اهْتِمامِ الكنَائسِ بِطَبْعِهِ في كُتُب، ورُبَّما (وكمَا تَقُولُ المَصَادِر) يَكونُ أَحَدُ أَسْبَابِ ذَلِك هو عَدَمَ تَوَفُّرِ وسَائلِ الطِبَاعةِ في المَوْصِل آنذَاك بِحَيْثُ تَتَمَكَّنُ الكنَائس مَعَهُ طَبْعَ نِتَاجِ رَعايَاها.

وتُؤَكِّدُ الدِرَاسَاتُ المُتَخَصِّصَةُ بِتَارِيخِ المَسْرَحِ في العِراق [ {كِتَابُ الدكتور عمر الطالب (المَسْرَحِيَّة العرَبِيَّة في العِراق) مَطْبَعةُ النُعْمان، النَجَف الأَشْرَف، 1971م} ، وأَيْضاً {د. علي الزبيدي (المَسْرَحِيَّة العرَبِيَّة في العِراق) مَعْهَدُ البحُوثِ والدِرَاسَاتِ العرَبِيَّة، القَاهِرة، 1967م} ، وكذَلِك {أحمد فياض المفرجي (الحيَاةُ المَسْرَحِيَّة في العِراق) بَغْداد} ، و {خضر جمعة حسن (حصَادُ المَسْرَح في نَيْنَوى) مَطْبَعةُ الجمْهُور في المَوْصِل، عام 1972م} ] على أَنَّ رِجالَ الدِينِ المَسِيحِيّين وقُدامى المُعلِّمين في المَدَارِسِ المُلْحقَةِ بِالكنَائسِ كانُوا مِنْ أَوائلِ مَنْ أَلَّفُوا، أَوْ تَرْجَمُوا الأَعْمَالَ المَسْرَحِيَّة الكُومِيدِيَّة والدرَامِيَّة بِاللُغةِ العرَبِيَّة، ثُمَّ مَثَّلُوها على مَسَارِحِ الكنَائسِ والمَدَارِس، ولِهذَا يُلاحظُ  فيها الطابِع الدِينيّ، وسِيّما المَسيحِيّ مِنْهُ، يَغْلِبُ مُعْظَم الأَعْمَالِ المَسْرَحِيَّةِ العرَبِيَّةِ الأُولَى في العِراق.

 

المَسْرَحِيَّاتُ الثَلاثَ هي/

1 ــ كومِيدِيَا آدم وحواء/ مَسْرَحِيَّة وَعْظِيَّة اسْتَلْهَمَ الكاتِبُ أَحْدَاثَها مِنْ حِكايَةِ قابيل وهابيل في سِفْرِ التَكْوِين، وهي مَسْرَحِيَّة مِنْ نَوْعِ المَسْرَحِيَّات الَّتِي يُطْلَقُ علَيْها (مَسْرَحِيَّات الأَسْرَار) الَّتِي انْتَشَرَتْ في أُوربا القرُون الوُسْطى وبَنَاها على حدَثِ بِدْءِ الخلِيقَة، ومِحْوَرها الصِرَاع الَّذِي لا يَنْتَهي بَيْنَ قُطْبيّ الشَرِّ والخَيْر وعَشْعشَتهُما داخِل النَفْسِ الإِنْسَانِيَّة مذْ خَلْقِها/ شخُوصُ المَسْرَحِيَّة أَرْبع: آدم وحواء وولَدِيهما قابيل وهابيل، فَضْلاً عَنِ المَلاكِ والشَيْطانِ اللذَانِ هُما يُمَثِّلانِ الفَضِيلَة والبُغْض، يَقْتَصِرُ دَوْرُ المَلاك على تَذْكِيرِ قابيل بِأَنَّ جَرِيمَتَهُ ستَكُونُ عاقِبَتها جَهَنَّم في الحيَاةِ الأُخْرَى، والعيْش مَنْبُوذاً مِنْ النَّاسِ في الحيَاةِ الدُنْيَا، واقْتَصَرَ دَوْرُ الشَيْطان على إِذْكاءِ فتِيلَةِ الشَرِّ والبُغْضِ والكُرْه والحِقْد والحَسَدِ والغيْرَة مِنْ أَخيهِ الصَغِير هابيل (الَّذِي كسَبَ رِضَى والِديهِ ووِدَّهُما) ، فأَدَّى كُلُّ هذَا إِلى تَعاظُمِ عدَائهِ لأَخِيهِ ودَفَعَ بِهِ إِلى ارْتِكابِ أَوَّلِ جَرِيمَةِ قَتْلٍ في تَأْرِيخِ البَشَرِيَّة، ثُمَّ يُحاوِلُ الكاتِب أَنْ يُبيِّنَ إِنَّ هابيل هو رَمْزٌ لِيَسوع المَسِيح الَّذِي سيُقَدِّمُ نَفْسَهُ مَذْبُوحاً كالحمَلِ البَرِيء، لِتَكُونَ هذِهِ النُقْطَة نِهايَة المَسْرَحِيَّة تَمَثَّلَتْ في تَرْتِيلٍ خِتَامِيّ/ تَتَكَّونُ المَسْرَحِيَّة مِنْ قِسْمينِ: الأَوَّل يُرَكِّزُ على حالَةِ الخِصَامِ بَيْنَ الشَقِيقَينِ ويَنْتَهي بِمُعالَجةِ حواء لِلوَضْعِ بِمُصالَحةِ الطَرَفينِ، ثُمَّ تُرتِّلُ الجَوْقَة أُنْشُودَة الخِتَام، أَمَّا القِسْمُ الثَانِي فيُرَكِّزُ على مَكْرِ ودَهاءِ قابيل واسْتِدْرَاجِهِ لِشَقِيقِهِ إِلى مَزْرَعة، بَعِيداً عَنْ أَنْظَارِ والِديهِ لِيَقُومَ بِقَتْلِ شَقِيقِهِ، ويَنْتَهي هذَا الجُزْءُ بِتَرْتِيلٍ خِتَامِيّ مُشَبَّع بِالرُوحِ الكنَسِيَّة وتَمْجِيدِ السَيّد المَسِيح.

المُسْتَوى الفَنِيّ العامّ لِهذِهِ المَسْرَحِيَّة مُتَواضِعٌ جِدَّاً يُفْصِحُ عَنْ بِدايَاتٍ بَسِيطة لا تَتَعدَّى في المُسْتَوى العامّ إِمْكانِيَّة وَضْعِ الحِكايَة الدِينِيَّة الشَائعة في قَالَبٍ درَامِيّ يَضُمُّ أَهَمُّ عُنْصُرينِ مِنْ عنَاصِرِ الدرَاما وهُما الصِرَاع والحِوار، فيما بَعْد سنَرَى إِنَّ الكاتِب يُطوِّرُ قَابليَاتِهِ هذِهِ في كِتَابَةِ النَصِّ المَسْرَحِيّ مِنْ خِلالِ اعْتِمادِهِ على المَشَاهِدِ المَسْرَحِيَّة كوَحْدَاتٍ داعِمَةٍ لِلشَكْلِ ومُعزِّزَةٍ لِلنَصِّ.












2 ــ كومِيدِيا يوسف الحسَن/ (ومُفْرَدَةُ الحسَن هُنا هي صِفَة تَعْنِي الجَمِيل، ولا يُقْصَدُ بِها اسْمُ عَلَم) نَرَى في هذِهِ المَسْرَحِيَّة تَطَوُّراً واضِحاً في مُحدّداتِ النَصِّ التَقْلِيدِيَّة، إِذْ لَمْ يَكْتَفِ الكاتِب بِتَقْسِيمِ المَسْرَحِيَّة إِلى قِسْمينِ كمَا فَعَلَ في مَسْرَحِيَّةِ آدم وحواء، بَلْ اعْتَمَدَ التَوْزِيع المَشْهَدِيّ المُتَسَلْسِل، والمَشْهَد عِنْدَ الكاتب شَبِيهٌ بِالمَشْهَدِ الفَرَنْسِيّ إِذْ يَبْدأُ بِدخُولِ الشَخْصِيَّة ويَنْتَهي بِخرُوجِها، مُحدِّداً سَلفاً أَسْمَاءَ مَنْ يَقُومون بِلَعِبِ الأَدْوارِ فيها تَماماً كمَا كانَ يَفْعلُ موليير في مَسْرَحِيَّاتِهِ، وأَيْضاً بَدأَ بِوَضْعِ بَعْضِ المُلاحظاتِ الخاصَّة بِهِ ككاتِبٍ مَسْرَحِيّ في النَصِّ، مِثَال: (يَذْهبُ بِهِ اثْنَان إِلى البِئْرِ يُلْقِيانهُ فيها/ يَدْخُلُ أَوَّلاً البَعْضُ مِنْهُم ثُمَّ بَعْدَ هُنَيْهَة يَدْخُلُ البَاقون، .... إلخ) ، مِنْ هذَا يَبْدو تَأَثُّرهُ بِموليير واضِحاً.

الْتَبسَ الأَمْرُ على الكاتِب فالصَقَ بِمَسْرَحِيَّاتِهِ الثَلاث صِفَة الكُومِيديا تَشَبُّهاً بِكُومِيديات موليير، رَغْمَ أَنَّ مَواضِيعَ مَسْرَحِيَّاتِهِ لا تَمُتُّ بِأَيَّةِ صِلَةٍ إِلى الكُومِيديا، فمَثَلاً مَسْرَحِيًّةُ (يوسف الحسَن) ، هي مَسْرَحِيًّة وَعْظِيَّة قَصِيرَة مُوَزَّعة على ثَلاثَةِ أَقْسَامٍ تَفْصلُ بَيْنَها التَرْتِيلات العمُومِيَّة، وتَتَضَمَّنُ ثَلاثَةَ عشَر مَشْهَداً غطَّتْ مسَاحتها حِكايَة يوسف وإِخْوَتِهِ وانْطلَقَتْ مِنْ مُنْطلَقِ المَسْرَحِيًّةُ الأُولَى نَفْسهُ إِذْ رَكَّزَ فيها على مَوْضُوعِ البُغْضِ والكراهِيَّةِ والحِقْدِ والحسَدِ الَّذِي يَدْفعُ بِإِخْوةِ يوسف إِلى التَخَلُّصِ مِنْهُ عَنْ طرِيقِ الشَكْوَى لأَبِيهِم أَوَّلاً، ومِنْ ثَمَّ الانْفِرادِ بِهِ وإِنْزالِ قَصَاصِهِم علَيْهِ ثَانياً، اقْتَصَرَ المَشْهَدُ الأَوَّل على الشَكْوَى الَّتِي قَدَّمَها إِخْوَةُ يوسف ضِدَّه اسْتِناداً على رُؤْيَاه (أَحَدَ عشَرَ كوْكباً والشَمْسُ والقَمَرُ لي سَاجِدين) ، واقْتَصَر المَشْهَدُ الثَاني على يوسف وقينان الَّذِي يَقُومُ بِإِرْشَادِهِ إِلى مَوْقِع إِخْوَتِهِ، والمَشْهَد الثَالِث يَتَعلَّقُ بِالتَخَلُّصِ مِنْ يوسف ورَمْيهِ في غيَاهبِ الجُبِّ، ومِنْ ثُمَّ اسْتِبْدالِ هذِهِ الفِكْرَة بِفِكْرَةِ بَيْعِهِ لِقَافِلَةِ التُجَّار المُتَوَجِّهة إِلى أَرْضِ مِصْر لِيَنْتَهي القِسْمُ الأَوَّل بِتَرْتِيلَةٍ وَعْظِيَّة عمُومِيَّة هي جُزْء مِنْ الهَدَفِ التَعْلِيميّ لِمَسْرَحِيَّاتِهِ خاصَّةً بَعْدَ اطِلاعِهِ على موليير الَّذِي أَرادَ لِمَسْرَحِيَّاتِهِ أَنْ تكُونَ مَدَارِسَ يَتَعلَّمُ فيها النَاسُ، حَتَّى إِنَّهُ أَطْلقَ على إِحْدَى مَسْرَحِيَّاتِهِ فِعْلاً اسْمَ (مَدْرَسَةُ الأَزْواج) ، لأَنَّها في رَأْيهِ تُعلِّمُ الأَزْواج ما يَنْقَصهُم مِنْ العِبَرِ والدرُوسِ.

إِنَّ ما يُميِّزُ الكاتِب ككاتِبٍ هو خرُوجِهِ المَحْدُود عَنْ مَأْلُوفِيَةِ المَوْضُوعاتِ الدِينِيَّة الَّتِي تَناولَها، فقِصَّةُ آدم وحواء وولديهما مَعْرُوفَة، كمَا قِصَّة يوسف الصَدِّيق، حَيْثُ لِلقِصَّتَينِ مَصَادِرِها الدِينِيَّة، ولَوْ اعْتَمَدَ فَقَطْ على مَأْلُوفِيَتِها لمَا قَدَّمَ شَيْئاً يُذْكر على صَعِيدِ الفَنِّ، كذَلِك شَاء الكاتِب لِلنِهايَات أَنْ تَبْقَى مَفْتُوحة على مَزِيدٍ مِنْ التَأْوِيلِ، حَيْثُ يُنْهِي أَحْدَاثَها في لَحْظَةِ مُعانَقَةِ يوسف لِشَقِيقِهِ بنيامين بَعْدَ فُراقٍ طوِيلٍ هو زَمَنُ غِيابِ يوسف عَنْ إِخْوَتِهِ مُنْذُ حادِثَةِ الجُبِّ، ولَمْ يُخْبِر القَارِئ أَوْ المُشَاهِد بِما سَوْف يَحْصَلُ لأَبِيهِما بَعْدَ أَنْ يَعْرِفَ إِنَّ يوسف لا زًالً على قَيِّدِ الحيَاة وإِنَّ الفرعون قَدْ جَعلَهُ وزِيراً على أَرْضِ مِصْرِ كُلّها.
















3 ــ كومِيدِيا طوبيا/ تَدُورُ أَحْدَاثها حَوْلَ سَبِي اليَهود وإِرْسَالِ الله مَلائكتَهُ لِتَقْضِي على جيْشِ سنحاريب اسْتِجابَةً لِدُعاءِ طوبيا الصَالِح، ولا تَخْتَلِفُ كثِيراً عَنِ المَسْرَحِيّتينِ السَابِقَتينِ سِوَى أَنَّها رَسَّخَتْ الاعْتِماد على المَشْهَدِ المَسْرَحِيّ كوَحْدَةٍ بِنَائيَّة في النَصِّ على الرَغْمِ مِنْ عَدَمِ التَمْييزِ الدَقِيقِ لِلكاتِب بَيْنَ مُفْرَدَةِ (مَشْهَد)  وما تَعْنِيهِ، ومُفْرَدَةُ (مَنْظَر) وما يُقْصَدُ بِها، وهو بِهذَا قَلَّدَ موليير الَّذِي اسْتَخْدَمَ المُفْرَدَتينِ أَيْضاً ولكِنْ بِاسْتِقْلالِيَّةِ كُلٍّ مِنْهما، وتَلْتَقِي هذِهِ المَسْرَحِيَّة مَعَ المَسْرَحِيّتينِ السَابِقَتينِ أَيْضاً في أَكْثَرِ مِنْ نُقْطَةٍ واحِدَةٍ فهي مَسْرَحِيَّة وَعْظِيَّة تَعْتَمِدُ الحِكايَةَ الدِينِيَّة وتَنْطلِقُ مِنْها لِخلْقِ أَجْواءٍ كنَسِيَّة تَعْلِيمِيَّة، ولَعلَّ اسْتِخْدَامَ الكاتِب الحِكايَات التُراثِيَّة في نصُوصِهِ جَعلَها تَتَصِّفُ بِالدرَامِيَّة لِقِيامِ تِلك الحِكايَات أَصْلاً على الصِرَاع بَيْنَ قِوى الشَرِّ والخَيْرِ واعْتِماد وَحْدَة وصِرَاع الأَضْدَاد الَّتِي هي أَكْثَر الوَحْدَاتِ الدرَامِيَّة أَهَمِيَّةً، وقَدْ تَجَسَّدَتْ في الحِكايَاتِ الثَلاث بِهيْئَةِ أَفْعالٍ تَدْمِيرِيَّة تَراوحَ أَثَرُها بَيْنَ القَتْلِ الفِعْلِيّ والقَتْلِ الافْتِرَاضِيّ، ففي مَسْرَحِيَّة (آدم وحواء) هُناكَ قَتْلٌ فِعْلِيّ يَقُومُ بِهِ قايين كفَاعِل، ويَقَعُ أَثَرَهُ على هابيل كمَفْعُولٍ بِهِ، وفي مَسْرَحِيَّةِ (يوسف الحسَن) يَتَفِّقُ الإِخْوَة على قَتْلِ أَخِيهم (يوسف) ولكِنَّهُم يُنَفِّذونهُ بِشَكْلٍ افْتِراضِيّ، أَمَّا في مَسْرَحِيَّةِ (طوبيا) فهُناكَ قَتْلٌ مُؤَجَّل يَتَجَسَّدُ في إِصْدَارِ قَرارِ الحُكْمِ بِالقَتْلِ على طوبيا وأُسْرَتِهِ، وبِهذَا نَرَى القَتْل في المَسْرَحِيَّاتِ الثَلاث يُشَكِّلُ الأَدَاةُ الفَاعِلَة في قَضَاءِ إِحْدَى القُوَّتينِ على الأُخْرَى، ووقُوعِهِ الفِعْلِيّ يُؤَثِّرُ جِدَّاً في نَفْسِ القَارِئِ أَو المُشَاهِدِ بِشَكْلٍ يُضاهِي أَثَرَهُ في حالَةِ كوْنِهِ افْتِراضِيَّاً أَوْ مُؤَجَّلاً، وإِنَّ تَبايُنَ دَرَجاتِ القَتْلِ (فِعْلِي/ افْتِراضِي/ مُؤَجَّل) ستُؤَدِّي إِلى تَبايُنِ دَرَجاتِ التَشْوِيقِ عِنْدَ القِراءَة، وستَفْعلُ الأَمْرَ ذَاته عِنْدَ المُشَاهدَةِ المُبَاشِرَة لِلعرْضِ.















خُلاصَة عَن المَسْرَحِيَّات الثَلاث/

المَسْرَحِيَّات الثَلاث يَرْتَبِطُ بَعْضُها مَعَ بَعْضٍ بِالعوامِلِ المُشْتَركةِ التَالِيَة:

( 1 ) ــ لَصْق صِفَة (كومِيدِيَة) بِعنَاوِينِها المَرْكزِيَّة على الرَغْمِ مِنْ خلْوِ مَتْنِها مِنْ الكومِيدِيا.

( 2 ) ــ الاعْتِمَاد على المَوْرُوثِ القِصَصِيّ الدِينِيّ.

( 3 ) ــ وَضْع مُقَدِّمَاتٍ تَمْهِيدِيَّة على لِسانِ إِحْدَى شَخْصِيَّاتِها (آدم) بِشَكْلِ خِطابٍ افْتِتاحِيّ وَعْظِيّ في المَسْرَحِيَّةِ الأُولَى، وعلى لِسانِ المُؤَلِّف، لِغرَضٍ تَوْضِيحِيّ ثُبِّتَ في نِهايَتِهِ عَدَد أَقْسَامِ المَسْرَحِيَّة وعَدَد مَشَاهِدِها في المَسْرَحِيَّتينِ الثَانِيَة والثَالِثَة.

( 4 )  ــ اعْتِماد المَشْهَد كوَحْدَةٍ بِنَائيَّة صَغِيرَة والقِسْم كوَحْدَةٍ بِنَائيَّة كبِيرَة .

( 5 ) ــ اعْتِماد التَرْتِيل الكنَسِيّ كخاتِمةٍ لِكُلِّ قِسْمٍ مِنْ أَقْسَامِها.

( 6 ) ــ الهَدَف التَعْلِيمِي الوَعْظِي المُشْتَرَك.

( 7 )  ــ اعْتِمَاد فِعْل القَتْل كبُنْيَة أَسَاسِيَّة في مَواضِيعِ المَسْرَحِيَّاتِ الثَلاث.

( 8 ) ــ اعْتِمَاد الصِرَاع الخَارِجِيّ/ الحَرَكِيّ كشَكْلٍ مُبَسَّطٍ أَوَّلِي مِنْ أَشْكالِ الصِرَاعاتِ الدرامِيَّة.

 

ويَجِدُ عمر الطالب في هذهِ المَسْرَحِيَّات الثَلاث (رَغْمَ عَدَمِ اكْتِمَالِها كمَسْرَحِيَّاتٍ فَنِيَّة) ، قِصَصاً مُتْقَنَة، فيها أَبْطال رُسِمَتْ شَخْصِيَّاتهُم رَسْمَاً مُحدَّداً، ثُمَّ هي تَمْثِيلِيَّات مَكْتُوبَة بِطرِيقَةٍ فيها قَدْرٌ كبِيرٌ مِنْ مُرَاعاةِ مُقْتَضيَاتِ المَسْرَح وإِنْ لَمْ تَكُنْ على شَيْءٍ ذي بَال مِنْ النَاحِيَة الفَنِيَّة.

وهي مَسْرَحِيَّات تَراجِيدِيَّة لا كومِيدِيَّة، وكانَ المُؤَلِّفون في العِراق في ذَلِك الوَقْت لا يُفرِّقُون  بَيْنَ الكومِيدِيا والتَراجِيدِيا، وأَيْضاً لا يُفرِّقُون بَيْنَ الرِوايَة والمَسْرَحِيَّة، لأَنَّ هذِهِ الأَجْنَاس الأَدَبِيَّة كانَتْ جدِيدَة علَيْهم، وقَصَدوا بِالكومِيدِيا مَسْرَحِيَّة حسْبَما كانَ شَائعاً في المَوْصِل آنذاك.

تَبَنَّتْ الكنِيسَة في مَدِينَةِ المَوْصِل عَرْضَ هذِهِ المَسْرَحِيَّات حَيْثُ تَحَقَّقَ الجانِب التَعْلِيمِي والوَعْظِي مِنْها.

 

قَدَّمَ المَسْرَحِيّ العِراقِيّ أحمد قتيبة يونس دِرَاسَة عَنْ التَجْرُبَة الدرَامِيَّة في المَسْرَحِيَّات الثَلاث بِعُنْوان (التَجْرُبَة الدرَامِيَّة في مَسْرَحِيَّات حنا حبش) ، ــ على اعْتِبَار حنا حبش هو مؤَلِّفهاــ ، نُشِرَتْ عام 2011 م في مَجَلَّة (دِرَاسَات مَوْصِلِيَّة) العدَد 32.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المَصَادِر /

( 1 )

مَوْسُوعة أَعْلام المَوْصِل في القَرْنِ العشْرِين ــ حَرْفُ الحاء

المُؤَلِّف : عمر الطالب

الرَابِط :

http://archive.li/N69i#selection-6037.0-6049.1679

 

( 2 )

مَوْضُوع / القَسّ حنا حبش

مِنْ طَرَفِ بشار بهنام باكوز حنونا.

مَوْقِع بَخْديدا .

في 12 / 12 / 2008 م

الرَابِط  /

http://www.bakhdida.ca/BashirBakoz/HannaHabash.htm

 

( 3 )

 

 

مَوْقِع الفَنَّان النَاقِد صباح الأَنباري

www.sabahalanbari.com

 

زَاويَة / وَثَائق ورَسَائل وصُور.

 [ صُور المَخْطُوطات النَصِيَّة لِلمَسْرَحِيَّات الثَلاث (كومِيدِيَا آدم وحواء، كومِيدِيَا يوسف الحسَن، كومِيدِيَا طوبيا) ، والمَعْرُوضَة في المَوْضُوع أَعْلاهُ، مَأْخُوذَة عَنْ مَوْقِع الفَنَّان النَاقِد صباح الأَنباري، زَاويَة/ وَثَائق ورَسَائل وصُور].

 

جَزِيل شُكْرِي وتَقْدِيري لِلأَخ باسم روفائيل لِتَعاونِهِ واهْتِمامِهِ في تَرْتِيب صُور المَخْطُوطات النَصِيَّة وكما هي مَعْرُوضَة في المَوْضُوع، وكذلِك تَقْليل دقة الحجم لهذِهِ الصُور.

 ( 4 )

مَوْقِع العالَم

الرَابِط :

http://www.alaalem.com/index.php?news=

 

( 5 )

مَوْضُوع / أَوْهامُ الرِيادَة المَسْرَحِيَّة في العِراق.

بِقَلَم : محمد حسين حبيب .

في 3 / 2 / 2016 م

الرَابِط :

http://www.middle-east-online.com/?id=217156

 

( 6 )

مَوْضُوع / نُبْذَة تَارِيخِيَّة عَنْ بِدايَات المَسْرَحِ العِراقِيّ .

(عَنْ كِتَاب ــ الحيَاةُ المَسْرَحِيَّة في العِراق ــ لِمُؤَلِّفِهِ أحمد فياض المفرجي)

مَوْقِع دائرَةُ السِينَما والمَسْرَح

في 16 / 10 / 2011 م .

http://www.cinema-masrah.org/section-theaters

/from-the-memory-of-the-iraqi-theater/105-

 

( 7 )

مَوْضُوع / دَوْرُ الكلْدان السرْيَان الآشُورِيين في نَشْأَةِ المَسْرَحِيَّة في العِراق.

بِقَلَمِ: سعدي المالح

مَوْقِع إِيلاف

في 6 / ابْرِيل / 2008 م .

http://elaphjournal.com/Web/Culture/2008/4/319177.htm

 

( 8 )

مَوْضُوع / اسْتِلْهام وعَصْرَنَة التُرَاث فنِيَّاً في ثَلاثِ طرَائق درامِيَّة.

الكاتِب: صباح الانباري

الرَابِط :

http://www.sabahalanbari.com/theatre/istilham.htm

 

( 9 )

مَوْضُوع / مَسْرَح حنا رسام، مَعَ نَصِّ مَسْرَحِيَّة أَحدُوثَة البَاميا

( دِرَاسَة )

الكاتِب : مثري العاني

نُشِرَتْ هذِهِ الدِرَاسَة في : إِضَاءات مَوْصِلِيَّة / العَدَد 81 / آذار ـ 2014 م .

الرَابِط :

http://mosulstudiescenter.uomosul.edu.iq/files/pages/page_9235331.pdf

 

( 10 )

دِرَاسَة / النَشَاطاتُ الثَقَافِيَّة لِلمُكوَن المَسِيحِيّ في العِراقِ مِنْ أَواخِرِ القَرْنِ التَاسِعِ عشَر حَتَّى عام 1939م.

م . م . هيثم محيي طالب الجبوري

جامِعةُ بَابِل / كُلِيَّة التَرْبِيَة لِلعلُومِ الإِنْسَانِيَّة / قِسْمُ التَارِيخ

عَنْ / مَجَلَّة مَرْكزِ بَابِل لِلدِرَاسَاتِ الإِنْسَانِيَّة ، المُجلَّد 5 ، العَدَد 2 ، سَنَة 2015 م

الصَفَحَات داخِل العَدَد مِنْ ص58  ــ ص81

الرَابِط :

http://www.bcchj.com/views.aspx?sview=180

 


53
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 9 )
( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل ) 
   
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر
                 



طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           
اليَوْم نَقْرأٌ عَنْ القَاصّ سعدي المالح ، بَعْدَ أَنْ قَرَأْنا عَنْ :  سركون بولص ، فؤاد بطي ، فؤاد ميخائيل ، جورج عيسى قلاب ، يوسف حناني اسحق ، نوئيل رسام ، روفائيل بابو اسحق ، مال الله فرج ، جوزيف حنا ، جلال مرقس عبدوكا ، عامر رمزي الشماس ، زاهر حيزقيا ، غسان سالم شعبو ، أمير بولص ، ماجد ككي ، عامر حنا حداد ، كريم بولص اينا ، يوسف يلدا ، سالم الياس مدالو ، ميخائيل ممو ، هيثم بهنام بردى ، ادمون صبري ، عبد المسيح بلايا ، ميخائيل الياس غالي  .                                                                                 

 

د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( سعدي المالح )


هو سعدي بويا توما المالح .
ولِدَ في العِراق / مُحافَظة أَرْبيل / نَاحِيَة عنكاوا ، عام 1951 م .
رَئيس رَابِطة الكُتَّاب والصُحفِيِّين العِراقِيِّين في كندا لِعامِ 1990 م ــ 1991 م .
كانَ عُضواً عامِلاً في فِيدرالِيَّة الصُحفِيِّين المُحْتَرِفين في مُقَاطعةِ كيوبيك في كندا .
في المَوْسِمِ الثَقَافِيّ 2000 م ــ 2001 م ، عَمِلَ عُضواً في اللجْنَةِ الثَقَافِيَّة لاتِحَادِ أُدَبَاءِ وكُتَّابِ الإِمَارات ـ فَرْع أَبو ظبي .   
كانَ عُضواً في النَادِي الثَقَافِي الآثُورِي في بِدايَةِ ومُنْتَصَفِ السَبْعِينَات ، وكذَلِك في رَابِطةِ أَصْدِقَاءِ الأَدَبِ الآشُورِيّ في النَادِي .
 
عَمِلَ في مَجَالِ الصَحافَةِ وهو لَمْ يَتَجاوزْ الثَامِنَة عشَر ككاتِب تَحْقِيقات صُحُفِيَّة في جرِيدَةِ التآخي والَّتِي كانَ رئيسُ تَحْرِيرِها دارا توفيق ، ثُمَّ عَمِلَ في جرِيدَةِ الرَاصِد مُديراً لِمَكْتَبِها في أَرْبيل .               
أَوَّلُ مَقَالٍ لِسعدي المالح نُشِرَ في مَجَلَّةِ الفُكاهة عام 1967 م ، وكانَتِ المَجَلَّة تَصْدُرُ في بَغْداد .
كانَ يَنْشُرُ مَقَالاتَهُ وتَحْقِيقَاتَهُ الصُحُفِيَّة في الجرائدِ ( التآخي ، طرِيقُ الشَعْب ، الرَاصِد ، الفِكْر الجدِيد ) وكذَلِكَ المَجَلات ومِنْها : مَجَلَّة ( الثَقَافَة الجدِيدَة ) .
أَنْهَى دِرَاسَتَهُ الابْتِدائِيَّة في مَدْرَسَةِ عنكاوا عام 1963 م ، ودَرَسَ المُتَوَسِّطَة في مُتَوَسِّطةِ صلاح الدين في أَرْبِيل لِلسنَوات 1963 م ــ 1967 م ، بَعْدَها دَخَلَ دار المُعلِّمِين الابْتِدائِيَّة في أَرْبِيل وتَخَرَّجَ مِنْها عام 1970 م .

عَمِلَ في بَغْداد لِلفَتْرَةِ مِنْ (  1971 م ــ 1973 م ) كمُحَرِّر في قِسْمِ التَحْقِيقَات مِنْ جَرِيدَةِ ( التآخي ) اليَوْمِيَّة العِراقِيَّة ، وأَيْضاً كمُحَرِّر مُسَاهِم في قِسْم التَحْقِيقَاتِ في مَجَلَّةِ ( أَلِف بَاء ) العِراقِيَّة . 
عَمِلَ ولِمُدَّةِ عامٍ تَقْرِيباً كمُدَرِّس لِمَادَةِ اللُغةِ العرَبِيَّة في مَدْرَسَةِ صلاح الدِين في المَوْصِل ، ثُمَّ تَدَرَّج ولِلأَعْوامِ مِنْ ( 1974 م ــ 1976 م ) في العمَلِ الصُحفيّ كمُحَرِّر إِلى رَئيسِ قِسْمِ المَكاتِبِ الصُحفِيَّة في شمَالِ العِراق ، وعُضواً في هيْئَةِ التَحْرِيرِ لِجَرِيدَةِ ( طرِيقُ الشَعْب ) اليَوْمِيَّة العِراقِيَّة ، بَغْداد ــ العِراق .

ثُمَّ اتجه لإِكْمَالِ دِراسَتِهِ العُليا في مُوسكو حيْثُ حصَلَ على منْحةٍ دِراسِيَّة فيها ، وأَثْنَاء دِرَاسَتِهِ في مُوسكو ( 1977 م ــ 1983 م ) عَمِلَ في إِذاعةِ مُوسكو مُعلِقَاً سِياسِيَّاً ثُمَّ مُتَرْجِماً في عَدَدٍ مِنْ الصُحُفِ والمَجَلاتِ الروسِيَّة الصادِرَة آنذَاك بِالعرَبِيَّة ، وخاصَّةَ صَحِيفَة ( أَنْبَاء موسكو ) ، كما عَمِلَ مُراسِلاً لِعدَدٍ مِنْ الصُحُفِ والمَجَلاتِ العرَبِيَّة في بَغْداد وبَيْروت والقَاهِرَة ودِمَشْق وقُبْرُص .
عَمِلَ مُتَرْجِماً لِلأَدَبِ الرُوسي إِلى العرَبِيَّة خِلالِ الأَعْوام ( 1983 م ــ 1987 م ) في دارِ قَوْسِ قَزَح ( رادوغا ) لِلنَشْرِ بِمُوسكو ، ومِنْ ثُمَّ في فَرْعِها في طَشْقَند ( أوزبكسْتَان ) .             
عَمِلَ كأُسْتَاذ لِلأَدَبِ العرَبيّ في كُلِيَّةِ الدِراسَاتِ الشَرْقِيَّة / جامِعة طَشْقَند ــ أوزبكسْتَان  ، ما بَيْنَ ( 1986 م ــ 1987 م ) .                                         
نالَ الماجسْتِير في الإِبْداعِ الأَدَبِيّ ( النَثْر الفَنِيّ ) مِنْ مَعْهدِ غوركي لِلأَدَبِ ( اتِحَاد الكُتَّاب السُوفييت ) عام 1983 م  ، ثُمَّ الدكتوراه في الأَدَبِ العرَبِيّ المُعاصِرعَنْ أطْرُوحةِ ( الأَدَب العِرَاقِيّ المُعاصِر في المَنْفَى 1975 م ــ 1985 م ) مِنْ مَعْهدِ الاسْتِشْراق ( أَكادِيمِيَّة العلُومِ السُوفيتِيَّة ) 1986 م .
بَعْدَ تَخَرُّجِهِ قَامَ بِالتَدْرِيس بِصِفَة مُحاضِر في مَرْكزِ اللُغاتِ ( كُلِيَّة التَرْبِيَة ) في جامِعةِ الفَاتِح / طَرَابلُس ــ ليبيا ، حاضَرَ في الأَدَبِ العرَبِيّ المُعاصِر بِدايَة القَرْنِ العِشْرِين ، وفي اللُغَةِ الرُوسِيَّة وعِلْم التَرْجَمَة لِلسَنَواتِ ( 1987 م ــ 1989 م ) .

 هاجَرَ إِلى كنَدا عام 1989 م وأَصْدَرَ هُنَاكَ جَرِيدَة ( المِرآة ) الأسْبُوعِيَّة والَّتِي اسْتَمَّرَتْ بِالصدُورِ لِحِيْنِ عام 2005 م [ صَدَرَ مِنْها(  405 ) عَدَد بِحَجْمِ تَابلويد أَو أَكْبَر ، وبِعدَدٍ مِنْ الصَفَحَاتِ يَتَراوحُ بَيْنَ 32 ــ 48 صَفْحَة أسْبُوعِيَّاً  ] ، كمَا أَصْدَرَ مَجَلَّةً ثَقَافِيَّة فِكْرِيَّة بِأَسْمِ ( عَشْتَار ) ، وهي مَجَلَّة مُتَخَصِّصَة في البحُوثِ والدِرَاسَاتِ صَدَرَتْ بِمئتينِ صَفْحَة مِنْ الحَجْمِ الوَسَطِ .

في عام 1999 م وحَتَّى أكتوبر عام 2001 عَمِلَ كرَئيسِ تَحْرِيرِ مَجَلَّةِ ( الشُرْطَة ) الصَادِرَة عَنْ إِدارَةِ العلاقَاتِ والتَوْجيهِ المَعْنَوِيّ بِوزارَةِ الدَاخلِيَّة في أَبُو ظبي في الإِمارَاتِ العرَبِيَّة المُتَحِدَة ، كمَا عَمِلَ كمُسْتَشارٍ إِعْلاميّ في وزارَةِ الدَاخِليَّة .
 بَعْدَها عادَ إِلى كندا ، وأَشْتَغلَ في تَدْرِيسِ اللُغةِ العرَبِيَّة (  لِلأَجانِبِ مِنْ النَاطِقِين بِالفَرنْسِيَّة والانْكلِيزِيَّة ) في المَدْرَسَةِ العرَبِيَّةِ في مُونتريال ــ كندا ، لِلفَتْرَةِ مِنْ 2003 م ــ 2005 م ) ، كمَا كانَ مُتَرْجِماً مُعْتَمداً مِنْ الحكُومَةِ الكنَدِيَّة .
عادَ إِلى العِراق في عام 2005 م ، حَيْثُ عَمِلَ في قَنَاةِ عشْتَار الفَضَائيَّة ، ثُمَّ اسْتَقَالَ مِنْ القَنَاة لِيَحْتَّل مَقْعداً تَدْريسِيَّاً في جامِعةِ صلاحِ الدِين ــ كُلِيَّة الآداب لِتَدْرِيسِ اللُغةِ الانْكليزِيَّة ورَئيساً لِهذَا القِسْم ، ثُمَّ تَمَّ نَقْل خَدَماتِهِ كمُدِيرٍ عام لِلثَقَافَةِ والفنُون السرْيانِيَّة التَابعة لِوزارَةِ الثَقَافَةِ والشَبَاب في حُكومةِ أَقْلِيمِ كُوردسْتَان في عامِ 2007 م .
 
كانَ يُجِيدُ : السرْيَانِيَّة ، العرَبِيَّة ، الانْكلِيزِيَّة ، الكُوردِيَّة ، الرُوسِيَّة . وهكذَا قَامَ بِتَرْجَمَةِ عشَرَاتِ الكُتُبِ والمقَالاتِ مِنْ الرُوسِيَّة إِلى العرَبِيَّة وبِالعكْس ، كمَا قَامَ بِتَرْجَمَةِ العدِيدِ مِنْ القَصائدِ مِنْ اللُغَةِ الكُوردِيَّة .
تُرْجِمَتْ مُعْظَم كُتُبِهِ إِلى اللُغَة الكُوردِيَّة والسرْيانِيَّة  .

تُوُفِّيَ في 30 / أَيَّار/ 2014 م .




مُؤلَّفاتِهِ /                                                                                       
في المَجَالِ الأَدَبِيّ /                                                                           
1 ــ الظِلّ الآخَر لإِنْسَانٍ آخَر / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة / بَغْداد 1971 م .                 
حالَة الحِفْظ في دارِ الكُتُبِ والوَثَائقِ الوَطَنِيَّة وكمَا ورَدَ في صَفْحَتِها على الانْترنيت :                                                                                     
عُنْوانُ الكِتَاب : الظِلّ الآخَر لإِنْسَانٍ آخَر / المُؤلِّف : سعدي المالح / اللُغَة : عرَبي / مَكانُ النَشْرِ والنَاشِر :  بَغْداد ــ مَطْبَعة دار السَاعة / تَارِيخ النَشْر : 1971 م / عَدَدُ الصَفَحَات ( 86 )  صَفْحَة / رَقْم التَسْجيل في دارِ الكُتُبِ والوَثَائقِ الوَطَنِيَّة : 14489 ، 14503 ، 14494   / رَقْمُ التَصْنِيف : 813.92 /  رَقْمُ المُؤَلِّف : م 276   / عَدَدُ النُسَخ : ثَلاث .


2 ــ مدائنُ الشَوْقِ والغُرْبَة / المَجْمُوعَة القِصَصِيَّة الثَانِيَة  / يَضُمُّ الكِتَاب مَجْمُوعتينِ مِنْ القِصَصِ القَصِيرَة ( حِكايَات مِنْ عنكاوا ) و ( مريم ) وقِصَّة طوِيلَة ( فتَاة على كُرَة ) كُتِبَتْ في فَتَراتٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنْ سَنَواتِ غُرْبَةِ الكاتِب ، في مُدُنٍ وبُلْدانٍ تَبْعدُ عَنْ بَعْضِها البَعْض آلاف الكيلومترات ، وتَفْصِلُ بَيْنَها بِحارٌ ومُحِيطات ، تَلْعبُ في اخْتِيارِها ، مِنْ بِيْنِ القِصَصِ الكثِيرَة الَّتِي نُشِرَتْ لِلكاتِب عوامِل عِدَّة مِنْها نَفْسِيَّة ومِنْها تَجانُس القِصَص مَعَ بَعْضِها في المَضْمُون ومِنْها تَوَفُرها في مُتَناولِ يَدِهِ / بَغْداد  1973 م .
حالَة الحِفْظ في دارِ الكُتُبِ والوَثَائقِ الوَطَنِيَّة وكمَا ورَدَ في صَفْحَتِها على الانْترنيت :                                                                                     
عُنْوانُ الكِتَاب : مدائنُ الشَوْقِ والغُرْبَة / المُؤلِّف : سعدي المالح / اللُغَة : عرَبي / مَكانُ النَشْرِ والنَاشِر :  بَغْداد ــ مَطْبَعة النُعْمان / تَارِيخ النَشْر : 1971 م / عَدَدُ الصَفَحَات ( 82 )  صَفْحَة / رَقْم التَسْجيل في دارِ الكُتُبِ والوَثَائقِ الوَطَنِيَّة : 42900 ، 42899   / رَقْمُ التَصْنِيف : 813.92 /  رَقْمُ المُؤَلِّف : م 276   / عَدَدُ النُسَخ : إِثْنَتان .
3 ــ يَوْميَّاتُ بَيْروت / رِوايَة وثائقِيَّة ــ مُذكّرَات / مُوسكو ــ مَجَلَّة الآدَابِ الأَجْنَبِيَّة عام  1983 م / نُشِرَتْ مُتَرْجَمَة بِالرُوسِيَّة .

4 ــ أَبْطالُ قَلْعةِ الشَقِيف / قِصَّة وثَائقيَّة / وهي قِصَّة وثَائقِيَّة نُشِرَتْ في جرِيدَة ( النِداء ) البَيْروتِيَّة مُسَلْسَلَة على عشْرِ حلَقَاتٍ في عام 1983 م ، ونُشِرَتْ بِالرُوسِيَّة في مَجَلَّةِ ( أوغنيوك ) مُسَلْسَلَة في عام 1983 م ، ثُمَّ طُبِعتْ في كِتَابٍ مُسْتَقِلٍ  في القُدس عام 1984 م .


5 ــ حِكايَات مِنْ عنكاوا / مَجْمُوعَة قِصَص / بِاللُغةِ العرَبِيَّة / تَضُمُّ المَجْمُوعَة القِصَصٍ القَصِيرَة التَالِيَة :  الخالَة فاتة ، ماكِنَة الحِلاقَة ، شعو ، حادِثٌ في مَقْهَى ، حرَسٌ قَوْمي ، الآغا ،  خَمْسَةُ فلُوس ، حِكايَات مِنْ عنكاوا ، بَطيخُ الجِيرَان ، حُبّ .
 تَمَّ تَرْجَمتها لِمَرَّتينِ إِلى السرْيَانِيَّة ، التَرْجَمَة الأُولَى أَدَّاها كوركيس نباتي في عام 2008 م  ، وصَدَرَتْ عَنْ وزارَةِ الثَقَافَةِ في إِقْلِيم كُوردسْتَان / أَمَّا التَرْجَمَة الثَانِيَة فلَقَدْ أَدَّاها ملكو خوشابا عوديشو ، وصَدَرَتْ عَنْ دارِ المَشْرِقِ الثَقَافِيَّة وبِالتَسَلْسُل ( 101 ) مِنْ مَجْمُوعِ الكُتُبِ الَّتِي أَصْدَرَتْها الدار .


قَامَ كمال غمبار بِتَرْجَمَتِها إِلى الكُوردِيَّة ، وصَدَرَتْ عَنْ دارِ التَرْجَمَةِ في أَرْبِيل .
 تُرْجِمَتْ إِلى الرُوسِيَّة وصَدَرَتْ عَنْ دارِ ناووكا في مُوسكو عام 1989 م .
المَجْمُوعة صَدَرَتْ بِأَرْبَعِ طبعاتٍ مُخْتَلِفَةٍ بِالعرَبِيَّة :
ــ الطَبْعة الأُولى عام 1993 م / صَدَرَتْ عَنْ دارِ المِرآة لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ في كندا ــ مونتريال .
ــ الطَبْعة الثَانِيَة عام 2001 م / صَدَرَتْ عَنْ دارِ الكنُوزِ الأَدَبِيَّة  في بَيْروت ــ لُبْنان / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَلِ 19 سم × 13 سم / عَدَدُ الصَفَحَاتِ : ( 112 ) صَفْحَة  .
 

ــ الطَبْعة الثَالِثَة عام 2003 م / صَدَرَتْ عَنْ جَمْعِيَّةِ الثَقَافَةِ الكلْدانِيَّة في أَرْبيل ــ عنكاوا / عَدَدُ الصَفَحَاتِ : ( 112 ) صَفْحَة  .
ــ الطَبْعة الرَابِعة عام 2012 م / صَدَرَتْ عَنْ دارِ الحِوارِ لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع في سوريا ـ اللاذقِيَة /  عَدَدُ الصَفَحَاتِ : ( 77 ) صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : مُتَوَسِّط .




 
6 ــ مُدُن وحقَائب / مَجْمُوعةُ قِصَصٍ قَصِيرَةٍ مُخْتَارَة / الطبْعةُ الأُولَى : مُونتريال ــ كندا  1993 م / عَدَدُ الصَفَحَاتِ : ( 207 ) صَفْحَة / لَوْحَةُ الغِلاف : الفَنَّان مالك المالكي / تَصْمِيمُ الغِلاف والخطُوط : الفَنَّان كمال حسن / تَصْمِيمُ الكِتَاب : المُؤَلِّف / إِخْرَاج : حسن منصور / صَفُّ الحرُوف : كريس القهوجي ساسين / تَضُمُّ المَجْمُوعة القِصَص القَصِيرَة التَالِيَة : الخالَة فاتة ، ماكِنَةُ الحِلاقَة ، شعو ، حادِثٌ في مَقْهَى ، حَرَسٌ قَوْمِيّ ، الآغا ، خَمْسَةُ فلُوس ، بَطِيخُ الجِيران ، حُبّ ، فتَاةٌ على كُرَة ، مريم ، أَمل ، دِفْءُ الثَلْج ، ما إِسْمُ هذِهِ الوَرْدَة ، عطلٌ مُفاجِئ في مَطَارِ ميرابيل .
 

الطَبْعة الثَانِيَة لِهذِهِ المَجْمُوعة ، صَدَرَتْ عَنْ دارِ اليَنابِيع في دِمشق عام 2009 م ، وتَضَمَّنَتْ المَجْمُوعة : الفَأْر يَأْكُلُ الشوكولاته ، فَتَاة على كُرَة ، أَمل ، مريم ، اسْمُ الوَرْدَة ،..... وقِصَصٌ أُخْرَى . 
الطَبْعة الثَالِثَة لِهذِهِ المَجْمُوعة ، صَدَرَتْ عَنْ مَنْشُورات ضِفَاف عام 2013 م / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : مُتَوَسِّط / عَدَدُ الصَفَحَات : ( 104 ) صَفْحَة / تَضَمَّنَتْ هذِهِ الطَبْعة لِلمَجْمُوعة القِصص التَالِيَة  : فَتَاةٌ على كُرَة ، الفَأْر ، مريم ، أَمل ، دِفْءُ الثَلْج ، ما اسْمُ هذِهِ الوَرْدَة ؟ ، عطلٌ مُفاجِئ في مطارِ ميرابيل ، الحَظ ، مُقْتَطفات .





7 ــ اليَنابِيعُ الأُولَى / تَجْرُبَة قِصَصِيَّة نُشِرَتْ في الصُحُفِ والمَجَلاتِ العِراقِيَّة والعرَبِيَّة عام 1999 م ، ( كِتَاب مَخْطُوط مُعدٌّ لِلطبْعِ ) . 


8 ــ في انْتِظارِ فَرَجِ الله القَهَّار / رِوايَة بِاللُغةِ العرَبِيَّة / النَاشِر : دار يوراسيا ، عام 2002 م ، مونتريال ــ كندا / لَوْحَةُ الغِلاف لِلفَنَّان حنا الحايك / عَدَدُ الصَفَحَات : ( 139 ) صَفْحَة / الطبْعةُ الثَانِيَة صَدَرَتْ عَنْ دارِ الفارابي لِلنَشْرِ في لُبْنان ــ بَيْروت عام 2006 م  .


9 ــ عَمْكا / رِوايَة / عَدَدُ الصَفَحَات: ( 264 ) صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَلِ : القَطْع الوَسَط / مِنْ مَنْشُوراتِ دارِ ضِفَاف في بَيْروت عام 2013 م / الرِوايَة بِتِسْعةِ فصُول : دَرْكا ، الكنِيسَة ، قَصْرا ، مَحَلَّة الخواجة سِبي ، الأَرْض ، المَطَر ، الكِهْريز ، الخُبْز ، طرِيقُ الحرِير .
 
 


مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة الأُخْرَى : لِلعِيد طعْمٌ آخَر ، صابر ، هدِيلُ الحمَام ، الجِسْر .

مُؤَلَّفَات أُخْرَى لِسعدي المالح :
1 ــ الأَدَبُ العِراقيُّ المُعاصِر في المَنْفَى (  1976 م ــ 1986 م ) / دِرَاسَة نَقْدِيَّة  ( رِسالة دكتوراه ) / مُوسكو  1986 م  / ( كِتَابٌ مَخْطُوط ) .
2 ــ في الأَصْلِ والفَصْلِ ومُلاحظات أُخْرَى / بَحْثٌ أَكاديميّ تَارِيخيّ / الطبْعةُ الأُولَى :  أَرْبيل 1997 م / الطبْعةُ الثَانِيَة : أَرْبيل 1998 م / الطبْعة الثَالِثَة : مونتريال ــ كندا ، عام 1998 م .
3 ــ الكلْدان مِنْ الوثَنِيَّة إِلى الإِسْلام / بَحْثٌ أَكاديميّ تَارِيخيّ / الطبْعةُ الأُولَى :  أَرْبيل 1998 م / الطبْعةُ الثَانِيَة : مونتريال ــ كندا ، 1998 م .
4 ــ الصَحَافَة الكُرْدِيَّة لِلحِزْبِ الشِيوعيّ العِراقيّ مِنْ 1944 م إِلى 1972 م / مِنْ مَنْشُورات نَقَابَة صُحُفييّ كوردسْتَان / أَرْبيل 2008 م / عَدَدُ الصَفَحَات : ( 128 ) صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَلِ: القَطْع الوَسَط / يَضُمُّ الكِتَاب الَّذِي كُتِبَ عام 1977 م على مُقَدِّمَة وسَبْعةِ فصُولٍ تَسْتَعْرِضُ صَحافَةَ الحِزْبِ الشِيوعيّ العِراقيّ الصَادِرَة بِالكُرْدِيَّة خِلالَ ثَمَانٍ وعشْرِين سَنَة  .
5 ــ في الثَقَافَةِ السرْيانِيَّة (  مُتَابَعات نَقْدِيَّة ومَقَالات ) / الطَبْعة الأُولَى / صَدَرَتْ عَنْ وزارَةِ الثَقَافَة في إِقْلِيم كُوردسْتَان ــ المُدِيرِيَّة العامَّة لِلثَقَافَةِ والفُنُون السرْيانِيَّة / ضِمْن سِلْسِلَة الثَقَافَة السرْيانِيَّة تَسَلْسُل 2 / مَطْبَعة وِزَارَة الثَقَافَة / أَرْبيل 2009 م  / تَصْمِيم الكِتَاب : إيشو أويتر ايشو / تَصْمِيم الغِلاف : منتصر بويا توما / رَقْم الإِيداع : ( 603 ) لِسَنَةِ 2009 م في المُدِيرِيَّة العامَّة لِلمَكْتَبَات العامَّة بِوِزَارَة الثَقَافَة في إِقْلِيم كُوردسْتَان ــ العِراق / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَلِ: القَطْع الوَسَط / عَدَدُ الصَفَحَات : ( 151 ) صَفْحَة / عَدَد النُسخ المَطْبُوعة : ( 1000 ) نُسْخَة .

 

 



8 ــ الكُتُب والوَثائق التُراثِيَّة لِلأَقلِيَّاتِ في العِراق / طُبِعَ على نَفَقَةِ مُنَظَّمةِ الجِسْر الايطالِيَّة عام 2013 م ، بِاللُغَةِ الانْكلِيزِيَّة وكانَ بِصَدَدِ تَرْجَمَتِهِ إِلى العرَبِيَّة .       

 


بحُوث ودِرَاسَات /
ــ الصَحَافَةُ الكُرْدِيَّة في العِراق ــ التَطَوّر والآفَاق / نُشِرَ في صَحِيفَةِ ( الفِكْر الجدِيد ) ، في 31 / يونيو / 1976 م ، في بَغْداد .


ــ المَلامِحُ الأَسَاسِيَّة لِتَطوُّرِ الأَدَبِ العِراقِيّ المُعاصِر / نُشِرَ في صَحِيفَةِ  ( ليتراتورنايا غازيتا ) ، مُوسكو ، عام 1980 م .
ــ رسول حمزاتوف والثَقَافَة العرَبِيَّة / نُشِرَ في صَحِيفَةِ ( أَنْبَاء مُوسكو ) ، في 28 / ديسمبر / 1980 م .
ــ الأَدَبُ العِراقِيّ المُعاصِر في المَنْفَى / نُشِرَ في مَجَلَّةِ ( الهَدَف ) ، العَدَد 801 ، في 20 / كانُون الثَاني / 1986 م ، ص 53 ــ 57 .
ــ غائب طعمة فرمان ... الذَاكِرَة الخَصِبَة في الغُرْبَة / نُشِرَ في مَجَلَّةِ ( الثَقَافَة الجدِيدَة ) ، العَدَد 189 ، في عام 1987 م ، ص 129 ــ 139  .
ــ بيبلو غرافيا الأَدَب العِراقِيّ المُعاصِر في المَنْفَى / نُشِرَ في مَجَلَّةِ ( البَدِيل ) ، العَدَد 11 ، في عام 1987 م ، ص 44 ــ 67 .
ــ الآشُورِيون مُنْذُ سُقوطِ نَيْنَوى حَتَّى دخُولِهِم المسِيحِيَّة / بَحْث في مَجَلَّةِ حويودو ، عَدَد يونيو ، عام   1997 م / ستُوكهولم ــ السويد .
ــ مَدْخَل لِدِرَاسَةِ تَارِيخِ عنكاوا / بَحْث نُشِرَ في مَجَلَّةِ عَشْتَار ، العَدَدُ الأَوَّل  ، يناير عام  1999 م / مونتريال ــ كنَدا .
ــ الأصُولُ التَارِيخِيَّة لِلُغةِ أَبْنَاءِ الطائفَةِ الكلْدانِيَّة ( السرْيَانِيَّة ) في العِراق / بَحْث أَكادِيمي / نُشِرَ في مَجَلَّةِ عشْتَار ، يونيو ، عام 1999 م ، مونتريال ــ كندا .
ــ الأصُولُ السُومرِيَّة لِلحَضَارَةِ المَصْرِيَّة ( عَرْضٌ وتَعْلِيق ) / نُشِرَ في الاتِحَاد ، في 30 / سبتمبر / 2000 م في أَبُو ظبي .
ـــ أَثَرُ الكِتَابَاتِ البَابلِيَّة في المُدَوَّنَاتِ التَوْراتِيَّة ( عَرْضٌ وتَعْلِيق ) / نُشِرَ في الاتِحَاد ، في 19 / أكتوبر / 2000 م ، في أَبُو ظبي .
ــ المُعْتَقَدات الآرَامِيَّة ... فَرَضِيَّاتٌ ضَعِيفَة لكِنَّها أَقْرَبُ إِلى التَصْدِيق ( قِراءَة نَقْدِيَّة لِكِتَابِ د. خزعل الماجدي ) ، صَفْحَة كامِلَة / نُشِرَ في الاتِحَاد ، في 23 / أكتوبر / 2001 م .


تَرْجَمَاتِهِ عَنِ الرُوسِيَّة :                                                                       
1 ــ الإِخْوَة والأَخَوات فيودور ابراموف / رِوايَة / مُوسكو 1983 م .               
2 ــ بِحار التَايغا يوري كافليايف / قِصَص / طَشْقَند 1984 م .                       
3 ــ السَيل الحدِيديّ آ . سيرافيموفيتش / رِوايَة / طَشْقَند  1985 م .               
4 ــ كينتو ريتشي دوستيان / قِصَص / طَشْقَند  1985 م .                             
5 ــ ثَلاث مَسْرَحِيَّات سوفيتيَّة : اربوزوف ، أوزيروف وسالينسكي / مُوسكو  1986 م
6 ــ أَجْمَلُ السُفن ، يوري ريتخيو / قِصَص / طَشْقَند 1986 م .                       
7 ــ نَامُوس الخُلُود ، نَوادر دومبازه / رِوايَة / طَشْقَند 1988 م .                   
8 ــ ويَطولُ اليَوْم أَكْثَر مِنْ قَرْن ، جنكيز ايتماتوف / رِوايَة / مُوسكو 1989 م .


 
9 ــ ماراثون الريس ، يوري يلتسن / 2000 م .                                         
10 ــ قَصَائد لاسكندر بوشكين ورسول حمزاتوف ويفغيني يفتوشنكو وآنا اخماتوفنا ومارينا سفيتايفا واندريه فيزنسينسكي  وغَيْرهُم .
11 ــ قَصَائد وقِصَص مُتَرْجَمَة لانار رسول رضا ونوادر دومبازه وفاضل اسكندر  مِنْ الرُوسِيَّة ونُشِرَتْ في جَرِيدَةِ الاتِحَاد ، في أَبُو ظبي ، في دَوْلَةِ الإِمَاراتِ العرَبِيَّة المُتَحِدَة .

شَارَكَ في /
ــ مِهْرَجانِ الثَقَافَةِ العِراقِيَّة في ايطاليا ( فلورنسا ) عام 1980 م بِدَعْوَةٍ مِنْ بَلَدِيَّةِ فلورنسا .
ــ مُؤْتَمَرِ اتِحَاد الكُتَّاب الشَبَاب لِلدُولِ النَامِيَة في فرونزة ( قرغيزيا ) ، عام 1983 م في الاتِحَادِ السُوفيتِيّ السَابِق .
ــ مُؤْتَمَرِ اتِحَادِ كُتَّابِ آسيا وأَفْرِيقيا في طَشْقَند ( أوزبكسْتَان ) ، عام 1982 م ــ  الاتِحَادِ السُوفيتِيّ السَابِق  .
ــ مِهْرَجانِ القِصَّةِ العِرَاقِيَّة الأَوَّل في كاليري الكُوفَة ( لَنْدن ) ــ بريطانيا ــ عام 1996 م .
ــ مِهْرَجانِ الثَقَافَةِ العِراقِيَّة في السويد ، المِهْرَجان مِنْ ضِمْنِ فعالِيَّاتِ نَادِي آشُور في مَنْطقَةِ فيتيا وبِمُعاضَدَةِ بَلَدِيَّة المَنْطقَة في ستوكهولم ــ السويد ، عام 1998 م .
ــ مُؤْتَمَرِ ( الآشُورِيَّة لُغة وشَعْب وحَضَارَة ) ، نَظَّمَتْ المُؤْتَمر الجامِعةُ السرْيَانِيَّة في بَيْروت بِتَارِيخ 1 / 5 / 1998 م .

بِالإِضَافَةِ إِلى ذَلِك شَارَكَ في العدِيدِ مِنْ الأُمْسِيَاتِ القِصَصِيَّة ، كمَا أَلْقَى المُحاضَرَات الأَدَبِيَّة والثَقَافِيَّة في : أَرْبيل ، المَوْصِل ، بَغْداد ، مُوسكو ، بَيْروت ، طرَابلُس ، القَاهِرَة ، لنْدن ، شِيكاغو ، ديترويت ، ستوكهولم ، مونتريال ، أوتاوا ، تورنتو ، أَبُو ظبي وغَيْرها . 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

المَصَادِر /

( 1 )
مَوْضُوع / الأَدِيب سعدي المالح في اسْتِذْكارِ اتِحَادِ الأُدَبَاء
الكاتِب : أياد جبار غرب
مَوْقِع / الحِزْبُ الشيُوعِيّ العِراقِيّ .
في السَبْت 18 / أكتوبر / 2014 م .

الرَابِط :
http://www.iraqicp.com/index.php/sections/literature/20811-2014-10-18-19-52-38

( 2 )
الأَخ أمير المالح
شُكْراً لِتَعاونِهِ .


( 3 )
مَوْضُوع / وثَائقي عَنْ ( سعدي المالح ) في البَيْتِ الثَقَافي بِأَرْبيل .
عشْتَار تيفي كوم ــ الصبَاح الجدِيد .
في : 9 / تَمٌّوز / 2014 م .
مَوْقِع / قَنَاة عشْتَار الفَضَائِيَّة .

الرَابِط :
http://www.ishtartv.com/viewarticle,54849.html


( 4 )

المَوْضُوع / كَمْ رَجَوتُكَ ياسعدي أَنْ تُؤجّلَ الرَحِيل ( 3 ـ 3 ) .
لِلكاتِب : بطرس نباتي .
6 / 7 / 2014 
مَوْقِع عنكاوا كوم .
رَابِط المَصْدَر :

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,744744.msg7277671.html


( 5 )
مَوْضُوع / قِراءَة مُكثَّفَة في السِيرَةِ الذَاتِيَّة لِلرِوائي الرَاحِل سعدي المالح .
الكاتِب : ميخائيل ممو
مَوْقِع إيلاف
في الأَرْبِعاء 4 / يونيو / 2014 م .

الرَابِط :
http://elaph.com/Web/Culture/2014/6/910572.html


( 6 )

دارُ الكُتُبِ والوَثَائق الوَطَنِيَّة

الرَابِط :
http://www.iraqnla-iq.com/opac/fullrecr.php?nid=108207&hl=ara


( 7 )

مَوْضُوع / نَقَابَةُ الصُحفِيِّين في كُرْدسْتَان العِراق تَنْشُر كِتَاب " الصَحَافَة الكُرْدِيَّة لِلحِزْبِ الشِيوعيّ العِراقيّ 1944 م ــ 1972 م "
مَوْقِع عنكاوا
في 22 / 7 / 2008 م .

الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=208493.0

( 8 )
كِتَاب / الفَأْر يَأْكُلُ الشُوكولاته
( المَوْرُوث في سَرْدِيَّات سعدي المالح ) .
تَأْلِيف : ناجح المعموري .


( 9 )
مَوْضُوع / ( حِكايَات مِنْ عنكاوا ) لِقُرَّاءِ السرْيَانِيَّة عِبْرَ تَرْجَمَةٍ جدِيدَة .
مَوْقِع عنكاوا كوم
في 12 / 7 / 2016 م .

الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=814019.0

( 10 )
مَوْضُوع / قِراءَات مِنْ ( حِكايَات مِنْ عنكاوا ) بِالكُرْدِيَّة والسرْيَانِيَّة في قَاعةِ جمْعِيَّةِ الثَقَافَةِ الكلْدانِيَّة بعنكاوا .
مَوْقِع عنكاوا كوم .
في : 17 / 3 / 2008 م .

الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=176864.0

( 11 )
مَوْضُوع / الرُؤى والأَحاسِيس في ( حِكايَات مِنْ عنكاوا )
الكاتِب : جبو بهنام .
مَوْقِع : قَنَاة عشْتَار الفَضَائِيَّة .
في : 4 / 6 / 2011 م .
الرَابِط :
http://www.ishtartv.com/viewarticle,36272.html

( 12 )
دِرَاسَة / رِوايَةُ الأَرْضِ والتَارِيخِ والهوِيَّة
قِراءَات في رِوايَةِ ( عمكا ) لسعدي المالح .
إِعْدَاد وتَقْدِيم : د. سهام السامرائي
كُلِيَّة التَرْبِيَة / جامِعة سَامراء
الطبْعةُ الأُولَى : عام 2015 م .

الرَابِط : 
انقر هنا


( 13 )
مَوْضُوع / د. سعدي المالح : أُوظِّفُ المَوْروث السرْيَانيّ إِبْداعِيَّاً لأَتخيَّل مَصِيرَ هذَا الشَعْب ، أَنا كاتِبٌ مُغامِر أُمِيلُ إِلى التَجْرِيب ، وعنِيدٌ في فَرْضِ تَصَوُّري الفَنِّي .
برطلي . نت / مُتَابعة
الصبَاح /
في 5 / أيلول / 2013 م .

الرَابِط :

http://baretly.net/index.php?topic=28642.0

( 14 )
المجموعة القصصية / مدن .... وحقائب .
تأليف سعدي المالح .


( 15 )
دارُ الكُتُبِ والوَثَائق الوَطَنِيَّة

الرَابِط :
http://www.iraqnla-iq.com/opac/fullrecr.php?nid=110305&hl=ara

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

شعو
ــ قصة قصيرة ــ
( عن المجموعة القصصية ــ مدن ... وحقائب ــ ) . 
بقلم : سعدي المالح
يجلس ُ القرفصاء في فناء الدار على تخت قديم ، أمامه صفيحة معدنية فارغة ، منقلبة ، ومغطاة بمنديلٍ أبيض مُتسخ .
تضع زوجته صحناً من الألمنيوم على الصفيحة ، يحوي بضع سمكاتٍ صغيرة مقلية ، تفوح منها راءحة الفلفل والبهار والدهن المحترق ، يأخذ قدحاً ويسكبُ فيه من قربة ، ذات بطن كبير وعنق رفيعة تنتهي بفم صغير ، إلى النصف عرقاً ، يرفع القدح في مواجهة عينيه ، ويتأمل ما فيه لحظة بتمعن ، يقرِّبه من أنفه ، يشم نكهة طيّبة تجعله يعيش في نشوة ، يقول مع نفسه : إنه يشفي العليل ، ثم يعيدهُ راضياً على الصفيحة ، يضيف له ماء بارداً من الجرة ، يصبح لونه حليبياً فاتحاً ، يرفع الكأس ثانية ، وينادي بفرح زوجته التي تنتقل من مكان إلى مكان في الحوش ، تقوم بأعمالٍ منزلية مختلفة .
ــ هي وارينة .... بصحتك .
ثلاثة أيام كاملة من التعب ، مشوبة بالخوف من شرطة الجمارك ، يقضيها شعو في تقطير العرق بطريقة بدائية ، تفوح رائحته الحادة من المحلّة ، يسيل لها لعاب المدمنين ، وينتظر زبائنه الدائمين بصبر جميل ليشربوا أنخابهم من وجبة العرق الجديدة الممتازة ، كما يسميها .
ــ هي وارينة ... بصحتك .
كثيرون يرتزقون من صناعة العرق " القجغ " أو " أبو الكلبجه " مثلما يسميه شاربوه ، وهو واحد منهم ، لكن ما يتميز به هذا الرجل ، إنه أبو الشغلة الحقيقي ، يمارسها بمتعة كبيرة ولذة حقيقية وفن مبدع ، مراعياً دقة كاملة من أجل أن يصنع عرقاً جيداً يمتدحه شاربوه ، لهذا اكتسب عرقه شهرة تعدَّت القرية ، يتباهى بها دائماً ، ويقول : " عرقي يشربه العرب والعجم ، يكفي للمرء أن يشمّ رائحته حتى يعبّه عبّاً ... ينزل في الزردوم مثل السمن " ، بينما العجيب والمحييّر من أمره ، إنه عندما تخف الرائحة في الزقاق ، وتنطفئ النار في داره ، ويختفي الدخان في اليوم الثالث ، يوم يكون فيه العرق جاهزاً ، يتوجه الزبائن مع قنانيهم الفارغة إلى بيته ، يواجههم بعدم اكتراث في الباب : " لم يجهز بعد ... تعالوا بعد يومين " ، وإذا ما ألحّ عليه أحدهم وتجرأ من القول : " يا عم ... لكنك انتهيت من التقطير " ، يرد عليه بغضب : " إذهب أيها السكير ... أنا لا أبيع بطيخاً " ، ويعود الزبائن مستغربين ، أما هو فيظل يتشكى لزوجته من سبب هذا الإقبال المتزايد على العرق هذهِ الأيام ، فتحاول هي طمأنته : " الناس مترفون ... لا هم لهم " ، يضحك باستهزاء ويهزُّ رأسه ، ثم يعبّ رئتيه بالهواء ويخرجه بِهمّ وكأنه ليس من رئتيه ، بل من أعماق بئر لا قعر لها : " أوي .... هوي " ، ويسكت ، بيد أنه في ذات نفسه يقول : " لو كانوا مترفين لنصبوا الأعراس والأفراح كل يوم ... آه يا وارينة لو تدرين أن هذا العرق ليس غير دواء خادع ، والناس لا حيلة لها غير أن تلوذ به ! " ، ويودّ لو يحدثها عن همومه كثيراً ، لكنه يتوجس غضبها ، " هل عدت إلى السياسة من جديد ؟ ما لك والسياسة أيها العجوز ؟ " ، فيأخذ جانب الصمت مرغماً .
ــ هي وارينة .... بصحتكِ .
إحتسى ما تبقى في الكأس دفعة واحدة ، إرتجف جسده وتقلّص وجهه من طعم العرق الحاد ، من لا يتحمل الموت بعينه ، فليمت نصف ميتة على الأقل ، فكّر في نفسه ومسح فمه بظاهر كفه ، تمزمز سمكاً مقلياً ، تنحنح وعدّل من حلسته ، وعندما مرّت من أمامه وارينة حاول أن يتظاهر بالإنشراح فافتعل إبتسامة باردة .
بالأمس صدّ زبائنه : " لم يجهز العرق بعد " ، ونام ليلته قلقاً ، مضطرباً كما في كل مرة ، غير أنه نهض مع بزوغ الفجر ، أخذ عدّة الصيد ، واجه بصدره الطريق الشمالية المتجهة نحو الزاب الكبير ، وما أن خرج من القرية حتى خلع حذاءه وشدّ الفردة الواحدة بالأخرى ، وعلقهما فوق كتفه وسار بخطوات واسعة ، سريعة ، كالجمل ، ليقطع مسافة تزيد عن عشرين كيلومتراً ، في الطريق كان يغني ، يصادف رعاة أو سابلة فيحدثهم ، لكنه لا ينقطع عن التفكير في زبائنه ، كيف سيواجههم حين عودته ، بوجه أبيض أم أسود ؟ وعاد في المساء مع بضع سمكات صغيرة ، وقد خرزها بخيط رفيع ، وعلّقها بصنارته فرِحاً ، منتشياً ، مبتسماً ، ومحيياً من يصادفه .
صبَ كأساً ثانية :
ــ هي وارينة .... بصحتك .
تأكد لوارينة إنهم صنعوا وجبة ممتازة من العرق ، والدخان المتصاعد من الدار لم يأخذ أتعابهم معه ، فدخل قلبها فرح أشبه بفرح الأم وهي تنجب طفلاً بكراً ، وفكرت ، إنها ستنام الليلة هانئة ، مطمئنة ، في نشوة ، وتتجرأ على أن تدسّ نفسها في حضنه فلا يدير لها ظهره ويشخر كثور ، إلافتت نحوه مبتسمة ، وأومأت له برأسها ، كأنها تقول : إشرب في صحة وعافية .
وكانت الكأس الثانية ذلك الدواء الخادع ، وبدأ مفعول العرق يسيطر على رأسه ، فوجد نفسه ، ليس غريقاً في ظلام بيته الكئيب ، بل في بحر من النور ، وقلبه يضيء أقوى من الفانوس المعلّق في مسمار إلى جانب الباب على الحائط ... ملك ... امبراطور ... إعتدل في جلسته ، سعل مرتين وثلاثاً ... نظّف حنجرته جيداً ، إتكأ بمرفقه الأيسر على مخدة وضعها بجانبه ، ثم رفع رأسه وشخص بنظره إلى السماء ، التي بدت له صافية لامعة ، ووضع كفّه اليمنى على أذنه :
ــ دلوي لوي ... دلوي لوي ... دلوي لوي ...
وصدح صوته الجهوري ، الذي لم تعطلّه لا السنون ولا المشقات ولا هموم الدنيا ، صدح بلحن عذب ( حيراناَ ) حزيناً يروي قصة ملحمية ، فعرف زبائنه أن العرق الآن جاهز ، وبالتأكيد هو عرق ممتاز ينزل في الزردوم مثل السمن ، يصفي القلب ، ويخدر العقل ، وينظف الحنجرة ، يجعلها تصدح مثل حنجرته ، ها هم يتوافدون على بيته حاملين قنانيهم الفارغة ، متوّجين بالأمل .
كلّما دخل زبون قطع شعو غناءه ، رفع كأسه ، تمصّص منه قليلاً ، زمّ شفتيه ومطّهما ، ثم مسحهما بظاهر كفهِ ، وقال لزوجته :
ــ ماذا يريد ؟ الدواء ؟ أعطيه من القربة الفلانية .
ــ انتهت ــ


ــ نشرت في مجلة ( البديل ) لرابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين ، العدد 5 ، في كانون الأول ، عام 1981 م .
ــ نشرت في ( المرآة ) الأسبوعية في : 14 / كانون الثاني / 1993 م .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



نَتَواصل لِمَرَّةٍ قَادِمَة ........
يُتْبَع ..........







Sh.toma@hotmail.com




54

حول محنة الدببة البنية السبعة في حديقة الحيوان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى توما مرقوس
الثلاثاء 18 / 4 / 2017 م ــ الخميس 11 / 5 / 2017 م

(  محاولة للتذكير بمحنة الدببة البنية السبعة في حديقة الحيوان ــ الزوراء ــ على أمل أن تلتئم جهود الجهات المعنية بالشأن الحيواني لأداء الحل المُناسب ، مع الشكر لكل الجهات التي ستقوم بالتعاون على الحل )
 
غاية الموضوع /  التعريف بمعاناة الدببة البنية السبعة في حديقة الحيوانات ( الزوراء )  في بغداد ، بغية الإسراع في  معالجة معاناتها ، حيث لا يُبغى من هذا الموضوع تحميل جهة ما المسؤولية أو القاء اللوم على أحد ما ، إنما هي مناشدة لكل الجهات المعنية والمهتمة بالشأن الحيواني ودعوتها لأجل العمل على الحل .

مقدمة  /
كثيراً ما تدفع الحيوانات البرية وغير البرية حياتها ثمناً لأخطاء يرتكبها الإنسان بحقها ( حجزها في حدائق الحيوان ، حجزها في مساحات ضيقة ، سلبها متطلبات نمط حياتها  ...... وإلخ ) .
الإنسان مسؤول عن حاله وعما وصل إليه ، الإنسان هو الذي يقود الحروب ويُلهب النيران هنا وهناك ، هو الذي يقيم الدنيا سلاحاً ضد أخيه الإنسان ، إنه المسؤول عما يجري له ، أما الحيوانات فليس لها في عالمنا البشري من مكان ، هي لم تأتِ إلينا ، لا تريد الإقامة بيننا فعالم الإنسان لا يغريها ، نحن من سحبناها عنوة من بيئتها الطبيعية إلى عالمنا الغريب عنها وحبسناها في حدائقنا وأجبرناها على بيئة لا تعتادها ، ولهذا فنحن ( الإنسان ) مسؤولون عن محنها ومعاناتها بسبب أخطائنا البشرية .
على الإنسان أن يجتاز حدود أنانيته وغروره ، كي يفهم معاناة الحيوانات التي لا تجيد التعبير عن همومها ومطالبها بلغة الإنسان ، لا ينجح كل البشر في ذلك ، لكن هناك البعض ، وهؤلاء هم من يقفون في المقدمة محاولين رفع الحيف عنها ماضين بمسيرة العدل نحو المرفأ ، هم يعطون للحيوانات صوتاً تقول به وتحكي عن محنتها وتفصح عن مطالبها واحتياجاتها  ، هم يفهمون لغة هذهِ الحيوانات فيترجمونها للغة البشر التي نفهمها ، لقد تحرروا من أنانيتهم وغرورهم كبشر فاستطاعوا أن يفهموا ما تقوله هذهِ الحيوانات .
التعريف بالمشكلة /
سبعة من الدببة البنية ومنذ خمس سنوات مودعة في حديقة الحيوان في قاطعين صغيرين ( مساحة ضيقة ) غير وافية لها ، تفتقر إلى باحة خارجية وحوض للسباحة ، بالإضافة لانعدام دخول أشعة الشمس إلى المكان وسوء التهوية .
نتيجة لذلك تعاني هذهِ الحيوانات من : ضغوطات نفسية عالية ، تقرح القدم ، ومشاكل صحية أخرى ، كما ينقصها التعرض لأشعة الشمس بالقدر الوافي المطلوب ، وأيضاً تفتقر إلى التهوية الصحية .
حصيلة هذهِ المعاناة هو تطور وتفاقم العنف لديها  فتتقاتل وتتصارع فيما بينها ، مما أدى إلى خسارة ثلاثة من الدببة لحياتها نتيجة لذلك ، أما الأربعة الباقية فلا زالت معاناتها مستمرة . 
في قاطع آخر ، وفي نفس الحديقة ، هناك ثلاثة دببة أخرى أيضاً في مساحة لا تكفيها ولا تلبي احتياجات نمط حياتها كحيوانات برية .
أي مجموع الدببة في القاطعين هو سبعة .

بعض التوضيحات الأخرى  /
يوجد في الحديقة قاطعين للدببة  ، أحدهما رئيسي ظاهر للناس ويمكن رؤيته ، والآخر قاطع خلفي غير ظاهر .
القاطع الرئيسي للدببة والظاهر للعيان يتوفر على مساحة خارجية ومسبح ، هذهِ المساحة يُطلق عليها ( الصيفي ) ويوجد فيها حالياً ثلاثة دببة ( ذكر واحد مُسِن وإثنتان من الإناث )  [ ( راجع الفيديو رقم 2 في سلسلة فيديوات أخرى للمشاهدة ]، يوجد في نفس هذا القاطع مساحة داخلية فيها غرف يُطلق عليها ( الشتوي ) ، في غرفة منِ هذهِ الغرف ( بمساحة 2 × 3 × 3  متر ) توجد ثلاثة دبب فتية في العمر ( تبلغ من العمر ثلاث سنوات ) لا يُسمح لها بالخروج لأن لها القابلية على تسلق السياج والهرب ، وأيضاً منعاً لعراك ينشب مع الدببة الأخرى الموجودة بالقاطع الرئيسي ( الصيفي )   .

 

 

 

( الصورتان الثانية والثالثة من موقع دائرة المتنزهات والتشجير على الفيس بوك )

في قاطع بعيد آخر ( القاطع الخلفي والغير الظاهر للعيان ) يوجد فقط غرف ( أربعة غرف )  محجوزة فيها أربعة دببة ليس لديها مساحة خارجية أي لا يوجد لديها ( الصيفي )  ولا حوض للسباحة ، هذهِ الدبب الأربعة البنية ( والتي تتراوح أعمارها بين 6 ــ 8 سنوات ) يعيش كل دبين منها في غرفة واحدة  ، وتُستخدم الغرف الأخرى للعزل أثناء التنظيف ، مساحة الغرفة الواحدة (  2 × 3 × 3 متر  ) .
الدببة الأربعة تعاني من وجود تقرحات في القدم وأكزيما في الجلد بسبب الفطريات الجلدية ، وقد ينشب عراك حتى الموت في أية لحظة بسبب ضيق المكان والحالة النفسية ، حيث تعاني من ضغوطات نفسية عالية ، وهي الحالة المعروفة علمياً تحت مُسمَّى :
Stereotype
تصيب الحيوانات في الأسر والغير مرتاحة في بيئتها ، حيث تقوم بحركات نمطية مكررة كهز الرأس بصورة مستمرة يميناً ويساراً كواحدٍ من أعراض الحالة .
المطلوب : بناء باحة خارجية مفتوحة ومزروعة ( الحشيش ، الأشجار ... إلخ ) بأقل المقاسات : 40 × 40 متر مربع ، مع حوض للسباحة ، لتأتي ملائمة للاحتياجات الطبيعية لهذهِ الحيوانات ، وكما تعيش في بيئتها الطبيعية البرية ، كلما كانت المساحة أكبر كان ذلك أفضل ، يتم تسييجها بسياج آمن يحفظ راحة الحيوانات وأمان الزوار في الوقت ذاته ....

  علماً بأن المساحة الخارجية ( للباحة  المطلوبة ) مزروعة وموجودة أصلاً  في المحيط الخارجي للغرف الموجودة فيها الدببة ، وتحتاج فقط لسياج حديدي طوله ما يقارب  700 متر وبأرتفاع  6 متر ، يُنصب على خرسانة اسمنتية تحت الأرض وبعمق متر ونصف ، مع سياج آخر أمني يبعد عن الأول متر ونصف وبدون خرسانة ، وقد يكون بي آر سي يفي بالغرض ، التكاليف تحتاج لمختص ولكن ككلفة تخمينية ربما تصل إلى  25 ألف دولار .

 




ما هو  الــ
Stereotype
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

هو حالة من الاضطراب في السلوك الحيواني الاعتيادي ( طريقة تعاطي الحيوان في سلوكه مع بيئته الطبيعية ) ، وهذه الحالة تصيب الحيوانات التي تعيش في الأسر بعيداً عن بيئتها الطبيعية ، كحدائق الحيوان مثلاً ، وتحدث نتيجة لصغر محيط الحديقة التي يعيش فيها الحيوان مُقارنة ببيئته الطبيعية الأصلية وما ينتجه الحال من تبعات وإفرازات على نفسية الحيوان حيث التغيير الكبير في طريقة عيشه وفي بيئته .
كنتيجة لهذهِ الحالة لوحظ إن الدلافين تسبح بتواصل دون فترة استراحة مثلاً ، النمور تتحرك بسرعة هنا وهناك دون انقطاع ، الطائر ينتقل من غصن إلى غصن باستمرار قلق ، أو زرافة ترمي برأسها عالياً ثم أسفلاً في تكرارٍ لا ينتهي ...... وإلخ من أمثلة .
الأعراض /
وكما مرّ في الأمثلة أعلاه يمكن ملاحظة الأعراض التالية أيضاً في الدببة :
1 ــ هزّ الرأس أو تدويره بصورة مستمرة وبنمط  مكرر يميناً ، يساراً ، إلى أعلى  ، إلى أسفل  مع التقدم بضع خطوات للأمام ثم العودة إلى الوراء ببضع خطواتٍ أخرى ، وتكرارها ، أو التنقل من طرف لآخر ذهاباً وإياباً وكأن الحيوان قد أضاع دربه ولا يلوي على شيء .
2 ــ تسطيح الأنف ( حركة مشابهة عند الإنسان تتم عندما يقوم الشخص بتضييق عينيه والصك على أسنانه ، فيحدث ما يشبه التسطح في الأنف نتيجة الضغط وتتشكل طيات متتالية ) .
3 ــ طقطقة الخطم من خلال ضرب الفك العلوي بالفك السفلي .
4 ــ التخريش أو الحكة المستمرة .
5 ــ نتيجة القلق الشديد وعدم الراحة يركض الحيوان هنا وهناك دون هدف  ، أو يدور حول المكان في محيط دائرة تشبه دوران الساعة لفترات تكاد تكون طويلة نوعاً ما  .
6 ــ الخربشة بالأظافر فيما يحيط به .
7 ــ الشفاه تكون في وضع معلَّق ( متهدلة ) .
8 ــ وغيرها من علامات الضيق الظاهرة على الحيوان .

علامات الاضطراب السلوكي هذه هي دلالة على قلق الحيوان وعدم شعوره بالراحة والانسجام مع بيئته الجديدة المغايرة ، ومعاناته الشديدة نفسياً بما يؤذيه ككائن حي .
ففي الطبيعة تكون المساحة التي يتجول فيها الدب أكبر بالآلاف المرات من المساحة المخصصة له في الأسر ، كما إن عدد الكيلومترات التي يقطعها مشياً في الطبيعة تفوق بكثير المسافة المتاحة للدب في الأسر .
مثال  :
الدب القطبي يقدر خط  رحلته ( ترحاله ) بحوالي 3500 كيلومتر تقريباً ، وهو يقطع في اليوم الواحد مسافة 100 كيلومتر تقريباً.


في الأسر غالباً ما تقوم الدبة الأم بالتخلي عن صغارها أو قتلهم ، بينما في الطبيعة تبقى الصغار مع الأم لمدة سنتين إلى ثلاث .
وبما أن الأم تتخلى عن أطفالها في الأسر ( غالباً ) فتكون هناك الرعاية البديلة التي يقوم بها الإنسان لصغار الحيوانات ، معظم هذهِ الحيوانات المرباة على يد الإنسان تعاني في المستقبل من اضطراب السلوك الاجتماعي لديها وكذلك من الناحية التكاثرية ، فإن نسبة قليلة جداً منها تنجب صغاراً ( صغير الدب هو الدَّيْسَم )  .

 
في الصور أدناه يمكن ملاحظة حركات الرأس للسلوك الاضطرابي عند الحيوان :



 للتعرف أكثر على بعض أعراض الاضطراب السلوكي يُرجى متابعة الفيديو رقم ( 2 ) و رقم ( 3 ) في سلسلة الهوامش .
 


عن الدببة البنية /
الدببة البنية من الثدييات منتشرة في أوربا وآسيا وأمريكا الشمالية .
من أنواع الدب البني : دب كامتشاتكا ، الدب الأوراسي ، الدب السيبيري ، دب كودياك ، الدب البني السوري ، دب الجبال الأطلسي ، الدب أوسوري ......
تتراوح ألوان الدببة البنية من اللون البني المحمر إلى الأسود إلى اللون الكريمي ، وهي حيوانات ضخمة وقوية وأكبرها الدب القطبي ، يتراوح وزن الدب القطبي بين ( 80 ــ 600 ) كيلو اعتماداً على السلالة والنوع والمكان الذي يعيش فيه ، وكذلك طولها ( ارتفاع أجسامها )  يعتمد على هذه العوامل ويتراوح بين 1,5 متر ــ 2,5  متر وربما لحد ثلاثة أمتار ، وتصل سرعة الدب البني القصوى إلى حدود 56 كم / ساعة ، ويتغذى على النباتات ، الأسماك ، اللحوم ( صغار الغزلان مثلاً ..... إلخ  ) ، التوت ، الكستناء ، المكسرات ، الفواكه ، أوراق الأشجار ، الجذور ، العسل ، الحشرات مثل النمل والنحل وأيضاً يرقات الحشرات ، البذور .
تتميز الدببة البنية بحاسة شم قوية تعينها في التعرف على مصادر الغذاء وأماكن تواجده .
السبات الشتوي عند الدببة يختلف بأختلاف أنواعها ، والتهيئة للسبات الشتوي تكون في فصل الخريف ، حيث يقوم الحيوان بخزن الطعام في جسمه بكميات كافية وكذلك الشحوم بحيث يزداد وزنه الذي يقوم بفقدانه تدريجياً خلال فترة السبات ، كما إن النبض يتباطأ ودرجة حرارة الجسم تنخفض ، وأيضاً يكون مقدار الطاقة المصروفة قليلاً .
معدل عمر الدببة البنية يتراوح بين 20 ــ 35 سنة .
لا تعيش الدببة البنية في مجموعات أو قطعان ، بل هي حيوانات تعيش بشكل فردي ، أي وحيدة التوجه الحياتي ، مُستقلة .
تبقى الصغار بعد ولادتها في رعاية الأم لمدة سنتين تقريباً ثم تستقل بحياتها . 
نتيجة لقوة الدب البني لا نجد له أعداء طبيعين ، التهديدات الوحيدة التي يتعرض لها تأتي من الإنسان من خلال الصيادين الذين يصطادونها من أجل لحومها وجلودها والمنتجات المشتقة من أجزاء الدب ، تباع هذهِ المنتجات بمبالغ مرتفعة في الأسواق الآسيوية حيث يُعتقد بقيمتها الطبية والطلب عليها في تزايد ، الخطر الآخر الذي يهدد الدب البني هو تدمير الإنسان لبيئة الدب البني من خلال قطع الأشجار ، التعدين ، بناء الطرق ، تدمير مصادر التغذية للدب .... إلخ ، والتهديدات القادمة من الإنسان تؤثر بشكل كبير على أعداد الدببة وتجعلها في تناقص .


مقترحات قد تساهم في حل مشكلة الدببة السبعة /
1 ــ توزيع بضعة حصالات في أماكن متفرقة من الحديقة تعطي المجال للزوار بالتبرع فيها على قدر ما يرغبون ، تكتب على الحَصّالة أو إلى جانبها الغاية من جمع التبرعات هذهِ .
رُبَّما دعوة الشركات التجارية للمساهمة بتحمل وإن جزء من نفقات البناء ، يختصر الوقت لانجاز الحل المطلوب ، كما يوفر فرصة طيبة للشركات للإعلان عن نفسها كطرف مساهم في البناء .
2 ــ النقطة الثانية المهمة جداً هي تحمل الوحدة الإعلامية ( إن وجدت في حديقة  الحيوان ) مسؤولية التوعية والإرشاد بإصدار نشرة صغيرة تدون فيها طرق وأساليب رعاية الحيوان الفلاني ( الدببة مثلاً ) وطريقة التعامل معها ، حياتها ، طريقة عيشها ، متطلباتها .... وإلخ ، بالأعداد المطلوبة لتوزيعها على الزوار والمهتمين بالأمر  ، الغاية من الأمر هو رفع وزيادة الوعي الإنساني في مجال رعاية الحيوانات واحتياجاتها ككائنات حية تقاسمنا الحياة على هذا الكوكب ، والذي يؤدي بدوره إلى رفع الوعي الإنساني بأهمية هذهِ الحيوانات والعمل من أجل الحفاظ عليها بالطرق والوسائل المتعددة ( التبرعات المادية ، الدعم المعنوي ، المساهمة الطوعية في مجالات الإعمار الخاصة بحدائق الحيوان باعتبارها ثروة وطنية للجميع  ، ...... إلخ ) ، وكنشاطات أخرى أوسع ممكن الإعلان عن مواعيد شهرية لمحاضرات ( عن الحيوانات البرية والأليفة ) يقوم بألقائها متخصصين للعامة من مُحبي الحيوانات والمهتمين بأمرها ، ونشاطات أخرى عديدة .
3 ــ فتح صفحة رسمية خاصة على الفيس بوك للحديقة ( حديقة الحيوان )  أو إنشاء موقع الكتروني رسمي خاص بالحديقة يُعلن فيه عن احتياجات الحديقة ونشاطاتها والإرشادات بخصوص التعامل مع الحيوانات على اختلافها ، وكل ما يتعلق بالشأن الحيواني .
4 ــ ربما يكون من أحد الحلول الوقتية للمشكلة هو توزيع الحيوانات على الحدائق الأخرى ( داخل البلد أو خارجه ) بما يوفر مساحة كافية لكل دب   .
5 ــ الحيوانات( كل أنواع الحيوانات ) في حدائق الحيوان  تعاني من ثقل الوقت ومروره ببطءٍ شديد بسبب الملل الذي تخلفه ظروف الاحتجاز في الحديقة ، ففي الطبيعة هناك الكثير لتفعله هذهِ الحيوانات مثل : الصيد ، البحث عن الطعام ، تمشيط مساحة سكنها ، التنقل من مكان لآخر ، المراقبة ، البحث ، الاختبار ... إلخ ، في الأسر على الإنسان أن يوفر لها ممكنات تقضي بها وقتها دفعاً للضيق النفسي والملل الذي يسبب النزاعات بين الحيوانات المتواجدة في ذات المكان فتتقاتل فيما بينها دفاعاً عن مساحتها أو تسلسلها أو مكانتها في المجموعة ..... إلخ ، من هذهِ الممكنات مثلاً خزن الغذاء في كرات يقوم الحيوان بالبحث فيها عن طعامه ، أو  إعطاء الفرصة للحيوانات للبحث عن طعامها المخبأ في أماكن متفرقة .... إلخ من الأفكار  .
6 ــ مواصلة قيام الجهات المهتمة برعاية الحيوان إن وجدت ( جمعيات رعاية الحيوان ، جمعيات حماية حقوق الحيوان )  ، أو مجموعة من الأطباء البيطريين أو الأفراد العاديين ممن لهم اهتمام بأمور الحيوانات بمخاطبة الجهات الرسمية ليتم التعاون معها لإنهاء محنة هذهِ الحيوانات .
7 ــ تأمين دورات التعليم المستمر لكادر العاملين في مجال رعاية الحيوانات ( أطباء ، عمال ، موظفين صحيين ... إلخ ) لغرض مواكبة التغيرات الجديدة في هذا المجال .
أما عن رأيي الشخصي فأنا أرى بأن الحيوانات البرية لا يليق بها الأسر في حدائق الحيوان ، لأن هذا مُناف لطبيعتها كحيوانات برية طليقة . 


رأيي في حدائق الحيوان /   
أنا ضد حجز الحيوانات وبالذات البرية منها في حدائق الحيوان ، فينتزع الحيوان عنوة من بيئته الطبيعية ليودع الحديقة ، لمجرد رغبة البشر في ذلك ، وأرى إن حدائق الحيوان يجب أن تكون محطات لإعانة الحيوانات ( وليس معتقلات للحيوانات السليمة ) التي تعاني من إصابات أو أمراض فيتم علاجها ثم تأهيلها لتعود لبيئتها الطبيعية حيث كانت ، أما الحيوانات التي تفتقر تماماً للحظ في فرصة ثانية للعيش في بيئتها الطبيعية لأسباب مختلفة منها ( الأمراض التي لا يمكن علاجها ، الشيخوخة ، الإعاقات الجسدية كفقدان أحد الأطراف أو العمى أو .... إلخ ، أو أسباب أخرى تستدعي بقائها بشكل دائمي في الحديقة حماية لها كالحيوانات المعرضة للانقراض لغرض الحفاظ عليها وتشجيع تكاثرها مثلاً  ، وأسباب أخرى ممكنة ) فيمكن الإبقاء عليها في الحديقة خدمة وحماية لها  .
لا أدري كيف تتحقق المتعة للإنسان في منظر حيوانات حبيسة في أقفاص ، بعيدة  ومعزولة عن بيئتها الطبيعية ، اقْتُلِعت عنها عنوةً  . 



أخيراً  /
في 23 / ابريل / 2017 م ، كتب دافيد فريدريش في جريدة ( اكسترا تب ) الألمانية عن حملة جمع التبرعات التي قام بها شخصين من أجل توسيع قاطع خنازير غينيا في حديقة حيوانات إحدى المدن الالمانية ، لم يكن قاطع خنازير غينيا بالضيق أو المهمل ، لكن حرصاً على راحة هذهِ الحيوانات الجميلة الصغيرة التي تُسعِدُ الزائرين للحديقة ، وهي تعيش طليقة في مساحة مخصصة لها ، قام هذين الشخصين بجمع التبرعات لتوسيع قاطعها ، وكُللت الحملة بجمع مبلغ ( 16,250 ايرو ) تقريباً ، وسيتم الشروع خلال الفترة القادمة بتوسيع القاطع ، كما تمّ الإعلان عن بدء حملة جديدة لجمع التبرعات لغرض ترميم وإدامة وتوسيع قاطع الأرانب البرية والمنزلية .

ما الذي يمنع من القيام بخطوة مشابهة لأجل توفير مكانٍ أفضل للدببة السبعة موضوع الحديث في المقالة ؟


هُنا أدعو جمعية رعاية الحيوان في العراق لإبراز دورها الهام والقيام به في الاهتمام بهذا الموضوع ( فهو من صميم مُهماتها كجمعية أو منظمة ) والعمل لما هو في صالح الحيوانات هذهِ لتوفير متطلبات بيئتها الطبيعية لها بالدرجة الأولى ، ومما يؤدي لخدمة زوار الحديقة ، وفي النهاية لخدمة المدينة وأيضاً كوجهة للسواح في المستقبل .

خاتمة /
بأمل أن تُسمع الأصوات المُطالِبَة بإنهاء محنة الدببة البنية السبعة ، تُختم هذهِ المقالة ، شاكرة للجميع الوقت كما الجهد الذي بذلوه في متابعة الموضوع .
شكراً للجميع .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش /
( 1 )

المصادر عن حالة الاضطراب السلوكي للدببة 

http://www.peta.de/eisbaerstereotypie

مع مصادر علمية أخرى متفرقة .


( 2 )


https://www.youtube.com/watch?v=lJQbwBA2wPc
دب متنزه الزوراء
 
( ممكن ملاحظة بعض علامات الاضطراب السلوكي على الحيوان ) .




( 3 )
https://www.youtube.com/watch?v=AuPzzAn4aMU

الدب في الزوراء .

( بعض علامات الاضطراب السلوكي على الحيوان ) .

( 4 )
https://www.youtube.com/watch?v=c3E7t7M23T8

[ عن الدب / في الدقيقة الثالثة والسبعة والخمسين ثانية إلى الدقيقة الرابعة والتسعة عشر ثانية من الفيديو ] .


( 5  )

https://www.youtube.com/watch?v=vwvMMMMziOA
حديقة الزوراء في بغداد


( 6 )

https://www.youtube.com/watch?v=Qft49i6nU4A
حسين اسد / تقرير حديقة الحيوان


( 7 )
https://www.youtube.com/watch?v=ZPD7tTau_o8
حديقة الزوراء في بغداد الدب

( 8 )

https://www.youtube.com/watch?v=V7Bbnl6apG0
دب في الزوراء ( فيديو قصير ) .

( 9 )
موقع سلام الطائي على الفيس بوك ( موقع دائرة المتنزهات والتشجير  )
https://www.facebook.com/profile.php?id=100007234848469



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


فيديوات أخرى للمشاهدة /

( 1 )

https://www.youtube.com/watch?v=3ZEm7pZZZSs
حديقة الحيوانات في الزوراء بلا حيوانات ... تقرير يعرب القحطان قناة دجلة الفضائية .

بتاريخ 5 / 3 / 2017 م .
( تظهرُ الدببة في القاطع الرئيسي حيث يتوفر حوض للسباحة مع سياجين حديديين ) .

( 2 )
https://www.youtube.com/watch?v=QmjNc3tX5UI
حديقة الحيوانات ( الزوراء ) / بغداد . الدب
28 / 9 / 2015
في القاطع الرئيسي حيث يوجد حوض السباحة مع السياجين الحديديين ، وفي هذا الفيديو يظهر الدب الذكر ( المُسِنّ) مع إثنين من الإناث . 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



من الموصل /

https://www.youtube.com/watch?v=go7v3WpGPgs
مشاهد مؤلمة في حديقة الحيوان في الموصل
بتاريخ :  7 / 2 / 2017 م .



http://www.niqash.org/ar/articles/society/3010/
منزل قديم متهالك اسمه ( حديقة حيوانات نينوى )
عبد المهيمن باسل .
بتاريخ : 15 / 3 / 2012 م .






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



55
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 28 )
( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )
     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر
               


 طَابِع المَوْضُوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                             

عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، سنَقْرأُ هُنا عما أنجزه المُعلِّم  سعيد شامايا  في رِحْلَةِ العطاءِ الطوِيلَة الغزِيرَة  ، فشُكراً  لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .

                                                                             
د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( سعيد ياقو هرمز شامايا )

مِنْ مواليد الْقوش 23 / تموز / 1929 م ، تَرَبَّى فيها ، ودَرَسَ في مدارِسِها .
تَخَرَّج مِنْ دارِ المُعلّمين الرِيفِيَّة عام 1948 م .
تَعيَّنَ في السُليمانِيَّة مُعلّماً حَتَّى عام 1952 م ، وتَالِيَة انْتَقَلَ إِلى قَرْيَة سنَاط كمُدِيراً لِمَدْرَسَتِها الأَبْتِدائِيَّة لِمُدَّةِ ثَلاثِ سَنَوات ، ثُمَّ بَعْدَها إِلى الْقوش ومَكثَ فيها حَتَّى عام 1961 م ، وكمَحطَة أَخِيرَة اسْتَقَّرَ بِهِ الحالُ في بَغْداد  .
في عام 1977 م أُحيلَ على التَقَاعُد ، ثُمَّ انْتَقَلَ لِلسَكنِ في نَاحيَة عنكاوا  في شمَالِ العِراق عام 2005 م  .
عُضو الاتِحَادِ العامّ لِلأُدَبَاءِ والكُتَّابِ في العِراق .   
سكرتِير تَحْرِير مَجَلَّة الكاتِب السرْيَاني مِنْ  2000 م ــ 2002 م  .
سكرتِير تَحْرِير مَجَلَّة صَوْت السرْيَان لِسَنَة واحِدَة .
سكرتِير تَحْرِير مَجَلَّة موتوا عمايا في عام  2010 م .
صاحِب امْتِياز مَجَلَّة صَوْت الشَبَاب ( مُتَوَقِّفَة حالِياً )  .
شَارَكَ وبِالتَعاونِ مَعَ نُخبَةٍ مِنْ شَبابِ الْقوش بِتَأْسيسِ نادِي بابِل الكِلْدانِيّ في بَغْداد عام 1970 م ، كما شَارَكَ بِتَأْسيسِ الجمْعِيَّة الثَقَافِيَّة لِلنَاطِقين بِالسرْيَانِيَّة وأَصْبَحَ سكرتيرها للفترة ( 1975 م ــ 1978 م ) .
شَارَكَ مَعَ نُخبَةٍ مِنْ الفَنَّانين بِتَأْسيسِ فُرْقَة مَسْرَح شيرا لِلنَاطِقين بِالسرْيَانِيَّة عام 1993 م ، والَّتِي قَدَمَتْ لِلجَمْهُورِ العشَرَات مِنْ المَسْرَحِيَّات وبِاللُغتينِ العرَبِيَّة والسرْيَانِيَّة .
رئيس مَرْكز كلْكامِش لِلثَقَافَةِ والفُنُون  .

شَارَكَ في الكثِيرِ مِنْ المِهْرجاناتِ الثَقَافِيَّة والفَنِيَّة السرْيَانِيَّة والَّتِي أُقِيمَتْ في  : بَغْداد  ، الْقوش ، بخديدا ، عنكاوا ونُوهدرا  ، وفي مَجالي الشِّعْرِ والمَسْرَح .
شَارَكَ عام 1998 في مِهْرجانِ المَرْبِد الشِعْرِيّ والَّذِي يُقامُ في العِراقِ كُلَّ عام .

أَلْقَى العدِيدَ مِنْ المُحاضَراتِ في مَجَالِ القِصَّةِ ، المَسْرَح ، التُراثِ والقَضَايَا الأُخْرَى ، وتَوَزَّعَتْ بِالشَكْلِ التَالي : ــ
سِتَةَ عَشَر مُحاضَرَة في بَغْداد /  مُحاضَرَة واحِدَة في كُلٍّ مِنْ : كرَمْليس ، تللسْقُف ، بَخْديدا  / مُحاضَرَتين في عنكاوا ـ أَرْبيل / مُحاضَرَتين في الْقوش .
أَكْثَر هذِهِ المُحاضَرَات مُسَجَّلَة ، أَوْ مَخْطُوطَة ، وهي دِرَاسَات لِمَواضِيع آنِيَّة ، مِنْها  ثَقَافِيَّة حَوْلَ القِصَّة والمَسْرَح والتُرَاث والتَرْبيَة والطفُولَة .
لَهُ مَجْمُوعة مِن الأَغانِي والأَناشِيد ، تَمَّ تَلْحين ثَلاثَة أَشْرِطَةٍ مِنْها .

لَهُ المِئات مِنْ المقَالاتِ المَنْشُورَةِ في الصُحُفِ والمَجلاتِ والمَواقِعِ الأَلكتْرونِيَّة .

يَنْشُرُ نِتَاجاتَهُ في :
المَواقِع / مَوْقِع الْقوش ، عنكاوا ، عَشْتَار ، صَوْت تللسْقُف ، خَوْرَنَة الْقوش ، تللسْقُف كوم ، وغَيْرها .
المَجَلات / صَوْت الشَبَاب ، قَالا سُوريايا ، بيرمُوس ، بانِيبال ، المُثَقَّف الكلْدانيّ ، صَوْت الإِنْسَان ، الكرْمَة ، الإِبْداع السرْيَانيّ ، موتوا عمايا ، اوفْقَا  وغَيْرها .
الجَرَائد / صَوْت الْقوش ، جَرِيدَة المَجْلِس الشَعْبِيّ سُورايا ، بيت نَهْرِين ، قُويَامن وغَيْرها .

كتَبَ ثَلاث مُسَّلْسَلات /
بِالسرْيَانِيَّة : بحو في الْقوش ، بحو بَيْنَ الجِبَال ، بحو في قَرْيَة جارَة .
بالعرَبِيَّة  : رَحِيلُ الشيُوخ ، العاقِر ، أَمل .

تَتَسِمُ نِتَاجاتُهُ بِالثَراءِ والتَنَوّعِ والغَزَارَة ، فهو يَكْتُبُ :
 الرِوايَة ، القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، المَسْرَحِيَّة ، الاوبَريت ، الشِّعْر ، المَقَالات ، قِصَص لِلأَطْفَال ، كِتَابَات في التُراث ، كِتَابَات سِيَاسِيَّة ، النُصوص السِينمائِيَّة ....... ومَجالات كثِيرَة أُخْرَى.

صَدَرَ لِلكاتِب :

1 ــ هدِيَة مُقَاتِل ( مَجْمُوعة قِصَص قَصِيرَة لِلأَطْفَال ) / أًوَّل مَجْمُوعة قِصَصيَّة  صَدَرَتْ لَهُ / عَنْ دارِ الشؤونِ الثَقَافِيَّة / في بَغْداد / عام 2000 م / عَدَدُ الصَفَحَات ( 48 )  صَفْحَة مِنْ الحَجْم الصَغِير /  مِنْ هذِهِ القِصَص : الكومبيوتر ، زَهْرَة التُفاح ،  هدِيَّة مُقَاتِل ، نَدِيم ، الوَقْت ، التُفاحَة ، التَجْمِيل ، نَدَم سَرِيع ، شَمْس تَمُّوز ، الغُرَاب ، عالم امه ، العَطف ، المَحَطَة الثَالِثَة ، فَضْلاً عَنْ عِدَّةِ قِصَصٍ قَصِيرَة جِدَّاً  أُخْرَى .
حالَةُ الحِفْظ في دارِ الكُتُبِ والوثَائقِ الوَطَنِيَّة وكمَا ورَدَ في صَفْحَتِها على الانْترنيت :                                                                                     
عُنْوانُ الكِتَاب : هدِيَة مُقَاتِل ، ( قِصَص ) / المُؤَلِّف : سعيد شامايا / اللُغَة : عرَبي / مكانُ النَشْر والنَاشِر :  دار الشؤونِ الثَقَافِيَّة العامَّة ـ بَغْداد / تَارِيخ النَشْر : 2000 م / عَدَدُ الصَفَحَات ( 48 )  صَفْحَة / رَقْم التَسْجيل في دارِ الكُتُبِ والوثَائق الوَطَنِيَّة : 605679 ، 605678 / رَقْمُ التَصْنِيف : 813.92  /  رَقْمُ المُؤَلِّف : س 694   / عَدَدُ النُسَخ : ( 2 ) .

 
2 ــ الأَوْراق الميتَة ( مَجْمُوعة قِصَص قَصِيرَة ) / بِاللُغةِ العرَبِيَّة  /عام 2001 م / وتَضمَّنَتْ ثَلاث عشَرة قِصَّة قَصِيرَة : احْتِفالٌ مُخْتَصَر ، الأَوْراق الميتَة ، الجَبَل المَاسيّ ، المقْعَد ، جارِي ، العِيد ، ديُون قَدِيمة ، صَدِيقٌ قَدِيم ، العِلَّة ، وَهْم الشُهْرَة ، تَفاهُم ، الشَجَرَة   .
حالَةُ الحِفْظ في دارِ الكُتُبِ والوثَائقِ الوَطَنِيَّة وكمَا ورَدَ في صَفْحَتِها على الانْترنيت :                                                                                     
عُنْوانُ الكِتَاب : الأَوْراق الميتَة / المُؤَلِّف : سعيد شامايا / اللُغَة : عرَبي / مكانُ النَشْر والنَاشِر :  بَغْداد ، مكْتَب دار الشؤونِ الثَقَافِيَّة / تَارِيخ النَشْر : 2001 م / عَدَدُ الصَفَحَات ( 56 )  صَفْحَة / رَقْم التَسْجيل في دارِ الكُتُبِ والوثَائق الوَطَنِيَّة : 512396 / رَقْمُ التَصْنِيف : 813.92  /  رَقْمُ المُؤَلِّف : س 694   / عَدَدُ النُسَخ : نُسْخَة واحِدَة .

3 ــ الآلام الشَرِيفَة / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة لِلأَطْفَال / عام 2002  م /  المَجْمُوعَة تَضُمُّ التَالِي :
ــ قِصَص قَصِيرَة جِدَّاً وهي : واعِظ دَجَّال ، الطِفْلُ والصَخْرَة ، العوْسَجُ والوَرد ، تَحِيَّةُ الأَسَد ، الاتِحَاد [ أَعّدَّ عَنْها المُؤَلِّف مَسْرَحِيَّة ( تَجَسَّدِي يا رُوحي ) ] ، التَعاون ، أَحْذِيَّة القِطَّة ، عمُودان ، الفَرَاشَةُ المَغْرُورَة  .
ــ قِصَص قَصِيرَة وهي : القِطَّة الغادِرَة ، الفَتَى والبَبَغاء ، السَاعة ، طبِيبُ أَسْنَان ، الآلام الشَرِيفَة ، الكلْبُ الأَمِين ، الأَرْضُ الَّتِي لا تَنْقَسِمُ ، القَفَص ، سُلم إِلى الكواكِب ( أَعّدَّ عَنْها المُؤَلِّف مَسْرَحِيَّة ) ، الوَاجِب ، سوسو ودودو ( لا تَحْمِل فَوْقَ طاقَتِك ) ، الثَعْلبُ يَبِيعُ الحِيلَة ، صُورَة ، الجَوْهرَة ( أَعّدَّ عَنْها المُؤَلِّف مَسْرَحِيَّة ) .
 
حالَةُ الحِفْظ في دارِ الكُتُبِ والوثَائقِ الوَطَنِيَّة وكمَا ورَدَ في صَفْحَتِها على الانْترنيت :                                                                                     
عُنْوانُ الكِتَاب : الآلام الشَرِيفَة ( قِصَص أَطْفَال ) / المُؤَلِّف : سعيد شامايا / اللُغَة : عرَبي / مكانُ النَشْر والنَاشِر :  بَغْداد ، مكْتَب دارا / تَارِيخ النَشْر : 2002 م / عَدَدُ الصَفَحَات ( 40 )  صَفْحَة / رَقْم التَسْجيل في دارِ الكُتُبِ والوثَائق الوَطَنِيَّة : 514139 ، 514141 ، 514140 / رَقْمُ التَصْنِيف : 813.92  /  رَقْمُ المُؤَلِّف : س 694   / عَدَدُ النُسَخ : ( 3 ) .

عَنْ مَجْمُوعَتي ( الأَوْرَاقِ الميتَة )  و ( الآلام الشَرِيفَة )  قَامَتْ آماليا انتوليفنا ماكروشينا مِنْ جامِعةِ بترسبرج بِتَرْجَمَة 26 قِصَّة ، الثَمانِيَة الأُولَى مِنْها مُتَوَسِّطَة والأُخْرَى قِصَصٌ قَصِيرَة جِدَّاً إِلى الرُوسِيَّة في كِتَاب يَحْمِلُ عِنْوان ( الآلام الشَرِيفَة ) ، في ( 92 ) صَفْحَة .

4 ــ بَاقَة نَرْجِس مِنْ كوردسْتَان ( قِصَص الأَنْصارِ والبيشمَرْكة ) / صَادِر عَنْ مَطْبَعةِ الثَقَافَة الكوردِيَّة  في أَرْبيل / في كانُون الأَوَّل  مِنْ عامِ 2007 م / عَدَد الصَفَحَات : 157 صَفْحَة / مِنْ قِصَصِ المَجْمُوعَة : بَاقَة نَرْجِس مِنْ كوردسْتَان ، مُهِّمَة خاصَّة ،  أَخْطأَتْ طَرِيقها ، العَوْدَة ، الجَوْز ، نَظَرَاتُ فأْرٍ مَرْعُوب ، إِثْنَان ، يَصْنَع هَوِيَّتَهُ ، شِيرين ، يَقْتُلُ أَخَاهُ ، الشَجَرَة العَجُوز ، الوَرَقَة وقِصَصٌ أُخْرَى  .
حالَةُ الحِفْظ في دارِ الكُتُبِ والوثَائقِ الوَطَنِيَّة وكمَا ورَدَ في صَفْحَتِها على الانْترنيت :                                                                                     
عُنْوانُ الكِتَاب : بَاقَة نَرْجِس مِنْ كوردسْتَان ( قِصَص قَصِيرَة ) / المُؤَلِّف : سعيد شامايا / اللُغَة : عرَبي / مكانُ النَشْر والنَاشِر : مَطْبَعةِ الثَقَافَة ــ أَرْبيل / تَارِيخ النَشْر : 2007 م / عَدَدُ الصَفَحَات ( 157 )  صَفْحَة / رَقْم التَسْجيل في دارِ الكُتُبِ والوثَائق الوَطَنِيَّة : 547042 / رَقْمُ التَصْنِيف : 891.5973 /  رَقْمُ المُؤَلِّف : س 694   / عَدَدُ النُسَخ : (1) .



5 ــ هرمز طُورايَا ( مَجْمُوعَة قِصَص قَصِيرَة وقَصِيرَة جِدَّاً بِالسرْيَانِيَّة وتَرْجَمتها إِلى العرَبِيَّة ) /  حَجْم الوَرَق : مُتَوَسِّط / صَدَرَتْ عام 2007 م في بَغْداد  / مِنْ هذِهِ القِصَص  : لَنْ تَصِيرَ إِنْسَاناً ، هرمز طُورايا ، السلَّم ( سمَّلْتَا )  ، غَيُور ( طنَّانا  ) ، قَدري ، حمَّالُ الأَحْذِيَة ، طَرِيق ، الحاكِم ( دَيّانا ) ، العَوْدة ، القَصِيدَة  ، مفْتَاحُ قَلْبِها ، الوَشَم ، الحذَر ، عاثور ، الحُبُّ الصَافي ، لِقَاء ، بَيْنَ القَصْرِ والكُوخ ، الخصُومَة ، القمَار ، الإِبْرَة والخَيْط ، الشَيْخُ الغامِض ، انْتِقَامٌ خاطِئ ، دَحْرَجَ حَجَراً فَوَقَعَ علَيْهِ ، المُخْبِر الأَمين ، ظالِم يَبِثُّ شَكْواه لِلمَظْلُوم ، الأَرْضُ لا تَخْذِلُ أَصْحابَها ، خَمْرُ القدِيس ، الطَيْرُ والقَفَص ، العاهة ، القِطّ ، الدِيكُ المُتَبَاهِي ، طَرِيقُ قَرْيَتِي ، العمَاذ ، الفِجل ، الجِسْر ، لَم ْ يَتَعاونَا ، لا تَفْرَح بِمَصَابِ صَدِيقِك ، الطَعام الحرَام ، الأَطْفَال والكرَم  ، الغُرَاب الصَادِق ، الغزَال يَعُدُّ النجُوم ( حَوَّلَها المُؤَلِّف إِلى مَسْرَحِيَّة ) ، حيَّان والقَمَر ، العصْفُورُ الحاسِد ، الفصُولُ أَرْبَع ( قِصَّة لِكُلِّ فَصْل ) ، عَدْلُ الغابَة (حَوَّلَها المُؤَلِّف إِلى مَسْرَحِيَّة وتَمَّ انْتَاجَها ) ، المُجِدُّ والكسْلان ، الفَأْرَة والقِطَّة والثَعْلب ، ، الصقَرُ والغُراب ، قِطَّتَان ، الصدِيقُ الخَالِد ، الفَأْرَة والقِطَّة ، طمْطم ونمْنِم ، قَالَتِ الضِفْدَعة ، لا تَفْرَحُ بِبَلْوَى غَيْرك ، الجُرْحُ الصَغِير ، الفَأْرَة والقِطَّة والكلْب ، الكِلابُ السَائبَة ، الصِدْق ، السِبَاق ، هدِيَةُ المِيلاد ، العنْزَة والعفْص ، نَصِيحة ، إِذْهَبْ مَعَ مَنْ يُبْكِيك ، جزَاءُ الجدِّ ، قَالَتِ الفَرَّاشَة ، عَيْنُ الحكِيم في رَأْسِهِ والشَرِه في بَطْنِهِ ، غرُور ( نُشِرَتْ في مَجَلَّةِ علاء الدِين المَصْرِيَّة ) ، القَاضِي ، الحِكْمَة ، إِيمانٌ وحُبٌّ ، الجُوع ، الجِسْر ، الحُبُّ الصَادِق .   




6 ــ السِيَاحة في رُبُوعِ كُوردسْتَان / مَطْبُوع ثَقَافِيّ / عَنِ السِيَاحةِ في كُوردسْتَان مَعَ خَرائطٍ وصُوَرٍ سِيَاحِيَّة / تَمَّ طَبْعهُ في شَرِكةِ الدِيوان لِلطِبَاعةِ في بَغْداد / سَنَة 2007 م .
 

7 ــ أَيْنَ رَسَتِ الدِيْكتاتُورِيَّة في العِراق / كِتَاب يَبْحثُ في الأَحْوالِ السِيَاسِيَّة في العِراق / صَادِر عَنْ مَطْبَعةِ المنَارَةِ في أَرْبيل / سَنَة 2012  م / عَدَدُ الصَفَحَات ( 159 )  صَفْحَة .
حالَةُ الحِفْظ في دارِ الكُتُبِ والوثَائقِ الوَطَنِيَّة وكمَا ورَدَ في صَفْحَتِها على الانْترنيت :                                                                                     
عُنْوانُ الكِتَاب : أَيْنَ رَسَتِ الدِيْكتاتُورِيَّة في العِراق / المُؤَلِّف : سعيد شامايا / اللُغَة : عرَبي / مكانُ النَشْر والنَاشِر : أَرْبيل ــ مَطْبَعة المَنَارة / تَارِيخ النَشْر : 2012 م / عَدَدُ الصَفَحَات ( 159 )  صَفْحَة / رَقْم التَسْجيل في دارِ الكُتُبِ والوثَائق الوَطَنِيَّة : 572104 / رَقْمُ التَصْنِيف : 321.9 /  رَقْمُ المُؤَلِّف : س 694   / عَدَدُ النُسَخ : (1) .

8 ــ مُعلِّم مِنْ تِلك القَرْيَة / ( رِوايَة ) / بِاللُغةِ العرَبِيَّة / طُبِعَتْ في مَطْبَعةِ المَنَارَة في أَرْبيل / عام 2012 م / 224 صَفْحَة / حَجْم الوَرَق المُسْتَعْمَل : مُتَوَسِّط  / كُتِبَتْ في الصَوْمَعةِ  ما بَيْنَ سَنَة ( 1980 م ــ 1989 م )  .


9 ــ  أَنِين / مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة / نصُوص بِالعرَبِيَّة / صَادِر عَنْ دارِ المنَارَةِ لِلطَبْعِ / 96 صَفْحَة / حَجْم الوَرَقِ : مُتَوَسِّط / عام 2012 م   .


10 ــ الطِفْلُ ذو الصَنْدوق الخَشَبِيّ / بِاللُغةِ العرَبِيَّة / تَتَحَدَّثُ عَنِ الوَضْعِ الاجْتِماعيّ لِلعوائلِ المُهَجَّرَة مِنْ كُوردسْتَان إِلى بَغْداد / عَدَدُ الصَفَحَات ( 91 )  صَفْحَة / مِنْ قِصَصِها : بَاص 36 ، كانَتْ على مَوْعِد ، دَرْسٌ في الأَمانَة ، كترو ، صَفْقَة ، الجُرح ، الكلْبُ البُوليسِيّ ، الرِسَالَة ، السَفْرَة ، التَعَصُّب حَتَّى النُخَاع ، الجَوْز .
حالَةُ الحِفْظ في دارِ الكُتُبِ والوثَائقِ الوَطَنِيَّة وكمَا ورَدَ في صَفْحَتِها على الانْترنيت :                                                                                     
عُنْوانُ الكِتَاب : الطِفْلُ ذو الصَنْدوق الخَشَبِيّ ، ( قِصَص ) / المُؤَلِّف : سعيد شامايا / اللُغَة : عرَبي / مكانُ النَشْر والنَاشِر : بَغْداد ــ اتِحَاد النَاشِرين العِراقِيِّين / تَارِيخ النَشْر : 2013 م / عَدَدُ الصَفَحَات ( 91 )  صَفْحَة / رَقْم التَسْجيل في دارِ الكُتُبِ والوثَائق الوَطَنِيَّة : 636859 ، 636860 ، 636861 / رَقْمُ التَصْنِيف : 813.92 /  رَقْمُ المُؤَلِّف : س 694   / عَدَدُ النُسَخ : ( 3 ) .

11 ــ ماتَ مَرَّتين / ( رِوايَة ) / صَدَرَتْ عَنْ مَطْبَعةِ المَنَارَة في أَرْبيل  / عام 2014  م / عَدَدُ الصَفَحَات ( 200 )  صَفْحَة / حَجْم الوَرَق المُسْتَعْمَل : مُتَوَسِّط / مَسْرَح الرِوايَة هو الحَرْب العِراقِيَّة ــ الايرانِيَّة / كُتِبَتْ في الصَوْمَعةِ [ الإسْم الَّذِي يُطْلِقهُ مؤَلِّف الرِوايَة ( سعيد شامايا ) على مكانِ اخْتِبائهِ لِسَنَوات بِحُكْمِ الظرُوفِ الَّتِي مَرَّ بِها  ما بَيْنَ سَنَة ( 1980 م ــ 1989 م )  ] .
حالَةُ الحِفْظ في دارِ الكُتُبِ والوثَائقِ الوَطَنِيَّة وكمَا ورَدَ في صَفْحَتِها على الانْترنيت :                                                                                     
عُنْوانُ الكِتَاب : ماتَ مَرَّتين ، ( رِوايَة ) / المُؤَلِّف : سعيد شامايا / اللُغَة : عرَبي / مكانُ النَشْر والنَاشِر : أَرْبيل ــ مَطْبَعة المَنَارة / تَارِيخ النَشْر : 2014 م / عَدَدُ الصَفَحَات ( 200 )  صَفْحَة / رَقْم التَسْجيل في دارِ الكُتُبِ والوثَائق الوَطَنِيَّة : 573091 / رَقْمُ التَصْنِيف : 813.92 /  رَقْمُ المُؤَلِّف : س 694   / عَدَدُ النُسَخ : (1) .



 
12 ــ الإِفْسَاد والتَخْرِيب في البُلْدانِ النَامِيَة / وهو دِراسَة مَيْدانِيَّة لِلعِراق سَنَة 1950 ــ 2000 م ، وعَنْ أَوْضَاع البُلْدانِ النَامِيَة / صَادِر عَنْ مَطْبَعةِ المنَارَةِ في أَرْبيل / 462 صَفْحَة / حَجْم الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : مُتَوَسِّط  .


13 ــ أُوبرِيت دَرْب الصَلِيب / شِعْر / صَادِر عَنْ مَكْتَبِ دارا لِلطِبَاعةِ / 18 صَفْحَة / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة / ويَصِفُ مَرَاحِل اقْتِيادِ يَسُوع المَسِيح في  الطَرِيق إِلى الجُلْجُلَة ، وهي خَمْسَة عَشَرَ مَرْحلَة : قُبْلَةُ الخِيَانَة ، وِداعُ أُورشلِيم ، السَقْطَة الأُولَى ، دمُوعُ الأُمّ ، القيرواني يَحْمِلُ الصلِيب ، شَجاعَةُ المَرْأَة وارينا ، السَقْطَة الثَانِيَة ، بَناتُ أُورشلِيم ، السَقْطَة الثَالِثَة ، وتُنْزَعُ ثِيَاب سَيّدي ، على الصلِيب ، الكأْسُ الأَخِيرَة ، العاصِفَة ... المَوْت ، سكُونُ القَبْر ، مَرْحلَةُ القِيَامَة .



14 ــ الفرْدوس المَفْقُود ( سنَاط ) / بُلْدانِيَّات / طُبِعَ في مَكْتَبِ دارا / 128 صَفْحَة / والكِتَاب يُتَابِعُ التَقَالِيدَ والتُراث والحيَاة الاجْتِماعِيَّة .
 



15 ــ ثَقَافَة الأَطْفَال ( دِراسَة تَرْبَوِيَّة توجيهية  ) / صَادِر عَنْ مَكْتَبِ دارا لِلنَشْرِ / 133 صَفْحَة / حَجْم الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : مُتَوَسِّط / مُحْتَوى الكِتَاب : المُقَدِّمَة ، المَعْنِي بِثَقَافَةِ الأَطْفَال ، الكِتَابَة في مَجَالِ ثَقَافَةِ الأَطْفَال ، ما يُنْتِجهُ الرَاشِدون لِلأَطْفَال ، حَوْلَ اخْتِيارِ المَوْضُوع ، قِصَصُ السِحْرِ والجان ، أَدَبُ الأَطْفَال ، حِيْنَ أَكْتُبُ لِلأَطْفَال ، التَهْوِيل والمُبالَغة ، ثِقَةُ الطِفْلِ بِنَفْسِهِ ، القِراءَة عادَةٌ حسَنَة ، قِصَصٌ تَرْبوِيَّة واجْتِمَاعِيَّة ، قِصَصُ النَقْدِ الاجْتِمَاعِيّ ، نِتَاجاتٌ تُعالِجُ قَضَايَا عامَّة ، أَدَبُ الأَطْفَالِ والتُرَاث ، القِصَصُ الطوِيلَة ، كيْفَ تُنَمِّي قَابلِيَّات الطِفْل ، قِصَصُ الخيَالِ العِلْمِيّ ، نَمَاذِجٌ مِنْ قِصَصِ الأَطْفَال ، مَسْرَحُ الطِفْل ، مَسْرَحِيَّة ( تَجسَّدِي يا رُوحي ) ، سِينَما الأَطْفَال ، التلفزْيُون والفِديو ، شِعْرُ الأَطْفَال ( 1 ) و ( 2 ) ، الأَطْفَالُ  الرِجال ، البطُولَة عِنْدَ الأَطْفَال ، الصَرَاحَة ، الوِلادَة في حيَاةِ العائِلَة ، الشِدَّة في تَرْبِيَةِ الطِفْل ، حُرِيَّةُ الطِفْل ، ميادِينُ الوَعي أَمامَ الطِفْل ، أَسالِيبٌ سَلْبِيَّة ، مِنْ الحالاتِ السَلْبِيَّة ، حَوْلَ طَرْحِ الآرَاء ، ماذَا نَخْتَارُ لأَوْلادِنا لِلقِراءَة ، ما هي الثَقَافَة عِنْدَ الطِفْل ، التَعْلِيم والتَطَبُّع ، الأُسْلُوب ، الأَزْدواجِيَّة ، الطِفْل وحُبُّ الحيَاة . 
 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــ عَنْ أَدَبِ الأَطْفَال /

لِلمُؤَلِّف سعيد شامايا اهْتِمام خاصّ بِأَدَبِ الطِفْل حَيْثُ أَنْجَزَ في هذَا الشَأْن أَكْثَر مِنْ مِئةِ قِصَّة لِلأَطْفَال  ، كمَا كَتَبَ الكثِير مِنْ الأَشْعار لِلأَطْفَال بِالسرْيَانِيَّة والعرَبِيَّة وهي أَشْعار مَخْطُوطَة أَلْقَاها الأَطْفَال في مُنَاسَبَاتٍ مُخْتَلِفَة واحْتِفَالاتٍ ومِهْرَجاناتٍ أُقِيمَتْ في : الْقوش ، بَغْداد ، عنكاوا ، تللسْقُف ، بَخْديدا ، كرَمْليس ، بَرْطلَة ، دهُوك ، ومِنْها مُلَحَّنَة وتَصْحَبُها رَقْصَات ومَرَح .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

مِنْ كُتُبِهِ المَخْطُوطَة ( غير منشورة ) ( مُؤَلَّفات لَمْ تُطْبَع بَعْد ) /
1 ــ قِصَّة مَدِينَة ( ش ) / رِوايَة / 120 صَفْحَة / مَوضُوعها المُقَارنَة بَيْنَ الطِفْل الشَرْقِيّ ( والمَرْمُوز إِلَيْهِ بِحَرْفِ الشِين ) بِمُعانَاتِهِ وإِبْداعاتِهِ مَعَ الطِفْلِ الغَرْبِيّ وهذَا مِنْ خِلالِ زِيارَةٍ مُتَبَادلَة بَيْنَهُما  .

2 ــ أَرْضُ العسَل / رِوايَة / 260 صَفْحَة / كُتِبَتْ في الصَوْمَعةِ ما بَيْنَ سَنَة ( 1980 م ــ 1989 م ) / مَسْرَحها أَمْرِيكا العسَل والعلْقَم .

3 ــ دارُ جَدِّي / رِوايَة / عّدَدُ الصَفَحات : 230 صَفْحَة / مَسْرَحها مصر / وتَحْكي عَنْ وَضْعِ الشَبَابِ المَصْرِيّ ( خصُوصاً المُلْتَزم سِيَاسِيَّاً ) والتَمَرُّدِ على السُلْطَة ثُمَّ الهِجْرَة إِلى دولِ الخلِيج ومُعانَاتِهِم ، هو صُرَاع بَيْنَ الفِكْرِ والوَاقِع / كُتِبَتْ في الصَوْمَعةِ .

4 ــ همُومُ الفَتَى الزِنْجِيّ / رِوايَة / 245 صَفْحَة / كُتِبَتْ في الصَوْمَعةِ ، وتَدورُ همُومها عَنِ الحرَكاتِ الثَوْرِيَّة في وَسَطِ وجنُوبِ أَفْريقيا بِأَجْوائها السِيَاسِيَّة ، الاجْتِماعِيَّة ، التُراثِيَّة ، القَبَائلِيَّة  .

5 ــ زَوْجتي بَرِيئة / رِوايَة / 190 صَفْحَة / مَسْرَحها في الجيك وبَغْداد .

6 ــ نَادي السَعادَة / رِوايَة مَخْطُوطَة / حوالي ( 180 ) صَفْحَة / تَتَناولُ أَحْدَاثُها المَوْضُوعات الاجْتِماعِيَّة لِلعوائلِ المَسِيحِيَّة في بَغْداد . 

7 ــ السونة / رِوايَة مَخْطُوطَة / 246 صَفْحَة / مَوْضُوعها الصُراع في مَجَالِ شيُوخِ الاقْطاعِ ومَسْرَحها الجزِيرَة .

8 ــ بَيْنَ كُرْسِيين / مَجْمُوعة قِصَصِيَّة غَيْر مَنْشُورَة  / تَشْمِلُ القِصَصَ التَالِيَة : سَراب ، بَيْنَ كُرْسِيين ، هَمَسَاتٌ غَيْرُ مُجْدِيَة ، المَصْنَع ، شِبَاط وقِطَط ، المَجْنُون ، في مَجْلِسِ الابْلِيس ، العذَارَى الثَلاث ، الدَرْسُ الأَوَّل ، الخَوْفُ المُتَوَقَّع ، الذُرَى ، وَسْمَةُ الحُبّ ، كلْبُ الصيَّاد والأَرْنَبُ ، مُقَايضَة خاسِرَة  .

9 ــ على ضِفَافِ الحِكْمَة / مَخْطُوط ثَقَافِيّ / 201 صَفْحَة / ويَضُمُّ المَخْطُوط مَجْمُوعَةَ مَواضِيعٍ مُخْتَلِفَة وخَواطِرٍ ، ووَمَضَاتٍ سَرِيعة ، وأَقْوالٍ بِمُحاولَةِ مُعالَجتِها مَعَ نَفَحاتٍ مِنْ الحِكْمَة .
ــــــــــــــــــــــــــــ

النصُوص السِينَمائِيَّة /

1 ــ العَوْدَة  ( دا ارتا ) / فِلْم سِينمائِيّ / انْتَجَتْهُ وِزارَةُ الثَقَافَة في إقْلِيم كُوردسْتَان / تَأْلِيف : سعيد شامايا /  إِخْرَاج  : زهير عبد المسيح / مُدَّة الفِلْم : 75 دقِيقَة / تَمَّ تَصْوِير أَحْدَاث الفِلْم في الْقوش / شَارَكَ في التَمْثِيل : باسل شامايا ، صفاء كريمة ، صباح يلدكو ، مَعَ مَجْمُوعةٍ مِنْ فنَّانِيّ الْقوش / عُرِضَ الفِلْم في قَاعةِ جمْعِيَّةِ الثَقَافَةِ الكلْدانِيَّة في عنكاوا وكذَلِك في الوِلايَاتِ المُتَحِدَّة الأَمْرِيكِيَّة .

لَقْطة مِنْ فِلْمِ العَوْدَة .
http://www.tellskuf.com/images/stories/food1/zs11.jpg
 

2 ــ ججو لاكم داكل ( ججو لا يَكْذب ) /  فِلْم سِينمائِيّ / نُسْخَة مِنْهُ مَوْجُودَة عِنْدَ ريكاردوس يوسف / وتَدُورُ أَحْدَاثُ الفِلْم عَنْ قَضَايَا تُرَاثِيَّة في الْقوش .
3 ــ أَيْضاً صُوريا / فِلْم وثَائقِي درامي / قَامَ سعيد شامايا بِكِتَابَتِهِ عام 2006 م / يَتَحدَّثُ الفِلْم عن مَأسَاة صوريا عام ( 1969 م ) ، وأَحْدَاثَهُ مُسْتَقَاة مِنْ أَشْخَاص حَضَروا المأَسَاة ومِنْهُم مَنْ لَهُ قَرابَة بِضَحايَا صُوريا / كُتِبَ بِثَلاثِ لُغاتٍ : السرْيَانِيَّة المَحْكِيَّة ( السُورث )  ، العرَبِيَّة ، الكُوردِيَّة ( بادِينان ) .
4 ــ يَوْم غَادرْنا الدَار / فِلْم سِينمائِيّ / وَصْفٌ لِيَومِ تَهْجِيرِ سُكانِ بَلْداتِ بَخْديدا ، كرَمْليس ، بَرْطلَة ، بَعْشِيقَة / درَاما مَعَ التَسْجيلِ لِصُوَرٍ حقِيقِيَّة لِوَضْعِ المُهَجَّرِين في تِلك الأَيَّامِ السَوْداءِ الصَعْبَة  .
ــــــــــــــــ
 

 مَواضِيع أُخْرَى تَناولَها بِالبَحْثِ والدِرَاسَة / 
1 ــ المَسْرَح في العِراقِ القَدِيم / دِراسَة / تَهْتَّمُ هذِهِ الدِراسَة بِالمُقَارنَةِ بَيْنَ المَسْرَحِ في العِراقِ القَدِيم والمَسْرَحِ الرُومانيّ .

2 ــ احْتِفالِيَّةِ آكيتو / دِراسَة تَحْلِيلِيَّة لِلاحْتِفَالِيَّة وأَيَّامِها كعَمَلٍ مَسْرَحِيّ .

3 ــ شِعْر عَنِ المَوْروثِ الشَعْبِيّ / مَجْمُوعَة الْقوش / ويَشْمِلُ الأَبْواب التَالِيَة :
 أَولاً ــ الْقوش ، شِعْر بِالسُورث عَنْها ، وَصْفَها وما يُحِيطُ بِها مِنْ مَوَاقِع تَارِيخِيَّة ، جبَلها وذِكْريَاتِ مَوْروثٍ شَعْبِيّ .
ثَانياً ــ الفِلاحَة ومَواسِمِها ، المِهن ، الأَعْمَال الحُرَّة ( أَيْضاً بِصِيغَةِ شِعْر بِالسُورث ) .
ثَالِثاً ــ الأَكْلات ومَواسِمِها ، أَنْواع الخُبْز ( أَيْضاً بِصِيغَةِ شِعْر ) .
رَابِعاً ــ الأَعْشَاب وما يُؤْكلُ مِنْها، وما يُسْتَعْمَلُ مِنْها كدَواء .
خامِساً ــ أَمْثَالٌ شَعْبِيَّة وأَقْوالُ حِكْمَة مِنْ الْقوش ( تَمَّ ذِكْر ما يُقَارِب  700 مَثَل ) .
سَادِساً ــ أَكْثَر مِنْ عِشْرِين أُغْنِيَة شَعْبِيَّة بِالسُورث ، مِنْها لُحِنَّ وسُجِّلَ ، واشْتَهَرَتْ في السَبْعينات أَيْضاً أَناشِيد تُراثِيَّة مِنْها سِيَاسِيَّة ، وأَشْهرَها نَشِيد الْقوش .

ــــــــــــــــ

الأُوبريتًات والنصُوصُ المَسْرَحِيَّة الَّتِي قَدَّمَها الكاتِب سعيد شامايا /
 كتَبَ ما يَزِيدُ على الأَرْبعين مَسْرَحِيَّة بِالسرْيانِيَّة والعرَبِيَّة مُثِلَتْ 27 مِنْها على مسَارِحِ بَغْداد والرَشِيد والوَطنِيّ ومسَارِح الأَنْدِيَّة والكنائس في : الْقوش ، بخديدا ، كرْمليس ، دُهوك  ، عنكاوا / أَرْبيل ،  وفي ديترويت / أَمْريكا  .

1 ــ مِيلاد شِيرا / أُوبريت غِنَائي تَمْثِيليّ / قُدِمَتْ على مَسْرَح نَادِي المُهَنْدِّسين في بَغْداد وأَيْضاً على مَسْرَح قَاعة المَرْكز الثَقَافِي النَفْطِي في بَغْداد عام 1993 م / إِخْرَاج : فريد عقراوي / تَدْرِيب وأَداء عادل دنو مَعَ مَجْمُوعَة أَطْفَال الكنِيسَة بِرِعايَةِ الأَب فيليب هيلايي / تَدورُ أَحْدَاث الأُوبريت حَوْلَ مِيلاد تَأْسِيس فُرْقَة شيرا .

2 ــ لعْبَة مَرْكو / مَسْرَحِيَّة اجْتِماعِيَّة مَطْرُوحة بِنَكْهَةٍ كومِيدِيَّة / عام 1993 م / تَحْكي عَنْ شَابَّة تُحاوِلُ اللَعِبَ بِمَشَاعِرِ شَابِين لِيَصِير أَحَدَهُما ضَحِيَّةً لَها والثَاني حبِيبَها / بِاللُغة السرْيَانِيَّة / عُرِضَتْ على قَاعاتِ عَدَدٍ كبِيرٍ مِنْ الأَنْدِيَة في بَغْداد ( نَادِي بَابِل الكلْدانِي ، نَادِي سُومر العائلِي ، جَمْعِيَّة آشور بانيبال )  ، كمَا تَمَّ عَرْضَها في الْقوش وبَخْديدا وبَعْضِ القُرى والقَصَبَات الكلْدانِيَّة / إِخْرَاج : هيثم أبونا  / مِنْ أَداءِ فُرْقَة شيرا لِلتَمْثِيل / المُمَثِّلُون : جرجيس قلو ، لونا بولص ، باسل شامايا ، سمير خوشو ، صباح يلدكو ، فرج حلبي .

3 ــ العقْد / مَسْرَحِيَّة /  بِاللُغةِ العرَبِيَّة / قُدِمَتْ على مَسْرَح بَغْداد عام 1994 م / إِخْرَاج : ماجد الأميري  / تَمْثِيل : عادل دنو ، سنان العزاوي ، فادية فاروق ، فريد عقراوي .
4 ــ  المَنْذُور لِلشَيْطان / مَسْرَحِيَّة دِينِيَّة تَوْجِيهِيَّة تَثْقِيفِيَّة / باللُغةِ السرْيَانِيَّة /  مَوْضُوعها الصُرَاع بَيْنَ الخَيْرِ والشَرِ والمُكلَّل بِانْتِصَارِ الصَلِيبِ على الشَيْطان / عام 1994 م / عٌرِضَتْ في جمْعِيَّة آشور بانيبال في بَغْداد ، وكذَلِك في الكثِيرِ مِنْ الكنَائسِ في بَغْداد والمُحافَظات / قَامَ بِإِخْرَاجِها هيثم أبونا .

5 ــ صَفْقَة مَعَ الشَيْطان / مَسْرَحِيَّة دِينِيَّة / بِاللُغةِ العرَبِيَّة / عام 1994 م / مَوْضُوعها الصُرَاع القَائمِ بَيْنَ الخَيْرِ والشَرِ / قُدِمَتْ في سَبْعِ كنَائس في بَغْداد / قَامَ بِإِخْرَاجِها هيثم أبونا .
6 ــ مومو / مَسْرَحِيَّة اجْتِماعِيَّة كومِيدِيَّة / باللُغة السرْيَانِيَّة / عُرِضَتْ على خَشَبَة مَسْرَح جمْعِيَّة آشور بانيبال في بَغْداد ، عام 1995 م / إِخْرَاج : هيثم أبونا .

7 ــ الشَجَرَة / مَسْرَحِيَّة سِيَاسِيَّة تُعالِجُ مَوْضُوع تَسَلُّطِ الحُكامِ على رِقَابِ الشعوبِ لِحِيْنِ سقُوطِهِم بِيَدِ الثُوَّار / باللُغةِ السرْيَانِيَّة / عام 1997 م / عُرِضَتْ في جمْعِيَّة آشور بانيبال / إِخْرَاج : هيثم أبونا .


لَقْطة مِنْ مَسْرَحِيَّة ( الشَجَرَة ) . 

8 ــ رَوْضُ الشَهادَة ، ( عَنْ حيَاة القدِيسَة بربارة )  / مَسْرَحِيَّة دِينِيَّة / بِاللُغَةِ السرْيَانِيَّة / قُدِّمَتْ في كرَمْليس / عام 1997 م / جَمْع النَصّ الأَب يوسف شمعون / إِعْداد النَصّ : نُهى لازار ، سعيد شامايا / المُمَثِّلُون في أَدْوارِهم : فيوليت فهمي ( القدِيسَة بربارة )  ، بكر صديق ( والِد بربارة ) ، حبيب يوسف ( داموس ) ، ناهد متي ( أوكتافيوس ) ، مسعود قسطو ( الوالِي ) ، هبة شابا ( يوليانا ) ، فائز يونس ( الرَاهِب ) ، هيلين يوسف ( الخَادِمَة ) ، سرجون سليمان ( البُسْتَاني سابو ) ، جان حبيب ( الشَبَح ) ، الحُرَّاس : مازن ابلحد ـ توما قرياقوس ـ رحيم الياس  / الإِخْرَاج المَسْرَحِي : سمير يعقوب .


9 ــ الأنبا جبرائيل دنبو / مَسْرَحِيَّة دِينِيَّة مُقْتَبَسَة مِنْ سِيرَةِ حيَاةِ الأَب الأنبا جبرائيل دنبو ( 1775 ــ 1832 م ) المُجَدِّد لِلرَهْبنَة في دَيرِ الربَّان هرمزد ، وتَتَحَدَّثُ المَسْرَحِيَّة عَنْ سعْيهِ ومُثَابرَتِهِ وأَخِيراً مَوْتِهِ فِداءً لإِعادَةِ فَتْحِ أَبْوابِ الدَيرِ لِيُصْبِح مَرْكزاً إيمانِيَّاً طابِعهُ الأَخُوَّة و مَعْلَماً أَثَرِياً وتُراثِياً يَحُجُّ إِلَيْهِ الزائرون / أَشْرَفَ علَيْها الأَب ابراهيم يوسف الياس / قُدِمَتْ في ديْرِ السَيّدة في الْقوش عام 1997 م ، وكذلك عُرِضَتْ على قَاعةِ اتِحَادِ الشَبَابِ في العامِ نَفْسهِ / اسْتَغْرَقَ العَرْض سَاعَة وخَمْساً وأَرْبَعين دقِيقَة  /  إِخْرَاج : هيثم أبونا / المُمَثِّلُون مَعَ ذِكْرِ أَدْوارِهِم : ايليا سكماني ( يوحنان هروز ) ، الأب مفيد توما وباسل توما ( جبرائيل دنبو ) ، جميل يلدا حيدو ( بطرس أبونا ) ، فرج شكوانا (  إيشوع مكسابو ) ، غانم النجار ( حنا جرا ) ، زياد صادق ( والد دنبو ) زهير خوشو ( يوسف أودو ) ، أميدي سعيد عيسى تنا ( المنكيشي ) ، عيسى ملوكا ( مربي دنبو ) ، مهند جميل اسمرو ( الكردي ) ، نوئيل عوديش ( حنانيشوع ) ، ابلحد سورو ( توما الطحان ) ، وليد بنيامين ( كوركيس يوحان ) ، نوئيل توما ( هرمز كورو ) ، غسان حبيب ( مقارس ) ، وسام سعيد ( ايرميا ) ، عامر كيكا تومي ( يوسف ) ، سمير زوري ( هرمز داودنايا ) ، ثامر منصور ( الطبيب ) ، يوسف شيخو ( ازلام سركور ) .

لَقْطة مِنْ مَسْرَحِيَّة ( الأَنبا جبرائيل دنبو ) .

10 ــ عاصِفَةُ المَجْد / مَسْرَحِيَّة دِينِيَّة تَحْكي عَنْ حيَاة القدِيسَة ترازيا / بِاللُغةِ العرَبِيَّة / قُدِمَتْ على المَسْرَح الوطَنِيّ في بَغْداد لِصَالِحِ رهْبَانِيَة بنَات مريم الكلْدانِيَّات بِمُنَاسَبَةِ اليُوبِيل المَاسي  في 18 ـ 11 ـ 1997 م / إِخْرَاج  : عصام بتو / تَمْثِيل : نادية شكوانا ، إخلاص يوسف ، بشرى يوسف ، فرج حلبي ، سلمى عبد الأحد ، كادح زرا ، شذى نوح ، مينا يوسف ، باسل شامايا ، جرجيس قلو ، سندس ، بالاشْتِراك مَعَ جَوْقَة الله مَحَبَّة ــ بنَات القَلْب الأَقْدَس وطالِبَات بنَات مريم الكلْدانِيَّات والأَخَوَات الرَاهِبَات بنَات مريم الكلْدانِيَّات / الأَلْحان والتَراتِيل : جميل جرجيس / العزْف المُوسِيقِي : حكمت زيباري / التَقَنِيَات الفَنِيَّة : المُؤَسَّسَة العامَّة لِلسِينَما والمَسْرَح .

لَقْطة مِنْ مَسْرَحِيَّة ( عاصِفَة المَجْد ) .

11 ــ الإِشَاعة / مَسْرَحِيَّة دِينِيَّة / قُدِمَتْ في كنِيسَةِ مريم العذراء في شَارِع فلسطين في بَغْداد  ، وكذَلِك عُرِضَتْ في الْقوش / تَبْحثُ في تَأْثِيرِ الإِشَاعة على المُجْتَمع / عام 1997 م  / إِخْرَاج : باسل شامايا .
تَمَّ عَرْضَها ثَانِيَةً في مِهْرَجانِ بَغْداد عاصِمَةِ الثَقَافَةِ العرَبِيَّة عام 2013 م .

12 ــ الغَزال يَعُدُّ النجُوم / مَسْرَحِيَّة لِلأَطْفَال / عُرِضَتْ في جمْعِيَّةِ آشور بانيبال / عام 1997 م / إِخْرَاج : هيثم أبونا  .


13 ــ أبو وجدان بلا وجدان / مَسْرَحِيَّة سِيَاسِيَّة بِنَكْهَةٍ كومِيدِيَّة / بِالعرَبِيَّة  /  عالَجَتْ مَوْضُوع اسْتِغْلال بَعْض التُجَّار في زَمَنِ الحِصَارِ على العِراق لِلظرُوفِ وتَوْظِيفِها لِصَالِحِهِم / قُدِّمَتْ في المَهْرَجانِ الثَقَافِي الفَنِيّ الرَابِع لِنَادِي بابِل الكلْدانِي في آب ـ 1998 م /كذَلِكَ عُرِضَتْ في نَادِي المَشْرِق ونَادِي سُومر العائلِي /  إِخْرَاج : هيثم أبونا / مِنْ أَداءِ فُرْقَة مَسْرَح شيرا لِلتَمْثِيل / المُمَثِّلُون : جرجيس قلو ، صباح يلدكو ، كادح زرا ، باسل شامايا ، باسم قلو ، سلمى عبد الأحد ، ريتا موفق .
   

لَقْطة مِنْ مَسْرَحِيَّة ( أبو وجدان ) .

14 ــ الإِعْدام / مَسْرَحِيَّة اجْتِماعِيَّة / عام 1998 م / بِاللُغةِ العرَبِيَّة والسرْيَانِيَّة  / عُرِضَتْ في كنِيسَةِ مار توما في النعيريَّة في بَغْداد / كذَلِكَ عُرِضَتْ في الْقوش وفي عنكاوا / مِنْ إِخْرَاج : باسل شامايا .

15 ــ يَبْحثُ عَنْ ظِلِّهِ / مَسْرَحِيَّة /عام  1998 م / قُدِمَتْ في جمْعِيَّة آشور بانيبال / إِخْرَاج : هيثم أبونا / وهي مَسْرَحِيَّة اجْتِمَاعِيَّة ــ تَرْبوِيَّة .

16 ــ ستاو / مَسْرَحِيَّة كومِيدِيَّة / عام 1998 م / قُدِمَتْ في نَادِي بَابِل في بَغْداد / إِخْرَاج : هيثم أبونا .

17 ــ الأَميرَة الآشُورِيَة / مَسْرَحِيَّة تَارِيخِيَّة / قُدِمَتْ على مَسْرَحِ الرَشِيد في بَغْداد  عام 1998 م / مِنْ إِخْرَاج : موفق ساوا .


لَقْطة مِنْ مَسْرَحِيَّة ( الأَميرَة الآشُورِيَة )

18 ــ جِرَاحُ المَجْد / مَسْرَحِيَّة دِينِيَّة تَحْكي عَنْ حيَاة القدِيسَة ريتا / بِاللُغةِ العرَبِيَّة / عُرِضَتْ على خَشَبَةِ المَسْرَحِ الوطَنِيّ في 29 ـ 7 ـ 1999 م  / المُخْرِج : عصام بتو / مِنْ أَداءِ فُرْقَة مَسْرَح شيرا لِلتَمْثِيل / المُمَثِّلُون مَعَ ذِكْرِ أَدْوارِهِم : جرجيس قلو ( ِ باولو ) ، إخلاص متي ( ريتا ) ، باسل شامايا ( جان جاكومو ) ، هاسميك هاكوب ( بولينا ) ، صباح يلدكو ( جوليانو ) ، سلمى عبد الأحد ( رَئيسَة الدير ) ، فراس دردر ( باولو ماريا ) .
قَامَ بِدَوْرِ الرَاهِبَات :  بشرى يوسف ، إخلاص يوسف  ، سلوى بولص ،  إيمان فكتور ، دايانا فكتور .
الأَطْفَال : سؤدد باسل شامايا ( جان الصغير ) ، رودي باسل شامايا ( باولو الصغير ) .


لَقْطة مِنْ مَسْرَحِيَّة ( جِرَاحُ المَجْد ) .

19 ــ النزولات / مَسْرَحِيَّة اجْتِماعِيَّة / عام 1999 م / قُدِمَتْ في نَادِي بَابِل الكلْداني / إِخْرَاج : باسل شامايا / تُصَوِّرُ مُعانَاة المُواطِن مِنْ ارْتِفَاع أَسْعار العقَارت والإِيجارَات ، ولأَجْلِهِ تَضْطَّرُ مَجْمُوعَة مِنْ العوائلِ لِلسَكنِ معاً في بَيْتٍ واحِد والمَشَاكِلِ النَاجِمَة عَنْ ذلِك .

 
لَقْطة مِنْ مَسْرَحِيَّة ( النزولات ) .


20 ــ العوْدَة / مَسْرَحِيَّة / عُرِضَتْ في ديترويت ــ أَمْريكا ، وكذَلِك في عنكاوا ــ أَرْبيل ، / مِنْ إِخْرَاج : باسل شامايا في سنة 2000 م / كما قُدِّمَتْ على خَشَبَة مَسْرَح نَادِي بَابِل الكلْداني في بَغْداد / وتَدُورُ أَحْدَاثها حَوْلَ أَسِير عِراقِي عانَى مِنْ ويلاتِ الأَسْر تِسْع سَنَوات ، وتَزْدادُ مُعانَاتهُ بَعْدَ فَكِّ أَسْرِهِ وعَوْدَتِهِ إِلى الوَطن .
 

لَقْطَة مِنْ مَسْرَحِيَّة ( العوْدَة ) .

 
لَقْطَة مِنْ مَسْرَحِيَّة ( العوْدَة ) .

21 ــ الحُبُّ والسَلام ( الإِشَاعة ) / مَسْرَحِيَّة اجْتِمَاعِيَّة / بِاللُغةِ السرْيَانِيَّة / مِنْ تَأْلِيف سعيد شامايا / إِخْرَاجِ : باسم روفائيل / تَمَّ عَرْضَها في مِهْرَجانِ الأَلْفِيَّةِ الثَالِثَة الَّذِي أُقِيمَ في باطنايا عام 2000 م /  تَتَناولُ المَسْرَحِيَّة مَوْضُوع الإِشَاعة وتَأْثِيرها على حيَاةِ الأَفْرَاد وتَداعِياتِها ، إِذْ يَقُومُ أَحَدُ المُغْرضين ودُوْنَ رادِعٍ مِنْ ضَمِير بِالتَشْهِيرِ بِإِحْدَى النِسَاء ( س ) كوْنَهُ رآها تَتَحَدَّثُ إِلى شَخْصٍ ما في إِحْدَى مَحلاتِ التَسَوُّق ، يَسْمعُ زَوْجها بِما يُشَاع عَنْ ذَلِك ، لكِنَّهُ يُعْمِلُ عَقْلَهُ ويَسْلُكُ الحِكْمَة في التَعامُلِ مَعَ الأَمْرِ فيَبْحثُ عَنِ الحقِيقَة ( دُوْنَ أَنْ يُنَاقِشَ زَوْجَتَهُ في الأَمْرِ )  حَتَّى يَصِلَ إِلى لُبِّها ، فيَعْرِفُ مِنْ إِحْدَى النِسَاء الَّتِي شَهَدَتْ الحَدَث بِنَفْسِها ( والَّتِي شَاءَتْ الصُدَف أَنْ تَكُونَ مُتَواجِدَة أَثْنَاءَ حدِيثِهِ مَعَ القَسِّ في نَفْسِ المَكان ، وكانَ القَسَّ يَعِظَهُ ويَنْصَحهُ بِالتَأنِي والصَبْر وعَدَم التَهَوُّرِ ) إِنَّ الَّذِي تَحَدَّثَتْ إِلَيْهِ ( س ) هو إِبْنُ عَمِّها وبِمَثَابَةِ أَخِيها ، على إِثْرِ ذَلِك يَتُمُّ اسْتِدْعاء الشَخْص المُغْرِض الَّذِي شَهَّرَ بـ  ( س )  وتَوْبِيخَهُ لأَجْلِ ما بَدَرَ مِنْهُ .
عادَ الرَجُل إِلى زَوْجَتِهِ ( س )  وفاتَحها بِأَمْرِ ما جَرَى وأَعْتَذَرَ مِنْها عَنْ لحَظَاتِ الشَكِّ الَّتِي سَاورَتْهُ ، ولَوْلا حُبَّهُ الصَادِق لدُمِّرَتْ العلاقَة الزَوْجِيَّة الطيَّبَة بَيْنَهما وذَهَبَ عَنْها السَلامُ والمُصَالَحة / مُدَّة عَرْضِ المَسْرَحِيَّة نِصْفُ سَاعة .

22 ــ تَجَسَّدِي يا رُوحي / مَسْرَحِيَّة لِلأَطْفَال / قَامَ المُؤلِّف سعيد شامايا بِتَطْوِيرِها عَنْ قِصَّتِهِ القَصِيرَة جِدَّاً للأَطْفَال ( الاتِحَاد ) والمَنْشُورَة في مَجْمُوعَتِهِ القِصَصِيَّة ( الآلام الشَرِيفَة ) /  عام 2002 م / عُرِضَتْ في كنِيسَة مار يوسف في بَغْداد / إِخْرَاج : باسل شامايا .

الاتِحَاد
ــ قِصَّة قَصِيرَة جِدَّاً للأَطْفَال ــ
بِقَلَم: سعيد شامايا
أُقيم مهرجان كبير للطفل ، وكانت من فقراتهِ مسابقة رسم أفضل لوحة ، وجاء الأطفال ، منهم من يحمل كل أنواع الأوراق والألوان والأقلام ، منهم من رسم بيتاً جميلاً ، آخر رسم حديقة غنَّاء ، آخرون رسموا مواضيع مثيرة جميلة ، أما الأصدقاء الخمسة وقفوا حائرين يتمنون المشاركة لكنهم عاجزون ، حيث لا يملك كل منهم إلا لوناً واحداً من الألوان ، تشاوروا واتفقوا على أن يشتركوا في رسم لوحة مُشتركة ، فرسموا صورة طفل جميل ، أحدهم رسم رأسه ، والآخر صدره ، وآخر بطنه ، وآخر ذراعيه ، والأخير رسم رجليه ، وكانوا من حولهم ينظرون إليه بإعجابٍ ومحبةٍ وشوقٍ .
افرغوا في الصورة من حبهم الحقيقي  ومن أرواحهم ، فجأة تحرك الطفل في الصورة ، وراح يتجسم ويتجسم حتى أصبح طفلاً حقيقياً مدَّ لهم يديهِ ، رحبوا بهِ صديقاً جديداً .
ــ انتهت ــ


23 ــ قالا دشور / مَسْرَحِيَّة اجْتِماعِيَّة  / بِاللُغةِ السرْيَانِيَّة / وتَبْحَثُ في مُعانَاةِ العائلَةِ العِرَاقِيَّة في ظِلِّ أَحْدَاثِ الإِرْهاب والعُنْفِ الدَائرَة في المَنْطقَة وتَأْثِيرِ ذَلِكَ على نَفْسِيَّةِ الطِفْلِ العِراقِيّ / عام 2007 م / عُرِضَتْ في الْقوش وفي عنكاوا / مِنْ إِخْرَاج : باسل شامايا . 
24 ــ إِطْلاقَة واحِدَة / مَسْرَحِيَّة لِلأَطْفَال / بِاللُغةِ العرَبِيَّة / عام 2007 م / عُرِضَتْ في قَاعةِ الشَعْب في بَغْداد / إِخْرَاج : باسل شامايا / تَحْكي المَسْرَحِيَّة عَنْ نِضَالِ الشعُوب .


كادِر مَسْرَحِيَّة ( إِطْلاقَة واحِدَة )

25 ــ شُوخلابَا / مَسْرَحِيَّة / عُرِضَتْ في عنكاوا ، و في الْقوش على مَسْرَح مُنْتَدى شَبَاب الْقوش في 18 ـ 10 ـ 2007 ولِمُدَّةِ يَوْمين  / إِخْرَاج : باسل شامايا / تَمْثِيل : هديل كوزا ، فارين سورو / تَتَحَدَّثُ المَسْرَحِيَّة عَنْ مُعانَاةِ الشَعْبِ العِراقِي ماضِياً وحاضِراً ، فالحاضِر لَيْسَ إِلاَّ امْتِداداً لِلمَاضِي الَّذِي أَرْهقَ الشَعْب وخَلَّفَ نَتِيجةَ الحرُوبِ المُتَتالِيَة الدَمَارَ والقَتْلَ والتَشَرُّد والإِرْهاب ، فصارَ الوَاقِعِ مرْتَعاَ لِلسَلْبِيَّات بِما لا يُمْكِنُ عَدَّهُ : الفَسَاد الإِدارِيّ ، الرَشْوَة ، المَحْسُوبِيَّة ، مَنْح الشَهاداتِ المُزَوَّرَة ، عِبادَة المَال ، عَدَم المُبَالاة بِمُقَوِّمَاتِ الزَواجِ النَاجِح ، حَتَّى ج

56


كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 27 )
 ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل ) 
   
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                        
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 


 طَابِع المَوْضُوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                             

عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، سنَقْرأُ هُنا في نِتَاجاتِ الكاتِب ابراهيم كولان  لِنَتَعَرَّفَ على عطَائهِ .                                                                               
                                                                             
   كُلّ الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                         
                                 

د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( ابراهيم يوحنا فتوحي كولان )

مُقَدِّمَة بِقَلَم شذى توما مرقوس
الجمعة 27 ــ 1 ــ 2017 م 

وأَنا أَكْتُبُ عَنْ ابراهيم كولان أَراني أَكْتُبُ عَنْ كاتِبٍ مُتَميّز لَهُ خصًوصِيَّتَهُ ، مَسْرَحِيّ وقَاصّ ، ولَهُ في مَجَالِ أَدَبِ الطِفْلِ بَصْمَة ، مُبْدِعٌ بِحَقّ ، أُسْلُوبهُ الأَدَبِيّ غَنِيّ وثَرِي وبَدِيع ، مُتَمَكِّن مِنْ أَدواتِهِ الكِتَابِيَّة ، وأَفْكارهُ ( في المَسْرَحِيَّاتِ والقِصَص ) مُتَفَرِّدَة ونَاضِجَة جِدَّاً وغَنِيَّة بِالمِغْزَى والمَعْنَى ، حاولْتُ أَنْ أَجْمَعَ كُلَّ ما أَمْكنَنِي عَنْهُ ، وما أُقَدِّمَهُ هُنا بِالتَأْكِيد هو غَيْضٌ مِنْ فَيْضِ عطائِهِ ، تَمَنِيَّاتي لَهُ بِالمَزِيدِ مِنْ العطاءِ .
كُنْتُ قَدْ أَخَّرْتُ نَشْرَ المَوْضُوع الخَاصّ عَنْهُ بِأَمَلِ أَنْ أَجْمَعَ المَعْلُومَات الوَافِيَة فبَحثْتُ في مَصَادِر عِدَّة واسْتَخْلَصْتُ كُلَّ ما أَمْكنَنِي مِنْها ، ثُمَّ اتصَلْتُ بِبِعْضِ  الَأشْخَاصِ على أَمَلِ أَنْ أَعْثَرَ عِنْدَ أَحَدَهم على مُؤَلَّفَاتِهِ الصَادِرَة مَثلاً مَعَ صُوَرٍ لأَغْلِفَتِها وبَعْضِ التَفَاصِيلِ عَنْها ( ما عدا المَذْكُورَة في المَوْضُوع ) ، أَوْ مَعْلُومَاتٍ أُخْرَى ،  لكِنَّ الاسْتِجابَة كانَتْ ضَعِيفَة جِدَّاً وأَغْلب الأَحْيَان مَعْدُومَة ، والبَعْض مِمَّنْ اسْتَجابُوا لَمْ تَتَوَفَّر لدَيهِم أَيَّة مَعْلُومَات ، فتَيَقَّنْتُ مِنْ إِنَّ جهُودِي لَنْ تَحْظى بِثَمَر ، ولِهذَا قَرَّرْتُ الاكْتِفَاءَ بِمَا لَدَيّ مِنْ مَعْلُومَاتٍ اسْتَقَيْتُها مِنْ المَصَادِرِ المَذْكُورَة في نِهايَةِ المَوْضُوع ، ورأَيْتُ أَنَّ لا جَدْوَى مِنْ الأَمَلِ في جَمْعِ مَعْلُومَاتٍ أَكْثَر ، ولِهذَا آنَ وَقْتُ  النَشْر .
وبِهذَا آآملُ مِنْ كُلِّ قَارِئ/ة  لَدَيهِ بَعْض المَعْلُومَات أَنْ يُضِيفَها إِلى المَوْضُوع أَوْ يُرْسِلُها إِليّ على بَرِيدِي الخَاصّ لِغَرَضِ ضَمِّها لِلمَوْضُوع مَعَ الشُكْرِ الجَزِيل .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يَقُولُ ابراهيم يوحنا فتوحي كولان :
" أَنا كاتِب مَسْرَحِيّ قَبْلَ أَنْ أَكونَ كاتِب قِصَّة ، لكِنْ في بَعْضِ الأَحْيَان حَيْنَ تَمْتَلِكني فِكْرَة ما ، أَوْ يَلِحُّ عليّ مَوْضُوعٌ ما أُحاوِلُ أَنْ أَكْتُبَهُ ، فإِنْ كانَ يَصْلُحُ مَسْرَحِيَّة حَيْنَ يَتَأَلَّقُ الحِوارُ بِهِ أَكْتُبُ النَصّ ، وأَكْتُبُ السِيناريو والسَرْد حَيْنَ تَتَعدَّدُ أَمَاكِنهُ ، ويَسْرَحُ الخيَالُ بِهِ بَعِيداً ، أَوْ رُبَّما يكُونُ بِشَكْلِ قَصِيدَة ... "

الأَسْم الأَدَبي : ابراهيم كولان  ، وهو مِنْ مَوالِيد 1951 م ، مِنْ سَكنَةِ قَره قُوش الَّتِي اجْتَاحها تَنْظِيم الدَوْلَة الإِسْلامِيَّة في العِراقِ والشَام ( داعش )  فتَرَكَ فيها أَرْشِيفَهُ وحاسُوبَهُ بَعْدَ أَنْ غادَرها مَعَ عائلتِهِ ، وعِنْدَما يَكُونُ الأَرْشِيف مَفْقُوداً فهذَا يَعْني صعُوبَة ورُبَّما اسْتِحالَة تَغْطِيَة كُلَّ نِتَاجاتِهِ وإِبْداعاتِهِ في هذَا التَوْثِيق المُتَوَاضِع ، وكانَتْ نَفْسُ الصعُوبَة ( فُقْدانُ الأَرْشِيف ) لِلكثِيرِ مِنْ كُتَّابِ سَهْلِ نَيْنَوى عائقاً في تَغْطِيَةِ كُلّ نَشَاطاتِهم بِشَكْلٍ وافٍ .

يَكْتُبُ القِصَّة القَصِيرَة ، القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً ،  المَسْرَحِيَّة ، الشِعْر ، الاوبريت .
أَنْهَى الدِرَاسَة الابْتِدائِيَّة والمُتَوَسِّطَة والثَانَوِيَّة في قَره قُوش ، وفي الثَانَوِيَّة كتَبَ أُولَى قَصائدِهِ والَّتِي كانَتْ بِعُنْوان ( أَمِيرتي ) ، كمَا مَثَّلَ أَوَّلَ مَسْرَحِيَّة .
خرِيج مَعْهَد الإِدارَة دَوْرَة عام 1971م ــ 1972 م  ــ اخْتِصاص إِدارَة ومُحاسَبَة ، في بَغْداد .
في مَجَالِ العَمَلِ الوَظِيفِيّ عَمِلَ كرَئيس مُلاحظِين في شَرِكةِ إِعادَةِ التَأْمِين العِراقِيَّة في بَغْداد ، وكمُعاوِن مُدِير في شَرِكةِ التَأْمِين الوَطنِيَّة ـ المَوْصِل ، وفي عام 2005 م كانَ مُدِير مَكْتَب ربيعة الحدُودِيّ .
عضُو نَقَابَة الفَنَّانين .
عضُو اتِحادِ الأُدَبَاءِ والكُتَّاب العِراقِيّين .
عضُو اتِحاد الأُدَبَاء السرْيَان .
 

يُواصِلُ ابراهيم حدِيثَهُ قَائلاً :

[ كانَ ومازَالَ المَسْرَح نُوراً يَشِّعُ على المُجْتَمَع مَهْمَا تَنَافَسَتْ علَيْهِ وسَائلُ التَنْوِير الأُخْرَى ، وفي السَبْعِينَات كانَتْ الحيَاةُ الثَقَافِيَّة في النَوادِي الاجْتِمَاعِيَّة ومَسَارِحِ بَغْداد خَصِبَة ، وكانَتْ لي تَجارُب في كِتَابَةِ القِصَّة والشِعْر ، لكِنَّ المَسْرَح سَحرَني في فَتْرَةِ شَبَابي ، وكُنْتُ أَرَى في المَسْرَحِ سِلاحاً فِكْرِيَّاً لا يُجارِيهِ سِلاح ، ولَمْ أفَوِّتْ فُرْصَة لِمَسْرَحِيَّة عُرِضَتْ في أَيِّ مَكانٍ في بَغْداد إِلاَّ ورَكضْتُ إِلَيْها مَعَ أَصْدِقائي المُخْلِصين الرَائعين ــ آنذاك ــ مِنْ فُرْقَةِ المَسْرَحِ الفَنِيّ الحدِيث إِلى فُرْقَةِ الستِين كُرْسِي لِعوني كرومي ، إِلى الفُرْقَةِ القَوْمِيَّة ، إِلى النَوادِي الثَقَافِيَّة كنَادِي أُور ونَادِي المَشْرِق ونَادِي التَعارُف ونَادِي المُهَنْدِسين   ،  وما عُرِفَ آنذاك ــ بِالسنتر ( المَرْكز الثَقَافِيّ سَابِقاً ) ــ وكانَتْ تِلكَ  الفَتْرَة مُفْعمَة بِالنَشَاطاتِ والتَجارُبِ ( كبِدايَة ) ، وقُمْتُ بِتَوْثِيقِ لِقَاءاتٍ عدِيدَة مَعَ : الأُسْتَاذ يوسف العاني ، قاسم محمد وعوني كرومي ، بِكامِيرتي الالْمانِيَّة العتِيقَة ، لِقَاءات نَشَرْتُها حِيْنَها في صُحُفِ الجَمْهُورِيَّة والرَاصِد والطلِيعة ......
في التسْعِينَات حَيْنَ رَأَيْتُ فُرْقَة مَسْرَح قَره قُوش تَفْتَقِدُ لِلنصُوصِ السرْيَانِيَّة ، ورَأَيْتُ مِنْ الضَرُورِيّ أَنْ تُقَدِّمَ الفُرْقَة عرُوضاً بِالسرْيَانِيَّة بَلَهْجَةِ السُورث ــ لَهْجَة أَهْل بَغْدِيدي ــ فَقَدَّمْتُ لَها بكْرَ نصُوصِي ( الحُلُم ــ خُلما ) ، وكانَ جمِيلاً بِلَهْجَتِنا ، حَيْثُ كانَتْ النصُوصُ السرْيَانِيَّة نَادِرَة تِلْكَ الأَيَّام ، ونَجَحَ ( حنا نيسان ) بِإِخْرَاجِهِ ، وتَوالَتْ بَعْدَها النصُوصُ بِالسرْيَانِيَّة ، فأُعْجِبَ بِها المُخْرِج العالَمِي سمير يعقوب ( المانيا حالِيَّاً ) ، وبِالطرِيقَةِ الَّتِي كُتِبَ بِها نَصُّ ( مَنْ أَضَاعَ مَنْ ؟ ــ ماني مسُكِيري ماني ؟ ) ، فقَالَ :
 ( إِنَّ هذَا النَصّ يَتَحدَّاني ، إِنَّهُ نَصٌّ تَجْرِيبِيّ ، لا يُوجَد في مَسْرَحِنا السرْيَاني تَجْرُبَة كهذِهِ ) .
وفِعْلاً كانَ العَمَل مَثَارَ إِعْجابٍ في مِهْرَجانِ قَره قُوش في بَغْديدي ، ومِهْرَجان آشُور في بَغْداد .
في عام 2003 م تَنَافَسَتِ الأَحْزَابُ السرْيَانِيَّة الَّتِي تُقَدِّمُ أَعْمَالَها بِالسُورث ، فَخُضْتُ غِمَارَ الكِتَابَة وقَدَّمْتُ مَسْرَحِيَّات عَن الوَحْدَةِ والاتِحَاد ، وقُدِّمَتْ الأَعْمَال في بَغْداد والقُوش وعنكاوا .
قَدَّمْتُ لِفُرْقَةِ قَره قُوش نصُوصاً تُعْتَبَرُ نصُوصاً تَجْرِيبِيَّة بِالسرْيَانِيَّة أُثِيرَ حَوْلَها الكثِيرُ مِنْ الكلامِ ، مِنْها مَسْرَحِيَّة ( القَاتِلُ والشَحَّاذ ) ، ومِحْوَر مَوْضُوعِها كانَ الدِين والجِنْس ، وأَبْدَعَتْ المُمَثِّلَة ( إخلاص متي ) في تَصْوِيرِ شَخْصِيَّةِ ( المُتَوَحِّشَة )  ، وقُدِّمَتْ في مِهْرَجانِ عنكاوا في أَرْبيل ، وأَثْنَى الكاتِبُ المَسْرَحِيّ ( طلال حسن ) على المَسْرَحِيَّة ، حَيْثُ قَالَ بِأَنَّها تَرْقَى لِمُسْتَوى المَسْرَح العالَمِي ، لكِنَّها ستَبْقَى رَهِينَةَ الرفُوفِ ، فهي جرِيئة جِدَّاً بِمَضامِينِها .    

كانَ إِعْداداً سرْيَانِيَّاً رَائعاً لِقِصَّةٍ مِنْ الأَدَبِ الصِينِيّ ( هطُولُ المَطَر ) والَّذِي قُدِّمَ بِعُنْوان ( شمْشَا كمَقْذا ومَطْرا كزايخ ) ، أَخْرَجَها سمير يعقوب ، حَيْثُ امْتَدَّ عرْضُ المَسْرَحِيَّة على مَدَى السَاعتين ، عرْضٌ لا يَدَعُكَ تَلْتَفِتُ يَمِيناً أَوْ يَساراً ، أَوْ حَتَّى بِهَمْسَةٍ طِوالَ هذَا الوَقْت إِذْ شَدَّتْ انْتِباه الجَمْهُور الحاضِر وبِقُوَّة ، والمَسْرَحِيَّة تَحْكِي عَنْ عرَّافٍ صِينِيّ يَسْتَنْزِلُ المَطَر ، وكانَتْ المَسْرَحِيَّة كومِيدِيَّة ، وبِالمُنَاسبَة في نَفْسِ وَقْتِ عرْضِ المَسْرَحِيَّة ، والمَوْسِم حصَاد ، وحِيْنَ أَخَذَ يَدْعُو المُمَثِّلُ العرَّاف السَمَاءَ لاسْتِنْزَالِ المَطَر وهو في القَاعة ، أَخَذَ المَطَرُ يَهْطِلُ زَخَّات في الخارِج ، بِالرَغْمِ مِنْ أَنَّ الوَقْت كانَ وَقْتُ حصَادٍ في قَره قُوش  . ]

المَسِيرَة الإِبْداعِيَّة الأَدَبِيَّة لِلكاتِب /
ــ في مَجَالِ القِصَّة القَصِيرَة ، والقَصِيرَة جِدَّاً :
ــ العرَّافَة / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة / صَدَرَتْ على نَفَقَةِ وِزَارَةِ الثَقَافَة في اقْلِيم كُوردسْتَان ــ العِراق / بَعْض مِنْ قِصَصِ هذِهِ المَجْمُوعَة : العرَّافَة ، أُلْفَة ، القِرْد ، الفَتَى هو ، قَنَادِيل مُظْلِمَة ، انْتِقَامُ داروين .
فَازَتْ قِصَّتهُ القَصِيرَة ( العرَّافَة ) بِالجائزَةِ الثَانِيَة في مُسَابقَةِ شمْشَا الأَدَبِيَّة الَّتِي أَجْرَاها مَوْقِعُ عنكاوا عام 2005 م .

مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة جِدَّاً : الكهْف .
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة الأُخْرَى : أَشْبَاحٌ بِيض ، مِنْ أَوْرَاقِ دَجاجة ، الشمُوع ، اعْتِرافَات ، ما بَيْنَ المُذَكَّرات ، نَصّ ، سَرْد ، البَّابُ الشَرْقِيّ ، قِصَّة مَدِينَة ، نادِلَةُ بَغْداد ، حبْتور ، عباس كآبَة ، دَوْماً نَحْوَ الغرْب .
الإِشْبَاع / قِصَّة قَصِيرَة / تَأْلِيف : ابراهيم كولان / نُشِرَتْ في مَجَلَّة النَواطِير ( وهي مَجَلَّة شَهْرِيَّة تَصْدُرُ عَنْ حِراسَاتِ بَخْدِيدا )  ، العَدَد ( 55 ) لِشَهْرِ نَيْسَان عام 2010 م .
الأَبُوَّة / قِصَّة قَصِيرَة / تَأْلِيف : ابراهيم كولان / نُشِرَتْ في مَوْقِع بَخْديدا .

ــ في مَجَالِ فَنِّ التَأْلِيفِ المَسْرَحِيّ :
لِلكاتِب أَرْبَع مَجْمُوعاتٍ مَسْرَحِيَّة صَادِرَة وأُدْرِجُ هُنا ما أَمْكنني جَمْعَهُ مِنْ مَعْلُومَات في هذا الشَأْن ، وهي مَعَ الأَسَف الشَدِيد مَعْلُومَات جُزْئيَّة غَيْرُ كامِلَة نَتِيجةً لِقِلَّة المَصَادِر رَغْمَ مُحاولاتي المُضْنِيَة  /

1 ــ مَسْرَحِيَّات / مَجْمُوعَة مَسْرَحِيَّة / طُبِعَتْ في سُوريا / مِنْ بَعْضِ ما تَضَمَّنَتْهُ مِنْ مَسْرَحِيَّات : حانَةُ السَيْفِ والصَوْلجان ، كُومِيديَا فَنْطازِيَّة ، مَرْثِيَة أُور ، صَهِيلُ إِمْرأَة ، فتَاةُ الشَمْس ، العرَبَة رَقْم 63 ، لا أَحَدَ هُناك ، صهِيلُ الخيْل ، الإِبْنُ الضَالّ  ، و مَسْرَحِيَّات أُخْرَى .
 مَرْثِيَةُ أُور / مَسْرَحِيَّة طوِيلَة / تَأْلِيف ابراهيم كولان / الحِوارَات ( في المَسْرَحِيَّة ) مَأْخُوذَة نَصَّاً مِنْ مَرْثِيَّةِ أُور الَّتِي أَكْتَشَفَها وتَرْجَمَها إِلى الأَلْمَانِيَّة مَجْمُوعَةٌ مِنْ الآثَارِيين الأَلمَان ، وقَامَ بِتَرْجَمَةِ النَصِّ إِلى العرَبِيَّة الدكْتُور عوني كرومي .

مَسْرَحِيَّة ( حانَةُ السَيْفِ والصَوْلجان ) / مَسْرَحِيَّة بثلاثة فصول / بِاللُغةِ العرَبِيَّة الفُصْحَى / وهي مُسْتَوْحاةٌ مِنْ قِصَّة قَصِيرَة بِنَفْسِ العُنْوان ، تَأْلِيف : اج بيم بايبر ، تَرْجَمَة : خضير اللامي ، وتَدُورُ أَحْداثَها في مِصْر عام 1897 م عَنْ شَخْصٍ يَقْذِفهُ الزَمَن خارِجاً إِلى زَمَنٍ آخَر غَيْرَ زَمَانِهِ / شَخْصِيَّات المَسْرَحِيَّة هي : أبو أحمد ( صَاحِبُ المَقْهى ) ، أبو سليم ( الحكواتي ) ، عباس ( عامِلُ المَقْهى ) ، زبونان ، غريب ( مُحَرِّر صحُفِيّ ) ، عبد العليم ( أَبُوه ) ، إبراهيم ( صَدِيقهُ ) ، المُحَقِّق ، مُسَاعِدُ المُحَقِّق ، الطبِيب ومُسَاعِدِهِ ، الشُرْطِي ، مَجْنُونان / في مُقَدِّمَةِ المَسْرَحِيَّة نَقْرأُالتَالِي : (  إِنَّهُ في الخَامِسِ والعشْرِين مِنْ شَهْرِ تَمُّوز عام 1798 م اخْتَفَى رَجُلٌ إِسْمهُ غريب عبد العليم في ظُرُوفٍ غامِضَة ، إِنَّها حِكايَةُ رَجُلٍ دَخَلَ أَحَدَ المَقَاهي فأَسْرَعَتْ خُطاهُ عَفْواً خارِج مَدَى رُؤْيَةِ مَنْ حَوْلِهِ ، لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ بَعْدَ ذَلِك ، ولَمْ يَأْتِ على ذِكْرِهِ أَحَد  ) / نُشِرَتْ المَسْرَحِيَّة في مَوْقِع النُور عام 2011 م / أَثْنَى علَيْها النَاقِد صباح الأنباري في مَوْقِع مَسْرَحِيُّون كثِير الثَناء .

 2 ــ مَسْرَحِيَّات لِلأَطْفَال / مَجْمُوعَة مَسْرَحِيَّة / إِصْدَار خَاصّ عام 2005 م  / المَسْرَحِيَّات هي : سالم والمِصْبَاح ، تَائهان في الغابَة  ، وأُوبريت أَشْبَاحٌ في المَدْرَسَة .

( مِنْ مَسْرَحِيَّاتِهِ الأُخْرَى لِلأَطْفَال : قَطْرَةُ مَاء ، أَصْدِقاءُ الغابَة ، قِصَّة وفاء . )

3 ــ  مَجْمُوعة مَسْرَحِيَّة ثَالِثَة ............   

4 ــ أَرْبَع مَسْرَحِيَّات / هي المَجْمُوعَة المَسْرَحِيَّة الرَابِعة لِلكاتِب / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : مِنْ القَطْعِ المُتَوَسِّط / عَدَدُ الصَفَحَات : 174 صَفْحَة / صَادِر عَنْ دارِ رنْد لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع في العاصِمَةِ السُورِيَّة دِمَشق .

 


مِنْ مَسْرَحِيَّاتِهِ الأُخْرَى /
ــ شَاطِئُ البَحْر / مَسْرَحِيَّة قَصِيرَة /  نُشِرَتْ في مَجَلَّةِ النَواطير ، العَدَد 58  ( مَصْدَرُ المَعْلُومَة مَوْقِع بَخْديدا ) .
  ــ الكهْف / مَسْرَحِيَّة /  نُشِرَتْ في مَجَلَّةِ الأَعْيان في بَخْديدا /  العَدَد صفر / أَيَّار 2007 م .
ــ المَدِينَة والقَمَر / مَسْرَحِيَّة قَصِيرَة جِدَّاً / تَأْلِيف ابراهيم كولان / نُشِرَتْ في مَجَلَّةِ النَواطير ، العَدَد ( 44 ) لِشَهْرِ أَيَّار ، عام 2009 م  / في بَاب ( ثَقَافَة ) .    
 ــ مَنْ يَقْتُلُ التنين / مَسْرَحِيَّة لِلكِبار قَصِيرَة جِدَّاً / تَأْلِيف ابراهيم كولان / نُشِرَتْ في مَوْقِع بَخْديدا .
ــ مَقْهَى البَرازِيلِيَّة / مَسْرَحِيَّة طوِيلَة لِلكِبَار / بِاللُغةِ العرَبِيَّة / تَأْلِيف : ابراهيم كولان / مَنْشُورَة في مَوْقِع : مَجَلَّة الفنُون المَسْرَحِيَّة ، باب نصُوص مَسْرَحِيَّة ، بِتَارِيخ 31 آب 2011 م /  المَسْرَحِيَّة بِفَصْلين / شَخْصِيَّات المَسْرَحِيَّة : المَالِك ، النَادِل ، المَعْتُوه ، المُعاق ، زَوْجَتَهُ ، الزَوْج ، الزَوْجَة ، المُحقِّق ، رعد ، مهدي ، الرَجُل 1 ، الرَجُل 2 ، بَائع ، صَبَّاغ ، الرَاهِب ، الحامِل ، زَوْجها ، الخُنْثَى ، الرَاقِصَة ، الصُحفِيَّة ، الجُنْدِي ، رَجُلُ الكهْف / المَسْرَحِيَّة تَبْحَثُ في الأَوْضاعِ السِياسِيَّة والاجْتِماعِيَّة والثَقَافِيَّة  في العِراق بِإِحْدَى مراحِلِهِ  .
ــ مَن السَارِق / مَسْرَحِيَّة باللُغةِ السرْيَانِيَّة /  تَأْلِيف : ابراهيم كولان / إِخْرَاج : داؤد بابا يعقوب .



ــ وأَيْضاً لَدَيهِ المَسْرَحِيَّات التَالِيَة : يونان لَيْسَ حُلُماً ، المَقْهَى ، الطيُور ، ما بَعْدَ مُنْتَصَفِ الليّل ، القَرِين ، مَسِيرُ الظِلال ، السَارِق ، كان كان العوام ( مِنْ إِخْرَاج وسام نوح ) .


لَهُ الاوبريتات التَالِيَة /
اوبريت لعازر .
اوبريت توما .

في مَوْضُوع ( بَخْديدا ـ قَره قُوش والمَسْرَح السرْيَاني )  لِموفق ساوا ، وَردَ التَالِي  /
ــ خُلْمَا ( الحُلُم ) / مَسْرَحِيَّة مِنْ تَأْلِيف ابراهيم كولان وإِخْرَاج حنا نيسان ، عُرِضَتْ في بَخْديدا عام 1995 م .
ــ  ابْتِهالُ المَطر /  مَسْرَحِيَّة / أَعدَّها ابراهيم كولان عَن الأَدَبِ الصِينيّ ، وأَخْرَجَها سمير يعقوب عام 1996 م / قُدِّمَتْ بِاللُغةِ السرْيَانِيَّة تَحْتَ عُنْوان ( شمْشَا كمَقْذا ومطْرا كزَايخ ) ، وتَمَّ عَرْضَها في قَاعةِ الآبَاء الكهنَة في بَخْديدا لِمُدَةِ أُسْبُوع .
المَسْرَحِيَّة لَوْنٌ تَقْلِيدِيّ مِنْ الأَقَاصِيص ، أَشْبَهُ ما تَكُونُ بِرِوايَةٍ حافَظَتْ على فِكْرَتَها الأَسَاسِيَّة ، إِلاَّ أَنَّ المُعِدّ قَامَ بِتَحْوِيرِ بَعْضِ المَشَاهِد ، وأَضَافَ مَشَاهِدَ أُخْرَى ، فجاءَتْ المَسْرَحِيَّة مُتَماشِيَة وداعِمَة لِلرُؤْيَةِ الإِخْرَاجِيَّة الَّتِي اعْتَمَدَها المُخْرِج ، والأُسْلُوب الَّذِي اجْتَهدَهُ لكي يَكُونُ ما يُقَدِّمهُ على المَسْرَح مَقْبُولاً ومُؤَثِّراً ، فمَسْرَحِيَّة ( ابْتِهالُ المَطر ) هي مِثَالٌ رائع لِلأَدَبِ النَاقِد الَّذِي يَرَى كُلَّ شَيْءٍ على حقِيقَتِهِ ، ويُعبِّرُ عَنْ سُخْطِهِ وآمالِهِ ومُعْتَقَداتِهِ بِأُسْلُوبٍ فَنِيّ صادِق .
إِنَّ مِغْزَى الشَخْصِيَّة المِحْورِيَّة في المَسْرَحِيَّة ، هو عرَّاف يُمارِسُ عِلْمَ الغيْب ، ورَغْمَ جَهْلِهِ بِكُلِّ ما يَتَعلَّقُ بِالغيْبِ والسِحْرِ ، بَلْ حَتَّى فروض الابْتِهال ، إِلاَّ أَنَّهُ يَعِيشُ أَحْسَنَ ما يَكُون ، وأَدَّى المُمثِّلُون أَدْوارَهُم بِدِقَةٍ مُتَناهيَة وهُم كُلٌّ مِنْ : وسام نوح ، حازم مرزينا ، باسم عبادة ، عامر بهنام ، سمير بولص ، يوسف الأعرج ، يعقوب يوسف .
وقَدْ كانَ لِلمُؤَثِّراتِ الصَوْتِيَّة وتَقَنِياتِ الإِضاءَة والدِيكور الَّتِي قَامَ بها صباح مجيد ، سمير يعقوب ، وبشرى بولص الدَوْر البَارِز في إِنْجاحِ المَسْرَحِيَّة .

ــ  مَنْ أَضَاعَ مَنْ ( ماني مسُكِيرِي ماني) /  مَسْرَحِيَّة مِنْ تَأْلِيف ابراهيم كولان وإِخْرَاج سمير يعقوب / عُرِضَتْ ضِمْنَ مِهْرَجانِ آشُور بانيبال الثَقَافيّ السَنَوِيّ الثَامِن في بَغْداد عام 1999 م / تَمْثِيل : إخلاص متي ، حازم مارزينا وثامر ميخائيل ، قَامَ بِالتَقَنِيَّات المَسْرَحِيَّة : صباح مجيد .
المَسْرَحِيَّة تَدُورُ ثِيمَتها الأَسَاسِيَّة حَوْلَ القَلقِ والخَوْفِ مِنْ المَجْهُول وَسَط َ العاصِفَةِ المَليئةِ بِالتَناقُضاتِ ، حَيْثُ الجمِيعُ مَشْدُودٌ نَحْوَ الأَمَلِ الَّذِي انْفَرَطتْ حبَّاتهُ ، لِيُبَعْثِرَ شَمْلَ العائلَة بِاتجاهاتٍ مُتَعدِّدَة .
لَقَدْ نَجَحَ المُؤَلِّف في طرْحِ الثِيمَةِ الأَسَاسِيَّةِ هذِهِ ، عَنْ طرِيقِ صَرَخاتٍ وحِواراتٍ مُعبِّرَة زَادَتْها التَقَنِيَّة الإِخْرَاجِيَّة دوياً مُتَواصِلاً ، مَشْحُوناً بِالتَرَقُّبِ والخَوْفِ مِنْ خِلالِ الإِضاءَةِ والمُوسِيقَى .
اسْتَوْحى المُؤَلِّف مَسْرَحِيَّتَهُ هذِهِ مِنْ قِصَّةِ ( الابْن الضَالّ ) حَيْثُ تَشَظَّتْ لَديهِ هذِهِ القِصَّة إِلى درُوبٍ ومَسَالِك عدِيدَة ، وحاولَ أَنْ يَكْتُبَ بِأُسْلُوبٍ مُغايرٍ ، ويَقْتَحِمُ طرِيقَةَ الحِوارِ المُبَاشِر ، لِيَكْسِر اعْتِيادِيَّة المَأْلُوف ، حَتَّى أَنَّهُ أَرادَ أَنْ يَكْتُبَ ( المَسْرَحِيَّة ) مُسْتَخْدِماً شَخْصِيَّات تَتَكلَّمُ مِنْ دواخِلِ نفُوسِها ، في واقِعٍ لا تَدْرِي هَلْ هو حُلُم أَمْ حقِيقَة ، وبِحِواراتٍ هي أَشْبَهُ بِالمُنَاجاةِ ، ولكِنَّهُ كانَ يَعْرِفُ أَنَّهُ يَكْتُبُ هذِهِ الشَظايَا ، وأَمْعنَ في تَفْتِيتِ القِصَّة بَيْنَ المَسَالِك والدرُوبِ لِمخْرِجٍ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ في مَتَاهاتِ المَسَالِكِ ، ويَضَعُ نَفْسَهُ في أَزِقَةِ الدرُوبِ .
والمَسْرَحِيَّة ، سيمُوغرافِيَّاً ، مُحْكمَة تَتَرَابطُ أَجْزَاءُ المَسْرَحِ المُتَفكِّكة والمُشَتَّتة حَتَّى خارِجهُ ، واقِعٌ مَأْلُوفٌ مُقَمَّطٌ بِرمُوزٍ دلالِيَّة ، تُشَكِّكُ في تَقْدِيرِ كُلِّ عضُوٍ مَرْبُوطٍ في الدارِ المُهَدَّدَة ، كُلٌّ يَحْمِي مِنْ جانِبِهِ ، لكِنَّهُ يَشْعُرُ بِالغُبْنِ لِذَلِك الارْتِباط ، فالصِرَاعُ يَرْتَفِعُ بِارْتِفاعِ الخَوْفِ ، والعاصِفَةُ حيَوانٌ مُفْزِعٌ يَحْمِلُ إِلَيْهم تَنَاقُضَاتٍ تَدْفَعهُم نَحْوَ الهَرَبِ ، لكِنَّ الحِبَالَ تَشُدُّهُم ، فيَنْفَرِطُ العقْد ، ويَهْرَبُ الوَاحِدُ ، ويَضِيعُ الكُلُّ مُنْتَشِرين ، بَيْنَما المُشَاهِدُ يُرافِقُ القَافِلَة ، مُتَوَقِّعاً الإِعْصَار ، صَارَ ضَحِيَّة ، أُقْتِيدَ بِحِيلَةٍ ذَكِيَّة إِلى شِبَاكِ صَيَّادٍ مَاهِر ، فوَجَدَ نَفْسَهُ تَائهاً وَسَطَهُم ، يَتَنَفَّسُ بِرِئاتِهِم ، لكِنَّهُ يَبْقَى يُفَتِّشُ لِيُدْرِكَ ما بِنفُوسِهِم ، لَعلَّهُ يُعلِّلُ أَمْرَ العَوْدَة والنَجَاة ، لَقَدْ نَجَحَ المُؤَلِّف في طَرْحِ إِشْكالِيَتِهِ بِصَرَخاتِ الرُعْبِ والعِتَاب ، ثُمَّ الشَكْوَى المَشْحُونَة بِالغَضَبِ المُرْسَلِ خِلالَ الحِوارَاتِ القَصِيرَة المَضْغُوطة بِجُمَلٍ مُلائمَة ، ولِيَبْقَى السُؤَال : مَنْ أَضَاعَ مِنْ ؟
أَمَّا خَارِطة بِنَاء تَشْكِيلَةِ المَسْرَح ، وإِشْغالِ فَضَاءاتِهِ بِالدِيكورِ المُقَام كانَتْ مُوَفَّقَة ، حَتَّى في اسْتِغْلالِ حِصَّةِ المُشَاهِد مِنْ مَكانِهِ ، كمَا إِنَّ اخْتِيارَ المُوسِيقَى وأَدائها  كانَ مُوَفَّقاً ، فَأَدَّتْ دَوْرَها في الإِثَارَةِ والانْدِماج .
ــ      خشْكا لك طوئا (  الضَبَاب يَقِظ )  /  مَسْرَحِيَّة أَعدَّها لِلمَسْرَح ابراهيم كولان عَنْ قِصَّة ( الضَبَاب يَقِظ ) لِلقَاص بيات محمد مرعي ، وأَخْرَجَها وسام نوح / قُدِّمَتْ خِلالِ مِهْرَجان القُوش الثَقَافِي السَنَوِيّ الثَالِث عام 1999 م ، جَسَّدَ الأَدْوار كُلٌّ مِنْ : ثامر ميخائيل ، نصار مبارك وصباح مجيد .
تَتَحَدَّثُ المَسْرَحِيَّة عَنْ شَخْصٍ بَسِيطٍ يُرِيدُ أَنْ يُوصِلَ رِسَالَة إِلى البَشَرِيَّة بِعفَوِيَّةٍ وسَذَاجةٍ بِالرَغْمِ مِنْ وجُودِ حواجِزٍ كثِيرَةٍ ومُتَشَعِّبَة تَمْنَعهُ مِنْ أَداءِ مُهِمَّتِهِ ، إِنَّ شَخْصِيَّة ــ الخَطَّاف ــ هي شَخْصِيَّة شرِيرَة تَقْتُلُ وتُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ تَطالُهُ يَدهُ لأَنَّ رُوحَهُ مُلَوَّثَةً بِكُلِّ مَعاني الحِقْد والكرَاهِيَّة .
أَمَّا شَخْصِيَّة ــ سَاعِي البَرِيد ــ فزَاخِرَة بِكُلِّ مَعاني الطِيبَة والخَيْر ، لأَنَّها تَرْمِزُ إِلى شَخْصٍ يَحْمِلُ في حقِيبَتِهِ وحنايَا قَلْبِهِ كُلَّ مَعاني الخَيْر بِواسِطةِ رَسائلِ الفَرَحِ الَّتِي يَحْمِلُها مِنْ أَماكِنٍ بَعيدَة لِيُبْهِج النفُوس ، وبَيْنَ هذينِ التَنَاقُضينِ اسْتَطاعَ المُخْرِجُ أَنْ يُشَيّدَ بُنْيانَ نَصِّهِ المَسْرَحِيّ .
ــ  طليبوثا /  مَسْرَحِيَّة بِاللُغةِ السرْيَانِيَّة / مِنْ تَأْلِيف الكاتِب الروسي انطوان تشيخوف ، وإِعْدَاد ابراهيم كولان ، تَمْثِيل فُرْقَة مَسْرَح قَره قُوش لِلتَمْثِيل ، إِخْرَاج : نشأت مبارك  / المُمَثِّلُون : فادي نوئيل ، إخلاص متي ، أنس زهير عولو ، صدام سالم ، سَاعدَ في الإِخْرَاج الفَنَّان ميثاق ميخائيل .

 لَقْطَتان مِنْ مَسْرَحِيَّةِ ( طليبوثا ) .
 


 

عَنْ مَسْرَحِيَّةِ ( طليبوثا ــ الخطُوبَة ) ، نَقْرأُ في مَوْضُوع ( اليَوْم الثَالِث مِنْ الأَسْبُوع الثَقَافِي السرْيَانِيّ الثَاني ، مَسْرَحِيَّة طليبوثا لِفُرْقَةِ مَسْرَحِ بَخْديدا ) ، إِنَّ المَسْرَحِيَّة والَّتِي قَامَ ابراهيم كولان بِتَرْجَمَتِها مِنْ العرَبِيَّة إِلى السرْيَانِيَّة ، عُرِضَتْ في اليَوْمِ الثَالِث مِنْ الأَسْبُوع الثَقَافِي السرْيَانِيّ الثَاني لِلمُدِيرِيَّةِ العامَّةِ لِلثَقَافَةِ والفنُونِ السرْيَانِيَّة على مَسْرَحِ جمْعِيَّة الثَقَافَةِ الكلْدانِيَّة في عنكاوا ، وتُبَيِّنُ المَسْرَحِيَّة كيْفَ يُمْكِنُ لِلصُرَاعِ على المَادَة أَنْ يُلْقِي بِظِلالِهِ على العواطِفِ الإِنْسَانِيَّة بِمسَارَاتِها وتَحوُّلاتِها  ويُدِيرُ دفَّة تَوْجِيهِها ،  في إِطارٍ كوِميدِيّ سَاخِر .
في كلِمَةٍ لِلمُخْرِج نشأت مبارك سُجِّلَتْ على الفُولدر الخَاصّ بِالمَسْرَحِيَّة ، جاءَ التَالِي :
[ حيْنَما يكُونُ لِلمَالِ القُدْرَة على تَغْيِير عواطِفِنا وكبْتِها وتَحْدِيدِها ... هُناكَ نكُونُ قَدْ أَسَّسْنا على نِهايَةِ إِنْسَانِيَّتِنا ، وحكمْنا على عواطِفِنا بِالمَوْت ... كيْفَ نَتَغلبُ على هذَا ؟ ... هذا ما علَيْنا أَنْ نُفكِّرَ بِهِ ] .
 

النَشَاطات /   

مُثِّلَ لِلكاتِب ابراهيم كولان  أَكْثَر مِنْ عشْرِين عَمَلاً مَسْرَحِيًّاً  حَيْثُ قُدِّمَتْ أَوَّل مَسْرَحِيَّة لَهُ بِالسُورث في بَخْديدا في التِسْعِينَات بِعُنْوان ( خُلما ــ الحلم ) ، وتَوالَتْ بَعْدَها المَسْرَحِيَّات بِالسرْيَانِيَّة والعرَبِيَّة تَأْلِيفاً وإِعْداداً ، أَكْثَر مِنْ عشْرِين مَسْرَحِيَّة مَثَّلَتْها فُرْقَةُ مَسْرَح قَره قُوش وفُرْقَةُ مَسْرَح السرْيَان وفُرَقٌ أُخْرَى في المِهْرَجانَاتِ المُقَامَة أَوْ في مُنَاسبَاتٍ مُتَفَرِّقَة ، ومِنْ المَسْرَحِيَّات الَّتِي قُدِّمَتْ : هطُولُ المَطَر ( ابْتِهالُ المَطَر ) ( شمْشَا كمَقْذا ومَطْرا كزايخ ) / صَهِيلُ الخيْل / يوحنا الديلَمِيّ / مَنْ أَضَاعَ مَنْ ؟ ( ماني مسُكِيرِي ماني) / اللَيْلُ لا يَنَام / الظَلامُ يَقِظ  ( خشْكا لك طوئا ) / جرجيس الفَارِس / اذاعاتُ السَلام / يونان أَنا هُنا / لكِنْ لَيْسَ الآن / دَوْماً نَحْوَ الغرْب / حيرُوثا / خويادا / تيوي دميخي / ناقورتايا .
ولِلأَطْفَال : الأَمِيرَةُ والبَبغاء لِفُرْقَةِ مَسْرَح قَره قُوش والَّتِي عُرِضَتْ في المِهْرَجان السرْيَاني الَّذِي أُقِيمَ في بَغْديدي / جِنَاح ونِصْفُ سَيْف / سَاعي البَرِيد / لا أَحَدَ هُناك / الابْنُ الضَالّ / سالم والمِصْبَاح على قَاعةِ أَكادِيمِيَّةِ الفنُونِ الجمِيلَة في جامِعةِ المَوْصِل .
 
سَاهمَ كمُحَرِّر في نَشْرَةِ العائلَة .
 رَئيسُ تَحْرِير نَشْرَة ( سرْيَان ) .
مُصَحِّح لَغوِي في جَرِيدَةِ اتِحادِ بيث نَهْرِين .
مُسْتَشَار في إِذاعةِ السَلام .
 
شَاركَ في كُلِّ المِهْرَجانَاتِ السرْيَانِيَّة المُقَامَة في قَره قُوش وبَغْداد  والحَواضِر السرْيَانِيَّة في القُوش وعنكاوا وأَرْبِيل ، ومِهْرَجانِ آشُور بِمُسَاهماتٍ مَسْرَحِيَّة وشِعْرِيَّة .
شَاركَ في مِهْرَجانِ الجواهري الَّذِي أُقِيمَ في بَغْداد .

تَحْتَ الطَبْع   /
1 ــ أَوْراقٌ مِنْ دَفْتَرِ الحرْبِ / قِصَصٌ قَصِيرَة / ( 22 ) قِصَّة قَصِيرَة نُشِرَت جمِيعها في مَوْقِع عنكاوا ، و (  20 ) قِصَّة قَصِيرَة جِدَّاً .

2 ــ  الآشُوري / وقَدْ حَصَلَتْ على المَرْتَبَةِ الثَانِيَة في مُسَابقَةِ القِصَّةِ القَصِيرَة في مِهْرَجانِ آشُور في بَغْداد عام 2005 م بِقِصَّة ( براتا كذلتا مبهرا ) .

3 ــ سِيناريو لِفيلمين .

                   

نَشَرَ نِتَاجاتَه /
في جَرِيدَةِ الزَمَان وطرِيق الشَعْب والتآخي .
 وفي المَواقِع الالكتْرونِيَّة  : مَسْرَحِيُون ، ابسو ، القِصَّة العِراقِيَّة ، عنكاوا ، بَخْديدي ، مَرْكز النُور .....
ــــــــــــــــــــــــ

المَصَادِر /
( 1 )
الصَفْحَة الشَخْصِيَّة لِلكاتِب أبراهيم كولان في مَوْقِع النُور .

الرَابِط :
http://www.alnoor.se/author.asp?id=4115


( 2 )
مُراسَلاتي مَعَ الكاتِب ابراهيم كولان
جَزِيلُ الشُكْر لِتَعاونِهِ وتَواصُلِهِ .

( 3 )
مُراسَلاتي مَعَ الكاتِب الفَنَّان : لطيف نعمان سياوش
جَزِيلُ الشُكْر لِتَعاونِهِ واهْتِمامِهِ .


( 4 )
مَوْضُوع / "  أَرْبَعةُ مَسْرَحِيَّات  " ... جدِيدُ القَاصّ والمَسْرَحِيّ ابراهيم كولان .
 الكاتِب : رمزي هرمز ياكو
في 21 / 1 / 2011 م .
مَوْقِع عنكاوا
 
الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=477549.0


( 5 )
مَوْضُوع / صدُور عَدَدٌ جدِيد مِنْ مَجَلَّةِ النَواطِير
الكاتِب : نمرود قاشا .
مَوْقِع بَخْديدا .

الرَابِط :
http://www.bakhdida.ca/Alnwateer/55.htm


( 6 )
مَجَلَّة النَواطِير .
العَدَد ( 44 ) لِشَهْرِ أَيَّار لِسَنَةِ 2009 م .

( 7 )

 مَوْضُوع / هيثم بهنام بردى يُوَثِّقُ كِتَاب أَدَب الطِفْل .
الكاتِب : سامر الياس سعيد
مَوْقِع جَرِيدَة الزَمَان .

الرَابِط :
http://www.azzaman.com/?p=34805


( 8 )

مَوْضُوع / بَخْديده ( قَره قُوش ) والمَسْرَح السرْيَاني .
الكاتِب : موفق ساوا .
في 8 / شِبَاط / 2005 م .
مَوْقِع عنكاوا .

الرَابِط :
http://www.ankawa.com/cgi-bin/ikonboard/topic.cgi?forum=72&topic=29

 
( 9 )
بَرْنَامج / رواق الثَقَافَة .
إِعْدَاد وتَقْدِيم : مروان الدليمي .
قَنَاة عشْتَار الفَضَائِيَّة .
ضَيفُ البَرْنَامج : الكاتِب المَسْرَحِيّ السرْيَانيّ ابراهيم كولان .

الرَابِط :
https://www.youtube.com/watch?v=axA5e_ZqDBo


( 10 )
أُوبريت لِلفتيَان ( أَشْبَاحٌ في المَدْرَسَة ) .
لِلكاتِب : ابراهيم كولان
مَوْقِع بَخْديدا

الرَابِط :
http://www.bakhdida.ca/Letters/IbrahimGolan.htm
 
( 11 )

مَسْرَحِيَّة / حانةُ السَيْفِ والصَوْلَجان .
الكاتِب : ابراهيم كولان
مَوْقِع النُور
في 18 / 8 / 2011 م .

الرَابِط :
http://www.alnoor.se/article.asp?id=123681

( 12 )
 لُعْبَة الدومينو / قِصَّة قَصِيرَة .
الكاتِب : ابراهيم كولان
مَوْقِع النُور
في : 9 / 9 / 2011 م .

الرَابِط :
http://www.alnoor.se/article.asp?id=126268

( 13 )
أُلْفَة / قِصَّة قَصِيرَة .
الكاتِب : ابراهيم كولان
مَوْقِع النُور
في : 16 / 8 / 2011 م .
 
الرَابِط :
http://www.alnoor.se/article.asp?id=123430


( 14 )
الفتَى هو / قِصَّة قَصِيرَة .
الكاتِب : ابراهيم كولان
مَوْقِع النُور
في : 21 / 8 / 2011 م .

الرَابِط :
http://www.alnoor.se/article.asp?id=124030

( 15 )
الصَفْحَة الشَخْصِيَّة لابراهيم كولان في مَوْقِع عنكاوا كوم .

الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=profile;area=showposts;u=28330


( 16 )
لكِنْ لَيْسَ الآن ( مُونودراما ) .
الكاتِب : ابراهيم كولان
مَوْقِع عنكاوا
في : 23 / 9 / 2006 م .
 
الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,57330.msg195390.html#msg195390

( 17 )
سعيد ... يا سَعِيد ( مَسْرَحِيَّة ) .
الكاتِب : ابراهيم كولان
مَوْقِع عنكاوا
في : 7 / 10 / 2006 م

الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,59155.msg201915.html#msg201915

( 18 )
مِنْ أَوْراقِ دَجاجَة ( قِصَّة قَصِيرَة ) .
الكاتِب : ابراهيم كولان
مَوْقِع عنكاوا
في : 15 / 11 / 2008 م .

الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,239708.msg3455401.html#msg3455401


( 19 )
الحفِيد ( مَسْرَحِيَّة ) .
الكاتِب : ابراهيم كولان
مَوْقِع عنكاوا
في : 2 / 12 / 2008 م .

الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,244481.msg3484633.html#msg3484633

( 20 )
الكهْف ( قِصَّة قَصِيرَة جِدَّاً ) .
الكاتِب : ابراهيم كولان
مَوْقِع عنكاوا
في : 15 / 2 / 2009 م

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,267105.msg3644461.html#msg3644461

( 21 )
الطَبِيب والشَيْطان ( مَسْرَحِيَّة ) .
الكاتِب : ابراهيم كولان .
 مَوْقِع عنكاوا
في : 28 / 2 / 2009 م .

الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,271153.msg3674372.html?PHPSESSID=a4rhff0cb66vjo1mvo86tihii2#msg3674372

( 22 )
القاتِل والشحّاذ ( مَسْرَحِيَّة )
الكاتِب : ابراهيم كولان .
مَوْقِع عنكاوا
في  : 29 / 3 / 2009 م .

الرَابِط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,285363.msg3748571.html#msg3748571

( 23 )
مَوْضُوع / عنكاوا كوم في مِهْرَجان الثَقَافَة السرْيَانِيَّة الثَاني .
الكاتِب : لينا سياوش / كرم حسو
مَوْقِع عنكاوا
في : 26 / 4 / 2005 م .

الرَابِط : 
http://www.ankawa.com/cgi-bin/ikonboard/topic.cgi?forum=4&topic=3946

( 24 )
الصَفْحَة الشَخْصِيَّة لِلكاتِب أبراهيم كولان في مَوْقِع بَخْديدا .

الرَابِط :
http://bakhdida.ca/Letters/IbrahimGolan.htm

( 25 )
مَسْرَحِيَّة / مَقْهَى البَرازِيلِيَّة
تَأْلِيف : ابراهيم كولان .
مَوْقِع : نصُوص مَسْرَحِيَّة .
في الأَرْبِعاء 31 / 8 / 2011 م .

الرَابِط :
http://nasmasr7y.blogspot.de/search/label/%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85%20%D9%83%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86


( 26 )
مَوْضُوع / لِمُنَاسَبَةِ الذِكْرَى الرَابِعة لاسْتِشْهادِ يشوع مجيد هداية حرَكة تَجَمُّع السرْيَان المُسْتَقِّل تُقِيمُ احْتِفالِيَّة تَأْبِينِيَّة كبِيرَة في بَخْديدا .
الكاتِب : المَكْتَب الإِعْلامِي لِلحرَكة .
مَوْقِع : قنَاة عشْتَار الفَضَائيَّة .
في : 28 / 11 / 2010 م .

الرَابِط :
http://www.ishtartv.com/viewarticle,32686.html

( 27 )
مَوْضُوع / اليَوْم الثَالِث مِنْ الأَسْبُوع الثَقَافِي السرْيَانِيّ الثَاني ، مَسْرَحِيَّة طليبوثا لِفُرْقَةِ مَسْرَحِ بَخْديدا .
الكاتِب : مُدِيرِيَّة الثَقَافَة السرْيَانِيَّة .
مَوْقِع عنكاوا كوم .
في : 25 / 8 / 2009 م .

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,336152.msg4108114.html#msg4108114

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مِنْ أَوْرَاقِ دَجاجَة
بِقَلَمِ : ابراهيم كولان
ــ 1 ــ
هل تكفي كلمة جهالة لوصف رجل بليد وزوجة عجفاء ، أم ليست هنالك مفردة في اللغة تفي لوصف أمثال هؤلاء ! إنهم خارج مفردات الوصف ، خارج حدود اللغة والتاريخ ، يعيشان هذه الحياة بتفاهاتهم بلا مبالاة ، بلا إحساس ، بلا شعور ، بلا أي مبرر للحياة ، يثرثران طوال الوقت بحماقات يسمو عليها إنسان العصر الحجري ، لا نهاية لغدوهما ورواحهما في عجن وعلك نفس القذارات ، يتخاصمان لوضاعة حياتهما بالكلام المقيت المكرر ...
ــ اليوم سقيت الدجاجات ماء !
ــ اليوم وضعت لهم بقية من فتات الخبز !
ــ أمس رميت لهم حفنة من كسرات الشعير ! ...
تصوروا تفاهة هذين الخبيثين ! تكرموا لنا ببضع حبات من الدخن أو العدس العفن ! ... ناكري الجميل ! ... نقضي عمرنا في تغذية أجسادهم المترهلة بالخواء ، المتخمة بالأنانية ، إنهم لا يرون أنفسهم ، يتفاخرون حتى بأحط الخصال التي يمتلكونها ، ويتباهون بأقذر الأفعال التي يقترفوها ، وبعظام الأمور التي يتخيلون أنهم أبطالها وهي لا تشرف نملة صغيرة إن قامت بها ...
هي خربة تفوح منها رائحة الروث الكريهة ، مقيدين وضعونا فيها إلا بعض فسحة في الباحة الخارجية ، ويا ويل من يكسر أعرافهم وقوانينهم !  ويا ويل الويل من يتخطى هذهِ الزريبة الجحيم ! .....

ــ 2 ــ
في بعض الأحيان يشذ تفكيري بدروب شتى ، متى تستمر أيامنا تمضغ هذهِ المعاناة ؟! ترى ذنب من كان في كل الذي يجري ؟! مدى التاريخ وعبر الأجيال والفصائل والأنواع التي توالت ، تناوب علينا الطرد والضرب ونتف الريش والجوع والعطش والحرمان واللا مبالاة والعبودية ، وفي النهاية الذبح والقتل ... هل القوة هي الفصل في كل أمر ، أم هو قانون الحياة ؟!! أيتها الطيور اللاطائرة تلوذين بالكسل والبلادة والاعتماد على الغير ، مفضلة إياها على العيش بكرامة والموت بشرف ، هذا الخوف من المجهول الذي يأتينا يجعلنا نرضخ للوضيعين ، ننصاع لعسف الجاهلين ، هذا الخيال الجامح بعبرات الخوف من الموت يجعلنا نجترح الهوان والمذلة ...
هناك قصة ما زال يتذكرها الكبار منا ... قيل أن صقراً كان يسكن قمة تلة وعلى مساحة السفح انتشرت الغربان ، كانت الغربان قد ابتليت بهذا الصقر فكلما أراد غراب أن يتخلص من هذا الجحيم وطار التهمه الصقر في اللحظة بشراسة ، وهكذا ظلت الغربان رهينة السفح فمن يجرأ الطيران ، وظلت أعين الصقر ترصدهم ، كلما قفز أحدهم كان طعاماً للصقر ، التهم منهم عشرات بل مئات من الغربان واحد إثر آخر ، فخنع الجميع صاغرين مهانين ، لكن أحد الغربان النبيهين همس للبقية الباقية من الغربان ... ماذا لو نطير كلنا سرباً واحداً وقفزة واحدة في الفضاء ، نطير سوية جمعاً مجمعاً واحداً ، فجُلّ ما يستطيع الصقر التهامه واحداً منا أو اثنين وينجو الباقي ، لكن الخوف كان قد حفر جذوره عميقاً في رؤوس عفنة لا تقبل الجديد ....
عجبي أنا أيضاً على قومي ! لقد الفت البؤس والذل والعبودية هي أيضاً ، ولم تعد تعي أبعد من ما بين قدميها ...
لم أعد أهتم لشيء ، لكن ما يقززني هذهِ الكلمة المقيتة ، التدجين !! في البداية لا يبرره أحد ، لكنه في نهاية الأمر يألفه ويعتاش معه ، يلعب وينام ويصحو معه ، ليأتلفان متوحدان كحقيقة أبدية ....
مرض يأتي هادئاً ، ليناً ، لعيناً كسرطان ينخر جسدك ولا تشعر به في بادئ الأمر إلى أن يرميك جثة متفسخة ... حتى لتشعر بالتقزز من كل خطوة تخطوها ، بتسمم الهواء الذي تتنفسه ، وكل ذرة تراب حولك ، كل همسة ، كل شهقة أو زفير تصبح جريمة ، لقد هشم هذا المخلوق حتى قانون الخلق في الطبيعة ، القتل جريمة بالمفرد ، لكن التدجين تجارة الجملة ... يجعل الدجاج يكره الليل والنهار ، الضوء والظلام ، يجعله يكره حتى نفسه ! ...
كم أقدسك أيتها الذئاب !! ... إنك الوحيدة التي مرغت أنف هذا الرجل في الوحل ! لقد دجن الدجاج والغنم والكلاب والحمير ، لكنه لم يجرؤ على تدجين الذئاب ... لكن المأساة ليست مأساة الجميع إنها مأساة البعض بل مأساتي أنا ! لم يعدم أجدادنا الحكمة حين قالوها ! ــ من يفهم أكثر يتألم أكثر ــ* وعذراً على هذا الغرور ، ولكن من يمتلكها لا يمتلك شجاعة القول .....

ــ 3 ــ
بسرية بالغة تحدثت مع إحدى صديقاتي النبيهات التي أثق في رجاحة عقلها ، قالت :
ــ أنصحك بالتحدث مع الذئاب ! ...
ــ الذئاب ؟! إنهم أعداؤنا !
ــ أليس الجميع أعداءنا ؟! أليست الخليقة كلها ضدنا ؟! فما بالك تخشين من الذئاب وحدهم ؟! ....
ترى هل في جعبتهم ما يعينني على ذلك ؟! ..... هل يفكرون مثلنا ؟ ألا أجد جديداً في التحدث معهم ؟ ألا ننتفع منهم بنصيحة ما ؟ .... فكرت طويلاً ! ... يجب تبني طريقة ما للاتصال بذئب ولكن بطريقة لا تسمح له بالانقضاض علي، على أية حال يجب أن تكون الخطة محكمة في تفادي التقرب من ذئب ، عليّ أن أكلم شيخاً أو عجوزاً أو فرخاً صغيراً لأكون في منأى عن شره ....
صادف أن مرّ في يوم من الأيام ذئب عجوز من خلف الحائط ، كان لا يقوى المسير ، كلمته من فوق الحائط وأنا أردد بسرعة الكلمات التي انتقيتها كي لا تضيع مني هذهِ الفرصة ... هل تعرفون بماذا أجاب ؟ أخذ يقهقه بصوت عالٍ وهو يقول ....
ــ وهل تظنين نفسك نسراً ؟
حينها بكيتُ طويلاً .... فكم من الوقت يمضي إلى أن أتحول إلى نسر ... لكنني لستُ من النوع الذي يرضخ بسهولة لمثل هذا الكلام ، عقلي بات كداينمو يدور ويدور ، لم لا نؤلب الدجاج كله ؟! ربما يكون طريق الخلاص ؟ .... من يومها جرت محاولات لتعبئة التمرد ، حاولنا مراراً إثارته هنا وهناك ، لكن الإحباط كان نصيبنا في كل مرة ... فالدجاج قد تعود هذهِ الحياة ولا يقبل التغيير ... والغريب في الأمر إنه حتى حين يحاول الرجل إصلاح بعضاً من شأننا لغاية في نفس يعقوب ، لا يتقبلها معشر القوم ... وأذكر في صغري بأنه في إحدى المرات استخدم الرجل طريقة جديدة في تقوية قشرة البيوض التي تتكسر حين تقع على الأرض بحيث وضع الملح في الدخن الذي نتناوله بدل الكلس الذي نحاول انتزاعه من الحائط ، رفض جميع الدجاج هذا الأمر ، واضرب عن الطعام ! لقد تعود مذاق الكلس ولا يرغب في إبداله بمذاق الملح اللذيذ ! ....


ــ 4 ــ
كثيرة هي القصص التي دونتها في مذكراتي علني أنفس ما في داخلي من مآسي لا يشعر بها غيري ، هل كُتِبَ عليّ أن أنوب بالتفكير عن الجميع ؟! الكل غافلون عما يجري لكن الأبله الذي في رأسي يظل يدور بلا توقف ...
استيقظت في ليلة من ليالي الشتاء الباردة بسبب البرد القارص الذي كان يلسع جسدي ويجمد قدماي ! فإذا بي غارقة في رطوبة عفنة وتبن رطب ، من روث ، وبراز ، وذرق الدجاج ، زحفت بهدوء إلى مكان جاف لأقضي بقية الليل ساهدة لا أنام ، وكل دقيقة وأنا ألعن طريقة نوم الدجاج هذهِ ، في الصباح الباكر نهضتُ بسرعة لأصارح صديقة لي بالمشكلة ، حتى اتفقنا على أن نجمع البقية ونتكلم معهن بحل هذهِ المعضلة ، فمن الأفضل التعاون جميعاً في سحب التبن الجاف لصق الحائط وننام سوية اتقاء البرد طوال الشتاء ....
بعد لقاء الجميع ودون مقدمات قلت لهن بصراحة بالغة ، لنتعاون في حل المشكلة وأسهبتُ في شرح الطريقة الصحيحة ، بعض الدجاجات انسحبن بهدوء وكأن الشيء لا يعنيهن ، وقالت أخرى إن مكاني فوق الرف مريح لا أريد تغييره ، وأخرى قالت كل منا عليها أن تدبر نفسها ... صدمت للأمر وصرخت :
ــ لكن الأمر يعني الجميع ، ربما تمرض إحدانا ألا يجب درء هذا الأمر ومساعدتها ؟!
كان ذلك درساً بليغاً علمني أشياء لم أكن افقهها ... ألا تباً لك أيتها المخلوقات الأنانية الوضيعة ! ....

ــ 5 ــ
كنتُ مطرقة صامتة وإذا بإحدى صديقاتي واقفة على رأسي ، لا تريد إِيقَاظي  عن أحلامي ، لقد اكتشفتُ أن لا أحد يستطيع أن يحل مشكلتك إن كنت أنت عاجزاً عن حلها ، لكنها ألحت بأن أفضفض عما بداخلي علني أرفه عن نفسي ، وسرى الحديث مذاهب شتى ، في النهاية قالت كصديقة نصوح :
ــ هل تظنين بأنه لم يجر التفكير بهذا الأمر من قبل جداتنا الحكيمات ؟ أما سمعت قصة تلك الجدة الذكية التي أرادت أن تتعلم الطيران لتقلد الحمام ؟ المسكينة اخترعت طريقة حرية بالتفكير ، طريقة نبيهة للتمرين ، في كل يوم تقفز من حائط ، ثم في اليوم التالي تنتقل إلى حائط أكثر ارتفاعاً ، وهكذا أخذ طيرانها يرتفع ويطول مرة بعد مرة ، ولمسافات أطول ! استمرت على هذا الحال لعدة أسابيع ، وفي آخر المرات حين قفزت من سطح البيت العالي في ليلة ظلماء كانت قفزتها أطول مما يجب ، لقد مرقت أبعد مما كان مخططاً ، فتلقفها فم ثعلب كان يشم رائحتها خارج الزريبة ، فلا تعيدي هذهِ القصة أرجوكِ

57





تعقيباً على موضوع / شعارات شيعية تثير قلق المسيحيين والسنة في قره قوش
موقع عنكاوا كوم
في 15 / 4 / 2017 م .
الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=837564.0

كان بودي أن أترك تعقيباً على الموضوع أعلاه في خانة الردود ولكن للأسف لم يكن هناك حقل للردود ، لهذا أرتأيت نشر تعقيبي بشكل منفصل ، وهو كالتالي : ــ
الطريقة التي يتم بها تصوير المسيحيين محزنة جداً ، وكأن بيع الخمور هي المهنة الوحيدة التي يزاولونها ولا يعرفون غيرها ، وكأن المهن الأخرى ( في مجالات : الميكانيك ، التضميد ، التعليم ، الطب ، الحلاقة ، المحاماة ، الهندسة ، التجارة ، الصناعة ..... إلخ )  لا علاقة لها بالمسيحيين ، بالتأكيد لستُ ضد محلات بيع المشروبات الروحية ، فهي كغيرها من المحلات مصادر للرزق  ،  والمشروبات تُحتسى من قبل البشر جميعاً ، لكنني ضد الطريقة التي يتم بها تصوير حال المسيحيين ، وأنا أقرأ المنشور كنتُ أشعر وكأنها محاولة لتشويه صورتهم أكثر مما تكون تعاطفاً معهم أو حديثاً لصالحهم .
نقرأ في الموضوع العبارة التالية : ــ

 وكان متجر الخمور المملوك لستيف إبراهيم في وسط المدينة واحدا من بين عدد قليل من الأعمال التي فتحت أبوابها من جديد. وفي ظل غياب المقاهي بات المتجر نقطة تجمع للسكان


فمتجر الخمور ليس الوحيد بل هناك عدد آخر من الأعمال ، لكن تم تجاهلها كلياً وكان التركيز فقط على متجر الخمور  ، فلماذا ؟


58


كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 26 )         
( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )
     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 


 طَابِع المَوْضُوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                             

عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، سنَقْرأُ هُنا في نِتَاجاتِ الكاتِب سليم بطي  لِنَتَعَرَّفَ على عطَائهِ .                                                                             
                                                                             
   كُلّ الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                         
                                 

د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


سليم بطي ( 1911 م ــ 1955 م ) :

هو سليم بطرس عيسى بطي  ، و ( بطي ) أصله ( بطرس ) .
ولِدَ سليم بطي في المَوْصِل عام 1911 م ، في كنَفِ عائلَةٍ مُتَواضِعة مَسِيحِيَّة سرْيَانِيَّة أرثوذكسِيَّة عِراقِيَّة ، وكانَ والِدَهُ يَعْمَلُ في الحِيَاكة ، وهو شَقِيقُ كُلٍّ مِنْ الصُحفِيّ المَعْرُوف ( رفائيل بطي ) صَاحِب جَرِيدَةِ البِلاد  ، والقَاصّ ( فؤاد بطي ) صَاحِبُ المَجْمُوعَةِ القِصَصِيَّة ( صَيْحاتُ الفُؤاد ) والَّتِي صَدَرَتْ عام 1939 م  ،  وهو عمُّ الصُحفِيّ المَعْرُوف فائق رفائيل بطي .
تُوُفِّيَ عام 1955 م . 
اهْتَّمَ خِلال فَتْرَة حيَاتِهِ القَصِيرَة بِمَجَالاتِ النَقْد والتَأْلِيف والتَمْثِيل ، إِذْ بَدَأَتْ هِوايَاتُهُ الفَنِيَّة والأَدَبِيَّة  تَتَمَيَّزُ مُنْذُ صِغَرِهِ ، ثُمَّ صُقِلَتْ وتَبَلوَّرَتْ بِمرُورِ السنِين .
ظَهَرَ على المَسْرَح لأَوَّلِ مَرَّة عام 1927 م حَيْثُ شَارَكَ بِدَوْرِ ( الكونت الجَمِيل ) في مَسْرَحِيَّة ( لويس الحادِي عشَر ) مَعَ فُرْقَةِ جورج بك ابيض ، وقُدِّمَتْ المَسْرَحِيَّة على خَشَبَةِ مَسْرَحِ سِينما الوَطنِي ، بَعْدَها انْتَمَى إِلى ( الفُرْقَةِ الوَطنِيَّة ) الَّتِي أَسَّسَها حقي الشبلي عام 1927 م ، واسْتَمَّر فيها حَتَّى سَافرَ حقي الشبلي إِلى مِصْر عام 1930 م لِدِرَاسَةِ فَنِّ التَمْثِيل ، وتَوَلَّى عزيز علي مُتَابَعة الفُرْقَة في غِيابِهِ .
بَعْدَها تَرَك فَنَّ التَمْثِيلِ ومَالَ لِلإِخْرَاجِ المَسْرَحِيّ ، فشَكَّلَ مَعَ بَعْضٍ مِنْ زُملائِهِ : فوزي محسن الأمين ، زكي السلامي وعبد الحافظ الدروبي وآخَرِين فَرِيقاً بَارِزاً نَشِطاً في فُرْقَةِ ( أَنْصَار التَمْثِيل ) الَّتِي أَسَّسَها عبد الله العزاوي سَنَة 1934 م  ، والَّتِي قَدَّمَتْ وفْرَةً مِنْ المَسْرَحِيَّاتِ الجيّدَة ، مِنْها : المَسْرَحِيَّة الاجْتِمَاعِيَّة ( وحيدة ) لِمُؤَلِّفِها موسى الشابندر ــ وكانَ قَدْ قَدَّمَها بِإِسْمِهِ المُسْتَعار : علوان أبو شرارة ــ  ، مَسْرَحِيَّة ( عبد الرحمن الناصر ) ، مَسْرَحِيَّة ( المَسَاكِين ) ، مَسْرَحِيَّة ( قَاتِلُ أَخِيهِ ) ، مَسْرَحِيَّة ( مَجْنُونُ ليلى ) ، وكُلَّها مِنْ إِخْرَاجِ عبد الله العزاوي .
في سَنَةِ 1929 م مَارَس النَقْدَ المَسْرَحِيّ وكانَ يَنْشُرُ كِتَابَاتَهُ في جَرِيدَةِ البِلاد ويَمْهَرُها بِاسْمِ ( كين ) .
نَشَرَ سليم بطي أَيْضاً بَعْضاً مِنْ كِتَابَاتِهِ في مَجَلَّة ِالأَدِيب اللُبْنَانِيَّة ، ولَقَدْ قُمْتُ (  والكلام لِشذى توما ) بمُرَاجَعةِ أَرْشِيفِ هذِهِ المَجَلَّة بِأَعْدَادِها السَنَوِيَّة المُتَوَفِّرَة على الانترنيت ولِلسَنَواتِ مِنْ 1942 م ــ 1955 م ، ووَجَدْتُ لَهُ فيها نِتَاجين مَنْشُورين وهُما :

1 ــ ( بِنْتُ الطَحَّان )/ قِصَّة قَصِيرَة /  مَنْشُورَة في مَجَلَّة ِالأَدِيب اللُبْنَانِيَّة الشَهْرِيَّة لِصَاحِبِها ألبير الأديب / في العَدَدِ ( 1 ) ، أكتوبر ، 1946 م
رَابِط  قِصَّة ( بِنْتُ الطَحَّان ) :
http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=1775579&ISSUEID=14561&AID=325780

مِنْ ص 27 ــ ص  30





 





 


2 ــ (صادجة ) / قِصَّة قَصِيرَة /  مَنْشُورَة في مَجَلَّة ِالأَدِيب اللُبْنَانِيَّة الشَهْرِيَّة في العَدَدِ رَقْمِ ( 2 ) ، فبراير ، 1946 م .
رَابِط قِصَّة ( صادجة ) :
http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=1775071&ISSUEID=14554&AID=325583

مِنْ ص 33 ــ ص  36
 

 



 


في مَجَالِ فَنِّ التَأْلِيفِ المَسْرَحِيّ /
بَرَزَ سليم بطي في ثَلاثِيناتِ القَرْنِ العشْرِين ، وكانَ عَمَلَهُ في الفُرَقِ المَسْرَحِيَّة في العِراقِ قَدْ أَثْرَاهُ خِبْرَةً وتَمَرُسَاً وجَعلَهُ على قَدْرٍ وافٍ مِنْ المَعْرِفَةِ بِالبِنَاءِ المَسْرَحِيّ وطَبِيعةِ العَمَلِ المَسْرَحِيّ ،  فتَعدَّدَتِ النصُوصُ المَسْرَحِيَّة الَّتِي أَلَّفَها وقَدَّمَها  لِلفُرَقِ المَسْرَحِيَّة ومِنْها :
1 ــ تَقْرِيعُ الضَمِير / مَسْرَحِيَّة اجْتِمَاعِيَّة بِفَصْلٍ واحِد  / عام 1931 م / وهي أَوَّل مَسْرَحِيَّة كتَبَها / المَسْرَحِيَّة غَيْر مَطْبُوعَة .
2 ــ المَسَاكين / مَسْرَحِيَّة اجْتِمَاعِيَّة / عام 1933 م / مَسْرَحِيَّة غَيْر مَطْبُوعَة / قَامَتْ فُرْقَة ( أَنْصَارُ التَمْثِيل ) بِعَرْضِها على المَسْرَح عام 1934 م .
3 ــ  الأَقْدَار / مَسْرَحِيَّة اجْتِمَاعِيَّة / مَنْشُورَة عام 1934 م /  أَخْرَجَ توفيق البصري مَسْرَحِيَّة ( الأَقَدَار ) لِمُؤَلِّفِها سليم بطي ، وكانَ أَوَّلُ عَمَلٍ مَسْرَحِيّ يَقُومُ ُ البصري بِإِخْرَاجِهِ لِجَمْهُورِ الطلَبَة وهو في الصَفِّ الخَامِسِ الإِعْدادِي .
أُعِيدَ عَرْضُ مَسْرَحِيَّة ( الأَقْدَار ) عام 1949 م على مَسْرَحِ ثَانَوِيَّةِ العشَّار ( التَرْبِيَة ) في البَصْرَة ، وأَدَّى أَدْوارَها كُلٌّ مِنْ : أحمد الرديني ، سامي توما ، ماركريت نعيم ، سوزان ، زكي الساعدي ، عبد النبي جعفر ، لويس توماس ، قصي البصري .
حالَةُ الحِفْظ  لِمَسْرَحِيَّة ( الأَقْدَار ) في دارِ الكُتُبِ والوَثَائق الوَطَنِيَّة :
ــ الأَقْدَار / مَسْرَحِيَّة اجْتِمَاعِيَّة  / بِاللُغةِ العرَبِيَّة / مَكانُ النَشْرِ والنَاشِر : بَغْداد ـ مَطْبَعةُ النَجاح / عَدَدُ الصَفَحَات : 88 صَفْحَة / رَقْمُ التَسْجِيلِ في دارِ الكُتُبِ والوَثَائق الوَطَنِيَّة ( 453785 ) / رَقْمُ التَصْنِيف ( 812.92 ) / رَقْمُ المُؤَلِّف : ب 69 / عَدَدُ النُسَخِ المَحْفُوظَةِ في دارِ الكُتُبِ والوَثَائق الوَطَنِيَّة : نُسْخَة واحِدَة .
 
4 ــ خِدْمَةُ الشَرَفِ / مَسْرَحِيَّة اجْتِمَاعِيَّة / قَدَّمَتْها فُرْقَة ( أَنْصَارُ التَمْثِيل ) عام 1935 م / كذَلِك قَامَتْ فُرْقَةُ بَابِل لِلتَمْثِيل عام 1940 م بِتَقْدِيم المَسْرَحِيَّة ( تَوَلَّى مُؤَلِّفِها سليم بطي إِخْرَاجها بِنَفْسِهِ ) على مَسْرَحِ ( المَدْرَسَةِ المَرْكزِيَّة ) في بَغْداد ، وأُعِيدَ عَرْضُ مَسْرَحِيَّة (خِدْمَةُ الشَرَفِ ) على صَالَةِ ( سِينَما الحَمْرَاء ) لِمَنْفَعةِ جَمْعِيَّةِ الطيرَانِ العِراقِيَّة .


5 ــ طعْنَةٌ في القَلْب / مَسْرَحِيَّة اجْتِمَاعِيَّة / نُشِرَتْ عام 1936 م / قَامَتْ فُرْقَةُ ( أَنْوار الفَنّ ) والَّتِي أَسَّسَها توماس حبيب بِتَقْدِيمِ المَسْرَحِيَّة . 
كذَلِك تَمَّ عَرْضُ المَسْرَحِيَّة على مَسْرَحِ  ( اوتيل الجواهري ) عام 1940 م ، حَيْثُ قَدَّمَتْها فُرْقَةُ بَابِل لِلتَمْثِيل والَّتِي تَأَسَّسَتْ عام 1934 م في بَغْداد لِمُؤَسِّسِها ( محمود شوكت ) .
وقَدْ علَّقَ ( عبد الله رمضان ) على مَسْرَحِيَّة ( طعْنَة في القَلْب ) قَائلاً : [ نود أن نلقي نظرة عجلى على المسرح العراقي ، وغير خافٍ أن تاريخ المسرح في العراق إلى ما بعد سنة العشرين ، وبالرغم من مرور أكثر من خمس عشرة سنة مازال في دور التكوين والسبب في ذلك عدم وجود العناصر الرئيسية بتكوينه ، وهذهِ العناصر هي الروايات التمثيلية المحلية والمخرجين والأدوات التمثيلية ، أما التأليف المسرحي فيكاد يكون معدوماً في العراق اللهم إلا رواية وحيدة لمؤلفها الأستاذ موسى الشاه بندر التي كانت هدية ثمينة للمسرح العراقي ، وأما الممثلون والمخرجون فمع إننا نقر بوجود بعض الهواة ممن يرجى له مستقبل في هذا الفن لا نستطيع أن ندعي بوجود هذا العنصر الفعال كما يرام ، ومع ذلك نستطيع أن نسجل هذه الجهود الجبارة التي بذلها ويبذلها الأديب سليم بطي في سبيل النهضة المسرحية في العراق فلقد خدم هذا الفن الجميل بكل قواه حيث كوّنَ بعض الفرق التمثيلية وكان فيها الرئيس الإداري والمخرج الفني والممثل البارع إنها دعاية صحية طيبة ، ومع ذلك لنا ملاحظة صغيرة على هذه الرواية هي وجود المقدمة التي حاول أن يجعلها كخلاصة لروايته ، ونرى أنه لو كان قد قام بحذف هذه المقدمة والخاتمة أيضاً لما كان يضره شيء ولا جاءت روايته ناقصة بذلك ، بل كانت تجعل الرواية محلية بحتة بعيدة عن الأساطير .... وعلى كل فإن روايته هذهِ يصح أن تكون أول حجر أساس في المسرح العراقي ] .
وهكذَا يُمْكِنُ لِلقَارِئ / ة تَقْدِير الأَثَر الكبِير البَعِيد والوَاضِح الَّذِي تَرَكهُ سليم بطي في مَسِيرَةِ تَطْويرِ المَسْرَحِ العِرَاقيّ في الثَلاثِينَاتِ مِنْ القَرْنِ العشْرِين .
6 ــ رَصَاصةٌ في القَلْبِ / مَسْرَحِيَّة اجْتِمَاعِيَّة / قَامَتْ فُرْقَةُ ( أَنْوار الفَنّ ) بِتَقْدِيمِها على المَسْرَحِ .
[ جَمْعِيَّةُ أَنْوار الفَنّ : فُرْقَةٌ مَسْرَحِيَّة تَأَسَّسَتْ في 22 / آب / 1940 م ، وتَأَلَّفَتْ هيْئتَها الإِدارِيَّة مِنْ : ( توماس حبيب رَئيساً ، رؤوف توفيق مُدِيراً لِلإِدارَةِ ، سليم بطي سكرتِيراً وجوزيف عجاج مُحاسِبَاً ، فَضْلاً عَن الأَعْضَاءِ : صلحي مصطفى ، أسماعيل حقي ، لويس توماس ، أسماعيل الأمين ، مجيب حسون ، أسماعيل ابراهيم الشيخلي ) ، وقَامَتْ بِتَمْثِيلِ مَسْرَحِيَّاتٍ عِدَّة كانَ مِنْ أَهَمِها ( مَجْنُونُ ليلى ، عبد الرحمن الناصر ، الهارِبُ البَخِيل ، انْتِقَامُ المَهْرَاجا ، الرُوحُ الشرِيرَة ، رَصَاصةٌ في القَلْبِ ، طعْنَةٌ في القَلْب ) ، لَمْ تَسْتَمِّرْ طوِيلاً إِذْ حُلَّتْ بَعْدَ سنتين مِنْ تَأْسِيسِها ] .
7 ــ ضَحايَا اليَوْم / مَسْرَحِيَّة اجْتِمَاعِيَّة / عام 1939 م  .
8 ــ رُسُلُ الإِنْسَانِيَّة / مَسْرَحِيَّة اجْتِمَاعِيَّة / آخِرُ مَسْرَحِيَّة أَلَّفَها سليم بطي كمُسَابقَةٍ لِجَمْعِيَّةِ مُكافَحةِ السِلِّ .

ـــــــ
في الأَرْبَعِينَاتِ مِنْ القَرْنِ العشْرِين ( عام 1949 م ) كتَبَ سليم بطي حِوارَ فِيلم ( ليلى في العِراق ) ، وقِصَّة الفِيلم مِنْ تَأْلِيف محمد سلمان ، أَعَدَّ سِيناريو الفِيلم مُخْرِجُهُ أحمد كامل مرسي ، شَارَكَ في التَمْثِيل : ابراهيم جلال ، عفيفة اسكندر ، محمد سلمان ، جعفر السعدي ، عبدالله العزاوي .
عُرِضَ الفِيلم لأَوَّلِ مَرَّة في سِينَما روكسي في كانُون الأَوَّل عام 1949 م ( سِينَما روكسي تَأَسَّسَتْ سَنَة 1936 م في شَارِع الرَشِيد بِبَغْداد بِإِدارَةِ عبد الجبار سبع ) .
عُرِضَ الفِيلم في مِصْر بِتَارِيخ  :
15 / ديسمبر / 1949 م .
وأُعِيدَ عَرْضَ الفِيلم في سِينَما الرَشِيد في بَغْداد عام 1955 م .


ـــــــــــــــــــــــــــــــ

المَصَادِر /

( 1 )
مَوْضُوع / الثَقَافَة السرْيَانِيَّة تَحْتَفِي بـِ ( رفائيل بطي ) في حلَقَتِها الدِرَاسِيَّة الرَابِعة ... اليَوْمُ الأَوَّل يَشْهدُ مُنَاقَشَةَ 23 بَحْثاً تَتَناولُ الصَحَافَة والأَدَب والفَنّ .

الكاتِب : إِعْلام المُدِيرِيَة العامَّة .

الرَابِط :
http://www.ishtartv.com/viewarticle,50640.html
قنَاة عشْتَار الفَضَائيّة
في 25 / 10 / 2013


( 2 )
مَوْضُوع / الحلَقَةُ الدِرَاسِيَّة الرَابِعة لِدَوْرِ السرْيَان في الثَقَافَةِ العِراقِيَّة ( دَوْرَة رفائيل بطي ) .
الكاتِب : داؤد أمين
في الأَثْنين 28 / 10 / 2013 م .
مَوْقِعُ الحِزْب الشيُوعِي العِراقِي .

الرَابِط :
http://www.iraqicp.com/index.php/sections/objekt/6706-2013-10-28-11-39-41


 ( 3 )
مَوْسُوعةُ أَعْلامِ المَوْصِل في القَرْنِ العشْرِين ـ حرْفُ السِين
عمر الطالب
 
الرَابِط :
http://archive.li/smCh#selection-5941.0-6077.1516

( 4 )
مَوْضُوع / بِدايَاتُ السِينَما في العِراق ... كيْفَ شَاهدَ جمْهُورُ بَغْداد أَوَّلَ فِيلم سِينَمائِيّ .
في : 25 / أَيْلُول / 2013 م .
مَوْقِع الكاردينيا .

الرَابِط :
http://www.algardenia.com/tarfiya/menouats/6558-2013-09-25-22-10-17.html


( 5 )

مَوْضُوع / فصُولٌ مِنْ تَارِيخِ المَسْرَحِ العِراقِيّ ( الفَصْلُ التَاسِع عشَر )
( عصْرُ الثَلاثِينَات الذَهبِيّ لِلمَسْرَحِ العِراقِيّ  1930 م ــ 1947 م )
الكاتِب : لطيف حسن
في 10 / 7 / 2006 م .
مَوْقِعُ النَاس .

الرَابِط :
https://www.al-nnas.com/CULTURE/Fnon/teat19.htm


( 6 )
دارُ الكُتُب والوثَائق الوَطنِيَّة .

الرَابِط : 
http://www.iraqnla-iq.com/opac/fullrecr.php?nid=11014&hl=ara


( 7 )
مَوْضُوع / توفيق البصري مَسِيرَة حافِلَة بِالعطاء .
الكاتِب : مجيد عبد الواحد
مَجَلَّةِ الفنُونِ المَسْرَحِيَّة

الرَابِط :
https://theatermage.blogspot.de/2016/10/blog-post_28.html#.WNL0_4J1rcs


( 8 )
مَوْضُوع / المَسْرَحِيَّة العِراقِيَّة : شؤونٌ وشجُون ( 1 )
الكاتِب : تيسير عبد الجبار الآلوسي
ــ أُسْتَاذُ الأَدَبِ المَسْرَحي ــ
في : 1 / 7 / 2007 م
مَوْقِع سُومرِيَات .

الرَابِط :
http://www.somerian-slates.com/mss_old/p511tr1.htm


( 9 )
مَوْضُوع / بَعْضُ المَصَادِر عَن المُؤَلِّف نديم الأطرقجي .
في 10 / نوفمبر / 2009 م .
مَوْقِع مُنْتَديَات أُسْرَة الأطرقجي .

الرَابِط :
http://alatraqchi.yoo7.com/t4-topic


( 10 )
مَوْضُوع / المَسْرَح والسِينَما في بَغْداد 1939 م ــ 1958 م
الكاتِب : عباس فرحان الزاملي
في : الأَحد 24 / 3 / 2013 م .
 مَوْقِع المَدَى لِلإِعْلام والثَقَافَة والفنُون ( ملاحق جَرِيدَة المَدَى اليَوْمِيَّة ) .

الرَابِط :
http://almadasupplements.com/news.php?action=view&id=7082#sthash.9YFu7v2p.dpbs


( 11 )
مَوْضُوع / شَخْصِيَّاتٌ فَنِيَّة . 
الأَحد 16 / 10 / 2011 م
مَوْقِع المَدَى لِلإِعْلام والثَقَافَة والفنُون ( ملاحق جَرِيدَة المَدَى اليَوْمِيَّة ) ــ ذَاكِرَة عِراقِيَّة .

الرَابِط :
http://www.almadasupplements.com/news.php?action=view&id=3296#sthash.8CSSsqca.dpbs



( 12 )
مَوْضُوع / رفائيل بطي .. أَوَّل وزِير دِعايَة وصَحَافَة في الدَوْلَةِ العِراقِيَّة .
الكاتِب : حميد المطبعي
مَوْقِع : الصحُفِي .
في 13 / أبريل / 2012 م .

الرَابِط :
http://www.sahafi.jo/files/29aecab01f21702b8fda5e2266d0e54ed20ce80b.html



///////////////

أُقَدُّم هُنا لِلمُتَابِعات العزِيزَات والمُتَابعين الأَعِزَّاء القِصَتين القَصِيرَتين ( بِنْتُ الطحَّان ) و ( صادجة ) ، حَيْثُ أَعَدْتُ كِتَابتَها لأَجْلِ أَنْ تَتَمَكَّنُ / يَتَمَكَّنُ المُتَابِعات والمُتَابعين مِنْ قِراءَتِها ، مَعَ جزِيلِ الشُكْرِ لِلجَمِيع .
 كُلّ الشُكْرِ والتَقْدِير لِلأَخ باسم روفائيل الَّذِي قَامَ بِرَفْعِ وتَحْرِيرِ القِصَّتينِ مِنْ الرَابِطينِ المَذْكُورِينِ بِنَاءاً على طلَبِي لأَتَمَكَّنَ مِنْ حِفْظِها عِندِي في الأَرْشِيف واسْتِنْسَاخِها ، وكذَلِكَ عَرْضها لِلقُرَّاءِ على شَكْلِ صُوَرٍ كمَا هي مَوْجُودة في المَوْضُوع أَعْلاهُ ، تَمنِّياتي لَهُ بِالتَوْفيقِ والخَيْرِ .

( 1 )
بِنْتُ الطحَّان
ــ قِصَّة قَصِيرَة ــ
بِقَلَمِ : سليم بطي

مضرجاً بدمائه ، ولم يكن انقاذه إلا بعد أن رمي الحصان بالرصاص ، ولما نقلناه إلى المستشفى اعلمنا الطبيب إن والدي إذا عاش فسيعيش رجلاً مقعداً لا يقوى على السير ، وإن وجهه سيتشوه ، علاوة على إنه فقد بصره أيضاً .
كان وقع هذا النبأ علينا عظيماً ، ومرت الأيام الأولى علينا إثر خروجه من المستشفى كالحلم البغيض وكنت كلما وقع بصري عليه ارتجف ألماً وتتقطع نياط قلبي شفقة .
لم يكن يمكننا البقاء دون عمل ، والطاحونة كانت مورد رزقنا الوحيد ، فلم يكن بد من أن نستقدم رجلاً يقوم مقام والدي ، وفكرت والدتي حرصاً على سير العمل ، باستقدام قريبها فرحان ، وعرضت عليه الأمر بعد استشارة والدي ورضاه ، فجاء مسرعاً .... شرب قدح الشاي ثم أشعل سيكارة أخذ ينفث دخانها في الهواء فيتلاشى حلقات حلقات في الفضاء ، ثم التفت إلى والدتي والابتسامة لا تفارق شفتيه وقال :
ــ أين هو زوجك ؟
فأجابت والدتي دون أن ترفع رأسها ، وقد شغلت نفسها بأقداح الشاي :
ــ إنه في السرداب يراقب العمل ، ولو إنه لا يرى شيئاً ولكنه يطلب ذلك .
والتفتت إليّ وناولتني قدحاً من الشاي قائلة :
ــ خذيه إلى والدك .
نهضتُ واتجهت نحو باب السرداب ، فصرخت والدتي فيّ :
ــ احترسي عندما تعبرين إليه .
نزلت الدرجات ، ولم أكد أصل إلى آخرها حتى شعرت بأقدام فرحان الثقيلة ورائي ، فأسرعت وعبرت إلى والدي الجالس قرب فتحة البئر الكبيرة ، الذي جعل منه مكانه المفضل مذ فقد بصره ورجليه ، هذه البئر عميقة واسعة ، نستعملها لسقي الخيل ونستقي الماء منها أحياناً لغسل الثياب ، فمها في فناء الدار ، ولها فتحة واسعة في السرداب ، ولكن هذهِ الفتحة لم تسوّر بل ظلت على ما هي منها ، وسألت والدي عن السبب في عدم بنائها أو تسويرها على الأقل ، فأجابني بأنه عهد بها كذلك مذ شب ودرج في البيت ولا يدري سبب ذلك ، على أنه لم يسأل جدي عنه .
وضعت قدح الشاي بيد والدي وجعلت انتظر ، ووقف فرحان ينظر إلينا ، وأخذت أراقبه بطرف من عيني ، فارعبتني علامات الاشمئزاز التي ارتسمت على وجهه ، مثل أي إنسان آخر يقع نظره على والدي المسكين .
كنتُ خجلة من والدتي أثناء الغداء ، فقد كانت تتحدث بانبساط إلى فرحان كثيراً ، وعاد تورد خديها لأول مرة بعد عشرة شهور ، ولم افقه في ذلك الوقت أسباب خجلي بخدمتها له على تلك الصورة ، إلا بعد أسبوع من قدومه ، عندما لحظته يحتضنها صباح أحد الأيام في فناء الدار .
استيقظتُ مبكرة فجر ذلك اليوم لأراجع دروسي قبل ذهابي إلى المدرسة استعداداً لامتحان نصف السنة ، وكانت الغرفة مظلمة ، فأخذت أبحث عن ثقاب لأشعل القنديل ، وإذ لم أجد خرجتُ إلى المطبخ لآخذه من والدتي التي خرجت لتجهيز الفطور ، ولما وصلت إلى الباب لمحت والدتي وفرحان عند باب المطبخ يتحدثان بصوتٍ خافت ، وهي تقول له :
ــ لا ... لا ... يا فرحان
ورأيته يأخذها بين أحضانهِ ويقبلها ، ووصل إليّ جوابه كوخز الإبر ....
ــ ولم لا ... إنك لا تقوين أن تعيشي هكذا
فأجابته والدتي :
ــ لا ، لا ، يا فرحان
ولكنه لم يتركها تفلتُ من بين ذراعيه ، فلم تقاومه هذهِ المرة .
وهذا ما آلمني كثيراً ، فرجعتُ أجر رجلي جراً إلى الفراش ، وتمددتُ غير مفكرة بالدرس أو الامتحان ... وانحدرت الدموع كالسيل على خدي ، ووضعت طرف اللحاف بين أسناني أغالب بها عبراتي ، حتى لا أجهشُ بالبكاء فيستفيقُ والدي من نومه .
ذهبتُ ذلك اليوم إلى المدرسة ، ولم استطع أن أجيب بحرف واحد عن الأسئلة ، ولم أرجع إلى البيت للغداء ، وتأخرتُ عصر ذلك اليوم إلى المساء ، ولما رجعت أدعيتُ المرض وذهبتُ إلى الفراش .
وكانت الحرارة ترتفع في جسمي ، وتفكيري لا ينقطعُ من ذلك المنظر المخزي ، وبقيتُ انتظرُ والدتي إلى أن جاءت لتنام وكنا ننام سوية في فراش واحد وقد اعتدنا أن نتحدث إذا ما عزّ علينا الكرى ، ولما شعرتُ بها تصنعت النوم ، وشعرتُ بيدها الباردة تجس معصمي وجبيني ، ثم تتمدد على الفراش .
استيقظتُ من نومي فزعة ، ومددتُ يدي لاتحسس والدتي ، فلم أجدها وحدست إنه مضى كثيرٌ من الليل ، عندها تذكرتُ إنها قد ذهبت إليه ، فكان هذا الخاطر كلطمة قوية على وجهي فرحتُ انتحب والدموع تسيل على خدي مدراراً ، ولا أذكرُ كم مضى من الوقت وأنا على هذهِ الحالة ، وكان الوقت يمر ولا أشعرُ بهِ ، وبعد مدة طويلة فُتِحَ الباب وانسلت والدتي في الظلام إلى الغرفة بتحوط ، فجمدتُ مكاني ولم أتحرك ، خشية أن تلحظ أنني مستيقظة ، رجعت إلى الفراش وتمددت ، وبقيت مدة طويلة هادئة لم تأت بحركة حتى خيل إليّ إنها أغفت ، ولكن هذا التخيل زال بصوتٍ ارتجف له فؤادي ، فقد كان هذا الصوت نحيباً صامتاً ، إنها لا شك نادمة على جريمتها .
أفقتُ صباح اليوم الثاني كعادتي ، وخرجتُ لأغسل وجهي ، ولم أكد أفتحُ الباب حتى سمعتُ حواراً فتعرفتُ من الصوت على الأشخاص المتحدثين ، فوقفتُ مكاني ويدي على الباب استرق السمع ، وتمكنتُ أن أرى فرحان ممسكاً بيد والدتي وهي واقفة بباب المطبخ ، ووصلت إلى أذني كلماتها واضحة ، قالت له :
ــ لا أقدر يا فرحان ... أقول لك لا أقدر أن اتمالك نفسي ، أنا اتمادى في هذا .
فأجابها ، وكان كلامه واضحاً ، وصوته الأجش بعث في جسمي قشعريرة باردة ، وأخذت والدتي تتوسل إليه أن يخفض من صوته ، ولكنه استرسل غير مبالٍ قائلاً :
ــ إذا كنتِ تريدين أن لا تعرف ابنتكِ فطاوعيني وإلا أخبرتها بنفسي ، إنني مجنون بحبك ... وسأخبر البلد كله قبل أن أترككم .
فأجابت والدتي بشدة :
ــ إنك لا تجسر ُ على ذلك ..
ــ لا أجسر ؟ أقول لكِ إنني أهواكِ إلى درجة أقدم معها على كل شيء ... وأنتِ لا حول لك ولا قوة على مقاومتي ... أقدم على كل شيء .
فأجابت :
ــ أنت مجنون !
فأخذها بين ذراعيه ، فلم تقاوم وقال :
ــ نعم مجنون بغرامكِ !
وقبلها قبلة طويلة ، وكانت مستسلمة إليه ، وقالت :
ــ أمجدٌ أنتَ في إخبار ابنتي ؟
ــ طبعاً لا ... إذا كنتِ تبادلينني حبي .
ــ آه ... كم كنتُ خائفة أن تستيقظَ تلك الليلة .
لم احتمل أن أسمع أكثر من هذا ، فرحتُ إلى فراشي ولبثتُ فيه ، ولم أخرج .
أخذَ الحزنُ يهد من جسمي ، وظهرت علائمه على وجهي ، وأهملتُ دروسي وواجباتي ، حتى إن مدرساتي لحظن عليّ ذلك وتعجبن له .
وبقيتُ منزوية أعيشُ وحدي بعيدة عن زميلاتي ، حتى أضحين في حيرة من أمري ، وعبثاً حاولن معرفة السبب واكتشافه .
وكان يسكنُ بجوارنا شابٌ ظريف ، مدرس في إحدى المدارس الابتدائية ، يميل إليّ كثيراً ، أكتشفتُ ذلك من نظراته وابتساماتهِ عندما كنا نلتقي في الطريق إلى المدرسة ومنها ، أو عندما كنتُ أستعينُ به أنا وشقيقته ، التي كانت من أعزّ صديقاتي وفي صفٍ واحد ، على بعض الحلول الرياضية ، ورغم أنه كان خجولاً جداً ، فإنه كان يحاول أن يُفهمني بأنه يميل إليّ ، ولكني كنتُ أتجاهلُ كل ذلك ولم أكنْ أفسح له مجالاً يشجعه على المضي في هذا السبيل ، وبمرور الأيام أخذتُ أشعرُ بميلٍ نحوه ، إلى أن أخبرتني شقيقته يوماً بحب شقيقها لي ، وإنه يرغبُ رغبةً صادقة في تزوجي ، وسيبعثُ والدته لتخطبني من والدي ، وبقيت تستدرجني لتعلم ما إذا كنتُ أوافقُ على ذلك ، ولكني سكت ، ولا أدري أخجلي أم سروري هو الذي منعني من الجواب .
أخبرتُ والدي قبل والدتي بالأمر ، لأنني كنتُ احترمه وأحبه جداً ، فابتسم وأخذ يعبثُ بشعر رأسي وأنا جالسة بجانبهِ ، وأجابَ :
ــ ليس لديّ مانع يا بُنيتي إذا رضيت والدتك ! فأنا أعرفُ الشاب شخصياً وهو يليقُ بكِ .
فقبلتُ يده وخرجتُ لأزف النبأ إلى والدتي ، ولما أخبرتها قبلتني في جبيني، وقالت ودموع الفرح تتدفق من مآقيها :
ــ من ذا يكون أكفأ لك منه يا فتاتي !
وسرى الخبر في المحلة سريان النار في الهشيم ، حتى أن المدرسات كن يداعبنني أثناء الدرس ، فتحمرُ وجنتاي خجلاً ، وألومُ شقيقته على ذلك ، فتحتضنني ضاحكة مسرورة .
مرت الأيام وكنتُ أشعرُ بأن فرحان يأمر وينهى في البيت كأنه هو السيد المطلق ، وبلغت به الجسارة أن أخذ يغازلني كلما اعترضتُ طريقه دون خوفٍ أو وجل ، وتمادى في غيه ، حتى أخذ يُسمعني القارص من الكلام أمام والدتي .
وبينما كنتُ جالسة أمام باب الشرفة في أحد الأيام ، خرج فرحان من السرداب وهو ملوث بذرات الطحين ، ولما وجدني وحدي تقدم وكلمني بصوتٍ مرتجف لم أعهدهُ فيه قائلاً :
ــ هل صحيح إن هذا المعلم سيخطبك ؟
فأجبته فوراً :
ــ نعم صحيح ... وماذا يهمك أنت من ذلك !
فنظر إليّ لحظة ولم يتفوه بكلمة واحدة ، وأخيراً قال :
ــ اصغي إليّ ... إنك لا تتزوجين غيري .. أفهمت ؟
فشعرتُ بقلبي يقف عن خفقانه ، ووضعتُ يدي أتحسسً مكانه ... وبعد لحظاتٍ أفقتُ إلى نفسي من هذهِ الصدمة وتمالكتُ رشدي وصرختُ في وجههِ :
ــ يا لك من وقح ... إنك كالخنزير في نظري ... أتحسبُ أنني أتزوجك حتى لو لم يبق في الدنيا سواك ... أتظنني ضعيفة لا أقدر أن أقاومك كوالدتي ؟
فأصفّرَ وجهه ووقف كالعمود لا يبدي حراكاً ، وضاقت عيناه وتقلصت شفتاه ، وقال بصوتٍ ضعيف :
ــ إذن فأنتِ تعلمين سر والدتك وعلاقتها بي .
فأجبتُ بصوتٍ مخنوق وبدون وعي :
ــ نعم أعلمُ كل شيء .
فرجع إليه هدوءه السابق ، فأدهشني هذا الهدوء ، ودبّ الخوف إلى قلبي ، وقال مبتسماً :
ــ حسناً ... هذا يجعلُ الأمر أهون الآن .
فازداد خوفي وقلقي ، فأجبتُ :
ــ ماذا تعني ؟
فقال ورنة الفوز في نبرات صوتهِ :
ــ اصغي إليّ ... غداً يوم الجمعة .. سأذهبُ كالمعتاد إلى الخمارة واحتسي بضع كؤوس مع بعض الأصدقاء ، وستُحلُ عقدة لساني ، وأروي حكايات كثيرة عنك وعن والدتك ... وفي اليوم الثاني ستكون على كل لسان .
فصرختُ في وجهه :
ــ إنك لا تجسر .
وتذكرتُ عبارة والدتي له لما هددها بإفشاء سرها إليّ ، فقال هازئاً :
ــ لا أجسر ؟ إن الناس سيصدقونني ، ولا سيما إن والدتك لا تزال جميلة في شرخ صباها .
كانت كلماته التي قذفها في وجهي جارحة فأخذتُ أفكر ، يجب أن لا يقع ذلك ابداً ، فنهضتُ وتقدمتُ منه ولمستُ ذراعه ، ولكن يدي سقطت باردة جامدة لما شعرتُ بحركتي المخذولة ... فضحك عالياً وابتعد عني وجلس على الدكة أمام الايوان ، وقال بنغمة الفائز المنتصر :
ــفكري جيداً ... وأعطيني جوابك بعد ثلاثة أيام ، واحذري أن يأتي أحد لخطبتك ، فاللوم لا يقع إلا عليك .
فلم أطق صبراً ، وضاق صدري ، وشعرتُ بأنني اختنق ، ولحسن حظي جاءت والدتي في تلك اللحظة فانقذتني من ورطتي وآلامي ، فشغلتُ نفسي بالقراءة ، ولكني لم أكنْ أرى شيئاً ، وأردت أن أنفجر باكية ، ولكن خشية والدتي ضبطتُ نفسي ، ومن العبث محاولة وصف حالتي ذلك اليوم ، إذ لا أقدرُ أن أصفها بالكلمات فقد كان وجهي يحترق كأن بي حمى ، وعند المساء تظاهرتُ بأن الصداع يأكل رأسي ، وذهبتُ إلى الفراش ، ولكن ادعائي انقلب حقيقة إذ كادت جمجمتي تنفجر من الألم ، وشعرتُ كأن أيدياً من الحديد تقبض على قلبي ، وكنتُ ارتجف ... ولما جاءت والدتي لتنام وجدت جسمي يلتهب واطرافي ترتجف ، فذُعِرت فرجوتها أن تهدأ فلم تبال .
كنتُ أفكرُ طول الليل في طريقة أخبر بها شقيقة خطيبي ، لتأخير يوم الخطبة ، فارعبتني هذهِ الأفكار .
ما العمل ؟ ما الحل ؟
كان والدي طوال تلك الليلة جالساً في فراشه ساكناً يدخن ، وقد ملأ الغرفة بدخان غليونه ، وكلما رفعتُ رأسي وجدته على وضعه لم يتغير ، جالساً جامداً يدخن .
وعند الفجر سمعتُ فرحان يسأل والدتي عني :
ــ أحقاً إنها مريضة ؟
فأجابته والدتي :
ــ نعم ... وسآخذها إلى الطبيب ، ولا أدري كيف استقبل ضيوفنا غداً ؟
فقال :
ــ لا لزوم للضيوف .
ــ ماذا تعني ؟
ــ أعني إنها لن تتزوجه !
فأجابت والدتي بدهشة :
ــ لا تتزوجه ! ولماذا ؟
ــ لأنها ستتزوجني أنا !
وضعتُ رأسي تحت اللحاف انتحب ، وبعد لحظات شعرتُ باللحاف يُرفع عني ، ففتحتُ عيني الدامعتين ، فوجدتُ والدي يتحسس يبحثُ عن وجهي ، فاستقرت يده على رأسي ، فازددتُ بكاء ، وشعرتُ بقشعريرة تسري في جسمي ، فقد شعرتُ بيد والدي كأنها تتكلم وتقص عليّ الحوادث التي رأيتها وسمعتها كلها ، وشعرتُ بأنه يبكي ، ولو أن دموعه لم تنهمر ، لأنه لا مآقي له ، تمتم قائلاً :
ــ لا تبكي يا بُنيتي ... أنا سأتدبرُ كل شيء .
فسألته وأنا اختنق بالعبرات ، مخفية وجهي في صدري :
ــ تتدبر كل شيء ؟ إذن فأنت تعرف كل شيء ؟
فلم يجبني بشيء ، ولكنه احتضنني وربت على رأسي وابتعد عني راجعاً إلى مكانه ، ونادى والدتي أن تأتي وتأخذه إلى السرداب ، فدخلت والدتي وجلست بجانبي ، وتكلمت بصوتٍ منخفض حزين :
ــ أحق ذلك يا بنتي ؟
فسألتها :
ــ ماذا ؟
ــ إنك ستتزوجين فرحان ؟
ــ نعم يا أمي .
ولما نظرتُ إليها بعد جوابي لها ، شعرتُ بأنه سيُغمى عليها ، فقد علا وجهها شحوب الموت وزاغت عيناها وتحركت شفتاها وتمتمت قائلة :
ــ آه يا إلهي .
ولما رجعت إلى رشدها فتحت عينيها ونظرت إليّ نظرات غريبة ... ثم نهضت وخرجت من الغرفة مغلقة وراءها الباب بعنف وسمعتها تنزل الدرجات بسرعة ، وجاء فرحان وأخذ والدي إلى السرداب ، ولما نزلتُ في الضحى لم تجسر أن ترفع بصرها وتنظر إليّ ، ولما تقدمت لمساعدتها لم تكلمني .
سمعتُ والدي يُنادي فرحان ، فظننتُ أن فرحان في السرداب ولكن تَكرُرَ النداء أكد لي أنه خارج الدار ، فنهضت إلى النافذة وأطليت منها على السرداب ، وقبل أن أجيبه بأن فرحان متغيب وجدتُ فرحان يعبر إليه ، فقد سمع نداءه ونزل إليه من الباب الخارجي . 
تقدم فرحان من والدي ، فأشار إليه أن يجلس إلى جانبه ، فبقيتُ اتطلع ، ولكني لم أكنْ أسمع ما يدور بينهما من حديث لأنهما كانا يتكلمان همساً ، كما أن صوت الطاحونة لم يدعني أسمعُ شيئاً ، وبعد مدة قصيرة رأيتُ فرحان يرفعُ يده ويلطمُ والدي لطمة شديدة على رأسه ، فأمسك والدي بخناقه ، وانقلب ذلك العاجز المهشم إلى نمر كاسر ، عبثاً حاول فرحان التخلص من يدي والدي الحديديتين ، فصرختُ وهبت والدتي لصراخي ، ولما وقع نظرها على ما يجري في السرداب ركضت مولولة وأنا وراءها ، ولم نكد نصل إلى آخر الدرجات حتى دوت صرخة قوية من فرحان زلزلت أركان السرداب أعقبها صوتُ سقوط شيء في الماء ، وساد سكون عميق ، فقد سقط الاثنان في البئر ... وفي اليوم الثاني خرجت من دارنا جنازتان ، وأخبرنا الناس أن فرحان ذهب ضحية والدي عندما أراد انقاذه وهو يحاول الانتحار .
سليم بطي
بغداد

///////

( 2 )
صادجة
ــ قِصَّة قَصِيرَة ــ
 بِقَلَمِ : سليم بطي

شرب القهوة برشفة واحدة وتلمظ ، وأخذ يملأ غليونه من كيس صغير بين يديه والجمع من حوله ينتظر قصته بفارغ الصبر ، فتكلم وهو يمد يده إلى كومة النار أمامه ليأخذ له عوداً يولع به غليونه .
.... الصبر إذا ما حلّ القضاء والقدر ، فقد سيدي كل شيء في تلك الليلة ، ليلة الانتقام الهائلة ، فقد قبيلته ، أملاكه ووطنه الذي بقي يحن إليه إلى أن لفظ نفسه الأخير .
هربنا في تلك الليلة الدموية لننجو بأنفسنا ، وهو يحمل طفلته التي لم تكمل السنة من عمرها وأنا وراءه أحمل ما خف حمله وغلا ثمنه ، كانت سفرة طويلة وهجرة بعيدة انتهت بالتجائنا إلى قبيلة تسكن على شاطيء " الهور " في أكواخ البردي ، أعزنا القوم واحترموا سيدي لما عرفوا نسبه ، ولم يبق لسيدي في الدنيا سوى ابنته ( صادجة ) فأصبحت عزاءه الوحيد يفرح لما يراها أمامه تنمو سائرة في طريق الصبا يفتخر بحسنها وفتنتها .
كانت المواسم تأتي وتمر وأنا أحسب عمر ( صادجة ) ، ولما عبرت سن الطفولة أطمأن بال سيدي ولم يعد يفكر بشيء لا بقبيلته ولا بالانتقام من مشرديه ، حتى ولا بأهله وأوطانه ، فقد وجد سعادته بابنته صادجة ، ولكنه رغم هنائه وقناعته لم أكنْ لأرتاح لنمو الفتاة واكتمال انوثتها ، فقد كانت إذا مشت بين فتيات القرية تبدو كغزال بين قطعان الماشية ، وقد أصبح اسمها على كل لسان وفتنتها مضرب الأمثال وتغنى بجمالها شباب القبيلة فكنتُ أخافُ عليها كما يخافُ الإنسان من شرارة لهب تمتد إلى أكواخ من القش ....
شاع أن شيخ إحدى القبائل المجاورة يطمع بالزواج من ( صادجة ) فانخلع فؤادي رغم أنه كان رجلاً شجاعاً وجميلاً ومهوباً ومحبوباً من الجميع لأنه لا يجاري نبل سيدي ونسبه ، وفي إحدى الليالي ورجال القرية يجتمعون في كوخ سيدي سمع أزيز رصاصة في سكون الليل أعقبه صوت ينادي :
ــ من هناك .... ؟ أأصدقاء أنتم ؟
فأجابه صوت من " الهور " :
ــ أنا دهام
فصاح واحدٌ من رؤساء القبيلة :
ــ حذار ، إن بنادقنا محشوة ، ما حاجتك ؟
فأجاب دهام :
ــ جئتُ أطلب يد فتاة من والدها .
فصاح آخر :
ــ ومن تكون ؟
فأجاب دهام :
ــ الجوهرة المطمورة في الأوساخ ، زهرة واحدة في أشواككم .
فتهامس رجال القرية بينهم :
ــ جاء يطلب صادجة .
وسرى الخبر سريان النار في الهشيم ، وبقي سيدي في مكانه لا يتحرك كقطعة من الخشب ، وأخيراً التفت إلى رجلٍ بجواره وتناول منه بندقيته وصوبها نحو مصدر الصوت وأطلقها ، فدوى على الاثر صراخ قوي أعقبه سكون عميق ووصل إلينا نسيم الليل الهادئ يحمل حفيف أعشاب البردي أعقبه صوت دهام يدوي كالرعد :
ــ ابن عمي رحمة الله عليك ، سآخذ بثأرك أنا ابن عمك دهام ، أيها الكلاب ، لا أريد فصلاً من النساء ، لأنني لا أريد منكم إلا إمرأة واحدة ، رجالي يطوقونكم وسوف لا نبقي لكم اثراً إذا لم تسلموا عند منتصف الليل سبعين قطعة من الذهب فدية ابن عمي .
فراح القوم يتجادلون ويتحاورون بعض الساعة وصاح أحدهم بعدئذ :
ــ موافقون ، موافقون ....
وقاموا من توهم يجمعون الفدية من كل بيت ، وبعد مدة طويلة صاح أحدهم :
ــ خمسون قطعة لا نملك غيرها .
فجاء صوت دهام كالهدير :
ــ سبعون أو نطلق النار .
فصاح آخر :
ــ تعال وفتشْ .
فأجاب دهام :
ــ حسناً ، ليحملها إليّ أحدكم .
فانساب قاربٌ إليهم ولما رجع صرخ دهام :
ــ ادفنوا ابن عمي دفناً يليق بمقامه إذا ما عثرتم عليه وسأرجع في طلب صادجة .
انبثق الفجر واجتمع القوم يتحدثون عن الليلة المشؤومة والكل يلعن سيدي وصادجة ، وجاء رؤساؤهم يطلبون منا الرحيل قبل أن تحل بهم مصيبة أعظم فأجابهم سيدي غاضباً :
ــ لا أخشى أن أكلم قوماً جبناء مثلكم ، إنني لم أطلب حمايتكم عندما حللتُ دياركم بل سكنتُ بعيداً منكم ، ولكنكم تقربتم مني لتستفيدوا من خبرتي ، وتفاخروا القبائل الأخرى باستيطان شيخ من قريش بين ظهرانيكم ، ولما أصبحتُ بحاجة إلى المعونة أخذتم تتملصون منها ، أنتم كلاب أولاد كلاب ، فأنا لا أحتاج إلى حمايتكم ، الموت ولا فقدان الشرف ، سأبقى في مكاني ولا أتحرك عنه شبراً واحداً ، إذا كان بقائي لا يحلو لكم ارحلوا أنتم من هذهِ الديار فأرض الله واسعة ، فأجاب أكبرهم سناً :
ــ ما هذهِ الإهانة ؟ إذا ما نضجت الفاكهة وجب قطفها ، وإذا ما شبت الفتاة وجب تزويجها ، لماذا تعصي أمر الله وسنة الرسول ، وتجلبُ لنفسك ولنا الدمار ، زوجها من أحد رجالنا ، أليس كلامي هذا مصيباً .
فصرخ سيدي هازئاً :
ــ أُزوِّجُ ابنتي من أحد رجالكم ، ابداً .
فخرج الكل ، وسمعتُ بعضهم يقول :
ــ لتقع المصيبة على رأسه وحده .
ودعاني إليه وقال :
ــ إننا لم ندفع حصتنا من الفدية ولا أريد أن يقولوا عني فقير لا أتمكن من دفع حصتي ، استعرْ قارب جارنا لنذهب ونبيع حصراننا ونعتق ذمتنا .
حملنا الحصران إلى القارب وسرنا ووجهتنا إحدى القرى لبيعها ، وكانت صادجة في المؤخرة تدير دفة القارب وأبوها أمامها صامتاً كأن على رأسه الطير ، إن اللسان ليعجز عن وصف جمال صادجة وهي في وضعها هذا وبقيت تتمتع بذلك الجمال الملائكي ، بذلك القد الذي كان ينثني وهو يحرك المجداف كأنه الغصن لما يميل تحت تأثير النسيم وبالشعر الناعم المسترسل على كتفيها بضفائر ثخينة متدلية من تحت طرحتها ، وبتلك العينين السوداوين اللتين يشع منها النور كأنها سهام فتاكة .
وصلنا إلى قناة ارتفعت أوراق البردي على جانبيها وسمعنا حركة وراء الأوراق فتكلم سيدي آمراً :
ــ ارجع إلى القرية .
فتملكتنا الدهشة أنا وصادجة ، لماذا يخاف إلى هذا الحد ، فتكلمت صادجة وقد توردت وجنتيها :
ــ لا نرجع يا أبي قبل أن تنتهي المهمة التي جئنا من أجلها ، لم هذا الخوف ونحن مسلحون ؟
فلم يأبه والدها بكلامها وصرخ فيّ قائلاً :
ــ ألم آمرك بالرجوع يا ابن الكلاب ، لعنة الله عليك أتجسر أن تعارضني وأنا سيدك .
وأدرتُ القارب بحركة سريعة من مجدافي ، وبقي مجداف صادجة غاطساً في الماء خذولاً ، ولما التقى نظري بنظر سيدي شعرتُ بقشعريرة تسري في جسدي لأنني شهدتُ الذل يعلو جبينه في تلك اللحظة ، وظهر لي أنه قد تقدم في السن دهراً ، فقد تقوس ظهره وغارت عيناه وشاعت الكآبة في وجهه .
وصلنا القرية وتركتنا صادجة وقصدت الكوخ دون أن تكلمنا ، وبقي والدها ينظر إليّ بحزن وهو جالس في مكانه لا يتحرك وأخيراً تكلم قائلاً :
ــ ألم تلاحظ ؟
فأجبتُ مندهشاً :
ــ كلا لم أسمع إلا حركة وراء أوراق البردي
فأجاب بصوت متهدج :
ــ لم أسألك عما سمعت ، ألم تر شيئاً ؟
فأجبتُ وقد زادت دهشتي :
ــ كلا يا سيدي .
فدمدم وهو يترك القارب :
ــ الويل والثبور لي ولابنتي .
فأخذتُ الحصران لأرجعها إلى الكوخ دون أن اتفوه بكلمة ، فالتفت إليّ وافهمني بأننا راجعون غداً عند الفجر لبيعها وسينتهي كل شيء ومشى ، ولما اقتربتُ من الكوخ كان كل شيء هادئاً ، ولم أسمع حركة حتى وراء مخدع صادجة وكان الشيخ جالساً ، فأشعلتُ النار لأجهز له القهوة وأخذتُ أنظرُ إليه على ضوئه فجمد الدم في عروقي ، وشعرتُ بقلبي ينخلع من مكانه ، وجدته يبكي والدموع تنحدر على خديه وتختفي بالتجعدات التي ظهرت في وجهه ، فسمرتُ بصري في وجهه وكتمتُ بعد لحظة صرخة كادت تفلت من حنجرتي :
ــ لقد فقد سيدي بصره .
انقضت الليلة ودنا الفجر ، ورجعنا بالقارب من حيث سرنا في اليوم الفائت ، وبعد سير ساعة أشار إليّ قائلاً :
ــ سرْ يساراً إلى جزيرة ( أم الفروخ ) .
تجهم وجه صادجة ولكنها لم تتكلم إذ فكرت أن والدها يطيل الطريق خشية أن نلتقي بدهام ، كان القارب يسيرُ ببطء ، ولم يكن سيدي يطلبُ الاسراع ، فشعرتُ إن قضية بيع الحصران ما هي إلا لعبة تخفي وراءها أمراً مُخيفاً ، وكانت الحصران وهي في قاع القارب تظهر لي كجثة وحفيف البردي أصوات النائحات .
أعلنتُ وصولنا ( أم الفروخ ) ، وهي جزيرة منعزلة فنزل الشيخ إلى البر يقود صادجة ، وقال لي دون أن يلتفت :
ــ لا تترك مكانك إلى أن أعود إليك .
ومشى هو وابنته يداً بيد وغابا عن نظري وكان الهواء في ذلك اليوم جامداً قد كتم أنفاسه خائفاً من النتيجة ، وبعد مدة طويلة حمل إليّ نسيمٌ خفيف حديثهما وكنتُ أسمعهُ بوضوح فانكشف لي سر مجيئنا إلى هذهِ الجزيرة فأحنيتُ رأسي إلى مشيئة الله .
سألته وفي صوتها رعبٌ شديد :
ــ ما هذهِ الأطوار يا والدي ، ولما هذا الوجوم والإطراق ، لماذا جئت إلى هذهِ الجزيرة المخيفة المملوءة قبوراً .
فأجابها بصوتٍ أجش :
ــ جرمك يجعلك خائفة ، إذا دنست إمرأة شرف أهلها فما هو جزاؤها في عرف الأجداد ؟ أليس هو الموت ؟
فصرخت فزعة باكية :
ــ لا تقلْ ذلك يا والدي .
فأكمل :
ــ وإذا اشتهت إمرأة منا زوجاً ليس من دمها وأقل نبلاً ونسباً من نسبها ألا تُدنس شرف قبيلتها ؟
فأجابت بمرارة :
ــ هذا ما كنتً تلقنني إياه يا والدي .
فقال بصوتٍ مرتجف :
ــ إذن عرفت لماذا جئتُ بكِ إلى هنا .
فصرخت :
ــ لا ، لا ، يا والدي لا تقدر أن تقتلني إذ أنا كل شيء عندك في هذهِ الدنيا ، لا تقدر أن تعيش بدوني ، ألستُ ابنتك ؟ ألستُ من دمك ؟
فلم يحرْ جواباً ، فأكملت :
ــ ألا لعنة الله على النسوة اللواتي سممن أفكارك ، وذهبن بحكمتك ، فكر في حزنك القاتل بعد أن أموت ، ما هي الحالة التي ستصبح بها لما تتحقق من براءتي ؟
فصرخ كالأسد الجريح :
ــ لا يمكنُ أن يؤثر عليّ إنسان ، كيف أكذِّبُ عيني ؟ إلا أذا كنتَ أعمى ، كما أنا الآن .
فصرخت صادجة فزعة :
ــ أنت أعمى الآن ؟ مسكينٌ يا والدي .
فأجاب الشيخُ باكياً :
ــ نعم أعمى الآن ، ولكن قبل أن يذهب آخر بصيص من عيني عرفتُ البرهان القاطع ، لما سمعتُ الأصوات وراء البردي كانت عيناي في عينيك فوجدتُ بها الحقيقة الناصعة ، نور الحب .
فصرخت :
ــ إنه ادعاء فارغ ، إنك كنت دائماً تحبُ نور عيني وصفاءهما ، وهذا البريق كان نور الشمس .
فأجاب الشيخُ بصوتٍ مخنوقٍ بالعبرات :
ــ كنتُ أتمنى أن أكون مخدوعاً ولكنْ كيف ، وقد شهدتُ عيون زوجاتي الكثيرات ، لا يُنجيك الآن إلا الموت .
فأجابتهُ متوسلة :
ــ اعف عني يا والدي ، اعف عني !!
ودوت صرخة قوية مزقت سكون الجزيرة :
ــ إليّ ... إليّ ... إليّ يا دهام يا حبيبي .
انقلب دمي في تلك اللحظة إلى ماء وجمد في عروقي وشعرتُ بكابوس يهد بدني فهربتُ لا ألوي على شيء ، ورجعتُ إلى القرية .
رجعتُ في اليوم الثاني مع بعض الرجال ، ولم نكد نصل الجزيرة حتى طلع علينا شيخٌ جاحظ العينين عاري الجسم ملطخٌ بالدم والوحل ... هو دهام وصرخ بنا :
ــ ارجعوا كلكم ... أنا وحدي أدفنُ موتاي .
سليم بطي
بغداد

///////////////

بَعْضُ التَعْقِيب على قِصَّة ( صادجة )
بِقَلَمِ : شذى توما مرقوس
الجُمعة 17 / 2 / 2017 م ـ السبت 18 / 3 / 2017 م .

عَثَرْتُ وكمَا ذَكرْتُ على قِصَّتينِ قَصِيرَتينِ لسليم بطي مَنْشُورَتين في مَجَلَّة ِالأَدِيب اللُبْنَانِيَّة الشَهْرِيَّة ، وهما : بِنْتُ الطحَّان وصادجة ، لا تَعْقِيب لي على قِصَّةِ بِنْتُ الطحَّان فهي وافِيَة ، لكِنَّ لي ما أَكْتُبهُ عَنْ قِصَّتِهِ ( صادجة ) . 
الَّذِي دعاني لِكتَابَة تَعْقيبٍ على هذِهِ القِصَّة هو سِيَاقُ الأَحْدَاث فيها ، فهَلْ إِنَّ القِصَّة فيها مِنْ الغرَابَةِ ما فيها ، أَمْ إِنَّ الزَمَنَ الَّذِي نَعيشُ فيه جَعلَ مِنْ أَحْدَاثِها الغرَابَة عيْنها ؟
تَتَناولُ القِصَّة الأَحْدَاث في مُجْتَمعٍ عشَائرِيّ تَحْكُمهُ الأَعْرافُ والتَقَاليد ، والقِصَّة غارِقَة في الغرَابَة ، فكُلُّ أَمْرٍ غرِيبٍ يَتْبَعهُ الأَغْرَبُ مِنْهُ ، حَتَّى لأَنَّ الفَرْدَ القَارِئ يَتَساءل إِنْ كانَ يَقْرأُ عَنْ تَصَرُفاتِ أَشْخاصٍ أَسْوِياء أَمْ مُخْتَّلين .
القِصَّة تُثِيرُ نُقْطَة حيَوِيَّة وتَقُودنا إِلى نَتَائجها أَلا وهي غِيَابُ الحِوار بَيْنَ الأَطْرَاف ، غِيَابُ الحِوار بَيْنَ الأَب وابْنَتِهِ ، بَيْنَ العاشِق ( دهام ) وبَيْنَ والِد حبِيبَتِهِ ( صادجة )  ، غِيَابُ الحِوار بَيْنَ الأَب وبَقِيَّة أَفْرَاد العشِيرَة ، ( هي نُقْطَة يُعاني مِنْها المُجْتَمع الإِنْسَانِيّ على اخْتِلافَاتِهِ وعلى مَرِّ العصُورِ بِنِسَبٍ مُتَفاوِتَة  ) ، وكُلّ ما يَتَبادلَهُ الجَمِيع مِنْ حِوارٍ ( إِنْ كانَ يُسْمَحُ بِطيِّهِ في قَائمةِ الحِوار ) هو الشَتَائم والمَسَبَّات .
غِيَابُ الحِوار

59

كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 25 )
( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                        
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 


 طَابِع المَوْضُوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                             

عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، سنَقْرأُ هُنا في نِتَاجاتِ المُمَيَّز المطران سليمان الصائغ  لِنَغْرِفَ مِنْ فَيْضِ عطائهِ ، فشُكراً  لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .

                                                                             
د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



( سليمان الصائغ )

ولِدَ الأَدِيب والمُؤَرِّخ والصُحُفِي المَطْرَان سليمان الصائغ في المَوْصِل عام 1886 م ، في أُسْرَة مُتَوَسِّطَة الحال ، وانْخَرَطَ في السِلْكِ الكهَنُوتيّ ، حَيْثُ تَلَقَّى العلُومَ الدِينِيَّة في المَعاهِدِ المَسِيحِيَّة في المَوْصِل ، وسِيمَ كاهِناً في تَمُّوز عام 1908 م ، وكانَ في الثَانِيَةِ والعِشْرِين مِنْ العُمْر . 
رُقِيَ إِلى رُتْبَةِ الخَوْرَنَة وسُمِّيَ زَائراً بَطْرِيركِيَّاً وصَارَ يُدْعَى الخُورِي سليمان الصائغ سَنَة 1940 م ، ثُمَّ نُصِّبَ مَطْرَاناً على المَوْصِل عام 1954 م .
عُقْبَ انْتِهاءِ الحَرْبِ الكُبْرَى واحْتِلالِ البَرِيطانِيين مَدِينَة المَوْصِل عام 1918 م  ، دُعِيَ القَسَّ سليمان الصائغ مِنْ قِبَلِ السُلْطَةِ البَرِيطانِيَّة لأَنْ يُنْشِئَ جَرِيدَة سِيَاسِيَّة تَكُونُ لِسَانُ حالِ الحكُومَةِ ففَعَل ، وتَرَأَّسَ تَحْرِير جَرِيدَة ( المَوْصِل ) الَّتِي عاوَدَتْ صدُورَها عَقِبَ الاحْتِلال رَغْمَ صعُوبَاتِ الوَقْتِ ومُهِمَّاتِ خِدْمَتِهِ الكهَنُوتِيَّة ، إِضَافَةً لِمَهامِهِ كمُدِيرٍ لِجَمِيعِ المَدَارِسِ العائدَةِ لِلطَائِفَةِ الكلْدانِيَّة داخِلاً وخَارِجاً في حِيْنِها .
كانَ يُجِيدُ اللُغتَين الانْكلِيزِيَّة والفَرَنْسِيَّة إِلى جانِبِ إِجادَتِهِ لِلعرَبِيَّة وإِتْقَانِهِ لِلُغَةِ الكلْدانِيَّة القَدِيمَة ( وكانَ يُتَرْجِمُ عَنْها )  ، وعُرِفَ عَنْهُ ولَعهُ بِالأَدَبِ والتَارِيخ .
بَدأَ نَشَاطَهُ الأَدَبيّ بِكِتَابَةِ مقَالاتٍ تَارِيخِيَّة في مَجَلَّةِ ( المَشْرِق ) البَيْرُوتِيَّة لِصاحِبِها الأَب لويس شيخو الكلْدانِيّ اليَسُوعِي .
 
ومِنْ مُرَاجعتي ــ [ والكلامُ لي ( شذى توما ) ] ــ لأَرْشِيفِ مَجَلَّةِ ( المَشْرِق ) ، بِأَعْدَادِها المُتَوَفِّرة على الانترنيت ، ولِلسَنَوات :

( 1910م ، 1911 م ، 1912 م ،1913 م ، 1914 م ،  1920 م ، 1921 م ، 1922 م ، 1923 م ، 1924 م ، 1925 م ، 1926 م ، 1927 م ، 1928 ، 1929 م ، 1930 م ، 1931 / ، 1932 م ، 1933 م ، 1934 م ، 1935 م ، 1936 م ، 1937 م ، 1938 م ، 1939 م ، 1940 م ..... ) عَثَرْتُ على المَوَاضيع التَالِيَة المَنْشُورَة لِسليمان الصائغ فيها :

( 1 )
مَوْضُوع /  رِحْلَة حدِيثَة إِلى الشَيخ عادي والرَبان هرمز
بِقَلَمِ : سليمان الصائغ 
مَنْشُورَة في مَجَلَّةِ المَشْرِق
ص 831 ــ ص 845
العَدَد  10
في : 1 أكتوبر 1922 م
الرَابِط :
http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=2243005&ISSUEID=8669&AID=177742


( 2 )
مَوْضُوع /  في قُرَى نَيْنَوى سِيَاحة رَسُولِيَّة لِغبْطَةِ بَطريك الكلْدان ماري عمانويل يوسف توما
بِقَلَمِ : يوسف الصائغ
 مَنْشُورَة في مَجَلَّةِ المَشْرِق
ص 414 ــ ص 428 
العَدَد 6
في : 1 يونيو  1923 م .
الرَابِط :
http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=2244674&ISSUEID=8688&AID=177955

( 3 )
مَوْضُوع /  فَقِيد العِلْم السَيّد أدي شير مَطْران سعرت ( الطَيّب الذِكْر )  .
بِقَلَمِ : سليمان الصائغ
مَنْشُورَة في مَجَلَّةِ المَشْرِق
ص 36 ــ ص 44
العَدَد 1
 في:  1 / يناير / 1925 م
الرَابِط :
http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=2246073&ISSUEID=8704&AID=178141


مُلاحظَة : أَعْدَادُ المَجَلَّة لِلسَنَواتِ (  1915 ، 1916 ، 1917 ، 1918 ، 1919 ) غَيْرُ مُتَوَفِّرَة على الانترنيت . 


تُوُفِّيَ سليمان الصائغ في 17 / سبتمبر / 1965 م عَنْ عُمْرٍ نَاهزَ الـتِسْعة والسَبْعِين عاماً في بَغْداد ، ووُرِيَ جُثْمانَهُ الثَرَى في كنِيسَةِ مار يوسف .


