عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - عادل فرج القس يونان

صفحات: [1]
1
 
 
أحتفال العشاق في 14شباط  (عيد الحب )
------------------------

يحتفل العشاق(الشباب من كلا الجنسين ) بهذا اليوم 14 شباط من كل عام بعنوان عيد الحب او بأسم فالنتاين ويتبادلون التحايا والهدايا وابيات من  شعر كله حب وغزل  اعتزازا بهذه المناسبة العزيزة على قلوبهم --- وبودي ان اوضح لهم ولو بقليل من معلوماتي المتواضعة عن أصل هذه العادة وكيف ظهرت -- او ماهي احداثها التي  ادت الى اشتهارها بهذا الشكل الغريب وبهذا القبول لابل وبهذه المظاهر والجمال الذي يتزايد سنة بعد اخرى جمالا وقبولا ورونقا هنيئا لكم يا ملح الارض يا شبابنا الاعزاء الحلويين لانكم شباب وكفى 
نعم أن أصل هذه العادة هى فرنسية لا بل وهي قبل المسيحية ايضا حيث  بسبب حادث حصل  تحولت من الفرنسية الى المسيحية والان أصبحت عادة او تقليد عام يسمى(عيد الحب - فالنتاين )  -  فى القرن الخامس الميلادى حيث أنتشرت الديانة المسيحية بشكل كبير  وواسع  على اثر مرسوم ميلانو الذى اصدره الامبراطورالرومانى قسطنطين ابن الملكة (هيلان)فى عام 313 اى فى القرن الرابع الميلادى ***·( وفي مارس 313 م. التقي قسطنطين مع ليكينيوس إمبراطور الشرق في ميلان ومن هناك أصدرا مرسوم للتسامح مع المسيحيين يعرف باسم مرسوم ميلان بموجبه أعطيت الحرية الدينية للمسيحيين ولغيرهم أن يتبعوا الدين الذي يرغبونه .وإذ خرج ليكينوس علي قسطنطين وجدد اضطهاد المسيحيين لفترة قصيرة في الشرق هزمه قسطنطين عام 323 م. وأصبح إمبراطور الشرق والغرب وهكذا يعتبر قسطنطين آخر الأباطرة الوثنيين وأول المسيحيين، وبعدها بدأت فترة جديدة في حياة الكنيسة والمسيحيين.)*** اما قبلها كان الناس يؤمنون بالألهة ولكل شىء اله (الزواج –العشق –الحب ---الخ )فمثلا كانوا يتصورون ان الهة العشق تنزل فيخرجون الشباب ويطلبون منهم ان يحصلوا على العشق والحب ومن المعروف أيضا ان المسيحيين  قبل مرسوم ميلانو في 313ميلادية  كانوا مضطهدين ويوضعون فى السجن ومن ثم (فى الاقفاص لقتلهم بواسطة تقديمهم طعاما جاهزا  لأأسود جائعة )  - (***هم يفعلون بكم هذا كله من  أجل أسمى – يسوع المسيح له كل المجد *** ) وصادف ان سجن شاب مسيحى اسمه (فالنتاين) ووضع السجن المعتقل وقد بلغ  فالنتاين بان يوم غدا ستعدم اي ستقدم طعاما للأسود الجائعة ---!!! فكتب رسالة الى عشيقته فى ليلة 14 شباط  اخر ليلة في حياته -- وفى ختام رسالته قال غدا سأقتل وانتهى (أكيد الكثير من مراهقينا اليوم يكتبون فى ختام رسائلهم الى عشيقاتهم سأموت وانتهى  لكنه هو  مجرد كلام  تهيج  وكسب للمشاعر  لان المراهق يعتقد فى قرار نفسه أنه بكتابته لمثل هذه العبارات يوضح  لعشيقته  مدى محبته واخلاصه ووفاءه  وحتى الموت يسهل لأجل عينيها --- وبالمقابل حسب تصوره البسيط انها  ستشفق عليه وستبقى وفية معه وتزيد من محبتها  وأخلاصها  له مثلما كان معظمنا يعتقدون ذلك و يفعلون أيام المراهقة ) لكن فالنتاين كان صادقا بسبب اعتناقه المسيحية وايمانه الصادق القوي لدينه ومحبته للرب يسوع المسيح   وفعلا  قتل فالنتاين فى 15 شباط  وبعد مرسوم ميلانو المشار اليه اعلاه حيث دخلوا المسيحيين على   جميع السجون واخرجوا المساجين منها وعندها عثر على رسالة العاشق (البطل فالنتاين )   ومنها  تحول أحتفال العشاق فى نزول الالهة الى احتفال المسيحيين بالعاشق (فالنتاين ) فى 14 شباط من كل عام   والى يومنا هذا تخليدا لذكراه  وانتشرت بشكل كبيرفي جميع انحاء المعمورة  كما معروف ويقينا انه يستحق كل ذلك وأكثر --------------!!!!!
سألت من بالقبر  فجاوبنى الــتراب     ذا قــبر عـــاشــق تأمن يـــا مسكـين
قلت له رحمـــك الله يا ميت الهــوى    مسكنك الفردوسس اذا كنت عاشق
عشقتهم طفلا ولم ادرى ما الهـوى        فلا تـقـتـلونـــنـــى انــنــى مـتــظـلم
مساكين اهـل العشق حـتى قــبـورهــم   عليها غـبـار الــــذل بـين الـخلائـــق


وعلى اثر مرسوم ميلانو توقف اضطهاد المسيحيين وبعده بأشهرعديدة  انتشرت المسيحية كثيرا فى اوربا اى بعد الاعلان الرسـمى للمرسـوم اما قبلها كما نوهـت اعلاه كانت المسيحية منتشرة بشكل غير رسـمى وكانوا  الرومان لايسـمحون بانتشـار الديـانة المسيحية لابل كانوا يجمعون المسيـحيين فى اقفاص ويجوعون اسـود ثم يتركوهـم ليأكلوا اولئك المسيحيين وايضا كانوا شيوخنا وعجائزنا يقصون علينا   ايام طفولتنا فى مسقط رأسى مثل هذه القصص وأتذكر جيدا كانوا يقولون ان الرومان يربطون  حدائد او اثقال (حسب تعبيرهم )بأرجل المسيحيين الأسرى ويعذبوهم ليتركوا ديانتهم ثم يقدمونهم طعاما للاسود الجائعة --!!   ومن الجدير بالذكر هنا انه رغم كل ذلك الاضطهاد البشع اقول رغم كل ذلك انتشرت المسيحية وخاصة بين العبيد و كانوا الرومان يضطهدون العبيد ايضا  (لان القوة ليست كل شىء لمعالجة الامور وحل المشاكل ) ومن بعدها صدر مرسوم ميلانو 313 وميلانو  هي مدينة في شمال ايطاليا ومنها انتشرت المسيحية بشكل واسع وكبير -


2
العنف الاسري ضد الطفولة
الجزء الثاني
***(طفولة البارحة كبار اليوم وطفولة اليوم كبار الغد)***
الحقيقة تعتبر ظاهرة العنف ضد الأطفال من أبرز المشكلات العالمية التي لا يكاد يخلو منها مجتمع سواء وصف بالتقدم أو الرجعية. وهي ظاهرة ما تزال تتفاقم وتنمو بشكل مضطرد حتى بدت السيطرة عليها أمراً مستحيلاً وذلك بسبب خصوصية هذه المشكلة. فهذه الظاهرة تتراوح بين حدود خارجة عن الإرادة المجتمعية، وحدود تدخلات الدولة وتشريعاتها  (نكررهذه الحقيقة  لأهميتها وخصوصيتها )

وهنا لن نقول سوى  ماذا سيكبت اطفال بلدي المحرومين من ابسط حقوق الطفولة التي نادت بها كل الكتب السماوية والانبياء والرسل وجميع المنظمات الانسانية لابل  والانسانية جمعاء  ---؟؟؟ لاسيما منذ بداية الثمانينيات القرن الماضي والى يومنا هذا وما زال الحبل على الجرار كما يقال ---!!! وهذا لايعني ان تاريخ العراق قبل هذا التحديد التاريخي  كان خاليا من الحوادث والصدمات لأطفاله  لا أبدا بل  كان مليئا بكل شيء ومنها ما لا يحدثنا به التاريخ البشري والذي يتجاوز عمره 3750000 سنة ---!!! ونضيف انه  حدث عندنا ومازال يحدث  اختطاف الاطفال ومنهم قدموهم الى ذويهم مشويين بالصواني مثل السمك والدجاج المشوي كالذي يقدم بالعزائم والولائم (ياالله )  نعم هذا الامر حصل عندنا في بلدي فعلا  واكثر من ذلك جرما وبشاعة  ...!!!  وفي هذا الخصوص يحق لي الان ان اتكلم عما شاهدته  بنفسي أي  ما شاهدته  في طفولتي وما زلت اشاهده واعتقد سأبقى اشاهده الى اخر نفس في حياتي لا  لشيء  سوى لأنني عراقي  وبس --- !!!  وانا الان  في منتصف العقد السادس من عمري ومن ناحية القوش العزيزة  مسقط  رأسي -- ناحية تابعة لمحافظة نينوى وتبعد عنها شمالا بحدود 45 كم تقريبا   ولدت فيها ولم افارقها الا بعد تخرجي من الدراسة الاعدادية في 1967
17 عشر عام كان عمري يومها  لنعد الى الموضوع ماذا شاهدت في طفولتي بشكل مختصر جدا جدا  ولحين تركي لمسقط رأسي مجبرا سأذكر بعض الحوادث الكبيرة و المؤثرة جدا   فقط  مثلا  في تموز 1958 وانا بعمر الطفولة ثمانية سنوات قالوا قتل الملك ----!!! الله كيف يجوز ان يقتل الملك وانا اسمع هذه العبارات من الناس  الكبار دون ان يشعروا انني افهم ما يقولونه (الله ستنقلب الدنيا الملك يقتل ونوري باشا السعيد  يسحل في الشارع وكذلك الوصي عبدالله ) انقلبت الدنيا ياناس يا عالم  وستجي انكلترا وتقتلنا جميعا ( وعندما كنت  انفرد بنفسي ابدأ افكر وأسال نفسي زين  واحنا الاطفال ليش  يقتلونا ما سوينا أي شيء لا قتلنا الملك ولا سحلنا نوري السعيد  الباشا والوصي عبد الله خال الملك  ليش يعني يقتلونا --!!!  ثم بعد ايام اخذوا ينصبون الاقواس علامة الفرح  وبدأ الكلام بشكل اخر صارت الجمهورية وخلصنا من الملكية وسنصبح الكل عائشين مرتاحين زناكين(أغنياء )  متساوين سوف تبلط الشوارع ويجي الكهرباء وما كو فرق بين الرجل والمرأة كلها مساواة وكذلك يكافىء الفلاح والعامل لكونهم اكثر تعبا وشقاء ينتعشون في عيشهم وتنتهي همومهم – لكن الذي صار في عام 59 سمعنا ناس معلقون على الاعمدة بالشوارع بعد قتلهم واخرون يسحلون في الشوارع .. و و..  وباختصار لكي لا أطيل عليكم أعزاءي في عام 1963 ظهرت امور اخرى غريبة جدا في القوش  وما كانت في الحسبان منها دخلوا الحرس القومي الى مدرستنا وانا طالب في الصف الاول متوسط وبعمر 13سنة وبتهديد السلاح اخرجونا من صفوف الدراسة رغم معارضة مدير ثانوية القوش (الخالد نعم انه خالد  الذكر لما قدمه لأبناء بلدته من خلال ادارته لتلك المدرسة في تلك الضروف الصعبة جدا والخطيرة وهو  الاستاذ منصور عودة سورو الغني عن التعريف  )  لنشاهد اعدام شاب رحمه الله ومكانه بين الشهداء والصديقين في الجنة  لابل اجلسونا في الصفوف الامامية بتهديد السلاح  واجبرونا على التصفيق بعد تنفيذ العملية شنقا حتى الموت  وبعدها موجات من الاعتداءات على بيوتنا وقتل الناس فيها من الباقين من غير الفارين الى الجبال وسحل اشخاص رحمهم الله وهم خالدون في عليين وفي جنات الخلد بعد تعذيبهم والتمثيل بأجسادهم من اعلى الجبل والى القوش ليّطلع عليها الناس ..!!  ولو اردت الاستمرار بذكر الحوادث الاخرى فاحتاج الى مجلدات وايام وانما ذكرت بعض منها لغرض التوضيح  فقط وليس الحصر ---!!اضافة الى المعاناة الاخرى القاسية على الطفولة ضعف الحالة الاقتصادية بشكل عام  (انعدام الخدمات ) انعدام الكهرباء وضعف ان لم نقل شبه معدوم الاهتمام الصحي  بشكل عام  وهكذا انعدام  ابسط مستلزمات الحياة البسيطة العادية تصوروا الحياة العادية جدا كأن نقول ان الوارد يكفينا لسد الرمق او الاحتفاظ بالحياة بغض النظر عن قساوتها  ---!!! كل هذه الحوادث والامور هي غيض من فيض وهي ايضا لم تكن مقتصرة على مسقط رأسي فحسب  بل كانت تشمل معظم انحاء بلدي وبأشكال مختلفة ودرجات متفاوتة  من ناحية القساوة والحجم والانواع ... هكذا عاشت الطفولة في بلدي واما من عام 1980 والى يومنا هذا لن اقول شيئا لأني  اترك التقييم اليكم أعزائي القراء المحترمون عدا شيء واحد فقط اقوله  :- ان اطفالنا اليوم  يترحمون على ايام طفولتنا  نحن و منهم انا الكاتب لهذ المقا ل---!!!! 
وبودي قبل ان انهي مقالي هذا ولغرض التوضيح وتقريب الصورة  ان أذكر لكم حالة اخرى  على سبيل المثال لاالحصــــــر لمعاناة الكبار بسبب حوادث الطفولة---!!!ومنها قد نستنتج ما سيعانيه الكبار في بلدي في مستقبل حياتهم واثر ذلك على بلدي العزيز العراق -- رغم بساطتها وعدم عدالة المقارنة بينهما  عسى ان يشمل هذا الاستنتاج المسؤولون في بلدي والذين هم في قمة القرار وبيدهم مصير البلد وابناءه
الحالة :- مفادها ان طفلا يبدأ بالصراخ والهروب لمجرد مشاهدته (قدح) واستمرت هذه الحالة عنده  عدة سنوات وبعدها عرض على طبيب نفساني لمعالجته فعالجه بطريقة التنويم المغناطيسي (حيث يتسع مجال ذاكرة النائم مغناطيسيا فيتذكر الاحداث والصدمات المؤلة التي حدثت له في زمن الطفولة مما يكشف الصلة بمرضه وعلى ضوئها تتم المعالجة ) فأتضح ان الطفل قد تركه والداه مع الخادمة وخرجا لزيارة بعض الاصدقاء (لكي لا يقلق راحتهما ) اثناء الزيارة وبقى الطفل مع الخادمة في حديقة المنزل طلب منها ان تجلب له قليل من الماء ليشرب الا ان الخادمة كانت تشعر بالتعب حينها والمسافة بين الحديقة والمطبخ بعيدة نوعا ما وحسب تقديرها فأستهانت بطلبه لكن الحاحه الشديد عليها !!! لبت طلبه فكان بالقرب منها قدح فارغ فتناولته وملأته بالماء المتجمع في الحديقة وطلبت من الطفل ان يشربه فرفض في البداية ان يشرب ذلك الماء الوسخ لكن تحت تأثير الضغط والتهديد والخوف من الخادمة شرب الطفل   وتولدت عنده هذه الحالة واستوجبت العلاج --  والى اللقاء في الجزء الثالث من مقالنا هذا
عادل فرج القس يونان
8 كانون الثاني 2016





3
 
العنف الاسري ضد الطفولة 
         
***(طفولة البارحة كبار اليوم وطفولة اليوم كبار الغد)***
في شهر اب الماضي اتصل بيّ شخصيا مراسل  اذاعة الشرق هنا في سان ديياكو الاستاذ علي محسن  لغرض اجراء حوار اومقابلة اذاعية لمدة 15 دقيقة اتحدث فيها المشاكل والعقوبات  التي يتعرض عليها اللاجئيين في امريكا بسبب العنف الاسري الذي يمارسونه ضد اطفالهم وجهلهم بقوانين هذا البلد بهذا الخصوص  وفعلا تم هذا اللقاء في مساء يوم 10 أب 2015 واذيع اكثر من مرّة ضمن البرامج الصباحية للاذاعة ولأهمية الموضوع وخطورة العنف الاسري على حياة الطفولة وعلى مستقبل حياتهم ارتأيت ان انشر هذا المقال المتواضع البسيط عسى ان يستفاد منه من يشاء ---!!
 في الولايات المتحدة الامريكية  عرف سوء معاملة الطفل بأنها فعل أو مجموعة أفعال مورست من طرف أحد الوالدين أو من يقوم برعاية الطفل والتي تسببت في إيذاء حسي، أو معنوي للطفل، أو تهديد بإيذائه الاعتداء على الطفل يكمن أن يمارس في البيت، أو في المنظمات، أو المدارس، أو في أي من المجتمعات التي يتفاعل فيها الطفل. هناك أربع فئات رئيسية للاعتداء على الأطفال: الإهمال، الاعتداء الجسدي، الاعتداء النفسي أو المعنوي، الاعتداء الجنسي. عدة ولايات قضائية طورت عقوبات مختلفة للاعتداء على الأطفال واهماله كإبعاد الطفل عن عائلته أو القيام برفع دعوى جنائية فالمهاجرين الجدد يجهلون هذه القوانين و العقوبات لذلك فهم يعرضون انفسهم الى المسآلة القانونية واحيانا يؤخذ الطفل من والديه --!
الحقيقة تعتبر ظاهرة العنف ضد الأطفال من أبرز المشكلات العالمية التي لا يكاد يخلو منها مجتمع سواء وصف بالتقدم أو الرجعية. وهي ظاهرة ما تزال تتفاقم وتنمو بشكل مضطرد حتى بدت السيطرة عليها أمراً مستحيلاً وذلك بسبب خصوصية هذه المشكلة. فهذه الظاهرة تتراوح بين حدود خارجة عن الإرادة المجتمعية، وحدود تدخلات الدولة وتشريعاتها.لكن بغض النظر عن المحاسبة او عدمها يبقى العنف الاسري ظاهرة خطرة جداعلى حياة الطفل وعلى مستقبل حياته  ومجتمعه ايضا وهنا اريد ان اقول:- اذا اردنا ان  نعرف ما يعانيه الكبار علينا ان نعرف تربيتهم منذ الطفولة سنجدها اما تربية غير حكيمة او غير  رشيدة اوتربية قاسية او مسرفة وبأمكاني ان اضيف على ذلك في بلدي العزيز تربية ارهابية و...وهنا ايضا اريد ان  اكرر ما اقوله دائما عندما نتحدث بهذا الخصوص لأهميته واثاره على حياتنا بشكل عام  وهو **(لو ان العالم في الاصل مكونا" من أشخاص كاملي النضوج يتحملوا المسؤولية تجاه الاسرة والعالم لأمكنا او لأستطعنا حسم معظم المشاكل الانسانية غير ان معظم الناس عانوا في طفولته من مؤثرات عوقت تقدمهم   فأخذوا يشعرون بضآلتهم وخيبة آمالهم وراحوا يقاومون هذه المشاعر الباطنية أما بالعداء او الهروب والاندفاع الى أدمان الخمور والعقاقير الاخرى-!!!)**
لان اعظم التجارب وأشدها أثرا" في النفس هي التي تنشأ من حوادث صغيرة في أيام الطفولة ... ويقولون الطفولة هي البراءة نفسها وهي صفحة بيضاء نحن نملؤها و التعلم في الطفولة كالنقش على  المرمر لذا ما نتعلمه في الطفولة هو بشكل او بمفهوم الايحاء  (اي تقبل الفكرة دون أمكانية مناقشتها ) فتثبت وتستقر في النفس ومن الصعوبة أزالتها ...  فالقيم والمبادئ والمعتقدات تبقى راسخة في نفوسنا ومعلقة في قلوبنا (ذخائر النفوس وأعلاق القلوب ) لذلك تجد الاهتمام الكبير جدا بالأطفال في الدول المتقدمة حيث يأتي بالدرجة الاولى قبل الاهتمام باي امر اخر وهذا يعني انهم يهتمون ببناء الاساس الصحيح القوي والمتين لبناء شخصية الانسان وبالتالي بناء وتقدم بلدانهم  , عليه فالتعامل السليم الجيد مع الطفل في سنوات حياته الاولى والرعاية المبنية على المحبة والعطف والاهتمام كلها تجنب الطفل الكثير من الكبت الذي هو البذرة الاولى للإصابة بالأمراض النفسية في مستقبل حياته , ومن ثم ينعكس ذلك على مجتمعه ----!!لان الحوادث والصدمات التي يتعرض لها الطفل يكبتها في الجزء اللاشعوري العميق في النفس والذي يطلق عليه (الآنا السفلى Id) والذي يضم الدوافع الفطرية والرغبات المكبوته (الحوادث والصدمات التي يكبتها الفرد   وهو خاضع لمبدأ اللذة يسعى لإرضائها ) وقبل ان انهي الجزء الاول من مقالي هذا بودي اذكر لكم هذه الحالة  لتوضيح الحوادث والصدمات التي يكبتها الفرد وتأثيرها عليه وعلى  مستقبل حياته
الحالة:- شخص من مواليد 1945 خريج كلية التجارة الملغاة ثري جدا --- حيث يذهب مساء كل خميس من كل أسبوع الى منطقة بعيدة عن مسكنه في العاصمة بغداد  ويدخل دارا يمتلكها مجاورة لبيت ضخم جدا ويخرج منها بملابس ليست جديدة ويسحب دراجة متوسطة الحجم جميلة مزينة ويستقلها ويده على الجرس من دون توقف ويتجول في المحلة قرابة ساعة واحيانا اكثر من ساعة بقليل ويعود الى داره ويحفظ فيه دراجته وملابسه ويخرج بملابسه الفاخرة التي كانت عليه عند مجيئه الى هناك ويركب سيارته الفخمة تلك ويغادر المنطقة وهكذا وقد سأله أكثر من شخص عن السبب فكان الجواب رياضة . حر نفسي. الخ وشاءت الصدفة ان يقول الحقيقة :- كنت وحيدا لأهلي وكان والدي حارسا ووالدتي خادمة في هذا  البيت الضخم  المجاور لداري هذا  الذي احفظ به ملابسي ودراجتي (وقد حاولت بكل الوسائل وبأي ثمن لشراءه لكن كل محاولاتي باءت بالفشل )  كنا نحن الثلاثة نسكن في غرفة صغيرة في حديقة ذلك البيت (غرفة الحارس) وكان لصاحب البيت ولد مدلل بنفس سني وفي نفس مدرستي وصفي أيضا وكنت متفوقا عليه ...  يومها كنا في الصف الرابع الابتدائي وفي عطلة نصف السنة وتحديدا  يوم الخميس مساء" خرج المدلل مع أهله للسهر خارج البيت كعادتهم ويبقون الى ساعة متأخرة من الليل وصدفة قد ترك دراجته المتوسطة الحجم الجميلة ومزينة ايضا امام باب الدار الداخلية فأخذتها وركبتها ويدي على الجرس وأنا في قمة السعادة والفرح وغير مصدق ما انا فيه أتجول في المحلة وبعد مضىء ساعة او اكثر بقليل عدت الى البيت لأطمئن من عدم رجوعهم لكن لسوء حظي وجدتهم راجعون فحال وصولي استلمني الظالم والد المدلل وانهال عليّ بالضرب القاتل المميت من دون اية رحمة ابدا الى ان تعب بعد ان أهلكني تماما ووالدي المسكين واقف الى جانبه لايحرك ساكن كالحجر صامت ولم يتفوه ولو بحرف واحد وبعد ان تركني تعذر عليّ الوقوف والمشي الا بصعوبة بالغة حقا وكلماته ترن في اذني –انت كذا وكذا وكلمات بذيئة انت منو حتى تركب دراجة ابني –الخ ودخلت غرفتنا بعد ان سبقني والدي اليها بقليل فوجدت والدتي منكبة على وجهها غارقة بدموعها تنوح نوح الحمام ونظرت الى والدي ايضا عيونه غارقة بالدموع ينظر اليّ وهو يقول كأنه كان يقطع شرايين قلبي وهو يهز برأسه ما العمل .. ما باليد حيلة يا وحيدي ... تلك كانت قصتي ورغم توفيقي من الله لكن الحادثة بقيت عالقة في نفسي أعاني منها والألم يعصر قلبي والخميس الذي يمضي دون ممارسة علاجي كما أسلفت والله أعيش في جحيم وتكون ليلتي تلك والايام التي تليها الى ان يأتي الخميس القادم... !!! واذهب الى ذلك البيت هائجا كالذي في قلبه نار تحرقه .واخيرا وليس آخرا  اقول :- اذا كانت الحكمة من دون جدوى فمن الحكمة ان نعاني –وسأتيكم الجزء الثاني تباعا
عادل فرج القس يونان
5 كانون الثاني 2015






4
المنبر الحر / ليلة العيــد
« في: 07:12 01/01/2016  »


ليلة العيــد

. وهكذا فان ليلة العيد لا تأتي حتى يطلع في سمائها نجمان مختلفان ( نجم سعود ونجم نحوس ) اما الاول فللسعداء الذين اعدوا لانفسهم صنوف الالبسة والحلل ولاولادهم اللعب والهدايا والتماثيل
ولضيوفهم الوان الطعام والشراب ثم يناموا ليلتهم نوماً هادئاً مطمئناً تتطاير فيه الاحلام الجميلة حول            اسرتهم كالحمائم البيضاء حول المروج الخضراء واما النجم الثاني فللاشقياء الذين يبيتون ليلتهم على أحر من الجمر**(( وما بال المهجرين والذين اخرجوا من بيوتهم حفاة عراة  تحت الجسور وفي الخرائب و الخيم يسكننون هل سيعثر على اطفالهم بابا نوئيل ليشاركهم بمهمته ويعطيهم الهدايا ))** وماذا عن والديهم  كما يقال يئنون في فراشهم انيناً يتصدع له القلب ويذوب له الحجر حزناً على  اولادهم الواقفين بين ايديهم يسألونهم بالسنتهم وباعينهم ماذا اعددتم لنا في هذا اليوم من ثياب ولعب جميلة لنتباهى بها امام اصدقائنا ولعب جديدة نزين بها مناضدنا فيعللونهم بوعود يعلمون انهم لا يستطيعون الوفاء بها فهل لاؤلئك السعداء ان يمدوا الى هؤلاء الاشقياء يد المعروف؟ ليسجلوا لانفسهم في باب الاحسان والمروءة ما سجل لصاحب محل بيع التماثيل والهديا الذي سنقرأ معا  قصته لاحقا --!! ولا اعتقد ان رجلاً يؤمن بالله ويحمل بين جنبيه قلباً يخفق بالرحمة والحنان يستطيع ان يمنع عينه من البكاء ولا قلبه من الخفقان عندما يرى في العيد وهو في طريقه الى دار عبادته او خارجاً منها طفلة مسكينة بالية الثوب كاسفة البال دامعة العين تحاول ان تخفي وراء الاسوار والجدران خجلاً من اصحابها ومن بعمرها ان تقع انظارهن على ثوبها وفقرها ورثاثة ثوبها وفراغ يدها مثل ما تمتلئ به ايديهن فلا يجد سبيلاً الا ان يدفع عن نفسه ذلك الالم بالحنو عليها وعلى بؤسها لانه يعلم ان جميع ما تهيأ له من صنوف السعادة والوانها لا يوازي ذرة واحدة من السعادة التي يشعر بها في اعماق قلبه عندما يمسح بيده تلك الدمعة المترقرقة في عينيها.
ان البؤساء يعيشون بسبب  محنتهم ويقضون جميع ايام حياتهم في سجن مظلم من بؤسهم وشقائهم فلا تستكثروا عليهم ان يستمتعوا معكم بالفرح والسعادة في كل عام مرة او مرتين والان سنقرأ معا قصة صاحب الحانتوت وكيف سجل لنفسه في باب الاحسان والمروءة هذا الموقف العظيم --!!
ان افضل ما سمعته وشاهدته في باب المروءة والاحسان هو ما حصل ليلة العيد 31/12/2000 . ان امرأة بائسة وقفت ليلة العيد تلك امام حانوت لبيع الهدايا والتماثيل في بغداد ويقصده الناس كثيراً في تلك الليلة لشراء اللعب لاطفالهم الصغار فوقع نظرها على تمثال صغير من المرمر جميل جداً فابتهجت بمرآه ابتهاجاً عظيماً لا لانها بلهاء يستفزها منظر ذلك التمثال مثلما يستفز الاطفال الصغار بل لانها كانت تنظر الى ذلك  التمثال بعين ولدها الصغير الذي تركته في شقتها ينتظر عودتها اليه بهدية او لعبة العيد كما وعدته فاخذت تساوم صاحب المحل حول سعر التمثال فترة من الزمن تزيد الربع ساعة تقريباً وصاحب المحل مصراً على سعره الغالي جداً بالنسبة لها فاخذت تحسب ما في محفظتها الصغيرة من النقود علمت انها لا تستطيع الوصول الى ثمنه وشرائه وبالمقابل لا تستطيع العودة الى ابنها بدون التمثال فاجبرتها الضرورة التي لايعرفها و لايقدرها الا من حمل بين جنبيه قلباً كقلب الام الحنون الرقيق فمدت يدها بخفية الى التمثال فسرقته حيث ظنت ان صاحب المحل لايراها ولا يشعر بمكانها ثم رجعت الى الخلف خارجة من المحل وقلبها يخفق خفقتين مختلفتين في ان واحد خفقة الخوف من عاقبة فعلتها الشنيعة وخفقة الفرح والسرور بالهدية الجميلة التي ستقدمها بعد لحظات قليلة الى ولدها..!! فكان صاحب المحل من اليقظة والحذر وحدة النظر بحيث لايفوته شيء او معرفة مما يدور في محله فتبعها وهو يراقب سيرها حتى عرف شقتها ثم تركها وشأنها وذهب الى مفرزة الشرطة الموجودة في ركن الشارع القريب منه واخبرهم بالقصة بعد ان شاورهم او وعدهم بشىء يرضيهم ليهتموا بأمره --!!   فتبعه اثنان من رجال الشرطة للقبض على تلك المرأة وصعدوا جميعاً الى شقتها ففاجأها وهي جالسة بين يدي ولدها تنظر الى فرحهِ وابتهاجه بتمثاله نظرات الغبطة والسرور فهجم الشرطي على الام فاعتقلاها واما الرجل فهجم على الطفل وانتزع التمثال من يده بقوة فصرخ الولد صرخة قوية لا على التمثال الذي انتزع منه بل على امه المرتعدة بين يديه وكانت الكلمة التي نطق بها وهو بين يدي الرجل رحماك بأمي يا عمي..!!. وظل يبكي بكاءً شديداً فجمد الرجل امام هذا المنظر المؤلم المؤثر وحينها دقت اجراس الكنيسة القريبة منهم معلنة باشراق فجر العيد فانتفض الرجل انتفاضةً شديدة وصعب عليه ان يترك هذه الاسرة الصغيرة المسكينة حزينة فيكون في اليوم الذي يفرح فيه الناس جميعاً فالتفت الى الشرطيين وقال لهما اظن اني اخطأت في اتهام هذه المرأة فاني لا ابيع هذا النوع من التماثيل فانصرفا لشأنهما والتفت هو الى الولد وطلب منه العفو ومن امه ايضاً ثم مشى الى الامام فاعتذر اليهما عن خشونته وشدته معهما فشكرت له  فضله ومروءته وجبينها يتصبب عرقاً حياءً وخجلاً من فعلتها تلك ولم يتركهما حتى اعطاهم كمية من النقود مما جعل عيدهما اسعد واهنأ مما كان يظنان
 
 


عادل فرج القس يونان
31 كانون الاول 2015
   
                                                                                           

5
 
حكاية جدتي ج5
عن علاج الامراض بالاعشاب
دخلت علينا جدتي هذه الليلة وعلى وجهها ابتسامة عريضة ظاهرة وواضحة فقلت في نفسي اكيد ستوزع علينا قرص النعناع التي تحبه كثيرا لانه كانت دائما تقول  يشفي الكثير من الامراض وخاصة التي تسببها برودة الجو وأوجاع البطن وغيرها فكان بيتها لايخلوا من قرص النعناع المسنن  بشتى الوانه ومن كان يقدم لها خدمه ترضى عليه جدتي  تعطيه قليل من تلك الاقراص حسب رضاها عنه  --!!  وقالت :-

اليوم سأروي لكم عن علاج الامراض بواسطة الاعشاب ويهدي الله الحيوانات الى تلك الاعشاب بالغريزة اما الانسان العاقل الذي تركه الله ليهتدي الى النباتات الشافية من الامراض بالدراسة والاستنتاج وقصتنا اليوم بهذا الخصوص وهي من حقائق التاريخ الينا :-
فهو يخص الانسان العاقل الذي تركه الله ليهتدي الى النباتات الشافية من الامراض بالدراسة والتجارب والاستنتاج وهذا المثال من حقائق التاريخ الينا-
حفل في قصر آل (كينكون) في مدينة (ليما) عاصمة (بيرو) في امريكا الجنوبية صمت موحش بسبب مرض شديد اصابة المركيزة (فرانسيسكا) زوجة المركيز نائب الملك وحاكم تلك البلاد صاحب القصر أصابتها  حمى شديدة تهددها بالموت واجتمع حول سريرها اطباء المركز المختصون للتداول في حالتها وما يمكن ان يقدم لها من انواع العلاج وبالنتيجة عجزوا عن فعل أي شيء لانقاذها فاخبر الطبيب صاحب السمو بانقطاع الامل بشفائها- آه...حية اريدها  لاتقل ذلك، ولا اريد .. بل لا استطيع ان اسمع.. فاجابه الطبيب انني اقوم بما يحتمه علي واجبي كطبيب ياسيدي المركيز. اتسمى هذا واجباً ؟..!! من واجباتك الطبية ان تحطم كل امل لي بنجاة زوجتي الحبيبة ؟  الا يمكن ان تحدث معجزة ؟  معجزة طبعاً ولكن ذلك ليس في ايدينا والذي يهدينا اليه العلم هو ان المركيزة ( فرنسيسكا)  لن تعش اكثر من ثلاثة ايام بعد اليوم حتى يقف قلبها وقفته الابدية التي تنتهي بها الحياة .  يا الهي...  ماذا تقول .؟  وما اسم هذا المرض الخبيث الذي سيسلب مني كل شيء ويحرم البلاد من ام رؤوفة .-  ليس بين السماء والارض في بلاد (بيروا) او في اية بلاد اخرى من يستطيع التغلب على هذا المرض، ونحن كاطباء نقر بعجزنا كل العجز عن امكانية مكافحته والتغلب عليه..!! فخرج المركيز من القاعة وقد اغرورقت عيناه بالدموع ولحق به الطبيب الخاص محاولاً تخفيف وقع الصدمة عليه وهو يقول:-  ان الموت ياسيدي المركيز سيريح سيدتي المركيزه من ألآلام المبرحة التي لا تفارقها مدى الحياة فرد عليه المركيز احتفظ بهذا الحكم لنفسك يا عزيزي الطبيب انكم مع ما بلغتموه من العلم عاجزون عن شفائها ولكن لن أيأس وسأوفد  فرساناً  ورسلاً  الى انحاء المملكة كافة ليفتشوا عن شخص يستطيع انقاذها. وهكذا انتشر الفرسان والرسل في جميع انحاء البلاد في المدن والقرى وعلى رؤوس الجبال وفي بطون الاوديةفي الحال لانها ((المركيزة )) .. وقيل اخيراً لاحد الفرسان ان في قمة جبل (اندة) شيخاً خبيراً بالاعشاب عليما باسرارها وهو زاهد متقشف يحيا حياة الفاقة والفقر في صومعته النائية فوصله الفارس واتى به الى قصر المركيز فاخذ النبلاء يهزون برؤوسهم استخفافاً ويتساءلون أهذا الشيخ ذو الثياب الرثة المنقطع في اعالي الجبال يستطيع انقاذ المركيزة ؟ لا .لا . لايجوز للملك ان يسمح له بالدخول الى مخدع المركيزة بثيابه البالية القذرة – وهنا ظهر نائب الملك نفسه وقال للنبلاء لا تعترضوا الرجل انا الذي استدعيته ثم التفت الى الشيخ وقال له ساقودك بنفسي الى سرير المريضة وهكذا وقف (رجل الاعشاب) بجوار السرير وراح يفتش في كيسه الممتلئ بمختلف انواع الاعشاب حتى اخرج منه قشوراً جافة فغلاها بالماء واستخرج منها شراباً خضنه وصفاه ، ثم اعطى المركيزة منه جرعة بعد جرعة كانت وهي تتجرعها تقبض اسارير وجهها وتقول يا الهي ما امر مذاق هذا الشراب وبعد ذلك سكتت المركيزة ..  صدر عن المركيز صيحة فزع وصرخ بالشيخ لقد ماتت ..!!  لا يا سيدي بل هي ستعيش انا واثق من ذلك وستنام ولا تصحوا الا عند المساء. فاعود اذ ذاك الى تجريعها كمية اخرى وسترى يا سيدي انها ستشفى بعد اسابيع قليلة وتعود اليها صحتها ونضارتها كاحسن ما كانت عليه من قبل لان هذا الشراب مآخوذ من جذع شجرة برية تنبت عند منحدر الجبل الاعلى وقد تعرفت على سرها من سكان الجبل نفسه لا يخيب علاجه ابداً – يقول طبيبي الخاص ليس في الاعشاب ما يجدي في معالجة هذا المرض ..!!  اجاب الشيخ ان الله يا سيدي يهدي بعض مخلوقاته الساذجة الى العلم والمعرفة والى ما لايستطيع اذكى الناس التوصل اليه بالدرس والاطلاع على مختلف العلوم وفوق كل ذي علم عليم – ارى انك جدير بان تصبح طبيبي الخاص ايها الشيخ فان وافقت على ذلك اسكنتك قصري والبستك الحرير وغدقت عليك الذهب بسخاء لانك اوفر حكمة ممن في بلدنا من رجال حكماء – انك لكريم رحيم ياسيدي لكن لقد شفت المركيزة تماماً..  افضل ان تأذن لي بالعودة الى الجبال بعد انتهاء مهمتي لانني اود التعرف على المزيد من اسرار الاعشاب ولا استطيع ذلك ان بقيت هنا اما اذا حدث واصابك او اصاب زوجتك أي مرض لا سامح الله فاستدعيني مرة اخرى لأشفيكما منه باذن الله .. وصدقت اقوال الشيخ وشفيت المركيزة من مرض الحمى – الملاريا – وسجل شفاء المركيزة ( فرنسيسكا آل كينكون ) من الملاريا سنة 1630.  نقطة تحول في سيرة هذا المرض الفتاك وسميت القشور المستعملة – قشور شجرة آل كينكون. اما اسم الشجرة العلمي فهو ( سنكونادجريانا ) او قشور الكينا ومنها استخرج فيما بعد ( الكنين الذي ظل 300 سنة ملكا من ملوك الادوية في عالم الطب وكان المركيز كينكون اول اوربي اطلع على سر تلك القشور وفائدتها في معالجة الملاريا فنشرت عن طريقه في بلاد ( اسبانيا ) وارسل كمية للاطباء الاسبان . يصنع هؤلاء منها مسحوقاً عرف باسم ( مسحوق المركيزه ) ثم استغله واحتكره الجزويت بعد ذلك فبدلوا اسمه باسم مسحوق الجزويت وهذا دليل على ان الاعشاب الشافية اكتشفها رجال ونساء موهوبون من عامة الشعب كرجل الاعشاب في قصتنا هذه واخذوا يمارسون التداوي بها قبل ان ياخذها عنهم الاطباء والعلماء ..!!

                                                                     عادل فرج القس يونان
                                                                     28كانون الاول 2015






6
يا عراق اعوام مضت واخرى تأتي وحالك يزداد سوءا وعجباً


اضعت عمري ابحث عنك في طرقات الحياة ودهاليزها المظلمة ياعراق يا وطني العزيز -!! ولكن حين وجدتك اضعت نفسي 

آه كم اشتاق ايامك يا وطني العزيز ذلك الوطن الجميل - الرهيب العصبي العصبي انك اورثتني الحزن والألم والحسرة والقهر- لعبت فيك طفلا وكانت دموعي لعبي نعم دموعي  وماكانت هدايا من بابا نوئيل كحال اقراني من ألاطفال في غير البلدان !!!   ولكنك منحتني العسل والعزّة والكبرياء أفضل من تلك البلدان - كان وطني  يبكي حين يرآني  ناجحا ولكن رضا عينيه كانت تمحو كل أتعابي  وكان وطني قاسيا جدا لكنه كان يخفي انهارا من حب عذب والله كان  قلبه قلب صبي وصدره اوسع من صدر ايوب النبي !!
يا وطني عندما اتحدث عنك كأنني اطفي نار تحرق أحشائي وعندما اكتب عنك وانشرها ليطلع عليها الاخرون كأنه دواء يشفي العليل يا عراق
 دعائي دائما وابدا ان يحفظك ربي ومعك كل الاوطان --  و لن تموت ابدا يا وطني بل  ستبقى خالدا مدى الاجيا ل وتاريخك مليءّ بالأحداث و بالشواهد --!!   والا ستموت بعدك كل الاوطان -!!
نعم  اننا ارغمنا على الهجرة من دون خيار  أنها الهجرة التي جعلتنا نبكي بلدنا وبيوتنا  وكما  سيبكون هم  علينا أيضاً. ولو سؤلت عن رائي في الهجرة ما كان لي ولن يكون لي سوى جواب واحد فقط لاغير وهو ان الهجرة اخو الموت وهي افضل من الموت بقليل – ولاننسى ابدا  لابل يجب ان لا ننكر فضل الدول التي قبلتنا وأوتنا  وتعاملنا كمواطنيين اصيليين لديها  -
-  فيك الكثيرون جدا ممن افسدت نفوسهم -  فيك رجال الدين  تعمل  ما يخالف مهمة الاديان السامية (التقريب بين الناس ) حيث تعمل العكس فرقت وتفرق بين الناس  فيك من يدافع عن الله بقتل الانسان بدلا من الدفاع عن الناس كي يتمكن من التعرف الى الله   فيك الدمار والاشلاء فيك مدن دمرت وفيك الاطفال من دون موى (هل سيعثر عليهم بابا نؤئيل ليشاركهم بافراح اعياد الميلاد كحال معظم اطفال العالم -  فيك  المرحلين واللاجئين --!!   --  وفيك يوميا تحصل عجايب العجاب تفاجىء الخالق والعباد الله ياعراق   وفيك  وفيك –
أعوام مضت واخرى تأتي وحالك من سىء الى اسوأ وكل شى فيك يزداد سوءا وعجبا  وضياعا  يتعذر على كائن من يكون ومهما يمتلك من حنكة وخبرة ان يصفك ويوضح لنا ماذا يفعلون بك وماهي النتيجة وكيف ستكون ومتى النهاية الا اللذين يقودون هذه المؤامرة ورسموا له هذه الكارثة العجيبة  من دون سبب سوى انك غنى  هذا هو السبب لاغير  مهما حاولوا التبرير واغفالنا وايهامنا نعم وقد يكون موقعك وفيك شعب يمتلك حضارة واصالة شجعهم اكثر على تمزيقك اربا اربا  يا عراق يا بلد الانبياء والامجاد يا بلد الحضارات -
اعوام مضت واخرى تأتي وكل شىء فيك يتفكك ويتحطم ويقتل شعبك يوميا وبالجملة ويهاجر الملايين ولازالت الهجرة مستمرة دمرت مدنك وقتل وشرد اهلها دمروا الطفل وينتقمون من الطفولة الذي اوصى بها الله والعباد على رعايتها والمحافظة عليها ودعمها -  سلبت وحرقت كل رموز وشواهد حضارتك لكي لاتكون شواهد على وحشيتهم وماضيهم الاسود
أعوام مضت واخرى تأتي وكل شىء فيك يزداد سوءا --!! فيك يكفر الكاتب وتحرق الكتب وتسرق الاثار وتحطم ليسرقوا ما تبقى من حضارتك ويحطمونك ويضيعوا ماضيك المشرق ويفرض الصمت على الافواه والحجر على الافكار وفيك قطعت وتقطع الرؤوس وتنهب اموال الشعب وتسيل الدماء ويهجر الاصلاء --  ويقتلوا  ولم يبقوا فيك شىء ولا زالوا مستمرين بالخراب والدمار يا عراق –  لماذا لست ادري  -- ؟؟
متى يطيب جرحك يا عراق وترحل عنك الاغراب  وتشعر بالعافية -؟؟؟ ومتى ينكشف السر فندري لست ادري نعم لست ادري
–!!  والله  ان في صدري يا عراق اسرار عجاب نزل الستر عليها - ياليتني كنت شيئا لأجد لهذا     سببا  فندري  لكن -؟؟ لست ادري -
كنت عظيم يا عراق  وستبقى  شامخا مهما اشتد الصعاب لأنك العراق وكفى ---
عادل فرج القس يونان
25 كانون الاول 2015    -




7

حكاية جدتي ج4 عن الظالم والبخيل

الحقيقة ونزولا لرغبة اخواني واعزائي قراء ومتابعي مقالاتي ونشاطاتي وكثرة استفساراتهم عن جدتي هل هي جدتي حقيقة ام هو عنوان او رمز لمقالاتي  اقول :- نعم ان جدتي هو عنوان ورمز لمقالاتي ونشاطاتي  فقط وليست جدتي الحقيقية واعني بجدتي خبرة الماضي وحكّمه وكيف كانوا اجدادنا  يعالجون مشاكلهم وكذلك توقعاتهم للمستقبل رغم كل الصعوبات وبساطة العيش والامكانية  لكن لم يتركوا شىء ما قالوه لمعالجة  مفردات حياتهم وهمومها وكما يقولون  (ابو المثل ما خلّ شىء ما قاله  ) ---   وفي مسقط رأسي القوش العزيزة علمونا على حكمة بسيطة لكنها  عظيمة بمعناها و بتائجها ألا وهي الاستشارة بشخص  كبير في البيت واذا لايوجد شخص كبيرالاستشارة بحجر كبير في البيت (يعني خبرته ) وانا مؤمن بالقول:-  ان كل جيل يأتي بجديد يستمده من خبرة وتجارب الاجيال السابقة وهي الاسس التي يبنى عليها التقدم والرقي في حياة الشعوب والمجتمعات والان اصبح الامر واضح للجميع فنعود الى جدتي الحبيبة  ----!!!
فقالت جدتي في ليلة الخميس هذه اقص عليكم حكاية اريد بها ان تكون حافزا او درسا للظّالمين  والبخلاء  الظالم الذي يظلم غيره من اجل الحصول على مادة سواء اكانت نقود او اشياء اخرى او مصلحة شخصية --  الاخ الذي يسرق او يغش اخوه او رفيقه في الحياة من اجل المادة  --  للبخيل الذي يبخل مو فقط لمساعدة الاخرين وهو قادر على ذلك وانما يحرم نفسه وعائلته بسبب حبه للمادة والاكثار منها في خزائنه فحكايتي ايها الحلوين قالت جدتي ***( قاطعناها و قلنا جدتي نعم نعم  جدتي لكن  لاحياء لمن تنادين يا جدتي العزيزة – اي بمعنى لاحياء للظالم والبخيل  )**** ثم استمرت جدتي وقالت  :-  كان هناك شيخ كبير وغني جدا -- !!  توفى وعندما ارادوا الذهاب به الى المقابر  زوجته الحجية  طلبت من الدفان قالت ابني --- عمك الله يرحمه  قبل ان تدفنه اكو هذا المحبز كانت نفسه فيه ويحبه كثيرا (محبس ذهب  ) اخذه وياك  وخليه  في( حلكه )  فم الحجي الله يرحمه  قبل ان تدفنه اخذ الدفان  المحبز قائلا  نعم امرك حجيه انشاء الله  سأفعل ذلك ومضى في سبيله هناك وبعد انتهاء الدفن رجع الدّفان  الى الحجية زوجة الشيخ وبيده المحبس ثانية  فقالت له الحجية ها ابني شو رجعّت المحبس  ليش يامعود موكتلك الحجي خطية الله يرحمه كانت نفسه في هذا المحبس ويحبه كثيرا --!!   فأجابها الدفان  والله حجية ردت عالجت افتح حلكة الحجي  واحط المحبس في حلكه لكن ما قدرت لانه -- !!  كان الحجي صاك سنونه صك (اي ساد اسنانه سد قوي جدا ما قدرت احركها ولا نينية واحدة  ابدا  )-----    الله تصوروا يا ناس – يا بشر  حتى هذا المحبس الصغير من الذهب  لا يستطع الحجي "الانسان " ان يأخذه معه ---- !!!  اذن لماذا كل هذه الظواهر على مستوى الافراد والجماعات دول وحكومات الاعتداء على الفقير وسلب حريته وممتلكاته لماذا احتلال البلدان وتهجير الشعوب لماذا كل  هذه الدماء السائلة ---!!!  اعتقد لسبب واحد هو اعتقاد الناس ان المال هو معيار اومقياس السعادة (وهو امر مستحيل حيث لا سعادة في الحياة هناك (شعور بالرضى)  وفي احسن الاحوال او قمة ما يصله الانسان هو الرضى نفسه --!!  اما ما نسميه سعادة ليس لنا سوى لفظها اما معناها فلا تدرك )   وكما ان اعتقاد  اغلب الناس بان المال هو معيار السعادة وميزانها الذي توزن به هو ( اعتقاد خاطئ جداً ) لابل هو الذي يقودنا الى الشقاء والضياع والقتل والقلق كما هو حال المجتمع الانساني اليوم. ميدان حرب يعترك فيه الناس ويقتتلون لايرحم احد احداً يعدون ويسرعون ويتصادمون ويتخبطون كانهم هاربون من ساحة المعركة ودماء الشرف والفضيلة تسيل على اقدامهم وتموج موج البحر الزاخر يغرق فيه من يغرق وينجو من ينجو فهم يتباهون ويتصارعون من حوله  ( كما تتصارع الكلاب حول الجيف الملقاة  ) ويسمون عملهم هذا تنازع الحياة ( او صراع البقاء ) وما هو لا صراع ولا تنازع وانماً هو التفاني والتناظر والدم السائل والعدوان الدائم والشقاء الخالد. واما العلاج الوحيد لهذه الحالة المخيفة والمزعجة جداً هو ان يفهم الناس الصلة بين المال والسعادة وان الافراط في الطلب شقاء كالتقصير فيه وهذا ما هو حاصل فعلاً  ( فقدان القناعة ).


8
التغرب النفسي في المجتمعات المتقدمة 
الجزء الاول

ان الانسان في الربع الاول من القرن الحادي والعشرين وبالرغم مما يتمتع به من علم ومعرفة واخلاقية لم يتمتع بها من قبل في تاريخه الطويل . فأنه يقف مع ذلك على (عتبة ) عالم جديد يجفل من عبوره ، فملامح هذا العالم الجديد غير واضحة وهي تعطيه الشعور بالغموض  وعدم الطمأنينة ، وتعطيه فوق ذلك شعورا بعدم الوثوق كما حصل ويحصل وسيستمر كذلك ما حصل لبلدان عديدة وفي فترات عديدة ايضا  ،وبشكل خاص وعلى سبيل المثال لا الحصر ما حصل لنا  كشعب عراقي وما جرى على بلدنا ابتداء من خمسينات والستينات القرن المنصرم وما تلتها بعد ذلك وتوجوها في 2003 بداية القرن الحالي وتشريد الشعب العراقي وضياع العراق ولازال الحبل على الجرار كما يقال   وهكذا فقد توجب علينا بالضرورة ان نتعايش مع مثل هذا العالم الجديد الغامض وغير الموثوق وان نتوزع بدون ارادتنا الى شتى بقاع العالم متفريقين في بلدان  الغربة المختلفة وحتى على مستوى العائلة الواحدة حيث كثيرا ما تجد عائلة واحدة مقسمة وموزعة على عدة بلدان وهكذا ولنا ان نتصور ما ينجم من ذلك لتلك العوائل العراقية حاليا وما ينتج عن ذلك في المستقبل -----!! 
قامت في السنوات الماضية وما زالت تقوم محاولات عديدة لمعرفة مصير الامراض النفسية وما اتصل بها من علل في حياة انسان المستقبل وتشمل هذه المحاولات ليس فقط امكانية تزايد او تناقص هذه الامراض وما يتوقع لها من علاجات جديدة وانما تشمل وضع انسان المستقبل بشكل عام وهذا ما نطمح اليه في بحثنا هذا. بما في ذلك التحولات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية واثارها المفردة او المجتمعة على عقل الانسان و واجباته وهناك من يتوقع القضاء كليا على جميع الامراض النفسية عن طريق مسح اسبابها او الوقاية منها بشكل او اخر ***(سيأتي يوم لتعوض حبة واحدة من الدواء لعلاج الامراض النفسية عن عمليات التحليل النفسي سيجموند فرويد 1850- 1939 )*** وهناك من يتوقع ان تتطور الوسائل العلاجية الى اكتشاف الوسيلة العلاجية التي تستطيع ازالة الاعراض المرضية  النفسية حال قيامها او بتكوينها المناعة الكافية لمقاومتها اما حسب وجهة نظري المتواضعة البسيطة  هي غير ذلك حيث ارى ان الامراض النفسية ستبقى ملازمة لبني الانسان مهما طال الزمن  وان وضع انسان المستقبل ينذر بالخطر وبأنه سيكون اكثر تعاسة  ومعاناة واكثر تهيئة للجرف والانهيار حيث أن انسان المستقبل سيكون عاجزا عن مواجهة التغير في محيطه والتكيف على متطلباته الكثيرة والمتغيرة والمعقدة  . اما حجتي عن وضع الانسان في المستقبل فهي تستند الى عدة اسباب منها ان التقدم الحضاري للانسان في هذا العصر قد زاد زيادة مطردة من انتشار وعمق للمعاناة النفسية في حياة الانسان المعاصر. ولهذا من المنطق ان نتوقع اطراد ذلك مع التزايد الواضح في التقدم الحضاري ان يصل التقدم العلمي وما يفرضه من ضرورات من التغيير في نمط الحياة الى خلق حالة من الشدة والتعقيد والارباك تفوق مقدرة العقل البشري على تحملها او ملاقاتها بالتكيف وقد يضطر بسبب ذلك الى اللجوء لوسائل مساعدة من الدواء لتساعده على تحمل كل ذلك او التهرب من ملاقاته كما هو في الواقع تزايد الاضطرابات النفسية مع تزايد التقدم العلمي وتزايد نسبة الناس الذين يلجأون لعون الدولة كالرعاية الاجتماعية او ما يماثله فعلاً لاثر العمل والبطالة على الشخصية والحياة النفسية وكذلك التوصل الى فهم ادق لمدى حاجة الانسان لكل من الانفراد والاتصال الاجتماعي لضمان سعادته وصحته النفسية وامكانية التوصل الى ادوية يستطيع بواسطتها التحكم في بعض مظاهر حياته النفسية من تعب وخيال وغيرها من المظاهر التي ترد في حياتنا اليومية .
من الواضح ان الانسان المعاصر يسير في ثورة من العلم وهو في نفس الوقت صانع هذه الثورة وليس هناك من شك في ان الثورة العلمية قد رفعت الكثير من المعاناة التي لا ضرورة لها وقد انعكس ذلك بالتخفيف الى حد كبير من وطاءة المعانات العقلية والنفسية في التقليل من اسبابها احياناً بعلاجها وتاهيل اصحابها احياناً اخرى غير ان التقدم العلمي قد احدث في حياة الانسان مالابد منه من تحولات اجتماعية واقصادية وثقافية بعيدة المدى الكثير من التحولات ادت الى التغيير في علاقة (الفرد مع محيطه) بسبب الهجرة التي اجبر عليها( كمثال ) الشعب العراقي بشكل عام والشعب المسيحي خاصة  كما ادت لدى الكثيرين من الناس الى قيام شعور(من الغربة عن المحيط وعن النفس المألوفة) ومع ان مثل هذه النتائج هو امر متوقع لأي حالة تغيير وان بالامكان التغلب عليه واحتواء اثاره الا *****(ان الظواهر تدل على ان عمليات التغرب النفسي في المجتمعات المتقدمة والاخذة بالتطور هي اسرع واعمق من عمليات التطبع والاحتواء التي يعيشهاالعراقيون )**** وكان من شأن ذلك ان يزيد الارهاق في حياته وان يعرضه بشكل اوسع للوقوع في مختلف الاضطرابات النفسية والسلوكية واذا كان هناك من يجادل في ان هذه الامراض وانتشارها في مجملها اقل مما مضى فأن هذا الجدل هو غير الواقع حيث ان معظم الاضطرابات النفسية والسلوكية قد (تسترت) عند الظهور المباشر لوسائل متعددة منها اللجوء الى تبليد احاسيس الادمان والتعود على الكحول والادوية والعقاقير ومنها الى الاستهلاك بشتى انواعه وعدم الأستقرار في السكن او العمل وتحديد الفكر عن طريق الاستسلام للترفيه الثقافي لوسائل البث والاعلام المختلفة .وهو الحال الذي يعيشه الكثير من اخواننا وابناؤنا العراقيون في المهجر في بلاد الغربة لكن كل هذا ومعانات اخرى كثيرة يعيشونها اقول رغم كل ذلك لا زالت الهجرة مستمرة من بلدي الحبيب العراق العظيم الى ارض الله الواسعة ...!!!سؤالي اليس هذا دليل واضح وصريح لوجود اسباب اكثر قسوة وتأثير على ابناء شعبنا وهم في وطنهم الاصلي من معاناتهم المذكورة في المهجر لكي يستمروا بالهجرة وترك الوطن؟؟ ثم اليس من واجب الحكومة ان تعالج تلك لاسباب ولو الرئيسية منها.....؟؟؟
وهل يوجد غير الشعب العراقي الاصيل يهتم ببناء العراق وتطوره؟؟ واذا فرغ من سكانه الاصلين ماذا ستكون النتيجة ....؟؟؟ لايعلمها الا الله وهناك حكمة رغم بساطتها كنا نسمعها دائما (عينك على مالك دوى) .
واخيرا لنا ان نرى بأن واقع الانسان النفسي (لابد ان يكون مرعباً لو حدث وتوقفت فجأة جميع هذه الوسائل التعويضية السائرة لمعاناته النفسية "وقد لا يحدث ذلك في القريب العاجل " غير ان الذي هو حادث الان هو ازدياة الحاجة الى جميع هذه الوسائل التي تعين الفرد على تحمل وضعه الحياتي ) والتي ذكرناها سابقا والى لقاء اخر ---- 

عادل فرج القس يونان
18 تموز 2015 

9
رثاء الاربعين
 الى صديقي وابن اختي صباح الياس جولاغ
أحقا انا ارثيك يا صديقي العزيز صباح ---!!!  نعم يا ابا وسام الغالي ها  وقد مرّة قرابة الاربعين يوما على فراقك المؤلم – هل ستعود  ---؟؟  هذا سؤال لايجاوبه ايجابا  الا الله وحده فقط سبحانه القادر الحكيم   !!! - اما نحن هل سنلحق بك --؟؟ نعم هذا سيتحقق  حتما ان عاجلا ام آجلا لانه قانون الحياة يطبق على كل المشمولين بهذا القانون لذلك نجد الناس كالقوافل الى الموت سائرة بدون توقف ابدا  ليل نهار  (الحياة هي مسرح ولكل شخص فيها دور يؤديه منهم  دور جدا  قصير واخرون قصير أتى اليها دون ارادته ويخرج منها من غير ارادته ايضا-- !!  الحياة  كلها عناء ردىء لبني البشر  تعب وشقاء اوامر ووصايا -  الم واحزان حاجة وفقر عوز وآلام  ظلم واعتداء  وحسرة -  امراض وعاهات   ثم يرحل او يخرج منها دون ارادته ايضا -  الى اين --؟؟ لايعلم ذلك الى الله وحده ايضا صاحب الشأن القادر الحكيم  ---!!)   لكن   
ستبقى في قلوبنا يا ابا وسام الغالي  ومثلك وإن توارى تحت الثرى تبقى اعمالك ومواقفك وطيبتك خالدة عند محبيك فالموت حق على كل مخلوق حي وكل انسان  عليه موتة ولكن الذين يعطون بسخاء وعن طيب خاطر للمجتمع ولعوائلهم ورفاقهم في الحياة  تبقى اعمالهم وافكارهم ومواقفهم كينابيع الخيرخالدة في هذه الحياة ايضا وقلة من امثالك كان لهم مثل محبتك وتفانيك  اخلاصك لبلدك وشعبك وفي اصعب واخطر الضروف  وحتما سيذكرها الخيرين من الناس في بلدك  –
ما انسى ولا انسى صباح  رجلا طيبا كان من بين الرجال الطيبين الخيرين الذين عرفتهم ورافقتهم  في حياتي منذ الطفولة ومرورا بمراحل الحياة المتقدمة والى سويعات قليلة قبل رحيله --- كان يعجبني منه ادبه وحياءه وشرف نفسه كما وتكلم الكثيرون عن صفاء قلبه وسماته ومواقفه واخلاصه –
كنت احسب نفسي جلدة صبورة قادرة على تحمل كل خطر جل شأنه وعظم وقعه لما اصابني برحيل والديّ واشقائي وشقيقتي لكن عندما رحلت يا ابا وسام في 8 حزيران علمت ان من الحوادث ما لايطاق تحملها ولا يستطاع تجرعها – نعم --- !!!
نرى الموت يوميا ولكن لا زلنا نعد الموت غريبا --!! لاغرابة في الموت --!!  الغريب موت الرجل الغريب فقد كان صباح غريبا في ضروفه  وفي حياته لما كان يتصف به من التضحية والاخلاص  وصدق الايمان وعمقه بالمبادىء التي كان يؤمن بها ويعتنقها –
لا يحسب الكاتبون انهم صنعوا شيئا لذلك الرجل العظيم  اذا بذلوا له قطرة من المداد  ولا الباكون اذا بذلوا له قطرة من الدمع  فأنه كان يبذل ماء حياته قطرة فقطرة حتى افناه ومضى في سبيله كان ابو وسام سراج كبير الشعلة وكما تعلمون ان كل سراج تكبر شعلته يفرغ زيته وشيكا  وتحترق ذبالته وينطفىء نوره او كما نقول دائما ان الله يّسرع في اخذه لعباده الطيبين
كان بودي لا بل ومن الواجب ايضا ان اطيل الحديث عنك كثيرا لكنني اضطريت الى الاختصارالعميق  المطرز بالمعنى والمغزى  وليس كما اعتاد الناس عليه  في رثاء اصدقائهم  ومحبيهم  واخيرا لايسعني القول اكثر من قولي ان لله في خلقه شؤون -  تغمدك الله يا صباح برحمته الواسعة واسكنك فسيح جناته وألهم اهلك وذويك واصدقائك الصبر والسلوان 
 


10
ما هو مستقبل  الحياة النفسية للأنسان

من الواضح ان الانسان المعاصر يسير في غمرة ثورة من العلم ، وهو في نفس الوقت صانع هذه الثورة ومسيرها وليس هنالك ادنى شك في ان الثورة العلمية قد رفعت الكثير من المعاناة التي لاضرورة لها في حياته ،وقد انعكس ذلك بالتخفيف الى حد كبير من وطأة المعانات العقلية والنفسية بالتقليل من اسبابها احيانا وبعلاجها وتأهيل اصحابها احيانا اخرى . غير ان التقدم العلمي قد احدث في حياة الانسان تحولات اجتماعية واقتصادية وثقافية بعيدة المدى ( كان لابد من حدوثها بسبب التقدم العلمي) والكثير من هذه التحولات ادت الى التغيير في علاقة الفرد مع محيطه كما ادت لدى الكثيرين من الناس الى قيام لديهم شعور الغربة عن المحيط وعن النفس المألوفة ومع ان مثل هذه النتائج هو امر متوقع لأي حالة من التغيير وان بالأمكان التغلب عليه واحتواء اثاره ، الا ان الظواهر تدلل على ان عمليات التغرب النفسي في المجتمعات المتقدمة والآخذة بالتطور هي اسرع وأعم وأعمق من عمليات التطبع والاحتواء التي يعيشها الانسان وقد كان من شأن ذلك ان يزيد من الارهاق في حياته وان يعرضه بشكل اوسع للوقوع في مختلف الاضطرابات النفسية والسلوكية ( لاسيما بالنسبة الى المهاجرين) .) واذا كان هناك من يجادل في ان حدة هذه الامراض وانتشارها هي في مجملها اقل مما مضى فأني اجد بان هذا الجدل أكيد يغفل الواقع بان معظم اضطراباتهم النفسية والسلوكية قد تسترت عن الظهور المباشر بوسائل متعددة منها اللجوء الى تبليد الاحاسيس بالادمان والتعود على الكحول والادوية والعقاقير ، ومنها الانصراف الى الاستهلاك بشتى انواعه وعدم الاستقرار في السكن او العمل وتخدير الفكر عن طريق الاستسلام للترفيه الثقافي بوسائل البث والاعلام المختلفة .. ولنا ان نرى لذلك بان واقع الانسان النفسي لابد ان يكون مرعبا لو حدث وتوقفت فجأة جميع هذه الوسائل التعويضية السائرة لمعاناته النفسية ، وقد لايحدث مثل ذلك في القريب العاجل ، غير ان الذي هو حادث الان هو ازدياد الحاجة الى جميع هذه الوسائل التي تعين الفرد على تحمل وضعه الحياتي ، وبتزايد هذه الحاجة فان الانسان سيسعى بالضرورة للتوصل الى وسائل اكثر فعالية لتجنيبه هذه المعاناة ، وقد يفعل ذلك باي ثمن حتى ولو جاء على حساب انسانيته ، وقد يكون في اتجاه العلم نحو اكتشاف آفاق جديدة من التقنية ما يسهل عليه اللجوء الى استعمال ما ليس في صالحة . وما يخرج عن سيطرته من اجل التخفيف عن معاناته (وهذا هو الامر الذي يجلب الخشية والحذر في اذهان الكثيرين من العلماء والمفكرين )
ان الانسان في الربع الاول من القرن الحادي والعشرين وبالرغم مما يتمتع به من علم ومعرفة واخلاقية لم يتمتع بها من قبل في تاريخه الطويل . فأنه يقف مع ذلك على (عتبة ) عالم جديد يجفل من عبوره ، فملامح هذا العالم الجديد غير واضحة وهي تعطيه الشعور بالغموض ، وتعطيه فوق ذلك شعورا بعدم الوثوق ، وهكذا فقد توجب علينا بالضرورة ان نتعايش مع مثل هذا العالم الجديد الغامض وغير الموثوق وقد نجد في هذا التأمل (مناقضة ) لما جاء به العالم دارون في كتابه { الانسان في المليون سنة القادمة } وفي عنوان الكتاب ما يدلل على وضوح الرؤيا عن مستقبل الانسان لمليون سنة قادمة وقد اورد دارون الرأي ان الانسان لاسيد له ولن يكون له مثل هذا السيد على الارض ، وقد لانجادل في هذا الرأي ، فقد لايكون للأنسان في المستقبل سيدا غير الانسان غير ان الخطر ان يكون عبدا لنفسه اكثر مما يكون سيد لها .وهذا هو ما يبدو لنا في ملامح المستقبل وقد يكون في ذلك مجرد تحذير اقتضته ضرورات البقاء للانسان ، وما ينذره ، ولو بدون تأمل واع ، على ضرورة التوصل الى معادلة افضل تضمن له الطمأنينة والانفراج النفسي في تعامله مع نفسه ومع محيطه في آن واحد . ومن الواضح ان الانسان في هذا العصر الذي نعيش فيه ، بما امتلأ به من عوامل ومتغيرات ، لايستطيع اقامة مثل هذه المعادلة بمفرده
وبانه سيكون اكثر عجزا عن اقامة ذلك في مستقبل اكثر وفرة وامتلاء بهذه العوامل والمتغيرات وهو لذلك مجبر الى ذلك عن طريق تخليه عن جزء كبير ، وربما هام ، من فرديته الذاتية ، وهذا يعني بالضرورة الاتجاه نحو الانضواء الجماعي لضمان قيام مثل هذا التعادل وقد لايكون في مثل هذا الاتجاه ما يمكن اعتباره تحولا جديدا في حياة الانسان ، فهو نمط الحياة منذ بداية الانسان ، وهنا اعبر عن قول مأثور (( بأن الذي يدفع الناس بعضهم الى بعض بعاطفة الحب ،ما هو الا خوفهم من الاذى )) ولنا لذلك ان نجد في مثل هذا الخوف ما يدفع بالناس بعضهم الى بعض في انضواء اجتماعي اكثر وثوقا في مستقبل ينذر باذى اعظم للانسان من اي وقت مضى ، وقد يحدث ذلك ، غير ان ما يخشى من المستقبل هو ان يفقد الانسان من فرديته اكثر بكثير مما يستقيم مع انسانيته ، وقد يؤول الى الحد الذي يخلو فيه من اي قابلية على الاندفاع بعاطفة الحب نحو الغير حتى تحت وطأة الخوف من الاذى ،وفي هذا الاحتمال يكمن في اعتقادي مستقبل الحياة النفسية للأنسان
عادل فرج القس يونان
20 حزيران 2015

11
كلمة رثاء ووفاء... من صديق  محب لصديقه وابن اخته



صباح" يا صباح يا من رسم اسمه على كل مصباح وعلقت صورته على كل عمود للكهرباء
من شمال العراق الى جنوبه ومن شرقه الى غربه أهكذا يكون جزاء الاخلاص للبلد والعباد
والله الكتابة عن رحيلك ليس صعب فقط بل هو اصعب من الصعب --!! اين لي العقل ليساعدني  ولكن كتبت لأن رثاؤك دين اي دين 
ها قد مرت الليالي والأيام والسنين عجالة فكبرنا وكبرنا ليس بعدد سنوات العمر التي عشناها بل بالمتاعب والمصاعب التي مرت على حياتنا ومن ثم تلتها الامراض و— هي التي كبرتنا وليس بعدد سنوات عمرنا التقليدية  -- !!  البارحة  كان  فراقك عنا أيها الصديق  الغالي الحبيب صباح --   سيبقى مكانك --!!   أخضرحبنا لك وفيك، والوفاء لذكراك يعمر قلبي ويحرك مشاعري، إن يوم الاثنين المشؤوم 8 حزيران 2015 ، لهو يوم حزين عليّ وعلى عائلتك وعلى أهل بيتك وأحبائك، في هذا اليوم كان رحيلك عنا أيها الأخ الطيب الوفي--  طيب الله ثراك ومثواك الجنة بين الملائكة والقديسين ، يا من كنت بطلا  تملأ السمع والبصر، وتملأ دنيانا بهجة وسرورا، وفي هذا اليوم أرى من واجبي الوفاء لك يافقيدنا الغالي وأن نعطيك بعض من  حقك، تكريما لمسيرتك التي قضيتها في هذه الحياة مجاهدا،قولا وفعلا من اجل عائلتك وابناء شعبك والوطن -  أخي الغالي  نعم ... لقد فارقت الحياة جسدا، وظلت روحك باقية فيّ  وفي أحبائك وفي كل زاوية من زوايا البيت، وفي كل مكان وطأته أقدامك  أخي العزيز...سنبقى ننهل من أنفاسك الطيبة، ونتذكر صوتك العذب الجميل حين يصدح و بذكر امنا العذراء وابنها الرب يسوع المسيح والملائكة والقديسين والتي ما فارقت شفتيك في  غالبيةأحاديثك الخاصة والعامة  لقد رحلت عنا، وبقيت ذكرياتك عالقة في أذهاننا وأرواحنا، وستبقى ذكرياتك بعبقها الإيماني حاضرة في حياتنا.أخي... لن أنسى روحك النبيلة، وأفعالك الطيبة، إذ كنت واصلا للرحم، دؤوبا على الصلاة والايمان ، إلى أن أقعدك المرض.والله لقد كنت مثال  الرجل المكافح في هذه الحياة وبقوة ايمانك تغلبت على كل المصاعب التي واجهتك واعاقة مسيرتك بسبب مرضك اللعين ، فقد نشأت في  بلدة القوش العزيزة  بارا وواحدا من أبناء العراق المخلصين، واصلت تحصيلك العلمي في مدارس القوش ، وبعد إنهاء دراستك الثانوية في القوش ، رحلت الى بغداد  و اكملت الجامعة التكنولوجية وتخرجت منها  ( مهندس  كهربائي ) و التحقت بالعمل في وزارة الكهرباء ، ثم بدأ عطاؤك  لكل من حولك، فقد عرفك الناس بحسن الصحبة والأخوة وحسن السيرة والسلوك، والتواضع، تنفتح لرؤيته النفوس، وترتاح له القلوب، ولا تنسى الناس  تضحياتك الجسيمة الجبارة في توفيرالكهرباء  في اخطر واصعب الضروف --   لك الذكر الطيب والمديح في اللقاءات بهذا الخصوص --   والاهم من هذا كله ان تضحياتك هي رصيد لك عند ربك العظيم ، إلا أن الموت المكتوب على جبين العباد لم يمهلك لكي تواصل عطاؤك  في دروب الخير وان تتهنى بزواج عزيزك الغالي وسام---  ومدللتك الغالية  هالة التي كان متوقع ان تكتمل فرحتها  قريبا جدا و ان تواصل مع زوجتك وبناتك الذين قل نظيرهم في الحب والتضحية لرمزهم وخيمة بيتهم لابل وايضا سلوة وراحة وافتخار لشقيقتك سعيدة التي كنت كل شىء في حياتها لها نطلب من الرب ان يعينها ويصبرها على مصابها الأليم هذا  وكنت مصدر عز وافتخار لأخوانك سعيد وصبري وسلام وعصام  وأخواتك صبرية ومنى ولعوائلهم وابنائهم جميعا ---- -- لكن --- لن يمهلك الموت الحقير اللعين--!!  ولذلك شعر الجميع بالخسارة العظمى لرجل عرف بينهم بالحكمة  بالطيبة والتسامح ودماثة الخلق--!!   ودعك الجار والصديق وبني البشر  . ودعتك الطيور وأغصان الشجر ودعك الطفل الصغير وأزيز المطر  من مثلك يا أخي وعزيزي  على مرضه صبر من مثلك في الهيبة أقتدر  كنت غفورا صبورا كنت كالأسد منذ الصغر   رحلت عنا والقلب من الحزن انشطر  رحلت باكرا ليتني كنت انا مت قبلكم  جميعا (أقصد قبل  والدي وأخوتي وانت ووالدتي واختي والآخرون  )  لافتديكم في القبر كثيرا تمنيت ذلك واعتقد انها امنية كل محب وعاقل لكي لايتعذب عند موت عزيز عليه    والله أنا منْ مات،   أنا من لقى الموت مرتين عند موت كل واحد منكم –الموت كأس مرّة لاتذوقه النفس منها مرتين  لكنني اذوقه -- !!! انت علمتني ترك الآسى وان  كل الزين منتهاه الموت 
 وفي الختام لايسعنا القول سوى ان للله في خلقه شؤون وان نتذرع الى الباري الله عزوجل ان يرحمك برحمته الواسعة وان يسكنك فسيح جناته ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان -
 وختاما... أتوجه بالشكر الجزيل لكل من واسانا في مصابنا الأليم هذا
 .
صديقك وخالك           
عادل فرج القس يونان
9 حزيران 2015




12
المنبر الحر / حكاية جدتي ج3
« في: 03:14 07/06/2015  »

حكاية جدتي ج3
الملوك (الرؤساء) والسياسيين  في  وقتنا الحضر
كما اسلفت سابقا في الجزء الاول من حكاية جدتي ان المرحومة جدتي كان بيتها التي تسكن فيه مجاور لبيتنا وكانت كل ليلة خميس على الجمعة تقص علينا قصة من قصصها الجميلة الكثيرة جدا ---!!! فكانت قصتها تلك  الليلة عن (الملوك أوالرؤساء)  والسياسيين 
 --- فأرادت ان تقارن بين الملوك والسياسيين  في السابق وبين الملوك والسياسيين  في وقتنا الحاضر  فقالت سابقا الملك لازم يكون أصيل واصلي خالص 100% يعني من  اب ملك ومن سلالة الملوك وليس مثل ملوك ورؤساء يومنا هذا --!!  -- واما اكثرية السياسيين الحاليين هدفهم الوحيد هو الركض الى المنصب والمادة من دون اية مبادى او قيم لابل سحقوا القيم والمبادىء وداسوا عليها وشوهوا صورها--! فقالت جدتي :-  الليلة اقص عليكم حكاية ملك ومن ثم تبين انه مو ملك أصلي شوفوا شطلع وليش ---؟؟   
يقال في احد الايام وملكنا جالس في القصر سمع صوت  رجل يصيح انا سياسي انا سياسي أحل المشاكل أحل المعضلات  بين الدول بين العشائر  بين الشخصيات  وبين الملوك --!!  فسمعه الملك فأمر حاشيته (جيبوه هل السايس هاذ جيبوه  ) فكاله ها ولك شكنت تكول اجاب الرجل جناب الملك  كنت اقول انا سياسي فقاطعه الملك لا انت سايس -- !!  جناب الملك انا سياسي ماني سايس  قاطعه اسكت انت سايس وأحنا عيناك  سايس ومن يوم غدا تسوس الفرس مالتي وامرالملك  الحاشية ان يحضروا له غرفة ويعطوه اكل وشرب (تمن ومرق ) فذهب المسكين الى الشخص الذي يسوس الفرس قبله  وسأله عن الفرس فجاوبه شورطك يمعود --  الملك يحب فرسه اكثر من روحة واذا تّطلع بيها اي عيب يعدمك رجع السياسي للملك وترجاه  مولاي اعفيني من هاي الشغلة قاطعه الملك اسكت ولا كلام والله اذا ما تنفذ الامر اعدمك ---!! ومن ثاني يوم بدأ يسوس بالفرس رايح جاي  ولحد عشرين يوم وفي الحادي والعشرين صبح شارد فأمر الملك ان يجيبوه جابوه امام الملك كاله ليش عفت الفرس بي شىء الفرس مالتي  جاوبه السايس  مولاي اعفيني يا معود كاله الملك لا لا احجي شفت شىء بالفرس  جاوبه السايس وكاله  تنطيني الأمان حتى احجي قال  الملك لك الامان احجي-- !!  الفرس  أصيل والفرس  خوش فرس لكن اي واحد يكلك راضع من امه الاصيلة  اسمع ولا تصدق – جّر سيفه الملك كاله شلون  تحجي على الفرس مالتي ذبوا بالسجن   واقطعوا عنه الاكل – ثم الملك طلب الوزير الذي اهداء الفرس وسأله شلون تنطيني فرس ما  راضعه من امها الاصلية- الوزير كاله مولاي سامحني اولا والله  بالولادة ماتت امها زين  وعلى منو عطفتها جاوبه الوزير  عطفناها على الهايشة فالفرس رضعت من الهايشة  قال الملك خوش يعني هذا السايس صادق قال جيبوه قال ولك يبين انت مو سهل ابدا  (تركاعة سودة)  بس كلي شلون عرفت الفرس ما راضع من امها وهي بالولادة ماتت امها فجاوب السايس الفرس الاصيل تأكل بالمعلف ورأسها مرفوع لفوق  او نخليلها عليقة برقبتها تأكل وترفع رأسها لكن الفرس مالتك تأكل منزلة رأسها  تمشي وتزوبل بالكاع مثل الهوايش --!! كاله الملك احسنت اعطوه دجاج ويه التمن والمرق --  هسه اريدك تروح يم مرتي وتسوسها يم الملكة كاله يمعود عوفني بليتني بلوة كاله الملك اسكت ولا كلام اذا ما تنفذ والله اعدمك  ودز واحد للملكة وقالها راح يجيج واحد يخدمج وتطلبين كل حاجياتج حتى يحضرها  الج --- ذهب السايس  للملكة بقى عشرة ايام وصبح شارد --  الفرس عشرين يوم وشرد  ويم الملكة عشرة ايام وشرد امر الملك ان يجيبوه فعلا جابوه كاله الملك ها شفت شىء على زوجتي كاله انطيني الامان كاله لك الامان --- مرتك  تربية ملوك شرف ملوك اخلاق ملوك كرم ملوك كلها ملوك  ولكن كلمن يكلك هذه بنت ملك اسمع ولاتصدق --!!  جر سيفه الملك كاله ولك شلون تحجي على مرتي الملكة ذبوا بالسجن واقطعوا عنه الاكل – والملك راح على اهل زوجته وابوها ملك في ديرة قريبة عليهم قالهم والله اذا ما تحجولي الصدق أسوي مذابح -- كالولة يمعود مرتك هي بنتنا كالهم ماكو احجوا الصدق ايضا طلبوا منه الامان ليحجوا الصدق فأعطاهم الامان وكالولة كانت عندنا بنت عمرها سنتين وانت كان عمرك ايضا سنتين على اساس هي الك لكن ماتت  وابوك ظالم قاسي كان اكو في منطقة قريبة منا غجر او كاولية شغلتهم دك ورقص ابوك الملك امر بشيلتهم وحرق بيوتهم فطلعت بنفسي حتى  أشوف الامر تنفذ صحيح لو لاء فشفت هذه الطفلة متروكه يم وتد او عمود   فأخذتها وربيناه وزوجناها الك --!! قاله خوش اذن حجاية صاحبنا صحيحة رجع الملك وامر ان يجيبولة السايس كالة كتلك انت بلوة زين كلي شلون عرفت وهي من سنتين يم الملك والملكة تتربى جاوبة السايس مولاي كتلك تربية ملوك شرف ---الخ  --  لكن من تحجي مرتك عينها بيها غمزة  نعم غمزة او  لصفة اي تتغامز عينها من تحجي وهذه عادة الغجر كالة الملك احسنت يوميا اذبحولة طلي الصبح وطلي الظهر وطلي  بالليل وانطو تمن ومرك والاكل الزين وكاله الملك وتبقى من باجر يمي هنا تسوسني انا كاله السايس اسوسك مولاي صبح الصبح والسايس شارد جابو يم الملك كاله ها ولك لازم انا مكشوف الك كاله السايس عمي ياهو كالك انت ابن ملك روح دور على اصلك جر سيفه الملك--- !!!  ولك شلون دكلي ها الحجي ذبوا بالسجن وقطعوا عنه الاكل --  والملك راح الى امه الملكة الكبيرة وحصرها وكالها والله اذا ما تحجيلي الحقيقة والله اقتلج قالتله الملكة ابني ابوك كان ظالم ما يخلف نص بنات الديرة  كتلهم --  البنت  تبقى يمه تسعة شهور وما تخلف يقتلها فوصلي السره زين برأيك شسوي كان اكو طباخ بالقصر --- هو انت ابن الطباخ كالها خوش ورجع كالهم جيبوا السايس كاله هسة شلون عرفت كاله مولاي احنه من نسوي شغله للملك ينطينه ذهب فلوس وهداية انت ماكو اذا  تفرح تنطي تمن ومرق واذا تزعل تقطعها-- !!  لان اليرافق الطباخ شيحصل غير التمن والمرق والربط والحكمة متروكة للقارىء العزيز  ورأيه –
عادل فرج القس يونان
حزيران  2015         

13
ألم الغربة ومحبة الوطن 
الجزء الاول
لماذا قسوّتك يا زمن كلما ابتسمتُ  تركت غصة الم في قلبي لماذا --- !! بالامس ودعتُ ابتسامتي ونزلت دمعتي على فقد من رسم الابتسامة على شفاهي نعم بالامس اظلمت  دنياي ودفنت  فرحي وعَزيتَ قلبي بفقدان  وغًربتَ شمس افراحي ورحبت بالظلام  نعم رحبت بالظلام طائعا  - حزينة حروفي بائسة كلماتي (وطني واهلي وناسي )  استرق همساتي لأمحو آهاتي ولكن هل تنجدني السطور وهل ينقلب المأمور كثيرة هي الدموع والامل ماضي بلا رجعة --!!
  في داخل كل انسان وطن خاص به وفي وطني كل المدن تصرخ وتستغيث يابلد الاحزان والمدامع  يا عراق يا بلد الاشلاء والدماء يا بلد لا لغة فيه سوى صوت المفخخات وقطع الاعناق ودفن الاحياء كنت بلد الحضارات والنخيل والاهوار والجبال وكانت تضرب بك الامثال هل تورق فيك  الامال يا عراق وينتهي الشجن وتذهب الاحزان -؟؟
 (ان ما جرى لبلدي العزيز العراق العظيم شىء غير مقبول لابل وغير معقول ولم يذكر تاريخه الطويل هكذا محنة اومصيبة رغم معرفتنا الاكيدة ان الذي حدث ليس محض صدفة او ما شابه ذلك وانما مخطط محكم مبرمج ومدروس  وباستراتيجية طويلة المدى لتحقيق هدف او  اهداف لم يعرفها سوى المخططين لذلك وما جرى لبلدي من قتل وذبح وتهجير و حتى التفاصيل الدقيقة هي معروفة للعالم اجمع  بحكم العولمة التي جعلت العالم قرية صغيرة  ومهما تكن هذه الغمة التي اصابتنا لابد ان تنتهي وتزول لانه لاشىء ابدا يبقى على حاله سوى وجه الله العزيز الكريم ---- نعم اصابت الجميع ولو بدرجات متفاوته -
 (في مسقط راسي القوش العزيزة أهلي  كان لهم مثل لمثل هذه الحالات اي الضرر الذي يصيب الجميع وهو مثل الحالوب عندما يسقط على الزرع(المورد الوحيد لأهلنا )  في بداية نموه فقسم منه يموت وينهي واخر يصاب بتلف وسط واخريصيبه تلف بسيط --!!
وبالتاكيد ستظهرفي هذه المحنة او الكارثة  اشخاص ومواقف عظيمة ستبقى خالدة ويذكرها التاريخ للاجيال باعتزاز وافتخار  وايضا تظهر اخرى مخزية وملعونة ومدمرة سيحتقرها التاريخ والاجيال ويلعونها على الدوام --  نعم ان الذين فعلوا ببلدنا كل هذا الدمار  هم فئة مجرمة وضالة  نعم انهم فئة ضالة مستهترة يصرخون ضد الفكر والمفكرين ولكن شعبنا يستمر يقرأ لهم – يصرخون ضد العلم الحديث وسيتعلم ابناء شعبنا ويجدون  سيصرخون ضد الموسيقى وضد التمثيل وسيطرب الشعب وسيحرص على مشاهدة المسرحيات --- سيصرخون ويصرخون وسيملأون الدنيا صراخا وسترتفع اصوات مكبرات صوتهم وستنفجر قنابلهم وتتفرقع رصاصاتهم وبالتأكيد سيكونون في النهاية ضحايا كل ما يفعلون وسوف يدفعون الثمن غاليا حين يحتقرهم الجميع ويرفضهم الجميع ويطاردهم الجميع  --- -   
حقا انه  زمان عجيب وغريب جدا  ظلام وضياء وصراع مرير ليس من اجل البقاء بل من اجل المال نعم من أجل المال  ولكن يا اسفاه ---  تسقط انت يا وطني العراق الحبيب  صريعا في بحور الدماء صراع نحيب عويل بكاء --!!  قتلوا الجميع دون استثناء وعهد المغول عاد وبأشع صوره عاد بقتل الابرياء وتهجير الاصلاء بعد سلبهم ونهبهم وتجريدهم من كل مقتنياتهم وحتى من مستمسكاتهم التي تثبت ممتلكاتهم وشخصيتهم  واحداث اخرى ترّجع البلاد الى الوراء بعيدا عن ركب الانسانية والحضارة ---!!!
نعم منذ ظهور الانسان على مسرح التاريخ طبق قانون الحياة ((حكم القوي على الضعيف و يملك نفسه  وهواه – وايضا اعتمدت شريعة الانسان في التعامل (العنف وايذاء الضعيف ومنها وجد الفقر  ))  وسيبقى هذا الحال ويستمر الى ان يأذن الله عزوجل بنهاية العالم ----  وكذلك  كان وسيبقى الفقير الى نهاية العالم (يمشي الفقير وكل شىء ضده والناس تغلق ابوابها بوجهه وتراه مبغوضا وهو ليس بمذنب ويرى العداوة  لكنه  لايرى اسبابها واستطيع ان اقول ايضا حتى الكلاب اذا رأت الغني - القوي  او صاحب ثروة تخضع له وتحرك اذنابها واما اذا رأت تلك  الكلاب يوما فقيرا عابرا نبحت عليه وكشرت انيابها له –
 ولكن رغم كل هذا وذاك  يبقى الانسان عندما يرتفع  يعرفه اصدقاؤه و عندما يسقط يعرف من هم اصدقاؤه ويظل الانسان في هذه الحياة الزائلة الفانية اشبه بقلم الرصاص اذا صح التعبير تبريه العثرات والمشاكل والنكبات – ليكتب بخط اجمل وهكذا حتى يفنى او ينتهي القلم عليه يجب ان لايندم الطيب على طيبته يوما وان لايصدق العبارة المتداولة بكثرة في يومنا هذا او في هذا الزمان (انه لاحياة للطيب بين سطور الناس وانه ساذج ومغفل  ) و بالمناسبة لكي لايفوتني أقول :-  ان الساذج والمغفل هو من رسم في حياته ان لا يعيش بشخصيته الحقيقية بل بشخصية اخرى غيرها ويعيش على الامل وعطف الاخرين لان الامل بالحياة شعرة قابلة للقطع فأن اصاب صداع خفيف احدهم من الذين تأمل منهم ---  ثق انهم ينسون موتاك وموتاي --- !!!
 متى ينتهي هذا  الوباء  يا عراق  -!!  نعم ياعراق متى ينتهي ؟ ام تبقى في انينك وتنتهي هل تبقى في انينك وتنتهي بالانكسار والضياع يا بلد الامجاد --! كلا والف كلا نقولها وباستمرار كلا كنت بلد الضياء  وستبقى يا بلد  بلد الحضارات لان الضوء يبقى ضوءا وان لم يستطع العميان رؤيته وادراكه
وسوف تلتقطك رحمة ربي يا عراق قبل ان تقع--!!   تلك هي ثقتنا بربنا  ولو رمتك الاقدار اذن نعيد ونقول كلا يابلد الحضارات فهاهم ابناؤك الاصلاء منهم  رجالا ونساء واطفالا وشيوخ يرفعون اصواتهم عاليا  امام الظلم والطغيان والاستبداد في سبيل بناء العراق على اسس ديمقراطية يسود فيها القانون والعدل والحرية والمساواة
عادل فرج القس يونان
11أيلول 2014

14
رثاء الى امي العزيزة غزالة اوراها قلو

نعم كنت امي من غير الرضاعة لانك دخلت بيتنا في 14تموز 1958 وعمري انذاك اقل من ثمان سنوات وعشنا معا طوال 56 سنة بحلاوتها ومرارتها فكنت لي نعم الام ----!!!  يا اماه كنت بانتظار ان اسمع صوتك رغم بعد المسافات لقلقي الشديد عليك بعد سماع خبررقودك في مستشفى دهوك ولكن للأسف الشديد في يوم الثلاثاء 4 أذار 2014 كان رحيلك المؤلم ((وهي الذكرى السابعة والاربعين لرحيل والدي فرج القس يونان 15 أذار 1967 وايضا الذكرى الرابعة عشر لرحيل والدتي شكري بحو شبلا 8 أذار 2000 ))  ومنذ رحيل زوجك شقيقي الغالي في 23 شباط 1985 وهو في الخمسين من عمره وانت تتحملين هموم تربية اولادك وبناتك (حربي –ثابت – وعامر --- وثائرة ورنا ) وقد اعتنقت مبادىء الصبر والاخلاص لهم وعشت قريبة من قلوب الاهل والمعارف والاصدقاء واهل المحلة ---  تبتسمين لمن يزورك رغم ثقل همومك والآم مرضك ويوم سفري الى الخارج في21   شباط 2011 وانا اودعك صرخت باكية بشدة قائلة (بعد ما اشوفكم كنتم اولادي وقد تعبت معكم كثيرا ) فكانت دموعي هي الجواب ولو اردت الكتابة عنك فلن اصل الى النهاية  يا أماه ---!!!!
وعندما تأكد لي رحيلك اتصلت هاتفيا  باولادك وبناتك (اولاد وبنات اخي ) واول ما قلته لكل منهم (هل اعزي نفسي ام اعزيكم يا اعزاء  ) لقد بذلوا لك كل شىء من اجلك لاسيما  في ايامك الاخيرة ولكن ارادة الله الباري عزوجل هي الاقوى والاصح لقد بكوا عليك كثيرا  رغم بعد المسافات  وانا حاسس ببكاء حربي وثابت وعامر وبكاء وانين ثائرة ورنا وحسرة ميلاد ومارفن والاخرين من احفادك --- يااماه هذا حال الدنيا نرى الموت يوميا ولكن لا زلنا نعد الموت غريبا لاغرابة في الموت لكن الغريب هو موت الشخص الغريب حيث كنت غريبة بطيبتك وتضحيتك – وايضا يا اماه لو رد البكاء والانين الراحلين لأذبت نفسي في البكاء والانين
سيبقى رحيلك جرحا عميقا والم شديدا في نفوسنا جميعا وخصوصا في نفوس حربي وثابت وعامر ورفيقتك ثائرة ومدللتك رنا  وانا متأكد ان اهل المحلة وحتى حجارة البيت سيبكون عليك ايضا ويذكروك على الدوام  ---  نامي قريرة العين وسنكون على ذكراك طوال الدهر يارمز التضحية والعطاء  ياأمي الغالية غزالة
 سي كيبا دبابي ويمي وخاثي عززته حليمة --- واميه اخنواثي سفر وبهجت وادور
بخزيته بسبارخ  بجلّي خواري خملاخه    -----    مسبب  دوويا ناشه صبيه وملي طاواثا
أتذرع الى الله القدير ان يرحمك برحمته الواسعة ويسكنك فسيح جناته ويمنحك الراحة الابدية
 
    أبنك من غير الرضاعة
 عادل فرج القس يونان 
15 أذار 2014   



                                                                                                 

                 

15
المنبر الحر / يا عراق
« في: 15:33 01/01/2014  »
يا عراق
عام يذهب واخر ياتي وحالك يزداد سوءا       

اضعت عمري ابحث عنك في طرقات الحياة ودهاليزها المظلمة ياعراق يا وطني العزيز -!! ولكن حين وجدتك اضعت نفسي 
عام يذهب واخر ياتي يا عراق وكل شىء فيك يزداد سوءا--!!  فيك  يكّفر الكاتب وتحرق الكتب ويفرض الصمت على الافواه والحجر على الافكار وفيك قطعت وتقطع الرؤوس وبدلا من الدفاع عن الناس ليعرفوا الله يذبحون الناس باسم الله وتنهب اموال الشعب وتسيل الدماء ويهّجر الاصلاء  -  و يقتلوا - لماذا --؟؟؟
لست   ادري ---!!

نعم ياوطني الجريح ياعراق وحالك  يزداد من سوء الى أسوء ليس سهلا ان أتحدث عنك بل مؤلم جدا انت جريح يا عراق ورغم جراحك وانا اردت  واصريت ان اصفك ولكن لست ادري --!! من اين ابدأ وعلى ماذا اركز وعن ماذا  اتحدث ؟؟ لست ادري --  فيك الكثيرون جدا ممن افسدت نفوسهم -  فيك رجال الدين  تعمل  ما يخالف مهمة الاديان السامية (التقريب بين الناس ) حيث تعمل العكس فرقت وتفرق بين الناس  فيك من يدافع عن الله بقتل الانسان بدلا من الدفاع عن الناس كي يتمكن من التعرف الى الله   فيك الدمار والاشلاء فيك المرحلين واالاجئين --!!  وشعبك معظمه اتفقوا على  ان لايتفقوا على حمايتك وبناؤك  والاخذ بك الى بر الامان لازالة هذه الغمة  عنك --  وفيك وفيك  وفيك -- !!! عراق الذي تبعثرت اولاده اين سأقف وعن من سأدافع ؟ هل  مع الدكتاتور ام مع الذين اياديهم ملطغة بالدماء ؟ لست ادري ياعراق - !  نقف مشكوكين لمن يحب العراق -!  اكتوينا بنارك ياعراق ونحن شعب اصيل  ومنذ امد بعيد - ! وهنا اريد ان اقول:-  ان الله حباني بحدس  ان الموت واقع لامحال لان معطيات الواقع كانت تدل على ذلك  فهجرتك والا لفضلت ان اكون الاخير في بلدي العراق وفي بلدتي العزيزة  القوش --- !! لاشىء جبرني على قبول مرارة الغربة الا وطن اشد مرارة  (السمكة لاترى الماء الذي تسبح فيه  --- مثل فرنسي ) ما حدث فيك ويحدث  كارثة انسانية بكل المقاييس والابعاد  حرب قذرة حرقت كل شىء حرقت  الشجر والبشر والحجر من الصعب ان لم يكن مستحيلا ان نصف الصورة فيك يا عراق لانني  لست  اقرأ محفوظة او جدول الضرب  الكذب الذي فيه جزء من  الصدق هو اصعب انواع الكذب - كذبة امتلكت جزء من الحق حيث نجد  كل طرف يمتلك جزء من الحقيقة نعم ان حقوق الشعب ضد الطغيان هو حق مقدس لاجدال عليه ولكن  اي ثورة حافظت على مصداقيتها اعتمدت على دعائم ثلاثة  صدق او لاتصدق :-
1-   مفكر يحضر لها  – 2- متطرف يشعل نارها – 3- سياسي يحصد ثمارها     
اما عندك اليوم يا عراق– المتطرف حظرّ لها واشعل نارها ويحاول قطف ثمارها --!! لافرق بينه  وبين الدكتاتور الذي  قص اصابع المستنيرين فكريا والمفكرين المتبصرين طارد المفكرين قضى على الكتاب  وسمح للأرهاب في محاولة جادة لغض النظر عن الكرسي وحطموا العراق --  واتحدى اسرائيل ان تفعل بنا مثلما فعلناه نحن ببلدنا وبانفسنا  نعم انهم  لايفهمون معنى الوطن --!! الوطن هو :- لقمة نظيفة – سقف آمن  -- كرامة محفوظة –  انه ثالوث مقدس –!!  والله  ان في صدري يا عراق اسرار عجاب نزل الستر عليها - ياليتني كنت شيئا لأجد لهذا اللغز حلا  --!!  متى يطيب جرحك يا عراق وترحل عنك الاغراب  ؟؟ ومتى ينكشف السر فندري -؟؟
لست ادري -؟؟
نعم  اننا ارغمنا على الهجرة من دون خيار  أنها الهجرة التي جعلتنا نبكي بلدنا وبيوتنا  وكما  سيبكون هم علينا أيضاً. ولو سؤلت عن رائي في الهجرة ما كان لي ولن يكون لي سوى جواب واحد فقط لا غير---
"أن الهجرة اخو الموت" ولكنها افضل قليلا جدا من الموت - ومهما يكون الاتصال ابداً لايعوض عن اللقاء والعيش معاً- (نعم ان حرية الفرد لاتكمن في ان يفعل الفرد ما يريد بل تكمن في ان لايفعل مالا يريد ) لكننا اجبرنا على فعل ما لا نريده- !ليس لكوننا محرومين من الحرية فقط  بل مجبرين على فعل ما لانريده ايضا
"لو سال دمعي بحار الارض لاغرقها   هجرتنا عن بلدي و أهلي واصدقائي فتفت أحشائي ومزقتها "
"لو قربوا النار من قلبي لاحرقهــــــا   هل سمعتم بقلبٍ يحرق النار يا عراق و يا شعبه العزيز العظيم   
كما لم نجد احد من أخواننا وأبنائنا لم يشتكي من الهجرة وهم في بلاد المهجر لكن طالما لن يكون هناك بديل (كانت الهجرة اهون الأمريين )او كما يقال ان بعض الشر اهون اي بمعنى اخف رغم كونه شرا و لكن دون ان ننسى  موقف الدول التي فتحت ذراعيها ووافقت على ايواؤنا ومساعدتنا في شتى بقاع المعمورة  رغم ان مهاجرينا تجدونهم في المهجر يبذلون جهودا كبيرة وغير منطقية لأسعاد الاخرين  ليس لانهم فقط  مخلصون واوفياء فحسب بل لانهم حزنى ايضا والحزين دائما يحاول اسعاد الاخرين رغم احزانه --!
 نسمع الكثير من الدعوات للمغتربين للعودة الى العراق نعم نداء عظيم صادق ومن باب الحرص والمسؤولية ولكن بالمقابل ماهو الضمان لكي لايقتلوا العائدون الى الوطن تلبية لتلك النداءات  والدعوات -!
كما نسمع من البعض احيانا يقولون اننا قبل التغيير في 2003  اي في عهد الدكتاتور كنا افضل وعشنا حياة كريمة لا اكو مفخخات ولا قطع الرؤوس – يعني البارحة احسن من اليوم ليست هذه الحقيقة ابدا بل لان اليوم هو اسوأ من البارحة  نعم هذا صحيح وهذا لايعني  كانت لنا حياة كريمة ابدا  ولكن سؤالي اما كانوا يرزلون العقيدة ومن فوق المنابر وعلى العلن -! لعن الله النصارى الكفرة  - اما قطعوا رؤوس الكثير من اجدادنا واباؤنا نعم كل هذا كان البارحة موجود واكثر لكن لماذا يقولون كانت لنا حياة كريمة  ؟؟ لان الدكتاتور لم يقطع روؤسهم لن نلومهم الذين يقولون كانت لنا حياة كريمة  ايضا لانهم  لايعرفون معنى الوطن ايضا  وان الجدد  الذي استولوا على العراق لم يفعلوا الا اسوأ مما فعله الدكتاتور --- !!! والذي شجع على ذلك بل السبب الرئيسي  في ذلك كله هو الشعب نفسه نعم نحن الشعب  لان الحاكم هو افراز جمعي (عقل جمعي ) واليوم  الغلبة لمن للأقوى ( مثلا لو عندنا 1000 شخص داخل قاعة ومن ضمن هؤلاء 100 مسلحون فالمسلحون هم الاقوى ولهم الغلبة ) وهذا ما سيحصل في انتخابات 2014 ايضا
ياعراق يا عظيم لن ينقذك وشعبك بعد وصولك الى طريق مسدود  حسب تصوري ورؤيتي -- سوى قائد يتميز بثلاث صفات
قبضة قوية – يمتلك روحانية غاندي – وبصيرة تشرشل ينقذك ويعيد عافيتك  ---
وهذ الحال ليس بجديد عليك وتاريخك الطويل  خير  شاهد على ذلك رغم اختلاف الدرجات وحسب ظروف ومعطيات كل مرحلة من تلك المراحل السيئة -!!
متى يطيب جرحك يا عراق وترحل عنك الاغراب  وتشعر بالعافية -؟؟؟ ومتى ينكشف السر فندري لست ادري نعم لست ادري --!!!
كنت عظيم يا عراق  وستبقى  شامخا مهما اشتد الصعاب لأنك العراق وكفى  -

عادل فرج القس يونان

         





            


16
المسيح صنع المعجزات فى حقل العلاج النفسي
الجزء الاول

ان العلاج النفسى بوسائله المختلة قديم التطبيق فى علاج الامراض النفسية ولعله كان الوسيلة الوحيده فى علاج معظم الامراض (جسمية *نفسية *عقلية )منذ ان عرف الانسان المرض وسعى جاهدا الى الخلاص منه ومن دراستنا لعادات وطبائع الاجناس والقبائل البدائية التى مازالت أصنافها تعيش فى بقاع عديدة من العالم نستدل ان الانسان القديم قد مارس وسائل العلاج النفسى فى علاج الامراض بشكل عام الجسمية منها والنفسية والواقع ان الانسان القديم كالانسان البدائى (المعاصر ) لم يفرق بين اسباب الامراض الجسمية منها وغير الجسمية كما لم يفرق ايضا فى اساليب علاجها فقد رد الانسان القديم الامراض عامة الى اسباب خارقة *غامضة وعزاها الى قوى قادرة على التسلط عليه والحكم فى أمره والحاق الاذى فيه وكان لابد من اللجوء الى استعطاف القوى المتسلطة عليه بكل وسيلة ممكنة لدفع هذا الاذى او استشارة قوة اخرى اعظم منها وهذا المفهوم القديم للمرض (قرراتجاه العلاج وأسلوبه ) وخصائص القائمين بتطبيقه ----- فكان من الطبيعى ان ينتج هذا المفهوم وجود (الطبيب الساحر) ويمكن النظر اليه فى بعض صفاته بأنه (الطبيب النفسانى الاول فى تاريخ الطب النفسى) ومما لاشك فيه ان الطقوس السحرية التى كان يقوم بها الطبيب الساحر وامثاله فى الوقت الحاضر قد ادت فى كثير من الحالات الى نتائج ايجابية فى شفاء المريض ( وهذا ليس شىء غريب اذكره لابل الجميع يعرف ذلك ولازال هذا الاسلوب يمارس الى يومنا هذا رغم تطور الطب ) عن طريق التأثير النفسى لاسلوب العلاج ومن الواضح ان اسلوب العلاج لم يكن مبنيا على تفهم الاسباب النفسية فى المرضى ولا على استجابة هذه الاسباب للعلاج المناسب لها والواقع ايضا ان المريض نفسه لم يكن هدفا للعلاج وانما الهدف هو (الروح ) التى تملكت جسم المريض وعلى ذلك كان المريض نفسه لم يكن طرفا فى اسلوب العلاج وانما مجرد (موطن ) وكثير من وسائل العلاج تطورت من الطبيب الساحر من الطقوس ومراسيم وقرارات وتعزيم وحروز وتمائم ونذور وغيرها ) من الاساليب التى تهدف بالواقع الى التأثير على الحالة المرضية بفعل تأثيرها على (الروح ) التى يفترض المعالجون وجودها كما افترض الطبيب الساحر والانسان القديم وجودها فى كيان المريض وسواء اتفقنا اولم نتفق مع هذه الاساليب العلاجية مما لاشك فيه انها افادت فى علاج وشفاء بعض المرضى فى الماضى كما فى الحاضر-- وقد نجمت هذه الفائدة عن التأثير الايحائى لاسلوب العلاج (والايحاء هو احد الوسائل الهامة التى تسبب بعض الامراض النفسية وفى علاجها وخاصة فى مرض الهستيريا ) كما ان من  اوائل المعارف التى مارسها الانسان (الدين والسحر والطب ) وقد ترابطت هذه المعارف فيما بينها حيث مارس كهنة المعابد الوثنية والسحرة الطب البدائى بأساليب متعددة ويغلب عليها السحر والشعوذة وفى الحضارات القديمة اتخذ الانسان آلهة متخصصة بالطب والشفاء فكان لدى البابليين آله الطب (آيا ) و آله الحكمة والشفاء (أنتازو) ولدى اليونان كان اكبر  آله الطب (آبولو ) الى ان جاء الحكيم العظيم (ابو قراط ) المتوفى سنة 375 ق- م اشهر رجل فى تاريخ الطب منذ بداية الخليقة والذى نادى بعزل الطب عن السحر والدين ووضع اسسا وقواعد لممارسة الطب بالمعقول والملموس لا بما هو خيا ل ومدسوس--!!  وبالمناسبة وهو ايضا صاحب القسم المشهور(ابو قراط) الذى يردده الاطباء بعد تخرجهم وقبل ممارستهم لمهنة الطب.
وفى ملىء الزمان جاء المسيح له كل المجد وصنع المعجزات الكثيرة ومنها فى حقل العلاج النفسى واعطى الحياة المسيحية رونقا وطعما خاصا ومميزا ظهرت فيه صفات الانسانية الحقة والرحمة ولم يعد الطب سحرا وشعوذة ومصدرا للربح الحرام كما كان سابقا واعطى للعلاج النفسى صفة وميزة ايمانية اى ربط بين الايمان والشفاء اى بمعنى تحول العلاج النفسى الى عمل ايمانى تتجلى فيه قدرة الخالق العظيمة حيث قال:- لقائد المائة جندى فى كفر ناحوم عندما جاءه يطلب الشفاء لغلامه المفلوج المعذب ---- اذهب وكما آمنت ليكن لك فبرأغلامه فى تلك الساعة وقال:- للمرأة نازفة الدم قرب بحيرة طبرية ثقى ياابنة ايمانك قد شفاك فشفيت المرأة فى الحال وايضا قال:- للمرأة الكنعانية فى تخوم صور وصيدا يا امرأة عظيم ايمانك ليكن لك ما تريدين فشفيت ابنتها وللأعمى قرب اريحة اذهب ايمانك قد شفاك فبصر فى الحال وهكذا تحول العلاج النفسى الى عمل ايمانى (اذا مرضت يا ابنى فلا تتهاون بل صّلى الى الرب فهو يشفيك) لان غاية الرب هى توفير الحياة السعيدة الصحية لبنى البشر وبها  تعم العافية وجه الارض
عادل فرج القس يونان


17
 
حول تشكيل المجلس الاستشاري

تأسيسا لما نشره الاخ فؤاد بوداغ بعنوان تشكيل المجلس الاستشاري بودي ان اشير الى  بعض الملاحظات التي اجدها ضرورية والتي تعبر عن وجهة نظرنا الخاصة  معبرا فيها عن محبتنا واخلاصنا ودعمنا وتأيدنا  لكل الجهود الخيرة المثمرة والبناءة لخدمة ابناؤنا ومجتمعنا العزيز وتخلد ذكرى الاباء والاجداد وتضيف لتضحياتهم السخية من اجلنا ومن اجل مجتمعنا
نعم كنت احد المدعوون والمشاركون ضمن هذا الجمع الخيرللتباحث بأمور حول تشكيل مجلس استشاري يختص بالشؤون الاجتماعية للجالية في كاليفورنيا وهو امر مهم جدا جدا ويجب علينا دعمه ومساندته كل حسب امكانياته وقدراته وقبل كل هذا وذاك انا شخصيا مع كل  جهد خيرونزيه هادف سليم وغير مشوب يصوب تجاه خدمة الاخرين وانا ممتن لاصحاب تلك الافكار ومخططيها ومنفذيها كما اوضحت ذلك في مداخلتي أمام  هذا الجمع الخير الذي بادر بدعوته  مشكورين الاخوة الاعزاء فؤاد بوداغ وبدري قانيجو لاسيما ان لهم باع طويل في خدمة المجتمع في المجالات الثقافية والفنية والاجتماعية  لابل مبادرتهم ادخلت الفرحة والمسرة في قلبنا طالما فيها خير لابناؤنا واخواننا  لاسيما هنا في المهجر بلد الشتات والضياع كما ان حضور الاب الجليل سعيد بلو اعطى زخما واهمية لهذا الجمع الخير وقد تحدث مشكورا بامور عديدة لكن كانت باعتقادي بعيدة عن هدف وغاية التجمع وقد سبقه في الحديث الاخ فؤاد بوداغ مشكورا  بشكل مختصر وقصير وايضا دون تشخيص دقيق وتحديد واضح عن هدفنا من التجمع اي بمعنى ان الغرض الاساسي من هذا التجمع الخير اشابه نوع من الغموض وقلة الوضوح عدى ( ان هذا المجلس لايتعارض مع عمل جمعية مار ميخا بل يقلل من كاهلها) مما ادى الى تساؤلات واستفسارات عديدة من قبل الحضور قدمت بعد فتح باب المناقشات واستفسارات عديدة من قبل الحضور وبالفعل كنت اول المتحدثين معبرا عن وجهة نظري الخاصة والمتواضعة و طالبا من القائمين على ادارة هذا التجمع بعد شكري وتقديري لأشخاصهم ولجهودهم الكريمة ان يبينوا لنا من هو صاحب الفكرة والمخطط وكيف تنفذ اعمال المجلس وكيف يتم دعمه ومساندته ليؤدي مهامة بنجاح ويحقق ولو جزءا معقولا من اهدافه المنشودة لاسيما اذا كان بشكل مستقل عن جمعية مار ميخا مما يستوجب ايجاد مأوى له  وطلبت ايضا ضرورة اجراء مفاضلة دراسة  او كما نسميها بالاقتصاد (الجدوى الاقتصادية ) الواجبة التقديم لكل مشروع قبل المباشرة فيه للوقوف على الايجابيات وكذلك السلبيات ومن ثم اجراء مقارنه  بينهما واختيار الاصح والانجح او الايجابي والخروج بنتائج صحيحة سليمة  واقرارها بغية تنفيذها -- كما تحدث اخرون مشكورين كل الاخوة الاعزاء نسيم حيدو – عامر ابونا – جلال عوديش بدي – ثائر حيدو – وسمير خوشو – والاستاذ ميخائيل توماس وكانت مداخلاتهم واستفساراتهم طلب توضيح الغموض الذي اشاب الهدف من تشكيل المجلس المنوه عنه مقدمين بدائل ومقترحات محترمة وجديرة بالاهتمام بها  وفعلا كانوا القائمين على ادارة هذا التجمع وفي مقدمتهم الاخ العزيز فؤاد بوداغ محترمين  وجهات نظر واراء المتحديثين واخيرا تم الاتفاق على عقد اجتماع مع جمعية مار ميخا لدراسة المقترح او الفكرة ودراستها والخروج بنتائج ايجابية مفيدة لأبناؤنا واخواننا هنا ---
بارك الله في كل الجهود البناؤة الخيرة  والطموحة الهادفة والتي تصوب لخدمة ابناؤنا ومجتمعنا ويكلل بالموفقية والنجاح  كل الخدمات الصادقة الوفية السليمة

عادل فرج القس يونان
19 كانون الاول 2013






18
الى الاستاذ اياد جورج فرج القس يونان المحترم
تحية حب وتقدير احترام
من يقرأ ردك العظيم (بما تضمنه من معاني عميقة هادفة وصائبة جدا رغم اختصاره )  على السيد نزار ملاخا الذي اعتدى كثيرا عليك شخصيا وعلى الكثيرين ايضا  من دون وجه حق وبدون اي  سبب ---!!!  يؤكد بثقة عالية ومن دون تردد انك فعلا نموذج يحتذى به فخرا لنا جميعا  ومحل اعتزازنا واحترامنا وتقديرنا لشخصك العزيز ولمربينا ومربيك عالي الشأن جورج فرج القس يونان الغني عن التعريف --  وايضا انا قررت ان يكون مقالي هذا ايضا قصير جدا جدا لكن شىء واحد اريد ان اقوله بهذا الخصوص ان من امثال الجاهلية مثل يقول فيه ((اعط القوس باريه))  فعلا انت تستحق ان يكون القوس بيدك لانك تجيد الرماية لابل واحسن رامي --!!  هكذا كان قلمك في هذا الرد اكرر شكري وتقديري  واعتزازي لشخصك العزيز ولعائلتك الكريمة ولبلدتك الحبيبة القوش ومجتمعها الاصيل   
عـمك واخوك       
عادل فرج القس يونان 
16 حزيران 2013


19
ابينا غبطة البطريرك ساكو حفظكم الله وسدد خطاكم


في بادىء الامر نبارك خطواتكم وتوجهاتكم وارشاداتكم السديدة فصل الدين عن السياسة والقومية وتشجيعك للعلمانيين وبالانفتاح على كنائسنا وبشكل خاص الكنيسة الشرقية  لأنقاذ رعيتكم وانتم بهذا تنفذون ما قاله الرب يسوع المسيح له كل المجد  (يا سمعان – بطرس ارعى خرافي) –  اولا :- اسمحوا لي ان  اوضح بعض الامور التي اجدها مفيدة رغم كونها معروفة
 ان طاعتنا و محبتنا  لكم  لابل  وايماننا بصلاحيتكم "ما تعقدونه في الارض يعقد لكم في السماء وما تحلونه يحل لكم " ورهبتنا من مخالفة تعاليمكم وتوصياتكم وايضا توجيهاتكم لأننا  تقبلناها ايحاءا لذا فهي ذخيرة من ذخائر نفوسنا ومن اعلاق قلوبنا فمن الصعب جدا ان لم نقل من المستحيل ازالتها من داخل نفوسنا وقلوبنا – وبودي ان  اذكر مثال بهذا الخصوص --  في عام 1959 تناولت القربان المقدس وفي الدورة التعليمية  قبل التناول  حذرنا  يومها (القس هرمز صنا رحمه الله)   اذا مست اسنانكم القربان المقدس فهذه خطيئة مميته عليكم ان تحافظوا عليه داخل افواهكم الى ان يموع ثم تبلعونه  دون ان تمسه اسنانكم – فقررت حينها اذا حدث لي ذلك  سوف أكسر اي سن من اسناني التي تمس القربان المقدس حتى لو شمل ذلك  جميع اسناني لكن لله الحمد اجتزت الامتحان بنجاح وسلمت اسناني وخلصت من رهبتي تلك    وانا اليوم في العقد السادس من عمري والى هذا اليوم الاحد 26/5 /2013 تناولت القربان وانا محافظا عليه كما علمنا الكاهن رغم مشاهدتي ان الكاهن اليوم والمتناولون ياكلون القربان المقدس لانني ما كنت اعلم ان الخطيئة المميته هي انفصال روحنا عن روح الله وليس الموت الطبيعي الذي كنت اعتقده ان اموت انا او احد من  والديّ  (وقد سجلتها في تأليفي النفس ومراحل الحياة /2006 صفحة  34  تحت عنوان قصتي مع الخطيئة المميته ) وهكذا بالنسبة الى الكثير من التغيرات الحاصلة في طقوسنا  لم نستصيغها او لم نتقبلها  بسهولة ابدا رغم معرفتي الأكيدة وايماني ان الدين هو انجح اسلوب تربوي للبشر والبشر متى ما يجد اسلوب انجح من الدين يتركه لذلك على الدين ان يواكب التطور-!!   
بعد التغيير الذي حصل في وطني في 2003 تكاثفت جهود واجتماعات  رجال ديننا الاجلال ودعاة امتنا الاعزاء  والمدافعين عن حقوق شعبنا وحين  بدأ( قدر التسمية)  بالغليان برزت العديد العديد من الافكار والتسميات  وكنت واحدا من بين الحضور وأبديت رأي  كحال ايً من الحضور بخصوص التسمية عندما سؤلت او عندما وصل دوري لابداء الرأي فقلت بالحرف الواحد ليس المهم التسمية المهم اننا شعب واحد وقومية واحدة ودين واحد ولغة واحدة رغم اختلاف اللهجات  وبعد جلسات ومناقشات عديدة واخيرا تم الاتفاق على التسمية  الشعب (الكلداني السرياني الاشوري)   وفي تجمعات اخرى وبحضور المعنيون بهذا الشأن الروحانيين والعلمانيين قلت وكتبت  واكدت لاكثر من مرّة بخصوص شعبنا  سورايا   هناك حقيقة وهنا واقع والحقيقة لايستطيع احد  اثباتها ماذا كانت -- اما الواقع فنحن شعب كلداني وسرياني واشوري اذن علينا ان نعمل ونكثف جهودنا من اجل وحدتنا ولكن وحدتنا مازالت طموح غير متحقق ---!! واذكر في احدى اللقاءات سألت احد مطارنتنا الاجلاء اما تتحملون انتم كرجال دين مسؤلية بقائنا متفرقين -؟ اجابني على عجل نعم انا اولهم – بينما اخر قال لي مشيرا الى قداسة البطريرك الجزيل الاحترام وين اكو كلدان حتى –     فرديت بالحال بما يناسب واكثر ونحن في حضرته  واخر سألني عند احدى زياراتنا له كوفد هل من  بينكم احد من مسقط رأسي--؟؟  ايضا رديت عليه بالحال ما هذا الكلام سيدنا انت ابونا كلنا---!!! فينا من مسقط راسك ومن كل اطياف شعبنا ومن كل قراهم ومدنهم فأجابني انا ما اقصد شىء قلت له اذن ماذا تقصد والحضور الذين كانوا معنا  يتذكرون الموقفين جيدا  وأخرون يقولون كلذاي كلباي -- وكثيرا هي المواقف المحزنة والمؤلمة بحقنا كشعب سورايا ومن انفسنا --!!           
سيدنا غبطة البطريرك الكلي الطوبى الجزيل الاحترام ان مداخلتي هذه هي تعبير عما  يجول في نفسي نتيجة المعاناة والتشريد والاغتراب وانا  في داخلي  وطن خاص هو  العراق( وطن الأم )  وفي وطني كل المدن تبكي وتصرخ وجعا وما من مجيب او معالج ---!!  وكم هو  صعب لابل صعب جدا  ان نجد في داخلنا  عشرات الجروح ولا احد يشعر بنا رغم كل ذلك  لاأريد ان أشتكي لأحد لان الشكوى لغيرالله ذل ومن ثم ان الاحساس الذي عندي يشبه الاحساس الذي عند الطفل عندما تقذفه في السماء فيضحك لانه يعرف انك ستلتقطه ولن تدعه يقع تلك هي ثقتي بربي فسوف تلتقطنا رحمة ربي قبل ان نقع
 وايضا مداخلتي هذه بسيطة لانها واضحة وصريحة ومستقات من ارض الواقع منذ اكثر من الفين سنة ولا يزال :  حيث الخوف الذي يشعر به أبناء شعبنا وهو ليس خوف أتى من الوهم  والخيال                                                 لا بل نتيجة معانات حقيقية له وبعضها كانت أثمانها غالية جداً لاتعوض اذن هو    خوف حقيقي تحَّمله لكونه شعب اعداده قليلة وبتناقص مستمرالى يومنا هذا  ليس له معين وحامي سوى الله ولا احد من أبناء العراق العزيز يستطيع أن ينكر مايتصف  لابل يتميز به هذا الشعب الأصيل  رغم قلة عدده من سلوك وأخلاق ومباديء حيث  لايستطيع أن يكون على  غير ذلك وكما هو  معروف منذُ البداية ولايزال وسيبقى هكذا لانها من صفات المسيحي والمسيحية (الحقة آجل)
ثم القلق الذي عاشه ويعيشه شعبنا بسبب الاوضاع المأساوية  التي عصفت به من قتل على الهوية في أنحاء مختلفة من أرض الوطن والاختطاف وتهجير عشرات الالاف والاعتداء والطرد من مساكنهم والاستيلاء عليها وحرق الكنائس وقتل رجال الدين جميع هذه الظواهر هي معروفة للجميع وليست سراً نبوح به أو لاغراض الدعاية والاعلام  ورغم كل ذلك ولا يزال البعض من رجال ديننا الاجلاء والبعض من دعاة امتنا المسكينة يرفضون وحدة شعبنا ويعرقلونها متناسين اننا شعب واحد قومية واحدة ودين واحد ولغة واحدة رغم اختلاف اللهجات ---!!.
 عليه ارجو  من قداستكم ان تسمحوا لي ومن خلالكم ان اخاطب رجال ديننا الاجلاء وأقول  :-
الستم من نشأنا في مدارسكم وعلى ايديكم تعلمنا مناهجكم --- (  ان الله محبة وقول الرب يسوع المسيح له كل المجد " اذا اجتمع اثنان فأنا ثالثهم
الستم من علمتمونا ان الثعلب الماكر منتظر ان يحصل على  النعجة الحمقاء اذا نحن للنوم خلدنا
ثم والستم من تعلمنا على ايديكم بان العود قوية ومحمية بحزمته – ضعيفا حينما ينفرد اذن لماذا الفرقة الحمقاء تحكمنا --!! لماذا تحجبون الشمس بالأعلام تقاسمتم مسيحيتنا ودخلت بينكم محبة المادة و--------  فأصبحتم كما الانعام – 
أمانة اقولها :- واكررها سيبقى الطفل في الصدر يعاديكم ويعاديكم تقاسمنا على ايديكم فتبت كل اياديكم
أقولها بأعلى صوتي انا مسيحي نعم انا مسيحي ومن اصل عراقي والقوش العزيزة مسقط رأسي وعمري زاد على الفين سنة وامي لازالت تولد –
نعم أنا كلداني وافتخر جدا انا كلداني وبكل فخر واعتزاز انا اشوري و كذلك ايضا انا سرياني وقبل كل هذا وذاك انا عراقي تجمعنا يد الله وتفرقنا الاحزاب و--  يا له من تشتت وكل الناس تتكتل
والله لقد  ملأتم فكرنا كذب ورياء وتأليف تجمعنا يد الله وتفرقونا انتم ---
نعم سيبقى الطفل في صدره يعاديكم ويقاضيكم وسيخرج من عباؤتكم الجمهور رعاه الله لا انتم ويسمعني دعاة الفرقة جيدا خافوا هذا الشعب حمال المعاناة والألام والأم  ان تركتموها فلم تجدوا لها لبن ولا ولدا ---

انا باقي وشرعي في الوحدة باقي  كوننا شعب واحد قومية واحدة دين واحد تراث واحد ولغة واحدة رغم اختلاف اللهجات –
 سُقينا الذل اوعية سُقينا الجهل والحرمان والمعاناة اوعية واوعية مللنا السقية والساقي سنبقى رغم فتنتكم وهذا الشعب موصول-- حبالكم جدا ضعيفة وحبل الله قوي مفتول لا يضعف 
بارك الله في  جهودكم ومسعاكم ابينا البطريرك ساكوفي تحقيق وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري – سورايا - وكل الطيبين المخلصين هم معكم وخلفكم ينشدون الوحدة الوحدة ولا خلاص لنا الا في  الوحدة ) واما ما يقولونه البعض اكانوا من بعض رجال ديننا الاجلاء او من يصفين الكلدان بصفات غيرصحيحة او ظالمة ومؤلمة او من  يقولون 
 ((ان من يتعاون مع كنا واغا جان فكأنه يطلق النار على الكلدان )) هم اما يعبرون عما في داخل انفسهم ومن معاناتهم  لأن الأناء ينضح بما فيه او يعانون ضعف  في بصيرتهم ولكن   يبقى الضوء ضوءا وان لم يستطع الاعمى رؤيته --- 
وأما عن الوحدة انا لا أقول :- بأن الوحدة المسيحية هي الحالة التي تنتفي فيها الخصوصيات المحلية كليا وأنما هي الحالة التي توّجد خصوصيات جديدة مشتركة وروابط جديدة للأمــة تكون هي الأساس وما عداها تكون في خدمة الأســـــــاس ) وعلى ذلك فأن الحالة المحلية ليست حالة ضعف للأمة اذا كانت خيمتها هي الأمـــــــة بل العكس تكون حالة مطلوبة وحالة قـــــوة حقيقـــــية للأمـــــة والأندماج الذي يلغي الخصوصية (قد تكون حالــة مرضّية او مؤذية للأمة هذا ما اوحت لنا تجارب الماضي الحديث وهذا ما اوحى لنا به تاريخنا القديم أستقراء
ابينا غبطة البطريرك الكلي الطوبى ايها الراعي الصالح  --   
لقد تُهنا وكُثرت شكوكنا وضاعت منا حتى كُنيتنا وتبعثرنا في ارض الله الواسعة عبرتنا وحكمتنا نستلهما من مخلصنا الرب يسوع المسيح فادينا الذي ارسله الاب ليضحي به من اجل خلاصنا حيث تجسد وصار انسان جاء الينا حافي وخرج من بيننا ايضا حافي لم نسمع او نقرا ان هذا القصر هو قصر المسيح له كل المجد اوسيارته اواواواواو  ولكن ماذا فعلوا به اهانوه –و وووووووووو ومن ثم صلبوه
 واليوم نحتفل بميلاده و كذلك صلبه وموته وقيامته من بين الاموات في اليوم الثالث في عدة تواريخ هل هذا صحيح --!!!   
   