عَضَّاتٌ دَمَوِيَّة  /
أشْتَغلَ بِالتَعْلِيم وإِدارَةِ المَدارِس ، فتَعيَّنَ مُدِيراً لِمَدْرَسَةٍ ابْتِدائِيَّة في خَوْرَنَةِ مار يوسف في القَلْعة ، فكانَ يَوْمِيَّاً يَقْطَعُ مَسَافَةَ رُبْعِ سَاعة مَشْيَاً صَيْفاً وشِتَاءاً أَرْبَع مَرَّاتٍ في اليَوْم ، وقَضَى على هذَا نَحْو ثَلاثِ سَنَواتٍ ، وكسَبَ ثِقَةَ الرُؤَسَاء بِحُسْنِ إِدارَتِهِ ، لكِنَّهُ تَبَرَّمَ مِنْ مُعاهدَةِ خُورِي الكنِيسَة فطَلبَ نَقْلَهُ ، ونُقِلَ إِلى مَدْرَسَةِ شمعون الصفا الإِعْدادِيَّة ، وفي سَنَةِ 1914 م تَعيَّنَ مُدِيراً لِهذِهِ المَدْرَسَة فأَحْسَنَ في إِدارَتِها حَتَّى صارَ يَقْصِدها الأَفْرَاد مِنْ مُخْتَلَفِ الطَوائفِ ، واشْتَهَرَتْ بِالامْتِحانَاتِ الَّتِي كانَ يَحْضَرها عُلمَاء مِنْ الإِسْلامِ وغَيْرَهُم حَتَّى كانَتْ الأُولَى في مَدَارِسِ المَوْصِل .
نَالَ ثِقَةَ الحكُومَةِ التُرْكِيَّة فَدَعَتْهُ عُضواً في مَجْلسِ مَعارِفِها ، وعُضواً في لَجْنَةِ فَحْصِ الكُتُبِ الأَجْنَبِيَّة عام 1916 م .
قَامَ وبِمُسَاعدَةِ فِئَةٍ مِنْ الشُبَّان بِإِنْشَاءِ نَادِياً سَمَّاهُ ( نَادِي الشَبِيبَة الكلْدانِيَّة ) ، رَغْبَةً مِنْهُ في خِدْمَةِ الرَعِيَّة  ، وأَلْقَى فيهِ عِدَّةَ مُحاضَرَاتٍ أَدَبِيَّة ودِينِيَّة .
انْتَهزَ بَعْضُ المُنَاهضِين لَهُ سَنَةَ غِيَابِهِ عَنِ المَرْكز لأَجْلِ مُلازَمَةِ الوكِيلِ البَطْرِيركيّ ، فعمِلُوا على وَضْعِ العرَاقِيلِ أَمَامَهُ وأَوْقَعُوهُ في بَعْضِ المِحَنِ [ والَّتِي أَطْلَقَ علَيْها الصائغ في مُذَكَّراتِهِ ( عَضَّات دَمَوِيَّة ) ] ، واسْتَغَّلُوا دخُولَهُ في خِدْمَةٍ سِيَاسِيَّة لإِدارَةٍ بَرِيطانِيَّة مُتَقَلِّبَة فطَعنُوا في شَخْصِهِ ، وأَدْخَلُوهُ في مِحْنَةٍ قَاسِيَة ، زَادَها بَلَّة زِيارَةَ قَائدٍ فَرَنْسِيّ لَهُ قَادِمٌ لاسْتِفْتَاءِ الأَهالِي في عائدِيَّةِ المَوْصِل لِبَرِيطانيا أَمْ لِفَرَنْسَا ، ورَغْم أَنَّ هذِهِ الزِيارَة كانَ لَها صَبْغَةً رَسْمِيَّة ( فلَقَدْ تَمَّتْ في مَقَرِ إِدارَةِ المَدْرَسَة ) فلَقَدْ اعْتَبَرَ البَرِيطانِيون إِنَّ البَطْرِيركِيَّة الكلْدانِيَّة وأَعْوانِها مُوالِيَة لِفَرَنْسَا ، فوَقَع الصائغ تَحْتَ نَقْمَةِ السُلْطَة البَرِيطانِيَّة المُحْتَّلَة ، وكانَت الفُرْصَة مُلائمَة لإِحْرَاجِ مَوْقِف الوكِيل البَطْرِيركيّ ، فوُجِّهَتْ لِلكاهِن سليمان الصائغ تُهْمَتَان مَسْنُودتَان مِنْ الرِجالِ البَرِيطانِيين : الأُولَى سَرِقَة مِنْ رَواتِبِ المُعلِّمين الَّتِي كانَتْ تُسَلَّمُ بِيدِهِ ، وهو يَقُومُ بِتَوْزِيعِها ، وهذِهِ رَدَّها التَحْقِيقُ القَضَائيّ لِثبُوتِ عَدَمِ صِحَّتِها بِمَوْجِبِ المُسْتَنَداتِ ، والثَانِيَة تُهْمَة شَائِنَة لَمْ تَثْبُتْ بِالتَحْقِيق بَلْ ظَهَرَ عكْسها ، لكِنَّ اصْرَارَ السُلْطَةِ المُحْتَّلَة مِنْ قِبَلِ بَعْضِ رِجالِها المُنْدَفِعين بِغرَضٍ سِيَاسِيّ وعَجْزِ رِجالِ الكنِيسَةِ وخَوْرِهِم أَمَامَ هذِهِ القُوَّة اقْتَضَى إِبْعادَهُ إِلى خَارِجِ العِراقِ بِرِضَاه ، إِلاَّ أَنَّ السُلْطَات فَرَضَتْ إِرادَتَها بِنَفْيهِ إِلى الدَيْرِ بِجانِبِ الْقُوش حَيْثُ قَضَى سَنَة ونَيّف احْتَمَلَ فيها عذَاباً أَليماً ، لكِنَّ عزِيمَتَهُ على مُواصَلَةِ العَمَلِ بَقِيَتْ حيَّة نَشِيطَة فعمَدَ إِلى الخِدْمَةِ في ذاك العالَمِ الرَهْبَانِيّ وشَكَّلَ مَدْرَسَةً مِنْ الرهْبَان وقَامَ هو بِإِلْقَاءِ درُوسِها وزِيادَةً على ذَلِك انْشَغلَ بِمُطالَعةِ مُجلَّداتِ الكُتُبِ التَارِيخِيَّة العرَبِيَّة والَّتِي قَادَتْهُ إِلى كِتَابَةِ ( تَارِيخ المَوْصِل ) ، وما أَنْ أَتَمَّ مُدَّتَهُ في الدَيْرِ حَتَّى كانَ قَدْ أَنْجَزَ هذَا الكِتَاب التَارِيخِيّ المُهِم .
 
ولمَّا عادَ إِلى المَوْصِل ، قُوبِلَ بِالتِفَاتِ الأَهالي الكبِير ، وكانَت الحكُومَةُ العِراقِيَّة قَدْ تَشَكَّلَتْ ومَلِكُها فيصل الأَوَّل يَصْرِفُ الجهُودَ ويَقْرَعُ الأَبْواب لانْقَاذِ المَوْصِل مِنْ مَطَامِعِ الحكُومَةِ التُرْكِيَّة الَّتِي كانَتْ تُطالِبُ بِها في العصْبَة الأُمَمِيَّة ، وجاءَ كِتَابُ ( تَارِيخ المَوْصِل ) كإِثْبَاتٍ لِعائدِيَةِ المَوْصِل إِلى العِراق ، فطَلبَ المَلِك فيصل قدُوم الصائغ إِلى بَغْداد وأَكْرَمَهُ كُلَّ الإِكْرَام ووَقَفَ على الكِتَاب وقَالَ لَهُ ( إِنِّي افْتَخِرُ بِمِثْلِكَ في بِلادِي ) ، وأَمَرَ بِطَبْعِ الكِتَابِ على نَفَقَتِهِ الخَاصَّة ، ونَقَلَتْ الجَرائِد هذَا الخَبْر ، وتَمَّ طَبْع الكِتَاب الَّذِي حازَ إِعْجابَ الأَوْسَاطِ العِلْمِيَّة وغَيْرِها.
  بَرَزَتْ مُشْكِلَة المَوْصِل سَنَة ( 1925 م ــ 1926 م ) فقَدِمَتْ لَجْنَةُ عصْبَةِ الأُمَمِ إِلى المَوْصِل لاسْتِفْتَاءِ الأَهالِي بِعائدِيَّة مَدِينَتِهِم وتَشَكَّلَتْ جَمْعِيَّةُ الدِفَاعِ الوَطَنِيّ ودُعِيَ القَسّ سليمان الصائغ لِيَشْغلَ مَنْصِب عُضوِيَّة لَجْنَةِ التَحْرِيرِ الدِفَاعِيّ في هذِهِ الجَمْعِيَّة فاشْتَغَلَ وأَنْتَجَ قِسْماً مِنْ التَقْرِيرِ الدِفَاعِيّ الَّذِي قُدِّمَ لِهذِهِ اللَجْنَةِ الأُمَمِيَّة وصَارَ مَوْضِعَ ثِقَةِ الجَمِيع ودُعِيَ مِراراً لِيُسَاهِمَ في الأَعْمَالِ فعُيِّنَ عُضواً في المَجْلِسِ الاسْتِشَارِي لِمَعارِفِ مَنْطَقَةِ المَوْصِل ودُعِيَ أَنْ يكُونَ عُضواً في لَجْنَةِ إِسْعافِ الفَقِيرِ المُشَكَّلَة في البَلَدِيَّة أَيَّامَ كارِثَةِ حَرْبِ الصاعِقَة ، وعُضواً في لَجْنَةِ مكْتَبَةِ غازي بِالمَوْصِل ، وعُضواً عامِلاً مِنْ قِبَلِ وِزارَةِ المَعارِف في لَجْنَةِ تَأْلِيفِ تَارِيخِ العِراق المَشْمُولَةِ بِرِعايَةِ الوَصِي على عرْشِ العِراق وانْتُخِبَ عُضواً في المجمع العِلْمِيّ العِراقِيّ سَنَة 1949 م .

لَهُ عشَرَات المَقَالات والدِراسَات والمُتَابَعات والَّتِي نَشَرَها في مَجَلَّةِ النَجْم ومِنْها على سَبِيلِ المِثَالِ لا الحَصْر : الفَلْسَفَة عِنْدَ العرَب ، تَارِيخُ الطُبِّ في العِراق ، البِلادُ العرَبِيَّة في مَطْلَعِ القَرْنِ السَابِع عشَر ، تَارِيخُ أَكد وآشُور .
نَقَلَ إِلى العرَبِيَّة ( تَزَامُناً مَعَ عَمَلِهِ في تَأْلِيفِ رِوايَتِهِ التَارِيخِيَّة يزداندوخت ) بَحْثَاً في الكنِيسَةِ الكلْدانِيَّة لِنيَافَةِ الكاردِينال ( تيسران ) نَشَرَتْهُ الانسكلُوبيديا اللاهُوتِيَّة وعلَّقَ علَيْهِ الحواشِي ، ثُمَّ قَامَ بِطَبْعِهِ سَنَة 1939 م بِعُنْوانِ ( خُلاصَة تَارِيخ الكنِيسَة الكلْدانِيَّة ) بِما يُقَارِب الثَلاثَمِئة صَفْحَة .
 


ــ مَجَلَّةُ النَجْمِ الشَهْرِيَّة /

 

يُعدُّ سليمان الصائغ مَدْرَسَةً تَرَبَّتْ على أَيْدِيها أَجْيَالٌ وأَجْيَال ، وكانَتْ مَجَلَّةُ النَجْم إِحْدَى أَبْرَز وسَائلِهِ وأَدواتِهِ في التَوْعِيَةِ والتَثْقِيف وتَوْسِيعِ قَاعِدَةِ المَعْرِفَة والمُطَلِّعين علَيْها ، ولَقَدْ تَرَكَ بَصْمَاتَهُ المُؤَثِّرَة في المَسِيرَة العِراقِيَّة الفِكْرِيَّة والثَقَافِيَّة والاجْتِماعِيَّة ، واقْتَرَنَ اسْمُهُ في التُراثِ الفِكْرِيّ والثَقَافِيّ والصُحُفِيّ والطِبَاعيّ والدِينيّ بِمَجَلَّة النَجْمِ وبِمَوْسُوعةِ تَارِيخ المَوْصِل بِأَجْزائها الثَلاثَة .
أَسَّسَ سليمان الصائغ مَجَلَّةَ النَجْم الشَهْرِيَّة ، وكانَ الامْتِياز بِاسْمِ ( صَحِيفَة دِجْلَة )  بِاسْمِ ( داؤد السعدي ) ، وهي مَجَلَّة دِينِيَّة ، اجْتِماعِيَّة ، تَارِيخِيَّة ، عِلْمِيَّة ، في المَوْصِل عام 1928 م ( حَيْثُ كانَ في الثَانِيَةِ والأَرْبعين مِنْ العُمْر ) ، وقَامَ بِتَحْرِيرِها وإِدارَتِها وعالَج مَواضِيعَ عِلْمِيَّة واجْتِماعِيَّة ، وتَارِيخِيَّة ودِينِيَّة ، وفي حقْلِ التَعْرِيفِ بِها كُتِبَ على غِلافِها الرَئيسِيّ : [ مَجَلَّة عِلْمِيَّة أَدَبِيَّة لِلبَطْرِيركِيَّةِ الكلْدانِيَّة ، مُدِيرها المَسْؤُول الخُورِي سليمان الصائغ  ، تَصْدُرُ مَرَّة في الشَهْر ، طُبِعتْ بِمَطْبَعةِ النَجْم الكلْدانِيَّة ، ومُسَجَّلَة بِالبَرِيد تَحْتَ رَقْم 23  ] .
صَدَرَ عَدَدُها الأَوَّل في 25 / كانُون الأَوَّل / 1928 م ، عَدَدُ صَفَحَاتِها ( 50 )  صَفْحَة ، بمَقَاسِ ( 16 سم × 12 سم ) ، صَدَرَ مِنْها ( 16 ) مُجَلَّداً مَطْبُوعاً بِمَطْبَعةِ النَجْم الكلْدانِيَّة في المَوْصِل ، غِلافُ المَجَلَّة تَظْهَرُ في أَعْلاه عِبَارَة ( مُسَجَّلَة بِالبَرِيد تَحْتَ رَقْم 23 ) ثُمَّ صُورَة مُوَحَّدَة لِجَمِيعِ أَعْدَادِ المَجَلَّة تَقْرِيباً وهي عِبَارَة عَنْ مَلاكٍ بِجنَاحينِ يُبَشِّرُ بِالآيَة ( رأَيْنا نَجْمَةً في المَشْرِق ) الوارِدَة في انْجِيل متى 2 / 2 ، وعَنْها أُخِذَ اسْم المَجَلَّة ، ثُمَّ صُورَة لِنَجْمَةٍ تَشِعُ نُوراً ، يَتْبَعها اسْمُ المَجَلَّة ( النَجْم ) ، مَعَ تَعْرِيفٍ بِها ( مَجَلَّة عِلْمِيَّة أَدَبِيَّة لِلبَطْرِيركِيَّةِ الكلْدانِيَّة ، مُدِيرها المَسْؤُول الخُورِي سليمان الصائغ ، تَصْدُرُ مَرَّة في الشَهْر ، طُبِعتْ بِمَطْبَعةِ النَجْم الكلْدانِيَّة ) .
تَصَدَّرَ العَدَدُ الأَوَّل مِنْها صُورَة البَطْرِيرك مار يوسف عمانوئيل الثَانِي ، ثُمَّ افْتِتَاحِيَّة بِقَلَمِ رَئيسِ تَحْرِيرِها يَذْكُرُ فيها التَالي :
[ بعونه تعالى تصدر مجلة " النجم " صحيفة رائعة عنوانها الإخلاص وشعارها صدق اللهجة ودثارها الخدمة والتجرد ، نزفها إلى الناطقين بالضاد عموماً وإلى أبناء الرافدين خصوصاً امتثالاً لداعي المهيب بنا إلى العمل في سبيل التهذيب ..... ] .

صَدَرَتْ المَجَلَّة خِلال فَتْرَتينِ زَمَنِيتين :
ــ الأُولَى : مِنْ 25 / كانُون الأَوَّل / 1928 م  ولِغايَةِ كانُون الأَوَّل /  1938 م ، أَيْ دامَتْ عشْر سَنَوات ، إِذْ احْتَجَبَتْ بِسَبَبِ غَلاءِ الأَسْعارِ وتَرَاجُعِ الاشْتِراكاتِ ، إِذْ أَصْبَحَتْ عشْرَةَ أَعْدَاد بِالسَنَة ، حَتَّى كانَ عام 1940 م وحلَّتْ كارِثَة حَرْب الصَاعِقَة وشَحَّ المَال وقَلَّ الوَرَق فاضْطَّرَ إِلى إِيقَافِ صدُورِها .

في عام 1951 م ، ولأَجْلِ إِعادَةِ إِصْدَارِ مَجَلَّةِ ( النَجْم ) والَّتِي كانَت الأَوْسَاط تُطالِبُ بِإِعادَةِ إِصْدَارِها ، عَمِلَ سليمان الصائغ على تَأْلِيفِ مَسْرَحِيَّة ( يَمامَةُ نَيْنَوى ) وخُصِّصَ رَيْعها لِهذَا الغرَض ، فعاوَدَتْ المَجَلَّة الإِصْدَار في تشْرِين الأَوَّل مِنْ العامِ ذاته .

ــ الثَانِيَة : مِنْ تشْرِين الأَوَّل / 1951 م ( وهُناك مَصْدَر يَذْكُر تشْرِين الثَاني / 1950 م  كتَارِيخ لِمُعاوَدَةِ المَجَلَّة نَشَاطها ) إِلى أَنْ أُلْغِيَ امْتِيازها في 17 / كانُون الأَوَّل / 1954 م ، فتَوَقَّفَتْ عَن الصدُورِ عام 1955 م ، (وهُناك مَصْدَر يَذْكُر حُزيران / 1956 م كتَارِيخ لِتَوَقُّفِها عَن الصدُور ) ودامَتْ أَكْثَر مِنْ خَمْسِ سَنَوات .

جَذَبَتْ هذِهِ المَجَلَّة إِلَيْها الكثِير مِنْ الأَقْلامِ الجادَّة ومِنْهم : الأُسْتَاذ بهنام سليم حبابة ، الصُحُفِي رزوق عيسى ( صَاحِب مَجَلَّة المُؤَرّخ ) ، الشَمَّاس روفائيل مازجي ، الأَب اغناطيوس سبنسر ، المُؤَرِّخ العِراقِيّ عبد الرزاق الحسني ، البَحاثَة العِراقِيّ يعقوب سركيس ، عبد الرحمن الجليلي ، عبد الباقي رمو ، عبد الكريم بني ، فاضل كرومي ، الأَب فرنسوا تورنر ، القَسّ قرياقوس حكيم ، القَسّ كوركيس كرمو ، القَسّ ميخائيل صائغ ، ميخائيل عيسى ، اسماعيل حقي فرج ، أحمد زكي أبو شادي ، ابراهيم بطرس ابراهيم ، اسحق عيسكو ، القَسّ بطرس موسى ، جبرائيل بيداويد ، جرجيس غزالة ، الشَاعِر ذو النون الشهاب ، روفائيل بابو اسحاق ، سالم حقي ، سعيد الديوه جي ونعوم زرازير ، كوركيس عواد ، يوسف غنيمة ، جرجيس قندلا ، حنا قريو . 
 
مِمَّا سَاعدَ الصائغ على إِصْدَارِ المَجَلَّة هو امْتِلاكهُ مُنْذُ سَنَة 1923 م مَطْبَعةَ النَجْم الَّتِي أَسَّسَها في مَدِينَةِ المَوْصِل ، وانْتَقَلَتْ بَعْدَ وَفاتِهِ إِلى دَيْرِ السَيّدَة في الْقوش ، وكانَتْ تطْبَعُ بِاللُغتَينِ العرَبِيَّة والكلْدانِيَّة ، وفيها طُبِعَتْ بَعْدَ ذَلِك مَجَلَّة النَجْم ، كما طُبِعَتْ فيها مَجْمُوعَةٌ مِنْ الكُتُبِ والكرارِيسِ الدِينِيَّة المَسِيحِيَّة .
كما قامَ الصائغ بِالتَرْجَمَةِ عَن الفَرَنْسِيَّة لِلمَجَلَّة .
واهْتَّمَتْ المَجَلَّة مُنْذُ صدُورِها حَتَّى تَوَقُّفِها بِالدِراسَاتِ الدِينِيَّة والثَقَافِيَّة والتَارِيخِيَّة في أَبْوابٍ مُخَصَّصَةٍ لَها ، وكانَ لِلمَواضِيعِ الصِحِيَّة والبِيئيَّة حِصَّةً مِنْ صَفَحَاتِ المَجَلَّة ، كما وَجَدَتْ الأَخْبَار والمُنَاسَبَات مكاناً لَها فيها .
أَمَّا الآثَار العِراقِيَّة والرِحْلات الجُغرَافِيَّة فهي أَيْضاً كانَ لَها نَصيباً مِنْ اهْتِمامِ المَجَلَّة ، إِذْ كانَتْ مَوَاضِيعُها مُوَجَّهَة إِلى عامَّةِ الشَعْب ، وبَذَلَتْ جهُوداً كبِيرَة لإِعْطَائِهِ مَادَة جَيَّدَة في مُخْتَلَفِ الميادِين الَّتِي بَحَثَتْ فيها . 
بِالإِضَافَةِ لِذَلِك اهْتَّمَتْ المَجَلَّة بِتَقْدِيمِ عرُوضٍ لِلكُتُبِ الجدِيدَةِ الصَادِرَة ، ومِنْ الكُتُب الَّتِي كتَبَتْ عَنْها كِتَاب المُؤَرِّخ المَوْصِليّ عبد المنعم الغلامي ( بَقايَا الفُرَقِ البَاطنِيَّة في المَوْصِل ) ، وكِتَاب ( تَارِيخُ العرَبِ قَبْلَ الإِسْلام / الجُزْءُ الأَوَّل ) لِلمُؤَلِّف جواد علي ، وكِتَاب ( جَوْلَة في دُورِ الكُتُبِ الاميركِيَّة ) لِكوركيس عواد ، ودِيوان ( مِنْ السَمَاء ) لِلمُؤَلِّف أحمد زكي أبو شادي ، ومَجَلَّة المجمع العِلْمِيّ العِراقِيّ ــ عَدَد أَيْلول  1950 م ، وكثِيراً ما كانَتْ هذِهِ الإِصْدَارات تَصِلُ المَجَلَّة على سبِيلِ الإِهْدَاء .
ولِتَمْويلِ طَبْعِها فَقَدْ اهْتَّمَتْ المَجَلَّة بِالإِعْلانَات ، وكثِيراً ما كانَ عَدَدٌ مِنْ مُتَابعيها يَتَبَرَّعُون لَها مِنْ خِلالِ الاشْتِراكِ بِها .
لَقَدْ عكسَتْ ( مَجَلَّة النَجْم ) واقِع الحيَاةِ الثَقَافِيَّة والاجْتِماعِيَّة في المَوْصِل والعِراق ، وغَدَتْ مِرْآة لِما حدَثَ أَبانَ صدُورِها ، لِذَلِك فهي مَصْدَرٌ مُهِمٌّ مِنْ مَصَادِرِ التَارِيخِ الحدِيث ، ومِمَّا كانَتْ المَجَلَّة تُؤَكِّدَهُ عِنْدَ بَدْءِ كُلِّ سَنَةٍ جدِيدَةٍ أَنَّها وهي تَحُثٌّ الخُطُى في مَسِيرَتِها تَحْرِصُ أَنْ تَظَلَّ صَادِقَةَ العزِيمَة ، ثَابِتَةَ المَبْدأ ، عِنْوانها الإِخْلاص ، فلا تَتَوَخَّى في خِدْمَتِها إِلاَّ النَفْعَ العامّ بِنَشْرِ المَبادِئ الصَحِيحة ، وهذَا كانَ شِعارُها مُنْذُ نَشْأَتِها .
مَجَلَّةُ النَجْم بَاتَتْ اليَوْم مُتَوَفِّرَة على الشَبَكةِ العالَمِيَّة لِلمَعْلُومَات ــ الانترنيت ــ مِنْ خِلالِ ( المَكْتَبَةِ الرَقْمِيَّة لِلدَوْرِيَّاتِ والوثَائِق التَارِيخِيَّة ) التَابِعةِ لِلمَرْكزِ الوَطنِيّ لِلإِعْلامِ ودارِ الكُتُبِ والوَثَائقِ في العِراقِ وفي(  18  ) مَجْمُوعَة .
 
ــ مِنْ مُؤَلَّفَاتِهِ /
1ــ تَارِيخُ المَوْصِل / كِتَابٌ تَارِيخيّ يَقَعُ في ثَلاثَةِ أَجْزَاءٍ ويُعْتَبَرُ مِنْ المَصَادِرِ التَارِيخِيَّةِ القَيّمَة الَّتِي كُتِبَتْ عَنْ هذِهِ المَدِينَة / صَدَرَ الجُزْءُ الأَوَّل مِنْهُ عام 1923 م ، عَن المَطْبَعةِ السَلَفِيَّةِ بِمِصْر ، تَكلَّمَ فيهِ عَنْ مَدِينَةِ المَوْصِل مُنْذُ نَشْأَتِها وما مَرَّ علَيْها مِنْ أَحْداثٍ تَارِيخِيَّة / أَعْقَبَهُ الجُزْءُ الثَاني والصَادِر عَن المَطْبَعةِ الكاثُوليكِيَّة بِبَيْرُوت عام 1928 م ، تَنَاولَ فيهِ الحالَةَ الثَقَافِيَّة لِمَدِينَةِ المَوْصِل ذَاكِراً أَسْماءَ العدِيدِ مِنْ الأُدَبَاءِ والشُعرَاءِ مَعَ بَعْضِ كِتَاباتِهم الشِعْرِيَّة ، عَدَدُ صَفَحَاتِ الكِتَاب : 291 صَفْحَة مِنْ القَطْعِ المُتَوَسِّط / تَلاهُ الجُزْءُ الثَالِث مِنْ تَارِيخِ المَوْصِل وبِعُنْوان ( نَفَائسُ الآثَار ) في عام 1956 م ، وقَدْ صَدَرَ عَنْ مَطْبَعةِ الكرِيم بِلُبْنَان في 211 صَفْحَة تَنَاولَ فيه آثَارَ المَوْصِل المَسِيحِيَّة والإِسْلامِيَّة .
يُبَيِّنُ الصائغ أَسْبَابَ اهْتِمامِهِ بِتَارِيخ مَدِينَتِهِ المَوْصِل ، فيَقُول : 
[ وعلى هذا نجد اليوم تواريخ مسطرة لكل مدينة ، اشتهرت بآثارها ، وأخبار دولها ومشاهير رجالها ، إلا أننا لسوء الحظ ، لم نجد للموصل الخضراء تاريخاً خاصاً بها يوقفنا على قدميتها ، وينطوي على أخبارها .. على الرغم من أن الأقدمين من فحول علماء الموصل ، عنوا بتدوين تاريخها واستيعاب الطارف والتالد من أخبارها ] .
ويُضِيفُ الصائغ إِلى ذَلِك أَنَّ رَغْبَتَهُ في خِدْمَةِ أَبْنَاءِ وطنِهِ " من العامة الذين لا يستطيعون مطالعة مجلدات ضخمة للوقوف على أحوال الموصل " ، هي الَّتِي دَفَعتْهُ لِكِتَابَةِ تَارِيخٍ لأُمِّ الرَبِيعين :
[ فسمت التصنيف ـ وأنا المفلس ــ وتعنيت أمراً ليس من شأني ولا أنا من رجاله ، رجاء نفع العامة ونيل رضى الخاصة ، والمرء ممدوح أو مقدوح بنيته ، إذ إنما الأعمال بالنيات ، وما قصدي من هذا العمل إلا امحاض الخدمة لوطني ] .
بَعْدَ مُثَابرَةٍ مُتَواصِلَة على المُطالَعةِ مُدَّةَ سَنَةٍ ونَيّف تَوَفَّقَ الصائغ بِوَضْعِ كِتَابِهِ مُعْتَمِداً على المَصَادِر الَّتِي كتَبَها أَشْهَرُ المُؤَرِّخين : النبراس المهتدي ، العمدة المنتدب ، الطبري ، ابن الأثير ، أبي الفداء ، ابن خلكان ، شهاب الدين المقدسي وغَيْرهم مِنْ المُؤَرِّخين الحدِيثِين ، إِضَافَةً إِلى ما تَلقَّاهُ مِنْ أَقْوالٍ مَأْثُورَةٍ ونَقَلَهُ مِنْ أَوْراقٍ خَطِيَّةٍ قَدِيمَة .
في مُدَوَّنَتِهِ ، يَقُولُ ابراهيم خليل العلاف ، أُسْتَاذُ التَارِيخِ الحدِيث ، وتَحْتَ عُنْوانِ ( سليمان الصائغ 1886 م ــ 1961 م ، ومَجَلَّة النَجْم المَوْصِلِيَّة ) التَالِي : 
[ لم تشهد الموصل منذ أن فرغ المؤرخان العمريان محمد أمين وياسين من كتابة مؤلفاتهما أواخر القرن التاسع عشر من اهتم بتدوين أخبارها حتى مطلع القرن العشرين ، حين ظهر سليمان صايغ وأصدر كتابه الشهير ( تاريخ الموصل ) في ثلاثة أجزاء ] .

 








 

2 ــ يزداندوخت ( الشَرِيفَة ــ الأَمِيرَة ــ الأَرْبِيلِيَّة ) / رِوايَة تَارِيخِيَّة ، دِينِيَّة ، عاطِفِيَّة بِجُزْئين / صَدَرَتْ عام 1934 م / عَنْ مَطْبَعةِ النَجْمِ الكلْدانِيَّة في المَوْصِل / الطَبْعة الأُولَى / تَتَنَاولُ الرِوايَة حِقَباً مِنْ تَارِيخِ العِراق وتَبْحثُ في شعُوبِهِ وأَحْوالِهِ الاجْتِماعِيَّة في عَهْدِ دَوْلَةِ الفُرْسِ السَاسَانِيين /  أَمَّا الطَبْعة الثَانِيَة مِنْ هذِهِ الرِوايَةِ فَقَدْ صَدَرَتْ عام 1953 م ، عَنْ مَطْبَعةِ النَجْم الكلْدانِيَّة في المَوْصِل .
 

 

ــ في فَنِّ التَأْلِيفِ المَسْرَحِيّ /
يُعدُّ الصائغ مِنْ أَبْرزِ كُتَّابِ المَسْرَحِيَّة التَارِيخِيَّة في العِراقِ وأَكْثَرَهُم انْتَاجاً ، ولَقَدْ سَاعدَهُ اطِّلاعَهُ على الآدَابِ الفَرَنْسِيَّة والانْكلِيزِيَّة في ذَلِك حَيْثُ تَزَوَّدَ بِالخِبْرَةِ المَسْرَحِيَّةِ اللازِمَة إِلى جانِبِ مَوْهِبَتِهِ المُتَميّزَة .
 ولَقَدْ حرَصَ مِنْ خِلالِ هذِهِ المَسْرَحِيَّات على تَقْدِيمِ الوَقائعِ التَارِيخِيَّة بِأُسْلُوبٍ قِصَصِيّ مُشَوِّق .
ذَكرَ الأُسْتَاذ عمر محمد الطالب في بَحْثِهِ المَوْسُوم ( سليمان صايغ : أَدَبَهُ الرِوائيّ والمَسْرَحِيّ ) ، المَنْشُور في مَجَلَّةِ بَيْنَ النَهْرَين ، العَدَد ( 19 ) لِسَنَةِ 1975 م ، بِأَنَّ سليمان الصائغ ، اسْتَخْدَمَ التَارِيخ لأَغْرَاضٍ دِينِيَّة ، تَرْبَوِيَّة ، وحَرَصَ على جَذْبِ القَارِئ وتَقْدِيمِ الحقَائق بِأُسْلُوبٍ بَسِيطٍ خالٍ مِنْ التَعْقِيد ، وكانَ هَمّهُ الرَئيسِيّ هو نَشْر فِكْرَة الإِصْلاحِ الأَخْلاقِي والاجْتِماعِي والتَرْبوِي .
رَكزَ الصائغ في أَعْمَالِهِ على تَارِيخِ الأَفْرَادِ البَارزِين لأَنَّ حيَاتَهُم غنِيَّة بِالأَجْواءِ المُحفِّزَة والمُحَرِّضَة على إِثَارَةِ الأَهْواءِ البَشَرِيَّة الخَطِرَة كالصُراعِ على السُلْطَةِ والمَالِ والجاهِ والثَرْوَة .... وإِلى غَيْرِهِ مِنْها ، وهذا يُهيّأُ لِلعَمَلِ المَسْرَحِيّ الأخْلاقِيّ الَّذِي يَتْرُكُ أَثَراً عمِيقاً في النفُوسِ ، حَيْثُ تَتَفَاعلُ مَعَهُ النَفْس وتُكابِدُ بِهِ فتَتَطَهَّرُ مِنْ أَرْجاسِها أَوْ تَغُوصُ فيها ، كما أَضَافَ إِلى مَسْرَحِيَّاتِهِ القِيمَ الأَخْلاقِيَّة المُسْتَوْحاة مِنْ تَارِيخِ العرَبِ وعاداتِهِم في العصُورِ الَّتِي وَقَعَتْ فيها أَحْدَاثُ المَسْرَحِيَّات ، إِلى جانِبِ مُثُلٍ أَخْلاقِيَّة مُسْتَمَّدَة مِنْ العَصْرِ الَّذِي يَعِيشه ، فتَوَفَّرَتْ لَدَيهِ بِكُلِ هذَا مَجَالاتٌ فَنِيَّة ثَرَّة في الخَلْقِ والمَوْضُوعِ والشَخْصِيَّات والتَحْلِيل .

يَقُول هيثم محيي الجبوري في دِرَاسَتِهِ : النَشَاطات الثَقَافِيَّة لِلمُكوّن المَسِيحيّ في العِراق مِنْ أَواخِرِ القَرْنِ التَاسِع عَشَر حَتَّى عام 1939 م ، التَالِي : 
[ وقَدْ أَدْخَلَ الصائغ في مَسْرَحِيَّاتِهِ عُنْصُرَ الحُبِّ ابْتِغاءَ التَشْوِيقِ مِنْ نَاحِيَة ، واعْتِماداً على هذِهِ العاطِفَة الإِنْسَانِيَّة الهامَّة مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى ، فجَعَلَ الحُبّ بَيْنَ زُليخا ويوسف يَسْتَغْرِقُ ما لَيْسَ بِالقَلِيل مِنْ مَسْرَحِيَّةِ ( مَشَاهِد الفَضِيلَة ) ، وكذَلِك عقَدَ الحُبّ بَيْنَ جُذيمة والزَباء في مَسْرَحِيَّة ( الزَباء ) ، والحُبّ العنِيف بَيْنَ خليل الرَاعي وسمير اميس ، ثُمَّ حُبّ القَائد ( فولوك ) لَها وحُبّ المَلِك الآشُوري ( نينيب ) لَها أَيْضاً وانْتِقَامها مِنْهُ لِخِيَانتِهِ لَها بِحُبِّهِ لـ ( نيمور ) في مَسْرَحِيَّة ( يَمامَة نَيْنَوى ) ] .
 
كانَ الصائغ يُخْرِجُ مَسْرَحِيَّاتَهُ بِنَفْسِهِ ويُصَمِّمُ لَها المَلابِس والدِيكور . 
ولَقَدْ نَشَرَ في مَجَلَّتِهِ ( النَجْم ) حلقَات مُسَلْسَلَة مِنْ مَسْرَحِيَّاتِهِ بَيْنَ عاميّ ( 1930 م ــ 1938 م ) ثُمَّ أَخْرَجَها في كُتُب .
مِنْ مَسْرَحِيَّاتِهِ : 
1 ــ مَشَاهِد الفَضِيلَة / مَسْرَحِيَّة تَارِيخِيَّة /  نُشِرَتْ عام 1931 م / تَدُورُ أَحْدَاثها حَوْلَ مُعانَاة ( يوسف الصِدِّيق ) ، وصَفْحِهِ عَنْ إِخْوتِهِ ، وهي بِخَمْسَةِ فصُول / عُنْوانها على الغِلاف ( مَشَاهِد الفَضِيلَة رِوايَة أَدَبِيَّة تَمْثيلِيَّة ذات خَمْسَة فصُول ) أَمَّا في الغِلافِ الدَاخلِيّ فمُعنْونَة هكذَا : [  ( رِوايَة الصِدِّيق ) وهي رِوايَة تَمْثيلِيَّة ذات خَمْسَة فصُولٍ ، تَشْتَمِلُ على حادِثَةِ يوسف ابْن  ( كذا ) يعقوب أَبي الأَسْبَاط ، مَعَ إِخْوَتِهِ ، ثُمَّ بَيْعِهِ إِلى المدْيَانيين وحوادِثِهِ في مِصْر مَعَ ( فوطيفار ) قَائد الجيْش المَصْرِي وتَفْسِيرِهِ الأَحْلام وارْتِفاعِ شَأْنِهِ ] ، والمَسْرَحِيَّة مَطْبُوعة في المَطْبَعةِ الكلْدانِيَّة بِالمَوْصِل سَنَة 1931 م ، تَعْتَمِدُ المَسْرَحِيَّة وكما ورَدَ ذِكْرَهُ قِصَّة ( يوسف بن يعقوب ) كما ورَدَتْ في العهْدِ القَدِيمِ ، حَيْثُ نُتَابِعُ في المَسْرَحِيَّة السِياقَ نَفْسَهُ ، والأَحْدَاثَ نَفْسَها ، وكذَلِك الأَشْخَاص ، فَهُناك يعقوب وأَوْلادهُ ( اكْتَفَى ولِغرَضِ الاخْتِصارِ بِسِتَةٍ مِنْهُم فَقَطْ مِنْ مَجْمُوعِ اثْنَي عشَر ولَداً لِيعقوب المَذْكُورين في العهْدِ القَدِيم ) ، إِضَافَةً إِلى ثَلاثَةٍ مِنْ تُجَّارِ مَدِين ، أَمَّا في مِصْر فثَمَّةَ فرعون وفوطيفار وإِمْرَأَتهُ زُليخة ورَئيسُ الخَبَّازِين ( وهُم شَخْصِيَّات ورَدَتْ في العهْدِ القَدِيم ) ، وأَضَافَ المُؤَلِّف إِلى ذَلِك كُلِّهِ إِثْنَيْنِ مِنْ رِجالِ البِلاطِ ، وأَرْبَعةً مِنْ رِجالِ بِلاطِ فوطيفار ( بِما يَقْتَضِيهِ الحَدَث ) ، ورَئيسَ الحُكمَاءِ وكبِيرِ السَحَرَة ، وجُنْدِياً ثُمَّ أَخِيراً الوكِيل .

2 ــ الزَبَاء / مَسْرَحِيَّة تَارِيخِيَّة / نُشِرَتْ عام 1933 م / تَتَحدَّثُ المَسْرَحِيَّة عَن المَصِيرِ المُؤْلِم الَّذِي تَلَقَّتْهُ الزَبَاء مَلِكةُ تَدْمُر ، وتَمُوتُ الزَبَاء مَسِيحِيَّة ( كما يُؤَكِّدُ بارونيوس المُؤَرِّخ الكنَسِيّ )  .
مَسْرَحِيَّة الزَبَاء ( وحَسَبِ رَأْي يوسف الصائغ الوارد في دِرَاسَتِهِ الشَيّقَة المُعنْونَة ــ مِنْ رُوادِ المَسْرَحِ العِراقِي .... المَطْران سليمان الصائغ ) هي مِنْ أَشَدِّ مَسْرَحِيَّاتِ عَمِّهِ سليمان الصائغ تَكامُلاً وعلى مُخْتَلَفِ الأَصْعِدَة ، حَيْثُ يَذْكُرُ سليمان الصائغ في الصَفْحَةِ الأُولَى عَن المَسْرَحِيَّة ( الزَبَاء ــ مأَسَاة تَمْثيلِيَّة تَارِيخِيَّة أَدَبِيَّة ذات خَمْسَة فصُول ) .
جَرَى تَمْثِيل هذِهِ المَسْرَحِيَّة على مَسْرَحِ مَدْرَسَةِ شمعون الصفا بِالمَوْصِل لِفَائدَةِ بِنَايَةِ المَدْرَسَةِ المَذْكُورَة ، [ ومَدْرَسَة شمعون الصفا ( سَابِقاً ) تَقَعُ في مَحَلَّةِ الرَابِعيَّة بِمَنْطقَةِ السَاعة في مَدِينَةِ المَوْصِل ، وكانَتْ كبِنَايَةِ مَدْرَسَةٍ تَابِعة لِلطائفَةِ الكلْدانِيَّة ، وتَتَضَمَّنُ المَدْرَسَة عدا صفُوفها المُوَزَّعة على ثَلاثَةِ جوانِبٍ مِنْها ، فَنَاءً كبِيراً يَتَسِّعُ لأَكْثَرِ مِنْ أَلْفِ مُتَفَرِّج ، يَتَصَدَّرَهُ ايوانٌ يَرْتَفِعُ عَن الفَنَاءِ بِأَكْثَرِ مِنْ مَتْرٍ ، على جانِبيهِ غُرْفَتَانِ إِحْدَاهُما لِلمُدِيرِ والأُخْرَى لِلمُعلِّمين ، وقَدْ اتُّخِذَ هذَا الايوان دائماً مَكاناً لِلمَسْرَح ، بِفَضْلِ هذِهِ المَزايَا ، ونَظَراً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ كافياً مِنْ نَاحِيَةِ عُمْقِهِ ، فَقَدْ جرَى إِكْمالَهُ بِمِنَصَةٍ خَشَبِيَّة حِيْنَ إِعْدادِ مَسْرَحِيَّة هوراس ، ولأَنَّ الفَنَاء مَفْتُوح ، فَقَدْ كانَتْ المَسْرَحِيَّات تُقَدَّمُ صَيْفاً ] .
أُعِيدَ تَمْثِيلَها في بَغْداد ، وطُلِبَتْ مُؤَخَّراً لِلتَمْثيلِ في الشَام ، وجَرَى تَمْثيل هذِهِ المَسْرَحِيَّة لأَكْثَرِ مِنْ مَرَّة بَعْدَ ذَلِك ، كذَلِك قَدَّمَتْها مَدْرَسَةُ الرَاهِبَات بِالمَوْصِل في أَواخِرِ الأَرْبعينَات .
يُقَدِّمُ المَطْران الصائغ لِلمَسْرَحِيَّة بِمُقَدِّمَةٍ تَارِيخِيَّة في سَبْعِ صَفَحَاتٍ حَيْثُ يُخْبِرُنا أَنَّ هُناك تَضَارُباً في الآراءِ حَوْلَ الزَبَاء تَارِيخِيَّاً فيما رَواهُ مُؤَرِّخُوا العرَبِ القُدَمَاء وما يَسْتَقِيهِ المُخْتَّصُون العصْرِيون مِنْ آثَارِ تَدْمُر ، ومِنْ المُؤَلِّفين القُدَمَاء واليُونان والرُومان ، ويُشِيرُ إِلى التَنَاقُضِ بَيْنَ الرِوايَتينِ ، ويَنُصُّ قَائلاً إِنَّهُ سيُورِدُ الآراء المُتَضَارِبَة في هذَا المَوْضُوع حَتَّى يَتَبَيَّنُ لِمَنْ أَرادَ اسْتِقْصَاءَ الشَقّين المُخَالِفينِ ، إِنَّ رِوايَاتَ المُؤَرِّخين العرَب في مَمْلكةِ تَدْمُر الشَهيرَة لَيْسَتْ إِلاَّ اسْطُورَات أَو أَقَاصِيص لَعِبَ فيها الخيَال دَوْراً هامَّاً ، وإِنَّهُ قَدْ فَضَّلَ اخْتِيارَ الآراءِ العرَبِيَّة أَسَاساً لِرِوايَتِهِ التَمْثيلِيَّة رَغْبَةً مِنْهُ لِوَقائعِها الغرِيبَة الَّتِي يُلَخِّصُها لِلقَارِئ ، ومِنْ ثَمَّ يُورِدُ آراءَ المُحَقِّقين المُحَدِّثين .
اخْتَارَ المُؤَلِّف الآراءَ العرَبِيَّة أَسَاساً لِمَسْرَحِيَّتِهِ ، غَيْر آبهٍ بِما يَراهُ حقِيقَةً تَارِيخِيَّة ، وهذا يَعْنِي إِنَّهُ اخْتَارَ الفَنّ في التَارِيخ ولكِنْ دُوْنَ أَنْ يُفَرِّطَ بِالتَارِيخ ، إِذْ حَرَصَ على تَقْدِيم الرِوايَةِ العرَبِيَّة ، وما يَراهُ مَنْ وَصَفَهُم بِالمُحَقِّقين المُحَدِّثين .
مُلَخَصُ الرِوايَةِ العرَبِيَّة كما أَوْرَدَها الصائغ في المُقَدِّمَة أَنَّ جُذيمة الأَبرش ( الَّذِي كانَ يَمْلِكُ في أَرْضِ العِراق ) حارب عمرو بن ظرب ( الَّذِي كانَ ملِكاً على الجزِيرَةِ وأَعْمَالِ الفُراتِ ومَشَارِفِ الشَامِ ) ، وقَدْ انْتَصَرَ جُذيمة في أَحَدِ هذِهِ الحرُوبِ وقَتَلَ عمرو ، أَمَّا جمَاعة عمرو فلَقَدْ سَارعوا لِلَمِّ شَعَثِهِم وتَوَّجُوا الزَبَاء(  ابْنَة عمرو ) علَيْهُم ملِكة .

يَذْكُرُ الصائغ نَقْلاً عَن المَصَادِرِ العرَبِيَّة ما جاءَ مِنْ وَصْفِ الزَبَاء ، مِنْ أَنَّها كانَت  الأَجْمَلُ والأَقْوَى حَزْماً والأَكْمَلُ عَقْلاً مِنْ بَيْن نِسَاءِ عَصْرِها ، هكذَا وَصَفَها العرَب ، وهي عدَا ذَلِك كانَتْ بَتُولاً ، لا تَهابُ الحرُوب وتَقُودُ المُقَاتلين .
وإِذْ يَسْتَقِرُّ الأَمْرُ لِلزَبَاء ، ويَقْوى جَيْشُها ، تَرُوحُ تَسْتَعِدُ لِلأَخْذِ بِثَأْرِ أَبِيها ، وحِيْنَ يَصْعُبُ علَيْها ذَلِك تُفَكِّرُ في الحِيلَة كطرِيقٍ لِلأَخْذِ بِعدُوِها ، فتَسْتَدْرِجَهُ إِلَيْها ، فيَأْتِيها ( رَغْم نُصْحِ وزِيرِهِ ـ قُصير ــ في أَنْ لا يَسْتَجِيبَ لَها ) ، وحِيْنَ تَتَمَكَّنُ مِنْهُ تَقْتُلهُ .
بَعْدَ مَوْتِ جُذيمة يَخْلِفَهُ ابْن أُخْتِهِ عمرو الَّذِي رَاحَ يُفَكِّرُ بِدَوْرِهِ بِالانْتِقَامِ لِخالِهِ مُسْتَعِيناً بِدَهاءِ قُصير وزِيرِ جُذيمة ، فيَتَدَبَّرُ الإِثْنَان وسِيلَةً لِذَلِك بَأَنْ يَذْهَبَ قُصير إِلى الزَبَاء مُدَعِيَاً بِأَنَّ عمرو تَخَلَّى عَنْهُ وآذَاهُ وضَرَبَهُ ، فتَقْتَنِعُ الزَبَاء بَعْدَ تَرَدُّدٍ بِصِدْقِ قُصير ، وإِذْ تَطْمَئنُ إِلَيْهِ ويَكْسَبُ ثِقَتَها ، يَعْمَدُ قُصير إِلى حِيلَةٍ يَتَمَكَّنُ بِها من إِدْخالِ عمرو مَعَ رِجالِهِ إِلى قَصْرِ الزَبَاءِ سِرَّاً ، ويَتَمَكَّنُ بِذَلِك مِنْ مُوَاجهةِ الزَبَاء الَّتِي ما أَنْ تَشْعُرُ بِفَشَلِها حَتَّى تَشْرَبُ السُمَّ ، مُفَضِّلَةً أَنْ تَمُوتَ بِيَدِها لا بِيَدِ عمرو عَدُوها .
هذِهِ هي الخُطُوط الأَسَاسِيَّة لِلرِوايَةِ العرَبِيَّة ، مَعَ تَفْصِيلاتٍ أُخْرَى أَفَادَ مِنْها الصائغ في بِنَائهِ المَسْرَحِيّ ، مِنْ ذَلِك ( النَفَق ) الَّذِي تَقُولُ الرِوايَةُ العرَبِيَّة إِنَّ الزَبَاء أَعَدَّتْهُ لِتَرْبط بِهِ بَيْنَ حصْنِيها المُتَقَابِلين على الفُرات .
ثَمَّةَ صُرَاعٍ يَجْرِي بَيْنَ قُطْبَينِ مَلكِيّينِ ، يُحَرِّكُهُ الثَأْر والانْتِقَام ، وتَتَحَرَّكُ لَهُ مَمْلَكتَان بِكُلِّ طاقَاتِهما ، وتُدَبَّرُ مِنْ أَجْلِهِ المَكائد وتُعْقَدُ المَواثيق ، وتُسْفَكُ الدِمَاء ، ولا يَهْدأُ كُلُّ هذَا إِلاَّ وقَدْ أَوْدَى بِحيَاةِ القُطْبَينِ المَلكِيّين ، ويَزْدادُ الصُرَاعُ حِدَّةً ، حَيْنَ يَعْمَدُ المُؤَلِّف وتَحْتَ تَأْثِيرِ وَعْيهِ المَسْرَحِيّ ، إِلى افْتِراضِ علاقَةِ حُبٍّ بَيْنَ القُطْبَينِ العدُوينِ ( جُذيمة يُحِبُّ الزَبَاء ) .
إِنَّ هذَا الافْتِراض ، يُكْسِبُ المَادَةَ المَسْرَحِيَّة بُعْداً إِنْسَانِيّاً ، ويُعمِّقُ مِنْ طاقَةِ الحَدَثِ على التَفَاعُلِ ، ويُزِيدُه حِدَّةً وإِرْهافاً .
المَلِك يُحِبُّ المَلِكة ، لكِنَّ المَلِكة تَسْعى إِلى قَتْلِ المَلِك الَّذِي يُحِبُّها ، انْتِقَاماً مِنْهُ لأَنَّهُ قَتَلَ والِدَها في الحَرْبِ ، وهي تَتَوَسَّلُ حُبَّ المَلِك لَها لكي تَسْتَدْرِجُهُ إِلَيْها وتَقْتُلهُ ، فتَكْتِبُ إِلَيْهِ رِسَالَةً تَسْتَدْعِيهِ فيها وتَضْرِبُ لَهُ العهُودَ والمَواثِيق :
[ ثم بعد ، إن غزواتكم العظيمة وحروبكم الهائلة ، وانتصاراتكم الباهرة ، قد طبق ذكرها الخافقين ، وتحدث بها ركبان الفرس والعرب ، وقد بلغني عن حزمكم وسطوتكم وصولتكم وبأسكم ومراسكم ، ما رغبني في الاقتران بكم كي استعين بسطوتكم على دفع الطامعين ببلادنا ... إلخ ] .
هي رِسَالَة اسْتُخْدِمَ فيها الحُبّ كوسِيلَةٍ لِلغدْرِ ، رِسَالَة تَتَضَمَّنُ فَخّاً وشِرْكاً ، وهذَا الغدْر يَقْتَضِي عِقَاباً وانْتِقَاماً بِمُسْتَواه .
وإِذْ وَجَدَ الصائغ في الرِوايَةِ العرَبِيَّة مادَةً غَنِيَّة وحَدَثاً مَسْرَحِيَّاً غَرِيباً مُتَميّزاً ، فقَدْ قَدَّمَ لِهذَا الحَدَث في ذاتِ الوَقْتِ شَخْصِيَّات ذات فرادَة مَسْرَحِيَّة أَيْضاً .
الشَخْصِيَّة الرَئيسِيَّة ، هي الزَبَاء ، المَلِكة الجمِيلَة الَّتِي لَمْ يَكُنْ لَها مَثِيلاً بَيْنَ نِسَاءِ عَصْرِها ، فهي قَوِيَّة ، حازِمَة ، ولا أَكْمَلَ مِنْها عَقْلاً ، تَرْغَبُ في الوَقائعِ والحرُوبِ وتَقُودُ الجنُود ، وفَوْقَ هذَا كانَتْ بتُولاً .
مِثْلُ هذِهِ الشَخْصِيَّة تُثِيرُ في عَقْلِ القَارِئ والمُشَاهِد أَسْئلَةً عِدَّة تَتَعلَّقُ بِطمُوحاتِها وأَحْلامِها ومَشَاعِرِها وما تَنْطوي علَيْهِ أَعْمَاقَها كمَلِكة ، وكإِمْرَأْة ، وإِمْرَأَة لَمْ تَتَزَوّج ، ثُمَّ إِمْرَأَة مَحْبُوبَة ومَلِكة مَحْبُوبَة ، وفي ذاتِ الوَقْتِ تَسْعى لِلثَأْرِ وإِلى قَتْلِ مَنْ أَحبَّها ، أَسْئلَة لا نِهايَة لَها .
مُقَابِل شَخْصِيّة الزَبَاء ، وفي مُواجهتِها ثَلاث شَخْصِيَّات : المَلِك جُذيمة ، ووزِيره قُصير ، وورِيثه عمرو .
ثَلاثَةُ رِجالٍ أَمَام إِمْرَأَة ، ولِكُلٍّ مِنْهُم مَلامِحِهِ ودَوْرِهِ ، حَتَّى ليَبْدو الدَوْرُ مُتَكامِلاَ ، فكُلٌّ مِنْهُم مُسْتَمِّرٌ ومُتَكامِلٌ في الآخَر ، حَتَّى لكأَنَّهُم بِمَجْمُوعِهِم يُشَكِّلُون شَخْصِيَّة واحِدَة تُوازِنُ الزَبَاء  ، فجُذيمة مَلِكٌ قَوِيٌ ، حكِيمٌ وشُجاع ، شَادَ دَوْلَتَهُ وأَحلَّ بِها الرَفَاه ، ولكِنَّهُ مَعَ مُلْكِهِ وقُوَّتِهِ مَحْرُومٌ مِنْ الأَوْلاد ، وتَعْوِيضاً عَنْ هذَا الحِرْمَان ، يَضَعُ أَمَلَهُ في ابْنِ أُخْتِهِ عمرو ويَجْعلَهُ ورِيثاً لِمُلْكِهِ ، وفَوْقَ ذَلِك يَقَعُ جُذيمة في حُبِّ إِمْرَأَةٍ مَلِكة ، قَوِيَّة ومُنَافِسَة لَهُ ، وتَرْغَبُ في الثَأْرِ مِنْهُ لأَنَّهُ قَتَلَ والِدَها في إِحْدَى المَعارِك ، وعلَيْهِ مِنْ أَجْلِ هذَا الحُبّ أَنْ يَتَجاوزَ رَغْبَةَ حبِيبتِهِ في الثَأْرِ ، بِأَنْ يُقْنِعها بِقَبُولِ حُبِّه وتَوْفِير دَمِهِ ، فتَتَوَحَّدُ مَمْلكتَين وتَزْدادُ رَفاهِيَةً وقُوَّة ، وهذَا حافِزٌ مَعْقُول ، أَكْثَرُ عَدْلاً ومَنْطِقَاً  مِنْ حافِزِ الثَأْرِ ، أَوْ حافِزِ الحُبِّ .
الحالُ النَفْسِيّ لِلمَلِكِ جُذيمة ، حَيْثُ حِرْمَانهُ مِنْ الأَوْلادِ ، فُقْدَانهُ لِعمرو إِذْ اخْتَطَفَهُ اللصُوص ، فُقْدَانهُ لِصَنَمِهِ ، حَيْرَتهُ في دَعْوَةِ الزَبَاءِ لَهُ ، ومُكابَدَتهُ نَتِيجة تَحْذِيرِ وزِيرِهِ قُصير مِنْها ، وحُبّهُ لِلزَبَاء والَّذِي  يُعادِلُ كُلَّ مُلْكِهِ وجَبَرُوتِهِ كمَلِكٍ عظِيم ، كُلُّ هذَا يَقُودهُ إِلى حبِيبتِهِ والَّتِي هي غَرِيمَتهُ في الوَقْتِ ذاتِهِ ، وتَقُودهُ بِهذَا الحُبّ إِلى مَصِيرِهِ ، وهو يُلَبّي ، فيَقَعُ في الشرْكِ الَّذِي نَصَبَتْهُ لَهُ حبِيبتهُ الزَبَاء وتَقْتُلهُ انْتِقَاماً لِوالِدِها .
وحِيْنَ يَنْتَهي جُذيمة يَأْتي دَوْرُ وزِيرِهِ قُصير ، وقُصير يَعْمَلُ بِوَحْي ذَكائهِ وخِبْرَتِهِ ووفَائهِ ، إِنَّهُ عَقْلُ جُذيمة حِيْنَ سَيْطرَ علَيْهِ الحُبُّ ، وهو عَقْلُ عمرو حِيْنَ سَعى إِلى الانْتِقَامِ ، ولَوْ كانَ جُذيمة قَدْ انْصَاعَ لنُصْحِهِ لمَا أُتِيحَ لِلزَبَاءِ قَتْلهُ والتَمَكُّنِ مِنْهُ ، وإِنْ كانَ قَدْ فَشِلَ في تَجْنِيبِ ملِكهِ المَوْت ، فهو قَدْ نَجَحَ في أَنْ يَقُودَ الزَبَاء إِلى حَتْفِها .
قُصير في واقِعِ الحَدَث هو المُعادِل الحقِيقيّ لِلزَبَاء ، فهو نِدُّاً لَها كمَلِكة رَغمْ أَنَّهُ وزِير ، ومُقَارَنَةً بِوزِيرِ الزَبَاء ( ابْنُ هوثر) والَّذِي لَمْ يَكُنْ أَكْثَرَ مِنْ وزِيرٍ عادِيّ لا تُميّزهُ القُوَّةُ أَوْ العَظمَة ، نَجِدُ قُصير وزِيراً عظيماً ، فهو إِنْسَانٌ مُسْتَعِدٌ لِلتَضْحِيَةِ في سَبيلِ ما يُريد ، يَرْكبُ المَخاطِر ، ويَبْحثُ عَنْ عمرو حِيْنَ اخْتَطَفَهُ اللصُوص حَتَّى يَجِدَهُ ، وهو يُرافِقُ جُذيمة إِلى الزَبَاء رَغْمَ تَأَكُّدِهِ مِنْ أَنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ مكِيدَةٌ مُدَبَّرَة لِلايقَاعِ بِمَلِكِهِ ، ويَصْدُقُ حَدْسهُ ، ويَكادُ يَلْقَى حتْفَهُ ، لَوْلا أَنَّهُ يَفِرُّ مِنْ الطَوْقِ ويَقْطَعُ الطَرِيق إِلى بَلَدِهِ هارِباً ، وهو في سَبيلِ الثَأْرِ لِسَيِّدِهِ لا يَتَوَرَّعُ عَنْ جَدْعِ أَنْفِهِ ، وما ذَاك بِأَمْرٍ هيّن ، ويَذْهبُ إِلى الزَبَاء ، رَاكِباً مَخَاطِرَ جدِيدَة في سَبيلِ الانْتِقَامِ ، ولَوْلا قُصير لمَا أُتيحَ لِعمرو وَحْده أَنْ يُخَطِّطَ ويُنَفِّذَ الانْتِقَام .
وقُصير حكِيمٌ بَعيدُ النَظَرِ ، حَتَّى إِنَّ مُلاحظَاتَهُ في الأَحْداثِ صَارَتْ أَمْثَالاً تُضْرَب مِثْل ( لا يُطاعُ لِقُصيرٍ رَأْي ) .

أَمَّا شَخْصِيَّة عمرو فتَبْدو ضَعِيفَة قِياساً بِالشَخْصِيَّاتِ الأُخْرَى ، إِنَّهُ يَبْدو ضَعِيفُ الحِيلَة ، قَدْ وَضَعَ اعْتِمادَهُ على خَالِهِ جُذيمة ، ومِنْ بَعْدِهِ على قُصير ، وردودَ أَفْعالِهِ إِزاء الأَحْدَاثِ لا تَتَسِّمُ بِالنُضْجِ ، بَلْ هي انْفِعالٌ لا أَثَرَ لِلتَجْرُبَة ِ فيه ، وذَلِك رُبَّما يَعُودُ لِصِغرِ سِنِهِ ونقْصِ تَجْرُبَتِهِ قِياساً بِخَالِهِ المَلِك ووزِيرِهِ ، ونَرَاهُ مُتَرَدِّداً في اللَحْظَةِ الأَخِيرَة أَمَام الزَبَاء ، بِحَيْثُ يُضَيّعُ على نَفْسِهِ فُرْصَةَ قَتْلِها ، فتَمُوتُ وهي تَتَجَرَّعُ السُمّ مُرَدِّدَةً مَقُولَتَها الشَهِيرَة ( بِيَدِي لا بِيَدِ عمرو ) .

وقَدْ أَضَافَ الصائغ إِلى هذِهِ الشَخْصِيَّات شَخْصِيَّة لَها وَزْنَها في المَسْرَحِيَّة مُمَثَّل

60


كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 24 )         
        ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )
     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                        
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 


 طَابِع المَوْضُوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                             

عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، سنَقْرأُ هُنا في نِتَاجاتِ الكاتِب المُتَميّز يوسف زرا لِنَتَعَرَّفَ على عطَائَهِ  ، تَمنِّياتي لَهُ بِالمَزِيد مِنْها  ، وأَتَقَدَّمُ بِخالِص شُكْرِي وتَقْديري للأَخ باسم روفائيل ، والَّذِي لَوْلا تَعاونَهُ المُخْلِص ، الدَؤوب والمُسْتَمِّر ،  لَما رَأَى هذَا المَوْضُوع  النُور على هيْئَتِهِ هذهِ ، تَمنِّياتي لَهُ بِكُلِّ الخَيْر والتَوْفيق .                                                                               
                                                                             
   كُلّ الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                         
                                 

د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
  ( يوسف اسحق حنا  زرا )


 
مِنْ مَواليد  الْقوش في 5 / آب / 1933  م .                                             
أَكْمَلَ الدِراسَة الابْتِدائِيَّة في الْقوش عام 1947 م ــ 1948 م .                       
انْتَقَلَ إِلى دهوك لِمُواصَلَةِ الدِراسَة في  المُتَوَسِّطَة  ، وأَتَّمها عام 1952 م .       
سَافَرَ بَعْدَها إِلى بَغْداد لإِكْمالِ الدِراسَةِ الإِعْدادِيَّة مَسَاءاً ، حَيْثُ كانَ يَعْمَلُ نَهاراً ، وتَوَقَّفَ عَنِ الدِراسَةِ ما بَيْنَ عام 1952 م ــ 1957 م بِسَبَبِ تَطَوُّعِهِ في الجيْشِ العِراقِيّ بِرُتْبَةِ نائب ضَابِط كاتِب ( اسْتِناداً لِشَهادَةِ التَخَرُّجِ مِنْ الدِراسَةِ المُتَوَسِّطَة ) عام 1953 م ، وفي 15 / 9 / 1957 م تَسَرَّحَ مِنْ الجيْش لِغَرَضِ إِكْمالِ دِراسَتِهِ الإِعْدادِيَّة ، ثُمَّ تَعيَّنَ مُوَظَّفاً في مُدِيرِيَّةِ إسَالَةِ ماءِ وكهْرُباءِ المَوْصِل وأَكْمَلَ دِراسَتَهُ الإِعْدادِيَّة / القِسْم التِجارِيّ المَسَائيّ عام 1958 م ــ 1959 م في مَدِينَةِ المَوْصِل .                                                                                       
فُصِلَ مِنْ الوَظيفَةِ لِظُرُوفٍ سِياسِيَّة في خِضمِ حرَكةِ الشَوَّاف ، فلَجأَ إِلى بَغْداد وعَمِلَ مُوَظَّفاً في دِيوانِ وِزَارَةِ المَعارِف أَوائلِ عام 1960 م ، وبَعْدَ انْقِلابِ شِبَاط 1963 م  الْتَحقَ بِحرَكةِ الأَنْصارِ في الْقوش ، وفي نَيْسَان 1964 م نَزَحَتْ جَمِيعُ الفَصَائلِ المُسَلَّحةِ مِنْ الجِبالِ ، ورَجَعَ مَرَّةً أُخْرَى إِلى بَغْداد لإِكْمَالِ المِشْوارِ في عام 1972 م ، واسْتَقَرَّ فيها حَتَّى عام 2003 م  إِذْ قَرَّرَ العَوْدَة لِبَلْدَتِهِ الْقوش .   
أُحِيلَ على التَقَاعُد في عام 1986 م .                                                       
بَدأَ بِالكِتَابَة سَنَة 1955 م حَيْثُ اقْتَصَرَتْ مُسَاهماتِهِ في البِدايَة على بَعْضِ المَقْطُوعاتِ الشِعْرِيَّة وبِمُنَاسبَاتٍ خاصَّة وبِاللُغَةِ العرَبِيَّة ، وكذَلِكَ بَعْض المَقَالاتِ السِياسِيَّة .                                                                                     
تَنَوَّعَتْ مُطالَعاته في القِصَّةِ القَصِيرَة ، القِصَّة الطَوِيلَة ولِكُتَّابٍ عالَمِيّين بِالدَرَجةِ الأُولَى مِثْل : تولستوي ، بوشكين ، مكسيم غوركي ، نجيب محفوظ وغَيْرهم .   
وكذَلِكَ قَرأَ في الشِعْرِ والفَنِّ المَسْرَحيّ لِجبران خليل جبران ، شكسبير ، محمد صالح بحر العلوم ، محمد مهدي الجواهري ، جميل صدقي الزهاوي ، مصطفى لطفي المنفلوطي ، أحمد شوقي وآخَرَين .                                                 
هذَا إِضَافَةً إِلى مُطَالَعاته في الكُتُبِ المُتَنَوِّعة مِنْ اقْتِصادِيَّة ، سِياسِيَّة ، فلْسَفِيَّة ، تارِيخِيَّة ، عِلْم النَفْس  ، خُصُوصاً لِلكُتَّاب : لي آدم سميث ، كارل ماركس ، فردريك انجلز ، دوهرينك ، ديكارت ، سبيندزا ، افلاطون ، سقراط ، ارسطو ، ليوبولت هايم ، فرويد ، فيورباخو بافلوف ، ديل كارنيجي ، سلامة موسى وغَيْرهم .                                                                                       
 
يَكْتُبُ القِصَّة القَصِيرَة ، المَقَالات ، النَصّ المَسْرَحيّ ، القَصِيدَة وبِاللُغَتينِ العرَبِيَّة والسرْيَانِيَّة .                                                                                   
عُضو الاتِحَادِ العامّ لِلأُدَبَاءِ والكُتَّابِ في العِراق .                                         
عُضو الاتِحَادِ العامّ لِلأُدَبَاءِ والكُتَّابِ السرْيَان .                                           

أَحَد مُؤَسِّسي جمْعِيَّة الْقوش الثَقَافِيَّة عام 2003 م وعُضو فيها .                     
كانَ صاحِب امْتِياز ورئيس هَيْئَة تَحْرِير مَجَلَّة شراغا ( السِراج ) والَّتِي تَصْدُرُ عَنْ جمْعِيَّة الْقوش الثَقَافِيَّة ولِمُدَّة ثَلاث سنَوات .                                         

مُؤَلَّفاته /                                                                                       
في مَجَالِ الشِعْر :                                                                             
1 ــ رَنينُ السِنْدان / مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة / بَغْداد  / عَدَدُ النُسَخ : 300 نُسْخَة / صَدَرَ عام 1998 م /  مَكْتَب سورث لِصاحِبِها سالم رزوقي في بَغْداد / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمل : 20 سم  × 15 سم  / عَدَدُ صَفْحَات الكِتَاب : 40 صَفْحَة / يَحْفَلُ الكِتَاب بِعِشْرِين قَصِيدَة / تَصْمِيم الغِلاف : يوسف زرا .             
التَقْييم : رِسَالَة خَاصَّة مِنْ السيّد صبحي حداد في 4 / 3 / 1999 م ، وهو رئيس الهَيْئَة الإِدارِيَّة لِنَادِي بَابِل الكلْدانيّ في التَارِيخ المَذْكُور .                   

   

حالَة الحِفظ في دارِ الكُتُب والوثَائقِ الوَطَنِيَّة وكما ورَدَ في صَفْحَتِها على الانْترنيت :                                                                                     
عُنْوانُ الكِتَاب : رَنينُ السِنْدان / اللُغَة : عرَبي / مكانُ النَشْر والنَاشِر :  المَوْصِل ــ مَكْتَب المرُوج / تَارِيخ النَشْر : 1998 م / عَدَدُ الصَفَحَات 63 صَفْحَة / رَقْم التَسْجيل في دارِ الكُتُبِ والوثَائق الوَطَنِيَّة : 304482 ، 304483 ، 304484  / رَقْمُ التَصْنِيف : 811.92   /  رَقْمُ المُؤَلِّف : ي 957  / عَدَدُ النُسَخ : ثَلاث نُسَخ . 
2 ــ ذَوبَانُ الثلُوج ــ ( بشرْتَا اد تلْجا )  / مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة بِاللُغَتينِ العرَبِيَّة والسرْيَانِيَّة  / صَدَرَتْ في بَغْداد عام  2001 م / عَنْ مَكْتَب سورث في بَغْداد / عَدَدُ الصَفَحَات : 108  صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمل : 15 سم × 20 سم  / يَحْتَوِي الكِتَاب على(  15 )  قَصِيدَة بِالعرَبِيَّة مَعَ (  15 ) قَصِيدَة بِاللُغَةِ السرْيَانِيَّة / مُصَمِّم الغِلاف : يوسف زرا .                                                               
 

3 ــ المَطَر ( مطْرَا ) / مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة / بِاللُغَتينِ العرَبِيَّة والسرْيَانِيَّة / صَدَرَتْ عَنْ مَكْتَبِ دارا لِلنَشْر في بَغْداد لِصاحِبِها روبين بيث شموئيل  / عام 2002  م / عَدَدُ الصَفَحَات : 92  صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمل : 20 سم × 15 سم  / يَضُمُّ الكِتَاب بَيْنَ ثَنايَاه ثَلاثين قَصِيدَة / تَصْمِيمُ الغِلاف : يوسف زرا / التَقْييم : السيّد اسطيفان ريس مُعلِّم مُتَقَاعِد ، رِسَالَة خَاصَّة في 13 / 11 / 2001 م .             

 حالَة الحِفظ في دارِ الكُتُب والوثَائقِ الوَطَنِيَّة وكما ورَدَ في صَفْحَتِها على الانْترنيت :                                                                                     
 عُنْوان الكِتَاب : المَطَر / اللُغَة : عرَبي / المُؤَلِّف : يوسف زرا / مكانُ النَشْر والنَاشِر: بَغْداد ــ مَكْتَب دارا / تَارِيخ النَشْر : 2001 م / عَدَدُ الصَفَحَات :  91 صَفْحَة / رَقْم التَسْجيل في دارِ الكُتُبِ والوثَائق الوَطَنِيَّة : 512205 ، 512204 ، 512203  / رَقْمُ التَصْنِيف : 811.92  / رَقْمُ المُؤَلِّف : ي 957  / عَدَدُ النُسَخ : ثَلاث نُسَخ  . 

 

4 ــ أَوْراقٌ لَمْ تُقْرأ ــ ( طرفِا لا قَرْيا )  / المَجْمُوعَة الشِعْرِيَّة الرَابِعة  / بِاللُغَتينِ العرَبِيَّة والسرْيَانِيَّة / صَدَرَتْ في بَغْداد عام 2003 م / عَنْ مَكْتَب سورث في بَغْداد لصَاحِبِهِ سالم رزوقي / يَحْتَوِي الكِتَاب على عشْرِين قَصِيدَة ، عَشْرَة مِنْها بِالعرَبِيَّة ، وعَشْرَة مِنْها بِالسرْيَانِيَّة / تَصْمِيمُ الغِلاف واللَوْحات الدَاخلِيَّة : يوسف زرا / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمل : 15 سم × 20 سم / تَقْدِيم وتَقْييم : الأَدِيب شاكر سيفو . 
 
خَصَّصَ  الشَاعِر ( شاكر مجيد سيفو ) مَوْضُوعاً بِعُنْوان [ الشَاعِر يوسف زرا في قَصَائدِهِ ، ( طذفا لا قذيا ــ أَوْراق لَمْ تُقْرأ ) ، اسْتِنْطاق طَاقَة الرَمْز ]  في كِتَابِهِ ( أَطْيَافٌ سرْيَانِيَّة ) الصَادِر عام 2009 م ، والمَنْشُور في مَوْقِع بَخْديدا ، وعلى الرَابِط :
http://www.bakhdida.ca/SkakirSifo/Atiaf.htm

كما كتَبَ أَيْضاً مَوْضُوعاً عَنْها بِعُنْوان : انْكِسار الذَات في أَوْراق لَمْ تُقْرأ ، قِراءَة في مَجْمُوعَةِ ( أَوْراق لَمْ تُقْرأ ) لِلشَاعِر يوسف زرا .                                   
نُشِرَتْ في جرِيدَةِ بهرا عام 2005 م .                                                     



5 ــ سكونُ الرِمَال يَتَكلَّم  ــ ( شةقا درَملا ملل ) / المَجْمُوعَة الشِعْرِيَّة الخَامِسَة / بِاللُغَتينِ العرَبِيَّة والسرْيَانِيَّة / صَدَرَتْ في بَغْداد عام 2011 م / صَدَرَ مِنْها أَلْف نُسْخَة وعلى نَفَقَةِ المَرْأَة العامِلَة في النَشَاطِ الوَطَنيّ ( سافرة جميل حافظ ) عُضوَة في اتِحَادِ الأُدَبَاءِ العِراقِيِّين /  حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمل : 20 سم × 15 سم  / عَدَدُ الصَفَحَات : 94 صَفْحَة / يَضُمُّ الكِتَاب إِثْنَين وثَلاثين قَصِيدَة / مُصَمِّم الغِلاف : منذر جميل حافظ . 
 

6 ــ قِيل لـ ...... / مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة / بِاللُغَتينِ العرَبِيَّة والسرْيَانِيَّة / مَكْتَب صبيا لِصَاحِبِهِ مريما كادو ــ الْقوش / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمل : 20 سم × 15 سم / عَدَدُ الصَفَحَات : 98 صَفْحَة / يَضُمُّ الكِتَاب ثَمانِيَة وثَلاثِين قَصِيدَة / صَدَرَتْ عام 2015 م ، في الْقوش وبِمِئَةِ نُسْخَة على نَفَقَةِ المُؤَلِّف الخَاصَّة .                             
                                 
 

7 ــ هذَا أَنا / مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة / بِاللُغَتينِ العرَبِيَّة والسرْيَانِيَّة / مُودَعٌ لَدَى وِزارَةِ الثَقَافَةِ العِرَاقِيَّة لِغرَضِ طَبْعِهِ وحَسَبِ مُوافَقَتِها / تَارِيخُ التَأْلِيف : 2012 م / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمل : 24 سم × 16 سم / عَدَدُ الصَفَحَات : 164 صَفْحَة / عَدَدُ قَصَائد الكِتَاب : 62 قَصِيدَة / تَصْمِيمُ الغِلاف : زاهر دودا .                           
 


في مَجَالِ القِصَّةِ القَصِيرَة
/                                                                   

ــ الكُوَّةُ وعِرْسُ الجُرْذَان / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة / أُجِيزَتْ مِنْ قِبَلِ دائرِةِ الإِعْلام ــ الرَقَابَة ــ المسْوَّدات ــ التَابِعة لِوِزَارَةِ الإِعْلام ــ بَغْداد ، تَحْت رَقْم (  605 )  ، وبِتَارِيخِ : (  8  حُزيرَان  2002 م ) ، وبِرَقْمِ الإِيداعِ في دارِ الكُتُبِ والوَثَائقِ في بَغْداد تَحْت رَقْم ( 555 ) لِسَنَةِ 2002 م ، وصَدَرَتْ عام 2003 م / عَدَدُ النُسَخ : 500 نُسْخَة / طُبِعَتْ في مَكْتَبِ رغد لِصَاحِبِهِ رغد شكوانا في الْقوش / عَدَدُ الصَفَحَات : 32 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمل : 15 سم × 20 سم / تَصْمِيمُ الغِلاف : يوسف زرا / تَضُمُّ المَجْمُوعَة عَشْرَة قِصَص قَصِيرَة وهي : المَصِير ( عام 1997 م ) ، الحُورِيَّة ( عام 1997 م ) ، الصَرْخَة ( عام 1997 م ) ، الحقِيبَة ( عام 1998 م ) ، غَفْوَة ( عام 1998 م ) ، حِجارَة الرَبْوَة ( عام 1999 م ) ، الفَسِيلتَان ( عام 1999 م )، الكُوَّةُ وعِرْسُ الجُرْذَان ( عام 2000 م )  ، آلَةُ الزَمَن ( عام 2000 م ) ، القَرْيَة والبَيْدر ( عام 2002 م ) .                 

قَامَ المُؤَلِّف بِإِنْجازِ نصُوصٍ مَسْرَحِيَّة مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة : حِجارَة الرَبْوَة ، الحقِيبَة ، الكنْز ( الضَحِيَّة ) .                                                                 
تَمَّ تَرْجَمَة بَعْض قِصَصِ هذِهِ المَجْمُوعَة إِلى اللُغَةِ السرْيَانِيَّة ، ونُشِرَتْ في مَجَلَّةِ بيث نهرين في دهُوك .                                                                       

 


في مَجَالاتٍ أُخْرَى
/                                                                           
 
1 ــ المَعالِمُ العُمْرَانِيَّة والحضَارِيَّة في الْقوش /  صِفَةُ الكِتَاب : تَارِيخيّ ، جُغْرَافيّ ، تُراثِيّ ، اجْتِماعِيّ / صَدَرَ عام 2001 م  بِأَلْفِ نُسْخَة / عَنْ دارِ الشؤُونِ الثَقَافِيَّة ــ بَغْداد / عَدَدُ الصَفَحَات : 144 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمل : 20 سم × 15 سم / مُصَمِّم الغِلاف : محمد صباح حميد / التَقْييم : مِنْ قِبَلِ السيّد نبيل دمان .     
حالَة الحِفظ في دارِ الكُتُب والوثَائقِ الوَطَنِيَّة وكما ورَدَ في صَفْحَتِها على الانْترنيت :                                                                                     
عُنْوانُ الكِتَاب : المَعالِمُ العُمْرَانِيَّة والحضَارِيَّة في الْقوش / المُؤَلِّف : يوسف زرا / مكانُ النَشْر والنَاشِر : بَغْداد ــ دار الشؤُونِ الثَقَافِيَّة / تَارِيخُ النَشْر : 2001 م / عَدَدُ الصَفَحَات : 144 صَفْحَة / رَقْمُ التَسْجيل في دارِ الكُتُب والوثَائقِ الوَطَنِيَّة : 546168  / رَقْمُ التَصْنِيف : 720  / رَقْمُ المُؤَلِّف : ي 957  / عَدَدُ النُسَخ : نُسْخَة واحِدَة  .

   
2 ــ نَوافِذُ تَارِيخِيَّة وفلْسَفِيَّة / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة /  عام 2003 م / صَدَرَ على نَفَقَةِ المُؤَلِّف الخَاصَّة / عَدَدُ النُسَخ : 300 نُسْخَة / عَنْ مَكْتَبِ رغد لِصَاحِبِهِ رغد شكوانا في الْقوش / تَصْمِيمُ الغِلاف : يوسف زرا / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمل : 20 سم × 15 سم / عَدَدُ الصَفَحَات  : 130 صَفْحَة / يَضُمُّ الكِتَاب بَيْنَ ثَنايَاهُ بِالإِضَافَةِ إِلى المُقَدِّمَةِ والتَمْهيد ، سَبْعةَ بحُوثٍ تَارِيخِيَّة وفلْسَفِيَّة وهي : مَلْحَمَةُ كلْكامِش بَيْنَ الاسْطُورَةِ والفَلْسَفَةِ ، مَنْشأُ العقِيدَة والفِكْر الدِينيّ ، نَزْعةُ البَقَاء ومُسْتَقْبَلِ الإِنْسَان ، المَرْأَةُ العِراقِيَّة تَارِيخاً وحاضِرَاً ، هَلْ كانَتْ الْقوش مُسْتَوْطَنَة بَشَرِيَّة قَبْلَ التَارِيخ ؟ ، مَوْطِنُ الدِيَانَةِ المنْدائِيَّة والتَارِيخ ، الثَوْرُ المُجَنَّح والمُجْتَمع الآثُوري .                                                                                       
قَدَّمَ الصُحُفِيّ باسم روفائيل قِراءَة في هذَا الكِتَاب ، تَحْتَ عُنْوان ( كِتَاب نَوافِذُ تَارِيخِيَّة وفلْسَفِيَّة لِيوسف زرا ) ، في مَوْقِع تللسْقُف كوم ، بِتَارِيخ 20 أَيْلول 2016 م ، وعلى الرَابِط التَالِي :
http://www.tellskuf.com/index.php/tha/5-cul/60896-se2012.html
 
3 ــ المَخَاض العسِير لِمَا قَبْلِ وبَعْدِ 9 . نيسان . 2003 م / مَجْمُوعَة مَقَالات سِيَاسِيَّة بِعدَدِ (  24 ) مَقَالَة عَنِ الأَوْضَاعِ السِيَاسِيَّة الدَاخلِيَّة ، وأَرْبَعةٌ وعشْرِين قَصِيدَة شِعْرِيَّة  تُعبِّرُ عَنْ ذَلِك  / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة /  عَدَدُ الصَفَحَات : 228 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمل: 24 سم × 16 سم / تَصْمِيمُ الغِلاف : زاهر دودا / صَدَرَ عام 2012 م / عَنْ مَطْبَعةِ الكنِيسَةِ الشَرْقِيَّة ــ في الشَرَفِيَّة في بَلْدَةِ الْقوش / على نَفَقَةِ المُؤَلِّف الخَاصَّة / عَدَدُ النُسَخ : 500 نُسْخَة  .                                     

4 ــ الايزِيدِيَّة عقِيدَة وتُراث / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة /  صَدَرَ في تَمْوز عام 2007 م /  عَنْ مَطْبَعةِ رائد في السُليمانِيَّة /  عَدَدُ الصَفَحَات: 109 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمل : 20 سم × 15 سم / تَصْمِيمُ الغِلاف : ضرغام يلدكو / صِفَة الكِتَاب : تَارِيخِيّ ، تُراثِيّ ، عقَائدِيّ بِخَمْسَةِ فصُول .                                               
 

5 ــ الرَوافِد الفِكْرِيَّة والاقْتِصادِيَّة في الْقوش تَارِيخِيَّاً /  بِاللُغَةِ العرَبِيَّة / عَنْ مَكْتَبِ صبيا لِصاحِبِهِ مريما كادو في الْقوش / صَدَرَ عام 2015 م في الْقوش / عَدَدُ الصَفَحَات: 83 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمل : 24 سم × 16 سم / تَصْمِيمُ الغِلاف : يوسف زرا / طَابِع الكِتَاب : اقْتِصادِي ــ مِهني بِثَمانِيَةِ مَواضِيع .         

 

6 ــ بُؤر الصِراع التَارِيخي في المُجْتَمَعِ العرَبيّ عامَّةً والعِراقِيّ خَاصَّةً / فَحْوَى الكِتَاب سِيَاسِيّ يَضُمُّ سِتَةً وثَلاثِين مَقَالَة سِيَاسِيَّة مُتَنَوِّعة عَنِ الوَضْعِ الدَاخلِيّ والاقْلِيمِي العرَبي /  بِاللُغَةِ العرَبِيَّة / عَنْ مَكْتَبِ صبيا لِصاحِبِهِ مريما كادو في الْقوش / صَدَرَ عام 2015 م / عَدَدُ الصَفَحَات : 135 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمل : 24 سم × 18 سم / تَصْمِيمُ الغِلاف : يوسف زرا / عَدَدُ نُسَخِ الطَبْعةِ الأُولَى  : 250 نُسْخَة .                                                                     

7 ــ الْقوش / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة / طُبِعَ على نَفَقَةِ المُؤَلِّف الخَاصَّة عام 2015 م /   عَنْ مَكْتَبِ صبيا في الْقوش / تَصْمِيمُ الغِلاف : يوسف زرا / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمل : 18 سم × 25 سم / عَدَدُ الصَفَحَات : 135 صَفْحَة / يَضُمُّ الكِتَاب أَرْبَعاً وثَلاثِين مَقَالَة في شَأْنِ الْقوش .                                                     

8 ــ أَيَّامٌ في ذَاكِرَةِ الزَمَن / مُذَكَّرَاتٌ خَاصَّة بِالمُؤَلِّف حَيْثُ سِيرَته الذَاتِيَّة التَارِيخِيَّة وما رَافَقَها  / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة / عَنْ مَكْتَبِ فينوس لِصَاحِبِهِ بادئ بلو في الْقوش عام 2015 م / تَمَّ تَأْلِيفُ الكِتَاب عام  2001 م / عَدَدُ الصَفَحَات : 110 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمل : 24 سم × 16 سم / تَصْمِيمُ الغِلاف : يوسف زرا / عَدَدُ نُسَخِ الطَبْعةِ الأُولَى : 50 نُسْخَة /  تَقْييم الكِتَاب : سالم مروكي عام 2013 م .   

9 ــ مشَاهِير الْقوش في القَرْنِ العِشْرِين / تَارِيخُ الإِصْدَار : 2015 م / عَدَدُ النُسَخ : 50 نُسْخَة / عَنْ مَكْتَبِ صبيا لِصاحِبِهِ مريما كادو في الْقوش / تَصْمِيمُ الغِلاف : يوسف زرا / عَدَدُ الصَفَحَات : 148 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمل : 24 سم × 16 سم / مُحْتَويَات الكِتَاب : ــ                                                               
  [ سِيرَة حيَاة 47 شَخْصِيَّة مِنْ مُخْتَلَفِ طبَقَاتِ الشَعْب  / جَدْوَلٌ بِأَسْماءِ 56 رجُل دِينيّ / جَدْوَلٌ بِأَسْماءِ 59 شَخْصِيَّة مِنْ حَمَلَةِ الشَهاداتِ الدِراسِيَّة ، وأَيْضاً العُلْيَا كالماجستير والدكتوراه في مُخْتَلَفِ الاخْتِصَاصاتِ مِنْ كِلا الجِنْسَينِ / جَدْوَلٌ بِأَسْماءِ 35 رجُل في اخْتِصاصِ القَانُونِ والقَضَاء / جَدْوَلٌ بِأَسْماءِ 120 طَبِيب وصَيْدلِيّ / جَدْوَلٌ بِأَسْماءِ 321 مُهنْدِّس بِمُخْتَلَفِ الاخْتِصاصاتِ الهَنْدَّسِيَّة / جَدْوَلٌ بِأَسْماءِ 246 مُدَرِّسٍ ومُعلِّم / جَدْوَلٌ بِأَسْماءِ 28 شَخْصِيَّة مِنْ الوُجهاءِ والرُؤسَاءِ / جَدْوَلٌ بِأَسْماءِ 60 شَخْصِيَّة في مُخْتَلَفِ المِهَنِ  ] .                                   

10 ــ مُقْتَطفَات لِمَسِيرَةِ الإِنْسَانِ التَارِيخِيَّة والظَواهِرِ الطَبِيعِيَّة /  صَدَرَ في الْقوش عام 2015 م عَنْ مَكْتَبِ صبيا / عَدَدُ الصَفَحَات : 97 صَفْحَة / عَدَدُ النُسَخ الصَادِرَة  : 50 نُسْخَة /  حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمل : 16 سم × 20 سم / تَصْمِيمُ الغِلاف : مريما كادو / وهو كِتَابٌ عِلْمِيّ ــ تَارِيخِيّ ، يَتَكوَّنُ مِنْ 14 فَصْلاً ، ويَشْتَمِلُ على ما يلِي : ــ                                                                     
خَارِطَةِ المُوَرِّثَاتِ لِلأَحْيَاءِ ، جَدْوَل بِدَوْرَاتِ العُصُورِ الجلِيدِيَّة في أُوربا والشَرْق الأَوْسَط ، جَدْوَل بِالعُصُورِ الحَجَرِيَّة ، جَدْوَل بِالسُلالاتِ الحاكِمَةِ في وادِي الرَافدين ، جَدْوَل بِالمَوَاقِعِ الحَضَارِيَّة في العِراقِ وتَوارِيخِها ، جَدْوَل بِملُوكِ وحُكَّامِ العِراق مِنْ عامِ 1921 م ــ 2003 م ، جَدْوَل بِأَسْماءِ فلاسِفَةِ اليُونان ، جَدْوَل بِأَسْماءِ فلاسِفَةِ أُوربا ، جَدْوَل بِأَسْماءِ فلاسِفَةِ الصِين ، جَدْوَل بِأَسْماءِ فلاسِفَةِ الهِنْد ، بَعْضِ الظَواهِرِ الطَبِيعِيَّة وتَارِيخِ حدُوثِها ( ككسُوفِ الشَمْسِ في اليُونان ووادي الرَافدين وفي الصِين ) ، جَدْوَل بِالحَضَارَاتِ القَدِيمَةِ وتَوارِيخها ، العلاقَة الفِكْرِيَّة بَيْنَ لُغَةِ العقْلِ ولُغَةِ المَنْطِق ، بَعْضِ البحُوث التَارِيخِيَّة ذات مَفْهُومٍ اسْطُورِيّ ، المَرْأَة عِبْرَ التَارِيخ   .                                                                         



 
11 ــ مِنْ المُنْطَلقَاتِ العِلْمِيَّة والتَارِيخِيَّة / طَابِع الكِتَاب فِكْرِي ــ فلْسَفِي ــ عِلْمِي / صَدَرَ  عَنْ مَكْتَبِ صبيا في الْقوش عام 2015 م / عَدَدُ النُسَخ  : 50 نُسْخَة .   

12 ــ مَكانَةُ المَرْأَة عِبْرَ التَارِيخ / عَنْ مَكْتَبِ صبيا في الْقوش عام 2016 م / عَدَدُ الصَفَحَات : 526 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَق المُسْتَعْمل : 20 سم × 15 سم / تَصْمِيمُ الغِلاف : يوسف زرا / مَضْمُونُ الكِتَاب يَرْوِي السِيرَة الذَاتِيَّة لـ 135 إِمْرَأَة مِنْ عُمْقِ التَارِيخ 800 سَنَة قَبْل المِيلاد ولِغايَةِ نِهايَةِ القَرْنِ العشْرِين ، وفصُولِهِ كالتَالي : ــ                                                                                     
الأَوَّل ــ المَرْأَة العامِلَة في المَيْدانِ الثَقَافِي والسِيَاسِي .                                 
الثَاني ــ المَرْأَة العامِلَة في المَيْدانِ الفَنِّي ( التَمْثِيل ، الغِنَاء ، الرَقْص ، الفنُون التَشْكِيلِيَّة ) .                                                                         
الثَالِث ــ المَرْأَة العامِلَة في المَيْدانِ المِهنِيّ  .                                             
 

 

13 ــ آراءٌ في مُسْتَقْبَلِ النِظَامِ الدُولِيّ / كِتَابٌ سِيَاسِيّ حَوْلَ حرَكةِ المُجْتَمَع ِ وأَنْظِمَتِهِ السِيَاسِيَّة والاجْتِماعِيَّة والفِكْرِيَّة مُسْتَقْبَلاً في ثَمانِيَةِ بحُوثٍ مُتَنَوِّعة  / عَنْ مَكْتَبِ صبيا في الْقوش / تَارِيخُ الإِصْدَارِ عام  2015 م /  عَدَدُ النُسَخِ : 25 نُسْخَة / عَدَدُ الصَفَحَات : 132 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : 24 سم × 16 سم / تَصْمِيمُ الغِلاف : يوسف زرا /  تَقْييم الكِتَاب : السيّد سفر صفار .             

14 ــ ذَاكِرَةُ الزَمَنِ لِفَنِّ الفِطْرَة / صَدَرَ عام 2012 م / عَنْ مَكْتَبِ فينوس لِصاحِبِهِ بادئ بلو في الْقوش / تَصْمِيمُ الغِلاف : يوسف زرا / عَدَدُ الصَفَحَات : 128 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : 25 سم × 17 سم / هو كِتَابٌ يَخُصُّ الفَنّ التَشْكِيليّ بِشَكْلٍ عامّ ويَشْتَمِلُ أَيْضاً على بَعْضِ الخَرَائطِ لِفَنِّ العِمارَة ،  حَيْثُ الكاتِب يوسف زرا يَصِفُ نَفْسَهُ هاوِياً لِهذَا الفَنّ مُنْذُ الطفُولَة ولَيْسَ فنَّاناً أَكادِيميَّاً / يَشْتَمِلُ الكِتَاب على ما يلِي : ــ                                                           

أ ــ 45 لَوْحَة فَنِيَّة بِالأَسْودِ والأَبْيض ، بِاسْتِثْنَاءِ لَوْحةً واحِدَةً فَقَطْ وهي مَوْجُودَة حالِيَّاً في مَتْحفِ ديرِ السَيّدة في الْقوش .                                               

ب ـــ 32 مُخَطَّط لِخَرَائط ذات مَسَاحاتٍ مُخْتَلِفَةٍ تَمْتَدُّ مِنْ عام 1968 م ولِغايَةِ 2010 م ، أغْلَبُها قَامَ المُؤَلِّف بِتَصْمِيمِها وتَنْفِيذِها  في بَغْداد والْقوش مَدَى العشْرِ سَنَوات الأَخِيرَة مَعَ ثَمانِ صُوَرٍ مُلَوَّنَة لِواجِهاتٍ مُجَسَّمَة لِلدُورِ أَوْ كعِمارَة ، تَصْمِيم وتَنْفِيذ في الْقوش .                                                                   
 

15 ــ مِنْ مُنْطَلقَاتٍ فِكْرِيَّة لِمَسِيرَةِ حيَاةِ الإِنْسَانِ التَارِيخِيَّة / تَمَّ تَأْلِيفَهُ عام 2008 م / عَدَدُ الصَفَحَات : 97 صَفْحَة /  صَدَرَ عام 2015 م  / عَنْ مَطْبَعةِ صبيا في الْقوش / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : 16 سم × 20 سم  / مُصَمِّمُ الغِلاف : يوسف زرا  .




صُورَة لِفَهرِست كِتَاب ( مِنْ مُنْطَلقَاتٍ فِكْرِيَّة لِمَسِيرَةِ حيَاةِ الإِنْسَانِ التَارِيخِيَّة ) .


في مَجَالِ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ /                                                               

ــ مَسْرَحِيَّات مُخْتَارَة / مَجْمُوعَة مَسْرَحِيَّات بِاللُغَةِ العرَبِيَّة / صَدَرَتْ عَنْ مَطْبَعةِ نصِيبين لِلكنِيسَةِ الشَرْقِيَّة في الشَرَفِيَّة ــ الْقوش / تَارِيخ الإِصْدَار : 2012 م / تَصْمِيم الغِلاف : يوسف زرا / عَدَدُ الصَفَحَات : 120 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : 24 سم × 16 سم  / عَدَدُ النُسَخِ : 500 نُسْخَة .                         



الكِتَاب يَضُمُّ سَبْعُ مَسْرَحِيَّات وهي : ــ                                                     
أ ــ الكنْز /  كُتِبَتْ عام 1998 م في بَغْداد / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة  / قَامَ الكاتِب يوسف زرا بِتَرْجَمَتِها مِنْ أَصْلِ نَصٍّ لَهُ بِاللُغَةِ السرْيَانِيَّة / تَتَكوَّن المَسْرَحِيَّة مِنْ فَصْلين ، الفَصْلُ الأَوَّل بِأَرْبَعةِ مَشَاهِد ، الفَصْلُ الثَاني بِمَشْهدِين / المَسْرَحِيَّة اجْتِماعِيَّة شَعْبِيَّة تَدُورُ أَحْدَاثها في بَلْدَةٍ قَدِيمة ، تَتَحكَّمُ فيها المُعْتَقَداتُ والأَسَاطير الاجْتِماعِيَّة ذات العُمْق التَارِيخي المُتَداول بَيْنَ العوائلِ والأَفْرَاد .                     

وكلِمَة ( الكنْز ) في المَسْرَحِيَّة تُعبِّرُ عَنْ مَدْلُولٍ مُتَميّز يَقُولُ بِأَنَّ الكثِير مِنْ الدُورِ القَدِيمة والَّتِي آلتْ إِلى أَطْلالٍ وخرَائب ، يُوجَدُ فيها ثَرْوَة مَادِيَّة ثَمِينَة مَطْمُورَة تَحْتَ أَرْضِيَّةِ بَعْضِها ، وإِنَّ هذَا الكنْز قَدْ تكُونُ هيْئَتَهُ المَادِيَّة قِطعاً ذَهبِيَّة ، أَوْ فِضيَّة ، أَوْ نقُوداً مَعْدَنِيَّة لأَزْمِنَةٍ غابِرَةٍ مِنْ تَارِيخِ البَلْدَة ، والَّتِي غالِباً ما هَجَرَها غالبِيَة سُكانها بِسَبَبِ الاعْتِداءاتِ المُسْتَمِّرَةِ علَيْها مِنْ قِبَلِ أَقْوامٍ غرِيبَةٍ عَنْها .   

وتَقُولُ الأسْطُورَة إِنَّ كثِيراً مِنْ هذِهِ الكنُوز مَجْهُولَة المَوْقِع ، ويَصْعُبُ العثُورُ علَيْها ، حَتَّى إِنَّها تَبْقَى مَدْفُونَة تَحْتَ أَنْقَاضِ الخرَائبِ مُدَّة طَوِيلَة إِلى أَنْ يَنْبَري فَرْدٌ مِنْ أَهْلِ القَرْيَةِ فيَتَنَبَّأُ بِأَنَّها ستَكُونُ مِنْ نَصِيبِ رَجُلٍ بِأَوْصافٍ مُعيَّنَةٍ ، وأَحْيَاناً تُسَمَّى بِإِسْمِهِ ومِنْ سُلالَةِ نَفْسِ العائلَةِ لِلدارِ القَدِيمةِ .                                 
وفَوْقَ أَرْضِيَّةِ هذِهِ الفِكْرَة تُبْنَى أَحْدَاث المَسْرَحِيَّة وتَدُور ، فتَحْلمُ إِمْرَأَةٍ مِنْ القَرْيَة حُلُماً بِهذَا المَنْحَى ، لِيَكُونَ الكنْز مِنْ نَصِيبِ شَابٍ إِسْمه ( كَليانا ــ أَيْ جلِيل ) ، وشَابَة تُدْعَى ( يُوما ــ أَيْ شَمْس ) ، ومِغْزَى المَسْرَحِيَّة يُفْضِي بِتَحْوِيلِ الكنْزِ مِنْ مادِيّ زَائلٍ إِلى إِنْسَانِيّ مَعْنَوِيّ يَحْمِلُ في طيَّاتِهِ صِفَةَ الدَوامِ والبَقَاء وغَيْر قَابِلٍ لِتَغْيِيرِ قِيمتِهِ وثَمَنِهِ .                                                                           
شخُوصُ المَسْرَحِيَّة الأَرْبَعة عَشَر هُم : مريم ( إِمْرَأَةٌ عجُوز صاحبَة الحُلُم ) ، سليمان ( شَمَّاسٌ مُفَسِّر الحُلُم ) ، حنا الحائك ( صاحِب الجُومَة ــ آلَة حِيَاكة قَدِيمة ) ، سميرة ( طِفْلَة حفِيدَةُ سليمان ) ، أسوما ( زَوْجَةُ حنا الحائك ) ، بطرس ( أَحَدُ الجِيرَان ) ، شَمْس ( بَطَلَةُ القِصَّة ــ مَظْلُومَة  لاحِقاً ) ، يوسف ( مُخْتَارُ القَرْيَة ) ، رفقة ( بِنْت فاتَها سِنُّ الزَواج وبَقِيَتْ دُوْنه ) ، اسطيفو ( شَقِيق رفقة ) ، الياس ( شَقِيق رفقة الثَاني ) ، اسحق ( ابْنُ عمّ حنا الحائك ) ، يورا ( ابْنُ الشَمَّاس كوركيس والَّذِي يَتَقَدَّمُ لِخطْبَةِ شَمْس ) ، كَليانا ( ابْنُ اسحق ) .       
مَسْرَحِيَّة الكنْز مُثِّلَتْ بِاللُغَةِ السرْيَانِيَّة عام 1997 م وتَحْتَ عُنْوان ( الضَحِيَّة ) على مَسْرَحِ نادِي بابِل الكلْدانيّ في بَغْداد /  إِخْرَاج : هيثم أبونا / تَمَّ تَغْيِير إِسْم المَسْرَحِيَّة مِنْ ( الكنْز ) إِلى ( الضَحِيَّة ) اسْتِناداً لِطُقُوسٍ دِينِيَّة قَدِيمة ( تَقْدِيمُ القَرابِينِ البَشَرِيَّة ) /  عُرِضَتْ ولِمُدَّةِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مُتَتالِيَة / قَامَ بِتَأْدِيَةِ الأَدْوارِ في المَسْرَحِيَّة  : سلمى عبد الأحد ، إخلاص يوسف ، بشرى يوسف ، فرج حلبي ، سمير خوش ، باسل شامايا ، كادح زرا ، صباح يلدكو ، جرجيس قلو .         

 أَرْبَع لَقَطَات مُصَوَّرَة مِنْ مَسْرَحِيَّة ( الضَحِيَّة ) /





 
 
ب ــ لَنْ تَنْضَب اليَنابِيع / مَسْرَحِيَّة بِمَشْهَدٍ واحِد / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة / وهي مَسْرَحِيَّة اجْتِمَاعِيَّة سِيَاسِيَّة ذات طَابِعٍ جادٍ وتَرَاجِيدِيّ ، تُحاوِلُ رَفْع مَعْنَوِيَّةِ الفَرْدِ في المَوَاقِفِ الصَعْبَةِ وضَرُورَةِ تَجاوزِ الأَزَمَاتِ بِرُوحٍ مُتَفَائلَةٍ وبِتَحدٍ وثِقَة ٍ / أَهَمُ الشَخْصِيَّات في المَسْرَحِيَّة : سارة ( إِمْرَأَة شَابَة في العقْدِ الثَالِث مِنْ عُمُرِها ) ، سليمان ( شَيْخٌ تَجاوزَ الثَمانِين عاماً ) ، حميد ( طِفْلٌ بِعُمُرِ خَمْس سَنَواتٍ ) ، سمير ( شَابٌ في العقْدِ الثَاني مِنْ العُمْرِ ) / كُتِبَتْ المَسْرَحِيَّة عام 2004 م / مُثِّلَتْ على مَسْرَحِ جمْعِيَّةِ الْقوش الثَقَافِيَّة عام 2005 م / عنَاصِرُ التَمْثِيل : هُوَاةٌ مِنْ أَعْضَاءِ الجمْعِيَّةِ المَذْكُورَة / الإِخْرَاج : صفاء رحيمة .       

ت ــ كُنْفا ( الحَقِيبَة ) / مَسْرَحِيَّة اجْتِمَاعِيَّة وَاقِعيَّة ذات طَابِعٍ تَرَاجِيدِيّ ورُومانسِيّ في آنٍ واحِد / كُتِبَتْ عام 1997 م في بَغْداد / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة /  تَقَعُ أَحْدَاثُ المَسْرَحِيَّة ضِمْنَ عائلَةٍ تكادُ تَفْتَقِدُ لِلقِيمِ والأَعْرَافِ الإِنْسَانِيَّةِ والاجْتِمَاعِيَّة السَائدَة ، والزَواج بِنَظَرِ الوالِدينِ مُتَعٌ وأَهْواء فَقَطْ ، يُعانِي نَتِيجةَ ذَلِك الأَوْلاد كجِيلٍ ثَانٍ وتَكْتَنِفُ أَيَّامَهُم المآسِي ويُحْرَمُون مِنْ طفُولَةٍ مَكْفُولَةٍ بِالأَمانِ والمُسْتَقْبَلِ المَضْمُون في ظِلِّ عوائل تَحْمِيهِم وتَهْتَّمُ بِهِم وبِمُسْتَقْبَلِهِم ، بِاعْتِبَارِ العائلَةِ نَواة وبَذْرَة الحَضَارَةِ الأُولَى لِلإِنْسَانِ وأَساسِ المُجْتَمَعِ .                                     
وكلِمَة ( كُنْفا ) بِاللُغَةِ السرْيَانِيَّةِ المَحْكِيَّة هو الكِيس المُخَاط مِنْ القِماش ، ويُسْتَعْمَل حافِظَاً لِلكُتُبِ المَدْرَسِيَّةِ لِلأَطْفَال في مَرْحلَةِ التَمْهيدِيّ والابْتِدائِيَّة ، والَّذِي كانَ مَوْجُوداً في قُرَى الشِمال عامَّةً والقُرَى المَسِيحِيَّة خاصَّةً إِلى أَواسِطِ القَرْنِ المَاضي ، والَّذِي حلَّتْ مَحَلَهُ في حاضِرِنا الحَقِيبَة الجلْدِيَّة المَعْرُوفَة لَديْنا . 
شخُوصُ المَسْرَحِيَّة : سلمى ( إِمْرَأَةٌ في مُقْتَبَلِ العُمْرِ ، مُتَزَوِّجة ) ، يونس ( زَوْجُ سلمى ، شَابٌ في العقْدِ الثَالِثِ مِنْ العُمْرِ ) ، حامد ( شَابٌ في العقْدِ الثَالِث مِنْ العُمْرِ ، ابْنُ عَمِّ يونس ) ، سعدية ( شَابَّةٌ في مُقْتَبَلِ العُمْرِ ، زَوْجَةُ حامد ) ، ثامر ( طِفْلٌ في العقْدِ الأَوَّلِ مِنْ العُمْرِ ، ابْنُ سلمى ويونس ) ، كامل وجمال ( طِفْلان بِعُمُرِ ثامر ، أَخَوان ) ، سليم ( طِفْلٌ بِعُمُرِ كامل وجمال ) ، جبار ( زَوْجُ سلمى الثَاني ) ، مريم ( إِمْرَأَةٌ في العقْدِ الرَابِع مِنْ العُمْرِ  ) ، يعقوب ( زَوْجُ مريم ، هو الآخَر في العقْدِ الرَابِع مِنْ العُمْرِ )  ، سليمان ( مُعلِّم في مَدْرَسَةٍ ابْتِدائِيَّة ) ابراهيم ( رَجُلٌ مُسْتَطْرِق ) ، عمار (رَجُلٌ مُسْتَطْرِق ) ، سالم (رَجُلٌ مُسْتَطْرِق آخَر ، وهو الأَب المُتَبَنّي لِلطِفْلِ ثامر ) ، سليمة ( زَوْجَةُ سالم ، إِمْرَأَةٌ في العقْدِ الرَابِع مِنْ العُمْر ) .                                                                                         
لَمْ تَتَوَفّرْ فُرْصَةَ إِخْرَاجِ المَسْرَحِيَّة وتَمْثِيلِها لأَسْبَابٍ لا مَجَالَ لِذِكْرِها .               

ث ــ الذَبِيحة / مَسْرَحِيَّة كُتِبَتْ عام 1997 م / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة / وهي مُتَرْجَمَةٌ مِنْ نَصٍّ سرْيَانِيّ لِلمُؤَلِّف بِعُنْوانِ ( حزْوَة ) ، تَدُورُ أَحْدَاثُها في وَسَطٍ حَضَارِيّ قَدِيم ، عِبْرَ أَجْيَالٍ نَقَلَتْ أَحْدَاثَها كقِصَصٍ ورِوايَاتٍ عَنْ مَوَاقِعٍ أَثَرِيَّةٍ مَجْهُولَة المَعالِم الدَاخِلِيَّة تَماماً ، وقَائمَة كأَطْلالٍ لَها صَلَةٌ بِالمَاضِي السَحِيق .                         
تُصَوَّرُ أَحْدَاثُ المَسْرَحِيَّة مِنْ خِلالِ حُلُمٍ لِشَخْصٍ مِنْ أَهْلِ القَرْيَةِ القَدِيمَةِ الَّتِي تَقَعُ فيها تِلكَ الأَطْلال ، فيَتَراءى لَهُ في الحُلُمِ وكأَنَّهُ في مكانٍ وزَمانٍ غَيْرَ واقِعهُ الآنِيّ ويَفْقِدُ الصِلَةَ بِهِ ، وحِيْنَ يَصْحُو مِنْ نَوْمِهِ يَقُصُّ على زَوْجَتِهِ وأَوْلادِهِ حُلُمَهُ ، فيَدُورُ الحدِيثُ بَيْنَ أَفْرَادِ العائلَةِ تَدَاخُلات وتَعْلِيقَات ، وأَيْضاً مَعَ أَشْخَاصٍ آخَرِين  ، ويَقْتَنِعُ الجمِيعُ في خُلاصَةِ الأَحادِيثِ والمُنَاقشَاتِ أَنَّ الحُلُمَ لَيْسَ حُلُماً وإِنَّما مُعْجِزَة ويَرْبِطُ الحاضِرَ المُعاش بِالمَاضِي المُنْدَثِر ، وأَنَّ كُلَّ ما شَاهدَهُ الأَب في الحُلُم هي شخُوصٌ حضَارِيَّة غَيْرُ واضِحَةِ المَعالِم حالِيَّاً  ، ومِنْ خِلالِ هذِهِ الأَحْدَاثِ تَتَوَصَّل العائلِةُ إِلى اكْتِشَافِ الذَاتِ الحضَارِيَّة عِبْرَ الارْتِبَاطِ بَيْنَ التُرَاثِ المَاضِي وأَرْضِهِ ، وبَيْنَ ما لَدَى الإِنْسَان في هذِهِ القَرْيَة القَدِيمَة مِنْ الأصُولِ والأَعْرَافِ الاجْتِمَاعِيَّة المُنْبَثِقَةِ عَنْ ذَاك الإِرْث التُرَاثِيّ القَدِيم .                                     
المَسْرَحِيَّة المُتَرْجَمَة مِنْ اللُغَةِ السرْيَانِيَّة المَحْكِيَّة ( سورث ) إِلى اللُغَةِ العرَبِيَّة تَتَكوَّنُ مِنْ ثَلاثة فصُولٍ / الفَصْلُ الأَوَّل يَتَكوَّنُ مِنْ مَشْهَدِين ، الفَصْلُ الثَاني ثَلاث مَشَاهِد ، الفَصْلُ الثَالِث  مَشْهَدٌ واحِد .                                                     

شخُوصُ الفَصْلِ الأَوَّلِ مِنْ المَسْرَحِيَّة :  نابوسين ( كاهِنُ الهيْكل ) ، شابو ( شَابٌ في العقْدِ الرَابِعِ مِنْ العُمْرِ ) ، صادوقا ( خَادِمُ الهيْكل ) ، بيليت ( أُمُّ صادوقا ) ، دنوبال ( شَقِيقُ صادوقا ) ، منصور ( الأَب ) ، سارة ( زَوْجَةُ منصور ) ، دنو ( الابْن ) ، سادونا ( الابْن ) .                                                                 

شخُوصُ الفَصْلِ الثَاني مِنْ المَسْرَحِيَّة : منصور ( الأَب ) ، نابوسين ( الكاهِن ) ، بيليت ( زَوْجَةُ منصور ) ، جَمْعٌ مِنْ الكُومبارس ، شَابٌ مَجْهُولُ الإِسْم يُعْلِنُ عَنْ  نشُوبِ حرِيق .                                                                                 

شخُوصُ الفَصْلِ الثَالِثِ مِنْ المَسْرَحِيَّة : منصور ( الأَب ) ، سارة ( الزَوْجَة ) ، سادونا ( الابْنُ الأَكْ

61
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 23 )       
        ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )
     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 


 طَابِع المَوْضُوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                             

عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، مَعَنا اليَوْم الفَنَّان الكاتِب عصام شابا فلفل ، لِنُتَابِع نِتَاجاتَهُ ونَتَعَرَّف على عطَائهِ ، تَمنِّياتي لَهُ بِكُلِّ التَوفِيقِ والخَيْر .   

   كُلّ الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                         
                                 

د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
 


( عصام شابا فلفل )

عصام شابا فلفل كوركيس يعقوب شيبو .
مِنْ مَواليد تللسْقُف في 15 / 5 / 1957 م .   
أَنْهى الدِراسَة الابْتِدائِيَّة والثَانَوِيَّة في تللسْقُف ، ثُمَّ انْتَقَلَ لاتْمامِ دِرَاسَتِهِ الجامعِيَّة في بَغْداد .
حاصِل على بكالُوريوس فنُون مَسْرَحِيَّة / كُلِيَّة الفنُون الجمِيلَة / جامِعة بَغْداد عام 1981 م .
تَمَّ تَعْيِّينَهُ في حِيْنِها مُدَرِّسَاً لِمَادَةِ التَمْثِيل في مَعْهَدِ الفنُونِ الجمِيلَة في نَيْنَوى ، ثُمَّ تَدَرَّجَ في السُلَّمِ الوَظِيفِيّ في المَعْهَد لِدَرَجَةِ مُعاوِن عمِيد لِلشؤُونِ الطُلابِيَّة مُنْذُ عام 1995 م ولِغايَةِ عام 2009 م ، ونَظَراً لِلظرُوفِ الصَعْبَة الَّتِي مَرَّتْ بِها المَدِينَة والمَسِيحيِّين بِشَكْلٍ خَاصٍّ قَامَ بِنَقْلِ خَدَماتِهِ إِلى ثَانوِيَّةِ تللسْقُف لِلبَنِين مُنْذُ ذَلِكَ العام ( 2009 م ) ولِغايَةِ تَعرُّضِ سَهْلِ نَيْنَوى لِهَجَمَاتِ الدَوْلَةِ الإِسْلامِيَّة وتَهْجِيرِ السُكَّان مِنْها فغَادرَها إِلى دهُوك في 6 / آب / 2014 م ، وحالِيَّاً يَشْغَلُ مَنْصِب مُعاوِن عمِيد مَعْهَد الفنُونِ الجمِيلَة لِلنَازِحين في دهُوك ، ويَقُومُ بِتَدْرِيسِ مادَةِ المَسْرَحِ المَدْرَسِيّ والمَسْرَحِ الغِنَائيّ والتَأْلِيفِ المَسْرَحِيّ  . 

يَعْزِفُ على آلَةِ العُودِ إِضَافَةً إِلى الكمَانِ والبزق والبَانجُو والكيتَار .

هو /
عُضو نَقَابَةِ صُحُفييّ كُوردسْتَان ، عُضو الاتِحَادِ العامّ لِلأُدَبَاءِ والكُتَّابِ في العِراق  ، عُضو اتِحَاد الصُحُفِيِّين والاعْلامِيِّين العِراقِيِّين ، عُضو نَقَابَةِ المُعلِّمين العِراقِيِّين ، عُضو نَقَابَةِ المُعلِّمين في كُوردسْتَان ، عُضو نَقَابَةِ الفَنَّانِين العِراقِيِّين ، عُضو الهَيْئَةِ الإِدارِيَّة لاتِحَادِ الأُدَبَاء والكُتَّاب السرْيَان في العِراق سَابِقاً .

رئيس تَحْرِير جرِيدَة طَرِيق السَلام في تللسْقُف .
رئيس الهَيْئَة الإِدارِيَّة لِمَرْكزِ  كلْكامِش الثَقَافِيّ ــ فَرْع تللسْقُف .   
عُضو هَيْئَة تَحْرِير مَجَلَّة المَجْلِس الشَعْبِيّ ( موتوا عمايا ) .
عَمِلَ مُدِيراً ومُخْرِجاً تلفزْيونيَّاً لِمَكْتَبِ قَنَاةِ آشُور الفَضَائِيَّة في سَهْلِ نَيْنَوى الشِمالِيّ مِنْ عامِ 2004 م ولِغايَةِ عامِ 2007 م .
عَمِلَ مُخْرِجاً تلفزْيزنيَّاً لِصالِحِ تلفزْيون نَيْنَوى المُتآخيَة الأَرْضِيّ في عامِ 2010 م .
عَمِلَ مُنْشِداً وعازِفَاً على آلَةِ العُود في فُرْقَةِ إِنْشَادِ تلفزْيون نَيْنَوى مُنْذُ عامِ 1981 م ولِغايَةِ عامِ 1986 م .


إِصْدَارَاته /
لَهُ العدِيد مِنْ الإِصْدَارَاتِ في مُخْتَلَفِ الاتجاهاتِ الفَنِيَّة والأَدَبِيَّة .

أَوَّلاً  : الدَواوِين الشِعْرِيَّة

1 ــ سِياط الخَطِيئَة / مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة / صَدَرَتْ عام 2004 م /  مِنْ إِصْدَارَات المَرْكزِ الثَقَافِيّ الآشُورِيّ في دهُوك / وتَضُمُّ المَجْمُوعَة سِتَةَ عَشَرَ قَصِيدَة / عَدَدُ الصَفَحاتِ : 44 صَفْحَة /  مَطْبَعة زاكروس في دهُوك / تَصْمِيم الغِلاف : الفَنَّانَة نارمين عصام شابا فلفل / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : ــ
B5




2 ــ الأَلقُ الفَرِيد / مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة / صَدَرَتْ عام 2005 م /  عَنْ مَرْكزِ أُوجين منا الثَقَافِيّ الاجْتِماعِيّ في تللسْقُف / وتَضُمُّ 13  قَصِيدَة / طَبْع في المَوْصِل / تَصْمِيم الغِلاف : عصام شابا فلفل / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : ــ
B5
 

 

3 ــ زَهْرَاتٌ في غَابَةِ عاشِق / مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة / صَدَرَتْ عَنْ مَطْبَعة هاوار في دهُوك / عام 2011 م / عَدَدُ الصَفَحاتِ 90 صَفْحَة / تَضُمُّ  المَجْمُوعَة 36 قَصِيدَة ( مِنْها : مَوْلِدُ النُور ، سُؤالٌ ورَيْبَة ، اللَيْلَةُ السَكْرَى ، صَرَخَاتٌ مَجْنُونَة ، غَيْثٌ وحنِين ، عِتَابُ الذِكْرَيَات ، أَمَلٌ ولَيالي ، حُزْنُ الغُرْبَة ، حُبٌ وجاهِلَة ،  .... وغَيْرها ) / التَصْمِيم والإِخْرَاج الفَنِيّ لِلكِتَاب : غازي عزيز التلاني .

 



4 ــ ستَائرُ الأَحْزَان / المَجْمُوعَة الشِعْرِيَّة الرَابِعة / صَدَرَتْ في أَيْلول 2015 م / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة / وتَضُمُّ  24 قَصِيدَة / النَاشِر والمُؤَلِّف : عصام شابا فلفل / تَصْمِيمُ الغِلاف : عصام شابا فلفل  / عَدَدُ النُسَخ : 50 نُسْخَة / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : ــ
B5


 


ثَانياً : المَسْرَحِيَّات
1 ــ الفِئْران / خَمْسُ مَسْرَحِيَّات / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة الفُصْحَى  / صَدَرَتْ عام  2012 م /  عَنْ مَطْبَعةِ هاوار في دهُوك / عَدَدُ الصَفَحاتِ : 80 صَفْحَة / يَضُمُّ الكِتَاب خَمْسَ مَسْرَحِيَّات ( الحلاَّقُ الثَرْثَار ، الفِئْران ، المُتَمَرِد ، الهُدَى ، مَوْلِدُ السَلامِ الأَبْيَض ) .

مَسْرَحِيَّة الحلاَّقُ الثَرْثَار : مَسْرَحِيَّة كومِيدِيَّة مُسْتَقَاة مِنْ قِصَّة بِنَفْسِ الإِسْم لِلكاتِب مصطفى لطفي المنفلوطي مِنْ دِيوانِهِ ( العبَرات والنَظَرات ) ، تَحْكي أَحْدَاثُها مَوْضُوعاً اجْتِماعِيَّاً وسِيَاسِيَّاً بِقَالَبٍ كومِيدِيّ ، حَيْثُ تُعالِجُ مَوْضُوع كثْرَة الانْجاب في المُجْتَمعاتِ الشَرْقِيَّة ( العرَبِيَّة والشَرْق أَوْسَطِيَّة ) في زَمَنٍ تَكْتَنِفهُ الأَزَمَات الاقْتِصَادِيَّة والسِيَاسِيَّة وخَاصَّةً الحالَة الَّتِي يَعِيشُها العِراق والعالَم العرَبِيّ بِصُورَةٍ عامَّة ، إِضَافَةً إِلى طَرْحِ مَوْضُوعِ الثَرْثَرَة اللا مَنْطقِيَّة واللا مُجْدِيَة بِسَبَبِ تَرَدِي الوَضْع السِيَاسِيّ والأَمْنِيّ في المَنْطَقَةِ وما يَتْبَعها مِنْ مُتَعلِّقَاتٍ ونَتَائج تَضُرُّ الإِنْسَانَ الثَرْثَار وقَدْ تُصِيبهُ بِكوارِثٍ لا تُحْمَدُ عُقْبَاها ، يَتَبَيَّنُ كُلّ ذَلِك في حِوارَاتٍ مُتَداخِلَةٍ بَيْنَ الحلاَّق ( الَّذِي رُزِقَ بِثَمانِيَةِ تَوائم ويَشْكي أَحْوَال مَعِيشَتِهِ في هذا الوَضْعِ المُتَرَدِي ) وأَحَدِ زَبَائنِهِ.
مُثِّلَتْ المَسْرَحِيَّة مِنْ قِبَلِ فُرْقَةِ تللسْقُف عام 2007 م ، وقَامَ بِأَداءِ الأَدْوارِ فيها كُلٌّ مِنْ نوزاد تومينا ، عدي نجيب كبولا ، أسعد نصرت ، نورمان عصام شابا وغيرهم ، وهي مِنْ إِخْرَاجِ الفَنَّان : عصام شابا فلفل .
نُشِرَتْ مَسْرَحِيَّة (الحلاَّقُ الثَرْثَار ) في مَجَلَّةِ شراغا ــ السِرَاج ــ  ، عام 2006 م  في عَدَدِها الحادِي عَشَر .

 
مَسْرَحِيَّة الفِئْران : صِيغَتْ بِقَالَبِ المَسْرَحِ الجاد ، يَقُولُ مُؤَلِّف المَسْرَحِيَّة عصام شابا فلفل التالي عَنْ فِكْرَتِها : ــ
[ فِكْرَة مَسْرَحِيَّة الفِئْران بِاخْتِصَار هو التَفْرِيط بِكُلِّ عِلْمِ وتُراثِ شَعْبِنا مِنْ قِبَلِنا نَحْنُ ولَيْسَ مِنْ قِبَلِ الآخَرِين ، حَيْثُ كُنَّا نَحْنُ أَهْل العِلْمِ والثَقَافَةِ عِبْرَ العصُورِ ( ونَتَمَثَّلُ هُنا بِالعُلَمَاء ) ، وقُمْنَا بِبَيْعِ عِلْمَنا وثَقَافَتَنا لأُناسٍ جُهلاء لا يَمْلِكُون مِنْ الثَقَافَةِ شَيْئاً وهُم الفِئْران .... مُقَابِل مَاذا ؟ .... مُقَابِل لا شَيْء .... مُجَرَّد خَطأ بَسِيط حَصَلَ أَثْنَاء البَحْث وحَوَّلَ الفَأْر الصَغِير إِلى حيَوانٍ بِحَجْمِ الإِنْسَان ( والمَعْنَى واضِحٌ جِدَّاً لا يَحْتَاجُ إِلى تَوْضيحٍ أَكْثَر ) ، لَنْ أَقُولَ بِعَقْلِ الإِنْسَانِ بَلْ بِحَجْمِ الإِنْسَان ، لأَنَّ عقْلَهُ وشَكيمَتَهُ تَبْقَى حيَوانِيَّة مَهْمَا تَقَدَّمَ بِالعلُومِ ، ولِلأَسَفِ بَعْضٌ مِمَّنْ يَدَّعُون بِأَنَّهُم عُلمَاء ( يُمَثِّلونَ الشَعْب أَوْ يُمَثِّلونَنا ) قَدْ بَاعُونا لِلآخَرِين ، أَيْ بَاعُوا أَصْدِقاءَهُم العُلَمَاء إِلى الفِئْران ( الحيَوانَات البَشَرِيَّة ) بِثَمَنٍ بَخْسٍ مُقَابِل حزْمَةٍ مِنْ الدُولارات ، وهُم بِهذَا خانُوا ضَمِيرَهُم وأَرْضَهُم ، والنَتِيجة ضَياع التَارِيخ وهِجْرَة الشَعْبِ وتَرْحِيلِهِ إِلى بُلْدانِ المَهْجَرِ بِسَبَبِ غبَاءِ البَعْضِ مِمَّنْ يَدَّعُونَ السِيَاسَة مِنْ أَبْنَاءِ شَعْبِنَا ، وهُم يَتَمَثَّلُون بِالمَسْرَحِيَّة بِالعُلَمَاءِ الَّذِين خانُوا أَصْدِقاءَهُم وبَاعُوهُم لِلفِئْرانِ بِثَمَنٍ بَخْسٍ جِدَّاً ، ونُشَاهِدهُم في خِتَامِ المَسْرَحِيَّة قَدْ سَكرُوا بِفِعْلِ خَمْرٍ قَدَّمَهُ لَهُم الفِئْران وهُم يَتَرَنَّحُون تَحْتَ وطْأَةِ الضَمِيرِ والذُلِّ والعارِ ، وفي النِهايَةِ يَفْقِدونَ وَعْيهم مِمَّا يُؤَدِّي بِالفِئْران إِلى الضَحِكِ علَيْهِم ، ويَقُومُونَ بِرَشِّهِم بِالويسكي ويُرَدِّدون ( أَغْبِياء ....... أَغْبِياء ........ أَغْبِياء ) ، وهُنا تَكونُ الضَرْبَة القَاضِيَة ، إِذْ تَقُوم الفِئْران بِرَفْعِ عَلَمِها ( علَمُ الفِئْران ) وَسطَ جمُوعِ هؤُلاءِ العُلَمَاء ، أَوْ العُملاء النَائمين الَّذِين سَكرُوا مِنْ خَمْرَةِ سُوْءِ أَفْعالِهِم وخِيَانَتِهِم ، والنَتِيجَة هي ضَياعِنا وضَياعِ شَعْبِنا مُنْذُ أَكْثَر مِنْ 1400 سَنَة وإِلى هذَا اليَوْم ، ولا زَالَ بَعْضُنا يُمارِسُ نَفْسَ الدَوْرِ لِلأَسَفِ الشَدِيد .   ] . 

نُشِرَتْ مَسْرَحِيَّة ( الفِئْران ) في مَجَلَّةِ شراغا ــ السِراج ــ الَّتِي تُصْدِرُها جمْعِيَّة الْقوش الثَقَافِيَّة ، العَدَدُ الثَالِث عَشَر ، عام 2007 م  .

مَسْرَحِيَّة المُتَمَرِد : تَخُصُّ وَقائع المَسْرَحِيَّة ظَاهِرَة العَوْلَمَة ، حَيْثُ الفَصْل الأَوَّل يَتَحَدَّثُ عَنْ كيْفِيَّةِ وصُولِ النَبِيّ يونان إِلى نَيْنَوى وما رَافَقَتْهُ مِنْ أَحْدَاثٍ ، أَمَّا الفَصْلُ الثَاني فتَدُورُ أَحْدَاثُهُ بَعْدَ عام 2003 م إِذْ يَعُود النَبِيّ يونان مِنْ سُبَاتٍ عمِيق بَعْدَ 3500 سَنَة ويَرَى العالَم على غَيْرِ ما كانَ علَيْهِ ، فيُبَاشِرُ النُصْح والإِرْشَاد إِلى الطَرِيق القَوِيم انْطِلاقاً مِنْ إِيمانِهِ كنَبِيٍّ مِنْ لُدْنِ الله ، ولكِنْ لا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ أَحَدٌ أَوْ يُصَدِّقَهُ حَيْثُ التَطَوُّر التِكْنُولُوجِيّ الهائل وانْشِغال النَّاس بِهمُومِهِم ، وأَخِيراً يَنْسَحِبُ ويُعْلِنُ هزِيمَةَ رِسَالَتِهِ آزَاء المَادِيَّات المُهَيْمِنَة على عقْلِ الإِنْسَانِ ومَبادِئهِ .
مُثِّلَتْ المَسْرَحِيَّة مِنْ قِبَلِ فُرْقَةِ مَسْرَحِ كنِيسَةِ مار كوركيس في تللسْقُف عام 2005 م ، قَامَ بِأَداءِ الأَدْوارِ فيها كُلٌّ مِنْ بهاء زيا العم بولص ، سحر كودان ، عدي كبولا ، روند هرمز قاقوس ، بِالإِضَافَةِ إِلى عَدَدٍ مِنْ شَبَابِ وشَابَاتِ تللسْقُف .
كما قَامَتْ فُرْقَة بَعْشِيقَة لِلتَمْثِيلِ بِتَمْثِيلِها أَيْضاً عام 2007 م .
المَسْرَحِيَّة مِنْ إِخْرَاجِ الفَنَّان : عصام شابا فلفل .
 
مَسْرَحِيَّة الهُدَى : وهي مَسْرَحِيَّة وَعْظِيَّة تُعالِجُ مَوْضُوع هِدايَةِ الرَّبِ لِلإِنْسَانِ إِلى الطَرِيقِ القَوِيم ، مُتَخِذَّةً مِنْ حيَاةِ الرَسُولِ بولص وكيْفِيَّةِ اهْتِدائهِ لِلإِيمانِ بِيسوعِ المَسِيح نَمُوذَجاً ومِثَالاً .

مَسْرَحِيَّة مَوْلِدُ السَلامِ الأَبْيَض : وقَدْ اسْتَقَاها مِنْ الانْجِيل ، وتُصَوِّرُ مَوْلِدَ يسوع المَسِيح بِصُورَةٍ درَامِيَّة ، مُثِّلَتْ المَسْرَحِيَّة في عيْدِ المِيلاد 25 / 12 / 2012 م ، قَامَ بِأَداءِ الأَدْوارِ مَجْمُوعَة مِنْ الفَنَّانين والفَنَّانَات في تللسْقُف ، ومِنْ إِخْرَاج : عصام شابا فلفل . 


 

 

2 ــ مَحْكمَة كلْدانِيَّة / مَسْرَحِيَّة شِعْرِيَّة / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة الفُصْحَى / صَدَرَتْ عام 2013 م /  وتَتَحَدَّثُ المَسْرَحِيَّة عَنْ واقِعٍ تَارِيخِيّ نَعِيشهُ حالِيَّاً ، ويَضُمُّ الكِتَاب إِضَافَةً إلى ذَلِك اوبريت شِعْرِيّ بِعُنْوانِ ( الفَلاحُ والزَيْتُونَة ) / عَدَدُ الصَفَحَات : 70 صَفْحَة / النَاشِر : عصام شابا فلفل .

 


قَدَّمَ الكاتِب يوسف زرا دِرَاسَة نَقْدِيَّة عَنْ مَسْرَحِيَّة (مَحْكمَة كلْدانِيَّة ) واوبرِيت ( الفَلاحُ والزَيْتُونَة ) ، في مَوْضُوعٍ بِعُنْوان : دِرَاسَة نَقْدِيَّة لِنِتَاجينِ لِعصام شابا فلفل .
نُشِرَ في مَوْقِع تللسْقُف .
الرَابِط :
http://www.tellskuf.com/index.php/authors/151-zr/49542-2015-08-13-11-30-36.html


3 ــ كتَبَ وأَخْرَجَ مَسْرَحِيَّة ( غُفْرانُ المَلِك ) ، وتَمَّ عَرْضَها في بَاحةِ كنِيسَةِ أُمِّ المَعُونَة  في المَوْصِل عام 1997 م وبِحضُورِ السَفِيرِ البَابَوِيّ . 



ثَالِثَاً : الاوبريتات
الفَلاحُ والزَيْتُونَة / اوبريت شِعْرِيّ / عام 2015 م /  صَدَرَ ضِمْن مُؤَلَّف (مَحْكمَة كلْدانِيَّة ) .
 

رَابِعاً : إِصْدَارَات أُخْرَى
1 ــ تللسْقُف بَيْنَ عبق المَاضي وزَهْو الحاضِر / جِهَة الإِصْدَار : المُؤَلِّف عصام شابا فلفل / مَطْبَعة هاوار في دهُوك / عَدَدُ النُسَخ : 500 نُسْخَة / عَدَدُ الصَفَحاتِ  : 132 صَفْحَة / صَدَرَ عام 2012 م / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : ــ
B5
 

 التَصْميم والتَنْفِيذ على الحاسُوب : غازي عزيز التلاني  .
 هو كِتَاب تُراثِي يَتَحَدَّثُ عَنْ تُراثِ تللسْقُف مِنْ مُخْتَلَفِ النَواحِي الاجْتِماعِيَّة والاقْتِصَادِيَّة والسِيَاسِيَّة وغَيْرها  / عَدَد مَواضِيع الكِتَاب : 22 مَوْضُوعاً / ويَتكوَّنُ الكِتَاب مِنْ فَصْلين : ــ
الفَصْلُ الأَوَّل : يَتَحَدَّثُ عَنْ تَارِيخ تللسْقُف ومَوْقِعها الجُغْرافِيّ ، وبَعْض المَعْلُوماتِ عَنِ المَدِينَةِ وأَهْلِها .
الفَصْلُ الثَاني : يَتَضَمَّنُ عادات وتَقَالِيد أَهْلِ تللسْقُف ، مَعَ بَعْضِ المَواقِفِ الطَرِيفَةِ الَّتِي كانَتْ تَحْدُثُ في القَرْيَة أَيَّام زَمَان .
 2 ــ جَواهِر ولالِئ تللسْقُوفِيَّة /  الجُزْءُ الأَوَّل مِنْ ( مَوْسُوعَةِ تللسْقُف الحضَارِيَّة ) / صَدَرَتْ عام 2016 م / مِنْ مَنْشُورَاتِ دارِ المَشْرِق في دهُوك / عَدَدُ الصَفَحاتِ  : 131 صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل :
B 5

 

كتُب أُخْرَى لَهُ ستَصْدُرُ مُسْتَقْبَلاً    /
1 ــ بِدايَةُ الحيَاة ( دشنتا دخايي ) / مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة / بِاللُغَةِ السرْيَانِيَّة .
2 ــ تَراتِيل على أَضْرِحةِ الوَطَن / المَجْمُوعَة الشِعْرِيَّة الخَامِسَة / بِاللُغَةِ العرَبِيَّة .
3 ــ مَوْسُوعَة تللسْقُف الحضَارِيَّة تَتكوَّنُ مِنْ أَرْبَعةِ أَجْزَاءٍ ، وكُلُّ جُزْءٍ مِنْها ما بَيْن 300 ــ 400 صَفْحَة ، تَتَحَدَّثُ المَوْسُوعَة عَنْ كُلِّ ما يَتَعلَّقُ بِتللسْقُف وتُراثِها وعِمارَتِها ، وطُرُقِ مَعِيشَتِها ، وإِحْصَائِيَّاتٍ عَنْ عَدَدِ نفُوسِها في مَرَاحِل مُتَعَدِّدَةٍ ،  إِضَافَةً إِلى ِحْصَائِيَّاتٍ عَنْ عَدَدِ طَلَبَتِها مُنْذُ تَأْسِيسِ مَدَارسِها إِلى هذا اليَوْم ، وكثِيرٍ مِنْ الأًمُورِ :  الاجْتِماعِيَّة ، السِيَاسِيَّة ، الفَنِيَّة ، الثَقَافِيَّة والاقْتِصَادِيَّة الأُخْرَى ، وقَدْ تَمَّ إِنْجاز الجُزْء الأَوَّلِ مِنْها وتَحْتَ عُنْوَان  : (جَواهِر ولالِئ تللسْقُوفِيَّة )   .
4 ــ كِتَاب بِعُنْوَان ( مَسْرَحِيَّات سرْيَانِيَّة ...... كرءا مبذبذانا ) تَضُمُّ ثَلاث مَسْرَحِيَّات كومِيدِيَّة بِاللُغَةِ السرْيَانِيَّة وهي : ــ  كرءا مبذبذانا (الحلاَّقُ الثَرْثَار )  ، طلاثا كوري ( العُمْيانُ الثَلاثَة )  ، شواوا  ( الجَار ) / ستَصْدُرُ قَرِيباً .
المَسْرَحِيَّات الثَلاثَة تُعالِجُ مَواضِيعَ اجْتِماعِيَّة تَحْدُثُ كُلَّ يَوْم ٍوفي أَيِّ مكانٍ وزَمَان .
مَسْرَحِيَّة (العُمْيانُ الثَلاثَة ــ طلاثا كوري ) بِاللُغَةِ السرْيَانِيَّة قُدِّمَتْ على خَشَبَةِ مَسْرَح قَاعةِ كنِيسَةِ مار كوركيس في تللسْقُف في 1/ 1 / 2004 م .



مِنْ بحُوثِهِ /
ــ الآلات المُوسِيقِيَّة في العِراقِ القَدِيم / عام 2006 م / نُشِرَ في مَوْقِع تللسْقُف .


عرَفَتْ نَشَاطاتَهُ ثَلاث صُحُف في تللسْقُف /
1 ــ جَرِيدَة السَهْل الأَخْضَر /  تأَسَّسَتْ  في آذار عام 2004 م / صَدَرَ العَدَدُ الأَوَّل مِنْها بِرِئاسَتِهِ لِتَحْرِيرِها .
2 ــ جَرِيدَة نَجْم تللسْقُف / تأَسَّسَتْ في نَيْسَان عام 2004 م وكانَ رَئيسُ تَحْرِيرِها ، اسْتَمَّرَتْ بِالصدُورِ  كصَحِيفَةٍ شَهْرِيَّة مُدَّة ثَلاث سَنَواتٍ بِانْتِظَامٍ ودُوْنَ تَوَقُّفٍ ، إِلى أَنْ انْقَطَعَ الدَعْمُ المَادِيّ عَنْها فتَعطَّلَتْ عَنِ الصدُورِ ، صَدَرَ مِنْها 48 عَدَداً فَقَطْ  .
3 ــ جَرِيدَة طَرِيق السَلام / تأَسَّسَتْ  في نَيْسَان عام 2007 م وكانَ رَئيسُ تَحْرِيرِها ، واسْتَمَّرَتْ في الصدُورِ حَتَّى اجْتِياحِ سَهْل نَيْنَوى مِنْ قِبَلِ عِصَابَاتِ الدَوْلَةِ الإِسْلامِيَّة (  داعش ) الإِجْرَامِيَّة  ومُغَادرَةِ الأَهالي لِتللسْقُف ، وقَدْ صَدَر مِنْها أَكْثَر مِنْ 55 عَدَداً .
 
تأَسَّسَتْ مَجَلَّة نَجْم تللسْقُف في آذار عام 2007 م وكانَ رَئيسُ تَحْرِيرِها ، صَدَرَ مِنْها عَدَدٌ وَاحِدٌ فَقَطْ  .
جَمِيعُ هذِهِ الإِصْدَارَات كانَتْ تُوَزَّعُ مَجاناً .


بَعْضٌ مِنْ نَشَاطَاتِهِ /
ــ أَقَام العَدِيد مِنْ الدَوْرَات في فَنِّ تَعْلِيمِ المُوسِيقَى وخَاصَّة آلَة العُود ، والتَدْرِيب على تَرْبِيَةِ الصَوْتِ ، وفَنِّ الإِلْقَاءِ الإِذَاعِيّ والتِلفزْيُونِيّ  .
ــ أَقَامَ مَعْرَضَين شَخْصِيِّين لِفَنِّ الرَسْمِ  / المَدْرسَةِ التَجْرِيدِيَّة  ، ضَمَّ العشَرَات مِنْ اللَوْحاتِ .
ــ شَارَكَ في عِدَّةِ مِهْرَجانَاتٍ لِلأَطْفَالِ في تللسْقُف ، أَخْرَجَ ولَحَّنَ الاوبريتات المُقَدَّمَةِ فيها وهي مِنْ تَأْلِيفِ الكاتِب سعيد شامايا ، ( الاوبريت الأَوَّل : لأيكا بروني  ، الاوبريت الثَاني : بلاطا من اثرا ) ، حَيْثُ عُرِضَتْ على خَشَبَةِ مَسْرَحِ مُنَظَّمَةِ الطون لِلحِزْبِ الشِيُوعيّ العِراقِيّ ومَسْرَح مَرْكز تللسْقُف لِلثَقَافَةِ والفنُون  .

ــ قَدَّمَ الكثِير مِنْ الأَلْحانِ ، وتَمَثَّلَتْ بِالعَدِيد مِنْ الأَلْحانِ لِلأَغَانِي التُراثِيَّة الَّتِي أُعِيدَتْ صِيَاغَة أَلْحانِها وكلِمَاتِها بِما يَتَوافَق مَعَ مُتَطَلَّبَاتِ العَصْرِ وتَطَوُّرِ الفنُونِ مِنْ جَمِيعِ النَواحي ، ومِنْ تِلكَ الأَغَاني ( الموليه ) وهي مِنْ مَقَامِ البَيَّات وإِيقاعِ الجوبي الَّتِي غَنَّاها الفَنَّان وسام العِراقِيّ ، وشَارَكَ بِها في مُسَابَقَةِ ( آشو ستار ) الَّذِي أَقَامَتْهُ فَضَائِيَّةُ آشور عام 2006 م ، وحَصَلَ فيها على المَرْكزِ الثَاني  ، وكذَلِكَ أَغَانِي مِنْ تُراثِ تللسْقُف مِنْها ( زرتا ناني ) وهي مِنْ مَقَامِ البَيَّات وإِيقاعِ الجُورجينا ، وقَدْ أَدَّاها سركون ديمو والفَنَّان ستيفن الرسام ، وأُغْنِيَة ( غبنت قي غبنتا ) وهي مِنْ مَقَام الحُجاز وإِيقاعِ الجُورجينا ، وقَدْ أَدَّاها الفَنَّان قصي سالم العم مرقس ، وهُنَاك عَشَرات الأَلْحان غَنَّاها الفَنَّان عصام شابا بِصَوْتِهِ وعَزْفِهِ على آلَةِ العُود ، وهي مُسَجَّلَة على الحاسُوب وبِاللُغَتَينِ العرَبِيَّة والسُورث . 


ــ أَخْرَجَ مَسْرَحِيَّة ( الطَبِيب الطَيِّب ) لِلكاتِب الأَمْرِيكيّ نيل سيمون عام 1985 م وقُدِّمَتْ على خَشَبَةِ مَسْرَح مَعْهَد الفنُون الجَمِيلَة في المَوْصِل .

ــ أَخْرَجَ مَسْرَحِيَّة ( أُمُّ الرَافدين ) كما أَعدَّ مَوْضُوعَها عَنْ مَسْرَحِيَّة أُخْرَى مِنْ الأَدَبِ الايرلندِيّ بِعُنْوَان ( كاثلين ابْنَة هوليهان ) لِلكاتِب الايرلندِيّ ( الفريد سوترو ) ، قَامَ بِإِخْرَاجِها عام 1983 م لِطَلبَةِ مَعْهَدِ الفنُون الجَمِيلَة حِيْنَذاك ، وتَمَّ تَقْدِيمها على مَسْرَحِ مَعْهَدِ الفنُون الجَمِيلَة في نَيْنَوى ، وقَامَ بِبطُولتَها الفَنَّان فارس دانيال ، والفَنَّانَة نورية زينل وعَدَدٌ آخَر مِنْ الفَنَّانين كانُوا حِيْنَها طُلاباً في المَعْهَدِ ، فِكْرَتها تَدُورُ حَوْلَ كيْفِيَّة اسْتِقْطابِ الشَبَابِ لِلدِفاعِ عَنِ الوَطَن حالَ تَعرُّضِه ِلأَيِّ عُدْوانٍ خَارِجيّ . 

ــ أَخْرَجَ مَسْرَحِيَّة لِلأَطْفَال بِعُنْوَانِ ( التُفَاحة الفَرِيدَة ) قُدِّمَتْ على مَسْرَحِ كنِيسَةِ الرُوحِ القُدُس ( كنِيسَة السَفِينَة ) في حيّ النُور بِالمَوْصِل بَيْنَ عامِ 1997 م ــ 1998 م ، وأُعِيدَ عَرْضَها على قَاعةِ كنِيسَةِ مارِ كوركيس في المَوْصِل أَيْضاً ،  أَدَّى الأَدْوار فيها مَجْمُوعَة مِنْ مُنْشِدِيّ جَوْقَةِ الكنِيسَةِ المَذْكُورَة .
فِكْرَة المَسْرَحِيَّة تَتَرَكَّز حَوْلَ دَعْوَةِ الإِنْسَانِ إِلى الحُبِّ ، والتَضْحيَةِ مِنْ أَجْلِ بِنَاءِ إِنْسَانٍ مُتَنَوِّرٍ زَاهٍ بِمَحَبَّةِ الآخَرِين نَابِذاً الكرَاهِيَة والحقْد وزَارِعاً بذُورَ السَلامِ ، المَسْرَحِيَّة مُعدَّة مِنْ أَقْوالِ المَسِيح في مَوْعِظَتِهِ على الجَبَلِ وخَاصَّةً أَقْوالَهُ / 

أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ ، بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ ، وَمَنْ أَخَذَ رِدَاءَكَ فَلاَ تَمْنَعْهُ ثَوْبَكَ أَيْضًا .

 
المُشَارَكات /

حَضَرَ العدِيد مِنْ المُؤْتَمَراتِ الأَدَبِيَّة والمِهْرَجانَاتِ الشِعْرِيَّة القُطْرِيَّة والمَحلِيَّة ومِنْها : ــ
ــ مِهْرَجان المَرْبِد في البَصْرَة / عام 2013 م .
ــ مِهْرَجان بَرْدِيصان بِجَميعِ دَوْرَاتِهِ / الأَعْوام 2005 م ، 2006 م ، 2007 م ، 2008 م ، 2009 م ، 2010 م .
ــ مَهْرَجان نُوهدرا  / عام 2008 م .
ــ كما شَارَكَ في العدِيدِ مِنْ الأُمْسِيَّاتِ الشِعْرِيَّة ، ونَالَ العدِيد مِنْ الشَهاداتِ التَقْدِيرِيَّة .
ــ شَارَكَ في العدِيدِ مِنْ الدَوْرَاتِ الإِعْلامِيَّة والصُحُفِيَّة الَّتِي أَقَامَتْها المُنَظَّمات الإِنْسَانِيَّة العالَمِيَّة في أَرْبيل ودهُوك والقُوش .

التَكْرِيمات /
كُرِّمَ الكاتِب والفَنَّان عصام شابا فلفل بِثَمانِيَةِ درُوع إِبْداعِيَّة : ــ

1 ــ دَرْع مِهْرَجان برْديصان الرَابِع عام 2010 م  مِنْ قِبَلِ اتِحَادِ الأُدبَاء والكُتَّاب السرْيَان في العِراق .
2 ــ  دَرْع الذِكْرَى الخَامِسَة لاسْتِشْهادِ الأَبّ رغيد كني ، في 3 / 6 / 2012 م ، مِنْ قِبَلِ جمْعِيَّةِ كرَمْليس لِلثَقَافَةِ والفنُون .
3 ـــ دَرْع الذِكْرَى الخَامِسَة لاسْتِشْهادِ مُثَلث الرَحْمَة فرج رحو ، في يوم 13 / 3 / 2013 م ، مِنْ قِبَلِ جمْعِيَّةِ كرَمْليس لِلثَقَافَةِ والفنُون .
4 ــ دَرْع الذِكْرَى الخَامِسَة لِرِحيلِ الأَبّ سالم كني ، في 6 / 4 / 2014 م ، مِنْ قِبَلِ جمْعِيَّةِ كرَمْليس لِلثَقَافَةِ والفنُون .
5 ــ دَرْع مَرْكز تلكِيف الثَقَافِيّ عام 2010 م ، أَثْنَاءَ المِهْرَجانِ الشِعْرِيّ الَّذِي أَقَامَهُ المَرْكز عام 2011 م .
6 ــ دَرْع المُدِيرِيَّة العامَّة لِتَرْبِيَةِ تلكِيف ، مِنْ قِبَلِ الأُسْتَاذ أمير جميل هرمز مُدِير تَرْبِيَةِ تلكِيف ، بِمُنَاسَبَةِ مُشَاركتِهِ في المَعْرَضِ السَنَوِيّ لِلتَرْبِيَة عام 2011 م .
7 ــ دَرْع المُؤْتَمرِ الأَدَبيّ السَادِس لاتِحَادِ الأُدبَاء والكُتَّاب السرْيَان في العِراق ، والمُنْعقِد في أَرْبِيل عام 2010 م ( فُقِدَ بَعْدَ دخُولِ قُوَّات داعش الإِرْهابِيَّة تللسْقُف ) .
8 ــ دَرْع مَرْكز باطنايا الثَقَافِيّ لِلمِهْرَجانِ الشِعْرِيّ الَّذِي أُقِيمَ في المَرْكز في نَيْسَان عام 2012 م ( فُقِدَ بَعْدَ دخُولِ قُوَّات داعش الإِرْهابِيَّة تللسْقُف ) . 
 

أَمَّا الشَهادات التَقْدِيرِيَّة مَعَ شَهاداتِ التَخَرُّجِ مِنْ الدَوْرَاتِ المُخْتَلِفَة فبَلَغَ عَدَدُها ما يُقَارِب الستِين شَهادَة  ، مِنْها : ــ
شَهادَة تَقْدِيرِيَّة مِنْ مَحَطَةِ تلفِزْيونِ نَيْنَوى المُتآخِيَة عام 2010 م  .
شَهادَة مُنَظَّمَةِ الإِغاثَةِ والتَنْميَةِ الدُولِيَّة لِلدَوْرَةِ الَّتِي أَقَامَها الصُحُفِيّ خضر الدوملي عام 2011 م .
شَهادَة تَقْدِيرِيَّة مِنْ مِهْرَجانِ المَرْبِد الشِعْرِيّ التَاسِع في البَصْرَة ، دَوْرَة الفريد سمعان ، المُقَام في البَصْرَة مِنْ 9 ــ 11 / أَيَّار / 2012 م .
شَهادَة مِنْ مَوْقِع تللسْقُف كوم الالِكتْرُونيّ بِتَارِيخ 25 / 8 / 2015 م .
شَهادَة مِنْ جمْعِيَّة حقُوقِ الطِفْل وحِمايَةِ الأُسْرَة في 16/2/2006
شَهادَة مِنْ  مُنَظَّمَةِ حِوارِ طائرِ السَلامِ الدُولِيَّة بِتَارِيخِ 26 / 8 / 2010 م .
شَهادَة إِبْداع مِنْ نَقَابَةِ الفَنَّانِين العِراقِيِّين ، فَرْع نَيْنَوى ، في 20 / 12 / 2015 م .


الصُحُف والمَجَلات الَّتِي نَشَرَ فيها /
كتَبَ العشَرَات مِنْ المَقَالاتِ ، وفي جمِيعِ الاخْتِصاصَاتِ العِلْمِيَّة ، الثَقَافِيَّة ،  السِيَاسِيَّة ، الاقْتِصَادِيَّة ، الأَدَبِيَّة ، الإِنْسَانِيَّة وفي مَجالِ حُقُوقِ المَرْأَة ، وكذَلِك الرِيبُورتَاجات والتَحْقِيقَاتِ الصُحُفِيَّة ، نُشِرَتْ في العدِيدِ مِنْ الصُحُفِ والمَجَلاتِ مِنْها : ــ
جَرِيدَة طَرِيق الشَعْب ، جَرِيدَة فَجْر الكلْدان ، جَرِيدَة بهْرا ، جَرِيدَة بيث نَهْرِين ، جَرِيدَة قُويامن ، جَرِيدَة صَوْت الْقوش ، جَرِيدَة سَوْرا ، جَرِيدَة صَوْت بَغْديدا .

مَجَلَّة موتوا عمايا ، مَجَلَّة أور ، مَجَلَّة شراغا والَّتِي تَصْدُرُ عَنْ جمْعِيَّةِ الْقوش الثَقَافِيَّة  ، مَجَلَّة هيزل ، مَجَلَّة رديا كلدايا .

كما نَشَرَ نِتَاجاتَهُ هذِهِ في العدِيدِ مِنْ المَواقِع مِنْها : باقُوفة كوم ، تللسْقُف كوم ، بَخْديدا كوم ، بَخْديدا نت ، الْقوش كوم ، بَرْطلَة ، بيت نَهْرِين ، زوعا ، نرْكال نت ، تللسْقُف اسْتُراليا ، عنكاوا كوم .

////////////


المَصَادِر /

( 1 )

مَوْضُوع : نَيْنَوى والمَوْصِل المَسِيحِيَّة ــ الأَعْلام مِنْ العلْمانِيِّين ــ الحلَقَة 48
في 2 / يوليو / 2014 م .
مِنْ طَرَفِ : ـ الشَماس يوسف حودي .

رَابِط المَصْدَر :
http://iraqiaramichouse.yoo7.com/t87643-topic

( 2 )
 
الكاتِب الفَنَّان عصام شابا فلفل .
مَعَ الشُكْرِ الجزِيل لِتَعاونِهِ وتَواصُلِهِ .

( 3 )
 
مَوْضُوع / الآلات المُوسِيقِيَّة في العِراقِ القَدِيم .
في 23 / 7 / 2006 م .
الكاتِب : عصام شابا فلفل .
مَوْقِع تللسْقُف  .

رَابِط المَصْدَر :
http://www.tellskuf.com/index.php/authors/155-is/3514-2010-07-23-16-13-07.html

( 4 )
 
مَوْضُوع / صَدَرَ حدِيثاً عَنْ مَطْبَعةِ هاوار في دهُوك كِتَاب جدِيد لِلشَاعِر والصُحُفِيّ عصام شابا فلفل بِعُنْوَانِ الفِئْران .
في 25 / 1 / 2012 م .
الكاتِب : عصام شابا فلفل .
مَوْقِع عنكاوا .

رَابِط المَصْدَر :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=556660.msg5474905#msg5474905

( 5 )

مَوْضُوع / صدُور مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة لِلشَاعِر والصُحُفِي عصام شابا فلفل بِعُنْوَان ( زَهْرَاتٌ في غَابَةِ عاشِق ) .
في 22 / حزيران / 2011 م .
الكاتِب : كرم الالقوشي .
مَوْقِع : خَوْرنَة الْقوش .

رَابِط المَصْدَر /
http://www.khoranat-alqosh.com/vb/showthread.php?t=30759

( 6 )

مَوْضُوعٍ / دِرَاسَة نَقْدِيَّة لِنِتَاجينِ لِعصام شابا فلفل .
الكاتِب : يوسف زرا .
في 13 / آب / 2015 م .
مَوْقِع تللسْقُف .

الرَابِط :
http://www.tellskuf.com/index.php/authors/151-zr/49542-2015-08-13-11-30-36.html



////////////

الفَلاحُ والزَيْتُونَة
ــ اوبريت ــ 
شِعْر وتَأْلِيف : عصام شابا فلفل

الراوي /
كان ياما كان
في قديم من الزمان
شعب من أذكى شعوب البلدان
يعيش في وطن تحسده عليه الأنس والجان
شعب كريم ، عالم ، عظيم الشأن
شعب غرس له في الوطن بستان
مليء بالورد والآس والريحان
أشجاره من النخيل والأعناب والرمان
تشدوا عليها الأطيار بأعذب الألحان
أسواره بنيت بذهب ولؤلؤ ومرجان
مياهه تغمر السهول والشُطآن

الفلاح /
في ليلة من الليالي حالكة الظلام
والناس جميعهم راقدين نيام
صحوت من غفوة المنام
على صوت بكاء ونحيب كنوح الحمام
ارتعش جسدي من هول الصدام
يقول لي الصوت برعشة الكلام
يا سيدي يا سيدي
الحق زيتونة السلام
لاحقها الظلم والموت الزؤام
مرتعبة مرتعشة من سطوة اللئام
شاكية لربها بحرقة على أولاد الحرام

الزيتونة /
يا سيدي ... يا سيدي
لقد جف وريدي
والقيد قرّح جيدي
انقطع نهري بيد من حديد
وجذري أصابه الموت العنيد
وعروقي جفت من أمد بعيد
وطيوري صمتت عن التغريد
أنجدني ... انجدني يا سيدي العتيد
لقد هجرني الشيخ والشاب والوليد
سأموت لفراقهم كمداً بحزن شديد
لقد سقاني العدا مر الصديد
وألبسوني الحزن لباساً بليد
أنجدني ... انجدني يا سيدي
وأنقذني من سموم الريح الحقود
لقد هب الجراد من كل صوب
وجردني من ثمري الوليد
وأخذ يقطع أغصاني بالنار والحديد
أنجدني ... انجدني ... يا سيدي العتيد

المجموعة /
لقد قام الفتى في الحال
وحمل الفأس والمعول والفال
ولنجدة الزيتونة شد الرحال
فشق بفأسه بواطن التلال
وقلع بالمعول صخور الجبال
وقطع بالفأل الزوان والأدغال
وفتح بهمة الغيارى
ترعاً وجداول وأنهار
ليغمر البستان ويروي الحقول
فهجم عليه الجراد كشر وبيل
خسفت الشمس
وانحسر ضوء القمر باكياً
والدموع من عينيه تتساقط كحبات الرمال
والفتى يرمي على أسرابهم سهام ونصال
ولا من معين له غير الرب
صانع العجائب والأهوال

الراوي /
جرح الفتى ....
وزادوا على جراحه أهوال الزمان
هزمته الوحوش من كلاب وضباع وجرذان
سيوفهم تتقاطر موتاً
وفكرهم بأسم الله يسابق عدو الحصان
استسلم الفتى تحت ضربات السوط المهان
هجمت عليه الوحوش
بقروا بطنه والتهموا منه كل شيء
وهم بهذا قد كسبوا اللعبة والرهان
مات الفتى ... مات الفتى
ومات معه التاريخ والزمان
وجفت أنهر الحياة في بلد البلدان
توقف الزمن وأصبح ربيع الأرض
في خبر كان
وتعالت صيحات النصر
من أعلى منابر الإيمان
صارخة
قتلنا الوحش .... قتلنا الكافر
قتلنا الحضارة والإنسان
أحرقنا الدين والتاريخ وحتى الشطآن
نحن حررنا كل القيود
أحرقنا كل تاريخ الجدود
نحن من سيعيد التاريخ
وينشر على الأرض السلام والأمان
سنقتل ... سنحرق ... سنزني
وسنفرض على أرض الوطن
عقوبة النسيان

المجموعة /
سارعوا للتوبة ...
سارعوا للفسق ....
سارعوا للفجور ...
سارعوا للقتل ....
سارعوا لقتل السلام والأمان

الراوي /
وهكذا انتهت مع شرورهم بشائر الأزمان
وماتت بعهدتهم فضائل الرحمن
وجردت بمكرهم مكارم الإنسان
وانتهت بفضلهم قصة الإنسان
انتهت قصة الإنسان
وهنا تنتهي قصة عرائس الزيتون
على اضرحة النوارس الفضية
في ليلة غائرة في ظلمة السلطان
لا يعلوها إلا تلابيب الدخان
تتناطح فوقها رؤوس الكباش
بقرون مصنوعة من عظام البشر
وتمحو من ذاكرة الزمن
كل طيب ، وكل نفحة هواء نقية
هاتفة بأعلى زعيقها
الموت للبقية الباقية
الموت للبقية الباقية


ــ انتهى ــ

/////////

مسرحية الحلاق الثرثار
تأليف عصام شابا فلفل
تللسقف / 2005
مسرحية كوميدية مقتبسة بتصرف من حكاية بنفس الاسم من ديوان ( النظرات والعبرات ) للكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي .                                         
 
شخصيات المسرحية :                                                                       
1-  الحلاق                                                                                     
 2- الضيف                                                                                     
 3- زبون 1                                                                                     
 4 - زبون 2                                                                                   
 5 - مجموعة حلاقين                                                                         

تفتح الستارة على رجل في حوالي الأربعين من العمر جالساً أَمام منضدة عليها بعض الأوراق وأدوات مكتبية أُخرى .. ينتبه لوجود الجمهور                       
الكاتب:    السلام عليكم .. أرجو أن لا تكونوا منزعجين من دعوتي لكم لمشاهدة هذا العرض المسرحي الشيق ، إن فكرة  دعوتكم .. أو بالأحرى استضافتكم .. في الحقيقة ليست فكرتي بل ( بهمس ) هي فكرة صاحبنا المخرج .. أما أنا فلست سوى كاتب مسكين .. أقصد كاتب هذه المسرحية ، علما ان قليل من الناس لم يسمع بي أو لم يقرأ كتاباتي .. فهذه هي المسرحية الأخيرة التي أكتبها .. إذ أنا كاتب مسرحي مرموق .. أو قل هكذا يسمونني .. فبعضهم يسميني بمؤلف ، والآخر يقول بأني روائي والثالث ينعتني بالكاتب .. أما أنا فأقول بأني .. بأني .. بصراحة لست أدري أي  من هؤلاء أنا .. المهم أني كتبت هذه المسرحية التي ستشاهدونها الآن.. ولكن قبل كل شيء وقبل أن يبدأ العرض لا بد لي أن أقدم لكم شخصياتي التي ستمثل أدوارها .. ادخلوا يا أحبائي الطيبين . ( يدخل الممثلون تباعا وكل منهم يذكر اسمه الحقيقي والدور الذي سيمثله وينسحب خلف الكواليس) .. والآن وبعد أن تعرفتم على شخصياتي العملاقة والتي سوف تحدث ثورة في المسرح العالمي ( بهمس ) بيني وبينكم المسرحية سخيفة .. سخيفة جدأً ولا تستحق المشاهدة ، لذا أنصحكم بالخروج من القاعة .. ماذا .. لا ترغبون بالخروج..؟ أقول لكم المسرحية سخيفة جداً صدقوني لست أكذب عليكم.. ورغم هذا تريدون مشاهدتها .. طيب سأرضى بما ترضون وأمري الى الله.. سيداتي آنساتي سادتي أقدم لكم هذا العرض المسرحي الشيق بعنوان .. الحلاق الثرثار.. ( يكون دخول الشخصيات مع سرد الكاتب لأحداث القصة) ... يُحكى أنه في أيام الحرب الروسية اليابانية ، كان هناك حلاق معروف بالثرثرة ، وفي أحد الأيام ...( ينسحب الكاتب نحو مكتبه) .                                                           
الضيف :  السلام عليكم ...                                                                 
الحلاق : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلا بصديقي العزيز .. أهلا برفيق طفولتي .. أهلا بزميل دراستي .. كيف حالكم وحال اطفالكم .. كيف حال أبيكم وأمكم وجيرانكم .. كيف حال البلاد والمدينة ، كيف حال غنمكم وبقركم هل تعلف جيداً .. طيب طيب .. وكم من الحليب تنتج .. يا سلام .. ما شاء الله والله توقعت ذلك .....                                                                                         
الضيف : أرجوك تمهل قليلا .. أنا جئت لأ....                                             
الحلاق : لا داعي لأن تشكرني يا أخي .. أنا أحبك .. أرجوك لا تطريني لأني صديقك .. أنا أحبك .. صدقني كنت البارحة أتكلم مع حلاق مسكين مثلي .. مثلي تماما لا يتكلم كثيرا ولا يحب الثرثرة ولا الكلام الفارغ ولا الرغي الزائد .. إنه لا يثرثر أبداً ... مثلي تماماً .....                                                               
الضيف : أرجوك اسمعني قليلا .. أنا جئت لأ.....                                       
الحلاق : أعلم يا صديقي أعلم .. أنت تريد أن تشكرني .. لا حاجة لذلك ... لقد شكرت نفسي عوضا عنك .....                                                   
الضيف : كلا ليس هذا.. ولكن ...                                                           
الحلاق : ليس هذا.. ها.. الآن علمت.. إنك جئت لتحلق رأسك.. والله عملت جيداً ... انظرْ الموسى جديدة والمنشفة نظيفة والضرائب مدفوعة والصابون حلبي ومستورد خصيصا لدكاني ، والعطر .. آه العطر والله قجغ  من بعشيقة ، و.....   
الضيف : (مقاطعا) يا صديقي ما جئت لأحلق رأسي .....                               
الحلاق : ما جئت لتحلق رأسك ... إذن جئت لتحلق لحيتك وتعدل شاربك.. أليس كذلك .. انظرْ كيف عرفت سر مجيئك إلى المدينة .... إذْ ليس للشباب جمال إلا بحلق اللحية وتعديل الشارب و ......                                                       
الضيف : وليس لهذا أيضاً .. ولكن ...                                                     
الحلاق : وليس لهذا أيضاً ؟ .. لم تأت لتحلق رأسك ولا لحيتك ولا تعدل شاربك ..... لماذا جئت إذن ..؟ هيا قلْ هيا هيا ....                                               
الضيف : يا صديقي  ....  أنت لم تفسح لي المجال لأتكلم .....                       
الحلاق : وهل منعتك من الكلام ..... أم إنك تحب الثرثرة فقط .. لقد قلت لك بأني لا أُحب الثرثرة والثرثارين ..... أنا لم أمنعك من الكلام أبداً .....           
الضيف : أرجوك امنحني لحظة لأوضح لك الامر ....                                   
الحلاق : أي أمر . تكلم هيا تكلم قلْ .....                                                   
الضيف : يا سيدي . يا سيدي  لقد جئت للأ.......                                       
الحلاق : ( مقاطعا) قلْ لماذا جئت ؟                                                       
الضيف : جئتُ لأبشرك .....                                                                 
الحلاق : تبشرني ... تبشرني بماذا ....                                                   
الضيف : يا صديقي إن زوجتك قد ولدت ....                                             
الحلاق : ( ينتفض من الفرح ويلقي بالموسى من يده) الله اكبر ... الله اكبر ... زوجتي .. حبيبتي .. حبيبتي ولدت ... ( يحضن صديقه) افرحْ يا صديقي .. هيا افرحْ معي ... لا بُد إنه ولد جميل ويشبهني تماما ... ألا يشبهني ؟ أعتقده طويلاً وشعره ذهبياً وإن لديه لحية أنيقة وشارب جميل أليس كذلك ... كلا ... كلا .. الطفل لا يولد بلحية وشارب ....                                                             
الضيف : إنه ....                                                                               
الحلاق : ( مقاطعا) أنا أعلم إنه يشبهني طولاً وعرضاً ورُبّما عقلاً أيضاً .... ولكنْ قلْ لي ما لونه .... أبيض .... أسمر .... أسود .... أحمر .. هيا قلْ لي ما لونه ....                                                                                         
الضيف : ماذا قلتْ ؟        &

62

كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 22 )       
        ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 

               

 طَابِع المَوْضُوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                             

عزِيزَاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء ، أَتَوقَّفُ اليَوْم مَعكُنَّ / معكُم هُنا لِنَقْرأَ في عطاءاتِ الكاتِب سدير بطرس ساكو ، مَعَ تَمنّياتي لَهُ بِالمزِيدِ مِنْها وأَكْثَر .   

   كُلّ الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                         
                                 



د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




 ( سدير بطرس ساكو )

مِنْ بَلْدَة القُوش ، مَوالِيد  13 / 7 / 1975 م ، يُقِيمُ في الولاياتِ المُتَحِّدَة الأَمْرِيكيَّة ، يَكْتُبُ الشِعْر ، القِصَّة القَصِيرَة ، المَسْرَحِيَّة والرِوايَة .
بَدَأَ في سِنٍّ مُبَكِّرَة بِكتَابَةِ الخَواطِر والتَأَمُّلات والَّتِي قَادَتْهُ في النِهايَة لِمُمارَسَةِ فَنِّ الرِوايَة فكتَبَ رِوايتَهُ الأُولَى ( عاصِفَةُ القَدَر ) في سِنِّ السَادِسَةِ عشَر عام 1991 م ، ثُمَّ أَعادَ كِتابَتَها بَعْدَ هِجْرَتَهُ لِلولايَات المُتَحِّدَة الأَمْرِيكيَّة عام 2004 م ، وقَامَ بِإِصْدارِها عام 2005 م  ، صَدَرَتْ الرِوايَة عَنْ دارِ فينوس لِلطِبَاعةِ والنَشْر في سان دياكو بِكاليفورنيا ، عَدَدُ الصَفَحَات : 204 صَفْحَة ، حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمَل : 19.5 × 13.5 سم ، نَوْعِيَّة الوَرَقِ : سَمِيك ، مُصَمِّم الغِلاف : الرَسَّام مؤيد شليمون ، الرِوايَة صَدَرَتْ بِاللُغَةِ العَرَبِيَّة .
 


 




مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة /
1 ــ الطِفْل وصَحْن العَجُوز ( عام 2004 م ) / أًوَّل قِصَّة قَصِيرَة كتَبَها .
2 ــ  أَمامَ عرْشِ الحيَاة ( عام 2004 م ) .
3 ــ وِداعاً يا سَواحِل الوَحْدَة ( عام 2005 م ) .
  4 ــ أَنْشُودَةُ النَّحْلَة  ( عام 2006 م ) .
5 ــ نَشِيدُ المَطَر ( عام 2006 م ) .
 6 ــ نَشِيدُ  الحُزْن ( عام 2006 م ) .
7 ــ نَشِيدُ الشِتاء  ( عام 2006 م ) .
 8 ــ نَشِيدُ الخَرِيف ( عام 2006 م )  .
9 ــ وعادَ الطَيْر لِعِشِّهِ ( عام 2007 م ) .
  10 ــ أَحْلام في الأَرْضِ البَعِيدَة ( عام 2011 م ) .


لَهُ قِصَص قَصِيرَة بِالانْكلِيزِيَّة ، مِنْها /
1 . People forget the Hero .
2 . King of the River .
3 . Snowy Night .
4 . I am the Wind .
5 . Farwell shores of loneliness .

وتَرْجَمَة العنَاوين على التَوالي  : نَسِيَ النَّاسُ البَطل ، مَلِكُ النَهر ، لَيْلَة مُثْلِجَة ، أَنا هو الرِيح ، وِداعاً يا سَواحِل الوَحْدَة .
والقِصَّة الأَخِيرَة بِتَسَلْسُلِ خَمْسَة كتَبَها بِالعَرَبِيَّة أَوَّلاً ثُمَّ تَرْجَمَها لِلانْكلِيزِيَّة . 


لاقَتْ قِصَّةٌ ( الطِفْل وصَحْن العَجُوز ) إِقْبَالاً عالِياً عِنْدَ القُرَّاء دَفَعَ الكاتِب إِلى إِعادَةِ  إِنْتَاجها ــ نَصَّ وسِيناريو ــ على شَكْلِ مَسْرَحِيَّة عام 2010 م  ، بِاللُغَةِ ( الكِلْدانِيَّة / السرْيانِيَّة ) بِعُنْوان ( صَحْنَة دسَاوا  ــ صَحْن العَجُوز ) وأَخْرَجَها عادل يلدكو ، وتَمَّ عَرْضَها على خَشَبَةِ مَسْرَح ( كوياماكا كولج ) في وِلايَةِ كاليفورنيا في عام 2010 م لِمَرَّتينِ مُتَتالِيتينِ .


 



مَسْرَحِيَّة ( الطِفْل وصَحْن العَجُوز ) ، مَسْرَحِيَّة فُكاهِيَّة هادِفَة ، فيها يَقْرأُ الجَمْهُور دَرْسَاً مِنْ درُوسِ الحيَاة ، حَيْثُ إِهْمَال الوالِدين في شَيْخُوخَتِهِما ، والَّتِي تُعدُّ عَمَلاً لا إِنْسَانِيَّاً ، لا يُعاقَبُ مَنْ يَرْتَكِبهُ قَانُونِيَّاً ، لكِنَّ لِلحيَاة أَوْزانها فتُكِيلُ لِمَنْ أًهْمَلَ والدِيهِ بِذاتِ الكيْل ( بِالكيْلِ الَّذِي تُكِيلُ بِهِ لِلآخَرِين ، يُكالُ لكَ بِهِ )  كعُرْفٍ لَها . 

أَيْضاً لَهُ عَمَل أُوبْراليّ ( كنِيسَة فَوْقَ الجلجثَة ) مِنْ تَأْلِيفِهِ بِاللُغَةِ الكِلْدانِيَّة / السرْيانِيَّة ، وهو العَمَل الأُوبْراليّ الأَوَّل المُشْتَرَك بَيْنَ الثَقَافَتينِ الأَمْرِيكِيَّة والكلْدانِيَّة ، تَمَّ عَرْضَه في سَان دياكو ، وشَارَكَ في هذا العَمَل الكبِير أَكْثَر مِنْ ثَمانِين شَخْصاً ، مِنْ بَيْنَهُم فُرْقَة كروسمانت الاوركسترا السِمْفونِيَّة الأَمْرِيكيَّة مَعَ مَجْمُوعَة مِنْ العازِفين على الآلات الشَرْقِيَّة ، ونُخْبَة مِنْ المُرَنِّمين ، بِقِيادَةِ المايسترو الدكتور راندل تويد ، إِضافَةً إِلى مَجْمُوعَةِ المُمَثِّلين ، وعُرِضَ أَيْضاً على خَشَبَةِ مَسْرَحِ كوياماكا كولوج في وِلايَةِ كاليفورنيا عام 2012 م  .
قَامَ بالتَأْلِيفِ المُوسِيقِيّ : لؤي يوسف ، وأَخْرَجَ هذَا العَمَل : عادل يلدكو .

ويَسْتَذْكِرُ هذَا العَمَل الأُوبْراليّ حادِثَة سَيَدةِ النَجَاة ، حَيْثُ ذَهَبَ ضَحِيَّة تِلكَ المَجْزَرَةِ الوَحْشِيَّة الإِرْهابِيَّة ، والَّتِي قَامَ بِها تَنْظِيم الدَوْلَةِ الإِسْلامِيَّة ( داعش ) ،   الكثِير مِنْ النِسَاءِ والرِجالِ والأَطْفَالِ والشِيُوخ ، وأَيْضاً الآبَاء الكهَنَة ( الأَب وسيم والأَب ثائر ) ، في قداسِ الأَحَد بِتَأْرِيخ 31 / 10 / 2010 م ، السَاعة الخَامِسَة والنِصْف عَصْرَاً ، في كاتِدْرائيَّة سَيَدةِ النَجَاةِ لِلسرْيَان الكاثوليك بِالكرادَة في بَغْداد .

 

حازَ على شَهادَة تَقْدِيرِيَّة عَنْ عَرْض ( كنِيسَة فَوْقَ الجلجثَة ) مِنْ جَمْعِيَّة مار ميخا الخَيْرِيَّة  ، في 20 كانُون الثَاني عام  2012 م .

 


لَهُ نَشَاطات أُخْرَى كثِيرَة في مَجَالاتٍ أُخْرَى مِنْها /
 ــ العَزْف على آلةِ السَازِ التُرْكِيَّة  .
ــ كما إِنَّهُ كتَبَ الكثِير مِن الأَغاني بِاللُغَةِ الكِلْدانِيَّة / السرْيانِيَّة لِلفَنانِين والفَنانات وصُوِّرَتْ العدِيد مِنْها . 

بَعْضٌ مِنْ المَجَلاتِ الَّتِي نَشَرَتْ قِصَصِهِ /
مَجَلَّة أُور في كاليفورنيا ، مَجَلَّة فينوس في كاليفورنيا ، مَجَلَّة السُنْبُلَة في وِلايَةِ مشيغان ، مَجَلَّة بيثا كلدايا في سان دياكو ، مَجَلَّةِ سَوْرا في سان دياكو .

المَصَادِر /

( 1 )

الكاتِب سدير ساكو
مَعَ جزِيل الشُكْر لِتَعاونِهِ .

( 2 )
 
مَوْقِع القُوش نت
www.alqosh.net


( 3 )

غوغل


( 4 )

مَوْضُوع : كنِيسَة فَوْقَ الجلجثَة .... اسْتِذْكار لِسَيدَةِ النَجَاة .
الكاتِب : ريان نكارا ــ سَان دييكو .
مَوْقِع نادِي بابِل الكِلدانِيّ في النَرْويج .
في 4 يناير 2012 م .

الرَابِط :
http://www.nadibabil.com/%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D9%8A%D8%AE%D8%A7-%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%AF%D9%8A%D9%8A%D8%BA%D9%88-%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84-%D8%A7%D9%84/



////////////////

أحلام في الأرض البعيدة
ــ قصة قصيرة ــ
بقلم : سدير ساكو

اقترب المساء يجمع بقايا الشفق المتعلقة بأذيال السحب الصغيرة ، وسكنت الأجواء من أغاني العصافير بعد أن راودت أَعشاشها ، ولبست السماء ثوب الليل المنقوش بتطريزة النجوم ، واشعلت مصباح القمر الخافت واستراحت تراقب من فوق أحلام المساكين ، وتصغي لأحاديث العشاق والأحبة ، ومن بينهم ( ألبير وريما ) الجالسان في بيتهما الصغير ينظران من النافذة لأشكال النجوم ويشاطران أحاديث اليوم وأماني الغد البسيطة ، وفي حضن ريما كانت الطفلة التي أهدتها السماء قبل أربعة أشهر ترضع مستأمنة بصوت والديها .             
هكذا مرّت الأيام مفعمة بالحب والسرور ، في النهار كان ألبير يفلحُ أرضاً صغيرة تدُّر قوت العائلة ، تعينهُ فيها زوجتهُ ، وفي المساء كانا يجلسان قرب الدار مُمتعين أنظارهم بسحر السهول المنبسطة وصوت خرير الجدول القريب في ليالي الصيف الدافئة ، وفي الشتاء حول المدخنة يتسامران حتى يغلبهم النعاس ولا يقلق نومهم الهادئ إلا أنامل الفجر الجميلة لاستقبال يوم جديد .               
بدأت الأحلام تكبر وتتعالى ، ولم يعد البيت الصغير والأرض البسيطة تسعهما ، وفي أحد الأيام جاءت ريما كالعادة تجلب طعام الغداء وعلى ظهرها طفلتها ، وبعد أن فرشت الأرض وأراحت الطفلة تحت ظلِّ شجرة ، جلسا بجانبها ليتناولا وجبة الغداء ، فقالت ريما حين رأت الشرود في وجه ألبير :                         
ـــ ما بالك يا حبيبي أراكَ مهموماً اليوم .                                                 
فالتفت إلى الطفلة وقال :                                                                   
ــ كلما نظرتُ إلى اينجي ، أحسستُ بأن عليّ أن أفكر في طريقة ما أو عمل آخر يدرُّ مالاً كافياً  أستطيعُ فيه أن أضمن لها مستقبلاً جيداً ، بغض النظر عما نحن بحاجة إليه الآن .                                                                               
ــ أنتَ على حق يا ألبير ، فأنا أيضاً أتمنى أن أشتري لها كل شيء وكل ما تطلبهُ حين تكبر ، وأن نستطيع أن نعيش في بيت جديد وأكبر من هذا البيت ، وربَّما أقرب إلى المدينة .                                                                           
ــ وأنتِ أيضاً يا عزيزتي ، أود أن أحقق لك كل ما تحلمين به ، حتى سيارة جديدة مثلما فعل الكثير من رجال القرية .                                                     
ـــ ولكن كيف تستطيع فعل ذلك يا ألبير .                                                   
ــ لقد فكرتُ كثيراً يا ريما ، ولم أجد غير الحل الذي سلكهُ الكثيرون ونجحوا وتحسنت أحوالهم ، وها هم اليوم يعيشون برفاهية ، بل يُعدُّون من الأغنياء .     
ــ وما هو يا ألبير؟                                                                             
وبعد لحظة صمت نظر ألبير إلى السهول المترامية أمامه ، وقال :                 
ــ أن أسافر .                                                                                   
كان هول الكلمة صاعقاً في مسمع ريما حتى أوقع من يدها قطعة الخبز ، وكأنَّ المستقبل قد تجلى أمامها ورأت طريق الآلام حيث لم تفكر ولو للحظة إنها تستطيع أن تعيش بعيدة عن ألبير ، فقالت بحنق :                                       
ــ إلى أين تسافر يا ألبير ، وماذا نفعل نحن هنا .                                         
فقال وهو يُهدِّئ من روعها :                                                               
ــ إلى حيث يسافرالآلاف من الناس للعمل ، وتبقين أنتِ قريبة من أهلكِ ، وتفعلين مثلما تفعل الكثير من النساء اللواتي يسافر أزواجهن ، أعمل أنا هناك وأجمع المال وأبعث لك ، وأنتِ هنا تبدأين بتحقيق أحلامنا ، أجل يا حبيبتي نبني بيتاً كبيراً نملؤهُ بالأثاث الجديدة الجميلة ، وتبتاعين أنتِ كل ما تحلمين بهِ من ملابس وحلى ، حتى سيارة خاصة تنقلنا أينما رغبنا ، ولإبنتنا نخصص غرفة جميلة مليئة بالدمى والألعاب ، وتوفرين مالاً كافياً لأعود وأبدأ عملاً جيداً يدرُّ لنا أرباحاً وافرة ، دون أن أعرق وأتسخ بالتراب كل يوم ، كمحل الانترنيت مثلاً ، يقولون إنهُ مربح جداً ، ونستطيع من خلاله أن نضمن مستقبلنا ومستقبل أولادنا .       
ثم أكمل حين رأى الحيرة والقلق يغطيان ملامحها كما تغطي السحب الكالحة صفو السماء :                                                                                 
ـــ ألم تخبريني بنفسك أكثر من مرَّة إن هذا ما فعلتهُ الكثيرات من صديقاتكِ مع أزواجهن ، وهم الآن ميسورون يمرحون بالمال ، أليس هذا صحيحاً ؟ ثم ألسنا نفعل هذا ونفكر في التضحية من أجل اينجي وأولادنا في المستقبل ؟               
سادَ الصمت ، وبدا كل منهما على حِدة في صراع بين الأحلام الجميلة وآلام الفراق التي تنتظرهما لتحقيق هذهِ الطموحات والرغبات التي لا حدود تحدها ، كالصراع القائم بين شهوات الجسد وتأنيب الضمير ، وانتصرت الرغبات والمغريات لأنها احكم بخفايا ضعف الإنسان وميوله ، وجاءت تلك الساعة التي مزَّقت قلبيهما بسيف الفراق ، ففرَّت الراحة والسعادة والطمأنينة حين وجدوا الحب جريحاً ، وجاءَ القلق والحزن والألم وأصبحوا لكليهما رفاقاً .... وضع حقيبتهُ على الأرض واقترب يمسحُ دموعها المريرة وعيناهُ مغرورقتان ، ثم احتضنها بقوة وهي تحمل ابنتهما ليُهدِّئ من حزنها ، وهمسَ في أذنها بصوتٍ مرتجف :                                                                                       
ــ ريما ، ريما حبيبتي ، تشجعي إنها مجرد سنتين وسأعود ، مجرد سنتين ونحقق كل شيء ، أرجوكِ كفى إنكِ تمزقين أحشائي .                               
وانطلق وهو يشعر وكأنهُ محكوم ينتظرهُ سجانهُ ، هكذا أصبحت ريما بالرغم من قربها من أهلها وصديقاتها تشعر بوحدة قاتلة تجلس الليالي وحيدة تغالب دموعها كالأرملة التي سلبت الحرب بعلها ، وهي ترضع ابنتها قبل أن يحملها النعاس إلى عالم السكون وفي ذهنها وتفكيرها لا يتردد غير شيء واحد وهو ، يا ترى أين أنتَ الآن يا ألبير ، وماذا  أنتَ فاعل ، ولِمَ لسنا معك ؟                     
كانت الطريق شاقة وخطرة للوصول إلى تلك البلاد ، وبعد قرابة شهرين وصل ألبير منهكاً من الخوف والتعب والحزن والقلق ، ورأى المدينة المتطورة ، وشاهد أبنيتها الجذابة وأضوائها الخلابة ، وبهرجتها وشوارعها المزينة ، وحدائقها المنسقة وكأنها عالم غير عالمهُ ، وانبهر بها وأحسَّ للحظة وكأنها مليئة بالحياة لحركتها الدائمة وشوارعها المكتظة بالناس ، وتمنى لو استطاع أن يجلب ريما واينجي ليعيشوا هنا جميعاً .                                                   
كانت البداية شاقة ومضنية حتى تعرف هناك على رجل مغترب مثلهُ فعرض عليه أن يقيم معهُ في الغرفة التي يسكن ، ثم حالفهُ الحظ بعملٍ كان مسروراً جداً به رغم مشقتهِ وقذارتهِ وساعاتهِ الطويلة والتي تبدأ مع الفجر ولا تنتهي إلا بحلول الليل ، فقد كان يذهب كل يوم ويؤجر دراجة ذات ثلاث عجلات تجرُّ خلفها عربة  يملؤها بما تخلفهُ الشوارع من علب فارغة وصناديق ورقية ومعدنية والعلب الزجاجية وغيرها ، ثم يأخذها إلى الشركات التي تقوم بإعادة تصنيعها .           
 كانت الغرفة صغيرة جداً بالكاد تتسع لسريرين ، وفي إحدى زواياها طاولة خشبية تحمل مشعل غازٍ صغير ذو عين واحدة بجانبه سلة تحتوي بعض الصمون والملاعق وابريق الشاي تركت السنين عليه حروقاً ، ومن السقف تدلى مصباح كهربائي مائل إلى الاصفرار ، أما فوق سرير العم بشير فكانت صورة معلقة للقديس مار كوركيس وهو يحارب التنين وتحتها صورتان إحداهما للسيد بشير مع أفراد عائلته ،والأخرى لإبنته الصغيرة في سنتها الثالثة .
كان ألبير مسروراً للغاية حين قارن ما يحصَّله من نقود مع أجرة العامل في بلدهِ ، وهكذا بدأ يجمع ويحلم بريما وهي تبدأ بمشاريع المستقبل في قريتهِ متحمساً دائماً بما يحدثهُ العم بشير من نجاحات وتطورات مادية في حياتهِ خلال السنوات العشرين من غربتهِ ، صحيح إن زيارته الأولى كانت بعد ثمان سنين من غربتهِ ولكنه الآن قد حصل على الإقامة الدائمية ، ومن خلالها يذهب لزيارةِ عائلتهِ كل سنتين تقريباً ، أما ألبير فقال لهُ حين سمعهُ يتحدث عن سنين الفراق الطويلة : 
ــ بالنسبة لي فقد جئتُ لأقضي هنا سنتين لا أكثر وأعود .                           
فضحك السيد بشير وقال :                                                                   
ــ سنتان ؟ أجل هكذا بدأنا جميعاً ، وسنة تجر سنة ، وها أنا الآن سأكمل العشرين عاماً في هذهِ البلاد زرتُ فيها عائلتي حوالي خمس مرات ، وهذهِ الزيارة ستكون السادسة على ما أظن .                                                   
ــ ولكن هذا عمرٌ بأكملهِ يا عم بشير !                                                     
ـــ يا ابني سنتين لن تنفعك بشيء ، ولن تغير من حياتك ، بالكاد تستطيع أن تجمع ما انفقتهُ للوصول إلى هنا ، وسوف ترى بأنك كلما بعثت بالمال وبنيت أو اشتريت شيئاً هناك ، كلما زادت رغبتك في البقاء والحصول على المزيد ، أليست هذهِ طبيعة الإنسان ؟                                                                         
وكما يسطو الضباب على الوديان في ليالي الشتاء هكذا داهمت الكآبة نفس ألبير حين سمع هذا واسترسل يفكر بريما وابنته ، حتى قطع سلسلة أفكارهِ العم بشير وهو يكمل قائلاً :                                                                             
ــ إني أنتظر الأسبوع القادم بفارغ الصبر فشوقي لا يوصف لرؤية عائلتي ، وبالأخص إبنتي الصغيرة التي تبلغ الآن الخامسة من العمر ، مع إني آسف لأني سأتركك وحيداً لشهر كامل .                                                                 
ــ لا بأس ، لا بأس  يا عم بشير ، المهم أن تجتمع مع عائلتك .                       
بقي ألبير وحيداً طوال المدة ، لا تفارق أفكاره رفيقة حياته وابنته والحزن والكآبة يتسللان إلى قلبه كما يتسلل اللص إلى مكان الكنز في ساعات الظلام ، لكنه كان يشجع نفسه دائماً بحديث العم بشير ونجاحاته فقد كان فقيراً جداً حين قدم قبل عشرين عاماً ، وهو الآن يملك ما يُعدٌّ قصراً في قريتهِ ، وبيت آخر مؤجر ، وأربعة محلات مؤجرة أيضاً ، وسيارة لكل من زوجته وابنه وابنتهِ الكبيرة ، وهما الآن يدرسان في جامعاتٍ ممتازة ، وما زال يعمل ويكد ليحقق طموحات أكثر .                                                                                 
عاد العم بشير وسعد ألبير لعودتهِ فالرفيق يخفف وحدة الغربة القاتلة ، ولكن هذهِ المرة لم يكن العم بشير على عادتهِ ، فقد غابت عن وجههِ الابتسامة وبدا بائساً حزيناً غاية الحزن منطوياً على نفسهِ كالشجرة التي جفت الساقية المارة بجانبها ، وكلما حاول ألبير أن يعرف السبب ، لزم الصمت وأنكفأ جانباً .           
في القرية الصغيرة كانت الأشهر تمضي قدماً ، وفي إحدى الليالي التي نشر فيها القمر أشعتهُ الشفافة على تلك التلال والسهول ، نظرت ريما من خلال النافذة ورأت أشباح الأشجار المهملة في مزرعتهم المهجورة ، وتذكرت كم كانت تعشقُ الليالي القمرية وهي مع ألبير يتسامران بهدوء وهما يحتسيان فنجان القهوة ، فداهمها الشوق بشدة وأحست بوحدة قاسية كبدت أنفاسها فهرعت وأحضرت قلماً وورقة وجلست على الطاولة ، وبعد أن أغمضت عينيها الدامعتين لبرهة والقلم يرتجف بين أصابعها كتبت :                                                         

بأسم الآب والحب والحياة                                     
حبيبي ألبير ، أنا الآن جالسة في الغرفة الصغيرة عند النافذة أكتبُ لك على لهب شمعة ، واينجي نائمة بهدوء في سريرها .... ألبير ، لا أُخبِئ عنك شيئاً ، بل أخبرك بما في قلبي ، وليس بما في عيوني من دموع مريرة ، أني أرى نفسي تذبل كتلك النباتات التي تركتها حتى يبست وخنقتها الأشواك ، كل شيء حولي حزين يا ألبير ، البيت ، الحقل ، الناس ، الأشجار والطيور التي تُعشِّشُ فيها ، حتى الجدول الجميل الذي كنا نزورهُ دائماً لم يعد جريانهُ ينعش نفسي ولا خريرهُ  يؤنسني بل يزيدني هماً ووحدة .                                                           
اينجي الآن تستطيع الوقوف والسير وهي تجوب البيت والابتسامة تملأ وجهها الرائع والبراءة تنير ملامحها ، ولكن في عينيها أرى حرمان لا يعوضه غير وجودك ..... ألبير أنا لم أعد أريد شيئاً ، لا بيتاً ، ولا سيارة ، ولا مالاً وذهباً ، ولا شيء غير وجودك معنا فهذا هو حلمي الجميل الآن الذي لن أقايضهُ بأي شيء .                                                                                           
لقد تعلمنا منذ الصغر بأن الرجل يترك أباه وأمه ليتحد بإمرأته ، فكيف ينفصل عنها من أجل مغريات الحياة .                                                               
أني أكتب إليك يا حبيبي وأناشدك بأن تعود إلينا مُسرعاً ، إلى زوجتك وطفلتك وبيتك وحقلك ، ولا تدع الأيام تمر دون أن نشبع أنظارنا منك ، فلا معنى للحياة ونحن في فراق اختارته لنا ميولنا ، تعال لتطرد ظلمة نفسي ، وتملأ قلب اينجي فرحاً ، وتمسح الحزن من أيامنا وأيامك فتعود لنا السعادة التي رحلت برحيلك ، تعال إلى حقلك وأرضك ولنعمل من جديد معاً فتعود الحياة إليها وإلينا ، تعال يا ألبير فإني أسمع المحبة تنادينا لتضمنا في أحضانِها .                                 
ريما واينجي ينتظرانك بشوق عظيم
رفيقة حياتك ريما .

وذات مساء بعد أن رجع ألبير والعم بشير من العمل ، أحضر ألبير الشاي ووضعه أمام العم بشير وقال :                                                             
ــ لقد شعرتُ بوحدة كئيبة حقاً حين غادرت ، ولكني كنتُ سعيداً من أجلك وأجل عائلتك ، فهذا ما أنا متعطش إليه لا غير .                                               
فقال العم بشير بصوتٍ ضعيف :                                                           
ــ ليتني ما ذهبتُ ، إن ما كنتُ أشعرُ به قد تحقق .                                       
ــ ما الذي حصل يا عم بشير ، أرجوك أخبرني .                                         
ــ أشعرُ إنني خسرتُ كل شيء ، خسِرتُ عائلتي ، خسرتُ حياتي وذهب تعبي وشقائي سُدىً .                                                                             
ــ ما الذي جرى يا عم بشير ، هل أصاب عائلتك مكروه لا سمح الله .               
التفت العم بشير إلى الصور المعلقة في الغرفة ، وقال وعيناه مغرورقتان بدموع حارقة :                                                                                         
ــ لقد أحسستُ في السنوات الأخيرة إن الأشياء بدأت تتغير ، أجل شعرتُ بأن زيارتي لم تعد تحمل إليهم لوعة اللقاء وحرقة الفراق ، لم أعدْ أشعرُ في عائلتي بمثل الحنين الذي يغلي في قلبي ، لقد ضحيتُ بشبابي ، وقاسيتُ الوحدة والفراق وعذاب الغربة ومذلتها من أجلهم ، وجاء اليوم الذي يقولون لي فيه بأني لم أكنْ متواجداً معهم حين احتاجوا إليّ .                                                         
ساد الصمت لحظة ، ورفع العم بشير يده يمسحُ دموعهُ ، وأكمل قائلاً بسخرية :
ــ لقد قضيتُ مع ابنتي الكبيرة ثلاثة أيام فقط ، ثم قالت بأن عليها أن تلتحق بالمدرسة الداخلية لتعوض بعض دروسها المتأخرة ، أما ابني البكر ، فقد اتصل مرة وقال بأنه سوف يتأخر بضعة أيام لأنه ذاهب في رحلة جامعية مع رفاقهُ ، وقبل أن تنتهي مدة زيارتي بيومين اتصل ثانية وأعتذر لأنه لن يستطيع الوصول قبل رحيلي فقد مدَّد الرحلة لزيارة مناطق أخرى ، ولم يستطع مقاومة إلحاح رفاقهِ في البقاء ، أما زوجتي فلم تشاركني الحديث إلا وكان جدالاً ونقاشاً حاداً ، فهي تقول لي بعد كل هذهِ السنين وهذهِ التضحيات ، بأنها كانت تواجه كل شيء لوحدها ، وإني لم أكنْ متواجداً لأشاركهم مسؤولياتهم .                               
وانقطع العم بشير، والتفت إلى ألبير وفي عينيه الغضب وأكمل بصوتٍ هائج قائلاً :
ــ دون أن يلتفتوا لحظة ليروا أين كانوا ، وكيف أصبحوا الآن ، دون أن يفكروا لدقيقة كيف يعيشون هذهِ الحياة الكريمة ، وكيف يتمتعون بما يملكون ، دون أن يشعروا للحظة ما عانيتُ وقاسيتُ من أجل أن يصلوا لما هم عليه الآن .           
هدأت ثورة العم بشير، والتقط صورة ابنتهِ الصغيرة المعلقة ، وقال بصوتٍ هادئ وهو يرنو إليها :                                                                             
ــ لقد كانت الوحيدة التي أحسستُ بحبها ، صحيح إنها في الأيام الأولى أبت أن تأتي عندي ، فقد كانت نظراتها إليّ كشخص غريب أسمه أبي قد جاء إلى البيت ، لكن بعدها كنتُ أقضي معظم الوقت معها ، فقد بكت قبل أن أرحل ، وطلبت مني البقاء ، وقالت بأنها لا تريد أية هدايا ، ولن تطلب سيارة حين تكبر بل تريدني أن أبقى معها إلى الأبد ، لكني أخبرتها بأنها صغيرة ولا تدرك بأني الآن أغادر وأتغرب من أجلها كي أضمن لها مستقبلاً آمناً وحياةً كريمة ، وأتمنى لو تتذكر ذلك حين تكبر ، وليس مثل الباقين .                                                       
أخذ العم بشير نفساً عميقاً ، ثم استطرد وأنظارهُ شاردة :                             
ــ كنتُ دوماً أقول إن يوم العودة قد أصبح قريباً لأرجع لبلدي وعائلتي ، وأقضي ما تبقى من العمر معهم دون أن نقلق بشأن أمور الحياة ، ولكن الآن أشعرُ بأن لا مكان لي هُناك ، أجل هنا سأعمل وأعيش وحيداً وأموتُ وأدفن في بلاد الغربة . 
ثم انكفأ برأسهِ مغطياً إياه بالصورة والغصات تخنقُ أنفاسهُ .                         
كان ألبير يعاني الحزن نفسه ، فقد كان الفراق يمزقه ، وعذاب الحنين يطحنهُ ليس لأنهُ فكَّرَ بأحاسيسهِ وغلبهُ الضعف ، بل بفكرهِ وقلبهِ علم بأن لا معنى للحياة إن لم يشاركه فيها محبيهِ ، وها قد مضى عليهِ الآن ثمانية أشهر يعمل فيها ويجمع ويرسل ما استطاع ، ولكن شبح الحزن كان يثقل كاهله ، وظلت كلمات الطفلة التي سمعها من العم بشير تدوي في أعماقهِ ، فقال وفي صوتهِ دفء المحبة :                                                                                         
ــ لِمَ لا تعود ياعم بشير ، لِمَ لا تعود من أجل طفلتك ؟                                   
ــ ومنْ سيضمنُ لها مستقبلها ؟                                                             
ــ كفاكَ من المستقبل ، أليس هذا هو المستقبل الذي تتحدثُ عنه الآن بدموعٍ وأسى ، أي مستقبل هذا الذي فيه خسرت أجملَ ما في الحياة ، وما هو المستقبل الذي ضمنته لهم ؟ ... البيوت ، السيارت ، الملابس الفاخرة والحلي الثمينة والجيوب الممتلئة بالمال ، وفي أي جزء من القلب تقبع هذهِ الأشياء ، وأية محبة هي هذهِ التي تضحي بلحظات وأيام الحياة الخالدة من أجل هذهِ الزائلات . 
وحين نظر إليه بشير باستغراب ، استطرق ألبير بنبرة خفيفة قائلاً :               
ــ سامحني ياعم بشير إن كنتُ قد تطفلتُ على أمور حياتك ؛ لكني أشعرُ بحاجة طفلتك لمحبتك ووجودك قربها .                                                             
ــ أعرف هذا لكننا لا نستطيع نكران الواقع ، الحياة الآن مختلفة ، سيأتي يوم ستطلب فيه أشياء كثيرة وإن كنتُ جالساً بجانبها لن استطيع تحقيقها لها ، هذا واقع الحياة ولا مفرَّ منهُ .                                                                   
ــ ها هي الآن طفلتك تطلبُ منك شيئاً رائعاً ، تطلب وجودك ، محبتك ، حنانك ، قربك ، فلِما  لا تُحققهُ لها ؟                                                                 
ــ إنها الآن طفلة ولا تفهمُ الحياة ومتطلباتها .                                           
ــ بل نحنُ هم الذين لا يفهمون الحياة ومتطلباتها ، وطفلتك تعرف معنى الحياة ، لذا الأطفال سعداء دائماً ، ونحنُ لسنا ولن نكون يوماً إن لم نرَ الحياة كهؤلاء الأطفال .                                                                                         
ــ هذا هراء فحين تكبر لن تقول ما تقولهُ الآن .                                         
ــ بلْ حين تكبر ستشعر دائماً بالفراغ العظيم الذي خلفهُ غيابك ، ولن تملؤهُ تضحياتك من أجلِ مستقبلها ، فهل تثمرُ شجيرة الكرمة إن لم يقلمها الكرَّام ، ويفلحُ أرضها حتى إن لاقاها مطر الخريف ؟                                             
ــ الواقع غير ما تقولهُ أنت .                                                                 
ــ ولكن يا عم .....                                                                             
ــ ولكن ماذا ، ألا ترى الآلاف من الناس يهاجرون من أجل أن يبنوا مستقبلهم ويعيشوا حياة أفضل ، ألست واحداً منهم ؟                                             
ــ لا خطأ في أن نبغي الرقي في الحياة ، بل الخطأ في الرقي على حساب أجمل ما في الحياة ، وأنا هنا قد جرفني التيار معكم ، التيار الذي لا تنتشلك من هيجانهِ غير المحبة وحكمة الحياة .......                                                           
ثم توقف ألبير لبرهة وانشرحت نفسهُ وأكمل :                                         
ــ أجل يا عم بشير ، لقد كان كل هذا يختلج في قرارة نفسي ، وها قد جاءت الساعة لتقولهُ شفتاي وتسمعهُ أذناي ، الحياة يا عم بشير نظرة حب في عيون محبيك ، الحياة يا عم بشير قبلة على جبين أولادك وابتسامة على شفتي رفيقة حياتك ، الحياة قدح شاي مع والدك ، وصوت حنين من والدتك ينادي بإسمك ، الحياة هي وجبة طعام مع أصدقائك وأقربائك ومحبيك ، هي دمعة تمسحها يد حنون ، هي ألم تخففهُ نظرات عزيز ، هي غربة تؤنسها رفقة حبيب ، هي شقاء وهموم تزيلهُ ارتماءة أولادك في حضنك الحنون ، هي شروق ينير قلبك حين يُضيءُ عشك الصغير ، الحياة يا عم بشير غروب عند الأفق ترقبه بسكون مع رفيقتك ، بجسدين ساكنين وروحين مرفوفين ولكن بقلبٍ واحد .                     
كانت الدموع قد انزلقت على وجه ألبير وارتسمت على شفتيه ابتسامة ، وأكمل بصوتٍ ملؤه الأمل قائلاً :                                                                     
ــ أنا عائد يا عم بشير ، عائد إلى الحياة التي هجرتها قبل ثماني أشهر قبل أن يُطفِئ التيار الهائج لهيبها ، قمْ أنتَ أيضاً وعدْ إلى بيتك وأولادك وزوجتك وشاركهم كنز الحياة الذي سرقته منك الطموحات الزائفة الزائلة ، هيا يا عم بشير لنحزم حقائبنا ، ولتكنْ هذهِ الليلة مليئة بأحلام اللقاء الدافئة .                 
استيقظ ألبير قبل خيوط الفجر والفرحة تغمر قلبه كما يملأ الندى كؤوس الأزهار ، وخرج مسرعاً ليبتاع بعض الهدايا لزوجته وطفلته ومحبيه ، وحين عاد في الصباح لم يجد العم بشير هناك ، استغرب ألبير وانتظر بعض الوقت ، ولكنهُ لم يعد .                                                                                             
أخذَ ألبير حقائبه وخرج وأوصد الباب خلفه ، ومرَّ بالمكان الذي كان العم بشير يعمل فيه فرآه من بعيد يدفع عربة العمل ، فصرخ إليه ألبير ، وحين التقت عيناهما لبضعِ ثوانٍ أخفضَ العم بشير رأسه بيأس واستطرق يدفع العربة ، فقال ألبير في نفسه :                                                                               
ــ إن هموم الحياة ومخاوفها ورغباتها قد خنقت الحياة في نفسك ، ولم تسمح لكلمات الحب أن تحررك من قيودها .....                                                 
ثم رفع بصرهُ نحو السماء التي أظهرت أشعة الصباح أزرقاقها وقال :             
ــ أما أنا يا ريما فعائد إليكم ، إليك وإلى الحبيبة اينجي ، ويد الحياة الكريمة السخية لن تفرقنا أبداً ، بل معاً سنحب الحقل والكرم ، ومعاً سنجلس تحت ظل الشجرة تحيطنا الأزهار الباسمة ، وتطربنا العصافير المغردة لنقتسم لقمة طيبة ، معاً سوف نشرب من الينبوع ، ونعبر النهر ، ونراقب ألوان الشفق منتظرين المساء وأشكال النجوم ، أنا عائد يا ريما ، ومعاً سوف نتذكر الأمس ونعيش اليوم ، ونحلم بالغد ، ومعاً سوف ننسى أيام الفراق في الأرض البعيدة .           

ــ انتهت ــ





63

كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 21  )       
        ( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 

               

 طَابِع المَوْضُوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                             
أَعودُ إلَيْكُم عزِيزاتي / أَعِزَّائي مِنْ القَارِئات والقُرَّاء مَرَّةً أُخْرَى مُحَمَّلَةً بِأَوْراقِ عطاءاتِ كاتِبٍ آخَر أَلا وهو الكاتِب الفَنَّان المِعْطَاء لطيف ﭙــولا ، إِلَيْهِ خالِص تحياتي ، مَعَ كُلِّ التَمنِّياتِ لَهُ بِالعطاءِ المَدِيد .                                           

كُلّ الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                         



د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( لطيف موسى اسحق ﭙــولا  )
 

مُقَدِّمَة بِقَلَم : شذى توما مرقوس
الأحد 10 / 7 / 2016 م . 

لقراءة الموضوع كاملا انقر على الرابط التالي

http://uploads.ankawa.com/uploads/1473744112321.pdf

64
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 20  )
( مُضَافاً إِلى ذَلِك فَنّ التَأْلِيف المَسْرَحِيّ وكُتَّابَهُ  ، وأَدَب الطِفْل )     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس [/b]                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 

               

 طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، والفنُون المَسْرَحِيَّة ، وأَدب الطِفْل مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                             
أَبْسطُ لكم اليَوْم عزِيزاتي / أَعِزَّائي مِنْ القَارِئات والقُرَّاء أَوْراقاً مُحَمَّلَة بِعطاءاتِ الكاتِب الفَنَّان لطيف نعمان سياوش ، لِنَتَعرَّف علَيْها ، مَعَ كُلِّ التَمنِّياتِ لَهُ بِالعطاءِ المَدِيد .                                                                                         

الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                               



د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  والفنُون المَسْرَحِيَّة وأَدب الطِفْل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لطيف نعمان سياوش

ولِدَ في كرْكوك في 16 / 6 / 1949 م  ، ودَرَسَ فيها الابْتِدائيَّة والثَانوِيَّة ثُمَّ انْتَقَلَ إِلى بَغْداد ودَرَسَ فيها المَسْرَح .

تَخَرَّجَ في بِدايَةِ السَبْعِينَات وعَمِلَ مِنْ حِيْنِها في فُرْقَةِ المَسْرَحِ الشَعْبِيّ ، وفُرْقَةِ مَسْرَحِ اليَوْم .

دِبْلوم فنُون مَسْرَحيَّة / بَغْداد .
عُضو نَقَابَةِ الفَنَّانين / المَرْكز العامّ / بَغْداد مُنْذُ عامِ  1972 م .
عُضو جمْعِيَّة الفَنَّانين النَاطِقين بِالسرْيَانِيَّة / بَغْداد مُنْذُ تَأْسِيسِها عامِ 1972م .
عُضو نَقَابَة الصُحُفِيِّين العالَمِيِّين ( انترنشنال ) .
عُضو نَقَابَة صُحُفِيي كُوردسْتَان
عُضو مُنَظَّمَة فَنَّانِيّ كُوردسْتَان .

يَكْتُبُ المَقَالَة ،  القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً والمَسْرَحِيَّات .
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة جِدَّاً : في تَقَاطُعِ المرُورِ ، مُجَفِّف الشَعَر ، صَنْبور المَاء ، سِنُّ سَارَة ، رَجُلٌ أَرْعن  . ( كُتِبَتْ هذِهِ القِصَص القَصِيرَة جِدَّاً هو 7 / 2 / 2016 ) .
كُرِّمَ لِمُنَاسَبَةِ مِئْوِيَّةِ الصَحَافَةِ الكُوردِيَّة مِنْ قِبَلِ وِزارَةِ الثَقَافَة لإِقْلِيم كُوردسْتَان .
عَمِلَ في مَجَالِ التَمْثِيل ، هَنْدسَةِ الإِضَاءَة ، الماكياج والإِدارَةِ المَسْرَحِيَّة في تِسْعٍ وعِشْرِين مَسْرَحِيَّة في بَغْداد ، كرْكوك ، أَرْبيل ، دهُوك والمَوْصِل . 
عَمِلَ مُحرِّراً لِعِدَّةِ سَنَواتٍ في جَرِيدَةِ ( بهرا ) ، وكتَبَ مِئات المَقَالاتِ فيها ، أَغْلَبَها بِأَسْماءٍ مُسْتَعارَة :  أ . أَدور ، كشيرا ، رمشة سياوش ، رنين  ......... وغَيْرها .

أَخْرَجَ بِاللُغاتِ :  السرْيَانِيَّة / الكُوردِيَّة / العَرَبِيَّة ، تِسْع عَشْرَة مَسْرَحِيَّة .

عُضو نَاشِط في فُرْقَةِ المَسْرَحِ الشَعْبِيّ مُنْذُ عام 1971 م ولِغايَةِ تَجْمِيدِ نَشَاطِها في التِسْعينات .
عَمِلَ في وِزارَةِ الثَقَافَةِ لإِقْلِيمِ كُوردسْتَان / العِراق  ، وحاليَّاً مُتَقَاعِد .
 
نَشَرَ كِتَاباتِهِ في كثِيرٍ مِنْ المَواقِعِ والمَجَلاتِ والجَرائدِ ومِنْها :
المَجَلات /  الفِكْر الجدِيد ، أَلِف باء ، فنُون ، كولان العرَبي ، التُرَاث الشَعْبِي ، بانيبال  ، الصَوْتُ الآخَر ، نَجْمُ بَيْنَ النَهْرين ، مَجَلَّةُ أُور ( تَصْدُرُ في اسْتُراليا )  ، زاكروس ، ئاينده ، نه وشه فه ق ( الكُوردِيَّة ) ، رامان ( الكُوردِيَّة ) وقَدْ نَشَرَ فيها عِدَّةَ مَسْرَحِيَّاتٍ بِالعَرَبِيَّة تَمَّ تَرْجَمَتَها لِلكُوردِيَّة مِنْ قِبَلِ كادِرِ المَجَلَّة ،  مَجَلَّة السِينما والمَسْرَح ( الكُوردِيَّة ) .

المَواقِع الالِكتْرونِيَّة /  كِتَابات ، عنكاوا .
الجَرائد / طَرِيقُ الشَعْب ، الجَمْهُورِيَّة ، الثَوْرَة ، العِراق ، التآخي ، بهْرا ، ريكاي كُوردسْتَان ، وولات ، ميزلتا ، خبات .
 
نَشَرَ عِدَّةَ بحُوثٍ كتَبَها بِالعَرَبِيَّة في مَجَلَّةِ السِينما والمَسْرَح ( الكُوردِيَّة ) مُتَرْجَمَة إِلى الكُوردِيَّة مِنْ قِبَلِ طاقِمِ المَجَلَّة ، مِنْ هذِهِ البحُوث :
1 ــ تشارلي شابلن بَيْنَ الضَحِك والبُكاء / عام 1998 م .
2 ــ فَنُّ الماكياج / عام 1998 م .
3 ــ مَسْرَح بِلا أَطْفَال ، أَمْ أَطْفَال بِلا مَسْرَح ؟ / عام 1998 م .
4 ــ المَسْرَح السرْيَانيّ بَيْنَ النَوادِي والكنَائس / عام 1998 م . 


إِصْدارَاته / 

 عَنْ كِتَاب ( فَاكِهَة وأَلْغَام ) :
 




سَنَةُ الإِصْدَار / 2012 م .
جِهَةُ الإِصْدَار / جمْعِيَّة الثَقَافَة الكلْدانِيَّة / أَرْبيل .
عَدَدُ الصَفَحَات /  110 صَفْحَة .
حَجْمُ الوَرَق / مِنْ القَطْعِ المُتَوَسِّط .
كِتَاب فاكِهَة وأَلْغَام يَضُمُّ أَرْبَعةً وعِشْرِين مَوْضُوعاً ، المَواضِيع مُوَزَّعَة على المَحاوِرِ التَالِيَة : ــ القِصَّة القَصِيرَة ، مَقَالات ، مُذَكَّرَات ، مَسْرَحِيَّة لِلأَطْفَال ، أَرْبَع بحُوث .


مِحْوَرُ القِصَّةِ القَصِيرَة /
شَمَلَ القِصَص القَصِيرَة التَاليَة مَعَ تَوارِيخها : ــ
1ــ الصفر طَاس وسِجْنُ الفُرْقَةِ الثَانيَةِ في كرْكوك / آب 1985 م .
2 ــ رَحَلَ مُنْذُ ثَلاثِ سَنَوات / آذار 1993 م .
3 ــ ثقُوبٌ مُرَّة / شِباط 1995 م .
4 ــ المِسْتر اللَعِين في عنكاوا ( مِنْ حِكايَاتِ اليو أن في زَمَنِ الحِصَارِ ) / تَمُّوز 1998 م .
5 ــ طرَاطِير / أَيْلُول 2000 م .
6 ــ ثَلاثُ حِكايَاتٍ لِثَلاثَةِ مُوسِيقيّين ( وتَشْمِلُ الحِكايَات التَالِيَة : كادَ يَبِيعُ حبِيبَتَهُ ، لَحْنٌ فَارِسيّ ، عازِفٌ سَفَرِيّ ) /  شِباط 2001 م .
7 ــ عِنْدَما انْطَفأَ الضَحِك ( وتَشْمِلُ الانْطِفَاءاتِ التَالِيَة : مِنْ صَفَحَاتِ الحَرْب ، زيا مِنْ قَوْمِ عيسى ) / أَيْلُول 2005 م .
8 ــ التَنُور / تشْرِين الثَاني 2009 م .



مِحْوَرُ البحُوث /
وتَضَمَّنَ أَرْبَعة بحُوثٍ وهي التَالي : ــ 
1 ــ انْتِحارَات !! / شِباط 1998 م .
2 ــ أَزْمَةُ النصُوصِ المَسْرَحِيَّة وظَاهِرَةُ الإِعْداد ، هَلْ هُما مَحَلِّيتَان أَمْ شَامِلتَان ؟ / مايس 1998 م .
3 ــ السَمْعبَصَرِيَّات المَحَلِيَّة / نَيْسَان 2000 م .
4 ــ مُفَارقَاتٌ بَيْنَ الرِجالِ والنِسَاءِ في ظِلِّ الحَرْبِ والحِصَار / شِباط 2000 م .

مِحْوَرُ المَسْرَح /
مِحْوَرُ المَسْرَح أَدْلَى بِمَسْرَحِيَّة واحِدَة لِلأَطْفَال بِثَلاثِ مَشَاهِد خَاصَّة بِمَسْرَحِ الدُمَى وهي مَسْرَحِيَّة ( الشَجَرَةُ والشَمْس ) ، عُرِضَتْ عام 2008 م لِصَالِحِ المُدِيرِيَّةِ العامَّةِ لِلثَقَافَةِ والفنُونِ السرْيَانِيَّة في عنكاوا بِالسُورث  ، أَلَّفَها الكاتِب في آب 2008 م .


مِحْوَرُ المُذَكَّرَات /
 يَقُولُ الكاتِب في مُقَدِّمَةِ كِتَابِهِ واصِفاً لَها : ــ
مُذَكَّرَاتٌ أَغْلَبَها ، ورُبَّما جَمِيعها تَحْمِلُ في ثَنايَاها تَسْمِيات وأَحْدَاث لأَبْنَاءِ شَعْبِنا ، مِنْهم مَنْ لا زَالَ حيَّاً ، ومِنْهم مَنْ غَادرَ المَسْرَح ، وكانَ لِلأُمِّ والأَصْدِقَاءِ نَصِيبٌ مِنْ الأَسْطُرِ المُهِمَّة الَّتِي كانَ لَها الأَثَرُ البَالِغ في حيَاتي ، أَمَّا نَصِيبُ الوَطَن وجُرُوحِهِ البَالِغَة فهي واضِحةٌ لِلقَارِئ .
مِنْ هذِهِ المُذَكَّرَات : ــ
1 ــ الحنِين إِلى مَسْرَحِيي كرْكوك في العَقْدِ الستِينيّ  / رَبِيع 2004 م . 
2 ــ لوقا بَيْنَ أَمْسِ عنكاوا واليَوْم / مايس 2011 م .

مِحْوَرُ المَقَالات /
ويَشْتَمِلُ التَالي : ــ
1 ــ فَاكِهَة وأَلْغَام ... !!! ( مِنْ شَظايَا الانفالات ) / تَمُّوز 1990 م .
2 ــ سَلاماً لِرُوحِكَ العزِيزَة يا عادل كوركيس / حُزَيران 2008 م .
3 ــ عِنْدَما يَرْحلُ الكِبَار ( في ارْبَعِينِيَّةِ الفَنَّان عادل كوركيس ) / حُزَيران 2008 م .
4 ــ عِنْدَما تَبْتَلِعُ السِياسَة الثَقَافَةَ والفَنَّ / أَيْلُول 2009 م .
5 ــ دَرْسٌ في المَسْرَح / تشْرِين الأَوَّل 2009 م .
6 ــ تاك .. تاك .. تاك ... اقْرأْ هذِهِ الأَسْطُر ( في عشِيَة 2010 م ) / كانُون الأَوَّل 2010 م .
7 ــ في عشِيَةِ 2011 م / كانُون الأَوَّل 2010 م .
8 ــ مَسْرَحِيَّة مكانها جَهَنَّم ، زَمَانُها يَوْم القِيَامة !!! / آذار 2011 م .
9 ــ عِنْدَما تَتَكاثَرُ وتَنْشَطِرُ مُنَظَّمَات المُجْتَمَعِ المَدَنِيّ  ... !! / تشْرِين الأَوَّل 2011 م .


   كِتَاب جدِيد مِنْ المُزْمَع إصْدَارَهُ مُسْتَقْبَلاً /
 عُنْوان الكِتَاب :  ( صَائدُ الجرْذَان ، مَعَ قِصَص ومَقَالات مُخْتَارَة أُخْرَى )

مُحْتَويَاته : ــ
أَوَّلاً / شُكْرٌ وتَقْدِير .
ثَانِياً / إِهْدَاء .
ثَالِثاً / مُقَدِّمَة .
رَابِعاً / الدِيكُ الفَصِيح مِنْ البَيْضَةِ يَصِيح .... فَاكِهَة وأَلْغَام .... ابراهيم كولان ( تَعْقِيبٌ لِكاتِبٍ على كِتَابيّ الأَوَّل ) .

 خَامِساً / مَنَاصُ الكلِمات ......
في كِتَاب ( صَائدُ الجرْذَان ، مَعَ قِصَصٍ ومَقَالاتٍ مُخْتَارَة أُخْرَى ) لِلكاتِب لطيف نعمان سياوش .

بقلم : شذى توما مرقوس
الجمعة  22 / 7 / 2016 م .

.... يَضَعُ أَخي وصَدِيقي الفَنَّان لطيف نعمان سياوش بَيْنَ يَديّ القَارِئ / ة ، كِتَاباً زَاخِراً بِضرُوبٍ مِنْ الفنُونِ الأَدَبِيَّة لا مَجَالَ لِلضَجَرِ في قِراءَتِهِ ، فهو يُسَافِرُ بِنا بَيْنَ عَوالِم مُخْتَلِفَة ومُتَناسِقَة في الآنِ ذَاته ، وكُلّها قَدْ أَرْتَفَعَتْ فَوْق أَرْضِ المَشَاعِر الخَصِبَة والحِسِّ الإِنْسَانيّ الصَادِقِ المُتَدَفِّق ..... فيُدْخِلنا إِلى عالَمِهِ الخَاصّ ويُشَارِكنا قِراءَةَ مُذَكَّرَاتِهِ الغنِيَّة بِالخِبْرَةِ الإِنْسَانِيَّة والثَرِيَّة بِالمَعانِي الحيَاتِيَّة العمِيقَة ، وفيها نَتَعرَّفُ على الكثِيرِ مِنْ مُعانَاتِهِ خِلال حيَاتِهِ الوَظِيفِيَّة وفي سَنَواتِ الخِدْمَةِ العسْكرِيَّة وفي حيَاتِهِ ، وأَيْضاً مُعانَاة الآخَرين مِمَّنْ حَوْلَهُ ، ثُمَّ يَفْتَحُ لَنا بَوابَة عالَمِهِ القِصَصِيّ ويُقَلِّبُ لَنا صَفَحَاته صَفْحَةً صَفْحَة فيَحْكي عَنْ صَائدِ الجرْذَان ( والَّتِي أَعْتَبِرها أَنا مِنْ أَجْمَلِ قِصَصِهِ ) ، يَقُولُ لَنا عَنْ ايشو وايلشوه وحَمَّامَهُما الجَهَنَّمِيّ ، ويُقَاسِمُنا أَخْبَارَ المَعْرَكة في قِصَّتِهِ ( مَعْرَكة ) ، ثُمَّ يَبُثُّنا حنِينَهُ إِلى طَائرِ القَبَج ، ويَجْعلُنا نَشْعُرُ مَعَهُ بِما كانَ مِنْ أَمْرِ بهجت في قِصَّتِهِ (بهجت والنَّار ) ، ويَأْتِينا بِخَبَرِ بِضْعِ قَطَرَاتٍ مِنْ الدَمِ اخْتَلَطَتْ مَعَ حفَنَاتٍ مِنْ الحِنْطَة ، وكيْفَ إِنَّ صَفْعة جَعلَتْ مِنْ أَحَدِهِم  فَنَّاناً ، ويُوَدِّعُنا عَنْهُ بِمَجْمُوعَةِ قِصَصٍ قَصِيرَة جِدَّاً : رَجُلٌ يَشْتِمُ الحكُومَة ، مُجَفِّف الشَعَر ، صَنْبور المَاء ، سِنُّ سَارَة ، رَجُلٌ أَرْعن  ، في تَقَاطُعِ المرُور ، رَاتِب مُوَظَّف .

وما أَنْ يَرُدُّ بَوابَةَ عالَمِهِ القِصَصِيّ الجمِيل ، يَدْعُونا إِلى عالَمِ المَسْرَحِ الَّذِي يُحِبّهُ جمَّاً فيُقَدِّمُ مَقَالَتينِ مِنْ مَقَالاتِهِ  : لَقْطَة مِنْ برُوفَة مَسْرَحِيَّة / دَرْسٌ في المَسْرَح ، الطَارِئون على المَسْرَح / دَرْسٌ في المَسْرَح .   
ويَخْتِمُ جَوْلاتَهُ مَعنا في أَرْوِقَةِ كِتَابِهِ بِمُنَاقَشَةِ مَواضِيع كثِيرَة ومُتَنَوِّعَة في مَقَالاتِهِ الَّتِي تُبَشِّرُ بِأَفْكارِهِ ونَظْرَتِهِ إِلى العالَم مِنْ حوْلِنا .
الفِكْرُ الغَزِيرُ الوَافِر في كِتَابِهِ هذَا يَأْخُذُ الكلِمَة حَيْثُ مَراميها ومَقَاصِدها ، ويُؤدِي لَها مَخَارِجَها ، ويَمْنَحَها مَنَاصَها عِنْدَ شَواطِئ الحقِيقَة حُرَّةً مِنْ قيُودِها .
كِتَابٌ غَنِيٌّ ، ثَرِي ، أُهنِئُ أخي لطيف في إِنْجازِهِ ، وأَرْجو لَهُ كُلَّ التَوْفيق ، كما أَتَمَنَّى لِلقَارِئ /ة وَقْتاً مُمُتِعاً ، مُفِيداً ومُثْمِراً ، في مُطَالَعتِهِ ومُشَاطَرَة الكاتِب قَضَايَاه وهمُومه .
مَعَ كُلِّ الوِد

سَادِساً / مِحْوَر مُذَكَّرَات ، وفيه التَالي : ــ
1 ــ أَنا وصَدِيقَتي ورَجُلُ الأَمْن / مُذَكَّرَات /  2000 م .
2 ــ سرِّيٌّ لِلغايَة وشَخْصِيٌّ وعلى الفَوْر / مُذَكَّرَات /  2010 م .
3 ــ كُنْتُ الشَّابَ  الوَحِيد بَيْنَ جَمْهَرةٍ مِنْ النِسَاء / مُذَكَّرَات / عام 2011 م  . 
4 ــ احْتَجْنا يَوْمينِ لِحَرْقِ الكُتُبِ المَمْنُوعَة في التَنُور / مُذَكَّرَات /  2011 م  .
5 ــ هَلْ يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ الفَنَّان حاقِداً وخَبِيثاً ؟! / مُذَكَّرَات / عام  2012 م .
6 ــ يَوْمُ دخُولِ البَارتي أَرْبيل في آب 1996 م / مُذَكَّرَات / عام 2012 م .
7 ــ إِلى الوَرااااااااااااءِ دُرّ ... يَسْ يم .... يَسْ يم ...  / مُذَكَّرَات /  2012 م .
8 ــ شَرِبْنَا الشَاي في عُلَبِ جبنِ كرَافت الفَارِغَة / مُذَكَّرَات /  2014 م  .
9 ــ الحنِين إِلى كرْكوك / مُذَكَّرَات / عام 2015 م .

سَابِعاً / مِحْوَرُ القِصَصِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، ويَشْمِلُ : ــ
1ــ  بهجت والنَّار ــ حِكايَة مِنْ زَمَنِ الحِصَار / قِصَّة قَصِيرَة /  2000 م .
2 ــ مَعْرَكة  / قِصَّة قَصِيرَة /  2001 م .
  3 ــ الصَفْعة الَّتِي جَعلَتْ مِنْهُ فَنَّاناً / قِصَّة قَصِيرَة /  2012 م .
4 ــ الحنِين إِلى طَائرِ القَبَج / قِصَّة قَصِيرَة /  2014 م .
5 ــ قَطَرَاتٌ مِنْ الدَمِ اخْتَلَطَتْ مَعَ حفَنَاتٍ مِنْ الحِنْطَة / قِصَّة قَصِيرَة /  2014 م .
6 ــ صَائدُ الجرْذَان / قِصَّة قَصِيرَة /  2015 م .
7 ــ ايشو وايلشوه والحَمَّام الجَهَنَّمِيّ / قِصَّة قَصِيرَة /  2015 م .
8 ــ مَجْمُوعَةُ قِصَصٍ قَصِيرَة جِدَّاً : ( رَجُلٌ يَشْتِمُ الحكُومَة ، مُجَفِّف الشَعَر ، صَنْبور المَاء ، سِنُّ سَارَة ، رَجُلٌ أَرْعن  ، في تَقَاطُعِ المرُور ، رَاتِب مُوَظَّف ) .


ثَامِناً / عَنِ المَسْرَح :ــ
1 ــ لَقْطَة مِنْ برُوفَة مَسْرَحِيَّة / دَرْسٌ في المَسْرَح / عام 2015 م .
2 ــ   الطَارِئون على المَسْرَح / دَرْسٌ في المَسْرَح .

تَاسِعاً / مِحْوَرُ المَقَالاتِ وتَضُمُّ التَالِيَة : ــ
1 ــ أَهكذَا يكُونُ الفَنَّان مُهاناً في بَلَدي ؟ / 2011 م .
2 ــ الحنِين إِلى الأَصْدِقاء / عام 2012 م .
 3 ــ كيْفَ سِيقَ لوقا منصور شابو إِلى الجيْش ، وكيْفَ تَسَرَّحَ مِنْ الخِدْمَة ؟ / عام 2012 م . 
4 ــ لِماذَا تَحْشرُوا مُنَظَّمات المُجْتَمَعِ المَدَنيّ في عنكاوا بِالسِياسَة ؟ / عام 2012 م . 
5 ــ كيْفَ ولِماذَا اسْتُشْهِدَ أمير بولص عطو ، وهيثم صليوا ايشو في عنكاوا ؟ / عام 2012 م . 
6 ــ مَسْكِينٌ مُدِيرُ النَاحيَة / عام 2012 م .
7 ــ بَغْداد عَرُوسَةُ العِراق .... لِماذَا أَنْتِ حزِينَة ؟! / عام 2012 م .
8 ــ سَرِقَة حلال / عام 2012 م .
9 ــ ما قِيمَة الحِزْب لَوْ ضَاعَ الوَطَن / عام 2013 م  .
10 ــ ارْهاصَاتُ المُنْتَدَياتِ اللَيْليَّة في عنكاوا / عام 2013 م .
11 ــ أَنا والمَطَر / عام 2013 م  .
12 ــ قِطَارُ البَصْرَة / عام 2014 م .
13 ــ هكذا كفَرُوا بِالوَطَن / عام 2015 م .
14 ــ في ضَياعِ الشَهِيد سليم بولص عطو كليانا / عام 2016 م . 
15 ــ مَشْهَدٌ مُوجِع لِسَيّدَة مُهَجَّرَة قَسْرَاً / عام 2016 م .

عاشِراً /  دَرْسٌ في الرَقْصِ / خَاطِرَة / عام 2014 م .
أَحَدَ عَشر / خَاتِمَة .
  إِثْنَا عَشر /  فَهْرِسْت .

لطيف نعمان وتَقَاطُعِ المرُور :

في تَقَاطُعِ المرُور ( ق.ق.ج )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرقت من أمامي مركبة فارهة سوداء اللون ، رباعية الدفع ، لا تحمل لوحة التسجيل ، يغطي نوافذها اللون الأسود للحد الذي ما عدتُ أرى إن كان فيها أشخاص أم لا ....
في تقاطع المرور امتثلت لإشارة المرور الحمراء ، أخفضَ الرجل الراكب في الحوض الخلفي زجاج نافذته ، ورمى عدة محارم بيضاء على الأرض .
 
7 / شباط / 2016 م .
 ــ انتهى ــ

ماذَا يُرِيدُ لطيف نعمان أَنْ يَقُولَ لَنا في تَقَاطُعِ المرُور /

يَقُولُ لطيف نعمان عاتِباً : 
إِنَّنا نُعاني مِنْ أَنَّ غَالبِيَة القُرَّاء لايَتَمعَّنُونَ ولايَتَعمَّقُونَ بِمَعاني مايُكْتَب ، فمَثَلاً القِصَّه القَصِيرَة جِدَّاً ( في تَقَاطُعِ المرُور ) تَحْمِلُ المَدْلُولات الَّتِي لا أَظُنُّ غَالبِيَة القُرَّاء تَوَصَّلُوا إِلَيْها : ــ

اللَوْنُ الأَسْوَد في السَيَّارَة يُعبِّرُ عَنْ سَوادِ جرِيرَةِ رُكَّابِها ..
الزُجاجَات المُعْتِمَة في المَرْكبَة تَرْمِزُ إِلى أَنَّ الرَاكِب فيها يَتَمَكَّنُ مِنْ رَصْدِنا لكِنَّنا لا نَتَمَكَّنُ مِنْ رَصْدِهِ ، وهو يَرَى عيُوبَنا لكِنَّنا لانَتَمَكَّنُ مِنْ تَشْخِيصِ عيُوبِهِ مَهْما كبُرَتْ ، وهو تَفْسِيرٌ بِأَنَّهُ يَقْدِرُ على مُحاسَبَتِنا لكِنَّنا هَيْهات مِنْ مُحاسَبَتِهِ ..
المَرْكبَة لا تَحْمِلُ لَوْحات تَسْجِيل في إِشَارَةٍ واضِحَةٍ بِأَنَّ المَسْؤُول عِنْدَنا فَوْقَ القَانُون .
لا زِلْنا نُعاني بِأَنَّ مَواكِبَ المَسْؤُولِين لا تَحْمِلُ مَرْكبَاتهم لَوْحات تَسْجِيل ، وبِإِمْكانِهِم تَوْجِيهُ العقُوبَات الغزَيرَة على مَنْ يَشَاؤون ؛ لكِنْ لا يَتَمَكَّنُ الشَعْبُ مِنْ مُحاسَبَتِهِم  ......
هُناك دَلائلٌ وإِشَاراتٌ واضِحَة إِنَّ المَسْؤُولِين الكِبَار ورِجالُ الحكُومَة هُم الَّذِين يَتَداولُون هذِهِ المَرْكبَات .......
عِنْدَما امْتَثَلَتْ المَرْكبَة لإِشَارَةِ المرُورِ الحَمْرَاء بِالوقُوفِ .. فُتِحَتْ الزُجاجَةُ الخَلْفِيَّة لَها ..... واضِح بِأَنَّ المَسْؤُول عادَةً مَوْقِعهُ في الحَوْضِ الخَلْفِيّ ..... ورَمَى قِطَعاً مِنْ المَحارِمِ البَيْضَاء على الأَرْضِ وهي دلالات واضِحَة  بِأَنَّ هؤلاء هُم سَبَبُ تَلْوِيثِ البَلَدِ وهُم أَوَّلُ المُخَالِفين والمُسِيئين لِلذَوْقِ العامّ ..... إِذَنْ هُم الَّذِين تَسَبَّبُوا في إِلْحاقِ الأَذَى بِالبَلد .....
صَحِيح هي قِصَّة قَصِيرَة جِدَّاً لا تَتَعدَّى بِضْعَة أَسْطُر ، لكِنَّ مدْلُولاتِها عمِيقَة وغزِيرَة ......

 

إِنْجازَاته المَسْرَحِيَّة /

أَوَّلاً : مَسْرَحُ الدُمَى
أَلَّفَ وأَخْرَجَ المَسْرَحِيَّات التَاليَة : ـ
1 ــ الشَجَرَة والشَمْس / مَسْرَحِيَّة كتَبَها بِالعرَبِيَّة عام 1984 م ، وأَخْرَجَها لِمَتْحَفِ الطِفْل في بَغْداد العامّ ذَاته ، ثُمَّ أَخْرَجَها بِالسرْيَانِيَّة عام 2008 م لِوزارَةِ الثَقَافَة / المُدِيرِيَّة العامّة لِلثَقَافَةِ والفنُون السرْيَانِيَّة وتَمَّ عرْضَها في عنكاوا  .
2 ــ كلْكامِش / مَسْرَحِيَّة كتَبَها بِالعرَبِيَّة عام 1985 م وأَخْرَجَها لِمَتْحَفِ الطِفْل في بَغْداد في السَنَةِ ذَاتِها .
3 ــ نُعْمان ابْن المُنْذِر / مَسْرَحِيَّة كتَبَها بِالعرَبِيَّة عام 1985 م وأَخْرَجَها لِمَتْحَفِ الطِفْل في بَغْداد لِلعامِ ذَاته .
4 ــ الكِتَابَة على الطِين / مَسْرَحِيَّة كتَبَها عام 1985 م بِالعرَبِيَّة وأَخْرَجَها لِمَتْحَفِ الطِفْل في بَغْداد بِنَفْسِ العامِ .
5 ــ كيْفَ نُولِّدُ النَّار / مَسْرَحِيَّة كتَبَها عام 1986 م بِالعرَبِيَّة وأَخْرَجَها لِمَتْحَفِ الطِفْل في بَغْداد .
6 ــ تَعاون / مَسْرَحِيَّة كتَبَها عام 1986 م بِالعرَبِيَّة وأَخْرَجَها لِمَتْحَفِ الطِفْل في بَغْداد في العامِ ذَاته .
7 ــ طَرِيقُ الشَجَرَة / مَسْرَحِيَّة كتَبَها عام 1986 م بِالعرَبِيَّة وأَخْرَجَها في بَغْداد نَفْس العامِ ، وفي عام 2005 م أَخْرَجَها  لِوِزارَةِ الثَقَافَة / المُدِيرِيَّة العامّة لِلثَقَافَةِ والفنُون السرْيَانِيَّة .

ثَانِياً : مَسْرَحُ الطِفْل
1 ــ العُصْفُور والقُرُنْفُلَة / مَسْرَحِيَّة أَخْرَجَها عام 1976 م وقَدَّمَها بِإِسْمِ نَادِي أُور العائليّ في بَغْداد ، ولَقَدْ أَعَدَّها عَنْ مَسْرَحِيَّة بِنَفْسِ العُنْوان لِلكاتِب البَصْرِيّ جبار صبري العطية .
2 ــ فَوائدُ الطَعامِ / مَسْرَحِيَّة كتَبَها عام 1992 م بِالسرْيَانِيَّة وقَدَّمَها لِطَلبَةِ المَدَارِسِ في كنِيسَةِ مار يوسف في عنكاوا .
3 ــ كالو سولاقا / مَسْرَحِيَّة كتَبَها عام 2003 م بِالسرْيَانِيَّة وأَخْرَجَها بِنَفْسِ السَنَةِ في عنكاوا .
4 ــ الوَرْدَة اللُغْز / مَسْرَحِيَّة للأَطْفَال مِنْ تَأْلِيف وإِخْرَاج لطيف نعمان ، قَدَّمَتْها فُرْقَةِ شِمْشَا لِلتَمْثِيلِ عام 2004 م بالسورث في عنكاوا .

ثَالِثاً  : مَسْرَحُ الكِبَار
كتَبَ لِمَسْرَحِ الكِبَار خَمْس مَسْرَحِيَّات ، في النِيَّة إِصْدَار كِتَابٍ خَاصٍّ بِها .

1 ــ أَنا والمَطَر / مَسْرَحِيَّة كتَبَها عام 1997 م بِالسرْيَانِيَّة وأَخْرَجَها في دهُوك بِالسَنَةِ ذَاتها .
2 ــ دَرْبُ الحُرِّيَّة / مَسْرَحِيَّة كتَبَها عام 1998 م بِالسرْيَانِيَّة وأَخْرَجَها وقَدَّمَها في دهُوك العام ذَاته ، كما قَدَّمَها بَعْدَ السقُوط عام 2004 م في بَغْداد بِالسرْيَانِيَّة .

لَقْطَة مِنْ مَسْرَحِيَّة ( دَرْبُ الحُرِّيَّة ) .


3 ــ مُحاكمَةٌ غَرِيبَة / مَسْرَحِيَّة كتَبَها عام 2000 م بِالسرْيَانِيَّة وأَخْرَجَها نَفْس العام ، وكانَتْ بَاكُوَرة نَشَاطاتِ فُرْقَةِ شِمْشَا لِلتَمْثِيلِ في عنكاوا ، ويَقُولُ الفَنَّان لطيف إِنَّهُ بِسَبَبِها تَعَرَّضَ إِلى المُسَاءَلةِ والاحْتِجاجِ مِنْ قِبَلِ بَعْضِ المَسْؤُولين على خَلْفِيَّةِ مَوْضُوعِها وجُرْأَةِ الطَرْحِ .
 قَدَّمَها عام 2010 م بِالكُوردِيَّة بِإِسْمِ  مُدِيرِيَّةِ المَسَارِح / وِزارَةِ الثَقَافَة .

4 ــ لُعْبَةُ الملِكِ والمُهَرِّج / مَسْرَحِيَّة كتَبَها عام 2001 م بِالسرْيَانِيَّة وأَخْرَجَها نَفْس العام وقٌدِّمَتْ في أَرْبيل ودهُوك بِإِسْمِ فُرْقَةِ شِمْشَا لِلتَمْثِيلِ ، ثُمَّ قَدَّمَها بِالكُوردِيَّة بِإِسْمِ وِزارَةِ الثَقَافَةِ عام 2008 م .
لَقْطِة مِنْ مَسْرَحِيَّة (  لُعْبَةُ الملِكِ والمُهَرِّج ) .



5 ــ الاخْتِبار / مَسْرَحِيَّة كتَبَها عام 2004 م بِالسرْيَانِيَّة وقَدَّمَها نَفْس العام في عنكاوا .



أَعَدَّ وأَخْرَجَ المَسْرَحيَّات التَاليَة : ــ
1 ــ اتيرا ( الثَرِي ) / مَسْرَحِيَّة قَامَ بِإِعْدادِها الفَنَّان لطيف نعمان مِنْ الإِنْجيل عام 1993 م وأَخْرَجَها أَيْضاً ، وقُدِّمَتْ في كنيسَةِ مار كوركيس وكنيسَةِ مار يوسف في عنكاوا .
2 ــ ضَحكاتٌ وأَفاعِي / مَسْرَحِيَّة أَعَدَّها عام 1999 م عَنْ مَسْرَحيَّة بِعُنْوان ( كاوا الحدَّاد ) تَأْلِيف حافظ العادلي ، وأَخْرَجَها بِاللُغةِ الكُوردِيَّة العام ذاتَه لِوِزارَةِ الثَقَافَة .
3 ــ مُذَكَّرَات ميم / مُونودراما مَسْرَحِيَّة ( مَسْرَحِيَّة المُمَثِّل الوَاحِد ) / تَأْلِيف :  سعدون العبيدي / إِعْداد وإِخْرَاج : لطيف سياوش / قُدِمَتْ لِصَالِحِ مُدِيرِيَّةِ مَسَارِح أَرْبيل ، بِاللُغَةِ الكُوردِيَّة ، عام 1989 م ، مَثَّلَ فيها الفَنَّان أنور شيخاني .

 
لَقْطِة مِنْ مَسْرَحِيَّة مُذَكَّرَات ميم

 

نَشَاطاتٌ أُخْرَى :
مَثَّلَ في مَسْرَحيَّةِ ( الدُّب ) لأنطون تشيكوف ، مِنْ إِخْرَاج الفَنَّان دنحا بويا  ، وقَدَّمَها بِإِسْمِ فُرْقَةِ شِمْشَا لِلتَمْثِيلِ بِالسرْيَانِيَّة عام 2003 م  ، شَارَكهُ التَمْثِيل فيها بطرس هرمز ، ليندا نوري ، وراستي بولص ، وعُرِضَتْ في عنكاوا .
 مَسْرَحِيَّة ( الدُّب ) ــ لَقْطتَان  .





 
قَامَ بِتَرْجَمَةِ مَسْرَحيَّة ( مَعْقُول ) ــ مِنْ الأَدَبِ الفَرَنْسِيّ لِلمُؤَلِّف ماكس رينيه ــ  ، حَيْثُ تَرْجَمَها إِلى السرْيَانِيَّة عَنْ كِتَاب ( مَسْرَحِيَّات فُكاهِيَّة ) لِسمير شيخاني بِالعَرَبِيَّة ، وأَخْرَجَها لِوِزارَةِ الثَقَافَة / المُدِيرِيَّة العامّة لِلثَقَافَةِ والفنُون السرْيَانِيَّة عام 2008 م  ، وتَمَّ عَرْضَها على مَسْرَحِ جمْعِيَّةِ الثَقَافَةِ الكلْدانِيَّة في عنكاوا .


في كرْكوك :
 إِنَّهُ سيَعِيشُ / أَوَّلُ عَمَلٍ مَسْرِحيّ مَثَّلَ فيهِ الدَوْر الرَئيسِيّ وهو طالِبٌ في الدِراسَةِ المُتَوَسِّطَة عام 1964 م بِاللُغَةِ العَرَبِيَّة ، وهو مِنْ إِخْرَاجِ الفَنَّان الرَاحِل أنور محمد رمضان ، لِصَالِحِ مُدِيرِيَّةِ النَشَاطِ المَدْرَسِيّ ، وعُرِضَ كذَلِكَ في المَوْصِل ضِمْنَ بَرْنَامجِ مِهْرَجانِ الرَبِيع هُناك .


لَقْطِة مِنْ مَسْرَحِيَّة ( إِنَّهُ سيَعِيشُ ) .
 


عام 1967 مَثَّلَ في مَسْرَحِيَّتينِ مِنْ إِخْرَاجِ الفَنَّان عماد بهجت  :
1 ــ المُقْعدُ الأَعْمَى / مَسْرَحِيَّة دِينِيَّة  .
2 ـ حلاَّق الطَرَف / مَسْرَحِيَّة كُومِيدِيَّة  تَمَّ تَقْدِيمَها في كرْكوك ، ثُمَّ في عنكاوا عام 1967 م بِالعَرَبِيَّة وقُدِمَتْ بِإِسْمِ ( فُرْقَةِ الشَبابِ المَسِيحيّ ) ، مَثَّلَ فيها دَوْرَ البطُولَة وكانَتْ مِنْ إِخْرَاجِ الفَنَّانِ عماد بهجت ، حَيْثُ تَمَّ عَرْضَها في بَاحةِ مَدْرسَة عنكاوا الابْتِدائِيَّة في صَيّفِ نَفْسِ العام ، وكانَتْ عنكاوا لأَوَّلِ مَرَّة تَشْهَدُ عَرْضاً مَسْرَحِيَّاً ، حَيْثُ شُيِّدَ المَسْرَح مِنْ مقَاعِدِ الدِرَاسَة والكُمْبَار ونُصِبَتْ أَجْهِزَة الإِضَاءَة وتَدْبير المكْيَاج ، وكانَتْ دَهْشَة المُشَاهدِين كبِيرَة عِنْدَ إِطْفَاءِ أَضْواءِ القَاعة وتَوْجيهِ الإِضَاءَة صَوْبَ المُمَثِّلين على المَسْرَح وهُم يَمْلؤُونَ الأَجْواء قَهْقَهات ويُقَاطِعون المُمَثِّلين بِالتَصْفِيقِ الحادّ .

في بَغْداد :
عَمِلَ لِمُدَّةِ أَرْبَعِ سَنَواتٍ في فُرْقَةِ المَسْرَحِ الرِيفيّ في بَغْداد لِلفَتْرَةِ مِنْ 1976 م لِغايَةِ 1980 م ، وهي فُرْقَة حكُومِيَّة تَابِعة لِوِزارَةِ الزِرَاعة ، مَثَّل فيها العدِيد مِنْ المَسْرَحِيَّات الَّتِي كانَتْ تُقَدِّمُها في رِيفِ بّغْداد والرَمادي والكُوت ، ومِنْها مَسْرَحِيَّة ( المِيزَان ) ، مِنْ تَأْلِيف وإِخْرَاج صبحي الخزعلي ، بطُولَة لطيف نعمان عام 1977 م  .
لَقْطًة مِنْ مَسْرَحِيَّة ( المِيزَان ) .
 


في بِدايَةِ الثَمانِينَات تَمَّ تَنْسِيبَهُ إِلى المُؤْسَّسَةِ العامّةِ لِلآثَارِ والتُراث على خَلْفِيَّةِ إِصْرَارِهِ على عَدَمِ الانْتِماءِ إِلى صُفُوفِ الحِزْب ، لكِنَّهُ وبَعْدَ مُحاولاتٍ عدِيدَة اسْتَطَاعَ أَنْ يَعْمَلَ في مَتْحَفِ الطِفْل / مَسْرَح الدُمَى ، وهُناك كتَبَ وأَخْرَجَ ومَثَّلَ عَشَرَات المَسْرَحِيَّات لِمَسْرَحِ الدُمَى ، كما قَامَ بِتَدْرِيبِ المُنْتَسِبَاتِ لِلقِسْمِ المَذْكُور على تَحْرِيكِ الدُمَى والتَعامُلِ مَعَ مَسْرَحِ الطِفْلِ .
اسْتَمَّرَ بِالعَمَلِ في مَسْرَحِ الدُمَى في بَغْداد لِمُدَّةِ أَرْبَعِ سَنَوات كاتِباً ومُخْرِجاً ومُمَثِّلاً ومُحَرِّكاً لِلدُمَى .
قَدَّمَ في نَادِي أُور العائليّ ، والنَادِي الوَطَنِيّ الآثُوري مَجْمُوعَة مَسْرَحِيَّات بِاللُغَتينِ العَرَبِيَّةِ والسرْيَانِيَّة مِنْها : الطَبِيب الطَائر لِمولير ( مِنْ إِخْرَاجِهِ ) ، الوَرْدَة اللُغْز / مَسْرَحِيَّة لِلأَطْفَال (  وهي مَسْرَحِيَّة مِنْ تَأْلِيفِهِ وإِخْرَاجِهِ ، كما شَارَكَ فيها كمُمَثِّل ) ، ومَسْرَحِيَّة الفطُور السَاعَة التَاسِعة ( بِاللُغَةِ بِالسرْيَانِيَّة ) مِنْ إِخْرَاجِ الفَنَّان زهير عبد المسيح وتَأْلِيف سامي عبد الحميد ، وكانَتْ قَدْ نُشِرَتْ في مَجَلَّةِ العامِلُون في النَفْط   .
عَمِلَ في فُرْقَةِ المَسْرَحِ الشَعْبِيّ ومَسْرَحِ الـستِين كُرْسي في بَغْداد .


في أَرْبيل :
عام 1987 نَقَلَ الفَنَّان لطيف سياوش خَدَماتِهِ إِلى مَدِينَةِ أَرْبيل ، وعَمِلَ مَعَ الفَنَّانين  زهير عبد المسيح ، الرَاحِل صفوت الجراح والفَنَّان سعدون يونس على تَشْكِيلِ مُدِيرِيَّةِ المَسَارِح والفنُونِ الشَعْبِيَّة ، والَّتِي تَحَوَّلَتْ فيما بَعْد إِلى مُدِيرِيَّة مَسَارِح أَرْبيل  ، وقَدَّمَ فيها العدِيد مِنْ المَسْرَحِيَّات مُؤْلِّفاً ومُخْرِجاً بِاللُغَةِ الكُوردِيَّة


في عام 2000 أَسَّسَ أَوَّلَ فُرْقَةٍ مَسْرَحِيَّة تَتَحَدَّثُ بِاللُغَةِ السرْيَانِيَّة في كُوردِسْتَان مَعَ نُخْبَةٍ مِنْ مَسْرَحييّ ومُثَقَّفِيّ المَنْطَقَة وتَحْدِيداً في عنكاوا بِإِسْمِ فُرْقَةِ شِمْشَا لِلتَمْثِيلِ وتَرَأْسَ إِدارَتها لأَرْبَعِ سَنَوات ، وكتَبَ وأَخْرَجَ ومَثَّلَ في العدِيدِ مِنْ المَسْرَحِيَّاتِ فيها .
نَظَّمَ دَوْرَتين في الصَوْتِ والإِلْقَاءِ لِمُذِيعي ومُذِيعاتِ الإِذَاعةِ والتِلفزيون في مَصِيفِ صلاح الدين عام 1995 ، وأَرْبيل عام 2001 ، وتَخَرَّجَ مِنْ هذِهِ الدَوْرَتينِ كادِر مِنْ المُذِيعِين والمُذِيعاتِ لا زَالَ بَعْضَهُم / نَّ يَعْمَلُ في العدِيدِ مِنْ الفَضَائيَّات والإِذَاعاتِ داخِل وخَارِج القُطُر . 
أَقَامَ العدِيد مِنْ الأُمْسِيَات الثَقَافِيَّة والفَنِيَّة .

ــــــــــــــــــــــــــ

المَصَادِر /
1ــ كِتَاب فَاكِهَةٌ وأَلْغَام ( مَجْمُوعَةُ مَقَالاتٍ مُخْتَارَة )
تَأْلِيف / لطيف نعمان .

2 ــ الكاتِب لطيف نعمان .
مَعَ الشُكْر الجزِيل لِتَعاونِهِ .

3 ــ أَرْشِيف الكاتِب لطيف نعمان في مَوْقِع عنكاوا كوم .

4 ــ بَرْنَامج / رواقُ الثَقَافَة .
إِعْداد وتَقْدِيم : مروان ياسين الدليمي .
ضَيْفُ الحلَقَة : المُخْرِج المَسْرَحيّ لطيف نعمان .
في 27 ــ 2 ــ 2013
رَابِط المَصْدَر :

https://www.youtube.com/watch?v=9nvJ6yawcag

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

مسرحية الشجرة والشمس /
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=389007.0

  مسرحية لعبة الملك والمهرج /
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,671896.msg6029602.html#msg6029602


صائد الجرذان ــ قصة قصيرة ــ لطيف نعمان
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,738685.msg6253907.html#msg6253907


ايشو وايلشوا والحمام الجهنمي ـ قصة قصيرة ــ لطيف نعمان

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,796570.msg7434722.html#msg7434722


بهجت والنار ــ قصة قصيرة ــ لطيف نعمان
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,579350.msg5616187.html#msg5616187





65
   
    كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ــ إِضَافَة   

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
بِقلم : شذى توما مرقوس
الأربعاء 22 / 6 / 2016 م ــ الثلاثاء 2 / آب / 2016 م .

بَدأْتُ سِلْسِلَة كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً بِقَصْدِ التَرْكيزِ على النِتَاجِ القِصَصِيّ ، لكِنَّني ومِنْ خِلالِ إِعْدادِي المَوْضُوعات الخَاصَّة بِذَلِك وَجَدْتُ أَنَّهُ مِنْ المُفِيد التَحَدَّث عَنِ نِتَاجاتِ الكُتَّابِ بِتَشَعُبِها كوَحْدَةٍ واحِدَة ، فأَغْلَبَهُم يُنَوِّعونَ في نِتَاجاتِهم ، فيَكْتُبونَ القِصَّةَ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، أَدَب الطِفْل ، مَسْرَحِ الدُمَى ، المَسْرَحِيَّة ، الأُوبرا والاوبريت.... وإلخ ، أَوْ يَكْتُبون في ثَلاثٍ مِنْ الضرُوبِ ، أَوْ أَرْبَعٍ ، أَوْ كُلَّها ، فهذَا يَعْتَمِدُ على قُدُراتِ الكاتِب ومَدَاها وتَمكُّنِهِ مِنْ أَدواتِهِ الكِتَابِيَّة والمَعْرِفِيَّة والأَدَبِيَّة والخِبْرَة ... وإلخ مِنْ عوَامِلَ شَتَى ، لَيْسَ بِالمَكانِ في هذِهِ المُقَدِّمَةِ تَحْدِيدها وتَفْصِيلها .....                                                             
                                                   
وهكذا فالكُتَّاب مِمَّنْ كتَبْتُ عَنْهُم ، مِنْهُم مَنْ يَكْتُبُ في شَتَى الضرُوبِ الأَدَبِيَّة ، وبَعْضَهم قَدْ اكْتَفَى بِمُخْتَارٍ مِنْها ومُحدَّد ، وعلى هذَا  فإِنَّ السِلْسِلَة ستَمْتَّدُ لِتَشْمل مَنْ يَكْتُبُ المَسْرَحِيَّة ، الأُوبرا ، الاوبريت ، مَسْرَحِ الدُمَى ، وأَدَبِ الطِفْلِ ، لِنَتَعرَّفَ على مَنْ مَكَّنَتْهُ قَابليَاتُهُ وأَدواتُه وخِبْرَتُهُ ومَوْهِبَتُهُ مِنْ التَوَسُّعِ فيها ...........     
                                             
كُنْتُ قَدْ كتَبْتُ مُقَدِّمَة عَنِ القِصَّةَ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، اليَوْم أُضِيفُ إِلَيْها مُقَدِّمَةً عَنْ فَنُّ التَأْلِيفِ المَسْرَحِيّ ، مَسْرَح الطِفْل والدُمَى ، الاوبريت ، الأُوبرا ........ إلخ ، لأَبْدأَ بَعْدَها مَعكُم بِالقِراءَةِ عَنِ الكُتَّابِ مِمَّنْ أَسَرَتْ الفنُونُ المَسْرَحِيَّة المُتَنَوِّعةِ قُلُوبَهُم فانْتَجُوا الكثِير في هذَا المِضْمَار ، إِضَافَةً إِلى كوْنِهِم يَكْتُبونَ في القِصَّةَ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ........... إلخ ، بِكُلِّ الضرُوبِ أَوْ بَعْضِها كما أَسْلَفْتُ .....                                                                                         
 آثَرْتُ أَنْ أَجْمَعَها كُلَّها في حُزْمَةِ ضَوْءٍ مُلَوَّنَة كقَوْسِ قَزَحِ الفَرَح لأُقَدِّمها لِلقُرَّاءِ والقَارِئات مِنْ القَلْب ، فشُكْراً لِكُلِّ مَنْ يُرافِقُني في كِتَابَاتي .........               

ــــــــــــــ


أَخْتَارُ هذِهِ الفَقَرات عَنِ المَسْرَحِيَّة والاوبريت والأُوبرا مِنْ مَصَادِر قُمْتُ بِإِدْرَاجِها في نِهايَةِ المَقَال :                                                                             

أولاً : المَسْرَحِيَّة                                                                               
تَعْرِيفُ المَسْرَحِيَّة : هي نَصٌّ أَدَبيّ يَصُبُّ في حِوارٍ ، ويُقَسَّمُ على مَشَاهِدٍ تَحْكي بِهِ الكُتُبُ قِصَّةً جادَة أَوْ هازِلَة ، ويُلْقِيهِ مُمَثِّلون فُصَحاء أَمامَ جَمْهُورٍ في وَقْتٍ مَعْلُومٍ ، وضِمْنَ إِطارٍ فَنِيّ مُعيَّن ، ولابُدَّ لِكُلِّ مَسْرَحِيَّة مِنْ بِنَاءٍ يَجْتَمِعُ فيه النَظارَة ، ومَسْرَحٌ تَجْرِي علَيْهِ ، وزَمَنٌ يُحدَّدُ لِسَاعتينِ أَوْ ثَلاث يَنْصَرِفُ فيهِ جُهْدُ الكاتِب المَسْرَحِيّ لِتَصْويرِ الشَخْصِيَّةِ المِحْوَرِيَّة ( البَطَل ) الَّذِي يَصْطَرِعُ مَعَ ندٍّ لَهُ أَقَلُّ شَأْناً مِنْهُ ،  أَوْ يَصْطَرِعُ مَعَ تَقَالِيدِ المُجْتَمعِ وعقَائدِهِ أَوْ مَعَ عالَمِهِ الذاتيّ .         
المَسْرَحِيَّة فَنٌّ مِنْ الفنُونِ الأَدَبِيَّة الأُخْرَى كالقِصَّة والرِوايَة ، والمَسْرَحِيَّة رِوايَة ، لكِنَّها مَبْنِيَّة كُلّها على الحِوار ، وظَهَرَتْ قَبْلَ ظهُور هذِهِ الأَخِيرَة ، كما إِنَّها لَيْسَتْ أَدَباً خَالِصاً بَلْ إِنَّها تَتَرَكَّب مِنْ الفَنِّ الأَدَبيّ ومِنْ الإِخْرَاجِ المَسْرَحِيّ ومِنْ الأَداءِ التَمْثِيليّ كذَلِك .                                                                                 

هَدَفُ المَسْرَحِيَّة : وهو الفِكْرَة الأَسَاسِيَّة الَّتِي يَسْعى فيها الكاتِب لِبَيَانِها وهو مُنْطَلق الحَوادِث والصُراع والحِوار في المَسْرَحِيَّة .                                     

أَنْواعُ الفنُونِ المَسْرَحِيَّة :                                                                     
1 ــ الأُوبرا .                                                                                   
2 ــ الاوبريت .                                                                                 
3 ــ مَسْرَحُ العرائس .                                                                         
4 ــ البَالِيه .                                                                                     


الفَرْقُ بَيْنَ المَسْرَحِ والمَسْرَحِيَّة :                                                         
يَسْتَخْدِمُ الكثِيرُ مِن النَّاسِ والأَشْخاصِ كلِمَة المَسْرَحِيَّة كمُرادِف لِكلِمَةِ المَسْرَح ، كما إِنَّهم يَسْتَخْدِمون العَرْض المَسْرَحِيّ كمُرادِف لِلكِلمَةِ نَفْسِها أَيْضاً ، لكِنْ هُنَاك فَرْقٌ كبِيرٌ بَيْنَ هاتين الكلِمتينِ ، فالمَسْرَحِيَّة أَوْ العَرْض المَسْرَحِيّ تَدُلُّ على القِصَّة أَوْ النَصّ الأَدَبِيّ ، أَمَّا المَسْرَح فهو المَكان المُخَصَّص لِذَلِك العَرْض .               

التُرَاث اليُونانِيّ والإِغْرِيقِيّ القَدِيم هو أَوَّلُ مَنْ أَوْجَدَ الفَنّ المَسْرَحِيّ ، ويُعْتَقَدُ بِأَنَّهُ يَعودُ إِلى العَصْرِ المَصْرِيّ القَدِيم ( الفَرْعونِيّ ) .                                       

ثَانِياً : الاوبريت                                                                                 
الاوبريت : مَسْرَحِيَّة غِنَائيَّة قَصِيرَة تَشْتَمِلُ عادَةً على حبْكةٍ عاطِفِيَّة نِهايَتها سَعِيدَة ، كما تَحْتَوي على مَواقِف مِنْ الحِوارِ المَلْفُوظ والرَقْصِ التَعْبِيرِيّ أَوْ الاسْتِعْراضِيّ .
كانَ الاوبريت مَحْبُوباً في الفَتْرَةِ بَيْنَ أَواسطِ القَرْنِ التَاسِع عَشَر حَتَّى العِشْرِينَات مِنْ القَرْنِ العِشْرِين المِيلادِيّ ، تَطَوَّرَ الاوبريت مِنْ الأوبرا الهزَلِيَّة الفَرَنْسِيَّة ، ولكِنَّهُ يَخْتَلِفُ عَنْها في أَنَّهُ يَحْتَوي على حِوارٍ كلامِي بَدَلاً مِنْ الحِوارِ الغِنَائيّ ، وعلى أَغَاني بَدَلاً مِنْ أَلْحانٍ ، وغالِباً ما تَكونُ مُقَدِّمَة الاوبريت خلِيطاً مِنْ أَغانٍ مُنْتَزَعةٍ مِنْ العَرْضِ ولَيْسَتْ شَيْئاً مُؤَلَّفاً مُسْتَقِلاً كما هو الحال في الأُوبرا .       
الغَرَضُ مِنْ الاوبريت هو التَرْفيه وإِدْخَالِ السرُورِ على النفُوسِ ، ولَيْسَ إِثَارَةِ العواطِفِ القَوِيَّة ، أَوْ الكشْفِ عَنْ قَضَايَا مُهِمَّة أَوْ مُنَاقَشَةِ قَضِيَّةٍ ذِهْنِيَّة أَوْ جدَلِيَّة ، وفي كثِيرٍ مِنْ الاوبريتات نَجِدُ أَنَّ عُقْدَةَ القِصَّة إِمَّا عاطِفِيَّة رُومانسِيَّة أَوْ سَاخِرَة ، وفي مُعْظَمِ الحالاتِ تَتَضَمَّنُ نَوْعاً مِنْ الارْتِبَاكِ حَوْلَ أَخْطَاءٍ غَيْر مَقْصُودَة ، كما تَنْتَهي بِنِهايَةٍ سَعِيدَةٍ كثِيراً ما تَعْكِسُ شَيْئاً مِنْ المِغْزَى الأَخْلاقِيّ .                     

ثَالِثَاً : مَسْرَحُ الدُمَى                                                                         

لِلتَعْرِيفِ بِمَسْرَحِ الدُمَى ، أَخْتَارُ هُنا مَقَالَة أَخي وصَدِيقي الفَنَّان الأَدِيب لطيف نعمان سياوش والَّتِي كتَبَها بِنَاءاً على طَلَبٍ مِنّي ونَشَرَها ، هُنا أُدْرِجُ رَابِط المَوْضُوع :                                                                                     

مَوْضُوع /  هَلْ يُوجَد مَسْرَح لِلدُمَى في العِراق ؟ ... أَوْ صُومكا ، وكالو سُولاقا ، وئه ى ياران بدايَات الحرَكة المَسْرَحِيَّة .                                 
الكاتِب : لطيف نعمان سياوش                                                             
مَوْقِع عنكاوا                                                                                 
 
رَابِط المَصْدَر :
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=813922.0


رابِعاً : الأُوبرا                                                                                 

تُعْتَبرُ الأُوبرا مِنْ أَكْثَرِ الفنُونِ المَسْرَحِيَّة المُوسِيقِيَّة الغِنائِيَّة صُعُوبَةً وإِمْتَاعاً وفَخَامَةً ، لِمَا تَتَطلَّبُهُ مِنْ قُدُراتٍ عالِيَة في الغِنَاءِ والمُوسِيقَى والرَقْص التَعْبِيرِيّ ، إِضَافَةً إِلى عنَاصِرِ الحرَكة ، وتَشْكيلِ المَجْمُوعاتِ ، والدِيكُوراتِ الخَاصَّة ، وبِالتَوازِي تَحْتَاجُ إِلى جَمْهُورٍ نَوْعِيّ ، يَمْلِكُ ثَقَافَةً خَاصَّة تُمكِّنُهُ مِنْ فِهْمِ ما يَجْرِي على خَشَبَةِ المَسْرَح ، ما جَعَلَها مِنْ أَكْثَرِ الفنُونِ نُخْبَوِيَّةً .                             

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المَصَادِر /                                                                                     

( 1 )                                                                                           

مَوْضُوع / مُقَوِّمات الفَنِّ المَسْرَحِيّ .                                                     
الكاتِب : عمار الجنابي                                                                       
الحِوار المُتَمدِّن ــ العدَد 3711 ــ 28 / 4 / 2012 م .                                 
المِحْوَر : الأَدَب والفَنّ .                                                                     
رَابِط المَصْدَر :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=305286



( 2 )                                                                                             

مَوْقِع الإِمارات التَعْلِيميّ .                                                                   
الكاتِب : شعباوي .                                                                           
رَابِط المَصْدَر :
http://www.uae7.com/vb/t10746.html


( 3 )                                                                                             

قَامُوس المَعاني .                                                                               


( 4 )                                                                                           
ويكيبيديا .                                                                                     


( 5 )                                                                                             

مَوْضُوع / نَشْأَة فَنّ الأَوبرا وانْتِقَالِهِ إِلى العالَم .                                       
 الكاتِب : رياض أحمد .                                                                     
مَوْقِع : اكْتَشِفْ سُوريَا .                                                                   

الرَابِط : 
http://www.discover-syria.com/news/1115





شُكراً لِلمُتَابِعين والمُتَابعات ، ودُمْتُم بِأًلْفِ خَيْر  .......                                 

......... يُتْبَع

66
أدب / مُحاورَة قِصَصِيَّة .........
« في: 00:20 31/07/2016  »
 
   مُحاورَة قِصَصِيَّة                                         
                                 
شذى توما مرقوس    

                               
               

......... مِنْ مَحْضِ الصُدَفِ الجيّدَةِ المُثْمِرَة أَنْ قَرأَ القَاصّ مرشد كرمو قِصَّتي القَصِيرَة ( دَعْوَى كيْدِيَّة ) في أَحَدِ المَواقِع ، فتَحاورْنا حوْلَها وأَبْدَى مُلاحظَاتَهُ بِشَأْنِها ، وأَفْصَحَ عَنْ رَغْبَتِهِ في مُحاولَةِ كِتَابَتِها بِغْيَة المُقَارنَة بَيْنَ الأُسْلُوبين وإِنَّهُ يَعْتَبِرُ هذا تَحدٍ لَهُ ، ورَأَيْتُ أَنَّ ذَلِكَ حسَناً .....                                       
أَعْتَقِدُ أَنَّ الَّذِي حَرَّكَ هذا التَحَدِّي في دواخِلِ أَخي القَاصّ مرشد هو أَجْواءُ القِصَّة القَرِيبَة إِلى عوالِمِ عَمَلِهِ الوظِيفِيّ كمُحامٍ وقَاضٍ لِلتَحْقِيق  ، إِنَّها تَبْدأُ بِدَعْوى في المَحاكِم انْطِلاقاً مِنْ العُنْوان ، وتَأْخُذُ مِنْ الطَرِيقِ إِلى مَخْفَرِ الشُرْطَة ، ومِنْ ثُمّ مَخْفَر الشُرْطَة قَصْداً إِلَيْهِ ، إِضَافَةً إِلى أَنَّ بَيَانَ القِصَّة هو الدَعْوَى الكيْدِيَّة الَّتِي أَقَامَها ( فُلان ) على الشَخْصِيَّةِ المِحْورِيَّةِ فيها .                                       
أَشْكُرُ لَهُ الوَقْتَ والجُهْد المَبْذُولين في كِتَابَتِها ، أَشْكُرُ لَهُ مُتَابَعتَهُ واهْتِمامَهُ ، وأَنا أُعْطي لِقِصَّتِهِ صِفَة مُحاورَة قِصَصِيَّة لِقِصَّتي كوْنها ــ أَي الأَخيَرة ــ الحافِز لِكِتَابَتِهِ ( دَعْوَى قَضَائِيَّة ) ولاسْتِنَادِهِ على الفِكْرَةِ المَأْخُوذَةِ مِنْها انْطِلاقاً ولَيْسَ تَفْصيلاً ، فظَهَرَتْ قِصَّتهُ بِحُلَّةٍ بَهِيَّة وبِمَضْمُونٍ جدِيدٍ وثَرِي وبِاسْتِقْلالِيَّة عالِيَة ، ولَمْ يَعُدْ يَرْبِطُ بَيْنَ القِصَّتَينِ سِوَى المَقَاطِعِ والجُمَلِ المَأْخُوذَةِ عَنْ قِصَّتي ــ دَعْوَى كيْدِيَّة ــ ( والَّتِي سيُلاحِظُها القَارِئ/ة بِالتَأْكيد مِنْ خِلالِ اطِلاعِهِ على القِصَّتينِ ) ، ولا غَرَابَة في ذَلِك والقَاصّ مرشد كرمو هو القَاصّ البَارِع القَادِر على شَدِّ القُرَّاء إِلَيْهِ بِأُسْلُوبِهِ الشَيّق وصُوَرِهِ القِصَصِيَّة الحاذِقَة ، تَمَنِّياتي لَهُ بِالمَزِيد مِنْ العطَاء .     
الشُكْر الجَزِيل لِكُلِّ المُتَابِعين والمُتَابِعات .                                               






( 1 )



دعوى قضائية
ــ قصة قصيرة ــ
بقلم : مرشد كرمو
السبت 11 / حزيران / 2016 

كانت وفاء قد أَقامَت الشَكْوَى على زوجها وليد في أحد مَخْافَرِ شُرْطَة ديترويت. بَعثَتْ المَحْكمَةُ إِلَيْها تَسْتَدْعيها لِلمثول والادلاء بشهادتها أمام القاضي في الثالث من كانون الثاني. إنه اليوم الذي  سيقرر فيه القاضي ادانة وليد أو اعلان براءتهِ لضربه وفاء وإلقاء تلفونه اليدوى عليها محدثا جروحا وخدوشا كانت آثارها لازالت بادية على وجهها حتى بعد أكثر من شهرين  من الحادثة. كان حضُورها مُلْزِماً والا ستسقط المحكمة الدعوى ضد وليد. كانت الادلة دامغة ضده وهكذا فالمحكمة الجنائية ستودع وليد السجن لسنوات عديدة.
 نَهَضَتْ صبَاحاً فهذا يوم الانتقام وفرصتها لتستعيد كرامتها التي داس عليها وليد مرارا عديدة بالضرب والاهانات. سترتدي اليوم أجمل ملابسها وستجّمل نفسها بجميع المساحيق لديها. فوليد لا يريدها جميلة ،  أو متعلمة ، أو قوية. وقفت أمام المرآة تتطلع على وجهها المتوتر بعض الشيئ. أرغمت نفسها على الابتسامة إذْ يجب أن تكون سعيدة وفكرت بان اليوم سيكون أول أيام حياتها كوفاء جديدة ، إمرأة قوية مستقلة . فتهلل وجهها بالرضى وأخذت تتفحص وجهها من جديد. كان وجها فاتنا يملك جاذبية وسحر خاص بفضل بشرتها الناعمة وشعرها البني الذي تدلى حول وجهها . تريد ان يراها وليد جميلة وقوية قادرة على اتخاذ القرارات. فهي ليست جبانة ولاضعيفة لاتقوى على شيئ كما كان ينعتها دائما.
هيَّأَتْ طِفْلَها أندي ذات السبع سنوات حيث ستأخذه مَعَها. أما الفتاة الصغيرة ذات الأربعة سنوات فقد تركتها مع جارتها. وحِرْصاً مُضَاعفاً مِنْها دَثَّرَتْ الصبي أندي بِمِعْطَفٍ سَميكٍ. ففي اللَيْلَةِ الماضِيَة تَسَاقَطَت الثَلْوجُ بِغزَارَة وهكذا فالطُرُقَات مَكْسُّوَة بِطَبقَاتِ الثَلْج ومُزْلِقَة . أَمْسَكتْ بِيَدِ طِفْلِها وخَرَجا إِلى شارع الطَرِيق العام نَحْوَ مَحَطَّة انْتِظَارِ الحافِلَة.
كانَتْ تَتَمنَّى لَوْ اسْتَطَاعتْ أَنْ تَعْفي طِفْلَها مِنْ هذَا المِشْوار، لكِنْها لاتريد ان تثقل على جارتها. إلى جانب ذلك انها  وحيدة في مشغان لا أَهْلَ لَها ولا أَصْدِقاء. كما لا يُمْكِنها أَنْ تَتَرُكهُ وَحيداً في المَنْزِل فهو صَغِير السِنِّ . فَكَّرَتْ بأَنَّ سيَّارَةَ أُجْرَة خاصَّة تُقِلُها إِلى المَحكمة هو الحلّ المُنَاسِب ، لكِنَّها لا تَمْلِكُ المَالَ الكافِي لِتَدْفَعَ التَكالِيف. كان وليد بخيلا معها وكريما مع أصدقائهِ وملذاته. كان يحصل على مرتب جيد فهو يعمل في شركة يملكها أحد أصحابه . لكن الدخل الذي يعلن عنه أقل مما يتقاضاه بكثير مما يتيح له التنصل من دفع نفقة ذات أهمية على الولدين وهو مبلغ لا يكفي لدعم العائلة ولذلك فقد اضطرت وفاء أن تقدّم على مساعدات حكومية . انه بداية الشهر ولن تتسلم الصك الحكومي إلا بعد أيام بسبب الأعياد. ولَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يُعِيرها المال ، ما مِنْ سَبِيلٍ أَمَامَها غَيْر أَنْ تَنْتَظِرَ الحافِلَة وتَأْمَل أَنْ لا تَنْتَظِرَ طَوِيلاً.
وقفَا يَنْتَظِران . مَرَّتْ بِضْعُ دقَائق ثُمَّ بِضْعٌ دقائق أُخْرَى ، لكِنْ مَوْعِد مَجِيءِ الحافِلَة تأخرَ  بسبب الطقس السيئ. كان الطِفْلُ في وقُوفِهِ يَصِرخ:
ــ ماما .... أَنا أَتَجمَّد
اغْرُورِقَتْ عَيْناها بالدمُوع وقَالَتْ في سِرِّها،
لابأس أن نعاني اليوم يا ابني. لن نره بعد هذا الصباح.
 ستخلصُ منه ومن دائرة العنف الشهرية التي أضحت نمطا لحياتهما في السنوات الأخيرة.  كانت دائرة العنف تبدأ بالإهانات والاحتقار ثم الضرب وبعد بضعة أيام يعتذر منها وليد ويقدم لها هدية فيتصالحان وسرعان ما تعود علاقتهما طبيعية لاتشوبها أية شائبة تليها عودة العلاقة الجنسية التي انقطعت بينهما أثناء حربهما الباردة  . لكن الرحيق والغرام سرعان ما يزول بعد بضعة أيام فيسمعها وليد كلمات خشنة تليها إهانات وهكذا. كان شعورها بالانتقام يمدها بالقوة والعزيمة كي تتحمل برودة الطقس. انتبهت الى نفسها على صوت أندي.
ــ ماما .... أُرِيدُ أَنْ أَعُودَ لِلمَنْزِل. لقد تجمدت أطرافي.
حَمَلَتْ طِفْلَها إِلى صَدْرِها واحْتَضَنَتْهُ ، نَعَمْ البَرْدُ قَارِس، هي أَيْضاً بَدَأَ البَرْدُ يَتَغَلْغَل في أَطْرَافِها ، وفَوْقَ ذَلِكَ لا تَعْرِفُ مَكانَ المحكة تَحْدِيداً. قالوا لها انها  على شارع ودورد. علَيْها أَنْ تَسأَلَ وتَسْتَدِلَ على العُنْوان الَّذِي مَعَها. بَدَأَ القَلقُ يُسَاوِرها علَيْهِ . لا تَدْرِي كيْفَ تَحْمِيِ طفلها  مِنْ البَرْد . ضَمَّتْهُ إِلى صَدْرِها وأَلْقَتْ علَيْهِ شَالَها لِمَزِيدٍ مِنْ الدِفْءِ. خَافَتْ علَيْهِ مِنْ البَرْد والتَجَمُّدِ والمَرَضِ وحتى المَوْت. ارْتَعدَتْ فَرَائصُها حِيْنَ مَرَّت بِخَاطِرِها فكرة المَوْت. سَأَلَتْ السَائق عَنِ العُنْوان فأَخْبَرَها في أَيّ مَحَطَةٍ علَيْها النزُول للوصول إِلى المحكمة. قَالَتْ في نَفْسِها: سأذهب إِلى نهاية العالم من أجلِ أن أتطلع إلى عيون وليد حين تكبل الشرطة يديه. أرسلت نظراتها إِلى الشوارع التي دبت الحركة فيها بعد أعياد الميلاد وراس السنة . كانت أصوات السيارات تختلط بأصوات البشر وكل في طريقه إلى عمله . كانت زينة الكرسماس لازالت تغطي الشوارع وواجهات المحلات التجارية.
-انظرْ ابني. انظر الى بابا نوئيل والغزلان يجرون العربة وهي تكاد تطير. ما أجملها .
لكن الصبي لم يعرها اهتماما فهو يصرخ ويبكي قائلا إِنه يريد أن يعود الى البيت. كانت الحافلة غاصة بالركاب. تساءلت وفاء في سرها عن الجهة التي يقصدها هؤلاءِ الركاب وما هي هموم كل واحد منهم وهل ان حياتهم جحيما مثل حياتها . وتذكرت بان البيوت أسرار وقالت في سرها بأن الصحيح هو ان البشر أسرار. فالذين يعرفون وليد معرفة عابرة يعتبرونه مثالا في النبل والشهامة وأصدقاءه في النادي يكنون له احتراما خاصا . غادر إثنان من الركاب الحافلة فجلست على المقعد الفارغ وهي تضم ابنها .  حانت منها التفاتة إلى مجلة ( الطفل ) التي تركها الراكبان على المقعد . تناولت  المجلة وأخذت تقرأ فيها . وبعد ان قلبت بضع صفحات منها انتبهت إلى قصة قصيرة ، أخذت تقرأها بلهفة . لكن ما أن أكملت قراءتها حتى طوت المجلة بغضب ووضعتها في جيبها وهي تردد : ما أسخف هذه القصة .
توقفت الحافلة وأشار اليها السائق مشيراً إلى المحكمة بيده .  أخذ قلبها يدق بسرعة . إِنه يوم الدينونة . فلتستجمع قواها .                                                        نزلت مِنْ الحافِلَةِ وأخذت تَمْشِي على الممر الذي يكسوه الثَلْجُ مما يجعله مُزْلِقاً . تَأْمَلُ أَنْ لا تَنْزَلِقَ مَعَ طِفْلِها وتَقَعُ أَرْضاً فتُصابُ هي أَوْ طِفْلَها بكسْرٍ. مَشَتْ الطَرِيق بِحَذَرٍ بَالِغ، كُلُّ خَطْوَة سَارَتْها بِحَذَرٍ، تَارَةً تَحْمِلُ طِفْلَها وتَارَةً تَمْسِكُ بِيَدِهِ. عاد ضعفها اليها فتَنَاثَرَتْ الدمُوعُ مِنْ عيْنِيها ، سَألَها طِفْلُها وهو يَلْمِسُ خَدَّها بِحُنُوٍّ وحُبٍّ :   
ــ ماما ، لِماذَا تَبْكين
مَسَحَتْ دمُوعَها وقَبَّلَتْ يَدَهُ الصَغِيرَة وضَحكَتْ لَهُ تُمازِحَهُ 
ــ أَبْكي مِنْ البَرْد
– أنا بردان مثلك ماما. لكني لا أبكي .
ضَمَّتْهُ إِلَيْها ودَخَلَتْ إلى المحكمة بسرعة لا تنظرُ أَحداً .
أَعلنت لمسؤولٍ في المحكمة عن اسمها وسبب قدومها . فوضع المسؤول  اسمها في الكمبيوتر وطلب منها دخول قاعة المحكمة في التاسعة صباحا أي بعد بضعة دقائق . أرسلت نظراتها في أرجاء المكان . كان وليد واقفا في الجهة الثانية يتمعن في ابنه أندي الذي لم يره لشهرين منذ أن اجبره الحاكم أن يترك المنزل . وما أن التقت نظراتهما حتى أقبل وليد نحو وفاء وابنهما . لكنه توقف في اللحظة الاخيرة إذْ تذكَّرَ أَنَّهُ مَحْظورٌ عليهِ التَحدُّث إِليها أَو الاقتراب منها ريثما تنتهي الدعوى.
 ــوفاء؟ ماذا تفعلين هنا ؟
كان ذلك صوت ابنة جارتها ، فتاة في العشرين من عمرها. وحين رأت الفتاة الصبي قالت:
- أعلم سبب مجيئك إلى المحكمة يا وفاء. سآخذ الصبي معي فأنا عائدة إلى بيت أُمي .
وباءت محاولات وفاء لمنعها من أخذ الصبي معها بالفشل. قبّلت وفاء ابنها . انتبه الصبى إلى والده فتطلع إِليه بفتور وغادر مع الجارة . حاول وليد اللحاق بابنه لكن الساعة كانت قد شارفت على التاسعة صباحا. أندي لم يعد بحاجة إلى والده ، همست وفاء لنفسها. سأربي ولديّ بنفسي فهو ليس بحاحة إلى أب. سارت بخطى وئيدة إلى قاعة المحكمة وسجلت اسمها لدى موظفة المحكمة. وسرعان ما أعلن موظف المحكمة عن قدوم القاضي فوقف الجميع احتراما . تطلعت وفاء إلى حيث كان وليد واقفا مع محاميه والقلق المرعب باد على وجهه الشاحب يرمق وفاء بنظرات نارية ولسان حاله يقول : كيف تجرأت على المجيء . كان يجب أن لا تحضري كي يتم إسقاط الدعوى . وما هي إلا دقائق حتى سمعت وفاء اسمها فتوجهت إلى كرسي الشهود .
كانت المحكمة شبه خالية . أَعلن موظف المحكمة عن اسم الدعوة واسم المدعي عليه وليد . وجدت وفاء نفسها واقفة أمام كرسي الشهود والقاضي يسألها إذا كانت ستقول الحقيقة وكل الحقيقة . أجابت بالايجاب . ابتدرها المدعي العام :
- أين كنتِ في مساء الأول من شهر نوفمبر السابق ؟
- في شقتنا في ديترويت مع زوجي وولدينا
- وماذا حدث ليستوجب اتصالك بالشرطة ؟
- تشاجرنا أنا وزوجي حول الأمور المالية كالعادة.
جعلت وفاء تستدرج إلى ذاكرتها أحداث ذلك المساء . كانت قد وضعت ابنها أندي في سريره . وفجأة لاحت منها التفاتة إلى قاعة المحكمة . كان الصبي جالسا مع بعض الحضور يستمع إليها .
- أندي؟  أهذا أنت ؟
توجهت أنظار وليد ومحاميه إلى وفاء وأخذا يهمسان بعضهما لبعض . تطلع المدعي العام عليها بحيرة وسألها :
- من هو أندي ؟
- ماذا تفعل هنا يا ابني ؟
- هل أنتِ على ما يرام يا سيدتي؟
كان أندي قد اختفى من القاعة وأدركت وفاء إنها كانت تعيش حلما .
- آسفة يا سيدي المدعي العام . نعم تشاجرت مع زوجي إلى حد العراك بالأيدي فارتعبتُ واتصلتُ بالشرطة.
-وهل ضربكِ زوجك المدعي عليه ؟
-في الحقيقة كنتُ قد استفزيته كثيرا فألقى تلفونه اليدوي على الأرض بغضب لكن من سوء حظي فإن التلفون ارتد في الهواء وأصاب وجهي .
- هل تقصدين إنه لم يتعمد ضربك؟
- طبعا لا.
شلت المفاجأة وليد . أما محاميه فقد بدت أمارات الرضى على وجهه . لقد أَسدت وفاء خدمة كبيرة له ولموكله . لقد أنقذته من سنوات سجنٍ طويلة  .
تداول القاضي مع المدعي العام وبعد بضعة دقائق أعلن القاضي إسقاط الدعوى ضد وليد.
غادرت وفاء قاعة المحكمة بسرعة . كانت غاضبة على نفسها بسبب ضعفها التي أبدته في المحكمة .  سارت وهي فريسة أفكارها لا تنظر حواليها كي تصل إلى موقف الحافلة بسرعة . كان عزاؤها الوحيد إنها ستكون مع ولديها خلال نصف ساعة. لحق بها وليد.
- وفاء. وفاء. لحظة فقط . أرجوك
التفت وفاء بسرعة ثم أكملت سيرها دون أن تكترث له . وفاء توقفي . أرجوك. وحين أهملته ضاق وليد ذرعا بها وأمسكها من كتفها .
- ماذا تريد ؟ اذهبْ من هنا.
- أريد أن أشكرك. لقد أنقذتيني .
- اتركني.
- لن أتركك منذ اليوم . أنا أحبك كثيرا. آسف على كل ما أقدمت عليه .
فقالت بتهكم: دعني أخمن في أية مرحلة نحن من دائرة العنف الشهرية . تريد أن تصالحني ، تقدم لي هدية رخيصة ثم تضطجع معي . أليس كذلك؟
- أعدك باني سأكون إنسانا آخر. أنا أموت فيك يا وفاء. أُحبكِ إلى أبعد الحدود. 
- لكني لا أحبك يا وليد ولا أريد أن أراك بعد اليوم .
- لماذا إذن كذبتِ على المحكمة ؟ أنتِ تعرفين اني القيت التلفون بوجهكِ .
- لم أكذب من أجلك.
-اعطيني فرصة أخيرة.
- لقد ذكرتني. ساعطيك أوراق الطلاق . يجب أن تجيب عليها وإلا ستهبني المحكمة حكما غيابيا .
هيا تفضل يا سيد وليد.
رمت حزمة من الأوراق عليه وأستقلَتْ مُسرعةً حافلة كانت قد توقفت للتو . حاول وليد اللحاق بها بعد أن أفاق من ذهوله. لكن الحافلة كانت قد ابتعدت .  فتح وليد الملف وأخذ يقرأُ طلب الطلاق منه . كانت هناك مجلة إلى جانب أوراق الطلاق . لا شك إن وفاء أعطت المجلة له عن طريق الخطأ . وأخذ يقلب صفحاتها بسرعة. وجد وليد قصة قصيرة في المجلة فأدرك أَن وفاء كانت قد قرأتها لانها طوت المجلة بحيث كانت القصة أول موضوع يراه.
لم يكن وليد يقرأ كثيرا لكن عنوان القصة استرعى انتباهه. كانت القصة من السبعينات تدور أحداثها في بوسطن وهي بعنوان (واجب بيتي) حول صبي في السابعة من عمره . كان المعلم قد طلب من تلاميذه إكمال الواجب البيتي الذي يتطلب تقطيع والصاق صور ومواد أخرى على اللوحة ، وعلى كل طالب أن يطلب المساعدة من والده في ذلك .  انتهت المدة التي أقرها المعلم ثم مددها لهم . أكمل جميع الطلاب الواجب البيتي إلاّ صبي اسمه اندرو . كان أندرو ياتي إلى المدرسة كل يوم دون إكمال الواجب البيتي . وحين يسأله المعلم عن الواجب البيتي يعطيه أندرو أعذارا. فوالده مشغول تارة ، ثم والده مسافر ، وتارة أخرى مريض . أدرك المعلم إن الصبي كان يكذّب عليه . وسأله إن كان لديه أب فأجاب الصبي " نعم . لدي أب ". أعطاه  المعلم فرصة نهائية ووعده أندرو باكمال الواجب البيتي . وفي اليوم التالي سأل المعلم أندي عن الواجب البيتي . فأجابه بأن والده اضطر إلى السفر ثانية . احتدم المعلم غضبا وصفعه على وجهه.
- قل الحقيقة يا أندرو قبل أن أحبسك في المدرسة بعد انتهاء الدوام . لماذا لم تكمّل الواجب البيتي مع والدك؟
-لأن أبي في السجن يا أُستاذ.
تهاوى وليد على الأرض المتجمدة وأمسك بالمجلة وضمها إلى صدره . أدرك إن وفاء كذبت في المحكمة لانها لا تريد أن تحرم ولديها من أب . وأخذ يبكي ويبكي . كانت هذه المرة الأُولى التي يبكي فيها وليد منذ فترة طويلة وأخذ يردد : ما أسخفني ويا لدناءتي . وفاء امرأَة قل مثيلها . أنا فعلا لا أستحقها .

 

( 2 )


دَعْوَى كيْدِيَّة                                             
ــــــــــــــــــــــــــــــ                                         
ــ قِصَّة قَصِيرَة ــ                                           
بقلم : شذى توما مرقوس                                   
الأربعاء 23 / 3 / 2016 م .                                 

كيْداً بِها ....... أَقامَ علَيْها الشَكْوَى في مَخْفَرِ الشُرْطَة ، بَعثَتْ المَحْكمَةُ إِلَيْها تَسْتَدْعيها لِلتَحْقِيق في أَمْرِ الدَعْوَى ، حضُورها كانَ مُلْزِماً .                           
 نَهَضَتْ صبَاحاً وهيَّأَتْ طِفْلَها مَعَها ، وحِرْصاً مُضَاعفاً مِنْها دَثَّرَتْهُ بِمِعْطَفٍ سَميكٍ ، ففي اللَيْلَةِ الماضِيَة تَسَاقَطَ الثَلْجُ بِغزَارَة ، كُلّ الطُرُقَات مَكْسُّوَة بِطَبقَاتِ الثَلْج ومُزْلِقَة ، أَمْسَكتْ بِيَدِ طِفْلِها وخَرَجا إِلى الطَرِيق نَحْوَ مَحَطَّة انْتِظَارِ الحافِلَة .     
كانَتْ تَتَمنَّى لَوْ اسْتَطَاعتْ أَنْ تَعْفي طِفْلَها مِنْ هذَا المِشْوار ، لكِنْ عِنْدَ مِنْ تَسْتَأْمِنُ طِفْلَها وهي وَحيدَة هُنا في هذَا البَلَد لا أَهْلَ لَها ولا أَصْدِقاء ، كما لا يُمْكِنها أَنْ تَتَرُكهُ وَحيداً في المَنْزِل فهو صَغِير السِنِّ ، فَكَّرَتْ أَنَّ سيَّارَةَ أُجْرَة خاصَّة تُقِلُها إِلى المَخْفَر هو الحلّ المُنَاسِب ، لكِنَّها لا تَمْلِكُ المَالَ الكافِي لِتَدْفَعَ التَكالِيف فالشَهْرُ في آخِرِ أَيَّامِهِ ولَمْ يَتَبقَّ مِنْ مالِها نُتْفَة ، ولَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يُعِيرها المال ، ما مِنْ سَبِيلٍ أَمَامَها غَيْر أَنْ تَنْتَظِرَ الحافِلَة وتَأْمَل أَنْ لا تَنْتَظِرَ طَوِيلاً .                         
وقفَا يَنْتَظِران ..... مَرَّتْ بِضْعُ دقَائق ثُمَّ بِضْعٌ أُخْرَى وأُخْرَى ، لكِنْ حَتَّى مَوْعِد مَجِيءِ الحافِلَة ستَمُرَّ عشْرونَ دقِيقَة ، والطِفْلُ في وقُوفِهِ يَصِيح :                   
ــ ماما .... أَنا أَتَجمَّد .                                                                       
اغْرُورِقَتْ عَيْناها بالدمُوع وقَالَتْ في سِرِّها :                                           
( هذَا ما أَرادَهُ والِدُكَ الَّذِي لَمْ يُفكِّرْ فيكَ لَحْظَة ، رَأَى فَقَطْ الانْتِقَام وإِظْهارَ القُدْرَةِ والسُلْطَة لأَذيَتي علَّهُ يَسْتَحْصِلُ مِنِّي المالَ بِتَغْرِيمي ، واخْتَرَعَ أَكاذِيبَ في دَعْواهُ ضِدِّي دُوْنَ وَخْزٍ مِنْ ضَمِير ،  إِنْ كانَ لَهُ ضَمِير حيّ  ، هذَا الغَبيّ ، لَوْ يَراكَ وأَنْتَ تَتَأَلَّمُ بَرْداً ، أَبٌ أَحْمَق ) .                                                                     
احْتَضَنَتْ طِفْلَها وقَبَّلَتْهُ بِحنَانٍ وهي تَقُول :                                               
ـ بِضْعُ دقَائق أُخْرَى وستَأْتي الحافِلَةُ  يَاصَغِيرِي الحبِيب .                             
أَخْرَجَتْ مِنْ حقِيبَةِ يَدِها قِطْعة حَلْوَى يُحِبُّها وأَعْطَتْها لَهُ :                             
ــ خُذْ هذِهِ ، ستَمْنَحكَ الدِفْء يَا حبِيبي .                                                   
شَغَلَتْ قِطْعةُ الحَلْوَى الصَغِيرَ عَنْ شَكْواه مِنْ البَرْد ، لكِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَسْتَمِرْ إِلاَّ دقَائق مَعْدُودَة ، فعادَ يَبْكي ويَتَوسَّل :                                                             
ــ ماما .... أُرِيدُ أَنْ أَعُودَ لِلمَنْزِل .                                                         
ـــ لا يُمْكِننا يَاولَدي ، يَجِبُ أَنْ نَذْهَبَ لِلمَخْفَر ، بَعْد دقَائق ستَأْتي الحافِلَة .           
حَمَلَتْ طِفْلَها إِلى صَدْرِها واحْتَضَنَتْهُ ، نَعَمْ البَرْدُ قَارِس ، هي أَيْضاً بَدَأَ البَرْدُ يَتَغَلْغَل في أَطْرَافِها ، وفَوْقَ ذَلِكَ هي لا تَعْرِفُ المَكانَ تَحْدِيداً ، علَيْها أَنْ تَسأَلَ وتَسْتَدِلَ على العُنْوان الَّذِي مَعَها ......                                                     
بَعْدَ مُدَّة جاءَتْ الحافِلَة والصَبِي يَرْتَعِشُ بَرْداً وهي أَيْضاً ، سَأَلَتْ السَائق عَنِ العُنْوان ، أَخْبَرَها في أَيّ مَحَطَةٍ علَيْها النزُول لأَخْذِ الخَطِّ التَالِي القَاصِد إِلى حَيْثُ تُرِيد ، قَالَتْ في نَفْسِها : ( لا أُرِيد ، لكِنَّ مُرْغَمَة ) .                                     
فَكَّرَتْ انْتِظَارٌ آخَر أَمَامَها وطِفْلَها ، بَدَأَ القَلقُ يُسَاوِرها علَيْهِ لا تَدْرِي كيْفَ تَحْمِيهِ مِنْ البَرْد ، وحِيْنَ نَزَلا في المَحَطَةِ الَّتِي أَشَارَ بِها إِلَيْها السَائق حَمَلَتْ طِفْلَها وضَمَّتْهُ إِلى صَدْرِها وأَلْقَتْ علَيْهِ شَالَها لِمَزِيدٍ مِنْ الدِفْءِ ، خَافَتْ علَيْهِ مِنْ البَرْد والتَجَمُّدِ والمَرَضِ والمَوْت ... ارْتَعدَتْ فَرَائصُها حِيْنَ مَرَّ بِخَاطِرِها المَوْت ، وصَارَتْ تَنْفُضُهُ عَنْ أَفْكارِها بِشِدَّة  ..... ..                                               
لَمْ تَعُدْ تَشْعُرُ بِأَطْرَافِها .... أُذُنَاها احْتَقَنتَا ، أَنْفَها إِحمَّرَ ، شَفتَاها بَدَأتَا تَتَيبسان  ، صَارَتْ تُحَرِّكُ أَقْدَامَها طَلبَاً لِلدِفْءِ في مَكانِ وُقُوفِها ، تَرْفَعُ الأُولَى ثُمَّ الثَانِيَة وهكذَا .... مَرَّتْ رُبُع سَاعة وكأَنَّها عام ، أَخِيراً جاءَتْ الحافِلَة فصَعدَتْ إِلَيْها مَعَ طِفْلِها وسَألَتْ ثَانِيَةً السَائق عَنِ المَحَطَةِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ تَنْزِلَ فيها فأَشَارَ إِلَيْها بِذَلِك ، لكِنَّ المشْوار لَمْ يَنْتهِ ، فبَعْدَ أَنْ تَنْزِلَ مِنْ الحافِلَةِ علَيْها أَنْ تَمْشِي سَيْراً طَرِيقَاً جانبِياً ، والثَلْجُ يَكْسُو الطُرُقات وهي مُزْلِقَة ......... تَأْمَلُ أَنْ لا تَنْزَلِقَ مَعَ طِفْلِها وتَقَعُ أَرْضاً فتُصابُ هي أَوْ طِفْلَها أَوْ كِلاهُما مَعاً بِجُرْحٍ أَوْ كسْرٍ .....                 
مَشَتْ الطَرِيق بِحَذَرٍ بَالِغ ، كُلُّ خَطْوَة سَارَتْها بِحَذَرٍ ، تَارَةً تَحْمِلُ طِفْلَها على صَدْرِها ، وتَارَةً تَمْسِكُ بِيَدِهِ تُشَجِعهُ على خَطْوِ بِضْع خُطُوات ، شَعَرَتْ إِنَّ العالَمَ كُلَّهُ ضِدّها .... وتَنَاثَرَتْ الدمُوعُ مِنْ عيْنِيها ، سَألَها طِفْلُها وهو يَلْمِسُ خَدَّها بِحُنُوٍّ وحُبٍّ :                                                                                           
ــ ماما ، لِماذَا تَبْكين ...                                                                     
مَسَحَتْ دمُوعَها وقَبَّلَتْ يَدَهُ الصَغِيرَة وضَحكَتْ لَهُ تُمازِحَهُ  :                           
ــ أَبْكي مِنْ البَرْد .                                                                             
فصَدَّقَ الطِفْلُ أُمَّهُ وقالَ مُواسِياً :                                                           
ــ لا تَبْكي يا أُمّي ..... المَبْنَى سيكُونُ دافِئاً .                                               
ضَمَّتْهُ إِلَيْها ودَخَلَتْ مَخْفَرَ الشُرْطَة وهي تَرْتَجِفُ وطِفْلها مِنْ البَرْد ، وهَمَسَتْ في أُذُنِهِ :                                                                                           
ــ لَقَدْ وَصَلْنا يَا حبِيبي .......                                                                 
وأَكْمَلَتْ في سِرِّها :                                                                           
(  لكِنَّ والِدكَ لَنْ يَصِلَ أَبَداً  ........ ) .                                                     


 الأحد 26 / 6 / 2016 م ــ الخميس 7 / 7 / 2016 م

67
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 19 )
       
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     
إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                        
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                 

 طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           

الجُزْءُ الأَوَّل كانَ خَاصَّاً بِالتَعْرِيف بِكاتِباتِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ المُكوِّن المَسِيحيّ العِراقي ، نَتَواصل في هذا الجُزْء ( الثَاني ) عزِيزاتي / أَعِزَّائي
مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء في التَعْرِيف بِكُتَّابِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ومَعَ القَاصّ القَدِير مرشد كرمو ، شًاكِرَةً لَهُ تَعاونَهُ وتَواصُلَهُ .                             
أُجدِّدُ شُكْرِي وعمِيق تَقْدِيري لِجَميعِ القُرَّاءِ والقَارِئات مِمَّنْ رَاسَلُوني على ايميلي الخاصّ لِيُعبِّروا عَنْ مُتَابَعتِهِم / ن  واهْتِمامِهِم / ن  بِسِلْسِلَةِ كُتَّاب القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  ، مِنْ اهْتِمامِهِم / ن اسْتَمِّدُ مُواصلَتي لإِنْجازِ ما تَبَقَّى .             
الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                               



د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( مرشد ابراهيم ميخا كرمو )


ولِد المُحامي مرشد كرمو في العِراق ــ قَضَاء تلكيف عام 1953 م .                 
دَرَسَ الابْتِدائيَّة في تلكيف ، والمُتَوَسِّطَة في بَغْداد والإِعْدادِيَّة في تلكيف .         
تَأثَّرَ كثِيراً بِوالِدِهِ الَّذِي كانَ لَهُ مَيْل كبِير لِلقِراءَة ويَمْتَلِكُ مكْتَبة كبِيرَة في تلكيف ، كما كانَ لِوالِدَتِهِ المَوْهِبَة لِرِوايَة القِصَص والحكايَات كفنٍّ شَفَويّ .                   
أَحَبَّ الطَبِيعةَ مُنْذُ صِغَرِهِ ، فكانَ يُمِيلُ لِلتِجْوالِ في الحقُولِ والبسَاتين والبَرارِي وكانَ لِهذا التَوَجُّه أَثَرٌ كبِير في مسِيرَتِهِ الأَدَبِيَّة ، وحُبَّهُ للطَبِيعة حفَزَّهُ أَكْثَر لِزِيارَةِ  شِمال العِراق بِأَسْرِهِ ، وبِوَجْهٍ خاصّ القُرَى والبَلْدَات المسِيحِيَّة فاسْتَمْتَع بِطَبِيعتِها الخلابَةِ الرَائعة .                                                                   

دَرَسَ في كُلِيَّة الآداب / جامِعة بَغْداد / قِسْم اللُغَة الفَرَنْسِيَّة ، ولمدة أربع سنوات حتى عام 1976 م .                                                                           


في عام 1976 م سَافَرَ إِلى الولايات المُتَحِدَة الأَمْرِيكِيَّة ، وعاشَ في ولايتي مشيغان وكاليفورنيا .                                                                         

إِضَافَة لِدِراسَتِهِ في جامِعةِ بَغْداد حَصَلَ على البكالوريوس في الأَدَبِ الانْكلِيزِيّ مِنْ جامِعةِ وين ستيت / قِسْم اللُغَة الانْكلِيزِيَّة / مشيغان  سنَة 1981 م ، والدكتُوراه في القَانون سنَة 1984 م مِنْ جامِعةِ ديترويت / كُلِيَّة القَانُون ، وعلى شَهادَةِ الماجستير في العلُومِ السِيَاسِيَّة ( قِسْم العلاقَاتِ الدُولِيَّة ) مِنْ جامِعةِ وين ستيت سنَة 1995 م في مشيغان باطْرُوحتِهِ حوْلَ العقُوبَاتِ الاقْتِصادِيَّة مِنْ 1914 م وانْتِهاءاً إِلى العقُوبَاتِ على العِراق .                                                       
لَهُ دِراسَة حَوْلَ عِلْم التَنْجيم ( أَيْضاً ضِمْن شَهادَة الماجستير ) حَيْثُ سَعى لِلبَرْهنَةِ على أَنَّهُ عِلْمٌ كاذِب ودَحْض ادِعاء المُنَجِّمين مِنْ نوستراداموس وغَيْرهم ، واعْتَمَدَ 126 مَصْدَراً عِلْمِيَّاً ، جامعة وين ستيت ، قِسْم السِياسَة عام 1995 م .   

عمِلَ كقَاضٍ لِلتَحْقِيق لِمُدَّةِ سَبْعِ سنَوات في محاكِم مشيغان ، وهو مُحامي ومُحاضِر ويُدرِّس العلُوم السِيَاسِيَّة في جامِعةِ ناشنال يونفرستي .                 

كاتِبٌ غَزِير العطَاء ، يكْتُبُ القِصَّة القَصِيرَة والطَوِيلَة ، الرِوايَة ، المَسْرَحِيَّة ، النَصّ السِينمائيّ ، والمَجَالات الأُخْرَى ، ويَتَنَوَّعُ هذا العطَاء لَغوِيَّاً أَيْضاً حيْثُ يكْتُبُ نِتَاجاتَهُ بالانْكلِيزِيَّة ، العرَبِيَّة ، الكلْدانِيَّة .                                         
 
عَنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة /

لِلقَاصّ المُبْدِع مرشد كرمو ما يُقَارِب الأَرْبَعين قِصَّة قَصِيرَة ، مِنْها ما تَضَمَّنَتْهُ مَجْمُوعَتهُ القِصَصِيَّة ( أَقْنِعة ) ، وبَعْضها الثَاني مَنْشُور في المَجَلاتِ الَّتي تَصْدُرُ في أَمْرِيكا ، أَمَّا البَعْضُ الثَالِث مِنْها فهو غَيْرُ مَنْشُور .                                 
1 ـــ أَوَّل قِصَّة قَصِيرَة كتَبَها كانَتْ ( شَاعِلُ الفَوانِيس ) نُشِرَتْ في مَجَلَّة المُنْتَدَى الَّتِي تَصْدُرُ في أَمْريكا  لِصَاحِبِها فؤاد منا ، عام 1989 م ، وأَحْداثُ القِصَّة تَدُورُ عَنْ شَاعِلِ الفَوانِيس في قَرْيَةٍ عِرَاقِيَّة قَبْلَ تَزْويدِها بِالطَاقَةِ الكهْربَائِيَّة ، وتَحْكي عَنْ لَمَحاتٍ إِنْسَانِيَّةٍ مُعيَّنَة وعَنْ بَسَاطَةِ الإِنْسَانِ حِيْنها والتَسَامُح الَّذِي كانَ سَائداً في تِلْكَ الحِقْبَة .                                                                               
2 ــ الأَرْضُ الطَيِّبَة / نُشِرَتْ عام 1992 م في مَجَلَّةِ المُنْتَدَى .                         
3 ــ أُمُّ الشَهيد / نُشِرَتْ عام 1993 م في إِحْدَى المَجَلات اللُبْنَانِيَّة .                   
4 ــ مَوْت قَبْلَ الأَوان / نُشِرَتْ في مَجَلَّة ( الصحافي ) اللُبْنانِيَّة / العَدَد 112 / آذار 1995 م .                                                                                 
5 ــ فَرِيقُ الإِعْدام / نُشِرَتْ عام 1996 م في مَجَلَّةِ المُنْتَدَى .                         
6 ــ كازِينو الحُرِيَّة / نُشِرَت في مَجَلَّةِ المُنْتَدَى / العَدَد 3 ــ 33 / أَيَّار 1998 م  . 
7 ــ العوْدَة / وهي القِصَّة الحائِزَة على المَرْتَبَةِ الأُولَى في مُسَابَقَةِ القِصَّةِ القَصِيرَة ( مُسَابَقَة شِمْشَا ) لِمَوْقِع عنكاوا كوم لِعامِ 2006 م ، وتَمَّ نَشْرَها فيهِ .
8 ــ النَفَقُ السِرِيّ /  نُشِرَتْ عام 2008 م في مَجَلَّةِ المُنْتَدَى ، ( حَوَّلَها الكاتِب فيما بَعْد إِلى رِوايَة لَمْ تُنْشَر بَعْد )  .                                                 
9 ــ ذِكْرَيَات / نُشِرَتْ عام 2015 م في مَجَلَّةِ كلْكامش كوْنها القِصَّة القَصِيرَة الحائِزَة على المَرْتَبَةِ الأُولَى في مُسَابَقَةِ مَجَلَّة كلْكامش لِلقِصَّةِ القَصِيرَة لِعامِ 2015 م .                                                                                       
10 ــ رُبعُ قَرْنٍ مِنْ العُزْلَة / قِصَّة قَصِيرَة حَوَّلَها الكاتِب فيما بَعْد إِلى رِوايَة .       
 


مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة الأُخْرَى الَّتِي لَمْ تُنْشَرْ بَعْد  /                                       

1 ــ المُسْتَشْفى / قِصَّة قَصِيرَة / تَحْكي عَنْ ذَكاءِ مُمَرِّضَة يُنْقِذُ حيَاةَ شَابٍ يُعاني مِنْ جرُوحٍ خَطِيرَة .                                                                       

2 ــ الزَوْجان على مُفْتَرَقِ الطُرُق / قِصَّة قَصِيرَة / تُلْقِي القِصَّة نَظْرَة على حالَةِ زَوْجين مِنْ بِيئتينِ مُخْتَلِفَتينِ في النَمَطِ الحيَاتيّ حَيْثُ الزَوْجَة مِنْ بِيئَةٍ عِراقِيَّة والزَوْج مِنْ بِيئَةٍ أَمْرِيكيَّة ، فيُحْدِثُ هذا الاخْتِلاف شَرْخاً في العلاقَةِ بَيْنَهما .       
 
3 ــ أَخْ وأُخت / قِصَّة قَصِيرَة / تَدُورُ حَوْلَ خِلافٍ يَتَفَاقم بَيْنَ أَخٍ وأُختِهِ لِيُؤدِّي في نَتِيجتِهِ إِلى إِلْغاءِ زَواجِهِ .                                                               
 
4 ــ مُغَامرَةٌ في الهِنْد / قِصَّة قَصِيرَة / أَحْداثها في الهِنْد ، وكُتِبَتْ على غِرارِ حلَقَاتِ ماكايفر المُبْتَكر ( ماكايفر هو مُسَلْسَل يَزِيدُ على المئةِ حلَقَة ، يُواجِهُ البَطَل فيهِ تَحدِيَات ومآزِق وعلَيْهِ الخرُوج مِنْها بِطَرِيقَةٍ ذَكِيَّة لا يَتَوقَّعها المُشَاهِد ) .     

5 ــ الطِفْل والوَحْش / قِصَّة قَصِيرَة / مُتَرْجَمَة لِلعرَبِيَّة عَنْ رِوايَة لِلكاتِب بِنَفْسِ العُنْوان بِالانْكلِيزِيَّة .                                                                     
6 ــ إِضَافَةً إِلى عدَدٍ آخَرٍ مِنْ القِصَص بِحدُودِ السِتِ أَوْ السَبْعِ قِصَصٍ كتَبَها القَاصّ في نِهايَةِ الثَمانِينَات .                                                         


إِصْدارَاته /                                                                                     
1 ــ أَقْنِعة / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة مِنْ 349 صَفْحَة  / صَدَرَتْ عَنْ دارِ قَوْسِ قزَح في ديترويت ــ مشيغان / سنَة 1995 م /  تَتَأَلَّف المَجْمُوعَة مِنْ سِتَة عَشَر قِصَّة قَصِيرَة وطَويلَة ، والقِصَص هي :                                                         
الضَابِط والجُنْدِي ، الرَّجُل البَرِيء ، عائلَة مِنْ هذَا الزَمَان ، الطَبِيب والطِفْلُ الصَغِير  ، الشَحَّاذ ، قِصَصٌ وأَكاذِيب ، المَحْكمَة ، طِفْلُ الله ، رَجُلُ المُعْجِزَات ، المُؤامرَة ( أَوْ عباس الذيب ) ، السقُوط ، الأَشْقِياء ، ضَحايَا الشَرَف ، أَعْدَاءُ العَقْل ، حقَائقُ الحيَاة ، الطَلبَة المِثَالِيون .                                                 
تَصْمِيم الغِلاف الفريد نعمي ، قَدَّم لِلكِتَاب النَاشِر حسن حميَّة ، حَيْثُ يَصِفُ قِصَصَ المَجْمُوعَة بِنِداءٍ إِلى النَّاس كي يَضَعوا حدَّاً لِلمُتَسَترين خَلْفَ الأَقْنَعة مِمَّنْ يُخْفُونَ خَلْفَها حقِيقَتَهُم البَشِعة ويُواصِلُون مِنْ ورائها الاحْتِيال على العدَالَةِ والصِدْقِ والأَخْلاقِ والدِين .                                                                 
و يَخْتِمُ تَقْديمَهُ لَها بِقَوْلِهِ :                                                                   
مرشد كرمو ، في مَجْمُوعَتِهِ القِصَصِيَّة هذِهِ ، يَنْتَزِعُ تِلكَ الأَقْنِعة بِعُنْف لِيُوْقِظَ النَّاس ، فَهَلْ نَجَحَ ؟! وهَلْ تَقُومُ إِحْدَى وِزارَت التَرْبِيَة في بِلادِنا لِتُدرِّسَ هذَا الكِتَاب ....مُهيّئَة أَجْيَالَنا المُقْبِلَة على الأَقَلّ ، إِلى الكفِّ عَنْ عِبادَةِ القِنَاع .         



غِلافُ المَجْمُوعَةِ القِصَصِيَّة : أَقْنِعة

 


2 ــ الصَبيّ والوَحْش / رِوايَة مَنْشُورَة بِاللُغَةِ الانْكلِيزِيَّة / 225 صَفْحَة / مَطْبَعة فانتاج بريس ــ نيويورك / 1996 م .                                               

3 ــ مَدْرَسَةُ الأَبْطَال / رِوايَة بِالاشْتِراكِ مَعَ ( نوري عموري ) / تَتَكوَّنُ الرِوايَة مِنْ أَرْبَعة عَشَرَ فَصْلاً  / 254 صَفْحَة / مَطْبَعة الرَافِدين ــ ديترويت ــ مشيغان  / سنَة 1980 م / تَمَّ تَحْويلَها إِلى فيلم بِعُنْوانِ ( الزَّمَنُ المُرّ ) مِنْ إِخْراجِ ريكاردوس يوسف .                                                                                         
قَامَ بِمُرَاجعةِ الرِوايَة والتَقْدِيم لَها  الأُسْتَاذ يوسف ناظر .                               


غِلاف رِواية : مَدْرَسَةُ الأَبْطَال

 


4 ــ حُلُم مُهَاجِر / مَسْرَحِيَّة مَنْشُورَة في كِتَابين بِاللُغَتَينِ العرَبِيَّة والانْكلِيزِيَّة / النُسْخَةُ العرَبِيَّة تَتَكوَّنُ مِنْ 182 صَفْحَة بِثَلاثَةِ فصُول ، الفَصْل الأَوَّل يَتَكوَّنُ مِنْ سَبْعةِ مَشَاهِد ، الفَصْل الثَاني يَضُمُّ عَشْرَةَ مَشَاهِد والفَصْل الثَالِث يَتِمُّ بِأَرْبَعة عَشَرَ مَشْهَداً .                                                                                         
يَقُولُ الأُسْتَاذ يوسف ناظر :                                                                 
مَسْرَحِيَّة حُلُم مُهاجِر تَطْرَحُ مُشْكِلَة اجْتِماعِيَّة مُهِمَّة ، صُرَاع نَفْسِي بَيْنَ أَبّ مُتَشَبِّث بِالقِيَم والتَقَالِيد المُتَوارَثَة وأَوْلاد يُحاوِلُ دُولابُ العالَمِ الجدِيدِ طَحْنَهُم وقَوْلَبَتَهُم بِرُوحِ العَصْرَنَةِ السَائبَة ، أَيْ هو صُرَاع بَيْنَ جِيلينِ يَفْصِلُ بَيْنَهُما جِدارٌ يُمَثِّلُ أَحَد جانِبيِّهِ رَغْبَة الحِفَاظِ على أَخْلاقِ الأَصَالَةِ الجَذْرِيَّة ويُمَثِّلُ الجانِب الآخَر رَغْبَة التَحَرُّرِ والانْعِتَاقِ مِنْ تِلكَ القيُود ، والمَسْرَحِيَّة تَنْطَبِقُ على جالِيتِنا وبَقِيَّةِ الجالِيَاتِ الشَرْقِيَّة .                                                                             

وعَقَّبَ أيوب بقال بِالتَالِي :                                                                   
لَقَدْ نَجَحَ المُؤَلِّف في إِبْرازِ الصُراعِ بَيْنَ جِيلِ الآبَاءِ والأَبْنَاء في ظِلِّ مُجْتَمَعٍ تُقَيِّدَهُ التَقَالِيدُ والعادات المَوْرُوثَة بِسَلْبِيَّاتِها وإيجابِيَّاتِها ، إِنَّها قِصَّة جمِيلَة وجدِيرَة بِأَنْ تَكُونَ مادَة لِعَمَلٍ مَسْرَحِيّ .                                                                   
 النُسْخَة الانْكلِيزِيَّة تَتَكوَّنُ مِنْ 176 صَفْحَة / طُبِعَتْ في مَطْبَعةِ صن تيك ـ ديترويت ــ ميشغان / سنَة 2002 م .                                                     

غِلاف مَسْرَحِيَّة : حُلُمُ مُهَاجِر





5 ــ أكيتو / مَسْرَحِيَّة رِوائِيَّة تَدورُ أَحْداثُها أَثْنَاء رَأْس السَنَةِ البَابلِيَّة /  بِاللُغتَينِ العرَبِيَّة والانْكلِيزِيَّة مَنْشُورَة في كِتَابينِ / تَتَكوَّنُ المَسْرَحِيَّة مِنْ عَشْرَةِ مَشَاهِد / النُسْخَة العرَبِيَّة هي مِنْ 114 صَفْحَة ، النُسْخَة الانْكلِيزِيَّة تَتَكوَّنُ مِنْ 176 صَفْحَة / مَطْبَعة صن تيك ــ ديترويت ــ ميشغان  / سنَة 2005 م .                           

وفي المُقَدِّمَة الَّتِي سَجَّلَها الكاتِب لِمُؤَّلَفِهِ نَقْرَأُ التَالي :                                   
[ تَرْتَكِزُ المَسْرَحِيَّة على أَحْداثٍ وَقَعَتْ في احْتِفَالاتِ آكيتو ، وتَدورُ وَقَائعُها حَوْلَ مِحْوَرِ تَقْدِيم الضَحايَا والقَرَابين لِلآلِهةِ الَّذِي يُعدُّ تَقْلِيداً أَوْ فَرْضَاً مُقَدَّسَاً يُلْزِمُ المَلِك والرَعِيَّة مَعاً ويَتَوَّلى الإِشْرَاف على تَنْفِيذِهِ أوريكالو ، رَئْيسُ كهَنَةِ المَعْبَد الَّذِي يَقومُ بِتَمْرِيرِ مُخَطَّطٍ ضِدّ المَلِك بِهدَفِ التَخلُّصِ مِنْهُ طمَعاً بِعرْشِهِ وقَدْ تَهيَّأت لَهُ الفُرْصَة في مُنَاسَبَةِ احْتِفَالاتِ آكيتو حَيْثُ يَقومُ أوريكالو بِتَبْليغِ إِرادَةِ الآلِهةِ إِلى المَلِك بِتَقْدِيمِ رَأْسِهِ ضَحِيَّةً لَها في تِلكَ السَنَة ، ومِنْ هُنا يَبْدأُ مُسَلْسَلٌ مِنْ الأَحْداثِ الدرَامِيَّة الَّذِي يَنْطَوِي على أَدْوارٍ شرِيرَة يُقَابِلُها مَوَاقِف خَيّرَة جرِيئَة ، وفي خِضَمِ هذِهِ الأَحْداثِ الدَاميَةِ تَنْبُتُ بَذْرَةُ الحُبِّ بَيْنَ شَخْصِيَّتينِ غَيْر مُتَكافِئَتينِ ، انليل المُزارِع والأَميرَة عشتار ، ويَدُورُ صُراعٌ ما بَيْنَ مَوْتِ المَلِكِ وإِنْقَاذِهِ وأَخِيراً يَنْتَصِرُ الحقُّ على البَاطِلِ بِانْكِشَافِ خيُوطِ تِلكَ اللُعْبَةِ الخبِيثَة ويَظْهرُ زَيْفُ أوريكالو ويَنْجُو المَلِك مِنْ المَوْتِ ولكِنْ لَيْسَ لِفَتْرَةٍ طوِيلَة ، فالأَقْدار لَها أَحْكامَها لِتَنْتَهي المَسْرَحِيَّة بِمُفَاجأةٍ مُذْهِلَة . ]                                                       

غلاف مسرحية : أكيتو

 




مِنْ كُتُبِهِ المَخْطُوطَة الغَيْر مَنْشُورَة /                                                       

1 ــ الكنْز / رِوايَة بِاللُغةِ العرَبِيَّة تَدورُ أَحْداثُها في العِراق في الخَمْسِينات انْتِهاءاً بِأَحْداثِ 1958 م الدامِيَة ، والرِوايَة تَتكوَّن مِنْ ثَلاثِين فَصْلاً  .                 

2 ــ رُبعُ قَرْنٍ مِنْ العُزْلَة / رِوايَة بِاللُغةِ العرَبِيَّة / غَيْر مَنْشُورَة .                     


كُتُبٌ تَحْتَ الطَبْع /                                                                             

ــ سَبْعةُ آلاف سَنَة قَبْلَ المِيلاد ( حِيْنَ كانَتِ المَرْأَة تَسُود ) / رِوايَة طَوِيلَة بِاللُغةِ الانْكلِيزِيَّة سَتُنْشَرُ قَرِيباً .                                                                   
تَدورُ أَحْدَاثُ القِصَّة قَبْلَ 9000  سَنَة في قَرْيَةِ جرمو ( بَيْنَ كرْكوك والسُلْيمانِيَّة ) ، وهي أَوَّلُ قَرْيَة في العالَمِ ، في تِلكَ الحِقْبَة مِنْ الزَمَنِ الغابِر عاشَ البَشَر في مُجْتَمعاتِ صَيْدٍ أَوْ زِرَاعةٍ بِدائِيَّة بِأَدواتٍ بَسِيطَة ، وكانَتِ المَرْأَة تَسُود في تِلكَ الفَتْرَة لأَنَّها تَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ ، وأَمَّا الرَجُلُ فمَسْؤولِيتَهُ الصَيْد فَقَطْ ، ولَمْ يَعْلَمْ البَشَرُ آنذَاك بِأَنَّ الحَمل يَحْدُثُ نَتِيجةَ الاتِصالِ الجِنْسِيّ ، إِذْ كانوا يَعْتَقِدون بِأَنَّ الفَتَاة تَحْمل بِمُجَرَّدِ بلُوغِها الثَالِثَةِ أَوْ الرَابِعةِ عَشَر مِنْ عُمُرِها ، تَزْخَرُ القِصَّة بِأَحْدَاثٍ درَامِيَّة ومُغامرَاتٍ ومُعْظَمُ الأَحْدَاث لَها أَسَاسٌ تَأْرِيخيّ .                               

 
مِنْ مَسرَحِيَّاتِهِ الَّتِي مُثِلَتْ /                                                                   

1 ــ البَخِيل : مُثِلَتْ في ديترويت بِاللُغةِ العرَبِيَّة ، اسْتَمَّرَ عَرْضَها خَمْسَةَ أَيَّام ، وهي قِصَّة مُقْتَبَسَة مِنْ رِوايَةِ ( تَرْنيمةُ عِيدِ المِيلاد ) لِلرِوائيّ تشارلس ديكنز ، تَدورُ الأَحْدَاثُ في ديترويت في الزَمَنِ الرَاهِن حَوْلَ البُخْلِ وسَيْطَرَةِ المادَةِ على البَشَرِ بِحَيْثُ أَصْبَحَ النَّاسُ عبِيدَ الدولار ، تَخَلَّلَتْ المَسْرَحِيَّة ثَلاثَة أَفْلامٍ قَصِيرَة لِنَقْلِ مَشَاهِدَ خاصَّة لِلجَمْهُور .                                                               

2 ــ زَواج خالد وخلود : مُثِلَتْ في ديترويت بِاللُغةِ الانْكلِيزِيَّة في أَيْلول 2012 م ، وقَامَ الأَدِيب مرشد كرمو بِإِخْراجِها أَيْضاً ، وهي تَحْكِي قِصَّة زَواج في ديترويت بِطَرِيقَةٍ كوميدِيَّة ، وقَدْ لاقَتْ نَجاحاً بَاهِراً ، فكانَ عَدَدُ الحاضرِين كبِيرَاً ، وقَدْ ذَهَبَتْ جَمِيعُ الأَرْبَاح إِلى جمْعِيَّةِ الرَحْمَة لِلنِسَاءِ الكلْدانِيَّات .                           

3 ــ حُبَّا بدراثا : مُثِلَتْ في ديترويت بِاللُغةِ الكلْدانِيَّة في نَيْسَان 2008 م ، وتَحْكِي قِصَّةَ شَابٍ أَحَبَّ فتَاةً في البَلْدَة ، يَكْتَشِفُ بَعْدَ أَنْ تَبْدأَ بِالابْتِعادِ عَنْهُ إِنَّ والِدَها قَدْ اخْتَارَ لَها عرِيساً ثَرِياً قَادِماً مِنْ أَمْرِيكا .                                                   

4 ــ حُبَّا بِمدرسة : مُثِلَتْ في ديترويت بِاللُغةِ الكلْدانِيَّة ، وتَحْكِي عَنْ قِصَّةِ حُبٍّ في ثَانوِيَةِ تلْكيف ، وقَدْ قَدَّمَها الكاتِب خصِيصاً لِطُلابِ ثَانوِيَةِ تلْكيف في إِحْدَى مُنَاسبَاتِها .                                                                                     

5 ــ برونا أَصوتا : مُثِلَتْ في ديترويت بِاللُغةِ الكلْدانِيَّة ، بِالاشْتِراكِ مَعَ نوري عموري، تَدورُ أَحْدَاثُها في ديترويت والقِصَّة مُقْتَبَسَة مِنْ قِصَّةِ الابْنِ الضَالّ الوَارِدَة في الإِنْجِيل ، مُثِلَتْ عام 1984 م .                                               

6 ــ كوارَا بحولتا : مُثِلَتْ في ديترويت بِاللُغةِ الكلْدانِيَّة ، بِالاشْتِراكِ مَعَ نوري عموري ، تَدورُ أَحْدَاثُها في ديترويت ، وتَحْكِي قِصَّةَ شَابٍ مِنْ ديترويت يُسَافِرُ إِلى العِراق بِغْيَة الزَواج مِنْ فَتَاةٍ جميَلة بِالكذِبِ والمُبَالَغَةِ ، مُثِلَتْ سَنَة 1988 م .


إِشَارَة /                                                                                           
لِلكاتِب مرشد كرمو مَسْرَحِيَّة غَيْر مَنْشُورَة بِعُنْوان ( التَنْور ) ، وتَدورُ أَحْداثُها في قَرْيَة عِراقِيَّة مَسِيحيَّة حَيْثُ يَلْعبُ التَنْور دَوْراً كبِيراً في بَلْورَةِ صُورَتِها الحيَاتيَّة ورَسْمِ ملامِحِها ومَنْحِها طَابِعِها .                                                           

الأَفْلام /                                                                                         
 
1 ــ الزَمَن المُرّ / فيلم لِمُدَّةِ سَاعتَينِ / تَدورُ أَحْدَاثُ الفيلم أَثْنَاء الحَرْبِ العالَمِيَّة الأُولَى وأَوْضَاعِ المَسِيحيّين وكيْفَ إِنَّ الأَتْراك سَاقُوهُم مِنْ قُرَاهم المَسِيحِيَّة وأَرْغَمُوهم على الانْضِمامِ لِلجيْشِ التُرْكيّ ، قِصَّةُ الفيلم أَيْضاً تَشْتَمِلُ على مُغامرَاتٍ وقِصَّةِ حُبٍّ / أَخْرَجَ الفيلم الفَنَّان ريكاردوس يوسف بِاللُغتَينِ العرَبِيَّة والكلْدانِيَّة / الفيديو مُتَوَفِّر عِنْد زهير كرمو وهُناكَ مَشَاهِد عَدِيدَة مِنْ الفيلم على فيس بوك :
Zuhair Garmo Karmo

الفيلم تَمَّ عَرْضَهُ في الولايَاتِ المُتَحِّدَة سَنَة 1994 م .                                   

2 ــ الطَوفَان/ فيلم لِمُدَّةِ سَاعتَينِ / تَدورُ أَحْدَاثُ الفيلم حَوْلَ طَوفَانِ تلْكيف عام 1949 م ورَاحَ ضَحِيَّتَه 42 طالِبَة ورَجُل وطِفْل / بِاللُغةِ الكلْدانِيَّة / إِخْرَاج ريكاردوس يوسف / الفيديو مُتَوَفِّر  ، نَصُّ فيلم الطَوفَان مِنْ تَأْليفِ مرشد كرمو بِالاشْتِراكِ مَعَ نوري عموري .                                                             

3 ــ عِصابَة ديترويت الجدِيدَة / نَصٌّ سِينمائيّ طوِيل بِاللُغةِ الانْكلِيزِيَّة بِالاشْتِراكِ مَعَ لانس كواس وهو مُخْرِجٌ سِينمائيّ أَمْرِيكيّ مِنْ أَصْلٍ لُبْنَانيّ ، قَامَ بِإِخْراجِ سِتَة أَفْلامٍ وهو أَيْضاً يَكْتُبُ نصُوصاً سِينمائِيَّة / النَصّ يَتَكوَّن مِنْ 103 صَفْحَة  / لَمْ يَتِمّ تَمْثِيل النَصّ كفيلم بِسَبَبِ الكُلْفَةِ البَاهِظَة ، قَدْ يُمثَّلُ مُسْتَقْبَلاً .                         

4 ــ جسِر دلال / قِصَّةُ الفيلم اسْتَوْحاها الأَدِيب مرشد كرمو بِالكامِل مِنْ أُسْطُورَةِ جسِر دلالي / نَصٌّ سِينمائيّ طوِيل بِاللُغةِ العرَبِيَّة مِنْ مئَةِ صَفْحَة ، يَحْتَوي النَصّ على مُفَاجآتٍ وأَحْدَاثٍ غَيْر مَوْجُودَة في نصُوصِ جسِر دلالي التَقْلِيدِيَّة ، كذَلِك تَخْتَلِفُ النِهايَة .                                                                                 

5 ــ بيَاضُ الثَلْج والأَقْزَام المَسْحُورِين / قِصَّة اسْتَوْحاها الأَدِيب مرشد كرمو بِالكامِل مِنْ أَسْطُورَةِ بيَاض الثَلْج / نَصٌّ سِينمائيّ طوِيل بِاللُغةِ الانْكلِيزِيَّة مِنْ 105 صَفْحَة ، لَمْ يُمثَّل النَصّ كفيلم ، رُبَّما مُسْتَقْبَلاً .                                   

6 ــ ذِكْريَات / نَصٌّ سِينمائيّ قَصِير مِنْ سِت صَفَحاتٍ بِاللَهْجتَينِ العِراقِيَّة واللُبْنَانِيَّة .                                                                                 

7 ــ غيت أَوف هيل ( بَوابَةُ الجحِيم  ) / نَصٌّ سِينمائيّ طوِيل بِاللُغةِ الانْكلِيزِيَّة مِنْ 103 صَفْحَة ، مَوْضُوع الفيلم هو عَنْ مَجْمُوعَةٍ مِنْ الشَبابِ الأَمْرِيكان يُمارِسون طقُوسَاً غَرِيبَة تَنْطوي على مُغامرَاتٍ وقِصَّة حُبٍّ تَدورُ أَحْدَاثُها في الوَقْتِ الحاضِر في الوِلايَاتِ المُتَحِّدَة الأَمْرِيكِيَّة أَوْ في أَيَّةِ دَوْلَةٍ أُوربِيَّة .                               


شَاركَ في الكثِيرِ مِنْ النَشَاطاتِ الأَدبِيَّة والثَقافِيَّة مِنْها  /                               

1 ــ مَعْهد الأَطْفَال ، وهو كورس بِالبَرِيد لِمُدَّةِ سَنَتين يُدَرِّسُ أُصُول كِتَابَةِ القِصَّة لِلأَطْفَال .                                                                                   
2 ــ روبرت ماكي ، كورس عَنْ كِتَابَةِ النَصِّ السِينمائيّ في نيويورك .             
3 ــ مُسَابَقَة مَوْقِع عنكاوا كوم لِلقِصَّةِ القَصِيرَة ( مُسَابَقَة شِمْشَا ) عام 2006 م .
4 ــ مُسَابَقَة مَجَلَّةِ كلْكامش لِلقِصَّةِ القَصِيرَة عام 2015 م .                           


كِتَابَات أُخْرَى لِلكاتِب /                                                                         

1 ــ مَوْضُوع : العلْمانِيَّة الحلُّ الوحِيد لِمَشَاكِل الدُولِ العرَبِيَّة / نُشِرَتْ سَنَة 1998 م / في مَجَلَّة كلْدان ديترويت نيوز لِصاحِبِها أمير دنحا .                         

2 ــ مَوْضُوع : الدسْتُور العِراقِيّ / مُحاولَة في كِتَابَة الدسْتُور العِراقِيّ بِطَرِيقَة تَحْمي جمِيع العِراقِيّين عَنْ طَرِيق تَأْسِيس دَوْلَة مَدَنِيَّة تَعْمل على  فَصْل السُلْطَات وتَحْدِيد صلاحِيَّة كُلّ جِزْء ، والفَصْل بَيْنَ الدِينِ والدَوْلَة واعْتِبار الشَعْب مَصْدَر السُلْطَات ومَنْع أَيّ حِزْبٍ سِياسِيّ على أَسَاسٍ قَوْمِيّ أَوْ دِينيّ  ، يَقُولُ الكاتِب مرشد كرمو إِنَّه حاوَلَ إِعادَة كِتَابَة الدسْتُور لأَنَّ الدسْتُور العِراقِيّ الحالِي فَشِلَ في تَوْحِيد العِراقِيّين وأَدى ذلِكَ إِلى اسْتِقْطَابٍ طَائفِيّ لَمْ يَسْبقْ لَهُ مَثِيل في تَأْرِيخ العِراق .                                                                                         
3 ــ لَهُ مَقَالات عدِيدَة في مَجَلَّة القَيْثَارَة وبَابِل مِنْها مَقَالَة حَوْلَ مَذَابِح الأَرْمَن والمَسِيحيّين ، القَانُون الجَعْفرِيّ الَّذِي أَرادَ البَرْلَمان العِراقِيّ تَمْرِيرَهُ ، مَقَالَة حَوْلَ هبُوطِ قِيمَةِ الدِينَارِ العِراقِيّ وغَيْرها .                                                     
 
4 ــ لَهُ ما يُقَارِب الثَلاثِين مَقَالَة تَحْتَ عُنْوان ( أَنْتَ والقَانُون ) في مَجَلاتٍ عدِيدَة مِنْها : الزَمَان ، الرَافِدين ، المَشْرِق ، الصحافي اللُبْنَانِيَّة ، العالَم الجدِيد وغَيْرها . 




المَصَادِر /                                                                                       

( 1 )                                                                                             
مُراسَلاتي مَعَ الأَدِيب مرشد كرمو                                                           
مَعَ الشُكْرِ الجزِيل لِتَعاونِهِ وتَمنِيَّاتي لَهُ بِالمَزِيدِ مِنْ العطَاء .                           


( 2 )                                                                                             

أَقْنِعة / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة .                                                                   
تَأْلِيف : مرشد كرمو .                                                                         

( 3 )                                                                                             
 
مَدْرَسَةُ الأَبْطَال / رِوايَة                                                                       
تَأْلِيف : نوري عموري ، مرشد كرمو .                                                   

( 4 )                                                                                             

آكيتو / مَسْرَحِيَّة                                                                               
تَأْلِيف : مرشد كرمو .                                                                         

( 5 )                                                                                             

حُلُم مُهاجِر / مَسْرَحِيَّة                                                                       
تَأْلِيف : مرشد كرمو .                                                                       



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                           

 هوامِش :                                                                                       


الصبي والوحش: منشورة باللغة الانكليزية.
The Boy and The Beast, a 225-page novel published in 1996 by Vantage Press, 516 W 34th Street, New York, NY 10001 ISBN: 0-533-11864-0


أقنعة: 349 صفحة : مجموعة قصصية تتألف من 16 قصة قصيرة وطويلة وهي: الضابط والجندي، الرجل البريء، عائلة من هذا الزمن، الطبيب والطفل الصغير، الشحاذ ، قصص وأكاذيب ، المحكمة، طفل الله، رجل المعجزات، المؤامرة، السقوط، الأشقياء، ضحايا الشرف، اعداء العقل، حقائق الحياة، والطلبة المثاليون. 
Rainbow Color Teck ديترويت مشغان طبعت سنة 1995مطبعة

7000 قبل الميلاد (حين كانت المرأة تسود) باللغة الانكليزية. ستنشر قريبا.
7000 years BC When Women Ruled

. المسرحية: أربعة مسرحيات منشورة بكتب كما يلي:

حلم مهاجر: باللغتين العربية والانكليزية. المسرحية منشورة في كتابين النسخة العربية 182صفحة والنسخة الانكليزية  176 صفحة
طبعت سنة 2002 في مطبعة:
Suntec USA, Inc. - Detroit, Michigan

أكيتو: باللغتين العربية والانكليزية. المسرحية منشورة في كتابين باللغتين. النسخة العربية 114صفحة والنسخة الانكليزية  176 صفحة
طبعت سنة 2005 في مطبعة:
Suntec USA, Inc. - Detroit, Michigan




///////



النفق السري                                                                                 
ــ قصة قصيرة ــ                                                                             
بقلم : مرشد كرمو                                                                         

كان يوماً غائماً في ميتم الراعي الصالح في مدينة الموصل حين أقبلت سيارة تقل فتى تجاوز السادسة عشرة من عمره إلى الميتم ذلك المساء المعتم القارص في شهر كانون الأول سنة 1970 . ترجل الشاب من السيارة الصغيرة وهو يترنح كالسكران من شدة التعب والاعياء ، لا يكاد يستطيع أن يسير على قدميه . ساعده السائق عبر البوابة الخشبية حتى ولج إلى المدخل الأمامي الذي يضم الفتية ثم سلمه إلى الخوري المسؤول عن الميتم . وكان هناك جناح للفتيات اليتامى في البناية الثانية يفصلها عن بناية الذكور سور عالٍ .                       
قاده الخوري إلى قاعة الطعام حيث تجمع الأولاد وهم يمنّون أنفسهم بوليمة كبيرة . استقبله الصبية بفضول وهم يتفحصون ثيابه الرثة وشعره المسترسل الذي اكتست خصلات منه جزءاً من وجهه الأبيض الذي بدا شاحباً شحوب الموت . تهالك الفتى على أحد الكراسي وهو يحاول جهده أن يفتح عينيه ويدور بوجهه على الوجوه الواجمة ، فيما أنظار الأولاد لا تحيد عن وجهه الكئيب النحيل . ابتدر الخوري الجمع قائلاً :                                                       
ــ أقدم لكم ابننا نبيل . لقد فقد والديه وعائلته قبل بضعة أيام أثناء قصف وحشي على قريته ، تليمثا . أريدكم أن تعتبروه أخاكم وأن تشملوه بعطفكم ورعايتكم وأن تساعدوه عن طريق ابداء التعاطف الذي يحتاج إليه .                           
ثم التفت الخوري إلى الطباخ :                                                             
ــ قدم له الطعام في الحال . فهو يبدو في غاية التعب .                               
كانت معدة الشاب الخاوية تؤلمه ، لكنه استسلم للنوم قبل مجيء الطعام .         
في الأيام المقبلة كان نبيل يتجنب بقية الأولاد . فهو يفضّل العزلة والوحدة ، يمضي أحياناً بعض الوقت في الحديقة الخارجية رغم برودة الجو . فيستبد به شعور لا يقاوم بالحنين إلى قريته وإلى أهله وعائلته التي قضت في القصف فتتمثل له كل أحزان حياته . كان الصراع يشتد أحياناً بين الرغبة الطبيعية في الاستمرار في الحياة وبين الرغبة في الفناء كي يلحق بأهله .                       
وبمرور الزمن ، تعرف نبيل على فاضل،الذي أصبح صديقه الوحيد حيث توطدت العلاقة بينهما بسرعة بسبب قدرة فاضل على الاصغاء إليه بطريقة ذكية .         
كان يحلو لنبيل أن يتحدث عن قريته ، تليمثا ، والطريقة التي قتل فيها والداه . كان في ذلك اليوم المشؤوم خارج الدار يلعب مع بعض الأصدقاء وفجأة انطلق زئير الطائرات ، تلقي حممها بطريقة عشوائية على بعض دور القرية ، حيث التجأ عدد من المقاتلين إليها . هرع إلى منزله ليطمئن على أهله . فوجد بأن السقف تهاوى والجدران تهدلت وانطلقت نداءات الاستغاثة والعويل ..... وهنا يتوقف نبيل . فهو لا يقوى على الاستمرار في وصف المنظر البشع الذي رآه . 
لكن فاضل سرعان ما يغير الموضوع مستغلاً صوتاً أو منظراً طبيعياً .             
قال فاضل يوماً ما وهو يشير إلى السور الذي يفصل بينهما ومبنى الفتيات :     
ــ انظر يا نبيل إلى هذا الحائط العالي الذي غطته النباتات الزاحفة .                 
وحين لم يأبه نبيل بذلك ، أضاف فاضل :                                                 
ــ لو تعلم من يسكن خلف هذا الجدار .                                                     
تفرس نبيل في السور باهتمام للمرة الأولى وراح يجيل النظر في قمة ذلك الجدار الذي تجاوز ارتفاعه سبعة أمتار .                                                         
كانت الريح تداعب قمم الأشجار والهواء يعبق برائحة الأعشاب والأزهار التي فجرتها الأرض وشرعت في الظهور كبراعم في البداية . لكنها لم تلبث أن كبرت وتكورت بفعل حرارة الجو التي كانت ترتفع يوماً بعد يوم . أما الحشيش فقد كان ذا خضرة عميقة كأنه بدوره يحتفي بقدوم الربيع .                                     
وسأله نبيل :                                                                                   
ــ هل حقاً يفصل هذا الحائط بيننا وبين الفتيات ؟                                         
ــ أجل يا نبيل . تصور حائط رقيق لا غير يفصلنا عن أجمل الفتيات في الموصل .
أصاخ الصديقان السمع وقد أحاطا إحدى أذنيهما براحة يدهما . كانت أصوات خافتة لقهقهة الفتيات تصل إلى مسامعهما ، أصوات بدت للشابين كأنغام ملائكية غطت على جميع اهتماماتهما الأخرى . ألصق نبيل أُذنيه على الحائط وأخذ يصغي بشغف . هتف :                                                                       
ــ هل أستطيع رؤية الفتيات ؟                                                               
ضحك فاضل بخبث وقال :        &a

68
أدب / دَعْوَى كيْدِيَّة
« في: 00:55 30/05/2016  »
     
       
دَعْوَى كيْدِيَّة                                             
                                       
ــ قِصَّة قَصِيرَة ــ                                           
 شذى توما مرقوس                                  
                               

كيْداً بِها ....... أَقامَ علَيْها الشَكْوَى في مَخْفَرِ الشُرْطَة ، بَعثَتْ المَحْكمَةُ إِلَيْها تَسْتَدْعيها لِلتَحْقِيق في أَمْرِ الدَعْوَى ، حضُورها كانَ مُلْزِماً .                           
 نَهَضَتْ صبَاحاً وهيَّأَتْ طِفْلَها مَعَها ، وحِرْصاً مُضَاعفاً مِنْها دَثَّرَتْهُ بِمِعْطَفٍ سَميكٍ ، ففي اللَيْلَةِ الماضِيَة تَسَاقَطَ الثَلْجُ بِغزَارَة ، كُلّ الطُرُقَات مَكْسُّوَة بِطَبقَاتِ الثَلْج ومُزْلِقَة ، أَمْسَكتْ بِيَدِ طِفْلِها وخَرَجا إِلى الطَرِيق نَحْوَ مَحَطَّة انْتِظَارِ الحافِلَة .     
كانَتْ تَتَمنَّى لَوْ اسْتَطَاعتْ أَنْ تَعْفي طِفْلَها مِنْ هذَا المِشْوار ، لكِنْ عِنْدَ مِنْ تَسْتَأْمِنُ طِفْلَها وهي وَحيدَة هُنا في هذَا البَلَد لا أَهْلَ لَها ولا أَصْدِقاء ، كما لا يُمْكِنها أَنْ تَتَرُكهُ وَحيداً في المَنْزِل فهو صَغِير السِنِّ ، فَكَّرَتْ أَنَّ سيَّارَةَ أُجْرَة خاصَّة تُقِلُها إِلى المَخْفَر هو الحلّ المُنَاسِب ، لكِنَّها لا تَمْلِكُ المَالَ الكافِي لِتَدْفَعَ التَكالِيف فالشَهْرُ في آخِرِ أَيَّامِهِ ولَمْ يَتَبقَّ مِنْ مالِها نُتْفَة ، ولَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يُعِيرها المال ، ما مِنْ سَبِيلٍ أَمَامَها غَيْر أَنْ تَنْتَظِرَ الحافِلَة وتَأْمَل أَنْ لا تَنْتَظِرَ طَوِيلاً .                       
وقفَا يَنْتَظِران ..... مَرَّتْ بِضْعُ دقَائق ثُمَّ بِضْعٌ أُخْرَى وأُخْرَى ، لكِنْ حَتَّى مَوْعِد مَجِيءِ الحافِلَة ستَمُرَّ عشْرونَ دقِيقَة ، والطِفْلُ في وقُوفِهِ يَصِيح :                   
ــ ماما .... أَنا أَتَجمَّد .                                                                       
اغْرُورِقَتْ عَيْناها بالدمُوع وقَالَتْ في سِرِّها :                                           
( هذَا ما أَرادَهُ والِدُكَ الَّذِي لَمْ يُفكِّرْ فيكَ لَحْظَة ، رَأَى فَقَطْ الانْتِقَام وإِظْهارَ القُدْرَةِ والسُلْطَة لأَذيَتي علَّهُ يَسْتَحْصِلُ مِنِّي المالَ بِتَغْرِيمي ، واخْتَرَعَ أَكاذِيبَ في دَعْواهُ ضِدِّي دُوْنَ وَخْزٍ مِنْ ضَمِير ،  إِنْ كانَ لَهُ ضَمِير حيّ  ، هذَا الغَبيّ ، لَوْ يَراكَ وأَنْتَ تَتَأَلَّمُ بَرْداً ، أَبٌ أَحْمَق ) .                                                                     
احْتَضَنَتْ طِفْلَها وقَبَّلَتْهُ بِحنَانٍ وهي تَقُول :                                               
ـ بِضْعُ دقَائق أُخْرَى وستَأْتي الحافِلَةُ  يَاصَغِيرِي الحبِيب .                             
أَخْرَجَتْ مِنْ حقِيبَةِ يَدِها قِطْعة حَلْوَى يُحِبُّها وأَعْطَتْها لَهُ :                             
ــ خُذْ هذِهِ ، ستَمْنَحكَ الدِفْء يَا حبِيبي .                                                   
شَغَلَتْ قِطْعةُ الحَلْوَى الصَغِيرَ عَنْ شَكْواه مِنْ البَرْد ، لكِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَسْتَمِرْ إِلاَّ دقَائق مَعْدُودَة ، فعادَ يَبْكي ويَتَوسَّل :                                                             
ــ ماما .... أُرِيدُ أَنْ أَعُودَ لِلمَنْزِل .                                                         
ـــ لا يُمْكِننا يَاولَدي ، يَجِبُ أَنْ نَذْهَبَ لِلمَخْفَر ، بَعْد دقَائق ستَأْتي الحافِلَة .           
حَمَلَتْ طِفْلَها إِلى صَدْرِها واحْتَضَنَتْهُ ، نَعَمْ البَرْدُ قَارِس ، هي أَيْضاً بَدَأَ البَرْدُ يَتَغَلْغَل في أَطْرَافِها ، وفَوْقَ ذَلِكَ هي لا تَعْرِفُ المَكانَ تَحْدِيداً ، علَيْها أَنْ تَسأَلَ وتَسْتَدِلَ على العُنْوان الَّذِي مَعَها ......                                                     
بَعْدَ مُدَّة جاءَتْ الحافِلَة والصَبِي يَرْتَعِشُ بَرْداً وهي أَيْضاً ، سَأَلَتْ السَائق عَنِ العُنْوان ، أَخْبَرَها في أَيّ مَحَطَةٍ علَيْها النزُول لأَخْذِ الخَطِّ التَالِي القَاصِد إِلى حَيْثُ تُرِيد ، قَالَتْ في نَفْسِها : ( لا أُرِيد ، لكِنَّ مُرْغَمَة ) .                                     
فَكَّرَتْ انْتِظَارٌ آخَر أَمَامَها وطِفْلَها ، بَدَأَ القَلقُ يُسَاوِرها علَيْهِ لا تَدْرِي كيْفَ تَحْمِيهِ مِنْ البَرْد ، وحِيْنَ نَزَلا في المَحَطَةِ الَّتِي أَشَارَ بِها إِلَيْها السَائق حَمَلَتْ طِفْلَها وضَمَّتْهُ إِلى صَدْرِها وأَلْقَتْ علَيْهِ شَالَها لِمَزِيدٍ مِنْ الدِفْءِ ، خَافَتْ علَيْهِ مِنْ البَرْد والتَجَمُّدِ والمَرَضِ والمَوْت ... ارْتَعدَتْ فَرَائصُها حِيْنَ مَرَّ بِخَاطِرِها المَوْت ، وصَارَتْ تَنْفُضُهُ عَنْ أَفْكارِها بِشِدَّة  ..... ..                                               
لَمْ تَعُدْ تَشْعُرُ بِأَطْرَافِها .... أُذُنَاها احْتَقَنتَا ، أَنْفَها إِحمَّرَ ، شَفتَاها بَدَأتَا تَتَيبسان  ، صَارَتْ تُحَرِّكُ أَقْدَامَها طَلبَاً لِلدِفْءِ في مَكانِ وُقُوفِها ، تَرْفَعُ الأُولَى ثُمَّ الثَانِيَة وهكذَا .... مَرَّتْ رُبُع سَاعة وكأَنَّها عام ، أَخِيراً جاءَتْ الحافِلَة فصَعدَتْ إِلَيْها مَعَ طِفْلِها وسَألَتْ ثَانِيَةً السَائق عَنِ المَحَطَةِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ تَنْزِلَ فيها فأَشَارَ إِلَيْها بِذَلِك ، لكِنَّ المشْوار لَمْ يَنْتهِ ، فبَعْدَ أَنْ تَنْزِلَ مِنْ الحافِلَةِ علَيْها أَنْ تَمْشِي سَيْراً طَرِيقَاً جانبِياً ، والثَلْجُ يَكْسُو الطُرُقات وهي مُزْلِقَة ......... تَأْمَلُ أَنْ لا تَنْزَلِقَ مَعَ طِفْلِها وتَقَعُ أَرْضاً فتُصابُ هي أَوْ طِفْلَها أَوْ كِلاهُما مَعاً بِجُرْحٍ أَوْ كسْرٍ .....                 
مَشَتْ الطَرِيق بِحَذَرٍ بَالِغ ، كُلُّ خَطْوَة سَارَتْها بِحَذَرٍ ، تَارَةً تَحْمِلُ طِفْلَها على صَدْرِها ، وتَارَةً تَمْسِكُ بِيَدِهِ تُشَجِعهُ على خَطْوِ بِضْع خُطُوات ، شَعَرَتْ إِنَّ العالَمَ كُلَّهُ ضِدّها .... وتَنَاثَرَتْ الدمُوعُ مِنْ عيْنِيها ، سَألَها طِفْلُها وهو يَلْمِسُ خَدَّها بِحُنُوٍّ وحُبٍّ :                                                                                           
ــ ماما ، لِماذَا تَبْكين ...                                                                     
مَسَحَتْ دمُوعَها وقَبَّلَتْ يَدَهُ الصَغِيرَة وضَحكَتْ لَهُ تُمازِحَهُ  :                           
ــ أَبْكي مِنْ البَرْد .                                                                             
فصَدَّقَ الطِفْلُ أُمَّهُ وقالَ مُواسِياً :                                                           
ــ لا تَبْكي يا أُمّي ..... المَبْنَى سيكُونُ دافِئاً .                                               
ضَمَّتْهُ إِلَيْها ودَخَلَتْ مَخْفَرَ الشُرْطَة وهي تَرْتَجِفُ وطِفْلها مِنْ البَرْد ، وهَمَسَتْ في أُذُنِهِ :                                                                                           
ــ لَقَدْ وَصَلْنا يَا حبِيبي .......                                                                 
وأَكْمَلَتْ في سِرِّها :                                                                           
(  لكِنَّ والِدكَ لَنْ يَصِلَ أَبَداً  ........ ) .                                                     
 
الأربعاء 23 / 3 / 2016 م 

69
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 18 )       
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
     
إِعْداد وتَقْديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر             

 طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           

الجُزْءُ الأَوَّل كانَ خَاصَّاً بِالتَعْرِيف بِكاتِباتِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ المُكوِّن المَسِيحيّ العِراقي ، نَتَواصل في هذا الجُزْء ( الثَاني ) عزِيزاتي / أَعِزَّائي
مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء في التَعْرِيف بِكُتَّابِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً وضَيفُ هذِهِ السطُور هُنا هو الأَدِيب كريم إينا ، كُلّ التَمنِيات لَهُ بِالمَزِيد مِنْ العطَاء .       
الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                               


د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 

( كريم بولص داود إينا )    

ولَقَبَهُ الأَدَبيّ والمَعْروف بِهِ في السَاحةِ الثَقَافِيَّة هو : كريم إينا  .                     
مِنْ بَخْديدا ، مَواليد  16 / 4 / 1961 م ــ  بَغْداد .                                       
خرِيج جامِعة المَوْصِل / كُليَّة التَرْبيَة / بكالوريوس آداب في الجُغْرافِية .           
بَدأَ مِشْوارَهُ الأَدَبيّ عام 1980 ، ونَشَرَ أَوَّلَ قَصِيدَةٍ لَهُ بِعُنْوان ــ الغُرْبَة ــ في مَجَلَّةِ الفِكْرِ المسِيحيّ عام 1982 م .                                                       
عُضُو الاتِحَادِ العامّ لِلأُدَبَاءِ والكُتَّابِ في العِراق .                                           
عُضُو الاتِحَادِ العامّ لِلأُدَبَاءِ والكُتَّابِ السرْيَان .                                             
مِنْ ُمُؤسِّسِي مُنْتَدى الحَمْدانِيَّة الأَدبيّ وعُضُو الهيْئَةِ الإِدارِيَّة فيه لِغايَة عام 2002 م .
عُضُو نَقَابَةِ المُعلِّمين في نَيْنَوى .                                                           
عُضُو نَقَابَةِ مُعلِّميّ كُوردسْتَان في أَرْبيل .                                                 
عُضُو نَقَابَةِ صُحُفييّ كُوردسْتَان .                                                           
                                                                       
سكرتِير تَحْرِير جَرِيدَة نَيْنَوى الحُرَّة سَابِقاً لِمُدَّةِ خَمْس سَنَوات .                       
مُحرِّر في جَرِيدَة صَوْت بَخْديدا لِثَلاثِ سَنَوات سَابِقاً .                                   
مِنْ مُؤسِّسي مَرْكز السرْيَان لِلثَقَافَةِ والفنُون عام 2004 م .                           
مُحرِّر في جَرِيدَةِ نيشا لِمُدَّةِ خَمْسِ سَنَوات سَابِقاً .                                       
حاليَّاً مُحرِّر في جَرِيدَةِ سُورايا .                                                             
مُراسِل مَجَلَّةِ ديانا .                                                                           
مُراسِل جَرِيدَةِ السَلام .                                                                       
مُراسِل مَجَلَّة الكرْمَة سَابِقاً .                                                                 
مُراسِل جَرِيدَة بيث عنكاوا حاليَّاً .                                                           
مُراسِل مَجَلَّة رديا كلدايا حاليَّاً .                                                             
مُحرِّر ومُراسِل في مَجَلَّةِ سفروثا الصادِرَة عَنْ اتِحَادِ الأُدَبَاء السرْيَان .             
مُراسِل في جَرِيدَةِ حِزْبِ بيث نَهْرين الدِيمقْراطيّ سَابِقاً .                               
مُحرِّر في جَرِيدَةِ الحيَاةِ الجدِيدَة سَابِقاً  .                                                   
مُدير التَحْرير التَنْفيذِيّ في مَجَلَّةِ الأَعْيَان مُنْذُ سَنَةِ 2006 م ولِحدِّ الآن  .           

نَشَاطاته :                                                                                       
 ــ شَارَكَ في الكثيرِ مِنْ المِهْرَجانَاتِ الشِعْرِيَّة القَطَرِيَّة والمَحلِيَّة ، آخِرها مِهْرَجَان الثَقَافَة السرْيَانِيَّة التَاسِع في أَرْبيل ومِهْرَجَان الجواهري في بَغْداد عام 2015 م ، مِهْرَجَان المَرْبِد في بَغْداد عام 1999 م ، مِهْرَجان برْديصان الثَالِث والرَابِع والسَادِس .                                                                                     
ــ شَارَكَ بِبَحْثِهِ ( أَثَرُ الزَمَانِ والمَكان في قِصَصِ السرْيَان ) في مُؤْتَمرِ أوجين منّا لِلأَدَبِ السرْيَانيّ في أَرْبيل عام 2013 م ، والَّذِي يُقِيمهُ اتِحَادُ الأُدَبَاءِ والكُتَّابِ السرْيَان .                                                                                       


نَشَرَ مُعْظَم قَصائِدِهِ وكِتَاباتِهِ في الصُحُفِ والمَجَلاتِ والمَواقِع الالِكتْرونِيَّة :       
  الجرَائد /  الزَمَن ، الحَدْباء ، البَيْضاء ، نَيْنَوى الحُرَّة ، الوِئام ، بهْرَا ، الجُمْهورِيَّة ، العِراق ، كلْديا ، الحَيَاة الجَدِيدَة ، الإِنْقاذ ، الجَنائن ، الطَلَبَة و الشَبَاب ، الوادِي الكبِير ، القَادِسيَّة ، الثَوْرَة ، صَوْت بَخْديدا ، حَدْبَاء اليَوْم ، النَبأ ، السَلام ، دُرَّةُ الأَدَب ، المَرْبِد ، المَسَار ، الحقِيقَة ، الاتِحَاد ، رَايَة المَوْصِل ،  البُشْرَى ، فَجْرُ الكلْدان ، العِراق غَداً ، سَوْرا ، بيث عنكاوا ،  حِزْب بيث نَهْرِين الديمقْراطيّ ، سُورايا ، صَدَى السرْيَان .                                                 

  المَجَلات / مَجَلَّة الحَرَكة الشِعْرِيَّة في المَكْسِيك ، الكاتِب السرْيَانيّ ، الفِكْر المَسِيحيّ ، الصَوْت الكلْدانِيّ ، ردْيا كلْديا ، قَالا سرْيايا ، الأَسْفَار ، صَدَى السرْيَان ، لأَلِىء كَرْكُوك ، شِرَاع السرْيَان ، الكرْمَة ، أُور ، موتوا عمّايا ، التَرْبيَة ، الطَلِيعة الأَدَبِيَّة ، ديانا ، الهِلال ، زَهْرَة نَيْسَان ، أُوبقا ، الشَبيبَة ، الأَعْيَان ، الرَافِد ، سفْروثا ، صَوْت الشَبَاب ، نَجْمُ المَشْرِق ، الصَدَى العائلَة العرَبِيَّة في الشَارِقَة ،    الثَقَافَة الجدِيدَة ، الأَدِيب العِراقي .                                                         

المَواقِع الالِكتْرونِيَّة  / عنكاوا كوم ، بَخْديدا ، مُنْتَديَات بَغْدِيدي ، عشْتَار كوم ، كرَملش ، نَشِيجُ المَحابِرِ الأَدَبِيَّة ، مَوْقِع زَوْعا ، جمْعِيَّة الثَقَافَة الكلْدانِيَّة ، حِزْب بيث نَهْرِين الديمقْراطيّ ، بَرْطلَة ، شَاعِر كوم .                                         

أَجْرَى العدِيد مِنْ الحِوارَات واللِقَاءات مَعَ شَخْصِيَّات عِدَّة مِنْها : القَاصّ والنَاقِد حسن الظفيري ، الشَاعِر والكاتِب يوسف إسحق زرا ،  القَاصّ فهد عنتر الدوخي  ، الشَاعِر ألفريد سمعان ، الفَنَّان التُراثيّ صليوا عبّا ، والفَنَّان الخُديدِيّ سامي لالو .                                                                                             


لِلأَدِيب كريم إينا عِدَّة بحُوثٍ مِنْها :                                                         
1 ــ أَثَرُ الزَمَانِ والمَكانِ في قِصَصِ السرْيَان / بَحْث / نُشِرَ عام 2009 م ، فَهْرِست البَحْث : المُقَدِّمَة ، الحقِيقَة الزَمَانِيَّة والمَكانِيَّة لِلقِصَّة ، القِصَّة السرْيَانِيَّة وتَطَوُّرِها ، نَشْأَةُ القِصَّة السرْيَانِيَّة ، الزَمكانِيَّة وأَثَرها على القَصَّاصين السرْيَان ، الخاتِمَة ، المَصَادِر .                                                                           
   
2 ــ الصَحافَة الوَرَقِيَّة لِلسرْيَان في منْطَقَةِ سَهْلِ نَيْنَوى / احْتِفاءاً بِالذِكْرَى ( 165 ) لِمِيلادِ الصَحافَةِ السرْيَانِيَّة  .                                                         

3 ــ المُفكِّر المَوْسُوعيّ كوركيس عواد .                                                 


عَنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة  /                                                                   
1 ــ قداس في بَيْتِنا / أَوَّل قِصَّة قَصِيرَة كتَبَها / نُشِرَتْ في مَجَلَّة الفِكْر المسِيحيّ عام 1998 م ، صَفْحَة نِتَاجات القُرَّاء .                                               
2 ــ البَارُوكة السَاقِطَة / قِصَّة قَصِيرَة / نُشِرَتْ في جَرِيدَةِ الحيَاةِ الجدِيدَة وجَرِيدَةِ العِراق غَداً في كرْكُوك  .                                                               
3 ــ الحُلُمُ المُعلَّق / قِصَّة قَصِيرَة / نُشِرَتْ في جَرِيدَةِ بيث عنكاوا وتُرْجِمَتْ لِلسرْيانِيَّة حيْثُ نُشِرَتْ في مَجَلَّةِ سفْروثا .                                           
4 ــ لَهُ قِصَصٌ قَصِيرَة أُخْرَى غَيْرُ مَنْشُورَة مِنْها : المُعلِّم الضَرِير ، اللَوْنُ الأَسْود  ، حيَوانٌ مِنْ كوريا .                                                                     
 
5 ــ مَجْمُوعَتهُ القِصَصِيَّة ( الغَلْيون ) والصَادِرَة عَنْ مَطْبَعةِ الثَقَافَة في سوريا ،  عام 2013 م ، بِستين صَفْحَة مِنْ الحَجْمِ الوَسَط ، تَضُمُّ خَمْسَةَ عشَرَ قِصَّة قصِيرَة  وهي :                                                                                           
ظِلّ صَدِيق  ، قدَاس في بَيْتِنا ، جُرْأَة بُوم ،  السَعادَة ، شَهِيقُ النفَّاخات ، الغلْيُون ، أَنا والجنِيّ ، الصُورَة ، رَعْشَة مَوْت ، هادي والكِلاب ، أَفْعى لَيْل خَرِيفيّ ، انْتِقَامُ القِطّ ، يَعْسُوبتي ، الكلْبُ المَسْعور ، الغِطَاءُ الطَائر .                           

غِلافُ المَجْمُوعَة القِصَصِيَّة : الغلْيُون .





صَدَرَتْ لَهُ الدواوين الشِعْرِيَّة التَاليَة /                                                     
1 ــ زَهْرَةٌ لا تَهْوَى بَرْد الشِتاء / مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة / صَدَرَتْ عنْ سِلْسِلَةِ نون الأَدَبيَّة رَقم ( 16 ) ــ المَوْصِل ــ عام 1996 م / حَجْم الوَرَق المُسْتَعْمل : القَطْع المُتَوَسِّط / عَدَد الصَفَحات 52 صَفْحَة .                                                   
غِلاف المَجْمُوعَة الشِعْرِيَّة : زَهْرَةٌ لا تَهْوَى بَرْد الشِتاء .



2 ــ صُورَة فُوتُوغرافِيَّة / مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة / صَدَرَتْ عنْ سِلْسِلَةِ نون الأَدَبيَّة رَقم ( 19 ) ــ المَوْصِل ــ عام 1996 م / حَجْم الوَرَق المُسْتَعْمل : القَطْع المُتَوَسِّط / عَدَد الصَفَحات ( 42 ) صَفْحَة .                                                           
غِلاف المَجْمُوعَة الشِعْرِيَّة : صُورَة فُوتُوغرافِيَّة .
 



3 ــ مِظَّلَةُ الخَطائين / مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة مُشْتَرَكة مَعَ الشَاعِر رمزي هرمز ياكو  / صَدَرَتْ عنْ وِزارَة الإِعْلام ـ بَغْداد / رَقم الإِيداع في دارِ الكُتُبِ والوثَائق بِبَغْداد ( 502 ) / عام 2002 م  / حَجْم الوَرَق المُسْتَعْمل : القَطْع المُتَوَسِّط / عَدَد الصَفَحات ( 55 ) صَفْحَة  .                                                                   

4 ــ  مَا ذَنْبي أَنا / مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة بِاللُغَةِ السرْيَانِيَّة والعرَبِيَّة / مِنْ مَنْشُورَاتِ المَرْكز الكلْدانِيّ لِلثَقَافَةِ والفنُون ــ أَرْبيل ــ عام 2004 م / حَجْم الوَرَق المُسْتَعْمل : القَطْع المُتَوَسِّط / عَدَد الصَفَحات ( 41 ) صَفْحَة .                                     
غِلاف المَجْمُوعَة الشِعْرِيَّة : مَا ذَنْبِي أَنا .



5 ــ رَحِيق الطفُولَة  / مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة / دار مَرْكز مار بولس لِلخَدَمَاتِ الكنسِيَّة ــ بَغْديدا ــ عام 2005 م / حَجْم الوَرَق المُسْتَعْمل : القَطْع المُتَوَسِّط / عَدَد الصَفَحات( 45  ) صَفْحَة .                                                                   

لَه مَجموعَة شِعرِيَّة تَحتَ الطَبع بِعنوان: ( يَوم الحِساب ).                             


في مَجَالِ النَقْد /                                                                               
ــ قِراءات نَقْدِيَّة لِمَجْمُوعَة مِنْ مَجاميع الشُعرَاء الشِعْرِيَّة / كِتَاب في النَقْد / مَجَلَّة الكرْمَة ــ بَغْديدا ــ عام  2005 م / حَجْم الوَرَق المُسْتَعْمل : القَطْع المُتَوَسِّط / عَدَد الصَفَحات ( 65 ) صَفْحَة .                                                                 


كما كتَبَ العدِيد مِنْ القِراءاتِ النَقْدِيَّة مِنْها /                                               
1 ــ مَوْضُوع : تَقَاسِيم الرُؤى ( الرُخَامات البَيْضاء في ملْهاةِ الوَقْت ) / قِراءَة في المَجْمُوعَةِ الشِعْرِيَّة ( هذا رُخامي ملْهاةٌ لِلوَقْت ) لِلشَاعِر رمزي هرمز ياكو . 
2 ــ مَوْضُوع : طَرائدُ العُمْرِ المَنْسِيّ مِنْ بُرْجِ الكلِمات / قِراءَة نَقْدِيَّة في المَجْمُوعَةِ الشِعْرِيَّة ( طَرائدي كلِماتي ) لِلشَاعِر حارث معد .                   
3 ــ مَوْضُوع : نَظْرَة أئْتِلاقِيَّة في مَرافِئ ضَبَابِيَّة / وهي قِراءَة في المَجْمُوعَةِ الشِعْرِيَّة ( مَرافِئ ضَبَابِيَّة ) لِلشَاعِرَة منوّر ملا حسون .                         
4 ــ مَوْضُوع : رُؤْيَة تَحْلِيلِيَّة : مَعْزُوفَةُ الدِمشْقِيّ في مَمْلكةِ الشِعْر / قِراءَة نَقْدِيَّة في المَجْمُوعَةِ الشِعْرِيَّة ( مَعْزُوفَةُ الدِمشْقِيّ ) لِلشَاعِر عدنان أبو أندلس مِنْ كرْكُوك  .                                                                                       
5 ــ مَوْضُوع : رُؤْيَة الحدَث الزَمَكانيّ في مَسْرَحِيَّة ( الأَشْبَاح ) / وهي قِراءَة في مَسْرَحِيَّة ( الأَشْبَاح ) لِلمُؤَلِّف : هنريك أبسن ، وقَدْ تَرْجَمَها لِلعرَبِيَّة : عزيز عمانوئيل كوركيس .                                                                           
6 ــ مَوْضُوع : في مَجْمُوعَتِهِ القِصَصِيَّة ( المَرْأَة الجِدار ) ... فهد عنتر الدوخي صُوَرٌ ومَشَاهد تَسْتَغيثُ بِخَارِطَةِ الزَمَن / وهي قِراءَة في المَجْمُوعَةِ القِصَصِيَّة ( المَرْأَة الجِدار ) لِلقَاصّ فهد عنتر الدوخي .                                               
7 ــ مَوْضُوع : الحدَثُ السَاخِن لِطفُولَةٍ مُغْتَالَة في حِكايَاتٍ لبَّدَتْها الغيُوم / وهو عَرْضٌ لِكِتَاب ( حِكايَات لبَّدَتْها الغيُوم ) لِلكاتِب : سامر الياس سعيد مِنْ المَوْصِل .
8 ــ مَوْضُوع : حرْقٌ في فَضَاءِ الأَرَق / نَقْدٌ لِمَجْمُوعَةٍ شِعْرِيَّة لِلشَاعِر معد الجبوري مِنْ المَوْصِل .                                                                 
9 ــ مَوْضُوع : مَجْمُوعَةُ الشَاعِر عبد الوهاب إسماعيل ( هواجِسٌ على مِرْآةٍ خاصَّة ) ، الصَادِرَة عَنْ دارِ الشُؤُونِ الثَقَافِيَّة لِسَنَةِ 2001 م ، والَّتِي تَحْتَوي على عِشْرين قَصِيدَة .                                                                               
10 ــ مَوْضُوع : زَهْرَةٌ لِلبَحْرِ وأُخْرَى لِلرِيح / تُقَدِّمُ هذِهِ المَجْمُوعَة صُوَراً لِحيَاةِ إِنْسَانٍ رَاحِل لِلشَاعِر حيدر محمود عبد الرزاق مُنْذُ طفُولَتِهِ حَتَّى الغِياب .           
11 ــ مَوْضُوع : إِضاءَة مُشْرِقَة لِمسَاراتِ كيرخو النَابِضَة / قِراءَة في المَجْمُوعَةِ الشِعْرِيَّة ( مسَارات كيرخو ) لِلشَاعِر عدنان أبو أندلس والصَادِرَة عَنْ مُلْتَقَى الزَمَن لِلثَقَافَةِ والفنُون عام 2003 م .                                                     
12 ــ مَوْضُوع : نَقْدٌ لِكِتَاب الكنيسَة الَّتِي وَرثْناها عَنِ الرُسُل لِلمَطْرَان جرجس القس موسى .                                                                         
13 ــ مَوْضُوع : انْطِبَاعاتٌ نَقْدِيَّة لِمَجْمُوعَةِ الشَاعِر زهير بهنام بردى والَّتِي بِعُنْوان ( غَداً يكونُ الوَقْت قَدْ فَات ) .                                             
14 ــ مَوْضُوع : مَجْمُوعَةٌ شِعْرِيَّة لِلشَاعِر صباح أحمد حسين بِعُنْوان ( النيازِك التَائهة ) .                                                                               
15 ــ مَوْضُوع : زَاويَة زَاهيَة مِنْ قَامُوسِ بَهْرا لِلأَدِيبين يونان هوزايا وأندريوس يوحنا / قِراءَة في كِتَاب هو بِمَثَابَةِ قَامُوس عرَبيّ ــ سرْيَانيّ بِحَجْمٍ كبِيرٍ يَقَعُ الكِتَاب في 308 صَفْحَة .                                                         
16 ــ مَوْضُوع : بُنْيَةُ الإِيقَاع ودلالاتُ الرَمْز في ما وَراءِ الرَوابي ، مَجْمُوعَةٌ شِعْرِيَّة لِلشَاعِرَة زهور دكسن ، تَحْمِلُ في طيَاتِها ثَمان وعِشْرونَ قَصِيدَة .         
17 ــ مَوْضُوع : مَجْمُوعَةٌ شِعْرِيَّة جدِيدَة لِلشَاعِر زهير بهنام بردى بِعُنْوان ( عَشْرُ قَطَراتٍ مِنْ دَمْعِ الشَمْسِ ) ، وهي مِنْ مَنْشُورَاتِ المَرْكزِ الثَقَافِيّ الآشُورِيّ / دهُوك لِسَنَةِ 2005 م ، يَقَعُ الكِتَاب في 88 صَفْحَة مِنْ القَطْعِ الوَسَط .               
18 ــ مَوْضُوع : صَدَرَ لِلبَاحِث والكاتِب والمُتَرْجِم المَوْسُوعِيّ يعقوب أفرام منصور كِتَاب بِعُنْوان ( الأَمَاني والأَهْواء بَيْنَ الدِينِ والدُنْيَا ) ، يَقَعُ الكِتَاب في 798 صَفْحَة مِنْ القَطْعِ الكبِير ، تَصْميم الغِلاف فريد منصور ، الطَبْعَة الأُولَى ، 2015 م ، طُبِعَ في مَطْبَعة مَنَارَة ــ أَرْبيل .                                               
19 ــ مَوْضُوع : مَجْمُوعَةٌ شِعْرِيَّة لِلشَاعِر عبد اللطيف النعيمي بِعُنْوان ( زَهْرَتي حِكايَة وَارِفةُ الدمُوع ) الَّتِي طُبِعَتْ في مَكْتَب الفَادي لِلطِبَاعةِ والاسْتِنْسَاخ .       
20 ــ مَوْضُوع : نَقْدٌ لِمَجْمُوعَةِ الشَاعِر ألفريد سمعان والَّتِي بِعُنْوان ( لائحةُ إتِهام ) ، مِنْ القَطْعِ المُتَوَسِّط ، عَدَدُ صَفْحاتِها 112 صَفْحَة .                         
21 ــ ومَواضِيع نِقْدِيَّة أُخْرَى كثِيرَة .                                                       
 
 
المَسْرَحِيَّات /                                                                                   
أَصْدَرَ مَسْرَحِيَّة مُشْتَركة مَعَ الشَاعِر رمزي هرمز ياكو بِعُنْوان ( لُعْبَةُ الأَمْوات ) / طَبْع مَطْبَعةُ الثَقَافَة ــ  سوريا ــ عام 2013 م / عَدَدُ الصَفَحات ( 35 ) صَفْحَة / حَجْمُ الوَرَقِ المُسْتَعْمل : القَطْع الصَغِير .                                       


مِنْ قَصَائدِهِ المُتَرْجَمَةِ مِنْ العرَبِيَّة إِلى الانْكلِيزِيَّة هي : قَصَائد قَصِيرَة ، حُلُم .       
مِنْ قَصَائدِهِ المُتَرْجَمَة مِنْ العرَبِيَّة إِلى السرْيَانِيَّة : الزَمَنُ المُرّ ، كِتَابَة في تُرابِ بَلدِي ، سَأَدورُ ، صِلْصَالٌ مِنْ سَواقِي الصَمْت .                                           
مِنْ قِصَصِهِ المُتَرْجَمَة مِنْ العرَبِيَّة إِلى السرْيَانِيَّة : الحُلُمُ المُعلَّق ، الغلْيُون .         
كما قَامَ بِتَرْجَمَةِ مَشْهَدٍ مَسْرَحِيّ بِعُنْوانِ ( الشَهادَة ) مِنْ العرَبِيَّة إِلى السرْيَانِيَّة ، وكذَلِك المَشْهَد المَسْرَحِيّ ( لا يُفرِّقُنا عَدُو ) .                                             

المَخْطُوطَات الغَيْر المَنْشُورَة  :                                                               
 
ــ مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة مَخْطُوطَة بِعُنْوان ( أَمْواجٌ لاقْتِناصِ البَياض  ).                   
ــ مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة مَخْطُوطَة بِعُنْوان ( نَفْحةُ الكارِينا ) .                                 
ــ نَصٌّ مَسْرَحِيٌّ مَخْطُوطٌ بِاللُغَةِ السرْيَانِيَّة بِعُنْوان ( الشَهادَة ) .                       
ــ نَصٌّ مَسْرَحِيٌّ مَخْطُوطٌ بِاللُغَةِ السرْيَانِيَّة بِعُنْوان ( لا يُفرِّقُنا عَدُو )  .                 


 

 كُرِّمَ القَاصّ كريم إينا بِالعدِيدِ مِنْ الجَوائزِ ،  مِنْها التَالي /                             
                                               
 1 ـــ  الجَائزَة الأُولَى مِنْ مَجَلَّةِ الصَدَى العائِلَة العَربِيَّة بِقَصيدَةِ الغَرِيب في الشَارِقَة سنَة 2000 لِشَهْرِ أُغسطس .                                           
         
2 ــ  جَائزَة حميد سعيد الثَالِثَة في بَابِل عَنْ نَصِّ ( المُبَشِرون بِالسَلامِ ) سنَة 2001 م .                                                                                 
3 ـــ الجَائزَة الأُولَى في مُسَابَقَةِ شمْشَا الأَدَبِيَّة / دَوْرَة سركون بولص ، والَّتِي أَقَامَتْها مُنْتَديَات عنكاوا كوم لِسَنَةِ 2009 م ، عَنْ نَصٍّ مَسْرَحِيّ مُشْتَرك مَعَ الشَاعِر رمزي هرمز ياكو بِعُنْوان ( لُعْبَةُ الأَمْوات ) .                                   
4 ــ جَائزَة المَرْكزِ الثَاني في مُسَابَقَةِ القِصَّةِ القَصِيرَة لِمُنْتَدى بَيْتُنا الثَقَافِيّ في بَغْداد / سَاحة الأَنْدلُس في كانُونِ الأَوَّل 15 ــ 12 ــ 2012 م  ، عَنْ قِصَّتِهِ القَصِيرَة ( الغلْيُون ) .                                                                         
5 ــ  الجَائزَة الثَانِيَة لِلقِصَّةِ القَصِيرَة في كرْنَفالٍ ثَقَافِيّ فَنِيّ مُقَام في بَغْديدا لِلفَتْرَة 19 ــ 20 ــ 21 مِنْ شَهْرِ كانُون الأَوَّل عام 2012 م ، مِنْ قِبَلِ مُحافِظ نَيْنَوى السَيَّد أثيل النجيفي .                                                                                   
6 ــ  الجَائزَة الثَانِيَة لِلمُدَرِّسين المَوْهُوبين / مُدِيرِيَّة الإِعْلام التَرْبَوِيّ في نَيْنَوى عام 2005 م .                                                                           
7 ــ حَاصِلٌ على عَدَدٍ آخَرٍ مِنْ الجَوائزِ والشَهاداتِ التَقْدِيرِيَّة .                         


مِمَّنْ كتَبُوا عَنْ قِصَصِهِ وأَشْعارِهِ  /                                                   
ــ كتَبَ عَنْ مَجْمُوعَتِهِ القِصَصِيَّة ( الغلْيُون ) القَاصَّ والنَاقِد فهد عنتر الدوخي حَيْثُ قَال :                                                                             
[ قَرَأْتُ مَجْمُوعَةَ أخي البَارِع كريم إينا ( الغلْيُون ) مِنْ الجِلْدِ إِلى الجِلْدِ ... وما يُميّزُها غَزَارَة المُفْرَداتِ وعُذُوبَةِ اللُغَة وتَنَوُّعِ المَضَامين ، إِنَّها بِحقّ إِصْدَارٌ يُضَافُ إِلى رَصيدِ المَكْتَبَةِ العرَبِيَّة لِرَصانَتِها ومَدْلُولاتِها الاجْتِماعِيَّة .... مُبارَكٌ لِلكاتِب القَدِير والقَاصّ الكفُوء كريم إينا . ]

ــ كتَبَ عَنْ شِعْرِهِ الدكتور ذنون الاطرقجي في زَاويَةِ الإِبْداعِ الشَابّ في جَرِيدَةِ الحَدْبَاء .                                                                               
ــ كتَبَ عَنْ شِعْرِهِ الشَاعِر والنَاقِد عدنان أبو اندلس مِنْ كرْكُوك مَوْضُوعاً بِعُنْوانِ /  ( الشَاعِر كريم إينا : ما ذَنْبُ البَراءَة في الحيَاةِ الجدِيدَة ؟ ) .                 


المَصَادِر /                                                                               
( 1 )                                                                                   
مَوْضُوع / العَمّ ( بهنام ) مِنْ قمَّةِ دير مار متي حَتَّى قَلْعة آشُور وحِكايَات ( الغلْيُون ) لِلقَاصّ كريم اينا .                                             
الكاتِب : النَاقِد فهد عنتر الدوخي .                                     
السبْت 25 / 1 / 2014 م .                                             
مَوْقِع : مُؤْسَّسَة بَابِل لِلثَقَافَةِ والإِعْلام .                                 
رَابِط المَصْدَر :
http://www.babylon-center.net/?articles=topic&topic=7633


( 2 )                                                                                   

المَصْدَر : بَخْديدا كوم                                                                       

رَابِط المَصْدَر

http://www.bakhdida.com/Literature/KarimEna.htm



( 3 )                                                                                         

القَاصّ كريم اينا                                                                           
مَعَ الشُكْرِ الجزِيل لِتَعاونِهِ .                                                               

ــــــــــــــــــ


                             أفعى ليل خريفي
ــ قصَّة قصيرة ــ
بقلم : كريم إينا 
                                       
                                                 
إلى متى ستظلّ ساكنة جحرها،ونهاياتها الملتوية تظهرُ في الجهة الأخرى؟.سألتني جدّتي هذا السؤال في لحظة مفاجأة فتغيّرت ملامحي. وكأنّي مسؤول عليها أو مروّضها،وضعتني جدّتي في موقف محرج لمواجهة الصراع الكبير الذي يحدثُ في نفسي،وعدم الرضا والراحة بين جلابيب أفكاري وعقلي الذي يلزمني بإخراجها من جحرها بعد أن إبتلعت جسدَ أرنبي الصغير،مشاعري الصادقة تشدّني بقدرة إنفعالاتها.ولهذا أعترف أنّها عنيفة وغير أليفة،لم أردّ على جدّتي،فكررّت السؤال وهي تُشبكُ بكفّيها بشدّة،ومن نظرات عينيها تصرخُ بإلحاح وإستفزاز منّي تهمسُ بطريقة إخراجها،والرغبة الجامحة تجسّدت فيها أمنيتي لتلتصق بأملي المعدوم رُغم إنقشاع الضباب من حول بصري،أتحرّك..أتوقّفُ فتقودني خيالاتي المستحيلة نحو السراب.أتشجّعُ وأقول: هل أنا جبان لهذا الحد كوني لا أجرؤ على سحبها من ثقب جحرها الملولب مجرّد كلمات خرساء أردّدها في داخلي إلى الأبد،وأتيه في صمتي...
جدّتي... إسمحي لي أن أصارحك بعمق خيبتي وجبني،أنا الضالُ الذي لا يستطيعُ أن يهدي نفسهُ فكيفَ يستطيع أن يهدي مخلوقة خرافية كالأفعى؟، قالت: لا تقل ذلك يا بني،تجرّأتُ وإجتزتُ كلّ حواجز أزمنة الدهر الممرّغة بلون التحرّر رغم تعدّد أشكال الصراع،أهربُ من نفسي إليها لحمقي وغبائي.أختلي طرقي المعبّدة بإحساس خافق يعبثُ مع ستائر أيّامي المجهولة.سحبتُ الأفعى من ذيلها وكأنّي أسحبُ سمكة من ماء النهر وهي تنفخُ في وجهي وكأنّهُ هواء النار من منفاخ الحدادين يطرقُ بوجهي.كم أحسّها بلهاء بتصرّفاتها ولكنّي تيقّنت أنّها مجرّد محطة عابرة في حياتي،ومهما سحبتُ وكيفما ألتفتُ إليها تسرقني بغضبها فأعودُ إلى الأمس البعيد،فأرى مفعولَ سمّها مستمرّاً،في تلك اللحظات أنفصلُ عن بوصلتي وأتجاوزُ حدودَ المعقول،فأجدها تتسرّبُ من تحت صخرة كبيرة،ذهلتني بجلدها الممشوق وعظامها المطقطقة،بعدَ هنيهة حاولتُ إمساكها بيد مثقلة فشلتُ حاولتُ مرّة أخرى إنهارت قوّتي فسخرت منّي وهي في عزّ الليل تتحدّى الزمان،صرختُ مستسلماً. وأنا أتذوّقُ طعم الفجيعة.تعمّقت في داخلي شهوة الخوف،وتنامت وحدة الرعب فيّ،خيّلَ إليّ أنّ جدّتي سوفَ تخرجُ الأفعى بنفسها،ولكن يدها إنهزمت إلى المستحيلات،حاولتُ الولوجَ إلى مملكتها المحصّنة بعد الخوف والمرارة...ضمّني ثمّة شيء بحنان رغم زمني الضارب في شواغل الدنيا ومتاعبها،حكموا على أفعتي بالتآمر ومنعها من التجوال في الدروب،وبعد ذلك قهرها بالنسيان،فأدركتُ فيما بعد أنّي ألهثُ وراء سراب مزمن يختلسُني بأنيابه ومخالبه الحادة،رغم حزني..ودموعي..وألمي عليها حاولتُ في تلك اللحظة أن أسحبها من جحرها المسكون.يومها إخترتُ عصاً صغيرة تفتحُ لي الطريق نحو مضجعها،وحينَ إستقرّت نظراتي عليها إنهمرت دموعي...حتى تلك اللحظة لم أعرف سبباً مقنعاً لتلك الدموع،بعد برهة من الزمن تصوّرتها حيواناً خرافياً ليس له حدود،ولكن أراها ملقية على الأرض إلى حد التخمة تعاني من ألم في بطنها بسبب إبتلاعها أرنبي الصغير الذي كان ما زالَ في مقتبل الحياة.يا للكارثة كيفَ أداويها؟. وأنا أريدُ إصطيادها والوقتُ ما زالَ ليلاً وفي فصل الخريف،ربّما كنتُ مجرّد مجنون يحاولُ أن ينتقم من نفسه في لحظات عابرة،وحتى تلك اللحظات باتت ممزوجة بالألم،كل ما أذكرهُ هو إقتحام عالمها الحيواني رغم كلّ الدموع التي قد ذرفت فصارت عندي الأسمى والأعظم.آمنتُ بالقدر المكتوب إلى حين النهاية المطلقة.أتساءلُ إن كنّا قد تلاقينا أنا وهي في فصل من فصول السنة وبيننا الزمان والمكان...أشكّ كثيراً في لحظة تزلزلي...وهل لجنوني بحبّها حدود؟!. حرام أن لا يحيا هذا الحب الكبير إلاّ في حدود الأطر المتلاشية.تبتلعني نظراتها الحزينة،إستمرّ صمتي،نهرتني بنظراتها اليائسة،ثمّ نهضتُ وأدرتُ ظهري ومشيت،غابت عن عيني بذاك المشهد المشحون بالأسى،أتمتمُ مع نفسي هل كان قدرك حقّاً أن تكوني هناك؟ أم وجدت جلاّدك في هذا المكان؟. ما الذي دعاني بأن أقحمَ نفسي في هكذا صمت محيّر،ربّما كان قدري الحقيقي الذي قادني إلى هنا.. أنعشُ روحي،ولكن على يقين أنّي لن أتركها... لأنّ روحي ستحلمُ بها بعد مماتي.أتنهّدُ بين لحظة وأخرى،يُطاردني السؤال حول شبح ظلّها فأخافُ أكثرَ ممّا أخافُ من الظلمة. ماذا سأفعل؟. هل أخبرُ الرعاية الصحية لحقوق الحيوان عنها؟،المشكلة أنّي لا أستطيع أن أكونَ جزءاً من واقعها،ولا أجرؤ على تخطية ما يجولُ في فكري ومعتقداتي،أسيرُ والقهرُ يواجهني ملطّخاً بعراقة الماضي،المهم في هذه الحياة أن تتعافى أفعتي الخرافية لا طريق أمامي سوى الخطى المظلّلة،إلى متى ستظلينَ خائفة ومحكوم عليك بالقلق؟،ستعيشين حياتك الطبيعية،هكذا شاءت الأقدار لأصوّرَ زمني المتلاشي،بعدَ عقد من الجفاء،آنَ الأوان كي أعلنَ على الملأ ما تبقّى منّي بشأن أفعتي في ليل خريفي أتلهّفُ جيداً وأهمسُ في أذني الغائبة عسى ولعلّهُ أمضي معها بقية أيّام عمري وهي فرحةٌ تتمطّى هنا وهناك مع زميلاتها في أروقة حديثة التي خصّصت لهنّ في حديقة الحيوانات مكوّنة صداقات حميمة وما زالت تذكرني وأنا أذكرها هي في مكانها وأنا في مكاني....



70
     
   
مِنْ مُذكَّرات إِنْسَانَة .........                                                                 
  ــ مُجْتمع ــ / 5                                                                               

"  مَحْو الأُمِّيَّة  "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
السبت 9 /4 / 2011  ــ الأربعاء 17/ 8 / 2011


أُقارِعُ بِشِدَّةٍ وتَحَسُّرٍ وأَلَمٍ تَسْمِيةِ الشَخْصِ الَّذِي لايَعْرِفُ القِراءَةَ والكِتابَةَ أَوْ الشَخْص المُتَخَلِّف عَن قِيمِ العَصْرِ الحَالِيَّة بِالـ  " أُمِّيّ " ، وتَوَسَّعَ مَدْلُول هذِهِ الكَلِمَة في المُجْتَمَعِ وصَارَتْ تُسْتَعْملُ لِلدَلالَةِ على المُتَخَلِّفِ ، وغَيْرِ المُتَحَضِّرِ ، والمُتَصَلِّبِ ، والعَنِيدِ مِمَّنْ لايَقْبَلُ جَدِيداً في الحَيَاةِ ويَتَمَسَّكُ بِالقَدِيمِ حَتَّى وإِنْ كَانَ بَالِياً ، ولايَقْبَلُ رَأْيَاً غَيْرَ رَأْيهِ ولايُعِيدُ التَفْكِيرَ في مَواقِفِهِ بِاعْتِبارِ إِنْ هذا يُشِينهُ ، ويَتَصَرَّفُ بِخُشُونَةٍ ، ورُبَّما بِرُعُونَةٍ وبِدُوْنِ تَخْطِيطٍ ، أَوْ تَفْكِيرٍ ولايُسَيطِرُ على انْفِعالاتِهِ وتَقُودهُ رُدودُ أَفْعالِهِ المُنْفَلِتَة ...... إلخ ، بَلْ صَارَتْ هذِهِ الكَلِمَة تُسْتَعْملُ كَشَتِيمةٍ وإِهانَةٍ ، بَيْنَما نَحْنُ كُلَّ يَوْمٍ في وَاقِعِنا وفي أَحْلامِنا نَقُولُ لأَرْوعِ إِنْسَانَة " أُمّي " ، نَتَحَسَّسُ هذه الكَلِمَة بِسَعادَةٍ وعُذُوبَةٍ لاتُضاهِيها أُخْرَى ، ونَتَذوَّقها بِأَعْمَقِ خَلايا كَيانِنا وذَواتِنا .                                   

 أَعْتَرِضُ على هذِهِ التَسْمِيَةِ ، فهي مِنْ وجْهَةِ نَظَرِي تَطَالُ الأُنْثَى والأُمُومَة بِإِهانَةٍ وإِنْ كَانَت غَيْر مَقْصُودَة وإِجْحاف لَغوِيّ بَالِغ بِحقِّهنّ ،  حَتَّى وإِنْ قَالَ المُدافِعُون أَوْ تَحَجَّجَ المُتَحجِّجون بِتَقَارُبِ الكَلِمَتينِ لَفْظاً وتَبَاعُدَهُما مَعْنَىً .                                         
 إِنَّهُ لَمِن الإِنْصافِ والعَدَالَةِ إِنْ يَتِمَّ الفَصْم التَّام بَيْنَ لَفْظَة " أُمِّي " الَّتِي تَمُتُّ لِلأُمُومَةِ الجَلِيلَةِ بِصِلَة ، وبَيْنَ غَيْر العَارِفِ ، أَوْ الجَاهِلِ ، أَوْ الَّذِي لايَلُمُّ بِأُمُورِ الكِتابَةِ والقِراءَةِ ، أَوْ ظَلَّ على ما وَلَدَتْهُ أُمُّهُ عَلَيْهِ ( كما وَرَدَ في القَامُوسِ )  ، وأَنَّ يَتِمَّ اخْتِيار لَفْظَة أُخْرَى لِلاسْتِدلالِ على غَيْرِ العَارِفِ ذاك ...... هذا الفَصْمُ التَّام يَجِبُ أَنْ يَكُون ..........           
طُوبَى ونِعْمَةً لأُمّي وكُلِّ الأُمَّهات فهُنَّ لايَسْتَحِقنَّ غَيْرَ التَكْرِيمِ .                               
كَانَت أُمّي إِنْسَانَة بَسِيطَة ، جَادَّة ، طَمُوحَة ومُثَابِرَة ...... لَكِنْ كُلّ طُمُوحاتِها ذَهَبَتْ لِلتَلاشِي بِفِعْلِ العَيْشِ في مُجْتَمَعٍ رَسَمَ لِلأُنْثَى دَوْرَها وحَدَّدَ خُطُواتَها ، مُجْتَمَعٍ لايُسَاعِدُ الأُنْثَى بَلْ يَقْمَعُها ويَدْحَرُها ، مُجْتَمَعٍ يَنْكُرُ لِلأُنْثَى كُلَّ حُقُوقِها ويُساوِمُها على حَقِّها في الحَيَاةِ والكَرَامَةِ ، المُجْتَمَع بِأَعْرافِهِ وتَقالِيدِهِ وعَشائِرِيتِهِ وطَائفِيتِهِ ...... إلخ .           

رَافَقَتْ أُمِّي سنينَ عُمُرِها الرَغْبَةُ الجامِحَة نَحْوَ العِلْمِ والدِرَاسَةِ والتَعْلِيم ولكمْ تَمَنَّتْ لَوْ تَخَرَّجَتْ مُعَلِّمَة ( وأَنا أَعْتَبِرُ التَدْرِيس عِلْماً وفَناً ، عِلْم التَدْرِيس ، فَنُّ التَدْرِيس ) ، وكَانَ هذا أَوَّلُ طُمُوحِها مُنْذُ صِغَرِها حَتَّى إِنَّها ولِعُمْقِ رسُوخِهِ في نَفْسِها قَوِيَّاً تَضَرَّعَتْ دائِماً لَوْ وَرَثَتْ هذا الطُمُوح عَنْها إِحْدَى بَنَاتِها ، ( وكَانَت هذِهِ المِهْنَة في حِيْنِها كَبِيرَة جِدَّاً وعَالِيَة في المَرْكزِ والمَكَانَةِ ولَها مَرْتَبة مُجْتَمعِيَّة جَلِيلَة ، نَافَسَتْها فيما بَعْد مِهنٌ أُخْرَى في علُومٍ مُغايرَة المَكانَةَ والرِفْعة ) ، لَكِنْ أُمْنِيَّة أُمّي لَمْ تَتَحَقَّق لأَنَّ في زَمَنِ طُفُولَتِها حَيْثُ كانَتْ تُقيم لَمْ تَكُنْ هُناكَ مَدارِس يَذْهَبُ إِلَيْها الأَطْفَال ، وحِيْنَ انْتَشَرَتْ المَدارسُ في وَقْتٍ لاحِقٍ كَانَتْ والدتي قَدْ تَجاوَزَتْ العُمْر الَّذِي يَسْمَحُ لَها بِالذِهابِ إِلى المَدْرَسةِ ، بَلْ إِلى مَحْوِ الأُمِّيَّة .                                                                                   
أَذْكُرُ في وَقْتِها أَنَّني كُنْتُ في مَرْحَلةِ الدِراسَةِ ، وكَانَ البَثْ التلفزيوني العِراقيّ يَعُجُّ بِالتَمْثِيلِياتِ ( بِالأَسْودِ والأَبْيضِ ) عَنْ مَوْضُوعِ مَحْوِ الأُمِّيَّة مِنْ خِيرَةِ الفَنَّانِين والفَنَّانات حِيْنَها .                                                                                                 
أَذْكُرُ الفَنَّان راسم الجُميلي حِيْنَ كَانَ يَعُودُ في إِحْدَى تَمْثِيلِياتِهِ مِنْ مَرْكَزِ مَحْوِ الأُمِّيَّة ويَسْتَلْقِي على الأَرْضِ وهو مُنْهَمِكٌ بِتَعَلُّمِ الحُرُوفِ والقِراءَةِ ...... كَمْ امْتَعنا هو وغَيْرُهُ مِن الفَنَّانِين والفَنَّانات ........ .                                                                     
في طُفُولَتي كَانَت أُمِّي تَأْخُذُني مَعَها حَيْثُ تَذْهَب ، رُبَّما لأَنَّني كُنْتُ هَادِئة جِدَّاً وقَرِيبة إِلى نَفْسِها ، وفي مَرَّاتٍ كَثِيرَة حِيْنَ تَذْهَبُ إِلى السُوقِ الكَبِيرِ لاقْتِناءِ حَاجاتِ العَائِلَةِ مِن الكِساءِ والمَلابِسِ والأَغْطِيةِ ومَواد الخِياطَةِ وغَيْرِها ، كَانَ عَلَيْها أَنْ تَسْتَقِلَ الحَافِلَة ، وبِما أَنَّها لم تَكُنْ تَتَعَرَّف على الأَرْقامِ فكَانَت تَحْتَاجُ إِلى مُساعَدَتي لِتَسْتَقِل البَاص ذُو الرَقْم الصَحِيح حَتَّى لايَذْهَبُ بِنا إِلى جِهَةٍ أُخْرَى( حَيْثُ كَانَ البَاص رَقْم تسْعَة يَتَجه بِخَطِ سَيْرٍ آخَر )  ........                                                                                   
كَانَت أُمّي تَسْأَلُني :                                                                                   
ــ كَمْ رَقْمُ هذا البَاص يا ابْنَتِي ؟                                                                     
ــ إِنَّهُ البَاص رَقْم سَبْعَة يا أُمِّي .                                                                   
ــ إِذَنْ عَلَيْنا أَنْ نَسْتَقِلَهُ .                                                                             
والِداي تَعَلَّما لُغَةَ المَدِينة لَدَى انْتِقالِهما إِلَيْها نَتِيجَةً لِظُرُوفِ عَمَلِ والِدي ، ولِهذا واجَها تَحدِيات كَبِيرَة مُماثِلَة لِلتَحدِياتِ الَّتِي تُواجِهُ أَيَّ مُهاجِرٍ أَوْ مُنْتَقِلٍ لِلعَيْشِ مِنْ مَكانٍ إِلى غَيْرِهِ كتَحدِياتِ اللُغَةِ ، التَكيُفِ مَعَ البِيئَةِ الجَدِيدَةِ ، المَناخِ ، طَرِيقَةِ التَعامُل مَعَ النَاسِ ، الأُمُور المُتَعارَفِ عَلَيْها المَقْبُولَةِ والأُخْرَى المَرْفُوضة ..... إلخ ، كَانَت بِيئَةً جَدِيدَة عَلَيْهما لَكِنَّهُما نَجَحَا في التَغَلُّبِ على التَحدِياتِ وكَافَحَا لأَجْلِنا .                               
كَانَت الحَافِلَة رَقْم سَبْعَة كَغَيْرِها مِنْ حَافِلاتِ النَقْلِ الَّتِي انْتَشَرَتْ في المَدِينَةِ حِيْنَها تَتَمَيَّزُ بِتَقْسِيمِ المَقاعِدِ ، هذهِ المُلاحَظَة لَفتَتْ انْتِباهي وكَانَ هذا التَقْسِيم في نَفْسِي مَرْفُوضاً لأَنَّهُ يَجْعَلُ النَاس في وَضْعِينِ مُتَباينينِ ولَيْسَ في وَضْعٍ واحِدٍ مُسْتَوٍ مُتَساوِي ، الصُفُوفُ الأَمامِيَّة في الحَافِلَةِ عِبارَة عَن مَقاعِد جِلْدِيَّةٍ مُرِيحَةٍ تَكْلِفَة بِطاقَةِ الجُلُوسِ فيها هو عَشْرَة فِلْس ، أَمَّا النِصْفُ الثَاني مِنْها فكَانَ مَقاعِدَ خَشَبِيَّة خَلْفِيَّة وتَكْلِفَة بِطاقَةِ الجُلُوسِ فيها خَمْسَة فِلْس ، والوَاقِفين مِن الرُكابِ كَانُوا يَقْطَعُونَ بِطاقَةً بِخَمْسَة فِلْس .                           
كُنْتُ في كُلِّ مَرَّة أَسْأَلُ أُمّي :                                                                       
ــ ماما ..... لِماذَا المَقاعِد الخَشَبِيَّة بِخَمْسَة فِلْس والجِلْدِيَّة بِعَشْرَة ؟                       
كَانَت أُمّي تُجِيب :                                                                                   
ــ لأَنَّ الجِلْد أَغْلَى سِعْراً وتَكْلِفَةً مِن الخَشَبِ لَدَى الصُنْع .                                     
أَمَّا أَنا (  وبِالتَأْكِيدِ أُمّي أَيْضاً رَغْمَ أَنَّها لَمْ تَبُحْ لي بِذلِك عَلانِيَّة خَوْفاً على مَشَاعِرِي الغَضَّة مِنْ عَالَمٍ قَاسٍ وقَبِيح ) فكُنْتُ أَشْعُرُ بِأَنَّ المَقاعِدَ الخَشَبِيَّة صُنِعَتْ لِلفُقراءِ والمَقاعِدَ الجِلْدِيَّة لِلمُتَمَكِّنِين مَادِيَّاً والأَغْنِياءِ ، وكَأَنَّهُ لايَكْفِي الفُقراء عَذَاب مايُقاسُون وما يُحْرَمُون مِنْهُ ، وحَتَّى في الحَافِلَةِ يُزِيدُ العَالَم آلامَهم بِجَعْلِهِم يَجْلُسُون على مَقاعِد غِيْر مُرِيحَة هذَا إِنْ اسْتَطاعُوا تَغْطِيَة تَكالِيفِ التَنَقُّل بِالبَاصِ ، ويُسِيءُ لِعَضَلاتِهِم المُتَصَلِّبَة بِفِعْلِ مايُقاسُون أَذَىً وأَلَماً ولِعِظَامِهِم المُتَخَشِّبَة ويُزِيدها تَخَشُّباً ، وعلى العَكْسِ يزِيدُ المُتَمَكِّنِين مَادِيَّاً رَاحَةً فَوْقَ رَاحَة ، ويُضْمِنُ الصِحَّة لِعَضَلاتِهِم اللَيِّنَة بِفِعْلِ امْكانِياتِ الرَاحَةِ المُتَوَفِّرَة لَهم ، ويُغْرِقُ مُؤْخِرَاتهم في مَقاعِدٍ وَثِيرَةٍ ومُرِيحَةٍ فتَزْدادُ لِيْناً ، فيَزْدادُ الأَغْنِياء تَكَبُّراً على الفُقراء ويَحْتَقِرونَهُم ( في حِيْنِها لم تَكُنْ السَيَّارات الخُصُوصِيَّة مُنْتَشِرَة بَعْد في هذهِ المَدِينة إِلا فيما نَدر )  .                                     
كُنْتُ أَقْرأُ كَطِفْلَةٍ في عُيونِ الجَالِسين في المَقاعِدِ الجِلْدِيَّة زَهْوَهُم وتَرَفُّعَهُم بِيْنَما تَتَكَسَّرُ النَّظَراتُ خَجَلاً في عُيونِ الجَالِسين في المَقاعِدِ الخَلْفِيَّة الخَشَبِيَّة ، وما كَانَ يُزِيدُ التَمْييز حِدَّةً إِنَّ البَابَ الأَمامِيِّ لِلحَافِلَةِ أَصْبَحَ تِلْقائِيَّاً لِمَنْ يَجْلُسون في المَقاعِدِ الجِلْدِيَّة بِيْنَما تُرِكَ البَاب الخَلْفِيِّ لِلحَافِلَةِ لِمَنْ يَجْلُسون في المَقاعِدِ الخَلْفِيَّة الخَشَبِيَّة ، وأَيْضاً قَاطِعُ التَذاكِر ( الجَابي ) إِذْ كانَ يَمُرُّ على الجَالِسين في المَقاعِدِ الأَمامِيَّة لِقَصِّ البِطاقاتِ يَفْعَلُ ذلك بِاحْتِرامٍ يَتلاشى بَغْتَةً حِيْنَ يَصِلُ إِلى المَقاعِدِ الخَشَبِيَّةِ الخَلْفِيَّة والوَاقِفين في البَاصِ ، وكُنْتُ أَسْمَعُ في أَحْادِيثِ الكِبارِ عِنْدَما يَتَلاقُون عَنْ مَخَاوِفِهِم وتَحَرُّجِهِم مِنْ أَنْ يَمْسِكَهُم أَحَدَ مَعَارِفِهم بِالجُرْمِ المَشْهُودِ وهُم في البَاصِ بِبِطاقَةِ الخَمْسَة فِلْس ولَيْسَ العَشْرَة ، لَيْسَ هذا فَقَطْ فلَقَدْ كَانَ الفُقَراء يَتَحاشون اللِقَاء في البَاصِ بِمَنْ يَعْرِفُونَهُم تَجَنُّباً لِلحَرَجِ مِنْهُم ، وحَتَّى أُعَبِّرُ عَن سُخْطِي على هذا التَمْييزِ كُنْتُ وبِطَرِيقَةٍ طُفُولِيَّة أُصِرُّ على الوُقُوفِ في الحَافِلَةِ .                                                                                 
لِماذَا يَلْجأُ الإِنْسَانُ إِلى التَمْييزِ ، هَلْ كَانَ ضَرُورِيَّاً تَصْنِيعُ الحَافِلاتِ بِهذا الطِرازِ ( الحَافِلات على ما أَعْتَقِدُ كَانَت مُسْتَورَدَة مِنْ بريطانيا ) ، إِنْ كَانَت غَايَةُ المَصانِعِ حَصْرَ التَكْلِفَةِ وتَقْلِيلَها لِلحَافِلَةِ الوَاحِدَةِ فلِماذَا لم تُفَكِّرْ العُقُولُ المُدْبِرَة في حَلٍّ أَبْسَط ، كَأَنْ تَجْعَلَ بَعْض الحَافِلاتِ كَامِلَةً بِمَقاعِد جِلْدِيَّة وأُخْرَى بِمَقاعِد خَشَبِيَّة ، وكَانَ لِلدَوْلَةِ المُسْتَورِدَةِ تَحْدِيدَ خَياراتِ اقْتِناءِ هذا النَوْع أَوْ ذاك أَوْ كِلا النَوْعَين ، مَعَ الاحْتِفاظِ بِتَسْعِيرةٍ وَاحِدَةٍ لِلبِطاقَةِ لِلجَمِيعِ ، أَمَّا أَنْ تَكُونَ الغَايَة إِنْسَانِيَّة مِنْ تَواجُد المَقاعِدِ الجِلْدِيَّةِ كَخِدْمَةٍ لِلمَرْضَى والمُعاقِين وكِبارِ السِنِّ ..... إلخ ، فاخْتِلاف تَسْعِيرَة البِطَاقَة يَخُونُ هذه الغَايَة ولايُراعِيها ويَجْعَلُ الشَكَّ مَشْرُوعاً وقَائِماً ويَقِيناً وكذلِك الوَقَائع ، نَاهِيك عَن اسْتِحْقاقِ الفُقَرَاءِ أَيْضاً لِشمُولِهم بِهذِهِ الغَايَةِ الإِنْسَانِيَّةِ أُسْوَةً بِالمَرْضَى والمُعَاقِين وكِبار السِنِّ ..... إلخ .                                                                                       
هذا التَقْسِيمُ في المَقاعِدِ لَهُ جُذُورٌ في نَفْسِ الإِنْسَان ، تِلكَ الجُذُور المُنْتَمِية إِلى خَلِيطِ المَشَاعِرِ مِنْ التَكَبُّرِ والأَفْضَلِيَّةِ والعَداءِ والرَغْبَةِ في التَمَيُّزِ والاسْتِعلاءِ والفَوْقِيَّة ..... .... إلخ ، تِلكَ الجُذُور البَعِيدَةِ عَنِ الرَغْبَةِ في السَلامِ والاحْتِرامِ والتَسَاوِي والحُقُوقِ المَكْفُولَةِ لِلجَمِيعِ ........ إلخ .                                                                       
إِنَّها بَعْضٌ مِنْ قِصَةِ الإِنْسَانِيَّة .                                                                     
إِنْ كانَ هذا النَمَط مِنْ التَمْييزِ في الحَافِلاتِ الآن قَدْ انْمَحَى ، فالمُسَلْسَل لازالَ مُسْتَمِرَّاً في القِطاراتِ حَيْثُ الرُّكابُ دَرَجَة أُولَى ، أَوْ ثَانِية  ..... إلخ ، وفي صَالاتِ السِينما ، وفي المَسارِحِ والفَنادقِ وحَتَّى في أَنْواعِ أَنْظِمةِ التَأْمينِ الصِّحِّيّ ..... إلخ .                 
بَعْضُ الأَدْيانِ سَانَدَتْ وشَدَّتْ مِنْ أَزْرِ الطَبَقِيَّةِ أَوْ التَعَدُّدِ الطَبَقِيِّ في المُجْتَمعاتِ بِطَرِيقَةٍ سَلْبِيَّة وعَمَّقَتْ تِلك الهُوَّةِ مِنْ خِلالِ نَظْرَتِها الحَيَاتِيَّة .                                         
خِتَاماً أَشْكُرُ لأُمّي صَبْرَها ورِعايِتَها لَنا جمِيعاً الأَبْنَاء والبَنَات ، أَشْكُر لَها لَيالي السَهَر وحِمْل الهمُوم والتَفْكير فيما نَابَنا مِنْ أَحْوال ، أَشْكُر لَها ولِوالدي مُرافَقَتهُما لِمسِيرَةِ حيَاتِنا والأَخْذِ بِأَيَادِينا إِلى بَرِّ المُسْتَقْبَلِ الأَمين ، أَشْكُر لَهُما حِمايَتَهُما لَنا مِنْ كُلِّ شرُورِ الحيَاةِ وبِقَدْرِ اسْتِطاعتِهما . ما وفَّرَاهُ لَنا قَدْ لا نكُونُ قَادرِين على تَوْفِيرَهُ لِمَنْ بَعْدَنا .   

لأُمّي المَحَبَّة والذِكْرَى العَطِرَة في نَفْسِي ، ولِكَلِمَةِ " الأُمِّيَّة " اسْتِنْكارِي القَاطِع ورَفْضِي ، ولِلتَمْييزِ بِيْنَ البَشَرِ الفَنَاءُ التَامّ وكُلّ الجُهُودِ لِمَحْوهِ .                             
ولكُم مِنِّي ، قَارِئات وقُرَّاء ، خَالِصَ الودِّ والمَحَبَّة .                                             

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                             

هَامش :                                                                                         
عن قاموس لسان العرب : ـ                                                                 
الأُمِّيّ : الذي لا يَكْتُبُ                                                                         
قال أَبو إسحق : معنى الأُمِّيّ المَنْسُوب إلى ما عليه جَبَلَتْهُ أُمُّه أي لا يَكْتُبُ ، فهو
في أَنّهُ لا يَكْتُبُ أُمِّيٌّ ، لأَنَّ الكِتابة هي مُكْتَسَبَة فكأَنه نُسِب إلى ما يُولد عليه أي
على ما وَلَدَته أُمُّهُ عليه .                                                                   




71



كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 17 )
               

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ               
                               
إِعْداد وتَقْدِيم : شذى توما مرقوس                         
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                     

                                     
طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           
الجُزْءُ الأَوَّل كانَ خَاصَّاً بِالتَعْرِيف بِكاتِباتِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ المُكوِّن المَسِيحيّ العِراقي ،  وفي الجٌزْءِ الثَاني /  ( 1 ــ 16 ) ، تَعَرَّفْنا على عَدَدٍ مِنْ كُتَّاب القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .                                               
 في الجُزْء الثَاني ( 17 )  ،  عزِيزاتي / أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء نَتَحَدَّثُ عَنِ القَاصّ فاضل نوري يونان  ، مَعَ شُكْرٍ خَاصٍ للأَخ الكاتِب روند بيثون  الَّذِي لَمْ يَتَوانى عَنِ التَعاون معي بِما تَوفَّر لَديهِ مِنْ مَصَادِر عِنِ القَاصّ فاضل نوري .                                                             

الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                               



د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 ( فاضل نوري يونان )   
 

هو أَحَدُ  القِلَّة مِمَّنْ اهْتَّموا  بِكِتَابَةِ القِصَّةِ القَصِيرَة  في عنكاوا في وَقْت كانَ المَشْهَد الشِعْرِيّ هو السَائد .                                                               
ولِدَ في عنكاوا عام 1951 م .                                                               
أَنْهَى دِرَاسَتَهُ الإِعْدادِيَّة عام 1967 م ، ووَاصَلَ تَعْليمَهُ في دارِ المُعلِّمين الابْتِدائيَّة في أَرْبيل .                                                                                       
بَعْدَ تَخَرُّجِهِ مِنْ دارِ المُعلِّمين الابْتِدائيَّة عُيّنَ كمُعلِّم في مَدَارِسِ أَرْبيل وعنكاوا .   
اتَجَه لِلكِتَابَةِ في بِدايَةِ السَبْعِينَات ، ولَهُ مُشَارَكات في عَدَدٍ مِنْ المِهْرَجانَات الأَدَبِيَّة ومِنْها مِهْرَجانِ المَرْبِد ، كما شَارَكَ في نَشَاطاتٍ ثَقَافِيَّة أُخْرَى .                       
تُوُفِّيَ عام 1995 م على إِثْرِ مُعانَاتِهِ مِنْ مَرَضٍ عَضَّال .                               

عَنْ تَجْرُبَتِهِ في مَجَالِ كِتَابَةِ القِصَّةِ القَصِيرَة :                                           
وَظَّفَ فاضل نوري تَجْرُبَتَهُ العاطفِيَّة والاجْتِماعِيَّة في مَجَالِ كِتَابَتِهِ لِلقِصَّة حَيْثُ طغَى الأُسْلُوب التَقْلِيدي السَرْدِيّ وأَحْيَاناً التَقْرِيريّ على حِسَابِ الأَدَاءِ الفَنِيّ وأَدواتِهِ في كِتَابَةِ هذا النَوْعِ مِنْ القِصَصِ وخَاصَّةً في مَجَالِ كِتَابَةِ القِصَّةِ الوَاقِعيَّة ، لكِنَّهُ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهذَا الأُسْلُوب لِوَحْدِهِ إِذْ كانَ السُمَة المُشْتَرَكة بَيْنَ جِيلِ مُعاصِرِيهِ حِيْنَها ، كما تَسَيَّدَتْ الأَفْكار ذات الطَابِع العاطفِيّ في طَرْحِ المَشَاكلِ الاجْتِماعِيَّة ، وهذا يَظْهَرُ بِوضُوحٍ في مَجْمُوعتِهِ القِصَصِيَّة الأُولَى [ السَعادَةُ السَوْداء ] ، وبَعْض قِصَصِ هذِهِ المَجْمُوعَة مَثَّلَتْ الواقِع كصُورَة فُوتوغرافِيَّة عَنْهُ مِثْل قِصَّة ( كلِماتٌ مِنْ رَسَائل مَهْجُورَة ) و قِصَّة ( السِجْنُ المَجْهُول ) وغَيْرها ، ويَرَى الدكتور عمر الطالب { في مَقَالٍ لَهُ حَوْلَ القِصَّة في المَوْصِل والَّذِي نُشِرَ في مَجَلَّةِ بيث النهرين في العدَدِ 21 ، سنَة 1978 م ، والصَادِرَة عَنْ مَطْرانِيَّةِ المَوْصِل لِلكلْدان } إِنَّ قِصَّة ( كلِماتٌ مِنْ رَسَائل مَهْجُورَة ) تُؤكِّدُ تَأَثَّرَ فاضل نوري بِكِتَابِ [ رَسَائل الأَحْزَان ] لِلرافعي مَعَ التَبايُنِ الوَاضِح في دَرَجَةِ قُوَّةِ الأُسْلُوبِ لَدَى الكاتِبين ، أَمَّا قِصَّة ( صَخَبٌ وجنُون ) فهي تُعالِجُ قِصَّة شَابٍ مُتَعلِّق بِأُمِّهِ يَنْعى على الأَطِبَاء عَدَم إِخْلاصِهِم في عَمَلِهِم مِمَّا يُؤْدِّي إِلى وَفَاتِها ، و قِصَّة ( السِجْنُ المَجْهُول ) تَطْبَعَها الصِفَةُ الوَعْظِيَّة وهي تَتَحدَّث عَنْ رسُوبِ شَابٍ في المَدْرَسَة ويُحَمِّلُ المُدَرِّسين تَبَعة ذلِك ، ثُمَّ يَعودُ لِيُؤكِّدَ نَجاحَهُ رُغْماً عَنْهُم ولكِنْ بِعَرْضٍ غَيْر مَنْطقِيّ ، وتَأْتي قِصَّةُ ( النِصْفُ الآخَر ) لِتَتَحدَّث عَنْ شَابٍ بَعْثَرَ أَمْوالَهُ وصِحَّتَهُ ثُمَّ تَزَوَّج بِأَرْملَةٍ أَحبَّها لكِنَّ زَواجَهُما يَنْتَهي بِالفَشَل .                                       
قِصَصُ مَجْمُوعَتِهِ القِصَصِيَّة الثَانيَة [ عيْنَاكِ والحُزْن في المسَاء ] تَدْخُلُ ضِمْنَ التَيار الإِصْلاحِيّ الاجْتِماعِيّ ووَظَّفَ فيها الكاتِب الرَمْز التَارِيخِيّ لِخِدْمَةِ الحَدَثِ في القِصَّة وبَيان الواقِع الاجْتِماعِيّ كما في قِصَّة ( الأَمَل ودَمُ الاغْتِصاب ) ، وجاءَتْ قِصَّة ( عيْنَاكِ والحُزْن في المسَاء ) على شَكْلِ رِسَالَةٍ عاطفِيَّة لِمُعانَاةِ تَجْرُبَةِ حُبٍّ فاشِل وكُتِبَتْ بِأُسْلُوبٍ تَقْلِيدي ، وفي قِصَّة (السُحُب تُمْطِر..... أَبداً تُمْطِر ) رَسَمَ الواقِع الحيَاتِيّ بِصُورَةِ أَمَلٍ ورَجاءٍ لِمُواجهَةِ المَصَاعِب  .             


إِصْدَاراته /                                                                                     
1 ــ أَصْدَرَ عام 1974 م ، مَجْمُوعَتَهُ القِصَصِيَّة الأُولَى [ السَعادَةُ السَوْداء ] ، وتَضَمَّنَت القِصَص التَاليَة :                                                             
مدِينَةُ الأَمان ، جنيَّةُ الحُبِّ والصَمْت ، أَشْرَقَتْ الملامِحُ الحزِينَة ، السَعادَة السَوْداء ، صَخَبٌ وجنُون ، كلِماتٌ مِنْ رَسَائل مَهْجُورَة ، السِجْنُ المَجْهُول ، النِصْفُ الآخَر .                                                                                 
عَدَد صَفْحَات المَجْمُوعَة 109  صَفْحَة / طُبِعَتْ في  مَطْبَعةِ النُعْمان بِبَغْداد لِصاحِبِها ساهر نعمان  ، شَارِع السَعْدون ، هاتِف 81091 / رَقْم الايداع في المكْتَبَةِ الوَطَنِيَّة بِبَغْداد 1239 لِسَنَةِ 1987 م / حَجْم الوَرَق المُسْتَعْمَل : 20 سم × 13.5 سم / سِعْرُ النُسْخَةِ الواحِدَة : 160 فِلساً / تَصْمِيم الغِلاف :  الفَنَّان جورج حنا ، قَامَ باسْتِنْسَاخِ مسْوَدَّاتِ المَجْمُوعَة بِخَطِّهِ : السَيَّد أكرم نوري.       
 


غِلاف مَجْمُوعَة : السَعادَةُ السَوْداء .

 


2 ــ أَصْدَرَ عام 1978 م مَجْمُوعَتَهُ القِصَصِيَّة الثَانِيَة  [ عيْنَاكِ والحُزْنُ في المسَاء ] ، ولِهذِهِ المَجْمُوعَة صِفَة الإِصْلاح الاجْتِماعِيّ ، وتَضَمَّنَت القِصَص التَاليَة  :                                                                                         
الطائرُ البَرِيّ ، الأَمَل ودَمُ الاغْتِصاب ، عيْنَاكِ والحُزْن في المسَاء ، أَميرَة ، السُحُب تُمْطِر..... أَبداً تُمْطِر ، تُورِقُ الأَشْجارُ في الرَبِيع .                             
عَدَد صَفْحَات المَجْمُوعَة 111 صَفْحَة /  صَدَرَتْ عَنْ مَطْبَعةِ دار السَلام بِبَغْداد ، هاتف 8881779 / تَصْمِيم الغِلاف : نضال الآغا / الخطُوط : علي زكي / حَجْم الوَرَق المُسْتَعْمَل : 20 سم × 13.5 سم  / رَقْم الايداع في المكْتَبَةِ الوَطَنِيَّة بِبَغْداد 1239 لِسَنَةِ 1978 م  / سِعْر النُسْخَةِ الواحِدَة : 350 فِلساً .                         
 


غِلاف مَجْمُوعَة : عيْنَاكِ والحُزْنُ في المسَاء .

 



ــــــــــــــــــــــــــــ


عيناك والحزن في المساء
ــ قصة قصيرة ــ
بقلم : فاضل نوري

صفحة 43 من مجموعته القصصية ( عيناك والحزن في المساء  ) .

..... وجهك الغبي ، يفرش ملامحه أمامي غامضة كئيبة ، على طول الفسحة الترابية التي تحدها شجرة اليوكالبتوس ...... وقاسم يتيه بأحاديث ممزقة رتيبة ، تهوي في أذني مبتورة ، باردة ، دون أن أعير لها انتباهاً .... وعندما يلمح ذلك ينظر وسط عيني ، ويفجر ضحكة ، تصدح في رأسي التعب ، تصدح بأصدائها .                                                                                                                   
ــ أنت تفكر ، وتحلم ، كثيراً .                                                                                             
...... اليوم كغيره يقذفني حيث موقف الباصات ....وسأختار زاويتي القديمة في الظل تحت شجرة اليوكالبتوس تلك ، أرقب منها رأسك المهتز ، وأكوم أحلام ماضينا الغارقة ، وأضحك .... وتضحكين أنت أيضاً .... نضحك رغم أعماقنا الباكية .                                                                           
لكنني اليوم سأحاول ( وليس للمرة الأولى ) ، أن أتطلع إلى وجهك من زوايا جديدة ، وأبحث فيه خلف تقاطيعك الرقيقة ، الجميلة ، والابتسامة الجافة التي تتصدر واجهته .... وسأفشل كالعادة .                 
أنني أعجز ، أعجز عن الغور إلى أعماقك ، عيناك تقفزان أمامي في كل لحظة وتهزمانني .... في ماضينا لم تزل جثث أحلامنا الغريقة تنبش قبورها وتحملني بهذيانها ، تحملني قسراً ....... فأعود إليك إنساناً ذليل الوجود وأنساب معك ، أنساب في عينيك أغرق فيهما عميقاً وأنسج من ظلمتهما أحلاماً شتى ، تسقط ، تسقط في أية لحظة .... تسقط متعبة ، يسحقها الواقع .                                         
جاهدتُ بضراوة أن أدفن وجهك ، والماضي كله ، وركبت الأحلام قسراً ، ركبتها في غربة افتعلت قلاعها من النوم والأفلام والغرق في الشوارع المقفلة وتحف المخازن ، لكن عينيك كانت تسيلان أمامي كنهر وادع أخضر .... وتتكومان في المساء ، كل مساء ببريقهما الداكن ، على النافذة ..... وتهذيان في وحدتي ، تهذيان بأشياء كبيرة ، تحوم من حولي بضباب معتم ساحر ، اسوح فيه وأهوم كفراشة منهوكة .                                                                                                                     
ــ ماذا تريدين .                                                                                                             
تضحكين .... تضحكين بنعومة ونهداك يهتزان بخفة ، تثير شهوتي .... ثم تركضين ..... واركض معك ، نركض معاً بفراغ في الاعالي ..... ونعود متعبين ، نستلقي على الخضرة بين الازاهير وزقزقة العصافير .....                                                                                                                           
ــ حبيبتي .... أنتِ تعذبينني .                                                                                           
من جديد اواجه عينيك ..... واهتف فيهما بمرارة ، لكنك تصمتين ، تصمتين .... واصمت أيضاً .         
تعرفين انني أتعذب وأصلب كل يوم .... ولكنك معها تجهلين شعوري ، تجهلين ، تجهلين حتى اشراقة حبنا القديم ، والامال تزهو من حوله .                                                                                 
أنت غبية ..... حبيبتي لاقولها مرة أخرى ، إنك أغبى من احتواها رأسي ، لعلني أجد في هذا بعض السلوى .                                                                                                                     
لكنني سأقاوم ..... وسأتحرر من انفعالاتك التي توحيني بأشياء فظيعة وتافهة ..... وانعتق ..... انعتق وانفاسي ملك ذاتها بعيداً عن عالمك المقفل ..... عالم كم تقف للهرب منه .....                               
ــ انت تفكر كثيراً ...... وتتألم كثيراً .                                                                                   
هتف قاسم مبتسماً ..... وأضاف                                                                                         
ــ أنت تصمت .... تصمت كثيراً .... وعندما تسلبك ماجدة زمام الامور تفقد كل شيء ، وتغرق في جنون أعماقك تقذف الكلمات أكواماً ..... كلمات جميلة وحزينة ويائسة .....                                           
ضحكت بمرارة ..... وقلت بصعوبة .                                                                                   
ــ كالآخرين أحمل الماضي عبثاً .... واحلم ، وأتألم .....                                                             
ــ انت تهول الامور .... وتراوح ضمن اشياء تافهة ......                                                           
اضاف بعد لحظة صمت قصيرة .....                                                                                 
ــ تافهة كغيرها من مخلفات الماضي ، وعبث ماجدة .                                                           
ثم شرع يضحك بصخب .                                                                                               
..... وجهك الغبي من جديد يفرش ملامحه الجميلة أمامي غامضة ، ويهفو ببراءة طفولية لان اودع كل شيء بعيداً واضحك .... اضحك معك ونركض معاً في دروب أحلامنا القديمة ، نصارع ضبابها ، ونتألم .
إنني أكره الضحك ، الضحك ، وأكره وجهك كل الاشياء الجامدة لأنها تذكرني بك ، وتعيدني في عتمة الماضي ، أواجه فيها نفسي من جديد ... ومن جديد ، بين انفعالاتك ، أدور معها ، أدور في التيه ..... بفراغ كبير ......                                                                                                           
اليوم سأبحث في وجهك وأنقب خلفه في الأعماق عن المبررات القديمة ، وانتزعها بعنف .... ولكنني سأغرق ، أغرق في عينيك .... وسأفشل كالعادة .                                                                 
سنوات عديدة في عالمك المهجور ، والشوارع والأفلام والغرق في الفراش ..... سنوات الماضي كله ، كلمة واحدة ..... كلمة كهلى ، القيت في هاوية صدري حزينة ، جارحة ، تبكي وتئن بصياحات موتورة تجذب الالم والسخط وتثير غرابة الهمس على شفتي سعاد ، وضحكات الأصدقاء .                           
لقد كنت انساناً بارداً .... احالت الأيام عواطفه إلى صقيع تأريخي ... وكنت إنساناً بائساً فقد وجوده .... وفقد نفسه .......                                                                                                           
كان علي أن أهرب من وجهك الكالح ومن تعابيره الطفولية الملساء وابتسامتك الجافة ..... كان عليّ أن أهرب منه منذ أن تعلمت تفاهة هذا العالم الذي يشد حواسك للتقززمن امنيات اعيشها غريقاً .... ويشدني أنا الآخر بعمق لأن أثور معربداً ، وأمزق كل التحف التي تزينه أرباً .                               
لكنني كنت ثملاً .... وجازفت بالانتحار في محرابك .... وجهك كان سحراً لم يقاوم ...... كان يقفز أمامي ويهزمني ..... يهزمني فاواجه عينيك .... واعدو في بحرهما ، أعدو خلف لهاثات انفاسنا القديمة ، أغرق فيها ، أغرق ثملاً ..... وأعود خائباً ، أحمل وسام الحب .... وأبكي .                                   
وانت ..... انت ، ابداً كالجيل المريض .... مظاهر جامدة ، جامدة يبقرها الصمت وتحركها البلاهة .     
ــ عدت تفكر .... وتصمت .                                                                                               
قال قاسم هذا وهو يختار زويتنا المعهودة عند موقف الباصات في الظل تحت شجرة اليوكالبتوس .....ثم أضاف باسماً ، وهو يتطلع اليك بين حشد الطالبات .                                                               
ــ انها صدفة ان يتكرر اللقاء .... ويتكرر معه الألم والصمت والجنون .... صدفة تأريخية .....           
ــ كانت صدفة جهنمية ......                                                                                           
همست بملل دفين ..... وانسحبت اليك .                                                                               
كان وجهك يهتز ، ويمارس طقوسه ، يبتسم ، يضحك ، ينفعل ..... واختلاجاته تثير صمتي وتبثني من جديد بذلك الملل القاسي الذي يطول ، ويطول مع الأيام .....                                                       
ــ هل لازلت تحبها ..... ؟                                                                                                 
سألني قاسم بفراغ                                                                                                       
ــ لا أعلم ... انها عالم صغير قاسي .... عالم فقدت فيه كل شيء .... ولا احسن بغير حيرة كبيرة تنمو .....                                                                                                                         
...... وابتسم بغموض ، ابتسامة تحملني لاتابع بغيبوبة .                                                           
ــ لكنها مع هذا ..... طفلة بليدة .... أحبها رغم كل احساس آخر .                                                 
ضحك ، ضحك بعنف .... ثم هنف :                                                                                     
ــ انها لا تستحق كل هذا الذي تعانيه .....                                                                             
كلماته تمزقني ...... لكنني اتجاهلها عنوة ، واعود إليك ..... اسوح بتلذذ في معابدك الدافئة الجارحة ..... واحلق بخيالاتي .                                                                                                     
........ حبنا اسطورة غريقة ، وملحمة طفولة .... ظلت رموزها لغزاً لا يحل .... والصمت في واجهاته يحمل غرابة تجعل كل الافواه تتحدث ..... تتحدث .                                                                   
ــ ابعدها عن حياتك .... انها خرافة لا تصلح .                                                                       
اتألم بمرارة ..... امورنا ليست بهذهِ السطحية التي يتصورها البعض .... ولكنني عندما اواجهها وابحث عن دفاع ، تسقط كل الأشياء ..... ولا أجد أمامي سوى كلمة اقذفها بملل وعجز كبير ....                   
ــ لا استطيع ...... لا استطيع .                                                                                         
ــ انها سخافة ..... ان الأمر لا يعدو ان يكون أكثر من ذلك ....                                                   
قال هذا بضجر .... واسند بظهره على ساق الشجرة ..... وغرق في اللا مبالاة .                             
 إنني لستُ كما يتصورني قاسم ، اتشبث كالغريق باشياء تافهة وسطحية ..... هناك خلف ضحكتك ، كلماتك ، عينيك ، جنائن ترتادها أحلامي وضبابات ساحرة فقدت فيها كل احساس وتسكعت اترصد شفتيك وهي تهمس بجفاف كلمات حب بائدة .... ولكن معها .... لم يكن حبنا مجرد احلام مهوسة .       
وجهك يهتز قربي ...... ويحفز جراحي ..... يهتز ويحيل كل شيء إلى ربيع أخضر تتموج فيه هتافات الماضي كلها ..... هتافات تحمل الأنين والهمس والحب والألم .....                                             
لكنني اليوم سأقاوم .... وسأهرب .... سأهرب منك احمل أيامي المتعبة ، واغرب في وحدتي بعيداً عن عينيك وهذيان الليل والاحلام وحديث الناس ، وضحكة سعاد ......... وبعيداً عن ماضينا الموبوء بالصمت والارق وسأفشل .... سأفشل كالعادة .....                                                                 
أنني أعجز .... عيناك تنسابان أمامي في المساء .... كل مساء وتتكومان ببريقهما الداكن على النافذة ..... وتهذيان ..... تهذيان .....                                                                                         
ــ ماذا تريدين ..... ؟                                                                                                     
تضحكين .... تضحكين بفراغ .... ثم تهمسين بكلمات واهية لا حسن فيها .....                               
فأتألم .... واصيح بثورة .....                                                                                           
ــ انت تعذبينني .                                                                                                           
تهتفين ببرود                                                                                                               
ــ وماذا تريدني أن أفعل ؟                                                                                                 
ــ ان نحول حبنا إلى حقيقة .                                                                                             
تقولين ....... والفراغ في عينيك يصدمني .                                                                           
ــ ولكننا نعيشه حقيقة .                                                                                                   
ثم تضحكين .... تضحكين ..... وأنا أثور .... وأبكي ..... وأهرب ....... وأنام ....... وأموت ..... وأنت تضحكين ، تضحكين بصمت كبير يبيد كل شيء ويحيله إلى همس بارد قاتل .                                 
حبيبتي ..... حبنا كان سينمو كبيراً ، تورق من حوله الاحلام وتزهر على عتباته البسمة والآمال ..... لكنك كنت إنسانة جامدة ، فقدت ببرودتك حبنا ....                                                                   
... فقدتيه في حماس الوجود وحرارته .... وهدمت بقسوة .... هدمت كل شيء .                             
عالمنا الصغير كان لعبة ..... لعبة صغيرة ، جميلة .... خسرناها كلينا .... وخسرنا معها عواطفنا الباردة .... وعدنا وجهين بلا ملامح ، وهيكلين بائسين محطمين ، بعد ان هجرنا الزهو والابتسامة ، تلك الابتسامة التي كانت تشع الأمل والزهو من حولنا .... هجرناها بلا عودة .                                     
ــ انت تلتهمها بصمت شره ..... ألا تشبع منها .... ؟                                                               
سألني قاسم بدهشة .... وأطلق ضحكة كانت تحمل رغبة فصح عنها بسرعة .                               
ــ ماجدة تعود اليفة ، أحياناً كقطة وديعة .... ولعل جسدها اليف دائماً ، اذا اجدت ترويضه ..... وربما تكون علاقتك معها في هذا الجانب تسير بخير .                                                                     
ــ انت تهذر .... انني لا استطيع أن أدرك بأن لها جسداً ..... كم أتمنى لو أنك تفهم ، ماذا يعني حبي لها .... إنه يتجاوز كل المسائل التي تعرفها أنت .                                                                       
قاطعني بحدة                                                                                                               
ــ الذي أفهمه ... إنه الصمت ... وللاشيء .... ولا ثالوث آخر ، وان كان هناك مايستوجب الوضوح فوضحه ، ودعنا نمسك ببعض خطوط هذهِ الألغاز .                                                                 
..... تجاهلتُ قاسم واحاديثه .... تجاهلت كل شيء ، وعدت اليك ..... وجهك كان يهتز قربي بانفعال ، ويحتجب خلف الرؤوس الكثيرة التي ازدحمت حوله .... واحسك هذه المرة إنسانة باهتة ، مومياء محنطة ، لا شيء يحركها ، لا شيء ينفح فيها نسمة الحياة ..... وتتحول الأحلام .... أحلامنا القديمة إلى تحف مهمشة ، مشوهة الملامح ......                                                                                 
ــ عدت إلى الصمت ..... وماجدة هل لها نفس النظريات في الحب ؟                                             
.... ارجوك .... اجبني ...                                                                                               
ــ لست أدري .                                                                                                               
ثم اضفت بعد فترة سكوت قصيرة .                                                                                     
ــ انني عاجز عن أن أدرك أي شيء .... ماجدة ، مجرد اسم كبير جامد .... أنسج حوله مظاهر غريبة ، لا أعي منها سوى جنونها وجحودها .                                                                                 
قاطعني بتهكم                                                                                                               
ــ ومعها تتشبث بها .... وبهذا الجنون .                                                                               
لا استطيع ..... لا استطيع غير هذا .... إنها تسري في كياني ودمائي .                                         
ــ وتضيف هذا .... ايضاً .                                                                                                 
قال هذا بدهشة ....وأخذ يضحك بصدى مؤلم ، ثم عاد يغرف نظراته في وسط عيني بكآبة وحيرة ....   
ــ انت لا تستطيع أن تفهم .... الأمور أعقد مما تتصور .                                                         
همست له بألم ..... وعدت إليك .                                                                                       
...... وجهك يحمل اداة ماضي لا يمكن انتزاعها بسهولة عن لوحة حياتي الجافة .... ماضي يعبث بخطوط الحاضر ، ويهدم كل التراكيب .... فأحمل رأسي بين يدي وأحس بخيبة انهزام كبيرة تزيدها الشوارع المقفلة وواجهات الساحات حدة وألماً ، كلما خطوت موزعاً مشاعر الإنسان القائم في ذاتي .... إنسان دفع به الغدر إلى هاوية حمقى لا قرار لها .....                                                               
......واتساءل .... اتساءل .... كيف يبدو الإنسان بعد أن يفقد ذاته وكل المسميات .... ثم يعود يكوم الحطام ؟ .... حطام اغبر قديم مثقل بالألم والشكوى .                                                               
وجهك يهتز كالعادة .... وأنت تتطلعين نحوي .... تبتسمين .... تضحكين .... تضحكين ..... وعيناك تهتفان بهتافات قديمة تشدني إليك فأعود جريحاً ذليلاً وأغوص في عمقها الداكن .... أغوص .... لقد كانت عيناك ولم تزل جواز مرور اشهره .... وامضي في مجاهلك بصمت وحمق ....                         
لكنني اليوم سأقاوم ... ولن أمضي ... انني لم أعدْ ، ولن أبقى تمثال حمق .... ولن يعيدني الزمن كذلك .... لقد نبذتك ، قلتها نبذتك ، ونبذت العودة إليك ، لن أعود لسخافات الطفولة ، وشهوتنا القديمة الغريقة بالعفوية ... بت لا اطيق همساتك المبتورة لسعاد ، وضحكتها الجذلة ......                           
لن أعود ..... لن أعود إليك ... اليوم سأقاوم .... سأقاوم .....                                                     
لكنني اتساءل .... هل استطيع ذلك حتى النهاية ؟                                                                   
هل يمكنني أن اسلب وجهك انفعالاته وارادته هكذا ببساطة ؟ ....                                               
ضحك قاسم وهو ينظر نحوي وفي عينيه كان الجواب يخاطبني بوضوح .... ثم قال ....                     
ــ تفكر فيها ، أليس كذلك ؟                                                                                               
تجاهلته .... ولكنه اضاف                                                                                                 
ــ أنت أسيرها ... أسير ماجدة .... وستبقى هكذا وأنت في القبر .....                                             
حاولت أن أقول شيئاً لكنه تحرك باتجاه الباص الذي وقف لتوه يلهث .... ثم تحركت أنا والآخر .... وتحركت أنت أيضاً .....                                                                                                   
وجلست في مواجهتي ترقبينني من خلال الحاجز الزجاجي الازرق الذي كان يعكس وجهك .... وأنت تضحكين ، تنفعلين ، تتحركين .... والحزن في عينيك ، ينساب في غورهما دافئاً ... ينساب بحفيفِ ألم ..... ويتشابك في العمق البعيد مع ماضينا الجريح المثقل ....                                                     
لا تبكي .... ولا تحاولي أن تستدري عطفي .... ولا تجشمي نفسك عناء ما لايجدي ... انني سأقاوم .... سأقاوم .... وسأتجاهل وجهك .... وأبحر بسفينتي .... أبحر بعيداً لا أحمل معي سوى صفاء عينيك الخضراوين ، وضحكة سعاد ..... وثرثرة التلاميذ في الباص ..... وسأعود في ذلك البعد إنساناً لا يحمل عنك سوى ذكرى طفولة مريضة .... ولكن وجهك كان ينعكس فوق الحاجز الزجاجي بالحاح .... ويهتز ..... يهتز .....                                                                                                               
ــ تمت ــ
1972


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


المَصَادِر /

( 1 )
القَاصّ روند بيثون
مَعَ عمِيق الشُكْر لِتَعاونِهِ .

( 2 )

مَوْقِع : جمْعِيَّة الثَقَافَة الكلْدانِيَّة .
مَوْضُوع / فاضل نوري ( مَأْخُوذ عَنْ كِتَاب  ــ المَشْهَد الثَقَافي في عنكاوا ــ لِمُؤَلِّفِهِ  نوري بطرس عطو ) . 

رَابِط المَصْدَر :
 http://kaldayta.com/website/index.php?page=mypage&op=openPage&id=38&title=ru-5-ZCb-d9Sn-n9dZd



نَتَواصل لِمَرَّةٍ قَادِمَة ........
يُتْبَع ..........




Sh.toma@hotmail.com




72
 

كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 16  )       
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     
إِعْداد وتَقْديم  : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر             

 طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           

الجُزْءُ الأَوَّل كانَ خَاصَّاً بِالتَعْرِيف بِكاتِباتِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ المُكوِّن المَسِيحيّ العِراقي ، نَتَواصل في هذا الجُزْء ( الثَاني ) عزِيزاتي / أَعِزَّائي
مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء في التَعْرِيف بِكُتَّابِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، مَعَ الشُكْرِ لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                               


د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( بطرس هرمز نباتي )


مِنْ مَواليد أَرْبيل ــ عنكاوا  عام  1951 م .                                             
يَكْتُبُ في مَجالِ : الشِعْر ، القِصَّة القَصِيرَة ،المَقالَة بِأَصْنَافِها .                     
عُضُو اتِحَاد الأُدَبَاء والكُتَّاب في العِراق .                                                 
عُضُو اتِحَاد الأُدَبَاء السرْيان .                                                               
عُضُو اتِحَاد الحقُوقيِّين الكُوردسْتَانيِّين  .                                                 
عُضُو نَقابَة صُحُفيِي كُوردسْتَان .                                                           
مُدير الثَقَافَة والفنُون السرْيانِيَّة / أَرْبيل لِغايَة عام 2014 م .                         
رَئيس تَحْرِير مَجَلَّة بانيبال  لِغايَة عام 2010 م .                                         
 
مُؤَلَّفَاته /                                                                                       
1 ــ كلكامش ورِحْلَة الخلُود / صَدَرَ عَنْ مَطْبَعةِ الثَقَافَة في أَرْبيل عام 1997 م . 

2 ــ أَنا وأَسْراب الحَمام / مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة / تَضَمَّنَتْ ثَلاثَة عَشَرَ قَصِيدَة بِاللُغَةِ العرَبِيَّة / صَدَرَتْ عَنْ دارِ تَمٌّوز لِلطِبَاعةِ في دِمشق عام 2015 م .             


كُتُب تَحْتَ الطَبع /                                                                             
1 ــ مَجْمُوعة شِعْرِيَّة بِاللُغَةِ السرْيانِيَّة تَضُمُّ أَرْبَعة عَشَرَ قَصِيدَة أَغْلَبَها نُشِرَتْ في مَجَلَّة بانيبال ، بهرا ، مَجَلَّة أَلب تَاو الَّتِي تَصْدُرُ في طَهْرَان بِاللُغَةِ السرْيانِيَّة .
 
2 ــ أَحْلامٌ وَرْدِيَّة مَمْنُوعَة / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة / تَتَضَمَّنُ أَرْبَعةَ عَشَرَ قِصَّة قَصِيرَة  مِنْها : أسحق سَهْدا ، حُلُمٌ فَوْقَ درَاجَة ، الهَذَيَان الأَخِير لِلمَلِك نبونائيد ، حِكايَة العَمّ توما ، حِكايَة الإِلَه ايا ، اوسَا ورُبْعِيَّة العرَق ، الغُرْفَة الخَاوِيَة ، لَيْلَة مَقْتَل ناصر ، شَمْعَتَان في لَيْلَة المِيلاد ، مِنْ أَيْنَ لِبولوسَا الرَاعِي كُلَّ تِلكَ الماشِيَة ، هابس زوستر أَوْ إِمْرَأَة مِنْ البُعْد المَاضِي ، دَعْوَة في سَاعَةٍ مُتَأَخِّرَة مِنْ اللَّيْل .

 قَدَّمَ لِهذِهِ المَجْمُوعَة د. جاسم محمد جسام رَئيس رَابِطَة النُقَّاد في اتِحَادِ أُدَبَاءِ العِراق .                                                                                         

قِصَّة (الهَذَيَان الأَخِير لِلمَلِك نبونائيد ) فَازَتْ بِالمَرْتَبَةِ الأٌولَى في مُسَابَقَةِ القِصَّةِ القَصِيرَة ( مُسَابَقَة شمْشَا ) في عنكاوا كوم عام 2009 م .                           



عَنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة  /                                                                       
1 ــ الجِبَال المُقَدَّسَة / أَوَّلُ قِصَّةٍ قَصِيرَة كتَبَها / نُشِرَتْ في جَرِيدَةِ الرَاصِد في الصَفْحَةِ الثَقَافِيَّة .                                                                       
2 ــ عَدَدُ القِصَصِ المَنْشُورَةِ في المَجَلاتِ العِراقِيَّة هي  12 قِصَّة ( نُشِرَتْ في الرَاصِد ، الأَدِيب البَغْدادِيَّة ، بهرا ، ميزلتا )  ، ومِنْ هذِهِ القِصَص  قِصَّة ( أَحْلامٌ وَرْدِيَّة مَمْنُوعَة ) وقِصَصٌ أُخْرَى تَمَّ الإِشارَة إِلَيْها ضِمْن المَوْضُوع .               


ـــــــــــــــــــــ

قصة قصيرة
الهذيان الاخير للملك (نبونائيد)1
                                                   بقلم : بطرس نباتي

    منذ الضياءات الأولى للفجر.. وآلاف الفراشات السوداء تفترش بحدة اطراف سماء مدينتي.. لا تبارحها ليل نهار وكأنها معلقة بشبكة سميكة مصنوعة من مادة نسيج رهيب لا زالت تحجب  بأجنحتها مسارات الشمس المتسللة بوجل نحو البيوت الهاجعة في الظلمة المخيف.. طنينها يملأ الفضاء برهبة الموت والخواء.. والخوف مزروع في كل شبر، يفكر الإنسان أن يضع فوقه قدمه المترددة. 
ما بين شغاف الحلم واليقظة، أطل علي ذو الجمجمة الكبيرة والمميزة كإحدى علاماته الفارقة والتي لا  يقوى حتى على حملها.. غالباً ما كنا نعيره بها… أبمثل هذا الرأس خرجت للدنيا؟.. وهل ولدت أولاً براسك هذا أم بدونه؟.. بذات عينيه المغشيتين بسحابة من الحزن العميق والتي اعرفها عنه منذ ان ذقنا معاً طعم الخبز المتعفن المجبول برائحة الرطوبة للسواتر الأمامية لخط النار الملتهب أبداً.. كنا قد افترقنا على اثر إصابته بشظية.. اخترقت بسهولة فخذه الأيمن لتستقر عند عظمة الفخذ.. أتذكر حينها كيف حملناه في بطانية مهملة.. كان ثقيلاً.. بلغ بنا التعب واللهاث حداً حتى أجبرنا على التخلي عنه وتركه في نقطة بعيدة على ذلك الطريق النسيمي.. نعم تركناه هناك يلعق جرحه النازف حد الموت.. هو ذا صاحب الجمجمة الكبيرة يطل علي مرة أخرى.. إذاً هو لم يمت كما توقعت.. انه كالقطط بسبعة أرواح وربما أكثر. قال :- لدي فكرة رائعة\، لم لا نشرب نخب تلك الليلة المفزعة؟ وافقته على الفور، وبدأنا نرتشف الكؤوس الواحدة تلو الأخرى، وفجأة بدأت طبول الحزن والتي عادة ما تنذر بالشؤم تملأ الفضاء وعلى دقاتها المنتظمة كانت الفراشات السوداء تتأرجح.. اصواتها تقترب والهلع يسري في أوصال صاحبي.. همست بصوتي المبحوح..
-   لقد أعلن القصر الملكي منذ الصباح.. تأجيل (أعياد اكيتو..)2 وكل الاحتفالات الاخرى..
العاهل (نبونائيد الأخير) لازال تحت وطأة الحمى ويقال بأنه يهذي كثيراً ..
عرفت من استغراقه في التأمل والتفكير أنه يعلم بالأمر ويعرف أيضاً أشياء أخرى ستحدث قريباً لا أعرفها.. ولربما لا تخطر على بال أحد.. إنه يعرف الكثير ويتنبأ بالكثير.. ألم يلعق جرحه النازف ؟ ألم يقهر الموت في منتصف ذلك الطريق النيسمي؟ وبدأنا نرتشف كؤوسنا  محاولين  اجترار بعض تلك القصص القديمة التي أصدأت عقولنا بأحداثها بحيث باتت شخوصها وهماً أو خيالاً وتحولوا بقدرة قادر إلى أشباح أو أنصاف آلهة.. معظمها ينتمي الى عالم السحر والكهنوت.. ومعظم نسائها بغايا المعابد القديمة أو ملكات العصور القديمة.. وعندما بدأت ازحزح بعض الصدأ القديم والمقرف المخيم فوق الطبقة العليا من جمجمته الكبيرة وأعيد صقله رويداً رويداً قطع علينا المنادي الملكي الذي اخذ يزمجر وسط الاحياء المظلمة في مدينتي.. الملك (نبونائيد الاخير) لن يباشر كالعادة بالحضور وافتتاح احتفالات رأس السنة.. ولن يدخل الى (بيوت اكيتو). وعندما يضرب العاهل هكذا.. فلا الخصوبة ستعود الى الأرض.. (والشاب سينام في مخدعه والفتاة عند صديقاتها)3 وستستمر المناحة حتى في شهر نيسان والآلهة انصابا ستغادر الأرض حزينة مهشمة.. وعشتار ستدع حبيبها دموزي يتألم بعذابات العالم السفلي.. ستدعه هناك وحده بين براثن (اريشكيكال) اميرة العالم المفزع.. من يجرؤ غير عشتار على النزول عبر بوابات العالم السفلي السبع.. من غيرها سيتخلى عن الصولجان عند البوابة الأولى والتاج المرصع بالياقوت واللازورد وحتى من الملابس المقدسة عند البوابة السابعة..
من يقتحم كل هذه البوابات ويهدد عالم الأحياء والأموات؟. من يا ترى يقلب سكينة أرواح العالم السفلي؟. في الليل ظلت محظيات الملك، وعذارى المعابد مرابطات في الهيكل يندبن حظهن العاثر.
ويًنِحنّ على دموزي من جديد.. بعدها أطبق النواح على سائر أرجاء المملكة.. بعد أن فارقته الحمى قليلاً استوى (نبونائيد الاخير) في عرشه ودخل في هذيان متواصل واخذ يحلف أمام المجلس المقدس بأنليل رب السماء وبرأس ابنه البكر..
- لن يترك (ديلمون)4 في سلام .. لن يترك شبابها ينعمون بالشباب الدائم ولن يدع شاتها ترعى مع الذئاب بطمأنينة قالها (نبونائيد الأخير) أمام مجلسه المقدس .
- ديلمون هي سبب حزننا وبلائنا، هي التي جعلت مملكتي تتضور جوعاً وتنعم هي بالنعم والسلام.
- سأدك أسوارك يا ديلمون وأجعل غربان العالم تنعق داخلك.. سأجعلك ملعونة إلى الأبد..
زحفت الفراشات السوداء داخل الظلام الدامس وتحت ستاره الكثيف وعلى دقات الطبول الحزينة دكت حصون ديلمون القابعة في أحضان الهزيمة.. مرت مركبة العاهل (نبونائيد الأخير) من  أمامنا فيما كنت مع صاحبي نرتشف الكأس الأخيرة من القارورة الأولى.. ومن كوة مركبته الملوكية أخرج الملك سبابته ودعاني إليه.
-   اصعد معي لترى ما فعلته بهذه العاهرة ديلمون تركت صاحبي في وسط دهشته العارمة والفزع مرتسم على قسمات وجهه من نظرات العاهل وحراسه الأشاوس قطعنا الطرق الخاوية.. فلا احد يجرؤ على السير أمام أو حتى خلف العربة الملوكية غير جماعته يتبعونه ككلاب مدربة أمينة ومطيعة..
أمام بوابة كبيرة أوقف السائس عربة الموكب الملوكي، ترجل  منها العاهل مشيراً لي بأصبعه بأن اتبعه.. سرنا معا عبر طرق فرعية  مُسيجة لقصر كبير.. وقفت مشدوها أتطلع من النافذة الصغيرة إلى الداخل..
واذا بأنين خافت يترادف الى مسامعي.. لم اتعرف على نبرات الصوت.. ولكن العبارات والجمل كانت من النوع المألوف، وقد طرقت فكري عشرات المرات.. نعم اعرفها جيداً واعرف قائلها.. ما كدت اتمم اجترار ما سمعته حتى طرق سمعي من الغرقة المجاورة انين آخر وآخر.. وآخر.   اصوات خافتة.. يقابلها حفيف الفراشات السوداء التي تملأ المكان.. تطلعت إلى الجدار الأسود المصبوغ بحمرة قانية.. مبثوثة في بعض أجزائه وفي أجزاء أخرى بقع محفورة بعمق وكأن مخالب قطط قوية حفرتها على الجدران.. خطوط مستقيمة وأخرى متعرجة.. تطلعت ملياً.. إنها خارطة تعرفت على ملامحها لكونها محفورة بين طيات ذاكرتي منذ الدرس الأول في مدرستي الابتدائية، وفجأة أحسست بغشاوة قاسية تصحبها هالة ضبابية اللون اكتسحت مخيلتي... وصرت اسمع صوتاً ضعيفاً يردد (أهل البلاط ليس دأبهم سوى خزن العداء ضدي فواحد يقول، اني سأحرمه من الحياة، وثان يعلن سأسيطر على ما استودعه، الثالث ينافق ضدي أمام الملك (أدامت الآلهة ظله)، ورابع يعلن سأدخل بيته لأخطف زوجته، وخامس يقول اقلب مكتبته وسادس وسابع يضطهدان الروح الذي يحميني). التفتَ إلى الملك فإذا هو يصرخ بأعلى صوته:
-   ألا تعرف صاحب الصوت هذا؟
أجبته متلعثماً إني قد قرأت هذه العبارات في......
قاطعني بفضاضة وهو يطلق ضحكته التي تشبه مواء القطط في شهر شباط .
-   انه اللعين (الكاتب شوبش شاكان). انه لا يبطل هذا الهذيان.. يطلق العنان لحنجرته يقول ما يشاء.. ما عساه فاعل وهو بين هذه الحيطان الاربع..
ومرة اخرى ترادفت الى مسامعي همسات ضعيفة وكأنها صادرة من هوة سحيقة مصحوبة بلحن موسيقي حزين.
(كانت الصلاة لأجل الملك فرحة لي وكانت الموسيقى التي تنشد أمامه سعادة لي....)
أطلق الملك ضحكته تلك التي باتت تؤرقني وقال مكشراً عن أنيابه.
-   هذا الأخر.. اللعين الذي تسمعه رغم إنني رميته  في أقذر زنزانة. فهو لا يتردد من مدحي والاطراء على صفاتي ومحاسني .. رغم العذابات المستمرة  التي  أذيقه، إلاّ انه ظل مخلصاً ووفياً لي ..
وصوت آخر وكأنه همس بعيد كان يردد.. (ماذا فعلت انا يا الهي لم اعرف سوى االعقاب والاضطراب والفوضى.. السقف الذي يحميني قد تطاير واصبح قطعاً) .
نظر الي الملك نبونائيد وقال إنه خادمي المطيع الشاعر والكاهن الأعلى (لأيساكيلا)6 ثم صرخ هل تريد أن تسمع المزيد. أم ماذا ؟
وبدأت الجدران المحفورة تزحف نحوي بقوة وتلك الخارطة المرتسمة فوقها بدأت تزحف أيضاً نحو أبعد نقطة أراها وكادت تتلاشى وبدأت تقترب من باخرة عملاقة تحملها صوب البلاد البعيدة كان على متنها (شاكان الكاتب وشالكي) ومجموعة أخرى كانت المجاميع تزحف وهي تحتضن الخارطة بقوة وتطبع على حواشيها بصمات والمزيد من حمامات بيضاء. وبدأت الفراشات السوداء تتلاشى بعيداً نحو الأعماق السحيقة عادت اسراب الحمائم البيضاء المهاجرة.. إفتحوا الأبواب أنها في طريقها إلى أعشاشها لتردد هديل الحرية... ورأيت عموداَ من النور يصاحب خروج دموزي من عالمه السفلي من جديد.



***
   
الهوامش
الملك نبونائيد، آخر ملوك بابل في فترة حكمه (555- 539 ق م) حدث الغزو الميدي لبابل والقضاء على الحكم الكلداني.
(2) اعياد اكيتو (أعياد رأس السنة البابلية الشورية) طقوسها تبدأ في 1| 4 من كل عام  وتنتهي في 12\4
(3) العبارة وردت بهذا النص في اسطورة نزول عشتار الى العالم السفلي.
(4) ديلمون، هناك نص ادبي حول هذه المدينة او البقعة والتي يعتقد بانها (بحرين) الحالية حيث توصف بانها جنة السلام والوئام على الارض ويتفق الوصف مع ما ورد عنها في سفر التكوين.
(5) الكاتب شوبش شاكان، كاتب من العهد البابلي الاخير .
(6) الايساكيلا، المعبد الريفي في بابل ومعناه مكان سكنة الالهة. كانت تنطلق منه جميع مراسيم تنصيب العاهل واحتفالات الراس السنة ويدها.
(*) جميع العبارات المؤطرة بأقواس هي من الادب البابلي.


 

المَصَادِر /                                                                                       

( 1 )                                                                                             

الكاتِب : بطرس هرمز نباتي .                                                               


( 2 )                                                                                             
 
مَوْضُوع : الكاتِب بطرس نباتي يُحلِّقٌ مَعَ أَسْرَابِ الحَمائم في سَماءِ الشِعْرِ أَيْضَاً .
الكاتِب : بهنام شابا شمني .                                                     
في : 25 / 3 / 2016 م .                                                       
المَوْقِع : عنكاوا كوم .                                                           

رَابِط المَصْدَر :
 
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=806777.0

 

المُتَابِعات الكرِيمات
المُتَابِعين الكِرام
 أَلْتَقيكُم / نَّ  في الوَرَقَةِ التَالِيَة قَرِيباً .
ولِلمَوْضُوع بَقِيَّة ..... يُتْبَع

73
   
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 15 )       
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     
إِعْداد وتَقديم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر             


طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           

في هذِهِ الوَقْفَة سنَقْرأُ عَنِ الكاتِب روند بيثون ، بِطَاقَة تَعْرِيفِيَّة بِنِتَاجاتِهِ وعطَائهِ ، مَعَ التَمنِّيات لَهُ بِكُلِّ الخيْر والتَوْفيق .                                                     
                                                         


د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



 (  روند  بولص كوركيس  )
 
وهو مَعْروف في الوَسَطِ الأَدَبيّ بِاسْمِ روند بيثون .                                     
ولِدَ عام 1961 م في أَرْبيل / عنكاوا .                                                     
دَرَسَ المَرْحلَة الابْتِدائيَّة والمُتَوَسِّطَة في عنكاوا / أَرْبيل ، وكذَلِك المَرْحلَة الإِعْدادِيَّة ـ القِسْم العِلْميّ وتَخَرَّجَ مِنْها عام 1979 م .                                   
حاصِل على بكالوريوس علُوم زِراعِيَّة مِنْ كُلِيَّة الزِرَاعة / جامِعة بَغْداد 1983 م .
رَئيس اتِحَاد الأُدَبَاء والكُتَّاب السرْيان في العِراق .                                       
رَئيس مُنَظَّمة برْديصان لِتَطْويرِ اللُغةِ السرْيانِيَّة .                                       
عُضُو نَقَابَة صُحُفِيِّي كُوردسْتَان .                                                           
عُضُو اتِحَاد الأُدَبَاء والكُتَّاب في العِراق .                                                 
عُضُو الاتِحَاد الدُوليّ لِلصُحُفِيِّين .                                                           
 عُضُو جمْعِيَّة الثَقَافَة الكلْدانِيَّة .                                                             
عُضُو المَرْكز الاكادِيميّ الاجْتِماعيّ .                                                     
عُضُو الهيْئَة الادارِيَّة لِمُنَظَّمَةِ ارْبائيللُو لِلحِوار .                                         

نَاشِط في مَجَالِ حُقُوقِ الإِنْسَانِ والعَمَلِ المُنَظَّماتيّ المَدَنيّ حَيْثُ عَمِلَ ولِمُدَّةِ ثَلاثَة عَشَرَ عاماً في مُنَظَّماتِ ( وكالات )  الأُممِ المُتَحِّدَة والمُنَظَّماتِ الدُولِيَّة ، كما شَاركَ في العدِيدِ مِنْ المُؤْتَمراتِ المَحَلِيَّة والدُولِيَّة حَوْلَ حُقُوقِ الإِنْسَان وحُقُوقِ الأَقَلِيَّاتِ في بَيْروت ، عمان ، بروكسل وانْتِهاءاً في  هولَنْدا .                         
نَشَرَ عَدَداً مِنْ الدِراسَات والبحُوث عَنْ حقُوقِ الإِنْسَان ، وحقُوقِ الأَقَلِيَّات ، والمُجْتَمع المَدَنيّ ، مِنْها :                                                                   
ــ المُجْتَمع المَدَنيّ بَيْنَ الوَاقِع والطمُوح .                                                 
ــ الأَقَلِيَّات في المَواثِيقِ الدُولِيَّة .                                                           
ــ مَفْهُوم النَاشِط المَدَنيّ .                                                                     
ــ دَوْرُ المَرْأَة في الحيَاةِ السِياسِيَّة .                                                         
ــ تَرْبِيَة حقُوق الإِنْسَان في المَدَارِس .                                                     
ــ أَضْواءٌ على اتفاقِيَة حقُوقِ الطِفْل .                                                       
ــ أَضْواء على اتفاقِيَة حقُوقِ المَرْأَة ( سيداو ) .                                       
ــ عَدَدٌ آخَر مِنْ المَقَالات .                                                                   

رَئيس تَحْرِير مَجَلَّةِ ( سفروثا ) الَّتِي يُصْدِرُها اتِحَادُ الأُدَبَاء والكُتَّاب السرْيان بِأَرْبَعِ لُغات : السرْيانِيَّة ، العرَبِيَّة ، الكُوردِيَّة والانْكلِيزِيَّة .                             
سكرتير تَحْرِير جَرِيدَة ( بيث عنكاوا ) الَّتِي تَصْدُرُ عَنْ جمْعِيَّةِ الثَقَافَةِ الكلْدانِيَّة / المَقَرّ العامّ .                                                                                     
عَمِلَ ولِمُدَّةِ عام مُحَرِّراً لِلصَفْحَةِ السرْيانِيَّة في جَرِيدَةِ ( نوى ) الَّتِي تُصْدِرُها شَبَكة الإِعْلام العِراقِيّ .                                                                       
عَمِلَ بِصِفَةِ مُدير تَحْرِير ولِمُدَّةِ عام في مَجَلَّةِ ( رَديا كلديا ) والَّتِي تُصْدِرُها جمْعِيَّة الثَقَافَةِ الكلْدانِيَّة / المَقَرّ العامّ .                                                               
عَمِلَ ولِمُدَةِ عام ( في 2014 )  مُشْرِفاً على بَابِ المُنْتَدى الأَدَبِيّ في مَوْقِع عنكاوا كوم .                                                                                           

يَكْتُبُ الشِعْر ، القِصَّة ، المَقَالَة بِأَصْنَافِها وبِاللُغَتينِ السرْيانِيَّة والعرَبِيَّة مُنْذُ الثَمانِينَات .                                                                                     
وهو يُجِيدُ أَرْبَع لُغات : السرْيانِيَّة ، الكُوردِيَّة ، العرَبِيَّة والانْكلِيزِيَّة .               


عَنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً : ــ                                                   
1 ــ الإِجازَة / قِصَّة قَصِيرَة / نُشِرَتْ في جَرِيدَةِ اتِجاه الآخَر عام 2002 م ، وكذَلِك في مَجَلَّةِ المُغْتَرِب العرَبيّ 2003 م ، ومَوْقِع عنكاوا كوم ومَواقِع ومُنْتَديَاتٍ عرَبِيَّة أُخْرَى .                                                                                 
2 ــ الغائب / قِصَّة قَصِيرَة / نُشِرَتْ في جَرِيدَةِ اتِجاه الآخَر عام 2002 م ، وكذَلِك في مَجَلَّةِ المُغْتَرِب العرَبيّ  2003 م ، ومَوْقِع عنكاوا كوم ومَواقِع ومُنْتَديَاتٍ عرَبِيَّة أُخْرَى .                                                                                 
3 ــ العُصْفُور / قِصَّة قَصِيرَة جِدَّاً .                                                         
4 ــ مَنْ سيَطْرُقُ البَاب / قِصَّة قَصِيرَة جِدَّاً .                                               
وكانَ لَهُ عدَدٌ آخَر مِنْ القِصَصِ القَصِيرَة لَمْ يَتَمكَّنْ مِنْ الاحْتِفاظِ بِها لأَسْبَابٍ لا مَجَال لِلتَطَرُّقِ إِلَيْها في هذَا المَوْضُوع .                                                   


شَاركَ في المِهْرَجاناتِ والمُؤْتَمراتِ التَالِيَة : ــ                                           

ــ العدِيدِ مِنْ المِهْرَجاناتِ الشِعْرِيَّةِ والأَدَبِيَّة الَّتِي كانَتْ تُقِيمُها جامِعةُ بَغْداد في فَتْرَةِ الثَمانِينَات .                                                                             
ــ مِهْرَجَان برْديصان السَنَويّ لِلشِعْرِ السرْيانِيّ لِمَرَّاتٍ ومَرَّات وهو مِهْرَجَان يُنَظَّم سَنَوِيَّاً مِنْ قِبَلِ اتِحَادِ الأُدَبَاءِ والكُتَّابِ السرْيان .                                       
ــ العدِيدِ مِنْ المُؤْتَمراتِ الخَاصَّةِ بِالأَدَبِ السرْيانِيّ والمُنَظَّمَةِ سَنَوِيَّاً مِنْ قِبَلِ اتِحَادِ الأُدَبَاءِ والكُتَّابِ السرْيان .                                                                 
ــ مُؤْتَمراتِ الثَقَافَةِ والتُراثِ السرْيانِيّ العدِيدَةِ والمُقَامةِ في تُرْكيا وبَيْروت واسْتُراليا ومصر / جامِعة القَاهِرَة ، وآخِرها كانَ في بَيْروت / جامِعة كسْليك .
ــ مُؤْتَمرِ النَقْدِ الأَدَبي الكُوردِيّ في مُحافَظَةِ دهُوك بِالإِضَافَةِ إِلى عِدَّةِ مُؤْتَمراتٍ أَدَبِيَّة وثَقَافِيَّة أُخْرَى في أَقْليمِ كُوردسْتَان / العِراق .                                   
ــ  العدِيدِ مِنْ المِهْرَجانات العِراقِيَّة كمِهْرَجَانِ المَرْبِد ، مِهْرَجَان الجواهِري وكانَ آخِرها مِهْرَجَان المَرْبِد التَاسِع في البَصْرَة .                                           
ــ شَاركَ في مِهْرَجَان أَرْبيل الأَدَبيّ والَّذِي أَقَامَهُ المَجْلِسُ الثَقَافِيّ البَرِيطانيّ  في أَرْبيل في أَيار مِنْ عامِ 2011 م واسْتَضَافَ الشُعرَاء السرْيان ومِنْهُم روند بيثون حَيْثُ أَلْقَى قَصِيدَتَهُ ( الحُبُّ الصَامِت ) .                                                   


مِنْ كُتُبِهِ الجاهِزَةِ لِلطَبْعِ : ــ                                                                 
1 ــ مَجْمُوعةٌ شِعْرِيَّة بِاللُغَتينِ السرْيانِيَّة والعرَبِيَّة بِعُنْوانِ ( في ظِلالِ الحنِينِ والوَطَن ) .                                                                               
2 ــ مَجْمُوعةٌ شِعْرِيَّة بِاللُغَتينِ السرْيانِيَّة والعرَبِيَّة بِعُنْوانِ ( بَقايَا ) .                 


مِنْ مَواضِيعِهِ المَنْشُورَة : ــ                                                                 
سَوْداوِيَّة الفِكْر الشَرْقِيّ ، أَضْوَاءٌ على المَشْهَدِ الثَقَافِيّ العِراقِيّ ، ثَقَافَةُ السُلُوك أَمْ ثَقَافَةُ الإِعْلام ، الشَفَافِيَة في أَماكِنِ العَمَلِ ، الجاهلِيَّة والعرَب ، نَعمْ لِهيْئَاتٍ مُسْتَقِلَة لا لِمُؤَسَّسَاتٍ رَسْمِيَّة ، الدسْتُور فَوْقَ صَفِيحٍ سَاخِن ، المُواطنَة الدَرْسُ الأَوَّل ، الانْتِخابَات مُمارَسَة واعِيَة لِلدِيمقْراطِيَّة ، الانْتِخابَات وَحْدَها لا تَصْنَعُ الدِيمقْراطِيَّة ، المُصالَحة الوَطَنِيَّة بِلا رتُوش ،  النَازِحون إِلى أَيْن ، مِنْ أَجْلِ عَقْدِ مُؤْتَمرٍ قَوْمِيّ عامّ وطَارِئ ، إِلى مَتَى يَبْقَى العِراق بَلَد الطَوابِير ، عاصِمَة بِلا سِينما .... ومَواضِيع أُخْرَى .                                                                             


لَهُ نَصّ مَسْرَحيّ قَصِير بِعُنْوان ( مُنَظَّمَة مُجْتَمع مدَنيّ ) ، قَامَتْ بِتَمْثِيلِهِ فُرْقَة شِمْشَا لِلتَمْثِيل عام 2014 م ، وتَمَّ عَرْضه على قَاعةِ مُنْتَدى المُتَقاعدين العائِليّ في عنكاوا .                                                                                     
 
نَشَرَ نِتَاجاتَهُ مِنْ القِصَصِ والمَقَالاتِ والشِعْرِ في مَنَافِذ مُتَعدِّدَة مِنْها : ــ             
مجلة سفروثا، جَرِيدَة بيث عنكاوا  ، مَجَلَّة ردْيا كلدايا ، جَرِيدَة الاتِجاه الآخَر ، جَرِيدَة ريكاي كُوردسْتَان، مَجَلَّة الصَوْت الآخَر، مَجَلَّة يَنابِيع ، مَجَلَّة الفِكْر المَسِيحيّ ، مُلْحق كلدو آشور ، جَرِيدَة نوى .                                             

وأَيْضَاً نَشَرَ في مَوَاقِع الكتْرونِيَّة مُتَعدِّدَة مِنْها : ــ                                       
إِيلاف ، عنكاوا كوم ، المُغْتَرِب العرَبيّ  ، الحِوار المُتَمَدِّن ....... وغَيْرها .         

كانَ مِنْ ضِمْنِ الشُعرَاء الوارِدَة قَصَائدهم في كِتَاب [ انطُولوجيا  الشِعْر العِراقيّ المُعاصِر ( 1981 ــ 2010 ) ] ، بِتَسَلْسُل 39 وحَسبِ الحُرُوفِ الابْجدِيَّة ، الكِتَاب صَادِر عَنْ فَضَاءات لِلنَشْرِ والتَوْزِيع ــ المَرْكز الرَئيسيّ عمان  ، ضَمَّ الكِتَاب قَصائد 115 شَاعِراً عِراقِيَّاً .                                                                 

 ـــــــــــــــــــــــ


من سيطرق الباب؟
بقلم : روند بيثون
قصة قصيرة جداً 

من سيطرق بابي هذا الصباح..غائمة هي السماء..، من سيتخطى عتبة بابي هذا الصباح؟ بائع الخبز، نسائم الشتاء،عندليب عذب ،غائب رحل وعاد من سيطرق   بابي هذا الصباح؟ لا احد في الجوار لا احد يطرق بابي في هذا الصباح، لحظات من صمت مقيت .. تك .. تك .. تك ..انها تمطر .. تمطر .. كم انت كريمة ايتها السماء .. قادم  اوفى الاصدقاء .. انه صديقي الاوحد المطر، استلقينا على اريكة الحياة معا انا وصديقي المطر.. مستمعين بنشوة الى صوت فيروز الملائكي،  و هي تشدو باغنيتها الرقيقة ( رجعت ل شتوية ) . هكذا هذا الصباح كنا معا انا وصديقي المطر.     

ــــــــــــــــــ

العصفور
بقلم : روند بيثون
قصة قصيرة جداً

ذات صباح ربيعي وجدت سربا من العصافير و هي تمرح بنشاط في ضوء النهار وتغطس في بركة ماء صغيرة ذات مياه رقراق، و تنفض بشدة قطرات الماء المتعلقة بريشها الجميل الناعم، فجأة طارت العصافير محلقة على علو مرتفع في السماء، الا عصفور واحد بقي في مكانه على الارض حول بركة ماء الصغيرة،حاول مرارا التحليق والطيران ليلتحق وينضم الى اصدقائه الطيور في السماء، الا انه فشل في التحليق، اقتربت منه اكتشفت بان جناحه مكسور لذلك لا يقوى على الطيران، بدأ يلتفت مذعورا من حوله و يدور حول بركة الماء، ولكن بعد لحظات حطت من حوله عدد من اصدقائه العصافير التي تركته قبل قليل، و بقيت بقربه لفترة قصيرة ثم تركته طائرة مرة ثانية، لاحظت العصفور بدأ ثابتا وراكزا وبدأ يمرح مرة ثانية في الغطس بالبركة، يغطس وينظر الى الاعلى الى اصدقائه وهم يحلقون في السماء، ادركت بعد لحظة من التامل والصمت بان العصفور ادرك انه فقد القدرة على الطيران لفترة معينة الا انه لن يبقى وحده وهنالك من يهتم لأمره من بني جنسه، وبقي ثابتا غير مذعور لأنه أقتنع ايضا بانه حتى لو فقد القدرة على الطيران ولكن مازال يمتلك قدرة النظر الى الاعلى الى السماء براس مرفوع ويشاهد اصدقائه وهم يطيرون من حوله في السماء.     

ـــــــــــــــــــــــــــ

المَصَادِر /                                                                                     

( 1 )                                                                                             

الكاتِب روند بولص كوركيس                                                               
مَعَ جزِيل الشُكْر لِتَعاونِهِ .                                                                     


( 2 )                                                                                             
 
مَوْضُوع / روند بولص ( مَأْخُوذ عَنْ كِتَاب  ــ المَشْهَد الثَقَافي في عنكاوا ــ لِمُؤَلِّفِهِ  نوري بطرس عطو ) .                                               

مَوْقِع / جمْعِيَّة الثَقَافَة الكلْدانِيَّة .                                                         

رَابِط المَصْدَر :
http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:hrbUb-xqvO0J:kaldayta.com/website/index.php%3Fpage%3Dmypage%26op%3DopenPage%26id%3D49%26title%3Dru-S9dP-I9bH+&cd=2&hl=de&ct=clnk&gl=de


( 3 )                                                                                             

 مَوْضُوع /  انطُولوجيا الشِعْر العِراقيّ المُعاصِر (1981-2010)  .                 

المَوْقِع / مَجَلَّة المَوْروث .                                                                   

رَابِط المَصْدَر :
http://www.iraqnla-iq.com/fp/journal64/19.htm



( 4 )                                                                                             
 
مَوْضُوع / المَجْلِس الثَقَافِيّ البَرِيطانِيّ يُضِيفُ الشُعرَاء السرْيان ضِمْنَ فَعالِيَّات مِهْرَجَان أَرْبيل الأَدَبِيّ .                                                         

الكاتِبة : جورجينا بهنام .                                                                   

مَوْقِع / صَوْت الآخَر .                                                                         
العدَد 338                                                                             
11 / 5 / 2011 م                                                                   

رَابِط المَصْدَر :
http://www.sotakhr.com/2006/index.php?id=13058




المُتَابِعات الكرِيمات
المُتَابعين الكِرَام

نَتَواصل لِمَرَّةٍ قَادِمَة ........
يُتْبَع ..........

74
أدب / حبَّةُ حِنْطَة
« في: 17:44 02/04/2016  »

75
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني  ( 14 )                 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     
شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر             




 طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           

الجُزْءُ الأَوَّل كانَ خَاصَّاً بِالتَعْرِيف بِكاتِباتِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ المُكوِّن المَسِيحيّ العِراقي ، وفي الجٌزْءِ الثَاني وعِبْرَ ( 13 ) وَقْفَة تَعَرَّفْنا على عَدَدٍ مِنْ كُتَّابِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، أُخَصِّصُ هذا الجُزْء الثَاني ( 14 )  عزِيزاتي / أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء لِلكِتَابَةِ عَنِ القَاصّ كارنيك جورج ميناسيان ، مَعَ الشُكْرِ لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                           


د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( كارنيك جورج ميناسيان )
 

( الخواجه جورج ) 
هكذا كانَ يُسَمِّيهِ بَعْضُ البَحْرِينين آنذَاك .
وعِنْدَما نَتَحدَّثُ عَنِ القَاصّ كارنيك جورج ميناسيان ، لايُمْكِنُ لنا أَنْ نَغْفَلَ أَمْرَ جرِيدَتِهِ الأَسْبُوعيَّة ( الخَمِيلَة ) كأَوَّل مَطْبُوع ثَقَافِيّ في البَحْرين وأَوَّل جرِيدَة في الخلِيج العرَبِيّ بِاسْتِثْنَاءِ العِراق  .                                                           
يَقُول خالد البسام عَنِ الخَمِيلَة : أَنَّهُ كانَ مَطْبُوعاً حرَّكَ الجوَّ الثَقَافِيّ في البَحْرين وجَمَعَ شَبَابَ الأَدَبِ إِلَيْه .                                                                     
كارنيك جورج ميناسيان قَاصٌّ أَرْمنِيّ مِنْ البَصْرَة ، وكارنيك مِنْ الأَسْمَاء الأَرْمنِيَّة وتَعْني حمَلُ الله ، وكانَ مُصَوِّراً فُوتُوغرافِيَّاً نَاجِحاً في البَصْرَة .           
في كِتَاب ( تَوارِيخ مِنْ الخلِيج ) لِلكاتِب خالد البسام وتَحْتَ عِنْوان ( الخَمِيلَة أَوَّل صَحِيفَة ثَقَافِيَّة أسْبُوعِيَّة في البَحْرين والخَلِيج ) يَتَحدَّثُ فيها عَنِ الشَابِ العِراقِيّ كارنيك جورج الأَرْمنِيّ القَادِم إِلى البَحْرين في بِدايَةِ عام 1952 م  ، وبَعْدَ شهُور قَلِيلَة يَقُومُ بِإِنْشَاءِ صَحِيفَةٍ أَدَبِيَّة ويَتَرأْسُ تَحْرِيرَها .                                   
صَدَرَتْ الصَحِيفَة عَنْ مَطْبَعةِ ( المُؤيد )  ، المَطْبَعة الحدِيثَة الوحِيدَة في البَحْرين ،  وكانَتْ مَطْبَعة مُتَواضِعة يَجْري تَجْمِيع الحرُوف فيها بِاليَد ، ولكِنْ ؛ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مِنْ بَدِيلٍ آخَر أَمَامَ ميناسيان .                                                         

مُدِيرُ مَطْبَعةِ  ( المُؤيد ) علي سيار ( جرِيدَة الوَطَن 4 يناير 2013 ) وفي تَحْقِيقٍ أَجْرَاهُ الشَاعِر علي الشرقاوي مَعَ الشَخْصِيَّة الاجْتِماعِيَّة محمود المردي ، يَقُول المردي فيها أَنَّ سياراً أَخْبَرَهُ أَنَّ عِراقِيَّاً دَخَلَ علَيْهِ يَوْماً وهو يَحْمِلُ ماكيت ( الخَمِيلَة ) وتَرْخِيصاً بِنَشْرِها ، وأَنَّهُ فتَحَ مَطْبَعتَهُ أَمَامَ كارنيك جورج لِيُصْدِرَ ( الخَمِيلَة ) مُنْذُ عام 1952 م حتَّى إِغْلاقها  .                                               
وبَعْدَ تَحْضِيرَاتٍ شَاقَّة وجهُودٍ مَضْنِيَّة صَدَرَتْ الجَرِيدَة في الأَوَّلِ مِنْ أَكتوبر عام 1952 م وجاءَ في تَعْرِيفِ الجَرِيدَة /                                                       
جَرِيدَة أَدَبِيَّة فَنِيَّة جامِعة                                                                       
صاحِبها ورَئيسِ تَحْرِيرِها كارنيك جورج ميناسيان                                     
تَصْدُرُ في البَحْرين كُلَّ أَسْبُوع                                                               
والثَمن ست آنات                                                                               
 تلِفون الخَمِيلَة  :                                                                             
الإِدارة 577                                                                                   
 المَسْكن 578                                                                                   
 
وفي الصَفْحةِ الأُولَى مِنْ الخَمِيلَة كتَبَ رَئيس التَحْرِير افْتِتاحِيَتَها قَائلاً :             
[ لَمْ اسْتَطِعْ إِصْدَارَ الصَحِيفَة قَبْلَ هذَا الوَقْت وقَبْلَ مجِيئي إِلى هُنا ، لأَنَّ هُنَاك ظرُوفَاً خاصَّة كانَتْ تُحَتِّمُ عليّ تَرْكَ وطَنِي الأَوَّل العِراق ، لذَا لَمْ يُقَدَّر لِخَمِيلَتي الصدُور إِلاَّ هُنا في البَحْرين ، لابَأْس في هذَا ، لأَنَّ البَحْرين هو وطَني أَيْضاً ، فالبِلاد العرَبِيَّة ما هي في الوَاقِع إِلاَّ وطَن واحِد لا فَرْقَ بَيْنَها ولا اخْتِلاف . ]       

مِنْ أَبْوابِ الجَرِيدَة : حوادِث وأَخْبَارٌ مُنَوَّعة ، هذا العالَم ، هَلْ تَعْرِف نَفْسَكَ ، مِنْ هُنا وهُنَاك ، صَوْتُ المَرْأَة ، عالَم الرِياضَة ، أَيُّها القُرَّاء الأَعِزَّاء هذَا بَرِيدَكُم ...... وأَبْوابٌ أُخْرَى .                                                                                 

لاقَى صدُور العدَد الأَوَّل مِنْ ( الخَمِيلَة ) والأَعْدَاد الأُولَى الَّتِي تَلَتْها نَجاحاً وإِقْبَالاً كبِيرين في البَحْرين  ، حَيْثُ نَشطَ الجَوُّ الثَقَافِيّ في البَحْرين وأَقْبَلَ علَيْها الشَبَاب المُتَعطِش لِلفِكْر والكلِمَة يَنْهلُ مِنْ صَفَحاتِها الزَاخِرَة بِالمَواضِيعِ الأَدَبِيَّة والاجْتِماعِيَّة والسِياسِيَّة  ، وسَاهمَ صدُورُ جَرِيدَة ( القَافِلَة ) بَعْدَ الخَمِيلَة بِشَهْرٍ واحِدٍ تَقْرِيباً في خَلْقِ مُنَافَسَةٍ قَوِيَّة في شَارِعِ الصَحَافَةِ ، وكانَتْ جَرِيدَة ( القَافِلَة ) تَصْدُرُ كُلَّ أُسْبُوعين مَرَّة واحِدَة ، وهي جَرِيدَة سِياسِيَّة قَوْمِيَّة مُعارِضَة .           

أَسْبَاب تَوَقُّف الجَرِيدَة :                                                                       
يَرى بَعْضُ المُهْتَّمين بِالشَأْنِ الثَقَافِيّ إِنَّ الأَسْبَابَ الَّتِي عَجَّلَتْ في تَوَقُّفِ جَرِيدَة ( الخَمِيلَة ) وغَلْقِها قَدْ تَلخَّصَ بِالتَالي :                                                     
ــ انْتِشَار الفِكْر القَوْمِيّ التَحرُّرِيّ بَعْدَ ثَوْرّة الثَالِث والعِشْرِين مِنْ يُوليو عام 1952 م في مصر بِبِضْعِ سَنَواتٍ أَدَى إِلى الحَدِّ مِنْ اهْتِمامِ الشَبَابِ بِالسَاحةِ الثَقَافِيَّة وعَجَّلَتْ في إِعْلانِ نِهايَةِ أَوَّلِ مَجَلَّةٍ ثَقَافِيَّة في البَحْرين والخَلِيج العرَبِيّ .           
ــ الانْتِقَادات الحادَّة والعنِيفَة الَّتِي أَحاقَتْ بِالخَمِيلَةِ في أَنَّها لَمْ تُحدِّدْ مَوْقِفاً واضِحاً مِنْ ثَوْرَةِ يُوليو ( وبِالتَحْدِيدِ لَمْ تُؤَيّد الثَوْرَة ) ، وإِنَّها تُفَضِّلُ الأَدَبَ والفَنَّ على مُهاجمَةِ الاسْتِعْمار ونَشْرِ أَخْبَارِ الثَوْرَةِ ، رَغْمَ إِنَّ ميناسيان اضْطَرَّ لِمُجارَاةِ الأَوْضَاعِ السِياسِيَّةالمُلْتَهِبَة في البَحْرين والمُتْخَمة بِالحماسِ لِلثَوْرَةِ وقَائدِها جمال عبد الناصر، فقَامَ بِتَوْسِيعِ رُقْعةِ الكِتَابَاتِ في الشؤونِ السِياسِيَّة والأَخْبَارِ وتَقْلِيصِ صَفَحاتِ الكِتَابَاتِ الأَدَبِيَّة والفَنِيَّة .                                                         
ــ رَغْم المُحاوَلاتِ المُتَعدِّدَةِ والجهُودِ المَبْذولَة ، يَرَى المُهْتَّمون إِنَّ الخَمِيلَة افْتَقَدَتْ النُكْهَة المَحَلِيَّة الخَالِصَة ولَمْ تَتَمكَّنْ مِنْ التَعْبِيرِ عَنْ نَبْضِ الشَارِعِ البَحْرِينيّ مُقَارَنَةً بِالجَرِيدَةِ المُنَافِسَةِ لَها وبِقُوَّة وهي جَرِيدَة ( القَافِلَة )  والَّتِي كانَ يُدِيرُها فَرِيقٌ مِنْ الصُحُفيِّين والكُتَّاب البَحْرينيّين أَمْثَال : علي سيار ، محمود المردي ويوسف الشيراوي .                                                                 
ــ إِضَافَةً لِكُلِّ ما مَرَّ تَرَاكمَتْ على الأَدِيب كارنيك ميناسيان همُومٌ أُخْرَى مِنْها : صُعُوبَة الطِبَاعة ، شَحَّة المَال ، قِلَّة التَوْزِيع ، الخسَائِر الَّتِي أَحاقَتْ بِهِ ، الجَوّ السِياسِيّ المَشْحُون بِخُطَبِ عبد الناصر النَارِيَّة وتَحَرُّكاتِهِ المُثِيرَة وصُحُفِهِ آلَتْ إِلى تَحْوِيل اهْتِمامِ النَاسِ عَنْ قِراءَةِ الأَدَبِ والفَنِّ إِلى مَنَاحٍ أُخْرَى .                   
كُلّ هذِهِ الأَسْبَابِ والعوامِلِ أَدَّتْ إِلى أَنْ يُعْلِنَ  كارنيك جورج في بِدايَةِ عام 1954 م نِهايَة تَجْرُبَةِ أَوَّل صَحِيفَةٍ ثَقَافِيَّة في البَحْرين والمَنْطَقَة .                             
 
عَنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة  :                                                                       
1 ــ الضَحِيَّة / أَوَّلُ قِصَّة قَصِيرَة لَهُ / نُشِرَتْ في جَرِيدَة بَرِيد الجُمعة في 5 كانُون الأَوَّل 1947 م في العِراق  .                                                           
2 ــ أَحْلام / قِصَّة قَصِيرَة / نُشِرَتْ في مَجَلَّة الدَلِيل ( النَجَفِيَّة ) لِصاحِبِها موسى الأسدي في العِراق  .                                                                     
3 ــ ثُمَّ نَشَرَ قِصَّتَهُ الثَالِثَة ( ........ ) ،  في جَرِيدَةِ ( الهاتِف ) في مايس 1949 م  / العِراق  .                                                                                 
4 ـ المَنْدِيل / قِصَّة قَصِيرَة /  ................                                               
5 ــ سَميحة / قِصَّة قَصِيرَة /  تَأْلِيف : كارنيك جورج ــ البَحْرين/ جَرِيدَة الخَمِيلَة العدَد 5 سَنَة 1952 م .                                                                   
6 ــ المُقَامِر / قِصَّة قَصِيرَة / تَأْلِيف كارنيك جورج ــ البَحْرين / نُشِرَتْ في جَرِيدَة الخَمِيلَة العدَد 27 سَنَة 1953 م .                                                       
 

مَجَامِيعهُ القِصَصِيَّة :                                                                         
1 ــ سُهاد البَريئَة / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة / مَطْبَعة الرَشِيد بِبَغْداد عام 1948 م / عدَد الصَفَحَات 54 صَفْحَة .                                                                   
قَدَّمَ النَاقِد عبد الوهاب الأمين مَوْضُوعاً نَقْدِيَّاً عَنْ ( سُهاد البَريئَة ) ، نُشِرَ في مَجَلَّة الجزِيرَة ، العدَد 33 بِتَأرِيخ 1 كانُون الثَاني 1949 م .                           
2 ــ ثُمَّ أَصْدَرَ مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة ثَانيَة / مَطْبَعة الرَشِيد بِبَغْداد / مُقَدِّمة المَجْمُوعَة كتَبَها الأَدِيب المَصْرِيّ أبراهيم أبو الفتوح مُؤَرَّخَة في الأَوَّل مِنْ كانُون الثَاني 1949 م حسب عبدالإله أحمد .                                                             

قِصَصَهُ الطَوِيلَة :                                                                             
1 ــ نورية / قِصَّة طَوِيلَة / بِدُوْنِ تَأْرِيخ / صَدَرَتْ عَنْ مَطْبَعة الرَابِطَة بِبَغْداد .
قِصَّة نورية تَحْكي عَنْ شَابٍ يَرْمِي الزَواجَ بِإِمْرَأَة مُثَقَّفَة تَقْرأُ وتُطالِعُ الكُتُب كما الأُوربِيَّات ، لكِنَّ حُلُمَهُ هذَا يَذْهبُ أَدْرَاجَ الرِيح إِذْ يَضْطَرُّ لِلزَواجِ مِنْ الطالِبَةِ نورية تَحْتَ ضَغْطِ والِدَيهِ ، ونورية هذِهِ طالِبَة أَنْهَتْ مَرْحلَة الدِرَاسَة الابْتِدائيَّة فَقَطْ وما يَلْبَثُ أَنْ يَشْعُرَ مَعَها بِالوَهَنِ والضُعفِ بَعْدَ ثَلاثَةِ أَشْهُر مِنْ زَواجِهِ مِنْها ، ويَصِفُ كارنيك نورية بِأَنَّها مَنْهُومةٌ لا تَشْبَع ولا تَرْتَوي ، واسْتِشَارَة الطَبِيب ما أَنْجَعَتْ ولا  أَثْمَرَتْ  حَلاًّ ، فيَنْصَرِفُ إِلى الخَمْرَةِ والمَلاهي لِيَعودَ في لَيْلَةٍ ما ويَجِدُها مَعَ رَجُلٍ آخَر .                                                                                       
أَفْصَحَ كارنيك جورج في مُقَدِّمَة كتَبَها لِهذِهِ القِصَّة عَنْ اخْتِصارِهِ أَحْدَاثها كي يَنْشُرَها  في صَحِيفَة العِراق اليَوْم ، لكِنَّ اخْتِصارِهِ هذَا لَمْ يُنْشَرْ إِلاَّ في كُتَيب ٍ مُسْتَقِل بِسَبَبِ مُغادَرَتِهِ البَصْرَة مُتَوَجِّهاً إِلى البَحْرين على إِثْرِ دَعْوَةٍ تَلَقَاها مِنْ إِبْنِ عَمِّهِ المُقِيم هُنَاك لِيَعْمَلَ مُسَاعِداً لَهُ في مُؤَسَّسَتِهِ التِجارِيَّة ، كما إِنَّ تَفَاصِيل قِصَّة ( نورية ) سَبَّبَتْ لَهُ بَعْضَ المَتَاعِب مِنْ مُضَايقَاتٍ وتَهْديد .                           
 
2 ــ هيام / قِصَّة مُطَوَّلَة / تَأْلِيف كارنيك جورج ــ البَحْرين / نُشِرَتْ في جَرِيدَةِ الخَمِيلَة بِالأَعْدَادِ 13 ، 19 ، 23  سَنَة 1953 م ورُبَّما لأَعْدَادٍ أُخْرَى امْتِداداً ( بِحَسَبِ المَعْلُومَة المُسْتَقَاةِ مِنْ الأُسْتَاذ يعقوب أفرام منصور ) .                       

في الفَصْلِ الثَالِث مِنْ كِتَاب ( المَرْأَة والعلاقَات غَيْر الشَرْعِيَّة ) يُحلِّل المُؤَلِّف العاني قِصَصَاً لِمحمود السيد ( نُكْتَة العمَامَة ) ولكارنيك جورج ( المَنْدِيل ) و ( الضَحِيَّة ) ويَرَى أَنَّ النَماذجَ تُفْصِحُ عَنْ نَوْعٍ مِنْ تَسَرُّعِ الرِجال في قَتْلِ بَنَاتِهِم بِتُهمٍ بَاطِلَة لا تَمُتٌّ إِلى الحقِيقَةِ بِشَيْء ، ويَرَى أَنَّ في أَدَاءِ كارنيك جورج فَنِيَّاً في ( الضَحِيَّة ) نَوْعاً مِنْ الوَعْي والتَنَوُّع في العَمَلِ عِنْدَما يَسْتَفِيقُ الأَبُ في السِجْنِ  على هَوْلِ الجرِيمَةِ الَّتِي ارْتَكبَها بِحقِّ إِبْنَتِهِ البَرِيئَة ، ويُلاحِظ النَاقِد شجاع العاني ص 132 { أَنَّ مُعْظَمَ القِصَصِ بِاسْتِثْنَاءِ ( الضَحِيَّة ) قَدْ تَنَاوَلَتْ مُشْكِلَةَ الزِنَا والقَتْل غَسْلاً لِلعارِ بِصُورَةٍ جامِدَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ جَوْهرِ الفَنِّ فَعُمِدَ إِلى تَصْويرِ الواقِع تَصْويراً حرْفِيَّاً  } وهو أَمْرٌ يُزَكّي تَجْرُبَة كارنيك جورج المُتَفَرِّدَة .                   

يَقُول النَاقِد والقَاصّ صفاء خلوصي في مَوْضُوعِهِ ( فَنُّ القِصَّةِ في العِراق ) :     
[ ..... وقَدْ ظَهَرَ في السَنَواتِ الأَخيرَة قَاصّون آخَرون أَمْيَزَهُم الدكْتُور صلاح الدين الناهي صاحِبُ مَجْمُوعتي { أَقَاصِيص شَتَّى } و { تَثْنِيَةُ الأَقَاصِيص } ، وكِلتَا المَجْمُوعتَين مُعالَجاتٌ اجْتِماعِيَّة وتَهكُّمٌ على التَقَالِيد والأَوْضَاع السَائدَةِ في المُجْتَمعِ العِراقِيّ ، ومِنْ هؤلاءِ القَصَّاصِين أَيْضاً السَيَّد كارنيك جورج وهو أَمْيَلُ إِلى جَمَاعةِ ( الفَنِّيين ) مِنْهُ إِلى جَمَاعةِ ( الاجْتِماعِيّين ) إِذَا جازَ لَنا تَقْسِيم القَصَّاصِين العِراقِيِّين إلِى هاتَينِ المَجْمُوعتينِ فهو بِالإِضَافَةِ إِلى كوْنِهِ قَاصَّاً رَسّامٌ بَارِع ، ولَيْسَ هو وحْدَهُ الَّذِي جَمَعَ بَيْنَ هذينِ الفَنّينِ ، بَلْ هو أَحَدُ ثَلاثَة جَمَعُوا بَيْنَ فَنِّ التَصْويرِ والقِصَّة ، والإِثْنَان الآخَران هُما  نزار سليم الَّذِي حاوَلَ أَنْ يُطَبِّق بَعْضَ قَواعِدِ المُوسِيقى على فَنِّ سَرْدِ القِصَّة كما في قِصَّة { المُوسِيقَار البُولوني } وبَعْضَ قَواعِدِ التَصْويرِ الزَيْتِيّ كما في قِصَّتِهِ { اللَوْن المَقْتُول } الَّتِي ظَهَرَتْ في الآوِنَةِ الأَخِيرَة ، والآخَر هو الرَسَّام الكارِيكاتوريّ المَشْهُور الأُسْتَاذ حميد المحل فهو ( شكسبير العامِيَّة العِراقِيَّة ) إِذْ قَدْ أَلَّفَ عِدَّةَ مَسْرَحِيَّات كُوميدِيَّة تَمسُّ صمِيمَ أَوْضَاعِنا الاجْتِماعِيَّة وقَدْ نَجَحَ فيها كمُؤَلِّفٍ مَسْرَحيّ وكمُمثِّلٍ ، هذَا بِالإِضَافَةِ إِلى نَجاحِهِ كرَسَّامٍ لِلصُورِ الرَائعةِ الَّتِي يُموِّنُ بِها بَعْضَ الصُحُفِ السِياسِيَّة العِراقِيَّة ، وكُلّ واحِدَةٍ مِنْها تُمثِّلُ قِصَّةً قَائمةً بِذَاتِها . ]                     

يعقوب أفرام منصور وكارنيك جورج :                                                   

 الْتَقَى يعقوب أفرام منصور بكارنيك جورج ( إِبْن الثَلاثِين ) ذاتَ مّرَّة في بَيْتِ أَحَدِ مَعارِفِهِ مِنْ أَهْلِ البَصْرَة الأَرْمن ، وكانَ هذا وبِحَسبِ تَقْديرالأُسْتَاذ يعقوب في أَوائلِ عام  1952 م ، قَبْلَ علاقَتِهِ التَراسُلِيَّة مَعهُ وهو في البَحْرين ، وبَعْدَ غَلْقِ الجَرِيدَة في البَحْرين عام 1954 م سَكنَتْ عائلَةُ ميناسيان العوَّامَة في شَطِّ العرَب بِمُحاذَاةِ شَارِعِ الكورنيش في ( العشَّار ) / البَصْرَة  .                                   
 
يَقُولُ الأُسْتَاذ الصدِيق يعقوب أفرام منصور في رِسَالَتِهِ إِليّ والمُعنْونَة ( مَعْلُومَات وذكْريَات عَنِ الأَدِيب كارنيك جورج وجَرِيدَتِهِ الخَمِيلَة  ) ما يَلي :                   
بِدايَة صَدَاقتي الأَدَبِيَّة ــ القَلَمِيَّة مَعَ الأَدِيب كارنيك جورج كانَتْ في مَطالِعِ الخَمْسِينيات ، وقَدْ وَصَفْتُها بِالقَلَمِيَّة لِكوْنِها كانَتْ بِالتَرَاسُلِ فَقَطْ ، حِيْنَ كانَ مُقِيماً في البَحْرين ، وكنْتُ في البَصْرَة ، في أَرْشِيفي تِسْعُ رَسَائل مِنْهُ ، الأُولَى مُؤَرَّخَة في 3 / 11 / 1952 م والأَخِيرَة مُحَرَّرَة في  20 / 2 / 1954 م .                     
بَعْضُ رَسَائلِهِ مَطْبُوعةٌ على الآلَةِ الكاتِبَة ، وبَعْضُها بِخَطِّ يَدِهِ البَاهِت لِكوْنِها مكْتُوبَة بِقَلَمِ رصَاصٍ أَوْ غَيْرَهُ ، وبِما أَنِّي في تِلكَ الحِقْبَة لَمْ أَكُنْ أَحْتَفِظُ بِنُسَخٍ مِنْ رَسَائلي إِلَيْهِ وإِلى آخَرِين ، فأَنا لا أَمْلكُ نَصَّ أَيٍّ مِنْها ، وكانَ هو يُجِيبني عَنْها لا يُشِيرُ إِلى تَوارِيخِها .                                                                           
لا أَدْرِي كيْفَ وفي أَيِّ تَارِيخٍ بِالضَبْطِ عرِفْتُ بِوُجُودِ جَرِيدَتِهِ المُتَواضِعة مَعْرُوضَة لِلبَيْعِ في البَصْرَة ، فشَرَعْتُ في مُرَاسَلتِهِ وتَزْويدِهِ بِقِصَّةٍ قَصِيرَة ، كما يَذْكُرُ في خِطابِهِ الجوابِيّ الأَوَّل ، وأُرَجِّحُ أَنَّ رِسَالَتي إِلَيْهِ كانَتْ في خَرِيفِ 1952 م ، لأَنَّهُ أَجَابَ عَنْها في 3 / 11 / 1952 م ، ومُنْذئذٍ وَاصَلْتُ التَرَاسُلَ مَعَهُ وصُرْتُ وَسِيطاً لِتَزْويدِ مكْتَبَةٍ صَغِيرَةٍ في مَنْطَقَةِ ( السَّيْف ) بِالبَصْرَةِ القَدِيمةِ كي تَعْرِضُها لِلبَيْع بِثَمَنٍ زَهِيد ، وكُلّ عَدَدٍ لا يَتَجاوزُ عَشْرَ نُسَخٍ ، وفي حَوْزَتي ثَمانِيَة أَعْدَادٍ فَقَطْ مِنْ الجَرِيدَةِ الَّتِي نَشَرَتْ مَوادِيّ الأَدَبِيَّة ، وكُلّ عَدَدٍ أَسْبُوعِيّ يَحْوِي عَشْرَ صَفَحَات .     
رِسَالَتَهُ الأَخِيرَة في 20 / 2 / 1954 م تُلْقِي أَضْواءً على وَضْعِ الجَرِيدَةِ وعلى مُسْتَقْبَلِ حيَاتِهِ وتَطلُّعاتِهِ واحْتِمالِ اقْتِرانِهِ ، بَعْدَ إِعْرَابِهِ عَنْ شُكْرِهِ الجزِيل على تَعبي تُجَاه جَرِيدَتَهُ المُتَواضِعة ، رَجَا أَنْ يُسْعِدَهُ الحَظّ لِيَقُومَ بِالوَاجِبِ تجَاهي ، أَنْقُلُ مِنْها السُطُور التَالِيَة :                                                                   
[ إِنَّ الخَمِيلَة كانَتْ تُعاني أَزْمَةً شَدِيدَةً مِنْ نَاحِيَةِ الوَرَقِ ، واليَوْم يَسُرَّني أَنْ أُخْبِرُكَ أَنَّ تِلكَ الأَزْمَة قَدْ انْحلَّتْ ، وسَتَعودُ الخَمِيلَة إِلى الصدُورِ مِنْ الخَمِيسِ القَادِم .... ولا شَكَّ أَنَّها سَتُصْبِحُ أَحْسَنَ مِمَّا كانَتْ كما أَتَصَوَّر .... وفي نَفْسِ هذِهِ الأَيَّام تَدُورُ المَطْبَعة لِتَلْفظَ كِتَاباً جدِيداً لي ، كِتَاباً صُحُفِيَّاً يَحْتَوي على أَهَمِ مُشَاهداتي خِلالَ زِيَارتي إِلى إِمارَةِ ( قَطَر ) فلا تَنْتَظِرُ شَيْئاً أَدَبِيَّاً ! وأُحِبُّ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ الزَواجَ سيَكونُ الحافِزَ الَّذِي أَرْجُو أَنْ أَتَمكَّنَ بِواسِطتِهِ أَنْ أُسَجِّلَ انْتِصارَات صُحُفِيَّة في هذَا البَلَدِ النَائي عَنِ الأَهْلِ والأَصْحابِ .... الآن أَتَحفَّزُ وأَسْتَعِّدُ لِلعَمَلِ وكُلَّ ما أَرْجُو هو أَنْ تَبْسَمَ لي الأَيَّام قَليلاً .... فَقَدْ كفَاها عبُوسَاً وتَكْشِيراً . ]       
 ــ انْتَهى ــ

بَعْض مَواضِيعِهِ المَنْشُورَة :                                                                 
1 ــ مَوْضُوع : نازك الملائكة / بِقَلَمِ الأُسْتَاذ كارنيك جورج / مَجَلَّة البعْثَة / العَدَد رَقْم 2 / 1 فبراير 1954 م .                                                           
المَوْضُوع نُشِرَ في زَاويَةِ / تَحْت المِجْهَر مِنْ مَجَلَّة البعْثَة .                       
رَابِط المَوْضُوع :                                                                         

http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=1988650&ISSUEID=5551&AID=134790


2 ــ مَوْضُوع : أَبُو الشوارِب ( قِصَصٌ لِلأُسْتَاذ محمود تيمور ) / بِقَلَمِ كارنيك جورج / العَدَد رَقم 5 / 1 يوليو 1954 م  .                                         
المَوْضُوع نُشِرَ في زَاويَةِ / في عالَمِ الكُتُبِ مِنْ مَجَلَّةِ البعْثَة .                   
رَابِط المَوْضُوع :                                                                         
http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=1988978&ISSUEID=5554&AID=134925


3 ــ مَوْضُوع : بدر شاكر السياب / بِقَلَمِ كارنيك جورج / مَجَلَّة البعْثَة / العَدَد رَقم 9 ـ 10 / 1 نُوفمبر 1953 م .                                                           
المَوْضُوع مَنْشُور في زَاويَةِ / تَحْت المِجْهَر مِنْ مَجَلَّة البعْثَة .                   
رَابِط المَوْضُوع :                                                                           
http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=1988453&ISSUEID=5549&AID=134702

4 ــ  مَوْضُوع : السقَامات / مَقَالَة بِعُنْوان ( قِصَّة طَويلَة لِيوسف السباعي ) / بِقَلَمِ كارنيك جورج ميناسيان / نُشِرَتْ في مَجَلَّة الرِسَالَة ــ زَاويَة الكُتُب / العَدَد 991 بِتَارِيخ 30 ـ 6 ــ 1952 م .                                                           
رَابِط المَوْضُوع : ـ                                                                           
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF_991/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8

5 ــ  الصَحَافَة تَتَحَرَّر / مَقَال / الكاتِب كارنيك جورج / جَرِيدَة الخَمِيلَة / العَدَد 19  في 20 شِبَاط 1953 م .                                                                 

6 ــ مَشْرُوعٌ حَيويّ / مَقَال / الكاتِب كارنيك جورج / جَرِيدَة الخَمِيلَة / العَدَد 23 في 8 أَيار 1953 م .                                                                     

7 ــ هِتْلر / مَقَال / الكاتِب كارنيك جورج / جَرِيدَة الخَمِيلَة / العَدَد 43 في 12 أكتوبر 1953 م .                                                                       


مِنْ بَعْضِ القِصَصِ الَّتِي قَامَ بِتَرْجَمَتِها  /                                                   
1 ــ قِصَّة : قِصَّة مِنْ دُوْنِ عُنْوَان ( مُتَرْجَمَة عَنْ تشيكوف ) / قِصَّة قَصِيرَة  / تَرْجَمَة الأَدِيب كارنيك جورج / نُشِرَتْ في مَجَلَّة الرِسَالَة ــ العَدَد 896  ــ زَاويَة قِصَص / في 4 ـ 9 ـ 1950 م .                                                             
رَابِط المَصْدَر :                                                                                 
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF_896/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5


2 ــ قِصَّة : الشَيْطان والعَجُوز ـ عَنِ الكاتِبِ التشكوسلوفاكي  جي راب / قِصَّة قَصِيرَة / تَرْجَمَة كارنيك جورج / نُشِرَتْ في مَجَلَّةِ الرِسَالَة ( مَجَلَّة أُسْبُوعِيَّة مَصْرِيَّة لِلآدابِ والعُلُومِ والفنُون )   في زَاويَةِ قِصَص / العَدَد 979 / في  7 ــ 4 ــ 1952 م .                                                                                     
رَابِط المَصْدَر :                                                                                 
https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF_979/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5

وذَيَّل القِصَّة  بِتَوْقِيعِ نَزِيلُ البَحْرين : كارنيك جورج ميناسيان .                     

3 ــ  قِصَّة : هنْديٌّ مِنْ الحُمر ــ لِلكاتِب فرتز ميلر / قِصَّة قَصِيرَة / تَرْجَمَة كارنيك جورج / نُشِرَتْ في  مَجَلَّةِ الرِسَالَة  / العَدَد رَقم 984  / 12 مايو 1952 م . 
رَابِط المَصْدَر :                                                                             
http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=2073396&ISSUEID=11991&AID=235067

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ


وهُنا أُقَدِّمُ لِلقُرَّاءِ والقَارِئات قصَاصَة مِنْ جَرِيدَةِ الخَمِيلَة وفيها قَصَّة ( سَميحة ) وهي قِصَّة قَصِيرَة بِقَلَمِ كارنيك جورج ، وكُلّ الشُكْر لِلأَخ والصَدِيق الأُسْتَاذ يعقوب أفرام منصور على تَزْويدي بِاسْتِنْسَاخٍ لَها ، حَيْثُ يَحْتَفِظ  بِثَمانيَة أَعْدَادٍ مِنْ جَرِيدَةِ الخَمِيلَة في مَكْتَبَتِهِ العامِرَة .                                                   


 





   قصّة
                          سميحة  .  .  !
                                         بقلم: كارنيك جورج
 
    ما إن ألقى نظرة على غلاف المجلة التي تناولها  من يدي حتى تغيّر لونه ! ولبث وقتًا غير قصير يتأمل الغلاف الذي طُبِع عليه  صورة فتاة شقراء جميلة. ثم سمعته يهمهم مأخوذًا ـ كأنها هي ...ففهمتُ من كلامه أنه يشبّهها بفتاة يعرفها، فقلتُ متسائلاً :
                                             
- من هي؟                                                                                                   
- سميحة ! إنها هي تمامًا، الشعر الأصفر المائل إلى الإحمرار، الوجه المشرق المستدير ... أقسم إنها تشبه هذه الفتاة شيهًا عجيبًا.                                                                           
 - .. ربما كانت هي !!                                                                                         
  فنظر إليّ كأنه تألم من سخريتي، ولم يجب. فأثار صمتُه فضولي فاندفعتُ إليه أسأله :
 ومن تكون سميحة؟  وما أمرك معها؟  ألا تتفضّل وتحدّثني عنها؟
 فأجاب بعد أن تأمل الصورة مرة أخرى :                                                                                                 
 - سأكلّمكَ عنها ..  ولك أن تكتب قصتها  إذا شئت، ولكن .. أرجو أن تعطيني هذه الصورة.             
 وفي الحال أخذتُ المجلة ونزعت عنها الغلاف، فليس احَبّ إلى نفسي من إبدال غلاف مجلة بفكرة قصة. وقبل أن أقدّمه له قال " حبذا لو أتممت جميلك، أنت لا تدري كم ثمينة هذه الصورة عندي، سأشتري لها إطارًا يليق بها. والآن إرفع تلك الصورة عن الحائط، وألصق مكانها صورة سميحة .." فامتثلتُ لأمره، ولم تمضِ دقائق حتى كانت الصورة مثبتة عل الحائط المواجه له.. ورأيته يطيل النظر إليها، حتى كأنه يغرق في التأملات، فقلتً أذكّره بوعده:                           
 - متى تفي بوعدك يا سيدي؟                                                                                 
 فانتبه إلى قولي، واضعًا سيجارته بين شفتيه، ثم قال:                                                   
- أوه .. أجل، الآن سأحدّثك عنها.                                                                             
 وتناول السيجارة من فمه، ونفخ الدخان بقوة، ثم عاد يقول:                                           
- لو أنك فتحت تلك النافذة، ونظرتَ منها، لواجهتك نافذة أخرى تقابلها في المسكن المواجه لها...تلك كانت نافذتها..! نافذتها التي كثيرًا ما سمحت لأنظاري بالولوج خلال الغرفة، وتأمّل المخلوقة الفاتنة سميحة، الفتاة التي احببتها، وباتت هي الأمل الوحيد الذي أسعى إلى تحقيقه برغبة لا تقاوَم !                                                                                                         
 وسكت صاحبي هُنَيهة، وهو يرمق الصورة بعينين بدا لي فيهما  شيء لامع..  ثم استأنف يقول:                                                                                                         
- لا حاجة إلى أن أطيل فأصف لك كيف أحببتها وكيف عشقتها، وكيف صممتُ على أن اتزوّجها، فإن ذلك يؤلمني أكثر مما يبهجك ويؤنسك، فكن شفوقًا ولا تلحّ في معرفة كل كبيرة وصغيرة حدثت بيننا. يكفيك أن تعلم أنها لم تكن تعبأ بي ! وأني لم أجرؤ على مفاتحتها بحبي ! لأسباب كثيرة، أهمها خجلي الشديد من الوقوف أمامها ومواجهة نظراتها..ثم تلقّي  كلمتها..! فكنتُ أهفو إلى اليوم الذي أستطيع فيه أن أفاتح أمي برغبتي في الزواج من سميحة، أي بعد أن أحصل على شهادتي المدرسية، واتعيّن في وظيفة تناسبني..! ولم أكن أعلم  أن القدر كان يُضمر لي شيئًا آخر..! لم أكن أتصوّر أني سأصاب بهذا الداء الوبيل ..السرطان.. بعدما حدث ذلك.. فقد انهارت جميع آمالي،  وصرتُ أقرب إلى الموت مني إلى الحياة ! أنت تعلم ما حدث بعد ذلك، وتعلم أن الداء أبى أن يتركني أحيا كما يحيا أبناء آدم وبناته.  فنشبت بينه وبين الأطباء معركة عنيفة، إنتهت بفوز الأطباء.. وكانت الخسارة مني !  هي ساقي اليمنى، فقد بُترت من فوق الركبة، وأصبحتُ منذ  ذلك الوقت كما تراني الآن... رجُلاً لا نفعَ فيه،  يختلف عن بقية الرجال إختلافًا لا يتصوّر فظاعتَه أحدٌ غيرُه!                                                                                                             
 يقولون إن المحب أناني، وإن الحب نوع من أنواع الأنانية، لكن الواقع غير هذا. فالحب الصحيح لا يقبل إلا التضحيات، وإلا الإبتعاد عن كل ما يتصل بالأنانية ! فأنا كنتُ على استعداد لأن أضحّي بكل ما لديّ في سبيل سميحة، ولكني لم أجرؤ أن أفكر ـ بعد الحادث ـ  في تزوّجها. وإن كان أصحابي وأهلي يحاولون إقناعي يضرورة الزواج، كي لا أبقى وحيدًا علجزًا بعد موت والديّ اللذين كانا في أواخر عمريهما.                                                                                 
 .. لفد بقيتُ على رأيي حتى الصفعة الثانية التي صفعني بها القدر !! ....فاتني أن أقول لك إن سميحة شبّت فاتنة الطلعة، معجبة بجمالها، ، فقد ملأها إطراء أهلها وذويها غرورًا وتيهًا. والمرأة المغرورة،  سريعة الوقوع في الشراك ! يكفي الرجل أن يهمس في أذنيها بضع كلمات، معدّدًا بها مزاياها، مطريًا بها جمالها .. حتى تنفذ كلماته إلى صميم قلبها.. فتتجه إلى ذلك الرجل مفتونةً به ! وهذا ما وقع لسميحة!  لكن الرجل الذي همس في أذنها كان له قلب ذئب ونفس إبن آوى، فما إن وجدها  طوعَ يديه، وما إن رآها تمنحه ثقتها الكاملة، حتى افترسها..! بل إفترسَ أسمى ما فيها، وتركها بين أيدي الحياة مطعونة في الصميم..!                                                               
 لم يلبث أمرها أن فُضح.. وكان أبوها من المحافظين الذين لا يتسامحون في مثل هذه القضايا أبدًا. فهو عندما أدرك حقيقة ما حدث  لسميحة، صُدم صدمة قوية، ومع ذلك فقد أستفاق ذات ليلة.. ولم ينم  إلا بعد أن غسل ذلك العار.. بالدم ! دون أن يدري  أنه بذلك قطع آخِرَ أمل لي في الحياة !        واليوم وقد مرت سنوات على هذا الحادث، مات خلالها والدايَ، فبقيتُ وحيدًا عاجزًا، أعيش على إيجار الأملاك التي تركها لي والدي،  ما زلتُ أتساءل : تُرى لو عملتُ برأي أهلي وأصحابي، وتزوّجتُ  سميحة بعد فقدان ساقي.. أكُنتُ أُسعِدُها ..حقًا ؟!!

جريدة (الخميلة) البحرينية                                                                                 
  العدد 5                                                                                                     
 صادر في 1  تشرين أول 1952



ـــــــــــــــــــــــــــــــ

المَصَادِر /                                                                                       

( 1 )                                                                                             
مَوْضُوع : نَكْهَةُ المَاضِي                                                                     
حكايَاتٌ قَدِيمة مِنْ البَحْرين والخَلِيج ( 2 ) .                                             
إِعْداد : مهدي عبدالله .                                                                       
مَوْقِع : أَخْبَار الخَلِيج .                                                                       

رَابِط المَصْدَر :
http://www.akhbar-alkhaleej.com/13262/article_touch/33038.html
 

( 2 )                                                                                             

مَوْضُوع : الخَمِيلَة جَرِيدَة أَدَبِيَّة فَنِيَّة جامِعة لِصاحِبِها ورَئيسِ تَحْرِيرِها القَاصّ العِراقِيّ كارنيك جورج .                                                                       
الرَابِط  :
https://www.instagram.com/p/gTjIu8NxHp/

( 3 )                                                                                             
مَوْضُوع : كارنيك جورج يَرْفَعُ الرَايَةَ البَيْضاء أَمَامَ عبد الناصر .                   
الكاتِب : نبراس المعموري .                                                                 
الأَحد 16 / 12 / 2012 م .                                                                 
مَوْقِع : جَرِيدَة البِيئَة الجدِيدَة .                                                             
رَابِط المَصْدَر :

http://albayyna-new.com/old/news.php?action=view&id=18501
   
 ( 4 )                                                                                             
مُراسَلاتي مَعَ الأَدِيب يعقوب أفرام منصور .                                             
( مَعْلُومات وذِكْريَات عَنِ الأَدِيبِ كارنيك جورج وجَرِيدَتِهِ الخَمِيلَة ) .               
في : الأَحد  6 / 3 / 2016 م .                                                             
مَعَ عمِيقِ شُكْرِي وتَقْدِيري لَهُ .                                                             

( 5 )                                       

76

كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 13  )       
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     
 شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر             

 طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           
الجُزْءُ الأَوَّل كانَ خَاصَّاً بِالتَعْرِيف بِكاتِباتِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ المُكوِّن المَسِيحيّ العِراقي ،  وفي الجٌزْءِ الثَاني /  ( 1 ) ، ( 2 ) ، ( 3 ) ، ( 4 ) ، ( 5 ) ، ( 6 ) ، ( 7 ) ، ( 8 ) ، ( 9 ) ، ( 10 ) ، ( 11 ) ، ( 12 )  تَعَرَّفْنا على عَدَدٍ مِنْ كُتَّاب القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .                                         
 في الجُزْء الثَاني ( 13 ) ،  عزِيزاتي / أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء  ، نَقْرأُ عَنِ القَاصّ صباح الكاتب ، وكانَ الودّ أَنَّ أُقَدِّمَ مادَة أَكْثَرُ غنَىً عَنْهُ ، لكِنَّ شَحَّة المَصَادِر كانَتْ عائقَاً بِالإِضَافَة إِلى أَنَّ مُحاوَلاتي لِلتَواصُل عِبْرَ الايميل بَقِيَتْ دُوْنَ جَواب .                                                                                         

الشُكرِ لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                               


د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 ( صباح كريم الكاتب )


صباح كريم الكاتب ، قَاصّ مِنْ بَخْديدا .                                                   
كاتِب مِنْ جِيلِ التِسْعينَات .                                                                   
عضو اتِحَاد أُدَبَاء العِراق .                                                                   
فَازَ بِالجائزَة الثَانِيَة في مُسَابَقَةِ ( جائزَة النُور لِلإِبْداع ) عام 2011 م ، والَّتِي نَظَّمَتْها مُؤسَّسَة النُور لِلثَقَافَة والإِعْلام ( دَوْرَة آمال كاشف الغِطاء ) في مَجَالِ القِصَّةِ القَصِيرَة جِدَّاً عَنْ نَصّ ( وَهْم ) والَّذِي يَشْملُ القِصَص القَصِيرَة جِدَّاً التَاليَة : وَهْم ، مُمثِّل كوميديا ، صُورَة ، في لَيْلَةِ المِيلاد  .                                     
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة جِدَّاً : نقْطَة هبُوط ، وجْهَة نَظَر ، هِلال عِيد ، صَلاة ، ذِئْب ، نَجْمَته ، زُهُورٌ مُحَنَّطَة .... في مُسْتَقْبَلٍ غَابِر ، ضَمِيرُ الإسْفلْت ،  آخَرون ، لكَ يَا قَلْبُ ما تُرِيد ، سُؤال ، قِصَصٌ قَصِيرَة جِدَّاً ( ثَمانِيَة قِصَص قَصِيرَة جِدَّاً بِدُوْنِ عَنَاوِين ) ، تَوَحُّد ، الْتِفاتَة ، امْتِحان ، طفُولَة ، الأُرْجُوحَة  ، رَبِيع ، صُورَة ، أَبْوابُ المَسَاء ، الفِكْرَة  ، أُمْنِيَات ، غُرْبَة ، مَحطَات ، وقِصَصٌ أُخْرَى غَيْرها .     
نَشَرَ نِتَاجاتَهُ في بَعْضٍ مِنْ المَواقِعِ الألِكتْرونِيَّة مِثْل : مَوْقِع الشَبَكة العرَبِيَّة العالَمِيَّة ، مَوْقِع النُور ، مَوْقِع مَطَر ، مَوْقِع بَخْديدَا ، مَوْقِع عنَاوِين ثَقَافِيَّة ، ومَوَاقِع أُخْرَى .                                                                                 
أَصْدَرَ مَجْمُوعَتَهُ القِصَصِيَّة ( فَضَاءاتُ الصَمْت ) عام 2000 م  / جِهَةُ الإِصْدَار : مَكْتَب الفيء لِلطِبَاعةِ والاسْتِنْسَاخ في المَوْصِل / قَامَ بِتَصْميمِ الغِلاف الفَنَّان موفق الطائي  / المَجْمُوعَة بِتِسْعةٍ وأَرْبعين صَفْحَة مِنْ القَطْعِ المُتَوَسِّط  / ضَمَّتْ المَجْمُوعَة اثْنَين وثَلاثِين قِصَّة قَصِيرَة جِدَّاً مِنْها : لَوْحَة رُومانسِيَّة ، صُورَة ، امْتِحان ، رِوايَة ، عُيون ، الأُرْجُوحَة ، مُمثِّل كوميديا ، مَرَايَا ، صَفْحَة حَوادِث ، رَحِيل لآخَر ، صَلاة ، ذِئْب ، وقِصَصٌ عدِيدَة أُخْرَى .                                   



المَصَادِر /                                                                                       

( 1 )                                                                                             
مَوْضُوع : في جائزَةِ النُور لِلإِبْداع القَاصّ صباح كريم الكاتب مِنْ بَغْديدا يَفوزُ بِالمَرْكزِ الثَاني .                                                                   
مَوْقِع النُور .                                                                                   
رَابِط المَصْدَر :                                                                                 

http://www.ishtartv.com/youth/viewarticle,109.html


( 2 )                                                                                             
مَوْقِع النُور .                                                                                   
رَابِط صَفْحَة الكاتِب صباح الكاتب في مَوْقِع النُور :                                   

http://www.alnoor.se/author.asp?id=3907



( 3 )                                                                                             
مَوْقِع : مُلْتَقَى الحكايَا الأَدَبي .                                                               
رَابِط المَصْدَر :                                                                                 
( زُهُورٌ مُحَنَّطَة )                                                                             
http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=21198

( أَبْواب المَسَاء )                                                                             
http://www.al7akaia.com/forums/showthread.php?t=20460


( 4 )                                                                                         

مَوْقِع : عشْتَار تي في .                                                                     
22 / 12 / 2011  م .                                                                       

رَابِط المَصْدَر :                                                                                 
http://www.ishtartv.com/youth/viewarticle,109.html




 المُتَابِعات الكرِيمات
المُتَابِعين الكِرام
 أَلْتَقيكُنَّ / م  في الوَرَقَةِ التَالِيَة قَرِيباً .

يُتْبَع ..........





Sh.toma@hotmail.com

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النص الفائز بالمركز الثاني
جائزة النور للابداع دورة الدكتورة آمال كاشف الغطاء 
2011
 
صباح كريم الكاتب
 
 
           وهـــــــــم ..
            في ملجأنا الصغير, كان صديقي يتندر بأحلام رمادية , فاتحا آلة الحلاقة وهي تئز بصوت مقيت ـ ـ كان يقول , سوف يطمرنا هذا الآتي من غضب المجهول فنصبح في يوم ما كتلك الفقريات التي تعتلي منصات المتاحف بعد التنقيب في الأعماق ـ ـ
            تعالى أزيز الماكنة رويدا ـ ـ رويدا حتى صار هديرا ـ ـ كان واهما صديقي هذا , حين التمعت عيوننا ـ ـ وشعرنا بأننا بلا وزن ـ ـ
           وارتفعنـــــــــا ـ ـ
 
 ممثل كوميديا ..
كان يعرض أمام الجمهور المشدود إليه معجزاتهم المزعومة وأسرارهم النتنة .. كان يعري دواخلهم المفعمة برائحة القبور , و في نهاية المشهد لم يكن يعلم لأي ِّ من تلك الأسباب كانوا , بحرارة يصفقون ..
 
صــورة ..
ربما كان تركيزي في الصورة قد لفت انتباهه، أو قد أغاظه بعض الشيء، وكأنني مسست منزلته بسوء.. أو، ربما باستحياء منه خال بأنني أقف خائفا حيال تجاعيــــــد وجهه وشعره الأشيب ، وإلا لماذا جعل شفته السفلى ترتجـــف حنقــا ..؟
••       التمس عفوك ، أنا لم اقصد ذلك قط .أرجو أن لا تحدق بي هكذا ..
 
اندفع زجاج الصورة مثل همهمة رجل مسن ثم تناثر الجزء العلوي إزاء عينيه ..
••       أرجوك لا ترعبني ،لماذا تهشم الزجاج ،لم لا تتكلم ، تحدث ، قل شيئا؟
 
ظننت بأنه حين افرد ذراعيه وحطم الإطار الخشبي قد عاوده ذلك الحنين إلي ...
وإلاّ .. لماذا خرج من الصورة  ؟؟..
 
في ليلة الميـــــــلاد ..
بعد أن أنهى إشعال الشمعة الثلاثين التي تعتلي طبق الحلوى , وضع علبة الكبريت جانبا وارتمى على مقعده يحدق في عينيها وهو يدندن ( سنة حلوة يا جميل .. سنة حلوة يا حبيبي .. سنة .. ) انفتحت أساريرها عن شفاه محمرة تعلن عن ابتسامة آسرة .. تحولت الأغنية إلى همس رقيق دافئ يتعالى رويــــدا رويدا .. فرح غامر على صهوة هذا اللحن الهادئ , لم يألفه منذ زمن , اقترب منها محاولا تقبيلها فلم يفلح .. حاول الارتماء بين يديها ثم توقف حين سمعها :ـ
••       دعني في جزيرتي أرجوك !!
••       أنا معكِ .. في جزيرتكِ , لا تتركيني على ساحل الغربة , والانكسار  ..
••       أما نسيت ؟
••       آه ـ ـ لو تعلمين ماذا يحدث , حينما تنكسر الأشياء في حجرات القلب ؟
ابتسمت رافعة حاجبها الأيسر بغنج امرأة عاشقة .. تلمس وجهها , حنّى أصابعه بحمرة شفتيها , اقترب منها أكثر .. أغمض عينيه مصرا على إطفاء جمرة فمها , إلا أنه تراجع كالمهزوم ..
 أطفأ الشموع , خرج من الغرفة وأغلق الباب .. لم تتبعه .. ظلت ساكنة على قماش اللوحة ...
 
المَصْدَر  /                                                                               
مَوْضُوع : جائزَةِ النُور لِلإِبْداع الدَوْرَة الرَابِعة / القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً ــ الفَائز الثَاني .                                                                             
                                                   
مَوْقِع النُور .                                                                                   
رَابِط المَصْدَر :                                                                                 

http://www.alnoor.se/article.asp?id=146700
 

77

كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 12  )               

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ               
شذى توما مرقوس                                 
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                     

                                     
طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           
الجُزْءُ الأَوَّل كانَ خَاصَّاً بِالتَعْرِيف بِكاتِباتِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ المُكوِّن المَسِيحيّ العِراقي ،  وفي الجٌزْءِ الثَاني /  ( 1 ) ، ( 2 ) ، ( 3 ) ، ( 4 ) ، ( 5 ) ، ( 6 ) ، ( 7 ) ، ( 8 ) ، ( 9 ) ، ( 10 )  ، ( 11 ) ، تَعَرَّفْنا على عَدَدٍ مِنْ كُتَّاب القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .                                               
 في الجُزْء الثَاني ( 12 ) ،  عزِيزاتي / أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء لَنا وَقْفَة  مَعَ  القَاصّ يوسف  متي .                                                                   

هُنا أَودُّ أَنْ أُقَدِّمَ شُكْرِي العمِيق لِجَميعِ القُرَّاءِ والقَارِئات مِمَّنْ رَاسَلُوني على ايميلي الخاصّ لِيُعبِّروا وبِكلِماتٍ جميلَةٍ عَنْ مُتَابَعتِهِم واهْتِمامِهِم بِسِلْسِلَةِ كُتَّاب القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً  ، مِنْ اهْتِمامِهِم اسْتَمِّدُ مُواصلَتي لإِنْجازِ ما تَبَقَّى .
الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                               


د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 ( يوسف متي عبدالله عباوي ) 

ولِدَ في المَوْصِل عام 1914 م .                                                             
دَرَسَ الابْتِدائِيَّة والمُتَوَسِّطَة والثَانوِيَّة في مَدَارِسِ المَوْصِل ، وتَخَرَّجَ مِنْ كُلِيَّة الحُقُوق عام 1959 م .                                                                           
تَعَرَّضَ لِلفَصْلِ والسَجْنِ أَثْنَاء دِرَاسَتِهِ سَنَواتَ طَوِيلَة .                                 
كانَ مُنْصَرِفَاً لِلعمَلِ السِياسِيّ ومَوَاقِفه أَثَارَتْ انْزِعاج السُلُطَات مِنْهُ ، ولَقَدْ حَفَلَتْ حيَاتَهُ بِالمُعانَاةِ وشَظَفِ العَيْشِ والمُلاحقَة بِسَبَبِ أَفْكارِهِ السِياسِيَّة والوَطَنِيَّة .     
تَرْجَمَ عَنِ الرُوسِيَّة والانْكِليزِيَّة العدِيد مِنْ القِصَصِ والرِوايَات .                     
احْتَرَفَ العَمَل الصُحُفِيّ  زُهَاء خَمْسَةً وأَرْبَعين عاماً  .                                 
أَصْبَحَ أَمِيناً لِجَمْعِيَّةِ المُتَرْجمِين عام 1976 م وعُضُو الهيْئَة الإِدارِيَّة فيها .       
عُضُو نَقَابَة الصُحُفِيِّين .                                                                     
سَاهَمَ في وَضْعِ قَانُونِ تَقاعُد الصُحُفِيِّين .                                                 
عَمِلَ في جرِيدَةِ الثَوْرَة عام 1979 م حَتَّى وَفَاتِهِ ، وكانَ يَكْتُبُ في الحَقْلِ اليَوْمِيّ لِجرِيدَةِ الثَوْرَة والمُعَنْون ( حدِيثُ النَّاس ) بِتَوْقِيع ــ زياد ــ .                         
 
نَشَرَ نِتَاجاتَهُ في  الجرَائدِ والمَجَلات التَاليَة :                                             
الجرَائد /  السِياسَةِ ( البَغْدادِيَّة )  ، العَمَل ، الثَوْرَة .                                   
المَجَلاتِ / مَجَلَّة عطَارِد ، الحاصِد  ، مَجَلَّة فينيس ، مَجَلَّة العقَاب .                 

صَدَرَتْ مَجَلَّة عطَارِد في آب عام 1934 م ، صاحِب الامْتِياز محمد القشطيني ورَئيس التَحْرِير يوسف متي .                                                               

دَخَلَ يوسف متي عَالَم الصَحافَة وهو في السَابِعة عَشَرَة مِنْ عُمُرِهِ وكانَ ما يَزَالُ في الإِعْدَادِيَّة ، وكانَ يَكْتُبُ أَمامَ إِسْمِهِ ( المُدِير العامّ ) ، وكشَفَ عَنْ مَوْهِبَةٍ صُحُفِيَّةٍ رَفيعةٍ في العدِيدِ مِنْ المَقَالاتِ الَّتِي كتَبَها ونَشَرَها على صَفَحاتِ عطَارِد أَوْ فينيس أَوْ العقَاب الأَسْبُوعِيّ ، وكانَتْ الأَخِيرَة مُلْحقَاً لِصَحِيفَةِ العقَاب لِلإِعْلامِيّ المَعْروف ( يونس بحري ) ، ولكِنْ مَوْهِبَة يوسف متي الصُحُفِيَّة مَكَّنَتْهُ مِنْ أَنْ يَجْعلَ مِنْها صَحِيفَة مُغايرَة في مِنْهَجِها وفي المَواضِيع الَّتِي تَناوَلَتْها .             

قَالَ عَنْهُ النَاقِد عبد الإله أحمد  :                                                         
[  نَجَحَ في تَقْديم قِصَّة قَصِيرَة ، تُعْتَبَرُ مِنْ أَجْمَلِ القِصَص في الأَدَبِ العِراقِيّ الحدِيث في هذِهِ الفَتْرَة وأَجْوَدَها ، كانَتْ قِصَّتَهُ ( حُطام ) الَّتِي نَشَرَها في مَجَلَّةِ عطَارِد / العدَد 1 / السنَة الأُوَلى / آب 1934 م ، قَدْ أَبْرَزَتْهُ كأَحَدِ الطلِيعِيِّين الَّذِين أَضَافوا لِهذَا الفَنّ الكثِير مِنْ الرُقِي والحِسّ الإِنْسَانِيّ  .  ]                             


أَسْلُوبهُ في الكِتَابَة :                                                                           
تَمَيَّزَ أٌسْلُوبَهُ في الكِتَابَة بالرَبْطِ بَيْنَ مَوْقِفِ الشَخْصِيَّة المَحلِيّ وهمُومِها ومَشَاكِلِها وبَيْنَ الهمُومِ الإِنْسَانِيَّةِ العامَّة ، وهو مَوْقِف مُتَميَّز في تِلك المَرْحلَةِ البِكْر مِنْ أَدَبِ القَصِّ في العِراق ، حَيْثُ كانَ يَسْرُدُ مَشَاعِرَ شَخْصِيَّات وأَبْطَال قِصَصِهِ المَأْزومِين بِفِعْلِ الواقِع الاجْتِماعِيّ والثَقَافِيّ ، أَوْ بِفِعْلِ قَوانين كَوْنِيَّة كما هو الأَمْر في قِصَّتِهِ ( سُخْرِيَّةُ المَوْت ) الَّتِي تَحْكِي الأَزْمَةَ النَفْسِيَّة والصُراعَ النَفْسِيّ المَرِير لَدَى رَجُل كادَ أَنْ يُزْهِقَ رُوحَ طِفْلِهِ المَرِيض الَّذِي لا أَمَلَ في شِفَائهِ ، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْهُ ولَمَسَ جَبِينَهُ وَجَدَهُ جُثَّةً هامِدَة .                                                             
ولَقَدْ عَبَّرَ يوسف متي بِإِخْلاص ومَوْضُوعِيَّة عَنْ أَجْواءِ تِلك الفَتْرَةِ ( وكانَتْ واقِعاً يَعُجُّ بِالتَنَاقُضاتِ السِياسِيَّة ) الَّتِي عاشَها فكانَتْ شخُوصَهُ القِصَصِيَّة في الغالِبِ مِنْ السُجنَاء العادِيين الَّذِين الْتَقَى بِهِم في فَتَراتِ سَجْنِهِ ، وهذا ما جَعلَهُ يَتَميَّزُ بِمَوْضُوعاتِهِ المُتَعلِّقَة بِقَضَايَا المُجْتَمَعِ المُغْلق .                                         
يَرَى بَعْضُ النُقَّاد إِنَّ التَيار التَحْلِيلِيّ ولِدَ في القِصَّةِ العِراقِيَّةِ القَصِيرَةِ على يَدِ كُلٍّ مِنْ يوسف متي وعبد الوهاب أمين الَّذِي أَسْهَمَتْ تَرْجَماتَهُ في القِصَّةِ على نشُوءِ مِثْلِ هذا التَيار إِلى جانِبِ كِتَابَاتِهِ القِصَصِيَّة القَليلَة تَحْتَ تَأْثِيرِ القِصَّةِ الغَرْبِيَّةِ الحدِيثَةِ ولاسِيَّما الرُوسِيَّة .                                                                   
ويَقُولُ سليم عبد القادر إِنَّ الاتِجاه التَحْلِيلِيّ الَّذِي ظَهَرَ عِنْدَ يوسف متي تَبَلْوَرَ بَعْدَ ذَلِك عِنْدَ نزار سليم وعبد الملك نوري وغانم الدباغ .                                   


 يوسف متي في كِتابَاتِ سليم عبد القادر  :                                               
تَحَدَّثَ الكاتِب سليم عبد القادر عَنْ قِصَصِ يوسف متي وتَنَاوَلَها بِالدِرَاسَةِ والتَحْلِيل في رِسَالَةِ المَاجِسْتير الَّتِي قَدَّمَها والمَوْسُومَة ( القِصَّة القَصِيرَة في العِراق بَعْدَ الحَرْبِ العالَمِيَّةِ الثَانِيَة ) / عام 1965 م ، وفي كِتَابِهِ ( القِصَّة القَصِيرَة الحدِيثَة في العِراق ) / عام 1979 م .                                           
وفي كِتَابِهِ ( يوسف متي / مُقَدِّمَة ومُخْتَارات ) عام 1979 م ، يَقُولُ سليم عبد القادر  :                                                                                         
[ إِنَّ مِنْ بَيْنِ عَشَرَاتِ الأَسْماءِ القِصَصِيَّة الَّتِي لَمَعَتْ في مَرْحلَةِ الثَلاثِينات كانَ يوسف متي قَاصَّاً ذَكِيَّاً مُتَوَقِّداً ، رَغْمَ أَنَّ مُحَاوَلاتِهِ في مَجَالِ القِصَّة مَحْدُودَة إِلا أَنَّها كُتِبَتْ بِحسَاسِيَّة وشَفافِيَّة مُتَميَّزَة أَفْرَدَتْها عَنْ مَجْمُوعِ النِتَاجِ لِتِلك المَرْحلَةِ فالعَوالِمِ الكابُوسِيَّةِ وعَوامِلِ الخَوْفِ والجَرِيمَةِ والحَذَرِ هي أَجْواء يوسف متي في أَغْلَبِ قِصَصِهِ . ]                                                                               



عَنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة /                                                                       
بَدأَ يوسف متي بِنَشْرِ نِتَاجِهِ القِصَصِيّ وهو لَمْ يَتَجاوزْ السَادِسَةَ عَشَرَ مِنْ عُمُرِهِ ،
حَيْثُ إِهْتَّمَ مُنْذُ بِدايَةِ الثَلاثِينَات بِنَشْرِ قِصَصِهِ القَصِيرَة في المَجَلاتِ العِراقِيَّةِ  ومِنْها :                                                                                           
 1 ــ قَاتِلُ أَخِيهِ / أَوَّل قِصَّة نَشَرَها يوسف متي في جرِيدَةِ السِياسَةِ البَغْدادِيَّة عام 1931 م .                                                                                 
2 ــ بَعْضٌ مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة الَّتِي نَشَرَها في مَجَلَّةِ الحاصِد ما بَيْنَ عام 1931 م ــ 1932 م ( وكانَ يَنْشُرُ فيها بِحَيْث تَظْهَرُ لَهُ قِصَّة في كُلِّ شَهْرٍ فيها )   :   
صَحِيفَةُ العَمَل  ، أَحْلامُ الشُعرَاء ، المُنْتَحِر ، إِضَافَةً لِقِصَصٍ أُخْرَى .           
3 ــ ضَحِيَّةُ العَهْد / قِصَّة قَصِيرَة / مَجَلَّة الحاصِد / عام 1930 م .                   
4 ــ في القَرْيَة / قِصَّة قَصِيرَة / مَجَلَّة الحاصِد / عام 1932 م .                       
5 ــ الرِسَالَة / قِصَّة قَصِيرَة / مَجَلَّة الحاصِد / عام 1932 م .                         
6 ــ عاطِفَةٌ جامِحة / قِصَّة قَصِيرَة / مَجَلَّة الحاصِد / عام 1932 م .                 
7 ــ سُخْرِيَّةُ المَوْت / قِصَّة قَصِيرَة / مَجَلَّة الحاصِد / عام 1932 م .                 
8 ــ حُطام / قِصَّة قَصِيرَة / مَجَلَّة عطَارِد /  العدَد 1 / السنَة الأُولَى / آب عام 1934 م / صَفْحَة 9  .                                                                   
9 ــ أَنْصَاف العذَارَى / قِصَّة قَصِيرَة .                                                     

يَقُولُ هيثم بردى في مَوْضُوعِهِ / قَصَّاصُون سرْيَان في مَسِيرَةِ القِصَّةِ العِراقِيَّة :
[ وكُنْتُ أَبانَ الستِينَات وبِدْءَ السَبْعِينَات أُحِسُّ بِالزَهْوِ والفَرَحِ وأَنا أَقْرَأُ هذِهِ الكوْكبَة المُتَأْلِقَة في سَماءِ القِصَّةِ العِراقِيَّة ، فمَنْ مِنَّا لا يَنْتَابَهُ الإِحْسَاس بِالفَخْرِ وهو يَقْرَأُ هذِهِ الأَسْماء : يوسف متي القَاصّ الرَائد الَّذِي نَقَلَ القِصَّة العِراقِيَّة في ثَلاثِينَات القَرْنِ المُنْصَرِم مِنْ المَقَالَةِ إِلى القِصَّةِ الفَنِيَّةِ النَاجِحةِ وخاصَّةً في قِصَّتِهِ ــ حُطام ــ ، الَّتِي قَالَ عَنْها النَاقِد الدكْتور عبد الإله أحمد : " فَقَدْ نَجَحَ في تَقْديم قِصَّة قَصِيرَة ، تُعْتَبَرُ مِنْ أَجْمَلِ القِصَص في الأَدَبِ العِراقِيّ الحدِيث في هذِهِ الفَتْرَة وأَجْوَدَها " ، ويَعْني بِالفَتْرَة زَمَن نَشْرِ القِصَّة حَيْثُ نُشِرَتْ في مَجَلَّةِ عطَارِد / العدَد 1 / السنَة الأُوَلى / آب 1934 م / ص 9  ،  وقَدْ نَشَرَ إِضَافةً إِلى قِصَّتِهِ تِلك قِصَصاً أُخْرَى بَوأتهُ كأَحَدِ الطلِيعِيِّين الَّذِين أَضَافوا لِهذَا الفَنّ الكثِير مِنْ الرُقِي والحِسّ الإِنْسَانِيّ مِثْل قِصَص : عاطِفَةٌ جامِحة ، سُخْرِيَّةُ المَوْت ، ضَحِيَّةُ العَهْد ، في القَرْيَة ، الرِسَالَة .... إلخ ، ولأَهَمِيَّة هذا القَاصّ المُجَدِّد أَقْدَمَ النَاقِد سليم السامرائي على جَمْعِ قِصَصِهِ ونَشْرِها في كِتَاب في سَبْعِينَاتِ القَرْنِ المَاضي  ] . 

كانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ قَدْ طَلَبَ مِنْ باسم عبد الحميد أَنْ يَتَوَلَّى أَمْرَ جَمْعِ قِصَصِهِ المُبَعْثَرَةِ هُنا وهُناك ، وأَخْذِ ما هو مَوْجُود مِنْها بِحَوْزَةِ الأَصْدِقَاء مِنْ النُقَّادِ تَمْهيداً لإِعْداد ِ دِرَاسَةٍ عَنْه تَظْهَرُ في مَجْمُوعتِهِ القِصَصِيَّةِ الأُولَى والَّتِي كانَ يَأْمَلُ أَنْ يَرَاها ، لكِنَّهُ رَحَلَ قَبْلَ أَنْ يَتَحقَّقَ ذَلِك ، كما كانَ في نِيَّتِهِ الانْكِباب على إِنْجازِ عَمَلٍ جدِيدٍ خاصٍّ بِالكِتَابَةِ عَنِ القِصَّةِ العِراقِيَّة ، وأَيْضاً أَنْ يَكْتُبَ ويُسَجِّلَ بِصَوْتِهِ لِلإِذَاعةِ أَحادِيثاً عَنْ رُوادِ الفَنِّ القِصَصِيّ في العِراق كما فَعَلَ ذَلِك مَرَّةً عِبْرَ التِلْفَاز .         
تُوُفِّيَ  يوسف متي عام 1979 م  ، وفي رَحِيلِهِ قَالَ غازي العبادي :               
[ لَقَدْ رَحَلَ يوسف متي وفي نَفْسِهِ حَسْرَة ورَغْبَة في أَنْ يَرَى بَعْضَاً مِنْ نِتَاجِهِ الكثِير وبِالذَات قِصَصِهِ ضِمْنَ مَجْمُوعَةٍ واحِدَةٍ بِاعْتِبَارِهِ واحِدَاً مِنْ أَوائلِ كُتَّابِ القِصَّةِ القَصِيرَة في العِراق في بِدايَةِ الثَلاثِينَات ورَائداً مِنْ رُوادِها المُجَدِّدين الَّذِين أَعْطَوها نَفَساً مِمَّا جَعلَها مُميَّزَة عَنْ كِتَابَاتِ غَيْرِهِ في تِلك الفَتْرَة . ]                 



المَصَادِر /                                                                                     

( 1 )                                                                                             
 مَوْسُوعَة عُمر الطالب ـ حَرْف الياء
رَابِط المَصْدَر :
http://omaraltaleb.com/KOTOB/maosoaa/27yaa.htm#_Toc21279306


 ( 2 )                                                                                             

المَوْضُوع / قَصَّاصُون سرْيَان في مَسِيرَةِ القِصَّةِ العِراقِيَّة .                           
الكاتِب  / هيثم بردى .                                                                         
 23 / 5 / 2012                                                                               
جرِيدَة المَدَى اليَوْمِيَّة .                                                                       
 
رَابِط المَصْدَر :                                                                                 
http://www.almadasupplements.net/news.php?action=view&id=4725



( 3 )                                                                                             

مَوْضُوع /  قِراءات في الأَدَبِ والنَقْد .                                                     
الكاتِب / النَاقِد شُجاع مُسلم العاني .                                                       

رَابِط المَصْدَر :                                                                                 
http://library.tebyan.net/fa/Viewer/Text/114030/67

 
( 4 )                                                                                             

مَوْضُوع / مِنْ تَارِيخ الصَحَافَةِ اليَسارِيَّة في العِراق ( 5 ) .                           
الكاتِب / ذياب فهد الطائي .                                                                   
مَوْقِع المُثَقَّف / العدَد 1963  / الأَرْبِعاء 7 ـ 12 ـ 2011 .                             
رَابِط المَصْدَر :                                                                                 
http://almothaqaf.com/index.php/qadaya2009/57821.html


ـ








المُتَابِعات الكرِيمات
المُتَابِعين الكِرام
 أَلْتَقيكُنَّ / م  في الوَرَقَةِ التَالِيَة قَرِيباً .

يُتْبَع ..........











Sh.toma@hotmail.com


 

78

كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 11 )               

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ               
بقلم : شذى توما مرقوس                                 
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر                     

                                     
طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           
الجُزْءُ الأَوَّل كانَ خَاصَّاً بِالتَعْرِيف بِكاتِباتِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ المُكوِّن المَسِيحيّ العِراقي ،  وفي الجٌزْءِ الثَاني /  ( 1 ) ، ( 2 ) ، ( 3 ) ، ( 4 ) ، ( 5 ) ، ( 6 ) ، ( 7 ) ، ( 8 ) ، ( 9 ) ، ( 10 )  ، تَعَرَّفْنا على عَدَدٍ مِنْ كُتَّاب القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .                                                           
 في الجُزْء الثَاني ( 11 ) ،  عزِيزاتي / أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء نَتَحَدَّثُ عَنِ القَاصّ يوسف  يعقوب حداد ، مَعَ شُكْرٍ خَاصٍ للأدِيب يعقوب أفرام منصور الَّذِي لَمْ يَتَوانى عَنْ مَدِّي بِالمَعْلُوماتِ الثَمينَة عَنْ صَدِيقِهِ الرَاحِل يوسف حداد .         

الشُكْر لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .


د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





 ( يوسف يعقوب حداد )   


الأَديب القِصَصيّ الرَاحِل يوسف يعقوب حداد ، صاحِب مَطْبَعة حدَّاد ، وأَحَد مُؤْسِسيّ  اتِحَاد الأُدبَاء ــ فَرْع البَصْرَة بَعْدَ ثَوْرَة الرَابِع عَشَر مِنْ تَموز سَنَة 1958 م .                                                                                       
ولِدَ في البَصْرَة في الأَوَّل مِنْ كانون الثَاني عام 1927 م .                             
أَوَّل أَديب يَكْتُبُ في الجَرِيدَة ويُجمِّعُ حُرُوفَها على ماكِنَةِ اللاينوتَايب ، ويَصْنَعُ الماكيت ، ويُوَضِّبُ الجَرِيدَة أَوْ المَجَلَّة ، ويُديرُ ماكِنَةَ الطَبْع ، كما طَبَعَ كُتُباً بِالمَجان وبِدُوْنِ مُقابِل لِكثِيرٍ مِنْ الأُدبَاء المَعْروفين في البَصْرَة ، وكانَ مَكْتَب مَطْبَعتِهِ في ( العشَار ) الكائنَة في زُقَاقٍ مُتَفرِّع مِنْ شَارِع الصيَادِلَة في البَصْرَة .
 
زَارَ لُبْنَان عام 1947 م ، حَيْثُ زَارَ مَثْوَى جبران خليل جبران في بِشْرِي ومَغَارَة قَادِيشَا ، ومَغَارَة جعيتَا قُرْب بَيْروت .                                                       
تَزَوَّجَ عام 1948 م ، وأَنْجَبَ عَشْرَة أَوْلاد ( بَنِين وبَنَات ) .                           
في السَنَواتِ الأَخيرَة مِنْ عُمُرِهِ عانَى مِنْ مَرَض السُكرِيّ والَّذِي سَبَّبَ لَهُ ضُعْف في البَصَر وأَعاقَهُ عَنْ مُواصَلَةِ القِراءَةِ والكِتَابَةِ ، كما عانَى مِنْ مشَاكل في القَلْب مِمَّا حَدَّ ذلِكَ مِنْ نَشَاطِهِ أَكْثَر .                                                               
تُوُفِّيَ في 23 / 9 / 1999 م .                                                               
 
مِنْ أَعْمالِهِ الفَخْرِيَّة وكانَتْ بِلا مُقَابِل :                                                     
عُضُو الجمْعِيَّة الوَطَنِيَّة والقَوْمِيَّة التَقَدُّمِيَّة في البَصْرَة .                               
عُضُو المَجْلِس البَلَدِيّ .                                                                       
سكرتير مَجْلِس الشَعْب المَرْكزِيّ .                                                         
رَئيس نَقَابَة الصُحُفيِّين في البَصْرَة .                                                       
عُضُو اتِحَاد الأُدَبَاء .                                                                         
 
قَالَ البَاحِث التُراثِيّ عبدالله رمضان العيادة عَنْ مَطْبَعةِ حدَّاد في مَوْضُوعِهِ :       

مِنْ الطِبَاعةِ الحَجَرِيَّة إِلى الطِبَاعةِ الحدِيثَة                                           
الأَحد 4 ــ 1 ــ 2015                                                               

في جَرِيدَةِ المَدَى اليَوْمِيَّة وعلى الرَابِط  أَدْنَاه :                                     

http://www.almadasupplements.com/news.php?action=view&i
d=11706


مايَلي :                                                                                       
 
مَطْبَعة حدَّاد                                                                           
  [ وهي مِنْ أَنْشَطِ المَطَابِع المَوْجُودَة في البَصْرَة تَأسَّسَتْ في عامِ (1952م) لِصاحِبِها الأُسْتَاذ يوسف يعقوب حداد الَّذِي يُعْتَبَرُ مِنْ الصُحُفيِّين الأَوائل في البَصْرَة وهو مِنْ مُؤسِسيّ اتِحَادِ الأُدَبَاء ولَهُ عِدَّة مُؤَلَّفات . . الأَمْر الَّذِي سَاعَدَ على ازْدِهارِها، وهذِهِ المَطْبَعة كانَتْ مِنْ أَحْدَثِ المَطَابعِ في البَصْرَة في تِلكَ الفَتْرَة لِما امْتَازَتْ بِهِ دُوْنَ سِواها مِنْ المَطَابِعِ الأُخْرَى بِاسْتِخْدَامِ وسَائل طِبَاعِيَّة حدِيثَة ، على إِنَّها كانَتْ في مَرَاحِلِها الأُولَى تَعْتَمِدُ على المَطَابِعِ اليَدَويَّة .         

  وقَدْ اسْتَوْرَدَ الأُسْتَاذ يوسف يعقوب حداد بَعْض الأَجْهِزَةِ الحدِيثَة عام (1958 م) كأَوَّلِ مَطْبَعةٍ في البَصْرَة تَمْتَلِكُ تِلكَ التَقَنِيات الحدِيثَة في تِلك الفَتْرَة مِنْ نَوْع ( اللاينوتايب ) وتُعدُّ مَطْبَعة حدَّاد مِنْ أَحْدَثِ المَطَابِعِ في البَصْرَة مُنْذُ بِدايَةِ الخَمْسِينَات وإِلى الستِينَات وإِلى أَواخِرِ التِسْعِينَات ، ومُنْذُ دخُولِ تِلكَ الآلَة لأَوَّلِ مَرَّة في البَصْرَة ازْدَهَرَتْ حرَكةُ الطِبَاعة والنَشْر في البَصْرَة وخاصَّةً دَوْر مَطْبَعة حدَّاد في تِلك الفَتْرَة وسَاهَمَتْ بِطَبْعِ العدِيدِ مِنْ المُؤَلَّفاتِ الأَدبِيَّة في الشِعْرِ والقِصَّة لِلعدِيدِ مِنْ الأُدَبَاءِ البَصْرِيين ومِنْها : طَبْع مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة لِلكاتِب والصُحُفِيّ الأُسْتَاذ يوسف يعقوب حداد بِعُنْوانِ ( النُدْبَة الزَرْقَاء) ، وطَبْع نِتَاجات أَساتِذَةِ جامِعةِ البَصْرَة ، ومَطْبُوعاتِ الجامِعة إِضَافَةً إِلى طَبْعِ جَرِيدَةِ ( صَوْت البَصْرَة ) الَّتِي كانَ يَرْأَسُ تَحْرِيرَها الأُسْتَاذ غالب الداوودي الَّتِي كانَتْ تَصْدُرُ عَنْ كُلِيَّةِ التِجارَةِ المسَائِيَّة في جامِعةِ البَصْرَة ، وطَبَعَتْ مَجَلَّة( القوَّةُ البَحْرِيَّة ) ومَجَلَّة ( نَادِي الجَنُوب الرِياضِيّ ) ، وجَرِيدَة المَرْفأ ، وجَرِيدَة النَّهار ، ومَجَلَّة ( البَرِيد ) ، ومَجَلَّة ( المَنْهل ) ، إِلاَّ أَنَّ نَشَاطَها اليَوْم اقْتَصَرَ على طَبْعِ الأمُورِ التِجارِيَّة ومِنْ العاملِين القُدماء فيها المَرْحُوم محمد ياسين العواشير وعبد الله رشيد وهما مِنْ أَقْدَمِ العاملين في مِهْنَةِ الطِبَاعة ، وكانَتْ بِدايَة عَمْل المَرْحُوم محمد ياسين العواشير في مَطْبَعةِ التَايمس عام( 1939 م ) وأَمَّا عبد الله رشيد فكانَتْ بدايَات عَمَلِهِ في مَطْبَعةِ السكك في بَغْدَاد عام 1947م .  ]                 
ــ انْتَهى ــ 

اضْطَرَّ تَحْتَ ظُرُوفٍ قَاهِرَة إِلى بَيْعِ المَطْبَعة كما ورَدَ في رِسَالَتِهِ المُوَجَّهة لِصَدِيقهِ الأُسْتَاذ يعقوب أفرام منصور والمُؤرَّخَة في 20 / 11 / 1992 م .                   


مَجَلَّة ( شُرُفات ) المَوْصِليَّة في عَدَدِها الثَاني في تشْرِين الثَاني لِعامِ 2012 م كتَبَتْ عَنْهُ :                                                                                     
[ قَاصٌّ سرْيانيّ عاشَ كُلَّ حيَاتِهِ في البَصْرَة ، ومِنْ أَجْواءِ هذِهِ المَدِينَة صَاغَ أَغْلَبَ قِصَصِهِ الَّتِي أَصْدَرَها تِباعاً في أَرْبَعةِ كُتُبٍ قِصَصِيَّة ، فأَغْلَب شخُوصِ قِصَصِهِ بَصْرِيون في المَظْهرِ والجَوْهر ، ومِنْ بُسَطاءِ النَّاسِ ، فهو إِذَنْ المِرْآة الَّتِي نَرَى مِنْ خِلالِها ذَواتنا ظَاهِرَاً وبَاطِنَاً ......                                         
يُصنَّف ضِمْنَ الجيلِ الخَمْسِينيّ مِنْ القِصَّةِ العِراقِيَّة ، واقِعيّ المَذْهب ، حالَهُ حالَ جُلَّ أَقْرانِهِ مِنْ هذا الجيل الَّذِي قُيّضَ لَهُ أَنْ يَحْمِلَ على وَزْرِهِ أَثْقال القِصَّة ويَنوءُ تَحْتَ ثِقَلِها الزَاخِر بِالمُبَاشَرَةِ والتَقْرِيرِ والتَزْويقِ المَقاليّ لِيَقُومَ بِانْتِقاءِ ما يَصْلُح ويُغامِر مَعَ الوَاقِعيَّة النَقْدِيَّة إِحْدَى رَوافِدِ المَدْرسَةِ الوَاقِعيَّة ، لِيَقُومَ مَعَ زُملائِهِ بِنَقْلِ القِصَّةِ القَصِيرَةِ مِنْ الظِلِّ إِلى الضِيَاءِ  . ص 91 ] .                               

كانَ ضَيْفُ إِحْدَى حلَقَات بَرْنَامج ( المَنْبَر الحُرّ )  عام 1971 م والَّذِي كانَ يُبَثُّ حِيْنها أَسْبُوعِيَّاً عِبْرَ تلفزْيون البَصْرَة .                                                   

اهْتَّمَ النَاقِد جعفر الخليلي في إِحْدَى حَوْلِيَّات جَرِيدَة الهاتِف بِنِتَاجِ يوسف يعقوب حداد القِصَصِيّ ، وكذلِكَ النَاقِد مارون عبود في حدِيثٍ إِذاعِيّ أَدْرَجَهُ في كِتَابِهِ ( على الطَائِر ) ، وأَيْضاً الكاتِب يوسف السباعي في عَدَدٍ مِنْ مَجَلَّةِ ( الثَقَافَة ) لِعامِ 1972 م .                                                                                       

يَقُولُ صَدِيقَهُ الأُسْتَاذ يعقوب أفرام منصور :                                             
" في عامِ 1994 م ، نَقَلْتُ المَعْلومات بِشَأْنِ مُوجَزِ فَلْسَفَتِهِ في الحيَاةِ ، وبِشَأْنِ مُشَارَكتِهِ في المَعارِكِ الجَدَلِيَّة إِلى السَيَّد حميد المطبعي في ( مُلْتَقَى الرُواد ــ بَغْداد ) ، بِخَطِّ يَدِي ، في مَسَاءِ الخَامِس مِنْ كانُونِ الثَاني عام 1994 م ، لكِنَّ المَعْلُومات هذِهِ لَمْ تَظْهَرْ في تَرْجمَةِ يوسف يعقوب حداد في الجِزْءِ الأَوَّل مِنْ مَوْسُوعة المَطْبَعِيّ ( مَوْسُوعة أَعْلامِ العِراق في القَرْنِ العِشْرِين ) الصَادِرَة في عام 1995 م ، كما لَمْ تَظْهَرْ تَرْجمَتهُ في مَوْسُوعةِ المَطْبَعِيّ اللاحِقَة : أَعْلام وعُلماء العِراق ـ الجِزْء الأَوَّل  ، والصَادِرَة في 2011 م . "                           


وَصَفَ الكاتِب جاسم العايف في مَوْضُوعِهِ [ مَقْهى ( الدّكة ) في البَصْرَة ...... فَضَاءٌ ثَقَافِيّ وزَمَنٌ سَبْعِينيّ ( 3 ) ]  ، الأُسْتَاذ يوسف حداد بِالدبْلُوماسيّ المَعْرُوف بِكِيَاسَتِهِ وأَدَبَهِ الجمّ ولُغَتِهِ المُهَذَّبَة جِدَّاً ورُوحِهِ المُنْفَتِحة وإِخْلاصِهِ المَعْرُوف لِخِدْمَةِ الحرَكةِ الثَقَافِيَّة في المَدِينَة  .                                           

اشْتَرَكَ في مُنَاسَبَةِ حَفْلِ افْتِتاحِ المُؤْتَمَرِ الخَامِس عَشَر لِلاتِحَادِ العامِ لِلأُدَبَاءِ والكُتَّابِ العرَب في قَاعةِ المَسْرَحِ الوَطنِيّ بِبَغْداد ، كذلِكَ حَضَرَ مِهْرَجانِ الشِعْر السَابِع عَشَر .                                                                                   

بِالإِضَافَة إِلى الصَحافَة ومُمارسَة حرْفَة الطِبَاعة ، كانَتْ كِتَابَةُ القِصَص مَجَالَ نِتَاجِهِ الأَوْسَع والأَرْحَب ، ولِشَديدِ حُبِّهِ لِحرْفَةِ الطِبَاعة غادَرَ الوَظيفَة بَعْدَ عامين ( في مَطَارِ البَصْرَة المَدنِيّ في المَعْقَل قبَالَةَ شَطِّ العرَب ، وكانَتْ مُهِمَة هذا المَطَار تَزْويد الطَائرات المَدنِيَّة بِالوُقُودِ والدُهُون ) لِيَتَفَرَّغ لِمِهْنَةِ الطِبَاعة ، فَأَسَّسَ مَطْبَعة اسْتَوْرَد ماكِنَتَها الرَئيسِيَّة مِنْ هايدلبرغ / أَلْمانيا .
في عام 1952 م  في البَصْرَة ، شَرَعَ بِطَبْعِ مَجَلَّة ( السَلام ) البَصْرِيَّة الَّتِي كانَ يُصْدِرها رَئيس طائفَة السرْيان الأَرْثُوذكس ، ورَئيس تَحْرِيرِها الخُوري سليمان داؤد ، كما أَخَذَ يَطْبَعُ جرِيدَة ( الوَحْدَة ) البَصْرِيَّة الأَسْبُوعِيَّة ، وكذلِكَ جرِيدَة ( الاتِحَاد الرِياضِيّ ) الأَسْبُوعِيَّة .                                                             
عمِلَ مُحرِّراً لِكُلِ الصُحُفِ والمَجَلاتِ البَصْرِيَّة .                                           
كِتَابَاتهُ مُنَوَّعة بَيْنَ المَقَالَة والتَقْرير والحِوار والقِصَّة القَصِيرَة ، ولَقَدْ شَكَّلَتْ القِصَّة القَصِيرَة الشَطْر الأَكْبَر مِنْ نِتَاجِهِ ، كما كتَبَ قِصَصاً لِلأَطْفَال .               
مِنْ الجَرائدِ العِراقِيَّة الَّتِي نَشَرَ فيها : الأَخْبَار ، الشَعْب ، الهاتِف .                   
أَمَّا المَجَلات العرَبِيَّة الَّتِي نَشَرَتْ قِصَصِهِ ومَقَالاتِهِ فكانَتْ : الدُنْيَا ( الدِمَشْقِيَّة ) ، الصيَّاد ( البَيْروتِيَّة ) ، مُسَامرَات الجَيْب والقِصَّة ( المَصْرِيَتَين ) ، الرِسَالَة ( القَاهِرِيَّة ) ، كِتَاب الشَهْر ( في دِمَشْق ) ، وفي كثِيرٍ مِنْ أُمَّهاتِ الصُحُفِ والمَجَلاتِ العرَبِيَّة  .                                                                           
زَوَّدَ بَعْض المَحَطَات الإِذاعِيَّة بِقِصَصِهِ ، مِثْل ( مَحَطَة الشَرْق الأَدْنَى لِلإِذَاعة العرَبِيَّة )  في فلسطين ثُمَّ قُبْرُص .                                                         

مَقَالاتهُ وقِصَصَهُ في الجَرائدِ العِراقِيَّة في العقُودِ الثَلاثَةِ الأَخِيرَة مِنْ القَرْنِ المُنْصَرِم تُنَاهِزُ بِضْعُ مِئاتٍ في : الثَوْرَة ، القَادسِيَّة ، الجَمْهورِيَّة ، العِراق ، المَوانئ .                                                                                         
أَنْجَزَ حوالي أَكْثَر مِنْ أَلْفِ قِصَّة بَيْن مُتَرْجَمَة ومَوْضُوعة مُنْذُ عام 1945 م .     
 


مُؤَلَّفَاته المَطْبُوعة :                                                                           
1 ــ ثَمرَات قَرِيحتي / مَجْمُوعَة قِصَص / المَطْبَعة  الشَرْقِيَّة ــ المَوْصِل  / وهو نِتَاجَهُ الأَوَّل الصَادِر عام 1943 م  .                                                   

 2 ــ النُدْبَة الزَرْقَاء وقِصَص عِراقِيَّة أُخْرَى / مَطْبَعة حدَّاد ــ البَصْرَة / صَدَرَتْ عام 1968 م  .                                                                               
 
3 ــ فيزا إِلى عالَم جدِيد / مَجْمُوعَة قِصَص / مَطْبَعة حدَّاد ــ البَصْرَة / نُشِرَتْ عام 1973 م .

4 ــ النَوارِس لا تُذِيعُ أَسْرَارَها / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة / صَدَرَتْ عام 1974 م  / مَطْبَعة حدَّاد ــ البَصْرَة /  بِتِسْعةٍ وسَبْعِين صَفْحَة  حَجم 15 × 22 سم  ، وتَحْتَوي المَجْمُوعَة على القِصَصِ القَصِيرَةِ التَالِيَة  : آخِر خُطْوَة في طرِيقِ الآلام ، النَوارِس لا تُذِيعُ أَسْرَارَها ، الفَاكِهة المُرَّة ، العَوْدَة إِلى الحيَاة ، التِلفُون يَدُّقُ في مُنْتَصَفِ اللَيل .                                                                           
 
5 ــ شَرْخٌ في الذَاكِرَةِ الخَضْرَاء / مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة / صَدَرَتْ عام 1975 م  / مَطْبَعة حدَّاد ــ البَصْرَة / بِثَمانِين صَفْحَة  حَجم 17× 24 سم   / وتَضُمُّ القِصَص القَصِيرَة التَالِيَة : المَصائدُ والفِئْران ، الشَّيْخُ والعرَبَة ، شَرْخٌ في الذَاكِرَةِ الخَضْرَاء ، النَصْف الثَاني مِنْ القَمَر ، الحِسَابُ المُؤَجَّل ، رِحْلَة صَيْف ، شَيَاطِين الشَوارِع الخَلْفِيَّة ، عنَاقِيدُ الغَضَب .                                                         


مُتَرْجَماته عَنِ الانْكلِيزِيَّة  :                                                                   
1 ــ قَامَ بِتَرْجَمَةِ رِوايَة ( المَنْطَقَة المُحَرَّمَة ) .                                         
  2 ــ كما تَرْجَمَ رِوايَة ( عنجيك . او . جارلي شَقِيق مانيا ) والَّتِي صَدَرَتْ عام 1973 م  .                                                                               

نَشَرَتْ مَجَلَّةُ الرِسَالَة بَعْضاً مِنْ القِصَصِ الَّتِي قَامَ بِتَرْجَمَتِها ومِنْها :                 

1 ــ المُحْسِنَة / قِصَّة قَصِيرَة مُتَرْجَمَة مُخْتَصَرَة عَنْ ( مرسيل بريفو ) / مَجَلَّة الرِسَالَة / العدَد 717 / في  31 ـ 3 ـ 1947 م .                                     
2 ــ مَلكُ المَوْت / قِصَّة قَصِيرَة  /  لِلمُؤَّلِف الانْكلِيزِيّ فيليب بنيث وهي تَحْكي اسْطُورَة مِنْ الصِين ، نُشِرَتْ هذِهِ القِصَّة المُتَرْجَمَة في مَجَلَّةِ الرِسَالَة / العدَد  746  / في  20 ـ 10 ـ 1947 م .                                                       
3 ــ الصُورَة  / قِصَّة قَصِيرَة مُتَرْجَمَة لِلكاتِب الفَرَنسِيّ جي دي مو باسان  / مَجَلَّة الرِسَالَة / العدَد 852 / في  31 ـ 10 ـ 1949 م .                                   
4 ــ حُبّ ( ثَلاث صَحائِف مِنْ مُذَّكرَاتِ رَجُلٍ رِياضِيّ ) / قِصَّة قَصِيرَة مُتَرْجَمَة  / مَجَلَّة الرِسَالَة / العدَد 880 / في  15 ـ 5 ـ 1950 م .                             
5 ــ بَنَات الهيدروجين / قِصَّة قَصِيرَة مُتَرْجَمَة عَنِ المَجَلَّةِ القِصَصِيَّة / مَجَلَّة الرِسَالَة / العدَد 881 / في 22 ـ 5 ـ 1950 م .                                     


ونَشَرَتْ لَهُ التَالِي مِنْ تَأْلِيفِهِ  :                                                               
1 ــ عاصِفَةٌ في قَلْب / قِصَّة قَصِيرَة / مَجَلَّة الرِسَالَة  / العدَد 844 / في 5 ـ 9 ـ 1949 م .
2 ــ  قلُوبٌ مِنْ حَجَر / قِصَّة قَصِيرَة /  مَجَلَّة الرِسَالَة / العدَد 882 / في  29 ـ 5 ـ 1950 م .
3 ــ إِمْرَأَةٌ مُعذَّبَة  / قِصَّة قَصِيرَة / مَجَلَّة الرِسَالَة / العدَد 904 / في  30 ـ 10 ـ 1950 م .
4 ــ  ابْتِسَامَةٌ صَفْراء / قِصَّة قَصِيرَة /  مَجَلَّة الرِسَالَة / العدَد 954 / في 15 ـ 10 ـ 1951 م .

 


 مَلكُ المَوْت / قِصَّة قَصِيرَة  /  لِلمُؤَّلِف الانْكلِيزِيّ فيليب بنيث وهي تَحْكي اسْطُورَة مِنْ الصِين ، تَرْجَمَة يوسف يعقوب حداد / نُشِرَتْ هذِهِ القِصَّة المُتَرْجَمَة في مَجَلَّةِ الرِسَالَة / العدَد  746  / في  20 ـ 10 ـ 1947 م .                         

أَدْنَاهُ رَابِط هذِهِ القِصَّة المُتَرْجَمَة :

https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF_746/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5
 

أسطورة من الصين:
ملك الموت!
للكاتب الإنكليزي فيليب بنيث
بقلم الأديب يوسف يعقوب حداد
كان يعيش في مدينة (جيستيان) من أعمال الصين، رجل يدعى (يوآن - كوانلو) وكان (يوآن) هذا رجلاً فقيراً معدماً، وكان فقره يحول بينه وبين الزواج من امرأة تقاسمه حلو الحياة ومرها. . .
وشاءت الظروف أن يعرف ابنة جار له، وأن يحبها وتحبه، وكان والدها من أثرياء البلدة ووجهائها فلم يكد يعرف ما بين ابنته وبين الفقير من حب وهيام، حتى ثار وغضب، ومنع ابنته عن الاتصال بحبيبها. فقالت الفتاة إنه لا يريدها على حرام، إنما يريد الزواج منها على سنة الله، فلم يزدد الأب إلا غضباً وثورة، إذ لم يكن يرغب في أن يزوج ابنته من رجل فقير ينغص حياتها ويشقيها، ومن كأس البؤس والحرمان يسقيها.
وصدمت الفتاة في حبها صدمة عنيفة، وطُعن قلبها الرقيق طعنة قاتلة، فأصابها السقام، ولم تلبث طويلاً حتى قضت نحبها.
ولم يكن حبيبها بأقل تأثراً منها بالصدمة، ولكنه كان أكثر احتمالاً لها، فظل هائماً على وجهه، مضطرب المشاعر، شارد اللب، شاخص البصر إلى الأفق كأنه ينتظر أن تعود حبيبته إليه!
وفي ساعة متأخرة من بعض الليالي، كان (يوآن) خارج منزله، ينظر بعينين حالمتين إلى بدر التم كأنما يسأله عن حبيبته، وطالت وقفته حتى كلت عيناه من النظر إلى القمر، وتعبت ساقاه من كثرة الوقوف، فدار على عقبيه ليعود إلى منزله. وبينما هو يدور في منعطف الطريق، رأى رجلاً غريب المنظر، عجيب المظهر يحمل في إحدى يديه منجلاً حاد الشفرة، وفي الأخرى قنينة محكمة السداد، ولأول وهلة عرف فيه يوآن ملك الموت الذي يقبض الأرواح ويحصدها بمنجله. فارتاع قلبه وارتعدت فرائصه، ولكنه تمالك وتقدم من ملك الموت، وقال له بلهجة الصديق والودود:
- أظنك يا صاحب السعادة قد تأخرت في العمل وتعبت، والليلة باردة جداً، وبيتي على خطوات من هنا، فهلا جئت معي إليه؛ لتشرب شراباً ساخناً يعيد الدفء إليك؟
فنظر ملك الموت إلى (يوآن) بعينيه الغائرتين نظرة فاحصة ثم سار معه إلى بيته دون أن ينبس ببنت شفة.
وسخن يوآن شيئاً من الخمر، وقدمها إليه، فجرعها ملك الموت في دفعة واحدة، وطلب المزيد، تقدم إليه يوآن كأساً أخرى فشربها دفعة واحدة أيضاً، وهكذا ظل يطلب المزيد، ويوآن لا يستطيع أن يخالف له أمراً، أويرفض له طلباً، حتى ثمل، وأثقل السكر جفنيه، فانطرح على الأرض وغرق في سبات عميق
فقام (يوآن) بعد أن تأكد من استغراق ملك الموت في النوم إلى القنينة، وعالج سدادها حتى تمكن من فتحه، وكم كانت دهشته عظيمة وفرحته أعظم، حين خرجت روح حبيبته منها!
قالت له روح حبيبته: كبله يا حبيبي بالقيود حتى لا يتمكن منا ويحصد روحينا مرة أخرى.
فأسرع يوآن إلى ملك الموت بالسلاسل حتى شله عن كل حركة، وأسرعا بالفرار.
وظل العاشقان زمناً يعيشان معاً ويتناجيان، إلا أن يوآن ما كان ليستطيع رؤية حبيبته إلا كما يرى الإنسان ظله على الأرض وما كان ليستطيع أن يضمها إلى صدره إلا كما يضم الإنسان قبضة يده على الهواء. لهذا لم يستطع أن يطفئ جذوة الحب المتقدة بين جوانحه، أو يروي غليله بالضم والعناق.
وفي ذات يوم - قالت له روح حبيبته:
- آه لو ملكت جسداً، فأية سعادة كنت أتمتع بها إلى جانبك وبين ذراعيك. . . آه لو كنت أملك جسداً، لكنا تزوجنا، فأكون لك نعم الزوجة المخلصة، والحبيبة الوفية.
ثم قالت بعد تفكير طويل، والسعادة تملأ نبرات صوتها:
- اسمع يا حبيبي. في المدينة المجاورة بنت جميلة من بنات الأمراء، مطروحة على فراش الموت. إنني أراها الآن وروحها تحشرج في صدرها وأهلها من حولها وقد ملأ الحزن قلوبهم، ستموت هذه الفتاة الجميلة بعد ساعات. فلو استطعت أن تأتيني بجسدها لاستطعنا أن نحقق أحلامنا وأمانينا ونقهر ملك الموت، سنتزوج وسنعيش في غنى وجاه وسعادة.
أسرع يوآن إلى بيت الفتاة، فوجدها قد ماتت منذ هنيهة. وأهلها لفرط حزنهم عليها يكادون أن يقتلوا أنفسهم، فانتهز يوآن هذه الفرصة، وتقدم من والد الفتاة، وقال له:
- في مقدوري يا سيدي أن أعيد الحياة إلى ابنتك.
فصاح الوالد بدهشة: وكيف تستطيع ذلك؟!
فقال يوآن:
- لا تسألني كيف. . . ولكنك إذا رضيت بالشرط الوحيد الذي أشرطه عليك، رددت الحياة إلى ابنتك.
فقال الأب متلهفاً: قل بالله عليك، ما هو هذا الشرط؟
فقال يوآن:
- هو أن تزوجني منها.
فقال الأب بفرح عظيم: هي لك فأحيها.
عندئذ نادى يوآن روح حبيبته، فجاءت وانسلت إليها من إحدى أذنيها، ففتحت الفتاة عينيها كأنها مستيقظة من النوم لا من الموت.
وزفت إليه في الحال، وانقلب المأتم إلى حفلة عرس بهيجة ويوآن يكاد يطير لشدة فرحه وسعادته بحبيبته وزوجته!
(البصرة - العراق)
يوسف يعقوب حداد


ــــــــــــــــــــــــــــــــ


المَصَادِر /                                                                                   

( 1 )                                                                                         

مَوْضُوع / مِنْ الطِبَاعةِ الحَجَرِيَّة إِلى الطِبَاعةِ الحدِيثَة .                         
الكاتِب : عبدالله رمضان العيادة .                                                 
باحِثٌ تُراثيّ .                                                                       
الأَحد 4 ــ 1 ــ 2015                                                             

جَرِيدَة المَدَى اليَوْمِيَّة .                                                             
رَابِط المَصْدَر :

http://www.almadasupplements.com/news.php?action=view&i
d=11706



( 2 )                                                                                           

مُراسَلاتِي مَعَ الأَدِيب يعقوب أفرام منصور .                                           


( 3 )                                                                                           

 مَجَلَّة الرِسَالَة / العدد    746                                                             
في 20 ـ 10 ـ 1947                                                                       

رابط المصدر :

https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF_746/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5


( 4 )                                                                                             

مَوْضُوع / جَلسَات أَخِيرَة وتَوْصِيَات خِتَامِيَّة في ثَالِثِ أَيَّامِ الحَلَقَةِ الدرَاسِيَّة حَوْلَ دَوْرِ السرْيان في الثَقَافَةِ العِراقِيَّة ( دَوْرَة سليمان الصائغ ) .                         
مِنْ طَرَفِ  / عَشْتَار تيفي كوم ـ خاصّ ـ عنكاوا .                                       
23 ـ 11 ـ 2012 .                                                                             

رَابِط المَصْدَر :

http://www.ishtartv.com/viewarticle,45255.html

 ( 5 )                                                                                             
 
مَوْضُوع /  يوسف يعقوب حداد قَاصَّاً  ، وكما عَرفْتهُ .                               
الكاتِب / يعقوب أفرام منصور  .                                                           
المَصْدَر / الكاتِب يعقوب أفرام منصور  .                                                 


( 6 )                                                                                             

مَوْضُوع / مَقْهى ( الدّكة ) في البَصْرَة ..... فَضَاءٌ ثَقَافِيّ وزَمَنٌ سَبْعِينيّ ( 3 ) .
الكاتِب / جاسم العايف .                                                                     
في  23 ـ 6 ـ 2012 .                                                                       


المَصْدَر /
http://al-nnas.com/ARTICLE/JAayf/23bd03.htm




نَتَواصل لِمَرَّةٍ قَادِمَة ........
يُتْبَع ..........






Sh.toma@hotmail.com



79
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 10 )       
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     
شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر             


طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           
في هذِهِ المَرَّة سنَحْتَفي بِالمُفَكّر الأَدِيب يعقوب أفرام منصور ، وهُنا أُقَدِّمُ شُكْرِي العمِيق لِتَعاونِهِ وتَواصُلِهِ  .                                                                   

د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( يعقوب أفرام منصور )

مِنْ مَوالِيد البَصْرَة 1926 م .                                                               
تَنَقَّلَ ما بَيْنَ البَصْرَة والمَوْصِل وبَغْداد ، حَيْثُ ولِدَ في البَصْرَة ونَشَأَ فيها ، ثُمَّ سَكنَ المَوْصِل خَمْس سَنَوات مِنْ 1940 م ــ 1945 م ، في صَيْف 1945 عادَ إِلى البَصْرَة وهو في الصَفّ الرَابِع الإِعْدادِيّ ، وفي حِيْنِها أَكْمَلَ الدِرَاسَة الإِعْدادِيَّة في البَصْرَة ، وحَصَلَ على المَرْكزِ الثَاني على عُمومِ المُحافَظَة في أَمْتِحانِ البَكالُوريا  ، غادَرَ البَصْرَة إِلى بَغْداد عام 1957 وتَرَكها إِلى أَرْبيل في أَوائلِ عام  2011 م .                                 
 تَوَظَّفَ في شَرِكةٍ لِلطيرَان في المَعْقَل / البَصْرَة بَعْدَ تَخَرُّجِهِ .                         
تَزَوَّجَ عام 1950 وأَنْجَبَ  سَبْعةَ أَطْفَال ، ثَلاث بَنَات وأَرْبعة بَنين .                 

مُنْذُ صِغَرِهِ كانَ مُولَعاً بِالقِراءَةِ ، وكانَ خَالَهُ ( وهو رَسَّام ) مُولَع أَيْضاً بِمُطالَعةِ الكُتُب ويَدْعوهُ لِيَقْرأَ على مَسَامِعهِ بَعْضَ الأَشْعار ، وكذلِك والِدَهُ كانَ يُزَوّدهُ بِبَعْضِ الكُتُبِ مِنْ المكْتَبَةِ العامَّة في المَوْصِل .                                           
بَدأَ بِكِتَابَةِ بَعْضِ الخَواطِرِ الأَدبِيَّة مُنْذُ عام 1949 م ، ولِكوْنِهِ يُجِيدُ اللُغَة الأَنْكليزِيَّة شَرعَ في وَقْتِها بِتَرْجَمَةِ الشِعْر والَّذِي يُعْتَبَرُ أَصْعَب مِنْ النَثْر ، وبَدأَ يَنْشُرُ مُنْذُ ذاكَ العام 1949 في مَجَلَّة الأَدِيب وبَعْضِ الصُحُفِ المَوْصِليَّة والبَغْدادِيَّة والبَصْرِيَّة .   
لَهُ عشَرَات الرَسَائل والأَبْحاث النَقْدِيَّة والدِرَاسَاتِ والمَقَالات .                         