 
أملي كبير ان الله عزوجل اختاركم قائدا روحيا لهذه الامة المسيحية وانكم ستحققون الكثير من طموحات ابنائها رغم صعوبة وثقل هذه الامانة لاسيما في وقتنا الحاضر
حفظكم الله وبارك مسعاكم  وسدد خطاكم
 وتقبلوا تحياتي واعتذاري


                                                                                                   
                                                                                                                                                                                   
                                                                                                                                               
       
                                                       
الهيئة العامة للمجلس الشعبي الكلداني السرياني
الاشوري (ســــــــــــــورايــــا)
عادل فرج القس يونان
29 مارس 2013

                 

20


فرانز سدير والصراع الازلى
بين الموت و ارادة الانسان
----------------
نعم انه صراع ازلي بين الموت والفناء المقدرين وبين ارادة الانسان الضعيفة المقهورة (الموت والفناء المقدرين من الخالق الباري عزوجل(للجسد فقط لان الروح حسب معتقداتنا الروح ترجع الى باريها راضية مرضية  )--    وارادة الانسان الضعيفة المقهورة وكما هي معروفة ومنذ بداية ظهوره على مسرح الحياة ولكن  كان وسيبقى على هذا الحال والى اجل غير مسمى ويبقى معه  ايضا حكم القوي على الضعيف ( قانون الحياة ) و العنف وايذاء الضعيف هي  (شريعة الانسان  ---!! ) كلها من الامور المسّلم  بها  رغم كل ذلك  -  يهزنا بقوة بين حين واخر عندما نفقد عزيزعلينا  او بعبارة اخرى عندما يسرقه الموت من عالمنا هذا  الى المجهول (فنعود للتحدث بهذا القدر المحتوم وبالحسرة والامل المشؤوم ---!!! ولا اخفي عليكم سرا حيث هزنا  لابل  كوقع الصاعقة على نفوسنا --  رحيل الملاك الطائر برعم ريان قبل ان ينثر رائحته العطرة انه العزيز الغالي (فرانز سدير حنا حيدو الذي لم يكمل عشرون شهرا --!!  رغم صلوات ورجاء ودعاء وتوسلات الألاف من الناس المقربين والاغراب بتأجيل رحيله والجهود الطبية الكثيفة والمركزة التي بذلت من اجل ذلك الا ان  كل هذا لم يغير شىء --!! نعم انها ارادة الله القدير التي لايمكن الاعتراض عليها ابدا او الوقوف امامها حيث اختاره ببراءته ليكون مع جوقة الملائكة في الفردوس يسبحون بأسم الرب ليل نهار واسم ربنا يسوع المسيح مالك الدهور والى الابد واسم امه شفيعتنا مر يم العذراء التي احتضنت فرانز العزيز بين ذراعيها خارجا من هذه الارض الفانية ليصبح قديسا بين القديسين ) وفوق كل هذا فقد اعاد فرانز الحياة الى طفلين  حين وهب والده سدير (بقلب ورئتين)  فرانزالملاك الطائر  بعد مغادرة روحه الطاهرة عالمنا هذا واعاد الحياة لهما – فيضاف هذا الى رصيدك في السماء والى والدك سدير سيكون وسام شرف على صدره تتناقله الاجيال ويكثرون بطلب  الرحمة والرحمة  بصلواتهم ودعائهم لك ولعائلتك وذويك
 واما  الخوض فى مثل هكذا موضوع ليس بالشىء السهل او العادى ابدا لابل صعب جدا كالابحار فى بحر ليس له حدود لكثرة وجهات النظر المختلفة والتعقيدات الكثيرة التى يحتويها  --  لذا قد يتبادر الى ذهن البعض من قراءنا الاعزاء لاسيما اذا كانت قراءتهم سطحية (القراءة الدارجة كما يقال) كحال معظم قراءنا الكرام اليوم  بأن هذا المقال يوحى الى يأس كبير وما الى غير ذلك فالكل محقيين فى آرائهم ووجهات نظرهم وهى محترمة عندى أيضا مهما كانت مؤيدة او رافضة لمضمون مقالنا هذا --  ايجابية كانت ام سلبية -- لكن شىء واحد فقط اقوله مقدما بهذا الخصوص ان مقالنا هذا يعبرعن رأئى الشخصى وعن وجهة نظرى الخاصة والمتواضعة ايضا طالما قدر لى ان أكون فى هذا البحر رغم صغر حجمى وخفة وزنى والذى قد لا يساوى أصغر جزئية من أجزاء قطرة ماء واحدة من هذا البحر لكن بالنتيجة اعتبر انا جزء من هذا البحر فيكون لى رأى ووجهة نظر (انا أفكر أنا موجود)----!!! عليه اقول واكرر ان الحياة بحقيقتها عناء ردىء لبنى البشر(عجبي من الذي يطلب المزيد  ---!!!) وان الانسان نفسه هوسرمن اسرارالحياة حيث لاتستطيع اى طريقة من البحث العلمى مهما تكن فيزياوية – كيماوية –انثروبايولوجية - نفسية ---- ان تفهم حقيقة الانسان   لابل أن أصعب ما فى العلم هو علم دراسة الانسان --  جاء الى هذه الحياة دون ارادته او جاءوا به  الى هذا  العالم من غير  ارادته ومعرفته --!!   عالم مجهول لايعلم منه سوى الشقاء والبؤس والحرمان ودفع الاثمان الباهضة جدا والتي لاتتعوض ابدا مع  كل تطور اوتقدم يحققه او يحرزه كما  ويخرج ايضا  من هذا العالم او هذه الحياة (يخطفه الموت متى مايشاء  من دون ارادته ومعرفته  ومن دون ان يعرف متى واين وكيف  ويا ليته يخرج منها محافظا على هيبته الانسانية ---؟؟؟ )  مسلوب الارادة - ضعيف جدا  (وخلالها  تؤلمه البقة(البعوضة) وتمّوته الشهقة ) ومنذ ان يعى فيها تنهال عليه الاوامر والنهى ----------!!!
مبررا تحمله لكل شقاءه وتعبه بأنه صراع من اجل البقاء وهو يعلم ويتغاضى ان بقاءه فيها قصير جدا مهما طالت سنوات بقاءه التقليدية فنهايته الخروج الحتمى منها و ياليته  يخرج منها سليما معافى او محافظا على هيبته الانسانية --!! فتبقى حسرته ملازمة له مدة بقاءه فيها لانه لايدرك عنها شىء قط  وكلما طال بقاءه كلما زادت أتعابه ومعاناته  وأرتفعت أثمانها !!!!***(رحت أستفسرعن عقلى وهل يدرك عقلى محنة الكون التى أستعصت على العالم قبلى ؟ ألأجل الكون أسعى أم هو يسعى لأجلى ؟ واذا الحفار فوق القبر يسألنى  أين حــــقى ---؟ )***!!! ومنذ ظهور الانسان على مسرح التاريخ قبل ما يقارب (2750000سنة مليونين وسبعمائة وخمسون ألف سنة كما يقدرها العلماء ظهرعلى شكل قبائل وكل قبيلة تتكون من مجموعة من العشائر----وكان انضمامه بعضا الى بعض ليس بعاطفة الحب كما ندعي  بل بعاطفة (الخوف من الاذى ***-----!! ) ومنذ ان عرف المرض سعى الى الخلاص منه ولم  يفرق بين اسباب الامراض الجسمية وغيرها ولم يفرق ايضا فى اسباب علاجها فردها الى اسباب ((خارقة غامضة ))وعزاها الى قوى قادرة على التسلط عليه والحكم فى امره والحاق الاذى به فكان لابد من استعطاف قوى اخرى اعظم منها بهدف التأثير على الروح التى كانت الهدف --  والانسان لن يكن سوى موطن لتلك الروح فكان الطبيب الساحر ومنه تطورت وسائل اخرى من الطقوس ومراسيم وقرارات وتعزيم وحروز وتمائم ونذور ------كما ركب الانسان الاخطار والمغامرات لنيل الخلود والبقاء----- ان هذا الصراع الازلى بين الموت والفناء المقدرين وبين ارادة الانسان الضعيفة المقهورة فى محاولتها التشبث بالوجود والبقاء-- لكن النتيجة النهائية هى حتمية الموت على البشر ------!!!!!  ومهما تطورفى العلم وأرتقى لابد من أصطدامه بحاجز منيع يأمره بالتوقف وينذره بالخضوع والاستسلام مذكرا أياه بأن للكون (خالق )  لايمكن محادته وأن للطبيعة سنة لا يمكن مخالفتها  --!!   كما حاول جاهدا للبحث عن السعادة الا ان كل محاولاته ذهبت سدا وتأكد وآمن انه لاسعادة فى الحياة وما السعادة الا كلمة له لفظها اما معناها  فلا يدركها لان السعادة لاتتحقق الا بتوازن معادلته التكوينية  (أقصد للانسان ) توازن غرائزالجانب الروحى +الجانب المادى الطينى )فالجانب الروحى يطلب من الانسان ان يحب الله ويعبده او ما يؤمن به او يعتقده انه ملبيا لحاجاته وعونا ومخلصا لـــه----!!!   اما الجانب المادى الطينى يــــفرض أكرر يفرض- على الانسان  تلبية غرائزه المادية التى لاتحصى ولاتعد!!!  فكان للمادة سلطانها عليه ووصلت عند البعض حد العباد --!!  ولو عدنا لنتذكر ما ترويه لنا الروايات السماوية---- ان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان فى اليوم الاخير قبل يوم  الراحة حيث جبل طين ثم نفخ من روحه فيه فصار انسان اى معنى ذلك خلق الكون وكل مافيه ( اي المادة ) قبل الانسان وفى خلقه للانسان أيضا جبل طين اى كانت الاسبقية (للمادة) ولما كان المال هو الوسيلة الاكثر فعالية وتأثير فى تحقيق بعض الغرائز المادية للانسان لذا اعتبر المال هو مقياس السعادة وميزانها الذى توزن به السعادة(وكما تلاحظون  ان المجتمع الانسانى اليوم ميدان حرب يعترك فيه الناس يقتتلون ويحتلون البلدان لايرحم أحدا احد يعدون ويسرعون ويتصادمون كأنهم هاربون من معركة ودماء الشرف  تسيل على اقدامهم وتموج موج البحر الزاخر يغرق فيه من يغرق وينجو من ينجو أتدرون لماذا سقطت الهيئة الاجتماعية هذا السقوط الهائل الذى لم يشهد له مثيل من حياتنا الماضية ولما هذا الجنون الاجتماعى الثائر فى ادمغة الناس خاصتهم وعامتهم علمائهم وجهلائهم ولما هذه الحروب القائمة وأحتلال البلدان والثورات الدائمة والقتال بين البشر جماعات وافراد قبائل وشعوب ممالك ودول ليس هناك الاسبب واحد /هو ان الناس يعتقدون خطأ ان المال هو مقياس السعادة فهم يسعون الى المال ليس من اجل الجمع والادخار كما يجب ان يكون بل من اجل القوت وكفاف العيش ومن المعلوم ان المال فى العالم كمية محدودة لاتكفى لملء جميع الخزائن وتهدئة كافة المطامع فهم ينهبون ويتصارعون من حوله كما ***(تتصارع الكلاب حول الجيف الملقاة)*** ويسمون عملهم هذا تنازع او صراع مع الحياة والبقاء وما هو بذلك قط انما هو التناحر والتفانى والدم السائل والعدوان الدائم والشقاء الخالد -----!!أما العلاج لهذه الحالة المخيفة المزعجة هو ان يفهم الناس (لكن  متى--- ؟) الصلة او الرابطة بين المال والسعادة والافراط فى الطلب والحصول على الاكثر هو ***(شقاء كالتقصير فيه وان سعادة العيش وهناءه وراحة النفس وسكونها تأتى من طريق واحد هو الاعتدال والاكتفاء )****   
فرانس تحت العناية الطبية المركزة


 
الملاك الطائر فرانس سدير حيدو

21
المنبر الحر / ليلة العــيد
« في: 01:29 20/12/2012  »
(( ليلة العــيد ))


ان افضل ما سمعته وشاهدته في باب المروءة والاحسان هو ما حصل ليلة العيد 31/12/2000 . ان امرأة بائسة وقفت ليلة العيد تلك امام حانوت لبيع الهدايا والتماثيل في بغداد ويقصده الناس كثيراً في تلك الليلة لشراء اللعب لاطفالهم الصغار فوقع نظرها على تمثال صغير من المرمر جميل جداً فابتهجت بمرآه ابتهاجاً عظيماً لا لانها بلهاء يستفزها منظر ذلك التمثال مثلما يستفز الاطفال الصغار بل لانها كانت تنظر الى ذلك  التمثال بعين ولدها الصغير الذي تركته في شقتها ينتظر عودتها اليه بهدية او لعبة العيد كما وعدته فاخذت تساوم صاحب المحل حول سعر التمثال فترة من الزمن تزيد الربع ساعة تقريباً وصاحب المحل مصراً على سعره الغالي جداً بالنسبة لها فاخذت تحسب ما في محفظتها الصغيرة من النقود علمت انها لا تستطيع الوصول الى ثمنه وشرائه وبالمقابل لا تستطيع العودة الى ابنها بدون التمثال فاجبرتها الضرورة التي لايعرفها و لايقدرها الا من حمل بين جنبيه قلباً كقلب الام الحنون الرقيق فمدت يدها بخفية الى التمثال فسرقته حيث ظنت ان صاحب المحل لايراها ولا يشعر بمكانها ثم رجعت الى الخلف خارجة من المحل وقلبها يخفق خفقتين مختلفتين في ان واحد خفقة الخوف من عاقبة فعلتها الشنيعة وخفقة الفرح والسرور بالهدية الجميلة التي ستقدمها بعد لحظات قليلة الى ولدها..!! فكان صاحب المحل من اليقظة والحذر وحدة النظر بحيث لايفوته شيء او معرفة مما يدور في محله فتبعها وهو يراقب سيرها حتى عرف شقتها ثم تركها وشأنها وذهب الى مفرزة الشرطة الموجودة في ركن الشارع القريب منه واخبرهم بالقصة بعد ان شاورهم  فتبعه اثنان من رجال الشرطة للقبض على تلك المرأة وصعدوا جميعاً الى شقتها ففاجأها وهي جالسة بين يدي ولدها تنظر الى فرحهِ وابتهاجه بتمثاله نظرات الغبطة والسرور فهجم الشرطي على الام فاعتقلاها واما الرجل فهجم على الطفل وانتزع التمثال من يده بقوة فصرخ الولد صرخة قوية لا على التمثال الذي انتزع منه بل على امه المرتعدة بين يديه وكانت الكلمة التي نطق بها وهو بين يدي الرجل رحماك بأمي يا عمي..!!. وظل يبكي بكاءً شديداً فجمد الرجل امام هذا المنظر المؤلم المؤثر وحينها دقت اجراس الكنيسة القريبة منهم معلنة باشراق فجر العيد فانتفض الرجل انتفاضةً شديدة وصعب عليه ان يترك هذه الاسرة الصغيرة المسكينة حزينة فيكون في اليوم الذي يفرح فيه الناس جميعاً فالتفت الى الشرطيين وقال لهما اظن اني اخطأت في اتهام هذه المرأة فاني لا ابيع هذا النوع من التماثيل فانصرفا لشأنهما والتفت هو الى الولد وطلب منه العفو ومن امه ايضاً ثم مشى الى الامام فاعتذر اليهما عن خشونته وشدته معهما فشكرت له  فضله ومروءته وجبينها يتصبب عرقاً حياءً وخجلاً من فعلتها تلك ولم يتركهما حتى اعطاهم كمية من النقود مما جعل عيدهما اسعد واهنأ مما كان يظنان. وهكذا فان ليلة العيد لا تأتي حتى يطلع في سمائها نجمان مختلفان ( نجم سعود ونجم نحوس ) اما الاول فللسعداء الذين اعدوا لانفسهم صنوف الالبسة والحلل ولاولادهم اللعب والهدايا والتماثيل
ولضيوفهم الوان الطعام والشراب ثم يناموا ليلتهم نوماً هادئاً مطمئناً تتطاير فيه الاحلام الجميلة حول اسرتهم كالحمائم البيضاء حول المروج الخضراء واما النجم الثاني فللاشقياء الذين يبيتون ليلتهم على آحر من الجمر كما يقال يئنون في فراشهم انيناً يتصدع له القلب ويذوب له الحجر حزناً على  اولادهم الواقفين بين ايديهم يسألونهم بالسنتهم وباعينهم ماذا اعددتم لنا في هذا اليوم من ثياب ولعب جميلة لنتباهى بها امام اصدقائنا ولعب جديدة نزين بها مناضدنا فيعللونهم بوعود يعلمون انهم لا يستطيعون الوفاء بها فهل لاؤلئك السعداء ان يمدوا الى هؤلاء الاشقياء يد المعروف؟ ليسجلوا لانفسهم في باب الاحسان والمروءة ما سجل لصاحب محل بيع التماثيل والهديا ولا اعتقد ان رجلاً يؤمن بالله ويتحمل بين جنبيه قلباً يخفق بالرحمة والحنان يستطيع ان يمنع عينه من البكاء ولا قلبه من الخفقان عندما يرى في العيد وهو في طريقه الى دار عبادته او خارجاً منها طفلة مسكينة بالية الثوب كاسفة البال دامعة العين تحاول ان تخفي وراء الاسوار والجدران خجلاً من اصحابها ومن بعمرها ان تقع انظارهن على ثوبها وفقرها ورثاثة ثوبها وفراغ يدها مثل ما تمتلئ به ايديهن فلا يجد سبيلاً الا ان يدفع عن نفسه ذلك الالم بالحنو عليها وعلى بؤسها لانه يعلم ان جميع ما تهيأ له من صنوف السعادة والوانها لا يوازي ذرة واحدة من السعادة التي يشعر بها في اعماق قلبه عندما يمسح بيده تلك الدمعة المترقرقة في عينيها.
ان البؤساء يعيشون بسبب  محنتهم ويقضون جميع ايام حياتهم في سجن مظلم من بؤسهم وشقائهم فلا تستكثروا عليهم ان يستمتعوا معكم بالفرح والسعادة في كل عام مرة او مرتين 


عادل فرج القس يونان
   

         

22
التاجر وصانعه (عاد )

(عاد)  ابن كبير لعائلة كبيرة  تسكن دار حراسة قريب (اي ان الدار مملوك لشخص اخر وهم حراس فيه )  من دار التاجر وكان اهل الزقاق يشكون من تصرفات عاد كثيرا حيث كان يقضي معظم وقته في الشارع حافي القدمين ملابسه وسخه سلوكه  وتصرفاته سيئة جدا ولايمضي يوم بسلام من دون مشاكل بطلها عاد فقرر ابو عاد ان يطلب من التاجر ان ياخذ عاد معه لخدمته ومساعدته  في جولاته التجارية بين المدن ليتخلص من مشاكله ويستفاد من المبلغ الذي يدفعه له التاجر  فذات يوم جلس ابو عاد على الرصيف  قريب من  بيت التاجر ينتظره قبل ان يدخل بيته ليفاتحه بالموضوع وفعلا جاء التاجر وسبقه ابو عاد قبل ان يدخل مسكنه وطلب منه  متوسلا وبالحاح لكي يشّغل عنده عاد باي يثمن يقرره  فخجل التاجر من اسلوب وتوسلات ابو عاد فوافق على طلب ابو عاد شرط ان يوصيه بحفظ الامانة والطاعة وان يترك تصرفاته السابقة وان يهتم بهندامه ونظافة جسده والا ارفضه نهائيا - فأكد له ابو عاد على تنفيذ طلبات التاجر وفعلا بعد عدة ايام بدأ التاجر وصانعه عاد بجولاتهم في مدن مختلفة للتبضع لغرض المتاجرة وفي احدى جولاتهم وصلوا الى مدينة  --   فدخلوا سوقها كعادتهم فوجدوا المحلات مفتوحة وخالية من اصحابها فاستغربوا من ذلك ثم توجهوا صوب بيوت المدينة وايضا وجدوا الشوارع فارغة والبيوت خالية من ساكنيها فزاد استغرابهم ثم نظروا الى ساحة خارج المدينة فشاهدوا اهل المدينة متجمعين في تلك الساحة فتوجهوا الى الساحة ووصولوها فاستفسروا من اصداقهم عن الموضوع فاخبروهم بان ملكنا قد توفى و هذا التجمع الشامل لسكان مدينتنا هو  تقليد نقوم به بعد وفاة الملك حيث نتجمع هنا لننتخب ملك جديد للمدينة  وبواسطة طير السعد نختار خلف للملك المتوفي بأمكانكم انتم ايضا  ان تبقوا وتشتركوا معنا عسى ان يفوز احدكم ويصبح ملك  علينا  لان قانون مدينتنا  يسمح بذلك --  فوافق التاجر وعاد  ولكن ماذا علينا عمله الان -؟  فقالوا لهم ما عليكم الا ان تبقوا معنا وبعد اقل من ساعة يفتح القفص فيخرج  طير السعد ويحّلق بالجو ثم يدور فوق الناس المتجمعين فاي شخص يحط على راسه طير السعد يكون هو الملك فسأل عاد استاذه التاجر قائلا استاذي ماذا تفعل لأهل هذه المدينة اذا صرت انت الملك .؟.  فجاوبه التاجر اولا ابني المستشفيات والمدارس وانشأ معامل ليعملوا فيها ابناء المدينة واشجع التجارة  وابلط الشوارع واخدمهم بكل ما استطيع فعله لهم ليترفهوا المساكين ثم سكت التاجر قليلا ورد على عاد وانت ماذا تقدم لأهل المدينة اذا صرت انت الملك عليهم ؟.  الله بعد  حسرة قوية اذا الله اراد ان ينتقم من هذا الشعب  يختارني ملكا عليهم وانا انصحهم  ان يدعوا الله ويرجوه  كي لا افوز بهذا الاختيار واصبح ملكاعليهم  لانني سوف انتقم منهم شر انتقام---!!!  فاستغرب التاجر من جواب عاد الملىء حقد وكراهية وانتقام من دون اي سبب او مبرر لذلك--!!. وفي الوقت المحدد فتح القفص وخرج طير السعد محلقا فوق الحضور ومن ثم هبط على رأس عاد-- صاح الحضور باصوات عالية هذا لايجوز لايجوز لان عاد هو صانع عند التاجر لايصلح ان يكون ملكا علينا فنشب جدال بين المؤدين باعتباره قانون او عادة ومتبعة وبين الرافضين بحجة عدم صلاحية عاد ليكون ملك واخيرا اتفقوا على اعادة المحاولة او الكرة ثانية  --- وايضا في المرّة الثانية اخذ الطير يدور ويدور وهو محلقا في الجو فوق رؤوس الجموع الحاضرة واخيرا  هبط  طير السعد على راس عاد رغم احاطته من قبل جمع غفير من الناس  لحجبه عن نظر  طير السعد وايضا رفض المجتمعون وباصرار وطلبوا  اعادة الكرّة للمرّة الاخيرة والنهائية  ويكون القرار النهائي غير قابل للنقض او الجدال وتم الاتفاق خلافا لكل الاعراف والتقاليد المتبعة في المدينة بهذا الخصوص  --- فادخلو عاد في سرداب صغير  وسدوا عليه الباب ولم يترك فيه اي منفذ  سوى فتحة صغيرة  للتهوية ومن ثم قذوا طير السعد في الساحة الى الاعلى *( بعيدا عن السرداب الذي فيه عاد )* عاليا فاخذ يحلق يدور ويدور لفترة طالت قليلا  فوق  الحضور المجتمعة  ومن ثم غادرهم فتابعوه باهتمام فشاهدوه وهو يدخل في فتحة السرداب الذي فيه عاد ووقف على راسه ايضا ---!!!  فسكتوا الجميع قائلين ان اختيار عاد  ملكا لمدينتنا هو بمشيئة الله سبحانه وتعالى فأخرجوا عاد من السرداب والبسوه ملابس الملك المخصصة  وتوّجوه في الحال بعد اداء مراسيم التتويج المعتادة فاصبح عاد ملكا عليهم فبدأوا الحضور بمباركته تباعا ومن ضمنهم التاجر الذي ظهرت عليه علامات الحزن وعدم الرضى ---!!! فشكره عاد واكد له قائلا  انك استاذي وستبقى كذلك ما دمت حيا ولن ارفض لك طلبا ولا ابخل عليك بشىء عليك الامر وعليّ التنفيذ --- ومن الصباح الباكر دخل عاد القصر الملكي و اعتلى العرش ومن حوله الحراس والحاشية. وحسب الاصول واصبح هو وحده فقط الآمر والناهي في المملكة وبدأ الملك عاد يصدر اوامر وتعليمات جديدة و الغاء القوانين السابقة وسن اخرى  جديدة واصدر قانون للعقوبات.. الصارمة جدا تطبق  بحق المخالفين والرافضين لتطبيق اوامره وتنفيذ قوانينه  فعم الخوف ابناء المملكه وهم حيارى في امرهم وماذا جرى عليهم  و فرض سيطرته  على ممتلكاتهم ومنعهم من التصرف بها  الا بعد استحصال  موافقته على ذلك  وامرهم  بالعمل واستخدام معداتهم لتنفيذ وانجاز مشاريعة الخاصة بدون مقابل (بالصخرة ) ومن يمتنع او يماطل في تنفيذ الامر  فهو مخالف  ينفذ بحقه اقصى العقوبات وتحجز معداته وتصادر للدولة  فعمت الفوضى والفساد في البلاد وتدهورت امور الشعب واصبحت لقمة العيش حسرة عليهم وبالصعوبة وبشق الانفس يحصلون على معيشتهم  وبدأت  الناس تقتل بعضها البعض بسبب كثرة المشاكل -- واستمر هذا الحال السيء يزيد  يوما بعد يوم  فاجتمع وجهاء وعقلاء المدينة  وقرروا ان يكلفوا اصدقاء التاجر ليتوسطوا عنده ليحدث الملك عاد للاهتمام بشعبه والتخفيف من معاناته.. فابدى التاجر استعداده التام وبكل سرور و رحابة الصدر -- وفعلا اتصل التاجر بالمسؤولين في القصر الملكي واخبرهم برغبته لمواجهة الملك  وبعد جهد جهيد أخبروا الملك عاد بطلب التاجر  لمواجتهة وفعلا حصلت موافقة الملك لاستقبال التاجر وحدد موعد للزيارة حسب الاصول وفي الموعد المحدد  توجه التاجر الى القصر الملكي لمواجهة الملك عاد وطلب من الحرس اخبار الملك بذلك فكان الملك يراقبه من غرفته فأمر الحراس بالسماح له بمواجهته مباشرة دون تفتيش او اية اجراءات اخرى وفعلااستقبل الملك عاد التاجر ورحب به وامر الحرس بتركهم لوحدهم  فقال التاجر :- ياطويل العمر ياملكنا المعظم جئتك بطلب ارجوك فيه لتلبيته فقاطعة الملك سبق وان قلت لك انت استاذي وتبقى كذلك واوامرك مطاعة ومنفذة في الحال  اذا تريد تجارة البلد فهي لك دون منافس  خزينة المملكة ايضا هي لك وتحت تصرفك او اي شىء اخر عليك الطلب وعليّ التنفيذ فجاوبه التاجر ادامك الله يا طويل العمر وحفظك من كل سوء ومكروه ليست هذه طلباتي وانما رجائي منك ان تهتم بهذا الشعب المسكين لانه عان الكثير الكثير وهو شعب جيد لايستحق كل هذا الشقاء . فنهض الملك عاد من مكانه بشدة وعصبية  وعلى الفور قائلا والله لولا وعدي لك ومعزتك عندي لقطعت لسانك ومن ثم  رأسك --!!  الا تتذكر ما قلته لك قبل ان يتم اختياري ملك  جواب على سؤالك-؟ وكيف سانتقدم من هذا الشعب لو تم اختياري ملك .؟ –  فامر الحرس باخراجه في الحال فخرج التاجر حزينا مكسور الخاطر ومهان والدموع تخر من عيونه  فاستقبلوه اصدقاؤه ليسمعوا منه جواب الملك عاد ..  فسألوه ولكن من دون ان يرد عليهم واستمروا بمرافقته وهم ساكتون من دون اي كلام  وبعد فترة ايضا كرروا عليه السؤال ماذا كان جواب الملك فرد عليهم وصارحهم بجواب الملك عاد له حرفيا ---!!! واستمر الحال على هذا المنوال ايام واشهر لابل وسنين والشعب الاصيل  يقتل ويذبح ويشرد وذات يوم تنكر عاد ونزل الى السوق ليتاكد من راي الناس به وما يقولونه  عنه دخل السوق دون ان يعرفه احد فوقف عند بائعة الخضرة وهي امرأة كبيرة بالعمر تبيع الخضرة فاشترى باقة من الخضرة ودفع لها اضعاف ثمنها قائلا هذه هدية اكرام لك فشكرته المرأة على كرمه ثم سألها شلونه عاد الملك وياكم .؟  مهتم بيكم ام ماذا فردت عليه باسلوبها و بغيض وحسرة وعصبية  *** (انا ما غاضني عاد – لكن الي غاضني هو الذي صابر على عاد  نعم الذي صابر على عاد  هو الذي غاضني )*** 
وفي الختام وبهذا الخصوص نذكر  :-
مثل في الجاهلية يقول :-  (اعطي القوس باريه )
ومثل شعبي عام يقول :- ( اعطي الخبز الى خبازته )
و الاقتصادي النمساوي أدم سميث صاحب نظرية التخصص وتقسيم العمل يقول :- ( ضع  الرجل المناسب في المكان المناسب )
وانا اقول واكرردائما :- (اذا اردنا ان نفهم ما يعانيه الكبار علينا ان نفهم حياتهم منذ الطفولة ) 
وتقبلوا تحياتي جميعا
عادل فرج القس يونان                                   
5 أكتوبر 2012                                       
                   


 

23
المنبر الحر / الموت ج3
« في: 11:59 16/09/2012  »
الموت
ج3

 
اما الجزء الثالث والاخير فقد خصص الى الزاوية الاخيرة التي تؤثر وتتأثر بعملية مواجهة هذا الواقع الذي لابد منه وهو الطبيب ..
 المـوت والطــبيب:

هنالك اختلاف او تباين في الرأي في المجال الطبي بشأن الكيفية التي يتصرف بها الطبيب بخصوص حالة المريض المنذرة بالموت ويدور معظم الجدل حول آمرين أولهما:
موضوع مصارحة المريض بمرضه وما ينذر به والأمر الثاني مدى ضرورة المداخلات الطبية المركزة والطويلة التي تهدف الى إطالة الحياة والرأي الغالب هو ما يتعلق بمهمة الطبيب وهي تخفيف المعاناة على المريض في مرضه النهائي والمحافظة على حياته ما دامت هذه الحياة موجودة والنظر في مصارحة المريض بخطورة مرضه ونتائجه ويجب ان يأخذ بنظر الاعتبار مقدار الفائدة والضرر لهذه المصارحة على معاناة المريض ومن المعلوم ان القلة من الناس فقط يجدون في نهاية حياتهم ( مخلصاً)  من معاناتهم والطب يتجه في معظم الحالات الى تحقيق أمنيته وهي شفاء المريض ومهما كانت حالة المريض فانه ليس من مهام الطبيب ان يحاول او يساعده على إنقاص الحياة القائمة حتى ولو لحظة واحدة..!! مهما بلغت معاناتها من المرض وذلك ( ان الذي يظهر من هذه المعاناة قد لا يكون إلا جزءاً صغيراً من عنف الشوق الى البقاء ولو لتلك اللحظة..!!)
((ان اللسان الذي أخرسته الاوجاع لايتكلم والشفاه التي ختم عليها اليأس لاتتحرك ) .....
اذن ما على الانسان الا ان يتعلم كيف يتغلب على هاجس الموت لانه ربما اذا توغل في اسباب الموت او فلسفته فأنه قد يجرنا الى مباحث عقائدية وفسلجية مطولة لكن ما يهمنا هو كيفية التغلب على هاجس الموت ما دام الموت بحد ذاته آمراً حتمياً لا مفر منه مهما بلغت عناية الانسان بصحته وطالت من دون منغصات عمره . تبقى كل ما يعرفه الانسان هو انه لابد من ان يموت .. ( ان كل ما اعرفه انا هو انه لابد لي من ان اموت عما قريب ولكنني لا اجهل شيئاً قدر ما اجهل هذا الموت الذي ليس له يدان  ولارجلان ..!!.)..
 يتحدث الانسان كثيراً عن الموت لا بل يحاول ان يصف تجربة يطلق عليها اسم تجربة الموت ..!!. لكنه انما يتحدث عن الحياة .. كما ان التجربة التي يصفها في هذه الحالة لا يمكن ان تكون الا شكلاً من اشكال التجارب الحية او الخبرات المعاشة وحتى عندما يتحدث الانسان عن ساعة الموت باعتبارها لحظة التحرر فانه لا يصف ساعة الموت نفسها لان هذه اللحظة مستغرقة بتمامها في ديمومة الحياة. والموت حقيقة يقينية معروفة من حيث ( هو واقعة لامحال وتكن حدث عارض مجهول من حيث هو واقعة تاريخية ).
الانسان يعرف انه يموت لكن لايعرف مطلقاً متى يموت ومع اليقين الموجود لديه عن الموت وعدم يقينه عن لحظة حدوث الموت فهو مشكلة المشاكل بالنسبة للانسان الذي يعرف الان انه يموت لكنه يجهل متى يموت ومع ذلك نجد الانسان يخلق اجواء من التطمينات وبالتالي نراه يحاول تجاهل تلك الواقعة التي لا تعرف لها كيف واى متى والى أين..!!. صحيح انه يقع في كثير من المخاطر ويعرف ايضاً )المقولة تعددت الاسباب والموت واحد ) وصحيح أن كل تهديد يحصل له قد يحمل معنى خطر الموت ولكن بمجرد ما ينجو من المخاطر والتهديدات فأنه سرعان ما ينقل من خطر الموت الى وقف التنفيذ لهذا كان ( الامل  الكاذب ) بحسب ما يطلق عليه بعض علماء النفس الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها التغلب على هاجس الخوف فما الذي يمنع ان يغفل عنه اغلب اوقاته فاذا جاءت التجربة لتذكره بان الموت حق على البشر ولا محال منه فعليه ان يحبس انفاسه لابل ويقول في قرارة نفسه انه واقع بيّ الساعة او في هذه اللحظة وعليه ان يوظف نفسه على ان الموت حل ضيفاً فقد يكون بعد حين او في المستقبل البعيد ويتساءل صحيح انني سأموت بشكل او باخر وفي موعد مجهول وغير محدد ثم يعود ويقول لا لن اموت بصفة خاصة وفي هذا الموعد بالذات فيصرف النظر عنه وقتياً لكي يتجه بكل اهتمامه نحو الحياة الواقعية الهامة من دون التمرد عن العالم الآخروي الذي سيكون الموت الباب الاول لدخوله ..  ما ذلك الحدث الذي قد يقتنصني من الحياة من غير رجعة ما دام ليس له زمان..!!. اليس من الافضل ان اتجاهلها على الاقل وفق الحكمة القائلة ( اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لأخرتك كأنك تموت غداً )
 أليس من واجبي ان احيا وكأنني لن اموت اليوم الا ينبغي ان اقول ان الموت امر يقين وساعة حصوله امر غير يقين؟ فعلى ماذا هذا التذمر والانزواء عن الحياة وهناك آمال وطموحات يتعين عليّ تحقيقها خدمة لنفسي ولأهلي وناسي. حقاً انا اعلم ان نشوة الحياة عابرة وسعادتها زائلة وجمالها قصير الامد ومع ذلك فاني متمسك بها لانها مصدر القيم والارض التي ازرع بها لحين الحصاد الآخروي فما المانع من أن اكتسب رضا الله ورضى الناس معاً وادع الخوف من الموت الذي لو تماديت فيه فسيجرني الى الانتحار هروباً من القدر الذي اهرب منه اليه ..!!. بهذه الايحاءات قد يتمكن الانسان من خلق اجواء من الامل بان الحياة امر واقعي معاش فلا داعي لانغاصها بامر محتوم مادام وفق النظم السماوية والارضية بدقة واحترام..!!
 وأخيرا وليس آخرا  نقول:-  ليس المهم ان ننسى الدموع بل المهم هو كيف نمسح  الدموع. لان الإنسان الكَّيسّ هو من دان نفسه وعمل لبعد موته والعاجز هو خلاف ذلك يعمل لدنياه فقط دون التفكير بالآخرة وعليه ايضاً ان يتصور دائماً عظمة الله سبحانه وتعالى فيتوب نتيجة غفلته وأخطائه فيكون دائماً في رهبة من الله يحاسب نفسه وكلما زاد الإنسان نقيَّة كلما زاد خوفاً ( ليت أمي ما   ولدتني ) حيث يبكي بكاءً يقطع نياط القلب..!!  وعليه اقول:-  الى الذي يرفع رأسه ويقول:-  البشر تحتي (ما تحتك ايها الجاهل الا التراب الذي اليه ترجع )....اطلب التوبة قبل ان يطلبك الموت فان بعد الموت ليست هناك توبة .. لابل وفي يوم من الايام سيمر شريط حياتك امام عينيك بسرعة حاول ان تجعله يستحق المشاهدة ودائما اقول عندما يموت الانسان ولديه خمسة اصدقاء فقد عاش حياة عظيمة ...
ان الناس جميعاً يسيرون لا بل وكل المخلوقات كالقوافل الى الموت سواء يدركون ذلك أم لم يدركوا أو نسوا ذلك أم تناسوا أما الذي يجعلهم يطمئنون إليه  ( الموت ) نوعا ما لكونه الحقُ و العدل والمساواة الوحيدة في هذه الدنيا وأمره بيد الله وحده فقط ولكن افتراضنا..!!. لو قدر ان يكون أمر الموت بيد البشر لكان فقط من نصيب الفقراء المساكين والضعفاء المغفلين هذا جانب والجانب الأخر لو تحقق للإنسان ما يسمعه عن تلك الحياة ( الحياة  الأبدية ) وما يؤمنون الكثيرون بتلك ان فيها كذا و كذا ...الــخ لكان جميع الناس يتسابقون الى الموت.
         يا نجار انجر تابوتـــي
                                                                               واحسب أمـــي ما جابتني
 لا بل ومنهم من يدفع كل أمواله ليحصل عليه تخلصاً من هذه الحياة والتي قلنا عنها سلفاً هي عناء ردئ لبني البشر جعلها الله ليعنوا فيها ....... حيث (كل الاعمال التي عملت تحت السماوات هي عناء ردىّ لبني البشر ليعنوا فيها والاعمال التي عملت تحت الشمس فالكل باطل وقبض الريح هكذا تقول كلمة سبحانه وتعالى  )
وفي الختام نقول :-                                                                                                            
ما الدنيا الا ورقة بيضاء يكتب فيها القدر ما يشاء اجمل ما فيها اللقاء واصعب ما فيها الفراق ----!!!
يا ابن ادم عش ما شئت..  فانك ميت.  واحبب من شئت فانك مفارق --
 وافعل الخير فانه باقي الى يوم القيامة .


وتقبلوا تحياتي

عادل فرج القس يونان


24
المنبر الحر / الموت ج2
« في: 18:37 09/09/2012  »
الموت
ج2

 
وقد تفنن الوصاف في وصف حشرجة الموت غير إن ذلك يمثل وضعاً خارجياً لما يحدث وهو لا يتوافق مع ما افضى ويفضي به الذين فقدوا الوعي ثم استفاقوا ليصفوا تجربتهم من جديد وهي التجربة التي لاتفيد بتوفر الألم الذي يخشاه معظم الناس..!!. كان شقيقي المرحوم بهجت منهكا ضعيف البنية نتيجة التعذيب داخل سجون البعث العراقي  حيث سجن ثلاث مرات منذ     1963 وآخرها في عام 1968 لكونه شيوعي  وفي ليلة رحيلة 30/11/1999 كنت جالسا معه وافرك ظهره وهو يتألم  حيث لاحظت اثار التعذيب فيه على شكل سواقي داخلها حلقات حلزونية...!!!  فسألته ماهذه الاثار فجاوبني هذه اثار التعذيب في المرّة الاخيرة التي سجنت فيها  في 1968 حيث عذبت بقسوة  واحدى وسائل التعذيب كانت  الضرب بعصي الخيزران  ملفوف عليها سلك  ... !! (تصوروا بعد مرور اكثر من 31 سنة والاثار على ظهره رحمه الله واضحة جدا..  ومن ثم اصابه مرض السكر اللعين فأتعبه كثيرا كثيرا  واخيرا رحل الى دار حقه في ا/12/2000 مأسوف على شبابه وحسن اخلاقه ورزانة عقله وشخصيته وهذا ما يشد عليه اصدقائه ومعارفه ....
ان هدفي من هذه المداخلة ( هو عدم وجود ما يفيد بتوفر الالم الذي يخشاه معظم الناس ومن تجربة ) حيث  في احد الايام من عام 1997  ونحن في البيت في بغداد اغمى على المرحوم بهجت  بسبب انخفاض السكر او ما شابه ذلك وبعد كل محاولاتي  من المناداة  بصراخ عليه ورش الماء على وجهه ووو. استغرقت وقتا ليس بالقصير -- واخيرا عاد الى وعيه فأبتسمت له ابتسامة مصطنعة مليئة بالخوف والقلق مع الحزن والالم ثم سألته كل هذا الذي فعلته معك لم تشعر ولاحتى سمعتني...!!!  فأجابني ابدا  لم اشعر بشىء ولاسمعتك فقلت له طيب كنت فاقد الوعي وحشاك بحكم الميت ماذا شاهدت هناك وهل كان يؤلمك شىء قال لي :- لايوجد اي شىء ولا اي ألم (رحمك الله واسكنك فسيح جناته ياعزيزي الغالي يا شقيقي بهجت وهو طريق الكل  انتم السابقون ونحن اللاحقون ) ..


الموت والعائلــــة:
إن موقف العائلة من الميت أو الذي يتجه نحو هذه النهاية الحتمية فيه الكثير من التضارب لا بل  وثنائية الشعور حيث إن العائلة يعز عليها مفارقة من تحب أو من ارتبط به بروابط طويلة ووثيقة وهذا الشعور بألم الفقدان الذي لا رجعة بعده وشعور العائلة هذا هو شعور مضاد يتولد من الخوف الطبيعي من الموت والعدم وهو الخوف الذي تولده صورة المسن العليل وهو على عتبة الموت وخشية العائلة من هذا المصير يدفع بعض أفرادها في الكثير من الأحيان الى تجنب المسن في آخر ادوار حياته وهذا . هو ما يشاهد في الحضارات الغربية التي تدفع بالمسنين الى المؤسسات والمصحات والمستشفيات حيث يفارق ثلاثة أرباع المسنين حياتهم وهم بعيدون عن أهلهم ومحيطهم الذي ألفوه ( وكما هو الحال في مجتمعنا ولو بنطاق ضيق حيث إن بعض العوائل تدفع بمسنيها الى تلك المؤسسات او ما يطلق عليها دور العجزة وقسم منها تتبناها او تقوم على إدارتها الكنائس ) لذلك نقول من حسن حظ المسنين معظمهم في مجتمعنا إن العطف العائلي هو الشعور الغالب في هذه الثنائية النفسية من عطف على المسن وأفكاره ومن أهم ما يتعلق بموقف العائلة من السائر في طريق الموت هو الكيفية التي يتوجب عليهم التصرف بها حياله وهنالك توافق في الآراء إن العائلة يجب ان تتصرف بالشكل الذي لايستعجل الموت او تزيد معاناة المريض او تشعره بأنه أصبح عبئاً على العائلة بصورة أو آخرى..!!
( ولست مبالغاً بل جداً متواضعاً إذا قلت إن أكثر ما كان يهتم به الوالدين ويؤكدون عليه في البيت ضمن تربيتنا وكذلك من القائمين على تعليمنا في المدارس لابل ومن مجتمعي الصغير في مسقط رأسي القوش العزيزة  ولازال الأمر كذلك الى يومنا هذا .. هو الاهتمام بالمسنين وخصوصاً الوالدين ورعايتهم وخدمتهم ومعالجتهم والتضحية في سبيلهم الى ان يوافيهم أجلهم وأنا شخصياً أضيف الى ذلك وأقول:- إن الاهتمام بالمسنين في العائلة هو مقياس الشجاعة والكرم والصفات الحميدة للشخص ومقياس التربية الصالحة وكما يقال بالعامية فلان حليبة طاهر لأنه أحسن الى مسنيه واهتم بهم وقام بواجبه في محنتهم على أحسن ما يرام فهذا هو حال جميع إفراد مجتمعي عدا بعض الحالات الشاذة والقليلة جداً قد لا تذكر..!!). ومثل هذا التصرف من قبل العائلة من شأنه ان يقلل من شعورهم بالألم وتأنيب الضمير بعد وفات المسن..!!  ان الموت ليس اعظم مصيبة في الحياة --!!! اعظم مصيبة هي ان يموت فينا الخوف من الله ونحن على قيد الحياة --!!

[ وبهذه المناسبة لكي لايفوتني  يقال :-  إن من نعم الخالق سبحانه وتعالى هي إن أهل الميت ينسون الميت (ميتهم) بسرعة تفوق سرعة فرسين يجريان بأقصى سرعتهما وباتجاهين متعاكسين ...!!!].

الموت والمجتمــع :-
ايضاً موقف المجتمع من المسنين والموت فيه من الثنائية ما هو متوفر في موقف العائلة . والمجتمع يسعى لضمان حقوق المسنين بعد تقاعدهم غير ان في نفس الوقت يتنصل من المسؤوليات الاقتصادية التي يجب ملاقاتها ومن تكاليف العناية الطبية المركزة التي يبذل من اجل الإبقاء على حياتهم ومثل هذا الموقف واضح المعالم في الحضارات الغربية والتي اخذ يغلب فيها الشعور بان المسنين ليسوا من الحياة وبأنهم كلما ( أسرعوا في الخروج منها كلما استراحوا وأراحوا ) وهذا الاتجاه يفسر حالة الضنك المعيشي للمسنين في بعض هذه المجتمعات وهكذا فان المدنية المعاصرة التي تسعى لإطالة معدل الحياة من ناحية راحت من ناحية أخرى تتجه نحو إنكار المسنين وضرورة رعايتهم وهنالك بوادر عديدة تعبر عن الرأي بان المسن يجب إن لا يساعد في إطالة حياته لا لان هذه الإطالة يطيل من معاناة المسن وإنما لأنها تطيل وتزيد من معاناة المجتمع..!!

وسيليه الجزء الثالث والاخير
المصدر (كتاب النفس ومراحل الحياة /عادل فرج القس يونان ) .


عادل فرج القس يونان



25
من حكايات جدتي
 
ابن الوزير يقلد ابن الملك ويتزوج دجاجة
الجزء الثاني
بعد ان اخبر ابن الملك امه بخبر الزواج  طارت الام من الفرح كما يقال ودخلت مسرعة الى والده الملك لتبشره  بالخبر ايضا فرح الملك فرحا عظيما بسبب موافقة ابنه الوحيد على الزواج بعد ان كان يرفض ذلك رغم الحاح والديه عليه فقال عليه الاختيار وعليّ التنفيذ في كل شىّ (ابن الملك بعد ) اي بنت من مملكتنا او اي بنت من بنات الملوك للممالك الاخرى فخرجت امه واخبرت ابنها بما قاله والده الملك فقال انا اريد ان اتزوج بنت فلان فقط  وعنوانه كذا --
 (وكان  فلان  فلاح بسيط  يسكن بيت بسيط جدا وفي منطقة شعبية ) ولا اتزوج غيرها ابدا  فصدم الوالدين صدمة شديدة كادت ان تفقد وعيهم  فألح عليه والديه ليعدل عن اختياره من اوساط الشعب العاديين اوالناس  البسطاء لاسيما هذا الفلاح البسيط وماذا سيقولون الاصدقاء من ملوك الدول الاخرى والمسؤولين في مملكتنا  فأصر الولد مؤكدا( لو اتزوج هذه البنت والا فلا اتزوج مطلقا لابل سأقدم على الانتحار اذا رفضتم اختياري هذا ---!!! )  فصار الوالدين امام امر الواقع فأمر الملك قسم من حاشيته بتهيئة عربة ويّحملوها تحف وهدايا ويذهبوا الى والد البنت لخطبتها وفعلا تم مااراد الملك ودخلوا بيت الفتاة وسلمت لهم  هدايا الملك وفاتحوا والد الفتاة بالموضوع فرد عليهم الرجل قائلا انا وزوجتي وكل ما عندي هو فداء للملك وابنه ... ولكن نحن لوحدنا حيث لم نخّلف لابنات ولا اولاد - والله كل الذي نملكه هي دجاجة واحدة فقط فأستغربوا (الحاشية)  كثيرا من كلامه --!! وعادوا الى الملك واخبروه بالحكاية ---!!!  ثم خّبر الملك ولده بالامر فرد عليه الولد نعم انا اريد ان اتزوج دجاجتهم الوحيدة - فاستغرب الملك من جواب ولده وكانت الطامة الكبرى  وحاول مع زوجته ان يجعلا الولد يعدل عن رأيه هذا لكن محاولاتهم كلها باءت بالفشل فحزن الملك وزوجته حزنا عظيما وكيف يوافق على هكذا زيجة وماذا ستقول عنه الملوك والامراء والناس- --!!!  واخيرا وافق الملك نزولا الى رغبة ولده الوحيد لكي لايخسره اذا نفذ وعده وتهديده بالانتحار في حالة رفض والديه طلبه الزواج من تلك الدجاجة ---!!! فذيع الخبر بالولاية بواسطة الدلال (المنادي ) ودعا اهل الممكلة جميعهم وكذلك ارسل دعوات الى اصدقائه الملوك والامراء لحضور حفلة زواج ولده الوحيد ولما عرفوا بخبر زواج ابن الملك  من دجاجة استغربوا وزادت حيرتهم ---!!! وفي الموعد المحدد حضروا المدعوون وبدأ الطبل والزورنه والرقص والطرب وكان العرسان جالسين في وسط المدعووين (ابن الملك والدجاجة) .. ووزع( المقسوم والمقبلات )  وكذلك قدمت مختلف صنوف الاكل المتوفر وقتها والملك وزوجته في دوامة من الحيرة والخجل .. المهم انتهت الحفلة وغادر العرسان الى قصرهم المؤثث (ايما تأثيث..!!)  بعد توديعهم من قبل الاقارب والاحبة فدخلا العرسان غرفتهم وغلق ابن الملك الباب  بعد ان  تناول عصا غليضة كان قد  وضعها خلف الباب ورفعها الى الاعلى للتهيىء لاستخدامها فقال :-  لزوجته الدجاجة انظري لن اقول لك سوى كلمتين اما ان تنزعي حلتك وتظهري على حقيقتك كما عرفتك والا سأنهي حياتك في الحال .. فأخذت ترتجف خوفا محاولة مماطلته فرد عليها بغضب شديد.. نفذي امري في الحال والا سأخلص عليك فردت عليه مهلا سأنفذ أمرك  حالا وفعلا نزعت حلتها وظهرت تلك الفتاة التي وصفت لنا سلفا--!! وأمرها ان تلبس جهازها المهيء لها .. جهاز  لزوجة ابن الملك وبعد ان انتهت ظهرت بكامل حسنها وجمالها سبحان الخالق والخالق احسن--!! فخرج ابن الملك من غرفته مسرعا ليبلغ والديه للحضور ورؤية جنتهم على حقيقتها وفعلا حضرا الوالدين ولما شاهدوا وعرفوا الحقيقة  انبهروا وغرقت عيونهم بالدموع من شدة الفرح والمفاجئة  وفي الحال قرر الملك اعلان عطلة رسمية في جميع انحاء المملكة لمدة سبعة ايام وتتفرغ الناس لحضور عرس ابن الملك خلال كل هذه المدة وارسل الملك دعوات جديدة الى اصدقاؤه – وو... لغرض حضورهم هذه الفرحة الكبيرة – وتمت الفرحة على اتم وجه كما يقال ---
 ولكي لاأطيل عليكم جاء ابن الوزير وقال لصديقه ابن الملك (العريس ) :-  انا ايضا اريد ان اتزوج دجاجة واطلب منك ان تعلمني كيف اتصرف معها  لتتحول الى فتاة جميلة  مثل زوجتك فأجابه ابن الملك سهلة جدا.. انا بعد انتهاء الحفلة وتوديعنا  من قبل الحضور  دخلنا انا والدجاجة غرفتنا واخذت عصا غليضة بيدي كنت قد وضعتها خلف الباب دون علمها وهددتها بها قائلا:-  اما ان تتحولي الى فتاة او انهي حياتك في الحال وحالا تحولت وكما تلاحظ ومن صباح اليوم الثاني ايضا طلب أبن الوزير من والديه  ان يزوجوه دجاجة مثل صديقه ابن الملك وايضا ارسل الوزير جماعة ليختاروا دجاجة حلوة وجيدة لأبنه لكي يتزوجها وفعلا اختاروا له دجاجة حلوة  أّكد صاحبها بانها احسن من كل الدجاجات التي يملكها لابل وانها تبيض يوميا واكثر الاحيان بيضها ( ذات صفارين )  فأستلموا الجماعة الدجاجة  ودفعوا لصاحبها اضعاف ثمنها كما اوصى به سعادة الوزير  وادخلوا الفرحة والسرور في قلب صاحبها وعائلته ودعوا الله ان يكّثر من امثال الوزير الكريم وعائلته المحترمة  وينصره لسخائه ومحبته للفقراء --  ورجعوا الى الوزير وسلموا الدجاجة لأبنه وحددوا موعد للحفلة وذاع الدلال الخبر في الولاية كالعادة  وارسل الوزير دعوات الى اصدقائه من خارج بلاده وفعلا تمت الحفلة بسلام بعد ان ربطت الدجاجة بشكل محكم على الكرسي المجاور لكرسي العريس  وودع العروس وزوجته الدجاجة الى بيته ودخل العرسان وغلق ابن الوزير الباب وكما علمه ابن الملك اخذ عصاه بيده واخذ يهدد الدجاجة لكن من دون جدوى فضربها فطارت من مكانها وسقطت في احدى زوايا الغرفة  بعد ان كسرت بعض التحف والهدايا المقدمة لابن الوزير وضربها ثانية وايضا طارت من مكانها واحدثت اصوات نتيجة  كسر العديد من الاشياء الاخرى وهكذا الى ان تحولت محتويات الغرفة الى هيئة انقاض محطمة  واخيرا  فتح لها الباب وخرجت من الغرفة تاركة عريسها واهله  غارقين  في حزنهم  وخجلهم وآهاتهم .
 سؤالي هنا   كم من أناس لاسيما في بلدي يقلدون ابن الملك ومن دون معرفة او دراية لابل  و بدون أية مؤهلات تؤهلهم لنيل المناصب التي يحتلونها ---!!!! الله يكون بعونك يا بلدي الحبيب العراق العظيم
حقا ان أسوأ الازمنة  --- (هو )---   زمن تختلط فيه اقدار الناس  يصبح الصغير كبيرا ويصبح الكبير صغيرا ويغدو فيه الجاهل عالما ويصبح العالم جاهلا ويموت فيه اصحاب المواهب ليقفز على قمته الجهلاء!!!!  )
زمان عجيب (ظلام ضياء . يقتلون الانسان بحجة الدفاع عن  الله  . بينما عليهم ان يدافعوا عن الانسان كي يتمكن من التعرف الى الله ---- !!! ) وصراع مرير من اجل البقاء وانت ياعراق  صريعا في بحور الدماء صراخ نحيب عويل بكاء قتلوا الجميع من دون استثناء وعهد المغول عاد بقتل الابرياء وهجرة الأصلاء  واحداث كثيرة ترّجع البلاد الى الوراء متى ينتهي ذلك الوباء --؟؟ ام تبقى في انينك وتنتهي بالانكسار ---- !!!   كلا والف كلا يا بلدي يا بلد  الحضارات لم ولن تنتهي بالانكسار 
لأن من يقرأ تاريخك لا يدخل اليأس الى قلبه ابدا

 عادل فرج القس يونان




26
المـــوت
الجزء الاول

إن الموت هوحقيقة لا يمكن إن نجادل فيها. والموت هو النهاية الطبيعية والتي لا بد منها للحياة أي بمعنى إن هناك تلازم لا انفكاك منه بين الحياة والموت وهذه الحقيقة يعرفها الجميع ( الإنسان على الأرض ) وتحدث في كل وقت وفي أي عمر وأي جنس إذن باعتقادي هو الحق والعدل والمساواة الوحيدة في هذا الكون حيث يتساوى فيه الصغير والكبير المرأة والرجل الفتاة والشاب الغني والفقير الجميل والقبيح ..!! لكن رغم معرفتنا بهذه الحقيقة ورؤيتنا للموت يومياً لكن لازلنا نعتبر الموت غريباً . لاغرابة في الموت ابداً الغريب هو موت الإنسان الغريب ***( ذو الأخلاق الحسنة الايجابية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من الوصف والمعنى ولو كنت إلهًا لوزًعت الخلود بلا حساب دون ان اسمح ولو لمرًةً واحدة لجسد جميل او لروح شجاعة  ان تموت--!!!  لكان الموت باعتقادي اكثر عدالة )*** والذي نفتقر إليه خصوصاً في عصرنا الحالي ..!! إذن الموت هو حقيقة لايمكن الجدل فيه كما أسلفت . هو الحقيقة الوحيدة والأكيدة التي يعرفها الإنسان على الأرض وأيضا هنالك التزام أخر بين الحياة والموت هو التزام زمني يجعل الموت أكثر ابتعاداً عن مجرى الحياة كلما تقدم الكائن الحي في العمر وحتى لو بدى في طفولته وحداثته وشبابه وكأنه ينمو ويثبت أقدامه في الحياة.
 ومن المفيد أن اشير هنا إن معدل حياة الفرد في نظر الباحثين لم يتجاوز الثامنة عشر في عصور ما قبل التاريخ وهو لم يتجاوز متوسط الثامنة والعشرين في عصور الحضارات القديمة من بابلية وفرعونية ورومانية ويونانية ( غير ان هذا لا ينفي ان فئة من الناس قد تجاوزت هذا المعدل إلى حدود متفاوتة ) وقد اعتبر ذلك دلالة على الحيوية أو معجزة خارقة وخص المعمرون بسبب ذلك بصفات غير طبيعية أهلتهم لمواقع هامة في حياة مجتمعاتهم وعصورهم وارتفع معدل العمر بشكل تدريجي بعد ذلك فوصل في المجتمعات الغربية في عصر الثورة الصناعية إلى سن الأربعين ووصل الخمسين في نهاية القرن التاسع عشر وبلغ ألان الخامسة والسبعون في بعض الدول الاسكندنافية وقد كان لهذا الارتفاع التدريجي في معدل الحياة أثره في حياة الإنسان وهو اثر يزداد وضوحاً كلما زاد هذا المعدل فبينما كان الموت في الماضي يأتي لصاحبة وهو بصحة جيدة وفي عنفوان حياته بسبب آفة أو مرض طارئ لا يمهله طويلاً فقد أصبح اليوم يأتي لصاحبه بعد عمر طويل ظهرت بوادر بإعراض الكبر والعلل والضجر لمدة طويلة ومتزايدة ولهذا فقد أصبح تقدم العمر مهما طال أمده أكثر إنذارا بالموت لصاحبه من سن الصغر وقصر الأجل كما كان نصيب الإنسان في الماضي.
إن اهتمام الإنسان بالموت وخشيته منه وطموحه بالخلود ليس بالشيء الجديد في حياة الإنسان فمنذ عهد كلكامش على الأقل والإنسان يسعى لإطالة حياته بوسيلة أو أخرى ولعل مبدأ البحث عن هذه الغاية واحدة في الماضي والحاضر لان قضية الحياة والموت هي من القضايا الإنسانية العامة حيث عالجتها آداب أمم وأقوام كثيرة وفي مختلف العهود والأزمان ونجدها متغلغلة في مآثر اليونان الأدبية ونجد أيضا على سبيل المثال لا الحصر في الأدب العربي قصصاً طريفة عن إخبار المعمرين وأخبار الكثير من الأبطال الذين ركبوا الأخطار والمغامرات لنيل الخلود والبقاء كقصة لقمان الحكيم وذوي القرنين والخضر وقد نسب لبعضهم الخلود المطلق مثل الخضر كما نسب لبعضهم الأخر أعمار طويلة مثل لقمان الحكيم والذي انتهت حياته بموته ..!! أن هذا الصراع الأزلي  بين الموت والفناء المقدرين وبين إرادة الإنسان الضعيفة المقهورة في محاولتها التشبث بالوجود والبقاء والسعي وراء وسيلة للخلود هو المشكلة الإنسانية العامة المتكررة ..!!.
وان كنا نجد بان الإنسان المعاصر هو أكثر من الإنسان الماضي انشغالاً بالأمر وقد يبدو ذلك متناقضاً مع ما أدركه الإنسان المعاصر طول متوسط العمر غير إن الحياة الطويلة قد جعلته يصل إلى مراحل من العمر تقربه وتذكره بما ينتظر بعد ذلك وهكذا. ( فان الإنسان المعاصر يدفع ثمن ما يحظى به من طول العمر باهتمامه وهمومه بالحياة والموت سواء جاء ذلك بصورة واعية ومباشرة كما هو حال المسنين الذين يتوقعون الموت وينتظرونه. أو جاء بصورة غير واعية وغير مباشرة وبطرق تعبيرية مختلفة من سلوكية ونفسية وعاطفية في مراحل سابقة للشيخوخة ) هنالك تباين واسع المدى والدرجات بين الناس بشأن أهمية فكرة الموت وتأثيرها على حياتهم النفسية وعلى علاقاتهم مع غيرهم و لما كان الموت لايحدث في فراغ إذن لابد لذلك أن نتناول الموضوع من عدة زوايا تؤثر كل واحدة منها وتتأثر بعملية مواجهة هذا الواقع الذي لابد منه واهم هذه الزوايا      ( الإنسان نفسه، ثم  عائلته، والمجتمع ) والطبيب الذي يشرف على علاجه  ولما كانت مواقف جميع هذه الإطراف غير متوافقة في كثير من الحالات فمن الأفضل تناولها كلُّ على حدة ..!!.
الموت والإنسان نفسه.
إن الموت ليس تجربة حياتية (والموت ليس لحظة في الحياة، ولن نعيش طويلاً حتى نجربها) فأن العدم في الحياة مصدر خشية وقلق في حياة الإنسان وفي أي مرحلة حياتية يواجه فيها هذا الاحتمال أو يفكر فيه ملياً ومع إن حقيقة الموت واضحة ومتكررة المثال الا إن الإنسان وخاصة في الصبا والشباب يتصرف وكأنه لا يعي هذه الحقيقة والواقع إن إدراكه لها هو اكبر من ظاهرة هذا الوعي الذي يحدث . هو إن الإنسان ( يكبت ويستبطن في لا شعوري الخوف من الموت وتحول ذلك إلى حالة من القلق لايعلم مصدرها) وهكذا يتخلص الإنسان من تجربة الشعور المباشر بمصدر الخوف وهو الشعور الذي يمكن إن يدفعه إلى التشاؤم وأن يحط من قدرته على ملاقاة مشاق الحياة ويستبدله بشعور من القلق يخلق في نفسه محاذرةً الخطر ويجعله أكثر يقضة وتهيؤا لملاقاة إخطار الحياة وفي الحالتين فان الموت يصبح مصدراً من مصادر إدامة الحياة وضمان البقاء ولو إلى حين ويظل هذا المصدر فعالاً مادامت هناك إمكانية في أن تهزم الصحة   المرض ..!!.
غير إن هذه الإمكانية تتناقض تدريجياً ويبدأ نضوب هذا المصدر عندما تبدأ علامات الكبر والشيخوخة وتبدأ معها حالات المرض المزمنة والتي لا تميل إلى الزوال ولابد للمرء في هذه المرحلة ( من إن يقر لنفسه بما كان يغالطها في أمره في الماضي وان يواجه حقيقة إن للحياة نهاية وبأنه أصبح ألان اقرب للعدم منه للحياة )..!!. وتقبل الناس لهذه الحقيقة يختلف بين شخص وآخر لا تبعاً لشخصيته فقط وإنما تبعاً لتجاربه الحياتية أيضا وبما أدركه في حياته ولظروفه العائلية ومكانته الاجتماعية. وعلى العموم فان أكثر الناس ( حتى بمسيرتهم الحياتية هم أكثر تقبلاً لمصيرهم أما الذين عبر حياتهم الطويلة كان موقفهم من مصيرهم يتخذ إشكالا مختلفة من يأس أو رفض أو اضطراب في السلوك أو انفعال في العاطفة وهم بذلك يدللون على أنهم هم يفطنوا الى ضرورة ان يجعلوا من حياتهم طريقاً صالحاً لموتهم يسهل عبوره ويبرز وجودهم ولا تفزعهم مواجهته والقلة من الناس فقط ينجحون  في ان يصمموا ويحققوا موتهم بأيديهم ..!!. فان واجهوا أجلهم لم ينكروا أو يخشونه . أما معظم الناس فأنهم يظلون يداعبون الأمل بان الموت الذي أصاب غيرهم هو بعيد عنهم وحتى أكثر الناس قرباً منه فانه يتجه الى إنكار هذا القرب وهذا الإنكار يأتي في غالبه من مصدر لا شعوري ومن إن يهيئ للمسن بعض الراحة والاطمئنان ولعل أكثر ما يخشاه المسن وهو على عتبة الموت هو إن يكون في عبوره ألماً عظيماً ( وكم سمعت من والدتي رحمها الله وهي    تقول :- كم أتمنى وكل دعائي الى الله ومريم العذراء ان اموت وانأ بكامل صحتي لا إن أصبح طريحة الفراش لأتعذب وأن اتالم وأحَّملْ غيري التعب والشقاء وفعلاً تحقق لها ما أرادت وهي بعمر82 سنة ) وقد تفنن الوصاف في وصف حشرجة الموت غير إن ذلك يمثل وضعاً خارجياً لما يحدث وهو لا يتوافق مع ما افضى ويفضي به الذين فقدوا الوعي ثم استفاقوا ليصفوا تجربتهم من جديد وهي التجربة التي لاتفيد بتوفر الألم الذي يخشاه معظم الناس..!!.

 
















27
من حكايات جدتي
ابن الوزير يقلد ابن الملك ويتزوج دجاجة
الجزء الاول

من المعلوم ان القرى والارياف في بلدي العزيز العراق العظيم حتى نهاية الستينات من القرن الماضي الا ما ندر لم تذق طعم  الخدمات حتى  بأبسط صورها وأولها او  لاسيما الكهرباء والماء ...!!  وانا واحد من ابناء تلك القرى والارياف ،  ابن القوش العزيزة  ناحية تابعة يومها  الى قضاء الشيخان  لواء االموصل والتي تبعد 45 كم شمالا من لواء الموصل  تخرجت من الدراسة الاعدادية (الفرع العلمي ) للعام الدراسي 66- 1967  من دون ان تصلنا الكهرباء وكانت دراستنا في تحضير الواجبات اليومية تتم على ضوء اللالة (شراغة  او السراج  ) ومن ثم  اللمبة واخيرا على ضوء اللوكس وكانت نعمة وبركة لان ضياء اللوكس جدا قوي او عالي قياسا باللمبة واللالة. لابل وكان يستخدم في حفلات الاعراس .  محظوظ من كان يملك اللوكس يومها  بسبب ضعف وصعوبة  الحالة الاقتصادية والمعيشية انذاك ---!!!   .(لأن بلدي فقيرا جدا جدا لاتتوفر فيه اية خيرات او نعم سماوية--!! ولولا ادارته الحكيمة لكانت حتى  اللالة حسرة علينا لكنها نعمة الادارة وحب الوطن والتفاني والاخلاص من اجله وشعبه العزيز جدا على المسؤولين على ادارته  والى يومنا هذا وله الحمد والشكر سبحانه وتعالى وكما يقول مثل من امثال  الجاهلية اعطي القوس باريه)
 واعتقد لاحاجة لتوضيح او الدلالة لمسميات تلك الاجهزة  لان العراقيون في عام 1991 يتذكرون جيدا  بفضل قائد الضرورة حفظه الله ورعاه قد اعادوا او اجبروا على استخدام اللالة واللمبة واللوكس اثناء الحصار الذي فرض على العراق  من 1991 – والى حين يبعثون ---!!! فرض  على بلدي العزيز العراق المظلوم فلا ضرورة للتعريف بوسائل الاضاءة تلك - -
 المهم كان ذلك حالنا في القوش كحال معظم نواحي وقرى العراق نعيش على الكيفية المنوه عنها مختصرا فكان مساء الخميس راحتنا لان الجمعة عطلتنا فكنا نجلس مساء على شكل دائرة حول المنقل (المجهز من الحطب المقطع بعد حرقه ليتحول الى جمر نوعا ما ثم ندخله في الغرفة  ) متراصفين لنحصل على الدفىء قدر الامكان وكانت جدتي من الام (ام أمي ببي دقيقا ارملة المرحوم (جدي) بحو شبلا  ) تسكن بجوار بيتنا مباشرة فكان مساء كل  خميس موعد  حضورها معنا وكانت قد قضت معظم حياتها  في البلد (الموصل ) تتميز بالتنظيم  والنظافة والمعرفة رغم كبر سنها الذي تجاوز السبعين يومها ..  بنت المدينة بعد  (مثقفة ) قياسا بسكان القرى , فكنا ننتظر مساء  الخميس بفارغ الصبر لكي نستمتع بحكمها وخبرتها وقصصها (لأن القصص والامثال والحكم كانت هي الاسلوب الوحيد  لنقل خبرة الاجيال السابقة الينا وللأجيال القادمة  لعدم وجود وسائل اخرى  المرئية والمسموعة  والمقروءة ..الخ المتوفرة حاليا وكما هو معلوم ايضا  ان  خبرة الاجيال السابقة هي الاسس التي يبنى عليها التقدم والرقي في حياة الشعوب والمجتمعات ....حيث كانت كل القصص والحكم بمثابة تجارب الاباء والاجداد القدماء في حياتهم وذات دلالة لعبر ودروس الماضي ليستفيد منها من يريد في الحياة –  ولكن نجد هنا  ضرورة ايضا ان  نقول :-  اذا كانت الحكمة من دون جدوى فمن الحكمة ان نعاني  ---!!! 
ومنها قصة جدتي  هذه فقالت رحمها الله  في تلك الليلة   :-   كان للمك بستان وفيه حارس يحرسه وكان له ابن وحيد مدلل يرتاد الى بستانهم احيانا ويقضي عدة ساعات مع اصدقائه في البستان للتنزه وكان يسأل حارس البستان عن اموره ومشاكله وذات يوم اثناء وجوده في البستان  مع شلته  لاحظ على الحارس انزعاج وقلق فسأله ابن الملك خيرا ما بك هل من امر يزعجك او من مشكلة تعاني منها --؟  فرد عليه الحارس والله يا طويل العمر عليك استطيع اخفي ولكن على الله عزوجل لااستطيع ان  اخفي عليه شىء . انا في محنة كبيرة  حيث  صار لي اكثر من ثلاثة اسابيع وانا اعيش على اعصابي لأنه  كل يوم خميس  بعد الظهر  تأتيني دجاجة وتدخل البستان من دون  خوف --  ومن غير اية مبالات من احد ابدا ----!!! 
وتقول لي :- (ياراعي البستان يا راعي البستان صير بعرورة وادكندر  (ادحرج) فحالا اتدحرج مثل البعرورة من بداية البستان والى نهايته ذهابا وايابا فتذهب الدجاجة الى البئر الذي وسط البستان فتنزع حلتها وتتحول الى فتاة جميلة جدا( سبحان الخالق والخالق احسن..!! )  وتنزع ملابسها وترمي بنفسها في البئر وتسبح وتغسل على راحتها وتنتهي ثم ترتدي ملابسها ومن ثم تتحول الى دجاجة واثناء خروجها ايضا تردد مقولتها التي ترددها  اثناء دخولها (يا راعي البستان يا راعي البستان صير بعرورة وادكندر)  فأتوقف عن الدحرجة وارجع الى حالتي الطبيعية وتخرج هي من البستان وهكذا فأمره ابن الملك  بان يكتم هذا السر  نهائيا واتفق معه ان يحضر الخميس الى البستان ليّطلع بنفسه  على الحالة او القضية كما يقال  وفعلا حضر ابن الملك الى البستان يوم الخميس قبل موعد مجيىء الدجاجة وتسلق شجرة عالية واختبى فيها لكي يراقب الدجاجة وفعلا في موعدها المعتاد دخلت الدجاجة الى البستان وهي تمشي بتبختر وكبرياء  وكما وصفها الحارس ---  ثم   رددت مقولتها المعتادة فأخذ الحارس يتدحرج في البستان من شمال البستان الى جنوبها وبالعكس وابن الملك يراقب كل شىء من اعلى الشجرة وبدهشة واستغراب ..!!  وفعلا وصلت الدجاجة الى البئر الذي في البستان وتحولت الى فتاة جميلة كما وصفها الحارس ايضا  وبدأت تخلع ثيابها ثم رمت نفسها في البئر واخذت تسبح وتغسل نفسها وبعد ان انتهت من الغسل خرجت من البئر وبدأت تلبس ثيابها ثم تحولت الى دجاجة ثانية وهمت بالخروج  ثم  آمرت الحارس بالرجوع الى حالته الطبيعية بترديد مقولتها تلك وخرجت من البستان فنزل ابن الملك من الشجرة ولحق بها يتبعها  من دون علمها ومن دون ان تراه -  الى ان وصلت دارأصحابها  فدخلت فيه فتركها ابن الملك وعاد الى بيته  بعد ان عرف عنوان بيتها بالتمام ثم اخبر امه برغبته بالزواج وان تخبر والده الملك بذلك فطارت الام من الفرح ودخلت على الملك بسرعة فأخبرت الملك وايضا فرح الملك فرحا عظيما بسبب طلب ابنه الوحيد الزواج بعد ان كان يرفض طلب والده بالزواج مرارا وتكرارا فقال عليه الاختيار وعليّ التنفيذ في كل شىء (ابن الملك بعد ) اي بنت من مملكتنا او اي بنت من  بنات الملوك للممالك الاخرى فاخبرته امه بالخبر فقال انا فقط  اريد ان اتزوج بنت فلان وعنوانه كذا ولا ارضى بالزواج من غيرها ابدا ابدا ----!!!---
وسيليه الجزء الثاني


28
هل يتساوى الرجل والمرأة بالذكاء والعقل ...؟

 
ان ما اطرحه  في الاجابة على هذا السؤال هو وجهة نظري البسيطة و المتواضعة فقط .  وقد اكون فيها على صواب او على خطأ  وبغض النظر عن  ذلك اعتبر البحث في هذا الموضوع هو البحث في الملفات الساخنة جدا . اذا صح التعبير والمثيرة للجدل وتتطلب ايضا الشجاعة والصراحة التى هى سيف الله فى الارض----! لان احكامي ستكون ثقيلة على نفوس النساء ونفوس الرجال الذين يجاملوهن وخصوصا اذا كانت قراءتهم لهذه الدراسة النفسية سطحية وعلى عجل --!!  لكن البراهين القاطعة التي بين يدي تمنعهم من منازعتي مع شدة ذكائهن وتمنع انصارهن من الرجال رغم ان بعضهم لبعض ظهيراً او سانداً ..!! حيث يعتقد كثير من الناس ان الرجل والمرأة متساوين في الذكاء والعقل ..!! فأعتقد انهم اصابو في الاولى واخطاؤا في الثانية ..!! نعم تستطيع المرأة ان تجاري الرجل في سرعة لما تمتلكه من سرعة حضور البديهية لابل وتستطيع ايضا بواسطة الرقة والدماثة التى تملكهما المرأة (ان تقود أقوى وأشرس رجل فى العالم مثلما تقود فتاة السيرك الأسد ومعظمنا قد شاهد هذه الحالة عند زيارته للسيرك ) ولكنها ( اى المرأة ) لا تستطيع ذلك في الآناة والرفق وامتلاك هوى النفس والاخذ بفضيلة الصبر مع ما تكره وما تحب . وتستطيع ان تدرك ما يدركه الرجل من شؤون الحياة لابل وان تستخرج المجهولات من المعلومات كما يستخرجها الرجل ولكنها لا تستطيع ان تنتفع بمعلوماتها كما ينتفع وسبب ذلك ان بين جنبي المرأة نفساً غير نفسه وهوى غير هواه وقلباً صغيراً لا يحتمل ما يتحمله عقل الرجل الكبير لكنها تمشي وراء قلبها فيظلها ويخدعها  الرجل يمشي وراء عقله فيهديه الى طريق الصواب لذلك  كلما وقفت مع الرجل في موقف سقطت بين يديه عجزاً او ضعفاً بسبب عدم معرفتها السبيل الى قلب الرجل كما يعرفه هو   . اذن لا عجب---!!!  في قولي ان الذكاء هو غير العقل فمثلاً اللصوص والمحتالين والكاذبون والمنافقون هم اذكياء ولكن ليس بينهم عاقل واحد لانهم يجلبون لانفسهم التلف والهلاك حيث لا يغني عنهم ذكائهم شيئاً وكثيراً ما يكون الذكاء الشديد داعياً الى الجنون حتى اننا لانكاد نرى ذكياً من الاذكياء الا ونرى في شؤونه واطواره احوالاً شاذة تخالف قوانين العقل وقواعد الطبيعة لا بل وان اكثر ما يصيب  النوابغ والاذكياء من بؤس العيش وسوء الحال يعود الى ضعف عقولهم ونقص في تصوراتهم لذلك يقال ( الذكاء ) في رأس الانسان كالسيف في يد الشجاع وكثير ما يضرب عنقهُ بسيفه اذا كان طائشاً اهوج لا تملك نفسه في مواقف الحزن والغضب ---!!!.
عليه ماذا ينفع ذكاء المرأة اذا لم يكن وراءه عقل يأخذ بيدها عندما تعثر بعقبة من عقبات الحياة ثم ان الرجل لولا اعقل من المرأة ما كان له عليها هذا السلطان والغلب ولا استطاع ان يقودها وراءه كما يقاد المهر الى مهر اخر ولا ان يملك امر فقرها وغناها وحبها واطلاقها وحجابها وسفورها وينفرد بوضع القوانين والشرائع الخاصة بها من حيث لاتجد في نفسها قوة
لدفعها والخروج عليها ---!!! نعم حسب حكم الطبيعة القوي يملك على الضعيف كل شيء حتى نفسه وهواه وهكذا كان شأن الانسان مع الحيوان وشأن الرجل مع المرأة- الانسان نوع من انواع الحيوان لم يكن في مبدأ خليقته اكثر خيراً منها  في شأن من شؤون الحياة . لكنه اوفر عقلاً من الحيوان واوسع صلة فما زال يطلب لنفسة الغاية التي تتناسب استعداده وفطرته حتى اصبح سيد الحيوان فمدن المدن ومصر الامصار(الولايات )  وشاد وبنى وتألق وترفه ثم طرد صاحبه ( الحيوان ) الى الصحاري والرمال وقمم الجبال يأكل بعضه بعضاً ويتفانى شقاء وجهل --!!  والرجل اخو المرأة وقسيمها في الرحم والمهد..  الابوة والامومة والقومة والقعدة والنومة واليقظة لكن وجد نفسه افضل منها في قوة العقل والتدبير فكان ظالماً خشن النفس قاسي القلب فأبى الا ان يأسرها ويغلبها على أمرها ويملك جسمها ونفسها فتم له ما اراد- ملك جسمها لانه حجبها عن النور والهواء فاذعنت له وملك عليها نفسها لانه تمكن من ترهيبها وترويعها بادعاءه ان ذنبها في جريمة الفسق المشترك اكبر من ذنبه وان جنايتها ضعف جنايته فصدقت كل ذلك وطلب ان تسلم اليه الامر في تدبير شؤونها والتصرف باموالها  فسلمت- -!!! واصبحت تنظر الى هذه القوانين الجائرة التي وضعها لها والاعتبارات الفاسدة التي اعتبرها معها كما ينظر اليها هو بعين الاجلال والاعظام ولو كان للمرأة ما للرجل من قوة العقل لاستطاعت ان تحجبه في المنزل وان تتولى التصرف في شؤونه والعبث بعقله كما تشاء فتعّظم جريمته في عينها وتصغر جريمتها وان تنفذ الى قلبه فتلعب به لعب الصبي بالكرة واكثر..  وان تحدثه فيصدق وتأمره فيأتمر وتسن له القوانين الجائرة او الشرائع الفاسدة فيؤمن بها ايمانه بالآله المعبود اكثر مما صنع هو بها لكن هذا لم يكون فبلغ الرجل بها ما اراد .
ليس قصدي من هذا ان اقول الفرق في القوة العقلية يمنح الرجل الحق في ظلمها وغلبتها أبدا بل قصدي من ذلك ان هذا الفرق سبب ذلك السلطان القاهر والحكمة الجائرة لذلك نرى الهيئة الاجتماعية تحكم على المرأة الفاسقة حكماً صارماً فتنبذها وتحتقرها ولا تحكم على الرجل الفاسق مع ان جريمتهما واحد فيخدعها الرجل وبحكم الاختلاط بين الجنسين فى المدارس او فى الاعمال خارج المنزل او داخله الذى فرضته علينا حياتنا المدنية تصبح الفتاة عرضة لمطاردة الرجل لان مطاردته لها لاتعيبه بشىء بل تعيب الفتاة وحدها حسب عاداتنا وقيود مجتمعنا والفتاة تتحاشى الرجل لتحافظ على شرفها لكن الرجل لايرتدع ويظل يطاردها مستخدما كل الوسائل للظفر بها فمرة يتحايل عليها بالحب الجارف واخرى بوعود كاذبة كالزواج والتفانى فى الاخلاص الابدى وفى لحظة طيش تصدقه الفتاة وتثق به فتستسلم له وهى احيانا لاتّقدر ان هذا سيفقدها  عذريتها ---- !! وانه قد يقضى عليها وعلى مستقبلها وغالبا ما يقضى على حياتها ---- !!!!!  فاذا سقطت هاج المجتمع الانساني عليها رجاله ونساؤه وملأوا قلبها هولاً ورعباً من حيث لا يطير على الرجل شرارة واحدة من هذه النار المتأججة (وسأروى لكم فى نهاية هذه الدراسة واقعة حقيقية حية على سبيل المثال لا الحصر ) لان الرجل هو الذي وضع القوانين وشرع تلك الشرائع وما يقصر في محاباة نفسه لانه شره طماع محب لذاته ولا يعدل في القضاء في قضية هو الخصم فيها والحكم لانه ظالماً جبار.--!! أما الواقعة :-
 قد عرفت رجل يشغل منصبا مرموقا وينتمى الى عائلة معروفة اعتدى على فتاة تعمل فى دارهم فحملت منه فأضطر الى الزواج منها وبعد ان ولد الطفل أعطاه الشرعية ولقب عائلته أنتزعه من أمه ثم طلقها ليزوجها الى رجل فقير أغراه على قبول الزواج منها بالمال والطفل أصبح الان شاب يحمل لقب العائلة الشريفة ولكن مازال موضوع أحتقار وازدراء من العائلة
ذاتها ومن المجتمع الذى يروى قصته ويجرمه وأمه ظلما وعدوانا ولايذكر والده رحمه الله 

           
            وعفاه بكلمة سوء واحدة  --!!!         
 
عادل فرج القس يونان
   
المصدر
كتاب النفس ومراحل الحياة ---  الفصل الثالث ص79 (عادل فرج القس يونان 2007 )



       
 
     

29
الحياة النفسية للانثى

 
قد لايعلم البعض ان هناك عصوراً في التاريخ القديم سادت فيها سلطة المرأة ففي عهد الملك سيكروبس cecrops في اليونان القديم كانت المرأة هي سيدة العائلة وتمتعت بمكانة عظيمة في المجتمع وشاركت في الانتخابات..الــخ . ويذكر ايضاً بان هنالك نساء شهيرات في التاريخ القديم وكذلك الحديث قمن بأعمال مجيدة نذكر منهن كاليوبترا في العصر القديم وكاترين قيصرة روسيا في العصر الحديث. الا انه في عصر افلاطون آل دور المرأة الى الانحطاط رغم رقيه في الفكر كما هو معلوم فنزل مقامها والزمت الدار..الــخ مما يبرر التسمية " بعصر الرجل " وهو واقع مازال قائماً في معظم بلدان العالم بالرغم من التحولات الكثيرة والكبيرة في مجال حرية المرأة ومساواتها مع الرجل في الحقوق والواجبات ومع ان الكثير من الاقطار اخذت بمبدأ المساواة الا ان التطبيق العملي مازال متخلفاً بسبب تمتع الرجل بما يكفي من النفوذ والسيطرة لايقاف هذا التطبيق عند الحدود التي لاتضر بالسيادة الاجتماعية والاقتصادية وقد لا نجادل في هذا الخصوص..!!. ولهذا نجد ان اكثر البلدان حضارة وتقدماً في عصرنا هذا تحرم المرأة من التمتع بحقوق المساواة مع الرجل ( ولعل التخلف في فهم الحياة النفسية للمرأة وهو اكثر وضوحاً من التخلف في موضوع حريتها ومساواتها مع الرجل ) ومن يتابع مسيرة علم النفس الحديث يجد بأن علماء النفس قد تجنبو الى حد بعيد بحث نفسية المرأة بشكل مستقر وحتى في الحالات التي حدث فيها ذلك لم يكن بحث نفسية المرأة من أجل ذاتها بقدر ما كان من اجل فهم وتعزيز موقف الرجل المتسلط في الحياة وكل ذلك يثبت لنا موقف اما جاهلاً للمرأة او متحيز ضدها ومن هذه الآراء ان المرأة اكثر نرجسية من الرجل وبأن حاجتها بأن تحب اكثر بكثير من حاجة الرجل وبأنها اكثر جمود او اضعف من الرجل في الذات العليا "الضمير" وبأنها سلبية الهاوية اكثر منها عقلانية وبانها رخوة متذبذبة ومتواكبة وايضاً قد كان من اراء فرويد العالم النفساني النمساوي 1856 – 1939م ان المرأة في محاولتها التخلص من الشعور من النقص وما الزم به هذا الشعور ومن كراهية للرجل ورغبة في تحطيمه فانها " أي المرأة " تحاول حل هذا الصراع عن طريق او اخر من حلول ثلاثة  1). اما بقبولها بالامر الواقع لدورها الانثوي) . 2)  او بتحويل صراعاتها الى اعراض مرض نفسي. ) ( 3 . او ان نفسيتها تتحول في اتجاه عقدة الرجل...) .  والحل الاول قبول المرأة بامر الواقع بما يتطلب من الخضوع والتسليم بسلطة الرجل هو الحل الطبيعي في نظر فرويد وهو يتمشى مع واقعها البايولوجي ويوفران عليها الاتجاه المرضي او المنحرف اللذان يتمثلان بالحل الثاني والثالث على التوالي فالحل الثاني هو الحل المرضي يعتبره فرويد محاولة للمراوغة والتخلص من قبول الواقع اما الحل الثالث ففيه انحراف يبعد المرأة عن طبيعتها ويدفعها في طريق يمسخ انوثتها بالتقليد لما لم تتهيأ بالطبع لان تكون مثله " وهو الرجل "
ان مجمل ما اوردناه كله قد ساعد في ترسيخ الفهم الخاطئ للحياة النفسية للمرأة وقد وجدت هذه الاراء قبولاً لدى الكثيرين من الناس ممن وجدوا فيها تفسيراً معقولاً لنظرة تقليدية وتاريخية عن وضع المرأة في الحياة. كما ان اخرون وجدوا فيها نقطة ارتكاز تخدم اغراضاً اجتماعية واقتصادية وتحقق للرجل الاستمرار في المجتمع بالضمانات التاريخية والتقليدية التي تتمتع بها والتي جعلت من المرأة تابعة له في الحياة..!! وبعد كل ذلك كان لابد من ان تنهض في مسيرة علم النفس الحديث آراء منتقدة ومخالفة لأراء فرويد وجماعته وبعض هذه الأ راء ينفي ان تكون للمرأة الخصائص التي اوردها فرويد وبعضها وان اقر اصحابه بوجود بعض هذه الصفات الا انها لم تكن نتيجة حتمية لمقررات بايولوجية في انوثة المرأة وانما اكتسبت في حياة المرأة لسبب فعل عوامل حضارية واجبرت المرأة على اتخاذ مرتبة ادنى في السلم الاجتماعي والاقتصادي وما يقضيه ذلك من قبولها بذلك مع جميع ما ترتب على هذا القبول من تحول في مظاهر حياتها سلوكياً ونفسياً وعلى هذا الاساس فندت جميع اراء فرويد عن نفسية المرأة " فعقدة الذكر "وان كان لها مايبررها من حيث الفروق الظاهرية بين خصائص المرأة والرجل الجنسية الا انها لم تكن تبرز في حياة المرأة ولولا الفروق في الامتيازات الحضارية بينهما ( وقد كان بالامكان ان ينعكس الامر فيعاني الرجل من " عقدة الانثى " ولو ان الواقع الحضاري يؤكد (سلطة المرأة على الرجل ) .. اما القول : بان المرأة تعاني ايضاً من عقدة الرجولة مما يدفعها الى تقليده للتخلص من واقعها الممتهن فمرد ذلك هو ان المرأة في اتباعها خطوات الرجل وتقليد حاله ( انما تمثل حاجتها الملحة للتمرد من واقعها ) أما القول : بأن المرأة في خضوعها وتواكلها ورفضها وقبولها بالالم أنما تؤكد استعداد بايولوجياً فان ذلك يفسر على اساس حرمان المرأة لعصور طويلة من التمتع بحقها الطبيعي بالمساواة مع الرجل وما ادى اليه ذلك من تعطيل لاكمال نموها النفسي وتبعيتها للرجل في حياتها الجنسية وتواكلها على الرجل في النواحي الاجتماعية والاقتصادية ومثل هذه الفروق يمكن لها ان تقع في حياة الانسان بشكل عام (عندما يجد المرء نفسه مضطراً ولو الى حين الى مهانة بقبول ما لا يمكن قبوله وهو الامر الذي اجبرت عليه المرأة وهي تسعى الان الى تبديله بواقع آخر) ومع ان المرأة قد قطعت شوطاً بعيداً في عملية التغيير مما راح يؤكد لها كيانا نفسياً مستقلاً ومكانةً حياتية لم تتمتع بها من قبل..!! الا ان هناك خطر لابل خطراًجسمياً باعتقادي ان تتجاوز المرأة انوثتها في عملية التغير باتخاذها لانجازات الرجل ومكانته مقياساً لمكانتها وهنالك بوادر ومظاهر كثيرة لهذا التجاوز ...!!!  وقد لايكون ذلك في حد ذاته مظهراً من مظاهر نفسية المرأة بقدر ما هو تعبير عن توافقها للتمرد والتفهم بعد عصور طويلة من عبودية الرجل وسوء فهمه وانا اتوقع هذا التجاوز ان يتزايد وضوحاً الى ان تتخلص المرأة كلياً من رواسب تبعيتها وسيحدث ذلك على حساب الكثير من انوثتها الا ان لمثل هذا الدور " التصحيحي المتحمس " اذا صح التعبير ان يستقر بالنهاية الى حال يضمن للمرأة حريتها وانوثتها في أن واحد وبدون الضرورة للدخول في صراع ( الحرية والتبعية ) لنأخذ مثلاً الزواج الذي يحقق الابقاء على الجنس غير انه يعني بالنسبة للاثنين وخاصة بالنسبة للمرأة تغييراً جذرياً في الهوية الشخصية وقد يعني اكثر من ذلك في بعض الحضارات التي تجد في الزواج نهاية لاية هوية مستقلة للانثى  . ولهذا فان للحياة الزوجية ان تكون بداية لحياة طويلة من التبعية والارتباط والمعاناة تدفعها المرأة ثمناً لحمايتها وتواكلها وقضاء حاجاتها الضرورية التي تنبع من طبيعتها الانثوية ونجاح المرأة وفشلها في التكيف والتوافق مع حياتها الجديدة تضيف على المرأة الحياة النفسية المناسبة لكل من الحالتين..!! ( ومن المفيد ان اذكر هنا ان مؤسسة الزواج عند الانسان القديم كانت تتكون من الاخ والاخت واولاد الاخت حيث

                                 
                           




كانت الانثى تخرج من مسكنها لقضاء حاجاتها ويصادفها رجل ويحصل الذي يحصل بينهما ويعود كل منهم الى مسكنه وهكذا ) وقد تكون لذلك من الاثر في حياة المرأة ما ليس لاي عامل آخر من التأثير رغم انه ليس هنالك مايثبت ان المرأة قد تهيأت للزواج اكثر من الرجل الا ان الباحثين في تاريخ الحضارات يجدون بأن مؤسسة الزواج قد بدأ بها كمظهر من مظاهر الاستئثاروالتملك  وحتى في عصرنا الحديث" وبان دور المرأة في هذه المؤسسة كان دوراً تبعيا وليس هنالك ما يدل على ان حاجة المرأة للزواج هي اكثر الحاحاً من حاجة الرجل وممارسة المرأة لحق الرفض وحق الطلاق كل ذلك يدل ان عقدة الزواج عند المرأة اقل بكثير مما يظن ومع ذلك فان انتظار المرأة التقليدي حتى يتقدم الرجل بطلب الاقتران بها يجعل المرأة بالضرورة في وضع نفسي غير متكافئ مع الرجل وهذا يخلق عند المرأة حالة من القلق والتوتر والشعور بالفشل ومثل هذا الوضع النفسي يزداد تعقيداً مع طول الانتظار وفوات الفرص وله ان يؤثر في مجالات السلوك المختلفة واعتقد ان كل هذا معروف لدى الكثيرين منا  (وقلّ ان يوجد من النساء من تستطيع تجاوز هذه المراحل المرهقة بأمان واتزان نفسي .. ومن المراحل الاخرى غير الزواج والتي لها الدور الكبير من الشدة على الانثى...
 مرحلة البلوغ   .، الحيض الاول، ودورة الحيض، والحمل والرضاعة وسن اليأس  )
وسيظل الامر على هذا الحال ما دامت مؤسسة الزواج قائمة على اساس مبادرة الرجل  وانتظار المرأة وهنا سؤال يطرح نفسه . هل يدري احد الصورة التي يمكن ان يتغير اليها هذا الحال عندما تبلغ المرأة حداً مماثلاً ومساوياً من التحرر كالرجل؟ وعندما يتقدم العلم الى الدرجة التي يسهل فيها التخصيب وربما النمو خارج الرحم..؟
وفي الختام نقول:-  1-  يستطيع الرجل ان يعيش بدون امرأة ولكنه لايستطيع القول انه كان حيا  2 -  المرأة الصالحة والمتزنة هي قمة الرضى للرجل واما المرأة غير الصالحة وغير المتزنة هي التعاسة بعينها للرجل ويعيش تعيساً لابل وقد تجعل منه فيلسوفاً..!! فهنيئاً للرجل الذي يحظى بالاولى ومن الواجب علينا ان نشارك الرجل الذي يحظى بالمرأة الثانية بدعواتنا له بالصبر وقوة التحمل والايمان بواقعه وخصوصاً في زواج المسيحيين.


عادل فرج القس يونان 
6 /6 /201
       
المصدر :-   كتاب النفس ومراحل الحياة  ص 118  (عادل فرج القس يونان 2007  )



 

     

30
العلماء والجهلاء في بلدي

حقا انه موضوع  فيه  نوع من الدهشة والاستغراب وهذا قد يقره قرائي الاعزاء وهم محقين بذلك تماما ولكن استرخصهم مهلا لاقول لهم فقط شيء واحد و قد تعترفون به غالبيتكم  وتقرونه وهو .. والله ..  لقد  ملينا من الكلام عن السياسة ودهاليزها المظلمة  وما يدور حولها  وعن المواطنة وحقوق الانسان والحقوق القومية وووو وبالنتيجة اصبحنا  كالذين ينفخون في جرّة مثقوبة او مثل ما نقول بالعامية تيتي تيتي مثل ما رحت جيت ***(( ولكنني اعمل ما بوسعي لابل وحتى  نفسي وحياتي ترخص من اجل رفعة وعزة بلادي العزيزة و الشعب العراقي العظيم عموما وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري(شعب واحد ) خصوصا  ومن اجل معتقدي و بلدتي الحبيبة القوش العزيزة))*** 
** { بعد ان وعيت على الحياة وادركت  تيقنت تماما ان للطبيعة قانونها و هو حكم القوي على الضعيف  (قانون الحياة ) –  وان للأنسان شريعة ،  هي  العنف وايذاء الضعيف (شريعة الانسان )  } **  وعلى هذا الاساس تسير الحياة  الى ان يأمر الله سبحانه وتعالى بأنتهائها ) .. و هذا هو الحال في بلدي و هو حال  ابناء شعبنا العراقي بشكل عام وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري  بشكل خاص عليه  قررت  ومنذ مدة  ليست بالقصيرة  ان اسلك  في كتاباتي وفي مقالي هذا ايضا مسلك او منحى  اخر غير السياسة  لعله قد يكون فيه نفع ولو لقلة من رفاقي في الحياة  وخاصة الشباب من كلا الجنسين امل الحياة وقادة المستقبل ..  وهو  ما يتعلق بتعريف ( الانسان وما هيته وكيفية بناءه )  قدر المستطاع  **((هذا المخلوق الذي تعجزاي طريقة مهما كانت فيزياوية او كيماوية.  فلسفية بايولوجية اوانثروبايولوجية او..او .. من معرفته وفهمه بشكل صحيح ...!!  اي غول هو الانسان واي طرافة وأي مخلوق وحشي  وأي فوضوي وأي تناقض وأي فلته .. .حكم في كل شىء..  .دودة الارض الضعيفة..  مستودع الحقيقة.. وبالوعة الشك والخطأ.. مجد الكون وعاره  ))...** وكما هو معلوم ان  الانسان هو هدف الحياة وهو الذي  يصنع  التاريخ   فعليه أقول : كان هذا الامرالذي فرض عليّ ان اكتب فقط عن هذه المواضيع  وبالحاح شديد الا ما ندر اكتب في مجال السياسة وليقل من يقول ما يشاء ويريد . انه رأئي ووجهة نظري الخاصة --!!  اذن لنأتي الان  الى عنوان موضوعنا اومقالنا  الى تعريف العلماء والجهلاء في بلدي لنقارن بينهم لكي لايستمر معظمنا في وهم  وان لا نبالغ  في تقديرنا  لفلسفة الفلاسفة وعلم العلماء ونظرتنا اليهم تملأ قلوبنا رهبة وروعة  كما  وان نقلل من مبالغتنا او من زيادتنا  في احتقار الجهلاء وازدراء العامة – لابل  وأن لا نكون  في حياتنا اسرى للعناوين وعبيد الالقاب .!!  اذن علينا ان
لا نحسب ان الفلسفة الاصطلاحية مطلب من المطالب التي لاترام او ان بين من نسميهم العلماء ومن نسميهم الجهلاء ذلك الفرق العظيم الذي يتصوره غالبيتنا عندما يريدون التفريق بينهما...والحقيقة   ان دققت النظر فيهم معا او سوية تجد لافرق بينهما الا ان العلماء يعلمون المعلومات منظمة وايضا يحسنون البيان عنها وايضاحها او يمكننا القول انهم يتفننون في بيانها وتوضيحها  (ويعلمون من اين تؤكل الكتف ) اما الجهلاء نعم  يعلمون المعلومات لكنها مبعثرة ولايحسنون البيان عنها وايرادها بشكل مسهب وسلس وعلى لاهيتهم كما يقال --!! ومن نظر منا ايضا الى الاشياء نظرا ثاقبا فاحصا نافذا يجد ان المعاني الصحيحة والقضايا الكونية المتعلقة بالخير والشر والنفع والضرر والمسائل المنوطة بالانسان في حياته المادية والمعنوية يشترك في العلم بها الناس جميعا عامتهم وخاصتهم كبارهم وصغارهم --  من نشأ  تحت سقوف الجامعات ومن عاش تحت سقوف السماوات  ---   لان العلم هو ينبوع يفور’ من الداخل لاسيل يتدفق من الخارج ولان المعلومات كامنة في النفوس  كما القوة  كامنة  في المادة --  وما وظيفة العلم الا استثارتها من مكانها وبعثها من مراقدها --   والدليل على ذلك انك لاتجد حكمة من الحكم التي يفخر بها العلماء ويعدونها مظهر علمهم ودليل فضلهم الا وتجد اقوال تلك الحكمة وامثالها يرادفها ويشاكلها ،  نعم  تجدها وتسمعها على  ألسنة عامة الناس كما انك لاتجد قاعدة من قواعد الادب ولا قضية من قضايا الاخلاق التي تعدها من ذخائر الاسفار ونفائس الاعلاق الا وهي ملقاة تحت اقدام عامة الناس ومذالة بين ايدي الغوغاء والأميين .. واني على يقين انه لولا عجز عامة الناس عن ترتيب وتنظيم  ما يجول في خواطرهم ويهجس في ضمائرهم من المعلومات على صورة مرتبة . منظمة لما خيل اليهم انهم يسمعون من العلماء (الخاصة ) كلاما عجيبا او معنى غريبا . وليست هذه الغبطة  (لعامة الناس )التي نراها تعلق بنفوسهم عندما يتلقون احاديث الخاصة  (العلماء)  الا  من اجل انهم علموا مال يكونوا يعلمون او ادركوا ما لا عهد لهم به من قبل لا ابدا ...  بل لأنهم ظفروا اوحصلوا  بمن يترحم عن افكارهم ويجمع لهم شتات المعاني المبعثرة في انحاء ادمغتهم ولأنهم وجدوا في انفسهم لذة الانس بأفكار تشابه افكارهم وآراء تشاكل آراءهم - ولست مبالغا ان قلت :-  ان علم العامة افضل من علم الخاصة وذلك  – لأنه   اولا:- علم العامة نقي  خالص من شائبة التكلف والتصنع حتى اننا نجد في بعض الاحيان بين معلومات ( اقصد العلماء ) ومذاهبهم وآرائهم ما يضحك الثكلى لغرابته وشذوذه حتى ان اضيق العامة ذهنا واضعفهم فهما يترفع ان يجعل لها (تلك المعلومات ) شأنا او يقيم لها وزنا
ثانيا :- كثيرا ما تجد بين البهلاء من تعجبك استقامته وبين العلماء من يدهشك ويزعجك كثيرا   اعوجاجه  وان كان صحيحا ما يقولون :- ان العلم ما ينتفع به صاحبه فكثير من الجهلاء اعلم من كثير من العلماء 
عليه  اطلب منك وبالحاح ان لا تبالغ في تقدير فلسفة الفلاسفة وعلم العلماء في بلدي  ولا تنظر اليهم نظرا يملأ قلبك رهبة  وروعة ولا تبالغ او تزيد في احتقار الجهلاء وازدراء العامة – ولاتكن ايضا ممن يقضون حياتهم اسرى العناوين وعبيد الالقاب
ان في اختفاء الحقائق الكونية وتنكرها وظلال هذا العالم في مذاهبه ومراميه . وتفرقه مذاهب وشيعا وركوب كل فريق رأسه وهيامه على وجهه ووقوف طلاب الحقيقة في كل زمن وعصر في مفارق الطرق ورؤوس المسالك حيارى – ينشدون فلا يجدون ويكافحون ويجدون فلا يصلون -  لدليلا على ان الفلاسفة والحكماء والعلماء (كلمات غير مفهومات ) واسماء بلا مسميات – وان حقائق الاشياء واسرار الكائنات قد استأثر الله عزوجل فقط  بعلمها من دون عباده  ولم يمنحهم منها  الا (غفلة )  تزيدهم وجدا كلما وجدوا بردها –  وتملأ قلوبهم شوقا كلما تذوقوا طعمها – ومهما بلغ تطور الانسان وتقدمه وتفننه في حياته ورقيها  تبقى حكمة الباري عزوجل هي الاساس والاصل  (وما اؤتيتم من العلم الا قليلا ---)
ضريبك في بني الدنيا كثير        وعز الله ربك من ضريب
وما العلماء والجهلاء  الا          قريب حين تنظر من قريب
ضريبك = مثيلك او نظيرك
عادل فرج القس يونان         
24 نيسان 2012           


       

31
الغرب اساء الى الرساله المسيحيه
وما سنجنيه نحن من فرقتنا
الجزء الثاني

.وسؤالي؟  لا ادري ان كان يصح تسمية محاولة البعض في فهم الانجيل تفسيرا او تاويلا ذلك لانها قراءه ذوقيه ترتدي احيانا مسوح الصوفيه لكنها ترتدي احيانا اخرى مسوح المزاج الخاص المنفرد ..  او من يحلل قتلنا وتهجيرنا وسلب ممتلكاتنا والاعتداء علينا .
 ومن الضروري جدا ان اشير هنا رغم انني لست مختصا بدراسات العهد الجديد لكن بامكاني القول:- انني افهم الانجيل المقدس ..  هو بعيد كل البعد عن ادنى مسوح الذوقيه وللشقائق الفرديه والروحانيه ومن المعلو م ان التصوف واحد من ( روافد الفكر)  البشري الذي اظهرته بحوث الانثروبولوجي "(علم دراسة الانسان والمقارنه في الطبائع والعادات والتقاليد والمعتقدات بين المجتمعات المختلفه) "  في اثار الثقافات الانسانيه منذ خمسة الاف سنه على الاقل  ..وليس هناك دين سماوي او وضعي  او مبدأ اوانسان عاقل له ضمير يحلل الاعتداء على الغير واستباحة سرق ممتلكاته وموجوداته تحت اي ذريعة او تبرير مهما تكن تلك الذريعة او ذلك التبرير ..!! 
لقد كانت المسيحيه دعوه عالميه لتفعيل  "الحوار الانساني" في مسيره البحث عن اسرار الوجود والدخول في عمق معادلة العلاقه الراهنه والتي يمكن ان تقوم بين الله والبشر واضافت الى الشريعه اليهوديه تركيزا واضحا على قضية الاستعداد لحياة اخرى ودخول  (الملكوت ) او مملكة السماء .  وذلك عن طريق تطبيق العداله والألفه والتواضع في السلوك الانساني وتقديما الاحسان للذين يحتاجون اليه .  كما فتحت المسيحيه بابا  واسعا على الغفران في حالة التوبه..  والاعتراض عن فعل الاثام وارتكاب المعاصي كالزنى واللواط والسرقه والكذب والبهتان وغيرها من الرذائل ..  وازدرت من يجعل همه في الحياة جمع الاموال والآنغماس في الترف والشهوات ...ولقد كان للمسيحيين دورهم البارز والمؤثر في خدمة الانسان والانسانية جمعاء وعلى مختلف المستويات والاصعدة وفي كل الاوقات والازمنة وفي كل بقاع المعمورة  .
ومن المهم ان اشير هنا الى كتب  (العهد الجديد)  التي تضم التشريع المسيحي وتشمل الاناجيل الاربعه  [متي،لوقا،مرقس،يوحنا]  كتبها تلاميذ السيد المسيح له المجد عن مواعظه وعجائبه وموته وقيامته وما يتعلق بشؤون الحياة العديده وما يتعرض له المؤمنون من اختبارات وما عليهم القيام به من سلوك وافعال وقد صيغت في اصولها وترجماتها الى عديد من اللغات  القديمه والحديثه و بصور تجعلها من متناول افهام الناس الموجهه اليهم . ولم يقل احد من كتابهاالقدماء الذين سبقوا ظهور الاسلام في شبه الجزيره العربيه بمئات السنين انها كلام الله الخالق الازلي ولا انها منقوله من مخطوط الهي ...  "الكتابه في لوح مخطوط في السماء السابعه وغيرها" ..   وها هو العالم في عصرنا الراهن ما يزال دائب البحث عن صيغه للتعايش بين الناس في مجتمعات متباعده او متقاربه على غير صعيد ولاسباب متنوعه ضمن شروط "السلام الداخلي والجمعي"  تحقق قدرا فاعلا من الحث على العنايه بتهذيب الرغبات والحاجات والنوازع والنزعات في ظروف من تدافع المعطيات الماديه والمعنويه المتدفقه الى ساحة النفوس الانسانيه الشديده ...!!  التعقيد في تركيبتها التراكميه الطويلة الامد.
لقد اظهرت ثورتا الاتصالات والمعلوماتيه في نهاية القرن العشرين ان المجتمعات ترتقي صعدا بالثقافات الاصليه وكلما اتسعت دائرة الحوار بين المختصين تبين ان البحث عن "الحقيقه" وهو مطلب للعقل البشري الذي استطاع خلال الآف السنين الماضيه انتاج حضارات حققت مكتسبات ماديه ولاماديه جاء بعضها ابعد من خيالاات كثيره من اسلافنا بل ابعد من طموحاتهم وآمالهم واحلامهم احيانا. وفتح باب الحوار على مصاريعه كافة بين المختصين والمفكرين والباحثين على نحو ما جعله الصوفيون قراءة المحتوى الوجود واغراضه البعيده هو اليوم اكثر من اي وقت مضى حاجه ملحه لتحقيق هيمنة الأخلاق الساميه على الأتجاهات البحثيه في اي من اصعدة المعارف والتطبيقات العمليه ولا شك ان طموح الآنثروبولوجي وغيرهم من الباحثين والمختصين الى توسيع دائرة تجربتهم ممكن ان يشكل واحد من قواعد الآنطلاق الى حل بعض الغاز الوجود ..  لوجود كثير من معضلاته ولا سيما بعد التأكد من قبل الانثروبولوجي وغيرهم من الباحثين والمختصين ان اعقد الأسئله  فيها ما يزال مستحيلا الأجابه عليه على التحديد (ماهية الأنسان ) نفسه الذي نعتبر نحن جميعا اجزاء تجليات لا تتجزأ صيرورته ويعتبر تمهيد البحث عنه مطلبا انسانيا جماعيا لا يقبل التفريط ...!!!

عادل فرج القس يونان 
20 /5/ 2012

32
الغرب اساء الى الرساله المسيحيه
وما سنجنيه نحن من فرقتنا
الجزء الاول

 
في بادئ الأمر نقول :- ان التراث الروحي المسيحي هو جزء من تراثنا الشرقي..!! ولست مبالغا ان قلت نحن اهملنا ذلك سواء عن قصد او جهل او غير ذلك...  لان هذا التراث جزء من تراثنا الشرقي اكرر وكم انا اسف على ما حصل له وجرى عليه ...  وما يجري علينا اليوم نحن مسيحي العراق . تجدنا نصيح بأعلى اصواتنا نحن الشعب الاصيل في بلد الام بلاد ما بين النهرين العراق العزيز  وفي كل مناسبة ومحل يعلى صوتنا ويرن .. نحن الاصلاء لان العراق بلد اباؤنا واجدادنا ولا احد يستطيع نكران ذلك لان التاريخ الشاهد القوي من دون منازع يثبت ويؤكد ذلك  لكن ماهي النتيجة  ...!!!
حيث اقولها جازما :-  أن  من يعتقد  ** {بان الحق يتجلى في الخلق} **  فهومسيحي واما اذا كان الغير يتعصب وينغلق فتلك مشكلته . ومن يعتقد ايضا  بوجود المخلصين والاوفياء في العراق العظيم فسيجد المسيحيون في مقدمة أؤلئك المخلصون ..  والله لم تجد لمة طبية كانت ام فنية او ثقافية او ايمانية او ما الى غير ذلك الا وتجد المسيحيون ان لم نقل قادتها فانهم ضمن القياديين في تلك اللمة  وفي مقدمتهم  ايضا  وقد قلناها وجها لوجه  لأكثر من مسؤول في بلدنا وفي اكثر من مناسبة ومحفل ...
 فان التعصب ضد الغير وعلى الأقل ضد الحقيقه انما يرتد ضد الذات وينفجرعنفا وارهابا..!!! ولهذا لا ضير من الأنفتاح على العالم للتعرف عليه واستيعابه اكان صديقا ام عدوا وهذا يؤدي بالنتيجه الى كشف اوجه التوافق بينها تعزيزا "للأيمان في النفوس" ونشر للآطئمنان في القلوب وتكريسا للحقيقه الهادفه الى خير البشريه جمعاء و ** (سعادتها ) **..وليس عيبا الاعتراف بالحقيقة وانما هو منتهى الفخر والاعتزاز الاعتراف بالحقيقة لمن تكون واعطاء كل ذي حق حقه  نعم هو منتهى الشجاعة ومن صلب الايمان بالباري عزوجل وبما سخره لتوعية البشرية وارشادها عبر انبياءه ورسله ...!!!   
 اما قولي :-  سعادة ..  اجد من الضروري ان اوضح .. فهو  مجازا  فقط .. لانه في الحقيقه لا سعاده في الحياة بل هناك الشعور بالرضى وفي احسن الاحوال الرضى نفسه في الحياة  .. اما السعادة  فهي كلمة ليس لنا سوى لفظها اما معناها فلا يتحقق لنا في حياتنا )
 وهنا اقول :- انه عندما ينسجم القلب والعقل والروح في الجسد الواحد يصبح الانسان  "جمعيه شخصيه"  اذا صح التعبير.. وتتوضح الرؤية ويبان الحق والواجب لكل انسان  بغض النظرعن اي اعتبار او شىء آخر .. كما لا ينكر ان كثيرا ما استعمل الغرب الرساله المسيحيه واساء اليها.في مناسبة او دونها ...!!! وليس سرا اذا قلت:-  ان الغرب جعل  الكثير من الناس ان  يظنوا ان المسيحيه تمثل الاستعمار والصليبيه ..  لا بل القسم الاخر اخذوا يربون غيرهم على ان المسيحيه تمثل الاستعمار والصليبيه بسبب ظنهم هذا  وما يصاحبها من مشاكل ومعاناة لنا و نحن في غنى عنها  لا في السابق ولا الآن ...!!! لكن الحمد للله  الكثير منهم بعد الاطلاع والتمحيص وجمع الادله عن الديانة المسيحية والمسيحية الحقة والمسيحيين الحقيقين ..  توصلوا وعرفوا كم ان هذا الغرب بعيد كل البعد عن رسالة المسيح لابل وان  اخرون أيضا  وجدوا ان لهم جذور وروابط اكثر في رسالة المسيح من الانسان الغربي وهم ليسوا مسيحيين وان ما يقومون به ضد المسيحية والمسيحيين هو باطل وغير صحيح ويحاسبون عليه ان كانوا حقا يؤمنون بصدق بمعتقداتهم وتوجيهات انبيائهم ورسلهم  وهذا ما نتمناه للجميع  ان يتوضح لهم ذلك في آوانه -- !!
 اقول :-  هذا وانا لست رجل دين او متعصب لديانتي وانما حقيقه نراها صحيحه وسليمه ومن الواجب توضيحها.لان الرساله المسيحيه يلاحظ فيها نهج تاريخي ثاقب- انفتاح المسيحيه الاممي على "الانسان" بمنائ ومعزل او بعد عن اية قسمه غير عادله بدفقه روحيه جديده تؤكد على الاختلاف والاعتراف في علاقة الانسانيه بالذوات الأخرى في وحدة الوجود ووحدة الأديان ووحدة الأنسان .  بالاضافه الى ان الرساله المسيحيه هي انجح اسلوب تربوي للبشريه ايضا وهذا ما يتضح من قول سيدنا المسيح له المجد في انجيل متي – ولا يوقد سراج ويوضع تحت المكيال بل على المناره  فيضئ جميع الذين في البيت هكذا فليضئ نوركم للناس  ليروا اعمالكم الصالحه فيمجدوا اباكم الذي في السماوات ولا تظنوا اني جئت لابطل الشريعه والانبياء..  ما جئت لأبطل الشريعه بل لأكمل .  الحق اقول لكم :-  لن يزول حرف او نقطه من الشريعه حتى يتم كل شئ او تزول السماء والأرض فمن خالف وصيه من اصغر تلك الوصايا وعلم الناس ان يفعلوا مثله عّد صغيرا في ملكوت السماء .  واما الذي يعمل بها ويعلمها فذاك يّعد كبيرا في ملكوت السماوات . [متى :19:15:5] .  وايضا وصيته .  احبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم ..  ليس لأحد حب اعظم من ان يبذل نفسه في سبيل احبائه فان عملتم بما اوصيكم به كنتم احبائي ..( يوحنا"14:12:15" ) .. والا كيف يفكر ويفسر البعض من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في العراق بلد الام .. سواء اكانوا رجال دين او مسؤولي احزاب او اشخاص منفذين (ملتزمين من جهات اخرى لايريدون لنا الخير بل القضاء علينا وازالتنا من الوجود ) . او اغنياء يمتلكون حفنة من الدولارات لانعرف مصدرها او اساسها  المّصرين على تفرقتنا وشرذمتنا رغم كل الذي جرى ويجري لنا .. واحسن احوالنا هي نحن  مشردين لاجئيين تاركين بيوتنا ووطنا الى ارض الله الواسعة مجبرين على تحمل وتقبل كل مآساة الغربة  ومعاناتها  طايعين صاغرين ..  لانعلم مصيرنا كل ذلك من آجل ان يحصل اؤلئك البعض من ابناء شعبنا على مصالحهم الذاتية ومطالب الأنا الزائلة ولأرضاء مسخريهم  او  من كلفوهم بهذه المهمة ...!!.  او لحقدهم على انفسهم  أولا وعلينا  ثانيا  او لقلة ادراكهم وجهلهم وما الى غير ذلك ...!!! 

وسأتيكم الجزء الثاني لاحقا ....

عادل فرج القس يونان
20 /5 / 2012




33
صيدلية ادوية الله متى يعاد احترامها وتقديرها
الجزء الثاني
 
 والان سأروي لكم المثالين الذين وعدكم بهما. الاول يوضح اهتداء الحيوان بالغريزة الى نوع النبات الذي يشفيه من مرضه والذي رواه لنا ( د.امين رويحة)  بكتابه المذكور سابقاً يقول:-
كنت سجيناً عند الانكليز في سجن (سالسبوري) عاصمة روديسيا الجنوبية في جنوب افريقيا وذات يوم كنت وبعض زملائي من الزنوج السجناء في مزرعة تابعة للسجن ومعنا ايضاً عدد من الحراس الاوربيين والزنوج فشاهدت كلباً يطوف مهرولاً في المزرعة متنقلاً من عشب الى آخر يشمه ثم ينصرف عنه حتى وقف عند عشبة واخذ يأكل منها، وعلى وجهه ملامح الامتعاض من ثمرها وهو حب بحجم الجوزة ، اصفر اللون، وبعد ان اكل بضع حبات منه خرج من المزرعة مسرعاً. فاستغربت  من هذه الظاهرة خصوصاً وانا اعرف ان الكلاب من فصيلة آكلة اللحوم التي لا تأكل الاثمار والاعشاب. فاخذت بضع حبات من الاثمار وعرضتها على ناظر المزرعة وهو بويري خبير بالزراعة وعلمت منه انها اثمار سامة وان من اعراض التسمم بها القيء والاسهال فالكلب ما اكل منها اذن الا وهو بحاجة الى مسهل ينظف امعاءه وقد اهتدى اليها بغريزته وميزها عن باقي الاعشاب الكثيرة التي ليس لها هذا التأثير..!!
 اما المثال الثاني
فهو يخص الانسان العاقل الذي تركه الله ليهتدي الى النباتات الشافية من الامراض بالدراسة والتجارب والاستنتاج وهذا المثال من حقائق التاريخ الينا-
حفل في قصر آل (كينكون) في مدينة (ليما) عاصمة (بيرو) في امريكا الجنوبية صمت موحش بسبب مرض شديد اصابة المركيزة (فرانسيسكا) زوجة المركيز نائب الملك وحاكم تلك البلاد صاحب القصر أصابتها  حمى شديدة تهددها بالموت واجتمع حول سريرها اطباء المركز المختصون للتداول في حالتها وما يمكن ان يقدم لها من انواع العلاج وبالنتيجة عجزوا عن فعل أي شيء لانقاذها فاخبر الطبيب صاحب السمو بانقطاع الامل بشفائها- آه...حية اريدها  لاتقل ذلك، ولا اريد .. بل لا استطيع ان اسمع.. فاجابه الطبيب انني اقوم بما يحتمه علي واجبي كطبيب ياسيدي المركيز. اتسمى هذا واجباً ؟..!! من واجباتك الطبية ان تحطم كل امل لي بنجاة زوجتي الحبيبة ؟  الا يمكن ان تحدث معجزة ؟  معجزة طبعاً ولكن ذلك ليس في ايدينا والذي يهدينا اليه العلم هو ان المركيزة ( فرنسيسكا)  لن تعش اكثر من ثلاثة ايام بعد اليوم حتى يقف قلبها وقفته الابدية التي تنتهي بها الحياة .  يا الهي...  ماذا تقول .؟  وما اسم هذا المرض الخبيث الذي سيسلب مني كل شيء ويحرم البلاد من ام رؤوفة .-  ليس بين السماء والارض في بلاد (بيروا) او في اية بلاد اخرى من يستطيع التغلب على هذا المرض، ونحن كاطباء نقر بعجزنا كل العجز عن امكانية مكافحته والتغلب عليه..!! فخرج المركيز من القاعة وقد اغرورقت عيناه بالدموع ولحق به الطبيب الخاص محاولاً تخفيف وقع الصدمة عليه وهو يقول:-  ان الموت ياسيدي المركيز سيريح سيدتي المركيزه من ألآلام المبرحة التي لا تفارقها مدى الحياة فرد عليه المركيز احتفظ بهذا الحكم لنفسك يا عزيزي الطبيب انكم مع ما بلغتموه من العلم عاجزون عن شفائها ولكن لن أيأس وسأوفد  فرساناً  ورسلاً  الى انحاء المملكة كافة ليفتشوا عن شخص يستطيع انقاذها. وهكذا انتشر الفرسان والرسل في جميع انحاء البلاد في المدن والقرى وعلى رؤوس الجبال وفي بطون الاودية.. وقيل اخيراً لاحد الفرسان ان في قمة جبل (اندة) شيخاً خبيراً بالاعشاب عليما باسرارها وهو زاهد متقشف يحيا حياة الفاقة والفقر في صومعته النائية فوصله الفارس واتى به الى قصر المركيز فاخذ النبلاء يهزون برؤوسهم استخفافاً ويتساءلون أهذا الشيخ ذو الثياب الرثة المنقطع في اعالي الجبال يستطيع انقاذ المركيزة ؟ لا .لا . لايجوز للملك ان يسمح له بالدخول الى مخدع المركيزة بثيابه البالية القذرة – وهنا ظهر نائب الملك نفسه وقال للنبلاء لا تعترضوا الرجل انا الذي استدعيته ثم التفت الى الشيخ وقال له ساقودك بنفسي الى سرير المريضة وهكذا وقف (رجل الاعشاب) بجوار السرير وراح يفتش في كيسه الممتلئ بمختلف انواع الاعشاب حتى اخرج منه قشوراً جافة فغلاها بالماء واستخرج منها شراباً خضنه وصفاه ، ثم اعطى المركيزة منه جرعة بعد جرعة كانت وهي تتجرعها تقبض اسارير وجهها وتقول يا الهي ما امر مذاق هذا الشراب وبعد ذلك سكتت المركيزة ..  صدر عن المركيز صيحة فزع وصرخ بالشيخ لقد ماتت ..!!  لا يا سيدي بل هي ستعيش انا واثق من ذلك وستنام ولا تصحوا الا عند المساء. فاعود اذ ذاك الى تجريعها كمية اخرى وسترى يا سيدي انها ستشفى بعد اسابيع قليلة وتعود اليها صحتها ونضارتها كاحسن ما كانت عليه من قبل لان هذا الشراب مآخوذ من جذع شجرة برية تنبت عند منحدر الجبل الاعلى وقد تعرفت على سرها من سكان الجبل نفسه لا يخيب علاجه ابداً – يقول طبيبي الخاص ليس في الاعشاب ما يجدي في معالجة هذا المرض ..!!  اجاب الشيخ ان الله يا سيدي يهدي بعض مخلوقاته الساذجة الى العلم والمعرفة والى ما لايستطيع اذكى الناس التوصل اليه بالدرس والاطلاع على مختلف العلوم وفوق كل ذي علم عليم – ارى انك جدير بان تصبح طبيبي الخاص ايها الشيخ فان وافقت على ذلك اسكنتك قصري والبستك الحرير وغدقت عليك الذهب بسخاء لانك اوفر حكمة ممن في بلدنا من رجال حكماء – انك لكريم رحيم ياسيدي لكن لقد شفت المركيزة تماماً..  افضل ان تأذن لي بالعودة الى الجبال بعد انتهاء مهمتي لانني اود التعرف على المزيد من اسرار الاعشاب ولا استطيع ذلك ان بقيت هنا اما اذا حدث واصابك او اصاب زوجتك أي مرض لا سامح الله فاستدعيني مرة اخرى لأشفيكما منه باذن الله .. وصدقت اقوال الشيخ وشفيت المركيزة من مرض الحمى – الملاريا – وسجل شفاء المركيزة ( فرنسيسكا آل كينكون ) من الملاريا سنة 1630.  نقطة تحول في سيرة هذا المرض الفتاك وسميت القشور المستعملة – قشور شجرة آل كينكون. اما اسم الشجرة العلمي فهو ( سنكونادجريانا ) او قشور الكينا ومنها استخرج فيما بعد ( الكنين الذي ظل 300 سنة ملكا من ملوك الادوية في عالم الطب وكان المركيز كينكون اول اوربي اطلع على سر تلك القشور وفائدتها في معالجة الملاريا فنشرت عن طريقه في بلاد ( اسبانيا ) وارسل كمية للاطباء الاسبان . يصنع هؤلاء منها مسحوقاً عرف باسم ( مسحوق المركيزه ) ثم استغله واحتكره الجزويت بعد ذلك فبدلوا اسمه باسم مسحوق الجزويت وهذا دليل على ان الاعشاب الشافية اكتشفها رجال ونساء موهوبون من عامة الشعب كرجل الاعشاب في قصتنا هذه واخذوا يمارسون التداوي بها قبل ان ياخذها عنهم الاطباء والعلماء ..!!

                                                                      عادل فرج القس يونان
                                                                          31  اب 1996





34
ادوية صيدلية الله متى يعاد احترامها وتقديرها..؟
الجزء الاول
                                                           
ما ترويه لنا الرويات السماوية ان الله عز وجل خلق النباتات على الكرة الارضية قبل ان تطأها قدم انسان او حافر حيوان لان النباتات هي الغذاء الاساسي لكل مخلوق وبدون  النباتات لا وجود للحياة ومنذ ان خلق الله الانسان والحيوان وجدت الامراض التي تنتابهما وكما ان الله سبحانه وتعالى قد جعل النباتات غذاء لاتستغنى منه الحياة فقد اوجد فيه ايضاً الدواء للامراض واعطى الحيوان الذي لايعقل و يفكر غريزة الاهتداء الى نوع النبات الذي يشفيه من مرضه وسأذكر لاحقاً مثال حي لهذه الحالة --!!  وترك للانسان العاقل ان يهتدي الى النباتات الشافية من الامراض بالدراسة والتجارب والاستنتاج كالاعشاب الشافية اكتشفها رجال ونساء موهوبون من عامة الشعب واخذوا يمارسون التداوي بها قبل ان ياخذها عنهم الاطباء والعلماء وايضاً ساذكر مثلاً واحد من ذلك لاحقاً..!!.وتاريخ التطبيب بالاعشاب قديم جداً يرجع الى العصور الاولى من التاريخ فبعض المحفوظات من اوراق البردي  في قبور الفراعنة دلت على ان الكهنة في ذلك الوقت كان عندهم معلومات كثيرة باسرار الاعشاب والتداوي بها حتى ان البعض من هذه الاعشاب الشافية وجد بين ما احتوته قبور الفراعنة من تحف واثار كذلك هناك ما يثبت ان قدماء الهنود قد مارسوا هذه المهنة ايضاً وحذقوا  بها  ومنهم سوسروتا Surtax  ثم جاء بعد ذلك قدماء حكماء اليونان ووضعوا المؤلفات عن التداوي بالاعشاب في القرنين الرابع والخامس ق.م واشهرهم في هذا المضمار ابو الطب (هيبوقراط) وبلننوس وكالنيوس وتيوفراستوس، وديسكوريدي وظلت مؤلفات هؤلاء عن التداوي بالاعشاب المصدر الاساس لهذا العلم حتى جاء بعدهم من الاطباء العرب من اخذ العلم عنهم وزاد عليه وتوسع فيه بتجارب جديدة وفي مقدمتهم ابن سينا والرازي وفي القرن الثاني عشر احتكر الرهبان في اوربا مهنة التداوي بالاعشاب وزراعتها واشتهرت الراهبة القديسة (هيلديكارد)  ومؤلفها الذي سمته الفيزياء Physics  كتاب مشهور وفتح العرب للاندلس قدم طب الاعشاب في اوربا بان زودها عن معلومات الاطباء العرب واعشاب الشرق كما ان الحروب الصليبية كانت كذلك بالنسبة للشرق  وازدهر هذا العلم بعد اكتشاف امريكا وما فيها من كنوز كثيرة من الاعشاب الطبية وبعد اكتشاف الطباعة في القرن الخامس عشر كثرت المؤلفات عن التداوي بالاعشاب رغم انتشار هذه المؤلفات بحيث كانت الى جانب الانجيل الكريم لايخلوا منها بيت من البيوت في اوربا وقد ظل التداوي بالاعشاب حتى ذلك التاريخ مستنداً الى التجارب والنتائج فقط دون الاهتمام بالبحث العلمي عن مواردها الشافية او طرق تأثيرها في جسم المريض وكان الاطباء يمارسون مهنة جمع الاعشاب وتحضير الدواء منها بانفسهم حتى سنة 1224م حيث افتتحت اول صيدلية في العالم في ايطاليا واصدر القيصر فيها مرسوماً خاصاً يحصر مهمة تحضير الادوية والاعشاب بالصيادلة فقط على ان يبقى للطبيب مهمة تحديد مقدار ما يجب ان يستعمل منها ممزوجاً وكيفية استعمالها وبعد ان ازدهرت الكيمياء في بداية القرن التاسع عشر وصار باستطاعتها تحليل الاعشاب لمعرفة المواد الفعالة فيها واستخراجها او تركيبها كيماويا من مصادر كيمياوية اخرى بدأ التداوي بالاعشاب ينطوي في عالم الاهمال ليحل مكانه التداوي بالمساحيق والاقراص والاشربة...الــخ المستخلصة من الاجزاء الفعالة في الاعشاب او من المواد الكيمياوية غير العضوية فكان من المأمل ان تكون هذه الادوية (الصناعية) احسن فعالية من الاعشاب لانها خلاصة المواد الفعالة فيها ولكن التجارب اثبتت فيما بعد أن ( صيدلية الله )  اعشاب احسن فعالية مما في الصيدليات من انتاج المصانع الكيماوية) فالجسم البشري او الحيواني ليس كالالة التي تحتاج مثلاً للزيت والنفط لتدور وينتظم عمل كل جزء منها فالمخلوق الحي مكون من احشاء واعضاء مرتبطة بعضها بالبعض الاخر فاذا اصيب عضو منها بمرض لايظل تاثيره مقتصراً عليه بل ان الاعضاء واجزاء الجسم الاخرى اي الجسم كله يصاب بخلل في جميع اعماله العضوية و )النفسانية(  فالمواد الشافية في الاعشاب لا تنفرد بجزء واحد له علاقة خاصة بجزء خاص في الجسم دون ان يكون له تأثير آخر في غيره كما هو الحال في الادوية الصناعية في الصيدليات (بل ان يد الخالق جمعها في عشبة واحدة بمزيج يستحيل على الانسان او بصانعه ان ياتي بمثله) لذلك كانت العشبة الواحدة تحوي من المواد الفعالة الشافية ما يجعلها مفيدة في مداواة امراض مختلفة ولو تعّرف المعالج  طرق استعمالها مما يقتظيه المرض المعالج .....!!! ولا استطيع التوسع هنا في هذا الموضوع .. لكن من المفيد ان اذكر دليل واحد (فالديجيتال مثلاً علاج سام يستعمل في مداواة امراض القلب وهو يستخرج من نبات يسمى (قمعية ارجوانية) والكمية السامة منه تسمم القلب اذا اعطيت من المستخلص من النبتة ولا تسبب اعراض تسمم لو اعطيت بكميات اكبر بوريقات النبتة نفسها (د. أمين رويحة , التدواوي بالاعشاب 1983) ولكن بالرغم هذا كله اهمل الاطباء استعمال اكثر الاعشاب الطبية واستعاضوا عنها بادوية الصيدليات الصناعية المستحضرات للسهولة ولان ذلك ايضاً اكسب ثقة المريض ورضاه فلو خير المريض في وقتنا الحاضر بين علاج يشتريه من الصيدلية ويدخل جسمه بالحقن مما لا يخلو من الالم وبين الاستعاضة عن ذلك مثلاً (ببصلة) يجدها دائماً في مطبخ بيته ولا تكلفه شيئاً اقول واكرر لو خير بين الامرين لاختار الاول بل واستهزأ بالثاني وحتى الطبيب نفسه اذا اوصاه بذلك لزعمه ان البصلة المسكينة المحتقرة في مطبخه والتي لا قيمة لها بالنسبة لاثمان الادوية الباهضة في الصيدليات لا يمكن ان يكون فيها ولو جزء بسيط مما في الصيدلية من ادوية..!! وعسى ان اوفق بهذا المثل البسيط والمعروف لعامة الناس لان اعيد الى البصلة وزملائها من ادوية صيدلية الله الاحترام والتقدير الجدير بهما كدواء مفيد في امراض كثيرة (وهذا لايعني ابداً ان يكون دليلاً يغني الناس عن استشارة الطبيب وتقيه من كل الامراض..!!وكما نعلم جميعاً ان اسلافنا عاشوا وهم يمرضون ويعالجون انفسهم ولا زالو الى  يومنا  ولو على نطاق ضيق ومعظمنا ايضاً من سكان القرى والارياف قد عولج في زمن الطفولة بالاعشاب  )  كما كان الحال في مسقط رأسي القوش العزيزة ولا يزال ولوعلى نطاق ضيق ) . وبعدها الى حد ليس بالقصير بادوية هدتهم اليها الخبرة والتجربة وكانت ناجحة تماماً بل كانت اجسادهم اقوى وصحتهم اكثر سلامة مما نحن عليه الان فمن اين استنبطوا هذه العلاجات (انها الاعشاب) نعم الاعشاب منها ما فيه البلسم او فيها ما ينطوي على الزعاف وحتى السم نفسه كانوا يتعالجون به بمقادير ضئيلة فينتفعون بسميته ** (ولازلت اذكر مقولة استاذي الفاضل المرحوم جرجيس حميكا مدرس مادة الرياضيات ومدير ثانوية القوش في عام 1967حيث كنت احد طلاب الخامس الاعدادي الفرع العلمي يومها عندما كان الحديث دائر حول التدخبن ومضاره  فسألته عفوا استاذ انت ايضا تدخن كثيرا . فأجابني نعم لكن ما ابلع الدخان فقلت اكيد لابد ان يدخل من الدخان ولو قليلا الى جوفك ...  فقال لي نعم ولكن  حتى السم هو مفيد للأنسان اذا أخذه بكميات قليلة حيث كان يدخن سكاير جمهوري بدون فلتر باكيت مرسوم عليها شعار الجمهورية لعام 58 كانت  تصنع في محافظة السليمانية شمال العراق ...  رحمك الله استاذي ومثواك الجنة مع القديسين والابرار )  ** وكما كان اسلافنا الاقدمون يتفننون في هذا العلم كانت الشعوب الاخرى في مختلف اقطار اسيا واوربا ومن حصيلة هذه المعلومات من شرق الارض وغربها جمع المختصون معلوماتهم ونظموها على شكل مجلدات ونشرات وصنفوها لخدمة بني جنسهم في بقاع العالم اجمع. وقد يستغرب البعض ان العشبة او النبتة الواحدة توصف لمعالجة امراض مختلفة وفي مختلف اجزاء الجسم وقد اشرت سلفاً على ان كل عشبة من صيدلية الله تحوي مختلف المواد العلاجية ما يجعلها صيدلية قائمة بذاتها ولنأخذ مثال البصلة فهي تحتوي من بين ما تحتويه على انواع من الفرمنت وهو العامل الهاضم للغذاء وفي عصارات المعدة والامعاء كما تحوي مادة (كلوكونين) والتي لها ما للانسولين المعروف من قدرة على تنظيم عملية خزن المواد السكرية في الجسم واستهلاكها وعصير البصلة يحوي زيتا (عطريا) هو الذي يكسبها رائحتها الخاصة وهو مطهر قوي المفعول يقتل جراثيم التقيح بانواعها ، وجراثيم التيفوئيد والجمرة الخبيثة والدمال , وفي البصلة املاح يقوي الاعصاب وتريحها وتجلب النوم وفيها مواد اخرى تقي الشرايين من التصلب وتراكم الكلس في سن الشيخوخة عليه فتحسن بذلك الدورة الدموية بما في ذلك الشريان التاجي في القلب مصدر الذبحة الصدرية وسببها وفي عصير البصلة مواد تغذي بصيلات الشعر وتحول دون سقوطه وفيها اخيراً مادة تزيد في القوة الجنسية ،  فهل اكون مبالغاً اذا قلت بعد هذا كله ان البصلة بحد ذاتها تكاد تكون صيدلية عامة..!!. وهناك امراض كثيرة اخفق الاطباء في معالجتها والشفاء منها بادوية الصيدلية على كثير ما استعمل منها وما كلفت من اثمان باهضة تم شفاء المريض منها باستعمال الاعشاب فمثلاً مزيج من عصير البصل وسكر النبات تمكن من اشفاء مريض مصاب بمرض الربو المزعج بعد ان اخفق الاطباء من شفائه بادوية الصيدلية...الـــخ. وهنا فاز الطب الشعبي او العامي البلدي كما يقال على طب الاطباء وهكذا في مثل هذه الحالات من الامراض المستعصية ,,,  وبعد كل هذا اهمل الاطباء استعمال اكثر الاعشاب الطبية واستعاضوا عنها بادوية الصدليات الصناعية  المستحضرات للسهولة ولان ذلك ادعى الى ثقة المريض ورضاه فلو خير المريض في عصرنا الحاضر بين علاج( يشتريه من الصيدلية ومنه المغشوش ومن غير مناشئه الاصلية لابل ويباع ايضاً على الارصفة رغم كل ذلك فانه يفضله على ادوية الاعشاب..!!) وسأروي لكم مثالين في الجزء الثاني من مقالنا هذا انشاء الله
الاول : يوضح اهتداء الحيوان بالغريزة الى نوع النبات الذي يشفيه من مرضه
 اما المثال الثاني:-  فهو يخص الانسان العاقل الذي تركه الله ليهتدي الى النباتات الشافية من الامراض بالدراسة والتجارب والاستنتاج
عادل فرج القس يونان
31   اب  1996     
   









35
مستقبل الحياة النفسية للأنسان

من الواضح ان الانسان المعاصر يسير في غمرة ثورة من العلم ، وهو في نفس الوقت صانع هذه الثورة ومسيرها وليس هنالك ادنى شك في ان الثورة العلمية قد رفعت الكثير من المعاناة التي لاضرورة لها في حياته ،وقد انعكس ذلك بالتخفيف الى حد كبير من وطأة المعانات العقلية والنفسية بالتقليل من اسبابها احيانا وبعلاجها وتأهيل اصحابها احيانا اخرى . غير ان التقدم العلمي قد احدث في حياة الانسان تحولات اجتماعية واقتصادية وثقافية بعيدة المدى ( كان لابد من حدوثها بسبب التقدم العلمي) والكثير من هذه التحولات ادت الى التغيير في علاقة الفرد مع محيطه كما ادت لدى الكثيرين من الناس الى قيام لديهم شعور الغربة عن المحيط وعن النفس المألوفة ومع ان مثل هذه النتائج هو امر متوقع لأي حالة  من التغيير وان بالأمكان التغلب عليه واحتواء اثاره ، الا ان الظواهر تدلل على ان عمليات التغرب النفسي في المجتمعات المتقدمة والآخذة بالتطور هي اسرع وأعم وأعمق من عمليات التطبع والاحتواء التي يعيشها الانسان وقد كان من شأن ذلك ان يزيد من الارهاق في حياته وان يعرضه بشكل اوسع للوقوع في مختلف الاضطرابات النفسية والسلوكية  ( لاسيما بالنسبة الى المهاجرين من ابناء الشعب العراقي بشكل عام  وابناء شعبنا الاصيل الكلداني السرياني الاشوري بشكل خاص  والذي هجر قسرا بعد الاعتداء عليه وقتله وسلب ممتلكاته ...هذا كله اضافة الى المعاناة التي يعيشها في محطات الانتظار في بلدان غريبة تستنزف كل امواله وعيشه بدوامة من الخوف والقلق وتحمله المصائب وآلام الغربة ومشاكل اللغة والتطبع لحين وصوله الى الدولة المقصودة لتبدأ معاناته من جديد في الملجأ الجديد --!! .)  واذا كان هناك من يجادل في ان حدة هذه الامراض وانتشارها هي في مجملها اقل مما مضى فأني اجد بان هذا الجدل أكيد  يغفل الواقع بان معظم اضطراباتهم  النفسية  والسلوكية قد تسترت عن الظهور المباشر بوسائل متعددة  منها اللجوء الى تبليد الاحاسيس  بالادمان والتعود على الكحول والادوية والعقاقير ، ومنها الانصراف الى الاستهلاك بشتى انواعه وعدم الاستقرار في السكن او العمل وتخدير الفكر عن طريق الاستسلام للترفيه الثقافي بوسائل البث والاعلام المختلفة ..  ولنا ان نرى لذلك بان واقع الانسان النفسي لابد ان يكون مرعبا  لو حدث وتوقفت فجأة جميع هذه الوسائل التعويضية السائرة لمعاناته النفسية ، وقد لايحدث مثل ذلك في القريب العاجل ، غير ان الذي هو حادث الان هو ازدياد الحاجة الى جميع هذه الوسائل التي تعين الفرد على تحمل وضعه الحياتي ، وبتزايد هذه الحاجة فان الانسان  سيسعى بالضرورة للتوصل الى وسائل اكثر فعالية لتجنيبه هذه المعاناة ، وقد يفعل ذلك باي ثمن حتى ولو جاء على حساب انسانيته ، وقد يكون في اتجاه العلم نحو اكتشاف آفاق جديدة من التقنية ما يسهل عليه اللجوء الى استعمال ما ليس في صالحة . وما يخرج عن سيطرته من اجل التخفيف عن معاناته (وهذا هو الامر الذي يجلب الخشية والحذر في اذهان الكثيرين من العلماء والمفكرين )
ان الانسان  في الربع الاول من القرن الحادي والعشرين وبالرغم مما يتمتع به من علم ومعرفة واخلاقية لم يتمتع بها من قبل في تاريخه الطويل . فأنه يقف مع ذلك على (عتبة ) عالم جديد يجفل من عبوره ، فملامح هذا العالم الجديد غير واضحة وهي تعطيه الشعور بالغموض ، وتعطيه فوق ذلك شعورا بعدم الوثوق ، وهكذا فقد توجب علينا بالضرورة ان نتعايش مع مثل هذا العالم الجديد الغامض وغير الموثوق وقد نجد في هذا التأمل (مناقضة ) لما جاء به العالم دارون في كتابه  { الانسان في المليون سنة القادمة } وفي عنوان الكتاب ما يدلل على وضوح الرؤيا عن مستقبل الانسان لمليون سنة قادمة وقد اورد  دارون الرأي ان الانسان لاسيد له ولن يكون له مثل هذا السيد على الارض ، وقد لانجادل في هذا الرأي ، فقد لايكون للأنسان في المستقبل سيدا غير الانسان غير ان الخطر ان يكون عبدا لنفسه اكثر مما يكون سيد لها .وهذا هو ما يبدو لنا في ملامح المستقبل وقد يكون في ذلك مجرد تحذير اقتضته ضرورات البقاء للانسان ، وما ينذره ، ولو بدون تأمل واع ، على ضرورة التوصل الى معادلة افضل تضمن له الطمأنينة والانفراج النفسي في تعامله مع نفسه ومع محيطه في آن واحد . ومن الواضح ان الانسان في هذا العصر الذي نعيش فيه ، بما امتلأ به من عوامل ومتغيرات ، لايستطيع اقامة مثل هذه المعادلة بمفرده
وبانه سيكون اكثر عجزا عن اقامة ذلك في مستقبل اكثر وفرة وامتلاء بهذه العوامل والمتغيرات وهو لذلك مجبر الى ذلك عن طريق تخليه عن جزء كبير ، وربما هام ، من فرديته الذاتية ، وهذا يعني بالضرورة الاتجاه نحو الانضواء الجماعي لضمان قيام مثل هذا التعادل وقد لايكون في مثل هذا الاتجاه ما يمكن اعتباره تحولا جديدا في حياة الانسان ، فهو نمط الحياة منذ بداية الانسان ، وهنا اعبر عن قول مأثور (( بأن الذي يدفع الناس بعضهم الى بعض بعاطفة الحب ،ما هو الا خوفهم من الاذى  )) ولنا لذلك ان نجد في مثل هذا الخوف ما يدفع بالناس بعضهم الى بعض في انضواء اجتماعي اكثر وثوقا في مستقبل ينذر باذى اعظم للانسان من اي وقت مضى ، وقد يحدث ذلك ، غير ان ما يخشى من المستقبل هو ان يفقد الانسان من فرديته اكثر بكثير مما يستقيم مع انسانيته ، وقد يؤول الى الحد الذي يخلو فيه من اي قابلية على الاندفاع بعاطفة الحب نحو الغير حتى تحت وطأة الخوف من الاذى ،وفي هذا الاحتمال يكمن في اعتقادي مستقبل الحياة النفسية للأنسان ، وحظه من الأطمئنان او المعاناة فيها . 

36
السايكوباثية – والسلوك السايكوباثي
                                                                                     
((كل ذلك يأتي مع الكروموسومات (الوراثة ) فكلنا ملائكة وكلنا قتلة ))
من المعروف انه عندما يواجه المعنييون بتصنيف الامراض حالة مرضية يصعب وصفها وتحديدها وبيان اسبابها يصبح من العسير عليهم ايجاد مصطلح واحد يتفقون عليه للتدليل على مثل هذه الحالة المرضية وهذا هو حادث بشأن تلك الصفات والمظاهر التي يشملها المصطلح المتداول بالشخصية السايكوباثية والسلوك السايكوباثي ومنذ ان اصطلح تعبير السايكوباثية وحتى الان تداول الباحثون العديد من المصطلحات في محاولة منهم للأحاطة بمختلف جوانب هذا السلوك ومن هذه السايكوباثية التكوينية – النقص التكويني السايكوباثي -  السايكوباثية الاجتماعية – الشخصية الاجتماعية المعادية – الجنوح الاخلاقي – سايكوباثية التعدي  وغيرها من المصطلحات ومع ان الشخصية السايكوباثية والسلوك السايكوباثي هما المصطلحان الاكثر استعمالا الا ان هناك اتجاها نحو استعمال السايكوباثية الاجتماعية كمصطلح بديل لما فيه من دليل على ان السلوك السايكوباثي في معظمه يتجه نحو الضرر والايذاء الاجتماعي ( ومهما كان المصطلح المستعمل او البديل فأن من الواضح لايمكن ان يفي تماما بمفهوم هذه الحالة المرضية التي لاتتوافق مع النماذج الطبية المعروفة لا من حيث معرفة الاسباب او العلاج او مسيرة المرض وصيرورته كما وانه على خلاف ما هو الحال في معظم الامراض  الاخرى تقع في المجال الطبي ((لا بارادة المريض وسعيه للعلاج وانما تدفع الى هذا المجال دفعا بارادة المجتمع سواء كان ذلك المدرسة او البيت او رغبة القانون )).


ومحاولة تعريف هذه الحالة تعكس واقع الصعوبة التي اشرنا اليها في امر تحديد الحالات التي يمكن ان تشملها المصطلحات المختلفة وقد نشأت بسبب هذه الصعوبة مجموعة من التعاريف يتجه كل تعريف منها الى تأكيد ناحية او اخرى من نواحي السلوك السايكوباثي وفيما يلي نورد بعضا منها دون التطرق الى اقامة التفاصيل بينها . السايكوباثية هي اضطراب مستمر ينجم عنه عنف غير طبيعي او سلوك خطير لايتسم بالمسؤولية – وانه تلك الشخصية غير الطبيعية ممن تعاني من انحرافها او تسبب المعاناة لمحيطها – او ذلك الشخص المضاد للمجتمع . وسريع الاندفاع وعديم الشعور او قليل الشعور بالندامة والأثم . والعاجز عن تكوين علاقة دائمة من المودة مع غيره من الناس. او ذلك الاناني الذي لايعرف احد سبب انانيته  ان السايكوباثية حالة تتوفر فيها مظاهر اربع :-
اولها :- عدم وجود مرض عقلي او تخلف عقلي.
ثانيها :- طول مدة المعاناة للحالة .
ثالثها :- اتسام السلوك بالعنف والتعدي وعدم المسؤولية .
رابعها :- هو اضطرار المجتمع للأتخاذ اجراء ما لمواجهة هذه الحالة.
ومن التعاريف الطريفة حقا الواردة ان تشخيص حالة ما بانها سايكوباثية – ابتكار اجتماعي لتحويل المذنب بحق الغير الى العلاج في المجال الطبي بدلا من اعتباره مذنبا يستحق العقاب
والى جانب هذه التعاريف تعاريف اخرى تبلغ من العدد ما يساوي عدد المعرفين لها . وفي هذا التعدد دلالة واضحة وصريحة على صعوبة حصر السايكوباثية في صورة سلوكية واحدة وهكذا جاءت التعاريف تؤكد صورة او اخرى من الصور العديدة لهذه الحالة التي ما زالت اسبابها كحدودها غامضة ...!!!
سمات السايكوباثية
من الواضح مما اوردناه من تعاريف مختلفة للحالة السايكوباثية بانه لاتوجد سمة واحدة ثابتة ومميزة وتكفي لوحدها لتشخيص الحالة وان كان هنالك من يؤكد سمة معينة في السلوك السايكوباثي للتدليل على وجودها كالسلوك المضاد للمجتمع او عدم النضوج العاطفي او فقدان التبصر او العبثية او الانانية او النشاز الاجتماعي او الابداعية والنظر في جميع هذه الصفات المفردة يفيد بان الخروج على القاعدة الاجتماعية في السلوك هي السمة الاكثر ظهورا في الحالة السايكوباثية غير ان هناك مجموعة كبيرة من السمات التي يتصف بها السايكوباثيون وهي لاتظهر بكاملها او بدرجة واحدة في جميعهم وامعان النظر في السمات السلوكية لعدد كبير من السايكوباثين يفيد بوجود خصائص تميز سلوكهم عن غيرهم في بعض النواحي ومن اهم الخصائص العامة (عدم مقدرة السايكوباث على التحكم بدوافع سلوكه ) وعدم توفر الوازع الضميري بما يكفي للشعور بلأثم والندم على تصرف مخل بالنواميس والمثل الاخلاقية للمجتمع الذي ينتمي اليه ويرتبط هذا النقص بامتناع الحالة على العلاج سواء كان ذلك بالترحيب او الترغيب وبالمكافأة  أوالعقاب والى جانب هذه السمات العامة والمشتركة تتوفر صفات فردية خاصة تربو على الصفات العامة بكثير (وهي تختلف عددا وقوة بين سايكوباثي واخر ) كما انها قد تظهر في المريض الواحد بين فترة واخرى. ومن اكثر هذه السمات وضوحا السطحية في العلاقات العامة والعجز عن اقامة علاقة صحيحة وثيقة ودائمة حتى مع شخص واحد والسعي الى استغلال الآخرين اما بالتحايل او الابتزاز او التواكل او التطفل وفقدان الخجل والشعور بالعيب وانعدام التحسس بالنخوة او الشرف وفقدان القابلية للتعاطف مع الاخرين او الشفقة عليهم كما تنقصهم المقدرة على التفكير المنطقي المتواصل والتبصر في الامور من حيث اسبابها ونتائجها واتخاذ الاهداف الجادة والمعقولة والسعي الى تحقيقها بالطرق الاصولية وهم على العموم سريعي التأثر والانفعال . يتصرفون برعونة وغطرسة ولايحترزون بالاحترام والتقدير حيث يجدر بهم ذلك ويندفعون بدون ضوابط للتعدي على الغير او الاشياء وبدون مبرر غير ما يعرض لهم من نزوة عابرة او متعة آنية او اثارة عارضة او حتى بدون سبب غير ممارسة القسوى والآذى .(واذا كانت لهم بعض الكبرياء فهي كبرياء منحرفة مريضة )  تخدم غرض التباهي والتفاخر في المقدرة على الحاق الاذى والافلات من العقاب وتكثر في السايكوباثية اعراض عدم الاستقرار والالتزام في المجال البيتي والمدرسي والحياة العامة كالتخلف او التعثر في الدراسة وفقدان الطاعة والانتظام العائلي والمشاكسات والخروج على القانون في مجال الحياة العامة مما قد يجلب صاحب السلوك الى مواجهة القضاء ومثل ذلك يحدث ايضا في مجال العمل كالتغيب والتمارض وتجنب المسؤولية ودفع العمل على الاخرين اضافة الى اضطراب العلاقة على مستوى او اكثر من مستويات العمل والادارة والعلاقات الشخصية ( كما يلاحظ في الكثير من الحالات بعض مظاهر القصور في النمو العاطفي والاتجاه نحو الانحراف والشذوذ في مجال الحياة الجنسية وتعاطي المشروبات والمقامرة والتعود على العقاقير والادوية.
ان السمات التي اوردناها لاتجمع كل ما يتصف او يمكن ان يتصف به السايكوباث غير ان من الواضح ان هذه السمات تمثل في مجموعها خروجا واضحا على كل ما مألوف ومقبول في المجال الاجتماعي مما يجعل الصفات ممجوجة من قبل المجتمع وتجعل من السايكوباث عبثا ثقيلا على المجتمع يسعى للتخلص منه بكل وسيلة ممكنة وبالنظر لأن خصائص السايكوباثية ترد في حياة الفرد منذ سن مبكر وتلازمه زمنا طويلا فهي لذلك تسبب اضطرابه في مجالات واسعة في البيت والمدرسة والعمل والشارع والحياة العامة بشكل عام.
ومن المفيد ان اذكر هنا :-  أن الدرجة التي تسببها هذه الحالة لاتعتمد فقط على مدى خروج الاضطراب السايكوباثي عما هو مألوف من السلوك وانما تعتمد ايضا على مدى قبول او رفض المجتمع لهذه الانماط السلوكية وهكذا فأن ما يصح اعتباره خروجا عن الحدود المعتدلة في نطاق عائلي او اجتماعي معين . قد يكون مقبولا او حتى مرغوبا فيه في مجال عائلي او اجتماعي آخر  فعلى سبيل المثال فان بعض العائلات لاتجد في سايكوباثية أبنائها أمرا غير طبيعي . بل انها على العكس تجد في شراستهم وانحرافهم تعبيرا عن مكانة العائلة وسلطتها ومحيطها وفي بعض الحالات يتوفر الدليل على مساهمة العائلة الفعالة في دفع السايكوباث للأمعان في سلوكه اذا ما تحققت لها الفائدة المادية  و المعنوية التي يمكن ان تجنى من هذا السلوك.ولعلنا نجد في ذلك تدليلا على توفر الاتجاه السايكوباثي في العائلة نفسها وهو ما يحدث في الكثير من الحالات.
أسباب السايكوباثية
يمكن القول منذ البداية ان اسباب هذه الحالة ما زالت غامضة ومبهمة وذلك بالرغم من مختلف النظريات السببية وابحاث الواسعة التي تهدف الى تحديد هذه الاسباب وكما هو الحال في الكثير من الحالات المرضية التي يتعذر تحديدها فان هنالك نظريات متعددة لتفسير السلوك السايكوباثي والمتمعن في هذه النظريات يجد بان ما من نظرية واحدة تكفي لتفسير جميع الحالات السايكوباثية والتي تقع ضمن المفهوم العام لها ومن هذه النظريات ما يؤكد على العامل البايولوجي في تكوين الحالة ومنها ما يؤكد العامل المحيطي المكتسب بما في ذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية ومنها ما يؤكد على عامل التربية بما في ذلك عمليات التعود والتطبع ومع انه قد يكون لكل واحد من هذه العوامل أثره في تكوين الحالة السايكوباثية الا انه لايمكن القول بأن عاملا واحدا منها يكفي لتكوين الحالة وانه لابد من تظافر هذه العوامل كلها او بعضها في هذا التكوين.

عادل فلرج القس يونان
20 نيسان 2012   
 

37
الوحدة المسيحية خيارنا الوحيد
 
الجزء الثاني


في مؤتمر كلدو اشور المنعقد في أكتوبر 2003 في فندق بابل بقيادة الحركة الاشورية  يومها حيث كنت احد المدعوين لحضوره قدمت هذا المشروع (الوحدة المسيحية )كحل سليم لابديل له اذا توفرت النوايا الحسنة الصادقة والارادة الحرة الشريفة للدفاع عن حقوق ابناء هذه الأمــة--
نعم طبعت المذكرة وتم توزيعها على المؤتمرين و كانت بصفحة واحدة بشكل مقتضب وهادف الا انه لم يتم مناقشتها او تقديمها للمناقشة من قبل الحضور لأبداء الرأي فيها لكثرة المقترحات  ولضيق الوقت هذه حقيقة وللأمانة نقولها --!!  
والان اكرر ما جاء بأ قتراحي  او مشروعي حينها – وبشكل مبسط ---قلنا -- لا بديل لوحدتنا لكوننا مقبلون لتثبيت دعائم الديمقراطية لبناء العراق الجديد وذلك بمشاركة الجميع لاسيما نحن الأصلاء ومشهود لدورنا الفاعل والمهم والمؤثر جدا في بناء حضارة العراق منذ القدم ولازلنا --- فاذا اردنا النجاح في تحقيق اهداف امتنا لابد من مشاركة جميع ابناء هذه الامة من دون اي استثناء للوقوف صفا واحدا مع بقية المذاهب والطوائف لبناء بلدنا العزيز .
اما منظورنا الى الوحدة يستند على الأسس والثوابت التاليــــة :-
1- اساسا ان التوحد ليس حالة جديدة في حياة الانسان فقد  ظهر الانسان على مسرح التاريخ بشكل قبائل وكل قبيلة تتكون من مجموعة من العشائر تربط بينهما روابط عديدة اهمها رابطة الأصل المشترك --  (كما ان انضمام الناس بعضها الى البعض ليس بعاطفة الحب وانما هو بعاطفة الخوف من الأذى)
2- ان الحصيلة النهائية التي نراها في الأفق هي ان الامة المسيحية لابد ان تتوحد لأن التوحد ( ليس حاجة فنية للأمة كما وليست حاجة ظرفيه وانما حاجة تاريخية مستندة الى اسباب مبدئية وتاريخية ) وكذلك هذه الحالة غير مرتبطة بحل مؤقت او بزمن مؤقت او تاريخ مؤقت وانما ترتبط بالدور الذي تريد ان تمارسه الأمة المسيحية انسانيا والدور الذي تريد ان تكون عليه وطنيا (جوهر مبادئها واهدافها )* ومثل هذا الدور وهذه الحالة لا يمكن ان يتحققا الا بالوحـــــــــدة** ثم اوليس الاتحاد قـــــوة !!!
3- أما شكل هذه الوحدة فهي مسألة ليست مرتبطة بشكل دون آخر وانما هي حالة إنسانية لذلك لابد ان تكون حالة متطورة في الفعل وفي النظرة وعلى هذا ألأســــاس (انا لا أقول :- بأن الوحدة المسيحية هي الحالة التي تنتفي فيها الخصوصيات المحلية كليا وإنما هي الحالة التي توّجد خصوصيات جديدة مشتركة وروابط جديدة للأمــة تكون هي الأساس وما عداها تكون في خدمة الأســـــــاس ) وعلى ذلك فأن الحالة المحلية ليست حالة ضعف للأمة اذا كانت خيمتها هي الأمـــــــة بل العكس تكون حالة مطلوبة وحالة قـــــوة حقيقـــــية للأمـــــة والاندماج الذي يلغي الخصوصية (قد تكون حالــة مرضّية او مؤذية للأمة هذا ما اوحت لنا تجارب الماضي الحديث وهذا ما اوحى لنا به استقراء تاريخنا القديم )------!!!
4-رغم اننا لا نستبعد التعقيدات الكثيرة التي اوجدها الوضع الحالي لبلدنا في عرقلة مهام الوحدة فأننا لا ننسى ان لهذا دورا ايجابيا يمكن ان يكون وسيلة فعالة لخدمة الوحدة
5- اما مسألة اي الوجوه تتغلب على الوجوه الأخرى هل تتغلب الوجوه الإيجابية على السلبية ؟ ام العكس --!! فهذه تعتمد على من سيقود هذه الوحدة وعلى هذه العلاقات او تلك وما يتم تقديمه للأمة --                    
اذن لنقل لا يبقى لدينا ما هو افضل واهم من توحيد طوائفنا كما في حقيقة الامر لا نملك وقت بعد  ان كنا صادقين بما ندعي وامناء على مسؤوليتنا امام الجميع وامام الأجيال وان التاريخ لا يرحم -----لابل وحتى نحن نلاحق من كان السبب ومن بعدنا أجيالنا ----- الى-----  اما ما نلاحظه اليوم ينده له الجبين --!! هناك الغضب في تصريح وكلمات رجال ديننا الأجلاء في كل مناسبة ومن دونها ونشاهد الغضب في الكتابات الهجومية للعديد من كتابنا الاعزاء  المنشورة في العديد من مواقع ابناء شعبنا  التي تُعبّر عن الخُبث والمُكر والانتقام والكلام القبيح والبذيء في إطلاق النكات والاستهزاء بالغير وتخوينهم وهرطقتهم بدون سبب، وهُم في بلدانهم  الديمقراطية الجديدة لسبب وحيد فقط هو ، لأنهم غير مُتّفقين معهم في الرأي، اما آن الاوان ان نتخلص من كل ما فيه نقمة وغضب وخبث وشتيمة والتلفظ بالكلام البذيء ثم ماذا جنينا من كل هذا وعبر تاريخ امتنا المسيحية الطويل اما آن الاوان رغم كل الذي جرى ويجري لنا ايها الابناء المحترمون المخلصون لأمتكم وشعبكم ولذاتكم النزيهة العفيفة  --!!! لن اقول في هذا الخصوص سوى شيء ---   واحد فقط --  لو تستمرون على هذا الحال الى ان ننتهي ولن يبقى لنا أي اثر يذكر لن تحققوا مرامكم  ان كنتم تعلمون ذلك او لا تعلموه والله لن تحققوا  سوى الدمار لكم اولا ولامتكم وشعبكم ثانيا لا نه كما قلنا دائما بخصوص امتنا وشعبنا  ونعيده الان (عسى ان تنفع الذكرى ) هناك حقيقة وهنا واقع والحقيقة لا احد يستطيع اثباتها وتأكيدها اما الواقع فنحن شعب  واحد كلداني سرياني اشوري (سورايا ) ثلاثة اغصان لشجرة واحدة أي لأصل واحد وكل واحد يرى اسمه حلو وجميل يعتز ويتباها به والمهم نحن شعب سورايا وكفى (شعب واحد قومية واحدة دين واحد تاريخ واحد ولغة واحدة لابل ومصير واحد ايضا )  ومن يحاول ان يبني حساباته على غير هذا الاساس والحساب فلم يحصل سوى على الفشل والخذلان والحاق الضرر بأبناء شعبه وامته وتاريخه ---علينا جميعا الالتزام بما هو عليه الواقع والمنطق وما يقبله العقل كفانا تشتت وفرقة وضياع ودمار ايضا ثم بماذا تريدون ان نصف احد ابناء شعبنا هذا الانسان الذي يصف من يخالفه الرأي من ابناء شعبه من اخوانه بانه خائن عديم الضمير والكرامة  ضال كافر وهو يصور نفسه الوحيد مخلص ونزيه ومحب لشعبه وامته  يريد ان يقود هذه الامة ويقدم النصح والارشاد لأبناء شعبنا ويلعن بقية ابناء شعبه اخوانه الذي يخالفونه الرأي اللعنة الابدية وكأنه منزل من السماء --
اذن  اعتقد انه  قد بقى امامنا خيار واحد وهو اهم الخيارات وانبلها وافضل خيار لنا والأهم لأجيالنا ومفخرة لهم ولتاريخهم وهو  جلّ ما يسعى اليه كل عاقل مخلص ونزيه  لمبادئه ومحبا لأمته ويدخل التاريخ من اوسع ابوابه -----وهو توحيد طوائفنا المسيحية تحت تسمية واحدة  شاملة وعادلة لأنها امة واحدة لجمع شمل ابناء هذه الأمة في المنهج السياسي والنشرات الداخلية للمؤتمرات لجميع هذه الحركات والذي يتحتم على وحدة التسمية ووحدة العمل مقبولا من قبل الجميع من دون استثناء -----------والله من وراء القصد ---   ومنه العون والتوفيق وتقبلوا تحياتي جميعا
    



عــادل فرج القس يونان
31 /3 /2012

            

38
الوحدة المسيحية خيارنا الوحيد
 
الجزء الاول

من الامور التي اؤمن بها ايمان قاطع ايمان ثابت لا يتزعزع ابدا هو انني و قبل كل شيء عراقي ومن ثم انا مسيحي وعلى دين أبي اكون وعليه أموت سواء اكان في الجنة ام في النار وانا كلداني وبنفس الايمان اننا قومية واحدة وشعب واحد (كلداني سرياني اشوري  او اية تسمية اخرى تجمعنا ) ودين واحد (الدين المسيحي ) ولغة واحدة رغم اختلافها بسبب معاناتها لان لغتنا عانت اكثر مما عانينا نحن  جميعا ومن يحاول تجزؤتنا وتفرقتنا فهو لا يحب شعبه ولا يريد مصلحته ابدا بل هو محب لنفسه ومصلحته الشخصية وعلى حساب هذا الشعب المسكين وهو بعيد كل البعد عن ألآم ومعاناة شعبه لابل ويمكن وضعه في خانة الاعداء بالنسبة الى شعبنا لاسيما في الظروف العسيرة جدا والتي نمر بها هذه الايام ----!!!وانا شخصيا مؤيد وداعم واضحي قدر ما استطيع لكل من( ينشد ويطبق فعلا وليس القول فقط ) وحدة شعبنا وكوننا قومية واحدة ودين واحد ولغة واحدة لابل ومصير واحد ايضا ومن هذه المقدمات الصادقة الدامغة  -----  كما وبودي ايضا اعلامكم بان
مداخلتي هذه ليست تدخلا في شؤون هذه الحركة او تلك او ذلك المجلس او الحزب-- بقدر ما هي رأي شخصي وكرؤية لشخص ينتمي الى وطنه العراق العظيم قبل انتمائه الى دينه المسيحي والى  أمته  (التي لم تذق طعم أبسط الحقوق المدنية والثقافية الا بصيغ شكلية وهامشية وفي حالات خاصة لابل  و محرومة من ابسط اشكال العدل والمساواة أيضا)
كأحد أبنائها والذي يتشرف ويفتخر لكونه واحدا من أبنائها محبا ومخلصا لها ليس غير ---ويعتقد من خلال رؤيته ان يعبر عن وجهة نظر بما يراه يخدمها ويخدم ابنائها
أما مقالنا اليوم يختلف عن طبيعة المقالات المتعارف عليها ليس مقالا سياسيا ولا.....  بل هي وجهة نظر متواضعة  فقط   لا نه قيل وكتب الكثير الكثير عن حقوقنا القومية وعليه من هذا المنطلق انا لست بصدد توضيح او سرد ما في بطون  تاريخ العراق   لنتعرف على مدى اصالة الشعب الكلداني السرياني الأشوري وسرمدية وجوده الأزلي في وطنه ولا بصدد التحدث عن حضارته وعلومه ودوره الريادي الوطني  في بناء العراق القديم والحديث بمشاركة جميع المكونات القومية العراقية والوطنية وهنا ايضا لا أسعى الى تسليط الاضواء على مشروعية حقوق شعبنا القومية والوطنية ونضاله الدؤوب والمتواصل على المسرح السياسي بدون كلل ----- او الاقرار بحقوقنا -- ولا عن سياسة التهميش والاقصاء التي مارستها جميع الحكومات العراقية المتعاقبة على سدة الحكم في الوطن لحقوقنا المشروعة والتي أقرتها مواثيق الامم المتحدة وشرّعه حقوق الانسان ودولة العراق منذ تاريخ انضمامها الى عصبة الامم والى يومنا هذا --!! رغم كل ذلك كان ولا يزال دورنا الوطني البناء مستمر على الساحة الوطنية والسياسية جنبا الى جنب مع جميع ابناء المكونات القومية العراقية  الاخرى ------ ناهيك عن الدور الهام الذى ساهم به ابناء شعبنا في تأسيس الحركة الوطنية العراقية ورفد صفوفها بخيرة المناضلين والكوادر السياسية كوقود ازلى لاستمرار مسيرتها النضالية لا قامة البديل الديمقراطي في العراق لا بل وبدماء شهداؤنا الابرار التي سقت ارض العراق جميعها  وحتى خارج  ارضه دفاعا عنه -- اما اخلاقنا واخلاصنا الوطني للعراق المشهود له من قبل اغلبية ابناء الشعب العراقي  والتي مازالت وستبقى تحتفظ به الذاكرة العراقية ليس فقط الى يومنا هذا بل الى ازمنة قادمة الى ابد الابدين ((والله لم تجد لمة او مجموعة في كل قطاع من قطاعات انشطة الحياة المختلفة ((الصحية --العلمية -- الفنية -- الثقافية  او غيرها ))--- الا وتجد بينهم ان لم نقل في مقدمتهم او في الصدارة منهم من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الأشوري العزيز ))--- وهذا ما يعرفه الجميع من ابناء شعبنا العراقي العظيم -- لكى لا أطيل عليكم وكما أسلفت انا لست بصدد التحدث عنه فأقول :- رغم المرارة والحسرة لابل والألم الذي اشعر به ايضا  لا اريد  شيء فقط
لكى اسألكم يا مسؤولي احزابنا  الاعزاء الكرام  ويا كتابنا الموقرون اليس موقفكم  هذا معنا هو اصراركم العنيد في تجزئتنا وضياعنا الا يكفيكم ما حلّ بنا ولا يزال -- عليكم ان تنكتوا او تنفضوا  غبار الماضي المرير  ولن اقول هنا في هذا الصدد او الخصوص ســــــوى :-
الا يكفي النظر بمنظار المصلحة الشخصية الضيقة المقيتة والمنافع المادية -؟
الا يكفي الضعف والتبعية (الارادة المسلوبة ) من اجل المناصب الزائلة من غير الاستحقاق --؟ الا يكفي التلون --؟ لابل متى ستثبت الهوية ؟   الا يكفي المتاجرة واللعب بمصير هذه الامة المسكينة وابنائها --؟ ان قوة الشخصية تأتي من داخل نفس الشخص ومن مصداقيته مع نفسه اولا ثم مع الأخرين ثانيا  وهل هناك شخص لا يعرف  اذا كان ما يتكلم به هو صدق او كذب !! لقصد او من دونه !! لغاية او من دونها-!! مأجور او نزيه --!!!!
وهل --؟؟؟؟
  يوجد احد لا يعرف مدى امكانيته ومؤهلاته  وقدراته لكي يتبؤ منصبا او دورا يلعبه او يأخذه في هذا المعترك اذن كيف لا يكون ضعيفا لابل ضعيفا جدا  من لم يكن آهلا او مناسبا للمنصب الذي يحتله والدور الذي يأخذه  ويتحمل مسؤوليته --!! الا يكفي الضعف والخنوع اين دور الضمائر الحية --؟- والشيء الوحيد الذي اريد ان اعيده الى الاذهان (ان الانسان مهما حاول ---- فالأناء ينضح بما فيه  !! وفي النهاية لن يكون البقاء الا للأصلح- اليست كل هذه الامور والاخرى التي ما تطرقنا اليها من مهام ومسؤولية كل مخلص شريف من ابناء هذه الامة  ؟؟ اليس كل هذا  الذي نحن عليه ابتداء من قادتنا الروحانيين ومرورا بقادتنا السياسيين وانتهاء بالمخلصين النزيهين الحقيقيين يزيد ضياعنا  لابل ضياعنا بعينه؟ ؟وبقاء ركبنا مشتت وفي مؤخرة الركــب الحضاري للمسيرة الإنسانية ومنبوذ ويستحق الرفض
(أن التاريخ هو لـــغة واحدة ---- من لم يكن أهلا للانضمام الى قافــــلته لابد ان يصبح خارجها ويبقى طعما وفريسة سهلة جدا للضواري ولا يرحم ---!!!)****
اذن اليس بمقدورنا ان نستنتج بعد كل الذي تطرقنا اليه  كحقائق تاريخية وكوقائع حاصلة فعلا نعم هناك حقيقة وهنا واقع والحقيقة لا احد يستطيع تأكيدها واما الواقع فنحن شعب كلداني سرياني اشوري (سورايا) :ان خلاصنا الوحيد هو بوحدتنا فقط  لكونها ضرورة ملحة جدا لا تقبل التأجيل على الرغم من تأخرها كثيرا وما حصل لنا بسبب ذلك ---!!
 في مؤتمر كلدو اشور المنعقد في أكتوبر 2003 في فندق بابل بقيادة الحركة الاشورية  يومها حيث كنت احد المدعوين لحضوره قدمت هذا المشروع (الوحدة المسيحية )كحل سليم لابديل له اذا توفرت النوايا الحسنة الصادقة والارادة الحرة الشريفة للدفاع عن حقوق ابناء هذه الأمــة----
وسيليه الجزء الثاني

عادل فرج القس يونان
31 /3 /2012   


39
الأفكار التسلطية والقسرية

مرض التسلط



ان حالة الافكار التسلطية هي حالة مرضية نفسية تتضمن الشعور المفاجىء عند المريض بورود فكرة او رغبة او خيال في ذهنه (يدرك المريض بانها طارئة على وعيه ) وخارجة عن ارادته ايضا لابل ومفروضة عليه كما وتثير في نفسه الرغبة في مقاومتها اي مقاومة تسلطها عليه واذا تأملها بعد انقضائها تبين له عمقها وسخفها ---!!-
 اما الاعمال الالزامية الملحة فلها عين الصفات يضاف اليها قيام المريض بالحركة او العمل التي يقتضيها الفكر التسلطي – ان هذه الحالة المرضية  قد عرفت منذ اقدم عصور التاريخ الا انها لم تستجلب الكثير من الاهتمام وعلى ذلك ظلت الدوافع المسببة لها مجهولة تماما وقد بدأ الاهتمام بوصف هذه الحالة وتحديدها في منتصف القرن التاسع عشر ففي سنة 1862 استعمل الطبيب الفرنسي (موريل ) لفظة (التسلطية ) للدلالة عليها - وفي 1878 عرفها وستفال بانها افكار تظهر( مخالفة للإرادة )-- ولا يمكن نفيها والتعريفات الحالية وان كانت اكثر ملائمة لمفهوم علم النفس الا انها في الحقيقة مبنية على تعريف وستفال وممن عنى بهذه الحالة ايضا  ( فرويد ) سنة 1894 الذي عرض ملاحظاته المتعلقة بالأساس النفساني لهذا المرض والذي يتتبع التاريخ الحديث لعلم النفس يجد بان مرض التسلط قد استرعى الكثير من اهتمام الباحثين وان النظريات التي افترضت لتفسير هذه الحالة المرضية الطريفة و المؤلمة – تكاد تشمل معظم النظريات التي افترضت في تفسير الامراض النفسية كلها ----!!!!
أهداف الفكر التسلطي والعمل القسري

1 - يعتبر وسيلة من وسائل الدفاع النفسي لا نه يخفف القلق ويبدده ولولا الفكر التسلطي لكان اثر القلق شديدا لا يحتمل وخاصة اذا ظهرت بوادر القلق على حقيقتها مما قد يكون جارحا مؤذيا او محرجا للوعي ولأيمكن احتماله 
2 - عن طريق الفكر التسلطي او العمل القسري يضطر الفرد للقيام بعمل اضافي لحماية نفسه من الخطر المادي والمعنوي الذي يهدد تكامل الشخصية مثال ذلك الفكر الذي يتسلط على الفرد فجأة والذي يقضي بان يرمي نفسه في النهر او امام سيارة عابرة فيدفع بنفسه بدلا من ذلك الى الوراء الى حد ابعد مما تقتضيه السلامة -!! او مثل اخر ذلك المؤمن الحريص على ايمانه الذي يراوده التسلط  بأن يقول قول الكفر فيدفعه بترديد التسبيح وتكرار الاستغفار فكأن مراودة  الكفر امتحان لا يمانه وكما كان الدافع الى ان يرمي نفسه في التهلكة هو امتحان لمدى حبه لنفسه وحرصه عليها
3 - الطقوس القسرية التسلطية التي يقوم بها بعض المرضى تشبه الى حد ما الطقوس البدائية التي اصطنعها الانسان البدائي كوسيلة لحماية نفسه من سيطرة (الارواح الشريرة ) وغيرها من القوى التي تعذر عليه فهمها وتفسيرها   
4 بعض هذه الاعمال القسرية قد تأتي عن طريق تكوين العادات وخاصة اذا تعود الطفل على القيام بحركات معينة تخدم غرض اقناعه من صغره بان القيام بها سيحقق له ما يتمناه وهذه الاعمال تخف او تزول عادة عند الكبر وقد اورد (فرويد  )المثل التالي عن الاعمال المتكررة الطقوسية في الاولاد :- صبي عمره 11 سنة اتبع نظاما معينا ثابتا من الطقوس التسلطية  قبل ان يأوي الى فراشه لينام فكان يخبر امه بتفصيل دقيق بجميع حوادث اليوم الذي مرت به كم كان يصر على ان لا يكون على سجادة الغرفة اي قصاصة من الورق او اي نفاية وان يكون سريره ملتصقا بالحائط وتستقر ثلاث كراسي بالجانب الاخر وتوضع الوسائد في نظام معين ثم يركل برجله عددا ثابتا من المرات ويميل الى جانب واحد وينام 
الفكر التسلطي
في هذه الحالة تعاود المريض افكار طارئة مزعجة غير مرغوب فيها تتحكم في عقله وتسيطر عليه ومن هذه الافكار ما يثير الرعب والهلع في نفس المريض فيحاول التخلص منها بكل وسيلة ممكنة وسنذكر بعض الحالات  المرضية والتي توجز باختصار طبيعة الفكر التسلطي
الحالة الاولى :- رويت لي شخصيا في عام 1966 يومها كنت طالبا في الرابع العلمي في مسقط رأسي القوش العزيزة  --  من قبل امرأة رحمها الله كانت بعمر يزيد الخمسين سنة يومها حيث قالت ان زوجي (رحمه الله ) اكثر من مرّة بينما كنا نائمين ومع اولادي الخمسة في غرفة واحدة وكنا نضع الكتلي المملوءة بالماء على مدفأة علاء الدين لكي ندفئ غرفتنا من برد الشتاء يندهني وبشدة  وانا نائمة  قائلا قومي  قومي بسرعة واخذي الكتلي خارجا وافرغيها من الماء لأنني اريد ان احرق بها ابني الفلان (الثالث)  وكان افقر اولادي مسكين بشكل-- فكنت انهض بسرعة وانفذ المطلوب على الفور وكنت اشعر بخوف وعندما اسأله لماذا تريد ان تفعل ذلك ولماذا ابني الفلاني فيقول ما اعرف كأنه واحد في داخلي يقول لي ذلك ---هكذا تخلص ذلك الرجل  من الفكر الطارئ عليه  المزعج له بالفكر التسلطي بأيقاظ زوجته بالحال وعلى الفور وهكذا  --
الحالة الثانية :- ايضا من مسقط رأسي رويت لنا ايام الطفولة لكن هذه الرواية كانت تذكر  كثيرا وفي مناسبات عديدة  --- تقول ان رجل القوشي اسمه (ب ) كان له صديق (ي )  من قرية قريبة من القوش لابل وكان اكثر من صديق( اخ )بحكم العلاقات الطويلة والقوية بينهما والزاد والملح كما يقال  وكان يعملان شراكة يأخذون بضاعة من القوش ويبادلونها بأخرى في القرى القريبة يعني المقايضة وفي احد الايام وهم راجعين الى القوش (ب) اشترى باقة بصل اخضر ليتناول وجبة الغداء  هو و(ي) في بيته وبينما هم سائرين  تجاه القوش سبق (ب)  صديقه (ي) قليلا وصار يمشي  امامه وبيده باقة البصل فنادى عليه (ي) قائلا يا (ب) لولا انت عزيز جدا عليّ لقتلتك واخذت منك باقة البصل ---!!! فجاوبه ( ب)  خذ البصل ولماذا  تقتلني والبصل اساسا هو لك ولي فجاوبه (ي) هكذا يقول لي ---!!! فقيل ان (ي ) فيه  فلان (روح شريرة )
الحالة الثالثة  :- امرأه متزوجة متعلمة لها ثلاثة اطفال اصغرهم في الثانية من عمره شعرت ذات يوم وهي تهم بتقطيع اللحم في المطبخ بان تذهب الى طفلها الذي يلعب امامها وتقطعه بدلا من اللحم وقد هالها الفكر فرمت بالسكين وحملت ابنها وهرعت من البيت وقد تكرر الفكر عدة مرات في مناسبات اخرى الى ان ذهبت الى الطبيب للاستشارة الطبية –
الحالة الرابعة  :-  حالة امرأة متزوجة تتمتع بخلق رفيع وتعلق بزوجها افادت بانها اذا كانت باجتماع او زيارة مختلطة تشعر فجأة بفكرة ملحة تراودها بضرورة القيام من مكانها وتقبيل الرجل الذي يجلس مقابلا لها وتحاول دفع هذا الفكر اما بإشغال نفسها  او الاشاحة بوجهها عنه واما بالاعتذار بوجوب الانصراف او غير ذلك من وسائل التبديد
الحالة الخامسة شاب في الثانية والعشرين يتصف بالخجل وسرعة الارتباك والانفعال يشكو من فكر يتسلط عليه ويدفعه الى ضرورة النظر الى ما دون البطن من اعضاء الرجل او المرأة واذا جاءه الفكر انفعل بسببه وخشى ان يلاحظ انفعاله الاخرون فيعرفون دوافعه وقد وجد بعض الحل لفكرة التسلطي بأن يلبس نظارات سوداء لا تكشف عن عينيه ولا تنم عن فكره
ولعل اشد حالات الفكر التسلطي هي هذه الحالة التي تجمع الى( الفكر المتسلط والدفع للعمل) في بعض الاوقات وهي  الحالة السادسة التالية :-
شاب في العشرين يعمل عاملا في احدى المحلات وقد ذكر ان حالته المرضية قد بدأت اثر مشكلة عاطفية وظروف اقتصادية صعبة وكان ابتداؤها بفكرة طارئة تحفزه اثناء الليل للقيام بالاعتداء على والدته التي( يحبها ) وفي الاشهر التالية بدأت افكار اخرى تعرض له ان يقوم بالاعتداء على صاحب المحل الذي يعمل فيه برميه بأثقل آلة حديدية متيسرة وان يرمي بنفسه امام سيارة المصلحة ---!! وان يعتدي على الاخرين فهو لذلك لا يستطيع البقاء في غرفة تحوي الآلات الحادة والمطارق والادوات الثقيلة وتأتيه فكرة ان يقطع لسانه بالموس وعند الحلاقة يتسلط عليه الفكر ان يجرح وجهه او يقطع عنقه وفي احدى المرات جاءت فكرة متسلطة دافعة ان يجرح يده فلم يستقر حتى قام بتشطيب خفيف ادماه قليلا وتأتيه فكرة ان يعري سلكا كهربائيا ويمسه بيده وبالفعل قام بذلك مرة مما سبب له انتفاضة وقد ذكر بانه قبل ان يقوم بذلك تردد كثيرا وراح يمشي ذهابا وايابا لكنه لم يستطع ايقاف قوة الدفع للعمل بما املاه فكره المتسلط وبأنه اذا رأى لوحا زجاجيا او تلفزيونا احس بالدافع الى كسره ووضع يده مكان الكسر في الزجاج وتأتيه فكرة متسلطة ان يحمل ابن اخيه الصغير ويرمي به من الشباك وتعاوده فكرة ان يقتلع الشعر من صدغيه واذا بدأ بذلك فلا يستطيع التوقف مع رغبة في ذلك ويستمر الحال الى ان يصيبه الاعياء او يتوقف الدفع القسري تلقائيا وبسبب هذا الدفع التسلطي ظهر المريض وكأنه اجرد الصدفين  ---!!!
ملاحظة :- بعد كل هذا  الا يمكننا ان نستنتج ما يلي :-
 اليس من الواجب علينا ان نتذكر وعلى الدوام نعم الله علينا وفي مقدمتها نعمة الصحة والعافية وان نحمده ونشكره على الدوام على كل شيء ما دمنا احياء
ثم وان نقول على الدوام  ان  الصحة هي تاج على رؤوس الاصحاء
 و أن  المادة وجدت لخدمتنا والمحافظة على صحتنا وليس   ل.---  ل----  !! ! 

عادل فرج القس يونان
19/3 /2012   



 

40
القلق النفسي ومصادره

القلق حالة من التحسس الذاتي يدركها المرء على شكل شعور من الضيق وعدم الارتياح مع توقع وشيك لحدوث السوء او الضرر وهو اشبه بالخوف لكن الفرق بين القلق والخوف هو ان للخوف مصدرا واضحا معلوما بالنسبة للخائف بينما مصدر القلق غير واضح او معلوم بالنسبة للذي يعانيه وشعور القلق تكاد تكون تجربة نفسية ان لم تكن بالفعل هكذا اي بمعنى تجربة انسانية شاملة ولا اعتقد ان اي فرد ( طبيعي ) تخطى مراحل الحياة المقررة لم يدرك ولو مرة واحدة احساسا غير طبيعي من الخوف الذي لا يتصل بموضوع او تجربة معينة وهذا الشعور لم يتوفر بشكل عفوي بل ان وجوده (بقدر ما ) ضرورة للتكامل النفسي لابل وهو يخدم اغراضا هامة في حياة الانسان فردا او عائلة او مجتمعا اي بمعنى ان تحسس الانسان بشيء من القلق ضرورة لازمة فهو يمّكن الفرد من الانتباه للخطر قبل وقوعه فيبعده بمجابهته او تفاديه والقلق يدفعنا الى الحرص على صحتنا باتقاء المرض والقلق هو الدافع للحرص على مستقبلنا بالعمل والمثابرة والجد وهو الذي يدفعنا لتحمل المسؤولية العائلية والقلق هو القوة التي تربط الافراد في مجتمع اوسع وهكذا نجد ان القلق عاطفة عامة طبيعية وضرورية في حياة الانسان  فنحن نقلق على صحتنا فنتحاشى ما يضر صحتنا ونقلق من خطر نتوقعه لكي ننتبه له ونبتعد عنه ونقلق على مستقبلنا لنجد ونثابر من اجل ضمان مستقبلنا ونقلق على رعاية اسرنا لاسيما نحن العراقيون الذي يكون رب الاسرة لوحده مسؤولا عن عائلته من دون مساعدة الدولة له كما موجود في معظم دول العالم  وكثيرا ما كنا في الحرب العراقية الايرانية للفترة من 1980 ولغاية 1989رغم انتهاء الحرب في 8/8/1988  نقلق وبشدة  حيث كنا جنود في تلك الحرب ( مجبرين) عندما يقترب موعد اجازتنا الدورية كما كانت تسمى  بعد قضاء 30 يوم  في ساحات الوغى وفي الملاجئ ----الخ  لنتمتع بــ 7 أيام من ضمنها الطريق لكي لا نبلغ بإنذار( ج ) او صدور امر ايقاف الاجازات الدورية والى اشعار آخر  لتوقع هجوم من العدو حسب التعبير العسكري او هجوم على العدو وتمنع الاجازات والى اشعار آخر يا له من قلق عظيم وكان اشبه بالكارثة تحل على من تشمله تلك الاوامر ومعظمنا لنا تجارب مريرة في هذا الخصوص ولحد هذه اللحظة نتحاشى تلك الذكريات لشدة مرارتها وآلامها وحسرتها  ووقعها على نفوسنا  ---!!!!
وهكذا نجد ان القلق عاطفة عامة طبيعية وضرورية في حياة الانسان ويصعب علينا حتى ان نتصور عالمنا خال تماما من اي اثر للقلق فلو امكن ذلك لعاش الفرد ليومه لا يتقيد بمسؤولية او طموح او هدف –  ومن المهم جدا ان اشير هنا ان في الطفولة يخدم القلق عملية تكوين الشخصية ونموها وتطويرها حسب الحدود والقيم التي تضمن للطفل استمرار عاطفة الحب من اهله والرضا من المجتمع لتصرفاته ذلك ان فقدان لهاتين العاطفتين (الحب والرضا ) يؤديان الى قيام حالة القلق ويظل القلق بعد ذلك عاملا هاما في تطوير الشخصية والابقاء على التوازن النفسي للفرد ومن الضروري الاشارة هنا الى ان القلق النفسي كحالة  من عدم الارتياح المصحوبة بتوقع الخطر توجد في الناس على درجات والاختلاف بينهم (هو اختلاف في القدر لا في النوع ) ثم هنالك ايضا تفاوت بين قدرة الناس على تحمل قسطهم الطبيعي من القلق واختلافا في الظروف التي تقلل او تزيد من قابليتهم على تحمله وحدود القلق في معظم الناس تقع في حدود التحمل ولا تسبب في حياة الفرد اضطرابا محسوسا او ملموسا ---!!
لكن قد يزيد القلق فجأة او بالتدريج عن الحدود التي يتحملها الانسان في نفسه واثر هذه الزيادة على الفرد يختلف ايضا بين شخص وآخر وفي معظم الناس تؤدي الزيادة الى الشعور بحالة تشبه حالة الانذار تدفع الى المزيد من الحذر والتنبه والاحتياط في الامور التي تخص كيان الفرد او حدود مسؤوليته سواء كان ذلك في البيت او في مجال عمله وفي علاقاته الاجتماعية كما انها بالتالي تؤدي الى زيادة فعاليته في درء الخطر الذي يشعر بانه يهدده وفي عملية زيادة القلق قد يصل الامر الى الحد الذي لا يتمكن فيه الفرد من الاستفادة منه فلا يقدر على توجيهه وجهة نافعة انتاجية وعندها يطغي القلق على توازنه النفسي ويؤثر في سلوكه وفي قابليته على تصريف حاجاته النفسية بهدوء ومرونة وفي درجة اشد من القلق يفقد الانسان القدرة على القبض على ناصية نفسه ويفلت زمام التدبير منه ويصبح سلوكه مضطربا قلقا لتدخل القلق في النمط الاعتيادي لحياته وفي هذه الحالة يشعر المريض بحاجته الى الاستشارة الطبية وللعلاج من حالته ---!!!
اما مصادر القلق فهي
  مصادر القلق عند الطفولة وتسمى بالمصادر الاولية او البدائية او الاساسية -1
 مصادر القلق عند الكبار تسمى بالمصادر الثانوية-2
 واما في الطفولة فهي وباختصار 1- العجز :-  فالطفل يولد عاجزا لاحول له الا ما يحظى به من اهتمام ورعاية والديه وفترة النمو للاعتماد الذاتي على النفس طويلة في الانسان ولهذا فان تجاربه في مجابهة الظروف والاحوال تشعره بالوحدة والعجز والحاجة للغير كثيرة العدد طويلة الامد وهذه التجارب هي اكثر المصادر واهمها اثرا في تكوين الشخصية ثم ان انفعالات الطفل عندما يجد نفسه عاجزا عن مجابهة موقف صعب في حياته قد تضع الاساس الذي تبنى عليه انفعالاته في الكبر عندما يتعرض الى موقف مشابه يشعره بالعجز والقصور وعليه فاذا كان تعريض الطفل الى الظروف التي تشعره بالعجز ما يؤدي الى بداية بوادر القلق في حياته النفسية فأن الزيادة( الغير طبيعية ) من رعاية ورقابة والمحافظة عليه من كل تعرض امور تحرم الطفل من امكانية التعود على مجابهة المواقف الصعبة وهذا (الحرمان ) يجعله اكثر تعرضا وتهيأة  في المستقبل للوقوع في القلق عند مجابهته حتى للظروف والمواقف الاعتيادية في الحياة
2- الفراق :- وخاصة فراق الطفل عن والديه وكلما كانت الصلة بين الطفل ووالديه ممكنة كلما كان رد الفعل اشد واطول عند تفريقه عنهما والكثير من حالات القلق تبدأ بسبب تجربة مؤلمة من الفراق في حياة الطفل ويتضح ذلك من كثرة حالات القلق في الاطفال الذين يرسلون الى دور الحضانة وروضات الاطفال والمدارس الداخلية هذا واثر فعل الفراق في الاطفال وحتى (الكبار ) يتناسب مع درجة التواكل والاعتماد العاطفي الذي يحمله بالنسبة الى لا هله ومحيطه فكلما زاد هذا التواكل كلما كان اثر الفراق شديدا
3- الحرمان والغيرة :- بحدودهما العاطفية والمادية فلكل طفل حاجات معينة من الرغبة العاطفية والمادية لابد من ارضائها وتزيد هذه الحاجات عندما يقارن الطفل نفسه بغيره من الاطفال بأخوته او بمن هم ابعد قرابة من ذلك وللأطفال قابلية التحمل لتجربة واحدة او اكثر من الحرمان على ان تكرار الظروف التي تشعر الطفل بانه ليس كغيره حظا وانه محروم من العطف ومن استجابة الرغبات فذلك يؤدي الى الشعور بعدم الاطمئنان وكثيرا ما يكون ذلك مقرونا بالشعور بالغيظ والحنق على الذي ولد شعور الحرمان في نفسه ومثل الحرمان كمصدر للقلق وكثيرا ما يؤدي اهتمام الابوين بمولود جديد او ايثار ولد على اخر لا سباب معينة الى اظهار انفعال القلق في بعض الاطفال مصحوبا بأعراض جسمية كالحركات اللاإرادية واللعثمة في النطق واضطراب السلوك والى غير ذلك من الاضطرابات
4- الفشل :-  يحصر اصحاب المدرسة التحليلية الفشل بتلك الدوافع الجنسية او الغرائز التي لم تتحقق لتعارضها او  لصدامها بالقيود الاجتماعية او انها تحققت بسبب هذه القيود ولكن بشكل منحرف (ولكن الفشل يجب ان يؤخذ بشكل اوسع من ذلك ) ليشمل تلك الحالات التي يفشل فيها الطفل في الحصول على اي حاجة ملحة في نفسه بما في ذلك الفشل في الحصول على رضاء من هم اكبر منه والفشل كغيره من مصادر القلق في الطفولة يعتمد في اثره على عوامل متعددة تعود الى شخصية الطفل من ناحية والى المدى الذي تتوفر فيه مصادر القلق الاخرى في حياته –
5- الايحاء :- والطفل سريع الايحاء وقابليته  كبيرة على التحسس بالمواقف التي تنم عن القلق وعدم الارتياح وخاصة في محيطه البيتي ومع ان هذه القابلية تعتمد الى حد بعيد الاستعداد التكويني للطفل –وللوراثة اهمية في هذا الاستعداد الا ان الجو الذي يعيشه الطفل في مرحلة الطفولة يؤثر الى حد بعيد في تطوير هذا الاستعداد والذي يلاحظ في بعض الاطفال الذين يشكون اعراض القلق (ان احد والديهم او من يقيم معهم  من اقاربهم مصاب بمرض نفسي او جسمي مزمن وهذا يترك انطباعا يوحي للطفل بالخطر الذي يتهدد من يحب ويعتمد عليه وبالتالي يهدده هو  ومن البديهي لهذه الاسباب ضرورة (عزل الطفل)  عن الظروف التي يمكن ان تترك انطباعا مرضيا في ذهنه والابقاء على هذه الظروف خارج نطاق تجربته –
6- التهديد بالخطر :- ان جميع المصادر السابقة كلها عوامل مهددة لكيان الطفل ومنذرة بالخطر والضرر له وكلها عوامل نفسية ويضاف الى هذه المصادر المهددة بالخطر مصادر مادية لها نفس الاثر وقد تأتي من الخارج او من داخل الجسم فالمصادر الخارجية هي كل ما يوقع الألم في الطفل مثل العمليات الجراحية وشبه الجراحية كالتطعيم والحقن والحمى ورؤية الدم والموتى وغير ذلك من الاحساسات المادية اما المصادر الداخلية في الجسم فهي الشعور بالعطش والجوع وألآم المرض وكل هذه العوامل لها صفة التهديد في حياة الطفل وتكرارها في هذه المرحلة من حياته يكون حالة مستمرة من انفعال الخوخ والقلق –
7- التهديد بالإيذاء :- كعقاب الوالدين للأخطاء التي يقوم بها الطفل وخاصة اذا كان لهذه الاخطاء طبيعة (جنسية)  مما يجبر الطفل على كبت هذه الرغبات او تحويلها في طريق شاذه وفي الحالتين يصبح الطفل عرضة للقلق اما خوفا من العقاب واما تخوفا من الضرر لأعضائه الجنسية 
أما مصادر القلق في الكبار :-- ليست مفردة او بسيطة او واضحة كما هو الحال في مصادر القلق في الاطفال وهي على العموم مصادر متعددة مركبة من مصادر كثيرة وردت اثناء عملية النمو النفسي ولهذا السبب سميت مصادر القلق في الكبار بالمصادر الثانوية او المصادر المركبة للقلق واذا حللت هذه المصادر الى اصولها وجدنا انها ترد في الاساس الى عين المصادر التي ادت الى القلق في سن الطفولة وهي :-
1-الحالات او الظروف التي تهدد سلامة الفرد او سلامة من اتصل بهم بصلة نفسية كأفراد عائلته
    2- الحالات والظروف التي تحمل الفرد مسؤولية لم يتعودها او تزيد من مسؤوليته الاعتيادية بشكل مفاجئ
3- الحالات والظروف التي قد ينجم عنها شعور الفرد بالنقص وتقلل من تقديره لنفسه واحترامه لها
 

عادل فرج القس يونان
17 أذار 2012   

41
المنبر الحر / الحسد والغيرة
« في: 23:15 13/03/2012  »
الحسد والغيرة
         
قيل وكتب الكثير الكثير عن الحسد  كما  ورويت ولايزال تروى القصص والقصص عن الحسد وهنا بودي ان اضيف ولو قليلا عن الحسد ولكن بشكل اخر قد يكون بعض التوضيح او تسليط  الضوء على بعض من جوانب الحسد والتي قد تكون غير مفهومة  لنا او لم يسبق وان وضحت لنا بهذه الصيغة او على هذه الشاكلة لتكتمل عندنا الصورة عن هذه الصفة القبيحة والتي انتشرت بشكل مثير للجدل لاسيما هذه الايام وبين مختلف الفئات والمستويات وبين مختلف الاعمار والاجناس عسى ان تكون عبرة    فأقول :-
ان الله سبحانه وتعالى قد جعل لكل ذنب عقوبة مستقلة يتألم لها المذنب عند حلول موعدها او آجلها فالشارب او السكير كما نقول بالعامية يتألم عند حلول المرض فيه والمقامر يتألم يوم ينزل الفقر به والسارق يوم دخوله السجن وانتظاره  العقوبة --!! اما الحاسد فعقوبته حاضرة ودائمة لا تفارقه ساعة واحدة ---!!!
الحسد مرض من الامراض القلبية الفاتكة ---!!!  كما وان لكل داء دواء او لكل مرض علاج -  وعلاج الحاسد هو-- ان يسلك الحاسد سبيل المحسود ليحقق مرامه وهدفه من تلك النعمة التي يحسده عليها ولا أعتقد انه يصرف من الوقت ويبذل جهدا في هذا المسلك اكثر مما ينفق من ذلك في الغض من شأن محسوده والنيل منه فأن كان يحسده على المال فلينظر اي طريق سلكه محسوده فليسلكه هو ايضا وان كان يحسده على العلم فليتعلم منه - او يحسده على ادبه فليتأدب مثله فان حقق او بلغ من ذلك مأربه فذاك وان لم يحقق له ذلك – ليحسب انه ما خسر شيء بل العكس  انه ملأ فراغ حياته بشؤون لولاها لقضاها بين الغيظ الفاتك والكمد القاتل وسواد الوجه
وانا اعتقد ان المحسود لو عرف ما للحاسد من منيه عليه وما اسدى اليه من نعمة لكان مكانه في نفسه (المحسود ) مثل مكانة او منزلة الاوفياء المخلصين ولوقف المحسود ايضا بين يديّ الحاسد وقفة الشاكر بين ايدي المحسن الكريم لان صاحب النعمة يبقى ضالا عن نعمته لا يعرف لها غرضا ولايقيم لها وزنا حتى يدله عليها الحاسد بنكرانها ويرشده اليها بتحقيرها والغض منها اذن فالحاسد هو الصديق في ثياب العدو والمحسن في صورة المسيء وانا لا استغرب من شيء او اتعجب من شيء اكثر من عجبي من هذا الحاسد يكفر و ينقم على محسوده نعم الله عليه ويتمنى لو لم تبق واحدة من تلك النعم وهو مسكين الحاسد
  لا يعلم انه في هذا التصرف او السلوك او في هذه النقمة وفي تلك الامنية قد اضاف الى محسوده نعمة أفضل من كل ما في يديه من النعم --!!! وهل تعلم  ان وجه الحاسد هو ميزان النعمة ومقياسها فأن اردت ان تزن نعمة فأرم بخيرها في مجال الحاسد وراقبه عن كثب من دون ان يعلم سترى الكآبة عليه  والهم يغمره فهنا تكمن جمال النعمة واهميتها  بالنسبة  للمحسود واكيد ان غالبيتنا قد يعرف الكثير عن الحسد من خلال القصص والروايات التي رويت له او قرأها في كتب ومجلدات واطلع على نتائج الحسد الوخيمة وردود فعلها وتأثيرها على الحاسد نفسه وليس غيره ولكن لايزال الحسد مستشري في نفوس وقلوب البعض ---!!!
     لنعلم جميعا انه ليس بين النعم التي ينعم بها الله علينا أصغر شأنا واهون من نعمة ليس لها حاسد اي بمعنى ان كل نعم الله علينا محسودة  فان كنت تريد ان تصفو لك النعم فقف بها في سبيل الحاسدين والقها في طريق الناقمين فان حاولوا تحقيرها وازدراء ها فأعلم انهم منحوك لقب (المحسود ) فليهنأ عيشك وليعذب موردك ---!!!
واما ان اردت ان تعرف اي الرجلين افضل فأنظر الى اكثرهما نقمة على صاحبه وكلفا منه ، والنيل من كرامته فاعلم انه اصغرهما شأنا  وتقديرا ،،   واقلهما فضلا

اما الغيرة فنذكر عنها ولو قليلا وبشكل مختصر لنوضح ماذا يجنيه الغيور من غيرته ----!!!
  الغيرة هي احدى الشيم الذاتية ---- والغيرة التي نشاهدها بدرجات متفاوتة عند الكثيرين من الاشخاص حولنا دائما (سببها تقريبا الشعور بعدم امكانية التملك في النفس) ومما لاشك فيه انها احدى الشيم الذاتية كما ذكرت وبهذه الصفة تعطي ايضاحات عن الحياة العاطفية للشخص المثقل بها (الغيـــرة ) ومن المعروف ايضا ان من الممكن مشاهدة الغيرة عند الطفل منذ بداية تكوّن النفسية عنده – وهذه الاعراض تقرب من تحركات واثارات في مشاعر المحبة والبغض وحب الثأر والانتقام  فالطفل الذي يشعر بغبن بالنسبة لحب الوالدين لأخوته الذين حسب اعتقاده ينالون من محبة الوالدين بأكثر مما يناله تنتابه الغيرة لأنه لا يملك مثل ما يملكون من العاب او ملابس بألوان زاهية اي بمعنى اخر ان غيرته نشأت من الشعور المبهم بعدم امكانية التملك ورد فعل لشعوره بتنزيل مرتبته عن اخوته والامر شبيه بذلك ايضا عند اليافعين في سن البلوغ وعند الفتيات في سن الصبا عندما يصبن بخيبة امل من جراء شعورهن بالغيرة عند ذاتهن او عند المنافسات وقد يتصاعد شعور الغيرة عندهن حتى البغض والحسد
و ارجو  ان لا يغيب عن بالنا  ان الغيرة المرضية ابشع من اي شيء اخر يثير النزاعات وانها اخطر سم قاتل للحب فالغيرة تقتل الحب وتمحوه (تشبه موجة صاخبة في البحر تجتاز الحاجز وتتدفق مخربة ومحطمة لكل ما يصادفها في اندفاعها لابل وهي تحطم الحياة وتبعث الغش وفقدان الثقة بالنفس ومن المستحيل ايجاد جاذبية في الشخص الذي يعاني الغيرة او القوة المشعة التي تجعل من صاحبها (حبيبا) للجميع والانسان ايضا في الغيرة يحاط بدرع من الخوف والفزع من الخسارة والخديعة والغيرة فتجذب المآسي والاخطار على الحب وكثيرا ما تؤدي الى مأساة كبرى والى فواجع وتحطيم كلي لحياة العائلة واحيانا تؤدي الى القتل وفناء عائلة بجميع افرادها -----والغيرة المرضية تعتبر واحدة من الامراض العقلية وتشاهد اولا عند الاشخاص المصابين باضطرابات نفسية الذين ينفعلون انفعالا شاذا غير طبيعي او قياسي عند الاصطدام ويقفون مواقف غير عادية لمواجهة الموقف الذي اصطدموا به كما انهم باحتكاك مستمر مع الاهل والاقرباء والاصدقاء والرفاق في الحياة ومع الحياة الزوجية (غير السعيدة) حيث تصل الغيرة عندهم الى الانحراف العقلي مرض عقلي نفساني مرتبط احيانا مع اوهام متسلطة (عظمة – عفو – عشق – زواج ---الخ وتظهر ايضا في بعض حالات الجنون هذيان عنادي وانفصام الشخصية وعند البعض يوجد عندهم استعداد موروث للشوا ذات النفسية ولايصح مع هؤلاء حتى عقد ارتباط زوجي معهم لأنه سيظل سيفا مسلطا على الحياة الزوجية التي يسودها النزاع وانعدام التفاهم والخوف والمشاهد البشعة والاتهامات وانعدام الثقة الى ان تنتهي تلك الحياة الزوجية بمأساة ويغرق الاولاد بالدموع والمعاناة اذا وجدوا



عادل فرج القس يونان 
13   اذار    2012



42
لماذا،    متى،    وكيف،--؟؟؟

في الحقيقة ان من اهم الامور التي تدور في اذهان المهتمين (  بالأمراض النفسية)  من خاصة او عامة هي اسئلة ثلاثة :  سأتناولها باختصار شديد قدر المستطاع           
اولهما :  لماذا يصاب  احد الناس بمرض نفسي ، ولا يصاب غيره  حتى من كان من نفس العائلة او المحيط بمثل هذا المرض --؟
والسؤال الثاني :  لماذا يقع المريض بالمرض في وقت ما  و لا يقع  فيه قبل ذلك حتى مع توفر عوامل ظرفية مماثلة في الماضي --؟
والسؤال الثالث والاخير : لماذا يصاب المريض بنوع المرض الذي اصيب به وليس بنوع آخر --؟
        ان الإجابة  على هذه الأسئلة تتطلب ممن يحاولها --  الاحاطة الكاملة بموضوع الامراض النفسية وما ارتكزت عليه  دراسة هذه الامراض من اسس (وراثية  ومحيطية  وثقافية  وتربوية  وفسيولوجية  ومادية ) الى غير ذلك من العوامل التي تساهم كلها في تكوين شخصية الفرد ((والتي نعاني منها غالبيتنا لاسيما نحن العراقيين اقولها بأسف ومرارة لكنها هي واقع الحال والتي تتسم بطابع الازدواجية في الشخصية  )) وتطويرها في اتجاه الصحة او في اتجاه المرض ---!!!
     اما السؤال الاول من هذه الاسئلة فقد اجيب عليه بطرق مختلفة تعتمد على نظريات مختلفة ويتضح من هذه النظريات على اختلافها في الاسلوب والاتجاه والتأكيد ---  ان الذي يؤدي الى مرض الفرد بمرض نفسي وعدم اصابة غيره بالمرض امر يتقرر بسبب عاملين هامين اولهما : الفرد كما تهيأ ، وثانيهما الظروف التي يتعرض لها – وقد لا يكفي الواحد منهما مهما كان شديدا لترسيب الحالة المرضية ---!! اذ لابد من اشتراك العاملين معا ولو بمقادير متفاوتة ---!!! 
ولكن بتكامل كاف من القوة لأحداث  الحالة المرضية – وتوفر هذا التكامل في عملية التفاعل او عدمه –  هو الذي يقرر حدوث المرض في شخص ما وعدم حدوثه في شخص اخر –
اما السؤال الثاني الذي يتطلب بيان او تعليل السبب الذي يجعل المرض يقع في وقت ما وليس في وقت آخر-؟
فالجواب عليه ينبع من الاجابة على السؤال الاول  فالفرد  يصاب بالمرض في الوقت الذي يصاب فيه –  لأن العوامل الكافية لذلك قد وصلت حدا من القوة تكفي للتغلب على ((مناعته النفسية )) وقد يصل الفرد الى هذه المرحلة بشكل تدريجي سريع لا تظهر فيه العوامل المرسبة للمرض بشكل واضح وقد يتم ذلك بشكل سريع بنتيجة تعرض المريض الى تجربة نفسية او مادية بالغة في الشدة وفي الوضوح وفي الحالتين لابد من وصول عوامل الضغط الى الدرجة التي تلزم للتغلب على مقاومة المريض النفسية  ولكل مريض درجة معينة من المقاومة غير ان هذه الدرجة في تغير دائم بسبب توالي العوامل المختلفة في حياته ومن هذه ما يزيد مقاومته النفسية   ومنها ما يقلل من قابلية  مقاومتها على عوامل الارهاق والشدة التي يتعرض لها  الفرد ----!!
والسؤال الثالث والاخير المتعلق بالأمر الذي يدفع المريض الى حالة مرضية معينة دون غيرها ---  فأن هناك ايضا مجموعة من النظريات التي تعلل ذلك ومهما تكن هذه النظريات فأن هناك بعض الحقائق الواضحة في هذا الامر –  وهي ان المريض قد يصاب بأكثر من حالة مرضية نفسية في عين الوقت او يصاب بها بالتتابع وقد يصاب بحالة الآن وبغيرها في وقت آخر وبهذا لا تكون الحالة المرضية ذات دلالة سببية معينة ولعل اقرب النظريات الى الواقع هي التي تقول :  بان الحالة المرضية التي يصاب بها المريض هي في اكثر الاحيان امتداد لخصائص الشخصية التي يميز بها قبل اصابته بالمرض فهو يصاب بالقلق النفسي اذا كانت شخصيته السابقة قد تميزت بالقلق وبمرض الهستيريا اذا عرف بهذا النوع من الشخصية في السابق ومثل ذلك في مرض الكآبة والمرض التسلطي ومع ان بعض الظروف الاجتماعية وطبيعة العوامل الآنية المرسبة قد يكون لها بعض التأثير في توجيه طبيعة الحالة المرضية الا ان هذا التأثير لا يبلغ من الاهمية ما لنوعية الشخصية وخصائصها من اثر في هذا الامر       
ومن مذكرات فتاة مصابة بالشيزوفرينيا نذكر لكم ما يلي :-
((كان الجنون على نقيض الواقع --- حيث ساد حكم ضوء ظالم - - لم يترك مكانا للظل - - فلاة شاسعة لا حدود لها - - هذا الفراغ الممتد - - أني ضائعة فيه - - أني في وحدة مرعبة - - ))



عادل فرج القس يونان       
28 شباط 2012         
 
 




43
اسباب زيادة الامراض النفسية  وانتشارها في المجتمع العراقي
 اقبل على النفس واستكمل فضائلها           فأنت بالنفس لا بالجسم انسان --
وتزعم انك جرم صغير                      وفيك انطوى العالم الاكبر 
دواؤك فيك وما تشعر                    وداؤك  منك وما  تبصر
تتوفر كثيرا من الارقام التي تؤيد زيادة و سعة انتشار الامراض النفسية واستمرار زيادتها وسعة انتشارها في بلدي العزيز العراق العظيم والذي انا بصدد البحث عن هذه الظاهرة الملحوظة ----!!!     الا   
ان الارقام المتوفرة عن سعة انتشار هذه الامراض (لا يمكن ) ان تعلل فقط بعوامل الزيادة الظاهرية والعددية التي اشرنا اليها آنفا عليه لابد من فعالية عوامل اخرى نرى على انها ذات اثر كبير في الزيادة  العظيمة التي لوحظت في الامراض في السنوات الاخيرة في بلدي والذي تعرض لعمليات التغيير و التطور الحديثة في مختلف المجالات ومن العوامل التي تساعد في تفسير هذه الزيادة الملموسة في الامراض النفسية ما يلي:
1-العامل الاجتماعي              2- العامل الثقافي             3- العامل الاقتصادي                4- عامل الهجرة والتغرب
وسنذكر بشكل مبسط عن العوامل الثلاثة الاولى لكي نركز وبشكل مفصل عن العامل الرابع عامل الهجرة والتغرب -----!!!
1-العامل الاجتماعي :- ان الدراسات التي قام بها بعض الباحثين على بعض الجماعات والاقوام البدائية في حضارتها وتركيبها الاجتماعي قد دلت على قلة وقوع الامراض النفسية بين افرادها  وفي العراق توصل الباحث الانثروبولوجي (شاكر مصطفى سليم ) الى انطباع مماثل في دراسته الدقيقة لسكان الجبايش في اهوار جنوبي العراق وقد تايد هذا الانطباع من مصادر طبية مستقلة عملت في هذه المنطقة – ان هذه الدراسات وغيرها من الدراسات المماثلة تثبت الى مدى بعيد ان نمط الحياة البسيطة والقائم على ارضاء الحاجات الاساسية في اطار جماعي هو اكثر ملاءمة للتوازن النفسي واقل تعريضا للإصابة بالأمراض النفسية وعلى عكس ذلك فأن المجتمع الاكثر تعقيدا في تركيبه الاجتماعي ونمط حياته هو الاكثر ترسيبا للأمراض النفسية 