نَشَرَتْ جرِيدَة ( المُحرِر ) المَغْربِيَّة في 30 / 3 / 1979 ، والمُوافِق ليَوْم الأَرْض الفلسطينِيَّة مَقَالَهُ المَوْسوم ( رِسالَة مَفْتُوحة إِلى الرَئيس الأَمْرِيكي جيمي كارتر ) ، كما نَشَرَتْ في 26 ــ 27 / 11 / 1978 مَقَالَهُ عَن المُوسِيقار الأَلْمانِيّ ـ النَمْساويّ فرانز شوبرت بِمُنَاسبَةِ ذِكْرَى مرورِ 150 سنَة على وَفَاتِهِ .             
نَشَرَتْ جرِيدَة الزَمان البَغْدادِيَّة في 2 / 6 / 2012  مَقَالاً عَنْهُ بِقَلَمِ فوزي نعيم في الصَفْحَةِ التَاسِعة تَحْتَ عُنْوان ( يعقوب أفرام منصور يُحرِّر الأَفْكار فتُصْبِحُ مُلْكاً لِلجَميع ــ سُنْبُلَة ثَرِيَّة وطائِرٌ رَحَّال عِبْرَ الحقُول ) .                                     

قَامَ بِتَرْجَمَةِ قِصَّة ( المُعلّمَة الجدِيدَة ) عَنْ الأَنْكليزِيَّة وهي قِصَّة قَصِيرَة لِكاتِبِها جيمس كلافل نُشِرَتْ في مَجَلَّة ( نَجْم المَشْرِق ) عام 2002  ، وفي هامِشِ المَجَلَّة ورَدَ عَنْها هذا النَصّ :                                                                       
  [ إِنَّ نَاشِرِ هذِهِ القِصَّة أَفادَ إِنَّ القَصْد مِنْها هو تَعْرِيف النَّاس بِمَدَى سهُولَةِ تَحْويلِ وتَغْييرِ ولَيّ عُقُولِ أَوْلادِهِم على غِرارِ ما فَعَلَتْ المُعلّمَة الجدِيدَة .       
" المُتَرْجِم " ] .
   
كِتَاب ( الأَمَاني والأَهْواء بَيْنَ الدِينِ والدُنْيَا ) قَدْ احْتَواها في صَفْحة 644 .         

ولِكِتَاب ( الأَمَاني والأَهْواء بَيْنَ الدِينِ والدُنْيَا )  مَحاوِر عِدَّة :                         
 ــ الأَوَّل يَتَمَحوَّر حَوْلَ ( أَمَاني الحيَاة وأَهْواؤُها ) ويَشْتَمِلُ على بَعْضٍ مِنْ المَواضِيعِ التَاليَة /  العالَم الَّذِي نَتَمنَّاهُ ، البِلاد المَحْجُوبَة ، دَرْسٌ في التَسَامُح لِعالَمٍ مُضْطَرِب ، حُبُّ الإِنْسَانِيَّة الشَامِل  ، ومَواضِيع أُخْرَى غَيْرها ، ولَقَدْ سَبَقَ وأَنْ نُشِرَتْ في عَدَدٍ مِنْ المَجَلات الدِينِيَّة مِثْل :                                           
الأُفُق ،  الفِكْر المَسيحيّ ، بيث عنكاوا ، نَجْمُ المَشْرِق .                                 
ــ الثَاني يَتَمَحوَّر حَوْلَ ( شُؤون وهمُوم ) ، ويَشْتَمِلُ على عَدَدٍ مِنْ المَقَالاتِ مِثْل / الإِنْسَان في التَرَف ، العَمَى الرُوحيّ ، الدِين والمَسيحِيَّة في مَنْظُور .               
ــ الثَالِث يَتَمَحوَّر حَوْلَ ( ذِكْريَات ، تُراثِيَّات ، بُلْدانِيَّات ) ، ويَشْتَمِلُ على عَدَدٍ مِنْ المَقَالات مِنْها / المُكَّوِنات الفِكْرِيَّة والحَرَكة العِلْمِيَّة في البَصْرَة ، عِيد المِيلاد قَدِيماً وحدِيثاً في فِنْلنْدا ، الاحْتِفَال والتَهاني والتآخي في الأَعْيَاد ، إِرْثَنا الدِينيّ وتَطلُعاتِنا نَحْوَ المُسْتَقْبَل  ، وكثِير غَيْرها .                                                 
ــ الرَابِع يَتَمَحوَّر حَوْلَ ( عَدَد مِنْ الأَبْحاثِ والمُحاضَرَاتِ الَّتِي أَلْقَاها المُؤلِّف والمَنْشُورَة في عَدَدٍ مِنْ الصُحُفِ والمَجَلات )  مِنْها /  خُلاصَة آراء أَرسطو في الإِنْسَان ، السِمَات الإِيمانِيَّة عِنْدَ غاندي ، العَمَى الرُوحيّ قَدِيماً وحدِيثاً ، وأُخْرَى غَيْرَها .                                                                                           
ــ الخَامِس يَضُمُّ أَشْعاراً وقِصَصاً لِلمُؤلِّف مِنْها / صُورَة الوداع ، عازِفَة الأَرغن ، تَلّ حنِين ، المُعلّمَة الجدِيدَة ، حدِيث في قِطار ، الدَوْرَة الثَانِيَة عَشَرَة ، الحرَام يُذْهِب الحلال ، الأَرْملَة واليَتِيمان ، بَائعة الصُحُف ، شِتاءُ قَلْب ، المُوسِيقي الضَرِير .                                                                                         

ــ السَادِس يَتَمَحوَّر حَوْلَ ( وجُوه وأَعْلام ) ويَشْتَمِلُ على مَقَالات مِنْها / الأَب الكرْملِيّ في ذِكْرَى رَحِيلِهِ ، الخُورِي بطرس سابا ، الأَب فرنسيس المُخلّصِيّ ، كما يَضُمُّ المِحْوَر لِقَاءاً مَعَ المُؤلِّف أَجْرَاهُ الإِعْلامِيّ ظافر نوح ونُشِرَ في مَوْقِع عنكاوا كوم .                                                                                   

الأَدِيب يعقوب أفرام منصور هو بَاحِث ومُتَخصِص بِحَقْلِ النَقْدِ الأَدبيّ .             
عَمِلَ كمُصَحّح لَغَويّ في مَجَلَّة الفِكْر المَسِيحيّ ونَجْم المَشْرِق .                       
عُضُو مُؤسِّس في الاتحادِ العام للأُدَبَاءِ والكُتَّابِ العِراقِيين عام 1959 .             
عُضُو جمْعِيَّةِ المُتَرْجِمين العِراقِيين مُنْذُ عام 1979 .                                   
عُضُو اتحادِ الأُدَبَاء والكُتَّاب السرْيان مُنْذُ عام 2013 .                                 



الصُحُف والمَجَلات العِراقِيَّة والعرَبِيَّة الَّتِي نَشَرَ فيها نِتَاجاته :                       
ــ اللُبْنانِيَّة : الأَدِيب ، الورود ، العِرْفان ، السَنَابل .                                     
ــ الأُرْدُنِيَّة : أَفْكار ، رِسَالَة المُعلِّم .                                                         
ــ الكويتِيَّة : العرَبي ، البَيَان .                                                               
ــ السُورِيَّة : المَجَلَّة البَطْرِيركِيَّة ( الدِمشْقِيَّة ) ، المَعْرِفَة ( الدِمشْقِيَّة ) .           
ــ المهْجرِيَّة ( البَرَازِيلِيَّة ) : المَرَاحل .                                                   
ــ الأَلْمانِيَّة ( المَوْسُوعِيَّة ) : فِكْر وفَنّ .                                                   
ــ العِراقِيَّة : آفاق عرَبِيَّة ، الأَقْلام ، علُوم ، الكِتَاب ، المَوْرِد ، فنُون ، القَيْثَارَة ، العَدل( النَجَفِيَّة ) ، الثَقَافَة الأَجْنَبِيَّة ، الفِكْر المَسِيحيّ ، نَجْم المَشْرِق ، بَيْنَ النَهْرين ، التُراث الشَعْبِيّ ، المُثَقَّف الكلْدانيّ ( العنكاوِيَّة ) ، الشَبَاب ( الأَرْبيلِيَّة ) .
قَبْلَ نَيسان 2003 م كتَبَ في جَرائد : العِراق ، الثَوْرَة ، القَادسِيَّة ، الجَمْهورِيَّة . 
بَعْدَ نَيسان 2003 م كتَبَ في جَرائد : التآخي ، الزَمَان ، النَهْضَة ، الوَطَن .       



المُؤلَّفَات :                                                                                       
1 ــ نَوافِذ /  كِتَاب في مَجالِ النَقْدِ الأَدبِيّ / 1985 / مَطْبَعة جامِعةِ المَوْصِل/ مَنْشُورات مَكْتَبَة بسام ــ المَوْصِل  .                                                   
2 ــ جبران خليل جبران / نَقْدِي أَدبِي  / 1985 / المُؤسَّسَة العرَبيَّة لِلدِراسَاتِ والنَشْرِ ـ بَيْروت ، ومَنْشُورات وتَوْزِيع المَكْتَبَةِ العالَمِيَّة ــ بَغْداد .               
3 ــ تَلميذ النَاسِك والغايَة  / أَدبِي فِكْرِي / 2004 /  مَطْبَعة الطيف ــ بَغْداد .       
4 ــ جبران بَيْنَ التَجنّي والإِنْصاف / نَقْدِي / 2006 /  دار عصام حداد لِلطِبَاعةِ والنَشْر  ، جُبيل ــ لُبْنَان .                                                               
5 ــ مِنْ الشِعْر الغِنَائي / أَدبِي نَقْدِي / 2007 / دار عصام حداد لِلطِبَاعةِ والنَشْر ، جُبيل ــ لُبْنَان  .                                                                             
6 ــ المُوجَز في التَصَوّفِ المَسيحيّ والزُهْدِيّ وبَعْض أَبْرز أَعْلامِهِ / تَصَوّفيّ / 2007 / مَطْبَعة الدِيوان ــ بَغْداد .                                                     
7 ــ حدِيقَة وبخُور / أَدبِي / 2007 / مَطْبَعة الطيف ــ بَغْداد .                         
8 ــ بَيْنَ الأَصيلِ والغَسَقِ .... أَنْسَام وأَعاصير / أَدبِي / 2012 / مَنْشُورات دِيوان أَوْقافِ المَسيحِيين ــ بَغْداد  .                                                           
9 ــ مِنْ أَدبِ الرِحْلاتِ / 2012 / طَبع شَرِكة الدِيوان لِلطِبَاعة ـ  بَغْداد .             
10 ــ الأَمانِي والأَهْواء بَيْنَ الدِينِ والدُنْيَا /  أَدبِي فِكْرِي / 2015 / مَطْبَعة مَنَارَة أَرْبيل .                                                                                     



المُؤلَّفَات المُتَرْجَمَة عَن الأَنْكليزِيَّة :                                                       
1 ــ التَائه لِجبران خليل جبران / أَدبِي  / 1964 / طَبْع دار العِلْم لِلملايين ــ بَيْروت ، ومَنْشُورات النَهْضَة ــ بَغْداد .                                               
2 ــ حَمْلَة العشْرَة آلاف أَوْ الصعُود ( الأَناباسس ) لِزينفون الأَغْرِيقيّ / تَارِيخيّ / 1985 / مَطْبَعة جامِعة المَوْصِل ومَنْشُورات مَكْتبَة بسام ـ المَوْصِل .           
3 ــ في يابان الأَطْياف / أَدبِي لِلكاتِب اليَابانيّ لِفكاديو هيرن / 1990 / طَبْع دار الشُؤون الثَقافِيَّة العامَّة ــ بَغْداد .                                                       
4 ــ لعازر وحبِيبتهُ والمَكْفُوف / مَسْرحيتَان لِجبران / 2001 / مُؤسَّسَة الانْتِشار العرَبِيّ ــ بَيْروت .                                                                         
5 ــ تَرْجَمَته المُوجزَة في مَوْسُوعة الأُسْتَاذ حميد المطبعي ( مَوْسُوعة أَعْلام العِراق في القَرْن العشْرِين ) ج 1 ــ 1995 ، وفي مَوْسُوعة  ( مَسِيحيو العِراق ) لِلأُسْتَاذ الأَب سهيل قَاشا  الصَادِرَة عَنْ دارِ الوَرَّاق ـ لنْدن /  2009  ، وكذلِكَ في كِتَابِهِ المَوْسُوعِيّ ( تَارِيخ نَصَارَى العِراق ) الصَادِر عَنْ دارِ الرَافِدين ــ بَيْروت / 2014 .                                                                                         


الأَعْمَال المَخْطُوطَة :                                                                         
ــ أَعْداء العالَم ورَسائل إِلى أَساطينِهِ .                                                     
ــ أَقْوال في الحَضَارَة العرَبِيَّة وحَضَارَات أُخْرَى .                                       
ــ جنِي الخَرِيف .                                                                               
ــ حصَادُ الصَيْف .                                                                             
ــ خَواطِر وذِكْرَيات .                                                                           
ــ مِنْ الشِعْرِ المُتَرْجَم عَنِ الأَنْكليزِيَّة .                                                     
ــ مِنْ مُحاوَلاتي في التَلْحينِ والتَأْلِيف المُوسِيقيّ .                                       
ــ مُؤلَّفَات قِطَع مُوسِيقِيَّة .                                                                   
ــ نَفَحاتُ النَرْجِس ونَسَماتُ الرُوح ( رَسَائل حُبّ ) .                                     
ــ الإِنْسَان سيّد مَصِيرِهِ ( مُتَرْجَم عَنِ الأَنْكليزِيَّة ) .                                       
ــ وأَعْمَال أُخْرَى ، مِنْها تَرْجَمَته النَصّ العرَبِيّ لِكِتَابِهِ ( تَلْمِيذُ النَاسِك والغايَة ) إِلى الأَنْكليزِيَّة .                                                                                 




التَكْرِيمات والجَوائز :                                                                         
كُرِّمَ بِنَوْطِ الاسْتِحْقَاقِ العالي في 1992 عَنْ إِسْهاماتِهِ في الصُحُفِ المَحلِيَّة بِمَقَالاتٍ في الشُؤون الوَطنِيَّة والإِنْسَانِيَّة .                                                 
مُنِحَ هدِيَّة دَرْع الاتحاد العام لِلأُدبَاء والكُتَّاب في العِراق في حُزيران 2009 تَقْدِيراً لاحْتِفَاظِهِ بِهَويَّة انْتِمائِهِ إِلى الاتحاد مُنْذُ تَأْسِيسِهِ الأَوَّل في رَبِيعِ 1959 بِرِئاسَةِ الجواهري .                                                                                     
 مُنِحَ جائزَة جبران خليل جبران العالَمِيَّة في الأَدَب لِعامِ 2009 مِنْ قِبَلِ رَابِطَةِ إِحْيَاء التُراثِ العرَبِيّ في اسْتُراليا .                                                         
مُنِحَ جائزَة ناجي جواد الساعاتي لأَدَبِ الرِحْلات في 18 / 5 / 2013  عَنْ كِتَابِهِ ( مِنْ أَدَبِ الرِحْلات ) الَّذِي نَالَ الجائزَة الثَانِيَة .                                             
مُنِحَ دَرْع المَرْكز السرْيانِيّ لِلثَقَافَةِ والفُنُون / بَخْدِيدا ــ قَره قُوش في 29 / 6 / 2013 ، تَقْدِيراً لِمُحاضَرَتِهِ في المَرْكزِ عَن ( اللِسَان العرَبِيّ عِنْدَ يَهودِ ومَسِيحييّ الأَقْطَارِ العرَبِيَّة ) .                                                                             
جرِيدَة الزَمان البَغْدادِيَّة احْتَفَتْ بِصدُورِ كِتَابِهِ ( بَيْنَ الأَصِيلِ والغَسَق ... أَنْسَام وأَعاصِير ) وتَوْقِيعِ نُسَخٍ مِنْهُ في 2 / 6 / 2012 ، وقَبْلَ هذا كانَتْ الجرِيدَة قَدْ أَصْدَرَتْ عَنْهُ ملفَاً في أَرْبَعٍ مِنْ صَفَحاتِها الثَقَافِيَّة ( أ ــ ي ) ، كما احْتَفَتْ بِصدُورِ كِتَابِهِ ( مِنْ أَدَبِ الرِحْلات ) وبِتَوْقيعِ نُسَخٍ مِنْهُ في 19 / 5 / 2013 .                 


عَنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة  :                                                                       
قِصَّتهُ الأُولَى بِعُنْوان ( رَبِيع القَلْب ) نُشِرَتْ في 12 / 10 / 1953 في جرِيدَة ( الخَميلَة ) الأَسْبُوعِيَّة البَحْرِينيَّة لِصاحِبِها ورئيسِ تَحْرِيرِها كارنيك جورج وهو مِنْ الطائفَةِ الأَرْمنِيَّة البَصْرِيَّة .                                                             
قِصَّتَهُ القَصِيرَة ( حدِيث في قِطار / 2012 ) نُشِرَتْ في كِتَابِهِ ( الأَماني والأَهْواء بَيْنَ الدِينِ والدُنْيَا ) في صَفْحة 672  .                                                     

مِنْ قِصَصِهِ القَصيرَة الَّتِي نُشِرَتْ في مَجَلَّة الفِكْر المسِيحيّ :                         
عازِفَة الأرغن / 1982  ، تَلّ حنِين / 1991  ، صُورَة الوداع / 1993  ( هِذِهِ القِصَص ضَمَّها كِتَابَهُ ــ الأَمانِي والأَهْواء بَيْنَ الدِين والدُنْيَا )  .                       

مِنْ قِصَصِهِ القَصيرَة الَّتِي نُشِرَتْ في مَجَلَّة نَجْم المَشْرِق :                             
الدَوْرَة الثَانِيَة عَشَرَة / 2003  ، الحرَام يُذْهِب الحلال / 2003 ، الأَرْملَة واليَتِيمان / 2004  ،  بَائعة الصُحُف / 2004 ، شِتاءُ قَلْب / 2010  ، المُوسِيقي الضَرِير / 2011   ( هذِهِ القِصَص ضَمَّها كِتَابَهُ ــ الأَمانِي والأَهْواء بَيْنَ الدِين والدُنْيَا ) .                                                                                       
 
مِنْ قِصَصِهِ القَصيرَة الَّتِي نُشِرَتْ في جرِيدَةِ بيث عنكاوا  :                           
طبِيب مِنْ هذا الزَمَان  / العدَد 66 / السَنَة التَاسِعة / نَيْسان 2013 .                 
 وَصْفَة عجِيبَة / العدَد 72  / آذار 2014 / وهي قِصَّة قَصِيرَة مُطعَّمة بِمِقْدارٍ مِنْ الفُكاهةِ .                                                                                         


ولَقَدْ ضَمَّ كِتَابهُ ( بَيْنَ الأَصِيلِ والغَسَق ... أَنْسَام وأَعاصِير ) والمَطْبُوع عام 2011 على قِصَّة تَمْثِيليَّة بِعُنْوان ( الحاطِبَة ) بِاللَهْجةِ العامِيَّة البَصْرِيَّة  ( اللَهْجَة العامِيَّة العِراقِيَّة الجنُوبِيَّة ) في إِثْنَي عَشَرَ مَشْهداً ، مُرْفَقَة بِقَائمةٍ مِنْ مَعاني بِعْضِ المُفْرداتِ الشَعْبِيَّة العِراقِيَّة الدَارِجةِ في لَهْجةِ الجنُوبِ والوَسَط .             
       


مُوْجَز بِمَضَامين مُؤلَّفَاتِهِ ومُتَرْجَمَاتِهِ  :                                                   
هُنا أَوَدُّ أَنْ أُعبّرَ عَنْ عمِيقِ شُكْرِي لِلأُسْتَاذ يعقوب أفرام منصور على تَفَانِيهِ في تَعاونِهِ مَعي لإِعْدادِ هذِهِ المَادَة مِنْ خِلالِ مُراسَلاتي مَعَهُ لِهذا الشَأْن ، وكُنْتُ قَدْ طَلَبْتُ مِنْهُ أَنْ يُعِدَّ مُوْجَزَاً بِمَضَامينِ مُؤلَّفَاتِهِ لأَسْتَنِدَ إِلَيْها في إِعْدادِ مَوْضُوعي ولَبَى ذلِكَ مَشْكُوراً بِرِسَالَتِهِ إِليّ والمُؤرَّخَة في 19 / 12 / 2015 ، وأَرْتَأيْتُ نَشْرَها كما وَرَدَتْني لِيَطَلِعَ علَيْها القُرَّاء والقَارِئات ، لأَنَّني على قَنَاعة بِأَنَّ أَفْضَلَ مَنْ يُعبّرُ عَنْ نِتَاجاتِهِ هو المُؤلِّف نَفْسه .                                                   
 

نوافذ  ( 75 صفحة ) : مواضيع أدبية ونقدية ، جُلّها عن أبي حيّان التوحيدي والدفاع عنه ، وهو أحد بلغاء القرن الرابع الهجري ( العاشر الميلادي ) ، والموصوف ب " فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة "  ،  وفيه مقال عن تبيان عوامل تكوين شخصية  الأديب واتجاهاته .                                               

جبران خليل جبران  ( 79  صفحة ) : أغلب مواضيعه نقدية بخصوص نقّاده من عرب وأمريكية (بربارة يونغ) ، مع رسائل  متبادلة بيني وبين ميخائيل نعيمة وجورج صيدح .                                                                               

تلميذ الناسك و " الغاية " ( 302 صفحة ) : يروي حياة شاب أحبّ فتاة دهوكية جميلة عذراء بندقية الشعر ، والدها حاكم جزاء القضاء في دهوك ، بعد إنهاء دراسته الإعدادية في الموصل ، إنخرط في الكلية العسكرية/ بغداد ، في أعوام دراسته في الموصل ودراسته في الكلية العسكرية وفي أثناء عهد خطوبتهما ـ بعد رحيل والد الفتاة ( بتول ) ـ  تبادلا الرسائل الرصينة ، وبعد تخرّج الشاب ( هذام ) ملازمًا ثانيًا عسكريًا ، ثم التحاقه بمعسكر الغزلاني/ الموصل ، صنف المدفعية ،  تمّ اقترانهما ، ولما أعلنت الحرب من الدول العربية في بدء خلق الكيان الأسرائيلي الصهيوني ، وشارك العراق فيها ، سِيقَ هذام ضمن الجيش إلى جبهة فلسطين ، في العودة إلى الوطن بعد الهدنة الثانية ، كان هذام مصابا ً بجرح عميق في الفخذ ، سبب له العرَج ، قبل أوبته بقليل كانت قرينته قد قضت نحبها بسبب تعسّر الولادة ، بعد أن زا ر قبرها ، قرّ رأيه الإعتزال واللجوء إلى صومعة في قرية ( ديري) ، أقام فيها ردحاً مع ناسك شيخ سبقه إلى اعتزال العالم فيها ، وعرف منه "الغاية" من وجود الإنسان ، ثم حثَّه الناسك على مبارحة الصومعة بعد موته ، ليقوم بجولة في أرجاء المعمورة للكرازة والوعظ في موضوع بيان " الغاية " ومواضيع الحق ـ الخير ـ السلام ، والثلاثي : المحبة ـ القناعة ـ الفضيلة ، فلبث في الصومعة حيناً يتهيأ للقيام بهذه المهمة الصعبة . إشتملت مهمته على تحرير وإبراد رسائل إلى أساطين العالم ، ثم إلقاء مواعظ في العواصم والمدن والباخرة ، فكان الواعظ الجوّال الأعرج ، يُلاحَظ هنا نموذج واضح على " تماهي " الكاتب مع الشخصية الرئيسية في وقائع الكتاب ـ " التلميذ " .                                                                                   


جبران بين التجنّي والإنصاف ( 247 صفحة ) : ضمّ هذا الكتاب مقالات عديدة سبق نشرها في مجلات وجرائد في تبيان منزلة جبران الفكرية واجتهاده الكبير في نبذ القديم االبالي والجامد للإقبال على الجديد المفيد والبديع ، والتمرّد على العسف والتخلّف وقشور الدين وإنصاف المرأة ، ولام موالاة رجال الدين للساسة وذوي السلطة ، وحثّ الشعب العربي على الإعتماد على قواه الذاتية وليس على الأجانب كالعثمانيين ، ولا على الغربيين ، فهو كان من المناهضين للإستعمار الغربي بصراحة ، والذين تجنّوا عليه لم يقرأوا رسائله إلى ماري هاسكل ـ راعيته منذ شبابه إلى خاتمة حياته ـ  ولم يقرأوا كثيراً من كتبه المحتوية على التحديث وعلى روحانية الشرق ولا المؤلفات الصادرة عنه من شرقيين وغربيين ، ومنها في مجال تصويب  بعض " الأغاليط والتخطيئات " في كتابات جبران العربية التي ثبت صوابها ، بهديٍ من مقولة إبن جنّي في كتابه ( المنصِف ) : " ما قيس على كلام العرب، هو من كلام العرب " ــ أنظر كتاب الدكتور أميل بديع يعقوب ــ والمعنون [ جبران واللغة العربية ] ، فكان تفنيدي تلك الإتهامات  المتجنّية لغرض إنصافه وتبيان خطل آراء ومزاعم ، وكشف تحامل ظالم عليه ، فهم بتلك الكتابات والأقوال المتجنية  قد أساؤوا إلى أنفسهم من خلال الإساءة إلى جبران ، وما برحتُ غير ناسٍ قول أحدهم( وكان عهدًا طويلاً صديقاً حميما ً لي) : " إن جبران قد هادن  الإستعمار في حين إن الذين هادنوا الأستعمار هم ساسة ورؤساء الدول العربية ! فمن يقول لماري هاسكل في 12 نيسان 1920 م [ ...لأني َضد الإستعمار...] ومن يصف الغربيين المستعمرين بكونهم " ذوي الوجوه البائخة والعيون الزرق " وغير هذا كثير ، يوصَم بكونه ( قد هادن الأستعمار، ويفكَر بعقلية المستعمرين) كما أفصح المتجنّي المتحامل ـ الذي لا أسمّيه ـ في عام 1981 ؟! في هذا الصدد تُطالَع الصفحات 85 ـ 9 9 من الكتاب .

من الشعر الغنائي ( 144 صفحة ) : سلسلة مقالات نشرتها الجرائد العراقية في باب تقييم ونقد الشعر الغنائي ، وهو أعذب نوع من الشعر في كل اللغات ، وأرجّح أن طلائع الشعر في العالم ، عند الإنسان القديم حتى البدائي ، كانت شعرا ًغنائياً ، قبل أن يتنوّع : حماسيَّاً ، وصفيَّاً ، سياسيَّاً ، صوفًيَّاً ، تكسّبيَّا ً ، وشعر مناسبات إجتماعية وغيرها ، فاخترتُ دواوين ومجموعات أشعار غنائية المضمون والمنحى ، وأبديتُ محاسنها وجودتها وخلاف ذلك بشواهد من أبياتها .           


الموجز في التصوّف المسيحي والزهدي وبعض أبرز أعلامه ( 511 صفحة ) : كثيرون من المسيحيين، حتى رجال الإكليروس فيهم ، لا يعرفون معاني التصوّف المسيحي، دعك من الزهدي ، وسماته وشروطه وقيمته الروحية في حقل الفكر والقلب والنفس ، إذ هو ضربٌ رفيع من الحب ، حب الله ، إلى حد التكريس والوجد والفناء المعنوي في الذات الإلهية ، المؤدّي الى حب الإنسانية الشاملة . وهذا الحب لا يعرفه او يحسّه ـ وهو درجات ـ إلاّ القدّيسون الكبار شرقيون وغربيون ، مسيحيون ومسلمون وبوذيون ، برغم أن البوذية ليست دينًا بل هي مبادئ وأفكار وقيَم ، نظير الكونفوشية والطاوية .                                     
 إستنفد هذا الكتاب ساعات كثيرة وأيامًا طويلة من عمري ناهزت 20 عامًا ، واعتمدتُ فيه على كتب ودراسات مذكورة فيه .                                         


حديقة وبخور ( 326 صفحة ) : يشتمل الكتاب على مقالات وأبحاث أدبية وفكرية وفنية ، وعلى نقدات أعمال إبداعية ، وعلى مواضيع موسيقية ، وكتابات في موسيقيين عباقرة ، وموسيقى ما بعد الحرب في إنكلترة ، وعلى رسائل إلى ومن أدباء ورجال فكر وشعراء في المهاجر الأمريكية ، والقس الفونس جميل شوريس في نيويورك ، والقس الياس زحلاوي في دمشق ، ومغترب عراقي في أمريكا ، وإلى الرئيس الأرجنتيني كارلوس منعم ( من أصل لبناني ) وآخرين ، كما حوى متفرقات ، منها : النزيف البشري ، وأربع نساء شهيدات على مذبح الحرية .                                                               
                                                                                         

بين الأصيل والغسق.. أنسام وأعاصير ( 412 صفحة ) : ضمّ الكتاب بحوثا ً ومقالات ضمن 7 محاور هي : وجوه وخصال ـ تساؤلات وآراء مصيرية ـ قوى الروح والمادة ـ بين مطاوي التاريخ ـ الوطن والأمة ـ أطياف ، صوَر، ذكريات ـ  أشعار مترجمة ومواضيع ثقافية .                                                           

من أدب الرحلات ( 322 صفحة ) : يحوي 30 حلقة من  كتابات عن رحلات عالمية شهيرة ، ضمنها الحلقة الأخيرة 30 تشمل رحلتي ( شهر في سويسرة ) سنة 1982 ، تقدمها ثلاثة بحوث عن التعريف بأدب الرحلات والرحّالة العرب  والغربيين ، بعد الحلقة 30 ثمة 60 صفحة عن رحلاتي إلى دهوك والقوش وسولاف والعمادية وديري ، ومقال عن بلدتي ( البصرة في أعماق الذاكرة ) وخاطرة من وحي السفر ( قطرات من مداد القلب ) وغير ذلك .                     


الأماني والأهواء بين الدين والدنيا  ( 798  صفحة ) : اشتمل على عدد كبير من مقالات وأبحاث ومحاضرات وقصص وأشعار ذات صلة بأمور ووقائع الحياة بين شؤون وشجون الدنيا والدين ، سبق نشر أغلبها في مجلات مسيحية ثقاقية وحضارية وتراثية ، والقليل منها في مجلات رسمية إبان العقود الأربعة الأخيرة ، وُزّعت مواد الكتاب على ستة محاور : أماني الحياة وأهواؤها ـ  شؤون وهموم ـ ذكريات ، تراثيات ، بلدانيات ـ  أبحاث ومحاضرات ـ أشعار وقصص ـ وجوه وأعلام ، ضمّ الكتاب صُورًا ملونة  لأعلام ورد ذكرهم قي تضاعيف مواد الكتاب وعنهم .                                                                                         
حرصي عليها من الضياع والنسيان والإهمال وعدم الإستفادة منها حياتيا ً ومعرفياً وثقافياً حملني على جمعها في هذا الكتاب .                                   



التائه  لجبران خليل جبران  ( 138 صفحة ) : ضمّ أقوال وأمثال جبران عن لسان ( التائه ) الدرويش الجوّال ، وقد ترجمتُه بعد علمي عدم ترجمته من قِبل الأرشمندريت أنطونيوس بشير ، مترجم أغلب أعمال جبران الإنكليزية إلى العربية خلا هذا الكتاب و(حديقة النبي) ، أهديتُ ترجمتي إلى ( حلا الضاهر ) الثاوية في " بشرّي " ـ مسرح حبه الأول ـ  ومُثلت روحها وجمالها ( سلمى كرامة ) في قصة ( الأجنحة المتكسّرة ) ، وقد مثّل شخصية ( التائه )  الشاعر اللبناني رشيد أيوب في 8 أبيات ، إحتوتها مجموعة أيوب ( من أغاني الدرويش ) ، فتائه جبران هو أشبه بدرويش جوّال ، من أمثولاته ( نار البرق ) ، الضفادع ، النبي والناسك .                                                                               
                                                                                 

في يابان الأطياف ـ للكاتب الياباني( المتجنّس ) لفكاديو هيرن ( 157 صفحة ) : يضم الكتاب 12 قصّة مُخوّفة بخصوص أرواح وأشباح وأطياف متّصلة بالتراث الشعبي الياباني ، إذ هناك نوعان من هذه الأرواح والأطياف عند اليابانيين : منها تخصّ الموتى ، ومنها تخصّ الأحياء ، وفي هذا الكتاب الكلاسيكي ، نوعان من الروع تبعاً لنوعية تلك الأرواح ، مع الروع والدهشة والتحيّر في قصص الكتاب ثمة متعة واهتمام واطّلاع ، وهي ذات صلة بعقيدة التناسخ البوذية المدعوّة ( كارما ) ، وهي لفظة سنسكريتية جوهرها عقيدة التناسخ ، ومن مفاهيمها العديدة مفهوم العاقبة الأخلاقية الكاملة لأعمال المرء في طور من أطوار الوجود ، وهي التي تقرر قدر الفرد في طور تناسخي لاحق .                 

لعازر وحبيبته والمكفوف ـ مسرحيتان كل منهما في فصل واحد ـ لجبران خليل جبران ( 92  صفحة ) : الأولى تصوّر مشاهد من حياة لعازر بعد أن أقامه المسيح من القبر، وتتميّز بمحاولته العيش بتوافق مع محبوبته بصيغة إتحاد ـ ليس مع الألوهة ـ  لكن مع فرد معيّن في الفضاء ، ونجده يرفض توسّلات أمه لتناول العدس المطبوخ مما ينمّ عن النفور في قلبه ويعني رفضَه الحياة ثانيةً ، ولهذا تكون الخاتمة بالسير نحو التلال ناشداً حبيبته ليلاً حيث تهجع كل الصباحات بالإتجاه ركضاً بلا أوبة برغم مناداة أمه عليه بالرجوع ليكون أول الشهداء وأعظمهم طراً ، ويكون قد قاسى الحياة مرتين ، والموت مرتين ، وعرف الأبدية مرتين .                                                                       
                 
 الثانية ( المكفوف ) : تصوّر ضريراً في الثلاثين من العمر، وقرينته في عمر الأربعين ، وابنتها من زواج سابق ، وشخصا من عِبر الحقل ، ومجنوناً في بيت ،  الإبنة تقرأ لقرين أمها المكفوف ما يشاء من قصائد وغيرها وتعينه قي السير والبحث عن شيء في مكتبته ، وهي تشعر أن أمها تعاملها كما لو كانت طفلة ، فلا تستطيع أن ترى كونها تماماً في سنّها ، ولذلك تمنّت أن تكون والدتها أكثر تفهّماً ، وتمنى الضرير أنه كان اباها ، وهنا ينبس (المجنون) :                     
 " إنها تدعوه أباً، مع أنه طفل قلبها  ، فكل رجل هو طفل المرأة التي تُحبه "   
ويصرّح الكفيف أنها تحبه لإحتياجه إليها ولكونه ضريراً ، لكن الإبنة تصارحه صارخةً بقولها إنها تحبه لأنها محتاجة إليه ، ولكونه الإنسان الفريد في العالم الذي هو غير كفيف ، وتعبّر القرينة عن حبها للرجل ( من عِبر الحقل ) الذي يزورها خلسةً ، وأنها ما عادت تحتمل العيش مع قرينها الضرير الذي نصحها بوجوب الصبر ، فتردّ عليه بالقول :                                                       
" مع من يجب أن نكون صابرين؟ "                                                       
  وبعد أن تقبّله بحرارة تدلف قائلة :                                                       
" حبيبي ، ألم نكن صابرين لوقت كافٍ؟ "                                               
   فيجيبها متسائلاً :                                                                           
" ما الذي نستطيع  عمله غير أن ننتظر؟ "                                             
 وينتهي بهما الحال في ليلة كان الثلج هطّالاً أن يأخذ رجل الحقل من البيت معطفه وقبعته ولفّاعته ، وتهرع عاشقته نحو الباب متناولةً سترةً على عجل ، ثم تستدير لحظةً إلى الوراء ، وهي تهزّ إصبعها بوجه البنت ، قائلة :             
 " وأنتِ أيتها الساحرة ، السارقة ذات الأنامل الناعمة ، أمكثي هنا في هذه الحلكة ، إن تستطيعي أمكثي هنا في هذا الليل الأبدي "                               
ثم تخرج وتصفق الباب وراءها .                                                           

حملة العشرة آلاف أو الصعود (الأناباسس) ـ لـ ( زينفون ) الأغريقي  ( 400 صفحة ) : مترجم من اليونانية إلى الإنكليزية بقلم ( ركس وارنر ) ، يسرد وقائع حملة حرب قصيرة الأمد بين شقيقين فارسيين : الأصغر الأمير كورش الأصغر كان حاكمًا على آسيا الصغرى ( الأناضول ) ، والأكبر عاهل الإمبراطورية الفارسية ( ارتحششت الثالث ) ، جيش كورش يضمّ شطره الأكبر مرتزقة يونانيين جيّدي التدريب ، وشطره الأصغر من أفراد فُرس موالين لكورش ، نزل الجيش من أواسط الأناضول ، نحو سوريا فالعراق مع مجرى الفرات حتى مشارف بابل ، وفي المعركة الفاصلة بين جيشي الشقيقين ـ التي لم تستغرق أكثر من نصف ساعة ـ في موقعة ( كوناكسا ) قرب الإسكندرية/ اللطيفية ( قبل بابل ) يُقتل كورش في بداية المواجهة بين الجيشين ، ثم يتوقف القتال ، وبعده يقتل ارتحششت أبرز القادة اليونانيين ، بعد حالة الإِحباط في الجيش اليوناني ، اضطَّرَ  الجيش أن يُجمع على تعيين زينفون قائداً عاماً لهم على أن يعيدهم إلى اليونان وآسيا الصغرى التي منها إنطلقوا ،  والثلثان الأخيران من الكتاب مكرّسان لعودة الجيش اليوناني إلى منطلقه ، بعد عبوره نهر دجلة للسير بمحاذاته وعبور الزابين واجتيازه بنمرود ( كالح ) فنينوى ، واختراقه جبال كردستان العراق ، فارمينيا فشرق الأناضول ، فسواحل البحر الأسود ، فاليونان ، واصفًا المخاطر والصعاب والتمرّد  من البعض وتسريح الجيش .                 
                                       

المَصَادِر /

( 1 )

مَوْضُوع  : يعقوب افرام منصور بَيْنَ الأَصِيل والغَسَق وسَنَوات العُمْرِ عرض . 
بِقَلم : هادي عباس حسين
28 ـ 10 ــ 2012
مَوْقِع النُور

رَابِط المَصْدَر :

http://www.alnoor.se/article.asp?id=174850




( 2 )

مَوْضُوع : مَعَ المُفَكِر والأَدِيب يعقوب أفرام منصور .
بِقَلم : زيد محمود علي .
مَوْقِع الحِوار المُتَمدِن ــ العدَد 4672
في 25 / 12 / 2014 .

رَابِط المَصْدَر :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=447553



( 3 )
 
مَوْضُوع / دَوْر مَسِيحيّ العِراق في تَكْوينِ الحضَارَةِ العرَبِيَّة ــ الإِسْلامِيَّة ، مُحاضَرَة لِلكاتِب والأَدِيب يعقوب أفرام منصور في عنكاوا .
الكاتِب / بهنام شابا شمني .

رَابِط المَصْدَر :

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=794962.0


مَوْقِع عنكاوا .


( 4 )
 
الأَدِيب يعقوب أفرام منصور .


( 5 )

مَوْضُوع / الأَماني والأَهْواء بَيْنَ الدِين والدُنْيَا .... جدِيد الكاتِب يعقوب أفرام منصور .
الكاتِب / سامر الياس سعيد .
مَوْقِع عنكاوا .
رَابِط المَصْدَر :
 
 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,799672.0.html

    ( 6 )
 
مَوْضُوع / حِوار لَمْ يُنْشَرْ سَابِقاً .
الكاتِب / يعقوب أفرام منصور .
جرِيدَة بيث عنكاوا  / العَدَد 64 / السَنَة التَاسِعة / كانُون الثَاني 2013 م .
رَابِط المَصْدَر :
 
http://kaldayta.com/website/beth/64.pfd
 



شُكراً لِلمُتابعين والمُتابِعات ، نَتَواصل .........                                           
       
يُتبَع ............                                                                                 
           


Sh.toma@hotmail.com



80
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 9 )       
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     
شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر             


طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           
اليَوْم نَقْرأٌ عَنْ القَاصّ سعدي المالح ، بَعْدَ أَنْ قَرَأْنا عَنْ :  سركون بولص ، فؤاد بطي ، فؤاد ميخائيل ، جورج عيسى قلاب ، يوسف حناني اسحق ، نوئيل رسام ، روفائيل بابو اسحق ، مال الله فرج ، جوزيف حنا ، جلال مرقس عبدوكا ، عامر رمزي الشماس ، زاهر حيزقيا ، غسان سالم شعبو ، أمير بولص ، ماجد ككي ، عامر حنا حداد ، كريم بولص اينا ، يوسف يلدا ، سالم الياس مدالو ، نوئيل عيسى خوشابا ، ميخائيل ممو ، هيثم بهنام بردى ، ادمون صبري ، ميخائيل الياس غالي ، عبد المسيح بلايا .                                               

 

د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( سعدي المالح )

يُفيدُنا الكاتِب بطرس نباتي في مَوْضُوعِهِ / كمْ رَجوْتُكَ ياسعدي أَنْ تُؤْجِلَ الرَحِيل ( 3 ـ 3 ) بِتَأْرِيخ 6 / 7 / 2014  والمَنْشُورَة في مَوْقِع عنكاوا كوم ، رَابِط المَصْدَر :                                                                                       

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,744744.msg7277671.html

بِالكثِيرِ  عنِ القَاصّ والرِوائيّ سعدي المالح ، أَخْتَصِرُ عَنْها التَالِي : ــ             
وُلِد سعدي المالح عام 1951 م .                                                           
عمِلَ في مَجالِ الصحافَةِ وهو لَمْ يَتَجاوزْ الثَامِنَة عشَر ككاتِب تَحْقِيقات صُحُفِيَّة في جرِيدَةِ التآخي ، ثُمَّ عمِلَ في جرِيدَةِ الرَاصِد مُديراً لِمَكْتَبِها في أَرْبيل .               
حصَلَ على منْحةٍ دِراسِيَّة في الاتِحاد السوفيتي السَابِق عام 1983 م ، بَعْدَها حصَلَ على الماجستير في الأَدَبِ العرَبيّ ، ثُمَّ على الدكتُوراه في عِلْمِ الكلامِ والصَوْتيات .                                                                                   
تَرْجَمَ عشَرَات الكُتُب والمقَالات مِنْ الرُوسِيَّة إِلى العرَبِيَّة وبِالعكْس .                 
كما تُرْجِمَتْ مُعْظَم كُتُبِهِ إِلى اللُغَة الكُوردِيَّة والسرْيانِيَّة .                               
عمِلَ في إِذاعةِ مُوسكو مُعلِقَاً سِياسِيَّاً ثُمَّ مُتَرْجِماً في عَدَدٍ مِنْ الصُحُفِ والمَجَلاتِ السُوفيتِيَّة الصادِرَة آنذَاك بِالعرَبِيَّة ، كما عمِلَ مُراسِلاً لِعدَدٍ مِنْ الصُحُفِ والمَجَلاتِ العرَبِيَّة في بَغْداد وبَيْروت والقَاهِرَة ودِمَشْق وقُبْرُص ، كما عمِلَ مُتَرْجِماً لِلأَدَبِ الرُوسيّ إِلى العرَبِيَّة خِلالِ الأَعْوام ( 1983 ــ 1987 ) في دارِ قَوْسِ قَزَح رادوغا بِمُوسكو ، ومِنْ ثُمَّ في فَرْعِها في طَشْقَند ( أُوزبكِسْتَان ) .                             
عمِلَ كأُسْتَاذ لِلأَدَبِ العرَبيّ في كُلِيَّةِ الدِراسَاتِ الشَرْقِيَّة / جامِعة طَشْقَند ، ما بَيْنَ ( 1986 ــ 1987 ) .                                                                           
بَعْدَ تَخَرُّجِهِ قَامَ بِالتَدْرِيس في جامِعةِ الفَاتِح / طَرَابلُس ، كأُسْتَاذ لِلأَدَبِ واللُغَة الرُوسِيَّة والتَرْجَمَة في مَرْكزِ اللُغاتِ ( كُلِيَّة التَرْبِيَة ) لِلسَنَواتِ ( 1987 ــ 1989 ) .                                                                                               
هاجَرَ إِلى كنَدا عام 1989 م وأَصْدَرَ هُنَاكَ جرِيدَة ( المِرآة ) والَّتِي اسْتَمَّرَتْ بِالصدُورِ لِحِيْنِ عام 2005 ، كما أَصْدَر مَجَلَّة ثَقَافِيَّة فِكْرِيَّة بِأَسْمِ ( عَشْتَار ) .     
عمِلَ في الإِماراتِ العرَبِيَّة كمُسْتَشارٍ إِعْلاميّ في وزارَةِ الدَاخِليَّة 2003 ــ 2005 ، ثُمَّ عادَ إِلى كنَدا .                                                                             
عام 2005 عادَ إِلى العِراق ، وعمِلَ في قَنَاةِ عَشْتَار الفَضَائيَّة ، ثُمَّ اسْتَقَالَ مِنْ القَنَاة لِيَحْتَّل مَقْعداً تَدْريسِيَّاً في جامِعةِ صلاحِ الدِين ــ كُلِيَّة الآداب لِتَدْرِيسِ اللُغةِ الانْكليزِيَّة ورَئيساً لِهذَا القِسْم ، ثُمَّ تَمَّ نَقْل خَدَماتِهِ كمُدِيرٍ عام لِلثَقَافَةِ والفنُون السرْيانِيَّة التَابعة لِوزارَةِ الثَقَافَةِ والشَبَاب في حُكومةِ أَقْلِيمِ كُوردسْتَان في عامِ 2007 م .                                                                                       
تُوُفِّيَ في 30 ماي 2014 .                                                                   


مُؤلَّفاتِهِ /                                                                                         
في مَجَالِ القِصَّة :                                                                             
1 ــ الظِلّ الآخَر لإِنْسَانٍ آخَر / مَجْمُوعة قِصَصِيَّة / بَغْداد 1971 م .                 
2 ــ مدائنُ الشَوْقِ والغُرْبَة / مَجْمُوعة قِصَصِيَّة / بَغْداد  1973 م .                   
3 ــ حكايَات مِنْ عنكاوا / مَجْمُوعة قِصَص / أَرْبيل 2005 م .                         
4 ــ مُدن وحقائب / قِصَص مُخْتَارَة / مُونتريال ــ كنَدا  1994 م .                   
5 ــ اليَنابِيع الأُولَى / تَجْرُبَة قِصَصِيَّة نُشِرَتْ في الصُحُفِ والمَجَلاتِ العِراقِيَّة .     

في مَجَالِ الرِوايَة :                                                                             
1 ــ أَبْطال قَلْعة الشَقِيف / رِوايَة وثَائقيَّة / القُدس 1984 م .                         
2 ــ يَوْميَّات بَيْروت / رِوايَة مُذكّرَات مُوسكو 1983 م بِالرُوسِيَّة .                   
3 ــ في انْتِظارِ فَرَجِ الله القَهَّار / رِوايَة / بَيْروت 2006 م .                           
4 ــ عَمْكا / رِوايَة / بَيْروت 2013 م .                                                     

إِصْدارات أُخْرَى :                                                                             
1 ــ الأَدَب العِراقيّ في المَنْفَى 1976 ــ 1986 / دِرَاسَة نَقْدِيَّة / مُوسكو  1986 م .                                                                                             
2 ــ في الأَصْلِ والفَصْلِ ومُلاحظات أُخْرَى / أَرْبيل 1997 م .                         
3 ــ الكلْدان مِنْ الوثَنِيَّة إِلى الإِسْلام / أَرْبيل 1998 م .                                 
4 ــ مَدْخَل لِدِرَاسَةِ تَارِيخِ عنكاوا / بَحْث في مَجَلَّةِ عَشْتَار 1999 م / كنَدا .         
5 ــ الآشُورِيون مُنْذُ سُقوطِ نَيْنَوى حَتَّى دخولِهِم المسِيحِيَّة / بَحْث 1997 م / ستُوكهولم ــ السويد .                                                                         
6 ــ الصَحَافَة الكوردِيَّة لِلحِزْبِ الشِيوعيّ العِراقيّ مِنْ 1944 م إِلى 1972 م / مِنْ مَنْشُورات نَقَابَة صُحُفييّ كوردسْتَان / أَرْبيل 2008 م .                                 
7 ــ في الثَقَافَةِ السرْيانِيَّة / مُتَابَعات نَقْدِيَّة ومَقَالات طَبَعتْهُ لَهُ المُدِيرِيَّة العامَّة لِلثَقَافَةِ والفُنُون السرْيانِيَّة / ضِمْن سِلْسِلَة الثَقَافَة السرْيانِيَّة تَسَلْسُل 2 / مَطْبَعة الثَقَافَة / أَرْبيل 2009 م .                                                                     
8 ــ الكُتُب والوَثائق التُراثِيَّة لِلأَقلِيَّاتِ في العِراق / طُبِعَ على نَفَقَةِ مُنَظَّمةِ الجِسْر الايطالِيَّة عام 2013 م ، بِاللُغَةِ الأَنْكليزِيَّة وكانَ بِصَدَدِ تَرْجَمَتِهِ إِلى العرَبِيَّة .       


تَرْجَمَاتِهِ عَنِ الرُوسِيَّة :                                                                       
1 ــ الإِخْوَة والأَخَوات فيودور ابراموف / رِوايَة / مُوسكو 1983 م .               
2 ــ بِحار التَايغا يوري كافليايف / قِصَص / طَشْقَند 1983 م .                       
3 ــ السَيل الحدِيديّ آ . سيرافيموفيتش / رِوايَة / طَشْقَند  1984 م .               
4 ــ كينتو ريتشي دوستيان / قِصَص / طَشْقَند  1985 م .                             
5 ــ ثَلاث مَسْرَحِيَّات سوفيتيَّة ، اربوزوف سالينسكي / مُوسكو  1986 م .       
6 ــ أَجْمَلُ السُفن ، يوري ريتخيو / قِصَص / طَشْقَند 1986 م .                       
7 ــ نَامُوس الخُلُود ، نَوادر دومبازه / رِوايَة / طَشْقَند 1988 م .                   
8 ــ ويَطولُ اليَوْم أَكْثَر مِنْ قَرْن ، جنكيز ايتماتوف / رِوايَة / مُوسكو 1989 م .   
9 ــ ماراثون الريس ، يوري يلتسن / 2000 م .                                         
10 ــ قَصَائد لاسكندر بوشكين ورسول حمزاتوف وينوتو شنكو وانا اخماتوفا ومارينا تسفيتايفا واندريه فيزنسينسكي  وغَيْرهُم .                                     
11 ــ قَصَائد وقِصَص مُتَرْجَمَة لانار رسول رضا ونوادر دومبازه ومارينا تسفيتايفا وفاضل اسكندر مِنْ الرُوسِيَّة .                                                   


المَصْدَر /
المَوْضُوع / كَمْ رَجَوتُكَ ياسعدي أَنْ تُؤجّلَ الرَحِيل ( 3 ـ 3 ) .
لِلكاتِب : بطرس نباتي .
6 / 7 / 2014 
مَوْقِع عنكاوا كوم .
رَابِط المَصْدَر :

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,744744.msg7277671.html


ـــــــــــــــــــــــــــــــ


نَتَواصل لِمَرَّةٍ قَادِمَة ........
يُتْبَع ..........











Sh.toma@hotmail.com




81

كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 8 )       
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     
شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر             


طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           


قَدْ تُؤرِّخُ قِصَّةٌ واحِدَة أَوْ قِصَّتان ، أَوْ بِضْعةٌ مِنْها لِكاتِبٍ ما في الذَاكِرَةِ الأَدبِيَّة الجَمْعِيَّة  ، في حِيْن تَعْجزُ المِئاتُ مِنْ النُصُوصِ لِكُتَّابٍ أُخْر عَنْ هذا الفِعْل فتَسْقُطُ   بَصْمَتهُم عِنْ لَوْحِ الذَاكِرَةِ الأَدبِيَّة لِلأَجْيالِ المُتَعاقِبَة .                                   
السِرُّ في كُلِّ ذلِك هو النَوْعِيَّة ، فهي الَّتِي تَتَسيَّد وتَنْتَقِي وتُخَطِّط لِلمُسْتَقْبَل ولَيْسَ الكمِيَّة .                                                                                           
في هذا الجزْء نَقْرأُ عَنْ سَعِي سركون بولص ، فؤاد بطي ، فؤاد ميخائيل وجورج عيسى قلاب ، في مجالِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .                             



د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(  سركون بولص )

لَنْ أُسْهِبَ في الحدِيثِ عَنْ سركون بولص ، فلَقَدْ كُتِبَ عَنْهُ ما يُثْرِي ، شَاعِرٌ غَنِيّ عَن التَعْرِيف ،  كتَبَ القِصَّة القَصِيرَة وإِنْ بِشَحَّة .                                       
حقَّقَ سركون بولص خِلال مسِيرَة عطائِهِ الأَدبِيّ خَمْسَةَ عَشَرَ قِصَّة قَصِيرَة  ، مِنْها :                                                                                           
القِنينَة ،  الأَيَّامُ الأُخْرَى أَيْضاً ، العلاقَة ( قِصَّة قَصِيرَة مَنْشورَة في مَجلَّةِ العامِلون في النَفْط عام 1965 م ) ، غُرْفَة غَيْرُ مُسْتَعْملَة ، المَلْجأ ، وغَمَرَتْني اليَقْظَة كالمَاء ، قِطارُ الصبَاح .                                                             


مِنْ مُؤلَّفاتِهِ الأُخْرَى :                                                                         
1 ــ الوصُول إِلى مدِينَةِ أَين  / دِيوانه الأول / عام 1985 م .                         
2 ــ الحيَاة قُرْب الأَكروبول / عام 1988 م .                                             
3 ــ الأَوَّل والتَالي / عام 1992 م .                                                         
4 ــ حامِلُ الفانُوس في لَيْلِ الذِئاب / عام 1996 م .                                     
5 ــ إِذا كُنت نائِماً في مَرْكبِ نُوح  / عام 1998 م .                                     
6 ــ العَقْرب في البُسْتَان .                                                                     
7 ــ تَرْجمة لِكِتَابِ إيتيل عدنان ( هُناكَ في ضِياءِ وظلْمةِ النَفْسِ والآخَر ) .         
8 ــ مُخْتَارات شِعْرِيَّة مُتَرْجمَة إِلى الأَلْمانِيَّة بِعُنْوان ( رَقائم لِرُوحِ الكوْن ) .       
9 ــ سيرَة ذاتِيَّة بِالأَلْمانِيَّة بِعُنْوان ( شُهود على الضِفَاف ) .                           
10 ــ مُخْتَارات قِصَصِيَّة نُشِرَتْ بِالعرَبِيَّة والأَلْمانِيَّة بِعُنْوان ( غُرْفَة مَهْجورَة ) .  11 ــ شَاحِذُ السكاكين / دِيوان بِالانْكليزِيَّة  .                                             
12 ــ عَظْمة أُخْرَى لِكلْبِ القَبِيلَة .                                                           
                                                                                         


سُطُورٌ قَليلَة عَنْ حيَاتِهِ :                                                                     
ولِدَ سركون بولص عام 1944 في بَلْدَةِ الحبَانِيَّة .                                       
انْتَقَلَ مَعَ عائلتِهِ إِلى كرْكوك في سِنِ الثَالِثَةِ عشَر .                                     
شَكَّلَ مَعَ الشُعرَاء فاضل العزاوي ، مؤيد الراوي ، جان دمو وصلاح فائق " جماعة كرْكوك " .                                                                             
نَشَرَ يوسف الخال عام 1961 م بَعْضاً مِنْ قَصائدِهِ في مَجلَّةِ ( شِعْر ) .             
عام 1966 غادَرَ إِلى بَيْروت .                                                               
 أَغْنَى المكْتَبَة العرَبِيَّة بِتَرْجماتِهِ .                                                           
عام 1969 م غادَرَ إِلى الولاياتِ المُتَحِدَة الأَمْرِيكيَّة .                                   
توفِي في بَرْلين عام 2007 م  بَعْدَ صُراعٍ مَعَ مَرَضِ السَرَطان .                     


المَصَادِر المُعْتَمدَة :                                                                           

( 1 )                                                                                             
مَوْضُوع / سركون بولص وسعدي المالح والشِعْر السِرْيانيّ عنَاوينٌ بارِزَة في بُحوثِ اليَوْمِ الثَالِث لِلحلقَةِ الدِراسِيَّة حَوْلَ دَوْرِ السِرْيان في الثَقَافَةِ العِراقِيَّة .     
24 / 10 / 2011                                                                             

رابِط المَصْدَر :
http://www.ishtartv.com/viewarticle,38866.htm



( 2 )                                                                                             

 مَوْضُوع /  سركون بولص بَيْنَ القِصَّةِ والشِعْر .                                       
بِقلَمِ : محمد علوان جبر .                                                                   
9 / 11 / 2011                                                                             

رابِط المَصْدَر :
http://www.alnaked-aliraqi.net/article/10437.php

مَوْقِع النَاقِد .                                                                                 

( 3 )                                                                                         
مَوْضُوع / السِيرَة الذاتِيَّة لِلشَاعِرِ الرَاحِل سركون بولص .                       
مَوْقِع / مُنْتَدى بيث نَهْرِين العام .                                                       
11 / 4 / 2010                                                                           

رابِط المَصْدَر :
http://shapeera.3arabiyate.net/t74-topic


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 ( فؤاد بطي )


ولِدَ في المَوْصِل ، وأَنْهَى دِراسَتَهُ الأَوَّلِيَّة فيها .                                             
عمِلَ كصُحُفيّ حُرّ  في صحِيفَةِ ( البِلاد ) ، والصُحُفِ العِرَاقِيَّة الأُخْرَى .             
أَصْدَرَ مَجْمُوعةَ قِصَصِيَّة بِعُنْوانِ ( صَيْحات الفُؤاد ) عام 1939 م ، وقالَب القِصَص اجْتِماعيّ عاطِفيّ .                                                                 

  المَصْدَر :                                                                                     
مَوْضُوع / نَيْنَوى والمَوْصِل المسِيحيَّة الحلَقَة الـ 30 ــ الأَعْلام مِنْ العلْمانِيين ــ
مِنْ طَرَف / الشَّماس يوسف حودي .                                                   
مَوْقِع عنكاوا .                                                                               

رابِط المَصْدَر :
 
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,656116.msg5973799.html#msg5973799



ــــــــــــــــــــــــــــــ

( فؤاد ميخائيل )

لَهُ مَجْمُوعة قِصَصِيَّة بِعُنْوان ( عُيونُ اللَيل ) أَصْدَرَها عام 1953 م ، وتَضُمُّ قِصَص ذات سمَة اجْتِماعِيَّة ـ عاطِفيَّة .                                                     

المَصْدَر :                                                                                       
مَوْضُوع / نَيْنَوى والمَوْصِل المسِيحيَّة الحلَقَة الـ 30 ــ الأَعْلام مِنْ العلْمانِيين ــ
مِنْ طَرَف / الشَّماس يوسف حودي .                                                   
مَوْقِع عنكاوا .                                                                               


رابِط المَصْدَر :


http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,656116.msg5973799.html#msg5973799


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



( جورج عيسى قلاب )

لَهُ مَجْمُوعة قِصَصِيَّة بِعُنْوان ( ضَحايا الآمال ) ، أَصْدَرَها عام 1928 م ، وسِمَة قِصَص المَجْمُوعة اجْتِماعِيَّة ــ عاطفيَّة .                                                 


المَصْدَر :                                                                                     
مَوْضُوع / نَيْنَوى والمَوْصِل المسِيحيَّة الحلَقَة الـ 28  ــ الأَعْلام مِنْ العلْمانِيين ــ
مِنْ طَرَف / الشَّماس يوسف حودي .                                                   
مَوْقِع عنكاوا .                                                                               

رابِط المَصْدَر :

http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=profile;area=showposts;u=5793


إِضَافَة :                                                                                         
يَرِدُ في مَوْضُوع / حَوْلَ القِصَّة العِراقِيَّة تَاريخاً ومَحطَات ــ نُصُوص ــ باسم عبد الحميد حمودي / بتَارِيخ 29 ـ 7 ــ 2015 / في جرِيدَةِ الزَمان  ، مُلاحظَة تُفِيدُ     إِنَّ المَجْمُوعة القِصَصِيَّة ( ضَحايا الآمال ) هي مَجْمُوعة قِصَصِيَّة مُشْتَرَكة لِلكاتِبين : يوسف حناني اسحق وجورجي عيسى قلاب .




المُتَابِعات الكرِيمات
المُتَابِعين الكِرام
 أَلْتَقيكُنَّ / م  في الوَرَقَةِ التَالِيَة قَرِيباً .

يُتْبَع ..........











Sh.toma@hotmail.com




82

كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني  ( 7 ) 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى توما مرقوس                             
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر             




طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           

الجزْءُ الثَاني ( 7 ) مِنْ سِلْسِلَة كُتّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً هو عَنْ الكاتِب ( نوئيل رسام ) ، والمُؤْرِخ ( روفائيل بابو اسحق ) صاحِب المَجْمُوعَة القِصَصِيَّة ( أَمْواج الرُوح ) .                                                               

           
د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( نوئيل رسام )


يُعدٌّ نوئيل رسام أَوَّل مَنْ كتَبَ القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً في العِراق وكانَتْ بِعُنْوان ( مَوْت فَقير ) عام 1930 م ، ثُمَّ قِصَّة ( اليَتيم ) عام 1931 م .                         

والمُحامي نوئيل رسام هو شَقيق المَسْرَحيّ الرائد حنا رسام .                       
أَصْدَرَ مَجلَة الجزِيرَة .                                                                         
في سنة 1940 م أَصْدَرَ جرِيدَة النِضال ، والَّتِي قَامَ فيما بَعْد بِالتَنازُلِ عَنْ امْتِيازِها لِيُصْدِرها حزْب الاسْتِقْلال العِراقيّ ، ثُمَّ بِامْتيازٍ جدِيد المُحامي حازم المفتي والمُحامي عبد القادر العبيدي مُشَارَكةً وتَحْتَ شِعار ( النِضَال لِسانُ حال حزْبِ الاسْتِقْلال ــ فَرْع المَوْصِل )  .                                                               
في 4 / 5 / 1954 م أَصْدَرَ مَجلَة ( آ . ب . ت )  .                                       
شَغَلَ مَنْصِب نائِب موْصِليّ ( عنِ المَسِيحيين ) .                                         
أَشَارَ إِلَيْه النَاقِد عبد الإله أحمد وبِشَكْلٍ مُقْتَضبٍ في كِتَابِهِ ( نَشْأَة القِصَّة وتَطوُّرها في العِراق 1908 ــ 1939 ) ضِمْنَ لائحة فَهْرَستِهِ لِلقِصَصِ العِراقِيَّة المَنْشُورَة في تِلك الفَتْرَة .                                                                                 
 
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة جِدَّاً /                                                                   
1 ــ ( اليتيم ) نُشِرَتْ في جرِيدَةِ الزَمان ( بَدَل البِلاد ) ، العدَد 275  ــ السَنَة الأُولَى  ــ  7 / تشْرين الأَوَّل / 1931 م .                                           
2 ــ ( مَوْت الفَقِير ) نُشِرَتْ في جرِيدَةِ البِلاد ، العدَد 182 .                           
 السَنَة الأُولَى  ــ  16 / 6 / 1930 م .                                               
3 ــ ( الأَخَوان أَوْ شَهيدُ الواجِب )  ، نُشِرَتْ في جرِيدَةِ البِلاد ، العدَد 174 ، السَنَة الأُولَى ــ 6 / 6 / 1930 م .                                                             

المَصَادِر :                                                                                       
1 ــ مَوْضُوع / القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً في العِراق .                                         
الكاتِب / نواف خلف السنجاري .                                                     
الحِوار المُتمدِن ــ العدد 3155                                                         
التَارِيخ : 15 ـ 10 ـ 2010                                                             
رابِط المَصْدَر :                                                                           
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=232083

2 ــ مَوْضُوع /  القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً ..... لِمَنْ الرِيادَة ؟!                               
 القَاصّ الرائد نوئيل رسام .                                               
الكاتِب / هيثم بهنام بردى ــ العراق .                                                     
مَوْقِع نَدْوَة كوم .                                                                               
رابِط المَصْدَر :                                                                                 
 
http://www.arabicnadwah.com/articles/veryshortstory-haytham_bahnam.htm


3 ــ  مَوْضُوع / الصَحافَة المَوْصِليَّة رِيادَة في المِهْنَة .... واسْتِقْلاليَّة في المَواقِف 1908 ــ 1958 .                                                                         
الكاتِب / معن عبد القادر آل زكريا .                                                   
مَوْقِع النور .                                                                               
رابِط المَصْدَر :                                                                                     
http://www.alnoor.se/article.asp?id=33158


4 ــ  مَوْضُوع / أحمد جار الله ياسين ــ حَيْرَة التَجْنيس في الإِبْداع .             
الكاتِب  / أنور عبد العزيز ــ العِراق .                                             
جرِيدَة الزَمان .                                                                   
رابِط المَصْدَر :                                                                   
http://www.azzaman.com/?p=41884



القصة الأولى : موت الفقير
 
... وبعد أن نظر إلى شعاع الشمس الداخل إلى الغرفة المظلمة من كوة صغيرة في أعلاها وحدق فيه مليا دمدم ببعض الكلمات ثم إبتسم ثم نام. فتح الباب بهدوء تام ودخلت الأم ناكثة شعرها سابحة بدموعها تحبس حسراتها خوفا من إزعاج المريض.
تقدمت من الفراش وركعت جهة الرأس وكان قد تحول عن موضعه فرفعته وأعادته إليه باطمئنان.
مدت يدها ورفعت الغطاء عن وجهه فبانت لها آثار إبتسامة بادية على محياه الهزيل... إنحنت وقبلته في جبينه وبعد أن أزالت بسكون ما سقطت عليه من دموعها لم تشأ أن تعكّر على النائم أحلامه الهادئة فرفعت نظرها إلى أعلى وغرقت في صلاتها.
حوّل الشعاع مساره وأصاب وجه المريض فأضاءه، وما هي إلا فترة إذ بدت حركة خفيفة من ذلك الجسد الناحل سمع على أثرها لفراش القش صوت أعقبه.
                                                            أماه يا أماه
إنتبهت كالمذعورة :
                      عزيزي... ها أندا يا بني
ثم إنعطفت وطوقته بيديها.. رفعت الشعر الذهبي عن جبينه وقبلته، فتح عينيه الشاحبتين والتفت إلى أمه : أمي.. أنظري. هو ذا أخي قد جاء.. إنه يستدعيني هو يفتح لي ذراعيه.. ها أنا ذا خذني معك.
                    أغمض عينيه
                    إظلمت الغرفة
                   فقد أسلم الروح
                  *********
 
 
القصة الثانية : اليتيم
 
.. وعند الفجر وقد تبدد ظلام الليل بأشعة الشروق نهض الصبي وإقترب من أمه وفكر في إيقاظها ولكنه عدل وإكتفى بقبلة إختطفها من جبينها وأسرع قافزا إلى الحقل المجاور ليلاعب الطبيعة كعادته.
وكان الوقت ربيعاً وقد إكتست الأرض حلتها الخضراء وقد نقشت بأنواع الأزهار ذات الأنواع الجذابة والروائح العطرية وكان الصبي يزيد المنظر بهجة وهو يقفز هنا وهناك يلاحق الفراش المتنقل من زهرة إلى أخرى فإذا ما ظفر بإحداها طار فرحا وأرسل مع النسيم قهقهة يحملها إلى حيث يشاء ثم يجلس على الحشيش الأخضر ويأخذ في مداعبة فراشته إلى أن تفلت منه فيقطب ويلاحق غيرها، وبعد أن إرتفعت الشمس عن الأفق وجفت قطرات الندى عن الأزهار إنتبه الصبي إلى نفسه فيقتطف بنفسجة كبيرة وينعطف راكضا إلى البيت ليقدمها إلى أمه التي لا بد وأن تكون قد انتهت من حلب البقرة، ولكن هيهات فهي لم تزل نائمة.
ولما وصل تقدم منها وأدنى زهرة من وجهها علّها تستيقظ باستنشاق عبيرها ولما لم تفعل جلس في حضنها وصاح:
- إنهضي يا ماما فلقد ارتفعت الشمس والبقرة لم تذهب إلى المرعى بعد.
ثم دمدم:
- إن ماما في سبات عميق.
ووضع البنفسجة في يدها وخرج بعد أن أوصد الباب أما الأم فلم تستيقظ أبداً.
أما الصبي فكان يتردد دائما ناظرا إلى أمه من شقوق الباب ولكن لم يجل بخاطره قط أنه أصبح يتيماً .
                                                       الموصل – نوئيل رسام

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ



( روفائيل بابو اسحق )

المُؤْرِخ روفائيل بابو اسحق ولِدَ عام 1893 م في تلكيف .                           
صَدَرَ لَهُ مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة ( أَمْواج الرُوح ) عام 1951 م ، وتَضُمُّ قِصَصاً اجْتِماعِيَّة ودِينِيَّة تَعْلِيميَّة هَدَفها الإِرْشَاد والتَوْعيَة .                                     

 مِنْ بَعْضِ مُؤلَّفاتِهِ /                                                                           
1 ــ تَارِيخ نَصارَى العِراق .                                                                 
صَدَرَ عنْ مَطْبَعةِ المَنْصور  / بَغْداد / 1948 م .                                   
تَقْدِيم المَطْران يوخنا ابراهيم .                                                         

2 ــ مَدَارس العِراق قَبْلَ الإِسْلام .                                                           
صَدَرَ عنْ دارِ الورَّاقِ لِلنَشْر .                                                         

3 ـــ أَحْوال نَصَارَى بَغْداد في عَهْدِ الخِلافَةِ العبَّاسِيَّة .                                   
صَدَرَ عنْ مَطْبَعةِ شفيق / بَغْداد / 1960 م .                                         

توفِي عام 1964 م .                                                                           


المَصَادِر :                                                                                     

1 ــ  مَوْضوع / نَيْنَوى والمَوْصِل المسِيحيَّة الحلقَة 29  ــ الأَعْلام مِنْ العلْمانيين .
مِنْ طَرَف / الشَّماس يوسف حودي .                                                   
مَوْقِع عنكاوا .                                                                             

رابِط المَصْدَر :                                                                             


http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,652520.msg5951688.html#msg5951688


2 ــ ويكيبيديا .                                                                                 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




شُكراً لِلمُتابعين والمُتابِعات ، نَتَواصل .........                                           
       
يُتبَع ............                                                                                 
           


Sh.toma@hotmail.com


83
اليَوْم العالَميّ لِحِمايَةِ الحيَوان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الأَحد 27 / 9 / 2015  ــ الأَحد 4 / 10 / 2015

يَحْتَفِلُ أَصْدِقاءُ الحيَوان وحُماتِهِ في الرَابِع مِنْ أَكتوبر بِاليَوْمِ العالَميّ لِحِمايَةِ الحيَوان .                                                                                       
هاينريش تسمرمان ، الصُحُفيّ الأَلْمانيّ ، وبَعْدَ كِفاحٍ طَويلٍ في مجالِ حِمايَةِ الحيَوان ، نَجَحَ في مسَاعيهِ الحثِيثَة لإِقْرارِ يَوْمٍ عالَميّ خاصّ بِحِمايَةِ الحيَوان فكانَ اليَوْم الرَابِع مِنْ أَكتوبر .....                                                         
هذا اليَوْم يَدْعو الإِنْسَان ككائنٍ  لِتَفَحُّصِ أَساليبِ تَعامُلِهِ مَعَ الحيَواناتِ ، والتَمَعُّنِ بِكُلِ الاجْحافاتِ الَّتِي يَقْتَرِفُها بِحقِّها ، وبِكُلِ أَشْكالِ المُعانَاة الَّتِي يَتَعرَّضُ إِلَيْها الحيَوان بِسَببهِ .......                                                                         
هذِهِ الدَّعْوَة قَبْلَ أَنْ تَكونَ لأَجْلِ الحيَوان ، هي لأَجْلِ إِنْقَاذ إِنْسَانِيَّة الإِنْسَان والَّتِي تَشَوَّهَتْ بِفِعْلِ أَعْمالِهِ المشِينَة واعْتِداءاتِهِ المُسْتَمِّرَة والمُتَواصِلَة على حيَاةِ وحُقُوقِ الكائناتِ الأُخْرَى والَّتِي تُقَاسِمهُ الكوْكب .                                       
إِذَنْ هي دَعْوَة لِغَسْلِ الإِنْسَانِيَّة مِنْ ذُنُوبِها وشَنَاعاتِها ، واسْتِبْدالِ ثَوْبِها المُرَقَّع  ذنُوباً بِمِعْطَفِ المَسْؤولِيَّة الاخْلاقِيَّة النَبِيلَة ، والارْتِقاءِ بِضَميرِها إِلى درَجةِ الوَعي اللائق بِهِ .                                                                                       
على الإنْسَان أًنْ يَمُرَّ بِبَعْضِ مَحطَاتِ تَعامُلِهِ مَعَ الحيَوانات لِيُعِيدَ النَظَرَ فيها ، هذِهِ المَحطَات بَالِغَة الأَعْداد مِنْها : ــ                                                           
 
1 ــ مَصِيرُ فِراخِ الدَجاج الذكُور                                                             
بَعْدَ فَقْسِهِ مِنْ البَيْض يَتِمُّ فَرْزه عنِ الفِراخ الإِناث ، فيُجْمع لإِنْهاءِ حيَاتِهِ والقَضاءِ علَيْهِ دُوْنَ أَنْ يُفكِر الإِنْسَان بِانْتِهاكِهِ حقّ الحيَاةِ انْتِهاكاً صارِخاً بِعمَلِهِ هذا ، نَاهيك عنِ الطُرُق الفَظيعة المُتَبَّعة لإِنْهاءِ هذِهِ الحيَاة .                                         

2 ــ مُصارَعة الثِيران ، وكُلِ السُبُلِ والوسَائل المُسْتَعْملَةِ فيها .                     
( مَقالَة / مُصارَعة الثِيران ) .                                                         

3 ــ احْتِجاز الطيور في أَقْفاصٍ صَغيرَة وهي الَّتِي تَمْتَلِكُ الفَضَاء لِفَرْدِ أَجْنِحتِها ، نَاهيك عنِ المُتَاجرَةِ بِها وبَيْعها كحاجِيات  ..... وإلخ .                             

4 ــ نَصْبِ الشِباكِ لِصيْدِ الطيور المُهاجِرَة في البُلْدانِ الَّتِي تَمُرُّ بِها عِبْرَ رِحْلاتِها وإِباحةِ اسْتِعْمالِ طُرُقٍ أُخْرَى قَاسيَة وخبيثَة لأَجْلِ ذلِك .                           
5 ــ إِبادَة الكِلاب السَائبَة .                                                                   
( مَقالَة / عَنْ جَرِيمة إِبادَة الكِلاب السَائِبة ............ ) .                       
( مَقالَة / الطَبيبُ البَيْطرِيّ في عُقْرِ رِسالَتِهِ ) .                                 

6 ــ مُخْتَلَف أَنْواعِ الانْتِهاكات الَّتِي تَقَعُ بِحقِّ الخيول عامَّةً وخيول السِبَاق خاصَّةً ، والَّتِي تُسْتَغَّلُ لِتَحْقيقِ الفَوْزِ في المِهْرجاناتِ كغايَة دُوْنَ الانْتِباهِ لِحاجاتِ الحيَوان ككائن فيُحْبَس مَثَلاً في اسْطبْلٍ صَغِيرِ المسَاحة ، أَوْ السَيْطَرة على حَرَكةِ رَأْسِ الحِصان بِطَرِيقَةٍ مُؤْلمةٍ وقَاسيَة حَيْثُ يُسْحبُ اللِجامِ بِشَكْلٍ يكونُ فيهِ الرَأْس والرَقبَة على شَكْلِ  انْثِناءٍ أَوْ تَقَوُّسٍ حادٍ لإِجْبَارِ الحيَوان على أَداءِ حرَكاتٍ مُعيَّنَة ، وهذا التَقَوُّس يُضُرُّ بِعضَلاتِ الرَأْسِ والرَقبَة ويُسبِّبُ آلاماً وأَذى لِلحيَوانِ ، بِالإِضافَةِ إِلى إِهْمالِ الصِحَّةِ العامَّة لِلحيَوانِ ..... وإلخ .                               

7 ــ قَتْل الفيَلة لأَجْلِ أَنْيابِها ، ووَحيد القَرْنِ لأَجْلِ قَرْنِهِ ( مُدْرَج في لائحةِ الحيَواناتِ المُعرَّضَة لِلانْقِراضِ بِشَكْلٍ حادٍ )  .                                     

8 ــ كُلّ الانْتِهاكاتِ الَّتِي تُجْرَى بِحقِّ حيَواناتِ الماشِيَة ( الأَغْنَام ، الأَبْقَار ......... إلخ ) ، يَكْفي ذِكْرُ واحِدَةٍ مِنْها ، وهي اسْتِعْمالها كأَضَاحي في أَعْيادِ البَشَر .   

9 ــ اسْتِخْدام الحيَوانات لِلتَجارُب .                                                         
( مَقالَة / الإِنْسَان مِنْ علْيائِهِ  ) .                                                     

10 ــ أَمَّا عنْ حيَواناتِ السيْرك فالحدِيث فيها طَوِيلٌ ومُتَشَعِب ، فمِنْ اسْتِخْدام الحيَواناتِ البَرِيَّة كالِقَردَة والدُبَبَة والأُسود والفِيلَة والنُمور وغَيْرها ، إِلى إِجْبَارِها على أَداءِ حرَكاتٍ وفَعاليَّاتٍ لا يَسْمحُ بِها تَشْرِيح أَجْسَامِها ، إِلى اسْتِعْمالِ طُرُقٍ قَاسيَة ووَحْشِيَّة أَحْياناً أَثْناءِ تَدْرِيبِها ، كتَجْويعِها حَتَّى تَرْضَخُ لِما يُطْلَبُ مِنْها أَنْ تَقومَ بِهِ مِنْ حرَكاتٍ غرِيبَة على أَجْسَامِها ، أَوْ نَخْزِها بِقَضيبٍ حدِيديّ مُدَبَّب أَوْ مُسَنَّن وتَسْبيب جُرُوحٍ لَها جرَّاء ذلِك .... وإلخ ، لِنَتَأْمّل ما الَّذِي يُجْبِرُ حيَواناً ما كالنِمْر مَثَلاً على القَفْزِ داخِل حلَقَةٍ مِنْ النِيرانِ المُشْتَعلَةِ المُلْتَهبَة ، أَوْ فيلاً لِيَقِفَ على قَوائمِهِ الخَلْفِيَّة رَغْمَ إِنَّ هيْكلَهُ الجِسْميّ غَيْر مُؤَهَّل لِذلِك تَشْرِيحيَّاً  .           

11 ــ الخُروقات الَّتِي تَحْدُثُ بِحقّ الحيَواناتِ لِلحُصُولِ على الأَنْغورا ( كحيَواناتِ الكانينشن  ) .                                                                           
( مَقالَة / الكانينشن الأَنْغورا في صِنَاعةِ الأَزْياء ) .                               
 

12 ــ مُشَابه لِلحالَةِ السَابِقَة الطَرِيقَة الوَحْشِيَّة الَّتِي يُنْتَفُ بِها رِيش الدِجاج ، البَطّ ، الوَزّ ، أَوْ الطيور لاسْتِخْدامِهِ كحشْواتٍ لِلوَسائدِ والأَغْطيَةِ والأَفْرِشَةِ والملابِس .... وإلخ ، وأَيْضاً سَلْخ جلُودِ الحيَواناتِ بِطَرِيقَةٍ وَحْشِيَّة .                           
( مَقالَة / شَيْءٌ عَنْ إِنْسَانِيَّةِ الإِنْسَان ..........)  .                                   
 
13 ــ تَعْذِيب القِرَدَة .                                                                           
( مَقالَة / / عروضُ القِردَة المُقنَّعة في اندونيسيا، تَعْذيب تامّ ــ مُتَرْجم عنِ الأَلْمانيَّة  ) .                                                                   

14 ــ حبْس الدُبَبَة في أَقْفاصٍ صَغِيرَة  ، تَرْبيَة الثَعابِين الكبِيرَة  في أَحْواضٍ صَغِيرَة ، سَلْخ القِرْد عنْ بِيئتِهِ ليُرَبَّى في البيوت ، تَرْبيَة التَماسيح في أَحْواضٍ مائيَّة غَيْر مُناسِبَة .                                                                           

 15 ــ تَقْليص بِيئَة الحيَوانات الطَبيعِيَّة مِنْ خِلالِ تَوْسيعِ رُقْعة المسَاحاتِ الأَرْضِيَّة لِصالِحِ الإِنْسَان وغايَاتِهِ ، وبِهذَا الفِعْل تَلاشَتْ هِكْتَارات لاتُعدُّ ولاتُحْصى مِنْ الغابَاتِ والبِيئاتِ الطَبيعِيَّة لِلحيَواناتِ واخْتَفَتْ بِذلِك مَصَادِرِ تَغْذِيتِها وإمْكانِيَّاتِ عيْشِها ، الإِنْسَان يَسْتَوْلي على بِيئتِها الطَبيعِيَّة ويُضِيفها إِلى مُمْتَلكاتِ سَكْنِهِ وإِقَامتِهِ ، فيَقْطَعُ الأَشْجار مَصْدَرَ غِذائها أَوْ إِقَامتِها ( مِثَال لِذلِك القِرَدَة وحيَوانات الكوالا وغَيْرها ) ، وفي الوَقْتِ ذاتِهِ يَفْرِضُ علَيْها إِرادتَهُ بِانْحِسارِ نَسْلِها ، أَوْ مُطَاردَتِها وصَيْدِها ، أَوْ قَتْلِها ، أَوْ إِنْشَاءِ مَحطَاتٍ لإِبادَتِها كمَحطَاتِ إِبادَةِ الكِلاب السَائبَة ، فبَعْدَ أَنْ يُلاحِقها في الشَوارِع يُودِعها مَحطَات الإِبادَة لِتَبْقَى فيها فَتْرَة قَصِيرَة ( أَرْبَعَة عَشَرَ يَوْماً تَقْرِيباً ) ، بَعْد هذِهِ المُدَّة يكونُ مصِيرُ الكلْبِ المَوْت إِنْ لَمْ يُنْجِدهُ الحظُّ بِعائلَةٍ تَتَبّناهُ ، ويَتِمُّ قَتْلُ هذِهِ الكِلاب بِطُرُقٍ مُخْتَلِفَة بَعْضها تَصِلُ حدَّ البَشَاعة ، وهذا في بَعْضِ البُلْدان ، أَمَّا في بُلْدانٍ أُخْرَى ( العِراق مَثَلاً ) فيَكونُ القَضَاءُ علَيْها مُباشَرَةً في الشَوارِع بِتَسْمِيمِها أَوْ بِالرَصاصِ الحيّ ..... وإلخ ، طُرُقٌ بَشِعة كُلّها شَرٌّ في شَرّ .                                                               
هُناكَ مَحطَاتٌ لِإبادَةِ الكِلابِ في فَرنسا ، بَلْجيكا ، البُرْتغال ، رومانيا ..... إلخ .     


16 ــ أَخِيراً ولَيْسَ انْتِهاءاً وَقْفَةٌ لإِعادَةِ النَظَرِ في صُحُونِنا العامِرَة بِاللُحومِ أَمْرٌ مَطْلوبٌ ومَحْمود .                                                                       

 المَحطَاتِ  وما أَكْثَرَها ، كانَتْ هذِهِ بَعْضٌ مِنْها  ، تَدْعونا لِلسُؤالِ : ــ               
لَماذا يَفْعلُ الإِنْسَان هذا الشَرّ كُلَّهُ ، وما الَّذِي جنَاهُ مِنْ إِنْسَانِيَّتِهِ ؟                   

التَرْكيز على الأَخْطاء الَّتِي يَقْتَرِفها الإِنْسَان بِحقِّ الحيَوانات ، لَيْسَ الغَرَضُ مِنْها إِظْهار الإِنْسَان ككائنٍ شرِير ، وإِنَّما لِلتَعرُّفِ علَيْها وتَمْييزها ، وبِهذَا يُمْكِنُ تَقْويضها ، لَقَدْ اسْتَطاعتْ بَعْضُ الدُول التَعلُّم مِنْ أَخْطائها وإِنْ بِشَكْلٍ مَحْدود فأَقَامَتْ جمْعيَّات لِحِمايَةِ الحيَوان وشَرَّعتْ بَعْضَ القَوانين لِحِمايتِهِ ( مَثَلاً مُؤْخَّراً صَدَرَ قَانون بِمَنْعِ اسْتِعْمالِ الحيَواناتِ لِلتَجارُبِ في مَجالِ المُنْتَجاتِ التَجْميليَّة ، كذلِك بَعْض القَوانين الأُخْرَى الَّتِي تُعدُّ كحِمايَةٍ لِلحيَوانِ مِنْ سُوْءِ التَعامُلِ مَعهُ ومُحاسبَة الجاني ) ، لكِنَّ الطرِيق لازَالَ شَائكٌ وطَوِيل .                                 
الفَرْدُ مِنَّا لَيْسَ مُطالباً بِأَفْعالٍ كبِيرَة وتَضْحيَاتٍ بَالِغة لِحِمايَةِ الحيَوان ، فالأَفْعالُ البَسيطَة تَكْفي ، أَمْثِلَة : عَدَم رَمي الحيَوان بِالحِجارَة ومُلاحقَتِهِ ، عَدَم الاعْتِداءِ بِالضَرْبِ على الحيَوانِ ، عَدَم حَجْزِ حيَوانٍ ما في قَفَصٍ صَغير ، عَدَم التَعرُّضِ لِحيَوانٍ ما في  طَرِيقِهِ  ، عَدَم إِشَاعةِ أَفْكارٍ خاطئَةٍ عنِ الحيَواناتِ تُحرِّضُ الإِنْسَان ضِدَّه وتُؤْلِّبَهُ علَيْهِ وتَزْرعُ فيه الخَوْف منِهُ ، ........ وغَيْر ذلِك .                     
أَفادَتْ أَعْدادٌ مِنْ الدِراسَاتِ والبحوثِ بِأَنَّ الأَشْخاص مُرْتكبيّ العُنْف بِأَشْكالِهِ في  المُجْتَمع  يُعرِّفُ ماضِيهُم العُنْف تُجاه الحيَوان  وسُوء التَعامُلِ مَعهُ .                 
الطَرِيق نَحْوَ الإِنْسَانِيَّة المُشَرِّفَة حَيْثُ السَلام المَنْشُود لا يَتَحقَّقُ بِالمُرورِ فَوْق جُثَثِ الحيَواناتِ ضحايَا الغرور الإِنْسَانيّ ، إِنَّما بالعدَالَةِ في التَعامُلِ مَعها وإِنْصافِها ككائناتٍ تُقَاسِمهُ الكوْكب لَها كامِلُ الحقِّ في الحيَاة .                       

شُكراً لِكُلِّ المُتَابعين والمُتَابِعات .                                                           

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لِلمزِيد هُنا رَوابط لِلمُطالَعة : ــ

مَوْضُوع  / ما لَنا بِبُلْدانٍ أُخْرَى ؟
الرابط : ــ
http://al-nnas.com/ARTICLE/ShTMarkus/12s.htm


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مَوْضُوع / شَيْءٌ عَنْ إِنْسَانِيَّةِ الإِنْسَان ..........
الرابط : ــ
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=306639

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مَوْضُوع / الكانينشن الأَنْغورا في صِنَاعةِ الأَزْياء
الرَابِط : ــ
http://www.tellskuf.com/index.php/authors/1073-marq/35847-2014-02-09-20-46-46.html


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مَوْضُوع / الإِنْسَان مِنْ علْيائِهِ
( عَنْ حَيَوانات ِ التَجارُب ) .

الرَابِط : ــ
http://al-nnas.com/ARTICLE/ShTMarkus/5s.htm

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مَوْضُوع / عروضُ القِردَة المُقنَّعة في اندونيسيا، تَعْذيب تامّ ( مُتَرْجم عنِ الأَلْمانيَّة ) .
الرَابِط : ــ
 http://www.tellskuf.com/index.php/authors/1073-marq/33447-a14.html

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مَوْضُوع / عَنْ جَرِيمة إِبادَة الكِلاب السَائِبة ............
الرَابِط : ــ
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=321661

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مَوْضُوع / الإِنْسَان في قِمَّةِ الهَرَم ........ !!!
الرَابِط : ــ

 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,359118.msg4253441.html#msg4253441

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مَوْضُوع / الطَبيبُ البَيْطرِيّ في عُقْرِ رِسالَتِهِ
الرَابِط : ــ
http://al-nnas.com/ARTICLE/ShTMarkus/14s3.htm

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مَوْضُوع / مُصارَعة الثِيران
الرَابِط : ــ
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,447921.msg4853908.html#msg4853908

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مَوْضُوع : الأَرْضُ وما عَلَيْها ..........
الرَابِط : ــ
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=215894



84




كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني   ( 6 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شذى توما مرقوس                             
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر             




طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           

 الجزْءُ الثَاني ( 6 ) مِنْ سِلْسِلَة كُتّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً سيكونُ عَنْ صاحِب قِصَّة ( شِجار ) المَنْشُورَة عام 1957 م ، والمأْخوذ عَنْها فِلْم ( سعيد أَفندي ) والمُخْتَار كأَفْضَل فلم عِراقي ، إِنَّهُ القَاصّ ادمون صبري .                   
كما هُناك وَقْفَة قَصِيرَة مَعَ ما حزْتُ علَيْهِ مِنْ تَعْرِيف عَنْ نِتَاج الكاتِبين عبد المسيح بلايا وميخائيل الياس غالي  ، بَعْدَ بَحْثٍ مَضنيّ لَمْ يَأْتِ بالوفيرِ المُرْتَجى .
 

           
د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( ادمون صبري )

ولِدَ ادمون صبري عام 1921 م لأُسْرَة مُتَوَسِّطَة الحال ، يَنْحدِرُ والِداهُ عَنْ قَره قُوش التَابِعة لِمُحافَظَةِ نَيْنَوى .                                                             
حاصِل على ليسانس التِجارَة والاقْتِصاد مِنْ جامِعةِ بَغْداد عام 1951 م ( كُلِيَّة الإِدارَة والاقْتِصاد حالِيَّاً ) .                                                                   
عاشَ في الأَحْيَاء الشَعْبِيَّة بِبَغْداد بَيْنَ عقْدِ النَصارى والسنَك .                         
كتَبَ في مَجالِ القِصَّة والمَسْرَح ، كما أَخَذَت التَرْجمة نَصِيباً مِنْ اهْتِمامِهِ .         
أَوَّل قِصَّة نُشِرَتْ لَهُ كانَتْ بِعُنْوانِ ( ماكو شَاغِر ) عام 1948 م .                     
نَشَرَ أَوَّل مَجْمُوعة قِصصِيَّة عام 1952 م بِعُنْوانِ ( حصاد الدُمُوع ) .               
نَشَرَ عام 1957 م قِصَّة ( شِجار ) المأْخوذ عَنْها فِلْم ( سعيد أَفندي ) والمُخْتَار كأَفْضَل فلم عِراقي .                                                                           
كتَبَ عام 1958 م قِصَّة فِلْم ( مَنْ المَسْؤول ) .                                           
عَمِلَ ادمون صبري في الصحافَةِ العِراقِيَّة بِضْع سنَواتٍ قَبْلَ أَنْ يَنْشُر أُولَى قِصصِهِ بِعُنْوان ( ماكو شَاغِر ) عام 1948 م .                                           
في شِباط 1963 م تَعرَّض لِلاعْتِقالِ والفَصْلِ مِنْ وَظِيفتِهِ في البَنْكِ المَرْكزِيّ العِراقِيّ على يَدِ السُلْطَةِ الانْقِلابِيَّة بِسَببِ مَواقِفِهِ ، وتَوَقَّفَ عَنِ النَشْرِ حَتَّى عام 1967 م ، ثُمَّ عادَ لِمُتَابعةِ نَشَاطِهِ فكتَبَ مَسْرَحِيَّة ( أَيَّام العطالَة ) الَّتِي قُدِمَتْ لاحِقاً على قَاعةِ المَسْرَحِ القَوْميّ في بَغْداد ، حَيْثُ كانَ في حِيْنِها قَدْ عادَ لِلعمَلِ في قِسْمِ التَرْجمةِ في وزارَة الإِعْلام .                                                           
تَواصلَ عطاءً مُثْمِراً حَتَّى وفاتِهِ في 8 آذار عام 1975 م إِثْر حادِث سيْر قُرْب مدِينَةِ تكْرِيت في طَرِيقِ عَوْدتِهِ مِنْ سَفْرَة إِلى شمالِ العِراق .                         
تُرْجِمَتْ أَعْمالَهُ لِلعدِيدِ مِنْ اللُغاتِ / الأَنْكليزِيَّة ، الروسِيَّة ، الأَسْبانِيَّة .               
أَعْمالَهُ /                                                                                         
في مَجالِ القِصَّة : ــ                                                                         
1 ــ حصادُ الدُمُوع / أَقاصِيص / 1952 م .                                               
2 ــ المأْمُور العجُوز / مَجْموعة قِصَصِيَّة تَضُمُّ سَبْعة قِصَص قَصِيرَة .               
النَاشِر : مَطْبَعة دار المَعْرِفَة ــ بَغْداد .                                                 
تَارِيخ النَشْر : 1953 م .                                                                 
عدَد الصَفَحات : 88 صَفْحة .                                                           
مَعَ مُقَدِمة لِلدكتور صلاح الدين الناهي .                                             
3 ــ قافِلَة الأَحْيَاء / أَقاصِيص / 1954 م .                                                 
4 ــ كاتِب وارِدَة / أَقاصِيص / 1955 م .                                                 
5 ــ خَيْبَة أَمْل / مَجْموعة قِصَصِيَّة تَضُمُّ قِصَّتين / 1956 م .                         
النَاشِر : مَطْبَعة سلمان الأعظمي / بَغْداد .                                           
عدَد الصَفَحات : 52 صَفْحة .                                                           
6 ــ شِجار ( سعيد أَفندي ) / مَجْموعة قِصَصِيَّة تَضُمُّ ثَلاثَة قِصَص / 1957 م .   
النَاشِر : مَطْبَعة الأُمَّة / بَغْداد .                                                         
عدَد الصَفَحات : 44 صفحة .                                                         
7 ــ في خِضَمِ المَصائب / مَجْموعة قِصَصِيَّة تَضُمُّ سِتَة قِصَص / 1959 م .       
النَاشِر : مَطْبَعة الأَسْواق التَجارِيَّة / بَغْداد .                                         
عدَد الصَفَحات : 52 صَفْحة .                                                           
8 ــ هارِبٌ مِنْ الظُلْم / مَجْموعة قِصَصِيَّة تَضُمُّ عَشْرَةَ قِصَص / 1960 م .         
النَاشِر : مَطْبَعة النُجُوم / بَغْداد .                                                       
عدَد الصَفَحات : 76 صَفْحة .                                                           
9 ــ لَيْلَة مُزْعِجة / أَقاصِيص ظَرِيفَة تَضُمُّ سَبْعةَ قِصَص / 1961 م .                 
النَاشِر : مَطْبَعة الثَقَافة / بَغْداد .                                                       
عدَد الصَفَحات : 56 صَفْحة .                                                           
10 ــ خُبْز الحكومَة / مَجْموعة قِصَصِيَّة تَضُمُّ عَشْرَة قِصَص / 1961 م .           
النَاشِر : مَطْبَعة الثَقَافة / بَغْداد .                                                       
عدَد الصَفَحات : 56 صَفْحة .                                                           
11 ــ عِندَما تَكونُ الحيَاةُ رَخيصَة / مَجْموعة قِصَصِيَّة تَضُمُّ سَبْعةَ قِصَص / 1968 م .                                                                               
النَاشِر : وزارَة الثَقَافة والإِعْلام العِراقِيَّة .                                           
عدَد الصَفَحات : 94 صَفْحة .                                                         
12 ــ حِكايات عَن السَلاطين ــ ج 1 / مَجْموعة قِصَصِيَّة تَضُمُّ أَرْبَعة قِصَص / 1969 م .                                                                                 
النَاشِر : مَطْبَعة دار الجاحِظ / بَغْداد .                                                   
عدَد الصَفَحات : 56 صَفْحة .                                                             
13 ــ أَقاصيص مِنْ الحيَاة / مجْموعة قِصَصِيَّة تَضُمُّ إثْنتا عَشَر قِصَّة قَصِيرَة / 1970 م .                                                                                 
النَاشِر : مَطْبَعة أسعد / بَغْداد .                                                         
عدَد الصَفَحات : 68 صَفْحة .                                                           
14 ــ حِكايات عَن السَلاطين ــ ج 2 /  مَجْموعة قِصَصِيَّة تَضُمُّ ثَمانيةَ قِصَص  / 1973 م .                                                                                   
النَاشِر : مَطْبَعة السعدون / بَغْداد .                                                     
عدَد الصَفَحات : 60 صَفْحة .                                                             
15 ــ الخالَة عطية / قِصَّة طويلَة / 1958 م .                                           
النَاشِر : شَرِكة التِجارَة والطِبَاعة / بَغْداد .                                             
عدَد الصَفَحات : 68 صَفْحة .                                                             
16 ــ زَوْجةُ المَرْحوم / قِصَّة طويلَة / 1962 م .                                         
النَاشِر : مَطْبَعة الوفاء / بَغْداد .                                                           
عدَد الصَفَحات : 44 صَفْحة .                                                             


في مَجالِ المَسْرَح : ــ                                                                       
1 ــ الهارِب مِنْ المَقْهى / مَسْرَحيَّات / 1955 م .                                       
2 ــ الست حسيبة / مَسْرَحِيَّة / 1959 م .                                                 
3 ــ أَديب مِنْ بَغْداد / مَسْرَحِيَّة / 1962 م .                                               
4 ــ مَحْكومٌ بِالإِعْدام / مَسْرَحِيَّة / 1963 م .                                             
5 ــ أَيَّامُ العطالَة / مَسْرَحِيَّة / 1967 م .                                                   
6 ــ يَوْمِيَّات النَّاس / مَسْرَحِيَّات / 1971 م .                                             

في مَجالِ التَرْجمة : ــ                                                                         
قِصَص بلْغارِيَّة / لِلكاتب البلْغاريّ الين بلين / صَدَرَتْ عَنْ وزارَةِ الإِعْلام عام 1972 م .                                                                                       



بَعْدَ وفاتِهِ أَصْدَرَتْ لَهُ دارُ الحُرِيَّة / بَغْداد ، مَجْموعة مُخْتَارَة مِنْ قِصَصِهِ بِعُنْوان ( ادمون صبري ، دِراسَة ومُخْتَارات ) .                                                     

 
المَصادِر المُعْتَمدَة :                                                                           
( 1 ) عنكاوا كوم ــ مِنْ طَرَفِ المُشَارِك كيفان .                                       
المَوْضوع / مُؤلَّفَات الأَدِيب العِراقِيّ الراحِل ادمون صبري ، خَيْبَة أَمْل وفي خِضَمِ المَصائب .                                                         
التأريخ : 4 / 7 / 2008
رابِط المَصْدَر /                                                                                 

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=203294.0

( 2 ) عنكاوا كوم ــ مِنْ طَرَفِ الشَّماس يوسف حودي .                               
المَوْضُوع / نَيْنَوى والمَوْصِل المسِيحيَّة الحلَقَة السَابِعة والعشْرِين ــ سِيرَة حيَاة العلمانيين .                                                                                     
رابِط المَصْدَر /                                                                                 
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=647672.0


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



( ميخائيل الياس غالي )



أَصْدَرَ مَجْمُوعتَهُ القِصَصِيَّة ( العدالة ) عام 1937 م ، وهي قِصَص اجْتِماعِيَّة حَوْلَ العدالَة والقَضَاء والإِجْرام .                                                           

المَصْدَر :                                                                                   
مَوْضوع / نَيْنَوى والمَوْصِل المسِيحيَّة الحلقَة الـ 31 ــ الأَعْلام مِنْ العلْمانيين .
مِنْ طَرَف الشَّماس يوسف حودي .                                                     
مَوْقِع عنكاوا .                                                                             

رابِط المَصْدَر :                                                                             


http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=665345.0

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( عبد المسيح بلايا )


أَصْدَرَ رِوايتَهُ ( سبي بَابل ) عام 1955 م ، وهي رِوايَة دينِيَّة تَارِيخيَّة .           
بَعْدَ وفاتِهِ قَامَتْ إِبْنَتَهُ بِإِصْدَارِ مَجْموعته القِصَصِيَّة ( الضم المُحطم ) عام 1972 م ، وهي مَجْموعة قِصَصِيَّة مكْتُوبَة في الخَمْسِينات .                                   

المَصْدَر :                                                                                       
مَوْضُوع / نَيْنَوى والمَوْصِل المسِيحيَّة الحلقَة الـ 30  ــ الأَعْلام مِنْ العلْمانيين .
مِنْ طَرَف الشَّماس يوسف حودي .                                                     
مَوْقِع عنكاوا .                                                                               
 رابِط المَصْدَر :                                                                             


http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,656116.msg5973799.html#msg5973799



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



شُكراً لِكُلِ المُتَابِعين والمُتَابِعات ........
نَتَواصل لِمَرَّةٍ قَادِمَة ........
يُتْبَع ..........











Sh.toma@hotmail.com




85

كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني  ( 5 )                 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     
شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر             




 


 طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           

مال الله فرج ، ميخائيل ممو ، جلال مرقس عبدوكا ، زاهر دودا ، جوزيف حنا ، غسان سالم شعبو ، أمير بولص ، عامر رمزي ، سالم الياس مدالو ، ماجد ككي ، عامر حنا حداد ، كريم اينا ، نوئيل عيسى ، يوسف يلدا  ، ...... كُتَّاب لَهُم مكانَتَهُم في الوَسَطِ الثَقافِيّ الأَدبِيّ سَبَقَ الإِشَارَة إِلَيْهم في الجزْء الثَاني ( 1 ) ، ( 2 ) ، ( 3 )  و ( 4 ) .                                                                         
نَتَواصلُ اليَوْم في الجزْءِ الثَاني ( 5 ) لِلقِراءَةِ عن كاتِبٍ وَفِير العطَاء ، ثَرُّ التَجْرِبَة ، القَاصّ هيثم بهنام بردى .                                                                 

           
د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




( هيثم بهنام جرجيس بردى )

ولِدَ عام 1953 .
عُضُو اتحاد الأُدباء العِراقِيّين .
عُضُو اتحاد الكُتَّاب العَرَب .
عُضُو نَقَابَة الفَنَّانِين العِراقِيّين .
كاتِبٌ وَفِيرُ العطَاء ، كتَبَ عَنْ تَجْرِبَتِهِ في الكِتَابَة كُلٌّ مِنْ :
د.عُمر الطالب ، د.نادية هناوي سعدون ، يوسف الحيدري ، جاسم عاصي ، سليمان البكري ، ناجح المعموري ، عبد الستار البيضاني ، صباح الانباري ، أنور عبد العزيز ، محمد الأحمد ، ازدهار سلمان ، جاسم خلف الياس ، بولص آدم ، شاكر سيفو ، إسماعيل عيسى ، جمال نوري ، ناظم السعود ، سمير إسماعيل ........ وغَيْرهم .
تُرْجِمَتْ بَعْضٌ مِنْ قِصَصِهِ إِلى الأَنْكليزِيَّة والهُولنْدِيَّة والفَرَنْسِيَّة .
ورَدَ اسْمَهُ في كِتاب ( مَوْسُوعة أَعْلام العِراق في القَرْن العِشْرِين ، الجُزْء الثَالِث ، الصَفْحة 281 ) ، الصادِر عَنْ دارِ الشُؤونِ الثَقافِيَّة العامَّة عام 1998 لِمُؤلّفِهِ الأُسْتَاذ حميد المطبعي .
أَفْرَدَ البَاحِث جاسم خلف الياس فُصُولاً مِنْ رِسالَتِهِ ( شِعْرِيَّة القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً ) عَنْ تَجْرُبَة القَاصّ هيثم بردى في كِتَابِةِ القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً والَّتِي نَالَ فيها شَهادَة الماجسْتير مِنْ كُلِيَّةِ الآداب في جامِعةِ المَوْصِل عام 2007 .
تَنَاولَ البَاحِث فرج ياسين أحمد بِالتَحْلِيل قِصَّة ( الأَقاصِي ) لِلقَاصّ هيثم بردى في أَطْروحتِهِ (  أَنْماط الشَخْصِيَّة المُؤسطَرَة في القِصَّة العِراقِيَّة ، دِراسَة تَحْلِيلِيَّة ) ، والَّتِي نَالَ بِها شَهادَة الدكتُوراه مِنْ كُلِيَّة التَرْبِيَة ــ جامِعة تِكْرِيت عام 2006 م .
أَفْرَدَ السَيّد إسماعيل فتحي حسين مِفْصلاً مِنْ مفَاصِلِ رِسالَتِهِ لِنَيْلِ شَهادَةِ الماجسْتير مِنْ جامِعةِ المَوْصِل عام 1997 بِاللُغَةِ الأَنْكليزِيَّة بِرِسالَتِهِ المَوْسُومَة :
 For grounding in Arabic Written Discourse With Special Reference To English
وتَرْجَمَ لَهُ فيها قِصَّة ( العيُون ) مِنْ مَجْمُوعتِهِ القِصَصِيَّة ( حُبّ مَعَ وَقْفِ التَنْفِيذ ) مَعَ دِراسَة عَنِ اللُغَة في هذِهِ القِصَّة .

كُتُب صَدَرَتْ عَنْ أَدَبِهِ :
1ــ حَبَّةُ خَرْدَل / دِراسَات نَقْدِيَّة عَنْ تَجْرُبَةِ القَاصّ هيثم بهنام بردى في كِتَابَةِ القِصَّةِ القَصِيرَة جِدَّاً  / إِعْداد وتَقْدِيم خالص ايشوع بربر / مَنْشُورات اتحاد الأُدباء السرْيَان ــ المَوْصِل 2005 .
صَدَرَتْ طَبْعتَهُ الثَانِيَّة عَنْ دارِ رَنْد لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع في سُورِيا عام 2010 .
2 ــ شِعْرِيَّة المَكان في القِصَّةِ القَصِيرَة جِدَّاً ــ قِراءَة تَحْلِيلِيَّة في المَجْمُوعاتِ القِصَصِيَّة  ( 1989 ــ 2008 ) لِهيثم بهنام بردى / كِتَاب نَقْدِيّ لِلدكتور نبهان حسون السعدون / دار تَمُّوز لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع ــ دِمشق 2012 .
والكِتَاب يَتَكوَّن مِنْ 158 صَفْحة مِنْ القَطْعِ المُتَوَسِط ، ويَتَوزَّع على مُقَدِمَة ومَدْخَل وأَرْبَعةِ فُصُولٍ هي :
 المَدْخَل / مَفَاهيم وتَجْرُبَة .
الفَصْل الأَوَّل / شِعْرِيَّة جُغْرافيَة المَكان .
الفَصْل الثَانِي / شِعْرِيَّة وَصْف المَكان .
الفَصْل الثَالِث / شِعْرِيَّة تَرْكِيب المَكان .
الفَصْل الرَابِع / شِعْرِيَّة رُؤْيَة المَكان .
والمَجْمُوعات القِصَصِيَّة الَّتِي تَنَاولَها الدَارِس بِالتَحْلِيل هي :
ــ حُبّ مَعَ وَقْفِ التَنْفِيذ / 1989 .
ــ اللَيلَة الثَانِيَة بَعْد الأَلْف / 1996 .
ــ عُزْلَة انْكِيدو / 2000 .
ــ التَماهِي / 2008 . 

3 ــ تَجلِيَّات الفَضَاء السَرْدِيّ ــ قِراءَة في سَرْدِيَّات هيثم بهنام بردى / إِعْداد وتَقْدِيم : أ. د محمد صابر عبيد / دار تَمُّوز لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع ــ دِمشق 2012 .
4 ــ أَسْماء في ذاكِرَةِ المدِينَة ، هيثم بهنام بردى / إِعْداد وتَقْدِيم وحِوار نمرود قاشا / مَطْبَعة شفيق ـ بَغْداد 2012 . 

حَضَرَ وشَاركَ في مِهْرجانات ومُلْتَقيات عدِيدَة أَبْرزَها :
1 ــ الدَوْرَة العَرَبِيَّة الأُولى لِلقِصَّةِ الشَابَة الَّتِي أَقَامَتْها مَجَلَّة الطَلِيعةِ الأَدبِيَّة في بَغْداد عام 1980 .
2 ــ مُلْتَقَى القِصَّة العِراقِيَّة في بَغْداد عام 1995 .
3 ــ نَدْوَة الرِوايَة العَرَبِيَّة في بَغْداد عام 2002 .
4 ــ المُلْتَقَى الثَالِث لِلقِصَّةِ القَصِيرَة جِدَّاً في حلَب عام 2005 .
5 ــ المُلْتَقَى الرَابِع لِلقِصَّةِ العِراقِيَّة ( مُلْتَقَى د. علي جواد الطاهر ) في بَغْداد عام 2008 .


حصادُ الجَوائز :
1 ـ حائز على جائزَةِ ناجي نعمان الأَدبِيَّة اللُبْنانِيَّة لِعام 2006 .
2 ــ حائز على الجائزَةِ الأُولَى في مُسابَقَةِ القِصَّةِ القَصِيرَة الَّتِي أَقَامَتْها دار الشُؤون الثَقافِيَّة في وزارَةِ الثَقافَة العِراقِيَّة عام 2006 عَنْ قِصَّتِهِ القَصِيرَة ( النَبْض الأَبدِيّ ) .
3 ــ فَازَ بِالمَرْكزِ الثَاني في جائزَةِ ( عزي الوهاب لِمَسْرَحِ الطِفْل ) في المُسَابَقَةِ الثَقافِيَّة لِعامِ 2010 الَّتِي أَقَامَتْها وزارَة الثَقَافَة العِراقِيَّة ـ دار ثَقَافَة الأَطْفال ، عَنْ مَسْرَحِيَّتِهِ المَوْسُومة ( العشْبَة ) ، الجائزَة الأُولَى كانَتْ مِنْ نَصِيبِ الكاتِب طلال حسن ، وحَصَلَ على المَرْكز الثَالِث الكاتِب محمد علي الخفاجي .

أَصْدَرَ الكُتُب التَالِيَّة :
في الرِوايَة /
1 ـ الغُرْفَة 213 / رِوايَة  1987 / مَطْبَعة أسعد .
2 ــ مار بهنام وأُخْتَهُ سارة / رِوايَة ــ مَرْكز أَكد لِلطِبَاعةِ والإِعْلان ــ عينكاوا ــ أَرْبيل 2007 .
3 ــ قدِيسو حدياب / رِوايَة ــ مَرْكز أَكد لِلطِبَاعةِ والإِعْلان ــ عينكاوا ــ أَرْبيل 2008 ، ( صَدَرَتْ بِاللُغةِ السرْيَانِيَّة عَنْ دارِ ــ منارَة ــ في أَرْبيل عام 2011 ، تَرْجمَة كوركيس نباتي ) .

في القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً /
1 ــ حُبّ مَعَ وَقْفِ التَنْفِيذ / قِصَص قَصِيرَة جِدَّاً  ــ مَطْبَعة شفيق ــ بَغْداد 1989 .
2 ــ اللَيلَة الثَانِيَة بَعْد الأَلْف / قِصَص قَصِيرَة جِدَّاً ــ مَنْشُورات مَجَلَّة نُون ــ المَوْصِل 1995  .
3 ــ عُزْلَة انْكِيدو / قِصَص قَصِيرَة جِدَّاً ــ مَطْبَعة نَيْنَوى ــ بَغْداد 2000 .
4 ــ التَماهِي / قِصَص قَصِيرَة جِدَّاً ــ دار الشُؤونِ الثَقَافِيَّةِ العامَّة ، وزارَة الثَقَافَة ــ بَغْداد 2008 .
5 ــ القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً / المَجْمُوعات القِصَصِيَّة 1989 ــ 2008 / دار رَنْد لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع ــ دِمشق 2011 .
يَقعُ الكِتَاب في 313 صَفْحَة مِن القَطْعِ المُتَوَسِط ويَحْوي بَيْنَ دَفَّتيهِ إِصْدارات القَاصّ هيثم بردى في جِنْسِ القِصَّةِ القَصِيرَة جِدَّاً بِحَسبِ التَرْتيبِ التَالِي :
ــ حُبّ مَعَ وَقْفِ التَنْفِيذ / مَطْبَعة شفيق 1989 .
ــ اللَيلَة الثَانِيَة بَعْدَ الأَلْف / مَنْشُورات مَجلَةِ نُون 1996 .
ــ عُزْلَة انْكِيدو / مَطْبَعة نَيْنَوى 2000 .
ــ التَماهِي / دار الشُؤون الثَقَافِيَّة العامَّة 2008 .
وأَفْرَدَ في خاتِمةِ كِتَابِهِ هذا مُقْتَطفَات مِنْ كِتاباتٍ لِنُقادٍ وقَصَّاصِين وشُعرَاء وإِعْلامِيّين في إِبْداعِ القَاصّ هيثم بردى في هذا الجِنْس الأَدَبِيّ مِنْهُم : القَاصّ والنَاقِد جاسم عاصي ، النَاقِد سليمان البكري ، النَاقِد والبَاحِث ناجح المعموري ، القَاصّ والنَاقِد أنور عبد العزيز ، القَاصّ والنَاقِد يوسف الحيدري ........ وغَيْرهم . 
6 ــ نَهْر ذُو لِحيَة بَيْضاء / مَجْمُوعة قِصَصِيَّة / دار تَمُّوز لِلطِبَاعةِ والنَشْر والتَوْزِيع ــ دِمشق 2011  ، تَقعُ المَجْمُوعة القِصَصِيَّة في ثَمانِين صَفْحَة مِن القَطْعِ المُتَوَسِط ، وتَشْملُ تِسْعة قِصَص كتَبَها القَاصّ بَيْنَ أَعْوام 1974 و 1994 ، وهذِهِ المَجْمُوعة القِصَصِيَّة هي الإِصْدار السَادِس عَشَر لِهيثم بهنام بردى في القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً والرِوايَة وأَدَبِ الطِفْل ، خِلال مَسِيرَتِهِ مَعَ الكِتَابَة مُنْذ مَطْلَعِ سَبْعيناتِ القَرْنِ المَاضِي .
7 ــ الوَصِيَّة / قِصَص قَصِيرَة ــ دار الشُؤونِ الثَقَافِيَّة العامَّة ، وزارَة الثَقَافَة ــ بَغْداد 2002 .
8 ــ تليباثي / قِصَص قَصِيرَة ــ دار نُعمان لِلثَقَافَة ــ بَيْروت 2008 ، صَدَرَتْ طَبْعَتَها الثَانِيَة عَنْ دارِ اليَنابِيع بِدِمشق عام 2010 .
9 ــ أَرْضٌ مِنْ عَسَل / مَجْمُوعة قِصَصِيَّة / دار الحِوار لِلنَشْرِ والتَوْزِيع ــ اللاذقِيَّة ، سُوريا 2012 .

في أَدَبِ السِيرَة /
ــ الَّذِي رَأَى الأَعْماق كُلَّها / كِتَاب انْثِيالات ــ مَطْبَعة مِيديا ــ أَرْبيل 2007 .

في الإِعْدادِ والتَقْدِيم /
1 ــ قَصَّاصُون عِراقِيون سرْيَان في مَسِيرَةِ القِصَّة العِراقِيَّة / إِعْداد وتَقْدِيم ــ إِصْدار المُدِيرِيَّة العامَّة لِلثَقَافَةِ والفنُون السرْيَانِيَّة  ــ أَرْبيل 2009  ، ( صَدَرَتْ طَبْعتَها الثَانِيَة عَنْ دارِ تَمُّوز لِلطِبَاعةِ والنَشْر ــ دِمشق 2012 ) ، ( صَدَرَتْ تَرْجمَتها إِلى اللُغةِ الكُوردِيَّة مِنْ قِبَلِ أحمد محمد إسماعيل ، وصَدَرَتْ عَنْ المُدِيرِيَّة العامَّة لِلثَقَافَةِ والفنُون السرْيَانِيَّة عام 2012 ) .
 2 ــ مُبْدِعون عِراقِيَّون سرْيَان / سِلْسِلَة بِسِتَةِ أَجْزَاء ، صَدَرَتْ عَنْ دارِ تَمُّوز لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع بِدِمشق :
•   الكِتَابُ الأَوَّل / قَصَّاصُون عِراقيون سرْيَان في مَسِيرَةِ القِصَّة العِراقِيَّة .
صَدَرَتْ هذِهِ الطَبْعة بَعْد عامينِ مِنْ صُدُورِ طَبْعتِها الأُولَى عَنِ المُدِيرِيَّة العامَّة لِلثَقَافَةِ والفنُونِ السرْيَانِيَّة ـ أَرْبيل ، وتَقعُ هذِهِ الطَبْعة في 186 صَفْحَة مِنْ القَطْعِ المُتَوَسِط ، رَصَدَ فيها الكاتِب دَوْرَ القَاصَ العِراقِيّ السرْيَانيّ المُؤْثِر في القِصَّةِ العِراقِيَّة مُنْذُ بَواكِيرِها الأُولَى مُسْتَهلِ العَقْدِ الثَانِي مِنْ القَرْنِ العِشْرِين وحَتَّى مُسْتَهلِ القَرْنِ الحالِيّ ، والقَصَّاصُون الَّذِين تَنَاولَهُم وحسَبِ الأَجْيَال القِصَصِيَّة هُم : يوسف متي ، إدمون صبري ، يوسف يعقوب حداد ، سركون بولص ، سعدي المالح ، بنيامين حداد ، فاضل نوري ، سهى رسام ، هيثم بهنام بردى ، بطرس هرمز ، جوزيف حنا يشوع ، وبولص آدم .
•   الكِتَابُ الثَانِي / قَصَّاصُون عِراقِيون سرْيَان في مَسِيرَةِ القِصَّةِ العِراقِيَّة القَصِيرَة جِدَّاً .
يَقعُ الكِتَاب في 134 صَفْحَة مِنْ القَطْعِ المُتَوَسِط ، يُوثِقُ فيه مُعِدُّ هذِهِ السِلْسِلَة ، المَسِيرَة الرِيادِيَّة لِلقَاصِ العِراقِيّ السرْيَانِيّ لِلقِصَّةِ القَصِيرَةِ جِدَّاً ، عِراقِيَّاً وعَرَبِيَّاً وعالَمِيَّاً ، عِبْرَ القَاصّ الرائِد نوئيل رسام ، والدَوْر الَّذِي لَعِبَهُ القَصَّاصُون السرْيَان في تَأْصِيلِ وتَطْويرِ هذا الفَنّ الجَمِيل ، والقَصَّاصُون المُنْدَرِجون بَيْنَ دفّتي هذا الجزْء مِنْ السِلْسِلَة هُم : نوئيل رسام ، يوسف يعقوب حداد ، هيثم بهنام بردى ، سعيد شامايا ، يونادم بنيامين ، صباح الكاتب ، جوزيف حنا يشوع ، بولص آدم ، يوسف يلدا ، عامر رمزي ، وإبراهيم كولان .
•   الكِتَابُ الثَالِث / رِوائيّون عِراقِيون سرْيَان في مَسِيرَةِ الرِوايَةِ العِراقِيَّة .
يَقعُ الكِتَاب في 194 صَفْحَة مِنْ القَطْعِ المُتَوَسِط ، يَرْصُدُ فيها الكاتِب الرِحْلَة الرَائِدَة لِلعِراقيّين السرْيَان في مَسِيرَةِ الرِوايَةِ العِراقِيَّة ، ورِيادتِهِم المُتَرادِفَة لِلرِوايَةِ العِراقِيَّة ، وخُصُوصاً التَارِيخِيَّة مِنْ خِلالِ رِوايَةِ ( يزداندوخت .... الشَرِيفَة الأَرْبيلِيَّة ) لِسليمان الصائغ ، والدَوْر الجلِي لِلرِوائِيّ السرْيَانِيّ في تَفْعِيل الرِوايَة في العِراق ، مِنْ خِلالِ الرِوائيّين الَّذِين أُدْرِجُوا في هذا الكِتَاب وهُم : سليمان الصائغ ، ميخائيل أورو ، إدمون صبري ، ميشيل لازر عيسى ، بهنام وديع أوغسطين ، يوسف الصائغ ، سعدي المالح ، إنعام كجه جي ، هيثم بهنام بردى ، صموئيل شمعون ، وليلى قصراني .
•   الكِتَابُ الرَابِع / كُتَّاب أَدَب طِفْل عِراقِيون سرْيَان في مَسِيرَةِ أَدَبِ الطِفْلِ العِراقِيّ .
يَقعُ الكِتَاب في 120 صَفْحَة مِنْ القَطْعِ المُتَوَسِط ، وهو ضِمْن إِصْدارات مَجَلَّةِ إِنانا الَّتِي تعنَى بِشَأْنِ المَرْأَة ، وتَصْدُر عَنِ المَجْلِس الشَعْبِيّ الكلْدانِيّ السرْيَانِيّ الآشُورِيّ وعَنْ مَطْبَعةِ شفيق بِبَغْداد .
يَتَوَزَّعُ الكِتَاب على مُقَدّمة بِعُنْوان ( لَمْحَة عَنْ أَدَبِ الطِفْلِ في العِراق ) و ( دَوْر الأَدِيب السرْيَانِيّ في مَسِيرَةِ أَدَبِ الطِفْلِ في العِراق ) ، وفيه يَتَنَاولُ سِيرَةَ الكُتَّابِ العِراقِيّين السرْيَان وإِثْرائهم لِلمَشْهدِ الإِبْداعِيّ العِراقِيّ في جِنْسِ أَدَبِ الطِفْلِ عِبْرَ أَسْماء : زهير رسام ، عامر فتوحي ، زهير بهنام بردى ، سعيد شامايا ، هيثم بهنام بردى ، جورجينا بهنام حبابة ، حكمت عبوش ، جرجيس نباتي ، ونادية سولاقا بربر ، ونَماذِج مُخْتَارَة مِنْ كِتَاباتِهم .
•   بِانْتِظارِ الطَبْع :
ــ كُتَّاب مَسْرَح عِراقِيون سرْيَان في مَسِيرَةِ الكِتَابَةِ المَسْرَحِيَّة العِراقِيَّة .
ــ شُعرَاء عِراقِيون سرْيَان في مَسِيرَةِ الشِعْر العِراقِيّ المُعاصِر .
3 ــ سركون بولص عَنْقاءُ الشِعْر العِراقِيّ الحدِيث / إِعْداد وتَقْديم ــ إِصْدَار المُدِيرِيَّة العامَّة لِلثَقَافَةِ والفنُونِ السرْيَانِيَّة ــ أَرْبيل 2011 .

في التَوْثِيق /
ـــ القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً في العِراق / كِتَاب تَوْثِيقِيّ مِنْ إِعْداد وتَقْدِيم هيثم بردى / المَوْصِل 2010 ، صادِر عَنْ شُعْبَة الشُؤون الأَدَبِيَّة لِلنَشَاطِ المَدْرَسِيّ وضِمْن السِلْسِلَة الَّتِي تُصْدِرها المُدِيرِيَّة العامَّة لِتَربِيَّةِ نَيْنَوى وتَحْتَ التَسَلْسُل ( 25 ) ، أَعدَّ فيه ووَثَقَ رِحْلَة القِصَّة القَصِيرَة في العِراق مُنْذُ نَشْأَتها في مُسْتَهلِ ثَلاثِينات القَرْن المَاضِي على يَدِ الرائِد نوئيل رسام وحَتَّى الزَمَنِ الحاضِر ، والكِتَاب بِقِسْمينِ :
القِسْم الأَوَّل /  في الجِنْسِ والكيْنُونَة .
رَصَدَ فيه الوِلادَة مَعَ نبْذَة تَارِيخِيَّة ، ثُمَّ أَوْرَدَ تَعارِيف عدِيدَة لِهذا الجِنْس لِمُنَظِرين ونُقَّاد عالَميّين وعَرَب وعِراقِيّين ، ثُمَّ الكيْنُونَة وحتْمِيَّة انْتِمائِها إِلى فَنِّ القِصَّةِ القَصِيرَة مَعَ بَعْضِ الفُروقَاتِ الَّتِي تَطْغى على سِمتِها ، وأَدْرَجَ في نِهايَةِ القِسْمِ عُنْوانَاً غَنِيَّاً بِقَلَمِ النَاقِد جاسم خلف الياس هو ( القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً نَوْعاً أَدَبِيَّاً ) وهو الفَصْل الأَوَّل مِنْ رِسالَةِ الماجسْتير الَّتِي نَالَها بِامْتِياز مِنْ كُلِيَّةِ التَرْبِيَة بِجامِعةِ المَوْصِل عام 2007 .
القِسْم الثَانِي /  القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً ( الأَجْيَال القِصَصِيَّة ) .
وفيه يُوَثِقُ الأَجْيالِ القِصَصِيَّة في العِراق مُنْذُ الستِينَات وحَتَّى اليَوْم ، وبَعْدَ أَنْ يَنْشُر قِصَّتيّ الرَائِد الرسام ، يَتَنَاولُ الجِيل الستِينيّ الَّذِي مِنْهُ قَدَحَتْ شَرارَة القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً ، ومِنْ ثُمَّ تَجَدُّدَها وتَأَلُّقَها على يَدِ الجِيل السَبْعِينِيّ ، ثُمَّ الوِلادَة المُعافَاة لِلجِيلَينِ الثَمانِينِيّ والتَسْعِينِيّ اعْتِماداً على تَجْرُبَتيّ الجِيلَينِ السَابِقينِ ، وأَخِيْراً جِيلِ الأَلْفِيَّة الجدِيدَة ، وأَدْرَجَ في الكِتَاب إِحْدَى وخَمْسِين قِصَّة قَصِيرَة جِدَّاً لِلأَجْيَال الأَنِفَةِ الذِكْر .

في أَدَبِ الطِفْل :
 
1ــ الحكِيمة والصَيَّاد / مَسْرَحِيَّة لِلفتْيان  / مَطْبَعة بيريفان ــ أَرْبيل 2007 .
2 ــ مَعَ الجاحِظ على بِسَاطِ الرِيح / سِيرَة قِصَصِيَّة لِلفتْيان ــ دار رَنْد لِلطِبَاعةِ والنَشْرِ والتَوْزِيع ـ دِمشق 2010 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المَصَادِر  المُعْتَمَدَة /
1 ــ مَوْقِع النُور .
هيثم بهنام بردى
رابِط المَصْدر :
 http://www.alnoor.se/author.asp?id=2381
2 ــ  ثَلاث إِصْدارات لِهيثم بهنام بردى .
الكاتِب : هيثم بهنام بردى
2 / 11 / 2012
مَوْقِع النُور .
رابِط المَصْدر :
http://www.alnoor.se/article.asp?id=141906

3 ــ المَجْمُوعات القِصَصِيَّة / إِصْدار جدِيد لِهيثم بهنام بردى .
الكاتِب : هيثم بهنام بردى
30 / 4 / 2011
مَوْقِع النُور .
رابِط المَصْدَر  :
http://www.alnoor.se/article.asp?id=112842

4 ــ شِعْرِيَّة المَكان في القِصَّةِ القَصِيرَة جِدَّاً / المُؤلّف : نبهان حسون السعدون
الكاتِب : هيثم بهنام بردى
15 / 9 / 2012
 مَوْقِع النُور .
رابِط المَصْدَر :
http://www.alnoor.se/article.asp?id=169352

5 ــ كُتَّاب أَدَب طِفْل عِراقِيون سرْيَان في مَسِيرَةِ أَدَبِ الطِفْل العِراقِيّ .
الكاتِب : هيثم بهنام بردى
14 / 3 / 2013
مَوْقِع النُور .
رابِط المَصْدَر :
 http://www.alnoor.se/article.asp?id=196823
 
6 ــ القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً في العِراق .
الكاتِب : هيثم بهنام بردى
24 / 5 / 2010
 مَوْقِع النُور .
رابِط المَصْدَر :
http://www.alnoor.se/article.asp?id=78373

7 ــ هيثم بهنام بردى يَفُوزُ بِجائِزَةِ دارِ ثَقَافَةِ الأَطْفَالِ لِمَسْرَحِ الطِفْل .
الكاتِب : هيثم بهنام بردى
29 / 12 / 2010
مَوْقِع النُور .
رابِط المَصْدَر :
http://www.alnoor.se/article.asp?id=101113

8 ــ مَجْمُوعة قِصَصِيَّة جدِيدَة لِهيثم بهنام بردى ( نَهْر ذُو لحْيَة بَيْضاء ) .
الكاتِب : هيثم بهنام بردى
24 / 9 / 2011
مَوْقِع النُور .
رابِط المَصْدَر :
http://www.alnoor.se/article.asp?id=127854



شُكراً لِلمُتابعين والمُتابِعات ، نَتَواصل .........                                           
يُتبَع ............                                                                               


Sh.toma@hotmail.com

86
   













كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 4 )                   
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     
بقلم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر             


 طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           

مال الله فرج ، جلال مرقس عبدوكا ، زاهر دودا ، جوزيف حنا ، غسان سالم شعبو ، أمير بولص ، عامر رمزي ، سالم الياس مدالو ، ماجد ككي ، عامر حنا حداد ، كريم اينا ، نوئيل عيسى ، يوسف يلدا ...... كُتَّاب لَهُم مكانَتَهُم في الوَسَطِ الثَقافِيّ الأَدبِيّ سَبَقَ الإِشَارَة إِلَيْهم في الجزْء الثَاني ( 1 ) ، ( 2 ) ، ( 3 ) .       
نَتَواصلُ اليَوْم في الجزْءِ الثَاني ( 4 ) في الإِشَارَةِ إِلى كاتِبٍ ثَرٌّ العطَاء ، غَنِي المَسِيرَة ومَعْرُوف لَدَى القُرَّاء والقَارِئات ، وهو الأُسْتَاذ ميخائيل ممو .             

           
د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( ميخائيل ممو )


ولِدَ عام 1948 .                                                                             
أَنْهى دِراسَتَهُ الأَبْتِدائِيَّة والمُتَوَسِّطَة والثَانويَّة في الحبانية .                         
الْتَحَقَ بِكُلِيَّةِ الحُقُوق ( القَانُون والسِياسَة ) / جامِعَة البَصْرَة .                         
تَوَلَّى مَسْؤُولِيَّة تَحْرِير الصَفْحة الجَامعِيَّة بِجَرِيدَةِ الجَنُوب البَصْرِيَّة لِمُدَّةِ عامين .
عَمِلَ في الحَقْلِ الإِعْلامِيّ والتَرْبويّ .                                                       
كانَ عُنْصُراً فَعَّالاً ونَشِطاً في النَادِي الثَقافِيّ الآثورِي ونَادِي المُجْتَمَع الآثورِي في بَغْداد واتِّحَادِ الأُدباء .                                                                         
هاجَرَ إِلى السويد مُنْتَصَف عام 1977 واسْتَقَرَّ فيها .                                   
يَكْتُبُ بِثَلاثِ لُغات ( العَرَبِيَّة ، الآشُورِيَّة ، السويدِيَّة ) .                                 
حاصِل على دَرَجَةِ الكفَاءَةِ السويدِيَّة لِدَيْمُومَةِ العَمَلِ التَرْبويّ في المَدارِسِ السويدِيَّة .                                                                                       
لَهُ مُحاولات شِعْرِيَّة بِالسويدِيَّة تَمَّ جَمْعَها في دِيوانٍ لَمْ يُطْبَعْ بَعْد ، لَهُ أَيْضاً دِيوانين أَحَدَهُما بِالعَرَبيّ والآخَر بِالآشُورِيّ .                                             
كاتِب غَزيرُ العَطاء وثّرٌّ المِسِيرَة ، يَكْتُبُ المَقَالَة ، القِصَّة ، الشِعْر ، البحُوث .     
لَهُ بَاع طَوِيل في عالَمِ الصَحافَةِ والتَرْجَمَة .                                               
أَوَّل مَقَالَة نَشَرَها كانَتْ بِتَأْرِيخ 10/10/1964 في جَرِيدَةِ الأَنْباءِ الجَدِيدَة البَغْدادِيَّة وكانَ آنذاك في سِنِّ السَادِسَةِ عَشَر .                                                       
عضو هيْئَة التَحْرِير في مَجَلَة المُثَقَّف الآثُورِيّ الصَادِرَة عَن النَادِي الثَقَافيّ الآثُورِيّ في بَغْداد عام 1970 ، ومِنْ ثُمّ سكرتير التَحْرِير .                           
( يَا وَرْدَتي ) هي أَوَّل قَصِيدَة كتَبَها عام 1963  ، حَيْثُ كانَ في الخَامِسَةِ عَشَر مِنْ عُمْرِهِ .                                                                                     
بَعْدَ فَصْلِهِ مِن الجامِعة ( كُلِيَّة الحُقُوق ) عام 1968 لأَسْبَابٍ مَجْهولَة وأُخْرَى تَتَعلَّقُ بِالتَغْيير السُلْطَوِيّ ، الْتَحقَ بِمَعْهدِ المُعلِّمين في مُحافَظَةِ الأَنْبار .             
سكرتير الهَيْئَة المُؤْسِسَة لاتِّحَادِ الأُدَبَاء .                                                 
لَهُ كِتَاب ( في رِياضِ الشِعْر ) ، وهو قَصائد آشُورِيَّة مُتَرْجمَة إِلى العَرَبِيَّة ، هذا الكِتَاب تَمَّ مَنْعَهُ وصُودِرَ بِقَرارٍ مِنْ جِهَةِ رَقَابَةِ المَطْبُوعات .                           
عَمِلَ في مَجَلَةِ حويودو الشَهْرِيَّة في السويد ، وكذلِكَ في جَرِيدَةِ بهْرا ومَجَلَة الاتِّحَاد الآشُورِيّ العالَميّ الفَصْلِيَّة الصَادِرَة في أَمْرِيكا ، ومَجَلَةِ نَيْنَوى الفَصْلِيَّة الصَادِرَة في أَمْرِيكا .                                                                           
دَرَسَ مادَة أَدب وثَقَافَة الطِفْل أَكادِيميَّاً في الجامِعة وأَعدَّ بَحْثاً جامِعِيَّاً بِعُنْوانِ ( هَلْ يَتَحَدَّثُ سَكنَة يُونشونبينغ بِخَمْسِين لُغَة ؟ ) ، ثُمَّ تَوَّجَهُ بَعْدَ سَنوات بِبَحْثٍ مُوَسَّعٍ بِعُنْوان ( أَيْنَ نَحْنُ مِنْ أَدبِ الطِفْلِ الآشُورِيّ ؟ ) بِحُدُودِ المائةِ صَفْحَة والَّذي نُشِرَ ضِمْنَ مُجَلَّدِ بحُوثِ المُؤْتَمرِ الأَدبيِّ السرْيانِيِّ الرَابِع عام 2007 ، والمُنْبَثِق عَن الاتِّحَاد العامّ لأُدباءِ العِراق تَحْتَ شِعارِ ( مُؤْتَمر الأَبّ يوسف قليتا ) الَّذِي انْعَقَدَ في دهُوك .                                                                                           
عام 2008 تَمَّ اخْتِيارَهُ لِنَيْلِ لَقَبِ ( مُعلِّم السنَة ) في السويد .                         
شَارَكَ في عِدَّةِ مُؤْتَمراتٍ ومِهْرَجانَاتٍ ثَقَافِيَّة ـ أَدبِيَّة داخِل وخَارِج السويد .         
نَشَرَ في عِدَّةِ جَرائِد ومَجَلات : ــ                                                           
جَرِيدَة السِيَاحة ، جَرِيدَة أَخْبَار المُعلِّمين ، جَرِيدَة صَدَى الأَجْيال ، جَرِيدَة الشَعْب ، جَرِيدَة الجَمْهورِيَّة اللُبْنَانِيَّة ، جرِيدَة الحوادِث ، الجَنُوب البَصْرِيَّة ، النَشَاط ، ، الوَطَن  ، التآخي ، المُواطِن ، صَوْتٌ مِنْ الشَرْق ، بَغْداد أُوبزِرْفر ، الفِكْر الجدِيد ، بَيْنَ النَهْرين في العِراق ، مَجَلَة المُثَقَّف الآثُورِيّ ، مَجَلَة عَشْتَار في كندا و حويودو في السويد .                                                                         
وكذلِكَ في عِدَّةِ مواقِع مِنْها : ــ                                                             
مَوْقِع ايلاف ، عِراق الكلِمَة ، صَوْتُ العِراق ، كِتَابات ، اينانا ، بهْرا ، عَشْتَار ، تَللسقُف ، زلْكا ، ملْثا ، خَابُور كوم ، عينكاوا .....وإلخ .                               

المَصْدَر /

http://meltha.dk/MM-interview.pdf


لِقَاء مُوَسَّع لِمَوْقِع ملْثا مَعَ الأُسْتَاذ ميخائيل ممو
أَعدَّ اللِقَاء : كبرييل كوركيس
أَيار 2009 


لَدَيه العدِيد مِنْ القِصَص القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّا نُشِرَتْ في مَجَلات قَدِيمة مُنْذُ الستينيات ، وكانَتْ أَوَّل قِصَّة قَصِيرَة كتَبَها قَبْلَ حوالي خَمْسينَ عاماً بِعُنْوان " كلِمات الحَذر " وهو في سِنِّ  السَابِعةِ عَشَر كمُحاوَلَةٍ أُولَى عام 1966 نُشِرَتْ في جرِيدَةِ الحوادِثِ العِراقِيَّة الصادِرَةِ في بَغْداد العدَد 16 السنَة الأُولَى 25 تموز 1966 بِعُنْوان قِصَّةُ العدَد ،  وقِصَّة قَصِيرَة أُخْرَى بِعُنْوانِ " إِنْسَان مِنْ بَعيد " نُشِرَتْ بِجرِيدَة الجنُوبِ البَصْرِيَّة بِتَأْرِيخ 28 نيسان 1967 في المَرْحلَةِ الأُولَى بِكُلِيَّةِ الحقُوق / جامِعة البَصْرَة .
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة جِدَّاً : 
أَشْواكُ اليَأْس ، شُروطُ التَفَاوض ، الانْهِيار ، وَخْزَة شَوْكةِ الجَهْل ، الأُغْنِيَة ، حُدودُ الصَبْر ، مُساومات ، فزعُ الأَحْلام ، خِيانَةُ الجِيران . 


نِتَاجات المُؤلِّف المَنْشُورَة
1.   ما هو البَحْث وكيْفَ تَكْتُبَهُ ؟ مَطْبَعة دار السَلام ، بَغْداد 1968.
2.   في رِياضِ الشِعْر/ قَصائِد آشُورِيَّة مُتَرْجَمَة إِلى العَرَبِيَّة وبيوغرافِي الشُعرَّاء ، مَطْبَعة النَصْر الجدِيد ، بَغْداد  / 1975.
3.   حارِس القَرْيَة ـ نَاطُورا دماتا / قِصَّة مُتَرْجَمَة مِنْ العَرَبِيَّة إِلى الآشُورِيَّة والسويدِيَّة / 1981 السويد.
4.   سلمان إِنَّكَ حيٌّ لَمْ تَمُتْ  بِالآشُورِيَّة والعَرَبِيَّة والسويدِيَّة/ 1984 السويد
5.   أَملُ الشَهِيد / قَصائِد ومَقَالات بِالآشُورِيَّة / 1985 السويد.
6.   لُغَتي / الجُزْء الأَوَّل ـ ا ـ ، مِنْهَج لِتَعْلِيمِ اللُغَة الآشُورِيَّة / 1986 السويد.
7.   لُغَتي / الجُزْء الأَوَّل ـ ب ـ ، مِنْهَج لِتَعْلِيمِ اللُغَة الآشُورِيَّة/ / السويد.
8.   لُغَتي/ الجُزْء الثَاني ، مِنْهَج لِتَعْلِيم اللُغَة الآشُورِيَّة / 1986 السويد.
9.   قِصَصٌ قَصِيرَة مِنْ السويد بِاللُغَةِ الآشُورِيَّة / 1986 السويد.
10.   هدِيَةُ العِيد/ قِصَّة لِلأَطْفَال بِاللُغَةِ الآشُورِيَّة والسويدِيَّة/ 1987 السويد.
11.   لُغَتي/ الجُزْء الثَالِث ، مِنْهَج لِتَعْلِيم اللُغَة الآشُورِيَّة / 1988 السويد.
12.   نِينوس واللُغَة الأُمّ / قِصَّة لِلأَطْفَال بِاللُغَة الآشُورِيَّة والسويدِيَّة / 1989.
13.   لُغَتي/ الجُزْء الرَابِع ، مِنْهَج لِتَعْلِيم اللُغَة الآشُورِيَّة / 2001 السويد.
14.   لُغَتي / طَبْعَة جدِيدَة لِلكِتَابِ الأَوَّل بِجُزْئين لِتَعْلِيمِ اللُغَةِ  الآشُورِيَّة / 2003 السويد.
15.   كِتَاب التَمارِين / مُلْحَق لِلجُزْءِ الثَاني مِنْ لُغَتي / 2003 السويد .
16.   سِـرْ بِأَمان ، كِتَاب يَخُصُّ ذوي الاحْتِياجاتِ الخَاصَّة، مُتَرْجم لِجامِعةِ لينشوبينغ مِنْ السويدِيَّة إِلى العَرَبِيَّة، 2006.
17.   كُرَّاس بِعُنْوان " أَنْتَ أَيُّها النَهْرُ أَيْضاً " قَصِيدَة مُتَرْجَمَة مِنْ الآشُورِيَّة إِلى العَرَبِيَّة لِلشَاعِر جورج عيسى كيوركيس، 2007 السويد.
18.   الشَاطِر الفونس اوبري ، قِصَّة لِلأَطْفَال ، لِلكاتِبَة السويدِيَّة الشَهِيرَة كونيلا بيرستروم ، مِنْ السويدِيَّة لِلآشُورِيَّة ، 2006 .
19.    لُغَتي بِأسْلوبٍ حدِيث، مِنْهَج تَعْلِيم اللُغَة الآشُورِيَّة لِلمُبْتَدِئين مِن الصِغارِ والكِبَار، عام 2012.
20.    قَصائِد مِنْ السويد بِاللُغَةِ الآشُورِيَّة لِمَجْمُوعةٍ مِنْ طُلابِهِ في المَرْحلَةِ الثَانَوِيَّة، أَعَدَّهُ ونَقَّحَهُ وكتَبَ مُقَدِّمَتَهُ ، 2013 . طُبِعَ في السويد.
21.    شَخْصِيَّات أَدبِيَّة مُعاصِرَة في ذِمةِ الخُلود، الجُزْء الأَوَّل بِالعَرَبِيَّة ، 180 صَفْحَة مِنْ الحَجْمِ المُتَوَسِّط ، السويد 2013.
22.   قَصائد سركون بولص مُتَرْجَمَة مِنْ العَرَبِيَّة إِلى الآشُورِيَّة، مَعَ العدِيدِ مِنْ الصُوَرِ التذْكارِيَّة ، السويد ، 2013.
23.    أَسْبَاب تَدنِّي مُسْتَوى التَلامِيذ في تَعلُّمِ اللُغَةِ العَرَبِيَّة ، السويد 2015.
24 . مَوْكِبُ الخَالدِين : شَخْصِيَّات أَدبِيَّة مُعاصِرَة في ذِمَّةِ الخُلُود ـ الجُزْء الأَوَّل ـ يَتَضمَّنُ سِيرَة حيَاة 24 كاتِباً وشَاعِراً مِنْ الَّذِين عايشَهُم وكاتَبَهُم ورَحلُوا إِلى الحيَاةِ الأُخْرَى ، ومِنْهم سركون والأَبّ يوسف سعيد والقَاصّ الآشُورِيّ الشَهِير ميشائيل لازار الَّذِي أَلَّفَ في حُدُودِ أَرْبَعين قِصَّة بِاللُغَةِ الأُمّ وغَيْرهم مِنْ عِدَّةِ دُول ، يَقَعُ في 196 صَفْحَة ، طُبِعَ عام 2013.



نِتَاجات المُؤلِّف المَخْطُوطَة

1.   الآشُورِيون والحَرْبَان العالَمِيتان لِمُؤلِّفِهِ مالك ياقو / تَرْجَمَة مِنْ الآشُورِيَّة إِلى العَرَبِيَّة .
2.   في رِياضِ الشِعْر / الجُزْء الثَاني / قَصائِد مُتَرْجَمَة وبيوغرافِي الشُعرَّاء بِالعَرَبِيَّة .
3.   كِتَابات لِذِكْرَى المُسْتَقْبَل / مَجْمُوعة مَقَالات بِالعَرَبِيَّة .
4.   أَفْكارٌ قَصِيرَة / مَجْمُوعة مَقَالات بِالآشُورِيَّة .
5.   مَوْسِم الرُؤْيَا والضَجَر / دِيوان شِعْر بِالعَرَبِيَّة .
6.   قَصائِد مِهْرَجانِيَّة ( بِالعَرَبِيَّة )  ، أُلْقِيَتْ في المِهْرَجاناتِ السَنَوِيَّة لِلنَادِي الثَقَافِيّ الآثُورِيّ بِبَغْداد .
7.   دِيوان شِعْر بِالآشُورِيَّة .
8.   دِيوان شِعْر بِالسويدِيَّة .
9.   مَجْمُوعة قِصَص قَصِيرَة لِلأَطْفَال بِاللُغَةِ الآشُورِيَّة .
10.   مَسْرَحِيَّة المُوافَقَة  لِلكاتب ت . س . ويليَمز / تَرْجَمَة مِنْ العَرَبِيَّة لِلآشُورِيَّة .
11.   سَبْعُون أَلْف آشُورِيّ/ قِصَّة لِلكاتب وليم سارويان / تَرْجَمَة إِلى الآشُورِيَّة مَعَ تَحْلِيلٍ لَها .
12.   هَلْ يَتَحدَّثُ سَكنَة يُونشوبينغ أَكْثَر مِنْ سَبْعين لُغَة / بَحْث أَكادِيميّ   1995.
13.   العَرَبِيَّة لِلمُبْتَدِئين / مِنْهَج تَعْلِيم اللُغَة .
14.   الأَدب الآشُورِيّ عِبْرَ مَراحِلِهِ التَارِيخِيَّة / دِراسَة 1998، أُلْقِيَتْ كمُحاضَرَة في الإِسْبُوع الثَقَافِيّ لِجَمْعِيَّةِ آشُور في ستُوكهولم ، السويد .
15.   اللُغَة العَرَبِيَّة بَيْنَ الفُصْحَى والعامِيَّة / دِراسَة 1999 / أُلْقِيَتْ كمُحاضَرَة في مُؤْتَمرِ مُعلِّميّ اللُغَة العَرَبِيَّة مِنْ كافَةِ الدُولِ الإِسْكنْدنافِيَّة المُنْعقِد في السويد مِنْ قِبَلِ وِزارَةِ التَرْبِيَّة .
16.   آفاق الاتِّحَاد/ مَجْمُوعة مَقَالات بِالآشُورِيَّة والعَرَبِيَّة مَنْشُورَة في مَجَلَة حويودو الصَادِرَة عَنْ اتِّحَادِ الأَنْدِية الآشُورِيَّة في السويد.
17.   دِراسَات نَقْدِيَّة لِعدَدٍ مِنْ الكُتُبِ بِاللُغَةِ العَرَبِيَّة .
18.   دِراسَات تَرْبَوِيَّة مُخْتَلِفَة عَنْ صُعُوباتِ تَعْلِيمِ اللُغَةِ الآشُورِيَّة واللُغَةِ العَرَبِيَّة وطَرائقِ التَدْرِيس.
19.    جبران خليل خبران في ذَاكِرَةِ الزَمان، دِراسَة مُسْتَفِيضَة عَنْ حيَاةِ جبران في مئتي صَفْحَة مِنْ الحَجْمِ المُتَوَسِّط ، 2010.
20.   مُصْطَلحات مَادَةِ الرِياضيَّات بِاللُغَةِ السويدِيَّة والعَرَبِيَّة والآشُورِيَّة ،  قَامُوس مُصَغَّر بِالصُوَرِ التَوْضِيحِيَّة .
21 . أَسْبَاب تَدَنِّي مُسْتَوى التَلامِيذ في تَعلُّمِ اللُغَةِ العَرَبِيَّة في المَدارِسِ السويدِيَّة ، 138 صَفْحَة ، 2014.

المَصْدَر / الكاتِب ميخائيل ممو



كلمات الحذر
قصة قصيرة
بقلم / ميخائيل ممو
أوراق القمار تترنح بين أنامله ببساطة.. مستهوياً أياها, سارحاً وإغراءاتها , وفجأة رنت كلمات الحذر في مسامعه, ولكن , قل هل فكر بها. أبداً.. ليظل كأنما ذلك الأصم الطائش, الناسك في صومعته, لا يحيد عن وقت صلواته, وراحت الكلمات تعلو رويداً رويدا, ودويها يتضخم, منساباً صوب آذان الجالسين, والرعب الصاخب ينهب من ذاتيته, يفسد ضميره المتقلب, كيانه المتزمت. ثارت ثائرته, جنّ جنونه, انسابت مهاوي الجنون في خلاياه, والقلق جعله يعربد, يتهور, لا يتحاشى الحذر, ولا يخشى الموت، نهايته المزرية.
عاود الصمت أخاه الأكبر لحظة, فأيقن الشك القاتل المخبوء بين ثنايا صدره.. فما كان عليه إلا أن يُروّح عن معضلته الوقتية. فنفذ ما ساوره.. ولم يعد يصبر.. فلعب الشعور فيهما, وعلى حين غرة علت الأكف تلطم بعضها الآخر, عن سبب تافه لم يتغاضاه الإثنان, لتزمتهما, والتزامهما بسلوكهما السلبي العزوفي.
الحياء.. الغيرة.. والكرامة.. كلمات تألقت في زوايا عقولهما والجالسين أيضاً.. تتراقص ضمن أفكارهم القلقة... وكلمات الجد من المحيطين لا تجدي نفعاً.. لا تريح منابت الإحساس والشعور.. لتزداد وتضاعف الحرقة الحدية فيهما.. يلتهب الضجر القاتل.. حيث لا نهاية , لا استقرار مبين, فتثير فيهما الرجعة المفسدة, مرآى الإنتحار, الهروب والأستعلاء , وهما في لا مبالاة بالمجاور, من دون أي تغيير سلوكي. وفي حشرجة لا تطاق يخيم الظلام على القبور , قبور الأحياء البشرية في زاوية من القرية النائية, والنهار اختلسته وحشة الظلام, بعزف سيمفونية الإنفعال لتركن أحياء القبور البشرية لسكون دامس وصمت منعم, بنهاية موت الكلام, والأكف المتلاطمة. وبقي نفث الآهات توسوس في الصدور من تفاهة عبارات وكلمات الحذر.
•   نشرت بجريدة الحوادث العراقية الصادرة في بغداد. العدد 16 , السنة الأولى, 25 تموز 1966 بعنوان قصة العدد. 



مَعَ الشُكْرِ لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .
نَتَواصل لِمَرَّةٍ قَادِمَة ........
يُتْبَع ..........











Sh.toma@hotmail.com



87
                                       
   كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 3 )                    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     
بقلم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر             

                                     
طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           
الجُزْءُ الأَوَّل كانَ خَاصَّاً بِالتَعْرِيف بِكاتِباتِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ المُكوِّن المَسِيحيّ العِراقي ، وفي الجٌزْءِ الثَاني ( 1 ) و ( 2 ) تَعَرَّفْنا على بَعْضِ كُتَّاب القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، نَتَواصل في هذا الجُزْء الثَاني  ( 3 ) عزِيزاتي / أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء في التَعْرِيف بِعدَدٍ آخَر مِنْهُم ، مَعَ الشُكْرِ لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                                       


د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




( كريم بولص داود أينا )
 

مِنْ بَخْديدا ، مَواليد 1961 / بَغْداد .                                                                 
خرِيج كُليَّة التَرْبيَة / بكالوريوس آداب في الجغْرافِية .                                             
عُضُو الاتحاد العَامّ لِلأُدباءِ والكُتَّابِ في العِراق .                                                     
عُضُو مُنْتَدى الحَمْدانِيَّة الأَدبيّ .                                                                         
سكرتِير تَحْرِير جَرِيدة نَيْنَوى الحُرَّة سَابِقاً و مُدِير التَحْرِير حالِيَّاً .                               
مُحرِّر في جَرِيدة صَوْت بَخْديدا .                                                                       
نَشَرَ مُعْظَم قَصائِدِهِ وكِتَاباتِهِ في الصُحُفِ والمَجلاتِ العِراقِيَّة والعَربِيَّة مِنْها  : ــ             
 الحَدْباء ، البَيْضاء ، نَيْنَوى الحُرَّة ، الوِئام ، بهْرَا ، الجُمْهورِيَّة ، العِراق ، الحَرَكة الشِعْرِيَّة في المكسيك ، الكاتِب السرْيانيّ ، الفِكْر المَسِيحيّ ، الصَوْت الكلْدانِيّ ، كلْديا ، ردْيا كلْديا ، الحَيَاة الجَدِيدَة ، الإِنْقاذ ، الجَنائن ، الطَلَبَة و الشَبَاب ، قَالا سرْيايا ، مَجَلَّة الأَسْفَار ، القَادِسيَّة ، الوادِي الكبِير ، الثَوْرَة ، صَوْت بَخْديدا ، حَدْباء اليَوْم ، صَدَى السرْيان ، لأَلِىء كَرْكوك ،  شِراع السرْيان .                                                                             
إِصْداراتِهِ : ــ                                                                                               
المَجْمُوعَة الأُولَى (( زَهْرَة لا تَهْوَى بَرْد الشِتاء )) عَام 1996 .                                 
 المَجْمُوعَة الثَانِية (( صُورَة فُوتُوغرافيَّة )) عَام 1996 .                                         
 المَجْمُوعَة الثَالِثَة مُشْتَركة (( مِظَّلَةُ الخَطائين )) سنَة 2002 .                                   
المَجْمُوعَة الرَابِعَة (( مَا ذَنْبي أَنا ))  سنَة 2004  .                                               
مَجْمُوعَة قِصَصِيَّة بِعُنْوان ( الغَلْيون ) عَام 2013 .                                               

لَهُ : ــ                                                                                                       
مَسْرَحِيَّة مَخْطُوطَة مُشْتَركة بِعُنْوان (( لُعْبَةُ الأَمْوات الأَحْيَاء )) .                               
مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة مَخْطُوطَة بِعُنْوان (( أَمْواجٌ لاقْتِناصِ البَياض  )).                             
مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة مَخْطُوطَة بِعُنْوان (( نَفْحةُ الكارِينا )) .                                           
كِتَاب في النَقْد لِمَجْمُوعَةٍ مِن الإِصْدارات الشِعْرِيَّة .                                                 
حَاصِل على الجَائزَة الأُولَى مِنْ مَجَلَّةِ الصَدَى العائِلَة العَربِيَّة بِقَصيدَةِ الغَرِيب في الشَارِقَة سنَة 2000 لِشَهْرِ أُغسطس .                                                                           
حَاصِل على جَائزَة حميد سعيد الثَالِثَة في بابِل بِنَصِّ ( المُبَشِرون بِالسَلامِ ) سنَة 2001 .   

لَهُ مَجْمُوعَة شِعْرِيَّة تَحْتَ الطَبع بِعُنْوان ( يَوْمُ الحِساب ) .                                   
 
المَصْدَر : بَخْديدا كوم

رَابِط المَصْدَر

http://www.bakhdida.com/Literature/KarimEna.htm



مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة :                                                                         
ظِلّ صَدِيق  ، قدَاس في بَيْتِنا  ، الغِطَاء الطَائِر ، جُرْأَة بُوم ( قِصَّة قَصِيرَة مِنْ   ضِمْنِ مَجْمُوعَتِهِ القِصَصِيَّة المَنْشُورَة : الغَلْيون ) ، السَعادَة  .                       


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( يوسف يلدا )


  مَواليد العِراق سنَة 1954.
 أَكْمَلَ الدِراسَة الأَبْتِدائِيَّة والمُتَوَسِّطَة في الحبانية / مُحافَظَة الأَنبار .
تَخَرَّجَ مِنْ كُليَّة الآداب – جامِعَة بَغْداد وحَصَلَ على شَهادَةِ البَكالُوريوس في اللُغَة الإِسْبَانِيَّة.
حَصَلَ على شَهادَة دبْلُوم عالي في التَرْجَمةِ الفَوْرِيَّة مِنْ إِسْبَانيا – الجامِعَة المُسْتَقِّلَة في مَدْريد /  1982ــ 1980 .
نَشَرَ العَدِيد مِنْ القِصَصِ القَصِيرَة في المَجَلاتِ والصُحُفِ العِراقِيَّة والعَرَبِيَّة ومَواقِع الإِنْتَرنيت، إِلى جَانِبِ المَقَالات الأَدَبِيَّة المُتَرْجَمَة عَن الإِسْبَانِيَّة .
في مُنْتَصَفِ التِسْعينات عَمِلَ سكرتير تَحْرِير جَرِيدَة "أَخْبَار النُجُوم" الأُردنِيَّة.
 وَصَلَ إِلى استُراليا سنَة 2000 ، وفي عامِ 2005 شَغَلَ مَنْصِب مُدِير تَحْرِير جَرِيدَةِ "العِراقِيَّة" الصَادِرَة في سيدني – استُراليا.
 كتَبَ في شُؤونِ الفَنِّ والسِينما بِصُورَةٍ خَاصَّة ، في العِراق والأُردُن واليُونان واستُراليا.
يُساهِمُ مُنْذُ سنَة 2002 وبِصُورَةٍ دائمَة بِكِتَاباتِهِ في مَوْقِع جَرِيدَةِ "إِيلاف" اليَوْمِيَّة الالكتْرُونِيَّة، بِصِفَةِ مُتَعاوِن في قِسْمِ التَحْرِير. 

مِنْ جُمْلَةِ القِصَصِ الَّتِي نَشَرَها يوسف يلدا : ــ                                         
مونُولُوج في سَاعةٍ مُبَكِّرَة ، نِهايَةُ المَطَاف ، أَسْئلَة في غَيْرِ مَكانِها المُنَاسِب ، الرَحِيل ، أَنْمُوذَج الزَمَن الرَدِئ ، المَمْلَكة المَعْزُولَة ، أَرْبَع قِصَص قَصِيرَة ، حقِيبَة السَفَر والأَحْلام المُتَناثِرَة ، هذيان ما بَعْدَ مُنْتَصَفِ اللَيل ، وَرْطَة الجَارَة وثَرْثَرةُ الأَحْلام ، الرَّجُل المُمْسِك بِالمَسْبَحة ، الضَجَر ، الطُمُوح ، تِلكَ الأُمْسِيَّةُ الشِتَائيَّة ، التَوْق الجَامِح لِلتَحْلِيق عَالياً ، وجُوه غَرِيبَة وأُخْرَى غَائبَة ، ثَلاث قِصَص قَصِيرَة جِدَّاً ( مزْحة ثَقيلَة ، رُعب ، المقَص ) ، 3 قِصَص قَصِيرَة جِدَّاً  ( السيِّد " فهمان "  ، الصَدْمة ، الهدِيَّة ) ، تَأَمُّلات على صَوْتِ دَوِيٍّ عَال ، الرَكْض خَلْفَ السَرَاب .   

المَصْدَر /
ــ الكاتِب يوسف يلدا .

مُلاحَظَتي على بَعْضِ عنَاوِين قِصَصِهِ القَصِيرَة إِنَّها مُطَوَّلَة بَعْض الشَيْء .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( سالم الياس مدالو )

 
شَاعِر وكاتِب لِلقِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً وكذلِكَ المَسْرَحِيَّات والمَقَالات .     
يَكْتُبُ بِاللُغَتَين العَرَبِيَّة والسُورث .                                                         
لَهُ قِصَّة قَصِيرَة بِالسُورث بِعُنْوانِ : نُقْوَا وأُرْزَا دزَرْخَا .                               
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة : زَيْتُو الأَعْرَج ، في المَدْرَسَة ، القِطَّة .                         
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة جِدَّاً : رُسُومات ، أَسْمَاك الزِينَة والنَوارِس ، العَنْكبُوت ،  الكلْب الهَرِم ، قَهْوَة سَاخِنَة ، حَدِيقَةُ الحُلُم ، فَراشَة ، هُدْهُد ، نَهْر ، قِبَاب ، زَهْرَة ، قَتَلة ، صِياح .                                                                               
مِنْ مَسْرَحِياتِهِ : ــ                                                                             
الجثَّة ، مَسْرَحِيَّة قَصِيرَة بِخَمْسَةِ مَشَاهِد ، الرَّجُل الحَزِين ( مَسْرَحِيَّة صَامِتَة ) .   
نَشَرَ نِتَاجاتَهُ في الكثِيرِ مِن المَواقِع : ــ                                                   
الحِوار المُتَمَدِّن ، القُوش نت ، نِركال غيت ، عنكاوا  ومَواقِع أُخْرَى .               


المَصْدَر : مَوْقِع القُوش نت .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      ( نوئيل عيسى خوشابا  )


ولِدَ عَام 1942 ، كاتِب قِصَّة قَصِيرَة ، نَاشِط مُسْتَقِل في مَجَال حُقُوق الإِنْسَان وحُقُوق المَرْأَة .                                                                               
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة : فينا ، قِصَّة قَصِيرَة جِدَّاً .                                         

           
المَصْدَر :  مَوْقِع الحِوار المُتَمَدِّن .

رابِط المَصْدَر :

http://www.ahewar.org/m.asp?i=1847




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ







نَتَواصل لِمَرَّةٍ قَادِمَة ........
يُتْبَع ..........











Sh.toma@hotmail.com





88
 كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 2 ) 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر

 طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           
الجُزْءُ الأَوَّل كانَ خَاصَّاً بِالتَعْرِيف بِكاتِباتِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ المُكوِّن المَسِيحيّ العِراقي ، وفي الجٌزْءِ الثَاني ( 1 ) تَعَرَّفْنا على بَعْضِ كُتَّاب القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، نَتَواصل في هذا الجُزْء الثَاني  ( 2 ) عزِيزاتي / أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء في التَعْرِيف بِعَدَد آخَر مِنْهُم ، مَعَ الشُكْرِ لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                                                     


د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



( غسان سالم شعبو )

غسان سالم حنا اسحق شعبو  مِنْ بَخْديدا / قَره قوش ، مَواليد 1964  ، كاتِب وقَاصّ وصُحُفِيّ ، خرِيج دار المُعلِمين الأَبْتدائِيَّة بِالمُوْصِل 1982 بِاخْتِصاص تَرْبويّ عَام .                                                                                   
عُضُو في / نَقابَة المُعلِمين العِراقِيين ، اتحاد الأُدباء والكُتَّاب العِراقِيين ، اتحاد الأُدباء والكُتَّاب السرْيان ، نَقابَة صُحُفييّ كوردستان .                                 
في حَيَاتِهِ العَملِيَّة اخْتَبَرَ عِدَّة مَواقِع / مُدِير مَدْرَسَة الطَاهِرَة المُخْتَلطَة في المَوْصِل 2007 ــ 2008 ، مُدِير مَدْرَسَة المَعالي الثَانيَة لِلتَلامِيذ النَازحين في أَرْبيل ــ مُجَمَّع أُوزَال ستي 2015 ، مُدَرِّس مَادَة لُغَة عَرَبِيَّة وتَرْبِيَّة دِينيَّة ولُغَة سرْيانِيَّة واجْتِماعِيَّات ، مُعلِّم لِلتَعْلِيم المَسِيحيّ في كنيسَةِ الطَاهِرَة / قَره قوش مُنْذُ عَام 1982 ، مُعلِّم التَعْلِيم المَسِيحيّ في مَطْرانيَّة السرْيان الكاثُوليك بِالمَوْصِل مُنْذُ عَام 2000 ــ 2008 ، نَاشِط في جَماعَةِ الفُوكولاري والكارِيتاس ، مُتَطَوِّع في مُنَظَّمَة لِمُسَاعدَةِ النَازِحين لاسْتِقْبالِ فَصْلِ الشِتَاء في دهُوك عَام 2014 .           
بَدَأَ الكِتَابَة مُنْذُ مَطْلَع الثَمانِينَات في مَجَالِ الشِعْرِ والقِصَّة .                           
أَوَّل ما نُشِرَ لَهُ  كانَتْ مُسَاهمَة بِعُنْوانِ ( بَابِل يا عَروس التَارِيخ )  عَام 1988 في جَرِيدَةِ الحَدْباء المَوْصِليَّة ، وحِيْنَها كتَبَ الأَدِيب ذنون الأطرقجي في زَاويَةِ لَحْظَة مَعَ الإِبْداعِ الشَابّ : ( يَسُرَّني أَنْ أَلْتَقي بِسُطُورِكَ الجَمِيلَة ، وهي تُبَشِّرني بِوِلادَة كاتب ، بل إنها تشير إلى تَمرُّس لا بأس به بالكتابة ، والعديد من جملك ومعانيك لَيْسَتْ طَرِيَّة غَضَّة بَلْ تَضْرِبُ بِجذُورِها في تُرْبَةِ الوَعي ..... أَتَمَنَّى لكَ مَزِيداً مِنْ التَقَدُّم .                                                                                                                                                              ذنون الأطرقجي
                                                                  جَرِيدَة الحَدْباء المَوْصِليَّة
                                                                            4 / 10 / 1988 ). 




سكرتير تَحْرِير مَجَلَّة ( العائلَة ) في قَره قوش لِلفَتْرَة مِنْ 1990 ولِغايَة 2002 . 
مُحَرِّر لِلقِسْم السرْيانيّ في جَرِيدَةِ سَوْرا ( الأَمْل سبْرَا ) جَرِيدَة المَجْلِس الشَعْبيّ الكلْدانيّ الآشُورِيّ .                                                                           
مُحَرِّر في مَجَلَّةِ ( الأَعْيان ) وهي مَجَلَّة لِمَجْلِس أَعْيان قَره قُوش / بَخْديدا .       
مُحَرِّر في جَرِيدَة ( صَوْت بَخْديدا ) في قَره قُوش ومُصَحِّح لَغَوِيّ لِلُغَة العَرَبِيَّة .   
مُحَرِّر لِمَجَلَّةِ ( ديانا ) الَّتِي تَصْدُرُ في أَرْبيل بِثَلاثِ لُغَات ( العَرَبِيَّة ، الكُوردِيَّة ، السرْيانِيَّة ) .                                                                                   
نائِب تَحْرِير مَجَلَّة ( السَلام ـ ئَاشتِي ) الَّتِي أَصْدَرَتْها مُنَظَّمَة المسَلَّة عَام 2012 وبِاللُغَتين العَرَبِيَّة والكُوردِيَّة في أَرْبيل .                                                   
شَارَكَ في الدَوْرَة الصُحُفِيَّة ( فَنُّ التَحْقِيق والمَقَال الصُحُفيّ ) عَام 2011 ضِمْن بَرْنَامج تَطْوير العَمَل الصُحُفيّ والإِعْلاميّ في مُحافَظَةِ نَيْنَوى والَّذِي أَقَامَتْهُ مُؤسَّسَة نَيْنَوى لِلإِعْلام ، كما شَارَكَ في دَوْرَةٍ تَدْرِيبيَّة عَن الصَحَافَةِ والإِعْلام لِتَطْويرِ قُدُراتِ الصُحُفِيين ولتَفْعِيلِ دَوْرِ الإِعْلامِ في التَخْفِيفِ مِنْ حِدَّةِ النِزَاعاتِ عَام 2012 والَّتِي أَقَامَتْها جَمْعِيَّة البُسْتَان في قَره قُوش / نَيْنَوى .                   
لَهُ مُشَارَكات ومُسَاهمات أَدبِيَّة وتَحْقِيقَات صُحُفِيَّة مَنْشُورَة في عَدَدٍ مِنْ الجَرائدِ (  الحَدْبَاء ، رايَات المَوْصِل ، صَدَى السرْيان ، سَوْرَا  ــ الأَمْل ــ  ، بيث عنكاوا ، سُورايا ، الحَيَاة الجَدِيدَة ، صَوْت بَخْديدا ، نَيْنَوى الحُرَّة ) ، والمَجلات ( الإِبْداع السرْيانيَ ، النَواطير ، ديانا ، العائلَة ، كلْديا ، الشَبِيبَة ، موتوا عَمايا ــ المَجْلِس الشَعْبيّ ــ ، الأَعْيان ، الفِكْر المَسِيحيّ ) .                                                 
أَصْدَرَ مَجْمُوعَتَهُ الشِعْرِيَّة الأُولَى ( على شُرُفاتِ المُسْتَقْبَل ) عَام 2004  ، وتَلَتْها الثَانيَة ( وَجْهُكِ وِشَاحٌ لِكلِماتي ) عَام 2011 .                                           
أَصْدَرَ قَصِيدَتَهُ المُطَوَّلَة ( بِهنام وسارة )  بِالسرْيانِيَّة عَام 2009 .                   

( بَقايَا مُتَناثِرَة )  و ( قِصَصٌ قَصِيرَة في زَمَنِ النزُوح )  ، هُما مِنْ مَجَامِيعِهِ  القِصَصِيَّة الجَاهِزة لِلطَبْع .                                                                   
شَارَكَ في عِدَّةِ مِهْرَجاناتٍ شِعْرِيَّة مِنْها : مُلْتَقيَات المِيلاد ومُلْتَقَى القِيامَة الأَدَبيّ في قَره قُوش في فَتْرَةِ التِسْعِينات ، المِهْرَجان الشِعْرِيّ الأَوَّل لِمُدِيرياتِ التَرْبيَة في المَنْطقَةِ الشِمالِيَّة ( نَيْنَوى ، كرْكوك ، ديالى ، صَلاح الدِين ، عَام 2007 في كرْكوك ) ، مِهْرَجان برْديصان الخَامِس لِلشِعْرِ السرْيانيّ في أَرْبيل / عنكاوا عَام 2011 ، مِهْرَجان نَزِيف الهِجْرَة في عنكاوا 2015 ، ومِهْرَجان الشُعرَاء المُهَجَّرِين 2014 .                                                                             
نَشَرَ قِصَصاً قَصِيرَة في المَجلات المَحَلِيَّة وكذلِكَ عِدَّة مَقالات في المَواقِعِ الأَلكتْرونيَّة ، وفي مَطْلعِ عَام 2009 حَازَتْ ُ قِصَّتَهُ القَصِيرَة ( بَقايَا مُتَناثِرَة ) على الجَائزَةِ الأُولَى في مُسَابقَةِ مَوْقِع عنكاوا دَوْرَة سركون بولص ( جَائزَة شمْشَا ) .
بَعْدَ اسْتِيلاءِ داعِش على المَوْصِل اضْطَرَّ وعائلَتَهُ لِلنزُوحِ مَرَّتينِ /  الأَوَّل 25 تَموز 2014 إِلى بَلْدَةِ الْقُوش وثَانيَةً في 6 آب 2014 إِلى شِيوز ــ دهُوك ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلى أَرْبيل .                                                                               
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة : وحِيد في القَرْيَة ، طِفْلَة مِنْ جَبَلِ سِنْجار ، غُرْفَة نَازِح ، فِئْران كسْنَزَان ، لَحْظَة الوِداع ( قِصَّة قَصِيرَة لِرُوحِ الشَهِيد المَطْران بولس فرج رحو ) .                                                                                         

المَصْدَر /
 ــ الكاتِب غسان سالم شعبو .
( مَعَ الشُكْر الجَزِيل لِتَعاونِهِ واهْتِمامِهِ ) .
ــ مَوْقِع عنكاوا كوم .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




( أمير بولص أبراهيم  آل عكو )

   

شَاعِر وقَاصّ مِنْ بَرْطلَة ، بَدَأَ مَسِيرَتَهُ الشِعْرِيَّة عَام 1982 .                         
تَمَّ نَشْر قَصِيدَتَهُ ( حافَات اللَذَّة ) ضِمْنَ قَصائد كثِيرَة لِلشُعرَاء في كِتَاب : المَشْهَد الشِعْرِيّ العِراقي عَام 2011 عَنْ مُؤَسَّسَةِ الزَمَان الدُولِيَّة في لَنْدن .                 
شَارَكَ في مِهْرَجانِ برْديصان الخَامِس والَّذِي أُقِيمَ في أَرْبيل ومِهْرَجانات عَدِيدَة أُخْرَى ، كما شَارَكَ في الحلقَةِ الدِراسِيَّة الَّتِي أُقِيمَتْ في عنكاوا عَنْ دَوْرِ السرْيان في الثَقَافَةِ العِراقِيَّة ( دَوْرَة أدمون صبري ) عَام 2011 .                             
نَشَرَ كِتَاباتَهُ في مَواقِع عَدِيدَة مِنْها : عنكاوا ، بَرْطلَة نت ، النُّور وغَيْرَها ، وأَيْضاً في الجَرائِدِ مِنْها : الزَمَان الدُولِيَّة ، بانُوراما الأسْتُرالِيَّة ،  وكذلِكَ في صُحُفٍ ومَجلاتٍ مَحَلِيَّة أُخْرَى مِثْل الإِبْداع السرْيانيّ والكرْمَة وموتو عمايا .               
يَكْتُبُ القَصِيدَة النَثْرِيَّة ( بالعَرَبِيَّة والسرْيانِيَّة ) والقِصَص القَصِيرَة ، ولَهُ مُحاوَلات في كِتَابَةِ النَصِّ المَسْرَحيّ .                                                     
صَدَرَ لَهُ مَجْمُوعة قِصَصِيَّة بِعُنْوان ( أَصَابِعُ اللَّيْل ) عَنْ مَطْبَعةِ الدِيار في المَوْصِل ، تَتَضَمَّنُ ثَلاثَة وأَرْبَعون قِصَّة قَصِيرَة تَتَناوَلُ مُجْمَل الحَالات الحيَاتِيَّة الَّتِي يَمُرُّ فيها الإِنْسَان .                                                                                   
كتَبَ الدكْتُور يوسف حنا للو مَوْضُوع  : ــ                                               
 المَجْمُوعَة القِصَصِيَّة " أَصَابِعُ اللَّيْل " قِراءَة تَحْلِيلِيَّة .                               
الأَرْبِعاء 16 / 4 / 2014 .                                                                 
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة :                                                                       
سَقَطَ نَاضِجاً ( بَرْطلَة ، تَموز 2010 ) ، أُحْجِيَةُ الصَمْت ،  وَصِيَّة مَعَ وَقْفِ التَنْفِيذ ( بَرْطلَة ، نيسان 2010 ) .                                                                 
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة جِدَّاً :                                                                   
مَاتَ هَلَعاً ، المَوْتُ انْتِحاراً ، إِرْثٌ قَدِيم ، المِنَصَّة .                                       


المَصَادِر :
( 1 )  مَوْقع تللسقُف في اسْتُراليا
مَوْضُوع / لِقَاء مَعَ أَحَد مِنْ مُبْدِعي شَعْبنا المُبَارك وهو الشَاعِر ( أمير بولص ابراهيم آل عكو ) .
أَجْرَى اللِقَاء / ناظم هرمز كورو في تللسقُف  9 ـ 7 ـ 2012


 ( 2 ) عنكاوا كوم
مَوْضُوع / الشَاعِر والقَاصّ أمير بولص ابراهيم يُصْدِرُ مَجْمُوعَتَهُ القِصَصِيَّة الأُوَلى ( أَصَابِعُ اللَّيْل ) .
الكاتِب / أثير شيت .

( 3 )  مَوْقِع بَرْطلي نت .

 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( ماجد ابراهيم بطرس ككي )

مِنْ مَوالِيد بَلْدَة قَره قُوش / بَخْديدا سَنَة 1956 م .                                     
خرِيج جَامِعَة المَوْصِل / كُلِيَّة الهَنْدَسَة / قِسْم الهَنْدَسَة المِيكانِيكِيَّة 1978 م .       
عَمِلَ كمُدَرِّس مُسَاعِد في هَيْئَةِ التَعْلِيم التَقَنيّ / المَعْهَد التَقَنيّ بِالمَوْصِل .           
                                                             
يُقِيمُ في الوِلاياتِ المُتَحِّدَة الأَمْرِيكِيَّة / كاليفورنيا / سَان دييغو .                       
في عَامِ 2007 بَدَأَ بِنَشْرِ كِتَاباتِهِ في عِدَّةِ مَوَاقِع وجَرائد مِنْها : بَخْديدا ، نِرْكال غيت ، عِراقُ الغَد ، النُّور ، القُوش ، كرَمْلش ، تللسقُف ، السُومرِيَّة ، كلدايا نت ، عَشْتَار الفَضَائيَّة ، عَشْتَار الأَلِكترونِيَّة ، جَرِيدَة الحَيَاة اللُبْنانِيَّة ، المَجَلَّة البَطْرِيركِيَّة السرْيانِيَّة في لُبْنان ، جَرِيدَة الزَمَان ، جَرِيدَة الحَيَاة .                   
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة : نُكْران الجَمِيل .                                                     
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة جِدَّاً :                                                                   
 الكُرْسي ، الثَوْب القَدِيم والثَوْب الجَدِيد ، عَوْدَةُ الجَراد ، خيارات ، تَغْرِيبَة جَدِيدَة ، نِعْمَ الخَلَف .                                                                                   
رابِط لِلتَعَرُّف على عَطَائِهِ :                                                                   

http://www.alnoor.se/author.asp?id=1485



المَصْدَر :
ــ مَوْقِع النُور .
ــ الكاتِب ماجد ككي .

عَمِيقُ الشُكْر لِلكاتِب ماجد ككي لِتَعاونِهِ واهْتِمامِهِ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




( عامر حنا حداد )
 
يَكْتُبُ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، يُقِيمُ في المانيا ــ بَرْلين ، خرِيج كُلِيَّة الهَنْدَسَة في العِراق .                                                                         
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة : الثَأْر ، عَدَالَة السَماء .                                           
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة جِدَّاً :                                                                 
جُمْلَة مُلَغَّزَة ، دَرَجَة القَرَابَة ، هو وهي ، جَواز سَفَر ، المَكان ، طُرْفَة ، الصَدْمَة ، المَجْنُون ، صَفَاقَة وفَصَاحَة ، الأَخْرَس ، الخَوْف ، انْتِحار ، شَوْق وحَنِين ، الصُراع الأَزليّ ، اللجُوء ، حَيَوانات الجَنَّة ، القَلَم ، فِطْنَة ، نُكْرَان الجَمِيل ، المِزْمار ، التَوائم الثَلاثَة ، المُنْتَمِي واللامُنْتَمي ، الوَاعِظ ، مَرَارَة الانْتِقام ، الجَار قَبْلَ الدَار .                                                                                       
نَشَرَ نِتَاجَاتَهُ في مَواقِع عَدِيدَة : كرْمليس يمي ، عنكاوا  ومَواقِع أُخْرَى .         

المَصْدَر :
 ــ مَوْقِع النُور
ــ مَوْقِع الحِوار المُتَمَدِّن




نَتَواصل لِمَرَّةٍ قَادِمَة ........
يُتْبَع ..........

89
 
كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً / الجزْء الثَاني ( 1 )       
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ     
بقلم : شذى توما مرقوس                       
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ والعَمَل مُسْتَمِّر             

 طَابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                                           

الجُزْءُ الأَوَّل كانَ خَاصَّاً بِالتَعْرِيف بِكاتِباتِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ المُكوِّن المَسِيحيّ العِراقي ، نَتَواصل في هذا الجُزْء ( الثَاني ) عزِيزاتي / أَعِزَّائي
مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء في التَعْرِيف بِكُتَّابِ القِصَّةِ القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً ، مَعَ الشُكْرِ لِلمُتَابِعاتِ والمُتَابِعين .                                                               


د ــ كُتَّاب القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( مال الله فرج )

صُحُفيّ وأَديب وكاتِب سِياسيّ سَاخِر .                                                     
يَكْتُبُ الشِعْر ، القِصَّة القَصِيرَة ، المَقالات ، الرِوايَة .                                   
عُضو نَقَابَة الصُحُفيِّين العِراقِيِّين عام 1975 .                                           
عُضو اتحاد الصُحُفيِّين العَرَب .                                                             
عُضو جمْعِيَّة الثَقَافَة الكلْدانِيَّة .                                                             
عُضو هيْئَة تَحْرِير مَجَلَّة صَوْتُ الآخَر .                                                   
مُدِيرتَحْرِير صَحِيفَة سُورايا .                                                                 
مُدِير تَحْرِير صَحِيفَة اليَقْظَة .                                                                 
شَارَكَ بِمُؤْتَمراتٍ مُخْتَلِفَة في المانيا ، هُولندا ، سُوريا ، فَرنسا ، انكلترا ، مَصْر ، اليَمن ، سويسرا ، الجَزائر ، كُوبا ، المَغْرِب واسْبانيا وسِواها .                     
أَصْدَرَ رِوايَة بِعُنْوان ( ضَياع ) عَام 1970 .                                             
أَصْدَرَ مَسْرَحِيَّة بِعُنْوان ( الغَرِيب ) عَام 1975 .                                         
أَلَّفَ كِتابِينِ حَوْلَ مُؤْتَمراتِ العَمَلِ الدُولِيَّة في جنيف .                                   

وُلِدَ ونَشَأَ في المُوْصل في مَحَلَّة المَكاوِيّ وهي مِن الأَمْكِنَةِ  القَدِيمة والشَعْبِيَّةِ أَيْضاً ، دَرَسَ في المَدْرَسَةِ المُنْذِريَّة الأَبْتِدائيَّة القَرِيبَة المُلاصِقَة لِكنِيسَةِ مَار اشعيَا لِلكِلْدَان .                                                                                         
أَنْتَقَلَ إِلى بَغْداد قَبْلَ إِكْمالِ المُتَوَسِّطَة في الثَالِثِ المُتَوَسِّط عَام 1964 .             
نُشِرَتْ لَهُ قَصِيدَة ( سُؤالٌ حَائر ) في إِحْدَى الصُحُفِ اللُبْنانِيَّة عَام 1965 وكانَتْ هذِهِ أَوَّل قَصِيدَةٍ تُنْشَرُ لَهُ مِمَّا زَادَهُ ذلِكَ زَخْماً لِلاسْتِمْرارِ في الكِتَابَةِ .               
عَمِلَ في مَجَلَّةِ الفُكاهَة وهي مَجَلَّة كارِيكاتيرِيَّة إِلى جَانِبِ الطَاقم العامِل فيها والمُتَكوِّنِ مِنْ : كاظم جودة ، ليث الحمداني ، حسب الله يحيى ، رواء الجصاني ، ابراهيم محمد علي الكاظمي ، سالم العزاوي ، ابراهيم شريف وآخَرون .           
المَصْدَر : قَنَاة عَشْتَار الفَضائِيَّة 2014
بَرْنامج رواق الثَقَافَة
لِقَاء مَعَ الكاتِب والصُحُفِيّ مال الله فرج .
إِعْداد وتَقْدِيم مروان ياسين الدليمي .
رابِط المَصْدَر :

http://www.youtube.com/watch?v=S4p4QSQQbh4


لَهُ مَجْمُوعة أَقاصِيص بِعُنْوان (  اصْطَبَغَ البَحْرُ بِلَوْنِ عَيْنَيّها ) .                     
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة :                                                                         
أَحاسِيس مَجْنُونَة ، أَقْوَى مِن الحُبّ ، الوِداع الأَخير  .                                 
 
المَصْدَر / مَوْقِع بَرْطلي نت .
 

ـــــــــــــــــــ


( جوزيف حنا يشوع )



وُلِدَ في بَعْقوبة / ديالى ، وعاشَ فيها حَتَّى سِنّ الثَانية والثَلاثين .                   
في عَامِ  2006 وبِسَبَبِ فُقْدانِ الاسْتِقْرارِ والأَمانِ انْتَقَلَ لِلعَيْشِ في أقْليم كوردستان .                                                                                     
هو مِنْ عائلَة البَرْدى الَّتِي أَغْنَتْ المَشْهَد الثَقَافيّ السرْيانيّ وأَعْطَتْ أَسْماءَ مُهِّمَة مِثْل هيثم بردى وبهنام بردى .                                                               
نَشْأَتَهُ كانَتْ كشَاعِر ، ثُمَّ تَحَوَّلَ فيما بَعْد لِكِتَابَةِ القِصَّة القَصِيرَة .                     
دَرَّسَ اللُغَة العَرَبِيَّة في كُليَّةِ التَرْبيَة / جَامِعَة ديالى .                                   
عَام 1999 ــ 2000 فَازَ جوزيف حنا بِجائزَةِ القِصَّةِ القَصِيرَة وعلى مُسْتَوَى القُطُر عَنْ قِصَّتِهِ المَوْسُومَة ( النَافِذَة ) مُنَاصَفَةً مَعَ رَسُول خضر الزَبون مِنْ المَوْصِل بِقِصَّتِهِ (  الوَرَقَة الأَخِيرَة ) .                                                     
حَظَى بِاهْتِمامِ الكاتِب المَسْرَحيّ صباح الانباري مِنْ اتحادِ أُدباءِ ديالى والَّذِي قَامَ بِإِرْسالِ القِصَّة القَصِيرَة ( الرَّأْس ) لِلكاتِبِ جوزيف إِلى مَجَلَّة ضِفَاف في النَمْسا حَيْثُ تَمَّ نَشْرَها بِالعَرَبِيَّة واخْتِيرَتْ كأَفْضَلِ قِصَّة قَصِيرَة في العَدَد وتُرْجِمَتْ إِلى الأَلْمانيَّة .                                                                                       
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة : النَافِذَة ، الرَّأْس .                                                 
مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة جِدَّاً : الأَسْمال .                                                     
مِنْ قِصَصِهِ الأُخْرَى : قِصَّة ( السَاحِر ) والَّتِي أَثْمَرَتْ عَنْ  نَصٍّ مَسْرَحيٍّ أَيْضاً ، قِصَّة ( الوَجْهُ الآخَر ) .                                                                       
كتَبَ سِيناريُو لِمُسَلْسَلٍ تِلفزْيونيّ بِسَبْعِ حلَقَاتٍ بِعُنْوانٍ مُقْتَرح ( قِصَّة عِراقِيَّة )  ، وأَيْضاً مَشْرُوع فِلْمٍ سِينمائيّ مُدَّتَهُ ( 30 ـ 50 ) دقِيقَة  بِعُنْوان ( نَوافِذ مُغْلَقَة ) . 
هو عُضُو في فُرْقَةِ مَسْرَح قَره قُوش لِلتَمْثِيل .                                           

المَصْدَر : قَنَاة عَشْتَار الفَضائِيَّة
بَرْنامج رواق الثَقَافَة
لِقَاء مَعَ القَاص جوزيف حنا يشوع  .
إِعْداد وتَقْدِيم مروان ياسين الدليمي .
شِباط 2013  .

رابِط المَصْدَر :

http://www.youtube.com/watch?v=xWnYgL_Ktvc&index=13&list=PLat1oN49rvbO39cP8pTpzIN6GYcMD8vmk

ــــــــــــــــــــــــــ


  ( جلال مرقس بويا عبدوكا )

مِنْ عِنكاوا ، مَوالِيد 1942 ، خرِيج دار المُعلِّمين ، حالِياً مُعلِّم مُتَقَاعِد .             
دَخَلَ مَجَال الكِتَابَة في سِنٍّ مُبَكِّرَة حَيْثُ كانَ طَالِبَاً في المُتَوَسِّطَة ولَمْ يَنْشُرْ حِيْنَها نِتَاجاتَهُ في أَيَّةِ صَحِيفَة ، احْتَفَظَ بِبَعْضِ القَصاصاتِ وأَتْلَفَ مُعْظَمَها لأَنَّها تَتَحَرَّشُ بِنِظَامِ الحُكْمِ بَعْدَ اغْتِيالِ ثَوْرَةِ تَموز  .                                                       
بَعْدَ الانْتِفَاضَةِ الكُردستَانِيَّة عَام 1991 بَدَأَ بِنَشْرِ مَقَالاتِهِ في الصُحُفِ العِراقِيَّة والكُردستَانِيَّة وتَمَّ تَوْثِيقها في كِتَاب طُبِعَ لاحِقاً تَحْتَ اسْم ( في الصَمِيم ) سنَة 2003  وهي مَقَالات نَقْدِيَّة لِمُجْمَلِ المُمارَسات الخَاطئَة .                               
مِنْ نِتَاجاتِهِ بِالعَرَبِيَّة : ــ                                                                       
أَصْدَرَ عَام 2002 ديوانَهُ الشِعْرِيِّ الأَوَّل ( كلِماتٌ تَتَقَاتل ) ، ثُمَّ تَلاهُ في عَامِ 2007 الدِيوان الشِعْرِيِّ الثَاني ( تَرانِيم بَيْنَ الضَحِكِ والبُكاء ) .                       
أَصْدَرَ عَامِ 2005 مَجْمُوعَتَةُ القِصَصِيَّة ( الوَصِيَّة القَاتِلَة ) والَّتِي احْتَوَتْ على مَجْمُوعَة مِنْ القِصَص القَصِيرَة  : سعيد الكئِيب ، المُرافِقتَان ، الإِزْعاج اللطيف ، إِجازَة بِنَاء ، أَسْلاكُ المَدِينَة ، خُطُورَة لاعِب ، مَاهر ، صَفْحَة المُجَاملَة والتَحَبُّب ، الوَصِيَّة القَاتِلَة ، كُنْتُ وقِحاً .                                                                 
الكاتِب بِصَدَدِ وَضْعِ اللَمَسَاتِ الأَخِيرَة لِمَجْمُوعَتِهِ القِصَصِيَّة الثَانِيَة ( العَربُون كانَ سَخِيَّاً ) ودِيوان ( الزَمَن الأَخْرَس )  اسْتِعْداداً لِطَبْعهُما .                               
( العَربُون كانَ سَخِيَّاً ) سَتْصْدُرُ بِاللُغَةِ العَرَبِيَّة وهي مَجْمُوعَة قِصَص بَيْنَ القَصِيرَة والطَوِيلَة مِنْها : مِحْنَة الزِيارَة الأَخِيرَة ، الصُراع مَعَ الذَات ، مَتَاهات القَضَاء ، عُذُوبَة بَعْدَ المُشَاكسَة ، ما لا يُنْسَى ، لَحْم مَرْيم شَاط ، العَمّ بَتي ، بَوْلٌ وشِفَاه ، عِنكاوا في جِنَاياتِ الدَوْلَة الإِسْلامِيَّة ، الكلْبُ الورِيث .                       

مِنْ نِتَاجاتِهِ الجَاهِزِة لِلطَبْع ومُعْظَمَها بالسرْيانِيَّة وبالكرْشُوني : ـ                     
سَبْع مَسْرَحيَّات / سكِينَا وكَرْما ( السِكين والعَظم ) ، تَلْكا ومَايا قَرِيرا ( الثَلْج والمَاء البَارِد ) ، جايخَانَة ( المَقْهَى ) ، كوارا قَشْيا ( الزَّواج القَاسِي ) ، حياكا دكجَلْثَا ( حَكَّة الصَلْعَة ) ، والأَخِيرَة عُرِضَتْ على مَسْرَح جمْعِيَّة الثَقَافَة الكلْدانِيَّة .
أَمَّا المَسْرَحِيتَان ــ لِعازَر الكئِيب والوَصِيَة القَاتِلَة ــ ، سِيناريو  وحِوار وتَرْجَمة مِن المُؤَلِّف ذَاته فهُما مِنْ فِكْرَةِ القِصتَين القَصِيرتَين ( الوَصِيَة القَاتِلَة وسعيد الكئِيب ) .                                                                                       
أُوبرِيتات سِياسِيَّة وتَرْبَوِيَّة / مَدْرَشتي خلِيثَا ( مَدْرَسَتي الجَمِيلَة ) ، بَوْخَا طِيمانَا ( الهَواء الثَمِين ) .                                                                               
شِعْر /   دِيوان سَامَا ودُوشا ( السُمُّ والعَسَل ) .                                         


المَصْدَر : الأَدِيب جلال مرقس عبدوكا .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( عامر رمزي الشماس )
 
شَاعِر وقَاصّ ، كتَبَ القِصَّة القَصِيرَة والقِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً ، وكانَ مِنْ المُهْتَّمِين جِدَّاً بِالقِصَّة على أَنْواعِها .                                                                   
مُهَنْدِس اسْتِشَارِي مِنْ مَوالِيد الستِينات ، وُلِدَ في مُحافَظَةِ صَلاح الدِين حَيْثُ كانَ والِدَهُ يَعْمَل ويَسْكُن هُنَاك .                                                                   
بَدَأَ الكِتَابَة في المَرْحلَةِ الإِعْداديَّة حَيْثُ تَوَجَّه لِكِتَابَةِ الشِعْر .                           
تُوُفِّيَ الجُمُعة 11 / 6 / 2010  .                                                           

المَصْدَر : مَوْقِع النُور
مَوْضُوع / الشَاعِر والكاتِب عامر رمزي في ضِيافَةِ النُور
بِقَلم / عبد الكريم ياسر
في 27 / 6 / 2009

مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة :                                                                       
جَنَادِب وفَرَاش ، ورِيثُ السكِين ، قَتِيل نَسِيَتْهُ المَلائكة ، أَنا وحَماتي ، لَسْتُ أَعْلَمُ غَايتي ، حُبٌّ واسْتِقالَة ، مَجْنُونَة لكِنِّي أُحِبُّها ، أَصَابِعٌ خَفِيَّة .                         

مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة جِدَّاً :                                                                   
صَفِير يُوقِظُ الأَنا ، فَنَاءُ الزَاجِل ، لَحْظَة أَن هَوَى الهَوَى ، لَحْظَة تَمَرُّد ، لَحْظَة إِيماء شِعْرِيَّة ، لَوْ كُنَّا بِلا أَوْجاع ، جَدُّنا آدم .... مُشْتَبَه ِ ، قُبْلَة قَسْرِيَّة ، قِصَص خَيالِيَّة ، دقِيقَةُ حِداد ، مُعانَدَة ، وفِيَّة جِدَّاً ، لَيْتَهُ يَنْسَى ، مِنْكَ وإِلَيْك ، حَيْرَة ، صَرْخَة مُتَأخِّرَة .                                                                               

نَشَرَ في مَواقِع عدِيدَة مِنْها : عِنكاوا ، النُور ، كرمليس ، بَوابَة نرْكال ومَواقِع أُخْرَى .                                                                                           

ــــــــــــــــــــــــــ


( زاهر حيزقيا دودا ) 

مِنْ القوش ، مَواليد بَغْداد 1964 ، حَاصِل على شَهادَة المَعْهد التَقَنيّ / القِسْم المَدنيّ ( مُوصل سنَة 1984 ) ،  وهو مِنْ المُقِّلين في كِتابَة القِصَّة القَصِيرَة .   
عُضو اتحاد الأُدباء والكُتَّاب السرْيان / سكرتير الهَيْئَة الإِداريَّة لـِدَوْرَتِها الخَامِسَة .                                                                             
عُضو اتحاد الأُدباء والكُتَّاب العامّ في العِراق .
مُعَـلِّم لِلُغةِ السرْيانيَّة  .
شَارَكَ في أَغْلَبِ الأُمْسِيات الشِعـْرِيَّة الَّتِي أَقَامَتْها جمْعيَّة القوش الثَقافِيَّة وفي نادي القوش العائليّ .
شَارَكَ في عِدَّة مِهْرجانات لِنادي نُوهدرا الاجْتِماعيّ وأُمْسِيات شِعْرِيَّة في كثِيرٍ مِن القُرَى والبَلْدات السرْيانِيَّة .   
شَارَكَ في المِهْرجانات الخَمْسَة الشِعْرِيَّة بِاسمِ الشَاعِر السرْيانيّ "برديصان" لاتحادِ الأُدباءِ والكُتَّاب السِرْيان .
 شَارَك في ثَلاثَةِ مُؤْتَمرات لِلأَدَبِ السرْيانيّ لاتحادِ الأُدباءِ والكُتَّاب السرْيان ، وكذلِكَ في مِهْرجانِ الجواهري العاشِر في بَغْداد / كانون الأَوَّل 2013 .
 شَارَكَ بِالمُؤْتَمرِ الدُوليّ الأَوَّل لِلدِراساتِ الآرامِيَّة والسرْيانِيَّة في مصر / جامِعة القاهِرَة  أَذار / 2014 .
نَشَرَ العدِيد مِنْ المَقالاتِ والقَصائِد الشِعْرِيَّة في المَجلاتِ والجَرائدِ .
لَهُ دِيوان مَطْبُوع بِاللُغَةِ السرْيانِيَّة ( سِفْرُ الحيَاة ) وكِتابين آخَرَين جَاهِزينِ لِلطَبْعِ 
صَمَّمَ خَطَّين سرْيَانِيِّين على الحَاسِبة الأَوَّل الاسترنكيلي Alqoshi - Zahir Dooda   
والثَانِي بِالخَطِّ الشَرْقِيِّ Alqoshi 2 -Zahir Dooda        مَعَ أَرْقَامِ بَحْثِهِ ( تَحْدِيثِ الرَقْمِ السرْيانِيِّ ) .
لَهُ اهْتِمام بِاللُغَةِ السرْيانِيَّة وبِالتَأْرِيخ والأَدَبِ السرْيانِيِّين .
لَهُ اهْتِماماتٍ مُتَعدِّدَة ومُشَارَكاتٍ بِالفُنُونِ الأُخْرَى كالتَمْثِيل ، الرَسْم التَشْكِيليّ ،  الخَطّ  والعَزْفِ على آلَةِ الـﮔيـتار .
لَدَيهِ أَكْثَر مِنْ عَشْرَةِ أَلْحان .

مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة :                                                                       
النَّفْس عَزِيزَة / 1989 ، جَدِّي /   2009 ، انْتِظار مُواجَهَة / 1989 ، النَّاسُ والذَهَب ، الصَبَاحُ الأَوَّل ، السَعادَة الَّتِي لَمْ تَكْتَمِلْ ، الرُوتِين ، الضَعِيف ، تَخَيُلات ، ذِكْرَى لَيْلَةِ آب ، تُوما ( قِصَّة مُتَوَسِّطَة ) .                                               

مِنْ قِصَصِهِ القَصِيرَة جِدَّاً :                                                                   
المِسْمار ، خِطابُ السَلام ، الأَصْوات المُزْعِجَة ، أَقْنِعةُ البَشَر ، طَعْمُ القَهْوَة ، الحَدِيقَة ، تِمْثَال ، إِطْلاقَة تَائهة ، الجَارُ الجَديد ، الدَرسُ الأَوَّل ، وَخْزَة ، صُورَةُ الغِلاف ، الصَباح الأَوَّل ، رَقْص شَرْقي . ( نُشِرَتْ هذِهِ القِصَص القَصِيرَة جِدَّاً في مَوْقِع عنكاوا ) .                                                                             

المَصْدَر /
ــ عَنْ الكاتِب زاهر حزقيا دودا
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المُتَابِعات الكرِيمات
المُتَابِعين الكِرام
 أَلْتَقيكُم / نَّ  في الوَرَقَةِ التَالِيَة قَرِيباً .



جزِيل الشُكْر مَعَ التَمنِّيات بِالمَزِيد مِنْ العَطَاء والتَوْفيق لِلكاتِب جلال مرقس عبدوكا والكاتِب زاهر حيزقيا ، لِمَا أَبْدياهُ مِنْ تَعاون واهْتِمام . 



ولِلمَوْضُوع بَقِيَّة ..... يُتْبَع


مَواضِيع ذات صِلَة :

القِصَّة القَصِيرَة  والقَصِيرَة جِدَّاً  / الجزْءُ الأَول

رابِط المَوْضوع
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,780240.msg7386079.html#msg7386079

90
 

القِصَّة القَصِيرَة  والقَصِيرَة جِدَّاً  / الجزْءُ الأَول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الخميس 1 / 5 / 2014  ــ  الثلاثاء 31 / 3 / 2015




طابِع المَوْضوع :                                                                             
 بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة بِكُتَّاب وكاتِباتِ القِصَّة القَصِيرَة والقَصِيرَة جِدَّاً مِنْ الوَسَطِ المَسِيحيّ العِراقيّ .                                                               

             
( أ ) القِصَّة القَصِيرَة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بَعْضٌ ما عَن القِصَّة القَصِيرَة :                                                             
 تُعرِّفُ الكاتِبة كاترين آن بورتر القِصَّة القَصِيرَة على إِنَّها العَمَلُ الَّذِي يُقَدِّمُ فِكْرَة في المَقامِ الأَول ، ثُمَّ مَعْلُومة ما عَن الطَبِيعة البَشَرِيَّة بِحِسٍّ عمِيق .                 
مِنْ خَصائِص القِصَّة القَصِيرَة : الفِكْرَة المُوحَّدَة ، التَكْثِيف ، الدراما .               
 أَمَّا عنَاصِر القِصَّة فهي : الرُؤْيَة ، المَوْضُوع ، اللُغَة ، الشَخْصِيَّة ، البِنَاء ، الأسْلُوب الفَنيّ .                                                                               

المَصْدَر / القِصَّة القَصِيرَة : تَعْرِيفها وخَصائِصها وعنَاصِرها .
" بِتَصرُّف " عبد العزيز عبد الحميد .
رابِط المَصْدَر :

http://laghtiri1965.arabblogs.com/archive/2008/8/652520.html


تَمْنَحُ القِصَّة القَصِيرَة الكاتِب مَسَاحة مُتَاحةَ أَوْسَع لِلأَحْداثِ والتَفاصِيل .           
عالَمُ القِصَّة القَصِيرَة عالَمٌ بَاهرٌ ، سَخِيٌّ وسَاحِر ، وهنِيئاً لِمَنْ يُبْحِرُ فيهِ كِتَابَةً أَوْ قِراءَةً ومُتَابعة .                                                                                 
الاهْتِمام بِالقِصَّةِ القَصِيرَة العِراقِيَّة ضَعِيفٌ حَتَّى أَنَّهُ يَغِيبُ أَحْيَاناً أُخْرَى وهذا مُؤْسِف ، فأَهمِيَّة القِصَّة القَصِيرَة لايُلازِمها تَصاعُداً طَرْدِيَّاً تَسْتَحِقَهُ .               
غِياب الاهْتِمام بِالقِصَّةِ القَصِيرَة هو سمِةٌ عامَّة يُمْكِنُ تَلمُّسَها في مُعْظَمِ المَواقِع الالكِتْرونِيَّة والصُحُفِ والمَجَلاتِ والبَرامِجِ التِلْفزيونِيَّة وغَيْرها مِنْ القَنَواتِ .     

وخِلالَ رِحْلَتي في عالَمِ الكِتابَةِ تَعرَّفْتُ على كاتِبٍ تَحْتَازُ القِصَّة القَصِيرَة على اهْتِمامِهِ  كما تَسْتَحِق ، وهو الكاتِب الراحِل عامر رمزي ، حَيْثُ كانَ دائِمُ البَحْث عَنْ مَواقِعٍ تَهْتَّمُ بِالقِصَّة القَصِيرَة وعَن المُسابَقَاتِ الأَدبِيَّة والمِهرجاناتِ لِلقِصَّة القَصِيرَة وبِكُلِّ ما يَمُتُّ لَها بِصِلَةٍ كنَشَاطٍ أَدبِيّ .                                           
غَنِيٌّ عَنْ القَوْل اهْتِمام القَاصِّ هيثم بهنام بردى بِالقِصَّة ، وأَيْضاً القَدِير ميخائيل ممو .                                                                                                 



( ب ) القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً  ( ق. ق. ج ) 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وَجْهَة نَظَر خَاصَّة في القِصَّةِ القَصِيرَة جِدَّاً : ـ                                           
  القِصَّة القَصِيرَة جِدَّاً  ، تَسْمِيَةٌ غَيْرُ مُوَفَّقَة لأَخْبَارٍ قَصِيرَةٍ تُرْوَى( في حقِيقَتِها قَدْ تَكونُ طَوِيلَة ، فخَلْفَ الخَبَر القَصِير المُكَثَّف تَقِفُ قِصَّةٌ طَوِيلَة ذَات تَفَاصِيلٍ وتَفَاصيل ) ، قَدِيماً كانُوا يَكْتُبونَ أَخْبَاراً قَصِيرَة عَنْ ذاكَ الشَخْصِ أَوْ ذلِك الأَمْر ....... إلخ   ، هذِهِ الأَخْبَار تَخْتَصِرُ فِكْرَة وتُقدِّمُ عِبْرَة في الوَقْتِ ذاتِهِ ، فيما بَعْد هذِهِ الأَخْبَار أَخَذَتْ تَسْمِيَة قِصَّة قَصِيرَة جِدَّاً .                                             
التَسْمِيَة غَيْرُ مُوَفَّقَة لأَنَّ الأَسْمَ طَوِيلٌ مُقَارنَةً بِفَنٍّ يَتَخِّذُ التَكْثِيف عُنْصُراً لَهُ وأَقْصُدُ فَنّ القِصَّةِ القَصِيرَة جِدَّاً ، أَيْضاً أَرَى إِنَّهُ يُعبِّرُ عَنْ قَالبِ القِصَّةِ الخَارجِيّ دُوْنَ الإِشَارَةِ إِلى مَضْمُونِها ، وأُمِيلُ إِلى تَسْمِيَةِ فَنّ القِصَّةِ القَصِيرَة جِدَّاً بِفَنِّ الأَقْصُوصة .                                                                                     
مِنْ ميزاتِ هذا النَوْع مِن الكِتَابَةِ إِنَّهُ يَخْضَعُ لِلتَكْثِيفِ ( حَدَّ الاخْتِزالِ أَحْياناً ) ..... وفي رَأْيي إِنَّ الاخْتِزال أَحْياناً يَضُرُّ بِالنَصِّ ويَسِيرُ بِهِ في ضَبابِ الرُؤْيَة ، لكِنْ ؛ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى التَكْثِيف يُناسِبُ عَصْرَنا الحالِيّ حَيْثُ الجَميع لَيْسَ لَدَيْهم الوَقْت لأَيِّ شَيْء ، لاوَقْتَ لِلقِراءَةِ ، لاوَقْتَ لِلنَوْمِ ، لاوَقْتَ لِلاسْتِرْخاءِ ، لا وَقْتَ لِلزِياراتِ ، لا وَقْتَ لِلرَاحةِ ، لا وَقْتَ لِلعائِلَةِ ، لا وَقْتَ لِلعلاقَاتِ الاجْتِماعِيَّة ، لا وَقْتَ .....لا وَقْت ... لاوَقْت ... إلخ لِلكثِيرِ مِن الأُمُورِ ، وكأَنَّ الوَقْتَ قَدْ تَبَخَّرَ مِنْ حيَوِيَّةِ الأَحْياء ، أَنا أَخْتَصِرُ هذا اللا وَقْت لِكُلِّ شَيْءٍ فأَقُول قَدْ أَصْبَحَ : لا وَقْتَ لِلحيَاةِ ، أَيْ إِنَّ إِنْسَانَ اليَوْم لَيْسَ في لُبِّ حيَاتِهِ ولا في داخِلِها يَعِيش وإِنَّما يُحاذِيها وإِلى جانِبِها يَجْرِي لِيَلْحقَ بِها تَماماً كما يَعِيشُ الجِيرانُ جَنْبَ بَعْضِهِم البَعْض ، أَقُولُ لا وَقْتَ لِلحَيَاة لأَنَّ الحَيَاة هي هذِهِ التَفاصِيل الصَغِيرَة الَّتِي إِنْ أَهْملْناها ضَاعَتْ حلاوَةُ الحَيَاة والعيْش .                                                                       
ق. ق . ج  تَجِدُ في هذا النَمَطِ المُتَسارِعِ مِن الحَيَاةِ مكانَاً لَها ، فقَدْ يَقْرَأَها أَحَدَهُم في غَفْلَةٍ مِن الزَمَنِ وهو يُقَلِّبُ في جِهازِ هاتِفِهِ النَقَّال ، أَوْ في جَرِيدَةٍ صَبَاحِيَّة ، أَوْ ............... إلخ عِنْدَ مَحطَةِ انْتِظارِ القِطارِ أَوْ الحافِلَة مَثَلاً ، أَوْ عِبْرَ لَحْظَة مَسْرُوقَة مِنْ لَحظَاتِ ابْتِلاعِهِ لِطَعامِهِ .......  إلخ .                                       
أَخْتَصِرُ القَوْل في القِصَصِ القَصِيرَةِ جِدَّاً إِنَّها أَخْبَار ٌ تُسْردُ في عِبَرٍ مُصَاغَةٍ بُنْيَتها الرَمْز والفِكْرَة والدَلالَة والمَعْنَى ، هُنا مِثَال مِنْ إِحْدَى نِتَاجاتِ الكاتِب عامر رمزي  بِعنوان ــ رَصِيدُ الحُبّ ــ  .                                                                   
رصيد ُالحب
============
   سألت أمها وقد تملكتها الدهشة: أتبتاعين لأبي وردة ً حمراء في عيد الحب هذا اليوم وقد بات عقله عاجزاً عن استرجاع شيءٍ من حياته الماضية؟!!..أجابتها وهي تسرح الطرف في الأفق البعيد وتبكي في نفسها بوقار: لكنه كان يتذكر جيداً ويشتريها لي قبل أن يغزوه الزهايمر.


فالمُلاحظ هُنا إِنَّ ما يُرْوَى هو خَبَرٌ في سُؤالٍ وجَوابٍ ( زَوْجة مُتَأَلِّمة لِحالِ زَوْجِها وحَبيبِها إِذْ أَصابَهُ الزهايمر واضْطَرَبَتْ ذاكِرَتَهُ ، وهي تَفْتَقِدُ حيَاتهما السابقَة مَعَاً وتَحنُّ إِلَيْها ) ، يَحْمِلُ عِبْرَة إِنْ الأَحْوال لاتَثْبُتُ على نَمْط مَهْما كانَتْ الأُمْنِيات   ، ويُعْطي المَعْنَى إِنَّ الحُبَّ قِيمَةٌ كبِيرَةٌ بَاقيَةٌ رَغْمَ تَحدِّيَاتِ الزَمَن ، تَمَّ التَعْبِيرُ عَنْها بِالرَمْزِ ( فِعْلُ شِراء الوَرْدَةِ الحَمْراء في عِيدِ الحُبِّ )  ، والدَلالَة هي الوَرْدَة الحَمْراء .                                                                                       




  ( ج ) كاتِبات القِصَّة القَصِيرَة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ أميرة بيث شموئيل                                                                       
هي السيَّدَة أميرة توما هرمز ، مِنْ موالِيد 1960 م ، ولِدَتْ في مدِينَةِ كرْكوك  ، خرِيجَة مَعْهد التكْنولُوجيا / قِسْم المَساحة في بَغْداد .                                   
تُقِيمُ في كندا / تورنتو .                                                                     
 أَسَّسَتْ مَعَ مَجْموعةٍ مِنْ المُهْتَّمين جرِيدَة ( ايمامة ) في كندا وأَشْرَفَتْ على رِئاسةِ تَحْرِيرِها مُنْذُ عام 1996 .                                                           
 شَارَكتْ في تَأْسِيسِ فُرْقَةِ ( دِجْلَة لِلتَمْثِيل ) وشَارَكتْ بِمَسْرَحِيتينِ مِنْ تَأْلِيفِها : ــ ( القَادِمُ الجدِيد ) و ( سفِينَة بابِل الفَضائِيَّة ) .                                           
سَاهمَتْ في إِصْدارِ جرِيدَةِ ( نَيْنَوى ) لِجمْعِيَةِ الشَبابِ الآشُورِيين في كندا واسْتَلمَتْ رِئاسةِ تَحْرِيرِها .                                                                   
تَكْتُبُ الشِعْر والقِصَّة القَصِيرَة والمَقالات .                                                 
وهي كاتِبَة تَجودُ وبِثراءٍ في مجالِ كِتابةِ القِصَّة القَصِيرَة بِشَكْلٍ جمِيلٍ يُثِيرُ الاهْتِمام والتَقْدِير .                                                                             
مِنْ قِصصِها القَصِيرَة : المُجازَفَة على الحُدود ، الخِيانَة ، مِنْ الماضِي ، المُتَمرِّدَة ، السُقوط في المَنْفَى ، الحلاَّق الصَامِت ، المَرْأَة والمَوْمس ، سَلاَّمة ، المهّمَة ، المَلاك الضَحِيَّة ، المُنافِق ، لَنْ أَعُودَ إِلَيْك ، حبِيبي هذا الثَائِر الأَخْرس ، القدِيسَة مَوْمس ، تَعاسَة الأَغْبِياء ، انْذار جيم ، مُواجَهة الكِلاب السَائبَة .                     
أُثَمِّنُ قِصَّة ( مُواجَهة الكِلاب السَائبَة ) كأَرْوعِ ما كتَبَتْ لِمَا يَكْتَنِفُها مِنْ هَمٍّ إِنْسَانِيٍّ حقِيقيّ ، وحُزْنٍ وقَسْوَة وظُلْم ، يُمْكِنُ أَنْ تَسْرُقَ القَارِئ/ة مِنْ نَفْسِهِ فيَتَقَاسمُ مَعَ شُخُوصِ القِصَّة تَفاصيل الأَحْداث ، إِنَّما اعْتِراضِي يَكْمنُ في نقْطةٍ مُحدَّدَة أَلاَ وهو العنْوان لأَنَّنِي أَقُولُ دائماً إِنَّ الحيَوانات بَرِيئَة مِنْ كُلِّ الذُنُوب الَّتِي يَقْتَرِفُها البَشَر ويُلْبِسونَها لِلحيَواناتِ الَّتِي لَيْسَ لَها في عالَمِهِ بِتَّة ، وطالَما إِنَّ الإِنْسَان يُحاوِلُ التَنَصُّل مِنْ ذُنُوبِه وتَنْسيبِها لِلحيَوانات ، فهو أَبَداً لَنْ يُفَكِّرَ في مُعالَجَةِ أَخْطائِهِ وتَحَمُّلِ مَسْؤولِياتِهِ .                                                                           
 رُبَّما لَوْ كانَ العنْوان مُعبِّراً عَنْ قَسْوَة البَشَرِ أَنْفُسِهم وذُنُوبِهم وجَرائمِهِم بِحَقِّ بَعْضِهم البَعْض لكانَ أَكْثَرُ حقَّاً وقُرْباً مِنْ الحَقِيقَة وأَشَدُّ إِنْصافاً ، هذا لَيْسَ انْتِقاداً بَلْ مُلاحظَة أَتَمنَّى مِنْ جَمِيعِ الكُتَّاب والكاتِبات وأُناشِدَهُم / نَّ الأَخْذ بِها ووَضْعِها نَصْبَ أَعْيُنِهِم في كِتَاباتِهِم ويكُونوا أَكْثَرَ إِنْصَافاً مَعَ الحيَواناتِ والكائِناتِ الأُخْرَى بِعَدَمِ تَشْوِيهِ صُورَتِها فذلِك يَعودُ عَلَيْها كما على الإِنْسَانِيَّة بِالضَرَرِ والظُلْمِ ، عَلَيْنا تَشْخِيص سلبياتِ إِنْسَانِيَتِنا بِشَجاعةٍ دُوْنَ مُحاوَلَة التَخَفِّي تَحْتَ مظَلَّةِ الكائِناتِ الأُخْرَى لِيَكونَ هُناكَ أَمْلٌ في عِلاجِها ، والحيَوانات ككائِنات ، بَرِيئَة جِدَّاً مِمَّا يَقْتَرِفَهُ البَشَر مِنْ فَظَاعات .                                                                 
أَتَمنَّى لِلكاتِبَة المَزِيد من العطاءِ .                                                           

رابِط لِلتَعرُّفِ على عطائِها :                                                                 

http://www.ahewar.org/m.asp?i=30



 2 ــ ثائرة شمعون البازي                                                                   

رابِط لِلتَعرُّفِ على عطائِها :                                                                 
 http://alnoor.se/author.asp?id=804


ولِدَتْ في بَغْداد ، وهي خرِيجة المَرْكز القَوْميّ لِلحاسِباتِ الالِكْترونِيَّة لِعامِ 1982 ، تُقِيمُ في السويد .                                                                 
شَاعِرَة وفَنَّانَة تَشْكِيليَّة ومُصمِّمة ، لَها العدِيد مِنْ المُشَاركاتِ في المَعارِضِ الفَنِيَّة والحِرَفِيَّة والمِهْرجاناتِ الشِعْرِيَّة .                                                         
حاصِلَة على شَهادَة تَخَصُّصِيَّة بِالفَنِّ التَشْكِيليّ والتَصْميم والأَعْمالِ الحِرفِيَّة مِنْ جامِعة لينشونبيك السويدِيَّة ، وعلى الماجستير بِتَخصُّص تَشْكِيل الفَنّ مِنْ جامِعةِ نورنشوبينك السويدِيَّة .                                                                       
 
مِنْ نُصُوصِها القِصصِيّة : تَرانِيم لَنْ تَموت ، طَرِيقُ هِجْرَتي .                     



  3 ــ جورجينا بهنام سليم حبابة                                                           
هي مِن المُقِلات في النَشَر .                                                                 
والدها الأُسْتاذ بهنام حبابة المَعْروف باهْتِمامِهِ بِالثَقَافة والبَحْث والتَأْليف ، نَشَأَتْ في الموصل وهي البِنْت الصُغْرَى في أُسْرتِها ، نَشَرَتْ نِتَاجاتَها في عدَدٍ مِنْ المَواقِعِ والصُحُفِ المحلِيَّة .                                                                 
نَشَرَتْ بَعْضَ المَقالات في جَرِيدَةِ الحَدْباء المُوصلِيَّة في بِدايَةِ التِسْعينات .         
 بَعْدَ تَخَرُّجِها مِنْ كُلِيَّة الهَنْدسَة بَدَأَتْ تَكْتُبُ المَقالات بِتَرْكيزٍ ووَفْرَة .                 
بَدَأَتْ الاهْتِمام بِالكِتَابَةِ القِصصِيَّة بَعْدَ اضْطِرارِها وعائلَتِها مُغادرَة الموصل .       
القِصَّة الأُولَى الَّتِي كتَبَتْها لِلكِبار كانَتْ قصَّة ( بَيْنَ الشَمْسِ والثُلوج ) كقِصَّة قَصِيرَة ، الآن هذِهِ القِصَّة غَدَتْ مُطوَّلَة نَوْعاً ما وتَتَحدَّثُ عَنْ فِكْرَة تَشَتُت العائلَة بِسَببِ مُغادرَةِ الوَطَنِ وتَشَرْذُم أَفْرادِها بَيْنَ البُلْدان ..... إلخ .                         
كتَبَ النَاقد جاسم عاصي عَنْ نِتاجاتِها قِراءَةَ نَقْدِيَّة بعنْوان :                           
بِنَاء الشَخْصِيَّة وخَصائِصَ أُخْرَى في قِصصِ جورجينا بهنام .                       

المَصْدَر :
بَرْنامج رواق الثَقَافَة
تَقْدِيم مروان الدليمي
ضَيْف الحلَقَة : الكاتِبة القِصصِيَّة جورجينا بهنام حبابة
انْتاج : قَناة عَشْتَار الفَضائيَّة 2013


تَكْتُبُ الشِعْر ، القِصَّة القَصِيرَة ، قِصصَ الأَطْفَال والمَقالات .                         
مِنْ قِصصِها القَصِيرَة : صَحْن عَدس ، جَرِيمتي ، رَمْلٌ أَمْعط ، أَمْل ، بَيْنَ الشَمْسِ والثُلوج ، حاجِزُ الصَمْت .                                                                   

                                                 
 4 ــ روزلين فتح الله عناية / بَغْديدا                                                       
مِنْ بَغْديدا ( قره قوش ) الواقِعة جنُوب شَرْق مدِينَة الموصل .                       
خرِيجة كُلِيَّة الصَيْدلَة / جامِعة الموصل  عام 2010 .                                   
تَكْتُبُ الشِعْر والقِصَّة القَصِيرَة .                                                             
لَدَيها قِصِّة قَصِيرَة بِعنْوان ( أَمْل ) نُشِرَتْ في مَوْقِع كرمليس يمي .                 

المَصْدَر :
مَوْقِع كرمليس يمي .

                                                             
  5 ــ شذى توما مرقوس                                                                     
مِنْ موالِيد الموصل / مُحافَظَة نَيْنَوى .                                                   
 بَدأْتُ الكِتابَة في سِنٍّ مُبَكِّرَة وداومْتُ عَلَيْها ،لكِنَّني بَدأْتُ النَشْر في المَواقِع عام 2007  ، أَمامي الكثِير لأَتَعلَّمَهُ في رِحْلَة الكِتَابَة .                                       

أَكْتُبُ الشِعْر ، القِصَّة بِكُلِّ أَشْكالِها ( القَصِيرَة ، القَصِيرَة جِدَّاً ، المُطَوَّلَة .... إِلخ ) ، المَقَالَة .                                                                                       
 مِنْ قِصصيّ القَصِيرَة : طَبَقُ الحُمَّص ، خائِفَة ، فَوْق كُرْسِيهِ المُرِيح ، أَيْضاً كالآخَرِين ، عَواصِفُ الغُرْبَة ، حنِين ، بَحْثاً عَنْ أَمْل ، غَرِيبٌ أَنْت ، الماضي ..... ماضِياً ، ملَل .                                                                                   
نَشَرْتُ كِتابَاتي في مَواقِع عِدَّة : الناس ، بَوابة نِركال ، كرمليس يمي ، الحِوار المُتَمدِّن ، القِصَّة العِراقيَّة  ، عنكاوا ، مانكيش ، تللسقف ومَواقِع أُخْرَى .       

 
أَخِيراً كثِير الشُكْر لِكُلِّ المُتَابِعات والمُتَابِعين لِكتابَاتي ، مَعَهُم اسْتَمِّر وبِهِم يُثرَى طرِيقي في عالَمِ الكِتَابَة  .                                                                     





91
 مِنْ مُذكَّرات إِنْسَانَة .......         
مَدْرسِيَّات / 2                                                                                   


الإِنْسَان مُلْتَحِفاً جَسَدَه                           
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                       
بقلم : شذى توما مرقوس                       
الجمعة 20 / 9 / 2013                       

في ذِكْرَى وفَاة والِدي .                                                             
( عَنْ والدي ...... وعنِّي )                                                         


تُخاطِبُ الكاتِبة المُقْتَدِرَة غادة السمان في كِتابِها ( كوابيس بيروت ) الإِنْسان قَائلةً لَهُ :                                                                               

آهٍ كم أنتَ وحيد ......                                                                 
يستطيع الذين يحبونك أن يسرقوا لك الطعام في المجاعة ، لكنهم لا يستطيعون أن يهضموه لك .....                                                                   
يستطيعون منحك سريراً ، لكنهم لا يستطيعون النوم عنك ......                   
يستطيعون منحك شيئاً من دمهم ، لكنه جرحك أنت الذي يجب أن يشفى لا جرحهم .....                                                                           
يستطيعون حتى الأعتذار عن إساءاتهم إليك ، لكنهم لايستطيعون أن يتألموا عنك بسبب ما سببوهُ لك .....                                                         
آهٍ كم أَنتَ وحيد                                                                         

ــــــــــــــــــــــــــــ

(  عَنْ والدِي  )                                                                       

كلامٌ قَدْ يَرْفُضَهُ البَعْض ، لكِنَّهُ الحقِيقَة مِنْ دُوْنِ رُتُوش ، إِنْ تَمعَّنا في الحوادِث الحيَاتيَّة للإِنْسَان ، فأَيُ أُمٍّ اسْتَطاعتْ أَنْ تُحوِّلَ إِصابَة مَرضيَّة لابْنِها إِلَيْها ، وأَيُّ أَبٍ اسْتَطاع أَنْ يُقايضَ المَوْتَ في حيَاتِهِ مُقابِل احْتِفاظِ ولَدَهُ بِحيَاتِهِ ، وأَمْثِلة أُخْرَى كثِيرَة ، ذلِك لأَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ فَرْدٌ قائِمٌ بِذاتِهِ ، لَهُ كيانَهُ واسْتِقْلاليتَه وخُصُوصيَّتَه وجَسَدَهُ .                                                                 
لَقَدْ لَمَسْتُ ذلِك في حياتي مَرَّاتٍ ومَرَّات ، وفي واحِدَةٍ مِنْها حِيْنَ أُصيبَ والدي بِجَلْطةٍ دماغيَّة وهي التَسْميَة المُتَداولة لِلـ :                                         

Schlaganfall
 ( Stroke )


ورَقدَ على إِثْرِها في المسْتَشْفى ما يُقارِب الشَهْر والنِصْف انْتَهتْ بِوفاتِهِ بَعْدَ أَنْ سَبَّبتْ لَهُ الإِصابَة الشَلل وفُقْدان القُدْرَة على ابْتِلاع الطعامِ ، وعَدَمِ القُدْرَة على المَشي ، وارْتِخاء عَضَلاتِ الرَقبَة وعَدَمِ قُدْرَتِها على إِسْنَادِ الرَأْسِ فيَبْدو الرَأْس كوَرْدَةٍ ذَبُلَتْ وتَدَلَّتْ فَوْقَ غُصْنِها ..... كانَ طرِيح الفِراش .                       
كنْتُ مَعهُ وأَعْجَزُ مِنْ أَنْ أَفْعَل لأَجْلِ شَفائِهِ شَيْئاً ، كانَ على جِسْمِهِ أَنْ يُقاوِم ويُصارِع لا جِسْمي أَنا ، كانَ على خلايا دماغِهِ أَنْ تَتَغلَّبَ على الضَررِ الَّذِي لَحِقَ بِها لا خلايا دماغِي أَنا ، كانَ على قَدَميهِ أَنْ تَحْمِلانهُ لا قَدميّ أَنا .....           
كنْتُ مَعهُ ، وكانَتْ كُلّ العائلة حَوْلَهُ ولكِنْ ؛ عجِزَ الكُلُّ وانْتَصرَ القاتِل الصامِت ( الجلْطةَ الدماغِيَّة يُشارُ إِلَيْها أَيْضاً بِالقاتِل الصامِت ..... ) .                       
ولا أَنْسَى تِلك الحيْرَة القاتِلة الَّتِي عِشْناها ونَحْنُ نَفْتَقِرُ لِليَقِين الَّذِي يُؤْكِّد لَنا إِنَّ والدي يَفْهمُ كُلَّ ما نَقولَهُ وإِنَّهُ يَتَذكَّرُ كُلَّ الأَشْخاص الَّذِين فيما مَضَى كانَ يَعْرِفهم ، وإِنَّهُ يُقاسِمُنا العالَم الَّذِي نَحْنُ فيهِ ولا يَغُوصُ في عالَمِهِ الخَاصّ ، تِلك الحيْرَة القاتِلة الَّتِي عَذَّبَتْنا لأَنَّنا كُنَّا نَشْعُرُ بِالعَجْزِ عَنْ فِهْمِ عالَمِهِ والمُعاناة الَّتِي يُعانِيها فُرُبَّما يَحْتَاجُ إِلى شَيْءٍ ما ونَحْنُ لا نَفْهَمُ ذلِك ، رُبَّما يَتَشوَّقُ لِسماعِ أُغْنِية ما ونَحْنُ لا نُفْطِنُ لِذلك ، رُبَّما أَرادَ أَنْ يُمْعِنَ النَظَر في صُورةِ ذِكْرياتٍ قَدِيمة ونَحْنُ لَمْ نَنتَبِه إِلى رَغْبَتِهِ و .... و .... كثِيرةٌ لا تَنْتَهي .                                 
وتِلك اللَحظَات المُؤْلِمة الَّتِي لاتَغِيبُ عَنْ ذاكِرتي وتُرافِقُني دائِماً حِيْنَ انْحنَى رَأْسُ والدي نَتِيجة الشَلل الَّذِي أَصابَ العَضَلات ، ولَمْ يَكُنْ يَشْعُرُ بِذلِك فسَأَلْتهُ :
ــ بابا ... لِماذَا لا تَنْظُرُ إِليَّ ، لِماذَا لا تَرْفَعُ رَأْسَك  ؟                               
فرَفَعَ رَأْسَهُ لِلَحْظَة وسأَلَني مُسْتَغْرِباً :                                               
ــ وهَلْ كانَ بِوَضْعٍ آخَر ؟                                                             
فتَيَقنْتُ إِنَّهُ لايَشْعُرُ بانْثِناءِ رَأْسِهِ فَوْقَ رَقَبَتِهِ وهذا ألَمني بِشَكْلٍ أَعْمق ، وتَأَكدَّتُ مِنْ إِنَّهُ يُعاني مالانَسْتَطِيعُ أَنْ نَشْعُرَهُ أَوْ نَتَبيَّنَهُ أَوْ نَتَخيَّلَهُ كي نَرْسُمَ صُورَة كافِية عَنْهُ .                                                                                   

وأَيْضاً تِلك الأَوْقات الأَشَّدُ أَلَماً حِيْنَ كانَ والدي يَتَشَبَثُ بِيدِي في يَدِهِ ويَضْغُط عَلَيْها بِكُلِّ قِواهُ المُتَبقِيَّة رُبَّما لاخْتِبارِ ما تَبَقَّى لَهُ مِنْ قُوَّة ، أَوْ لِيَشْعُرَ بالآخَرين مِنْ حَوْلِهِ ، أَوْ هو يَرْجوني أَنْ لا أَتَخلى عَنْهُ فيَبْقَى وحِيداً ، لكِنَّهُ كانَ وحِيداً ، كُلُّ العائِلة كانَتْ مَعَهُ وحَوْلَهُ ، لكِنَّهُ كانَ وحِيداً ، فلا أَحَدَ مِنَّا اسْتَطاعَ أَنْ يَهْضُمَ لَهُ طَعامَهُ ولا أَنْ يَبْتَلِعهُ بَدَلاً مِنْهُ .                                                   
لا أَحَدَ مِنَّا اسْتَطاع أَنْ يُعِيرَهُ قَدَميهِ لِيَسِير بِهِما ولَوْ خُطْوَة .                       
لا أَحَدَ مِنَّا اسْتَطاعَ أَنْ يُشَارِكهُ ولَوْ لَحْظَة مِنْ تِلك اللَحظَات الخاصَّة بِهِ العائِمة في مَخِيلتِهِ وأَفْكارِهِ وتَحسُّباتِهِ وهُمومِهِ ، كُنَّا نُرِيدُ لكِنْ ؛ لا أَحَدَ مِنَّا اسْتَطاع ، لا أَحَدَ قَدِر ...... لا أَحَد .                                                                 
ذلِكَ الشُعُور بِاللا أَمان لَمْ يَسْتَطِعْ أَيٌّ مِنَّا أَنْ يَنْتَزِعَهُ عَنْهُ .                         
عالَمَهُ ، عالَم المُعاناة لا أَحَدَ مِنَّا اسْتَطاع أَنْ يَدْحرَهُ بَعيداً عَنْهُ .                   
لا أَحَدَ مِنَّا اسْتَطاعَ أَنْ يَقْضي على أَوْجاعِهِ الَّتِي كانَ يُعانِيها جَرَّاء الاسْتِلْقاءِ الدائِم في الفِراشِ ، ولا العَذَاب الَّذِي كانَ يُعانِيه حِيْنَ تَتَجَمَّعُ السوائِلُ والرَغواتُ في المَجْرى الهَضْمِيِّ أَوْ التَنَفُّسِيِّ وهو الَّذِي لاقُدْرَة لَدَيهِ ( كما في الإِنْسَان السَلِيم المُعافَى ) أَنْ يَبْتَلِعهُ أَوْ يَقْذِفَ بِهِ خارِج جَوْفِهِ .                             
هذا الأَب الَّذِي رَعانا سنين عُمْرِهِ تَحوَّل إِلى نَجْمة وبِها حَلَّ المَساءُ مُضيئاً ، غَمرني النُور وبَكتْ عيْناي مِنْ غَزِير وَهَجِ تِلك النَجْمة .                           
 رافَقْتُ والدي بَعْدَ وفاتِهِ في المسْتَشْفَى حَتَّى باب غُرْفَة مَبِيت الراقِدين ( وهذا ما كانَ مَسْموحاً بِهِ في المسْتَشْفَى ) ، لكِنْ ؛ لَمْ أَتَمكَّن مِنْ المَوْتِ بَدَلاً عَنْهُ .   
أَنْ يَقِف الإِنْسَانُ عاجِزاً أَمامَ مَصِيرِ أَحبائهِ مؤْلِمٌ جِدَّاً .                             
حَتَّى المَحَبَّة عَجِزَتْ أَمامَ المَرَضِ ولَمْ تَتَغلَّبْ عَلَيْه .                               
عجِزَتْ المَحَبَّة عَنْ شفاءِ المَرْضَى وما كانَتْ يَوْماً بِقَادِرَة على ذلِك .             
فسَلامٌ لكَ في مَثْواكَ كُلَّ يَوم ، ووردٌ جديدٌ يُزْهِرُ فَوْقَ صَدْرِك مَعَ إِطْلالَةِ كُلِّ نَهار ، وعلَّكَ لا زلْتَ تَذْكُرُ غُصْنَ الوَرْد الَّذِي أَهْديْتَه إِيَّاك في عِيدك مِنْ زَمَنٍ مَضَى ولَمْ تَنْساه .                                                                             



 ( وهذَا عنِّي  )                                                                       

في المسْتَشْفى المُتَخصِّص بِعلاجِ الجَلْطَة الدماغيَّة بُذِلَتْ الجُهودُ بِما يَكْفي مُحاوَلَةً لِلانْتِصارِ على الوَقْت الَّذِي يَمْضي جَرْياً فيُتِيحُ الفُرْصة لِنَوْبةِ الجلْطَة الإِعاثة والتَدْمير بِضَررٍ أَبْلَغ .                                                         
تَطَلَّب الأَمْر المكوث في المسْتَشْفى أَياماً ، كانَ زَوْجي معي ، لكِنَّ خَوْفَهُ وقَلقَهُ وأَلَمَهُ لَمْ يُغيِّروا مِنْ الأَمْرِ الواقِعِ شَيْئاً ، كُلُّ العائلَة كانَتْ معي لكِنَّ ذلِك ما شَفَى مِنْ الحالِ شَيْئاً  وما غَيَّر ..........                                                   
 كانَ على جِسْمي مُحاربَةَ التَلفِ الَّذِي حَصَل ، كانَ على جِسْمي مُكافحةَ الأَضْرار الَّتِي أَتَى بِها هذا القاتِل الصامِت قَبْلَ أَنْ يَتْرُكَ عَلَيْهِ بَعْضَ آثَارِهِ .                 
في مصابِهِ يُدْرِكُ الإِنْسَان إِنَّهُ مُتَفَرِّدٌ ومُسْتَقِلٌ في كيانِهِ وذاتِهِ ووحِيدٌ في مصِيرِهِ مَهْمَا بَدَا هذا المَصِير وثِيقُ العُرَى مَعَ المُحيطين والمُجْتَمع .                     
في مَصابهِ يَسْمعُ الإِنْسَان صَوْت غادة وهي تَقول : آهٍ أَيُّها الإِنْسَان كَمْ أَنْتَ وحِيد .                                                                                 
كأَسْماكٍ في نَهْرٍ مُتَدَفِّق تَتَقَافزُ الأَفْكارُ وتَتَكاثر ، تَتَوالَدُ حَوْلَها الدوائِر ، تَتَسِّعُ وتَكْبُر ، شَرِيطٌ يَدورُ ولا يَتَقَطَّع عَن الكثِيرين في مُعاناتِهِم مِنْ آفاتٍ صِحِيَّة أُخْرَى كالسَرطان بِأَشْكالِهِ ، عَجْز الكِلى ، السُكرِيّ ، العَمى ، الصَمَم ، التَدَرُّن ، أَمْراض القَلْب وشَتَّى مَخَاطِر صِحِيَّة أُخْرَى مُتَعلِّقَة بِالجَسَدِ ( الجِسْم ) ، يَمُرُّ الشَرِيط بمُجْتَمعاتِنا وهي تَسْتَميتُ في البَثِّ لأَفْرادِها مِنْ خِلالِ الدِين والمَدْرسة وروافِد أُخْرَى في أَنّ الخَلاصَ الرُوحيّ هو الأَهمّ ويَجِبُ أَنْ يكونَ الهاجِسُ الأَوَّل والأَخير ، فالاهْتِمام بِالجَسَدِ تَرَف وأَمْرٌ كمالِيّ أَوْ ثانويّ ، الصِحَّةُ في مُجْتَمعاتِنا كانتْ ولازالَتْ يُؤْطِرها المَفْهوم الدِينيّ : الرَبُّ شَاء ، الرَبُّ أَراد .                       
هذا التَأْطير الدِينيّ لِمَفْهومِ الصِحَّة يَسْلُبُ حَقَّ الجَسَدِ على صاحِبِهِ في العِنايَةِ بِهِ ومُراعاتِهِ والمُتَابَعةِ لَهُ ، وبالتَالي يُلْغِي دَوْرَهُ وأَهمِيَّتَهُ رَغْمَ إِنَّ الجَسَدَ هو المُسْتَجِيب المُباشِر والأَوَّل لِلأَلَمِ والمُعَبِّر عَنْهُ في نَفْسِ الوَقْتِ وأَيْضاً المُعانِي مَنْهُ ، يُمْكِنُ مُلاحظَةُ ذلِك بِوضُوحٍ في حالاتِ المَرَضِ ، الوِلادَة ، العملِيَّات الجِراحِيَّة ، الضَرْب ، الحُرُوق ، الكسُور ، التَشْوِيه ، التَعْذِيب ، الاسْتِنْطاق ، التَصْفِيَة الجَسَدِيَّة ..... وإلخ ، وأَيْضاً الجَسَد هو الَّذِي يَحْفَظُ الحيَاة فإِنْ تَوَقَّفَ عَنْها أَوْ رَفَضَها يَمُوتُ الحيُّ ويَزُول .                                               
 وتَحْتَ كيانِ " العيْبِ والحَرَام " الَّذِي بَنَتْهُ الأَدْيان جاهِدَةً مِنْ خِلالِ تَعاليمِها في بُنْيةِ التَنْشِئَةِ الاجْتِماعِيَّة كانَ ولازَالَ كمٌّ مِنْ الأَمْراضِ يَنْمو ويَتَسيَّد ويَتَطوَّر إِلى مَراحِل خَطِيرَة ومُتَقَدِّمة لايُمْكِنُ عِلاجها وقَدْ تُكلِّفُ الكثِيرين حيَاتهم .             
أَيْضاً هذا التَأْطير الدِينيّ لِمَفْهُوم الصِحَّة يُقَوِّضُ وقَدْ يَشْطُبُ دَوْرَ الإِعْلام الصِحِيّ في تَوْعِيةِ المُجْتَمعِ بِكُلِّ المَخاطِرِ الصِحّيَّة والوِقايَةِ مِنْها ، وبِالتَالي يَرْفَعُ مِنْ نِسْبَةِ مُعدلاتِ الأَمْراض والمُضاعفاتِ والمَشَاكِلِ الصِحّيَّة .                         

الجَسَد يَحْمِلُنا ونَحْنُ مُرتاحين لِذلِك ويُسهِّلُ علَيْنا أَيَّامنا وحيَاتنا ، لكِنَّ الحال إِنْ انْقَلب فعلَيْنا أَنْ نَحْمِلَهُ وذاك وبالٌ علَيْنا وشَقاء ، إِسْأَلوا الراقِدين طرِيحي الفِراش مِمَّنْ لايَسْتَطيعون الحَرَكة .                                                 
هذا الجَسَد ..... يَحْمِلُنا ..... فيه القَدمين تَحْمِلاننا وتَمْشي بِنا ، فيه الذِراعين تَخْدُمنا في تَحَرُّكاتِنا وأَوْضاعِنا ،  فيه اليَدين تَجْعلُنا نَمْسِكُ بِالأَشْياءِ ونتَلمَّسها أَوْ نَحْمِلُها أَوْ نُصافِحُ الآخَرين أَوْ نكْتُبُ بِها أَوْ .... إلخ ، هي إِحْدَى وسائط التَواصُلِ مَعَ ما يُحيطُ بِنا مِنْ أَشْياءٍ وأَشْخاصٍ ، التَواصُل مَعَ الحيَاة .                       
 فيه الفَمُّ الَّذِي يُساعِدُنا على مُقاسمةِ الآخَرين الزَاد فَيَلُّمُنا إِلى مائِدةٍ سعِيدةٍ مَعهُم ، وهو الَّذِي يُتِيحُ لَنا التَزوُّدَ بِالطعامِ مَصْدرُ الطاقَةِ لِيُحافِظ على حيَاتِنا .   
فيه العَيْنيْن كنَافِذتينِ مَفْتُوحتين على العالَمِ المُحِيط بِنا ، فيه الأُذُنين اللتَينِ تُتيحانِ لَنا السَمْع ، فيه العَضَلات الَّتِي تُتيحُ لَنا الحَرَكة ، وفيهِ الكِليتينِ اللتَينِ تَخْدُماننا ، وفيهِ كُلّ أَجْهِزَةِ الجِسْمِ وأَعْضائِهِ ، كُلٌّ يُقدِّمُ خَدَماتِهِ إِلَيْنا ككائناتٍ بَشَرِيَّة ........ إلخ ،  فيهِ كُلّ ما يُتِيحُ لنا التواصُل مَعَ عالَمِنا لِيَدْفَع بالأَواصِرِ شَدَّاً أَوْ قَطْعا .                                                                         
ما أَبْسط كُلّ ماذُكِر وكَمْ يَبْدو تافِهاً مِثْلُ هذا الشَرْح ، هكذا نَتَصوَّر ، لكِنْ كُلّ هذا البَسِيط لايَغْدو بَسِيطاً حِيْنَ يُصابُ المِرْء فيَعْرِفُ كَمْ هي هذِهِ الأَعْضاء والفَعَّاليات البَسِيطَة الَّتِي تُؤْدِّيها مُهِمَّة وقَيِّمة وضَرُورِيَّة وتَبْني حيَاةَ الإِنْسَانِ كاملاً ، وحِيْنَ يُصِيبُ هذا الجَسَدُ العطَب تَتَقَوَّضُ هذِهِ الحيَاة ويَحْذو بِها العَجْز والأَسْر .         
الجَلْطة الدماغِيَّة تُسَبِّبُ الإِعاقَة الجَسَدِيَّة إِنْ لَمْ يُسْعَفْ المَرِيض على عَجلٍ ودُوْنَ تَأْخير ( خُصُوصاً السَاعات الثَلاثَ الأُولى مِنْ وقُوعِها )  ، والإعاقات الجَسَدِيَّة لَها آثارٌ سَلْبِيَّة على العلاقاتِ البَشَرِيَّة ، فهي قَدْ تَهْدِمُ الأَواصِر العائلِيَّة أَوْ تَفْصُمُ العلاقات الزَوْجِيَّة وتُفَكِّكُ العائلَة ، هي قَدْ تَجْعلُ الإِنْسَان وحِيداً بِلا أَصْدِقاء ، بِلا عَمَل ، بِلا أَهْدافٍ في الحيَاة ، هي تَتْرُكُ خَلْفَها آثارٌ نَفْسِيَّةٌ قاسِيَة لِمَنْ يُعاني مِنْ الإِعاقَةِ ، قَدْ تَحْرِمُ الأُمُّ مِنْ أَوْلادِها ، وقَدْ وقَدْ بِالآلافِ ، نَاهيكَ عَنْ كَوْنِها تُكلِّفُ المُجْتَمعات والدُول خَسائرَ مادِيَّة وبَشَرِيَّة جَمَّة .                                   
والتَأْكيد على الناحيَة الصِحيَّة يَنْبَعُ عَنْ كَوْنِها هي الَّتِي تَحْمِلُنا على مَدَى أَيِّامِنا ، وهي الَّتِي تُقدِّرنا على فِعْلِ الكثِير ، وعلى تَقْدِيم خدماتِنا للآخَرِين بِشَكْلٍ أَفْضَل ، وعلى تَذَوُّقِ لَحظاتِ الفَرَحِ والسُرورِ .                                               
نُحرِّكُ أَيادِينا كما نَشاء ، تَمْسُكُ بِالأَشْياءِ كما يَحْلو لَنا وبِالوضْعِية الَّتِي نُريد ، تَسِيرُ بِنا السِيقان إِلى حَيْثُ نُرِيد ، تَنْظُرُ العُيونُ فِينا إِلى حَيْثُ نُوجِّهُها ، تُصْغِي آذانُنا إِلى المُوسِيقى الَّتِي نُفضِّلُها ، نَأْكُلُ مِنْ الطعامِ مانَرْغَبُ فيهِ ونَبْتَلِعهُ بِكُلِّ سُهولةٍ مِنْ دُوْنِ هاجِسِ أَنْ يَتَسرَّبَ بَعْضَاً مِنْهُ إِلى الرِئْتينِ ، نَشْرَبُ الماءَ دُوْنَ خَوْفٍ مِنْ أَنْ يَضِلَّ طرِيقهُ فيَنْزلِقُ إِلى الرِئْتينِ بَدَلاً مِنْ المَعِدةِ ، يَطْرَحُ الجِسْمُ الفَضَلات والسَوائل دُوْنَ أَدْنَى جُهْد وبِدِيناميكيةٍ طبِيعيَّة ....... وإلخ ، كُلّها حَرَكات طَبِيعيَّة ويَسِيرة والقِيامُ بِها سَهْلٌ ونُسلِّمُ بِها كبدِيهياتٍ أَوْ نَظُنُّها هكذا ، ولا نُفكِّرُ لَحْظَة في مَدَى ضَرُورَتِها وأَهميَّتِها لَنا ، أَوْ كيْفَ تَجْرِي طالَما إِنَّها تَعْملُ بِشَكْلٍ سلِيمٍ وتِلقَائيٍّ ، ولكِنَّنا نكْتَشِفُ خطأَ ما نَعْتَقِدهُ في ذلِك حِيْنَ تُصابُ بِخَللٍ ما ، ونَعْرِفُ بَعْدَ المَصابِ إِنَّ ما كُنَّا نَعْتَبِرهُ أَمْراً طبِيعيَّاً حاصِلاً لايُشَكُّ في أَدائهِ إِنَّما أَخْطأْنا تَقْييمه وتَثْمِينه بِما يَسْتَحِق .......                               
 
الجَسَد هو وسِيلة تَقْدِيمنا إلِى الآخَرِين كأَشْخاص ، كُلٌّ لَهُ شَخْصِيتَهُ وملامِحهُ واسْمهُ .........                                                                         
الجَسَد هو الَّذِي يُنْتِجنا كأَفْراد ويُقدِّمُنا إِلى المُجْتَمع وهو أَداةُ تَعْرِيفنا لَدَى الآخَرِين .........                                                                       
تُخْطِئُ جِدَّاً المُجْتمعات الَّتِي تُنادِي بِعدَمِ أَهميَّتِهِ ، فجَوْدة حياتِنا ونَوْعِيَّتِها تَرْتَبِطُ بِسلامتِهِ إِلى أَبْعدِ الحُدودِ ........                                                     
تُساقُ أَمْثِلة كثِيرَة في هذا المَجال :                                                   
ــ كُلَّما شَاخَ الإِنْسَان ضَعُفَ جَسَدَهُ وتَدنَّتْ نَوْعِيَّةُ الحيَاةِ ، فلايَعودُ الشَخْصُ قادِراً على السَيْرِ لِمسَافاتٍ طوِيلَةٍ مثَلاً وأَحْياناً حَتَّى قَصِيرَة ، لايُمْكِنهُ قِيادة السَيَّارة ، لا يُمْكِنهُ أَداءُ الكثِير مِنْ الفعَّالِيَّات الحيَاتيَّة بِقُدْرةٍ كافِية ، يَضْعُفُ بَصَرَهُ ورُبَّما إِلى دَرَجةٍ مُنْهِكة .... إلخ ، طبْعاً مَعَ الأَخْذِ بِنَظَرِ الاعْتِبار الاخْتِلافات بَيْنَ الأَشْخاصِ واخْتِلافِ النِسبِ في ذلِك مِنْ شَخْصٍ لآخَر ، وعِبْرَ تَدنِّي هذه القُدُرات الجَسَدِيَّة تَتَدنَّى نَوْعِيَّة الحيَاةِ وقِيمتِها فيَغْدو الشَخْص أَسِيرَ خَدماتِ الآخَرِين والاعْتِماد عَلَيْهم جُزْئيَّاً وثُمَّ وفي النِهايَةِ كُلِيَّاً ......                                 
ــ يَسْتَطيعُ الفَرْد السلِيم جَسَدِيَّاً وبِدُوْنِ مُساعدَة القِيام بِنَشَاطاتٍ جَسَدِيَّة مُتَنوِّعة وبِمُسْتَوياتٍ مُخْتَلِفةٍ مِنْ مَشْي ، جَرْي ، قَفْزٍ ، كِتابَة ، اسْتِرخاءٍ ، رِياضَة .... إلخ ( فَقَطْ في حالَةِ وُجودِ إِعاقَةٍ جَسَدِيَّة جُزْئيَّة أَوْ كُلِيَّة فمُسْتَوى الأَداءِ قَدْ يكونُ مَحْدوداً أَوْ حبِيسَ مُسْتَوياتٍ مُعيَّنةٍ وقَدْ يُنْجِزُ الأَعْمالَ كُلَّها ولكِنْ غالِباً مايكونُ ذلِك بِمساعدَةٍ إِضافِيَّة مُتَمثِّلَة في جِهازٍ ، أَوْ إِنْسَانٍ آخَر ، أَوْ حيَوان ...... ) .   
ــ الَّذِين يُعانون الشَلل الكُلِيِّ مُسَمَّرِين على كُرْسي مُتَحرِّك طِيلَة حياتِهم فلايَتَحرَّكُ فيهم غَيْر الفَمِّ لِلكلامِ والأَكْلِ تكونُ نَوْعيَّة الحيَاةِ لَدَيهم قلِيلَة الجَوْدَة ، صَعْبَة وشَاقَة ومُعاناتهم بَالِغة ، مَعَ عَدَمِ النِسْيانِ إِنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ وفي أَيَّةِ لَحْظَة مُعرَّض لِلأَمْرِ ذاته فلا أَحَدَ يَعْلو أَوْ يَسْمو عَن الحوادِثِ .                                   
وأَمْثِلَةٍ أُخْرَى كثِيرَة لا تُعدُّ ولاتُحْصى ......                                         

في قِسْمِ العِنايَةِ المُركَّزَة كابَرْتُ كثِيراً ولَمْ أَشْأ الاعْتِراف بِحَجْمِ الخَطَرِ المُتَربِّصِ ، وكُنْتُ أُصِرُّ على الطبِيب المُشْرِف تَسْرِيحي لِلمَنْزِل فعائلَتي بِحاجةٍ إِليّ .       
                                   
كانَتْ عَوْدتي لِلمَنْزِل في تِلْك اللَحْظَة تَعْني لي الكثِير ، تَعْني تَجاوزي لأَزْمتي الصِحِيَّة ، تَعْني تَأْكيد فِكْرَتي الَّتِي طالَما كنْتُ بِها في إِنَّني أَتَمتَّع بِصِحَّةٍ جيدَة ، تَعْني إِبْعاد شَبَح الانْزِلاق إِلى حالَةِ الاحْتِياجِ لِلرِعايَةِ الصِحِيَّة المُسْتَديمة المُعْتَمدَة على خَدَماتِ الآخَرِين وعَدَمِ القُدْرَة على فِعْلِ ذلِك بِمُفْردِي ، لكِنَّ خَيْبَتي في جَسَدِي وأَعْضائِهِ كانَتْ بالِغة وستَبْقَى قَائمة ، لَمْ أَعُدْ أَثِقُ فيه ، فهذا الجَسَد بِكُلِّ أَعْضائِهِ مِنْ المُمْكِن أَنْ يَخْذُلنِي في أَيَّةِ لَحْظَة ويَقْلِبُ مسَارَ حيَاتي ويَنْقَلِبُ مَعَها عَدواً لي ، لَمْ أَعُدْ أَثِقُ فيهِ أَبَداً  .                                               
هذا الجسَد بِأَعْضائِهِ وقَبْلَ عام عانَى الجَلْطَة وهاهو يُعيدها لِمَرَّةٍ ثَانِية ، لَمْ آبَه بِها عِنْدَ المَرَّةِ الأُولَى مِنْ حُدوثِها على الإِطْلاق وقُلْتُ لِنَفْسي إِنَّها أَزْمةٌ صِحِيَّة مُمْكِنَة ، لكِنَّ هذِهِ الثَانيَة دَقَّتْ في رَأْسي صفَارَةَ إِنْذارٍ صَارِخَة .                   
هذا الجَسَد ماقَبْلَ لَحْظَة حُدوث الجَلْطَة وعلى مَدَى الأَعْوام كانَ عادِلاً معي فانْقَلبَ إِلى مُتَرَبِّص بي مُنْذُ لَحْظَة الجَلْطَة وما يَلِيها ؟                             
هَلْ يُمْكِنني اسْتِعادَة الثِقَة فيهِ ؟                                                       
أَشُكُّ في ذلِك ، فالزَمَن يَسِيرُ إِلى الأَمام ولاتَدورُ عجَلَتَهُ إِلى الخَلْف .             
هذا الجَسَد قَابِلٌ لِلعَطَبِ في كُلِّ لَحْظَة ، رَغْمَ إِنَّها حقِيقَة نَعْرِفُها جمِيعاً إِلاَّ أَنَّنا نَتَجاهلَها ما طالَتْ بِنا صِحَّتَنا .                                                       
تُؤْكِّدُ النِداءات الصادِرَة عَنْ الجِهاتِ الطُبِيَّة إِلى أَنَّ الجَلْطَة الدماغِيَّة مِنْ الحالاتِ المُسْتَعْجلَة الَّتِي يَجِبُ اسْعافها فَوْراً قَبْلَ أَنْ تُؤْدي إِلى نَتائج مُرَّة مِنْ بَيْنِها المَوْت ، وإِنْ تَمَّ إِهْمالَها أَوْ حَدَثَ تَأْخِير في اسْعافِها فالنَتَائج لَيْسَتْ مَحْمُودَة ، حَيْثُ أَنَّ عامِل الوَقْت يَلْعبُ دَوْراً فاصِلاً في إِنْقاذِ المَرِيض مِنْ عواقِبِها الوخِيمة والتَوْعيَة بِالجَلْطَةِ الدَماغِيَّة وحدُوثِها وأَسْبابِها وآثارِها ونَتَائجِها ....... وإلخ خُطْوَة ضَرُورِيَّة جِدَّاً ، فالخَلايا العَصبِيَّة حسَاسَّة جِدَّاً ولِهذا فالتَلف الَّذِي يُصِيبها مِنْ جَراءِ الجَلْطة الدَماغِيَّة يَصْعُبُ تَرْمِيمهُ وإِزالَتهُ  ، ومِنْ هذا المُنْطَلق يَلْعبُ الوَقْت دَوْراً مُهِمَّاً جِدَّاً في إِنْقاذِ حيَاةِ المَرِيض مِنْ آثارٍ كبِيرَة نَاجِمة عَنْ الجَلْطَة فالساعات الثَلاث الأُولى مِنْ ظُهورِ الأَعْراضِ هي ساعات حاسِمة فيها يُمْكِن تَقْليل الأَضْرار والتَلف الحاصِل إِلى حَدٍّ ما ويكونُ لِلمَرِيض حَظٌّ أَوْفَر في النَجاة ، وبِمرورِ الساعاتِ  تَقُلُّ الفُرصُ وقَدْ تَنْعدِم .                                         
 
الإِعْلام والإِرشْاد الصِحِيِّ والتَعْرِيف بِمِثْلِ هذِهِ الأَزمات الصِحِيَّة عَنْ طرِيقِ القَنواتِ السَمْعِيَّة والبَصَرِيَّة ، المَرْئيَّة والمَكْتُوبَة ، أَمْرٌ في غايَةِ الأَهميَّة ، فتَوْعيَة المُجْتَمع بِهكذا مَخاطِر صِحِيَّة واجِبٌ لازِم ، كما إِنَّهُ مِنْ الضَرُورِي تَوْعيَة الأَطْفالِ في المَدارِسِ بِهذهِ الأَزَمات وكيْفِيَّة مُجابَهتِها والتَصرُّف إِنْ حدَثَتْ ، والاهْتِمامِ أَكْثَر بِمَنَاهِجِ الإِسْعافاتِ الأَولِيَّة في المدارِس والمَعاهِدِ والجامِعات . 
وبِناءاً على كُلِّ ما تَقَدَّم تُصْبِحُ إِعادَة الاعْتِبار لِلجَسَدِ وأَهمِيَّتهِ بَعِيداً عَنْ التَأْطير الدِيني خَطْوَة ضَرورِيَّة ومَطْلُوبَة .                                                   

تَمنِياتي لِلجَميع بِالصِحَّة الوافِرَة ومَزْيداً مِنْ العِنايَةِ بِالجَسَدِ وسلامتِهِ الصِحِيَّة .



 


مُتَعلِّقات
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
دُرِجَ على اسْتِعْمالِ كلِمتي الجِسْمِ والجَسَد كمُفْردتينِ مُتَرادفتينِ في الوظِيفةِ ودلالةِ المَعْنَى والمِغْزَى.
تَوْضِيحاتٍ أَكْثَر بِهذا الخُصُوص عَنْ مَصادِر مُتَفرِّقة ( دِراسات ، مَعاجِم ، النت ....... إلخ ) :
الجِسْم : اسْمٌ عامٌّ يقَعُ على الشَخْص والجَسَد والشَيْء .
الجَسَد يُفِيدُ الكثَافة فيُقال : جَسَدُ الإِنْسَان ، جَسَد الخَروف ، لكِنْ لايُمْكِنُ القَوْل : جَسَدُ الآلَة ، جَسَدُ الدُولاب ... إلخ .
مُفْردَة الجِسْم تُعبِّرُ عَن الكُتْلة ويُمْكِنُ إِطْلاقَها على الجَسَدِ أَيْضاً  ، أَمَّا مُفْردَة الجَسَد فهي مَعْنِيَّة بِالكثَافة وجِسْمُ الإِنْسَان كُلَّهُ جَسَد .

عَنْ / معجم لسان العرب : 
الجَسَد : جِسْم الإِنْسَان .
الجَسَد : البَدن .







_____________________


بعض أعراض الجلطة الدماغية
http://www.youtube.com/watch?v=UVZYnqraJ64

Symptoms : Lähmung , Sprachverlost , Halbseitiger Sehausfall , einseitige Gehstörung .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ






Sh.toma@hotmail.com










92
لِلرِيح ..... عَنْ وطَنٍ يَنْأَى

شذى توما مرقوس


يارِيحُ ....
يارِيح ........
هَلْ جاءَكِ الخَبَر
عَنْ وطَنٍ ما هَدأَ فانْقَضَم
عانَتِ الرِيحُ جَوَاباً :
ما كُتِمَ سِرٌّ
إِلاَّ وانْفَضَح
عِراقيٌ هو هذا الشَجَن

ــــــــ

لِلرِيحِ أَقُولُ عَنْكَ
هي تَسْرُقُ التَمْتَمات
والأَسْرارَ والعَلَن
لاتَحْفَظُ مِنْها
لا تَكْتُمُ هَمَّاً
تَنْثُرَهُ حَيْثُ حَلَّتْ
ذاكِرَتُها أَمَد
ـــــــ

ورويداً .... رويداً
يَنْبَجِسُ القَلْبُ عَمَّا إِلَيْك ....
في سَقَطاتِك مَوْجُ عِتَابٍ مِنْ مُحِبِّين
هلاَّ نَظَرْتَ وآسيْتَ الجِرَاح
فسُميل على المَدَى تَنْزُف
وسيفو على الصلِيب
لالِش اشْتَكتْكَ
ويُوحنا اسْتَغاث
دُرْتَ فانْسَلَّ عَنْكَ فِرْعونك
يامُوسى لكَ البَرِيَّةُ لك
 عُدْتَ فكرَّرْتَ البطُولَة
بأُسِ جَذْرٍ لِنَسَبِ الفُرْس
لا ما كفَتْكَ الآثام
خَلْفَ كُلِّ رِيشَةٍ حَمْراء انْطَلَقْت
تَسْتَأْصِلُ عَنْها الحيَاة
حَتَّى عَنَّتْ لكَ شَمالُك
فكانَتْ حلَبْجَة أَزِيزُ آثامِك
كرٌّ وكرٌّ
في الجَنُوب
كرٌّ وكرٌّ
تُلاحِقُ طوائفَك
وكرَّةٌ أُخْرَى وأُخْرَى
على المَسِيحيين
قَتْلٌ على الهَوِيَّة
تَرْويعٌ
خَطْفُ النِساء
اعْتِداءاتٌ
تَهْجِير
إِنْكارُ إِيمانٍ
أَوْ دَفْعُ الجِزْيَةِ صاغِرين
ثُمَّ يَتَسَاءلون فاغِريّ الأَفْواه دَهْشَةً
لِماذَا يُغادِرون ؟
ويَتَعجَّبُ صَفِيقٌ فيكَ فيَزْهو بِكُرْهِهِ لَهُم
ويَقُول :
هُم نَصَارى ، خَونَة ، نَجِسِين
يَأْكُلُون مِنْ خَيْرَاتِ هذا الوَطن
ومِنْ نَهْرِيهِ يَشْربُون
ومآلهُم بِأَحْضانِ الغَرْبِ يَرْتَمُون
كأَنَّ كُلَّ مَنْ قُتِلُوا وفُقِدوا
في حُرُوبٍ جِزَاف
لامَعْنَى لَها ولا ضَرُورَة
تَحْتَ رَايَةِ الله أَكْبَر
ما ثَقَبُوا بُؤْبُؤَ عَيْنَيْهِ
ولا آمَن

نَارُكَ يا وَطَن
 بَطَشَتْ بِكُلِّ المُخْتَلِفين
وأَلَمِي لِحيَواناتٍ
لاذَنْبَ لَها مِنْ كُلِّ هذا الهَمّ
غَيْرَ أَنَّ حَظَّها أَطاحَ بِها
لأَرْضٍ كارِهة
غَيْر رَحِيمة
ولَمْ تَحْصِدْ غَيْرَ الإبَادَة

أَجَارَكَ العِلْمُ ياوَطَن
أَجَارَكَ العَقْلُ ياوَطَن
أَجَارَكَ الحُبُّ ياوَطَن
أَنْتَ نَابِذٌ لِلكُلِّ
لاتُحِبُّ المُخْتَلِفين
لكِنَّهُم أَحبُّوكَ
نَأَى .... يَنْأَى
تَصْرِيفُ أَفْعالٍ
أَجَارَكَ الحُبُّ ياوَطَن
لا تَنْأَى عَن المُخْتَلِفين
ـــــــــــــــــ

ضَوْءٌ لكَ ومَحَبَّة
ياوَطَناً أَلْغَى كُلَّ المُخْتَلِفين
وأَبْقَى على دِينِ الدَوْلَةِ الرَسْمِيِّ
وعلى الهَوِيَّةِ الواحِدَة في الدِينِ

وعامَاً سَعِيداً
إِنَّني بِجَرِيرَةِ الحُبِّ إِثْماً تَنَاسيْت
إِنَّكَ لا تُطِيقُ التَوارِيخَ المِيلادِيَّة
تَاهَ عَنِّي إِنَّكَ يَمَّمْتَ وَجْهَكَ خَالِصاً
لِلكُرْهِ
لِلنَبْذِ
لِلقَتْلِ
لِلتَهْجِير
وفي أَوْصالِكَ تَقْطِيعاً تَمادَيْتَ


لاجَفَّ عَنْكَ دَمُ أَخي
وما ثَرَّ دَمُ زَوْجَتِهِ فيكَ النَواح
ولا طَرَّتْ دِماءُ الصِّهْرينِ ثَرَاك
ولا طَوَى أَبي الرَدَى وَجَعاً مِنْك
ولا رَقَدَتْ أُمِّي هَمَّاً في ثَرَاك
وما مَسَّ قَلْبُكَ فُراقُ الشَقِيقات
لِلحُبِّ دَرُّكَ ياوَطَن
رُدَّ عَنَّكَ سيْلَ الدِمَاء
لامَلامَة
هَلَّ على الحُبِّ أَنْ يَغْفِرَ كُلَّ المَلامات ؟
ـــــــــــــــــ

حبِيبُ بنَاتِك
حبِيبُ أَبْنَائك
قَطَعْتَ بِهم
قَطَّعْتَ السُبُل
شَرَخْتَ القُلُوبَ ياوَطَن

ـــــــــــــــــــــــ

مَعَ الرِيح
وإِلى الرِيح .... أُرْسِلُكَ
لئِن تَنْأَى عَنَّا
سنَنْأَى
فإِلى الرِيحِ
ولِلرِيحِ التَراتِيل
عَنْ وَطَنٍ يَنْأَى
لِلرِيحِ
لِلرِيح


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش تَارِيخيَّة مُسْتَمِّرَة : ــ                                                               

ــ مَذْبَحة سُميل عام 1933  في العَهْد المَلكيِّ .                                           
ــ مَذابح سيفو اسْتَهْدَفَتْ مَدنِيِّين آشُوريين / سِرْيان / كلْدان أَثْنَاء وبَعْد الحَرْب العالمِيَّة الأُولى .                                                                             
ــ فَرْهُود اليَهود وتَهْجِيرِهم بَدَأَ عَام 1948 .                                             
ــ مَذْبَحَة الأَكْراد حلَبْجَة في 16 مَارس 1988 .                                         
ــ تَعَرُّض الأَكْراد الفيليين في الأَعْوام 1970 ، 1975 ، 1980 بِحجَةِ التَبَعِيَّة الإِيرانِيَّة إِلى إِبادَة جماعِيَّة .                                                             
ـــ مَذابح حِزْب البَعْث ضِدّ الشيُوعيين عَام 1963 .                                     
ـــ تَصْفِية المُسْلمين الشِيعة في الثَمانينات والتِسْعينات مِنْ القَرْن العِشْرِين .       
ـــ تَعَرُّض المَسيحِيين إِلى المُضايَقات والتَهْجِير والنَبْذ والقَتْل والتَشْرِيد على مدارِ السِنين ولازَال الحالُ مُسْتَمِّرَاً  .                                                           
ــ حَمْلات الإِبادَة لِلايزيدِيين .                                                                 
ــ تَهْجِير وإِبادَة الصابِئَة .                                                                     
ــ التَفْرِيط حدّ الهَدْر بِالكائناتِ الأُخْرَى مِنْ المَمْلكةِ الحيَوانِيَّة بِكُلِّ تَنوُّعِها ، وسُوُءِ مُعامَلَتِها واسْتِغْلالِها ، وأَيْضاً حمْلاتِ الإِبادَة ( حمْلات إِبادَةِ الكِلاب على سبِيلِ المِثالِ لا الحَصْرِ ) .

الأحد 30 ــ 12 ــ 2012


93
الشَاعِرات
الجزْء الثَالث ( تتِّمة )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الجمعة 11 / 7 / 2014  ــ  الجمعة 18 / 7 / 2014

هُنا مُلْحق ( تَتِّمة ) بِوَرَقَةِ الشَاعِرات والمَنْشُورَة في 3 / 7 / 2014  في عَدَدٍ مِنْ المَواقِع ( النَّاس ، بحزاني نت ، عنكاوا كوم ، تللسقف كوم ، صوت كوردستان ، مانكيش كوم ، نالا فوريو كوم  ) .                                                         

رابط المقالة المنشورة :
http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=744463.0

الوَرَقَة كانَتْ مُخَصَّصَة لِلشَاعِرات مِنْ بناتِ الوَسَطِ العِراقِيّ المسَيحِيّ  ، وهذِهِ تَتِّمة بِبَعْضِ الأَسْماءِ الأُخْرَى : ــ                                                           

1 ــ جورجينا بهنام سليم حبابة  :                                                         
هي مِن المُقِلات في النَشَر .                                                                 
والدها الأُسْتاذ بهنام حبابة المَعْروف باهْتِمامِهِ بِالثَقَافة والبَحْث والتَأْليف ، نَشَأَتْ في ِ الموصل ، نَشَرَتْ نِتَاجاتَها في عدَدٍ مِنْ المَواقِعِ والصُحُفِ المحلِيَّة .           
تَكْتُبُ الشِعْر ، القِصَّة القَصِيرَة ، قِصصَ الأَطْفَال والمَقالات .                         
مِنْ نُصُوصِها : أُمُ الرَبِيعين جاءَكِ القَيْظُ .                                                 


 2 ـ أَميرة بيث شموئيل :                                                                     
هي السيَّدَة أميرة توما هرمز ، مِنْ موالِيد 1960 م ، ولِدَتْ في مدِينَةِ كرْكوك  ، خرِيجَة مَعْهد التكْنولُوجيا / قِسْم المَساحة في بَغْداد .                                   
تُقِيمُ في كندا / تورنتو .                                                                     
 أَسَّسَتْ مَعَ مَجْموعةٍ مِنْ المُهْتَّمين جرِيدَة ( ايمامة ) في كندا وأَشْرَفَتْ على رِئاسةِ تَحْرِيرِها مُنْذُ عام 1996 .                                                           
 شَارَكتْ في تَأْسِيسِ فُرْقَةِ ( دِجْلَة لِلتَمْثِيل ) وشَارَكتْ بِمَسْرَحِيتينِ مِنْ تَأْلِيفِها : ــ ( القَادِمُ الجدِيد ) و ( سفِينَة بابِل الفَضائِيَّة ) .                                           
سَاهمَتْ في إِصْدارِ جرِيدَةِ ( نَيْنَوى ) لِجمْعِيَةِ الشَبابِ الآشُورِيين في كندا واسْتَلمَتْ رِئاسةِ تَحْرِيرِها .                                                                 
تَكْتُبُ الشِعْر والقِصَّة القَصِيرَة والمَقالات .                                                 
مِنْ نُصُوصِها : لا تَقْتَرِب ، هَلْ ناديْتَني ؟ ، سأَقُول .                                     
رابِط لِلتَعرُّفِ على عطائِها :                                                                 

http://www.ahewar.org/m.asp?i=30

3 ــ عاطفة رومايا :                                                                           
أَصْدَرَتْ عَدَداً مِنْ الدواوين بِالعربِيَّة ، وهي صَدِيقَة لِلشَاعِرَة المُبْدِعة دُنيا ميخائيل  .                                                                                       
( هذِهِ المَعْلومات مَأْخوذَة عَنْ تَعْلِيق الأَخ الكاتِب الفَاضِل بولص شليطا على مَوْضوع ــ الشَاعِرات ــ في عنكاوا كوم / المَنْبر الحُر ) .                             


 4 ــ نوال متي الطوري / هولندا                                                           
 مِنْ نُصُوصِها : العِراق الجدِيد ، شُعاعُ الأَمْل .                                           
أَتَمنَّى لَها الاسْتِمْرار .                                                                       


 5 ــ عذراء صباح سكريا :                                                                 
هُنا في هذا المُلْحق أُخَصِّصُ مَسَاحةً مُضَافَة لِلطَاقَةِ المُزْهِرَة عذراء صباح سكريا والَّتِي تَمَّ الإِشَارَة إِلَيْها في الوَرَقةِ السَابقَةِ .                                               
عذراء مِنْ موالِيد بَخْديدا / قَره قُوش عام 1991 ، طالِبَة في المَرْحلَةِ الثَانِية / قِسْم التَارِيخ / كُلِيَّة التَرْبيَة / جامِعَة الموصل .                                           
بَدَأَتْ الكِتَابَة في المَرْحلَةِ المُتَوَّسِطَة ، نَشَرَتْ أَغْلَبَ نُصُوصها في الصُحُفِ والمَجَّلاتِ المَحلِيَّة ومِنْها :                                                                   
جَرِيدَة صَوْت بَخْديدا ، مَجَلَة الإِبْداع السرْيانيّ ، مَجَلَة موتوا عمايا ، مَجَلَة المَرْأَة وجَرِيدَة سَوْرا .                                                                                 
شَارَكتْ في العدِيدِ مِنْ المِهْرجاناتِ والمُسَابقاتِ الشِعْرِيَّة الَّتِي أُقِيمَتْ في بَخْديدا / قَره قُوش .                                                                                     
فازَتْ بِالجائزَةِ الأُولَى في المُسابَقَةِ الشِعْرِيَّة الأُولَى لِلشُعراءِ الشَباب والَّتِي أُقِيمَتْ مِنْ قِبَلِ رابِطَةِ المَرْأَة الكلْدانِيَّة والسرْيانِيَّة والآشُورِيَّة في بَخْديدا بِتَأْرِيخِ 22 حُزيران 2009 .                                                                               
فازَتْ بِالجائزَةِ الثَانيَة في المُسابَقَةِ الشِعْرِيَّة الثَانِيَة لِلشُعراءِ الشَباب المُقَامَة مِنْ قِبَلِ رابِطَةِ المَرْأَة الكلْدانِيَّة والسرْيانِيَّة الآشُورِيَّة في بَخْديدا بِتَأْرِيخِ 10 شباط 2010 .                                                                                         
المَجْمُوعة الشِعْرِيَّة ( مِنْ بَرِيقِ عَيْنيْك أَكْتُبُ قَصيدَتي ) لِلشَاعِرَة عذراء صباح سكريا هي المَجْمُوعة الفَائزَة بالأَعْمالِ المُميَّزَة لِعامِ 2011 والَّتِي أَعْلنَتْها وزارَة الثَقافَة في أقْلِيمِ كُرْدستان .                                                                   


المَصْدر /  مَوْقع باطنايا . نت
مِنْ بَرِيقِ عَيْنيْك أَكْتُبُ قَصيدَتي لِلشَاعِرَة عذراء صباح سكريا
بِقلَم : فراس حيصا
رابِط المَصْدر :
http://batnaya.net/forum/showthread.php?t=125110


وأَخِيراً بِضْعةُ أَخْبَارٍ عنِّي   :                                                               
ــ شذى توما مرقوس .                                                                     
مِنْ موالِيد الموصل / مُحافَظَة نَيْنَوى .                                                   
 لِبَغْداد المَدِينَة الَّتِي أُحِبُّها جِدَّاً مكانَةٌ كبِيرَةٌ في نَفْسي وهي المَدِينَة الَّتِي عِشْتُ فيها عُمْري حَيْثُ انْتَقلْتُ إِلَيْها مَعَ الأُسْرَة في سِنِّ الخَامِسَة عَشَر ، يَنْحدِرُ والِديّ مِنْ شَرانش ، تَقَعُ شَرانش ( المَبْنِيَّة على سَفْحِ جَبَلِ خَنْطور وقَلا وتَحيطُ بِها الجِبال العالِيَة مِنْ جمِيعِ الجِهات ) على بُعْدِ 23 كم إِلى الشمالِ الغَرْبِيّ مِنْ مدِينَةِ زَاخو على الحُدودِ التُرْكِيَّة وهي مَرْكز ناحِيَة السنْدِي المُتَكوِّن مِنْ 67 قَرْيَة مُتَوَّسِطَة الحَجْمِ  .                                                                             
أَكْتُبُ الشِعْر ، القِصَّة ، المَقَالَة .                                                             
 مِنْ نُصُوصي : إِرْثٌ لي ، دَمْعَة في عَذْبِ الفُرات ، مُنْحنِيَة ، صُوَرٌ مُتَلاحِقَة ، أَخْبارٌ وصُوَرٌ مِنْ المَعْرَكة ، تَساقَطوا عنِّي ، كَوْكب ، صَفاءً .... أَنْهَمِرُ إِلَيْك ، خلْو الوِفاض ، على الطَرِيق ، دافِئة كالمَحَبَّة ، رُبَّما .                                         


شُكْراً لِكُلِّ المُتَابِعين والمُتَابِعات .                                                           
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                           

المَصادِر :                                                                                     
مَوْقع الحِوار المُتَمدِّن .                                                                     
مَوْقع عنكاوا .                                                                                 
مَوْقع باقوفا .                                                                                   
مَوْقع زَاخو .                                                                                   
مَوْقع باطنايا . نت .                                                                         

94
المنبر الحر / الشاعِرات .......
« في: 19:49 03/07/2014  »


الشَاعِرات

الجزء الاول     
                               
 
بقلم : شذى توما مرقوس                         
الأحد 23 / 3 / 2014  ــ  الأحد 15 / 6 / 2014

كلامٌ عِن الشِعْر :                                                                              
كُلُّ نَصٍّ هو مُحاولَة ، والمُحاولَة لَها النَجاح أَوْ الفَشَل ، فهي في النِهايَةِ مُحاولَة ، هكذا لَيْسَتْ كُلّ النُصوص الَّتِي يَكْتُبُها شَاعِرٌ ما على الوتِيرَة ذاتِها مِنْ الجَوْدَة والمُسْتَوى ، فهي تَأْتي مُتَباينَة في كُلِّ مَرَّة ولَها خُصُوصيَتَها ووِشَاحها ،  ولَيْسَ حَتْميَّاً أَنْ تَكونَ نِتاجاتُ الشَاعِر كُلَّها بِالمُسْتَوى ذاتِهِ ، إِذْ تَتَباينُ مِنْ عالٍ إِلى أُخْرَى أَقَلُّ زَخْماً وثَالِثَة غَيْرُ مُوفَّقَة ........ إلخ ، بِغَضِّ النَظَرِ عَنْ حالَة التَعْرِيفِ بِهِ في الأَوْساطِ الأَدبيَّة كشَاعِرٍ مَعْروف أَوْ مَغْمور .                                   
الشِعْرُ بَوْحٌ وجْدانِيٌّ تَسِيرُ بِهِ المَوْهِبةُ شَوْطاً أَوْ أَشْواطاً ، فلاشَيْءَ ثَابِتٌ أَوْ مُؤْكّد يَجْزِمُ بِمُلازَمتِهِ الذات الشَاعِرَة عُمْراً بِأَكْملِهِ أَوْ فَتْرَة ما ، فهُناكَ مَنْ نَضَبَ بِهِ العَطاءُ في نَصٍّ أَدبِيٍّ واحِد أَوْ نَصينِ أَوْ ..... إلخ ، وهُناكَ مَنْ انْتَهى عَطائهُ بِانْتِهاءِ حيَاتِهِ ، فيما بَرَزَتْ مَوْهِبةُ أَحَدٍ ما مُتَأَخِّرَة هُناكَ مَنْ بَرَزَتْ لَدَيهِ مُبكِّرَة ، وبَعْضاً لازَمَتْهُ زَمَناً ثُمَّ انْفَضَتْ عَنْهُ دُوْنَ عَوْدَة وأَحْوالٌ أُخْرَى مُتَنوِّعة ، فلاشَيْءَ في المَواهِبِ ثَابِتٌ وقَاطِع أَوْ مُؤْكَّد كحالِ كُلِّ الأُمُورِ الحيَاتيَّة الأُخْرَى .               
لايُولَدُ المِرْءُ كاتِباً نَاضِجاً ، فالبِدايات دائماً بَسِيطَة ، قلِقَة ، غَيْرُ مُسْتَقِّرَة تَحْتَاجُ لِلتَقْويم ....... وبِمرورِ الزَمَن تُصْقَلُ المَوْهبَة قِراءَةً ومُتَابَعةً ومُطالَعةً ، وتَتَراكمُ الخِبْرَة بِكُلِّ الطُرُقِ المُخْتَلِفَة المَطْلُوبَة حتَّى يَصِلُ الكاتِبُ إِلى الوَضْعِ المُؤْهِّل المُسْتَقِّر فيُنْتِجُ نُصُوصاً تُميِّزَهُ وتُعْطيهِ طابِعهُ الخَاصّ ، لكِنَّ ذلِكَ الوَضْع المُسْتَقِّر سيَبْقَى ما دام يَخْطو خُطُواتِهِ في أَطْوارِ التَحْسِينِ والتَفْعيل وتَخْزينِ الخِبْرَة والزَخْم الحيَاتيّ ، ويَبْقَى يَنْهلُ مِنْ ذَلِك النَبْع الَّذِي لايَنْضَب  " الحيَاة  " .         

النَّصُّ وما عَلَيْه  :                                                                             
لايَخْتَلِفُ إِثْنان على أَنَّ قِيمةَ النَّصِّ تُسْتَخْلَصُ مِنْ مُحْتَواه ( الفِكْرَة قَيْد الطَرْح ، المَوْضُوع المُثَار ) علاوةً على الأُسْلوب واللُغة ..... إلخ مِنْ الأَرْكان المَطْلُوبَة ، وأَنا أَرَى بِأَنَّ عنْوانَ النَّصّ أَيْضاً لَهُ دَوْرٌ مُماثِل في الإِضَافَةِ على قِيمَةِ النَّصِّ ورُقْيهِ ، فالعنْوان هو المَفْتَاح ، هو مَدْخَلٌ إِلى النَّصِّ ، هو مُخْتَصرُ الفِكْرَة ولُبُّ المَوْضوع الَّذِي يَدورُ في فَلكِهِ النَّصّ ، وكُلَّما كانَ العنْوان مُخْتَصَراً مُكثَّفاً صادِقاً مُعبِّراَ كُلَّما أَجَادَ الكاتِب في تَقْدِيم نَصِّهِ بِأَحْسَنِ حُلَّة ، فالعنَاوين الَّتِي تَأْتي في صِيغَةِ جُمْلَةٍ طَويلَة مُكوَّنَة مِنْ مَقْطَعٍ أَوْ مَقْطعينِ أَوْ ثَلاثَة  لاتَصْلُحُ لِعنْوان مَقالَة فكيْفَ لَها أَنْ تَخْدُمَ نَصَّاً شِعْرِيَّاً ، قَدْ تَصْلُحُ لِتَكونَ عنْواناً لِخَبَرٍ ما ( اجْتِماعيّ ، سِياسيّ ، شَخْصيّ ........ إلخ ) أَوْ لِنَشَاطٍ  ما  أَوْ غَيْر ذلِك .             
مِثَال :                                                                                            
 نُطالِعُ نَصَّاً ما بِعنْوان :                                                                       
( ما أَرْوعَ أَنْ يَعودَ ما كان ، لكِنَّهُ حُلُمٌ بَعِيدُ المنَال )                                     

فإِنْ كانَ بِأَحدِ الصِيغِ التَالِيَة :                                                               
حُلُمٌ لا يُنال                                                                                     
حُلُم                                                                                             
عَوْدَة لِما كان                                                                                 
هذا المَنَال                                                                                     
....... إِلخ .                                                                                   

فأَيُّ الصِيغَتينِ أَنْجَح ، هَلْ هي الجُمْلَة الطَوِيلَة الأُولى ، أَمْ الأَشْكال الأُخْرَى القَصِيرَة  ؟                                                                                     
ضَرُورَة الاخْتِصار مَعَ التَكْثِيف لَيْسَ في مُحْتَوى النَّصِّ نَفْسَه وإِنَّما في العنَاوينِ أَيْضاً مَطْلوب .                                                                                 
انْتِقاءِ العنَاوينِ بِعِنايَة فَنٌّ يُفْصِحُ عَنْ قُدْراتِ الشَاعِر في التَعامُلِ مَعَ اللُغَة ، كما إِنَّ فِكْرَة النَّصِّ والأَرْكانِ الأُخْرَى مُهِمَّة جِدَّاً فالعنْوان يُحبَّذُ أَنْ يَكُونَ مُخْتَصَراً ومُؤْثِّراً ومُكثَّفاً ومُعبِّراً .                                                                     
أَمَّا عَنْ مُحْتَوى النَّصّ وغايَتِهِ فأَنا أُرجِّحُ بِأَنَّ النُصُوص الَّتِي تَدومُ في الذَاكِرَة الجَمْعِيَّة لِلمُجْتَمعات لَيْسَتْ هي نُصُوص العِشْق والغَرام واللَوْعة والبُكاء على الحبِيب والفُراق ... إلخ ، إِنَّما هي النُصُوص الَّتِي تَمسُّ قَلْبَ المُجْتَمع وتَتَناولُ قَضايَاهُ الَّتِي تُؤْرِقهُ كالفَقْر ، فَلْسَفَةُ العيشِ والحيَاة ، الحُرُوب ، الأَيْتام ، المَرَض ، الأَلَم ، قَضايا النِساء ، الظُلْم ، الجَوْر ، المَحبَّة .... إلخ  مِنْ جِبالِ الهمُوم الإِنْسَانِيَّة .                                                                                       
حَصْر الذات الشَاعِرَة في همُومِ العِشْقِ والغَرامِ فَقَطْ لَنْ يَتْركُ لَها إِلا مَكاناً زَائِلا مِنْ الذاكِرَة الجَمْعِيَّة ، قَدْ تَأْخُذُ بِهِ لِفَتْرَةٍ ما ولكِنْ لَيْسَ لأَمدٍ طَوِيل .                   

إِشَارَة لابُدَّ مِنْها :                                                                             
القُرَّاء الكِرام ، القَارِئات العزِيزات :                                                       
 هذِهِ الوَرَقة الَّتِي قَدْ تَسْتَغْرِقُ مِنْ أَوْقَاتِكم/نَّ دقَائقَ مَعْدودات ، أَخَذَتْ مِنِّي قَبْل أَنْ أَبْدأَ بِكِتَابتِها في التَارِيخِ أَعْلاه وَقْتَاً طَويلاً وطَويلاً جِدَّاً مِنْ القِراءَةِ والتَهْيئَةِ والاسْتِقْصاءِ والبَحْثِ عَن الأَسْماءِ وجَمْعِها وتَرْتِيبِها والاطِّلاعِ على النِتاجاتِ وجَمْعِ المَعْلوماتِ ......... إلخ مِنْ مُتَعلِّقاتٍ حَتَّى تَمكَّنْتُ مِن البِدْءِ بِكِتَابتِها ، وكَلَّفَتْني مِنْ الجُهْدِ وَسِيعاً لِتَغْدو كما تَقْرأونَها الآن  ، فشُكْراً لِمُتَابعتِكُم / نَّ  .     
أَعْتَذِرُ لِلاسْماءِ الَّتِي غابَتْ عنِّي ولَمْ يُسْعِفني البَحْثُ إِلَيْها سبِيلاً فلَقَدْ فَعلْتُ كُلَّ مابِوِسْعي .                                                                                     

عّنْ هذِهِ الوَرَقَة :                                                                               
هذهِ الوَرَقَة مُخصَّصَة لِلشَاعِرات العِراقيات مِنْ الوَسَط المسِيحيّ .                   
يُمْكِنُ مُلاحظَة ضَآلة عَدَد الأَدِيبات المَعْنِي بِهِن المَوْضُوع في السَاحةِ الأَدبيَّة العِراقيَّة ، وقَدْ يَعودُ ذلِكَ لأَسْبابٍ عامَّةٍ اجْتِماعِيَّة تُواجِهُ النِساء ككُلّ في إِبْرازِ مَواهِبِهنَّ عامَّة ( ومِنْها الشِعْر  خاصَّة ) ، فالنِساء يُجابَهْنَ بِالرَفْضِ أَوْ التَحْجِيم حِيْناً ، أَوْ عَدَمِ الاعْتِرافِ بِقُدْراتِهِنَّ حِينْاً آخَر .                                           
هُناكَ أَسْبابٌ أُخْرَى تَنْبَثِقُ جُذورُها عَنْ تُرْبَةِ السَبَب الأَول العامّ ( المُجْتَمع ) وتَشْمُلُ الأَسْباب العائلِيَّة ، الشَخْصيَّة ، مُحِيط العَمَل ، الأَعْراف الاجْتِماعِيَّة ، اخْتِلاف الهوِيَّة الدِينيَّة ...... وإِلى آخَرِهِ مِنْ تَنَوُّعِ الأَسْباب .                           
فالمحاذِير العائلِيَّة والعراقِيل الَّتِي يَجِدُّ المُجْتَمع في رَصِّها على طرِيقِهنَّ ، تَلْحقُ بِها عوامِلَ أَخْرَى ، كُلّ هذِهِ مُجْتَمِعة تُقلِّلُ مِنْ الفُرصِ المُتَاحة لِصَقْلِ مَواهِبِهِنَّ وتَوْسِيع الآفاقِ حَوْلَهُنَّ ، إِذْ حَتَّى انْتِقاءُ المواضِيع لِلكِتابةِ تَخْضَعُ لِمِقَصِّ المُجْتَمع والعائِلَة واخْتِراق المحاذِيرِ خَطيئَةٌ وعَيْبٌ ، وكذلِك يُقلِّلُ مِنْ الثِقَةِ بِأَنْفُسِهِنَّ ويُقِيمُ الشَكَّ في خُطُواتِهِنَّ .                                                                         
أَمَّا مِنْ اسْتَطاعَتْ تَذلِيلَ كُلِّ هذِهِ المحاذِير والعراقِيل ، فَنَجِدها قَدْ سَطَعَتْ بِعطائها وفاضَتْ بَهاءً .                                                                                 
إِنَّ النَشْر في مَواقِع الانترنيت أَراهُ مِنْ الخَطَوات المُهِمَّة لِتَعْميقِ الثِقَةِ بِالنَفْسِ والتَواصُلِ مَعَ الآخَرِين مِنْ خِلال النُصوص المَنْشُورة وجَعْلِها في مُتَناولِ النُقَّاد لِتَقْييمِها بِمعاييرِ النَقْدِ ، بِالإِضافَةِ إِلى المُشَاركاتِ في المِهْرجاناتِ والأُمْسِياتِ والنَشاطاتِ الأَدبِيَّة ...... إِلخ .                                                               
كُلُّ هذهِ تَلْعبُ دَوْراً كبِيراً في بَلْورَةِ تَجْرُبةِ الشَاعِرَة وإِعْطائِها زَخْماً وتُغذِّيها بِالتَجارُبِ والخِبْرَةِ الَّتِي تُفْضِي إِلى النُضْجِ تَدْريجيَّاً ، ولايَجِبُ أَنْ نَنْسَى الخُطْوَة الأُولَى والدائمِيَّة وهي القِراءَة والمُطالَعة.                                                 
ولَسْتُ أَعْنِي بِالنَشْرِ هُنا النَشْر العشْوائيّ والمُكثَّف بَلْ النَشْر المُفِيد المُتَزِن والَّذِي بِمَوْجِبِه ِ يكونُ انْتِقاءُ النُصُوص لِلنَشْرِ بِحَذرٍ وفِطْنَة بَعْدَ تَمْحِيصِ النَصِّ بالاشْتِغالِ علَيْهِ مِنْ ناحِيةِ الرُوح والفِكْرَة واللُغَة والقَواعِدِ والإملاءِ .... إِلخ  قَدرَ الإِمْكان ، أَيْضاً يَكونُ مِنْ المُفيد الابْتِعاد عَنْ لُغَة الخِطاب الحماسيّ بِقَدْرِ الاقْتِرابِ مِنْ الذاتِ الشَاعِرَة ووجْدانِها بِعُمْق .                                                                   
 ( لِلمَزِيد الاطلاع على مَوْضوع : ملَكة الكِتابَة فيما يَتَحدَّثونَ عَنْها ) الرابط :     
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid =336331

إِنَّ المُجْتَمع لايَحْلو لَهُ أَنْ يَشْهَدَ أَوْ يَسْمعَ بِعذاباتِ الآخَرِين وصُعُوباتِهِم بِقَدْرِ مايَهُمَّه أَنْ يَرَى النَتائِجَ لِيُصَفِقَ لِمَنْ قَهَروا الصُعوبات والعراقِيل ويُهاجِمَ مَنْ خَسِروا أَمامهُ  .                                                                               
لَيْسَ مِنْ بَدِيلٍ أَمامَ الشَاعِرات غَيْرَ الإِصْرارِ على تَذْلِيلِ كُلِّ العقباتِ الَّتِي تَحُفُّ طَرِيقَهُنَّ وإِنْ بِمرارَةٍ لأَجْلِ الظَفَرِ بِمكانتِهِنَّ وتَحْقِيقِ ذواتِهنَّ فهذا بِالتَالي لا يُسَجَّلُ في حِسابِهِنَّ فَقَطْ ، بَلْ يُضافُ إِلى رَصيدِ النِساءِ قَاطِبَةً ويَفْتَحُ الطرِيق أَمامَ رفِيقاتِهِنَّ مِنْ الأَجْيالِ التَاليَة لِيَسِرْنَ على خُطُواتِهِنَّ ويَسْتَفِدْنَ مِمَّا تَحَقَّقَ لَهُنَّ مِنْ مُنْجزاتٍ .                                                                                       
هي بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة مُخْتَصرَة :                                                               
الهَدَفُ مِنْ هذِهِ الوَرَقة هو تَسْلِيطُ ضَوْءٍ مُضاف على عطاءِ هذه الأَسْماء مِنْ المُجْتَمعِ العِراقِيّ ، وحَضِّ المُقِلاتِ والمُقَتِّرات والمُبْتَدِئات في عالَمِ الكِتابَةِ ( إِنْ أَمْكن ) على الاسْتِمرارِ في العطاءِ وتَقْدِيمِهِنَّ لِلقَارِئاتِ والقُرَّاء ، والتِفاتة صغِيرَة أَيْضاً على المَواهِبِ الشَابَّة أَمَلاً لَها بِالمُواصلَةِ ، كذَلِك حاوَلْتُ قَدْرَ الإِمْكان الإِشَارَة لِلقُرى والبَلْدات المسيحية مُرافَقَةً مَعَ الأَسْماء المُقَدَّمة .                     
هذِهِ الوَرَقَة هي بِطاقَة تَعْرِيفِيَّة لِلتَعْرِيفِ والتَقْدِيم والإِشَارَة .                           