2-العامل الثقافي :- قد لا يمكننا فصل هذا العامل عن العامل الاجتماعي بالنظر لارتباطهما الوثيق في عملية التطور ومع ذلك فأن من الممكن ملاحظة التباين الواضح في نسبة وقوع الامراض النفسية بين الفئات الثقافية المختلفة الدرجات حيث تبلغ في بعض هذه الفئات وخاصة في المعلمين والطلبة الجامعيين عدة اضعاف نسبتها في من هم اقل منهم في المستوى الثقافي  (وكما يقال :-  وما لذة العيش الا للمجانين وان اشقى الناس هم العقلاء )  وقد نلاحظ ايضا انه كلما تعرض افراد المجتمع الى مؤثرات ثقافية متعددة وغير موجهة او ذات تعارض مع معالم الثقافة الاساسية والتقليدية لذلك المجتمع كلما كانت نسبة الامراض النفسية في ذلك المجتمع اكثر وضوحا وارتفاعا وهو الحاصل فعلا  لأفراد مجتمعي الاصيل المجتمع العراقي العزيز   ---

3- العامل الاقتصادي :- وهو عامل يرتبط ارتباطا وثيقا بكل من العاملين الاجتماعي والثقافي لابل واهم ما في هذا العامل هو مدى تأثيره على شعور الفرد بالضمانة والاطمئنان ويصبح هذا العامل فعالا عندما يكون الفرد مسؤولا بشكل مباشر عن توفير الامور المعاشية لنفسه ولعائلته  وتزداد فعاليته بازدياد هذه المسؤولية (نحن العراقيين معظمنا الى ان نوضع في القبر ونحن قلقون لكي لا يحصل تقصير في مسؤوليتنا المعاشية تجاه عائلتنا لابل والبعض منا يخاف من ان يذكر بسوء بعد موته بانه قصر تجاه عائلته--!!! )  وتقل اهميته او تنعدم عندما تصبح المسؤولية المعاشية للفرد وعائلته جزءا من المسؤولية الجماعية هذا ولأتوجد علاقة واضحة بين مستوى الحياة الاقتصادية من ناحية وبين امكانية الاصابة بالأمراض النفسية ففي حالات البطالة العامة مثلا  قد يسوء  المستوى الاقتصادي للعائلة فيبلغ حدود الحاجة بينما ترتفع نسبة الامراض النفسية الى مستوى اكثر بكثير مما هو معروف في العائلات او المجتمعات الفقيرة بشكل دائم وهذا يدل على ان التغير السريع في المستوى هو اكثر فعالية من الناحية النفسية من المستوى نفسه الذي يعيشه الفرد او الجماعة مهما كان هذا المستوى منخفضا ولإثبات اهمية العامل الاقتصادي والضمانة الاجتماعية يدعي العلماء السوفييت بان نسبة وقوع الامراض النفسية في بلادهم هي اقل بكثير مما هي عليه في البلدان الرأسمالية التي لا تتوفر فيها مثل هذه الضمانات الاجتماعية ويرى العلماء الروس ان الامراض النفسية هي تعبير عن فشل الفرد في النظر الى نفسه كجزء من المجتمع وان نظام حياتهم الاقتصادي والاجتماعي القائم على اساس الجماعة يقي الفرد من ضرورة التحسس الفردي وبالتالي من اخطار التصدع النفسي ومثل هذا المنطق يمكن ان يقدم لنا تفسيرا عن ندرة الامراض النفسية في المجتمعات البدائية التي تنمو فيها فردية المرء الى الحدود الواسعة التي نجدها في مجتمعنا الحديث   
4-عامل الهجرة والتــــــغرب :-
وهذا العامل كثير الوضوح للمهتمين والمتابعين منذ الثورة الصناعية التي بدأت في اوائل القرن الماضي والتي حملت ملايين الناس من الارياف الى المدن واذا كانت هذه الهجرة قد هدأت حدتها في البلدان الغربية الا انها اصبحت مظهرا بارزا في حياة الشعوب المتخلفة او النامية حيث تعتبر من المشاكل المهمة اجتماعيا وطبيا والذي يلاحظ ان نسبة المرضى من الذين شملتهم عملية الهجرة هي اكثر بكثير من نسبتها في امثالهم من لم تشملهم الهجرة وهي ايضا اكثر من نسبتها في امثالهم (ممن مضت عليهم فترة طويلة في البيئة التي هاجروا اليها وقد تأيد هذا الانطباع في بعض الدراسات الاحصائية التي اجريت على جماعات من المهاجرين في امريكا ومقارنتهم بأمثالهم من الجماعات التي لم تهاجر وتبين ان نسبة الامراض النفسية في الجماعات المهاجرة تبلغ عدة اضعاف نسبتها في بلدهم الاصلي وانها تزيد كثيرا على نسبة وقوعها في سكان البلاد الاصليين كما وجد ايضا ان هذا التفاوت يقل تدريجيا الى ان تتساوى النسب بعد جيل واكثر من الزمن ومثل ما لوحظ في امريكا نلاحظ في هذه البلاد ومنها بلدي العزيز العراق مهد الحضارات -- )حيث نجد ارتفاع نسبة الامراض النفسية في اولئك الذين اضطروا الى الهجرة عن مسقط رأسهم من القرى والارياف ومنهم مسقط راسي الحبيبة القوش الغالية الى المدن والملايين من شعبنا الذين اجبروا على الهجرة وترك العراق الى ارض الله الواسعة  لكن الذي يلاحظ ايضا ان هذه النسبة ليست عالية في اولئك الذين استمروا في المحافظة على نمط الحياة الاجتماعية السابقة التي نشأوا عليها كما هو الحال في جماعات المهاجرين  الذين يعيشون جنبا الى جنب في جو وعلائق اجتماعية مماثلة لما تعودوا عليه (كما فعل اخواننا المهاجرين من القرى والارياف في شمال العراق الى بغداد مثلا في بداية الستينات من القرن الماضي  في كراج الامانة وكمب الصارة والغدير ومناطق اخرى  في العاصمة  بغداد مثلا وهكذا بالنسبة الى مناطق ومدن اخرى كيف حاولوا المهاجرين من القرى والارياف العيش جنبا الى جنب ---الخ وما يفعله غالبية المهاجرين من العراق الى امريكا وفي بعض الدول الاخرى وحسب اعداد المهاجرين الى تلك الاقطار 
هذه الحقيقة تمكننا من الاستنتاج بان الهجرة في حد ذاتها قد لا تكون عاملا هاما الا بالقدر الذي تخل فيه بطريقة الحياة وبوسائل الاتصال الجماعي والكيان العائلي الذي نشأ الفرد قبل هجرته وعلى ذلك فكلما زاد عمر الفرد المهاجر كلما كان حظه اقل في التكييف على المحيط الجديد الذي هاجر اليه (وهو الحاصل لمعظم اخواننا من كبار السن المهاجرين الى دول المهجر وذلك لخلل او عدم توازن المعادلة ((هي ان يتعامل الفرد مع نفسه ومحيطه في آن واحد  )) و هو الحاصل لمعظم  كبار السن من اخواننا الموجودين  في بلاد المهجر )) وكلما زادت امكانية اصابته بالانهيار النفسي وهذا ما نلاحظه بالفعل ((وللتغرب نفس الاثر الذي نراه في الهجرة ولهذا العامل اهمية في ازدياد الحالات النفسية في من يضطرون بحكم وظيفتهم او دراستهم او عملهم من ترك مسقط رأسهم الى بلد اخر قريب او بعيد وهذا العامل هام وفعال بصرف النظر عن العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي سبق ذكرها وهذه لبست حالة غريبة لان معظمنا قد عاشها واعتقد انه يأتي بسبب فقدان الفرد لطرق الاتصال العاطفي التي تعود عليها وبسبب فشله ايضا في ايجاد طرق اخرى من الاتصال تحل مكانها وتفي بأغراضها وكلما كانت طرق الاتصال هذه وثيقة بالأصل كلما كان من الصعب التعويض عنها بسرعة وكفاية علما ان الافراد والشعوب تختلف في هذه الخصائص وفي القابلية على التغرب او عدمها تبعا لذلك
ان هذه العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وعامل الهجرة والتغرب وربما غيرها من العوامل كلها ذات اثر فعال في تعريض الفرد للإصابة بالمرض النفسي واهميتها كعامل ضغط وارهاق  في حياة المريض تعتمد (على مدى الاستعداد التكويني للإصابة بالأمراض النفسية كما تعتمد على التجربة الحياتية للفرد في ادوار حياته المختلفة ) واثر هذه العوامل يعتمد ايضا على السرعة التي يتعرض فيها الفرد الى فعلها فكلما  جاء التعرض سريعا وبدون اعداد وبدون توفر ما يعوض الفرد او يقيه كلما كان الانهيار النفسي اعظم سرعة واكثر حدة
وخلاصة القول فان الدراسات والملاحظات المتوفرة من قبل الباحثين في اقطار متعددة من العالم تؤيد كلها اننا نعيش في خضم عصر زاخر بالمشاكل النفسية وان هذه المشاكل بما تأتي من حالات وامراض نفسية هي في تزايد مستمر
ان العصر الذي نعيش فيه وقد نعت بأوصاف مختلفة (( نقول بالتأكيد هو عصر القلق ايضا )) وقد سادت فيه الكثير من عوامل التعرية النفسية التي اظهرت المدى المحدود للمقاومة النفسية لكل واحد منا ومع ان الانسان يسعى بالغريزة لوقاية نفسه من خطر هذه التعرية الا ان سرعة التطور التي يمليها الواقع من ناحية وحدود قابلية الانسان على التكيف من ناحية اخرى لا تعطيه القدر الكافي  واللازم لوقاية ميزانه النفسي من الانهيار (لأن سرعة التغير لا التغير نفسه هو الذي يخل بالميزان النفسي للفرد ) لان  سرعة التغير اكثر تأثير بسبب  الشدة والارهاق على الحياة النفسية والعقلية للفرد   وسيظل الانسان العراقي  يعاني المزيد من عوامل التعرية النفسية والانهيار الى ان يستطيع رد هذا التوازن اما بالتقليل من عوامل الارهاق الجديدة في حياته واما باكتساب القابلية الكافية على التكيف عليها ---- لقد اثبت الانسان في الماضي المقدرة على التكيف الناجح مع محيطه ولكن الانسان العراقي  اليوم لم يدخل في حسابه غير المنظور من طبيعة المحيط الذي يخلقه لنفسه بدون تشوف او بصيرة ولعل في طبيعة هذا المحيط المجهول او في خوف الانسان العراقي  في مجهوليته مصدر هام لا سباب القلق الذي نعانيه في هذا العصر مما يؤدي الى زيادة الامراض النفسية وسعة انتشارها في بلدي العراق العزيز       


عادل فرج القس يونان
25 شباط 2012   
                                     

44
كم عانى و سيعاني الكبار في بلدي--؟؟؟

***(طفولة البارحة كبار اليوم وطفولة اليوم كبار الغد)*** 
       
في بداية الامر لابد لي من القول :- ان لدينا قاعدة اساسية علينا معرفتها جيدا اذا اردنا ان                   
نعرف ما يعانيه الكبار علينا ان نعرف تربيتهم منذ الطفولة سنجدها اما تربية غير حكيمة او غير  رشيدة اوتربية قاسية او مسرفة وبأمكاني ان اضيف على ذلك في بلدي العزيز تربية ارهابية و. و...
 وهنا ايضا  اكرر ما اقوله دائما عندما نتحدث بهذا الخصوص  **(لو ان العالم في الاصل مكونا" من أشخاص كاملي النضوج يتحملوا المسؤولية تجاه الاسرة والعالم لأمكنا او لأستطعنا حسم معظم المشاكل الانسانية غير ان معظم الناس عانوا في طفولتهم من مؤثرات عوقت تقدمهم   فأخذوا يشعرون بضآلتهم وخيبة آمالهم وراحوا يقاومون هذه المشاعر الباطنية أما بالعداء او الهروب والاندفاع الى أدمان الخمور والعقاقير الاخرى---!!!)** لان اعظم التجارب وأشدها أثرا" في النفس هي التي تنشأ من حوادث صغيرة في أيام الطفولة ... ويقولون الطفولة هي البراءة نفسها وهي صفحة بيضاء نحن نملؤها و التعلم في الطفولة كالنقش على  المرمر لذا ما نتعلمه في الطفولة هو بشكل او بمفهوم الايحاء  (اي تقبل الفكرة دون أمكانية مناقشتها ) فتثبت وتستقر في النفس ومن الصعوبة أزالتها ...  فالقيم والمبادئ والمعتقدات تبقى راسخة في نفوسنا ومعلقة في قلوبنا (ذخائر النفوس وأعلاق القلوب ) لذلك تجد الاهتمام الكبير جدا بالأطفال في الدول المتقدمة حيث يأتي بالدرجة الاولى قبل الاهتمام باي امر اخر وهذا يعني انهم يهتمون ببناء الاساس الصحيح القوي والمتين لبناء شخصية الانسان وبالتالي بناء وتقدم بلدانهم  , عليه فالتعامل السليم الجيد مع الطفل في سنوات حياته الاولى والرعاية المبنية على المحبة والعطف والاهتمام كلها تجنب الطفل الكثير من الكبت الذي هو البذرة الاولى للإصابة بالأمراض النفسية في مستقبل حياته , ومن ثم ينعكس ذلك على مجتمعه ----!!لان الحوادث والصدمات التي يتعرض لها الطفل يكبتها في الجزء اللاشعوري العميق في النفس والذي يطلق عليه (الآنا السفلى Id) والذي يضم الدوافع الفطرية والرغبات المكبوته (الحوادث والصدمات التي يكبتها الفرد   وهو خاضع لمبدأ اللذة يسعى لإرضائها )
وهنا لن نقول سوى  ماذا سيكبت اطفال بلدي المحرومين من ابسط حقوق الطفولة التي نادت بها كل الكنب السماوية والانبياء والرسل والانسانية جمعاء  ---؟؟؟ لاسيما منذ بداية الثمانينيات القرن الماضي والى يومنا هذا وما زال الحبل على الجرار ---!!! وهذا لايعني ان تاريخ العراق قبل هذا التحديد التاريخي  كان خاليا من الحوادث والصدمات لأطفاله  لا أبدا بل  كان مليئا بكل شيء ومنها ما لا يحدثنا به التاريخ البشري والذي يتجاوز عمره 3750000 سنة ---!!! ونضيف انه  حدث عندنا ومازال اختطاف الاطفال ومنهم قدموهم الى ذويهم مشويين بالصواني مثل السمك والدجاج المشوي كالذي يقدم بالعزائم والولائم (ياالله )  نعم هذا الامر حصل عندنا في بلدي فعلا  واكثر من ذلك جرما وبشاعة  ...!!!  وفي هذا الخصوص يحق لي الان ان اتكلم عما شاهدته  بنفسي أي  ما شاهدته  في طفولتي ولا زلت اشاهد واعتقد سأبقى اشاهد الى اخر نفس في حياتي لا  لشيء  سوى لأنني عراقي  وبس --- وانا الان  في بداية العقد السادس من عمري ومن ناحية القوش العزيزة  مسقط  رأسي ناحية  قرية بعيدة عن مركز المدينة التابعة لها حوالي50 كم تقريبا  (مدينة الموصل او محافظة نينوى حاليا ) ولدت فيها ولم افارقها الا بعد تخرجي من الدراسة الاعدادية في 1967
 17 عشر عام كان عمري يومها  لنعد الى الموضوع ماذا شاهدت في طفولتي بشكل مختصر جدا جدا  ولحين تركي لمسقط رأسي مجبرا سأذكر بعض الحوادث الكبيرة  كما يقال او المؤثرة  منها  فقط  مثلا  في تموز 1958 وانا بعمر الطفولة ثمانية سنوات قالوا قتل الملك ----!!! الله كيف يجوز ان يقتل الملك وانا اسمع هذه العبارات من الكبار دون ان يشعروا انني افهم ما يقولونه (الله ستنقلب الدنيا الملك يقتل ونوري يسحل في الشارع وكذلك الوصي ) انقلبت الدنيا ياناس يا عالم  وستجي انكلترا وتقتلنا جميعا ( وعندما كنت  انفرد بنفسي ابدأ افكر وأسال نفسي زين  واحنا الاطفال ليش  يقتلونا ما سوينا أي شيء لا قتلنا الملك ولا سحلنا نوري السعيد والوصي عبد الله خال الملك  ليش يعني يقتلونا  ثم بعد ايام اخذوا ينصبون الاقواس علامة الفرح  وبدأ الكلام بشكل اخر صارت الجمهورية وخلصنا من الملكية وسنصبح الكل عائشين مرتاحين زناكين متساوين سوف تبلط الشوارع ويجي الكهرباء وما كو فرق بين الرجل والمرأة كلها مساواة وكذلك الفلاح والعامل لكونهم اكثر تعبا وشقاء ينتعشون في عيشهم وتنتهي همومهم  وفي عام 59 سمعنا ناس معلقون على الاعمدة بالشوارع بعد قتلهم واخرون يسحلون في الشوارع .. و و..  وباختصار لكي لا أطيل عليكم أعزاءي في عام 63 ظهرت امور اخرى غريبة جدا وما كانت في الحسبان منها دخلوا الحرس القومي الى مدرستنا وانا طالب في الصف الاول متوسط وبعمر 13سنة وبتهديد السلاح اخرجونا من صفوف الدراسة لنشاهد اعدام شاب رحمه الله ومكانه بين الشهداء والصديقين في الجنة  لابل اجلسونا في الصفوف الامامية واجبرونا على التصفيق بعد تنفيذ العملية وبعدها موجات من الاعتداءات على بيوتنا وقتل الناس فيها من الباقين من غير الفارين الى الجبال وسحل اشخاص رحمهم الله وهم خالدون في عليين وفي جنات الخلد بعد تعذيبهم والتمثيل بجسدهم من اعلى الجبل والى القوش ليطلع عليها الناس ..!!  ولو اردت الاستمرار بذكر الحوادث الاخرى فاحتاج الى مجلدات وايام وانما ذكرت بعض منها لغرض التوضيح  فقط وليس للحصر ---!!اضافة الى المعاناة الاخرى القاسية على الطفولة ضعف الحالة الاقتصادية بشكل عام  (انعدام الخدمات ) انعدام الكهرباء وضعف ان لم نقل شبه معدوم الاهتمام الصحي  بشكل عام  وهكذا انعدام  ابسط مستلزمات الحياة البسيطة العادية تصوروا الحياة العادية جدا كأن نقول ان الوارد يكفينا لسد الرمق او الاحتفاظ بالحياة بغض النظر عن قساوتها  ---!!! كل هذه الحوادث والامور هي غيض من فيض وهي ايضا لم تكن مقتصرة على مسقط رأسي فحسب  بل كانت تشمل معظم انحاء بلدي وبأشكال مختلفة ودرجات متفاوتة  من ناحية القساوة والحجم والانواع ... هكذا عاشت الطفولة في بلدي واما من عام 80 والى يومنا هذا لن اقول شيئا لأني  اترك التقييم اليكم أعزاءي القراء المحترمون عدا شيء واحد فقط اقوله  :- ان اطفالنا اليوم  يترحمون على ايام طفولتنا  نحن و منهم انا الكاتب لهذ المقال ---!!!!
وبالمناسبة يذكر زعيم المدرسة السلوكية الامريكي جون واطسن والذي اهتم بدراسة انفعالات الاطفال وتحديد انواعها ومثيراتها  فوجد هناك ثلاثة أنماط من الانفعالات أطلق عليها (السلوك الهيجائي ) ... ويمكننا تمييزها عند الصغار وهي(الخوف والغضب والحب ) وأعتبرها فقط هي الموروثة وما عداها فهي مكتسبة تصوروا جيدا ما عداها فهي مكتسبة !! ( ويمكننا أعزائي تحديد مايثير الخوف الطبيعي عند الطفل الاصوات العالية... وفقدان الازاحة المفاجئة ---**وما يثير غضب الطفل أعاقته عن الحركة ***--وما يثير الحب عند الطفل هو المسح على رأسه او الربت على كتفه او الضم )***--اكرر فقط هي موروثة والباقي مكتسبة
ومن المفيد ان اذكر هنا ايضا  –ان واطسن هو الذي قال :-أعطني عشرة أطفال أسوياء أجعل منهم **(طبيبا—ومحاميا–وفنانا—وتاجرا—وحتى متسولا—ولصا--!ّ!! !بغض النظر عن مواهب الطفل وميوله ونزعاته وقدرته ومهنة أسلافه أو عرقهم !!(وهو صاحب التجربة المأثورة والتي ستبقى مأثورة التي آجراها على ولده ألبيرت البالغ من العمر أحد عشر شهرا" )
 وهكذا يفسر علماء النفس تكوين الكثير من العادات الخاطئة وأكتساب المخاوف الوهميه أو مخاوف مادية او معنوية --**
وبودي قبل ان انهي مقالي هذا ولغرض التوضيح وتقريب الصورة  ان أذكر لكم حالتين فقط على سبيل المثال لاالحصــــــر لمعاناة الكبار بسبب حوادث الطفولة---!!!ومنها قد نستنتج ما سيعانيه الكبار في بلدي في مستقبل حياتهم واثر ذلك على بلدي العزيز العراق  رغم بساطتها حيث تعتبر عندنا زلاطة عذرا لتشبيه المعاناة بالزلاطة لكن هو واقع الحال  (كما نقول بالعامية لابل ولا نذكرها كمعاناة --!!)  لكن من تأثيرها على الطفولة واثارها على مستقبل الحياة نستطيع ان نستنتج (كم سيعاني الكبار في بلدي )  عسى ان يشمل هذا الاستنتاج المسؤولون في بلدي والذين هم في قمة القرار وبيدهم مصير البلد وابناءه ...  واطفاله المساكين  هم الاساس وهم المعنيون  في الاهتمام والرعاية المحرومين من ابسط حقوق الطفولة لا لشيء لأنهم عراقيون فقط  والمسؤولين   القائمين على ادارة العراق العظيم هم وليس غيرهم  المسؤولين امام الله والانسانية في استمرار معاناة الشعب العراقي بشكل عام والطفولة بشكل خاص
الحالة الاولى :- مفادها ان طفلا يبدأ بالصراخ والهروب لمجرد مشاهدته (قدح) واستمرت هذه الحالة عنده  عدة سنوات وبعدها عرض على طبيب نفساني لمعالجته فعالجه بطريقة التنويم المغناطيسي (حيث يتسع مجال ذاكرة النائم مغناطيسيا فيتذكر الاحداث والصدمات المؤلة التي حدثت له في زمن الطفولة مما يكشف الصلة بمرضه وعلى ضوئها تتم المعالجة ) فأتضح ان الطفل قد تركه والداه مع الخادمة وخرجا لزيارة بعض الاصدقاء (لكي لا يقلق راحتهما ) اثناء الزيارة وبقى الطفل مع الخادمة في حديقة المنزل طلب منها ان تجلب له قليل من الماء ليشرب الا ان الخادمة كانت تشعر بالتعب حينها والمسافة بين الحديقة والمطبخ بعيدة نوعا ما وحسب تقديرها فأستهانت بطلبه لكن الحاحه الشديد عليها !!! لبت طلبه فكان بالقرب منها قدح فارغ فتناولته وملأته بالماء المتجمع في الحديقة وطلبت من الطفل ان يشربه فرفض في البداية ان يشرب ذلك الماء الوسخ لكن تحت تأثير الضغط والتهديد من الخادمة شرب الطفل من الماء الوسخ ---فتولدت عنده تلك الحالة --!!!
وماذا كان سيصيب الطفل ( ابني عمار وهو اليوم مهندس معماري وكذلك زوجته مهندسة معمارية وهو لا يتذكر الموضوع نهائيا  ) الذي تعطيه مربيته وهو عندها في بيتها المعد لتربية الاطفال لوالدين اجبرتهم حياتهم المدنية (غياب الاب عن البيت لمرابطته في جبهات القتال في ثمانينات القرن الماضي لأ نه لو تخلف لأعدمت العائلة لابل وحتى العشيرة بأكملها يا عالم يا ناس والام موظفة )--!!! على وضعه عند هكذا مربية  وبأجر عالي ايضا ---ّ!!! حبوب منوم لكي ينام من الصباح والى قبل ان تأتي امه  في الساعة الرابعة عصرا  من دائرتها لتستلمه ---!!! هذه حقيقة حصلت فعلا  انقلها اليكم نصا وليست منقولة لكن من حسن الحظ اخبرني عمار اثناء تمتعي بإجازتي الدورية بالأمر بطريقته البسيطة وفورا  تداركت  المصيبة واخرجته من البيت الملعون  حالا  وماذا سيصيب اطفالنا الذين يعيشون حضارة الارهاب والمفخخات وغيرها من وسائل الحضارة والاهتمام في القرن الحادي والعشرين بالطفولة العراقية الخاصة بهؤلاء المساكين ---!!! لنركز ونزيد من اهتمامنا ومراقبتنا وعطفنا لأطفالنا وان نحسن تعاملنا معهم لنحافظ عليهم ونربيهم بشكل جيد وسليم لانهم أمانة بأعناقنا  قدر استطاعتنا ونربيهم يشكل يناسب ما وصل اليه العالم في هذا الخصوص و لنجنبهم من الاصابة بالأمراض النفسية في مستقبل حياتهم مما له الاثر الكبير جدا على حياتهم وعلى مجتمعهم أيضا----!!!!!!!
الحالة الثانية :- شخص من مواليد 1945 خريج كلية التجارة الملغاة ثري جدا له معاناة ---حيث يذهب مساء كل خميس من كل أسبوع الى منطقة بعيدة عن مسكنه في العاصمة بغداد  ويدخل دارا يمتلكها مجاورة لبيت ضخم جدا ويخرج منها بملابس ليست جديدة ويسحب دراجة متوسطة الحجم جميلة مزينة ويستقلها ويده على الجرس من دون توقف ويتجول في المحلة قرابة ساعة واحيانا اكثر من ساعة بقليل ويعود الى داره ويحفظ فيه دراجته وملابسه ويخرج بملابسه الفاخرة التي كانت عليه عند مجيئه الى هناك ويركب سيارته الفخمة تلك ويغادر المنطقة وهكذا وقد سأله أكثر من شخص عن السبب فكان الجواب رياضة . حر نفسي. الخ وشاءت الصدفة ان
 يقول الحقيقة :- كنت وحيدا لأهلي وكان والدي حارسا ووالدتي خادمة في هذا  البيت الضخم  المجاور لداري هذا  الذي احفظ به ملابسي ودراجتي (وقد حاولت بكل الوسائل وبأي ثمن لشراءه لكن كل محاولاتي باءت بالفشل )  كنا نحن الثلاثة نسكن في غرفة صغيرة في حديقة ذلك البيت (غرفة الحارس) وكان لصاحب البيت ولد مدلل بنفس سني وفي نفس مدرستي وصفي أيضا وكنت متفوقا عليه ...  يومها كنا في الصف الرابع الابتدائي وفي عطلة نصف السنة وتحديدا  يوم الخميس مساء" خرج المدلل مع أهله للسهر خارج البيت كعادتهم ويبقون الى ساعة متأخرة من الليل وصدفة قد ترك دراجته المتوسطة الحجم الجميلة ومزينة ايضا امام باب الدار الداخلية فأخذتها وركبتها ويدي على الجرس وأنا في قمة السعادة والفرح وغير مصدق ما انا فيه أتجول في المحلة وبعد مضىء ساعة او اكثر بقليل عدت الى البيت لأطمئن من عدم رجوعهم لكن لسوء حظي وجدتهم راجعون فحال وصولي استلمني الظالم والد المدلل وانهال عليء بالضرب القاتل المميت من دون اية رحمة ابدا الى ان تعب بعد ان أهلكني تماما ووالدي المسكين واقف الى جانبه لايحرك ساكن كالحجر صامت ولم يتفوه ولو بحرف واحد وبعد ان تركني تعذر عليّ الوقوف والمشي الا بصعوبة بالغة حقا وكلماته ترن في اذني –انت كذا وكذا وكلمات بذيئة انت منو حتى تركب دراجة ابني –الخ ودخلت غرفتنا بعد ان سبقني والدي اليها بقليل فوجدت والدتي منكبة على وجهها غارقة بدموعها تنوح نوح الحمام ونظرت الى والدي ايضا عيونه غارقة بالدموع ينظر اليّ وهو يقول كأنه كان يقطع شرايين قلبي وهو يهز برأسه ما العمل .. ما باليد حيلة يا وحيدي ... تلك كانت قصتي ورغم توفيقي من الله لكن الحادثة بقيت عالقة في نفسي أعاني منها والألم يعصر قلبي والخميس الذي يمضي دون ممارسة علاجي كما أسلفت والله أعيش في جحيم وتكون ليلتي تلك والايام التي تليها الى ان يأتي الخميس القادم... !!! واذهب الى ذلك البيت هائجا كالذي في قلبه نار تحرقه .
واخيرا وليس آخرا  اقول :- اذا كانت الحكمة من دون جدوى فمن الحكمة ان نعاني --
         

 
       
   
   


45
رسالة منتحر من بلادي

في نهاية سبعينيات القرن المنصرم مررت يوما من الايام على باب منزل صغير في احد الازقة الضيقة من المدينة في بلدي العزيز  فرأيت الناس مجتمعة وبينهم رجال شرطة وسمعت احد يقول قبح الله الانتحار وآخر يقول اكيد هو شاب غريب لأني لم ارى عينا تدمع عليه ---  فعلمت ان هناك شابا منتحرا وان هذا الحادث سبب هذا الاجتماع فأردت معرفة التفاصيل فحاولت الدخول الى المنزل فما استطعت الى ذلك سبيلا فتريثت قليلا حتى لمحت رجلا من رجال الشرطة اعرفه فدخلت معه وهنالك رأيت على سرير الموت فتى في نحو العشرين من عمره نحيل الجسم اصفر اللون تظهر عليه بعض من اثار جماله --  والضابط مهتم بملابسه لعله يجد فيها ما يدل عليه اما انا فظليت واقفا وقفة الكئيب المحزون افكر في مصيبته متأسفا على شبابه وجماله فلمحت حول سريره اوراقا مبعثرة فجمعتها ووضعتها في محفظتي من دون ان يشعر الضابط ولا الطبيب بذلك علني اجد فيها عبرة من العبر  واخذ الطبيب يهتم بجثته ليعرف سبب موته وماهي الا نصف ساعة حتى قرر الطبيب انه منتحر بشرب مادة الزرنيخ  وقرر الضابط نقل جثته الى المستشفى فنقلت الجثة وتفرق الجمع المزدحم ثم لم اعد اعلم بعد ذلك من امر الشاب المنتحر شيئا ---!! خلوت بنفسي والاوراق فرأيتها مجموعة خواطر عاشق تناول كأس الحب بيده فشرب الجرعة الاولى فوجدها حلوة المذاق فألصق الكأس بفمه واستمر يشرب ويشرب ولا يشعر بالمرارة المتجددة  في جرعاتها حتى اتى الى الجرعة الاخيرة فاذا هي السم الذي قتله وخسر حياته --!! فتألمت عليه وعلى شبابه كثيرا ثم طويت مذكراته ووضعتها بين اوراقي ---
وبينما انا اقلب بين اوراقي القديمة قبل بضعة ايام وانا في بغداد عاصمة بلادي لأرجع الى ذكريات الماضي اذ عثرت على تلك الاوراق قد اصفر لونها لتقادم الزمن عليها (كما يصفر الكفن حول الجثة البالية ) فشعرت برعدة تهز كياني وتخيلت ان كاتبها في ذلك القبر من تلك المدينة  ثم هدأت واعدت قراءتها فرأيت قلب العاشق مرسوما فيها رسما صحيحا في حالي سعادته وشقائه واليوم اردت نشرها ليطلع عليها الناس لتكون عبرة يعتبر بها المخاطرون بقلوبهم في هذا السبيل (سبيل الحب القاتل ) ---
يقول ذلك الشاب في مذكراته :- رأيتها فأحببتها وما كنت اعرف الحب من قبلها حيث كان قلبي في ظلام حالك لا يرى حتى نفسه فلما اشرق الحب في قلبي اشرقت فيه شمس ساطعة منيرة لها من الشمس نورها وجمالها وليس لها من الشمس حرارتها ولذعتها  وكنت اشعر قبل هذا اليوم كأن قلبي في صحراء هذه الحياة وحيد موحش لا يعرف القلوب او يعرفها وينكرها فلما احببت رأيت بجانب قلبي قلبا يؤنسه ويزيل وحشته فوجدت بين جوانحي من اللذة والغبطة  بحيث لو قسم على القلوب جميعا لن يمر بها حزن وليمسها ألم  نعم كنت اسمع باسم السعادة ولا افهم معناها غير اني كنت اسمع الناس اذا ذكروها ذكروا بجانبها (القصر والحديقة  والسيارة  والذهب والسلطة والجاه والشهرة والصيت ) فلما احببت اعتقدت بانه لا سعادة في الدنيا غير سعادة الحب وتأكد لي ان الناس جميعا انما يطلبون سعادة الاجسام لا سعادة النفوس--!! حالهم حال الدفين المكفن بالحرير وباطنه مسرح الدود وملعب الحشرات ---
احببتها قبل ان اعرف عنها شأنا من الشؤون سوى انها تحبني وكأنني ما منحتها قلبي الا لأنها منحتني قلبها وهو ثمن قليل مقارنة بالمنحة الغالية التي ما كنت أحدثّ نفسي بها او تراه عيني ولا حتى في الاحلام ---!!
نعم لقد عشت زمنا بين اقوام لا يعنيهم امري ولا يهمهم شأني وذقت من آلام الحياة وشقاء العيش ما لا يستطيع ان يتحمله بشر فسمعت من يسألني كيف حالك ؟ ومن يقول لي ما اشد حزني وألمي لمصابك ومن يتباكى رحمة بيّ واشفاقا عليّ ولكن لم ارى بجانبي يوما من الايام عينا تدمع – ولا قلبا يخفق ايضا رأيت من يحب جمالي كما يحب تمثالا متقن الصنع ومن يحب مالي كما يحبه في جيبه او خزانته ومن يعجب بحديثي كأعجابه برواية بديعة ولكن لم ارى في حياتي من (يحبني---!!!)
اما اليوم فقد وجدت بجانبي القلب الذي يخفق لأجلي والعين التي تبكي في سبيلي والنفس التي تحبني لا لشيء  سواي  فقليل لها مني ان امنحها حياتي فكيف ابخل عليها بقلبي ؟
جلست اليها للمرة الاولى فحدثتني نفسي ان امد يدي الى يدها فأضعها على صدري لأطفئ بها غلتي فما لمستها حتى نظرت اليّ نظرة العاتب اللائم  وقالت :- كن رجلا في حبك واترك الطفولة لغيرك --- ان كنت تحبني لنفسي فها انت قد ملكتها عليّ واحرزتها من دوني وان كنت تحبني لهذه الصورة الجسمانية فما اضعف همتك وما اصغر نفسك –اتذرف دمعك –وتسهر ليلك – وتذيب حبة قلبك – من اجل عظمة تلمسها او جلدة تلثمها ؟ انت شريف في نفسك فكن شريفا في حبك واعلم انني ما احببت غير نفسك فلا تحب غير نفسي وما وصلت من حديثها الى هذا الحد حتى رأيتني قد صغرت في عين نفسي وتمنيت ان لو عجل الي اجلي قبل ان يمر هذا الخاطر الفاسد في ذهني فاعتذرت منها ورجوتها ان تقبل اعتذاري فعذرتني وما عدت من بعدها الى مثلها  الان عرفت مبلغ عظمتها وفضل هدايتها ومقدار ما يبلغه الحب الشريف من النفس فهاأنذا اشعر كأن نفسي مرآة يغشاها الصدأ وكأن الحب صيقل يصقلها فيجلو صفحاتها شيئا فشيئا --!!!
كنت احمل بين جوانحي لأعدائي ضغنا وحقدا فأصبحت لا اشعر بما كنت اشعر به من قبل لان الحب ملك عليّ قلبي واستخلصه لنفسه فلم يترك فيه مجالا لشيء سواه كنت ضيق الصدر ان مسني الم سريع الغضب ان فاتني مأرب فأصبحت رفيع الحلم لا يستفزني غضب ولا يحرجني محرج لأني قنعت بسعادة الحب فلم احفل بعدها بشيء سواها – كنت شديد القسوة متحجر القلب لا اعطف على بائس ولا احنو على ضعيف فأصبحت اشعر بالمصيبة اراها تصيب غيري ولا تصيبني واتألم لبؤس كل بائس وحزن كل محزون لان الحب اشرق في قلبي فملأه نورا فأرتفع ذلك الستار الذي كان حاجزا بيني وبين القلوب –وخلاصة القول انني كنت وحشا ضاربا فصرت بين يدي الحب الشريف انسانا شريفا وملكا كريما
خرجت بها ليلة الى ضفة النهر وكان الماء رائقا والسماء صافية فيها نجوم وكواكب فمشينا طويلا ولم يتفوه احدنا بكلمة كأن سكون الليل قد سرى الى افئدتنا وملأ ما بين جوانحنا فأمسكنا عن الحديث هيبة واجلال وكنت اشعر في تلك الساعة بخفة في جسمي وصفاء في نفسي حتى كان يخيل الي اني لو شئت ان اطير لطرت بغير جناح وان باستطاعتي ان اخترق بنظري حجب السماء وانفذ الى الملأ الاعلى فأرى هنالك ما هو محجوب عن انظر الناس اجمعين وان تستمر مشيتنا ما ضل النجم وما دام الظلام ----
فألتفت اليها وسألتها : هل تشعرين بالسعادة التي اشعر بها  ؟
قالت: لا لأني اعرف من شؤون الايام واحوالها غير ما تعرف ولأني  لا انظر الى الدنيا بالعين التي تنظر بها اليها – انت سعيد بالأمل وانا شقية بالحقيقة والواقع – انك سعيد لا نك تظن ان سعادتك دائمة لا انقطاع لها وانا شقية لأني اتوقع زوالها وفنائها في كل لحظة
انك  ان استطعت ان تقف الشمس في كبد السماء وان تحول بين الارض ودورتها وان تمنع الساكن ان يتحرك والمتحرك ان يسكن فأضمن لنفسك  استمرار  السعادة  وبقائها –
وهنا سكتت عن الكلام  واطرقت برأسها طويلا -!! فرأيت مدامعها تنحدر على خديها بيضاء صافية كاللؤلؤ المكنون – فبكيت لبكائها وقلت : لم تبكين ؟ قالت : خوف الفراق -  قلت : فراق الحياة  او فراق الموت ؟ قالت: أما فراق الحياة فأنني لا اخافه لأنه لا توجد قوة في العالم تستطيع ان تحول بيني وبينك – انما اخاف فراق الموت – لا نه  الفراق الذي لا حيلة فيه ولا مفرا منه – قلت: هل ان نتعاهد على ان نعيش معا ونموت معا قالت : ذلك ما يهون عليّ ألمي فتعاهدنا ثم رجعنا ادراجنا  والليل يشمر اذياله للفرار من وجه النهار  ثم افترقنا على ميعاد وذهب كل منا في سبيله ---
ألا يستطيع هذا الدهر الغادر ان ينام ساعة واحدة عن هذا الانسان ؟  الا يستطيع ان يسقيه كأسا واحدة لا يخالطها كدر ولا يمازجها شقاء الا يستطيع ان يحرمه السعادة بتاتا فلا يذيقه من كأسها قطرة واحدة ما دام يريد ان يمنحه اليوم ليسلبه غدا  ( ان الانسان لا يعجز عن احتمال الشقاء الدائم ولكنه يعجز عن احتمال السعادة المتقطعة )  يقولون :  ان الامل  حياة الانسان وما قتل الانسان ومزق شمل حياته الا الامل – ليتني ما سعدت لأنني ما شقيت الا بسعادتي وليتني ما أملت لان اليأس القاتل ما جاءني الا من طريق الامل الباطل ---!!
ماتت الفتاة التي كانت شمس حياتي واشعة آمالي وينبوع سعادتي وهناءتي --!!! ماتت الفتاة التي كانت ملء الدنيا جمالا وبهاء فمات بموتها كل حي في هذا الوجود – ارى الارض غير الارض والسماء غير السماء وارى الطيور صامته لا تغرد والغصون ساكنة لا تتحرك والازهار ذابلة والطبيعة حزينة فقدت جمالها وارى الدنيا كأنما عادت الى عهدها الاول لا يسكنها انسان ولا يمر بها حيوان وكأنني فيها أدمها الوحيد المسكين يندب جنته ويشكو وحدته ---!!!
ايها الدهر الغادر : ان غلبتني عليها فأنك لن تستطيع ان تغلبني على نفسي لك ان تخرج من الدنيا من تشاء ولكن نعم ولكن ليس لك ان ترد اليها من يخرج منها – ويا ايتها النفس الهائمة في سمائها  لا تجزعي ولا تعجلي  فوالله لا فين بعهدك ولأذهبن عما قليل وحشتك وليكون عهدنا في مستقبلنا كعهدنا في ماضينا فما تعارفنا في العالم الاول الا بأرواحنا فلنكن كذلك في العالم الثاني   
(هو الحياة في بلدي العزيز )----!! نعم هو --!!!
 
عادل فرج القس يونا ن
بغداد  - العراق   



46

كنيسة سيدة النجاة
مزار دائم وذكر خالد

يصادف الاثنين المقبل  31/10/2011   الذكرى السنوية الاولى لأبشع جريمة يندى لها جبين الانسانية جمعاء جريمة لم يشهد التاريخ لها مثيل مؤمنون عزل اطفال يصلون ويسبحون للباري عزوجل وفي بيت الله ليحفظ بلدهم العراق العظيم وشعبه العزيز الا ان المجرمون الاوباش اصروا على تنفيذ جريمتهم النكراء تلك من دون خوف من الله وتأنيب الضمير وازهقوا ارواح الابرياء وملائكة الارض (الاطفال ) من دون ذنب اقترفوه سوى انهم يمجدون الخالق وفي بيته ---!!!  مجرمون من نوع خاص ومجردين من كل القيم الانسانية لابل  وحتى الحيوان عندما لا يجد مجابهة او مقابلة من ضحيته يتركها في سبيل حالها --
نعم وبلا ذنب ومن دون أية رحمة استهدفوا المؤمنين وهم يصلون (والأطفال يسبحون لأنهم ملائكة على الأرض ) إلى الرب يسوع المسيح له كل المجد وعلى مذبح الرب سبحانك يارب جل وعظم شأنك ---!!!! وما طول صبرك استغفرك واتوب اليك يارب  
نعم أن كنيسة سيدة النجاة أصبحت بحق أم الشهداء والصديقين وانضمت إلى قوافل أمهات الشهداء والصديقين من قبلها وأكيد ستكون إن لم نقل في مقدمة تلك القوافل ستكون في صدرها لان أبناؤها استشهدوا بطريقة إجرامية لم يشهد التاريخ لها مثيل والقائمون بذلك العمل الجبان مجرمون  ومن نوع خاص --
إذن من إي صنف كنتم يا مجرمين ----؟؟؟
 ثم نرجع ونقول  نعم  ان مثل هذه الجرائم ليست جديدة بحق المسيحيين لا بل التاريخ مليء  بهول من الجرائم  ليس فقط على هذه البقعة من المعمورة  (العراق العزيز بلد الام ) بل على ارض المعمورة كلها  --حيث كان المسيحيون يذبحون لا لشيء بل لأنهم مسيحيين – كانوا  يجوعون اسود لتفترسهم ----!!! مجازر عديدة اتخذت بحقهم بين الحين والآخر ابتداء من ظهور المسيحية ومرورا بشهداء المشرق والى يومنا هذا وستستمر هكذا أيضا (ستكونون مضطهدون من اجل اسمي)-- وفي العديد من المجازر التي كانت تنفذ بحقهم  كانوا يطلبون منهم ان ينزعوا ثيابهم بالكامل قبل إعدامهم فكانوا اباؤنا وأجدادنا يردون عليهم نعم بإمكانكم  ان تفرضوا وتنفذوا اوامركم  علينا كيفما تشاؤون وبالشكل الذي تريدون ----!!!
 نعم – ولكنه يستحيل عليكم وعلى امثالكم بكل مواصفاتهم وجبروتهم ان تنزعوا ايماننا  ومحبتنا  للرب يسوع المسيح من نفوسنا وقلوبنا لان  محبتنا وايماننا هو  ذخيرة من ذخائر نفوسنا ومن اعلاق قلوبنا فلا تستطيعوا فعل ذلك مهما حاولتم وبكل وسائلكم وقوتكم  --- ! !
وللأمانة والتاريخ اذكر ما قالته لي إحدى المصابات في مذبحة كنيسة سيدة النجاة والراقدة في مستشفى ابن النفيس  /بغداد  حين قيامي بزيارتها باسم مكتب بغداد للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري عندما سألتها عن صحتها واحوالها وحالتها النفسية والمعنوية حيث قالت لقد زاد ايماني وتقوىّ اكثر بالرب يسوع المسيح وتعلقي بارض ابائي واجدادي الوطن الام  العراق العزيز  اكثر واكثر وحالتي الصحية والحمد لله في تحسن ومعنوياتي عالية جدا -----
وقبلها قد رد الاب الشهيد ثائر وعلى مذبح الرب داخل الكنيسة موضوعة البحث على احد المجرمين عندما اتهمه بانه كافر (انا لست كافر انا اؤمن بالله وانتم الكفرة لا غيركم) واستشهد  -- --  !
ايتها الكنيسة المجيدة الخالدة ارى انه من الجدير بالذكر وضروري ايضا ان أذكر مقولة للحبر الاعظم الراحل بولص الثاني  شيخو  في احدى زياراته الى كنيسة لا يحضرني اسمها حيث التقى بمجموعة من الاباء الكهنة وفي سياق الحديث  معهم  طلب منهم  -- ماذا تقولون عن الكنيسة فأجابوه انها كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية فرد عليهم و( مضطهدة أيضــــــــــــــــــــــا )
ايتها الكنيسة المجيدة ان ابناؤك من الشهداء سيكونون في مقدمة قوافل الشهداء والصديقين من قبلهم ويجب ان يعمل لهم مزارات يكتب عليها أسماء تلك الكوكبة المؤمنة من شهداء الرب وعلى مذبح الرب والناس يقومون بزيارتها في كل مناسبة وحين ويخلدهم التاريخ هنيئا لكم   (وفي احدى زياراتي الى سيادة المطران الجليل مار يوسف  عبا  في الكنيسة واثناء الحديث عن اعادة اعمار الكنيسة اقترحت عليه ان يترك الاجزاء التي عليها اشلاء من الاجساد الطاهرة  والدماء الزكية لشهداء الكنيسة  الابرياء  بدون اعمار والابقاء عليها والمحافظة عليها كما هي  لانهم قديسين خالدين وستكون مزار دائم يقصدونه الناس من كل انحاء العالم ليطلعوا على حجم الجريمة البشعة والظلم الذي وقع على أولئك الشهداء والصديقين ليبقوا خالدين في عقولهم ونفوسهم  وضمائرهم ---)
هنيئا لكم  اعزاءنا  هكذا شهادة (لأنه هل يوجد شهادة اعظم واعلى من ان يستشهد الانسان والطفل البريء على ايدي مجرمين لا يشهد لهم التاريخ مثيل  ومن دون اي ذنب والاكثر من ذلك كله وهم يصلون ويسبحون للرب وعلى مذبح الرب ------؟"؟؟؟؟؟) لابل وفي جميع ارجاء العالم اقيمت   لكم صلوات ودعوات ومن مختلف الديانات والاجناس  تدعوا الباري عزوجل ان يرحمكم برحمته  الواسعة ويسكنكم فسيح جناته خالدون مع الشهداء والصديقين من قبلكم -----!!! اكرر هنيئا لكم هذه الشهادة وبدل البكاء والنحيب والحزن يجب ان يقدم لكم باقات الورود  بالفرح والزغاريد لأنكم أحياء  ترزقون مع الرب يسوع المسيح (من آمن بي  وان مات  فسيحيا الى الابد )  
هذا جانب والجانب الاخر هو الرد المطلوب من قبل ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري فوحدوا  صفوفهم وخطابهم تحت  اسم تجمع التنظيمات السياسية  الكلداني السرياني الاشوري  وهذا ان دل على شىء فهو يدل على كونه الرد الصائب والمطلوب على فعلة المجرمون الجبانة  ويدل ايضا  على وعيهم بأهمية وخطورة هذه المذبحة  لكي لا تكون حادثة عابرة تبدأ وتنتهي بالاستنكار والشجب –
وانتم يا شهداءنا الاعزاء  في عليين احياء  عند ربكم  ترزقون وذكراكم خالدة في عقولنا وضمائرنا مدى الايام وتتناقلها الاجيال

 
   



  

47
***الشده والارهاق في حياه الفرد والمجتمع العراقي الجزء الثالث ***
*****

ان الارهاق حالة غير جديدة في حياة الانسان بشكل عام والانسان العراقي بشكل خاص وتفاعلاته مع ظروف حياته غير ان الجديد فيها انها اصبحت في بلدي العراق وعلى شعبه العزيز  حالة مستمرة واكثر شيوعا وانتشارا يوما بعد يوم لابل وانها في تزايد مستمر وهي كالقلق اصبحت من سمات  هذا العصر ومن مرادفات اسمائه ونعوته وهناك من يعتقد (رغم سذاجة الاعتقاد ) بأن معظم العراقيون قد أوتوا من المناعة والقوة النفسية ما يمكنهم من الصمود امام اي درجة من درجات الشدة والارهاق  وهنا  نقول ليس هناك ما يؤيد هذا الاعتقاد فمع ان هناك من العراقيون من يستطيعون تحمل ما يعجز عنه معظم الناس من هذه الشدة الا ان تواصل الشدة واختيار اداتها والزيادة في قوتها لابد لها ان تحدث من الارهاق ما يزيد على طاقات التحمل والتكيف وبالتالي الى الانهيار في اي انسان عاجلا ام آجلا  (ومنهم الانسان العراقي ايضا )-
 ان عوامل الشدة التي يعاني منها مجتمعنا والتي يمكن لها ان تسبب حالة الارهاق والاجهاد لا حصر لها ولاتحتاج الى اية تفاصيل فهي معروفة للقاصي والداني  وعلم النفس الحديث يهتم بهذه الظاهرة وبطرق علاجها وبوسائل التخفيف من امكانية حدوثها في حياة الفرد والمجتمع وحتى وقت غير بعيد اكتفى باعتبار الارهاق مصدرا او سببا للاضطرابات النفسية او عاملا مساعدا في ترسيبها كحالة مرضية الا ان الكثيرين من اهل الاختصاص راحوا في السنوات الاخيرة يفردون للإرهاق حالة مرضية محددة تختلف في اسبابها وفي مظاهرها عن الحالات المرضية النفسية الاخرى ولايمنع من قيام هذه الحالة كظاهرة محددة ما يلاحظ من ورود اعراضها المرضية في حالة او اخرى من حالات المرض النفسي التي اوردناها ---
ان الحياة الانسانية تعتمد فيما تعتمد عليه من الاسس الهامة للبقاء على الاحتفاظ  بحالة من التوازن مع المحيط الداخلي للفرد وبحالة من التوافق بين هذا المحيط وبين المحيط الخارجي الذي يعيشه ولكل انسان مقدرة محدودة ومجال محدود لهذا التوفيق فبعض الناس يستطيعون التعامل والتوافق مع محيطهم الخارجي في حدود واسعة من حيث الشدة والتنوع بينهم وبين محيطهم وبعضهم لا يحتملون اي تبديل او تجربة طارئة تزيد على ما تعودوا على احتماله (وهو سبب معانات  الكثير من اخواننا وابناؤنا في بلاد المهجر لاسيما كبار السن والاخرون من العراقيين الموجودون في محطات الانتظار الموضوعون على الشحن وعلى المواعيد غير الثابتة والملزمة لمانحيها في العديد من دول الجوار وسيستمر العدد الكبير منهم على هذه الحالة  وهكذا بالنسبة للعراقيين الباقين اذا تحملوا او لم يستطيعوا  من مغادرة العراق لأسباب كثيرة  ما  لم تعالج الحالة التي يعيشها العراقيون رغم عدم وجود اية بوادر ايجابية جدية بهذا الخصوص من القائمين على ادارة العراق  ---!!!)
 وقد ادركت هذه الحقيقة (ان من الاسس الهامة للبقاء على الحياة الانسانية تعتمد على الاحتفاظ بحالة من التوازن مع المحيط الداخلي للفرد وبحالة من التوافق بين هذا المحيط وبين المحيط الخارجي الذي يعيشه الانسان ) منذ القدم ------!!!
 الا ان العالم الفيزيولوجي (كانون 1926)   كان اول من فسر الامر على اساس فيزيولوجي ووصف عملية التنظيم في المحيط الداخلي للفرد وسماها بالاستقرار (وهي العملية التي بموجبها تتم المحافظة على ثبات المحيط الداخلي للفرد) واستعمل كانون ايضا مصطلح الارهاق او الشدة للدلالة على تلك الاحوال الداخلية او الخارجية التي تؤثر في عملية تنظيم الاستقرار او الاتزان الداخلي ومن الفرضيات التي ظهرت منذ وضع مبدأ الاستقرار في المحيط الداخلي :-هو ان الكائن الحي الذي يقوم تلقائيا في معظم الحالات بتنظيم الحالات المكونة لتوازن عمليات استقراره الداخلي وبأن اي اختلال في مجال او آخر من هذه الحالات يدفع بالضرورة الى منع اعادة التوازن له ان يؤدي الى ايذاء وتهديد لكفاءة الفرد في تعامله مع محيطه الخارجي وربما لحياته العقلية او الجسدية او كلاهما
 لقد جاء العالم (هانس سيلي )من بعد كانون بأهم النظريات التي يرتكز عليها موضوع الاجهاد او الشدة واثرهما على الفرد المتعرض لهما فقط لاحظ سيلي ومعاونيه بأن الناس يستجيبون بصورة نمطية لمجموعة متباينة من مراحل الشدة بما في ذلك التسمم والالتهابات والشدة على الجسم والاجهاد العصبي والحرارة والبرودة والاشعاع والتعب العضلي ومع ان لكل من  هذه العوامل اعراضها المميزة والخاصة الا ان هذه العوامل من الشدة تشترك في نمط واحد من الاستجابة للشدة  يمر في ادوار ثلاثة متلاحقة وهي دور( الانذار) ودور( المقاومة) ودور الاعياء -- وقد اصطلح لهذه الادوار الثلاثة (مصطلح حالة التكيف )اما دور الانذار فأنه يتألف من مرحلتين المرحلة الاولى هي مرحلة الصدمة والمرحلة الثانية هي مرحلة مقاومة الصدمة اما في الدور الثاني دور المقاومة فأن الفرد عادة يقوم بالتكيف الناجم على الشدة الواقعة عليه اما اذا استمر تعرض الفرد لمصدر الشدة لمدة طويلة فأن مقاومة الفرد تتوقف في  التكيف عليه وهذا يؤذن ببداية الدور الثالث وهو دور الاعياء والانهاك هذا وقد لوحظ بأن الاعراض الجسمية او النفسية او كليهما قد تحدث في اي دور من هذه الادوار كما لوحظ ايضا بأن بعض هذه الاعراض تتركز على عضو او وظيفة معينة وبأن هذا التركيز يختلف بين مريض واخر وذلك تبعا لشخصية المريض وتجاربه الحياتية السابقة وهذه الاختلافات لها ان تقرر ايضا مدى مقدرة الفرد على التكيف او تحمل نوع او آخر من انواع الشدة (وكل هذا يفسر لنا  لماذا يحس فرد بإجهاد عند التعرض لشدة ما بينما لا يحس فرد آخر بذلك مع تعرضه لنفس الشدة ---؟؟؟)كما يفسر لنا  ايضا لماذا يجهد فرد ما عند التعرض لعامل من الشدة دون غيره من العوامل حتى لو كانت اكثر شدة---؟؟  
ان حالة الارهاق تفترض وجود درجة من التحمل والتكيف فاذا كانت الشدة لا تتطلب من التحمل او التكيف اكثر مما للفرد من امكانيات فأن انفعاله بسببها لا يسبب له ارهاقا حتى ولو ظهرت بسببه بعض التغيرات في المجال النفسي او الجسدي  وينظر الى مقدار التغيرات بأنها انفعالات طبيعية لاحتواء الشدة والتكيف عليها –اما اذا تجاوزت الشدة من حيث شدتها او زمنها (الدرجة المعينة )لتحمل الفرد او تكيفه فأن الانفعال بسببها يستنفذ طاقة الفرد للتحمل اولا ومن بعدها لابد من اضطراب ميزان التحمل والتكيف وعلى الصورة التي تتناسب مع شدة الارهاق من ناحية ومع مقومات الشخصية التي اتصف بها الفرد قبل تعرضه للشدة من ناحية اخرى وبالنظر لان الناس يختلفون الواحد عن الاخر في درجات تحملهم وفي مقومات شخصياتهم فأن ردود فعل الارهاق عندهم تأتي من حيث زمنها وشدتها ونوعيتها متوافقة مع هذه الفروق  
وهكذا فأن الذي يقرر مدى تحمل الفرد للشدة ونوعية هذه الشدة لا يعتمد فقط على الشدة في حد ذاتها او درجتها فقط   وانما يعتمد بدرجة اساسية على شخصية الفرد وعلى حصيلته النفسية والفيزيولوجية المتكونة من امكانياته البايولوجية وتجاربه الحياتية كما يعتمد على توقعات الفرد لمواقف الشدة ونتائجها وعلى مدى شعوره بالمقدرة على ملاقاتها والسيطرة عليها فأكثر الناس توقعا للشدة اكثرهم تأثرا بها كما ان اقل الناس ثقة بمقدرتهم على ملاقاتها والسيطرة عليها هم اكثرهم تأثرا بها وهكذا فأن تجارب ملاقاة الشدة في السابق لها ان تزيد من كفاءة الفرد في ملاقاة شدائد المستقبل وتحملها وتبديدها بأقل قدر ممكن من الانفعال(اكتساب المناعة )----
وفي الختام نقول:- ان نمط الاستجابة للشدة يمر في ادوار ثلاثة متلاحقة وهي دور الانذار ودور المقاومة ودور الاعياء فالدور الاول دور الانذار فأنه يتألف من مرحلتين المرحلة الاولى هي الصدمة والثانية هي مرحلة مقاومة الصدمة اما في الدور الثاني دور المقاومة فأن الفرد عادة يقوم بالتكيف الناجم على الشدة الواقعة عليه اما اذا استمر تعرض الفرد لمصدر الشدة لمدة طويلة فأن مقاومة الفرد تتوقف في التكيف عليه وهذا يؤذن ببداية الدور الثالث وهو دور الاعياء والانهاك وهو الحاصل للفرد والمجتمع العراقي فعلا  ولهذا نلاحظ الاعراض الجسدية والنفسية او كليهما ظاهرة بصورة واضحة وبكثرة على الفرد والمجتمع العراقي وبشكل مستمر من دون الاهتمام بمعالجة اسباب تلك الشدة والارهاق   لذلك لم يبقى امام  العراقي سوى الدعاء الى الباري عزوجل في طلب الرحمة والعون والشفقة منه وانتظار الفرج----!!!  

48

تبني الولد من قبل عائلـــة عقيمة


يرجى من الولد المتبني الخير للعائلة التي تتبناه فاذا استمر عقم العائلة عدة سنوات رغم المعالجة الطبية بالكثير من الوسائل فعلى العائلة او بالأحرى الأفضل لها اذا ارادت ذلك علبها تبني ولد يتيم اذا كانت حالتها المادية تسمح بذلك  وفي الملاجئ (مثل الأديرة وغيرها )عدد كبير من الأيتام الذين لا يعرف لهم اهل في حاجة الى  د فء الأم الذي لايجده في الملجأ والى يد والد عطوف فإذا تبنت العائلة المحرومة من الولد والتي هي في اشتياق اليه فمن المتوقع ان يسعد الجميع بحياتهم العائلية ** (الكثيرون يتحدثون عما يسمونه برابطة الدم وعدم توفرها عند الولد المتبني )  لذلك نجد البعض من العوائل العقيمة تتبني طفل من الاقارب بسبب هذا الاعتقاد رغم ذلك ان التبني من الاقارب او من ملاجئ الايتام لا يخلوا من المنغصات---!!
 ولكن الواقع عزيزي القارئ الكريم هو ان الدم المكون من سائل تسبح فيه الملائين من الكريات الحمراء ومئات الألاف من الكريات البيضاء لا يمكن في يوم من الأيام ان يكون رابطة بين الأفراد ---!!! وان ما يزعمون له من (رابطة )--- ما هي الا رابطــة من نسج الإيحاء على أساس الوراثة والعرق وفيما عدى ذلك ليس للدم اي عمل نفساني ليحق عنه القول الشايع ( الدم ما يصيـر مي ) والمرأة الطبيعية تتولى العناية بالطفل المتبني بدافع غريزة الأمومة --- وقوة هذه الغريزة الامومية هي التي تكون رابطة قوية بين الأم وولدها وبين الأب والولد بقوة أقل ------ وما زالت تنسب خطأ الى الدم (كالخطأ في نسبة الحب الى القلب ) وليس بينهما اية علاقة خاصة حيث القلب كباقي الأعضاء التي تتأثر بالانفعالات النفسية  فتزداد نبضاته فقط وليس هناك أية علاقة أخرى لكننا ( نجد كثير من رسوم القلب وفيه اسهم  مدببة جارحة دلالة لهذا التنسيب وقلوب  اخرى  محفورة ومنقوشة نقش أيضا على اكتاف  البعض من  الشباب لاسيما اذا كان ذلك الحب فيه غدر او خيانة  فتكثر الاسهم الجارحة  الداخلة والخارجة من ذلك القلب على كتف الشباب )
واما البرهان على عدم صحة رابطة الدم المزعومة والتي نحن بصدد الحديث عنها ما كان يحدث في السابق في دور التوليد العامة /مستشفى الاطفال من اخطاء يستبدل فيها المولود بأخر من جنسه وسنه ويظل المولود يتربى ويترعرع عند غير أهله (اي بالتبني ) فإذا حدث واكتشف الخطأ بعد سنوات آبت الام استبدال الولد الذي ربته بالولد الذي ولدته وربته ام أخرى (فأين رابطـــة الدم المزعومة ؟؟)
والشيء ذاته يشاهد عند الحيوانات والطيور فالطير يعتني بتربية (الفرخ) الذي فقسه وهو من نوع آخر فالدجاجة مثلا اذا احتضنت بين بيوض الدجاج تحتها بيضة بطة وأفقستها اعتنت بتغذية صوص البط وحمايته اعتناءها بالصيصان –الافراخ الاخرى غير عابئة (برابطة الدم المزعومة )*** والكثيرون قد شاهدوا هذه الظاهرة لاسيما أهالي القرى والارياف ---(وأنا لا اعني بذلك ان غريزة الامومة عند الانسان لا تختلف عن مثيلتها عند الحيوان ---*** ) فالإنسان يلاحظ عند مولوده جسمانيا ونفسيا صور مشابهة للتي عنده او طباعا موروثة عن اسلافه ولاشك ان هذا يلعب دورا ايجابيا فيما يسمى (برابط الدم )
**ولا يفكر الأب والأم بالتبني مهما احبا ولدهما المتبني وقويت الرابطة بينهما وبينه يمكن ان يحل الولد المتبني عند الوالدين وخاصة الحساسين تماما محل الولد الذي انجباه بذاتهما **
ففي النفس مشاعر حساسة لا يمكن للعقل ان يتجاهل وجودها (لا بالدعايات ولا بالأنظمة التي تدبر حول المائدة المستديرة  وتتصدرها  فناجين القهوة وبالأخص اذا كان من  بين الحضور من تجيد فن قراءة الفنجان)  ------  على كل ان الولد المتبني يسد الفراغ للعائلة التي كانت تشعر بوجوده في حياتها على ان تتم عملية التبني قبل بلوغ الام المحرومة سن الولد (سن الاربعين /40 سنة) لأنها بعد هذه السن لاتميل المرأة نفسيا الى التبني وقد تجد احيانا بعض العوض بعنايتها بأولاد الاقرباء او الأصدقاء دون تبنيها احدا منهم –(وهذا عينه يحصل للمرأة العانس لاسيما اذا كانت غنية )
ومن الطبيعي جدا ان تتحرى العائلة تحريات واسعة عن الطفل الذي تنوي تبنيه وتربيته بمحبة وعناية لسد الفراغ في حياتها وان تحسب حساب لردة الفعل التي يبديها الطفل المتبني بعد ان يكبر ويعرف حقيقة امره والاهم من ذلك اهتماما  وحسابا اذا كان من الاقارب وقد حصلت الكثير من المشاكل والاتعاب وخاصة للولد نفسه بعد معرفته الحقيقة ---!!!
وأود ان أقص عليكم قصة قصيرة عن سيدة تدعى (نورا) فقدت زوجها وولدها الوحيد في الحرب (ما اكثر الحروب في بلدي المحبوب )وشعرت بعد فقدهما بفراغ كبير جدا في حياتها اضطرت الى تبني طفلا جاءت به من ملجأ الأيتام (دار الأيتام ) الى دارها وبعد ان أرته غرفته وأعطته بعض التعليمات قالت له :- تستطيع ان تناديني (ماما ) او السيدة نورا او (الخالة نو نو ) كما تشاء فأختر ما يروق لك من هذه الاسماء (النداءات) لم يجب الطفل بشيء وظل ساكتا  فسألته نورا كيف كنت تنادي والدتك في السابق ؟ فأجابها الطفل كنت أناديها ((ما ماتي )) مر على ذلك اربعة أيام لم يستعمل فيها الطفل اي (مناداة ) من التي اقترحتها عليه السيدة في تحدثه اليها ---- وعندما اراد الطفل بعد ذلك الذهاب الى غرفته لينام حياها قائلا:-(تصبحين على خير يا ماما ) وبقى على هذه المناداة يكررها اربعة اشهر في كل المناسبات عند تحدثه اليها وبعد الظهيرة في احد الايام طوق الطفل عنق السيدة بيديه دون اية مناسبة خاصة راميا نفسه في حضنها وقال لها:- ((وأنت ايضا ما ما تــــي )) ولم يلاحظ الطفل الدمعــــة التي ترقرقت في عيني السيدة نورا في تلك اللحظة  ***(وعيونـــي  أنا  الآن )*****



49
****الحياة الزوجيـــة بلا اولاد****

توجد عوائل عديدة لم ينجبوا اولاد لأسباب عديدة ايضا رغم مراجعتهم للأطباء ومحاولات كثيرة لغرض الانجاب لكن ذلك لا يتم فتستمر حياتهم بدون وجود الاولاد او يقومون بتبني طفل من احد الاقارب او الاصدقاء واحيانا كثيرة من دور الايتام او ملاجئ اخرى –
المعلوم ان الانجاب وحب الولد هي سليقة طبيعية عند الناس ولكن عند البعض من الازواج يتعمدون في افشال هذه السليقة الطبيعية ---!!! لعوائق خلقية او تربوية --!! عند ذلك فان الزوجين سوف يجدان الوسيلة التي تعوقهما عن الانجاب ولاستمرار حياتهما الزوجية بدون اولاد -!
ومثل هذين الزوجين لا تعيدهما النصائح الاخلاقية التربوية الى طريق الصواب لأن عقلهما المتمدن والذي من الخطأ جدا( اعتباره طبيعيا )اي ان عقلهما غير طبيعي لا نه طغى على السليقة الطبيعية للأنجاب وحب الولد وكبتها ---!!!
وفي الحقيقة ان الذين يقررون عدم الانجاب في حياتهم الزوجية هم من المثقفين لابل والمفرطين في الانانية والخائفين مما يسببه الحمل والانجاب من تبدلات في جسم المرأة على حساب الجمال او ان الزوج يخاف من العبء المادي الذي يسببه الطفل  وتجزئة عاطفة المرأة بينه وبين الطفل وهذه التحسبات وغيرها قد تطرد الاشتياق الى الولد عند المرأة وبكل صراحة ان الازواج من هذا القبيل هم جديرون بالتأسف عليهم في حين يزعمون انهم الوحيدون اذكياء وانهم يأسفون لمن ينجب الاولاد من المتزوجين لان أنجاب الولد حسب زعمهم تعب للمنجب ليس وراءه سوى المقابلة بالجحود او ان الاولاد هم مثل الطيور نتعب عليهم ونضحي لهم ثم يكبرون ويتركون اعشاشهم (متناسين ان الاولاد هم اقوى رابطة تربط المرأة بالرجل) لذلك سمعنا ونسمع من الكثير من الامهات يوصون بناتهن  بضرورة الانجاب بعد الزواج مباشرة لأن  المرأ ة التي تنجب اولاد  تجبر الرجل بالارتباط بها وصعوبة امكانية تركها لمحبته وتعلقه بأولاده ويصبر ويتحمل الكثير الكثير ويضحي من اجل اطفاله ويرضى بزواجه من آجلهم رغم وجود البعض من الرجال لا يملكون مثل هذا الاستعداد للتضحية ويتركون نسائهم وضحية تصرفهم هذا هم اولادهم المساكين ---!!!  لاسيما في وقتنا الحاضر هذا حيث تفرعنت الناس(كما يقال )من مختلف الاجناس والاعمار (فلتان واضح وكبير جدا )بسبب وسائل الاتصال والاعلام المختلفة وتبقى الضحية ايضا الاولاد انفسهم بالنسبة للمتزوجين المنجبين للأولاد !
والمعوقات الاخرى التي تحول دون انجاب الولد هي بالدرجة الاولى من نوع الضيق الاقتصادي فمطالب الحياة العصرية وتكاليفها الباهظة تجعل الكثير من الازواج يقفون موقف العداء من الانجاب ولكن مثل هؤلاء الاشخاص فليلوا العدد في مجتمعنا حيث نؤمن بان ارزاق الاولاد  تأتي معهم من رب العالمين او ان رزقهم هو على الله سبحانه وتعالى
الكثير من الازواج الذين ينشدون الانجاب ولم يكن من نصيبهم وفي بعض الحالات تكون الزوجة اكثر اشتياقا والحاحا الى الانجاب والزوج ضد الانجاب ويعرف كيف يعوق حدوثه وقد يبدل الزوج موقفه العدائي من الانجاب بالتأثير النفسي والايضاحات من قبل المقربين والاصدقاء والطبيب واحياننا اخرى يبدل الزوج موقفه بعد مدة من تلقاء نفسه ويوافق على الانجاب قبل فوات الاوان فينعم الزوجان بالولد واحيانا اخرى ينشدان ويبحثان الانجاب ولا يعرفان سببا لاستعصائه عليهم –
وكثيرا ما  نسمع كلمات الندم والآهات من الازواج الذين وقفوا ضد السليقة الطبيعية للإنجاب وحب الولد ويكررون اسفهم وندمهم بعد فشل كل محاولاتهم لتصحيح خطأئهم لكن بعد فوات الاوان حيث لا ينفع الندم والبكاء ويستمرون على حالتهم تلك مدى حياتهم ---!!!
وهذا هو جزاء من يخالف قوانين الطبيعة  لان للطبيعة قوانيها الصارمة و لاتخضع  الا لقوانينها الذاتية فتجازي من يخالفها او يخرج من سننها شر الجزاء  متمنيا للجميع  ان يبتعدوا عن مخالفة الطبيعة ليتخلصوا من شرور جزائها 
 

50
المنبر الحر / الغني والفقـــير
« في: 17:12 08/09/2011  »
الغني والفقـــير

قبل ان ابدأ بمقالي هذا اجد من الضروري الاشارة ولو بشكل بسيط ومختصر على تساؤلات البعض من اخواني واصدقائي الاعزاء من المتابعين والمهتمين بكتاباتي على مواقع الانترنيت عندما يسالوني كثيراً ((ابو عمار)) انت دائما تكتب عن الامور النفسية وبناء شخصيه الانسان وتبتعد الا نادرا عن الكتابة بخصوص  الشأن القومي و الامور الاخرى وانت مجد ونشيط جدا في العمل الفعلي من آجل الشأن القومي ومن أجل خدمة ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ومن خلال منصبك ومسؤوليتك وبشكل مرئي ومسموع ومقرئي ايضا  لكن نقول رغم كل ذلك ورغم امكانيتك العالية وايضا وبحكم وجودك داخل البلد الام الى يومنا هذا وبغض النظر عن  كل الظروف--  ؟؟؟ كان هذا نص رسالة واحد من الاعزاء وآراء الذين نحن بصدد الجواب على أسألتهم بكل أمانه  وصدق--!!!
 هنا اود ان اقول :-
وكما اسلفت وبأختصار ايضا اخي العزيز انت  اذا اردت ان تبني وطن بناءا صحيحا وتحصل على الحقوق التي تدافع من اجلها بنوايا حسنة سليمة غير مشوبة ومعيبة -- نزيه وصادقة -- عليك ان تبني النفوس (اي نفس الانسان وتقوي شخصيته ليكون ابيا وعزيز النفس) اي يعني بالنتيجة انت تبني الاسر والمجتمعات والاوطان  مو ان تقول انا رئيس او امين عام او— واريد اكمل بيتي لازم  ان تكون حصة الاسد لي----!!!  فمثلا في بلدي العراق العزيز لو المسؤولون عن التربية والتعليم وضعوا صفحتين لا غير في كتاب التاريخ يوضحون فيها من هم ابناء العراق الاصلاء لعرفوا العراقيون من هم شركاؤهم في العراق لكان قد عالجنا الكثير من معاناتنا هذا اليوم للمطالبة بحقوقنا كشعب أصيل في العراق موصدين الابواب بوجوه الانتهازيين والمتاجرين بحقوق ابناء الشعب العراقي بشكل عام وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري (سورايا )بشكل خاص  والمستغلين بشتى عناوينهم و الوانهم وبمختلف شعاراتهم وأماكن تواجدهم وميولهم وأتجاهاتهم  ( وسدينا الباب عن المستغلين لكن ذلك ما تم كما كان يجب أن يتم ويتحقق عند تأسيس الدولة العراقية في 1921
 لذلك حصل الذي يحصل الان ولا يزال والابواب مفتوحة لكل من هب ودب  وبشتى المسميات والمظاهر والالوان --------!!!!!
 (اي غول هو الانسان, واي طرافة, واي مخلوق وحشي, واي فوضوي, واي تناقض واي فلتة, حكم في كل شيء دودة الارض الضعيفة, مستودع الحقيقة, وبالوعة الشك والخطأ مجد الكون وعاره, الانسان أحيانا  يسموالى درجة الملائكة واخرى ينزل الى اسفل الحضيض ,ولكن يبقى الانسان هو الاساس و هو الهدف)
والان نعود الى صلب موضوع مقالنا ( الفقير والغني) حيث كان بودي ان يكون عنوانه الكوخ والقصر لان الفقير يسكن الكوخ والغني يسكن القصر ....!! لكنني وجدت فيه بعض القصور حيث اردت ان يكون اوسع شمولاً ودارجاً بين الناس وكما أؤمن ومعي الكثيرون ان الغنى هو غنى النفس واستقرارها  والفقر هو قلة  القناعة وصراعات النفس وقلقها  (( لذلك أقول :- ان اغنى الناس من يقتنع بما هو  متيسر لديه))
 ان الذي يهمني او هدفي من مقالي هذا  وبالدرجة الاولى المسؤولين في بلدي العراق والذين هم في قمة اتخاذ القرار وبيدهم مقدرات البلد ومن ثم اقربائي واصدقائي ومعارفي وبصيغة فكرية روحية  وجديدة غير مطروقة  (لاتكنزوا لكم كنوزاً على الارض حيث يفسدها السوس والصدأ وينقب عنها اللصوص ويسرقون بل اكنزوا لكم كنوزاً في السماء حيث لا يفسدها سوسّ ولا ينقب عنها لصوص ولا يسرقون  فحيث يكون كنزك هناك ايضا يكون قلبك متى 6\19-12 )***
انا لست حاسداً ولا يخطر ببالي اني حسدت على نعمة احد --- ومعارفي واصدقائي كثيرون والحمدلله يعرفون عني ذلك جيداً والاهم عائلتي تعرف ذلك ولكن لو كنت حاسداً احد على نعمة فأني احسد صاحب الكوخ على كوخه قبل ان احسد صاحب القصر على قصره وثقوا لولا للاوهام سلطاناً على النفوس لما تظائل وضعف الفقراء بين ايدي الاغنياء ولا ورم انف الاغنياء ان يتخذهم الفقراء ارباباً دون الله عز وجل
ايضاً انا لا اكره الغني ولكني افرح به كثيرا في كل موقف من مواقفه ان رأيته يشبع الجائع ويواسي الفقير ويتواضع ويعود بالفضل من ماله على اليتيم الذي سلب الدهر اباه والارملة التي فجعها الدهر في زوجها وعائلها وعندما يمسح بيده دمعة البائس والمحزون ---- وارثي له ان رايته يتربص وقوع ضائقة بالفقير ليدخل عليه مدخل الشيطان من قلب الانسان فيمتص مابقي له من ماله ليسد في وجهه باب الامل ثم قد يمضي بقصده ذلك للاعتداء على عرضه او ماشابه ذلك لانه اضعفه واهلكه و كان مغفلاً حتى استطاع الغني ان يفعل به ذلك وزيادة
**( لذلك علينا ان نؤكد بضرورة التوعية والتوجيه وفضح المسيئين الذين يصطادون بالماء العكر كما يقال بمختلف الاقنعة والشعارات )**.و ان رايته ((الغني)) يعتقد ان المال هو منتهى الكمال الانساني فلا يطمح في فضيلة ولايحاسب نفسه على رذيلة --!!! وارثى له لابل وقد ابكي على عقله ان يمشي او يتصرف بالخيال وطال بعنقه السماء ويسلم بايماء الطرف واشارة الكف ومشى في طريقه يخزر بعينه خزراً ليرى هل سجد الناس بمشيته او صعقوا من هيبته حيث نسى او تناسى كم من الامبراطوريات وجبابرة الارض من قبله اين هم اليوم وماذا فعل بهم الدهر لن اقول له سوى هذا)
*** (لاتخافو ايها القطيع الصغير لأن أباكم قد سرّ ان يعطيكم الملكوت بيعوا ما تملكون وأعطوا صدقة وأجعلوا لكم أكياسا لاتبلى كنزا في السماوات لاينفذ حيث لايقترب لص ولايفسد سوس لأنه حيث يكون كنزكم يكون قلبكم ايضا لوقا 12: 32-34) ***
 وارحمه الرحمة كلها (الغني ) من عاش شحيحاً مقصراً على نفسه وعياله بغيضاً الى قومه واهله ينقمون عليه حياته ويستبطوؤن ساعة حتفه اي يطلبون ان تتعجل ساعة رحيله من هذا العالم . ويعجبني ان أذّكره عن الشيخ الغني جدا عندما وافاه الاجل حيث ارادت زوجته ان تضع في فمه خاتمه الذي كانت نفسه فيه قبل دفنه فرد لها الدفان الخاتم معبراً عن استحالة فتح فمه ( اسنانه الصاكة ) ليضع الخاتم فيه حسب طلبها ...؟
اما الفقير فهو اسعد الناس عيشاً واروحهم بالاً ---!!!! الا اذا كان جاهلاً مخدوعاً يظن ان الغني او صاحب القصر  اسعد الناس منه حظاً وارغد عيشاً واثلج صدراً فيحسده على نعمته التي اسبغها الله عليه ويجلس في كوخه او بيته جلسة الكئيب المحزون يصعد الزفرة بعد الزفرة ويرسل العبرة بعد العبرة ولولا جهله وبلاهة عقله (ولا يغره مظهر الغني وتصرفاته وليالي  السمر التي يقضيها با—والرقص فالطير يرقص مذبوحا من شدة الالم ) لعلم ان صاحب القصر يتمنى كوخ الفقير وعيشه  (ربي اخذ مني الجنه واعطني راحة البال) يرى تلك الاضواء المتواضعة الضعيفة في ضياءها التي لا يكاد تنير نفسها وسطع ضياؤها من تلك الثريات والشموع الباهرة التي تتألق بين يديه وان تلك الحشية من الشعر او الوبر انعم ملمساً وألين مضجعاً من وسائد الحرير لقد بلغ الضعف وصغر النفس بكثير من ناسنا  انهم يحلفون بالاغنياء لانهم اغنياء وان كانوا لاينالون منهم مايسد رمقهم او يحل لهم معظلة او مشكلة مهما بلغ حجمها
هنا ايضا تذكرني قصة حقيقية رواها لي رجل رحمه الله في عام 1974 حيث ترك مسقط رأسه القوش الحبيبة العزيزة لضروف المعيشة الصعبة ولكونه صاحب عائلة -- وسكن بغداد واضطر الى العمل في مطعم العش الذهبي / مقابل ساحة الفردوس حالياً – بغداد (عامل خدمة ليلاً) فكان احد الشيوخ الاغنياء يتردد عليهم بكثرة ويطلب على الاكثر  (كبة برغل) المشهور بها المطعم كوجبة له فكان يأكل جزء قليل منها ويترك الباقي فكنا ناخذها من امامه (الكلام لصاحبنا رحمه الله ) ونجتمع نحن العمال على اكلها, فذات مرة ناداني وانا آكل مع زملائي العمال وقال لي انت  أكيد لاتعرفني انا فلان الفلاني وصاحب الاملاك والعمارات الفلانية اتمنى من الله ألآن ان ياخذ كل تلك الاملاك والاموال والسيارة التي امامك ويمّكنني ان آكل مثلما تأكلون انتم بهذه الشهية والشراهة
وليت شعري ان كان بعض الناس لابد لهم من اجلال المال واعظامهم حيث ما وجد فلِما لايقّبلون ايدي الصيارفه ولا ينهضون اجلالاً للكلاب المطوقة بالذهب وهم يعلمون الفرق بين هؤلاء وهؤلاء --!!! لو عامل الفقراء بخلاء الاغنياء بما يجب ان يعاملوا به لوجدوا انفسهم في وحشة من انفسهم ولشعروا ان بدرات الذهب التي يكتنزوها انما هي اساور ملتفه على اقدامهم واغلال آخذه باعناقهم ولعلموا ان الشرف في كمال الادب لا في رنين الذهب وانما في جلائل الاعمال لا في أحمال المال… فليّعضم الناس الكرماء وليحتقروا الاغنياء( البخلاء) وليعلموا ان الشرف شيء وراء الغنى والنفس وان السعادة وراء الكوخ والقصر .

عادل فرج القس يونان 
 بغداد -العراق     
 22 ـآب 2011   

51
كيف نتغلب على هاجس الموت

 
الحقيقة ان الذي دفعني الى كتابة هذا الموضوع او البحث هو نتيجة لزيارتي الى شخص على فراش المرض يعاني بشدة فوق التصور بسبب مصارحة الطبيب له بمرضه
عليه اقول بهذا الخصوص :-
هناك اختلاف او تباين في الراي في المجال الطبي بشأن الكيفية التي يتصرف بها الطبيب بخصوص حالة المريض المنذرة بالموت ويدور معظم الجدل حول أمرين اولهما :  
موضوع مصارحة المريض بمرضه وما ينذر به والامر الثاني مدى ضرورة المداخلات الطبية المركزة والطويلة والتي تهدف الى اطالة الحياة والرأي الغالب هو ما يتعلق بمهمة الطبيب وهي تخفيف المعاناة على المريض في مرضه النهائي والمحافظة على حياته ما دامت هذه الحياة موجودة والنظر في مصارحة المريض بخطورة مرضه ونتائجه ويجب ان يأخذ بنظر الاعتبار مقدار الفائدة والضرر لهذه المصارحة على معاناة المريض ومن المعلوم ان القلة  من الناس فقط يجدون في نهاية حياتهم مخلصا من معاناتهم والطب يتجه في معظم الحالات الى تحقيق     امنيته وهي شفاء المريض ومهما كانت حالة المريض فانه ليس من مهام الطبيب ان يحاول او يساعده على انقاص الحياة القائمة حتى ولو لحظة واحدة .. !!
مهما بلغت معاناتها من المرض وذلك ( ان الذي يظهر من هذه المعاناة قد لا يكون الا جزءا صغيرا من عنف الشوق الى البقاء ولو لتلك اللحظة .. !! )
اذن ما على الانسان الا ان  يتعلم كيف يتغلب على هاجس الموت لانه ربما اذ توغل في اسباب الموت او فلسفته فأنه قد يجرنا الى مباحث عقائدية وفسلجية مطولة لكن ما يهمنا هو كيفية التغلب على هاجس الموت ما دام الموت بحد ذاته أمرا حتميا لا مفر منه مهما بلغت عناية الانسان بصحته وطالت من دون منغصات عمره .تبقى كل ما يعرفه الانسان هو انه لا بد من ان يموت وكما أعبر دائما  (ان كل ما اعرفه هو انه لا بد لي من ان اموت عما قريب ولكنني اجهل هذا الموت اكثر من كل الاشياء هذا الموت الذي ليس له يدان لكنه يأخذ الانسان  .. !! يتحدث الانسان كثيرا عن الموت لا بل يحاول ان يصف تجربة يطلق عليها اسم تجربة الموت .. لكنه انما يتحدث عن الحياة كما ان التجربة التي يصفها في هذه الحالة لا يمكن ان يكون الا شكلا من اشكال التجارب الحية او الخبرات المعاشة وحتى عندما يتحدث الانسان عن ساعة الموت باعتبارها لحظة التحرر فانه لا يصف ساعة الموت نفسها لان هذه اللحظة مستغرقة بتمامها في ديمومة الحياة . والموت حقيقة يقينية معروفة من حيث (هو واقعة لا محال وتكن حدث عارض مجهول من حيث هو واقعة تاريخية). الانسان يعرف انه يموت لكن لا يعرفها مطلقاً متى الموت ومع اليقين الموجود لديه عن الموت وعدم يقينه عن لحظة حدوث الموت فهو مشكلة المشاكل بالنسبة للانسان الذي يعرف الان انه يموت لكنه يجهل متى يموت ومع ذلك نجد الانسان يخلق اجواء من التطمينات وبالتالي نراه يحاول تجاهل تلك الواقعة التي لا تعرف لها كيف واين ومتى والى أين...!!. صحيح انه يقع في كثير من المخاطر ويعرف ايضاً (المقولة, تعددت الاسباب والموت واحد) وصحيح أن كل تهديد يحصل له قد يحمل معنى خطر الموت ولكن بمجرد ما ينجو من المخاطر والتهديدات فأنه سرعان ماينقل من خطر الموت الى وقف التنفيذ لهذا كان  (الامل الكاذب) بحسب ما يطلق عليه بعض علماء النفس الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها التغلب على هاجس الخوف فما الذي يمنع ان يغفل عنه اغلب اوقاته فاذا جاءت التجربة لتذكره بأن الموت حق على البشر ولا محال منه فعليه ان يحبس انفاسه لا بل ويقول في قرارة نفسه انه واقع بيّ الساعة او في هذه اللحظة وعليه ان يوظف نفسه على ان الموت حل ضيفا فقد يكون بعد حين او في المستقبل البعيد ويتساءل صحيح انني ساموت بشكل او بآخر وفي موعد مجهول وغير محدد ثم يعود ويقول لا لن اموت بصفة خاصة وفي هذا الموعد بالذات فيصرف النظر عنه وقتيا لكي يتجه بكل اهتمامه نحو الحياة الواقعية الهامة من دون التمرد عن العالم الاخر والذي سيكون الموت الباب الاول لدخوله ما ذلك الحدث الذي قد يقتنصني من الحياة من غير رجعة ما دام ليس له زمان ..!! اليس من الافضل ان اتجاهلها على الاقل وفق الحكمة القائلة  (اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ) اليس من واجبي ان احيا وكأنني لن أموت اليوم ألا ينبغي ان اقول أن الموت أمر يقين وساعة حصوله أمر غير يقين ؟ فعلى ماذا هذا التذمر والانزواء عن الحياة وهناك آمال وطموحات يتعين علي تحقيقها خدمة لنفسي ولاهلي وناسي . حقاً انا اعلم ان نشوة الحياة عابرة وسعادتها زائلة وجمالها قصير الامد ومع ذلك فاني متمسك بها لانها مصدر القيم والارض التي ازرع بها لحين الحصاد الاخر وفما المانع من ان اكتسب رضا الله ورضى الناس معاً وادع الخوف من الموت الذي لو تماديت فيه فسيجرني الى الانتحار هروباً من القدر الذي اهرب منه اليه ...!!. بهذه الايحاءات قد يتمكن الانسان من خلق اجواء من الامل بأن الحياة امر واقعي معاش فلا داعي لانغاصها بأمر محتوم مادام وفق النظم السماوية والارضية بدقة واحترام ..!! هو خلاف ذلك يعمل لدنياه فقط دون التفكير بالآخرة وعليه ايضاً ان يتصور دائما عظمة الله سبحانة وتعالى فيتوب نتيجة غفلته واخطائه فيكون دائما في رهبة من الله يحاسب نفسه وكلما زاد الانسان نقية كلما زاد خوفاً (ليت أمي ما ولدتني) حيث يبكي بكاءً يقطع نياط القلب أما الذي يجعلهم يطمئنون اليه (الموت) نوعا ما لكونه الحق والعدل والمساواة الوحيدة في هذه الدنيا وأمره بيد الله وحده فقط ولكن افتراضنا ...!! لو قدر ان يكون أمر الموت بيد البشر لكان فقط من نصيب الفقراء المساكين والضعفاء المغفلين هذا جانب والجانب الاخر لو تحقق للانسان مايسمعه عن تلك الحياة (الحياة الابدية ) وما يؤمنون الكثيرون بذلك ان فيها كذا وكذا ....الخ لكان جميع الناس يتسابقون الى الموت لا بل ومنهم من يدفع كل امواله ليحصل عليه تخلصاً من هذه الحياة والتي قلنا عنها سلفاً هي عناء ردئ لبني البشر جعلها الله ليعنوا فيها ...الخ.
وتقبلو تحياتي...

عادل فرج القس يونان
    بغداد – العراق
   27 تموز 2011

52
فـــوائد العنف والعــــدوان
الجزء الثالث

ايفاء  بوعدي لكم بكتابة الجزء الثالث هذا وارساله ايضا ومن بغداد الحبيبة وليس من تركيا وكما وعدتكم في نهاية الجزء الثاني من مقالنا اعتزازا بكم ومحبتي لكم اعزائي القراء المحترمون  اليكم ج3 المنوه عنه  في بغداد ومن بغداد - ---- 
الجزء الثالث والاخير
السيطرة والنهي عن العنف والعدوان :--
كما توضح لنا بأن العنف والعدوان هو من المظاهر السلوكية للبشر والتي تتقرر بفعل او تفاعل عوامل عديدة ومختلفة الاهداف فأن من الواضح ان من الصعوبة بمكان التوصل الى وسيلة او وسائل تمكن من السيطرة التامة على دوافع العنف والعدوان في الحياة وتزداد هذه الصعوبة في الانسان بالمقارنة مع الحيوانات كما انها تزداد كما هو معلوم كلما تعقدت وتقدمت وتطورت اوجه الحياة الانسانية وما يصاحب ذلك عادة من زيادة في دواعي العنف وتفنن في وسائطه واساليبه –
وبمقارنة وسائل السيطرة والنهي عن العنف في حياة الحيوان بمثلها في حياة الانسان نجد بكل وضوح بأن الكثير من الحيوانات هي اكثر نجاحا من الانسان في تفادي العنف والعدوان فهي اكثر مقدرة وممارسة لسلوك الهرب في حالة التهديد بالعنف كما انها تعمد الى اساليب التوقف من الحركة والتمويه باتخاذ حالة تشبه الموت كما اسلفنا في ج2 واحداث حالة الصرع كوسائل تثني المعتدي عن ممارسة العنف والامعان فيه ثم ان الكثير من الحيوانات تمارس طقوسا معينة في مواقف النزال مما لها ان توقف العنف عند ظهور بوادر الخضوع والاستسلام والاعتراف بالهزيمة من الحيوان الاضعف وهذه حالة من شأنها ان تمنع وصول العنف والعدوان الى حدود القتل والفناء وهذه ظاهرة قل ان يعمل بها في السلوك العدواني بين الانسان وهو سلوك له ان يتطور الى نهاية مدمرة لطرفي العدوان او احدهما (وبودي ان اوجز لكم حادثة لاتعني كل ما انا  ذاهب اليه من الهدف من مقالي الا انه قد تخدم موضوعنا  في زيادة توضيح غرضي من المقال ---والحادثة حصلت فعلا وكنت احد الذين شاهدوا  ضحايا الحادثة يومها اما مفادها هي ؛-  في منطقة من ضواحي مدينة البصرة في جنوب العراق طفل بعمر 12 سنة ادى الى تحطيم احدى عيون بقرة (هايشة ) تعود الى جيرانهم ومن غير  عشيرته  فصاحب الحلال اصر بأحداث نفس الفعل بعين الطفل رغم كل المحاولات لاقناعة وتعويضه  ليثني عن رأيه الا ان اصراره كان اقوى واخيرا اتفقوا ان يحضر الطفل امامه من دون ان يؤذيه فقط  ايفاء(  لقسمه )على فعل ذلك وقد أحضر الطفل امام صاحبنا الذي تخلا عن وعده بعدم الحاق الاذى بالطفل المعني  وبسرعة عجيبة حطم عين الطفل بآلة حادة ---الخ ونتيجة ذلك كان عدد الضحايا من الطرفين 16 شخص بين قتيل وجريح )--
لابد ان الانسان قد حاول منذ القدم الحد من ظاهرة العنف والعدوان وقد تواصلت هذه المحاولات حتى الان وأتخذت مسارات عدة من عقابية واجتماعية واصلاحية وتربوية وتنفسية وعلاجية وسلوكية وحتى عقاقيرية وغيرها من الوسائل والطرق والتي يجري تطبيقها اما بصورة مفردة او بالجمع بين أكثر من طريقة منها ومع تعدد هذه الطرق واختلاف مساراتها فأنه لايمكن القول بأنها في مجملها قد افلحت كثيرا في الحد من ظاهرة العنف والعدوان في حياة الانسان المعاصر مما له ان يفيد بأن الدافع العدواني هو اكثر تأصلا من ان تنفع في النهي عنه اية وسيلة للسيطرة عليه او ان تعدد العوامل المثيرة للعنف هي اكثر تنوعا  وتعقيدا من ان تفيد الوسائل العلاجية الحالية في السيطرة عليها
وبودي ان اعرج ولو بأيجاز على بعض  من طرق السيطرة والنهي عن العنف والتي استعملت او تستعمل حاليا للحد من هذه الظاهرة
1-   العــقــاب :-
لقد مارس الانسان منذ القدم وما زال يمارس اسلوب الرد بالمثل او بما هو اشد (وهوالحاصل فعلا )على بوادر العنف والتعدي التي يتعرض لها وايضا اصبحت مقاومة العدوان بمثله قاعدة عميقة في الحياة وقد تبنت العقائد الدينية مثل هذه الشريعة ووجدت طريقها بالتالي الى التشريعات القانونية في المجتمعات المختلفة-----
 ان مما لاشك فيه ان أنزال العقاب بالمعتدي اما بما يساويه ويماثله من العنف والايذاء او بوسيلة عقابية اخرى قد افاد وما زال يفيد في كبح دوافع معاودة الاعتداء وارتكاب جرائم العنف الا ان الاثر النهائي للعقاب في السيطرة على العنف هو اقل مما يتوقع من الناحية العملية ---ويستخلص من الابحاث في موضوع جدوى العقاب في السيطرة على العنف والعدوان البيانات التالية :-
1-   ان للعقاب فائدة مؤقته في النهي عن العدوان –بينما العقاب لمدة طويلة له ان يشجع او ان يؤول الى زيادة في العدوان على المدى الطويل –
2-   ثأثير العقاب كوسيلة للسيطرة والنهي عن العنف يعتمد على توقيته واسلوبه وتواصله –فالتأثير الايجابي للعقاب يقتضي ان يرتبط العقاب زمنيا بظاهرة العدوان والتأخير في انزال العقاب لايحدث فعلا ناهيا  عن العدوان الذي ارتكب وله ان يزيد في امكانية معاودة العنف –
3-   العقاب غير المستحق او العقاب الزائد عن حدود الاستحقاق له ان يؤدي الى عدوان اخر او الى عدوانية مزمنة
4-   تفيد ايضا بعض الابحاث بأن العقاب بوسائل معنوية ونفسية  له ان يكون اعظم اثرا في الحد من العدوان واصلاح المعتدي من العقاب الجسمي  على ان ينبع هذا العقاب من (مصدر حب ) لامصدر كراهية ---كما اعتقد ايضا ان العقاب المجرد عن كل اعتبار له ان يثير في نفس العدواني (الرغبة في الانتقام )ان عاجلا او آجلا وهذا يفسر الكثير من  حالات  الاعتداء المتكرر في بعض مرتكبي الجرائم والاعمال العدوانية والذين يصعب الحكم فيما اذا كانوا يعاقبون عن جرائم جديدة او انهم انما يرتكبون جرائم عدوانية جديدة كرد فعل لما وقع عليهم من عقاب
5-   التهديد بالعقاب له ان يكون عامل نهي عن العدوان اذا ما كان احتمال تطبيق هذا التهديد كبيرا وعندما يكون انتفاع المعتدي من عدوانه ضئيلا
اما وجهة نظري الخاصة والمتواضعة بهذا الخصوص :- ان تأثير العقاب على العدوان هو تأثير معقد جدا فللعقاب احيانا ان يكون رادعا فعالا لمثل هذا السلوك غير ان الواقع هذا لايحدث دائما فأستعمال العقاب قد ينجم عنه العديد من النتائج او الاثار الجانبية والتي لها ان تعكس التأثير المفيد للعقاب ولهذه الاسباب اجد ان العقاب لايبدو نافعا بالقدر الذي افترض حتى الان
2-المكافأة :-
الطريقة الثانية من طرق السيطرة والنهي  عن العنف المستعملة وهي المكافأة على العنف والعدوان (قد تبدو مغالطة --!!!غير انها تمارس في الحياة بقدر اكبر مما يظن لأول وهلة )
ومهما كانت المصادر لهذه المكافأة سواء من حيث الفائدة المادية او المعنوية للأعتداء فأن لهذه المكافأة ان تسند الدافع العدواني وتمده بمدد اضافي من الحوافز على معاودته ومن الطرق العلاجية التي تبدو متعارضة مع هذا المبدأ (هي اللجوء الى المكافأة كوسيلة للنهي عن العنف والعدوان )وتبرير هذا الاسلوب هو ان استبدال العقاب بالمكافأة له ان يقلل من دوافع العدوان من ناحية وان ينقص من امكانية معاودة العدوان كرد فعل للعقاب  ----
ومن الصعب الحكم على جدوى المكافأة على العدوان على المدى الطويل ولا تتوفر حتى الان البيانات الكافية التي يمكن لها ان تلغي القاعدة (بأن المكافأة على العدوان تسند العدوان )الا في تلك الحالات التي تتحقق فيها المكافأة ازالة الظلامة او تلبية الحاجة التي ادت أصلا الى قيام حالة التعدي –
3-   الضـــــمير :- من المعلوم ان تنمية الضمير هي عملية تربوية بيتية واجتماعية وحضارية وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بمدى توفر محبة الوالدين وبالقدر الذي يستعملون فيه اداة العقل والمنطق في التعامل مع الطفل النامي كما ان الضمير يعتمد الى حد بعيد على الوازع الديني المعمول به في المجتمع الذي ينمو فيه الطفل او الحدث وتفيد الملاحظات بأن للضمير ان يكون مانعا قويا من القيام بالعدوان الشخصي والاجتماعي وبصرف النظر عن ادراك الفرد بأنه سوف لايكتشف او يعاقب على فعله العدواني

4-   ضبط النفــس :- محاولة السيطرة على دوافع العنف والعدوان عن طريق ضبط النفس والسيطرة عليها وهو اسلوب عريق القدم مارسه الكثيرون في الماضي ودعت اليه الديانات والفلسفات ونظريات التربية والتعليم ومن الاساليب القديمة ما لجأ اليه من محاولة ضبط النفس عن طريق ممارسات سلوكية معينة من شأنها ان تخضع الدوافع والحاجات الجسمية الى سيطرة العقل كما فعل ذلك ابن عربي في اسلوبه في السيطرة على الغضب وكما يظهر من ممارسات المتصوفين وغيرها من الطرق المعروفة وفي هذا القرن اتجه الاهتمام الى محاولات السيطرة على النفس كوسيلة علاجية للأمراض النفسية والسلوك المضطرب ومن هذه المحاولات الاسلوب العلاجي المعروف بالعلاج العقلاني وهو اسلوب يجمع بين استعمال العقل واستعمال العلاج السلوكي –

ومن الطرق الاخرى الستعملة للسيطرة :-  منها ايضا أ-  العلاج التنفيسي -   ب- العلاج السلوكي -     ج- التربية والتعليم 
وتقـــبلوا تحياتي جميعا

عادل فرج القس يونان 
بغداد 12 تمـوز 2011









53
فوائد العنف والعدوان
الجزء الثاني


في الجزء الاول من بحثنا السابق (فوائد العنف والعدوان ) ذكرنا اوتطرقنا الى بعض الفوائد وفي هذا الجزء ايضا سنذكر عددا آخر من بعض الفوائد والتي تدفع الفرد الى ممارسة العنف والعدوان او بتعبير آخر يمارس الفرد العنف والعدوان للحصول على فوائد ومن بعض تلك الفوائد والتي تجعل الفرد يمارس العنف والعدوان  اضافة الى ما  ذكر منها  في ج1 من هذا البحث ما يلــــــي :--
3- أرضاء الحاجات العاطفية :-
نعم ان السلوك العدواني والعنيف له ان يخدم اغراضا نفسية وبايولوجية عديدة  ومنها ارضاء التوترات والدوافع الملحة كما له ايضا ان يحافظ على تماسك وثبات شخصية الفرد والتي يمكن ان تهدد بالتداعي بفعل هذه الدوافع والتوترات كما ان لسلوك العنف ان يخفف ايضا من الضغوط والمعاناة الداخلية التي يشعر بها الفرد مهما كانت  اسبابها وقد توفرت معلومات كثيرة وملاحظات عن اناس يشعرون بالمتعة والانفراج وحتى اللذة عند قيامهم بسلوك عنيف في التعامل الحياتي وحتى في العلائق الجنسية وايضا معلومات وملاحظات عن اناس يشعرون بالفرح والنشوة اذا ما أوقعوا الاذى والألم بمن اقدم  على التعدى عليهم او تجاوزحدودهم وكذلك الشعور باللذة عند ايقاع الاذى والالم في حالات الثأر وخاصة الثأر من الاعداء  .
4-التمتع بشعور تقدير النفس :--
ان  اهم ما يهدد توازن الحياة النفسية لأي فرد هو خوفه او خشيته  من ان يخسر تقديره لنفسه سواء كان ذلك في عين نفسه او في عيون الناس – والتجارب التي لها ان تؤدي الى مثل هذا الشعور عديدة ومتنوعة ومنها فشل الفرد في الحصول على المكانه التي يعتقد بأنه يستحقها في الحياة سواء كانت هذه المكانه مادية او معنوية (مثل ما يجري على ساحة وطني العزيز ومنذ امد بعيد ايضا ) ومنها ايضا ما يمكن ان يشعر الفرد بالاحباط او ان يقلل من احترامه لنفسه او كما نقول:- يشوه صورته عن نفسه لسبب  ما يمكن يقع  عليه من تعدي وايذاء او مساس بقدره وسمعته وهنالك كما نعلم جميعا مالا عد له من الوقائع التي كان التهديد لتقدير النفس هو الدافع للعنف والعدوان والجريمة ----
اما على الذي اوقع هذا التهديد مباشرة او على غيره ممن ارنبطوا به بصورة ما او على الغير والاشياء ممن لاصلة لهم بلامر ومن هذه الحالات فأن العنف قد يوفر للفرد المعني لحياته او يرد له الاعتبار الذي فقده نتيجة ما خسره من تقدير النفس وللعنف عند بعض الناس ان يكون الطريق الوحيد للسلوك لهدف زيادة شعور الفرد بتقدير النفس .


5-العنف كوسيلة لحل الصراعات :--
يتعذر على الكثيرين من الناس التوصل الى حلول لصراعاتهم النفسية ومشاكلهم الحياتية وقد لايكون لهؤلاء
اما المقدرة او المثابرة لأيجاد هذه الحلول وهم لذلك قد يجدوا في العنف الوسيلة الوحيدة والمرضية في تجربتهم لحل هذه الصراعات  ومن الناس من تّعلم بالتجربة بان العنف هو سلوك مقبول( لابل العديد من الاباء والامهات يشجعون العنف ويوجهوا اولادهم على هذا الاعتبار بقصد او من دونه بوعي او من دون وعي وهي ظاهرة يعرفها الكثيرون  ) ويكافأعليه وبأنه وسيلة ناجحة لحل الصراعات او المشاكل او ابعادها عن ذهنه وعاطفته  ومما يلاحظ  هو ان بعض الافراد وخاصة من الاحداث والمراهقين يجدون في سلوك العنف والعدوان وسيلة للتخلص من القيود النفسية التي حملوها في صغرهم لما وقع عليهم من اذى وحرمان وامتهان وهم يتشبهون بمن اعتدى عليهم ويمارسون مثله على غيرهم   
6- مشاهدة العنف او التعرض له 
نعم يتعرض الفرد وخاصة في ادوار حياته الاولى في الطفولة والحداثة والمراهقة كما يعلم ذلك كل من اجتاز تلك المراحل بسلام  الى مشاهد متنوعة لابل ومتكررة من العنف اما عن طريق التجارب الحياتيه في بيته ومدرسته ومجتمعه او عن طريق ما يصور له من مشاهد وتجارب العنف في وسائط الاعلام المتعددة لاسيما في بلدي الحبيب العراق العزيز وبمختلف الصور والمشاهد والتجارب ومعظم هذه التجارب والمشاهد تعطي الفرد الشعور بأن العنف مجدي وبان صاحبه يكافأ ماديا ومعنويا على ممارسته  وينمو الطفل على مثل هذا الشعور والذي يتأصل في نفسه مما له ان يدفعه ولو بصورة غير واعية وغير مقدرة او محسوبة الى ممارسة نوع من انواع العنف والعدوان على الغير على امل ان يتحقق له ما توقعه من جدوى العنف وفائدته ---
وبعد كل هذا اجد من المفيد  والضروري ان نتطرق ولو بشكل موجز وبسيط عن كيفية السيطرة والنهي عن العنف والعــــــــدوان :--
لما كان العنف والعدوان كما اسلفنا في بحثنا هذا هو من المظاهر السلوكية للفرد والتي تتقرر بفعل او تفاعل عوامل عديدة ومختلفة الاهداف فأن من الواضح ان من الصعوبة بمكان التوصل الى وسيلة او وسائل تمكن من السيطرة التامة على دوافع العنف والعدوان في الحياة وتزداد هذه الصعوبة في الانسان بالمقارنة مع الحيوانات كما انها تزداد ايضا كلما تعقدت وتقدمت اوجه الحياة الانسانية وما يصاحب ذلك عادة من زيادة في دواعي العنف وتفنن في وسائطه وبمقارنة وسائل السيطرة والنهي عن العنف في حياة الحيوان بمثلها في حياة الانسان نجد بأن الكثير من الحيوانات هي( اكثر) نجاحا من الانسان في تفادي العنف والعدوان فهي اكثر مقدرة وممارسة لسلوك الهرب في حالة التهديد بالعنف كما انها تعمد الى اساليب التوقف من الحركة والتمويه بأتخاذ حالة تشبه الموت واحداث حالة الصرع كوسائل تثني المعتدي عن ممارسة العنف والامعان فيه ثم ان الكثير من الحيوانات تمارس طقوسا معينة في مواقف النزال مما لها ان توقف العنف عند ظهور بوادر الخضوع والاستسلام والاعتراف بالهزيمة من الحيوان الاضعف وهذه الحالة من شأنها ان تمنع وصول العنف والعدوان الى حدود القتل والفناء وهذه ظاهرة( قل) ان يعمل بها في السلوك العدواني بين الانسان وهو سلوك له ان يتطور الى نهاية مدمرة لطرفي العدوان او احدهما ----
اقول هنا  لابد ان الانسان قد حاول منذ القدم الحد من ظاهرة العنف والعدوان وقد تواصلت هذه المحاولات حتى الان واتخذت مسارات عدة من عقابية واجتماعية واصلاحية وتربوية وتنفسية وعلاجية وسلوكية وعقاقيرية ايضا وغيرها من الوسائل والطرق والتي يجري تطبيقها اما بصورة مفردة او بالجمع بين اكثر من طريقة منها ومع تعدد هذه الطرق واختلاف مساراتها فأنه لايمكن القول بأنها في مجملها قد افلحت كثيرا في الحد من ظاهرة العنف والعدوان في حياة الانسان المعاصر مما له ان يفيد بان الدافع العدواني ((هو اكثر تأصلا من ان تنفع في النهي عنه اية وسيلة للسيطرة عليه ))او ان تعدد العوامل المثيرة للعنف هي اكثر تنوعا وتعقيدا من ان تفيد الوسائل العلاجية الحالية في السيطرة عليها .
وسيليه الجزء الثالث لبيان وتوضيح ولو بأيجاز بعض طرق السيطرة والنهي عن العنف والتي استعملت او تستعمل حاليا للحد من هذه الظاهرة  لكنها---!!!  وانشاء الله سيكون ذلك بعد يوم 7-7 اي بعد السابع من تموز 2011  وفي بغداد الحبيبة ايضا ما احلاك وما اجملك يابغداد----!!
 بلادي وان جارت عليّ عزيزة              وأهلــي وأن شـــحوا عليّ كرام 

عادل فرج القس يونا ن
تركـيا في 5تموز 2011



54
فوائد العنف والعدوان
الجزء الاول

نعم يحق لمن يستغرب من قراءة هذا العنوان بقوله كيف يكون للعنف والعدوان فوائد حيث من قراءة كلمة العنف والعدوان يعني عنده الشر بعينه  ولكن بعد قراءته لهذا البحث سيصل الى قناعة بأن للعنف والعدوان فوائد ---!!
لايختلف احد معي بأن العنف والعدوان كغيرهما من مظاهر السلوك الانساني لابد ان يخدما غرضا في حياة الفرد  وربما فائدة للذي يمارسها والاذى لمن يقع عليه التعدي  حيث( الفرد لايستطيع ان يعمل او لايعمل ما يريد لأن اعماله حتمية بأسبابها ودوافعها ) واذا افترضنا بأن سلوك العدوان هو نزعة او طبيعة اولية في التطور الاتساني أقتضتها ضرورات البقاء والعيش والتكاثر فأن من الواضح ان هذه الضرورات لاتبرز في العصور الحديثة بمثل الحتمية التي اقتضتها حياة الانسان في الماضي عندما اعتمد بقاؤه كليا على مقدرته على ممارسة العنف اذا كان له ان يضمن البقاء ومع هذا التغيير في اهمية العنف في الحياة –الا ان الانسان عبر تاريخه الطويل المدون وحتى عصرنا الحالي مازال يمارس العنف والعدوان على الغير ولأسباب اقل تبريرا وضرورة حياتية مما برر سلوكه في الماضي البعيد ومواصلة الانسان لسلوك العنف والعدوان بعد أنتفاء معظم الحاجات الطبيعية لممارسته لابد له ان يفهم على اسس اخرى غير مجرد سنة  البقاء والتي يتساوى في حكمها (عذرا ) كل من الانسان والحيوان على حد سواء 
ومن الجلي لمن يتأمل سلوك العنف والعدوان في حياة الانسان بان هذا السلوك يوفر بعض الفوائد الانية او طويلة المدى لمن يمارسه او ينجح في ممارستة  وهي على العموم فوائد اما تخدم اغراضا نفسية او توفر الارضاء لنزوات شخصية وهي في معظمها لاتمثل ((ضرورة لازمة للبقاء )) الا انها تبدو متشعبة من الاصول الاولى للعنف والتعدي----
 وسنذكر فيما يلي اهم الفوائد التي تجنى من ممارسة العنف على الغير ومع ان معظم هذه الفوائد هي فوائد ضرورية الا ان السعي الى  تحقيقها  قد يوفر مثل هذه الفوائد في الحياة الاجتماعية وربما في الحياة الانسانية والى حد يصعب معه التيقن فيما اذا كان من الممكن للأنسان في هذه الدرجة من التطور ان يستغني كليا عن سلوك العنف كوسيلة للتعامل الفردي والاجتماعي في كثير من الاحيان ( لكن عندنا في بلدي العراق العزيز يمكن التقين بانه رغم كل التطور لايستغنى ولو بشكل جزئي وحتى ولو لفترة مؤقتة عن سلوك العنف كوسيلة للتعامل ليس على المستوى الفردي فحسب وانما على المستوى الأجتماعي وفي كل الاوقات  )
1-  حماية المجال والمال  :--كما هو الحال في الحيوانات فأن ممارسة العنف  قد تكون ضرورة للأنسان لكي يحمي مسكنه او موطنه وما يملك او يقع تحت سيطرته وحمايته بما في ذلك ما يعتبره ملكية جنسية  وقد وجد الانسان بالتجربة المتعاقبة او من ملاحظتها بان ممارسة العنف والتعدي لها ان تجلب له المنفعة بزيادة ما يملك من مال ومتاع وارض وهي ظاهرة توجد في الفرد والجماعة والاقوام على حد سواء وهو لذلك يختصر الطريق للحصول على هذه المنفعة عن طريق العنف ومع ان القانون وجد لكي يحدد مثل هذا التجاوز الا انه لم يستطيع حتى الان وفي جميع المجتمعات والاحيان من ان يكون بديلا لأداة العنف في تحقيق المكاسب (لاسيما وللأسف الشديد في بلدي الحبيب صاحب أقدم الشرائع والقوانين )
2-  السيطرة على الغير والوصول الى السلطـــة :-- ان الدافع لسلوك السيطرة والسلطة في الانسان هو من الصفات المميزة لسلوكه وهو سلوك يلاحظ في نطاق العائلة وفي نطاق المجتمع بصورة عامة والفرد الذي يفشل في السيطرة والوصول الى السلطة في مجال ما يطمح فيه  فأنه تحول الى تحقيقه في مجال آخر كالسيطرة على الزوجة  او اولاده او اخوانه ومن الناس من يرضى حاجته للسيطرة والتي امتنعت عليه او فشل فيها بالأقدام على ارتكاب جرائم جنسية او الى ارتكاب مسالك الايذاء والعنف واحداث الالم فيهم ومنهم اذا ما فشل في الارضاء الجنسي الطبيعي او تعذر عليه اجتذاب الشريك الجنسي فأنه قد يلجأ الى العنف للتعويض عن فشله والحصول على الرضا عن هذا الطريق ومن دوافع العنف والتي توفر للفرد الرضا ما يحدث من العنف عند شعور بعض الناس بالخوف من فقدان السيطرة على من يحب او يحتاج اليه او عند تمتع الفرد بشعور الغيرة خشية ان يفقد من يحب وجميع هذه الحالات والتي لها ان تدفع الى العنف والعدوان تعطي القائم بها شعور الانفراج والراحة النفسية ولو الى حين
وكما ان دافع السيطرة على الغير والوصول الى السلطة والمكانة في السلم الحياتي والاجتماعي هو احد الدوافع الرئيسية لسلوك العنف كذلك دافع الرفض لسيطرة الغير وظلمهم واستعبادهم فأنه يوفر سببا هاما للعنف ---وفي الحالتين  فأن نجاح الفرد في تحقيقها يوفر له نشوة مزاجية ويدفعه الى معاودة ممارسة العنف في مناسبات مماثلـــة

وسيليه الجزء الثاني لتكملــة بقية فوائد العنف والعدوان


عادل فرج القس يونان
تـــــــــركيــــــــــــــــا
2 تمـــــــــــوز 2011 







55
مشاكل الهوية الشخصية والمكانة في المجتمع والحياة

ان تكوين الهوية الشخصية امر طبيعي وضروري وحتمي بالنسبة للفرد وعملية هذا التكوين تبدأ اول ما يبدأ الطفل بتحسس بعض اعضاء جسده ومن عملية تكوين هذه الهوية يصل كل فرد الى تلك المرحلة التي يقول  فيها ((أنا )) ومع ان الالقليلين يستطيعون قول  هذه  الكلمة بوثوق عقلاني الا ان معظمهم ينطقون بوثوق عاطفي بهذه الهوية – ويصاحب هذا الشعور عند المراهق السعي للأبتعاد عن الارتباط العائلي والاتجاه بدلا من ذلك الى أقامة الصلات مع صديق او جماعة من اقرانه ومثل هذا التحول قد يصور للمراهق بأن مكانه الحقيقي هو (خارج البيت )وبأن عائلته قد اصبحت تمثل عائقا امام تحرره والوصول الى تكامل ذاته ----!!! واكثر ما يحدث هذا التحول عند اولئك المراهقين الذين اتسمت طفولتهم السابقة للمراهقة بالشدة والتقييد والقسوة والحرمان --- او الذين سادت في طفولتهم وحداثتهم او ما زالت تسود مظاهر الصراعات العائلية او عدم التوافق بين الوالدين  وبذلك يكون سلوك المراهق في هذه الفترة تعبيرا عن تمرده عن  واقعه  ومحاولة للأبتعاد عنه  ولعل اهم الوسائل المفتوحة امام المراهق هي (الهرب من مثل هذا الواقع  ---وهو ما يحدث بالفعل في معظم الحضارات الغربية وعلى سبيل المثال فأن عدد الهاربين من بيوتهم في العام الواحد في أمريكا يزيد عاى المليون مراهق وقد يكون العدد الفعلي اكثر من ذلك بكثير ومن حسن الحظ ان هذه الظاهرة غير بادية في مجتمعنا الا ما ندر جدا ويمكن اعتبارها حالات شاذة  ----
لعل اهم المشاكل التي يعاني منها المراهق في نطاق حياته العائلية تتعلق بموقفه من والديه والذي يحدث في حياة معظم المراهقين – هو انطلاقهم من فرضية يؤمنون بها وهي (ان والديهم او احدهم لايستطيعون فهمهم ) وبأن الزمان تغير وبأنهم يجب ان يعاملوا تبعا لهذا التغيير وحصيلة هذا الفهم بالنسبة للمراهق هو حقه في التصرف بحرية وبدون قيد او حتى توجيه وهو يطالب بتمرد وبعنف احيانا بالتمتع بهذا الحق في الوقت الذي يستمر فيه بالتواكل  المادي والمعاشي على والديه  وهو يفسر هذا التواكل بأنه حق طبيعي له ايضا (يمكن اعتباره حكم القوي على الضعيف  )وقد اصبح هذا التخلخل في علاقة المراهق بعائلته ظاهرة بارزة في حياتنا تجلب الكثير من المعاناة للعائلة وللمراهق على حد سواء –ويتوقع لهذه الظاهرة ان تتزايد وان يتعاظم خطرها باستمرار ضعف او تضاؤل مسؤولية العائلة في التربية والتوجيه ومع ان المراهق يؤمن بأن حريته تضمن له تكامل هويته الشخصية –ومع ان بعض علماء النفس يؤيدون هذا المبدأ الا ان وضع هذا المبدأ موضع التنفيذ او موضوع التجربة العملية كما حدث  في موجة التسامح التي غمرت امريكا واوربا في الستينات قد فشل او برهن على فشل مراميها والى العودة الى الاعتقاد بان القيود العائلية في بعض حدودها ضرورية لعملية البناء الصحيح للشخصية واعدادها للمستقبل والى جانب المشاكل التي كثيرا ما تحدث في نطاق العلاقات العائلية فهنالك مشاكل اخرى تنجم عن المثالية الخاصة للمراهق وعن واجبه في السعي الى تطبيقها او في التمرد على كل مالا يتوافق وينسجم معها ومع ان هذه المثالية طاقة فعالة وهامة ليس في عملية تكوين الشخصية فقط وانما في تكوين وتطوير المجتمع ---الا انها من الممكن ان تصبح احيانا مصدر معاناة عظيمة للمراهق الذي تصطدم مثاليته الخاصة بواقع الحياة وقد يكون لتفشيل المراهق في تأكيد او تحقيق مثاليته اثرا بالغا في حياته النفسية في المستقبل خاصة اذا كان المراهق ذا شخصية انفعالية وخيالية وقد تنعكس أثار  ذلك على علاقاته الشخصية والاجتماعية وعلى سعيه الحياتي ---ومن الاحتمالات التي يمكن ان تحدث للمراهق في مثل هذه الحالة هي انزلاقه الى ما يخالف مثاليته من سلوك وكأنه بذلك يحاول ان يثأر لنفسه من المجتمع ومن نفسه في آن واحد وهذا الاحتمال يفسر الكثير من مظاهر الاضطرابات السلوكية التي يتسم بها بعض المراهقين في حيـــــــاتهم
اما مشاكل المكانة في المجتمع والحياة
حيث يبرز سعي المراهق لايجاد مكانته الملائمة لطموحاته في المجتمع والحياة في المرحلة الاخيرة من المراهقة وتقع عادة بين الثامنة عشرة والحادية والعشرون من عمر الفتاة والثامنة عشرة والسادسة والعشرين من عمر الفتى وهذا السعي لابد ان يصطدم بواقع الحياة وان تتقرر نتائجه بما يتوفر لدى المراهق من امكانيات وما يمكن لواقع الحياة ان يوفره لتحقيق هذه الامكانيات واول ما يمكن ان يصطدم به المراهق في هذه المرحلة هو فشله في تحقيق طموحاته الدراسية على الشكل الذي حلم به ويمكن لهذا الفشل ان يترك اعظم الاثار في الحياة النفسية واكثرها استمرارا وقد يرتبط بهذا الفشل فشل آخر هو الحصول على الشريك الملائم لطموحاته في الزواج – وارتباط الفشلين معا  قد يؤدي الى وضع المسيرة الحياتية لمستقبل المراهق في الاتجاه الخاطىّ
ومن المشاكل التي تبرز في هذه المرحلة ما يمكن ان ينجم عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمراهق وشعور الكثيرين من المراهقين بخلفيتهم في هذين المجالين وبحاجتهم لتجاوز هذه الخلفيات قد يسبب الكثير من المعاناة وقد يكون لهذه الحاجات اثرها في توجه السلوك –
اما عن طريق السعي الايجابي لتغيير هذين الدافعين –واما عن طريق الانحراف السلوكي لأختصار الطريق الى هذا التغيير وهنالك الكثيرون في هذه المرحلة ممن يتقبلون وضعهم بدون اي جهد نحو محاولات التغيير غير ان هذا القبول الظاهري يقترن عادة بالشعور بالنقص والضياع واذا استقر هذا الشعور في النفس فأن له ان يسمم نفسية المراهق بشكل دائم يصعب عليه تجاوزه
ومن المشاكل التي قد تعرض للمراهق وهو على عتبة الرجولة ما تتعلق بحياته العاطفية وتركيزه لهذه العاطفة على هدف معين وفشل المراهق او المراهقة في ملاقاة حاجاتهما العاطفية وتعذر دفع هذه الحاجات الى مرحلة التحقيق بالزواج قد يؤدي الى تأزم نفسي يفوق شدة اي تأزم لسبب اخر وهذه الحالة اكثر حدوثا حدوثا في مجتمعاتنا منها  في المجتمعات الغربية -- وسبب ذلك يعود الى تحديد مجالات الاتصال بين الجنسين مما يربط الطاقة العاطفية بكاملها في الكثير من الحالات بالهدف الذي تركز اهتمام المراهق عليه وفشل المراهق او نجاحه في هذا الجانب من حياته العاطفية قد يعني الفرق بين فشله او نجاحه في ايجاد مكانه في  الحـــــــياة
عــــادل فرج القس يونان
تــــــــــــــــركيا
27حزيران 2011


56


الشدة والارهاق واثره على الشعب العراقي
الجزء الثاني

قبل ان نبحث في الجزء الثاني من مقالنا هذا  نقول:- علينا ان لانستغرب من ردود فعل شعبنا العراقي وطرق مقاومته واساليبها لما يتعرض له من الشدة والارهاق على حياته العقلية والنفسية معاً ولهذه المدة الطويلة من الزمن والتي لاتزال ايضا .
ان حالة الارهاق تفترض وجود درجة من التحمل والتكيف فاذا كانت الشدة لاتتطلب من التحمل او التكيف اكثر مما للفرد من امكانيات ، فان انفعاله بسببها لايسبب له ارهاقاً حتى ولو ظهرت بسببه بعض التغيرات في المجال النفسي او الجسمي وهذا ما نلاحظة كثيرا في حياتنا اليومية  ،وينظر الى مقدار التغيرات بأنها انفعالات طبيعية لاحتواء الشدة والتكيف عليها، اما اذا تجاوزت الشدة من حيث شدتها او زمنها الدرجة المعينة لتحمل الفرد او تكيفه كما حصل لشعبنا والذي فاق تحمل كل شعوب العالم بدون استثناء وبهذه الكيفية والمدة المعروفة للجميع.
 فأن الانفعال بسببها يستنفذ طاقة الفرد للتحمل اولا، ومن بعدها لابد من اضطراب ميزان التحمل والتكيف وعلى الصورة التي تتناسب مع شدة الارهاق من ناحية ومع مقومات الشخصية التي اتصف بها الفرد قبل تعرضه للشدة من ناحية اخرى.وهذا الامر ليس بجديد علينا في حياتنا ومن خلال التعامل اليومي وكما اسلفت يجب ان لانستغرب من ردود فعل الشعب العراقي وطرق مقاومته للشدة والارهاق التي يتعرض لها لنقل:- كيف يتصرف الشعب العراقي اذن لو فكر بالكهرباء-بالخدمات-بالحالةالاقتصادية والمعيشية-حقوق الانسان وقبلها فقدان القانون والعدالة لابل واهمها لاوجود للامن والسلامة – والسيطرات - بزحمة الطرقات- - بالتعامل في الدوائر-- بالفساد المالي والاداري....!! حدث بلا حرج والى قائمة طويلة من الشدة والارهاق على الحياة النفسية والعقلية على الشعب العراقي لها بداية وليست لها نهاية، اذن كيف لايصاب شعبنا العراقي بالاعياء والانهاك وردود الفعل بشتى اشكالها وانواعها.
وبالنظر لان الناس يختلفون الواحد عن الاخر في درجات تحملهم وفي مقومات شخصياتهم فأن ردود فعل الارهاق عندهم تأتي من حيث زمنها وشدتها ونوعيتها متوافقة مع هذه الفروق كل حسب مقاومته لتلك الشدة.
وكما نعلم ان هنالك من يعتقد بأن بعض الناس قد اوتو من المناعة والقوة النفسية مايمكنهم من الصمود امام اي درجة من درجات الشدة والارهاق،(وحسب وجهة نظري المتواضعة ان هذا الاعتقاد هو مجرد أفتراض ) بدليل انه ليس هنالك مايؤيد هذا الاعتقاد فمع ان هنالك من الناس من يستطيعون تحمل مايعجز عن تحمله معظم الناس من هذه الشدة، الا ان تواصل الشدة واختيار اداتها والزيادة في قوتها ،لابد لها من ان تحدث من الارهاق مايزيد على طاقات التحمل والتكيف وبالتالي الى الانهيار في اي انسان عاجلا ام اجلا وهذا ما حصل لنا فعلا ( وهنا اقولها بكل امانة وصراحة  ان الشدة والارهاق وبقوتها المعروفة واستمرارها لمدة طويلة والتي تعرض لها شعبنا العراقي العزيز ولازالت مستمرة ...!! لو تعرض لها  اي شعب اخر في العالم لاندثر ذلك الشعب او تبخر).
ان عوامل الشدة التي يمكن لها ان تسبب حالة الارهاق والاجهاد لاحصر لها، وقد تقع في مجال اي تجربة جسمية او نفسية كما انها قد تنبع من مصادر داخلية نفسية او عقلية او جسمية او من مصادر خارجية في المحيط الخارجي سواء كانت هذه المصادر مادية او نفسية. ولمصادر الشدة ان تحدث اثرها انياً،اذا كانت الشدة كافية ولها ان تحدث اثرها ان تجمعت تدريجياً  ووصلت الى الحد الذي لايستطيع الفرد التكيف عليه او تحمله (وهذا ماحصل فعلا لغالبية ابناء شعبنا مما ادى بالكفاءات والعقول العراقية والناس المتمكنين واصحاب المهن وغالبية الشباب الى ترك العراق الموطن الاصلي والهجرة الى الخارج رغم كل معاناة الغربة واثارها ونتائجها على نفوسهم وعقولهم)
كما ان انفعال الارهاق قد يحدث اذا ماتجمعت مصادر شدة مختلفة في ان واحد او بالتتابع تكفي بمجموعها لتكوين درجة كافية من الشدة، كما يمكن لشدة بسيطة ان تحدث انفعال الارهاق اذا ماكان الفرد قد وصل الى درجة تقرب من الاشباع بحيث تكفي زيادة طفيفة من الشدة لانهيار تحمل الفرد ومقاومته  ولا يقتضي لتجربة الشدة المسببة للارهاق ان تكون في غير صالح الفرد، فبعض التجارب الملائمة للفرد قد تؤدي الى حالة الارهاق كالنجاح في مجال او اخر.  او السلامة من حادث للفرد  او لمن يهمه امره او بسبب اي حالة اخرى تتطلب من الفرد ان يتكيف على محتواها كأن يترفع الفرد الى وظيفة اعلى او ان ترزق الام بطفل انتظرته بفارغ الصبر ، او بعودة متغرب من افراد الاسرة وغير ذلك من التجارب السارة بحد ذاتها  وهكذا فأن الشدة لايمكن ان تعرف او ان تحدد فقط بمفهومها وطبيعتها الموضوعية وانما ايضا بدلالاتها الذاتية، بالنسبة للفرد الذي يتعرض لها والتي لها ان تعطيه من الدلالة والمعنى وبالتالي من الاثر مالاتعطيه لشخص او اخر. وعلى ذلك فأن من المتعذر على الباحث ان يعطي سلماً تدريجياً لانواع الشدة يمكن استخدامه في تقرير الشدة للناس جميعاً . فهنالك من الناس من يجد الشدة في مجال التجارب العائلية من زواج وعلاقات عائلية، وهنالك من يجده في مجال العمل  واخرون يجدونه في مجال الدراسة وغيرهم في مجال الحياة الاجتماعية او في مجال المشاكل المالية او في مجال الصحة وغير ذلك من المجالات ، ولهذا السبب فأننا نجد الناس يتحملون الشدة في مجال دون اخر وهم على العموم يحافظون على هذه الخاصة ، غير ان ذلك لايمنع من تغيير ذلك في اي مرحلة زمنية اخرى ، وهكذا فأن الذي يقرر مدى تحمل الفرد للشدة ونوعية هذه الشدة لايعتمد فقط على الشدة في حد ذاتها او درجتها فقط، وانما يعتمد بدرجة اساسية على شخصية الفرد وعلى حصيلته النفسية والفيزيولوجية المتكونة من امكانياته البايولوجية وتجاربه الحياتية، كما يعتمد على توقعات الفرد لمواقف الشدة ونتائجها وعلى مدى شعوره  بالمقدرة على ملاقاتها والسيطرة عليها، فأكثر الناس توقعاً للشدة اكثرهم تأثراً بها ، كما ان اقل الناس ثقة بمقدرتهم على ملاقاتها والسيطرة عليها هم اكثرهم تأثراً بها، وهكذا فأن تجارب ملاقاة الشدة في السابق لها ان تزيد من كفاءة الفرد في ملاقاة شدائد المستقبل وتحملها وتبديدها بأقل قدر ممكن من الانفعال.
وقبل ان انهي بحثي هذا اجد من الضروري جدا ان أعبرعن وجهة نظري الخاصة ما كان يتأمل و يشعر به الشعب العراقي بعد احتلال بلدي لكن الذي حصل هو ما اعبر عنه هنا وبأختصار شديد  وهو خلاف ما كان يشعر به الشعب العراقي ويتأمله ----!!!! حيث ان
(الشعب اخذ يشعر بعد الذي حصل  بأنه سيعيش في حياته بين سعادتين
 الاولى يكفلها العدل  والثانية يحرسها الامل لذلك يحب الناس القاضي او الحاكم العادل ورجل الدين الصالح او الكاهن ----
لان الاول هو مثال العدل والثاني رجاء الامل لكن الذي حصل هو
 انقلب في بلدي العدل ظلما والأمل يأسأً فعافهما الشعب ولوى وجهه عنهما فقال للحاكم آنا لاأريد قانونك ولرجل الدين الصالح او الكاهن انا لاأؤمن بك وحصل الذي حصل ولايزال ومنها الهجرة وترك الوطن العزيز الى ارض الله الواسعة  نتيجة الشدة والارهاق القاسية جدا على الحياة العقلية والنفسية معا لشعبنا العراقي  المظلوم

وتقبلوا تحياتي جميعا
عادل فرج القس يونان
بغداد_ العراق
9 حزيران 2011

57
الشدة والارهاق واثره على الشعب العراقي
الجزء الاول

الارهاق والشدة هو مصطلح للدلالة على الاحوال الداخلية او الخارجية والتي تؤثر على عملية تنظيم الاستقرار او الاتزان الداخلي للفرد....!
وكتابتي لهذا المقال ماهو الا لتوضيح دور الشدة واثره في الاعياء والانهاك الذي اصاب والملاحظ على الشعب العراقي بشكل عام بسبب استمرار تعرضه لمصدر الشدة لمدة طويلة ولايزال .
والارهاق حالة غير جديدة في حياة الانسان وتفاعلاته مع ظروف حياته غير ان الجديد فيها انها حالة اكثر شيوعاً وانتشاراً في عصرنا الحاضر وانها في تزايد مستمر لاسيما في بلدي العزيز وهي كالقلق اصبحت من سمات هذا العصر ومن مرادفات اسمائه وصفاته.وعلم النفس الحديث خاصة في المجال الطبي يهتم كثيراً بهذه الظاهرة وبطرق علاجها وبوسائل التخفيف من امكانية حدوثها في حياة الفرد والمجتمع.
ان الحياة الانسانية تعتمد فيما تعتمد عليه من الاسس الهامة للبقاء على الاحتفاظ بحالة من التوازن مع المحيط الداخلي للفرد وبحالة من التوافق بين هذا المحيط وبين المحيط الخارجي الذي يعيشه وكما اشرنا سابقاً مراراً ان هناك(معادلة التعامل) اي تعامل الفرد مع نفسه ومحيطه في ان واحد وفي حالة عدم توازن هذه المعادلة يشعر الفرد بعدم الاستقرار والاتزان الداخلي وما يتبعه من تأثيرات عقلية وجسدية وتهديد لكفائته.
 لكل انسان مقدرة محدودة ومجال محدود لهذا التوافق فبعض الناس يستطيعون التعامل والتوافق مع محيطه الخارجي في حدود واسعة من حيث الشدة والتنوع بينهم وبين محيطهم وبعضهم لايحتملون اي تبديل او تجربة طارئة تزيد على ماتعودوا على احتماله وقد ادركت هذه الحقيقة منذ القدم ، الا ان العالم الفيزيولوجي كانون Cannon  (1926) كان اول من فسر الامر على اساس فيزيولوجي ووصف عملية التنظيم الفيزيولوجية في المحيط الداخلي للفرد وسماها بالاستقرار Homeostasis  وهي العملية التي بموجبها تتم المحافظة على ثبات المحيط الداخلي للفرد. واستعمل كانون مصطلح (الارهاق او الشدة Stress) للدلالة على تلك الاحوال الداخلية او الخارجية التي تؤثر في عملية تنظيم الاستقرار او الاتزان الداخلي لذلك اقول ان استمرار هذه الشدة والارهاق على الشعب العراقي ولمدة طويلة ولا يزال ادى بالعدد الكبير من ابناء شعبنا العراقي بمقاومتها بالهجرة وترك الوطن الى ارض الله الواسعة عسى ان يحصل على الاستقرار او الاتزان الداخلي والذي ينشده .
ومن الفرضيات التي ظهرت منذ وضع مبدأ الاستقرار في المحيط الداخلي هو ان الكائن الحي يقوم تلقائياً في معظم الحالات بتنظيم الحالات المكونة لتوازن عمليات استقراره الداخلي. وبأن اي اختلال في مجال او اخر من هذه الحالات يدفع بالضرورة الى منع اعادة التوازن له ان يؤدي الى ايذاء وتهديد لكفاءة الفرد في تعامله مع محيطه الخارجي وربما لحياته العقلية او الجسدية او كليهما وهذا مانشاهده على العديد من ابناء شعبنا العراقي وبمختلف الصور والمظاهر وباشكال واندفاعات ونتائج واضحة وصريحة.
لقد جاء العالم (هانس سيلي Hans Selye ) من بعد كانون بأهم النظريات التي يرتكز عليها موضوع الاجهاد او الشدة او اثرهما على الفرد المتعرض لهما. فقد لاحظ سيلي ومعاونوه بأن الناس يستجيبون بصورة نمطية لمجموعة متباينة من مراحل الشدة بما في ذلك التسمم والالتهابات والشدة على الجسم والاجهاد العصبي والحرارة والبرودة والاشعاع والتعب العضلي  ومع ان لكل من هذه العوامل اعراضها المميزة والخاصة ، الا ان هذه العوامل من الشدة تشترك في نمط واحد من الاستجابة للشدة في حد ذاتها وهذا النمط من الاستجابة للشدة يمر في ادوار ثلاثة متلاحقة وهي دور الانذار ودور المقاومة ودور الاعياء، وقد اعطى سيلي هذه الادوار الثلاثة مصطلح حالة التكيف (Adaptaion Syndrome) اما الدور الاول دور الانذار فانه يتألف من مرحلتين، المرحلة الاولى هي مرحلة الصدمة Shock  ،المرحلة الثانية هي مرحلة مقاومة الصدمة Counter Shock  ، حيث حاول ابناء شعبنا العراقي العزيز مقاومة هذه الصدمة التي اصابته بوسائل عديدة ومحاولات كثيرة بالتكيف الناجم على الشدة الواقعة عليه لكن استمرار تعرضه لمصدر الشدة ولمدة طويلة  فأن مقاومته توقفت في التكيف عليه وهذا ادى لبداية الدور الثالث وهو دور الاعياء والانهاك كما هو ملاحظ على ابناء الشعب العراقي بشكل عام .
 هذا وقد لوحظ بأن الاعراض الجسمية او النفسية او كليهما قد تحدث في اي دور من هذه الادوار ، كما لوحظ ايضاً بأن بعض هذه الاعراض تتركز على عضو او وظيفة معينة وبأن هذا التركيز يختلف بين مريض واخر وذلك تبعاً لشخصية المريض وتجاربه الحياتية السابقة. وهذه الاختلافات لها ان تقرر ايضاً مدى مقدرة الفرد على التكيف او تحمل نوع او اخر من انواع الشدة، وكل هذا يفسر لماذا يحس الفرد باجهاد عند التعرض لشدة ما بينما لايحس فرد اخر بذلك مع تعرضه لنفس الشدة ، كما يفسر لماذا يجهد فرد ما عند التعرض لعامل من الشدة  دون غيره من العوامل حتى لو كانت اكثر شدة ولكن عند استمرار الشدة ولمدة طويلة يؤدي الى اضعاف الى حد كبير وبالنتيجة الاعياء والانهاك.
وسيليه الجزء الثاني.....


عادل فرج القس يونان
بغداد العراق
9 حزيران 2011


58
زيارة رئيس مهندسين اقدم الاستاذ وليد جرجيس قودا الى مكتب بغداد للمجلس الشعبي لتقديم التهاني


زار مكتبنا الاستاذ وليد جرجيس قودا رئيس مهندسين اقدم في وزارة النفط لغرض تقديم التهاني الى مسؤول المكتب ومنتسبيه بمناسبة الذكرى الرابعة لتأسيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري وكان بأستقباله الاستاذ عادل فرج القس يونان عضو المجلس الشعبي ومسؤول المكتب واثنى على اعجابه وسروره بنشاطات المكتب رغم كل الظروف المعروفة للجميع في العاصمة بغداد واكد انه من المؤيدين للمجلس الشعبي والمتابعين لنشاطات مكتب بغداد والمعجبين بأدارته الحكيمة الجيدة والشجاعة كما وتمنى السلامة لأدارته ومنتسبيه وان يبارك الله بجهودهم وينصرهم بأعمالهم لما فيه خدمة لصالح ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري لاسيما في العاصمة بغداد حيث استغرقت الزيارة زهاء الساعة ثم ودع بالحفاوة والتكريم كما استقبل بها.
 

 

 

59
رحل الرجل الطيب بسام سامي قلو

نعم لقد رحلت ايها الرجل العزيز الطيب بسام مأسوف على شبابك  ولكن ذكراك ستبقى خالدة بين اصدقائك ومعارفك ومحبيك واهل جلدتك القوش وذويك... ؟؟!! نعم هكذا هو حال الدنيا ناس تضع رحالها على هذه الارض واخرون يرحلون ....!!!
نكرر ان الموت حقيقة لايمكن ان نجادل فيها لا بل الموت هو النهاية الطبيعية التي لابد منها للحياة تلازم لا انفكاك بين الحياة والموت وهذه الحقيقة يعرفها الجميع (الانسان على الارض) وتحدث في كل وقت وفي اي عمر واي جنس كل في اجله نعم اجله المحتوم الذي لايتقدم ولا يتاخر ولا يكون من حصة غيره ---!!! ولا زلنا نعتبر الموت غريبا --!!!لاغرابة في الموت الغريب هو موت الرجل الغريب --!!!
 رحل بسام بصعقة كهربائية ---- وفادي جولاغ العزيز بحادث سيارة ومظلوم الشاب الوحيد لأهله اليتيم من والده والثري جدا حال تخرجه من كلية الصيدلة  وهو على فراشه  حيث كان على موعد للسفر الى القاهرة مع اصدقائه الخمسة الخريجين ليقضوا بضعة  ايام ليرتاحوا من تعب الدراسة  فتخلف عن  الحضور حسب الموعد الى المطار بتعمد من امه فلن توقظه من نومه حسب الوقت المقرر ليلحق بطائرته  خوفا عليه لكونه الوحيد وأملها في الحياة والتي نذرت نفسها لتسهر الليل والنهار من اجل رعايته وتربيته وان تجعل منه رجل مهما في مجتمعه وفاء لوالده الذي رحل وتركها وحيدة ---!!!! اما اصدقائه سافروا الى القاهرة وبعد ساعة من الطيران سقطت طائرتهم في البحر ولن ينجو منهم احدا وعندما وصل الخبر الى ام مظلوم حمدت الله وشكرته لأن مظلوم ليس معهم بل هو  نائم على فراشه وعندما ذهبت الى فراشه لتفقده وأن  تخبره بالحادث  ---- لكن ماذا وجدت ---؟؟؟؟
  نعم وجدت مظلوم جثة هامدة ----!!! نعم مظلوم ميت في فراشه ---!!!أليس هذا الآجل المحتوم .. والى ما لانهاية من الاسباب وأما النتيجة فهو الموت نفسه .........!!!!
ايضاً عزيزي بسام كنت موجود في مسقط راسي عندما حصلت المصيبة المؤلمة وبملء الضمير اقول:- ما انسى ولن انسى رجل طيب كان من بين الرجال الطيبين الذين عرفتهم في حياتي نعم لقد عرفت بسام جيداً بأبتسامته المرسومة على شفائفه وعلى الدوام وكان يعجبني منه ادبه وعفته وحياءه وشرف نفسة وتكلم الكثيرون عن صفاء قلبه ومواقفه كان سباقاً ومن دون تردد لتقديم الخدمة لطالبيها رغم كل شيء وقته راحته وانشغاله ...!!! وبأبتسامته المعهودة
وما الجموع الغفيرة المشاركة  والاخرى القادمة من كل حدب وصوب والتي شاركت في تشييع جثمانك الطاهر الى مثواه الاخير في مقبرة الاباء والاجداد وحضورهم مراسيم التعازي في قاعة مار قرداغ  -- لخير دليل على كونك رجل طيب وكريم (يقال ان ملك مات فرسه فأعلن الحداد ثلاثة ايام في كل انحاء مملكته كما وخرج الشعب من بكرة ابيه يتسابق ليشارك بتقديم المؤاسات للملك --- ولكن بعد مدة مات الملك نفسه فلم يشارك في تشييع جنازته الا افراد عائلته وذويه فقط---!!!!!
 كنت اتمنى لو استطعت تقديم اية خدمة او مهمة اعينك بها  لكن دون جدوى فقط استطعت ان احضر تشييع جثمانك وحضور قاعة التعازي وجلوسي وقت ليس بالقصير فيها هذا كل ما استطعت تقديمه اليك ايها العزيز بسام وكنت اعتبر نفسي جلدة صبورا لكن عندما لاحظت المسكين سامي والدك يلوج مثل الطير المذبوح عليك يا بسام علمت ان للحوادث والمصائب ما لايطاق تحملها وتجرعها فجلست بجانب والدك لعله اشاركه احزانه واواسيه قليلاً كما يقال ...!!!
فقلت له ان جميع المخلوقات على هذا الكون مصيرها الموت وكل من عليها فاني كما ان جميعنا  ومن ضمنهم نحن لا نستطيع ان نعمل لـ (بسام) شيء فما عليك الا الايمان بأمر الواقع وكل مايريده الله ويأمر به فهو على عيوننا ورأسنا وان تهتم بعائلة بسام
كما ورويت له حكمة (نابليون بونابرت) ((والتي طلب من مستشاريه ان يضعوا بعد وفاته اقدر قواته العسكريه امام نعشه مدججين باحدث الاسلحة وان يتركوا احدى يديه خارج التابوت وكل ماتحتوي خزائن فرنسا تحمل بالعربات وتسير خلف نعشه ليبرهن لهم ان كل هذا لا يستطيع ان يفعل له شيء عندما تحين الساعة واما يده السائبة التي تتحرك الى الامام والى الخلف  فهي توضح هكذا هو حال الدنيا ))
واسردت له العديد من المصائب لكي يقتنع بأن من يسمع مصائب غيره تهون عليه مصيبته
كان بودي لا بل ومن الواجب عليّ ان اطيل الحديث عنك يا بسام  كثيرا كثيرا لكنني اضطريت الى الاختصار العميق المطرز بالمعنى والمغزى لأنك تستحق منا أكثر وأكثر من هذا ----!!!!!
 و أخيرا لايسعني القول - سوى ان لله في خلقه شوؤن و ان الله يسرع في اخذه لعباده الطيبين لكي لايمكثوا طويلاً على هذه الارض
نتذرع الى الباري عز وجل الله سبحانه وتعالى ان يرحمك برحمته الواسعة ويسكنك فسيح جناته ويلهم ذويك واصدقائك ومحبيك الصبر والسلوان

عادل فرج القس يونان
     العراق - بغداد
                                                                           القوش
                                                                    16 مايس 2011

60
التغرب النفسي في المجتمعات المتقدمة اسرع
واعمق من عملية التطبع والاحتواء

الجزء الثاني




   كما ذكرنا في الجزء الاول  عن المحاولات العديدة لمعرفة مصير الامراض النفسية وما اتصل بها من علل في حياة انسان المستقبل ولا تتجه تلك المحاولات جميعها في طريق واحد كما انها لا تنتهي في نقطة متفق عليها من النتائج فهناك مثلا من يتوقع القضاء كليا على جميع الامراض النفسية عن طريق حسم اسبابها او الوقاية منها بشكل او اخر وهناك من يتوقع ان تتطور الوسائل العلاجية الى اكتشاف الوسيلة العلاجية التي تستطيع ازالة اعراض الامراض النفسية حال قيامها او بتكوين المناعة الكافية لمقاومتها وهناك من هم اقل تفاؤلا فيرون بأن المستقبل قد يأتي من الوقاية والعلاج بما يقلل من الامراض (العقلية) (غير ان الامراض النفسية ستبقى ملازمة لبني البشر مهما طال الزمن هكذا ارى بكل تواضع ) هل هناك امل ؟! نعم للخالق امل عظيم , اما للانسان فلا ...!! وسيظل الحلم الانساني بالتوصل الى دواء واحد يشفي كل علة ويمنع كل مرض ويدخل المسرة والهدوء على كل انسان امراً بعيد الاحتمال ...!!! وذلك بالنظر لتعدد الصورة المرضية والاختلاف الناس بعضهم عن بعض في ردود فعلهم للدواء واستجابتهم له وهكذا فأن مما لا بد منه ان يتجه العلم بالضرورة الى اكتشاف واستعمال اكثر من دواء واحد لعلاج الامراض والوقاية منها
وهنالك اخيراً اولئك الذين تغلب عليهم النزعة التشاؤمية كلياً والذين لايجدون في وضع انسان المستقبل الا ماينذر بالخطر وبأنه سيكون اكثر تعاسة ومعاناة ...الخ
اما حجة المتفائلين في تفاؤلهم تتلخص في اننا نسير بخطى حثيثه نحو فهم افضل وربما اتم لأسباب الامراض النفسية وان هذا الفهم سيجعل من الممكن اكتشاف العلاجات التي تمنع قيام الامراض .او تقضي عليها بفعالية وبدون اثار جانبية ضارة.
وهنا لابد لنا القول:- انه لعل اهم الدلالات في الحاضر والتي تشير الى احتمالات المستقبل فيما يتعلق بالامراض النفسية وما يتعلق بها من علل واضطرابات نستمدها من ملاحظتين اساسيتين اولهما:- مدى انتشار هذه الامراض وفيما اذا كان هذا الانتشار في تناقص او تزايد مستمرين والملاحظة الثانية الاساسية:- مستمدة من مصادر التطور العلمي المتوجه نحو فهم وعلاج هذه الامراض وفي النظر الى موضوع انتشار هذه الامراض فأن هنالك ما يثبت بأن هذه الامراض في تزايد مع مرور الزمن (وقد تكون بعض هذه الزيادة صورية لانها تعود الى مجرد الكشف عما هو موجود فعلاً من هذه الامراض في المجتمع) غير ان بعضها وهو ليس الجزء الاقل من الزيادة يعود الى التغيير في العلاقة بين الانسان ومحيطه والى الصعوبة والتي يواجهها الفرد في تكيف نفسه على مثل هذا التغير (هذا ما تسببه الهجرة نعم الهجرة)
في الحقيقة ان الانسان في بداية القرن الواحد والعشرين وبالرغم مما يتمتع به من علم ومعرفة واخلاقية لم يتمتع بها من قبل في تاريخه الطويل فأنه يقف مع ذلك على عتبة عالم جديد يجفل من عبوره , فملامح هذا العالم الجديد غير واضحة وهي تعطية الشعور بالغموض وتعطيه فوق ذلك شعوراً بعدم الوثوق وهكذا فقد توجب علينا بالضرورة ان نتعايش مع مثل هذا العالم الجديد الغامض وغير الموثوق .
ان الانسان لا سيد له ولن يكون له مثل هذا السيد على الارض وقد لا نجادل في هذا الرأي فقد لا يكون للانسان في المستقبل سيداً غير الانسان , غير ان (الخطر ان يكون عبداً لنفسه اكثر مما يكون سيداً لها) وهذا هو ما يبدو لنا في ملامح المستقبل , وقد يكون ذلك مجرد تحذير  اقتضته ضرورات البقاء للانسان وما ينذره ولو بدون تأمل واع على ضرورة التوصل الى معادلة افضل تضمن له الطمائنينة والانفراج النفسي في تعامله مع نفسه ومع محيطه في ان واحد . ومن الواضح ان الا نسان في هذا العصر الذي نعيش فيه بما امتلأء به من عوامل ومتغيرات لا يستطيع اقامة مثل هذه المعادلة بمفرده وانه سيكون اكثر عجزاً عن اقامة ذلك في مستقبل اكثر وفرة وامتلاء بهذه العوامل والمتغيرات . وهو لذلك مجبر على التوصل الى ذلك عن طريق تخليه عن جزء كبير وربما هام من فرديته الذاتيه وهذا يعني بالضرورة الاتجاه نحو الانضواء الجماعي لضمان قيام مثل هذا التعادل وقد لا يكون في مثل هذا الاتجاه ما يمكن اعتباره تحولاً جديدا ً في حياة الانسان فهو نمط الحياة منذُ بداية الانسان حيث ان الذي يدفع الناس بعضهم الى بعض بعاطفة الحب ما هو (الا خوفهم من الاذى) ولنا لذلك ان نجد في هذا الخوف ما يدفع بالناس بعضهم الى بعض في انضواء اجتماعي اكثر وثوقاً في مستقبل ينذر بأذى اعظم للانسان من اي وقت مضى وقد يحدث ذلك غير ان مايخشى من المستقبل هو ان يفقد الانسان من فرديته اكثر بكثير مما يستقيم مع انسانيته وقد يؤول الى الحد الذي يخلو فيه من اي قابلية على الاندفاع  بعاطفة الحب نحو الغير حتى تحت وطاءة الخوف من الاذى وفي هذا الاحتمال يكمن في اعتقادي مستقبل الحياة النفسية للانسان وحظه من الاطمئنان او المعاناة فيها

عادل فرج القس يونان
بغداد العراق  30 نيسان 2011


61
التغرب النفسي في المجتمعات المتقدمة اسرع
واعمق من عملية التطبع والاحتواء

الجزء الاول



 
قامت في السنوات الماضية وما زالت تقوم محاولات عديدة لمعرفة مصير الامراض النفسية وما اتصل بها من علل في حياة انسان المستقبل وتشمل هذه المحاولات ليس فقط امكانية تزايد او تناقص هذه الامراض وما يتوقع لها من علاجات جديدة وانما تشمل وضع انسان المستقبل بشكل عام وهذا ما نطمح اليه في بحثنا هذا . بما في ذلك التحولات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية واثارها المفردة او المجتمعة على عقل الانسان و واجباته وهناك من يتوقع القضاء كليا على جميع الامراض النفسية عن طريق مسح اسبابها او الوقاية منها بشكل او اخر وهناك من يتوقع ان تتطور الوسائل العلاجية الى اكتشاف الوسيلة العلاجية التي تستطيع ازالة الاعراض المرضية  النفسية حال قيامها او بتكوينها المناعة الكافية لمقاومتها اما حسب وجهة نظري المتواضعة هي غير ذلك حيث ارى ان الامراض النفسية ستبقى ملازمة لبني الانسان مهما طال الزمن  وان وضع انسان المستقبل ينذر بالخطر وبأنه سيكون اكثر تعاسة  ومعاناة واكثر تهيئة للجرف والانهيار حيث أن انسان المستقبل سيكون عاجزا عن مواجهة التغير في محيطه والتكيف على متطلباته الكثيرة والمتغيرة والمعقدة  . اما حجتي عن وضع الانسان في المستقبل فهي تستند الى عدة اسباب منها ان التقدم الحضاري للانسان في هذا العصر قد زاد زيادة مطردة من انتشار وعمق للمعاناة النفسية في حياة الانسان المعاصر. ولهذا من المنطق ان نتوقع اطراد ذلك مع التزايد الواضح في التقدم الحضاري ان يصل التقدم العلمي وما يفرضه من ضرورات من التغيير في نمط الحياة الى خلق حالة من الشدة والتعقيد والارباك تفوق مقدرة العقل البشري على تحملها او ملاقاتها بالتكيف وقد يضطر بسبب ذلك الى اللجوء لوسائل مساعدة من الدواء لتساعده على تحمل كل ذلك او التهرب من ملاقاته كما هو في الواقع تزايد الاضطرابات النفسية مع تزايد التقدم العلمي وتزايد نسبة الناس الذين يلجأون لعون الدولة كالرعاية الاجتماعية او ما يماثله فعلاً لاثر العمل والبطالة على الشخصية والحياة النفسية وكذلك التوصل الى فهم ادق لمدى حاجة الانسان لكل من الانفراد والاتصال الاجتماعي لضمان سعادته وصحته النفسية وامكانية التوصل الى ادوية يستطيع بواسطتها التحكم في بعض مظاهر حياته النفسية من تعب وخيال وغيرها من المظاهر التي ترد في حياتنا اليومية .
من الواضح ان الانسان المعاصر يسير في ثورة من العلم وهو في نفس الوقت صانع هذه الثورة وسيرها وليس هناك من شك في ان الثورة العلمية قد رفعت الكثير من المعاناة التي لا ضرورة لها وقد انعكس ذلك بالتخفيف الى حد كبير من وطاءة المعانات العقلية والنفسية في التقليل من اسبابها احياناً بعلاجها وتاهيل اصحابها احياناً اخرى غير ان التقدم العلمي قد احدث في حياة الانسان مالابد منه من تحولات اجتماعية واقصادية وثقافية بعيدة المدى الكثير من التحولات ادت الى التغيير في علاقة (الفرد مع محيطه) كما ادت لدى الكثيرين من الناس الى قيام شعور(من الغربة عن المحيط وعن النفس المألوفة) ومع ان مثل هذه النتائج هو امر متوقع لأي حالة تغيير وان بالامكان التغلب عليه واحتواء اثاره الا (ان الظواهر تدل على ان عمليات التغرب النفسي في المجتمعات المتقدمة والاخذة بالتطور هي اسرع واعمق من عمليات التطبع والاحتواء التي يعيشها الانسان) وكان من شأن ذلك ان يزيد الارهاق في حياته وان يعرضه بشكل اوسع للوقوع في مختلف الاضطرابات النفسية والسلوكية واذا كان هناك من يجادل في ان هذه الامراض وانتشارها في مجملها اقل مما مضى فأن هذا الجدل هو غير الواقع حيث ان معظم الاضطرابات النفسية والسلوكية قد (تسترت) عند الظهور المباشر لوسائل متعددة منها اللجوء الى تبليد احاسيس الادمان والتعود على الكحول والادوية والعقاقير ومنها الى الاستهلاك بشتى انواعه وعدم الأستقرار في السكن او العمل وتحديد الفكر عن طريق الاستسلام للترفيه الثقافي لوسائل البث والاعلام المختلفة .وهو الحال الذي يعيشه الكثير من اخواننا وابناؤنا العراقيون في المهجر في بلاد الغربة لكن كل هذا ومعانات اخرى كثيرة يعيشونها اقول رغم كل ذلك لا زالت الهجرة مستمرة من بلدي الحبيب العراق العظيم الى ارض الله الواسعة ...!!!سؤالي اليس هذا دليل واضح وصريح لوجود اسباب اكثر قسوة وتأثير على ابناء شعبنا وهم في وطنهم الاصلي من معاناتهم المذكورة في المهجر لكي يستمروا بالهجرة وترك الوطن؟؟ ثم اليس من واجب الحكومة ان تعالج تلك لاسباب ولو الرئيسية منها.....؟؟؟
وهل يوجد غير الشعب العراقي الاصيل يهتم ببناء العراق وتطوره؟؟ واذا فرغ من سكانه الاصلين ماذا ستكون النتيجة ....؟؟؟ لايعلمها الا الله وهناك حكمة رغم بساطتها كنا نسمعها دائما (عينك على مالك دوى) .
واخيرا لنا ان نرى بأن واقع الانسان النفسي (لابد ان يكون مرعباً لو حدث وتوقفت فجأة جميع هذه الوسائل التعويضية السائرة لمعاناته النفسية "وقد لا يحدث ذلك في القريب العاجل " غير ان الذي هو حادث الان هو ازدياة الحاجة الى جميع هذه الوسائل التي تعين الفرد على تحمل وضعه الحياتي ) والتي ذكرناها سابقا.
وسيليه الجزء الثاني
عادل فرج القس يونان
    بغداد العراق  30 نيسان 2011




62
الراحل العزيز فادي جولاغ وبكاء الاحشاء




نعم ان الموت هو حقيقة لا يمكن ان نجادل فيها لا بل هو النهاية الطبيعية والتي لابد منها للحياة اي بمعنى ان هناك تلازما لا انفكاك منه بين الحياة والموت وهذه الحقيقة يعرفها الجميع (الانسان على الارض) وتحدث في كل وقت وفي اي عمر واي جنس وبأعتقادي هو الحق والعدل والمساواة الوحيدة في هذا الكون حيث يتساوى فيه الصغير والكبير، المرأة والرجل، الفتاة والشاب، الغني والفقير، الجميل والقبيح.... !!! لكن رغم معرفتنا بهذه الحقيقة ورؤيتنا للموت في كل وقت وحين لكن لازلنا نعتبر الموت غريبا....!!!
لا غرابة في الموت ابدا الغريب هو موت الانسان الغريب نعم ايها العزيز الراحل ( فادي) كان موتك غريبا وقلنا لقد رحلت قبل الاوان ومن دون انذار...!!! رغم ان الانسان يواجه الموت في كل مرحلة من مراحل حياته كما اسلفت والموت هو مصدر خشية وقلق في حياة الانسان الا ان الانسان في الصبا والشباب يتصرف وكأنه لا يعي هذه الحقيقة....!!!
كنت حاضرا في مراسيم استقبال نعشك العزيز الغالي قادما من كركوك مع الجموع الغفيرة من ابناء جلدتك القوش كواحد من مواقفهم المشرفة عند السيطرة  في المفرق كما يقال وايضا تشييع جثمانك الطاهر ايها العزيز فادي لألقاء النظرة الاخيرة في مقبرة ابائنا واجدادنا واحباؤنا وذوينا لكي يستقبلونك ويهتموا بك لأنك ستحل ضيفا جديدا عليهم لا تعرف احوالهم واوضاعهم لذا نرجوهم ان يهتموا بك ولكن هنا اريد ان اشتكي عليك لأختك العزيزة مريم ماذا فعلت بها برحيلك؟ كما واشتكي عليها هي ايضا عندك لما فعلته بيّ حيث نادتني (ها خالو عادل) وهي تلوج من شدة الحزن والالم عليك كالطير المذبوح عليك يافادي العزيز حاولت اجتيازها لأكبت معاناتي والامي داخل نفسي لكن تخشبت رجليّ فعدت اليها وعجز لساني عن النطق الا بعد حين وما استطعتُ ان اقول لها سوى ابنتي العزيزة انت مؤمنة وعاقلة الله اراد فادي فأخذه والذي ياتينا من الله فهو على راسنا وعلى عيوننا ما عليكِ الا ان تصلي الى فادي بدل البكاء والحالة التي انتِ عليها لاننا كلنا نموت انا اموت وكل الموجودون يموتون كل في ساعته انظري الى هذه القبور هي قبورنا التهمت اجساد اباؤنا واجدادنا وذوينا واحباؤنا رحمهم الله وتظل هذه القبور تستقبل اجسادنا خصوصاً الباقون هنا في ارض الاباء والاجداد لان الذين هاجروا قد يكون لهم قبوراً اخرى غير  هذه ....!!!
اذن المهم ان تهتمي باخوانكِ وترحمي والديك المساكين ونفسكِ من الحال التي انتِ عليها لانه مهما فعلتِ وتفعلين ونفعل جميعنا لا نغير شي ابداً هكذا هو حال الدنيا ابنتي العزيزة ...!!!
فجاوبتني مابقى لي سوى اخ واحد فقط ماعندي غيره كانوا اثنين فادي رحل وتركنا....!!! تمنيت حينها لو سقطت كل دموعي من عيوني لاخرج الحزن والحسرة التي بداخلي لكن هذا ما حصل مما جعل حزني جميع احشائي تبكي (لان الحزن الذي لا يجد في الدموع مخرجاً له يجعل جميع احشاء الجسم تبكي )
لقد كنت احسب يافادي نفسي جلدة صبورة قادرة على تحمل كل خطر جل  شانه وعظم وقعه لما اصابني من فقدان والدي واشقائي لكن عندما رحلت يا فادي العزيز علمت ان هناك من الحوادث والمصائب ما لا يطاق تحمله ولا يستطاع تجرعه ...!!!
تكلم الكثيرون عن صفاتك الحميدة عن ادبك واخلاقك وصفاء قلبك وتواضعك وشرف نفسك وعن الحرص الشديد عليك من والديك وخصوصاً والدتك الذي فاق التصور والحرص الطبيعي عليك لكنك رحلت لانه كان اجلك نعم اجلك الذي لايستطيع احد ان يعترضه او يقدمه او يؤخره مهما فعل هذا ما يجب ان نؤمن به ان اجلنا لا يتقدم ولا يتاخر ..!!!
نعم اقولها لقد رحلت يا فادي قبل الاوان ومن دون انذار رغم ان هذا لا يحق لي قوله اما الذي يسعني قوله ان لله في خلقه شؤون واقول ايضا ان الله سبحانه وتعالى يسرع في اخذه لعباده الطيبين الصالحين لكي لا يمكثوا طويلا على هذه الارض.
نتذرع اليك ايها الرب القدير الله سبحانه وتعالى ان ترحمه برحمتك الواسعة وتسكنه فسيح جناتك وتلهمنا جميعا الصبر والسلوان.



              خــــالــــك
        عادل فرج القس يونان
             بغداد - العراق
  القوش الثلاثاء 26 نيسان 2011

63
اكثر الناس يعيشون في نفوس غيرهم

نعم ان اكثر الناس يعيشون في نفوس غيرهم من الناس اكثر مما يعيشون في نفوس انفسهم اي انهم لايتحركون ولايسكنون ولايأخذون ولا يدعون الا ان الناس هكذا  يريدون  او ...!!! أو...!!!
أن حياتنا في هذا العالم حياة ضمنية مدخلة في حياة الاخرين فلو فتش عنها لايجد لها اثرا الا في عيون الناضرين وآذان السامعين وافواه المتكلمين .
وعليه اعتقد ان الانسان لو علم انه سيصبح وحيد ا في يوم من الايام في هذا العالم لا يجد بجانبه أذنا تسمع صوته ولا   عينا تنظر شكله ولا لسانا يردد ذكره ، لفضل الموت على الحياة عله يجد في عالم غير هذا العالم (( من آذان الملائكة او عيون الجنة ... الخ .مقاعد يقعدها فيطيب له العيش فيها ...!!! هكذا اتصور .
اذن هنا اقول :- اذا كانت حياة كل انسان متلاشية في حياة الاخرين وأي مانع يمنعني من القول بأن تلك الحياة التي نحسبها متكثرة متعددة انما هي حياة واحدة يتفق جوهرها وتتعدد صورها كالبحر المائج نراه من البعد فنحسبه طرق متعددة وايضا نحسب كل موجة من أمواجه قسما من أقسامه فاذا اقتربنا منه لا نرى غيره ولا نجد لجزء من اجزائه حيزا مستقلا ولا وضعا ثابتا ايضا ...!!! .
ثم اقول ايضا :- لا يحيا في العالم ( خاصة في عالمنا هذا ) الا ذلك الشاذ الغريب في شؤونه واطواره وأرائه  وأعماله الذي كثيرا ما نسميه (( مجنونا )) فاذا رضينا عنه بعض الرضا سميناه فيلسوفا ...!!! .ونريد بذلك أنه نصف مجنون ...!!! فهو الذي يتولى شأن الانسان وتغيير نظامه وقوانينه وينتقل من حال الى حال بما يغير من عاداته ويحول من افكاره ...!!!
  اذن أليس من الحق أن نقول :- اية قيمة لحياة امرىء لا عمل له فيها الا معالجة نفسه على الرضى بما يرضى به الناس فيأكل ما لا يشتهي ويمنع نفسه مما تشتهي ويسهر وهو لا يستعذب طعم  السهروينام حيث لا يطيب له المنام ويلبس من اللباس ما يحرج صدره ويقصم ظهره ويشرب الشراب ما يحرق أمعاءه ويأكل احشاءه لا بل ويضحك لما يبكي ويبكي لما يضحك ويبتسم لعدوه ويعبس في وجه صديقه وينفق في دراسة ما يسمونه علم السلوك او علم المداهنة والتملق ولو صرف 1% مما انفقه ---- في دراسة علم من العلوم النافعة لكان نابغته البارز لكنه حرصا على رضا الناس والنزول الى قلوبهم   لم يفعل ذلك كما نرى الرجل العاقل الذي يعرف كيف يتصرف اي يعرف ما يجب ويعلم ما يأخذ وما يدع ...!!! يبيع منزله لتسديد نفقات عرس ولده او ابنته فلا نجد لفعله هذا اي تفسير او تأويل الا شيء واحد فقط   وهو خوفه من سخط الناس ولسانهم تخلصا من خوفهم له وكثيرا ما (قتل ) الخوف من سخط الناس والاهتمام برضاهم ذكاء الاذكياء واطفأ عقول العقلاء وكم رأينا من ذكي يظل طول حياته خاملا  منطويا على نفسه منزويا لا يجرؤ على اظهار اثر من أثار فطنته وذكائه مخافة هزء الناس وسخريتهم ورأينا أيضا عاقل يمنعه سخط الساخطين ونقمة الناقمين من الاقدام على اصلاح شأن أمته وتقويمها ---!!!!.
ويعجبني هنا ان انقل اليكم النص المهم( لأنه يخص موضوعنا هذا) من الرسالة التي بعثها لي صديقي  العزيز(س .ب ) معتذرا منه لعدم اخباره بنشرها هنا بقصد  احاطة القارىء الكريم بأراء الناس واعجابهم ومقترحاتهم بالاخرين ...!!!
 * * *
اخي العزيز ابو عمار المحترم
تحية اخوية صادقة متمنيا لكم كل الموفقية والنجاح
 --------   الحقيقة ما عجبت برجل في حياتي كاعجابي بك تؤلف وتكتب ما تريد كتابته بينك وبين نفسك ثم توزع مؤلفاتك مجانا للناس وتدلي بكتاباتك الى مواقع الانترنيت المحببة عندك (( عينكاوة كوم . عشتار .القوش نت .القوش كوم .تلسقف . كرمليس ... الخ .
او الى صحيفة من الصحف اية كانت ثم تمضي لسبيلك كأنك ما صنعت شيئا دون ان تعلم رأي الناس فيها وما حديثهم وهل رضوا بها او سخطوا عليها رغم انني رأيتك كثيرا تسمع حديث الناس عنك في حال رضاهم او سخطهم ساكتا هادئا كأنما يتحدثون عن غيرك ويقصدون شخصا سواك----!!! حتى صرت اتخيل انه لا فرق عندك بين ما احسنت واجدت وبين ما اسأت واخطأت بل قلما رأيتك تبحث وتقرأ ما يكتب وتسمع ما يقال عنك عذرا اقولها لك في البداية حسبت امرك نوع من الغفلة او العظمة والكبرياء لولا مفاتحتي لك والان  قررت الكتابة اليك هذه الرسالة الاخوية الصادقة لأستطيع أن أعبر بها عن كل ما يجول في نفسي تجاهكم كشخص عظيم عزيز عليّ جدا وبحرية اكثر من المواجهة وان تجيبني على اسئلتي هذه ؛-
 1. لماذا لا تهتم برأي الكتّاب فيك ولما لا تقرأ وتعلق على ما يكتب عنك
2. لماذا كل احاديثك وكلماتك ارتجالية في كل المناسبات لا سيما في مناسبات نادي بابل الكلداني بصفتك رئيسا لها وفيها طابع العصبية تقريبا لا بل وحتى محاضراتك التي القيتها في العديد من المنابرالمختلفة كانت ارتجالية ايضا مما حدا البعض من الاخوة الكتاب الكتابة عن ذلك في صحفهم لا سيما محاضرتك في توازن المعادلة التكوينية تتحقق سعادة الانسان في جمعية آشور بانيبال حيث أكد  الكاتب الاستاذ ( بهاء البير )بقوله انطلق المحاضر (الاستاذ عادل فرج القس يونان ) بمخزونه الفكري وارتجاليا الذي امتاز به دائما بمحاضرته في توازن المنشور في جريدة بهرا العدد 304 في الاحد 5 حزيران 2005 مما يجعلني ان اعتقد ان ذلك أي الارتجال قد يحرجك يوما من الايام وامام الجمهور ... الخ .
          مع بقية الرسالة المعتادة ...!!

اما المقطع المهم من جوابي لرسالة الاخ العزيز (س .ب)  كانت :-
 بعد التحية والاحترام

اخي العزيز : انني ما اقدمت على الكتابة للناس في اصلاح شؤونهم وتقويم معوجهم الا بعد أن عرفت أني استطيع أن أنزل منهم منزلة المعلم من المتعلم واما الناس خاصة وعامة أما خاصهم فلا شأن لي معهم ولا علاقة بي بيهم ولا دخل لكلمة من كلماتي في شأن من شؤونهم فلا افرح برضاهم ولا أجزع لسخطهم لاني لم اكتب لهم ولم اتحدث اليهم ولم اشهدهم أمري ولم أحضرهم عملي .بل انا اتجنب قدر الامكان ان استمع منهم كل مايتعلق بي من خير او شر لاني راضي عن طريقتي التي اكتب بها ... فلا احب ان يكدرها علي ّ
مكدر وعن ارائي التي اودعها اياها فلا احب ان يشككني فيها مشكك كما ولم يهبني الله من قوة الفراسة ما استطيع ان اميز به مخلصهم ومشوبهم فاقبل على الاول لأستفيد علمه  واعرض عن الثاني لأخلص أو لأتقي من غشه فأنا اسير بينهم سير رجل يقطع مرحلة لابد له ان يفرغ في ساعة محدودة -----!!!
 و أسئلك بالله عليك هل يوجد احد يصل بتضحيته مهما فعل....ألخ .
 الى  ماقدمة وضحى به الرب يسوع  المسيح له كل المجد لبني البشر لا بل وهل هناك من يستطيع ان ينكر انه جاء الى هذه الدنيا حافي وخرج منها ايضاَ حافي كما لم نقرأ ولم نسمع بمسكن او عمارة او منصب له وما الى ذلك في هذه الدنيا وبالمقابل هل احبوه الناس جميعا طبعا كلا ولكن بماذا جازوه على تضحيته بنفسه من اجل خلاصنا نعم كان جزاؤهم له با ...... الاهانة والمذله --- ثم صلبوه ......!!!
اما جوابي على سؤالك الثاني اخي العزيز اقول :-
                  ان الأرتجال يأتي من داخل  نفس الشخص  ولا يأتي من خارجه لذلك لا اعتقد ان يحصل لي احراج كما تتصور مع شكري لك مقدما على هذه الملاحظة والأهتمام
اما الطابع العصبي اسألك هل يوجد عراقي يعيش في العراق مو عصبي......
            وتقبلوا تحياتي
ثم اعود الى موضوعي الرئيسي واقول :-
نعم قد يكون الولع برضاء الناس والخوف من سخطهم مذهبا من مذاهب الخير --- والفضيلة طريقا من طرق الهدايا للضال عنها
 لو ان الفضيلة هي الخلق المنتشر منهم والغالب على امرهم  ---- ولو كان الامر كذلك لآثرت ان يعرض المرء نفسة على الفضيله ذاتها من حيث هي لا من حيث تشخصها في اذهان الناس وعقولهم . فأذا استوثق منها وعلم انها خالطت قلبه واخذت مستقرها من نفسه جعلها ميزانا يزن به اقواله وافعاله كما يزن به اقوال الناس وافعالهم ثم لايبالي بعد ذلك ارضوا عنه ام سخطو عليه . أم حبوه أم بغضوه فأنما يبكي على الحب النسّاء
 نعم يبكي على حب النسّاء.
 


                                                                                        عــــادل فرج القس يونان               
                                                                                           بـــغداد --  العراق



64
المنبر الحر / العظمــة
« في: 15:46 17/03/2011  »
العظمــة

العظمة ليست نتيجة حتمية او امر وراء العلم  والشعر والامارة والوزارة والثروة والجاه..!!وكما هو معلوم ان العلماء والشعراء والنبلاء والقادة .... كثيرون ولكن العظماء فهم قليلون
 انما العظمة هي :-
قوة روحية موهوبة  غير مكتسبة تملأ صاحبها شعوراً بانه رجل غريب في نفسه وعقلة ونزعات افكاره واساليب تفكيره غير مالوف على غرار الرجال ولا داخل جموعهم فاذا ترسخت في نفسه هذه المنزلة اصبح لاينظر الى الاشياء بغير عينيه ولا يسمع بغير اذنيه ولايمشي في  طريق غير الذي رسمه لنفسه ولا يسمح لاي عقل من العقول مهما عظم شأنه وشأن صاحبه ان يفرض عليه راي او فكر لابل لشدة ثقته بنفسه وتقديره لضعف ثقة الناس بنفوسهم يرى (ان على الناس جميعاً حقاً وهو ان يستقيدوا  به ويرضخوا لحكمته) لذا فترى جميع اعماله غريبة ونادرة فهي تبهر العيون وتدهش الانظار وتملأ القلوب هيبة وروعة فاذا كان شاعراً فيبتكر في معانيه او طريقته او كاتباً اخذ على النفوس مشاعرها واهواءها او رجل دين فيهدم ميتماً ويبني جديداً او ((ملكاً)) شغل من صفحات التاريخ مالم يشغله ملك سواه ..!! اذن تلك هي ((العظمة)) وهذا هو الرجل العظيم ...!! ومن كان شأنه كان ((فتنه)) الناس ومشكلتهم افراداً و جماعات ومعترك انظارهم وفهمهم ويثير المشاكل والشقاق بينهم وخاصة في تقديرهم لمنزلته فيعجب به الذين يعجبون بالفطرة لكل غريب وعجيب ولكل جديد حتى يصل بهم الاعجاب الى الافتتان باقواله وافعاله وحركاته ويغرقون في حبه فيقع اثر ذلك على نفوس  الحاسدين والمناهضين والحاقدين على نبوغه وعبقريته موقعاً غير جميل فلا يجدون وسيلة لمواجهته ومقابلته الا الاغراق في بغضه على قاعدة المشادة والمعاندة وهناك تبدأ ((المعركة القوية بين  انصاره وخصومه وهو واقف ينظر فيهم هانئاً مسروراً لا يتيئس لانه يعلم ان جميع هذه الاصوات الصارخة الصاخبة حوله هي ابواق دعاية لشهرته وعظمته ...!!
وانا لا اريد ان اقول هنا ان الرجل العظيم ((مصيب)) ومحق في كل ما يرى وما يفعل وما ينتهجه لنفسه وللناس من الخطط والمناهج فربما كان من هو اضعف منه قوة واقل ذكراً بكثير جداً
(( اصوب منه)) رأي واصدق نظراً...!!! وانما الذي اريد ان اقوله :-
ان احد من الناس لا يستطيع ان يشغل عقول المفكرين والسنة الناطقين واقلام الكتاب وقلوب المحبين والمبغضين ((الا الرجل العظيم))
هناك من احب قومه حتى كفروا بحبه وابغضه اخرون حتى كفروا ببغضه وسمى بعض الناس ((فلاناً)) بمسميات كثيرة جداً وبراقة وانكر  بعضهم صحبته واخلاصه ونقم عليه فريق فملاؤا وجهه ((بصاقاً)) وشرب سقراط كأس السم بين افواه باسمة شماتة به وعيون دامعة حزناً عليه ورفع شكسبير الى مرتبة الكمال الانساني فقالوا نابغة الدهر وهبط به اخرون الى ادنى منازل الخسة والدناءة فقالوا المنتحل الكذاب واخرون كثيرون ذاقوا كأس (( الحب والبغض)) في حياتهم وبعد مماتهم الى القطرة الاخيرة منها ولكن ماكان واحد من اولئك في المنزلة التى رفعه اليها الغارقون في حبه او انزل به المغالون في بغضه ولكنهم كانوا قوماً عظماء فانقسم الناس في شأنهم وذهبوا في امرهم الى المذاهب البعيدة المترامية ولاينقسم الناس هذا الانقسام العظيم الا في شأن الرجل العظيم
ومن المفيد ان اذكر هنا ان معنى الوجود في الحياة ليس ان يتخذ المرء لنفسه  فيها نفقاً تتصل بدايته بباب مهده ونهايته بباب لحده ويعيش فيه من حيث لاتراه عين ولاتسمعه اذن حتى يبلغ نهايته كما تفعل الحشرات والزواحف ..!! وانما الوجود هو قرع الاسماع وجذب الانظار واثارة المشاعر واستشارة الالسنه الصامتة وتحريك الاقلام وتأجيج نار الحب في نفوس الاحياء واخماد جمرة البغض في قلوب الاشرار لذلك ((فعظماء الرجال اطول الناس عمراً وان قصرت حياتهم واعظمهم حظاً في الوجود وان قلت ايامهم على ظهر الارض)) فالعظمة ((كالحقيقة)) يخدمها اعداؤها واصدقاؤها ويحمل احجار هيكلها على رؤوسهم هادموها وبناتها فحيث ماترى سواد الاعداء فهناك من غير شك سواد الاصدقاء (( لذلك ارجوا ان لايعجب احداً ان يتفق الناس جميعاً على حبه لان الناس لايتفقون الا على حب الرجل الضعيف المهين الذي يتجرد لهم ن من نفسه وضميره وعقله ورأيه ومشاعره لابل ويسقط تحت اقدامهم سقوط الكلب الذليل ((معذرة على هذا الوصف)) يضربونه فيصبر ويعبثون به ساكناً طلباً لرضاهم )) وايضاً ان لا يعجبه ان يتفقوا الناس على بغضه لانهم لايتفقون على ذلك الا على بغض الخبثاء الاشرار الذين لايحبون احداً من الناس فلا يحبهم من الناس احداً بل يجب ان يعجبه ان يختلفوا الناس في شأنه وينقسموا في امره والنظر اليه وتقديرمكانته فتلك هي ((آية العظمة)) وذلك هو شأن الرجل العظيم ...!! لذلك لاتطلب العظمة عن طريق  التشييع للعظماء والالتصاق بهم والوقوف في وجههم ومعاداتهم فان فعلت ذلك ستكون التابع الذليل وكانوا هم القادة الاعزاء  واخيرا نقول :-
ان العظمة ((قصر مشيد على ركيزتين من حب الناس وبغظهم فيبقى ثابتاً في مكانه لايتزعزع مابقيتا الركيزتين في مكانهما فاذا سقطت احداهما عجزت الاخرى عن الاستقلال بالقصر فتسقط هي ايضاً بجانب اختها فيسقط القصر بسقوطهما .....!!!



عادل فرج القس يونان

65
زيارة عضو البرلمان العراقي الى مكتب بغداد للمجلس الشعبي


         

زار مكتبنا في السابعة من  مساء يوم الخميس الموافق  10 / اذار/ 2011   عضو البرلمان عن قائمة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري       د.لويس كارو وكان في استقباله الاستاذ عادل فرج القس يونان عضو    المجلس الشعبي ومسؤول مكتب بغداد وبعض من منتسبي المكتب واثناء الزيارة دار الحديث عن الوضع الامني في العاصمة بغداد بشكل عام واوضاع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بشكل خاص  كما وابدى اعجابه وتثمينه لجهود المكتب المبذولة في تأدية مهامه ونشاطاته الكثيرة رغم كل الظروف المعروفة للجميع الامنية منها وغيرها . وابدى استعداده التام للتعاون والتواصل المستمر مع مكتب بغداد حيث استغرقت الزيارة زهاء الساعتين ثم ودع من قبل مسؤول المكتب ومنتسبيه بالحفاوة والتكريم كما استقبل بهما
            

66
المظـــلوم صار سعيد

الجزء الثاني

 
قصة قصيرة
اعزائي قبل ان اطلعكم على احداث الجزء الثاني من قصتنا هذه اقول:-
عجبي من الذين يشكون الدهر فاقول ثانية :- متى كان للدهر عهد يوثق به ؟ او ذمم يعتمد عليه فالناس جميعها في يده كالكرة ذات الالوان في يد الصبي يديرها كما يشاء فنرى الاسود في مكان الابيض.والابيض في موضع الاسود وكذلك بقية الالوان تعلو اسفلها ويسفل اعاليها ودورة الصعود والنحوس اسرع في عمر الدهر من لمح الطرف ولفتة الجيد.
اذن سنجد هل ((ضمر الدهر)) المزيد من كؤوس الشقاء الاخرى الى مظلوم وامه...!!!؟ ام موقف وصرخة من مظلوم وأمه توقظ الضمير وتهيج النفس وتصلح الاخطاء. اذن هل سينصفها الدهر وينهي مآساتهما وشقائهما ؟ ام ماذا ؟
هذا ما سنراه ونطلع عليه في هذا الجزء...
وصلنا الى رفع امر لمى الى القضاء من قبل ذلك الذئب...
واستعان بذلك ببعض الساقطات اللواتي كن يحسدونها فودعت السجن وجاء يوم المحاكمة  حيث كان مظلوم بصحبة احدى صديقاتها الساقطات كانت تودها كثيراً قد حضرت وقد بلغ الثامنة من عمره فأخذ القاض ينظر في القضايا ويحكم بما يشاء حتى جاء دور لمى فما ان وقفت بين يديه ووقع بصرها عليه حتى شهدت على نفسها والم بها من الحيرة والدهشة حيث كاد يفقدها رشدها لانه عرفته فهو عامر بعينه فنظرت اليه نظرة احتقار واشمئزاز ثم صرخت في وجهه صرخة دوت القاعة دوياً وقالت :-
مهلك ياسيدي القاضي لايمكن ان تكون قاضياً في قضيتي فكلانا سارق وكلانا خائن فغضب القاضي على هذه الجرأة العجيبة وامر الشرطة بأخراجها وكرر نظره فيها وبأبنها فشعر بالرعشة في كل اعضاء جسمه وسكن في كرسيه سكون المحتضر في سرير الموت وعادت الى اتمام حديثها فقالت :-
انا سارقة المال وانت سارق العرض ..والعرض اثمن من المال فأنت اكبر مني جنابة واعظم جرماً لان الرجل الذي سرق مالة حسب ادعائه يستطيع ان يسترد ماله اما الفتاة التي سرق عرضها فلا عزاء لها لان العرض الذاهب لايعود ولولاك ماسرقت ولا وصلت الى الحال الذي انا عليه الان أذن عليك ان تترك كرسيك لغيرك وقف جانباً ليحاكمنا القضاء العادل على جريمة واحدة انت مدبرها وانا المسخرة فيها فانتفض ولدها مظلوم فجأة انتفاضة شديدة لاتناسب عمره ابداً حيث كان يحاول ان يفلت من يد صديقتها محاولاً الهجوم على القاضي وهو يصيح قائلاً اذن انت هو الظالم الحقير وبسببك تحطمت والدتي واصبحت انا ((المظلوم)) فأسكته الحراس وامسكوه ثم استمرت والدته في الحديث .. ان تحت هذه الثياب التي تلبسوها نفوس ليست اقل من نفوسنا شراً وخبثاً وربما لايكون بيننا وبين الكثير منكم فرق الا في العناوين والازياء اتريد ان تحكم علىِّ بالسجن فانك لم يكفيك ما اذقتني من مرارة الشقاء ثم اما احسنت اليك ولو بساعة من ساعات السرور فترعاها آلست انساناً يملك احساساً وشعوراً فترحمني لشقائي وبلائي وان لم تكن عندي وسيله امت بها اليك فوسيلتي عندك ابنك ((مظلوم) الذي امامك فهر الصلة الباقية بيني وبينك فرفع القاضي راسه ونظر الى ابنه مظلوم نظرة رحمة واشفاق وقد قرر في نفسه ان ينصفها ويعوضها مهما كلفه ذلك غير انه اراد ان يتخلص من هذا الموقف بشكل جميل فأعلن ان المرأة قد اصيبت بخلل في عقلها ولابد من عرضها على طبيب فصدقه الحضور ثم رفع الجلسة وهو بنفس غير نفسه الاولية وقلب غير قلبه وماهي الا ايام قلائل حتى استقال من منصبه بحجة المرض بعد ان انهى مشكلتها التي بسببها حضرت الى المحكمة ومن ثم ضم اليه ابنه مظلوم واقنع امه بالسفر الى بلد اخر لايعرفهم احد فتزوج منها واسعد بعشرتها ولم يبقى لهم هماً سوى اسعاد مظلوم وتربيته التربية الحسنة فغير اسمه من مظلوم الى ((سعيد)) واخذ يعمل بجد ويكافح لغرض اسعاد زوجته وسعيد ليعوضهما عن شقائهما حتى نسيا ما فات ولم يبقى الا ماهو آت وعامر لايزال الى هذا اليوم يكفر عن سيئاته الى زوجته وابنه سعيــــــــد...!!!



عادل فرج القس يونان
بغداد – العراق
                              


67
زيارة وفد من المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الى مكتب بغداد للمجلس الشعبي

زار مكتبنا الاربعاء الموافق 2/3/2011 وفد من المجلس الاعلى الاسلامي العراقي متمثلاً بكل من:-
الاستاذ احمد الحسني    مسؤول العلاقات الوطنية للمجلس الاعلى رئيس الوفد
الاستاذ اكرم العبيدي    عضو
الاستاذ محمد الجراخ    عضو
وكان في استقبالهم الاستاذ عادل فرج القس يونان عضو المجلس الشعبي مسؤول مكتب بغداد والسادة مازن ايليا رئيس لجنة بغداد والسيد لويس ادم عضو لجنة بغداد والسيد علاء فرج حكيم عضو المكتب وعضو لجنة بغداد ودار في اللقاء الحديث عن الوضع العام في العراق ووضع أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بشكل خاص وقد ابدى الوفد استمرارهم في دعم ومساندة أبناء شعبنا في المطالبة بحقوقهم المشروعة وفي مقدمتها  استحداث محافظة في سهل نينوى والمقترحة من قبل السيد رئيس الجمهورية المحترم واكدو على تمتين أواصر العلاقات المتبادلة مؤكدين أستعدادهم اللا محدود لدعم أهداف المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري وتقوية العلاقات الاخوية الصادقة بتكرار الزيارات المتبادلة وسيقوم مكتبنا بزيارتهم في مقرهم يحدد موعدها لاحقاً. ثم ودع الوفد من قبل مسؤول المكتب والحضور بالحفاوة والتكريم كما استقبلوا بهما.
 


68
المظـــلوم صار سعيد

الجزء الاول

قصة قصيرة

عامر شاب يومها طالب جامعة / في كلية الحقوق وكان من شبان اللهو ... وبجوار منزله منزل فيه ((لمى)) فتاة حسناء وهي من ذوات الغنى والنعمة والرفاهية فأخذ عامر ينظر اليها فتعلق بها فكرر نظراته فتمكن منها واخذت ((لمى)) تجاوبه النظرات ثم تراسلا وبعد فترة تزاورا وخرجا معا ...وقد ختموا روايتهم بما تختتم به كل رواية غرامية يمثلها ابناء ادم وحواء على مسرح هذا الوجود ثم افترقا بعد ان انقض عامر وانكر كل الوعود التي وعد بها ((لمى)) وبكل وقاحة وصلابة..!! اصبحت لمى تحمل بين جبينها هماً كبيراً افسد ايامها واضطرب حياتها وجنيناً يتحرك ويضطرب احشائها . فقد يكون بامكانها ان تكتم سبب اضطراب حياتها وافكارها اما السر الثاني فكيف لها ان تكتمه ..؟ لانه سر مذاع وحديث مشاع ومهما اتسعت له الصدور لا تتسع له البطون وان كان اليوم فغداً ينكشف كل شيء ويظهر الامر على حقيقته ...!! ذلك ماكان يقلقها ويسهر لياليها السوداء بكاملها وسيطر على شعورها ووجدانها فلم تجد غير الفرار بنفسها سبيلاً لكي تنجو بحياتها وفعلاً في ليلة من الليالي المظلمة الباردة خرجت بنفسها وبثيابها التي عليها فقط ..!!!! وفي الفجر وجدت نفسها في غرفة صغيرة في احد المنازل الخربة البالية وفي بعض الاحياء المهجورة وفي احشائها ذلك الجنين المضطرب كان لها ام تحنو عليها وتبكي لبكائها ففارقتها ايضاً كان لها اب لا هم له في حياتة الا ان يراها سعيدة في امالها وعيشتها فهجرت منزله وايضاً كان لها خدم يقومون بخدمتها ويسهرون بجانبها فاصبحت الان تسهر وحيدة ولا مسلي لها غير الوحشة فكان لها شرف تعتز به ويملي قلبها سروراً وترفع راسها افتخاراً بشرفها ففقدته ايضاً كما كان لها امل في زواج سعيد من محبوب تحلم به ...فنكبتها الايام وحطمت امالها كل ذلك كانت تخاطب نفسها به صباحاً ومساءاً وعندما كانت تفكر في مصائبها وسبب احزانها فلن يكون غير ((عامر)) اللعين الذي وعدها ان يتزوجها فخدعها ... فتشعر بنار تحترق بداخلها من الحقد والانتقام من ذلك الفتى لانه حطمها وقتلتها وعلى المجتمع الانساني لانه لا ينصف ولا يحاسب القاتل على جريمتة ولا يضعة في صفوف المجرمين ..!!! ((لان مجتمعنا لا يحاسب ويلوم الا الفتاة لوحدها هذا هو حكمه ومنذ امد بعيد )) وما هي الا ايام قلائل حتى جاءها المخاض فولدت وليدها من دون ان يشاهدها احد غير عجوز من جارتها شعرت بها وتألمت لها فذهبت اليها واعانتها على امرها بضع ساعات ثم تركتها على فراش مرضها ومن ضروف دهرها ما تعاني .. لقد ضاق صبرها كثيراً خوفاً على الضيف الجديد وهو احب المخلوقات اليها واكثرهم قرباً لنفسها وذات ليله وضعت طفلها النائم في حظنها واسندت راسه بكفها وظلت تقول :-
ليت امي لم تلدني فانا معدومة ليس لي وجود لقد كان لي قبل مجيئك امل وسبيل للنجاة والخلاص من هذه الحياة اما اليوم فاصبحت امك ولا سبيل لي للخلاص... سأسميك ((مظلوم)) ..!!
أأقتل نفسي فأقتلك يا مظلوم ام احيا بجانبك هذه الحياة المريرة واني واثقة ان الموت لن يتركني بل سيذهب بي الى قبري فماذا سيكون حالك بعدي ؟ انك ستعيش من بعدي وتشقى في الحياة شقائي نعم انك مظلوم لا لذنب اقترفته ولا جريمة ارتكبتها سوى انني امك فقط هل ستعيش يا مظلوم حتى تغفر لي ذنب امومتي حينما تسمع وتفهم قصتي ومعاناتي ؟ فلم يبقى في يديّ حُلاً..!!! الا القليل سابيعه فماذا سيكون حالي وحالك بعد اليوم ؟ لايمكن ان اعود الى امي واقص عليها قصتي واهلي لايعرفون شيئاً عن جريمتي فهم يبكوني كما يبكون موتاهم الاعزاء وافضل ان يبكون مماتي لانه خير لي ولهم من ان يبكون حياتي ...!! هكذا ظلت لمى تحدث نفسها تارة واخرى مظلوم بمثل هذا الحديث المحزن الاليم حتى غلبها صبرها على امرها فسقطت من عيونها قطرات من الدموع الحارة على وجه مظلوم فأخذ يحرك رأسه فبدأت تمسحها بيدها برفق والدموع تسيل من عينيها باعت لمى كل ما تملك ولم يبقى لها الا قميصها الذي عليها والذي ملائته بالرقع ولم يبقى لطفلها الا قطع باليات تغطي جسم مظلوم فكانت تقضي ليلها شر قضاء حتى اذا سمعت حركة او طائراً اذا طار فتنام على وجهها حامية طفلها وهي مذعورخائفة واخيراً لم يبقى لها سبيلاً سوى ان تطوف الشوارع وتقطع الطرق من دون مقصد او غاية سوى الفرار من همها وغمها لكن همها يسير معها ويترسم مواقع اقدامها وبينما هي سائرة رأتها امراة عجوز فتأثرت بشأنها وتابعتها حتى دخلت غرفتها فدخلت عليها وسئلتها عن سرها فأنست لمى عند روئيتها العجوز كما يانس المحصور بنفحاته فأباحت لها بسرها ومعاناتها بكامله وتمامه فعرفت العجوزة ((الفاجرة)) مصيبتها ورأت بعينها ذلك الحسن والجمال الذي على لمى وقالت في نفسها اذا نجحت في كسبها واقناعها فقد كسبت الغنى كله وسعادة الدهر بعينه ؟ فأخذت تنفش في نفسها بعض سمومها وما هي الا بضع ساعات حتى غلبتها على امرها وقادتها الى منزلها وماهي الا ليله وفيها حتى ابلغت من غايتها التي لا مفر لها ولأمثالها..!! عاشت لمى البائسة في منزلها الجديد عيش اشقى من عيشها الاول عدى انها استطاعت ان تحصل على لقمتها بعد ان تبذل وتضحي براحتها ونومها وبعد ان غرق دماغها بالسهر واحشائها بالشراب فأخذت تصبر وتطاوع كل من يسوقها اليه حظها من ذئاب الرجال على اختلاف طبائعهم واخلاقهم لانها لم ترى في غير ذلك سبيلاً فاستسلمت لحالها وآمنت بواقعها رغم كل ذلك وان الدهر لم يتركها عند هذا الحد الذي الفته واعتادت على الشقاء وعلى السهر وتمرنت عليه كما هو حال من سار في هذا الطريق ولكن الدهر كعادته أبى الا ان يسقيها الكأس الاخير من كؤوس شقائه فساق اليها ذئباً من ذئاب الرجال كان ناقم عليها لشأن من شؤون شهواته ولذاته فادعى ان لمى سرقت منه مبلغاً من المال في احدى لياليه التي قضاها عندها ورفع امرها الى القضاء

وسيليه الجزء الثاني ...


عادل فرج القس يونان
بغداد – العراق                              

69
احتفال مكتب بغداد للمجلس الشعبي في 17 شباط 2011

احتفل مكتب بغداد للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الخميس 17 شباط 2011 بمناسبة مرور عام على تأسيسه بحلته الجديدة وقد حضر الاحتفال أعضاء لجنة بغداد التابعة لمكتب بغداد وبعض الضيوف من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وتخلل الاحتفال قطع الكيك وتوزيع المكافأة على أعضاء لجنة بغداد ومنتسبي المكتب حيث أبدوا الحضور استعدادهم التام للتعاون الجاد مع مكتب بغداد متمنين له الموفقية والنجاح في مهمته خدمة لابناء شعبنا الكلداني السرياني


70
العام الجديد
وما منته علينا يد الحياة

ان ما ساتناوله في هذا المقال هو العام الجديد للبشرية جمعاء ولايخص بلدي الجريح رغم  خصوصيته البارزة المليئة بالاحداث والمعانات ...!!
وان تناولت بعض الشيء فهو اضطراراً لمعزتي الكبيرة لبلدي وشعبي العظيم في قلبي ونفسي
اقول :-
في مثل هذا اليوم من كل عام يقف ركب العالم السائر بمنزلة من منازل الحياة فينزل من مركبه ليستريح فيها ساعة من عناء السفر بعد ان نال منه الابن والمال والحلال واتعبه سير الليل والنهار ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً ..!
فيتعارفون ويتصافحون ويتفقد بعضهم بعضاً فيجدون ان فلان مات جوعاًً وفلاناً مات ظمأً واخر افترسه سبع واخر قتله لص واخر واخر  واخرون طارت بهم قنبلة واخرون هوت بهم طائرة واخر اجتاحه بركان وكثيرون قتلهم الارهاب والمفخخات وكثيرون جداً بقوا تحت الانقاض واخرون مفقودين وكثيرون جداً ايضاً لازلت جثثهم متروكة في ارض المعركة ....الخ
ثم يعودون الى قوائم الاحصاء فيسجلون فيها حاضرهم كما دونوا ماضيهم ثم يقارنون (يوازنون) بين هذا وذاك فيجدون ان الحاضر شر من الماضي لا بل واكثر منه شراً كما نقول بالعامية اليوم افضل من الامس وغداً افضل من اليوم
وان ميادين الحروب لاتزال ملوثة بالدماء ومصانع الموت لا تزال تتفنن في عدده وتستكثر من ادواته وفنونه وان جذور الشر القديمة لا تزال ناشبة بنفوس البشر (منذُ ان قتل قابيل اخوه هابيل) حتى ما يتمنى احد ان تقع عينيه على احد وان سحب البغضاء القاتمة لاتزال مخيمة على المجتمع الانساني من ادناه الى اقصاه شعوباً وقبائل واجناساً وانواعاً ومذاهب واديان ومنازل واوطان فيبغض الرجل صاحبه لانه يخالفه في جنسه فأن عرف انه يوافقه ابغضه لانه يخالفه في دينه فأن وافقه فيه ابغضه لانه ينطق بغير لغته فأن نطق بها ابغضة لانه لا يشاركه في وطنه فأن كان مشاركاً له ابغضة لانه يخالفه في حزبه او انتمائه وان وافقه ابغضهة لانه يزاحمه في منصبه او حرفته فأن بعد عن طريق مزاحمته ابغضة لانه يخالفه في رأيه فأن لم يخالفه ابغضه لانه لا يحاكيه في لونه . فأن لم يجد شيئا من هذا ولا ذاك ابغضه لانه شخص سواه كأن (قضاء) حتماً على الانسان ان يبغض كل صورة غير الصورة التي يراها كل يوم في مراته (اي صورته).
فأذا فرغوا من النظر في حسابهم او قوائم الاحصاء والموازنة بين حاضرهم وماضيهم ....الخ اضافوا الى سيئاتهم الماضية سيئة الغش والكذب فتناسوا كل هذا ووضع كل منهم يده في يد اخيه مهنئاً له بالعيد السعيد داعياً له بدوام الغبطة والهناءة ثم تنادوا للرحيل ليستقبلوا المرحلة الاتية بعد قطع المرحلة الماضية...!!!

عجبي واستغرابي علام يهني الناس بعضهم بعضاً ...؟
ثم ماذا لقوا من الدنيا فيحرصوا على البقاء فيها ...؟ ويغتبطوا بقطع المراحل التي يقطعونها فيها ..؟ وهل يوجد بينهم شخص واحد يستطيع ان يزعم انه اصبح سعيداً كما امسى؟ او امسى سعيداً كما اصبح ...؟ او انه رأى برقاً من الروعة والسعادة قد لمع في احدى لياليه ولم يرى بجانبه ما يرى في الليلة البارقة من رعود قاصفة ورياح عاصفة وصواعق محرقة وشهب متطايرة ...!!
سوألي هنا بأية نعمة من النعم او صنيعة من الصنائع تمن يد الحياة على انسان ...؟ حيث لا يفلت من ظلمة الرحم الا في ظلمة العيش ولا يفلت من ظلمة العيش الا الى ظلمة القبر ..!!
كأنما هو يونان (يونس) الذي بلعه الحوت فمشى في ظلمات بعضها فوق بعض واية يد من الايادي مدتها الايام الى رجل يظل فيها من مهده الى لحده حائراً مضطرباً ...!!!
 يفتش عن ساعة راحة وسلام تهدأ فيها نفسه ويثلج صدره (هذه هي الحقيقة بعينها وليس يأس او بدعه اوما شابه ذلك)
فلا يعرف الرجل لها مذهباً, ولا يجد اليها سبيلاً..!!
ان كان غنياً اجتمعت حوله القلوب الضاغنة واصطلحت عليه الايدي الناهبة فأما قتلته واما افقرته، وان كان فقيراً اعتبر الناس فقره ذنباً اقترفته يداه فتناولته الاكف بالصفح والارجل بالركل والالسن بالقذف حتى يموت الموته الكبرى بعد ان مات الموته الصغرى.
وان كان عالماً ولع وتفنن بذمه وتشويه سمعته وتسويد صفحته ويستمرون على ذلك حتى يعطيهم العهود والمواثيق التي يرضونها ان يعيش عالماً كجاهلاً وحياً كميت وان يكتم علمه في صدره فلا يفضي به الى لسان ولا قلم حتى يدركه الموت.
وان كان جاهلاً اتخذه العالمون مطية يركبونها الى مقاصدهم واغراضهم وان كان بخيلاً ازدرته القلوب واقتحمته العيون وتقلصت له الشفاه وبرزت له الانياب والتهمت له الانظار وارسلت  اليه الاحقاد السنة نيرانها حتى تحرقه ...!!
وان كان كريماً محسناً عاش مترقباً في كل ساعة من ساعات ليله ونهاره شر الذين احسن اليهم اما لانه اذاقهم جرعة باردة فاستعذبوها فطلبوا المزيد فلم يفعل فينتقمون منه او لانهم من اصحاب النفوس الشريرة الذين يخيل اليهم ان المحسن يريد ان يستفاد منهم لنفسه وهم يرفضون الا ان يتناولوا منه الاحسان بلا مقابل فهم ينقمون عليه ان عرف كيف يفلت من ايديهم هذا هو ما منته علينا الحياة في عامها الجديد 2011...!!
لا اقول لاسعادة في الحياة (لانها كلمة لنا لفظها فقط اما معناها فلا يدرك) بل اقول :-
لا رضى في الحياة الا اذا نشر السلام اجنحته البيضاء على هذا المجتمع البشري ولم ينتشر السلام الا اذا هدأت اطماع النفوس واستقر فيها العدل والانصاف فعرف كل ذي حقاً حقه وقنع كل بما في يده عما في يد غيره فلا يحسد فقير غنياً ولا عاجزاً قادراً ولا جاهل عالماً واشعرت القلوب الرحمة والحنان على البائسين والمنكوبين فلا يهلك جائع بين الطامعين ولا عار بين الكاسين وامتلأت النفوس عزة وشرفاً فلا يبقى شراً من تلك الحبائل المنصوبة لاغتيال اموال الناس بأسم الدين مرة والانسانية مرة اخرى ولا ترى طبيباً يدعي علم ما لم يعلم ليسلب المريض روحه وماله ولا محامياً يخدع موكله عن قضيته ليسلب منه فوق ما سلب منه خصمه ولا تاجراً يشتري بخمسة ويبيع بخمسين ثم ينكر بعد ذلك انه لص خبيث ولا كاتباً يضرب الناس بعضهم ببعض حتى تسيل دمائهم فيمتصها كما يضرب القادح الزند بالزند ليضفي بالشرر المتطاير منها ...!!
وما دامت هذه المطالب احلاماً كاذبة واماني باطلة فلا مطمع في سلام ولا امان ولا امل في سعادة ولا هناءة ولا فرق بين امس الدهر ويومه ولا بين يومه وغده ولا فرق بين مغفلات ايامه غير ما عرفت وما ذاق احد من نعمائه غير ما ذقت وليفرح بالعام الجديد من حمد ما مضى من ايامه وسالف اعوامه


عادل فرج القس يونان

71
وفد من المجلس الشعبي يزور مكتب بغداد

زار مكتبنا مساءً يوم الخميس الموافق 17 شباط 2011 وفد المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ضم كل من :
الاستاذ خالص ايشوع رئيس كتلة المجلس الشعبي وعضو البرلمان, الاستاذ سالم يونو رئيس المجلس الشعبي, الاستاذ جونسن سياويش مساعد رئيس المجلس الشعبي
وكان في استقبالهم الاستاذ عادل فرج القس يونان عضو المجلس الشعبي ومسؤول مكتب بغداد حيث تم في اللقاء شرح مفصل قدمه الاستاذ جونسن عن الزيارة الموفقة الى البرلمان الاوربي وزيارتهم الحالية الى البرلمان العراقي, كما قدم الوفد التهاني الى مسؤول مكتب بغداد ومنتسبيه بمناسبة مرور عام على تأسيسه بحلته الجديدة الذي صادف الخميس 17/2/2011 واستغرق اللقاء زهاء ثلاث ساعات وبعدها ودع الوفد من قبل مسؤول المكتب ومنتسبيه بالحفاوة والتكريم كما استقبلوا بهما ..
     

72
جسر التنهدات (آخ) عراق الآهات
وقضية محروس ومحنة  ..!!!

ان جسر التنهدات هو الجسر الوحيد الموجود في مدينة البندقية / ايطاليا كطريق يعبر منه دون الحاجة الى زورق حيث كانت كل الطرقات عبارة عن انهار تعبر بواسطة الزوارق ...!! فكانت المحكمة العليا في البندقية في قصر الدوق (( حاكم البندقية )) قد شيدت على احدى جهتي الجسر ((الجهة اليمنى)) شيدت على شكل قصر عالي وكبير محاط بسياج والسجن كان مشيد على الجهة الثانية من الجسر ((الجهة اليسرى )) وعلى شكل قصر كبير جداً ومسيج ايضاً. فكانوا يأتون بالسجين من السجن الى المحكمة ليتم محاكمته فوق ذلك الجسر (( الحرية الضائعة )) فتبدأ تنهدات السجين الذي سيقدم للمحكمة لمحاكمته ومعرفة مصيره وايضا بعد الحكم عليه يعاد الى  السجن ثانية وفوق ذلك الجسر ايضاً ----!!! واكثر منها تنهدات المحكوم بالاعدام حيث يعاد من المحكمة بعد الحكم عليه الى السجن لينفذ حكم الاعدام به لذلك حصلت امور كثيرة على ذلك الجسر منها رمي بعض المساجين بأنفسهم من اعلى الجسر في البحر لذلك كان الجسر مغطى بالرخام لمنع المساجين من رمي انفسهم في البحر للتخلص من الحكم او تنفيذ الحكم عليهم حيث كان القسم منهم يموتون واخرون ينجون ويختفون....!!!
 سؤالي هنا  اذا كان المساجين في البندقية يعانون من  تلك التنهدات نتيجة تلك الاجراءات التي كانوا قد يستحقونها (( البعض منهم ان لم نقل جميعهم )) كونهم خارجين عن القانون في البندقية رغم ذلك معظمنا يتألم لاؤلئك المساجين ويتمنى ان لا يرتكبوا تلك المخالفات او الجرائم ليتخلصوا من العقوبة ومعاناتها ..!!!
 أما ماذا سنقول ونتمنى للعراق والعراقيين ...!!!؟؟ العراق آهاته مسموعة في معظم أنحاءه ...!!
واما العراقي البريء المسكين ...!!! لايجد الامان في بيته لان الكثيرين منهم قد صادتهم طائرة هائجة او قذيفة من القذائف الطائشة وزهقت ارواحهم من دون تمييز ومن دون اي ذنب ارتكبوه ...!!! العراقي لا يجد الامان في مقر عمله ولا في طريقه اليه ذهاباً واياباً حيث كثيراً  منهم صاروا أشلاء متناثرة نتيجة انفجارات سيارات مفخخة و....الخ !!!! كما لا يجد الامان في تنقلاته الداخلية لقضاء حاجاته اليومية ولا في تنقلاته من مدينة الى اخرى لضرورات الحياة فالكثير منهم ذهبوا في مهب الريح نتيجة الرمي العشوائي من جهات عديدة بقصد او من غير قصد لابل لايسلموا من السلب والنهب والقتل ايضاً ...!!! لايجد الامان ايضاً حتى المرضى منهم الراقدين في المستشفيات للعلاج فالكثير منهم قد طالتهم القذائف ونالت من حياتهم ...!!! ناهيك عن المأسات والمعانات اليومية العادية (لان العراقي تعود عليها فسميناها عادية)، ضعف الحالة الاقتصادية بسبب البطالة ، وقلة الخدمات (وتدهور البنية التحتية الى حد كبير جداً) ، شحة الماء، انعدام شبكة الصرف الصحي وانقطاع التيار الكهربائي، بأستمرار ولساعات طويلة يومياً مما لها الاثر على ممارسة العراقي لحياته الاعتيادية واعماله ...!!! والاغرب من ذلك كله ان العراقي ايضاً لايجد الامان حتى في دور العبادة اثناء تأديته للمراسيم والطقوس الدينية ....و...و...و هذا كله غيض من فيض كما يقال ...!!! لقد اظلمت الدنيا في عيون العراقيين فلم يبصروا ما حولهم شيئاً حزناً وأسفاً وألما على ما آلت اليه  ظروفهم وما جرى على وطنهم الحبيب العراق العزيز وعلى حالتهم ...!!!
واي عين تستطيع ان تستبقي في محجرها قطرة واحدة من الدمع فلا تريقها امام هذا المنظر المؤثر المحزن فمنظر اولئك المساكين الابرياء وهم ركع سجد على اعتاب دور العبادة يسبحون الله وفي بيت الله  واي قلب يستطيع ان يستقر بين جنبي صاحبه ساعة واحدة فلا يطير جزعاً  حينما يرى ويسمع كل تلك المشاهد التي ذكرنا جزاً منها وليس كلها...!!!
وبعد كل هذا وذاك وماتحمله الاحداث في طياتها ولازالت: المأسي والبؤس والشقاء والمعاناة لهذا الشعب العظيم شعب بلاد الرفدين بلد الحضارات.... مستمرة  ...!!
لكن  يبقى مشهد ( محنة) بارز في تلك الاحداث عندما جاءت محنة ترفع على زوجها محروس قضية بحكم الديمقراطية المتحققة في العراق ...!! حيث محروس ومحنة كانا قبل الاحداث يقيمان بشكل دائم على رصيف شارع ليل نهار لا مأوى لهم ولا من يعيلهم سوى الله والصدقات التي يقدمها لهم البعض من المارة فالكثيرون ممن شاهدوهم من المارة كانوا يتألمون لهم ولحالتهم تلك وفجأة تغيرت الاحوال واليوم هم  امام باب غرفة القاضي يتشاجران باصوات عالية وبغضب شديد مما استدعي القاضي  بالاذن لهم بالدخول لمعرفة قضيتهم فدخلا  (فعرفهما القاضي)...!!!  سألهم القاضي :- ما هي القضية ؟
فجاوبته محنة :
ياسيادة القاضي العظيم ياطويل العمر ((احنة اليوم مو قراطية)) تقصد احنة اليوم مو نعيش ديمقراطية في العراق حيث طلبت من محروس ان يبني مشتمل مستقل لحيواناته ودواجنه حيث عندنا في البيت الذي أسكنه انا  بعد مساحة للبناء فارغة ومنذ ان صار محروس  ((مدور عال)) تقصد مدير عام تزوج مرتين واسكن كل  منهن في قصر تسكن فيه  لوحدها  ومحروس اصبح مزاجه حاد جداً ولا استطيع التكلم معه في اي شيء ولاأستطيع ان اجبره على فعل شيء من رغباتي و طلباتي فترك الدجاج تبيض في ميز التلفزيون والارانب تلد صغارها على اثاث غرفة الخطار واما الغنم تروح وتجي في البيت مخلفة الاوساخ في غرفة النوم والمطبخ (فلا استطيع استقبال احداً من ضيوفي كما كنت سابقاً) فأريد منك يا سيدي القاضي ان تجبره على تنفيذ طلبي رفقة بي لانني جداً اضوج من الوساخة وطول عمري كنت بحال احسن من هذا الحال الذي انا عليه وبيتي كان لايخلو من الضيوف يومياً ...!!!
فتحجر القاضي في مقعده ولزمه الصمت ولازال صامتاً الى هذه اللحظة حال الكثيرون من امثاله..!! هكذا هو الحال في عراقنا العظيم وشعبه العزيز .
حقاً انه عراق الآهات ...نعم عراق الآهات ...لمن المشتكى
الى الله وحده فقط ....!!!


عادل فرج القس يونان

73
ايهما اصلح للانسان ان يولد فقيراً او غنياً
الجزء الثاني


انا شخصيا لا ازال اذكر حتى هذه اللحظة اني مررت باحد شوارع مدينة البصرة في نهاية الستينات من القرن الماضي حيث رأيت في مكان واحد منظرين مختلفين رأيت غلاما من الوارثين جالسا باحدى الحانات في مائدة الشراب والقمار يمرح ويسرح...الشراب يسلب عقله والثانية ماله وآخر من المتشردين نائما تحت الرصيف على مقربة من الاول عاريا الا قليلا يفتح احدى عينيه من حين الى حين كلما رنت في اذنه ضحكات السكارى وضوضائهم ويضم ركبتيه الى صدره كلما احس صوت سيارة او ما شابه ذلك مارة بجانبه وكان يبسط كفه احيانا وهو مغتمص ان خيل اليه ان يدا تمد اليه بالصدقة لا يد هناك ولا صدقة رأيت هذين المنظرين المتناقظين القريبين من بعضهما فثارت في نفسي في تلك الساعة عاطفتان ،عاطفة البغض والاحتقار للاول ،وعاطفة الرحمة والشفقة على الثاني .وقلت حينها في نفسي لو(( كان لي ولد وكان لابد له ان يكون احد هذين الغلامين)) لفضلت ان اراه بين فئة المتشردين لاني فيها ارجو ان يجد من الراحمين يحسن اليه وينقذه من شقائه وياخذ بيده في طريق الحياة الصالحة وما اكثرها من حالات قد حصلت اما الوارث لا ارجو له شيئا مطلقا ---
. نعم ان الرحمة مطلوبة من الاباء جميعهم ولكن لا ننسى ان للرحمة طيشا كطيش القسوة والشدة واطيش الراحمين واعظمهم خطرا الذي يقضي حياته في جمع الثروة لاولاده ولا يهدأ ليله ونهاره حيث يغفل تربيتهم وتعليمهم ضنا منه ان يزعج نفوسهم بشيء من اعباء الحياة فيقف حائلا بينهم وبين ذلك المال الذي جمعه لهم فلا يكون لهم منه سوى حمله من مكان الى اخر فهم ينقلونه من خزائنه شيئا فشيئا الى خزائن الخمارين والمرابين فاذا فرغوا منه جلسوا في بيوتهم المقفرة جلسة الباكي الحزين فارغي الجيوب صفر اليدين لا حول لهم ولا حيلة قد اضاعوا حياتهم وحياة ابائهم واجدادهم في عام واحد او عامين ولنا جميعاً حوادث كثيرة حصلت من هذا النمط سواء شاهدناها او سمعناها وقرأناها....الخ
يقولون ان الفقر يدفع الى الجرائم والقتل وارتكاب السرقات وانا اقول:- اننا اذا استطعنا ان نفهم الجريمة بمعناها الحقيقي والا ننخدع بصور الالفاظ والوانها علمنا ان للاغنياء جرائم هي اشد واخطر من جرائم الفقراء فان كان بين الفقراء اللصوص والقتلة وقاطعوا الطرق---- فبين الاغنياء المحتالون والمزورون والمغتصبون والخائنون واصحاب المعامل والشركات الذين يغذون اجسامهم بدماء عمالهم والتجار الذين يسرقون البلد والامة في يوم واحد باسم ( الحرية التجارية) ما لا يستطيع ان يسرقه منها جميع لصوص البلد في ستة اشهر والقوام والاوصياء الذين يرثون التركات من دون وارثيها ويأكلون اموال اليتامى والمعتوهين باسم صيانتها والمحافظة عليها والسماسرة الذين يختالون الاسواق بأجمعها والمرايين الذين يختلسون الثروات باكملها والسياسيون الذين  يسرقون الممالك بحذافيرها هذا ليس خافيا او جديداً عليكم اذكره هنا...!!!
 عليه فأن جرائم اللصوصية والسرقة والقتل ليست جرائم الفقر بل هي جرائم الغنى ...!!!  فلولا بخل وشح الاغنياء بأموالهم وحيازتها وحجبها عن الفقراء لما وجد في الارض قاتل ولا سارق ولا قاطع طريق ...!!! جدلا ليفتح الاغنياء المدارس وليبنوا الملاجىء وينشأوا المصانع والمعامل للعاطلين والمتشردين وليتعهدوا المنكوبين الساقطين في ميادين الحياة العامة بالمساعدة والمؤونة فأن وجدوا بعد ذلك لصوصا او قتلة او مجرمين فليتهموا الفقر ولينعوا عليه جرائمه واثامه .
 وانا هنا لا اريد ان اقول:-  ان الغنى علة فساد الاخلاق وان الفقر علة صلاحها لا ابداً ولكن الذي استطيع ان اقوله عن تجربة واستقراء اني رأيت كثيرا من ابناء الفقر ناجحين ولم ارى الا قليلا من  ابناء الاغنياء عاملين وأن العلوم والمعارف والمخترعات والمكتشفات والمدنية الحديثة بأجمعها حسنة من حسنات الفقر وثمرة من ثمراته وما العبارات التي كتبت به المصنفات ودونت به الاثار الا دموع البؤس وما الاراء السامية والافكار الناضجة التي رفعت شأن المدنية الحديثة الى مستواها الحالي الا ابخرة الادمغة المحترقة بنيران الهموم والاحزان أليس هذا صحيحاً..؟؟.!!!
وما اشرقت شموس الذكاء والعقل في مشارق الارض ومغاربها الا من ظلمات الاكواخ الحقيرة والزوايا المهجورة وما نبغ النابغون من فلاسفة وعلماء وحكماء وادباء الا من جهود الفقر ولولا الفقر ما كان الغنى ولولا الشقاء ما وجدت السعادة ***
ان المجتمع الانساني اليوم ميدان حرب يعترك فيه الناس يقتتلون ويحتلون البلدان لا يرحم احد احداً يعدون ويسرعون ويتصادمون كانهم هاربون من معركة والدماء تسيل على اقدامهم وتموج موج البحر الزاخر يغرق فيه من يغرق وينجو من ينجو اتدرون لماذا سقطت الهيئة الاجتماعية هذا السقوط الهائل الذي لم يشهد له مثيل من حياتها الماضية ولماذا هذا الجنون الاجتماعي الثائر في ادمغة الناس خاصتهم وعامتهم علمائهم وجهلائهم ولم هذه الحروب القائمة واحتلال البلدان والثورات الدائمة والقتال بين البشر جماعات وافراداً وقبائل وشعوباً وممالك ودول ....الخ
 ليس هناك الا سبب واحد :-
هو ان الناس يعتقدون خطأً ان المال هو مقياس السعادة وميزانها الذي توزن به السعادة فهم يسعون الى المال ليس من اجل الجمع والادخار كما يجب ان يكون بل من اجل القوت وكفاف العيش ومن المعلوم ان المال في العالم كمية محدودة لا تكفي لملء جميع الخزائن وتهدئة كافة المطامع فهم ينهبون منه ويتصارعون من حوله كما تتصارع الكلاب حول الجيف الملقاة ويسمون عملهم هذا تنازع او صراع من الحياة والبقاء وماهو بذلك قط انما هو التناحر والتفاني والدم السائل والعدوان الدائم والشقاء الخالد...!!!
 اما العلاج الوحيد لهذه الحالة المخيفة المزعجة هو ان يفهم الناس الصلة او الرابطة بين المال والسعادة والافراط في الطلب والحصول على الاكثر هو شقاء كالتقصير فيه وان سعادة العيش وهنائه وراحة النفس وسكونها تاتي من طريق واحد هو((الاعتدال)) والاكتفاء ...!!! لان عدم الاكتفاء آفة قارضة ومتى استقرت في قلب الانسان فاصعب شيء هو استئصالها. انها تتغذى على مشاعر ردئية حسد وغيرة وشهوات تسمم الذهن وتهدم كل الحياة النفسية ..!!!
 والان استطيع القول بلا تردد او خوف من لوم او عتاب احد ان أفضل الناشئ الفقير على الناشئ الغني لا مجاملة فيه ولا محاباة ومن ذا الذي يجامل الفقراء ويحاببهم وان اقول له:- خلقت من اجل العمل فاعمل واجتهد ولاتعتمد في حياتك الا على نفسك ولا تحصد غير الذي زرعته يدك فان لم تجد معلم يعلمك فعلم نفسك والزمن خير مؤدب ومهذب وان ضاقت بك المدارس فادرس في مدارس الحياة ففيها علوم الحياة باجمعها والانسان مهما درس وكمل يبقى تلميذ في مدرسة الحياة ....!!! وان كنت ممن لا يعتبرون وظائف الحكومة ومناصبها غنماً عظيماً كما يعتبرها القعدة العاجزون امامك فضاء الارض فتش فيه عن قوتك كما تفتش عنه الطيور التي ليس لها مثل عقلك وفطنتك وقوتك وحيلتك فانك لم تخلق في هذا العالم ولم تبرز الى هذا الوجود لتموت فيه جوعاً او تهلك عطشاً ولا تصدق من يقول لك ان الناشئ الغني اسعد منك حالاً واوفر حظاً حتى وان راقك منظره واعجبك ظاهره فلكل نفس همومها وآلامها وهموم الفقر على شدتها وشقائها هي اقل هموم الحياة واهدئها ...!! واقول للناشئ الفقير ايضاً ان السعادة في الدنيا هي ضمير حي نقي ونفس هادئة مطمئنة راضية وقلب شريف وان تعمل بيديك فترى بعينيك ثمرات اعمالك تنمو وتترعرع فتغتبط بمرآها اغتباط الزارع بمنظر الخضرة والنماء في الارض التي فلحها بيده وتعهدها بنفسه وسقاها من عرق جبينه اذن في الختام نقول:-
 ((اصلح للانسان ان يولد فقيراً ولا يولد غنياً...!!!؟))



عادل فرج القس يونان

74
ايهما اصلح للانسان ان يولد فقيرا او غنيا --؟؟
((الجزء الاول))
لي ثلاثة اولاد فقط فحمدا وشكرا لله على فضله ونعمته علينا .احبهم كثيرا كحال معظم الاباء مع اولادهم وافكر بمستقبلهم واحرص عليهم كثيرا ولكن لم افكر ابدا او لا ارغب ان اتركهم من بعدي اغنياء ولست اسف على ذلك ابدا ولا متيئس لاني ارجو بفضل الله وعونه ورحمته واحسانه ان اترك لهم ثروة من العقل والادب فهي عندي خير الف مرة من ثروة الذهب ...!!!
احب ان ينشأ كل منهم معتمدا على نفسه في تحصيل رزقه وبناء حياته ولا على اي شيء اخر ولا حتى على الاشياء التي قد اتركها له ...!!! لان من نشأ هذا المنشأ وتعود ان لا ياكل الا من الخبز الذي يصنعه بيده نشأ عزيز النفس رفيع الخلق لا يتطلع الى ما في يد غيره ولا يستذوق طعم الصدقة والاحسان وأن ينشأ رجلا والطريق الوحيد الى الرجولة هو بالعمل ..!!! احب ان يعيش فردا من افراد هذا المجتمع الهائل المعترك في ميدان الحياة لان في معترك الحياة يعقل ويفكر ويتروى ويرى ويختبر ويقارن الامور بأشباهها ونظائرها ويستنتج نتائج الاشياء من مقدماتها ويعثر مرة وينهض اخرى ويخطأ حينا ويصيب احيانا فمن لا يخطىء لا يصيب ومن لا يعثر لا ينهض حتى تستقيم له شؤون حياته!!!!  احبه ان يجوع ليجد لذة الشبع ويعطش ليستعذب طعم الري ويتعب ليشعر ببرد الراحة ويسهر  لينام ملىء جفونه اي بمعنى اخر انني احب له السعادة الحقيقية التي لا   سعادة غيرها في الدنيا ...!!!. وما السعادة في الدنيا الا لمحات  كلمات الرقة تخفق حينا بعد حين في ظلمات الشقاء فمن لا يرى تلك الظلمات لا يراها ...!!! . وأؤكد ان اشقى الاشقياء هم اؤلئك المترفون الناعمون الذين يوافيهم الدهر فيتألمون من الراحة ويقاسمون من عذاب الوجود اكثر مما يقاسي المحروم من عذاب المحروم وقد تدفعهم تلك الحالة الى الالمام بمشتهيات غريبة لا تتفق مع الطبيعة البشرية ولا تدخل تحت حكمها ..!!1 .
احب ان يكون غنيا بالمعنى الحقيقي لا بالمعنى الاصلاحي (( اي يكون مستغنيا عن غيره مهتم بنفسه فقط )) لا كثير المال والثراء وما سمي المال غنى الا لانه اعتبر وسيلة الى الغنى وطريق اليه وهو اعتبار خاطىء من دون اي شك فان اكثر الناس فقرا الى المال واشدهم ولعا باحرازه واعظم مخاطرة بكرامتهم وفضائل نفوسهم في سبيله هم الاغنياء ...!!! واذا كان في الدنيا شيء يسمى قناعة او اعتدال فهو في جانب الفقراء القلة اكثر منه في جانب الاغنياء المكثرين ولا يزال الكثيرين يعتبرون المال وسيلة الى الحياة لا بل الحياة نفسها يجمعه ولا يدري ماذا يريد منه ويعبده وهو لا يرجو لثوابه ولا يخشى عقابه يستكثر منه وهو على ثقة بانه لا ينتفع الا بقليله واذا بلغت الحالة العقلية للمرء الى درجة تنقلب في نظره حقائق الكون وتتغير قوانينه حينها يرى
 الرؤوس اذنابا والاذناب رؤوسا والوسائل غايات والغايات وسائل فأقرأ على عقله السلام ...!!!
لا اكره ان ينشأ ولدي غنيا ولا احب ان اعرضه لمخاطر الفقر وآفاته ولكن اخاف عليه الغنى اكثر مما اخاف الفقر ...!!! اخاف عليه ان يعتد بالمال اعتدادا كثيرا ويقدره فوق قدره ويعتبره الكمال الانساني كله فلا يهتم باصلاح اخلاقه وتهذيب نفسه ولا يرى من حوله من اصدقائه مرآة يرى فيها عيوبه لان اصدقاء الاغنياء متملقون يطوون سيئاتهم ويزخرفون حسناتهم ...الخ !!!
ايضا اخاف عليه ان تتحول نفسه الى مادة جامدة لا تهتم من شؤون الحياة غير المادة ولا يعني بشيء سواها فيصبح رجلا قاسيا صلبا ميت النفس والعواطف فيحتقر العلوم والاداب ويزدري المواهب والعقول والفضائل فيصبح عارا منه ووصمتها الخالدة ...!!! ولا يخدم غيره ولا يقيم وزنا الا لاربابه ويخيل اليه ان عداهم من الناس لا قيمة لهم في الحياة لا بل لا حق لهم في الوجود أصلا ...!!!
اخاف عليه ان يصر على الزواج من غنية يراها انها تليق بمقامه ومنزلته ومن اشترط الغنى في زوجة يحرم نفسه من الاشتراط بشيء سواه ...!!! فيسقط في زواجه ويشقى طول حياته من حيث لا ينفعه ماله ولا جاهه واخاف عليه ان لا يجد بين اوقاته ساعة فراغ يتولى فيها النظر في تربية وتهذيب ولده فيتركه صغيرا في ايدي الخدم وكثيرا في ايدي اصدقاء السوء فيصبح نكبته الكبرى في حياته وعاره الدائم بعد مماته ...!!! اخاف عليه ان تمضي ايامه ولياليه خائفا مذعورا فائق القلب تقتله الخسارة اذا خسر ويضعفه فوات الربح ويطير النوم من عيونه هبوط الاسعار ونزول الاسهم وتقلبات الاسعار وخسران القضايا ومنازعات الخصوم والافات السماوية والكوارث الطبيعية وما حزن الفقير الذي انفق آخر دينار بيده من حيث لا يعرف طريقا الى سواه باشد من حزن الغني الشحيح على الدينار الذي من مليونه او الذي كان يؤمل ان يتم مليونه فلم يتح له ...!!!وما ليلة البائس المسكين الجائع باطول من ليلة  الغني الذي يبلغه الخبر بان بضاعته قد فقدت او ان سهما من اسهمه قد نزل سعره ...!!!
والكثير منا رأى بعينيه من جن وهو واقف ينظر الى قصر من قصوره يحترق وشاهد وسمع كثيرا من حوادث المنتحرين والمصعوقين على اثر النكبات المالية والخسائر التجارية التي لا تفقرهم ولا تصل بهم الى درجة الشحوذ وكل اثرها عليهم انها نقلتهم الى منزلة من الغنى ادنى من المنزلة الاولى فقط ...!!! ((وخير شاهد على ذلك ما حصل في بلدي ابان هبوط الاسعار في التسعينات من القرن الماضي والقصص الكثيرة جدا التي حصلت على هذه الشاكلة نتيجة للخسائر التي تعرض لها البعض من التجار والاغنياء وغيرهم ------!!!!!!