( 1 )
عطاءٌ مُبْهِج


مِنْ الشَاعِرات اللَّواتي حقَّقنَ حُضُوراً ثَرَّاً مُبْهِجاً في المَشْهد الشِعْرِيّ بِمُواظبَتِهِنَّ على رَفْد القَارِئ/ة بِكتاباتِهِنَّ الَّتِي عَرَّفَتْ بِهِنَّ ورَسَمَتْ لِكُلِّ مِنْهنَّ بَصْمةً خاصَّة تُطالِعُنا الأَسْماء التَالِيَّة :                                                                     

1ــ دُنيا ميخائيل
ولِدَتْ في بَغْداد عام 1965، حاصِلَة على بكالوريوس أَدب أنْكليزيّ مِنْ جامِعةِ بَغْداد / كُليَّة الآداب ، وعلى ماجستير آداب شَرْقِيَّة مِنْ جامِعةِ " وين ستيت " الأَمْرِيكيَّة ، تُقِيمُ في الولايات المُتَحِّدة الأَمْرِيكيَّة .                                       
مِنْ دواوينها :  الحَرْب تَعْملُ بِجِدّ / عام 2001   ، على وشَكِ المُوسيقى / عام 1997 ، مزامِيرُ الغِياب / عام 1993 .                                               
مِنْ نُصُوصِها : الحَرْب تَعْملُ بِجِدّ ، هُناكَ مَنْ يَدُقُ البَاب ، يا لِحُزْني ، إِنَّها السنَةُ الجدِيدَة ولَيْسَ أَنْت ، عالَمٌ آخَر .                                                             
 
2 ــ فيفيان صليوا :
ولِدَتْ في بَغْداد عام 1976 ، في الخامِسَةِ عشَرَة مِنْ عُمْرِها اضْطَّرَتْ لِمُغادرَةِ العِراق إِلى السويد ، تُقيمُ في لَنْدن ، تَكْتُبُ الشِعْر بِاللُغَتينِ السويديَّة والعربيَّة .   
مِنْ دواوينِها : أَطْيان ، أَحْزَان وفُصُول .                                                 
مِنْ نُصُوصِها : سأَبكي كُلّ الفُصُولِ يا أُمِّي ، انْهيارُ الوَقْت ، الوَطَن ، إِلى عِراقٍ حُرّ .                                                                                             

3 ــ انهاء الياس سيفو
مِنْ موالِيد البَصْرَة ، حاصِلَة على بكالوريوس آداب قِسْم اللُغَة الأنْكليزِيَّة / جامِعة الموصل ، حاصلة على ماجستير آداب في اللغة الأنكليزية / ناشيونال يونيفرستي / ولاية كاليفورنيا / الولايات المتحدة الأمريكية -2012  عَمِلَتْ كمُدرِّسةٍ لِمادَةِ اللُغَةِ الأَنْكليزِيَّة في العراق ، عُضوَة في مُؤْسَّسَةِ فِكْر ، عُضوَة جِمعيَّة المُتَرْجمين الامريكيين ، عُضوَة اتِحادِ الأُدباءِ والكُتَّاب الكِلدان والسِرْيان في العِراق 2004-2008 ، ترجمت ونشرت العديد من القصائد عن الادب الانكليزي ،  شَارَكتْ في العدِيدِ مِنْ المِهْرجاناتِ المَحلِيَّة والأُمْسِيَّاتِ الثَقافِيَّة الَّتِي أُقِيمَتْ في قره قوش والَّتِي كانَتْ الانْطِلاقَة الحقِيقيَّة لِمسِيرَتِها الشِعْرِيَّة .-   تناول عدد من النقاد تجربتها الشعرية في دراساتهم ومنهم :
-   انثوية الكتابة .. شعرية القصيدة / الاداء النصي للشواعر العراقيات ، دراسة من اعداد الناقد بشير حاجم
-   وهج القصيدة .. يقظة الذاكرة / مقالات وانطباعات وقراءات نقدية في التجربة الشعرية لمجموعة من الشعراء بقلم الدكتور بهنام عطا الله
-   قراءة في قصائد "أكثر من لحظة شعرية" للشاعرة إنهاء الياس سيفو / التكثيف والمعاني الراسخة بقلم الشاعر شاكر سيفو
مِنْ نُصُوصِها : إِلى صدِيق ، تَرْنيمة لأَيْلول ، المَشْهد الأَخِير ، رَحِيل ، قَارورةُ العسل ، فُقَاعة مِنْ نَار .                                                                       
لَها مَجْموعة شِعْرِيَّة : رَبيعُ الأَمْكِنة / صَدَرَتْ عام 2008  .                         

4 ــ جوانا إحسان ابلحد
ولِدَتْ في مُحافَظَة نَيْنَوى ، حاصِلَة على بكالوريوس علُوم مايكروبايولوجي / جامِعة الموصِل ، وهي تَتَهيَّأُ لإِصْدارِ مَجْمُوعتها الشِعْرِيَّة .                           
مِنْ نُصُوصِها : ذاكِرَة تَوكَّأَتْ عُكازين ، خَسارَة تُثَمَّنُ بِقُنطارٍ مِنْ العصافِير ، قِراءَة نَقْدِيَّة مَوْضُوعِيَّة لِبَشَرَةِ وَطَن ، ياعَصيَّ الشِّعر .... تحَنَّنْ ، مُحاوَلَة تَرْطيب رَجُل مُتَصحِّر .                                                                                 
تَناوَلَ الأَدِيب شاكر سيفو نُصُوصَها قِراءَةً وتَحْلِيلاً :                                   
جاذِب طبقَات المَعْنَى وتَنَافُرِها قِراءَة في نُصُوص الشَاعِرَة جوانا إحسان أبلحد بقلم شاكر سيفو / موقع البيان                                                       
التَشْكِيل الصُوريّ واللِسانِيّ المُخْتَلِف في نُصُوصِ الشَاعِرَة جوانا إحسان أبلحد بقلم شاكر مجيد سيفو                                                                 

5 ــ نُهى لازار :
ولِدَتْ في كرمليس الواقِعة جنُوب شَرْق الموصل عام 1973 ، تَكْتُبُ الشِعْر بِاللُغَتينِ العرَبِيَّة والسرْيانِيَّة .                                                               
صَدَرَ لَها مَجْمُوعتينِ شِعْرِيتينِ :                                                           
تَوأمُ القَمَر / عام 2001 ( بِالعرَبِيَّة والسرْيانِيَّة ) .                                   
أَوْجاع على مِقْصلَةِ الحُبّ ( بِالعرَبِيَّة )  / عام 2007 .                               
مِنْ نُصُوصِها : نِصْفُ جثَّة ، سيدُ الأَلْحان .                                               
كتَبَ الأَدِيب شاكر سيفو عَنْ مَجْمُوعتِها الشِعْرِيَّة ( تَوأمُ القَمَر ) مَوْضُوع :       
فَضَاءُ التَكْثِيف والعلاقات الثُنائيَّة بَيْنَ الأَنا والآخَر في ( تَوأم القَمَر )               

6 ــ كنار الحكيم
شَاعِرَة مِنْ عنكاوا الواقِعة شمال غَرْب أَرْبيل العِراقيَّة ، تُقِيمُ في السويد .         
مِنْ نُصُوصها : سامِحْني ، لا تَسْتَفِزني ، هَمَسات ، لَيْلَة ، نَزْفُ الأَعْوام ، أَشْهَدُ مَوْتي ، آثار حُبٍّ مَجْنُون ، الشَرِيدة .                                                       
كتَبَ الأَدِيب شاكر سيفو عَنْ مَجْمُوعتِها ( نَزِيفُ الأَعْوام ) مَوْضُوع :               
جُرْأَةُ الكِتابَة وقَلَقُ الأَنا الأَزليّ في ( نَزِيف الأَعْوام ) .                                 
 
7 ــ ثائرة شمعون البازي
رابِط لِلتَعرُّفِ على عطائِها :                                                                 
 http://alnoor.se/author.asp?id=804
ولِدَتْ في بَغْداد ، وهي خرِيجة المَرْكز القَوْميّ لِلحاسِباتِ الالِكْترونِيَّة لِعامِ 1982 ، تُقِيمُ في السويد .                                                                 
شَاعِرَة وفَنَّانَة تَشْكِيليَّة ومُصمِّمة ، لَها العدِيد مِنْ المُشَاركاتِ في المَعارِضِ الفَنِيَّة والحِرَفِيَّة والمِهْرجاناتِ الشِعْرِيَّة .                                                         
حاصِلَة على شَهادَة تَخَصُّصِيَّة بِالفَنِّ التَشْكِيليّ والتَصْميم والأَعْمالِ الحِرفِيَّة مِنْ جامِعة لينشونبيك السويدِيَّة ، وعلى الماجستير بِتَخصُّص تَشْكِيل الفَنّ مِنْ جامِعةِ نورنشوبينك السويدِيَّة .                                                                       
 مِنْ نُصُوصِها : تَعال نَتَشَرْنق مَعاً ، الرِحْلَة إِلى ، اللَحظَات ، نَعم سيّدي ، يا أَنِيني ، رايَاتُ الخَوْف ، لا أَعْرِفُ اليَأْس ، كما الطِفْلُ تَهْرَب ، شَكْوى شَجَرَة ، رَجُلٌ مِنْ الضَوء .   

8 ــ هِبة هاني
مِنْ موالِيد بَغْداد 1979 ، حاصِلَة على بكالوريوس في الأَدبِ الفَرَنسِيّ مِنْ كُليَّةِ اللُغات / جامِعة بَغْداد ، تَعْمل صُحُفِيَّة في جرِيدَة الحيَاةِ الدُولِيَّة  ، تَسْكُنُ الولايات المُتَحِّدة الأَمْرِيكيَّة .                                                                           
مِنْ نُصُوصِها : أُنْثَى ، يَوْميَّات عِراقِيَّة ، لُبنى ، كِبْرِياء ، نُزْهة داخِل إِنْسَان ، عاشِقَةُ الوَهْم ، قَصِيدَة مُعلَّقَة ، خارِج الزَمان .                                           
 
9 ــ الفَنَّانَة جيرمين البازي
 مُقِيمَة في السويد .                                                                           
مِنْ نُصُوصِها : بَغْداد تَبْكي ، الحيَاةُ قِلادَة ، غُرْبَة لا مَفَرَّ مِنْها ، دُمُوع عِراقِيَّة .
 
 ( 2 )
مُقِّلات ، مُقَتِرات

 
بَعْضُ الشَاعِرات مُقِّلات في الكِتابَةِ أَوْ في النَشْرِ أَوْ كِليهِما :                     
                                                               
1 ــ نِضال خوشابا يوسف / العراق ـ تللسقُف ( وحالِيَّاً تَسْكنُ في بَرْطلة ) .
هي ابْنَة الطَيب الذِكْرِ خوشابا شاطي تومينا عُضو إِتِحادِ الأُدباء السِرْيان ، مِنْ مواليد تللسقُف الواقِعة شمال مُحافَظَةِ نَيْنَوى عام 1961 ، حاصِلَة على شَهادَة دبْلوم فنِّي / تَصْنيع المَعادِن ، عَمِلَتْ كإِعْلامِيَّة لِمُدَّة ما في جرِيدةِ بَهرا ، وأَول مُشَارَكة لَها في المِهْرجاناتِ كانَتْ بِمُناسبَةِ أَعْيادِ الميلاد في القوش حَيْثُ أَلقَتْ قَصِيدتَها عَنْ حادِثةِ كنيسةِ سيّدةِ النَجاةِ ، بَعْدَها تَوالتْ مُشَاركاتها في مِهْرجاناتٍ أُخْرَى مِنْ بَيْنِها مِهْرجانِ بِرْديصان الخَامِس بِقَصِيدَة بِالسِرْيانيَّة ، وأَيْضاً شَارَكتْ في أُمْسِيَّاتٍ شِعْرِيَّة مِنْ بَيْنِها أُمْسِيَة شِعْرِيَّة في تللسقُف وفيها شَارَكتْ بِنَصِّها ( كنْزُ الضَمِير ) .                                                                               
لِلأُسْتاذ عِصام شابا فلفل ، والشَاعِرَة سهام جبُّوري ، وكذلِك الأُسْتاذ يوسف زرا مِنْ القوش خُطْوَة أَوْ خُطُوات مَعَها في مَسِيرتِها الشِعْرِيَّة.                             
مِنْ نُصُوصِها : عِنْدما تُمْطِرُ عيونُ الرِجال ، بَيْت العِزِّ ، كنْزُ الضَمِير ، سِيناريو مقِيت ، أَمَلُ الرَجاء .                                                                           
بِالإِضافَةِ لِكِتَابَةِ الشِعْر فهي تُميلُ لِلأَعْمالِ الفَنيَّة كالرَسْمِ والتَطْرِيز وعَملِ الاكسسواراتِ والخِياطَةِ والحِياكة .                                                         

2 ــ ليندا يوخنا / استراليا ـ سدني 
مِنْ نُصُوصِها : نُجومٌ تَسْقطُ مِنْ السَماء ، ضَمائرٌ وأَفْعال ، حُبُّ دِجْلَة ، أَشْجار دُوْنَ جُذور ، احْمِلْ السَرْج وأَنِرْ دَرْبَ القَادِمين ، حمائم مكْسورَة الجِناح ، زُحامُ المَنْفَى ، رسائل في انْهارِ احْياءٍ وأَزِقْة ، صَرَخات في الشَوارِعِ الجرِيحة ، ما زِلْتِ حبيبتي ، هكذا كُنْت وهكذا تكُوني ، ابْحرْتُ في هواك حالِمة  .                 
ليندا يوخنا بِالإِضَافةِ إِلى حُسْنِ أُسْلوبِها وحِرْصِها على سلامَةِ الإِمْلاءِ في نُصُوصِها وهذا يُحْسَبُ لَها ، تَتَمتَّعُ نُصُوصها بِبَساطَةِ اللُغَة ، البَساطَة المُحبَّبَة الغنِيَّة بِالمِغْزَى بَعيداً عَن الغمُوض ، ما يَجْعلُ نُصُوصَها قَرِيبة مِنْ نَفْسِ المُتابِع/ة  ، وهذا يُمْكِنُ تَلمُّسَهُ في نَصيّها الجمِيلين : ضَمائرٌ وأَفْعال ، أَشْجارٌ بِلاجُذُور .   
إِنْ واظبَتْ في الاشْتِغالِ على النَصِّ بِتَوْظيفِ المَعْنَى والفِكْرَة بِشَكْلٍ أَعْمق وكذلِك الاسْتِمْرار والمُثابرَة في الكِتَابَةِ فالسَاحةُ الأَدبِيَّة ستَزْدادُ ثراءً بِعطائها .             

3 ــ وفاء  أديب قاشا  / فنلندا
لَدَيها كِتابات قَليلَة مَنْشُورَة .                                                                 
مِنْ نُصُوصِها : فيزة سَفَر ، الحقّ لِمَنْ الحقّ ... أَسْأَل ؟ ، كَمْ أَكْرهُكَ .... وكَمْ .   
وفاء الرقِيقَة المَشَاعِر وظَّفَتْ تِلك الرِقَّة في نُصُوصِها المَنْشُورَة بِشَكْلٍ جمِيل فإِنْ ثَابَرَتْ على المُواصلَة فالثِمار ُستَكونُ وفيرَة ، أَتَمنَّى لَها المزِيد مِنْ العطاء .     

4  ــ روزلين فتح الله عناية
مِنْ بَغْديدا ( قره قوش ) الواقِعة جنُوب شَرْق مدِينَة الموصل .                       
مِنْ نُصُوصِها : انْتِظار سنَة جدِيدَة ، غيْمة مِنْ غُبار ، أَبْجدِيَّة الحيَاة ، رَقْصَة القَدَر ، حُرِيَّة بِلا عِنْوان .                                                                     

في نَصِّها ( غيْمة مِنْ غُبار ) نَسْتَشِفُ اللُغَة الجمِيلَة والتَعْبير المُوفَّق عَن الفِكْرَة ، تَمنياتي لَها بِالاسْتِمْرار في العطاءِ مَع كُلِّ التَوْفيق .                                     

5 ــ دينا عِصام صبيح المتاوي
مِنْ نُصُوصِها : رَقْصَة مَصْلوبَة ، مُتَقاعِد ، انْبوبُ الحيَاة ، رِضاك ، عيْناها ، لِماذَا لُبنان ، نَظَرِية الوُجود ، قاسِيَة وتَسْحقني ، وَطَنٌ قَتَل والِدَهُ ، شُكراً سيَّدتي .

( 3 )
مُتَواصِلات


 1 ــ  سُعاد اسطيفان ( بِنْت السرْيان ) / السويد
ولِدَتْ عام 1943 في الموصل ( مَرْكز مُحافَظَة نَيْنَوى في شمالِ العِراق )  ، حاصِلَة على شَهادة دبلوم طُرُق تَدْرِيس مِنْ مَعْهد إِعْداد المُعلِّمات ، وعلى شَهادَة بكالوريوس إِدارَة عامَّة / كُليَّة الإِدارَة والاقْتِصاد / جامِعة المُوصل ، تَعِيشُ في السويد .                                                                                         
مِنْ نُصُوصِها : سئِمْتُ الصَمْت ، آه يا مُلهِمتي ، على أَنْقاضِ الذاكِرَة ، وتَرٌ تَاه ، الجُزُرِ اليَتيمة ، نَحيبٌ مِنْ ضلْعِ قَيْثار ، غيْمةٌ حُبْلَى ، زَيْتُ القَنادِيل ، تُخِيفُني تَمْتَمةُ الرِيح ، بَحْرُ النِسْيان ، سِهامُ التَمَزُّق ، وطَني لَيْسَ لَهُ بَدِيل ، أَعْذريني ، أَلَمُ الذِكريات ، هِبْني وَقْتَاً .                                                                   
المُتَتَبِع لِعطائها يُمْكِنهُ تَلمُّس المُثَابَرَة والاسْتِمرار في التَواصُلِ مَع القَارِئات والقُرَّاء ، وخُطُوات قَطَعَتْها صَقْلاً وتَهْذِيباً لِمَوْهِبتِها الشِعْرِيَّة وهي خُطُوات تَسْتَحِقُ الإِشَادَة بِها ، وهذا واضِح  في نُصُوصِها :                                     
 نَبْعُ عشْتَار ، على صَدْرِ الشَفق ، انْتَحبَ الشِعْر ، على مَتْرينِ مِنْ الخَام ، خاليَة باتَتْ وِسادَتي ، مَنْ أَتَى بِكَ دخِيلاً .                                                         
فإِنْ اسْتَمَرَّتْ في عطائها فسيَكونُ لَها حظَّاً ما أَثْمَرَهُ في عالَمِ الكِتَابَة .               

2 ــ الهام يوسف نعوم / العِراق
مِنْ نُصُوصِها : فتَى أَحْلامي ، حزِينَة عنِيدَة ، جوابٌ على سُؤال ، ايقاعات لِمَنْ يَخْفُقُ لَهُ القَلْب ، هِجْران ، يا بَغْدادُ صَبْراً ، بَرِيق بَغْداد ، لَمْ نَبْكي في الوِداع ، لِعيْنيْك قَصائدي ، لِماذَا أَصْبحَ العالَم بِلا حُبّ .                                           


3 ــ هِبة أدور داؤد البازي
ولِدَتْ عام 1986 ، مِنْ مُحافَظَةِ دهوك الواقِعة في شمالِ العِراق .                 
مِنْ نُصُوصِها : عفْواً سيِّدي الكرِيم ، لَمْ أَكُنْ أَعْلَم إِنَّ الفُراق سيَكونُ هكذا ، برودَة الحُبّ ، صَرْخَة عِراق ، رَحَلْتَ ولَمْ تودعني ، سأَلْتَقي بِكَ غَداً .               

4 ــ بتول ابراهيم حيدوا / المانيا
مِنْ كرمليس ، ولِدَتْ عام 1948 في الممام ( قُرْب الشيخان ) في مُحافَظَةِ نَيْنَوى ، تَكْتُبُ نِتاجاتَها بِاللُغتينِ : العربِيَّة والسُورث .                                 
مِنْ نُصُوصِها : لَنْ أَنْسَاك ، أَسْمعُ صُرَاخ قَلْبي ، بَسْمةُ الحُبّ ودَمْعةُ الحُزْن ، شَمْسٌ لا تَغِيب ، بَغْداد العروسَة .                                                           
5 ــ جوليا ريس   
ولِدَتْ عام 1988 ، مِنْ ارادن الَّتِي تَقعُ شمال العِراق ( تَبْعُدُ ارادن عَنْ مُحافَظَةِ الموصل حوالِي 150 كيلومتر ، وعَنْ مَدِينة دهُوك بِأَكْثَر مِنْ 50 كيلومتر ، وهي تَابِعة إِداريَّاً لِقَضاءِ العمادِية ضِمْن مُحافَظَةِ دهُوك ) .                           
مِنْ نُصُوصِ جوليا  : قَلْبي يُنادِيك ، زَهْرَتِي ، البَحْر ، مَنْ أَنْتَ ، تَكلَّمْتُ مَعَ البَحْر ، ستَرْحلُ عني حبِيبي بَعْدَ كُلّ تِلكَ الأَشْواق ، أَسْكُبُ حُزْنَ كلِماتي ، أَخافُكَ ، إِلى مَتَى ، أَرْضُ اللِقَاء ، حِوار مَعَ كلِماتي ، أَفْتَقِدُكَ ، أَخْتَنِقُ والصَمْتُ يَقْتُلني ، صَمْتي .                                                                                         
تَمَكَّنَتْ مِنْ إِبْرازِ أُسْلُوبها ولُغتها وتَعابِيرها بِشَكْلٍ  خاصٍّ في نَصِّيها : ( الظَلامُ وحُزْني ، تَكلَّمْتُ مَعَ البَحْر ) .                                                               
أَتَمنَّى لَها كُلَّ التَوْفيق .                                                                       

  6 ــ نورا صباح الساتي
ولِدَتْ عام 1988 في الموصل .                                                         
لَها أَكْثَر مِنْ عِشْرِين نَصّ مَنْشُور ، مِنْها :                                               
 يالَيْتَني لَمْ أَعْرِفك !! ، قَرَّرْتُ الرَحِيل ، وجُوه ، قَبْلَ أَنْ يَهْطُلَ المَطَر ، تَائهة على الطَرِيق ، حُبُّكَ سَاعدَني ، الحُبُّ يَرْفُضُ كُلَّ الايضاحات ، تَصَوَّرْتُ حُبّكَ ، دَعْنا نَمْضي ، كانَ يَسْحرني وَجْههُ .                                                             

 ( 4 )
أَتَمنَّى لَهُنَّ الاسْتِمْرار


مِنْ الأَسْماء الَّتِي عَثَرْتُ لَها على نَصٍّ واحِدٍ أَوْ نَصّين خِلال بَحْثِي : ـ
1 ــ مُنى يوسف صليوا / العراق
 مِنْ نُصُوصِها :  أَشوريَّة هارِبَة مِنْ جحِيمِ الغُرْبَة .
2 ــ سما ـ برطلة
مِنْ نُصُوصِها : حبيبي ماذَا حَلَّ بِقَلمي .
3 ــ فيفيان الخوري
مِنْ نُصُوصِها : حدِيثٌ مَعَ النَفْس ، غُرْفَةُ ذِكْرياتي .
4 ــ بشرى وردة
: لَقَدْ أَحْببْتُكَ حقَّاً ، المَهْجر الغَرِيب . مِنْ نُصُوصِها
5 ــ فائزة ميخائيل برخو / العراق
مِنْ نُصُوصِها :   بَغْداد حبِيبَتي .
6 ــ نهرين صليوا / العراق ــ بغداد
مِنْ نُصُوصِها : ورْدَةُ اليَاسمين ، صدِيقي الوَفيّ
7 ــ زابيل يونان / العراق ــ سُميل
مِنْ نُصُوصِها : فُقْدان الأَمان
8 ــ ساجدة ككي / العراق
( مِنْ بَغْديدا ) .
مِنْ نُصُوصِها : بِلا عنْوان .
9 ــ جوليانا نيسان صنا / العراق
( مِنْ ارادن ) .
مِنْ نُصُوصِها : متَى أَلْقاك ، بَغْداد أَنْتِ الحُلُم .
10 ــ ميرنا عامر / العراق
( مِنْ ارادن ) .
مِنْ نُصُوصِها : يا ملاكي ، أَلَيْكَ أَنْتَمي . 
11 ــ مارلين كورش تمرس .
مِنْ نُصُوصِها : نَيْسان ، خَبرٌ سامٌ .

( 5 )
طاقاتٌ مُزْهِرَة


1 ــ ايناس صبيح كجو / العِراق ـ بَغْديدا
مِنْ نُصُوصِها : واحاتُ العُمْر ، فلْسَفة حُبّ . 
2 ــ هِبة خضر هدايا / العِراق ـ بَغْديدا
مِنْ نُصُوصِها : في حَضْرَةِ الملائِكة .
3 ــ عذراء صباح سكريا  / العِراق ـ بَغْديدا
مِنْ نُصُوصِها : الحُبُّ الدائم ، الأَناشِيد الغَرِيبة ، الحُلمُ المَفْقود ، ثَلاثُ مَقاطِع ، الحُلمُ الآتِي  .                                                                                   
4 ــ بيداء حكمت هدايا  / العِراق ــ بَغْديدا
مِنْ نُصُوصِها : ياعِراق ياورْداً تَحْتَ أَزِيز قَلْبي ، واكْتَملَتْ الحيَاة ، أَحْلام ما عادَتْ مُؤْجَّلَة ، فَضَاءات ، لا قَانونَ عِنْدِي ولا أَوْزان ياحَبِيبي ، وَرْدَة غَيْر الوَرْدات                                                                                   
نَشَرَتْ نُصُوصَها الشِعْرِيَّة في كُلٍّ مِنْ جَرِيدَة عِراقِيون وجَرِيدَة الزَمان .           
5 ــ ريتا متي شمعون / العِراق ــ بَرْطلَة
تَقَعُ بَرْطلَة شَرْق مَدِينة الموصل .                                                         
مِنْ نُصُوصِ ريتا متي : مَرْثية إِلى والِدي ، الحَسْنَاء ، قَرأْتُ في فنْجان .         
6 ــ بشائر بهنام عزيز / العِراق ـ بَرْطلة
مِنْ نُصُوصِها : لأَنِّي أَنا ابْنُك .
7 ــ مهى توما نديري / العِراق ـ بَغْديدا
مِنْ نُصُوصِها : غَداً نَلْتَقي ، أَنْتَظِرُ رُجُوعك .
8 ــ بشائر هيثم عزيز / العِراق ـ بَرْطلة
مِنْ نُصُوصِها : القِطار  ، عشْتَار .
9 ــ إنعام ابراهيم / العِراق ــ بَغْديدا
مِنْ نُصُوصِها : آشُورينا .
 10 ــ تانيا كريم حنا / العِراق ــ كرمليس
مِنْ نُصُوصِها : أُمّي جَوْهرَة .
11 ــ نقية زيا شعيوثا / العِراق ــ كرمليس
مِنْ نُصُوصِها : الأُمّ .
12 ــ حنان متي توما  / العِراق ــ بَرْطلة
مِنْ نُصُوصِها : إِنَّها المأَساةُ حقَّاً ، مَنْ تَكون . 
 13 ــ رندة عادل / العِراق ـ باقوفا
باقوفا تَقَعُ في مُحافَظَةِ نَيْنَوى شَمال العِراق .
14 ــ ملاك ادريس / العِراق ــ باقوفا
15 ــ فادية كمال داؤد / العِراق ــ كرمليس
16 ــ رنين كمال بتوني
مِنْ نُصُوصِها  : الحُب وأَشْياء أُخْرَى .
17 ــ أنغام ابراهيم خضر / العِراق ــ بَغْديدا
مِنْ نُصُوصِها : إِلى مَتى .
18 ــ ابتِسام الهومي / العِراق ــ  شيوز
شيوز تَقَعُ في شمالِ العِراق على السَفْح الجنُوبِيّ مِنْ سِلْسِلَة الجَبَلِ الأَبْيض ،    وتَبْعُدُ 7 كيلومتر عَنْ قَضاءِ سُميل .                                                       
مِنْ نُصُوصِ ابتسام  الهومي : إِلى مَنْ كانَ حبِيبي ، رَحلْتِ ، المَوْعد ، أَلا تَسْمعُني  سيِّدي ، قَرَّرْتُ الإِضْراب ، لَيْسَ لي غَيْرك ، لِماذَا أَتيْتُ لِهذِهِ الدُنْيا ، حُبِّي يَفوقُ الخيال ، بَغْداد ، كلِمَة ، عُذْراً .                                                 
19 ــ هايدي ياقو / العِراق ــ شيوز
مِنْ نُصُوصِها : حُبِّي الأَبدِيّ ، مَنْ أَنْت ، وَرْدتي ذَبُلَتْ ، سَوْف أَتَكلَّم ، دُمُوع الشُمُوع ، نِهايتَنا ، اسْتِقالَة قَلمِي .                                                         
20 ــ أَمل مرقس / العِراق ــ  شيوز
مِنْ نُصُوصِها : سيِّدي إِعْشَقْني أَكْثَر ، هَمسات ، دَعْني حبِيبي ، ما أَجْمل أَنْ أَعْشَقك دُوْنَ أَنْ أَراك ، إِلى رَجُلٍ أَهْواهُ بِلَهْفةِ اللِقاء ، خائِفَة ، كُلَّ عامٍ وأَنْتَ حبِيبي ، أَعْلنْتُ مَشاعِرِي لكَ وَحْدَك ، قِصَّتِي مَعك ، لا أَزالُ أَعْشَقك ، حُلم عُمُرِي ، تَحدِي ، كَمْ أَتَمنَّى أَنْ أَكْرَهك .                                                             
21 ــ أميليا ريس / العِراق
( مِنْ أَرادن ) .
مِنْ نُصُوصِها : عِنْدما يَأْتي المَساء ، كُنْتُ لأَكونَ مَعك ، مَنْ هو البَحْر بِالنِسْبَةِ إِلَيْك ، البُعْد ، أَحْتَاجُ إِلَيْك .                                                                   

ملاحظة:
الجزء الثاني منشور على شكل رد على هذا الموضوع

95
أدب / صُوَرٌ مُتلاحِقة
« في: 00:57 07/04/2014  »


صُوَرٌ مُتلاحِقة



شذى توما مرقوس



تَنْهَبُ بنا دَرْبَ العُمْر
عربةٌ غَيْر آمنة
والحُوذِيُّ
عاقِلٌ ..... مَجْنون !!!
مَجْهُول الهوية
غامِضٌ
غَيْر مَعْرُوف
مَلامِحه ضَبَاب
وصِفاتَهُ أَوْهام
والحَقِيقَة تَئِنُّ تَحْتَ العجَلات
تُسْحَق
تَتَفتَّتَ
أُلبِسَتْ أَلْفاً من الزَّيْفِ
ثَوْباً وأَلْفاً
على أَنَّاتِها
يُبَلَّطُ الدَّرْب
 فَتْكاً
و حَثِيثاً  
للمآل

*****


تَلْهَثُ بنا العربة
من يَقُودها ؟ !
ياحُوذِيّ
أَمِطْ عنك اللِّثام
كَدَّنا المَجْهُول
و جَرَباً أَوْرَثَتنا  
الطلاسِمُ والأَلْغاز
ما أَفْقَرَ العُمْر
لجَرْفِ الطلاسِمِ
فُسْحَةً  
لا جَوابَ لأسئلةٍ
مُنذُ دُهُورٍ
عالِقة
في فَكِّ الغُمُوضِ    
كفَأْرٍ في مِصْيَدَة
فالعربة تَكْبُو  
تتَعَثَّر بـ ......
تنزلِقُ
إلى
.
.
.
 
حُفْرَة !
تَقَعَّرَتِ الأَرْضُ حُفَراً


*****


ياعربة تأْكُلُ العُمْرَ سَمِيناً
وتَلْفِظُهُ كومَ عِظام
أيضاً في الحُفْرَةِ
لا مَأْوَى للإِنْسَان
تُطَارِده الدِيدان
تُزاحِمه في جُثَّتِهِ
تُطالِبُ بحِصَّةٍ لَيْسَ لها
تَنَالها
بنَهَمٍ تَلْتَهِمُ وَجْبَاتها
في النِّهايَةِ ......
 ما طالَ بها الانْتِظار
وَليمَة إِثْر أُخرى
بلا فَزَعٍ من أَسَدِ المَجَاعَة
تَنْعُمُ الدِيدان
أَبداً لن تَذُوقَها
كما المخلوقاتُ تَعْرِفُها
أَبداً لن تُقاسِمَها
  لَيْعَةُ الجُوعِ والحِرْمان  
وجِدَّاً مَحْظُوظةٌ هذه الدِيدان
لا زَمَن قَحْطٍ في أجِندتِها
لا غُدَدَ تَفْرِزُ فيها  طَعْمَ الجُوعِ
أ للجُوعِ طَعْم ؟ !
وما جَدْوَى السُّؤَال ؟!

*****

تَقْرِضُ الدِيدانُ جُثَّتَه
ويَسْلُبُه المَوْتُ بَعْضاً منه
أو كُلَّه ...... ؟!!!
مَوْعِد  حِيْنٍ
 فيُذْعِنُ مُوَلِّياً
عن الحَياةِ
مُدْبِراً
إِلى الهُوَّةِ
هارِباً
 يُفلسِفُ الخُنُوعَ
بِرّاً
وغَلَبة
ويَمْنَحُ الهَزِيمة
لَقَب البُطولَة


*****



وهكذا ابْتَغَى
المَجْهُولُ الذي شاء
نتشاطرُ الأَشْواط
شَوْطٌ من الدَّرْبِ لي
شَوْطٌ من الدَّرْبِ لك
لها
له
للآخرين
والحَياةُ عربة
تَقْطَعُ شَوْطَ العُمْر
والشَّوْطُ إلى مآل

*****

حَوْذاً يَحُوذَها
تَكْبُو
تتَعَثَّر
حُفْرَة تَسْتَرِطُها
في الحُفْرَةِ تُدْفَنُ الأَسْرار
وتُقْبَرُ كُلَّ جُمْلَةٍ
خُتِمَت بعَلامةِ اسْتِفْهام
وتُوأدُ الأَلْغاز
ويَبْقَى الحُوذِيّ مَجْهُولاً
بلا هوية
غابةُ هُلامٍ
مُسَوَّرَة
 بجَمِّ الغُمُوضِ
وغَفِير الطلاسمِ
وأَذْيالُ شُكُوكٍ بَقِيَّة
 وأيضاً ذات تكرار
تَدُورُ العربةُ دَوْرَتها
مَلْعاً
تَجْرِي
إلى الحُفْرَةِ المآل
مُكَرَّرٌ كُلَّ جَدِيدٍ
مُكَرَّرة هي الأَحْوال

****

وفَوْقَ الحُفَرِ
يَنْثُرُ الأَحْياءُ إلى حِيْنٍ
آمالَهم
ورُوداً ودُمُوعاً وتراتيلاً
تَحْكِي انْتِظاراً
عَسَى ولَعَلَّ تَنْجَلي الأَسْرار
ويُعرَّفُ الحُوذِيّ
مَبْنِيّاً لليَقِين
انْتِظارٌ  أَضْغاثُ أَحْلام
 
*****

فُنِينا غُمُوضاً
خاسَتِ الأَسْرارُ فينا
هكذا شاءَ
المَزِيد منها
وأَضْعاف



*****

صُوَرٌ مُتلاحِقة
لا تَلْتَقِط صُوَراً كَثِيرة للحَياةِ
لا تَخْتِم الجُمَل بعَلاماتِ اسْتِفْهام  
كَثْرَةُ الصُوَر
 أَسْفارُ شَقاء
ومن عَلاماتِ الاسْتِفْهام  
 يَتكاثَرُ المَبْنِيُّ للمَجْهُولِ
انشِطاراً
كالخَلايا الأَميبية


*****


حَتْماً سيَنْتَصِرُ الإِنْسَان
ويَرْدِمُ الحُفْرَةَ فَوْقَ هامَتِهِ
فيَقْبَعُ فيها
ساكِناً
راضِخاً
 فاشِلاً
للدِيدانِ كَلأً
عن الوجودِ
إِلى المَحْتُومِ
مُنْقَلِباً
وبكُلِّ الرَّدى
مُضَرَّجاً
  



 




المُتعلقات :                                                                                            
 ( 1 ) الحَوْذ : السيرُ الشديد وكذلك السوق السريع .                                        
( 2 ) الحُوذِيّ : السائق سريع السير .                                                        
 ( 3 ) لَيْعَة الجوع : حُرْقَتُه .                                                                      
( 4 ) تَسْتَرِطُ : تبْتَلِعُ .                                                                            
 ( 5 ) مَلْعاً : ( من المَلْع ) العَدْوُ الشديد ، السُّرْعة ، شدة السير .                        
( 6 ) خاسَ : فَسَد وأَنْتَن وتَغَيَّرَ .                                                                
 ( 7 ) الكَلأ : مايُرْعى  ، العُشْب .                                                                
 
 
10ــ 10 ــ 2008  الجمعة

96
المنبر الحر / سِلْسِلَة ضَوْء
« في: 20:49 21/03/2014  »
مُتَابعات

سِلْسِلَة ضَوْء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بقلم : شذى توما مرقوس 
الأَربعاء 12 / 3 / 2014

تُثيرُ حَملات إِبادَة الكِلاب السائبَة والطُرُق المُتَبعة لِذلِك في الكثِيرِ مِنْ البُلدان اسْتياءاً وتَذمُراً عارِمين في الأَوساطِ الأَوربيَّة وخُصُوصاً مُنظَّمات حِماية حُقوقِ الحيَوان ، ذلِك لِقَسْوَةِ هذِهِ الحَملات ووحْشِيتِها ، حَيْثُ تُقْتلُ الكِلاب بِبشَاعة وهمجيَّة وبِطُرُقٍ لايَقْبلَها الضمِير الإِنْسَانيّ الحيّ المَسْؤول كاسْتِعمالِ مادَة الاسْتركنين السامَّة والَّتِي تُسبِّبُ آلاماً فظِيعة لِلحيَوان قَبْلَ نُفُوقِهِ ، أَوْ بِتَهْشِيمِ رأْسِ الحيَوانِ بِعصا غلِيظة كالهرَاوة أَوْ قَضيب حدِيديّ .... إلخ ، أَوْ بِشَجِّ رأْسِ الحيَوانِ بِالحائطِ لِمرَّات وغَيْرها كثِير تَصِلُ لِحدِّ حَرْقِ الكِلابِ وهي حيَّة ......
وتَنْديداً بِهذِهِ الحَملات وخُصُوصاً في رومانيا وبلغاريا إِضافة لِبُلدانٍ أُخْرَى ، رَعتْ مُنظَّمات حِماية حُقوق الحيَوان تَجمُع  " سِلْسِلَة ضَوْء " في مدينة مينشن غلادباخ ، في 8 / 3 / 2014 ، حَيْثُ حَضَرَ التَجمُع الَّذِي بَدأَ السَاعة السادِسة مَساءاً في إِحْدَى السَاحات العرِيقة في المانيا حَشْدٌ مِنْ المُشَارِكين والمُشَارِكات ، قامُوا بِإِيقادِ الشُمُوعِ إِكْراماً لِلحيَواناتِ البَرِيئَةِ الَّتِي قُضِيَت بِسَببِ العُنْفِ الإِنْسَانيّ الَّذِي يُؤْشِرُ وبِوُضوحٍ الافْتِقار إلى الوَعْي والتَنَصُّلِ مِنْ المَسْؤوليَّة ، وأَيْضاً إِشَارَة لأَمْلٍ بِعهْدٍ قادِمٍ أَكْثَرُ إِنْسَانِيَّة ومَسْؤوليَّة ، وبَدَتْ السَاحة في ضَوْءِ الشُمُوعِ رائعة تَهُزُّ الوُجدان .
وتَمَّ في هذا التَجمُع حَمْل لافِتات تُنَدِدُ بِالطُرُقِ الهمجيَّة لِقَتْلِ الكِلاب السائبَة كما المُطالبَة بِإِيقافِ حَملاتِ الإِبادَة هذِهِ نِهائيَّاً .
تَخلَّلَ التَجمُع إِلْقاءِ كلِماتٍ تَخُصُّ الحدَث وتُبيّنُ غايات هذا التَجمُع وأَهْدافِهِ والَّتِي تَتَلخَّصُ بـ : ضَرورَةِ إِيقافِ حَملاتِ الإِبادَة لِلكِلابِ السائبَة ، حُسْن التَعامُلِ مَع الحيَواناتِ ، الحَثّ السِياسيّ بِمُمارسةِ الضُغوطات على حُكوماتِ البُلدانِ الَّتِي تَقومُ بِهذِهِ الحَملات لِلتَوقُّفِ عنْها ، مُطالَبَة رومانيا وبلغاريا وبَعْض البُلدانِ الأُخْرَى بِالتَوقُّفِ عنْ إِبادَةِ الكِلابِ السائبَة والأَخْذِ بِالبَدائلِ المُتَوفِّرَة كحُلُولٍ لِلمُشكِلَة خُصوصاً وإِنَّها مِنْ دُولِ الاتِحادِ الأُوربيّ الَّذِي لاتَسْمحُ قَوانِينَهُ ولوائحهُ بِها .
ثُمَّ أُجْرِيتْ بَعْض اللِقاءات مَع عَدَدٍ مِنْ المُشَارِكين والمُشَارِكات الَّذِين عبَّروا عنْ حُزْنِهم الشَدِيد لِمِثْلِ هذِهِ الأَخْطاء المُشِينَة الَّتِي يَرْتكِبُها البَشَر بِحقِّ الحيَواناتِ في عَصْرِ الانْفِتاحِ والتَقدُّمِ الحاليّ ، كما أَعْربوا عنْ أَملِهِم بِتَوقُّفِ هذِهِ الحَملاتِ نِهائيَّاً إِذْ أَنَّها لاتَلِيقُ بِكرامةِ الإِنْسَانِ ككائنٍ حيٍّ يَدْعو لِلحيَاةِ بَيْنَما يَسْلُبُ الكائنات الأُخْرَى إِيَّاها .
وبِمُصاحبةِ المُوسيقى أُديَتْ الأَغانيّ المُعبِّرة عنْ بَشَاعةِ هذِهِ الحَملات ، وقَدَّمتْ إِحْدَى الحاضِرات ونِيابةً عنْ طِفْلِها إِلى المُنظَّماتِ المُهتَّمة بِحُقوقِ الحيَوانِ وإِلى الحاضرِين والحاضِرات نَصاً غِنائيَّاً كتَبَهُ طِفْلها كتَعْبيرٍ عنْ رَفْضِهِ لِحَملاتِ إِبادةِ الكِلابِ السائِبة وضَرورَةِ إِيقافِها .
وفي خِتامِ هذا التَجمُع تَمَّ تَوْثيق تَواقيع المُحْتَشدين المُطالِبين بِإِيقافِ حَملاتِ الإِبادَة بغْيَة تَقْدِيمِها إِلى حُكومة الاتِحادِ الأُوربيِّ وحَثِّهِ على مُمارسةِ دَوْرٍ أَكْبَر مِنْ خِلالِ الضَغْط على حُكوماتِ هذهِ البُلْدانِ لِمَنْعِ حَملاتِ الإِبادَة نِهائيَّاً والالْتِجاءِ إِلى الحُلُولِ البَدِيلة المُتَوفِّرَة والعدِيدَة .
إِنَّها دَعْوَة لِلإِنْسَان أَيْنَما كان لِإِعادَةِ النَظَرِ في مَواقِفِهِ تُجاه الحيَوانات .
ــــــــــــــــــــ












 

97

العُلُومُ والآداب وما بَيْنَهُما                             
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                   
        بقلم : شذى توما مرقوس                             
الأحد 15/ 12/ 2013 ــ الخميس 27 / 2 /   2014             

رد على ماكتَبهُ الأَب لوسيان في مَوْضُوعِهِ :                                                         
المثقفين يعتبرون انفسهم افضل فئة اجتماعية ولهذا يرفضون الراسمالية                 
والمَنْشُور في عنكاوا كوم على الرابِط التَالي :                                               
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,699553.msg61074
26.html


لَسْتُ على عِلْمٍ أَكيد إِنْ كانَ ما قَدْ فَعلْتَه في مقالتِكَ مِنْ جَعْلِكَ الكلام مُساوٍ لِفِعْلِ الكِتابة صَواباً ، وهذا ما أَتمنَّى أَنْ يُفيدنا بهِ أَحْد المُخْتَصين في هذا الحَقْل ، إِذْ إِنَّني أراهُ خلْطاً واضِحاً ، لأَنَّ الكِتابة  فِعْلٌ لهُ قواعِدهُ وشُروطهُ ، والكلام قَدْ يكونُ شَفهيَّاً ولاينْدرِجُ تَحْتَ فِعْلِ الكِتابة إِلاَّ حِيْنَ يُصاغُ في جُملٍ وتَعابيرٍ تُكْتب لِتُعبِّر عنْ الغَرضِ والهَدفِ والفِكْرِ المَطْلوب تَوْضيحهُ  ، وأَيْضاً لأَنَّ الكلام لهُ حَقْلهُ الخاصّ وسُمِّي عِلْماً ( عِلْم الكلام بِفُروعِهِ وتَخْصيصاتِهِ ) ، ولِلكلامِ مُسْتويات مُتدَّرِجة مِنْ هَذْرٍ ، ثَرْثَرة ، جِديَّة ، مُزاح ، ..... إلخ ، أَنْتَ لَمْ تُميّز هذا في مقالتِكَ بَلْ جَمَعْتَها كُلَّها في قِدْرٍ واحدٍ دُوْنَ تَخْصيص ، ومِنْ المَعْروف إِنَّ التَسْميات والمُصْطلحات والتَعْرِيفات مُهمَّة جِدَّاً لِفَرْزِ المفاهيمِ وتَمْييزِها عنْ بَعْضِها البَعْض ، لكِنَّك جَمَعْتَها كُلَّها في قِدْرٍ واحدٍ ، فكانَ الخَليطُ مُبْهماً غَيْر مَفْهوم إِلى حدٍّ ما .     
قَرأْتُ مَقالتكَ مَرَّات ومَرَّات وخلُصْتُ إِلى أَنَّ صُنَّاعَ الكلامِ في مَنْظورِكَ هُم مَنْ يُمارِسونَ فِعْلَ الكِتابةِ وسأَرُدُّ عَلَيْكَ منْ خِلالِ هذا التَحْدِيد .                                                           
لاشَأْنَ لي بِالسياسة فهي لاتَسْتَهويني أَبَداً ، سأُركِّزُ فَقَطْ على نُقْطةٍ مُحدَّدَة مِنْ كُلِّ ماكتَبْتَ وهو كُرْهكَ لِلأُدباءِ ودَعْوتَكَ لِمُحاربتِهِم وتَهْمِيشِهِم .                                                 
أَنْتَ تُسمِّي الشُعراء والرِوائيين والأُدباء والصُحفيين بِصُنَّاعِ الكلمات ، أَنا سأَجْمَعَهُم في ظِلِّ تَسْميةٍ واحِدَة هي الأُدباء ، فالأَديب يُمْكِنُ أَنْ يكونَ شَاعِراً أَوْ قَاصاً أَوْ رِوائيَّاً ، أَوْ يَجْمَعُ في شَخْصِهِ كُلّهم أَوْ بَعْضهم  .                                                                               
الآداب هي تَارِيخُ الإِنْسَانِيَّة شَاءَ مَنْ شَاء ، وأَبَى مَنْ أَبَى ، هي وجْدان الكَوْن ، ووجْدان الإِنْسَان .                                                                                                     
أَنْتَ تَنْتَقِصُ مِنْ شَأْنِ شَرِيحةٍ مِنْ شَرائحِ المُجْتَمع ــ الأُدباء ــ ودُوْنَ حَرج .                   
وأَتَساءلُ ما الَّذِي تَفْعلهُ أَنْتَ حِيْنَ تَكْتبُ المقالات ، أَلا تَكْتُب  تَماماً كما الأُدباءُ يَفْعلون ؟     
الفعْل الَّذِي تُعِيبهُ على الأُدباء " فِعْلُ الكِتابة " تَقْتَرِفهُ أَنْتَ أَيْضاً وبِشَكْلٍ مُتَواصِل ، ولَوْلا هذا الفِعْل ما قَرأْنا لكَ هذِهِ المقالة  .                                                                   
ماذَا تَعْتَبِرُ نَفْسكَ فاعِل إِذْ تَكْتبُ كُلَّ يَوْمٍ مقالة أَوْ مَوْضوع أَوْ تَعْليق تَنْتَفِضُ فيهِ دُوْنَ دِرايةٍ كافِية ، أَلَسْتَ مِنْ أَكْبَر صُنَّاعِ الكلامِ على حدِّ تَقْسِيمِكَ ، إِنْ لَمْ تكُنْ قَدْ غَلَبْتَهُم كُلَّهُم .           
 إِنْ كُنْتَ تَكْرهُ الأُدباء فهذِهِ مُشْكِلتكَ ، وهي لَيْسَتْ ولا بِأَيِّ حالٍ مِنْ الأَحْوالِ دلِيلاً ومِقْياساً لِعَدَمِ حاجةِ المُجْتَمعِ إِلَيْهم .                                                                               
وقَبْلَ أَنْ تُنادِي على الآخَرِين لِيأْخذوا بِكلامِكَ طبِّقْهُ أَنْتَ أَولاً وكُفّ عنْ الكِتابة لِنُصدِقُكَ .     
ما الَّذِي تَفْعلهُ أَنْتَ غَيْر الكِتابة  طِوالَ الوَقْت ، فمَنْ يُتابِعُ كِتاباتك الكثِيرَة المُتواصِلة يَسْتَنْتِجُ بِأَنَّ وَقْتَكَ كُلَّهُ مِلكٌ لِلوحةِ الكومبيوتر ولا الْتِزاماتٍ أُخْرَى لَدَيك .                                 
حاسِبْ نَفْسَكَ أَولاً وأُنْظرْ الخَشَبة الَّتِي في عَيْنِك قَبْل أَنْ تُوبِّخ الآخَر على القُذَى الَّتِي في عَيْنِهِ .                                                                                                       
أَنْتَ تُمارِسُ على القُرَّاء التَشْويش الفِكْرِيّ ، ومِثْلكَ يَجِبُ أَنْ يَصْفو إِلى نَفْسِهِ ويُثبِّت دعائمِهِ الفِكْرِيَّة ثُمَّ يَتَحدَّثُ إِلى الآخَرِين ، فهَلْ سيروقُ لكَ إِنْ دَعَوْتُ القُرَّاء ( اقْتِداءً بِكَ ) إِلى تَهْميشِ مقالتك المُضِرَّة هذِهِ وأَفْكاركَ الداعِية فيها إِلى الفِتْنَة ؟                                   
 أَنْتَ تَدْعو إِلى مُحاربةِ الأُدباءِ وإِلى العداءِ وتَعْتَبِرهُ واجِباً ، ماذَا تُسمِّي دَعْوَتكَ هذِهِ ، أَلَسْتَ بهِذا تَزْرعُ الفِتن وتُثِيرُ النَعْرات ، لِماذَا لا تُعْلِنُ الحَرْب على مَنْ يَعْملونَ في مجالِكَ الَّذِي تَنْتَمي إِلَيْه ؟                                                                                                 
ماذَا تُسمِّي مَزامِير داؤد وإِلى ماذَا تُصنِّفُها ؟ ..... هي مِن الكِتاب الَّذِي يَخْتَصِرُ إِيمانكَ .     
الكِتاب الَّذي يَخْتَصِرُ إِيمانكَ ومُعْتَقدِكَ هو عَمَلٌ أَدبيٌّ غاصّ بِالقِصصِ والأَشْعارِ .... إلخ  ، ويَحْكي عنْ مَرْحلةٍ أَوْ بَعْض مَراحِلٍ لِتَاريخ الإِنْسَان الإِيمانيّ .                                     
دَعْوتكَ هذِهِ باطِلة ، لا وَجْهَ لِلحقِّ فيها .                                                               
هَلْ تَخْتلِفُ عنْ أَيِّ عُنْصرِيٍّ مقِيت حِيْنَ تَدْعو إِلى مُحاربةِ الأُدباءِ وتَهْمِيشِهِم ؟               
 رُبَّما قَرِيباً ستَقْتَدي بِهِتلر وتَبْني لَهُم الأَفْران لِتَشْويهم فيها ، وأَسْألُ مَرَّةً أُخْرَى وأُخْرَى : ما الَّذِي تَفْعلهُ أَنْتَ ومَنْ يُسانِدكَ ، أَنْتَ تَكْتبُ أَكْثَر مِمَّا يَفْعلهُ الأُدباء ، وتَنْشُرُ فِكْركَ العُنْصرِيّ المقِيت ( التَحْرِيض ضِدّ الأُدباء ) ، حتَّى اخْتِصاصكَ ككاهِن أَلَيْسَ كُلَّهُ فَرْع أَدبيّ تَقْرأُ اللاهوت ، الفَلْسفة ، التَارِيخ ، الانْجيل ، القَانُون الكنسِي ، التَفْسِير .... إلخ .           
هذِهِ المَعارِف الإِنْسَانِيَّة كُلّها تَنْتَمي لِلفَرْع الأَدبيّ وتُعرَّف كعُلُوم : عِلْم الفَلْسفة ، عِلْم اللاهوت ، عِلْم التَارِيخ ، عِلْم التَفْسِير .... إلخ .                                                     
إِنَّ الرَقْم والكلِمة ( على حدِّ تَسْمياتِكَ ) مُتَداخِلانِ لِدرَجةٍ لايُمْكِنُ الفَصْل بَيْنَهما ولايُمْكِنُ الحدِيث عنْ أَيٍّ مِنْهما دُوْنَ الآخَر ، كالعُمْلَة الَّتِي نَراها في وَجْهين .                             
الرَقْم نَفْسه كلِمة مِنْ ثلاثةِ حُرُوف : الراء ، القاف ، الميم ، هَلْ فكَّرْتَ في هذا ؟               
أَيْ إِنَّ الرَقْم يَحْتَاجُ إِلى كلِمة لِيُعبِّر عنْ نَفْسِهِ ، يَحْتَاجُ إِلى اسْم ، أَيْ يَحْتَاجُ إِلى هوِيَّة ، والكلِمة وَحْدَها تُعْطيهِ هذه الهوِيَّة .                                                                     
فانْظُرْ كَمْ حُدْتَ عن الصوابِ بِدَعْوتِكَ هذِهِ ، وكَيْفَ إِنَّ أَفْكارَك غَيْرُ مُنْصِفة وقَدْ خلَطْتَ الحابِل بِالنابِل ، أَفلا تَكْتَفي ؟                                                                             
وهَلْ تَرَى إِنَّهُ مِن اللائقِ أَنْ تَتَمادى أَكْثَر وأَكْثَر ، دُوْنَ أَنْ تُفكِّر ولَوْ لِلحْظَة في اخْتِبارِ مِصْداقِيةِ ما تَسْعى لإِثارتِهِ ونَشْرِهِ ، أَلا وهو الكُره والحقْد والعداء ؟                             
تُشِيعُ عنْ الأُدباء إِنَّهُم يَعْتَبرون أَنْفُسَهُم مُعلِّمين لِلآخَرِين ، لكِنَّكَ لَمْ تَسْأَلْ نَفْسَكَ ما الَّذي تَفْعلهُ أَنْتَ ؟                                                                                                   
أَلا تَفْعلُ نَفْسَ ذلِك وتُحاوِلُ مِنْ خِلالِ هذا المَنْبر صفَّ النَّاس خَلْفكَ لِتكون إِماماً لَهُم في حَرْبِكَ ضِدَّ الأُدباء ، وأَيْضاً لِتكون مُعلِّماً لِمَنْ تُسمِّيهم المُلْحدين ولِلنَّاسِ بِشَكْلٍ عامّ .         
صِفْ نَفْسكَ وصَنِّفْها أَولاً ثُمَّ انْتَقِدْ الآخَرِين وبِوَعْي ولَيْسَ جِزافاً كما تَفْعل .                   
أَنْتَ نَفْسكَ تَمْتَهِنُ الإِعْلام الَّذِي هو مِنْ نَشاطاتِ خرِيجي الفَرْع الأَدبيّ الَّذِين تَقولُ عنْهُم إِنَّهُم مُجْرِمين و..... و..... و .......... إلخ .                                                                 
ثُمَّ ماذا عنْ الفنَّانين مِنْ مُطْرِبين ومُمثِّلين ومُخْرجين .... إلخ ، هؤلاء جَمِيعاً أَساس عَمَلِهِم هو النُصوص ( شِعْر ، قِصة ، رِواية ، مَسْرحيَّة ...... إلخ ) الَّتِي عمادها الكلِمة .             
ما الَّذِي يَفْعلهُ الرسَّامون والنَحاتون و الخَطاطون ...... إلخ  غَيْر ما يَفْعلهُ الأُدباء ، أَلَيْسَتْ كُلّ هذهِ المجالات مِنْ الفُنونِ هي أَيْضاً كالآداب ؟                                                     
هَلْ بِرأْيكَ إِنَّ الرَسْم والنَحْت والخَطّ ( وهي فُنون يَبْنِيها الكلام في خُطوطٍ وتَرْسِيمات وتَشْكيلات ، أَيْ وَجْهٌ آخَر لِلكلِمة  ) يُضيفون إِلى الحيَاة ويُساعِدون المُجْتَمع على الرُقي بَيْنَما الأَدب يَفْعلُ العكْس ، هَلْ خَطَرَ لكَ سُؤالٌ كهذا ؟                                               
أَلَيْسَتْ الأَغاني نُصوصٌ مُغنَّاة ، على سبِيلِ الذِكْر ؟                                                 
الشِعْر ، القِصة ، الرِواية ، المقالة ، التَمْثيل ، الغِناء ........ إلخ ، كُلّها فُنونٌ بَيْنَها قَاسِمٌ مُشْتَركٌ واحِد هو الكِتابة .                                                                                 
لِماذَا لاتَتَوقَّفْ أَنْتَ عنْ الكِتابة وتَنْصرِفْ لِلعَمَلِ فالقُرَّاء يُطالِعون لكَ كُلَّ يَوْمٍ تَقْرِيباً مقالة أَوْ نصّ أَوْ رأْي ..... إلخ ، أَلا تَأْخذُ الكِتابة مِنْكَ وَقْتاً ؟                                                   
لَوْلا الكِتابة ما كانَ هُناك بَرامِج تلفزيونيَّة ولا كومبيوتر ولا تَشْرِيعات ولا قَانون ولا ولا .... إلخ ، ولا كُنْتَ ستَعْرِفُ عنْ تارِيخِ الإِنْسَانيَّة شَيْئاً .                                                   
لِماذَا لاتكونُ أَكْثَر انْصافاً مع الأُدباء في كِتاباتك ، أَمْ إِنَّ الآداب " مأْكولٌ مَذْموم "  ؟       
هَلْ تَظُّنُ إِنَّ جَمِيع الأُدباء عاطلين مُتَعطلين عنْ العَمَلِ ؟                                             
 هَلْ يجِبُ أَنْ أُعْطي أَمْثِلة بِالأَسْماء تَنْفِي هذهِ الفِكْرَة لَدَيك ؟                                       
أَلَيْسَ الكثِير مِنْهُم أَطِباء ، مُهْندسين ، عُمَّال ، مُدرسين ، فنَّانين ، و ....... إلخ على اخْتِلافِ كُلِّ المِهنِ والحِرف ، هُم يَعْملون ويَكْتُبون أَيْضاً .                                         
عمِلْتُ طوالَ حياتي لكِنَّني أَيْضاً مارَسْتُ الكِتابة طَوالَ حياتي ، أَيْ الفِعْلين مُتلازِمين لايُعْطِّلُ أَحَدهُما الآخَر ، على العكْس بَلْ يَسْنِدُ أَحَدهُما الآخَر ، أَيْ هُناك تَعاضُد ولَيْسَ تَعارُض .     
حِيْن كتَبْتُ نصيّ  " بِلا مَأْوى " ، هَلْ تَظُّنُ إِنَّني كتَبْته فَقَطْ ، ما أَدْراك إِنَّ كِتابتي لَهُ لَيْسَتْ مُتَرافِقة معَ مَجْهود عملِيّ ملْموس أَبْذلَهُ بِحُدودِ الإِمْكانيَّات المُتاحة لي في مجالِ الأَشْخاصِ مِمَنَّ يعِيشون بِلا مَأْوى ، هَلْ عليّ أَنْ أَكْتُب مُلاحظَة بِذلِك مُرْفقَة بِالنصِّ ؟                     
هذا مِثالٌ مِنِّي ، بِالتَأْكيد كلٌّ لهُ الكثِير لِيَحْكيهِ في هذا الشَأْن وأَقْصدُ شَأْنَ العَمَلِ مُتَرافِقاً معَ فِعْل الكِتابة ، بإِمْكانكَ أَنْ تَقُومَ بِدِراسةٍ أَوْ بَحْثٍ حَوْلَ هذا الأَمْر تَحرِيَّاً لِلحقِيقَة .               
وماذَا عن الأَطبّاء وهُم يُوثِّقون في بُحُوثِهم ودِراساتِهم ومُمارساتِهِم العملِيَّة مُلاحظاتَهم وخِبْراتَهم والنَتائج الَّتِي تَوصَّلوا إِلَيْها في كلِمات ........ كلِمات .                                 
وكيْفَ لنا أَنْ نَعْلم بِكُلِّ المظالِم والحُرُوبِ والحَملاتِ وأَحْوالِ الحيَواناتِ ..... إلخ إِنْ لمْ يكُنْ ذلِك بِمَجْهودِ الكُتّاب والَّذِين تُسمِّيهِم ودُوْنَ خَجل بِصُنَّاعِ كلام ، وتَدْعو إِلى تَهْمِيشِهِم وعَدَمِ إِعْطائهم أَيّ دَوْرٍ في المُجْتَمعِ وإِعلان الحَرْبِ عَلَيْهم والعداء لَهُم ، أَيْ بِالضَبْط تَدْعو إِلى اضْطِهادِهِم ، وهذا لَيْسَ بِجدِيدٍ فلطالَما تَمَّ اضْطِهاد المُفكِّرين والعُلماء والشُعراء والفلاسِفة وعلى مرِّ العُصُورِ على أَيدِي مَجْمُوعاتٍ منْ أَمْثالِكَ يُنادون بِأَفْكارٍ عدائيَّة كهذِهِ الَّتِي تُنادي بِها .                                                                                                           
الحضارَة نَفْسها قامَتْ على أَعْمِدةِ الكِتابة والَّتِي نَواتها ولُبّها الكلِمة ، والأُدباء ليْسوا مُجرَّد كيان كماليّ في المُجْتَمع لايُزِيدهُ ولايُنْقِصه .                                                         
                                                                       
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لَدَى بَعْض الشُعُوب مقُولة مَفادها  "  الكلام هو البَوابَة الَّتِي يُمْكِنُ المُساعدَة مِنْ خِلالِها حَيْثُ تُعرَّفُ المُشْكِلة وأَسْبابها وطُرُقِ مُعالجَتِها " .                                                 
لَوْ كانَ الكلامُ بِلاجَدْوى في مجالِ الآدابِ فسيكونُ أَيْضاً بِلاجَدْوى في دَوْرِ الدبلوماسيين بَيْنَ الدُول ، ولكِنْ كما يَعْرِفُ العالَم كُلَّهُ ، إِنَّ دَوْرَ الدبلوماسيين مُهِمٌّ وضَروريّ ويُؤدِّي في أَحْيانٍ كثِيرَة إِلى مُفاوضاتٍ ومُعاهداتٍ واتفاقِياتٍ وأَيْضاً في أَحْيانٍ أُخْرَى إِلى حَقْنِ الدِماءِ وبثِّ السلامِ ؟                                                                                               
تَعْتَقِدُ إِنَّ الفِعْل أَكْثَرُ جَدْوَى منْ الكِتابةِ والَّتِي هي في نَظَرِكَ كلام ( والَّذِي ساويْتَهُ في مقالتِكَ بِالهَذْرِ والثَرْثَرة ) أَكْثَر مِنْ كوْنِها فِعْل  ، فمارأْيك في الخَرابِ وهو فِعْلٌ ناتِجٌ عنْ فِعْلِ الحُرُوبِ مثَلاً ، لِماذَا لاتَنْتَقِصُ الحَرْب كفِعْلِ تَدْميرٍ وتَخْرِيب؟                                       
وإِنْ اسْتَغْربْتَ أَمْرَ الدبلوماسيين فما قَوْلكَ في شَأْنِ الفلاسِفة ، هُم أَيْضاً مِثْلَ الأُدباء يتَأمَّلون ، يَتَفحُّصون ، يُراقِبون ، يُحلِّلون ، يكْتُبون ..... إلخ ؟                                               
مارأْيكَ في المُحلِّلين الدُوليين و .... و ....... إلخ .                                                   
إِنْ كانَ هَدَفُكَ حضَّ النَّاسِ على التَوَجُّهِ إِلى النَواحي العِلْميَّة فبإِمْكانِكَ ذلِك دُوْنَ الحاجة لِلدُخُولِ إِلى هذا البابِ بِالنيْلِ مِنْ الأُدباء ، الحيَاة لَوْحة مُتناسِقَة وقِيمة الفُنُونِ بِاخْتِلافِها تُوازِي قِيمة العُلُومِ الأُخْرَى ، هذهِ هي الحقِيقة .                                                     
إِنْ سألتَني عنْ الجذْرِ الَّذِي يَجْمعُ كُلّ الَّذِين ذَكرْتُهم ( الفلاسِفة ، الشُعرَّاء ، المُحلِّلين الدُوليين ، الفنَّانين ، كُتَّاب المقالاتِ والقِصص والرِوايات ، المُمثِّلين ، الدبلوماسيين ، المُخْتَصين بِالعُلُومِ الأُخْرَى  ........ وغَيْرهم ) فأَقولُ لكَ هو الكلِمة ...... ، الكلِمة تأْتي بِكُلِّ هؤلاء وتَجْمَعَهُم في مَجْرَى الحيَاة ، كُلٌّ مِنْهم يُدِيرُ الحيَاة بِدفَّتِهِ فتَتَشكَّلُ صُورَتَها .           
وإِضافة أُخْرَى : ما قَوْلُكَ في الرِياضةِ وكُرَةِ القَدَمِ على وَجْهِ الخُصُوص ، هَلْ هي أَيْضاً في نَظَرِك أَجْدَى مِنْ الآدابِ وتَعْملُ على رُقي الشُعُوبِ بَيْنَما الآداب لانَفْعَ لَها ؟                     
هَلْ لكَ أَنْ تُوضِّح لي ولِلقُرَّاء عمَّا تَفْعلُهُ الرِياضة لِلإِنْسَان ؟                                       
هَلْ تُنْتِجُ شَيْئاً لا تُنْتِجهُ الآداب ، هَلْ هي عَمَلٌ انْتاجيٌّ مَلْموس أَمْ عَمَلٌ انْتاجيٌّ مَعْنَويّ ، بِمَعْنى إِنَّها تَعْملُ على دواخِلِ الإِنْسانِ تَماماً كالآدابِ كُلّها ( لاحِظْ الفِعْل : تَعْمل ) ، تَماماً كما تَفْعلُ الأَغاني والمَسْرحيَّات والرَسْم والنَحْت والنَقْد والخِطابة ، والتَصْوير ...... إلخ .         
أَلا تَتَفِقُ معي وإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكونَ مُنْصِفاً إِنَّ جَميع ما ذُكِرَ هي أَنْماطٌ مُخْتَلِفة لِلنَشاطاتِ الإِنْسَانِيَّة لا تَبايُن في اهميَّتِها حالها حال البُحوثِ والدِراساتِ و..... و ......... إلخ             
أَلا تَعْملُ كُلّ هذِهِ الفُنون بِاتجاهٍ واحِد ، إِنَّها تَعْملُ على دواخِلِ الإِنْسَانِ فتُحرِّرَهُ مِنْ ضِيقِهِ وتَوتُرِهِ وضُغُوطاتِ الحيَاةِ اليَوْميَّة لِيَشْعُرَ بِالراحةِ ويَغْدو مُسْتَعِداً لِمُواصلةِ نشَاطِهِ اليوْميّ الحيَاتي في المجالاتِ الأُخْرَى ، أَيْ إِنَّها تَبْني الإِنْسَان داخليَّاً لِتُعْطيهِ صُورَته الاجْتْماعيَّة  الخارجيَّة المَطْلوبَة  .                                                                                     
أَلا يَعْني كُلّ هذا لكَ شَيْئاً ، أَمْ ماذَا ؟                                                                   
الكائنات الحيَّة بِشَكْلٍ عامّ لَيْسَتْ آلة ، ونأْتي إِلى الإِنْسَان الَّذِي هو واحِدٌ مِنْها والَّذِي تَتَحدَّثُ عنْهُ وبِما إِنَّه منْ الكائناتِ فهو لَيْسَ بِآلة ، هو نِصْفان مُتلاحِمان : دواخِله ( بِما فيها مِنْ أَحاسِيسٍ ومشَاعِرٍ وانْفِعالاتٍ وتَفْكيرٍ ... إلخ ) زائداً ظاهِرَه بما فيه مِنْ النَشَاطات الحيَاتيَّة الأُخْرَى المَعْروفة .                                                                                         
إِنْ لَمْ يُنْعِم الإِنْسَان بِبَعْضِ الاسْتِقرار الداخليّ ويكونُ في سلامٍ معَ ذاتِهِ ونَفْسِهِ فهو بِشَكْلٍ مِنْ الأَشْكال يكونُ عاطلِاً عنْ التَفاعُلِ معَ مُحيطِهِ والمُشَاركة في المُجْتَمع ، ولِهذا تَرَى المَرْضَى الَّذِين يُعانون مِنْ مصاعِب نَفْسِيَّة إِذْ بلغَتْ أَوْجها لَدَيهم يُمْسون عاجِزين عنْ الانْدِماجِ في المُجْتَمع ويُصْبِحون بِحاجةٍ ماسَّة لِلرِعايةِ والمعونةِ .                               
دَوْر الأَدب لايقِلُّ أَهميَّةً عنْ دَوْرِ العِلْمِ ومنْ الخطأ تَحْجِيم دَوْره لِحِسابِ العِلْمِ ورَفْعِ شَأْنِهِ ، فذلِك سيُخِلُّ بِالمسِيرَةِ الإِنْسَانيَّة وتَغْدو عَرْجاء .                                                     
الآداب والعُلُوم قيمتان مُتساويتان ، كُلٌّ مِنْهُما يَعْمل في ساحتِهِ ومجالِهِ ، لكِنَّهما يلْتقيانِ في مَصبٍّ واحِد هو الحيَاة ، كنَهْرينِ كُلٌّ لهُ مَجْراه الَّذِي يجْرِي في منَاطِق مُحدَّدَة ويَرْوي مَساحات مُخْتَلِفة ، لكِنَّ كلا المَجْريينِ يلْتقيانِ في النِهايةِ لِيصُبَّانِ في حَوْضٍ واحِدٍ هو حَوْضُ الحيَاةِ الشَامِل .                                                                                     
حدِّدْ لي شَخْصاً واحِداً لا يَرْغبُ في سماعِ الأَغاني ، والأَغاني كما نَعْلم كلِمات مُلحَّنَة .       
 الآن فكِّرْ ما هو وراءَ الكلِمات ، أَلَيْسَتْ الخِبْرات الحيَاتيَّة المُتراكِمة لِلإِنْسَان ، أَيْ مُقْتَطعات مِنْ الحيَاةِ : عِلْميَّة ، عملِيَّة ، نَظَرِيَّة ، رَقْمِيَّة ...... إلخ ، فالحيَاة وَحْدَة واحِدَة مُترابِطة لا مُجْزَأَة .                                                                                                     
خُذْ مثَلاً إِنْسَاناً مُتْعباً مِنْ ظَرْفٍ ما ، ما الَّذِي ستَفْعلَهُ حيال ذلِك ، هَلْ تَبْعثُ بِهِ إِلى مَحطَة عَمَل لِبِناءِ حائط مثَلاً أَوْ تَرْكيبِ ماكِنة .... إلخ ، أَمْ إِنَّكَ ستَجُدُّ في دَعْمِهِ داخليَّاً بِرَفْعِ مَعْنَوياتِهِ لِيَسْتَوي ويأْمل في غدٍّ أَفْضل ويَسْتَطيعُ المُواصلَة  ؟                                   
ثُمَّ كيْفَ ستَفْعلُ ذلِك ، أَلا تَفْعلُ ذلِك مِنْ خِلالِ الكلِمات ، الكلِمة قُوَّة ، مَفْعولَها وتَأْثِيرَها كخِدْمة يُوازِي ما يُقدِّمَهُ العِلْم مِنْ خِدْمةٍ لِلإِنْسَان ، كلاهُما يَعْضدان الإِنْسَان بِشَكْلٍ مُتساوٍ ، هذِهِ الكلِمات قَدْ تكونُ في الاسْتِماعِ لأُغْنِية أَوْ مُشَاهدَةِ مَسْرحِيَّة أَوْ قِراءة مقْطوعة شِعْرِيَّة أَوْ ...... إلخ .                                                                                               
أَمَّا إِنْ كانَ هذا الشَخْص سلِيماً مُعافى ومَقْبول المَعْنَويات داخليَّاً فبِالتَأْكيد سيكونُ مِن المُمكِّنِ لَهُ أَولاً تَرْكيب الماكِنة أَوْ ...... إلخ ، ثُمَّ بَعْدَها يُمارِس نَشَاطاً آخَر : مُطالَعة ، كِتابة ، رِياضة ، مُتابعة بَرْنامج تلفزيوني وغَيْر ذلِك .                                                     
مِثَال على نَمَط آخَر : إِنْسَان ما يَشْكو مِنْ الصُداع ، في هذِهِ الحالَة ستُحاوِلُ العَمَل على إِزالةِ الصُداع بإِعْطائِهِ الدواء اللازِم ، بَعْدَها قَدْ تُشَجِّعهُ على الاسْتِمتاع بِمُشَاهدَةِ مَسْرَحِيَّة مثَلاً .                                                                                                         
أَيْ إِنَّ السُؤال يَنْحصِرُ فَقَطْ في أَيٍّ مِنْهُما يَتَقدَّمُ الآخَر في هذِهِ الخطْوَة أَوْ تِلك ( بِصِيغةٍ أُخْرَى : مَنْ لهُ الأَوْلويَّة في هذا الحالِ أَوْ ذاك ) ، وهذا مُخْتَلِف مِنْ حالةٍ لأُخْرَى فأَحْياناً يكونُ مِنْ الضَروريّ الأَخْذ بِالأَدب كخطْوَةٍ تَسْبِقُ العِلْم ، وحالةٍ أُخْرَى يكونُ مِنْ الضَروريّ العكْس ، أَيْ هي الأَوْلويَّات لا أَكْثَر ، والأَوْلويَّات لَيْسَتْ ثابِتة بَلْ مُتَغيّرة ، وهذا بِدَوْرِهِ لايَنْتَقِصُ مِنْ قيمةِ أَحَدهما على حِسابِ الآخَر ، بَلْ على العكْس يُظْهِرُ مَدَى التَلاحُم القَائم بَيْنَ العِلْمِ والآدابِ لِبِناءِ الإِنْسَان وبِالتَالي المُجْتَمعات .                                             
وماذَا عن المُوسيقى ؟                                                                                     
هَلْ سَمِعْتَ عنْ مَدَى تَأْثيرِها الَّذِي بَلَغَ عالَم الطُبِّ أَيْضاً فصَارَتْ تُسْتَعْملُ كجُزْءٍ مِنْ العِلاجِ في حالاتٍ كثِيرةٍ ولأَهْدافٍ شَتَّى .                                                                       
كُلُّ المشارِيع الإِنْسَانيَّة في الهَنْدسةِ ، الإِعْمار ، الطُبِّ ، الصَيْدلة ، ... إلخ ، كُلُّها تُبْنَى على قَاعِدةٍ مِنْ الكلِماتِ يُصوِّرها الفِكْر لِتُصاغُ في نَظَرِياتٍ ومُخططاتٍ كلبنَةٍ أُولى ، ثُمَّ تَعْقبَها مَرْحلة ما قَبْل التَنْفيذ كالبُحوث والدِراسات وأَخِيراً يَأْتي التَنْفِيذ ، بِغيابِ هذا الفِعْل القَاعِديّ الكلامِيّ الفِكْرِيّ ( اللبنَة الأُولى ) لا يَقُوم بِناء ولا يَتَحقَّقُ هَدَف .                                 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القدس عروس عروبتكم ؟ !!

فلماذا ادخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها

ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها

وسحبتم كل خناجركم ، وتنافختم شرفاً

وصرختم فيها أن تسكت صوناً للعرض ؟؟ !!

فما أشرفكم !

أولاد ....... هل تسكت مغتصبه ؟؟ !

أولاد ...... !

لست خجولاً حين أصارحكم بحقيقتكم

إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم

تتحرك دكة غسل الموتى ،

أمَّا أنتم 

لا تهتز لكم قصبه !

الآن اعريكم

في كل عواصم هذا الوطن العربيّ قتلتم فرحي

أَنا شَخْصيَّاً لاأُحِبُّ التَعْبِير بِهذِهِ الطَرِيقة ، أَيْ رَسْم الجانِب الجِنْسِيّ كتَعْبيرٍ عنْ وَضْعٍ سياسيّ أَوْ أَيِّ وَضْعٍ آخَر ، هذا أَمْرٌ مُقْرِف ، تَماماً كقَرَفي مِنْ تَشْبيهِ الكنِيسةِ بِالعروسِ والمسيح بِالخَتنِ ، أَوْ شَبْك الكهنة والراهبات بِالخاتَم كتَعْبيرٍ عنْ ارْتِباطِهم بِالكنيسةِ والمسيح ، ومِنْ عِباراتٍ وارِدة في العَهْدِ القَدِيم كـما في المزمور 132 ( لأنَّ الرَّب قدْ اخْتَار صهيون ، اشْتَهاها مَسْكناً لهُ ) ، والمزمور 45 ( اسْمعي يا بِنت وانْظُري ، وأَميلي أُذنكِ ، وانْسي شَعْبَكِ وبَيْتُ أَبيكِ ، فيَشْتَهي الملِكُ حُسْنَكِ ، لأَنَّهُ هو سيدكِ فأسْجدي لهُ ) وغَيْرها كثِير ، إِنْ بَدأْنا فلَنْ نَنْتَهي ...........                                                                     
أَنْتَ حِيْنَ نَظَرْتَ إِلى هذا النَصّ كمقْياسٍ لِكُلِّ النُصُوصِ أَخْطأْتَ كثِيراً فهُناكَ دُروبٌ أُخْرَى مُغايرَة لِنُصوصٍ أُخْرَى تَسْتَحِقُ كُلَّ الاهْتِمام .                                                         
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تَقولُ في رَدٍّ لكَ : أَنا لا أَتَحمَّلُ أَنْ اسْتَمِع إِلى لِقاءاتِهم التلفزيونيَّة ولا أَنْ أَقْرأ مقالاتهم التَحْرِيضيَّة ولا أَنْ اسْتَمِع إِلى قَصائدِهم السخِيفة .                                                   
ما يَهمّني هو الشَطْر الأَخِير مِنْ قَوْلِكَ : مقالاتهم التَحْرِيضيَّة ، وأَسْأَلُكَ ماذَا تُسمِّي مقالتك هذِه الَّتِي هي دَعْوَة صرِيحة لإِعْلانِ الحَرْبِ والكُرْهِ والعداءِ لِلأُدباءِ ، أَلَيْسَتْ تَحْرِيضيَّة ودَعْوَة لِلقَتْل والنَبْذِ .                                                                                       
ثُمَّ تَقول : ولا أَنْ اسْتَمِع إِلى قصائدِهم السخِيفة .                                                     
وأَنا أَسْأَلُكَ : وماذَا عنْ كلامِكَ كُلَّهُ في حقِّهِم ؟                                                       
منْ أَبْلغكَ بِأَنَّهُم مِنْ طَرَفِهِم مُسْتَعدونَ لِسماعِ حُججكَ الضَعيفَة والمُتْخَمة بِالكُرْهِ والحقْد والعداء ؟                                                                                                     
أَنْتَ تَفْعلُ تَماماً ما تُقوِّلهُم إِيَّاهُ وما تَتَهِمهُم بِهِ .                                                       
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العِلة في تَخلُّفِ الشُعُوبِ لَيْسَ هو رُكونَها إِلى الآداب وإِنَّما إِلى أُمُورٍ وأَسْبابٍ أُخْرَى الآداب مِنْها بَراء ، فلا تُلْقي بِتَبعة التَخلُّف في المُجْتَمعات على كاهِلِ الآدابِ ولا تَجْعلها شَماعةً تُعلِّقُ عَلَيْها  أَسْبابَ تَخلُّفِ الشُعُوبِ وتَأْخُرِهم .                                                       
الحُرُوب والأَنْظِمة الديكتاتوريَّة لَمْ يَصْنَعها صُنَّاعُ الكلِمات على حدِّ تَعْبيرك وعَلَيْكَ أَنْ تَبْحث في التَاريخ الإِنْسَانيّ لِتَقَعَ على جُذُورِها الحقِيقيَّة .                                                 
أَمَّا جرائم الشَرف فلا تُعلِّقها على شَماعةِ الأَدبِ وهو مِنْها بَراء وابحثْ عنْ أَسْبابِها الحقيقيَّة في خاناتٍ أُخْرَى .                                                                               
وإِنْ خُضْنا في البَحْث عنْ أَسْبابِ الحُروب ، الأَنْظِمة الديكتاتوريَّة ، تَخلُّفِ المُجْتَمعاتِ وجرائمِ الشَرَفِ فسنَحْصلُ بِالتَأْكيد على نتائج أُخْرَى مُخالِفة لِما تَقولَهُ ، ولا مجالَ هُنا لِلخَوْضِ فيها .                                                                                             

 دُمْتَ بِخَيْر .                                                                                                 
سلام لِكُلِّ المُتابعين والمُتابعات .                                                                       
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
خاتِمة :                                                                                                       
نُصُوص مُخْتَلِفة وبَعْضُ مقاطِع مِنْها :                                                                 
( إِهْداء إِلى مُحبيّ النُصُوص ومُتَابعيها )                                                             

( 1 )
الشَاعِر ابن عربي :
لقد كنتُ قبل اليوم أنكرُ صاحبي
إذا لم يكنْ ديني إلى دينه دانٍ
وقد صار قلبي قابلاً كل صورة
فمرعى لغزلانِ ودير لرهبانِ
وبيت لأوثان وكعبة طائف
وألواح توراة أو مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنّى توجهت
ركائبه فالحب ديني وإيماني


ـــــــــــــــــــــــــــ
( 2 )
أُفكِّرُ بأشياءَ كثيرة

نمر سعدي
آب 2009

(24)
سئمتُ من مطاردةِ الحريَّةِ سأمي من وجهِ ممثِّلٍ عربيٍّ
قضيتُ عمري كلَّهُ في متابعةِ أفلامهِ الفارغةِ
ومغامراتهِ الرومانسيةِ التافهةْ

(25)
الضوءُ الأخيرُ يتساقطُ كنقاطِ الماءِ من أقواسِ قزحٍ
ومن أجنحةِ طيورِ المُحيطِ
وأنا من تعبي وحزني أسقطُ تحتَ الضوءِ الأخيرِ
كشمشومَ عندما انهارتْ عليهِ
أعمدةُ الحكمةِ السبعةْ

لقراءة النص كاملاً على هذا الرابط :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=193006
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 3 )
التُّراب
شِعْر الأب يوسف سعيد

تراب من أودية حمراء..
تراب تقام عليه هياكل العبادة
على أشكال 7×7= 7+7 مضافة إليها
دفقات من ضوء الكواكب إلى 7 أيام
تراب يصدّ الرياح الهوجاء
من مخارم صخورٍ جبليّة..
تراب تنام فيه خيول ملوك العبادة
تراب مخروطي الشكل
على شكل 7+7= لا للشاعريّة المحدودة،
حيث نقاط قانية من دم التمرّد..
7×7= نعم لشاعرٍ لا يهذي بتصوّفات منتكسة،
ولم يدخل في صفوف قبائل الشعراء..
تراب متحجّر يصدّ الرياح
عن مخارم مرتفعات "سيامندو"
حيث ابتهالات العشق..
تراب من عظام جسدٍ
اخترمته المنيّة
فماتت كواكب عشرة
يصدّ رياح عاتية
عن مخارم صخور جبليّة
رابط النص كاملاً :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=294476
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 4 )
رحلة فسيحة في رحاب بناء القصيدة
 عند الشَّاعر الأب يوسف سعيد
بقلم: صبري يوسف


وفي قصيدة رمل القمر الَّتي أهداها إلى الشَّاعر وديع سعادة يركِّزُ على أهمّية الكلمة ونكهتها الطيّبة أكثر من العسل، ناسجاً فكرة أن يترك الشَّاعر لأطفاله الكلمة الطيّبة أفضـل من أن يتركَ لهم قفائر العسل:
"عيناكَ حبّتان من رمل القمر،                           
ولعلَّها من قمح السَّنابل،                                 
عيناكَ من فرط حبِّكَ،                                     
تحوّلتا إلى كهفين                                           
لا يستوعبان هسيس خفّاشة صغيرة،                     
وعندما تنهدم أسوار مدينة القريض،
تلتهم ما بعثرته الرِّياح من شجن.                         
تلقيها في قفيرة نحل، وترحل،                               
ثمَّ تعود مثقلاً بالهموم، تبحثُ عن روضة،                       
تخبِّئ فيها قفيرة جديدة وترحل،                               
ثمَّ تعود إلى كلّ القفائر                                           
فلا تجد فيها عسلاً، ولا خبزاً،  ولا طعاماً.                           
ولكنَّكَ سترحلُ من جديد،                                       
بعدَ أن تتركَ للرفاق قصيدة،                                     
يحملونها إلى أطفالكَ، ويقرؤون في سطورها الأخيرة:   
(القفار كلَّها فارغة، فكلوا من طيِّبات الكلمة)             
صبحاً، وظهراً، ومساءاً." ..
وهكذا يقفل الشَّاعر قصيدته، تاركاً القفار فارغة، معتمداً على رجحان الكلمة الطيّبة عن العسل.

رابط الموضوع :
http://www.iraqicc.se/index.php/ar/allmaentart/537-2014-02-03-12-32-38
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 5 )

النقطة

أحمد هلالي


النقطة مادة الكون الأولية :
فهل تدري الدائرة
على أي قدر تدور .
هل يستشعر المستقيم
أصله السحيق ،
أم أنه من ناكري الجميل .
عيب المستقيم الوحيد
.  أنه لا يلتفت لأصله النبيل
لسان حال الدائرة يقول :
تدور الدائرة
فيعود كل شكل
لطينه البليل .
الماء ينزل نقط
الكتابة بنيتها نقط
الأجنة في الأرحام نقط
الكواكب في الكون نقط
نقط
نقط
نقط
لسنا إلا نقط !
فلننتظم في كلمات ،
في جمل .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 6 )

الصفر

عبد الكريم الرازحي
2012

   أنا الصِّفرُ
لستُ برقمٍ يُعَدُّ
ومهما أجِدُّ   
لا يحسُبُونَ -غروراً- حسابي
وعند غيابي
تراهم جميعاً 
 وقوفاً ببابي
أرى كلَّ رقمٍ تعالى عليَّ
  يحِجُّ إليَّ
ويحتاج ليْ
          أنا الصِّفرُ     
لا شيءَ أكسبُ
لا شيءَ أخسرُ
لا شيء أملكُ
لي كلُّ شيءٍ 
 ولا شيءَ لي .   
أنا الصِّفرُ
صفراً بدأت
وصفراً نشأتُ
وصفراً كبرتُ
وصفراً أعودُ إذا ما اكتملتُ
هو المُلكُ لي.

مُلاحظَة : أُقدِّمُ النَصين الأَخيرين ( النقطة ) ـ ( الصفر ) ،  بِشَكْلٍ خاصّ لِلأَخ والزَميل نيسان سمو الهوزي والَّذِي يُذكِّرُ القُرَّاء دائماً بِضَرورةِ العَوْدَة إِلى نقْطة الصِفْر ، معَ التَحيَّة والتَقْدِير .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأُشِيرُ إِلى نُصُوصٍ أُخْرَى كثِيرَة للشَاعِرات : دنيا ميخائيل ، فيفيان صليوا ، مانيا فرح ، غادة البندك .                                                                                               
ولِلِشُعراء : آدم دانيال هومة ، جون هومة ، سركون بولص  ، شاكر سيفو ، هيثم بردى ، زهير بردى ، والأَب المُفكِّر والعلامة يوسف حبي والملفان أفرام السرياني .  وعُذراً لكُلِّ الأَسْماء الَّتِي لا تَحْضرني الآن معَ عميق التَقْدِير لَهم / ن جَمِيعاً .                               
  وعنْ الموسيقى وكي لا نَنْسى أَودُّ الإِشارَة ( لِلتَذْكير فَقَطْ ) إِلى الأَب الفنَّان المُوسيقيّ فيليب هيلالي .                                                                                             

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وإِلى مُتابعي كتاباتي بَعْضُ مُقْتَطفاتٍ مِنْها :

نَشراتُ الأَخْبار ....... صُوَرٌ مِن المَعْرَكة
شذى توما مرقوس                                         

وفي سَاحاتِ الوَغَى
خَانَ الصِّنْدِيدُ أَحْلامَه
فسَكَبَ إِناءَ أَيّامِهِ
على بُقْعَةِ اللَهَبِ
لَيْتَهُ يَخْبُو سَلاماً وخَضَاراً
ثُمَّ سَكن
وَفاءً لِوَطَنٍ
طَمَرَ جُلَّ كَائِناتِهِ
وخَذَلَ كُلَّ أَبْنائِهِ
وأَذاقَ الطَبِيعَةَ
شَيْءَ خَراباتِهِ


رابط النَصّ :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=247285


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خِلْوَ الوِفاض .........
شذى توما مرقو

98
الكانينشن الأَنغورا في صِناعةِ الأَزْياء                 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ               

بقلم : شذى توما مرقوس                         
السبت 7 / 12 / 2013  ــ الثلاثاء 28 / 1 / 2014       


( 1 )                                                                                             

كما هو مَعْروف فإِنَّ المادةَ الأَوليَّة لِصِناعةِ قِماشِ الكشْمير مَثَلاً هي صُوف ماعِز كشْمير ( في الهند )  ، والمُوهير يَتِمُّ الحُصول عَلَيْهِ مِنْ ماعِز الأَنغورا  ، والميرينو مِنْ صُوفِ خِرافِ الميرينو ، أَمَّا قِماش الأَنغورا فالمادَة الأَوليَّة لِصِناعتِهِ تُؤْخذُ مِنْ الكانينشن الأَنغورا .                                                   
هَلْ فكَّر أَيٌّ مِنَّا في الطُرُقِ المُتَبعةِ لِلحُصولِ على هذهِ المادَةِ الخامِ مِنْ حيَواناتِ الكانينشن الأَنغورا ؟                                                                           
في هذا الشَريط واحِدَةٌ مِنْ الطُرُقِ المُتَبعةِ :                                               

http://video.de.msn.com/watch/video/erschutternd-so-werden-angora-kaninchen-gequalt/5ob3zqbh



اللافِتة المُرْفقَة بِالشَرِيط أُترجِمُها لكُم عَن الأَلمانيَّة بِالتَالي :                           
هكذا يَتِمُّ تَعْذِيب كانينشن الأَنغورا ........  مُؤْثِّر جِدَّاً .                                   
البَلوفر ، المَلابِس الداخليَّة ، الجواريب ...... وغَيْرها .                               
الأَنغورا هي جِزْءٌ لايَتَجزَأُ مِنْ مَعامِلِ صِناعةِ الأَزْياء ، مُنظَّمة حِمايَة حُقوقِ الحيَوان ــ بيتا ــ لأَوَّلِ مَرَّة تَتَمكَّنُ مِنْ تَسْجيلِ وتَوْثيقِ طَرِيقةِ الحُصول على الأَنغورا مِنْ حيَواناتِ الكانينشن في هذهِ المعامِل ، وهي طَرِيقة مُؤْثِّرَة ومُرَوِّعة ( تَهُزُّ وجْدانَ كُلِّ مَنْ يَراها ) .                                                                 

 تَحْتَ عِنْوان :                                                                                 
صُوف الأَنغورا ( فِراء الأَنغورا ، شَعْر الأَنغورا ) ..... رُعْب لِلكانينشن .         
تَبْدأُ حِكايَة الرُعْبِ والذُعْرِ الَّتِي يَتَعرَّضُ لَها هذا الحيَوانُ الودِيع المُسالِم .       

أُترجِمُ لكُم مُحْتَوى الشَرِيط عَن الأَلمانيَّة إِلى العربيَّة :                                 

كُلّ عامٍ تَفِيضُ المَحلات بِالأَنغورا ( بلوفرات وإِكْسِسْوارات مُخْتَلِفَة أُخْرَى )  .   
قلِيلٌ مِنْ النَّاسِ يَعْرِفونَ كيْفِيَّةَ الحُصولِ على هذا الصُوف ( الشَعْر) بِالضَبْط .     
في هذا الفيديو يُمْكِنُ مُشَاهدَة كيْفَ يَقومُ العامِلون بِنَتْفِ الشَعْرِ عَنْ جِلْدِ  الكانينشن بِالقُوَّة والحَيَوان يَصْرخُ ويَصِيحُ مِنْ شِدَّةِ آلامِهِ .                           
هذهِ الحيَوانات الودِيعة الحسَّاسَة نَجِدُها في حالَةٍ سيئَةٍ جِدَّاً بَعْدَ أَنْ يُنْتَفُ عَنْها شَعْرَها ويُنْتَزَعُ بِالقُوَّة بِحَيْث إِنَّها غالِباً ما تَغْدو غَيْر قادِرَةٍ على الحَرَكةِ في قَفَصِها الصَغير القَذِر .                                                                       
أَخيراً ، بَعْدَ كُلِّ هذا العذاب الَّذِي تُقاسِيهِ حيَوانات الكانينشن كُلّ ثَلاثَةِ أَشْهُر مَرَّةً واحِدَة وعلى مَدَى 2 ــ 5 سنوات يَتِمُّ نَحْرَها والتَخَلُّص مِنْها .                         
أَيْضاً الكانينشن الَّتِي يُقَصُّ شَعْرَها بِالمِقَّصِ أَوْيُحْلَقُ بِالماكِنة تُعاني الكثِير ، حَيْثُ تُشَدُّ الأَطْرافُ الأَمامِيَّة والخَلْفِيَّة شَدَّاً مُحْكماً وهذا بِحَدِّ ذاتِهِ تَجْرُبة مُفْزِعة ومُرْعِبة وقَاسِية على الكانينشن كَوْنَها مِنْ الحيَواناتِ الَّتِي تَلُوذُ بِالفِرار والهَرَبِ عِنْدَ شُعُورِها بِالخَوْفِ أَوْ الخَطَرِ ، ماكِنة الحِلاقة تُسبِّبُ لَها جُرُوحاً سَطْحِيَّة أَوْ عميقَة مُؤْلِمة وهي تَتَقَلَّبُ وتَنْتَفِض في مُحاولةٍ يائسةٍ لِلنَجاةِ مما هي فيهِ .       
حوالي 90 % مِنْ الأنغورا مَصْدَرها الصِين حَيْثُ لاتُوجد عُقوبات رادِعة في حالاتِ إِساءَةِ التَعامُلِ مَعَ الحيَواناتِ وتَعْذِيبِها ، ولاتُوجد قوانين مُشَرَّعة تُنظِّمُ شَكْلَ التَعامُلِ مَعَ الحيَواناتِ وتَحْمي حُقوقَها .                                             
في الطَبيعةِ ؛ هذهِ الحيَوانات تَعيشُ في مَجْموعاتٍ بِبَهْجةٍ لِتَلْعبَ وتَتَحرَّكَ وتَبْني أَعْشَاشَها وتَبْحث عَنْ غِذائها بَعيداً عَنْ العذِابِ الَّذِي تَتَجرَّعهُ بِسبَبِ صُوفِها ، والَّذِي تُقْتَلُ بِسبَبِهِ أَيْضاً  .                                                                   
بإِمْكانك ايقاف مِثْل هذهِ المُعاناة لِلكانينشن ، عِنْدَما تَرْغبُ في شِراءِ بلوفر مَثَلاً ، أُنْظُر رَجاءً إِلى العلامة التِجارِيَّة المُرْفقَةِ بِهِ فإِنْ كانَ مَكْتُوباً عَلَيْها ــ أَنغورا ــ فأَتْرُك البلوفر على الرَفِّ ولاتَشْتَريه ، شُكْراً لك .                                       


Peta : stopp qualierei
بيتا ( مُنَظَّمة حِماية حُقوق الحيَوان ) ــ أَوْقِفوا تَعْذِيب الحيَوانات
( لا لِتَعْذيبِ الحيَوانات )

PETA.de/Angora
بيتا . ألمانيا / أَنغورا


 مصدر شريط الفيديو :

www.msn.de
ــــــــــــــــــــ
( 2 )                                                                                           

  الحيَوانات الَّتِي تَلُوذُ بِالفِرار والهَرَبِ :                                                   
 تَسْمِية تُطْلَقُ على الحيَواناتِ الَّتِي تَفرُّ هارِبَة عِنْدَ مُواجهةِ أَيِّ خَطَر ، أَوْ في حالةِ خَوْفِها وعَدَمِ شُعُورِها بِالأَمان ........ إلخ .                                               
مِنْ صِفاتِها أَنَّها تَجْفُلُ وتَنْفُرُ وتَجْزَعُ بِشِدَّة ، وتَشْعُرُ بِالخَوْفِ وعَدَم الأَمان ، وتَقَعُ في ارْتِباكٍ واضْطِرابٍ بِسُرْعة ، ورَدُّ فِعْلِها الفَوْرِيّ هو الهَرَب والفِرار لا المُواجهة .                                                                                       
الحِصان والأَيل والكانينشن تُعدُّ مِنْها .                                                     

اقْتِراح شَخْصيّ :                                                                               
أُفكِّرُ إِنَّهُ قَدْ تَصْلُحُ الإِشَارَة إِلى الحيَواناتِ الَّتِي تَلُوذُ بِالفِرار والهَرَبِ لِوَصْفِها اخْتِصاراً  إِحْدَى التَسْميات التَالية :                                                         
حيَوانات نافِرَة ، أَوْ حيَوانات نَفُور ، أَوْ حيَوانات جَزوع .                             
 

ــــــــــــــــــــــــــــ

( 3 )                                                                                             

في مَسْعى بَحْثِي في بَعْضِ المَجلاتِ والكُتُبِ العِلْمِيَّة ، وكذلِك القَواميس والمَعاجِم العرَبيَّة المُتوفِّرَة ( ألماني ــ عربي ، انكليزي ــ عربي ، ألماني ــ انكليزي ) ، إِضافَةً إِلى بَحْثِي في المَصادِرِ المُتَوفِّرَةِ على شَبَكةِ النت ، لَمْ أَعْثَرْ على كلِمةٍ عرَبيَّة مُسْتَقِلَّة مُرادِفة لِلكانينشن ولَمْ أَجِدْ سِوَى التَرْجمَة العرَبيَّة ـ أَرْنَب ـ ، حَيْثُ لَمْ أَعْثَرْ على مُفْرَدة مُسْتَقِّلة تُشِيرُ إِلى الكانينشن بِالعربيّ كما هو الحال بِالُلغتينِ الأَلمانِيَّة والانكليزِيَّة .                                                                         

 مُفْرَدة كانينشن تُتَرْجَم إِلى العرَبيَّة أَرْنَب ، لكِنْ في اللُغة الأَلمانِيَّة  مُفْرَدة أَرْنَب يُقالُ لَها :
Hase
ولَيْس كانينشن ، أَيْ في اللُغةِ الأَلمانِيَّة تُوجدُ مُفْرَدتين لِلتَفْرِيقِ بَيْنَ الحيَوانينِ اللَّذَيْنِ يَنْتَميانِ إِلى نَفْسِ الفَصيلةِ  ، وهي مُفْرَدتي ، هازي وكانينشن .             
Hase
Kaninchen

أَمَّا في اللُغةِ الانكليزِيَّة فيُطْلقُ على الأَرْنَبِ :
Rabbit

وعلى الكانينشن :
Karnickel


( مُلاحظة : لِمَنْ لَهُ مَعْلومات أَوْفَر بِهذا الخُصوص فلْيُغْني هذهِ الصفْحة بِها مَشْكوراً  ) .                                                                                 

ـــــــــــــــــــــــــــ


 ( 4 )                                                                                           

مَعْلومات عامَّة عَنْ الكانينشن :                                                           

ــ يَعودُ أَصْلُ هذا الحيَوان كما جاءَ في بَعْضِ المَصادِرِ إِلى أَنقرة التُرْكيَّة ( قدِيماً أَنجورا ، والَّتِي كانَتْ بَلْدَة صَغِيرَة ثُمَّ اتسَعَتْ وتَطوَّرَتْ وصارَ يُطْلَقُ عَلَيْها فيما بَعْد أَنقرة ) وقَدْ قُيِّدَ وُجودَهُ في هذهِ المدِينة عام 1700 ميلادية ، ثُمَّ أنْتَشَرَ في بَقِيَّةِ دُولِ أُوربا .                                                                               
 
ــ كانينشن الأَنغورا لَهُ شَعْرٌ طَويلٌ وكثِيفٌ ولينٌ ، وأَلْوانهُ : أَزْرق ، بُنْي ، رَمادِي ، أَسْود ، ذَهَبي ، قُرنفُلي .                                                                 
ــ  حيَوانات الكانينشن وكذلِك الأَرانِب لاتَنْتَمي لِلقَوارِض ( الفِئْران ، الجرْذان ، .... إلخ ) .                                                                                   
ــ  حلِيبُ الأَبْقار والحلِيب المُنْتَج خصِيصاً  لِلقَهْوَة  كِلاهما مُضِرَّانِ لِلكانينشن بِشَكْلٍ قاتِل .                                                                                 
ــ طُول جِسْمِها يَصِلُ إِلى حوالي 40 سم .                                                 
ــ الكانينشن حيَوانات نَباتِيَّة تَتَغذَّى على الحشائشِ والأَعْشابِ وأَيْضاً الثِمار والفَواكِهِ والخضْراواتِ وعلى قِلَّةٍ مِن الحُبوبِ . ولِهذا يُنْصَحُ  بِعَدَمِ المُبالغَةِ في تَغْذِيتِها على الحُبوب .                                                                         
ــ فَتْرَةُ التَزاوجِ : في الرَبِيعِ والصيْفِ .                                                   
ــ التَزاوج بَيْنَ الكانينشن والأَرْنَب غَيْرُ مُمْكِن .                                           
ــ أَمَّا عَنْ وَزْنِ الكانينشن  فيَتَراوحُ بَيْنَ 1 ــ 11.5 كيلو .                             

المَصْدَر :
بَعْض المَجلاتِ والكُتُبِ العِلْمِيَّة .
بَرامِج عِلْمِيَّة تلفْزيونيَّة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 5 )                                                                                           


الفُروقات بَيْنَ الكانينشن البَرِّيّ والأَرْنَب البَرِّيّ :                                       

 الأَرْنَب والكانينشن حيَوانان مُخْتلِفان وكِليْهُما يَنْتَميان لِلثدِيياتِ ويَتَشابهانِ بَعْض الشَيْءِ في المَظْهر ، لكِنَّهُما مُخْتَلِفانِ جينيَّاً فالأَرْنْب يَحْمِلُ 48 كرومُوسوم ، بَيْنَما الكانينشن 44 كروموسوم ، تَماماً كالحِصان والحِمار كِلاهُما يَنْتَميانِ لِنَفْسِ الفَصِيلةِ إِلاَّ أَنَّهُما حيَوانان مُخْتَلِفان ، وهكذا فالأَرْنَب هو الأَرْنَب والكانينشن هو الكانينشن ، وأَدْناه الاخْتِلافات الأُخْرَى :                                                   

ــ الأَرْنَب وَزْنَهُ أَثْقَل ( يَتَراوحُ بَيْنَ 2.5 ــ 5.5 كيلو ) ، وحَجْمَهُ أَكْبَر وجِسْمَهُ أَرْشَق ، الكانينشن لَهُ جِسْمٌ مُدوَّر ، أَصْغَرُ حَجْماً مِنْ الأَرْنَب وأَقَلُّ وَزْناً  ( يَتَراوحُ بَيْنَ 1.4 ــ 2 كيلو ) .                                                                         
ــ لِلأَرْنَبِ أُذُنانِ طَوِيلتانِ ( أَطْوَلُ مِنْ رَأْسِهِ ) ، في الكانينشن يكُونانِ أَقْصر .       
ــ لِلأَرْنَبِ سِيقانٌ طَوِيلة ، بَيْنَما الكانينشن سِيقانهُ أَقْصر .                             
ــ الأَرْنَب يَعِيشُ حيَاةً فَرْدِيَّة ، بَيْنَما الكانينشن يَعِيشُ في مَجْمُوعات .               
ــ الأَرْنَب يَعِيشُ فَوْقَ الأَرْض ( في الحُقولِ المُمتَدَّة والمساحات المَفْتُوحة ) ، بَيْنَما الكانينشن يَعِيشُ تَحْتَ الأَرْض ويَحْفُرُ أَنْفاقاً ويَبْني أَعْشَاشَهُ تَحْتَ الأَرْضِ لِحماية ِالصِغارِ .                                                                               
ــ الأَرْنَب : لَهُ 48 كرومُوسوم ، مُدَّةُ الحَمْلِ تَقْرِيباً 42 يَوْماً ، عَدَدُ الصِغارِ المَوْلودَة 1 ـ 2 ، تُولَدُ الصِغار مَكْسوَّة بِالشَعْرِ ، عُيُونَها مَفْتُوحة وتَقْرِيباً مُعْتَمِدة على نَفْسِها ، وتَلْتَقي الأُمُّ صِغارَها مَرَّة واحِدَة في اليَوْم لإِرْضاعِهِم ، وتَلِدُ صِغارَها في الحُقُولِ والمَساحاتِ المَفْتُوحة فَوْقَ سَطْحِ الأَرْضِ .                     
أَمَّا في الكانينشن فعَدَدُ الكرومُوسومات هو  44 ، يُمْكِنُها التَزاوج 4 ـ 6 مَرَّات بِالعام ، فَتْرَةُ الحَمْلِ 28 ـ 33 يَوْماً وتُنْجِبُ في العادةِ 3 ـ 4 صِغار ونَادِراً جِدَّاً يَبْلُغُ العَدَد سِتةِ صِغار ، تُولَدُ الصِغار في أَعْشَاشٍ تَحْتَ الأَرْضِ عارِية ، عَمْياء ، صَماء ، وتَحْتَاجُ إِلى رِعايةِ الأُمِّ الضَرورِيَّة وحِمايتِها ، وتَقُومُ الأُمُّ بِإِرْضاعِها مَرَّة إِلى مَرَّتين في اليَوْمِ .                                                                         
ــ الأَرانِب حيَوانات لايُمْكِنُ تَرْبِيتَها في المنازِلِ ، أَمَّا الكانينشن فيُمْكِنُ تَرْبِيتَه في المنَازِلِ والحُقُولِ . وعَلَيْهِ فكُلُّ الحيَواناتِ الَّتِي تُربَّى في المنَازِلِ والحُقُولِ مِن الَّتِي يُطْلقُ عَلَيْها جُزافاً أَرْنَبُ الأَسْطبلِ أَوْ الأَرْنَبُ القَزَم ..... إلخ هي كانينشن فالأَرانِب لايُمْكِنُ تَرْبِيتَها في المنَازِلِ والحُقُولِ .                                                     
ــ الأَرْنَب حيَوان سَرِيع العَدْو جِدَّاً ، خُطواتِهِ واسِعة ولِهذا فلَيْس مِنْ السَهْلِ على أَعْدائهِ اصْطِيادِهِ ، أَمَّا الكانينشن فلا يَسْتَطيعُ مُجارَاة الأَرْنَب في ذلِك فسُرْعتَهُ مَحْدُودَة وطاقَتَهُ سَرِيعةُ النَفَاذ وقَفَزاتَهُ قَصِيرَة الخَطْوَة وهو مِنْ الحيَواناتِ الَّتِي تُحاوِلُ الفِرار والهَرَب عِنْدَ مُحاولَةِ أَعْدائها اصْطِيادِها .                               



المَصْدَر :
( الفُروقات بَيْنَ الأَرْنَبِ البَرِّيّ والكانينشن البَرِّيّ ) .
Kaninchen Info - Hase

http://www.diebrain.de/k-hase.html

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



(  6 )                                                                                         

وجْهَة نَظَر شَخْصيَّة في المَوْضُوع                                                     

مَقْتُ اسْتِغلال الإِنْسَان لِلحيَوانِ بِغَرَضِ الاسْتِفادَةِ القُصْوَى مِمَّا لَهُ لَنْ يُغيِّرَ مِنْ الأُمُورِ شَيْئاً ولِهذا فالانْسيابُ لِجِهةٍ أُخْرَى يَكونُ العَمَل عَلَيْها أَدْعى وأَنْجع ، فإِنْ كانَ على هذا النَوْع مِنْ التِجارَةِ أَنْ يَسْتَمِرَ فليَكُنْ مَقْروناً بِتَحْسينِ ظُرُوفِ العَمَلِ وتَنْميةِ الشُعُورِ لَدَى العاملين في هذهِ القَطاعاتِ بِالمَسْؤوليَّة تُجاه الحيَوانات وحُسْن التَعامُلِ مَعَها وقَبْلاً مِنْهُم لَدَى مُديري هذه القَطاعات مِنْ الأَعْمالِ ، ومِنْ هاتين النُقْطتينِ تَتَوالى إِمْكانياتٌ أُخْرَى :                                                 
ــ إِعْطاء الحيَوان جُرْعَة مُعْتَدِلة مِن المُهدِّيء قَبْل حِلاقَةِ شَعْرِهِ لِيَهْدأ وتَقِلُّ حَرَكتَهُ ويَزولُ خَوْفَهُ أَوْ يُقَلَّص إِلى أَدْنَى حدٍّ مُمْكِن حَيْثُ تَسْكُنُ عضَلات الحيَوان ولاتَتَشنَّج ، ونَبضات القَلْب الَّتِي تَزْدادُ بِفِعْلِ الخَوْفِ تَقلُّ وتُميلُ إِلى مُعدلاتِها المَسْموح بِها ، هذا سيَقودُ إِلى جُرُوحٍ أَقلّ ( أَوْ مَعْدومة ) لِلحيَوانِ وكذلِك يَتَمكَّنُ العامِل مِنْ القيامِ بِأَداءٍ أَفْضل ، فالحيَوان سيَشْعرُ بِراحةٍ واطْمِئنانٍ وأَيْضاً القائم بِالعَمَل .                                                                                         
هُنا الحدِيث لَيْسَ عَنْ حيَوانٍ واحِدٍ فَقَطْ وإِنَّما عَنْ أَعْدادٍ كبيرَة مِنْها في المَعامِلِ ، هذا العَدَد لَنْ يَجْعلَ إِعْطاء المُهدِّيء صَعْباً أَوْ مُسْتَحيلاً ، فخيَاراتُ طُرُقِ الإِعْطاء واسِعة ومُتَعدِّدة لِتَحْقيقِ ذلِك وبِمُعدلٍ جماعيّ وزَمَن مُخْتَصر ، يَشُدُّ أَزْر هذهِ الخُطْوَة التَقنِيات العالِية في العَصْرِ الحاليّ .                                               
 ـــ حِلاقَة شَعْر الحيَوان بِمكائن خاصَّة مُصَمَّمَة لِهذا الغَرَض تُناسِبُ تَكْوين جِسْمِ الحيَوان بِتَدْويراتِهِ وانْثِناءاتِهِ ، بَدَلاً عَنْ اسْتِعمالِ المِقَصِ اليَدويّ أَوْ النَتْف القَسْرِيّ العنِيف ، على أَنْ لايُحْلقَ الشَعْر كُليَّاً حَتَّى ظُهُورِ الجِلْدِ عارِياً ، بَلْ بِطُولٍ مُعيَّن بِحَيْث يَبْقَى جِسْم الحيَوان مُغَطَّى بِالشَعْرِ القَصِير بَعْدَ حِلاقتِهِ وفي هذا حِماية لَهُ مِنْ التَقلُّباتِ  المُحيطةِ وأَيْضاً الحِفاظ على حَرارَةِ الجِسْمِ ، كما القَضاء على الجُرُوحِ بِأَنْواعِها ومايَتَرتَّبُ عَلَيْها مِنْ التِهاباتٍ وتَلوُّثٍ ..... إلخ .                   
ــ المُراعاة الشَديدَة لَدَى حِلاقَةِ الأَماكِنِ الحسَّاسةِ مِنْ جِسْمِ الحيَوان : تَحْتَ الإِبْط  ، حَيز الأَعْضاءِ التَناسُليَّة ، مَنْطقَة البَطْنِ الرقِيقَةِ الجِلْدِ والحسَّاسةِ والَّتِي قَدْ يُؤْدِّي سُوءَ العَمَلِ إِلى قَطْعِ الحَلَماتِ ( لَدَى الإِناث ) أَوْ جُرُوحٍ عمِيقةٍ فيها أَوْ في البَطْنِ وتَحْتَ الإِبْط .                                                                           
أَمَّا ما يَخُصُّ وَجْهَ الحيَوانِ ( العَيْنين ، الأَنْف ، الشِفَتين .... إلخ ) فمِنْ الوَحْشِيَّةِ والقَسْوَةِ اسْتِكْمال عملِيَّة الحَلْقِ عَلَيْهِ .                                                     
ـــ تَقْييم عَمَلِ العامِلِ بِالكشْفِ على مَجْموعةِ الحيَواناتِ الَّتِي تَمَّتْ حِلاقَتَها ، ويَكونُ العامِلُ مُلْزَماً بِعَدَمِ التَسبُّبِ في أَيَّةِ جُرُوحٍ لِلحيَواناتِ جَرَّاء الحلاقَةِ وكذلِك حُسْنَ مُعاملَةِ الحيَوانات كضَوابِط لِلعَمَل ، وتَحْدِيد عُقُوبات لِلمُخالِفين مُقَابِل التَكْرِيمات والتَقْدِيرات لِذَوِي الأَداءِ الجيَّدِ والمَسْؤُولِ  .                                 
ـــ تَحْسِينُ وَضْعِيةِ اقْتِناءِ الحيَواناتِ وتَرْبِيتِها بِتَوْفيرِ مسَاحاتٍ مَفْتُوحةٍ لِلحيَواناتِ ولَيْسَ أَقْفاص ، ومُراعاةِ عوامِل النَظافَةِ والتَغْذِيةِ الجيَّدةِ .                           
تَرْبِيةُ الحيَواناتِ في أَقْفاصٍ بِنَظَرِي يَنْقَصُها الحِسّ المَوْصول للآخَر ، فحَبْس الطُيورِ في أَقْفاصٍ وهي الَّتِي تَمْتَلِكُ الفَضاءَ الواسِع ، وحَبْسُ الأَسْماكِ في أَحْواضٍ وهي الَّتِي تَتَمكَّنُ مِنْ العيْشِ في المياهِ الشَاسِعةِ ........ وغَيْرها مِنْ المُمارساتِ الأُخْرَى تُشْعِرُني بِمَدَى قَسْوَة الإِنْسَان فيَأْخُذَ الحيَوانات لِيَحْبِسها خَلْفَ القُضْبان عِلْماً بِأَنَّ كُلَّ مُمارسة لَها بَدائل ، فمَثَلاً يُمْكِنُ تَقْدِيم مائدَة طَعامٍ لِلطُيُورِ ( في حدِيقةِ المَنْزِل مَثَلاً أَوْ في شُرْفَتِهِ.... إلخ ) تَلْجأُ إِلَيْها في حاجتِها وفي الوَقْتِ ذاته تَبْقَى طلِيقَة في الفَضَاءِ ، أَيْ يَكونُ الشَخْص بِمثَابةِ مُضَيِّفٍ لَها .               
أَسْتَثْني مِنْ قَوْلي هذا حَبْس الحَيَواناتِ في أَقْفاصٍ لِأَسْبابِ العِلاجِ والنَقْل .... إلخ  ، والَّتِي تكُونُ لِفَتَراتٍ مُحَدَّدَة .                                                               
في شَرِيط الفيديو يُمْكن مُلاحظة أَرْضيَّة الأَقْفاص ، وهي على شَكْلِ أَلْواح مُتوازية ، بَيْن كُلِّ لَوْح والَّذِي يَلِيه حَيْزٌ فارِغ يَقُومُ بِعَمَلِ الفَتَحات لِتَسْهيلِ عمليَّةِ التَخلُّصِ مِنْ الفَضَلات ، وبِهذا يُحْرمُ الحيَوان مِنْ بيئَةِ عَيْشٍ تُشابِهُ الطبِيعيَّة كأَقْرانِهِ في الطَبِيعة ، إِنَّ هذا لمُحْزِنٌ جِدَّاً لِمَنْ يُدْرِكُ أَهميَّة الحيَوان ككائِنٍ مُخْتَلِف ، ومُؤْلِمٌ لِلحيَوان الَّذِي يُحْرَمُ مِنْ مُلامسةِ أَقْدامِهِ لَأرْضٍ طَبِيعيَّة لَيْسَتْ مِنْ صِناعةِ الشَرِّ الإنْسَانيّ ولاتُمَكِّنهُ مِنْ التَحرُّك أَوْ الرقود أَوْ الاسْتِلْقاء بِراحة .                 
ــ تَكْثِيفُ الرَقَاباتِ الدَوْرِيَّة على مَحطاتِ تَرْبيةِ الحيَواناتِ والمعامِلِ ووَضْعِها تَحْتَ الطائلَةِ القَانونِيَّة في حالاتِ خَرْقِها لِضوابِطِ العَمَلِ والالْتِزاماتِ .                     
أَمَّا عَنْ المُقْترحاتِ في شُؤونِ العُمالِ وأَوْضاعِهم فلِلناشطين في هذا الجانِب كلِمَتَهُم  .                                                                                       

شُكْراً لِلمُتَابعين والمُتابِعات مَعَ الوِدِّ والتَقْدير .                                           
ــــــــــــــــــــــــــــــــ



لِلمُتابَعة ( مادَة وصُور )   : ـ




http://vegan-was-sonst.blogspot.de/2013/11/angorawolle-horror-fur-kaninchen.html

Angorawolle- Horror für Kaninchen



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
 


 



 


 







99
الأَعْيادُ وما عَلَيْها .....                            
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                            
بقلم : شذى توما مرقوس                            
الأثنين 23 / 12 / 2013                            

 كُلُّ يَوْمٍ سعيدٍ هو يَوْم عيدٍ حقِيقيّ ........                                                

*****                                                                                                  

تَأْتي الأَعْياد وتَنْقَضي ، فما الَّذِي تَرْمي بِهِ في أَذْيالِها ؟                                
أَمَّا عمَّا لَها مِنْ مباهجِ فهُناك آلاف الكِتاباتِ تُفصِّلُ فيها وتَحْكي عَنْ معانِيها الَّتِي تُوصَفُ بِالعُمْقِ والجمالِ على حَدِّ التَعْبيرِ المَبْذولِ لها ، ناهيكَ عَن المحاسِنِ الَّتِي تُنْسَبُ إِلَيْها بِتَرَف ، لكِنَّ ما عَلَيْها في بابِها الآخَر لا يُطْرق حَيْثُ تَتَجمَّعُ السلبياتُ وتَفِيض ......                                                                                  

الأَعْياد تَخْلقُ أَعْباءً على كاهِلِ الفَرْدِ رُبَّما تُضاهي في ثِقلِها أَعْباءَ عامٍ كامِلٍ ، فهي تَضَعُ الأَفْراد في حالةِ تَوتُرٍ مُسْتَمرٍ إِذْ عَلَيْهم أَنْ يُنْجزوا مُتَعلِّقات كثِيرَةٍ وغَيْر مُلِّحة ولا هامَّة في فَتْرةٍ مُحدَّدَة ضيقَة ، وتَدْفَعُ بِهم إِلى ماراثونٍ رُغْماً عَنْهم أَوْ بِإِرادَةٍ مِنْهم ، فتُربِّي في صُدورِهم قَلقاً وتَوتُراً هم في غِنىٍ عَنْهُما ولَهُما بُدٌّ إِنْ رَغِبَ الإِنْسَانُ في ذلِك ......                                                                  
كما إِنَّ الأَعْياد تُفْرِغُ خزِينة العوائلِ مِنْ المُدخَراتِ وتُضِرُّ بِاقْتِصادها ودخْلِها فتَنْمو الديون وتَزُّج بِالعوائلِ في ضِيقٍ وأَحْياناً مِحْنة .                                
 أُفكِّرُ في المَرْضَى ومَنْ يَرْقدون في المُسْتَشْفيات ، أَوْ طريحي الفِراش لاشَكَّ إِنَّ الأَعْياد تَزِيدُ لَديهم الشعُور بِالعُزْلةِ عَن المُجْتَمع القَادِر على الاحْتِفالِ بِكُلِّ طُرُقِهِ بَيْنَما تَخْذُلهم ظُرُوفَهُم الصِحيَّة عَن المُشَاركةِ .... فهُم بِطَرِيقةٍ ما مَرْفوضين أَوْ مَنْبوذين مِنْهُ ، لايَقْتَصِرُ هذا الأَلَمُ النَفْسِيّ على المَرْضى وطَريحي الفِراش والراقدين في المُسْتَشْفياتِ بَلْ يُشَارِكهُم في ذلِك الأَيْتام مِمَّنْ لا أُسرَ لَديهم يَرْكنون إِلى دِفْئها ، يَلْحقُ بِهذا الرَكْب المُسِنُّون مِمَّنْ لاعوائل لَهُم تَرْعاهُم ، والأَفْراد مِمَّنْ صارَتْ الوَحْدَة نَصِيبهم بِدُوْنِ عوائل ، وأَيْضاً المُشَرَّدون في الشَوارِعِ والَّذِين لا مَأْوى لَهُم لأَسْبابٍ يَطُولُ تعْدادها بِضِمْنِها الكوارِث الطبِيعيَّة وما أَدْرانا بِظُرُوفِهِم ، الأَعْياد تُشِيعُ في دواخِلِ كُلِّ هؤُلاءِ الحُزْن بَدلاً مِنْ الفَرَحِ وتَقولُ لَهُم كَمْ هُم وحِيدين وكَيْفَ أَنَّ الحيَاة كشَفَتْ لَهُم عَنْ مَخالِبِها في شَرِيطِ ذِكْرياتِهم ، أَمَّا الفُقَراء فيُعرِيهم العِيد ويَشُقُّ سِتْرَهم في كُلِّ أَدواتِهِ وطُقُوسِهِ ورُمُوزِهِ : المَال ، المَلابِس ، الهدايا ، الاحْتِفالات وما إِلى غَيْرِ ذلِك ، فالعِيد مَأْزق ولَيْسَ مَخْرَج ، وتَبَرُّعِ الأَغْنِياءِ وكَرَمِهِم في الأَعْيادِ نَحْوَ الفُقَراءِ هو جُرُحٌ أَكْبَر لِكرامتِهِم إِذْ تَنْزَع عَنْهُم آخِرَ قِشَّةٍ يَحْتَمون بِها مِنْ صِيتِ الفَقْرِ وجَوْرِ العِيدِ وتَعدِّيهِ على كرامتِهِم ومكانتِهِم ، ولِلأَرامِلِ والأَيْتام وغَيْرَهُم حِصَةٌ كبِيرَة ٌمِنْ هذا ......                    
لايَقْتَصِرُ العيدُ في مَضارِهِ على ذلِك بَلْ يَتَعداها لِيُجْبِر الأَفْراد على الالتِقاءِ بِمَنْ لايُميلون إِلَيْهم ، ويَفْرِضُ عَلَيْهم تَحَمُّلَهم ، ويُطالِبَهُم بِاسْمِهِ وهو المُسامِحُ الكرِيم أَنْ يَصْفَحوا عَنْ تَجاوزاتِ وإِساءاتِ الآخَرِ إِلَيْهم مَهْما كانَ غَوْرُ تِلك التَجاوزاتِ عمِيقاً ، وغالِباً ما يُرْغِمهُم على ذلِك في شَكْلِ ضُغوطٍ يُمارِسُها الأَهْلُ والأَصْدِقاءُ بِغَرَضِ فَتْحِ صَفْحةٍ جدِيدَة والتَغاضِي عمَّا فاتَ دُوْنَ إِيجادِ حُلُولٍ حقِيقيَّة لِتِلك الأَزماتِ فلاوَقْتَ لِذلِك المُهِم أَنْ يَتَصرَّفَ الأَفْراد بِحَسْبِ ماهو مَطْلوبٌ ومَرْسوم ، ولِهذا فمُعْظم الخِلافاتِ الَّتِي يَتِمُّ طيَّها ظاهريَّاً في الأَعْياد تَحْتَ الضَغْطِ وبِمُسمَّى المُسامَحة وتَعْلِيلاتٍ أُخْرَى كالقَوْل : العِيدُ مَحَبَّة .... وإلخ ، تَبْقَى ساكِنة ولكِنْ عالِقَة وبِمُجَرَّدِ انْقِضاءِ الأَعْيادِ وتَوفُّرِ الأَسْبابِ السابِقَةِ ثَانِيةً تَتَفجَّرُ الخِلافاتُ مِنْ جدِيدٍ ويَعودُ الحالُ خِصاماً وخِلافاً كما كانَ قَبْلَ العِيد ، لَيْسَ لأَنَّ الأَفْراد غَيْر صالِحين أَوْ حقُودين أَوْ .... إلخ ولكِنْ لأَنَّ الخِلافات تَحْتَاجُ لِوَقْتٍ لَمْ تَحْظَى بِهِ ولَمْ يُمْنَح لَها لِفَضِّها ، هذا الوَقْت الضَرُوريّ الَّذِي يُهَيِّئُ الخِلافات لِمَراحِلِ الصُلْحِ والسِلمِ مِنْ خِلالِ تَعْيينِ أَسْبابِ الخِلافاتِ ودِراستِها ومُناقَشَتِها وتَبادُلِ الآراءِ بِشَأْنِها ، وتَوْضيحِ أَحْوالِها وظُروفِها وتَهْيئَةِ الأَحْوالِ النَفْسِيَّة لِلطَرَفيْنِ المُتخاصِمينِ لمَا سيَكونُ فيما بَعْد ، ثُمَّ إِيجادِ الأَرْضيَّةِ الصالِحةِ لاحْتِضانِ الحُلُولِ وإِزالَةِ أَسْبابِ الخِلافِ وإشَاعةِ الاحْتِرامِ بَيْنَ المُتَخاصِمين ، فكما إِنَّ لِلخِلافاتِ أَسْبابها يَجِبُ أَنْ يَكونَ لِلمُصالحاتِ والمُسامحاتِ أُسُسٌ تُبْنَى عَلَيْها وأَسْبابٌ تُمَهِّدُ لَها وظُروفٌ تُعينُها على ذلِك ، فلاشَيْءَ يَأْتي مِنْ وَمْضَةٍ لِيُفضُّ بِلَمْحةٍ .            
فالمُصالحات والمُسامحات هي جُهْدٌ نَفْسيٌّ كبِير يَتِمُّ بَذْلَهُ بِعنايةٍ مِنْ قِبَلِ الأَطْرافِ المعْنيَّة بِالشَأْنِ لِيَتَحولَ إِلى اسْتِعدادٍ نَفْسيّ يُؤْهِّلُ الشَخْص لِيَخْطو نَحْوَ الآخَرِ ومُصافَحتِهِ ، هذا الجُهْد النَفْسِيِّ المُتَحوِّل إِلى اسْتِعْدادٍ هو اللَّبِنَة الأَساسِيَّة في كُلِّ هذهِ المَسْأَلة ، دُوْنَهُ لايُمْكِنُ أَنْ يَتِمَّ صُلْحٌ قائمٌ ومُسْتَديم ويَحْتَاجُ لإِطارٍ زَمَنيٍّ ( عامِل الوَقْت ) لِيَعْمَلَ ضِمْنَهُ لَيْسَ بِلَحْظةٍ أَوْ دقِيقةٍ ولا حتَّى بِيَوْمٍ ، بَلْ أَطْولُ مِنْ ذلِك ورُبَّما بِكثِيرٍ .                                                                            
علاوةً على ذلِك إِمْكانِيَّة تَفَجُّر خِلافات أُخْرَى آنِيَّة عابِرة أَوْ عمِيقَة ، كبِيرَة أَوْ صغِيرَة ، بَيْنَ الأَفْراد المُجْتَمعين وبُروزِ خِلافاتٍ جدِيدَة .                              
وكما إِنَّ الأَعْياد تُجْبِرُ الأَفْراد على اللِقاءِ بِمَنْ لايُمِيلونَ إِلَيْهم ، هُناكَ الآلافُ ورُبَّما الملايين مِنْ الأَشْخاصِ مِمَّنْ يُكافِحونَ لأَجْلِ إِيجادِ مكانٍ لَهُم بَيْنَ عوائلِهم أَوْ معارِفِهم لِيَحْتَفِلوا بِالأَعْيادِ لكِنَّهُم لايُدْرِكونَ مَرامَهُم لأَنَّ لا أَحَدَ مِنْ أَهالِيهم أَوْ معارِفِهم يَرْغبُ في اسْتِضافتِهِم لَيْلَةَ العِيد فيَقْضون العِيد في وَحْدَة بَيْنَ الجُدْرانِ الأَرْبَعة ، يَبْقَى الايجابيّ في هذا الحال إِنَّهُم يَمْلكونَ جُدْراناً أَرْبَعة وسَقْفاً يَحْميهِم  ( غَيْرَهم قَدْ لايَمْلكونَهُ )  فلا يَفْضَحُ لِلآخَرِين وحْدَتَهُم وأَحْزَانَهُم .                    

ورَغْمَ أَنَّ كُلّ مامرَّ ذِكْرَهُ مِنْ سلْبيات الأَعْياد مُحْزِن ومُؤْلِم ، إلاَّ أَنَّ ما يَحزُّ في نَفْسي شَخْصيَّاً وبِعُمْقٍ هو وَضْعُ الأَفْراد الوحيدين بِاخْتِلافِ أَسْبابِ ذلِك في هذا العالم مِمَّنْ يَأْتي العِيد لِيَسْحقَهُم ويَضْغطُ بِهُم إِلى زاويةٍ مُهْملَةٍ بَعيدة ومنْبُوذة في المُجْتَمع الَّذِي هم شَرِيحة مِنْه فيُؤجِّجُ أَحْزانَهُم ويُحرِّرُ لَهُم تَصارِيحَ نبْذٍ مجانيّ ،  في بَعْضِ الدُولِ الغرْبيَّة يتَوفَّرُ خَطُ خدماتٍ هاتفيّ مجانيّ لِيبوحوا عِبْرَهُ آلامَهُم وأَحْزانَهُم ومَخاوِفَهُم ووحْدَتَهُم .                                                            
وأُشِيرُ بِوَجْهٍ خاصٍّ إِلى الأَشْخاص الوحيدين والمَعْزولين والمَنْبوذين كشَرِيحةٍ اجْتِماعيَّة لأَنَّني ألْتَقيْتُ البَعْضَ مِنْهُم في بَلدي ، وتَعرَّفْتُ عَنْ قُرْبٍ على بَعْضِ أَسْبابِهِم وأَوْضاعِهِم في بَلدٍ يُسيِّرهُ النِظامُ العائليّ والعشائريّ ويَفْتَخِرُ أَفْرادَهُ بِتَكاتُفِهم  العائليّ كتَقْليدٍ وحالةٍ مُتَوارثة وسائِدَة .                                        
تَغيبُ عَنْ ورَقَتي هذِهِ الأَعْياد في زَمنِ الحُرُوبِ والفَوْضى السِياسيَّة لأَنَّ الأَغْلبِية قَدْ عايشَتْها وعرِفَتْ طَعْمَها ومَذاقَها ولَها مِنْها ذِكْرياتَها ، أَتْرُكُ مساحتَها لِلمُتابعينَ والمُتابِعات .                                                                        
حَتَّى شُؤون المُواطنين على اخْتِلافِها في الدوائرِ الرَسْمِيَّة تَتَوقَّفُ أَوْ تُؤْجَّل ، أَوْ تَخْضَعُ لِحالةِ تَماهُلٍ وتَريُثٍ طوِيلٍ ، وكأَنَّ الحيَاة قَدْ تَوقَّفَتْ عِنْدَ الأَعْياد وعَلَيْها ولَنْ تَعُودَ إِلى حرَكتِها إِلاَّ بَعْدَ انْقِضائِها ، فالمُوظَّفِين وهُم في دوائرِهِم مَشْغولين بِهُمومِ العِيد ويَتَراخون عَنْ إِنْجازِ أَعْمالِهِم رَغْمَ تَواجُدِهِم في أَماكِنِها ......        
هذا التَأْجيل ، أَوْ التَراخي ، أَوْ التَماهُل والتَريُث يَعْني فَتْرَة انْتِظارٍ إِضافيَّة لِمَنْ هُم في حاجةٍ ماسةٍ إِلى إِنْهاءِ مُعاملاتِهِم لِتَقْصيرِ مُعاناتِهِم وتَحْسينِ ظُرُوفِهِم وتَحْرِيرِهِم مِنْ ضيقاتِهِم ..... وإلخ .                                                      
وبَيْنَما تَدْخُل المُعاملات والإِجْراءات القَانونيَّة فَتْرَةَ السُبات العِيديّ الاحْتِفاليّ في الدوائرِ ، تُشْرِفُ المَحلات والمَتاجِر والمَعامِل ....... وإلخ على فَتْرَةٍ ماراثونيَّة وجُهْدٍ مُضاعفٍ لِلتَسابُقِ في تَوْفيرِ السلعِ( الزائدَة ..... )  على اخْتِلافِها لِلزَبائنِ فيَتَعرَّضُ العامِلونَ والعامِلات في هذِهِ القِطاعات إِلى ضُغوطِ عَمَلٍ مُضَاعفٍ وجُهْدٍ اسْتِثْنائيّ .                                                                                      
أَمَّا الطُرقات والشَوارِع فتُبْتَلى بِحالاتِ ازْدِحامٍ لايُوصَف وتَزْدادُ حوادِث السَيْرِ والاصْطِدامات .......                                                                          
غَيْر أَنَّ المُتَضرِّر الأَكْبر مِنْ الأَعْياد هُم الحيَوانات الَّتِي لاذَنْبَ لَها في مُناسباتِ الإِنْسَانِ ولادَخْلَ لَها ، فلأَجْلِ أَنْ يُعيِّد الإِنْسَان تُذْبَحُ ملايين الحيَواناتِ وتَفْقُدُ حيَاتَها ويَتِمُّ صَيْدها ، وعلى موائدِ الأَعْيادِ تَتَراكمُ اللُحومُ بِإِفْراطٍ  مُقَزِّز ودُوْنَ ضَرُورَة ، إِضَافةً إِلى طُقُوسِ الأَعْيادِ لِبَعْضِ الشُعُوبِ بِصَفِّ الذبائحِ وتَقْدِيم القَرابين وتَعْذِيبِ الحيَواناتِ .....وإلخ .                                                    
نِصْفُ موائدِ الأَعْيادِ الطَافِحةِ لَوْ تَمَّ ادْخارَها لاغاثةِ الجائعين لخَفَّتْ مآسي البَشَرِيَّة وإِنْ لِيَوْمٍ واحِدٍ إِلى النِصْفِ وتَضَاءلَتْ .                                        
في تايوان يَقومون بِتَسْمينِ بَعْضِ الخنَازِير ، حَيْثُ يَحْبِسونَها في أَقْفاصٍ لِسنَتينِ ، ويَتِمُّ تَغْذِيتها إِجْبارِيَّاً وبِطَرِيقَة مُكثَّفَة حَتَّى يَصِلُ وَزْن الخَنْزِير مِنْها المِئتين كيلو ، وتَحْضيراً للاحْتِفال بالأَعْيادِ البُوذيَّة يُقْتَلُ الخَنْزِير ثُمَّ تُشَقُّ بَطْنَهُ ويُنَظّف ويُدْبَغُ جِلْدَهُ ويُصْبَغ ....... إلخ ، لِيُصْنَعَ مِنْهُ بَالوناً يُعْتَقَدُ إِنَّهُ يَجْلِبُ الحَظّ الوفِير .        
لاحاجةَ لِلحدِيثِ عَنْ تَقْدِيمِ القَرابينِ والذَبائحِ الحيَوانيَّة في الأَعْياد ، وكذلِك النُذور الَّتِي يَدْفَعُ الحيَوانُ حيَاتَهُ فيها ثَمناً .                                                        
خاتِمة كُلّ هذِهِ الضَوْضاء ـ ضَوْضاءُ الأَعْيادِ ـ تُحِيلُنا إِلى مُشْكِلَةٍ حسَّاسَةٍ وحاسِمةٍ وهي النِفايات ، هذِهِ المِعْضَلة قَدْ لاتَهُمُّ الكثِيرين ولا تُثِيرَهُم لكِنْها مَسْأَلةٌ حاسِمة إِنْ كانَتْ هُناكَ رَغْبَةٌ بِتَوْفيرِ مُسْتَقْبلٍ أَنْظَف وأَفْضَل للأَجْيالِ اللاحِقَةِ فلا نَتْرُكُ لَهُم عالَماً مُلَوثاً يَعُوم فَوْقَ كُرَةٍ مِن القَاذوراتِ .                                              
أَطْنانُ النِفايات الَّتِي يُخلِّفُها الإِنْسَان على مَدَى أَيامِهِ الثَلاثُمائة والستِين ( فَضَلات المصانِع والمَحلات ..... إلخ مِنْ مُخْتَلَفِ النَشَاطاتِ الإِنْسَانيَّة ، إِضافةً إِلى الغازاتِ المُلوِّثَة الَّتِي تُساهِمُ وسائطُ النَقْلِ المُخْتَلِفَةِ في إِفْرازِها ، كذلِك النِفاياتُ النَوويَّة ) تَتَضاعفُ بِضْعةَ أَطْنانٍ أُخْرَى بِسَببِ الأَعْيادِ ، وطرِيقَةَ التَخلُّصِ مِنْها تُضرُّ البَشَر بِشَكْلٍ مُباشِرٍ وغَيْرِ مُباشِر فهي قَدْ تَسْتَقِرُ في عُمْقِ المياهِ أَوْ تَطْفُو فَوْقَها أَوْ تُحالُ إِلى بُلْدانٍ أُخْرَى أَوْ تُصَرَّفُ بِطُرُقٍ أُخْرَى مُتَنَوِّعة ، والأَضْرارُ الناتِجةُ مِنْها تَأْثِيرها مُباشِرٌ على البِيئَة فتُلوِّثُها وتُعِيثُ فيها بَعْضَ الخَرابِ أَوْ كُلِّهِ ، ولِلحيَواناتِ مِنْ هذهِ الأَضْرار النَصِيبُ الكبِير والفاعِل فهي قَدْ تَقُودَها إِلى النُفُوقِ وكذلِك قَدْ تُخَرِّبُ المسَاحات البِيئيَّة الصالِحة لِمعيشَتِها أَوْ تُقَوِّضها ........ وإلخ من كثِيرِ المَضار ، وإِنْ سَجَّلَ كُلُّ فَرْدٍ بِضْعةَ جُمَلٍ عَنْ مُشْكِلةِ النِفاياتِ في العالِم فمِن المُؤْكَّدِ سيَسْتَقِرُ لَدَينا مُجلَّدٌ ضَخِمٌ بِآلافِ الصَفَحاتِ .                                    


حَتَّى تَكونُ الأَعْياد أَعْيادأً                                                                      
قَدْ يَكونُ مِنْ الصَعْب خَلْق البَدائلِ لِلأَعْيادِ ، لكِنَّ السَعي لِتَقْليص الأَضْرار النَاجِمة عَنْها واخْتِزال اللامُفيد مِنْ طُقُوسِها غايَةٌ هامَّة .                                        
فمِن المٌجْدِي التَفْكير بِأَنَّ ذروةَ العِيد ( الاحْتِفالِ بِالحدثِ ) هي الفَرَح والسُرور ، وعَمَلُ الخيْرِ سيُحقِّقُ هذهِ الذروة وسيُغْنِيهِ مَعْنويَّاً ويَخْتَزِلُ اللامُفيد مِنْ طُقُوسِهِ .
أَرى إِنَّ الأَعْياد بِغاياتِها ومَقاصِدِها ومَعانيها الَّتِي تُشَاعُ عَنْها وتُنْسَبُ إِلَيْها بَعِيدة عَنْ طُرُقِ الاحْتِفالِ العامَّة بِها وأَقْربُ إِلى فِعْلِ تَحْقيقِ الخيْرِ والخِدْمةِ والمنْفَعةِ لِلوسَطِ الَّذِي يَعيشُ فيه الفَرْد .                                                              


حقِّقْ الأَعْياد في حيَاتِك يَوْميَّاً                                                                
بالإِمْكان تَحْقيق أَعْياد يَوْميَّة صَغِيرَة في الحيَاةِ بِانْتِهاجِ الخَيْرِ مَسْلكاً ومُزاولتِهِ في أَفْعالٍ وإِنْ صَغِيرَة : كلِمة طيبَة ، مُقاسَمَة الآخَر همَّهُ ، مُشَارَكة الآخَر سَعادتَهُ ، الانْخِراط في خِدْمَةِ المَرْضَى وإِنْ لِيَوْمٍ واحِدٍ فَقَط ْ، تَفقُّد الأَشْخاص الوحِيدين أَوْ الأَيْتام أَوْ ذوِي الأَحْتِياجاتِ الخاصَّة ، حِمايَة الحيَوان ..... إلخ ، فمِنْ خِلالِ تَقْديمِ الدَعْمِ والرِعايةِ والمَعونةِ تتَحقَّقُ فَرْحةَ الأَعْيادِ والَّتِي بِدَوْرِها تُشَارِكُ في بِناءِ الصِحَّة النَفْسِيَّة والجَسديَّة لِلفَرْدِ .                                                          
تَوْظيفُ المَعاني المُشَاعة عَن الأَعْيادِ وغاياتِها في خَدَماتٍ إِنْسانِيَّة نَبيلة تُنمِّي قُدْرَة الفَرْدِ على المُشاركةِ في بِناءِ عالَمٍ أَفْضَل وأَنْقَى وأَطْهر  .                      
كُلُّ فِعْلٍ فيه صِفات الخَيْرِ والمَنْفَعةِ والخِدْمةِ لِلوَسطِ الَّذِي نَعِيشُ فيهِ والَّذِي يُحقِّقَهُ الفَرْد فيكونُ نِتاجهُ الفَرَح والسُرور هو عِيدٌ ، بِهذا المَفْهوم تَكونُ الأَعْيادُ أَعْياداً مُثْمِرَةً تُعْطي أَكْثَر مِمَّا تَأْخُذ وتُغْدِقُ أَكْثَرَ مِمَّا تُقَتِّر ....                                  

أَمَّا في الدُولِ الَّتِي تُمارِسُ الحُروبَ ديْدناً لَها فَقَدْ تَكْمنُ الفائدَة في التَدرُّبِ على  لُغَةِ الحِوارِ والتَفاوضِ السَلْميّ  كمُمارسةٍ لِلعِيدِ وتَطْبيقِ مَضَامينهِ .                  

تَمْنياتي لِلجَمِيع بِأَعْيادٍ حيَاتيَّةٍ مُتَواصِلة .                                                  

Shatham@hotmail.de




100
مالنا بِبُلدانٍ أُخْرَى ؟                                          
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                      
بقلم : شذى توما مرقوس                                      
12ـ 11 ـ 2013   الثلاثاء                                      


مالَنا بِبُلدانٍ أُخْرَى ؟                                                                                      
مالَنا واندونيسيا مَثَلاً  ، وما شَأْننا بِها ؟                                                              
سُؤالٌ قَدْ يَجولُ بِذِهْنِ القارِئ/ة لَدَى مُطالَعة التَرْجمة لِمَوْضوعِ ــ عُرُوض القِردة المُقنَّعة في اندونيسيا ، تَعْذِيبٌ تَامّ ــ على الرابط أدناه :                                                          

http://al-nnas.com/ARTICLE/ShTMarkus/17s.htm


مُتَطلَّبات عَصْرِنا الراهِن تُحَمِّلُ الإِنْسَان الفَرْد أَمْرَ مُواكبة مايَحْدُث في بُلُدانٍ أُخْرَى والمَعْرِفةِ بِهِ والاطِلاعِ عَلَيْهِ ، إِذْ يُتحِفُنا اليَوْم بِأَخْبارٍ مُتَنوِّعة مِنْ بَيْنِها حُزْنٌ ، اقْتِتالٌ ، دمارٌ ، مجازِر بَشَرِيَّة ، حُروبٌ ، اعْتِداءات........ إلخ ، وعما تُعانيه الحَيَوانات أَيْضاً بِسبَبِ الإِنْسَان هو جُزْءٌ مِنْها .                                                                                                  
كما إِنَّ انْتِشار ظاهِرَة عُرُوض القِردة المُقنَّعة في اندونيسيا لايَعْني إِنَّها تَخُصُّ اندونيسيا فَقَطْ والبُلْدان الأُخْرَى في خُلُوٍ مِنْها .....                                                                
قَدْ يَحْدُث وفي أَيِّ وَقْت أَنْ تَبْرزَ هذه الظاهِرَة في بُلْدانٍ أُخْرَى أَيْضاً .                            
ظاهِرَة تُبْرِز قَسْوَةَ الإِنْسَان في تَعامُلِهِ مَعَ مايُحيطُ بهِ مِنْ الكائِناتِ الأُخْرَى وانْتِهاكِ كُلّ حُقوقِها .                                                                                                      
هُناك مُمارَسات أُخْرَى ضِدَّ الحيَوانات تَتَخِّذُ أَشْكالٍ مُغايرة لكِنَّها تَشي بِذاتِ العُنْف كـ : ـ      
مُصارَعة الثِيران ، صُراع الدِيكة ، مُصارَعة الجامُوس ، مُصارَعة الأَسْماك ، حَبْس الدواجن في أَقْفاصٍ صغِيرَة ، إِبادة الكِلاب السَائبَة ...... إلخ .                                    
كُلّ هذهِ المُمارَسات بِتَنوُّعِها ، دائماً تَنْتَهي إِلى رابطٍ واحِدٍ خَلْفَها آلا وهو الإِنْسَان ، الفاعِل ذاتَهُ في كُلِّ مرَّة ، وهي تَكْشِفُ عَنْ عُمْقِ أَخْطاءِ الإِنْسَانِ وذُنوبِهِ في شَأْنِ تَعامُلِهِ مَعَ مايُحيط بِهِ مِنْ كائناتٍ أُخْرَى تُقاسِمهُ الكَوْكب ، وسُوءِ تَوجُّهاتِهِ في هذا المِضْمار .            
فالعلاقَةُ وثِيقة ووطِيدَة بَيْنَ ما يُمارِسهُ الإِنْسَان مِنْ عُنْفٍ على الحيَوان ليُؤْدِّي إِلى عُنْفٍ يُمارِسه على أَخيهِ الإِنْسَان ، لَوْ تَعلَّمَ الإِنْسَان حُسْنَ التَعامُلِ مَعَ الكائناتِ الأُخْرَى الَّتِي تُقاسِمهُ الكَوْكب لخَفَّ العُنْف تِلْوٍ بِغيابٍ وزَوال ، وعثَرَ على أَسْبابِ مَحبَّةٍ وسلامٍ تُثْمِرُ في إِعْمارِ البُلدانِ وتَقَدُّمِها .                                                                                  
ودخولاً في مَوْضوع ــ عُروض القِردة المُقنَّعة ــ قَدْ يتَساءلُ البَعْض عَن الضَررِ في تَرْويضِ وتَدْريبِ القِردة على هكذا فعالِيات ولايَرون فيها انْتِهاكاً لِحُقوقِ الحَيَوان .                      
تُفيدُ المَعْلومات ( وهي مُتَوفِّرَة بِكثْرة ويُمْكنُ الاطِلاع عَلَيْها مِنْ مصادِر مُتَعدِّدة : الكُتُب ، المجلات العلْميَّة ، الدِراسات والبُحوث ، شبكة الانترنيت ...... إلخ ) بِأَنَّ القِردة المكاك تَسِيرُ على قوائمِها الأَرْبَعة وهو الوَضْع المُرِيح لَها في الحَركةِ والتَنقُلِ ، وتَسْتَطيعُ الوقوف مُنْتَصِبة والسَير لِمَسافةٍ قَصِيرة ، أَوْ الوقوف على أَطْرافِها الخَلْفِيَّة لاسْتِكشافِ ما يُحِيطُ بِها أَوْ لِرُؤْيةِ الخَطرِ القَادِم إِلَيْها بِوضُوحٍ أَكْبَر في حالاتٍ مُعيَّنة ، أَيْ إِنَّ وقوفَها على قَدَميها مُنْتَصِبة هو اسْتِثْناء وتَلْجأُ إِلَيْهِ في أَوْضاعٍ وظُروفٍ مُعيَّنة  ، ومَنْ يُتابعُ الأَشْرِطة اليوتيوب بانْتِباهٍ واهْتِمامٍ يُلاحِظُ كيْفَ أَنَّ السِلْسِلة الحدِيديَّة المُتَصِّلَة بِطَوْقِ العُنُقِ الحدِيديّ حَوْلَ رقبَةِ القِرْدِ تُضايقهُ جِدَّاً ، وأَيْضاً تُؤْلِمهُ ويُحاوِلُ التَخلُّصَ مِنْها ، أَوْ يُحاوِلُ إِفْهامَ الإِنْسَان الَّذِي يَقودهُ وعلى نِهايةِ الطَرَفِ الآخَرِ مِن السِلْسِلةِ الحدِيديَّة إِطالَتها ولَيْسَ تَقْصِيرَها حَتَّى يَتَحرَّكُ القِرْد بِالوَضْعِ المُرِيح لَهُ ، أَيْ على قَوائمِهِ الأَرْبَعةِ ولَيْتَ الإِنْسَان يَفْهم ، وفي إِحْدَى الأَشْرِطة نُلاحِظُ إِنَّ القِرْد يَسِيرُ على قَوائمِهِ الأَرْبَعةِ مُسْتَغِلاً ولَوْ الثانِية إِنْ حَظَى بِها في وَضْعٍ ما  .                                                                                                  
لأَجْلِ هذا ، فالقِرْد الَّذِي يُدرَّب على الوقوفِ مُنْتَصباً يَلْحقُ عَمودَهُ الفَقرِيّ أَضْرار عِدَّة كالآلامِ أَوْ التَشوّه في الفَقراتِ أَوْ الكسْر أَوْ الخَلْع أَوْ ...... إلخ ، لأَنَّ هذا النَشاط  لايُناسِبُ القُدْرَة الطبِيعيَّة لِلعَمودِ الفَقرِيّ ، وهو انْتِهاكٌ لِصِحَّةِ هذا الكائن بإِجْبارِهِ على أَداءِ ما لَيْسَ في إِمْكانياتِهِ وضِدَّ طبِيعةِ أَدائهِ المَوْروث ، ويُمْكِنُ أَنْ نَتَصوَّرَ الأَمْر مَعْكوساً في إِجْبارِ الإِنْسَان لِلسيْرِ على أَرْبعة ولَيْسَ فَقَط ْعلى قَدَميهِ ومَدَى ثِقلِ ذلِك على كاهِلِهِ .                  
وهُناك تَقارِير مَنْشورَة ( يُمْكِنُ الاطِلاعِ عَلَيْها في وسائلِ النَشْرِ المُخْتَلِفَةِ ) تُؤْكِّدُ بأَنَّ مُروضيّ القِردة يَقومونَ بِتَعْلِيقِ القِرْد مِنْ رقَبَتِهِ حَيْثُ بِالكادِ تُلامِسُ قَدَميهِ الأَرْض ولِساعاتٍ طَوِيلة حَتَّى يَتَعلَّمُ السيْر على قَدميهِ والوقوف مُنْتَصباً ( يو تيوب رقم  1 ) ، وهذهِ هي إِحْدَى وسائل التَرْويض المُتبَّعة ، كما إِنَّ كميَّةَ الطعامِ المُقدَّمة لِهذهِ القِردة لا تَفِي باحْتِياجاتِ جِسْمِها ، إِضافَةٍ إِلى فُقْدانِ الرِعايَّةِ الصِحيَّة ، والأَقْنِعة الَّتِي يُجْبَرُ القِرْد على تَقلُّدها تُعِيقُ الرُؤْية لَدَيهِ إِذْ يَكادُ لايَرَى شَيْئاً أَوْ لايَرَى على الإِطْلاق  ( يوتيوب رقم 6 ) ، وأَيْضاً تُعِيقُ التَنفُّس عِلْماً بِأَنَّ القِردة هي حَيَوانات تَعْتَمِدُ على حاسةِ البَصرِ وحاسةِ الشَمِّ  في التَواصُلِ مَعَ مُحيطِها ...... إلخ .                                                                    
ومِنْ المُتَابعة لأَشْرِطةِ اليوتيوب يُظْهِرُ إِحْداها الجَمِيع في فَتْرَة الاسْتِراحة يَتَناولون الغَداء بَيْنَما القِرْد المكاك الَّذِي بِرِفْقَتِهم لاحِصةَ لَهُ مِنْ الغِذاءِ ولا يَحْصلُ إِلاَّ على فُتاتِ مايَجودُ بِهِ أَحَدَهُم عَلَيْهِ رَغْمَ إِنَّهم يَسْتَغِلون القِرْد في عُرُوضِهم ويَعْملُ أَكْثَر مِنْهُم جمِيعاً .                
ومِنْ المَعْروفِ إِنَّ قِردةَ المكاك تَعِيشُ في مَجْموعاتٍ ، يَقومُ المُروِّضون بِصيْدِ الصِغارِ مِنْها وهذا يَعْني قَتْل الأُمّ والمَجْموعةِ الَّتِي مَعَها ، لأَنَّ لِهذهِ القِردة نِظام حِمايَة الصِغار والدِفاعِ عَنْها ، وفي هذا الجانِبِ نَرَى إِنَّ المُروِّضين لايَضُرُّون صِغارَ القِردةِ فَقَطْ ويُغيّرون مَجْرَى وطَرِيقة حَيَاتِهم ، بَلْ إِنَّهم يُعرِّضون هذا النَوْع مِنْ القِردةِ إِلى خَطَرِ الانْقِراضِ مِنْ خِلالِ صَيْدِها ومُلاحقتِها وقَتْلِ الكثيرِ مِنْها .                                                                  
تَرْبية القرود في البيوت يُخالِفُ الصواب لأَنَّ هذهِ الحَيَوانات غَيْرُ مُؤْهَّلة لِلعيشِ في المنازِلِ والبيوت فهي حَيَوانات بَرِيَّة وتَعيشُ في الغابةِ ، أَما احْتِجازها وسجْنِها في أَقْفاصٍ ورَبْطِها بِالسلاسِلِ فهو عَمَلٌ في غايَةِ الشَناعةِ لأَنَّها حَيَوانات ذكيَّة وحسَّاسة فتَشْعُرُ بِالجُوعِ والخَوْفِ والوَحْدَة والأَلَم والعَطش ...... وإلخ ، كما إِنَّها حَيَوانات تَعِيشُ في مَجْموعاتٍ ومِن القَسْوَة ِوالغلاظةِ  فَصْلَها عَنْ أَقْرانِها وبِيئتِها فذلِك يَضُرّها نَفْسيَّاً ويُفْقِدُها القُدْرَة على العيْشِ في مَجْموعاتٍ مَعَ أَبْناءِ جِلْدتِها ولَوْ في حدائقِ الحَيَوانِ ، وأَيْضاً لاتَعودُ قادِرةً على العيْشِ حُرَّة طلِيقة في الطبِيعة لأَنَّها لَمْ تَتَعلَّم في حيَاةِ الأَسْرِ أَسالِيب حيَاتِها الطبِيعيَّة وفِطْرتِها حيْثُ سلبَها الإِنْسَان إِيَّاها .                                                                  
والقِردة مَعْروفٌ عَنْها بِأَنَّها حيَوانات ذكِيَّة بِحاجةٍ إِلى مُمارسةِ أَشْياءٍ مُتَعدِّدة ومُسْتَمِرَّة وأَسْرِها أَوْ سَجْنِها في أَقْفاصٍ يُقوِّضُ كُلَّ هذهِ الفعاليَّات ويَحْرِمها مِنْها فتَسوءُ حالتها الصحِيَّة جسدِيَّاً ونَفْسيَّاً فالقِردة تُعاني الكآبةِ أَيْضاً كما الإِنْسَان .                                  
كما إِنَّ قلْعَ أَسْنانها يُؤْدِّي إِلى الإضْرارِ بِجِهازِها الهضْميِّ حَيْثُ لاتَعودُ قَادِرةً على مَضْغِ طعامِها إِنْ كانَ أَغْصان الأَشْجارِ ، أَوْ فاكِهة ، أَوْ حشَرات ، أَوْ خضراوات ، أَوْ لُحوم ، أَوْ سرطان البحر ، أَوْ المحار ، أَوْ الحُبوب أَوْ غَيْر ذلِك .                                              
إِنَّهُ لفِعْلٌ مَرْفوض وغَيْرُ مَسْؤول يُقْدِمُ الإِنْسَان على اقْتِرافِهِ بِحقِّها حَيْثُ يَقْتَلِعُ أَسْنانَها .      
قَلْعُ أَسْنانِها يَجْعلها غَيْرُ قَادِرة على الدِفاعِ عَنْ نَفْسِها ضِدَّ الأَخْطارِ الَّتِي تُواجِهُها ، وأَيْضاً لاتَعودُ مُؤْهَّلةً لِلعيْشِ في مَجْموعاتٍ مَعَ أَقْرانِها وأَبْناءِ جِلْدتِها في بيئتِها الطبِيعيَّة لأَنَّها سُلِبَتْ قُدرات الدِفاعِ عَنْ نَفْسِها ضِدَّ أَعْدائها وأَقْرانِها إِنْ تَطلَّبَ الأَمْر .                          
قَلْعُ أَسْنانِها ، وإِجْبارِها على الوُقوفِ وسِياقةِ الدرَّاجةِ ، وشَدِّها بِسلاسِلٍ وحَبْسها في أَقْفاصٍ ،  وعَدَمِ تَوْفيرِ الرِعايةِ الصِحِيَّة اللازِمةِ لها وغَيْرِها مِنْ كُلِّ قبيحِ الأَفْعالِ هذهِ ، إِنَّما هو اعْتِداءٌ صارِخٌ على حقِّ الحيَوانِ وجرِيمة مُؤْكَّدة .                                              
أَيْضاً هُناك الحوادث العدِيدة الَّتِي تَتَعرَّضُ لها هذهِ القِردة أَثْناء أَدائها لِلعُروضِ في الشَوارِعِ بِسبَبِ السيَّاراتِ المارَّة ، ككسورٍ في الذَيْلِ نَتِيجةَ الدَهْسِ بِالسيَّارةِ على سبِيلِ المِثالِ وحوادِثَ كثِيرَة مُخْتَلِفَة .                                                                                  
القِردة مِنْ نَوْعِ المكاك لها قُدرات مُتَعدِّدة كبَقِيَّةِ أَنْواعِ القُرودِ الأُخْرَى ، حَيْثُ تَسْتَطيعُ العدَّ مَثلَاً وتَسْتَطيعُ فِهْمَ الرَبْطِ بَيْنَ الأَرْقامِ ، تَسْتَعْمِلُ الأَدوات وتَتَبادلُ التَجارُب والخِبْرات المُكْتَسبَةِ فيما بَيْنَها ، أَيْضاً المَعْلومات المُعقَّدة والتَحْذيرات عِنْدَ اقْتِرابِ الخَطَرِ حَيْثُ وبِتَواصُلاتٍ مُعيَّنة تُخْبِرُ بَعْضَها بَعْضاً عَنْ نَوْعِ الخَطَرِ المُحْدِق بِها ، هَلْ هو أَفْعى أَمْ  فَهْد ، نِمْرٌ أَمْ طائرٌ مِن الجوارِح ..... إلخ ، بَلْ لَدَيها مَشَاعِر لاتْخاذِ قَراراتٍ عادِلَة وصحِيحة .      
وأَشَارَتْ بَعْضُ الدِراساتِ إِلى أَنَّ هذهِ القِردة لها القُدْرَة على التَعلُّمِ وأَيْضاً نَقْلِ خِبْراتِها لِلأَجْيالِ الَّتِي تَليها ، ولِهذا يُعْتَبرُ المكاك مِنْ الحيَواناتِ الاجْتِماعِيَّة والذكِيَّة ، حَيْثُ تَعيشُ في مَجْموعاتٍ قَدْ تَتراوحُ مابَيْنَ الـ 80 ـ 100 قِرْد ولها علاقات اجْتِماعِيَّة مُتَطوِّرَة .              
بِما أَنَّ عُروض القِردة المُقنَّعة تُعدُّ تِجارَةً مُرْبِحة ومَصْدَرَ رِزْقٍ لِلعامِلين في هذا المجالِ فإِنَّ مُكافَحة الظاهِرَة قَدْ يَكْتَمِلُ عِنْدَ عكْسِ العملِيَّة تَماماً ، فهؤلاءِ مِمَّنْ يَعْتَمِدون في رِزْقِهم على هذا النَوْعِ مِنْ العُروضِ يُمْكِنُ تَوْفير فُرَصَ عَمَلٍ بديلة لَهُم في حدائِق رِعايةِ الحيَواناتِ ، وفي مجالِ حِمايةِ الغاباتِ والثَرواتِ الحيَوانِيَّة ، وفي خلايا مُكافحةِ الانْقِراضِ لِسُلالاتِ الحيَواناتِ المُشْرِفة عَلَيْهِ حَيْثُ يتِمُّ بِناء مَحطاتٍ تَهْتمُّ بِهكذا أَنْواع وتُوفِّرُ لها ظُروفَ التَكاثُرِ المُلائمة ، ومَجالاتٍ أُخْرَى كثِيرَة كقِطاع السِياحة الَّذِي يَعْتَمِدُ الثَرْوة الحيَوانِيَّة كواحِدَةٍ مِنْ ركائزِهِ ..... وإلخ ، وهكذا يكُونُ مُعالجة السلْبِيَّات بِاسْتِبدالِها بِجوانِب إيجابِيَّة .                
ما شَأْننا والحيَوانات ، وبِلادنا فيها مِن المَشاكِلِ مايَكْفي ؟                                        
  كما ذَكرْتُ في مُقدِّمة المَوْضوع العلاقَة وثِيقة ووطِيدَة بَيْنَ ما يُمارِسهُ الإِنْسَان مِنْ عُنْفٍ على الحيَوان ليُؤْدِّي إِلى عُنْفٍ يُمارِسه على أَخيهِ الإِنْسَان ، لَوْ تَعلَّمَ الإِنْسَان حُسْنَ التَعامُلِ مَعَ الكائناتِ الأُخْرَى الَّتِي تُقاسِمهُ الكَوْكب لخَفَّ العُنْف تِلْوٍ بِغيابٍ وزَوال ، وعثَرَ على أَسْبابِ مَحبَّةٍ وسلامٍ تُثْمِرُ في إِعْمارِ البُلدانِ وتَقَدُّمِها .                                              

 
 أُوجِزُ الفِكْرَة فيما أَوَدُّ قَوْلَهُ بِما جاء في مقالَةٍ سابِقةٍ لي بِعُنْوان ــ مُصارَعة الثِيران ــ ومِنْها المُقْتَطفات التَالية : ــ                                                                            

رابِط المقال :

http://al-nnas.com/ARTICLE/ShTMarkus/8s.htm

( مَنْ أَعْطَى الإِنْسَان المُتَبجِّح كُلَّ هذا الحَقّ لِيُعَذِّب ويَقْتُل الكَائِنات الأُخْرَى الَّتِي تُقَاسِمَهُ الحَيَاة على هذا الكَوْكَب ؟  )                                                

( إِنَّ العَالَمَ يَحْتَرِق ، ولَكِنْ يَأْتِي السُؤَال عَمَّنْ في يَدَيهِ عُود الثَقاب وعَمَّنْ أَشْعَلَهُ ، أَلَيْسَ هو الإِنْسَان .                                                                          
إِنَّ أَسَاسَ الحَرِيق هو سُوء فَهْمِ الإِنْسَان لِلبِيئَةِ المُحِيطَةِ بِهِ ولِلكَائِناتِ مِنْ حَوْلِهِ ، لَوْ يَتَعَلَّم الإِنْسَان كَيْفَ يَتَقَبَّل ويَحْتَرِم وُجُودَ الكَائِناتِ الأُخْرَى بِما يَلِيقُ بِهِ كَإِنْسَان ، ويُجِيدُ التَعامُلَ مَعها بِاحْتِرامٍ ، لمَا انْدَلَعَ الحَرِيق وعَلا وزَادَ وانْتَشَر ...... )        


 ( لايُمْكِنُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَخْطُو نَحْوَ الأَحْسَن وهو مُتَشَبَّثٌ بِعُنْفِهِ نَحْوَ الكَائِناتِ الأُخْرَى ويَدَيْهِ مُلَطَّخَة بِسَيِّءِ الأَعْمالِ ضِدَّهم ...... الخَطْوَة الأُولَى لارْتِقاءِ الإِنْسَان هي تَقَبُّل وُجُود الكَائِنات الأُخْرَى واحْتِرام هذا الوُجُود وحُسْن التَعامُلِ مَعَهُ ، بَعْدَها يَأْتِي اللاحِقُ مِنْ الخُطُواتِ .  )                                                                                                                                

( لايُمْكِنُ أَنْ نَتَعَلَّم مِمَّا يُساوِينا ويُشْبِهُنا ، بَلْ مِمَّا يَخْتَلِفُ عَنَّا ، ولايُمْكِنُ أَنْ نُدْرِكَ حَقِيقَتنا كَبَشَر إِلاَّ في عُيُونِ الكَائِناتِ الأُخْرَى المُخْتَلِفَةِ عَنَّا . )                      


( صَنَعَ الإِنْسَان لِنَفْسِهِ عَالَماً مَجِيداً ، لَكِنَّهُ في الوَقْتِ ذَاته بَثَّ القَلَق وأَشَاعَ الاضْطِراب في حَيَاةِ الكَائِناتِ الأُخْرَى المُتواجِدَةِ مَعَهُ فَوْقَ هذا الكَوْكَب . )        


( كُلَّمَا صَادَفْتُ إِنْسَاناً تَشِي مَلامِح تَفْكِيرِهِ بِتَعالٍ وتَرَفُّعٍ عن الحَيواناتِ والكَائِناتِ الأُخْرَى المُخْتَلِفَة ، أَدْرَكْتُ أَنَّ الحَيَاة لم تَتَمَيَّز فيه بَعْد وإِنَّهُ لم يُنْجِزْ في حَيَاتِهِ مايُذْكَر . )                                                                                      



( كُلُّ فَرْدٍ مِنَّا يُمْكِنُ لَهُ أَنْ يُساهِمَ في تَغْيِير الإِنْسَانِ نَحْوَالأَحْسَن ، كُلٌّ بِمَقْدُورِهِ ذلك مِنْ مَوْقِعِهِ الصَغِيرِ في هذا العَالَم ، على الفَرْدِ امْتِلاك الفِكْرَة وتَبَنِّيها والإِيمان بِها ، الفِكْر قُوَّة ، وهو لَبَنَة الانْطِلاق نَحْوَ التَغْيِير ، كُلُّ فَرْدٍ في هذا العَالَم قَادِرٌ على تَبَنِّي الأَفْكار النَافِعةِ والإِيمان بِها فيَكُونُ بِهذا قَدْ خَطَا خُطْوَتَهُ نَحْوَ الآخر ، الدِفاع عن الأَفْكارِ يَأْتِي مِنْ خِلالِ أَفْعالٍ بَسِيطَة لا كَبِيرة وهي كَافِية جِدَّاً ، مَثَلاً : عِنْدَ الإِيمان بِأَنَّ احْتِرامَ الحَيوانات ككَائِنات مُهِمٌّ جِدَّاً ، تَكُونُ المَحَبَّة لِلحَيواناتِ فِعْلٌ بَسِيط كَافٍ ، أَوْ إِطْعام حَيَوان  ، أَوْ عَدَم التَسَبُّب في أَذِيَّة حَيَوانٍ ما نُصادِفَهُ في طَرِيقِنا ..... إلخ ، كُلّها تَصَرُّفات بَسِيطَة ، لَكِنَّنا مِنْ خِلالِها نُعْطِي فِكْرنا للآخَرِين بِوُضُوحٍ ، وهكذا مَعَ أَفْكارٍ أُخْرَى .............                                            
لَوْ زَادَ الحُبُّ لنَقصَ العُنْف وخَفَّ حَتَّى تَلاشَى . )                                        

فلنَفْتَح قُلُوبَنا لِمَحَبَّةِ الحَيوانات وكُلِّ الكَائِناتِ المُخْتَلِفَةِ عَنَّا ونَكْتَشِفُ مافي ذلك مِنْ كُنُوز ، عَزِيزاتي ، أَعِزَّائي مِن القَارِئاتِ والقُرَّاء ، دُمتُم بِأَمْلٍ لايَنْقَطِعُ ولا يَخِيب .


لِلمُشاهدة : ــ
( 1 )

http://www.youtube.com/watch?v=zEkDMCAswPc



هذا الفيديو يُبيّن طرِيقَة تَعْلِيم القِرْد الوُقوف على قَدَميهِ حَيْثُ يتِمُّ رَبْط الأَطْراف الأَمامِيَّة لِلقِرْد خَلْفَ ظَهْرِهِ وتَعْلِيقهِ مِنْ رَقَبتِهِ في الدقِيقة 2.13  ، كذلِك طالِعوا في عيْنيِّ القِرْد والمُركَّزَة عَلَيْهُما الكاميرا كُلَّ مايُمْكِن أَنْ يُقال وكُلَّ ما يُعبِّرُ عَنْ حالَةِ القِرْد في وَضْعٍ كهذا .  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 2 )

http://www.youtube.com/watch?v=JQFrMDJe0jY

TOPENG MONYET ALA ROCKER PART 1


_______________________________________________

( 3 )


http://www.youtube.com/watch?v=JKhx5OeZQbE

Monkey Business

______________________________________________
 ( 4 )


http://www.youtube.com/watch?v=zd07BEf9pYs
Jakarta Monkey Tour , Topeng Monyet , Part One


للإِخْوَة والأَخَوات المُتابعين والمُتابِعات :                                                          
في هذا الشَرِيط يُمْكِنُ مُلاحظة الخَوْف والفَزَع الَّذِي يَعْتَري القِرْد مِن الدَهْسِ بِالسيَّاراتِ المارَّة وهو مُجْبَر على الوُقوفِ قَرِيباً مِنْها جِدَّاً ويُحاوِلُ حِمايَةَ نَفْسِهِ على قَدْرِ اسْتِطاعتِهِ وتَجاهُلِ صاحِبِ القِرْدِ احْتِياجاتِ القِرْدِ تَماماً مِن الأَمانِ والاحْتِياجاتِ الأُخْرَى ، كذلِك لاحِظوا / لاحِظْنَ وَجْهَ القِرْدِ الحزِين وعَيْنيهِ المُعبِّرة وفيها يأْس ولارَجاء ، كما الإِحْساس بِالمتاهةِ في بِيئةٍ لَيْسَتْ لَهُ وهو لَيْسَ مُؤْهَّلاً لَها وغَرِيباً عَنْها .                                            
________________________________________


( 5 )

http://www.youtube.com/watch?v=O0BVnwuMm8A

Jakarta Monkey Tour , Topeng Monyet, part Two

_________________________________

( 6 )


http://www.youtube.com/watch?v=OxHCjM2oWmw

Street Monkey Mask and Feet Indonesia


هذا الفيديو يُظْهِرُ القِرد بِقِناعِ الأَطْفال
____________________________________

( 7 )

http://www.youtube.com/watch?v=pcNJLZizIR4
Topeng monyet (monkey show)

_____________________________________________

( 8 )

http://www.youtube.com/watch?v=LmxVdwwIpVY


topeng monyet
____________________________

101



عروض القِردة المُقنَّعة في اندونيسيا ، تَعْذيب تامّ                        
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                      
ترجمة : شذى توما مرقوس                                
11ـ 11 ـ 2013   الأثنين                                  
( مُترجم عن الألمانية )                                    

رابط المادة المترجمة : ــ                                                                        
http://wissen.de.msn.com/mensch/qualvolle-affenshows-in-indonesien-zum-niedlichsein-verdammt

حُرِّرَ في 30 ـ 10 ـ 2013 ، مِنْ قِبل : دانييل بوث .                                        
                                                                              


عليهم أن يرقصوا ، أن يسوقوا الدراجة ، وأن يُضحِكوا المارَّة ، قِردة تَتَزيَّا بِأَزْياءٍ مُخْتَلِفَة   في العاصمة الاندونيسية جاكارتا .                                                                    
لطالما ثار حُماة حقوق الحيوان ضد هذا النوع من تَعذيب الحيوانات ، وأخيراً هُناك أمل لهذهِ القردة .                                                                                                
حُماة حقوق الحيوان يُطالبون مُنْذُ زمن طويل بِحظْرِ هذهِ الظاهرة ، وأخيراً بِجلاءٍ ووضوحٍ نظرت السُلطات الحكومية أيضاً للأمر بجِدِيَّة ، فالقرود التي تَتَزيَّا الأَزْياء لترْقُص وتُمتِعُ المارَّة يجبُ أَنْ تختفي عن شوارع العاصمة جاكارتا .                                              
وإن سارت الأمور بحسب مايبغي السيد مُحافِظ جاكارتا يوكو فيدودو فإن هذهِ العروض في الشوارع ( ويقصد بها ظاهرة القِردة المُقنَّعة التي تَتَزيَّا بِأَزْياءٍ مُخْتَلِفَة وتقدم عروض الرقص وسياقة الدراجة لتُمتع المارَّة ..... إلخ ) والمعروفة بإسم ــ القرود المُقنَّعة ــ ستغدو في القريب العاجل  شيئاً من الماضي ، وهو يرغب  أن تخلو المدينة تَماماً من هذهِ الظاهرة في العامِ القادمِ ، هذا المنْع لايخدمُ فقط النِظام العامّ ومطالب حُماة حقوق الحيوان كما يقول ، وإنما أيضاً لمنع وإيقاف وسائل نقل بعْض الأمراض عن طريق هذهِ الحيوانات .

ــ بالتعذيب القاسي الصارم يتِمُّ جعل الحيوانات سلِسة طائعة                                    

لهذهِ الحيوانات قصة مُعاناة طويلة ، ففي المناطق والأَحياء الشرقية الفقيرة مِنْ جاكارتا والتي تُسمَّى بـِقرية القُرود يتمُّ تدريب هذه القِردة تدريباً قاسياً صارماً ( كالتداريب العسكرية )  لتكون سلِسة طائعة تؤدي العروض المطلوبة منها ، حُماة حقوق الحيوان يتحدثون عن طُرق تعذيب يتبعها المُروِّضون لِجعل هذه الحيوانات سلِسة طائعة ، إذْ عليها أن تتعلَّم الوقوف على أرجلها الخلفية وترقص ، فتُربط القرود من نوع المكاك ولِمُدَّة طويلة بسلاسل تُصيِّرُ قامتها منتصبة ومستقيمة ، كما تُقْتَلعُ أسنانها حتى لاتعضُّ أحداً .  
ولأجل هذه العروض والتي غالباً ما تجري وكما هو معروف في التقاطعات المرورية للمدينة وتؤدي إلى تعطيلها وسدّها يتم إكساء القِرد بِزِيٍّ ما ، ويحمل قناعاً بلاستيكياً لوجه طفل أو يرتدي قبعة راعي البقر الكاوبوي ، وعليه التلويح بِمظلَّة شمسية صغيرة أو سياقة دراجة صغيرة .                                                                                            
بِحسبِ بيانات حُماة الحيوان إن حيواناً تعرض لهكذا إجراءات ومرَّ بها  لايعود مؤهلاً ولا قادراً على العيش في حديقة الحيوان مع القِردة الأخرى من أقرانه ، وكذلك لايعود قادراً على العيش حُرَّاً  في الغابة .                                                                            

ــ ليس نادراً : السل الرئوي والتهاب الكبد                                                            

قامت شبكة جاكارتا لأَجْلِ الحيوان ( يان ) في جاكارتا وبالتعاون مع الدائرة القانونية للمدينة بإنقاذ أربعين قرداً من نوع المكاك خلال العامين كانت الكثير من هذه الحيوانات مريضة تعاني من السل والتهاب الكبد . ولهذا تمَّ عزل هذه الحيوانات كخطوة أولى في الحجر الصحي ، وفي المُستقبل سيُهيأ قاطع خاصّ مِنْ حديقة الحيوان في جاكارتا  كموطن دائم لاستقبال هذهِ الحيوانات لِتُقِيم فيهِ .                                                              
في ذات الوقت الترتيبات الجديدة للسيد يوكو فيدودو وُضِعت موضع التنفيذ ، وتقريباً تمَّ إنقاذ أربعة وعشرين قرداً منذ ذلك الحِين كما أعلنَتْ السيدة فيمكي دين هاس من يان في جاكارتا وبحسب تخميناتها لازال هُناك حوالي 350 قرداً أكثرهم من نوع المكاك طويل الذنَب يتمُّ تسْخِيرها لإضْحاكِ المارَّة .                                                                  

ــ هي تجارة مُربحة .                                                                                    

للمُروِّض كان ولازال ترويض القردة وتدريبها يُعدُّ عملاً  تجارِياً مُربِحاً .                      
المشترون مستعدون أن يدفعوا مليون ونصف روبية ( والتي تُعادل مئة إيرو تقريباً ) لأجل القرود المُقنعة من نوع المكاك للقِرد الواحد .                                                        
كثيرون يعترضون على قرار منع عروض القِردة المقنعة باعتبارهِ قراراً يسلبهم مصدر عيشهم ورزقهم ، وواحدة منهم هي ـ ساريناه ــ ذات السبع والثلاثين عاماً ، وهي تملك 13 قرداً وهذهِ القرود تقدم دوريَّاً وبانتظام عروض في الشوارع .                              
تقوم ساريناه بإعارة القرد ليوم واحد بمبلغ 2.20 إيرو ، هي تقول بأنها تُعامل حيواناتها جيداً وبحب كأطفال ٍ لها ، وتضيف إنهم مصدر رزقها فكيف تستطيع معاملتهم بسوء ، هذا غيْر وارد إطلاقاً .                                                                                          
علِمتْ ساريناه إن الدوائر الحكومية قرَّرَتْ تنفيذ تعليمات وترتيبات السيد المُحافظ الصادرة في هذا الشأن وإن سبعة من القِردة التي تمتلِكها سيَتمُّ مُصادرتها دُفعة واحدة . حتى إن الدائرة الحكومية للمدينة عرضتْ عليها شراء القِردة منها بمبلغ  65  إيرو تقريباً  ، إلاَّ إِنّها َ غير راضية بهذا ، حيث تقول ساريناه وهي أُمّ لِثلاثةِ أَطْفال : طبعاً خذلني هذا  ، ولكِنْ لا أَسْتطيعُ أنْ أفعلَ شيْئاً حيال ذلِك .                                                            

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



ملاحظة :  
                      
JAAN
يان                                                                                        
هي اختصار لـ : ـ                                                                              
  Jakarta Animals Aid Netswork

وتعني : شبكة جاكارتا لأجل الحيوان                                                    
وهي منظمة تهتم بحماية الحيوان وحقوقه في جاكارتا .                              





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                      

روابط لِلمُشاهدة : ــ                                                                          
 



http://www.youtube.com/watch?v=JQFrMDJe0jY

TOPENG MONYET ALA ROCKER PART 1

_______________________________________________



http://www.youtube.com/watch?v=JKhx5OeZQbE

Monkey Business


______________________________________________


http://www.youtube.com/watch?v=zd07BEf9pYs

Jakarta Monkey Tour , Topeng Monyet , Part One


________________________________________


http://www.youtube.com/watch?v=O0BVnwuMm8A

Jakarta Monkey Tour , Topeng Monyet, part Two

_________________________________





102
مَا الَّذِي تَهْدِمهُ المَحَبَّة  ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الجمعة 16 ـ 4 ـ 1999/ السبت 9 ـ 1 ـ 2010

قَدْ يَكُونُ لِلمَحَبَّةِ تَعْرِيفاتٍ كَثِيرَةٍ تَصِفُها لَنْ أَبْحَث في شَأْنِها هُنا ......... لَكِنَّني سَأَكْتَفِي بِتَعْرِيفي الشَخْصِيِّ البَسِيطِ لَها والَّذِي لايَرْتَقِي في أَيِّ حَالٍ مِن الأَحْوالِ إِلى تَوْصِيفاتِ المُخْتَّصين لَها وتَنْتَفي المُقارَنَة فيهما .......                           
في تَعْرِيفي الشَخْصِيِّ إِنَّ المَحَبَّة شُعُورٌ صَالِحٌ وجَمِيلٌ ورَقِيقٌ غَايَتَهُ التَّواصُل مَعَ الآخَرِ ، هذا الشُعُور الصَالِح يَحْمِلُ الخَيْرَ لِلآخَرِ ويُكَلِّلُهُ بِغَارِ التَفَهُّمِ والعِنَايَةِ وقُبُولِ الاخْتِلافِ ويَسْعَى مَعَهُ لِضِفَةِ التَعَاضُدِ واحْتِرامِ حُرِّيَتِهِ بِصِفَتِها المُخْتَلِفَةِ فيَمْتَدُّ الخَيْر تَواصُلاً مُسْتَمِّراً لايَنْضُبُ مَعِينه ......                                       
المَحَبَّة هي غَيْر الحُبّ فلِكُلٍّ خَصائِصهُ ومُميزاته .                                       
****************************                   
المَحَبَّةُ لاتَهْدم                                                                                   
وأَنا أَقولُ : المَحَبَّة تَهْدم إِنْ مَالَت ولَوْ قَيْد شَعْرَة عَنْ خَصائِصِها وإِمْكانِياتها .   
واحِدَةٌ مِنْ خَصائِص المَحَبَّة هي تَقَبُّل الكائن الآخَر كما هو بِزلاتِهِ وعيوبِهِ وحسناتِهِ مَعَ احْتِرامِ حُرِيتِهِ وإِرادتِهِ ........                                               
فهَلْ نَرْتقي إِلى هذا ؟                                                                         
قَدْ يَكونُ ذلِك صَعْباً إِنَّما لَيْسَ مُسْتَحيلاً ،  فالمُحاولَةُ كرامةٌ قَدْ نَنالُها بِبَعْضِ جُهُودِنا ......                                                                                   

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                 

...... نُحِبُّ الأَهْلَ ،الأَشِقاء ، الشَقِيقات ، الأَصْدِقاء ، الصَدِيقَات والأَقْرِباء  ......... إلخ ؛ هذا الحُبُّ يَدْفَعُنا لِلحِرْصِ والقَلَقِ عَلَيْهم ، فنَفْعَلُ الكَثِيرَ مِنْ أَجْلِهِم ، الحِرْص يَتَجَلَّى في اهْتِمامِنا بِهِم وبِحَيَاتِهِم ، نَنْصَحُهُم ، نُعْطِيهُم الارْشادات ، نُقَدِّمُ لَهُم الهَدَايا بِمُناسَبَةٍ وبِدُوْنِ مُناسَبَة ، نُبَلِّغُهُم بِضَرُورَةِ الحِرْصِ في قِيادةِ السَّيَّارةِ ، أَوْ بِضَرُورَةِ الذِهابِ لِلطَبِيبِ إِنْ شَعِرُوا بِوَهْنٍ أَوْ ضُعْفٍ أَوْ وَعْكَة ، وأَيْضاً نُرافِقُهُم إِلى الطَبِيب زِيادَةً في الحِرْصِ ، نَشْرَحُ لَهُم أَهَمِّيَّة التَرْكِيزِ على مُسْتَقْبَلِهِم ودُرُوسِهِم ، نَقُولُ لَهُم بِضَرُورَةِ الانْتِباهِ عِنْدَ الذَهابِ والإِيابِ ، نُذَكِّرُهُم بِالعُطَلِ الرَسْمِيَّة وضَرُورَةِ التَهَيُّؤ لَها ، نرافِقُهُم في كُلِّ لَحْظَة ٍمِنْ لَحظَاتِ حَيَاتِهِم .......   
لَقَدْ اخْتَنَقْتُ وأَنا أُعَدِّدُ كُلَّ هذا ، فكَيْفَ لَهُم أَنْ لايَخْتَنِقُون حِيْنَ يُغْرِقَهُم الآخَرُون بِهَكذا اهْتِمام ؟                                                                                 
شُعُور المُحِبِّ المُهْتَمِّ هو إِنَّهُ يَفْعَلُ الصَحِيحَ والطَبِيعِيّ والوَاجِبَ الَّذِي تُمْلِيهِ عَلَيْهِ مَحَبَّتهُ لَهُم ، وهو يَرْجُو لَهُم الأَفْضَلَ دائماً فآلامَهُم آلامَهُ وافْرَاحَهُم سَعَادَتَهُ ........
هَلْ فَكَّرَ هذا الشَخْص الَّذِي يَغْدِقُ الآخَرِين بِمَحَبَّتِهِ واهْتِمامِهِ كَيْفَ يَشْعُرُون هُم ؟ 
زَلَّتَهُ إِنَّهُ لايَطْرَحُ سُؤَالاً كَهذا ، فهو غَارِقٌ في مَحَبَّتِهِ لَهُم واهْتِمامِهِ ويُرِيدُهم أَنْ يَتَقبَّلُوا هذا السَيْل والانْهِمار ويَغْرَقُوا فيه مُمْتَّنين لَهُ ......                             
غَالِباً ماتَكُونُ الحَقِيقَة صَادِمَة حِيْنَ يَتَبَيَّن إِنَّ هذا الاهْتِمام يُضايقُ الشَخْصَ الَّذِي يُصِيبهُ والَّذِي هو مَوْضِعَ الاهْتِمامِ ، ولايَتْرُكُ لَهُ فُسْحَةً لِلتَنَفُّسِ ، ويَخْنُقُهُ ويَشْعُرُ بِأَنَّ هذا كُلَّهُ تَدَّخُلٌ مُزْعِج وغَيْرُ مُرِيح ومَرْفُوضٌ في حَيَاتِهِ ، وإِنَّه يُعَامَلُ كَمُعامَلَةِ الطِفْلِ الرَضِيع أَوْ الَّذِي يَحْبُو ، وإِنَّهُ شَخْصٌ غَيْر بَالِغ أَوْ نَاضِجٍ في عُيُونِ المُهْتَمِّ بِهِ  ......                                                                                         
نَتِيجَة هذا الشُعُور هو المُلاحَقَة والهُرُوب ، فالشَخْص الَّذِي يَحْظَى بِهذِهِ العِنايَة يَكُونُ في مُحاوَلَةٍ دَائِمَة لِلابْتِعادِ عَمَّنْ يَغْمُرهُ بِها ويَتَخَلَّصُ مِنْ مَبْدَأ الوِصايَةِ المُبَطَّنَةِ بِغِطاءِ المَحَبَّةِ والاهْتِمامِ ، يَرْكُضُ بَعِيداً عَن مَرْمَى الاهْتِمامِ لِيَبْنِي حَيَاتَهُ كَما تَشَاءُ إِرادَته ، فيَبْتَعِدُ ويَجْنَحُ نَحْوَ قَطْعِ العَلاقَاتِ وعَدَمِ إِفْساحِ المَجَالِ لِلمُقابِلِ وإِظْهارِ الجَفَاءِ والإِهْمالِ .                                                                   
هذا الهُرُوب يَخْلُقُ الأَلَمَ في النَفْسِ العَامِرَةِ بِالمَحَبَّةِ والاهْتِمامِ اتجَاهَه ، وتَبْرُزُ لَدَيْهِ القَنَاعَة بِأَنَّهُ تَمَّ اسْتِغْلالَهُ ومُغَرَّر بِهِ ، وإِنَّ كُلَّ ما يُقَدِّمهُ لاقِيمَةَ لَهُ فهو لايُلاقِي غَيْرَ النُكْرَانِ والجُحُودِ .....                                                                   
يُمْكِنُ مُلاحَظَةَ بَعْض حَالاتٍ قَرِيبَةِ الشَبْهِ بِما مَرَّ مَعَ الاحْتِفاظِ بِخُصُوصِيَّةِ هذهِ الحَالاتِ ( بَعِيداً عَن التَعْمِيمِ ) بَيْنَ شَخْصٍ مَرِيضٍ في العَائِلَةِ والشَخْصِ الَّذِي يَتَوَلَّى رِعايَتَهُ والاهْتِمامَ بِهِ ، فالمَرِيض يَكُونُ عَصَبيَّاً ، حَسَّاساً ، غَيْر سَهْل التَعامُلِ مَعَهُ ، نَتِيجَة لِشُعُورِهِ بِعَجْزِهِ فيُظْهِرُ كُلَّ غَيْظِهِ وغَضَبِهِ ويَصُبُّهُ على الشَخْصِ الَّذِي يَتَوَلَّى رِعايَتَهُ ......                                                         
يَشْعُرُ المَرِيضُ بِأَنَّهُ عَاجِزٌ وعَالَة ، وهذا الشُعُور يُحَطِّمُ فيه إِحْسَاسَهُ بِقِيمَتِهِ وأَهَمِّيَّتِهِ ، فيَغْدُو شَخْصاً جَافَ الطِبَاعِ ، حَاداً ، غَلِيظاً في تَعامُلِهِ مَعَ الآخَرِين ومَعَ مَنْ يَرْعَاهُ بِالذَاتِ لأَنَّهُ يُذْكِّرهُ بِعَجْزِهِ وعَدَمِ قُدْرَتِهِ ......                                 
في هكذا أَوْضاع مُتَشَابِكَة لابُدَّ مِنْ تَخْفِيفِ الاهْتِمامِ ووَضْعِ حُدُودٍ لَهُ حَتَّى يَشْعُرُ الشَّخْصُ المُقابِل بِالرَاحَةِ والثِقَةِ والقُدْرَةِ في الاعْتِمادِ على النَفْسِ ، قَدْ يَشْعُرُ الشَّخْصُ المُهْتَمُّ في هكذا وَضْع بِأَنَّهُ أَنانِيٌّ ولايُؤْدِي وَاجِبَهُ على أَكْمَلِ وَجْهٍ نَحْوَ مَنْ يُحِبّهُم ويَرْغَبُ في رِعَايَتِهم مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ ، لَكِنْ لا بَأْس ، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الإِنْسَان أَنانِيَّاً بَعْضَ الشَيْءِ لِيُحِبَّ نَفْسهُ بِما يَكْفِي فلا يُزْعِجُ الآخَرِين ولا يُشْعِرَهمُ بِتَدَخُّلِهِ في حَيَاتِهِم ، بَلْ بِاحْتِرامِهِ لِحُرْيَّتِهِم وحَيَاتِهِم الشَخْصِيَّة .                     
كُلَّما تَناقَصَ حُبُّ الإِنْسَان لِذَاتِهِ كُلَّما زَادَتْ جُرْعَةُ المَحَبَّة نَحْوَ الآخَرِين حَتَّى أَغْرَقَتْهُم وأَفْقَدَتْهُم القُدْرَة على التَنَفُّسِ ، وهذهِ هي النُقْطَة بِالذَات الَّتِي نَرَاها سَائِدَة في العَلاقَاتِ البَشَرِيَّة ولانَسْتَطِيعُ فِهْمَها أَوْ تَفْسِيرَها بِغَيْرِ الحَظِّ ، حَيْثُ نَرَى أَشْخاصاً يُحاوِلُون تَقْوِيَة الأَواصِرِ بَيْنَهُم وبَيْنَ أَشْخاصٍ لايُبْدُون نَحْوَهُم أَيَّ اهْتِمام أَوْ القَلِيل مِنْهُ جِدَّاً ، بَيْنَما وفي الوَقْتِ ذَاتِهِ يَتَهَرَّبُون أَوْ يَرْسمون مَسافَة تَباعُدٍ بَيْنَهُم وبَيْنَ مَنْ يُحِبُّونَهم ويُبْدُون نَحْوَهُم كَبِيرَ الاهْتِمامِ ، إِنَّهُ الشُعُورُ بِفُسْحَةِ الحُرِيَّةِ وعَدَمِ التَدَخُّلِ في حَيَاتِهِم إِلاَّ بِقَدْرِ مايَسْمَحُون ويُقَرِّرُون .                     
أَحْياناً المَحَبَّة وعَن غَيْرِ عَمَدٍ تَهْدِمُ جُسُورَنا نَحْوَ الآخَرِين وتَبْعَثُ بِهم بَعِيداً عَنَّا ........                                                                                           
إِلى جَانِبِ المَحَبَّة لِمَنْ نُرِيدهُم ونَرْعَاهُم : إِخْوَة ، أَخوات ، أُمَّهات ، أَصْدِقاء ، آباء ، صَدِيقات ، أَعِزَّاء .....  إلخ ، يَجِبُ أَنْ تَبْقَى فُسْحَةً مِن الحُرِيَّةِ مَفْتُوحَة تَكُونُ مُتَنَفَّساً لِكُلِّ الأَطْرافِ ومِيزاناً لِلتَفَهُّمِ والعَدالَةِ والتَعاونِ واحْتِمالِ الآخَر مَهْمَا ثَقُل .                                                                                             
كَمْ مَرَّةٍ خْذُلكَ المُقَرَّبُون والأَحِبَّاء حِيْنَ فَسَّروا اهْتِمامك الكَثِير بِهم والنَابِع مِنْ عَمِيقَ مَحَبَّتك لَهُم إِلْحَاحاً ومُضايَقة ......                                                 
كَمْ تَوالَدَتْ عَن هذا الشُعُورِ بِالخِذْلانِ مَشَاعِر مُتَضَارِبَة حُزْناً ، ضِيقَاً ، هُمُوماً ، عَدَمَ الثِقَةِ بِالآخَرِين ، الرَغْبَة في الابْتِعادِ عَنْهُم ، الأَلَم ، الانْحِسارِ عَنْهُم ، إِبْداءَ اللامُبالاةِ ، الغَضَبِ ..... إلخ ، مَشَاعِرُ مُؤْلِمَة حَزَّتْ كَثِيرَاً في نَفْسِك وأَشْعَرَتْكَ كَمْ إِنَّ الإِنْسَانَ وَحِيدٌ في هذا العَالَمِ مَهْمَا تَعَدَّدَتْ صِلاتَهُ ومَهْمَا كَثُرَ الأَحِبَّاء والخِلان .

********************************                   

المَحَبَّة الغَزِيرَة الَّتِي تَنْدَلِقُ بِلاتَحَسُّبٍ وبِلا اعْتِناءٍ تُغْرِقُ ماحَوْلَها مِن الزرُوعِ وتَقْطَعُ عَن كُلِّ الشَتْلاتِ الأَنْفاس .                                                           
المَحَبَّة كي تَبْنِي يَجِبُ أَنْ تَكُونَ نَبْعاً يَتَقَطَّرُ بِهُدُوءٍ وتَروٍّ وأَنَاةٍ وبِقَدْرِ الحَاجَةِ ..... المَحَبَّة المُنْدَلِقَة تَفِيضُ بِلا انْضِباطٍ ، وتَتِيهُ عَن هَدَفِها ، وتُصِيبُ أَهْدَافاً أُخْرَى غَيْر مَرْغُوبٍ فيها ....                                                                         
******************                             

كَوْن المَرْء خَالاً ، أَوْ عَماً ، أَوْ جِداً ، أَوْ أُمَّاً ، أَوْ أَباً ....... إلخ ، هذهِ الصِلَة أَبَداً لاتَمْنَحَهُ الحَقَّ في أَنْ يَمْلأَ حَيَاةَ الآخَر بِالانْتِقاداتِ واللَوْمِ في كُلِّ صَغِيرَةٍ وكَبِيرَة فهذا مَسْلَكٌ خَاطِئٌ لِلتَعْبِيرِ عَن الاهْتِمامِ بالآخَر ومَحَبَّتِهِ رَغْمَ إِنَّ هذا المَسْلَك يَنْبَعُ في جذُورِهِ لَدَى البَعْض مِنْ دَافِعِ المَحَبَّةِ العَمِيقِ لَهُم ، هو في أَفْضَلِ الأَحْوالِ سيُعْطِي صُورَةً مُعاكِسَة تَماماً ، صُورَة تُعَبِّرُ عَن عَدَمِ الاحْتِرامِ والاحْتِقارِ والتَصْغِيرِ والتَشْكِيكِ في القُدراتِ ، وهذا لَيْسَ حَقَّاً مَشْرُوعاً تَأْتِي بِهِ صِفَة القَرابَةِ تلْقائِياً فالآخَر هو كَيانٌ إِنْسَانِيٌّ مُماثِلٌ مُتساوٍ ، لَهُ حَيَاتَهُ خَاصَّتَهُ ولايُمْكِنُ مُطَالَبَتهِ بِأَنْ يَكُونَ نُسْخَة عَن أَحَد ، يَجِبُ الاعْتِراف بِحَقِّهِ في أَنْ يَعِيشَ ويُفَكِّرُ بِالطَرِيقَةِ الَّتِي يَخْتَارها ويَرْغَبُ فيها ، وأَنْ يُحْفَظَ حَقُّهُ كَامِلاً في أَنْ يُخْطِئَ ويَتَعلَّمُ مِنْ أَخْطائِهِ مَهْمَا عَظُمَتْ أَوْ أَثَارَتْ هذه الأَخْطاءُ الانْزِعاجَ والحَيْرَةَ والعَذَابَ ، صِلَةُ القَرابَةِ الَّتِي تُعْطِي هذه المَحَبَّة عَلَيْها أَنْ تَقُولَ لِمَنْ تُحِبَّهُم : إِنَّها هُنا ولأَجْلِهِم كُلَّما احْتَاجُوا ذلك دُوْنَ تَدَّخُلٍ صَارِخٍ وضَاغِطٍ في حَيَاتِهم .                                   
بِاسْمِ المَحَبَّةِ يَتَدَخَّل الكَثِيرُون في حَيَاةِ الغَيْرِ دُوْنَ قَيدٍ أَوْ خَجَل ، بَلْ يَقْتَحِمُونَها اقْتِحاماً دُوْنَ اسْتِئْذانٍ .                                                                       
باسْم المَحَبَّةِ يَحْتَقِرُ الكِبارُ الأَصْغَرَ مِنْهُم سِنَّاً ويَسْتَخِفُونَ بِهِم وبِكُلِّ مايَفْعَلُون ، ويُطالِبُونَهُم بِالكَثِيرِ ، دُوْنَ أَنْ يَعِنَّ لَهُم السُؤال : مِنْ أَيْنَ لِصِغارِ السِنِّ  أَنْ يَتَعَلَّمُوا كُلَّ ما تَعَلَّمهُ الكِبار وهُم بِنِصْفِ أَعْمَارِهِم مثَلاً  ؟                                         
لَقَدْ وطَأَتْ أَقْدامُ الكَثِيرِين الشَيْخُوخَةِ ولا زَالُوا يَرْتَشِفُونَ مِن الحَيَاةِ بِخُطُواتٍ وئِيدَةٍ طَرِيقَةَ التَفْكِيرِ الصَحِيحِ والتَصَرُّفِ الصَحِيح ، فكَيْفَ لِمَنْ هُم في أَعْمارٍ أَصْغَر أَنْ يَتَصَرَّفُوا تَصَرُّفاتٍ مَدْرُوسَةٍ يُطَالَبُونَ بِها ، دُوْنَ أَخْطَاء ، لِماذَا تُتِيحُ صِلَةَ القَرابَةِ هذه تَصَيُّدَ أَخْطاءِ الآخَرِ ؟                                                     
لِماذَا يَتَغاضَى الكِبارُ مَرَّات عَن تَقْيِيمِ مايَكُنُّهُ لَهُم الصِغَار مِن مَحَبَّةٍ واحْتِرامٍ واهْتِمامٍ ولايَأْخُذُونَه بِعَيْنِ الاعْتِبارِ ؟                                                       
لِماذَا يَكُونُ الكِبار لِمَرَّاتٍ ومَرَّات مُنْتَقِدينَ مُشَكِّكِينَ مُعْتَرِضينَ على كُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها الأَصْغَرُ سِنَّاً ؟                                                                       
لِماذَا لايُدْرِكُ الكِبار سِوَى أَلَمَهُم ، فيُعَبِّرُونَ عَنْهُ بِقَسْوَةٍ تَجْرَحُ الآخَرِين ، وقَدْ يَصِلُ الأَمْرُ إِلى اسْتِعْمالِ كَلِماتٍ قَاسِيَة ، نَابِيَّة ، قَارِصَة ، لِلتَنْبِيهِ عَن الأَخْطاءِ ؟   
لِماذَا يَتْرُكُ الكِبارُ الفُرْصَةَ لِمَحَبَّتِهِم العَارِمَةِ كي تَجُرُّهُم نَحْوَ الوَحْدَةِ والانْقِطاعِ عَن الآخَرِين ؟                                                                                       
لِماذَا وفي أَحْيانٍ كَثِيرَة يُثْقِلُ ذَوُو القُرْبَى خَيالاتَهم بِتَصَوُّراتٍ لاصَحِيحَةٍ عَن الغَيْر، حَتَّى تَجُرُّ هؤلاءِ الغَيْر لِلحَيْرَةِ في اخْتِيارِ طَرِيقَة التَعامُلِ مَعَهُم وغَالِباً ماتَكُونُ الابْتِعاد والتَجَنُّبِ ؟                                                                             

المَحَبَّة حِيْنَ تَكُونُ مُفْرَطَة وسَائِبَة بِلاقَوائِم أَوْ حُدُود غَالِباً ما تَأْخُذُ شَكْلَ الوِصايَة الَّذِي يُزْعِجُ الآخَرِينَ مِمَّنْ هُم مَوْضِعَ المَحَبَّة وتَقْطَعُ جِسْرَ التَواصُلِ ......           
المَحَبَّة بِشَكْلِ الوِصايَةِ فَخٌ مِن المُمْكِنِ أَنْ يَقْعَ فِيهِ أَيَّاً مِنَّا دُوْنَ انْتِباهٍ أَوْ تَحَسُّب  ..........                                                                                         
نَرَى بَعْضاً مِنْ مَلامِحِ هذهِ المَحَبَّةِ الَّتِي تَأْخُذُ شَكْلَ الوِصايَة في الصُورَةِ المُقدَّمة عَنْ علاقِةِ الله بِالإِنْسَانِ ، حيْثُ الله وقَدْ أَحَبَّ الإِنْسَانَ مَحَبَّةً بِلاحُدُودٍ وهكذا فَإِنَّ كُلَّ مايُرِيدهُ الله لِلبَشَرِ وحَتَّى مَصَائِبَهُم وفَواجِعَهُم هي لَحِكْمَةٍ مِنْهُ لاتُدْرَك لأَنَّ البَشَر قَاصِرينَ عَن فِهْمِ إِرادَةِ الله وعُمْقِ مَحَبَّتِهِ لَهُم ، هذهِ المَحَبَّة تَمْنَحُ الله الحَقَّ بِأَنْ يَشُقَّ قُلُوبَ الأُمَّهاتِ ويُمَزِّقها تَمْزِيقاً حِيْنَ يَسْلُبَهُنَّ أَبْناءَهُنَّ بِالمَوْتِ ، كَما يُعانِي المَرْضَى مِنْ أَمْراضٍ آلامها لاتُحْتَمل ، وتَسْمَحُ بِوِلادَةِ المُشَوَّهين والمُعوَّقين الَّذِين يُعانُون مَعَ آبائِهِم كُلَّ المُعانَاةِ ، وتَسْمَحُ بِحِرْمانِ الكَثِيرِ مِن الرِجالِ والنِساءِ مِنْ حَقِّ الأُبُوَّةِ والأُمُومةِ ........ إلخ .                                                     
بِما أَنَّ الله يُحِبُّنا فعَلَيْنا أَنْ نَخْضَعَ لَهُ ولانَعْتَرِضُ على إِرادَتِهِ ، وأَيّ اعْتِراضٍ هو إِثْمٌ ومَلامَة سنُحاسَبُ عَلَيْها يَوْم القِيامَةِ إِذْ عَجِزْنا عَن فِهْمِ مَحَبَّتِهِ الوِصايَة .     
كُلُّ الحُقُوق لله الَّذِي يُحِبُّنا فوِصايَتَهُ عَلَيْنا حَقٌّ ، فالإِنْسَان قَاصِرٌ ويَحْتَاجُ لِلوِصايَةِ ولاحُقُوقَ لِلإِنْسَانِ العَاقِ الجَاحِدِ لِمَحَبَّة الله وإِرادَتِهِ الصَالِحَة ، وعلى الإِنْسَانِ إِنْ يَسْمَعَ دائِماً لله ومايُرِيدهُ ، وأَنْ يُطابِقَ إِرادَتَهُ مَعَ إِرادَةِ الله وإِلاَّ فهو جَاهِلٌ وآثِمٌ .
البَعْضُ مِن البَشَرِ يَرُونَ في هذا غَايَةَ الحِكْمَة وآخَرُون سَاورَتْهُم الشُكُوك في كُلِّ ماقِيلَ عَنْها وأَثْقَلَتْ كَاهِلَهُم تلك الوِصايَة الرَبانِيَّة فانْقَطَعَ جِسرَ التَواصُلِ مَعَ هكذا إِلَه .                                                                                               
لَيْسَ غَرِيباً كُلّ هذا فالإِنْسَان أَخَذَ مِنْ صِفاتِ ذَاتِهِ وفَاضَها على صِفاتِ الله فَصَوَّرَ الله مُحِبَّاً حِيْناً وغَاضِباً حِيْناً آخَر ، رَحِيماً ذاتَ مَرَّة ومُنْتَقِماً مَرَّةً أُخْرَى ، مُتَأَلِّماً لِوَقْتٍ ما وسَعِيداً لِوَقْتٍ آخَر ......... إلخ .                                                 


سَلامٌ ومَحَبَّة لِلقَارِئاتِ والقُرَّاء .                                                             

103


الإِنْسَان مِنْ علْيائِهِ .......
( عَنْ حَيَواناتِ التَجارُب )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس                                   
الأربعاء 24 / 4 / 2013   
                               



الإِنْسَانُ كَائِنٌ يُحِبُّ العُنْف ويَسْتَلِذُّ بِهِ ، إِنَّه يَحْمِلَهُ تَحْتَ جِلْدهُ وفي مَساماتِهِ، وكُلَّما أُتِيحَت لَهُ الفُرْصَة نَفَثَهُ في وُجُوهِ الآخرين ، اسْتِخْدام الحَيَوانات لِلتَجارُب شَكْلٌ مِنْ أَشْكالِ هذا العُنْف ، الهَدَف هو الحَيَوان .                                             
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                   


....... وأَنْتَ تَتَناولُ الدَواء ، تَذكَّر أَنَّ حَيَواناً مسْكِيناً بَرِيئاً لاذَنْبَ ولامَصْلَحةَ لَهُ فيما لكَ قَدْ عُذِّبَ واحْتُجِزَ في قَفَصٍ ، فقُطِع عَنْ بِيئَتِهِ الطَبِيعِيَّة وحَيَاتِهِ العادِيَّة ، واُسْكِنَ القَفَص رُغْماً عَنْهُ  ، لَيْسَ لَهُ مايَفْعلَهُ سِوَى الانْتِظار وتَحمُّلِ الآلامِ المُبْرِحة الَّتِي سُقِي بِها دُوْنَ أَنْ يَنالَ عِلاجاً ومُسكِّناً لآلامِهِ ، وحِيْنَ انْتَهت الحاجة إِلَيْهِ قُتِلَ ورُمِي بِهِ إِلى القُمامة ، أَوْ سلَّةِ الزِبالةِ ، وفي أَفْضَلِ الأَحْوالِ فُرْن الحَرْقِ ......                                                       
حَيَاةٌ كامِلَة لِحَيَوانٍ بَرِيءٍ أُعْدِمَتْ مِنْ أَجْلِ أَنْ تَتَناولَ الدَواءَ المُعالِج لآلامك مُقابِل آلامٍ لا تَتَوقَّف لِلحَيَوان ، أَوْ تَسْتَخْدِمَ لِهَوى في نَفْسِك  قَلَمَ تَلْوينِ الشِفاه ، أَوْ أَحْمَرَ الخُدُود ، أَوْ إِحْدَى الكرِيمات ، أَوْ تَسْتَعْمِلَ مَسْحُوقاً مِنْ مساحِيقِ الغسِيل ، أَوْ مَنْتُوجاً كيميائياً ، أَوْ تَتَناولَ مُنْتَجاً ما تَمَّ تَرْويجهُ في الأَسْواق ..........                                                     
هذا الحَيَوان البَرِيء ولِدَ في الأَسرِ أَوْ سِيق إِلَيْهِ فلَمْ يَعْرِف شَيْئاً عَنْ حَيَاتِهِ الطَبِيعِيَّة ، وُضِعَ في القَفَصِ لا نَشَاطَ يُزاوِلَهُ لِيُحافِظَ على قُدُراتِهِ الذهْنٍيَّة والبَدَنِيَّة ، ولا مَساحة كافِيةً يَتَحرَّكُ فيها ، مُقَيَّدُ الحَرَكة ، لاطعامَ يَتَلذَّذُ بِهِ كما في مَجْرَى الحَيَاةِ العادِيَّة ، فَقَطْ يَنْتَظِرُ ويُعاني مِنْ آلامِهِ جَرَاء ما جُرِّب عَلَيْهِ ، أو يُعاني مِنْ تَشوُّهاتٍ أَصابَتْهُ جَرَّاء ذلِك تَحدُّ مِنْ حَرَكتِهِ ، أَوْ رُؤْيتِهِ ، أَوْ ...... إلخ ، أَوْ تَضُرُّ أَجْهِزَتِهِ الدَاخلِيَّة ، أَوْ جِلدِهِ .... إلخ ، ولايَنالُ حَتَّى المُعالجَة مِنْ جَرَّاءِ ماتَعرَّضَ لَهُ ، أَضِفْ إِلى ذلِك سُوءَ المُعاملَةِ لانْعِدامِ قِيمةِ الحَيَوانِ وقِيمةِ حَيَاتِهِ ، ثُمَّ غِياب الرَقابَةِ الحَافِظَةِ لِحُقُوقِ الحَيَوان ،  وفي النِهايةِ مَصِيرَهُ القَتْل والتَخلُّصِ مِنْهُ ....... لأَجْلِ الإِنْسَانِ فَقَطْ .                                                                                         
الحَيَوانات الَّتِي أَمْكَنَ تَسْرِيحها مِنْ الأَسرِ ( وعَدَدها قَلِيلٌ جِدَّاً فمُعْظَم الحَيَواناتِ يَتِمُّ التَخلُّصُ مِنْها في النِهايةِ ولايُطْلقُ سَراحُها ) تُعاني مِنْ كآبة شَدِيدة خُصُوصاً الكِلاب ، القِردَة ، القِطط ..... إلخ .                                                                                           
قَدْ يَتساءلُ البَعْضُ : ما الضَرَر مِنْ أَنْ يَبْقَى الحَيَوان أَسِير قَفَصِهِ ولايَفْعلُ شَيْئاً فهو حَيَوان ، مُجَرَّد حَيَوان ، وما الَّذِي سَيَفْعلَهُ لَوْ كانَ طلِيقاً ؟                                                   
إِنَّ الحَيَوانات تَسْتَلِذُّ حَيَاتها وتَسْتَمْتِعُ بِها كالبَشَر ، فلِكُلِّ حَيَوانٍ كيْفَما اخْتَلَفَتْ درَجة تَطوُّرِهِ نِسْبَة مِنْ الذَكاءِ تُوازِي حاجتَهُ لِلحيَاةِ مِنْ حَرَكةٍ ولَعِبٍ وتَنَقٌّلٍ ومُراقبَةٍ وفُضُولٍ لاكْتِشافِ البِيئةِ المُحِيطة بِهِ ، وأَيْضاً لَذَّة التَعبِ والمُغامرَةِ في البَحْثِ لِلحُصُولِ على طعامِهِ ، أَوْ بِناءِ الوَكْرِ  ، أَوْ العِشِّ ، أَوْ .... إلخ ، كما لَذَّة تَعرُّفِهِ على العالمِ المُحيطِ بِهِ والحَيَواناتِ المُخْتَلفةِ عَنْهُ .                                                                                                         
باخْتِصار لَدَيه الكثِير لِيَعيشَهُ ويُجرِّبَهُ ويُكوِّن خِبراتِهِ الخاصةِ عَنْهُ ، وبِالتَالي لِحيَاتِهِ قِيمة ككائنٍ حيٍّ تُوازي قِيمة حيَاةِ الإِنْسَان .                                                                 
كُلَّ هذهِ الحيَاتيات يُحْرَمُ مِنْها وهو أَسِيرُ قَفَصِ التَجارُبِ لاقِيمةَ لَهُ ، لا أَحَدَ يَهْتَّمُ لَهُ أَوْ لِما بِهِ ، مُحْتَقَراً ، يَتَلقَّى أَرْذَلَ المُعاملة وغالِباً أَعْنَفَها : الضَرْب ، الحَجْز ، الأَلَم المُبَرِّح مِنْ جَرَّاء ما جُرِّبَ عَلَيْهِ ، التَشَوُّهات ...... إلخ ، ورُبَّما قَطْع الماء أَوْ الطعام عَنْهُ ، فنَوْعُ التَعْذِيب يَتْبَعُ الغاية مِنْ التَجْرُبَة ، نَاهيك عَنْ إِنَّ الضَرْب قَدْ يَتَسبَّبُ أَحْياناً في كسْرِ الرِجْلِ ، أَوْ القَدَمِ ، أَوْ إِصابَةَ العِيْنِ بِجِراحٍ ، أَوْ كُلّ ماهو مُمْكِن جَرَّاء الضَرْبِ والجَرِّ والتَقْييدِ والرَكْلِ ............... إلخ ، كما إِنَّ الحَيَوان يَكونُ وحِيداً ومَعْزولاً في قَفَصِهِ عِن الحَيَواناتِ الأُخْرَى ، عِلْماً بِأَنَّ الكثِير مِنْ الحَيَواناتِ في بِيئتِها الطَبِيعِيَّة ومَجْرَى حَيَاتِها العادِيَّة تَعِيشُ في مَجْموعاتٍ كالكِلابِ ، القِرَدة ، ........ إلخ .                                                                         
لَمْ أَقْرَف الإِنْسَانَ كما يَبْلُغُ مِنِّي هذا الشُعُور أَقْصاه حِيْنَ أُفكِّرُ فيما يُمْكِنُ أَنْ يَكونَ عَلَيْه حالُ الحَيَواناتِ المُخَصَّصةِ لِلتَجارُبِ في مُخْتَبراتِ البَشَر ، إِنَّهُ أَشَدُّ المَواضيعِ إِيلاماً لِلنَفْسِ والَّذِي يَفْضَحُ عُنْفَ الإِنْسَانِ على الحَيَوان ولامُبَالاتِهِ بِمصيرِ الكائناتِ الأُخْرَى ، هذهِ اللامُبَالاة الَّتِي تَتَوقَّفُ فَقَطْ  عِنْدَ حالِ مَصيرِهِ هو .                                                   
كُلَّ مَنْتُوجٍ ( طُبِّيّ : كالأَدْويةِ بِأَنْواعِها ، تَجْميليّ : كالكرِيمات والمُعطِرات ومساحيقِ التَجْميلِ وغَيْرها ، كيميائيّ : كمساحيقِ ومحاليلِ التَنْظِيفِ والغَسْلِ .... إلخ ) وعدِيدٌ مِنْ المُنْتجاتِ الأُخْرَى قَبْلَ أَنْ يُسْمح بِنُزولِهِ إِلى الأَسْواقِ لِلتَعاطي في مُخْتَلفِ الاحْتِياجاتِ الإِنْسَانيَّة تَتِمُّ دِراستَهُ وتَجْربتَهُ واخْتِبارِ تَأْثِيراتِهِ ونَتائجِهِ في المُخْتبراتِ بِتَجْرِيبِهِ على الحَيَواناتِ ( عَمَلاً بِالقَناعَةِ الإِنْسَانيَّة )  لِضَمانِ أَمانتِهِ وتَأْكيدِ مَفْعولِهِ الإِيجابيّ بِالنِسْبَةِ لِلمُسْتَخْدِمِ الإِنْسَان وعَدَمِ تَسْبيبِ أَيَّةِ أَضْرارٍ لَهُ .                                                     

أَمَّا عَن الحَيَواناتِ المُسْتَخْدَمةِ لِهذا الغَرَضِ فالمِسْطَرَة عرِيضَة ومُتَنوِّعة :                     
الفِئران ، الكِلاب ، القِطط ، الأَرانِب ، الجرْذان ، القِردَة ، خنازِير غينيا ، خَنْزِير البَحْرِ الصَغير ، الأَبْقار ، الخُيُول ، الخِراف ....... إلخ .                                                     

بَعْض طُرُق تَجْرِيب ذلِك على الحَيَواناتِ المُخْتَبرِيَّة المُباح الاعْتِداء عَلَيْها : ـ                   
1 ــ الحَقن بِأَنْواعِه ِ .                                                                                     
2 ــ التَجْرِيع ( عَنْ طرِيقِ الفَم ، أَوْ فَتحات تُشَقُّ في عُضْوٍ مِنْ الأَعْضاءِ كالمَعِدَةِ أَوْ البَلْعوم ، أَوْ أَيِّ عُضْوٍ يُرادُ دِراسةَ التَأْثِيراتِ عَلَيْهِ واسْتِخْلاصِ النَتائجِ ) .                               
3 ــ الرَّشّ ( كرَشِّ المَنْتُوج مُباشَرَةً في العيونِ ،  أَوْ على الوَجْهِ ، أَوْ ..... إلخ ) .           
4 ــ الدَّهْن ( دَهْن المادَة مُباشَرَةً على الجِلْدِ  في المَنْطَقةِ المُراد دِراسةِ تَأْثِيرِ المادَةِ عَلَيْها وفَحْصِ نَتائجِها  ) .                                                                                       
5 ــ اسْتِخْدام القَطرات لِلعَيْنِ أَوْ الأُذنِ أَوْ الأَنْفِ أَوْ الفَمِّ ، أَوْ ...... إلخ ، بِحَسَبِ وُجْهةِ التَجْرُبةِ والبَحْثِ والمادَةِ المُرادِ  دِراستِها وبَحْثِ نَتائجِها على الجِسْمِ البَشَرِيّ .               
 6 ــ الإِزالَة والبَتْر : كإِزَالةِ عُضْوٍ ما مِنْ الجِسمِ كُلِيَّاً أَوْ جُزْئيَّاً ، ورُبَّما إِعادَة زَرْعِهِ بِما يَقْتَضي أَهْداف البَحْثِ وغاياتِهِ .                                                                         
7 ــ الزَرع : كزَرْعِ خلايا سرطانيَّة في جِسمِ الحَيَوانِ لِإِمْراضهِ اصْطِناعيَّاً ...... إلخ .       
8 ــ طُرُقٌ أُخْرَى مُتَنوِّعة .                                                                               

النَتائج : ــ                                                                                                   
قَدْ يُعاني الحَيَوان مِنْ واحِدَة أَوْ أَكْثَر مِنْ النَتائج المُدْرَجة أَدْناه :                                 
ــ مُعاناة الحَيَوان مِنْ آلامٍ شَدِيدة .                                                                       
ــ ضُعْف في العَضلات نَتيجة مَحْدوديَّة اسْتِخْدامها مِمَّا يُضْعِفُ اللياقة البَدنيَّة لِلحَيَوان ، أَيْضاً إِمْكانيَّة ضُمور العَضلات وارِدَة ، فالمَعْروف مثَلاً إِنَّ حَبْسَ الطَيْر في قَفَصٍ دُوْنَ أَنْ يُتاح لَهُ مجالٌ لِلطيرانِ يُؤْدي إِلى إِضْعافِ العَضلاتِ المُساعِدَة في الطيرانِ وتَراجُعِ بُنْيانِها  كما القِرْدُ الحبيس القَفَص يَفْقِدُ لياقتَهُ العَضلِيَّة لِمَحْدوديَّة أَوْ انْعِدامِ حَركتِهِ .                     
ــ الإِصابَة بِالعاهاتِ المُخْتَلِفَةِ ( العَرَج ، العَمَى ، الصَمَم ، تَعْطيل حاسة الشَمِّ  ..... إلخ ) .   
ــ إِصابات الجِهاز التَنَفُسِي ، اللِمْفِي ، الهَضْمِي ، التَناسُلِي ، البَوْلِي ...... إلخ .               
ــ إِصابات الأَغْشِية الداخلِيَّة كغِشاءِ البرِيتون ( الصفاق ) ، غِشاء الجَنْبِ ...... إلخ .         
ـــ إِصابات الغُدَد بِالأَضْرارِ : الداخلِيَّة أَوْ الصَمَّاء (الغُدَّة الدَرقِيَّة ، الكظرِيَّة ، النُخامِيَّة ، البَنْكرياس ، الصنوبرِيَّة ، التيموسِيَّة ) ، أَوْ القَنوِيَّة اللاصَمَّاء ( الغُدَّة اللُعابِيَّة ، الدَمْعِيَّة ، العرقِيَّة  ) .                                                                                                   
ـ إِصابات الجِلْد ( جُرُوح ، قُروح ، الْتِهابات ، حُروق ، حكَّة ..... إلخ ) كحالاتِ تَجارُبِ المُنْتَجاتِ الكيميائِيَّة على الحَيَوانات  .                                                                 
ــ بِالإِضافَةِ لِكُلِّ ماذُكِرَ هُناك التَشَوُّهات النَاتجة عنْ تَأْثِير المَنْتوج فنَرَى الحَيَوان المُخْتَبرِيّ يَمْلِكُ تَرْكيباً جسْمِيَّاً زائداً في مَوْضِعٍ ما ، أَوْ غَرِيباً في تَكْوينِهِ وشَكْلِهِ ، أَوْ تَكوُّن أَوْرام وسرطانات ، أَوْ غَيْرَها مِنْ التَرْكيباتِ المُشاكِلة  .                                                   
ــ مِنْ أَشَدِّ النَتائجِ خَطَراً في هكذا بُحوثٍ وتَجارُبٍ هي الكآبة الَّتِي تُصيبُ الحَيَوانات المُحْتَجزَة المَعْزولة عَن البِيئةِ الخارجِيَّة عزْلاً تَامَّاً فهي تَعِيشُ حيَاتها أَسِيرَةً في قَفَصٍ لاتَعْرِفُ مِنْ بَهْجةِ الحيَاةِ أَمْراً ولاتَذوقُ غَيْرَ الأَلَمِ والمرارَةِ ، بِالإِضافةِ إِلى أَنْ هذه الحَيَوانات تَكونُ مَعْزولةً في الغالِبِ عَن الحَيَواناتِ الأُخْرَى الَّتِي معيَّتها في المُخْتَبرِ حَيْثُ لا اخْتِلاط فكُلُّ حَيَوانٍ يُعاني في قَفَصِهِ ......                                                             
يُمْكِنُ مُلاحظَة الكآبة بِأَوْضحِ صُوَرِها في الحَيَواناتِ الَّتِي حالفَها الحَظّ في النَجاةِ مِنْ أَقْفاصِ الأَسر المُخْتَبرِيَّة ( وهي أَعْداد قلِيلة جِدَّاً ) بَعْدَ سنواتٍ طوِيلة ، مِنْ هذهِ الحَيَوانات بِشَكْلٍ خاصّ : القِردَة ، القِطط ، الكِلاب .......                                                                 
هذهِ الحَيَوانات لاتَعْرِفُ عَنْ أَساليبِ الحيَاة المُعْتادَة لأَبْناءِ جِنْسِها شَيْئاً نَتِيجة خِبْرَتها السيئَة المرِيرَة في أَقْفاصِ الأَسر ، فالكِلاب الأَسيرَة مَثَلاً لاتَعْرِفُ مكاناً خاصَّاً لِقَضاءِ حاجتِها كما الأَمْر في الكِلابِ المُربَّاة في البيوتِ أَوْ الكِلاب الَّتِي تَعيشُ في الطبيعةِ .                         
بِاخْتِصار كُلّ الإِصابات مُمْكِنة ووارِدة ومُحْتَملة في أَحْوالِ الحَيَواناتِ المُخَصَّصةِ لِلتَجارُبِ .
حالاتُ الأَسرِ أَيْضاً يُمْكِنُ التَعرُّفُ عَلَيْها في حيَواناتِ السِيرك والكلام في هذا يَحْتَاجُ ورقَة خاصَّة .                                                                                                       

المَوْت :                                                                                                     
المَوْت حصيلَة نِهائيَّة لِهذِهِ المسِيرَة المُرَّة لِحيَاة الحَيَوان المُنْتَهكةَ في حُقُولِ التَجارُبِ .     
المَوْت يَلْحقُ كُلَّ كائنٍ حيٍّ ، لكِنَّ هذا المَوْت في طرِيقَتِهِ يَخْتَلِفُ كوْنَهُ مَنْزوعَ الوِقارِ والاعْتِبارِ في حقِّ الحيَاةِ والطبِيعةِ والبِيئَةِ والكائِناتِ كُلّها .                                         
أَغْلبُ حَيَوانات التَجارُب تُقْتَل بَعْدَ تَحْقِيقِ المآرِبِ مِنْها والغايَة المَرْجُوة فيها ، أَيْ إِنَّ هذهِ الحَيَوانات تَعيشُ حيَاتَها كامِلةً في الأَسرِ لا تَعْرِفُ عَنْ بِيئتِها الطَبِيعيَّة شَيْئاً ولا تَرَى النُور المُشْرِق خارِج أَسْوارِ البِناياتِ المُحْتَجزَةِ فيها ولا تَعْرِفُ عَنْ حيَاةِ أَبْناءِ جِنْسِها شَيْئاً ، تَعِيشُ المرارَة والأَلَم طِيلةَ حيَاتِها وفي النِهايةِ تُقْتَل جزَاءَ عَدَمِ قُدْرتِها على الانْفِلاتِ بَعيداً عَنْ غُرورِ الإِنْسانِ وتَجبُّرِهِ وقَسْوتِهِ ولا إِنْسانِيتهِ .....                                             
مِنْ أَقْفاصِ الأَسرِ إِلى الهلاكِ ..... هذهِ هي الرِحْلَة .                                                 
حَتَّى طُرُقِ إِنْهاءِ حيَاةِ هذهِ الحَيَواناتِ لِلتَخَلُّصِ مِنْها لايُمْكِنُ الحدِيث بِشَأْنِ رَأْفَتِها ورَحْمَتِها ، وهي لاتَمُتُّ بِاحْتِرامٍ لِحيَاةِ هذا الحَيَوان طالما تَمَّ انْتِهاك هذهِ الحيَاة بِاسْتِمْرارٍ وعُنْفٍ وقَسْوَةٍ ،  ففي النِهاية هي قَتْلٌ تَحْتَ تَغْطياتٍ مُتَلوِّنة ، إِنَّها تُقْتَل بِهَمجِيَّة تَماماً كما يَتِمُّ امْتِهانها لِلتَجارُبِ بِهَمجِيَّةٍ  تَفْضَحُ الإِنْسَانَ وحَقِيقتَه  .......                                                 

طرِيقَة التَعامُل مَع هذهِ الحَيَوانات :                                                                     
بِما أَنَّ حيَاةَ هذهِ الحَيَوانات مُنْتَهكة مِنْ قِبَلِ الإِنْسَانِ المُتَغَطْرِس القاسي وبِصلافَةٍ تامَّة تَفْضَحُ إِنْسَانِيتَهُ اللانَبيلة فلايُمْكِنُ التَوقُّع بِأَنَّ تُعامَلَ هذهِ الحَيَوانات مُعاملةً حسَنَة تَليقُ بِها ككائنات لَها احْتِرامَها ومكانَتَها ، خُصُوصاً وإِنَّ الحَيَوانات بِلاشَكّ تُبْدِي اعْتِراضِها وعَدَمِ اسْتِسْلامِها وتُقاوِمُ بِقَدْرِ ما سَمَحَتْ لَها قِواها المُتَبقِيَّة .                                             
أَيْضاً إِمْكانِيَّة تَحَوُّل هذه الحَيَوانات إِلى مَنْفَذ لِتَفْرِيغِ الإِنْسَان عدْوانيَّتَهُ وسُوءَ خُلُقِهِ وتَعكُّرَ مَزاجِهِ فيها وارِدة مِنْ خِلالِ ضَرْبِها ، أَوْ جَرِّها بِعُنْفٍ ، أَوْ الضَغْطِ على جَسَدِها بِعُنْفٍ بِهَدَفِ تَقْييدِ حَرَكتِها ، أَوْ الضَغْطِ ولَوْ مُروراً على الأَنْفِ وتَسْبِيبِ الأَلَمِ الشَدِيدِ أَوْ التَهشُّمِ في تَراكيبِهِ ، أَوْ الضَغْطِ على الأَحْشاءِ الداخلِيَّة ........... وإلخ مِنْ أَذى بِأَشْكالٍ عِدَّة بِهدفِ إِتْمامِ التَجارُبِ عَلَيْها وهي تُحاوِلُ المُقاومة والدِفاعِ عَنْ نَفْسِها ضِدَّ ظُلْمِ الإِنْسَانِ وقَسْوتِهِ ولا نُبْلِهِ الفَظِيع .                                                                                                     
هذهِ المُقاومَة يَعْتَبِرها الِإنْسَان المُتَغَطْرِس ذَنْباً لا يُحْتَمل ، وهو الَّذِي يَحْتَقِرُ هذه الحَيَوانات وفي نَظَرِهِ لاقِيمةَ لَها ولاتَصْلُحُ لِشَيْءٍ ما وإِلاَّ لما كانَتْ في أَقْفاصِ التَجارُبِ ويُباحُ لَهُ تَجْرِيب مايَشاءُ عَلَيْها لِتَأْكيدِ وضَمانِ سلامةِ أَبْناءِ جِنْسِهِ ، الإِنْسَان المُتَغَطْرِس القَاسي العنِيف اللانبِيل .......                                                                                     
هذه الحَيَوانات تُعاني في مُعْظَم الأَحْيانِ مِنْ مُعاملةٍ سَيِّئَةٍ جِدَّاً فمُجرَّد عَدَم الانْتِباهِ إِلى آلامِها وإِنْ دُوْنَ قَصْدٍ يُشِيرُ إِلى مُعاملةٍ سَيِّئَةٍ ، قَدْ تُضْرَب دُوْنَ الانْتِباهِ إِلى ما قَدْ يَنْكسِرُ أَوْ يَنْخَلِعُ أَوْ يُرَضُّ مِنْ عِظامِها ، أَوْ يَتَهشَّمُ جُزْءً أَوْ كُلاً مِنْ واحِدِ أَعْضائِها أَوْ يُسْحق مِنْ جَرَّاءِ العُنْفِ والقَسْوَة أَوْ عَدَم الانْتِباه وأَيْضاً لايَهُمُّ ذلِك أَحداً فهي مُجرَّد حَيَوانات وفَوْقَ ذلِك لِلتَجارُبِ أَيْ حيَاتها لاقِيمةَ لَها وهي لاتُساوِي شَيْئاً وما تَنالَهُ مِنْ عذابٍ وقَسْوَة ومَرارة إِنَّما هو أَمْرٌ عادِيّ لايَجِبُ التَوقُّفُ عِنْدَه والانْتِباهِ إِلَيْهِ ، فكُلُّ ماتَشْعُرُ بِهِ هذهِ الحَيَوانات هو هُراءٌ لايَسْتَحِقُ الأَخْذَ بِهِ ، أَوْ التَقْلِيل مِنْ وطْأَتِهِ أَوْ مُحاولَةَ تَجنُّبِهِ  ، فإِنَّ غَابَ التَعامُلُ السَّيِّئ حَضَرَ الإِهْمال لِلحَيَوان وحاجاتِهِ ، علاوةً على ذلِك هُناك الجُمُوع الَّتِي لايَأْخُذُ هذا المَوْضوع بِرُمَّتِهِ مِنْ تَفْكِيرِها خَطْفَة  .                                                                               
وأَحْياناً سُوء مُعاملَة هذه الحَيَوانات يَتَأَتَّى كرَدِّ فِعْلٍ لِشُعورِ الإِنْسانِ القائمِ على التَجْرُبة بِالذَنْبِ ، فعُنْفهُ مَعَ الحَيَوانِ يُغطِّي مَشَاعِرَ الذَنْبِ الَّتِي تُلازِمهُ وفي نَفْسِ الوَقْتِ تُعْطِيهِ الشُعور بِأَنَّهُ على حَقٍّ ، فالمُذْنِب هو الحَيَوان .                                                       


ما النَفْع مِنْ اسْتِعمالِ حيَواناتِ التَجارُب :                                                             
بِحُكْمِ الفُروقاتِ والاخْتِلافاتِ الجِسْميَّة ، الوظيفيَّة ، التَشْريحيَّة ..... إلخ بَيْنَ الإِنْسَانِ والحَيَوانِ فإِنَّ اسْتِجاباتِ الحيَوان ( أَوْ تَفاعُلِ جِسْمِ الحيَوانِ مَعَ المُنْتَج قَيْد التَجْرُبَة  ، أَوْ المادَة المُراد البَحْث فيها وعَنْها ...... إلخ )  لِمَنْتوجٍ ما تَخْتَلِفُ تَماماً أَوْ جُزْئياً عَنْ اسْتِجاباتِ الإِنْسَانِ لِنَفْسِ المَنْتوج والتَفاعُلات الَّتِي يَفْرِزُها جِسْمِهِ جَرَّاءِ ذلِك ، حَتَّى الحَيَوانات تَخْتَلِفُ فيما بَيْنَها بِفصائلِها وأَنْواعِها ، بَلْ وبَيْنَ بَعْضِها البَعْض مِنْ نَفْسِ الفَصيلةِ :                                                                                                   
 على سَبِيل المِثالِ المُجْتَّرات مِنْ الحَيَوانات آكِلَة العُشب ولَها مَعِدَة مُكوَّنة مِنْ عِدَّةِ أَجْزاءٍ ، بَيْنَما العائلَة الكلْبيَّة هي مِنْ الحيَوانات وحيدَة المَعِدَة ومِنْ آكِلات اللُحوم ، أَما الحِصان فهو وحيد المَعِدَة وآكِل لِلأَعْشاب .                                                                             
وعلى هذا يُمْكِنُ إِعْطاء أَمْثِلة أُخْرَى كثِيرَة .                                                           
بِفِعْلِ الاخْتِلافاتِ بَيْنَ البَشَر والحَيَوانات لاتكونُ نتائجَ الدِراسةِ والبَحْثِ مُطابقَة لِتَأْثِيراتِ المادة ( المَنْتوج ) على الإِنْسَان ، مِنْ الأَدِلَة على ذلِك هي الكثِير مِنْ الأَدْوية الَّتِي تَمَّ تَجْرُبتها على الحَيَواناتِ لِدعْمِ وضَمانِ سلامتِها وأَمانتِها لِلإِنْسَان ثُمَّ سُمِحَ بها لِغاياتِ العِلاجِ البَشَرِيّ فأَعْطَتْ نتائجَ مُخالِفة خطِيرَة على الجِسْمِ البَشَرِيّ ، وتَسبَّبَتْ في مَوْتِ الكثِيرين ، أَوْ وِلادَة الأَطْفال بِتَشَوُّهاتٍ وعوَقٍ مِنْها الأَدْوية الثَلاثَة المَذْكورَة في مُلْحقِ المقالِ ، كما يُمْكِنُ مُلاحظَة إِنَّ الأَدْويةَ الطُبِيَّة البيطرِيَّة ولِنَقُلْ مُعْظَمها هي أَدْوية خاصَّة لِلحَيَوان لايُحبَّذُ اسْتِعمالَها في مجالِ الطُبّ البَشَرِيّ لأَنَّها تُعْطي نتائجَ مُغايرَة ، كما لايَجوزُ العكْس ، كما إِنَّ نِسبَ جُرعاتِ الدواء تَخْتَلِفُ في الإِنْسَانِ عَنْ الحَيَوان ، وأَيْضاً بَيْنَ أَنْواعِ الحَيَواناتِ فجُرْعة دواءٍ ما تُعْطى لِلأَبْقارِ تَخْتَلِفُ عَنْ الجُرْعة المُحدَّدَة المُعْطاة لِلخِيولِ مَثَلاً ، لكِنَّ هذا لايَنْفِي الاسْتِفادَة مِنْ بَعْضِ الأَدْويةِ لِلإِنْسَانِ والحَيَوانِ مَعَ مُراعاةِ حَجْمِ الجُرْعةِ المُقَرَّرَة مَثَلاً .     
كثِيرٌ مِنْ الأَدْويةِ ورَغْم تَجْرُبتها على الحَيَواناتِ ودِراسةِ نَتائجِها ثُمَّ تَوْفيرها لِلمَرْضى تَمَّ سَحْبها مِنْ الساحةِ العلاجِيَّة فيما بَعْد لاعْطائِها نَتائج مُغايرَة عِنْدَ الإِنْسَان بَعْدَ أَنْ نَزَلَتْ إِلَيْها لِفَتراتٍ طَويلَة أَوْ قَصيرَة ، وهذا يُعزِّزُ جانِبَ القَوْلِ بِأَنَّ تَأْثيرَ دواءٍ مُعيَّن يَخْتَلِفُ مِنْ الإِنْسَانِ إِلى الحَيَوانِ .                                                                                               

مِنْ هذا يُمْكِنُ اسْتِنْتاج إِنَّ اسْتِخدامَ الحَيَوانات لِلتَجارُبِ لَيْسَ ضَرُورَة بَلْ زَلْةَ بَشَرِيَّة غَيْر مَحْمودَة ، فما الغايَة مِنْ تَعْذِيبِ حيَواناتٍ بَريئةٍ لاذَنْبَ لَها لاسْتِخْلاصِ نَتائجَ غَيْر مُعْتَمدَة وغَيْر مُؤْكَّدَة ، الأَصابع تُشِيرُ إِلى عُنْفِ الإِنْسَانِ وغَطْرسَتِهِ وأَنانيَّتِهِ وجَرْيهِ مَحْموماً خَلْفَ مَصالِحِهِ مُسْتَغِلاً كُلَّ ما يَمرُّ في طرِيقِهِ ثُمَّ ساحِقاً إِيَّاهُ ، فحلقَات السلْسِلَة مُتَعدِّدَة وكثِيرَة فيها المنَافِع المادِيَّة الَّتِي تَجْتَنيها الكوادِر العامِلَة في هذا المجالِ وبَعْض أَصْحاب مَحلات بَيْع الحَيَوانات و ........ إِلخ ، ثُمَّ تَسْويق المَنْتُوجات بِشَكْلٍ يَضْمنُ جَلْبَ موارِدَ مالِيَّة كافية مِنْها بِإِغْراءِ المُسْتَهْلِك بِفَعاليتِها وأَمانتِها نَتِيجة تَجْرُبتها على الحَيَواناتِ المُضَحَّى بِها قَبْلَ تَسْويقها إِلى المُسْتَهْلِكِ أَيْ هَدَف تَرْويجيّ  ........... إِلخ مِنْ الحلقَات الَّتِي تَفْضَحُ عُنْفِ الإِنْسَانِ وغَطْرسَتِهِ وأَنانيَّتِهِ .                                                                             

القَوانين وحَيَوانات التَجارُب :                                                                           
جُزْءٌ مِنْ أَسْبابِ مُعاناةِ الحَيَواناتِ والكائناتِ الأُخْرَى هي القَوانين الَّتِي يَسُنُّها البَشَر لِحمايَةِ أَنْفُسِهِم وتَوْفيرِ أَكْبَرِ قَدْرٍ مِنْ الأَمانِ لَهُم ويَشْملون بِها الحَيَوانات البَرِيئة الَّتِي لاذَنْبَ لَها في عالَمِهم المَمْسُوس المَحْموم بِالضَجَّةِ .                                                                 
لسنينٍ طوِيلَة تَمَّ التَضْحِية بِملايينِ الحَيَواناتِ لأَجْلِ إِجْراءِ التَجارُبِ عَلَيْها وأَباحَت القَوانين ذلِك وعَزَّزَتْهُ الْتِفافاً .                                                                                       
لِماذَا الْتِفافاً ؟                                                                                               
تَتَحدَّثُ القَوانين الخاصَّة بِالحَيَوان وفي مُعْظمِ البُلدانِ عَنْ حقِّ حِمايتِهِ مِنْ الأَلَمِ والتَعْذِيب والمُعاناة ، وحقِّ رِعايتِهِ بِتَحْقيقِ مُسْتَلْزماتِ عيْشِهِ الضَرورِيَّة مِنْ مأْكلٍ ، سَكنٍ ، رِعايةٍ صِحيَّة ، مُعاملَة حَسَنة ....... إلخ ، إلاَّ أَنَّها وعلى أَرْضِ الواقعِ تُنْتَهَكُ أَيَّما انْتِهاك دُوْنَ وُقوعِ فاعِليها تَحْتَ وطْأَةِ المُعاقبَةِ ، وفي أَحْسَنِ الأَحْوالِ تكونُ العُقوبات مُخفَّفَة بِشَكْلٍ يُثِيرُ السُخْط ، ولا تَتَوازَى مَعَ حَجْمِ الجُرْمِ المُقْتَرفِ بِحقِّ الحَيَوانِ .                                     
هذهِ القَوانين وفي حقِيقَةِ الأَمْرِ يَتِمُّ الالْتِفافُ عَلَيْها وتُسْحق ثُمَّ تَنْتَهي عِنْدَ حُدودِ الشِعار المُؤْثِر في النَفْسِ الإِنْسَانِيَّة إِذْ يُخْتَتمُ بِهِ كُل عَمَلٍ وصنِيع ويُصْبِحُ في إِثْرِ قَدَميهِ كُلَّ فاحِشٍ مُبَاحاً ، هو :                                                                                               
" خِدْمَةً لِصالِحِ الإِنْسَانِ ورِعايتِهِ وخَيْر البَشَرِيَّةِ جَمْعاء  "                                       
الحَيَوانات المُسْتَخْدَمة لِلتَجارُبِ تَقَعُ تَحْتَ طائلَةِ قَانونِ حيَواناتِ التَجارُب ، أَيْ هي بِصِيغةٍ أَوْ بِأُخْرَى مُسْتَثْنَاة مِنْ قَوانينِ حِمايةِ الحَيَوانِ ومُجَرَّدَة مِنْ أَبْسَطِ حُقُوقِها ومَنْزوعٌ عَنْها كُلّ الْتِفات .                                                                                                       
إِنَّ قَانونَ حيَواناتِ التَجارُبِ هو الْتِفافٌ مُشَرعن على حقِّ الحَيَوانِ في الحِمايةِ مِنْ التَعْذِيبِ والآلام والمُعاناة والتَنْكيل وحقِّهِ في الرِعايةِ والحيَاة .                                               
هي قَوانين في ظاهِرِها وصِيغتِها حِمايَة لِلحَيَوانِ ، لكِنْ في واقِعِها هي إِجازَة لِكُلِّ مايُمْكِن اقْتِرافِهِ بِحقِّ الحَيَوانِ مِنْ أَذَى وتَعْذِيبٍ ومُعاناةٍ تَحْتَ شِعارِ خِدمة صالحِ الإِنْسَان وخَيْر البَشَرِيَّة .                                                                                                     
لَوْ كانَ الإِنْسَان صادِقاً في نَواياهُ تُجاهَ الحَيَواناتِ لمَا أَوْجَدَ شَقّينِ مُخْتَلِفين لِكائنٍ واحِد ، شَقٌّ يَتَحدَّثُ عَنْ حِمايتِهِ وآخَر عَنْ اسْتِخْدامِهِ لِلتَجارُبِ .                                             
إِنَّها النَوايا اللانَبِيلَة مَدْلُوقاً عَلَيْها بَعْضاً مِنْ عَسَلٍ مَغْشُوشٍ لإِخْفاءِ زَيْفِها .                     

في سِياقِ الحدِيثِ عَن القَوانين وعلى ما أَذْكُر طالَعْتُ في إِحْدَى المَرَّات ورقَةً تَذْكُر إِنَّ قَانون بَعْضِ البُلدانِ يَضَعُ على شَركاتِ الإِنْتاجِ قَيْداً وشَرْطاً لِتَسْويقِ مُنْتَجاتِها ( الأَدْوية ، مُسْتَلْزماتِ التَجْميلِ ، الكرِيمات ....... إلخ ) ، بِمَوْجبِهِ لايُمْكِنُ تَسْويق مَنْتوجاتِها أَو المَوافَقةِ عَلَيْها إِلاَّ بَعْدَ تَجْربتها على ثَلاثةِ حَيَواناتٍ مُخْتَبرِيَّة لِضَمانِ سلامةِ تَأْثِيرِها على الإِنْسَان .                                                                                                     
يَتَعذَّرُ عليّ التَأكُّد مِنْ مَدَى صِحّةِ هذهِ المَعْلُومة لأَنَّني لَمْ أَفْلح في تَحْديدِ الورقَة إِذْ لَمْ أَعْثَر عَلَيْها في بَحْثِي عَنْها ثَانيةً ، ماخَلا الجَزْم بِالمَعْلُومةِ المَعْروفَة في اسْتِخْدامِ الحَيَواناتِ لِلتَجارُبِ في الشَرِكات والمَصانِع والمُخْتَبراتِ ................. إلخ .                               

 في المانيا وَحْدَها سُجِّل عام 2011 عَدَد الحَيَواناتِ المُسْتَعْملَةِ لِلتَجارُبِ بِثَلاثةِ ملايين حيَوان .                                                                                                       
                                     
مُؤْخَراً في الاتحادِ الأُوربيّ تَمَّ المُوافقَة على قَانونِ مَنْعِ اسْتِخْدامِ الحَيَواناتِ لِلتَجارُبِ في مجالِ مُسْتَحْضراتِ التَجْميلِ وهذهِ بِداية جَيِّدَة ، على آملِ أَنْ يُصْبحَ الحَظْر شَامِلاً لِكُلِّ المجالاتِ الأُخْرَى  .                                                                                       
وبَيْنَما بادرَتْ شَرِكات قَلِيلة مَعْدودَة وأَعْلنَتْ قَبْلَ فتَراتٍ قَصيرَةٍ بإِرادتِها الاسْتِغْناءِ التامِّ عَنْ اسْتِخْدامِ الحَيَواناتِ لِلتَجارُبِ لأَجْلِ مُنْتَجاتِها ، ظَلَّتْ الأَعْدادُ الأُخْرَى الباقِيَة مِنْها تَصِيحُ بالظُلْمِ الَّذِي وَقَعَ عَلَيْها بِسَببِ هذا الحَظْرِ ( حَظْرِ اسْتِخْدامِ الحَيَواناتِ لِلتَجارُبِ في معامِلِها ) الَّذِي لا يَدْعوها لِلاطْمِئنانِ على مُسْتَقْبَلِها .                                                           
عَجَباً لأَمْرِ هذا الكائنِ ، الإِنْسَان ، كُلَّما ارْتَقَى تَطوراً امْتَلأَ قَيْحاً في زِيادَة  ......               
مرِيرٌ أَمْر هذا الكائنِ ، الإِنْسَان ، وأَيُّ مُفَارقَةٍ فاضِحة هي إِذْ يُزَّجُ بِملايين البَشَرِ كوقُودٍ في حُرُوبٍ لا طائِل مِنْها ولايُفارِقها حيَّاً إِلاَّ مَنْ حالَفهُ الحظُّ الغَزِير أَوْ رَعَتْهُ الاعْجوبَة ، بَيْنَما تَحْضَرُ كُلُّ الرَوادِعِ الأَخْلاقيَّة ويَطْغي النُبْل فيما يَتَعلَّقُ بِمصيرِ الإِنْسَانِ في التَجارُبِ والاخْتِباراتِ عِلْماً بِأَنَّ الأَمْرَ طَوْعيّ وبإِرادَةٍ حُرَّة .                                                   
أَذْكُرُ الكلْبَة لايكا الَّتِي أُرْسِلَتْ إِلى الفَضاءِ نِيابةٍ عَن البَشَرِ في رِحْلَةِ مُغامرَةٍ مَعْرِفيَّة اسْتَكْشافيَّة تَمنَّاها الإِنْسَان وخَطَّطَ لَها ودَفَع بِغَيْرِهِ مِنْ الكائناتِ إِلَيْها ......                       
غابَ الإِنْسَانُ المُغامِر المُتَطوِّع لِهذهِ الرِحْلَة ، في حِيْنِ أَنَّ قائمةَ الجُنُودِ المُتَطوِّعين الذاهبين إِلى المَوْتِ بإِرادتِهِم في الحُرُوبِ طَوِيلة ، وأَعْدادُ المُنْتَحِرين تَخلُّصاً مِنْ الحيَاةِ في أَزْدياد ، وأَعْدادُ مَنْ يُفجِّرون أَنْفُسِهم في الأَسْواقِ والمحلاتِ والشَوارِع والتَجمُّعاتِ  ........... إلخ يَتَناسلُ بِلا نِهاية .......                                                                   
يالَها مِنْ مُفارقاتٍ تَجْرَحُ الحِسَّ والضَمِير  .............                                             


البَدائل : ــ                                                                                                   
بِدايةً أَقُول إِنْ كانَ الإِنْسَان يَبْغي تَطْويرَ مُنْتَجاتِهِ بِاخْتِلافِها وفَحْصِ مدى أَمانَتِها وسلامتِها فليُجرِّبها على نَفْسِهِ ولايَجُرُّ الحَيَوانَ البَرِيء إِلى عالَمِ أَنانِيتِهِ وغلاظتِهِ فما ذَنْبُ الحَيَوانات لاسْتِغْلالِها في مَنْفَعةٍ خالِصةٍ خاصَّةٍ بِالإِنْسَان ؟                                                       
 البَدائلُ مُتَنوِّعة يُمْكِنُ الاسْتِفادَة مِنْها :                                                                 
1ــ كُلَّما فكَّرْتُ في مَوْضوعِ حَيَواناتِ التَجارُبِ تَساءَلْتُ :                                           
لِماذَا لايَتِمُّ اسْتِعْمال خلايا حيَّة مَأْخوذَة مِنْ جِسْمِ الإِنْسَانِ أَوْ الحَيَوانِ كبَدِيلٍ ويُمْكِنُ جَمْعَها مِنْ مُتَبرِّعين بَشَر أَوْ حَيَوانات .                                                                         
2 ــ البَدِيلُ الآخَر أُفكِّرُ :                                                                                   
لِماذَا لايَتِمُّ تَطْوير تَقَنِية خاصَّة بِالكومْبيوتر تَعْمَلُ لأَجْلِ هذا الهَدَف ، أَيْ مَعْرِفَة مَفْعولِ مادَةٍ ما على الإِنْسَانِ قَبْلَ نُزُولِها إِلى الأَسْواقِ ، بِحَيْث يُمْكِنُ لِلكومْبيوتر وبِمَوْجِبِ هذهِ التَقَنِية مِنْ إِعْطاءِ نَتائج مُوفَّقَةَ بَعْدَ تَغْذِيتِهِ بِالبياناتِ الأَولِيَّة لِتِلك المَوادِ المُرادِ فَحْصها ، هذهِ التَقَنِية تَعْفي الحَيَوان بَلْ وحَتَّى خلاياهُ مِنْ التَجارُبِ عَلَيْها وكذلِك بِالنِسْبَةِ لِخلايا الإِنْسَان ، إِذْ تَنْتَفي الحاجةُ إِلَيْهِما في مِثْلِ هكذا تَطْويرٍ تَقَنيّ ، وأَظُنُّ إِنَّ هذهِ التَقَنِية ستَكونُ فاعِلَة جِدَّاً في حالاتِ اخْتِباراتِ المساحيق الكيميائيَّة وتَأْثِيراتِها .                                               
3 ــ البَديلُ الثَالِث هو الاسْتِفادَة مِنْ الأَعْضاءِ البَشَرِيَّة والحَيَوانِيَّة الَّتِي يَتِمُّ التَبرُّع بِها بإِرادَةٍ حُرَّة ، كأَنْ يَتَبرَّع الشَخْص بَعْدَ مَوْتِهِ بِأَعْضائِهِ لأَهْدافِ البَحْثِ العِلْميِّ والتَجارُبِ ، أَمَّا فيما يَخُصُّ الحَيَوانات فالأَمْر ذاتَهُ ويُناطُ  بِصاحِبِ الحَيَوانِ أَمْرَ البَتِّ في التَبرُّعِ بِأَعْضاءِ الحَيَوانِ العائِدِ لَهُ لِلتَجارُبِ  مِنْ عَدَمِهِ بَعْد النُفُوق  .                                                           
4 ــ البَديلُ الرَابِع : أُفكِّرُ أَنَّهُ قَدْ يكونُ الخلايا الَّتِي يَتِمُّ تَكْثِيرها وإِنْمائها في المُخْتَبراتِ ، أُفكِّرُ أَيْضاً في تَقَنيَّةِ الأَنْسِجةِ المُنْتَجةِ صِناعيَّاً ولَها في الوَقْتِ عَيْنه مُواصفاتٍ مُشابِهة لِلأَنْسِجةِ الحَيَوانيَّة والإِنْسَانِيَّة .                                                                         
5 ــ البَديل الخَامِس : إِنْ صَعُبَتْ كُلُّ هذهِ الخُطوات على أَنانيَّة النَفْسِ البَشَرِيَّة فلتَبْدأ بِالخُطْوَةِ البَطيئَةِ على الأَقلِّ بِسَنِّ قَانونٍ يُسْمَحُ بِمَوْجِبِهِ تَعرُّضَ الحَيَوانِ الواحِد المُباح لِلتَجارُبِ لِتَجْرُبَةٍ واحِدَةٍ فَقَطْ في مَدَى حيَاتِهِ ، أَقولُ تَجْرُبَة واحِدَة فَقَطْ ، مُلازَمةً بِمُتَابعةِ جِهَةِ رِعايَةٍ بَيْطرِيَّة لأَمْرِ الحَيَوانِ الخَاضِع لِلتَجْرُبَةِ ، والحِرْصِ على تَوْفيرِ مكانٍ كبِيرٍ لَهُ نِسْبيَّاً يَسْتَطيعُ فيهِ الحَرَكةِ بِرَاحة ، وكذلِك مُتابعة النَظافَةِ وأَيْضاً مُراقبَة طَرِيقَة التَعامُلِ مَعَ الحَيَوانِ لِحِمايتِهِ مِنْ العُنْفِ والأَذَى ، ومُتَابعةِ كُلَّ مايَجِبُ الانْتِباه إِلَيْهِ إِلى حِيْنِ انْتِهاءِ أَطْوارِ التَجْرُبةِ ، بَعْدَها يَكونُ لِزاماً على الطَرَفِ المُسْتَفِيدِ إِطْلاقِ سَراحِ الحَيَوانِ وتَسْلِيمهِ إِلى جِهةٍ مُتَخصِّصةٍ لِتَأْهيلِ الحَيَوانِ ورِعايتِهِ بِما يَحْتَاج ، ثُمَّ  إِيجاد عائلَةٍ تَأْويهِ أَوْ جِهةٍ تَتَكفَّلُ بِهِ ، ويَكونُ الطَرَفُ المُسْتَفِيد صاحِب التَجْرُبةِ مَسْؤولاً عَنْ مُعالَجةِ الحَيَوانِ والتَكفُّلِ بِمَصاريفِ عِلاجِهِ في مَأْواهُ الجدِيد وبِمُتَابعةِ جِهةٍ صِحيَّة بَيْطرِيَّة حَتَّى يَنال الحَيَوان كافَةَ الرِعايَة الَّتي يَحْتاجها .                                                                                                   
رَغْم مُعارَضتي التَامَّة لِفِكْرتي الأَخِيرَة لأَنَّني أُؤْمنُ بِأَنَّ الحَيَوانات غَيْر مُلْزَمة على الإِطْلاقِ بِالتَضْحيةِ لأَجْلِ البَشَر ولكِنْ ؛ قَدْ تَكونُ كخُطْوَةٍ أُولَى نَحْوَ الحَظْرِ التَامِّ  لاسْتِخْدامِ الحَيَوانات في التَجارُبِ وتَحْمي الحَيَوان الواحِد مِنْ تَعَرُّضِهِ بِتَواصُلٍ لِتجارُب مُتَعَدِّدَة مُتَتالِية .           
لكِنَّ البَديل الخَامِس لَنْ يُنْقِذَ الكثِيرَ مِنْ الحَيَوانات الَّتِي تَموتُ أَثْناءَ الاخْ

104
                   مِنْ مُذكَّرات إِنْسَانة                                                                                         
 مَدْرسِيَّات / 1                                                                                               



عَنِ الوَطَنِ والشَهادَةِ ودُمُوع الأُمَّهاتِ الغالِيات ...........                       
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                 
بقلم : شذى توما مرقوس                                     
الأحد 3 / 2 / 2013 ــ الأحد  19 / 2 / 2013


عَنْ ذاكِرتي يَنْفلِقُ ذاك الظِلُّ المُؤْدِّي لِلطُفولةِ حَيْثُ أَيَّام الدِراسةِ الابْتِدائِيَّة ، وكُنّا حِيْنَها أَنا وأَتْرابي نَقْفِزُ السِنين مِنْ سِنِّ السابعةِ تَلاحُقاً حَتَّى سِنّ الحادِية عَشْر ورُبّما الثَانِية عَشْر ........                                                                                                       
فَتْرة طَفَحَتْ فيها تَوجُهات بَثِّ حُبّ الشَهادَةِ " مِنْ أَجْلِ الوطنِ والقَضايا العَربِيَّة " لَدَى التلْميذات في المَدْرسَةِ ، فكانَتْ تَتطايرُ فَوْقَ رؤوسِنا شِعاراتُ التَضْحيةِ بِالنَفْسِ مِنْ أَجْلِ اسْتِعادةِ الأَحْواز المُغْتَصبة ( عَربُستان ) ، الشَهادة مِنْ أَجْلِ قَضِيَّةِ العَربِ الكُبْرى ( فلسطين ) ، التَضْحيةِ بِالغالي والنَفِيس لِلوَطن ........... وإلخ ، الاسْتِعدادِ التَامِّ الَّذي لايَقْبلُ المُناقشة لِلالْتِحاقِ بِجبهاتِ القِتال لِنَيْلِ النَصْرِ حَتَّى الشَهادة ، التَطوُّعِ في المُنظماتِ كفِدائياتٍ لِلاسْتِشْهادِ مِنْ أَجْلِ تِلك المرامي ، وأَفْكارٌ أُخْرَى تَنْضَوي كُلّها تَحْتَ هذهِ المَداخِلِ الرئيسِيَّة .......
أَيْ إِنَّنا كتلْميذاتٍ كُنَّا مشارِيع لِلشَهادةِ ، وكانَتِ الهَيْئة التَدْريسِيَّة تَحثُّ الخُطى نَحْوَ زِيادةِ هذهِ الرُوح وإِضْرامِها فَتِيلاً في نُفوسِنا الطُفولِيَّة تَحْتَ مُسَمَّى التَوْعية دُوْنَ انْتِباهٍ لِما في هذا التَوجُّه مِنْ أَخْطاءٍ فادِحةٍ لاتَخْدِم الوَطن ولا المُواطِن ولا المُسْتَقْبلِ وإِنَّما تَرُجَّهُ شَكاً وقَلقاً  ......                                                                                                   
مايُثيرُ العَجب حَقَّاً إِنَّ المُعلِّمات كُنَّ يُشارِكنْ بِنشَاط ٍ مُثير في هذا التَوجُّه دُوْنَ أَنْ تَنْظُرَ ولَوْ واحِدَة مِنْهُنَّ إِلى خَطْوةٍ أَبْعَد فيما سيَحْمِلهُ المُسْتَقْبل مِنْ أَضْرارٍ إِثْر ذلِك .......                 
وعلى سَبِيل المِثال في إِحْدَى مراحِل الدِراسةِ الابْتِدائيَّة كانَت تَحُثُّنا المُعلِّمة على كِتابةِ رِسالةٍ إِلى أَشِقائِنا في جَبهاتِ القِتال ، وأَذْكُرُ مِمَّا أَذْكُر العِبارة الَّتِي كانَتْ تُردِّدُها على مَسامِعِنا المُعلِّمة لِتَتَضمَّنَ رسائِلنا إِلى أَشِقائِنا :                                                     
" وأَنا يا أَخي مُسْتَعِدة لِلتَضْحِيةِ بِنَفْسي مِنْ أَجْلِ فلسطين العزِيزَة ، ولكِنْ أَنْتَ تَعْلم إِنَّني فتاة ضَعِيفَة لا أَسْتَطيعُ حَمْلَ السِلاح والقِتال ، لكِنَّني سأُحارِبُ بِقلمي ودُموعي .... إلخ " .       
وجَازَتْ لنا أَنْ نَسْتَبْدِلَ كلِمة فلسطين بِكلِمةِ الوَطن ، الأَحْواز ...... إلخ ، وهكذا حَسَب وُجْهة الرِسالَة ........                                                                                             
رَغْمَ صِغرَ سِني عِبارَة ـ أَنا فتاة ضَعِيفَة ـ أَثارَتْ دواخِلي اسْتِنكاراً وغَضَباً وأَلَماً ، فسَأَلْتُ المُعلِّمةَ عِبارَةً بَدِيلَة ، غَيْرَ أَنَّ وقَاحتي أَزْعَجَتْها وأَوْصَدَتْ شَقَّ الاعْتِراضِ مِنْ بَابِ الطاعةِ والأَدبِ والخُلْق الحَسَن ، فنَحْنُ الصغِيرات غاشِمات لانَعْلَمُ شَيْئاً وبالتَالِي لاقِيمَة لِما نُبْدي ، وعَلَيْنا الطَاعَة لا الاعْتِراض ، والمُعلِّمةُ تَرَى أَنَّ العِبارَةَ رائِعةٌ وحَقِيقِيَّةٌ ، ويَجِبُ الإِيمان بِها وأَخْذِها مَأْخَذَ الجِدِّ ، وعَدَم مُحاكاةِ الرِجالِ في أَحْوالِهِم أَيْ عَدَمُ الاسْتِرْجال لأَنَّهُ أَمْرٌ كَرِيه ومَرْفوضٌ البَتَّة .                                                                                           
  الفِدائيات ، وقَدْ سَمَطوا آذاننا تَشْبِيعاً بِذِكْرِهِنَّ في السنِينِ اللاحِقَة ، كُنَّ يَحْمِلْنَ الرَّشَاشات ، هكذا صَوَّروهُنَّ لَنا أَبَداً ، هُنَّ أَيْضاً مِنْ النِساء ، كَيْفَ لَمْ يَخْطر لِهذِهِ المُعلِّمة بَالاً مِثْله .                                                   
الآن حِيْن أَتذكَّرُ عِبارة المُعلِّمة يَتَملَّكني شَيْطانُ الضَحِك وأَقولُ رُبَّما كانَ مِن اللائِق أَنْ تَخْتُمَ عِبارتها بِالنَهْجِ التَالي :                                                                                 
" ولكِنْ أَنْتَ تَعْلَم إِنَّني فتاة لاأَسْتَطيعُ حَمْلَ السِلاح والقِتال ، لكِنَّني أَسْتَطيعُ يا أَخي العزِيز التَضْحِية بِك عَنْ طِيبِ خاطِر ، أَمَّا أَنا فسأَنْعمُ بِحياتي لأَنَّني لَسْتُ مُضْطَّرَة لِلشَهادةِ وسأُواصِلُها دُوْنَك   " .                                                                                   
هذه المُعلِّمة كانَتْ واحِدَةً مِنْ شُخُوصِ آوانِها الحافِلِ بِالصَفحات .........                         
إِحْدَى الأَناشِيد الَّتِي تَعلَّمْناها في المَدْرسةِ بَيْنَ عِباراتِها دُسَّتْ : " نَموتُ وليَحْيا الوَطن " ، غَيْرَ أَنَّ لا أَحَد بادرَ لِلسُؤالِ : إِنْ فُنِي الكُلُّ وماتوا فداءً لَهُ ، فعَنْ أَيّ وَطنٍ نَحْكي ؟             
كما لَمْ يَجْرُؤ أَحَدٌ مِنَّا السُؤالَ : لِماذا فلسطين قَضِيَّةَ العَرَبِ الكُبْرَى ، فيما كُلُّ بَلدٍ لَهُ قَضاياهُ الذاتِيَّة الَّتِي تَكْفِيهِ وتَحْتَاجُ جُهُودهُ ومَساعِيهِ ؟                                                       
وفي السنِين الَّتِي تَلَتْها كانَتْ المواضيع المُفَضَّلَة الكِتابة عَنْ الفِدائِيَّة والفِدائيّ ، وكانَتْ جميلة بوحريد النَموذَج الَّذِي يَرْسِمونهُ لَنا مِثالاً في مُخيِّلتِنا ( رُبَّما لأَنَّ المُعلِّمات أَنْفُسهُنَّ  لَمْ يَكُنَّ يَعْرِفْنَ غَيْرَها ) دُوْنَ أَنْ نَعْرِفَ عَنْها الكثِير بِاسْتِثْناءِ إِسْمها ووَطنها والعَدُوّ الَّذِي قَاومَتْهُ ، تَماماً كما لَمْ نكُنْ نَعْرِفُ الكثِير عَنْ عربُسْتان غَيْرَ أَنَّها مُغْتَصبَة وأَهْلَها عَرب كما  قِيلَ لَنا ، وبَعْض المَعْلوماتِ الأُخْرَى الطفِيفَة عَنْها والَّتِي قَرأْناها في دَرْسِ الجُغرافية فيما بَعْد ، لكِنَّ الحَثّ على أَنْ نُصْبِحَ فِدائيات مِنْ أَجْلِها وازى بِأَضْعافِ آلافِ المَرَّاتِ مِنْ مَعْلوماتِنا الشَحِيحةِ عَنْها ، وتَمَّ شَحْنُ مخيِّلاتنا بِبَدْلاتِ الفِدائِيَّات ( السَتْرة والبِنْطال مَعَ قُبُعةِ الرَأْسِ ،  وكُلّها مِنْ قماشٍ عَلَيْهِ زَخارِف غَيمِيَّة الشَكْلِ ، والسِلاحُ الرَّشاش مُعلَّقٌ بِكتِفِ الفِدائِيَّة ) حَتَّى اسْتلذّيْنا فِكْرَةَ التَحوُّلِ إِلى فِدائِيَّات ، بَلْ صارَتْ أَماني مُعْظَم الطالِباتِ أَنْ يَلْبَسنَ بَدْلَة الفِدائِيَّة والقُبَعة ويَحْمِلنَ السِلاح ، وبَدَتْ الأَماني الأُخْرَى كأَنْ يُصْبِحَ الشَخْصُ طَبِيباً ، أَوْ مُهْندِساً ، أَوْ رساماً ، أَوْ فناناً .... إلخ كُلَّها أَماني سَاذِجَة عَقِيمة وغَبِيَّة وبَطراً ورفاهِية ، بَلْ إِنَّ الشُعورَ بِالذَنْبِ صارَ يُخالِجُنا فالوَطن بِحاجةٍ لِنَموتَ لأَجْلِهِ بَيْنَما نَحْنُ أَنانيون نُفكِّرُ في أَنْ نُصْبِحَ في المُسْتَقْبَلِ طَبِيبات ، أَوْ مُهْندِسات ، أَوْ ..... إلخ .               
الخَجل صارَ يُلازِمُ أَحْلامَنا بِالمُسْتَقْبَلِ الجَمِيل ، فالمَوْتُ هو المُسْتَقْبَل المَسْؤُول الواعِي الفائِق حُبَّاً لِلوَطنِ والأُمَّةِ العَربِيَّة ، حَتَّى وإِنْ لَمْ نكُنْ عَرباً .                                       
وبِما إِنَّ الطالِبات أَصابَهُن الهَوس مِنْ حُمَّى التَشْجيع على الفِداءِ ، صارَت الأَسْئلة السَاذَجَة والطُفولِيَّة تَتَناطَحُ في رُؤوسِهِنَّ جَمِيعِاً :                                                               
هَلْ على الفِدائِيَّة أَنْ تَتْرُك أَهْلَها وتُسافِرُ إِلى عَربُستان مثلاً لِلنِضالِ ؟                           
وكَيْفَ تُسافِرُ ، مَشْياً على الأَقْدامِ ، أَمْ بِالسيارةِ ، أَمْ عَلَيْها الاتِصال بِجَبْهةِ القِتالِ ، وكَيْفَ ذلِك وأَيْنَ العُنوان ؟                                                                                       
وأَسئِلَة أُخْرَى كثِيرَة .                                                                                     
حَتَّى إِنَّ إِحْدَى الطالِبات وكانَتْ تُعاني بِسببِ ذلِك قالَتْ إِنَّ أَهْلَها يَمْنَعونَها مِنْ أَنْ تُصْبِحَ فدائِيَّة ولاتَدْري ماذا تَفْعل ، هَلْ تَهْربُ مِن البَيتِ ؟                                                   
ولا أَدْري لِماذا أَصابني الرُعْب حِيْنَ سَمِعْتُ ماقالَتْهُ لنا فأَجَبْتُها بِخَوْفِ طِفْلَة :                 
ــ أَرْجوكِ لاتَهْربي ، هذا خَطِير ؟                                                                       
فسألَتْ :                                                                                                     
ــ ما العَمَل ؟                                                                                               
وصَمَتْنا جمِيعاً صَمْتاً غامِراً حَتَّى بادرَتْ إِحْدَى الفتيات وقالَتْ :                                   
ــ لِنَسْألِ المُعلِّمة .                                                                                         
وحِيْنَ حَضَرَتْ المُعلِّمة الإِلَه ماتَتْ فَوْقَ الشِفاه كُلّ الأَسْئلَة .                                       
مَخاوِفُنا وهُمومُنا هذهِ جمِيعاً لَمْ تَجْرُؤ واحِدَةٌ مِنْ الطالِباتِ أَبَداً على البَوْحِ بِها لِلمُعلِّمة بَلْ بَقِيَتْ طيَّ طُفولتِنا والكِتْمان ، فالمُعلِّمة في نَظرِنا كانَتْ كالإِلَه المُتَوَّج على العرْشِ ، يَهابُها الجمِيع ويَخْشَى غَضَبَها .                                                                                 
لَنا كتَلمِيذاتٍ في هذهِ الأَعْمار كانَتْ فِكْرَة الفِداء فِكْرَةً جذابَّة ، ولكِنَّها في نَفْسِ الوَقْتِ بقيَتْ لُعبَة كبقِيَّةِ أَلْعابِنا لَمْ تُدْرِك طُفولتنا السَاذِجَة وَجْه الجِدِّ والخُطورةِ فيها ، وكانَتْ أَسْئلتنا الحائرَة الساذِجة والمُضْحِكة أَحْياناً أَكْبَر دلِيل على ذلِك .                                           
أَمَّا عَنْ فلسطين وواجِب الدِفاعِ عَنْها والشَهادة في سبِيلِ اسْتِردادِها ..... إلخ فحَدِّثْ ولا حَرَج .                                                                                                         
كَمْ مِنْ المُتناقِضات حاولوا صَبَّها في عُقولِنا كتَلمِيذاتٍ صَغِيراتٍ في تَفاصيلِ كُلِّ مايُعلِّمونَهُ لَنا ، ففي واحِدَة يُعلِّموننا أَنْ نكْتُبَ " أَنا فتاة ضَعِيفَة لا أَسْتَطيعُ حَمْلَ السِلاح "  ، وفي أُخْرَى يَحُثُّوننا على أَنْ نُصْبِحَ فدائيَّات  ، ومُتَناقِضات كثِيرَة لاتَصْلُحُ لِمُسْتَقْبَلٍ واثِق .         
ومِمَّا أَذْكُرهُ إِنَّهُ ذات مَرَّة نشَبَ خِلاف بَيْنَ جارتينِ في الشارِعِ الَّذِي نَسْكُنُ فيه فصَرَخَتْ إِحْداهُما في الأُخْرَى :                                                                                     
 ـ أَنْتُم العراقيون كُلَّكُم خَونَة ، العرَب كُلَّهُم خَونَة .... أَنْتُم بعْتُم فلسطين وسلَّمْتُموها لِليهود  بِغَدْركُم ، ولِذَا فأَنْتُم مُجْبَرون ومُلْزَمون بِاسْتِعادتِها والمَوْت مِنْ أَجْلِها رُغْماً عَنْ أُنُوفكُم .   
فرَدَّتْ عَلَيْها الأُخْرَى وقَدْ انْتَفَخَتْ واشْتَعلَتْ ، والأَرْضُ ضاقَتْ بِغَضَبِها:                         
ـ ولِماذا تَرْتَضين العيْش بَيْنَ الخَونَة وفي أَرْضِهم ، تَأْكلين مِنْ ثِمارِ أَراضيهم وتَشْربين مِنْ ماءِ أَنْهارِهِم ، وتَتَمتَّعين بِنُقودِهِم ، ألَسْتِ تَبيعين وَطنكِ مِنْ أَجْلِ الاسْتِمْتاعِ بِنُقودِ الخَونَة ؟
أَلَسْتِ أَنْتِ نَفْسكِ خائِنة ؟                                                                                 
عُودي لِوطنكِ إِنْ كُنْتِ صادِقة وضَحِي بِنَفْسكِ لأَجْلِهِ ، فأَنْتُم مَنْ بعْتُم وَطنَكُم وأَراضِيكُم لِليهود .                                                                                                       
وتَصاعَدَتْ وَتِيرَة غَضَبِها حِدَةً فخَتَمَتْ جُمْلَها بِمَقولَةٍ مُتداولَةٍ شَائِعةٍ باللُغَة الدَارِجةِ :         
ــ هم نزل وهم يدبِّك على السطح .                                                                     
بِمَعْنَى : هو نَزِيلٌ ( ضَيفٌ ، غَرِيبٌ ، مُسْتَأْجِرٌ ، قادِمٌ جدِيد .... إلخ ) ، وفَوْقَ ذِلك فإِنَّهُ يُحْدِثُ ضَجَّة ، ويُثْقِلُ حَرَكتِهِ بِدكِّ أَرْضِ سَطْحِ المَنْزِلِ تَحْتَ أَقْدامِهِ دَكَّاً لِيُزْعِجَ أَهْلَ الدَارِ ، ولايَسْتَحي ، أَوْ يُراعي .                                                                                   
تَعجَبْتُ جِدَّاً مِمَّا سمِعْتُ مِنْ الجارتين خُصوصاً وإِنَّنا في المَدْرسة نَقُومُ ونَقْعُد على ذَكْرِ فلسطين والفِداءِ والشَهادةِ  مِنْ أَجْلِها ..... إلخ .                                                     
هذهِ السيّدة تُكذِّبُ ما نَتعلَّمَهُ في المَدْرسة ، فأَيْنَ الحقِيقة ؟                                         
هَلْ هذهِ السيّدة على حَقٍّ ، أَمْ ما نَسْمعَهُ في المَدْرسةِ ؟                                             
كُنْتُ أَتهادى في خُطواتي عائدَةً إِلى المَنْزِلِ مِنْ المَدْرسة ، ولكِنْ مانَطَقَتْ بِهِ هذهِ السيّدة جَعلني أَحُثُّ الخُطى مُتَمنِيَّةً الطَيران لأَصِلَ المَنْزِل وأَسْأَلُ والِديّ عَنْ الحقِيقة علَّني أَرْسو إِلَيْها ، وفي مُكابَدتي هذهِ وقَعَتِ الحقِيبةُ المَدْرسِيَّة أَرْضاً فحاولْتُ رَفْعَها لكِنَّني لِشِدَّةِ عجَالتي وَقَعْتُ فَوْقَها ، ولَمْ يَكُنْ هناكَ وَقْتٌ لإِهْدارِهِ في الأَلَم ، فنَهَضْتُ وسَحلْتُ الحقِيبة خَلْفي بِخُطىً واسِعة ، دَخلْتُ الدارَ مُسْرِعةً ، وإِذْ عَثَرْتُ عَلَيْهما وهُما يَتَعاونانِ في إِصْلاحِ بَعْضِ الأَضْرارِ الَّتِي لحِقَتْ  بِجِدارٍ ما في المَنْزِل،  سَأَلْتُهما على عَجَلٍ ودُوْنَ تَحِيَّة كما كانَ المُعْتاد كُلَّ مَرَّة فالأَمْرُ عاجِلٌ وخَطِير ولاوَقْتَ لتَضْييعِهِ في التَحِيَّة :                               
ــ هَلْ صحِيح إِنَّ العِراقيين والعَرَب خَونَة وهُم مَنْ باعُوا فلسطين لِليهود ؟                     
تَوقَّف والديّ عمَّا يُؤدِّيانهُ ، وسَألَني والدي مُنْدهِشاً :                                               
ــ ماذَا هُناكَ ياابْنَتي ؟ لِماذَا هذا السُؤَال ؟                                                             
قُلتُ لَهُ :                                                                                                     
ــ سَمِعْتُ الجارَة ( ع )  تَقُولُ ذلِك لِلجارَة الأُخْرَى ( س ) .                                         
فقالَ والدي :                                                                                               
 ــ لاتَشْغلِي بالكِ ياابْنَتي بِهذِهِ الأُمُور ، المُهِمّ أَنْ تَعْتنِي بِدراستكِ وتَأْتين بِشَهادةٍ عالِيةٍ في المُسْتَقْبَل .                                                                                                   
خابَ أَمْلِي ، فوالديّ لَمْ يَكُنْ لَهُما أَيّ جَوابٍ عَنْ سُؤالي .                                           
قَضَيْتُ يَوْمي وليْلتِي مَهْمومةً حائرَةً أُفْكِرُ في الأَمْرِ وقَرَّرْتُ أَنْ أَسْأَلَ المُعلِّمة عَنْ ذلِك ، لكِنَّ شَجاعتي خَانَتْني بِمُجَردِ أَنْ دخَلْتُ الصَفَّ في اليَوْمِ التَالي  .                                       
حيْرَتي فيما بَعْد أَكلَتْها السنِين بِتَوالِيها وهضَمَتْها حِيْنَ كانَ في اسْتِضافةِ الوَطَن جمُوعاً مِنْ إِخْوتَنا وأَخواتَنا في الإِنْسَانِيَّة ، كانَتْ الجُمْلَة تَتواردُ مِنْ البَعْضِ حِيْناً قَصْداً ، أَوْ زَلة لِسانٍ غَيْر مَقْصودَة  وتَتوارَى بُرْهة ، تُساقُ إِلى آذانِ ماحَوْلَهُم ، أَوْ تَدورُ بَيْنَهُم :                   
 "  العِراقيون والعَرَب خَونَة ، هُمْ مَنْ باعوا فلسطين لِليهودِ وعَلَيْهم شَرط تَحْرِيرِها "  .         
انْتهَتْ ضَجَّةُ التَحْرِيضِ هذهِ بانْتِهاءِ المَرْحلَةِ الابْتِدائِيَّة ولا أَعْلَم إِنْ كانَ ذلِك فَقَطْ في المَدْرسةِ الَّتِي كُنْتُ فيها ، أَمْ إِنَّ المَدارِسَ الأُخْرَى في تلِك المدِينةِ اللاودودَة كانَتْ على نَفْسِ الخُطى .                                                                                                     
انْتهَتْ ضَجَّةُ التَحْرِيضِ هذهِ بانْتِهاءِ المَرْحلَةِ الابْتِدائِيَّة لِتَبْدأَ مَرْحلَة أُخْرَى مِنْ نَوْعٍ آخَر  : تَعْظيم التَارِيخ العربيّ والعِبارات المُؤثِّرَة الَّتِي تَجْرَحُ القُلوبَ عَن الشُهداءِ والتَضْحِيةِ والفِداءِ ، فأَيْنَما تَوجَّهْنا في المَدْرسةِ عُلِّقَتْ على الجُدْرانِ نَشَرات تَحْوي :                     
( قُلْ لِوحيدي إِنِّي تَذَوقْتُ مَعْنَى العطاء ولذَّ لِقَلْبي جُرحَ الفِداءِ ) ، أَو مُرادِفة لَها ، أَوْ تُوازِيها .... إلخ .                                                                                           
 عِبارات تَزْرَعُ الحُزْنَ المُبَطَّن المُحرِّض على الحقْدِ والانْتِقامِ مِمَّنْ يُعْتَبرونَ فاعِليها . عِبارات كُنّا نَقْرأُها في النَشَراتِ المَدْرسِيَّة المُعلَّقَةِ على الجُدْرانِ الداخِليَّة لِلمَدْرسةِ وفي قَاعاتِ الدِراسةِ الصَفِيَّة ..... إلخ .                                                                       
عِبارات كُنّا نَقْرأُها ، لكِنَّ الحدِيثَ عَنْها لَمْ يكُنْ دَيْدناً مُسْتَمِرَّاً إِذْ كانَ هُناك مَحطاتُ اسْتِراحةٍ مِنْها ، ففي مَرْحلَةِ الدِراسةِ المُتَوسِطةِ كانَ تَوَجُّه المَدْرسةِ عِلْمِيَّاً في جانِبهِ الأَكْبَر فعَبَرْنا بِطُفولتِنا إِلى ضِفَةٍ أُخْرَى تارِكين خَلْفَنا عَربُستان وملابِسَ الفِدائِيَّات والإِصْرار على الشَهادَةِ ، غَرِقَتْ أَذْيالُها في أَعْماقِنا واسْتَقرَتْ هادِئةً ساكِنةً وكأَنَّها غَفَتْ قيْلولَة ، لكِنَّ الراديو والتِلفزيون اسْتَمرَّ في دَيْدنِهِ لايَنْقَطِعُ عَن التَكْبِيرِ بإِسْمِ فلسطين المُغْتَصبة وضَرُورَةِ تَحْرِيرِها وتباً لِلعَدُوِّ الصهيونيّ ولِلمُؤامرَةِ ولِلامبِريالِيَّة العالَمِيَّة .                               
وظَنَنْتُ لِفَتْرَةٍ أَنَّ الحيَاةَ قَدْ تَغيَّرَتْ فِعْلاً حَتَّى صادفْتُ ذاتَ مَرَّة فتاةً أَعْطَبَتْ ظَنِّي زَوالاً وهي تَقُول :                                                                                                       
ــ أَنا مُسْتَعِدَّة أَنْ أُضْحِي بِأَخي مِنْ أَجْلِ فلسطين ( أَيْ تَقْصد أَنْ يَمُوتَ أَخُوها مِنْ أَجْلِ تَحْرِيرِ فلسطين ودِفاعاً عَنْها ) .                                                                               
وأَشارَتْ إِلى أَخِيها الصَغِير مُحْتَضِناً كُرتَهُ إِلَيْهِ ، وعلى ما أَعْتَقِدُ كانَ في نَحْوِ العاشِرَةِ مِنْ العُمْرِ .......                                                                                                 
قَسْوَتها اسْتَفَزَّتْني كثِيراً وحَرَّضَتْني على سُؤالِها وأَنا أَرى الصَغِير لاهِياً بِكُرتِهِ بَرِيئاً في عالَمِ طُفُولَتِهِ  :                                                                                             
ــ  لِماذَا تُضَحِّين بِأَخِيكِ ولا تُضَحِّين بِحيَاتكِ أَنْتِ ؟                                                   
بِالنِسْبَةِ لي قَسْوَتها تَمَثَّلَتْ في سُهُولَةِ التَضْحِيةِ بِحيَاةِ الآخَرِين مُقابِلَ الاحْتِفاظِ بِحيَاتِها دُوْنَ أَنْ تُكلِّفَ نَفْسَها عَناءَ سُؤالِ المُضَحَّى بِهِ المُوافَقة أَوْ الرَفْض ........                             
ذلِك الكَرمُ المُزيَّف ، بِالضَبْط كسارِقٍ يَمُدُّ يَدَهُ في جَيْبِ مَنْ يُحاذِيهِ فيَنْهَبَهُ شَيْئاً ويُقَدِّمَهُ هدِيَّةً لِثالِثٍ بِاعْتِبارِهِ هو مالِك الشَيْءِ المَنْهوب ، فما البَالُ إِنْ كانَ المَسْروق حيَاةُ كائِن .           
لكِنْ بَدَا واضِحاً إِنَّ الفتاةَ ضَحِيَّة اللَغْطِ المَدْرسيِّ بِدَلِيلِ جوابِها :                                   
ــ أَنا فتاة ضَعِيفة لاأَسْتَطِيعُ حَمْلَ السِلاحِ والذِهابِ إِلى جَبهاتِ القِتالِ .                           
لِماذا يَجِبُ أَنْ يَموتَ الإِنْسَانُ مِنْ أَجْلِ الأَوْطان ؟                                                     
لِماذا لايَحْيَا مِنْ أَجْلِها ، والحَيَاةُ أَجْدَى ؟                                                               
لِماذَا لايَتِمُّ زَرْعَ رُوح المَحَبَّةِ والتآخِي والتآلُفِ لا التَناحُرِ فلا يُعدُّ سيلان الدِماءِ هَدَفاً أَسْمَى ، بَلْ الحَيَاة ؟                                                                                                   
لَوْ رَفَضَ كُلُّ إِنْسَانٍ على وَجْهِ الأَرْضِ حَمْلَ السِلاحِ والقِتالِ لاضْطرَّ السَاسةُ ومُنْتِجو صِناعةَ المَوْتِ والحُروبِ إِلى التَخلِّي عَنْ تِجارتِهِم العفِنَة هذهِ ، ومَالوا تَحْتَ ضَغْطِ الرَفْضِ الإِنْسانِيِّ إِلى البَحْثِ عَنْ سُبُلٍ أُخْرَى لِحلِّ الأَزماتِ .                                                             
ولا أَلف وَطنٍ يُساوِي قِيمةَ دَمْعة واحِدَةٍ مِنْ عُيونِ الأُمهاتِ المُحْتَرِقاتِ القُلوبِ حُزْناً على فُقْدانِ أَبْنائهِنَّ في حُروبٍ لاطائِلةَ مِنْها ولافائِدَة لِلإِنْسَان ، حُروب تُغْنِي صُنَّاعَها ومُنْتِجيها فتَتَدلَّى كُرُوشهم أَكْثَر وأَكْثَر شَهْوَةٍ لِلدِماءِ حَتَّى تُلامِسَ الأَرْضَ القَانِية ، ويَعِيشونَ حَيَاتهم مُتْرفِينَ مُنْعمِينَ بَيْنَما يَذْهَبُ الآخَرونَ لِينامُوا في القُبورِ بِلاعَوْدَة .                               
إِذْ يَذْهَبُ الآلافُ إِلى المَوْتِ تَحْتَ مُسَمَّى الشَهادَةِ لأَجْلِ الوَطَنِ والقَضايا الكُبْرَى ، إِنَّما الحقِيقَةُ غَيْر ذلِك ، هُمْ يَموتُونَ مِنْ أَجْلِ السَاسةِ وتَثْبِيتِ العُروشِ وتَرْسِيخِ سُلْطانِهم وزِيادَةِ ذوي الأَمْوالِ مالاً .                                                                                         
أَيُّ مُبَرِّرٍ يَسْمَحُ بِقَتْلِ الآخَرِ ولَوْ بِمُسَمَّى عَدُوّ وتَحْتَ غِطاءِ الدِفاعِ عَن الوَطَنِ ؟               
ولا حَتَّى الوَطَن أَثْمَن مِنْ حَيَاةِ الإِنْسَانِ ولَوْ بِمُسَمَّى عَدُوّ .....                                     
ولَنْ يُغْفَرَ لِلأَوْطانِ أَبَداً دُمُوعَ الأُمَّهاتِ المُحْتَرِقاتِ القُلوبِ حُزْناً على فُقْدانِ أَبْنائهِنَّ في حُرُوبٍ لا طائِل مِنْها .....                                                                                 
لَنْ يَسْقُطَ عَنْ ذاكِرتي أَبَداً نَحِيبُ تِلك الأُمّ الثَكْلَى حِيْنَ بَدأَ الكاهِنُ يَتْلو أَسْماءَ المَوْتَى ( الشُهداء ) في صَلاةٍ أُقِيمَتْ على أَرْواحِهِم ، فخَرَجَ نَحِيبُها كعوِيلٍ طَغَى على صَوْتِ الكاهِنِ ، عوِيل غَصَّ بِاللَوْعةِ والحُرْقَةِ واللَظَى والحَشْرَجات .......                                         
حُرْقَةَ قَلْبِها أَحْرَقَتِ المَكانَ بِما فيهِ ، حَتَّى أَنَّهُ تَأثُّراً واكْتِواءً اسْتَعْصَى على حُنْجُرَةِ الكاهِنِ التَوالِي بِالكلِماتِ فبَدَا صَوْتُهُ كحَشْرَجَةِ مُحْتَضِرٍ في أَنْفاسِهِ الأَخِيرَة ، مَذْبُوحاً في شَفَتيهِ ، مَصْلوباً على جِدارِ الحُنْجُرةِ ، رَغْمَ تَعْرِيفِ هذا الكاهِن لَدَى رَعِيَتِهِ بِلاإِنْسَانِيَّتِهِ ولاعَدالَتِهِ وغَلاظتِهِ وقَسْوَتِهِ ........                                                                                 
أَيَّةُ قِيمَةٍ تَصْمِدُ لِتُضاهي دُمُوعَ الأُمَّهاتِ مَكانَةً وأَهَمِيَّةً ؟                                           
أَيَّةُ قِيمَةٍ تَصْمُدُ ولاتَسْقُطُ أَمامَ هذهِ القُلُوب المُحْتَرِقةِ المُتَلظِيَّةِ نَاراً ولَهِيباً ؟                     
أَيَّةُ قِيمَةٍ تَصْمُدُ أَمامَ دُمُوعِ أُمٍّ لا يُطْفِئُ لَهِيبَ قَلْبِها المُحْتَرِق على ابْنِها المَذْبُوحِ في سَاحةِ القِتالِ وهي تَزورُ قَبْرَهُ كُلَّ يَوْمٍ لِتَنُوحَ فَوْقَهُ سَاعاتٍ طِوال ؟                                       
تَفْرَحُ الأُمَّهاتُ بِولادَةِ أَبْنائهِنَّ ، ويَبْذُلْنَ التَضْحِيات لِتَرْبِيَتِهِم لِيُصْبِحُوا بِعُمْرِ الزُهُورِ الفَوَّاحةِ يَنْبِضُونَ حَيَوِيَّةً ونَشَاطاً لِيَأْتي السَاسةُ ويَحْصِدونَ الزُهُورَ بِمَنَاجِلِهِم في وَمْضَةِ تَكَبُّرٍ وشُمُوخٍ  وأَنانِيَّةٍ  وتَطَلُّعٍ نَحْوَ المَزِيدِ مِنْ السُلْطَةِ والشُهْرَةِ والمَجْدِ .......                       
أَيْنَ يَذْهَبُ السَاسةُ وصُنَّاعُ الحُرُوبِ بِوُجُوهِهِم مِنْ لَهِيبِ قُلُوبِ الأُمَّهاتِ الثَكالى ، وأَيّ جَحِيمٍ يَكُونُ أَخَفُّ عَلَيْهم وَطْأً ؟                                                                                 
سِوى المُغيبين والمَخْدوعين يَعْتَقِدون َ بِضَرُورَةِ إِراقَةِ الدِماءِ دِفاعاً عَنْ مَرْمى ما .         
لا قِيمَة على وَجْهِ الأَرْضِ تُضاهِي قِيمَةَ دَمْعَةٍ واحِدَةٍ مِنْ عَيْنِ أُمٍّ ثَكلَتْ ولِيدَها العزِيز ،  ولاحَتَّى إِنْ كانَتْ هذهِ القِيمَة بِحَجْمِ وَطَنٍ .........                                                     
الدِماءُ لاتَبْني الأَوْطان بَلْ تَنْسِفها .                                                                     
هَلْ بِالمَوْتِ والحُرُوبِ والدِماءِ تُبْنَى الأَوْطان ، أَمْ بِالحُبِ والعِلْمِ والفُنُونِ والآدابِ والعَمَلِ ؟ 
كُلُّ الحُرُوبِ الَّتِي خَاضَها الوَطن أَيُّ حيَاةٍ انْتَجَت ْ؟                                                   
هَلْ أَمَّنَتْ اسْتِقْرارَهُ ؟                                                                                       
إِلى أَيْنَ سارَتْ بهِ ؟                                                                                         
هَلْ بِهذِهِ الحُرُوب بُنِي الوَطن ، أَمْ جَرَّتْهُ إِلى الدَمارِ والخرابِ ؟                                   
أَيُّ حاجَةٍ بِنا لِلإِجابةِ ودلِيلُ الحيَاةِ يَقولها عَنَّا :                                                       
وحْدَهُ التَدَرُّب على الحُبِّ ، حُبّ الآخَرِ ، واحْتِرامِ الحيَاةِ يَبْني ويُقِيمُ الأَوْطان كما العِلْمُ والفُنُون والآداب والعَمَل .........                                                                       
كَمْ أَعْطَى العِراقُ مِنْ الشُهداءِ ، أَنا لاأُسمِّيهم شُهداء ، بَلْ ضَحايا السِياسات العالمِيَّة والوَطنِيَّة وتَناحُرِ المصالِحِ بَيْنَ الأَطْرافِ المُتَسيِّدةِ ذات القُوَةِ ، والشَأْنِ ، والمالِ ، والقُدْرَةِ والدَهاءِ ، وأَذْيالِها الَّتِي تُروِّجُ لِسِياسةِ الحُرُوبِ والقَتْلِ لازْدِهارِ تِجارتِها .                     
ضَحايا حَرْب الشمال ، حُروب العِراق على الجَبْهةِ الصَدِيقَة ، الحَرْبُ العِراقِيَّة ـ الايرانِيَّة ، حَرْبُ الكويت ........ إلخ .                                                                                 
هَلْ كانَ مِنْ الضَرورِيّ أَنْ يَفْقِدوا حيَاتهم مِنْ أَجْلِ ماخَطَّط َ لَهُ الساسة ؟!!                     
تَحْضَرني الأُمَّهات ( وأَيْضاً الآباء ) وهُنّ قَدْ صَنَعْنَ المُسْتَحِيل وتَحَمَّلْنَ الشَدائِد لأَجْلِ أَبْنائهِنَّ وتَرْبِيتِهِم حَتَّى صَاروا رِجالاً يَحِقُّ لِلأُمَّهاتِ التَباهي بِهم ........                                   
لايُمْكِنني أَنْ أَغْفِرَ لِلحُرُوبِ ماهَدَمَتْ وخَرَّبَتْ حِيْنَ تَطالُ ذاكِرتي حُرْقَةَ قُلُوبِ الأُمَّهاتِ على أَبْنائهِنَّ الضَحايا .                                                                                           
تَتَلاشَى قِيمَةُ الأَوْطانِ وتَزْدادُ الحُرُوبُ قُبْحاً أَمامَ مَنْظرِ أُمٍّ تَبْكي فَوْقَ ضَرِيحِ ابْنِها  .           
أَمامَ أَحْزانِ الأُمَّهاتِ تَنْفَضِحُ  قِيمَة الكثِيرِ مِنْ الخَطواتِ الاسْتِعْراضِيَّة ، وتَكْبُرُ قِيمَةَ الحيَاةِ أَضْعافاً وأَضْعاف ........                                                                                   
مَنْ يَتَنفَّسُ في هذا روائِحَ العاطِفَةِ فأَنا أُقِرُّ جهاراً بِأَنَّ لِلعاطِفَةِ مالِلعقْلِ مِنْ رؤْيةٍ وتَصْويبٍ وتَبصُّر ....... وإلخ ، قَدْ تَسْبِقهُ فتكون أَرْشَدُ مِنْه في مَرَّاتٍ ، وقَدْ يَسْبِقها فيكونُ أَرْشَدُ مِنْها في مَرَّاتٍ أُخر ، فالعاطِفَةُ تَتَحسَّسُ مايُهْمِلَهُ  العَقْل ويَدوسُ عَلَيْهِ تَعالِياً .                         
وما أَعْنِيهِ بِكلامي هو العاطِفَة كحاسَةٍ ذكِيَّة تُحاكِي الأَمْرَ أَوْ الحَدَث أَوْ الواقِعةَ ..... وإلخ ،  وتُشِيرُ إِلَيْهِ بِصوابِ الوجْهَةِ ، وتُمَهِّدُ الدَرْبَ بِدلالاتٍ مِنْها إِلى التَفاعُلِ الصَحِيحِ مَعَ الأَمْرِ ، ولَيْسَ الصُورَةَ المُشَوَّهة المُشَاعة عن العاطِفَةِ بِالمَعْنَى الانْفِعالِيِّ السلْبِي .                     
                                                                   
ماقِيمَةُ الأَوْطان حِيْنَ تَخْلُو مِنْ رِجالِها ، وتَتَرمَّلُ فيها النِساءُ ، ويَصِيرُ اليُتمُ نَصِيباً لِأَطْفالِها ، والثَّكَلُ حَوْزاً لأُمَّهاتِها ، والوَحْدَةُ لِشاباتِها ..........                                               
هَلْ هُناكَ مايُمْكِنُ تَسْمِيتَهُ وَطناً في حالٍ كهذا .........                                               
كيْفَ لايُفكِّرُ صُنَّاع الحُرُوبِ في دُمُوعِ الأُمَّهاتِ وهُم يُخطِّطونَ لِجَرِيمةِ الحَرْبِ ........         
لَوْ فَعلوا  !!!                                                                                               
لَوْ فَعلوا لتَغيَّرَ مَسار حيَاتِهِم قَطْعاً فنَذَروها لأَجْلِ السَلامِ ولَيْسَ الحُرُوب .........               
لكِنَّهُم لايَفْعلونَ ولَنْ يَفْعلوها ..........                                                                 
ولِكُلِّ الدَجَّالِين مِمَّنْ يُطبِّلونَ لِلمَوْتِ تَمْجِيداً يُعلِّقُ السُؤالُ قَرْنيهِ فَوْقَ تَصلُّباتِ قُلُوبِهم  القَاسيَة :                                                                                                     
 أَيُّ الوَجْهينِ أَبْلَغُ إِيجابِيَّة في نَفْس ِالإِنْسَانِ تَأْثِيراً : وَجْهُ إِنْسَانٍ يَنْبُضُ لِلحيَاةِ فَرَحاً ، أَمْ وَجْهُ إِنْسَانٍ لَفظَ الحيَاةَ وغابَ عَنْها ؟                                                                 
يَتَباهى الإِنْسَانُ ( والمُؤْمِنُ بِوَجْهٍ خاصّ ) بِأَنَّهُ الكائِنُ الوحِيد الَّذِي خُصَّ بِمزايا مُتَفرِّدة كالعَقْل واللُغَة وغَيْرها دُوْناً عَنْ الكائناتِ الأُخْرَى ، وهو بِذلِك أَفْضَلُ الكائِناتِ وأَحْسَنَها ويَتَربَّعُ قِمَّةَ الهَرَمِ عَرْشَاً ، لكِنَّهُ لايَمْلِكُ الجَواب عَنْ سُؤالٍ يَلْتَهِبُ حاجَةً لِلإِجابَة :             
لِماذَا لايَسْتَخْدِمُ هذا العَقْل في حَلِّ كُلِّ خِلافاتِهِ بِالحِوارِ والتَفاوُضِ مُسْتَفِيداً مِنْ أَداتِهِ النَاطِقَة   اللِسان ( وأَنا أُسمِّيه بِآلَةِ العَقْلِ إِنْ جَازَتِ التَسْمِية ، ولِلابْتِسامَة أُسمِّيهِ النَاطِق الرَسْمِيّ بإِسْمِ العَقْل ) بَدَلاً مِنْ أَنْ يَسْتَخْدِمَ السِلاح ، أَوْ يَديهِ وقَدَميهِ ، لِحَلِّ خِلافاتِهِ ومَشَاكِلِهِ ؟         
أَقُولُ " لُغتكَ تَدُلُّ عَلَيْك " ، ولُغَةُ الإِنْسَان في حَلِّ خِلافاتِهِ لاتَدُلُّ على إِنَّهُ الأَفْضَل والأَرْقَى ،  وهو لَمْ يُحقِّقْ وإِنْ نَزْراً  مِنْ إِنْسَانِيتِهِ المَزْعُومَة .                                                 
بَعْدَ أَنْ طافَتِ القَلْبَ نَاراً أَحْزانُ الأُمَّهات ، حاوَلْتُ أَنْ أَلْهُو بِإِخْمادِها وإِنْ وَقْتاً ، فكانَتْ إِلى يَديّ وَرقَةً رَسَمْتُ فيها خارِطَتين لِدَوْلتينِ ، وأَنا أَتَفرَّسُ خَرائِطَ البُلْدانِ حدَّ العجِّ ضَحِكاً على بَلَهِ الكائِنِ الَّذِي قَسَّمَ الأَرْضَ وهي وَحْدَةٌ واحِدَة إِلى دُولٍ ، ومُدنٍ ، ومُقاطعاتٍ ، ورَسَمَ الحُدودَ لَها بِقَلَمِ الدِماءِ،  فطَفَرَ الضَحِكُ مِنْ العَيْنَيْنِ دَمْعاً ........                                   
رَسَمْتُ خَارِطَتين لِدَوْلتينِ مَجِيدتينِ في افْتِراعِ الحُرُوبِ ، قَادَ بلاءُ السِياسةِ إِحْدَاهُما إِلى افْتِراعِ الحُرُوبِ على أَرْضِها وفي عُقْرِ دارِها وعلى حُدُودِها ، والأُخْرَى رَكَضَتْ بِالحُرُوبِ إِلى ساحاتِ أَوْطانٍ أُخْرَى ونَأَتْ بِها عَنْ أَراضِيها ومُواطنِيها .                                     
رَسَمْتُ خَارِطَتين لِدَوْلتينِ مَجِيدتينِ في الوَلَعِ ارْتِواءً بِالدِماءِ تَسْكُبُ مِنْها وتَفِيضُ بِها ، إحْدَاهُما تُفْضِّلُ الحُرُوبَ على أَرْضِها وفي عُقْرِ دارِها وعلى حُدُودِها ، والأُخْرَى تَرْكُضُ بِالحُرُوبِ إِلى ساحاتِ أَوْطانٍ أُخْرَى وتَنْأَى بِها عَنْ أَراضِيها ومُواطنِيها .                       
هَلْ عَرِفْتُماهما ؟                                                                                           
لايَطْرَقُني شَكٌّ في ذلِك .                                                                                   

قَلْبُ مَحَبَّة ارْسُمهُ في وَرَقتي إِلَيْكُنَّ / م ، عزِيزاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئاتِ والقُرَّاء .         
سَ

105
مِنْ مُذكرات إِنْسَانَة                                                                          

ــ مُجْتمع ــ / 4                                                                            

ورودٌ عَنْ منابِتِها تُقْتَلع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الأحد 29 ـ 11 ـ  2009  / الثلاثاء 16 ـ 2 ـ 2010


( نُتفٌ عَنْ أَحْوالِ وأَوْضاعِ النِساء ـ تماساً مَعَ الأَقلِيَّات )                              
 ( في اخْتِطافِ فتياتِ الأَقلِيَّات )                                                            


......... دَخَلَتْ عَلَيْنا المُوَظَّفَةُ في القِسْمِ المُجاوِرِ لِقِسْمِنا وأَلْقَتْ عَلَيْنا تَحِيَّة الصَبَاحِ ، وتَجَاذَبَتْ مَعنا أَطْرافَ الحَدِيثِ وجَرَّتْهُ إِلى حَيْثُ يَنْتَهِي غَالِباً أَوْ دَائماً في مُعْظَمِ تِلكَ البُلدان ذَات الأَقلِيَّاتِ الدِينِيَّة والأَغْلَبِيَّة مِن دِينِ الدَوْلَةِ الرَسْمِيّ ، كَانَ في جُعْبَتِها الكَثِير لِتَقُولَهُ وتَحْكِيهِ وتَتَباهَى بِهِ أَيْضاً ، فهي في النِهايَةِ قَدْ أَفْلَحَتْ وانْتَصَرَتْ ونَصَرَتْ دِينَها حِيْنَ اسْتَدْرَجَتْ إِحْدَى الفَتياتِ الصَغيرات البَرِيئاتِ أَوْ السَاذِجاتِ مِمَّنْ لايُشَكِّكن في نَوايا الآخَرِين السَيِّئة مِنْ إِحْدَى الأَقلِيَّاتِ الدِينِيَّة الأُخْرَى إِلى بَيْتِ أَحدِ أَقارِبِها وحَاصَرَتْها ويَبْدو إِنَّها هَدَّدَتْها أَيْضاً ، وقَالَت لَنا تِبْياناً لِسُلْطَتِها إِنَّ الفَتاة تَحْتَ سَيْطَرَتها التَامَّة وإِنَّها لَيْست بِقَادِرَة على النَبْسِ بِبنْتِ شَفَة فَفَهِمْنا إِنَّ الفَتاة في حَالَةِ رُعْبٍ مِنْها بَعْدَ أَنْ ضَرَبَتْها ورَوَّعَتْها بِما يَكْفي وإِنَّ بُكاءَ الفَتاةِ وتَوسًلاتِها إِلَيْها بِتَسْرِيحِها لِلعَوْدَةِ إِلى أَهْلِها لَمْ تُفْلِح .      
سَأَلَتْها إِحْدَى المُوَظَّفات وهي على نَفْسِ دِينِها ـ دِين الدَوْلَة الرَسْمِي ـ  وكَأَنَّها تَبْحَثُ عَن حُجَّة لِتُبَرِّر لَها فِعْلَتها هذهِ :                                                    
ـ هَلْ هذهِ الفَتَاة تُرِيدهُ ( تُحِبَّهُ ) ؟                                                            
أَجابَتْها بِغَباءٍ مُنْفِرٍ :                                                                          
ـ لا أَهمِيَّة لِذلك لأَنَّها ستُحِبَّهُ بَعْدَ الزَواج فهي صَغِيرَة السِنِّ يُمْكِنُ تَشْكِيلها كَالعَجِينَةِ بِما نَرْغَب .                                                                          
 وأَضافَتْ إِنَّ الفتاة لَيْسَت بِخاسِرَة بَلْ مِن الرَابِحات فزَواجها بِرَجُلٍ مِنْ أَفْضَلِ الأَدْيانِ قَاطِبَةً حُلُمٌ تَتَمنَّاه كُلُّ فَتاة ، بَيْنَما نَبيُّها ( ...... ) أَيْ نَبيُّ الطائِفَةِ الَّتِي تَنْتَمي لَها الفَتاة لَيْسَ بِخاتِمِ الأَنْبِياء ، كما إِنَّها ستَسْتَريحُ مِنْ عناءِ الاغْتِسال في النَهْرِ .                                                                                            
فعادَتْ وسألَتْها :                                                                              
ـ ما عُمْرها ؟                                                                                  
فعَرَّفَتْنا كمَزْهوةً نَالَتْ مِنْ عَدوٍ لَها ، ثَمِلَة بانْتِصارِها المَزْعوم :                    
ـ أَرْبَعةَ عَشَر أَوْ خَمْسَةَ عَشَر .                                                              
سأَلَتْها أُخْرَى :                                                                                
ـ ماذَا عَنْ أَهْلِ الفَتاة وهُم جِيرانكِ ؟                                                        
مَرْجَحَتْ يَدَها دلِيل عَدَمِ إِكْتِراثِها بِذلِك ، وقَلَبَتْ شَفَتَها السُفْلى اسْتِرْخاصاً بِهذا الهَمّ وقالَتْ :                                                                                    
ـ سيَثُورون في البِداية لكِنْ ؛ مَنْ يَهْتَمُّ لِذلِك ؟                                            
وواصَلَتْ :                                                                                      
ـ في النِهايَة سَيَرْضَخون رُغْماً عَنْهُم فَأَيُّ خيارٍ لَدَيهم .                                
مِنْ خِلالِ حَدِيثِها وكذلك جَوابِها هذا تَبَيَّنَ لَنا جَمِيعاً مِنْ مُخْتَلَفِ الأَدْيانِ إِنَّ الفَتاة خُطِفَت خَطْفَاً ولَيْس بِإِرادَتِها ، وأَجْبَرَتْها على الزَواجِ مِنْ أَحَدِ الأَقْرِباءِ أَوْ المَعارِفِ لَها ، والحَدِيثُ يَدُّلُ على مَكامِنِ المَخْفِيّ والمُبَطَّنِ مِن الكَلامِ ......        
لَمْ يكُنْ في الأَمْرِ مِنْ جدِيد فبَيْنَ الفيْنَةِ والفيْنَة تُداهِمنا أَخْبَارُ اخْتِطافِ فتياتٍ مِن الأَقليات وإِجْبارِهن على اعْتِناقِ دِين الدَوْلة الرَسْميِّ وتَزْويجهِنَّ مِنْ رِجالِ أُمَّةِ خاتِمِ الأَنْبِياء ، هذا السُلوك المُتَجذِّرِ في مَدَى قُرونِها ، الحاضِرِ الواقِع ، المُتَجدِّد على مَدَى وِلادَة الأَيامِ والمُتواصِلِ إِلى أَجلٍ مُبْهم .                                      

كَيْفَ يُمْكِنُ لِعَوائِلَ الأَقلِيَّاتِ الدِينِيَّة حِمايَة بَناتَها مِنْ حَالاتِ الاخْتِطافِ هذهِ والتَعَدِّي إِنْ لم يَكُنْ هُناكَ قَانُونٌ يَحْمِي الجَمِيع ويُساوِيهم ويَحْفَظُ حُقُوقَهُم كَمُواطنِين دُوْنَ النَظَرِ إِلى أَدْيانِهِم وطَوائِفِهِم ، وإِنْ كَانَ مَوْجُوداً فالعَمَلُ بِهِ ضَرورَةٌ مُلِّحة ولا يَجُوزُ أَنْ يَبْقَى حَبِيسَ السُطُور ، وهُنا تَبْرُزُ أَهمِيَّةَ إِلْغاءِ حَقْلِ الدِيانَةِ أَوْ المُعْتَقَد مِنْ هَوِيَةِ الأَحْوالِ المَدنِيَّة والهوِيَّة الوطنِيَّة لأَنَّه أَمْرٌ خَاصٌّ بِالفَرْدِ وَحْدَه ، والاصْرارِ على إِبْقائِهِ يَسِيرُ بالشُعُوبِ نَحْوَ الطَائفِيَة والعُنْصُرِيَة والتَمَزُّقِ .                                                                                        
سُلوك اخْتِطافِ فتياتِ الأَقلِّياتِ لايُرْضي الوَعْي السلِيم ، هو سُلوكٌ مَرْفوضٌ لايَجوزُ تَغْطِيَتِهِ ولايَجِبُ اسْتِمْرارِهِ لأَنَّهُ اعْتِداءٌ على حَقِّ الآخَرِ المُخْتَلِف وتَخْرِيبٌ فاضِحٌ لِلنَسيجِ الاجْتِماعِيّ ، إِنَّهُ سُلوكٌ مُتَقهقِر تَحُفُّ بِهِ أَدْران الغَنِيمةِ والسَبي  والغَزو  .                                                                                        
كُلَّما كَتَبَ البَعْض عَن هذا المَوْضُوع صَبَّ اللَوْمَ على أَهْلِ الفَتاةِ وطَرِيقَةِ تَرْبِيَتِها وعلى الفَتاةِ ، بِدَعْوى إِنَّ التَرْبِيَةَ ( والمَقْصود التَرْبِيَة الَّتِي تَعْتَمِدُ شَطْرَها الدِينيّ كعامِلَ حَسْمٍ في التَرْبِيَةِ الحَسَنَةِ ) هي المانِعُ الحاسِم لِوُقُوعِ حَالاتٍ كَهذهِ .        
 هَلْ فيما يُقَالُ الصَواب أَوْ مِنْهُ حَفنات ؟                                                    
لايُمْكِنُ لِلعَوائِلِ أَنْ تَحْجُرَ على أَبْنَائِها ، ولَيْستِ العَائِلَة الفاصِلُ الحَسْم في التَرْبِيَةِ ، فالأَبْنَاء يَجِبُ أَنْ يَخْتَلِطُوا بِالمُجْتَمعِ الَّذِي حَوْلَهُم أَرادَ الأَهْلُ أَمْ لا ، عَلَيْهم أَنْ يَذْهَبُوا إِلى المَدارِسِ أَوْ إِلى أَعْمالِهِم ، أَوْ يَزُوروا جِيرانَهُم ، أَوْ يُراجِعوا الدَوائِر ، أَوْ يُزاوِلُوا نَشَاطاتَهُم الحَيَاتِيَّة العَادِيَّة ، في كُلِّ هذهِ الحَرَكَةِ الحَيَاتِيَّة تُوجَدُ الكَثِيرُ مِن العَوامِلِ والظُرُوفِ والأَحْداثِ والوَقائِعِ .                                              
في كُلِّ الأَحْوالِ لَنْ تَتَمَكَّنَ أَيُّة أُسْرَة مِن السَيْطَرَةِ على مُجْرياتِ الأُمُورِ مَعَ أَبْنَائِها مَهْما حَاوَلَتْ ، أَوْ تَمْنَعَ عَنهُم الشُرُور والمَشاكل والمَطَبات الَّتِي يَقَعُونَ بِها كَضَحِيَّة أَوْ بِالاحْتِيالِ عَلَيْهم أَوْ بِإِرادَتِهم أَوْ بِالتَغْريرِ بِهم ، ولَوْ كَانَ الأَمْرُ كذلك لَمَنَعَ النَّاسُ جَمِيعاً عَن أَبْنَائِهِم وعَن أَنْفُسِهِم التَعَرُّضَ لِحَوادِث كَثِيرَة ، على سَبِيلِ المِثالِ : الخَطْف ، الابْتِزار ، الاحْتِيال ، السَرِقَة والسَطْو ، بَلْ وحَتَّى الحَوادِثَ اليَوْمِيَّة الصَغِيرَة في ضَرَرِها المَحْدود وتَأْثِيرِها المُؤْقت .                              
القَوْل بِأَنَّ التَرْبِيَة الَّتِي تَعْتَمِدُ شَطْرَها الدِينيّ كعامِلِ حَسْمٍ في التَرْبِيَةِ الحَسَنَةِ تُشَكِّلُ المانِعُ الحاسِم لِوُقُوعِ حَالاتٍ الاخْتِطافِ ، هذهِ النَّظْرَة هي تَهَرُّبٌ ولَيٌّ لِعُنْقِ الحَقِيقَةِ واللَّفِ حَوْلَها دُوْنَ نَوالِ جَوْهَرِها ، كَيْفَ يُمْكِنُ لِعائِلةٍ صَغِيرَة تَتَلاطَمُ في مَوْجاتِ مُجْتَمَعِها أَنْ تُواجِه تَحَدِّي هذا المُجْتَمع الكَبِير ؟                                
أَلنْ يُساعِد سَنَّ القَوانِينِ والعَمَل بِها لِحِمايَةِ حُقُوقِ الأَفْراد على تَقْنِينِ هذا السُلوك حَدَّ إِلْغائِهِ ؟                                                                                      
وإِنْ تَوَفَّرَ الدسْتُورُ عَلَيْها فالضَرورَة تَدْعو لِلعَملِ بِها وتَطْبِيقها .                    
أَليْسَتْ القَوانين هي الوسِيلَة المُثْلى والخُطْوَةُ الأَهَمّ نَحْوَ مَنْعِ وُقُوعِ وتَفاقُمِ مِثْلَ هذهِ الحَالات ، بالتَأْكيد الإِشَارَة هُنا هي إِلى قَوانِين صالِحة عادِلَة تَحْفَظُ حَقَّ كُلِّ فَرْد دُوْنَ تَحَفُظات ومُفاضلات وتَمْييز .                                                    
عَنِ الأُسْرِ الَّتِي تُرَبِّي أَوْلادَها ، بَنِيناً وبَناتاً ، تَرْبِيَةً مَأْمُونَة في نِسبٍ مُتفاوِتةٍ ، فيَتَعَلَّمُونَ الحَمِيدَ مِنْ الحَيثِياتِ كَالصِدْقِ ، الأَمانَةِ ، عَدَم السَرِقَةِ ، مَحَبَّة الآخَرِين ومُسامَحَتِهِم ، تَفَهُّم المُقابِلِ ، المَرُونَةِ وعَدَم التَشَنُّجِ في التَعامُلِ مَعَ الآخَرِين ، حُسْنَ الظَنِّ بِالآخَرِين ، مدّ يَدَ العَوْنِ لِمَنْ يَحْتَاج ، التَعَاضُدِ مَعَ الآخَرِين في مِحَنِهِم ، وغَيْرٌ مِنْ هذا كَثِيرٌ وكَثِير لكِنْ ؛ هَلْ كُلُّ هذهِ التَرْبِيَةِ الحَمِيدَة ومَهْما كَانَت عَالِيَة قَادِرَة على دَرْءِ الشَرِّ القَابِعِ عِنْدَ المُنْعَطفِ ، أَوْ في أَيَّةِ زَاوِيَةٍ خَارِجَ جُدرانِ الأُسْرَةِ الآمِنةِ في العَالَمِ الخَارِجِيِّ المُحِيطِ بِها والَّذِي تَحْيَا فيه ؟                      
لايُمْكِن الإِجابَة بِنَعم قَطْعِيَّة ، فعَدَمِ السَرِقَةِ والأَمانَة على سبيلِ المِثال لاتَحْمِي الشَخْص مِنْ أَنْ يُصْبِحَ مَسْرُوقاً .                                                          
 أَلا تَتَساوَى هذهِ الأُسْر في نَصِيبِها مِن شَاكِلَةِ الأَحْداثِ ( إِنْ لَمْ تَتَفَوَّقْ وأَكْثَر ) مَعَ تِلكَ الأُسْرِ الَّتِي لا تَعْتَني كُلَّ تِلكَ العِنايَةِ بِأَوْلادِها ؟                                      
هُناكَ أَحْداثٌ كَثِيرَة في الحَيَاةِ يَتَعَرَّضُ إِلَيْها الإِنْسَان الفَرْد ولاصِلَة لَها مِنْ بَعِيدٍ أَوْ قَرِيبٍ بِالتَرْبِيَةِ الَّتِي تَلَقَّاها ، فمَنْ تُسْرَقُ مِحْفَظَتَهُ وهو ذَاهِبٌ إِلى مَدْرَسَتِهِ أَوْ لِزِيارَةِ صَدِيقِهِ بِيَدِ أَحَدِ اللُصُوصِ لادَخْلَ لِتَرْبِيَتِهِ فيها فكُلُّ البَشَرِ مُعرَّضُون إِلى كُلِّ الأُمُورِ أَيَّاً كَانَت ولا أَحَدَ يَعْلُو على ذلك أَوْ يَنْجُو ، ومَنْ يَتَعَرَّضُ لِحادِثَةِ دَهْسٍ لادَخْلَ لِتَرْبِيَتِهِ في ذلك ، ومَنْ يَتَعرَّضُ لِمُضايقاتٍ مِنْ عدوانيٍّ عنِيف هَمَّهُ الاعْتِداء على أَيٍّ يَلْتقِيهِ لِيُفْرِغَ فيهِ عِدْوانِيتَه بِالضَرْبِ أَوْ بَذِيء الكلامِ أَوْ بِطُرُقٍ أُخْرَى لادَخْلَ لِتَرْبِيَتِهِ في ذلك ، ومَنْ يُسْتَهْدَفُ كرَهِينَةٍ لَدَى جِهَةٍ ما بِغْيَةَ ابْتِزاز المَالِ مِنْ أَهْلِهِ لادَخْلَ لِتَرْبِيَتِهِ في ذلك ، ومَنْ يَقعُ على وَجْهِهِ ويُغْشَى عَلَيْه في الشَارِعِ جَراءَ تَعَثُّرِهِ بِشَيْءٍ ما لادَخْلَ لِتَرْبِيَتِهِ في إِغْماءَتِهِ .                            
أَنْ تَحْرِصَ الأُسْرَة على تَلْقينِ أَفْرادِها الكلِمات المُهذَّبَة اللائقَة لايُشَكِّلُ عائِقاً صامِداً أَمامَ تَلقُّفَهُم الأَلْفاظ البَذِيئة مِمَّنْ في المَدْرسَةِ أَوْ الأَسْواق أَوْ ..... إلخ ، ومَنْ يُصِرُّ على إِنَّ تَأْثِيرَ العائِلةِ أَشَدُّ ويُغالِبُ كُلَّ هذهِ المُمْكِنات فهو يَتَحدَّثُ بِمِثالِيَّةٍ مُكثَّفَة لَيْسَ لَها مِن الواقِعِ إِلاَّ النَصِيبُ الشَحِيح ، فلَوْ كانَ الأَمْرُ كذلِك لَما وَجَدْنا أُسراً تُربِّي أَوْلادها التَرْبِيَةَ المَحْمودَة لكِنَّ ذلِك لايُعِيقُ انْحِرافَ أَحَدِ أَبْنائِها بِتَأْثِيرِ الأَصْدِقاء ، أَوْ اسْتِغْلالِ إِحْدَى الجِهاتِ لَهُ في سُوءٍ ما ، أَوْ حَشْوِ ذِهْنِهِ بِأُمورٍ لَيْسَت صَالِحَة أَوْ نَافِعة ...... إلخ .                                                          
يُمْكِنُ أَنْ تَتَعرَّضَ العوائلُ الَّتِي تُربِّي أَوْلادها بِالاسْتِنادِ إِلى الهَمِّ الدِينيِّ كركيزَةٍ أَساسِيَّة في التَرْبيَةِ لاخْتِطافِ بناتِها بِنَفْسِ القَدْرِ ( إِنْ لَمْ يكُنْ أَكْثَر ) الَّذِي تَتَعرَّضُ إِلَيْه العوائِل الَّتِي لاتُعيرُ ذاكَ الهَمّ شَأْناً في تَرْبيَةِ أَبْنائها لِلأَمْرِ ذاته .                
التَرْبِية الحَسَنَة والتَوْعية ، وأَيْضاً التَثْقِيف والتَرْبِية الدِينِيَّة لَنْ تَمْنَع مُسَلْسَل الاخْتِطافات ولَنْ تَحْمي الفتيات مِن التَغْرِيرِ بِهِنَّ والتَعرُّضِ لِلحِيلةِ والغَدْرِ طالما إِنَّ الدَوْلَة الدِينِيَّة قائِمَة ، وتَجْعلُ مِن الشَرِيعةِ مَصْدراً لِلقوانِينِ وتَرْفُضُ مايَتَعارضُ مَعَها ، وتُؤشِرُ دِيانةَ المُواطِنِ في هوِيَّةِ الأَحْوالِ المدنِيَّة والهوِيَّة الوطنِيَّة ، وتُصِرُّ على تَعْرِيفِ دِينِ الدَوْلَة الرَسْميِّ ، وتُواصِلُ تَرْسيخ مادَةِ التَرْبيَةِ الدِينِيَّة في المناهجِ الدِراسِيَّة ، في ظِلِّ هذا كُلِّهِ يَنْتفِي الأَمَل في تعايُشٍ سلْميٍّ بَيْنَ الأَدْيانِ دُوْنَ اعْتِداءاتٍ وسيَبْقَى مُسلْسَلُ خَطْفِ الفتياتِ دَيْدناً مُسْتَمِرَّاً .              