وسيليه الجزء الثاني من هذا المقال


عادل فرج القس يونان  
بــــغداد –العـــراق
 
        












75
زيارة عضو مكتب العلاقات العامة لاتحاد الوطني الكردستاني الى مكتب بغداد للمجلس الشعبي

في العاشرة من صباح يوم الاحد الموافق 23/ ك 2 / 2011 زار مكتبنا الاستاذ ضياء حسين علي عضو مكتب العلاقات العامة للاتحاد الوطني الكردستاني لغرض تقوية اواصر العلاقة والتعاون بين المجلس الشعبي والاتحاد الوطني الكردستاني وكان في استقباله الاستاذ عادل فرج القس يونان عضو المجلس الشعبي ومسؤول مكتب بغداد وتطرق الحديث اثناء الزيارة عن الوضع الامني في العاصمة بغداد والسبل الكفيلة بتطوير وتمتين العلاقات والتعاون المشترك واتفق الطرفان على تكثيف الزيارات بينهما بغية تحقيق الهدف المنشود كما وقام السيد مسؤول المكتب باهداء بعض المطبوعات التي يصدرها المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري (مجلة موتوا عمايا وجريدة سّورا) بالاضافة الى ثلاثة نسخ من كتاب النفس ومراحل الحياة من تأليف مسؤول المكتب واستغرقت الزيارة زهاء الساعتين ثم ودع الضيف الزائر من قبل مسؤول المكتب ومنتسبيه بالحفاوة والتكريم كما استقبل بهما







76
المنبر الحر / المظلومـــــــة
« في: 17:42 13/01/2011  »
المظلومـــــــة
---------------


في ليلة من ليالي الشتاء الباردة مر عظيم من عظماء هذه المدينة بزقاق من ازقتها الشعبية والظلام الحالك فرأى تحت جدار خرب فتاة صغيرة في الرابعة عشر من عمرها جالسة القرفصاء وقد وضعت رأسها بين ركبتيها أتقاء للبرد الذي كان يعبث بها --!! وليس في يدها ما يمكنها لتحمي من فتك البرد القارص سوى قطع ممزقة يغطي قسم من جسمها العاري وكأنها أثار سياط المستبدين في اجسام المستعبدين ---!!! وقف الرجل امام ذلك المشهد المحزن والمؤثر وقفة الكريم الذي تؤلمه مناظر البؤس وتزعج نفسه مواقف الشقاء ثم تقدم نحوها ووضع يده على رقبتها برفق فرفعت رأسها مذعورة وهمت بالفرار من بين يديه وهي تصيح –لااعود –لااعود ––واستمر بمسها وترويضها حتى هدأت وعاد اليها رشدها وعلمت انها ليست بين يديّ الرجل الذي تخافه –فنظرت اليه نظرة يكمن وراءها الاحزان والاشجان --!!! ما اسمك ايتها الفتاة ؟ لا اعلم ياسيدي حسنا بماذا ينادونك في البيت يدّعوني المكروهة واهل المحلة جميعها يدعونني (المظلــومـــة )اذن هل انت لقيطة كما يقولون ؟ كلا يا سيدي –لكن قصتي تختلف -----!!!!! حيث كان لي اب حنون وعطوف وحريص على بيته بكل ما يتصوره وما يتصف به كل اب صالح ولكــــن ---!!!للاسف ولي ام تحمل كل الصفات التي يرفضها كل انسان يعرف الله ويخافه ---كانت مغرمة بمتسول لا يحمل أصلا ولا عنوانا وكانت تلتقي به من وراء ظهر والدي المسكين الذي كان يقضي نهاره بحره وبرده يشقى لأسعادنا وانا الوحيدة له وكنت كل حياته وامنياته ----فأتفقت مع عشيقها وقتلوا والدي المسكين وادعت بمكر شديد انه مات موتا طبيعيا  وارتبطت بذلك الكافر الظالم وكان عمري يومها قرابة اربع سنوات –فأصبحت لا اعرف ابا ولا اما في الاحياء ولا في الاموات سوى رجل يتولى شأني ويضمني اليه في منزله وكنت احسبه ابي فيمتلىء قلبي سرورا به وفجأة انقلبت حياتي تلك الى جحيم لا يطاق ابتداءا من تسميتهم لي بالمكروهة في كل مناداتهم على الاطلاق واستمرارهم بتعذيبي للتخلص مني وتحميلي من اثقال الحياة واعباءها بما لاطاقة لي عليها وما لايحّمله الآباء ابناؤهم فعلمت اني وحيدة في هذا العالم وفهمت معنى اسمي (المظلومة )فألم في نفسي الحزن والالم ما يعلم به الا الله وحده وكنت كلما امشي في الطريق رأيت فتاة صغيرة سألتها هل لك أم ؟ فتجيبني نعم ثم تقص علىّ قصص نعمها ورفاهيتها وعطف امها عليها بما يزيدني هما ويملأ قلبي يأسا حتى يخيل لي انني أذنبت قبل وجودي في هذا العالم ذنبا عاقبني الله عليه بهذا الوجود ---!!! بيد انني صبرت على هذا الرجل وعلى كل ماكان يكلفني به من التسول على قارعة الطريق ابقاء على نفسي وحرصا على حياتي ان تغتالها غوائل الدهر فكان ذلك الرجل كلما رأى حاجتي اليه والى مأواه اشتد في ظلمي ولؤم معاملتي حتى صار يضربني ضربا مبرحا كلما عدت اليه مساء بأقل من المبلغ الذي فرضه عليّ تقديمه كل يوم ولم ازل اصابره وأحتمل منه ما يعجز على احتماله امثالي ولو لبرهة من الزمن حتى جاءني هذه اليلة -----بداهية الدواهي !!! وبدعة البدع !!! لابل مصيبة المصائب!!!(فقد حاول ان يسلب مني جوهرة العفاف )!!!التي لم يبقى عندي ما يعزيني عما فقدته من نعم الحياة سواها !!! فلم اجد غير الفرار من بين يديه سبيلا متسللة تحت جنح الظلام من حيث لايراني رغم متابعته لي وما زلت امشي على غير هدى لا اعرف لي معيل ولا مأوى حتى اويت الى هذا المكان كما تراني فهل لك يا سيدي ان تحسن لي كما احسن الله اليك وان تبتاع لي رغيفا من الخبز اسد به رمقي فقد مرّ بيّ يومان لم اذق فيها طعام ولا شرابا !!! وحال سماع الرجل من هذه الفتاة قصتها المحزنة حتى استقبلها بدموع حارة تنحدر على خديه ثم اخذها بيده ومشى بها صامتا حتى وصل قصره وهناك عاملها معاملة الكريم لأهله بما كانت لاتحلم به ولاتتمنى لنفسها ذلك الكرم وما هي الا ايام قلائل حتى ظهرت في ذلك القصر الكبيرفتاة جديدة من اجمل الفتيات وجها واكرمهن اخلاقا واكملن ادبا لايعرف الناس عنها سوى انها ابنة قريب لصاحب القصر مات ابوها – يتيمة فكان الى هذا القصر مصيرها وكان لصاحب القصر (زوجــــة صغيرة وحيدة ) قررت ان لاتخّلف (ان لاتنجب اطفال ) الا بعد حين من الزمن لأنها كانت من الفتيات اللواتي ترّبين التربية العصرية فكانت كلما حصلت عليه من العلوم والمعارف والفنون الولوع في مطالعة الروايات الغرامية الفاسدة والبراعة في معرفة الازياء التي تعلق القلب وتجذب النفوس والكبرياء والعظمة واحتقار كل مخلوق سواها ---الخ رأت ان هذه الفتاة الغريبة قد اصبحت تقاسمها قلب زوجها وقلوب زائريها من النساء بما وهبها الله من جمال الخلق وحلاوة الطبع وعذوبة النفس فأضمرت في قلبها من البغض ما يضمره (دائما أمثالها من اللواتي تربين تربيتها ) فكانت تتعمد في اساءتها والاكثار من تأنيبها وتبكيتها (والمظلومة ) لاتبالي بشىّ من هذا كله (وفاء") لسيدها وولي نعمتها واحتراما لنعمتها هذه – وفي ليلة من الليالي دخل الرجل قصره وبينما هو صاعد في السلم (أذ) عثرعلى ورقة ملقاة فتناولها وقرأ فيها هذه الكلمات --!!( سيدتي اني انتظرك عند منتصف الليل في بستان القصر تحت شجرة البرتقال الكبيرة ----حبيبك )فما ان تم قراءتها حتى دارت به الارض ولمس قلبه بيمينه ليعلم هل طار من مكانه ام لا ثم اراد ان يخفف من حزنه وقلقه فقال :- لعل الموعد مع تلك الفتاة المكروهة فنظر في ساعته فأذا الوقت قريب من الموعد فأخذ يتنقل في الحديقة من شجرة الى اخرى حتى وصل الى شجرة اللقاء فأختبىء ورائها ينتظر ما اخبأ له الدهر
الحقبقة لم تكن الرسالة الى المكروهة بل الى السيدة الشريفة ((العصرية )) وبينما كانت السيدة واقفة في غرفتها امام مرآتها تختار لنفسها اجمل الازياء واليقها بموقف اللقاء فكانت المكروه نائمة في غرفتها نوما هادئا مطمئنة خالية البال حتى استيقظت على صوت اقدام سيدها على سلم القصر فأشرفت عليه من حيث لايشعر بمكانها فعرفت كل شىّ وان سيدها سيقف على سر زوجته التي كانت على علم بكل ذلك وكتمته زمنا طويلا واعتقدت ان سيدها لابد ان يقتل نفسه حزنا ويأسا فعناها امره ثم اخذت تفكر بحيلة لأنقاذ الموقف ومن ثم نزلت بسرعة من السلم لتلق بسيدتها التي خرجت من باب غرفتها الى ذلك الموعد فأدركتها وامسكت بطرف ثوبها فأرتبكت والتفتت اليها وقالت لها ماذا تريدين --؟اتتجسسين علىّ يا ---يا ---يافاقدة كل شىّ ----!!! لا ياسيدتي ----!!! واخبرتها بالقصة كاملة فعلمت ان زوجها وقف على سرها  فانهارت فقالت لها :- لاتزعجي نفسك يا سيدتي فأن سيدي لايعلم ايتنا صاحبة الرسالة فعودي انت الى غرفتك وسأذهب انا الى الموعد مكانك فلا يشك في امرك ----!!!!
ثم استمرت حتى وصلت الى تلك الشجرة وهناك برز سيدها واقترب منها وعرفها (فحمد الله على سلامة شرف زوجته )ثم قال لها :- ايتها المكروهة فعلا اني احسنت اليك وانقذتك من يد البؤس والشقاء فأسأة الىّ بما فعلت حتى كدت اموت هذه الليلة حزنا والصق ذنبك وأحّمل عارك لزوجتي النبيــلة الشريفة العفيفـــة فأخرجي من منزلي فاللئيم ليس أهلا  للأحسان ابدا فخرجت حزينة خائبة تجر اذيال الخيبة ورائها حتى وصلت الى شاطىء شط العرب وهناك اخرجت من محفظتها ورقة كتبت فيها آخر كلمة خطتها اناملها .***(أحمد الله واشكره انه قدرني على مكافأة ذلك الرجل الذي احسن الىّ كثيرا بستر عاره وازالــة همه وحزنه ----)*** ثم القت بنفسها في الشط وهكذا جاءت الى هذه الدنيا مظلومة وخرجت منها ايضا مظلومة وما هي الا دقائق حتى فارقت روحها جسدها فطفا منها ما طفا ورسب ما رسب وفي صباح اليوم التالي عثر رجال الشرطة بجثة الفتاة فعرفوها وعادوا بها الى منزل سيدها فبكاها بكاء" كثيرا وندم على ما فعله ثم آمر بدفنها ولم يبقى لديه من آثارها غير حقيبتها فحفظها في صندوق (تذكـــارا" لها ) ---!!!مرت الايام تلواالايام وجاءت الحوادث اثر الحوادث وظهر للرجل من اخلاق زوجته وطباعها واستهتارها ما لم يكن يعرفه ويصدقه من قبل حتى ضاق بأمرها وجلس في غرفته يفكر فيما ساقه اليه الدهر ثم الم به الضجر --!! فقام الى صندوقه --!!! يفتش عن شىء يتلهى به فعثر بتلك الحقيبة ولم يكن قد فتحها من قبل حيث عثر بتلك الورقة واطلع على الكلمة الاخيرة التي خطتها انامل المظـلومـة وحال انتهائه من قراءتها سقط مغميا على الارض يعاني من الالم والحزن ما يعالج المحتضر من سكرات الموت وبعد ان فاق من غيه حتى صار يهذي هذيان المحموم ومضى على هذه الحالة بضعة اشهر حتى ادركته رحمة الله وانقضى أجـــله ----
فيا ايتها الام المجهولة التي قذفت بتلك الفتاة البائسة في بحــر هذا الوجود الزاخر --؟؟ اعلمت قبل ان تفعلي فعلتك الشنيعة هذه ان فتاتك ستلاقي   آلام وشقاء هذا العالم بما لا طاقة لها عليها ----
ويا ايها الازواج العظماء ان كنتم تريدون ان تختاروا شريكة حياتكم من الزوجات العصرية على امثال ما سمعتم من هذه القصة لمشاركتكم الحياة ولتكفل لكم سعادتكم ((فأنتزعوا من انفسكم )) غرائز الشهامة والعزة والاباء والأنـفة حتى لاتتعذبون وتتألمون وتقفون هادئين مطمئنين امام مواقفهن تلك -----
واخيرا نقول :-يا ايها الناس جميعا (لاتحلفوا بالأنساب والأحساب ) ولاتفرقوا بين تربية الاكواخ وتربية القصور ولا (تعتقدوا )ان الفضيلة وقف على الاغنياء والعظماء فقد سمعتم ما اضمر الدهر في طيات احداثه من (رذائل الشرفاء وفضائل البؤساء ) ---!!!!

77
مكتب بغداد للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري
يزور مجلس رؤوساء الطوائف المسيحية في العراق

الثلاثاء مساءاً بتاريخ 28/12/2010 زار السيد عادل فرج القس يونان عضو المجلس الشعبي ومسؤول مكتب بغداد ضمن وفد من تجمع الاحزاب والموسسات القومية المكون من (السيد سعيد شامايا سكرتير المنبر الكلداني الديمقراطي والسيد منير نيسان ممثل الحزب الوطني الاشوري) لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري مجلس رؤوساء الطوائف المسيحية في العراق وكان في استقبالهم كل من السادة:-
1.   المطران أفاك أسادوريان       رئيس المجلس
2.   الاب نضير دكو          المساعد الاول للامين العام 
3.   الاب يونان الفريد          المساعد الثاني للامين العام
ودار في الاجتماع الحديث عن مواضيع كثيرة تخص الوضع الامني في البلد بشكل عام واوضاع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بشكل خاص وفي مقدمتها مباركة اباؤنا الاجلاء لمشروع تخصيص محافظة لشعبنا والمقترحة من قبل السيد رئيس الجمهورية مام جلال المحترم  كما وطلب الوفد الموافقة على ضرورة عقد اجتماع  موسع بين مجلس  رؤساء الطوائف المسيحية في العراق وتجمع الاحزاب والمؤسسات القومية لشعبنا وقد تم الاتفاق بالاجماع على عقد عدة اجتماعات تمهيدية لغرض عقد الاجتماع الموسع المنوه عنه والذي سيحدد موعده ومكانه لاحقاً وفي نهاية الزيارة ودع الوفد من قبل السادة رئيس المجلس ومساعديه بالحفاوة والتكريم كما استقبلوا به.

 

 


78
حـــــــالات الشيخوخــــــــة
الجزء الثاني

ان علاج الحالات المرضية الطارئة او الدائمة للمسنين تتطلب من الجهد والمال ما لا يتطلبه علاج الحالات المرضية الاخرى في اي مرحلة حياتية اخرى ، وسبب ذلك  يعود الى طبيعة الامراض التي يصاب بها المسن ومعظمها امراض متزايدة الشدة ولا تعد بالانفراج ، وقد تستغرق زمنا طويلا ،كما انها تعقد من الحياة النفسية للمسن وتزيد في تعقيدات واقعه العائلي والاجتماعي . ومع اننا في بلدنا العراق العزيز ما زلنا نتحمل امراض المسن ومعاناته ضمن الاطار والمسؤولية العائلية ، الا ان معظم المجتمعات المتقدمة قد تخلت عن هذه المسؤولية وسلمتها الى المجال الاجتماعي العام ، وهذا النمط من تصريف امور المسنين ومشاكلهم اصبح هدفا تسير اليه مجتمعاتنا النامية ، ويبدو انه لا بد لنا من الوصول اليه في زمن غير بعيد . ومع ان هذا التحول في العناية بالمسنين ودفعهم من المحيط العائلي الى المجال الاجتماعي او الصحي بمؤسساته المختلفة فيه دفع عن كاهل العائلة ، وفيه فوائد صحية هامة للمسن ، الا ان هذا الدفع فيه ما ينوه للمسن بالابتعاد عن محيط الحياة الطبيعية العائلية والاجتماعية ، وفيه النذير بانه وصل المحطة الاخيرة لحياته . وقد يكون في ذلك من المعاناة النفسية ما يفوق اي معاناة اخرى تاتي بسبب العجز والمرض .وقد دفع هذا الواقع المصممين لمؤسسات المسنين على الاهتمام بتوفير جو من الحياة للمسنين لا يبتعد كثيرا عن الجو العائلي المالوف من حيث طريقة المعيشة والاتصال الاجتماعي ، وقد ذهبت بعض المؤسسات الى الجمع في نطاق متقارب بين دور العجزة ودور رياض الاطفال مما له ان يشعر المسن بارتباطه مع الحياة منذ بدايتها . اما المعالجة النفسية فان لها فائدتها في علاج الاضطرابات النفسية وحتى العضوية العقلية الناجمة عن تلف في الدماغ . واهم هدف للعلاج النفسي هو اعطاء المسن الشعور بالعطف الذي لا بد ان يدب في نفسه اذا ما حظي برعاية وعناية ولو من فرد واحد في المجتمع . ولهذا الشعور ان ينفي او يؤجل شعوره بالنبذ والعزلة وبانه اصبح عالة وعبثا على غيره حتى اقرب اقربائه . ومثل هذا العلاج النفسي لا يقتضي توفر معالج نفسي متخصص بقدر ما يتطلب فردا يستطيع المسن ان يضع ثقته فيه ويركن بالاطمئنان اليه . ولعل اهم ما يحتاجه المسن في هذه المرحلة هو ان لا يحرم من الاتصال او التماس او التواجد في الاماكن والاشياء والناس والمقربين الى نفسه .كما  ان من الخطا حرمانة مما تعود عليه وما يمتعه , على ان لا يكون في ذلك خطورة عليه (كالتدخين مثلا) وفي حدود الاعتدال . ولعل من اكثر الاخطار التي تقع على المسنين هو تغيير مكان سكناهم ,فقد يكون في هذا التغيير صدمة نفسية للمسن تؤدي الىالاكتئاب وتؤذن ببداية الانهيار في مقوماته النفسية والصحية  العامة .وسبب ذلك يعود الى قطع الروابط المألوفة في حياة المسن والى عجزه عن تأسيس روابط جديدة. وبالنظرلارتباط مفهوم العمل بمفهوم الحياة في التفكيرالانساني ، فان المسن يجب ان يمكن من القيام ببعض الاعمال التي يستطيعها والتي يشعره انجازها بالفعالية والمقدرة والكفاءة وبالتالي بتقدير النفس . اذ ليس ما هو اشد وقعا على نفس المسن من ان يشعر بانه لا يستطيع القيام باي عمل او ان مساهماته هي عبثية وغير مجدية وقد يلجا الى الانتحار ولنا جميعا امثلة عديدة على ذلك .
ان علاج المسنين بالوسائل المادية لا يختلف عن العلاج بهذه الوسائل في مراحل سابقة من العمر  غير ان هنالك بعض نواحي الاحتراز مما يجب الانتباه اليها خاصة عند استعمال الادوية والعقاقير . ومن هذه ان تحمل المسن لهذه العقاقير هو اقل  من التحمل الذي كان عليه في فترات سابقة من عمره . ثم ان المسن بسبب الضعف في مقدرته على استقلاب الادوية والتخلص من نفاياتها ، فان هذه الادوية او النفايات تتجمع بالقدر الذي يؤدي الى مضاعفات قد تكون خطيرة لقد جرت محاولات علاجية  عديدة هدفت اما لتاخير ابتداء العجز والخرف في المسنين او التقليل من شدة اعراضها والابطاء من سرعة تزايدها . ومن هذه المحاولات استعمال اغذية معينة تقلل من امكانية حدوث تصلب وتشمع الشرايين مثال ذلك استعمال الاغذية التي يتناولها الاسكيمو والذين تقل فيهم مثل هذه الحالات . 
ان ما ادركه الانسان حتى الان في موضوع تحسين الصحة العامة وتلافي الامراض وعلاجها ليس بالانجاز القليل ، غير ان مسعى الانسان الدائب للعثور على ما يمنع من عجز الشيخوخة واطالة الحياة لم ينته الى توفيق ، ولعل اقصى ما يستطيع العلم ادراكه في هذا السبيل هو منع عملية التلف الجسمي والعصبي الى اطول مدة ممكنة مما قد يسمح للمسن ان يصل عمره الطويل وهو خال من العلل والامراض المعقدة ، وبهذا تقصر المدة التي تفصل بين عجز الانسان وبين نهاية اجله ، والى ان يكون ذلك ممكنا فان المشاكل العديدة التي تسببها الشيخوخة ستظل معنا ، وربما في تزايد مستمر . وهذا الواقع يفرض ملافاة هذه المشاكل بما تتطلبه من الرعاية والعطف التي يستحقها المسنون لانهم عملوا في حياتهم من اجلها كما يعمل كل واحد من اجلها حتى بدون ان يدري .   

عادل فرج القس يونان 


79
حـــــــالات الشيخوخــــــــة
الجزء الاول

1-   الشيخوخة السليمة ( جسميا وعقليا ) :- ان وصف هذه الفئة بانها سالمة فقط ،يبين عدم وجود  حالات مرضية جسمية او عقلية واضحة ، غير ان ذلك لا ينفي توفر تغيير بايولوجي في عضو او اخر من اعضاء الجسم وهو امر طبيعي ومنتظر في عملية الكبر ، وان كان ذلك يتفاوت درجة بين مسن واخر تبعا لاستعدادات الفرد الطبيعية وتبعا للمؤثرات الايجابية او السلبية التي رافقت المسيرة الحياتية للمسن ، فهذه تزداد سلبية كلما تبين اسراف الفرد في طاقاته الجسمية والنفسية والجنسية ، وكلما كثر تعرضه لمصادر الشدة والاجهاد في مراحل حياته السابقة لا سيما المسنين العراقيين  . واهم ما يتصف به الفرد المسن والسالم ظاهريا من العلل والامراض هو ضيق افق اهتمامه بشؤون الحياة بصورة عامة ، وتقليص الصلات الاجتماعية وضعف الذاكرة خاصة لما هو جديد من التجارب والاحداث مع صعوبة في تعلم مهارات جديدة والبطء في مزاولة مهارات سبق اكتسابها والنقص في الطموح والحوافز لادراكها والاتجاه الى الركون الى حياة الماضي والى تامل الذات ومن ذلك الاهتمام باعضاء الجسم ووظائفه مما يؤدي الى قيام حالة الوسواس المرضي والميل نحو التشكيك في اراء الناس ونواياهم مع العناد والتمسك في الراى . وجميع هذه المظاهر قد تبقى ضمن الحدود التي لا تمس شخصية المسن ،  ويبقى نشطا في جسمه صافي الفكر في عقله ، وقد يظل المسن على هذا الحال حتى السبعينات او الثمانينات او ما يزيد وهو متماسك الشخصية الى ان يصل اجله بعارض او مرض مفاجىء او ان يصل بالنهاية الى ما لا يمكن تفاديه من شيخوخة طاعنة في السن ومليئة بالعلة والمرض .وتفيد بعض الدراسات بان ما لا يقل عن 80 في المئة من الذين تجاوزوا سن الخامسة والستين يعانون من مشكلة او اخرى من المشاكل الطبية .
2- الشيخوخة المريضة جسميا : - هنالك وفرة من العلل والامراض الجسمية التي تصيب المسنين ومن هذه ما هو طارىء كالحوادث الطارئة من شدة او حمى ومنها ما هو نتيجة نهائية لعملية تدريجية من التغيرات العضوية المرضية كامراض القلب والشرايين والكلى والكبد والامراض السرطانية . ومهما كانت الحالة المرضية فانها تؤدي الى اخلال في توازن المسن مع ظروف حياته ، ولا بد للمرض من ان يجلب للمسن بعض شعور العجز والقلق والاكتئاب ، فالمرض في هذه المرحلة الحياتية يحمل في طياته نذيرا لصاحبه . وقد يكون بداية تحول جذري في سلوكه وتصرفاته وانفعالاته وعلاقاته مع الغير ضمن حدود العائلة او خارج هذه الحدود . ولعل من اهم خصائص الامراض الجسمية في الشيخوخة هو ارتباطها المباشر وغير المباشر بالعلل النفسية والعصبية والعقلية . وقد يكون هذا الارتباط وثيقا بحيث يصعب التفريق بين ما هو جسمي من الاعراض المرضية ، وبين ما هو عارض من اعراض الشيخوخة في حد ذاتها .

3 – الشيخوخة المريضة عقليا : - تاتي الاعراض العقلية  في فترة الشيخوخة نتيجة لسببين
رئيسيين اولهما خرف الشيخوخة الناجم عن عمليات التلف والضمور في الخلايا العصبية  الدماغية , وهي العمليات التي تحدث للمسن بشكل طبيعي عند بلوغة مرحلة مقررة وخاصة اذا ما امتد اجله الى هذه المرحلة .اما السبب الثاني للاضطرابات العقلية فانه ياتي عن طريق اصابة الجهاز العصبي بآفة او شدة على الدماغ سواء جاء ذلك بصورة مباشرة كالشدة الخارجية  او الاورام او النزيف او الالتهاب , او اثرت في الدماغ من خارجة, كالسموم والعقاقير وافرازات وافر الجسم الضارة المتجمعة ونقص التغذية والاوكسجين وعجز القلب والدورة الدموية وغيرها من الحالات المرضية التي تنشا خارج الدماغ ولها ان تضر في حيوية الدماغ وفي وظائفه ، وجميع هذه العوارض في تزايد مستمر في عصرنا الحاضر ذلك ان الفرد في هذا العصر هو اكثر حظا في الوصول الى حياته المقررة من الاجيال السابقة له نتيجة لشدة الارهاق على الحياة العقلية والنفسية لا سيما نحن العراقيين  ، وهو لذلك اكثر عرضة للوصول الى سن التغيير العضوي في الدماغ وما ينجم من خرف الشيخوخة . اما الامراض العضوية الاخرى فان من البديهي ان نتوقع تزايدها بسبب ارتفاع متوسط العمر ،وبذلك فان احتمال تاثيرها على الحياة العقلية للفرد بتزايد مع ارتفاع هذا المتوسط .
ان الاعراض والعلل النفسية والعقلية كثيرة الوقوع ومتفاوتة الدرجات من الشدة في المسنين وهي قد تظهر بصرف النظر عن وجود او عدم وجود افة او علة عضوية في الدماغ تؤثر فيه .ومن اهم الاعراض النفسية شعور المسن بالقلق وعدم الاطمئنان والوسواس المرضي والركون الى افكار الموت والخشية منه وهذا ما يثبت نظريتي (( خطا ان نطلب فلان ان يكون عمره مائة عام واكثر لان كلما يكبر الانسان كلما يدفع الثمن اكثر من معاناة وخوف وقلق وتفكير لاسيما في الموت الذي يرهب كل البشر ولا احد يستطيع ان يعترض سهم المنية كائن من يكون ))... !!!  والتناقض  في الثقة بالنفس وفي تقديرها . اما الاعراض العقلية فانها تاتي في معظم الاحيان بسبب التغيير العضوي في خلايا الدماغ وهي تتراوح شدة من الدرجات البسيطة للاضطراب في  ادراك الاشياء وملاحظتها خاصة اوقات العشية والغروب ،الى حالات اكثر شدة كالنسيان او فقدان الذاكرة والبصيرة والتحكم في الاشياء والسيطرة على ردود الفعل العاطفية . ومثل هذه الدرجات الشديدة تكون دلالة على قيام حالة خرف الشيخوخة او تاتي بفعل اضطراب عضوي يؤثر في الدماغ او كليهما . ولعل من اكثر الصور المرضية حدوثا للمسنين في المجتمعات المتقدمة هو مرض الكابة وما قد ياتي عنه من محاولات انتحارية ، ولا بد لذلك من كشفها تمهيدا لعلاجها .
محاولة تفادي الشيخوخة ونهاية العمر هي من اقدم المحاولات التي سعى اليها الانسان وراح يبحث عن علاجها . ومع انه تعذر على الانسان اطالة الحياة فوق حدودها المقررة كما يتضح ذلك من عدم تزايد عدد المعمرين مع توالي العصور ، الا ان الانسان استطاع بفضل التقدم في العلوم الطبية وغيرها من العوامل من ان يرفع تدريجيا من متوسط عمر الفرد . ولعلنا لم نبلغ حتى الان الحدود العليا لهذا الوسط والذي تجاوز السبعين في بعض المجتمعات المعاصرة المتقدمة ، وما من احد يستطيع التكهن بالحد الاعلى لمتوسط العمر الذي نستطيع التوصل اليه في المستقبل . وان كان هنالك اعتقاد بان هذا الحد لن يتجاوز ما هو مقرر للطبيعة الانسانية وايضا قولنا ان كل واحد يذهب في ساعته او يومه من دون تقديم او تاخير رغم كل الظروف والمحاولات  ...!!! وما هو معين من امكانيات كل فرد على حدة .
ان الوسائل الفنية التي استعملت لتاجيل وقوع الشيخوخة وللتقليل من سرعة التدهور اليها عديدة ومتنوعة وشملت الاهتمام بالرياضة الجسمية وبالتغذية وسد ما يتبين من نقص في الهرمونات والفيتامينات والبروتينات  وغيرها من المواد الاساسية التي تساعد في الابقاء على التكوين البايولوجي . كما اتخذت اتجاها نحو اشغال المسن بعمل نافع ومفيد يتناسب مع امكانياته وميوله والى ضمان الصلات الشخصية والاجتماعية التي لاتشعره بالعزلة وتحافظ على احترامه وتقديره لنفسه وبجدوى الحياة ، وضمان توفر المتعة والسعادة للمسن ومن المصادر المقربة الى نفسه . هذا اضافة الى متابعة رصد الواقع الصحي للمسن احترازا من علة او افة عضوية قد تؤدي الى عجزه الجسمي او العصبي او العقلي . فاكتشاف مثل ذلك وعلاجه في الادوار الاولى من ظهوره قد يوفر الكثير من الجهد الطبي والاجتماعي والاقتصادي كما يقلل من حدة معاناة المسن وامد هذه المعاناة .


عادل فرج القس يونان








80
التغيرات مع تقدم العمر

ان التغيرات التي تحدث مع تقدم العمر هي تغيرات نمو وتطور منذ الولادة  وحتى نهاية مرحلة المراهقة (بين الخامسة عشرة والعشرين من العمر وكثيرون يقولون ان هذه التغيرات تصل الى خمسة وعشرون من العمر...). وما بعد ذلك فانها تغيرات تتجه نحو الانحلال والاضمحلال وقد يتفاجأ الكثيرون من هذا الخبر الانحلال والاضمحلال يبدأ بعد سن العشرين (انه امر غريب حقاً ولكنها الحقيقة ) ونحن نلاحظ بوضوح عملية النمو بادوارها ومظاهرها  المختلفة من جسمية ونفسية من الطفولة وحتى المراهقة , اما عملية الانحلال والاضمحلال فهي تبدأ من نهاية المراهقة حتى ارذل العمر, وهي فترة زمنية تساوي اربع مرات تقريباً فترة النمو القصيرة . وهذا يجعل التغيرات الحادثة بطيئة وغير محسوسة بالنسبة للفرد وبالنسبة لمن يلاحظه وهذا معلوم لنا جميعاً وفي بيان التغيرات التي تحدث في حياة الفرد بعد مرحلة النمو يفضل تقسيمها الى مرحلتين , مرحلة الكبر , ومرحلة الشيخوخة . وذلك ان المرحلة  الاولى (اكثر) تدرجاً (واقل) وضوحا واقرب للحياة من مرحلة الشيخوخة التي قد تظهر بسرعة وتتسم بالعجز او المرض وتنذر بالفناء اي الرحيل الى المثوى الاخير المستقر الاخير لجميعنا نحن البشروالتغيرات التي سنبينها لا يقتضي ان تظهر بشكل متوازي في جميع الناس او في فترة زمنية محددة . وفيما يأتي مختصر لمجالات التغير التي تحدث في عملية الكبر من جسمية وعصبية ونفسية وعقلية واجتماعية.
1.   التغيرات الجسمية
وتشمل هذه التغيرات مظهر الجسم بشكل عام والعلاقة النسبية بين اجزائه واعضائه, كما تشمل تركيبة وحيوية الجلد والعضلات والمفاصل والعظام والاوعية الدموية  والعمليات الوظيفية  لاجهزة الجسم كافة بما في ذلك القلب والدورة الدموية والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والجهاز الجنسي والتناسلي , والتي تهبط فعاليتها تدريجياً مع تقدم العمر . ومع ان الكثيرون من الناس يحتفظون بحيويتهم الى حد كبير بعد سن المراهقة والشباب , ومع ان بعض الناس يظهرون من الحيوية والفعالية في مجال او اخر من مجالات النشاط الجسمي مايزيد او يفوق نشاطهم في سن المراهقة والشباب (يكون مصدر للتباهي  والسرور لدى اولئك الناس والحقيقة) ان ذلك لا يعني عدم وجود التغير التنازلي في الجسم . وكل مافي الامر هو ان الفرد يستنفر كل طاقاته الكامنة والى حدودها القصوى , وهو امر يؤدي الى اجهاد اجهزته الجسمية التي ساهمت في هذا الاستنفاذ , كما ان الاجهاد في ناحية منها قد يأتي على حساب اعضاء او عمليات وظيفية اخرى نادراً ماننتبه الى هذه الناحية.
2.   التغيرات العصبية
وفي هذه التغيرات تأتي على صورة تقليل ونقص تدريجي في قوة الارجاع والاستجابات العصبية كما انها تشمل العديد من العمليات العصبية التي تعتمد على حيوية الدماغ مثل الذاكرة والتعلم واكتساب الخبرة والمهارة الجديدة .ومع ان الفرد يبدو اكثر نضوجاً مع تقدم العمر , الا ان ذلك لا يعني تطوراً موازياً في الحيوية العصبية بقدر مايفيده من فعل التجربة المتجمعة للفرد (اي ان تلك الحيوية متجمعة لديه نتيجة الخبرة والممارسة وليس تطوراً حديثاً يكتسبه).
3.   التغيرات النفسية
مع ان عمليات التغير في الحياة النفسية للفرد هي عمليات تدريجية حالها في ذلك حال عمليات التغير الجسمي والعصبي . الا ان التغيير النفسي يبدو سريعاً وواضحاً في مرحلتين من مراحل الحياة وهي مرحلة المراهقة ومرحلة الكبر في المسنين . واهم ما يحدث من التغيير في المرحلة الاولى هو قلة التوافق بين الحياة العاطفية والسلوك والفكرعند المراهق رغم كل ذلك فهذه المرحلة هي اشبه بفصل الربيع بالنسبة الى فصول السنة ما اجملها وياليتها تعود على علاتها  ومشاكلها...!!! وبأنتهاء هذه المرحلة فأن الفرد يتجه بسرعة نحو تحكم العقل والتجربة في تصريف المواقف الحياتية التي تعترضه . وقد يكون ذلك دليلا على تحول بايولوجي يؤدي الى انطفاء او خمود الجذوة العاطفية التي اتقدت اثناء المراهقة . اما التغيرات  التي تحدث في الكبر فانها تتسم بصفات التصلب النفسي مما لا يمكن للفرد من التكيف  الكافي لمتغيرات الحياة وظروفها خاصة المستجدة وغير المالوفة منها ( والتي تسبب معاناة كبيرة للكبار وخصوصا عند تغير المحيط بالنسبة لهم وهو ما يحدث حاليا للمغتربين من اخواننا العراقيين في بلاد المهجر لعدم امكانيتهم التعامل مع انفسهم ومحيطهم في ان واحد اي تبقى هذه المعادلة غير متوازنة وتسبب لهم المعاناة ...!!!) ويزامن ذلك هبوط في درجة الحماس وفي الطموح والاندفاع نحو تحقيق الاهداف التي تبناها الفرد في دور سابق . كما يحدث تضييق وتقليص في مجال اهتمامات الفرد لما يجري حوله ، فيبدو له العالم اصغر بكثير مما كان ، ويصاحب ذلك تحديد متزايد في اتصالات الفرد الشخصية وتتركز هذه الاتصالات على قلة من الناس ممن الفهم فقط ، كما يتركز اهتمام الفرد بشكل متزايد على ذاته او ما يتصل به مباشرة ويبدو عليه ما يدلل على تناقص في المرونة في التعامل وفي الاستعداد لفهم وجهات نظر الاخرين . ويميل الى التمسك بما يتذكره عن زمانه القديم والحنين اليه اكثر من اهتمامه وتقديره لعالمه الحاضر ، وهو لذلك يتمتع بعناد الراي وبصعوبة الاقتناع والتقبل لما هو جديد في الحاضر. وفي المراحل المتقدمة من الكبر تظهر بعض بوادر فقدان الفرد لبعض مظاهر التوازن النفسي والمقدرة على التحكم بعاطفته مما يؤدي الى حدوث انفعالات عاطفية انية وحادة اشبه ما تكون بالثورات الانفعالية التي يعاني منها الاطفال والاحداث وهو الامر الذي يبرر وصف الشيخوخة بانها الطفولة الثانية .
4 . التغيرات العقلية
تحدث تغيرات في العديد من العمليات العقلية بسبب الكبر ، وهذه التغيرات غير متساوية او متوازية في جميع الملكات العقلية ، فهنالك تفاوت في التغير بين ملكة واخرى وبين فرد واخر . وعلى العموم فان هنالك ثلاث فئات من انواع التغير تحدث في الكبر : في الفئة الاولى يبدو ان العمليات العقلية تتقدم وتتحسن مع تقدم العمر ، وفي الفئة الثانية نجد العمليات العقلية التي تصل ذروتها في سن المراهقة وتظل بعد ذلك ثابتة طول الحياة ،
ولذلك نجد انه يلقب من قبل البعض بالمراهق او المراهقة رغم تقدمه في السن ،والفئة الثالثة تشمل العمليات العقلية التي تميل تدريجيا الى الهبوط والتنازل مع تقدم العمر . ومن العمليات العقلية التي تتقدم وتتحسن مع تقدم العمر  هي المعلومات العامة وعدد مجموعة الكلمات التي يعرفها الفرد ، والادراك العام للاشياء الى غير ذلك من مظاهر تزايد المقدرة على الخلق والابداع والمساهمات الفكرية . اما العمليات العقلية التي تصل ذروتها في سن المراهقة وتظل ثابتة فهي العمليات المسماة بالمقدرات المتبلورة . وهي التي يكتسبها الفرد بالمواظبة والخبرة كالمهارات الفنية والتقنية التي تعتمد التجربة والممارسة . اما الفئة الثالثة من العمليات وهي التي تتناقص مع تقدم العمر فهي الذاكرة والمقدرة على التعلم النظري والتفكير المجرد ، وعلى العموم فان حصيلة التغيرات العقلية التي تحدث في الكبر تعتمد على توفر عوامل عدة منها نوعية العمل الذي يعهد به الى  الفرد وما يتطلبه هذا العمل من تجربة وممارسة ، او من ذكاء وتعليم وذاكرة .
5 . التغيرات الاجتماعية
هنالك الكثير من مظاهر التغيير في المجال الاجتماعي للفرد بتزايد وتقدم العمر لذا تتحدد علاقاتة وتصرفاته الشخصية وكذلك يتجنب الكثير من الممارسات السابقة التي كان يمارسها ويرتاح اليها في تلك الفترة ، وبعض هذا التغيير ياتي نتيجة لعجز الفرد عن مجارات وملاقاة ماتتطلبه الحياة من تغيير في نمط علاقاته الاجتماعية ، وبعض ذلك يأتي بسبب مايحدث من تبدل في التكوين العائلي مع تقدم العمر من تفرق او تشتت بعض افراد العائلة بسبب الوفاة او الرحيل او الزواج او بسبب التغيير في ظروف  العمل او الموقع الاقتصادي ، وجميع هذه العوامل لها ان تحدث تغييرا في الصلات الانسانية وفي اسلوب الحياة وفي تصور الفرد لمكانته الاجتماعية وفي تقديره لنفسه وفي جدوى حياته في العائلة او المجتمع ، واذا ضاقت جميع هذه المجالات ، فأن لها ان تدفع بالفرد الى وضع من العزلة الاجتماعية غير ان من الواضح ان اثر هذه العوامل يتفاوت بين فرد واخر كما ان هذا الاثر يعتمد الى حد كبير على المكانة المعنوية التي يحظى بها المسن في المجتمع والعائلـــــــــــــة التي ينتمي اليها ، وعلى مدى مساهمته بالنشاط  والفعل الاجتماعي.

عادل فرج القس يونان

   

81
المنبر الحر / الاحباط والعدوان
« في: 15:32 20/11/2010  »
الاحباط والعدوان

عادل فرج القس يونان
كما اسلفت في مقالنا السابق حول توضيح بقية العوامل الاجتماعية المحيطية والتي لها ان تؤثر في سلوك الفرد وتسهل انتقال العنف والعدوان لكي نسلط الضوء على الصلة الرابطة لما حدث في بلدي العراق العزيز ولا يزال يحدث من العدوان
عليه نوضح في مقالنا هذا العامل الثاني من تلك العوامل وهو "الاحباط والعدوان" ودوره لما يحدث كما اسلفت ولكن بودي قبل ان ادخل في صلب الموضوع لابد من الاشارة ولو بشكل بسيط ومختصر عن المعادلة التكوينية للانسان ومعرفة الدوافع الغريزية الكامنة في النفس البشرية ودورها المؤثر والفعال على سلوك الانسان ومن المعلوم ان (الانسان) لايستطيع ان يعمل او "لا" يعمل ما يريد لان اعماله حتمية باسبابها ودوافعها ان قيام الانسان بسلوك معين اوالامتناع عن القيام بذلك السلوك يعود لاسباب ودوافع في داخل نفسه هي التي تجعله يقوم او يمتنع عن القيام بذلك  فالمعادلة التكوينية للانسان تتكون من عنصرين هما
(الروح + المادة (الطين))
وهذه جاءت من اصل خلق الانسان وكما تروي لنا ذلك  الكتب السماوية المقدسة في سفر التكوين ان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان في اليوم الاخير قبل الراحة اي في اليوم السادس وترك اليوم الاخير للراحة ويقول سبحانه وتعالى "اخذنا طين وجبلناه ثم نفخنا من روحنا فيه فصار انسان" اي ان الانسان يتكون من روح وطين (مادة) وهذه المعادلة لا تتوازن الا باشباع الغرائز الروحية والمادية معاً اما بالنسبة الى غرائز الروح منها غريزة التدين وهي تطلب من الانسان تلبيتها "نعم تطلب ولا تفرض عليه تلبيتها "اي عبادة الله سبحانه وتعالى او مايؤمن به الانسان ويعتنقه "لان الكثير من البشر والى يومنا هذا لايعبدون الخالق الله سبحانه وتعالى بل يعبدون اشياء اخرى"
بينما الغرائز المادية فهي تفرض نعم تفرض على الانسان تلبيتها وهي لا تحصى ولا تعد ويستحيل تلبيتها لذا تبقى المعادلة غير متوازنة والانسان غير مستقر من هنا نقول لا سعادة للانسان  في الحياة وانما اقصى ما يصل اليه الانسان في حياته هو رضى نفسه لانه دائما يحصل على الشعور بالرضى فقط
والان نعود الى صلب موضوعنا "الاحباط والعدوان"حيث لما كان الانسان يتمتع بدوافع عديدة والتي تدفعه الى محاولة تحقيقها او ارضائها فان فشله في تحقيق ذلك من شانه ان يحدث حالة من الاحباط في نفس من يحمل هذه الدوافع او يسعى لارضائها ، وحالة الاحباط هذه لا تمثل نهاية في حد ذاتها ، بل انها تكون دافعا له طاقته ويسعى للتعبير عن وجوده ، وهذا الدافع يرتبط ارتباطا بالنزعة للعنف والعدوان والتي لها ان تثار بفعل حالة الاحباط.
ان الرابط بين الاحباط من ناحية وممارسة العنف من ناحية اخرى ليس افتراضا جديدا ، فالظاهرة معروفة عبر التاريخ الانساني كله، كما انها استرعت اهتمام وانتباه الحكماء والمربين في عصور مختلفة ، غير ان دولارد وزملائه Dollard كانوا اول من وضع النظرية المسماة بفرضية (الاحباط والتعدي) سنة 1939، وبناء على هذه النظرية فان العدوان ينبع من دافع يثار عندما تحبط مساعي الفرد في المواجهة نحو تحقيق هدف ما ، وفي راي هؤلاء ان الدافع للتعدي قد يكون او لا يكون ذا اساس بايولوجي الا ان ارتباطه بالاحباط ، هو ارتباط ثابت بمعنى ان الاحباط يؤدي دائما للعدوان والعدوان يسبق دائما بالاحباط، كما ان العدوان قد يتحول عن مصدر الاحباط والى اهداف او مجالات او اشخاص او اشياء غير هذا المصدر والتي للعدوان والعدوان عليها بصورة او اخرى ان يبدد طاقة العدوان وان يطفئ شعور الاحباط ولو الى حين.
كما ان مسألة الاحباط والتعدي ليست بشكل نهائي بل الى حين معين والتي تثار من مصادر اخرى خارجية مثل احداث الالم والفشل المعنوي وغيرها من التجارب والتي لها جميعها ان تثير دافع التعدي والذي لابد له في النهاية من ان يؤدي الى التعدي الفعلي ، غير ان الابحاث الاكثر حداثة قد افادت بأن العلاقة بين الاحباط والعدوان ليس علاقة ثابتة بحيث يؤدي الاحباط دائما الى ممارسة العنف ، ثم ان العدوان لا يأتي دائما نتيجة للاحباط وليس كل محبط عنيف محبط، ومع ان الاحباط يخلق في صاحبه شعورا بعدم الارتياح ويؤدي بذلك ان يدفع بصاحبه الى ممارسات العنف والتعدي الا ان هذا النمط من ردود الفعل  غير وارد دائما وان له ان يتحدد بفعل التدريب والتعليم اللذين لهما ان يوجها الفرد الى مناحي ايجابية وبناءة اذا مااحبط او اثيرت حفيظته كالتلميذ مثلا عندما يفشل في الامتحان او لم يحصل المعدل الذي يؤهله لتحقيق رغباته من الممكن رفع من معنويته وتبديد احباطه ليعوض في السنه القادمه مثلا او الفرصة القادمة، غير ان هنالك احباطات معينه لها حظ اكبر في اثارة العنف والعدوان في الفرد كالذي حصل في بلدي العراق العزيز بعد 2003 ولا يزال لا بل وبازدياد مطرد وما يحصل لكثير من البلدان والدول ايضا وفقا للظروف التي تمر بها تلك الدول والبلدان، ومن الاحباطات ايضا شعور الطفل بالاحباط الناجم عن رفضه او حرمانه عطف والديه او اي تجارب اخرى لاحقة لها ان تثير مشاعر الاحباط السابقة او تشابهها، وفي حالة تكرر او تواصل الاحباطات من نفس المصدر او النمط او من انماط اخرى من التجربة وبدون توفر الفرص لتبديدها او عندما تتوفر تجارب سابقة لاقى فيها سلوك العنف الناجم عن الاحباط مكافأة او تفريحا على الاحباط عندما تكون النواهي عن العدوان ضعيفة ولا تكفي للنهي عن ممارسته او تحويله الى نشاط بناء فيستفحل العدوان.واخيرا فأن نظرية الاحباط والعدوان مع وجود المبررات لافتراضها ، فانها لاتستطيع تفسير تجارب الاحباط التي لا ترتبط او تنتهي بالعدوان ، وهي كنظرية مازالت تفتقربه الى اساس ثابت تستند اليه ، وكل مايمكن التنويه  به عن مثل هذا الاساس انه دافع شبه غريزي وبانه يثار من تجربة عارضة في حياة الفرد.
الاان هذا النمط من ردود الفعل له ان يتحدد كما اسلفت بفعل التدريب والتعلم اللذين لهما ان يوجها الفرد الى مناحي ايجابية سليمة بناءة اذا ما احبط او اثيرت حفيظته وهذا مايجب ان تتوجه اليه وتتبناه حكومتنا والمعنيين بكل اهتمام وجدية وبالسرعة الممكنة لما له الاثر الفعال في توجيه الفرد العراقي الى نواحي ايجابية بناء طموحة سليمة تسخر لخدمة بلدنا الجريح وهذا ما نتأمله لخدمة مجتمعنا العزيز وبلدنا الحبيب العراق العظيم.

وسنأتي الى بقية العوامل الاجتماعية والمحيطية المشار اليها تباعا.

82
كنيسة سيدة النجاة 
أم الشهداء والصديقين
 
 
نعم  وبلا ذنب ومن دون أية رحمة استهدفوا المؤمنين وهم يصلون (والأطفال يسبحون لأنهم ملائكة على الأرض ) إلى الرب يسوع المسيح له كل المجد وعلى مذبح الرب سبحانك يارب جل وعظم شأنك ---!!!!
 نعم أن كنيسة سيدة النجاة أصبحت بحق أم الشهداء والصديقين وانضمت إلى قوافل أمهات الشهداء والصديقين من قبلها وأكيد ستكون إن لم نقل في مقدمة تلك القوافل ستكون في صدرها لان أبناؤها استشهدوا بطريقة إجرامية لم يشهد التاريخ لها مثيل والقائمون بذلك العمل الجبان مجرمون من نوع خاص وبعيدين عن كل القيم الإنسانية لا بل وحتى الحيوان عندما لا يجد مجابهة أو مقابلة من ضحيته يتركها في سبيل حالها ---!!!!!
 إذن من إي صنف كنتم يا مجرمين ----؟؟؟ كما وان مثل هذه الجرائم ليست جديدة بحق المسيحيين لا بل التاريخ مليء ليس فقط على هذه البقعة من المعمورة بل في المعمورة كلها كان المسيحيين يذبحون لا لشيء بل لأنهم مسيحيين ----!!! مجازر عديدة اتخذت بحقهم بين الحين والآخر ابتداء من ظهور المسيحية ومرورا بشهداء المشرق والى يومنا هذا وستستمر هكذا أيضا (ستكونون مضطهدون من اجل اسمي)-- وفي العديد من المجازر التي كانت تنفذ بحق المسيحين كانوا يطلبون منهم ان ينزعوا ثيابهم بالكامل قبل إعدامهم فكانوا اباؤكم وأجدادكم يردون عليهم نعم بامكانكم ان تفرضوا وتنفذوا  اوامركم بأن نخلع ثيابنا ولكنه يستحيل عليكم وعلى امثالكم بكل مواصفاتهم وجبروتهم  ان تنزعوا ايماننا بالرب يسوع المسيح من نفوسنا وقلوبنا لانه ذخيرة من ذخائر نفوسنا ومن اعلاق قلوبنا فلا تستطيعوا  فعل ذلك مهما حاولتم وبكل وسائلكم وقوتكم ---!!!!!
 وللأمانة والتاريخ اذكر ما قالته لي إحدى المصابات في مذبحة كنيسة سيدة النجاة والراقدة في مستشفى ابن النفيس حين قيامي بزيارتها باسم مكتب بغداد للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري عندما سألتها عن صحتها واحوالها وحالتها النفسية والمعنوية حيث  قالت لقد زاد ايماني وتقوىّ اكثر  بالرب يسوع المسيح وتعلقي بارض ابائي واجدادي الوطن الام اكثر واكثر وحالتي الصحية والحمد لله في تحسن ومعنوياتي عالية جدا -----
 وقبلها قد رد الاب الشهيد ثائر وعلى مذبح الرب داخل الكنيسة موضوعة البحث  على احد المجرمين عندما اتهمه بانه كافر (انا لست كافر انا اؤمن بالله وانتم الكفرة لاغيركم) واستشهد-----!!!!
 ايتها الكنيسة المجيدة الخالدة  ارى انه من الجدير بالذكروضروري ايضا  ان أذكر مقولة للحبرالاعظم الراحل يوحنا بولص الثاني في احدى زياراته الى كنيسة لا يحضرني اسمها حيث التقى بمجموعة من الاباء الكهنة وفي سياق الحديث طلب منهم ماذا تقولون عن الكنيسة فأجابوه  انها كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية فرد عليهم و(مضطهدة ) ---!!
 وبالمقابل ايتها الكنيسة المجيدة ان ابناؤك من الشهداء سيكونون في مقدمة قوافل الشهداء والصديقين من قبلهم ويجب ان يعمل لهم مزارات يكتب عليها أسماء هذه الكوكبة المؤمنة من شهداء الرب وعلى مذبح الرب والناس يقومون بزيارتها في كل مناسبة وحين  ويخلدهم التاريخ هنيئا لكم اعزائي هكذا شهادة (لانه هل يوجد شهادة اعظم واعلى من ان يستشهد الانسان والطفل البريء على ايدي مجرمين لايشهد لهم التاريخ مثيلا ومن دون اي ذنب والاكثر من ذلك كله وهم يصلون ويسبحون للرب وعلى مذبح الرب ------؟"؟؟؟؟؟) لابل وفي جميع ارجاء العالم اقيمت صلاوات ودعوات ومن مختلف الديانات والاجناس وهي تدعوا الباري عزوجل وجل ان يرحمهم برحمته ويسكنهم فسيح جناته خالدون -----!!! اكرر هنيئا لكم هذه الشهادة وبدل البكاء والنحيب والحزن يجب ان يقدم لكم  الفرح والزغاريد لأنكم أحياء مع الرب يسوع المسيح (من أمن بي وان مات فسيحيا)
هذا جانب والجانب الاخر هو ان على ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ان يعوا اهمية وخطورة هذه المذبحة بكل صفاتها وتفاصيلها لكي لاتكون حادثة عابرة تبدأ وتنتهي بالاستنكار والشجب لابل عليهم ان يعوا جيدا ان مثل هذه المؤامرة القذرة يجب ان تدرس وتناقش من جميع الوجوه  وليست فقط اربعة اوسبعة مجرمين قتلى دخلوا هيكل الرب وفعلوا ما فعلوا لابل  ان على  المفكرين والعقلاء ودعاة من ابناء شعبنا ان يأخذوا في حساباتهم ان مثل هذا الاجرام لايستطيع الذين نفذوه من دون تخطيط مسبق وتهيئة جدية وتحقيق أهداف أقول قد لا يستبعد ان  يكون خلفها دول ومن اغراضها أفتعال  واشعال حرب طائفية( لكن الشعب العراقي العزيز اكثر وعيا من محاولة الاشرار ) وأجبار ما تبقى منا على ارض وطن الأم (العراق العزيز) للهجرة وأقتلاعنا من جذورنا والا لماذا هذه الصيغة وبهذه الكيفية وعلى هذه الشاكلة لأننا على الدوام كنا ولازلنا  الحلقة الاضعف والمعانات والمظالم الاكثر ---!!!
 اذن ماهو المطلوب من اخواننا وابناؤنا المسيحيين بعد هذه الحادثة المتميزة وأن  الجميع شهدوا شجاعتهم في مواجهة الحادث والحضور بجموع هائلة كل المراسيم التي اقيمت على ارواح شهداؤنا الابرياء ومسيرات التشييع رغم طول مسافتها ودموعهم التي امتزجت بدموع العراقيين جميعا ودور كنائسنا وما قدموه ابناؤنا من خدمات كبيرة  كل هذا يجعلنا ان نزيل القلق من نفوسنا وان  نكون حكماء في اتخاذ القرار والفحص الدقيق لمغريات الهجرة وبعقل بعيدا عن العواطف لان خيار الهجرة واقراره صعب جدا جدا ويجب ان لايعتمد على وعود الاهل والاقارب وغيرهم في اتخاذ مثل هكذا قرار وترك الوطن الام ---
  كما قد لاتخلوا من اغراض سياسية آنية كل هذه الاحتمالات وغيرها وارد  وهي كثيرة  جدا لامجال لتفصيلها هنا  يجب ان تأخذ في الحسبان من قبل المعنيين
 وفي الختام لايسعنا القول الا  (ان لله في خلقه شؤون) ودعائنا ورجائنا منه ان يرحم شهدائنا الابرار برحمته الواسعة ويسكنهم فسيح جناته ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان ولجرحانا الشفاء العاجل يارب وان يتحقق الامن والامان في العراق في كافة ربوعه وان يأخذ بيد المسؤولين لكي يختاروا الطريق والاسلوب الامثل لقيادة البلد لضمان مستقبل العراق العزيز وايقاف نزيف الدم لكي ينعم الجميع بأمان وسلام ويعود الامل لبناء بلدنا ليأخذ مكانه الصحيح بين الدول ---انك على كل شىء قادر قدير يارب العالمين


عادل فرج القس يونان
بغداد - العراق

 
 


83
مكتب بغداد للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري يتلقى اتصال هاتفي من الحزب الديمقراطي الكردستاني

مكتب بغداد يتلقى اتصال هاتفي من الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني حيث  اتصلت  د. (ازهار رمضان رحيم) / مساعد مسؤولة الفرع الخامس ومسؤولة العلاقات بالسيد مسؤول مكتب بغداد (عادل فرج القس يونان) لتقديم التعازي والمواساة للكارثة التي اصابت ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري (مذبحة كنيسة سيدة النجاة) وكما طلبت ايصال هذه المواساة الى قيادة المجلس الشعبي واكدت على تضامنهم الكامل معنا.

     

84
مكتب بغداد للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الأشوري
يشارك مراسيم تشييع جثمان شهداؤنا في كنيسة مار يوسف \بغداد 

في 2\11\2010 الثلاثاء شارك وفد من مكتبنا برئاسة السيد عادل فرج القس يونان عضو المجلس الشعبي ومسئول المكتب وعضوية كل من السادة أسامة فائز فؤاد وزافي رمزي يلدا منتسبي المكتب مراسيم تشييع جثمان شهداء مذبحة كنيسة سيدة النجاة من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري المقام في كنيسة مار يوسف في الكرادة والدعاء إلى الله العلي القدير بالشفاء العاجل لجرحانا والرحمة والخلود لشهدائنا الأبرياء   


85
العدوان كسلوك اجتماعي متعلم

النظر الى العدوان كسلوك اجتماعي متعلم هو منظور جديد لظاهرة العدوان , غير ان الكثير من محتوى هذا المنظور معروف ومتداول عبرالتاريخ الفكري للانسان ,وطبقا لهذا المنظور فأن السلوك العدواني هو سلوك مكتسب اثناء الحياة بفعل عوامل اجتماعية وبانه يتعزز ويتواصل بفعل هذه العوامل , ويتحقق هذا الاكتساب للسلوك العدواني نتيجة اما التعرض  لمثله اوالتعلم من نماذجه , خاصة اذا اقترن ذلك بالمكافأة على القيام به او توقع هذه المكافأة , ومع ان هذا المنظور للسلوك العدواني لا يقر بوجود غرائز داخلية ينبع منها العدوان تلقائياً او بوجود دوافع عدوانية تثار من الخارج , الا ان من الواضح انه يتفق مع نظرية الدوافع العدوانية في ان مايثير العدوان يأتي من عوامل اجتماعية او محيطية محددة.
ولعل اهم مافي هذا المنظور للسلوك العدواني هو ان الفرد يتعلم هذا السلوك وينوع ويطور اساليبه طبقاً لقواعد التعليم والتي تعتمد على عناصر التعرض والتكرار والربط والاسناد بالمكافأة ومع ان هذا المنظور الاجتماعي التعليمي للعدوان لا يمكن ان ينفي وجود طبيعة اساسية تمكن الفرد  من ممارسة العنف والعدوان , الا انه ينوه بأن وجود مثل هذه الطبيعة الاساسية لا يعني بالضرورة الممارسة التلقائية للعنف والعدوان وهي ممارسة التي تتطلب توفر عوامل محيطية واجتماعية والتي تجعل من هذا السلوك ممكناً.
ان لهذه النظرية عن العدوان والتي تربط بينه وبين التعرض للعوامل الاجتماعية والمحيطية من ناحية وبين قواعد التعليم من ناحية اخرى اهمية خاصة , ذلك ان الاخذ بها يمكن ان تؤدي الى التحكم بالسلوك العدواني في الحياة الاجتماعية وذلك عن طريق الحد من العوامل الاجتماعية والمحيطية التي تساعد على اكتساب العنف واثارته كما لها ان تحد من هذا السلوك عن طريق توجيه عمليات التعليم بعيداً عن امكانية اكتساب العدوان وهذا ما يجب ان تتبعه الدولة في سياسة التربية والتعليم بالنسبة الى الدول التي لم تتبع في خططها التربوية والتعليمية بالاضافة الى تعاون العائلة والمجتمع في توعية الاجيال بنبذ العدوان لا سيما في بلدي العراق العزيز  , ولهذا المنظور للسلوك العدواني يعطي املاً اعظم بامكانه السيطرة على العنف والعداوان مما هو عليه الحال بالنظريات التي تؤكد على غريزية اودوافع العدوان والتي ترى في العدوان ظاهرة لابد منها ولا سبيل الى تحديدها او السيطرة عليها . وقد يبدو من الناحية النظرية ان اعتبار العدوان سلوكاً اجتماعياً متعلماً له ان يخضع العدوان لامكانية السيطرة عليه, غير ان العوامل الفعالة في  الحياة الاجتماعية هي عوامل عديدة والكثير منها يدفع الى العنف والعدوان ويسنده ويديمه , ولهذا فأن من غير السهل التوصل الى السيطرة على العنف والعدوان بالقدر الذي يوحي به هذا المنظور للعنف كظاهرة مكتسبة في الحياة .
وهناك العديد من العوامل الاجتماعية والمحيطية والتي تعتبر فعالة في عمليات اكتساب السلوك العدواني واثارته ودوامه ومن اهم هذه العوامل :-
1.   العدوان والمكافأة عليه .
2.   الاحباط والعدوان .
3.   العدوان كنموذج للتقليد.
4.   المجال الحياتي والعدوان .
وسنوضح كل عامل من هذه العوامل بشيء من التفصيل يبدأ من :-
1.   العدوان والمكافأة عليه
الرابط بين العدوان والمكافأة علية لايعني بالضرورة ان العدوان ينشأ من المكافأة على ممارسته وانما يفيد بأن الدافع للعدوان يمكن التأثير عليه من نتائجه, وهذا يتضح من ان السلوك العدواني للفرد لابد ان يتأثر بطبيعة ودرجة المكافأة التي يحصل عليها الفرد من عدوانه وبالظروف التي التي تحيط بذلك . وللمكافأة على العدوان ان تكون اسناداً لدافع التحدي اما في ظروف مماثلة او مشابهة وحتى في ظروف مغايرة اذا ما تاكد الشعور في النفس بأن ممارسة العدوان هي عملية مجدية .
ومن التجارب التي لها ان تسند العدوان وان تساعد على الاستمرار في ممارسة الحالات التالية:-
أ‌-   العدوان الذي بمثابة رد فعل للشعور بالالم سواء كان الالم جسمياً او نفسياً وخاصة اذا اوقع العدوان الالم في المعتدى عليه اصلاً وجاء رد الفعل في حالة من الغضب.
ب‌-   اذا وقع العدوان امام جماعة من الناس ولاقي استحسانهم فأن لذلك ان يضمن الى حد كبير ممارسته مثل هذا العدوان في المستقبل , كما ان لمثل هذا الاستحسان ان يخلق شعوراً بالعظمة والكبرياء والاعتداد بالنفس , ولكل ذلك ان يدفع بالفرد الى ممارسة العدوان حتى بدون توفر مايتطلب رد الفعل العدواني.
ج‌-   تيقن الفرد بأن العدوانية توفر له المكافأة والسيطرة والمكاسب التي تربط بذلك.
وهكذا فأن بالامكان تدريب الفرد خاصة في سن الطفولة والحداثة والشباب على العدوانية وذلك عن طريق اسناد السلوك العدواني بما يوفر المنفعة او المديح او الوصول الى مركز مرموق في مجالات اجتماعية معينة .

وسنوضح بقية العوامل الاجتماعية والمحيطية والتي اشرنا اليها سلفا (( تباعا )) .

عادل فرج القس يونان

86
نشاطات مكتب بغداد


في يوم السبت الموافق 16/ت1/2010 وفي تمام الساعة الحادية عشر صباحاً اجتمعت لجنة بغداد في مقر مكتب بغداد ضمن اجتماعاتها الدورية ورأس الاجتماع السيد مازن ايليا مجيد رئيس لجنة بغداد وحضر الاجتماع كل من :-
1.   السيد علاء فرج زكي          عضو لجنة – عضو مكتب بغداد
2.   الانسة ليلى ميخا هرمز          سكرتيرة اللجنة – عضو مكتب بغداد
3.   السيد غانم صادق قوجا          عضو اللجنة
4.   السيد ميخائيل خوشابا          عضو اللجنة
5.   السيد لويس ادم             عضو اللجنة
6.   السيد رمزي داود يلدا         عضو اللجنة
7.   السيد جوزيف اودا سورو      عضو اللجنة
8.   السيدة مناهل حميد هيلاري      عضو اللجنة
كما ارتائت حضور مسؤول مكتب لحضور جانب من اجتماعها لتوضيح بعض الامور المتعلقة بالطروحات التي دارت في اجتماعهم
 

 
وقبل انتهاء الاجتماع تقرر تشكيل وفد من اللجنة بمرافقه مكتب بغداد لتقديم التعازي الى الزميل عضو المكتب المهندس ( قيس ميخائيل ) لوفاة والدته وذلك في داره الواقعة في حي سومر وبعد انتهاء الاجتماع توجه مسؤول المكتب وبرفقته اعضاء لجنة بغداد وبعض من منتسبي المكتب الى دار المؤما اليه لتقديم التعازي .
 

   
 





87
وفد من مكتب بغداد للمجلس الشعبي يحضر مجلس عزاء والدة السيد قيس ميخائيل عضو لجنة بغداد

حضر وفد من مكتب بغداد برئاسة السيد (عادل فرج القس يونان ) مسؤول المكتب ويرافقه اعضاء لجنة بغداد مع عدد من منتسبي المكتب قاعة مار افرام برصومي العائدة الى كنيسة مار بطرس وبولص وذلك لحضور مجلس العزاء وتقديم التعازي الى (المهندس قيس ميخائيل عضو لجنة بغداد التابعة الى مكتب بغداد) بمناسبة صلاة يوم الثالث والسابع المقام على راحة نفس المرحومة والدة الموما اليه .
 



 
 

88
العنـــــــف والعــــــــدوان


 
اكيد عنوان مالوف جدا لا سيما بين ابناء شعبي العراق العزيز اما الروايات السماوية المتعلقة بهذا الموضوع وبسيدنا ادم تخبرنا بأن ابنه الاكبر قابيل اقدم على قتل اخيه الصغير هابيل وكثيرون مثلي يفكرون بهذا الامر ويقولون ( طيب لماذا قتله ) هل لغرض الدفاع عن الارض والعرض والملك ام لغرض المنصب او الاستحواذ على نساء جميلات فتاخذنا الحيرة ...!!! لكن تفسير هذا الحادث وهو اول حادث من العنف والتعدي في تاريخ البشر بان قابيل قد اقدم على فعله بدافع من ( الغيرة والحسد) لاخيه لما تصور بانه حظي به من رضى الله عليه . ومهما كانت تفاصيل الحادث واسبابه ،فان فيه الدليل على ان ظاهرة العنف والعدوان قد بدات على الارض مع بداية الانسان عليها . ولعل من المهم الملاحظة بان العدوان الاول على الارض لم يحدث كما اسلفت لضرورة الدفاع والملك كما هو الحال في حياة كثير من الحيوانات وانما اصلا بدافع نفسي من الحسد والذي يهدف الى ازالة المسبب له حتى ولو كان المحرك لهذا الحسد هو اقرب المقربين له . ومهما كانت وقائع ذلك الحدث الاول في مطلع حياة الانسان على الارض فقد ظل من بعده صفة ملازمة لجميع اجيال وحضارات بني الانسان ، ذلك ان التاريخ الانساني لم يسجل حتى الان فترة زمنية او جضارية اختفت فيها ظاهرة العنف والعدوان من حياة الانسان .وليس ادل على هذا التواصل في ممارسة العدوان من ان تاريخ الانسان المعروف قد سجل حتى الان ما يزيد على عشرة الاف حرب معلنة ،ناهيك عن حالات الاعتداء والعنف التي لا تحصى بين الافراد والجماعات ،وممارسات العنف على الحيوانات والاشياء .واذا نحن اضفنا الى هذه الممارسات العدوانية والتي تستهدف الايذاءالجسدي مختلف الممارسات العدوانية التي تستهدف الايذاء النفسي من نوع اخر ،لبين لنا بوضوح صارخ بان ظاهرة العنف والعدوان هي اكثر الظواهر السلوكية الملازمة للانسان ،وبان مسيرة التاريخ كله بما تضمنته من حضارات ومعتقدات  وافكار وسلطان فانها لم تستطيع حتى الان ايقاف العمل بهذا النمط من السلوك او حتى التخفيف منه ،وعلى العكس ،فان المتابع لمسيرة التاريخ يجد بان هذا العصر والذي يتباهى بالحضارة والعلمانية وسلطة الفكر والقانون ، يظهر من ممارسات العنف والعدوان على النطاق الفردي والجماعي والوطني اكثر بكثير مما مارسه الانسان في العصور السابقة من ظاهرة العنف ولاي سبب ، فهو على سبيل المثال قد اشغل نفسه بعدد من الحروب خلال المئة  سنة الاخيرة تزيد على ما قام من الحروب خلال الف عام ،كما ان احصائيات بعض الدول المعاصرة تبين الحجم الهائل لمختلف انواع العنف في مجتمعاتها وبنسب لا يمكن مقارنتها بحوادث العنف في الماضي القريب او البعيد ،هذا مع العلم بان سجلات العنف والعدوان في كل بلد ومجتمع لا تتطرق الى العدد الكبيرمن حوادث العنف التي تظل مكتومة لسبب او اخر ومنها بلدي العراق ولو فعل ذلك بتثبيت جميع حوادث العنف لحصلنا على كم  هائل من السجلات لا سيما خلال ثلاث عقود الماضية .
من هذه البينات وغيرها ،والتي لها ما يسندها من الملاحظات والتجارب الشخصية والاجتماعية حول مدى انتشار وحجم ظاهرة العنف والعدوان فانه يتضح لنا بان هذه الظاهرة تمثل صفة انسانية يتمتع بها كل انسان ،فالانسان بين معتدي ومعتدى عليه ، فان له ان يمارس العدوان على من هو اكثر منه ضعفا ، واذا لم يستطع ، فان عدوانه يرتد الى نفسه فيوقع العنف عليها بطريقة او اخرى . وهذا ليس شيء  غريب اذكره او اجتهاد شخصي من قبلي بل هو الحقيقة بعينها نعرفها جميعا وفي هذا الواقع العام والذي لا يمكن انكاره ,ما يذكر بقوله الشاعر المتني :

                                                      والظلم من شيم النفوس فان تجد
                                                                                               ذا عفة ,فلعله لا يظلم ،

لقد استرعت ظاهرة العنف والعدوان اهتمام الانسان منذ القدم في محاولة للحد منها ،وقد عني بها الفلاسفة والعلماء والحكماء ورجال الدين وذوي السلطان ورجال القانون والادباء وعلماء الاجتماع والسياسيون وعلماء النفس والمختصون في العلوم البايولوجية والفيزيولوجية العصبية وغيرها من ضروب العلم والمعرفة . وبالرغم من الجهود العظيمة والحثيثة ،فان هذه الجهود لم تسفر حتى الان الى نتائج ايجابية ،فالاراء حول اسباب هذه الظاهرة متباينة ، ومحاولات خفض حوادث العنف لم تسفر عن اي خفض حقيقي لها ، وعلى العكس فأن ظاهرة العنف بمختلف اشكالها هي في هذا العصر الصفة المميزة للسلوك الانساني وهي في تزايد حثيث ومرعب, ولها ان تعطي الانطباع بأن شيطان العنف الانساني قد افلت من قمقمه, وان لاسبيل هناك لارجاعه اليه. ومن الجدير بالذكر ان منظمة اليونسكو في باريس عقد ندوة محددة لبحث في موضوع العدوان في النطاقات الفردية والاجتماعية والوطنية والدولية وقد شارك في تلك الندوة عدد من المختصين في مختلف فروع المعرفة العلمية والانسانية في محاولة للاحاطة بظاهرة العدوان من جميع النواحي ووجهات النظر فكان منهم المختصون بالعلوم السياسية وبالاقتصاد وعلم الاجتماع وعلم النفس والجراحة العصبية والامراض النفسية والعقلية والعلوم التاريخية القانونية الى جانب المختصين بعلم السلوك الانساني والحيواني وبالفنون والسلم العالمي ومع تعدد وجهات النظر والتى تعبر طبعاً عن اتجاهات هذه الاختصاصات المتعددة حول اسباب ظاهرة العنف والعدوان !! الا ان حصيلة الارآء قد استقطبت في اتجاهين متعارضين اولهما:-
يرى في ظاهرة العنف صفة متأصلة في طبيعة الانسان بانها تقررت بفعل مقررات وعوامل بايولوجية والى الحد الذي يجعلها ظاهرة حتمية الوجود في الحياة الانسانية.
اما بالاتجاه الثاني:-
فقد راى في العدوان ظاهرة مجلوبة وطارئة في حياة الانسان وبانها مكتسبة من الحياة بفعل عوامل محيطية واجتماعية وتعليمية وقد مال معظم المشاركين في الندوة الى الاخذ بهذا الراي الاخير . اما راي الشخصي في العنف والعدوان انه حالة حتمية لها اصولها البايولوجية وان كان لهذه الحتمية ان تؤجل او ان تستبدل او ان يخفف عن التعبير عنها او بالتعويض عن التغيير عنها بوسيلة او اخرى لذا نقول:-
ان في النفس البشرية كوامن شريرة واخرى خيرة وللانسان عقل يستطيع السيطرة والتحكم على تلك الكوامن سواء بالاتجاه الايجابي الخير او على الضد منه الشر ولكن لا ينكر ان عرض مايهيج هذه الكوامن الاثر الكبير في انبثاقها وفجورها مثلاً كعرض صور من المعركة او صور العدوان والتعدي والافلام السينمائية والمسلسلات التي تشجع العنف والعدوان كلها اسباب تشجع على تهيج تلك الكوامن وانبثاقها بغض النظر عن الغرض التي تعرض  بها تلك المشاهد الا انه لاينكر اثرها الكبير على تلك الكوامن وايضاً رأي هذا لا ينفي ان يكون للعوامل الاجتماعية والمحيطية ولعمليات التعليم والتجربة فعلها في الحد من التعبير عن هذه الظاهرة وامر طبيعي بعد قرأة هذا المقال سيحصل جدل مباشر يستقطب احد وجهتي النظر ويتحزب بحماس الى الواحد منها او الاخر



عادل فرج القس يونان

89
زيارة الاستاذ خالص ايشوع عضو البرلمان العراقي ورئيس قائمة المجلس الشعبي الى مكتب بغداد

في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس الموافق 7/10/2010 زار مكتبنا السيد رئيس كتلة قائمة المجلس الشعبي في مجلس النواب العراقي الاستاذ خالص ايشوع اسطيفو والسيد رياض قريو مدير مكتب القائمة وكان في استقباله السيد عادل فرج القس يونان مسؤول المكتب والسيد جنان فرج ككي عضو المكتب وجميع منتسبي المكتب واجتمع مع السيد مسؤول المكتب حيث تم مناقشة امور كثيرة تخص الوضع العام في العراق والوضع الامني في بغداد بشكل خاص وما يتعلق بالشأن القومي وفي مقدمة تلك الامور موضوع الحكم الذاتي لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطق تواجده التاريخية وقد قدم السيد عضو البرلمان مشكوراً شرحاً مفصلاً عن الحكم الذاتي لابناء شعبنا مشيراً الى مواضيع كثيرة منها ما يتعلق بالاحوال الشخصية والتغيير الديموغرافي والهجرة بالاضافة الى موضوع البطالة والبنية التحتية وبعد انتهاء الاجتماع ودعوا بالحفاوة والتكريم كما استقبلا بهما


90
مكتب بغداد يزور الاب يونان الفريد راعي كنيسة الروم الارثدوكس
في بغداد

الاربعاء الموافق 29/ ايلول /2010 زار وفد من مكتبنا برئاسة السيد عادل فرج القس يونان مسؤول المكتب وعضوية كل من السيد جنان فرج ككي عضو المكتب والسيد علاء فرج زكي حكيم - الانسة ليلى ميخا هرمز – أسامة فائز فواد (منتسبي المكتب) الى كنيسة الروم الارثودكس وذلك للاطمئنان وتقديم التهاني الى الاب يونان الفريد راعي الكنيسة بمناسبة سلامته وعائلته أثر تعرضه لحادث مروري أثناء عودته من سوريا الى العراق وحيث ودع الوفد من قبل الاب يونان الفريد بكل حفاوة وتكريم كما استقبله بهما.



91
لماذا الهروب بدل المواجهة ضد المواقف الخاطئة؟


                     
                                                                                                      عادل فرج القس يونان
                                                                                   
لا يخفى علينا جميعاً ان ما ينتج عن السلبية والهروب من مواجهة المواقف الخاطئة السلبية الضارة بالفرد والمجتمع هو اولاً دفن الحقيقة والحاق الضرر بالأبرياء لان من يعرفون الحق لا يريدون التحدث به والدفاع عنه مخافة الاساءة لهم والحاق الضرر فيهم وقد لا نجادل في ان الهاربون من الحق جبناء، غير امناء في الحق فالهروب هنا لا يبرر مواقفهم مهما حاولوا تبرير ذلك لان الجبان الذي يدفن الحق بيديه لا يقدر ان يحترم نفسه لذلك يقف صغيراً حقيراً إمام أعينه هو وتبقى هذه المشكلة في اعماقه ( تأكل في قلبه كما نقول بالعامية ) تؤرقه وتهدد ضميره..!! لكن للاسف الشديد رغم كل ذلك ان معظم الناس في عصرنا هذا يمارسون هذه السلبية الهروب بدل المواجهة وباعتقادي ان السبب يكمن في ضعف القدرة والنظر الى الامور بموضوعية لان هذا الضعف متأصل فينا بسبب توفر البيئة الملائمة لانتشاره واستفحاله بالصورة التي يظهر فيها لان الموضوعية ليست امراً سهلاً فالانسان الذي له القدرة ان يخلي ذاته من موضوع قد يمسه ثم يتحدث عنه بنزاهة وفي اطار موضوعي ( انسان ناضج واعي له القدرة على التماسك وعلى ادراك جوانب    الأمور ) كما ان الموضوعية في حد ذاتها تحتاج لتدريب واسع ولخبرة كبيرة ولقدرة انسانية على مواجهة المواقف وتحليلها تحليلاً سلمياً..!! والموضوعية ايضاً اسلوب تفكير يتدرب عليه الانسان حتى يصبح جزءاً منه..!! لان  في كل موقف يحدث صراع طبيعي في داخل الانسان في رؤيته لذلك الموقف أما بنظرة موضوعية او ذاتية فالنظرة الموضوعية قد تدفعه لاخلاء نفسه من مصلحة ما ترتبط به او قد تزج به في مجال معين يضعفه في مواجهة الاتهام او اللوم فيكون الشخص بذلك في موقف متأزم في اعماقه ( كما نقول بالعامية مثل من يبلع الموس ) وهو يختار لنفسه الاسلوب والتحليل الذي يرضاه لنفسه وليس غريباً ابداً ان ينتج عن الموضوعية خلاف بين طرفين ونتج عنها مشاحنات ومشكلات تؤدي الى نتائج لا يحمد عقباها..!! ويتسبب عنها ضرر للشخص الذي يمارس الاسلوب الموضوعي ..!!
تصور معي عزيزي القارئ ان زوجاً عاد من عمله فوجد ان ( خناقه ) او مشكلة حدثت بين زوجته و أمه  ( قد تستغرب عزيزي من هذه الظاهرة لانها قليلة الحدوث جداً في مجتمعنا ان لم نقل معدومة ..!!) وبعد ان سمع القصة من الطرفين واكتشف ان زوجته مخطئة وان امه على حق فهل يقدر ان يقول لزوجته هي المخطئة وهل تقبل الزوجة هذا الموقف من زوجها دون ان تفسره ذاتياً بان زوجها لماذا تزوج طالما يحب والدته بهذا القدر ويبلي بنت الناس..!! وتصور معي ايضاً ان موظفاً صغيراً في دائرة ما احس ان مسؤوله او مديره خطأ في امر معين فهل يقدر ان يقول لمديره انه اخطأ وهو على يقين ان فعل ذلك فعاقبته الفصل من العمل وبالمقابل هل يقدر ذلك المدير ان يستمع الى نقد يوجه اليه الموظف الصغير دون ان يسئ اليه. لا بل برأيك ماذا يعمل القاضي وهو يعالج قضية ما ثم اكتشف ان ابنه هو المجرم؟ وهل يقدر الحبيب في فترة الخطوبة عندما يكتشف ان خطيبته اخطأت (خصوصاً إذا كانت حلوة ومن عائلة قوية) إن يقول رأيه لها بصدق وواقعية او بالعكس هل تقدر خطيبته ان تمارس هذا الحق معه اذا كانت الحالة معكوسة او انها تخشى ان تخسره لو واجهته برأيها؟ لابل وهل يمكن لكل منهما ان يوجه ويواجه الحوار بموضوعية..!! وهل اذا قام شخص ما بعمل ما، ولكن فشل فيه وهو في اعماقه يقارن نفسه بزميل له يحس انه نجح وتفوق عليه في نفس العمل ؟ هل يقدر ان يواجه نفسه بأنه فشل وبالتالي يدرس اسباب الفشل ويحاول ان يعالجها ام انه يتجه ليغطي فشله بان يهاجم الناجح ويطعنه ويسيء اليه؟ وهل يقدر صغير السن ان يبدي رأياً مخالفاً لكبير السن اذا كان يحس بصدق ان هذا رأيه وهل يقبل كبير السن الرأي المخالف او المعارض من صغير السن؟ لابل وهل يقدر كبير السن ان يتعامل مع ذلك بموضوعية وان يدرسه بصدق؟ وهل يقدر زميل ان يعبر عن رأيه بصدق في زميله له ويكون في هذا الرأي تميز بين هذه الزميلة وزميلة اخرى؟ وهل يستطيع زوج ان يعبر عن رأيه بصدق في زوجته ويكون فيه تمييز بينها وبين امه او اخته..؟ وهل يقدر انسان بعد ان اخطأ في شيء ان يكون صادقاً مع نفسه اميناً مع الغير بان يعترف بانه اخطأ؟ وخاصة اذا كان الاعتراف سيجر اليه المتاعب فهل يعترف ؟ وهل يحس بان زميله قد اساء اليه بكلمة او الحق به ضرر ان يتقبل ذلك بموضوعية ام انه يخطط للثأر والانتقام؟ ولابد ان يرد الصاع صاعين كما يقال..!!.
 









لماذا الهروب بدل المواجهة ضد المواقف الخاطئة
الجزء الثاني


ما بالك بشخص يصور لك انه يبحث عن المصلحة العامة وما اكثرهم في يومنا هذا ويلعب الدور بتفنن ودهاء شديد وهو في الحقيقة باحث عن مصلحته الشخصية فقط وانت قد تعرف ذلك وقد لا ينكشف امره بسهولة وتزيد المشكلة تعقيداًُ عندما يتخذ ( المحتال ) ((غطاء دينياً)) فهو يعتني بمظهره الديني لكي يغطي ما وراءه من اساليب منحدرة وضيعة لعله يخدع المشاهدين وبالتالي ينتصر في النهاية ويحقق اطماعه الشخصية..!!
ايضاً وقد تكون في موقف لابد لك ان تحدد فيه المسؤولية ونوع الخطأ واسماء المخطئين وقد يكون المخطئ شخصاً عادياً او شخصاً قيادياً فهل تجرؤ على التحدث او التصرف بصدق..!!.
 ولا يفوتنا ان هناك من يستخدمون وسائل الابتزاز لمنع شخص من ان يكشف معلومات خطيرة لديه فيحس ذلك الشخص انه شخصياً سيكون في خطر لو انه كشف الحق فماذا يعمل؟
كل هذه المواقف الصعبة وغيرها يواجهها الانسان الذي يريد ان يواجه المواقف الخاطئة والسلبية أي عندما يكون الانسان موضوعياً يواجه كل ذلك واكثر من ذلك ايضاً..!!.
فالانسان من الصعب عليه ان يعترف بانه اخطأ لذلك فهو يلجأ الى اساليب التبرير بان يلقي المسؤولية على الضروف والاحداث او على شخص معين ( كما انه من الصعب ايضاً ان يواجه غيره بما فيه هو من عيب لابل عيوب واخطاء ايضاً لذا يتجه الكثيرون الى السلبية او الهروب من المواقف الحاسمة ولسان حالهم يقول وانا مالي ) او يقول أي واحد يتزوج امي اسميه ابوية هذا القول المشهور عندنا بشكل واسع او عليك ان تروح بدربك وتجي بدربك مالك علاقة بالناس ).
وظاهرة اخرى قد تتحدث الى شخص في موضوع معين وعندما يحس ذاك الذي تتحدث اليه بان شيئاً يمسه او يوجه اليه اصبع الاتهام مهما كان الاتهام صغيراً او كبيراً تجده ينفعل ويتعصب ويندفع ويقول لك انت تريد الاساءة لي شخصياً وبهذا يحول الحوار الموضوعي الى حوار شخصي ويبدا الحوار يتجه الى حل المشكلة الشخصية  التي حدثت واثبات النية بانها ليست للاهانة والاساءة ومرات عديدة يضيع الحق مع مثل هذا الاسلوب..!! ومهما حصل فان الموضوعي هو انسان قدير على مواجهة الحق واقامة العدل فهو يناقش الموضوع كقضية مستقلة عن نفسه وغيره لا بل وهو قدير على مناقشة الرأي والرأي الاخر ( بكل شفافية هذا المصطلح الذي يكثر استخدامه هذه الايام **
كما ان الاسلوب الموضوعي يتسم بالقدرة والامكانية على تحديد الخطأ والصواب وتحديد المخطئ والمصيب وهو يعبر عن رأيه رغم وسائل الابتزاز والضغوط التي توضع وتفرض عليه..!! والموضوعية ايضاً تفتح الباب للحوار البناء والهادف ولاختلاف الرأي مع حفظ العلاقات سليمة كما ان الشخص الموضوعي يستطيع ان يعتذر متى احس انه اخطأ او يعاتب متى احس ان غيره هو من اخطأ وبذلك سيستمر الحوار بناء هادف لكل الاطراف. وليس غريباً ابداً لابل تحصل عندما دائماً ان الموضوعي تواجهه مشكلة شخصية تمسه وقد يجد نفسه مضطراً للدفاع عن نفسه وهناك فرق بين الدفاع عن النفس وهو متأكد بانه على حق والدفاع عن النفس وهو في اعماقه متأكد انه مخطئ والقدرة هنا على مواجهة مشكلة شخصية بحوار موضوعي قدرة رائعة لاتنكر..!!.
ونحن لابد لنا ان نفهم او ندرك ان بعض المواقف يستحيل معها التصرف البناء والصريح فعندما تتعامل مع شخص ذاتي ( او كما نطلق عليه بالعامية قافل ) لايقدر ان يكون موضوعياً فالحوار معه لا يستمر طويلاً بل  لابد في مرحلة ان يتوقف.
واخيراً نقول هناك شخص رغم عقلانيته الا انه في مواجهة موضوع معين يسيطر عليه انفعال شديد لا يقدر معه ان يكون موضوعياً فهناك مراحل يصعب على الانسان فيها ان يفصل نفسه عن احاسيسه العميقة وهناك مواقف يتعامل فيها الانسان طيب القلب مع خبيث ماكر جبان فلا بد لطيب القلب من الحذر الكافي لكي لا يضيع من دون مبرر ..!! ويبقى الهروب بدل المواجهة للمواقف الخاطئة التشجيع على استفحال الخطأ والحاق الضرر بالابرياء والهاربون من الحق جبناء غير امناء في الحق فالهرب لا يبرر مواقفهم مهما حالوا ومهما بذلوا من جهود من اجل ذلك ويبقى الجبان الذي يدفن الحق بيديه لا يقدر ان يحترم نفسه ابداً فيقف صغيراً حقيراً امام اعينه هو وتبقى هذه المشكلة في اعماقه تأكل في قلبه كما نقول بالعامية وتوبخ ضميره وتهدده..!!.


                                                                                  عادل فرج القس يونان


92
زيارة وفد من ح.د.ك الفرع الخامس الى مقر مكتب بغداد
 للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري

بتاريخ 24/8/2010 زار وفد من الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني مكتب بغداد للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري وكان الوفد الزائر برئاسة د. أزهار رمضان رحيم/مساعد مسؤول الفرع ومسؤولة مكتب العلاقات وعضوية كل من

1.   السيد حسين قلي خان فيلي/عضو فرع نائب مسؤول العلاقات .
2.   الشيخ هادي/عضو فرع كادر مكتب العلاقات .
3.   السيد علي غالب/عضو فرع كادر مكتب العلاقات .


وكان في أستقبال الوفد السيد عادل فرج القس يونان مسؤول مكتب بغداد للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري مع منتسبي المكتب, وجرى أثناء الزيارة الحديث عن الوضع العام في العراق وبغداد بشكل خاص بالاضافة الى التطرق الى السبل الكفيلة للتواصل المستمر والتعاون الجدي بين الطرفين وبعد أنتهاء الزيارة ودع الوفد الزائر من قبل مسؤول المكتب مع منتسبي المكتب بالحفاوة والتكريم كما استقبل بهم .
      


93
نشاطات مكتب بغداد
للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري
لشهر أب /2010
في تمام الساعة العاشرة والنصف من يوم الاربعاء الموافق 18/ أب / 2010 زار وفد من مكتبنا برئاسة السيد (عادل فرج القس يونان) مسؤول المكتب وعضــوية كــل مــن منتسبــي المكتب :-
1.   السيد علاء فرج زكي حكيم
2.   الانسة ليلى ميخا هرمز
3.   السيد سلام حافظ كريم
الى الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني لتقديم التهاني بمناسبة الذكرى ال 64 على تأسيسه وكان في استقبالهم كل من :-
1.   د. أزهار رمضان رحيم / مساعد مسؤول الفرع ومسؤولة مكتب العلاقات .
2.   السيد حسين قلي خان فيلي / عضو فرع  نائب مسؤول العلاقات .
3.   الشيخ هادي / عضوالفرع كادر مكتب العلاقات .
4.   السيد محمد خضر / عضو فرع  كادر مكتب العلاقات .
5.   السيد غالب علي / عضو فرع كادر مكتب العلاقات .


وتم التباحث اثناء الزيارة عن الوضع في العراق بشكل عام  والوضع الامني في بغداد بشكل خاص نتيجة الفراغ الامني والدستوري وتم التطرق ايضاً الى العلاقات القوية والرصينة بين (حدك) وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري بالاضافةُ الى امور عامة تم التطرق اليها اثناء الزيارة التي استغرقت زهاء الساعة والنصف ثم ودع الوفد الزائر من قبل مسؤولة مكتب العلاقات وبقية الاعضاء بالحفاوة والتكريم كما استقبل بهما.
 




 

 

 

94
نشاطات مكتب بغداد
للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري
لشهر أب /2010
في صباح يوم السبت الموافق 14 /اب /2010 زار وفد من مكتبنا برئاسة ( السيد عادل فرج القس يونان ) وعضوية كل من:-
1.   السيد مازن ايليا مجيد            رئيس لجنة بغداد
2.   السيدة مناهل حميد هيلاي        عضو
3.   اسامة فائز فؤاد                   احد منتسبي المكتب
الى رئيس مجلس روؤساء الطوائف المسيحية في العراق واستقبل الوفد من قبل المطران   (افاك اسادوريان) رئيس مجلس رؤوساء الطوائف المسيحية في العراق في مقره /كنيسة الارمن في ساحة الطيران ،ودار اثناء اللقاء الحديث عن الوضع العام في العراق واوضاع شعبنا المسيحي بشكل خاص وبشكل مركز على موضوع هجرة ابناء شعبنا وترك وطنهم  (وطن الام ) والسبل الكفيلة لايقاف هذا النزيف المدمر وعن مهام مجلس رؤوساء الطوائف المسيحية حيث يعتبر هذا العمل خطوة ضرورية لتوحيد الشعب المسيحي في العراق في مجال (الجانب الروحي ) وهو مناصر لاهداف المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الرامية الى توحيد الجهود والخطاب القومي في القضايا المصيرية لشعبنا لكوننا شعب واحد وقومية واحدة  ودين واحد ولغة واحدة رغم اختلاف اللهجات .
 
 

 

 

 

 

 

 

 


 
 

 

95
نشاطات مكتب بغداد
للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري
لشهر تموز /2010


1.   بتاريخ 9/7/2010 زار مسؤول مكتب بغداد ( السيد عادل فرج القس يونان ) يرافقه السيد اسامة فائز احد منتسبي المكتب في تمام الساعة الخامسة ب.ظ النادي الرياضي الاثوري وكان في استقباله كل من السادة :

•   السيد يوسف متاوي         رئيس النادي وكالة  
•   السيد اكرم الشماس         امين سر النادي
•   السيد ادور قمصر           الامين المالي للنادي
•   السيد اويه ايليشع             عضو النادي

 

واجتمع مع الهيئة الادارية وتم اثناء الاجتماع شرحا مفصلا للفعاليات التي يقوم بها النادي واعداد المدربين واللاعبين كما تم التطرق ايضا على المعوقات والصعوبات التي تعرقل مهام عملهم وتحديد السبل الكفيلة بمعالجتها كما تم التاكيد على التواصل المستمر بين الهيئة الادارية للنادي ومكتب بغداد بغية التعاون لحل ومعالجة المعوقات التي تعترض مسيرتهم كما وحضر مصور عشتار الفضائية وقام بتصوير هذا النشاط وفي تمام الساعة السابعة والنصف ودع مسؤول مكتب بغداد من قبل الهيئة الادارية واللاعبين بالحفاوة والتكريم كما استقبل بها .

    
 
 

2.   بتاريخ 10/7/2010 عقد مكتبنا اجتماع مع اعضاء لجنة بغداد بدء الاجتماع بكلمة ترحيبية من قبل مسؤول المكتب ومنقاشة مقررات المؤتمر الشعبي الاول والثاني (سورايا) ومناقشة جدول اعمال اللجنة ودعم مجلة المجلس (موتوا عمايا).

 
 
 
 


3.   بتاريخ 13/7/2010 زار مسؤول مكتب بغداد السيد عادل فرج القس يونان يرافقه كل من السيد جنان فرج ككي عضو مكتب بغداد والسيد أسامة فائز فؤاد احد منتسبي المكتب الى كنيسة الروم الارثدوكس وكان في استقبالهم الاب يونان الفريد / راعي طائفة الروم الارثدوكس ومدير مدرسة الفرح الابتدائية ودار خلال الزيارة الحديث عن موضوع هجرة ابناء شعبنا من الوطن الام الى المهجر هذه الكارثة المخيفة التي لم يجد اصحاب السلطة واليد الطويلة والمعنيون بالامر من ايجاد حلاً لها وايقاف نزيفها كما ابدى الاب يونان



استعداده التام بالتعاون مع مكتب بغداد لما فيه صالح لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري لاسيما في الظروف الحالية التي نحن بامس الحاجة اليها وخاصة في بغداد والتي تتطلب من جميع الجهات والاحزاب والمنظمات والمجالس بذل اقصى الجهود ونكران الذات وتحمل المسؤولية بصدق والتعاون من اجل توفير الامن وايجاد فرص العمل لهم لتخفيف من معاناتهم في ارض الوطن ولمنعهم من الهجرة .


 
 

96



اماننا
ملاذنا الآمن
ج 3

 


إذن لولا الحياة الشعرية التي نحياها أحيانا لأسود في نظرنا وجه الحياة الحسية وصار مذاقها مرا" في أفواهنا حتى ما تنعم حي بنعمة العيش (ولا يكره ميت طلعة الموت ----!!!)لذلك نرى كل حي يهرب من الحياة الحسية كل الهرب لاجئا إلى الحياة الشعرية من اى باب من أبوابها------ لأنه يرى في هذا ما لا يراه في تلك مما يريح فؤاده لإبل وبثلج صدره ويبعد عن نفسه الكآبة والضجر -- يقولون (أشقى الناس في هذه الحياة هم العقلاء ---!! ويقولون أيضا ما لذ العيش إلا للمجانين--!!) أتدرون لماذا -- ؟ لان نصيب العقلاء من الحياة الشعرية اضعف من نصيب المجانين لان عقل العاقل يحول أو يمنع بينه وبين استمرار الطيران في فضاء الخيالات الذهبية فلا يرى سوى ما بين يديه من الحقائق الملموسة ولا يسمح له علمه بأحوال الدنيا وشؤونها لإبل ومعرفته حق المعرفة إن المصائب ----والآلام لازم من لوازم الدنيا التي لتفارقها فلا يطلب سعة العيش من وراء الأمل (كبقية المؤملين ) -----!! وأيضا لولا الحياة الشعرية ----!!!!! ما وجد في الناس (كثير من المولعين بتخدير أعصابهم كشارب الخمر ---ومدخني ---الخ )وهى وان كانت بنظرهم (حياة سعيدة) بخللها بؤس وشقاء إلا أنها خير عندهم من حياة بؤس لتتخللها سعادة وكذلك لولا الحياة الشعرية لما وجد الناس هذا الكم الهائل من (الشعراء المتخيلين والعابدين المتعبدين )حيث ليجد السكير لذة العيش وهنائه إلا إذا أسلم نفسه إلى كأس الشراب فينقله من هذا العالم البسيط المحدود إلى عالم واسع النطاق شاسع الأطراف ---- يرى فيه كل ما تشتهى نفسه إن تراه وأن كان (فقيرا معدما )ليملك فلسا واحدا توهم انه جالس على عرش الملك والصولجان في يمينه طبعا والتاج فوق رأسه وأعتقد إن عبيد الله ----جميعا عبيده وحماة المملكة بأسرهم جنوده (حتى ذلك الشرطي )الذي يسحبه على وجهه إلى غرفة السجن ليقضى فيها ليلته وخلاصة القول :فأن عينه لتقع على ما تحزنه وإذنه لتسمع ما يغضبه وحتى انه يرى الجمال الباهر في وجه (العجوز الشمطاء ) ويسمع في صوت الرعد العاصف الحان الغناء والموسيقى ----كما ليشعر (المتعبد )بنعيم الحياة إلا إذا خيم الليل ودخل معبده وخلا بنفسه تخيل إن له أجنحة من النور كأجنحة الملائكة يطير بها في جو السماء فيرى الجنة والنار والعرش والكرسي ويسمع صرير القلم في اللوح ويقرأ في أم الكتاب حديث ما كان وما يكون -----ولا يستفيق (الشاعر)من هموم الحياة ومصائبها وأحزانها إلا إذا جلس إلى منضدته فطار به خياله بين مسارح الأفلاك ومسابح الأسماك وبين الإزهار والأنوار ---وأخيرا ليس الأمل إلا(بابا من أبواب الحياة الشعرية )ولا يوجد بين قلوب البشر قلبا ليخفق بألا مال والامانى العظام فألا مل هو الحياة الشعرية العامة التي يعيش في ظلها الناس جميعا أذكياء وأغبياء فهماء وبلداء والأمل هو السد المنيع الذي يقف في وجه اليأس ويعترض سبيله إن تسرب إلى القلوب ولو تسرب إليها لضاقت بالناس هذه الحياة وثقل عبؤها على عواتقهم فطلبوا الخلاص منها ولو إلى الموت لأنه بالتأكيد حقيقة الحياة لن يتغير منها شيء وبالوصف البسيط والقليل جدا الذي وصفناه  سلفا - ولولا الحياة الشعرية التي يحباها الناس أحيانا في هذه الكلمات التي يكتبونها لأصيبت زهدا في هذه الحياة الحسية إن تطلع الشمس من مغربها إيذانا بقضاء العالم وفنائه وتمنت حياة الانتقال من حال إلى حال حتى لو انتقلوا الى رحمة الله سبحانه وتعالى ----!!وفى الختام سيبقى سؤالي يفرض نفسه هل إن الحياة الشعرية ســــتكـــــون مــــلاذنـــــــا     ألأمــــــــــن!!!!!؟؟؟
وقبل الختام بودي إن تعرفوا دعائي ---
***(الهي يا الهي أعطني راحة البال في حياتي وأخذ مني الجنة ***

أمــا  كيف أفكر في حياتي ---
في حديثي في ج1 من مقالنا هذا ذكرت (طالما قدر لي إن أكون في هذا البحر رغم صغر حجمي وخفة وزني والذي قد ليساوي أصغر جزء من أجزاء قطرة ماء واحدة من هذا البحر لكن بالنتيجة أعتبر إنا جزء من هذا البحر فيكون لي رأي ووجهة نظر (أنا أفكر أنا موجود ) عليه فأقول هنا بخصوص الحياة التي نحن بصدد التعبير عنها وفق إدراكنا وتفكيرنا :-

هناك حقيقة لابد منها ومن دون إي جدال (وهو الله سبحانه وتعالى خالق الكون وما فيه وما عليه والإنسان في وجوده يبحث عن هذه الحقيقة وبشكل ينبثق من أساس تكوينه المادي والروحي فرجال الدين ودعاته يبحثون عن الحقيقة بأساليب روحية غير مادية وبقية الناس يبحثون عن نفس تلك الحقيقة بأساليب مادية ----!!!الحاصل هو إن بحث رجال الدين بأسلوبهم الروحي يشكل هالة أو غلاف  تحيط بلاخرين من  الباحثين بلاساليب المادية لكنهم يحاولون الاختراق والخروج من هذا الغلاف  كما تفعل الشرنقة بغية الوصول في بحثهم  إلى نفس الحقيقة وقد يصلون ----!!! 
وفي الختام نقول :- شكرا للجميع  مع قبول اعتذاري مقدما




عادل فرج القس يونان
بغداد –العراق     
تموز 2010       




97

أمانُُُنا
(ملاذنا ألآمـــــن)
 ** ج2 **

 
تحدثنا في الجزء الأول من مقالنا هذا واقع الحياة المتعب والمرير وموقف الإنسان ومكانته منها لأنه هدفها وغايتها ولما يتميز به الإنسان عن بقية المخلوقات الأخرى!! فكان على الإنسان بحكم عقله ان يبحث عن اسلوب تربوى له لينظم حياته خلال فترة بقاءه فى هذه الحياة وفق ما توصل اليه حسب قدراته وإمكانياته  في كل حقبة من الزمن  وابتدأه بالسحر والشعوذة والخرافات الى ان ظهرت الاديان السماوية التى هى أنجح أسلوب تربوى للبشر والانسان متى ما يجد اسلوب تربوى انجح من الدين يترك الدين (لكن لايوجد بحكم أساس تكوينه الروحي والمادي  ) ---- حيث إلى يومنا هذا توجد اقوام عديدة تعيش معنا فى هذا الكون لاتعبد الله  بل تعبد أشياء اخرى حسب رؤيتها وأعتقادها وحتى الاديان السماوية نفسها رغم انها تشترك فى الوصول الى هدف واحد وهو الوصول إلى الله سبحانه وتعالى (الحقيقة  التي لابد من وجودها  ) لكنها تختلف في طرق ووسائل الوصول الى هدفها الوحيد !!!!!!  فما كان للانسان الا ان يقنع نفسه بأنه يعيش بين سعادتين فى حياته (قلنا سعادة مجازا  ---!!! لأنه لسعادة في الحياة فهي كلمة لنا لفظها إما معناها فلا يدرك بل يوجد شعور بالرضا في الحياة وفي أحسن الأحوال  الرضا نفسه ) أما السعادة الأولى فيكفلها العدل واما الثانية فيحرسها الامل لذا يحب الناس القاضى او الحاكم العادل ورجل الدين الصالح او الكاهن لأن الاول صورة العدل والثانى مثال الرجاء لكن الذى حصل (أنقلب العدل ظلما والامل يأسا )( أين كان الدين عنها عندما  كانت عفيفة؟ولماذا قدر حق الضعيف او الضعيفة ؟واذا الزانى هو القاضى !!!؟)وبسبب هذا الانقلاب عافهما الانسان ولوى وجهه عنهما وقال للقاضى انا لااحب قانونك وللثانى ( الكاهن)  أنا لأؤمن بك-----!!!! وتشاهدون تناقضات عصرنا الحاضر التي لاتحصى ولا تعد ونذكر منها على سبيل المثال :-
لقد شطرنا الذرة ولم نتغلب على أهوائنا !!! لقد وصلنا للقمر وعدنا لكننا ننزعج من عبور الشارع لزيارة جار جديد أ وصديق  --!!! نصنع المزيد من أجهزة الكومبيوتر لتحفظ معلومات أكثر ولنعطي نسخ أكثر ولكن الاتصال بيننا قليل أن لم نقل معدوم --!!! نكتب كثيرا ونتعلم قليلا ---!!! نملك منازل فاخرة وبيوت محطمة ---!!!لدينا دخل أعلى وأخلاق أدنى ---!!!لدينا خبراء أكثر ومشاكل أكثر وأدوية أكثر وعافية أقل ---!!!ضاعفنا ممتلكاتنا وقللنا قيّمنا –نتكلم كثيرا ونحب قليلا ونكذب كثيرا جدا   الخ ---!!!
اما الغرابةاين تكمن !!!؟ نعم تكمن فى ان علماء الاخلاق اعتمدوا فى كل زمان وفى كل مكان من عهد آدم الى اليوم ان ينشروا فى كل كتاب يؤلفونه او رسالة يدونونها جدولين ثابتين يكتبون على رأس أحدهما عنوان (الفضائل )وتحته كلمات الشجاعة والكرم الامانة و العفة الصدق و العدل و الرحمة وعلى رأس ثانيهما عنوان (الرذائل  )وتحته كلمات الجبن والبخل الخيانة و الغدر الطمع والكذب الظلم والقسوة  ***( وأنى ارى ان الاجدر بهم ان يعلموا ان الناس اليوم غيرهم بالامس وان اساليب الحياة الحاضرة غير اساليب الحياة الماضية )**** وعليهم ان يّعلموا الطفل من اول يوم يجلس فى مدرسته ان الموجود فى الحياة هو غير الموجود فى الكتب وان بعض الفضائل التى يقرؤونها ونوادر المروءات ماهى الا روايات تاريخية مضت وانقضى عهدها حتى لايصبح ناقما على العالم يوم ينكشف له وجهه الحقيقى ويرى سيئاته وعوراته وحتى لايضيع عمره بين التجارب والاختبارات ويا ليت الذين يعلمون فى شؤون الرذائل فوق ما اعلم ان يضعوا للناشىء كتابا مدرسيا على نمط كتب التاريخ يوضحون فيه كيف (يكذب التاجر ويلفق المحامى ويغش الصانع ويدجل الطبيب ويختلس المرابي ويصانع السياسي ويتقلب الصحافي  ------- ) ثم يقولون له هذه هى الحياة فأن اردتها على غلاتها فذاك أو  لا --! فدونك مغارة موحشة فى قمة من قمم الجبال فعش فيها وحيدا بعيدا عن العالم وما فيه **(كما فعلوا رهباننا فى دير الربان هرمزد على قمة جبل القوش شمال الموصل فى العراق  وغيره من الاديرة الكثيرة  الاخرى )** وكل مما تأكل حشرات الارض وأشرب مما تشرب منه حتى يوافيك أجلك  ------فأن الشر لايقاوم الا بالشر والظلم لايدفع الا بالظلم وشاهر السلاح لايرد الى مكانه الا امام سلاح مثله او أقوى منه والسيل الجارف لايقف سريانه الا اذا وجد فى وجهه سدا يعترض طريقه والظالم لايظلم الا اذا وجد بين يديه ضعيفا والمحتال لا يحتال الا اذا وجد امامه غبيا ** (ومما لاجدال فيه ان آلام الحياة هى من صنع الانسان نفسه) **  وان الهدف المباشر للحياة الانسانية هو ان يعمل كل فرد على تحقيق اطوار حياته وهذا يتوقف او ينطوى على النضوج السليم *** و لوأن العالم فى الاصل مكوننا من اشخاص كاملى النضوج تحملوا المسؤولية تجاه الاسرة والعالم لأستطعنا او لأمكنا حسم معظم المشاكل الانسانية--- غير ان معظم الناس عانوا فى طفولتهم من مؤثرات عوقت تقدمهم فأخذوا يشعرون بضآلتهم وخيبة آمالهم وراحو يقاومون هذه المشاعر الباطنية أما بالعداء او القتال او الهروب او الاندفاع الى إدمان الخمور وغيرها ما أجمل الفضيلة وما اعذب مذاقها وما اجمل العيش فى ظلالها لولا شرور الاشرار وويلاتهم والتى حالت بيننا وبينها فرحمة الله عليها ويا اسفا على ايامها وعهودها (الى الماء من يغص بلقمة الى أين من يعيش متاهات هذا العصر) ؟؟؟ *****الى أين؟؟؟ ------       إلى الحيــــــاة الشــــعريـــــــــــــــــة
 ((لايحيا في هذا العالم حياة حقيقية إلا ذلك الشاذ الغريب في شؤونه وأطواره وآرائه وأعماله الذي كثيرا ما نسميه (مجـــــنونــــا ) فأن رضينا عنه بعض الرضا سميناه فيلســوفا ونريد بذلك إن نصف مجنون فهو الذي يتولى شأن الإنسان وتغيير نظامه وقوانينه وينتقل به من حال إلى حال بما يغير من عاداته ويحـــول من أفكاره ------!!!!

وسيليه الجزء الثالث
ملاحظة : كان عنوان مقالنا هذا (هل ستكون الحياة الشعرية ملاذنا ألآمـــن) لكن اختصرتاه بـــــ  أمــــــــاننا

    
  
 عـــــــــادل فـــرج القس يونان
   بغداد –العراق
   تموز 2010

 

98
المنبر الحر / أمـــــاننا ج1
« في: 13:55 11/07/2010  »
أمـــــاننا
ج1
 

أن الخوض في مثل هكذا موضوع ليس بالشيء السهل او العادي أبدا لإبل صعب جدا جدا كالإبحار في بحر ليس له حدود لكثرة وجهات النظر المختلفة والتعقيدات الكثيرة التي يحتويها لذا قد يتبادر إلى ذهن البعض من قراءنا الأعزاء بأن هذا المقال يوحى إلى يأس كبير وما إلى غير ذلك فالكل محقين في آرائهم ووجهات نظرهم وهى محترمة عندي أيضا مهما كانت مؤيدة أو رافضة لمضمون مقالنا هذا ايجابية كانت أم سلبية ----  لكن شيء واحد فقط أقوله مقدما بهذا الخصوص إن مقالنا هذا يعبر عن رأى الشخصي وعن وجهة نظري الخاصة والمتواضعة أيضا طالما قدر لي إن أكون في هذا البحر رغم صغر حجمي وخفة وزنى والذي قد لا يساوى أصغر جزء من أجزاء قطرة ماء واحدة من هذا البحر لكن بالنتيجة اعتبر انا جزء من هذا البحر فيكون لي رأى ووجهة نظر (إنا أفكر إذن أنا موجود)----!!
! حيث إن الحياة بحقيقتها عناء  لبنى البشر لان كل الإعمال التي عملت تحت السماوات هي شقاء وتعب وقهر كما أن  جميع  الإعمال التي عملت تحت الشمس فالكل باطل وقبض الريح ---!!!- والإنسان نفسه هو سر من إسرارها حيث لاتستطيع اى طريقة من البحث العلمي مهما تكن فيزياوية –كيماوية –انثروبايولوجية- نفسية ---- ان تفهم حقيقته  لإبل أن أصعب ما في العلم هو علم دراسة الإنسان
 (هو فرد من المجتمع وهو الذي يصنع التاريخ وهو مختبر علم الاجتماع  إذن علم الإنسان هو علم أجتماعى وتاريخي يختلف عن علم الجغرافية / مختبرها الطبيعة وعن علم الفيزياء /مختبره مختبر الفيزياء وعن علم الكيمياء /مختبره مختبر الكيمياء  ----فمختبرات العلوم ثابتة فمثلا القوة ×ذراعها = المقاومة ْ× ذراعها أو وزن الجسم الطافي في السائل= وزن السائل المزاح تبقى ثابتة ألاف السنين لاتتغير-- وأن ذرتين من الهيدروجين + ذرتين من الاوكسيجين=جريئتين من الماء أيضا تبقى ثابتة كما  لم نجد ولا نسمع  أن الأوكسجين يخالف او يتفق مع الهيدروجين بينما الإنسان---!!!!-- يوافق على شىء الان وبعد فترة لإبل بعد لحظة يرفض ذلك أو يغير رأيه !!!! )
 جاء إلى هذه الحياة دون إرادته إلى عالم مجهول لايعلم منه سوى الشقاء والبؤس والحرمان وكل تطور اوتقدم يحققه يدفع ثمنه تعب وشقاء --- ويخرج منها من دون ارادته أيضا مسلوب الإرادة --ضعيف جدا  (تؤلمه البقة(البعوضة) وتموته الشهقة )لايحصل من الحياة على اى شيء من دون ثمن يدفعه لها وكلما عمرّ في السن كلما كان الثمن الذي يدفعه أكبر وأكثر  ومنذ ان يعي فيها تنهال عليه الأوامر والنهى ----------!!!
مبررا تحمله لكل شقاءه وتعبه بأنه صراع من اجل البقاء وهو يعلم ويتغاضى إن بقاءه فيها قصير جدا مهما طالت سنوات بقاءه التقليدية فنهايته الخروج الحتمي منها و ياليته  يخرج منها سليما معافى أو محافظا على هيبته الإنسانية --!! فتبقى حسرته ملازمة له مدة بقاءه فيها لأنه لايدرك عنها شيء قط  وكلما طال بقاءه كلما زادت أتعابه ومعاناته  وارتفعت أثمانها !!!!***
(رحت أستفسر عن عقلي وهل يدرك عقلي محنة الكون التي استعصت على العالم قبلى ؟ ألأجل الكون أسعى أم هو يسعى لأجلى ؟ وإذا الحفار فوق القبر يسألني  أين حقي ---؟ )***!!! ومنذ ظهور الإنسان على مسرح التاريخ قبل ما يقارب (2750000سنة مليونين وسبعمائة وخمسون ألف سنة كما يقدرها العلماء ظهر على شكل قبائل وكل قبيلة تتكون من مجموعة من العشائر----وكان انضمامه بعضا الى بعض ليس بعاطفة الحب بل بعاطفة (الخوف من الأذى ***-----!!  ومنذ ان عرف المرض سعى الى الخلاص منه ولم  يفرق بين أسباب الإمراض الجسمية وغيرها ولم يفرق أيضا فى أسباب علاجها فردها إلى أسباب ((خارقة غامضة ))وعزاها إلى قوى قادرة على التسلط عليه والحكم في أمره وإلحاق الأذى بيه فكان لابد من استعطاف قوى أخرى أعظم منها بهدف التأثير على الروح التي كانت الهدف والإنسان لن يكن سوى موطن لتلك الروح فكان الطبيب الساحر ومنه تطورت وسائل أخرى من الطقوس ومراسيم وقرارات وتعزيم وحروز وتمائم ونذور ------كما ركب الإنسان الإخطار والمغامرات لنيل الخلود والبقاء----- إن هذا الصراع الازلى بين الموت والفناء المقدرين وبين إرادة الإنسان الضعيفة المقهورة في محاولتها التشبث بالوجود والبقاء-- لكن النتيجة النهائية هي حتمية الموت على البشر  ومهما تطورفى العلم وارتقى لابد من اصطدامه بحاجز منيع يأمره بالتوقف وينذره بالخضوع والاستسلام مذكرا أياه بأن للكون آله لايمكن محادته وأن للطبيعة سنة لا يمكن مخالفتها!!!!
  كما حاول جاهدا للبحث عن السعادة إلا إن كل محاولاته ذهبت سدا وتأكد وآمن انه لاسعادة فى الحياة وما السعادة الا كلمة له لفظها إما معناها  فلا يدركها لان السعادة لاتتحقق الا بتوازن معادلته التكوينية  (أقصد للإنسان ) توازن غرائز(الجانب الروحي + والجانب المادي الطيني )فالجانب الروحي يطلب من الإنسان إن يحب الله ويعبده أو ما يؤمن بيه أو يعتقده انه ملبيا لحاجاته وعونا ومخلصا لـــه----!!!   أما الجانب المادي الطيني يــــفرض أكرر يفرض- على الانسان  تلبية غرائزه المادية التى لاتحصى ولاتعد!!!  فكان للمادة سلطانها عليه ووصلت عند البعض حد العبادة -----!!
  ولو عدنا لنتذكر ما ترويه لنا الكتب السماوية---- ان الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان فى اليوم الأخير قبل يوم  الراحة حيث جبل طين ثم نفخ من روحه فيه فصار انسان اى معنى ذلك خلق الكون وكل مافيه (المادة ) قبل الإنسان وفى خلقه للإنسان أيضا جبل طين ونفخ من روحه فيه فصار إنسان  اى كانت الأسبقية للمادة  أيضا
-ولما كان المال هو الوسيلة الأكثر فعالية وتأثير فى تحقيق بعض الغرائز المادية للإنسان لذا اعتبر المال هو مقياس السعادة وميزانها الذي توزن به السعادة
(وكما تلاحظون  أن المجتمع الانسانى اليوم ميدان حرب يعترك فيه الناس يقتتلون ويحتلون البلدان لايرحم أحدا احد يعدون ويسرعون ويتصادمون كأنهم هاربون من معركة ودماء الشرف  تسيل على إقدامهم وتموج موج البحر الزاخر يغرق فيه من يغرق وينجو من ينجو أتدرون لماذا سقطت الهيئة الاجتماعية هذا السقوط الهائل الذي لم يشهد له مثيل من حياتنا الماضية ولما هذا الجنون الاجتماعى الثائر فى ادمغة الناس خاصتهم وعامتهم علمائهم وجهلائهم ولما هذه الحروب القائمة وأحتلال البلدان والثورات الدائمة والقتال بين البشر جماعات وافراد قبائل وشعوب ممالك ودول ليس هناك الاسبب واحد /هو ان الناس يعتقدون خطأ ان المال هو مقياس السعادة فهم يسعون الى المال ليس من اجل الجمع والادخار كما يجب ان يكون بل من اجل القوت وكفاف العيش ومن المعلوم ان المال فى العالم كمية محدودة لاتكفى لملء جميع الخزائن وتهدئة كافة المطامع فهم ينهبون ويتصارعون من حوله كما ***(تتصارع الكلاب حول الجيف الملقاة)*** ويسمون عملهم هذا تنازع او صراع مع الحياة والبقاء وما هو بذلك قط انما هو التناحر والتفانى والدم السائل والعدوان الدائم والشقاء الخالد -----!!
أما العلاج لهذه الحالة المخيفة المزعجة هو ان يفهم الناس (لكن  متى ؟) الصلة او الرابطة بين المال والسعادة والافراط فى الطلب والحصول على الاكثر هو ****(شقاء كالتقصير فيه وان سعادة العيش وهناءه وراحة النفس وسكونها تأتى من طريق واحد هوالوسطية و الاعتدال)****  -------------!!!!!!!!!!!!!! والبقية تأتي تباعاً في الجـــــــــــزء الثـــــــــــــــانــــى



عادل فرج القس يونان

99
سنبكي بيوتتنا وتبكينا
الجزء الثاني

 

نعم انها الهجرة ستجعلنا نبكي على بيوتنا وبيوتنا تبكي علينا وقد وضحنا كثيرا في الجزء الاول
من مقالنا وبإلحاح  أن تعالج أسباب هجرتنا وإلا  فستكون الهجرة سبيلنا الوحيد وملاذنا  الامن شئنا ام ابينا ...!!!
نعم إن جميع المؤتمرات التي تعقد لمعالجة الهجرة نعم تعطي الأولوية لمعالجة هذه الكارثة والتي تشبه كزلزال دائم أصاب مجتمعنا بصورة عامة  والأقليات بصورة خاصة  وهنا قمة العجب نعم وقمة العجاب  حيث الكل يقف موقف المتفرج من أيجاد حل فعلي وعملي لهذه الكارثة سواء رجال الدولــة ووجهاء المجتمع لإبل وحتى رجال الدين جميعهم من دون استثناء فأين الحل يا السادة الأجلاء الكرام نعم كل مؤتمراتكم تشخص الداء وتوصي أيضا بالدواء  بالمعنى السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني وغيرها  لإبل وتقر أيضا وبكل صراحة ووضوح --  (لا استقرار  للعراق بدون ضمان حقوق أقلياته  ))وأيضا نعم تقر كل مؤتمراتكم  على ضرورة وعلى عجل قيام المصالحة الوطنية  رغم معرفتي الأكيدة بأن هذا الأمر مرهون  ومقترن بالدرجة الأساسية بمدى شعور الكيانات السياسية والاجتماعية والدينية ذات النفوذ الواسع على أرض الواقع وبالمسؤولية الكبرى وبعد مطالبة جماهيريا ووطنيا ملحا كي يتم التعايش السلمي بين جميع مكونات مجتمعنا المسلوب الإرادة والقرار ----!!!!ولكي لأطيل كثيرا لابد لي إن أقول عسى أن يرن صوت هذا المقال وأمثاله  الكثيرة جدا أذان المسئولين  كل المسئولين الحكوميين بالدرجة الأولى وجميع ممثلي الكتل السياسية والاجتماعية لتحمل هذه المهمة بكل صدق وأمانة ونكران الذات بغية بناء عراق مزدهر اقتصاديا ومستقرا أمنيا وديمقراطي فدرالي موحد  وإلا المصير نعم المصير مجهول وهذا ما ينتظره أعداء العراق العزيز وشعبه الكريم الأعداء التاريخيين  وآلا نيين ومن المحتلين الجدد  وبعض دول الجوار المتربصة  به أيضا -----!!!!!؟؟؟؟
يا لها من كارثة انسانية شعب اصيل يقلع من جذوره وينتشر في ارض الله الواسعة مسلوب الإرادة والقرار ...!!
*من المعلوم ان الانسان يعيش بين سعادتين في حياته الاولى يكفلها العدل و الثانية يحرسها  الامل لذلك يحب الناس القاضي او الحاكم العادل ورجل الدين الصالح او الكاهن لان الاول هو اساس العدل والثاني مثال الرجاء الصالح . فاليوم عندنا في بلدي انقلب العدل ظلما والامل ياس فلا يبقى امامنا سوى ان نلوي وجوهنا عنهما فنقول للحاكم  لا نريد قانونك ولرجل الدين الصالح او الكاهن لانؤمن بك ناهيك عما تفعله بنا احزابنا القومية من تجزئة وتفرقة ...!!! ليس فقط نهاجر لا بل و حتى...!!!
والله اقولها بكل ثقة عالية بالنفس ان الله سبحانه وتعالى مع العراقيين عموما وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري خصوصا ومنحنا مزايا كثيرة وفي مقدمة تلك المزايا الصبر العنيد والايمان الثابت في الصدور لان الذي حل بوطني ارض ابائي واجدادي الوطن الام العراق العزيز من 1958 وبلغ اوج عظمة احداثه  ما حصل في 2003 والى يومنا هذا لو حل بدولة اخرى او باية دولة اوربية ما حل بنا او حصل لنا لكان 50% من شعب تلك الدولة في القبور و 30% منه في مستشفى الامراض العقلية و 20% الباقية في المستشفيات الاخرى مصابين بامراض السكر والضغط ... الخ
وكما ذكرت سلفا انني استغنيت عن تفاصيل معاناتنا في الوقت الحاضر  فقط أريد أن ألخصها باختصار( حالنا أصبح أشبه بحال أبو حازم  حيث  في بداية الستينات وفي مسقط رأسي يومها كنا بعمر الأطفال حصل شجار بين الطفلين حازم وسالم  من محلتنا وهم أيضا أطفال اصغر منا سننا بخمس سنوات تقريبا وحازم اسقط سالم أرضا فبدأ يصرخ ونهض مسرعا إلى بيته القريب نوعا ما من بيت حازم فخرج أبو سالم ووقف إمام باب بيته وكان أبو حازم قد خرج إمام الباب على اثر الصياح والشجار الذي حصل فنادي أبو سالم على أبو حازم قائلا شوف  أنت  اذا بقيت في مكانك تموت وإذا تحركت تموت وإذا ركضت أيضا تموت وانأ جايك فأجابه أبو حازم إذن ماذا اعمل أطير !!!!!!!!؟؟؟وإلا حالنا نحن إذا بقينا في مكاننا فنحن نعاني وإذا تحركنا إلى قرانا أو مدن أخرى أيضا فيها معانات لاسيما  في قرانا  لايوجد غير البطالة ----الخ وإذا هاجرنا إلى بلاد الغربة فهي قمة المعانات لإبل الضياع بعينه (ضياع كل شيء ) و لأنها معاشة ومعروفة ومعلنة على الملا   لكن من حقي القول انها استمرار لمعاناة اباؤنا واجدادنا في هذه البقعة من المعمورة ومن يتعمق في قراءة تاريخ العراق حقا يقف عاجزا حائرا غاضبا من ايجاد  مبرراو سببا لماذا حصل كل ذلك  لاسلافنا في الماضي ولنا في الحاضر ما هو الذنب الذي اقترفوه ؟ وارتكبتاه نحن الكل له بصمة واضحة لمعاناتنا
حيث لم يبقى واحدا يعتب علينا  كما يقال  من دون بصمة واضحة في معاناتنا والامنا وتهجيرنا بحيث اصبحت معاناتنا كانها قدرنا وعلينا ان نؤمن بها ونتقبلها وانتم تعلمون أن من يدخل اليأس إلى قلبه ماذا يعني ...؟ يعني انتهاء  حياته...؟
وما قصة (عمي عيسى ) التي قرأتها  قبل ما يقارب عشر سنوات  للكاتب والأديب  الاخ لطيف بولا  الا واحدة  من آلاف القصص كشواهد حيـــة ----------!!!!!؟؟؟؟
نعم  الشواهد الحية   على  معاناة آباؤنا وأجدادنا ...!!ولا يزال الحبل على الجرار ------!!!!
عليه نناشد جميع أصحاب الشأن والعلاقة دول كانت ام رجال سياسة أصحاب اليد الطويلة لوضع حد ومعالجة لهذه الكارثة الإنسانية والعمل بجدية وإخلاص وبنكران الذات لكي تستقر الأوضاع لنتوجه جميعا لبناء بلدنا العزيز وبمشاركة الجميع حتى المهاجرون بعد أن يعودا إلى أحضان وطنهم الدافئ الجميل والعزيز العراق الحبيب .والذي لايعَمره سوى أبناءه ألغياره والمخلصون  وهم آهلا لذلك  ---- أما قصة عمــــي عيـــــسى   فأقصها عليكم ------!!!!!
كبر عمي عيسى ليس بسبب عدد سنوات عمره التي بلغت اثنان وتسعون  عاماً بل بما كان يشعر بداخله ويقاسي منه ويتألم ايضاً..!!!
كان ذات يوم مستلقيا على الارض واضعا حذاءه القديم تحت راسه وبجانبه عصا طويلة وامامه قطيع النعاج المتبعثر على تلك الرابية .حاول ان ينادي كلبه ،الهرم ،وانيسه الوحيد المنشغل بالنباح على اشخاص يمرون في الطريق القريبة من المرعى ،الا ان صحته المعتلة لم تمكنه من الصياح .فراح يسعل وكان اضلعه تطبق على رئتيه ،وبات نفسه يتحشرج في صدره .وجسمه مثقل كانه ملتصق بالارض التي جبل منها ..راح يلقي اخر نظراته على الجبل والسهل والتلال ويرنو بالم الى ازقة القرية العتيقة ،ولا يتراى له اشباح من الماضي البعيد والاليم والجميل ..وذكريات تحت ركام اثنين وتسعين عاما ..ثم وجه نظره صوب مقبرة اجداده على تلك الرابية العالية فتخيل له وكانهم جميعا ينتظرونه عاى حافة الرابية ..فاغرورقت عيناه الضامرتان بالدموع ..
-عمي عيسى !عمي عيسى !.(استفاق  من غفويه وسمع صوت حسن يناديه كانه قادم من الغيب ادار عينيه الغائرتين في محجريهما نحو حسن لاحظ حسن ولاول مرة ،قطرات الدموع تسلك عبر اخاديد وجه العم عيسى ،نايه رفيق حياته والصديق الذي تغفو على انغامه جروحه القابعة في اعماق قلبه عشرات من السنين العجاف حاول ان يحرك يده المتخشبة وراحت اصابعه النحيلة المرتجفة تتلمس طريقها لتبحث عن الناي في الكيس المعلق في رقبته ، لكنه فشل .
..اذ خارت قواه ..وضلت اصابعه طريقها ..شعر حسن بان الشيخ عيسى لم يعد قادرا على العزف كما  كلن يغمر الافق بصوت الناي الذي الفه الناس والنعاج ..نظر حسن الى عيني الشيخ عيسى كبصيص راح يخبو وسط رماد بارد .وتفرس وجهه فراه ككتاب عتيق عبث الدهر بسطور فصعب عليه قراءته ..لاحظ حسن صوت شخير في صدر الشيخ يعلو ويزداد ) .
-عمي عيسى ارسلني والدي كي اكون بجانبك لانه يعلم بانك لست على ما يرام ..
( صوب الشيخ عيسى بقايا نظراته الحزينة نحو حسن وقال بتهدج بعد انين ..) .
بعثك  كي تكون قريبا من النعاج ..لانني انتهيت ويخشى على النعاج من الذئاب..!
لكنه يحبك يا عمي عيسى.. (اومأ الشيخ عيسى رأسه وقال.)
***كلنا نحب الكلاب والحمير عندما تكون في خدمتنا ولكن عندما تكبر وتصبح عاجزة عن العمل نتركها لتواجه مصيرها..(فهم"حسن" مغزى كلام الشيخ فأستدرك قائلا )***
-   انك راعي اغنامنا منذُ طفولتك يا عم عيسى , كما يقول ابي ونحن جميعا..(قاطعه الشيخ عيسى
-   الزمن الذي جعلني راعياً يا حسن يمكن ان يجعلني حمارا او .. (راح يسعل بصعوبة وكان حسن يسترق السمع والحيرة تغلب أفكاره كأن الشيخ بحر بدا يلفظ اسراره بعد انحسار غوره بفعل قيظ الشيخوخة والاحتضار .راح يتمتم وانفجرت دموعه كالينابيع المحبوسة ) .
-   ماذا بك يا عم عيسى هل لديك شي تريد ان تقوله ؟ ( اطلق الشيخ حسرة وقال بصعوبة)
-   اجل يا حسن ثمة حقائق لاتعرفها مدفونة في قلبي اكثر من تسعين عاماً .. هل تدري ان هذا القصر الذي يسكنه والدك الشيخ عبد الجبار هو بيتي وبيت اجدادي ؟! ( انتفض "حسن" كأن الشيخ القى بكلامه هذا ماء بارداً على راسه)
-   ماذا تقول يا عمي عيسى؟ والدي شيخ وهذا قصره وانت راعي مسكين ...
-   نعم يا حسن هذا ما حصل .. وتلك الشجرة في وسط الحديقة كنا نجلس انا وابي وامي وجدي وجدتي واخواني واخواتي جميعاً تحت ظلالها ونحتسي  الشاي .
-   أي شجرة ؟ شجرة الرمان ؟
-   اجل شجرة الرمان العتيقة, زرعها جدي قبل مائة وعشرون عاما..
-   سمعتك يا عمي عيسى تغني اغنية عن شجرة الرمان, هلا اسمعتنا اياها فقد شوقتنا اليها..
حالا اسمعها لك اخر مرة بشرط ان تكتبها .. حسناً اكتب ..
ياشجرة الرمان لم انت حزينة         اين اهل الدار ابي وامي المسكينة
تركوني للعوادي لاتبكي لا تنادي    هذا جرحي للابد ينزف بلا ضماد
قفلوا الباب تركوا العذاب       والدمع صار زادي
(بدأ صوت الشيخ عيسى يخفت مع استرساله بالاغنية , حتى بدا لحسن كأنه ينتحب  من شدة وقعها عليه . مسح حسن دموع الشيخ المنهمرة على لحيته , وبلل غليله بقطرات من الماء من مطارةً كانت بجانب الشيخ عيسى .. راح الشيخ ينظر ملياً بالمطارة ..اثار انتباه حسن فتسائل )
-   ماذا يا عم عيسى ؟ هل تذكرت شيئا  ما (قال الشيخ بصوت خافت فيه حشرجة )
-   هذه مطاردة جدي لأمي ورثتها بعد مماته واني في السادسة من عمري , ساتركها لك يا حسن اعتني بها (عرف حسن بأن للشيخ عيسى اسرار كثيرة لم يفصح عنها طوال مدة خدمته كراعي في  بيت الشيخ جبار ابو حسن . فسأله حسن مستفسراً)
-   اين اهلكك يا عم عيسى ؟ ومتى كانوا هنا اسياد هذا الدار
-   هل تعلم يا حسن ما اسم هذه البلدة ؟ (التفت حسن صوب القرية مندهشاً فقال )
-   نحن نسميها (بيت بخيا) وانت تسميها ((فردوس)) لماذا يا عم عيسى
-   لانها ستظل تبكي اهلها الى ابد الابدين..
-   عدتُ يوماً من الاسر فوجدتهم قد رحلوا ..
-   كيف نسوك طيلة هذه المدة وانت لم تنساهم
-   من ينسى وطنه ينسى كل شيء حتى زوجته وأباه واولاده..(بداء الشيخ يتكلم بصعوبة. يبس حلقه لكن عينيه مبتلتان بالدموع تنظر الى الناحية الشرقية من البلدة )
-   يا عمي عيسى لم اراك تبكي من قبل كانك اليوم تذرف دموعاً حبستها طوال عمرك .
(نظر الشيخ الى حسن نظرة التماس فقال والشخير يغالب كلامه )
-   يا حسن اترى تلك المقبرة امام الجبل ؟
-   نعم انها مقبرة الـ...
-   اجل يا حسن انها مقبرة اجدادي وانا منهم . لوكنت تحبني حقاً  وان عرفت حقيقتي , تدفنني بعد موتي , خلسةً في مقبرة جدي ..
-   لكن كيف لي ان اعرف مقبرة جدك؟ هل اسمه مكتوب عليها
-   نعم لكنك لا تعرف كتابتهم .. 
-   وهل كانت لهم كتابة ؟ ( اجهش الشيخ في البكاء وقال مجيباً حسن)
-   اه لو ان هذه الشمس الخرساء تكلمت !!
-   لماذا يا عم عيسى ؟
-   لاخبرتك بأن اجدادي هم من علموا البشرية القراءة والكتابة ..وكانت تسير خلفهم اينما ساروا ..
-   الشمس ؟!
-   اجل الشمس لان اجدادي هم الذين اوقدوا مشعلها واذكوها بمعارفهم ..
-   واليوم ؟
-   اليوم اصبحت خائبة ..
-   لماذا يا عمي عيسى ؟
-   لانها تركتهم بعدما رحلوا وشرعت توجف لغيرهم ليلاً ..
-   هل سيعودون يوماً ما ثانية يا عم عيسى؟
-   سوف يطول ليلي يا حسن . اليوم ساذرف اخر الدموع ((على بيث بخيا)) وانتم تسمونها ((الفردوس)).
-     واهلك ماذا كانوا يسمونها يا عمي عيسى
-   كان اسمها ((بيث أيل..بيت الاله..بيت الاله))..(راح الشيخ عيسى يبكي بكاءً مراً حتى اختنق بحشرجه, واصفر لونه واتضحت مسحته شحوب الموت)
-   عمي عيسى! عمي عيسى ! ماذا بك .؟ (فتح عينه وقال بتلعثم وصوت خافت وكلمات منقطعة)
-   يا حسن هذه ماصولتي , انها لك لتذكرني . اعزف بها الحاني تحت شجرة الرمان وعلى المقبرة وعلى قمة الجبل وفي السهل وفي الوادي حيث اورثت لنا ذكريات لاتمحى .
-   سافعل والله يا عم عيسى.
-   في الغرفة التي اصبحت اسطبلاً لفرس والدك الشيخ جبار ..
-   نعم ماذا بها ؟
-   في صدر الغرفة توجد غرفة صغيرة اخرى ..
-   صحيح جعلناها كنيفاً ..
-   فوق بابها يوجد نفق في الجدار قد احكمت سداده بالصخر والجص .
-   نعم ماذا به ؟
-   لاشي سوى حاجيات تخصني انا واهلي واجدادي , تركوها لي لانفع لكم بها . فهي ملابسنا وذكرياتنا في صور ولوحات وكتب قديمة تخفي ماضينا .
-   ماذا افعل بها يا عمي عيسى ؟
-   لاشي اتركها في محلها ..اذا جاء احد من اهلي وسأل عني اعطها له وقل له هذه ما تركها لنا ((خوشابا))
-   من هو خوشابا يا عم عيسى ؟؟
-    انه انا ..!!
وهكذا إن لم يجدوا (أصحاب الشأن واليد الطويلة ) حلا ومعالجة لأسباب هجرتنا فلن يكون حال البقية الباقية من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الأشوري أفضل من حال عمي عيسى لا بالتأكيد سيكون أسوأ بكثير من ذلك ولن يبقى لنا سوى (ان نبكي بيوتنا وبيوتنا تبكي علينا )



عادل فرج القس يونان

100
رحيل عامر الشماس
مثل رحيل والده بعينه

نعم يا اخي عامر ان رحيلك كان على عجل ومن باب السذاجة نقول بغير يومك ((ان لله في خلقه شؤون)) وبحكم الروابط القوية التي كانت تربطنا في البصرة والتى جمدتها الظروف المعروفة للجميع عليه كان لزاماً علىَّ ان ارثيك ولو ببعض الاسطر البسيطة والمختصرة جداً ابدأها بسؤال والذي  لايمكنك الاجابة عليه لانك رحلت ياعامر ...؟!
هل كان مكتوب على جبينك يا عامر ((كما يقولون)) أن تفارق الحياة وترحل بنفس السبب وبنفس العمر الذي فارق والدك المرحوم  رمزي الحياة ورحل ...؟؟؟؟
في صباح يوم الاحد الموافق 13/6/2010 اخبرني الاخ الدكتور بهنام عطا الله رئيس تحرير مجلة (موتوا عمايا) بنبأ رحيلك المؤسف في 11/6/2010 فكانت صعقة قوية جداً ذكرتني بنفس تلك الصعقة عندما تلقينا نبأ رحيل والدك في البصرة المرحوم رمزي حيث ليلتها كنا معاً في النادي الارامي للناطقين بالسريانية في البصرة كعادتنا يومياً وفي الصباح الباكر تلقينا نبأ رحيله  بسكته قلبية وبعمر 47 سنة ايضاً وهو في دائرته حيث كان مدير مال قضاء شط العرب رحمه الله كان ذلك عام 1982 واليوم تكرر نفس الرحيل وبنفس الاسباب والعمر ايضاً يالها من غرابة او ماذا نسميها صدفة...!!!!.
وكنت يومها ياعامر في السنة الاولى من كلية الهندسة جامعة البصرة حاملاً اخلاق رفيعة  وصفات متميزة موهلاً لتحمل مسؤولية عائلتك بعد رحيل والدك ماسوفاً على شبابه مستعجلاً تاركاً عائلته التي كانت بأمس الحاجة اليه
كما فعلت انت  ومصيبة عائلتك اكبر بكثير من مصيبتكم تلك لان اكبر اطفالك مريم هي بعمر 5 سنوات وفادي 3 سنوات ونور وهو بعمر 4 أشهر نعم أربعة أشهر نعم انها ارادة الله سبحانه وتعالى
لكن نعود ونكرر ان رحمة الله واسعة  وانه لاينسى عباده الصالحين وبعد  رحيل والدك بقليل فعلت الظروف فعلتها وتفارقنا لكن اخباركم كانت تصلني بين الحين والاخر وعلمت بتخرجك مهندس كيمياوي في  1987 من جامعة البصرة  ولا اريد الاطالة في الحديث شاءت الاقدار أن نلتقي مؤخراً عامر وعائلته في نادي بابل الكلداني / بغداد بتاريخ 20/11/2009 كانوا مدعوين لحضور حفلة أقيمت في النادي وكانت مفاجئة مفرحة جداً ومحزنة جداً ايضاً أن نلتقي  بعد هذه القطيعة .
وجلسنا معاً وعدنا لذكرياتنا من البصرة وعلمت انه تزوج وله مريم وفادي وهو الان أعلامي وكاتب فزادت فرحتي به وفي 13/6 تلقينا نبأ رحيله مما كان علينا الذهاب وتقديم التعازي لاهله وذويه وانا جالس بين الجموع اجول بنظري صوب الباب الرئيس والزوايا لعلي أرى عامر يستقبلني كعادته الا اني لم اجد سوى صورته الموضوعة في صدر القاعة عليها شريط اسود وتؤكد رحيله واخيراً بسكتة قلبية مفاجئة وبعمر 47 عام مثل رحيل والده  بعينه وعليه اقول هل شاءت الاقدار ان ترحل ياعامر مثل رحيل والدك بعينه....!!!!؟؟؟ رحمك الله ومثواك الجنة.


 
 

   







عادل فرج القس يونان


   

101
*سنبكي بيوتنا وتبكينا*
الجزء الاول

 

نعم أنها الهجرة التي ستجعلنا نبكي بيوتنا كما ستبكي بيوتنا علينا أيضاً. ولو سؤلت عن رائي في الهجرة فليس لي سوى جواب واحد لا غير"أن الهجرة اخو الموت"ومهما يكون الاتصال ابداً لايعوض عن اللقاء والعيش معاً
"لو سال دمعي بحار الارض لاغرقها     هجرة أهلي واصدقائي فتت أحشائي ومزقتها"
"لو قربوا النار من قلبي لاحرقهــــــا       هل سمعتم بقلبٍ يحرق النار يا اعزائـــــــي"
كما لم نجد احد من أخواننا وأبنائنا لم يشتكي من الهجرة وهم في بلاد المهجر ومهما تكون تبريراتنا للهجرة لا يحق لنا أن نؤيد الهجرة ونشجعها بل علينا رفضها وشعارنا يجب أن يكون لا للهجرة لا للهجرة لا للهجرة..لا لترك الوطن الام موطن الاباء والاجداد لا لقطعنا من جذرونا.
"بكل اثرواثا بريسي شولخـــاي       رحيقي خا مخنا ودمعّي بجرايا"
"كرأشت خيوما نشواثخ بليطي       برحقوثا زيله وخاتر دلا درايــا"
لان علينا أن نتذكر أبائنا واجدادنا رغم كل معاناتهم لم يتركو الوطن الام الا نفر قليل لكون الهجرة كانت سبيلهم الوحيد لكن رغم كل ذلك لابد أن نكون منصفين ولو بعض الشيء عند مراجعتنا لاسباب هجرة ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من الوطن الام "العراق العزيز". نعم أن لهجرة أبناء شعبنا اسبابها ودوافعها الكثيرة حيث بدأت الهجرة منذُ بداية الستينات من القرن المنصرم وبشكل فردي وبطيء ثم استمرت الى أن اصبحت بشكل ينذر بالخطر ويجب التساؤل والوقوف أمام هذا الخطر وخاصة بعد التغيير الذي حصل في وطني في 2003 والذي أستبشر العراقيون عامة وشعبنا بصورة خاصة به خيراً
حيث توقعوا قيام نظام ديمقراطي وطني جديد تعددي فدرالي لكن النتيجة....!!! خاب ظن الجميع بذلك فاصبحت الهجرة كما يقال "حديث على كل لسان". وكانها الملاذ الآمن والهدف الاسمى وعندما تسألهم الى اين ..؟ لن يكون الجواب سوى الى ارض الله الواسعة...!! دون معالجة لهذه الظاهرة الخطرة جداً لا بل وكأنها خطة أستراتيجية مخططة لها ومدبرة ومبرمجة مشترك فيها أطراف عديدة قد تكون دول أيضاً...!!!
ليس هذا فقط وأنما أستمرار أسباب الهجرة على الصعيد الشخصي أيضاً ومن هذه الاسباب وحسب وجهة نظرتنا الشخصية والمتواضعة هي:-
اولاً:- الجوانب النفسية:  حيث الخوف الذي يشعر به أبناء شعبنا وهو ليس خوف أتى من الوهم والخيال لا بل نتيجة معانات حقيقية له وبعضها كانت أثمانها غالية جداً جداً لاتعوض اذن هو خوف حقيقي تحَّمله لكونه شعب اعداده قليلة وبتناقص مستمرالى يومنا هذا  ليس له معين وحامي سوى الدستور والقانون بعد الله ولا احد من أبناء العراق العزيز يستطيع أن ينكر مايتصف  لابل يتميز به رغم قلة عدده من سلوك وأخلاق ومباديء لايستطيع أن يكون غير ذلك وكما هو  معروف منذُ البداية ولايزال وسيبقى هكذا لانها من صفات المسيحي والمسيحية (الحقة آجل)
ثم القلق الذي عاشه ويعيشه شعبنا بسبب الاوضاع المأساوية  التي عصفت به من قتل على الهوية في أنحاء مختلفة من أرض الوطن والاختطاف وتهجير عشرات الالاف والاعتداء والطرد من مساكنهم والاستيلاء عليها وحرق الكنائس وقتل رجال الدين جميع هذه الظواهر هي معروفة للجميع وليست سراً نبوح به أو لاغراض الدعاية والاعلام .
لا بل ولاتزال عدد كبير من مساكنهم مستولى عليها ومسكونة من قبل جماعات وعوائل لم تكن حتى من سكنة تلك المناطق أصلاً وبالقوة من دون اي مقابل لا بل من دون أن يستطيع أصحابها الشرعيين المطالبة بأخلائها خوفاً من ..............!!
"شويقي تا بابا لخوذي شولخايا    ويما معوقانه كلطما ببخايا"
"كباني يوماثا تاتفيتي شنـــــــــيّ    بسبارا معمرا ليوما خرايا"
ثانياً:- ان بعض السياسين من ابناء بلدي الحبيب يبرر هذه الحالات بانها حالات عامة لا تقتصر على شعبنا الكلداني السرياني الاشوري لكن ردنا عاى ذلك هو :
ان شعبنا مسالم لا يسرق من احد ولا يفكر اساسا ان يقتل او يخطف او يعتدي على احد او يتعصب او سبق وان اعتدى على احد على مر التاريخ حيث همه الوحيد هو خدمة وطنه العراق والاخلاص والتفاني له من اجل بناءه ونهضته وتطويره ليرتقى الى مصاف الدول الكبرى والاهم لابل الاخطر هو هجرة الشعب الاصيل ابو الحضارات لمئات والاف السنين من وطنه الام العراق مجبرا مكبلا بجروحه والامه ودموعه كالنبتة التي تقتلع من جذورها وكالطير مقطوع الجناح يهاجر ولا يعرف الى اين المصير ..؟؟
ولا ننسى الاسباب الاساسية الاخرى
أ‌-   دور السياسين المخططين ودور السياسة صاحبة اليد الطويلة والموجه الرئيسي لقيام واستمرار هذه الهجرة من دعم واسناد والمعونات
ب‌-   في مقدمة كل الاسباب النظام السابق وما قام به من حروب مكررة واضطهاد مما كان له الاثر الكبير والمباشر على شعبنا المسكين الكلداني السرياني الاشوري والقرى التي هدمها بالاخص الحدودية مما ادى الى هجرة ابناء شعبنا الى بغداد والموصل والبصرة .
ت‌-   كما ان الاساس عدم معرفة شعبنا او لم يألف شعبنا ايجاد رؤساء عشائر كي يلتف حولها ويساندها كما هو موجود عند بقية ابناء شعبنا الموجودة في ارض العراق كذلك عدم وجود احزاب سياسية قومية في بادى الامر الذي ادى الى تشتت شعبنا والانضمام الى قوى مناصرة لحقوقه مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الشيوعي العراقي لاسيما بان موسسه من ابناء شعبنا ولا ننكر ما لهذا الحزب من تاريخ رغم كل ما حل به وعانى من نكبات مستمرة وطويلة ومن مختلف الجهات
رغم معرفة الجميع لاسيما المثقفون من ابناء العراق بان لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري جذوره التاريخية العميقة على ارض ما بين النهرين لكن السياسات العنصرية والدينية والمذهبية ايضا ومنذ تاسيس الحكومة العراقية في 1921 يشعر جميع ابناء شعبنا كانهم دخلاء لا بل غرباء في هذا البلد وكثيرون لا سيما المثقفون ينكرون او يتصورون باننا لسنا اصحاب الحضارة والتي امتد فضلها الى العالم اجمع كل هذا نتج بسبب عدم وجود ولو فصل واحد في كتب التاريخ المقررة والتي تدرس الى طلاب المدارس الابتدائية والثانوية يتكلم؟ ويوضح عن مكونات العراق الاصيلة ودورها في بناء حضارته الى يومنا هذا...!!!! من دون وجود مطالب بهذا الحق الدستوري حيث كان من الواجب من الحكومة االاهتمام به وترسيخه ليتربى الناشى على معرفة من هم شركائهم في الوطن رغم كل هذا وذاك انا اليوم لست بحال الذي راح بل فيما تؤول اليه الاوضاع والنتائج حيث ان الدلائل والمؤشرات رغم مرور سبع سنوات عجاف وكل ما حملت في طياتها من ماساة ومعاناة عاشها الشعب العراقي عموما وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري خصوصا بعد التغيير الذي حصل في 2003 تؤكد بانه لاعلاج ولا حلول لمعاناتنا والامنا والنتيجة باننا اسوا من السابق هذه ليست نظرة تشائمية أو نوع من الياس بل هو الواقع وهي الحقيقة بعينها معروفة للجميع .
مما يمكنني القول بأن ما كان يتأمله شعبنا عموماً من التغير ذهب ادراج الريح وتحطمت اماله ولم يبقى امامه سوى الهجرة الى ارض الله الواسعة سبيلاً فما بال شعبنا الكلداني السرياني الاشوري توقع خيراً رغم كل الاوضاع الماساوية التي حلت به من دون اي ذنب اقترفه...!!!
 واني لا اريد الخوض باعدادها وتفاصيلها بل بمتاهتها لما فيها من مرارة والم وحسرة الا ان مايلمسه ويتوقعه بعد كل ذلك هو الاسوأ نعم الاسوأ فكأن معاناته السابقة ستكرر او ان التاريخ سيعيد نفسه ثانيةًً مما حفز ما مخزون لديه في اللاوعي من نفوس ابنائه ومنذُ امد بعيد وعلى هذه البقعة من المعمورة مما أعطى الارجحية للهجرة وترك الوطن...!!
 رغم كل ذلك لا حراك جدي لمعالجة مشاكلنا وقضايانا في الوقت الذي يحدث وكما هو معلوم ما يحدث اعلامياً وساسياً في العديد من القضايا ومنها ماحدث مؤخراً بخصوص وباء انفلونزا الخنازير والذي لم يبلغ ضحاياه (قد تكون خطة مدبرة او مفبركة كما يقولون) اكثر من الف شخص فارتعب العالم واقاموا الدنيا ولم يقعدوها بينما مليار انسان جائع ولا احد يكترث ومئات الالاف تقتل والدماء تسال ايضاً لا احد يكترث...!! بلد يهاجر ابنائه الاصليين اصحاب حضارته – حضارة العالم القديمة ايضاً بسبب معاناته...!!! وعندما يسألون الى اين تهاجرون ليس سوى جواب واحد كما أسلفت...! الى ارض الله الواسعة لا احد يكترث بل العكس يدعمون ويشجعون تلك الهجرة بوسائل واساليب متعددة منها مباشرة ايضاً فكأنها خطة استراتيجية مرسومة ومبرمجة وبأشتراك العديد لابل كأن الهدف هو تجزئة هذا الشعب وتفرقته وتحطيمه ايضاً لاجباره على الهجرة التي لا يملك غيرها سبيلاً ((المحصلة النهائية التشرد والضياع ...!!))
كما يستغرب الكثير من ابناء امتي اليوم التهويل امام ما تطرحه وسائل الاعلام بهذا الشان ومقالات كتابنا الاعزاء بشان التجزئة والتفرقة بين ابناء شعبنا (الشعب الواحد دين واحد قومية واحدة لغة واحدة رغم اختلاف اللهجات التي عانت هي الاخرى اكثر منا جميعاً) وكذلك كل بيانات وقرارات الاحزاب والكيانات الموجود على ساحتنا القومية  بهذا الشان او الخصوص ليست الالتفرقة وتجزئة هذا الشعب المظلوم وتحطيمه واجباره على الهجرة " كما لا يستبعد أنهم مكلفون بذلك وضمن الخطة التي اشرنا اليها سلفاً وهذا رأينا الشخصي"
كل هذا مايدفعنا الى زيادة الجرعة او تغيير الدواء والمشكلة هي في المناعة لا في محاربة المرض فقط الاصل هو محاربة ومنع اسباب الهجرة وازالتها اولا المحصلة النهائية هي ان طريق اسلوب التصدي لمشاكلنا سلبية وكذلك الحال فكرنا ومجتمعنا فمصائب الناس تنتج عن انسياق جماعي وراء افكار بلا تمحيص او تدقيق... نعم ان الشعوب هي كالاجسام منها ضعيف امام المرض ومنها قوي يصمد فالذي يعتقد ان الشعارات والندوات وكيل الاتهامات سيكفي لدرء الامراض صحيا واجتماعيا يخطىء كثيرا لذا اصبحت دعاتنا عاجزة اليوم عن اية معالجة لمشاكلنا المهم عندهم " دخل معركة الكسب السريع" مما سبب هياجا فى صفوف ابناء شعبنا وفقد دعاتنا كل رزانة فكانت ردود الفعل معا متشابهة ازاء الازمات فلا تجابه بالحرص ونكران الذات والتحليل الموضوعي والابتعادعن مطالب الانا ...انما باستيقاظ مخاوف قديمة راكدة فى اللاوعي...!!! الفرد والجماعة  ايضا يستغل القلق الحاصل فتقوم الهوسات وتكيل الاتهامات (بأدعات) حرصا لمصلحة الشعب والقومية المساكين
كفى تفرقة وتجزئة هذا الشعب المظلوم وتحطيمه حيث اصبحت القومية ومقدرات هذا الشعب المسكين ككرةُ تتقاذفها الشعارات والاشاعات...!!! هل لذلك علاقة بالخطر
الحقيقي ...؟ الهجرة القاتلة كيف استطاعوا الجماعة التكيف لمضادتنا فلا يتاثرون بتضحياتنا وزيادة هجرتنا وضياعنا....!! وهنا ايضاً قد يقول قائل مالنا و القضايا الاجتماعية اليس الله سبحانه وتعالى الخالق يرعى العالم..!؟ اذن يحلها الله...!!!لكن ايضا نقول : من ينظر الى التاريخ المقدس وما صنعه الرب مع البشر فارسل الانبياء والرسل لتحذيرهم لانهم مثل غنم لاراعى لها فحياة الانسان تعنى الله فردا او جماعة (فشعر رؤؤس العباد معدود كله) لانه اله وأب حنون ومحب فالباحث او المسؤول الذى ينتقد الملايين يسهم في عمل الله الخلاصي ...!! لكن على الدين ايضا ان يسهم في درء عاهات المجتمع الروحية الناتجة من اختلال التوازن والفوض التي نحن فيها التدين ليس مجرد شعائر  ومعتقدات ولا هو بديل للسياسة ...!!             
انما هو معالج للانحرافات خصوصا عندما ينقطع الحوار بين الاخوة ان المشكلة اليوم لم تعد بين الاديان بل في اتساع الهوة بين المذاهب والثقافات كانوا اخوة ماذا جعل الكراهية تنتشر كالدمامل وتنفجر جروحا ومآسي هنا وهناك...!!! لقد كانت النظم السياسية حتى قبل عقد مضى تلجا الى الامساك بالشعوب بقبضة من حديد لكنها صارت هي المشكلة اذ لم تترك مجالا لفكر او لحركة بنت سدود ضيقنا على شعوبها وادخلتها محاصصات طائفية واجتماعية واستراتيجيات وممنوعات ...
رغم كل ما ذكرناه لا يمكن للهجرة ان تحل شيئا انما يسعى الكل الى الشفاء من الاوهام انقاذنا سيتم من خطرين واحد يشجع خصوصية الفرد الى (تاليهه) واخر (يؤله) الجماعة او القومية او الامة كلاهما على خطا مبين فيتسابق الى التسلح وتمتلى شوارعنا اسلحة وشوارعهم اجهزة تصنت ورقابة وفي كليهما يعمل سرطان العنف والاقصاء الى جانب ذلك خلطت عقلية عصرنا بين المريض والمرض فانقطع الحوار وبعد ثمانية سنوات ما زلنا نراوح لابل سادت ظاهرة (تملق للشعب لتهييجه) التلاعب بالراى العام مما افقد الفرد والجماهير المناعة وسيستنتج من يدرس عصرنا هذا ببساطة كان ينبغي عليهم عوض العنف والاسلحة ان يجلسو ويجابهوا الحقيقة الحرب ضرورة تجبرنا رغما عنا ان نتوهم امراضنا فلا نعطي لحياة البشر قيمة حتى تلك التي نعطيها لدجاجة ...!! لايتاثرون كما اسلفت بتضحياتنا وزيادة هجرتنا وضياعنا ولن يبقى لنا سوى الرحال  واخيرا نبكي بيوتنا وتبكينا بيوتنا هي ايضا كما حصل لاسلافنا من قبلنا...!!  ويأتيكم الجزء الثاني من مقالنا هذا لاحقاً...     

"كثونه كثاوي كثاوا خرايا     مشدرنه كثاوي لاثرا برايا"
"مبربزا بعلما لتي سولايا      بشوقنه كثاوي دلتي قرايا "




عادل فرج القس يونان

102
الذاتية والموضوعية وأثرها على نضج الفرد والمجتمع العراقي

                                                                                            عادل فرج القس يونان


أحاول في هذه الدراسة أن أعالج بعض القضايا الفكرية التي تظهر على الساحة العراقية لا بل وفي مجتمعاتنا الصغيرة ضمن المجتمع العراقي الكبير بدراستها ومناقشتها ولكي نسلط الضوء على حقائق اساسية سواء ترتبط بالفرد او بالمجتمع تعبر عن الخلفية التي تدفع الانسان للسلوك او التصرف المعين وهذا ما يكَّون لنا الصورة الشاملة عن نهج البشر في تصرفاتهم وإعمالهم وعلاقاتهم وأثارها السلبية على المجتمع آو تأخره وخير مثال على ذلك ما يظهر على الساحة العراقية من الصعوبات والمعوقات التي تحول دون تشكيل الحكومة رغم مرور أكثر من أربعون يوماً من ظهور نتائج الانتخابات..!!.
حيث ان الدراسات الادارية لا ترتبط بالضرورة بمجال العمل الاداري في الشركات والمؤسسات والهيئات لكنها ترتبط ايضاً بعمل الجماعات والاسر والعلاقات الشخصية .
هكذا انظر لا بل  وهكذا افكر وهذا التفكير يدفعني للاهتمام بهذا الموضوع وهو ان الذاتية او الموضوعية هي من طبيعة السلوك البشري وتؤثر الى حد كبير على تقدم المجتمع او تأخره كما تؤثر على نمو الفرد ونضجه    ( فكم من جماعات ضاعت ضحية فرد او افراد ينظرون الى الامور نظرة ذاتية يستحيل معها التقدم والنمو ).
*** وما الظواهر السلبية وعدم الركون على الرأي الصائب والمعانات التي نعيشها جميعاً رغم مرور أكثر من سبع سنوات على التغيير الذي حصل في بلدنا وتأملنا فيه الخير الكثير في 9 نيسان 2003 والتي لا اريد الخوض بتفاصيلها الدقيقة لانها معاشة ومعروفة للجميع وهي لاتعد ولا تحصى ايضاً الا نتيجة ما اشرنا اليه اعلاه***   لابل وحتى الظواهر السلبية التي تحدث في  المجتمعات الصغيرة من مجتمعنا الكبير العراق ايضاً ما هي الا نتيجة النظرة للامور نظرة ذاتية والتي نشطت واتسع ميدانها ومجالاتها بسبب الحرية المزعومة التي حصلنا عليها بسبب التغير الذي حصل في بلدنا..!! وانا في هذه الدراسة احاول ان استعرض الاسلوبين في السلوك البشري بدارسة اشمل لعلنا نكتشف ذواتنا اكثر وبذلك نرعى سلوكنا وانا اطمح من ذلك ان اعاون ولو بشيء بسيط على تصويب اساليب العمل المنهجي في حياة الافراد والجماعات وبذلك ينمو الحوار الفعال وتزيد مجالات التقدم والعمل المشترك وتقليل التوتر في العلاقات بين الافراد والجماعات وترتفع القدرة على النقد الذاتي الموضوعي والنظرة الى الامور بموضوعية مما يساعد على نضج الفرد والمجتمع وبناء افضل لمستقبل انجح وهذا ما نطمح إليه جميعاً وما نتمناه لمجتمعنا وبلدنا العزيز العراق العظيم..!!.
وشخصية الانسان شخصية عميقة جداً قد يكون الاسهل على الانسان ان يكتشف مظاهر سلوك غيره، من اكتشافه لمظاهره هو السلوكية وكلما نضج الانسان كلما تمكن من ان يكشف ذاته وسلوكه وبالتالي يتعرف على شخصيته باكثر وضوح. فالشخص اما ذاتي subjective  او موضوعي objective . فالذاتي متعلق بالفاعل يصدر احكامه منطوية على ذاتيته ( احكام ذاتية ) اما الموضوعي يهتم بالهدف فالموضوعية اذن منحنى فلسفي يرى ان المعرفة ترجع الى الحقيقة...غير الذات المدركة..!!. حيث ان الذاتية او الموضوعية قد تكون صفة للفرد، او الجماعة، او المجتمع. قد تصف علاقة الزوج وزوجته او الوالدين والابناء او علاقة الانسان مع الجار او المجتمع، وقد تصنف علاقة العاملين معاً في مؤسسة ما، وقد تكون علاقة ( الانسان مع نفسه )  فان جماعة ما قد تتصرف بذاتية، وتكون هذه الصفة صفة للجماعة كلها وهكذا..!!. وكما أسلفت إن هناك حقائق اساسية سواء ترتبط بالفرد او بالمجتمع تعبر عن الخلفية التي تدفع الإنسان للسلوك أو التصرف المعين واني أجد من الضروري إن اوضح هنا بعض المفاهيم العامة لتكَّون لنا الصورة الشاملة عن منهج البشر في تصرفاتهم وإعمالهم وعلاقاتهم منها:

أ‌-   الميل للذات:
يولد الطفل محباً لنفسه وكلما نما تعلم بما يكتسبه من المجتمع من صفات – ان يهتم بذاته ويرعى مصالحها ولهذه الصفة اهميتها فكل فرد مسؤول عن بناء ذاته ورعايتها من هنا  كان للانسان ان يهتم بمصالحه الشخصية فهو يهتم بالدراسة كما يهتم بالبحث عن لقمة العيش يهتم بملبسه ومظهره كما يهتم بمكانته في المجتمع الى غير ذلك اذن لا بد للانسان ان يحرص على هذا الدور، ليكون هو المواطن الصالح الناجح الموفق فالميل للذاتية صفة بشرية ودافع انساني طبيعي فهو يختلف في اتجاهه عن الانانية والبغضة التي فيها يسعى الفرد للصعود على ( اكتاف الغير). او يبغي الفرد مصلحته دون اكثراث بالغير او بالصالح العام..!!. لذا فالميل للذاتية صفة عادية لا غبار عليها ولا لبس فيها وبسببها يتقدم الانسان وينمو وينجح واهتمام الانسان بذاته صفة لابد منها ( ما دامت ما تلحق الضرر باحد ) أي مادامت ضمن حدودها الصحيحة والمقبولة.

ب‌-   مجتمع قبلي : نشأ الشعب في بلادنا في مجتمع زراعي عاشت الاسر وعبر سنوات طوال تخضع لرأس الاسرة. فالجد الاكبر في الاسرة له الكلمة المسموعة وله الاحترام وارتباط افراد الاسرة عبر سنوات طويلة كان يمثل دفاع الاخ عن اخيه سواء كان على حق او على باطل ( صواباً او خطأ ) فالانسان يجد نفسه في والديه واخيه واخته وامتد النظام القبلي الى القرية بل الى فئات اخرى في المجتمع فالانسان يجد نفسه في مجتمعه ايضاً يدافع عنه صواباً او خطأً لمجرد الدفاع عن الجماعة وقد ياخذ النظام القبلي صوراً عنصرية فقد يدافع ابناء دين عن انفسهم في مواجهة دين اخر ( او طائفة اخرى ) الى غير ذلك من الصور التي تظهر على الساحة العراقية واعتقد انه لا غرابة فيما أتحدث عنه فقد يهتم القروي بقريته اكثر من اهتمامه بعراقيته رغم كونها وحدة صغيرة لان الانتماء الذاتي للقرية التي يحس بها العراقي لانه يعيش فيها هو اعمق من الانتماء الى العراق الاكبر. ولكي لا يفوتني ان المظاهر القبلية في حد ذاتها دفاع عن الذات وفي عديد من المواقف لا تكون موضوعية بقدر ما هي ذاتية وهذه مشكلة قد تاخذ صور متعارضة فالعراقي في مجتمع العراق عراقي لكنه من خلال انتمائه الى عراقيته ينتمي الى قبائل اصغر داخل المجتمع فابناء الدين ينتمون معاً الى دينهم والانتماءات العرقية الصغيرة، داخل الجماعة الاكبر قد تتغلب على الانتماء الاكبر واحياناً يكون الدور التربوي مهماً جداً بتنمية الانتماء الاكبر باعتباره الصالح العام على الانتماء الاصغر داخل المجتمع الواحد..!!.
ومما لاشك فيه ان المشكلة القبلية تطغى على مجتمعات باسرها فهي تخترق المجتمعات النامية كما تخترق المجتمعات الاكثر حضارة لكن اثارها تظهر باقل وضوح منها في الدول النامية. فهناك مشكلات بين فرق تتمثل في اللون( البيض والسود ) وفي الدين ( مسلم ومسيحي، او الطائفة ( الكاثوليكي والبروتستانتي او الارثوذكسي والبروتستانتي ) او ( الشيعي والسني ) الى غير ذلك من الفرق التي يمكن ان تكون في مواجهة ما..!!.
ومن المفيد ان اذكر هنا ولعله من الواضح ان لهذه الصفة أي القبيلة ميزاتها وعيوبها فمن الميزات دفاع الفرد عن الجماعة ودفاع الجماعة عن الفرد وايضاً احساس الفرد بالانتماء الى الجماعة يعطيعه الامن والاستقرار والراحة كما ان تماسك الجماعة وقدرتها على حل مشكلات بعض الافراد وبحث الجماعة عن وسيلة تقدمها ونجاحها ودفاع كل فرد من افرادها في سبيل ذلك شيء اساسي لديهم..!!
ومن عيوبها الواضحة انغلاق الجماعة الصغيرة على نفسها وانغلاق افقها الفكري على مصالحها الذاتية دون الصالح العام وكلما انغلقت الجماعة الصغيرة تقوقعت على ذاتها والتقوقع يضر بالجماعة الصغيرة ويحد اهدافها وينسيها الصالح العام كما انه دون شك يضر بمصالح الجماعة الاكبر.
ومن الضروري جداً ان اذكر أن هذا النمط (القبلية) ليس جديداً في حياة الشعوب حيث الانسان منذ ظهوره على مسرح التاريخ ظهر على شكل قبائل وكل قبيلة تتكون من مجموعة من العشائر تربط بينهما روابط عديدة اهمها رابطة الاصل المشترك..!! كما أقول واذكر هنا (إن انتماء الإفراد بعضها الى بعض ليس بعاطفة الحب وانما بدافع الخوف من الاذى ..!!) ولكن المهم هنا انه لابد من تطور (مجتمع القوقعة) ليتسع افقه فيدرك علاقته بالمجتمع الاكبر الذي يعيش فيه وينتمي اليه ولابد ايضاً من تحول (عضو القوقعة) من إحساسه بالجماعة الاصغر الى نموه في الاحساس بالمجتمع الاكبر الذي يحتاج اليه وحاجة الجماعة الاكبر لايجوز ابداً ان تحل محلها حاجة الجماعة الاصغر التي تعيش بداخله والذي نعيشه اليوم وباتم وضوح ( اذا تعارضت مصالح الجماعات الصغيرة تحولت هي في حد ذاتها الى اهدافهالذواتها..!!) وبذلك ضاعت المصلحة العامة ولو اشتد الخلاف بين الجماعات الاصغر في اهدافها داخل المجتمع الواحد لتحولت الى حرب فيما بينهما يحاول فيها كل طرف إن يفني الإطراف الأخرى وهنا لست بحاجة إلى ذكر الأدلة والأمثلة.  
فبناء الاحساس الذاتي بالمجتمع الاكبر يدفع الى الموضوعية اكثر بكثير من الانغلاق على المشاعر القبلية للجماعات الأصغر..!!.

ج‌-   مجتمع عاطفي: نحن المجتمع العراقي مجتمع عاطفي تتغلب فينا العاطفة كثيراً على العقلانية والعاطفية شأنها شأن القبلية تتأثر بالتربية منذ الطفولة فالانسان العاطفي يتجه بكل عواطفه تجاه موقف معين ولا يقدر ان يتزعزع عنه بسهولة وفي الحقيقة العاطفية هي ارضية التفكير لكنها متى انفعلت سيطرت على العقل ومنعته من التفكير العقلاني الموضوعي فالعاطفة كالعاصفة متى ثارت غطت على كل شيء اما العقلانية فكالنسيم الهادئ الذي يريد ان يبحث ويدرس ويحقق..!!. لاينكر ان للعاطفية قيمتها واهميتها شريطة انها لا تتحول الى عاصفة وهي عمل عقلاني في حد ذاتها على شرط انها تعطي العقل مجالاً للتفكير المتأني الهادئ.
اما خطورة العقلانية اعتقد انها تكمن في نوع التعليم متى كان التعليم منحازاً وكما نحن نستخدم عبارة غسل المخ اوغسل الدماغ كما هو شايع على التعليم المنحاز الذي لا يعطي فرصة حرية الفكر واختلاف الرأي وأنطلاق الافق. فالتعليم المتحيز والمنغلق ( يقفل الدماغ ) كما نقول احياناً فلان دماغه قافل على شيء معين او رأي واحد فقط..!! كما ان التعليم المنحاز ايضاً يحرم صاحبه من استخدام طاقته الفكرية الضخمة بحرية كافية وأيضاً لنا جميعاً أمثلة كثيرة على ذلك...!!  
وبودي قبل إن اختم دراستي أن أوضح مفاهيم بعض الكلمات المستخدمة لدينا حيث إننا أحياناً نعطي لها معان أكثر من اللازم فمثلاً مضمون ( كبرياء ) التي نستخدمها في اللغة العربية تختلف عن مضمون كلمة (متكبر proud) في الانكليزية فهو متكبر لوطنه متكبر بذاته وهذا يعني إن الكبرياء هنا تعني احترام الذات والاعتزاز بالنفس بينما كلمة (كبرياء) عندنا تستخدم عادة في المعنى السيئ فالمتكبر هنا متعظم على غيره وقد يحتقر غيره ويتعالى على الآخرين..!! في بلادنا تراث دكتاتوري فنقول عن شخص انه دكتاتوري متزمت برأيه أي انه يقول كلمة فلا يتراجع ولا يتناقش ولا يعمل حساباً لغيره من هنا ....نشأت او كانت مشكلات الكرامة. والدفاع عن الذات والحساسية المرهفة لما يسئ للشخص تمثل مكانة كبيرة في مجتمعنا وتسبب لعديد من الناس ان لم نقل معظمهم الكثير من المتاعب لكن لو حاول الناس النظر الى تلك المواقف من اتجاهات اخرى لكان لها تأثير متنوع ومختلف..!!.
وفي الختام اعتقد إن هذا الدراسة (النموذج البسيط) قد تساهم في توضيح الآثار التاريخية (عميقة الجذور) في حياة كل فرد وما لها من اثارها الكبيرة على حياته وتصرفاته بالاضافة الى توضيح اثر الذاتية والموضوعية على نضج الفرد والمجتمع عسى ان ينمي فينا ويتفاعل الاحساس بالمجتمع الأكبر    (العراق العزيز) الذي نحتاجه في هذا الوقت اكثر من أي وقت مضى وعسى ان يساهم هذا الاحساس ليقودنا الى بناء مستقبل انجح افضل لمجتمعنا وخصوصاً في الضرف الراهن ولو على اقل تقدير ان يخفف جزء من معاناتنا التي نعيشها على مضض حيث طالت كثيراً رغم التغير الذي حصل في بلدنا الا ان معاناتنا مستمرة بشتى صورها المختلفة البشعة منها جداً وصولاً الى الضغوط القوية جداً على حياتنا العقلية والنفسية المستمرة يومياً وما ينتج عنها من امراض نفسية وعقلية عليه يحق لمن يقول:- رغم كل الذي جرى ويجري مازال الحبل على الجرار....!!!.
وختاماً نقول هل هناك امل..؟ نعم للخالق امل عظيم، إما الإنسان العراقي فلا...على الأقل في المدى القريب!!

                                                                           عادل فرج القس يونان
                                                                           الاثنين 10-5-2010


103
ليلــــــة العيـــــد
وما أدراك بمقدمها وأنقضائها ----!!!
كثيرة هي القصص و الاحاديث عن الاعياد وشجونها --!!!  وذكرياتها غزيرة بمفاجئاتها -!! السارة منها والمؤلمة ايضا ---!!! وعن ذكرياتنا ايام الطفولة وفي مسقط رأسي القوش الحبيبة عن عيد القيامة المجيد الذي سيحل علينا بعد ايام باليمن والبركة وتحقيق الاماني كما اتمناها من الباري عزوجل لكم ثم لنا ايضا هي كثيرة جدا بمعانيها واحداثها لكن لنأخذ اليسير منها جدا كنا نترقب بلهفة وشوق قدوم عيد القيامة المجيد ونحسب له الف حساب وكنا نتخيل ما سنحصل عليه في العيد بعض النقود رغم قلتها لكنها كانت تسعدنا وقد يكون هدية بسيطة كقطعة ملابس نلبسها ونتباها بها في العيد امام الاصدقاء والاقارب والمعارف وقسم كبير من خيالنا يتجه صوب الاكلات الشهية والممتازة الخاصة بالاعياد والمناسبات الكبيرة  وقد تكون اكلة الباجة المشهورة (حيث ان جميع العوائل  كانوا في عيد الميلاد يجب عليهم تهيئة الباجة وتقديمها صباح العيد للعائلة كوجبة ممتازة ومشهورة لابل  محبوبة ومرغوبة  من قبل الجميع ) التي تهي ّلنا بمناسبة العيد والاكثر من هذا كله فرحتنا التي لاتضاهيها فرحة (بالبيض المصبوغ ) وعن الحصول على بيضة قوية جدا لكي نفوز بها بلعبتنا المشهورة (النقر ) على اصدقائنا وابناء محلتنا  ونربح منهم اعدادا كبيرة من البيض المصبوغ ايضا  اضافة الى الكليجة والجكليت -------!!!!  اما من الجانب النفسي حيث كان الاب والام والكبار سواء من الاهل او الاقارب والمعارف وكذلك الجيران يقومون بتوجيهنا وتقديم النصائح لنا بضروة التسامح والمصالحة والمحبة والمساعدة والتعاون ويؤكدون لنا ان العيد لن يكتمل الا بتنفيذ هذه النصائح ---فكنا نشعر بهذه الارشادات كأنها تدّفينا من البرد لابل كانت تهيج فينا الشهامة وحب التضحية ومحبة الاخرين ومساعدهم وان نحب لهم كما نحب لأنفسنا (وصية صاحب القيامة يسوع المسيح له المجد ) وامور اخرى كثيرة كما أسلفت ----!!!!    لكن والله
ان افضل ما سمعته وشاهدته في باب المروءة والاحسان هو ما حصل ليلة العيد 31/12/2000 . ان امرأة بائسة وقفت ليلة العيد تلك امام حانوت لبيع الهدايا والتماثيل في بغداد ويقصده الناس كثيراً في تلك الليلة لشراء اللعب لاطفالهم الصغار فوقع نظرها على تمثال صغير من المرمر جميل جداً فابتهجت بمرآه ابتهاجاً عظيماً لا لانها بلهاء يستفزها منظر ذلك التمثال مثلما يستفز الاطفال الصغار بل لانها كانت تنظر الى التمثال بعين ولدها الصغير الذي تركته في شقتها ينتظر عودتها اليه بهدية او لعبة العيد كما وعدته فاخذت تساوم صاحب المحل حول سعر التمثال فترة من الزمن تزيد الربع ساعة تقريباً وصاحب المحل مصراً على سعره الغالي جداً بالنسبة لها فاخذت تحسب ما في محفظتها الصغيرة من النقود علمت انها لا تستطيع الوصول الى ثمنه وشرائه وبالمقابل لا تستطيع العودة الى ابنها بدون التمثال فاجبرتها الضرورة التي لايقدرها الا من حمل بين جنبيه قلباً كقلب الام الحنون الرقيق فمدت يدها بخفية الى التمثال فسرقته حيث ظنت ان صاحب المحل لايراها ولا يشعر بمكانها ثم رجعت الى الخلف خارجة من المحل وقلبها يخفق خفقتين مختلفتين في ان واحد خفقة الخوف من عاقبة فعلتها الشنيعة وخفقة الفرح والسرور بالهدية الجميلة التي ستقدمها بعد لحظات قليلة الى ولدها..!! فكان صاحب المحل من اليقظة والحذر وحدة النظر بحيث لايفوته شيء او معرفة مما يدور في محله فتبعها وهو يراقب سيرها حتى عرف شقتها ثم تركها وشأنها وذهب الى مفرزة الشرطة الموجودة في ركن الشارع القريب منه واخبرهم بالقصة فتبعه اثنان من رجال الشرطة للقبض على تلك المرأة وصعدوا جميعاً الى شقتها ففاجأها وهي جالسة بين يدي ولدها تنظر الى فرحهِ وابتهاجه بتمثاله نظرات الغبطة والسرور فهجم الشرطي على الام فاعتقلاها واما الرجل فهجم على الطفل وانتزع التمثال من يده بقوة فصرخ الولد صرخة قوية لا على التمثال الذي انتزع منه بل على امه المرتعدة بين يديه وكانت الكلمة التي نطق بها وهو بين يدي الرجل(رحماك بأمى يا عمى ) ..!!. وظل يبكي بكاءً شديداً فجمد الرجل امام هذا المنظر المؤلم المؤثر وحينها دقت اجراس الكنيسة القريبة منهم معلنة باشراق فجر العيد فانتفض الرجل انتفاضةً شديدة وصعب عليه ان يترك هذه الاسرة الصغيرة المسكينة حزينة فيكون في اليوم الذي يفرح فيه الناس جميعاً فالتفت الى الشرطيين وقال لهما اظن اني اخطأت في اتهام هذه المرأة فاني لا ابيع هذا النوع من التماثيل فانصرفا لشأنهما والتفت هو الى الولد وطلب منه العفو ومن امه ايضاً ثم مشى الى الامام فاعتذر اليهما عن خشونته وشدته معهما فشكرت له  فضله ومروءته وجبينها يتصبب عرقاً حياءً وخجلاً من فعلتها تلك ولم يتركهما حتى اعطاهم كمية من النقود مما جعل عيدهما اسعد واهنأ مما كان يظنان. وهكذا فان ليلة العيد لا تأتي حتى يطلع في سمائها نجمان مختلفان (نجم سعود ونجم نحوس)اما الاول فللسعداء الذين اعدوا لانفسهم صنوف الالبسة والحلل ولاولادهم اللعب والهدايا والتماثيل ولضيوفهم الوان الطعام والشراب ثم يناموا ليلتهم نوماً هادئاً مطمئناً تتطاير فيه الاحلام الجميلة حول اسرتهم كالحمائم البيضاء حول المروج الخضراء واما النجم الثاني فللاشقياء الذين يبيتون ليلتهم على آحر من الجمر كما يقال يئنون في فراشهم انيناً يتصدع له القلب ويذوب له الحجر حزناً على  اولادهم الواقفين بين ايديهم يسألونهم بالسنتهم وباعينهم ماذا اعددتم لنا في هذا اليوم من ثياب ولعب جميلة لنتباهى بها امام اصدقائنا ولعب جديدة نزين بها مناضدنا فيعللونهم بوعود يعلمون انهم لا يستطيعون الوفاء بها فهل لاؤلئك السعداء ان يمدوا الى هؤلاء الاشقياء يد المعروف؟ وهل تسطيع حكومتنا والمسؤولين فى بلدنا الغنى جدا ان يمدوا الى اخواننا وابناء شعبنا المهجرين والمهاجرين من ديارهم لابل والمجودين داخل البلد والمعوزين يد العون والمساعدة نسميه هكذا رغم كونه حق من حقوقهم مسلوبة منهم بالقوة (بحكم الطبيعة ) (حكم القوى على الضعيف حيث القوى يملك على الضعيف حتى نفسه وهواه ) (وشريعة الانسان العنف وايذاء الضعيف ) ليسجلوا لانفسهم في باب الاحسان والمروءة ما سجل لصاحب محل بيع التماثيل والهديا؟ ولا اعتقد ان رجلاً يؤمن بالله ويحمل بين جنبيه قلباً يخفق بالرحمة والحنان يستطيع ان يمنع عينه من البكاء ولا قلبه من الخفقان عندما يرى في العيد وهو في طريقه الى دار عبادته او خارجاً منها طفلة مسكينة بالية الثوب كاسفة البال دامعة العين تحاول ان تخفي وراء الاسوار والجدران خجلاً من اصحابها ومن بعمرها ان تقع انظارهن على ثوبها وفقرها ورثاثة ثوبها وفراغ يدها مثل ما تمتلئ به ايديهن فلا يجد سبيلاً الا ان يدفع عن نفسه ذلك الالم بالحنو عليها وعلى بؤسها لانه يعلم ان جميع ما تهيأ له من صنوف السعادة والوانها لا يوازي ذرة واحدة من السعادة التي يشعر بها في اعماق قلبه عندما يمسح بيده تلك الدمعة المترقرقة في عينيها.
ان البؤساء يعيشون بسبب  محنتهم ويقضون جميع ايام حياتهم في سجن مظلم من بؤسهم وشقائهم فلا تستكثروا عليهم ان يستمتعوا معكم بالفرح والسعادة في كل عام مرة او مرتين وفى الختام نقول.)لا احدا ابدا يحمل فى جنبيه قلبا كقلب ألام ----فالأم هى تاج الرأس وستبقى الى الابد تاج الراس ايضا ) 
أماه لو رد البكاء الى الحياة الذاهبين           لأذبت روحى بالبكاء وبالتوجع والانين
لوعشت لى ماكانت تؤرقنى الليالى           ولو ارتويت من الحنان لكان حالى غير حالى
زورينى يوما فى المنام لعلها تشفى جروحى  ولعلنى ان بحت بالشكوى اليك ما تبوحى
نعم فما تبوحى أماه ياأماه 


104
الجــــزء الثاني


المقايضــة Barter  :- ما هي الاعملية تبادل السلع والخدمات ان أمكن بالسلع والخدمات ان أمكن ومهما قيل عن المقايضة فالذي لاشك فيه انها نظام ادى دوره التاريخي بنجاح على الاقل عندما كان عدد السلع والخدمات قليلا وانواعها محدودة وحاجات الافراد سهلة وغير معقدة ولم يكن الطريق امام المقايضة سهلا ومفروشا بالورد بل كان طريقا شاقا ومحفوف دائما بالاشواك ولصعوبة الامر هو الذي ادى في النهاية الى انهيار نظام المقايضة تماما وفي الحقيقة فأن صعوبات نظام المقايضة تمثلت في الشروط القاسية التي يتطلبها انجاز عملية المقايضة ---وهذه الشروط هي :-
1-   ضرورة التوافق المزدوج للرغبات
2-   توفر وسيلة للتحاسب
3-   عدم قابلية بعض السلع للتجزئة
4-   صعوبة تخزين بعض السلع
دعونا نتصور هناك اقتصاد ما يقوم على التخصص وتقسيم العمل ولكن لايعرف النقود كوسيلة للتبادل ومن ثم يأخذ التبادل فيه شكل المقايضة المباشرة ---- فلو شخص ينتج قمحا ويرغب في الحصول على رأس من الماشية عليه ان يبحث عن شخص لديه رأس من الماشية ويرغب في الحصول على القمح ومن سوء الحظ ان صاحب الماشية يرغب في الحصول على زوج من الاحذية وحتى لو وافق صاحب رأس الماشية بمبادلة رأس الماشية بالقمح فأن سعر الماشية هو اغلى من كمية القمح التي يحتاجها ففي هذه الحالة اما ان يبادل راس الماشية بكمية من القمح لايحتاجها وهذا تبذير واما ان يذبح راس الماشية ويحصل بجزء منه على حاجته من القمح وهكذا حيث بالامكان التصور لتلك الصعوبات وغيرها ونتيجة لهذه الصعوبات وغيرها تطورت عملية المقايضة تدريجيا حتى تعرف الانسان على النقود كوسيلة وتلافي كثير من صعوبات المقايضة وعليه بدأ نظام المقايضة بالتقلص تدريجيا حتى اختفى تحت وطأة ظهور الاسواق المنظمة والتجار المتخصصين وذلك نتيجة لأنتشار المزيد من افكار التخصص وتقسيم العمل ولكن رغم  كل هذا (ففي معظم الدول التخلفة اقتصاديا لايزال كثير من سكان القرى والارياف يحصلون على غالبية حاجاتهم عن طريق المقايضة )**وكذلك تصبح المقايضة امرا مرغوبا فيه حتى في الدول المتقدمة عندما تفقد النقود قيمتها الحقيقية بشكل واضح كما هو الحال في حالات التضخم الجامح وايضا في ميدان المبادلات الدولية قد تصبح المقايضة وسيلة مرغوبة عندما يكون التبادل بين **(دول العملات الضعيفة او غير الارتكازية حيث هذه العملات لاتمثل قيمة حقيقية وذلك لعدم امكانية تحويلها الى ذهب او الى عملات اجنبية اخرى (العمـــــلات القوية ) ولابد ان يكون بلدنا العزيز العراق خير مثال ودليل على ذلك ( النفط مقابل الغذاء) –وهذا الامر واضح ومعلوم للجميع لانعدام القيمة الحقيقية لعملاتنا بسبب الطبع الكيفي والعشوائي  ------الخ
وهكذا تعرف الانسان على النقود كوسيلة للتبادل ومن الجدير بالذكر  ان ظهور النقود لم يتم دفعة واحدة بل جاء كما اسلفت نتيجة تطور طويل في العلاقات الاقتصادية للافراد والجماعات وفي كل مرحلة من مراحل هذا التطور كان الانسان يكتشف شكلا مميزا ونوعا جديدا من انواع النقود وفق ما تمليه ظروف كل مرحلة وبأختصار ان المتتبع للتاريخ النقدي يكتشف بوضوح ان التطور النقدي لم يكن الا (محاولات مستمرة نحو تخفيض تكاليف المعاملات ) وايضا كان ظهور النقود خطوة نحو تفادي الكثير من تكاليف ومشاق المقايضة عليه فان فكرة النقود تطورت على مر العصور كما سنرى من كونها (سلعة لها كيان مادي ملموس وقيمة ذاتية حقيقية )ويرجع السبب في استعمال النقود للتعبير عن وسيلة للتبادل الا ان الاصل في كلمة نقدي    pecuniary    (في اللغة الاتينية وتعني القطيع اذ استخدم الرومان الماشية في العصور القديمة وسيلة للتعامل وذلك طبعا قبل استخدام (المعادن )  كما ان كلمة الجّمل مثلا تعني باللغة العربية الى جانب الحيوان المعروف بهذا الاسم قيمة نقدية الى ان اصبحت النقود وفي الوقت مجرد (مفهوم )قد لايكون لها كيان مادي ملموس او اية قيمة ذاتية على الاطلاق طالما اتفق افراد الجماعة على قبوله كنقود ومن هذا المنطلق التاريخي يمكن ان نميز عدة انواع او صور للنقود -----
1-   النقود السلعية commodity money   في اولى مراحل هذا التطور لجأ الى استخدام وحدة التحاسب unit of account   تتجسد في شكل مادي معين له كيان ذاتي (او مقياس تنسب القيمة )تنسب اليه كافة السلع لحساب الاسعار التناسبية فكان هذا المقياس عبارة عن سلعة او اكثر من السلع الموجودة في المجتمع والتي كانت تختلف من مجتمع الى آخر تبعا لاختلاف الضروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فكان يحكم اختيارها اعتبارات تتعلق بمستوى التفكير السائد واذواق الناس وعاداتهم (فمثلا اختارت الجماعات التي تقوم عاى الرعي بعض انواع الماشية والجماعات التي تقوم على الزراعة انواع النباتات والحبوب في حين اختارت الجماعات التي تقوم على الصيد ادوات الصيد او انتاجه ) والاهم من هذا كله ان بعض الجماعات استخدمت الانسان ذاته( كنقود ) وذلك عندما كان نظام الرق العبودية سائدا واطلق على مثل هذه السلع بالنقود الحسابية  Accounting money واقتصرت وظيفتها على تقديم اساس معقول ومقبول لقياس (قيم محل التبادل )وقد ادى ادخالها في التداول الى تقليل تكلفة المبادلات وتبسيط عملية التبادل فيها رغم التعقيد والتكلفة التي سببها استخدامها في التداول لانها قسمت عملية المقايضة الى عمليتين منفصلتين في الزمان والمكان بعد ان كانت عملية واحدة مباشرة تتم في نفس اللحظة ونفس المكان ففي صورتها الثنائية غير المباشرة اصبحت على خطوتين أ- يتم بيع السلع مقابل النقود الحسابية—ب-والثانية شراء النقود مقابل السلع وترتب على ذلك ارتفاع محسوس في حجم المبادلات وزيادة كبيرة في حجم الانتاج ومستوى دخل الفرد ومن هذا يتضح كيف ان تعد بالفعل اختراعا مثمرا للغاية *** غير ان السلع الاستهلاكية كوسيط نقدي لم يدم طويلا نتيجة عدم تجانس وحداتها وعدم قابليتها للتجزئة والتخزين دون تلف ولذلك بدأ بأستخدام سلع الزينة مثل العقود والحلى المصنوعة من الاصداف والقواقع البحرية والاحجار النادرة ((كنقود حسابية )) وايضا بدأ التخلي عنها لانها لم تتميز بصفات بخصائص الوسيط النقدي فمنها ما هو هش وقابل للكسر ومنها ما يفقد قيمته اذا تجزأ لقطع صغيرة من الاحجار الكريمة
2-   وعندما اكتشف الانسان المعادن بدأت النقود السلعية تدخل عصرا جديدا هو عصر النقود المعدنية Metalic money  وبدأ بأستخدام المعادن الرخيصة كالنحاس والبرونز والالمنيوم كنقود وبلغ اوجه عظمته وقمة تطوره عندما استخدمت المعادن النفيسة/ كالذهب والفضة كنقود وقد تميزت بالخصائص التالية أ-القابلية للتجزئة دون فقدان اي قدر من قيمتها   ب- سهولة الحمل والتخزين ج- التجانس وسهولة التصنيف  د- الندرة النسبية واستقرار المعروض منها تقريبا الامر الذي ينعكس في ارتفاع قيمتها التبادلية واستقرارها ه- الصلاحية وعدم القابلية للتآكل والهلاك نتيجة كثرة التداول ----
          وفي البداية استخدمت على شكل سبائك ( Bull ions) لذلك كان من الضروري ان توزن السبيكة في كل عملية لمعرفة قيمتها بأستخدام موازين حساسة كان المتعاملون يحملونها معهم بصفة دائمة وهذا الاسلوب كان يعرقل مجرى المعاملات فكان يتضمن كثير من احتمالات الغش والتزوير في وزن وعيار المعدن النفيس محل التعامل حيث كان اختراع سك النقود (Coinage  ) الذي يمثل (تطورا هائلا في التاريخ النقدي ) حيث خفض كثير من صعوبات ومخاطر استخدام السبائك المعدنية النفيسة كنقود
ويرجع تاريخ البدء بعملية سك المعادن النفيسة كنقود الى ما يقارب (600ق-م )حيث اشار ارسطو طاليس (389-322 )الى ان المعادن هي اكثر من غيرها في ازالة المتاعب فنظرية نشأة النقود ترجع اساسا اليه وهو فيلسوف يوناني وايضا تجمع علماء النميات (Namis matics ) وهو علم دراسة النقود القديمة كما ان اليديين بأسيا الصغرى هم من اخترعوا (العملات المعدنية ) كما ذكر المؤرخ هيرودوت في عهد كريسوس ((قارون )) الذي حكم تلك البلاد للفترة من (561- 546 )ق-م فكانت على شكل تقرب من البيضاوي وسمكها كبير جدا وتحمل على احد وجهيها فقط رسوم غير واضحة للحيوانات فكان المعدن المستخدم في صنعها هو (الاكتروم ) سبيكة من الذهب والفضة ثم انتقلت من اسيا الصغرى الى بلاد الاغريق وانتشرت في جميع انحاء العالم وتعني سك النقود (قيام احدى الهيئات بتحويل السبائك المعدنية النفيسة الى قطع موحدة ذات وزن وعيار معين بحيث يظهر ذلك الوزن والعيار على وجه كل قطعة وهي التي تعرف بالمسكوكات النقدية المعدنية Carrency coins  )
لقد أحتكرت السلطة العليا في المجتمع منذ فترة عملية سك النقود وهكذا نجد من ان نظام النقود قد نشأ عن تطور مستقل عن ظهور الدولة الا انها لم تلبث ان وجدت فيه وسيلة ناجحة لزيادة مواردها عليه اعتبرت احدى الخصائص الاساسية للسيادة او السلطة العامة ومع مرور الزمن تطور فن سك النقود حيث امكن اصدارها في اشكال اكثر دقة لتخفيض احتمالات الغش والتزوير التي كانت تتعرض لها الدولة ومع ذلك   ***(يخبرنا التاريخ النقدي ان الحكام انفسهم كثيرا ما قاموا بغش العملات المعدنية النفيسة عن طريق خلطها بمعادن اخرى غير نفيسة او الانتقاص من وزنها عن الوزن الاسمي Nominal weight  المدون على احد وجهيها بهدف تحقيق بعض الثروات لأنفسهم خصوصا في الاوقات التي كانوا يعانون فيها الحاجة الى المزيد من النقود لتمويل الانفاق على الغزوات التي كانوا يقومون بها او حتى لمجرد تمويل انفاقهم الترفي المظهري ----!!!!) وسيليه الجزء الثالث والاخير لاحقا   





105
 قصــــة الأنسان والنقود         THE HUMAN AND THE MONEY STORY                  
الجـــــــــزء الأول

نعم انها قصة حب لابل قصة حب عميقة جدا ومن طراز خاص لم يشهد لها مثيل ولم نتوقع ان يشهد لها مثيلا في المستقبل فهي تختلف عن قصص الحب التي قرأناها وسمعناها فهي مثلا تختلف عن قصة روميو وجوليت للكاتب المسرحي الشهير شكسبير وقصة سيامندو وخجي المشهورة في شمال وطننا العزيز العراق العظيم وكانت تقص لنا ايام الطفولة ويقال ان خجي اشترت حبال لسبع قرى مجاورة وربطتها على شكل قطعة واحدة ومدتها الى عشيقها سيامندو المعلق بنصف الوادي الا ان الحبل لم يصل الى سيامندو لتجره وتنقذه ---!!!!!!! ثم قصت كصائبها وربطتها بالحبل ايضا وحاولت ان توصله الى حبيبها المسكين لكن دون جدوى مما اضطرت ان ترمي بنفسها فوقه فسقط كلاهما في قعر الوادي ويقال ان شجرة تفاح احمر نبتت في موقع سقوطهما في قعر الوادي موجودة لحد الان وثمرها طيب المذاق جدا( قد يكون هذا جزاء او أجرة ذلك الحب العظيم  ----!!!! )
كما وتختلف ايضا عن قصص الحب لمعظمنا ايام الشباب والبعض من عندنا في الوقت الحاضر ------!!!!
اذن هي قصـــة غريبة جدا وغرابتها تكمن في ان الانسان هو الذي اكتشف النقود كوسيلة للتبادل آملتها عليه ضرورات تطور طويل في العلاقات الاقتصادية للافراد والجماعات لكن البعض اخذ يركض ورائها ليل نهار ومعذرة عند البعض قد تصل محبتهم لها الى درجة العباد واخرون يضحون بأعز الناس واقربهم الى قلبهم بحكم صلة القرابة والرحم من اجل الحصول عليها ولكن من المؤلم والمؤسف جدا ان البعض يتخلون عن كل القيم الانسانية النبيلة الشريفة السامية بقتلهم للأنفس بغية الحصول على هذه المعشوقة اللعينة والتي لم تكن سوى وسيلة (كما اسلفت ) اكتشفها الانسان لتسهيل مهمته للحصول على حاجاته الضرورية في الصراع من اجل البقاء لان الانسان( ولد لكي يعيش لا لكي يستعد للحياة --!!!) وهذا ما ستوضحه قصتي هذه -----
حيث عند ظهور الانسان على مسرح التاريخ ظهر في صور قبائل تتكون كل قبيلة فيها من مجموعة من العشائر تربط بينهما روابط عديدة اهمها رابطة الاصل المشترك فكانت تعيش على جمع والتقاط ثمار الاشجار وعرفت الصيد برا وبحرا بواسطة اسلحة بدائية وادوات صيد وبعض الاواني ولم تكن هناك سلع بالمعنى المتعارف عليه ((ان يوجد انتاج فائض من جانب بعض افراد المجتمع يقابله طلب من جانب مجموعة الافراد )
بل كانت المنتجات التي يحصل عليها الفرد خلال الجمع والالتقاط والصيد (تتجه )مباشرة لاشباع حاجاته الشخصية او حاجات اسرته او الجماعة التي ينتمي اليهم ---ناهيك عن عدم امكانية تحقيق فائض منها فوق حاجاتهم ومع تطور ادوات العمل نسبيا عرف صور بدائية لتقسيم العمل( على اساس الجنس ) فالذكور تخرج للقتال والصيد بينما تعني النساء بأعمال المنزل وجمع النباتات (القيت هذا الموضوع في محاضرة ارتجالية على قاعة جمعية اشور بانيبال يوم الثلاثاء الموافق 6 تشرين الاول 2002 وتم توثيقها وسجلت ايضا على اقراص السي دي )-- حيث رغم هذا التقسيم للعمل كانت انتاجية العاملين متواضعة بحيث لم تسمح بوجود اي فائض فوق حد الكفاف الذي يبقي بالكاد على رمق الحياة –فكان يحكم عملية توزيع العمل وكذلك توزيع الانتاج خليط من قواعد العادات والتقاليد التي تسود الجماعة والاوامر التي تفرض عليهم من سلطة عليا كسلطة القائد او الكاهن وهكذا عاش الانسان (فترة الانعزالية البدائية الاقتصادية-----)  
او ما نسميها تجاوزا مرحلة اقتصاد الاكتفاء الذاتي  ولم تعرف الجماعة معنى التبادل اللهم الا ما كان يحدث بصورة عرضية في اوقات متقطعة مثلما كان يحدث في المناسبات الدينية بينما كانت الجماعات المختلفة تجتمع لتقديم الهدايا والقرابين للكهنة والالهة ومثلما كان يحدث من تبادل للهدايا والتذكارات في الافراح والمآتم -----
***وعندما عرف الانسان الزراعة وأستئناس الحيوانات وتربية الماشية عرف بعض الاستقرار في احوال معيشته وثباتا نسبيا في الحالة الغذائية ولم يعد فريسة لاحول لها لأهواء الطبيعة وفي تلك المرحلة تطور التقسيم البدائي للعمل على اساس الجنس الى تقسيم اجتماعي للعمل اي بمعنى ان تتخصص بعض افراد المجتمع في الزراعة والبعض الاخر في تربية الماشية وكنتيجة اولية لهذا التقسيم زادت انتاجية العاملين واصبح لمجهود الانسان قادرا على تحقيق فائض من الانتاج فوق حاجة الاستهلاك الضروري المباشر لذا اعتبر هذا الامر واحد من (اهم الاحداث التاريخيـــة الهامــة ) حيث اصبح من الممكن ان يعيش البعض على فائض انتاج (عمل )البعض الاخر وان ينتج البعض اكثر مما يحتاجه او يسمح بأستهلاكه ومن هنا بدأ نظام الرق (العبوديةSlavery system    )فبعد ان كانوا الاسرى من الذكور يقتلون اكتفاء" بالسبايا الاناث حاولت كل جماعة الحصول على اكبر عدد من العبيد الرقيق لتشغيلهم والانتفاع بمجهودهم وسرعان ما بدأ الافراد يعرفون سبيلهم الى مبادلة الفائض من انتاجهم بالفائض من انتاج الاخرين وذلك بشكل دائم ومقصود وليس بصورة عرضية كما كان يحدث سابقا من قبل------ وهكذا نشأ بالفعل((نظام التبادل )) وبدأت المجتمعات تتحول من مرحلة الانعزالية البدائية الاقتصادية الاكتفاء الذاتي الى مرحلة اقتصاد المبادلة وهي مرحلة لازالت كل دول العالم تعيشها بشكل او بآخر حتى الان -----مثل اتفاقية النفط مقابل الغذاء والدواء لبلدي والتي لازالت سارية المفعول الى يومنا هذا
لقد كانت اول صورة من صور المبادلة التي عرفها الانسان هي (المقايضة Barter  )واستمرت فترة طويلة حتى ظهور التاجر المتخصص وبدأ اقتصاد التبادل يفرض وجوده مع استقرار نظام السوق ومع تعدد السلع المنتجة وتباين حاجات الافراد واختلاف اذواقهم حيث بدأت صعوبات المقايضة تتزايد تدريجيا حتى اصبح من المستحيل استمراره وبات من الضروري البحث عن صورة اخرى للتبادل تحل محله وبالتجربة والخطأ اكتشف الانسان فكرة النقود كوسيلة للتبادل املتها ضرورات تطور طويل في العلاقات الاقتصادية للأفراد والجماعات وايضا اعتبر اكتشاف الانسان هذا ((خطوة هامــة ))على سلم حضارته مثل (اكتشاف النار والكتابة )حيث مكن هذا الاكتشاف من ترشيد سلوك الانسان الاقتصادي الى حد بعيد مما كان له الاثر الكبير على التقدم الذي احرزه ومنذ ذلك الامد البعيد بدأت (قصـــة الأنســـان والنقــــــود ) وسنوجز بعض فصولها بأختصار شديد الى حد التماس مع المغزى في الفصول القادمة --!!
وبعد ان نشرب قهوتنا لكي نتمكن من أبداء  رأينا او وجهـــة نظرنا بهذا الخصوص فنـــــقـــول:-   ------!!!


بعد ان عرفنا وتأكد لنا من خلال قصتنا هذه ان النقود هي وسيلة اكتشفها الانسان لتسهيل مهمته في مصارعته مع الحياة (وليست هدفه في الحياة )  كان لابد لنا من مداخلة او ابداء وجهة نظر بسيطة ومتواضعة ايضا حول هذا الموضوع والسؤال الذي يشغل بال وتفكير عامة الناس منذ البدء ولايزال-----!!!!!! هو من اين للمادة كل هذه القوة والسلطان بحيث تجعل هذا الانسان العظيم ضعيفا امامها بالشكل والكيفية ----الخ  منذ البدء ولايزال وسيستمر---!!! على مستوى فرد اوجماعات ودول ايضا ---؟؟-
1-   ان السبب الاول يكمن في ارادة الله سبحانه وتعالى منذ بدء الخليقة حيث كما تخبرنا  الروايات السماوية بها هو ان الله جل جلاله خلق الكون اولا وفي اليوم الاخير قبل الراحة خلق الانسان وخصص اليوم الاخير للراحة اي بمعنى اعطا للمادة افضلية في الخلق هذا اولا ---- ومن ثم عندما خلق الانسان ايضا حيث يقول سبحانه وتعالى:- اخذنا طين وجبلناه ثم نفخنا من روحنا فيه فصار انسان كانت للمادة افضلية كذلك  اذن هي حكمة ربانية لاتضاهيا حكمة لااعتراض ولاجدال عليها مطلقا (ان للله في خلقه شؤون ) لكن الذي حصل هو ان الانسان اساء في استخدام هذا السلطان والقوة لتحقيق مآربه الشخصية مما سبب لنفسه هذه المعانات والمصاعب منذ البدء وستبقى هكذا الى ان يأمر الله سبحانه وتعالى بأنتهاء الحياة فينتهي كل شىء -----
2-   السبب الثاني لو نراجع المعادلة التكوينية للأنسان نجدها تتكون من الجانب الطيني المادي والجانب الروحي اي بمعنى الجانب المادي +الجانب الروحي كما ان سعادة الانسان لاتتحقق الا بتوازن طرفي هذه المعادلة اي بأشباع الغرائز المادية والغريزة الروحية معا
( الغرائز المادية +الغرائز الروحية  = سعادة الانسان ) اما الغرائز الروحية هي غريزة واحدة وهي (تطلب ) من الانسان ان يعبد الله سبحانه وتعالى او يعبد ما عبده اباؤه واجداده وتربى عليه  واعتقده ---!!!
اما الغرائز المادية (تفرض نعم تفرض ) على الانسان تلبيتها وهي غرائز لا نهاية لها مثل غريزة المآكل والمشرب والنوم والزواج -ووو----الى ما لانهاية واذا اراد تحقيق غرائزه المادية (وهذا أمر مستحيل ----- )  فما عليه الا ان يترك الله ويعبد المادة ويركض ورائها ---الخ وكما قال الرب يسوع المسيح له كل المجد :- (لايستطيع الانسان ان يعبد سيدين في آن واحد فأما الله سبحانه وتعالى  او ان يعبد  المال ويصبح من الاغنياء ----- ويصبح دخوله الى الجنة اصعب من دخول---!!!----)الجمل---  (عّقد الحبل وليس ((الجمل الحيوان المعروف والذي يعيش في الصحراء ))----  في ثقب الابرة ) وهذا يعني استحالة تحقيق المعادلة التكوينية للأنسان اي بمعنى لاسعادة للأنسان ***(السعادة كلمة لنا لفظها اما معناها فلا يدرك )*** وكل ما يتحقق له في هذه الحياة هو الشعور بالرضى وفي احسن الاحوال ((الرضى نفسه )) مثلا الطالب عندما يحصل على معدل يؤهله للدخول في كلية يرغبها يشعر بالرضى ويعتقد هذا الشعور هو سعادة والشاب الذي يحظى بفتاة جميلة يهواها ايضا يتصور نفسه سعيد والشيخ عندما يحصل على نتائج ايجابية لتحليله المختبري يشعر ايضا انه سعيد وهكذا اما السعادة الحقيقية فلا وجود لها هذه هي الحقيقة وليست نظرة تشائمية كما يتصورها البعض من البسطاء ----!!!!
3-   والسبب الثالث هو أعتقاد الناس بأن المال هو معيار السعادة وميزانها الذي توزن به (وهو أعتقاد خاطىء جدا ) لابل وهو الذي يقودنا الى الشقاء والضياع والقتل والقلق كما هو حال المجتمع الانساني اليوم ميدان حرب يعترك فيه الناس ويقتتلون لايرحم أحد أحدا" يعدون ويسرعون ويتصادمون ويتخبطون كأنهم هاربون من ساحة المعركة (ما شاء الله نحن العراقيون خبرتنا بالمعارك طويلة لذلك نعرفها جيدا ) ودماء الشرف والفضيلة تسيل على اقدامهم وتموج موج البحر الزاخر يغرق فيه من يغرق وينجو من ينجو ---!!! أتدرون لماذا سقطت الهيئة الاجتماعية هذا السقوط الهائل الذي لم تصل مثله في اي دور من ادوار حياتها الماضية ولما هذا الجنون الاجتماعي الثائر في ادمغة الناس خاصتهم وعامتهم علمائهم وجهلائهم ولما هذه الحروب القائمة والثورات الدائمة واحتلال البلدان (كما حصل لبلدي العزيز في 2003 ) والقتال المستمر بين البشر جماعات وافراد قبائل وشعوب دول وممالك  فهم يتباهون ويتصارعون من حول المال كما تتصارع الكلاب حول الجيف الملقاة ويسمون عملهم هذا تنازع الحياة او صراع البقاء وما هو لاصراع ولاتنازع -- -- دائما هو التفاني والتناظر والدم السائل والعدوان الدائم والشقاء الخالد  -- وهذا  لالسبب سوى شىء واحد كما ذكرته(( ان الناس يعتقدون اعتقادا خاطئا ان المال هو معيار السعادة  ---الخ  والعلاج الوحيد هو ان يفهم الناس الصلة بين المال والسعادة وان الافراط في الطلب شقاء كالتقصير فيه وهو حاصل فعلا (فقدان القناعة))) كما ان البعض من الناس السذج يتصورون ويعيشون بهذه الاوهام لا بل وكأنهم يستطيعون ان يأخذون اموالهم معهم الى القبر هكذا يتصورون وعلى هذا الاساس يتصرفون في حياتهم ايضا---!!! هذه كانت الاسباب التي نعتقدها هي التي تجعل الانسان ضعيفا امام المادة وتنتقل الى الاجيال اللاحقة عن طريق المؤثرات العائلية في فترة الطفولة قبل ان يتمكن الطفل من التمتع بحياة نفسية مستقلة --------الخ
++وبودي قبل ان انهي قصتي هذه والتي اعتقدها ان فيها عبر ودروس لمن يريد--++
ان اقص عليكم هذه الواقعة الحقيقية كما هي وبنفس اسلوبها وبأختصار جدا :--
توفي الشيخ (س) في محافظة --- – الممتلىء اي غني جدا --- زوجة الشيخ المرحوم طلبت من الدفان وقالته يمه ابني خذ هذا المحبس لأن عمك المرحوم كانت نفسه به واريدك تخليه بحلكه قبل ان تنزله بالقبر فجاوبها صار انشاء الله وبعد ان انتهى كل شىء عاد الدفان الى زوجة الشيخ المرحوم وبيده المحبس وقال لها أخذي المحبس قالت ليش يمه قال الدفان والله حاولت عالجت ردت ان أحط  المحبس بحلكه المرحوم لكن والله ما قدرت لأن المرحوم صاك سنونه صكة كلش قوية حيل حيل  حاولت عالجت لكن ما قدرت ---!!! (تصوروا حتى هذا المحبس الصغير ما استطاع الانسان ان يأخذه معه )
****ولم يبقى للأنسان في هذه الدنيا سوى الذكر الطيب فقط –وآخر ما نقوله هنا هو :- هنيئا لمن يكون ذكراه طيبا بعد رحيله الى مثواه الاخي في هذه الدنيا  لأن الذكر الطيب  هو اعز وأثمن شىء يحصل عليه الانسان  في هذه الحياة الفانية وذلك لم يتحقق الا بمحاسبة الضمير اي الخوف من الله و بالتعامل الحسن الجيد والنظيف مع أخيه الانسان وهو اساس الدين لابل وهو ما تهدف الى تحقيقه  الاديان السماوية  والاديان الوضعيــة ايضا------****  


106
مفاهيم ومصطلحات مطلوب توضيحها
--------------------------------------
            نعم هناك العديد من المفاهيم والمصطلحات لاتزال مبهمة (( ومنها لابد من توضيحها بالشكل الصحيح لاهميتها وتبعاتها)) و يحصل في تفسيرها واستيعابها سوء الفهم  وبالنتيجة لاتفهم بالشكل الصحيح والمطلوب --- و هذا يعكس ايضا على استخدامها وتداولها بالشكل السليم وكثيرا منها قد مضى عليها ازمنة وعقود دون توضيحها وبقت تفسيراتها وتداولاتها خاطئة علية وجدت من الضروري ابداء وجهة نظري الخاصة والمتواضعة في محاولة لتوضيحها قدر المستطاع لعلنا نكون على درجة مقبولة من الصواب منها اي بمعنى قد يكون قدمنا خدمة متواضة ايضا ***(( والاهم من هذا عسى ان نحفز بفعلنا هذا ذوي الشأن والمسؤولين لتوضيحها  لنا---!!!!!)) *** ومقدما تكون جميع وجهات النظر والآراء الاخرى محترمة جدا سواء أكانت على الضد من وجهة نظرنا هذه او مؤيدة وداعمة لها ونأخذ بعض الامثلة منها على سبيل المثال لا الحـــــصر :-
الأيــــمان:-*
كتعريف فلسفي بسيط هو ان نحب اشياء نشعر بها ولا نراها – اذن هو شعور والشعور كما هو معلوم لايمكن قياسه ولايخضع لأية مقاييس مهما كانت كمية كانت او نوعية  - رقمية – عددية –الخ  كما لايمكن للغير اعتبار التظاهر به كمقياس يستند اليه لتقييم حالة معينة --!!! وقد سمعت بمحاضرة لرجل فاضل وعزيز من رجال ديننا الكرام في مسقط راسي القوش الحبيبة قبل حوالي اكثر من سنة لكن للاسف الشديد ما حصل لي الشرف لحضورها اكد فيها ان مقياس الايمان هو بحضور الشخص الى الكنيسة اي بمعنى ان الذي يحضر كل قداديس الكنيسة ومناسباتها هو اكثر ايمان من غيره الذي لايحضرها ووصف الحـاضرين في محاضرته بقليلي الايمان لأنهم لم يحضروا الكنيسة الا نادرا ---!!!  ابدأ واقول استمحك عذرا ايها الاب الجليل ايها العزيز الفاضل  نعم ان حضور الكنيسة لأداء الصلاة بشكل جماعي (صلاة الجماعة ) حالة مستحبة وجيدة وتعطي انطباعات ومعاني كثيرة لست بصدد التحدث عنها وعن تفاصيلها الان لكن لايمكن اعتبارها مقياس الايمان لأن الايمان كما اسلفت هو شعور في داخل نفس الشخص ((والانفس لايزكيها الا الله وحده سبحانه وتعالى )) لايمكن رؤيته ولاقياسه--- ولااريد التفصيل اكثر من هذا ----!!!!!!-    يقال ان النبي موسى عليه السلام (وهو كليم الله )قال :-  ربي اريد ان آراك فأجابه الله عزوجل (لاتقدر ان تراني لكنك تحس بفعلي )—--
                                                                                                                   

   ولكن حسب رؤيتي او تفكيري اقول :- ان الانسان عندما يرتقي الى رحاب الايمان سيحصل صراع في داخل نفس ذلك الشخص هذا الصراع يكون بين الخوف من الله ومحاسبة النفس اي بمعنى اوضح وادق ان الخوف من الله يورث المحاسبة والمحاسبة تورث الخوف من الله (ياليت أمي ما ولدتني ويبكي بكاء" يقطع نياط القلب )-

***-الثقافة والتحصيل العلمي*** : كثرا ما يحصل خلط وسوء فهم بين الثقافة والتحصيل العلمي  وعلى نطاق واسع لابل وعند غالبية الناس ايضا حيث يعتقدون ان كل حامل شهادة او تحصيل علمي هو مثقف ---!!! نعم بالتأكيد ان معظم او غالبية المثقفون هم من حملة الشهادات ولكن ليس كل حامل شهادة هو مثقف--!!! واعتقد ان الكثيرون من عندنا لهم امثلة على ذلك -- لان الشهادة او التحصيل العلمي هو اختصاص خاص بالشخص الذي يحمله  وهو اشبه اذا صح التشبيه ( بالسلاح) يستخدمه في حياته وفي مجال اختصاصه وقد يتميز فيه بقدرة وكفاءة عالية في تطبيقه في ميدانه  لكنك قد تجده يتأرجح في معترك المجتمع ويجد صعوبة في التعامل وايضا في معالجة بعض الامور الحياتية ---! او قد يعالجها خطأ ---  والمثقف ايضا هو ذلك الانسان الخالي من العقد والقناعات السابقة التي تناقض المنطق ومفتوح العقل -- والباحث عن الاشياء والتفاعل معها  بدون عقد اومسلمات سابقة ( والثقافة هي في معترك المجتمع وفي معترك الحياة نعقل ----- )  او كما يقال بالعامية وبأختصار ان  المثقف هو الذي يعرف شيء عن كل شىء في الحياة  ---!!!

****الأستاذ ****:- هي درجة علمية خاصة لكننا نجد استخدامها على نطاق واسع جدا لاسيما في هذه الفترات وتطلق على اشخاص من شتى المستويات لذلك نجد الكثير من المثقفون ومن حملة الشهادات ومن غالبية كبيرة من الناس ايضا يستغربون من اطلاق هذه التسمية بهذا الشكل الجزافي ولمختلف المستويات وكثيرون منهم لايحملون اي تحصيل علمي قد يكون لمجرد لديه امكانية مادية وآخر ينتمي الى تنظيم حزبي او مؤسسة اجتماعية او ما شابه ذلك وهو ما يجعل الاخرون في دهشة واستغراب لابل ونقد ايضا واعتقد ان الكثير من عندنا يعرف حقيقة  هذه الحالة ----!!!! الحقيقة ان اطلاق هذا المصطلح العلمي بالكيفية التي اشرنا اليها سلفا هو تعبير مجازي( ليس غير) وليس حقيقة ان الذي لقبناه او ناديناه استاذ هو أستاذ فعلا  كما نطلق هذا المصطلح لأصحاب المهن او الحرف وما شابه ذلك وهو يعني او اشبه بأحترام للمقابل صاحب تلك المهنة او الحرفة كالبناء او الحداد ---الخ وهذا يذكرني في عام 1977 اثناء وجودي في القاهرة وجدت  غالبية المصريون يستخدمون مصطلح باش مهندس ويلقبون به الغير بغض النظر ان كانوا  مهندسين او من غير المهندسين ---!!! اما مصطلح او لقب الاستاذ هو درجة علمية خاصة تمنح وفق ضوابط وشروط واختبارات من قبل لجان ذات الاختصاص والصلاحية لمنحها لمن يستحقها ---- مثلا حامل شهادة الدكتوراء او الماجستير عندما يتعين في الجامعة ويبدأ  بالتدريس في اختصاصه يمنح لقب مدرس لحامل شهادة الدكتوراء ومساعد مدرس لحامل شهادة الماجستير وبعد تقديم بحوث عديدة في مجال اختصاصه شرط ان يكون من ضمنها( بحث اصلي) شرط اساسي( يعني بحث غير موجود سابقا ) وتعرض هذه البحوث على اللجان المختصة والتي اشرت اليها سلفا  لقبولها والموافقة عليها  بعدها يمنح لقب أستاذ مساعد وهو لقب جيد ويستمر ايضا بتقديم بحوث اخرى وايضا من ضمنها شرط (بحث اصلي) ايضا وتعرض على تلك اللجان المختصة صاحبة  الصلاحية لقبولها والموافقة عليها فأن حصلت موافقتها --- بعدها يمنح درجة او لقب (أستاذ)---وبالمناسبة اتذكر استاذي الفاضل  محمد الشاوي استاذ مادة المحاسبة في مرحلة الاساس للدراسات العليا في المعهد العربي للمحاسبة والتدقيق لنيل( شهادة محاسب قانوني) اثناء محاضرته وهو يكتب على السبورة ارادت زميلتنا (ع)ان تسأله عن نقطة معينة فقالت دكتور التفت عليها قبل ان تكمل سؤالها و رد عليها انا لست دكتور انا أستاذ وعلامات عدم الرضا ظاهرة على وجهه ------!! وبأختصار اقول :- بأمكاننا ان نطلق كلمة الاستاذ للكثيرين بغض النظر عن حقيقتهم  لكنه لايمكننا اطلاق كلمة فنان الا لأصحابها الفعليين لان الفنان يسمو بروحه نحو مفردات تختلف عن باقي البشر بتصرفاته السلوكية يفترض ان تكون ملء كيانه بأتجاه الثقافة والسلوك الثقافي (المفقود عندنا ) وبالمناسبة في احدى زيارات ليونارد دافنشي الى باريس قام لويس السادس عشر بزيارته في الفندق في الوقت الذي كان على موعد مع احد النبلاء في قصره فحضر في الموعد لكن لم يجد لويس موجود في القصر ---!!! وعند معاتبته من قبل ذلك النبيل رد عليه لويس بقوله:-  بأمكاني و بقرار واحد مني ان اصنع عشرات النبلاء لكن لايسطتيع أحد  سوى الله ان يصنع مثل دافنشي -------!!!!!!!!