القَوانِين الَّتِي تَحْمي حُرِيَّة الفَرْدِ وكرَامتِهِ بِغَضِّ النَظَرِ عَنْ دِينِهِ وطائفتِهِ وعشِيرتِهِ ومَذْهبهِ ..... إلخ أَيْ الإِنْسان الفَرْد كمُواطِن تَحْتَ خيْمةِ فَصْلِ الدِينِ عَنْ الدَوْلةِ يُحقِّقُ الغَرض ، أَمَّا الإِصْرار على فَقرَةِ دِينِ الدَوْلةِ الرَسْمِيِّ فلَنْ يَجْلُبَ في أَذْيالِهِ إِلاَّ المزِيد مِن المُضايقاتِ والنكباتِ والاعْتِداءاتِ على الأَقلِيَّاتِ الأُخْرَى .    
أيْضاً ضَرورَة إِلْغاء خانَة الدِيانَة مِنْ هَويَّة الأَحْوال المَدنِيَّة والهَويَّة الوَطنِيَّة ضَرورَة عادِلَة وصالِحة  .                                                                    
كما إِنَّ إِلْغاء مادَة التَرْبِية الدِينِيَّة مِن المَناهجِ المَدْرسِيَّة لازِمَةً تُرافِقُ ذلك لابُدَّ مِنْها ومُلِحَّة لِبِناءِ مُجْتمعٍ سلِيمٍ مُعافَى مِن التَمْييزِ والتَشْخِيص .                      
أَغْلَبِية العَوائِل مِن الأَقلِيَّاتِ لاتَثِقُ بِعَدَالَةِ القَضاءِ ولِهذا فهي تَعْزِفُ عن الذِهابِ إِلى مَرْكَزِ الشُرْطَةِ في حَالِ اخْتِطافِ بَناتِها ، أَمَّا القَلِيلُون مِمَّنْ يَفْعَلُون ذلك  يَحْصِدُون الخَيْبَة والخِذْلان .                                                                
عِنْدَما تَذْهَبُ عَائِلَةُ الفَتاةِ إِلى مَرْكَزِ الشُرْطَةِ وتُقَدِّمُ بَلاغاً بِاخْتِطافِ ابْنَتِها ، لايَهْتَمُ المُوَظَّفُون فيه بِالحَالَةِ بِاعْتِبارِهِم ( أَيْ الخَاطِفُون ) قَدْ فَعلوا حَسَناً بِهَدْي كَافِرَةٍ مُضَلَّلَة إِلى دِينِ الحَقِّ حَتَّى ولَوْ بِالإِجْبارِ والإِكْراهِ ، ولِهذا كَانَت العَوائِلُ تَخْرُجُ مِن المَرْكَزِ تَجُرُّ خَلْفَها أَذْيالَ الخَيْبَةِ والخِزْي والإِذْلالِ وأَيْضاً سُخْرِيَةَ المُوَظَّفِين مِنْها ، وفي أَحْسَنِ الأَحْوالِ يَأْتُون بِالفَتاةِ لِتَنْطقُ أَمامَ أَهْلِها وبِحُضُورِ الشُرْطَةِ إِنَّها لَحِقَتْ بِالفَتَى رَغْبَةً مِنْها ولَيْسَ اخْتِطافاً مَعَ تَجاهُلِ أَسْبابِ إِدْلائِها بِذلك كَكَوْنِ الفَتاة قَدْ تَعَرَّضَتْ لِلتَرْهِيبِ والتَهْدِيدِ مِنْ جِهَةِ الخَاطِفين ، أَوْ الخَوْف من تَصْفِيَتِها أَوْ تَصْفِيةِ أَحَدِ أَفْرادِ أَسْرَتِها ، أَوْ الثَأْر مِنْها بِتَشْويهها أَوْ مُلاحَقَتِها ........ إلخ  لَوْ قَالَتْ بِغَيْرِ ذلك ، أَوْ خَوْف الفَتاةِ مِنْ نَتَائِج غَيْر مَحْمُودَة العَواقِب لِعَودَتِها لأَهْلِها كَعَدَم تَفَهُّمِهِم أَوْ عَدَمِ تَصْدِيقِهِم لَها ، أَوْ سُوْءِ المُعامَلَةِ مِنْ ضَرْبٍ وتَحْقِيرٍ ونَبْذٍ وغَيْر ذلك ، أَوْ خَوْفَها مِنْ رَفْضِ المُجْتَمَعِ لَها بَعْدَ أَنْ فَقَدَتْ سُمْعَتَها فلا أَمْلَ في مُسْتَقَبَلِ يَسْمَحُ لَها بِتَكْوِينِ عَائِلَة مَعَ شَابٍ ما ، أَوْ كُلُّ هذهِ العَوامِل مُجْتَمِعَة ، أَوْ أَسْبابَ أُخْرَى مُتَشَعِّبَة ومُتَعَدِّدَة ......... إلخ ، فنَسْتَخْلِصُ مِنْ كُلِّ هذا كَمْ إِنَّ الفَتاةَ الضَحِيَّة وَحِيدَة في مِحْنَتِها بَيْنَما تَدَّعي كُلُّ الأَطْرافِ اهْتِمامَها بِها وتَتنازَعُ عَلَيْها ، وأَحْياناً يَتَمادَى الخاطِف وَقاحةً ويُمْعِنُ في إِذْلالِ أُسْرَةِ المَخْطُوفَة فيَأْتي بِها ويُسْكِنُها قَبَالَة أَهْلِها ، بَيْنَما إِنْ ْتَجَرَّأَت فَتاةٌ مِنْ دِينِ الأَغْلَبِيةِ المُؤْمِنةِ ( دِينُ الدَوْلَة ) وأَحَبَّتْ فَتىً مِنْ دِينِ إِحْدَى الأَقلِيَّات فإِما تُقْتَل أَوْ على الفَتى أَنْ يَعْتَنِقَ دِين الأَغْلَبِيةِ هذا .                                                                            
تَعِيشُ الأَقلِيَّات في مُجْتَمَعِ دِينِ الأَغْلَبِية وهو مُجْتَمعٌ قَائِمٌ على أَعْرافٍ وتَقالِيدٍ وقِيمِ دِينِ الأَغْلَبِية فكَيْفَ لَها أَنْ تَبْنِي كِيانَها وتُحافِظُ على أَبْنَائِها دُوْنَ أَضْرار  ؟  
أَيَّةُ حِمايَةٍ وأَيُّ حَجْمٍ مِنْها تَسْتَطِيعُ عَوائِلُ الأَقلِياتِ تَوْفِيرَها لأَبْنَائِها لِدَرْءِ المَخَاطِرِ عنها في مُجْتَمعاتٍ تَزُخُّ بِالمَشاكِلِ زَخّاً وفي ظِلِّ غِيابِ القَوانِينِ الَّتِي تَحْمي حُقُوقَ الأَقلِياتِ وحُقُوقَ الأُنْثَى ؟                                                                    
إِنَّ حَجْمَ الحِمايَةِ المَعْنَوِيَّة مَهْما كَانَ كَبِيراً سيَظَلُّ مَحْدُوداً إِزاء المُحِيطِ الأَكْبَر ( المُجْتَمع ) ، هَلْ هو الدَعْم الأَخْلاقيِّ الدِينيِّ الَّذِي يَنْحازُ إِلَيْهِ الكَثِيرون في التَعْليلِ والتَأْثير ؟                                                                                        


 الأَدْيان لَمْ تَخْلُق الأَخْلاق ولم تُوْجِدها فلِكُلِّ مُجْتَمعٍ معاييرهُ الأَخْلاقِيَّة غابَ عَنْهُ الدِين أَوْ حَضَر ، إِنَّما أَضَافَتْ إِلى بَعْضِها واقْتَصَتْ مِنْ بَعْضِها الآخَر أَوْ نَقَضَتْهُ ، حَوَّرَتْ في جُزْءٍ مِنْها ..... إلخ وكُلُّ ذلِك بِما يُناسِبُ تَعالِيمها ، فالمُجْتَمعات الَّتِي لا دَوْرَ لِلدِينِ فيها أَيْضاً لَها أَخْلاقها ومعاييرها الإِنْسَانِيَّة ، ولَقَدْ أَثْبَتَ تَارِيخُ المَسِيرَةِ الإِنْسَانِيَّة إِنَّ الدِينَ لايُشَكِّلُ رَادِعاً أَخْلاقِيَّاً أَوْ حَامِياً بِالدَرَجِةِ الَّتِي تُنْسَبُ إِلَيْهِ .      
أَيْضاً في المُجْتَمعاتِ الَّتِي لَمْ يَعُدْ الدِين يُشَكِّلُ فيها مِفْصلاً قائِماً وحاداً نُلاحِظُ غِيابَ سُلوك اخْتِطافِ فتياتِ الأَقلِيَّاتِ الأُخْرَى وإِجْبارِهِنَّ على اعْتِناقِ دِينٍ آخَر غِياباً مُلفِتاً نابِعاً مِنْ تَجاوزِها ، مَعَ تَدْوينِ وجودِ أَسْبابٍ أُخْرَى لاعلاقَةَ لَها بِالدينِ إِطْلاقاً خَلْفَ حوادِثِ خَطْفِ  الأَفْرادِ في وقوعِها .                                        
السَبَب في غِيابِ هذا السُلوك يَعودُ لِكَوْنِ هذه المُجْتَمعات تُؤمِّنُ الحُرِيَّة الفَرْدِيَّة وتُؤْمِنُ بِها وقَدْ وثَبَتْ بِوَعْيها إِلى الضِفَةِ الآمِنة تَحاذِياً مَعَ تَجاوزها الأَدْيان كمِفْصلٍ حادٍ وقائم ، وظَنُّ البَعْض بِغِيابِ المعاييرِ الأَخْلاقِيَّة فيها هو ظَنٌّ غافِل ، فلِهذِهِ المُجْتَمعات مقاييسها الأَخْلاقِيَّة ، والحُرِيَّة في مَفْهومِها هي بِمَعْنَى المَسْؤولِيَّة والقَرار وتَحَمُّلِ النتائج واحْتِرام القَوانين وما إِلى ذلك ، ولَيْسَ بِمَعْنَى المَفْهوم المُضْطرِب والمُشَوَّه ( الانْحِلال والانْفِلات ) الَّذِي صُرِّفَ عَنْها لأَسْبابٍ تَتَماوجُ بَيْنَ السِياسيَّة ، الدِينِيَّة ، العلاقات الدولِيَّة ، سُوءَ فِهْمٍ لِطَبِيعةِ المُجْتَمعِ المُخْتَلِف ، و ما إِلى غُيْر ذلِك مِنْ تَشَعُّبِ الأَسْبابِ .                                      
في مِثْلِ هذِهِ القَضايَا يَجِبُ الاحْتِكام لِلقَوانِين الَّتِي تَحْفَظُ حُقُوقِ الأُنْثَى كَفَرْدٍ مُساوٍ لِلذَكرِ ولَيْسَ ككَوْنِ الرَّجُلِ هو الأَصْل والأُنْثَى تَابِعٌ وفَرْعٌ ، وبِتَأْمِينِ حُقُوقِ الأُنْثَى يُضْمَنُ حَقَّها في الاخْتِيارِ وفي القَرارِ وفي الاحْتِفاظِ بِدِينِها أَوْ تَغْيِيرِهِ ، كما يَجِبُ التَعامُل بِجِدِّيَّةٍ تَامَّة مَعَ دَعْوَى الأُنْثَى بِاخْتِطافِها ومُعاقَبَةَ الجَانِي دُوْنَ التَحَيُّزِ لِطَائِفَةٍ أَوْ مَذْهبٍ أَوْ دِين الأَغْلَبِية .                                                          
المَسْؤولِيَّة وكما هي في كُلِّ الأَحْوالِ الأُخْرَى تَتَوزَّعُ على الجَميعِ أَفْراداً ، أُسراً ، مُنظَّمات ، مُؤسسات ، سُلْطَة ......... إلخ ، كُلٌّ يَتَحمَّلُ الجُزْءَ المُناط بِهِ مَعَ الإِشَارَة إِلى أَنَّ هذا الجَميع في مُجْمَلِهِ يُشَكِّلُ مُجْتَمعاً .                                  
الابْتِعاد عن إِطْلاقِ الأَحْكامِ العَشْوائِيَّةِ والقَاسِيةِ بِحَقِّ العَائلَةِ الَّتِي تَتَعَرَّضُ لِهكذا حَالَة ، وتَفَهُّمِ الظَرْف الَّذِي تَمُرُّ بِهِ ، والتَعامُل مَعَها مُؤَازَرَةً بَعِيداً عن الاحْتِقارِ والاسْتِخْفافِ واللَوْمِ سُلُوكٌ مُنْصِف ، وهذهِ العَائلَةُ بِدَوْرِها عَلَيْها بِالتَعاضُدِ مَعَ ابْنَتِها بَعِيداً عن اللَوْمِ والتَقْرِيعِ وسُوءِ الظَنِّ والتَشْكِيكِ ....... إلخ .                  
فبِأَيِّ مَنْطِق يُسْرَقُ إِنْسَانٌ ذو كيانٍ كما تُسْرَقُ تُفاحَة أَوْ قِطْعة أَثاثٍ أَوْ أَيَّة حاجةٍ أُخْرَى ..........                                                                                  
يُعاقَبُ الفاعِل على سَرِقتِهِ التُفاحَة أَوْ قِطْعةَ الأَثاثِ أَوْ أَيَّة حاجةٍ أُخْرَى ، بَيْنَما يُكافأُ عِنْدما يَخْتَطِفُ إِنْسَانَة سَرَقَها مِنْ عائِلتِها ومُحيطِها واقْتَلعها مِنْ مَنْبَتِها عُنْوَةً وخَدِيعةً بِتَزْويجها مِنْهُ .                                                              
فَقَطْ المُجْتَمع النائي عَن الحَقِّ يُداوي السُلوكَ الأَشْوَه بِشُّوهَةٍ أَفْظع .                
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تَثْنِية لابُدَّ مِنْها عَن ادْعاءاتٍ باهِتة :                                                      

يَصِفُ البَعْضُ الكِتابات الَّتِي تَتَناولُ سُلوك اخْتِطافِ فتيات الأَقلِيَّاتِ في مادتِها وتُشيرُ إِلى ذلك الهَمّ بِأَنَّها كِتاباتٌ مُغْرِضَة تَبُثُّ التَفْرِقَة بَيْنَ مُكوناتِ النَسِيج الاجْتِماعيِّ الواحِد وتَحُثُّ عَلَيْها ، مُتجاهلين بِأَنَّ التَفْرِقَة حَقِيقَة قائِمة في الدُولِ ذاتِ الأَدْيانِ المُعَرَّفة ولايُمْكِنُ لأَحدٍ نُكْرانَها ولا تَحْتاجُ لِكتاباتٍ تَبُثُّها ، تُمارِسُها الأَغْلبِيَّة ضِدَّ المُكوِنات الأُخْرَى مِن الأَقلِيَّاتِ كما هو تَهْمِيشها لَها حَقِيقَةٌ أُخْرَى .                
المُدارَةُ والتَزْوِيق لِلواقِعِ لايُنْتِجُ حُلولاً نَاجِعة ، المُكاشَفَةُ الحَقَّة وتَعْرِيَةُ الحَقِيقَة مَطْلبٌ مُلِحَّ .                                                                                    
هكذا يُصْبِحُ الحَدِيث عَنْ هذا السُلوك ضَرُورَة لايُمْكِنُ تَجاهُلَها أَوْ تَزْويقَها ، هي مُشْكِلَة قائِمَة بِحاجةٍ إِلى حَلٍّ في الدُولِ ذاتِ الدِيانَةِ المُعَرَّفة والَّتِي تَسْتَمِدُ قَوانِينَها مِنْ شَرِيعتِها ، ولِذلك فالكِتابات الَّتِي تَخُوضُ فيها بَرِيئةٌ مِمَّا تُوصَمُ بِهِ مِنْ قِبَلِ ذاك البَعْض، بَيْنَما يكونُ الحَدِيثُ عَنْ هذا السُلوك في المُجْتَمعاتِ الَّتِي تَجاوزَتْ أَدْيانَها فَرْطٌ مِن الوَهْمِ لأَنَّ حالاتِ الاخْتِطافِ لَيْسَ لَها هذه الصِفَة الدِينِيَّة وتَخْتَلِفُ أَسْبابَها وتَداعِياتِ حُدوثِها .                                                                  
أَمَّا مَنْ يُصِرُّ على تَخْدِيشِ الحَقِيقَة ويُنادِي بِأَنَّ الاخْتِطافات مِنْ هذا النَوْع لا أَسْبابَ دِينِيَّة تُحَرِّرُها ، وإِنَّما المَسْأَلَة لاتَخْرُجُ عَنْ إِطارِ الاعْتِداءِ على قَاصِرات ، ولاعَلاقَةَ لَها بِالدِينِ إِطْلاقاً ، إِنَّما يُحَرِّفُ الحَقِيقَة ويَصْبُغها ويُلْبِسُها قِناعَ الكذِب على الذاتِ أَوَّلاً قَبْلَ الآخَر ، هو طَرْحٌ أَنِيقٌ لِلقَضِيَّة يُخالِفُ الحَقِيقَة الجَارِية ويُدارِيها عَنْ أَسْبابِها ودَواعِيها ، ويَهْربُ بِها إِلى غَيْرِ مَجْرَاها ، ويُسرِّبُ منْها حَقِيقَة فَحْواها ، إِنَّهُ طَرْحٌ تَجْميليِّ يُكذِّبُ الحَقِيقة ويَتَبنَّى الكذِب على الذاتِ وعلى الآخَر ، فكُلَّ مَنْ عاشُوا في دُولٍ تُعَرِّف أَدْيانَها وتُصِرُّ عَلَيْها يُدْرِكُ مَدَى سَريانِ هذا السُلوك لِجُذورِه الدِينِيَّة المُتَأصِّلَة تَماماً ، ووَصْف المَسْأَلة بِكوْنِها اعْتِداء على قاصِر لَيْسَ إِلاَّ ، إِنَّما هو وَصْفٌ لِلحالاتِ الَّتِي تَحْدُثُ في المُجْتَمعاتِ الَّتِي تجاوزَتْ أَدْيانَها ، ولايُمْكِنُ إِحالَة هذهِ الصُورَة أَبَداً على المُجْتَمعات في الدُولِ ذاتِ الدِيانةِ التَحْدِيديَّة المُعَرَّفةِ لأَنَّها لاتُعَرِّفُ بِالحقيقة ولا تَعْتَرِفُ بِها ، رُبَّما يُمْكِنُ الاسْتِفادة مِنْ التَعْبِير في إِطارِ هذهِ الصُورَة لِلتَعْرِيفِ بِالقَضِيَّة لَدَى المُجْتَمعات الَّتِي شُفِيت مِنْ أَدْيانِها وفي المَحافِل الدولِيَّة .                                            
 كُلّ مَنْ يُحاوِلُ تَحْدِيدَ القَضِيَّة بِمَرْمَى الاعْتِداءِ على قَاصِر إِنَّما يَسْلُخها عَنْ كُلِّ حَقِيقتِها ، ويُزوِّرُ أَسْبابَها ، ويُبدِّدُ عَنْها غاياتَها وأَبْعادَها .                            
 في ارْتِياءِ وَصْفٍ آخَرٍ لِهذِهِ المُحاولَة التَخْدِيشِيَّة يُمْكِنُ بِالتَالي :                      
عملِيَة سَطْوٍ واحْتِيالٍ على حَقِيقَةِ القَضِيَّة لإِفْراغِها مِنْ مُحْتَواها وجَزِّ عُنُقِ الضَحِيَّة قُرْباناً لِمُرْتَكِبِها .                                                                    
جذرٌ آخَرٌ يَتأَزرُ ويَتَشابَكُ مَعَ الجُذورِ الدِينِيَّة في سُلوكِ اخْتِطافِ فتيات الأَقلِيَّاتِ لَهُ مَوْضِع قَدَمٍ أَلاَ وهو إِنَّ الإِنْسَان يُحِبُّ التَسيُّد والسَيْطرَةِ ومُمارَسَةِ القُوَّة والسُلْطة على الآخَرِين ، هكذا تَشْعُرُ مُجامِيعُ الأَغْلبِيَّة في الدُولِ المُعَرَّفةِ أَدْيانها وتَسِيرُ بِشَرِيعتِها إِنَّها في مَوْقِعِ القُوَّة ، وهذهِ القُوَّة تُعْطِيها الحَقّ في تَنْظِيمِ حيَاةِ الآخَرِ المُخْتَلِف وتَسْييرها ولَوْ إِكْراهاً تَماشِياً مَعَ ماجاءَ في قَوانينِها الَّتِي تَسْتَمِدُّ نُصوصَها مِنْ شَرِيعةِ دِينِها .                                                                
آوان تَصيرُ تِلك المُجْتَمعات إِلى حالةِ التَلائُم الاجْتِماعيِّ السَلْمِيِّ بَيْنَ كُلِّ مُكوِّناتِهِا دُوْنَ الإِشارَةِ إِلى الدِينِ أَوْ المَذْهب أَوْ المِلَّة ...... إلخ ، فيكونُ زَواج فَرْدينِ مِنْ هذهِ المُكوِّنات قُبولاً وتَراضِياً لا اخْتِطافاً أَوْ اغْتِصاباً ولايُلْحِقُ المُجْتَمعُ عاراً بِالعائِلةِ لأَجْلِ ذلك ، آوانها فَقَطْ يُمْكنُ الحدِيثُ عَنْ سُلوكِ اخْتِطافِ القَاصِرات مِنْ أَيِّ مُكوِّنٍ كان بِتَعْرِيفِها حالاتُ اعْتِداءٍ على قَاصِرات ، وحَتَّى ذلك الآوان يَبْقَى هذا السُلوك مُضافاً إِلى اعْتِداءٍ على القَاصِرات ( الَّذِي يُمثِّلُ وجْهاً مِنْ أَوْجُهِ هذا السُلوك ) وفي ذاتِ الوَقْتِ أَبْعَدَ مِنْهُ ، ووَشْمُ الدِينِ يَظُلُّ مَقْروءاً على اليَدِ الَّتِي امْتَدَّتْ فاعْتَدَتْ واخْتَطفَتْ وسَرَقَتْ بِغِيرِ حَقٍّ مالَيْسَ لَها وسَبَّبَتْ الأَذَى لِلآخَر  كَوْنَهُ المُخْتَلِف لَيْسَ إِلاَّ ........                                                              

مِنِّي لكُم وَصْلاً ومَحَبَّةً عزِيزاتي ، أَعزائي ،  مِن القَارِئاتِ والقُرَّاء .                
 
                                                              Shatham@hotmail.de

هامش :                                                                                      
ــــــــــــــــــ                                                                                    
 الأَشْوَه : القبيح الوجهِ .                                                                    
الأسْم مِنْهُ هو الشُّوهَة .                                                                    
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                  

106
الطَبيبُ البَيْطرِيّ في عُقْرِ رِسالَتِهِ ........
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الأحد 26 /8 / 2012 ـــ الأربعاء 29 / 8 / 2012  

                                                                              
( أَيُّ دَوْرٍ لِلطَبيبِ البَيْطرِيِّ في حَملاتِ إِبادَةِ الكِلابِ السَائبَةِ )                                    

...... تَمْويهاً وإِخْفاءً لِلمَقاصِدِ العَدَائِيَّة مِنْ إِضْمارِ العَدَاءِ والكُرْهِ لِلحَيَواناتِ واحْتِقارِها وسُوءِ مُعاملَتِها ، وغَيْرِها مِن الأَسْبابِ اللاعادِلَةِ الأُخْرَى ، يُطْلقُ على جَرِيمَةِ إِبادَةِ الكِلابِ السَائبَةِ تَسْمِيَة ــ حَملات مُكافحَةِ الكِلابِ السَائبَةِ ــ وفي حَقِيقَتِها هي قَضاءٌ وإِبادَةٌ لَها .      
فمِنْ خِلالِ حَملاتِ الإِبادَةِ يُخْفِي الإِنْسَان حَقِيقَةَ كُرْهِهِ لأَشْكالِ الحَيَاةِ الأُخْرَى ، وعَدَائِهِ ومُحَاربَتِهِ لِلحَيَواناتِ وعَدَم احْتِرامِهِ لِحَقِّها في الحَيَاةِ ، وأَيْضاً يُغطِّي ضَعْفَهُ في تَحَمُّلِ المَسْؤولِيَّةِ المُلْقاةِ على عاتِقِهِ تُجاهَ الكائِناتِ الأُخْرَى عامَّةً والحَيَوانات بِشَكْلٍ خَاصٍّ لِجَهْلِهِ بِها وعَنْها ، إِنَّهُ يُخْفِي فظَاظَتَهُ وعُنْجُهيَتَهُ وقَسْوتَهُ وضَعْفَهُ في طَيَّاتِ إِبادَةِ الكائنِ الآخَر  المُخْتَلِفِ عَنْهُ والَّذِي يَجْهلُ كُلَّ أَوْ بَعْضَ ما يَتَعلَّقُ بِهِ وعَنْهُ ، كما يَقُولُ بإِيمانِهِ كَوْنَهُ الكائِنُ الأَعْلَى مَنْزِلَة ومَكانَةً  ........                                                                            
الحُجَّة القَائمَة والمُتَداولَة والَّتِي تَعفَّنَتْ مِنْ وَحْشِيَّةِ اعْتِصارِها ففاحَتْ رائِحَتُها وأَزْكمَتْ الأُنُوف هي الخَطَر الَّذِي تُشكِلَّهُ الحَيَوانات ومِنْها الكِلابُ السَائبَة على صِحَّةِ الإِنْسَانِ والأَمْراضِ الَّتِي تَنْقُلُها إِلى الإِنْسَانِ العَظيم ، مَرْكز الكوْنِ ، وَكِيل إِلَهِهِ على الأَرْضِ ، مُتناسِين إِنَّ الإِنْسَان أَيْضاً هو مَصْدرُ خَطَرٍ على الحَيَواناتِ في أَفْعالِهِ المُجَرَّدَة عَنْ التَفَهُّمِ والرَحَمةِ وفي وَحْشِيَّتِها ، وأَيْضاً لأَنَّهُ يُشكِّلُ مَصْدراً لِنَقْلِ الأَمْراضِ إِلَيْها ، والأَطِبَّاء البَيْطرِيين والَّذِين عكفُوا  فُصُولاً في دِراسَةِ الأَمْراضِ المُشْتَركةِ بَيْنَ الإِنْسَانِ والحَيَوانِ في مَنَاهِجِ الجَامِعةِ يَعْرِفون ذلك جَيِّداً ، فكما يَكونُ الإِنْسَانُ ضَحِيَّة بَعْضِ الأَمْراضِ المُنْتَقِلَةِ إِلَيْهِ عَنْ الحَيَوانات ،  أَيْضاً يَكونُ الحَيَوانُ ضَحِيَّةَ بَعْضِ الأَمْراضِ الَّتِي يَنْقُلها إِلَيْهِ الإِنْسَان .    
لَوْ كانَ الإِنْسَان حَقَّاً هو المُصْطفى مِنْ بَيْنِ الكائِناتِ لِيُناط إِلَيْهِ مَسْؤولِيَّةَ الأَرْضِ وما عَلَيْها ، فإِنَّ اصطِفاءَهُ ذَنْبٌ فادِح لأَنَّهُ أَكْثَرُ الحَيَواناتِ شَراسَةً وقَسْوَةً وأَنانِيَّةً وأَضْعَفهُم نُبْلاً  .    
 كما يُمْكِنُ أَنْ نُلاقي انْتِشاراً لِلكِلابِ السَائبَةِ في بِلادٍ أَنْهَكتْها الحُروبُ وخَانَها الأَمان والاسْتِقرار ، أَيْضاً يُمْكِنُ أَنْ تَكونَ كائِنَةً في بِلادٍ تَسِيرُ بِها قَناعاتُها الدِينِيَّة إِلى رَفْضِ الحَيَواناتِ وتَطْبِيعِ أَفْكارٍ لامُحَبَّبة ولاودِيَّة عَنْها فتَقْتَصُّ مِنْ عَامِلِ التَشْجِيعِ على تَرْبِيَةِ هذهِ الحَيَواناتِ والاقْتِرابِ مِنْ عَالَمِها وتَجْعلَهُ عَامِلاً مُتَعطِّلاً ، ولاعَجَبَ إِنْ كانَتْ ظَاهِرَةُ الكِلابِ السَائِبَةِ في بَعْضِ البُلْدانِ المُتَقَدِّمَةِ ماثِلَةً أَيْضاً ، التَبايُن هو في حَجْمِ الظَاهِرَة وحِدَّتِها وسِعَةِ انْتِشارِها مِنْ بَلَدٍ لآخَر وكذلِك الوَسائِل المُتبَّعَة لِمُواجَهتِها  .                                      
إِنَّ جَرِيمَةَ إِبادَة الكِلابِ السَائبَةِ هي لَطخاتُ دِماءٍ في دَرْبِ الإِنْسَانِيَّة المَحْموم بِجَرائم لا تُحْصَى ، إِحْداها تُضَارِعُ الأُخْرَى وتُسابِقها ثِقَلاً ووَزْناً وبَشَاعةً ، فمِن الجَرائِمِ المُرْتكبَةِ بِحَقِّ الطُفولَةِ إِلى اغْتِصابِ حُقوقِ الضَعِيفِ ، جَرائم غَسْلِ العارِ ، الإِساءَةِ إِلى الطَبِيعَةِ والبِيئَةِ ، مُروراً بِمُتَعدِّداتٍ أُخْرَى كثِيرَة كالإِباداتِ الجَماعِيَّة لِعِرْقٍ أَوْ طائِفَةٍ أَوْ تَصْفِيَةً لِلأَفْراد ...... إلخ ، انْتِهاءً بِالتَعدِّي على الكائِناتِ الأُخْرَى وسَرِقَةِ البِيئاتِ الطَبِيعِيَّة لِلحَيَواناتِ وتَقْويضِ مُسْتلزَماتِ عَيْشِها ودَفْعِها لِلفَناءِ والانْقِراضِ ، إِلى إِبادَةِ الحَيَواناتِ وأَقْربِ مِثالٍ عَلَيْها هو إِبادَةِ الكِلابِ السَائبَةِ ، إِنَّ رَصِيدَ الإِنْسَانِيَّةِ مِن الجَرائِمِ والبَشَاعاتِ لَهو كبِيرٌ وثَقِيل .                                                                                                        
طالَما بَقِيَ الإِنْسَانُ مُصِرَّاً على أَهمِيَّتِهِ الخَارِقَةِ وعَظمَتِهِ الوَهْمِيَّة في أَنَّه مَرْكزَ الكوْنِ وأَفْضَلَ الكائِناتِ وأَعْلاها قِيمَةً فلَنْ يكونَ هُناكَ حَلٌّ لِهذِهِ العَقباتِ أَبَداً ، إِنَّ الأَرْضِيَّةَ الصَالِحَة والَّتِي يُمْكِنُ لَمْلَمَتها فَوْقَها وحَلَّها إِنَّما يَكْمنُ في تَعلُّمِ الإِنْسَان التَواضُع ........                  
التَواضُع فيما يَخُصُّ مشَاكِل الإِنْسَان مَعَ الحَيَوانات يَعْنِي أَنْ يَجْتَهِدَ الإِنْسَان في بَذْلِ احْتِرامِهِ ومَحَبَّتِهِ لأَشْكالِ الحَيَاةِ الأُخْرَى على الكَوْكبِ ، وصِيانَةِ حُقُوقِها وحِمايَتِها مِنْ أَذَاه كإِنْسَان ، وعَدَمِ احْتِقارِها ، أَوْ النَظَر إِلَيْها بِدُوْنِيَّةٍ واسْتِخْفافٍ واسْتِهْزاءٍ ، ففي النِهايَةِ وجُود أَشْكالِ الحَيَاةِ الأُخْرَى إِنَّما يَصُبُّ في مَصْلَحةِ الإِنْسَانِ والكَوْكبِ والطَبِيعةِ ، والأَمْثِلَة لاتُحْصَى على ذلِك ونَذْكُرُ مِنْها هُنا واحِداً  فَقَطْ على سَبيلِ المِثالِ لا الحَصْرِ : نَقْل البذور ونَثْرِها إِلى مساحاتٍ واسِعة .                                                                                          
هذهِ هي نُقْطَة البِدايَة .....                                                                                
يَعْرِفُ كُلُّ مَنْ دَرسَ الطُبّ البَيْطرِيِّ إِنَّهُ لَيْسَ مشْواراً هَيناً نَظَراً لِشُمولِيةِ وتَعدُّدِ المَجالاتِ الَّتِي يُغطِّيها ويَتَداخلُ بِها ويَتَواصلُ مَعَها ، فهو يُغطِّي مَساحات مَعْرِفِيَّة كثِيرَة ومُتَنوِّعة ويَتَصِّلُ كما يَتَداخلُ بِعُلومٍ أُخْرَى مُتَنوِّعة حَيْثُ تَعدُّد المَجالاتِ : فمِنْ تَعدُّد الحَيَوانات وتَنوُّعها واخْتِلافِ بِيئاتها وطُرُقِ التَعامُلِ مَعَها وظُروفِ مَعِيشتِها إِلى التَواصُلِ بِعِلْمِ البكتريولوجي ، الفايرولوجي ، البايولوجي ، الباراسايتولوجي ، المَناعةِ ، الوراثَةِ ، الإِحْصاءِ ، التَشْرِيحِ والتَشْرِيحِ المُقارِن ، الأَمْراضِ المُشْتَركةِ ، عِلْم الأَدْوِيَةِ ، الأَمْراضِ المُعْدِيَة ، البَاطنِيَّة ، الأَشِعةِ ، عِلْم الأَنْسِجَةِ ، عِلْم الجِراحَةِ ، التَوْلِيد ، إِدارَةِ الحَيَوان ، الصِحَّةِ الغِذائِيَّة ........ وجَرَّاً لِأُخْرياتِ العُلوم .                                                        
بَعْدَ سنواتٍ مَضْنِيَّة مِن الدِراسَةِ والتَعَبِ والجُهْدِ يَتَخرَّجُ الطَبِيبُ البَيْطرِيّ ، فهَلْ يَتَخرَّجُ لِيَقْتُل الحَيَوانات أَمْ لِيُعالِجها ويُحْييها ولِيَسْتَعْمِل عُلومَهُ ومَعارِفَهُ في إِيجادِ وسائلَ بَدِيلَة تَنْبُضُ بِالحَيَاةِ لا الفَناء ؟                                                                                  
هذا سُؤالٌ مُخْتَصرُ جَوابِهِ يُعْطِي الدلِيل على عُقْمِ انْخِراطِ الأَطِبَّاءِ البَيْطرِيين في حَملاتِ إِبادَةِ الكِلابِ السَائبَةِ بَدَلاً مِن التَرْكِيزِ على عِلاجِها ومُكافحَةِ الأَمْراضِ ولَيْسَ الحَيَوان المَرِيض ، والتَعاونِ مَعَ جمْعِياتِ حِمايَةِ الحَيَوانِ ومُنظماتِ المُجْتَمعِ المَدنيِّ الأُخْرَى لإِيجادِ سُبُلٍ كفِيلَةٍ بِحِمايَةِ حَيَاةِ الحَيَواناتِ كُلّها والسَائبَةِ مِنْها أَيْضاً والبدائِلُ فائِضة :                              

1ــ إِقامَة مَلاجئ لِلكِلاب ، أَوْ اسْتِغلال المسَاحَات الجُغرافية الغَيْر المَأْهُولَةِ بِالسُكان بَيْنَ المُدن إِن وُجِدَتْ لإِسْتِضافَة الحَيَوانات  .                                                          
2 ــ اتِباع عَملِياتِ الإِخْصاءِ لِذُكورِ الكِلابِ والقِطط ، والتَعْقِيمِ لإِناثِها .                            
3 ــ تَنْفِيذ بَرامِج التَلْقِيحات لِلحَيَواناتِ السَائبَةِ ( وهُنا أَقْصُدُ القِطط والكِلاب ) .                
4 ــ الحَثّ على تَرْبيَةِ الكِلابِ ، وإِلْزامِ المُربِّي بِبَرْنامجِ التَحْصيناتِ الوِقائيَة والتَلْقيحاتِ ضِدَّ الأَمْراضِ ومُتابَعةِ الأَحْوالِ الصِحِيَّةِ لِلحَيَوانِ ، مَعَ تَزْويدِ كُلِّ حَيَوان بِهَوِيَّة صِحِيِّة حافِظةَ لِتِلك البَياناتِ ( العمر ، الفصيلة ، الجنس ، التلقيحات  ....... إلخ ) .                            
5 ــ ( تِبْيان وتَوْعِية )                                                                                      
التَرْويج  لِلمَنافِعِ المُتَعدِّدةِ الَّتِي يُمْكِنُ جَنْيها مِنْ تَرْبيَةِ الكِلابِ واقْتِنائها :                        
 الحِراسَة ، مُساعدَة المَرْضَى والمُعوَّقين ، مُساعدَة كِبارِ السِنِّ ، كرَفِيق وعِلاج نَفْسِيِّ لِلأَشْخاصِ الوَحِيدِين أَوْ الَّذِين يُعانون مِنْ ضَائقاتٍ نَفْسِيَّة أَوْ عَاهاتٍ عَقْلِيَّة وِراثِيَّة أَوْ المُعوَّقِين والمُقْعدِين أَوْ مَنْ يَمرُّون بِظُروفٍ حَياتِيَّة صَعْبَة كالانْفِصالِ أَوْ الفُراق أَوْ الطَلاق ..... إلخ ، إِضافَةً إِلى الاسْتِفادَةِ مِن الكِلابِ في حالاتِ الزَلازِل لِلاسْتِدلالِ على الضَحايَا تَحْتَ الأَنْقاضِ أَوْ إِنْقاذِ الغَرْقَى وكذلِك الكَشْف عَن المُخدَّراتِ ، ولانَنْسى الأَثَرِ الإِيجابي القَيِّم في مُهِّمَةِ تَرْبِيَةِ الأَطْفالِ .                                                                                      
6 ــ تَوْجيه دَفَّة الإِرْشادِ والإِعْلامِ الصِحِيِّ البَيْطرِيِّ في سِلْسِلَةِ مُحاضراتِ التَوْعِيَةِ ونَشَراتِ الإِرْشادِ الصِحِيِّ نَحْوَ بَثٍّ يَحُضُّ على تَحْسِينِ نَوْعِيةِ التَعامُلِ مَعَ الحَيَواناتِ والارْتِقاءِ بِها وكيْفِيَّتِهِ ، وطُرُقِ مُواجهَةِ المَواقِفِ الطَارِئة ، وتَصْحِيحِ فِكْرَةِ الأَفْرادِ اللاعادِلَة عَن الكِلابِ ، وتَبنِّي تَوْعِيَةً تُزِيلُ الخَوْفَ والشَكَّ وسُوءَ الظَنِّ مِن النُفُوسِ تُجاهَ الحَيَواناتِ وتَنْحو نَحْوَ تَعلُّمِ السُبُلِ الصَحِيحةِ لِلتَعامُلِ مَعَها ، وهذا يَتأْتى بِبَعْضِ المَعْرِفَةِ عَنْ عالَمِ الحَيَوانِ المَقْصُود التَعامُلِ مَعَهُ ، فالخَوْف يَتَولَّدُ لَدَى الإِنْسَان مِنْ عَدَمِ مَعْرِفَتِهِ عَن الطَرَفِ الثانِي المَجْهول سَواءً كانَ إِنْسَاناً آخَر ، أَوْ حَيَواناً ، أَوْ نَباتاً ، أَوْ ثَمرَة ، أَوْ مَدِينةً ، أَوْ طَرِيقاً ما ..... إلخ .  
 كُلُّ مَجْهولٍ يُثِيرُ الشَكَّ والرِيْبة والخَوْف في النُفُوسِ .                                              
يَكُونُ مِن المُفيدِ جِدَّاً إِقامة دَوْرات تَدْريبيَّة تُقوِّي هذا الجَانب المُهِمّ وتَدْعَمهُ ، وأَيْضاً الاسْتِفادَة من القَنوات السَمْعِيَّة والمَرْئيَّة لِبَثِّ بَرامج هذهِ الدَوْرات ، وكذلِك الوسائِل الأُخْرَى المُتاحة مِنْ انترنيت وغَيْره .                                                                            
7 ــ حَملات تَوْعِية ، مُحاضرات ...... إلخ ، تَتُمُّ بِعدالَة فَتَخْدِمُ الإِنْسَان والحَيَوان على حّدٍّ سواء مِنْ خِلالِ بَثِّ المَعْلوماتِ الأَمِينة والدَقِيقَة والصَادِقَة عَنْ الحَيَوان .                        
8 ــ تَعاون السُكان مَعَ جِهاتِ الصِحَّة البَيْطَرِيَّة بإِبْلاغِ الأَخِيرة عَنْ أَيَّةِ مُلاحَظَةً ولَوْ لِعارِضٍ مَرَضِيٍّ بَسِيط يَعْتَرِي أَحَد الحَيَواناتِ في أَماكِنِ تَواجُدِها كي تُبادِر إِلى إِخْضاعِها لِلفَحْصِ والعِلاج والمُتابَعة .                                                                                        
9 ــ مُكافحَة الأَمْراض المُشْتَركة بَيْنَ الإِنْسَانِ والحَيَوان مَعَ اتِباعِ بَرامِج مَسْحٍ مَيْدانِية لِلأَمْراضِ وحَسْرِها عَنْ الانْتِشارِ .                                                                      
10 ــ كما إِنَّهُ مِن المُفِيدِ جِدَّاً الاسْتِفادَةِ مِنْ خِبْراتِ الدُولِ الَّتِي عانَتْ سَابِقاً مِنْ نَفْسِ المُشْكِلَةِ ووجدَتْ لَها حُلُولاً تَلِيقُ بإِنْسَانِيَّةِ الإِنْسَانِ بَعِيداً عَنْ أَسالِيبِ الإِبادَةِ والَّتِي تَدُلُّ على فَظاظَةٍ ووَحْشِيةٍ لامُبَررَ لَها تُجاهَ الكائِناتِ الأُخْرَى .                                                          
11 ـــ يَكونُ مِن المُفِيدِ جِدَّاً التَعاونِ مَعَ المُنظماتِ العَالَمِيَّة لِحِمايَةِ الحَيَوانِ والاسْتِعانَةِ بِها والَّتِي ستُقدِّمُ خَدَماتها بِمَسْؤولِيَّةٍ خالِصَةٍ لِلبَلدِ الَّذِي يَحْتَاجها دُوْنَ أَنْ تَسْتَنْزِفُ مِنْ خَزِينتِهِ المالِيَّةِ سُيولاً فأَغْلبَها يَعْتَمِدُ في أَعْمالِهِ على التَبرُّعاتِ المالِيَّةِ الَّتِي يُشارِكُ فيها المُسانِدون لِهكذا قَضايَا ، وكما كانَ الحَالُ في بالي ( الجَزِيرة الاندونيسية ) فستُخصِّصُ هذهِ المُنظمات طَواقِمَ عامِلَة لَها خِبْراتٌ مُتَميزة وباعُ عَمَلٍ طَوِيلٍ لِمُعاضَدَةِ ومُسانَدَةِ البُلْدانِ الَّتِي أَعْلنَتْ عَنْ حاجَتِها ورَغْبَتِها في تَقَبُّلِ المُساعَدَاتِ .                                                          
12 ــ تُهْدَرُ الأَمْوالُ الطَائلَة على عَملِياتٍ غايَتَها القَتْل لِلحَيَواناتِ السَائبَةِ ( حَملات الإِبادَةِ )   ، فلِماذَا لايُمْكِنُ تَوْظِيف واسْتِثْمارِ نَفْسِ هذهِ الأَمْوالِ المَهْدورَةِ لِلقَتْلِ في غايَةٍ مُعاكِسَةٍ مِنْ صَمِيمِ رِسالَةِ الطَبِيبِ البَيْطرِي أَلاَ وهي تَقْوِيَة الجَانِب الصِحّيِّ وحِمايَتِهِ وضَمانِهِ وتَوْفِيرِهِ لِلحَيَواناتِ ، أَيْ الحِفاظ على حَيَاتِها بَدَلِ قَتْلِها ، والاسْتِفادَةِ مِنْ خَدماتِها المَعْنوِيَّةِ والمَادِيَّةِ المَلْموسَةِ في حَيَاةِ الفَرْدِ والمُجْتَمعِ .                                                                    
كما يُمْكِنُ الإِشارَةِ إِلى جَانِبٍ إيجابي مَلْموس في هذا التَوجُّهِ وهو تَوْفِير فُرص عَمَل بِدَرجات وظِيفِيَّة مُتَنوِّعة تُساهِمُ في التَخْفِيفِ مِنْ زَخْمِ سُوقِ البَطالَةِ ولَوْ بِنِسْبَةٍ ضَئيلَة .    

إِلى ماذَا تَرْمي حَملات إِبادَة الكِلابِ السَائِبَة ؟                                                        
سُؤالٌ غَايَة في الأَهمِيَّة يَجِبُ على مُنظِّمِيِّ الحَملات طَرْحَهُ قَبْلَ الشُرُوعِ في خُطُواتٍ لاحِقَة .
هَلْ تَرْمي إِلى إِبادَةِ الكِلابِ نِهائِيَّاً والقَضاءِ عَلَيْها كما يُدلِّلُ اسْمها بِذلِك بِحَيْثُ يَتَعرَّفُ الأَطْفالُ عَلَيْها مُسْتَقْبلاً فَقَط ْ في صُورِ القِراءَةِ المَدْرسِيَّة كما يَتَعرَّفُ الأَطْفالُ اليَوْم على بَعْض الأَنْواع والَّتِي انْقرضَتْ بِفِعْلِ قَسْوَةِ الإِنْسَان مِنْ كُتُبِهم المَدْرسِيَّة ؟                        
هَلْ هذا ماتَسْعَى إِلَيْهِ الإِنْسَانِيَّة في مَحْمومِ سَعْيها ؟                                                  
هَلْ تُرِيدُ هذهِ الحَملات إِفْراغ المُدُن تَماماً مِنْ هذهِ الحَيَواناتِ الوَفِيَّة الصَدِيقَة  ؟                
أَيُّ صُورَةٍ تُرْجَى لِهذِهِ المُدُنِ بِفُقْدانِ إِحْدَى كائِناتِها ؟                                                
شِئْنا أَمْ أَبيْنا الكِلابُ هي جُزْءٌ مِنْ عالَمِنا ، فأَيُّ إِنْكارٍ لِهذِا الوَاقِعِ يَسِيرُ بِنا وإِلى أَيْن ؟ .      
أَيُّ بَرِيقٍ لِمَدِينَةٍ تَخْلو مِنْ حَيَواناتٍ عُرِفَتْ على مَرِّ العُصُورِ بِوفائها وصَداقَتِها لِهذا الكائنِ الأَنانيّ المُتَكبِّر ـ الإِنْسَان ـ ؟                                                                              
تَرْبِيَةُ الكِلابِ لَيْسَتْ تَرَفاً كما يَظُنُّ البَعْض وإِنَّما مِنْ مُترافِقَاتِ الحَيَاةِ الطَبِيعِيَّة سَواءً كانَ الإِنْسَانُ فَقِيراً أَمْ غَنِيَّاً ، تَتَعدَّدُ أَهْدافُ تَرْبِيتِها وتَتَنوَّعُ مِنْ مُؤانِسَةٍ لِلإِنْسَانِ ورَفِيقٍ لَهُ وأَيْضاً كعِلاجٍ نَفْسِيٍّ طَبِيعِيٍّ لِلشَخْصِ الَّذِي يَمُرُّ بِمَراحِل حَيَاتِيَّة صَعْبَة مِنْ مَتاعِبٍ أَوْ إِعاقَةٍ أَوْ مَرَض ..... إلخ ، إِلى اسْتِخْدامِها في خَدَماتٍ مُتَنوِّعةٍ ومَجالاتٍ كثِيرَةٍ نَوْهنا عَنْها أَعْلاه وأَيْضاً في مَقالَةٍ سَابِقَةٍ بِعُنْوانِ ( عَنْ جَرِيمَةِ إِبادَةِ الكِلابِ السَائبَة ) ، وأَسْتَمِيحُ القُرَّاءَ والقَارِئات عَن التِكْرارِ لِلضَرُورَة فأَحْياناً يَكونُ التِكْرار كفِيلٌ بِإِيصالِ الفِكْرَة بِشَكْلٍ أَوْفر ،  حَيْثُ في قَضايا ما تكونُ صَرَامَةُ الِإنْسَانِ صَلِدَة ُ لا يُمْكِنُ اخْتِراقُها أَو تَلْيينها إِلاَّ بِالتِكْرار الَّذِي يَبْغِي حَثُّ المُقابِل على التَفْكِيرِ فيما يَسْتَنْكِرهُ لِمَرَّة  ويَراهُ غَرِيباً عَنْ تَقَبُّلاتِهِ ، وبِالتَالِي يَنْمو لِلإِنْسَانِ مَوْقِفاً مُحايداً أَوْ مُوافِقاً أَوْ مُناهِضاً ، فالتِكْرار هو بِمَثابَةِ فُرْصة لإِعادَةِ النَظَرِ في قَضايا نَعْتَقِدُ بِها بَدِيهِيَّة مَحْسُومَة  .                                                                
في السَنواتِ الأَخِيرَةِ دَخلَتْ عُلُوم الطُبِّ البَيْطرِيّ ( وكذلِك الطُبّ البَشَرِيّ ) تَشْرِيعاتٍ بِقَوانِينٍ تَسْمَحُ بِإِنْهاءِ حَيَاةِ الحَيَوانِ في حالَةِ مُعاناتِهِ الشَدِيدَةِ مِنْ آلامٍ مُبَرِّحَة لا تُطاق نَتِيجة مَرَضٍ ما لايُمْكِنُ عِلاجَهُ ، أَو حادِث ، أَوْ وَطْأَة الشَيْخُوخة ومَراحِلِها الأَخِيرَة ..... إلخ .      
 أَحَدُ أَغْراضِ هذا القَانون هو تَسْرِيحُ الحَيَوانِ مِنْ أَلَمِهِ وإِعْفائِهِ مِنْ مُعاناةٍ لامُوجِبَ لَها ، وتَتِمُّ هذهِ العَملِيَة تَحْتَ شَرْطِ عَدَمِ تَسْبِيبِ أَيَّ أَلَمٍ لِلحَيَوانِ ، حَيْثُ يُحْقَنُ الحَيَوان بِمُخَدِّرٍ لِيَنامَ نَوْماً خَفِيفاً تَتْبعُها جُرْعَةٌ أُخْرَى مُضَاعَفَة لِيَغُطَّ الحَيَوانُ في نَوْمٍ عَمِيقٍ حَتَّى يَتَوقَّفُ القَلْبُ ويَذْهَبُ الحَيَوانُ آمِناً إِلى مَثْواهُ الأَخِير دُوْنَ أَنْ يَشْعُرَ بِما كان ، نَاهِيك عَنْ قِيامِ الطَبِيبِ البَيْطرِيّ بِهذا بِاحْتِرامٍ تَامٍّ لِلحَيَوان .                                                                    
 تُصَوَّرُ العَملِيَة وكأَنَّها نَوْمٌ عَمِيقٌ مُسْتَمِرٌ يَغِيبُ عَنْ صَاحِبِهِ ما أَحاقَ بِهِ .                      
يَنْفُرُ الأَطِبَّاءُ البَيْطرِيين مِنْ اللُجوءِ إِلى هذهِ الطَرِيقَةِ إِلاَّ في حالَةِ انْتِفاءِ كُلِّ بَدائلِ العِلاجِ ،  ولاعَجَبَ في ذلك فالأَطِبَّاء في عُقْرِ رِسالَتِهم يَحْرِصونَ على الحَيَاةِ واسْتِمرارِها والعِلاجِ لا إِنْهائِها ، مِنْ هذا تُشَكِّلُ هذهِ العملِيَّة مَحطَة حُزْنٍ وأَلَمٍ في مِشْوارِ رِسالَتِهم وستَبْقَى كذلك حَتَّى تُوفِّرُ البَدائِل .                                                                                        
إِنَّ وظِيفَةَ الطَبِيبِ البَيْطرِيّ لَيْسَتْ تَرأُس حَملات إِبادَةِ الكِلابِ السَائبَةِ ، أَوْ دَسِّ أَقْراصِ الأستركنين السَامَّةِ في طَعامِها ، أَوْ حَمْلِ بُنْدقِية ومُطاردَتِها لِقَتْلِها ..... إلخ ، فكُلّ ذلِك يُسِيءُ لِلطُبِّ والطَبِيبِ على حَدٍّ سَواء ، لأَنَّ الطُبّ البَيْطرِيِّ وكما سَبَقَ وأَنْ قُلْتُ في مَقالَتي ( نَحْوَ مَنْظُورٍ جَدِيدٍ لِلعلاقَةِ بَيْنَ الإِنْسَانِ والحَيَوان ) : الطُّبُّ البَيْطَرِيِّ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مِهْنَة إِنَّما هو فِعْلُ مَحَبَّة وعَطاء : لِلطَبِيعَةِ ، لِلحَياةِ ، ولِكُلِّ الكَائِناتِ قَاطِبَةً وعلى وَجْهِ الخُصُوصِ الحَيَوان وبِالتَالِي لِلأَرْضِ ولِلكَوْنِ ، أَيّ هو رِسالَة عَطاء وتَواصُل ومَحَبَّة مَعَ الكائِناتِ الأُخْرَى المُخْتَلِفَة مَهامَهُ العِلاج وإِنْقاذِ الحَيَاةِ ولَيْسَ الإِبادَة .                                      
فهَلْ يُكافِحُ الطَبِيبُ البَيْطَرِيِّ لِبِناءِ مُجْتَمعِهِ مِنْ خِلالِ عُلومِهِ ومَعارِفِهِ وأَدواتِهِ الطُبِّيَّة وأَدْويتِهِ لِمُعالَجةِ الأَمْراضِ والقَضاءِ عَلَيْها والحَدِّ مِنْها ، أَمْ لِلقَضاءِ على المَرِيضِ فيَحْمل البُنْدقِية ويَمْلأَ جُيُوبَهُ بِالخَراطِيشِ ووسائِلَ أُخْرَى لِيُرْدِي المَرِيض مِنْها والسلِيم قَتِيلاً ؟      
كَيْفَ يَسْمحُ الطَبِيبُ البَيْطَرِيّ بِاسْتِغلالِ جُهُودِهِ وخَدَماتِهِ وعِلْمِهِ في حالٍ لايَمُتُّ بِوَصْلَةِ صِلَةٍ إِلى لُبِّ وعُقْرِ رِسالَتِهِ ؟                                                                                    
تَباينَتْ آراءُ الأَطِبَّاءِ البَيْطَرِيين في مَوْضُوعِ حَملاتِ إِبادَةِ الكِلابِ السَائبَة ، فمِنْهُم مَنْ يَرَى إِنَّها لا تَعُود لِرِسالَتِهِ بِصِلَةٍ ويَجِبُ الانْسِحابَ عَنْها تَماماً ، ومِنْهُم مَنْ يَرَى لَهُ دَوْرٌ كبِيرٌ يُؤدِّيهِ فيها ، ونُدْرَة تَتَحدَّثُ بِانْسِيابيَةٍ عَنْ أَهَمِيَّةِ القَضاءِ عَلَيْها وكأَنَّ الأَمْر طَبِيعيّ في قَتْلِ حَيَواناتٍ كُلّ ذَنْبِها إِنَّها سائبَة .                                                                          
على الطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ أَنْ يَتَوجَّه في مَسْؤولِياتِهِ العَملِيَّة والحُلُولِ المُقْتَرحَةِ تَوجُّهاً عِلْمِيَّاً  خَالِصاً يَنْبعُ مِنْ لُبِّ رِسالَتِهِ ولَيْسَ دِينيَّاً .                                                              
آن لِلطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ أَنْ يُناهِضَ حَملات القَضاءِ والإِبادَةِ على أَيِّ حَيَوانٍ كان ومِنْها الكِلاب فذلِك يُسِيءُ إِلى نُبْلِ وتَسامِي خَدَماتِهِ المُقَدَّمَة لِلإِنْسَانِيَّةِ ولِلحَيَواناتِ والعالَمِ والكَوْكب ، الطُبُّ البَيْطَرِيّ عطاءٌ ومَحَبَّة وخِدْمةٌ خالِصَة لاتَشُوبها أَدْرانُ العداءِ لِلكائِناتِ الأُخْرَى ......  
الطَبِيبُ البَيْطَرِيّ الكائِنُ الَّذِي يَعْملُ بِصَمْتٍ وإِخْلاصٍ وتَواضُعٍ آنَ لَهُ أَنْ يَنْتفِضَ ضِدَّ كُلِّ ما يُسِيءُ إِلى خَدَماتِهِ ومَرْضاه وضِدِّ كُلِّ مايُشوِّهُ نُبْلَ هذهِ الخَدَمات .                                
  
...... جَوْلَة في الشَبكةِ ــ النِت ــ تَطْرحُ أَخْباراً مُخْجِلَة يَنْدى لَها جبِينُ الإِنْسَانِيَّةِ عَاراً عَنْ جِهاتٍ مُخْتصَّة تَطْرَحُ مُكافأَةً مُغْرِيَّة لِكُلِّ فَرْدٍ يَأْتي بِكلْبٍ سَائبٍ حَيَّاً أَوْ مَيتاً ، وآخَر يُنادي بِأَنَّ أَفْضَلَ طَرِيقَةٍ لِلقَضاءِ على الكِلابِ السَائبَةِ هي اسْتِخْدام الطُعْمِ المَسْمومِ ، وثَالِثٌ يَشْكو مِنْ نقْصِ أَقْراصِ الأستركنين السَامَّةِ والفَعَّالَةِ جِدَّاً في قَتْلِ الكِلابِ السَائبَةِ ويُطالِبُ الطَرَفَ المَعْني بِتَوْفِيرِها لأَنَّ مالَدَيهِ مِنْها لَيْسَ كافٍ لإِبادَةِ الكِلابِ المُتَواجِدَة في تِلك المُحافَظَةِ عَنْ بِكْرَةِ أَبِيها ، وهُناكَ شَكْوى مِنْ أَحدِ المُواطنين يَظُنُّها المَسْؤول في الجِهَةِ المُتَكفِّلَة بِالحالِ شَكْوى قَيِمَة جِدَّاً ويَجِبُ الانْتِباه لِما وَردَ فيها وأَخْذه بِنَظَرِ الاعْتِبارِ ، فهو يَقْتَرِحُ تَغْييرَ أَوْقاتِ الحَملاتِ وجَعْلِها مَساءاً ولَيْسَ صَباحاً ، لأَنَّ الأَطْفال غَالِباً ما يُشاهِدونَ الكِلاب المُكافَحَة تَتَأْلَمُ وتَتَلْوى وَجَعاً وتَسْبَحُ في بَحْرٍ مِنْ الدِماءِ مُلْقاة في الشَارِعِ ( نَتِيجَةَ تَسْمِيمِها ، أَوْ صَيْدِها بِطَلْقٍ نَارِيٍّ أَوْ خَراطِيش ......... إلخ ) ، أَوْ إِنَّ أَصْواتَ الطَلقَات النَارِيَّة تَمْلأُ الشَوارِع وكُلُّ هذا يُرْعِبُ الأَطْفال ، ثُمَّ هُناكَ آخَر يَكْتُبُ بِحُقْدٍ واضِحٍ عَنْ رُؤْيتِهِ لِكِلابٍ مُسْتَلْقِيَةٍ تَحْتَ ظِلِّ شَجرَةٍ دُوْنَ أَنْ يُلاحِقَها أَحَدٌ ويَقْتُلَها ..........                                  
في كُلِّ هذهِ الأَحادِيثِ الكلامُ يَدُورُ حَوْلَ كائنٍ وَاحِدٍ هو الإِنْسَان ، لا رائِحَةَ لِكلامٍ يَقولُ عَن الحَيَوانِ وما يُعانِيه أَوْ يَتَصِّلُ بِحَقِّهِ في الحَيَاةِ .....                                                    
فهَلْ عَنَّ لِلرُكْبِ السائِرِ بالمُجْتَمع في هذا الخِضم مِنْ الأَحاديثِ خُطُورَة الصُورَة الَّتِي تُؤسِسُ لِسُلُوكِ الطِفْلِ فيما يَتَعَلَّقُ بِتَعامُلِهِ مَعَ الحَيَواناتِ ، ونَوْعِيَّةِ هذا التَعامُلِ مُسْتَقْبَلاً ، وهو يَشْهَدُ قَتْلَ الحَيَواناتِ والاعْتِداءِ على حَيَاتِها كمُتَلازِمَةٍ إِنْسَانِيَّة تَصَرُفِيَّة سُلُوكِيَّة لاغُبار عَلَيْها ماثِلَة حاضِرَة ؟                                                                                              
وأَيُّ يَقِينٍ يَحْمي المُجْتَمعات مِنْ أَنْ لايَتَبلور هذا العُنْف نَحْوَ الحَيَوانات والكائِنات الأُخْرَى فيَمْتَدُّ لِسَاحَةِ الإِنْسَان ويَأْكُلُ نَظِيرَهُ أَيْضاً ؟                                                            
مَوْقِعٌ آخَر يَنْشُرُ صُورَةً لِكلْبٍ يَجْلسُ مُخْتَبِئاً نَاشِداً الأَمان في ظِلِّ جِدارِ إِحْدَى الخرائبِ وهو لايَعْلمُ عَن الخَطَرِ الَّذِي يُحدِّقُ بِهِ حَيْثُ بُنْدقِيةُ صَيَّادٍ غادِرٍ مُوجَّهةً صَوْبَ رأْسِهِ مِنْ فَوْق الجِدارِ ، صُورَةً تَفْضَحُ قَسْوَةَ ووَحْشِيَةَ الإِنْسَانِ الَّذِي تَنصَّلَ مِن المَشَاعِرِ والرَحْمةِ .....      
وخَبَرٌ آخَر يَجُودُ بِصُورَةٍ تَحْكِي عَن الجُهُودِ المُخْلِصَةِ الَّتِي يَبْذُلها عُمَّالُ البَلدِيَّةِ في جَمْعِ الكِلابِ المَقْتولَةِ فنَرَى في الصُورَةِ عامِلين أَحَدُهُما يَمْسكُ بِالأَطْرافِ الخَلْفِيَّة لِلكْلبِ والآخَر بِالأَمامِيَّةِ لِيُأْرجِحانَهُ في الهواءِ ويَقْذُفانِ بِهِ إِلى سَيَّارةِ جَمْعِ القُمامَةِ والقَاذوراتِ ......      
بَلْ تَعدَّى الأَمْر إِلى اسْتِغلالِ ذلِك في المُبارياتِ الانْتِخابِيَّة ، فهذا يُعْلِنُ عَنْ بِدْءِ حَملاتٍ مُكثَّفَةٍ لإِبادَةِ الكِلابِ وذاكَ يُعْلِنُ عَنْ تَوْفِيرِ مُسْتَلْزماتِ الحَملاتِ وتَبنِّي بَرامِجَ فَعَّالَة لِذلِك .            
يُداهِمنا خَبَرٌ آخَر عَنْ انْطِلاقِ حَملاتٍ مُكثَّفَة لإِبادَةِ الكِلابِ خِلال شَهْرِ الصَوْمِ وتَأْكِيداً لِمَزْمورِ الرَحْمَةِ الَّذِي يَتَغنَّى بِهِ المُؤْمِنون ، وهم غافِلونَ أَوْ مُتغافِلونَ عَنْ الآتي : ـ                    
الإِبادَة كلِمَةٌ تَنْقُضُ الأُخْرَى ( الرَحْمَة )  وتُعَرِّي زِيفَ الإِدْعاءِ بِها  .....                          
ثُمَّ نَقْرأُ عَنْ مُدِيرِ إِحْدَى الحَملاتِ وهو يَتَباهى بِقَتْلِهِ بِضْعَةَ آلافٍ مِنْها ، وناشِطٌ آخَر يُقدِّمُ مُحاضَرات لِلسُكانِ تُرْهِبُ مِنْ أَضْرارِ الكِلابِ وخَطَرِها على الإِنْسَانِ كي يَتَعاونوا في القَضاءِ عَلَيْها ، ويُزِيدهُم فَوْقَ رُعْبِهم رُعْبَاً مِنْها وتَحاشِياً لَها ، وظُلْماً وتَجَنِيَّاً عَلَيْها ، ثُمَّ كُرْهاً لَها .........                                                                                                      
أَلَيْسَتْ هي الفِتْنَةُ بِعَيْنِها حِيْنَ يُحرِّضُ ناشِطٌ ما السُكانَ ضِدَّ شَكْلٍ مِنْ أَشْكالِ الحَيَاةِ الأُخْرَى ويُحْشِدُ الجُمُوع لِلتَعاونِ في إِبادَتِها ؟                                                                  
 أَلَيْسَ فيما يَفْعَل اعْتِراف بِالخَللِ أَوْ المَرَضٍ السارِي في أَوْصالِ المُجْتَمعِ الَّذِي يَنْتَمي إِلَيْهِ ، وشَكْلٌ مِنْ أَشْكالِ الكُرْهِ لِلحَيَواناتِ ، واسْتِخْفافِهِ بِقِيمَةِ الحَيَاةِ ، وضَرْب إِسْفِين التَخلُّف والجَهْلِ عمِيقاً في تُرْبَةِ بِيئَةٍ مَوْبوءَةِ بِالأَفْكارِ اللاصَالِحَةِ اللامَسْؤولَة ؟                          
وآخَرٌ يَنْشُرُ مسْوَّدَةَ مَشْروعٍ مُقَدَّمٍ لِلجِهاتِ المُهْتَّمَةِ بِحَملاتِ الإِبادَةِ وكَيْفَ يُمْكِنُ مُعالَجتَها بِطَرِيقَةٍ حَضارِيَّة وإِنْسَانِيَّة لا يُضْطَّرُ فيها لإِعْدامِ الكِلابِ وغَيْرِها مِن الحَيَواناتِ ، وحِيْنَ تَقْرأُ مسْوَّدَةَ المَشْروعِ تَقْرأُ حَدِيثاً عَنْ ضَرُورَةِ تَوْفِير فُرْقَة شُرْطَة مُدرَّبَة على الرِمايَةِ بِهكذا عَدَد مِنْ الأَشْخاصِ والبَنادِقِ والتَجْهِيزاتِ ، وإِطْلاقِ حَملاتِ المُكافَحَةِ بِالمَصائدِ والسُمُومِ والخَراطِيشِ وغَيْرِها ، وإِعْلانِ المُكافأَةِ لِكُلِّ آتٍ بِحَيَوانٍ سَائبٍ مَيتاً أَوْ حَيَّاً ، وبِناءِ مَحطاتِ إِعْدامِ الحَيَواناتِ كما تَوْفِيرِ المَوادِ الخَاصَّةِ بِقَتْلِ الكِلابِ والقِطط .....                            
 يالِلرَحْمَةِ !! ويالِلطُرُقِ الحَضارِيَّةِ والإِنْسَانِيَّةِ الَّتِي يَتَضمَّنُها المَشْروع !!!                    
وإِذْ بِمُنادٍ آخَر يَنْصَحُ الأَفْرادَ بِعَدَمِ اقْتِناءِ الإِناثِ وتَرْبِيتِها لأَنَّهُنَّ المُنْجِبات ( وكأَنَّ الإِناث هُنَّ وَحْدَهُنَّ السَبَب في التَكاثُرِ ، ويَتَجاهَلُ حَقِيقَة أَنَّ الحَمْل هو إِخْصابُ عَطاءٍ أَيْ فِعْلٌ مُشْتَركٌ بَيْنَ الذَكرِ والأُنْثَى ، الأُنْثَى تُعْطي البُويضَة والذَكر يُعْطي الحَيْمن ) .                            
أَيْضاً مَنْ يُعْلِنُ عَنْ ضَرُورَةِ عَدَمِ إِطْعامِ الكِلابِ والقِططِ السَائبَةِ إِنَّما يُحرِّضُ بِقَوْلِهِ الأَفْراد بِفَرْضِ حِصارِ الجُوعِ عَلَيْها .......                                                                      
نَاشِطٌ آخَر يَقولُ إِنَّ قَتْلَ الكِلابِ تَحوَّلَ هِوايَة ويَتِمُّ بِوَسائل مُتَعدِّدَة ومِنْ بَيْنَها ضَرْبُ الكلْبِ على رَأْسِهِ بِعَصا غَلِيظَة أَوْ بِقِطْعةٍ حَدِيدِيَّة و ......  و ........ وغَيْرها حَتَّى يَموتُ وكُلَّها طُرقٌ تُؤثِّرُ في نُفُوسِ الأَطْفالِ تَأْثِيراً سَيئاً .                                                            
إِنْ كانَ في كَمِّ الأَخْبارِ هذهِ ولَوْ ظِلٌّ لِلرَحْمَةِ والتَفَهُّم الإِنْسَانيّ وإِن لُمَاماً فلْيُدَلُّ عَلَيْهِ ، أَمْ إِنَّ قُلُوبَ المُدافِعينَ عَنْ حِمايَةِ الحَيَوانِ صَلِدَةٌ قَاسِيَة لاتَلْمِسُ الرَحْمَةَ الفَيَّاضَة في كُلِّ ماوَردَ مِنْ أَخْبار ......                                                                                                  
مَنْ يَقْرأُ بِوَعْي وعَدالَةٍ يَسْتَنْتِجُ الكَمَّ الهَائل مِنْ سُوءِ الفَهْمِ الَّذِي يُداخِلُ علاقَةَ الإِنْسَانِ بِالحَيَوانِ ، أُكْتُبْ فَقَطْ في نَافِذَةِ البَحْثِ لِغُوغل ــ حَملات إِبادَةِ الكِلابِ السَائبَةِ ــ وستَقْرأُ مايُوجِعُ القَلْب ومايَنْدَى لَهُ الجَبِينُ خَجَلاً .                                                              
أَيْضاً نتَبَيَّنُ كبِيرَ سُوءِ الفَهْمِ لِدَوْرِ الطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ مِنْ قِبَلِ الأَفْرادِ والمُؤْسساتِ ، ( ولِنُدْرَةِ مَرَّاتٍ مِنْ قِبَلِ الطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ نَفْسه ) ، وأَضَعُ هذا بَيْنَ قَوْسينِ كَوْنَه قَدْ يُشِيرُ إِلى حَالاتٍ مُقَنَّنة لايُمْكِنُ إِفْرادَها إِلاَّ على بِضْعٍ ولَيْسَتْ عَامَّة  .                                                
ولِلأَسفِ رَكِبَ هذا البِضْعُ أُسْوَةً بِعُمومِ الأَفْرادِ مَوْجَةَ مُلاحَقَةَ الحَيَواناتِ البَرِيئَةِ  إِلاَّ مِنْ ذَنْبِ كَوْنِها حَيَوانات في عُرْفِ مَنْ يَصِمُونَهُ ذَنْباً لإِبادَتِها مُكْرَهِين تَحْتَ ضَغْطِ الزَخْمِ الشَعْبِيِّ المُؤْيِّدِ ، وفي حالاتٍ أُخْرَى نَرْجُوها نَادِرَة تَناسِياً ، أَوْ جَهْلاً ، أَوْ عَدَم الْتِفاتٍ أَوْ انْتِباهٍ لِجَوْهِرِ الرِسالَةِ الَّتِي يَحْمِلونَها .                                                                        
انْخِراطُ الأَطِبَّاءِ البَيْطَرِيين في هكذا حَملات يُزِيدُ الطِينَ بَلَّة ، ويُعِينُ على غَطِّ أَفْرادِ المُجْتَمعِ في تَصَوُّراتٍ خَاطئَةٍ عَن الحَيَواناتِ ( وهُنا نتَحدَّثُ عَن القِططِ والكِلابِ على وَجْهِ الخُصُوصِ ) ، ويُزِيدُ في الرُعْبِ مِنْها ، ويُغَذِّي مَشَاعِرَ العَدَاءِ والكرَاهِيَةِ لَها فَيُعْدَمُ الحَلُّ في مَهْدِهِ ويُؤْجِّجُ المُشْكِلَة تَفاقُماً .                                                                                  
هُناكَ أَصْواتٌ كافِيَة مُناهِضَة لِحَمْلاتِ الإِبادَة ( مِنْ أَصْدِقاءِ الحَيَواناتِ ومِن الأَطِبَّاءِ البَيْطَرِيين ....... وغَيْرَهُم ) ، لكِنَّها أَصْواتٌ خَافِتَةٌ هَامِسَةٌ لاتَقُضُّ سُكُونَ المُخَطِّطين لِلحَملاتِ ، ولاتَصِلُ هَمسَاتَهُم العادِلَة والحَقِّةِ لِلجَمِيعِ ولِلمُجْتَمعِ .                                  
أَيْضاً يَتِمُّ تَغْييب الحَقِيقَة عَنْ بَالِ الأَفْرادِ عَامَّةً حَوْلَ أَعْمارِ الكِلابِ والَّتي تَخْتَلِفُ باخْتِلافِ الفَصِيلَة ، ويُمْكِنُ مَدَّها بَيْنَ السَبْع إِلى العِشْرِين عَاماً .                                              
 كلْبٌ في السَادِسَةِ عَشَر مِنْ العُمْرِ يُماثِلُ إِنْسَاناً تَجاوَزَ المِئةَ عَام لَوْ أَجْرينا مُقارنَةً عُمُرِيَّة َ بَيْنَ الكلْبِ والإِنْسَان .                                                                                      
فلَوْ جَمَعْنا حَيَاة أَرْبَعةَ أَوْ خَمْسَة كِلابٍ مُعمِّرَةٍ بِعُمْرِ عِشْرِينَ عَاماً لسَاوَتْ حَيَاةَ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ مُعَمِّرٍ . ( لِزِيادَةِ المَعْرِفَةِ عَنْ هذا يُرْجَى البَحْث في المَصادِرِ المُخْتَصَّة وغُوغل  ....... وإلخ ) ، المَرام مِنْ ذِكْرِ هذا هو تِبْيانُ قصَرِ حَيَاةِ الكلْبِ .                                                
كُلُّ الَّذِين يَشْكونَ مِنْ تَواجُدِ الكِلابِ والقِططِ السَائبَةِ قُرْبَ الأَسْواقِ والتَجَمُعاتِ السَكنِيَّة حَيْثُ الإِنْسَان لَمْ يَتَواردوا خاطِراً بِعَيْنِ الاعْتِبار : لِماذَا تَتَواجدُ حَيْثُ يَقولون  ؟                      
أَلمْ يُساوِرهُم خاطِرٌ ما يَقول : رُبَّما لأَنَّها حَيَوانات اجْتِماعِيَّة تَنْشُدُ الحَيَاةَ قُرْبَ صَدِيقِها الإِنْسَان وتَثِقُ فيهِ ، وأَيْضاً لأَنَّها تَبْحثُ عَن الطَعامِ ......                                            
أَمَا تَوارد إِلى ذهْنِ مُنظِّمٍ مِنْ مُنَظِّمي الحَملات هذا ؟                                                
بِقَليلٍ مِنْ حُسْنِ التَعامُلِ مَعَ هذهِ الحَيَواناتِ الَّتِي تَشْعُر بِما يَحْمِلهُ الآخَرون نَحْوَها مِنْ تَقَبُّلٍ ، أَوْ كُرْهٍ ، أَوْ مَحَبَّةٍ يُمْكِنُ نَقْضَ جانِبٍ مِنْ المُشْكِلَةِ القَائمَةِ ، وبِالمُتابَعةِ الصِحِّيَّة يُنْقضُ الجانِب الآخَر حَتَّى تَتَقوَّضُ تَماماً .....                                                                  
ماذَا يُرِيدون مِنْ حَيَواناتٍ بَرِيئةٍ تَبْحثُ عَن الطَعامِ في القَاذوراتِ وهُم يُحاوِلون مَنْعَها حَتَّى عَنْ هذا ؟                                                                                                    
أَيُّ إِنْسَانِيَّةٍ ورَحْمَةٍ يَتَحدَّثونَ عَنْها ، فأَيُّ ذَنْبٍ يُجازُ بِهِ أَنْ تُقْتلَ وتُباد ؟                          
إِنَّ الكِلابَ السَائبَة وكذلِك القِطط وبِما إِنَّها تَتَحمَّلُ مَسْؤولِيَّة عَيْشِها لِوَحْدِها تَضْطَّرُ لِلكِفاحِ مِنْ أَجْلِ طَعامِها ، ومِن الطَبِيعيِّ أَنْ تَغْدو عُدْوانِيَّة حِيْنَ يُحاوِلُ المُقابِل مَنْعِها عَنْهُ فالجُوع طَرِيقٌ لِلمَوْت  ........                                                                                      
الإِنْسَان أَيْضاً يَكونُ عُدْوانِيَّاً ومُسْتَعِّداً لِلكِفاحِ مِنْ أَجْلِ طَعامِهِ في ظُروفٍ مُخْتَلِفَة كالمَجاعاتِ ، الحُروبِ ،  الفَقْر ، التَحدِيات اليَوْمِيَّة ....... وإلخ .                                                
بَيْنَ الكَمِّ الهائِلِ مِنْ هذهِ الأَخْبار المُحْزِنَةِ المُخْجِلَة لَمعَتْ بِضْعُ إِضاءاتٍ تُشِيرُ أَنَ الأَمْلَ لَمْ يَمُتْ بَعْد ، ورُبَّما سيَكونُ في المُسْتَقْبلِ مكانٌ لِحَلٍّ عادِلٍ وصَالِحٍ مِنْ خِلالِ تَعْلِيقاتٍ يَحْتَّجُ فيها قَارِئٌ ما على عَملِيَةِ إِخْصاءِ وتَعْقيمِ الكِلابِ كوْنها قَدْ تُمَهِّدُ لإِبادَة ، وثانٍ يَصِفُ الكِلابَ حَيَوانات تَسْتَحِقُ كُلَّ الاحْتِرامِ لأَنَّها الصَدِيق الوَفيّ المُخْلِص لِلإِنْسَانِ واقْتَرحَ بِما أَنَّ جُغْرافيَة البَلدِ تَتَمخَّضُ عَنْ صَحارى واسِعة تُتاخِمُ حُدُود المُدُن فلِماذَا لايَتِمُّ نَقْل الكِلابِ السَائبَةِ إِلَيْها بَدَلاً مِنْ قَتْلِها وتَشْكِيلِ مَحْميَّات طَبِيعِيَّة فيها لِلحَيَواناتِ البَرِيَّة والسَائبَةِ ......  
مُعلِّقٌ آخَرٌ اسْتَنْكرَ قَتْلَها وإِبادَتَها ، ورابِعٌ كانَ يَعْتَرِضُ على الطُرُقِ الوَحْشِيَّة الَّتِي يَتِمُّ بها قَتْل الحَيَواناتِ مَثَلاً ضَرْبَها على رَأْسِها بِقَضِيبٍ حَدِيدِيّ ، أَوْ بِهراوَة ، أَوْ عَصا خَشَبِيَّة غلِيظَة

107
مَلَكة الكِتابَة فيما يَتَحدَّثون عَنْها                                   
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                 
بقلم : شذى توما مرقوس                                     
الخميس 6 / 9 / 2012                                       


( خَواطِر وآراء ودَعْوَة لِرَدِّ الاعْتِبارِ وإِنْ نَزْراً لِنَواحٍ أُهْمِلَتْ لَدَى فِئَةٍ حِيْناً ، أَوْ سُحِقَتْ لَدَى أُخْرَى حِيْناً غَيْره دُوْنَ عَمدٍ أَوْ عَنْهُ ، وحَثِّ الفَرْد في مَلَكتِهِ ـ مَلَكة الكِتابَة ـ على بَذْلِ الجُهودِ لِتَطْويرِ إِمْكانِياتِهِ وتَحْسِينِها وتَدْعِيمِها وحِمايَتِها بِرَدِّ بَعْضِ الاعْتِبارِ لِلمُهْمَلِ والمَسْحُوق بَعِيداً عَنْ مُكبِّلاتِ التَعْجِيزِ والتَضْييقِ ) .                                                               
~~~~~~~~~~                                                                             

مَلَكة ( بِفَتْحِ اللام ) الكِتابَة أَوْ القُدْرَة على الكِتابَة ، مَوْهِبَةٌ يَتِمُّ صَقْلَها وتَطْويرَها بِمَراحِل مُتواصِلَةٍ مُتَتابِعَةٍ جُهْداً وحَثِيثاً .                                                                         
 لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَكونَ ضِدَّ مَنْ يَكْتُبون لِلتَعْبِيرِ عمَّا يَعْتَمِرهُم فحَقُّ التَعْبِيرِ لَهُ الصَوْن ، لَكِنَّ الحال فيمَنْ يَسْعَى لِيَكونَ كاتِباً هو شَأْنٌ آخَرٌ يُناطُ بِهِ تَلْبيَةَ بَعْض مُتَطلَّباتِ هذهِ المَسْؤولِيَّة ، فالكِتابَةُ مَسْؤولِيَّة ، كُلُّ كلِمةٍ مَسْؤولِيَّة ، بَعْضُ هذهِ المُتَطلَّبات : الإِحاطَة بِنِسْبَةٍ مَقْبولَة مِن اللُغَةِ بِالحَدِّ الَّذِي تُأَمِّنُ لَهُ الكِتابَةَ بِها مَعَ الإِلْمامِ بِجُزْءِ القَواعِدِ مِنْ نَحْوٍ ومَعانٍ ....... وغَيْرها ، قِلَّة الأَخْطاءِ الإِمْلائِيَّة كوْننا في آوانٍ يُتِيحُ إِمْكانِيَةَ تَلافيها بِمُخْتَلَفِ الوَسائلِ المُتَوفِرَةِ مِنْ نتٍ أَوْ كُتُبٍ أَوْ طَلَبِ مُساعَدَةٍ أَوْ مَشُورَةٍ ...... إلخ مِنْ الوَسائلِ الأُخْرَى ، بَدَلاً مِن التَهافُتِ على نَشْرِ المادَةِ وهي مُخْتَنِقَة طَافِحَة بِالأَخْطاءِ الإِمْلائِيَّةِ ومِثْلُ هذا يُمْكِنُ قَوْلَهُ عَن اللُغَةِ والنَحْوِ ، وماتَمَّ ذِكْرَهُ يُمْكِنُ بَنْدَهُ ورَزْمَهُ تَحْتَ مَرْفَق سَلامَة اللُّغَة .                   
القُدْرَة على التَواصُلِ مَعَ القُرَّاءِ والقَارِئاتِ عِبْرَ أُسْلوبٍ بَسِيطٍ مُتَماسِكٍ يَقُودهُم لِفِكْرَةِ النَصِ أَوْ هَمِّهِ بِالقَدْرِ المَطْلُوبِ مِن الوُضُوحِ طالَما أَنَّ عِبْأَ إِيصالِ الفِكْرَة هي مِنْ مَسْؤولِياتِ وواجِباتِ الكاتِبِ ولَيْسَ المُتَلقِي .                                                                       
إِلْمامِ الكاتِبِ بِالمادَةِ الَّتِي يَطْرَحها ولَوْ بِنِسْبَةٍ ما ، أَوْ بِالقَدْرِ الَّذِي يُؤهِّلُهُ لِلخَوْضِ فيها .     
هذهِ بَعْضٌ مِنْ مُقَوِّماتِ الكِتابَةِ وأَدواتِها ، أَنا أُسَمِّيها بِالأَعْمِدَةِ السَانِدَةِ لِمَلَكةِ الكِتَابَة .       
أَمَّا قِيمَة الفِكْرَة المَطْروحَة ، أَوْ الهَمَّ ، أَوْ الشَأْن الَّذِي يَبْحَثَهُ النَص فلايُمْكِنُ الحَسْم ( بِقَناعتي الشَخْصِيَّة ) بِأَمْرِ إِدْراجَها ضِمْنَ مُتَطلَّباتِ الكِتابَةِ ومُقوِّماتِها لأَنَّ الأَفْكار المَطْروحَة تَنْبَعُ مِنْ مَداراتِ الكاتِبِ وتَوجُّهاتِهِ الشَخْصِيَّة وآرائِهِ ومَواقِفِهِ ، ناهِيكَ عَنْ وِسْعِ المَدَى وتَنوُّعِهِ لِلأَفْكارِ والقَضايا والهُمومِ والشُؤونِ ، وأَيْضاً تَقْييم الفِكْرَة يَخْتَلِفُ مِنْ قَارِئ لآخَر ويَخْضَعُ في ذلِك لِتَوجُّهاتِهِ وقَناعاتِهِ ومَواقِفِهِ ، والهَمُّ الَّذِي يَراهُ كاتِبٌ ما بَالِغُ القِيمَةِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ آخَرٌ شَحِيحاً ، يُدارُ الأَمْرُ ذاتهُ على المُجْتَمعاتِ والشُعُوبِ والأُممِ ، فمايَراهُ مُجْتَمعٌ ما بَالِغُ الأَهمِيَّةِ يَكونُ لَدَى نَظِيره ثَانوِياً أَوْ لا جَذْرَ لَهُ فيهِ تَماماً ، كما عَامِلُ الزَمَنِ لَهُ مِيراثهُ فما كانَ مَدارُ بَحْثِ زَمَنٍ ما يَكونُ أَمْراً قَدْ عَفَا عَنْه زَمْنٌ غَيْرَهُ واجْتَازَه ولكِنْ ؛ رُبَّما رَزْم كُلَّ ما يَطوفُ حَولْ قِيمَةِ الفِكْرَةِ المَطْروحَةِ وما فيها في التَعْبِيرِ التَالِي قَدْ يُهيّأها لإِدْراجِها ضِمْنَ مُتطلَّبات الكِتابَةِ ومُقوِّماتِها : ــ                                                                           
مَهارَةُ الكاتِبِ وبَرَاعتِهِ في انْتِقاءِ مَادتِهِ ( الهَمُّ ، أَوْ الشَأْنُ ، أَوْ الفِكْرَة جَوْهَر المَوْضُوع ) ، وهُما فَهْرِست ذكاءِ الكاتِبِ وحَصافَتِهِ .                                                                 
أَكْتَفي بِهذا القَدْر .                                                                                           
قَدْ يُضِيفُ البَعْضُ نِقاطاً أُخْرى لِما وَردَ .                                                               
                                                   
على مَتْنِ مَوْجَةٍ مُغايرَة جاءَ نَفْرٌ يُنادِي بِأَنَّ اللُغَةَ والنَحْوَ والأَخْطاءَ الإِمْلائِيَّة والأُسْلوب وطَرِيقَةَ بِناءِ الجُملِ ، أَوْ على الأَقَلِّ الإِلْمامِ بِكيْفِيَّةِ بِنائِها لإِيصالِ الفِكْرَة بِشَكْلٍ سَلِيمٍ للمُتَلقِي  ....... كُلُّ هذهِ النِقاط تَضْمَحِّلُ أَهَمِيَّتَها وفَاعِليَّتَها ( وأَصْواتٌ تَقولُ إِنَّ لا أَهَمِيَّةَ لَها إِطْلاقاً ) مُقَابِلَ الفِكْرَة ، فالفِكْرَة وَحْدَها المِحْور والأَلِفُ والياء ، وهي تُحَدِّدُ قِيمَة النَصِّ المَكْتوب ، ولا أَدْرِي كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُفْهمَ فِكْرَةَ أَيَّةِ مادَةٍ مَكْتُوبَةٍ بِغِيابِ النِقاطِ تِلك ، وآخَرون صَاروا يُنادون بِأَنَّ عَدَدَ التَعْلِيقاتِ على المَقالَةِ هو المُدلِّل على أَهَمِيَّتِها وجَوْدَتِها ، بَلْ سَارَ البَعْضُ عَدْواً إلى أَبْعدِ مِنْ ذلك فقَالَ بِأَنَّ التَعْلِيقات أَهَمُّ مِن النَصِّ نَفْسه ، أَيْ إِنَّهُم حَتَّى لَمْ يُكلِّفوا أَنْفُسهُم عَناءَ التَقْديرِ لِجُهْدِ الكاتِبِ وعَمَلِهِ ولَوْ بِنَبْضَة ، والأَهمّ إِنَّهُم حَرثوا لِمُفاضَلَةٍ عَامةٍ دُوْنَ تَمْحِيصٍ لاعَدالَة فيها ، وغالِباً ما يُفْقِرُ التَعْمِيمُ وَجْهَ الحَقِّ فيهِ ........                     
إِنْ كانَ ما جاؤا بِهِ صَواباً فلِماذَا تَتَكلَّفُ السَاحةُ الثَقافِية عَناءَ المَشَقَّةِ في تَصْنِيفِ البَعْضِ كُتَّاباً وكاتِبات ؟                                                                                             
وأَيَّةُ حاجَةٍ تُلِحُّ بِنا لِمُفْرداتٍ قَائمَة :  كاتِب ، قَارِئ ، شَاعِر ، رِوائيّ ........ إِلخ ؟             
وثانِيةً ، إِنْ كانَ ما جاؤا بِهِ حَقَّاً فكيْفَ بِمَلَكةِ الكِتابَةِ وماذَا عَنْ حالِ وجودِها ، هَلْ يُرَدُّ لِوَهْمٍ وادِّعاء ؟                                                                                                     
ماالَّذِي يَتَبقَّى مِنْ كفاءَةِ الكاتِبِ ومُؤْهِلاتِهِ واسْتِحْقاقِهِ لِعنْوانِهِ هذا اخْتِلافاً عَمَّنْ لا يَحْتَازونَ هذهِ المَلَكة إِنْ كانَ كُلُّ ذلِك غَيْر ذي بَالٍ أَوْ قِيمَةٍ ، وكَيْفَ يُمْكِنُ لِكاتِبٍ أَنْ يُعْطِي فِكْرَتَهُ إِنْ كانَ فَارِغُ الجُعْبَةِ مِنْ الأَعْمِدَةِ السَانِدَةِ لِمَلَكتِهِ ؟                                                       
كَيْفَ لِلمُتَلقِي أَنْ يَفْهَمَ مايُريدُ الكاتِبُ بَذْرَهُ مِنْ فِكْرٍ إِنْ كانَ هذا الكاتِب لايَسْتَطِيعُ كِتابَة جُمْلَة مُفِيدَة  ، غَيْرُ مُتَشَابِكة ؟ .....                                                                           
كَيْفَ تَكونُ الجُمْلَةُ مُفِيدَة إِنْ كانَتْ مَلِيئَةً بِالأَخْطاءِ الإِمْلائِيَّةِ والنَحَوِيَّة ِواللَغوِيَّةِ وأَيْضاً اللَفْظِيَّة ، وقَدْ يُضافُ لِذلك الأُسْلوب العَصِيّ على إِيصال الفِكْرَة والتَعَسُّرِ فيهِ .                 
جُمْلَةٌ مَلِيئَةٌ بِالأَخْطاءِ الإِمْلائِيَّةِ والنَحَوِيَّة ِواللَغوِيَّةِ وأَيْضاً اللَفْظِيَّة ثُمَّ عُسْرَة الأُسْلوب ، هَلْ يَكونُ حَقَّاً أَمْ تَجَنِّياً لَوْ وُصِفَتْ بِالرَكاكةِ والوَهْنِ في التَرْكِيبِ ؟ .......                             
هَلْ على المُتَلقِي أَنْ يَتَزوَّدَ بِالقُدْرَةِ على قِراءَةِ الغَيْبِ أَوْ المَخْفِيِّ ؟ ....                           
كَيْفَ يَسْتَطِيعُ الكاتِب أَنْ يَكونَ كاتِباً وهو غَيْرُ مُتَمكِّن ولَوْ إِلى حَدٍّ ما ، مِن اللُغةِ الَّتِي يَكْتُبُ بِها ؟                                                                                                         
إِنَّ مِنْ مَهامِ الكاتِبِ تَطْويرَ إِمْكانِياتِهِ في اللُغةِ الَّتِي يَكْتُبُ بِها والسَعْي لِلتَعرُّفِ عَلَيْها أَكْثَر وإِجادَةِ النَزْرِ وإِنْ كانَ يَسِيراً مِنْها ......                                                               
على الكاتِبِ تَقَعُ مَسْؤولِيَّةَ إِيصالِ الفِكْرَةِ لِلمُتَلقِي الَّذِي لَيْسَ مِنْ مَهامِهِ الاجْتِهاد والتَكهُّن لِلوصولِ إِلى مافي ذِهْنِ الكاتِب .....                                                                   
الاسْتِهانَة بِكُلِّ مُقوِّماتِ الكِتابَةِ وأَدواتِها هو إِحادَة عَنْ صَوابِ النَظْرَة لِغاياتٍ أُخْرَى تُبْتَغى بَعْضها تَكونُ شَخْصِيَّة ، أَوْ لِمُحاولَةِ النَيْلِ مِنْ كاتِبٍ على حِسابِ آخَر ، أَوْ لِلقَدْحِ في أَحَدٍ ما ....... إلخ ، وهو أَيْضاً غُبْنٌ لِلكُتَّابِ المُلْتَزمين مِمَّنْ يُحاوِلون عَدَمَ الإِساءَةِ إِلى اللُغةِ الَّتِي يَكْتبون بِها بِغَضِّ النَظَرِ عَنْ إِيمانِهِم بِها أَوْ انْتِقادِهم لَها ، وأَخِيراً الاسْتِهانَة بِكُلِّ مُقوِّماتِ الكِتابَةِ وأَدواتِها إِنَّما هو بَخْسٌ لِحَقِّ المُتَلقِي في احْتِرامِ فِكْرِهِ .                                   
الجُهْدُ المُخْلِص المَبْذولِ مِنْ الكاتِبِ في تَقْدِيمِ نِتاجِهِ ، إِنَّما هو حَصِيلَة مَدَياتِ احْتِرامِهِ لِفِكْرِ المُتَلقِي .                                                                                                     
لَيْسَ الهَدف وَضْع شُروطٍ صَارِمَةٍ أَوْ أَقْفال فآفاقُ الكِتابَةِ مَفْتُوحةٌ لِكُلِّ كاتِبٍ لكِنْ ؛ لِتَكُنْ دُوْنَ الدَوْسِ على أَدواتِها ومُقوِّماتِها بِشَراسَةٍ ، وعَدَم إِعاثَةِ الفَسادِ في نَحْوِ اللُغةِ وقَواعِدِها وإِمْلائِها ولَفْظِها بِعَشْوائِيَّةٍ ودَكْ .                                                                       
حَتَّى تَوفُّرِ المآخِذِ على اللُغَةِ كوَضْعِ الهَمْزَةِ وحَالِ إِعْرابِ الفَاعِلِ وأَحْوالٍ أُخْرَى ...... إِلخ ، لاتَصْلُحُ لِتَكونَ مَنْفَذاً ، أَوْ عُذْرَاً لِلاسْتِهانَةِ والإِعاثَةِ والدَّكِ .                                       
 إِنْ كانَ الكاتِبُ لايَحْتَاجُ مُقوِّماتِ الكِتابَةِ وأَدواتِها فِلماذَا تُقامُ الاحْتِجاجات ضِدَّ إِناطَةِ مَسْؤولِيَّة دائِرَةٍ ثَقافِيَّة مَثَلاً ، أَوْ وِزارَةِ إِعْلامٍ ، أَوْ دارِ نَشْرٍ..... إِلخ بِفَرْدٍ لاعَلاقَةَ لَهُ بِحَقْلِ الكِتابَةِ ، وإِنْ كانَ الكاتِبُ لايَحْتَاجُ مُقوِّماتِ الكِتابَةِ وأَدواتِها ولايَحْرِصُ عَلَيْها فيَجوزُ اسْتِنْتاجاً اعْتِبار كُلَّ أَفْرادِ العالَمِ كُتَّاباً مِنْ هذا المَنْظور .                                             
والقَوْل إِنَّ الكاتِب لايَحْتاجُ مُقوِّمات الكِتابَةِ وأَدواتها يُناظِرهُ القَوْلُ إنَّ الطَبِيب لايَحْتاجُ  دِرايَتَهُ العِلْمِيَّة في حَقْل المَعْرِفَة الطُبِيَّة ، وإِنَّ الموسِيقِيّ لايَحْتاجُ المَعْرِفَة عَنْ سُلمِ الأَنْغامِ والنوتات ، وغَيْرُ ذلِك مِنْ كثِيرِ الأَمْثِلَةِ .                                                               
كَيْفَ لايَتَغيَّرُ مَعْنَى الجُمْلَةِ حِيْنَ يَكْتُبُ الكاتِب ( شَي ) وهو يَقْصِدُ ( شَيْء ) .                   
الفَرْقُ بَيْنَ كلِمَةِ شَيّ ( كـ : تَقْطِيعِ البَاذِنْجانِ وشَيِّه مَثَلاً ) ، وبَيْنَ مُفْردَةِ شَيْء وجَمْعُها أَشْياء مَعْروف ، ومِثْلُ ذلِك عِنْدَما يَقُولُ أَحَدٌ ما : ذاقَتْ بِهِ الدُنْيا وهو يَقْصِدُ ضَاقَتْ بِهِ الدُنْيا ، والفَرْقُ مَعْروفٌ بَيْنَ ذاقَتْ ( المَأْخُوذَة عَنِ التَذَوُّقِ ) ، وبَيْنَ ضَاقَتْ ( مِنْ الضِيقِ ) ، أَوْ الفَرْق الكامِن بَيْنَ كلِمَتي انْقِداد وانْقِضاض فيَكْتُب أَحَدٌ ما :  لِلانْقِدادِ عَلَيْهم وهو يَقْصُد لِلانْقِضاضِ عَلَيْهم ، ومَعْنَى كلِمَة انْقِداد هو انْشِقاق .                                               
 وكذلِك الفَرْق بَيْنَ كلِمَةِ حِكْمَة ، وبَيْنَ الفِعْل حَكمْتَ ( المَأْخُوذَ مِنْ الحُكْمِ ) ، كما في الجُمْلَةِ التَالِيَةِ :                                                                                                     
طالبت مني أن لا أكون متهور ثم حكمة بأنني كذلك .                                       
 ( المَقْصود : طالَبْتَني أَوْ طَلبْتَ مِنِّي أَنْ لا أَكونَ مُتَهوِّراً ثُمَّ حَكَمْتَ بِأَنَّني كذلِك ).             
وكذلِك بَيْنَ : اسْرار وإِصْرار ، الصَوْت والسَوْط ، السِيط والصِيت ، وهَلُمَّ جَرَّاً ......         

أَمْرٌ يُثِيرُ السُؤال والحَيْرَة مَعَاً عِنْدَ ورودِ أَخْطاءٍ في كِتابَةِ كلِماتٍ يُفْتَرَضُ بِها سَهْلَة لِتِكْرارِ وشِيوعِ اسْتِعْمالِها بِالشَكْلِ التَالي :                                                                     
معكي ، دائمن ، ثانيتا ، أنكي ، اتمنا ..........                                                         
وصَوابها على التَوالِي :                                                                                   
مَعَكِ ، دائماً ، ثانِيةً ، إِنَّكِ ، أَتَمنَّى .........                                                             

عَنْ سلامَةِ الجُمْلَة نَقْرأُ التَالِي مِثالاً :                                                                   
لدرجة إنهم تقاتلوا المشتركون فيما بينهم كلُ يدعو أمر                                           
( والمَقْصود : لِدَرجَةِ أَنَّ المُشارِكين ـ أَوْ المُشْترِكين ـ تَقاتلوا فيما بَيْنَهم كُلٌّ يَدَّعي أَمْراً  ) .

والاسْتِفاضَة في تَوْرِيدِ أَمْثِلَةٍ أُخْرَى أَطْويها فما مَرَّ ذِكْرهُ أَخالَهُ قَدْ وَفَّى التَوْضِيحِ المَرْجو ، والغايَة هي الإِشارَة لِذلك فَقَطْ لإِثارَةِ الانْتِباهِ والاسْتِفادَةِ .                                           
ولرُبَّما في مادَةٍ تَزِيدُ على الصَفْحَتينِ يُمْكِنُ لِلمُتَلقِي أَنْ يَتَغَاضَى عَنْ وقوعِ الكاتِبِ في أَخْطاءٍ إِمْلائِيَّة  بِنِسْبَةٍ ما ( على سَبِيلِ المِثالِ ) ، وقَدْ يَجْمَعُ المَعْنَى في مُحْتَوى المَوْضوعِ وفِكْرَتِهِ ، وقَدْ لايُخَلْخِلُ ذلِك النَصّ إِلى حَدِّ دَكِّهِ بِفَضْلِ اجْتِهادِ المُتَلقِي ولكِنْ ؛ هَلْ سيَكونُ الحالُ ذَاته إِنْ زَادَتِ النِسْبَةُ عَنْ ذلِك بِفَوْضَى مُرْبِكة ؟                                                                 
 أَيْضاً يُمْكِنُ الأَخْذ بِهذا المِثال في الأَخْطاءِ النَحوِيَّةِ واللَفْظِيَّة كما في تَرْكِيبِ الجُملِ والأُسْلوب .                                                                                                 
لَمْ يَقْتَصِر الأَمْر على ما مَرَّ بَلْ تَمادَى أَحَدَهُم وبِتَلْمِيح خَفِيٍّ مُبَطَّن في وَصْفِ الكاتِبِ الَّذِي يَسْلُكُ بِعَيْنِ الاعْتِبارِ لِهذهِ المُقَوِّماتِ في كِتاباتِهِ فيَهْتَّمُ بِلُغتِهِ الكِتابِيَّة ، ويُراعِي بِالإِمْكانِ القَواعِدَ والإِمْلاء ..... إِلخ ، ويَسْعَى لِتَقْدِيمِ عَمَلٍ مَبْذولٍ بِعِنايَة يَسْتَوْفي الفِكْرَةَ والأُسْلوب والقَواعِدَ والإِمْلاء ..... إِلخ على إِنَّهُ كاتِبُ تَقارِير.......                                             
المَعْروف عَنْ كُتَّابِ التَقارِير مِمَّنْ يَكْتُبونها لإِلْحاقِ الأَذَى بِالآخَرِين إِنَّهم في الغَالِب ضَئيلي المَعْرِفَةِ والثَقافَة ، وهُم بِهذا لايَلمُّونَ بِاللُغةِ وأَدواتِها ومُتطلَّباتِها ، كما لا يُغْرِيهم الغَرَف مِنْ مُسْتَلزماتِ الكِتابَةِ ومُقَوِّماتِها ، وأَيْضاً لاتَعْنِيهم في شَيْءٍ في حالِ كِفايَتهم مِنْها ، وعَلَيْه  فتَلْمِيحهُ غَصَّ بالشَوائِب لاشَفافِيَة ، فارَقَتْهُ العَدَالَة ، يَفْتَقِرُ النَزَاهةِ ويُجافِي الانْصافِ .       
أَمَّا كِتابَة التَقارِير المُتَنوِّعَةِ في مُخْتَلَفِ مَناحِي الحَيَاة كالتَقارِير العِلْمِيَّة ، الطُبِيَّة ، المَصْرَفِيَّة ، الهَنْدَسِيَّة والبِنائِيَّة  ..... إِلخ ، فلاحاجَةَ لَها بِأَدواتِ اللُغةِ ومُقَوِّماتِها إِلا بِالحَدِّ الَّذِي يَخْدُمُ اسْتِيفاءَها ، وهو حَدٌّ لايَطالُ ولايَفوقُ في كُلِّ أَحْوالِهِ حَدَّ حاجَةِ الكاتِب إِلى ذلِك بِتَفاوتٍ جَلِيٍّ ومَطْلوبٍ ، فالكاتِبُ هو غَيْرُ المُهَنْدِس وغُيْرُ العَامِلِ في وَحْدَةِ بِناءٍ على سَبيلِ المِثالِ في مَنْحَى اسْتِعْمالِهِ لِلُغةِ ومُقَوِّماتِها ، أَمَّا أَن يَكونَ المُهَنْدِس أَوْ البَنَّاء كاتِباً فذلِك يَضَعُ على كاهِلِهِ عِبْأَ الالْتِزامِ بأَدواتِ الكِتابَةِ ومُقَوِّماتِها ويُصْبِحُ مُطالَباً بِها .                   
إِنَّ مَنْ يَتَهِمُ الكُتَّابَ المُلْتزِمين بِما تَسْتوْجِبُهُ مَلَكة الكِتابَة مِنْ أَدواتٍ ومُقوِّماتٍ بِأَنَّهُم كُتَّابُ تَقارِير ، إِنَّما عَلَيْه أَنْ يَخْجَلَ مِن التَرْويجِ لِهكذا تَأْطِيرٍ ، وهو بِهذا إِنَّما يَخونُ أَمانَةَ الكلِمَة الَّتِي هي أَكْبَر مَسْؤولِياتِ الكاتِبِ تَرْجِيحاً لِما في دَوافِنِ نَفْسِهِ مِنْ أَسْباب تَبْدأُ بِالغَضَبِ وتَنْتَهي بِالحِقْدِ  ، فمَنْ يَظُنُّ في نَفْسِهِ الطِيبَة ونَقاءَ السَرِيرةِ والنِيَّةِ فيُدلِّلُ على ذلِك بِنِسْيانِ الفَتْحةِ وإِهْمالِ الكسْرَةِ إِنَّما هو ضَعِيفُ الدلِيل وواهِي الحُجَّة ويُقِيمُ على نَفْسِهِ في الوَقْتِ عَيْنِهِ الوَصْف بِأَنَّهُ هو كاتِبُ التَقارِير ولَيْسَ مَنْ رَماهُم بِهِ ، ما كانَ نِسْيانُ الفَتْحةِ وتَجاهُلِ الكسْرَةِ وإِهْمالِ الشَدَّة في يَوْمٍ ما دلِيلَ نَقاءٍ وطِيبَةٍ ومَحَبَّة ، ولادلِيل تَضَخُّمِ القَلْبِ مِنْ الحُبِّ لِكُلِّ النَاسِ كما الزَعْم   ........                                                                           

~~~~~~~~~~                                                                     

في  أَسالِيبِ الكِتابَةِ                                                                                         
كَيْفَ يَثِقُ المُتَلقِي في كاتِبٍ يُمِيلُ أُسْلوبَهُ لِلعُنْفِ اللَفْظِيّ بِأَشْكالِهِ ( الاسْتِهْزاء ، الشَتْم ، التَجْرِيح ، الإِهانَة  ...... إلخ ) ، فيَجْعَلُ الآخَرِين مِنْ الكُتَّابِ والكاتِباتِ ، القُرَّاءِ والقَارئاتِ  ،  هَدَفاً لأَلْفاظِهِ اللا مُنْصِفَة تَحْتَ مُسَمَّى الصَراحةِ تَنَصُّلاً عَن الفَظاظةِ والتَعَدِّي ، واسْتِغلالاً لِمَقُولَةِ ــ تَسْمِيَة الأَشْياءِ بِمُسَمَّياتِها ــ .                                                               
هَلْ خَلَتِ الوَسائِلُ في الدِفاعِ عَن الأَفْكارِ دُوْنَ اعْتِمادِ العُنْفِ اللَفْظِيّ ؟                             
وماذا عَمَّنْ يُمازِج في أُسْلوبِهِ بَيْنَ الفُصْحَى والأَلْفاظِ المَرْفُوضَةِ ( السُوقِيَّة ) والَّتِي لا تَسْتَسِيغها الذائِقة السَلِيمة .                                                                             

كَيْفَ يَأْملُ الكاتِب تَواصُلاً مَعَ قُرَّائِهِ وهو يَتَشَبَّثُ في أُسْلوبِهِ بِكلِماتٍ لامُحَبَّذَةٍ تُثِيرُ الكَدرَ في نَفْسِ المُتلقِي فيَقْذِفُ بِها شُخُوصَ كِتاباتِهِ نَعْتاً : قَوَّاد ، عَاهِر ، مُوْمس ، طَرْطور ، قَحْبَة ، فَاجِرَة ، غانِية ...... إلخ ، هَلْ يُمْكِنُ دَحْسَ كُلَّ ذلِك في جُعْبَةِ التَثْقِيفِ والحَضَارَةِ  ؟           
هَلْ قَصُرَتْ لُغة التَعْرِيفِ والنَعْتِ عَنْ تَوْفيرِ المُرادفِ الحافِظِ واللا مُخَدِّشِ لِكرامَةِ الإِنْسَانِ كَيْفما كانَ وَضْعهُ أَوْ حالهُ أَوْ مَنْزِلَتهُ ؟                                                                 
هَلْ لِلمُتلقِي أَنْ يَثِقَ آمِناً في كِتاباتِ كاتِبٍ يَنْضَحُ أُسْلوبَهُ إِهانَةً واسْتِهزاءً واحْتِقاراً لِلحَيواناتِ ، ويَتَشبَّعُ تَعالِياً وتَطرُّفاً وغُروراً وتَكبُّراً عَنْها .                                         

وكَيْفَ يُمْكِنُ لِلمُتَلقِي أَنْ يُؤْمِن ، أَوْ يَثِقَ في كِتاباتِ كاتِبٍ يُسَجِّلُ قَلْبُهُ المُتَضَخِّم مِنْ مَحَبَّتِهِ لِكُلِّ النَّاسِ سَقْطَة فلا يُثْمِر في أُسْلوب وَصْفِهِ لِعَجُوزٍ نالَ مِنْها الدَهْرُ دَوْرَتَهُ فيَصِفها بِما لايَلِيق ، هذا الوَصْف المُنْفِر يُثِيرُ السُؤال عَنْ مَدَى انْصافِ الكاتِبِ وهو قَدْ الْتَقَاها صُدْفَةً قَصِيرَة ولايَعْرِفُ عَنْها نُتْفَة .......                                                                       
هذهِ العَجُوز قَدْ تَكُونُ أُمَّاً لإِنْسَانٍ ما ، أَوْ أُخْتَاً لَهُ ، أَوْ زَوْجةً ، أَوْ جَدَّة ، أَوْ ....... إِلخ .      هذهِ العَجُوز قَدْ تَكونُ أَفْنَتْ عُمُرها في تَرْبيَةِ أُسْرَة ، أَوْ عَمَلٍ اجْتِماعِيٍّ ، أَوْ منَاحٍ حَيَاتِيَّة أُخْرَى مُتَعدِّدَة ، مِثْلَهُ كمِثْلِ الكاتِبِ الَّذِي ديْدَنَهُ الشَتْمَ والسَبَّ في كِتاباتِهِ ويَعْتَقِدُ في نَفْسِهِ الأُسْلوب العادِل والثَقافَة العالِيَة والطِيبَة المُتَجَسِّدَة .                                                 
خُشُونَةُ الأُسْلوب إِنَّما تَقولُ عَنْ قَسْوَةِ مُمْتَهِنِهِ ولا نَزَاهَتِهِ .                                       
يَدَّعونَ الطِيبَةَ وحُبَّ النَّاس ..... كُلِّ النَّاس ، بَيْنَما يَصِفون عَجُوزاً اكْتَسَبَتْ حالَ نفُورِها وخَوفِها ورُعْبِها مِنْ ظِلالِ مُجْتَمعِها بِما لايَلِيق ، ويَصِفونَ مَنْ يُخالِفهُم في تَوجُّهاتِهم وآرائِهم بِكاتِبِ تَقارِير ، كَيْفَ يَتَفِقُ هذا مَعَ ذاك .                                                     
أَقولُ " لُغتك تَدُلُّ عَلَيْك " .                                                                             
~~~~~~~~~~~                                                                   

ماوُلِدَ أَحَدٌ أَخِذاً بِتلابِيبِ مَوْهِبَتِهِ ، إِنَّما المَوْهِبَة بَذْرَة تُرْعَى وتُسْقَى ، فتَنْمو وتَشُقُّ تُرْبَتَها لِتَخْرُجَ عَنْ ذاتِها ، وتَشْرَئِبُّ بِعُنُقِها نَحْوَ الفَضاءِ الوَاسِعِ ُفَتَعُبُّ مِنْ هَوائهِ اسْتِمْراراً يَمْلأُ رَئتِيها ويُدِيمها ، وتَلْتَقِطُ مِنْهُ مُقَوِّمات تَنْشِئَتِها بِالصَقْلِ والتَهْذِيبِ والتَدْرِيبِ والمِرانِ  والقِراءَة والسُؤالِ والبَحْثِ والتَقَصِّي وكُلّ المَناهِلِ الأُخْرَى .                                       
قَدْ تَكونُ أَعْمق أَخْطاءِ الكاتِب هو التَهالُك على النَشْرِ بِتَفاقُمٍ لامُحَبَّذ ، هذا التَهالُك يَحْرِمُ الكاتِب حَظَّ إِعادَةِ النَظَرِ في كِتاباتِهِ وتَنْقِيحِها وتَفَحُّصِها والتَدْقِيقِ فيها ، فيَنالها الوَهْن وتَغْزوها السَطْحِيَّة وتَفْتَقِدُ العلامَةَ الفارِقَة ، فتَنْتَظِمُ صَفَّاً بَيْنَ كِتاباتٍ أُخْرَى تُشابِهُها وتُعدُّ تِكراراً لَها دُوْنَ إِضافَةٍ إِلَيْها ويَنْعدِمُ ظِلُّها في نَفْسِ المُتَلقِي ، نَصٌ مِنْ بَيْنِ نُصوصٍ أُخْرَى لايُغايرها ولايَتَقدَّمُ عَنْها ولاحَتَّى يُحاذِيها أَحْياناً أُخْرَى ، نَصٌ تَتآكلُ أَهَمِيَّتَهُ في زَمَنِ ظُهُورِهِ أَيْ نَشْرِهِ ثُمَّ نُزولِهِ في طَيَّاتِ الأَرْشيفِ ماطالَ الدَهْرُ وكأَنَّهُ لَمْ يُكْتبْ ، مِنْ أَجْلِ هذا يَكونُ بَعْضُ التَأْني ضَرورِياً ومَطْلوباً مِنْ كُلِّ كاتِبٍ يُرِيدُ أَنْ يَضْمنَ لِكتاباتِهِ الجَوْدَة ، ويَحْفَظُ حَقَّ المُتَلقِي في الإِفادَةِ والانْتِفاعِ  مِنْها .                                                                     
الُمتابِعات الكرِيمات مِنْ قَارِئاتٍ وكاتِبات                                                               
المُتابِعين الكِرام مِنْ قُرَّاءٍ وكُتَّابٍ                                                                         
هذهِ الخَواطِرُ والآراء لَمْ تُكْتَبْ تَعالِياً ، إِنَّما اهْتِماماً ولَيْسَ غَيْرُ ذلِك .                           
كُلُّنا تَلامِيذٌ على طَرِيقِ التَعَلُّمِ مِنْ بَعْضِنا البَعْض ماطال .                                           
فَلْيَصْفَحَ مَنْ لايُحَبِّذها ، وليَطْوِيها مَنْ لا يَراها جَدِيرَة ، وليَتَقبَّلُ شُكرِي كُلَّ مَنْ مَرَّ بِها .     
على خَيْرٍ ومَوَدَّة نلْتَقِي أُخْرَى .                                                                         

Shatham@hotmail.de





                                                                                                                                                                       

108
المنبر الحر / كبُرَتْ ........
« في: 23:03 28/09/2012  »
مِنْ مُذكَّراتِ إِنْسَانَة  ..........                                                                         
ـــ مُجْتَمع ــ  / 3                                                                                     

كبُرَتْ 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الثلاثاء 8 / 5 / 2008 ــ السبت 8 / 9 / 2012 

( نُتفٌ عَنْ أَحْوالِ وأَوْضاعِ النِساء ــ زَواج القَاصِرَات سَرِقَة طُفُولَة الفَتيات )                 

....... فَجْأَةً كبُرَتْ صَدِيقَتنا الَّتِي تَلْعَبُ مَعنا كُلَّ يَوْم ....... كبُرَتْ لِدَرَجَة إِنَّ أَهْلَها مَنعُوها مِن اللعِبِ مَعنا ( كالعَادَة ) في اليَوْمِ التَالي .........                                                       
كُنّا نَلْعَبُ كُلَّ يَوْمٍ أَمامَ مَنْزِلها ،ظَنَّنْتُ إِنَّها غَضِبَتْ مِنّا لِسَبَبٍ ما وسَأَلْتُ صَدِيقاتي الأُخْريات :
" أَيْنَ هي لُبنى ؟ لِماذَا لا تَأْتي لِتَلْعَبَ مَعنا ؟ "                                                       
جَاءني الرَدّ مِنْ إِحْدَى الصَدِيقات :                                                                     
" أَهْلَها مَنَعوها مِنْ اللَعِبِ مَعنا والبَارِحة كانَ اليَوْم الأَخِير لَها بَيْننا "                           
سَاورني الشَكُّ ومَجَّ بي الخَاطِر فيما لَوْ أَن أَهْل لُبنى قَدْ انْتفَخَتْ أَوْداجهُم غَضَباً مِنَّا لأَنَّنا نَلْعَبُ هذهِ الأَيَّام أَمامَ دارِهم ، ولكِنْ على طُولِ الأَزِقةِ في كُلِّ الأَحْياءِ السَكنِيَّة يَتَكتَّلُ الأَطْفالُ في حَلقاتٍ صَغِيرَةٍ لِلَعِبِ أَمامَ مَنْزِلِ أُسْرَةً ما مِنْ ذويهم ، وقَدْ لاتَبْقَى الحَلقاتُ ذاتها فيَنْسَحِبُ مِنْها طِفْلٌ ما تَابِعاً شَوْقَهُ الطُفُوليّ أَوْ لِسَبَبٍ ما لِيَلْعَبَ في اليَوْمِ التَالِي في حَلَقَةٍ أُخْرَى ، وقَدْ يَتَغيَّرُ مَكانُ اللَعِبِ للِحَلَقَةِ ذاتها فاليَوْم هُنا وغَداً هُناك ..... إلخ ، فالأَطْفالُ يَتْبَعون شَوْقَهُم لِلَعِبِ في فَضاءٍ حُرٍّ بِلاقُيودٍ وبِلاشُروطٍ أَوْ الْتِزامات ، أَمَّا الأُسَر فقَلَّما أَبْدَتْ تَبرُّمَها مِنْ هذهِ الحَلقاتِ وضَوْضائِها طَالَما إِنَّ أَطْفالَها مِنْها .                                                         
تَوقَّفْتُ عَن اللَعِب ثَانِيةً وسَأَلْتُ بِاهْتِمام :                                                             
" مَاذَا فَعَلْنا حَتَّى يَغْضَبُ أَهْلَها مِنَّا ؟  "                                                               
ثُمَّ أَرْدفْتُ :                                                                                                 
"هَلْ لأَنَّنا نَلْعَبُ أَمامَ دَارهم فأَزْعجَهُم صُرَاخنا أَمْ مَاذَا ؟ "                                         
لَمْ تَعْبأْ أَيّ مِنْ صَدِيقاتي بِسُؤالي ووَاصلْنَ اللَعِب دُوْنَ مُبَالاة ......                               
 بَقِيْتُ في مكاني جَامِدَة أَنْتَظِرُ الإِجابَة ....... تَوقَّفَتْ إِحْدَاهُنَّ عَن اللَعِب وسَأَلتْني :             
" هَلْ كفَفْتِ عَن اللَعِبِ مَعنا أَنْتِ أَيْضاً ؟  هَلْ ستَتَزوجين أَنْتِ أَيْضاً كلُبنى  ؟ "               
ثُمَّ وَاصلَتْ اللَعِب ، لَمْ تَنْتَظِرْ مِنِّي جَواباً  ........                                                     
تَكوَّرَتْ عَيْنايّ دَهْشَةً وصَرَخْتُ بِجُمْلةٍ طُفُولِيَّة مُتَلعْثِمَة :                                           
" مُعِيبٌ أَنْ تَتكَّلمي عَنْ  .... عَنْ ....... الزَواج  ، مَاذَا لَوْ سَمِعكِ أَهْلكِ ؟ أَنا أُرِيدُ أَنْ أَعْرِف لِماذَا غَضِب أَهْلُ لُبنى مِنَّا فمَنَعوها مِن اللَعِبِ مَعنا ؟ أُرِيدُ أَنْ أَعْرِف . "                       
تَوقَّفَتْ صَدِيقتي الأُخْرَى عَن اللَعِب وقَالَتْ :                                                           
" يَقولُ والِدُ لُبنى إِنَّها كبُرَتْ وعَلَيْها أَنْ لا تَلْعَبَ كالصِغار في الشَارِع ، عَلَيْها أَنْ تَتَعلَّمَ مِنْ والِدتِها العَمَلَ في المَنْزِل ."                                                                             
تكوَّرَتْ عِيْنايّ أَكْثَر ، كادَتْ حَوافَها تَتَشَقَّقُ وقُلْتُ بِإِنْذِهالٍ :                                       
  " كبُرَتْ  ....... !!! "                                                                                   
صَدَمتْني هذهِ الكلِمَة وأَكلَ الذُهُول مَلامِحَ وَجْهِي حَتَّى سالَ الرِيقُ فَوْقَ شَفَتيّ وأَنْحَدرَ عَنْها فَوْقَ حنِكي وتَدلَّى قَاصِداً أَرْضَ الشَارِع ( وكانَ لِلكبارِ في مخَيَّلتِنا نَحْنُ الصِغار هَيْبَةَ وصُورَةَ القُدْوَة ) ...........                                                                               
لِماذَا لم يقُلْ لي والِدي إِنَّني كبُرْتُ ؟                                                                   
 لِماذَا لَمْ يَمْنَعني مِن اللَعِبِ مَعَ الأُخْرياتِ في الشَارِع ؟ .......                                       
ولِماذَا والِدُ لُبنى يَعْتَبِرُ ابْنَتَهُ كَبِيرَة وهي مِثْلنا في التَاسِعة ؟                                       
  هَلْ تَحْتَازُ عُمْراً مَخْفِيَّاً عنَّا ؟                                                                           
هَلْ لَها عُمْرين ، واحِدٌ مَخْفِيّ وآخَرٌ مُعْلن ؟                                                           
 ولِماذَا هي وحَدْها كبُرَتْ ونَحْنُ بِقِينا صِغاراً ؟                                                       
ثُمَّ مَتَى كَبُرَتْ ولِماذَا لَمْ نَلْحَظْ ذلِك  ؟                                                                   
ما هذا الَّذِي يَجْرِي ؟   ............                                                                       
كَبُرَتْ لُبْنَى ، هذا يَعْني إِنَّها قَدْ طَالَتْ قَامَةً وازْدادَ وَزْنَها وصَارَتْ تَلْبَسُ الكَعْبَ العالي ، أَيْضاَ قَدَمَها الصَغِيرَة أَصْبحَتْ أَكْبَر ، أَظافِرها مَطْلِيَّة بِلَوْنٍ ما والمُودَة حِيْنَها إِنْ لَمْ تَخُنْي الذَاكِرَة كانَ اللَوْنُ الأَحْمَر ، شَعْرَها ستُكلِّلَهُ تَسْرِيحةٌ ما ( البُوكْلَة العَالِية كانَتْ الشَائِعَة آنذاك ) ، و ....... و........ إٍلخ ، انْطِباعاتٌ خارِجِيَّة ، هذا ما جَادَتْ بِهِ الطُفُولَةُ مِنْ صُورٍ عَمَّنْ سَبَقونا جَرْياً بِسِنِينِ العُمْرِ دُوْنَ إِرادَةٍ مِنْهُم .........                                                 
عُدْتُ إِلى المَنْزِلِ يَوْمَها حَزِينَة جِدَّاً وغَاضِبَة جِدَّاً مِنْ أَبي الَّذِي كذَبَ عليّ ....... لَمْ أكُنْ أَعْرِفُ أَنَّ الكِبارَ يكْذِبون وإِنْ كانوا آباءاً ..........                                                   
حَاولَ والِدي التَحدُّثَ إِليّ كُنْتُ مُنْزعِجة  ..........  تَجْنَّبْتُهُ طَوالَ الوَقْت والْتَصقْتُ بِأُمِّي ولَمْ أَدْخُل إِلى أَيَّةِ غُرْفَة تَواجَدَ فيها أَبي ذلِك اليَوْم ......... ثُمَّ ما أَمْرُ الزَواج الَّذِي تَحدَّثْنَ عَنْهُ صَدِيقاتي ........ الكِبار فَقَطْ يَتَزوَّجون ...... والكِبار هُم كِبارٌ مِثْلَ أُمِّي وأَبي والجَارات والجِيران مِن الآباءِ والأُمَّهات ..... هكذا هو الأَمْر .......                                           
في اليَوْمِ التَالي وكعادَتنا خَرَجْنَا نَحْنُ الفَتيات الصَغِيرات إِلى حَيْثُ نَلْعَب أَمامَ مَنْزِلِ لُبنى وكُنْتُ قَدْ نَسِيتُ ما جَرَى البَارِحة حَتَّى فُتِحَ البَاب وأَطَّلَتْ مِنْهُ حامِلَةً شَقِيقَها الصَغِير البَالِغ مِن العُمْرِ السَنتين تُهَدْهِدهُ فَوْقَ صَدْرِها لِيَنامَ كما تَفْعَلُ الأُمَّهات ، وكانَتْ قَدْ صَبَغَتْ وَجْهَها بِبَعْضِ المَساحِيقِ كما يَفْعلْنَ النِساء الكبِيرات والشَّابات ، وإِرْتدَتْ مَلابِس فتَاةً شَابَة وتَرفَّعَتْ عَنِ النَظَرِ إِلَيْنا  نَحْنُ الصَغِيرات اللَّواتي لا زِلْنا نَلْعَبُ أَمامَ مَنْزِلها وهي الكبِيرَة الَّتِي ستَتَزوَّجُ قَرِيباً ........                                                                                     
رَكضْتُ إِلَيْها وسَألْتُها بِعَفوِية :                                                                           
" أَلنْ تَأْتي لِتَلْعبي مَعنا قَلِيلاً ؟ "                                                                       
أَجابَتْ وقَدْ أَشاحَتْ بِوَجْهِها عَنِّي إِلى الجِهةِ الأُخْرَى احْتِقاراً واسْتِصغاراً :                     
" أَنا لَمْ أعُدْ صَغِيرَة حَتَّى أَلْعبُ في الشَارِع ، لَدَيّ واجِبات مَنْزِليَّة كثِيرَة ، عليّ أَنْ أَطْبُخ وأُنظِّف البَيْت وأَغْسِل الصُحُون والملابِس وأَرْعَى أَخي الصَغِير ...... إِذْهبي بَعِيداً ........ لقَدْ مَنَعني أَبي مِن الحَدِيثِ إِلى الفَتياتِ الصَغِيرَات . "                                               
دَهْشَةً تَكوَّرَتْ عَيْنايّ أَكْثَرــ وكُنْتُ بَارِعة في ذلك ــ وأَنا أَسْمَعُ مِنْها إِنَّها يَجِبُ أَنْ تَطْبُخ وتَغْسِل الصُحُون وتُنظِّف البَيْت ........ الأُمَّهات فَقَطْ يَطْبُخْنَ أَوْ الأَخوات الكبِيرَات ، والأُمَّهات فَقَطْ أَوْ الأَخوات الكبِيرَات يَغْسِلنَ الصُحُون ويُنظِّفْنَ المَنْزِل ، أَمَّا الصَغِيرات أَمْثالنا فعَليهنّ أَنْ يَذْهبْنَ فَقَطْ إِلى المَدْرسَةِ ويَلْعبْنَ مَعَ صَدِيقاتِهنّ ويَعْملْنَ بِنَصائِح الوالِدين ويُتَمِّمنَ مايَطْلُبَ مِنْهُنَ في المَنْزِل مِنْ خَدَماتٍ صَغِيرَة   ...........                                 
سَأَلْتُها : " هَلْ ستَأْتين غَداً لِلمَدْرسَةِ ؟  "                                                             
( وكانَ لِلمَدْرَسةِ شَأْنٌ بالِغٌ في حياتي لايُقاطِعَهُ شَأْنٌ آخَر والانْقِطاعُ عَنْها إِنَّما هو مِنْ أَشَدِّ الأُمُورِ إِيلاماً لي ) .                                                                                         
أَجابَتْ بِاحْتِقارٍ أَكْبَر:                                                                                       
" لَيْسَ لي وَقْتٌ لِلمَدْرسَة ...... عليّ واجِباتٌ كثِيرَة ....... طَبْعاً أَنْتِ صَغِيرَة ولا تَفْهمِين ما أَقُول ....... إِذْهبي إِلْعبي مَعَ الصَغِيرات أَمْثالكِ أَيَّتُها الزَعْطوطَة  ........ "                     
( والزَعْطوطَ : كَلِمَة شَعْبِيَّة دارِجَة الجَمْعُ مِنْها زَعاطِيط ، لَها اسْتِعْمالات ٍ شَتَّى ، مِنْها مَعْنَاها الوارِد في هذا المَوْضِع مِنْ الحَدِيث إِذْ يُشارُ بِمُفْردَةِ زَعاطِيط إِلى الأَطْفال حَيْثُ لايَعونَ مِن الحَيَاةِ وهُمومِها شَيْئاً ما ، وما لَبِثُوا غَارِقين في طُفُولتِهم فلا تُؤْخَذُ تَصرُّفاتِهم أَوْ أَقْوالِهِم أَوْ آراءِهِم على مَحْمَلِ الجِدِّ ، ولَيْسوا مُؤْهَّلين لِتَحَمُّلِ أَيَّةِ مَسْؤولِيَّة ، ولاقِيمَة لَهُم في عالَمِ البَالِغين .                                                                                         
ولِلكلِمَة ( الزَعْطوط ) اسْتِعْمالاتٍ  مُمتَدَّة بِمَعانٍ فَائِضَة أُخْرَى لامَجَالَ لِلتَطَرُّقِ إِلَيْها جَمِيعُها هُنا ولكِنْ لِبَعْضِها فهي تُطْلَقُ على : الجَاهِل القَلِيل الدِرايَة ، صَاحِبُ التَصرُّفاتِ السَيئَّةِ اللامَسْؤولَةِ في المَواقِفِ والأَحْداثِ ، الفَرْد الضَعِيف الشَخْصِيَّة الَّذِي لايُعْتدُّ بِرَأْيهِ بَيْنَ الآخَرِين ، المُغامِر الَّذِي لايَتَعامَلُ مَعَ الحَيَاةِ بِجِدٍّ ومَسْؤولِيَّة ........ وغَيْرُ ذلِك مِنْ اسْتِعْمالات شَتَّى ) .                                                                                       
أَغْلقَتِ البَابَ بِعُنْف وتَركتْني وقَدْ صُعِقْتُ في مكاني ....... عُدْتُ لِلمَنْزِلِ أَبْكي ، لَمْ أَكُنْ أَفْهمُ ما يَجْرِي ولَمْ اسْتَطِعْ فِهْمَ ذلك ، لكِنَّني رَغْمَ الحَيْرَة لَمْ أُثرثِر لأُمِّي بِشَيْءٍ عَنْ هذا السِرّ الكبِير الخَطِير ......... !!                                                                                 
في اليَوْم الثَالث خَرَجْنَا كالعادَة لِنَلْعب أَمامَ بَيْت لُبنى ، وبَيْنَما نَحْنُ نَلْعب مَرَّ مِنْ أَمامِنا رَجُلٌ كثُّ الشَارِبين ، كبِيرُ الرَأْس ، كبِيرُ السِنِّ مَعَ سَرْبٍ مِن الرِجالِ والنِساءِ ........ فَزِعْتُ لِمَنْظَرِ هذا الرَجُل وكُنْتُ أَهمُّ بِالهَربِ حِيْنَ سَمِعْتُ شَقِيقَ لُبنى يُنادِي على والِدِهِ قَائلاً :       
" بابا  تَعالْ ....... لَقَدْ حَضَروا  ...... يَبْدو إنَّ خَطِيبَ لُبنى  بَيْنَهم "                             
وأَشارَ إِلى الرَجُلِ الكثِّ الشَارِبينِ ، الكبِيرُ الرَأْسِ ، الكبِيرُ السِنِّ.                                 
  وَقعْتُ على الأَرْضِ خَوْفاً وانْذِهالاً ودَهْشَةً وصُرْتُ أَبْكي ، هَلْ ستَعِيشُ لُبنى مَعَ هذا الرَجُل ...... يالِلمَسْكِينة ......... كَمْ أَتأَلمُ لأَجْلِها .......                                               
ثُمَّ نَهَضْتُ عَنْ الأَرْضِ وإِنْطلَقْتُ مُسْرِعةً نَحْوَ مَنْزِلنا والصَدْمَةُ قَدْ أَخذَتْ مِنِّي مَأْخذَها ........ بَحثْتُ عَنْ أُمِّي وحكيْتُ لَها السِرّ الخَطِير وأَنا أَبْكي وأَصْرُخ وأَصِيح مِن الدَهْشَةِ والخَوْفِ والتَعَجُبِ ، صُورَة الحَيَاةِ الطُفُولِيَّة البَسِيطَة ارْتجَتْ   ........  لَمْ يتَمكَّن عَقْلِي مِنْ اسْتِيعابِ ما يَجْرِي ......                                                                                             
 حاولَتْ أُمَّي تَهْدِئتي فضَمَّتْني إِلى صَدْرِها وقَبَّلتْني وشَرَحَتْ لي بِبساطتِها كَيْفَ حَال الدُنيا وإِنَّ الزَواج مِنْ أَحْوالِ البَشَر ، البَعْض يَتَزوجون مُبكِراً والبَعْض مُتأخِراً ، وكانتْ أُمِّي تَعْرِفني طِفْلَتها المُفْرطة الأَحاسِيس ولِهذا طالَما أَغْدَقَتْني بِحِصْةٍ إِضافِيَّة مِنْ عَطْفٍ ورِعايَةٍ لا تُنازِعني فيها وَاحِدَةً مِنْ أَخواتي الأُخْريات ؛ لكِنَّني لَمْ أُصدِقْ أُمِّي ولَمْ أُصدِقْ إِنَّ أَمْرَ زواج لُبنى مِنْ هذا الرَجُل المُخِيف عادِياً ...... إِنّهُ كبِيرُ السِنِّ ويَصْلُحُ لَها أَباً أَوْ جِدّاً  ........ وسَألْتُ أُمِّي :                                                                                               
" هَلْ يَتَزوَّج الِكبار مِن البناتِ الصَغِيرات ولِماذَا ؟  "                                               
 ثُمّ تَلَتْها أَلفُ هَل أُخْرَى وأُخْرَى .........                                                               
كُلُّ هذهِ الأَحْداث شَكَّلَتْ تَهدِيداً لِعالَمِ الطُفُولَةِ المَرْسومِ والمُلوَّنِ والمَعْجونِ بِالضَحكاتِ واللَعِبِ ، وحَنان الوالِدينِ ، وأَتْرابِ اللَعِبِ ، والمَدْرسةِ ، والهُمُومِ الصَغِيرَةِ الحُلْوَة كالواجِباتِ المَدْرسِيَّةِ والدَوامِ والامْتِحاناتِ ، وجَهْلِ قَسْوَةِ الحَيَاةِ والأَيْامِ وصُعُوباتِها والأَخْطارِ الَّتِي تُحِيقُ بِها .                                                                                 
هكذا كانَتِ المَسافَةُ شَاسِعةً بَيْنَ عَالَمِ الطُفُولَةِ الهادِئ وعَالَمِ الكِبارِ القَاسي المُتْخَمِ بِالمَخاطِرِ والتَحدِّياتِ والمَسْؤوليات .                                                                               
لَمْ تَمْضِ بِضْعَة أَيَّامٍ حَتَّى خَرَجَتْ عَلَيْنا شَقِيقَة صَدِيقَتنا الأُخْرَى البَالِغَة مِن العُمْرِ خَمْسَةَ عَشَر عاماً والَّتِي كانَتْ تَلْعَبُ قَبْلَ بِضْعَة أَيَّامٍ في الشَارِع مَعَ رفِيقاتٍ مِنْ عُمْرِها ، وطَرَدَتْنا مِن السَاحةِ الَّتِي كُنّا نَلْعَبُ فيها شَاتِمةً إِيَّانا ومُعِيبَةً عَلَيْنا طُفُولَتنا ، وعَيرَّتْنا بِأَنَّنا لا نَعْرِفُ مِن الحَيَاةِ شَيْئاً سِوَى الأَكْل والتَغوُّط واللَعِب ، وكانَتْ قَدْ صَبَغَتْ وَجْهَها بِمَساحِيق كثِيرَة حَتَّى بَدَتْ كلَوْحةٍ رُسِمَتْ بِأَلفِ لَوْنٍ ولَوْن .......                                                     
بِسُرْعَةِ البَرْقِ تنَاقَلَتْ الفَتياتُ الصَغِيرات في السَاحةِ نَبأْ تَزْوِيجِها قَرِيباً وخَبَرَ الاحْتِفالِ بِخُطُوبتِها في غُضُونِ الساعاتِ الآتِيَة .                                                               
كُدْتُ أَمُوتُ مِن الدَهْشَةِ .......                                                                           
كَيْفَ يَكْبُرُ الصِغار هكذا فجْأَةً ؟                                                                           
هَلْ يَكْتَشِفون ذلك بِأَنْفُسِهم ، أَمْ إِنَّ رَبَّ الأُسْرَة يُخْبِرهُم بذلك ، أَمْ إِنَّ هُناك تَغْييرٌ يَجْرِي في الجِسْمِ يَدُقُّ كالجَرسِ عِنْدَ الفتاةِ ويَصِيحُ " إِنّكِ كبُرْتِ . " ؟                                       
أَفْكارٌ كثِيرَة مَرَّتْ بِرَأْسي حَيَّرتْني ، أَسْئِلةٌ طُفُولِيَّة بَرِيئَة ومُضْحِكة لِفَرْطِ سَذاجَتِها لَمْ تَجِدْ لَها جَواباً اكْتَنفَتْني ......                                                                                   
 بَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ ضَجَّ مَنْزِلُ ذات الخَمْسَة عَشَرَ عاماً بِالنَاسِ وكانَتْ مُتبرِّجَة وجالِسَة في وَسطِ النِسْوةِ وكُلَّهن يُغنينَّ لَها ويَرْقُصنَّ ، وكُنَّا نَحْنُ بَيْنَ الحِيْنِ والآخَر نتَلصَصُ على الحَفْلِ ثُمَّ نَعودُ ثانِيةً للَعِبِ وتَارةً أُخْرَى نَرْقُص وهكذا ........                                       
في اليَوْمِ التَالِي لعِبْنا لُعْبَة مُشابِهَة هي لُعْبَةُ العَروسَة ، فاخْترْنا إِحْدَانا ومَلأْنا وَجْهَها أَصْباغاً بِالأَقْلامِ المُلوَّنَة الَّتِي كُنَّا نَسْتَعْمِلها في دَرْسِ الرَسْمِ ، وخِطْنا لَها فُسْتاناً مِن الوَرقِ الأَبْيض فسَخْناهُ عَنْ دَفاتِرِنا المَدْرسِيَّة ، ثُمَّ أَجْلسْناها في الوسطِ وقُمْنا نَرْقُصُ حَوْلَها ونُغني وكانَتْ سَعِيدَة ، ثُمَّ كرَّرْنا اللُعْبَة لأَيْامٍ مُتتالِيَة حَتَّى ملَلْنا مِنْها .........                             
تَزوَّجَتْ ذات الخَمْسَةَ عَشَرَ عاماً وفي غُضُون السَنةِ أَنْجَبَتْ طِفْلاً وأَسْمتْهُ ( يونس ) ........ غَرِقْتُ حَيْرَةً مِنْ اهْتِزازِ وتَشوُّشِ فِكْرَتي الطُفُولِيَّة عَن الحَيَاةِ فكَيْفَ يُمْكِنُ لِفتاةٍ صَغِيرَة أَنْ تُنْجِبَ طِفْلاً ، لَقَدْ ظَنَّنْتُ دائماً إِنَّ هذا هو شَأْنُ الكِبار فَقَطْ تَماماً كالزَواج ، وكَيْفَ يَجوزُ لِطِفْلٍ صَغِيرٍ اسْمٌ كهذا فهو في وَقْعِ ضَخامَتِهِ مِنْ اسْماءِ الآباءِ ولَيْسَ الأَطْفال حَتَّى إِنَّ والِد إِحْدَى الطالِباتِ في الصَفِ يُدْعَى بِهِ  .......                                                                   

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كُنَّا في الصَفِ الرَابِع الابْتِدائي ، أَيْ تَتراوحُ أَعْمارُ الطَالِباتِ مابَيْنَ التَاسِعةِ والحادِيَةِ عَشَر على العُموم ماخَلا الاسْتِثْناءات ، حِيْنَ تَغيبَتْ عَن الصَفِ إِحْدَى زمِيلاتي الطَيِّبات ، كانَتْ هادِئَة ومُؤدَّبَة ورَقِيقَة وتَرْبُطني بِها علاقَة طَيِّبة .....                                               
لَمْ نَعُدْ نَرَى هذهِ الفَتاة  ......  لَمْ يَسْأَلْ أَحدٌ عَنْ سَبَبِ غِيابِها لِيَوْمينِ أَوْ ثلاثَة ......           
قَلِقْتُ عَلَيْها وخَطَرَ لي إِنَّها قَدْ تكونُ مَرِيضَة ، فحَمَلْتُ كُتُبِي مَعي وذَهبْتُ إِلَيْها حَيْثُ تَسْكُنُ في المَحَلَّة المُوالِيَةِ لِمَحَلَّتِنا لأَطْمئنَ عَلَيْها وأَيْضاً لأُبلِّغَها بِالواجِباتِ المَدْرسِيَّة الجَدِيدَة الَّتِي كلفَتْنا بِها المُعلِّمَة في دُروسِنا .....                                                                     
طَرقْتُ البابَ وانْتظَرْتُ ، فإِذَا بِفتاةٍ مُتَلَفِّعَة بِحجابٍ مِنْ قُمَّةِ رَأْسِها لأُخْمَصِ قَدميَّها تَظْهرُ بَعْدَ دقائِقِ انْتِظارٍ مِنْ خَلْفِ حِجابِ البَابِ ( وهي سِتارَة مِن القُمَاشِ الثَخِينِ تُعلَّقُ مُباشرَةً خَلْفَ بَابِ المَنْزِلِ الرَئيسيّ ، تَحْجِبُ هذهِ السِتارَةُ الرُؤْيَة عَنْ الطَارِقِ أَوْ غَيْرِه مِن المَارَةِ لِيَمْتَدَّ بَصَرَهُ لِداخِلِ الدارِ ، وكانَ ذلِك شَائِعاً في أَغْلبِ البُيوتِ لِتلك المَدِينَةِ المُتَحَفِّظَة )  ، انْدَهشْتُ كثِيرَاً ، ظَنَّنْتُ لِوَهْلَةٍ إِنَّها الأُخْتُ الكُبْرَى لِزَميلَتي ، لكِنَّها كانَتْ هي بِعَيْنِها ، ولَمْ تَكُنْ بَسِيطَةً في حَدِيثِها كدَيْدَنِها دائماً ، إِنَّما كانَتْ مُتَحَفِّظَة جِدَّاً في الحَدِيثِ مَعي وسأَلتْني بِاقْتِضابٍ عَمَّا أُرِيد ، أُصِبْتُ بِخَيْبَةٍ مِنْ اسْتِقبالِها هذا ، لكِنَّني بَيَّنْتُ لَها قَلقِي لِغِيابِها وأَمَلِي أَنْ لاتَكونَ مَرِيضَة ، وإِنَّني أَيْضاً جَلبْتُ لَها قَائمَةً بِالواجِباتِ المَدْرسِيَّة الَّتِي كلفَتْنا بِها المُعَلِّمَة خِلالِ فَتْرَةِ غِيابِها عَن المَدْرسَةِ ، وفَوْقَ ذلِك جَدْولُ الغَد .                                                 
تَلفَّعَتْ بِحِجابِ البَابَ فَوْقَ حجابِها تَثْنِيَةً زِيادَةٍ في الحِرْصِ على حِشْمَتِها ، ولَمْ تُبْدِ أَيَّ اهْتِمامٍ بِما قُلْتُ ، وأَخْبرَتْني إِنَّ والِدَها مَنَعَها مِن الذِهابِ لِلمَدْرسَةِ لأَنَّها ستَتَزوَّجُ قَرِيباً .     
انْدلَقَ وبِعَفوِيَّةٍ مُفْرطَة عَنْ دَلوِ حَيْرَتي سُؤالٌ نَافِرٌ مُتَشكِّك :                                       
" ولِماذَا هذا الزِّيّ ؟ "                                                                                   
أَجابَتْ إِنَّ خطِيبَها وعائلَتِهِ يُريدون ذلِك .                                                               
جاءَ صَوْتُ والِدتِها عالِياً مُوَبِّخاً :                                                                       
 "  ماذَا تَفْعلِين عَنْدَ البَابِ يابُنيَّة ؟ "                                                                   
( عِلْماً إِنَّ الفتاة كانَتْ قَدْ أَطلَّتْ بِرَأْسِها فَقَط ْمِن خَلْفِ سِتارَةِ البَابِ بَيْنَما تَرَكتْ بَقِيَّة قَوامها يَلْتَحِفُ السِتارَة ) .                                                                                         
قالَتْ : يَجِبُ أَنْ أَذْهب .                                                                                   
ودُوْنَ أَنْ تَنْتَظِرَ مِنِّي رَدَّاً اخْتفَتْ لِداخِلِ الدارِ وتَركتْني مُنْذهِلَة .                                   
عُدْتُ لِلمَنْزِل وقَدْ حَزَّ في نَفْسي كثِيرَاً مارأَيْتُ ، وبِبراءَةِ الطُفُولَةِ كُنْتُ أُفكِرُ كَيْفَ يَحْدُثُ هذا ؟
 كَيْفَ تَسْتَطِيعُ التَخَلِّي عَنْ مَدْرسَتِها وصَدِيقاتِها وصَفِها وكُتُبِها ؟                                 
كَيْفَ لَنْ تَأْتي لِلمَدْرسَةِ بَعْدَ الآن أَبداً أَبداً ؟                                                             
ماذَا عَنْ كُلِّ الأَوْقاتِ الَّتِي كانَتْ تَلْعَبُ فيها مَعَ زَمِيلاتِها في سَاحةِ المَدْرسَةِ أَوْ خَارِجِها .... إلخ .                                                                                                           
ولأَنَّني كُنْتُ حِيْنَها صَغِيرَة لاأَفْهَمُ ما يَخْتَفي خَلْفَ هذهِ الأَحْداث مِنْ مَعانٍ كبِيرَة تَرْتَبِطُ بِالمُجْتَمعِ ووَضْعِ النِساءِ ، كانَ أَكْثَر ما أَحْزنَني هو إِنْفِصالِها عَن المَدْرسَةِ وعَنَّا وعَدَمِ رُؤْيَتِها بَعْدَ الآن ، حَزِنْتُ لأَنَّني شَعرْتُ يَوْمَها بِأَنَّها آخِرَ مَرَّة أَراها فيها وكانَ الأَمْرُ كذلِك فِعْلاً ........                                                                                                   
غابَتْ زمِيلتَنا عَن المَدْرسَةِ نِهائِيَّاً ، وعَنْ حَيَاتنا ، وأَيْضاً عَن المَحَلَّة ، ولَمْ يَحْدُث أَنْ التَقيْتُها بَعْدَ ذلِك ولا مَرَّة .                                                                                 
 كانَ عَسِيراً عليَّ جِدَّاً تَقبُّل التَضْحيَة بِالمَدْرسَةِ لأَجْلِ غايَةٍ أُخْرَى فعَسُرَتْ مَعَها قُدْرَتي على التَعاطُفِ مَعَ الآخَرِين في أَسْبابِهِم لِفِعْلِ ذلِك ، إِذْ إِنَّني كُنْتُ أُحِبُّ مَدْرستِي جِدَّاً ولَها قِيمَة لا تُضَارَعُ في حياتي ، رُبَّما يَعودُ ذَلِك لِوالِديّ حَيْثُ كانا مِن المُؤْمنِين جِدَّاً بِضَرُورَةِ التَعْلِيم والثَقافَةِ في حَيَاةِ كُلِّ فَرْدٍ لِتَطْويرِ النَفْس ولِفَتْحِ مجالاتِ العَمَلِ بِشَكْلٍ أَوْسع والاعْتِمادِ على الذاتِ ، وكانَ والِدي لايَتَردَّدُ في الإِفْصاحِ عَنْ رَأْيهِ هذا تُسانِدَهُ والِدتي ويَحُثُّنا على التَمسُّكِ بِالتَعْلِيمِ .                                                                                                     

ـــــــــــــــــــــــــــ

وَجْهُها الجَمِيل المُحْتَفِل بِالطُفُولةِ الزُلال ما مَكثَ عَالِقاً بِذاكِرتي ........                           
كانَتْ زَمِيلتَنا مِن المُتَقدِّماتِ ومُتَحمِّسَة لِلدِراسَةِ ، ماأَنْ آلتْ بِنا مَراحِلُنا الدِراسِيَّة إِلى المَرْحلَةِ الابْتِدائِيَّة السَادِسَة حَتَّى تَغيَّرَتْ وانْقلبَتْ ......                                             
صَارَتْ تَتَصرَّفُ كسَيدَةٍ بالِغَة ، رَمَتْ بِطُفُولتِها إِلى سنواتٍ سَابقَةٍ ، والِدها صَارَ يَمْنَعَها مِن الخُرُوجِ فَقَطْ لِلمَدْرسَةِ ذِهاباً وإِياباً ، أَيْ كانَ مَسْمُوحاً لَها فَقَطْ بِبِضْعِ خَطَواتِ تَحرُّك فبَيْتَها كانَ يُقابِلُ المَدْرَسة تَماماً على الرَصِيفِ المُواجِه ، زَمِيلتَنا لَمْ تَعُدْ تَهْتَمُ بِدُروسِها وواجِباتِها كما كانَتْ تَفْعَلُ سَابِقاً وبِحِرْص ، تَحْكي لَنا عن مَساحِيقِ التَجْميلِ الَّتِي اشْتَرَتْها لَها والِدَتها وتَسْتَعْمِلها في المَنْزِل ، لاتَفْلُتُ أَناقَةَ المُعلِّماتِ مِنْ شَغَفِ رَقابَتِها البَالِغ ، تُثَرْثِرُ كثِيرَاً عَنْ المَطْبَخِ والمَأْكُولاتِ ، حَتَّى مَلابِسَها تَغيَّرت كطِفلَةٍ تَرْتَدِي مَلابِسَ والِدتِها وأَحْذِيتِها ، ولَمْ تَنْسَى أَيْضاً في كُلِ حَلَقَةِ حَدِيثٍ أَنْ تَذْكُرَ عَنْ حَمَالاتِ الصَدْرِ الَّتِي تَمْتَلِكُها الآن وعَدَدها كدَلِيلٍ على بُلُوغِها ونُضُوجِها ، وكانَ مَوْضُوع حَمَالات الصَدْر في ذاك الآوان يَخُصُّ عَالَم البَالِغاتِ ولَيْسَ الصَغِيرَات مِنْ أَعْمارِنا .                                                               
بَعْدَ بِضْعَةِ أَشْهُر مِنْ هذا الحَالِ كاشَفَتْنا نَحْنُ زَمِيلاتها في الصَفِ بِأَنَّها ستَتَزوَّجُ في العُطْلَةِ الصَيْفِيَّة مِنْ مُهْندِسٍ شَابٍ في عامِهِ الثَلاثِين يَمُتُّ لَها بِصِلَةِ قُرْبَى ، فهي قَدْ كبُرَتْ وبَلَغَتْ الثَانِيةَ عَشَرَ مِنْ العُمْرِ ، وإِنَّ والِدَها يَرَى في شَهادَةِ الابْتِدائِيَّة كِفايَةَ تَعْلِيمٍ لِلفَتاةِ فمَصِيرُ كُلّ امْرَأَة في النِهايَةِ هو البَيْت والزَواج .                                                                   
لَمْ تَكُنْ زَمِيلتنا حَزِينَة ، كانَتْ سَعِيدَة بِخَلاصِها مِن الدُروسِ والوَاجِباتِ والدَوامِ اليَوْميّ .   
كَيْفَ عَجَنوا مِنْ صَغِيرَةٍ مُجْتَهِدَةٍ تُحِبُّ مَدْرَسَتَها وتَرْنو لِتَكونَ مُعلِّمَة في المُسْتَقْبلِ صَغِيرَةً تَظُنُّ إِنَّها بَلغَتْ ونَضجَتْ ، وإِنَّ المَدْرسَة لاتَلِيقُ بِها إِنَّما عِبْءٌ ثَقِيل وواجِباتٌ مُمِلَّة ودَوامٌ مُنْفِر لانَدَم في الانْفِكاكِ عَنْها ؟                                                                           
ليْتَني أَعْرِف ........ !!!                                                                                   
بَعْدَ سنواتٍ تَالِية أَسْتَطعْتُ أَنْ أُحدِّدَ ذلِك الشُعُور الطُفُولِيّ الغَائِم الَّذِي خَامرَني إِزاءَ تَحَوُّلِها ، ذلِك الوَجْهُ السَعِيد بِخَلاصِهِ مِن الدُرُوسِ والواجِباتِ والدَوامِ المَدْرسِيّ إِنَّما كانَ يُقَدِّمُ طِفْلَةً مُنْقادَةَ ومَسْلُوبَة فِكْرِيَّاً ، سُلِبَ عَنْها وَعْيَها ، وغُسِلَ دَماغَها ثُمَّ اسْتَوْدعوا فيهِ خُلاصات يُرِيدها الأَهْلَ والمُجْتَمع مُلائمَةً .                                                                         
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أَمْهلَتْنا زَمِيلتنا الأُخْرَى رِفْقَتَها بِقَدْرِ ما أَمْهلَ والِدها طُفُولَتَها وكانَ سَخِيَّاً مُفارقَةً بِغَيْرِهِ مِن الآباءِ بِبِضْعَةِ سِنينٍ إِضافِيَّة ، فسَمَحَ لَها وبِموافقَةِ خَطِيبها أَنْ تَمْتَحِنَ البكالوريا لِلصَفِ الثَالثِ المُتوسِط وكانَتْ حِيْنَها ابْنَةَ الخَامِسَة عَشَر ، وصَارَتْ تَتَحدَّثُ إِلى صَدِيقاتِها إِذَا طَرقوا بَابَها مِنْ شَقِّهِ حَتَّى تَقْطَعُ الطَرِيق على الفُضوليين المَارِّين النَظَر ، تَلَفَّعَتْ بِغِطاءِ رَأْسٍ كما تَفْعَلُ المُسِنَّات وأَرْتدَتْ رِداءً طَوِيلاً يُلامِسُ البِلاط ، بَلْ امْتَنَعَتْ عَنْ الحَدِيثِ إِلى بَعْضِ الزَمِيلاتِ في الصَفِ ، وصَارَتْ تَقولُ لنا إِنَّ والِدَها أَوْصاها بِالحِرْصِ الشَدِيدِ فبَعْض الفَتيات هُم في الحَقِيقَةِ فُتيان يَتَخفُّونَ في أَجْسادِ فَتياتٍ لِيَتَحرَّشوا بِالأُخْرياتِ ، وكانَ هذا أَغْرَب ماسَمِعْتُهُ مِنْها .                                                                                     
انْتَهَتْ امْتِحاناتُ البكالوريا واخْتَفَتْ زَمِيلتنا في زُحامِ الحَيَاةِ وأَوْهامِها وخَلْفَ بَابِ بَيْتِها المُقْفَل في كَنَفِ والِدِها ثُمَّ في كنَفِ زَوْجِها الَّذِي كانَ يَبْلُغُ الثَانِيةِ والثَلاثِين مِن العُمْرِ كما أَخْبَرَتْنا .                                                                                                     

عَجَباً لِمُجْتَمعاتٍ تَخْتَرِقُ الطُفولَة وتَلْغِيها وتَدُوسَها ، طِفْلَةُ التَاسِعَة يَأْخذونَ مِنْها دُمْيَتَها ويَدْفَعون بِها إِلى أَحْضانِ رَجُلٍ يَصْلُحُ أَنْ يَكونَ لَها أَباً لا زَوْجاً ......... أَيُّ ظُلْمٍ ماحِق هذا !!
بَعْدَ ذلِك بِسنِينٍ طَوِيلَة كبُرْتُ أَنا أَيْضاً كما صَدِيقاتي الأُخْريات ، وفَهِمْتُ لِماذَا سبَقَتْنا لُبنى بِسنِينٍ فكبُرَتْ قَبْلنا ، وعَرِفْتُ أَنَّ الظُلْمَ لَمْ يَلُفّ لُبنى فَقَطْ بِعَباءَتِهِ وإِنَّما مَعها أَعْداداً وأَعْداد .

لِلقَارِئاتِ والقُرَّاء فَيْضُ صُحْبَةً ومَحَبَّة .                                                               

بقلم : شذى توما مرقوس


 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                                           
 

109
عَنْ جَرِيمة إِبادَة الكِلاب السَائِبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الأحد 22/5 / 2011 ـ الثلاثاء 10/ 7 / 2012

في بالي يَموتُ الكثِيرُ مِن البَشَر سَنوِياً بِسَببِ إِصابتِهم بِداءِ الكَلَب ( الريبيس )  نَتِيجَةً لِعَضَّةِ كَلْب ومِنْ بَيْنِهم أَعْداد مِن الأَطْفال ، ولِهذا انْتَشَرَ الخَوْفُ والذُعْرُ  بَيْنَ السُكان واعْتَبَروها مَسْؤُولَة عَنْ مَوْتِ الكثِيرِ مِنْهم وهذا كَرَّزَ لِزِيادَةِ القَناعَةِ بِضَرُورَةِ حَمْلاتِ إِبادَةِ الكِلابِ السَائِبة دُوْنَ التَفْكِيرِ في حَلٍّ آخَر عادِل لِلطَرَفينِ ــ الإِنْسَان والحَيَوان ــ .                                                                          
يُرْمَى الكَلْبُ السَائب بِسَهْمٍ مَسْمومٍ ، يَقُوم السُّمُّ بِشَلِّ عَضَلاتِ الجِسْمِ مِمَّا يَجْعلُ الكَلْب غَيْر قَادِرٍ على الحَرَكةِ مَطْروحاً على الأَرْضِ مَتْروكاً لِلمَوْتِ البَطِيء ، هذهِ طَرِيقَة مَعْروفَة لِقَتْلِ الكِلابِ السَائبةِ لكِنَّها لَيْسَت الطَرِيقَة الوَحِيدَة فهُناك القَتْل بالرصاص ، أَوْ تَسْميم قِطْعَةِ لَحْم ، أَوْ اسْتِعْمال خَراطِيش الصَيْد ، وأَيْضاً هُناك أَقْراص الإِستركنين ( الستركنين ) وهي مادَة سَامَة وتُسَبِّبُ آلاماً فَظِيعَة لِلكَلْبِ بِسَبَبِ التَشَنْجُ الشَديد الَّذِي تُحْدِثُهُ في العَضلاتِ ثُم تَوَقُّف التَنَفُّس والمَوْت أَيْ مَوْت بَطِيء على مَراحِل مَصْحُوبَة بالآمٍ شَديدَة ، يُمْكِنُ إِعْطاء تَسْمِيَة أُخْرَى لِهذهِ الطَرِيقَةِ الأَخِيرَة أَلا وهي الانْتِقام قَتْلاً بِالتَعْذِيبِ .                                        
بالطَبْع تُضاف لِهذهِ الطُرقُ مُتَعدِّداتٍ أُخْرَى حَيْثُ إِنَّ الإِنْسَان مَعْروفٌ بِمَواهِبِهِ التَفَنُّنِيَّة في تَعْذيبِ وقَتْلِ ضَحاياهُ مِنْ مُخْتَلَفِ الكائِناتِ إِذْ يُرِيد .                        
بالي جَزِيرَة اندونيسيَّة وهي جَزِيرَة وَاحِدَة مِنْ ضِمْنِ مَجْموعةِ جُزرٍ تَتكوَّنُ مِنْها دَولَة اندونيسيا (وتُسَمَّى بِأَرْخبيلِ الجُزُر ) ومِنْ ضِمْنِ هذهِ الجُزر نَجِدُ جَزِيرَة بالي ، يَتَكلَّمُ السُكانُ في بالي إِلى جَانِبِ لُغتِهم الاندونيسيَّة الأَنجليزية وبَعْضٌ مِنْهم يَتَكلَّم الفرنسيَّة ، اندونيسيا تَقَعُ في جُنوبِ شَرْقِ آسيا بِجِوارِ خَطِّ الاسْتِواءِ .
في تينيرفا يَقومون بِإِيداعِ الكِلابِ السَائبَةِ في مَحطاتٍ سَكنِيَّة مُؤْقَتة حَيْثُ يَبْقى فيها الكَلْبُ مُدَّةً ما ( ثَلاثَة أَسابِيع على ما أَعْتَقِد ) قَصِيرَة نسْبيَّاً يُعْطى فيها الكَلْب فُرْصَةً لِبِدْءِ حَيَاةٍ جَدِيدَة مَعَ عَائلَةٍ تَنْتَقيهِ وتَخْتَارَهُ فإِنْ تَوفَّرَ لَهُ الحَظُّ نَجَا مِن المَوْتِ لِلحَيَاةِ وإِنْ خَانَهُ الحَظُّ سَحَلَهُ قَدَرَهُ الَّذِي لايَدَ لَهُ فيه إِلى غُرْفَةِ انْتِزاعِ الحَيَاةِ نَزْعاً مِنْ خِلالِ حَقْنِهِ بِمادَةٍ تَقُودُ إِلى تَوَقُّفِ القَلْبِ تَماماً والمَوْت ...... نَوْمٌ لايَقْظَة تَتْبَعهُ ........                                                                            
كُلُّ هذا مُحْزِن ، إِذْ لايَعْدو شِبْراً عَنْ حَلٍّ لامَسْؤول ، فكَيْفَ لِلكَلْبِ أَنْ يَسْتَغِّلَ الفُرْصَةَ المُعْطاة لَهُ لِبِدْءِ حَيَاةٍ جَدِيدَة مَعَ عَائلَةٍ تَنْتَقِيه وتَقْبَلُ بِهِ وهو مُحَاصرٌ في مَبْنى مِنْ خِلالِ قُضْبانِ القَفَصِ الحَدِيديّ ، نَاهيك عَنْ قِصَرِ المُدَّة وقِلَّةِ الزُوارِ ، وإِنْ كانَ سَائباً أَيْضاً فكَيْفَ لَهُ أَنْ يَفْهَمَ قَرارات الإِنْسَانِ التَعسُفِيَّة ونِظامِ عَالَمِهِ يَخْتَلِفُ تَماماً عَنْ عَالَمِ الإِنْسَانِ ، في كُلِّ الأَحْوالِ يَبْقَى الكَلْبُ حَبِيسَ الإِرادَةِ البَشَرِيَّةِ الغَرَّة دُوْنَ ذَنْبٍ لَهُ في كُلِّ مايَجْري .                                            
أَخْلَى الإِنْسَانُ مَسْؤولِيتَهُ وأَعْلَنَ بَراءَتَهُ مِنْ حَالِ الكِلابِ السَائبَة ِ، لكِنَّ هذا لايَعْفِيهِ مِنْ ذَنْبِهِ الأَكيد في سُوْءِ تَعامُلِهِ مَعَ الحَيَوانات وتَعَدِّيهِ عَلَيْها وعلى حُقُوقِها وعلى بِيئتِها وتَقْويضِها وجَرِّ الحَيَوان إِلى هذا الحَالِ والمَصِير .                            
لِماذَا لايَتَوقَّفُ الإِنْسَانُ عَنْ الإِيمانِ بِأَنَّهُ مَرْكز الكَوْنِ وإِنْ كُلَّ الكائِناتِ الأُخْرَى مُطالَبَةٌ ومُضْطَّرَة لِفهْمِ عَالَمِهِ وسِياستِهِ ووُجهاتِ نَظَرِهِ ، إِعْطاءُ الفُرْصَة يَقْتَرِنُ بِالحُرِيَّة وهُنا لاتُوْجدُ سِوَى قُضْبان فأَيُّ فُرْصَةٍ هذهِ ؟                                  
أَيُّ فَضْلٍ لنا إِن كُنَّا قَدْ أَتيْنا لِهذا الوُجود بَشَراً ؟ .........                                
لاأَحَدَ لَهُ الفَضْل فيما هو عَلَيْه ........                                                      
لاأَحَدَ يَخْتارُ وجُودَهُ مِنْ عَدَمِهِ ........                                                      
لاأَحَدَ يَخْتارُ كَيْنونَتهُ ، أَوْ مَلامِحَهُ ، أَوْ وَطنَهُ ، أَوْ أَبويهِ ،  أَوْ أَقْرِبائهُ ،  أَوْ لَوْنَهُ ، أَوْ جِنْسهُ ، أَوْ .......... إلخ  .                                                                
إِذْن ما نَشْعُرُ بِهِ نَحْوَ الكائِناتِ الأُخْرَى مِنْ احْتِقارٍ أَوْ كُرْهٍ هو بَاطِلٌ تَماماً وقَطْعاً  ، وهو نِتَاجُ غُرورٍ بَشَرِيٍّ مَرِيضٍ وتَائهٍ  .......                                            
فمَاذَا بِمَقْدورِ أَيٍّ مِنَّا أَنْ يَفْعل إِنْ جَاءَ لِهذا الوُجود حَشَرةً أَوْ تِمْساحاً أَوْ قَوْقَعةً على شَاطِئ بَحْر ، ماهي الإِمْكانِيَّات لَدَيهِ لِيَخْتَار كَيْنونَتَهُ وماسَيكونُ عَلَيْهِ  ........
لاشَيْء .........                                                                                

هذا المَبْنَى ذو الأَقْفاص صَارَ حَقْلاً لِنَشاطِ المُنظَّماتِ المُهْتَّمَةِ بِشَأْنِ الكِلابِ وتَلْعَبُ دَوْرَ الوَسِيطِ لإِيجادِ عوائل لِهذهِ الكِلابِ المَحْكومَةِ بِالمَوْتِ ، لكِنَّ مَساعِيها أَنْقذَتْ أَعْداداً مَحْدودَةً نَظَراً لِلأَعْدادِ الكبِيرَةِ والصُعُوباتِ الَّتِي تُرافِقُ نَجاحَ هذهِ المَساعي المُحاصَرَة بِقِصَرِ المُدَّة ، أَيْضاً هُناك عامِل يُزِيدُ مِنْ حِدَّةِ المُشْكِلةِ وتَفاقُمِها وهو إِنَّ سُكان هذهِ الرُقْعِ الجُغْرافِيَّة لَيْسَ مِن الشَائِعِ فيهم أَمْر تَرْبِيةِ الكِلابِ في البيوتِ ..........                                                                                          
ورَغْمَ التَحَفُّظ تَبْقَى عَملِيَّة التَعْقيم لِأُنْثَى الكَلْب ( إِزالَة الأَعْضاء التَكاثُرِيَّة أَيْ اسْتِئْصال المَبايض والرَحم جِراحِيَّاً ) والإِخْصاء ( اسْتِئْصال الخِصْيتين في الذَكْر ) مَحطَة ضَرورِيَّة ولامَفَرَّ مِنْها ، فهي عامِلٌ أَساسِي لِتَحْدِيدِ وتَقْليلِ الحَيَواناتِ المَوْلودَةِ المُواجِهَةِ لِمَصيِرِ المَوْتِ مُسْتَقْبلاً وتُوفِّرُ فُرْصَةً أَفْضَل وحَظَّاً أَوْفَر لِلكائِنين طالَما إِنَّ الإِنْسَان يُفكِّرُ ولازَالَ بِمِقياسِ مَصْلَحتِهِ ، فيَسْمحُ لِجِنْسِهِ بِالتَكاثُرِ والانْتِشارِ في مُقابلِ تَقْويضِ المَمالِكِ الحَيَوانِيَّة الأُخْرَى ، عِلْماً بِأَنَّ الإِنْسَان هو حَيَوان حالَهُ حالُ الحَيَواناتِ الأُخْرَى أَيْ هو حَيَوانٌ سَليلُ حَيَوان تَقَزَّز غُرورَنا كبَشَرٍ مِنْ هذهِ الحَقِيقَةِ  أَمْ تَأْقلمْنا مَعَها .                                        
يُقدَّرُ عَددُ البَشَر ( الجِنْس الإِنْسَانِيّ ) على وَجْهِ الكُرَةِ الأَرْضِيَّة بِحوالي سِتَة بَلايين ونِصْف وهو عَددٌ قَابِلٌ لِلزِيادَةِ والمُضاعَفةِ حَيْثُ يَتَوقَّعُ الخُبراء زِيادَةَ العَددِ إِلى تِسْعةِ بَلايين في حُدودِ عامِ 2050 ، بَيْنَما تِعْدادُ الحَيَواناتِ في تَناقُصٍ وبَعْضُها قَدْ أُبِيدَتْ أَوْ انْقَرضَتْ وأُخْرَى في طَوْرِ الإِبادَةِ أَوْ الانْقِراضِ كالفِيلَةِ والنُمور .                                                                                      
ولَوْ تَأَمَّلنا كُلّ ماذُكِر لرَأَيْنا إِنَّ الإِنْسَان ككائِنٍ هو في حالَةِ صِراعٍ لا تَوافُق وحَرْبٍ دائمَةٍ مَعَ ماحَوْلَهُ مِنْ الكائِناتِ وأَيْضاً مَعَ نَفْسِهِ .                                        
مِنْ ضِمْنِ المُنظَّماتِ الَّتِي تَعْمَلُ لإِنْقاذِ الكِلابِ في بالي هي المُنظَّمة العَالَمِيَّة لِحِمايَةِ وصِيانَةِ حُقُوقِ الحَيَوان                                                              
WSPA: World Society for the protection of Animal .
وهي شَبكةٌ عَالَمِيَّة كبِيرَة يَمْتدُّ عَمَلُها في حَوالي 155 دَوْلَة ويَتَركَّزُ عَمَلُ هذهِ المُنظَّمةِ في الدُولِ الَّتِي تَفْتَقِرُ إِلى أَبْسَطِ المَقاييس لِحِمايَةِ جَمِيعِ أَنْواعِ الحَيَواناتِ وصِيانَةِ حُقُوقِها .                                                                              
أَثْمَرَ كِفاحُ هذهِ المُنظَّمةِ في بالي ضِدَّ حمْلاتِ إِبادَةِ الكِلابِ السَائبَةِ فأَنْتَجَ اتِّفاقاً مَعَ الحُكومَةِ يَقْضي بِتَرْويجِ قَناعَةِ تَلْقِيحِ الكِلابِ السَائبَةِ ضِدَّ الريبيس ( داءُ الكَلَب ويُسمَّى أَيْضاً السُّعار ) وأَمْراضٍ أُخْرَى لا قَتْلِها ، حَيْثُ يَحْمِلُ كُلُّ كَلْبٍ مُلقَحٍ شَرِيطاً أَحْمر ( أَوْ حَلَقةَ عُنُقٍ حَمْراء) حَوْلَ رَقَبتِهِ يُمْكِنُ رُؤْيَتِهِ عَنْ بُعْدٍ وحِمايَة الكَلْبِ مِنْ خَطَرِ الإِبادَةِ ، هو كِفاحٌ لايَقْتُل وإِنَّما يُحْيي ، بِهِ يُنْتَصرُ لِلحَيَاةِ ، هو نَوْعٌ مُشَرِّفٌ مِنْ أَنْواعِ الجِهادِ هَدَفهُ الانْتِصار لِلحَيَاةِ والمُحافَظَةِ عَلَيْها ولَيْسَ الإِبادَة .
بَرْنامَجُ التَلْقِيحِ ضِدَّ المَرَضِ الَّذِي تَتَبِّعهُ المُنظَّمةُ يَبْني سَقْفَ أَعْدادِ الحَيَواناتِ المُنْقذَةِ مِن المَوْتِ إِلى حوالي 200,000 كَلْب .                                          
تَقولُ النَشْرَةُ الإِخْبارِيَّة لِلمُنظَّمةِ ذاتها في عَددِها الثاني 2011 ( المُنظَّمة العَالَمِيَّة لِحِمايَةِ الحَيَوانات ) إِنَّ نَتائج المَرْحلَةِ الأُولى مِنْ تَطْبيقِ هذا البَرْنامجِ ( بَرْنامج تَلْقِيحِ الكِلابِ السَائبَةِ في بالي ) قَدْ أَثْمَرَ عَنْ نَتائِج مُشَجِّعةٍ ونَاجِحةٍ حَيْثُ تَمَّ تَلْقِيحِ 210,000 كَلْب ، وهكذا تَراجَعَ عَدَدُ المُتَوفِّين مِنْ سُكانِ بالي بِداءِ الكَلَبِ إِلى 50% خَمْسين بِالمِئَةِ تَقْرِيباً بِالمُقارَنَةِ مَعَ العَامِ المَاضِي ، وكذلك انْخَفَضَ وبِشَكْلٍ مَلْحوظٍ جِدَّاً عَدَدَ الكِلابِ المُصابَةِ بِداءِ الكَلَبِ ، وهذا أَثْبتَ بِالدلِيلِ القَاطِعِ لِلحُكومَةِ في بالي بِأَنَّ حَلَّ المُشْكِلةِ يَأْتِي عَنْ طَرِيقِ تَلْقِيحِ الكِلابِ السَائبَةِ لا قَتْلِها ، وبِتَلْقِيحِ الكِلابِ السَائبَةِ يَتِمُّ حِمايَةَ السُكانِ مِنْ الإِصابَةِ بِداءِ الكَلَبِ وكذلك يُحْسِّنُ ويُصْحِّحُ نَظْرَةَ السُكانِ عَنْ الكِلابِ ويَجْعَلُ طُرُقَ التَعامُلِ مَعَ الكِلابِ أَكْثَر إِنْسَانِيَّةً وجَوْدَةً وعَدَالَةً .                                                                                        
 تَأْمَلُ المُنظَّمةُ في أَنْ تَجْعَلَ بالي إِلى سَنةِ 2012 مَنْطَقةً خَاليَةً مِنْ الإِصابَةِ بِداءِ الكَلَبِ .                                                                                          
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لو تُرِك الخَيارُ لِلكَلْبِ ذاته لانْطَلقَ لِيُواصِلَ حَيَاتهُ في البِيئةِ الَّتِي تُناسِبُهُ حُرَّاً طَلِيقاً ، ولكِنْ لطَالَما تَدَخَّل الإِنْسَان في تَرْسيمِ كُلِّ شَيْءٍ على قِياسِ مَصْلحَتِهِ وحَاجَتِهِ ومُتطلَّباتِهِ ورَغباتِهِ ، إِذَنْ لاخِيار لِلحَيَوانِ في حَيَاتِهِ وقَدْ سَرَقَ مِنْهُ الإِنْسَان كُلَّ حُقُوقِهِ  .............                                                                            
إِبادَةُ الكِلابِ السَائبَةِ هي جَرِيمة بِكثِيرِ المَقاييس ، كما إِنَّ لِلإِنْسَانِ الحَقَّ في الحَيَاةِ كذلِك الحَيَوانات لَها هذا الحَقّ ، ولَوْ قُلْنا بِأَفْضَلِيَّةِ الإِنْسَانِ على الحَيَوانِ فلَنْ نَكونَ بِبَعيدين عَمَّا سَعَتْ الأَدْيان لِتَرْسِيخَهُ في أَن الله قَدْ فَضَّلَ البَعْضَ على البَعْضِ دُوْنَ تِبْيانٍ للأَسْبابِ المُوْجِبَةِ لِذلِك ، فكَيْفَ يَنْظُرُ مَنْ لا يُؤْمِنون بِالأَدْيانِ إِلى هذا الأَمْرِ ؟ ........                                                                        
أَنْ تَسْلُبَ كائِناً آخَرَ حَيَاتهُ هو أَمْرٌ سَيْءٌ جِدَّاً وشرِير ......                            
 أَنْ يَتَحَوَّلَ الكائِنُ الآخَر إِلى قِطْعَةِ مَأْكل في طَبقِك أَمْرٌ مُقْرِفٌ ومُخِيفٌ خالِي مِنْ المَسْؤولِيَّةِ والوجْدانِ .                                                                      
إِنَّ مايَجْعَلُ مِنْ فِكْرَةِ حِمايَةِ الحَيَواناتِ وحِفْظِ حَقِّها في الحَيَاةِ غَايَةً شَائِكةً وصَعْبَة وأَحْياناً مُسْتَحِيلَة التَحْقِيق وغَالِباً مَوْضِعَ الاسْتِهزاءِ والتَندُّرِ في بَعْضِ المُجْتَمعاتِ  عَوامِلَ عَدِيدَة مِنْها :                                                                          
  نَظْرَةُ الإِنْسَانِ إِلى نَفْسِهِ ككائِنٍ أَهَمّ وأَعْلَى قِيمَةً مِن الحَيَواناتِ فتَكَبُّرَهُ وغُرورَهُ يَمْنعانَهُ عَنْ اسْتِيعابِ قِيمَتِهِ الحَقِيقِيَّة وكَوْنَهُ في هذا الكَوْنِ لايَزِيدُ أَهَميَّةً عَنْ قَوْقَعةٍ أَوْ مَحارَةٍ على الشَاطِئ ..... شَاطِئ الحَيَاةِ ، هذهِ القَناعَة الَّتِي تَمْنَحَهُ مَرْكز الكُوْنِ وعَظمَةُ الأَهَميَّةِ تَدْفَعهُ لِلاسْتِخْفافِ بِحَيَاةِ الكائِناتِ الأُخْرَى .........          
الافْتِقار إِلى ثَقافَة التَعامُل المَحْمود مَعَ الحَيَوان .........                                
عَدَم انْتِشار التَوْعِية الضَرورِيَّة باحْتِرام الحَيَوانات ككائِناتٍ تُقاسِم الإِنْسَان الحَيَاة على وَجْهِ البَسِيطَة إِذْ يَتِمُّ النَظْر إِلَيْها باحْتِقارٍ ودُونِيَّة .                                
الثَقافَة المُجْتَمعِيَّة الَّتِي تُهمِّشُ أَهَمِيَّة التَوازن الوَاعِي لِلإِنْسَانِ بِالأَطْرافِ المُحيطَةِ بِهِ : البِيئَة ،الحَيَوانات ، الكائِنات الأُخْرَى وعَدَمِ التَشَبُّثِ بِمَصالِحهِ فَقَطْ سَاحِقاً مُتطلباتِ واحْتِياجاتِ الأَطْرافِ الأُخْرَى فالحِفاظ على الكَوْكَبِ يَتُمُّ بالكائِنات الأُخْرَى ومِنْها الحَيَوانات ولَيْسَ بِدُوْنِها .                                                            
  مَعَ أَسْباب أُخْرَى مُتَشَعِّبَة لايَتَسعُ المَقال لِلبَحْثِ فيها .                                
مُقارنَة الإِنْسَان أَهَميَّة العَمَلِ المُقَدَّمِ لِخِدْمتِهِ ذاتهِ مَعَ أَهَميَّةِ العَمَلِ المُقَدَّمِ لِخِدْمَةِ الحَيَوانِ تَجْعَلُ المِيزانَ يَخْتَّلُ ويَنوءُ ثِقلاً لِصَالحِ الإِنْسَان .                              
إِنَّ أَيَّةَ مُقارنَة مِنْ هذا النَوْع تُبْطِلُ قِيمَةَ أَيّ عَمَلٍ بِأَنْواعِهِ حِيْنَ يَرْتَبِطُ بِشَكْلٍ ما بِالحَيَوانِ ويَتِمُّ الاسْتِخْفافَ بِهِ وبِقِيمتِهِ والتَشْكيك بِجَدْواه ومَنْفَعتِهِ .                  
هذهِ المُقارنَة غَيْر نَاضِجَة وغَيْر عَادِلَة .... إِنَّها نَاقِصَة وتَفْضَحُ انانِيَّة الإِنْسَانِ وقِلَّةَ شُعُورِهِ بِالمَسْؤولِيَّة تُجاه عَالَمِهِ وبِيئتِهِ ........                                    
الحَالَةُ الَّتِي يَجِبُ أَنْ يُفْهَمَ عَلَيْها الأَمْر لِزاماً يَعْتَمِدُ مَضْمونها على أَن العَمَلَ بِأَيِّ اتجاهٍ كان لَهُ قِيمَته وفِعْله وحَيزه المُهِّم ، فكما تُوْجَدُ مَجْموعات إِنْسَانِيَّة تُكافِحُ مِنْ أَجْلِ حُقُوقِ الإِنْسَانِ ، أَوْحِمايَةِ حُقُوقِ النِساءِ أَوْ الأَطْفال أَوْ السُجناء ، أَوْ حِمايَةِ البَشَرِ مِنْ الاسْتِغلالِ في العَمَلِ .............. إلخ ، هذهِ المَجْموعات تَتَمتَّعُ في الرَأْي العَامِ بِالقُبولِ والاسْتِحْسانِ هكذا يَجِبُ تَقَبُّل وتَقْدِيرِ عَمَلِ المَجْموعاتِ الَّتِي تَسْعَى لأَجْلِ الحَيَوان وحِمايَتِهِ لأَنَّ أَعْمالَها كُلَّها تَصُبُّ كثِمارٍ نَافِعَةٍ في خِدْمَةِ البِيئةِ والعَالَمِ الَّذِي يَسْتَضيفُ الإِنْسَان .......                                                      

لِماذَا لايَتِمُّ اقْتِطاع مَبْلغٌ زَهِيدٌ جِدَّاً شَهْرِيَّاً مِنْ كُلِّ عامِل في مِثْلِ هذهِ البُلْدان ، ويَكونُ المَال الزَهِيد زَهِيداً لِدَرَجَةِ إِنَّ العَامِل لايَشْعُرُ بِهِ ( العُمْلَة المُتداوَلَة في اندونيسيا هي الرُوبِية الاندونيسِيَّة بِحَسْبِ المَعْلوماتِ المُتَوفِّرَة لَدَيّ ، فيَتِمُّ مَثلاً اقْتِطاع ولَوْ نِصْفُ رُوبية شَهْرِيَّاً لِدَعْمِ هكذا نَشَاطات تَخْدمُ الإِنْسَانَ والحَيَوانَ والبِيئة على حَدٍّ سَواء . ) ويَكونُ الأَمْرُ مَحْصورَاً بِمَنْ يَتَقاضونَ أُجوراً عَالِية ومُمتازَة بِالإِضافَةِ للأَغْنِياءِ ، بَيْنَما لِلفُقراءِ فيَكونُ الأَمْرُ اخْتِيارِياً لِلتَبَرِّعِ والمُشارَكةِ ، وتُصْرَفُ هذهِ الأَمْوالُ المُجْتناة في مَشَارِيعِ حِمايَةِ الثَرْوةِ الحَيَوانِيَّة وحِمايَةِ حُقُوقِ الحَيَوانِ مَثلاً كحَمْلاتِ تَلْقِيحِ الكِلابِ السَائبَةِ بَدَلاً مِنْ صَرْفِ المَالِ لِقَتْلِها ولانَنْسى إِنَّ أَيَّ عَمَلٍ في مَجالِ حِمايَةِ الحَيوانات كثَرْوَة وصِيانَةِ حُقُوقِها إِنَّما يَرْتَبِطُ وَثِيقاً بِحَياةِ الإنْسَانِ والحِفاظِ على الكَوْكب ، لِماذَا لا يَسْعَى الإِنْسَان لِتَعَلُّمِ رَسْمِ التَوافُقِ بَيْنَ مَصالِحَهُ ومَصالِحَ الكائِناتِ الأُخرى بَعِيداً عَنْ انانِيَتِهِ وغُرورِه سَالِكاً التَواضُع .                                                                    

إِحْدَى الدُول المُضَيِّفَة وتَحْضِيراً لِتَصْفِياتِ كأْسِ أُوربا لِكُرَةِ القَدَمِ أَقْدَمَتْ على إِبادَةِ الكِلابِ السَائبَةِ والقَضاءِ عَلَيْها بِطَرِيقَةِ تَسْمِيمِ الكِلابِ أَوْ قَتْلِها بِالرصاصِ .... إلخ لإِظْهارِ البَلَدِ بِمَنْظرِ النَظِيفِ الخَالي مِن المَشاكِلِ ، هذهِ الخُطْوَة جَرِيمَةٌ وعَارٌ وذَنْبٌ لايُمْكِنُ غَفْرَهُ وإِن بَقِيَّةَ الدُولِ كانَ عَلَيْها أَنْ تَتَخِّذَ مَوْقِفاً حازِماً مِنْ هكذا خُروقات فتَمْتَنِعُ عَن المُشارَكةِ في التَصْفِيات ، وأَنْ تُعَبِّرُ الدُولُ الأُخْرَى اَيْضاً والغَيْر مُشَارِكة في هذهِ المُبارياتِ عَنْ تَنْدِيدِها بِهذهِ الخُطْوَة لا انْتِصارَاً لِلحَيَواناتِ وإِنَّما انْتِصارَاً لإِنْسَانِيَّة الإِنْسَان الَّتِي يَتَباهَى بِها ، الإِنْسَانِيَّة المُتَسِخَة بِجَرائِم لاتُحْصَى ضِدَّ الحَيَواناتِ والكائِنات والبَشَرِ والكَوْكبِ .                                

سَألَ أَحَدُ الأَشْخاص : مافَائدَة الحَيَوانات ولِما هي كائنَة إِنْ لَمْ تكُنْ لأَجْلِ الذَبْحِ والاسْتِخدام فما الغايَة مِنْ حَيَاتِها وما المُبرِّر لِوجُودِها ؟                              
تَساءَلْتُ : ما الغَايَة مِنْ حَيَاةِ الإِنْسَانِ وما مُبرِّر وجُودِهِ ؟                              
إِنْ كُنْتَ تَظُنُّ أَيُّها الإِنْسَان إِنَّ حَيَاتَك وقِيمَتك أَهَمُّ وأَثْمن مِنْ حَيَاةِ أَيِّ كائنٍ آخَر فأَنْتَ مُخْطِئٌ تَماماً  .......                                                                    
كُلُّ مافي الأَمْر إِنَّ الحُكْم والسُلْطَة الآن وعلى كَوْكَبِ الأَرْضِ هي بِيَدِ الإِنْسَانِ ،  وهو يَتَصرَّفُ كأَيِّ حاكِمٍ ظالِمٍ مُتَعالٍ ومَغْرور ومَوْهوم بِعَظمَتِهِ ، فيُقيِّمُ الأُمُور بِحَسْبِ احْتِياجاتِهِ ومَصْالِحِهِ الذاتِيَّة ، ولَوْ اضْطَّرَ لِدَهْسِ ماحَوْله فيَتَخلَّصُ مِنْهُم قَتْلاً أَوْ يَسْلُخَهُم أَوْ َيذْبَحهُم إِنْ تَعارَضَ أَوْ وافَقَ ذلك مَصالِحَهُ وحَاجاتَهُ أَوْ يَسْجُنَهُم أَوْ يُفْنِيهُم .                                                                            
أَلا يَفْعلُ الإِنْسَان ذلك مَعَ الكائِناتِ الأُخْرَى مِمَّنْ حَوْلَه فإِنْ تَعرَّضَ قَطِيعٌ ما لِوَباءٍ أَوْ إِصابَةٍ أُفْني حَرْقاً خَوْفاً على صِحَةِ الإِنْسَان مِن الضَرَرِ ، كذلك تُجْمعُ الكِلاب السَائبَةِ وتُقْتلُ دُوْنَ ذَنْبٍ لَها ضَماناً لِصِحَةِ الإِنْسَان المُخْتال بِعَظَمتِهِ الوَهْمِيَّة دُوْنَ التَفْكيرِ في حُلُولٍ بَدِيلَة تَحْفظُ حَقَّ الحَيَوانِ في الحَيَاةِ كتَشْجيعِ العامَّة على تَرْبيَةِ الكِلابِ والاعْتِناء بِها صِحِّيَّاً ، أَوْ إِنْشَاء مَراكِز لِتَرْبيَةِ الكِلاب لأغْراضِ الحِراسةِ ، أَوْ تَدْرِيبِها لِمُساعَدِةِ المُعاقين ذوي الاحْتِياجاتِ الخَاصَّة ، مُساعَدَة المَكْفوفين ، مُساعَدَة كِبار السِنِّ ، تَدْرِيبِها لإِنْقاذِ الغَرْقى أَوْ ضَحايا الزلازل أَوْ الكَشْف عَنْ المُخدَّراتِ ، وخَدَمات أُخْرَى مُتَنَوِّعَة تَبْرَعُ الكِلاب في تَأْدِيتِها ، هذا فَضْلاً عَنْ ثُبوت فَائدَتِها كعِلاج نَفْسيّ ورَفِيق أَمِين في ظُروفِ الإِنْسَانِ الصَعْبَة ولِمَنْ يُعانونَ الوَحْدَة والعُزْلَة ، وفَوْقَ هذا أَهَميَّتها في الجَانِب التَرْبوِيِّ للأَطْفال .                  
كذلِك يُمْكِنُ مُساعَدِة الحَيَواناتِ السَائبَةِ في أَماكِن تَواجُدِها مِنْ خِلالِ إِطْعامِها ، حَجْزِها لِتَلْقِيحِها وأَيْضاً تَعْقِيمِ الإِناثِ مِنْها وإِخْصاءِ الذُكورِ ثُم تَسْرِيحِها ثَانيَةً بَعْدَ مَنْحِها عَلامَة فَارِقَة تَرْمُزُ لِحُصُولِها على الخَدَماتِ الصِحِيَّةِ المَذْكُورة ويُمِكنُ لِمَرْكزٍ صِحِيٍّ بَيْطرِي أَوْ جَمْعِيَّةٍ أَوْ مؤْسَسة تَعاونيَّة ...... إلخ أَنْ تَقُومَ بِهذا الدَوْر الحَيوِيِّ .                                                                                        
نَهْج التَوْعِيَة المُسْتَمِرَّة بِحِمايَةِ الحَيَوان وحُسْنِ التَعامُلِ مَعَهُ مِنْ خِلالِ النَشَراتِ الدَوْرِيَّةِ ، مَحطات البَثِ الفَضائيِّ ، الانترنيت وكُلُّ الوَسائلِ الأُخْرَى المُتَاحةِ تُعْطِي مُحَصِلاتٍ مُثْمِرَة فَتُزِيلُ الخَوْفَ والشَكَّ مِنْ نَفْسِ الإِنْسَان وتَبْني عَلاقَة اطْمئنان مُتَبادَلَة بَيْنَ الإِنْسَانِ والحَيَوان .                                                            
 
في إِحْدَى البُلدان وحِفْظاً لِسَلامَةِ الطائرات يَتِمُّ صَيْدُ قَطِيع الوَزِّ المُهاجِرِ ( والَّذِي يَتَزاحَمُ طَرِيقُ هِجْرَتِهِ مَعَ خَطِّ طَيرانِ الطَائراتِ )  ثُمَّ يُقْتَل ويُباد ، طَرِيقَةٌ فَظَّة أَثارَتْ اسْتِنكارَ أَصْدِقاءِ الحَيَواناتِ مُؤْكِّدين إنَّ قَتْلَ القَطِيعِ المُهاجِر لايُمْكِنُ أَنْ يُشَكِّلَ حَلاًّ نِهائيَّاً وعادِلاً .                                                                    
مَنْ لَهُ عَيْنُ ضَمِيرٍ ستَرَى ، ومَنْ لَهُ عَقْلُ ضَمِيرٍ سيَحْكِمُ عَدْلاً ، فما يَجْرِي هو ظُلْمٌ وطُغْيان مِنْ قِبَلِ الإِنْسَان بِحَقِّ الكائِناتِ الأُخْرَى ........                                  
قَطِيعُ الوَزِّ المُهاجِر يَرْنو مَحَبَّتَكُم ، وصَدِيقُ الإِنْسَان الوَفيِّ المُخْلِص على مَرِّ العُصُورِ ، صَدِيقَكُم ، يَمِيلُ لِطَرِيقِهِ إِلَيْكُم ، فأَفْتَحوا لِلكائناتِ الأُخْرى أَبْواباً مالَبِثَتْ مُغْلَقَة .                                                                                          

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ظَنَّنْتُ ولِسِنينٍ إِنْ أَفْكارِي وقَناعاتي وتَصوراتي عَنْ عَلاقَةِ الإِنْسَانِ بِالكائناتِ الأُخْرَى الَّتِي تُقاسِمهُ الكَوْكَب وبِالأَخصِّ الحَيَوانات قَدْ لاتَجِدُ لَها مُوالِفاً وإِنَّما فَقَطْ المُخْتَلِفين ، لكِنَّ اليَوْم ( 23 / 8 / 2012 ) وبَيْنَما كُنْتُ أُقَلِّبُ في يوتيوب كوم عَنْ شَرِيطٍ يَتَصِّلُ بِشَأْنِ الحَيَواناتِ ظَهرَ لي رَابِط ( الحقيقة وراء حيوانات السيرك والترفيه ) ، أَثارَ العُنْوان انْتِباهي خُصوصاً وإِنَّني مِن المُخالِفين لاسْتِغلالِ الحَيَواناتِ في عُرُوضِ السِيرك وكذلك إِيداع الحَيَواناتِ في حَدائقِ الحَيَوان لإِشْباعِ رَغباتِ البَشَرِ في التَرْفيهِ والفُضُولِ دُوْنَ أَيِّ اعْتِبارٍ لِما يَشْعرُ بِهِ الحَيَوان ، فالحَيَوانات كما البَشَر يَتَملَّكُها الضِيقُ ، الجُوْع ، الغَضَب ، الخَوْف ،  الأَلَم ، الشَكُّ ، الارْتِياح ، التَوتُر ، الفَرْح ، الحُزْن ، الثِقَة ، بِالإِضافَةِ إِلى الشُعورِ بِالأُلْفةِ ، الحِمايَة ، الرِعايَة ، الأُمومَة ، الانْفِعال ، رَفْض الآخَرِ لَهَا ........ إلخ ، كما إِنَّها تَعْرِفُ الانْتِظار ، المُفاضَلة في الطَعامِ أَوْ الأَلْعاب إِذْ يُمْكِنُ مُلاحظَة تَفْضيل كَلْبٍ ما لِطَعامٍ مُعيَّن على آخَر أَوْ حِرْصَهُ في الاحْتِفاظ بِكُرتِهِ الَّتِي يُحِبُّها على أَلْعابٍ أُخْرَى لَدَيهِ  ....... إلخ .                                                                              
بَعْدَ مُتابَعتي لِلرَابِطِ المَذْكورِ ولِمَرَّة شَعرْتُ أَن هُناكَ مَنْ يُناصِفني أَفْكارِي وتَصوُّراتي وقَناعاتِي بِشَأْنِ العَلاقةِ بَيْنَ الإِنْسَانِ والكائِناتِ الأُخْرَى وعلى الأَخْصِ الحَيَوانات ، فالأَفْكار الوارِدَة في هذا الشَرِيط تُلخِّصُ وبِتَطابُقٍ مُحْرِزٍ ماسَبقَ وأَنْ قُلْتُه وأَعْلَنْتُ عَنْهُ في كُلِّ مقالاتي السَابِقة بِهذا الشَأْنِ .                                
مَنحَني الرَابِط شُعُوراً بِالارْتِياحِ لأَصْواتٍ أُخْرَى أَتَبيَّنُ فيها صَدَى صَوْتي ، وكذلك الأَمْل في أَنْ تَهِبْنا الحَيَاةُ يَوْماً أَتمنَّاهُ قَرِيباً فيَتَحقَّقُ لِلحَيَوانِ آمْنهُ وسَلامهُ ، ويَنْجحُ الإِنْسَانُ في التَخَلُّصِ مِنْ انانِيَّتِهِ المُفْرِطَةِ وغُرورِهِ .                          
إِلَيْكُم / ن الرَابِط : ــ                                                                          


http://www.youtube.com/watch?v=6j3TC-U9XNc




رَابِط ثانٍ لِلاطْلاعِ مُنْسَجِمٌ مَعَ غايَةِ المَوْضوعِ المَطْرُوح :                            


( محامو الحيوانات )
http://www.youtube.com/watch?v=qBPXmtv4FeA



في حَالَة عَدَمِ عَمَلِ الرَابط يُمْكِنُ للقارِئ نَسْخَهُ ــ أَي عَمَل كُوبي  ــ وإنزالَهُ في نَافِذَة البَحْث في النت ( شَبَكة الأنترنيت ) .                                                                            


شُكْراً لِلقَارِئاتِ والقُرَّاء تَواصُلاً ومُتابَعَةً  .                                                

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                  

بَعْض المَعْلومات عَنْ أَعْدادِ وأَوْضاعِ الفِيلةِ والنُمورِ في العَالَمِ :                      
ــ  ( السلالة الأسكية  ) ذئب شبه جزيرة كيناي في الأسكا ، انقرضت هذه السلالة في عام 1925 .  ( المصدر : ويكيبيديا ) .                                              
ــ بحسب إحدى الجمعيات الناشطة في مجال الدفاع عن الحيوانات والتي قامت بالدراسة ، فإن هناك قرابة 30 ألف فيل آسيوي ونصف مليون فيل أفريقي في البراري .                                                                                        
من جهة أخرى يصل أعداد الفيلة الموجودة في الأسر في جميع أرجاء العالم : 16 ألف فيل آسيوي بينها 300 في أمريكا الشمالية وقرابة 700 فيل أفريقي بينها 230 في أمريكا الشمالية .                                                            
( المصدر : دراسة : التناسل صعب للفيلة في الأسر .
صحيفة الشعب اليومية أونلاين . )
ــ تراجع عدد النمور في العالم بشكل خطير بسبب عمليات الصيد وتدمير موطنها الطبيعي خلال القرن الأخير وكان عددها مئة ألف تقريباً في العام 1900 وباتت الآن أقل من 3900 نمر في العالم ، وتُصطاد هذهِ الحيوانات من أجل فروها وأعضائها التي يُقال إن لها خصائص طبية وهي مُهددة بالأنقراض بحلول العام 2020 في حال عدم تأمين الحماية لها على مايفيد الصندوق العالمي للطبيعة بحسب فرانس برس .                                                                        
( المصدر :  الحيوانات البرية وتضاءل فرص البقاء
تهديدات جدية لانقراض العديد من الكائنات الحية
/ باسم حسين الزيدي
شيكة النبأ المعلوماتية
الخميس 5 ـ 1 ـ 2012 )


ــ التَلْقِيح في الكِلابِ : يَشْمُل بَرْنامج التَحْصين لِلكِلابِ التَلْقِيح ضِدَّ الأَمْراضِ المُهِمَّةِ التَاليَة :                                                                            
الريبيس ( داء الكَلَب أَوْ السُّعار )                                                        
                                                                                    Rabies

البارفو                                                                                        
                                                                             Parvo virus

ديستمبر ( حَصْبَة الكِلاب )                                                              
                                                                  Canine Distemper

التِهاب الكَبد الفايروسي                                                                    
                                                   Infectious canine Hepatitis

الأنفلونزا                                                                                    
                                                                       Kennel Cough  

كذلك التَلْقِيح ضِدّ :                                                                        
                                            Leptospirosis & piroplasmosis

لِتَفاصِيل أَكْثَر عَنْ بَرامجِ التَحْصِينات في الكِلابِ يُرْجَى البَحْث في النت .        



110
مِنْ مُذكَّرات إِنْسَانَة                                                                                       
ــ مُجْتمع ــ / 6                                                                                           

قُفَّةُ المُشْتريات                                         
 ( سَلَّة  المسْواق )                                       
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                               
بقلم : شذى توما مرقوس                                 
الأحد 21 / 8 / 2011                                     

شَهْرُ الصِيام ، والعِبادَةُ لله في أَوْجِها وتَجْعَلُ النَّاسَ مُتَحفِّزين لِلتَوثُّبِ على الآخَرِين ، فالأَعْصابُ مُتوتِرَة ومَشْدودَة كأَوْتارٍ شُدَّت إِلى الأَقْواسِ ومِن المُمْكِن أَنْ تَتْفلِتَ في أَيَّةِ لَحْظَة عَنْها فتُصِيبُ أَهْدافَها وغَيْر أَهْدافها  ....... الحُروب ثُمَّ الحَرّ وضُغوطات الحَيَاة الأُخْرَى تَجْعَلُ العِبادَة مُكلِفَّة لِلنُفُوسِ والأَعْصابِ أَكْثَر .....فكُلّ كلِمةٍ هي مَدْعاةُ اسْتِفْزاز لِلمُقابِل ، وكُلّ حَرَكةٍ لَها تَفاسِير أَكْثَرَ مِمَّا تَحْتَمِل .......                                             
العِبادَةُ على أَشَدِّها ، مُمْكِن مُلاحَظَة ذلك في الشِجاراتِ الكَثِيرَة الَّتِي تَدورُ في كُلِّ لَحْظَة بَيْنَ النَّاسِ والوُجوهِ المُتَجَهِّمَةِ الشَاحِبَةِ والشِفاهِ المُتَيبِّسةِ ........... أَتْفهُ الأَسْبابِ هي مَدْعاةٌ لِلشِجاراتِ وسُوءِ الفِهْمِ ، وكأَنَّ كُلّ صَائِمٍ بِصَوْمِهِ قَدْ حَمَّلَ الله والنَّاس مِنَّة صِيامِهِ وتَعبُّدِهِ ، كذلك انْعِدامِ اللُطْفِ والاحْتِرامِ في التَعامُلِ مابَيْنَ النَّاسِ ، وفي كُلِّ لَحْظَةٍ هُناكَ مَنْ يَنْفَرِطُ مِنْ عِقْدِ إِرادَتِهِ زِمامَ التَحكُّمِ في أَعْصابِهِ فيَتشَاجرُ ويَتعارَكُ ويَسْعَى البَعْضُ لِتَهْدِئةِ الوَضْعِ فيَصِيحون : " إِنَّهُ صِائِم .... إِنَّهُ مُتْعبٌ مِنْ أَثرِ الصِيامِ " .                                         
كما يُمْكِنُ مُلاحَظَة الكرَاهِية في العُيون لِغَيْرِ الصَائِمين فيَتُمُّ التَحرُّش بِهم وتَعْييرِهم بِعَدَمِ صَوْمِهِم ...........                                                                                           
شَهْرٌ يَنْتَزِعُ عَنْهُ مُؤمنيهِ صِفَةَ الكَرَمِ بِهَزِيلِ أَفْعالِهِم نَزْعاً ......فأَيْنَ الكَرَم مِنْ انْفِلاتِ الأَعْصابِ والشِفاهِ المُتَيبِّسةِ والسَحْناتِ المُتَجَهِّمَةِ أَوْ المُتْعبَة والتَهجُّم على الآخَرِين والمُشاجراتِ والدُعاءِ على الآخَرِ .........                                                             
كَيْفَ يَكونُ الكَرَمُ إِنْ لَمْ يَكُنْ تَسامُحاً وانْسِجاماً وسَخاءً في المَحَبَّةِ والسَلامِ ..... قبولاً لِلآخَرِ المُخْتَلِف في تَوجُّهاتِهِ في الحَيَاةِ مِنْ دِينٍ أَو طائِفَةٍ أَوْ لا دِين ، لُطْفاً مَعَ المُحِيطين ودَماثَةً في التَعاطِي مَعَهُم ، شُعُوراً بِمَنْ يُحْتَّكُ بِهم ، مُساعَدَةً لِلمُحْتاجِين ، اقْتِصاداً في الطَعامِ ونُهوضاً إِلى العَمَلِ الجَادِّ الخَيِّر ، سَخاءً في المَحَبَّةِ والسَلام ............                           
صِفوا كَرَماً لَهُ وَجْهٌ آخَر غَيْر هذا ......                                                                 
 
قَالَتْ إِحْدَى الزَمِيلات في العَمَلِ إِنَّها تَهيَأَتْ لأَولِ يَوْمٍ مِن الصَوْمِ جَيَّداً حَيْثُ قَامَتْ بَعْدَ إِعْلانِ النَبأ بِبِدئ الصَوْمِ غَداً في الراديو والتلفزيون بِأَكْلِ دَجاجَةً مَشْوِيَّة مَعَ رَغيفٍ كبِيرٍ وبَعْض السَلَطاتِ والمُقَبِّلات ، وشَرِبَتْ لتْراً ونِصْفه مِن الكولا ، وعلى بَوْحِها كانَتْ مَعِدتها قَدْ اسْتَقْبلَتْ مايُعادِلُ كيلو حَتَّى الكيلو والنِصْف مَادَة غِذائِيَّة و ثلاثةَ أَلْتارٍ مِن المَاءِ والكولا ، وهكذا كانَتْ قَانِعَةً في اليَوْمِ التَّالي ولَمْ تُعاني مِنْ مَشَقَّةِ الصِيامِ لِليَوْمِ الأَولِ لَكِنَّها كانَتْ تَشْكو مِنْ أَلَمٍ في مَعِدتِها قَلَّ تَأْثِيرهُ بِتَتالي السَاعات ...........                                     
....... تَزَامنَتْ عَوْدَتي مِنْ عَمَلِي مَعَ عَوْدَة الكثِيرين إِلى بِيوتِهم بِقُفَّاتِ مُشْتَرياتِهم مِن الغِذاءِ والحَاجاتِ ........ إلخ  اسْتِعداداً لِساعاتِ الإِفْطارِ ...........                                         
بَيْنَ ومَعَ الجُموعِ المُتزاحِمَةِ اسْتَقليْتُ إِحْدَى سياراتِ النَقْلِ الصَغِيرَة المُتَعارَفِ عَلَيْها لِلتَنقُّلِ وتَسِعُ ثَمانيةَ عَشَر رَاكِباً ، لكِنْ غَالِباً ماكانَ عَدَدُ الرُكابِ يَرْبُو على هذا بِخَمْسَةِ أَوْ سِتَةِ أَفْرادٍ أُخَر أَوْ المَزِيد لِقِلَّةِ سياراتِ النَقْلِ وأَسْباب أُخْرَى كالعَجَلةِ وشِدَّةِ الحَرِّ والزُحام ......... إلخ .                                                                                                           
نَزَلَ أَحَدَهُم في إِحْدَى المَناطِقِ ، وبَعْدَ دقائِق ثَارَتْ عَاصِفَةٌ مِن النِقاشِ وعَلا صُراخُ البَعْض في السَيارَةِ فصَارَ أَحَدَهُم يَشْتُم والآخَر يَسُبُّ والثَالث يَدْعو على النَازِلِ دُعاءً حَارِقاً ، لَمْ يَفْهمْ البَعْض ماحَدَثَ بِالضَبْط فصَارَ يَسْأَلُ عَن الأَمْرِ وكانَ إِنَّ النَازِل الأَخِير سَرَقَ سَلَّةَ المُشْتَريات " المسْواق " مِنْ إِحْدَى النِساءِ الجَالِساتِ إِلى جَانِبِهِ في السَيارَةِ ولَمْ تَنْتَبِه إِلى ذلك إِلا بَعْدَ حِيْن .........                                                                                   
الجَمِيع صَبَّ جَامَ غَضَبِهِ على السَارِق ..........                                                       
تَبادَرَ إِلى ذِهْني ماالَّذِي يَجْعَلُ إِنْسَاناً طَامِعاً في سَلَّةِ مسْواق لِيَسْرِقها ..... رُبَّما في نَفْسِيَّتهِ خَلل أَوْ عَطَب ما يَجْعَلَهُ دَؤوباً على سَرِقةِ كُلِّ مايُمْكِنُ لَهُ أَنْ يَسْرِقَهُ ، أَوْ رُبَّما إِحْتَرفَ السَرِقَة صَنْعَةً لَهُ ، أَوْ قَدْ يَكونُ عُضْواً في مَجْموعَةٍ ما رَاضِخاً أَوْ بِإِرادَةٍ مِنْهُ تَسْرقُ كُلَّ مايُمْكِن ثُمَّ تُصرِّفها إِلى الأَسْواقِ ، أَوْ .....  أَوْ ........ إلخ ، كُلُّ الإِحْتِمالاتِ وارِدَة .           
لَكِنَّ الصُورَةَ الَّتِي تَشبَّثَتْ بِذَيْلِ خَواطِري إِنَّني تَخَيَّلْتُ السَارقَ يُرِيدُ أَنْ يَحْفَظَ كَرَامَتَهُ أَمامَ زَوْجَتِهِ وأَوْلادهِ فيَعودُ إِلى البَيتِ بِسَلَّةِ مسْواقٍ وإِلاَّ فما الَّذِي يُطْمِعُ إِنْسان في قُفَّةِ مُشْتريات ...... أَظنَّهُ الجَائِع أَوْ المُعِيل لأُسْرَةٍ جَائِعَة وفي شَهْرٍ يُثْقِلُ الأَكْتاف أَعْباءً مُزادَة والَّذِي لاخيارَات أُخْرَى لَدَيْهِ هو الوَحِيد الَّذِي يَطْمَعُ في سَلَّةِ مسْواق وتكونُ مُنَى أَحْلامِهِ وتَحلُّ مُشْكِلَةً آنِيَّة لِعَائلتِهِ وتَحْفَظُ كَرَامَتَهُ كرَجُلٍ مَسْؤولٍ عَنْ إِعالَةِ أُسْرَة ( على اعْتِبار إِنَّ المَواد الغِذائِيَّة سَرِيعة العَطَب أَصْلاً فكَيْفَ إِنْ كانَ انْقِطاع الكهْرباء لِساعاتٍ وكذلك الحَرّ دَيْدَنُ الأَيامِ  في هذا البَلَدِ ) ............                                                                         
بَدَا الوَضْعُ كما المأَساة ، فالَّتِي سُرِقَتْ مِنْها قُفَّةَ مُشْترياتِها كانَتْ في حُزْنٍ شَدِيدٍ وتَبْكي نُقودَها الضَائِعَة فهي لَيْسَتْ بِثَرِيَّة ، إِنَّها تَعِيشُ كفافَ يَوْمِها ............                         
نَعم الوَضْعُ قاسٍ ومُؤْلِم ، فَقِيراً يَسْرقُ فَقِيراً آخَر ، أَمَّا سَارِقي الثَروات مِنَ الفَاسِدِين مُهابي الجَانِب ، مُرْتَكبي النَخْر والخَلل والأَعْطاب البَالِغة في المُجْتمعِ ، فيَسْرقون ويَمْتَصُونَ دِماءَ الآخَرِين ولا أَحَدَ يَشْعُرُ بِهم أَوْ يُحاسِبهم ، أَو يُغَضُّ الطَرْفَ عَنْ سَرِقاتِهم خَوْفاً ومَهابَةً أَوْ تَراضِياً وتواطُؤاً ............                                                                             
البَطالَة وقِلَّةِ فُرصِ العَمَلِ لِلعَيْشِ الكرِيم على أَشدِّها وكانَتْ كثْرَةُ المَصارِيفِ في شَهْرِ الكَرَمِ والصِيامِ أَيْضاً في أَوْجِها ..........                                                                       
الفَقِير يَسْرقُ الفَقِير لأَنَّهُ لَوْ سَرَقَ ثَرِياً مُتَمكِّناً للُوحِقَ وقُبِضَ عَلَيْهِ وهَدَموا حَيَاتَهُ فَوْقَ رَأْسِهِ خَرَاباً .... المُتَمكِّنُ مَحْمِيٌّ لأَنَّ المُجْتَمع يَهابَهُ فيَحْمِيهِ ، بَيْنَما الفَقِير مَهْدور الحُقُوق في مُجْتَمعٍ لايَحْمي إِلاَّ الأَقْوِياء بِسُلْطَةٍ أَوْ مَال أَوْ مَرْكز ...... إلخ  .                               
جَرَّني هذا الحَدَث إِلى قِصَةِ " اللَّصُ والكِلاب " لنجيب محفوظ في إِحْدَى تَفاصِيلها حَيْثُ السَيدَة وزَوْجَها قَدْ سَرَقوا وسَرَقوا الكثِير واحْتَالوا مُحْتَمِين بِسُلْطَةِ غِناهُم ، بَيْنَما لاحقوا بِكُلِّ شَراسةٍ وقَسْوَةٍ سَيدَة فَقِيرَة وكانَتْ أُمَّاً لأَطْفالٍ صِغارٍ تُعاني شَظفَ العَيْشِ سَرَقَتْ وتَحْتَ وَطْأَةِ مُعاناتها الجُلَّة مِنْ إِحْدَى مَحلاتِهم الكثِيرَة والمُنْتشِرَة قِطْعَةَ مَلابس صَغِيرَة لِحاجَةِ طِفْلها إِلَيْها ، قِطْعَة واحِدَة فَقَطْ  لاتُناطِحُ قِيمَتها ثَمنَ فنْجانِ قَهْوَة تَرْتَشِفهُ رَبَّةُ هذهِ الأَمْلاك كُلَّها  .                                                                                                         
أَيْضاً إِنْعطَفْتُ بِذاكِرتي لِذلك الحِيْن من يَوْمِ عَمَلٍ إِشْرافيٍّ على إِحْدَى الخُطوط الانْتاجِية إِذْ حَضَرَ رئيسُ العُمَّال يَلوِّحُ لأَحَدِهِم بِورَقةِ فَصْلِهِ عَنْ العَمَلِ لأَنَّهُ سَرَقَ بَيْضَة ، بَيْضَة واحِدَة فَقَطْ  ، وبَرَقَ في وَقْتِها خَاطِرٌ مَرِيرٌ مَدْهُونٌ بِسُخْرِيَةٍ قَاسيةٍ مِن واقِعنا فعَنَّ لي : لِماذَا لا يُخْضِعون السَارِق هذا لِعَملِية فَتْح البَطْنِ لاسْتِخراجِ البَيْضَة المَسْروقَة أَوْ يُحْبسُ في قَفْصٍ ما حَتَّى يَبِيضُ ثَانِيَةً البَيْضَة الَّتِي سَرَقها وأَكلَها ...... هذا الآثم ...... !!!                       
  نَسيْتُ فَقَطْ أَوانَها الاسْتِفْسار إِنْ كانَ قَدْ أَكلَها مَسْلُوقَة أَمْ مَقْلِيَة أَوْ ......  نَيَّة باعْتِبار إِنَّهُ في عَجًلةٍ مِنْ أَمْرِهِ لإِخْفاءِ آثار جَرِيمتِةِ ولَيْسَ في الوَقْتِ فائِضٌ لِسَلْقِ البَيْضَة أَوْ قَلْيها  !!!
وبِما إِنَّهم يَتوخونَ عَدالَة القَصاص لهذا العَامل الآثم فبِأَيِّ وَضْعٍ يُرِيدونَ اسْتِرداد البَيْضَة : نيَّة ، مَسْلُوقَة أَمْ مَقْلِيَة ، أَمْ الأَمْرُ سَيَّان  .                                                             
إِنْ كانَ مِنْ بَيْنِ الأَغْراضِ الإِنْسَانِيَّة ، العَدَالَة ، فلِماذَا تُطَبَّق بِأَوْجُهٍ ومُسْتوياتٍ هَوْجاء مُتَناقِضَة ؟                                                                                                   
لِماذَا هي مِسْطَرَة الضَمِير الإِنْسَانِيِّ مُتَقَلِّبَةُ المَزاجِ لِحَدِّ الانْتِهاكِ والتَجاوزِ والدَّوْسِ والرَفْسِ والدَهْسِ لِكُلِّ مَنْ لاتَنَالَهُ الحُظْوَة ؟                                                                       

يَدْعون على شَخْصٍ سَرَقَ سَلَّةَ مسْواق بَيْنَما يُصَفِقون لِلقادَةِ مِمَّنْ يَمْتَصون دِماءَ الشُعوبِ ويَتْركونهم عَظْماً وجِلْداً ، ويُربِّتون على أَكْتافِ المَحْميين المُهابِين مَهْما اقْتَرفوا وعاثُوا فَساداً  ............                                                                                           
الدُعاء هو سِلاحُ الضُعفاءِ مِمَّنْ يَفْتَقِدون الوَسِيلَة لِمُواجهَةِ الحَدَثِ أَوْ الأَمْرِ الواقِع فلا يَجِدون مَفَرَّاً يُفْرِغون بِهِ غَيْظَهم أَوْ احْتِجاجَهم أَوْ اسْتِنكارَهم سِوَى الدُعاء ............       
الدُعاء سِلاحٌ غَيْرُ فَعَّال ، بَلْ سِلاحٌ فاسِدٌ لامَفْعولَ لَهُ ..........                                     

بأُمْنِياتِ ذِكْرياتٍ سَعِيدَة لِلجَمِيعِ أَخْتُمُ وَرَقتي .                                                         
مَعَ الوِدِّ والمَحَبَّة                                                                                           


111
قَرِيباً مِن الفَنِّ والفَرَح .........                           
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                     
بقلم : شذى توما مرقوس                               
السبت 5 / 11 / 2011  ــ  الأحد 29 / 7 / 2012               



كُلُّ أُغْنِية تَحْتاجُ نَصاً ، فشُكراً لِلشِعرِ ثَمَرة مَغْموسَة بِعَسَلِ الغِناءِ ورَحِيقِ الموسِيقى .       
لِلشِعرِ المَحَبَّةِ والشُكْرِ لأَنَّهُ يَجْعَلُ حَياتنا أَبْهى في كِلماتٍ جَمِيلة عَذْبة تُعانِقُ حَناجِرَ الفَنَّانين والفَنَّانات مِنْ ذوي الأَصْوات الرَائِعة فيُلوِّنُ حَيَاتنا أَطْيافاً رَقِيقَة .                                 
 لِلأَصْواتِ العَذِبةِ الجَمِيلة المَحَبَّةِ والشُكْرِ .... كما العَصافِير تَلْتَقِطُ كلِمات الشِعر حَبَّات حَبَّات لِتَسْتَوَّدع مزِيجها الآذان المُصْغِية بِشَوْقٍ وتَناغُمٍ فتَرْسِمُ لِلحَياةِ خُيوطَ ضِياءً مُلوَّنة .         
الشُكْرُ والمَحَبَّة لِلمُوسِيقى وهي اللُغة الَّتِي تَجْمَعُ العَالَم باخْتِلافِ كائِناتِهِ وأَحْيائِهِ في وَحْدَةٍ واحِدَة لاتُعِيقها الحُدود ، ولا اللُغات ، ولا الأَدْيان ، ........ إلخ .                                 
المُوسِيقَى هي لُغةٌ عَالَمِيَّة وبِجدارَة ( كما الرَسْم ) .........                                         
وحِيْنَ يَقْتَرِنُ النَّصُ الجَمِيل بِصَوْتٍ عَذْبٍ وأَلْحانٍ شَجِيَّة يكونُ لِلمُتلقِي الرَوْعَة .               
بَدِيعٌ هذا التَلاحُم : الشِعر + الغِناء + المُوسِيقى .                                                 
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                         

بَعِيداً عَنْ التَخبُّطِ العَالميِّ ، عَن الأَلَمِ ، عَن الإِرْهاقِ والتَعَبِ .........                             
خُطْوةٌ نَحْوَ الرَاحةِ والاطْمِئنانِ والأَفْراح ............                                                   
نَكونُ قَدْ اقْتَربْنا مِن فَنٍّ جَمِيلٍ ورائعٍ لِصَوْتٍ عَذْبٍ شَجي                                           
صُوْتُ الفَنَّان ــ ايوان اغاسي ــ                                                                         
ايوان اغاسي ، الفَنَّان العَرِيق لَيْسَ بِحَاجةٍ لِمَنْ يَكْتُبُ عَنْ فَنِّهِ وصَوْتِهِ ، فصَوْتُه أَبْلَغُ كِتاب يُرْفَّرِفُ واسِعاً مُمتدَّاً  لايَخُطُّ حُدوداً ولايَنْتَهي لِمكانٍ غَيْر تَلابِيبِ المُصْغِين إِلَيْهِ .               

أَنا مِمَّنْ يُؤْمِنون بِتَشْجِيعِ الطَاقاتِ الشَابَّة لأَنَّ مَنْ وَصلُوا حَدَّ الرَوْعَةِ لايَحْتَاجُون لِكلِماتٍ مِنَّا ، بَلْ إِنَّ الصَمْت هو أَبْلَغُ جَوابٍ عَنْ إِعْجابِنا بِإِبْداعِهِم ، لكِنَّني أَجِدُ نَفْسي عَاجِزَةً عَنْ السُكوت أَمامَ هذا الصَوْت الشَجِي العَذِب ، ولِهذا وامْتِناناً لِصَوْتٍ عَذْبٍ جَمِيلٍ شَجِي أُقدِّمُ مُخْتَصر تَرْجَمة مُتواضِعَة لِثلاثٍ مِنْ أَغانِيهِ لِكُلِّ مُحِبيّ فَنِّهِ ، مَعَ كُلِّ التَقْدِير لِفَنِّهِ وإِبْداعِهِ ........ هي مُحاوَلَة ، قَدْ لاتَكونُ تَرْجَمة كافِية لَكِنَّ غَايتها هو إِعْطاءُ نُبْذَة مُخْتَصَرَة عَنْ كَلِماتِ الأُغْنِية وفِكْرَتِها ومَقاصِدِها لِمُتابِعيهِ مِمَّنْ يَحْتَاجونها ...... اسْتَمْتِعوا بِالصَوْتِ النَدِيّ الدَافئ مَعَ الشُكرِ لِلشَاعِرِ كاتِب كلِمات الأَغاني ولِلمُلحِن أَيْضاً .                                   

الأُغْنِية الأُولى :  " أَسيرُ بَعيداً "
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تَرْجَمة : شذى توما مرقوس

رابط الأُغْنِية :
http://www.youtube.com/watch?v=9Bn-wwEDd9U&feature=related


أُحاوِلُ السَيْر بَعِيداً لأَنْساكِ
لكِنْ لاأَقْدِر
كَمْ أُحاوِلُ أَن لا أَتذكَّركِ
لكِنْ لا أَقْدِر
طَلبْتِ أَن أَمْحوكِ مِنْ قَلْبي
لكِنْ لا أَقْدِر
أُحاوِلُ أَن أَنْسَى لأَنْساكِ
آهٍ ..... هذا غَيْرُ مُمْكِن
فارِغٌ مِن الحُبِّ أَنا
لكِ أَنا مُحْتاج
لاأُرِيدُ أُخْرَى غَيْركِ
أَنْتِ نِصْفي المَفْقُود
أَنْتِ قُوَّةَ أَغانِيّ
وحلمُ لياليّ
والتَرانِيمُ المُشْتَعِلَة مِن شَفتِيكِ فَوْقَ شفتيّ
الحُبُّ الكامِن فيّ أَحْييتِيهِ
فأَشْعلْتِ النارَ في القَلْبِ
أَنا لَم أَنْساكِ
ولكِنْ أَنْتِ نَسيتِ
حُبُّكِ لنْ أَنْساهُ أَبَداً
حَتَّى وإِن شَيعُوني لِمَثْواي
هُناكَ الورودُ ستَحْكِي
قِصةَ حُبِّي لكِ
 
ــــــــ

الَيْومُ الَّذِي قُلْتِ لي فيهِ إِنْساني
خَطَوْتُ بابَ المَوْتِ
ولكِنْ حِيْنَ تذكَّرْتُكِ
لَم أَمتْ
بَلْ حُييتُ ثَانِيةً
أَنْتِ قُوَّةَ أَغانِيّ
وحلمُ لياليّ
والتَرانِيمُ المُشْتَعِلَة مِن شَفتِيكِ فَوْقَ شفتيّ
الحُبُّ الكامِن فيّ أَحْييتِيهِ
فأَشْعلْتِ النارَ في القَلْبِ
أَنا لَم أَنْساكِ
ولكِنْ أَنْتِ نَسيتِ
حُبُّكِ لنْ أَنْساهُ أَبَداً
حَتَّى وإِن شَيعُوني لِمَثْواي
هُناكَ الورودُ ستَحْكِي
قِصةَ حُبِّي لكِ
 
 



الأُغْنِية الثانِية : " كتبْتُ اسْمكِ "
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تَرْجمة : شذى توما مرقوس

رابط الأغنية :
http://www.youtube.com/watch?v=an6f33zymLM


كتبْتُ اسْمكِ
على أَوْراقِ الأَشْجار
ليُثمِروا اسْمكِ في نيْسان
كتبْتُ اسْمكِ
على السَماءِ
على السَحابِ
ليرتوي ثلجاً ومطراً
كتبْتُ اسْمكِ
على ظَهْرِ عيْنيّ
لكي وفي كُلِّ طرْفةِ عَيْنٍ
أَرى اسْمكِ في الليالي والأَيْام
كتبْتُ اسْمكِ
على شَمْسِ أَحْلامي
على أَبوابِ الكنائس
ليُقدِّس اسْمكِ كُلُّ المُصلِّين

ـــــــــ

كتبْتُ اسْمكِ
على وَجْهِ الشَمْسِ السَاطِعة
حَتَّى يَتذكَّرُ قَلْبي مَنْ تُنِيره
كتبْتُ اسْمكِ
على غُصْنِ كُلِّ تَقْويم
 ( على كُلِّ ورَقةِ تَقْويم )
وعلى لَوْح قَلْبي المُرْتَجِف
كتبْتُ اسْمكِ
قُرْبَ اسْمِي بدَمي
حلُمي أَنْ لايَفْترِقَ حَتَّى المَوْت
اسْمكِ عَنْ اسْمِي
كتبْتُ اسْمكِ بآهاتٍ مُحْرِقة
إِنْ نبَشُوا قَبْرِي مَرَّة ما
سيَرون هُناك
دُخانٌ يَتَعالَى ويَتَصاعد

مُلاحظَة : نيْسان إِشارَة إِلى الرَبيع .


الأُغْنِية الثَالِثة  " يانُجُوم مُتلالِئة "
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تَرْجمة : شذى توما مرقوس

رابط الأُغْنِية :
http://www.youtube.com/watch?v=_RQp6e0zkqc&feature=related

يانُجُوم مُتلالِئة
 عالِياً
وفَوْقَ رَأْسي  مُنِيرَة
أَخْبِروني مَاذا جَلَبْتُم مِنْ طُرُقٍ زَلِقَة   ؟
 ( أَخْبِروني بِمَاذا جِئتُم مِنْ طُرُقٍ مُزلِقَة ؟ )
مَاذا رَأيْتُم ؟
أَخْبِروني 
أَخْبِروني عَنْ مَحْبوبَتي وكانَت 
نَجْمةً في حَيَاتي 
أَخْبِروني إِنْ كانَت تَتذكَّرني
هي أًيْضاً بَيْنَ حِيْنٍ وآخَر
أَخْبِروني

ــــــــــ 

أَخْبِروني إِنْ كانَ حُبُّها
لَمْ يَتَحوَّل إِلى حَجَر
إِنْ كانَ مِلْحُ قَلْبِها الصَافي
  لَمْ يَمْسحْ اسْمِي عَنْهُ 
نُجُومٌ  تَلْمَع مُشِّعَة 
دُموع ذِكريات 
لا آتِين مِنْ طَرَفِها 
حَاملين لي مِنْها الفَرَحَ والمَسرَّة   
أَخْبِروني إِنْ كانَت تَتذكَّرُ كُلَّ تلك الأَيْام ثانِية   

ــــــــــ   
أَخْبِروني مِرْآة  وَجْهِها باقِية كما كانَت ....... لَمْ تَنْكسِرْ 
قَلمُ الزَمَن لَمْ يَتْرُك عَلَيْها 
مِنْ آثارِهِ أَثراً   
 أَخْبِروني إِنْ حَيَاتَها صَارَتْ كما شَاءَتْ وأَرادت دائِماً   
إِنْ كانَت وحِيدَة   
إِنْ كانَت مُتزوِّجَة   
هَلْ هي سَعِيدة ؟   
أَخْبِروني   


مُلاحَظَة : يُمْكِنُ اسْتِعْمال مُرادِفات لِمُفْردَةِ مُتلالِئة كـ : ( مُضِيئَة ، مُتَوَّهِجة ، مُشِعَّة ، بَرَّاقَة ، لامِعَة ) .                                                                                                   
ولِمُفْردَةِ  مِرآة وَجْهِها يُمْكِنُ اسْتِعْمال كَـلِمَة مُقارِنَة كـ  : زُجاج وَجْهِها  أَوْ بَلُور وَجْهِها .   

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                       

هَلْ لايوان أغاسي أَغانِي بِلُغاتٍ أُخْرَى ؟                                                               
 على حَدِّ عِلْمِي لا .                                                                                         
ولطَالَما تَساءلْتُ كَيْفَ يَحْصُرُ هذا الصَوْت الشَجِي دائِرةَ انْتِشارِهِ في لُغةٍ واحِدَة فَقَطْ وهو الصَوْت المُؤهَّل لِيَحْمِل لُغات أَكْثَرُ عَدداً في طَيَّاتِهِ ، لِماذَا لايَخْطو هذا الفَنَّان المُقْتَدر وهو المُؤهَّل بِخِبْرَتِهِ الغَزِيرَة نَحْوَ العَالَمِيَّة فيُشْجِي الآخَرِين بِلُغاتٍ أُخْرَى أَيْضاً ، صَوْتَهُ يُعَدُّ ثَرْوَة ، كَمْ مِنْ أَصْواتٍ فَنَّيّة حَمَلَتْ الوَطَن لأَوْطانٍ أُخْرَى عِبْرَ تَرانِيمِهم فيهِ وعَنْه ، أَتَمنَّى لِهذا الصَوْت أَن يَتَدَّفقَ مُنْتَشِراً في أُفقٍ عَالَمِيّ يَسْرِي بِكُلِّ لُغةٍ فيهِ .                                   

شُكر خَاصّ لِلأَخ ضياء نعوم ولِلأَخ فيليب هرمز لإِفادَتِهما لي بِمَعانِي الكلِمات التَالِيَّة إِذْ كُنْتُ في شَكٍّ مِنْ مَعْناها الدَقِيق تَماماً فجَاءَتْ تَوْضِيحاتهما لي لإِزالةِ الشَكِّ والتَأْكيد لِما ذَهبْتُ إِلَيْه :                                                                                                         
ــ كلِمة ( شخدي )                                                                                         
ــ كلِمة ( سورغادا )                                                                                       
ــ كلِمة ( لجلجاني )                                                                                       

أُكررُ شُكرِي لِمُعاضدتِهما .                                                                               


شِعراً وغِناءً وأَلْحاناً في سَلامٍ ومَحَبَّة  لِكُلِّ القَارِئاتِ والقُرَّاء .                                     

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش :                                                                                                     
ــ حَوْلَ كلِمة ( مُزْلقة )                                                                                   
( 1 ) لسان العرب :  أَرْض مَزْلقة ومُزْلقة وزَلِقٌ ومَزْلَق : لا يَثْبتُ عَلَيْها قَدم .               
( 2 ) الصحاح في اللغة : المَزْلَقَةُ أَوْ المَزْلَقُ : المَوْضع الَّذي لاتَثْبتُ عَلَيْهِ قَدم .             



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                             

 تَنْويه :                                                                                                       
في حَالَة عَدَمِ عَمَلِ الرَابط يُمْكِنُ للقارِئ نَسْخَهُ ــ أَي عَمَل كُوبي  ــ وإنزالَهُ في نَافِذَة البَحْث في النت ( شَبَكة الأنترنيت ) .                                                                           





112

مِنْ مُذكَّرات إِنْسَانَة ...........                                                                 

                                                                           
ــ على وَجْهِ البَسيطَة ــ / 1                                                                 
 ( كَائِنات أُخْرَى تُقاسِمُنا الكَوْكَب )                                                       


مُلاحَظَة : أَقْتَرِحُ على المُتابِع /ة الكَرِيم /ة  أَنْ يَطلِّعَ على الرَابط المُشار إِلَيْه في حَاشِيَةِ المَوْضُوع قَبْل أَنْ يَبْدأَ بِقِراءَتِهِ حَتَّى لا يُعَدُّ بَطَراً أَوْ نَمْطاً مِنْ التَرَفِ .                                                                                     

دُودَة ...... وكَائِنات أُخْرَى                               
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                   
بقلم : شذى توما مرقوس                               
الأثنين 21/11/2011 ـــ الأربعاء 7/12/2011               

                                   
.......... لَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَحْمِلَها بِرِفْقٍ لأَضَعَها فَوْقَ رَاحَةِ يَدِي ، كَمْ تَمَنَّيْتُ ذلك ، لَكِنْ ذلك كانَ حَتْمَاً سيُؤْذِيها أَوْ يَضُرُّ بِها هي بِصِغَرِ حَجْمِها ومَلْمَسِها النَاعِم ، إِنَّ يَدِي قَاسِيَة وغَلِيظَة عَلَيْها أَنا الكَائِنُ الكَبِير الحَجْم وهي بِنُعومَتِها تُواجِهُ الكَوْن زَاحِفَةً فَوْقَ رَصِيفٍ عَرِيضٍ يَفُوقَها آلافَ المَرَّات ، هذهِ الدُودَة الصَغِيرَة ، كَمْ كانَ مَنْظَرَها رَائِعاً وبَهِيَّاً ، كَمْ شَعِرْتُ نَحْوَها وُدَّاً شَفافَاً وكَبِيرَاً ، تَدُوسُ أَبْناءَ جِنْسِها الأَقْدام المُتَسارِعَة اللامُبالِية والمُسْتَخِفَةِ بِحَيَاتِها دُوْنَ أَنْ تَسْأَلَ نَفْسَها كَيْفَ فَعَلَتْ هذا ، ولِماذَا ، وأَيُّ حَقٍّ لَها في إِنْهاءِ حَيَاةِ كَائِنٍ ما وإِنْ كانَ هذهِ الدُودَة ، أَوْ حَتَّى دُوْنَ أَنْ تُكَلِّفَ نَفْسَها عَناءَ لَحْظَةِ نَدَمٍ وَاحِدَة بِتَعَدِّيها على حَيَاةِ كَائِنٍ آخَر ؟ وفي النِهايَةِ يَصِيحُ النَّاسُ ويَتَنادُونَ بِالإِنْسَانِيَّة ويَعْتَبِرونَها أَمْثَلَ نَماذِج التَطوُّرِ لِلحَيَاةِ رَغْمَ كُلِّ القَباحاتِ المُتَهدِّلَة فَوْقَ ثِيابِها الرَثَّة رَذالَةً وأَنانِيَّةً وبَشاعات ........ إلخ .
عَمِيقاً شَعَرْتُ بِقِيمَةِ حَيَاةِ هذهِ الدُودَة الَّتِي يَحْتَقِرُها البَشَر ويَرْمُون خُصُومَهُم بِها صِفَةً ( مَنْ أَنْتَ ، حَشَرَة ، دُودَة ..... إلخ ) ، لِماذَا لايَخْطُرُ بِبالِ البَشَرِ إِنَّ هذهِ الدُودَة كَائِنٌ لَهُ مِن الحَيَاةِ مالَهُم لَكِنْ بِأَشْكالٍ ( فُورمات ) أُخْرَى لَها خُصُوصِيَّتها ، إِنَّ البَشَرَ لَمَغْرُورون جِدَّاً حِيْنَ يَظُنُّونَ إِنَّهُم أَهَمُّ وأَكْثَر قِيمَةً مِنْها ومِنْ رَفِيقاتِها ، الحَيَاة هي القَاسِمُ المُشْتَرك الأَعْظَم بَيْنَ كُلِّ الكَائِنات ، الاخْتِلاف فَقَطْ هو في التَفاصِيلِ .                                                                                       

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                           

...... تِلكَ الحَشَرَةُ الجَمِيلَة ـ الدَعْسُوقَة ـ الَّتِي كُنَّا ونَحْنُ صِغارَاً نتَباهَى بِها عَلامَةَ خَيْرٍ تَجْلِبُ لَنا الحَظَّ الوَفِير لَوْ حَطَّتْ على ثِيابِنا ، أَتَذكَّرُ إِنَّني كُنْتُ أَحْمِلُها فَوْقَ رَاحَةَ يَدِي الصَغِيرَة وأَتْرُكُها تُحَرِّكُ جَناحِيها وتَطِيرُ بِرِفْقٍ وأَنا أَنْظُرُ إِلَيْها بِفَرَحٍ وسَعادَة .....                                                                                   
 تِلكَ الحَشَرَةُ الجَمِيلَة ذاتَ الجَناحَينِ البُرْتُقالِيين والمُنَقَّطَين بِبُقَعٍ سَوْداء كانَتْ طَافِيَةً في صَحْنِ الشُوربَة ، كَمْ حَزِنْتُ لأَجْلِها ، بِسَبَبِ غَباءٍ بَشَرِيّ تُلاقِي هذا المَصِير ، لَوْ كانَ العَامِلُ في شَرِكةِ الإِنْتاجِ أَكْثَر انْتِباهاً وضَمِيراً لَما كانَ مَصِيرها عُلْبَة مَأْكُولات ، عَدَم تَقْدِير الإِنْسَان لِحَيَاةِ الكائِناتِ الأُخْرَى يَقُودُ لِهكذا نَتائج مُحْزِنَة ضَحِيَّتَها الكائِنات الأُخْرَى والفَاعِل هو الإِنْسَان الَّذِي يَزْهُو بِإنْسَانِيَّتِهِ ويُمْعِنُ تَشْويهاً لِحَيَوانِيَّةِ الحَيَوانِ فيَصِمُها بِالوَحْشِيَّةِ والحَقِيقَة إِنْ مايُلْصِقَهُ بِالحَيَوانِ مِنْ وَحْشِيَّة إِنَّما يَلْتَصِقُ بِهِ في الصَمِيمِ .......                               

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                             

...... تَرَكْتُ السِّكِّين تَغُوصُ بِقُوَّةٍ في رَأْسِ اللهانَةِ الأَخْضَر عَمِيقاً ، اصْطَدَمَتْ السِّكِّين بِجِسْمٍ صَلِبٍ لَمْ أَعْرِفْ ماهِيَتَهُ ، حَاوَلْتُ بِيَدِي فَصْم الرَأْس نِصْفَينِ لاسْتِطلاعِ ذلِك ، فإِذَا بِقَوْقَعةٍ مَسْكِينَة جَرَحَتْها سِكِّيني حَتَّى النِصْف .........       
  لَوْ كُنْتُ أَكْثَر حَذَراً ..........                                                                 
 كَمْ لَعَنْتُ غَبائي ، كَيْفَ لي أَنْ أَعْتَذِرَ مِنْها ؟                                             

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                           


........ قَرَأْتُ خَبَراً عَنْ فَرِيقٍ يَدَّعِي المَرَح بِعَرْضِ كُلِّ ماهو اسْتِثْنائِيّ ومُشَوِّق ، وقَدْ أَرْفَقَ هذا الفَرِيق مَعَ الخَبَر صُورَةً لِزُجاجَةٍ مُتْوَسِطَةِ الحَجْمِ فيها خِيار مُخَلَّل ( طُرْشِي ) ، في وَسَطِ هذا الخِيار وبَعْضِ الثُومِ والمَاءِ والحَامِضِ تَرْبُضُ ضِفْدَعَةٌ مَسْكِينَة .                                                                                       
 ماالمَرَح في هذا الخَبَرِ ، لَسْتُ أَفْهَم ؟                                                     
هَلْ فَكَّرَ هذا الفَرِيق لَحْظَة في مُعانَاةِ الضِفْدَعَةِ المَسْكِينَة وهي مُحاصرَة في القِنْينَة تِلك ؟                                                                                     
لَوْلا الحَظُّ العَاثِر لِهذِهِ الضِفْدَعَةِ مَعَ لامُبَالاةِ الإِنْسَانِ وعَدَمِ احْتِرامِهِ لِحَيَاةِ الكَائِناتِ الأُخْرَى ماكانَ مَصِيرُ هذهِ الضِفْدَعَةِ قِنْينَةَ مُخَلَّلات .........                             

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                         


تَوَقَّفْنا عِنْدَما لَمَحْنا رَجُلاً في حَدِيقَةِ إِحْدَى الدُورِ المُتَرَاصَّةِ إِلى جَانِبِ بَعْضِها البَعْض في ذلك الشَارِعِ الطَوِيلِ الَّذِي يُخَيِّمُ عَلَيْهِ صَمْتٌ مُطْبَقٌ كَصَمْتِ القُبُورِ ، سَأَلْناهُ عَنْ المَسارِ الصَحِيحِ الَّذِي يَجِبُ أَنْ نَسْلُكَهُ لِنَبْلُغَ هَدَفَنا ......                 
فيما هو يَتَحَدَّثُ إِلَيْنا كانَتْ في رَاحَةِ يَدِهِ قُبْضَةُ حَيَاةٍ تَنْتَفِضُ وتَحْتَّجُ ظَنَنْتُ إِنَّهُ يَحْمِيها ويُساعِدَها .......                                                                     
لَمْ أَتَبَيَّنْ مافي يَدِهِ لِصِغَرِ حَجْمِ ذلك الكَائِنِ وبِسَبَبِ المَساحَةِ المَفْرُوشَةِ والمُسَوَّرَة بِسِياجٍ حَاجِزٍ سِلْكيّ بَيْنَنا وبَيْنَه ، لَكِنَّني تَأَكَّدْتُ إِنَّهُ عُصْفُورٌ ما حِيْنَ صَدَرَتْ عَنْهُ زَقْزَقَةُ اسْتِغاثَةٍ أَخِيرَة بَيْنَما الرَّجُلُ يَلْوِي عُنْقَهُ ويَفْصِمَهُ ثُمَّ رَمَى بِهِ في صَفِيحَةِ القُمامَةِ الَّتِي أَمامَهُ  ...........                                                               
طَامَةُ صَدْمَةٍ صَعَقَتْني حِيْنَ لَوَى عُنْقَ الطَائِرِ وفَصَمَهُ ، أَذْكُرُ تِلك اللَحْظَة وأَلَمٌ دَقِيقٌ وشَدِيدٌ يُرافِقُني ، يَتَصاعَدُ في أَعْماقي لِيَبْلُغَ حَدَّ الغَضَبِ مِنْ إِنْسَانِيَّةٍ شِرِيرَةٍ تَدُوسُ الكَائِنات الأُخْرَى بِلامُبالاةٍ وعَبَثِيَّة  ........                                       
وَاصَلَ الرَّجُلُ حَدِيثَهُ إِلَيْنا وهو يَقُومُ بِفِعْلَتِهِ ، وحِيْنَ انْتَهى أَدارَ لَنا ظَهْرَهُ ودَخَلَ الدَارَ ........                                                                                     
صَدَمَني ذلك الفِعْل حَتَّى أَخْرَسَني ، وحِيْنَ أَفقْتُ بَعْدَ لَحْظَة مِن الصَدَمَةِ كانَ الطَائِرُ قَدْ احْتَوْتَهُ صَفِيحَةُ القُمامَة  ........                                                         
صُحْتُ تَأجُجَاً : تَوَقَّف  .                                                                     
تَفاجأَ زَوْجي مِنْ نِدائي الَّذِي لَمْ يَفْهمْ لَهُ سَبَباً وكانَ قَدْ بَدأَ يُحَرِّكُ مِقْودَ السَيَّارَةِ ، سَألَني بِدَهْشَةٍ : مَاذَا هُناك  ؟                                                               
قُلْتُ : هَلْ رَأَيْتَ مارَأَيْتُه ؟                                                                   
لَمْ يَلْحظْ مالاحَظْتُ فقُلْتُ لَهُ بِما كانَ ..........                                             
 بَعْدَ الصَدْمَة كانَتْ مَشَاعِرُ الغَضَبِ قَدْ تَمَكَّنَتْ مِنْي فحاوَلْتُ التَرَجُّل مِن السَيَّارَةِ لِطَرْقِ بَابَ ذلك الرَجُل ثَانِيةً ولَطْمِهِ على وَجْهِهِ  .......                                 
شَدَّ زَوْجي على يَدِي قَائلاً : ما الفَائِدَة ، ذلك لَنْ يُعِيدَ الحَيَاةَ لِلطَائرِ ......           
فصُحْتُ مِنْ غَضَبي على ذلك الرَجُل الَّذِي خَلْفَ بَابِهِ المُغْلَق  : حَقِير .......       
علَّ تلك الكَلِمَة تَفِي بَشَاعَةَ مافَعَل ولَكِنْ ؛ هَيْهات .......                               

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                       

في مَساحةِ أَرْضٍ خَضْراء لاحَظْتُ إِنَّ ابْنَتي الحُلْوَة قَدْ تَوَقَّفَتْ طَوِيلاً عِنْدَ بُقْعَةٍ صَغِيرَة تَشُمُّ كُلَّ سَنتيمترٍ فيها كَعادَةِ الكِلابِ دائماً ، اقْتَرَبْتُ مِنْها لأَرَى ماتَبْحَث فوَجَدْتُ غُصْناً أَخْضَراً أَزحْتُهُ بَعْضاً عَنْ مَكانِهِ فإِذَا بِحُفْرَةٍ صَغِيرَةٍ يَرْقُدُ فيها فَأْرٌ صَغِيرٌ سَاكِنٌ لايُبْدِي عَلامَةً لِحَيَاةٍ ، كَمْ كانَ جَمِيلاً مَنْظَرَهُ وهو يَبْدو رَقِيقاً نَاعِماً ونَائِماً كطِفْلٍ غَضّ ، تَمَاهى لي إِنَّ الفَأْرَ قَدْ لَجأَ إِلى هذهِ الحِيلَة ــ التَظَاهُرِ بِالمَوْتِ ــ حِفْظَاً لِحَيَاتِهِ مِنْ صَغِيرتي فأَيُّ حَرَكةً سَتَدُّلُ على مَكانِهِ وتُزِيدُ الخَطَرَ الَّذِي يَتَرَبَّصُ بِهِ  ........                                                                             
كَمْ كانَ رَائِعاً وجَمِيلاً وحَنُوناً مَنْظَرَ ذلك الفَأْر الصَغِير الرَقِيق وهو يُرافِقُ الحَيَاةَ في كُلِّ أَحْوالِها فيَرْقُدُ في تلك الحُفْرَةِ الصَغِيرَةِ مُتَظَاهِراً بِالمَوْتِ  .........           
نَاديْتُ على حُلْوَتي بِالتَنَحِّي عَنْ المَكانِ فتَبعَتْني مُبْتَعِدَة عَنْ الفَأْر .......             
كَمْ تَمَنَّيْتُ لَوْ اسْتَطعْتُ أَنْ أَحْمِلَهُ بِرِفْقٍ بَيْنَ يَديَّ وأُمَسِّدَ لَهُ لِيَطْمَئِنّ أَنَّ لاخَطَرَ يَحِيقُ بِهِ ، لَكِنَّني أَدْرَكْتُ إِنَّ مُحاوَلَةً كهذهِ قَدْ تُعْطي نَتائِجَ سَلْبِيَّة لَيْسَت في صَالحِ الفَأْرِ الصَغِيرِ الرَقِيقِ فاكْتَفَيْتُ بِالابْتِعادِ .........                                           
 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                 

حَكَى لي زَوْجي إِنَّه قَبْلَ سَنوات وفي طَرِيقِ عَوْدَتِهِ إِلى المَنْزِل مِنْ عَمَلِهِ ، عَثَرَ على طَيْرٍ يَتَنافَضُ الحَيَاةَ تَحْتَ شَجَرَة ، فتَحَنَّنَ عَلَيْهِ وحَمَلَهُ بِرِفْقٍ بَيْنَ يَدَيْهِ مُحاوِلاً مُساعَدَتِهِ .                                                                             
على مَقْرُبَةٍ مِن المَكانِ كانَ هُناكَ ثَلاثَةُ شُبَّانٍ مُجْتَمِعين ، الْتَفتَ إِلَيْهم تِلْقائِياً بِأَملِ  العَوْن إِنْ تَوفَّروا نُتْفَةَ خَيْرٍ وخِبْرَة .                                                       
أَجابَ أَحَدهُم مُبْتَسِماً : أَعْطِني إِيَّاه لأَرَى ......                                           
خَطَفَهُ مِنْ كَفِّ زَوْجي وبَرَمَ عُنْقَهُ في لَحْظَة ورَمَى بِهِ جَانِباً وهو يَضْحَكُ قائلاً : الأَمْرُ سَهْل ......                                                                               
فما كانَ مِنْ زَوْجي إِلاَّ أَنْ بَادَرَهُ بِلَكْمَةٍ قَوِيَّة على أَسْنَانِهِ جَعَلَتْ وَاحِدَاً مِنْها يَتَخَلْخَل وأَنْشَقَتْ شَفَتَهُ السُفْلَى فصَارَ الدَّمُ يَسِيلُ على ذَقْنِهِ ........                   
بَهَتَ الشَّابُ مِنْ رَدَةِ الفِعْلِ هذهِ ، فجَاءَهُ الجَواب مُؤنِّبَاً : هذا ماتَسْتَحِقُ جَرَاءَ وَحْشِيَّتِك وشَرِّك مَعَ الطَيْرِ ، أَيُّها الغَادِر .                                                 
سَاورَ الخَوْفُ الشَابَّين الآخَرين فابْتَعدا قَائِلين : أَمَّا نَحْنُ فلَمْ نَقْتَرِفْ شَرَّاً مَعَ الطَيْر .                                                                                           

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                       

أَقِفُ عَاجِزَةً عَنْ الكلامِ مُنْدهِشَة في فِهْمِ ماهِيَّةِ الشَرِّ الكَامِنَة في ذاتِ هذا الكَائنِ المُتباهِي ـ الإِنْسَان ـ ، وكَيْفَ يُجِيزُ لِنَفْسِهِ الحَقَّ في إِنْهاءِ حَياةِ الكائِناتِ الأُخْرَى وكُلِّ مَنْ يَمُرُّ في سَبِيلِ حَياتِهِ دُوْنَ لَمْحَة على مايَقَع ، رُبَّما يَكْمَنُ بَعْضُ الجَواب في الانَانِيَّةِ البَالِغَة لِلإِنْسَانِ وحُبِّهِ المُفْرط لِذَاتِهِ ككائِن .                                 
الاعْتِداء على الحَيَوانات فِعْلٌ يَجِب الامْتِناعَ عَنْهُ ، أَوْ على أَقْلّ تَقْدِير أَنْ يَنْضَحَ مُقْتَرِفَهُ خَجَلاً ولَيْسَ الافْتِخار بِهِ أَوْ النَظَرَ  إِلَيْهِ على إِنَّهُ أَمْرٌ مَأْلُوف لا يَسْتَحِقُ الاهْتِمامَ أَوْ النَقْد .                                                                             
إِنْ كَانَ أَحَدٌ ما لايُمِيلُ لِلكَائِناتِ الأُخْرَى ويَعَافُها ويَعْتَبِرُها بِلاقِيمَة ، فقَلِيلُ ما لَهُ أَنْ يُؤَدِّيهِ هو أَنْ يَحْسرَ أَذَاهُ عَنْها لِيُحَقِّقَ بَعْضَاً مِنْ إِنْسانِيَتِهِ الَّتِي يَتَزاهَى بِها .......   
تَأْشِيرٌ يَحْبُو لِلكَائِناتِ الأُخْرَى اسْتَوْدِعُهُ صَوْبَكُم ، وعِطْرٌ يَفُوحُ مَحَبَّتَكُم مَنْثُورٌ إِلَيْكُنَّ وإِلَيْكُم جَمِيعاً .........                                                                   
دُمْتُم في تَواصُلٍ ومُتابَعَة .......                                                             


لِلمُتابِعين والمُتَابِعات :                                                                       
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                                     
                               

الرابط التَالِي : ــ                                                                   


http://www.youtube.com/watch?NR=I&v=BVirCMQaJQc&feature=fvwp




113
 



شَيْءٌ عَنْ إِنْسَانِيَّةِ الإِنْسَان ..........                               
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                               
بقلم : شذى توما مرقوس                                 
السبت 21 / 4 / 2012  ـ الثلاثاء 1 / 5 / 2012                 

الإِنْسَانُ كَائِنٌ يُحِبُّ العُنْف ويَسْتَلِذُّ بِهِ ، إِنَّه يَحْمِلَهُ تَحْتَ جِلْدهُ وفي مَساماتِهِ، وكُلَّما أُتِيحَت لَهُ الفُرْصَة نَفَثَهُ في وُجُوهِ الآخرين ، التَعَدِّي على الحَيَوانات وتَعْذِّيبها شَكْلٌ مِنْ أَشْكالِ هذا العُنْف ، الهَدَف هو الحَيَوان .                                     

ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه                               


( رَغْمَ أَن ما سيَأْتي مُصَاغٌ كخِطابٍ لِلكَلْبِ أَوْ عَنْهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ أَيْضاً في شُمُولِهِ خِطابٌ لِحَيَواناتٍ أُخْرَى وعَنْها ــ القِرْد ، الثَعْلب ، الذِئْب ......... إلخ ــ  ، نَابَها أَوْ سيَنُوبَها عَيْنُ المَصِير . )                                                                                                 

عَنْ مُشَاهدَةِ الرَابط المُرْفق في نِهايَةِ المَقال كُتِبَت هذهِ السُطور .                               
( في رِثاءِ كَلْب )                                                                                         
قُبْلَةٌ مِنِّي على جَبِينِك المُسالِم أَيُّها الوَدِيع .                                                           
لَمْسَةٌ حَانِية على رَأْسِك الَّذِي سَلَخُوا عَنْهُ جِلْدَهُ وجِسْمِك الَّذِي أَصْبَحَ عَارِياً مِنْهُ .             
لاأَمْلكُ إِلاَّ أَنْ أَبْكي لأَجْلِك ورِفاقِك مِنْ قَسْوَةٍ لاتُوصف ، مِنْ إِنْسَانِيَّةٍ شرِيرَة تَسْتَنْكِرُ حَقَّ الكائِناتِ الأُخْرَى في الحَيَاة .                                                                             
لِماذَا عَلَيْك أَنْ تُعانِي كُلَّ هذا ؟                                                                           
أَلأَنَّك كائِنٌ آخَر ...... !!!                                                                                 
لَكِنَّ الإِنْسَانُ الجَزَّار لَيْسَ بِأَفْضَل مِنْك .                                                               
لِماذَا يَشُقُّ على الإِنْسَان المُتَغَطْرِس بِإِنْسَانِيَّتِهِ الفَارِغَة فَضَّك تَعِيشُ حَيَاتك بَعِيداً عَنْه دُوْنَ أَنْ يَرْمِي بِك إِلى عَالَمِهِ المَجْنُون وقُوداً بَرِيئاً وضَحِيَّةً لِوَحْشِيَتِهِ الفَظِيعَة .                       
يَبْدو إِنَّ الجَزَّار قَدْ اعْتادَ روتِينَ عَمَلِهِ فيَقْبِضُ على الكَلْبِ المَحْبُوس ْ في القَفَص بِمِخْلَبٍ مَعْدنيّ ثُمَّ يُمْسِكهُ مِنْ قَائمَتيهِ الخَلْفِيتين لِيَدُقَّ رَأْسَهُ بِبلاطِ الأَرْضِ مَرَّاتٍ مُتتالِيَة حَتَّى يُصِيب الكَلْبُ الوَهَن ثُمَّ يَطْرَحَهُ أَرْضاً ، لَكِنَّ الكَلْبُ لَمْ يَمُتْ ...... هو لازَالَ حَيَّاً وإِلى جِوارِهِ عَدَدٌ آخَرٌ مِن الكِلابِ الَّتِي لاقَتْ نَفْسَ المَصِير قَبْلَ دَقائِق .....                                                 
يَدورُ الجَزَّارُ على الكِلابِ المَطْروحَة أَرْضاً لِيَضْرِبها على رُؤوسِها وأَجْسَامِها بِعَصاً غَلِيظَة أَوْ بِسِكِّين ( اخْتَلطَتْ عليّ الرُؤْيَة بِسَبَبِ الدُموع الَّتِي تَغْشُو عَيْنيّ ) .......                     
الكِلاب لازَالَتْ حَيَّة ، لَمْ تَمُتْ ودُوْنَ أَنْ يَلْتَفِت الجَزَّار لِذلك يُتَابِعُ عَمَلَهُ بِإِخْلاصٍ فيَبْدأُ بِتَقْطِيعِ القَوائِمِ الأَرْبَعَةِ لِلكَلْبِ بِسِكْينٍ حَادَّة مِنْ منْطَقَةِ المِفْصَل والكَلْبُ يَئِنُّ ويُعاني ويُصْدِرُ صَرَخات أَوْ حَشْرَجات ضَعِيفَة أَوْ لايُصْدِر،  فَقَطْ يَنْتَفِضُ مِنْ وَهنِهِ لايَسْتَطِيعُ المُقاومَة ولاتُجْدِي .......
لايَهْتَّمُ الجَزَّار ، يَعُودُ فيُمْسِكُ بِالكَلْبِ مِنْ إِحْدَى قَوائِمِهِ الخَلْفِيَّة المَبْتورة نِصْفِيَّاً لِيَشُقَّ فيها بِسِكِّينِهِ الآثِم شَقَّاً طُولِيَّاً مُحاوِلاً فَصْلَ الجِلْدِ عَنْ الجَسَدِ والكَلْبُ يَنْتَفِضُ بِما تَبَقَّى لَهُ مِنْ نَزْع ....... لَكِنَّ الجَزَّار لَمْ يَنْتَهي بَعْد وهو غَيْرُ آبِهٍ بِما يَرَى فما أَمَامَهُ لَيْسَ سِوَى كَلْب لايَسْتَحِقُ الشَفَقة ولا الرَحْمَة فيَضْرِبُ الكَلْب ثَانِيةً بِسِكِّينِهِ على رَأْسِهِ ثُمَّ يُتابِعُ عَمَلَهُ على القَائِمَةِ الخَلْفِيَّة الأُخْرَى لِلكَلْب تَوالِياً وبِنَفْسِ الوَتِيرَةِ الوَحْشِيَّة لِيَفْصِل الجِلْدَ عَن الجَسَدِ ، يَأْتي بَعْدَها جَزَّارٌ رَفِيق لِيُساعِدهُ فيَقومانِ مَعَاً بِقَلْبِ حَافَةِ الجِلْدِ المَفْصُولِ ( المَسْلُوخِ ) عَن القَائِمتينِ الخَلْفِيتين وجَرِّها على طُولِ جَسَدِ الكَلْبِ المَفْجُوع حَتَّى الرَأْسِ والعَيْنَيْنِ والأَنْفِ لِيَقْطَعها بِسِكِّينِهِ في الخَطْوَةِ الأَخِيرة عَن تِلك الأَعْضاءِ دُوْنَ أَيّ تَحَسُّبٍ أَوْ مُراعَاةً لِهذِهِ المَناطِقِ الحَسَّاسَة ......                                                                                             
بَعْدَ أَنْ يُتِمَّا عَمَلَهُما القَذِرِ والوَحْشِيّ هذا يَغْدُو الكَلْبُ عَارِي الجِسْم مِنْ جِلْدِهِ مُعَرَّضاً لِتَأْثِيراتِ المُحِيط  ، فيُلْقِيان بِالحَيَوانِ المَسْكِين وهو لا زَالَ حَيَّاً يَتَنَفَّس بِالكادِ ويُعاني أَشَدَّ الآلامِ فَوْقَ جَبَلٍ مِن الكِلابِ الأُخْرَى التَعِيسة الحَظِّ  أَيْضاً والَّتِي سَبَقَتْهُ إِلى ذات المَصِير .....
لِفَرْطِ الأَذَى والأَلَم يَتَرَنَّحُ الكَلْبُ المَسْكِين وهو مُلْقَى فَوْقَ كَوْمَةِ الكِلابِ الأُخْرَى المُعَذَّبَة بِوَهْنٍ وضُعْفٍ شَدِيدين إِلى الجِهَةِ الأُخْرَى لِمَرَّةٍ أَوْ مَرَّتين ، هي صَرْخَةُ اسْتِغاثَةٍ صَامِتَة تُقَطِّعُ القَلْبَ وتُدْمِيه أَوْ مِنْ جَزَعِ الآلام وفَرْطِ الأَذَى .....                                           
إِشارَةُ اسْتِغاثَةٍ لا أَحَد يُعِيرها شَأْناً ......                                                               
يا لِحُزْني عَلَيْك أَيُّها الحَيَوانُ المَسْكِين وأَنْتَ بَيْنَ بَراثنِ الإِنْسَان المُتَوَّحِش ........             
كُلُّ هذا يَجْرِي أَمامَ أَنْظارِ الحَيَواناتِ الأُخْرَى الحَبِيسة في أَقْفاصِها والمُنْتَظِرَةِ لِدَوْرِها في هذا المَصِير المُرْعِب ، هَلْ يَعِي البَشَر حَجْم الأَذَى النَفْسِيّ الَّذِي يُصِيبها وهي تَرَى بِأُمِّ عَيْنَيْها مَصِيرَها الَّذِي سَتؤول إِلَيْهِ بَعْدَ وَقْتٍ وما ستُعانِيهِ على أَيدِي هؤلاءِ الوُحوش وهي عَاجِزَةٌ عَن الخَلاصِ .                                                                                     

يتَلافَظُ البَعْض إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ ضَرُورَةٍ حَتْمِيَّة مُشَاهدَة هكذا أَفْلام ومَقاطع تُؤْذِي نَفْسِيَّة المُشاهِد وتَكُون ثِقَلاً عَلَيْها وتَتَوالَدُ عَلاماتُ الاسْتِفْهامِ في نَفْسِي عَمَّا قِيل :                     
وهَلْ إِنَّ إِغْماضَ العَيْنَيْنِ عَنْ هكذا بَشاعَات وتَجاهُلها وكأَنَّها هَذْرٌ هو المَخْرَجُ الصَحِيح ؟   
لِماذَا نَخافُ على مَشَاعِرِ الإِنْسَان وهو الفَاعِلُ الشرِير ، بَيْنَما هو لايَتوانَى عَنْ هذا الفِعْلِ القَذِر وأَمامَ أَنْظارِ الحَيَواناتِ الأُخْرَى الحَبِيسة في أَقْفَاصِها والمُنْتَظِرَةِ لِدَوْرِها في السَلْخِ بِرُعْبٍ سَاحِقٍ ؟                                                                                             
لِماذَا كُلُّ هذهِ القَسْوَة والشَرّ مَعَ الحَيَواناتِ ؟                                                           
أَلَيْسَ احْتِياجاً فَتْحِ كُلّ نَوافِذِ أَحاسِيسِنا لاسْتِقْبالِ أَخْبارِ البَشَاعاتِ والقَذاراتِ الَّتِي يَقُومُ بِفِعْلِها الإِنْسَان حَتَّى يَتِمُّ التَصَدِّي لَها ومُعالَجَتها ولَيْسَ التَكَتُّم والتَسَتُّرِ عَلَيْها شَخْصِيَّاً وإِعْلامِيَّاً وصَحَافَة ً بِحُجَّةِ إِنَّها تُؤْذِي مَشَاعِرَ الإِنْسَانِ المُرْهَفَة ويالَها مِنْ مَشَاعِر ، هذا الحَيَوانُ المَجْنُونُ بِالشَرِّ ولَيْسَ العَاقِل ، أَيْنَ هي المَشَاعِر المُرْهَفَة الَّتِي يَحُوزها لِخَانَتِهِ فيما يَقْتَرِفَهُ مِنْ تَعَدٍّ على الكائِناتِ المُخْتَلِفَةِ عَنْهُ ؟                                                         
كُنْتُ في حَدِيثٍ مَعَ إِحْدَى صَدِيقاتي قَبْلَ سَنوات عَمَّا يُمَيِّزُ الإِنْسَان عَنْ الحَيَوانِ مَنْزِلَةً وخِصالاً ، قَالَتْ لا يُخالِطها شَكّ : الإِنْسَان يَتَميَّزُ بِشَرِّهِ عَن الحَيَوان ولاغَيْر ذلك .             
جَوابٌ مَخْتَصَرٌ يُسْقِطُ كُلَّ غَطْرساتِنا كَبَشَر ويُعَرِّي حَقِيقَتنا .                                       
لَوْ أَردْنا أَنْ نَتَحَمَّلَ مَسْؤولِيَّة أَفْعالِنا كبَشَرٍ فعلى القَادِرين أَنْ يَروا الحَقِيقَة ويَنْظُروا مِثْلَ هذهِ الأَفْلام الَّتِي تَفْضَحُ عُنْفَ الإِنْسَان .                                                                       
على الإِنْسَان أَنْ يَرَى أَفْعَالَهُ الرَدِيئَة ويَتَأَمَّلها لِيَعْرِف مَدَى قَبَاحَتِها .                             
طَالَتْني لَوْعَاتٌ مُلْتَهِبَة تَمَنِّياً وأَنا أُشَاهِدُ الفِيلم ومِنْ بَيْنَ دُمُوعي أَنْ أَتَحوَّلَ إِلى شرِيرَةٍ خَارِقَة فأَحُطُّ هُناكَ وأَدُقُّ أَعْناقَ الجَزَّارِين دُوْنَ وَرَعٍ وقَبْلَهُم أَرْبابُ هذهِ النَوْعِ مِن التِجارَةِ المَمْسُوخَة كضَمائِرِهم الفَظَّةِ الخَشِنَة .......                                                           
بِالتَأْكِيد هو لَيْسَ الفيديو الوَحِيد ، هو واحِدٌ في غَزِيرٍ مِنْها ، ومَنْ يُتابِعُ هذا المَسار يَرَى مِن الشَواهِدِ ما يَعْجَزُ القَلْبُ عَنْ تَحَمُّلِهِ لِلتَطَرُّفِ السَائِدِ والمُغالاةِ في تَعْذِيبِ الحَيَواناتِ دُوْنَ رَادِعٍ أَوْ ضَمِير .                                                                                           
إِنَّهُ لَيْسَ الفيلم الوَحِيد اليَتِيم الَّذِي يَشِي بِبَعْضٍ عَنْ وَحْشِيَةِ الإِنْسَانِ فلَقَدْ شَاهَدْتُ الكَثِير مِنْها على مَدَى الفَتراتِ المَاضِيَة ، إِلاَّ أَنَّ تَراكُم الحُزْن في داخِلي أَفْرزَ هذهِ السُطُور .       
 الجَزَّارُ يَنْظُرُ إِلى فِعْلِهِ كعَمَل فلا إِمْكانِيات أُخْرَى لَدَيْهِ غَيْر ما أَتَاحَها لَهُ رَبُّ العَمَلِ وقَدْ يُؤْدِّي ما عَلَيْهِ قَسْرَاً وحَاجَةً لإِعَالَةِ أُسْرَتِهِ وضَماناً مِن الجُوعِ والتَشَرُّدِ ولَكِنْ ؛ أَمَا الأَفْضَل المَوْتُ جُوعاً على مُزاوَلَةِ مِهْنَة كهذهِ أَوْ البَحْث عَنْ بَدائِل  .......                                         
رَفْضُ مُزاوَلَة مِهْنَة كَهذهِ فَقَطْ لا يُنْجِزُ حَلاً ، ولا يَقْطَعُ دَابِرَ الجَشِعِين نِهائِيَّاً عَن احْتِرافِ كُلّ هذا الشَرِّ مَعَ الحَيَوانات فهُناك دائماً مُسْتَعِّدين ومُرْغَمين على اقْتِرافِهِ ، إلاَّ أَنَّهُ يُشَكِّلُ جُزْءً مِنْ خطَّةِ إِنْقَاذٍ حُلُولِيَّة أَكْثَرُ شُمُولِيَّةً وجَذْرِيَّة تُراعِي الحَيَوانات وتُجَنِّبَهُم الآلام والمُعاناة الهَائِلَة ، إِذْ على الإِنْسَان أَنْ يَنْظُرَ لا إِلى نَفْسِهِ فَقَطْ بَلْ يُراعِي الكائِناتِ الأُخْرَى أَيْضاً ، عَلَيْهِ أَنْ يُزِيحَ عَنْ عَيْنَيْهِ ولَوْ لِبُرْهَةٍ مِنْظارَ الأَنانِية والقَسْوَة فَيَرَى مافي الكَوْكَبِ مِنْ بَهْجَةٍ ومَحَبَّة كَامِنَة فيما يُحِيطُ بِهِ من الكَائِناتِ والبِيئَةِ .                                                   
لا أَلُومُ الجَزَّار بِقَدْرِ أَرْبابِ العَمَل ..... أُولئِك الَّذِين لايَرَون في هذهِ الحَيَوانات غَيْر صفَقاتِ بَيْعٍ رَابِحَة يَعُبُّونَ بِها جِيوبَهم مَالاً مُلَوَّثاً بِعَذاباتِ وأَنْاتِ وآلامِ هذه الحَيَوانات المَسْكِينَة الوَاقِعَة فَرِيسَةً لِوَحْشِيَّةِ الإِنْسَانِ ........... مَالٌ مُجْتَنى مِنْ هكذا مَشْروعٍ فَظٌّ وغَلِيظ .         
مَنْ يَنْزَعُ عَن الحَيَواناتِ جُلُودَها وهي حَيَّة تُعاني لا وَجْهَ لَهُ ولا قِيم تَهْدِيهِ في طَرِيقِهِ ولاضَمِير رَادِع يُقَوِّمُ ذَاته ، هو إِنْسَانٌ بَليدُ الوَعْي ، خَطِيرُ الجَهْل على ذَاتِهِ وعلى المُجْتَمع   ، مُتَوَحِّش هَائِجٌ ،  مُنْفَلِتٌ عَنْ وَجْهِ هذا الكَوْكَب ، ضَارِي لا حُدودَ لأَذَاه ، وإِنْ اقْتَنَصَهُ الحَظُّ  أَسِيراً في عَالَمِ الكِلابِ فحَكَمَتْ عَلَيْه تَقْطِيعاً إِرْباً إِرْباً فإِنَّما لا مَلامَة لَها ولاعَتَب ، لَكِنَّ الكِلابَ نَبِيلَةٌ لا تُسايرُ البَشَر في شُرُورِهم ، هُم ضَحايَاها .                                         
جَشَعُ رَبِّ العَمَلِ ووحْشِيَّتِهِ تُسَيِّرُ هكذا مَحطات ، ولَوْ أَخَذَ بِمَساراتٍ أُخْرَى تُجَنِّبُ الكَلْب ( والحَيَوانات عَامَّةً ) المُعاناة والعَذَاب مَثَلاً مِنْ خِلالِ حَقْنِ الكَلْبِ بِجُرْعَةٍ مُخَدِّرَةٍ صَغِيرَة تَجْعَلَهُ يَغُطُّ في سُباتٍ مُرِيح ثُمَّ تَليها أُخْرَى بِجُرْعَةٍ أَعْلَى تَكُون كَافِيَة لِوَقْفِ القَلْبِ وتُعْلِن عَنْ مَوْتِ الحَيَوانِ بِهُدوءٍ دُوْنَ أَنْ يُعاني أَلَماً ، بَلْ ومِنْ دُوْنَ أَنْ يَشْعُرَ بِأَنَّهُ قَدْ انْتَقَلَ مِن الحَيَاةِ لِلمَوْتِ ، أَوْ البَحْثِ عَنْ بَدَائل وطُرُقٍ أُخْرَى مُرادِفَة الغَايَة مِنْها تَجْنِيب الحَيَوان الأَلَمَ والمُعاناة .                                                                                                   
ورَغْم إِنَّ على هذهِ الطَرِيقَة مآخِذَ عَدِيدَة ، لَكِنَّها تُعَدُّ حَلاً في هكذا مَجازِر وتُنْقِذُ الحَيَوانات مِنْ المُعاناةِ وتُجَنِّبَهُم الآلام الفَظِيعَة وتَعْتقَهُم مِن المَوْتِ بِتَعْذِيبٍ مُكَثَّفٍ وبَطيءٍ وهَائِل ويُمْكِنُ الاسْتِفادَة مِنْها لِصَالحِ الحَيَوان كَوْن الغَايَة هي الجِلدُ مِنْهُ ، أَمَّا إِذا كانَتْ الغَايَة الإِضافِيَّة الثَانِية هي الاسْتِهلاك البَشَرِيِّ لِلَحْمِ الحَيَوانِ وأُخْرَى غَيْرَها فالمَطْلُوب البَحْث عَنْ طُرُقٍ أُخْرَى خَالِيةَ مِن الوَحْشِيَّة الفَاضِحَة في سَلْخِ جُلُودِها وهي حَيَّة ، هذهِ الوَحْشِيَّة العَار على الإِنْسَانِيَّة ، ( رُبَّما طُرُق مِنْ طِرازٍ رَحِيمٍ ــ مَعَ التَحَفُّظ على هذا الوَصْف ــ تُفْقِدُ الحَيَوان وَعْيهُ التَامّ دُفْعَةً وَاحِدَة ولَيْسَ جُرُعات فلا يَشْعُرُ بأَلَمِ الذَبْحِ مَثَلاً ) ، ورَغْمَ أَنَّ جَمِيعَ هذهِ الطُرق ومَهْمَا تَنوَّعَتْ إِنَّما هي قَتْلٌ صَرِيحٌ لِكائِنٍ حَيٍّ آخَر يَجِبُ أَنْ يُحْفَظَ التَفَاضُل بَيْنَ بَشَاعَةِ طَرِيقَةٍ وأُخْرَى لِصالِحِ الحَيَوان مِنْ شَروطِ عَدَمِ التَسَبُّبِ في أَيِّ أَلَمٍ لَهُ أَوْ أَدْناهُ ولَيْتَ هذا الأَدْنَاه لايَرْتَقِي لِمُسْتَوى الأَلَمِ والمُعانَاةِ ، وهذا أَبْسطُ حَقٍّ يَجِبُ أَنْ يُحْفظ لِكُلِّ كائِنٍ حَيٍّ مَهْمَا اخْتَلَفَ نَوْعهُ أَوْ جِنْسهُ إِنْ أَردْنا الارْتِقاء بِإِنْسَانِيَّةٍ نَظِيفَة غَيْر مُلطَّخَة بِدِماءِ مَنْ نَعْتَبِرهم فرَائِساً لَنا مِنْ حَيْثُ إِنَّ الإِنْسَان أَكْبَر مُفْتَرِس لِلكائِناتِ الأُخْرَى على وَجْهِ البَسِيطَة ، هو أَخْطرَها مُفْتَرِساً ( بِكَسْرِ الراء ) .                                                                   
مَوْتُ كَلْبٍ وَاحِدٍ بِكُلِّ هَوْلِ هذهِ المُعاناة لِبَيْعِ فَرْوِهِ وثُمَّ بَيْعِ لَحْمِهِ قَدْ يُعادِلُ في واقِعِ رَبِّ العَمَلِ دَعْوَةَ الأَصْدِقاءِ لِعَشاءٍ ما ، أَوْ شِراءِ بَدْلَةً تُضافُ إِلى خَزِينةِ مَلابِسِهِ ، أَوْ هدايَا لِمَنْ حَوْله ، أَوْ ....... إلخ .                                                                                               
هَلْ تَسْتَحِقُ كُلَّ هذهِ الاحْتِياجات ( الحَاجات ) الإِنْسَانِيَّة ِ أَنْ يَكُونَ ثَمَنُها هَوْلَ مُعانَاةِ كَلْبٍ مَسْكِينٍ بَرِيءٍ مِنْ جَشَعِ الإِنْسانِ وأَطْماعِهِ ؟                                                         
هَلْ تُساوِي هذهِ المُقْتَضياتِ الحَيَاتِيَّة الإِنْسَانِيَّة آنات وآلام الحَيَوان المَفْجُوع ؟                 
ماذَنْبهُ لِيَكُونَ ضَحِيَّة جَشَعِ الإِنْسَانِ وطَمَعِهِ ووَحْشِيَّتِهِ ؟                                           
أَلا يُمْكِنُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَسْتَغْني عَنْ هذهِ الصُورِ الحَياتِيَّةِ الفَادِحَةِ مِن التَرَفِ بِصُورٍ أَكْثَر بَسَاطةً وتَواضُعاً فيَكْفيَ الحَيَوان شَرَّهُ وأَذَاه ؟                                                         
أَلا يُمْكِنُ التَفْكِيرُ في بَدائِل لا تُكَلِّفُ الحَيَوان حَيَاتَهُ ولا هَوْلَ المُعانَاةِ ؟                           
أَمَّا الجَزَّار فهو إِنَّما يُعِيلُ عَائِلتَهُ بِفُتاتِ الأُجْرَةِ الَّتِي يَتَقَاضَاها عَنْ عَمَلٍ يَنْضَحُ وَحْشِيَّةً ويَسِيلُ أَذَى لِحَيَواناتٍ لا إِثْمَ لَها سِوَى إِنَّها لَيْسَت بَشَرَاً وإِنَّما كائِنات أُخْرَى .                   
لَيْتَ الجَزَّار يَتَوَقَّفُ لَحْظَةً ويُفكِّرُ ويَرْفُضُ هذهِ الوَحْشِيَّة الإِنْسَانِيَّة الفَتَّاكة .                     
أَمَّا المُسْتَهلِك فلَهُ أَنْ يُساهِمَ في إِيقافِ هذهِ المَجازِر الحَيَوانِيَّة الوَحْشِيَّة بِاخْتِيارِ بَدائِلَ تَكْفِيهِ حَاجَاتهِ الإِنْسَانِيَّة وتُرْغِمَ أَرْبابَ هذهِ التِجارَةِ على إِعَادَةِ النَظَرِ في طُرقِ تَعامُلهم مَعَ الحَيَواناتِ وعَدَمِ الإِسْهامِ في رَفْعِ الطَلَبِ على مُنْتَجاتِ الجلودِ الطَبِيعيَّة  ، أَيْضاً على المَدَى الأَبْعَد التَقْلِيل مِنْ اسْتِهلاكِ اللُحومِ بِاصْنَافِها المُعْتادَة في كُلِّ بَلدٍ ( في دُولِ الشَرْقِ لُحُوم الأعْنام ، الأَبْقار ..... إلخ ، في المانيا لَحْم الخَنْزِير بِالدَرَجَةِ الأُولى ، في بريطانيا   تُسْتَهلكُ لُحُوم الأَحْصِنة أَيْضاً  ، ........ وغَيْرها ) ، والمَيْل لِلتَنْوِيعِ في المَصادِرِ النَباتِيَّة والاعْتِمادِ عَلَيْها في التَغْذِية وصِحِّيَّاً يَعودُ هذا بِفَائِدَةٍ مَلْمُوسَة على الإِنْسَان .                               
كُلُّنا طَرقَتْ مَسامِعَه في سِنينٍ تَركناها خَلْفَنا صِغَاراً ذاتَ مَرَّة تَهْدِيد أَحَدٌ ما لآخَر بِإِنَّهُ سيَسْلخُ جِلدَه سَلْخاً ، أَوْ بِأَنَّه سيُرْسِلُ جِلدَ فُلان لِلدَّباغِ ، هذا يُثْبِتُ إِنَّ الوَعْي بِالأَذَى الَّذِي تُسَبِّبُهُ هذهِ العَمَلِيَّة وهُوْلَ المُعانَاةِ الكَبِير إِنَّما كانَ مَعْرُوفاً مُنْذُ أَنْ بَدأَ الإِنْسَانُ بِتَطْبِيقِ هذهِ الفِكْرَةِ الشرِيرَة ( سَلْخ جُلُودَ الحَيَواناتِ عَنْها وهي حَيَّة ) بِحَيْثُ أَصْبَحَ تَهْدِيدُ الآخَر بِسَلْخِ جِلدِهِ وإِرْسالِهِ لِلدَّباغ إِنَّما هو رَمْزٌ لِهَوْلِ العَذابِ والمَصِير المُرْعِب .                             
هَلْ تَقْبَلُ اعْتِذارِي أَيُّها الكَلْب المَسْكِين الطَاهِر ، واعْتِذارِي لايَحْميك مِنْ بَذاءاتِ البَشَر وفَظاعاتِهم وقَسْوَتِهم ؟                                                                                   
هَلْ تَقْبَلُ اعْتِذارِي أَيُّها الحَيَوان المَسْكِين وهو لايَرُدُّ إِلَيْك جِلْدَكَ الَّذِي سَلَخُوهُ عَنْك ولا حَيَاتك الَّتِي سَلَبُوها مِنْك فيما بَعْد ؟                                                                             
هَلْ تَقْبَلُ اعْتِذارِي وهو لايَكْفِيك الآلام الهَائِلَة الَّتِي قَاسيْتَها حَتَّى النَفَسِ الأَخِير ، تُغْمِضُ عَيْنَيْك البَرِيئتين في نَفَضاتِك الأَخِيرة على صُورَةِ الهَمَجِيِّ القَاتِل الإِنْسَان وكأَنَّك تَحْمِيهِ رَغْمَ إِساءَتِهِ إِلَيْك ، وكأَنَّك تُرِيدُ لَهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلى هاتين العَيْنَيْن لِيَرَى بَشاعَةَ صُورَتِهِ لَكِنْ ؛ لا وَقْتَ لَدَيْهِ لِذلك ، إِنُّه مُنْغَمِسٌ غَارِقٌ  في ارْتِكابِ فَظَاعَاتِهِ .                                         
قُبْلَة لِعَيْنَيْك البَرِيئتين ولَمْ يَبْقَى أَمامي غَيْرَ أَنْ أَتَمنَّى حِيْنَ يَؤولُ جَسَدَكَ البَرِيءُ أَخِيراً إِلى الطَبِيعَةِ بِنَحْوٍ ما أَنْ تَعُودَ إِلى هذا العَالَم في قَطَراتِ مَطَرٍ تُبَلِّلُ رُؤوسَ الجَزَّارين وأَرْباب العَمَلِ الخُبثاء مِمَّنْ تَسَبَّبوا في مَوْتِكِ بِهذِهِ البَشاعَة فتَسْقي لَهُم الأَرْضَ زَرْعاً أَخْضَر ...... عَلَّهُم ...... عَلَّهُم يَسْتَحُون مِمَّا ارْتَكَبُوهُ فيك ومِنْ نُبْلِك .                                           
وحِيْنَ تَتَساقَطُ تِلك القَطَرات النَقِيَّة على رُؤوسِ كُلّ الَّذِين يَنْتَعِلُون الأَحْذِية ذَاتَ الجِلْدِ الطَبِيعيِّ مِئَة في المِئَة ، ومَنْ يَرْتَدون مَعاطِفَ الفَرْو الطَبِيعيِّ والشَالات الفَرْو والقُبعات الفَرْو والمَصْنُوعَة مِنْ عَذَابِك وعَذَابِ رِفاقِك مِمَّنْ عُذِّبُوا وقُتِلوا بِالطَرِيقَةِ عَيْنِها على أَيْدِي البَشَر الوحوش الجَشِعين لأَجْلِ الفَرْو ، أَقُولُ حِيْنَ تَتساقَط على رُؤوسِ كُلِّ هؤلاء أَتَمَنَّى أَنْ تُؤَنِّبهم تِلك القَطَرات وتُدَغْدِغ الضَمِيرَ فيهم وتَمْسَحُ عَنْ أَدْمِغَتِهِم الوَساخَة والجَشَع والطَمَع وتُهَذِّبُ جِينَ العُنْفِ فيهم فيُفْقِهوا مافَعَلُوا ويَنْقَلِبُوا نَادِمين ويَتُوبوا عَمَّا فَعَلُوا ويَتَحوَّلوا إِلى مُدافِعين عَنْك وحُماة لِرِفاقِك مِنْ بَعْدِك كي لا يَطَالَهُم ذَاتَ المَصِير .......                         

وحِيْنَ تَتَساقَطُ على كُلِّ مَنْ يَعْشقونَ اللُحوم ويَفْترِسونَها بِشَراهَةٍ ونَهَمٍ ، رُبَّما تِلك القَطَرات تُنَمِّي فيهم الإِحْساس فيَسْتَحُوا مِنْ نَهَمِهم بَعْدَ أَنْ يَعْرِفوا بِآلامِك ........                         
البُكاء لايَنْبَجِسُ حَلاً  ....... لَكِنَّني أَبْكي ...... ثُمَّ أُواصِلهُ حُزْناً ......                             
لا اسْتَطِيعُ أَنْ أَمْنَع نَفْسِي عَنْ البُكاء .                                                                 
وحِيْنَ تَتَساقَطُ على رُؤوسِ البَشَرِ المُعْدَمِي الإِحْساس مِمَّنْ يَشْتُمونَ الكِلاب وكُلّ الحَيَوانات ويَحْتَقِرونَها ويَبْغِضُونَها ويُلْصِقُونَ بِها شَتَّى الخِصالِ الرَذِيلَة ويَسْتَغِلونَ اسْماءَها دُوْنَ  وَجْهِ حَقٍّ كشَتِيمَةٍ لِلآخَرين عَلَّهُم يَسْتَحُونَ مِنْ أَفْعالِهِم إِزَاءَ تَسامِيكُم .                           
أُفَكِّرُ كَيْفَ سيَبْني الإِنْسَان عَالَماً سَلِيماً وعَادِلاً إِنْ لَمْ يَتَعَلَّم احْتِرامَ الكائِناتِ الأُخْرَى مِنْ حَوْلِهِ مِمَّنْ تُقاسِمهُ الكَوْكَب وكذلك البِيئَة ، وقَبْلَ ذلك أَنْ يُحِبَّها ويَتَواضَع لَها ........                 
إِنْ لَمْ يَتَعَلَّم الإِنْسَان كَيْفَ يَرْتَقِي بِتَعامُلِهِ مَعَ الحَيَوان ويَحْتَرِمهُ ككَائِن يُشارِكهُ الكَوْكَب فكَيْفَ لَهُ أَنْ يَرْتَقِي بِعَلاقَاتِهِ مَعَ أَخِيهِ الإِنْسَان الآخَر ........                                               
هَلْ سيَبْني عَالَمَهُ فَوْقَ جِبالِ الجَماجِمِ الحَيَوانِيَّة الَّتِي يَقْتُلها ويَعْتَدِي عَلَيْها ويَسْلِخُ جُلُودَها عَنْ أَجْسادِها وهي حَيَّة ...........                                                                       
مَتَى سيَقْتَنِعُ البَشَر بِأَنَّ الطَرِيقَ إِلى إِنْسَانِيَّتِهم الَّتِي أَضَلُّوها يَبْدأُ مِن الكائِناتِ الأُخْرَى والبِيئَة ولَيْسَ العَكْس .                                                                                     
لَيْتَني وُجِدْتُ فَرَاشة أَوْ حَشَرَة أَوْ أَيَّ كَائِنٍ آخَر لَيْسَ الإِنْسَان الَّذِي أَخْجَلُ مِنْ فَظَاعاتِهِ ...... الإِنْسَان الَّذِي يَرْتَكِبُ كُلَّ الشُرور ويُغَنِّي لأَجْلِها ويَتَفاخَرُ بِها ...........                           
أَقْبَلَتْ ابْنَتي الحُلوَة الصَغِيرَة وفي عَيْنَيْها الجَمِيلَتين الصَافِيتين سُؤَالٌ حَائِرٌ : لِماذَا أَنْتِ حَزِينة ؟                                                                                                       
جَلَسَتْ إِلى جَانبِي وعَيْناها تَنْظُرني وتَتَوَسَّلُني الكَفَّ عَن البُكاء ............. مَسَّدْتُ لَها على رَأْسِها وظَهْرِها وقُلْتُ لَها : آهٍ ياصَغِيرتي ، عَلَّهُ مِن الأَفْضَلِ لكِ أَنْ لاتُدْرِكي مايَرْتَكِبهُ البَشَر البائِسون مِنْ فَظَاعَاتٍ وقَذاراتٍ فيكم ........                                                           
فَهِمَتْ ابْنَتي ما أَعْنِي ، وَثَبَتْ إِلى حُضْنِي وكأَنَّها تُواسِيني وتَشْكُرنِي على حِمايَتي لَها  ....... ذَيْلُها الأَبْيضِ الجَمِيل كانَ يَتَراقَصُ عَلامَةً ودَعْوَةً مِنْ جِنْسِ الكِلابِ لِبَنِي البَشَر بِاعْتِناقِ السَلامِ والمَحَبَّة ........ قَبَلّتُها في جَبِينِها الرَقِيق الصَغِير فبَادَلَتْني إِيَّاها وهي تَلْعَقُ دُمُوعي وتُجَفِّفُها بِمَحَبَّةٍ فَائِضَة ...........                                                             


طُوبى لِمَآقيكُنَّ/م عَزِيزاتي ، أَعِزَّائي مِن القَارِئاتِ والقُرَّاء إِنْ جَادَتِ الدُمُوع ، ولِنُفُوسِكُنَّ /م إِنْ طَالَها الوَجَعُ والأَلَم وخَطَتْ خُطْوَةً أَوْ خُطُوات نَحْوَ رَفْضِ هذا العُنْف والتَصَدِّي لَه ، وسَاهَمَتْ في رَفْعِ الحَيْفِ عَن الكائِناتِ الأُخْرَى ولَوْ بِوَزْنِ حَبَّةِ قَمْح .                           
مَعَ الودِّ والتَحِيَّة                                                                                           

ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه                               


رَابط فيديو ( مَضْمون المَقالَةِ أَعْلاه ) فَقَطْ لِلقَادِراتِ والقَادِرين .                                 



http://www.youtube.com/watch?v=QWkO_eyS834

في حَالَة عَدَمِ عَمَلِ الرَابط يُمْكِنُ للقارِئ نَسْخَهُ ــ أَي عَمَل كُوبي  ــ وإنزالَهُ في نَافِذَة البَحْث في النت ( شَبَكة الأنترنيت ) .                                                                           


                                                         

114
المنبر الحر / نِساء ...........
« في: 00:07 18/02/2012  »
مِنْ مُذكَّرات إِنْسَانَة / 2                                                                                
ــ مُجْتَمع ــ                                                                                                

نِساء .............                                            
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                      
بقلم شذى توما مرقوس                                          
الخميس 29 /9 ــ الأربعاء 12 /10 / 2011                              

( نُتفٌ عَنْ أَحْوالِ وأَوْضاعِ النِساء ــ الاعْتِداء على النِساءِ ضَرْباً ) .                            

............. كُنْتُ في زِيارَةٍ لإِحْدَى صَدِيقاتي حِيْنَ طَرَقَتْ مَسامِعَنا صَرخَات وضَوْضَاءَ مُشَاحَناتٍ عَارِمَةٍ مُنْبَعِثة عَنْ أَحَدِ الدُورِ المُتَراصَةِ في ذلك الشَارِعِ الطَوِيل ....... بَعْدَها بِحِيْنٍ ما الْتَجَأَتْ إِلى دَارِ صَدِيقَتي إِحْدَى النِساء الَّتِي افْلَتَتْ مِنْ قَبْضَةِ زَوْجِها وقَدْ أَشْبَعَها ضَرْباً ورَكْلاً وكانَ الدَّمُ يَسِيلُ على طَرْفِ شِفْتِها عَنْ سِنٍّ في فَمِها قَدْ تَخَلْخَلَ مِنْ مَكانِهِ ........ كانَتْ فَزِعَة ، مَرْعُوبَة ، تَصْرُخُ أَلَماً وخَوْفاً ، وتَصادَفَ إِنَّ البَابَ الرَئِيسيِّ لِمَنْزِلِ هذهِ الصَدِيقَة أَنْ كانَ مَفْتُوحاً ، فتَمَثَّلَ في نَظَرِ الهَارِبَةِ بَابَ الخَلاصِ والنَجاةِ .        
دَخَلَتْ كَرِيحٍ عَاصِفَةً يَلْتَمِعُ الدَمْعُ والفَزَعُ والرُعُبُ في عَيْنِيْها ، مُشَعَّثَةُ الشَعْرِ ، مَلابِسها مُمزَّقَة في بَعْضِ الأَماكِنِ جَراءَ الشَدِّ والجَرِّ ، تَنْظُر ولاتَرَى ، صَرَخَتْ :                        
"   تِليفون .... تِليفون .....   "                                                                        
صَارَ إِلى يَدِها في لَحْظةٍ دُوْنَ أَنْ يَسْأَلَها أَحَدٌ شَيْئاً ..........                                        
حَزَّ قَلْبِي الأَلَمُ لأَجْلِها ولِمَا عَلَيْهِ حَالَها ....... اجْتَمَعَتْ عَائِلَة صَدِيقَتي حَوْلَها ..... اتَّصَلَتْ بِالشُرْطَةِ مُسْتَنْجِدَةً بِهِم مِنْ زَوْجِها ، على الطَرَفِ الآخَرِ كانَ المُوَظَّف الَّذِي يَعْمَلُ تَحْتَ شِعارِ " الشُّرْطَة في خِدْمَةِ الشَعْبِ " على مايَبْدُو يَتَكَلَّمُ إِلَيْها بِلامُبالاةٍ وجَفاءٍ واحْتِقارٍ .......
سَمِعْناها تُجِيبُه بِارْتِباكٍ وخَوْفٍ : هَلْ تَنْتَظِرُون أَنْ يَقْتُلَني ثُمَّ يَتَعَلَّقُ الأَمْرُ بِالشُرْطَة ........  
 رَدَّ عَلَيْها بِجَفاءٍ أَكْبَر جَعَلَها تَلْتَفِتُ إِلَيْنا وتَصِيحُ : اسْمَعُوا أَيُّها الخَلْق ، يَقُولُ لي لايُمْكِنُ لِلشُرْطَةِ التَدَخُّل فضَرْب زَوْجَكِ لكِ هو أُمُورٌ عَائِليَّة شَخْصِيَّة ، ولايُمْكِنُ ايقاف الرَجُل لِمُجَرَدِ ضَرْبِهِ لِزَوْجَتِهُ ..... ثُمَّ يُعِيدُ عليَّ لِلمَرَّةِ الثَانِيَةِ قَائِلاً : أُخْتِي قُلْتُ لكِ هذهِ أُمُورٌ عَائلِيَّة لايَحُقُّ لِلشُرْطَةِ التَدَخُّل فيها ، ضَرْب زَوْجَكِ لكِ أَمْرٌ عَائلِيٌّ بَحْت ......                                    
تَداوَلَتْ والِدَة صَدِيقَتي التِلفون عَنْها وتَابَعَت الحَدِيث إِلى المُوَظَّف في قِسْمِ الشُرْطَةِ بِأَمْلِ الحُصُولِ على المُساعَدَةِ ، خَتَمَ المُوَظَّف مُكالَمَتِهِ بِمَوْعِظَةٍ أَخْلاقِيَّة مُتداوَلَة في مُجْتَمعٍ لا يَرَى المَرْأَة إِلاَّ كآثِمَة ومُخْطِئَة وغَيْر مُحِقَّة :                                                          
"  كما تَعْرِفين المَرْأَة الشَرِيفَة الأَصِيلَة لاتَتَّصِلُ بِالشُرْطَةِ لِتُبَلِّغَ عَنْ زَوْجِها ..... المَرْأَة الشَرِيفَة الأَصِيلَة تَصْبِرُ على الظُلْمِ والضَيْمِ الَّذِي يُصِيبُها مِنْهُ .... ... " .                      
لايُمْكِنُ لِلأُنْثَى إِلاَّ أَنْ تَكُونَ مَهْدُورَة الحُقُوقِ حِيْنَ تَخْذُلُها عَائلَتُها ويَخْذُلُها المُجْتَمع بِمُؤْسَساتِه التَشْرِيعِيَّة والخَدَمِيَّة والحُكُومِيَّة والتَسَلُّطِيَّة والتَنْفِيذِيَّة  ........  كماشَة أَطْبَقَتْ على الأُنْثَى مِنْ كُلِّ الجِهاتِ والفَخُّ مُحْكَم والثَقْبُ الصَغِير إِنْ كانَ مَوْجُوداً لا يَتَّسِعُ لإِفْلاتِ الأُنْثَى مِنْهُ سَلِيمَة ........                                                                                  
المُوَظَّف في قِسْمِ الشُرْطَةِ لم يَأْتِ بِشَيْءٍ مِنْ عِنْدِياتِهِ ، إِنَّما لَخَصَّ فِكْرَةَ مُجْتَمعٍ بِأَكْمَلِهِ في إِحْدَى القَضايا الَّتِي تَمسُّ النِساء وهي قَضِيَة إِعْتِداءِ الرِجالِ على زَوْجَاتِهِم بِالضَرْبِ .....  
أَمَّا اللافِتَة المُعَلَّقَة فَوْقَ رَأْسِهِ " الشُرْطَةَ في خِدْمَةِ الشَعْبِ " فهي لاتَخُصُّ النِساء لأَنَّهُنَّ على الأَرْجحِ لَيْسُوا مِن الشَعْبِ إِنَّما الرِجالُ هم كُلُّ الشَعْبِ ولِذا كانَ مِن الأَفْضَلِ لَوْ جَعَلُوا اللافِتَة  " الشُّرْطَة في خِدْمَةِ الرِجالِ "   .                                                            
كَيْفَ لَنا أَنْ نَسْتَغْرِب والكُلُّ يَعْلَمُ إِنَّ الرَجُل لايَنالُ العِقابَ المُجْزِي في جَرِيمَةِ القَتْلِ لإِحْدَى الإِناثِ لَوْ طَواها  بَنْدِ : غَسْلِ العَارِ .                                                                    

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                      
 
رَافَقْتُ زَوْجَة خَالِي لِلتَسوُّق ، في طَرِيقِ عَوْدَتِنا عَرَجْنا على بَيتِ جِيرانِها حَيْثُ أَرادَتْ  اسْتِعارَة إِحْدَى أَدوات المَطْبَخ مِنْها ..... شَعَرْتُ بِضِيقٍ لَمْ أَفْهم لَهُ سَبَباً ، فطَلَبْتُ مِنْها أَنْ تُؤَجِّلَ ذلك لِما بَعْد ............ أَحَسَّتْ وهي الإِنْسَانَة الطَيِّبَة والمُحِبَّة بِقَلقِي وطَمْأَنَتْنِي بِودٍّ خَالِصٍ إِنْ الأَمْرَ لن يَسْتَغْرِق سِوَى بُرْهَة ورَبَّتَتْ على كَتِفِي بِمَحَبَّةِ أُمّ .......                    
كُنْتُ حِيْنَها في الثَانِيةِ عَشَرَة مِنْ عُمْرِي ، أَيْ كُنْتُ في رِحْلَةِ اكْتِشافِي لِلحَيَاةِ بِأَوْجُهِها الجَمِيلَةِ والقَبِيحَةِ ، وكانَ عَقْلِي نَشِيطاً جِدَّاً وفَعَّالاً لِخَزْنِ كُلِّ مَوْقِفٍ يُصادِفهُ وكُلّ مَنْظَرٍ يَرَاهُ ...... كُلّ مَشْهَدٍ كانَتْ تَلْتَقِطَهُ عَيْنايّ ويُسَجِّلَهُ عَقْلِي يَنْطَبِعُ في ذَاكِرَتي عَمِيقاً ولايُمْحَى ..... وبِما إِنَّني كُنْتُ طِفْلَةً هَادِئة فلم أَكُنْ أَتَحدَّثُ إِلاَّ قَلِيلاً ، لَكِنَّ قُوَّةَ المُلاحَظَةِ لَدَيّ كانَتْ عَالِيَة وفي أَقْصَى طَاقاتِ اسْتِنْفارِها فأَرَّقَتْ سِنِّي ورَسَمَتْ فَوْقَ أَيْامِهِ خَرابِيشَ حُزْنٍ وأَلَمٍ لامُنْتَهى لَها ........                                                                                  
طَرَقْنا البَابَ ودَخَلْنا مَنْزِلاً كَبِيراً يُشْبِهُ قَلْعَة مِن القِلاعِ التَأْرِيخِيَّة ، تَخَيَّلْتُه في ذِهْنِي سِجْناً كَبِيرَاً ، هذا كانَ انْطِباعِي عن المَنْزِلِ ولم أَشْعُرْ بِالرَاحَةِ وأَنا في هذهِ القَلْعَةِ المُخِيفَة ..... بَاحَة كَبِيرَة جِدَّاً واسِعَة وعلى انْحِناءِ نِصْفِ دَائِرَة اصْطَفَتْ بِضْع غُرَفٍ واسِعَةٍ إِلى جَانِبِ بَعْضِها البَعْض مُظْلِمَة وتُوحِي بِرَائحَةِ العَفَنِ والرُطُوبَةِ ، وعلى شَبابِيكِها قُضْبان حَدِيدِيَّة سَمِيكة رُتِبَتْ بِشَكْلٍ عَمُودِيٍّ وأُفُقِيٍّ لِتَتَقاطَع فيما بَيْنَها فتُكوِّنُ مُرَبَّعات أَوْ نَوافِذَ صَغِيرَة تَكْفِي لِمرورِ كَفِّ إِنْسَان مِنْ واحِدَةٍ فيها لاغَيْر .......                                                      
هذهِ الغُرف ما أَشْبَهها بِغُرفِ القِلاعِ القَدِيمةِ ، المُظْلِمَة ، الرَطِبَة ، يَسْكُنُها البَائِسون والفُقرَاء والمَنْبُوذون مِن المُجْتَمعِ .... ورُبَّما السُجَناء ........                                    
وحَتَّى تُطِلُّ هذهِ الغُرف على بَاحَةِ الدَارِ الوَاسِعَةِ تَتَقَدَّمُها الأَقْواسُ العَالِيَة والأَعْمِدَةُ القَوِيَّة كرَكائِز لِلبِنَاءِ وهي تُشْكِّلُ بهذا مَظلَّة وَاقِية مِن التَقَلُّباتِ الجَوِيَّة : الحَرّ ، المَطَر ...... إلخ لِمَدَاخِلِ هذهِ الغُرف المُتَرَاصَّة .......                                                                    
أَطلَّتْ عَلَيْنا شَابَّة على عَتَبَةِ العشْرِينات مِنْ عُمْرِها ، افْتَرسَ التَعَبُ والقَلقُ مَلامِحَ وَجْهَها ، نَظَرَاتها شَارِدَة في عَالَمٍ آخَر ويَبْدُو إِنَّها مُتَوثِّبَة لِلهَرَبِ والاخْتِباءِ في كُلِّ لَحْظَةٍ وكأَنَّ خَطَرَاً ما يُلاحِقُها ....... لم تُجِبْ حَتَّى على تَحِيَّتِنا فرَأْسَها مُثْقَل بِالكَثِيرِ ، طَالَعَتْنا فَقَطْ بِنَظَراتٍ شَارِدَةٍ تَفْتَقِدُ المَعْنَى وهَائِمَة  ........                                                                  
وفي السُؤَالِ عَنْ أَداةَ المَطْبَخِ تِلك ، لَمْ تَنْبُسْ الشَابَّة بِكَلِمَةٍ فَقَطْ أَوْمأَتْ بِرَأْسِها ونَظَرَتْ حَيْثُ المَطْبَخ ...... أَنا ظَنَنْتُ إِنَّها خَرْساء .......                                                            
 نُلْنا الأَداةَ مِن المَطْبَخِ ثُمَّ عُدْنا لِلشَابَّةِ   " الخَرْساء ... !!! "                                    
                        
في هذهِ الأَثْناء دَخَلَ القَلْعَة رَجُلٌ بِمَلامح قَاسِية مُكْتَنِز القَامَة يَلْبَسُ نَظَّارات سَمِيكة ولَهُ شَارِبينِ دَقِيقَينِ كأَنَّهُما ذَيْلُ فَأْر يَرْتَكِزُ فَوْقَ شَفَتَيْهِ ، يَبْدو عَلَيْهِ في أَواسطِ الخَمْسِينات مِن العُمْرِ ، ويَحْمِلُ في يَدِهِ حُزْمَةَ مَفاتِيح كَبِيرَة وثَقِيلَة تَراءَى لي إِنَّها مَفاتِيحَ السُجُون ،عَرْفتُ فيما بَعْد مِنْ وَقْعِ ماجَرَى إِنَّ مفْتاحَ سَيَّارَتِهِ  " البيكب آب "  مِنْ ضِمْنِها  وكانَ يَتَباهَى بِه ، وفي يَدِهِ الأُخْرَى سَلَّةَ تَسَوُّق فيها خَضْراوات وفَواكه ........ إلخ  .                              
الرَجُل كانَ غَاضِبَاً وغَاضِبَاً جِدَّاً ولَمْ يَعْلَم أَحَد لِماذَا فهو قَدْ دَخَلَ قَلْعَتَهُ " الدَارَ " لِتَوِّهِ ....... بِمُجَرَّدِ أَنْ دَخَلَ الرَّجُل ، نَطَتْ الشَابَّة كأَرْنَبٍ مَذْعُور إِلى دَاخِلِ الغُرْفَة واحْتَمَتْ خَلْفَ إِحْدَى الأَرائِك المَوْجُودَة فيها وكانَتْ تَرْتَعِشُ وعَيْناها قَدْ اتَّسَعتا حَتَّى آخِرهما ومَوْجات خَوْفٍ ورُعْبٍ تَتَبَعْثَرُ عَنْهما ، لَمْ يُلْقِ لَنا الرَّجُل بَالاً بَلْ تَجاهَلَنا وكأَنَّنا لَسْنَا هُناك وعَبَرنا دَاخِلاً الغُرْفَةَ خَلْفَها مُسْرِعاً في أَقْصَى دَرجاتِ عَصَبِيتِهِ  .......                                            
ازْدادَ ضِيقي ، ومَنْ دُوْنِ أَنْ نَنْتَبِه لِحَالِنا وَجَدْنا نَفْسيْنا في الغُرْفَةِ خَلْفَهُما وكانَ الرَّجُلُ قَدْ بَدَأَ هُجومَهُ على ضَحِيَّتِهِ مَاسِحاً الأَرْض بِكَرامَتِها صَائِحاً فيها لَوْماً وتَقْرِيعاً وتَأْنِيباً :            
 "  أَنا أَتْعبُ وأَكُدُّ لَيْلاً ونَهاراً وأَنْتِ لاتَفْعَلِين شَيْئاً أَيَّتُها الغَبِيَّة ...... أَنا أَعْمَلُ ، أَتَسوَّقُ ، أَجْلُبُ الغِذاءَ لكِ لِتَأْكُلِين وتَنْتَفِخين وأَنْتِ تَزْدادِين غَبَاءً كُلَّ يَوْم ...... تَعْلفِين كالبَقَرَة الَّتِي لافَائِدَة مِنْها .......  سأَسْحقُ رَأْسَكِ ......... سأُهشِّمُ عِظامَكِ ولن يَتَعَجَّبْ أَحْد أَوْ يَلُومَني لأَنَّكِ تَسْتَحِقين  ........  سأَضْرِبُكِ بِالنِعالِ ، بِالحِزَام رُبَّما يُزِيل الغَبَاءَ عَنْكِ ويُصْلِحُ حَالَكِ ......... إلخ  "  .                                                                                                    
اسْتَرْسَلَ الرَّجُلُ لَعْناً وسَبَّاً وشَتْماً فيها وهي وَاقِفَة لاتَتَحَرَّك مِنْ مَكانِها تَهْتَزُّ كبَنْدُول ، تَرْتَجِفُ شَفَتاها ويَدَاها وتَتَّسِعُ عَيْناها لِكُلِّ صَرْخَةٍ هَلَعاً وهي في وَضْعِ الانْتِظارِ مَتَى يَنْقَضُّ عَلَيْها هذا الوَحْش المُنْفَلِت ........                                                                      
تَراءَى لي إِنَّ الشَابَّة ستَنْزَلِقُ في إِغْماءَة خَوْفاً وهَلَعاً ...... لا أَدْرِي كَيْفَ صَمَدَتْ !! ...... أَنا أَيْضاً أَصابَني الهَلَع مِنْ هذا الوَحْش الَّذِي كما بَدا إِنَّه حَطَمَ ضَحِيَّتَهُ وحَوَّلَها إِلى أَرْنَبٍ مَسْكِين هَلِع وخَائِف يَعِيشُ الخَطَرَ كُلَّ لَحْظَة ويَعْرِفُ أَنَّ نِهايَتَهُ آتِية لامَحالَة فالمَسْأَلَة هي فَقَطْ مَسْأَلَة وَقْت لا أَكْثَر ..... حِيْنَ يَشْبَعُ هذا الوَحْش مِنْ وَحْشِيَتِهِ ويَسْأَمها سيَنْقَضُّ على ضَحِيَّتِهِ ويُنْهِيها قُرْبَاناً لِسَأْمِهِ ........                                                                  
عِبارَاته "  أَنا أَتْعَبُ وأَكُدُّ لَيْلاً ونَهاراً وأَنْتِ لاتَفْعَلِين شَيْئاً أَيَّتُها الغَبِيَّة ......إلخ " الْتَصَقَتْ بِذاكِرَتي أَبَداً دُوْنَ فِكاكٍ عَنْها كما الْتَصَقَتْ ذِكْرَى هذهِ الشَابَّة في نَفْسي عَمِيقاً  ......          
 عِبارَاته القَبِيحَة لاتَزُولُ عَنْ ذَاكِرَتي لأَنَّها تُمَثِّل جَانِباً مِن الظُلْمِ الَّذِي أَحاقَ بِهذهِ الشَابَّة السَّيِّئةِ الطَالع وأَيْضاً أَعْطَى صُورَةً عَنْ كَثِيرٍ مِن الرِجالِ في تِلك المَدِينَة اللاوَدُودَةِ وذلك المُجْتَمعِ الوَلِيدِ عِنْها  ......                                                                                
أَخِيراً تَدَخَّلَتْ زَوْجَةُ خَالِي بِحَذَرٍ وخَوْفٍ بَعْدَ أَنْ اسْتَجْمَعَتْ فُلُولِ شَجاعَتِها وحَاوَلَتْ تَهْدِئَة الوَحْش بِبِضْعِ كَلِماتٍ وتَطْييبِ خَاطِرَه عَلَّهُ يَحْسِرُ أَذَاهُ عَمَّنْ ابْتُلِيَتْ بِهِ  ....... ازْدادَ الرَّجُلُ تَباهِياً وشَعِرَ أَكْثَر بِأَنَّهُ مُحِقٌّ فيما يَفْعَل وصَارَ يَخُصُّنا بِتَوْضِيحاتِهِ مُنْهَمِكاً في ذَمِّ ضَحِيَّتِهِ ومَسْحِ الأَرْضِ بِكَرامَتِها لِمَرَّةٍ أُخْرَى وكأَنَّ مَرَّة وَاحِدَةً لا تَكْفِي ....... ثُمَّ وبَعْدَ أَنْ أَفْرَغَ بَذاءَاتَهُ كُلَّها غَادرَ خَارِجاً ........                                                                        
عَمَّتِ السَكِينَةُ المَكانَ وأَفْردَ الهُدوءُ جَنَاحِيّهِ مُتَنَفِّساً الصُعْداء ، وكانَتْ الدُمُوعُ تَتَلأْلأُ وتَتَلامَعُ في عَيْنيِّ الشَابَّة لَكِنَّها لَمْ تُلامِسَ خَدِّيها ولَمْ تَتَدَحْرجْ عَنْهما ......  حَتَّى دُمُوعَها كانَتْ عَصِيَّةً على التَدَّحْرُجِ فَوْقَ خَدِّيها وظَلَّتْ أَسِيرَةَ مَآقيها خِشْيَة  العَواقِبِ .......          
ورَغْمَ تَطْييبِ خَاطِرَها بِكَلِماتٍ تَخْتَصِرُ الأَمْلَ في غَدٍ أَفْضَلٍ فيَهْدأُ الرَّجُلُ وتَزُولُ عَصَبِيَّتهُ ويَرْضَى عَنْها ويُنْسى كُلَّ شَيْءٍ لَمْ تَخْطُفْ ولَوْ وَمْضَةُ أَمْلٍ عَارِضَة مِنْ عَيْنيِّ الشَابَّة إِيماناً بِذلك ، ولَمْ تَفْلَح الجُهُود ولَوْ في رَسْمِ بَرِيقٍ بَاهِتٍ فَوْقَ صَفْحَةِ وَجْهِها المُتَبَّلِ بِالحُزْنِ والرَهْبَةِ .......                                                                                              
لَمْ تَنْبُس الشَابَّة بِكَلِمَة ، كانَتْ صَامِتة طوالَ الوَقْت فمُعامَلَة زَوْجَها السَّيِّئة لَها أَفْقَدَتْها النُطْق وجَعَلَتْها تَخافُ الكَلام ......                                                                              
بَعْدَ وَقْتٍ بَدا لي دَهْرأً خَرَجْنا مِنْ هذا الجَحِيم ، والفَزَع مِمَّا رَأَيْتُ شَلَّ طَاقَتِي وكَلَّفَني تَفْكِيراً طَوِيلاً في وَضْعِ النِساءِ في مَدِينَةٍ قَاسِيةٍ كُنْتُ أَكْرَهُها وأَتَمَنَّى الرَحِيلَ عَنْها في كُلِّ لَحْظَة ، حَتَّى هَواءَها كانَ خَانِقاً .......                                                                            
زَوْجَة خَالِي بِطِيبَتِها وبَساطَتِها كانَتْ تَتَعامَل مَعَ الشَابَّة بِاحْتِرامٍ جَمِيلٍ وتَعْتَرِفُ بِمَكانَتِها كأُنْثَى لَها بَيْتَها وعَائِلَتَها ، فلَمْ يَكُنْ يُزْعِجها خَوْف الشَابَّة أَوْ تَرَدُّدها أَوْ عَدَمَ نُطْقِها وكانَتْ تَشْعُرُ بِمُعاناتِها عَمِيقاً ، مُحاوِلَةً بِطَرِيقَةٍ ما مُساعَدَتها على تَبَوُّءِ مَكانَتِها الطَبِيعِيَّة في مُجْتَمعٍ يَسْحَقُ الأُنْثَى ولايَمُدُّ لَها يَدَ العَوْن .......                                                      
فَهِمْتُ فيما بَعْد إِنَّ اسْتِعارَةَ أَداةِ المَطْبَخِ  ما كانَ إِلاَّ ذَرِيعَةً صَالِحَةً مِنْها لِتَتَمَكَّن مِنْ زِيارَةِ الجَارَةِ المَظْلُومَة والأَطْمِئنانِ عَلَيْها حَيْثُ كانَ زَوْجَها الشَرِس قَدْ مَنَعَها حَتَّى مِنْ مُخالَطَةِ الجِيرانِ .                                                                                                    
لَمْ يَكُنْ بِمَقْدورِها فِعْل شَيْءٍ لأَجْلِ هذهِ الشَابَّة غَيْر الدَعْم المَعْنَوِيَّ وبَعْض الرِعايَة لأَنَّ المُجْتَمع بِأَكْمَلِهِ ضِدَّ النِساء ، فأَيُّ حِيلَةٍ لَها في تَغْييرِ الأَمْرِ أَوْ العَوْنِ وهي أَيْضاً مِنْ النِساء .                                                                                                      
الصَدْمَةُ مِمَّا رَأَيْتُ وحُزْنِي على وَضْعِ الشَابَّة حَرَّضَ فُضُولي لِلمَعْرِفَةِ عَنْها فخَبِرْتُ إِنَّ الرَّجُل كانَ أَرْمَلاً لَهُ عِدَّة أَوْلاد ، قَرَّرَ الزَواج ثَانِيةً فاخْتَارَ هذهِ الفَتاة لأَنَّ قِطَارَ الزَواج قَدْ فَاتَها ...... ففي هذهِ المَدِينَةِ بِمُجَرَّدِ أَنْ تَدُّكَ الفَتاةُ عَتَبات العِشْرِين تَكُونُ في نَظَرِ المُجْتَمعِ  " بَائِرَة " ومُسِنَّة ولاحَظَّ لَها في الزَواجِ مِنْ شَابٍ إِلاَّ في اليَانَصِيب ولِهذا فالأَهْل في الغَالبِ يَخْضَعُون لِضَغْطِ المُجْتَمعِ ويَضْطَرُّون لِدَفْعِ الفَتاةِ إِلى حُضْنِ أَحَدِ الكُهولِ فظِلُ رَجُلٍ أَفْضَل مِنْ ظِلِ حائطٍ ، رَغْمَ إِنَّ الحَائِط في حَالَةٍ كهذهِ كانَ أَكْرم وأَوْفَرُ أَماناً ...........                  
أَضافَتْ زَوْجَةُ خَالِي إِنَّ الرَجُلَ عَصَبِيّ المَزَاجِ بَعْض الشَيْء ولَكِنْ مَنْ مِن الرِجالِ لَيْسَ كذلِك ، جَمِيعهم هكذا لأَنَّهم رِجال ، والشَابَّة ستَتَعلَّمُ بِمُرورِ الأَيْامِ فهي لازَالَتْ في طَرِيقِها لِلتَعَلُّمِ كَيْفِية التَعامُلِ مَعَ هكذا زَوْج والصَبْر والتَحَمُّل حَتَّى تَتَغَيَّرُ الأَحْوال وتَنْصَلِحُ ....                
سَأَلْتُها : هَلْ يَضْرِبها كَثِيرَاً  ؟                                                                            
أَوْمَأَتْ بِرَأْسِها مُؤْكِّدَة .                                                                                    
لن أَنْسَى مَلامِحَ هذهِ الشَابَّة المَسْكِينَة ماحُيِّيْتُ وكَمْ تَمَنَّيْتُ مِنْ كُلِّ قَلْبِي ولازُلْتُ الخَلاصَ لَها ، هذهِ الشَابَّة المَجْهُولَةِ والَّتِي لا أَعْرِفُ حَتَّى اسْمها انْطَبَعَ وَجْهُها في وُجْدانِي صُورَةً لِكَثيرٍ مِنْ النِساءِ في حَالٍ مُشابِهٍ لايَخْتَلِف ........                                                            
كَمْ هَزَّتْ كِياني ورَجَّتْ أَعْماقِي وأَدْمَتْ شُعُورِي مُعانَاتُها ومِحْنَتُها ومَصَابُها .......... تَمَنَّيْتُ لَوْ اسْتَطعْتُ مُساعدَتَها ولَكِنْ ضَاقَتْ بي الحِيلَة وأَنا ابْنَةُ الثَانِيَةِ عَشَر ، طَالَتْ الحَسرَاتُ نَفْسِي وأَنا أَرَاها عَاجِزَة عَنْ مُساعدَةِ شَابَّةً تَتَدَّمَرُ وتُهْرَسُ يَوْمِيَّاً في قَبْضَةِ مَارِدٍ مُتَخَلِّفٍ مَعْتُوه ..... ظَلَّتْ الأَمَانِيّ أَمَانِيّ وظَلَّتْ الشَابَّة تُعاني .....                                            
في رَأْيي إِنَّ تَسَلُّطَ الرَجُلِ على زَوْجَتِهِ وبِهذهِ الطَرِيقَةِ الوَحْشِيَّة يُنَمِّي لَدَيْهِ رَغْبَة مُتَواصِلَة ومُتَصاعِدَة في تَحْقِيرِها وإِهانَتِها وصَبِّ عُقَدَهُ النَفْسِيَّة عَلَيْها فهي تَتَحَوَّلُ مِنْ زَوْجَةٍ وشَرِيكة حَيَاةٍ إِلى ضَحِيَّة ، وغَالِباً ما يُمْعِنُ الفَاعِلُ في تَعْذِيبِ ضَحِيَّتِهِ حَتَّى تَتَعَاظَمُ فيهِ غَرِيزَتُهُ التَسَلُّطِيَّةِ الوَحْشِيَّة بِشَكْلٍ لايُمْكِنُ رَدْعَهُ وايْقافَهُ ويَقُودُ لِقَتْلِ الضَحِيَّة وتَصْفِيَتِها جَسَدِيَّاً بَعْدَ أَنْ يَكُونَ قَدْ حَطَّمَها نَفْسِيَّاً ، هكذا يُرْضِي غُرورَهُ بِأَنَّهُ الأَقْوَى ، الأَحْسَن ، الأَفْضَل ..... إلخ                                                                                            
خَوْفُ الضَحِيَّة والَّذِي لايُمْكِنُ أَنْ تُلامَ عَلَيْهِ أَبَداً يُساعِدُ بِدَرجاتٍ في تَنامِي هذا الفِعْل وانْتِهائِهِ بِجَرِيمَةٍ  ........                                                                                  
مُعَالَجَة الخَوْف لَدَى الضَحِيَّة يَكُونُ بِتَوْفيرِ الدَعْمِ والحِمايَةِ المُجْتَمعِيَّة ، والعَائلِيَّة ، والقَانونِيَّة تَرافُقاً مَعَ الدَعْمِ والِحمايَةِ المَعْنَوِيَّة   .                                                    
كَمْ أَتَمَنَّى لَوْ أَعْرِفُ ما آلَ إِلَيْهِ مَصِيرُ هذهِ الشَابَّةِ الضَحِيَّة والَّتِي هي الآن بِالتَأْكِيدِ مُتَقدِّمَة في السِنِّ إِنْ كَانَتْ لازَالَتْ على قَيْدِ الحَيَاة  ......                                                      

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                            

في إِحْدَى جَوْلاتِ المَسْحِ الرِيفيِّ المُنَاطَةِ بِمَسْؤُولِيَّة المُسْتَوْصَفِ في تَغْطِيَةِ خِطَّةِ التَلْقِيحاتِ الصِحِّيَّةِ السَنوِيَّة ، صَادَفْنا رَجُلاً مُسِنَّاً دَكَّتْهُ سَنواتُهُ السَبْعِين ودَعَكَتْهُ دَعْكاً فصَارَ نَحْيفاً كَعَصا ، ومَرَّغَتْ هَيْكَلَهُ فصَارَ لايَرْتَفِعُ عَنْ الأَرْضِ إِلا أَشْبارَاً قَصِيرَة شَكَّلَتْ كُلَّ قَامَتِةِ ........
 أَخَذَني الأَسَفُ مِنْ أَجْلِهِ كَوْنَهُ كَفِيفاً لايُبْصِرُ مِنْ دُنْياه شَيْئاً ، الْتَفَتَتْ إِليّ زَمِيلَتي في المِهْنَةِ وقَدْ ضَاقَتْ ذَرْعاً بِتَعاطُفِي هذا وكانَتْ إِنْسَانَةٌ صَرِيحَة جِدَّاً ، وقَاسِيَةُ التَعابِير وفَظَّة ، تَقُولُ ماتُفَكِّرُ بِهِ دُوْنَ تَحَفُّظٍ ، أَوْ وَجْلٍ ، أَوْ احْتِرامٍ ، وقَدْ جَبَلَتْها خِبْرَتُها المَرِيرَةِ في الحَيَاةٍ بِجُرْعَةٍ عَالِيةٍ ومُكثَّفَةٍ على هذا ، وقَالَتْ لي بِتَشَدُّدٍ : ــ                                                        
" هذا الرَجُل الَّذِي تَأْسفِين لَهُ في ذِمْتِهِ أَرْبَعة نِساءٍ صُغْراهُنَّ في العِشْرِينِ مِنْ عُمْرِها .....  وهو لايَتَوَرَّعُ عَنْ ضَرْبِهن كُلَّما اعْتَراهُ جِنَّاً  أَوْ وَطْراً لِذلك ،  فهَلْ يُمْكِنُنا أَنْ نَأْسَفَ لَهُ  " .  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                              

حِيْنَما كُنْتُ أَهْذِي بِبَعْضِ المِثالِياتِ الخَائِبَةِ الرَائجَةِ التَدَاولِ في ذلك المُجْتَمعِ الجَائِرِ بِحَقِّ النِساءِ عَنْ صَبْرِ الزَوْجَةِ على مَسَاوِئ شَرِيكِها وتَفَهُّمِها لِظُرُوفِهِ وأَطْوارِهِ وأَحْوالِهِ دُوْنَ أَيِّ اعْتِبارٍ لَها ........ إلخ مِنْ غَباءِ الكَلامِ مُواسَاةً لِجَارَتي الحَائِرَةِ في حَالِها ، قَالَتْ خَالَتُها الوَاقِفَة إِلى جَانِبِها تَحُثُّها على الصَبْرِ أَكْثَر وتُخَفِفُّ عَنْها مَصَاباً لاسَبيلَ لِتَخْفِيفِهِ : ـ          
"  مَاذَا أَقولُ أَنا يابُنيَّتي وأَنْتِ تَعْرِفين زَوْجي ، حَتَّى إِنَّهُ في صَباحاتٍ مُعادَة وبَدَلاً مِنْ أَنْ يُوْقِظَني بِقُبْلَة غَسَلَ وَجْهي بِإِفْراغِ مَثَانتِهِ فَوْقَهُ  "  .                                              

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                  

حَكَتْ لي إِحْدَى النِساء إِنَّ صَدِيقَتَها بَعْدَ شِجارٍ عَنِيفٍ مَعَ زَوْجِها الَّذِي أَمْطَرَها ضَرْباً ولَكْماً حَتَّى غَطَّتْ الكَدَماتُ الزَرْقاء رُقْعاتٍ مِنْ جَسَدِها الْتَجَأَتْ لأَهْلِها بَحْثَاًعَنْ خَلاصٍ مِنْهُ ...........
بَعْدَ أَيْامٍ مِنْ ذاك الشِجارِ تَمَحَّكَ الزَّوْجُ تَمْثِيلاً ومُداهَنَةً لِمُراضَاةِ زَوْجَتِهِ وأَهْلِها ، دَفَعُوا بَها إِلَيْهِ ثَانِيةً فلا يُمْكِنُ انْتِظار غَيْر ذلك مِنْ أَهالِي النِساءِ عُمُوماً فالمُجْتَمع يَأْكُلُ وُجُوهَهُم إِنْ سَلَكُوا سَبِيلاً آخَر ، اضْطَرَّتْ الزَوْجَةُ ولاخَيَارَ آخَر لَدَيْها لِلعَوْدَةِ مَعَهُ إِلى مَنْزِلِ الزَوْجِيَّة ، حَتَّى يُتْقِنُ الزَّوْجُ دَوْرَ الرَجُلِ الطَيِّبِ المُتَسامِح اسْتَأْجَرَ سَيَّارَةَ أُجْرَة خُصُوصيّ لِيَعُودَ بِزَوْجَتِهِ إِلى بَيْتِهِ فأَعْطَى بِذلك انْطِباعاً مُسْتَحْسَناً لَدَيهم وطَابَتْ نُفُوسُهم ......                  
في الطَرِيقِ ، بَعِيداً عَنْ أَنْظارِ الجَمِيعِ وفي سَيَّارَةِ الأُجْرَةِ الخُصُوصيّ الْتَفَتَ إِلَيْها ولَكَمَها في وَجْهِها مَرَّات وأَنْدفَعَ يَضْرِبُها في كُلِّ قِطْعَةٍ مِنْ جَسَدِها تَصِلُ إِلَيْها يَدَاهُ القَذِرتان وفَمُهُ يَتَقَيَّأُ أَبْذأَ الشَتَائِمِ وقَارِصَ الكَلامِ تَحْتَ أَنْظارِ السَائِقِ الَّذِي الْتَزَمَ الصَمْت التَامّ وعَدَمَ التَدَخُّلِ في أُمُورٍ عَائلِيَّةٍ خَاصَّة !!!! ....... الزَّوْجَةُ مِلْكُ زَوْجِها يَفْعَلُ بِها مايَحْلو لَهُ ، أَمَّا الغَرِيب فلَهُ الفُرْجَة والصَمْت التَامّ ....... هكذا يَرَى المُجْتَمع كُلَّهُ الوَضْعَ الطَبِيعِيِّ .......                    
الرَّجُلُ خُدِّشَتْ رُجُولَتَهُ وكَرَامَتَهُ حِيْنَ الْتَجَأَتْ زَوْجَتَهُ لِبَيْتِ أَهْلِها وعَلَيْهِ أَنْ يُؤَدِّبَها حَتَّى لاتُعِيد الكَرَّة ( وقَدْ نَجَحَ في ذلك فزَوْجَتَهُ امْتَنَعَتْ عَنْ تِكْرارِها فيما بَعْد خَوْفاً مِنْ هَمَجِيَّتِهِ ) فهو حُرٌّ أَنْ يَفْعَلَ بِها مايَشَاءُ وعَلَيْها هي أَنْ تَقْبَلَ الوَضْعَ شَاءَتْ أَمْ أَبَتْ فكَلِمَةُ الرَجُلِ يَجْبِ أَنْ لاتُلامِسَ بِلاط َالأَرْضِ .......                                                                          
مامَدَى ، ما عُمْقِ هذا الظُلْمِ ؟                                                                          
يَضْرِبُها ويُطالِبُها أَنْ لاتَحْتَّجُ بَلْ تَتَقَبَّلُ ذلِك مِنْهُ وعلى مَرْمَى تَشْكُرَهُ  ................          
إِنَّ هذا لَظُلْمٌ على ظُلْم ...........                                                                        
المُجْتَمع في شَخْصِ أَهْلِها وفي شَخْصِ سَائِق سَيَّارِةِ الأُجْرَةِ مُتَواطِئ مَعَ الرَجُلِ ، أَهْلها حِيْنَ أَعادُوها إِلَيْهِ ، وسَائِق السَيَّارَةِ حِيْنَ الْتَزَمَ الصَمْت بَدَلاً مِنْ أَنْ يُنْقِذَها مِنْ بَراثِنِ زَوْجِها الهَائِج ، فكِلاهُما يُمَثِّلان المُجْتَمع الساكِت عَنْ سَيِّئاتِ الرِجالِ وقُبْحِ أَفْعَالِهِم  ........          
الأَهْلُ والسَائِق يُنْفِذانِ فِكْرَة المُجْتَمعِ وأُسلوبِ التَعامُلَ مَعَ النِساءِ في حَالاتٍ كهذهِ ...... هُما لَمْ يَأْتِيا بِشَيْءٍ مِنْ جُعْبَتِهما بَلْ يَفْعلانِ مايُمْلِيهِ عَلَيْهما المُجْتَمع الَّذِي يَنْهَلُ نَهِماً مِنْ الأَدْيانِ وشَرائِعها ......                                                                                              
لِهذا كَيْفَ نُطالِبُ سَائِقَ السَيَّارَةِ بِمَوْقِفٍ عَادِلٍ إِنْ كانَ نِتَاجَ مُجْتَمعِهِ المَرِيضِ بالأَدْيانِ وشَرائِعها فيَرَى الظُلْمَ عَدْلاً ، والعَدْل عَيْباً ، ويَتْرُكُ النِساءَ والأَطْفالَ ...... إلخ ضَحايَا الطَرَفِ الآخَر .......                                                                                        

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                        

أَذْكُرُ مِنْ أَتْرابي في سِنِّ الخَامِسةِ عَشَر ، الصَبِيَّة الجَمِيلَة الهَادِئة ( ي ) زُفَّتْ لِهَمَجِيٍّ في الخَامِسَةِ والثَلاثِين نَخَرَ عِثُّ المُجْتَمعِ والدِينِ شَبكات التَرابُطِ في عَقْلِهِ حَتَّى تَشَكَّلَتْ كُهُوفاً رَطِبَة عَفِنة ، زُفَّتْ إِلَيْهِ دُوْنَ أَنْ يَكُونَ لإِرادَتِها مَكاناً ودُوْنَ أَنْ تَرَى الرَجُل سِوَى لِمَرَّتَينِ وتَحْتَ أَنْظَارِ الحِراسَةِ المُشَدَّدَةِ لِلعَائِلتَينِ  .                                                            
في اللَيْلَةِ الأُولَى لَهُ مَعَها ( لَيْلَة الدُخْلَة كما يُسَمُّونَها بِالمُتَعارَفِ ) وهي عَرُوسٌ بَهِيَّة بِثَوْبِ زَفَافِها أَبْرَحَها ضَرْباً .........                                                                              
وفي الأَيْامِ الَّتِي تَلَتْ ذلك كانَ يَفْتَخِرُ بَيْنَ الكُلِّ بِمافَعَلَ ، وبَيْنَ تَفاخُرِهِ أَثْنَى البَعْضُ على تَصَرُّفِهِ هذا وامْتَدَحَهُ بِاعْتِبارِهِ عَيْنُ الحِكْمَةِ بَيْنَما تَساءَلَ الآخَرون لِماذَا لَمْ يَذْبَحْ لَها القِطَّة بَدَلاً مِنْ كُلِّ هذا العَنَاء ؟ ....... وعَنَّ لي حِيْنَها ماذَنْبُ الحَيَوانِ الَّذِي لانَصِيبَ لَهُ في مَسِيرَةِ حَيَاتِنا لِيَحْشُروهُ حَشْرَاً كضَحِيَّةٍ يُمْكِن التَفْرِيط بِها فَوْقَ مَسْرَحِ فظَاعَاتِنا البَشَرِيَّةِ المَجْنُونَةِ ؟
حِيْنَ سَأَلُوهُ عَنْ سِرِّ مافَعَلَ قَالَ إِنْ ذلك يَحْفَظُ مَكانَتِهِ في عَيْنَيْها على الدَوامِ ، وسيَجْعَلها زَوْجَةً صَالِحَةً قَيْدَ رَغْبَتِهِ تَسِيرُ فَوْقَ العَجِينِ فلاتَتْرُك فيه أَثَراً ، وتَمُرُّ فَوقَ البَيْضِ فلاتَكْسِرُ لَهُ قِشْراً ، وقَدْ يَقُودُها ذلك لِتَرْكَعَ لَهُ ولَوْ إِنَّ الرُكُوعَ للهِ وَحْدَهُ ولَكِنَّهُ زَوْجَها أَيْ سَيِّدها .    
السَنَةُ الأُولَى كَذَبَتْ نُبُوءَتَهُ ، إِذْ كانَتْ سَنَةٌ مَلِيئَة بِالخِلافاتِ والتَنافُر وكُلّ قُشُورِ البَيْضِ تَهَشَّمَتْ والعَجِين لاصَ بِهَيْئَتِهِ ، فالصَبِيَّة الخَائِفَة لَمْ تَكُنْ تُطِيقُ النَظَرَ في سَحْنَتِهِ وكانَتْ بَيْنَ يَوْمٍ وآخَر تَفُرُّ هَارِبَةً لأَهْلِها مِنْهُ حَتَّى انْتَهى الحَالُ بِالطَلاقِ .......                                

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                

ما الَّذِي يَأْمَلَهُ أَوْ يُرِيدَهُ الرَّجُلُ مِن الأُنْثَى في هذهِ المُجْتَمعاتِ وهي في عَيْنَيْهِ صَغِيرَة العَقْلِ ولا تَنْضُجُ أَبَدَاً وقَلِيلَة الدِرايَةِ  ؟                                                                          
لِماذَا يَتَوَّقَعُ مِنْها الحَصافَةَ والفِطْنَةَ في مُعالَجَةِ الأُمُورِ وهو ـ وكذلك المُجْتَمع ـ  لايَمْنَحانها الفُرْصَة لِتَعَلُّمِ كُلِّ ذلك ، وأَيْضاً هو نَفْسه الَّذِي يَظُنُّ فيها ( أَيْ في نَفْسِهِ ) النُضُوجَ وكِبَرَ العَقْلِ لايُمْكِنُهُ أَنْ يَبْلُغَ الحَصَافَةَ والفِطْنَةَ ذاتها الَّتِي يُطالِبُ بها الأُنْثَى ...... هذهِ ازْدِواجِيَّة في المَقاييس ودَلِيل على إِنَّ الأُنْثَى غَالِباً ماتَكُونُ ضَحِيَّةَ الرَجُلِ لِتَفْرِيغِ عُقدَهُ فيها .......          
أَيُّ مَفْهُومٍ ، أَوْ حَقٍّ ، أَوْ مَنْطِقٍ يُبْيحُ لِلرَجُلِ كَسْرَ أَسْنانِ زَوْجَتِهِ ، أَوْ أَحَدَ عِظامِها ، أَوْ التَسَبُّبِ في إِصابَةٍ لَها ، أَوْ إِفْراغِ مَثَانَتِهِ في وَجْهِها إِلاَّ إِذا كانَ الزَّواجُ نَمَطاً مِنْ أَنْماطِ العُبُودِيَّةِ ومُساوِياً لِعَقْدِ امْتِلاكٍ ، أَلا تُفْصِحُ هذهِ الأَفْعَال عَنْ رِجالٍ لا أَسْوِياء  ؟ .              
أَيُّ مُشْكِلَةٍ ، أَوْ حَدِيثٍ ، أَوْ شِجارٍ ، أَوْ مُشَاداةٍ ، أَوْ ...... إلخ في أَيِّ حَجْمٍ  كانَتْ ، أَوْ نَوْعٍ ، أَوْ إِطارٍ ، أَوْ مُسبِّباتٍ ،  تُبِيحُ لِلرِجالِ الاعْتِداء على النِساءِ ضَرْباً ؟                              
وأَيْضاً يُقالُ الأَمْر ذَاتَهُ عَنْ ضَرْبِ الأَخ لِشَقِيقاتِهِ ، أَوْ الأَب لِبَناتِهِ ، أَوْ التَسَبُّبِ لَهُنَّ في جُرُوحٍ وكَدماتٍ وكُسُورٍ ..... إلخ قَدْ يَكُونُ لإِحْدَاها أَثَرٌ في إِحْداثِ عَاهَةٍ مُسْتَدِيمةٍ تُرافِقُ الأُنْثَى مَدَى العُمْر وتُعاني مِنْها .....                                                                    
ورَغْمَ كُلّ القُبْحِ والعُنْفِ في تَعَدِّي الذَكَر على الأُنْثَى نَسْمَعُ المَنْظُومَةَ المُجْتَمعِيَّة تُردِّدُ بِغَباءٍ مُقْزِّزٍ مُدْقَع إِنَّ الأُنْثَى هي السَبَب ، وهي الَّتِي تَدْفَعُ الرَجُلَ لِضَرْبِها ، أَوْ تَرْغَبُ في ضَرْبِ الرَجُلِ لَها ، أَوْ إِنَّها تَسْتَحِقُ ما يُصِيبها ، أَوْ إِنَّهُ رَجُلٌ وثَارَتْ ثَائِرَتُهُ وهذا أَمْرٌ مُعْتاد ...... إلخ مِنْ تِلك الجُمَلِ الهَوْجاءِ الَّتِي تَعْكِسُ جَهْلاً مَرِيراً وقَسْوَةً عَفِنَة تَفُوحُ عَنْها رَائِحَةَ البَذاءَة والتَخَلُّف ، وتُثِيرُ شَهِيَّة الرِجالِ أَكْثَر وتُحرِّضهُم لإِدْمانِ الحالِ أَشَدُّ انْسِياباً فيه .                
مَنْ يَتَحَمَّلُ مَسْؤُولِيَّةَ عَشْعَشَةَ كُلُّ التَشْخِيصات السَلْبِية عَنْ الأُنْثَىٍ في مُجْتَمعاتِنا ، إِنْ لَمْ تَكُنْ الأَديان فإِلى أَيْن تُرْشِدُنا البَوْصَلَة ، وأَيُّ تَبْرِيرٍ بِأَسْبابٍ أُخْرَى يَقُولُ الشَافِية ؟ .              
إِنْ أَخْلَتْ الأَدْيان مَسْؤُولِيَّتَها وتَنَصَّلَتْ عَنْها في وَضْعِ النِساءِ اللامُنْصِف ، وما يُعابُ عَلَيْها مِنْ خَلْقِ أَسْبابِ حَالَةِ التَرَدِّي الَّتِي تَلُفُّ أَوْضاعَهُنَّ وطَمْرهُنَّ فيها والحَطِّ مِنْ قِيمَتِهنَّ وحَصْرِ عَالَمِهنَّ وتَضْييقِهِ ، فهل سَتَفْلَحُ في إِخْلاءِ مَسْؤُولِيَّتِها وغَسْلِ كَفِّيها وإِعْلانِ بَراءَتِها وصَدِّ ماعَلَيْها مِنْ مآخِذ في كَوْنِها قَدْ شَارَكَتْ وسَاهَمَتْ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ وفَعَّالٍ في سَرِقةِ حُقُوقِ النِساءِ ، وتَدَنِّي أَحْوالِهنَّ بِاضْفائِها صِفَةَ القَداسَةِ والشَرْعِيَّة على كُلِّ تلك الأَفْكارِ الَّتِي تُؤمِّن حَالَةَ التَرَدِّي هذهِ ، والعَمَل حَثِيثاً لِلمُحافظَةِ على اسْتِمْرارِيَّتِها ، والاسْتِهانةِ بِحُقُوق الأُنْثَى ككَائِنٍ مُساوٍ في كَيْنُونتِهِ لِشَريكِها الذَكَر مِنْ خِلالِ نُصُوصٍ ذَيَّلَتْها بِتَوْقِيعٍ عَنْوَنَتْهُ سَماوِيَّاً .        
 الأَدْيان لَمْ تُنْصِفْ النِساء إِنْ لَمْ تَسْحَقَهنّ عَنْ تَصْمِيمٍ وعَمَدٍ .                                    
وبِما إِنَّني أَرْوِي الأَحْداث مِنْ بُقْعَةٍ مُحدَّدَةٍ مِنْ بِقاعِ العَالَمِ فبِالإِمْكانِ تَحْدِيدِ تِلك الأَدْيان أَلا وهي ما تُسَمَّى بِالسَماوِيَّة .                                                                              
    
طِبْتُم خَيرَاً وسَلاماً عَزِيزاتي ، أَعْزائي مِن القَارِئاتِ والقُرَّاء .                                    
لكُم المَوَدَّةُ والمَحَبَّة .                                                                                    
 


115
من مُذكرات إِنْسَانَة  / 1                                                                            
ــ  مُجْتَمع  ــ                                                                                          
                                        
                                  

كليجة وكلينتون ورِجال وكَبائِر أُخْرَى ............              
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ              
بقلم : شذى توما مرقوس                                    
السبت 17/ 9 / 2011 ــ الأثنين 19 / 9 / 2011              


(  نُتفٌ عَنْ أَحْوالِ وأَوْضاعِ النِساء ) ..........                                                        

......... كَمَرَّةٍ مِنْ كَثِيرِ المَرَّات الَّتِي اعْتَدْناها تَلاقينا أَنا وقَرِيناتي في الصَفِّ الأَوَّل الابْتِدائِيّ لِنَلْعَبَ سَوِيَّة  " طَم خرِيزَة " وهي لُعْبَة كَانَت شَائِعَة جِدَّاً في ذَلِك الوَقْتِ ومُسلِّيَة لَنا جِدَّاً كَبَناتٍ صَغِيرات ، حَيْثُ تَحْتَفِظُ كُلُّ وَاحِدَةٍ بِعَدَدٍ مِن الخَرَزِ المُلَوَّنِ والمُتَباينِ الأَحْجامِ والأَشْكالِ والنُقُوشِ ، ثُمَّ نَحْفُرُ حُفْرَةً صَغِيرَةً في التُرابِ ونتَتابَعُ بِدَحْرَجَةِ الخَرَزِ نَحْوَ الحُفْرَةِ ،  فإِنْ أَصَابَ الخَرَزُ الحُفْرَة رَبِحَتْ صَاحِبَتُها وإِنْ حَادَ عَنْها خَسِرَتْ وكَانَ عَلَيْها أَنْ تُضَحِّي بِبَعْضٍ مِنْ خَرَزِها ، عِقابٌ قَاسٍ ومُؤْلِمٍ جِدَّاً لأَنَّ الخَرَزَ كَانَ عَزِيزاً عَلَيْنا كَصَغِيرات في أَعْمارِنا حَيْثُ حَفَرْنا لَهُ في تَصَوُّراتِنا قِيمَةً مُساوِيَةً لِقِيمَةِ الذَهَبِ أَوْاللُّؤْلُؤ الَّذِي يَتَقَاتَلُ مِنْ أَجْلِهِ الكِبار ، نَحْنُ الصَغِيرات كانَت دُنْيانا صَغِيرَة بِحَجْمِ أَعْمارِنا فيها نَتَقَاتَلُ لَعِباً لأَجْلِ خَرَزٍ مُلَوَّن .                                                                                                        
كُنَّا نَلْتَقِي عِنْدَ تَقَاطُعِ الشَوارِعِ الأَرْبَعةِ لِلمَحَلَّةِ حَيْثُ تَسْتَلقِي قِطْعَةَ أَرْضٍ تُرابِيَّة خَالِيَة لا بِنَاءَ عَلَيْها يَسْتَغِلُها كُلُّ أَطْفالِ المَحَلَّة والقَادِمين مِنْ تِلك البيوتِ المُتَرَاصَّة إِلى جَانِبِ بَعْضِها البَعْض في الشَوارِعِ الأَرْبَعةِ لِلعِبِ فِيها ........                                                        
وأَثْنَاءَ اللَعِبِ يَتَعالَى صُراخنا ، ضَحِكنا ، اخْتِلافنا ، شِجارَاتنا ، حَماسَتنا ....... ويَسْتَمِّرُ اللَّعِبُ حَامِياً كالوَطِيسِ ........                                                                            
بَيْنَما كُنَّا غَارِقين في مُتَابَعَةِ اللُعْبَة ، انْتَبَهْنا فَجْأَةً إِلى رَجُلٍ يَقِفُ فَوْقَ رؤوسنا الصَغِيرَة ويُحَدِّقُ بِنا غَاضِباً ، حَتَّى أَنَّ شَوارِبَهُ الكَثَّة السَوْداء كَانتْ تَرْتَجِفُ مِنْ فَرْطِ غَضَبِهِ ، وعَيْنَيْه تَنْفُثُ عَنْهُما قَسْوَةٌ مُخِيفَة تَكْفِي لِتُمْسِك النَبْضَ عَن قُلُوبِنا الصَغِيرَة ......                        
كَانَ الرَّجُلُ الغَرِيب في مُنْتَصَفِ العُمْرِ كما بَدَا ويَرْتَدِي الزِيَ الشَائِعِ في تِلك المَدِينَةِ والَّذِي كَانَ عِبَارَة عَن رِداءٍ طَويلٍ حَتَّى القَدَمَين يُخاطُ مِنْ قِماشٍ رَمادِي اللَوْنِ دَاكِن في الغَالِب تَتَداخَلُهُ خُطُوطٌ دَقِيقَة رَفِيعَة بَيْضاء وسَوْداء ( إِلى جَانِبِ اللَوْن الرَمادِي الدَاكِن الشَائِع ، كانَتْ أَقَلُّ شُيُوعاً حُلَلٌ بِأَلْوانٍ أُخْرَى كاللَوْنِ الأَسْودِ ، القَهْوائِيِّ ، الجَوْزِيّ ....... إلخ ، تَتَداخَلُ فيها خُطُوط ٌدَقِيقَة رَفِيعَة لأَلْوانٍ مُتفاوِتة مُخْتَلِفَة ) ، كَانَ الرِّجالُ يَلْبَسُونهُ فَوْقَ قَمِيصٍ أَبْيضٍ أَوْ لَوْنٍ آخَرٍ ما ، نِصْف الرِداء يَأْتِي على نِصْفِهِ الآخَرِ لِيَنْتَهِي عِنْدَ الجَانِبينِ في رَبْطَةٍ فَوْقَ الخَصْرِ جَانِبيَّة ، ثُمَّ تَأْتِي العَبَاءَة الرِجالِيَّة العَرَبِيَّة المُوْشَّاة حَواشِيها بِخيوطٍ ذَهَبِيَّة فَوْقَ الرِداء ( البَعْض أَحْياناً اعْتَادوا ارْتِداء الستْرَة أَوْ الجاكيت بَدَلاً عَن العَبَاءَةِ ) ، أَمَّا الرَأْس فتُغَطِيهِ قِطْعَة قِماشٍ بَيْضاء ( كَفِيَّة ، يشماغ ) ، مَطْوِيَّة على شَكْلِ مُثلْث ، طَوِيلَة  تَكْسُو ُ الكَتِفيْن أَيْضاً  ، يَضْبِطها عِقالٌ أَسْود في قِمَّةِ الرَأْسِ .                                    
حَدَقَ بِنا غَاضِباً ثُمَّ انْفلتَ يُخاطِبنا كَمَنْ أَصَابَتْهُ نَوْبَة صَرَعٍ وأَذْكُرُ عِبارَتَهُ جَيداً :              
"   كَيْفَ يَسْمَحُ لكُنَّ آباءكُنَّ بِاللَعِبِ في الشَارِعِ وأَنْتُنَّ في عُمْرِ الزَواجِ ......... "            
تَرَكنا اللَعِبَ ونَحْنُ نُصْغِي مُرْتَعِبات مَشْلُولات إِلى الرَجُلِ ، وقَبْلَ أَنْ يَتِمَّ كَلامَهُ تَفَرَّقنا ودَفَعنا الخَوْفُ لِلهَرَبِ كُلٌّ إِلى مَنْزِلِها ، حَتَّى إِنَّنا ولِفَرْطِ خَوْفِنا وارْتِباكِنا مِنْ هذا الغَرِيب الغَاضِب تَرَكنا بَعْضَ كُنُوزنا مِن الخَرَزِ المُلَوَّن والمُخْتَلِفِ الأَحْجامِ في تِلك الحُفْرَةِ الصَغِيرَةِ غَيْر نَادِماتٍ أَوْ آبِهات ...... في تِلك اللَحْظَة حَتَّى الخَرَز الجَمِيل المُلَوَّن والعَزِيز على قُلُوبِنا كَصَغِيراتٍ صَارَتْ التَضْحِيَة بِهِ مُمْكِنَة ..... لم يَكُنْ في رؤوسنا الصَغِيرَة سِوَى الهَرَب إِلى أَحْضانِ العَائِلَةِ حَيْثُ الأَمْنَ والأَمَان ........                                                            
تَابَعَ الرَّجُلُ انْفِلاتَهُ سَبَّاً وشَتْماً ولَعْناً وسِيقانُنا الصَغِيرَة تُسابِقُ الرِيحَ وتَسْبِقُهُ ...........      
كُنَّا أَنا وقَرِيناتي في سِنِّ السَابِعَة وكَانَ هذا الرَجُل يَقُولُ لَنا بِأَنَّنا في سِنِّ الزَوَاج ...... !!!!
الرَجُل وبِلاشَك كَانَ مَحْظُوظاً ، ففي آواننا هذا لَوْ سَوَّلَتْ لِغَرِيبٍ ما نَفْسهُ أَنْ يَتَحدَّث إِلى طِفْلٍ ما في الشَارِعِ في بَلدٍ يُدِيره دسْتور حُقُوقِ الإِنْسَان ، وتَجَرَّأَ الغَرِيب على مِثْلِ فِعْلٍ كهذا والتَطاولِ على أَطْفالِ الآخَرِين لاعْتَقَلَهُ القَانُون ومَسَخَ أَيْامَهُ نَدَماً على ما اقْتَرَف ........      
وَصَلْتُ البَيتَ وأَنا أَلْهَثُ تَعَباً ، وأَلَماً ، وخَجَلاً ، وخَوْفاً ، وحَرَجاً مِنْ كَلامِهِ ...... كُلُّ هذهِ المَشَاعِر كَانَت تُخَالِطني وتَرُّجني كَمَوْجَةٍ غَيْر مُسْتَقِّرَة في بَحْرٍ شَاسِعٍ يَأْكُلُ الأَطْفالَ ذوي الحَسْاسِيَّة المُفْرَطَة في المَشَاعِرِ أَمْثالِي .......                                                        
اخْتَبأْتُ تَحْتَ سَرِيري حَتَّى لايَلْحَظني أَحَد مِنْ أَفْرادِ العَائِلَةِ حَيْثُ كَرَامَتي وعِزَّة نَفْسِي يَأْبيا عليَّ أَنْ يَقْتَنِصني أَحَدٌ ما وأَنا في حَالَةِ الحُزْنِ هذهِ .                                                
إِنْخَرطْتُ في بُكاءٍ طَوِيلٍ مَكْتُومٍ فعِبَارَتهُ " إِنَّنا في سِنِّ الزَواجِ " أَخْجَلَتْني وجَرَحَتْني جِدَّاً ومَزَّقَتْ مَشَاعِرِي وهَدَّدَتْ عَالَمِي الطُفُولِيّ بِقَسْوَةٍ لاأَعْرِفُ عَنها شَيْئاً ولم أَخْبَرْها مُسْبَقاً ........                                                                                                        
إِحْتَفَظْتُ بِالأَمْرِ لِنَفْسِي ولم أَبُحْ بِهِ ولا حَتَّى لأُمِّي فكَرَامَتي المُتَعالِيَة فَوْقَ الأَحْزانِ تَدْفَعُ مُعانَاتي لِلكِتْمانِ وعَدَم البَوْحِ ، أَمَّا قَريناتي فلَقَدْ ثَرْثَرْنَ لأُمَّهاتِهِنَّ بِتَفاصِيلِ ما جَرَى .          
لازلْتُ أَذْكُرُ مَلامِحَ ذلك الرَجُلِ الغَرِيبِ القَاسِية ، مَلامِحَ كَرِيهَة ، خَشِنَة ، غَاضِبَة ، يَتَقَطُّر عَنها السُمَّ والغَضَبَ والجَهْل ........                                                                    

عِنْدَ المَساء تَوَجَّهَتْ أَمِّي وأَخَواتي إِلى مَنْزِلِ أَحَدِ الجِيرانِ في المَحَلَّةِ التَالِيَة لِمَحَلَّتِنا وأَخَذوني مَعَهُنَّ حَيْثُ كَانَ العِيدُ على الأَبْوابِ وجَمِيع النَاسِ مُنْشَغِلين بِعَمَلِ الكلِيجَة والحَلَويات ( الكلِيجَة تُعْمل على شَكْلِ عَجِينَةٍ صَغِيرَة تُحْشَى بِالجَوْزِ أَوْ بِمَسْحُوقِ اللَوْزِ أَوْ جَوْز الهِند ...... إلخ ثُمَّ تُطْبَخ في الفُرنِ التَقْلِيديِّ القَدِيمِ عَنْدَ الفَرَّان ، وتُصْنَعُ بِأَشْكالٍ جَمِيلَة ومُتَعَدِّدَة ومُخْتَلِفَة ) ، وكَانَ التَقْلِيد المُتَّبَع آنَذاك إِنَّ مَجْمُوعَةَ عَوائِل تَجْتَمِعُ لَدَى عَائِلَةٍ أُولَى لِعَمَلِ الكلِيجَة ثُمَّ لَدَى العَائِلَةِ الثَانِيَة في اليَوْمِ التَالِي ، ثُمَّ عِنْدَ العَائِلَةِ الأُخْرَى في اليَوْمِ الثَالِث وهكذا دَوالَيْك حَتَّى يَتَحَقَّق لِكُلِّ العَوائِلِ عَمَلَ كلِيجَتَها قَبْلَ حُلُولِ العِيد .......                    
في ذلك اليَوْم اكْتَظَّ المَنْزِلُ بِالنِساءِ فِيما يَزِيدُ عن السَبْعَة عَشَر ، وغَابَ عَن هذا التَجَمُّعِ الرِجال إِذْ كَانُوا يُشارِكُون أَيْضاً في بَعْضِ الأَحْيانِ .....هذه المَرَّة كَانَ التَجَمُّع نِسائِيَّاً بِحَقٍّ .......                                                                                                        
رَافَقَ وُجودُ النِسْوَة حَرَكَةً دَائِمَةً كما في أَيِّ تَجَمُّعٍ آخَر ، وأَيْضاً تَغْيِير كُلَّ بِضْعِ سَاعات حَيْثُ يَذْهَبُ البَعْض ويَأْتِي مَنْ يَنُوب عَنْهُم  بَدِيلاً وهكذا ......                                      
لم يَغِب الأَطْفال عَن تَجَمُّعٍ كهذا ، إِذْ كُنَّا نَحْنُ الصَغِيرات أَحْياناً نَلْعَب في بَاحَةِ الدَارِ حَيْثُ جَمِيعُ النِسْوَة مُجْتَمِعات ، وأَحْياناً أُخْرَى نُشارِكهُنَّ في بَعْضِ الأَعْمالِ البَسِيطَة كجَلْبِ الماءِ ، أَوْ قَصِّ العَجِينة إِلى قِطَعٍ صَغِيرَة  ....... إلخ ، وأَحْياناً كُنَّا ننَالُ التَوْبِيخَ واللَوْمَ مِنْهنَّ على الضَوْضاءِ الَّتِي يَنْشُرها وجُودُنا ......                                                                  
النِسْوَة تَتَبادَلْنَ الأَحادِيثَ والأَخْبَارَ والقِصص ...... يَضْحَكْنَ تَارَةً ويَحْزنَ تَارَةً أُخْرَى لِما يُحْزِن ، وطَغَى على حَدِيثِهِنَّ هذهِ المَرَّة ما تَتَداورَهُ الإِذاعَةُ مِنْ أَحاديثِ ، وأَيْضاً ما يَتَناقلَهُ التلفزيون ، وحِيْنَها كَانَ التلفزيون حَدِيثَ العَهْدِ بِالدخُولِ إِلى تِلكَ المَدِينَة ، ولم تَكُنْ كُلّ العَوائِلِ تَمْلِكهُ لأَنَّه كَانَ مَجْهُولاً لَدَى البَعْض ، أَوْ غَالِي الثَمَنِ لِلبَعْضِ الآخَرِ ، وكَانَ التلفزيون لازَالَ يَبُثُّ بَرامِجَهُ بِالأَبْيضِ والأَسْودِ .......                                              
مِنْ بَيْنِ ماتَطَرَقَتْ إِلَيْهِ النِسْوَة حَدِيثاً عَن مَوْضُوعٍ جَدِيدٍ وغَرِيبٍ بَعْض الشَيْءِ يُسَمَّى " حُقُوق المَرْأَة " ، وقَامَتْ كُلٌّ مِن النِسْوَة المُجْتَمِعات بِإِضافةِ تَعْلِيقٍ ، أَوْ مُلاحَظَةٍ ، أَوْ سُؤَال ......... إلخ                                                                                                  
وإِذْ كَانَت إِحْدَى نِساءِ هذهِ العَائِلَةِ تَقُولُ شَيْئاً عَن الأَمْرِ مُتَداوِلةً أَيَّاه مَعَ الأُخْرَيات غَارَ عَلَيْهنَّ أَخوها الشَّاب خَارِجاً مِنْ إِحْدَى الغُرَفِ المُطِلَّة على بَاحَةِ الدَارِ ، على ما أَعْتَقِدُ كَانَ في حَوالِي الخَامِسَةِ والعِشْرِين مِن العُمْرِ ...... وصَارَ يَزْعَقُ فيها غَاضِباً دُوْنَ أَنْ يُلْقِي بَالاً  لِلحَاضِرَات : ـ                                                                                          
" ما حُقُوق المَرْأَة ...... ماخَرَى ( وعَفْواً مِنِّي لِلقَارِئاتِ والقُرَّاء عَن هذه الكَلِمَة والَّتِي يُقْصَدُ بِها فَضَلات الإِنْسَان ، وهي كَلِمَة تُسْتَعْملُ لِلتَقْلِيلِ والتَحْقِيرِ مِنْ قِيمَةِ المَوْضُوعِ المَطْرُوحِ أَوْ لإِهانَةِ شَخْصٍ ما أَوْ تَحْقِيرِ حَدِيثٍ ما ..... إلخ ) ........ اصْمُتي عَن هذهِ الخُرَافات ...... قَالَت حُقُوقُ المَرْأَة وحَكَتْ   ....... ما هذا الجُنُون والهَذيان ...... ماهي المَرْأَة وأَيَّةِ حُقُوقٍ لَدَيْها لِتُطالِب بِها ...... إِنَّها خَادِمَةٌ لِلرَجُلِ وأَدْنَى مِنْهُ ولن تَكُونَ أَكْثَر ...... قِيمَتها مِنْ قِيمَةِ الحَيْوانِ ...... لاعَقْلَ لَها ......... قَال حُقُوق المَرْأَة قَال ........ إلخ "
 
ظَلَّ يَصْرُخُ ويَرْعُدُ ويُزْبِدُ كزَوْبَعةٍ هَوْجاء تُرِيدُ أَنْ تَدْرِس كُلَّ مافي طَرِيقِها دَرْسَاً وهَرْسَاً .........                                                                                                        
شَعَرَتْ أُخْتَهُ إِنَّها مُطَالَبَة بِتَقْدِيمِ تَفْسِيرٍ مُقْنِعٍ لِما اقْتَرَفَتْهُ مِنْ إِثْمٍ عَظِيمٍ يُعَدُّ مِنْ أَشَدِّ الكَبائِر بِحَدِيثِها عَن حُقُوقِ المَرْأَةِ فأَجَابَتْهُ بِصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ جِدَّاً لايَكادُ يُسْمَع ، خَائِفَة ، مُتَرَدِّدَة ، تَرْتَعِدُ ، لاتَجْرُؤُ على النَظَر إِلى وَجْهِ أَخِيها فلرُبَّما ذلك يُحفِّزهُ في ثَوْرَتِهِ أَكْثَر فيَهْجِمُ عَلَيْها ضَرْباً ( وكَانَ ذلك أَمْرَاً يُسَامَحُ الرَجُل عَلَيْهِ ولايَسْتَغْرِبهُ أَحَدٌ مِنْ أَفْرادِ تِلكَ المَدِينَة الَّتِي لم أُحِبّها قَطْ والَّتِي كُنْتُ أَتَمَنَّى في كُلِّ لَحْظَةٍ الرَحِيلَ عَنها  ) ، وقَالَت هَمْساً تُحاوِلُ نَيْلَ عَفْوَ أَخِيها عَن هَفْوَتِها : ـ                                                                                      
" لا أَعْرِف ....... هكذا يَتَحَدَّثُون في الإِذاعَةِ ويُردِّدون في التلفزيون . "                      
مَقُولَةَ ضَعِيفةٍ عاجِزَةٍ تَنْشُدُ الخَلاصَ مِنْ مَأْزقِها وتَأْمَلُ فيهِ .                                    
كَلامها قَادَ فَتِيلَةِ غَضَبِهِ وغَذَّاها مَزِيداً وعَلا صَوْتَهُ أَكْثَر حَتَّى كَادَتْ حَنْجَرَتَهُ تَنْشَقُّ شَقَّاً .    
جَمِيعُ النِسْوَة الْتَزَمْنَ الهُدوء والصَمْت احْتِراماً لِثَوْرَةِ الرَجُلِ الَّذِي مُسَّت كَرَامَتهُ وجُرِحَ شُعُورَهُ ، ثُمَّ خَتَمَ ثَوْرَتَهُ بِصَفْقِ البَابِ خَلْفَهُ بِعُنْفٍ لاهِبٍ ، قَادِحٍ ، عُنْفٍ يُصَفِّرُ ، مُغادِراً الدَار ، مُؤَكِّداً غَضَبَهُ وعَدَمَ موافَقَتِهِ على الهُرَاء الَّذِي تَفَوَّهْنَ بِهِ ، بَعْدَ أَنْ اطْمَأَنَّ على رُجُولَته المَزْعُومَة إِذْ رَأَى خُنُوعَهُنَّ جَمِيعاً في مَنْظُومَةٍ اجْتِماعِيةٍ تَسْلِبُهُنَّ حَتَّى حَقَّ الجَواب  .      
حُقُوق المَرْأَة هُرَاء ........ عَجَبٌ آخَر وأَيُّ عَجَب ........ !!!!                                    
انْتَهى ذلك المَسَاء الَّذِي تَرَكَ في ذاتي أَسْوَأَ الانْطِباعاتِ عَن الرِجالِ عَزَّزَتْها مَعَ السِنين شَواهِدَ أُخْرَى أَدْهَى وأَمَرّ في مُجْتَمَعٍ لايَسْمَحُ لِلأُنْثَى ولَوْ حَتَّى بِحَقِّ الجَوابِ ، ذلك المَسَاء فَاضَ في نَفْسِي أَنْهارَ أَسْئِلةٍ لاجَوابَ لَها عن وَضْعِ الأُنْثَى وحَالِها ومَكانَتِها ...... إلخ ،  على إِثْرِ ذلك تَداورتِ النِّساءُ الحَدِيث عَن مُعاناةِ وشَقاءِ نِساءِ هذه العَائِلَةِ وجَحِيمِ المَشاكِلِ الَّتِي تُسَوِّرُهُنَّ رَغْمَ أَنَّ ذلك كَانَ مَعْروفاً لِلجَمِيعِ ، ورَغْمَ أَنَّ أَحْوالَهُنَّ كنِساءٍ في مُجْتَمَعٍ يَنْتَهِكُ حُقُوقهُنَّ بِاسْتِمرارٍ ويُمْرِّغُها في التُرابِ لم تَكُنْ تَخْتَلِفُ كَثِيراً ، وتَمَنِّيْنَ أَنْ تَنْصَلِحَ الأَحْوال ويَهْدأُ البُرْكان ، رُبَّما اعْتَبَرْنَ أَنْفُسَهُنَّ مَحْظُوظات لأَنَّهُنَّ كُنَّ بِمَنْأَى مِمَّا حَدَثَ هذه المَرَّة ولم يَطالهُنَّ مُباشَرَةً  .......                                                                        
البُرْكان في هذهِ العَائِلَة لم يَهْدأ ، فالأَوْقات الَّتِي تَلْتَ بَيَّنَتْ إِنَّهُ فَعالٌ وبِضَراوَةٍ ........          
انْتَهى ذلك المَسَاء وتَلَتْهُ أَمْسِيةٌ أُخْرَى كَثِيرَة ، وجَاءَ العِيدُ وانْقَضَى .......  ثُمَّ شَمَمْنا رَائِحَة فَجِيعَة ..........                                                                                              
الحَرِيق الَّذِي شَبَّ في حَمَّامِ تِلكَ العَائلَةِ أَشاعَ النَبْأ ، واشْتَمَّ الكُلُّ مِن الجِيرانِ والغُرَباءِ رَائِحَةَ الجَسَدِ المُحْتَرِق لِتلك الفَتَاةِ الَّتِي ثَارَ عَلَيْها أَخوها ومَرَّغ كَرامَتها أَمامَ الجَمِيع ، لَقَدْ   قَالَتْ لِمَنْ يَعي وَدَاعاً ، دَخَلَتِ الحَمَّام ذاتَ صَبَاح وأَغْلَقَتْ بَابَهُ عَلَيْها وأَشْعلَتِ النَارَ فيما كان عَمداً مِنْها أَوْ رُبَّما في لَحْظَةِ سَهْوٍ أَوْ خَطَأً أَوْ غَيْر هذا كُلِّه  ، فتَداعَى الوَصْفُ في فِعْلِها بَيْنَ الجَمْع احْتِجاجاً فَظَّاً وخَلاصَاً حَارِقاً مِنْ زَواجٍ مُرْتَقَبٍ خُطِّطَ لَهُ باتِفاقٍ عَائلِيّ وسَتُساقُ إِلَيْه مُرْغَمَة ....... صُرَاخها لم يَنْفَع فالمَوْتُ كَانَ أَسْرع مِنْ أَيَّةِ نَجْدَةٍ أُخْرَى ......                  
  تَنَاثَر الكَلامُ مَدَّاً كاللَهَبِ وكَانَ  ما انْطَوَى عَلَيْهِ .                                                    
العَائلَةُ عَانَتْ كَثِيرَاً تَحْتَ وطْأَةِ الخَجَلِ والخِزْي والعَارِ مِنْ فِعْلِ ابْنَتِهِم الَّتِي رُبَّما وَشَتْ بِانْتِقامِها لِنَفْسِها مِنْهُم ومِنْ مُجْتَمعٍ حَاوَلَ أَنْ يَمْنَعَ عَنْها حَتَّى أَبْسَطَ حُقُوقِها أَوْ احْتِرامِها كإِنْسَانٍ ..... ككَائنٍ بَشَرِيِّ ..... تَرَكَتْ لإِخْوانَها الخَجَل كعِقابٍ ، ورُبَّما النَدْمِ والحَسْرَةِ إِنْ لانَتْ خُشُونَتَهُم ...... ورُبَّما ذلك لم يَكُنْ هَمَّها بِقَدْرِ ما كَانَ يَعْنِيها أَنْ تُلْقِي عِبْأَ الحَيَاةِ عَن كَتِفَيْها في مُجْتَمَعٍ لايَرْغَبُ في وُجُودِ النِساءِ ولا يُحِبُّهُنَّ ويَفْتَرِسُ أَقَلَّ حُقُوقَهُنَّ  ......  لَقَدْ انْفَجَرَتْ مِمَّا عَانَتْ فالْتَهَبَتْ تَلاشِياً  .......                                                            
                                                                              
واصَلَ الشَابُ حَيَاتَهُ قُدْماً ونُسِيَ ماوقَع ، لَكِنَّ مَوْتَهُ في أَحَدِ الأَسْواقِ العَامَّةِ لِتِلك المَدِينَة بَعْدَ مايَزِيدُ على الأَرْبَعين عَاماً مِنْ ذاك الحَرِيق لم يَقِلّ مَأْساوِيَةً عَن مَوْتِ شَقِيقَتِهِ في بَلَدٍ يَأْكُلُ أَوْ يَقْتُلُ كُلَّ أَبْنَائِهِ أَوْ يَخْنُقهُم ، إِذْ حَصَدَهُ كَما حَصَدَ ضَحايا أَبْرِياء آخَرِين انْتِحارِيٌّ مَهْووس لَفَّ خَصْرَهُ بِعُبواتٍ نَاسِفَة وفَتَّتَ كِيانَهُ ففَتَّتَهُم مَعَهُ كُلاًّ وجَرَفَهُم بِمِجْرَفَةِ شَرِّهِ فُتاتاً إِلى المَوْتِ عُنْوَةً وظُلْماً ابْتِغاءً لارْتِقاءِ السَماءِ صُعُوداً فَوْقَ ماتَبَقَّى مِنْ الأَشْلاءِ المُبعْثَرَةِ ، فِكْرٌ بَائِسٌ لِمُجْتَمَعٍ غَرِقَ بُؤْسَاً ........... هذا النَبْأ الَّذِي تَنَاهَى إِلى مَسامِعِي في صُدْفَةٍ مَحْضَة أَعادَ إِليَّ ذِكْرَى ماعَلاهُ الغُبار في أَرْشِيفِ الذَاكِرَةِ فنَفَضَهُ عَنْها وكَانَت هذهِ السُطُور ......              
في سِنِّ السَادِسةِ والثَلاثِين قُمْتُ بِزِيارَةِ بَعْضِ الأَقْرِباءِ في إِحْدَى المُحافَظاتِ ، وَقْتَها كَانَت فَضِيحَةُ الرِئيسِ الأَمْرِيكيِّ بيل كلينتون قَدْ مَلأَتِ البِلادَ صُدَاعاً وقَرْقَعَة ًوتُؤْشِرُ قَضِيَّة السَاعَة الرَاهِنة حَيْثُ كانَت مونيكا لوينسكي طَرَفاً في إِحْدَى قَضايا التَحَرُّشِ الجِنْسِيِّ المُثَارَةِ ضِدَّهُ .............                                                                                                  
عِنْدَ زَاويَةِ الشَارِعِ الَّذِي مَرَّرْتُ بِهِ يَتَمَلْمَلُ أَحَدُ المَقاهي الرِجالِيَّة المُتَعارَف عَلَى نَمَطِها في كُلِّ البَلَدِ يَتَقَلَّى تَحْتَ أَشِعةِ الشَمْسِ الحَامية رَاصِداً المَارَّة......... والرِّجالُ يَتناقَشون بِحَرارَةٍ وحَماسٍ كلَهِيبِها في قَضِيَّة السَاعَةِ ....... كُلٌّ يَقُولُ عَنْها أَمْرَاً ....... وانْبَرَى أَحَدُ الرِجالِ يَشِي مُحَيَّاهُ بِسِيماءِ الحِكْمَةِ والتَعْقُل وخِبْرَة نِصْفِ قَرْنٍ مِنْ العُمْرِ وصَارَ يُصَرِّحُ بِصَوْتِ الوَاثِقِ مِنْ رَجاحَةِ عَقْلِهِ وما فيهِ غَيْر مُشَكِّكٍ بِهِ قَائلاً : ـ                                            
" أَتساءَلُ إِنْ خَلَتْ أَمْرِيكا مِنْ رَجُلٍ حَقِيقِي وَاحِدٍ شَرِيفٍ لِيُفْرِغ رَصاصاتِهِ في رَأْسِ هذهِ المَرْأَة الَّتِي لاتَسْتَحي ولاتَخْجَل ففَضَحَتْ عَارَها ....... أَلمْ يَكُنْ هُناكَ رَجُلٌ حَقِيقِيٌّ وَاحِدٌ يُسْكِتها ويَمْسَحُ عَارَ أَمْرِيكا ..... يَبْدو إِنَّ الرِجالَ هُناكَ جُبْناء لاشَرفَ لَهُم ولاكَرَامَة  ..... هُم خِناث ( جَمْعُ خُنْثَى ، والقَصْد المُخَنَّث ) "                                                            
أَيَّدَ الكَثِيرُ مِنْ الرِجالِ كَلامَهُ بِحَماسٍ مُنْقَطِعِ النَظِير وكانُوا يَتصايحُون : ـ                      
" صَدَقْتَ .... والله صَدَقْت ..... لافُضَّ فُوكَ ..... إلخ "                                            
مَرَّ بِخَاطِرِي وأَنا أَسْمَعُ ضَوْضَاءَ حَدِيثِهِم إِنَّهُ لاجَدْوَى ولا أَمْلَ لِلنِساءِ في مُسْتَقْبَلٍ أَفْضَل في هذا البَلَدِ  فالحَالُ لم يَخْتَلِفْ عَمَّا مَضَى حِيْنَ كُنْتُ في السَابِعَةِ مِنْ عُمْرِي ...... فالأُنْثَى حَتَّى وإِنْ كَانَتْ ضَحِيَّة فلازَالَتْ في نَظَرِهِم ذلك الكَائِنُ الَّذِي يَحِقُّ عَلَيْه العِقاب بَيْنَما يُخْلَى طَرْفَ الرَجُلِ مَهْما عَظُمَ ذَنْبه ويُبَرَّأُ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ اقْتَرَفَه ......                                                
 في السَابِعَةِ مِن العُمْرِ  " قَال حُقُوقُ المَرْأَة قَال " وفي سِنِّ السَادِسَةِ والثَلاثِين كانَ الرِّجالُ يُنادُون بِرَجُلٍ شَرِيفٍ حَقِيقِيٍّ وَاحِدٍ يُفْرِغُ رَصاصاتِهِ في رَأْسِ الأُنْثَى الَّتِي تَجَرَّأَتْ وحَكَتْ عَن الرَجُل المُنادَى عَلَيْهِ في قَضايا تَحَرُّش ......                                                          
في الحَقِيقَةِ لم يَتَغَيَّر الحَالُ خِلالَ كُلّ تِلكَ السِنِين ولَوْ قَيْدَ أَنْمَلَة في بِلادٍ مُنْغَلِقَةٍ على ذاتِها وعَاداتِها وتَقالِيدِها وتَسِيرُ بِها شَرَائِعُ الأَدْيان وتَتَسَلَّطُها ..............                            
لاعَلِقَتْ بِذِكْرَياتِكُم ، قَارِئاتي ، قُرَّائي ،  إِلاَّ نَسائِمَ الفَرَحِ والسَعادَةِ                                
مِنِّي لكُم الوِدّ والمَحَبَّة                                                                                      
 

116
لاشَيْءَ ثَابِت  ...... لا شَيْءَ مُؤْكَّد 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
 

...... نُفَكِّرُ في أُمُورٍ لَها صِفةُ الدَّوامِ ، بَيْنَما صِفةُ الحَياةِ التَّقَطَّع ، لا شَيْءَ يَسْتَمِرّ ، كُلُّ شَيْءٍ يَبْدأ ثُمَّ يتَوَقَّف في لَحْظةٍ ما ، قَصُرَ الزَّمَنُ أَمْ طال ، وكأنَّ الحَياة والاسْتِمرار صِفتان مُتعاكِستانِ مُتضادّتانِ ، إِنَّ مُعْظَمَ مآسينا وآلامنا ومُعاناتنا تَبْدأُ مَعَ آمالِنا بِأُمُورٍ مُسْتَدِيمة مُسْتَمِرَّة ، يَصْعُبُ عَلَيْنا الاقْتِناع بأَنَّ لِكُلِّ أَمْرٍ وَقْتهُ وأَيَّامهُ وحَالاته ، يَبْدأ ، يتَمحوَّر، يتَبلوَّر، يتَصاعَد ، يتَبَخَّر ، يتَكَثَّف ثُمَّ يتَوَقَّف ويَنْتَهِي ، وحِيْنَ نُحَلِّلُ الحَوادِث ونُحاوِلُ قِراءَتَها لِنَرَى حَقِيقَةَ الأَسْباب ، غالِباً ما يَصْعُبُ عَلَيْنا ايجاد هذهِ الأَسْباب الحَقِيقِيَّة والمُقْنِعة ........  يَتَوارَى عن أَذْهانِنا أَنَّ الحَياةَ هكذا لا تَسْتَطِيعُ الاسْتِمرار في طَرِيقٍ واحِدٍ ، أَوْ على نَمَطٍ واحِدٍ ، لها طُرُقها المُتَعدِّدة والمُتَلَوِّنة والكَثِيرَة ، وسُرْعان ما تُبَدِّل مَسارَها مِنْ شَارِعٍ رَئِيسيّ إِلى مَسارٍ فَرْعيّ صَغِير ...... وهلُمَّ جرّاً .                                                     
نَطْلُبُ عَلاقات دَائِمَة ، وبِهذا نَطْلُبُ أَمْراً ضِدّ طَبِيعةِ الحَياة فلا خُلود ولادَوام للعَلاقاتِ الإِنْسَانِيَّة ، إِنَّها وَقْتِيَّة ، قَدْ تَسْتَمِرُّ أَيَّاماً ، أَوْ شُهُوراً ، وحَتَّى سِنِيناً ، ولكِنَّها على أَيِّ حَالٍ تَنْتَهِي بِشَكْلٍ ما وتتَوَقَّف ، والأَسْباب كَثِيرة  : المَوْت ، المَرَض ، تَبَدُّل المَشاعِر ، السَّفَر ، تَغْيِير مَحَلّ السَّكَن أَوْ الإِقامَة ، الخَوْف ، المشاكِل الاجْتِماعِيَّة بتَشَعُّباتِها اللامُنْتَهِيَة ، وكُلّ ما يُمْكِن أَنْ يَخْطُر على البَالِ ........    جَهْلنا أَوْ تَجاهُلنا لِهذهِ الحَقِيقَة هو بَعْضُ طَرِيقنا نَحْو الصُعُوباتِ والأَلَم ، وهو سَبَبُ رَفْضِنا لتَقَبُّل الواقِع ، نَتَوَهَّمُ الحَياةَ أَكْثَر إِخْلاصاً ، وأَكْثَر أَمَانَةً ، وأَكْثَر إِيماناً ...... لكِنَّ الحَياةَ غَيْرُ ذلك ، فإِخْلاصها وأَمَانَتها وإِيمانها لَيْسُوا مِن الخُلودِ أَوْ الدَّوامِ في شَيْءٍ ، وما يَنْفَعُ اليَوْم لا يَصْلُحُ لِلغَد ....... لا شَيْءَ ثَابِت ، لا شَيْءَ في هذهِ الحَياةِ مُؤْكَّد ومُسْتَقِرّ ، فالكُلُّ إِلى مآلٍ ، وحالٍ غَيْر ذي الحال ....... والكُلُّ في حَرَكةٍ ، وناتِجُ الحَرَكة التَّغْيِير والتَّقَلُّب والجَدِيد ، ولَيْسَ بالضَرُورَةِ أَن يَكُونَ الجَدِيد جَيِّداً دائماً ، كما إِنَّهُ لَيْسَ بالضَرُورَةِ أَن يَكُونَ سَيِّئاً دائماً  ....... كُلُّ خُطْوَة ، وكُلُّ حَرَكة ( في الوَقْتِ ، في الأَيَّامِ ، في السِّنِينِ ، في التَّصَرُّفِ ، في التَّفْكِيرِ ...... إِلخ ) تَتْرُكُ أُخْدوداً عَمِيقاً فَوْقَ صَفَحاتِ أَيَّامِنا ومُجرياتِها دُوْنَ أَن نَعِي ذلك .......                                                   
نُقِرُّ ببَقاءِ الطَّيِّبِ طَيِّبَاً ، والمُهْمِل مُهْمِلاً ، والغَافِل غَافِلاً ، والخَاطِئ خَاطِئاً ، والغَبيّ غَبيَّاً ........ إِلخ ، وكأَنَّهُ أَمْرٌ مَحْسُومٌ لايَقْبَلُ التَّغْيِير ، وبِهذهِ الرُّؤْيَة تتَقلَّصُ الفُرَص والحُظوظ إِلى أَقْصَى حدٍّ ، وأَحياناً تَنْعَدِم لِلمَعْنِيِّ بالأَمْرِ ولِمَنْ يُحِيطُونَ بِهِ وعلى نِطاقٍ أَوْسَع المُجْتَمع ، فالمَعْنِيّ لايَمْلِكُ الحَظّ ولا الفُرْصَة لِلتَغْيِير واتهامات الآخَرين تُلاحِقُه ، والمُحِيطُونَ بِهِ وبِالتَّالِي المُجْتَمع يَخْسَرُون إِنْسَاناً وخِبْرَة جَدِيدَة في حَقْلِ التَّعامُلِ الإِنْسَانِيّ  والَّتِي مِنْ المُمْكِنِ أَنْ تُوسِّع مَفْهُومَهم ومَدارِكَهم الحَياتِيَّة وتُضِيف إِلى خِبْرَاتِهِم الحَياتِيَّة كُنُوزاً أُخْرَى يَحْتَاجونها ، وتُلوِّنُ حَياتَهم بِلَوْنٍ خاصٍّ ومُتَميّز ، وكذلك لايَكُونُ لِلتَّسامُحِ مَكاناً في مِثْلِ هذهِ الرُّؤْيَة للأُمُور فمَنْ أَخْطَأَ لايُمْحَى ذَنْبَه ولا يُعْطَى فُرْصَة أُخْرَى ولا يُسامَح ........ عن هكذا رُؤْيَة تَغِيبُ حَقِيقَة كَوْننا كُلّنا نَحْنُ البَشَر مُعَرَّضُون لِلأُمُورِ ذاتها ، والحَوادِث ذاتها ، وبِالحِدَّةِ ذاتها ، قَدْ يَتَحَوَّل شَخْصٌ ما فَجْأَةً ، أَوْ تَدرِيجياً ( بِفِعْلِ ظَرْفٍ ما ، أَوْ مَجْمُوعة عَوامِل مُتَضَافِرة ) مِنْ مُتَّزِنٍ إِلى مَجْنُون ، أَوْ العَكْس ، أَوْ يَتَحَوَّل مِنْ أَعْمَى إِلى مُبْصِرٍ ، أَوْ العَكْس ، أَوْ مِنْ سَيِّئ إِلى طَيِّبٍ والعَكْس ، وحَبِيبَيْن إِلى مُتنافِرين ، وأَمْثِلة أُخْرَى كَثِيرة إِذْ لايُوْجَدُ شَيْء ثابت أَوْ مُؤْكَّد في هذهِ الحَياة .......... حِيْنَ نَرَى تَغَيُّرَ الأَفْراد والأَحْوال نَسْتَغْرِبُ كَثِيراً ونُحاوِلُ أَن نَبْحَثَ عن شَماعةٍ تُعَلَّقُ عَلَيْها كُلّ الأَسْباب ...... لا نَسْتَطِيعُ أَن نُصَدِّقَ إِنَّ الحَياةَ لا تُعْطِي وَثِيقَة تَأْمِين بِشَيْءٍ ..... إِنَّها أَبداً لا تُعْطِيها ...... لأنَّ الحَياةَ حَرَكة ، وفي الحَرَكةِ الكَثِير مِنْ التَّغْيِير ، والتَّحوُّل ، والجَدِيد ، والمُضِرّ ، والسَّيِّئ ، والمُفِيد ، والمُخْتَلِف ، والجَمِيل ، والغَيْر المَعْقُول  و ....... و ........ و ......... ، هي مَجْمُوعة واوات لا تَنْتَهِي ، إِحْداها تَعْطِفُ على الأُخْرَى .......                                   
   فَهِمَتْ الكَثِير مِنْ الشُعُوبِ هذهِ الحَقِيقَة إِلى حدٍّ ما ، وأَسَّسَتْ لِحَياتِها مِنْ خِلالِ هذهِ الرُّؤْيَة ، فاعْتَرَفَتْ بِالواقِعِ كما هو ، حَتَّى تَمَكَّنَتْ مِنْ تَفَهُّمِ كُلّ طارِئ جَدِيد ، أَوْ مُتَغَيِّرٍ ، حَدِيثٍ ، مُخالِف ، وماعادَتْ تَسْتَهْجِنهُ أَوْ تَسْتَغْرِبهُ ، بَلْ تُحاوِلُ احْتِواءَهُ واسْتِيعابَهُ وتَدارُسَهُ ....... وإِن أَقَرَّتْ بِوجُودِ وَضْعٍ غَيْر مُحبَّذ سَعَتْ إِلى تَفَهُّمِهِ ، أو تَغْيِيرِهِ إنْ كانَ ذلك مَطْلُوباً ومُسْتَطاعاً ، هذهِ الرُّؤْيَة مَنَحَتْهُم (أَيّ الشُعُوب ) خِبرات حَياتِيَّة وحَظَّاً أَوْفَر لِيَتَعَلَّمُوا مُواجَهَةَ الوَاقِع والتَحَدِّيات وتَخْفِيف وَقْع الصَّدمَات بِشَكْلٍ ما ، وأَتْقَنُوا مَدَى الاسْتِفادَةِ مِنْ اقْتِناصِ اللَحْظةِ الحَاضِرَة باعْتِبارِها القِيمَة الوَحِيدَة المُؤْكَّدة ، إِذْ لايُمْكِنُ اسْتِرْجاع لَحْظة مَضَتْ ، ولا التَّكَهُّن بِلَحْظةٍ أُخْرَى آتِية ......... وعلى النَّقِيضِ هُناك شُعُوبٌ أُخْرَى ، في بِقاعٍ أُخْرَى مِن العَالمِ ، أُتخِمَت إِيماناً بِالمِثالِيَّة ولاشَيْءَ عن الوَاقِعِ والحَقِيقَة ، فكُلُّ شَيْءٍ يَجِب أَن يَكُونَ كالحُلُمِ المُتمَنَّى في الرُّؤوسِ ، مِثالي إِلى أَبْعَد الحُدودِ ، لكِنَّ المِثالِيَّة لَيْسَت مِن الوَاقِعِ في شَيْءٍ ، إِنَّها أَبْعَد ماتَكُون عَنهُ ، حَتَّى باتَتْ هذهِ الشُعُوب تَسْتَغْرِبُ أَبْسَطَ الأُمُور الواقِعية لأنَّها لَيْسَت بِصُورَةِ المِثاليَّة الَّتِي تَحْمِلُها في رُؤوسِها ، وصارَ انْتِظار القَادِم في الحَياةِ ومابَعْدها دَيْدَنها الوَحِيد كما إِنَّ عَيْشَها في ثَنايا المَاضِي فَخْر لاحَياد عَنهُ   ......     
الحَيَاة لاتَسِيرُ في خَطٍّ مُسْتَقِيمٍ أَبَداً ، التَّصَوُر الشَائِع لَدَى بَعْض الشُعُوبِ مِمَّنْ تُعَلِّمُ المِثالِيَّة لأَفْرادِها كأَمْرٍ لايَجُوزُ الحَيْد عَنهُ في الحَيَاةِ ، ولهذا تَخْتَفِي مِنْ قَوامِيسِ تَعامُلِهِم مَعَ مُجرياتِ الحَيَاةِ اليَوْمِيَّة مِنْ خِلالِ بَعْضِهم البَعْض مُفْرَدات التَسَامُح والتَفَهُّم لِدَوافعِ الآخَرِ والمُسَبِّباتِ وغَيْرها مِن المَفاهِيمِ المَرِنَة المَطَّاطَة ، فهي شُعُوبٌ تَرْغَبُ في ثَوابِتٍ لِتُؤْمِن بِها  ولَيْسَ بِمُتَغَيَّراتٍ ، ثَوابِت تَغْدُو في شَرْعِها حَقائِقُ مُطْلَقَة لاتَقْبَلُ الجَدل ولاتَرْضَى بِهِ وحَيْثُ تَكُونُ الثَوابت حَقائِقَ مُطْلَقَة لايَكُونُ هُناكَ فُسْحَة لِلمَرُونَةِ والتَفَهُّمِ وتَقَبُّلِ الآخَرِ .......       
الحَيَاةُ كَعَرَبَةٍ تَنْفَلِتُ في طَرِيقٍ ، تُصادِفُها الوِديان أَوْ المُنْخَفضات أَوْ المُرْتَفعات أَوْ عَربات أُخْرَى مُنْدَفِعةٍ بِجُنُونٍ أَوْ بِهُدوءٍ ..... إلخ ، هي عُلُوٍّ وانْخِفاضٍ ، مَدٍّ وجَزْرٍ ، انْحِيادٍ ودَورانٍ ، طُرُقٍ فَرْعِيَّة وشَوارِع رئِيسِية ، مَحطات تَوَقُّف ، مَحطاتٍ مُهَمَّشَة ، أُخْرَى مُلْفِتَة لِلاهْتِمام ...... إلخ .                                                                                       
إِنْ تَمَخَّضَتِ الحَيَاةُ عَن ثَابِتٍ ما فلن يَكُون سِوَى التَّغَيُّر .                                           
  سَلاماً لكُم ومَحَبَّة أَيَّتُها القارِئات العَزِيزات والقُرَّاء الأَعِزَّاء .......                             
                           
السبت 27 ـ 9 ـ 2003

117
بِمُناسبة اليَوْم العَالَمِيِّ لِلطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ                                                       
يُصادِفُ اليَوْم العَالَمِيّ لِلطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ آخِر يَوْم سَبْت مِنْ شَهْرِ أَبريل مِنْ كُلِّ عَامٍ .

نَحْوَ مَنْظُورٍ جَدِيدٍ لِلعَلاقَةِ بَيْنَ الإِنْسَانِ والحَيَوان .........                                 
   الطَبِيبُ البَيْطَرِيِّ هَمْزَةُ المَحَبَّةِ والتَواصُلِ بَيْنَ عَالَمِ الإِنْسَانِ وعَالَمِ الحَيَوانِ .         
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ       
بقلم : شذى توما مرقوس                                                                   
السبت 26 / 2 / 2011 ـــ الأثنين  28 / 3 / 2011                                   


" الطُّبُّ البَيْطَرِيِّ " قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مِهْنَة إِنَّما هو فِعْلُ مَحَبَّة وعَطاء : لِلطَبِيعَةِ ، لِلحَياةِ ولِكُلِّ الكَائِناتِ قَاطِبَةً وعلى وَجْهِ الخُصُوصِ الحَيَوان وبِالتَالِي لِلأَرْضِ ولِلكَوْنِ ، فالإِنْسَان في هذهِ المِهْنَة يَتَقَلَّصُ عَن انَانِيَتِهِ وتَكَبُّرِهِ البَشَرِيّ لِيَنْظُرَ بِتَواضُعٍ الكَائِنات الأُخْرَى المُخْتَلِفَة عَنْهُ وبِرُؤْيَةٍ عَادِلَةٍ مُنْصِفَةٍ خَالِصَةٍ عَن الاحْتِقار ، ويَمُدُّ يَدَ العَوْنِ لَها في عَالَمِها المُخْتَلِف عَن عَالَمِ الإِنْسَان ، وهذا مالاتُتِيحَهُ بَعْضُ المِهْنِ الأُخْرَى ، فالطَبِيبُ البَيْطَرِيِّ بِحُكْمِ طَبِيعَةِ عَمَلِهِ واسْتِعْدادِهِ الدَاخِليّ يَكُونُ في تَمَاسٍ مُبَاشِرٍ مَعَ كَائِناتٍ مُخْتَلِفَة عَنْهُ لَكِنَّها تَشْتَرِكُ مَعَهُ في العَيْشِ على هذا الكَوْكَبِ ، الطُّبُّ البَيْطَرِيِّ مِهْنَةٌ تَلِيقُ بِذَوِي القُلُوبِ الرَفِيعَةِ والعُقُولِ النَاضِجَةِ بِالمَحَبَّةِ لِلكَائِناتِ مِمَّنْ تُقَاسِمنا الكَوْكَب ، هذهِ الفُسْحَة الخَصِبَةِ تَشِي إِنَّ الطَبِيبَ البَيْطَرِيِّ يَسْتَحِقُ إِكْراماً لِمَجْهُوداتِهِ ومَايَبْذُلَهُ أَنْ يُحْتَفَلَ بِهِ في آخِرِ يَوْمِ سَبْتٍ مِنْ شَهْرِ أَبْرِيل مِنْ كُلِّ عَامٍ احْتِفالاً عَالَمِيَّاً ، لِيَكُونَ هذا اليَوْم يَوْماً نَتَعَرَّفُ فيهِ على هذا الكَائِنِ الدَؤُوبِ ، وعلى القِطَاعِ الحَيَوِيِّ والمُهِمِّ الَّذِي يَعْمَلُ فيهِ ، ونُلْقِي نَظْرَة على أَوْضاعِ هذهِ المِهْنَة حَيْثُ الوَاقِع فيها لَيْسَ بِمُسْتَوى الطُمُوح المَرْجُوِ لَها ، وأَيْضاً لِنَنْظُرَ إلى الحَيَوانِ نَظْرَةً جَدِيدَة تُساعِدُنا على فِهْمِ الحَيَاةِ بِشَكْلٍ مُخْتَلِفٍ أَكْثَر قِيمَةً ووَعْيَاً ونُضُوجاً .                           
وفي سِياقِ التَعْرِيفِ بِدَوْرِ الطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ ارْتَأَتْ ــ  المُنَظَمَة العَالَمِيَّة لِلصِحَّةِ الحَيَوانِيَّة ( او . اي . ي ) ــ  وَسْمَ العَام الحَالِيّ 2011 ، عَاماً مُكَلَّلاً لِلطَبِيبِ البَيْطَرِيّ في العراق ، هي الْتِفاتَة مُفِيدة يُؤْمَلُ لَها أَنْ تُعْطِي أُكُلَها .                                                               
جَمِيلٌ أَيْضاً أَنْ يُشَارَ إِلى دَوْرِ الكَادِرِ الصِحِّيِّ المُساعِد لِلطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ ومِنْهُم المُوَظف الصِحِّيِّ البَيْطَرِيِّ ودَوْرَه الفَعَّال في مَسِيرَةِ العَمَلِ في هذا القِطَاع .                               

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                     

وفي مِهْنَةِ الطُبِّ البَيْطَرِيّ لايُمْكِنُ الحَدِيثُ عَن الحَيَوانِ بِمِعْزَلٍ عَن الإِنْسَانِ أَوْ العَكْس ، لأَنَّ هذهِ المِهْنَة العَادِلَةِ تَجْمَعُ الإِنْسَانَ والحَيَوانَ في مَساحَةٍ صَافِيَةٍ ، وتَجْعَلُ بَيْنَهُما وشائِجَ تَواصُلٍ ، ومِنْهُما فَرِيقَاً مُتَضامِناً على سَطْحِ البَسِيطةِ .                                             
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                       

المَشْهَد : حَدِيقَة كَبِيرَة تَابِعَة لِمَنْزِلِ أَحَدِ الأَشْخاصِ في تينيرفا ، في الحَدِيقَةِ كَلْبٌ مَرْبُوطٌ بِسِلْسِلَةٍ حَدِيدِيَّةٍ قَصِيرَة إِلى جَذْعِ إِحْدَى الأَشْجارِ ، الكَلْبُ في حَالَةٍ مُزْرِيَةٍ إِذْ يَبْدُو عَلَيْهِ الهُزال حَيْثُ تَمَّ تَجْوِيعَهُ وتَعْطِيشَهُ كِفَايَةً ، بالإِضافَةِ إِلى الجُرُوحِ الَّتِي تُغَطِّي جِلْدَهُ في بَعْضِ المَناطِقِ والجُرُوح هذهِ مُغَطَّاة بِالدَمِ ، جِلْدَهُ كَامِلاً قَدْ تَعَرَّضَ إِلى إِصابَةٍ مَرَضِيَّة غَيَّرَتْ مِنْ شَكْلِهِ الطَبِيعيّ بِسَبَبِ التَعَرُّضِ الطَوِيلِ والمُسْتَمِرِّ لِلشَمْسِ والأَنْواءِ الجَوِيَّة المُخْتَلِفَة دُوْنَ أَدْنَى حِمايَة .                                                                                                 
جمْعِيَة حِمايَةِ حُقُوقِ الحَيَوانِ : قَامَتْ الجمْعِيَة بِرَصْدِ هذهِ الحَالَة على مَدَى أَشْهُرٍ عَدِيدَة كَانَ الكَلْبُ خِلالَها مَرْبُوطاً إِلى تِلْكَ الشَجَرَةِ لَيْلاً ونَهاراً ، يُعاني الإِهْمال التَامّ بِتَجْوِيعِهِ وتَعْطِيشِهِ وأَيْضاً قَامَ الرَّجُلُ بِقَصِّ أُذُنَيّ الكَلْبِ بِشَكْلٍ يَدْعُو لِلأَلَمِ ، وبَذَلَتْ مَسْعىً كَبِيراً اسْتَغْرَقَ وَقْتَاً طَوِيلاً حَتَّى تَمْكَّنَتْ أَخِيراً مِن الحُصُولِ على مُساعَدَةِ الشُرْطَة في مُحاوَلَةٍ لإِنْقاذِ هذا الكَلْب مِنْ قَبْضَةِ صَاحِبِهِ السَيِّءِ ، وبَعْدَ مُناوراتٍ صَعْبَةٍ مَعَهُ نَجَحَتْ الجَمْعِيَة في تَحْرِيرِ الكَلْبِ مِنْ أَسْرِهِ ، بَيْنَما كَانَ صَاحِبُ الكَلْبِ طَوالَ هذهِ المُناورات يَسُبُّ ويَلْعَنُ ويَصِيحُ : لا أَفْهَمُ كُلَّ هذهِ الضَوْضَاء وكُلَّ هذهِ المَسْرَحِيَّة والسَخافَات  لأَجْلِ كَلْبٍ عَدِيمِ القِيمَةِ ، هو كَلْب  فأَيّ قِيمَةٍ لَهُ  .
وكَيْفَ لَهُ أَنْ يَفْهَمَ وهو المُحاصر بِإِنْسَانِيَّتِهِ ؟!!                                                     
تَمَعَّنُوا جَمِيعاً في هذهِ الكَلِماتِ القَاسِيةِ جِدَّاً : كَلْب لاقِيمَة لَهُ ، عَدِيم القِيمَةِ .                   
هَلْ كَانَ هذا الإِنْسَان أَفْضَلُ قِيمَةً مِن الكَلْبِ المُعْتَدى على بَدِيهِياتِ حُقُوقِهِ كَكَائِنٍ ؟ بِمَاذَا ؟  ولِماذَا ؟                                                                                                     
وإِنْ كَانَ هذا الكَلْب ( أَوْ أَيَّ كَائِنٍ آخَر ) عَدِيم القِيمَة ، فهَلْ هذا سَبَبٌ كَافٍ لِلإِساءَةِ إِلَيْهِ ؟   
بَعْدَ أَنْ تَمَّ تَحْرِير الكَلْبِ مِنْ أَسْرِهِ كَانَتِ الحَاجَةُ مَاسة إِلى فَحْصٍ فَوْرِيّ ، وَضَحَتْ الطَبِيبَة البَيْطَرِيَّة بَعْدَ الفَحْصِ إِنَّ الكَلْبَ بِسَبَبِ تَقْييدِ حَرَكَتِهِ لِمُدَّةٍ طَوِيلَةٍ يُعانِي مِنْ ارْتِخاءٍ بِالعَضَلاتِ والأَرْبِطَةِ وتَشَوُّهٍ في عِظامِ الأَقْدامِ فكَانَت كُلّ خَطْوَةٍ لِلكَلْبِ تَعْنِي أَلَماً مُبَرِّحاً يَصْعُبُ عَلَيْهِ إِتْباعها بِخَطْوَةٍ أُخْرَى ، وإِنَّهُ لَمِنَ الصَعْبِ جِدَّاً أَنْ يَعُودَ لِلحَالَةِ الطَبِيعِيَّةِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَلَيْها .                                                                                                       
قَامَتْ الطَبِيبَةُ البَيْطَرِيَّة بِتَوْفِيرِ العِنايَةِ الطُبِّيَّة ، وفي دَارِ رِعايَةِ الحَيَوانِ تَمَّ تَقْدِيمُ الطَعامِ والمَاءِ لِلكَلْبِ وتَوْفِيرِ العِنايَةِ اللازِمة لَهُ .                                                               
[  المَصْدر : عَن بَرْنامجِ ( هوند ، كاتسي ، ماوس ) لِقَناةِ فوكس ، يَوْم السَبْت 26 ـ 2 ـ 2011 ] .

يُمْكِنُ مُلاحَظَة مَدَى الضَرَر الَّذِي يُسَبِّبُه الإِنْسَان لِلحَيَوانِ بِسَبَبِ عُنْجُهِيَّتِهِ ، في هذهِ الحَالَة أَعْلاه إِن هذا الشَخْص ، الإِنْسَان ، قَدْ تَسَبَّبَ في إِحْداثِ ضَرَرٍ بَلِيغٍ دَائِميّ المَدَى في حَيَاةِ الكَلْبِ وتَشَوُّهٍ وعَوَقٍ مَعَ أَلَمٍ مُبَرِّحٍ وصُعُوبَةٍ في الشِفَاءِ .                                           
مِنْ هكذا وَاقِعَة ، وأُخْرَى كَثِيرَة مُشَابِهَة نَسْتَنْتِجُ إِلى أَيِّ حَدٍّ يُمْكِنُ لِلإِنْسَانِ الغَيْرِ النَاضِجِ وغَيْرِ الوَاعي أَنْ يَكُونَ شِرِّيراً مَعَ الكَائِناتِ بِمُخْتَلَفِ تَصْنِيفاتِها والطَبِيعَة و ......... إلخ ، الشَّرُّ نِتاج التَخَلُّفِ والجَهْلِ وقِلَّةِ الوَعْي .                                                             

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                     
أَحَدهم يَرُدُّ على اسْتِفْسارِ أَحَدِ القُرَّاءِ الَّذِي يَسْأَلُ عَن الحَكَّةِ في الكِلابِ فيَقُول : بيع الكلب .... ياخي أعوذ بالله ، أكره ماعندي هالكلاب ، قذرة + حقيرة ..... حتى اني كنت اقرأ موضوع عن الجاهلية.... وكانوا يعيرون الرجل بالكلب .... لحقارته وبشاعته وسوء نباحه .... سيء جداً .... وذم الله الذين يحملون العلم ولايفقهونه كالكلب .... يعني بجد هالحيوان دنيء .... استغرب من اللي يربيه ويحبه  !!                                                         
المَصْدر :                                                                                                     
http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=7c84cab708c12742

عاينُوا جَمِيعاً جَوابَ هذا الشَخْص ، جَواب مُمْتَلِئ بِالاحْتِقارِ لِهذا الكَائِن " الكَلْب " .         
لَوْ دَرَى إِنَّ هذهِ الكِلاب الـ  " قذرة + حقيرة " على حَدِّ تَعْبِيرِهِ قَادِرة على تَشْخِيصِ الإِصابَةِ بِالسَرَطانِ لَدَى الأَفْرادِ المُصابِين بِصُورَةٍ أَدَقّ وأَفْضَل مِمَّا تَفْعَلَهُ أَرْقَى الوَسائِلِ الطُبِّيَّة الحَدِيثَة ، كَما عن قُدْرَتِها على مُرَافَقَةِ المُعاقِين لِمُساعدَتِهم على مُمارسَةِ حَيَاةً طَبِيعِيَّة إِلى حُدودٍ وَاسِعَة ، وهَلْ عَرِفَ عَن قُدْرَةِ الحَيَواناتِ الذَاتِيَّة لِلتَنَبُّأ بِالزَلازِلِ .......... وهذا بَعْضٌ مِنْ فَيْض .                                                                                     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                   

بَيْنَما كُنْتُ اتجاذبُ أَطْرَافَ الحَدِيث مَعَ سيَّدَةٍ عَجُوز عَن الكَلْبِ الَّذِي مَعِيَّتها ، دَاهَمَ مَسامِعي صَوْتُ أُنثَى مَرَّتْ على مَقْرُبَةٍ مِني هَارِبَةً كَالرِيحِ ، وكَانَت تَصِيحُ بِتَقَزُّزٍ واسْتِنْكافٍ ونُفُورٍ واسْتِهْزَاءٍ مُجِيبَةً الصَغِير الَّذِي مَعَها : إِنَّها تَسْأَلُ إِنْ كَانَ الكَلْبُ ذَكَراً أَمْ أُنْثَى ؟                 
الْتَفَتُ لاإِرادِيَّاً صَوْبَها وهي تَتَحَدَّثُ نَفْسَ اللُّغَة الَّتِي أَنْطُقها ، فلَمَحْتُ أُنْثَى بِبَطْنٍ عَالِيَة وبِرِفْقَتِها صِغارٌ ثَلاث ، تَعالَتْ عَن النَظَرِ إِليّ بِتَقَزُّزٍ وَاضِحٍ ووَلَتْ هَارِبَةً وكأَنَّها تَهْرُبُ مِنْ عَدْوَى .                                                                                                       
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                 

الحَوادِثُ المُشابِهَة مَعَ مُخْتَلَفِ الحَيَواناتِ كَثِيرَةٌ ولاتُحْصَى ، وبِالتَأْكِيدِ فإِنَّ كُلّ قَارِئٍ وقَارِئَةٍ قَدْ صَادَفَ بَعْضاً مِنْها .                                                                                   
مِنْ هذهِ المَواقِف ، النَظْرَة ، الأَفْكار ، الاعْتِقادات ، الرُؤَى الفَوْقِيَّة الاسْتِعْلائِية لِلإِنْسَانِ تُجاهَ الحَيَوان بِشَكْلٍ خَاصٍّ وتُجاهَ الكَائِنات قَاطِبَةً تَتَدَاعَى قِيمَة العَمَلِ البَيْطَرِيّ بِكُلِّ مَجالاتِهِ ، وتَتَهاوَى ، وتُعانِي الإِهْمال ، والانْتِقاص مِن القِيمَةِ والأَهَمِيَّة ويُنالُ مِنْهُ ، ومِن المُمْكِنِ اسْتِشْعارِ ذلك مِن التَندُّرِ والتَهَكُّمِ على عَمَلِ الطَبِيبِ البَيْطَرِيّ والقِطاعِ بِشَكْلٍ عَامٍّ مِنْ قِبَلِ المُجْتَمعِ ، أَوْ حِيْنَ يُرِيدُ أَحَدَهم إِهانَةَ شَخْصٍ ما ، أَوْ التَندُّرِ عَلَيْهِ ، أَوْ الانْتِقاصِ مِنْهُ فيَنْعَتهُ بِما طَابَ لَهُ مِنْ أَسْماءِ الحَيَواناتِ البَرِيئَةِ مِن الوَعْي القَاصِرِ والمُتَخَلِّفِ لِلإِنْسَانِ في حَقِّ الكَائِناتِ الأُخْرَى ، أَوْ يَصِيحُ مُتَندِّراً ، ورُبَّما قَاصِداً بِأَنَّ هذا الشَخْص بِحَاجَةٍ إِلى طَبِيبٍ بَيْطَرِيّ وهكذا تَنْوِيعات ..... .......إلخ .                                                               
هكذا جُمَل وكَلِمات ووَقائِع تَجْلِي لَنا الصُورَة وكَيْفَ تَشَكَّلَتْ الخَلْفِيَّة الَّتِي اسْتَنَدَتْ عَلَيْها الكَثِيرُ مِن المُجْتَمعاتِ والشُعُوبِ في مَدارِكِها في عَدَمِ تَقْييمِ عَمَلِ الطَبِيبِ البَيْطَرِيّ بِقِيمَتِهِ الحَقِيقِيَّة الَّتِي يَسْتَحِقُها فِعْلاً .                                                                           

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ           

مِهْنَةُ الطُبِّ البَيْطَرِيّ في مَسْعَاها وغَايَتِها يَجِبُ أَنْ تَتَحَوَّلَ خَالِصَةً مِنْ مِهْنَةٍ غَايَتها الإِنْسَان وإِرْضاءِ مُتَطلَّباتِهِ ومِزاجِهِ إِلى مِهْنَةٍ عَادِلَةٍ حَقَّة غَايَتها الأُولَى الحَيَوان كَكَائِنٍ مُخْتَلِف لَهُ قِيمَتهُ وتَقْدِيرهُ في الوُجُودِ ، وخِدْمَة هذا الوَعْي الجَدِيد بِما يُلائِمُ بَيْنَ عَالَمِ الإِنْسَانِ وعَالَمِ الحَيَوانِ ويُوافِقُ بَيْنَهُما بِاعْتِبارِهم شُركاء ورِفاق في الوُجُودِ على هذا الكَوْكَب ، ولِلعَمَلِ على هذا المِحْوَرِ يَكُونُ الطَبِيبُ البَيْطَرِيّ مِن المَفاصِلِ المُهِمَّةِ المُحَرِّكَةِ لِهذا الوَعْي الجَدِيد والدَافِعَة لَهُ ، فالطَبِيبُ البَيْطَرِيّ يَبْنِي عَلاقَةَ ثِقَة ويُزِيدُها ثِقَلاً بَيْنَ الإِنْسَانِ والحَيَوانِ ، فهو بِخَطْوَتِهِ نَحْوَ الحَيَوانِ لِلبَحْثِ عَنهُ بِقَصْدِ حِمايَتِهِ أَوْ مُعَالَجَتِهِ .... إلخ ، إِنَّما يَفْتَحُ أَبْواباً عَرِيضَة أَمامَ الإِنْسَان لِيَقْتَرِبَ أَكْثَر مِنْ هذا العَالَمِ المُدْهِش : عَالَم الحَيَوانِ ، ويَبْنِي جُسُوراً لِلثِقَةِ بَيْنَ الطَرَفَيْنِ .                                                                                       
إِنَّ الطَبِيبَ البَيْطَرِيّ بِحُكْمِ طَبِيعَةِ عَمَلِهِ واسْتِعْدادِهِ الدَاخِليّ يَكُونُ في تَمَاسٍ مَعَ الطَبِيعَةِ والحَيَوانِ ، هذا التَمَاس المُباشِر يَفْتَحُ رَوابِطَ ثِقَةٍ ثَمِينَةٍ بَيْنَ الحَيَوانِ والإِنْسَانِ .               
 كما إِنَّ الطَبِيبَ البَيْطَرِيّ يُؤَدِّي في عَمَلِهِ خِدْمَةً مُزْدَوجَة ، فهو مِنْ خِلالِ عِنايَتِهِ بِالحَيَوانِ إِنَّما يُقَدِّمُ خَدماته لِلإِنْسَانِ ويُوَفِّرُ لَهُ الطُمَأْنِينَة والرَاحَة والحِمايَة .                               
كُلُّ خِدْمَةٍ لِلحَيَوانِ إِنَّما هي خِدْمَة مُؤَدَّاة لِلإِنْسَانِ ، والبِيئَةِ ، والطَبِيعَةِ ، والكَوْكَبِ بِشَكْلٍ غَيْر مُباشِر .                                                                                                     
دَوْر الطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ واضِحٌ وضَرُورِي في : مُكافَحَةِ الأَمْراضِ الحَيَوانِيَّة الوَافِدَة ومَنْع دُخُولها لِلبِلادِ ، مُكافَحَة وحَسْر الأَوْبِئَة والحَدّ مِنْ تَفشِيها بَيْنَ الحَيَوانات ، الأَمْن الغِذائِيّ ، الصِّحَّة العَامَّة ، حِمايَة البِيئَة والحَيَاةِ البَرِيَّة ، الحِفاظ على الثَرْوَة الحَيَوانِيَّة .......... إلخ . 

في مِثْلِ هذا اليَوْم نَسْتَذْكِرُ ولانَنْسَى دَوْر الطَبِيبِ البَيْطَرِيّ ومَجْهوداتِهِ العِلْمِيَّة في السَعْي بِطُبِّ الحَيَوانِ والإِنْسَانِ مَعاً إِلى الأَمامِ وإِلى الجَدِيدِ والمُفِيدِ في عَالَمِ المَعْرِفَةِ الطُبِّيَّة والدَوائِيَّة وغَيْرَها مِنْ خِلالِ الأَبْحاثِ والدِراساتِ والاخْتِبَاراتِ والاكْتِشافاتِ العِلْمِيَّة ، والحَدِيثُ في هذا الشَأْنِ يَطُولُ ولايُمْكِنُ لِسُطُورِ هذهِ المَقالَةِ المَحْدُودَة أَنْ تَحْتَوِيهِ ..... إلخ .

 عَمَلُ الطَبِيبِ البَيْطَرِيّ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ذِراعاً فَاعِلاً في شَأْنِ حِمايَةِ حُقُوقِ الحَيَوانِ ، ومِنْها إِيقاف الحَمْلات الإِجْرامِيَّة الَّتِي يَقْتَرِفُها البَشَر بِحَقِّ الحَيَواناتِ وهي حَمْلات الإِبادَة والَّتِي تُسَمَّى تَحايُلاً بِحَمْلاتِ المُكافَحَةِ ، كَحَمْلاتِ إِبادَةِ الكِلابِ مَثَلاً ، إِنَّما هذهِ الحَمْلات في حَقِيقَتِها هي مَذابحٌ وإِبادَة لِصِنْفٍ أَوْ طَائِفَةٍ .                                                                     
حَذْف وإِلْغاء مَفْهُوم " الرِّفْق بِالحَيَوانِ "  ، والعَمَل على بِنَاءِ وَعْي  " احْتِرام الحَيَوان "  كَكائِنٍ مُخْتَلِفٍ يُقاسِمُ البَشَر هذا الكَوْكَب .                                                             
إِنَّ الوَعْي الجَدِيد هذا سَيَعُودُ بِالنَفْعِ الوَفِيرِ على عَالَمِ الإِنْسَانِ القَاصِر بِفِعْلِ انَانِيتِهِ وتَكَبُّرِهِ وغُرورِهِ عَن رُؤْيَةٍ عَمِيقَةٍ وحَقِيقِيَّةٍ لِعَالَمِ الحَيَوانِ المُدْهِشِ ، ويُحفِّزه لِلسَعْي الايجابِيّ بِشَكْلٍ مُغايرٍ أَجْدَى وأَكْثَر تَواضُعاً ، ويَجْعَلُ العَالَمَ أَكْثَر تَجانُساً ونُضُوجاً  .                             
لأَنَّ مِهْنَةَ الطُبّ البَيْطَرِيّ تُساوِي العَطَاءَ والمَحَبَّة نَجِدُ إِنَّ نِسْبَة مُتزايدَة بِاسْتِمْرَارٍ مِن الأَطِبَّاءِ البَيْطَرِيين في مُخْتَلَفِ شِعابِ الأَرْضِ قَدْ انْخَرَطُوا ــ وغَيْرَهُم في الطَرِيقِ لِلانْخِراطِ ــ في نَشَاطاتِ جمْعِياتِ حِمايَةِ حُقُوقِ الحَيَوانِ ، وآخرُون فَضَّلُوا أَوْ أَضافُوا إِلى هذا تَقْدِيمِ خَدَماتِهم الطُبِّيَّةِ مَجَّاناً بِتَخْصِيصِ أَيَّامٍ مُعَيَّنَةٍ لِفَحْصِ الحَيَواناتِ وتَقْدِيمِ الرِعايَةِ الطُبِّيَّةِ اللازِمةِ لَهُم مِمَّنْ يَتَواجدُون في العَوائِلِ ذاتِ الدَخْلِ المَحْدُودِ ، أَوْ الفُقَرَاءِ ، أَوْ المُهْمَّشِين ، أَوْ المُحْتاجِين ، أَوْ قَاطِني الشَوارِعِ والطُرُقاتِ مِمَّنْ لايَمْتَلِكُونَ المَأْوَى ..... إلخ ، وهو نَشَاطٌ عَزِيزٌ ، بَذِخ ، مُمْتَلِئ القِيمَةِ والنَفْعِ والفَائِدَةِ خِدْمَةٍ لِلحَيَواناتِ أَوَّلاً ، وإِعانَةِ أَصْحابِها ثَانِياً ، ثُمَّ فَائِدَة عَامَّة لِلمُجْتَمَعِ كَكُلٍّ بِحِمايَةِ وتَقْويَةِ ومُسانَدَةِ نِظامِهِ الصِحِّيّ مِنْ خِلالِ تَأْمِينِ الرِعايَةِ الصِحِّيَّةِ لِحَيَواناتِ هذهِ الشَرائِحِ مِن المُجْتَمعِ .                                             
أَيْضاً يَحِقُّ لِلطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ أَنْ يَحْظَى بِالمَزِيدِ مِن الاحْتِرامِ لِحُقُوقِهِ وتَقْدِيرِ جُهُودِهِ الَّتِي لاتُقَدَّر بِثَمَنٍ لأَنَّها عَالِيَة القِيمَة جِدَّاً في حَيَاةِ الإِنْسَانِ والحَيَوانِ والطَبِيعَةِ ، هذا يَنْسَحِبُ على الأُجُورِ الَّتِي يَتَقاضَاها والَّتِي يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مُكافِئَةً لِلمَشاقِ والمَخاطِرِ والصُعُوباتِ الَّتِي تَكْتَنِفُ مِهْنَةً كَهذهِ ، هذهِ المِهْنَة الرَائِعَة اللائِقَة بِذَوِي القُلُوبِ الرَفِيعَة والعُقُول النَاضِجَةِ بِحُبِّ الكَائِناتِ جَمِيعاً .                                                                                     
  إِتاحَة المَناخاتِ المُناسِبَة لِلعَمَلِ بِتَوْفِيرِ الأَدْوِيَةِ والمُسْتَلْزماتِ الطُبِّيَّةِ والأَدواتِ لِتَطْوِيرِ الإِمْكانِياتِ ومُرَافَقَةِ التَقَدُّمِ العِلْمِيِّ الحَدِيث في هذا المَيدانِ والطُرُوحاتِ العِلْمِيَّة والإِمْكانِياتِ الجَدِيدَةِ في هذا المَجالِ .                                                                                   
 بِنَاءُ المُسْتَوصَفات البَيْطَرِيَّةِ والمُخْتَبَراتِ البَيْطَرِيَّةِ بِنَاءً لائِقاً في المَناطِقِ الَّتِي تَفْتَقِرُ إِلَيْها لأَداءِ الخِدْمَةِ المَطْلُوبَةِ مِنْها .                                                                           
تَوْفِيرُ مُسْتَلْزماتِ الوِقايَةِ والفَحْصِ مِثْلَ المَلابِسِ الخَاصَّةِ ، القُفَّازاتِ الصِحِّيَّةِ ، الأَحْذِيَة الواقِيَة ...... إلخ .                                                                                         
هُناكَ نِقاطٌ أُخْرَى كَثِيرَة لاتَتَّسِعُ المَقالَةُ لِلخَوْضِ فيها ولِلقَارِئاتِ والقُرَّاء فُسْحَةٌ كَبِيرَةٌ لِلإِفادَةِ عَنها والنِقاشِ فيها  .....                                                                                 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                       

" مُنَظَّمَة كُردستان لِحِمايَةِ حُقُوقِ الحَيَوان " في دهوك بَادِرة مُضِيئَة يُرْجَى لَها أَنْ تَبْقَى مُشِعَّة  لاتَنْطَفِىء كَحَالِ الكَثِيرِ مِن المُبادَراتِ الَّتِي طَوَتْها ظُرُوف البَلَدِ وأَحْوالِهِ ومَراحِلِهِ ، هي خَطْوَةٌ بَنَّاءَة مُبَشِّرَة بِتَنامِي الوَعْي الصَحِيحِ الجَدِيدِ باحْتِرامِ الحَيَوانِ وحِمايَةِ حُقُوقِهِ ، وسَوْفَ تُؤْسِّسُ لِعَلاقَةٍ صَحِيحَةٍ مُثْمِرَة مُفِيدَة نَظِيفَة مِنْ انانِيةِ الإِنْسَانِ وتَكَبُّرِهِ لِخِدْمَةِ الكَوْكَبِ .                                                                                                     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                   

مُلاحَظَة صَغِيرَة بَقِيَتْ عَالِقَة في قَلْبِي كَسُؤَالٍ : ماضَرَّ الاحْتِفال لَوْ كَانَ التَأْرِيخ أَكْثَرُ تَحْدِيداً فيُسانِدُ عَالَم الأَرْقامِ الطُبّ في احْتِفائِهِ بِالطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ ويَكُون التَأْرِيخ مَثَلاً يَوْم الأَوَّلِ مِنْ ابريل ، أَوْ الثَانِي ، أَوْ الثَالثِ ، أَوْ الرَابعِ ، أَوْ ........ إلخ  ، بَدَلاً مِنْ آخِرِ يَوْمِ سَبْتٍ والَّذِي يَبْدُو كَغِيْرِ الوَاثِقِ مِنْ خَطَواتِهِ ، خَجُولاً ، ضَعِيفَاً ، مُتذَبْذِباً ، لايَكادُ يَجِدُ لَهُ قَدَماً رَاسِخَةً وثَابِتةً في عَالَمِ التَوارِيخِ الاحْتِفالِيَّة ، لامَكَانَ مُحَدَّد لَهُ بَيْنَها ..........                             
رُبَّما كَانَ هذا اليَوْم بِحَاجَةٍ إِلى تَحْدِيدٍ أَكْبَر ــ أَقْصُدُ رَقْمِيَّاً ــ لِيُرسِّخ قِيمَتَهُ بَيْنَ التَوارِيخ الأُخْرَى لِلاحْتِفالاتِ ، فيَبْدُو أَكْثَرَ ثِقَة في خَطَواتِهِ ، شُجَاعاً لايَخْجَلُ مِنْ بَهائِهِ .                 
هي مُلاحَظَةٌ لَيْسَ إِلاَّ .                                                                                     
تَهْنِئَة مُعَطَّرَة لِكُلِّ طَبِيبَةٍ بَيْطَرِيَّة ، لِكُلِّ طَبِيبٍ بَيْطَرِيّ ، أَيْنَما كَانَ مِنْ بِقاعِ العَالَمِ ، ولِكُلِّ الَّذِين في بُلدَانِ المَهْجَر ومِمَّنْ تَقَطَّعَتْ بِهم سُبل الاسْتِمرارِ في العَطاءِ لِهذهِ المِهْنَة  ، ولِمَنْ رَحَلُوا عَن زُملائِهم وزَمِيلاتِهم في المِهْنَةِ الذِكْرَى والتَقْدِير .                                       
لَكُم كُلّ المَحَبَّة عَزِيزاتي ، أَعِزائي مِن القَارِئاتِ والقُرَّاء .                                           

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                               

لِمَنْ يَرْغَب في مُتابَعةٍ أَكْثَر اسْتِفاضَة العَوْدَة إِلى مَقالاتِي السَابِقَة : ــ                         
ــ الإِنْسَان في قمَّةِ الهَرَمِ .                                                                               
ــ الأَرْضُ وما عَلَيْها .                                                                                   
ــ مُصارَعَة الثِيران .                                                                                     

118
حِيْنَ تَصِفُ اللُّغَة بَعْضَ الأَحْوال ......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الجمعة 10 ـ 7 ـ 2009 / الأثنين 15 ـ 11 ـ 2010


تُعْتَبرُ اللُغَة الوَسِيلَة الَّتِي تَصُوغُ الأَفْكار وتَرْسِمُ مَلامِحَها وتُؤطِرُ لها وتُعَرِّفُ بِناطِقيها .                                                                                       
تَقُولُ اللُّغَة ..........                                                                           

الجُزْءُ الأَوَّل :                                                                               
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ                                                                               
أَعِزائي مِن القَارِئاتِ والقُرَّاء ، فيما يَلِي بَعْضٌ ، وهو بَعْضٌ مِنْ كَمِّ ما جَادَتْ بِهِ قَرِيحَةِ اللُغَةِ مِنْ أَلْفاظٍ ومُفْرَداتٍ لِوَصْفِ حَالَةِ التَواصُلِ والتَلاحُمِ والتَمازُجِ بَيْنَ طَرَفَيْن ــ الأُنْثَى والذَّكَر ــ ، أَرْجُو أَنْ تلْقُوا عَلَيْها ولَوْ نَظْرَة قَصِيرَة خَاطِفَة لاسْتِشْعارِ الرَوْعَةِ أَوْ القُبْحِ في نُفُوسِكُم تُجاهَها .                                       

عن معجم لسان العرب : ــ                                                         
.....................................                                                         
ــ نَكَحَها يَنْكِحُها نِكاحاً : إِذا تزوجها ، باضعها أيضاً وكذلك دَحَمَها وخَجَأَها .
ــ المُجامعة والجِماع : كناية عن النكاح .                                           
ــ  وَطِئَ الشَّيْءَ يَطَؤُهُ وَطْأً : داسَه .                                                   
ــ وفي حديث مسروق في الرجل تكون تحته الأَمة فيُطَلِّقها ثم يشتريها ......
ــ حَطَأَ المَرْأَة حَطْأً : نكحها  .                                                           
ــ مَسَحَ المَرْأَة يَمْسَحُها مَسْحاً ومَتَنَها مَتْناً : نكحها .                               
ــ مَحَجَ المَرْأَة يَمْحَجُها مَحْجاً : نكَحَها وكذلك مَخَجَها .                             
ــ نَجَرَ المَرْأَة نَجْراً : نكَحها .                                                           
ــ البُضْعُ : النّكاح .                                                                       
ــ المُباضَعة : المُجامَعة .                                                                 
ــ نَشَلَ المَرْأَة يَنْشُلها نَشْلاً : نكَحها .                                                   
ــ كامها كَوْماً : نكَحَها .                                                                   
ــ غَسَلَ الرجلُ امرأَته وغَسَّلَها إِذا جامعها .                                           
ــ أَرّها : نكحها .                                                                           
ــ المُباشرة : الجماع .                                                                   
ــ المزَخَّة بالكسر : الزوجة ، ورُوِي مَزَخَّة ، بنصب الميم ،                       
 كأَنَّها موضع الزَّخِّ أَي الدفع فيها لأَنَّهُ يَزُخُّها أَي يُجامعها ،                     
 وسُميت المرأة مِزَخَّة لأَنَّ الرجل يُجامعها .                                         
ــ  زخَّ المرأَة يَزُخُّها زَخّاً وزَخْزَخَها : نكحها ، وهو من ذلك لأنه دفعٌ .         
ــ  مِزَخَّته : امرأَته ، قال اللحياني : هو من الزَّخِّ الذي هو الدفع .               
ــ  شَطَأَ المرأة يَشْطَؤُها شَطْأً : نَكَحَها .                                                 
ــ الوِقاع : مُواقَعةُ الرجلِ امرأَتَه إِذا باضَعَها وخالَطَها .                             
وواقَعَ المرأَة ووَقَعَ عليها : جامَعَها .                                               
   
عن القاموس المحيط : ــ                                                                 
....................................                                                           
 ــ نَشَلَ المَرْأَة : جامَعَها .                                                                 
ــ افْتَرَشَ الرَّجُلُ المَرْأَة .                                                                   
ــ  النِّكاح : الوَطْءُ والعَقْدُ لَهُ .                                                             
ــ  وَطِيءَ المَرْأَة : جامَعَهَا .                                                               
ــ  افْتَضَّهَا : افْتَرَعَها .                                                                     
ــ  ........ لأَنَّهُ خُوطِبَتْ به امْرَأَة كانَتْ تَحْتَ مُوسِرٍ ،                                 
 فَكَرِهَتْهُ فَطَلَّقَها ، فَتَزَوَّجَها مُملِقٌ ......... إلخ  .                                 
ــ  جَلَدَ جارِيتَه : جامَعَها .                                                                 
ــ واقَعَ المرأةَ : باضَعَها وخالَطَها .                                                     
   
 عن معجم العباب الزاخر : ـــ                                                           
.......................................                                                           
ــ دَرَسَ المَرْأَة : أي جامَعَها .                                                             
ــ وَطِئْتُ الشَّيْءَ برِجلي وَطْأً : داسَه .  ووَطِيءَ الرَّجُلُ امرأَتَهُ يَطَأُ فيها .         
ــ داسَ الشيء يَدوسُهُ : وَطِئَه بِرِجلِه .                                                   
 وداسَ جارِيَتَه : إِذا جامَعَها وبالغَ في وَطْئِها .                                       

عن الصحاح في اللغة : ــ                                                               
...................................                                                               
ــ النِّكاحُ : الوَطْءُ وقَدْ يَكُونُ العَقْدُ .                                                       
ــ وَطِئْتُ الشَّيْءَ برِجلي وَطْأً : داسَه . ووَطِيءَ الرَّجُلُ امرأَتَهُ يَطَأُ فيها .           

تَوَقَّفِي هُنا عَزِيزَتِي القَارِئة ، تَوَقَّفْ هُنا عَزِيزِي القَارِئ ، وتَبَيَّنِي / تَبَيَّنْ  مَشَاعِرَك حِيالَ هذهِ الكَلِمات قَبْلَ أَنْ تُواصِلي / تُواصِلَ  قِراءَة الصَفْحَة .           
هُنا بَعْضُ الأَسْئِلَة حَاوِلي / حَاوِلْ الإِجابَة عَلَيْها لِتَجْمَعِي / لِتَجْمَع  مَشَاعِرَك إِزاءَها  : ــ                                                                                     
1 . هَلْ تَعْكِسُ هذهِ المُفْرَدات احْتِراماً لِلأُنْثَى بِشَكْلٍ ما ؟                             
2. هَلْ هي طَبِيعِيَّة مَقْبُولَة الوَقْعِ في النَفْسِ ،  أَمْ مُقَزِّزَة ؟                           
   3 . هَلْ تُوحِي ، أَوْ تَعْكِسُ ، أَوْ تَرْمِزُ لِشَيْءٍ مِن العَلاقَةِ الحَمِيمِيَّة ـ الحُبُّ ـ بَيْنَ   الذَكَرِ والأُنْثَى ، أَوْ لِجَمِيلِ التَواصُلِ بَيْنَهُما ؟                                       
4 . هَلْ هي أَلْفاظٌ جَمِيلَة لاغُبارَ عَلَيْها أَمْ مُنَفِّرَة ؟                                     
5 . أَيُّ الكَلِماتِ أَجْمَل وأَفْضَلُ اسْتِعْمالاً  ؟                                               
6 . أَيٌّ مِنْها ذُو وَقْعٍ مُسْتَحب ولَطِيف على الأَسْماع  ؟                               
7 . أَيُّ الكَلِماتِ أَقْبَحُها ؟                                                                   


إِضافَات أُخْرَى لِلإِطلاع :                                                                 
..........................................                                                       
 عن لسان العرب :                                                                       
ــ والمرأة تسمى فِراشاً لأَنَّ الرجل يَفْتَرِشُها                                             
ــ افْتَرَشَ الرجل المرأة للَّذَّة                                                                 
ــ الفُرُشُ والمَفارِشُ : النِّساء لأنهن يُفْتَرَشْن .                                         
 ــ البَعْل : سُمِّي زوج المرأَة بَعْلاً لأنّهُ سيدها ومالكها .......                           
ــ العُذْرة : البَكارة ، قال ابن الأثير : العُذْرة مالِلْبِكْرِ من الالتحام قبل                 
الافتضاض.                                                                                   
ويقال فلان أبو عُذْر فلانة إِذا كان افْتَرَعَها واقتضَّها ، وأبو عُذْرَتها .           
ــ ابن شميل : خاشَ لرجلُ جاريتَه بأَيْــ .... ، قال والخوْش كالطعن وكذلك         
جافَها يجُوفها ونَشَغَها ورفغها .                                                         
ــ ...... والشِّعار : ماولي شَعَرَ جسد الإِنسان دون ماسواه من الثياب ، والجمع أَشْعِرَةٌ وشُعُرٌ .                                                                             
وفي المثل : هم الشَّعار دون الدِّثارِ ؛ يصفهم بالمودة والقرب .                   
والدثار : الثوب الذي فوق الشعار .                                                   
وأَشْعَرَه سِناناً : خالطه به ، وهو منه ..................                               
ويُقال : شاعَرْتُ فلانة إذا ضاجعتَها في ثوب واحد وشِعارٍ واحد ، فكنتَ لها شعاراً وكانت لكَ شعاراً .                                                               
ويقول الرجل لامرأَته : شاعِرِيني .                                                   


الجُزْءُ الثَانِي :                                                                                 
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ                                                                                 

يَقِفُ الإِنْسَانُ مَشْدُوهاً أَمامَ هذهِ المُفْرَداتِ تَعَجُّباً ، أَوْ تَقَزُّزاً ، أَوْ لامُبَالاةً ، أَوْ .............. إلخ ، وهي تَصِفُ عَلاقَةٍ ( فِعْل ، حَالَة ) مُمَيَّزة يُفْتَرَضُ أَنْ يَتَوَفَّرَ على أَساسِها ولَوْ قَدْراً صَغِيرَاً مِن الاسْتِلْطافِ المُتَبادلِ ونَزْرَاً مِن الشُعُورِ بالآخَرِ ووُجُودِهِ ــ إِنْ تَغَاضَيْنا عن الاحْتِرامِ والتَقْدِيرِ اللازِمِ تَواجُدِهما ــ ؛ وهُنا نَعْنِي بِالقَصْدِ عَلاقَة مُتعارَفٍ عَلَيْها في السُلُوكِ البَشَرِيِّ بَعِيداً عن حَالاتِ الاغْتِصَاب والإِجْبارِ والعُنْف ....... إلخ ، لَكِننا حِيْنَ نَقْرَأُ هذهِ المُفْرَدات ونَتَأَمَّلُ فيها نَسْتَدِلُّ فَراغَها مِنْ كُلِّ هذهِ اللَوازِمِ لِفِعْلِ التَمازُجِ ونَكْتَشِفُ فيها غَيْرَ مايَدُلُّ على ذلك ، ففي هذهِ المُفْرَدات الكَثِير لِلذَكَرِ ولاشَيْءَ لِلأُنْثَى ، فهي انْطِلاقاً من هكذا مُفْرَدات في مَنْزِلَةِ المَفْعُولِ بِهِ الأَدْنَى والأَقَلّ ، بَيْنَما احْتَفَظَتْ لِلذَكَرِ بِحَقِّ الفِعْلِ والسِيَادَةِ ، أَمَّا الأُنْثَى فهي تَابع ، وبِالتَالِي فهي مُفْرَدات تَنَالُ مِن الأُنْثَى أَكْثَرُ مِمَّا تُعْطِيها ، مِثَال : كَلِمَة وَطَأَ ، فالوَطْأُ لَهُ مَعْنَى الدَّوْس .                                             
هكذا تَلْعَبُ اللُّغَة دَوْرَاً غَيْرَ مَحْمُود في حِفْظِ كَرَامَةِ الأُنْثَى ومَكانَتِها ، إِنَّها تُوَسِّخها وتُوَحِّلها أَكْثَر مِمَّا تُعْطِيها وتَحْفَظُها وتَحْتَرِمُها .                                         
يَنْبَغِي الإِشارَة إِلى أَن بَعْض المُفْرَدات وَرَدَتْ مُمَثَّلَة بِوَضْعِ الجَارِية ، لَكِنَّ هذا لايُبَدِّلُ مِن الأَمْرِ حَالاً لأَنَّ المُفْرَدات يُمْكِنُ اسْتِعْمالَها لِكُلِّ أُنْثَى بِغَضِّ النَظَرِ عن صِفَتِها الاجْتِماعِيَّة ، وهي تَنالُ مِنْ الجَارِيةِ كإِنْسَانَةٍ وأُنْثَى بِنَفْسِ القَدْرِ الَّذِي تَنالُ مِن الأُنْثَى في صِفَةٍ اجْتِماعِيَّة أُخْرَى .                                                     
  نَكَحَها ..... يَنْكِحُها ، حَاولْتُ أَنْ أُحْصِي ولَوْ بَعْضاً مِنْ بُذُورِ الاحْتِرامِ لِلأُنْثَى في هذهِ الكَلِمة والكَلِماتِ الأُخْرَى .... لم أَعْثَرْ عَلَيْها ، فكَمْ مِنْ أَسفٍ على مُفْرَداتٍ تُكَرِّسُ لاحْتِقارِ الأُنْثَى ودَفْعِها إِلى أَسْفَلِ السُلَّمِ .                                         
افْتَرَشَها  ....  يَفْتَرِشُها ، هَلْ سيُرْتَضى في اللُغَةِ أَنْ يُقال : افْتَرَشَتْهُ  ......  تَفْتَرِشُهُ ...... إلخ ، أَمْ حِيْنَها سيَغْضَبُ البُرْكان ويَقْذِفُ بِحُمَمِهِ إِلى ما لانِهايَة ؟   
مَاذا يَقُولُ الرِجالُ في هذهِ المُفْرَداتِ والأَلْفاظ ، إِنْ كَانت لاتُخَدِّشُ أَسْماعَهُم ودَواخِلَهُم إِنْ قِيلَتْ في حَقِّ زَوْجَاتِهم بِاعْتِبارِها تَحْكِي عَنهم وتُجَسِّمُ سُلْطَانهُم ، فهَلْ يَتَقَبَّلُونها ويَرْضونَ عنها عِنْدَما تَكُونُ وَصْفاً لِحَالِ بَناتِهم وأَخَواتِهم وقَرِيباتِهم وهي تَحْكِي عن رِجالٍ آخَرِين غَيْرِهم .                                       
عَبَّرَ عَدَدٌ مِن النِساءِ عن رُدُودِ أَفْعالِهِنَّ ومَشَاعِرِهِنَّ تُجاهَ هذهِ المُفْرَداتِ ووَقْعها في نُفُوسِهِنَّ بِالقَوْلِ : إِنَّ جَمِيعَ هذهِ المُفْرَدات لاتَعْكِسُ أَيَّ احْتِرامٍ لِلأُنْثَى ، وإِنَّها مُقَزِّزَة ولاتَعْكِسُ أَيَّ تَواصُلٍ بَيْنَ الأُنْثَى والذَكَرِ وهي أَلْفاظ مُنَفِّرَة ، لَيْسَ فيها ولَوْ كَلِمَة وَاحِدَة جَمِيلَة أَوْ خَفِيفَة أَوْ لَطِيفَة الوَقْع على الأَسْماعِ ، وقَالَت إِحْدَى النِساء إِنَّ أَكْثَرَها بَشَاعَةً هي كَلِمَة : حَطَأَ المَرْأَة حَطْأً : نَكَحَها .                               
إِحْدَى النِساء ، وهي أُمٌّ وزَوْجَة ، كَتَبَتْ جَوابَاً ــ أَعْرِضهُ هُنا كنَمُوذجٍ مِنْ إِجاباتٍ أُخْرَى كَثِيرة مُشَابِهة ــ تَقُولُ فيه : [ هذهِ الكلمات ليس لها أي علاقة بالحب والأحترام ، بل هي مُقرفة ووقحة وكأن الرجل يعاقب المرأة ويستعملها ، وخصوصاً كلمة نكحها ، فهي خالية من أي معنى للمحبة أو اللهفة على الزوجة اوالحبيبة ، وهذه الكلمة فيها بعض من حب السيطرة والتكبر وكأن الرجل قادر على فعل هذا الشيء بالمرأة كعقوبة أو توبيخ وليس كحب متبادل بين الطرفين فيه مشاعر كثيرة ترمز للحب والشوق واللهفة ، إنها كلمة بعيدة كل البعد عن كل هذهِ الأشياء التي ذكرتها وليس فيها أي احترام للمرأة أو حباً لها وبها ، والكلمات الباقية بالنسبة لي كذلك .                                                       
الحب الذي هو أحلى ما في الوجود ويدل على العلاقة الحميمة غائب وممسوح ومنفي من هذه المفردات .                                                                   
كلمات فظيعة مُقززة ، وكأن المرأة لاحول لها ولاقوة في الموضوع كله ، مغلوبة على أمرها في الحياة ، في الفراش ، والرجل هو الكل بالكل ينكح ويفعل ما يشاء ..........                                                                                         
الكلمة نكحها ينكحها وكأنه يعني أغتصبها . ]"                                         
 
انْتَهى 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تَفَحَّصي مَشَاعِرَكِ عَزِيزَتي القَارِئة حِيال هذهِ المُفْرَدات ...........                     
 تَفَحَّصْ مَشَاعِرَكَ عَزِيزي القَارِئ حِيالها ...........                                     
مُفْرَدَة " التَّواصُل أَوْ الاتِّصال " قَدْ تَكُونُ المُفْرَدَة الوَحِيدَة الَّتِي لايُلْمَسُ مِنْها انْتِقاصاً لِلأُنْثَى ، فكَفَّتا مِيزانها مُتعادِلة ، لَكِنْ يُعاب لَها إِنَّها لاتَعْكِسُ أَيَّ وَجْه مِنْ أَوْجُهِ المَشَاعِرِ الَّتِي تَأْخُذُ حَيِّزاً مُمْتَدَّاً في فِعْلِ التَواصُلِ هذا بَيْنَ كَائِنين ، فهي مُفْرَدة غَيْرُ واسِعَة ، تُخْبِرُ عن الفِعْلِ ولَيْسَ عن مَكْنُونِهِ الإِنْسَانِيّ ، ولم يَتِمّ إِشْباعها وسَقْيها كِفايَةً بِماءِ المَعْنَى المُعَبِّر عن هذا الفِعْل ، وبِالتَالِي فَجُبْلَة الفِكْرَة فيها لازَالَتْ قَاصِرَة عن احْتِضانِ المَكْنُونِ الإِنْسَانِيِّ لهذا الفِعْل .                     
 لِلإِشَارَة : مُفْرَدَة التَّواصُل أَوْ الاتِصال لم تَكنْ مُدْرَجَة في قَائِمةِ أَحَد المعاجم أَعْلاه لِلدَلالَةِ على حَالَةِ التَلاحُمِ والتَمازُجِ بَيْنَ الذَكَرِ والأُنْثَى ، على قَدْرِ ما بَحَثْثُ .
رُبَّما مُفْرَدَة  الفِعْل " شَاعَرَ " إِنْ تَتَّصِل بِالمَشَاعِرِ والمَوَدَّة والقُرْب ، تَكُونُ  مُلائِمَة لِوَصْفِ حَالَةِ التَمازُجِ والتَلاحُمِ بَيْنَ الذَكَرِ والأُنْثَى ، فأَنْ يُقال " شَاعَرَ الرَّجُلُ زَوْجَتَه " ، مُسْتَسَاغَة  .                                                             
إِنَّ مُفْرَدات كـ : مَتَنَ ،مَخَجَ ، نَشَلَ ، أَرّها ، وَطِيءَ ، جَلَدَ ، دَرَسَ ....... وغَيْرها ، لهي مُفْرَدات تَصُبُّ في شُعُورِ المُتَلَقِّي انْصِباب الحَدِيثِ عن حَالاتِ العُنْفِ والإِجْبارِ ، ولَيْسَ كمُفْرَداتٍ مُعَبِّرة عن حَالاتِ تَواصُلٍ طَبِيعِيَّة وشَفافَة بَيْنَ طَرَفَيْن قَوامُها الرِّضى التَّامّ بَيْنَ الشَرِيكيْن ، وقَدْ يُعْلِنُ الزَّمَنُ الآتِي نفُورَهُ مِنْها يَوْماً ما فتُعَرَّفُ كشَكْلٍ مِنْ أَشْكالِ العُنْفِ اللَفْظِيِّ المُوَجَّه لِلأُنْثَى .                                         
 حِيْنَ كُنتُ أَجْمَعُ هذهِ المُفْرَدات مَرَّ بِخَاطِري سُؤَالٌ يَتكَرَّرُ مِدْرَارَاً : أَلمْ يَبْلُغ الوَقْت مَدَاه لِتَنْظِيفِ اللُغَة مِنْ مُفْرَداتٍ كَثِيرَة ، أَقَلُّ ما تُوصَفُ بِهِ ، إِنَّها غَيْرُ مُلائِمَة ، أَوْ لاتَتَرافَقُ مَعَ مُسْتجداتِ العَصْرِ الحَالِي ، ولا تَتَماشَى مَعَ طَابِعِهِ .                     
بَعْضُ الأُمَمِ والشُعُوبِ تَعْتَقِدُ إِنَّ السَّماءَ تَنْطِقُ ذَهَباً ودُرَرَاً في لُغاتِها ومُفْرَداتِها  ، وتَغْفُلُ إِنَّ كَمَّاً مِنْ مُفْرَداتِها تَقْطُرُ سُمَّاً زُعَافاً وتُسَبِّبُ الشَلَلَ لِمُجْتَمعٍ بِأَكْمَلِهِ ، وتَقُودَهُ إِلى حَتْفِهِ حِيْنَ تُعَطِّلُ نِصْفَهُ تَماماً وتَحْجُرُ عَلَيْهِ في قَفَصِ كَلِماتٍ فَظَّة وغَيْر مُدِلَّة ، مِنْ مُنْطَلَقِ كَوْنِ اللُغَة هي الوَسِيلَة الَّتِي تَصُوغُ الأَفْكار وتَرْسِمُ مَلامِحَها وتُؤطِرُ لها وتُعَرِّفُ بِناطِقيها .                                                   
كُلُّ الأَحْوال تَتَغَيَّر ، وكُلُّ الدُنْيا تَتَبَدَّل إِلاَّ بَعْضُ الأُمَمِ والشُعُوبِ حِيْنَ تَرَى القَدِيم ـ المَاضِي يَحُثُّ الخُطَى هَارِباً إِلى مَثْوَاه لِيَسْتَرِيح مِنْ غُبارِ السِنين ، تَتَسارَعُ بِهِسْتِيريا لِلحاقِ بِهِ تَجُرُّ أَذْيَالَهُ الرَّثَّةَ ، تَتَوَسَّلَهُ أَنْ يَبْقَى ، رَغْمَ أَنَّهُ فَقَدَ كُلَّ أَسْنَانَهُ وتَقَطَّعَتْ مَعِدَتَهُ ولم يَعُدْ قَادِراً على مَضْغِ الجَدِيدِ .                                       
إِنَّهُم مُصِرُّون على الإِغْفاءَةِ في أَوْعِية المَاضِي العَتِيق ، فلاجَدِيد ، ولاخُطُوات نَحْوَ المُسْتَقْبَلِ .                                                                                 
نَكَحَها .... يَنْكِحُها ..... هَلْ يُرادُ لَها أَنْ تَبْقَى لأَنَّها مِنْ  أَثِيرِ ، أَوْ خَصِيص ِ ، أَوْ ثَمِينِ لُغَةً لايُجازُ مَسَّ ما فيها  ، كما البَعْضُ بِهذا القَوْلِ يَقْطَعُون .                   
على دَرْبِ التَواصُلِ ، أَقُولُ لَكُم عَزِيزاتي أَعِزَّائي مِن القَارِئاتِ والقُرَّاء دُمْتُم بِخَيْرٍ وسَلامٍ وأَمْل .                                                                                   


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ               
           

معلومات :                                                                                   
ــ لسان العرب :  هو أحد معاجم اللغة العربية ، أكبرها وأشملها ، جمع مادته ابن منظور .                                                                                     
ــ الصحاح في اللغة : هو أحد معاجم اللغة العربية ، ويُعتبر من أهم الكتب التي أُلِفت في اللغة ، مؤلِفه : الجوهري .                                                   
ــ القاموس المحيط : للفيروز آبادي .                                                     
ــ العباب الزاخر : هو أحد معاجم اللغة العربية ، مؤلفه : الحسن بن محمد الصفاني .                                                                                     
 المصدر : ــ
www.baheth.info
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                 


ـــ القاموس لغة : قعر البحر وأبعد نقطة غوراً فيه ، من مادة قمس ، بمعنى غطس وغاص بالماء .                                                                 
وعندما ألف ( الفيروزابادي ) معجمه أطلق عليه اسم القاموس المحيط .     
ولكثرة تداوله بين الناس أطلقوا على كل معجم في اللغة اسم القاموس .     
المصدر : ــ                                                                               
http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=467d012458f50246

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                             

   ـــ المعجم : ( ويجمع على معاجم ) هو كتاب يضم مفردات لغوية مرتبة حسب مصدر الكلمة : ثلاثي أو رباعي ، وشرحاً لهذهِ المفردات . ويجب عدم الخلط بين المعجم والقاموس ، المعجم يوضح معنى الكلمة العربية باللغة العربية ، بينما القاموس يترجم بين العربية ولغات أُخرى .                                               
هناك عدة معاجم ذاع صيتها :                                                             
المعجم الوسيط ( اصدار مجمع اللغة العربية بالقاهرة )                               
مختار الصحاح                                                                               
لسان العرب                                                                                   
تاج العروس                                                                                   
المصباح المنير                                                                               
معجم العين                                                                                     
معجم الغني                                                                                     
المعجم العربي الأَساسي ( المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ــ طبعة لاروس 1989 ) وهو إجماع مجامع اللغة العربية المختلفة .                         
المصدر : ــ                                                                                   
http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=69af61d0713ac979


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                     
 

119
مُصارَعة الثِيران
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الثلاثاء  30 ـ 3 ـ 2010 / الجمعة 27 ـ 8 ـ 2010



الإِنْسَانُ كَائِنٌ يُحِبُّ العُنْف ويَسْتَلِذُّ بِهِ ، إِنَّه يَحْمِلَهُ تَحْتَ جِلْدهُ وفي مَساماتِهِ، وكُلَّما أُتِيحَت لَهُ الفُرْصَة نَفَثَهُ في وُجُوهِ الآخرين ، مُصارَعة الثِيران شَكْلٌ مِنْ أَشْكالِ هذا العُنْف ، الهَدَف هو الحَيَوان .                                                           
صِراع الدِيَكة ، وما يُسَمَّى بِرِياضَةِ الصَيْد ، أَشْكالٌ أُخْرَى لِهذا العُنْف .             
مُصارَعة الثِيران : رِياضَة ، أَمْ تَجَبُّر وغُرور بَشَرِيّ مَجْنُون ؟!!                   

**************************************                     
الإِنْسَان لَيْسَ خَالِصاً وشَوائِبهُ أَشَدُّ مِنْ كَثِيرة ، فمَقاطِع حَيَاة الإِنْسَان اليَوْمِيَّة بِتَفاصِيلِها تَتَفَرَّطُ عن أَشْكالِ عُنْفٍ مُخْتَلِفَة وكَثِيرة ومُتَعدِّدَة ، ولو عُدَّت قَائِمةً بها لكَانَت طَوِيلَة جِدَّاً ، الإِنْسَان بِمناخِ حَيَاتِهِ اليَوْمِيَّة قَدْ يتَرَاخَى في ضَمِّ هذهِ المُمارَسات إِلى وَرقةِ العُنْفِ ، لكِنَّهُ لَوْ حَدَّقَ فيها بَعْضَ الوَقْتِ وتَفَكَّرَ ، لاكْتَشَفَ إِنَّها مِنْ لُبِّ العُنْفِ ومايَتَطايَرُ عَنه مِنْ شَظايا ، الشَواهِد تَشِي بِبَعْضِها : الاعْتِداء بِالضَرْبِ على الآخَر ، العُنْف اللَّفْظِيِّ مِنْ شَتِيمَةٍ أَوْ سَبٍّ أَوْ تَحْقِيرٍ أَوْ أَلْفاظٍ مَشِينة .... إلخ ، التَّعامُل بِخُشُونَةٍ ودُوْنَ لُطْفٍ مع الآخَر ، السَّلْب ، النَّهْب ، التَكْفِير ، إِذْلال الآخَر ، عَدَم احْتِرام الآخَر ، هَضْم حُقُوقِ المَرْأَة ، الإِساءَة إِلى الأَطْفال بِجَمِيعِ أَشْكالِها ، مُصارَعة الثِيران ، حَمْلات مُكافَحَةِ الكِلابِ السَائِبة ( وهي إِبادَة تَتَخَفَّى بِمَكْرٍ ودَهاءٍ في رِداءِ لَفْظةِ مُكافَحَة  ) ، صِراع الدِيَكة .............. إلخ .
في نَظَرِي إِنَّ أَقْبَح هِوايَة يُمَارِسُها الإِنْسَان هي هِوايَةَ صَيْدِ الحَيوانات ، فعَذَاب الحَيَوان ووُقُوعِهِ في الشَرَكِ مَصْدَر فَرَح الإِنْسَان القَاسِي ،  القَسْوَة طَبْعٌ يُلازِمُ مِهْنَة أَوْ هِوايَة الصَيْدِ .                                                                       
مُصارَعة الثِيران وَاحِدَة مِنْ بَيْنِ أَسْوَأ المُمارَسات الَّتِي يُزاوِلُها الإِنْسَان ، قَتْلٌ مُتَاحٌ ومُعَمَّم بِأَسْمَاءٍ رَقِيقَة " رِياضَة " ، " هِوايَة " .... إلخ                       
ماالغَايَة مِنْ هذا القَتْل : التَسْلِيَة ، الاسْتِمتاع ، المَرَح ، التَرْفِيه ، التَباهِي   ..........                                                                                         
مَنْ أَعْطَى الإِنْسَان المُتَبجِّح كُلَّ هذا الحَقّ لِيُعَذِّب ويَقْتُل الكَائِنات الأُخْرَى الَّتِي تُقَاسِمَهُ الحَيَاة على هذا الكَوْكَب ؟                                                           
مِنْ بَيْنِ السَيِّئاتِ الَّتِي يُمَارِسُها الإِنْسَان فَظَاظَةً وقَساوَةً تَطْفُو مُصارَعةَ الثِيران ، مُمارَسات هَضْمِ حُقُوقِ المَرْأَة ، صِراع الدِيَكة ، الإِعْدامات بِحَقِّ البَشَر .........   
في أسبانيا ، البرتغال ودُوُل أمريكا اللاتينية مِنْها : المكسيك ، بيرو ، فنزويلا ، الإكوادور ، كولومبيا ........ إلخ ، تُمارَسُ هذهِ الفِعلة الَّتِي لاتَمُتُّ بِصِلَةٍ إِلى رُوحِ الرِياضَةِ لا مِنْ قَرِيبٍ ولا مِنْ بَعِيدٍ .                                                         
وعَجَبي كَيْفَ تُسَمَّى مِثْل هذهِ الوَحْشِيَّة بـ " رِياضَة "  ، كما سَمُّوا الصَيْد بـ " هِوايَة الصَيْد أَوْ رِياضَة الصَيْد " ، وهذهِ الأَنْواع مِن المُمارَسات لهي أَبْعَدُ ما تَكُونُ عن رُوحِ الرِياضَةِ ومَفْهُومِها  ، وإِنْ دَلَّتْ على ما ، إِنَّما تَدُلُّ على وَحْشِيَّةٍ وقَسْوَة لَيْسَ إِلاَّ .......                                                                         
يُؤْتَى بِالثَوْرِ المُباح لِلاعْتِداءِ عَلَيْهِ فيُطْلَقُ في سَاحةٍ مُسَوَّرَة ( كَيْ لا يَكُونَ لَهُ مَنْفَذاً لِلخَلاصِ والنَجاةِ ) ، مُحْتَشِدة بِالجَماهِيرِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ تَكْفِي لِنَرْفَزَةِ قَطِيعٍ مِن الثِيرانِ ولَيْسَ وَاحِدَاً ، يَتِمُّ اسْتِفزاز هذا الثَّوْر والتَّعَدِّي عَلَيْهِ بِوَحْشِيَّة وحَضِّهِ على الدِفاعِ عن نَفْسِهِ ، وكُلَّما ازْداد دِفاعاً غُرِزَ كَمٌّ أَكْبَر مِن الرِماحِ في جَسَدِهِ ، فيَهْتَاجُ يَائِساً مِنْ خَلاصِهِ في مُوَاجَهَةِ جُمْهُورٍ حَاشِدٍ والجُرُوح تَأْكُلُ مِنْ جَسَدِهِ المُضَرَّجِ بِالدِماءِ ، هَلْ كَانَ هذا الحَيَوان يَسْتَحِقُ مانَالَهُ مِنْ قَسْوَةٍ وتَعَدِّي ؟         
أَيُّ ذَنْبٍ جَنَى ؟                                                                                 
 مِنْ أَيِّ مَنْظُورٍ وعلى أَيِّ أَسَاسٍ يُباحُ تَعْذِيبَهُ هكذا وبِهذهِ الوَحْشِيَّة ؟               
...... لَوْلا وَحْشِيَّة الإِنْسَان لكَانَ هذا الثَّوْرُ آمِناً في حَظِيرَتِهِ ، جَالِساً هَادِئاً أَوْ مُراقِباً لِما حَوْلَهُ بِفُضُولٍ أَوْ يُشَاغِلُ أَقْرَانَهُ في القَطِيعِ مِن الثِيرانِ ، لَكِنَّ الإِنْسَان الَّذِي طَالَما بَحَثَ ويَبْحَثُ عن ثُغُورٍ لِلتَنْفِيسِ عن هَمَجِيَّتِهِ البِدائِيَّة وأَصْلِهِ العُدْوانِيّ بَعْدَ أَنْ كَبَلَتْها القَوانِين ورَوَّضَتْها نَوْعاً ما ، لازَالَ يَرَى في الحَيَوانِ مَتاحاً لِلتَعَدِّي عَلَيْهِ وإِبْداءِ الوَحْشِيَّةِ نَحْوَه فلا قَوانِين تَحْمِيهِ مِنْ ذلك .                               
حِيْنَ يَقُومُ الثَّوْرُ المِسْكِين المُعْتَدى عَلَيْهِ وهو يَحْمِلُ الرِماحَ في جِسْمِهِ ، والدِّماءُ تُلَوِّنُ جَسَدَه ، لِيَنْتَفِضَ ويَطْرَحَ هذا الإِنْسَان المُعْتَدِي أَرْضاً ، ويَدُوسَهُ بِحَوافِرِهِ وكَأَنَّهُ يَقُولُ لَهُ : ( خُذْ ما تَسْتَحِق جَراءَ وَحْشِيَّتك أَيُّها الإِنْسَان المُتَغَطْرِس ) ، قَدْ يَدْفَعُ حَيَاتَهُ ثَمَناً لِتَمَرُّدِه ِ ، أَيْ لا اخْتِيار لَدَيْهِ سِوَى أَنْ يَرْضَى بِالظُلْمِ مِنْ الإِنْسَانِ الَّذِي يُثْخِنَهُ جُرُوحاً أَوْ يَقْتُلَهُ .                                                               
في أسبانيا وأمريكا اللاتينية يَتِمُّ قَتْل الثَوْر بَعْدَ انْتِهاءِ المُصارَعة ، بَيْنَما لا يُسْمَحُ بِذلك على مَرْأَى الجُمْهُور في البُرتغال ، فما أَلْطَفَ الإِنْسَان وما أَكْثَرَ خَيْرِهِ وطِيبَتِهِ ورَحْمَتِهِ ، يَكادُ الإِنْسَان أَنْ يَكُونَ نَبْعَ مَحَبَّةٍ ورَحْمَةٍ لامَثِيلَ لَها .                           
ثَوْرَةُ الثَوْرِ هذهِ ما أَشْبَهها بِانْتِفاضةِ مَنْ ضَاقُوا ذَرْعاً بِضَياعِ حُقُوقِهم تَحْتَ أَضْراسِ الأَسْياد وفَاضَ بِهم الكَيْل فانْقَضُّوا على الأَسْياد وما هُم بِأَسْيادٍ ، فلايُمْكِنُ لِلأَشْرَارِ أَنْ يَكُونُوا أَسْياداً .                                                                 
ثَوْرَةُ الثَوْرِ هذهِ هي صُورَة لِثَوْرَةِ كُلِّ المَظْلُومِين في كُلِّ بُقْعَةٍ مِنْ بِقاعِ الأَرْضِ . 
حَمْلات مُكافَحَة الكِلابِ السَائِبةِ ، والَّتِي يُطْلِقَها الإِنْسَان بِدَعْوَى حِمايَةِ الإِنْسَانِ مِن الأَمْراضِ والأَذى ، ما أَشْبَهها بِحَمْلاتِ الإِبادَةِ الجَمَاعِيَّةِ الَّتِي تُجْرَى ضِدَّ عِرْقٍ ما ، أَوْ طَائِفَةٍ ، أَوْ ..... في المُجْتَمعِ الإِنْسَانِيّ ..........                               
أَذْيالُ البِدائِيَّة مِنْ بَقايَا المَاضِي السَحِيق للإِنْسَان لازَالَتْ قَابِعَة في دَواخِلهِ تُلْقِي بِحُمَمِها على وَاقِعِهِ مَرَّةً تِلْوَ أُخْرَى ، فالقَوانِين لم تَفْلَحْ إِلاَّ بِالحَدِّ مِنْ بَعْضِ سَطْوَتِها .                                                                                       
في سومطرة تُجْرَى أَيضاً مُصارَعة الجامُوس ، حَيْثُ يُساقُ الجامُوس ويُدْفَعُ دَفْعاً لِلتَقاتُلِ مَعَ قَرِينِهِ الجامُوس الآخر ، وتُمارَسُ هذهِ المُصارَعة فَقَطْ لِنَيْلِ شَرَفِ الفَوْزِ لِمَالِكِ أَحَد الطَرفينِ مِن الجامُوس  ( المَعْلُومَة هذهِ عن الجامُوس مَأْخُوذَة عن قَناةِ سات دغاي في تَقْرِيرٍ تلفزيوني عن سومطرة بِتَأْرِيخِ الأَرْبِعاء 2 ـ 6 ـ 2010  ) ، فهَلْ يُمْكِنُ لِلإِنْسَان أَنْ يَتَصَوَّر مَدَى قَسْوَتِهِ وأَنانِيتِهِ ، حَيْثُ يُجازَفُ بِسَلامَةِ الحَيَوانِ وصِحَّتِهِ ، ورُبَّما حَيَاته ، ثَمَناً لِلَحْظَةِ فَوْزٍ مَغْرُور يَشْعُرُ بِها الإِنْسَان المُتَغَطْرِس القَاسِي ، فليَنْزِل هو إِلى الحَلبَةِ ويُصَارِعُ قَرِينَهُ الإِنْسَان ولا يَدْفَع بِالحَيَوان بَدَلاً عنه  .                                                                   
كَمْ مِن الثِيرانِ تُفْنَى وتُبْلَى سَنَوِيَّاً في مُصارَعاتٍ كَهذهِ ؟                               
ما إِثْمُها وأَيُّ ذَنْبٍ اقْتَرَفَتْهُ لِتَمُوتَ بِهذا النَهْج وتُبْلَى ؟                                 
  لاشَيْء ، غَيْرَ أَنَّها إِرادَةُ الإِنْسَان الغَرّ لَها بِذلك ، هَلْ كَانَ ذَنْبُها إِنَّها جَاءَتْ لِهذهِ الحَيَاة كَحَيواناتٍ ولَيْسَ كَكَائِناتٍ أُخْرَى ؟                                                 
تُفِيدُ المَعْلُومات والأَخْبَار المُعَمَّمَة في الأَوْساطِ العَالَمِيَّة إِنَّ مُصارَعةَ الثِيرانِ كَانَت تُمارَسُ في العَدِيدِ مِنْ دُوَلِ العَالَمِ ومِنْها : الأَرجنتين ، البرازيل ، موزمبيق والمغرب ، إِلاَّ أَنَّهُ تَمَّ حَظْرَها مِنْ أَجْلِ حِفْظِ حُقُوقِ الحَيَوان ، وأَنَّهُ في أسبانيا وَحْدَها يُقْتَلُ 300 أَلْف ثَوْر سَنَوِيَّاً بِسَببِ هذهِ المُصارَعة المَقِيتة .                   
لَيْسَ غَرِيباً على الإِنْسَانِ كُلَّ هذا العُنْف ، فأَجْدَادَهُ مِن البَشَرِ في الأَمبراطورياتِ والدُوَل عَاقَبُوا المَحْكُومِين عَلَيْهم بِتَرْكِهِم في حَلبَةٍ لِلمُصارَعةِ مَعَ الأُسُودِ ، ولَيْسَ عَصِيّاً تَصَوُّر نِهايَةَ هذا الصِراع ..... أَوْ قَاتَلَ الفُرْسانُ مِنْ فَوْق أَحْصِنَتِهِم بِالرِماحِ الطَوِيلَةِ حَتَّى المَوْت ( حَشَرُوا الحَيوانات حَشْراً في الحُرُوبِ والصِراعاتِ البَشَرِيَّة ) وكُلُّ ذلك تَحْتَ أَنْظارِ الجُمُوعِ المُسْتَلِذَّة السَعِيدَة بِما يَجْرِي ..... وأَيْضاً حَرْق البَشَرِ والإِعداماتِ والشَنْقِ والسُجُونِ والتَعْذِيب ....... إلخ ، تَحُفُّ بِهذهِ المُمارساتِ الصَرْخات والهُتافات والتَهْلِيلِ والتَصْفِيقِ والتَشَفِّي ...... إلخ ، ولازَالَ هذا المُسَلْسَل مُسْتَمِرَّاً ولا أَمْلَ في نِهايَتِهِ ، هُناكَ رُكْنٌ خَفِيٌّ في ذاتِ الإِنْسَانِ يَصْنَعُ هذا العُنْف ويُصَدِّرَهُ ويَنْقُلَهُ إِلى أَجْيَالِهِ الأُخْرَى ، فجِينُ العُنْفِ فيهِ يَتَحَفَّز ويَتَيَقَّظ ويُسْتَنْفر لِيُؤَدِّي مَشِينَ أَفْعالِهِ في عَالَمٍ مَشْحُون ، تَحْفِرُ لَهُ الأَنانِيَّة والغُرُور ..... إلخ بُؤَراً وحُفراً .                                                             
عِبْرَ القَنواتِ السَمْعِيَّة والمَرْئِيَّة والمَقْرُوءَة ، جَاءَ خَبَرُ حَظْر مُصارَعة الثِيرانِ في كاتالونيا ( في اسبانيا ) .                                                                     
هَنِيئاً لِكاتالونيا قَرارَها المُكَلَّل بِتَاجِ الشَجاعَةِ النَاصِعِ وهي تُمَهِّدُ لِصَفْحَةٍ بَيْضاء ، غَيْرُ قَانِية بِدِماءِ الحَيواناتِ المَغْلُوبَةِ على أَمْرِها ، قَدْ تُفْتَح في بَقِيَّةِ المَناطِقِ الأسبانِيَّة ؛ كاتالونيا صَارَتِ الرَائِدَة ، كُلُّ الأَمْل أَنْ تَتْبعَها بَقِيَّة المَناطِقِ الأسبانِيَّة وحَيْثُما تُوْجَدُ هذهِ المُمارَسةِ الفَظِيعةِ بِحَقِّ الثِيرانِ أَيْنَما كَانَت مِنْ بِقاعِ العَالَم .   
قَدْ يُدَمْدِمُ البَعْضُ غَضَباً ويَقُولُ إِنَّ العَالَمَ يَحْتَرِق ، وبَعْض الأَقْلام تُطِلُّ عَلَيْنا لِتُحَدِّثنا عن مَوْضُوعٍ كَمُصارَعةِ الثِيرانِ وكَأَنَّ العَالَمَ خَلا مِن المآسي والهُمُوم .                                                                     
إِنَّ العَالَمَ يَحْتَرِق ، ولَكِنْ يَأْتِي السُؤَال عَمَّنْ في يَدَيهِ عُود الثَقاب وعَمَّنْ أَشْعَلَهُ ، أَلَيْسَ هو الإِنْسَان .                                                                           
إِنَّ أَسَاسَ الحَرِيق هو سُوء فَهْمِ الإِنْسَان لِلبِيئَةِ المُحِيطَةِ بِهِ ولِلكَائِناتِ مِنْ حَوْلِهِ ، لَوْ يَتَعَلَّم الإِنْسَان كَيْفَ يَتَقَبَّل ويَحْتَرِم وُجُودَ الكَائِناتِ الأُخْرَى بِما يَلِيقُ بِهِ كَإِنْسَان ، ويُجِيدُ التَعامُلَ مَعها بِاحْتِرامٍ ، لمَا انْدَلَعَ الحَرِيق وعَلا وزَادَ وانْتَشَر ...... لَكِنَّ الإِنْسَان كَائِنٌ أَنانِيّ يَحْصِرُ وُجُودَ الكَوْن والكَائِنات في شَخْصِهِ ولأَجْلِهِ ، وحِيْنَ نُصِيخُ السَمْع ، تَرْنُو لنا قَهْقَهات الغُرُورِ الإِنْسَانِيّ عَالِياً في الكَلِماتِ وردُودِ الأَفْعالِ والانْفِعالاتِ وفي التَجاوبِ مَعَ الأَحْداثِ والأَفْكارِ ...... إلخ ، هذهِ هي الطَامَة والشَرَارَة لِكُلِّ المآسِي .                                                             
لايُمْكِنُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَخْطُو نَحْوَ الأَحْسَن وهو مُتَشَبَّثٌ بِعُنْفِهِ نَحْوَ الكَائِناتِ الأُخْرَى ويَدَيْهِ مُلَطَّخَة بِسَيِّء ْالأَعْمالِ ضِدَّهم ...... الخَطْوَة الأُولَى لارْتِقاءِ الإِنْسَان هي تَقَبُّل وُجُود الكَائِنات الأُخْرَى واحْتِرام هذا الوُجُود وحُسْن التَعامُلِ مَعَهُ ، بَعْدَها يَأْتِي اللاحِقُ مِنْ الخُطُواتِ .                                                                 
" الرِّفْق بِالحَيَوان " مُطالَبَةٌ مُنَمَّقَة ومُزَوَّقَة ، تَلْتَحِي الحَنان ، ومُتَنكِّرَة بِزِيِّ  الرِفْعَةِ والطِيبَة ، لكِنَّها تَفْضَحُ كُلَّ الغُرُورِ والتَعالِي البَشَرِيّ وتَمْتَهِنُ حَقَّ الحَيَوان ، لَيْسَ الرِفْقُ بِالحَيَوان حَلاً فهو لَيْسَ بِحَاجةٍ إِلى شَفقتِنا ، بَلْ تَعَلُّم الإِنْسَان كَيْفَ يَحْتَرِمُ الحَيَوان ككَائِنٍ لَهُ طِراز حَيَاةٍ مُعَيَّن خَاص بِهِ وكُلّ الكَائِناتِ الأُخْرَى مِمَّنْ تُقاسِمَهُ الوُجُود على هذا الكَوْكَب .                                                         
لايُمْكِنُ أَنْ نَتَعَلَّم مِمَّا يُساوِينا ويُشْبِهُنا ، بَلْ مِمَّا يَخْتَلِفُ عَنَّا ، ولايُمْكِنُ أَنْ نُدْرِكَ حَقِيقَتنا كَبَشَر إِلاَّ في عُيُونِ الكَائِناتِ الأُخْرَى المُخْتَلِفَةِ عَنَّا .                           
صَنَعَ الإِنْسَان لِنَفْسِهِ عَالَماً مَجِيداً ، لَكِنَّهُ في الوَقْتِ ذَاته بَثَّ القَلَق وأَشَاعَ الاضْطِراب في حَيَاةِ الكَائِناتِ الأُخْرَى المُتواجِدَةِ مَعَهُ فَوْقَ هذا الكَوْكَب .           
كُلَّمَا صَادَفْتُ إِنْسَاناً تَشِي مَلامِح تَفْكِيرِهِ بِتَعالٍ وتَرَفُّعٍ عن الحَيواناتِ والكَائِناتِ الأُخْرَى المُخْتَلِفَة ، أَدْرَكْتُ أَنَّ الحَيَاة لم تَتَمَيَّز فيه بَعْد وإِنَّهُ لم يُنْجِزْ في حَيَاتِهِ مايُذْكَر .                                                                                         
يَعُودُ السُّؤَالُ تكْراراً : هَلْ حَقَّاً إِنَّ الإِنْسَان أَفْضَلُ الكَائِناتِ ويَتَرَبَّعُ قِمَّةَ الهَرَمِ ؟ اليَقِينُ لايَفْتَحُ لي نَافِذَتَهُ لِلتَصْدِيقِ بِذلك .                                                   
هَلْ سيَبْقَى الإِنْسَان مادَامَ على وَجْهِ الأَرْضِ كَائِناً يَجُرُّ في دَواخِلِهِ نَوازِع العُنْفِ وأَذْيال مَاضِيهِ المُتَّسِمِ بِالشَراسَةِ ، أَمْ إِنَّهُ سيَنْتَصِرُ عَلَيْهِ  ويُزِيلَهُ وكَيْفَ يَفْعَلُ ذلك؟
كُلُّ فَرْدٍ مِنَّا يُمْكِنُ لَهُ أَنْ يُساهِمَ في تَغْيِير الإِنْسَانِ نَحْوَالأَحْسَن ، كُلٌّ بِمَقْدُورِهِ ذلك مِنْ مَوْقِعِهِ الصَغِيرِ في هذا العَالَم ، على الفَرْدِ امْتِلاك الفِكْرَة وتَبَنِّيها والإِيمان بِها ، الفِكْر قُوَّة ، وهو لَبَنَة الانْطِلاق نَحْوَ التَغْيِير ، كُلُّ فَرْدٍ في هذا العَالَم قَادِرٌ على تَبَنِّي الأَفْكار النَافِعةِ والإِيمان بِها فيَكُونُ بِهذا قَدْ خَطَا خُطْوَتَهُ نَحْوَ الآخر ، الدِفاع عن الأَفْكارِ يَأْتِي مِنْ خِلالِ أَفْعالٍ بَسِيطَة لا كَبِيرة وهي كَافِية جِدَّاً ، مَثَلاً : عِنْدَ الإِيمان بِأَنَّ احْتِرامَ الحَيوانات ككَائِنات مُهِمٌّ جِدَّاً ، تَكُونُ المَحَبَّة لِلحَيواناتِ فِعْلٌ بَسِيط كَافٍ ، أَوْ إِطْعام حَيَوان  ، أَوْ عَدَم التَسَبُّب في أَذِيَّة حَيَوانٍ ما نُصادِفَهُ في طَرِيقِنا ..... إلخ ، كُلّها تَصَرُّفات بَسِيطَة ، لَكِنَّنا مِنْ خِلالِها نُعْطِي فِكْرنا للآخَرِين بِوُضُوحٍ ، وهكذا مَعَ أَفْكارٍ أُخْرَى .............                                             
لَوْ زَادَ الحُبُّ لنَقصَ العُنْف وخَفَّ حَتَّى تَلاشَى .                                         
أَيُّها الإِنْسَان ، تَقَدَّمْ ، سِرْ نَحْوَ الأَحْسَن وخُذْ بِأَيْدِي الآخرِين مَعَك  .                 
فلنَفْتَح قُلُوبَنا لِمَحَبَّةِ الحَيوانات وكُلِّ الكَائِناتِ المُخْتَلِفَةِ عَنَّا ونَكْتَشِفُ مافي ذلك مِنْ كُنُوز ، عَزِيزاتي ، أَعِزَّائي مِن القَارِئاتِ والقُرَّاء ، دُمتُم بِأَمْلٍ لايَنْقَطِعُ ولا يَخِيب .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مَعْلُومات لِلمُتابِعاتِ والمُتابِعِين :                                                         
............................................                                                     

   1ــ تشير جمعيات الدفاع عن حقوق الحيوان إلى أنه بالإضافة إلى ما يتعرض له الثور من ألم ومُعاناة داخل الحلبة فإنه في أغلب الأحيان يتعرض لآلام مُبرحة قبل المواجهة بقليل ، فتدخل في عينيه مادة الفازلين لإضعاف قدرته على الإبصار ، ويُبرد قرناه للتقليل من قدرته على التصويب الصحيح ، وتُرمى أكياس ثقيلة على كليتيه لجعله أكثر شراسة ، ويُعطى أحياناً مهدئات كيمياوية . وجمعيات حقوق الحيوان جادة في محاربة مصارعة الثيران التي يبدو أنها في طريقها إلى الزوال .                                                                           
( المصدر : موقع كنوز ـ مصارعة الثيران ) .


    2 ـــ  ........ يرى مانويل كاسيس إن شجاعة مصارع الثيران ليست سوى اسطورة ، ويوضح قائلاً إنه قبل المصارعة يجري ( قص ) قرون الثور لتكون أقل طولاً وهو ما يؤثر على إحساس الحيوان بالمسافة وتجعله أقل قدرة على مهاجمة خصمه ، وقبل دخول المصارع إلى الحلبة يجري استنزاف جهود الثور بواسطة مُساعدي المصارع حيث يغرسون الرماح والسهام في ظهرهِ ورقبتهِ ويُصاب المصارع في بعض الأحيان بجروح ولكنه نادراً ما يفقد حياته ، وفي نهاية المصارعة يقتل المصارع الثورعن طريق طعنه بسيف في رقبته ولكنه في معظم الأحيان لايستطيع القضاء على الثور بطعنة واحدة ويضطر إلى تكرار المحاولة عدة مرات .........                                                                 
( المصدر : مجلة الجزيرة ، العدد 169 في 18 ـ ابريل ـ 2006 ، موضوع : 73 بالمئة من سكان كاتالونيا يؤيدون إلغاءها ..... تصاعد المعارضة لرياضة مصارعة الثيران باسبانيا )                                                                 

120
خَلْفَ السَرَاب ......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الأحد 14 ـ 6 ـ 2009 /  الثلاثاء 1 ـ 6 ـ 2010


يَسْعَى الإِنْسَان لأَنْ يَكُونَ مَشْهُوراً ومَعْرُوفاً ومَرْمُوقاً ، ويَسْعَى أَيضاً لِتَخْلِيدِ ذِكْرِهِ بَعْدَ مَماتِهِ ، ويُرِيدُ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّة ويَسْعَى إِلَيْها ....... أَلاَ يُمْكِنُ التَنازُل عن حُلُمِ الحَيَاةِ الأَبَدِيَّة ، وهَلْ هي ضَرُورَةٌ ، أَمْ وَهْمٌ رَافَقَ الإِنْسَان وعَمِلَ الكُلُّ على تَأْكِيدِهِ حَتَّى الأَدْيان ...... ولِماذَا الخَوْفُ مِن العَدَمِ ؟ رُبَّما لأَنَّ العَدَمَ يُمَثِّلُ لِلإِنْسَانِ المَجْهُول ..... ففي العَدَمِ وبِمَفْهُومِ الصُوْرَة المَرْسُومةِ في ذِهْنِ الإِنْسَان لايُوْجَدُ نَكِرَة ولامَعْرِفَة ......  العَدَم فَرَاغ وتَلاشِي ......                                         
يَسْعَى الفَنَّانُون لأَنْ يَكُونُوا مَشْهُورِين جِدَّاً وخَاطِفِيّ الأَنْظَار ، يَسْعَى الكُتَّاب مُتَسابِقينَ لِلكِتابَةِ والنَشْرِ بُغْيَة الشُهْرَة ، يَسْعَى الرُّؤَساءُ والمُلُوك لِنَشْرِ نُفُوذِهُم واشْتِهارهم في كُلِّ الأَرْضِ ، وتَثْبِيتِ حُكْمِهم وسُلْطانِهم لِتُخَلَّدَ أَسْمَاءَهُم في جَداولِ التَأْرِيخ ، يَسْعَى الكَثِيرُون لإِنْجابِ المَزِيدِ مِن الأَطْفالِ لِتَخْلِيدِ ذِكْرِهم والدَفْعِ بِأَسْمَائِهم لِلأَجْيالِ الأُخْرَى القَادِمَة ؛ رُبَّما عَلَيْنا كَبَشَر إِعادَةَ النَظَرِ في مَكْنُوناتِ فَهْمِنا لِمُفْردَاتِ العَدَمِ ، الخُلُودِ ، الحَيَاة الأَبدِيَّة ، الشُهْرَة ، المَجْد ......               
ماكرينوس ، مارلين مونرو ، كُثير عزة ، والقَائِمَةُ تَطُولُ وتَتْرَى بِالأَسْمَاءِ ، أَسْمَاءُهم لازَالَتْ مُتداوَلَة ؛ لكِنْ مَنْ مِنَّا يُفَكِّرُ حِيْنَ يَتَداوَلُ الحَدِيثُ عنهم في شُخُوصِهِم كَبَشَر ، كَأَحْياءٍ عَاشُوا حَيَاةً مُتْرَعَة بِالأَنْفاسِ ، مَنْ مِنَّا يُفَكِّرُ ولَوْ في لَحظاتٍ مِنْ وُجُودِهم عَاشُوها وعَانُوا وتَفَاعَلُوا مَعَ ما يُحِيطُ بِهم ، مَنْ مِنَّا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَوَسَّطَ ولَوْ لِلَحظاتٍ بَعْضَ مَقاطِعِ حَيَاتِهم بِتَفاصِيلِها الكَبِيرة والصَغِيرة ....... الذِّكْر يَبْقَى لِلأَسْمِ ، والإِنْسَان كَكِيانٍ مَوْجُود بِتَفاصِيلِ يَوْمِياتِهِ الحَيَاتِيَّة يَنْمَحِي ، أَيْ هُناكَ وَهْمٌ كَبِير نَعِيشُهُ بِخُصُوصِ هذهِ المُفْردَات ..... كَمْ جِيلاً سَيَتَذَكَّر هذهِ الأَسْمَاء ، وما مَدَى أَهمِيَّة هذهِ الأَسْمَاء لَدَى كُلِّ جِيل ..... لَقَدْ كانَ كُثير عزة مُهِمَّاً في زَمانِهِ وبِيئَتِهِ ، لكِنْ هَلْ لَهُ نَفْس الأَهمِيَّة والشُهْرَة لَدَى جِيلَنا اليَوْم ، وهَلْ تَعْرِفه كُلُّ الدُنْيا أَمْ شُهْرَتَهُ مُحَدَّدَة بِمَناطِق أَوْ بُلْدَان مُعَيَّنَة ، وأَسْمَاءَ كَثِيرةَ نَالَتْ حُظْوَةً وشُهْرَةً كَبِيرَة في وَقْتِها وزَمانِها ، مَنْ يَأْبَهُ لَها الآن ؟ هَلْ نَعْرِفُ عن أُغْنِيَّةٍ مِن العُصُورِ المُوغِلَة في القِدَمِ أَوْ مِن العَصْرِ الأَكدِيّ مَثَلاً ، شَيْئاً ؟  هَلْ حَفَظَ لَنا التَّأْرِيخُ ولَوْ بِضْعَةَ أَسْمَاءٍ لِفَنَّانِين مِنْ زَمَنِ المَلِكَة زنوبيا أَوْ بلقيس .                                                                                         
 كُلُّ شَيْءٍ إِلى زَوال ، والذِّكْرُ الأَبَدِيّ وَهْمٌ وسَرَاب ، كَوْكَبُ الأَرْضِ نَفْسُهُ مُعَرَّضٌ لِلفَناءِ يَوْماً ما ، فأَيْنَ سيَذْهَبُ الذِّكْرُ والخُلُودُ حِيْنَها ، هَلْ لِلكَواكِبِ الأُخْرَى ؟       
 تَسْتَهوِي النَّاسُ القِمَم ، فهي في الوَعْي البَشَرِيِّ الصِنْو والقَرِين لِلعُلْوِ والرِفْعَةِ والعَظَمَةِ ، فتَرَاهُم أَحَدَهُم يَصِفُ الآخر بِأَنَّهُ قِمَّةٌ عَالِيَة ، لاأَحَدَ يَرْضَى أَنْ يَكُونَ سَهْلاً ، مابَالُ السُهُول ، ما عَيْبَها ؟ هي خَصِيبَة ومُتواضِعَة وتَحْتَضِنُ النَاسَ لِلعَيْشِ فيها بِأَمانٍ ، هَلْ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ في القِمَّة ، ماعَيْبُ السُهُول المُنْخَفِضَة وهي دَلِيلُ البَساطَةِ والتَواضُعِ والخُصُوبَةِ ، كُلَّمَا كانَت الجِبالُ شَاهِقَةً كُلَّمَا صَعُبَتْ عَملِيَّة التَنَفُّس وصَارَتْ مُرْهِقَة .......                                                     
كُثْرٌ هُم مَنْ يَرْغَبُون في أَنْ يَكُونُوا نُجُوماً ، فالنُجُومُ عَالِيَةٌ بَراقَة ، لايَطالُها أَحَدٌ ويَحْسُدُها الكَثِيرون ..... والنُجُوم في الفَضَاءِ ..... الرَّبُّ أَيضاً يَسْكُنُ السَماء ، هكذا نَسْتَشِفُّ إِنَّ الإِنْسَان يَصْبُو لِيَكُونَ إِلَهاً بِشَكْلٍ ما ، فالرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ الإِلَهُ المُتَوَّج على العَرْشِ في أُسْرَتِهِ ، وزَوْجَتهِ وأَوْلادهِ يَأْتَمِرُون بِأَمْرِهِ ، والحُكَّام يَعْتَبِرُون أَنْفُسَهُم ظِلُّ الله على الأَرْضِ ، أَوْ وُكلاء الإِلَه على الأَرْضِ وإِنْ لم يُصَرِّحُوا بِذلك عَلانِيَّة ..... وحُرَّاس السُجُون يَتَشَدَّقُون بِمَسْلَكِهم كآلِهَة مَعَ نُزَلاءِ السُجُونِ ، والضُبَّاط  في الجيُوشِ يُمارِسُون صِيغَةَ الحُكْمِ الإِلَهِيَّة أَيضاً مَعَ الجُنُودِ ، والأَمْثِلَة لاتَنْتَهِي ..........                                                                 
هَلْ ذَاكِرتنا خَالِدَة ، لِيَكُونَ ما عَلِقَ فيها خَالِدَاً ؟                                         
يُناضِلُ الإِنْسَانُ مِنْ أَجْلِ وُجُودِهِ وبَقائِهِ حَيَّاً في ذَاكِرَةِ الآخرين ، لأَنَّ نِسْيانَهُ عن ذَاكِرَةِ الآخرين يَعْنِي لَهُ فَناء ، ويَنْسَى إِنَّ ذَاكِرَةَ الآخرين هذهِ والَّتِي يَتَشَبَّثُ بِها ،   هي أَيضاً إِلى زَوالٍ يَوْماً ما .....                                                           
أَنا أَتَذكرُ جَدَّتي ، لَكِنَّ أَوْلادي رُبَّما لن يتَذَكَّرُوا أَوْ يَتَعَرَّفُوا حَتَّى على اسْمها ، أَيْ إِن ذِكْرَها سيَنْتَهي بِتَلاشِي وزَوالِ ذَاكِرَتي بِمَوْتي .                                     
يَعْرِفُ الإِنْسَان ويُدْرِكُ أَنَّ المَوْتَ قَدْ غَلَبَهُ وقَهَرَهُ فلا مَفَرَّ لَهُ مِنْهُ ، ولِهذا فهو يَدُورُ حَوْلَ الحَقِيقَة لِيُخَفِّف مِنْ مَرارَتِها بِمُحاوَلَةِ بَقائِهِ واسْتِمْرَارِهِ ولَوْ رَمْزِيَّاً في الحَيَاةِ مِنْ خِلالِ عَيْشِهِ في ذَاكِرَةِ الآخرين ، سَواءً بِإِنْجابِ الأَطْفال الَّذِين يَحْمِلُون إِسْمَهُ ، أَوْ سَعْيِهِ لِيَكُونَ نَجْماً في عَالَمِ الفَنِّ ، أَوْ الأَدَبِ ، أَوْ ....... إلخ ، لَكِنَّ الحُلُم يَبْقَى قَاصِرَاً وعَاجِزَاً عن تَحْقِيقِ ما يَرُومُ لَهُ الإِنْسَان ..... فحَتَّى الذِكْرَى قَصِيرَة ، وحِيْنَ يَمُوتُ مَنْ يَحْمِلُونهُ في ذَاكِراتِهم أَيضاً يَكُونُ قَدْ طَوَاهُ النِّسْيان ، قَصُرَ الزَّمَن ، أَمْ بَعْضُ الشَيْءِ طَال ....... وهذا يُوَضِّحُ أَيضاً سَعْيَ الإِنْسَان إِلى اسْتِعمالِ كَلِماتِ التَفْخِيمِ والتَعْظِيمِ أَمْلاً أَنْ يَتَحَوَّلَ الحُلُم إِلى حَقِيقَةٍ ذات يَوْمٍ ، فنَسْمَعُ على هذا الطِراز عِبارة : " فُلان سيَبْقَى خَالِدَاً إِلى الأَبَدِ " ، أَوْ عِبارات على هذهِ الشَاكِلَة ونَفْس الوَزْن ، يُرْجَى مُلاحَظَة كَلِمَتي خَالِدَاً ، إِلى الأَبَدِ  " هاتين الكَلِمَتين لانَصِيبَ لَهُما مِنْ واقِعِ الحَيَاةِ على كَوْكَبِ الأَرْضِ .... وإِنَّما مِنْ نَسْجِ الخَيَالِ الإِنْسَانِيّ الَّذِي يَسْعَى لامْتِلاكِ ما لايُمْكِن ، إِلاَّ إِذا تَمَّ التَّوصُل لاكْتِشافِ وَصْفَةٍ ما ، أَوْ تَقَنِيةٍ ما ، تَجْعَلُ الإِنْسَان يَعِيشُ بِلامُنْتَهى فلايَكُونُ لِلمَوْتِ مِنْ مَكانٍ في الحَيَاةِ ، هذا يُذَكِّرُني بِقِصَّتينِ لِلأَطْفالِ كُنْتُ قَدْ قَرأْتُها في طُفُولَتِي وهي : (   تُفَّاحَةُ الشَبابِ ومَاءُ الحَيَاةِ )  و  ( مَسْرُور ونَبْتَةُ الحَيَاةِ ) ، تَتَحَدَّثان عن هذا الحُلُم الإِنْسَانِيّ ، حُلُمُ الخُلُودِ ، والبَقاءِ ، والتَغَلُّبِ على المَوْتِ وصَرْعِهِ .           
إِنَّ الإِنْسَان قَدْ جَاءَ مِن الطَبِيعَةِ وإِلَيْها سيَعُود ...... فتَرْكِيبَةَ جِسْمِهِ ستَتَحَلَّل وتَتَحَوَّل لِتَمْتَزِج بِعَناصِرِ الطَبِيعَةِ الَّتِي جَاءَ مِنْها ، فتَلْتَصِقُ ذَرَّة مِنْهُ بِجَذْعِ شَجَرَةٍ ، وأُخْرَى تَذُوبُ مَعَ مُكْوِناتِ المَاءِ أَوْ الهَواءِ ، وثَالِثَةً بِالتُرَابِ ، ورَابِعَةً بِوَرْدَةٍ أَوْ جَبلٍ .... إلخ .                                                                                 
 الإِنْسَان كَالمَاء يَتَبَخَّر لِيَتَكَثَّف ثُمَّ يَعُودُ مَعَ المَطَرِ قَطرَاتٍ تَتَساقَطُ على كُلِّ الأَماكِنِ والسَاحاتِ ، بِلاحُدُودٍ ، بِلا أَوْطان ، فكُلُّ الأَرْضِ وَطَنٌ واحِدٌ .                         
الإِنْسَانُ كَائِنٌ طَمُوحٌ لِحدِّ الطَمَعِ ، قَدَماهُ مُثْبَتَتان في الأَرْضِ وبَصَرَهُ مَشْدُودٌ لِلسَماءِ ، ولِذَا يَصْعُبُ الطَلَبَ إِلَيْه بِأَن يَكُفَّ عن مَسْعَاه لِنَيْلِ الشُهْرَةِ والمَجْدِ والخُلُود ، ولَكِنْ في الوَقْتِ ذاتهُ يَجِبُ أَن لا يُحِيلَ هذا المَسْعَى إِلى هَدَفٍ في حَيَاتِهِ فيَحْبِسُ نَفْسَهُ في قَفَصِهِ ، على الإِنْسَانِ أَنْ يَعْمَلَ لابِهَدَفِ الخُلُودِ والمَجْدِ والشُهْرَةِ ، بَلْ بِهَدَفِ البِنَاءِ وإِعْلائِهِ كَخِدْمَةٍ خَالِصَة مَحَبَّةً لِلآخَرِين وللكَائِناتِ والكَوْكَب ، الأُمُّ تيريزا كَانَ هَدَفُها الخِدْمَةَ والمَعُونَة أَساسها التَواضُعَ والمَحَبَّة .... لم تُخَطِّط لِشُهْرَةٍ أَوْ خُلُودٍ ، لَكِنَّ أَعْمالَها جَعَلَتْها مَعْرُوفَة في كُلِّ بُقْعَةٍ على وَجْهِ البَسِيطَةِ ، المَهاتما غاندي مِثالٌ آخر ، وغَيْرهُم العَدِيد .                                             
  كُلَّمَا ازْدادَ الإِنْسَان عِلْماً ومَعْرِفَةً ازْدادَ تَواضُعَهُ .                                     
كَثِيرٌ مِن العُلماءِ لم يَكُنْ في خَاطِرِهم مَيْلٌ لِشُهْرَةٍ أَوْ خُلُودٍ ، لَكِنَّ أَعْمالَهُم حَفَظَتْ أَسْماءَهُم بِقَدْرِ ماخَدَمُوا المَسِيرَة البَشَرِيَّة ، ماندل ، ايمي نويثر وغَيْرهُم كَثِيرُون .......  لَكِنَّ السُّؤَال لن يَتَغَيَّر ويَبْقَى كما هو عن الخُلُودِ والمَجْدِ والأَبَدِ ، بَيْنَما كَوْكَبُ الأَرْضِ مُحَتَّماً إِلى زَوال .                                                           
سُورُ الصِين لم يُقام دُفْعَةً واحِدَة ، بَلْ عَلا البُنْيان حَجَرَةً حَجَرَة ، صُفَّتْ واحِدَةً فَوْقَ أُخْرَى مِنْ قِبَلِ أَشْخاصٍ اسْتَكْثَر عَلَيْهم التَّأْرِيخُ حَتَّى ذِكْرِ أَسْمائِهم ، مَاتَ الكَثِيرُ مِنْهُم وهُم يَبْنُون فيه ، لم يَحْفَظْ إِسْماً ولَوْ لِواحِدٍ مِنْ هؤلاء العُمَّال البُسطاء الكَادحِين .                                                                                       
الأَهْرامات ، كَما يُرجِّحُ بَعْضُ البَاحثِين ، بَنَاها العَبِيد ، لَكِنَّها تُذْكَر مُقْتَرِنَة بِذِكْر المُلُوكِ .                                                                                         
وهكذا الجَنائِنُ المُعَلَّقَة ، هَلْ بَنَاها نبوخذ نصر ، أَمْ كَانَت جُهُود آلافِ العُمَّالِ الصِغارِ المُتَواضِعين حَتَّى غَدَتْ مِنْ عَجَائِبِ الدُنْيا السَبْع .                             
الذَاكِرةُ الإِنْسَانِيَّة مَثْقُوبَةٌ ومَخْرُومَة ، وكُلُّ مَنْ يَنْزَلِقُ مِنْ هذا الثَقْب وعِبْرَهُ يَقَعُ إِلى عَالَمِ النِسْيانِ .....                                                                         
كُلُّ الأَعْمالِ الشَاهِقَة هي نِتَاجُ تَرَاكُمِ جُهُودِ أَشْخاصٍ كُثْر ، ونِتَاجُ أَعْمالٍ صَغِيرَة تَرَاكَمَتْ فَوْقَ بَعْضِها بِمُرورِ الزَمَنِ وتَكاثُفِ الجُهُودِ فغَدَتْ كَبِيرَة .                   
يُرِيدُ كُلٌّ مِنَّا أَنْ يُنْجِزَ عَمَلاً كَبِيرَاً ، كَبِيرَاً جِدَّاً في حَيَاتِهِ ، والحَقِيقَة إِنَّهُ لَيْسَ هُناك مُتَّسَعٌ لِلأَعْمالِ الكَبِيرَة في الحَيَاةِ .... فالحَيَاةُ في تَفْاصِيلِها هي عِبارة عن أَعْمالٍ وإِنْجازاتٍ صَغِيرَة مُتَتَالِية ومُتَتَابِعَة يُؤَدِّي بِالتَالِي تَراكُمَها إِلى إِنْجازاتٍ كَبِيرَة ..... هذهِ الإِنْجازَاتُ الكَبِيرَة ، كُلُّ جُزْءٍ أَوْ بَعْضُ أَجْزاءٍ مِنْها يَكُونُ نِتَاج فَرْدٍ ما في المُجْتَمعِ ، ولايَكُونُ هذا العَمَلُ الكَبِير نِتَاجُ فَرْدٍ واحِدٍ فَقَطْ .                             
يُدْرِكُ الإِنْسَانُ جَيِّداً إِن قِيمَتَهُ غَيْر مُتفَرِّدَة ولِهذا يُحاوِلُ طَوالَ حَيَاتِهِ صُنْعَ مَجْدٍ لِقِيمَتِهِ ، بَلْ ويُحاوِلُ إِثْباتَ إِنَّهُ كَبِيرُ الشَأْنِ والقِيمَة ، لَيْسَ بَيْنَ أَقْرانِهِ مِن البَشَرِ ، بَلْ وبَيْنَ جَمِيعِ الكَائِناتِ الأُخْرَى الَّتِي تُقاسِمه الحَيَاة فَوْقَ هذا الكَوْكَب .             
وفي مُسَلْسَلِ الحُلُم البَشَرِيّ بِالخُلُودِ تَتَمثَّلُ الحَيَاة الأَبَدِيَّة كَمَحطَّةٍ أَخِيرَة ، مُمْتَدَّة ، مَفْتُوحَة على اللانِهايَة ، فالحُلُم البَشَرِيّ بِالخُلُود يَكْرَهُ النِهايَات حَيْثُ تَصُبُّ في النِسْيانِ والفَناءِ والعَدَمِ ، مَحطَّةٌ مُهِمَّة ومُثِيرَة احْتَضَنَتْها بَعْضُ الأَدْيان بِوَجْهٍ خَاص ، وأَضْفَتْ عَلَيْها نَظْرَتَها وأَبْعَادَها وتَأْوِيلاتَها وشُرُوحَها ، وحَوَّلَتْها إِلى ضَرُورَة وقُدْسِيَّة كَحَالِ الكَثِيرِ مِن الأُمُورِ الأُخْرَى .                                     
تَقِفُ الحَيَاةُ الأَبَدِيَّة في خَاتِمَةِ الرِحْلَةِ الحَيَاتِيَّة الإِنْسَانِيَّة كَتَتْوِيجٍ ، أَوْ مُكافَأَة لِمَسِيرَةٍ عَجَّتْ بِالصَبْرِ والانْتِظارِ ، حَيَاةٌ بِخَصائِص أُخْرَى لَكِنَّها في الوَقْتِ ذاتِهِ لا انْتِهاءٌ وامْتِدادٌ وتَتْوِيج لِلحَيَاةِ الأَرْضِيَّة ، حَيَاةٌ تَمْتَدُّ ولا تَنْتَهي ولا مَكانَ لِلفَناءِ والعَدَمِ فيها .                                                                                   
أَما نَضَجَتْ ثِمارُ المَعْرِفَةِ الإِنْسَانِيَّةِ بِبَعْضِ كِفايَةٍ لِلتَفْكِيرِ بِأَنَّ الحَيَاةُ الأَبَدِيَّة يَجِبُ أَنْ لا تَبْقَى ضَرُورَة وحَتْمِيَّة لِلإِنْسَان ؟                                                   
رُبَّما عَلَيْنا تَصْحِيح المَقاييس الَّتِي نَنْظُرُ بِها إِلى الأُمُورِ مِنْ خِلالِها وتَقْييمِها ، والرُكُون إِلى أُسُسٍ جَدِيدَة لِمَقاييسنا هذهِ ، لِتَنْفَتِح أَمامنا عَوالِمَ جَدِيدَة أَكْثَرُ مَرُونَةً ، تَرْتَفِعُ بِنا فَوْقَ حُدُودنا الفِكْرِيَّة الضَيقَة وتُوَسِّعَها ، فيُزاحُ الخَلل عَن أَجْهِزةِ قِياساتِنا ، عَوالِمَ جَدِيدَة وآفاقَ أَوْسَع وأَكْثَر جَدْوَى ونَفْعاً لِلكَائِناتِ أَجْمَع بِلا اسْتِثْنَاء .                                                                                       
الحَيَاةُ الأَبَدِيَّة تَحْتَ مِظَّلةِ بَعْض الأَدْيان تَحَوَّلَتْ إِلى قِيمَةٍ عُلْيَا ، ومُنَىً ، ومُبْتَغَى يَسْعَى إِلَيْها الكَثِيرُون بِجُنُونٍ ، فبُخِسَتْ قِيمَة الحَيَاةِ الأَرْضِيَّة كَدَارٍ لِلعَمَلِ والتَفاني المُخْلِصِ مِنْ أَجْلِ الآخَرِين والكَوْن والكَوْكَب إِلى دَارِ فَناءٍ وبُطْلان ، وحَوَّلَتْ الكَثِيرين إِلى قَنابِل مُتَنَوِّعَة : قَنابِل انْتِحارِيَّة مُتفَجِرَّة ومُفخَّخات ، قَنابِل فِكرِيَّة ، اجْتِماعِيَّة ....... إلخ ، قَنابِل انْتِحارِيَّة تَهْدِمُ الكَوْكَب والحَيَاة فيهِ وتَقْتُل مَلايين الضَحَايَا الأَبْرِياء ، بَيْنَما يَظُنُّ الفَاعِل إِنَّهُ يُعَبِّدُ طَرِيقَ رِحْلَتِهِ إِلى الحَيَاةِ السَماوِيَّة ويَسْتَعْجِلُ  بُلُوغَها بآلافٍ مِنْ جُثَثِ  الضَحَايَا مِن الأَبْرِياء ، وأُخْرَى فِكْرِيَّة تَعْبَثُ في عُقُولِ ضَحَايَاها فَسَاداً ......... وأُخْرَى وأُخْرَى ، وَهْمٌ لاحُدُودَ لَهُ ولانِهايَات ، ولا يَجْلِبُ إِلاَّ الخَرَابَ والتَدْمِير .                                                             
تَنْتَصِبُ الحَيَاةُ الأَبَدِيَّة كَحُلُمٍ مُخادِعٍ جَمِيلٍ يَقُودُ ويَسُوقُ جُمُوعاً مُؤَلَّفَة ، زَرَافات ووُحدانا ، إِلى المَوْتِ جَارَّةً وَرائها ضَحَايَا أَبْرِياء ، أَوْ يَتْرُكُ الحُلُمُ خَلْفَهُ أُناسٍ عَاطِلينَ مُعَطِّلِين طَاقَاتَهم وقُدراتَهم بِانْتِظارِ الحَيَاةِ الأَبَدِيَّة في ظَنِّ الحَيَاةِ الدُنْيا حَيَاة فَناء .                                                                                     
حُلُم الحَيَاة الأَبَدِيَّة لم يُثْرِي حَيَاة الإِنْسَان الأَرْضِيَّة ، بَلْ أَفْقَرها وأَفْرَغَها مِنْ مُحْتَواها ومَعْنَاها ومَسَحَ بِقِيمَتِها وَجْهَ الزَمَن .                                         
 الحَيَاةِ الأَبَدِيَّة قَتَلَتْ قِيمَة الحَيَاة الأَرْضِيَّة وقَضَتْ على أَهَمِّيتِها وأَهْلَكَتْها ، وجَعَلَتْها حَقَّاً دَار فَناءٍ وبُطْلان .                                                           
إِن على الإِنْسَانِ أَنْ يَسْعَى لِيَعِيشَ حَيَاةً مُفِيدَة تَخْدِمَهُ وتَخْدِمُ مَنْ حَوْلَهُ مِن الكَائِناتِ أَجْمَع ، وحِيْنَ يَحِينُ وَقْتُهُ يَرْحَلُ أَمِناً تَارِكاً للآخَرِين مُواصلَة المَهَمَّة .   
  أَنا لا أُرِيدُ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّة وأَرْفُضُها ، تَكْفِيني حَيَاتي الأَرْضِيَّة .                       
على دَعْوَةٍ لإِعادَةِ النَظَرِ في مَفْهُومِ هذهِ الكَلِمات : الخُلُود ، الشُهْرَة ، الحَيَاة الأَبَدِيَّة ، المَجْد ، العَدَم  ، أُفَارِقَكُم عَزِيزاتي ، أَعِزَّائي مِن القَارِئاتِ والقُرَّاء ، دُمْتُم بِخَيْرٍ وسَلام .                                                                                   
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ               
إِشارات :                                                                                       

 1 ــ  كُثير عزة : شَاعِرٌ مِن العَصْرِ الإِسلامِي والأَموِي ( 625 م ـ 750 م ) .      2 ــ ماندل : العَالِم الَّذِي وَضَعَ قَوانِينَ عِلْمِ الوِراثَة .                                   
3 ــ ايمي نويثر : عَالِمَة رياضيات أَلمانِيَّة مَشْهُورة بِإِسْهامِها العِملاق في الجَبْرِ المُجَرَّد والفِيزياء النَظَرِيَّة ، وَصَفَها كَثِيرٌ مِن العُلماءِ ، ومِنْهم ألبرت اينشتاين ، أَهَمُّ امْرَأَة في تَأْرِيخِ الرياضيات .                                                           
قَامَتْ بِثَوْرَةٍ جَبَارة في الجَبْرِ المُجَرَّد بِفُرُوعِهِ : الرَّمْز والحَلَقَات والحُقُول ، وفي الفِيزياء كَانَتْ  " مُبَرْهَنَة نويثر " أَوْل أَساس لِوَصْفِ الصِلَةِ بَيْنَ التَناظُرِ وقَوانِينِ حِفْظِ الطَاقَةِ .                                                                         
وُلِدَتْ في 23 ـ مارس ـ 1882 ، وتُوُفِّيَتْ في 14 ـ ابريل ـ 1935 ، عن عُمْرٍ يُنَاهِزُ 53 عَاماً .                                                                               
المَصْدَر : شَبكة جَرِيح القَلْب ، قِسْم : عُلماء رِياضِيون ،  العَالِمَة ايمي نويثر .
www.jan7.com/famous/show-311.html

4 ــ ماكرينوس : هو ماركوس أوبيليوس ماكرينوس ، امْبِراطُور رُوماني .       
 Marcus Opellius Macrinus 
( حَوالِي 165 ــ 218 حزيران / يونيو )   ، وكَانَ امْبِراطُوراً رُومانِيَّاً لأَرْبَعة عَشر شَهْراً في 217 و 218 ، ماكرينوس هو أَوَّل مَنْ يُصْبِح امْبِراطُوراً دُوْنَ العُضوِيَّة في الطَبقَةِ السِيناتُورية وهو يَعُودُ لأَصْلٍ بَرْبَرِيِّ .                           
المَصْدَر : ويكيبيديا ـ المَوسُوعة الحُرَّة ـ الأَباطِرة الرُومان .

121
الأَرْضُ وما عَلَيْها .........
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الأحد 10 ـ 5 ـ 2009 / السبت 9 ـ 1 ـ 2010


...... أَثارَتْ مَقالَة " الإِنْسَان في قِمَّةِ الهَرَم ..... !!! " ردُودَ فِعْلٍ مُتباينة كأَيِّ مَقالَةٍ أُخْرَى ، أَوْ لأَنَّها شَطَّتْ بَعْض الشَيْءِ عن السِياق الفِكْرِيّ المُتداوَل ، فما تَمَّ تَداوُلَهُ فيها  أَثارَ اهْتِمامَ البَعْض بَيْنَما أَثارَ تَحَفُّظات البَعْض الآخر ، المَقالَة مَسَّتْ مَكانَةَ الإِنْسَان ، هذا الكَائِنُ المَغْرُور والَّذِي يَنْظُرُ إِلى نَفْسِهِ إِنَّهُ مَرْكَزُ الكَوْنِ وإِنَّ الشَّمْس تَدُورُ حَوْلَهُ وكذلك كُلَّ النُجُومِ والكَواكِبِ .                                       
....... يَصْعُبُ على الإِنْسَانِ كَكَائِنٍ ، الاعْتِراف بِأَنَّهُ جُزْءٌ ولَيْسَ مُكْتَمَلٌ مِنْ هذا الكَوْن ، وأيضاً لَيْسَ أَهَمُّ الأَجْزاءِ فيه ، وإِنَّ مَكانَتهُ مُتواضِعَة كَحالِ الكَائِنَاتِ الأُخْرَى الَّتِي تُقَاسِمهُ هذا الكَوْكَب ، تُسَاوِي قِيمَة سَلْطَعُون أَوْ ذُبابَة .               
الإِنْسَان مَحْصُورٌ ومَحْدُودٌ بِذاتِهِ وجَسَدِهِ ، وخُطْوَة وَاحِدَة بَعِيدَة عن هذهِ الذات  صَوْبَ الخَارِجِ لَهِي صَعْبَة إِن لم تَكُنْ عَسِيرَة ، ومِمَّا يُغَذِّي لَدَى الإِنْسَان هذه النَّزَعة والغُلُوّ فيها هو الغُرُورُ البَشَرِيّ ومايُضْفِي عَلَيْها صِفَةَ الشَرْعِيَّة والتَأْكِيد والتَقْدِيس هي الأَدْيان ، فالإِنْسَان يَرَى بِعَيْنِ غُرُورِهِ وتَكَبُّرِهِ إِنَّه مَرْكَز الكَوْنِ ،  مِنْه يَبْتَدِئ ، وفيه وبِهِ يَنْتَهِي ، هذا الغُرُور والتَّكَبُّر جَعَلَ الإِنْسَان لايَرَى أَبْعَدَ مِنْ أَنْفِهِ ، فكُلُّ الكَائِنَاتِ إِلى جِوارِهِ تَحْيَا وتَعِيش وتَتَنَفَّس وهو لايُقِرُّ بها أَهَمِيَّة ، فهو الأَهَمّ والأَعْلَى وهو المُتَرَبِّع على قِمَّةِ الهَرَمِ ، إِنَّهُ صَاحِبُ العَرْشِ ؛ الأَرْضُ هي عَرْشَهُ وفي يَدِهِ وَحْدَهُ صَوْلَجَانَها ، ولأَنَّ الغُرُور يُوَلِّدُ الكَذِبَ والخرافَات ، هكذا نَرَى الإِنْسَان غَارِقاً في الَوْهمِ عن قِيمَتِهِ الَّتِي لاتُضَارَى .                             
 إِنْ غَابَ الإِنْسَان عن خَارِطَةِ الوُجُودِ على هذا الكَوْكَب ، فستَتَمثَّلُ صُورَةٌ أُخْرَى لِلحَيَاةِ عَلَيْهِ ، الحَيَاةُ على هذا الكَوْكَب ستَسْتَمِرُّ وسيَبْقَى يَدُورُ ويَدُورُ بِدُوْنِ الإِنْسَانِ أَوْ بِهِ .                                                                                 
أُؤْمِنُ عَمِيقاً إِنَّ عَصْرَ الإِنْسَانِ سيَنْتَهِي يَوْماً ما ، في نُقْطَةٍ ما ، لِتَبْدَأَ كَائِنَاتٌ أُخْرَى مَسِيرَتَها وتَطوُّرها ، تَماماً كَما فَعَلَ الإِنْسَان .                                   
مِنْ أَيِّ مُنْطَلقٍ انْطَلَقَ الإِنْسَان لِيَعْتَبِر نَفْسَهُ أَحْسَن الكَائِنَاتِ وأَذْكَاها ، الإِنْسَان لم يَصِلْ في مَعَارِفِهِ وعُلُومِهِ إِلاَّ إِلى النَزْرِ اليَسِيرِ ، ولازَالَتْ أُمُورٌ كَثِيرة في مَجالاتِ العُلُومِ والمَعَارِف كُلّها خَفِيَّةً عَلَيْهِ وغَامِضَة ومُعَلَّقَة ، فهو لايَعْرِفُ على سَبِيلِ المِثالِ كُلَّ مايَتَعَلَّقُ بِعَالَمِ الطُيُورِ ، أَوْ عن عَالَمِ الحَشَائِشِ ، أَوْ عن حَيواناتِ أَعْماقِ البِحارِ ......... إلخ ، فهَلْ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَجْزِمَ بِأَنَّهُ أَفْضَل الكَائِنَاتِ وأَذْكَاها وأَعْلاها وهُناكَ خِضَمٌّ هَائِلٌ مِن الغَامِض والمَجْهُول وغَيْر المَعْرُوف ؟             
 الحَيوانات الَّتِي يَحْتَقِرُها الإِنْسَان ويَنْظُرُ إِلَيْها على إِنَّها أَدْنَى مَنْزِلةً مِنْه بِكَثِيرٍ ، إِنَّما مِنْها تَعَلَّمَ الكَثِير ، الطَّيَران وتَقنِياتِهِ مِثالٌ واحِد إِلى جَانِبِ أَمْثِلَةٍ لاتَنْتَهِي ولاتُحْصَى : عَالَمُ النَمْلِ ، عَالَمُ النَحْلِ ، دُودَةُ القَزِّ ......... إلخ ، إِنْ الفَضْلَ في تَقنِياتِ الاخْتِراعِ تَكْمَنُ جُذُورها في تَقنِياتِ حَيَاةِ الكَائِنَاتِ الأُخْرَى كَالحَيواناتِ والنَباتاتِ والحَشَراتِ وغَيْرِها .                                                             
لايُمْكِنُ اعْتِبار الكَائِنَات الأُخْرَى غَبِيَّة ومَحْدُودَة الفَهْمِ وهي تَمْتَلِكُ كُلَّ هذهِ التَقنيات حَتَّى وإِنْ عَزْوناها لِلغَرِيزَةِ ، فالغَرِيزَة مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِي الخَاصَّة ( وهي وُجْهَة نَظَر غَيْر مُنَزَّهِة عن الخَطَأِ )  تَحْتَمِلُ النَّظَرَ إِلَيْها مِنْ زَاوِيَةِ كَوْنَها تَبْنِي تَوَجُّهاتها على أَساسِ " إِيجادِ حَلٍّ لِمُعْضِلَةٍ تَعْتَرِضُ ذلك الكَائِن " فتَخْتَزِنُ هذا الحَلّ فيما بَعْد وتُطَوِّرهُ مَعَ الزَمَنِ ، أَيْ إِنَّ الغَرِيزَة مُلاصِقَة لِلتَطَوُرِ وتَعْمَلُ مَعَهُ ، فالكَائِنُ يُطَوِّرُ قُدْرَةً ما فيهِ نَتِيجَة تَعَرُّضِهِ لِظَرْفٍ ما ( أَوْ مُعْضِلَة ) ويُحاوِلُ مُعالجَتَهُ  بالتَكَيُّفِ مَعَهُ أَوْ غَلَبَتِهِ أَوْ تَطْوِيعِهِ أَوْ ....... إلخ ، وحِيْنَ يُطَوِّرُ هذه القُدْرَةَ فيهِ تُصْبِحُ جُزْءٌ مِنْ إِمْكانِياتِهِ الَّتِي تُخْزَنُ في الذَاكِرَة الوِراثِيَّة لَدَيْهِ فيَنْقُلها إِلى الأَجْيالِ الَّتِي تَلِيهِ كغَرِيزَةٍ فيهِ ، مِثال : الفَناء مُعْضِلَة تَعْتَرِضُ الأَنْواع ، التَّناسُل كغَرِيزَة هو حَلٌّ ووَسِيلَة لإِيقافِ فَناءِ الأَنْواعِ ، غَرِيزَة الدِفاعِ عن النَفْسِ مِنْ أَجْلِ البَقاءِ ، وأَمْثِلة أُخْرَى غَيْرَها .                                                                       
إِنَّ مَقاسَاتَ بَنِيُ الإِنْسَانِ تَخْتَلِفُ تَماماً عن مَقاسَاتِ الكَائِنَاتِ الأُخْرَى الَّتِي نَجْهَلُها ، والإِنْسَان بِمقاسَاتِهِ هذهِ هو في قِمَّةِ الهَرَمِ ، فما أَدْرَانا بِرَأْي الكَائِنَاتِ الأُخْرَى فِينا وما أَجْهَلنا بِذلك .                                                                       
حِيْنَ يَزْدادُ الخَوْفُ لَدَى الإِنْسَان ويَتَعاظَم ، يَخْتَفِي ويَتَنَحَّى جَانِباً ، لِتَحُلَّ مَحَلَّهُ مَشاعِرَ أُخْرَى كَرَدِّ فِعْلٍ مُتَوَقَّع لِحِمايَةِ النَفْسِ ، هذا ما جَرَى لِلإِنْسَانِ  في سِيرَةِ حَيَاتِهِ الأَرْضِيَّة ، حِيْنَ وَجَدَ إِن عَلَيْهِ مُواجَهةَ كُلُّ مَصاعِبِ الحَيَاةِ مِنْ كَوارِث طَبِيعِيَّة وضَوارِي وغَيْرَها ، شَعَرَ بِالخَوْفِ فتَقَسَّى قَلْبهُ وتَحَشَّى بِالغُرُورِ عِنْدَ أَوَّلِ انْتِصَارٍ لَهُ .                                                                                     
الإِنْسَان ، شَاءَ أَمْ أَبَى ، يَنْتَمِي إِلى الفَصِيلَةِ الحَيَوانِيَّةِ فهو حَيَوانٌ عَاقِلٌ كما دَرجْنَا أَن نُعَرِّفَهُ ، فأَيُّ فَضْلٍ لَهُ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنْها ، وكَمْ تُذَكِّرُنِي مَقُولَة " الإِنْسَانُ حَيَوانٌ عَاقِلٌ " بِرَأْي الفَيْلَسُوْف الأَنجِليزِي برتراند راسل إِذْ قَال : { قِيلَ إِنَّ الإِنْسَان حَيَوانٌ عَاقِل ، وأَنا أَبحثُ طِيلَةَ حَيَاتي عن أَدِلَّة يُمْكِنها تَأْكِيدُ ذلك } .     

  لايَصِّحُ التَّفْكِير بِأَنَّ جِنْساً مُعَيَّناً مِن الكَائِنَاتِ قَدْ وُجِدَ لأَجْلِ جِنْسٍ آخَر غَيْرَه أَوْ لِخِدْمَتِهِ لأنَّ ذلك المَنْطِق يَقُودُ إِلى الظُلْمِ واللاعَدْلِ ، فالمَرْأَة لم تُوْجَدْ لأَجْلِ الرَجُلِ ، والكَوْكَب وماعَلَيْهِ لم يُوْجَدْ لِخِدْمَةِ الإِنْسَانِ ومَصْلَحَتِهِ ، والحَيوانات لم تُوْجَدْ لِيَسْتَفاد الإِنْسَان مِنْ لُحُومِها وجُلُودِها ومُنْتَجاتِها ، فالدَّجاجَةُ لاتَضَعُ البَيْضَ كُرْمَى لِعُيُونِ البَشَرِ ، والنَّاقَةُ أَوْ البَقَرَةُ أَوْ الشَّاةُ لاتُنْتِجُ الحَلِيبَ لتُغَذِّي الإِنْسَان ؛ إِنَّ كُلَّ كَائِنٍ وُجِدَ لأَجْلِ غَايَتِهِ هو، فيَعِيشُ ويَمْضِي بِحَيَاتِهِ قُدُماً ، وهذهِ الحَيَاة الَّتِي يُدِيرُها تَقَعُ ضِمْنَ الدَائِرَةِ الكُبْرَى لِتَعايُشِ الكَائِنَاتِ جَمِيعاً على كَوْكَبِ الأَرْضِ ، فتَتَأَلَّفُ فيها الاتِجاهات ، تَماثُلاً كَانت أَوْ اخْتِلافاً في الغَايَاتِ ، وتَصُبُّ كُلَّها خَاتِمَةً في نَهْرِ الحَيَاةِ الجَارِي على هذا الكَوْكَبِ ، إِنَّ أَهْدافَ الكَائِنَاتِ وغَايَاتِها مِن الحَيَاةِ تَتَلاقَى وتَتماثَل وتَخْتَلِف ومِنْ هُنا تَنْشَأُ الصِراعات والتَنافُس ، وبِما أَن كُلّ كَائِنٍ وُجِدَ لأَجْلِ ذَاتِهِ ولِحَيَاتِهِ فهكذا لَيْسَ مِن الطَبِيعِيّ أَوْ العَدْلِ سَلْبُ حُقُوقِ المَرْأَةِ لِزِيادَةِ حُقُوقِ الرَجُلِ وإِباحَةِ الكَثِيرِ لَهُ مُقَابِل تَحْرِيمِ ذلك على المَرْأَةِ ، ولاسَلْبُ حُقُوقِ الحَيَوانِ لِصَالِحِ زِيادَةِ حُقُوقِ الإِنْسَان وإِباحَةِ الكَثِيرِ لَهُ .                     
كُلُّ شَيْءٍ يَصُبُّ ويَعْمَلُ لِما يُوافِقُ مَصالِحَ البَشَرِ فَقَطْ ، فالخَنازِيرُ تُبادُ إِنْ انْتَشَرَ بَيْنَهُم المَرَض حِمايَةً لِلإِنْسَانِ ، وتُعَقَّمُ الكَثِيرُ مِن الحَيواناتِ جِنْسِيَّاً ( الحَيوانات المَنْزِلِيَّة ) لأَجْلِ رَاحَةِ الإِنْسَانِ وعَدَمِ إِزْعاجِهِ ، وتُبْنَى الحُقُول هُنا وهُناك لِتَرْبِيَةِ وتَسْمِينِ المَاشِيَةِ أَوْ الدَواجِنِ الَّتِي تُنْتَجُ لِتُساق إِلى المَجازِرِ لِيَسْتَمْتِع البَشَرُ بِأَكْلِها ، كُلُّ شَيْءٍ يُساقُ لِمَصْلَحَةِ الإِنْسَانِ ، مُنْتَهى الأَنانِيَّة والتَجَبُّر والتَكَبُّر والغُرُور .   
اخْتَنَقَتِ الأَرْضُ بِغُرُورِ الإِنْسَانِ وأَنانِيتِهِ .                                                 
لقَدْ تَفَنَّنَ الإِنْسَانُ في طُرُقِ ذَبْحِ الحَيوانات : بِالسِكِّينِ ، بِالصَدْمَةِ ( الصَعْقَة ) الكَهْربائِيَّة ، أَوْ بِفَصْمِ فَقْرَتيّ العُنُقِ ..... إلخ ، فأَيْنَ هو الضَمِير أَوْ الوَازِع الأَخْلاقِيّ في ذلك ، ومَهْما تَفَلْسَفَ الإِنْسَانُ في مُحاجَجاتِهِ وذَرائِعِهِ وبَرْمِ عُنْقِ التَحْلِيلاتِ نَحْوَ تَزْكِيتِهِ وتَبْرِئتِهِ وإِيجادِ المُسوِّغاتِ والمُبَرِّراتِ لِفِعْلَتِهِ ، تَبْقَى الفِعْلَة تُنْهِي حَيَاةَ حَيَوانٍ لِيَلْتَهِمهُ الإِنْسَان ويَتَلَذَّذُ بِمَذاقِ لَحْمِهِ .                             
أَمَّا عن المَزِيدِ مِن الاعْتِداءاتِ على الحَيواناتِ فحَدِّثْ ولاحَرَج ، حَيْثُ قَتْل الحَيوانات لِسَلْخِ جُلُودِها تَحْتَ بَنْدِ الاسْتِفادَةِ مِنْها كَمَعاطِفٍ على سَبِيلِ المِثالِ أَوْ أَحْذِيَة ، تَصوَّرُوا حَيَاةً تَحَوَّلَت إِلى مَادةٍ تَحْتَذِيها الأَرْجُل ، هذا مُؤْلِمٌ جِدَّاً ، أَلاَ يُمْكِنُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَصْنَعَ أَحْذِيتَهُ مِنْ مَصْدَرٍ أَقَلُّ كُلْفَةٍ مِنْ حَيَاةِ كَائِنٍ آخر .           
أَيضاً قَتْلُ الفِيَلَة لأَجْلِ أَنْيابِها ، تَطْبِيقُ التَجاربِ العِلْمِيَّة على الحَيوانات أَوَّلاً حَيْثُ يَتِمُّ حَبْس الحَيوانات في أَقْفاصٍ وحَقْنِها ( أَوْ بِوَسائِل أُخْرَى غَيْرَ الحَقْن كَالرَشِ أَوْ التَجْرِيعِ ..... إلخ ) بِالمَادَةِ المَطْلُوبِ اخْتِبَارَها لِمُلاحَظَةِ تَأْثِيرِها على الحَيواناتِ حِمايَةً لِلإِنْسَانِ ، في هذا السِياقِ أَيضاً تَمَّ إِرْسال الكَلْبَة لايكا إِلى الفَضَاءِ بَدلاً مِنْ الإِنْسَانِ ، ولاأَدْرِي لِماذَا تُذَكِّرني حَيوانات التَجاربِ بِالقِصَصِ الَّتِي سَمِعْناها عن الأَطْباقِ الطَائِرَة الَّتِي يَقُومُ فيها بَعْضُ الكَائِنَاتِ مِنْ كَواكِب مَجْهُولَة بِإِجْراءِ التَجاربِ على الإِنْسانِ ، أَوْ القِصَصِ الَّتِي تَحْكِي عن مُهاجَمةِ بَعْضُ الكَائِنَاتِ الغَرِيبَة لأُسْرَةٍ ما مُحاوَلةً مِنْها لِسَرِقَةِ فَرْدٍ ما فيها واقْتِيادِهِ ومَدَى الرُعْبِ الَّذِي انْتَابَ هذه العَوائِل مِنْ هذا الأَمْر ، وبَعْضُ هذهِ القِصَص رَغْمَ إِنَّ المُتحَدِّثِين بِها يُؤْكِّدُونها إِلاَّ أَنَّها لاتُلاقِي القَبُولَ مِنْ بَعْضِ الأَوْساطِ ، هذا الرُّعْب يُشْبِهُ الرُّعْب الَّذِي يُصِيبُ الحَيوانات أَثْناءَ سَوْقِها لِذَبْحِها ويُمْكِنُ مُلاحَظَة ذلك في مُقاومَةِ الحَيَوان العَنِيفَة ولكِنَّها مُقاومَة الضَعِيف إِزاءَ الإِنْسَان المُتَجَبِّر القَاسِي .           
لانَنْسَى مَسْأَلَةَ اسْتِعْمال الهُرمُونات لِتَسْمِينِ الحَيواناتِ وتَعْجِيلِ نُمُوِّها ثُمَّ تَسْوِيقها إِلى مَوائِدِ الإِنْسَان الجَشِع .                                                                 
 الكَثِيرُ مِن العَوائِلِ أَصْحاب الحَيوانات المَنْزلِيَّة حِيْنَ تَعْجِزُ عن دَفْعِ تَكالِيْفِ عِلاجِ حَيواناتِها تَعْمِدُ إِلى قَرارِ إِنْهاءِ حَيَاةِ الحَيَوان لأَنَّهُ قَرارٌ غَيْر مُكلِّف ، ولايَخْتَلِفُ اثْنان مِن إِن هذهِ مُنْتَهى القَسْوَة الإِنْسَانِيَّة ، فقَرار إِنْسَانٍ يُكَلِّفُ الحَيَوان المِسْكِين حَيَاتَهُ لأَنَّهُ مَرِضَ وتَعِبَ ولَوْ مَرَضاً خَفِيفاً . { مَصْدَر هذهِ المَعْلُومَة عن أَصْحاب الحَيوانات المَنْزلِيَّة هو التَّقْرِيرٌ المُصَوَّر المَعْرُوض في بَرْنامج ــ أكتا نول نوين ــ في القَناةِ التِلفزيونية سات . آين بِيَوْمِ 18 ـ 8 ـ 2009 }                             
مَوْسِم قَتْل الدَلافِين في اليابان في آب وسبتمبر لِيُباع الدَلْفِين الوَاحِد بِمِئَةِ أَلْف ايرو أَوْ أَعْلَى ، ولقَدْ قَامَ أَحَدُ المُصَوِّرين بِتَوْثِيقِ هذهِ العَملِية ، أَيْ عَملِية صَيْدِ الدَلافِين وقَتْلِها وبَيْعِها ، وعَرَضَها في التِلفزيون .                                     
وأَبْشَعُ ماهُناكَ أَيضاً هو حَمْلات قَتْلِ الكَلابِ السَائِبة بِلارَحْمَة ، فيها تَتَجلى واضِحَةً لا إِنْسَانِيَّة الإِنْسَان وهَمَجِيَّتِهِ كما في مُصارَعة الثِيرانِ كذلك .             
 في رُوسيا ، يَمُوتُ كُلَّ عَامٍ ما يُقارِب أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْف ذِئْب مِنْ خِلالِ الصَيْدِ لِلقَضاءِ عَلَيْهِ لأَنَّهُ يُزْعِجُ قُطْعان المَاشِيَة لَدَى المُزارِعين ، والطَّرِيقَة المُسْتَخْدَمَة في ذلك هي طَرِيقَة قَدِيمَة وفَعَّالَة جِدَّاً ، حَيْثُ يَتِمُّ عَمْل سِياج وَهْمِيِّ لِمَساحَةٍ أَرْضِيَّة مُحَدَّدَة ، السِّياجُ عِبارَة عن حَبْلٍ يُرْبَطُ بَيْنَ الأَشْجارِ ، ويَتَدَلَّى عن هذا الحَبْلِ قُصَاصَاتٌ قَصِيرَة مِن الأَقْمِشَةِ ، يَتَوَهَّمُ الذِّئْبُ إِنَّها سِياجٌ ، وحَيْنَ يَقْتَرِبُ الذِّئْبُ يَقُومُ الصَّيَّادُ بِإِطْلاقِ النَارِ عَلَيْهِ .                                                   
في كندا يُوْجَدُ خَمْسِين أَلْف ذِئْب ، ويَعِيشُ الذِّئْبُ في الغَابَةِ وكذلك مَوْجُودٌ في الصَحارِي . { المَعْلُومَة عن الذِئابِ في رُوسيا وكندا مَأْخُوذَة عن بَرْنامج عِلْمِيّ مُصَوَّر في إِحْدَى القَنواتِ التِلفزيونية } .                                                 
رَصَاصَةُ الرَحْمَة لِلقَتْلِ وشَتانَ مابَيْنَ الاسْمِ والمُسَمَّى ، طُرُقٌ أُخْرَى كَزَرْقِ الحَيَوانِ بِحُقْنَةٍ لِقَتْلِهِ ، كُلُّها اعْتِداءاتٌ صَارِخَة على حَيَاةِ الحَيَوان .                 
حَبْسُ الطُيُورِ في أَقْفاصٍ ، في مَعَامِلِ الدَواجِنِ الإِنْتَاجِيَّة لِلبَيْضِ واللُحُومِ ، تَعِيشُ لأَجْلِ إِنْتاجِ البَيْضِ وأُخْرَى لإِنْتاجِ اللُحُومِ أَوْ سُلالاتِ الأُمَّهاتِ ، وكُلُّ هذا بِصِيغَةِ قَواِنينَ بَشَرِيَّة تَخْدِمُ مَصالِحَ الإِنْسَانِ ولاتَنْظُرُ إِلى الحَيَوانِ كَكَائِنٍ لَهُ حَقُّ الحَيَاة .                     
أَثْناءَ دِرَاسَتِي الجَامعِيَّة كُنْتُ أَشْعُرُ بِقَرَفٍ وأَلَمٍ شَدِيدين مِنْ دَرْسِ الدَواجِن العَمَلِيِّ ، حَيْثُ كَانَ يَتِمُّ تَشْرِيح الدَواجِنِ وفَحْص الأَعْضاء الدَاخِلِيَّة لِجَمْعِ العَلامَاتِ المُؤشِرَة لِلتَوَصُّلِ إِلى التَشْخِيصِ الصَحِيحِ لِلمَرَضِ ( مُسَانَدَةً مَعَ الفُحُوصاتِ الإِضافِيَّة الأُخْرَى مِنْ زرُوعاتٍ مُخْتَبَرِيَّة ، فُحُوصاتٍ مِجْهَرِيَّة ، كَشْف لِحُقُولِ الدَواجِنِ المَعْنِيَّة بِالأَمْرِ ......... إِلخ ، كُلٌّ حَسْبَما تَتَطَلَّبُ الحَالَة فلِكُلِّ حَالَةٍ خُصُوصِيَّتها ) ؛ كانت طَاولَةُ التَشْرِيحِ تَعِجُّ بِأَعْضاءٍ مُتَناثِرَة مِن الدَجاجِ البَائِسِ المِسْكِينِ الَّذِي تَمَّ تَشْرِيحَهُ وتَمْزِيقَهُ ، حَيْثُ تَتَنَاثَرُ هُنا قِطْعَةُ أَمْعاءٍ وفي مَكانٍ آخر مِنْ الطَاولَةِ قِطْعَةُ كَبِدٍ ، وعلى زَاوِيَةٍ أُخْرَى القَانِصَة ....... إِلخ ، كانَ شُعُورِي بِالقَرَفِ هذا نَابِعاً مِنْ إِحْساسِي بِمَدَى قَسْوَةِ الإِنْسَانِ حَيالَ الكَائِنَاتِ الأُخْرَى ، ولطَالَما شَعَرْتُ بِاحْتِرامٍ عَمِيقٍ آزاء هذهِ الأَعْضاءِ البَدِيعَة في تَكْوِينِها ووظائِفِها وأَعْمالِها ، وكَمْ شَعَرْتُ أَيضاً بِحُزْنٍ وأَسى عَمِيقينِ لِما أَصابَ هذهِ الأَعْضاء مِنْ قَسْوَةِ الإِنْسَانِ اللامُبالِي ، مَصِيرُ هذهِ الأَعْضاء كَانَ المَزْبَلَة أَوْ صَنْدُوق القُمامَة  وفي أَحْسَنِ الأَحْوالِ فِرن الحَرْقِ ، أَمَّا شُعُورِي بالأَلَمِ فقَدْ كَانَ لِفَقْدِ هذهِ الحَيوانات حَيَاتَها بِتَعدِّي الإِنْسَان عَلَيْها .                                                             
لقَدْ اقْتَرنَ في ذِهْنِي دائماً مَشْهَدَ الأَعْضاءِ المُتَناثِرَةِ فَوْقَ طَاوِلَةِ التَشْرِيحِ بِفَوْضَى وهَمَجِيَّة الإِنْسَان في قِصَّةٍ كُنْتُ قَدْ قَرأْتُها ( وليَعْذِرني القُرَّاء والقَارِئات لأَنَّني نَسِيْتُ اسْمَها واسْمَ مُؤَلِّفِها مَعَ الأَسَفِ الشَدِيدِ ) وبَقِيَ في ذِهْنِي عَالِقاً مَشْهَدَاً مِنْها ، حَيْثُ يَصِفُ المُؤَلِّفُ أَحَدَ شَخْصِياتِ القِصَة وهو حَكِيمٌ طَبِيب يُجْرِي تَجارِبَهُ على العَبِيدِ البَائِسين المُعَاقَبِين ، حَيْثُ كَانُوا أَسْيَادهُم يُرْسِلُونَهم إِلى هكذا مَصِيرٍ مُرْعِبٍ بِاعْتِبارِهم عَبِيداً لَيْسُوا بِمُسْتَوَى الآخَرِين ولايَسْتَحِقُون الرَحْمَة ، وكَانَ الطَبِيبُ الحَكِيمُ يُجْرِي عَلَيْهم اخْتِباراتَهُ وابْحَاثَهُ الجِراحِيَّة كما يَحْلُو لَهُ مِنْ بَتْرِ سَاقٍ سَلِيمَة أَوْ عَيْنٍ سَلِيمَة ..... إلخ ، وكُلَّهُ لِخِدْمَةِ العِلْمِ والابْحاثِ ....... !! ، ويَصِفُ الكَاتِب كَيْفَ إِنَّ الطَبِيبَ في القِصَّةِ كَانَ يَتَحدَّثُ مَعَ أَحَدِ الأَشْخاص بِلامُبالاةٍ وبِلا أَدْنَى شُعُورٍ بِالذَنْبِ وهو يُجَرِّبُ إِحْدَى طُرُقَهُ الجِراحِيَّة على الأَمْعاء ( بِدُوْنِ تَخْدِيرٍ في ذلك العَصْر ) في بَطْنِ العَبْدِ المَفْتُوحَةِ ، والعَبْدُ يَئِنُّ أَلَماً ؛ هذا هو الإِنْسَان في حَقِيقَتِهِ فكُلُّ إِنْسَانٍ يَحْمِلُ في دَواخِلِهِ وَحْشَاً كَامِناً رَابِضاً قَدْ يَتِمُّ تَرْوِيضه ، أَوْ يَبْقَى سَائِباً هائِجاً يَصُولُ ويَجُولُ فيُؤْذِي الكَائِنَات الأُخْرَى أَيَّاً كَانَتْ .                       
الإِنْسَانُ كَائِنٌ يُحِبُّ العُنْف ويَسْتَلِذُّ بِهِ ، إِنَّه يَحْمِلَهُ تَحْتَ جِلْدهُ وفي مَساماتِهِ ، هَلْ أَنا بِحَاجةٍ لإِعْطاءِ العَدِيدِ مِن الأَمْثِلةِ ، لِنَنْظُر حَوْلنا ، عُنْف الشُعُوبِ تُجاهَ بَعْضِها البَعْض ، العُنْف الأَبوِيّ في الأُسْرَةِ ، عُنْف الزَوْجِ تُجاهَ زَوْجَتِهِ ، عُنْف طَائِفَةٍ تُجاهَ طَائِفَةٍ أُخْرَى ، عُنْف الإِنْسَانِ تُجاهَ الحَيواناتِ والكَائِنَاتِ الحَيَّةِ الأُخْرَى وتُجاهَ الطَبِيعةِ والبِيئَةِ ، الخَطْف ، الاغْتِصَاب ، التَّفْجِيرات ، السَّرِقات ، القَتْل ، النَّهْب ....... إلخ ، يَلْحَقُ كُلَّ هذا العُنْف المَعْنَوِيّ والنَفْسِيّ والجَسَدِيّ .                     
كُلُّ القَوانِينِ لم تَقْضِي على هذا العُنْف الإِنْسَانِيّ ولاحَتَّى ما تُسَمَّى بِالشَرائِعِ السَماوِيَّة ، رُبَّما القَوانِين حَدَّتْ مِنْهُ ، لَكِنَّ الإِنْسَان وَجَدَ دائماً مَنْفَذاً لِلتَنْفِيسِ عن عُنْفِهِ واضْفاءِ صِفَةِ الشَرْعِيَّة عَلَيْهِ بَلْ ومُبارَكَة الإِلَهِ ، وكُلَّما أُتِيحَت لَهُ الفُرْصَة نَفَثَهُ في وُجُوهِ الآخرين .                                                                     
ما كَانَ يَحُزُّ في نَفْسِي أَيضاً ، التَكْوِين العَجِيب لِلأَعْضاءِ المُتَناثِرَة ، كُلّها أَعْضاء تُثِيرُ الدَهشَة وتَدْعُو لِلتَأَمُّلِ وكُلَّما تَأَمَّلَها الإنْسَان ازْدادَ دَهشَةً ، لَكِنَّ الإِنْسَانَ في غَمْرةِ قَسْوَتِهِ يُقَطِّعُها ويَهْرُسُها ويَنْثُرُها هُنا وهُناك دُوْنَ اهْتِمام ، بَقِيَتْ هذهِ الغُصَصُ في رُوُحِي ، تَمَنَّيْتُ دائماً لَوْ كُنْتُ فَراشَةٌ ، أَوْ حَبَّة حِنْطَة ، أَوْ غُصْنٌ صَغِير في شَجَرَة بَاسِقَة ، لأَنَّني أَشْعُرُ بِالخِزْي والعَارِ مِنْ أَفْعالِ الإِنْسَانِ الغَرِيبةِ وتَصَرُّفاتِهِ وأَذَاهُ لِلكَائِنَاتِ الأُخْرَى ، لَكِنَّ الحَيَاةُ قَالَت ماراقَ لَها فكُنْتُ إِنْسَانَة .         
لا أُؤْمِنُ بِأَنَّ الإِنْسَان أَفْضَلُ الكَائِنَاتِ وأَحْسَنُها ، فالإِنْسَان كَائِنٌ أَنانِيّ إِلى عُمْقِ الغُرُورِ والتَكَبُّرِ والتَدْمِيرِ ، ويُمْكِنُ مُلاحَظَة ذلك مِنْ تَأْثِيرِ الإِنْسَانِ في حَيَاةِ الكَائِنَاتِ الأُخْرَى والبِيئَة والطَبِيعَة ، بِهكذا مُواصفاتٍ لن يَكُون الإِنْسَان أَفْضَلَ الكَائِنَاتِ أَبداً ولَوْ زَيَّنَتْ لَهُ نَفْسَهُ والأَدْيان ذلك .                                         
لايُمْكِنُ للإِنْسَانِ أَنْ يَحْتَرِمَ الكَائِنَات الأُخْرَى طَالَما أَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْها الأَقَلُّ والأَدْنَى مِنْهُ مَنْزِلَةً ولَيْسَ ككَائِنَاتٍ تُقاسِمُهُ الكَوْكَب ، كَيْفَ لَهُ أَنْ يَحْتَرِمَها وغُرُورَهُ يَرْفَعهُ عَالِياً مُحَلِّقاً في سَماواتِ الوَهْمِ والعَظَمَةِ حَيْثُ لامَكانَ لِلتَواضُعِ .                     
سيَبْقَى الإِنْسَان فَاشِلاً في عَلاقَتِهِ بِكَوْكَبِهِ الأَرْض ومِنْ ثُمَّ عَلاقَتِهِ بِالكَوْنِ طَالَما إِنَّهُ يَرَى في نَفْسِهِ أَفْضَلَ الكَائِنَاتِ وأَحْسَنَها وأَرْقَاها ، في ظِلِّ شُعُورٍ كهذا لايُمْكِنُ الحَدِيث عن التَواضُعِ ، وبِدُوْنِ التَواضُعِ لايُوْجَدُ كَائِنٌ رَاقِي .                         
الأَرْضُ لَيْسَت لِلإِنْسَانِ فَقَطْ ، فلِلكَائِنَاتِ الأُخْرَى لَها حَقٌّ مُماثِل ومُساوِي فيها .   
كَيْفَ يُمْكِنُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَفْهَمَ وُجُودهُ بِمِعْزلٍ عن الكَائِنَاتِ الأُخْرَى مِمَّنْ تُقاسِمهُ الكَوْكَب .                                                                                         
خَاتِمَةً ، أَلاَ يُثِيرُ الحُزْنَ والقَرَفَ (  القَرَف مِنْ قَسْوَةِ الإِنْسَان  ) مَنْظَرَ الحَيوانات ــ مَثلاً الخِرْفان أَوْ الخَنازِير ــ مَطْرُوحَة أَرْضاً مَجْزُوزَة الأَعْناقِ جَنْباً إِلى بَعْضِها البَعْض حَتَّى يُحْيِي البَشَرُ احْتِفالاً ما أَوْ عُرْفاً ما .... إلخ ، الإِنْسَانُ يُقِيمُ مَجْزَرَةً لِلحَيواناتِ مِنْ أَجْلِ أَن يُحْيِي احْتِفالاً أَوْ تَقْلِيداً أَوْ عُرْفاً ما ، أَوْ مَنْظَرَ سَحْلِ الحَيواناتِ لأَجْلِ جَزِّ أَعْنَاقِها بَيْنَما هي تَتَنافضُ دِفاعَاً عن حَيَاتِها ؛ في نَفْسِي يُثِيرُ هذا كُلَّ الأَسى والأَلَمِ والحُزْنِ .                                                             
على أُمْنِيَّةٍ بِعالَمٍ أَفْضَلٍ وأَكْثَر انْصَافاً لِلكَائِنَاتِ أَجْمَع ، أَسْتَوْدِعكُم عَزِيزاتي أَعِزَّائي مِن القَارِئاتِ والقُرَّاء .                                                             
ـــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رَوابط مَقالَة ــ الإِنْسَان في قِمَّةِ الهَرَمِ ....... !!! ــ : ــ                               

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=188828

http://al-nnas.com/ARTICLE/ShMarkus/26up.htm


www.nirgalgate.com/asp/v_articles.asp?id=3677


www.ankawa.com/forum/index.php/topic,359118.0.html

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
ــ الغُصَص : جَمْع غُصَّة .                                                                 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــ مُلاحَظَة : ـ                                                                                 
لِلقِراءَةِ عن الكَلْبَةِ لايكا يُرْجَى فَتْح الروابط أَدْناه :                                   
www.iraq-ina.com/showthis.php?tnid=19755

http://saaa-sy.forumotion.com/montada-f6/topic-t212.htm

وفي حَالَةِ عَدَمِ عَملِ الرابط يُرْجَى نَسْخَهُ ( كُوبي ) وإِضْافَتِهِ إِلى كوكل لِمُطالعَتِهِ  .
  مَحَبَّتي وتَقْدِيري لِلقُرَّاءِ والقَارِئات .                                                     



122
الطَلاق انْطِلاقة ..... ولَيْسَ انْتِكاسة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
السبت 14 ـ 11 ـ 2009


..... أَرْجُو أَنْ لايُظَنُّ سُوْءاً بِهذهِ المَقالَة ، فهي لَيْسَت تَحْرِيضاً لِلنِساءِ على الطَلاقِ وتَشْجِيعاً لِزِيادَةِ حالاتِ الطَلاقِ ، فَلْيَهْدَأُ الصَارِخُون بِذَلِكَ لأَنَّها مَقالَة مُوَجَّهة لِفِئَةِ النِساءِ مِمَّنْ وَجَدْن أَنْفُسَهُنَّ بِشَكْلٍ ما ، وفي ظَرْفٍ ما مِن الظُرُوفِ ، في خَانَةِ المُطَلَّقَات سَواءً إِنْ كانَ ذلك سَعْياً أَوْ قَبُولاً مِنْهُنَّ بَعْدَ اليَأْسِ مِنْ كُلِّ الحُلُولِ والمَساعِي لإِصْلاحِ ماتَهَدَّمَ ، أَوْ كانَ ذلك دُوْنَ رَغْبَةً مِنْهُنَّ ، بَلْ بِرَغْبَةِ الزَوْجِ مُتبجِحاً بحَقِّهِ الشَّرْعِي الَّذِي أَهْدَتْهُ لَهُ بَعْضُ الأَدْيانِ ، وقَوْلٌ لِكُلِّ أُسْرَةٍ بِالنَظَرِ إِلى الطَلاقِ مِنْ جَانِبِهِ الإِيجابي ، ورِعايَةِ بَناتِهم المُطَلَّقات لا التَفْرِيطِ بِهنَّ ، وذلك بالقَبُولِ بِوَضْعِهِنَّ ، وتَفَهُّمِهِنَّ ،  والأَخْذِ بِأَيْدِيهِنَّ لِبِناءِ حَيَاتِهِنَّ مِنْ جَدِيد ......  فَلْيَهْدَأ الصَارِخُون .                                                                   
عَدَدٌ غَيْرُ مَحْدُود مِن الزِيجاتِ يَنْتَهِي بِها المَطاف على رَصِيفِ الطَلاقِ ، تَتَعدَّدُ الأَسْباب ، لَكِنْ يُمْكِنُ ضَمَّ أَغْلَبَها تَحْتَ بَنْدٍ وَاسِعٍ وعَرِيضٍ وفَارِهٍ هو : عَدَم القُدْرَة على التَفاهُمِ والانْسِجامِ والتَوافُقِ ( وهي مَنالُ ذِكْرٍ في هذا المَقال ) ..... مِنْ هذهِ النُّقْطَة تَبْدَأُ كُلُّ الخِلافاتِ الزَوْجِيَّة لِتَكْبُر وتَتَّسِع وتَتَوَسَّع وتَنْفَجِر ويَثُورُ البُرْكان .
يَتَشَدَّقُ البَّعْضُ بِقَطْعِ الرَأْيِ إِنَّ كُلَّ حَالَةِ طَلاقٍ لابُدَّ أَنْ يَكُونَ سَبَبها الطَّرَفَان ، غَيْرَ أَن الحَقائِقَ تُصَرِّحُ بِما هو مُخْتَلِف وتُبيِّن ُإِنَّ مُعْظَمَ حَالات تَهَدُّم بَيْت الزَوْجِيَّة واللُجُوء إلى الطَلاقِ كحَلٍّ أَخِير ، سَبَبها طَرَفٌ واحِدٌ جَانِي ومُذْنِب والطَّرَفُ الثَانِي يَكُونُ مَجْنِّيَّاً عَلَيْهِ ، وغَالِباً مايَكُونُ الطَّرَفُ المَجْنِّي عَلَيْه هو الأُنْثَى باسْتِثْناءِ حَالاتٍ أُخْرَى .                                                                                 
أَنْ يَكُونَ في العَلاقَةِ الزَوْجِيَّة طَرَفٌ يَهْدِمُ ويَهْدِمُ لايُمْكِنُ لِلطَرَف المُقابلِ حَيالَه شَيْئاً مَهْما حَاوَلَ وتَنْتَفِي أَمامَهُ الإِمْكانات والمَساعِي ، ويَقُومُ الطَّرَفُ المُذْنِب بِسَدِّ كُلِّ الطُرُقِ والأَبْوابِ بِوَجْهِ رَفِيقِهِ بِقَصْدٍ أَوْ بِدُوْنِ قَصْدٍ ، بَلْ ويَجُرَّهُ إِلى اليَأْسِ والتَخَبُّطِ والحَيْرَة ، ويُسَبِّبُ لَهُ الأَذَى والضَرَر النَفْسِيّ والمَعْنَوِيّ ورُبَّما الجَسَدِيّ أَيضاً ، فيَبْدُو كُلُّ مايَفْعَلهُ في نَظَرِ المُجْتَمعِ والطَرَفِ المُذْنِب غَيْر صَحِيح ويُصْبِحُ المُلام رَغْمَ كَوْنِهُ المَظْلُوم ، السَّبَبُ إِنَّ كُلَّ المُحاوَلاتِ وكَيْفَما كانت تَفْقِدُ صِحَّتها وأَهَمِيَّتها وقِيمَتها لأَنَّ الطَرَف المُذْنِب يَسْحَقُها بِقَسْوَتِهِ وجَهْلِهِ وتَعَنُّتِهِ وغَبائِهِ ، ولا يَرْغَبُ في تَقْدِيرِها وفَهْمِها ، ويُفَسِّرُها بِسُوءِ نِيَّةٍ ، ويَعْتَصِرُ مِنْها سَبَباً وأَسْباباً لِلبَدْءِ بِخِلافاتٍ أُخْرَى أَكْبَر وأَكْثَر خَلْقَاً لِلتَباعُدِ وسُوءِ التَفاهُمِ بَيْنَ الزَوْجَيْنِ .                                                                                       
الأُسْرَةُ بِناءٌ يَشْتَرِكُ فيهِ شَخْصَان ولايُمْكِنُ أَنْ تَقُومَ أُسْرَةً وتَسْتَمِرُّ بِجُهُودِ طَرَفٍ واحِدٍ بَيْنَما الآخر يَهْوِي بِمِعْوَلِهِ على كُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها شَرِيكَه ، فالنِهايَة هي بِناءٌ أَدْراجَ الرِيحِ .                                                                             
مُعْظَمُ الحَالاتِ يَكُونُ طَرَفاً واحِداً مُسِيئاً ومُذْنِباً في العَلاقَةِ ، وحِيْنَ تَتَكرَّرُ إِساءَاتهِ وخَباثَاتهِ لايُمْكِنُ لِلطَرَفِ الآخر إِلاَّ أَنْ يَتَأثَّرَ ، ويَحْزَن ، ويُعانِي ، ويُحاوِل حِمايَةَ نَفْسِهِ حَتَّى لايَجُرَّهُ شَرِيكُهُ إِلى الجُنُونِ ......                                             
مُحاولات حِمايَةِ النَفْسِ هذهِ مِنْ خَطَرِ عَلاقَةٍ مُؤْذِية ومُضِرَّة تَكُونُ في نَظَرِ هؤلاءِ البَعْض ( مِمَّنْ يَتَشَدَّقُون بِالرَأْي القَائِلِ في كَوْنِ الشَرِيكينِ مُذْنِبينِ بِلاشَكّ ) مُساهمةً في تَدْمِيرِ صَرْحِ الأُسْرَةِ ، أَيْ إِنَّهُم يَتَنكَّرُون حَتَّى لِحَقِّ المَظْلُومِ في حِمايَةِ نَفْسِهِ مِن الأَذَى والمَضَرَّة ...... وفي هذا ظُلْمٌ وتَجَنٍّ كَبِيرِين ، وأَغْلَبُ مَنْ يَتَفوَّهُون بِهذِهِ التَّصْرِيحاتِ المُتْرَفَةِ هُم أَشْخاص يَنْظُرُون إِلى النَاسِ مِنْ عِلٍ ولم يُعانُوا نَارَ هكذا عَلاقات فيَسْتَصْغِرُون مَنْ يُعانُون مِنْها ، ويُصْدِرُون أَحْكامَهُم المُنَمَّقة ، وكَمْ يَكُون كَبِيراً حَجْمُ الخِدْمَةِ الَّتِي يُقَدِّمُونها لأَصْحابِ الشَأْنِ ولِلمُجْتَمعِ كَكُلٍّ لَوْ كَفُّوا عن الآخَرِين رَأْيَهم وأَغْنَوهُم عنه ، وأَكْرَمُوا مَنْ يُعانُون بِإِعادَةِ النَظَرِ في مَدَى صِحَّةِ أَحْكامِهم قَبْلَ أَنْ يُعَلُّوا الطَّنَى ويُفلِّلُوا الجُرْحَ ويُحْفِزُونه نَزْفاً باتهاماتٍ هَشَّة وغَيْر مَدْرُوسة ، بَلْ والتَّوَقُّف عن إِصْدارِ الأَحْكامِ تَماماً لأَنَّ لَيْسَ مِنْ حَقِّ أَحَدٍ أَيَّاً كان الحُكْم على آخر أَبداً فهذا تَعَدٍّ جَامِح ومَارِق على حَياةِ الإِنْسَانِ الفَرْد .                                                                                 
أَمَّا مَنْ يَتَشَبَّثُون بِضياعِ الأَطْفالِ وظُلْمِهِم نَتِيجةَ الطَلاقِ ، فَليَتَذَكَّرُوا إِنَّ الحَالَ لن يَكُونَ أَفْضَل بِاسْتِمرارِ هكذا عَلاقَةٍ زَوْجِيَّة مُحَطَّمَة في بَيْتٍ مُدَمَّر ، ولِيَنْظُرُوا في أَيِّ جَوٍّ سيَتَرَبَّى الأَطْفال المُحْتَجُّ بِهم ....... جَوٌّ مَشْحُونٌ بِالخِلافِ ، والأَذَى ، والأَلَمِ ،  والجَحِيمِ اليَوْمِيِّ لِلمُطارَدَاتِ الزَوْجِيَّة .                                         
لطَالَما رُوِّجَ إِنَّ نِسبَ الطَلاقِ في الدُوَلِ المُتَقَدِّمةِ في ارْتِفاعٍ مُضطَرِدٍ لايَتَوقَّف وهو دَلِيلُ تَفَكُّكِ هذهِ المُجْتَمعِات ، وتَتَباهَى الدُّوَلُ الَّتِي لاتَعْتَرِفُ بِحُقُوقِ النِساءِ بِأَنَّ مُجْتَمعاتَها مُتَمَاسِكة ونِسبَ الطَلاقِ فيها ضَعِيفَة جِدَّاً لأَنَّ الإِيمان الدِّينِيّ يَحْرِسُها ، لِمَنْ قَالُوا ويَقُولُون في هذا ، عَلَيْهم أَنْ يَتَأَكَّدُوا أَن الشُعُوبَ تَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي هذهِ النِسب الضَعِيفَة جِدَّاً ، فهي نِسْبَة بُنِيَت فَوْقَ أَكْتاف الأُنْثَى المُتَحَمِّلة لِلظُلْمِ والجَوْرِ والعَذَابِ ، الأُنْثَى الخَائِفة مِنْ نَبْذِ المُجْتَمعِ لَها إِنْ طَالَبَتْ بِحَقِّها في الطَلاقِ ، فتَبْقَى سَاكِنة ، تَحْمِلُ نِيرَ زَواجٍ فَاشِلٍ حَتَّى مَماتِها .                         
أَيضاً إِنَّ ارْتِفاعَ نِسب الطَلاقِ أَو انْخِفاضَها لايُمْكِن الأَخْذ بِها كَقِياسٍ لِمَدَى تَماسُكِ مُجْتَمعٍ ما أَوْ انْهِياره ، لأَنَّ الطَلاق حَلٌّ لِقَضِيَّة عَالِقَة مِنْ بَيْنِ حُلُول أُخْرَى مُحْتَمَلَة ولَيْسَ شَرَّاً ، وإِنْ كانَ قَابِلا ًالنَّظَر إِلَيْهِ كَشَرٍّ فيُمْكِنُ تَعْيينَهُ كَحَلٍّ وخَلاصٍ أَيضاً ، أَيْ تَصْنِيْفَهُ كَحَالَةٍ إِيجابِيَّة وعَلامَة صِحِّيَّة لإِنْهاءِ الكَثِيرِ مِن المآسِي في المُجْتَمعاتِ ، وتَحْجِيمِ الضَغْطِ النَفْسِيّ الوَاقِعِ على الأَفْرادِ والأُسْرِ ، إِذْ لايُمْكِن فَصْل الإِنْسَان عن خِبْرَاتِهِ الحَياتِيَّة وتَجَارِبِهِ ، قَدْ يَكُونُ الطَلاق في حَيَاةِ البَعْضِ هو أَحَدُ هذهِ الخِبْرَات الَّتِي لابُدَّ مِنْها نَتِيجَةَ الوَضْعِ الَّذِي يَعِيشُونَهُ .                 
 تَنْظيمُ الحَيَاةِ لَيْسَ بِالسُهولَةِ الَّتِي يَظُّنُّها الكَثِيرون ويَحْكُونَ عنها ، لأَنَّ حَيَاةَ كُلِّ فَرْدٍ تَتداخَلُ فيها كَرادِيس العَوامِلِ والظُرُوفِ والأَسْبابِ بِشَكْلٍ يَصْعُبُ تَجْمِيعَها وضَغْطَها في قَالبٍ واحِدٍ ومُنَظَّم ، تَتَراءَى الحَيَاةُ عَصِيَّةً على التَنْظِيمِ في الكَثِيرِ مِنْ نَواحِيها وقَضاياها .                                                                     
الطَلاقُ لَيْسَ شَرَّاً بَلْ هو حَلٌّ وإِنْهاءٌ لِوَضْعٍ غَيْر مُسْتَقِيم ولِمُعاناةٍ إِنْسَانِيَّة ، وسَعْيٌ لِلبَحْثِ عن فُرْصَةٍ أَفْضَل قَادِمة لامَحالة في ظِلِّ تَفَهُّمِ المُحِيطين والمُجْتَمع وتَقَبُّلِهِ لِوَضْعِ المُطَلَّقَاتِ ، الطَلاقُ انْطِلاقة نَحْوَ حَيَاةٍ جَدِيدَة ، وإِيقافٌ لِنَزِيفِ جُرْحٍ يُرِيدُ أَنْ يُطْوَى ويُلَفّ في لفائِفِ النِسْيانِ بَعْدَ مُعاناةٍ وأَلَمٍ ولَيْسَ انْتِكاسة إِلى مَزالِقِ العَذَابِ والأَذَى ، الطَلاقُ يُعْطِي فُرْصَة لِلأُنْثَى في الحَيَاةِ بَعْدَ الفَشَلِ السَابقِ في حَيَاتِها .                                                                                 
على حَواء رَغْمَ كُلِّ ماتَمُرُّ بِهِ أَنْ تُؤْمِنَ بِنَفْسِها في مُجْتَمعٍ قَاسٍ فَظّ تُجاهَ النِساء ، لَكِنْ لابُدَّ لها أَنْ لاتَفْقِدَ بَصِيصَ الضَوْءِ ، لأَنَّهُ هو الَّذِي يَقُودها إِلى الشَمْسِ عُبُوراً مِنْ الأَنْفاقِ المُظْلِمة .                                                                         
على حَواء أَنْ لاتُصَدِّق كُلَّ مايَرْمِيها بِهِ المُجْتَمع وأَنْ تَتَرَفَّعَ عن كُلِّ المَشاعِرِ الَّتِي تَبُثُّ التَقَاعُس في هِمَّتِها ، الطَّرِيقُ صَعْبٌ وطَوِيل ، والمُجْتَمعُ مُقَتِّراً لايَمُدُّ يَدَ المُساعَدَةِ إِلاَّ بِبُخْلٍ شَدِيدٍ ، لَكِنْ أُخْتِي الأُنْثَى احْتَفِظي رَغْمَ كُلّ شَيْءٍ بِخَيْطِ الضَوْءِ في داخِلِك ، فهو الخَيْط الَّذِي يَقُودكِ إِلى الحَيَاة ، لن يَتَمَكَّنَ ولاحَتَّى أَعْتَى الأَشْرَار سَرِقَتَهُ مِنْك ِ .                                                                                   
إِنَّ الأُنْثَى الوَاقِعة تَحْتَ وَضْعٍ  كهذا كَوْنَها مُطَلَّقَة ، هو وَضْعٌ صَعْبٌ جِدَّاً وقَاسِي ، فحِيْنَ تَقَعُ ضَحِيَّةَ هكذا وَضْع يُشْهِرُ المُجْتَمعُ في وَجْهِها أَنْيابَهُ لِيُخَرْمِشَ رُوُحَها وكِيانَها ويَتْرُك فيها نَدَباً لا تَنْدَمِلُ .                                                         
بِما أَنْ المُجْتَمع غَيْرُ رَحِيمٍ مَعَها ولَيْسَ رَفِيقَاً بِها ، فعلى حَواء نَفْسها أَنْ تَكُونَ رَحِيمَةً بِذاتِها لِيَخِفُّ عَنها الضَّغْطُ النَفْسِيّ ، لَيْسَ عَلَيْها أَنْ تَفْعَلَ الكَثِير ، سِوَى أَنْ لا تُصَدِّق كُلَّ التُرَّهات الَّتِي تُقال عن المُطَلَّقَات وعن تَدَنِّي قَدْرَهُنَّ وقِيمَتَهُنَّ ، ولِتَعْرِف الأُنْثَى المُطَلَّقَة إِنَّ قِيمَتَها لا تَنْبَثِقُ مِنْ الرَجُلِ ، بَلْ مِنْ أَعْماقِها هي ، لا أَحَدَ قَادِرٌ على انْتِزاعِها مِنْها مَهْما كانت الظُّرُوف المُحِيطَة بِها قَاسِية وفَظَّة ......
مَنْ هو المُجْتَمع الَّذِي تَعِيشُ فيهِ الأُنْثَى ؟                                                 
 هو مَجْمُوعَة الأَفْرادِ ابْتِداءً مِن الأُسْرَةِ الَّتِي تَعِيشُ فيها وانْتِهاءً بِالسُلْطَاتِ ، المُجْتَمع هو الأُمُّ ، الأَخُ ، الأُخْتُ ، الأَبُ ، الأَبْناءُ ، العَمُّ ، الخَالُ ، الخَالةُ ، الأَقَارِبُ ، المَعَارِف ، وغَيْرُ هؤلاء ......... إلخ امْتِداداً إلى السُلْطَات ، كُلٌّ يُمارِسُ ضَغْطَهُ عَلَيْها بِما لايَظُنَّهُ ضَغْطاً بَلْ أَمْرَاً وتَصَرُّفاً سَلِيماً وطَبِيعِيَّاً لاغَرابَةَ فيهِ ، الضَّغْط هو التَّعْبِير عن الخَوْفِ مِن المُجْتَمعِ المُتَوالِي بَعْدَ هؤلاء الأَفْراد ، كُلُّ تَصَرُّف مِن المُطَلَّقَةِ يُوضَعُ تَحْتَ المِجْهَرِ ويُوزَنُ ويُرَاقَبُ ويُقَيَّم ، في قَناعاتِ هؤلاءِ على المُطَلَّقَةِ الالْتِزام وتَحْمِيلِ نَفْسِها فَوْقَ ما لايُطاق مِنْ ضُغُوطٍ نَفْسِيَّة واجْتِماعِيَّة وأُسرِيَّة ، فلَيْسَت هي المُهِمَّة في هذا التَّفْكِير والتَّدْبِير ، بَلْ المُجْتَمع ( الآخَرون ) هُو المُهِمّ ، نَظْرَته إلى المُطَلَّقَةِ أَهَمُّ وأَكْثَرُ قِيمَةً مِنْ أَنْفاسِها لأَجْلِ أَنْ يَرْضَى ولن يَرْضَى أَبداً .........                                                                           
تَحْكِي الأُسْرُ وتَقُولُ كَثِيراً بِهَنَاءِ بَناتِها وسَعادَتِهِنَّ كَهَدَفٍ أَوَّل وأَسْمَى لَها ؛ على الأُسْرِ تَرْجَمَة هذهِ الأَقْوال إِلى أَفْعالٍ ووَقائِعٍ لِتَحْقِيقِ الهَدَفِ المَرْجُوِّ مِنْ خِلالِ : ــ
( 1 ) : قَبُولِ الطَلاق كَحَلٍّ قَائِم .                                                           
( 2 ) : قَبُولِ ابْنَتهم ومَحَبَّتها بِوَضْعِها الجَدِيد كَمُطَلَّقَة .                               
( 3 ) : رِعايَتِها والأَخْذِ بِيَدِها لِتَشُقَّ طَرِيقَها مُجَدَّداً دُوْنَ التَضْيِيقِ أَوْ تَسْلِيطِ الضُغُوطِ عَلَيْها ، بَلْ تَفَهُّمِها والتَعاوُنِ مَعَها ومُسانَدَتِها لِبِناءِ حَيَاتِها الجَدِيدَة .
( 4 ) : أَنْ تَكُونَ هي هَدَفَهُم الأَوَّل والأَهَمّ ولَيْسَ ما يَتَهَرَّأُ بِهِ المُجْتَمع ( الآخرون ) عن المُطَلَّقاتِ .                                                                       
على المُجْتَمعِ أَفْراداً وجَماعات ، هَيْئات ومُنظَّمات .... إلخ مُسَاعدَةَ الأُنْثَى المُطَلَّقَة بِتَصْحِيحِ النَظْرَة البَاطِلَة الظَالِمَة عَنها ، وتَوْفِيرِ الجَوِّ المُناسِبِ لها لِتَمْضِي في حَياتِها قُدمَاً نَحْوَ الأَفْضَل فلايَبْخَسُها الفُرص ، ولايَضَعُها في دائِرةِ الشَّكِّ والتَشْكِيكِ في ذاتِها وكِيانِها ، حائِرَةً أَدْراجَ الرِيحِ العَاتِية .                     
 على المُجْتَمعِ مُسَاعدَةَ الأُنْثَى المُطَلَّقَة ، أَوْ بِصِيغَةٍ أُخْرَى لِلكَلامِ تَرْكَها بِسلامٍ تُعِيدُ إِعْمارَ ما تَهَدَّم مِنْ بُنيانِ حَياتِها لامُراقَبَتها والتَقَوُّلِ عَلَيْها ، وتَفْسِيرِ حَركاتِها وتَصَرُّفاتِها بما يُسِيءُ إِلَيْها ، أَيْ امْتِلاكِ النِيَّة السَلِيمَةِ تُجاهها .                     
كذلك على السُلْطَات ( الدَّوْلَة ) تَرْتِيبِ وسَنِّ القَوانِين الَّتِي تَحْمِي المُطَلَّقات مِن الغَبْنِ والظُلْمِ  بِعِنايَةٍ وحَرْص فتُسانِدُ بذلك هذهِ الشَرِيحَة ذات الوَضْع الخَاصّ .   
على مَحَبَّةٍ وأَمْلٍ أَطْوِي لَكُم كَلِمات مَقالَتي أَحِبَّتِي مِن القَارِئاتِ والقُرَّاء ، دُمتُم بِسَلامٍ وأَمان .                                                                                 

هوامش : ـ                                                                                 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                                 
ــ الطَّنَى : الرِّيبَة والتُّهْمَة والشَّكّ .                                                       
ــ كَرادِيس : فِرَق أَوْ مَجامِيع ، مَجْمُوعات .                                           
 

123
كَيْفَ تُفَكِّرُ بَعْض المُجْتَمعاتِ في المَرْأَة .......
( عن صُورَة المَرْأَة في بَعْضِ المُجْتَمعات )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الأحد 15 ـ 11 ـ 2009 / السبت 16ـ 1 ـ 2010


..... نَقْرَأُ في سِفْرِ أستير ،(  الأَصْحاح الأَوَّل / 1 ــ 22 )  إِنَّ المَلِك أَحَشْوِيرُوش ، الَّذِي مَلَكَ مِن الهِنْدِ إِلى كُوشٍ على مِئَة ٍ وسَبْعٍ وعِشْرِين كُورَةً ، إنَّهُ أَقامَ حَفْلَةً كَبِيرة امْتَدَّتْ سَبْعَةَ أَيَّام احْتِفالاً بِمُلْكِهِ على بِلادِ فارس ، وفي اليَوْمِ السَابِعِ لَمَّا طَابَ قَلْبُ المَلِكِ بِالخَمْرِ طَلَبَ أَن يَأْتُوا بالمَلِكَةِ وَشْتِي إِلى أَمامِ المَلِك بِتَاجِ المُلْكِ لِيُرِي الشُعُوبَ والرُؤَساء جَمَالَها لأَنَّها كَانَت حَسَنَةَ المَنْظَرِ، فأَبَتِ المَلِكَة وَشْتِي أن تَأْتِي حَسَبَ أَمْرِ المَلِك ، فاغْتَاظَ المَلِكُ جِدَّاً ، فسَأَلَ الرُّؤَساء السَبْعَة المُقَرَّبُونَ إِلَيْهِ حَسَبَ السُّنَّة ماذَا يُعْمَلُ بِالمَلِكَة وَشْتِي لأَنَّها لم تَعْمَلْ كَقَولِ المَلِك ، فقَالَ أَحَدهُم ويُدْعَى مَمُوكَان بأنَّ المَلِكَة وَشْتِي أَذْنَبَتْ لَيْسَ للمَلِكِ فَقْط ، بَلْ إِلى جَمِيعِ الرُؤَساءِ والشُعُوب في بُلْدَانِ المَلِكِ أَحَشْوِيرُوش ، وإنَّ خَبَر المَلِكَةِ سَوْفَ يَبْلُغُ إِلى جَمِيعِ النِّساءِ فيَحْتَقِرن أَزْوَاجهُنَّ ، فليُعْطِ المَلِكُ مُلْكَهَا لِمَنْ هي أَحْسَنُ مِنْها ، فتُعْطِي جَمِيعُ النِّساءِ الوَقَار لأَزْوَاجِهِنَّ مِنَ الكَبِيرِ إِلى الصَغِيرِ ، وهكذا فعَلَ المَلِك . وهذا مُخْتَصر لِلنَصِّ الوَارِد في الأَصْحاحِ الأَوَّل مِنْ سِفْرِ أستير ، أَرْجُو مِن القَارِئ العَوْدَة إِلى المَرْجعِ لِقِراءَتِهِ كَامِلاً .                                               
هُناك نُصُوصٌ أُخْرَى كَثِيرة تُؤْدِي نَفْسَ القَصْدِ والمَعْنَى في قِصَصِ الشُعُوبِ وتُراثِها ومُعْتَقداتِها ، وهذا النَّصّ واحِدٌ مِنْ بَيْنِ العَدِيدِ ، بَلْ وحَتَّى هُناك أَمْثال مُتوارثة بِهذا الصَدَدِ لن أُركِز عَلَيْها في مَقالَتِي هذهِ .                                   
يَحْكِي لَنا هذا النَّصّ بَعْض الخُيوطِ عن عَلاقَةِ الرَجُلِ بِالمَرْأَة ، وما يُفَكِّرُ بهِ إِزاء المَرْأَة ، ويَشْرَحُ أَيضاً الخَوْف الكَامِنِ في أَعْماقِ كُلِّ رَجُلٍ تُجاه النِساءِ ، فإِن تَبُزَّه وتَبْرَعَ عَلَيْهِ ففي هذا فُقْدانه سَيْطَرتِهِ عَلَيْها ، وحَتَّى يُذِلَّها ويُعِيدها إِلى حَظِيرَتِهِ ، حَظِيرَة الطَاعَةِ والخُضُوعِ والاعْتِرافِ بِهِ سَيِّداً لها ، سيُعاقِبها بِامْرَأَةٍ أُخْرَى لِتَكُونَ عِبْرَةً لِبَناتِ جِنْسِها ، الرَّجُلُ هُنا هو الَّذِي يَخافُ فيُشَرِّع ويَرَى ماهو نَافِعاً لِحِفْظِ سُلْطَتِهِ وهَيْمَنَتِهِ وعَدَمِ خُسْرانِها وزَوالِها ، ففي النَّصِّ نُلاحِظُ بِجَلاءٍ إِن الرَّأْيَ الَّذِي عَمِلَ بِهِ المَلِك جَاءَ مِنْ أَحَدِ الرُؤَساءِ المُقَرَّبِين إِلَيْهِ وكُلَّهُم رِجال ، وكانَ هذا الشَّخْص مَمُوكَان ؛ الرَّجُلُ هو الَّذِي يَخافُ ، ويُفَكِّرُ ، ويَعْمَلُ لِلحِفاظِ على سُلْطَتِهِ وسَطْوَتِهِ ، لِيَبْقَى السَّيِّدُ المُطاع .                                           
يُظْهِرُ هذا النَّصّ المَفْهُوم المُتداوَل الشَائِع في الفِكْرِ المُجْتَمعِيِّ الجَمْعِيِّ في أَنَّهُ لاتَكْسِرُ المَرْأَة إِلاَّ امْرَأَة أُخْرَى .                                                             
 اليَّوْم ، يَتِمُّ تَداوُل هذه المَقُولَة الَّتِي تَحَوَّلَتْ بِفِعْلِ التَراكُمِ الزَمَنِيّ إلى قَناعَةٍ  بِمِعْطَفٍ آخر فنَسْمَعُ ، " المَرْأَة عَدُوَّةُ المَرْأَة ، أَوْ المَرْأَة عَدُوَّةُ نَفْسِها ، أَوْ المَرْأَة وراء عَذابِ المَرْأَة .... إلخ ( في حِيْنِ يُمْكِنُ أَن يَكُونَ أَيّ كَائن رَجُلاً كانَ أَمْ امْرَأَة سَبَباً في عَذابِ الآخر ) ، يَدْلُوا بها الجَمِيع وكأَنَّها حَقائِق مُسَلَّمٌ بها وثَابِتة وغَيْرُ قَابِلة لِلنِقاشِ أَوْ الشَكِّ ، لَقَدْ تَحَوَّلَتْ مَعَ الزَمَنِ وبِتَأْثِيرِ الأَدْيان ، وبِفِعْلِ الرَغْبَةِ الذُكُورِيَّة أَيضاً في كَبْحِ جِماحِ المَرْأَة إلى قِيمَةٍ صَحِيحة لايَجِبُ الشَّكّ في قِيمَتِها ، ودُسَّتْ دَسّاً في مَشاعِرِ النِساءِ وأُدْخِلَتْ في خَانَةِ الغَيْرةِ النِسائِيَّةِ والحَسَدِ ، بِاعْتِبارِ الغَيْرة هي مِنْ خِصَالِ الشَخْصِيَّة الأُنْثَوِيَّة ومَفْطُورَة عَلَيْها بِالفِطْرَةِ ، ورَغْمَ أَنَّها كِذْبَةً مَدْسُوسَة صُدِّقَتْ بِفِعْلِ مُرورِ الزَمَنِ فالحَسَد والغَيْرة وغَيْرَها مِن الخِصَالِ الرَذِيلَة أَوْ الحَمِيدَة هي مِنْ خِصَالِ الشَخْصِيَّة الإِنْسَانِيَّة ولَيْسَت حَكْراً على أَحَدِ الجِنْسينِ دُوْنَ غَيْرَه ، لَكِنَّ غَيْرةَ الرِجالِ ( الَّتِي لاتَخْتَلِفُ عَمَّا في النِساءِ ) مِنْ بَعْضِهم البَعْض والحَسَد في الكَثِيرِ مِنْ مجالاتِ الحَياةِ ، وقَدْ تَتَوضَّح في إِحْدَى صُورِها على سَبِيلِ المِثالِ لاالحَصْرِ ومُمْكِن مُلاحَظَتَها بلارَيْب مِنْ خِلالِ تَنافُسِ مَجْمُوعَة رِجال في الحَوْزِ على أُنْثَى لَيْسَ بِدافِعِ الحُبِّ ، وإِنَّما بِدافِعِ الغَيْرةِ والحَسَدِ وإِثْباتِ الذات والفَوْز بِالأَفْضَلِيَّة ، إِلاَّ أَن كُلَّ هذهِ التَّصَرُّفات الرُجُولِيَّة يُكْتَبُ عَنها بِتَعاطُفٍ ، وتُفَسَّرُ لِصالِحِ الرِجالِ وبِشَكْلٍ إِيجابي ، أَمَّا مايَتَعَلَّقُ بِالمَقُولاتِ السَابِقَةِ عن المَرْأَة ، فقَدْ تَمَّ بِنَاءُ جَانِبٍ سَلبِي لَها عَمِيقَاً في ذاتِ المُجْتَمعِ ، وفي ذاتِ المَرْأَة بِفِعْلِ القَهْرِ المُتواصِلِ الَّذِي تَتَعَرَّضُ لَهُ لِحَدِّ الآن فتُصَدِّقُ مالَيْسَ فيها مِنْ سَيِّئات ...........                                               
 المَوْرُوثُ الدِينِيِّ والتُرَاثُ الاجْتِماعِيِّ المُتداوَل شَفَهِيَّاً أَوْمَكْتُوباً ، يَكْتَنِزان بِشَبِيهِ القِصَصِ هذه ، والَّتِي تُغْمِّزُ وتُلْمِّزُ صَراحَةً أَوْ خِفْيَةً بـِ  " سَيِّئاتِ !!! " النِساءِ الكَثِيرَة الَّتِي لافِكاكَ لِلمُجْتَمعِ المَظْلُومِ مِنْها وبِسَبَبِها !!! يَقْلِبُون الحَقِيقَةَ فيُصَوِّرُون الظَالِم مَظْلُوماً والمَظْلُوم ظَالِماً .                                             
المَرْأَة نِصْفُ المُجْتَمع ، نِصْفَهُ الآخر هو الرَّجُل ، وحِيْنَ نَتحَدَّثُ عن صُورَةِ المَرْأَة في المُجْتَمعِ فإِنَّنا في حَقِيقَةِ الأَمْرِ نَتحَدَّثُ عن الصُورَة المَاثِلةِ في عُقُولِ الرِجالِ عنها بِالدَرَجَةِ الأُولى رَغْمَ إِطْلاقِ صِفَةِ المُجْتَمع عامَّةً ، وبِما أَن الزَّمَن قَدْ فَعَلَ فِعْلَهُ ، وجَعَلَ مِنْ تَراكُماتِ هذا الإِرْث حَقِيقَة لايَرْقَى إِلَيْها الشَّكُّ اشْتَركَ العُنْصُر النِسوِيِّ أَيضاً في تَمْثِيلِ الصُورَة وتَصْدِيقِها والإِيمانِ بِها ، وحَتَّى لانُعَمِّم ، ولِنَتْرُك مَساحَةَ تَقْدِيرٍ عَمِيقَة تَلِيقُ بِنِسْبَةٍ مِن الرِجالِ وفي كُلِّ عَصْرٍ مِن العُصُورِ تَعاضَدُوا مَعَ المَرْأَة وسَانَدُوها ، أَقُولُ حَتَّى نَبْتَعِدُ عن التَعْمِيمِ ، نُقَدِّم لَهُم زُهُور تَقْدِيرٍ ومُشارَكَة ، ومافي هذهِ المَقالَة يُقال في حَقِّ الرِجالِ الآخرين مِمَّنْ هُم على الضِدِّ مِنْ نِسْبَةِ الرِجالِ المَذْكُورةِ أَعْلاه .                                                         
المَرْأَة في نَظَرِ المُجْتَمعِ غَيُورَة ، حَسُودَة ، تُثِيرُ الفِتَنَ والمَشاكِل والحُرُوب بَيْنَ الرِجالِ والعَوائِلِ والدُوَلِ ، ثَرْثارَة ، لاتَحْفَظُ سِرَّاً ، غادِرَة لاتَحْفَظ ُعَهْداً ، خَائِنَة غَيْرُ أَمِينة ، ضَعِيفَةُ العَقْلِ والإِرادَة ، سَرِيعة الانْزِلاق نَحْوَ المَهاوِي ، تَحْتَاجُ لِوِصايَةِ الرَجُلِ عَلَيْها دائماً ....... إلخ ، وهذه النَّظْرَة يَتِمُّ تَوْثِيقَها وبَثَّها على النَاسِ في المُسَلْسَلاتِ التِلفزيونِيَّة ، وفي الأَفلامِ ، وفي كِتاباتِ بَعْضِ الكُتَّابِ ، وفي الأَحادِيثِ  الَّتِي تَدُورُ بَيْنَ النَاسِ في الأَسْواقِ والمَحَلاتِ والبُيوتِ والعَمَلِ وكُلِّ مَرافِقِ الحَياةِ المُخْتَلِفَة كُلَّمَا دَعَتْ الحَاجة إِلى ذلك ، فلنَتَنَحَّى عن قَيْدِ آرائِنا شَعْرَة لِتَقُرّ الحَقِيقَة ونَلْمُسها ، هَلْ هذهِ الصِفات هي في كُلِّ النِساءِ ، وهَلْ هي مُقْتَصِرَة عَلَيْهنَّ دُوْنَ الرِجالِ ، وهَلْ كُلُّ هذهِ الصِفات مُجْتَمِعةً تُوْجَدُ في كُلِّ امْرَأَة ، أَلَيْسَ المَنْطِق يَقُولُ والوَاقِعُ بَيَّنَ ، إِنَّ هذهِ الصِفات هي مِنْ ضِمْنِ صِفاتِ الفَرْدِ الكَائِن ، كُلُّ كَائنٍ لَهُ مِنْها نَصِيبٌ قَلِيلٌ ، أَوْ ضَئِيلٌ ، أَوْ كَثِيرٌ ، وتَتَدَخَّل في تَحْدِيدِ ذاك النَصِيب عَوامِل مُخْتَلِفَة وشَتَّى لاحَصْرَ لها ويَطُولُ الحَدِيثُ عَنها إِن بَدأ .......
إِنَّهُ أُسْلُوب الإِسْقاط في اللاوَعْي ، المُجْتَمع قَامَ وعلى مَدَى عُصُور طَوِيلَة بإِسْقاطِ تَصَوُّراتِهِ عن المَرْأَة بِكُلِّ الطُرقِ في اللاوَعْي الأُنْثَوِيّ ، وكَانَت هذهِ الإِسْقاطات لَيْسَت مِنْ صَالِحِ النِساءِ بَلْ تَعَدِّيَّاً سَافِراً عَلَيْهنّ ، وهكذا باتَ بِغَيْرِ مَقْدُورِ المَرْأَة إِلاَّ التَّصَرُّف بِالشَكْلِ الَّذِي يَنْتَظِرهُ ويَتَوَقَّعهُ مِنْها هذا المُجْتَمع في كُلِّ المَواقفِ ، المُجْتَمع يُؤَكِّدُ ويَتَوَقَّع شِيمَةَ المَرْأَة هي الغَيْرة مِنْ امْرَأَة أُخْرَى ، فالغَيْرة هي الَّتِي تَحْكُمُ العَلاقَة بَيْنَ بَناتِ هذا الجِنْس ، ولأَنَّ ذلك قَدْ تَمَّ إِسْقاطَه في لاوَعْي المَرْأَة على مَرِّ العُصُور بِحَيْث أَصْبَحَتْ الفِكْرَة مُتَوارَثَة ، تَتَصَرَّف المَرْأَة بِالشَكْلِ الَّذِي يَتَقَبَّلهُ مِنْها المُجْتَمع ويَطْلُبُهُ ويَتَوَقَّعهُ اوتُوماتِيكياً دُوْنَ إِعْمالِ التَّفْكِيرِ لِلتَصَرُّفِ بِالطَرِيقَةِ الصَحِيحَة والمُغايرَة ــ إِلاَّ في حالاتٍ لاتَكْفِي لِتُعَبِّر عن كُلِّ النِساءِ ــ ، أَمَّا وإِن جاءَ تَصَرُّفَها هكذا رَفِيعاً يَسْمُو فَوْقَ هذهِ التُرَّهات ، ولم يَقعْ في تلكِ الخَانَة ، فيَتَبرَّع المُجْتَمع بِتَفْسِيرِهِ وتَحْوِيرِهِ ودَحْسِهِ في تلكِ الخَانَة الَّتِي يُرِيدها ويَرْضَاها ، ففي النِهايَةِ يَجِبُ أَن يَنْتَصِرَ التَّصَوُّر الجَمْعِيّ المُجْتَمعِيّ على حَقِيقَةِ المَرْأَة ، ويُثَبِّت إِسْقاطاته وصِحَّتها ، لِيَحْتَفِظ بِما لَهُ مِنْ امْتِيازاتٍ لايَرْغَبُ في فُقْدانِها أَبداً .
لَقَدْ تَمَّ على مَدَى عُصُورٍ طَوِيلَة إِسْقاط السَلْبِيات على شَخْصِ المَرْأَة ، وكَرَّرَ قناعات لاوُجود لها حَتَّى تَحَوَّلَتْ إِلى حَقائق لايُشَكُّ في صِحَّتِها ، ولايَتِمُّ مُناقَشتَها أَوْ مُجادَلتَها ، ولايُسْعَى في تَقْلِيبِها ودَحْضِها ، أَوْ إِثْباتِ خَطئِها وكأَنَّها إِرْثٌ مُقَدَّس لايَجُوزُ المَساس بِهِ ، وإِن حَاوَلَتْ إِحْدَى النِساء قَوْل غَيْر ذلك ، هَبَّت الرِّيحُ وعَصَفَتْ فما هَدَأَتْ .                                                                 
إِنَّ هذهِ الإِسْقاطات اسْتَطاعَتْ التَّأْثِير على اللاوَعْي في المَرْأَةِ ، والنَّيْلِ مِنْه لِصالِحِ الرَجُلِ لِلاسْتِئْثارِ بِالسُلْطَةِ ، وإِلْغاءِ مَبْدَأ المُشارَكَة والاحْتِفاظِ بِالمَكانَةِ العُلْيَا ، وكَانَت الطَّامَة أَكْبَر حِيْنَ هَبَّتْ بَعْضُ الأَدْيان لِتُعِين الرِجال على تَقْوِيَةِ سُلْطانِهم ، وقَطْعِ رِيحِ الزَعْزَعَةِ عنه تَماماً ، إِذْ أَضْفَتْ على كُلِّ هذهِ الإِسْقاطات تَأْكِيدات إِلَهِيَّة .                                                                                           
لَقَدْ رَسَمَ المُجْتَمع لِلمَرْأَةِ الصُورَة الَّتِي يُرِيد أَن يَرَاها فيها حَسَبِ مُواصفاتِهِ ومَقاساتِهِ ، وما عَلَيْها إِلاَّ أَن تَخْطُو بِمَوْجِبِها وتُتَمِمَّها أَفْضَل تَتْمِيم ، بَلْ وتُؤَكِّدَها وتُثَبِّتَها على نَفْسِها كَتُهْمَةٍ لافِكاك مِنْها ، أَمَّا إِن تَعَدَّتها ، وأَهْمَلَتها ، ودَاسَتْ عَلَيْها ، وهَزَأَتْ مِنْها ، ولم تَعْتَرِفْ بِها ، فالمُجْتَمع لَهُ كَافة الأَسْلِحة لِيُعِيدَ هذهِ المَرْأَة إِلى جَادَّةِ الصَواب ، فالنَّبْذ ، واللَّوْم ، والإِذْلال ، والتَّقْرِيع ، والطَّعْن بِالشَرَفِ ، ورُبَّما التَّعْذِيب والسُجُون وكُلّ ما يَخْطُرُ ببالٍ ، الرَّدْعُ سِلاحُ المُجْتَمعِ الفَعَّال .                                                                                         
لاأُؤْمِنُ بِالرَأْي الَّذِي يَقُول إِن المَرْأَة اسْتَطَابَتْ عُبُودِيَّتَها وتَأْقلَمَتْ مَعَها ووافَقَتْ عَلَيْها ، هذا مُجَانِبٌ لِلحَقِيقَةِ ، كُلُّ امْرَأَة تَتُوقُ لِلتَحَرُّرِ في أَعْماقِها ، ولَوْ بِنِسَبٍ تَخْتَلِفُ مِنْ واحِدَةٍ لأُخْرَى حَسَبَ الظُرُوفِ المُحِيطَة بِها ، ومُسْتَوَى الثَقافَةِ ، والمُجْتَمعِ المُتَواجِدَة فيه ........ إلخ مِن الأَسْبابِ ، لكِنَّ النِّظامَ الاجْتِماعِيّ والدِّين وسَنَوات القَهْر الطَوِيلَة جَعَلَتْ الخُطَى مُتَثاقِلَة ، ومُتْعَبَة ، ومُتَأرجِحَة ،  تَتناهَبَها الهَوَاجِس والمَخاوِف والظُلْم ، وتَفْتَقِرُ إِلى الثِقَةِ والعَزِيمةِ الكَافِية ....... كُلُّ مامَرَّ قَدْ يَحْجُبُ عن المَرْأَةِ الرُّؤْيَة الوَاضِحَة ويُشَوِّشُها ، أَوْ قَدْ تَرَاها وتَتَحَسَّسُها بِوُضوحٍ ، لكِنَّها لاتَجْرُؤُ على البَوْحِ بِها خَوْفاً مِنْ هذا النِّظام الاجْتِماعِيّ المَحْرُوس بِالدِينِ والأَعْرَافِ والتَقالِيدِ وكُلَّ أَنْواعِ الأَسْلِحَة الفِكْرِيَّة والمَادِيَّة الثَّقِيلة المُخْتَلِفَة  ، بَيْنَما هي عَزْلاء تُصَارِعُ دُوْنَ أَسْلِحة ، الصِّرَاع غَيْرُ مُتَكافِئ بَتاتاً .                                                                                           
المُجْتَمع لَهُ إِسْقاطاته الفِكْرِيَّة أَيضاً على الرَجُلِ ولَكِنْ في مَنْحَى آخر مُخْتَلِف ، فالمُجْتَمع يَنْتَظِرُ مِن الرَجُلِ مَواقِف مُعَيَّنة في ظُرُوفٍ مُعَيَّنة ، لاغِياً ومُتَجاهِلاً تَفْكِيرَ الرَجُلِ وشَخْصَه ومُسْعِفاً إِيَّاه بِحَلٍّ جَاهِزٍ لايَجِبُ مُنَاقشتَهُ أَوْ تَجَنُّبَهُ ، الأَخُ حِيْنَ يَقْتُلُ أُخْتَهُ غَسْلاً لِلعارِ ، هَلْ يُمْكِنُ أَن نُصَدِّق ( حَتَّى وإِن هو نَفْسُهُ صَدَّقَ ذلك ) إِن هذا الأَخ لايَتَأَثَّر بِما فَعَل ، ولايَطْرِفُ لَهُ جَفْنٌ ، ولايَحْزَنُ لأَجْلِ أُخْتِهِ الَّتِي قَضَى مَعَها طُفُولَتَهُ وعَاشَا في مَنْزِلٍ واحِد في رِعايَةِ والديهما ولَهُما ذِكْرَيات كَثِيرة مُشْتَرَكة بِحُكْمِ انْتِمائِهما لأُسْرَةٍ واحِدَة وبِشَفاعَةِ  الأُخْوَّة ...... لكِنْ ماالَّذِي يَفْعَلهُ هذا الأَخ وكَيْفَ يَتَصَرَّف في مُجْتَمعٍ رَسَمَ لَهُ خُطُواتَه ؟ ..... الأَخُ يَتَصَرَّف وكأَنَّه فَعَلَ ما يَجِبُ فِعْلهُ ، بَلْ وكأَنَّ مافَعَلَهُ لَيْسَ بِجَرِيمَة بَلْ فَخْر ، فلايُبْدِي أَيّ حُزْنٍ ، بَلْ يَتَفاخَر ويَتَباهَى بِمُنْتَهى القَسْوَة وكأَنَّهُ في مَوقِعِ المُسَيْطِر ومافَعَلَهُ هو الصَّحِيح ، وكَيْفَ لَهُ أَن يَشْعُرَ إِنَّه ارْتَكبَ جَرِيمَة في مُجْتَمعٍ يُبَارِكها ويَعْتَبِرها فِعْلٌ بُطُولِيّ وشُجَاع ....... هو في الحَقِيقَةِ يَتَصَرَّفُ بِالطَرِيقةِ الَّتِي رَسَمَها لَهُ المُجْتَمع ويُرِيدها مِنْهُ ، ولَيْسَ لَهُ قَرار في ذلك ، ولايَتَجَرَّأُ حَتَّى أَمام ذاتِهِ أَن يَعْتَرِف بِحُزْنِهِ وأَلَمِهِ ونَدْمِهِ وخَطَئِهِ وتَمَنِّياتِهِ لَوْ أَن المُجْتَمع أَعْفَاهُ مِنْ هذا العِبْء ........  أَمْثِلَة أُخْرَى كَثِيرة لاتَتَّسِعُ صَفَحَات وصَفَحَات لإِدْراجِها كُلّها .                               
مِنْ هُنا يَتَأْكَّدُ لَنا أَن في تَحْرِيرِ المَرْأَة وتَحْقِيقِ المُساوَاة سَيَكُونُ مَكْسَباً لِلرَجُلِ أَيضاً ، وسَيُعْطِي لِلحَياةِ مَعْنَاها الحَقِيقِيّ ، ويَفْتَحُ فَضَاءات وَاسِعَة على عَوالِم جَمِيلَة لاتَنْتَهِي ولاتُحْصَى ، فيها كُلُّ الخَيْرِ والمَنْفَعَةِ لِلطَرَفَيْنِ ولِلبَشَرِيَّةِ كَكُلٍّ .     
ما أَكْثَرَ الَّذِين يَقُولون إِنَّ تَحْرِيرَ المَرْأَة يَقَعُ على عَاتِقِها نَفْسَها فالحُقُوق تُؤْخَذ ولاتُوْهَب ، واتَساءلُ لِماذَا لايُمْكِنُ أَن تُوْهَب وما المانِع إِن كَانَت خَيْراً ِللجَمِيعِ ، لِماذَا يَصْعُبُ على المُجْتَمعِ أَنْ يَهِبَ الحُقُوق الطَبِيعِيَّة الَّتِي حَازَها الإِنْسَانُ أَصْلاً كإِنْسَان ، أَرَى في هذا الرَّأْي الضَبابِيَةِ وبَعْضَاً مِنْ عَدَمِ الدِقَّةِ والذَبْذَبَةِ وعَدَمِ التَفَهُّمِ ، فالمَرْأَة بِإِرْثِ العُصُورِ الطَوِيلَة من القَهْرِ والظُلْمِ والتَراكُماتِ والإِرْتِطاماتِ قَدْ كُسِرَت نَفْسِيَّاً ومَعْنَوِيَّاً بَلْ وحَتَّى جَسَدِيَّاً ، وعَلَيْهِ فالنُهُوض بِوَضْعِها لَيْسَتْ مَسْؤُولِيتَها فَقَطْ ، بَلْ يَتَطَلَّبُ مُشارَكَةَ أَطْرافٍ كَثِيرة .               
إِنَّ تَهْيِئَةَ الرَجُلِ وتَوْعِيِتَهُ لِلخُطُواتِ القَادِمة ، وتَفَهُّمَهُ لِحُقُوقِ المَرْأَة وإِيجابِياتِها في حَياتِهِ هو شَخْصِيَّاً ، وطَمْأَنَتهُ إِلى أَن المُساوَاة لاتُقَلِّلُ مِنْ أَهَمِيتِهِ وقِيمَتِهِ وكَرامَتِهِ ، بَلْ تَسْمُو بِإِنْسَانِيَّتِهِ عَالِياً ، هي خُطُوةٌ مُهِمَّة لاتَقُلُّ شَأْناً عن تَوْعِيةِ المَرْأَة بِحُقُوقِها وحَثِّها على التَمَسُّكِ بِها وعَدَمِ التَفْرِيطِ بِها ، وهذهِ الخُطُوة بِدَوْرِها لايَدْعَمُها ويُحَقِّقُها ويُثَبِّتُها إِلاَّ سَنُّ القَوانِين أَيْ مُشارَكَة الدَوْلَةِ في تَثْبِيتِ حُقُوقِ المَرْأَة وحِمايَتِها ككَائِنٍ لَهُ حُقُوقٌ مُساوِيَة لِلرَجُلِ ، وطَالَما إِن شَرْطَ الاسْتِقْلالِ الاقْتِصادِيِّ الَّذِي يَعْتَبِرُهُ الكَثِيرون شَرْطاً أَساسِيَّاً لِلنُهُوضِ وبِدُوْنِهِ لاتَقُوم لِحُقُوقِ المَرْأَة قَائِمة ، أَقُولُ طَالَما إِن هذا الشَّرْط صَعْبٌ تَحْقِيقَهُ لأَسْبابٍ كَثِيرة مَعْرُوفة ، فلابَأْسَ مِن العَمَلِ على المَحاوِرِ الأُخْرَى كالتَثْقِيفِ والتَوْعِيةِ ، والرَفْعِ مِن المَعْنَوِياتِ ، والتَحْسِينِ مِنْ وَضْعِ النِساءِ النَفْسِيِّ ، وتَثْقِيفِ الرَجُلِ وتَحْرِيرِ عَقْلِهِ مِنْ كُلِّ ما عَلِقَ به مِنْ نَظْرَةٍ دُونِيَّة لِلمَرْأَةِ .                             
على الرَجُلِ أَن يُساعِدَ المَرْأَة لِتَتَحرَّر مِنْ خَوْفِها ، آخِذاً بِيَدِها في طَرِيقِ مَسِيرَتِها نَحْوَ بِناءِ مُجْتَمعٍ سَلِيمٍ ، لا أَن يَتْرُكَها خَلْفَهُ تَتْبَعُ خُطُواتِهِ كتَابِعٍ ذَلِيل .......         
وبِذِكْرِ شَرْط الاسْتِقلال الاقْتِصادِيّ كمُساهِمٍ فَعّال في تَغْيِيرِ نَظْرَةِ المُجْتَمعِ عن المَرْأَة لابُدَّ لَنا أَن نُفَكِّر في عَمَلِ المَرْأَة داخِل المَنْزِل والأُسْرَة وهو جُهْدٌ كَبِير غَيْر مَدْفُوع الأَجْر ، ولايُنْظَرُ إِلَيْه بِعَينِ الجِدِّيَّة ، وقِيمَتَهُ غَيْر مَنْظُورة بَلْ مُتَجاهَلَة ، ويُدْحَسُ في خانةِ الأَعْمال غَيْر المُنْتِجة لأَنَّهُ مَحْدُود ومُسَوَّر بِمُحِيطِ الأُسْرَة تَغِيبُ عن النَّاظِرِين آفاقُ تَأْثِيرَهُ في المُجْتَمعِ ودَوْرَهُ الكَبِير، الحَقِيقَة غَيْر هذهِ النَّظْرَة السَلْبِيَّة تَماماً ، فالمَرْأَة تُنْجِبُ ، وتُرَبِّي الأَطْفال ، وتَعْتَنِي بِالأُسْرَةِ ورَاحَةِ أَفْرادِها ، إِذَنْ يَجِبُ إِعادَةَ النَظَر في تَقْيِيمِ عَمَلِ المَرْأَة وإِعْطائِهِ حَقَّ قَدْرِهِ أُسْوةً بِالأَعْمالِ الأُخْرَى فهو لايَقِلُّ أَهَمِيَّة عنها أَبداً ، ولن يَتِمّ إِعادَة الاعْتِبار والقِيمَة المُتَجاهَلَة إِلاَّ مِنْ خِلالِ سَنِّ قَانُون يُنْصِفُ المَرْأَة في هذا المَجالِ بِتَخْصِيصِ رواتب لِلنساءِ ضِمْن الأُسْرَة وعَدَمِ تَرْكِها مُعَلَّقَة بِعُرْوَةِ التَمْكِينِ المادِيِّ لِلرَجُلِ لِتَعِيش تَحْتَ سَطْوَتِهِ ، هذهِ الرواتب هي حَقُّ المَرْأَة الطَبِيعِيّ ولَيْسَ مِنَّة مِن الدَوْلَةِ أَوْ الرَجُلِ .
هذا الإِجْراء سيَمْنَحُ لِلمَرْأَةِ الثِّقَةَ والأَمان والاطمِئنان ، ويُعْطِيها القُدْرَة على القَرارِ دُوْنَ تَخَوُّف أَوْ وَجَل ، ويَفْتَحُ أَمامَها الآفاق لِتَفْهَم مُحِيطَها وقُدْرَاتَها وقَضِيَّتها وتُطوِرُ إِمْكانِياتها ، وتَجْعَلَها تَنْظُرُ إلى ذاتها نَظْرَة احْتِرام كفَرْدٍ مُنْتِجٍ ومُهِمٍّ وفَعّال داخِلَ المُجْتَمعِ وتَعِي دَوْرَها وقِيمَتَها كإِنْسَانٍ ،  الرَّجُل الَّذِي يَعْمَلُ طَبَّاخاً يَتَقاضَى أُجوراً عن عَمَلِهِ ، المَرْأَةُ تَطْبُخُ وتَكْنُسُ وتَمْسَحُ وتُنْجِبُ وتُرَبِّي الأَطْفال وتَعْتَنِي بِأَفْرادِ أُسْرَتِها ، وكُلُّ هذا يُصَنَّفُ بِالتَالِي كعَمَلٍ غَيْر مُجْزِي أَوْ مُنْتِجٍ ، وهي جُهُود غَيْر مَحْسُوبَة أَوْ مُثَمَّنَة ، حَتَّى إِن قِيمَةَ تَرْبِيَة الأَطْفالِ الشَدِيدَة العُلُوِّ والأَهَمِيَّة يُنْظَرُ إِلَيْها كقِيمَةٍ مُتدَنِّيَّة ومِنْ ثُمَّ فلا قِيمَةَ لِما تُؤْدِيهِ المَرْأَة مِنْ عَمَلٍ ، مَعَ عَدَمِ إِغْفالِ إِنَّ سَاعاتَ العَمَلِ الرَسْمِيَّة تَمْتَدُّ إِلى ثَمانِي سَاعاتٍ أَوْ اثْنا عَشَرَ سَاعَة ، بَيْنَما المَرْأَة تَعْمَلُ بِتَواصُلٍ لا يَنْقَطِع .                                     
الحُقُوقُ لاتُوهَب بَلْ تُؤْخَذ ........ وهَلْ كَافَحَ الرِّجالُ حَتَّى أَهْدَتْهُم المُجْتَمعات كُلَّ هذه الامْتِيازات والحُقُوق بِالجُمْلَةِ ، وهل نَاضَلُوا قَبْلَ أَن يَكُونُوا على هذا الكَوْكَب كذُكُورٍ ولَيْسَ كإِناث ......أَيُّ فَضْلٍ لَهُم في كَوْنِهم ذُكُوراً ولَيْسَ إِناثاً ، وهَلْ فَعَلُوا قَبْلَ أَن يَأْتُوا إلى هذا العَالم ما يَسْتَحِقُ لِيَخْلُقهُم الرَّبُّ ( الإِلَه الذُكُورِيّ بِامْتِيازٍ ) ذُكُوراً ويُفَضِّلُهم على النِساءِ ، بَعِيداً عن مَسْأَلةِ الرَجُلِ والمَرْأَة الأَمْرُ ذاته مَعَ الأَسيادِ البِيض والعَبِيد السُود ، كَيْفَ صَارَ العَبِيدُ عَبِيداً ونُعِتَ الأَسيادُ أَسياداً ، أَيُّ فَضْلٍ كانَ لَهُم فيما هُم عَلَيْهِ ، وماذَا فَعَلُوا لِيَقْبِضُوا على حُزْمَةِ الامْتِيازاتِ والحُقُوقِ بِالجُمْلَةِ ، هَلْ كانَ ظُلْمهُم وقَسْوَتهُم وتَغَطْرُسهُم هو ثَوْرَة ضِدَّ المُجْتَمعِ لِنَيْلِ حُقُوقهُم كأَسيادٍ وماهي بِحُقُوقٍ بَلْ تَعدٍّ واسْتِلابٍ ، إِنَّهُ مَنْطِق الإِرْغامِ والقُوَّةِ  لَيْسَ إِلاَّ ، هذا الأَمْرُ ذاته يَنطبق على الرِجالِ أَيضاً .                                   
والتَّنْوِيه إِلى أَن المَرْأَة لم تَكُنْ صَامِتة طِيلَةَ هذهِ العُصُور يُمْكِنُ تَأْكِيدَه مِنْ خِلالِ مَصِيرِ الكَثِير مِن النِساءِ مِمَّنْ مُورِسَت بِحَقِّهِنّ كُلَّ أَنْواعِ الاعْتِداءات : القَتْل ، الضَرْب ، التَنْكِيل ، الاحْتِقار ، الطَعْن بِالشَرَفِ ، النَبْذ ، الحَبْس ، الإِهانَة ، الإِذْلال وشَتَّى المُضايَقَاتِ الأُخْرَى .... إلخ ، هذهِ العُقُوبات المُجْتَمعِيَّة والدِّينِيَّة لم تَأْتِ مِنْ فَرَاغ ، بَلْ جاءَتْ نَتِيجَةً لِتَعْبِيرِ هؤلاء النِساء عن رَفْضِهِنّ لِمَا يَفْرِضَهُ عَلَيْهنَّ الدِّينُ والمُجْتَمع ، كُلُّ امْرَأَة عَبَّرَتْ عن رَفْضِها على قَدْرِ ما اسْتَطاعَتْ ابْتِداءً بِنَظْرَةٍ تَقُولُ رَفْضَها ومُرُوراً بِكَلامٍ رَافِضٍ وانْتِهاءً بِمُقاوَمة ؛ المَرْأَةُ تَعْمَلُ ( وهُنا لاأَتَحَدَّثُ عن النِساءِ الشَهِيراتِ والمَعْرُوفاتِ بِكِفاحِهِنّ في هذا السَبِيل ، بَلْ عن نِساءٍ بَسِيطاتٍ غَيْرَ مَعْرُوفات وغَيْرَ مُتَميّزات ) ولَكِنْ على قَدْرِ الطَاقَةِ المُتاحَةِ لَها والمَفْسُوحَةِ ضِمْنَ المُجْتَمعِ الَّذِي تَعِيشُ فيه مُكَبَّلَةً بِكُلِّ القُيودِ مَعْنَوِيَّاً ، جَسَدِيَّاً ، فِكْرِيَّاً ، اجْتِماعِيَّاً ، دِينِيَّاً ..... إلخ ، خُصُوصاً في المُجْتَمعاتِ الَّتِي تَتَّسِمُ بِقَسْوَتِها تُجاهَ النِساءِ ، فإِصْرار امْرَأَةٍ على حَقِّها في طَلبِ التَفْرِيقِ عن زَوْجِها في عَلاقَةٍ فَاشِلَة ( وماأَكْثَر هذهِ الحَالات ) ، هو تَعْبِير عن تَمَسُّكِ المَرْأَة بِحَقِّها ورَفْضِ الظُلْمِ الوَاقِعِ عَلَيْها ، وإِصْرار المَرْأَة على العَمَلِ في مُجْتَمعٍ يُقِرُّ بِأَن مَصِيرَ المَرْأَةِ هو البَيْت مَهْما دَرَسَتْ ونَالَتْ مِنْ شَهاداتٍ ، إِنَّما هو تَمَسُّك المَرْأَة بِحَقِّها في العَمَلِ ورَفْضِها اسْتِلابه مِنْها ، واكْتِفاءِ المَرْأَة بِطِفْلَينِ في وَسَطٍ يَعْتَبِرُها أَلَّةَ إِنْجابٍ ويُسَبِّبُ لَها الكَثِيرَ مِن المُضايَقَاتِ والمَشاكِلِ بِفِعْلِ ذلك ، إِنَّما هو رَفْضٌ لِتَصَوُّرِ المُجْتَمعِ الخَاطِئ عنها ودِفاعاً عن شَخْصِها كإِنْسَانَةٍ ولَيْسَ كأَلَّةِ إِنْجابٍ ، والأَمْثِلة إِن بَدَأْنا بِسَرْدِها وإِدْراجِها في صَفَحَاتٍ وشَاركَ كُلُّ قَارِئٍ كَرِيمٍ وقَارِئةٍ كَرِيمَةٍ بِواحِدٍ مِنْها لمَا وَصَلْنا لِنِهايَةٍ ؛ كُلُّ هذهِ التَّعْبِيرات عن الرَفْضِ بِأَوْجُهِها المُخْتَلِفَةِ والمُتَعدِّدَةِ ، أَعْطَتْنا النَتِيجة الحَالِيَّة في فَهْمِ النِساءِ لِوَاقِعِهنّ أَكْثَر والسَّيْر وإِن بِبِضْعِ خُطُواتٍ أَماماً ولَوْ كخَطْوِ السُلَحْفَاةِ ، خُطُواتٍ بَطِيئة ولَكِن مُمْتَدَّة  .           
إِنَّ الظُلْمَ الَّذِي لَحِقَ بِالمَرْأَةِ كانَ كَبِيراً لأَنَّ قِوَى مُتَعدِّدَة تَكاتَفَتْ وتَجَمَّعَتْ وانْقَضَّتْ ، ولم تَتْرُك لِلمَرْأَةِ أَيَّ خِيَار ، بَلْ إِن الإِنْسَان ذَهَبَ إِلى أَبْعَدِ حُدُودِ الشَرِّ والخِزْي فجَعَلَ القِوَى السَماوِيَّة تَتَأَمَّرُ مَعَهُ على تَرْوِيضِ المَرْأَةِ واخْضاعِها بِشَرائِعٍ ومُبَارَكَةٍ إِلَهِيَّة ؛ هكذا ظُلْم كَبِير يَحْتَاجُ لِوَقْتٍ كَبِيرٍ وطَوِيلٍ وجُهْدٍ عَظِيمٍ لِمَحْوِهِ وإِزاحَتِهِ .                                                                                     
العِلَّة في الارْتِقاءِ بِوَضْعِ المَرْأَة وتَخْلِيصِها مِنْ مَرَارَةِ وَاقِعِها وتَحرُّرِها ، لاتَكْمَنُ في المَرْأَة وحْدَها بَلْ في الرَجُلِ أَيضاً ، وعَلَيْهِ فإِنَّ تَحْرِيرَ المَرْأَة لن يَكُون إِلاَّ مِنْ خِلالِ تَحْرِيرِ الرَجُلِ أَيضاً وتَخْلِيصِهِ مِنْ أَوْهامِ مَجْدِهِ الزَائِف ومَمْلَكَتِهِ الوَهْمِيَّة لِيُدْرِك إِن العَالمَ لايَسْتَطِيعُ السَّيْرَ مُسْتَقِيماً بِرِجْلٍ واحِدَة الأُخْرَى مَشْلُولَة ، مُعَطَّلَة ، أَوْ مَقْطُوعَة ، أَوْ مَبْتُورَة ، لأَنَّ القَضِيَّة مُترابِطَة في مَصِيرِ المَرْأَةِ والرَجُلِ ومِنْ ثُمَّ المُجْتَمع ، وفي نَظَرِي إِنَّ السُّلُطَات ( الدَّوْلَة ) تَتَحَمَّل المَسْؤُولِيَّة الأُولى في هكذا قَضايا فمِنْ خِلالِ سَنِّها لِلقَوَانِينِ السَلِيمة تُدْخِلُ المَفاهِيمَ الصَحِيحَة إلى حَيِّزِ التَنْفِيذِ والتَطْبِيقِ وتَصْنَعُ وَضْعاً مُخْتَلِفَاً ومَحْمِيَّاً لِكُلِّ فَرْدٍ لَحِقَ بِه الغَبْن في المُجْتَمعِ وفي هذا المَوْضُوع نَعْنِي بِهؤلاءِ الأَفْراد النِّساء ، إِن سَنَّ القَوَانِين يُهَيِّئُ الرَجُلَ لِلوَضْعِ الجَدِيدِ ويَجْعَلَهُ يُفَكِّرُ بِطَرِيقةٍ أَجْدَى ، على سَبِيلِ المِثالِ : لَوْ سُنَّ قَانُون يَمْنَعُ ضَرْبَ الزَوْجَة تَحْتَ أَيِّ ظَرْفٍ ( مَعَ الارْتِكاز على جَانِبِ التَوْعِيَة الهامّ مُرافَقَةً ) وفَرْض العُقُوبة على المُخالِفِ لتَدَرَّبَ الرَّجُل على قَبُولِ الأَمْرِ حَتَّى تَحَوَّلَ لَدَيْه سُلُوكاً بِمرُورِ الزَمَنِ ، هكذا بِالنِسْبَةِ لِلقَضايا المُسَمَّاةِ بِغَسْلِ العارِ وهَلُمَّ جَرَّاً ، أَمَّا أَنْ تَبْقَى الدَّوْلَة تَنْظُرُ إلى هكذا قَضايا على إِنَّها شَأْنٌ أُسرِيِّ فلاغَرابَةَ إِن احْتَجنا قُرُوناً وقُرُوناً لِخَلاصٍ قَدْ يَأْتِي ، أَوْ لا يَأْتِي .                                   
 رُبَّما يَكْمَنُ الخَطَأ في دَعْوةِ المَرْأَة إلى التَحرُّرِ ونَبْذِ قُيودِها وتَحْطِيمها في عَدَمِ تَوْجِيه أَيّ نِداءٍ لِلرَجُلِ والدَوْلَةِ بِشَأْنِ ذلك .                                             
القَضِيَّة الَّتِي نُسَمِّيها مَغْرَةً أَوْ تَلاعُباً بِالأَلْفاظِ بِقَضِيَّةِ المَرْأَة ( مَعَ تَحَفُّظِي على تَسْمِيَة الأُنْثَى بِالمَرْأَة ) ، هي لَيْسَت قَضِيَّة المَرْأَة وَحْدَها ، بَلْ قَضِيَّة الرَجُل والمُجْتَمع كَكُلٍّ .....                                                                           
إِلى تَواصُلٍ آخر قَادِمٍ مَعَكُم عَزِيزاتي ، أَعْزائِي مِن القَارِئاتِ والقُرَّاء ، أَقُولُ لَكُم مَحبَّةً وسَلاماً .......                                                                           

هَامش : ــ                                                                                 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                                     
المَغْرَة : المَكْرُ والخَدِيعَة .                                                                   





124

تَطْوِيع اللُّغَة لِخِدْمَةِ قَضايا المَرْأَة
( بَعْضٌ عن دَوْرِ اللُّغَة في قَضايا المَرْأَة ) 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم  : شذى توما مرقوس
الأربعاء 1 ـ ابريل ـ 2009   /  الثلاثاء 4 ـ 8 ـ 2009



...... هذا المَقال يَعْتَمِدُ المحاور التَّالِية : المَرْأَة ، اللُّغَة ، الدِّين ، الطِّفْل .         
 
 **********                                       
........ إِنَّ اللُّغَة تُفْصِحُ عمَّا في جعْبةِ القَوْم المُتَحَدِّث بها مِنْ أَفْكارٍ ومُعْتَقَداتٍ وتَوَجُّهات ، أَيّ هي تُفْصِحُ عن واقِعِ الحَياةِ الاجْتِماعِيَّة والسِّياسِيَّة والاقْتِصادِيَّة ..... إلخ لهذا القَوْم أَوْ ذاك ، وهي المِرْآة الَّتِي تَعْكِسُ حَقِيقَتَهُ ، وأَسالِيب حَياتِهِ ، ومَدَى تَطَوُّرِهِ ، وطَرِيقَةِ تَعامُلِهِ مع مُجرياتِ الحَياةِ اليَّوْمِيَّة ، والهُمومِ الإِنْسَانِيَّة باخْتِلافِ شِعابِها وتَفرُّعاتِها ، وأَيضاً كَيْفِيَّة مُعَالَجتِهِ لِمشاكِلِهِ وقَضاياه الكَبِيرَة والصَغِيرَة ويَوْمِيَّاته .......                                                                   
........ مِنْ هُنا تَلْعَبُ اللُّغَة ومُفْرَداتها دَوْراً كَبِيرَاً في حَياةِ الشّعُوبِ والأَفْرادِ ، وفي تَقَدُّمِ الدُّوَل وتَخَلُّفِها ، فكُلُّ مُفْرَدة لُغَوِيَّة تَرْتَبِطُ في ذِهْنِ الشَّعْبِ المُسْتَعْمِل لها بِفِكْرةٍ مُعَيَّنة ( المُفْرَدة بِصِيغَتِها المُسْتَعْمَلة اسْم كانَ أَوْ فِعْل أَوْ مَصْدَر .... إلخ ) . ....... كُلُّ المُفْرَدات اللُّغَوِيَّة بَرِيئَة ، ونَظِيفة ، وحيادِيَّة حَتَّى تَطالُها سَطْوَةُ الإِنْسَان ، وتُحَاصِرُها بِالفِكْرةِ المُحَدِّدة لها ، والغَرْضِ المُسْتَعْمَلة لأَجْلِهِ ، والمساحة الَّتِي تَتَحَرَّكُ فيها بِمَعانِيها ومَضَامِينها المَمْنُوحة لها ، وضَمَّها إِلى عائِلةِ سَيِّئَة الصِّيتِ أَوْ طَيِّبه .......                                                         
كُلُّ فِكْرة ، أَوْ مَوْقِف ، أَوْ تَوَجُّه في حَياةِ الإِنْسَان لهُ مُفْرَدة تَصِفُهُ وتُعَبِّرُ عَنْه ، هذهِ المُفْرَدات هي نِتاج الفِكْر الإِنْسَانِيّ ومَدْلُولاتِهِ ، أَي إِنَّ الإِنْسَان هو الَّذِي يُعْطِي الكَلِمة مَعْنَاها وفِكْرتها ويُلْبِسُها حُلَّتَها كَامِلةً .......                             
ولَيْسَ مِنْ صَالِحِ أَيِّ شَعْب أَوْ أُمَّة أَن تَرْتَبِطَ لُغَتها بِدِينِها ومَوْرُوثها العَقائِديّ لأَنَّ ذلك سيُورِثها عَنْه صِفَةَ القَداسة فتَبْقَى جامِدة لايُمْكِنُ مُناقشتها ، أَوْ تَطْوِيرها ، أَوْ تَحْدِيثها ، وبِالتَالِي تَقِفُ عائِقاً حَقِيقِيَّاً أَمامَ التَّطوُر والتَّقَدُّم وتَجُرُّ شُعُوبها إِلى المُراوحَة في ذاتِ المَكانِ رَغْمَ تَبدُّلِ الزَّمانِ ، بَيْنَما الأُمَم الأُخْرَى تَرْكُضُ أَماماً  . ......
بَعْدَ  تَحَقُّق هذهِ السَطْوَة ، تَغْدُو كُلُّ مُفْرَدة لُغَوِيَّة بِمثابَةِ صَخْرَة قَدْ يَنْبَعُ عَنْها عَيْنُ ماءٍ تُقِرُّ له النَّفْس ، أَوْ تُطِلُّ مِنْ خَلْفِها أَفْعَى تَبُثُّ الرُّعْبَ في القُلُوبِ ؛ المُفْرَدات تَتَفَتَّق وتُفَتِّقُ مِنْها وعَنْها سيُولاً ، وتَدْفَعُ بِطَميٍ فِكْرِيٍّ غَنِيٍّ ومُفِيد يُعَمِّرُ العُقول فتُزْهِرُ الأَرْض ، أَوْ مُدَّمِر يَجْرُفُ معه النَّاسَ والبيوت ويَطْمِرُ البُنْيان ولايَتْرُكُ غَيْرَ الخَراب دَلِيلاً ، وكُلُّ هذا يَتَجَلَّى في القَضايا ، والتَوَجُّهات ، والمَواقِف ، والأَحْكام المُتَنَوِّعة والكَثِيرة ، والمُسْتَجِدَّة ، وأَيضاً المُتَجَدِّدَة   ......                             
يُمْكِنُ تَصَوُّر الكَلِمات كــ : هياكل ، أَوْ أَبْنِيَة فَارِغة ، أَوْ أَجْساد خَالِية مِن الرُوحِ  ،  يَقُومُ الإِنْسَان بِحَشْوِها بِالمَعْنَى والفِكْرَة المُرَادَة لها ، ويَنْفُخ في هذهِ الأَجْساد الفَارِغة الرُّوح لِيَخْلُقها ويُحْيِيها ، لِتَرْتَبِط وتُعَبِّرُ هذهِ المُفْرَدات عن أَحْداثٍ ووقائِعٍ وأُمُورٍ تَخُصُّ الحَياة بِتفاصِيلِها كُلَّها وتَصِفُها  .....                                     
...... الإِنْسَان ( المُجْتَمع على شَكْلٍ أَوْسَع ) يَمْنَحُ الكَلِمة مَعْنَاها ، أَي إِنَّ الكَلِمات تَراكِيب ، أَوْ هياكل فَارِغة يَنْفُخُ فيها المُتَكَلِّمُ رُوحَ المَعْنَى فيَخْلُقُها ، ويُحْيِيها ، ويُحَدِّدُ لها هويتها ، ومَعْنَاها ، واسْتِعْمَالاتها ...... كَلِمة  " الحُبّ " على سَبِيلِ المِثال ، كانَ يُمْكِنُ لها أَن تَحْمِل المَعْنَى المُضادّ تَماماً لِلمُتَداوَل عَنْها في رُؤوسِ البَشَر ، فلا تَرْتَبِطُ  بِالمَشاعِرِ الجَمِيلة والعَواطِفِ الرَّقِيقَة وغَيْرها ، بَلْ تُجَسِدُ النَّقِيض ..... وهكذا كانَ مِن المُمْكِن أَيضاً جِدَّاً أَنَّ تُعَبِّرَ لَفْظة " الكَراهِيَة " عن كُلِّ ماهو جَمِيل وطَيِّب على عَكْسِ مَعْنَاها المُتَداوَل المَعْرُوف ......... الإِنْسّان يَشْحَنُ الكَلِمةَ بِالفِكْرَةِ ، ويُعْطِيها هويتها ، ويُحَدِّدُ ملامِحَ شَخْصِيتها .               
 هذهِ المُفْرَدات حِيْنَ تَكْتَسِبُ هويتها  تَلْعَبُ دَوْرَها الثَّقِيل في تَحرُّكِ المُجْتَمعات نَحْو الرُّقِي ، أَوْ الجَرِّ بِهِ إلى الخَلْفِ حَيْثُ مَكامِن التَّخَلُّف وقِصَرَ الوَعْي ...... كُلُّ لُغَة يَطْغِي فيها اسْتِعْمَال القَبِيح مِنْ أَلْفاظِها ومُفْرَداتِها ذات المَعانِي الفَجَّة ، أَوْ الفَظَّة ، أَوْ المُتَوَحِّشَة كواقعٍ يَوْمِيّ تَتعامل بِهِ ؛ يَنْساقُ أَهْلَها لِحُفْرَةِ الفَسَادِ والتَّخَلُّفِ أَكْثَر ...... كُلَّما كَثُر اسْتِعْمَال المُفْرَدات ذات المَعانِي والأَفْكار المَرِنة ، المُتَسامِحة ، المُتَفَهِّمة ؛ كُلَّما دُفِعَ المُجْتَمع إِلى الأَمامِ حَيْثُ فُسْحة التَّقَدُّم ، والرُّقِيّ ، ووِسع الرُّؤْيَة  .......                                                                       
المُفْرَدة ( الكَلِمة ) تَتَحدَّثُ عن نَفْسِها بِقَدْرِ الفِكْرَةِ الشائِعة عَنْها والمُعْطاةِ لها ، أَي لِلكَلِمةً  "  سُمْعَة  وصِيت "  ، فمُفْرَدات كــ : ــ الزَّانِي ، الزَّانِيَة ، السَّفَّاح ، اللَّقِيط  ...... إلخ هي مِنْ عائِلة الكَلِمات السَّيِّئَة السُّمْعَة دُوْنَ ذَنْبٍ لها لِما هي فيهِ ومما يُصِيبها ، لأَنَّ المُجْتَمع هو الَّذِي أَغْدَقَ عَلَيْها فِكْرَتهِ عَنْها ، واسْتِعْمَالها بِإِصْرارٍ لِلحَدِيثِ عن أَمْرٍ وقَعَ قَدْ يَدْفَعُ بِالوَضْعِ إِلى الأَسْوَأ ويُفاقِمُهُ ، ويَطْمُسُ الحُقوق والأَسْباب ، ويُؤْدِّي إِلى ضَحايا ، ويُنْتِجُ الكَثِير مِنْ الأَحْكامِ والمَفاهِيمِ المَغْلُوطة ، والَّتِي لاتَلْبَثُ بِحُكْمِ تَكْرارِها إِلى التَرَّسُخِ في العُقولِ كمَسْلكٍ لِحَلِّ أَوْضاعٍ مُشَابِهة ، وفي النِّهايَةِ تَغْدُو مَسْلكاً عامَّاً يَجُرُّ بِالمُجْتَمعِ إِلى الخَلْفِ ؛ بَيْنَما العَالم يَرْكُضُ سَعْياً إِلى الأمامِ ......                                                         
اضِفْ على وَزْنِ تلك المُفْرَدات المَارَّة الذِّكْر والسَّيِّئَة الصِّيت ، مُفْرَدات أُخْرَى تَلْتَحِقُ بِها كــ : ــ عاهِرة ، فاسِقَة ، فاجِرة  ..... إلخ والقَائِمة طَوِيلة .             
قَرأْتُ مَقالاً في أَحدِ المواقع يَسْرُد  أَحْوالاً مَرَّتْ بِها امْرَأة ، المَقال مِنْ أَوَّلِهِ إِلى آخِرهِ تَرَدَّدَتْ فيهِ عَشَرات المَرَّات كَلِمات ( الزَّانِيَة ، لَقِيط ، سَفَّاح ، عَشِيق .... إلخ مِنْ مُفْرَدات قاسِيَة تُقسِي القَلْب وتُبَلِّدُ الحَواسّ وتُخَدِّشُ الأَسْماع ) ، ........ على شَاكِلةِ هذا المَقال يُوْجَد الكَثِير الكَثِير ......                                         
وأَيضاً اسْتِعْمَال هكذا مُفْرَدات قاسِيَة ، ومُخدِّشَة للأَسْماعِ ، ومُؤْذِية ، ومُحَرِّضة لِلرَأْي العامِّ ضِدَّ النِّساء ؛ إِنَّما هو شَكْل مِنْ أَشْكالِ العُنْفِ المُوَجَّهِ ضِدّ المَرْأَة .....
لَسْتُ بِصَددِ مُناقشةِ مُحْتَوى الحَدَث المَسْرُود في مَقالات مِنْ هذهِ الشَاكِلة ، إِنَّما ما يَهُمُّني هو التَّسْمِيَات الغَلِيظة الَّتِي تُحَرِّكُ مَسْرَى الحَدَث بأَحْوالِهِ وظُرُوفِهِ فيها : زَانِيَة ، لَقِيط ، سَفَاح ، عَشِيق ..... إلخ  .                                             
المُفْرَدات المُسْتَعْمَلة تَعْكِسُ نَظْرَةَ قَوْمٍ غِلاظ القُلُوب ، قُساة ، والكاتِب يَكْتُبُ بِسِياقِ هذا القَوْم مُتَصَوِّراً إِنَّهُ يَكْتُبُ بِأُسْلُوبٍ طَبِيعِيّ مَقْبُول ، بِالتَّأْكِيد غَلاظةِ الأُسْلُوب وقَسْوَتِهِ ، مَقْبُولة وطَبِيعِيَّة في نَظَرِ القَوْمِ الَّذِي يَكْتُبُ مِنْه ( باسْتِثْناءِ النِّسْبَة الوَاعِية المُثَقَّفَة ) إِذْ تَبَلَّدَتْ حَواسَّهُم ، لكِنَّه يُوجِعُ القَلْب لِمَنْ يَسْتَطِيعُ أَن يُمَيِّزَ قَساوَتَه وغِلظَته ...........                                                             
المُفْرَدات المُسْتَعْمَلة تَعْكِسُ نَظْرَةَ ذاك القَوْم  ( أَي الأَغْلَبِيَّة باسْتِثْناءِ فِئةٍ مِنْه ) ، وتَفْسِيرَه للأَحْداثِ ، وطَرِيقَة تَعامُلهُ معها ، وأَيضاً تَقُودُ لِحُكْمِهِ عَلَيْها ، وهذهِ الأَحْكام بِتَوالِيها تُشَكِّلُ وَضْعَ المُجْتَمعِ العامّ ، أَوْ فِكْرَته الشَّائِعة عن الأُمُورِ ، وأَيضاً مَلامِحَ تَعامُلِهِ معها وماهو عَلَيْه ، ثُمَّ تُعْطِي نَظْرَة عن رُقِيِّهِ ، أَوْ تَخَلُّفِهِ ، وتُشِيرُ مِنْ خِلالِ ذلك إِلى مَدَى الظُّلْمِ الواقِعِ فيه ، أَوْ الانْفِتاح ، أَوْ العَواطِف والأنْفِعالات ، أَوْ الأتزان وغَيْرها ، أَي هي مِرْآة لتَفْكِيرِ هذا المُجْتَمع  ....... هذهِ الأَجْواء الَّتِي تُخْلَقُ في المُجْتَمعاتِ مِنْ خِلالِ مُفْرَداتِ اللُّغَة ، إِنَّما تَكُونُ الأَرْض الَّتِي تُرْبَى عَلَيْها الأَجْيال ؛ فيُنْتِجُ كُلُّ مُجْتَمعٍ مُواطِنيهِ ويُقَدِّمهم لِلعَالمِ كأَفْرادٍ أَسْوياء مُساهمين في رُقِيِّ البَّشَرِيَّة ، أَوْ أَفْراد غَيْر أَسْوِياء هَدَّامين لِما تُحاوِلُ البَّشَرِيَّة الارْتِقاء إِلَيْه ِ.....                                                                   
إِن قُلْنا بِنَظْرَةِ الأَديانِ في خَلْقِ الله لِلبَشَرِ ، فهل سَألَ الله أَحَداً مِنَّا قَبْلَ أَن يَخْلُقَهُ عن رَأْيهِ في بَعْثِهِ لهذا العَالم المَضْنِيّ ، وهل حُقَّ لهُ ذلك ؟ فهل سَألَتْ الأُمُّ  " الزَّانِيَة ! " ، والأَبُ " الزَّانِي ! " ، الطِّفْل " السَّفَّاح ! " عن رَأْيهِ في أَن يَلِداهُ ويَأْتِيا بهِ إِلى هذا العَالم الَّذِي سيُعامِلهُ مُسْتَقْبَلاً بأَشْنَعِ الطُرُقِ وقِمَّةِ الاحْتِقار ، أَوْ بِرَغْبَتِهِ في وِلادَتِهِ لِهَذَيْنِ الوالِدَيْنِ بالذاتِ بِظُرُوفِهما المُعَيَّنة والَّتِي تُعَدُّ في نَظَرِ هذهِ المُجْتَمعات خَطِيئة لاتُغْتَفر ، رُبَّما جَزَاؤُها المَوْت عِقاباً ، ( تَأَمَّلْ وتَمَعَّنْ  عَزِيزي القارِئ في قَساوَةِ التَّسْمِيَاتِ وغَلاظَتِها : الزَّانِيَة ، الزَّانِي ، السَّفَّاح ــ وكأَنَّهُم يَتحَدَّثُون عن مُجْرِمٍ عَتِيد ولَيْسَ طِفْل ــ  .... إلخ ، أُلوِّحُ هُنا بِممْحاةِ أَمْلٍ فِكْرِيَّة علَّها تَقْدِرُ على مَسحِ كَمِّيَّةِ القَسْوَةِ والغَلاظةِ عن وَجْهِ هذهِ الكَلِمات وما تَطْفَحُ بهِ مِنْهُما ، وأَتَمَنَّى عَمِيقاً أَن يَأْتِي اليَّوْم الَّذِي تَخْتَفِي فيهِ هذهِ التَّسْمِيَات عن قَوامِيسِ اللُّغَة ، وعن الأَحْاديثِ في المُداوَلاتِ الكَلامِيَّة ؛ وأَيضاً تَأَمَّلْ قارِئي العَزِيز وتَمَعَّنْ في مَدَى ارْتِباط هذهِ التَّسْمِيَات بِالمَفْهُومِ الدِّينيّ المُتداوَل لَدَى هذهِ المُجْتَمعات ) ، إِذَنْ ماذَنْبُ الطِّفْل المَوْلُود في  هذهِ الظُّرُوف ، ماإِثْمُ طِفْلٍ مَوْلُود في أَمْرٍ لم يُسأَلْ فيهِ ( أَمْرَ وِلادَتِهِ ) ولم تَكُنْ لهُ فيهِ إِرادَة ، وهل اخْتَارَ أَيٌّ مِنَّا والِدَيهِ وأَهْلِهِ وذَوِي قَرابتِهِ ؛ إِنَّما الطِّفْلُ المَوْلُود في هكذا ظُرُوف هو ضَحِيَّة ، ضَحِيَّة المُجْتَمع القَاسِي قَبْلَ أَن يَكُون ضَحِيَّة والديهِ ، فهو طِفْلٌ غَيْر مَرْغُوب فيهِ من كُلِّ الأَطْرافِ ، هو ضَحِيَّة الْتِقاء لايَرْضَى عَنْه المُجْتَمع ويَنْبِذُهُ ويَنْبِذُ أَطْرافَهُ ،  لأَنَّ هذا الالْتِقاء لم يَخْضَعْ لِمَقَايِيسِ المُجْتَمع وأَعْرَافِهِ وتَقالِيدهِ حَتَّى وإِن كانَت هذهِ المَقَايِيس غَيْرُ صَالِحة ومُنْهِكَة ومُنْتَهِكَة لِحُقُوقِ الأَفْرادِ ، وإِن كانَ الأَمْرُ كذلك فبِأَيِّ حَقٍّ يُطْلَقُ على طِفْلٍ بَرِئ ضَحِيَّة الظُّرُوفِ ، لاذَنْبَ لهُ في وِلادَتِهِ ، تَسْمِيَةَ " سَفَّاح ، لَقِيط " إِنَّ هذهِ المُفْرَدَة لقَاسِيَة وظَالِمةَ جِدَّاً على أَن يَتَحَمَّلَها مِنْ وِلادَتِهِ حَتَّى مَماتِهِ ، ويَتَحَمَّلَ تَبعِيَّة فِعْلِ المُجْتَمعِ الغَلِيظ  بِحَقِّهِ وحَقِّ أُمِّهِ بِالذات أَوْ تَبعِيَّة فِعْلِ والِديهِ .                                                               
ولِدَ هذا الطِّفْلُ بَرِيئاً ، فحَمَّلَهُ المُجْتَمع تَسْمِيَة لاتَقْوَى على حَمْلِها أَقْوَى الظُهُور ، إِنَّ هذهِ التَّسْمِيَة ظُلْمٌ كَبِير لإِنْسَانٍ وُلِدَ بَرِيئاً مِن الذَنْبِ فأُخِذَ بِجَرِيرَةِ الآخَرِين .... إِنْسَان قَدْ يَكُونُ فَرْداً نَافِعاً جِدَّاً لِمُجْتَمعِهِ ، لكِنَّ مُجْتَمعِهِ لا يُعْطِيهِ تلك الفُرْصة ولا يَمْنَحُها إِيَّاها ، أَيُّ مُسْتَقْبَلٍ يَتَوَقَّع المُجْتَمع لِطِفْلٍ في عُرْفِهِ وثَقافتِهِ هو لَقِيط ، أَوْ سَفَّاح ، لَقَدْ حَكَمُوا عَلَيْهِ ، دُوْنَ أَن يَقْتَرِفَ ذَنْباً ، أَلَيْسَ هذا حُكْماً مُتجَنِيَّاً ، اسْتِبْدادِياً ، بَشِعاً ، ظَالِماً ، الحُكْم على الأَشْخاصِ دُوْنَ ذَنْبٍ اقْتَرَفُوه ؛ إِنَّما لا يَتَحَمَّلُ المُجْتَمع ذَنْبَ هذهِ الأَفْكار بِقَدْرِ ما يَتَحَمَّلَها  الفِكْر الدِّيني وهو الَّذِي يُعْطِي مَفْهُوم الزِّنا والخَطِيئة .... إلخ مِنْ هذهِ المُفْرَدات ؛ ضِيق المَنْظُور الدِّيني وشحَّتِهِ إِلى رُؤْيَة صَحِيحة لِمُكابَدَاتٍ ( أَوْ سَمِّها تَجارُب أَوْ أَحْداث ) إِنْسَانِيَّة مِنْ هذا النَّمَط واكْتِنازِهِ بِالتَشَنُّجِ وعَدَمِ المُرُونةِ ، إِنَّما مِنْ عَوامِلِ خَرابِ وفَسَادِ المُجْتَمعات ويَجْعَلُ مِن الطَرفينِ وبِالذاتِ المَرْأَة ضَحِيَّة وَضْعٍ كهذا .....                           
كُلُّ مَنْ أَفْلَتَ مِنْ هكذا مَصِير لاإِرْادَة لِلواقِعين فيهِ لاخْتِيارِهِ أَوْ رَفْضِهِ ، عَلَيْهِ أَن يُعِيدَ النَّظَر في قَناعاتِهِ مِنْ هكذا أَحْداث ، جَمِيعُنا ولِدنا مِنْ رَحِمِ الحَياةِ وما آباءنا البيولُوجيين إِلاَّ أَحْياء في يَدِ الطَّبِيعَة لِتُجَدِّدَ وتَخْلُقَ نَفْسَها ، وتُحافِظَ على اسْتِمْرَارِها ووُجُودها حَتَّى تَنْعَدِمَ أَسْبابَ هذا الوُجُود والاسْتِمْرَار ......             
أَيُّ ذَنْبٍ لهذا الطِّفْل الَّذِي وُلِدَ لِمَصِيرٍ لا إِرْادَة لهُ فيهِ ، وفي العَهْدِ الجَدِيد يَقُول بولس: ( من تُراك أيها الإِنْسَان حتى تُعارض الله ! العلّ الجبلة تقول لجابلها : لِمَ صنعتني هكذا ! أَوَ ليس للخزاف سلطان على الطين فيصنع من كتلة واحدة إناءً للكرامة وآخر للهوان ! .... فيالعمق غنى الله وحكمته وعلمه .
روم 9 / 20 ــ  21 ، 11 / 33  )
مَقُولة بولس لها أَسْبابها ومَعانِيها ، ولَسْنا بِصَددِ الخَوْضَ فيها لأَنَّها لَيْسَت مِنْ مَهامِ هذا المَقال ، إِنَّما ما نُرِيدُ الركُون إِلَيْهِ هو المَقْطَع ــ العل الجبلة تقول لجابلها : لم صنعتني هكذا ! أَوَ ليس للخزاف سلطان على الطين ــ 
في إِشْارةٍ إِن لاإِرْادَةَ لِلطِينِ في خَلْقِهِ وتَشْكِيلِهِ وانْتِفاءِ حَقِّ الطِينِ في الاعْتِراضِ على إِرادَةِ الخَزَّافِ ، فالحَقّ يَعُودُ لِلخَزَّافِ في صُنْعِ مايَشاء .                         
النَّظْرَة الدِّينيَّة الَّتِي تُؤْطِرُ الكَلِمَة تَجْعَلُ الأَمْر أَصْعَب ، فلَوْ هُذِّبَت وشُذِّبَت الأَلْفاظ مَعْنَوِيَّاً وفكْرِيَّاً ، لتَحَوَّلَ الفَرْد المُواطِن بِتَفْكِيرِهِ عن كَلِمَةِ الزِّنا مَثَلاً مِنْ مُسْتَوَى الجَرِيمة إِلى مُسْتَوَى الخَطِيئة والإِثْم ، الخَطايا والزَّلات يُمْكِنُ أَن تُغْتَفْر ، أَمَّا الجَرائِم فلَيْسَ لها سِوَى العِقاب ، وفي أَمْرِ الخَطايا يُمْكِنُ أَن يُناقش ، ويُمْكِنُ البَّحْث عن حُلُولٍ ناجِعة ومُفِيدَة ، أَوْ لتَحَوَّلَ الفَرْد بِتَفْكِيرِهِ عن كَلِمَةِ الزِّنا مَثَلاً إِلى مُسْتَوى احْتِرامِ الحُرِّيَة الشَّخْصِيَّة لِلآخَرِين ، فتَنْقَلِبُ الحالة مِنْ زِنا إِلى اخْتِيارٍ لِشَخْصِينِ ، أَوْ خَطأ مِنْ مَسْؤُولِيَّةِ شَخْصينِ غَيْرُ مُشَاعٍ لِآخرِين القَوْلَ أَوْ البَتَّ فيهِ ( هذا إِن تَجَاهَلنا حالات الاغْتِصَاب وهي الغَالِبة ، الَّتِي تَتَعَرَّض لها النِّساء وتَتَحَوَّل في نَظَرِ المُجْتَمَع وتُحْسَبُ حالات زِنا ، أَي إِن المَرْأَة الضَّحِيَّة تُعامَلُ كمُرْتَكِبَة لِلأَمْرِ بِإِرْادَتِها ) ، أَوْ مَسْأَلة تَعْنِي شَخْصِين بِحَدِّ ذاتهما وتَتَحَدَّد بهما ولَيْسَ مُجْتَمع بِأَكْمَلِهِ .                                                                       
 أَيُّ مُجْتَمعٍ يَبْحَثُ عن أَسْبابِ رُقِيِّهِ ، وتَقَدُّمِهِ ، وتَحْرِيرِ نِصْفِهِ ومُسَاواتِهِ بِالنِصْفِ الثَّانِي الرَّجُل ، عَلَيْهِ أَن يُهَذِّبَ ويُشَذِّبَ أَلْفاظَه ومُفْرَداتَه ويَنْتَقِيها (  كمُحاوَلة رُبَّما تُعْطِي أَولَ الثَّمَرِ الحَسَن ) لِوَصْفِ القَضايا المُتَعَلِّقَة بِالنِساءِ ، ومايُواجِهْنه في حَياتِهنَّ مِنْ مُنْطَلقِ التَّفَهُّمِ وبَحْثِ المُشكِلة ، ولَيْسَ مِنْ مُنْطَلقِ المُعاداةِ ، والظُّلْم ، والجَهْلِ ؛ حَتَّى تُخَفِّفَ إِلى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِن الضَّرَر الفِكْرِيّ الناشِئ عن اسْتِعْمَالِ كَلِماتٍ غَيْر مُهَذَّبَة ، وقَاسِية ، وغَلِيظَة تُبَلِّدُ الحَواسّ ، وتُقسِي القَلْب ، وتَخْلُقُ الجَهْل في عُقُولِ الأَفْراد ، وعلى الكُتَّاب إِجْادة المُفْرَدات الَّتِي يَسْتَعْمِلُونها ، وانْتِقائِها بِعِنايَةٍ ومَسْؤُولِيَّة لِرَفْعِ مُسْتَوَى الوَعْي لَدَى المُجْتَمع المُخاطَب ؛ لِرفْعِ الحَيْفِ والظُّلْمِ عن المَرْأَة ، والارْتِقاء بِواقِعِها إِلى الأَفْضَل ، عَيْبٌ على الكاتِبِ أَن يَكُون دَوْرَه رَشّ الرَّماد فَوْقَ الحَقائِق لِتَغْطِيةِ الظُّلْم الواقِع بِحَقِّ المَرْأَة والطِّفْل ، وأَن يَسْعَى في مُحاوَلةِ تَشْوِيهٍ لِفِكْرِ المُتَلَقِّي ( وغالِباً ما يَنْجَح ) ، وما أَكْثَر المَقالات والأَخْبَار عن نِساءٍ غُسِلَ بِدِمائِهن عَارُ العَوائِلِ " الشَّرِيفَة ! "  وأُخريات خَرَجْنَ عن العُرْفِ والمَأْلُوف ( دُوْنَ أَن يَسْألَ أَحَد إِنْ كانَ هذا العُرْف والمَأْلُوف خاطِئ ومَغْلُوط المَفاهِيم ) فأسْتَحَقَّن العِقاب مِنْ رَّجْمٍ ، أَوْ جَلْدٍ ، أَوْ قَتْلٍ ، وأَكْثَرَها كُتِبَت بأَلْفاظٍ قَاسِية ، دكتاتورية ، مُسْتَبِدَّة ، تُكَرِّسُ لأَفْكارٍ مُتَعَصِّبة ومُتَخَلِّفَة ، وضَيِقَة الأُفُق ، وتُشْعِل فَتِيل التَّصْعِيد بَدْلاً مِنْ مُحاوَلةِ إِخْمادِ الحَرِيقِ ، وغالِباً ما تَقُودُ إِلى كَوارِث عَائلِيَّة ومآسي .                                             
اسْتِعْمَال اللُّغَة بِطَرِيقةٍ خَشِنة وظَالِمة يُسِيءُ كَثِيراً إِلى المُجْتَمعِ ككُلّ ولَيْسَ لِلمَرْأَةِ فَقْط ، قَدْ تَكُونُ هذهِ المُفْرَدات الفَّظَّة جُزْءٌ مِن العاداتِ والتَّقالِيدِ ، والمَوْرُوثات ، أَوْ تَكُون مُتَرَّسِخة في العَقائِدِ نَفْسَها ....                                                 
 إِنَّ الكِتابَة بحِيادِيَّة في مِثْلِ هذهِ الأُمُور الشَّائِكة هو الطَّرِيق الصَحِيح ، فالكاتِب لِكَيْ يَكُونُ أَمِيناً في سَرْدِهِ ؛ عَلَيْه تَوَخِّي الحِياد دُوْنَ إِعْطاءِ أَحْكامٍ مُسْبَقَة وقَاطِعَة ( وكأَنَّها بَدِيهيات مَفْرُوغٌ مِنْها )  مِنْ خِلالِ المُفْرَدات الَّتِي يَسْتَعْمِلها ، الحِيادِيَّة تُتِيحُ لِلكاتِبِ تَقَصِّي الحَقائِق ، والبَّحْثِ في الأَسْبابِ بَعِيداً عن الأَحْكامِ والتَّجَنِّي المُسْبَق على الآخَرِين ، وهو بِهذا يُسْدِي إِلى مُجْتَمَعِهِ خِدْمَةً خَالِصَة نَافِعة .       
أَيُّ مُجْتَمعٍ يَكْثُرُ فيهِ اللَّغْو بِمُفْرَداتِ الكَراهِيَة ، والقِتال ، والحَسَدِ ، والبَغْضاءِ .... إلخ لايُمْكِنُ أَن يُبْنَى سَلِيماً ، أَيُّ لُغَةٍ تَحْشِدُ قَوامِيسها وتُتخِمُها بِمُفْرَداتِ الحَرْب ، والقِتال ، والعَدُوِّ ، والدِّين .... إلخ ، لاتَقُودُ مُجْتَمعاتَها إِلاَّ إلى الحُرُوبِ والدَّمارِ ، أَيُّ لُغَةٍ قَوامِيسها مُكْتَظَّة بِتَحْوِيلِ الكَثِيرِ مِن المَفاهيمِ إِلى يَقِينِيات ومُقَدَّسات لا تَبْنِي مُجْتَمعاً سَلِيماً ........                                                                 
إِنَّ المُجْتَمعات الَّتِي أَلْقَتْ خَلْفَ ظُهُورِها كُلَّ هذهِ التَبعِيَّة الثَّقِيلة مِن القُبْحِ المَعْنَوِيّ المَحْشُوّ في جَوْفِ المُفْرَدات ، وحَصَرَتْ اسْتِعْمَالها في أُسْلُوبِ التَّعاطِي مع الأَحْداثِ والمُجريات الَّتِي تَخُصُّ الواقِع المُعاش إِلى أَقْلِ حَدٍّ مُمْكِن، وَفَّرَتْ لأَفْرادِها الحِمايَة وهَيَّأَتْ لهم جَوَّاً مُسْاوِياً لِلجَوِّ الَّذِي يَترَبَّى فيهِ أَيُّ طِفْلٍ أَوْ فَرْدٍ آخر ؛ فضَمِنَتْ لهُ مُسْتَقْبَلاً أَفْضَل ، وحَياةً قَلَّتْ فيها العُقَد النَّفْسِيَّة ، والإِشْكالات ، والخَسَارات ، والمَكْبُوتات ، وسَنَّتْ لِمَشْروعِ إِنْسَان مُفِيدٍ لِلبَشَرِيَّةِ ومُساهِمٌ في دَعْمِها ، أَمَّا المُجْتَمعات الَّتِي تُصِرُّ على التَمَسُّكِ بِقُبْحِ هذهِ المُفْرَدات ومَدْلُولاتها لِلتَعْبِيرِ عن الأَحْداثِ وتُزِيدُ إِمْعاناً في تَقْبِيحِها ؛ فلا عَجَبَ إِن قَدَّمَتْ لِلعَالمِ نَماذِج خَاسِرة لا تُزِيدُ إِمْعاناً إِلاَّ في التَخَلُّفِ والجَهْل .......                                     
تَفْكِيرٌ أَخِير : هل يُمْكِنُ تَطْوِيعُ اللُّغَة لِخِدْمَةِ قَضايا المَرْأَة بَعْدَ أَن تَشبَّعَتْ الكَثِيرُ مِن الكَلِماتِ فيها بِقَبِيحِ الفَهْمِ والإِدْراك ، وصارَتْ تُؤثِّرُ سَلباً في حَياةِ المُجْتَمع النَاطِقِ بها ، وهل ستَكُونُ في هذا المَنْحَى الجَدْوَى اللازِمة لِخِدْمَةِ قَضايا المَرْأَة ، وقِيادَةِ المُجْتَمع نَحْوَ المُساواة ، والعَيْش الكَرِيم والكَرامَة المَحْفُوظة ، عِلْماً بأَنَّ المُساواة فيها المَنْفَعَة والخَيْر العَمِيم لِلرَّجُلِ والمَرْأَة بِذاتِ المِقْدار ؟ أَم إِنَّهُ حَلٌّ لايَمْلِكُ الجَدْوَى لِتَحْقِيقِ المُرْتَجى مِنْه ؟ أَم إِنَّ الآوان قَدْ فات وأَصبَحَتْ الحَاجَةُ ماسة إِلى لُغَة حَدِيثة ، جَدِيدَة تَماماً ولَيْسَ مُتَجَدِّدة ، مُحايدَة ، لم تَتَلَوَّث بَعْد بِالقَبِيحِ ، والمُقَزِّز ، واللامُنْصِف ...... هذهِ أَسئِلة مَطْرُوحَة لِلتَفْكِيرِ والتَأَمُّلِ والبَحْثِ والتَقَصِّي .......                                                                     
نَشْر الوَعْي بِتَلَّطِيفِ وتَنْظِيفِ الأَفْكار مِنْ خِلالِ المُفْرَدات اللُّغَوِيَّة المُسْتَعْمَلة ، ونَشْر الحِوار ، والتَّعَلُّمِ والتَدَرُّب على التَّسامُحِ والتَّفاهُمِ ، وأَن يُلْغَى مِن المعاجِمِ والقَوامِيس كُلَّ مايَتَعَلَّق بِالدِّينِ حَيْثُ هي عاجَة بهِ ، والاهْتِمام بِتَوْفِيرِها ، وتَطْوِيرِها ، وتَحْدِيثِها بما يُناسِبُ تَقَدُّمَ العَصْرِ ومُتطلباتِهِ ، ضَرُورَات لابُدَّ مِنْ تَوَفُّرِها لِلارْتِقاءِ بالمُجْتَمع كَكُلّ وبِوَضْعِ المَرْأَة بِشَكْلٍ خاصّ ، أَوْ رُبَّما هي الخُطْوَة الأُولَى على الطَرِيق ......                                                                   
يَقُول الفَيْلَسُوف النَّمساوِي لودفيغ فيتفنشتاين ( إن تحدثنا بلغة مختلفة ، فسوف ندرك عالماً مُختلِفاً نوعاً ما ) .                                                               
دُمتم بِخَيْرٍ عَزِيزاتي ، أَعِزَّائي مِنْ القَارِئات والقُرَّاء ......


125
الإِنْسَان في قِمَّةِ الهَرَم ……. !!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس

…… نَظْرَةٌ واحِدة إلى أَحْوالِ الإِنْسَانِيَّة والبّشَرِيَّة ، وإلى كُلِّ الأَذَى الَّذِي لَحِقَ بالكُرةِ الأَرْضيَّة ، تُعْطِينا فِكْرَة واضِحة إن الإِنْسَانَ كائنٌ مَغْرُورٌ وأَهْوَجٌ وأَحْمَقٌ ……… إنّ الحيوانات لاتَقْتَرِفُ كُلَّ الخَطايا والسَّيِّئات الَّتِي يَقْتَرِفها الإِنْسَان بحَقِّ أَخِيه الإِنْسَان الآخر ، وبحَقِّ هذا الكَوْكَب المُبْتَلَى بالإِنْسَان ……. أَيٌّ من الكائِنات الأُخْرَى أَسَاءَتْ إلى هذا الكَوْكَب بقَدْرِ ما فَعَلَ الإِنْسَان ، وهل سيَأْتِي يَوْمٌ نَفْهَمُ فيهِ إن الحَياة لاتُساوِي غَيْر السَّلام والمَحَبَّة ؟ ……
لطَالَمَا قالَ التاريخ وحُكِيَ في مسالكِ التَّعْليمِ ، أنَّ الجَماعات البَشَرِيَّة قَدِيماً وعلى مساحةِ الكَوْكَب أَيْنَما وُجِدوا ، كانت تتقاتلُ من أَجْلِ الماء ، المَرْعَى ، الجاه ، السُلْطَة ، الأَمْوال ، الغَنائِم ، الأَرْض ، الدِّيْن ، الحُدُود ، المَصالِح بمُخْتَلَفِ أَقْطابِها  ....... إلخ  ، والكَثِير من الغَزَواتِ والغاراتِ والحُرُوب بَيْنَ الجَماعات المُتقاتلة كانت لِواحِدَةٍ من هذهِ الأَسْباب أو بَعْضها مُجْتَمِعة أوما يَتَعَلَّق بها أو يَتَفَرَّعُ عنها ويَنْضَوِي تَحْتَ خَيْمَتِها ……. فما الَّذِي تغيَّرَ من النَّوازِعِ الإِنْسَانِيَّة ودَواخِلِ الإِنْسَان ؟ ولَيْسَ المَقْصُود هُنا التَطوُّر الظَّاهر المَرْئِيّ ، بل التَّحَسُّن والجُنُوح إيجابياً نَحْوَ السَّلام في النَّوازِعِ والغاياتِ والمَقاصِدِ والأَهْدافِ والَّتِي تُثِيرُ الإِنْسَان ضِدَّ أَخِيهِ الإِنْسَان وتُقْسِيهِ عليهِ ، رُبَّما بعِبارةٍ أُخْرَى " تَحْسِين الإِنْسَان ككائِن "  من خِلالِ تَطْهِيرِ وتَنْقِيَة دَواخِلِهِ من الشَّوائِبِ ، لوتأَمَّلنا لوَجَدْنا أن لاتَغْيير هُناك ، وإن كان هُناك تَغْيير فهو طَفِيف وضَعِيف وغَيْر مَلْحُوظ أومُؤَثِّر في الحَياةِ البَشَرِيَّة ، ونَظْرَة مُكَرَّرة إلى العالَمِ والتاريخِ تَدْفَعُ إِلينا كُلّ الحُرُوبِ والمآسي والظُّلْمِ والمَظَالِمِ والأَذَى والقَهْر مُنْذُ البَدْء ……. كَمْ من الحُرُوبِ خاضَها الإِنْسَان ضِدَّ أَخِيهِ الإِنْسَان وضِدَّ الطَّبِيعة …… إن الكَوْكَب الأَرْض أَعْطَى للإِنْسَانِ كُلَّ أَسْبابِ الحَياةِ والرَّاحَةِ ، فهل وَفَّى الإِنْسَان بالتِزاماتِهِ تِجاه هذا الكَوْكَب ؟ !! …… لقَدْ ابْتُلِي هذا الكَوْكَب بالإِنْسَانِ وشُرُورِهِ …… إن الحُرُوب تَخْرِيبٌ حَقِيقيّ وتَدْمِيرٌ كَبِير لمُقَدِّراتِ الكَوْكَب الأَرْض وللإنْسَانِ ذاته وعلى المَدى الأَبْعَد رُبَّما للكَوْنِ برُمَّتِهِ  ......                                                             
أبداً لن يَحُلَّ السَّلام في هذا الكَوْكَب طَالَمَا إن الإِنْسَان لايَحْتَرِمُ الكائِنات الأُخْرَى  ويَعْتَبِرُها أَدْنَى منه مَنْزِلة ولايَعْتَرِف بمُقاسَمتِها إيَّاه هذا الكَوْكَب ، إنّما ذلك نابِع عن الغُرورِ والتَّكَبُّر الإِنْسَانِيّ ، فبَعْدَ أن فَرِغَ الإِنْسَان من إِقْناعِ نَفْسِهِ بأنّه في قِمَّةِ الهَرَمِ للكائِنَات قَاطِبَةً وسَيِّد المَخْلُوقات وأوْجَدَ لنَفْسِهِ الأَدِلَّة والبراهِين ( بغَضِّ النَّظَرِ عن كَوْنِها لا يَقِين ) وإنّهُ أَفْضَل المَخْلُوقات قَاطِبَةً وإن البَارِيّ أَجَلَّه وأَكْرَمَه ، أَقْنَعَ نَفْسَه إن العالَم وكُلَّ مافيهِ قَدْ خُلِقَ لخِدْمَتِهِ ، فسَخَّرَ كُلَّ إِمْكانيات الكَوْكَب وحيواناتهِ لمَصْلَحَتِهِ ( وهذا مَحْض أَوْهام حِيْنَ نَعْلَم أن هُناك مَجَرَّات أُخْرَى ورُبَّما أَنْواع حَياة أُخْرَى وإننّا لَسْنَا الوحِيدين في الكَوْنِ ) ، فاسْتَبَاحَ لنَفْسِهِ فَصْل الحيوانات عن بِيئتِها الطَّبِيعيَّة وإيداعها في حَدائِقِ الحَيَوان ليتَسَلَّى بزِيارَتِها ويُنَصِّبُ من نَفْسِهِ مَسْؤُولاً عنها مُتناسياً إِنّهُ ككائن يَنْتَمِي إلى الفَصِيلَةِ  ذاتها ، وسَمَحَ لنَفْسِهِ بحَبْسِ الطُّيُورِ في أَقْفاصٍ وهي الَّتِي تَمْتَلِكُ الفَضاء عالَماً لها ، وصَارَ يُقَرِّرُ لها وعنها ما تَشَاءه لحَياتِها وَفْقاً لمَصْلَحتِهِ ( طَرِيقة المَعِيشة ، المَكان ، طُول العُمْرِ ، الوِلادَة ، المَوْت ، التَّكاثُر  ...... إلخ وكُلّ مايَخُصُّ الحيوانات من أُمُورٍ كَثِيرة مُتَشَعِّبة ) ، واسْتَعَان بالتكنولوجيا لإِرْضاخِ كُلِّ الحيوانات وتَحَوَّلَ إلى أَكْبَر مُفْتَرِس لأَنْواعِ الحيوانات الأُخْرَى ( بل وحَتَّى الحَشَرات ) ، وأَجازَ  لنَفْسِهِ الكَثِير والكَثِير ، ولم يَكْتَفِ بذلك بل أَذِنَ لنَفْسِهِ بتَخْرِيبِ بِيئة الحيوانات المُخْتَلِفَة الطَّبِيعيَّة واسْتَوْلى عليها وكُلَّما زادَتْ مساحة سَيْطَرَة الإِنْسَان تَقَلَّصَ الحَيَوان مُنْحَسِراً في زَوايا صَغِيرة ضَيِّقة طَبِيعيَّة مُحاوِلاً المُقاومة دُوْنَ فائِدَة ، الإِنْسَان اسْتَعْبَدَ الحيوانات لدَرَجَةِ إنَّهُ صارَ يُرْسِلُ الكِلاب مثلاً لأَداءِ مهام انتِحاريَّة نِيابَةً عنهُ وهذهِ قِمَّة الأنانية وأَبْشَع أَنْواع الاسْتِغْلال ، وأَيضاً مُحاوَلة إِحْدَى الدُّوَل المُتَقَدِّمة إِجْراء تَحْسِينات على جين وِراثيّ مُعيَّن في الخَنازِير بَعْدَ الاكْتِشاف الَّذِي أَحْرَزَتْه في إن إِجْراء هذا التَّحْسِين على هذا الجين المَعْنِيّ يَجْعَلُ لَحْمَ الخِنْزِير ( بَعْدَ ذَبْحِهِ وسَلْخِهِ وتَعْلِيقِهِ من عُرْقُوبِهِ في المَجْزَرَة ثُمَّ عُبورِهِ إلى مِنْقَلةِ الشَّوِيّ  ليَصِل مَوائِدنا الجَشِعة  ) أَكْثَر طَراوَةً ولَذَّةً عِنْدَ الشَّوِيّ ، أي إِن الإِنْسَان يُفْكِّرُ في إِرْضاءِ حَواسِّ تَذَوُّقِهِ وتَلَذُّذِهِ بالطَّعامِ وبشَهْواتِهِ فَقَطْ أَكْثَر من تَفْكِيرِهِ بأَبْسَطِ حُقوقِ هذا الحَيَوان ، كَمْ من الأنانيةِ تَطُولُ نَفْسَ الإِنْسَان وكَمْ من القَسْوَةِ تَسْكُنُ ذاتَهُ تِجَاه الكائِنَات الأُخْرَى ، هل إن الافْتِقار لوُجودِ وَسِيلة تَواصُل أوتَفاهُم مُشْتَرَكَة من أي نَوْع ( كاللُّغَة مثلاً وغَيْرِها )  بَيْنَ الحيوانات المُخْتَلِفَة والإِنْسَان تُبِيحُ لهذا الأَخِير التَّقْرِير عنها أَوْ تُبرِّر مايَفْعَلهُ بحَقِّها من عَبَثٍ وتَغْييرٍ في الجينات وتَحْسِينها ( مع تَحَفُّظِي الشَّدِيد على كَلِمةِ ــ تَحْسِينها ــ لأنّ التَّحْسِين هُنا هو من وُجْهَةِ نَظَرٍ إِنْسَانِيَّة خالِصة تُقاس على مدى مايُعْطِي ذلك من المَنْفَعَةِ الأَكْثَر للإِنْسَان ولَيْس الحَيَوان صاحِبُ الشَّأْن المُتَغَاضَى عن حُقُوقِهِ ) ، اسْتِعْبادِ الحيوانات لم يُشْبِعْ غُرور الإِنْسَان وتَكَبُّره ، فالْتَفَتَ إلى مُجْتَمَعِهِ فصَعُب عليهِ تقاسُم الاحْتِرام بَيْنَ كائنين بَشَرِيين مُتكافِئين كرَجُلٍ وامْرَأة ، فاسْتَأْثَرَ الرَّجُل لنَفْسِهِ بالسُلْطَةِ ، واسْتَضْعَفَ شرِيكته المَرْأَة واعْتَبَرها كائِناً أقَلَّ وأَدْنى منه مَنْزِلة وهَضَمَ حُقوقَها دُوْنَ حَرَجٍ أو خَجَلٍ ، وعَمِلَ على تَثْبِيتِ أَرْكانِ سُلْطَتِهِ فالمُساواة لاتَتَّفِقُ والغُرور البَشَرِيّ والتَّكَبُّر .... وتَغَصَّن غُروره وتَكَبُّره فباتَ يُقَسِّمُ المُجْتَمَعَ الإِنْسَانيّ على أَساسِ الدِّيْن فقالَ بـ :  " السَماوِيّ !! وغَيْر السَماوِيّ !! " للتَّصْنِيْفِ فكانت تَسْمِيَة  " الأَديان السَماوِيَّة وغَيْر السَماوِيَّة " وحَقَنَ مَعْنَاها حدّ الاسْتِفاضةِ بالتَّعالِي والأَفْضَليَّة على إِخْوتِهِ من أَتْباعِ المَذاهِبِ والدياناتِ الأُخْرَى وحَمَّلَ كَلِمَة " السَماوِيّ " أَكْثَرَ مما تَحْتَمِل ومَضَى أَبْعَد فحَقَنَها بِجُرَعٍ مُضاعَفَة من التَّعالِي لتَقُوم بَعْض الأَديان  " السَماوِيَّة  !! " بالتَّنافُسِ فيما بَيْنَها وكُلٌّ يَدَّعِي الأَفْضَلِيَّة على الأُخْرَى منها باخْتِيارِ الله لها شَعْباً أو أُمَّةً ..... إلخ ، لم يَقْتَصِرْ الغُرور الإِنْسَانيّ على مامَرَّ بل شَمَلَ اللَّوْن أيضاً ، ذو البَشَرَةِ البَيْضاء أَفْضَل من ذي البَشَرَةِ السَّوْداء أوالداكِنة أو المُلوّنة ، فعانَى السُّود كعَبِيد قُرُوناً ، وفاضَ جُنونَاً فشَمَلَ كُلَّ تفاصيل ودَقائِقَ الحَياةِ بلا اسْتِثْناء ، ناهيك عن الاعْتِداءاتِ على الطَّبِيعةِ والبِيئةِ وتَخْرِيبِها فلَوَّثَ المِياه بالنفاياتِ الخطِرة دُوْنَ أَيّ خَجَل من قاطنِيها  " الأَحْياء المائيَّة " وساهَمَ باضْطِرادٍ في تَصْعِيدِ حَرارَةِ الكَوْكَب وفي تَقْلِيصِ مساحات الغابات وأَضْرار أُخْرَى لا تُعَدّ  .......       
من أَيْنَ يَأْتِي السَّلام وكَيْفَ يُحْصَد والدَواخِل البَشَرِيَّة مُثْقَلة بالغُرورِ والكِبْرِياءِ والتَّكَبُّر ، وإن كان الإِنْسَان لايُقِرُّ بحُقوقِ الآخرين مِمَّنْ يُقاسِمُونه الحَياة على هذا الكَوْكَب ابْتِداءً من المَرْأَة الرفِيقة شرِيكة الحَياةِ للرَجُلِ وانْتِهاءً عِنْدَ الكائِنَات الحَيَّة الأُخْرَى من حيواناتٍ ونَباتاتٍ وحَشَراتٍ ..... إلخ ؟ من أيْنَ يَأْتِي السَّلام والدَواخِل البَشَرِيَّة طافِحة بالأَحْقادِ وعَدَمِ المُرُونة ، المُرُونة كَلِمَة لم يَعْرِفْ البَشَر الاسْتِفادة من مَعْناها الجَمِيل ، بل إنَّها تَقْتَرِنُ في وَعْي البَعْض ولا وَعْيهم  بالتَسَيُّبِ وعَدَم الاكْتِراث وتُحْسبُ في نَظَرِ البَعْضِ الآخر خَطِيْئَة من الخَطايا الَّتِي يَجِبُ تَجَنُّبها بَيْنَما التَّزَمُّت والتَّعصُّب مُبَارَكٌ ومَطْلُوب ،  من أَيْنَ يَأْتِي السَّلام أن لم تَكُنْ الدَواخِل البَشَرِيَّة عامِرة ببذراتِ المَحَبَّة الَّتِي تَقُودُ للتَواضُعِ والَّذِي يُنْجِبُ الاحْتِرام للآخر والاعْتِراف بهِ وعَدَمِ التَّقْلِيل من شَأْنِهِ ، التَّواضُع الَّذِي يَسْلُكُ المَحَبَّة طَرِيقاً نَحْوَ الآخر إِنْسَاناً  كان أَوْ حَيَواناً أَوْ نَباتاً أَوْ حَشَرَة ..... إلخ ، فالإِنْسَان قَدْ تَدَرَّجَ في تَكَبُّرِهِ واحْتِقارِهِ للأَشْياءِ من حَوْلِهِ وخُطْوة قَادَتهُ إلى أُخْرَى ، فمن احْتِقارِهِ لكُلِّ ما أَفْتَى بشَأْنِهِ كجماد نافِياً عنه صِفة الحَياة حَسْبما يَعْتَقِدُ وكما صَوَّرَ لهُ غُرورُه وتَكَبُّره كالجِبالِ والتِّلالِ ..... إلخ  ، والَّتِي شاءَ أم أَبى تَلْعَبُ دَوْراً في الحَياةِ والبِيئة والتوازُن الطَّبِيعيّ البِيئي وتُؤَثِّرُ وَثِيقاً في حَياتهِ وتَتَّصِل بها وتتداخَل معها ، إلى النَّباتاتِ ، إلى الحيوانات ثُمَّ إلى المَرْأَة الَّتِي شاءَ أم أَبى فهي تَتَكافَأُ معهُ في كُلِّ المزايا ، إن التَّكَبُّر طَرِيقٌ إلى احْتِقارِ الآخرين ويَدْفَع بصاحِبِهِ إلى الغُرورِ ( صانِعُ القَسْوَة والكَراهِيَة والأَحْقاد والأَكاذِيب..... إلخ ) والغُرور يُوَلِّدُ الأَوْهام الَّتِي تَزُجُّ بهِ إلى الحُرُوبِ والتَّطاحُنِ ، التَّواضُع يُعْطِي نَتائِج عَكْسية فهو يَجْعَلُ الإِنْسَان يَنْظُرُ باحْتِرامٍ إلى كُلِّ ما حَوْالَيْه ويَتَعَلَّم منه ويُدرِك حاجَته إِليه وإلى السَّلام .......                                                                           
" فَزَّاعُ الطُّيُور " هو صُوْرَة مُؤثِرة تَشِي بِخَوْفِ الحَيَوانِ وعَدَم ثِقَتِهِ بالإِنْسَان ، فالخَشَبَة الَّتِي تُنْصَبُ في وَسَطِ الحُقولِ مُتَوَشِّحة بثِيابِ إِنْسَان ومُتمثِّلةً برأْسِهِ ، تُقْلِقُ الطُّيُور وتُفْزِعُها تَماماً كالبندقية ، لاأَدْرِي هل كانَ مُصادَفة أن يُمَثَّلَ " فَزَّاع الطُيُور " بهَيْئَةِ إِنْسَان ، أم كانَ اخْتِياراً مَقْصُوداً من الإِنْسَانِ ذاته ليَتَباهَى بقُدراتِهِ وسُلْطَاتِهِ الوَهْميَّة ، فلَوْ افْتَرَضنا طُلُوع يَوْمٍ على هذا الكَوْكَب وأَصْبَحَ على سبيلِ المِثالِ أَيّ حَيَوان سَيِّده وطَوَّرَ قابلياته فالوَضْع سيكُونُ مَعْكُوساً بالنِسْبَةِ للإِنْسَان الكائِنُ المُتَغَطْرِس ، إِذْ يُصْبِحُ مَوْقِعِ المُسْتَضْعَف له نَصِيباً لامَفَرَّ مِنهُ ......                                                                                       
اخْتارَ الإِنْسَان لنَفْسِهِ قِمَّة الهَرَم عَرْشاً ، وزَكَّى نَفْسَه مَلِكاً على الكَوْكَبِ وكائِنَاتهِ دُوْنَما اسْتِيعاب إن المَلِك إنَّما هو المُرادِفُ الآخر للحارِسِ أو الخادِم ، فعلى المَلِك رِعَايَة مَمْلَكَتِهِ وخِدْمَتها وحِراسَتها وتسييرِ شُؤُونها بيَقَظةٍ وتَدَبُّرٍ وعِنايَةٍ وحِكْمَة والحِفاظ على خَيْراتِها ورَوْعَتِها وصِيانَتها وهذا مايَفْعَلُه الحارِس ( وأيضاً الخادِم ) القَيِّم المُؤْتَمَن على الأَرْواحِ والمُمتلكات ، ولأَنَّهُ لم يَسْتَوعِب المَعْنَى الآخر للَفْظَةِ مَلِك تَحَوَّلَ أنانياً مُتَبجِّحاً ، وكُلّ تَبَجُّحٍ إلى زَوَالٍ وفَناءٍ مُؤكَّدين ........ قَدْ يَكْمن الفَرْق بَيْنَ التَّسْمِيَتين إن " مَلِك " مُبَهْرَجة ، بَرَّاقة ورَنَّانة ، مُجَلَّلة بالبَهاءِ والعَظَمَة والرِّفْعَة في خاطِرِ البَشَرِ ، بَيْنَما " حارِس " مُتواضِعة ، مَحْفُوفة بالبساطةِ من غَيْرِ طَنِينٍ ورَنِين  ، وهذا يَنْسَحِبُ أَيضاً  على "  خادِم  " ......   
عُيُوب البَشَرِيَّة لاتُحْصَى ، فهل هو من الذَّكَاءِ الإِنْسَانيّ في شَيْءٍ كُلّ الشَّرِّ الَّذِي فَعَلَه بهذا الكَوْكَب المُبْتَلَى ، هل من الذَّكَاءِ في شَيْءٍ سَحْق الدُّوَل الغَنِيَّة لزَمِيلاتِها الفَقِيرة ، هل من الذَّكَاءِ في شَيْءٍ إِشْعال فِتَن الحُرُوبِ بَيْنَ الدُّوَلِ والأَفْرادِ والطَّوائِفِ والمَذاهِبِ ، هل من الذَّكَاءِ في شَيْءٍ قَتْل الإِنْسَان لأَخِيهِ الإِنْسَان أَوْ تَعْذِيبِهِ أَوْ التَّمْثِيل بالجُثَثِ بَعْدَ المَوْت أَوْ التَّفَنُّن في اخْتِراعِ وسائِلِ التَّعْذِيب وتَصْعِيدِ كَفَاءاتِها إلى أَعْلَى حدٍّ مُمْكِن حَتَّى تُفْعِلَ أَقْصَى وأَشَدَّ الأَلَم والقَسْوَة والأَذَى للإِنْسَان ، هل من الذَّكَاءِ في شَيْءٍ تنامِي العَدَاء والكَراهِيَة في العالَمِ ، أَوْ أن يُصْبِحَ اللاجِئين لُعْبة في يَدِ السِياساتِ الخَبِيثة ، و ..... و..... و ...... إلخ     
إن شَتَمَ أَحدٌ مِنَّا آخر نَعَتَه بحَيَوانٍ ما ، وإن كان الحَدِيث عن تَجاوُزات ومُضادات للقِيَمِ والأَخْلاق لأُشِيرَ إلى أن ذلك من طِباعِ الحيواناتِ وصِفاتِها ولَيْسَ من الإِنْسَانِيَّة في شَيْءٍ ، لكِنَّ الحَقائق تَخْذُلنا فالإِنْسَان بكُلِّ البَشَاعَات الَّتِي اقْتَرَفَها ولا زالَ يَقْتَرِفها يكُون الحَيَوان بَرِيئاً من كُلِّ مايُنْسَبُ إِليهِ من مَخازِي .......       
صدقَ الشافعي حِيْنَ قالَ :                                                                   
نُعِيبُ زَمَانَنَا والعَيْبُ فِينَا
وما لزَمَانِنَا عَيْبٌ  سِوَانَا
ونَهْجُوا ذا الزَّمَان بغَيْرِ ذَنْبٍ
ولو نَطَقَ الزَّمَانُ لنَا هَجَانَا 
ولَيْسَ الذِئْبُ يَأْكُلُ لَحْمَ ذِئْبٍ
ويَأْكُلُ بَعْضُنَا بَعْضاً عَيَانَا

علينا أن نَتَقَبَّلَ إن بَعْض الكائِنات لم تُطوِّر تقنياتها ولم تَتَطوَّر لأنّها وَجَدَتْ ذلك لَيْسَ مُهِمَّاً وأن حَياتَها على سياقِها تَكْفِيها ، أو رُبَّما حاولَتْ وفَشَلَتْ لأنّ الظُّرُوف المُحِيطة بها خذَلَتها وعارَضَتها ، أو أَسْباب واعْتِبارات أُخْرَى عَدِيدة أَحْبَطَت مُحاولاتها ومَساعِيها ، أما الكائِنَات الأُخْرَى الَّتِي تَطوَّرت وطوَّرَت نَفْسَها أَكْثَر وأَكْثَر فتَحَوَّلَتْ وتَبَدَّلَتْ ، إنّما فلأنَّها أرادَتْ ذلك وسَعَتْ إِليهِ واحْتَاجَتْ إِليه حَتَّى تتَكَيَّف مع الظُّرُوف البِيئيَّة والطَّبِيعيَّة المُحِيطة بها أَوْ اسْتِجابةً لطارِئ جَدِيد في المُحِيط الَّذِي تَعِيشُ فيهِ ، هكذا نَرَى إن هُناك حيوانات أُخْرَى انْقَرَضَت لأنّها لم تُطوِّر أَوْ تُغَيِّر إِمْكانِياتها كما طَالَبَتها الظُّرُوف والطَّبِيعة والبِيئة ، أي كانَ لها مَوْقِفها الخاصّ واخْتِيارها ، على الإِنْسَان وهو وحَسْبما يَعْتَقِدُ إنّهُ أَرْقَى الكائِنَات وأَفْضَلَها أن يَتَذَكَّر إن الحَياةَ لَيْسَت جامِدة ، إنّما سَائِرة مُنْدفِعة وتُغَيِّرُ قُدراتها وقابلِياتها وكذلك الكائِنَات الأُخْرَى ، ورُبَّما عليه أن يَتَوَقَّعَ يَوْماً تَتَغَيَّر فيهِ المُجريات ليَرَى إن نَوْعاً من الحيواناتِ والَّتِي يَنْظُرُ إِليها ككائِنَات أَدْنى مَنْزِلة منهُ وأَقَلّ ، قَدْ  تُطوِّر إِمْكانِياتها ودِفاعاتها وتقنياتها فتَسْبُق الإِنْسَان وقَدْ تُسْيطر على الكَوْكَبِ وعلى الإِنْسَانِ ، إن هذا لَيْسَ بمُسْتبعد ولا بمُسْتَحِيل ......                   
رُبَّما يَنْبَرِي قائِل ليَقُول إن الأَجْدَى الحَدِيث عن وُجوبِ تَعلُّم الإِنْسَان احْتِرام قَرِينه الإِنْسَان الآخر ثُمَّ التَّحَدُّث عن لُزومِ احْتِرامِ الحيوانات والكائِنَات الأُخْرَى ، لِكنّ ياقائِلاً بهذا ، الحَياة تَدُلُّنا على قِراءةِ القَوْل من آخِرِهِ ابْتِداءً لنَنْتَهِي عِنْدَ أَوَّلِهِ أي مَعْكُوساً ، فإِن لم يَتَعَلَّم الإِنْسَان احْتِرام وتَقَبُّل الحيوانات والكائِنَات الأُخْرَى على اخْتِلافِها فلن يَتَعَلَّم أَبداً تَقَبُّل نَفْسِه واحْتِرامها ككائِن راقِي مُتطوِّر لأنَّ الكُلّ سَوِيَّة يُشَكِّلُون وَحْدة واحِدَة مُتكامِلة ومُتَنَاهِيَة في ذات الكَوْن الواسِع ، فالإِنْسَان بمُفْردِهِ لايُشَكِّلُ زَخْماً شاسِعاً مدوِّيَّاً أَمامَ هذهِ الذات ، أي إن الطَّرِيق إلى نَفْسِ الإِنْسَان وذاتهِ تَبْدَأ من الكائِنَاتِ الأُخْرَى المُشارِكة لهُ في هذا الكَوْكَب وتَقُودُ إِليه ولَيْسَ العَكْس ....... وقَدْ يَعْتَرِضُ آخر ويَقُول إن هذا يَنْسِفُ مَقُولَة  " إن الإِنْسَان هو الكائِن الَّذِي عَمَّرَ الأَرْض " ، لو تَأَمَّلْنا لوَجَدْنا إن الإِنْسَان عَمَّرَّ الأَرْضَ ولكِنْ لِنَفْسِهِ أَي بما يتَماشَى مع فائِدَتِهِ ومَصْلَحتِهِ مُتَجاهِلاً حُقُوق الكائِنَات الأُخْرَى قاطِبَةً ، فهو لم يُدَّجِن الحيوانات مثلاً لأَجْلِ مَنْفَعَتِها بَلْ لِمَنْفَعَتِهِ في الاسْتِفادةِ من مُنْتَجاتِها وجُلُودِها ولُحُومِها ، فالتَعْمِير هو من وُجْهَةِ نَظَرٍ إِنْسَانِيَّة بَحتَة .......   
الإِشادَة بجَمْهَرَةِ الساعِين إلى خَيْرِ هذا الكَوْن والكَوْكَب بوَعْيهم ومساعِيهم شَخْصيات ومُنَظَّمات ( الأُمّ تريزا ، مُنَظَّمات حِمايَة الحَيَوان ، حِمايَة البِيئة ، مَجْمُوعات الأَطِبَّاء العاملين في مشارِيع خَيْرِيَّة وتَقْدِيم خدماتِهم الطُّبِّية في رُقَعِ العالَم المُحْتاجَة إِليه ، مُناهِضي الظُّلْم ، مُحَرِّري العَبِيد ...... إلخ )  هو أُصْبُع نَحْوَ منابِع الضَّوْء ، لكِنْ من المُؤسف إن كَمَّ خيرهم ومَساعِيهم يَظَلُّ ضَئِيلاً قبالَة الكَمّ الهائل من الشُرُور والآثامِ الإِنْسَانِيَّة ......                                                 
" الإِنْسَان في قِمَّةِ الهَرَم " بمقاسات بني الإِنْسَان الَّذِي يَجْهَلُ أَمْرَ مقاسات بني الحَيَوان ولرُبَّما يَضْحَكُ الحَيَوان في سرِّهِ من أَمْرِ الإِنْسَان ويسْتَعْجِبه ..... ماذا سيكُون مَوْقِف الإِنْسَان لَوْ أُكتُشِفَ ذات يَوْمٍ كائنات أَرْقَى بكَثِيرٍ من البَشَرِ في كَواكِب ومَجَرَّات أُخْرَى ، إِذْ من السُّخْفِ والسَّذَاجةِ التَّصَوُّر والجَزْم إِننّا نَعِيشُ وحِيدين في هذا الكَوْن الواسِع الفَسِيح المُترامِي الأَطْراف وإن كَوْكَبَ الأَرْض فَقَطْ فيه أَشْكال الحَياةِ المُتَنَوِّعة وإن هذا الكَوْن لا يَحْتَوِي غَيْرنا .....                     
" الإِنْسَان في قِمَّةِ الهَرَم " تَصَدَّعَت عُقولنا وكُلّ حَواسّنا مذْ كُنّا صِغاراً بهذهِ المَعْلُومة الوَهْم ، تَعَلَّمناها في المَدْرَسَةِ ، سَرَتْ إِلينا عِبْرَ الأَحادِيث ، ووَزَّعناها عِبْرَ أَحادِيثنا ، وتَناقلناها ، وطَبَعَتها لنا الأَديان بخَتْمِ التَّأْكِيدِ ، أَبداً لم نَتوَقَّفْ لَحْظة لنَسْأَل عن مَدَى الحَقِيقَةِ فيها  ......                                                       
فليَنْزِل الإِنْسَان عن قِمَّةِ هَرَمٍ اعْتَلاه عَنْوَةً واحْتِيالاً ، وإن أرادَ أن يَعْتَلِيهِ عن جَدارَةٍ فليَسْتَوْعِب ويسْتَشْعِر مُفْردات هذا الكَوْن وهذا الكَوْكَب ، ويَتَّخِذ  لهُ من التَّواضُعِ مَسْلَكاً  .......                                                                       
التَّواضُع هو الطَّرِيق إلى المَعْرِفَة ........                                                 

بقلم شذى توما مرقوس
الثلاثاء 9 ـ 9 ـ 2008 ــ الجمعة 10 ــ 4 ـ 2009



126
 في دَوْرِ الشِّعْرِ والشَّاعِر......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم شذى توما مرقوس
الأربعاء 4 ــ 3 ــ 2009

(  في البَدْءِ أُنوِّه أن هذهِ المَقَالَة مَحْصُورة فَقَطْ بالحديثِ عن الشِّعْرِ الحَقِيقيّ المَكْتُوب   بالفُصْحى   )
...... فَنُّ الشِّعْر لَيْسَ بفَنٍّ مُسْتَطرأ على الحَياةِ أو مُكَمِّل أو تَرْفيهيّ فهو يُلخِّص في مَراحِلِهِ التاريخ البَشَريّ بكُلِّ انْدِحاراتِهِ ورُقِيهِ وتطورهِ  ، بل هو فَنٌّ حقّ وأَصيل نابِع من الحَياةِ والفِكْر البَشَريّ ومُرافِقٌ للمَسِيرةِ الإنْسَانيَّة ومُعبِرٌ عنها ، ويَتساوَى في القِيمةِ والأهميةِ مع العُلومِ الإِنْسَانيَّة والمَعَارفِ الأُخْرَى كالطُّبِّ والهَنْدَسَةِ والتَّعْلِيم ..... إلخ ، ويَسِيرُ جنباً إلى جنب مع باقي الفُنُون الأُخْرَى كالغِناءِ والرَّسْمِ والمُوسيقى والنَّحْتِ والطَّرْقِ على النُّحَاسِ والتَّمْثِيلِ ، وهو جُزْءٌ تامٌّ غَيْر مَنْقُوص أو مَقْرُوض يَتكامَل مع بَقِيَّة الأَجْزاءِ المَذْكُورَة أَعْلاه لتُشْكِل كُلّ الأَجْزاء معاً اللَّوْحة الحَياتيَّة وخارِطة الإنْسَانيَّة بكُلِّ شُموخِها وانْكِساراتِها وأفراحِها وآلامها ورُقِيها وتَباطُؤها ...... هو لَيْسَ أَهمُّ الأَجْزاء ( كما أن أَيّ جُزْء من الأَجْزاءِ الأُخْرَى لن يكُون أَهمُّ الأَجْزاء ) ، لكِنّهُ ببساطة جُزْءٌ يَتساوَى في الأهميةِ مع بَقِيَّة الأَجْزاءِ من العُلومِ الأُخْرَى من طُبٍّ وهَنْدَسَةٍ وزِراعةٍ وعُلوم ..... إلخ المُكَمِّلة بدَوْرِها للَوْحةِ الإنْسَانيَّة الحَياتِيَّة بكُلِّ عُيُوبِها ومَحاسِنِها ويَتَكافَأُ معها ، فكُلُّ جُزْءٍ يُؤَدِّي دَوْرَه ووَظِيفَته في مَجَالِهِ ..... كُلٌّ يَبْني الحَياة في جَانبِهِ ليتداخَل مع كُلِّ الأَجْزاءِ الأُخْرَى ويَتَلاحَم معها وتُشْكِل الصُّورَة النهائيَّة ...... لايُمْكِنُ إلغاء دَوْر المُرشِدين ولا المُفَكِّرين ولا الفَلاسِفة ولا الأَطِبَّاء .... إلخ ، هكذا أيضاً لايُمْكِن إلغاء دَوْر الشِّعْر والشُّعَراء في بِنَاءِ الحَياةِ وتَشْكِيل تَصَوُّر عن أُمُورٍ مُخْتَلِفَة والسَّعْي للاشْتِغَال في بِنَاءِ وُجْهَاتِ نَظَر تَخُصُّ الشُّعُوب أو الأَفْراد ، أي تبلور الفِكْرَة المَطْلُوبة والقَنَاعَة وتَقُودُ إلى تَأْطِيرِها وتَقْدِيمِ المُعَالَجَة وكَشْفٍ للمَعْرِفَةِ عن الحالِ الإِنْسَانيّ والكَوْن  .........                                                                   
 إن مُحاوَلَة إلغاء دَوْر الشَّاعِر ووَصْف دَوْرَه بالكَمَاليّ أو التَرْفيهيّ هو إجْحاف فبأيّ مِقْياس يُمْكِن الجَزْم بأَن دَوْر الطَبِيب أرْفَع شَأْناً وتَأْثِيراً من دَوْرِ الشَّاعِر وأن بدُوْنِهِ لاتُبْنَى الحَياة وغِياب الشُّعَراء عنها لايُؤَثِّر قَطْعاً ؟  .........                                                         
إن اللَّوْحةَ المَرْسُومة بلَوْنٍ واحد هي لَوْحة باهِتة غَيْر مُتَعدِّدة المعالم والاتجاهات وأُحادية النَّزَعَة وغَيْر واضِحة المَلامِح  ، بَيْنَما الحَياة هي لَوْحة مُتَعدِّدة الألْوان والأَطْراف والزَوايا ، لكُلِّ لَوْنٍ بصمتِهِ الخاصَّة والمُمَيَّزة ، ولكُلِّ زاوِيَةٍ مَنْظُورها ولكُلِّ طَرَفٍ تَأْثِيره في اتجاهٍ مُعَيَّن ، قد يَخْتَلِفُ الكَثِيرون على قِيمة الشِّعْر في الحَياةِ وأيَّاً كان هذا الاخْتِلاف فإنِّه يُؤشِّر لصالِحِ الشِّعْر وأهميتهِ في كُلِّ الأَحْوال .                                                             
  إن الشِّعْر لَيْسَ هروباً من الواقِعِ والإِحْباطات كما يَتَصَوَّر البَعْض ( وإلا لما وَجَدْنا كِتابات جادَّة تُعالِجُ الواقِع وتُعِيدُ تَفْكِيكهُ وتُعَرِّيه لكَشْفِ الحَقِيقَة  ) لأنَّهُ من صَميمِ الواقِع ومُصَوِّر له ومُرْتَبِط بهِ ومُسْتَفِيدٌ من النَّسْجِ الخَيَالي لمُحَاكاةِ الواقِع وتَصْوِيرهِ وكَشْفِهِ وبَيانِهِ والإِفْصاح عنه في تعابِير لغَوِيَّة ذكيَّة قادِرة على التَّأْثِيرِ والدَّيْمُومَةِ والتَّوَسُّعِ وبمَشاعِر ناطِقة نابِضة ، فالمُعاناة عِنْد الشاعِر تتَشَكَّل أَلَماً أو فَرَحاً أو حُزْناً أو اسْتِنْكاراً أو تَرَنُّماً بالحَياةِ ..... إلخ وهو يَقُودُ بهذا الآخرين إلى رُؤْيَةٍ أوْسَع للأُمُور وآفاقٍ أُخْرَى ، لَيْسَ بالضَّرُورَةِ أن تتطابق مع وُجْهَاتِ نَظَر الجَمِيع لكِنّهُ يَعْرِضُ وُجْهَاتِ النَّظَرِ المُمْكِنة ، ويَفْتَحُ نافِذة واسِعَة على حَدِيقةِ الأَمْل والتَّأَمُّل والاسْتِنْتاج والتَّفْكِير والمُخَيّلة ،  أي إنّهُ مَنْتُوج ضَرُورِيّ يَبْنِي الإِنْسَان ولا يَسْتَهلِكه ( على عَكْسِ الإِنْجازات الماديَّة والتي في أَحيانٍ كَثِيرة تَسْتَهلِكُ الإِنْسَان وتَطْرَحُهُ جَانِباً )  والحاجَة إليهِ ماسَّة وعامِل علاجي مُساعِد وفَعَّال للخُروجِ بالإِنْسَانِ إلى زاوِيَةِ الرُؤْيَة والتَّشَبُّثِ بالآمالِ للخُروجِ من الكَثِيرِ من الأَزْمَات وتشكيل القَنَاعَات ، هو كالقَنَادِيل التي تُضِيءُ الطَّرِيق وتُبَيِّن الشَّوائِب وكذلك الصَّفاء ........ إن الشِّعْر مُتلازِم مع صَميمِ الأُمُور الحَياتيَّة ولهذا فهو يَصِفُها ويُعَرِّيها ويكون صَوْتاً للضَميرِ وللحَقِيقَةِ فلا غَرْوى أن قالَ الفَيْلسُوف هايدغر :( جوهر الفَنِّ : الشِّعْر،وجوهر الشِّعْر : إقامة الحَقِيقَة ) . 
الشاعِرُ يُساهِمُ في تشكيل خَطٍّ للحَياةِ مع بَقيَّة الفُنُونِ والعُلومِ فهو يُشْكِلُ نُقْطة ( أو جُزْء ) في هذا الخَطّ إلى جَانِبِ النِّقاط الأُخْرَى من طُّبٍّ وجُغرافية وهَنْدَسَةٍ ونَحْتٍ وتَمْثِيلٍ وغِناء ..... إلخ  وبوَصْلِ هذهِ النِّقاط ببَعْضِها يَتَكَوَّنُ مَسَار الحَياةِ ويتجه  نَحْوَ غايَتِهِ ، وأيّ إلغاء لواحِدةٍ من هذهِ النِّقاطِ يَخْلُقُ حُفْرَة وتَعَرُّجاً ........                                                   
حتَّى تُرْسمُ للحَياةِ لَوْحة مُفِيدة غَنِيَّة بَنَّاءة ومُتناسِقة لايَجِبُ إِغْفال لَوْنٍ ما ، بل يَجِبُ إِدْخال كُلَّ الألْوانِ في تشكِيلِها لأنّ لكُلِّ لَوْنٍ بصمته ومَغْزَاه وفائدَته ..... لايَجُوز تَجاهُل لَوْن لأَجْلِ آخر ولايَجُوز تَفْضِيل لَوْن على آخر فكُلٌّ يَعْمل في مَسَارِهِ ويُعْطِي ضَؤْءه .......               
 
صِفَات لاتَقْتَصِرُ على الشُّعَراء فَقَطْ : ــ                                                               
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                       
مُطالَبَة الشَّاعِر بأن يكون ذو إِلْمام واسِع ومَعْرِفَة أَكْثَر من غَزِيرَة ، هو أَمْرٌ مُبالَغٌ فيهِ فلايُمْكِنُ لأيٍّ من البَشَرِ أن يَتَمَيَّزَ بمَعْرِفَتِهِ الشَّامِلة ، والحالُ عِنْد الشَّاعِر كما عِنْد البَشَر الآخرين ، فالمُهَنْدِس قد يكون بارِعاً في مَجَالِ تَخَصُّصِهِ ولكِن لايُنْتَظَرُ منهُ أن يكون ضالِعاً في العُلومِ السياسيَّة أو في الطُّبِّ أو في التاريخِ أو العُلومِ الشِّعْريَّة أو مُتَمَكِّناً في عِلْمِ الفَلْسفةِ ، والحالُ أيضاً ذاتَه لدى الطَبِيب أو المُعَلِّم أو المُمَثِّل أو الصحفِيّ ..... إلخ ،  لايُؤشِّرُ هذا لعَيْبٍ ما ، بقَدْرِ مايُعَبِّرُ عن نَمَطِ شَخْصيَّة هذا المُهَنْدس أو الطَبِيب أو المُعَلِّم .........  وهذهِ لَيْسَت دَعْوَة لتَبَنِّي الجَهْل بل تَوْضيح لنَظْرَةِ الالْتِباس بحقِّ الشُّعَراء فالحدِيث هو عن بَشَر لا عن آلِهة ، ولو لم يكُنْ الشَّاعِر إِنْسَاناً لما كَتَبَ الشِّعْر ، إضافةً إلى أَنَّه ومن حَيْثُ المَنْشَأ لايُوْجَدُ عَلاقَة ترَابُطيَّة أو اشْتِراطيَّة بَيْنَ المَوْهِبَة والمَعْرِفَة ، فعَدَم المَعْرِفَة لا يلغِي وجود المَوْهِبَة ، وتَوَفُّر المَعْرِفَة لايَشتَرِطُ تَواجُد المَوْهِبَة ، فالمَعْرِفَة يُمْكِنُ اكْتِسَابها بالسَّعْي إليها في حِيْنِ إن الشِّعْر هو من المَوَاهِب ، والمَوَاهِب لايُسْعَى إليها ولا تُكْتَسب بل يَتِمُّ صَقْلها وتَنْمِيَتها وتَهْذِيبها في حَثِيثِ تطويرها بالاجْتِهادِ والمُثَابَرَة .                         
الشَّاعِر لَيْسَ كائِناً من كَوْكَبٍ آخر ولا بمَلاكٍ ولن يكُون ، فالملائِكةُ لا تَقْرِضُ الشِّعْر ، هو إِنْسَان فيه من الجمالِ والعُيُوب والنواقص والثَّرَاء بكَمِّ مافي الآخرين منها ، ولَيْسَ بمُسْتَهْجَن إن كان الشَّاعِر إِنْسَاناً ، ( مع المُلاحظة بأنّ كُلّ هذهِ المُتناقِضات التي تَحْفَلُ بها النَفْس البَشَريَّة تَعْمَلُ في خِدْمَةِ الشِّعْر ) ،  فالبَعْض  من مَواقِعِ إِطْلالاتهم على المُجْتَمَعِ كبَعْض  كُتّاب المَقَالات والمَسْرَحيات والرِّوايَات والقِصَص وكذلك الأَطِبَّاء والمُهَنْدسين والمُدَرِّسين والمُحاميين وغَيْرَهم ........ إلخ لايُطابِقُ مايَفْعَلُون دائماً مايُشيعون ومايَقُولون ( وأَرْجُو الانْتِباه إلى كَلِمَةِ  بَعْض  فلا يَجِبُ أَخْذ الكُلّ بجَرِيرَةِ البَعْض ) ، ولو كان الحال غَيْر ذلك لما قَرأنا عن بناياتٍ تَهَدَّمَت فَوْقَ رؤوسِ قاطِنيها لأنّ المُهَنْدسين المَسْؤُولين عن إِقامتها لم يَلْتزِمُوا الأَمانة مَسْلكاً في عَملِهم  ، ولا عن مُعَلِّمٍ يُلقي المُحاضَرَات الطَّويلة في الطِيبَةِ والكَرَمِ وهو في حالِ حَقِيقَتهِ أَبْخَل الخَلْقِ وأَقْسَاهم ، ولا عن رِجالِ دِيْنٍ يَحْكون ويَتَغَنَّون بالمَحَبَّةِ بَيْنَما هُم في حلٍ منها وقلُوبهم لايَسْكُنها غَيْر الحِقْد ، ولا عن كَمٍّ من الباحثين الاجْتِماعيين مِمَّنْ يَتَحَدَّثُون في ضَرُورَةِ مُساعَدَة النَّاسِ وهم في الحَقِيقَة يَصْنَعُون الكَوارِث في حَياةِ الأُسْر التي يَمُرُّون بها ، ولا عن طَبِيبٍ يَحْمِلُ شِعار الرَّحْمَةِ بَيْنَما يُقَدِّمُ للغَنِيّ خدمات بحَجْمِ أمْوَالِهِ ويرفُسُ الفَقِير بَعِيداً عن عِيادَتِهِ حتَّى وإن كان الفَاصِلُ مَوْتاً أو حَياة  ...............                                                                                         
الصِّدْق ، النِّفَاق ، الاسْتِقامَة ، الالْتِوَاء ،  الطِيبَة ، الخُبْث ، البُخْل ، الكَرَم ...... إلخ كُلّها صِفات يَتوَفَّر عليها البَشَر بنِسبٍ مُتَفاوِتَة ( تَبْدأُ بالصِفْرِ وتَمْتَدُّ بامْتِدادِ النِسبِ )  بغَضِّ النَّظَر عن مَوَاهِبِهم وحِرَفِهم ومِهْنِهم ومُسْتَوَياتِ مَعِيشَتِهم وصِفتهم في هذهِ الحَياة ، أي هي صِفات لايَخْتَصُّ بها الشُّعَراء بل تَنْسَحِبُ على كُلِّ الأَفْرادِ بَدْءاً من الحُكَّام ومُروراً بالمُهَنْدسين والأَطِبَّاء والموسيقين والطَّيَّارين وكُلّ المِهْنِ الأُخرى وانْتِهاءً بعُمَّالِ التَّنْظِيف أو البِنَاء أو الخِياطة أو رَبَّات البيُوت أو العاطلين عن العَمَلِ ووصولاً إلى كُلِّ فَرْدٍ في المُجْتَمَعِ ، وهكذا يَلِيقُ بأَيِّ شَخْص يَطِيبُ لهُ إِلْصاق الصِفات السَّيِّئة بالشُّعَراءِ أن يُوقِنَ إنها لاتَقْتَصِرُ على  بَعْض  الشُّعَراء ولاتَخْتَصُّ بهم دُوْناً عن أَفْرادِ العَالم ( وأَرْجُو الانْتِباه إلى كَلِمَةِ  بَعْض  إذْ لا يَجُوز لأَيِّ شَخْص أن يُطْلِق أحْكاماً عامَّة وعَشْوائيَّة أَيَّاً كان موقِعه  ومهما بلَغَتْ مَنْزِلته ) ، هذهِ الصِفات تَنْسَحِبُ على البَعْضِ أيضاً من الأَطِبَّاءِ والمُهَنْدسين والمُعَلِّمين وعُمَّال التَّنْظِيف وعلى رَبَّاتِ البيُوت وعلى أيِّ فَرْد آخر في المُجْتَمَعِ أيّاً كانت صِفته أو مِهْنته أو مَوْهِبَته ، فالحَياة لاتَجْنَحُ نَحْوَ الكَمَالِ ولاتُريده لأنّها إن كَمُلت تَوَقَّفَتْ وفقدَتْ اتجاهاتها .......                                                                                   
يُولَدُ الشِّعْر من رَحمِ الحَياة تَلْبِيةً لنِداءِ الحاجَةِ الإِنْسَانِيَّة إليهِ كما يُوْجَدُ الطُّبّ والزِّراعة والهَنْدَسَة ..... إلخ من بَقِيَّةِ العُلوم وأيضاً الفُنُون تَلْبِيةً لنَفْسِ النِّداء ( مع الأَخْذِ بنَظَرِ الاعْتِبار تَنَوُّع الحاجات الإِنْسَانِيَّة واخْتِلافها ) ، وإن لم تكُنْ هُناك حاجَة إلى كُلِّ هذهِ العُلوم أو الفُنُون وبضِمْنِها الشِّعْر لما كانت وما وُجِدَت  ولا عُرِفت .                                     
 

الشِّعْر والإِنْجازات البَشَريَّة : ــ                                                                         
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                             
الشِّعْرُ مُنْجَز بَشَريّ ، حَيَوِيّ ، صَميميّ نابِعٌ من الذاتِ البَشَريَّة ، مُلازِمٌ للمَسِيرةِ الإِنْسَانيَّة ، والإِنْجازات الشِّعْريَّة لَيْسَت أقَلّ أهمية من الإِنْجازاتِ العِلْميَّة والتكنولوجية وغَيْرها فبِنَاءِ المُجْتَمَعات يتمُّ باخْتِلافِ الفُنُونِ والآدابِ والعُلوم ، هكذا يَعْلُو الإِنْسَان ..............           
كُلّ الإنْجازات البَشَريَّة تَرْتَبِطُ نَتائِجها بطَرِيقةِ اسْتِعْمالِها ....... فالقُنْبُلة الذَّريَّة هي إِنْجاز بَشَريّ مادِّيّ عِلْميّ مَلْمُوس ، لكنّها دَمَرَتْ الإِنْسَان نَفْسيَّاً وجَسَديَّاً وفِكْريَّاً وزَرَعَتْ الخَوْفَ والرُّعْبَ في الكِيانِ البَشَريّ حِيْن اسْتُعْمِلَت للتَدْمِيرِ ولازالت تَفْعَلُ ذلك في النُفُوسِ وتُثِيرُ الفِتَن والحُرُوب والصِّراعات الدُّوَليَّة .                                                                 
يعِيبُ البَعْض على الشُّعَراءِ عَدَم وجُودِ إِنْجازات لهم وهذا مُجْحِف وبَعِيد عن الحَقِيقَةِ ، لأنّ الشِّعْر بذاتِهِ مُنْجَز بَشَريّ ، كما أن ثَوْرَات الشُّعُوبِ ونِضالِها من أَجْلِ حُرِّيَّتِها واسْتِقْلالِها هي إِنْجازات أَكْبَر بكَثِير من إِنْجازاتِ الأَلَّة لأنّها تَتَّصِلُ عَمِيقاً وتَمسُّ في الصَميمِ كَيْنُونَة الشُّعُوبِ وبقائها وهي القاعِدَة الأَمِينة لبِنَاءِ صَرْحِ الحَضَارَةِ الإِنْسَانيَّة ، الشُّعَراء هم هُنا ، فلا أَحد يَقْدِرُ أن يُغَيِّبَ نِضال  شُعَراء المُقاومةِ كالأسباني فيدريكو غارثيا لوركا والفرنسي بول ايلوار والجنوب إفريقي براين برايتنباغ والفلسطيني محمود درويش وفولتير الفَيْلسوف والأَدِيب والمُؤَرِّخ الذي ناضَلَ ضِدَّ الحُكْم الاسْتِبداديّ وناظم حكمت الَّذي حَملَ رُوح الطَّبَقةِ الكادِحة التُركيَّة وعبَّرَ عنها وعارَضَ الإِقْطاع وشارَكَ في حَركةِ أتاتورك ، وفي شِعْرِ جميل صدقي الزهاوي نسْتَشِفُّ الصَّوْت الذي دَعا إلى تحرُّرِ المَرْأَةِ ونَبْذِ اضْطِهادها وفي دَعْوَتِه هذهِ ثَوْرَة .                                                                     
المُقاومة فِعْلٌ إِنْسَانيّ ومُنْجَزٌ دَلِيل ،  فالإِنْجازات المادِّيَّة يُمْكِنُ تَلَمُّسها وتَحَسُّسها بَيْنَما الإِنْجازات على الصَّعِيد الرُّوحيّ والفِكْريّ والمَعْنَوِيّ يَصْعُبُ على المُجانبين لها الشُّعُور بها وإدْراكها ، وإن لم يَتَمَكَّنْ البَعْض إلا من إدْراكِ الإِنْجازات ــ المَحْسُوسَات ــ المادِّيَّة والمَلْمُوسة فالشِّعْر لَيْسَ بمَسْؤُولٍ عن قُصُورِهم في فَهْمِ إِنْجازاتهِ ولَيْسَ لهم الحقّ في نَعْتِهِ بالكَمَاليّ أو غَيْر ضَرُورِيّ وزائد ، فحِيْن يَكْتُبُ الشَّاعِر وحِيْن يَقْرَأُ القُرَّاء يُعانون ويَشْعُرون ، الشُّعُور والمُعاناة وما يترتب عليهما من مُلْحَقات هما جُهْد ولَيْسَ فَراغ أو ترَف أو قِلادَة تُعَلَّق في الرَّقَبَةِ للتباهِي ، إن العَقْلَ والقَلْبَ والجَسَدَ والرُّوح أي الإِنْسَان بكُلِّيتِهِ يشتركون في هذا الجُهْد ( بَعِيداً عن التَّمْجيدِ والتَّقْدِيسِ ) ، إِذنْ هو تَفاعُل وتَجاوُب بقَدْرِ الحاجَةِ الإِنْسَانِيَّة الماسَّة إلى ذلك والتي لايُمْكِنُ تَجاوُزها أو القَفْز فَوْقَها ولا الاسْتِغْناء عنها ، وهذا التَّجاوُب والتَّفاعُل يُولِّدُ المواقِف تِجَاه المُجريات وإِعادة النَّظَر فيما يَخْتَزِنه العَقْل البَشَريّ من آراءٍ ومُعْتَقدات وعادات وتقاليد ومَوْرُوثات، وأيضاً يَأْخُذُ على عاتِقِهِ التَّجْدِيد لها أو تَغْييرها أو تطويرها  ، ولاعَجَب أن وَجَدْنا  بَعْض الَّذِين لايَعْتَرِفُون إلا بالمادِّيّ والمَحْسُوس والمَرْئِيّ ساعين للانْتِقَاصِ من دَوْرِ الشِّعْر والشُّعَراءِ ومُحاولين تَغْيِيب دَوْرَهم مُعْتَبرِين الشُّعَراء كِيان كَمَاليّ في المُجْتَمَعِ لايزيده ولايُنْقِصه وهذا بَعِيدٌ كُلّ البُعدِ عن مَنْطِقِ المَحَبَّة وكَلام كهذا لايُمْكِنُ أَخْذه على مَحْمَلِ الجدِّ إذْ يَفْتَقِرُ لكُلِّ الحَقِيقَة ، ومن يتنكَّر لإِنْجازاتِ الشُّعَراء فكأنّهُ يتنكَّر لإِنْجازاتِ الفُنُونِ والعُلومِ الأُخْرَى ، ولو صَحَّ مايَدَّعون لما احْتَفَلَ العَالم بأسرهِ بيَوْمِ الشِّعْر العالمي في 19 ــ 3 من كُلِّ عام ، أم إن هذا الرَّهْط العالميّ المُحْتَفِل كُلّهم في وَهْمٍ وعُقولٍ قاصِرة ، بَيْنَما الغاضِبُون من الشِّعْرِ والمُعارِضُون لهُ والمُنْتَقِصون منه ومِمَّنْ يُروِّجُون لكونِهِ كِيان كَمَاليّ لايُؤَثِّرُ في المُجْتَمَعِ ولايزيده ولايُنْقِصه ، هم الَّذِين يَمْتَلِكُون الحَقِيقَة والعُقول النَّيِّرة ؟                                                                         
بما إن للإِنْسَانِ جَانِب مادِّيّ مَحْسُوس وجَانِب رُوحيّ فِكْرِيّ ، فالإِنْجازات الفِكْرِيَّة والرُّوحيَّة والمَعْنَوِيَّة تُساوِي في أهميتها ( إن لم تكُنْ أَكْثَرُ أهمية ) إِنْجازات الإِنْسَان المادِّيَّة المَحْسُوسَة والمَرْئِيَّة كالأَلَّة وغَيْرها ، إِنْجازات الشُّعَراء الفِكْرِيَّة والمَعْنَوِيَّة والرُّوحيَّة وبَثّ الهِمَّة تنتشِلُ الإِنْسَان من القَعْرِ لتَرْفَعهُ إلى الأَعْلى مُتَجاوِزاً يَوْميَّاتِهِ وتُبلور وُجْهَات نَظَرهِ ، لايُمْكِنُ لمن يَتجاهَل قِيمة المَشاعِر الإِنْسَانِيَّة وقُدْرَتها من إِدْراكِ هذهِ الإِنْجازات وتَلَمُّسِها والإِحْساس بها ولهذا فهو يتنكَّر لها ....... الرُّوح لاتُغذى بالمادَّة فهي بحاجَةٍ إلى غِذاءٍ آخر خاصّ ومُتَمَيِّز يُمْكِن تَوَفُّرَه في الشِّعْرِ والغِناء والتَّمْثِيل والمَسْرَح ..... إلخ  ، إذنْ الشِّعْر قُوَّة ، قُوَّة يُمْكِن الاسْتِفادة منها في مُواجَهَةِ كُلِّ التَّحَدِّيات البَشَريَّة ، يُمْكِن تَوْظِيْفها في مُواجَهَةِ الشَّرِّ والاضْطِهاد والاحْتِلال والفَقْر والجَهْل والمَرض ...... إلخ من آفات تَنْخَرُ في المُجْتَمَعِ الإِنْسَانِيّ ومَوْجُودة في كُلِّ عَصْر وزَمان ، هذهِ القُوَّة تَجْمَعُ الأَصْوات وتُوَحِّدها في رُؤْيَة واضِحة نَحْوَ الهَدَفِ ، من هُنا يكُون الشِّعْر لَيْسَ تَحْلِيقاً في عالمِ الخَيَال المُجَرَّد بل خَيَالٌ يُحاكِي الواقِع إِبْداعيّ خَلاَّق ونَظْرَة عِلاجيَّة مَطْلُوبَة وناجِعة نابِعة من صَميمِ الواقِع المُرْتَقَى بهِ لدَرَجَةِ الكِتابَة وهو مُرافِق صَدِيق للرُوحِ الإِنْسَانيَّة ، فكَمْ من البَشَرِ يَحْتَاجُون إلى ذلك ساعات انْكِساراتِهم وآلامِهم وأَفْراحِهم ومُعاناتِهم من يَوْميَّاتِهم  ...... في هذهِ الساعات وماأَكْثَرها لن تُعَبِّر الأَلَّة ( التكنولوجية والعِلْم ) عما يُعانون ولن تُقَدِّم أَيّ نَفْعٍ لهم ولا أَيّ حلٍ مَلْمُوس بل الشِّعْر والأَدَب بكافَّةِ مَجالاتهِ الأُخْرَى من رِوايَةٍ وقِصَّة ومَسْرَح ..... إلخ  ، إن بِنَاءَ الشُّعُوب يَأْتي ببِنَاءِ الإِنْسَان أَوَّلاً ، والبِنَاء يكُون من الداخِلِ ليَتَوسَّع إلى الخَارِجِ ولَيْسَ العَكْس ، هكذا يُمْكِن القَوْل إن الشِّعْر الحَقِيقيّ هو الشِّعْر الَّذي يَنْطَوِي على مَضامِين إِنْسَانِيَّة عَمِيقة ويَمَسُّ قَضاياها في الصَّميمِ وهو الَّذي سيَبْقَى حَيَّاً في الذاكِرةِ الإِنْسَانِيَّة وهو الَّذي يُساهِم في بِنَاءِ الإِنْسَانِ ، أما الأَشْعار الخاصَّة بالمُناسَبَات الآنيَّة والوَقْتيَّة وحتَّى بَعْض المُناسَبَات الوطنيَّة فهي رَهِينة وَقْتها ومُرْتَبِطة بهِ وتُطْوَى بمرُورِ الزَّمَن في أَرْوقةِ النِّسْيانِ.                                                                                                     
دَوْر الشِّعْر / الشَّاعِر أبداً لن يَنْتَفِي ولن يتوقَّف مادامَت الحاجَة الإِنْسَانيَّة إليهِ قائمة وسيَنْتَهِي ويغْنَى بفَناءِ هذهِ الحاجَة ، كما ستَنْتَهي وتُفْنَى الإِنْجازات العِلْميَّة والتكنولوجية الأُخْرَى بانْتِفاء الحاجَة إليها أيضاً ، ولاشَّك إن هذا الدَوْر يَتَغَيَّر من زَمْنٍ لآخر ويَأْخُذُ أهمية الزِّمْن الَّذي يُحِيطُ بهِ ويُعاصِره والبِيئة التي تَحْتَوِيه وهذا أَمْرٌ طَبِيعيّ فكل مافي الحَياةِ يَتَغَيَّر باسْتِمْرَار ويُواكِبُ تغيُّر الأَزْمان وهو ناتِج لحتميَّةِ التَّغْيير التي يَخْضَعُ لها المُجْتَمَع الإِنْسَانيّ ...... وإِشارَة مُؤكَّدة إن الشِّعْر والعِلْم لايَتَعارَضان ، بل يَلْتَقِيان ويَتَمازجان ومُمْكِن قِراءة الكَثِير من الأَشْعارِ المُمْتَزِجة بالأَفْكارِ العِلْميَّة ، ولقد عَبَّرَ بَعْض الفلاسِفة الأغريق والرُومان عن مَعَارِفهم العِلْميَّة بالشِّعْر ، ورُبَّما يكُون من الأَدِلَّةِ المُؤشِرة على كَونِ الشِّعْرِ من لُبِّ الواقِع هو إنّ مَوْهِبَة الشِّعْر لَيْسَت حكْراً في صِفةٍ مُعَيَّنة فنرى من بَيْنِ الشُّعَراءِ المَرْمُوقين الأَطِبَّاء والنَّجَّارِين ورَبَّات البُيوت والفلاسِفة والمُفَكِّرين واالمُعَوّقين والعُمْيان ..... إلخ ، فللشِّعْرِ الصَّدْر الواسِع العَرِيض الَّذي يَضُمُّ الجَمِيع ويَحْنُو عليهم بنَبْعِ حَلاوَتِهِ ومَحَبَّتِهِ . 
 
شُعَراء ساهمُوا في بِنَاءِ الفِكْر الإِنْسَانيّ : ــ  ( 1 )                                               
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                     
لايُخْفَى الأَثَر الَّذي خَلَّفَهُ الكَثِير من الشُّعَراءِ في بِنَاءِ الفِكْرِ الإِنْسَانيّ فأَثْرَى أَدَبهم وفِكْرهم وفَنّهم العالم وأَغنى مَسَاره ، ومن يَرْتاب ُ في ذلك فليَقْرَأ  : ــ لوركا ، الأَدِيب الإفريقي الكونغولي تشيكايا أوتامسي ، الشاعِر ليوبولد سيدار سينفور ، بابلو نيرودا ، حمزاتوف ، جنكيز اتماتوف ، ناظم حكمت ، والت ويتمان ، كلوتريامون ، رابندرانت طاغور ، وايف بونفوا ، ألكسندر بوشكين ( روسي ) ، تشانغ شيانغ هو ، خورخي لويس بورخيس ، مارغريت ووكر ، بول تسيلان ، لويس أرغوان ، بول فاليري ، هلدرلن ، كانيموزي ، فلاديمير ماياكوفسكي ، بوشكار داسفوبتا ، سوماك داس ، أنطونان أرتو ، سيرغي يسينبن ، أوسيب ماندلشتام ، فروغ فرخزاد ، أكتافيو باس ، رونيه شار ، بانيس ريتسوس ، ريوغين ساي ، مايكل بلو منتل ، فرنك أوهارا ، سان جون بيرس ، رفائيل ألبرتي ، شيركو بيكه س ، ماريا واين ، إنكمار ليكيوس وأيضاً الحائز على جائزة نوبل للآداب الشاعِر : وولي سونيكا .                                                                                 
ولايَسْتَطِيعُ أَحد التنكُّر للدَوْرِ المُهمّ والبارز لنزار القباني وآخرين في الحَركةِ الفِكْريَّة والثَّقافيَّة العربيَّة  ، ولاتُنْسَى بصمات جبران خليل جبران ، ميخائيل نعيمة ، نازك الملائكة ، أدونيس ، بدر شاكر السياب ، مي زيادة ،  فدوى طوقان ، بلند الحيدري  وغَيْرهم .       
ولابد لنا أيضاً أن نُشِير إلى الشُّعَراء :  اليوناني إيسخيلوس ،  الفرنسي شارل بودلير ، وليم بلاك : شَاعِر وكاتِب ايطالي ، برتولت برخت الشَّاعِر والكاتِب المَسْرَحيّ الالماني ، جان كونتو : شَاعِر وروائي وكاتِب مَسْرَحيّ فرنسي ، الأنكليزي صموئيل تايلور كولريدج ، فرانسوا كوبيه : شَاعِر وكاتِب مَسْرَحيّ فرنسي ، بيير كورني : شَاعِر مَسْرَحيّ فرنسي ، الفرنسي أندرية بريتون ، الانكليزي روبرت براوننغ ، الانكليزي صموئيل بتلر  ، الانكليزي جيفري تشوسر ، رابندرانت طاغور : شَاعِر ومُفَكِّر هندي ، يوهان غوته :   أَدِيب ومُفَكِّر الماني ، فولتير : أَدِيب وفَيْلسوف فرنسي ، الأَدِيب النمساوي فارتز كافكا ، الأَدِيب والفَيْلسوف الفرنسي ألبير كامو ، والشاعرة السويسرية ايما راكوزا .                       
 
  قد يكُون أَجْوَدَ ما تُخْتَم بهِ هذهِ المَقَالَة القَصِيدة التَّالية :    ( 2 )                               




فن الشعر
للشاعر الأرجنتيني : خورخي لويس بورخيس 

أن ننظر إلى النهر المصنوع من الزمن و المياه
ونتذكر أن الزمن مهر آخر،
أن نعرف أننا نكف عن الوجود، تماماً كالنهر
وأن وجوهنا تتلاشى، تماماً كالمياه.
أن تشعر أن اليقظة هي نوم آخر
يحلم بأنه ليس نائم، و أن الموت
الذي ترهبه أجسادنا، هو نفسه الموت
الذي يعتادنا كل ليلة ونسميه نوماً.
أن نرى في اليوم أو في السنة رمزاً
لأيام النوع الإنساني وسنواته
أن نترجم حنق السنين
إلى موسيقى و إشاعة و رمز.
أن نرى في الموت نوماَ، وفي الغروب
ذهباً حزيناَ، فذلك هو الشعر
خالداً معوزاً. لأن الشعر
يرجع كالفجر والغروب.
في أوقات الظهيرة، يطل علينا
وجه ما من أعماق مرآة،
لابد أن الفن مثل تلك المرآة
التي تنجلي لنا عن وجهنا نحن.
يروون كيف أن عوليس، وقد طوحت به الأعاجيب
كان يبكي حباً، ليلمح الطريق إلى ايثاكا
متواضعة خضراء
الفن هو ايثاكا
الأبد الأخضر تلك، وليس الأعاجيب.
وكنهر لا نهاية له أيضاً
يتقضى ويبقى، مرآة لشخص هيرقليطس القُلّب
الذي هو نفسه وشخص آخر سواه
مثل نهر لا نهاية له.

********************************************************

المصادر المُعتمدة :                                                                                       
( 1 ) : موقع المميز ــ صور ونبذة مُختصرة عن الأدباء العالميين ، موقع  صوت فتح ــ شُعراء عالميين .                                                                           
 ( 2 ) : فن الشعر ــ قصيدة للشاعر خورخي لويس بورخيس ــ موقع صوت فتح .         


127
كُرة تتقاذَفُها كُلّ الأَطْراف 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس

 

 
.........  في عام 2007  قامَت الدُّنْيا وما قعُدَت في المانيا على أَثْرِ خَبَرِ اعْتِقال الطالب الالماني ماركو فايس القاصِر البالِغ من العُمْرِ سبعة عشر عاماً في انتاليا ــ تركيا حَيْثُ كان برِفْقَةِ والديه يَقْضِي عُطْلَتهُ الخَرِيفيَّة ووُجِّهت لهُ تُهمَة التَّحَرُّش بالفتاةِ القاصِر شارلوت ذات الثلاثة عشر عاماً فأُودِعَ السِّجْن في الثاني عشر من نيسان عام ألفين وسبعة ، كافَحَت المانيا إلى جانِبِ والديّ الشابّ لاسْتِعادةِ مُواطنها بكُلِّ الوَسائِل المُتاحة وعلى أَصْعِدة مُخْتَلِفَة وتمَّ فَتْح حِساب بنكي للتبرُّعِ للوالدين في هذهِ المِحْنَة وتَخْفيف أَعْباءِ التَّكالِيف الماديَّة عنهما فانْهالَت التبرُّعات من الشَّعْبِ الالماني إلى جَانِبِ أعداد لاحَصْر لها من رسائل المُساندة والمُعاضدة للوالدينِ ( الشَّعْب الالماني الذي غالِباً ما يُتَّهَم بكونِهِ صُوْرَة مُتآخية مع بُرُودِ العاطِفة والتَفَكُّك العائلي وفُقدان أَواصِر الحَمِيميَّة في العَلاقَات والشُعُور بالآخر  ) ....... أخيراً وبَعْدَ جُهودٍ حَثِيثة أُطلِق سَراح الشابّ فأُعِيد إلى حِضْنِ وَطَنِهِ الأُمّ المانيا وإلى حِضْن والدتهِ مارتينا فايس ....... قَعَدَتْ المانيا سَعِيدة مُسْتَرِيحة بَعْدَ أن أدَّت واجِبَ الدِّفاعِ والحِمايَة عن ابْنِها ماركو ........ وأيضاً في المانيا ناضَلَت أُمُّ الشابّ الالماني ( مُراد كورناس ) المُنْحَدِر من أَصلٍ تُركي والمَوْلُود في مَدِينةِ بريمن الالمانية من أَجْلِ اسْتِعادة ابْنها الذي أُودِع مُعْتَقَل غوانتانمو وكان يَبْلُغ من العُمْرِ حِيْنَها الخامسة والعشرين ....... المانيا حثَّت الخُطى إلى جانِبِ والدتهِ حتَّى تمَّ إِعادَتهِ إلى حِضْنِ بِلادهِ ، ورَغْمَ كُل الانْتِقادات التي وُجِّهت للحُكومَةِ وبالغ الإِشْكالات التي لفَّت القَضيَّة ، المانيا حرَّكَتْ سَاكِناً ولم تَحْتَرِف الصَّمْت لها مَوْقِفاً من قَضايا تَخصُّ مُواطنيها ومَصِيرهم ولم تَقِفْ مُتَفَرِّجة مَكْتُوفة اليدين ....... العِبرة المُسْتَخْلَصة من مَواقِفِ المانيا اتجاه مواطنيها إن حَياتهم ذات قِيمة كَبِيرة وتَعْنِي لها الكَثِير وعمُوماً حَياة الإِنْسان ذات قِيمة في المانيا والوَطَن يَحْمِي أَبْناءه ، ولو أَلقينا نَظْرَة على حالِ العراقيين في الداخِلِ والخارِج أَدركنا  النَّقِيض تَماماً في مَواقِفِ العراق من أَبْنائهِ فلاقِيمة للإِنْسان ولا لحَياتِهِ ، بلْ إن قِيمة العراقيين اسْتُهلِكت حتَّى غَدا كُلُّ العَالم يَنْظُر باحْتِقار أو شَفَقة إليهم ويَسْتَرخِص أَرْواحهم ، يَفْتَقِدُ العراقيون وبشِدَّة رِعايَة وحِمايَة وَطَنهم لهم ، فما الذي قَدَّمَهُ العراق كوَطَن لأَبْنائهِ من حِمايَةٍ وهُنا يَعْنِينا الوَطَن بصِفتهِ الرَّسْميَّة والمَواقِف المُنْبَثِقة عن هذهِ الصِفة وهي وَجْه العراق كبَلَد بَيْن بَقِيَّةِ بُلْدانِ العَالم لهُ واجِب حِمايَة ثَرْوَته البَشَريَّة والَّذِين هم المواطنين العراقيين أَيْنَما كانوا وحَيْثُما حَلُّوا ......... هل اهْتَزَّ ـــ كبَلَدٍ يَحْمِي أَبْناءه ــ لأَجْلِ ما أَصابَ تلك الأُمّ العراقية في الدانمارك حَيْنَ انْتَزعَت دائِرة رِعايَة القاصِرين منها ولديها التوأمين وأَدخلَتهما إصلاحية للأَحْداث ...... هل حرَّكَ أُصْبُعاً من أَجْلِ آلاف اللاَّجِئين المُتواجدين في دُول الجِوار أو الدُول الأوربية الأُخرى والَّذِين يُعانون العَذَاب وعَدَمِ الاسْتِقرار بسَبَبِ قوانين اللُجُوء الصَّعْبَة وما يترَتَّب عليها من طَرْدٍ وتَّرْحيل وإِقامة مُؤَقَّتة وغَيْرها ...... وحِيْن فكَّرَ أن يُحرِّك أُصْبُعاً حرَّكه باتجاه مُغاير ، فكان التحرَّك الرَّسْمي بزِيارَةِ البُلْدان الغَرْبيَّة ( كالمانيا وايطاليا والسويد ) المُضَيِّفة للاَّجِئين العراقيين وبثِّ التَوْصيَات لحُكومَاتِ هذهِ الدُول بعَدَمِ تَيْسِيرِ قُبولهم أو مَنحِهم الإِقامات ، إِذْ لايَكفِي مايَعِيشهُ الأَفْراد العراقيون من أَذىٍّ حَيْثُ يكونون فيُطَارَدُون ويُلاحقون أيضاً في بُلْدانِ اللُجُوء وكأنَّهُ لايَلِيق بالعراقيين الْتِماس بَعْضاً من الطُّمَأْنينَة أو طيّ جِراحهم ولو طَيَّة واحِدة وكأنّ رَاحة العراقي تُغيظ من تُغيظ حتَّى غَدَتْ أيّة زِيارَة رَسْميَّة تُشكِّلُ كابُوساً للمُقيمين في دُولِ اللُجُوء ولَسْعَة تَظْهَرُ آثارها المُؤْذِية عاجِلاً وتَمْتَدُّ إلى أجلٍ غَيْرِ مُسَمَّى وغَيْر مَعْرُوف ....... فما كان من المُستشارة الألمانية ميركل إلا وأن صَرَّحَتْ عِبر قنوات الصحافة السَمْعيَّة والبَصَرِيَّة والمقْرُوءة بتأْييدِها لرَغْبةِ العراق في تَشجِيعِ عَوْدَة اللاَّجِئين العراقيين إلى بِلادِهم وإنّها ستُعِدُ برنامجاً لعَوْدَةِ اللاَّجِئين خِلال الشَهْرين المُقبلين  ، ثُم أدلى السيّد شويبلة ببَعْضِ التَّوضِيحات الهامّة للصُحفيين عن ذلك
 .......... ما أَشْبَهَها بدَعْوَة لمُحاصَرَة العراقي أَيْنَما كان وسَدِّ كُلَّ الأَبواب أَمامه  ....... هكذا يَهْربُ العراقي باتجاه المَجْهُول بَعِيداً عن وَطَنٍ غَدا مَصْدَر انكِسارِهِ وعَذَاباته وخَيْباتهِ ، وفي غيابِ ثِقَةِ المُواطِن بوَطَنِهِ وعَدَم إِيمانهِ بقُدْرَة هذا الوَطَن على حِمايَتِهِ ورِعايِتِهِ يكون حاصِل التَّحْصِيل رَفْضِ الكَثِيرين للعَوْدَةِ واخْتِيَارِ البَقاءِ في الغُرْبة رَغْمَ النَّزِيْف النَّفْسيّ اليَّوْميّ والتَّقَصُّف في المَشاعِرِ وكُلِّ الإِرهاقات  ..... وكل الدَّعْوَات التي دَعَتْ ( أو لازالَتْ تَدْعُو ) إلى الصمُود والتَّشَبُّث والبَقاء إنَّما هي دَعْوَات بَعِيدة عن مَنْطِقِ العَدْلِ والإِنْصاف والواقع المُعاش ولها دَوافِع وحَيثِيات تتَنَوَّع وتتَعدَّد بتَنَوُّعِ وتَعدُّدِ مُطلقيها وخصُوصاً تلك الدَّعْوَات الصَادِرة عن أَشْخاص أو جِهات لايُقِيمُون في الوَطَنِ ويَعِيشُون في بُلْدان أُخرى لاتَكْتَوِي بتلك النَّار الكَرِيهَة نَار الحَرْب ويُطالِعونها فَقَطْ من خِلالِ شاشات التلفاز والفضائيات بَيْنَما في الوَقْتِ ذاته يُطالِبُون ويحثُّون من يَعِيشُون في الوَطَنِ وتَحْتَ رَحْمة أَلّة التَطاحُن الطائفي والمليشيات وغَيْرَهم التَّشَبُّث والبَقاء والمُقاومة ، فكَيْفَ يُمكِن للعُزَّل أن يُقاوموا ويُحافِظُوا على حَياتِهم وأُسرِهم إزاء من يَمْتَلِكُون الأَسْلِحة والقنابِل والرَّشاشات والمُفخخات ، وإن حافَظُوا على حَياتِهم وحَياةِ أُسرهم مرَّة فهل لهم عَيْنُ النَّصِيب في مرَّة قادِمة ....... أن طَرْفِيّ المُعادلة لايتكافأن البتَّة وعلى جِهتيّ نَقِيضٍ تامّ ........ إِرادة البَقاء والتَّشَبُّث يَجِبُ أن تكون مُناطة بالشَخْصِ المَعْنِيّ بالأَمْرِ وحِيْنها يكون القَرار لاغُبار عليهِ أما مُطالبة الآخرين بذلك فهو من الإِجْحاف لأنّ المَوْت ليس أَمْراً يُسْتَخَفُّ به فنتائجه وعواقِبهُ أَكْبَر بكَثِير من سُوءٍ وأَلمٍ وأَذى يُحْكى عنه والحدِيثُ عن هذا طَويل ويَحْتَاجُ إلى مَقَالَة خاصَّة ........ إن بِنَاء شُعُور الارْتِباط العَمِيق بالوَطَنِ داخِل الأَفْراد مسؤولية الوَطَن تجاه أَبْنائِهِ من خِلالِ حِمايتِهِ لهم واعتِزازه بهم وعَضْدهم ومُحاولة تَسْهِيلِ أمُورِهم وتَذْليلِ العَقَبات التي تُؤَرِّقهم وتَرْكِ انْطِباع المحبَّة لهم في قلُوبِهم فُيساعدُ في خَلْقِ أَفْراد صَالحين قادرِين على البِنَاءِ والمُشاركة في رُكبِ التطور الإِنْساني أَيْنَما كانوا ، فهل قَدَّمَ العراق الحِمايَة الكافية والاعتِزاز الكافِي بأَبْنائهِ ، فكما على الفَرْدِ العراقي واجِبات هكذا لهُ حُقوق يَجِبُ أن تُصان وأَوَّل هذهِ الحُقوق عَضْده وحِمايَتِهِ  .........                                       
 للمَغْرِبِ رعايا كُثْر في المانيا لكِنّها كبَلَدٍ أُمّ لم تُفكِّر يَوْماً في عَرْقَلَةِ وجُودهم في البَلَدِ المُضَيِّف ولم تَعْمَل لأَجْلِ ذلك ، بلْ على العَكْسِ سَعَتْ دَوْماً لجَعْلِ مُواطنيها جسُوراً للتَّواصُلِ بَيْن المانيا وبَيْنَها وأيضاً مَصْدَراً قَيِّماً لاسْتِقدامِ العُملة الالمانية وزِيادتها في السُّوقِ المَغْرِبيَّة بمايُقْوِي اقتِصادها ويَعْضِده ايجابياً وخَطَتْ خَطَوات أَكْثَر ايجابية لحِمايَةِ مُواطنيها فعقدَتْ اتفاقيات مع المانيا بشَأْنِ تَسْوِيَة مشاكِل المَغْرِبيين المُعَلَّقة في المانيا كالأَحْوالِ الشَّخْصيَّة من طَلاقٍ وزواجٍ ووِلادَات ..... إلخ من أمُورٍ حَياتية مَعْرُوفة ، مُحاذَاةٍ لتجارُب أُخرى مُتَنَوِّعة على نِطاقٍ مُعيّن وقابلة للتطوير ، من بَيْنِها على سبيل المِثالِ لا الحَصْر :  قُبول المَغْرِب لتَعاوُنٍ الماني ــ مَغْرِبيّ يتمُّ بموجبِهِ اسْتِقبال بَعْض العائلات المَغْرِبيَّة لطَلَبَة أو طالِبات المان واسْتِضافتهم عِنْدَهم لفَتْرَةٍ زَمْنيَّة مُحدَّدة بقَصْدِ المُعايشة والتَعرُّف على ثَقافَةِ البَلَدين وتُراثهما وتَقْوِية أَواصِر التعايُش السِلْمي بَيْن الشَّعْبين وأَيضاً فَتْح إِمْكانيات جَدِيدة وفُرْص مُسْتَقْبَليَّة أمام الشَرِيحَة الشَّبابيَّة الالمانية وأهداف مُفِيدة أُخرى تَصُبُّ في صَالحِ بِنَاء مُجْتَمَعٍ إنْساني سَلِيم ومُنْفَتِح على الآخر أيَّاً كان ، وهو نِظام تنتَهِجهُ المانيا مع دُولِ مُخْتَلِفَة في العَالم ، هذا ناهِيكَ عن الاسْتِعْدادات الكَبِيرة التي تَقُوم بها المَغْرِب في كُلِّ مَوْسِمٍ صَيْفِيّ لاسْتِقبالِ المَغارِبة القادِمين من بُلْدانِ المَهجَّر لقَضاءِ عُطْلَتهم الصَّيْفِيَّة في وَطَنِهم الأُمّ المَغْرِب ..... الوَطَن يَحْتَضِنُ أَبْناءه ويُرَحِّبُ بهم حتَّى وإن بعدوا عنهُ واختاروا لأَنْفُسِهم نَهْجاً حَياتياً مُخْتَلِفَاً في غَيْرِ أَرْضِهِ ....... الوَطَن لايَنْبُذُ أَبْناءه بل يَشدَّهم إليهِ بحَنان من خِلالِ إظْهار اهتِمامهِ بهم حتَّى وإن أقامُوا على الطَرْفِ الآخر من الُكرةِ الأَرْضيَّة ....... الوَطَن يَحْتَفِي بأَبْنائِهِ ولو سَكَنُوا أقاصي الأَرْض ........ الوَطَن لايَضْطرُّ أَبْناءه لعَوْدَةٍ قسرية دُوْنَ أيِّ اعْتِبار لمُتطلباتهم وحاجاتهم ورَأْيهم في ذلك كقَطِيعٍ مَسْلُوب الإِرادة والرَّأْي ، فالعَوْدَة  وتَغْيِير نَمَط الحَياة من شَكْلٍ لآخر ليس بالأَمْر السَّهْل ولايُمْكِن تَحقِيقه بضَغْطةِ زِرّ على أَلّة أو تَوْقيع على اتِّفاقية عَوْدَة قسرية .......  كَيْفَ يَأْمل الفَرْد العراقي في حِمايَةِ بُلْدان أُخرى لهُ وكَرامَته وإنْسانيته غَيْر مُقَدَّرة من وَطَنِهِ وهل يَحِقُّ للعراقي أن يَنْتَقِدَ البُلْدان الأُخرى حِيْن تَدوسُ على حُقوقِهِ أو تَنْظُر إليهِ بعَيْنِ الاسْتِهجان وحالهُ هكذا مع وَطَنِهِ ........ حِيْنَ يَقعُ العراقي في مِحْنَة يَقِفُ وَحِيداً لاوَطَن يَحْمِيهِ أو يُدافِع عنه وإنّ جرّبَ الاسْتِغاثة وطَلبَ العَوْن من إيّةِ جِهَةٍ رَسْميَّة تُمثِّل بَلَده في غُرْبتِهِ فلا يُلاقِي منها الدَعْم الذي يَحْتَاجه أو يَصْطَدِم بالرَّفْض أو التَّجاهُل ....... يَقِفُ يَتِيماً من وَطَنِهِ فلاغرابة أن تتقاذَفهُ كُل البُلْدان وتَمُطُّ حُقوقَه أو تَضْغَطها أو تَقْتَصُّ منها  كما شاءت وأرادت فليس لهُ من يَحْمِيه ويَدْرأُ عنه الأَذى والخَطَر ...... ولاعَجب أن فاجأتنا الأَيَّام بأَخْبَارِ الكَثِير من العراقيين المَجْهُولي المَصِير في شَتَّى بقاعِ الأَرْض ولم نكُنْ نَسْمَع بهم أو نَعْرِف بوجُودِهم أصلاً أو الظُّروف التي تَعَرَّضُوا إليها وأَيضاً وَطَنهم لا يَعْرِفُ ذلك كأُمٍّ مسؤولة عن أَبْنائها ، ولن تَأْخُذنا الدَّهشَة إن عَرَفْنا عن الكُتّاب والمُبدعين الَّذِين ماتوا في الغُرْبة أو في الوَطَنِ دُوْنَ أن تَمْتَدَّ الأيادي لانْتِشالِهم من سُوءِ ظُروفِهم الصحيَّة أوالمَعاشيَّة ، هذهِ الطاقات الأدبيَّة والفكريَّة  من شُعَراء وكُتّاب ومُفكِّرِين والَّذِين ساهمُوا في خَلقِ الغِنى الفكِريّ والوَعْي بأَشْكال مُتَعدِّدة وبمقادير مُخْتَلِفَة  .......                                                                                   
قَبْلَ سِنين طَوِيلة قَصَدَ أَحدُ الباحثين الالمان إحدى المُقاطعات الأمريكية بغَرضِ مُواصَلةِ دِرَاستِهِ وأبحاثهِ فيها على الجينات والكروموسومات فاسْتَقَرَّ بهِ الحال هُناك واسْتَطاعَ أن يَبْنِي لنَفْسهِ مُخْتَبَرِه الخاصّ ....... لم تَجْبُره الحُكومَة الالمانية على العَوْدَة بلْ هي تَجْتَهِد من أَجْلِ اسْتِعادته من خِلالِ العرُوض المُثْمِرَة ....... المانيا تَعْرِفُ قِيمة الرؤوس العامِرة بالعِلْمِ ..... أما العُلماء العراقيين فيُقْتَلون ويُختطفون ويُساومُ على رؤوسِهم بفديةٍ ماليَّة ضخِمة حتَّى يتوبوا عن عِلْمهم في ظِلِّ غياب الحِمايَةِ والرِّعايَةِ اللازِمة أو يَضْطَرُّون للهَربِ إلى البُلْدانِ الأُخرى ، وحال حَمَلة الشَّهادات العُليا ليس بأَفْضَل فإِن نَجوا من المَوْتِ وأقاموا في بُلْدانِ المَهجَّر وبالذات الأوربية لاتتُاح لهم إِمْكانية العَمَل في اخْتِصاصاتهم ووَفْق شَهاداتهم التي تَغَوَّطَت فَوْقها الغُرْبة حتَّى فاحَت الرَّائِحَة فأَغْضَبَتْ البَعْض وأَضْحَكَتْ البَعْض وضاعَتْ كُلَّ الجُهود التي بَذَلُوها من أَجْلِ تَحْصِيلهم العِلْميّ العَالِي وهذا حال الأَغْلَبية الغالِبة  ...... ولقد ذكرَت العَدِيد من الصُحُف والمواقع عن تقاريرِ أمريكية تُشير إلى أن عَدَد العُلماء الذي قُتِلوا بَيْنَ عام 2003 ــ 2006 في العراق بَلَغَ 550 عالِم وأُسْتاذ جامعي ، 350 منهم عالِماً نووياً عراقياً وأكثر من 200 أُسْتاذ جامعي في المَعارِفِ العِلْميَّة المُخْتَلِفَة من طُبّ ، علوم ، هندسة ، تاريخ ، جغرافية ، علُوم دينية ولُغات ..........                   
 يُعَدُّ العراق كواحِد من بَيْنِ البُلْدان ذات الخِبْرَةِ الطُّبيَّة الجَيِّدة والعُقول العِلْميَّة المُتميَّزة ، ما الذي تَبَقَّى من كُلِّ هذهِ الثَرْوَة ؟ .........  أَيْنَ قِيمة الفَرْد العراقي كإنْسان ....... أم أن التَفاخُر بتاريخٍ مَضَى وحَضَارَة قَدِيمة وبُكاء على الأَطلالِ سيَبْقَى ديدناً تُغَطَّى بهِ كُلَّ الفُتُوق رَغْمَ عَدمِ جَدْوَى ذلك في زَمْنٍ اتَّسَعَت فيهِ الجِراح وطَفَحَت .......... مَتَى يكون تَضْمِيدها ولَمِّها أم إنّها ستَبْقَى مَفْتُوحة تَنْزِفُ حتَّى يُصِيبها العَفن وتتَقَيَّح فلايَنْفَع العِلاج ........ حتَّى يُطالَب العراقي بشُعُورٍ عَمِيق في الانتِماءِ إلى وَطَنِهِ لهُ حَقّ حِمايَةِ حُقوقِهِ كفَرْد في أيَّةِ بُقْعة كانت من هذهِ الأَرْض ، وحِيْنَ يَشْعُر العراقي بأنّهُ مَحْمِي وعَزِيزٌ على وَطَنِهِ يتنامى شُعُوره وبمسؤولية عَمِيقة في انتِمائِهِ إِليهِ  ........                                                         
احْتَرقَ مَبْنَى سكنِّي جُلَّ قاطنيه من الأتراك في إحدى المُقاطعات الالمانية ، وعلى إثْرِ هذا الحادِث قامَ مسؤول تركي رفِيع المُسْتَوَى في الحُكومَةِ التركية بزِيارَةِ مكان الحادِث وتَفَقُّد الضَحايا وأَهالِيهم وأيضاً الالتِقاء بالجالِيَةِ التركية المُقيمة في المانيا ، ولم تتوقَّف مُعْظَم القنوات التلفزيونية والفضائيات عن مُتابعة الخَبَر والاهتِمام بهِ حتَّى وازى هذا الاهتِمام في حَجْمِهِ أَخْبَارِ تصاعُد وَتِيرَة التَّصْرِيحات بَيْنَ امريكا وايران بشَأْنِ الملفّ النووي ....... المَغْزَى أَظْهَرَت تُركيا كدَوْلَة وعلى الصَّعيدِ الرَّسْمِي اهتِمامها الكَبِير برعاياها في مَهجَّرهم وشاركتهم أَوْقاتهم الصَّعْبَة كأُمٍّ رؤوم وقالت لهم من خِلالِ اهتِمامها هذا إنّها معهم تَعْضِدهم ولن تتَخلَّى عنهم كأَبْناءٍ لها ولن تَتَردَّد عن حِمايَتِهم ، وفي الوَقْتِ عَيْنه مرَّرَتْ خِطاباً غَيْر مُباشر لكِنّهُ واضِحُ المَعْنى للجانِبِ الالماني بضَرُورة التعامل بعِنايَة وتَقْديرٍ أَكْبر مع المُهاجر التركي رَغْمَ إنّه يَتَمَتَّع بذلك كِفايَةً ودُوْنَ تَوْصيَات ، هل حَظَى وجُود المُعْتَقَلين العراقيين في السجُونِ السعودية والأَحْكام الصادِرة بحَقِّهم من قَطْعٍ للرؤوس بالسُّيوفِ والتَّعْذِيب والإذلال والإهانات بنَفْسِ الاهتِمام في الفضائيات والأَخْبَار العَالميَّة وهل بَذَلَ وَطَنهم جهُوداً واضِحة في سبيلِ حِمايَةِ حُقوقِهم كمواطنيين يَنْتَمون إليهِ ويَحْمِلون هويته ؟   يَوْميَّاً يُقْتَل العراقيين بالمئات وآخرون يُهجَّرون وغَيْرهم يَهْربُون إلى البُلدان الأُخرى طَلَباً للنَجاةِ بأَرْواحِهم وسَعْياً للعَيْشِ بأَمان وكَثِيرون في ظرُوفٍ أُخرى تَدعُو للأَلم ...... إلخ من شَتَّى الأحْوال وأَخْبَارهم تَمُرُّ أَمام أَنْظار العَالمِ مُروراً خاطِفاً لايَلْحَقهُ ايّ اهتِمام ولاغرابة إن كان وَطَنهم نَفْسه لايَعْبَأُ بذلك أو لايُبْدِي ذلك الاهتِمام المَطْلُوب والضَّرُوري ........           
تَرُوم السويد إِعادة مجاميع من اللاَّجِئين العراقيين إلى العراق تَرْحيلاً قسرياً ، هل اهْتَمَّ الجانِب العراقي بشَأْنِهم وطالبَ بحُقوقِهم ، على العَكْسِ جاءَ قرار التَّرْحيل الذي اعْتَمَدَته السويد بِنَاءً على الأتِّفاقية التي وَقَّعَها الطَرْف العراقي مع نَظِيرِه السويدي في تشرين الثاني من عام 2008 والتي يتعيَّن بمَوْجِبِها اسْتِقبال العراق اللاَّجِئين المَرْفُوضة طلباتِ لُجُوئهم من قِبَلِ دائِرة الهِجْرَة ومَحكَمتِها وعليهم مُغَادَرة السويد  ..........                     
  أَيْنَ قِيمة العراقي من كُلِّ مايَجْرِي ؟ أَيْنَ حَقُّ صَونِ كَرامَته ؟ أَيْنَ حُقوقه في إِنْسانيتهِ  ؟ .........  إنّما غَدا الفَرْد العراقي كُرة تتقاذَفها كُلُّ الأَطْراف بَعِيداً عن أَيِّ تَحَفُّظ وحَرَج ........                                                                                                       
اهْتَزَّ العَالم كُلّه من أَجْلِ الجنود الأمريكيين الَّذين قُتلوا في العراق وعلى شاشة التلفاز كانوا يَحْكُون عن ذلك بأَلَمٍ بالِغ وأَسَف مَرِير ، كم شَخْصاً في العَالمِ اهْتَزَّ لمَقْتَلِ العراقيين يَوْميَّاً بالمئات ...... للوَطَنِ دِوْرٌ فاعِل في رَسْمِ قِيمة ثَمينة لأَبْنائِهِ في وَجْهِ العَالم باعتِزازهِ    وحِمايَتِهِ لثَرْوَتِهِ البَشَريَّة ...... تَماماً كالآباء حِيْنَ يَرْفَعُون من شَأْنِ أَبْنائِهم أو يُنْقصُون فلا نلْبَث أن نَرى هذهِ النَّظْرَة وقد تَبَنَّاها المُحِيطون بهم من الأَقْاربِ والمَعارِف والجِيران ويتعاملون مع هؤلاء الأبْناء انْطِلاقاً منها واسْتِناداً إليها ..... والصِفة الرَّسْميَّة الغالِبة للعراق كوَطَن هي الصَّمْت عن أَحْوالِ العراقيين وعَدَمِ تَحرِّيك ساكِن لأَجْلِهم في أَيِّ بُقْعة كانوا من الأَرْض وهذا الصَّمْت لازمَ الماضِي وبرزَ في الحاضِر وقد يَمتَدُّ على طولِ المُسْتَقْبَل الآتي حتَّى يُوحِي الحال للنَّاظِر إليه إنّها صِفة مُلازِمة لافِكاك منها ، فالعراقي لم يذقْ يَوْماً طَعْم هذهِ الرِّعايَة والحِمايَة اللَّذِيذَة .......                                                 
في حَمْلةِ جَمْعِ التواقِيع لنُصْرةِ أُمّ التوأمين في الدانمارك  كَتَبَ أَحد المُوقِّعين في عَمُود المِهْنَة عِبارة ـــ المِهْنَة /البُكاء على العراقيين ــ وفي عَمُود البَلَد ــ  العراق بَلَد المَظْلُومين ــ  هي عِبارات مُخْتَصَرة لكِن لها دلالة عَمِيقة على ماوَصلَ إليهِ حال العراقيين من أَلَمٍ ومُعاناة  ، فالإِناءُ قاربَ النضُوب وساحَ مافيهِ إلى مشارِب أُخرى بَعِيدَة ......                 
هل ستُجلبُ الشمس معها ذات مرَّة اليَوْم الذي يَلْمُس فيهِ العراقي الحِمايَة والرِّعايَة المَنْشُودتين  ؟ على حفِيفِ أَمْلٍ قد يَأْتِي أو لا يَأْتِي ( والأمْل هو أَوَّلُ وآخر القُلاع الصامِدة في وَجْهِ كُلِّ الانْكِسْارات البَشَريَّة وهو الحِصْن المنِيع للإِنْسان في بِنَاءِ المُسْتَقْبَل ) يُخْتَمُ المَقال .......                                                                                                 

بقلم : شذى توما مرقوس
17 ــ  1 ــ 2009     
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ           
   
هوامش : ــ                                                                                               

 * جاءَ في مَوْضُوع ــ أوربا تتَخلَّى عن قُبولِ لاجِئين عراقيين بَعْدَ تَصْرِيحات للمالكي عن مُساعدتِهم ــ في ميدل أيست أونلاين والمنشور في موقع عنكاوا كوم في زاوية أَخْبار شَعْبنا ، المُقتطفات التَّالية : ــ                                                                         
   1 ــ وتقومُ المانيا بحَمْلةٍ في الأتحادِ الأوربي لتَسْهيلِ هِجْرَة اللاَّجِئين العراقيين وخصُوصاً المسيحيين لكِن بَعْدَ زِيارَة المالكي إلى برلين خِلال الأسْبُوع الجارِي أَعْلَنَتْ المُستشارة الألمانية انجيلا ميركل تأْييدها رَغْبة العراق في تَشجِيعِ عَوْدَة اللاَّجِئين العراقيين إلى بِلادِهم وإن الحُكومَة العراقية بررت ذلك بتَحسُنِ الأوضاع الأَمْنيَّة وإنّها ستُعِدُ برنامجاً لعَوْدَةِ اللاَّجِئين خِلال الشَهْرين المُقبلين ) .......                                                           

2 ــ قال السيد شويبلة : ( إنّها الحُكومَة العراقية تَسْعَى لَدَينا في الأتحاد الأوربي كي لانُقْدِم على اتِّخاذِ مُبادرات أُخرى قد تكون لها نتائج مُناوِئة لجهُودِها ) وقال أيضاً للصُحفِيين إن المالكي خِلال زِيارَتِهِ لبرلين في وَقْتٍ سابق هذا الأَسْبوع دعا المانيا إلى التَّخَلَّي عن مُبادرتها بتَسْهيلِ هِجْرَة اللاَّجِئين العراقيين في الأتحادِ الأوربي ) .........                     

128
مُسَمَّيات وصِفات .........
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم شذى توما مرقوس
  [/size]

 
تعّجُ الحَياة باعْتِبارات ومفاهيم غَيْر مؤطرة تَأْطيراً صحيحاً تتناسبُ وحَقِيقتها ، والتي بدَوْرِها تؤسس لأفكارٍ وقناعات مغلوطة في وَعْي ودَواخِلِ الأَفْراد فتلعب دَوْراً لا يُستهان بهِ في الحَياةِ العامَّة بشكلٍ ما وإلى حدٍّ من الحُدودِ يَخْتَلِفُ باخْتِلافِ الأشْخاصِ والظُّروفِ والبيئاتِ وتُمهِدُ لردودِ الأفعالِ التي تبدرُ عنهم كنتيجة لذلك ...... قد لاننتبه لمدى الأَضْرار التي تُخلفها في مَسِيرةِ الحَياةِ العامّة هذهِ القناعات ونستهين بها وندَّعي قِلَّة تَأْثيرها فيها أو يتمُّ تجاهُلها  ..... قد تَصِلُ آثارها أَحياناً إلى حدودٍ غَيْر مرغوبٍ فيها دُوْنَ أن نتَمَكَّن من تشخيص ذلك بل يُرَّدُ دائماً لأَسْبابٍ أُخرى ...... منها مانقرأهُ أو نَسْمَعهُ عِبارات دُرِجَ على اسْتِعمالِها مِثْل  " لُغتنا المُقَدَّسة ، هذهِ الحروف للُغتنا المُقَدَّسة ، السَّماءُ تَنْطِقُ بلُغتِنا ، الأَرْض تَتَكَلَّمُ لُغتنا المُقَدَّسة ..... إلخ  من عِباراتٍ تندرِجُ في هذا السياق وفي هذا المنحى شَأْنَها تعظيم لُغة ما واضفاءِ صِفة القَداسة عليها  " ........                                     
لايُمْكِنُ الجزم بخُلُودِ لُغة ما ولا بخُلُودِ إنْسانٍ ما ، أُمنية الإِنْسان أن يكون خالِداً ، ويُقال أن الحُبَّ كما اعْتِبارات أُخرى غَيْرَهُ خالِدة ، ولكِن لاشّيْء من هذا خالِد فالكُلُّ إلى مَآل ونِهايَة ، هذهِ المُسَمَّيات الخُلُود ليس من صِفاتِها وبَعيدٌ عنها جِدَّاً وبالتَّالي القَداسةُ أيضاً لن تكون من مقاسِها ولا تُلائِمها ، أنا أتذكَّرُ جَدَّتي ولكِن أوْلادي سيتذكَّرُون جَدَّتهم ( أُمِّي ) وليس جَدَّتي ، أيّ إنّ ذِكْرَى جَدَّتي تَسْتَمِرُّ لفَتْرَةٍ زَمنيَّة محدودة ثُم تَنْتَهي وتَزُول بمَوْتِ كُلّ الأشْخاص الَّذِين يتذكَّرُونها ......
صِفةُ القداسة لا يَجِبُ أن تُعطَى للُغَةٍ أيَّاً كانت ، فاللُّغة من الإِنْسانِ ومِثْله تَماماً ، تُولَد ، تَكْبُر ، تُعاني العُقْم أو تتَكاثَر ثم تَضْمَحِلّ ، فلا الإِنْسان مُقَدَّس ولا اللُّغة ....... كُلُّ قَوْمٍ يَفْتَخِرَ بلُغتِهِ لأنّها جزءٌ أَساسي من هويتهِ ، لكِن يَجِبُ أن لا يُغْتَرَّ بها ويُخْدَعَ فيها ويُعْطِيها صِفات أَكبر من مقاسِها ويُلْبِسها ثَوْبَ القَداسة ، فالإِيمان بأَوْهام تُصَوَّر على إنَّها حقائق قد تَقْلِبُ حَياة الكَثِيرين من النَّاس وتُؤثِرُ سلباً عليهم وحتَّى قد تُحِيلهم إلى أفرادٍ مُضِرِّين للمُجْتَمعِ ولأنْفُسِهم وتُوقِعهم في مشاكِل مُعقَّدة ومُتشابِكة وتَحرِمهم إمكانيات التقبُّل والتَّواصُل مع مُجْتَمعات تَخْتَلِفُ لُغاتها عنهم وتُنمي فيهم رُوح الاسْتِعلاء والازدِراء نحوها باعْتِبارِهم مُتميّزون عنها بالأَفْضَلِ والأرقى ، وأيضاً الاعتِزاز المُبالغ فيهِ بلُغةٍ مُعينة قد تَجُرُّ صاحِبَها إلى حدودِ التَطَرُّف والتَجَنِّي على اللُّغاتِ الأُخرى وعلى المُتَحَدِّثين بها فمقولات كهذهِ تُردَّدُ كَثِيراً على الأَسْماعِ وفي مُناسبات كَثِيرة ومُخْتَلِفَة لاتَلْبَثُ أن تجِدَ لها موطئاً راسِخاً في دَواخِلِ الكَثِيرين من المُستقبلين لها فتبني جِداراً وحاجِزاً في هذهِ النُفُوس بَيْنَ لُغتهم واللُّغات الأُخرى فلُغتهم الأَفْضَل والمُقَدَّسة وبَقيَّة اللُّغات لاقِيمة لها ولا شَأْن ......             
 اللُّغة كائنٌ حَيّ يَعيشُ بَيْنَنا ويَتَنَفَّس معنا وفينا ..... إنّ اللُّغات وَلِيدة الحاجة الإنْسانيَّة للتَّواصُل مع الآخر وانْبَثَقَتْ عن حاجةِ المُجْتَمعات البَشَريَّة للتعامُلِ فيما بَيْنَها ( بَيْنَ أَفْرادِ المُجْتَمعِ الواحِد وكذلك المُجْتَمعات مع بَعْضِها البَعْض ) ، واللُّغة أيَّاً كانت وفي أَيِّ زَمَنٍ كان تتَفاعَلُ مع المُعطيات الأجتماعية والحَضَاريَّة وتُرافِقُ التَّغْيِير الحاصِل فيهما فتتَغَيَّر بمعانيها ومفرداتها وأبعادها اسْتِجابةً لهذا التَّغْيِير وذاك لأنّها مُرتبِطة بهذهِ التَغَيُّرات والخاضِعة بدَوْرِها لحَتميةِ التَّغْيِير في كل مُجْتَمع بَشَريّ فإِنّ لم تستجبْ وتتَفاعَل مع هذهِ التَغَيُّرات قد يتقَلَّصُ تَأْثيرها ويَنْحَسِرُ تدريجياً حتَّى تَزُول وتُهمل أو تَخْتَفِي أو تتفرع وتتغصن بَعْضها إلى لُغاتٍ أُخرى مُخْتَلِفَة تَماماً عنها أو تَمُتُّ بشَّيْءٍ من الصِلةِ إليها أو كَثِيرها أو قد تندحِرُ أَمام لُغاتٍ أُخرى ، فكُلّ لُغة تَعْجِزُ عن أَداءِ وَظِيفتها في التَعْبِيرِ عن حاجاتِ ومُتطلبات البَشَر في زَمَنٍ ما وعصر ما ولايُمْكِنُها سدّ مُتطلباتِ وحاجاتِ التَّواصُل البَشَريّ كِفاية تَغْدُو قاصِرة فيُصِيبها الوَهْن وتتراجع وتَنْحَسِر وتتقَلَّص أو تَخْتَفِي وتَزُول أو يطرأ عليها التَّغْيِير وفقاً للاحتياجاتِ الإنْسانيَّة والبيئة والظُّرُوف المُسْتَجِدَّة فتَسْتَجِدُّ فيها مُفردات وتُولَد مُتَجَدِّدات وتغِيبُ مُصطلحات أُخرى ومُفْردات لم تَعُدْ الحاجة إليها قائمة .....                               
لا يُمْكِنُ للُغة أن تكون مُقَدَّسة ..... هي ضَرُورَة والضَّرُورات ليست ثابتة وخاضِعة للتَّغْيِير الذي تخضعُ لهُ المُجْتَمعات قَاطِبَةً بإرادة منها أو بدُوْنِها لأنّ الحَياة في حَرَكةٍ مُسْتَمِرَّة والحَرَكة تُوَلِّدُ التَّغْيِير والتَّغْيِير يُحَدِّد الضَّرُورات المُسْتَجِدَّة ويُعْرِّفُها ...... هكذا انْحَسَرَتْ السومرية لتَفْسَح المجال أَمام ما تلتها من اللُّغاتِ فكانت البابلية والأشورية ( المتطورتان عن اللُّغةِ الأكدية ) واللتان بدَوْرِهما تراجعتا أَمام مدّ اللُّغة الآرامية وهذهِ الأَخيرة بدَوْرِها أندحرت وتراجعت أمام مدّ اللُّغة العربية ..... وهكذا دَوالَيْك ....... وهذا مِثال من بَيْنِ كمٍّ ....
أن نعت اللُّغة ــ أيّة لُغة ــ بالمُقَدَّسة يُوقِعُ المُعْتَقِدين بقداستِها في متاهاتٍ هم في غنىٍ عنها ولا ضَرُورَة لها ، فلا اللُّغة ولا الحروف ولا الإِنْسان بخالِدٍ وكُلُّ حالٍ إلى مَآل ......... ليَفْتَخِر كُلٌّ بلُغتهِ ولكِن ليُوقِن إنّها ليست مُقَدَّسة وليَفْسَح المجال لاحتِرامِ وتأمُل لُغات أُخرى أيضاً فاللُّغة أوجدها لخِدْمَتِهِ ولتَواصُلِهِ مع الآخر ومن يَتَكَلُّم بلُغةٍ معينة ليس أَفْضَل ممن يَتَكَلَّمُ بغَيْرِها ....... نَعَمْ اللُّغة هي جزءٌ من هويةِ الشَعْب المُتَحَدِّث بها ، لكِنْ لا يُمْكِنُ قراءتها وفهمها بمعزلٍ عن الضَّرُورات اليَوْميَّة للشَّعْبِ والتغيُّرات التي يمرُّ بها في مَراحِلِ تطورهِ وحَياتهِ ويُمكن تَشْبِيه اللُّغة ككائن حَيّ يَبْقَى قائِماً طالما إنّ أسْبابَ بقائهِ قائِمة ثُم يَزُول بَعْدَ أن تَنْقَطعَ هذهِ الأسْباب .........                                                                           
تُميلُ بَعْض المُجْتَمعات إلى تَحْوِيلِ الكَثِير ممالَدَيْها إلى مُقَدَّسات ( ولو ألقينا نَظْرَة لوجدنا الكَثِير من المُسَمَّيات لمنصبٍ ما أو فِكرة ما أو مكانٍ ما أو أمْر من الأُمورِ قد مُنِحت صِفة القداسة حتَّى صارت تُلازمها كيَقِينٍ لاجدال فيه  ) ، والمُقَدَّسات لا يَجُوزُ المساس بها فتَبْقَى جامِدة لاتَقْبَلُ التطوير ولا النقد ولا التَّفاعُل ولا التَّغْيِير لكِن الزَّمَن لا يتَوقَّف فيمضي قُدماً تارِكاً خَلْفَه هذهِ المُقَدَّسات مُسمرَّة في أماكنِها والنتيجة هُوَّة واسِعة بَيْنَ الأثنين .... إنَّ الشُّعوب التي تُميل إلى ذلك تُعاني الكَثِير من الإِشْكالات وتجُرُّ أَفْرادها  إِلى متاهاتٍ من المفاهيم والتصوُّرات البَعيدَة عن الحَقِيقةِ والمغلوطة والغَيْر المُفِيدة عمليَّاً وتُعْطِي تَأْثيراً سلبياً في حَياتِهم ومن خِلالِهم لمُجْتَمعاتِهم فتضرُّ بتقدُّمِها ومواكبة العصر ثُم الضَّرَر للمُجْتَمعِ البَشَريّ قَاطِبَةً  ...........
هل الهيروغليفية مُقَدَّسة وإن كانت كذلك لماذا انْحَسَرَتْ وافْسحَتْ المجال لغَيْرِها من  اللُّغات ؟ هل السنسكريتية مُقَدَّسة ؟ لماذا إِذنْ غابَت وتعطلت عن مواكبةِ الإنْسانيَّة لحدِّ يَوْمنا هذا ؟ هل اللُّغة الأنكليزية أو الألمانية أو الفرنسية أو الأيطالية .......... وإلخ من اللُّغات مُقَدَّسة ؟ ولماذا لا نَسْمَعُ هذا النعت يُطلق على هذهِ اللُّغات من قِبَلِ الناطِقين بها  ؟  ........                                                             
نزعُ صِفة القداسة عن أيَّةِ لُغة لا يُقلِّلُ من شأنِها لأنّ كُلّ لُغة منها أدَّت دَوْرَها في وَقْتِها وفي البيئة التي انْبَثَقَتْ منها فشَكَّلَتْ مَرْحَلَة من مَراحِلِ تَطوُّر الإنْسان وحَلْقة مُهِمَّة في  مُسَلْسَلِ التطوُّر وقَدَّمَتْ خدمَاتها حتَّى أقصى إِمكاناتها فكانت أَداة التَّواصُل الفَعَّالة ، واللُّغات الحَالِية تُواصِلُ تَأْدِيَة دَوْرَها إلى أَجلٍ ما .........
إنّ أيَّة لُغة تَعْجِزُ عن مواكبةِ ضَرُورات الزَّمَن المُتحرِّك والسائر تندحر وتتراجع أَمام لُغة مَوْلُودة جَدِيدة لها خصائصها ومميّزاتها التي تُساعِدها على تَأْدِيَةِ دَوْرَها في المُجْتَمعِ الذي تَخْدِمه ، أو تُطمس وتندثر وإن يتبقَّى منها شّيْء فلرُبَّما الذِّكْرَى على رفوفِ المكتباتِ والمتاحفِ ومادة للبحثِ العِلْميّ والتاريخيّ وشاهِدٌ على حُقبةٍ زَمَنية من المَسِيرةِ الإنْسانيَّة ، أو كلُغة تُحْكَى على نطاقٍ ضَيِّق لجماعةٍ ما في البيوتِ بَيْنَ أَفرادِ الأُسرة الواحِدة والأُسر الأُخرى المُتَحَدِّثة بها .                                                                                   
 إِن نزع صِفة القداسة عن مُسَمَّياتٍ غَفِيرة ومنها اللُّغة سيدفعُ بنا إلى مفاهيم جَدِيدة وعوالم مُخْتَلِفَة مُتَجَدِّدة أَكْثَرُ إنصافاً وتعقُلاً وحِكْمَة بحَقِّ أَنفُسنا أولاً وبحَقِّ الآخرين ثانياً وستُمهِدُ لعوالم أُخرى للتعاملِ مع الآخر بطُرْقٍ حَضَاريَّة أَكْثَر نضوجاً وستُفضي بنا إلى أَضْواءٍ وأَجْواءٍ تعُود بنَفْعِها على الجَمِيعِ دُوْن اسْتثِناء وتُساهِمُ ايجابياً في بناءِ المُجْتَمعات وتُعْطِينا الصُوْرَة الناضِجة لعَالمٍ جَدِيد أَكْثَرُ تَفهُماً وتسامُحاً مع الآخر يفتحُ البابَ وعلى مصراعيهِ ليحُلَّ السلام في هذا الكَوْكَب المُضَرَّج بدِماءٍ أُريقت وأُهدِرت تَحْتَ بندِ هذهِ المُسَمَّيات وعلى مرِّ الأَزْمان ........                                                                     



27 ــ 3 ــ 2008 / 17 ــ 9 ــ 2008
 

129
[size=16pt]صُوَر وصُوَر ..... وصُوَر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم شذى توما مرقوس
كانون الثاني ــ 2009 


موضوعٌ بسيط ونبيل القصد والغرض في توجُهِهِ ، مُتعدد النتائج سلباً وايجاباً في خلفياتهِ ولواحقهِ ، فأعياد الميلاد ورأس السنة نبعُ فَرَحٍ وسَعادة ودعوة للاحتِفال اجتماعياً وكنسياً وأيضاً على صعيدِ الأوطان والعالم حتَّى وأن كانت القلوب مُتخمة بالأَلَم والحُزْن وأن كانت الظروف المحيطة قاسية وغيرعادلة وأن كانت الأوطان في محنة ، هو دعوة لتَحمُّلِ الآلام وقبولها بمحبَّةٍ وفَرَح ...... يُعبِر الأفراد عن أَفراحِهم بالاجتِماعات العائلية والزيارات والاحتِفالات الكنسية وأيضاً الاحتفالات الجماعية ، كُلٌّ بما تسمح له البيئة التي يعيش فيها والظروف التي تحيط بهِ والمجتمع المتواجد فيهِ والذي يُحدد مقاسات الاحتفالات ونوعيتها .... إلخ ، يغدو الفَرَح عاماً ومُشتركاً وهُنا ما يُهِمُّنا الحديث عنه هو إِحْدَى  مظاهر احتفالات الجاليات المسيحية العراقية في مُختلف بلدان المهجر وتحديداً نشر صُوَر احتفالات هذهِ الجاليات على صفحات المواقع الالكترونية ، القصد واضح : اشاعة الفرحة في القلوبِ ودعوة الآخرين لتقاسُمِ هذهِ الأَفراح معاً ولو من خلال مُطالعة الصُوَر المنشورة رغم ضغوطات الحَياة الكَثِيرة والقاسِية غالباً في الغُربةِ والتي يَصعُبُ على البعيدين تَصوُّرها واسْتِيعابها فيَظُنُّون أن المهجر هو نعيم ورخاء في رخاء وهي فِكرة تنقصها الحَقِيقة وتلفها السطحية فأَيْنَما يعيشُ الإِنْسان تكون له همومه وأَحزانه وصعوباته وأيضاً أَفراحه وسَعادته وتكتسب هذهِ الأُمُور المرافقة لحَياةِ الإنْسان صِفاتها وميزاتها وقوالبها من المجتمع الذي يَحْيَا فيهِ وتَخْتَلِفُ أسْبابها باخْتِلافِ المجتمعات ........                               
إِذنْ الصُوَر المنشورة هي رسالة هدفها التواصل مع الآخر وطمأنة الأَهْلِ والأقارِبِ والأحباب في الوَطَنِ أو في البلدانِ الأُخرى على الأَحْوال وتسكين القلق الناتج عن بُعدِ المسافات والفراق ، تَماماً كالمكالمة الهاتفية أو الرسائل المُرسلة بالبريد أو عِبر الأيميل ولكن بقالبٍ آخر مُخْتَلِف وجَدِيد أَنْجَبَته تقنيات العصر وتطوره .                                   
المُتعارف عليهِ أن الأفراح هي قصد الربّ وهديتهِ للبَشَرِ وهو يُشاركهم أفراحهم وأيضاً آلامهم ، لكِنّ أفكار البَشَرِ تتباين في هذا الشأن فالبَعْض يَنظُرُ إلى أفراح الآخرين وكأنّها آثام فتكون في نظرهِ القُبلة ذَنْب لكِنّ الشجار والتشابك بالأيادي والبغضاء والتلفظ بأسوأ الكلمات والحقد وغَيْرها كَثِير تَسْقُط عن قائمةِ الآثام وتُعدُّ صِفات بشريَّة بحاجةٍ إلى تقويم ومُعالجة ليس أَكْثَر وهي في كُلِّ الأَحْوال أَمْرٌ بشريٌّ قائم وجاري ومُسلَّمٌ بهِ ، ليس محموداً ولكِنَّهُ أَمْرٌ واقع ومقبول وقد تتعالى الصيحات ضِدَّهُ بَيْنَ الفينة والأُخرى لكنّها لا تلبث أن تخرس وتصمت .............                                                                           
لنشر الصُوَر جوانبهُ السلبية مع الآسف فبقدر ماتُسعِد الأَهْل والأَقارِب والأحباب وتُهدهد قلوبهم راحةً وسكينة على احبائهم من هؤلاء المُغتربين تخلق لهم مواجهات ومضايقات في محيط العمل والجامعة والمدرسة والشارع من قِبَلِ الآخر الذي لا يَفْهَم هذهِ الرسالة ويُخطِئُ في ترجمةِ معانيها ومقاصِدها فيجيدُ الانتقاد ويحترف الاسْتِهزاء وهذهِ عينات منها ( تشتكون القتل والتهجير ومُكابدة الصُعوبات في حِينِ اقرِباءكم واحباءكم واهاليكم في بلدان المهجر لاهمّ ولاغمّ لهم سوى الرقص والغناء والأكل والشرب ، كَيْفَ تقولون إنّهم يفكرون فيكم وهم لاهون عنكم باحتفالاتهم رقصاً وغناءً ، موائدهم عامِرة بَيْنَما لاينظرون إلى فراغِ موائدكم ،  ثُم اللِّبْس غَيْر المُحتشم ...... إلخ من انتقادات أُخرى ) وكأنّ الفَرَح في بَعْضِ أشْكالِه آثام شَدِيدة وأَيضاً اللِّبْس يَدْخُل في قائمة الآثام إِن تعدى الشروط والحُدود المرسومة لهُ من وجهة نظرِ هؤلاء  .........                       
الفَرَح هدفٌ سامٍ ونبيل وجميل ولما لا والإِرادةُ الإِلَهِيَّة كما يُشاع هي سَعادة الإنْسان ، وأيضاً اللِّبْس هو حُرِّيَّة شخصيَّة وما الضرر من أن يرتدي أَحدهم عِدَّة  قُمصان فَوْقَ بَعْض بَيْنَما يرتدي آخر قميصاً خفيفاً واحِداً فضفاضاً أو ضيقاً ، بكمين أو بدونهما ، لكِنّ الأَمْر ليس في نظرِ البَعْض الآخر هكذا ممن يطوون ارتداء المرأة لـ  " تنورة قصيرة "  تَحْتَ قائمة الآثام وطَرِيقاً إلى جهنم بَيْنَما احتِقار الآخرين والتمييز بَيْنَهم على أساسٍ عرقي أو ديني أو سياسي أو طبقي واذلالهم لايندرجُ في قائِمةِ الآثام ، وضَرْبُ الرَّجُل لزوجتهِ هو أَمْرٌ مألوف ولاعِقاب يَطالَه وبالتالي فهو ليس أَثِماً وقُبْلَة مُتبادلة بين حبيبين تُثيرُ غضب ونقمة هؤلاء أَكْثَر من مشهد اقتتال بَيْنَ شخصين أو سلب حقُوقِ الفُقراء والمَساكِين .                                                                                     
أما في مَجالِ الأنترنيت فلقد وضَّحَ البَعْض أنّ هُناك من يَسْتغِلون هكذا صُوَر للإساءةِ إلى المسيحيين بأَشْكالٍ مُخْتَلِفَة  ....... ذكرَ شْخصٌ آخر إنّ الُمتربصين ذهبوا إلى أَبْعَد حدود الإساءة ببيع أشرطة حفلات الجاليات تَحْتَ عناوين مُسيئة جِدَّاً ، آخرون عبروا عن قناعتهم بأنّ الاحتفالات والصُوَر هي أُمُور خاصَّة وشخصيَّة ومن الخطأ عرضها على الملأ وطرحها أَمام أنظار الجَمِيع وتحويلها إلى مُلكٍ مُشاع وعامّ لأنّها بذلك تفقدُ خصوصيتها .                                     
عن قراءةٍ لهذهِ الجوانب ثقُلت الجُعبة بالأسئلة : ــ                                     
 ــ هل على الجاليات المُغتربة مُراعاة الجانب السلبي لنشر هذهِ الصُوَر فتتبع خطاً آخر أَكْثَرُ تحفُّظاً وحذراً فتُقلَّل الصُوَر المنشورة أو تُخضِعها لعملية انتقاء مُعينة وماهي حُدُود هذا التحفُّظ ونهجه ؟                                           
ــ هل الأفضل تجاهل كُل هذهِ السلبيات والقفز فَوْقَها والحِفاظ على المنهج المألوف والاسْتمرار فيهِ دُوْنَ أَيِّ اعتبار لهذهِ الأعراض الجانبية وبهذا تُجبَرُ هذهِ الفئات ولو على المدى البعيد على تَغْيِيرِ قناعاتهم بفعلِ آليَّة تطوُّر المجتمعات خصوصاً وإن أفراحاً كهذهِ  لايُمكن تصنيفها في خانةِ الآثام ؟   
ــ هل إن المسيحيين مُجبرين دائماً على تقديم التبريرات لكُلِّ تصرفاتِهم   وإعْطاء التوضيحات ومُراعاة قناعات أَطْراف غَيْر متعاطفة معهم وغَيْر مُتفهِّمة لهم تُحاوِلُ دائماً الانتقاص منهم والإساءة إليهم ؟                       
ــ لماذا يُوضع المسيحيين مَوْضِع شَكٍ وإتْهامٍ لمُجرّد إنّهم مُخْتَلِفُون عن هذا الآخر والاخْتِلاف ليس ذَنْباً ولماذا لايُحاولُ الطرف الآخر تقبُّل الاختِلاف وهل على المسيحيين أن يُبادروا بالخطوةِ الأولى في هذا المجال ؟                   
ــ ماالذي يراه المغتربون مفيداً في هذا الشأن ومارأي الأَهْل في الوَطَنِ ثُم ماذا يمُكن للمواقع الالكترونية أن تُقدِّمه في هذا المجال ؟                       
أسئلة وأسئلة ...........                                                                   
  قد يَظُنُّ البَعْض إن هذا الموضوع لا يستحقُ الالتِفات إليهِ ومُناقشتهِ لأنّ      هُناك قضايا وهمُوم أَكْبَر وأَهمّ وقد تكون لآخرين وجهة نظر مُخالفة باعتبارِ أن المضايقات الناجمة عن هذا الحال مُستمِرَّة بالإضافة إلى كونها فُرصة ممنوحة مجاناً للفئات المُتربصة بالمسيحيين ودُوْنَ قصد والتي تقوم باسْتِغلالها ضِدَّهِم ( ضِدّ المسيحيين ) والإساءة إليهم بتعمُدٍ .......               
كتبتُ عن هذا الموضوع اسْتِجابةً لطلبِ بَعْضِ الإِخوة والأخوات من القُراء والَّذِين رغِبوا في بسطِ اهتمامهم بهذا المُوضوع أَمام الآخرين والتعبير عنه ،  وما ورد في المقال من حديثٍ عن المضايقات والإِحراجات في محيط العمل أو الجامعة أو المدرسة والشارع هو جزء مما عايشوه وواجهوه وكذلك الحديث عن اسْتِغلال هذهِ الصُوَر للإساءة إلى المسيحيين كان من ضمن همومهم ومعاناتهم ، وأَرْجُو أن أكون قد وُفِقت ولو إلى حَدٍ ما بنقلِ صُوْرَة واضِحة عن اهتمامهم بهذا الموضوع الذي قد يُشاركهم فيه الكثيرون .......
كُلَّ عام والجَمِيعُ بخيرٍ مع التمنيات بأنّ تكون سنة 2009  سنة سلام ونعمة  ومحبَّة وتسامُح وتفاهم للعالمِ أَجمع .......                                           
 
 
 
[/color] [/size]

130
أربعة أخبار من القرن الحادي والعشرين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
 أبريل / مايس 2008


........ القرن الحادي والعشرين قرن أستمرار التطور والعلم والتكنولوجيا والأكتشافات والرحلات الفضائية وهو أيضاً وبأسف قرن الأستمرار والأمتداد لكل الأجحافات والأنتهاكات التي عانتها المرأة لحقوقها على مرّ القرون الماضية والظلم الذي لحق بها على كل المستويات ، والذاكرة العراقية في هذا السياق لن تنفضّ عنها حادثة مقتل الفتاة ( د ) والتي قُتلت رجماً بالحجارة من قِبل أبناء طائفتها عام 2007 [ الخبر نُشِر كاملاً عن وكالة آكي الأيطالية في موقع بوابة نركال في 30 ــ 4 ــ 2007 تحت عنوان ــ  تطورات مفاجئة في مقتل الفتاة اليزيدية في كردستان ــ ] والذي أُعتُبِر سابقة خطيرة من نوعها وظاهرة جديدة يجب أحتوائها منذُ البداية .                                                                 
في المنحى ذاتهُ نقرأ في مقالة ( رجم النساء ) للكاتبة ــ هيام عودة ــ والتي نُشِرت في موقع الحوار المتمدن العدد 2255 بتأريخ 18 ــ 4 ــ 2008  المقتطفات التالية : ــ                                                                       

في ايران ، ينتظرُ عشرة نساء ورجلان تنفيذ الحكم بالرجم حتى الموت بتهمة ارتكاب الزنى ، وذلك حسب تقارير منظمة العفو الدولية .  ولمن ليس لديهِ فكرة عن طقوس الرجم ، فأنّها تبدأ بأنّ يتم غسل المحكوم عليهِ كما يُغسل الميت ، ويُكفن حيّاً بلفهِ بقماش أبيض ، ليُنقل بعد ذلك الى ساحة عامة يحتشدُ فيها مجموعة من الناس ، حيثُ يُدفن المحكوم في حفرة حتى خصرهِ أن كان رجُلاً وحتى كتفيها أن كانت امرأة ، ويبدأ هؤلاء الناس واولهم القاضي الذي أصدر الحكم برجم المحكوم بحجارة أُعِدت خصيصاً لذلك ، بحيث لاتكون كبيرة فتقتُل بسرعة ، ولا تكون صغيرة فلا تؤذي ، بل متوسطة الحجم ، وذلك لتُضمن أقسى درجة من التعذيب قبل الموت ، وهكذا تنهال الحجارة على المحكوم عليهِ من كل صوب ، فتتهشم عظامه وتتناثر دمائه تحت الضربات الى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وقد تستغرق هذهِ العملية الرهيبة نصف ساعة أو أكثر ، وذلك حسب قدرة المحكوم على التحمل ، وفي النهاية وحتى يتم التأكدّ تماماً من موت هذا المحكوم ، فأنّ أحدهم ينهال على رأسهِ بألة حادة لتسحقهُ سحقاً ولتُنهي بذلك حياة أنسان بطريقة لا أمرّ ولا افظع وهناك مقاطع فيديو على الأنترنيت لبعض عمليات الرجم والتي أشك في قدرة الكثيرين من البشر على تحمل مشاهدتها .                 
 
ـــ أنتهى نقل المقتطفات الصغيرة عن هذهِ المقالة القيمّة والتي تستحق الأطلاع عليها كاملةً لأهميتها البالغة . ــــ                                   

وبقصد البحث في كلمة ( رجم ) أعتمدتُ الباحث العربي في ذلك وهو ــ قاموس عربي عربي ــ ويشتمل على المصادر التالية : لسان العرب ، مقاييس اللغة ، الصّحّاح في اللغة ، القاموس المحيط ، العباب الزاخر ـــ نُطالعُ كلمة ( رجم ) بالشروحات التالية : ــ                                                                     


رجم ( لسان العرب )                                                                     
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                         
الرَّجْمُ : القتل ، وإِنّما قيل للقتل رَجْمٌ لأنّهم كانوا إِذا قتلوا رجُلاً رَموْهُ بالحجارة حتى يقتلوه ، ثم قيل لكل قتل رَجْمٌ ومنهُ رجم الثِّيَبْينِ إِذا زَنيا ، وأصلهُ الرمي بالحجارة .  ابن سيده : الرَّجْمُ الرمي بالحجارة . رَجَمَهُ يَرْجُمُهُ رَجْماً ، فهو مَرْجوم ورَجِيمٌ.                                                                               


يعطينا الباحث العربي شروحات أكثر حول كلمة ( رجم ) أورِدُ هُنا بعضاً منها فقط  مُختصرة :ــ                                                                             
الرَّجْمُ : اللعن ، ومنهُ الشيطان الرَّجِيمُ أي المَرْجُومُ بالكواكب .                       
الرَّجْمُ : الهجرْانُ ، والرَّجْمُ الطَّرْدُ ، والرَّجْمُ الظن ، والرجم السَّب والشتم .       
الرَّجْمُ : القول بالظن والَحدْسِ ، وفي الصحاح : أن يتكلم الرجل بالظن ، ومنهُ قوله : رجْماً بالغيب .                                                             
والرَّجَمُ ، بالتحريك : هو القبر نفسهُ .                                                     
والرُّجْمةُ حجارة مرتفعة كانوا يطوفون حولها ، وقيل : الرُّجُمُ بضم الجيم ، والرُّجْمةُ : بسكون الجيم جميعاً ، الحجارة التي تُنْصَبُ على القبر ، وقيل هما العلامة . والرُّجْمة والرَّجْمة : القبر ، والجمع رِجامٌ ، وهو الرَّجَمُ بالتحريك ، والجمع أَرْجامٌ ، سمي رَجَماً لما يجمع عليه من الأحجار .                             

الخبر الثالث نشرتهُ " القدس " الأربعاء 30 ــ أبريل ــ 2008 عن مقتل فتاة بعمر 17 عاماً في البصرة حيثُ قام والدها بقتلها وكانت والدة الفتاة قد طلبت مُساعدة أخويها لردع زوجها عن قتل أبنته لكنّهما ساعداه عليها فوقف على رقبتها حتى خنقها ثُم طعنها فيها صارخاً  " أنا أُنظفُ شرفي " وقالت الصُحف أعتُقِل الأب وتمّ أطلاق سراحهُ بعد ساعتين وأن أعمام الفتاة بصقوا على جنازتها ، ووفق التقرير الصُحفي البريطاني فأنّ 47 امرأة ماتت في جرائم قتل في مدينة البصرة العام الماضي .                                                                     
أما الخبر الرابع فيأتينا من سوريا حيثُ أقدم شاب في العقد الثالث من العمر على قتل شقيقتهِ  ذات الثلاثة والعشرين ربيعاً وهي أم لطفلين على خلفية شكوكهِ اقامتها علاقة مع احد الرجال حيثُ قام بقتل  شقيقتهِ خنقاً بيديهِ وذلك " غسلاً للعار " فأزهق روحها  تحت أنظار طفليها وفي غياب زوجها الذي يقضي حُكماً بالسجن ولم يكنْ يسمح لشقيقتهِ التي قتلها بزيارة زوجها في السجن . وتحتلُ سوريا المرتبة الخامسة عالمياً فيما يُسمى " جرائم الشرف " .  [ يمكن مطالعة المقالة كاملة والتي منها يأتينا الخبر الرابع هذا في موقع الحوار المتمدن للكاتب مصطفى حقي / العدد 2272 / بتأريخ 5 ـ 5 ـ 2008   / المقالة بعنوان ــ القتل خنقاً وعلى الشبهة وفقاً للموروث الشرفي ــ ] ويذكر الكاتب في هذا المقال القيمّ مايلي : جريمة الزنى جريمة يُعاقب عليها بأبشع أنواع العقوبات عن طريق رجم المرأة الزانية وقد دُفِنت في الأرض سوى رأسها وينهال الجلادون على رأسها بحجارة حجمها وسط إِمعاناً بتعذيب الضحية ... أنّها عقوبة همجية لم تعدْ تتناسب ومعطيات العصر والمشكل بُعد العقوبة عن العدالة .. فالمُجرم الذي يقتُل ويُزهق روح أكثر من أنسان يمكن أن يُفدى بالمال ولا تُطبق عليهِ عقوبة القتل قصاصاً والسؤال أيّهما أهم ومؤثر قتل الروح التي حرّم الله قتلها أم جماع امرأة ... ولايمكن فداء الزانية بالمال لأنّها أُنثى ... ؟!                                 
 ــ أنتهى النقل من المقالة المذكورة أعلاه ـــ               
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ           

كُلُ هذهِ الجرائم والتي على شاكلتها تشترك في كونها جرائم تُرتكبُ ضد المرأة وتكون ضحية لها ، كما أنّها تُرتكب بذريعة الدفاع عن الشرف ، ثُم أنّها تتمُ بلا مُحاكمات وأستناداً على الشُبهة ودون تأكدّ من حقيقة الوقائع وأعطاء الضحية فرصة الدفاع عن نفسها لدرءِ التهمة عنها فلا محاكمة ولا تحقيق في الأمر ولا شئ من هذا القبيل فالشكوك كافية للقتل وأزهاق روح أنسانة ......... أما القاتل البطل الذي حررّ الأمُة وهزم الأعداء فلا عقوبة تطالهُ وهو الذي قتل غسلاً للعار ودفاعاً عن الشرف . الآ تُعدُّ جريمتهُ نفسها بأزهاق روحٍ بشرية  في حدّ ذاتها عاراً ؟                                                                                           
قراءات كهذهِ تطرحُ أسئلة : لماذا القتل وكُل المُبررات مهما كانت قوية حُجةً وسبباً لن تُساوي روحاً واحدة أُزهِقت ؟ ولماذا تكون المرأة ضحية هكذا فظاعات؟ ومن يُخولّ الأنسان أيّاً كان حق الحُكم على أنسان أخر بأزهاق روحهِ ؟ وبأي حق يجعلُ الرجل نفسهُ قاضياً في حياة الآخرين من أُسرتهِ وقريباتهِ من النساء ؟ وأية فضيلة للرجل ليكون المُفضلّ لدى الله على المرأة ؟ ومتى آتى الرجل بهذهِ الفضيلة ، هل في حياةٍ أُخرى مجهولة لنا وقبل أن يُخلق فأستحق على أساسها التفضيل وأين هي هذهِ الحياة الأُخرى إِن وُجدِت وكيف هي ، خصوصاً وأنّ المعلومات التي توارثناها تُفيد أننّا جميعاً ذكوراً وأناثاً كُنّا في  العدم ؟                                                                                         
يرتكبُ الكثير من الرجال كُل يوم الكثير من الموبقات والآثام لكنّ لا أحد يشيرُ اليهم ولا تطالهم العقوبات ..... فلماذا ؟   لماذا يُصرّ الرجل على حمل المرأة كالعبء فوق كتفيهِ ....... فليُنزلها ليرتاح ويُريح ، فهي ليست مخلوقاً مُعاقاً ولها ساقين سليمتين وقادرة على المشي تماماً كما يمشي .  ليُعفي الرجل المرأة من قسوة نظرتهِ الدونية اليها وأحتقاره لها وأستصغارها فيعيش في سلام معها ويؤسس لعالمٍ جديد بعيد عن العنف والجنون ....... ألم يحنّ الوقت لأعادة النظر في مفهوم الشرف الرفيع الذي قال عنهُ أحد الشعراء مُفتخراً : ــ                   
لا يسلمُ الشرف الرفيع من الأذى .................... حتى تُراق على جوانبهِ الدماء
 
فبئس ما قاله هذا الشاعر وبِئس هكذا تفكير كمسلك لمُعالجة الأمور والقضايا . 

خاتمة : ـــ                                                                                       
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ                                                                         
" ثُم حضر أيضاً الى الهيكل في الصُبح وجاء اليهِ جميع الشعب فجلس يُعلِمهم ، وقدَّم اليهِ الكتبة والفريسيون امرأة أُمسِكت في زنى ، ولما أقاموها في الوسط قالوا لهُ : يامُعلم هذهِ المرأة أُمسِكت وهي تزني في ذات الفعل ، وموسى في الناموس أوصانا أن مثل هذهِ تُرجم ، فماذا تقولُ أنت . قالوا هذا ليُجرِبوهُ لكي يكون لهم ما يشتكون بهِ عليهِ ، وأمَّا يسوع فأنحنى الى أسفل وكان يكتُب بأُصبعهِ على الأرض ، ولمّا أستمروا يسألونهُ أنتصبَ وقال لهم : من كانَ مِنكُم بلا خطيئة فليرمِها بحجرٍ . ثُم انحنى أيضاً الى أسفل وكان يكتُبُ على الأرض ، وأما هُم فلمّا سمِعوا وكانت ضمائِرهم تُبكِتهُم خرجوا واحداً فواحِداً مُبتدِئين من الشيوخ الى الآخرين  وبقي يسوع وحدهُ والمرأة واقفة في الوسط ، فلمَّا أنتصبَ يسوع ولم ينظُرْ احداً سوى المرأة قال لها : يا امرأة أين هُم أولئِك المُشتكون عليكِ ؟ أَما دانكِ أحد . فقالت : لا أحد يا سيّد . فقال لها يسوع : ولا أنا أُدِينُكِ. اذهبي ولا تُخطِئي أيضاً . "           يوحنا : الأصحاح الثامن / 2 ــ 12           

هذا النص معروفٌ لأغلبية البشر في العالم ......... كم من البشر عمِلوا بهِ وأخذوا مِنهُ العبر وفتشوا في دواخلهم عن الكثير مما يلوِثُها  فأمسكوا اليد قبل أن يهووا بحجارة مهما  كانت صغيرة على رأس المرأة ، أية امرأة .               
لا يليقُ بالأنسان أيّاً كان أن يُنّصِبّ نفسه دياناً للآخرين وحاكِماً في حيواتهم .   
إِننّا في القرن الحادي والعشرين وهذهِ الأخبار الأربعة تأتينا مِنهُ !!!!             
فياللعجب !! ....... وكم من القرون سيحتاجُ البشر ليتعلموا كيف يقرأون الواقع وكيف يتعاملون مع مُعطياتهِ بعدالة وحيوانية لائقة ( ولا أقولُ بعدالة وأنسانية لأنّ الحيوانات أثبتت إنّها أعدل وأقلُ وحشيةً بالكثير الكثير من الأنسان الذي يدعي إِنّهُ أفضل الكائنات والمخلوقات قاطبةً بينما تُشير أفعالهُ الى إِنّهُ أرذلها وأكثرها وحشيةً ودموية ) بعيداً عن أي أجحاف أو ظُلم أو أستضعاف للآخر .             .                                                   
   
 
بقلم : شذى توما مرقوس
 أبريل / مايس 2008 

 

 
 

131
أدب / طليثا ..... قومي
« في: 01:43 16/03/2008  »
طليثا ...... قومي

شذى توما مرقوس


بغدادُ ...... قومي
المسيحُ قد دعاكِ وشفاكِ ........
لملّمَ كُل جِراحكِ .......
ومن كأسِ رحمتهِ .... سقاكِ
بغداد ..... أنهضي
لا حقيقةً .... هو مُوتُكِ
والدِماءُ قد روت أرضكِ ......
دماءُ الأبناء كما  دِماءُ الأعداء  .....
قومي ..... ..
أنهضي وسامحي صالبيكِ ......
فقد خسِر رغم أنينكِ
كُلُ المُتآمرينَ عليكِ ......
قومي ...... مُدّي يديكِ .....
يا عاصمتي
كُلُ شِبرٍ في أرضِ الرافدينِ ....
يُناديكِ
والمسيحُ يحميكِ ويفديكِ .....
يُضمِدُّ  جِراحكِ
وفي نهريكِ دجلة والفُرات
يفيضُ نعمتهُ ويرويكِ......
" ܛܠܝܼܬܼܵܐ........  طليثا "
بغداد .... قومي
ما أصغرَ الموت .... وما أكبركِ عليهِ
قومي ......
الكُلُ يُنادِيكِ .... ويأملُ فيكِ .....
قومي .....
فأجملُ ما خلق اللهُ هو عينيكِ
وأيُ القلوبِ رحلت عنكِ حيناً
فهي تعودُ اليكِ .....
يا بغدادُ قومي
المسيحُ قد دعاكِ ....
للحياةِ ..... دعاكِ
لملّم جراحكِ وشفاكِ.....
ومن موتكِ أنهضكِ
كأُمٍ تُهدهِدُ رضيعها
فوق الرُكبتينِ يُهدهِدُكِ ......
لم يكُنْ موتاً .....
قالَ المسيح  :  " بغدادُ نائمة "
يا عاصِمة كلِ القلوب
مدّ المسيحُ يدهُ اليكِ......
أنهضي  "  ܛܠܝܼܬܼܵܐ  ..... طليثا "
الحياةُ تحتضِنُكِ وتُقبِلُ وجنتيكِ  ......

2004
--------------------------------------------------------
ملاحظة :ــ  طليثا بمعنى نائمة ...... بهذهِ الكلمة نادى يسوع الفتاة التي فارقت
الحياة وأحياها ـــ طليثا ـــ ثم أمرها ـــ قومي ـــ فقامت للحال وعادت اليها الحياة

     

132
أدب / كوكب
« في: 00:21 03/03/2008  »
 
كَوْكَب

شذى توما مرقوس



بوِسعِ خارطةِ الكَوْكَب .....             
يمتدُّ حُبُّك .......                         
امْتِداد المُحيطات ......                   
امْتِداد اليابسة ..........                 
و الاخْضِرار ........                     
امْتِداد الفَضاء ......                     
  امْتِداد  الآخرين ......
حُبُّك حَوَّلني  كَوْكَباً ......               
رُوحاً ....... قَلْباً .......                 
يَتَّسِعُ كَوْكَباً وكَواكِباً .....               
أنت مَدَارهُ ......                           
أَرْشَدَني حُبُّك أنّ أَحْيَا .....             
أنّ أتَنَفَّس ......                           
عَلَّمَني حنو اللهِ على البَشَرِ ِ......     
وافتقادهِ إيَّاهُم .....                     
عَلَّمَني كيف يَحْتَضِنُ اللهُ البَشَر .....   
واحِداً ..... واحِداً                       
ببُؤْسِهم وشَقائِهم ........               
أَدركني حُبُّك ......                       
أنّ للقَلْبِ مُرُونة .....                   
يَتَّسِعُ ويَكْبُر .........                   
وأنّ للرُوحِ مُرُونة ........             
فتَكْبُرُ وتَكْبُر ......                       
أَدركني حُبُّك أنّي لأجلِكَ.... ....     
لا لنَفْسِي .......                         
أَدركني حُبُّك سِرّ النَبْعِ ......         
وكيف تَفيضُ مياههُ لتُغطِي كَوْكَب 
أنتَ يا مَدَاري الحَبِيب .......         
من أنا بلا مَدَارِك؟؟                   
ضَائِعةٌ أنا دون مَدَارك ........     
..... لاحَياة في غيرِ مَدَارِك ..........



1997 
 
 
ShathaM@hotmail.de


   

133
[size=14pt]بوش ذاهباً الى مزرعتهِ ..........
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم شذى توما مرقوس
2008



....... قريباً سيلّملم بوش الشرير كُل آثامهِ وبشاعاتهِ وقباحاتهِ عن وجه العالم ليأخُذها معهُ الى مزرعتهِ ....... لكنّ دماء الأبرياء والضحايا ممن كانوا حصيلة لسياستهِ البشعة والهوجاء والمجنونة ستلعنهُ أينّما كان وحيثما حلّ ...... وبالتأكيد سيكون لهُ في كُتبِ التاريخ صفحة لكنّها ستكون صفحة سوداء مُلطخة بدماء الآف الآلآف من الأبرياء ممن لم يكنْ ذنبهم غير أنّهم تواجدوا في هذا العالم تزامُناً مع تواجدهِ فأحترقوا بنار أفكارهِ الشريرة الآثمة ....... قاد بوش حرباً غير مُبررّة ـــ كما أثبتت الأيام بطلان كُل  ذرائعهِ المزعومة ـــ ضد العراق وشعبهِ ..... حرباً جرّت العراق من مآسي ظلم الدكتاتورية الى مآسي أكبر في حرب طائفية وأهلية حولّتهُ من وطن الى ساحة حرب مفتوحة وتركت حدودهُ مُباحة فأمتلأت الشوارع بالجثث وضاقت بها وخلفت الخراب في كل رُكن وزاوية وأتخمت القلوب الآماً وأحزاناً فلم تعُدْ البيوت تمنح الأمان لساكنيها حتى أصبح الأنسان يخاف من نفسهِ ..... الأمان ، الأمل ، النظرة الى المستقبل ، العيش بكرامة ، حقوق الفرد العراقي كأنسان و مفردات أُخرى كثيرة كلّها فُقِدت وضاعت تماماً وأجبرت الشعب على الهجرة بحثاً عن الخلاص فصار الشعبُ مُهجرّاً داخل الوطن وخارجه حتى كادت الديار تخلو من أهلها ...... تفرقت العائلات عن بعضها البعض بلْ أن العائلة الواحدة أنشطرت الى أجزاء كثيرة فترى الأخ الصغير عالقاً في سوريا والأخ الأكبر في تركيا والثالث ينتظر في عمان والرابع في السويد والأختُ في كندا والأم شدّت الرحال الى قريتها في الشمال  وهذا مثال بسيط على حال العراقيين فلقد أنفرط العقد وتناثرت حباتهُ في كل أرجاء العالم ولن يكون من المُستغرب أبداً أن يفكر العراقيين في أختيار المريخ وجهةً لسفرهم بعد أن تقطعت بهم كُل السبل وضاقت الدُنيا بالآمهم ومعاناتهم ...... وصار الفُراق والبعاد بين أفراد العائلة الواحدة أمراً معروفاً ومُسلماً بهِ وقد لايلتقون ببعضهم على مدى السنوات القادمة ورُبّما حتى الممات أما عمن ماتوا أو فُقِدوا في طريق الهجرة فحدّث ولاحرج ........ شعبٌ بأكملهِ يُسحق ويكادُ يُفنى ويُباد من أجلِ براميل نفط  طمعت أمريكا ( مُمثلةً برئيسِها بوش ) في أن تكون لها فعزفت لحن الديمقراطية المزعومة الكاذبة وجرّت وطناً بأكملهِ الى الدمار فلا بارك الله فيك يابوش ياصانع الفتنِ والحروب في العالم ......                                     
                               
[*في عام 1991 قال رئيس أركان القوات العدوانية الأطلسية ( سوارشكوف )  مقولتهُ الشهيرة  ( لقد جئنا لكي نُصححّ ما أخطأت بهِ العناية الألهية ) فسُئِل عما يقصدهُ بذلك فوضح مُعقِباً ( أنّ الله قد أعطى نفطاً وفيراً لمنطقة الشرق الأوسط وهذهِ ليست عدالة )  وحسب التقديرات العالمية فأنّ أخر برميل نفط في العالم سيكون من العراق .....]         [**عبرّ أحد المواطنين المسيحيين في بيت لحم عن فرحتهِ بأمتناع المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية في بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس المحتلة عن أستقبال الرئيس بوش بقولهِ ( رفض أستقبال مطران القدس عطاالله لجورج بوش رفع من معنوياتنا ) وأضاف ( من العار أستقبال صانع الحروب في مهد المسيح صانع السلام ) ويُذكر أن أمتناع المطران عطاالله عن أستقبال بوش خلف أرتياحاً كبيراً في الأوساط الشعبية الفلسطينية ولاسيما المسيحية منها ...... وكان المطران حنا قد قال في لقاء لهُ مع اللاجئين الفلسطينين في مُخيم البقعة في الأردن بأنّ ( الرئيس الأمريكي بوش وما يقوم بهِ لا علاقة لهُ بالمسيحية ولا علاقة لهُ بالأخلاق المسيحية ولا بالقيم المسيحية وبالتالي نحنُ نرفض أيضاً السياسات الأمريكية ودعمها المُطلق لأسرائيل وأحتلالها للعراق ) ...]                   
يعلمُ القاصي كما الداني أنّ العراق كان يعيشُ سلسلة الآم قبل أحتلال أمريكا للعراق لكنّ هذهِ الآلآم كان يؤطرها الوطن وكان أهلها المعنيين بها وليس العالم رُبّما نستطيع أنّ نصفها بالآم مُحجمة في أطار الوطن .... لكنّها وعلى يديّ بوش الذي دخل العراق بحجة الديمقراطية والتي أدخلها الى العراق محمولةً على ظهر دبابة كبُرت سلسلة الآلآم هذهِ وتوسعت وعبرت حدود الوطن حتى أصبح العالم معنياً بها أيضاً فتحولّ العراقيون عبئاً على الدول المضيفة لهم بعد أن أصبحوا عبئاً على أنفسهم وضاقت بهم الدُنيا ....... لقد أندلق العراق على غيرهِ من الدول أندلاقاً متالما ً مُعانياً  وتفتق  عن جرحٍ كبير ينزف حدّ الفجيعة ...... حتى الكوارث والمصائب بدأت تئنُ لهول مايجري  ........شوّه بوش وجه أمريكا ولطخهُ بالعار أكثر مما كان..... أمريكا المعروفة بحبها للتسلط والتكبر والرغبة في التحكم في مصائر الشعوب الأخرى والتدخل من قريب أو من بعيد في سياسات الدول الداخلية والخارجية مرغّ بوش وجهها في الوحل أكثر وأكثر .........                           
أسئلةٌ كثيرة تطرحُ نفسها لبوش وتسألهُ بما أنّهُ قد صنع الفتن والحروب في العالم بما يكفي فهل ستسلمُ الحيوانات المسكينة في مزرعتهِ من شرّهِ هذا ...... أم أنّهُ سيحاول زرع الفتن والحروب حتى بين عصافير السماء المسكينة لتنقلب حياتهم الى مآسي كما قلبَ العالم ....... وكم من البشر يتمنونّ اللقاء بهِ ليصفعوه ويُبللّوا وجههُ .........؟   كم من الدعوات ستبعثُ بهِ الى مزبلة التاريخ مع من ظلموا وقتلوا وأحرقوا البلدان والشعوب وخربوا الديار الآمنة من أمثال هولاكو وجنكيزخان وتيمورلنك وهتلر ونيرون  والكُلُ  ممن حذى حذوهم ....... تتبعهُ الى هناك كونداليزا رايس المتحدثة بلسانِ حقدهِ وشرهِ وخططهِ الآثمة .........                                                                                               
نظرةٌ الى الحياة والواقع وأحوال الناس والدُنيا تدعو العالم ليسأل كل الطغاة على مرّ التاريخ والى هذهِ اللحظة :   هل أن الحياة فعلاً تستحقُ كل ما أقترفوهُ من شرورٍ وآثام في حق البشر والكوكب هذا .... وما الذي جنّوهُ من كل ما أقترفتهُ أياديهم ؟ ........ هل هذهِ النظرة أفلحت في جرّ الطُغاة تباعاً على مرّ التاريخ والى يومنا هذا لطرح ذات السؤال على أنفسهم ؟  ..... بالتأكيد لا ....... بوش أيضاً لم يكنْ لديهِ الوقت ليطرح على نفسهِ هذا السؤال ولو لمرة واحدة  فالفتن والحروب التي كان لاهثاً خلفها ليصنع لها ويُغرق العالم فيها كانت أهم بكثير لديهِ من لحظة تأمُل .......                             .                                                                   
لعنتك دماءُ الأبرياء أينّما كنت وحيثما حللت وأقلقت سكينة روحك دعاء الضحايا عليك بوش الفارغ من كل شئ الا من الشر ........ هل سيكون المرشح القادم للرئاسة أفضل من بوش ... فتتعلم أمريكا بعضاً من التواضع ...... الجواب ستدلو بهِ الأيام من دلوها ...... رغم أن الأيام في عدادِ التاريخ والحاضرُ الذي بين أيدينا أفادنا بأنّ امريكا هي أمريكا ...... وأنّ الذيل المعقوف يبقى معقوفاً .......                                                                 


بقلم شذى توما مرقوس
   2008

*  معلومة مستقاة عن موقع كرمليس يمي.                                           
                                     
** خبر مقروء في موقع عنكاوا كوم ( جيفارة ساكو ) .                     
 
[/color] [/font] [/size]

134
أدب / حنين (قصة قصيرة )
« في: 19:00 22/02/2008  »
قصة قصيرة

حنين

شذى توما مرقوس
       

......  لماذا يكون الفراق دائماً نهاية الطريق عاجلاً أم آجلاً ؟  ....... وكأنّ الإِنسان لا يستطيعُ التواصُل أبداً مع الإِنسان ..... مع الآخر ..... لماذا يُفارِقُ الإِنسان كُل من يُحِب وكُل ما يُحِب ؟! ..... لماذا دائماً يحدُثُ الأقسى ؟ ...... وأقسَى مافي الأمر أن ينتهي حُب وكأنّكَ تذبحُ كائناً حيّاً فيُسفَحُ دمَهُ ويُغرِقُ كُل الدروب كالأمطارِ التي تغسِلُ الشوارع في يومٍ حزين ..... لقد فارقت وطنها لحاقاً بحبيبها الذي أرتأى لنفسِهِ بموافقةِ والديهِ طريق الهجرة حمايةً لهُ من الخطر المتربص بهِ ..... كان قد سبقها بمراحل في طريقِ هجرتهِ السِرِّية ...... لم يتبقْ لهُ الكثير من الرحلة ..... إِلا أن الرحلة لم تصلْ نهايتها أبداً ....... لقد ذهبَ حبيبها في إِحدى القوارب أمْلاً بالضفةِ الأُخرى ..... لكن القارب كانَ مُخادِعاً فأخذهُ إِلى ضفةِ الموت .... جرفهُ التيار قوياً وأغرقتهُ الأمواج ولم يكُنْ هُناك مُتسعاً من الوقتِ لأنقاذهِ ..... وقذفهُ الموج جثةً هامدة ..... بكتهُ حتى تفطرَ قلبها وحتى جفت مآقيها وحتى كرِهت حياتها من دونِهِ ... وظروف الطريق .... طريق الهجرة لا ترحم ولا تُعطي أي وزن لأي مشاعر أو أزمات أو ظروف .... كان عليها أن تُقررّ إما الرجوع إِلى وطنِها وعليها حينها مواجهة كُل المُسائلات القانونية والمُقاضاة والأحكام أو تُكمل طريقها السِرِّيّ نحوَ بلدٍ ما ....لم يكُن القرارُ صعباً .... وهكذا حملت جراحها وأحزانها معها وواصلت طريقها حتى استَقرَّت في هذا البلد الجميل الآمن الوديع ..... لكنّها كانت مُنهكة ..... كان الشوك قد نما عالياً أمام بابها غارِساً جذُورهُ في قلبِها وذاكرتها وروحها وكيانها.. ذكرى حبيبها المؤلمة سحقتها وكومتّها اشلاء .... كُل شئ هنا جميلٌ إِلى حدِّ الروعة .... إلا أنّها تختنق ..... ما في داخِلها من أحزان يُخيفُها ويخنُقها .... وتشعُر أنّها غيرُ قادرة على النسيان ....  لقد عمقت الغُربة جراحها وملأتها مِلحاً ..... وليسَ من أمْلٍ في التئامها ..... أتعَبَها موت حبيبها وأنهَكتها الغُربة وقتلها الحنين ..... والبارِحة في طريقِ عودتها دغدغت أنفها رائحةٌ مجهولة وكأنّها جاءت من الوطنِ ..... رائحةً  أنعَشت روحها .... رائحةً ممزوجة بنوعٍ من دُخان السكائر الشائعةُ الاستعمال في بلدِها ... المخلوطة بهواءِ وطنها .... ودونَ إِرادة منها وجهت نظرها صوبَ من خلقت حركة جسدهُ وثيابهُ هذهِ الرائحة وهو يُهُمُّ بمغادرة مقعدهِ في الحافلةِ للنزولِ منها ... فكرّت إِنّهُ بلاشك سيكون رجلٌ بسحنةِ وملامح وبصمات بلدها .... إلا أنّها لم ترى أمامها ما ظنتهُ ..... بل رجلٌ من هذهِ البلاد التي تعيشُ فيها ... أَشْقَرُ الشعر .... أَخْضَرُ العينين .... طويلُ القامة ... جميلُها .... كانت تتصورّ أن هذهِ الرائحة لا تحمِلُها  إِلا الأرض التي وُلِدت فيها .... وطنها .... كمّ خدّاعٌ هو الحنين وماكر .... يسوقها إِلى حيثُ تختلطُ الأوراق فالرَّبُّ هو ربٌّ واحد وما أنْعَمَ بهِ على وطنها  أنْعَمَ بهِ على بقية الأوطان والكُلُ أَبْناءُ الله ... أَشْقَرُ الشعر .... أسودَهُ .... أفريقيُ السحنة ..... أوربيُ الملامح ..... آسيويُ التقاسيم .... كم نحنُ واهمون في أفكارِنا ..... إِنّهُ وهمٌ كبير يجبُ الخروج من دائرتهِ ..... حتى تكونَ هُناكَ طريقاً مُستقيمة .... لقد تفاجأت أيضاً في ذلك الصباح الماضي بدفءٍ كانت تظُنّهُ حِكراً لوطنِها وحدهُ .... وكانَ الهواءُ عابِقاً تماماً كما كان في وطنها أحياناً ..... وخدعها الحنين أكثر حينَ استَيقَظت من النومِ ذاتَ مرة على صياحِ الديك ثُمَّ تبِعتهُ أصوات تغريد العصافير فوق الأشجار ..... كانت الحياة تبدو غافية يُداعِبُ جفونها صباحٌ جميل يدعوها للنهوض .... إِذنْ كُلُ هذهِ العطايا لا تخُصُّ وطنها وحدهُ ..... إِنّها تخصُ الكون بأكْمَلهِ ...... وحتى تكونُ أقرَب إِلى الحقيقة أعترَفت لنفسِها أنّ ذلك لا يخُصُّ المكان بقدرِ ما يخصُّ مشاعرنا ..... مشاعرنا هي التي تقول وتحكي وتُصّور وتُفسِر ......                         
فالمكان هو ما نحمِلهُ في دواخِلِنا لأننّا نعيشُ في مُحيطهِ ومُجرياتهِ .... المكان ليس تلكَ الأرض التي تطأُها أقدامنا بأَسمائِها الجُغرافية ..... المكان هو مانحمِلهُ في دواخِلِنا وذواتِنا .... ولهذا أيُّ أرضٍ تطأها أقدامنا فأننّا نحمِلُ إليها أحزاننا وأفراحنا وتشكياتنا ومتاعبنا وكياننا ..... لا نستطيعُ أبداً أن نترُكَ خلفنا في أرضٍ عبرناها كُل ذلك .... بل نعبُر بكُلِهِ إِلى الأرض الأُخرى ويبقى المكان هو نفسُهُ رغمَ تبدُّل الأسماء والخريطة ..... وهذهِ هي الدلالة نحو رأس الخيط الذي أَرادَ الرّبُّ أن يضعهُ بين أيدينا ويلُفّهُ حولَ أصابِعنا ...... الدلالة التي تؤكِدُ أن الكوكب الأرض هو بلدٌ واحد وأن كُلَّ البشر الَّذِينَ يتنفسونَ نسماتهِ هم شعبُ الله .... فنسماتُ هذا الكوكب هي نسماتٌ من روح الله العظيم الرحيم ....والرّبُّ العظيم الرحيم لايشاءُ أن يرحمها  فيُطفِئ النيران المتقدة في قلبِها .... تشعُرُ كثيراً أنّ النيران التي في قلبِها أبداً لن تنطفئ حتى وأنّ خرجت إِلى الشوارعِ تركضُ بكُلِ ما أوتيت من قوة وتصرخُ بأعلى صوتها وتشكو وتبكي .... لعلّ السماء تسمعُها وتعرِفَ كُلَ مظالِمها ...... وتُفكِّرُ أن ما بها من اللوعةِ لايتسعُ لهُ أمتداد الكون ..... فهل ستبقى معها هذهِ اللوعة دائماً وأبداً .... ألن تنتهي ؟
..... ألن تنطفئ النار في قلبها وتخمد .... أيُّ أمْلٍ يُداوي كُل هذهِ الجراح ويجتثُها من عُرُوقِها .... وجذورُ هذهِ الجراح غائرة في تُربةِ روحِها تتغذى من عقلها وقلبها ومنها ...... أَلا ترتوي من روحِها وعقلِها وقلبها وكيانها وكُلُ جزءٍ منها ؟؟ إَنّها تتسائل .... هل من مُجيب ؟ ..... من عُمقِ جراحِها النازفة صرخت إِلى ربِّها :   ..... لماذا لا تتفقدني وأنا التي أتوسلك ..... لماذا لا تستجيبُ وأنا التي أَرْجُوك ..... لماذا تديرُ وجهكَ عني وأنا أتحدّثُ إليك ....   
وصُراخها ضاعَ في الهواء .... كما ضاع منها حبيبها وفقدتهُ إِلى الأبد ..... حملت رُزمةَ ذكرياتهِ معها إِلى حافةِ النهر .... صُورهُ ورسائِلهُ .... حُبّهُ ومشاعِرهُ ..... قد يأخذُ النهر ذِكراهُ كما أغْرَقهُ .... لو ترمي بهذهِ الرُزمة إِلى النهرِ .... لو تستطيع .... لرُبَّما شُفيت من ذِكراهُ وعذاب فراقه .... رُبّما تُصبِحُ قادرةً على الحياة أو على الأقلِّ الاستمرار فيها أو على هامِشِها .... لو تستطيع أن ترمي بهذهِ الرُزمة إِلى شفتي هذا النهر ليبتلعها ..... لكنّها لا تستطيع ...... اسْتَلقَت على الحافةِ .... هائمة .... مُتخبطة زمناً ما لم تعرف أبداً كم  دام ..... وحين نهضت لالتقاطِ الرُزمة من مكانِها سرقتها الريحُ المُفاجئة من بين يديها ودفعتها إِلى النهرِ .... فطفت مُتناثِرة فوق وجهِ المياه مُبللّة ..... مُقطعة الأوصال .... انْدَفَعت بجنونٍ نحو الماء محاولةً لمّ مايمكنُ لمّهُ من هذهِ الذكريات .... لكنّ لم يعُد هناكَ ما يُمكِنُ جمعهُ ..... وفوق تلك الذكريات تناثرت دموعها بلا انقطاع ......                             


- 2003 -
  


مُلاحظة : ــ { حنين } قصة قصيرة من ضمن مجموعتي القصصية الغير المنشورة  ـــ حكايات جدُّ صغيرة .... كبيرة ـــ  .... عن الغربة 

   

135
[font=Verdana]الأمانة في نقل النصوص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم شذى توما مرقوس
2008

…….في ظلِ تزايد عدد المواقع على صفحات الأنترنيت أصبح نقل النصوص أمراً متداولاً وأحياناً لحدّ المبالغة  ….. فما أن تتصفح موقعاً حتى ترى بعض منتدياتهِ وقد أُتخِمت بالنصوص المنقولة ( أشعار ، قصص ، قصائد ..... الخ )…. معظم هذهِ النصوص مُجردّة من أسماء كُتّابها الأصليين وكأنّ كاتب النص لاحق لهُ في أنتساب نصهِ اليهِ ….. وأستغربُ حقاً كيف يمكنُ لشخص أن يقوم بنقل نص كامل طويل أوقصير بينما يصعبُ عليهِ نقل أسم كاتبهِ المكونّ من كلمتين أو ثلاثة أو ذكر المصدر المنقول عنهُ …… أحياناً يتعطفُّ ناقل النص على القراء بكلمة ـــ منقووووول ـــ فهذا بعضٌ من كرمهِ ومنّة على القراء أما أن قررّ أن ذلك ليس ضرورياً ينتصبُ النص يتيماً باحثاً عن صاحبهِ الحقيقي بين الكثير من الأسماء التي تناقلتهُ في مواقع عديدة وفي كل مرة يمُنح أسم كاتب جديد ويُترك الخيار لقارئ النص في أختيار كاتب النص من بين الأسماء التي مرت عليهِ ….. الا يكون هذا تجنّي على الكاتب الحقيقي للنص وأجحاف لحقهِ وكذلك أجحافاً بحق القراء …… يذهبُ بعض ناقلي النصوص الى ابعد من ذلك فيحذفون أسم كاتب النص الحقيقي ويضعون أسمائهم بدلاً عنهُ وهذا تحديداً يُسمى ـــ سرقة ـــ  ويقومون بالرد على تعليقات القراء بأعتبارهم أصحاب النصوص الأصليين وكُتّابها ……                                                           
أنّ من شروط نقل النصوص الأمانة التامة والأمانة الزامية وليست أختيارية ….. هذهِ الأمانة تُلزِمُ ناقل النص بأدراج أسم كاتبهُ الحقيقي أو المصدر المنقول عنهُ ( جريدة ، مجلة ، كتاب ، موقع ألكتروني أخر…… الخ ) …… ليس فقط شروط نقل النصوص تقتضى الأمانة وتعتبرها شرطاً مُلزِماً بل الأديان كذلك توصي بالأمانة أبتداءاً من أصغر الأمور الى أكبرها ومن لايكون أميناً لايمكن لهُ أن يكون مؤمناً صادقاً ومن يؤتمن في القليل يوصى لهُ بالكثير ومن لايمكنُ أئتمانهُ في القليل فما لديهِ أيضاً يؤخذُ منهُ أما من الناحية الأخلاقية فأحترامُ الأنسان للأخرين كما أحترامهُ لنفسهِ يلزِمانهُ بالأمانة وبما أن الأمانة مطلوبة في أصغر الأمور وأكبرها وعلى أختلاف أشكالها هكذا يكون على ناقل النص ألتزام الأمانة التامة وأرفاق النص بأسم كاتبهِ الأصلي لا مُجرداً مِنهُ أو ذكر المصدر المنقول عنهُ …..  أي أنّ الناحية الأخلاقية والدينية تُلزِمان ناقل النص بالأمانة ……. أما على صعيد المواقع الألكترونية فكم من المواقع خسِرت مصداقيتها في عيون قُرائِها ومتابعيها وأعضائِها بسبب أشخاص لم يلتزموا الأمانة في نقل النصوص ….. فكيف يُمكن للقارئ أو العضو أو المتابع أن يضع ثِقتهُ في مواقع تحتضنُ سارقي النصوص ولاتُحاسبهم على الأقل بتنبيههم أو أيقاف عضويتهم أن تطلب الأمر لمُجرد أنّهم أعضاء بينما يسهُل على هذهِ المواقع التضحية بمتابعيها وزوارها وخسر ثقتهم فيها ……                             
سرقة النصوص لايمكنُ أعتبارها  " غلطة "  " وجلّ من لايُخطئ " كما يظنُ البعض …. سرقة النصوص هي أجحاف دامغ بحق الكاتب في أنتساب نصهِ اليهِ وسرقة لثمار أفكارهِ وموهبتهِ وانتقاصٌ منهُ بوضعهِ في موقع الشك أمام الأخرين حتى يثبُت أنتساب نصهِ اليهِ ويُحسم الأمر وغالباً لايُحسم الأمر ويبقى مُعلقاً والمواقع على صفحات الأنترنيت زاخرة بشكاوى من كُتّاب تعرضت كتاباتهم للسرقة ……ليس مُعيباً أن لايمتلك شخصاً ما موهبة الكتابة فبالتأكيد قد حباهُ الرب بمواهب أخرى ولكنّهُ من المُعيب جداً أن يقوم بسرقة نصوص الأخرين وأنّ دلّ هذا على شئ فأنّما يؤشر على أسوأ مافي دواخل هذا الشخص وعلى سارقي النصوص مراجعة أنفسهم فأنّ كانوا قد حُرموا من موهبة الكتابة فليبحثوا عن مواهبهم الأخرى بعيداً عن سرقة جهود الأخرين وعصارات تفكيرهم ونصوصهم ….. فحبلُ الكذبِ قصير وقصيرٌ جداً ….. وليتفكروا في قلوبهم بأنّ سرقة نصوص الأخرين هي إساءة لُكل الأطراف أبتداءاً بكاتب النص الحقيقي مروراً بالجمهور ( من قُراء ومتابعي مواقع وأعضاء ) وانتهاءاً بأنفُسِهم وحين يُقدِم أحد ما على سرقة نص أحد الكُتّاب فأنّما بفعلتهِ هذهِ يخدعُ نفسهُ أولاً وكل الأطراف ثانياً …… من هذا المُنطلق سرقة النصوص ليست قضية خاصة بين كاتب النص وسارِقهُ بلْ هي قضيةُ كل القراء فالكاتبُ يكتبُ لقُرائِهِ وهم ثروتهِ الحقيقية وحين يقوم أخر بسرقة نصوصهِ فهذا يعني إِنّهُ قد سرق الكاتب مجهوده وموهبتهُ وقراءه…… فالنص المكتوب يكتسِبُ قيمتهُ الحقيقية من خلال تفاعل القُراء معهُ وبهذا يكون القارئ طرفاً مُهماً في هذا الموضوع ــ سرقة النصوص ـــ وقد أصابهُ الأجحاف والخداع تماماً كما أصاب كاتب النص الحقيقي من سارق النص …….                                                       
نقل النصوص أمراً لا يُمكنُ الأستهانة بهِ فالأمانة واجبة ولازمة ومطلوبة وأرفاق النص بأسم كاتبهِ الحقيقي ضرورة يُشارك كل ناقلي النصوص في الحفاظ عليها أحتراماً للقراء وللكاتب على حدّ سواء  وهذا لايتحقق الا بالتزام الأمانة ثم الأمانة ثم الأمانة التامة في نقل النصوص …… وما قيل عن نقل النصوص ينطبقُ على نقل كل المواضيع الأُخرى المُختلفة من مقالات وتأمُلات وقصص وأحداث وأخبار وأبحاث …… الخ وأن صعبُ على أحدٍ ما تصورّ أهمية هذا الأمر ومدى حساسيتهِ وقللّ من أهميتهِ فليتصور كيف يكون شُعورهُ أنّ أستحوذ أخر على ما هو عزيزٌ جداً عليهِ فيقدرُّ مدى الألم والمضرّة التي تلحقُ بكاتب يُسرَقُ نصهُ …… وللحديث في موضوعٍ كهذا لهُ الكثير من البقية .......                                                                           

بقلم شذى توما مرقوس
  2008
 [/font]

136
المنبر الحر / وطوبى لمنْ ......
« في: 02:28 04/02/2008  »
وطوبى لمنْ .........
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم شذى توما مرقوس
2008

........ كيفما تتلمسُ العراق تغوصُ أصابعك في جرح وتتلونُّ راحة يدك بنزيفِ دم ....... ليس هذا ما يستحقه
وطناً جللّتهُ العراقة مُذْ  كان !! ...... فالمعاناةُ تبدأ ولاتنتهي
ولا يبدو لها من نهاية .... وتحضرُني بإِثرِ هذهِ الكلمات ذكرى عبارةً تعلمنّاها ونحنُ صغاراً في كتاب القراءة العربية
( أنا عراقي .....اذنْ أنا عريق ) هذا ما كانت تحكيهِ العبارة وكُنّا  كُلنّا نرددها بفخرٍ وفرح ....... هذا العراقي العريق  تآلبت عليهِ المِحن والمآسي .......ومآسي العراق كثيرة لاتُعدُّ  ولا تُحصى وتعصرُ القلوب عصراً ........ يتامى ...... أُمهات ثُكِلوا في أبنائِهن ..... أرامل ..... مُطلقات ..... مُهجّرون داخل الوطن وخارجهِ ...... بيع الأطفال وأخذِهِم بعيداً عن أحضان أمهاتِهم ...... أختطاف ...... قتلٌ للأبرياء ..... و ........ و ...... و ......... وكثير ...... حتى الوصول لأطفال الشوارع ...... حبلٌ طويلٌ من المُعاناة ....... أطول مما ينبغي ...... يبدأ فلاينتهي ..... وطوبى لمنْ كافح لفتحِ كُوة جديدة ولو جدُّ صغيرة من الأمل في جدارِ هذا الألم الشاهق الذي طوق الوطن بشعبهِ المظلوم الصابر داخلاً وخارجاً ..... ولرُبّما في ظروفٍ عصيبة كهذهِ تكون الطوبى لمن يُشعِلُ في هذا الظلام شمعة ..... فالشمعةُ صغيرة وصغيرة جداً والظلام واسع ومديد ومُخيف وحالك ........ لكن الشمعة هذهِ ستكون نقطة مضيئة في كل ذلك الظلام تُبصِرُها كل عين وتهتدي بها واليها ....... و في خبرٍ أوردتهُ الأخت سندريلا الشكرجي نرى شمعة أُوقِدت في هذا المسار ....... الخبر يحكي عن أفتتاح دار النخلة البيضاء لرعاية وتأهيل أطفال الشوارع تفاصيل الخبر كما ورد في مجلة عشتار الألكترونية العدد 16 كانون الثاني  2008 في زاوية صورة وخبر كالآتي : ـــ
سندريلا الشكرجي : النشاط الأخير الذي حققهُ القاص محمد رشيد سفير ثقافة وحقوق الطفولة في العراق لهذا العام اليوم الأثنين  31 ــ 12 ــ 2007  أفتتاح  دار النخلة البيضاء لرعاية وتأهيل أطفال الشوارع وهو الأفتتاح الثاني بعد ( كالبري النخلة البيضاء الصيفي للأطفال الأيتام ) الذي أفتتح يوم 7 ــ 11 ــ 2007  حضر الأفتتاح الفنان التشكيلي لطيف ماضي رئيس جمعية التشكيليين في ميسان والفنان المسرحي جميل جبار نقيب الفنانين وعدد من الأطفال والأعلاميين . يقول القاص محمد رشيد : لقد حققنا نواة هذا المشروع بسبب عدم وجود الدعم الكافي ولكي لايبقى هذا المشروع النبيل مجرد حُلم أفتتحنا هذا الدار في مقر دار القصة العراقية مُؤقتاً لذّا وفرّنا لهُ مستلزمات لـ ( ستة )  أطفال فقط الى أن نحصل على دعم من الأصدقاء والأهل لكي نُخصص لهُ مكاناً مُستقِلاً يستقبِلُ أطفال أكثرُ عدداً ونطمح هذا العام أن نُحقِق المشروع الثالث هو ( دار النخلة البيضاء لرعاية المُسنين ) لأن لا يوجد في مدينة العمارة مثل هكذا مشاريع أنسانية لذا أدعو بمحبة أصدقائي مُدراء الفضائيات الدكتور فيصل الياسري ( الديار ) والدكتور عبد الحسين شعبان ( البغدادية )  والفنان غانم حميد  ( السومرية ) أن يُساندون هذا المشروع النبيل .                                 
ـــ أنتهى الخبر ـــ                           
الخبر مُرفق بصورتين لغُرفة مؤثثة بما هو ضروري وبسيط وبشكل مُرتب وجميل ومعبرّ في الوقت ذاتهِ عن أمكانيات بسيطة ومتواضعة ومحدودة بأنتظار توفر الدعم الكافي
والذي يسمح بتطوير الخدمات أكثر وأكثر.....                 
حين قرأتُ الخبر ضجت دواخلي بخواطر كثيرة : صورة الأطفال الأبرياء ولا ذنب لهم فيما آل اليهِ مصيرهم للعيش في الأزقة والشوارع ..... صورة البرد القاسي ونحنُ في فصل الشتاء ...... معاناة الجوع ومكابدة الألم  ..... و  ..... و ...... وصور أخرى كثيرة .....  ليت البرد يتحول الى دفء
وليت الشوارع تنقلبُ الى منازل فقط من أجل هؤلاء الأطفال وليت الأخرين من المقتدرين يشعلون شموعاً أخرى الى جانب الشمعة التي أشعلها سفير ثقافة وحقوق الطفولة في العراق فلايبخلون بمساندتهم لهكذا مشاريع نبيلة مادياً ومعنوياً ...... هي دعوة لكل من يستطيع المساهمة في مشاريع حيوية وهامة كهذهِ كُلٌّ على قدر أستطاعتهِ لتزداد نقاط الضوء فوق مساحة الوطن فتُزيحُ عنهُ الظُلم والظلام
 وتقلبُ الليل الى نهار ....... وطوبى لمنْ .....                 
 بقلم شذى توما مرقوس
2008       

137
أدب / على الطريق
« في: 01:01 01/02/2008  »
على الطريق

شذى توما مرقوس 



الحبُ يا حبيبي ........                                 
كالحياةِ ..... مُغامرة                                   
فلا تخشى المُجازفة ........                           
ولا تبقى حبيس صدفتك .....                           
هيا ..... أخلعْ عنكَ صدفتك                             
ولا تخشى الفشل .....                                 
فما أحلى الفشل ونحنُ معاً .....                       
ما أحلى أن نقِف أمام بعضِنا .......                   
بكُلِ عيوبِنا .....                                         
بكُلِ تعاستِنا ......                                       
بكُلِ أزبالِنا  ........                                     
لا تخافُني .... كما لا أخافُك                             
تحتاجُني .....  أننّي أحتاجُك                         
*****           
الحبُ يُنقينا ......                                         
الحُبُ يغسِلُنا .....                                         
الحُبُ يُطهِرُنا .....                                       
فلنُبارك تعاستنا لأنّها جمعتنا ....                     
ولا نخجل من عيوبِنا التي لملمتنا ....               
ولا من أزبالنا التي علمتنا                             
كيف ننقلِبُ عنها ......                                 
وكيف نسيرُ معاً ......                                   
*****                   
على الطريق ......                                       
أنتَ معي .... أمامي ....                               
مُتكافئينِ  روحاً ......                                 
كياناً وقلباً .....                                         
وجهي قبالةُ وجهك ......                             
يدي في يدك .....                                     
وروحي تنتصِبُ آزاء روحك ......                 
أنتَ معي .... أنا معك .....                             
ما أحلانا .....                                           
أن سقطنا ..... فنحنُ معاً ....                         
وأن علونا ..... فنحنُ معاً ......                     
خاسرانِ ....                                             
رابحانِ .....                                             
معاً .......                                               
بعيدٌ هو عنّا .... ذاك المقيت                       
زائِرُ الندم ......




 1997
 ShathaM@hotmail.de
  

138
المنبر الحر / منقوووووول.......
« في: 02:06 06/01/2008  »
[منقوووووول........
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
2007

..... عِبر مواقع عديدة على الأنترنيت ــ وسابقاً  على صفحات بعض الجرائد والمجلات ـــ تطالعك مواضيع أو نصوص  مختلفة {  أشعار ، قصص، قصائد ، خواطر ، مقالات أدبية أوسياسية أو دينية وفي كل الشؤون الحياتية الأخرى ، دراسات علمية .....الخ} وأسمحوا لي هنا بالحديث عن النصوص كمثال توازيهِ أمثلة كثيرة في شتى المواضيع الأخرى .......هذهِ  النصوص على
 أختلافها تشترك في  كونها نصوصاً منقولة مُجردّة
 من أسماء كُتّابها الأصليين والمصادر المنقولة  عنها ..... وهكذا يجهلُ القارئ أحياناًـــ وفي غياب أية أشارة الى كون النص منقولا ـــ أنّهُ يقرأ نصاً منقولاً أو يتأرجح بين الشك واليقين في أحيانٍ أخرى .... وعندما يجهلُ القارئ أنّهُ يقرأ  نصاً      منقولاً يكون ناقل النص في نظرهِ كاتبه دون شك ..... ويزداد هذا الأنطباع تأكيداً عند متابعة ردود ناقل النص على تعليقات القراء حيثُ يردّ على القراء وكأنّهُ كاتب النص فعلاً .......   وهذا أجحاف أكيد وكبير بحق كاتب النص ولا يجوز القبول بهِ أو السكوت عنهُ أبداً  ...... البعض الأخر يكتفي بكتابة كلمة ــ منقول ــ في أشارة الى كون النص منقول وهذا أهون من غياب التنويه عن ذلك....... ولكن
 هل يكفي كتابة كلمة منقول ( التي تفنّن البعض في كتابتها بطرق مختلفة أحداها ــ منقوووووول ــ )
أشارةً الى  كون النص منقول مُجرداً من أسم كاتبه الحقيقي والمصدر الذي نُقِل عنه ......في كل الأحوال تشترط الأمانة التامة والشعور العالي بالمسؤولية على ناقل النص ذكِر أسم كاتبهِ الحقيقي والمصدر المنقول عنه...... بغير ذلك يتحول الأمر الى ما يشبه السرقة لنتاجات الأخرين  ...... . طريقة نقل النصوص والمواضيع قد تبدو للكثيرين غير مهمة وثانوية ........ لكنّها في حقيقة الأمر
 غاية في الأهمية ويجب أن ينتبه اليها جميع الكتّاب  حفاظاً على نتاجاتهم من الضياع في زحمة الضوضاء الناتجة عن نقل النصوص دون الألتزام بشروط النقل المطلوبة من أمانة ووعي ومسؤولية ........أن الكثيرين قد أساؤوا ( بغض النظر عن النوايا ) الى النصوص بنقلهم أياها مُجرّدة من أسماء كتّابها الحقيقيين والمصادر المنقولة عنها وفي كُل مرة يُنقلُ فيها النص أياً
  كان يُمنحُ أسم ناقلهِ ..... فلو نُقِل عشر مرات لأصبح لهذا النص عشرة كُتّاب{ وبين هذهِ الأسماء العشرة يغيبُ أسمٌ واحد هو أحقُ الجميع بهذا النص الا وهو كاتبهُ الحقيقي} وأن حدث وأن أطلع القارئ على النص المنقول في عشرة مواقع على الأنترنيت لأنتابتهُ  الحيرة....... فمن هو من بين هؤلاء العشرة كاتب النص الحقيقي ؟!......  وكثيراً ما تكون النتيجة سلبية جداً على الكاتب لأنّ القارئ يفقدُ ثقتهُ فيما يُنشر وفي المواقع التي يتصفحها على الأنترنيت وفي ناقلي النصوص وفي الكاتب الحقيقي نفسه والذي لم يكنّ له أي ذنب فيما يجري ..... حتى ينتهي الأمر  بالقارئ الى فقدان الثقة التام وعدم تقبلّهِ  حتى الحقيقة ...... لاضرورة للأشارة الى أهمية كسب ثقة القارئ فالجميع يعرف مدى أهمية وحساسية هذا الأمر لبناء أعلام موثوق بهِ وحقيقي  ....... في بعض الدول يُعتبر نقل النصوص بالطريقة التي تحدثنا عنها سرقة لنتاجات الأخرين وثمرة أفكارهم وعقولهم ويُعاقب عليها قانونياً  مثالاً لذلك هو مجال الأبحاث العلمية .....                         
أن نقل النصوص  بطريقة عشوائية غير مسؤولة تبقى أساءة الى كُتّابها سواء كانت الاساءة مقصودة أو غير مقصودة لأنّها بالنتيجة سلب لحق من حقوق الكاتب المشروعة في أنتساب نصهِ اليهِ .....وكم من النصوص  هكذا نُسبت الى غير كُتّابها أو بقي الجدل قائماً بين المهتمين على صحة أنتساب النص الى هذا الكاتب أو ذاك ولم يُحسم ..... وقد لايُحسم أبداً .....                                               
خاتمةً .....  أشيرُ الى الكثيرين ممن أنتهجوا الأمانة التامة والشعور الذكي بالمسؤولية طريقاً لهم في نقل النصوص( أوالمواضيع) فما أغفلوا أبداً ذكر أسم كاتب النص أو المصدر المنقول عنهُ ..... هؤلاء  هم محط تقدير الجميع وأحترامهم   لأنّهم يساهمون فعلاً في بناء تواصل حقيقي أمين ووطيد ووثيق بين القارئ  والأعلام  من جهة وبين القراء أنفسهم من  جهةٍ أُخرى ......                           
بقلم : شذى توما مرقوس
 2007
 
             

139
**  هذا كثيرٌ.... حقاً  **

بقلم : شذى توما مرقوس
السبت 13 ـــ 10 ـــ 2007                 
                 

...... لايكفي أن تُوقِعَ الحياة الظُلم بأحدٍ ما حتى يتطوع البعض من الأخرين لأيقاع ظُلمٍ أكبر بهِ....... هكذا هو حال اليتامى اللذين حكى عنهم الأخ  ـــ نبيل البصري ـــ في مقالتهِ المنشورة في موقع ــ النخلة والجيران ـــ بعنوان ( ساعدوني كي نرفع كلمة ـــ لقيط ـــ من أبنائنا الأيتام ) وكذلك الأخ ــ هيثم ملوكا ـــ في مقالتهِ المنشورة في موقع عنكاوا.كوم بعنوان  ( واحسرتاه ياأيتام العراق أن تسموا باللقطاء )  .... هؤلاء الأيتام اللذين ظلمتهم الحياة ففقدوا ذويهم لسببٍ أو لأخر ودون أن يكون لهم ذنبٌ في ذلك لحقَ بهم ظلمٌ أخر ومن بلدهم بالذات هذا البلد الذي كما قال الأخ نبيل البصري عنهُ في مقالهِ المشار اليهِ أعلاه ــــ هذا البلد الذي ظلم كل من عاش على أرضهِ ـــ ونتساءل : أليس الأجدى بهذا الوطن حمايتهم وتعويضهم عما نابهم من ظلم الحياة لهم ؟؟  .... أليست هذهِ هي أحدى الألتزامات الطبيعية للوطن أتجاه أبنائهِ هؤلاء ؟؟ كم أودُّ أن أُذكر مقترح هذهِ التسمية ( لقيط ) لأطلاقها على هؤلاء الايتام المساكين والذي على ما يبدو أنّهُ أقترحها بكل رحمة وأنسانية فائضة أننّا جميعاً قاطني الكرة الأرضية وبلا أستثناء معرّضون ( في صِغرِنا )  بالقدر ذاتهِ للأبتلاء بهذهِ المصيبة ــ فقدان الوالدين ــ وصاحب الأقتراح بتسمية هؤلاء الأيتام باللقطاء هو أيضاً أحد قاطني هذا الكوكب وأن كان قد أفلت في صغرهِ من هذا القدر القاسي فابنائهُ وأقربائهُ وكل من يهمونهُ ويمتّون اليهِ بصلة ـــ الأطفال منهم ــ معرّضون للقدر ذاتهِ ولا فضل لأحد في حالهِ وهو يتمتع بوجود والديهِ ورعايتهم كما لا ذنب لهؤلاء اليتامى تماماً في حرمانهم من آبائهم وآمهاتهم ....ألم يتوارد الى ذهن صاحب هذا الأقتراح أن تسمية ــ لقيط ــ تهدُّ ولاتبني وكم من الأثار السلبية تُخلفها في نفوس هؤلاء الأبرياء وأي أمالا تُرِكت لهؤلاء في المستقبل والعيش الكريم وهم يحملون هذهِ التسمية القاسية ؟؟؟  آما آن الآوان لأنتقاء تسمياتٍ أكثر أيجابية ... تسمياتٍ تبني ولاتهدم ... تُصلِح ولا تنخُر ؟؟؟ .... اللغة العربية لغة الضاد ولغة الأشتقاقات لن تقف أبداً عاجزة عن منح هؤلاء اليتامى الأبرياء أسماً مُشرفاً يفتخرون بهِ ويُشعِرهُم أن وطنهم قد سخى لهم بما حرمتهم منهُ الحياة القاسية ـــ حماية الوالدين ـــ لقد أعطى الأخ ملوكا بهذا الصدد حلاً ذكياً ومُميزاً ومُنصِفاً وغنياً بالدلالات الأنسانية النبيلة العميقة حيثُ أقترح منح هؤلاء الأيتام لقب العراقي كدلالة على أسم الأب ...... وهل أحقُ من الوطن بأبوة أبنائهِ ؟؟... من أحقُّ بالأبوة في بنيهِ غير الوطن ؟؟ ... الوطن صاحِبُ الشأن الأول والأخير في رفع الحيف والظلم عن أبنائهِ .... كُل الأوطان تحمي أبنائها ..... والعراق بنخيلهِ الشامخ دليلُ العزّة والكرامة لايجبُ أن يكون عاجزاً عن حماية وصون كرامة وقيمة الأنسان العراقي وبالذات هذهِ الشريحة من المجتمع ـــ الأطفال اليتامى ـــ                                     
تسمية اليتيم بـ ــ اللقيط ــ أن هذا كثيرٌ حقاً وظلمٌ يُقّطِعُ القلب .......                                       
اتساءلُ أيضاً لماذا لاتُسّهل أجراءات تبني الأطفال للعوائل العراقية القاطنة خارج العراق والراغبة في تبني طفل ما بعد أن حُرِموا نعمة الأنجاب .... كثير من هذهِ العوائل ترغبُ في ذلك وتأمل كثيراً في ذلك .....                                                   
شُكراً للأخ نبيل البصري وللأخ هيثم ملوكا لبصمتهم النبيلة في أثارة هذا الموضوع الحيوي والمُؤثر والمهم جداً .........                         

صفحات: [1]