***دخول الغني الى ملكوت السماوات اصعب من دخول الجمل في ثقب الابرة  
 كان هذا  مثال السيد المسيح له كل المجد حيث كان يتكلم مع تلاميذه والشعب بالامثال ليفهموا ما يقصده لبساطة تفكيرهم آنذاك وبينما كان مع تلاميذه على ظهر مشحوف (بلم ) وسط البحر قال :-لهم هذا المثل ((دخول الغني الى ملكوت السماوات اصعب من دخول الجمل في ثقب الابرة )) وبأمكاني القول ان عامة الناس وحتى من لهم تماس مع الكنيسة وايضا بعض رجال الدين يفسرون (الجمل )الحيوان المعروف والذي يعيش في الصحراء هو المعني في مثال سيدنا المسيح وما يدعم وجهة نظرهم او اعتقادهم هو لبيان او توضيح ليس صعوبة دخول الغني فحسب  بل استحالة دخوله  الى ملكوت السماوات  لان الانسان لايستطيع ان يعبد سيدين  في ان واحد فأما الله سبحانه وتعالى او المال (قول سيدنا المسيح له المجد ) لكن الحقيقة هو ان المقصود ليس الجمل الحيوان المعروف ---!!!
وفي هذا الخصوص لي رأي اوجهة نظر خاصة ومتواضعة او لنقل هكذا افكر   -----  (ان الرب يسوع المسيح ليس نبي نعم ليس نبي --!! وانما هو معجزة -!!!! نعم معجزة رب العالمين عزوجل على الارض فليس من المنطق او الصحيح لابل وليس من المعقول ان يعطي مثالا بدلالة شيئين لاصلة بينهما لا من ناحية( الفحوة ولا المحتوى ) لأنه ما علاقة الجمل الحيوان بالابرة لاتوجد اية علاقة  لذا اعتقد بأن المقصود بالجمل هو (العّقد الموجودة في الحبال  الرابطة لأشرعة المشحوف وليس الجمل الحيوان المعني بدليل عندما قال لتلاميذه هذا المثل كانوا على ظهر البلم وايضا لاتوجد جمال في تلك المنطقة  ) وتسمى بلغتنا السورث (كملّ) وعندما ترجمت الى العربية اصبحت كمل جمل ----!!! وحبذا لو يأتينا اي توضيح بهذا الخصوص لاسيما من رجال ديننا الافاضل ليزيل هذا الابهام او سوء الفهم الحاصل لدى غالبية الناس او عندي ومن معي في هذا الرأي  ولهذه الفترة الطويلة جدا رغم ان هذا المثل يذكر بكثرة جدا او يتكرر بشكل كثير جدا ونكون سعداء لنعرف الحقيقة ونؤمن بها ايضا
مع فائق شكري وتقديري

عادل فرج القس يونان   

107
دعاة أمــــــــتي
ماذا تريدون--- ؟؟  لا خلاص لنا بغير وحدتنا-!!
-------------
 
قررت ان يكون مقالي هذا باسلوب بسيط وواضح بعيد عن كل المجاملات والامور الاخرى والتي يتبعها البعض من اخواني الكتاب  لاسيما من خارج الوطن (الأم ) لكي ادخل الى قلب الموضوع او صميم الهدف مباشرة وبجرأة وشجاعة ومن غير تردد و لم يبقى شيئا  خافيا على احد ليثق الجميع ان الكل دفعت الثمن وعانت ولا تزال --!! كما ان الامر لايتحمل المماطلة ابدا (السكين وصل الى العظم )  واكرر وعلى الدوام  ***(انني ابقى محتفظا معتزا بعراقيتي وديني ومسقط رأسي  و بأسمي واسم والدي فرج الذي انجبني أدونه في كل المجالات وارفض بأباه اي اسم مستعار في اوقات الشدائد والصعوبات شامخ الرأس في منزلتي التي أستحقها وحالتي المتواضعة التي ارتضيتها بعيدا عن التأثير بالحسابات السياسية والمناصب وأبن القوش الحبيبة بكل انتماءاتها ومحلتي سينا التي ولدت وتربيت وشبيت و فيها كثير من ذكرياتي  )***
دعاة امتي هم دعاتها الروحانيين والعلمانيين من كلاهما لانعرف ماذا يريدون منا نحن ابناء هذه الامـــة المسكينة في العراق الحبيب ارض الاباء والاجداد العظام  --؟؟ وانا واحد منهم مما يزيدني شرف وفخر واعتزاز بأنتمائي اليها حيث جاءنا المخلص الرب يسوع المسيح له كل المجد ارسله ابوه وابونا السماوي الله سبحانه وتعالى مخلصا  ليفدي نفسه من اجل خلاصنا نحن البشر الخطاة بسبب خطيئة آدم وحواء فتبعه من تبعه فلقبن بالمسيحيين لاننا تبعنا المسيح الواحد لاغيره ولاأكثر من مسيح واحد منذ ما مايقارب الفان وتسع سنوات وتربينا على تعاليمه السمحة ووصاياه العشرة الا يعني هذا اننا شعب واحد نعبد المسيح مخلصنا وان يكون لنا كنيسة واحدة جامعة  وهو رأسها كما اوصانا وهو ما بلغتمونا به--!!؟؟لكن الذي حصل لنا عدة كنائس او كنائس متعددة ومذاهب عديدة ايضا هل كان طلب سيدنا يسوع المسيح له كل المجد  ان نكون هكذا على هذه الحالة المآساوية منقسمين على بعضنا البعض وبعلاقات متوترة واحيانا اخرى متعصبة جدا ونحن شعب واحد ودين واحد ورمزنا الوحيد الرب يسوع المسيح  ---؟؟( لانكم يادعاة امتي الروحانيين منذورين اي نذرتم انفسكم لنشر تعاليمه وتطبيقها)  وانتم لم تخبرونا بذلك ام هو اجتهادكم ولايزال لانه قد يجتهد آخرون ببدع جديدة وكنائس ومذاهب اخرى الله أعلم والنتيجة النهائية لانعرف من كل هذا ماذا تريدون منا نحن المساكين عباد المسيح المسكين (و قد نعتقد ويعتقد ايضا آخرون معنا--!! ان اجتهادكم هذاهو ضمن الصلاحية الربانية الممنوحة لكم او التي خولتم بها( ما تعقدونه في الارض يعقد لكم في السماء وما تحلونه في الارض يحل لكم في السماء ) --!!! (لهذا الحد فقط استطيع التحدث به في هذا الخصوص وهو ما يّحتمه عليّ ايماني الثابت بديانتي ومعتقدي ----)—عليه اعود الى دعاة امتي العلمانيين كما اسميتهم ---!!!
  ونتيجة لما حصل جاء دعاة امتي العلمانيين واستغلوا تلك التسميات المتعددة الحاصلة نتيجة لما اشرنا اليه في اعلاه عناووين لأحزابهم الكثيرة ما شاء الله ولازالت الزيادة مستمرة ايضا كلها تتدعي انها تدافع عن حقوق ابناء هذه الامة( وغالبيتهم عوائلهم في خارج الوطن وفي آمان ايضا ) وتؤكد في برامجها اننا شعب واحد ودين واحد ولغة واحدة وهدف واحد كما اسلفت اذن هنا فقط أسأل او مجرد سؤال  لماذا هذا التعدد والانقسام وتقطيع الجسد الواحد ؟؟ ***( ولم أقل لغايات شخصية ومنافع مادية والتلون حسب التضاريس أبدا --!! )*** والضحية الوحيدة هم نحن هذا الشعب المسكين والذي قضى عمره بالمعاناة ودفع الاثمان الباهضة ولايزال ولو اردنا الحديث عنها أقصد( المعاناة ) قد لانصل الى نهايتها --!!! وكذلك نحن لانعرف ماذا يريدون منا دعاتنا العلمانيين ايضا وصرنا كما يقول المثل (الامثال تضرب ولا تقاس) الدنيا مرّة تودينه ومرّة دجيبنه ضيّعنا الدرب ياهو اليدلينه ---
ومع بالغ احترامي وتقديري لكل هذه الحركات السياسية هذه الظاهرة الديمقراطية والتي هي بالفعل أبسط مقومات وحقوق كل فئة او حركة او حزب سياسي تؤمن بعدالة قضية الشعب ككل وليس ((مجتزا")) وهو ايضا حق المواطن في التنظيم والتعبير والنقد البناء لما يراه من بديهيات الحياة الانية والمستقبلية وخصوصا بالنسبة للقلة الباقية من  أبناء  هذه الامة المتواجدين في داخل الوطن الام --
والشىء المهم الاخر  أقوله هو ان اي حركة او تجمع او حزب يرفع مخلصا شعار الدفاع والمطالبة بحقوق هذه الامة يشترط ان تأخذ خصوصية هذه الامة بحساباتها حيث هناك حقيقة وهنا واقع  -----
 وما اريد الذهاب اليه في نظري وبشكل مقتضب هو معلوم لكل باحث ومتتبع ومثقف سياسي  بالدرجة الاولى ( ان حركاتكم السياسية المعنية والتي ظهرت الى الوجود رغم اختلاف التواريخ كدعاة معاصرة للدفاع عن ما تبقى منا داخل ارض الوطن الام وخارجها وبمسميات عديدة تمثل (بالحق  الامتداد الطبيعي الاثني والجغرافي للعمق الحضاري لهذا الوادي منذ العهد السومري مرورا بالاكدي والبابلي بعهديه والاشوري (كشعب واحد لاجدال فيه )*** الا انه ما يؤلمنا ويؤلم كل مخلص لأمته الحاصل من التجزئة
والتفرقة وما موجود على ارض العمل السياسي والاجتماعي والديني ----!!!
)رحت أستفسر عن عقلي وهل يدرك عقلي محنة الكون التي أستعصت على العالم قبلي ؟ آلأجل الكون أسعى أم هو يسعى لأجلي ؟واذا الحفار فوق القبر يسألني أين حقي ؟ أين كان الدين عنها عندما كانت عفيفة ؟ ولماذا قدر حق الضعيف او ضعيفة ؟واذا الزانـــي هو القاضــي ؟----!!!!
أيها الأخــــــــــــوة
رغم ان جميع الحركات السياسية من دون استثناء لاتنكر ولاتستطيع ان تنكر ((وحدتنا وانتمائنا التاريخي ووحدة اللغة وبالاسم المشترك ذات الانتساب الحضاري بالمسميات الكلداني السرياني الاشوري)) –حيث ظلت اكثر امانة وحرصا على التراث والمعتقد الديني رغم كل الضروف  ورغم اختلاف اللغة التي هي اكثر اضطهادا منا جميعا على مر الزمن ---!!!ا-   أعتقد ان ما ذهبت اليه اصبح واضحا للجميع بأنه دليل قاطع على كونه القــــاســــم المــشــترك الاعظم للجميع والذي يفرض ذاته لجمع شمل ابناء هذه الامة في المنهج السياسي  والنشرات الداخلية للمؤتمرات لجميع هذه الحركات والذي يتحتم على وحدة التســـمية ووحدة العمل مقبولا من قبل الجميع من دون استثناء ---
الانقسام والتشردم والتبعثر القائم والذي سيقودنا لامحال الى مصير لايحمد عقباه ----!!! ثم أليس هذا امتداد للضعف والخذلان ومنذ قرون في البنية التحتية لهذه الامة حتى من غير تسميتها بالطوائف محسوبة على المذاهـــــب الدينيــــــة والتي يحق لنا وبكل فخر وحرص  ومن دون مجادل على صحة كونها الوريـث الشرعي لحضارة وادي الرافدين من غير ان تكون هناك نظرة قومية استعلائية ذات طابع عنصري او شوفيني كما اكدنا مرارا وتكرارا وان نعطي الاهمية العظمى لحركة المجتمع الانساني والنظرة الى حولنا من بعد وقرب بين الاقوام الاخرى نتعايش معا بوحدة منهج انساني تقدمي حضاري طموح لبناء هذا الوطن الجريح  وتطويره من جميع الوجوه والاصعدة لما يعود بالخير الى الجميع بدون أستثناء ------
**(قد يتوهم البعض) ** ان كثرة التكتلات السياسية وهذه التسميات انها تعني الانفتاح الحقيقي للحياة الديمقراطية بمفهومها المعاصر سياسيا واجتماعيا وفكريا  لا ابدا علينا ان لانتوهم ونوهم انفسنا  ----!!! والدليل على ذلك ان كثرة المطالبين بشرعية قضية واحدة يفقدون اهمية تلك القضية بسبب الاختلاف في جوهر المنهج السياسي تعمدا او عفويا (السفينة التي يكثر قبطانها تغرق )---كما ان التنافس في العمل اليومي مهما كان شكله او صيغته يستحيل ان يخلو من التناقضات التي قد يستغلها البعض من الداخل لابل ومن الخارج ايضا وستكون النتيجة الحتمية سلبا نعم سلبا وعلى جميع الحركات ايضا وينظر اليها بالافتقار للرؤية الصحيحة والسليمة الانية والمستقبلية للمصلحة العليا (الاصل والأساس ) وبقاء ركبنا مشتت وفي مؤخرة الركب الحضاري للمسيرة الانسانية ومنبوذ ويستحق الرفض ***(لأن التاريخ هو لغة واحدة فقط -- من لم يكن مؤهلا للأنضمام الى قافلته لابد ان يصبح خارجها ويبقى طعما وفريسة سهلة للضواري لايرحم)***
 كما انني اعتقد جازما ان الكثير من ابناء امتي يقفون معي ايجابا واخرون لايختلفون معي بان وحدة العمل السياسي في نظري لجميع هذه الحركات والفصائل والتجمعات قائم (شــــــكلا) ومن خلال (التســــميات) دون غير ويبدو واضحا ايضا ان المراكز والمناصب تستغل الالقاب الموروثة من الانقسام التاريخي والمــــذهبي بالدرجة الاساسية (( المــرض الـــقاتـــــل )) تاريخيا ولازال المحرك الديناميكي والفعال على ارض الواقع وهذا طبعا يمثل الحالة المجحفة بعينها لبقاء هذه الفئة الاجتماعية ومن خلال نخبها المثقفة والواعية والتي تتحمل كامل المسؤولية امامنا جميعا وامام الاجيال القادمة في المستقبل (وكثيرا ما نوهنا وفي اكثر من مناسبة كواحد من ابناء هذه الامة ومن باب الحرص الشديد ليس غير واكدنا خطورة هذه الحالة وعاقبتها  لابل وصل الحال بنا في بعض المناطق الى التفرقة بين مايسمى (بأهل بغه واهل جوه) أهل (برّه واهل جوّه )لاسيما في حالات الزواج ---! وقد يتذكر العديد من قادة هذه الحركات والتجمعات هذا الكلام جيدا-- ولكن من دون جدوى مما قادني الى الاعتقاد بأن دعاة امتي ----!!! هم  أيضا معنيون بما **يذهب اليه مضمون قصتي هذه **
#####***(لأننا لانعرف ماذا يريدون ؟؟؟)***#####--
كان الناس في القرى والارياف قبل ظهور الراديو وبقية وسائل الاعلام المسموعة والمرئية يجتمعون مساء في ساحة بين البيوت او في رأس محلة (دربونة )كلّ في محلته اي بالقرب من بيوتهم وفي مسقط رأسي القوش الحبيبة كان رجال محلتنا يجتمعون كل مساء في رأس محلتنا او دربونتنا  عدى يوم الاحد يجتمعون ( مرتين ) صباحا الى وقت الغداء  ويجتمعون ثانية في المساء لان يوم الاحد كان مخصص للراحة مخصص للرب وعبادته ويحرّم العمل في هذا اليوم( الاحد) من كل اسبوع( والى يومنا هذا لازال البعض يلتزمون بهذا الاعتقاد او الامر)  وكانوا يتحدثون فيما بينهم عن احوال معيشتهم ومصاعبها وعن الزرع وتوقعاتهم المبنية على سقوط الامطار او شحتها لان الزراعة كانت ولاتزال على الديم والزراعة كانت مهنة الاكثرية عدى ان البعض منهم كانوا  يمارسون بعض المهن الحرفية البسيطة ويقضون في الحديث الى ان تظلم الدنيا كما نسميها بالعامية ثم يتفرقوا ويدخل كل واحد منهم الى داره ويقفل بابه ويتعشى المقسوم وينام مبكرا( وهو مكبل بالهموم هموم المعيشة وكثرة افراد العائلة )  لينهض في صباح اليوم التالي مبكرا ايضا ليخرج الى عمله او مزاولة نشاطه وهكذا -----*** (-وفي ذات مساء وبينما هم مجتمعون اعتلى سطح البناية التي تشرف على مجلسهم رجل وناداهم ايها الناس هل تعرفون ماذا اريد ؟ فالكل اجابت بالنفي (كلا)- فرد عليهم لأنكم لاتعرفون فلا داعي لأخبركم ونزل من على السطح وغادرهم ---!!  فأصبحوا في حيرة من آمرهم --!! احدهم ينظر الى الثاني بدهشة وأستغراب  ثم قرروا واتفقوا اذا جاؤهم ذلك الرجل ثانية وسألهم فالكل تجيب(نعم )وفعلا في مساء اليوم الثاني وهم مجتمعون كعادتهم جاؤهم ذلك الرجل  واعتلى السطح بنفس الطريقة وسألهم ايها الناس هل تعرفون ماذا اريد ؟ فالكل من دون تردد وعلى عجل اجابوا ب( نعم) - فرد عليهم لأنكم تعرفون لاداعي لأخبركم ثم  نزل من على السطح وغادرهم ايضا ----!!! فزادت حيرتهم اكثر فأكثر وبعد التي واللتى اتفقوا اذا جاؤهم ذلك الرجل وسألهم فقسم منهم يجاوب ب (نعم) والقسم الاخر ب (لا) و في مساء اليوم الثالث ايضا جاؤهم ذلك الرجل وكعادته اعتلى السطح واخذ يسألهم ايها الناس هل تعرفون ماذا اريد ؟ وحسب الاتفاق قسم منهم اجابوا بنعم والقسم الاخر بالنفي او(كلا) - فرّد عليهم قائلا الذين اجابوا بنعم عليهم ان يخبروا الاخرين الذين اجابوا بالنفي ليعرف الكل ماذا اريد  ولاداعي لأخبركم انا ونزل كعادته وتركهم في حيرتهم ----!!!نعم هكذا هو حالنا اليوم نحن البقية الباقية من المسيحيين على ارض وطن الأم  لمن المشتكى--!!  للله وحده - لأن الشكوى لغير الله ذل ---
نعيد ونكرر ونذّكر عسى ان تنفع الذكرى يا دعاة امتي كفانا والله كفانا  (لقد طفح الكيل الزبى) اتقوا الله فينا والا سوف لن يبقى منا احدا على ارضنا ارض الاباء والاجداد وتقتلنا الآهات والحسرات في ارض الغربة ارض الضياع ونبقى نبكي على بيوتنا وارضنا الى آخر نفس من حياتنا  وكما هي بالتأكيد ستبكينا( كما بكوا  اسلافنا الذين تركوها وبكيت هي عليهم ولازالت --!!) لأننا الأصلاء لها  وماذا ستكون فائدة او اهمية مناصبكم وكراسيكم التي تحاولون القضاء علينا من آجلها  اذا غادرنا مجبرين ----!! اتقوا الله فينا ولن يكون لنا خلاص الا بوحدتنا والعمل مع اخواننا وشركاؤنا في الوطن ونحن يشهد لنا التاريخ والعراقيون جميعا على اخلاصنا ونزاهتنا ومحبتنا واعمالنا وعقولنا وقدراتنا لكي نبني وطننا---!!!!!  املي ان يلقى خطابي هذا آذ ان صاغية من المعنيون وهم جميعهم مخلصون انشاء الله  ليتفرغ رجل الدين لتوجيهنا وقيادتنا روحيّا طامعين بمباركته للمضحيين من اجل امتهم وابنائها ويبتعد السياسي عن المساس بمهمة قادتنا الروحانيين فعليهم جميعا في هذه الضروف او في محنتنا هذه ان يعقدوا العزم بعيدا عن مطالب (الأنا )او نزولا لرغبتها  ولابد عليهم ان ينتفضوا ويزيلوا غبار ألأنا من نفوسهم ويكون جميعا مباركون-----!!!! **********   والله من وراء القصد ومنه العون والتوفيق ------
   عادل فرج القس يونان
بغــــــداد –العراق
11تشرين الثاني 2009


108
المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري
حقق الكثير لشعبنا  وأخفق في المهم
-----------------------------------------------------------
من الامور التي اؤمن بها ايمان قاطع ايمان ثابت لايتزعزع ابدا هو انني و قبل كل شىء عراقي ومن ثم انا مسيحي وعلى دين أبي اكون وعليه أموت سواء اكان في الجنة ام في النار وانا كلداني وبنفس الايمان اننا قومية واحدة وشعب واحد ودين واحد (الدين المسيحي ) ولغة واحدة رغم اختلافها بسبب معاناتها لان لغتنا عانت اكثر مما عانينا جميعا ومن يحاول تجزؤتنا وتفرقتنا فهو لايحب شعبه ولايريد مصلحته ابدا بل هو محب لنفسه ومصلحته الشخصية وعلى حساب هذا الشعب المسكين وهو بعيد كل البعد من ألآم ومعاناة شعبه لابل ويمكن وضعه في خانة الاعداء بالنسبة الى شعبنا لاسيما في الضروف العسيرة جدا والتي نمر بها هذه الايام ----!!!وانا شخصيا رغم عدم انتمائي الى اي حزب لكنني مؤيد وداعم واضحي قدر ما استطعت لكل من ينشد وحدة شعبنا وكوننا قومية واحدة ودين واحد ولغة واحدة لابل ومصير واحد ايضا ومن هذه المقدمات الصادقة الدامغة -----
قد يحق لي القول بأن المجلس الشعبي الكلداني السرياني كان مولود في رحم معاناة هذه الامة حيث عان شعب هذه الامة الاصيل كثيرا  في هذه البقعة من المعمورة ليست فقط المعاناة التي أخبرنا بها اباؤنا واجدادنا فحسب بل معاناتنا نحن من خلال معايشتنا في هذه الارض ارض الاباء والاجداد ولازالت المعاناة مستمرة حتى وصل بنا الامر الى ان نؤمن بان هذه المعاناة هي قدرنا ولابد لنا ان نتحملها وانتم تعلمون ان اليأس عندما يدخل القلوب ماذا يعني (يعني انتهاء الحياة ) الا ان هذا المولود لم تتهيأ له الضروف والعوامل الاساسية لكي يظهر الى الوجود لكن عندما تهيئة له الضروف وعوامل الاخلاص والشجاعة والقوة والمقدرة ويتقدمها المال ظهر على الوجود العلني في مايس /2007 حيث انبثق من المؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الاشوري (سورايا ) وظهر مولود عظيم جدا وعظمته تكمن في استطاعته من اشغال عقول وافكار وأقلام الناس لابل واحدث صراعات شديدة بين مؤديه ومعارضيه ---!!! لأن كل شىء عظيم لابد ان يرتكز (كجسر ) على دعامتين اساسيتين هما (المؤيدون والمعارضون )فأذا سقطت احداهما سقطت الثانية وتهدم الجسر---!!!  وسأرفق لكم في نهاية مقالي هذا رسالتي الخاصة بالتهنئة بمناسبة مرور عام على تأسيس المجلس في 12 مايس 2008----  والتي ارسلتها حينها الى المجلس -لغرض الاطلاع عليها وكيف ان الامور التي توقعت حدوثها حدثت فعلا في عمل المجلس خلال مسيرته ----!!
لااحدا ( سواء من المؤيدين او من المعارضين من الاصدقاء اومن غيرهم ) يستطيع ان ينكر  ما حققه  المجلس الكلداني السرياني الاشوري من  الانجازات الكثيرة –العظيمة خلال عمره القصير لأنها ملموسة وعلى ارض الواقع واخرى موثقة  ---و------  ولا تحتاج الى الدعاية او ماشابه ذلك ---!!!! لابل من اولى المهمات التي حققها هي موضوع التسمية (الكلداني السرياني الاشوري )اي وضع النقاط على الحروف واجاب لكل ادعاءات التي يتشبث بها  البعض من ابناء شعبنا فيها لاغراض عديدة --!!! الكل سيجد نفسه تحت هذه المظلة الحقة أكان كلداني او سرياني او اشوري (ام أكانوا يدعون ذلك معذرة لان الانتماء هو بالفعل وليس بالقول والركض وراء----- والا لماذا كل هذه الاحزاب والتنظيمات للكلدان واكثر منها
للاشوريون وكل هذه التقاطعات فيما بينهما ----!!! وسوف يتضح كل شىء ان عاجلا ام آجلا واتمنى ان لايتم ذلك بعد فوات الاوان او بعد خراب البصرة كما يقولون ----!!! )  لابل كان المجلس في منتهى الاخلاص مع المخلصين من ابناء شعبنا  وبذكاء عالي جدا عندما اضاف على تسميته (سورايا) لانه قد يظهر من بين ابناء شعبنا من يبدع و يدعي تسمية اخرى او قومية اخرى غير الكلداني السرياني الاشوري وهذه ليست غريبة  على ابناء امتي لاسيما في الضروف الحالية ----!!! كلمة سورايا تضعه على المحك ويجد نفسه ايضا موجود تحت هذه المظلة –اذن ما هو العذر---!!! لاسيما  ونحن مقبلين او على ابواب انتخاب برلمان جديد للبلاد اذن وحدتنا مطلوبة وكفانا من المزايدات طالما لايوجد بيننا جميعا اختلاف في الايدولوجية فقط الاختلاف هو على الزعامات ومن سيكون اولا ---!!!واكيد اذا اردت الاستمرار بهذه المداخلة فقط لاانتهي كما سوف لم احصل على اية نتيجة ----!!!
اما كيف اخفق في المهم حسب وجهة نظري المتواضعة ---؟؟
المجلس الشعبي ظهر على الساحة القومية كمظلة لجميع ابناء شعبنا بكل تسمياته مؤكدا اننا شعب واحد وقومية واحدة ولغة واحدة ودين واحد  وعادات وتقاليد واحدة  لابل ورفع شعار المطالبة بحقوق شعبنا وهو جلى ما يطمح اليه كل المخصلين من ابناء شعبنا وهو ما تنادي به جميع احزاب ساحتنا القومية من دون أستثناء اذن لماذا دعى احزاب شعبنا للانضمام اليه وبالاسلوب والطريقة المعروفة للجميع --!!!؟؟؟ نعم انضمت اليه احزاب شعبنا عدى اثنين منهم وكان الخلاف لأحدهم مع المجلس في موضوع التسمية فقط والاخر في سقف المطالبات هذا لايدل على وجود خلاف كبير مع المجلس على العكس تقارب لابل تقارب  كبير بينهما وبين المجلس اذن  اما كان بأمكان المجلس ان يجد اسلوب او طريقة لمعالجة الموضوع بدل ان يبقوا كما هو الحال الى يومنا هذا---!!! ثم الاكثر غرابة لماذا اخرج او لنقل ترك المجلس ان يخرج كيان ومؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني والذين كانوا من المنضمين و لفترة ليست بالقصيرة مع المجلس دون ان تصلوا الى نتيجة او تجدوا حلا مناسبا افضل من الذي حصل سواء مع الاحزاب الذين بقوا خارج المجلس ا و الذين خرجوا او أخرجوا من المجلس ---!!!
وايضا ما كان للمجلس اي دور ملحوظ للحد من هجرة شعبنا الى شتى بقاع العالم رغم كل ما بذل من اجل الاستقرار في البلد والاكتفاء من الهجرة الا ان ذلك لم يحصل ---والنقاط التي اشرت عليها بخصوص عمل المجلس ليست سرا وقمت بأباحته لابل هي امور علنية ومعروفة للجميع -----!!!
رغم كل هذا وذاك (يبقى الامر طبيعي ) هكذا حالات لابل واكثر منها تحدث لكل عمل او مشروع جديد يظهر على الساحة قد يكون بسبب قلة الخبرة او دخول عناصر غير كفوءة في صفوفة لابل وآخرون لأغراض منافع وغايات شخصية مادية كانت او معنوية واسباب كثيرة آخرى لااريد الخوض في تفاصيلها الان ونحن مقبلين او على ابواب انعقاد المؤتمر الثاني وغاية كل المخلصين هي لم الشمل وتوحيد الصفوف ومن خلال هذا المؤتمر ايضا بالامكان معالجة الكثير من تلك الظواهر ولنسميها الجوانب السلبية او الانحرافات عن مسار او خطة المجلس الموضوعة لتحقيق اهدافه واقترح ان تتم دراسة من ضمن دراسات وتوصيات المؤتمر الثاني  القيام بتشكيل لجنة لنسميها لجنة تقييم اعمال المجلس وتسليط الضوء على الانحرافات الحاصلة لمعرفة اسبابها ودوافعها ليتسنى معالجتها والقضاء عليها وعدم تكرارها مستقبلا وبأعتقادي سيكون هذا الاجراء اسلوب ناجح وفعال لتحقيق هذا الهدف  ------والله من وراء القصد متمنيا كل الموفقية والنجاح للمؤتمر الثاني الذي يقوم الخيرين من ابناء شعبنا   بصدد تهيئة انعقاده وبوركت كل الجهود الخيرة المثمرة والبناءة الكفوءة والطموحة المخلصة التي ساهمت في المؤتمر الاول ومجلسه والتي ستساهم في المؤتمر الثاني وبجدية اكثر والاستفادة من هفوات ان لم نقل من اخطاء الماضي القريب---!!!  وتقبلوا تحياتي جميعا   

عادل فرج القس يونان
بغداد في 23/ت1 /2009


***رسالتي الى المجلس في عيد ميلاده الاولــــــــ ***


***ميلاد المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري***
"سورايا"
يصادف اليوم الخميس الموافق 15 مايس 2008 مرور عام على تأسيس المجلس ومن المؤكد سيحتفل معظم ابناء أمتنا المجيده بهذه المناسبه العزيزه على قلوبهم وكل على طريقته الخاصه.! وبدورنا نبارك المجلس ونقدم له اسمى آيات التهنئه والتبريكات متمنينا له الموفقيه في مهامه لتحقيق اهداف وطموحات ابناء هذه الأمه المسكينه وبارك الله الخيرين من ابنائها ومن خلال هذه المناسبه اود التعبير عن وجهة نظري الخاصه والمتواضعه بميلاد هذا الحدث العظيم وما يدور في ساحتنا القوميه بعد الأحتلال 9 نيسان 2003.
نعم ان المجلس الكلداني السرياني الآشوري انبثق من مؤتمر عينكاوه /اربيل المنعقد في 13,12,مارس آذار 2007 رسميا اذا صح التعبير"وانا الآن لست بصدد ما اورده نظامه الداخلي وما حققه من الأنجازات خلال هذا العام بل انا بصدد ميلاده حيث بأعتقادي ان هذا المجلس كان مولود في رحم معاناة هذه الأمه ومنذ امد بعيد...!!!لكن لم تتهيأ له الظروف المناسبه والموضوعيه "الحكمه والجرأه والقوه والمال"ويتقدمهم الأيمان الصادق بعداله ومشروعيه القضيه والوعي الجماهيري لابناء أمتنا" لما عانته وتعانيه بسبب الفرقه ومعظمنا يتذكر حكمه ذلك الأب الذي برهن لاولاده الخمسه بان قوتهم باتحادهم بواسطة العصى ومن الطبيعي ان اي جديد يظهر في الساحه يتردد الكثيرون في تأييده والأنضمام اليه او التعامل معه لا بل ان البعض ايضا ينتابهم شكوك كبيره نحوه...!!! لكن من المؤكد ان هذه الحاله او الظاهره تضمحل وتزول بقدر مصداقية المجلس مع نفسه ومع الآخرين وبحجم الأنجازات الفعليه التي يحققها وخاصة التي وعد بها....!!!!
ومما لا يمكن نكرانه ان هذا المجلس كان بحق شئ عظيم لانه استطاع ان يشغل عقول الناس واقلامهم من ابناء هذه الأمه وخارجها  لا بل واحدث منافسات وصراعات بين المؤيدين والمعارضين له..!! وان انضمام معظم احزاب ساحتنا القوميه الى المجلس خير دليل على ذلك..!!
ولا غرابة ان هذا المجاس قد يعاني بسبب قلة الوعي الجماهيري مع وجود نسبه عاليه من الجهل بين صفوف ابناء شعبنا والترسبات والتراكمات المتوارثه القديمه غير المنطقيه وغير المعقوله التي خلقتها المعاناة التي عاشها ابناء هذه الأمه ومنذ امد بعيد بحيث اصبحوا يؤمنون بان هذه المعاناة هي قدرهم ودخل ان لم نقل اليأس بل شيء قريب من اليأس الى قلوبهم ومن المعلوم ان اليأس عندما يدخل القلوب يعني انتهاء الحياة...!!!
وقد يعاني المجلس ايضا من انتماء بعض العناصر لتحقيق اهداف شخصيه ماديه كانت ام معنويه اوقد تكون عناصر غير كفؤه لأداء مهام المجلس بالشكل المطلوب وبسبب هذه العوامل وغيرها ليس فقط يعاني المجلس وانما ايضا لن يكون طريقه سهلا ومفروشا بالورد بل على العكس سيكون طريقه شاق وصعب ومحفوف بالمخاطر ...!!! لكن ما العمل هذا هو مجتمعنا وهو قدرنا لأن المجتمع هو الأم والأم هي تاج الرأس مهما تكن واعيه عاقله نظيفه ...الخ او كانت على الضد من تلك الصفات....!!!! لذلك يتطلب التضحيه والصبر والتعامل السليم الجيد والدقه في التصرف وبعد النظر والأحاطه الواسعه الممكنه وانا شخصيا اشبه العلماء بالأطباء والجهله بالمرضى فهل يجوز او نقبل ان يمتنع طبيب من اجراء عمليه جراحيه لمريض خوفا عليه من الصياح والعويل او تخلصا من السب والشتم طبعا هذا لا يجوز ابدا ولا نقبل وليس من الصحيح ايضا لانه بالتاكيد بعد اجراء العمليه ونجاحها سيكون الطبيب من اعزاصدقاء المريض واقربهم الى قلبه و ذويه.اذن تتوجب الأداره الجيده والحكيمه لان الأداره لا ترتبط بالضروره بمجال العمل الأداري في الشركات والمؤسسات والهيئات فحسب بل ترتبط ايضا بعمل الجماعات  والأسر والعلاقات الشخصيه كما ترتبط ايضا بعمل الأنديه والأجتماعات والعمل الجماعي...!!!
وشخصية الأنسان شخصيه عميقه جدا ويكون من الأسهل على الأنسان ان يكتشف مظاهر سلوك غيره من اكتشافه لمظاهره هو السلوكيه وتحضرني مقولة السيد المسيح له المجد"لماذا
تلاحظ  القشة في عين اخيك  ،ولكنك لاتنتبه الى الخشبه في عينك". وكلما نضج الأنسان كلما تمكن من ان يكتشف ذاته وسلوكه وبالتالي يتعرف على شخصيته باكثر وضوح "كلما تعلمت حرفا ايقنت اني جاهل"كما وان من الأمور الأساسيه الواجب التركيز عليها الأبتعاد عن الذاتيه (subjectivity)ومرات تترجم بكلمة "شخصيه"او عن المصالح الماديه اركز على ذكرها لانها من طبائع السلوك البشري وتؤثر الى حد كبير على تقدم المجتمع او تاخره كما تؤثر ايضا على نمو الفرد ونضجه. فكم من جماعات وحتى بلدان ضاعت ضحيه فرد او افراد ينظرون الى الأمور نظره ذاتيه ويتصرفون بحماقه او وفق مقتضيات مصلحتهم يستحيل معها التقدم والنمو...!!!
اما المال فهو ليس ابدا معيار او مقياس السعاده كما يتصور او يعتقد البعض للاسف ولهذا نجد الكثيرون يسعون الى المال من اجل ذلك بحجة {الصراع والتنازع من اجل البقاء} فلا هو صراع ولاتنازع ولا هم يحزنون بل لاعتقادهم ان المال هو معيار السعاده فقط ليس غير وما هذه الحروب والدماء السائله واحتلال البلدان الا لاعتقادهم ذلك ونراهم يتصارعون على المال كما تتصارع الكلاب على الجيف الملقاة على الرصيف ...!!! واعود الى ما اريد التوصل اليه ولأنه من الواجب ايضا هو ما يحدث لاحزاب ساحتنا القوميه على اختلاف مسمياتهم واعمارهم واحجامهم وادوارهم في عدم امكانيتها في التوصل الى صيغه عمل توافقيه توحد خطابهم وجهودهم لاسيما ان هدفهم واحد لكن هذا لا يثير استغرابي لانه حال ابناء امتي ومنذ امد ةبعيد ولا يزال حيث البعض منهم يريد ذبح الواقع على حساب الحقيقه و البعض الاخر يريد ذبح الحقيقه على حساب الواقع نعم هناك حقيقه وهنا واقع لا يمكن اهماله واي عمل او مشروع يبنى على غير هذا الأساس [مكونات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري]حليفه الفشل وحسنا ما فعله المجلس الشعبي حيث جميع مكونات شعبنا يجدون انفسهم فيه.وان بقاؤنا غير موحدين الآن ليسى فقط يهدد حقوقنا وانما يضيعها ايضا واذا عدنا قليللا الى الماضي القريب لوجدنا ان جزء من معاناتنا الحاليه هي بسبب اهمالنا في الدستور المؤقت للدوله العراقيه عند تاسيسها في 1921 والان ايضا يوجد مسؤولين في قمة الهرم ومنفذون في دولتنا الحاليه لا يعرفون من هم نحن رغم معرفتهم الأكيده باننا شعب اصيل في هذا البلد ولدينا ممثلين في البرلمان ايضا هذا سببه فرقتنا واذا ضاعت هذه الفرصه علينا والتي قد لا تعود بعد مئات من السنين و ستعيدنا الى اسوأ ما كنا عليه وهناك البليه والبلاء يا له من تاريخ مريروقاسي اذن لم يبقى امامنا جميعا سوى العمل الوحدوي لاستثمار هذه الفرصه نتيجة التغيرات التي حصلت في بلدنا في نيسان 2003اسوة مع بقية مكونات شعبنا العراقي لنعمل سوية جنبا الى جنب لبناء عراق ديمقراطي موحد فيدرالي تعددي وتكون هوية الجميع هي المواطنه[العراق فقط] ولا تعلوها اية هويه اخرى. ويقيننا سيذكر التاريخ وتتناقله الأجيال كل المخلصين الجيدين لامتهم وكل المواقف المشرفه وستبقى اسمائهم خالده لامعه في سفر التاريخ ولكن من يتوهم ويحاول ان يطعن ابناء هذه الأمه المجيده من الظهر لأجل تحقيق ماربه الشخصيه ومنافع ماديه ليس فقط ستلاحقه لعنة التاريخ بل سيلاحقه ابناء الأمه جميعا واجيالهم حتى الى جهنم وبئس المصير....!!!!
وفي الختام نناشد كل الخيرين الطيبين من ابناء امتنا ان حقوق ابناؤها ومطاليبهم المشروعه والعادله هي امانه في اعناقهم وفي مقدمتهم "دعاتها" الداعين لتحقيقها فنجد فيكم ايها الأعزاء كل القدره والحكمه والأستعداد للتضحيه والبساله وسيكون الله بعونكم وجميع ابناء امتكم لا بل وحتى الخيرين من غير ابنائها فسيروا على بركة الله ومنه العون والبركه والموفقيه وللمجلس الكلداني السرياني اللآشوري العمر المديد والنجاح في تحقيق الأهداف المشروعه والعادله لابناء امتنا المجيده.
والله من وراء القصد
والسلام عليكم يا ابناء امتي جميعا اينما كنتم وعلى البشريه جمعاء
                                                                            عادل فرج القس يونان
E.mail: adelal_kasyonan@yahoo.com بغداد   في  8 مايســــــــــــ 2008



109
الجنس عند الرجل العانس

اذا كبر الرجل العازب وكبره ليس بعشرات السنين التي يعيشها( لأن الضروف قد تجبر العازب على تأخير زواجه وهي عديدة جدا )  بل اقصد ( لشخصيته كلها ) ففي هذه الحالة علينا الوقوف بتأني ودقة فسنجد انه لكي نفهم العانس بشكل جيد يتطلب شيئاً من التحليل النفسي ومن المعلوم ان ( عقدة النقص ) مع شيء من 0 مركزية الانا ) توقف او تمنع بعض الرجال التقرب بغاية جديةالى فتاة.--!!!! بالرغم من انه قد يوجد دافع او عامل حب الجنس لديه دون ان يعيه العانس نفسه او احد من الذين حوله وحتى في الحالات التي لا يشترك فيها عامل حب الجنس يموه العانس ( عقدة النقص ) عنده بحذر تام واحتراس من التقدم لفتاة يطلب الزواج منها ( شعور بالخوف ) عنده مستمر في نفسه يجعله متردداً كثيراً لانه يخشى ان لا  تكون الفتاة المطلوبة كفؤا له..!!. وفوق كل هذا في نفسيته ( مركزيه الانا ) حيث انه يتوقع ان تأتيه فتاة مثالية ترتمي فوق صدره وتنقذه من ( عقدة النقص ) وهكذا يصبر ويصبر ويحلم سنة بعد اخرى ويبتعد عن كل محاولة تقرب من التقدم لفتاة بطلب الزواج منها وبالمناسبة *** ( ايضاً سيصطدم الاعزب الذي يهرب من عالمه الى عالم الزواج خائفاً غاضباً يعتقد ان العالم الجديد هو المنقذ  له وأنه سيجد فيه كل ما يسعده وانه سفينة نجاة من طوفان العزوبية..!! حتما سيقع في خطأ كبيرا قد يعاني منه طيلة حياته او يدفع ثمنا غاليا لمعالجة الخطأ في اعتقاده هذا فعليه ان يكون ناضجا ودقيقا قبل دخوله الى هذا العالم الجديد عالم الزواج  والا سيصطدم بواقع الزواج بأنه ليس سفينة النجاة من الطوفان!!! وعالم الزواج نكران الذات والتضحية عالم الشعور الانساني شبيه بهدف سامي يصنعه الفرد في حياته يحاول بلوغه وهو يشعر بلذة في كل تضحية ونكران ذات والزواج عالم الحركة والتقدم نحو البناء الاجتماعي للانساني وبالتالي فسعادته تختلف عن السعادة في عالم العزوبية وسعادة الزوج تكمن في صرخة طفل بابا بابا في ضحكة وقهقهة الصغار في جلسة عائلية تحيط به زوجته واطفاله في قبلة يعطيها صباحا ومساء لصغاره في لقمة نظيفة يتناولها مع رفاقه في كلمة حب جميلة ترددها في أذنه زوجته –و وهذه هي السعادة في عالم الزواج

وكثيراً ما يكون المسن ( سيء الطبع ) لا يضحي بحريته الذاتية باي شكل من الاشكال ولا يرضى بانقاصها من قبل الحياة الزوجية  فهو يريد ان يكون في كل خطوة من خطوات الحياة حراً لا تفرض عليه الحياة الزوجية أي نوع من الالتزام واذا خطر الزواج بباله فيريدها زوجة غنية كي لايفرض الزواج عليه اعباء مالية فهو يفضل اولاً عقد اتفاق حول ضمان تكاليف الحياة المستقبلية دون تحمله اعباء تلك التكاليف نهائياً قبل ان يمد يده الى الفتاة خاطباً..!! وكثيراً ما يرفض لمطالبه هذه وبذلك تزداد همته للزواج بروداً وخوفاً..!!
 

والعانس المسن كثيراً ما يكون ( من المتحذلقين ) الذين يحسبون الحسابات الدقيقة ويدعون العلم ويعجبون بدقة تدابيرهم. ويجد احياناً امرأة مسنة تدير له الامور المنزلية في مسكنه براتب شهري وان المنزل تديره والدته التي لا تريد التخلي عن (وحيدها) لامرأة اخرى وهذا ( الولد وحيد امه) لا يستطيع ان يتصور ان آمرأة اخرى غير امه العزيزة (ماما وبس ) يمكنها القيام باعمال المنزل بمثل ما تقوم بها امه وخاصة اذا كان دلوعة أمه وكل مخاطباتها له حبيب ماما وتهىء له الفطور (لحم زند مع السوب) ومهتمه بفراشه وغطاه لينام مرتاح وعندما تنقطع الكهرباء وهو نائم تأخذ مروحتها اليدوية التي هي بجانب فراشه أكيد وتبدأ تهفه وبشدة لابل وحتى الذبابة ممنوع ان تتقرب منه لكي يأخذ راحته جيدا ..!!. كما وليس من النادر ان يكون مصاباً ( بعقدة اوديب ) التي نوه عنها ( سيجموند فرويد ) العالم النفساني النمساوي الذي اسس مدرسة التحليل النفسي -- والمصاب   ( بعقدة اوديب ) يقيس كل من يلتقي بهن من فتيات ونساء بشخصية امه ولا يجد له بينهن نداً..!!. و ( اوديب ) الذي نسبت العقدة اليه  ( ابن ملك ) تنبأ له ( عراف ) انه سيتزوج امه ويقتل اباه وتحققت النبوءة بان قتل اوديب اباه وتزوج امه! !!( وهي اسطورة اغريقية قديمة ) ومن الاسباب التي يمكن ان تحمل الرجل على البقاء عانساً اصابات بامراض احتفظ العانس بسريتها كالامراض الزهرية مثلاً وقد يكون قد شفى منها ولكنها تركت في نفسه مشاعر خوف سوداوية تمنعه من الزواج. او فشل في محاولة زواج كأن نقول في نصف الطريق ورفض من قبل خطيبته او أهلها .!! واذا حدث ان تزوج العانس في كبره فسيكون عبئاً على زوجته !!!!  (كالابن   المدلل ) على الام. ولا يمكن ان يدوم هذا الزواج الا اذا اتصفت الزوجة بالحصانة و(طول البال ) وبعض الرجال العوانس يكونون ( رجال نصف عذارى ) وهناك ايضاً ( نساء نصف عذارى ) ايضاً..!!. والرجال       ( نصف عذارى ) تشتعل رغبتهم الجنسية بسرعة وتنطفي جذوتها بسرعة ايضاً وليس عندهم قدرة الاستيلاء الكامل على المرأة..!! يقدسون المرأة و تجذبهم بعض الصفات في جسمها كشعرها الاحمر مثلاً او عيناها الزرقاوان او غيرذلك وتثيرهم جنسياً الى اقصى حدود الاثارة ولكن يؤجلون الاتصال الجنسي دائماً الى فرص في المستقبل دون ان يصلوا الى مثل هذه الفرص لان عقلهم الباطن مثقل   ( بعقدة النقص ) وهم بذلك لا يجدون في انفسهم الكفاءة تجاه قدسية المرأة التي اثارتهم والتي يحاولون اثارتها جنسياً ايضاً ثم( يحجمون عن اشباع الاثارات و يجدون في هذا التعذيب  لانفسهم وللمرأة ارضاء لرغبتهم الجنسية..!!.) وكما اسلفت كثيرا ما يكون المسن سىء الطبع واذا حصل وتزوج فسيكون مثل السيف على رقبة المرأة فلن نستطيع ان نفعل شىء لتلك الزوجة سوى ان نقول ((الله يكون في عونك يا حبيبّة))


110
الجنس عند المرأة العانس

قبل ان ابدأ بمقالي هذا لابد لي من قول كلمة الحق هذه بحق المرأة
((ان الحياة مسرات واحزان – اما مسراتها فنحن مدينون بها للمرأة لأنها مصدر المسرات وينبوعها الذي تتدفق منه – واما أحزان الحياة فالمرأة هي التي تتولى تحويلها الى مسرات او ترويحها عن نفوس أصحابها على الأقل --- وهذا يعني اننا مدينون للمرأة بحياتنا كلها –لا بل وأستطيع ان أقول ايضا وانا على ثقة عالية جدا فيما اقوله
(أن الاطفال الذين استطاعوا ان يعيشوا مرتاحين ان لم نقل سعداء في هذا العالم هم الذين أعتنوا بهم وبتربيتهم وتخريجهم على أيدي أمهاتهم بعد موت آبائهم وهم أضعاف الذين نالوا هذا الحظ على أيدي آبائهم بعد فقد أمهاتهم وللرحمة الأبوية الفضل العظيم في ذلك ---فهل شكرنا للمرأة تلك النعمــة ؟ )
لقد وضع الخالق سبحانه وتعالى المرأة في مجال ( الحب ) في امكانيات وواجبات كما هي عليه عند الرجل . فالرجل قبل كل شيء انسان ( للمهنة نعم للمهنة ) والحياة الجنسية تمضي عنده جانبياً. وينتهي الجنس عند الرجل مجرد انتهاء العمل الجنسي وعيشه له. اما عند المرأة فالامر مختلف عن ذلك. فاللذة في العمل الجنسي تستمر لمدة اطول منها عند الرجل والتفكير في امكانية حدوث الحمل والاشتياق الى الولد وبعد ذلك تكون الولد وشعورها بوجود كائن يحي وينمو داخل كيانها كل هذه المشاعر يربط المرأة برباط اوثق مما هو عند الرجل بالاتصال الجنسي. وارضاع المولود فيما بعد والذي يقابله بناء العش وادامته في الطبيعة *** ((( حيث كانت امهاتنا في السابق  في مسقط رأسي رغم المستوى الثقافي البسيط والحالة المادية الضعيفة ايضا وبصورة عامة رغم كل ذلك كانت  كل ام من امهاتنا النجيبات حالما تشعر ان كائن حيّ ينمو في احشائها تبدأ بتهيئة المستلزمات الأساسيـــة للضيف العزيز القادم وخاصة اذا كان الظيف القادم( ولد ) فتبدأ بتهيئة الكماط من صنع ايديها –(كبولته) ومجموعة من القطع الصغيرة من القماش تخيطها وتنظمها بشكل كبديل للحفاضة في الوقت الحاضر ومن ثم مستلزمات المهد –(دركشته) فتصنع المندر ----الخ  واذا كان الظيف ولد فصناعتها لاتخلو من الزركشة والنقش   )))***كل ذلك كان يذَّكرْ المرأة دائماً بالدور الذي اتندبها الخالق سبحانه وتعالى للقيام به والغرض الاساس للاتصال الجنسي* ( وهذا ما يجب ان تعيه الفتاة لصيانتها من السقوط في سن المراهقة ) *وبذلك ينشأ عند المرأة اندفاع نحو الامومة اقوى من اندفاعها نحو الرجل نفسه وهذا الاندفاع لا تعيه الفتاة والزوجة الشابة رغم وجوده كسليقة عند الفتاة في سن الطفولة( كما يتضح من ميلها للعبة  الدمية  وتدليلها والاعتناء بها وقد شاهدنا ذلك كثيرا ونشاهده ايضا ) * والحياة الجنسية عند الفتاة تتمركز اولاً كما عند الفتى بالالتقاء ببعضهما كما في الرقص والالعاب الرياضية والكشفية..!!. فاذا ما وصلت المرأة الى سن اكبر كالثلاثين مثلاً ولم تفقد انوثتها نتيجة ( اخطاء في التربية  وسلامتها من كل المفترسين من كل حدب وصوب من الاقارب ومن الغربة --!!!) فأشتهائها للالتقاء بالرجل ..!! يتحول الى الصف الخلفي ويبرز امامه شوقها الى الامومة..!!. وهذا يحدث احياناً مشاعر حسد وحقد عند المرأة العانس ضد الامهات المتمتعات بالامومة وانجاب الاولاد ومشاعر الحسد والحقد هذه تخفيها العانس بدقة وعناية. لكن حقبقة الامر تنكشف وبشكل واضح وصريح.!!. وليس من النادر ان تتحول هذه المشاعر الى ( كره ) لكل ام عندها اولاد وتوَّلد في نفس العانس نزعات تسيطر على كيانها. وما الحروب الطاحنة والمستمرة بين الاخت العانسة وزوجة أخيها الساكنين معا الا تعبير صريح لذلك الكره .!!. ويمكن ان يعبر الاشتياق الى الولد عن ذاته عند العانس بمشاعر حب جامح تبديها العانس تجاه كل ولد وتسعى العانس ( لتبني احد اولاد عائلة فقيرة تتعهد بالتربية والتعليم على حسابها الخاص( اذا كانت من الثريات ) * والاشتياق الى الولد كثيراً ما يكون سبباً لانزلاق المرأة الناضجة واستسلامها لرجل منعدم الضمير يستثمرها ويحقق لها رغبتها في الولد ثم يغادرها الى مغامرة جديدة وتظل هي متمسكة بحبها لوالد طفلها غير الشرعي تعاني الاكتئاب والشقاء وهذا ليس شىّ غريب ولاجديد على مسرح الحياة رغم محدودية حدوثه او قلة حدوثه . ( وكثيراً ما يسعى زوج غير سعيد بزيجته الى فتاة عانس ويجد القبول عندها ولكن لاينفصل عن زوجته واولاده ( كثيراً ما تقع ضحية ( لزير  النساء !!!! ) في سبيل تحقيق اشتياقها الى الولد وكثيراً ما تتعرض في هذا السبيل للاصابة بامراض..!!.
وبالمناسبة العانس الناسكة التي تكافح طيلة سنوات مع ( مثلها الاعلى بالامومة ) كثيراً ما تستولي عليها مشاعر حب او كراهية للاولاد الغرباء. وعالم الرجال قليلاً ما يلمس هذه المعضلات عند المرأة العانس ويحاول تفهم اصالتها بل هو ميال للسخر من العانس واعتبارها ( شخصية مضحكة ) وبعض العوانس  ( فاتهن القطار ) كما نقول بالعامية ولم يتزوجن لحادث سابق مع رجل خيب امالهن واكسبهن خبرة سلبية في الحياة او لمبالغة في متطلباتهن او الخجل  ( وعقدة نقص ) في نفوسهن او لانحرافهن جنسياً بحب الجنس وهن لايعين بذلك وفي هذه الحالة الاخيرة لا وجود ( للمثل الاعلى للامومة) عند العانس وتكون مذكرة الطابع ( مسترجلة ) في مظهرها والعانس التي لم تتزوج عن قصد وادراك لعدم تحقيق متطلباتها من الرجل او لكرهها ( لجنس الرجال ) عامة كثيراً ما تندب نفسها لمثل اعلى في الحياة غير الامومة وتعيش من اجله..!! والمرأة العانس لا تتسم في نفسيتها فقط بسمة الحرمان من الولد والحياة الفارغة الكسولة فحسب بل ان الحرمان الكلي او الجزئي من الاتصال الجنسي يترك اثاره في جسمها ايضاً والمرأة التي تحرم طيلة حياتها من اقوى دافع في الجسم لابد ان يخلف هذا الحرمان شيئاً من الطابع الخاص وربما تعيش العانس بمشاعر الصحة التامة ولكن الجسم عندها ( يذبل ) بسرعة وقبل الاوان..!!. والنزاعات النفسية والجسمية لاتسبب فقط كردود فعل الحسد والحقد كما اسلفت بل اعراضاً مرضية ايضاً مصبوغة بالاضطراب العقلي وهما من حقل ( الهستيريا ) وليست غايتنا التحدث عنها في هذا المجال..!!.


111
من منكم اذا سأله ابنه رغيفا ------؟ ولكن

-------------------------------------

.

من منكم اذا سأله ابنه رغيفا اعطاه حجرا او سأله سمكة اعطاه حيــة ؟؟

نعم
كان هذا هو سؤال سيدنا يسوع المسيح له كل المجد عندما كان يبشر في الجليل بعد تركه الناصرة على أثر اعتقال مار يوحنان وسكن في كفر ناحوم على شاطىء بحر الجليل واستمر بالتبشير ---فلم يجد احد يرد على سؤاله!!- رغم بساطة الوعي الثقافي عندهم و قلة ادراكهم وبساطتهم(( لذلك كان الرب يسوع المسيح يتكلم معهم بالامثال)) لكن رغم كل ذلك لم يجد احدا يعطي ابنه حجرا بدل الرغيف ولا حية بدل السمكة( بحكم غريزة الامومة والابوة طبعا) التي اوجدها الخالق سبحانه وتعالى في جسم الانسان

ولكن بسبب جهل الاب او الام أحدهما او كلاهما في معرفة النفس وردود افعالها والاساليب الصحيحة للتعامل بينهما  رغم كل التقدم الذي احرزه الانسان في كل المجالات الحياتية  الا انه لايزال الكثير ينتظره  هذا ادى ويؤدي ايضا الى معاناة الابناء في مستقبل حياتهم  قد لاتقل معاناتهم تلك ومخاطرها ان لم نقل تزيد على ما يحصل للأبناء جدلا او افتراضا اذا اعطوهم ذويهم حجرا او حيــة  بدل الرغيف والسمكة--------!!!!!  

قد لانجادل في قولي :-ان آلام الحياة هي من صنع الأنسان نفسه (لأنها لم تنزل لنا هذه الألام عن طريق الوصايا  او- او -الخ-) كما ان الهدف المباشر للحياة الانسانية هو ان يعمل كل فرد على تحقيق اطوار حياته وهذا ينطوي او يتوقف على النضوج السليم --*** ولو ان العالم في (الأصـــل )مكونا" من اشخاص كاملي النضوج يتحملوا المسؤولية تجاه الاسرة  والعالم لأستطعنا او لأمكنا حسم معظم المشاكل الانسانية غير ان معظم الناس عانوا في طفولتهم من مؤثرات عوقت تقدمهم فأخذوا يقاومون هذه المشاعر الباطنية أما بالعداء  بكل اشكاله او القتال او الهروب او الاندفاع الى ادمان الخمور والعقاقير الاخرى ----!!! ومن المعلوم ان أعظم التجارب واشدها اثرا" في النفس هي التي تنشأ من حوادث صغيرة ايام الطفولة ((لأن الطفولة كالزراعة فهي عملية بسيطة وموثوقة لكن عندما تدب الحياة في النبتة هناك طرق عديدة للتنمية هكذا بالنسبة للطفولة فأن عملية زرعهم عملية بسيطة ولكن حالما يولدون فأن العناية بهم وتربيتهم تتطلب طرق عديدة فيها الكثير من الخوف والمعاناة ))--!!ولو يعود كل واحد من عندنا ولو قليلا بذاكرته الى زمن الطفولة سيتذكر  قائمة طويلة من الحوادث المؤلمة والتي صادفته في زمن الطفولة -----!!! لان الطفل لاينسى!!!الحوادث المؤلمة والتي صادفته في زمن الطفولة بل !!!يخزنها في الجزء اللاشعوري في النفس الآنا السفلى      كما يطلق عليها(ا-د )  او الجزء العميق جدا من النفس *(وهو خاضع لمبدأ اللذة يسعى لأشباعها )* وبسبب جهل الاب والام او كلاهما كما أسلفت أهمل هذا الجانب الاساسي والحيوي في حياة الانسان ( ولا ننسى دور المربي الروحي والمربي العلماني الذين اهملوا هذا الجانب ) معرفة النفس وردود افعالها والاساليب الغير الصحيحة للتعامل بينهما ومع الاطفال لذلك  تكثر الحالات المرضية والمشاكل العاطفية والمهنية *السلوكيات المضطربـــة * مثل الانحرافات الجنسية والسرقة والجريمة والانتحار ----!!! لذلك نقول ونؤكد(( اذا اردنا ان نفهم ما يعانيه الكبار علينا ان نفهم تربيتهم منذ الطفولة!!!! )) ستجدها اما تربية كابحة او مسرفة او غير حكيمة او غير رشيدة ---الخ-ولغرض توضيح ما أنا ذاهب اليه في مقالي هذا حيث اولا:-انه يهدف( اي مقالي) الى الاهتمام بالامور النفسية للأطفال من قبل الوالدين وكذلك بالنسبة للقائمين على تربيتهم (لأن بناء كل شىء يتوقف على البناء السليم والصحيح لجيل المستقبل) ---- ولكون علم النفس --- فيه الكثير من الصعوبات ولايخلو من التعقيدات وحتى بالنسبة للمختصين والضالعين في هذا المجال او الاختصاص لذلك سأذكر لكم بعض الامثلة من واقعنا المألوف (على سبيل المثال لا الحصر ) للزيادة في توضيح الصورة والوصول الى الهدف المنشود----

ثانيا— وكما يقال بالعامية (مــــا ني بحال الراح بس آني بحال الجاي ----!!!!

*م1:- (يوضح دور الوالدين )*  :-لي صديق عزيز من مواليد 1947 حاصل على شهادة جامعية ممتازة وله منصب مرموق في الدولة ((قد يطلع صاحبي على هذا المقال او قد يسمع هذا الحديث اولا استمحه عذرا ثم اطلب منه ان يكون معلوم له ان هدفي الاول والاخير هو من اجل التوعية والتوجيه لمن يرغب الاستفادة من اخطاء الماضي فقط ليس غير او التقليل منها على اقل تقدير للتخلص من نتائجها وعواقبها بدليل لم تجد حتى ولو اشارة واحدة تشخصك  بصراحة او وضوح ليعرفه القارىء العزيز وليس لنا في هذا سوى الغرض او الهدف المذكور -----حيث دائما نلتقي معا سواء على موعد او من دونه وبعد ان نجلس ونتحدث قليلا (واللـــه )لم يخلوا لقاء واحد الا وأنظر الى عينيه وهي مليئة بالدموع واحيانا كثيرة تنزل دموعه على خديه وهو يقول :- بحسرة وألم لحد الان رغم تجاوزي الستين من عمري وزواج اولادي ومنصبي لحد الان أسمع صوت والدي رحمه الله  يرن بأذني وهو يناديني بتلك اللهجة القاسية المخيفة وأتذكر (ودموعه مستمرة ) كيف كان يناديني ويضربني ويعذبني واحيانا كثيرة كان يرميني بأحجار كبيرة لو مستني حينها لأودت بحياتي وياليت ذلك قد حصل ----!!! وأبدأ احاول اقناعه ان كل ذلك كان يحدث لمعظمنا بسبب حرصهم الشديد علينا لننجح في حياتنا ومن ثم صعوبة الحالة الاقتصادية والمادية اضافة الى بساطتهم ولم نقل جهلهم ----

**م2:- (عن دور المربي الروحي ) **

في عام 1959 كنت في الصف الثالث الابتدائي –مدرسة القوش الابتدائية الاولى (مار ميخا حاليا )كان التلميذ في هذا الصف يأخذ التناول الاول (كما كانت تسمى )بعد الاشتراك بدورة امدها تقريبا شهر او اكثر دورة تعليم التناول الاول نتعلم فيها بعض الاناشيد  والتراتيل التي تطرز هذه المناسبة المقدسة وتعاليم تناول القربان المقدس --- وكان المشرف على الدورة المرحوم القس (الخوري هرمز صنا ) وخلال الدورة كان يشدد على الاحتفاظ بالقربان المقدس داخل الفم وعدم اخراجه لكي لايسقط على الارض وان لاتمسه الاسنان نهائيا بل يوضع على اللسان الى ان يموع ثم يبلع (والا فهي خطيئة مميته لاتغتفر ابدا )وبعد الدورة علينا الاعتراف امام القس ليغفر خطايانا حسب صلاحيتهم (ما تحلونه في الارض يحل لكم في السماء ---الخ ) ويوم التناول علينا الحضور مبكرا الى الكنيسة من دون اكل او شرب الا بعد تناول القربان المقدس واحيانا كان يتأخر الاحتفال الى العاشرة صباحا او أكثر ---نعم كل تلك الامور كانت محببة لنا لكنها لاتخلوا من الخوف والرهبة الشديدة !!!!! وفي صباح يوم التناول ونحن في داخل الكنيسة جالسين على الرحلات وبدأنا نتناول القربان المقدس وحسب تسلسل الجلوس وانا قبلي 21 تلميذ على ما اتذكر تقريبا  فبدأت عندي دوامة من التفكير بكل توصيات الكاهن وبدأت اخاف ان لاتمس اسناني القربان المقدس لانها خطيئة مميته سوف الحق اذى بالرب يسوع المسيح ابن الله ----وان الله سيموتني ----!!! --–لكن الله ويسوع المسيح يحب الاطفال  فلا يموتهم  لكن القس أكد انها خطيئة مميته لاتغتفر اذن سيوموت أحد الوالدين اما (ككي او دادي )اما أبي او أمي والمصيبة اعظم من موتي انا --!!! فقررت لو اي سن او اكثر من اسناني يمس القربان المقدس سأقوم بكسره اوكسرها بواسطة رأس فأس حديد مكسور موجود عندنا في البيت على الرف من دون ان يعلم احد بفعلتي هذه وبعد ان وصلني الدور لأتناول القربان المقدس اخرجت لساني الى آخره وبقوة ووضع القربان  المقدس عليه وادخلته في فمي بكل عناية وحذر وتركته قليلا ثم بلعته وحينها تنفست الصعداء الحمد للله نجحت ونجوت----والا كنت قد فعلت ما نويت عليه من دون اي تردد او تأخير --!!! والله والى هذا اليوم كلما اتناول القربان المقدس في الاعياد او المناسبات الاخرى اتناوله بنفس الحذر والرهبة---- في الوقت الذي اشاهد القس  كيف يضعه على كفوف المتناولون لابل القس نفسه بعد ان يتناوله يهضمه بأسنانه  وغموض ان لم نقل سوء الفهم لمثل هذا المفهوم والنتائج التي كانت قد تحصل بسبب ذلك الواردة في هذه الحالة او المثال تنطبق على حالات الانتحار بحرق النفس او الشنق بسبب التعمق الزائد والجهل الكبير بهذه  المفاهيم ---- وقد سؤل اكثر من واحد كان قد نجى من محاولة الانتحار--- عن السبب كان الجواب بسبب المفاهيم المبهمة تلك والتعمق الزائد غير المدرك  وغير الصحيح---- منها مثلا لماذا السيد المسيح تحمل كل----من اجل خلاصنا -------!!!!-

***م3:-( دور المربي العلماني)*** :-معظمنا يتذكر ان لم اقل جميعنا حكمة الأباء العظام من شدة حرصهم علينا --- كانوا يقولون للمعلم او الى ادارة المدرسة بخصوص ابنائهم عندما يلتحقون بالمدرسة (اللحم لك او لكم والعظام لنا  وهذه الحالة معروفة للجميع في مسقط رأسي القوش العزيزة --!!)حرية التصرف مقابل مستقبل الابناء وبكل صراحة وامانة وحق ايضا اقول (كل الشكر والأمتنان والعرفان الى جميع مربينا السابقين والحاليين ولكل المراحل من دون أستثناء وبأستحقاق لما بذلوه ويبذلونه --- لكن بنفس الحق أيضا اقول البعض منهم كانوا يفتقرون الى الاسلوب السليم والناجح في التعليم بقصد او من دونه بدليل العديد من تلاميذهم تركوا المدرسة وضاع مستقبلهم وكثيرا ما نسمع ذلك من المعنيين لابل وآخرون قد حصل لهم تشوه منهم في وجههه او انفه او خلل في سمعه او بصره ولنا جميعا شواهد على ذلك ناهيك عن السياسي المتلون ولايزال دون ان تثبت الهوية وما سببه للأخرين وهم في مقتبل حياتهم  

وووو ولو اردنا الاستمرار في الحديث بهذا الخصوص سوف لم نصل الى نهايته كل هذا بسبب التوعية والتوجيه الخاطىءوالاهمال وعدم المتابعة للاولاد في زمن الطفولة  وبنائهم بناء سليم وشخصية قوية تستطيع مناقشة الاموربحكمة وعقل وليس القبول بها ايحاء" كما كنا نحن ولازلنا نعاني ولو بشكل قليل وبسيط بقبولنا او السكوت على الكثير من الامور ((بسبب المستحى وما الى غير ذلك ))

****م4:-( دور العالم الخارجي للطفل) ****

ان الطفل يشبه الانسان البدائي وليس عنده شىء من الحياة العقلية لديه وكل مظاهر الحياةعنده هي انعكاسات (ريفلكس)وردود فعل لأثارات العالم الخارجي وهكذا يفسر علماء النفس الكثير من العادات الخاطئة او اكتساب المخاوف الوهمية مادية او معنوية

(ويوم السبت 28 اذار التاسعة صباحا وانا متوجه الى مقر عملي سمعت من راديو سيارتي ان حـبــيــبي مات #لااقصد حبيبي آنا مات الله لايقوله ابدا# حيث حبيبي شخص ايراني كان متسولا منذ زمن بعيد متخذا ركن شارع من شوارع طهران ويتقبل الصدقات من المارة اذيع خبره اليوم الان وظهر نتيجة بحث السطات الحكومية عن ذويه  تبين انه كان وحيدا و له اسم مستعار غير حبيبي يتقبل به الصدقات كما وظهرت له ارصدة كبيرة وفي عدة بنوك وسبائك ذهبية قديمة وغالية الثمن وهو اعزب وليس له اي وريث –!!!!ا  أما كان الاجدر بحبيبي طالما ليس له عائلة ولا وريث لو تبرع قبل موته بجزء من هذه المبالغ الضخمة الى بناء دار حضانة  مستوصف  مشروع يسترزقون منه العديد من العوائل  او عمل اخر يستفاد منه اخوته في الانسانية --!! سواء في ايران او اي بلد اخر يرتأيه بدلا من تجميدها ومن ثم مصادرتها من قبل الدولة كما حصل !!!! اليست هذه العادات اوالمخاوف مكتسبة من محيطه او عالمه الخارجي في طفولته وهل مجتمعنا خالي من امثال حبيبي !!! وباشكال مختلفة اومتشابه او بنسب ودرجات متشابه  !!!!! ؟؟؟

 

لكن من المفيد والضروري ان نقول :-لا زالت الطفولة رهينة------ولو بشكل اقل من السابق بكثير لكن لازالت ايضا  تنتظر الكثيروكما اسلفت ان بناء اجيال بناء جيد وسليم كفيل ببناء كل شىء---!!!!! لكن بسبب الجهل وقلة التوعية والتوجيه والخطأ فيهما والاهمال  ايضا--------!!!!!!كانت وستكون معاناتنا وتتعقد مشاكلنا وتكثر آلامنا

                    

وختاما نقـول :-

                   اذا كانت الحكمـــة  من دون جــــــدوى فمن الحكمــــة ان نعـــانـــي

 

 

عادل فرج القس يونان

بغداد 26 تموز 2009

112
المنبر الحر / المظلومـــــــة
« في: 23:26 22/06/2009  »
المظلومـــــــة

----------------

في ليلة من ليالي الشتاء الباردة مر عظيم من عظماء هذه المدينة بزقاق من ازقتها الشعبية والظلام الحالك فرأى تحت جدار خرب فتاة صغيرة في الرابعة عشر من عمرها جالسة القرفصاء وقد وضعت رأسها بين ركبتيها أتقاء للبرد الذي كان يعبث بها --!! وليس في يدها ما يمكنها لتحمي من فتك البرد القارص سوى قطع ممزقة يغطي قسم من جسمها العاري وكأنها أثار سياط المستبدين في اجسام المستعبدين ---!!! وقف الرجل امام ذلك المشهد المحزن والمؤثر وقفة الكريم الذي تؤلمه مناظر البؤس وتزعج نفسه مواقف الشقاء ثم تقدم نحوها ووضع يده على رقبتها برفق فرفعت رأسها مذعورة وهمت بالفرار من بين يديه وهي تصيح –لااعود –لااعود ––واستمر بمسها وترويضها حتى هدأت وعاد اليها رشدها وعلمت انها ليست بين يديّ الرجل الذي تخافه –فنظرت اليه نظرة يكمن وراءها الاحزان والاشجان --!!! ما اسمك ايتها الفتاة ؟ لا اعلم ياسيدي حسنا بماذا ينادونك في البيت يدّعوني المكروهة واهل المحلة جميعها يدعونني (المظلــومـــة )اذن هل انت لقيطة كما يقولون ؟ كلا يا سيدي –لكن قصتي تختلف -----!!!!! حيث كان لي اب حنون وعطوف وحريص على بيته بكل ما يتصوره وما يتصف به كل اب صالح ولكــــن ---!!!للاسف ولي ام تحمل كل الصفات التي يرفضها كل انسان يعرف الله ويخافه ---كانت مغرمة بمتسول لا يحمل أصلا ولا عنوانا وكانت تلتقي به من وراء ظهر والدي المسكين الذي كان يقضي نهاره بحره وبرده يشقى لأسعادنا وانا الوحيدة له وكنت كل حياته وامنياته ----فأتفقت مع عشيقها وقتلوا والدي المسكين وادعت بمكر شديد انه مات موتا طبيعيا  وارتبطت بذلك الكافر الظالم وكان عمري يومها قرابة اربع سنوات –فأصبحت لا اعرف ابا ولا اما في الاحياء ولا في الاموات سوى رجل يتولى شأني ويضمني اليه في منزله وكنت احسبه ابي فيمتلىء قلبي سرورا به وفجأة انقلبت حياتي تلك الى جحيم لا يطاق ابتداءا من تسميتهم لي بالمكروهة في كل مناداتهم على الاطلاق واستمرارهم بتعذيبي للتخلص مني وتحميلي من اثقال الحياة واعباءها بما لاطاقة لي عليها وما لايحّمله الآباء ابناؤهم فعلمت اني وحيدة في هذا العالم وفهمت معنى اسمي (المظلومة )فألم في نفسي الحزن والالم ما يعلم به الا الله وحده وكنت كلما امشي في الطريق رأيت فتاة صغيرة سألتها هل لك أم ؟ فتجيبني نعم ثم تقص علىّ قصص نعمها ورفاهيتها وعطف امها عليها بما يزيدني هما ويملأ قلبي يأسا حتى يخيل لي انني أذنبت قبل وجودي في هذا العالم ذنبا عاقبني الله عليه بهذا الوجود ---!!! بيد انني صبرت على هذا الرجل وعلى كل ماكان يكلفني به من التسول على قارعة الطريق ابقاء على نفسي وحرصا على حياتي ان تغتالها غوائل الدهر فكان ذلك الرجل كلما رأى حاجتي اليه والى مأواه اشتد في ظلمي ولؤم معاملتي حتى صار يضربني ضربا مبرحا كلما عدت اليه مساء بأقل من المبلغ الذي فرضه عليّ تقديمه كل يوم ولم ازل اصابره وأحتمل منه ما يعجز على احتماله امثالي ولو لبرهة من الزمن حتى جاءني هذه اليلة -----بداهية الدواهي !!! وبدعة البدع !!! لابل مصيبة المصائب!!!(فقد حاول ان يسلب مني جوهرة العفاف )!!!التي لم يبقى عندي ما يعزيني عما فقدته من نعم الحياة سواها !!! فلم اجد غير الفرار من بين يديه سبيلا متسللة تحت جنح الظلام من حيث لايراني رغم متابعته لي وما زلت امشي على غير هدى لا اعرف لي معيل ولا مأوى حتى اويت الى هذا المكان كما تراني فهل لك يا سيدي ان تحسن لي كما احسن الله اليك وان تبتاع لي رغيفا من الخبز اسد به رمقي فقد مرّ بيّ يومان لم اذق فيها طعام ولا شرابا !!! وحال سماع الرجل من هذه الفتاة قصتها المحزنة حتى استقبلها بدموع حارة تنحدر على خديه ثم اخذها بيده ومشى بها صامتا حتى وصل قصره وهناك عاملها معاملة الكريم لأهله بما كانت لاتحلم به ولاتتمنى لنفسها ذلك الكرم وما هي الا ايام قلائل حتى ظهرت في ذلك القصر الكبيرفتاة جديدة من اجمل الفتيات وجها واكرمهن اخلاقا واكملن ادبا لايعرف الناس عنها سوى انها ابنة قريب لصاحب القصر مات ابوها – يتيمة فكان الى هذا القصر مصيرها وكان لصاحب القصر (زوجــــة صغيرة وحيدة ) قررت ان لاتخّلف (ان لاتنجب اطفال ) الا بعد حين من الزمن لأنها كانت من الفتيات اللواتي ترّبين التربية العصرية فكانت كلما حصلت عليه من العلوم والمعارف والفنون الولوع في مطالعة الروايات الغرامية الفاسدة والبراعة في معرفة الازياء التي تعلق القلب وتجذب النفوس والكبرياء والعظمة واحتقار كل مخلوق سواها ---الخ رأت ان هذه الفتاة الغريبة قد اصبحت تقاسمها قلب زوجها وقلوب زائريها من النساء بما وهبها الله من جمال الخلق وحلاوة الطبع وعذوبة النفس فأضمرت في قلبها من البغض ما يضمره (دائما أمثالها من اللواتي تربين تربيتها ) فكانت تتعمد في اساءتها والاكثار من تأنيبها وتبكيتها (والمظلومة ) لاتبالي بشىّ من هذا كله (وفاء") لسيدها وولي نعمتها واحتراما لنعمتها هذه – وفي ليلة من الليالي دخل الرجل قصره وبينما هو صاعد في السلم (أذ) عثرعلى ورقة ملقاة فتناولها وقرأ فيها هذه الكلمات --!! ( سيدتي اني انتظرك عند منتصف الليل في بستان القصر تحت شجرة البرتقال الكبيرة ----حبيبك )فما ان تم قراءتها حتى دارت به الارض ولمس قلبه بيمينه ليعلم هل طار من مكانه ام لا ثم اراد ان يخفف من حزنه وقلقه فقال :- لعل الموعد مع تلك الفتاة المكروهة فنظر في ساعته فأذا الوقت قريب من الموعد فأخذ يتنقل في الحديقة من شجرة الى اخرى حتى وصل الى شجرة اللقاء فأختبىء ورائها ينتظر ما اخبأ له الدهر
الحقبقة لم تكن الرسالة الى المكروهة بل الى السيدة الشريفة ((العصرية )) وبينما كانت السيدة واقفة في غرفتها امام مرآتها تختار لنفسها اجمل الازياء واليقها بموقف اللقاء فكانت المكروه نائمة في غرفتها نوما هادئا مطمئنة خالية البال حتى استيقظت على صوت اقدام سيدها على سلم القصر فأشرفت عليه من حيث لايشعر بمكانها فعرفت كل شىّ وان سيدها سيقف على سر زوجته التي كانت على علم بكل ذلك وكتمته زمنا طويلا واعتقدت ان سيدها لابد ان يقتل نفسه حزنا ويأسا فعناها امره ثم اخذت تفكر بحيلة لأنقاذ الموقف ومن ثم نزلت بسرعة من السلم لتلق بسيدتها التي خرجت من باب غرفتها الى ذلك الموعد فأدركتها وامسكت بطرف ثوبها فأرتبكت والتفتت اليها وقالت لها ماذا تريدين --؟اتتجسسين علىّ يا ---يا ---يافاقدة كل شىّ ----!!! لا ياسيدتي ----!!! واخبرتها بالقصة كاملة فعلمت ان زوجها وقف على سرها  فانهارت فقالت لها :- لاتزعجي نفسك يا سيدتي فأن سيدي لايعلم ايتنا صاحبة الرسالة فعودي انت الى غرفتك وسأذهب انا الى الموعد مكانك فلا يشك في امرك ----!!!!
ثم استمرت حتى وصلت الى تلك الشجرة وهناك برز سيدها واقترب منها وعرفها (فحمد الله على سلامة شرف زوجته )ثم قال لها :- ايتها المكروهة فعلا اني احسنت اليك وانقذتك من يد البؤس والشقاء فأسأة الىّ بما فعلت حتى كدت اموت هذه الليلة حزنا والصق ذنبك وأحّمل عارك لزوجتي النبيــلة الشريفة العفيفـــة فأخرجي من منزلي فاللئيم ليس أهلا  للأحسان ابدا فخرجت حزينة خائبة تجر اذيال الخيبة ورائها حتى وصلت الى شاطىء شط وهناك اخرجت من محفظتها ورقة كتبت فيها آخر كلمة خطتها اناملها .***(أحمد الله واشكره انه قدرني على مكافأة ذلك الرجل الذي احسن الىّ كثيرا بستر عاره وازالــة همه وحزنه ----)*** ثم القت بنفسها في الشط وهكذا جاءت الى هذه الدنيا مظلومة وخرجت منها ايضا مظلومة وما هي الا دقائق حتى فارقت روحها جسدها فطفا منها ما طفا ورسب ما رسب وفي صباح اليوم التالي عثر رجال الشرطة بجثة الفتاة فعرفوها وعادوا بها الى منزل سيدها فبكاها بكاء" كثيرا وندم على ما فعله ثم آمر بدفنها ولم يبقى لديه من آثارها غير حقيبتها فحفظها في صندوق (تذكـــارا" لها ) ---!!!مرت الايام تلواالايام وجاءت الحوادث اثر الحوادث وظهر للرجل من اخلاق زوجته وطباعها واستهتارها ما لم يكن يعرفه ويصدقه من قبل حتى ضاق بأمرها وجلس في غرفته يفكر فيما ساقه اليه الدهر ثم الم به الضجر --!! فقام الى صندوقه --!!! يفتش عن شىء يتلهى به فعثر بتلك الحقيبة ولم يكن قد فتحها من قبل حيث عثر بتلك الورقة واطلع على الكلمة الاخيرة التي خطتها انامل المظـلومـة وحال انتهائه من قراءتها سقط مغميا على الارض يعاني من الالم والحزن ما يعالج المحتضر من سكرات الموت وبعد ان فاق من غيه حتى صار يهذي هذيان المحموم ومضى على هذه الحالة بضعة اشهر حتى ادركته رحمة الله وانقضى أجـــله ----
فيا ايتها الام المجهولة التي قذفت بتلك الفتاة البائسة في بحــر هذا الوجود الزاخر --؟؟ اعلمت قبل ان تفعلي فعلتك الشنيعة هذه ان فتاتك ستلاقي   آلام وشقاء هذا العالم بما لا طاقة لها عليها ----
ويا ايها الازواج العظماء ان كنتم تريدون ان تختاروا شريكة حياتكم من الزوجات العصرية على امثال ما سمعتم من هذه القصة لمشاركتكم الحياة ولتكفل لكم سعادتكم ((فأنتزعوا من انفسكم )) غرائز الشهامة والعزة والاباء والأنـفة حتى لاتتعذبون وتتألمون وتقفون هادئين مطمئنين امام مواقفهن تلك -----
واخيرا نقول :-يا ايها الناس جميعا (لاتحلفوا بالأنساب والأحساب ) ولاتفرقوا بين تربية الاكواخ وتربية القصور ولا (تعتقدوا )ان الفضيلة وقف على الاغنياء والعظماء فقد سمعتم ما اضمر الدهر في طيات احداثه من (رذائل الشرفاء وفضائل البؤساء ) ---!!!!

113
النفـــس
ومراحــــل الحيـــاة

تأليف :   عادل فرج القس يونان









                               Email : Adel al_kasyonan @yaho.com


   




 اقبل على النفس واستكمل فضائلها
                فانت بالنفس لا بالجسم انسان..!!
     
   وتزعــــم انـــك جـــرم صغـــير
                 وفيك انطــوى العالـــم الاكـــبر 
 
   دواؤك فيـــك ومــا تشعـــر
                وداؤك منك ومـــــــــا تبصـــــــر





الاهداء
الى النفس المطمئنة
لوالديَّ واخواني سفر وبهجت


  لامني عند القبور على البكا   
                  رفيقي لتذراف الدموع الساقطات
     فقلت له الاسى يجلب الاسى     
                 وكل هذا قبر والديّ واخواني

                                                                                                     
                                                                  المؤلف                                                                                                                                                       
3 شباط 2006





شكر وتقدير


وهذه كلمة شكر واجبة اقدمها الى الله القدير في العلا والى والديَّ على ما علماه لي طفلاً و مراهقاً واشكر اساتذتي على ما علموه لي طالباً وباحثاً واشكر زوجتي واطفالي على ما علموه لي عملياً أباً ومربياً. اشكر اصدقائي وزملائي على ماتعلمته منهم بقدر ما علمتهم  واشكر اخي العزيز فؤاد بصليئل القس توما صاحب مكتبة المشرق في الغدير على الجهود الحثيثة التي بذلها في طبع اولي وتنضيد وتصميم لهذا الجهد المتواضع . والله اسأل ان اكون قد وفقت بهذا الجهد المتواضع في افادة القارئ لمزيد من الاطلاع على النفس ومراحل الحياة ,

والله ولـي التوفيـق


                                          عادل فرج القس يونان
                                          بغداد في شباط 2006






المقـدمـة
لو يتأمل الأنسان المفكر ويتفحص كل نشاطات الأنسان التي يقوم بها من البحوث والتطورات والتقدم التكنولوجي سيجد انها في النهاية تنصب الى تحقيق غاية واحدة وهدف معين هو جعل الانسان يشعر بالرضا وفي احسن الاحوال الرضى نفسه في هذه الحياة التي جاء اليها ويخرج منها من دون ارادته . اما ما نسميه بالسعادة فلا وجود لها رغم ان الناس يركضون للبحث عنها والحصول عليها . كلمة ليس لنا سوى لفظها اما تحقيقها فلا يدرك ( وهذه وجهة نظري    المتواضعة ) .
أما الامور التي تضع اقدامنا على الطريق المؤدي الى سعادة الانسان او تقودنا الى سعادة الانسان هي البحث لمعرفة ( ما هو الانسان ) وما هي طبيعته وخصائصه الفطرية..!!.
ومن المعلوم ان الانسان في تكوينه وفي اصل خلقته هو ثنائي التكوين أي انه مركب من عنصرين يشكلان معادلته التكوينية وهما ( الطين   والروح ) فالجانب الطيني/ المادي ( يفرض على الانسان ان يشبع غرائزه المادية من طعام وشراب ومنام وزواج ...الــخ اما الجانب الروحي يريد من الانسان ولا يفرض ان يلبى مطاليبه وغرائزه ومنها التدين ) أي الخضوع لخالق هذا الكون العجيب عليه فان تحقيق السعادة مرهون ومرتبط باشباع غرائز الجانب المادي والروحي معاً..!! ولغرض احاطة الموضوع من جميع الوجوه علينا ان ندرس جميع وجهات النظر التي تخص الموضوع لناخذ ما ترويه لنا الروايات السماوية:- ان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان  في اليوم الاخير قبل الراحة أي اليوم السادس حيث جَبَلَ طين ونفخ من روحه فيه وصار الانسان لكي يحب الله ويعبده . وكل الاعمال التي عملت تحت السماوات هي عناء ردئ ( جعلها الله ) لبني البشر ليعنوا فيها والاعمال التي عملت تحت الشمس فالكل باطل وقبض                الريح .....!!.
[ فالانسان يعيش بين سعادتين في حاضره ومستقبله فأما السعادة الاولى فيكفلها العدل واما الثانية فيحرسها الامل لذلك يحب الناس القاضي العادل والكاهن او رجل الدين الصالح لان الاول يمثل صورة العدل والثاني مثال الرجاء فاذا انقلب العدل ظلماً والامل بأساً عافهما الانسان ولوى وجهه عنهما وقال للقاضي انا لا اريد قانونك وللكاهن او رجل الدين الصالح لا أومن بك وهذا هو الحاصل فعلاً...!!. ] ولو عدنا الى ما ذكرته سلفاً بان تحقيق سعادة الانسان مرهون ومرتبط باشباع غرائز الجانب المادي والروحي معاً فان الغاء أي جانب او اهماله او تهميشه يؤدي الى خلل وعدم استقرار المعادلة الانسانية ( التكوينية ) أي تبقى غير متوازنة وخلاصة القول ان تحقيق التوازن الدقيق بين طرفي المعادلة التكوينية للانسان هو السبيل الامثل الى ايجاد حالة من الاستقرار النفسي والاطمئنان القلبي وان اية محاولة للتمرد ومخالفة طبيعة الانسان الفطرية أي الخروج عن قوانينها الصعبة التي لاتخضع الا لقوانينها الذاتية فقط يقود لامحال ومن دون ادنى شك الى الشقاء والضياع والقلق ...!! أي دخول الانسان في مدار او مجال الامراض النفسية ( وقبل ان اتتطرق الى الامراض النفسية بودي ان اذكر هنا لكي لايفوتني ان المادة خلقت اولاً لذلك لها السلطان والتأثير الكبير في توازن المعادلة التكوينية والناس يرغبون المادة لما لها من قدرة وامكانية على تحقيق اشباع الكثير من الغرائز المادية ومنها الغرائز الجنسية [ كما ان اعتقاد  اغلب الناس بان المال هو معيار السعادة وميزانها الذي توزن به هو ( اعتقاد خاطئ جداً ) لابل هو الذي يقودنا الى الشقاء والضياع والقتل والقلق كما هو حال المجتمع الانساني اليوم. ميدان حرب يعترك فيه الناس ويقتتلون لايرحم احد احداً يعدون ويسرعون ويتصادمون ويتخبطون كانهم هاربون من ساحة المعركة ودماء الشرف والفضيلة تسيل على اقدامهم وتموج موج البحر الزاخر يغرق فيه من يغرق وينجو من ينجو. اتدرون لماذا سقطت الهيئة الاجتماعية هذا السقوط الهائل الذي لم تصل مثله في أي دور من ادوار حياتها الماضية ولما هذا الجنون الاجتماعي الثائر في ادمغة الناس خاصتهم وعامتهم علمائهم وجهلائهم ولما هذه الحروب القائمة والثورات الدائمة واحتلال البلدان والقتال المستمر بين البشر جماعات وافراداً قبائل وشعوب دول وممالك..!!؟ لا لسبب سوى شيء واحد كما ذكرته ان الناس يعتقدون اعتقاداً خاطئاً ( ان المال هو معيار...الــخ ) فهم يسعون الى المال لا من اجل الجمع والادخار كما يجب ان يكون بل من اجل القوت وكفاف العيش والمال في العالم كمية محدودة  لاتكفي لملئ جميع الخزائن وتهدئة كافة المطامع فهم يتباهون ويتصارعون من حوله  ( كما تتصارع الكلاب حول الجيف الملقاة ) ويسمون عملهم هذا تنازع الحياة ( او صراع البقاء ) وما هو لا صراع ولا تنازع وانماً هو التفاني والتناظر والدم السائل والعدوان الدائم والشقاء الخالد. واما العلاج الوحيد لهذه الحالة المخيفة والمزعجة جداً هو ان يفهم الناس الصلة بين المال والسعادة وان الافراط في الطلب شقاء كالتقصير فيه وهذا ما هو حاصل فعلاً  ( فقدان القناعة ).
  اما الامراض النفسية هي مجموعة متعددة المظاهر من الاضطرابات والانفعالات التي تحدث في كيان الشخصية وتخل بوظائفها وتتشابه هذه الاضطرابات والانفعالات في انها لاتتسبب عن سبب عضوي معين في الجسم وانه تقترن غالباً باسباب وعوامل نفسية المنشأ وانها تعطي المريض فيها شعوراً خاصاً من عدم الارتياح وفي الدرجات الشديدة من اضطراب الشخصية فقد يؤدي ذلك الى شعور المريض بتغير الواقع حوله. ان الامراض النفسية على اختلاف صورها ليست بالتجربة الجديدة او الطارئة على حياة الانسان فجذور هذه التجربة موجودة في التكوين الطبيعي لكل انسان ومعظم الناس تمر بهم بعض التجارب النفسية التي لا تختلف من حيث طبيعتها عن الاعراض التي ترد في الامراض النفسية    ( والفرق بين الفرد الطبيعي والفرد المريض نفسياً هو فرق درجة لافرق نوع ) وتدرج هذا الفرق يجعل من الصعب تعيين حدود فاصلة وواضحة بين انفعالات الفرد في الحالات الطبيعية وانفعالاته المرضية .
اما ماذا يعنى بالصحة النفسية لاتعني خلو الفرد من الامراض والاضطرابات فحسب بل تشمل رضا الفرد عن نفسه وتقبله بواقعها ويرضى عنها الاخرون مع قدرة الفرد على تكوين علاقات حسنة بينه وبين من يحيط به والتوفيق والموائمة بينه وبين متطلبات مجتمعه مع الشعور بالطمأنينة وراحة البال مع قدرة الفرد على تحمل الازمات والاحباطات دون ان يلجأ لحيل دفاعية او لاشعورية لمواجهة الموقف وان يجعل ذلك عند الغير.
لقد عرفت الامراض النفسية منذ اقدم العصور وتدل الاثار التاريخية على ان هذه الامراض قد وصفت وعولجت وان اسباباً متعددة قدمت لتعليلها ومع ان السحر وروح الشر ولعنة الالهة كانت اكثر الاسباب تسلطاً على تفكير القدامى في تفسيرها الا ان هناك من ادرك في الماضي بان العوامل النفسية اثرها الهام في احداث هذه الامراض. لقد وصف العصر الذي نعيش فيه بالعديد من الاوصاف واذا كان الكثيرون يختلفون في تبرير اسم او اخر فقد لا نجادل في انه عصر القلق ايضاً ...!!. وقد يبدو في الظاهر ان الانسان في هذا العصر هو اكثر خطأ من سابقه في تحقيق العوامل والضروف التي تضمن له التوازن النفسي في حياته وفي علائقه الاجتماعية وذلك ان حريته الشخصية هي اوسع حدوداً او حاجاته المادية اكثر تحقيقاً وثقافته الفكرية اعظم عمقاً وشمولاً بحيث مكنه من ادراك نفسه وتفهم المحيط حوله ومع ذلك فان القلق اكثر وروداً ووضوحاً في حياته لابل وهو اكثر تمييزاً للعلاقات بينه وبين غيره من الافراد في المجتمع ولا يكفي في تعليل هذا الواقع بالقول بان الانسان اكثر تعرضاً للخطر في هذا العصر منه في أي وقت مضى فقد مرت في تاريخ البشرية ضروفاً كثيرة مليئة بالشدة والخطر ولم يصاحبها ما نشاهده في عصرنا هذا من شدة القلق ومدى انتشاره ولابد لنا ان نجد في العوامل التي ذكرناها من اتساع الحرية ووفرة الامكانيات المادية وعمق الثقافة اسباباً تجلب للانسان المعاصر الشعور بالقلق وعدم الاطمئنان ذلك ان الفرد  وقد ادرك هذه او بعضها فهو (في خشية دائمة ) من خسارتها وهو يشعر في الوقت نفسه بان الابقاء عليها لايأتي الا عن طريق جهده الفردي وتحفزه الدائم ولهذا فهو في وحدة وعزلة نفسية تفرض عليه الارهاق والشدة اكثر مما يفرضه الحرمان في الجماعة بما فيه من عبودية وحاجة وجهل...!!!. واذا كانت بعض المجتمعات قد حاولت الجمع بين تقدم الانسان وبين الطمأنينة في حياته فان مجتمعات اخرى خاصة في البلدان المتأخرة والمتطورة حديثاً لم تدرك شيئاً في هذا الامر وهي بذلك اكثر تعرضاً لازدياد القلق وغيره من الامراض النفسية وهذا ما نلاحظه باستمرار في مجتمعنا ويستمر وقت طويل قبل ان نستطيع الجمع بين مظاهر التقدم وعوامل الطمأنينة في حياتنا ولذلك فان من مظاهر التقدم وعوامل الطمأنينة في حياتنا هو اهتمام الناس في هذا العصر على اختلاف مستوياتهم الثقافية بالامور النفسية لايوازيه أي اهتمام بمواضيع اخرى والمظاهر الدالة على ذلك من مباشرة وغير مباشرة عديدة فالكثير مما نشكو منه نرده الى عوامل نفسية واللغة التي نستعملها يوميا لا تخلو من بعض التعابير والمصطلحات النفسية ووسائل الاعلام والتثقيف على اختلافها تكاد لاتخلو جميعها من الوسائل النفسية والاهداف النفسية والانتاج الفني من ادب وشعر ورواية وقصة ورسم ونحت وموسيقى ورقص وغناء يحمل معظمه طابع هذا التأثير بدرجات متفاوتة ولايمكن تجريده مطلقاً من الحياة النفسية لخالقيه واثاره في نفسية المتعرضين له حتى في الامور السياسية والاقتصادية نجد بان النظريات النفسية مكانها الهام في رسم وتوجيه الاتجاهات السياسية المختلفة وهكذا تبدو كأن  ( النفس ) على غموض معناها قد تسلطت بقوة غامضة مثلها على جميع نواحي الحياة التي نحياها..!!.
اما مايتعلق بمراحل حياة الانسان من الناحية النظرية فان من الخطأ أن تقسم حياة الانسان الى مراحل زمنية محددودة  فحياة الفرد منذ بدايتها وحتى نهايتها تسير في مجرى واحد وبدون توقف ويصعب على الملاحظ لها ان يقرر في اية لحظة كانت بان ما سبق هذه اللحظة يختلف عن اللحظة التالية لها ومع ذلك فان بعض التغيرات الجوهرية تحدث في الانسان بين حين وآخر وبعض هذه التغيرات تأتي بفعل التغيرات البايولوجية المتجهة في طريق النمو او الى طريق الاضمحلال وبعضها تأتي من محيطه بسبب التغيرات في هذا المحيط وعلاقة الفرد به وتأثيرها عليه. (وبسبب ذلك ينظر الى الحياة الانسانية وكأنها سلسلة من المراحل المتتالية وخصصت لها فترات زمنية معينة غير ان الباحثين اختلفوا في عدد هذه المراحل وفي الفترات الزمنية التي تقع فيها وعلى العموم فان التقسيم المتعارف عليه وهو الذي يقسم الحياة الانسانية الى اربعة مراحل متميزة وهي   ( الطفولة والمراهقة والشباب والكبر والشيخوخة ) اما ( مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة ومرحلة الكبر والشيخوخة ) وان المشاكل والانفعالات النفسية في هذه المراحل هي ذات سمات خاصة وتتوافق مع مرحلة العمر التي يمر بها الفرد والمتغيرات المحيطة التي تواجهه وهذا ما سيجده المتتبع لهذه الفصول.
 
                          ومن الله التوفيـــق 
                            المؤلف


فكرة ظهور هذا الكتاب

بدأت فكرة هذا الكتاب منذ سنوات من خلال عملي ضمن النشاطات الاجتماعية والثقافية وتراكم الملاحظات السلوكية للانسان في المجتمع وكان الدافع الذاتي متزايد للبدء بالبحث عن صيغة مناسبة يمكن من خلالها المساهمة بصيغة واسلوب مناسبين في مساعدة الاخرين على محاولة فهم النفس بالقدر المستطاع او العوامل المؤثرة في العلاقات بينهم فضلاً عن القناعة التي تولدت بوجود ضعف كبير جداً في الثقافة النفسية وكيفية الاستفادة منها يعزز ذلك . هنالك اعداد متزايدة في مجتمعنا ممن يظن انه اصبح قادراً بعد قراءة بعض النظريات النفسية على حل كافة مشاكله الشخصية او العائلية او مشكلات الاخرين بسهولة وفقاً لفهمه لها دون الاستشارة فضلاً عن ذلك هناك من الامهات والاباء وحتى المعنيين بادارة مجموعة فمن يعملون في الدوائر وفي الاحزاب والتنظيمات المختلفة في وقتنا الحاضر ممن لازال ينظر الى من يهتم بالامور النفسية ومعالجتها ما يطلق عليهم (بالمجانين) او ان التعامل مع هذا الاختصاص هو دليل على ضعف الشخصية يضاف الى ذلك اخرين ممن لازال يفسر السلوك المضطرب  ( بالفشل ) او ان حدوث المشكلات على انه نتيجة لقوى (غيبية) مثل السحر والحسد ويحدث ذلك باعتقادي هروباً وخوفاً من مواجهة النفس والواقع بسبب الجهل الكبير وفي هذا المجال كثرت الحالات المرضية والمشاكل العاطفية والدراسية والمهنية او السلوكيات المضطربة مثل الانتحار والجريمة والسرقة والانحرافات الجنسية نتيجة جهل الاب والام احدهما او كليهما في معرفة النفس وردود افعالها والاساليب الصحيحة للتعامل بينهما او مع ابنائهم ومن هنا كان هذا الكتاب الذي من المؤمل ان يكون لمناقشة مواضيع تهم الجميع والعائلة خصوصاً حيث يتضمن ضمن مواضيعه الجنس بشكل مبسط ومفيد رغم صعوبة مناقشة هذا الموضوع بسبب عوامل عديدة منها الخوف والهروب وما اكثر الاخطاء التي يقع فيها الانسان ذكراً ام انثى وما اكثر المشاكل بين الازواج وما اكثر حالات اضطراب الشخصية الناتج عن خبرات جنسية مؤلمة جميعها بسبب الجهل ليس الا..!!.
ان الحياة مسيرة قد تكون طويلة تبدأ بمرحلة الحمل يتعرض الانسان لضغوط واحباطات ومصاعب كثيرة ان ذلك يزيد ويؤكد من اهمية الصحة النفسية لحياة الفرد اذ ان وجودها يعني تكييف الفرد مع نفسه ومجتمعه تكيفاً ايجابياً يؤدي الى الرضا في الحياة وانا لا اقصد ان الصحة النفسية مجرد خلو الانسان من المرض العقلي او النفسي انما هي حالة من الاكتمال الجسمي والنفسي والاجتماعي لديه..!!. لان كل ما يصدر عن الانسان من نشاط جسمي او حركي او لفظي هو نتاج عوامل متعددة داخله او خارجه واهم الحاجات النفسية هي الحاجة الى الامن والحاجة الى الحب وبتحقيق اشباعهما من خلال اشباع الحاجات العضوية فنحن جميعاً بحاجة الى الاحساس بالطمأنينة والاسناد من محيطنا الذي نعيشه وان الحاجة الاجتماعية تتضمن حاجة الانسان الى التقدير الاجتماعي وتوكيد الذات والحاجة الى اللعب والترفيه ويتم اشباع هذه من خلال شعوره بانه محط احترام وتقدير الاخرين مع فسح المجال امامه بالتعبير عن رغباته وتعزيز قدرته اللفظية ( التكلم ) عن ذلك وكذلك توفير فرص الالعاب والترويح عن النفس.
بودي ان يأخذ هذا الجهد دوره في القاء الضوء على جوانب تهم الفرد والمجتمع والتوفيق قبل هذا وبعده من الله العلي القدير الكريم.








وجهـة نظـر


لايستطيع ان يستفيد المتعلم من علمه كما يجب أو كما ينبغي إلا اذا استطاع تطبيق ما تعلمه على العمل وان ينتفع منه في اختصاصه وموقعه الذي وضع لأجله كما لا يستطيع ذلك الا اذا اغناه معلمه بالامثلة والشواهد المناسبة والملائمة لقواعد ذلك العلم لابل وان يتفنن في ايرادها وتوصيلها وتبسيطها وتقريبها الى ذهنه..!!. اذن هذه الرابطة او الصلة بين العلم والعمل والتي تسهل للمتعلم الوصول الى الامكانية والقدرة على ذلك التطبيق..!!. ونستغرب جداً ونتعجب ان يفهم الصانع الأمُي ان ما يتعلمه هو ليطبقه في عمله فلا يتعلم النجارة الا ليصنع الابواب والشبابيك والحدادة ليصنع الابواب والاقفال..... ويجهل المتعلم هذه القضية الضرورية فلا يهمه من العلم الا الاستكثار من المعلومات والقواعد وان تحجب بعد ذلك عن التصرف فيها والانتفاع منها في مواطنها ومواضعها ومن ثم يذهب حتماً الى قبره دون ان يفيد حتى رفاقه في الحياة ويستثمرها وخاصة الشباب ( أمل المستقبل )


114
العلاقــة بين الحياة النفسية واضطرابات القلب ***
------------------------------------------
كثرا ما نسمع من المختصين واصحاب الخبرة الطويلة بان الكثير من المرضى لايعرفون ان سبب مرضهم هو مرض نفسي وليس عضوي ---!!!كما ان غالبية الاعراض المرضية التي تصيب القلب والدورة الدمويةلايتوفر الدليل على اصابة القلب بأ ي مرض عضوي (هذا ما يخبرنا به الكثير من الاطباء والمختصين واصحاب الخبرة الطويلة عند مراجعتنا لهم او عندما نرافق من يراجهم بقولهم :- ان غالبية الاعراض المرضية التي تصيب القلب والدورة الدموية لايتوفر الدليل على اصابة القلب باي مرض عضوي لذا ترد تلك الاعراض الى اسباب نفسية ويقولون ايضا ان الكثير من المرضى لايعرفون بأن سبب مرضهم هو نفسي وليس سبب عضوي ---!!!) وسبب ذلك يرجع بأعتقادي الى ان المرضى الذين يشكون من الامراض النفسية يجعلون من القلب ((اكثر الاعضاء الجسمية موطنا للأعراض المرضية )) ومن السهل ادراك الأسباب التي يجعلون ذلك (لأن القلب يحتل مكانا هاما وحيويا في تفكير الأنسان )***--- ( كما يراقب مستخدمي السيارات وبحرص شديد اشارة الأويل بمب   --مضخة الدهن في الدشبول لأن توقف المضخة يعني احتراق او يقوم المحرك كما نسميه بالعامية  علما ان الأمثال تضرب ولاتقاس الغرض كان لتوضيح المكانة التي يحتلها هذا الامر في تفكير مستخدمي السيارات وامثالها  )***    وهذا الأعتبار يجعل من الطبيعي ان يتوجه تفكير الفرد الى منطقة القلب في الكثير من حالات الخوف والقلق وخاصة تلك الحالات التي تنذر بالموت المفاجىء اضافة الى ذلك انه قد تأصل في ثقافة معظم الناس الشعور بوجود (ارتباط وثيق بين القلب وبين الحياة العاطفية ----!!!!
لذلك مثلا يعتبرون القلب هو مقر الحب ورسم القلب هو رمز الحب )وهذا اضاف الى القلب صفة التأثير بشتى الأنفعالات التي تزخر بها حياة الانسان( لاسيما الأنسان العراقي الذي كل حياته انفعالات مفروضة عليه بسبب ظروفه لذلك نقول الله يكون في عون قلب الانسان العراقي -----!!!)
فمن البديهي ان يتوجه ذهن الانسان الى القلب بشكل واع او غير واع في معظم الحالات التي تثار فيها التفاعلات العاطفية المختلفة واخيرا فأن القلب والدورة الدموية هما اسرع الأعضاء والأجهزة تأثيرا بألأنفعالات العاطفية ليس هذا فقط بل اننا عندما ننفعل نتحسس بالتغير الوظيفي في عمل القلب والدورة الدموية اسرع مما نتحسسه في التغير الوظيفي في اعضاء الجسم الأخرى---!!! عليه فأن سرعة استجابة القلب للأنفعالات العاطفية وسرعة تحسس الفرد بها هي التي توجه انتباه الفرد الى القلب والى الأضطراب في وظيفته من سرعة النبض والخفقان او غيرها من الاعراض وجميع هذه العوامل تتظافر في جعل القلب المركز الاول الذي تنعكس فيه الاضطرابات النفسية ويزيد توجه ذهن الفرد الى القلب ** وفي الختام انه ***كلما اتسعت ثقافة الفرد وخاصة في المواضيع الطبية وكثرت خبرته المرضية نتيجة تعرضه لجوّ مرضي وخاصة في امراض القلب كلما ازداد استعداده للاصابة بالاعراض المتصلة بالقلب والجهاز الدموي ***  وان معظم الاعراض المرضية المتصلة بالقلب هي بمثابة تعبير جسمي عن حالات القلق رغم ان اعراض القلب ليست الوحيدة بل تكون جزء من مجموعة كبيرة من الاعراض الجسمية الاخرى الا  ان الكثير منها تنحصر في منطقة القلب فقط ومن اكثر الاعراض ورودا في هذه الحالات الاحساس بالالم في منطقة القلب والخفقان وتسارع النبض واضطرابه---!!!   والاعراض الاخرى الناجمة عن تحسس المريض بمرض القلب هي سرعة نبض القلب وضيق النفس والارتعاش والدوخان والدوار والصداع وغيرها ------!!!
واني أجد من المفيد ان اذكر لكم مثالا واحدا من امثلة كثيرة لأبن سينا تدل على مبلغ ادراكه للعوامل النفسانية في تكوين الامراض وعلاجها وتدل ايضا على عبقريته العلاجية في الامراض النفسية
فقد روى النظامي العروضي :-انه عرض على ابن سينا (أبن أخت شمس المعالي قابوس ) وقد أعيا الاطباء أمره فلما رآه ابن سينا وخاطبه في شأن مرضه تبين له ان مرضه هو (الـحــب )واعراض هذا المرض شبيه بأعراض مرض الكآبــة ولما عرف ابن سينا ان شفائه متوقف على من يحـب وازالة ما عنده من وجدانيات وعواطف كامنة مرتبطة بها أخذ على نفسه ان يعرف أسمها بأية وسيلة فطلب احضار اكبر سكان المدينة سنا فلما حضر قال له :- اتعرف شوارع المدينة وسكانها قال المسن :- نعم -- فأمره ابن سينا ان يذكر اسماء الشوارع شارعا فشارعا وهو قابض على يد المريض ليتحقق من مقدار سرعة نبضه فلما ذكر اسم  احد الشوارع اسرع نبض المريض فأمر الرجل ان يذكر اسماء الشوارع المتفرعة منها فلما أتى الى اسم احدها ازدادت سرعة النبض ثانية فأمر رجلا آخر ان يقص عليه اسماء البيوت في هذا الفرع الصغير فلاحظ ابن سينا زيادة نبضه عند ذكر احد البيوت وعندها طلب من رجل ثالث ان يخبره بسكان  هذا البيت من الفتيات فلما اتى الى اسم  فتاة  اسرع النبض في يد المريض وبهذه الطريقة عرف ابن سينا سر المريض واوصى بزواج الشاب فبرى من مرضه وعاد الى حالته الطبيعية -----!!! وبذلك تكون طريقته قريبة تماما من الطريقة الحديثة في العلاج  والتحليل النفساني رغم بعد زمنه عن العصر النفسي المعاصر كما سعى في طريقته تلك لأثارة انفعالات جسم المريض واستدل منها على وجود ارتباط سببي بين المتغيرات الجسمية  و//تسارع النبض وردود العامل المسبب لها  وهو هدفنا من هذه الدراسة النفسية -----***

115
العــــلاقة بين الحياة النفسية والجلد
-----------------------------  


قد يستغرب البعض من هذا العنوان ويقول اين هي العلاقة بين الحياة النفسية والجلد وقد يقول ايضا كل ما  يحصل لنا واليوم لجسمنا نحط الحالة النفسية بالنص او نوعزه الى الحالة النفسية نعم ان للنفس امراض مثلما للجسم او قد تكون اكثر منها ولها الاثر الكبير على فسلجة او وظائف اعضاء الجسم (لأن الامراض النفسية هي مجموعة متعددة المظاهر من الاضطرابات والانفعالات التي تحدث في كيان الشخصية وتخل بوظائفها وتتشابه هذه اضطرابات والانفعالات في انها لاتتسبب عن سبب عضوي معين في الجسم وانه يقترن غالبا بأاسباب وعوامل نفسية المنشأ وانها تعطي المريض فيها شعورا خاصا من عدم الارتياح وفي الدرجات الشديدة من اضطراب الشخصية فقد يؤدي ذلك الى شعور المريض بتغير الواقع حولـــه )----!!! وان العلم توصل الى معظم ان لم نقل جميع الامراض الجسدية لكنه لم يدرك الا القليل من الامراض النفسية الى يومنا هذا لكون علم النفس لايزال حديثا بالنسبة الى العلوم الاخرى ---!!حيث تتوفر ابحاث كثيرة وملاحظات من قبل مختصين في هذا المجال تنوه بالعلاقة الوثيقة بين الحالات النفسية وبين التغيرات المرضية في الجلد ولعل هذه العلاقة هي اكثر وقوعا من علاقة حياتنا النفسية بالكثير من اعضاء الجسم الاخرى واجهزته ومن الممكن تفسير هذا الامر على اساس من ((وحدة الاصل))بين الجلد والجهاز العصبي ---فكلاهما مشتقان من الطبقة الظاهرية في تكوين الجنين اضافة الى هذه الوحدة فأن الجلد اكثر من اي عضو آخر من الجسم أمتلاء بالاوعية العصبية المختلفة وبالاوعية الدموية الدقيقة التي تتحكم بها هذه الاوعية العصبية وهذا يجعل الصــلة وثيقة وفعالة بين الجهاز العصبي من ناحية والجلد من ناحية اخرى ---والصلة بينهما ذات اتجاهين فأن ما يحدث في الجهاز العصبي وحياتنا النفسية مظهر من وظائف هذا الجهاز لابد ان يؤثر ولو بشكل ما وبدرجة ما في حالة الجلد (كما يؤثر ما يحدث في الجهاز العصبي وحياتنا النفسية على امور كثيرة اخرى من حياتنا كأن نقول اعصابي وحياتي النفسية تعبانه لا اشتهي الاكل ولا انام ولا اشعر بالراحة بل عايش في قلق ) ومن الطرف الاخر فأن ما يحدث من تغيرات في الجلد لابد ان يؤثر بشكل او بدرجة ما في حياتنا النفسية (وهذه حالة نسبية وليست مطلقة تختلف من شخص الى آخر ) وهذا التأثير الاخير يأتي بسبب ما يمكن للتغيرات الجلدية ان تحدثه من قلق نفسي او تشويه للصورة التي يحملها الانسان عن جسمه وما لهذا التشويه من اهمية في خلق الانفعالات النفسية (وهذا التشويه ايضا يعتمد على مكان التشوية من الجسم ظاهر او مخفي ---الخ وايضا هو حالة نسبية للفرد  وبشكل عام الجنس اللطيف يكون اكثر قلقا من ذلك )وحـــب الشباب اول مثل على ذلك ----ان العلاقة بين الحياة النفسية وبين الجلد متعددة الاشكال والدرجات فهناك الاضطرابات الجلدية التي يكون فيها الانفعال النفسي السبب الرئيسي في المرض الجلدي ثم الاضطرابات الجلدية التي يزداد فيها التهيج الجلدي او يصبح مزمنا بسبب عوامل نفسية -***--لقد وجد بالملاحظة من قبل المختصين بأن اكثر الناس تعرضا للاصابات بالامراض الجلدية هم اصحاب( الشخصية القلقة والهستيرية والشخصية التسلطية وهم في اغلب الاحيان بأختصار انانيون)***!!!  يتجهون الى تأمل انفسهم كما انهم يعانون من الكبت( خاصة كبت شعور التعدي والمعارضة لوالديهم والام بوجه خاص )* وهذا شعور ناجم في نظر بعض المحللين عن الصراع بين الرغبة في الاعتماد والتوكل والرغبة في التحرر منها كما تكثر هذه الحالات الجلدية النفسية في الذين يعانون من شعور النقص والحرمان من العطف وينظر الى مرض الاكزيما عند الاطفال بأنها تعبير عن مثل هذا الشعور !!! ((وقد اكد الكثيرون على اهمية الدوافع الجنسية المكبوته في تكوين الحالات الجلدية وفسروا حب الشباب في فترات المراهقة على هذا الاساس وان كانت هناك عوامل نفسية وحياتية اخرى تساهم في تكوين هذه الحالة)
ان الوجه الاخر من العلاقة بين الجلد والنفس هو تأثير حالة الجلد على الحياة النفسية للفرد وهذا التأثير لايمكن التقليل منه فالجلد هو بمثابة ظاهر الشخصية والهوية الماثلة امام الناس لابل وصورة الانسان عن نفسه تتلائم مع واقع ما يظهر من جسمه الى حد بعيد وهكذا فأن اي تشويه ظاهر او حتى المخفي في الجلد يمكن ان يكون بالغ الاثر في الحياة العاطفية والسلوكية للفرد ويمكن ان يكون مصدر معاناة عظيمة للفرد المريض ومصدر ازعاج شديد للمقربين من عائلته مما يزيد من انفعالات الجلد ويؤدي الى تعقيدها وازمتها ----
في عام 1986 كنا احتياط في قاطع مهران نقلوا الى وحدتنا مجموعة من الجنود المصابون في معارك سابقة في الحرب العراقية الايرانية بعد معالجتهم من قبل الجهات الطبية وتأئيد صلاحيتهم للعودة الى جبهات القتال!!!  فكان من بين اؤلئك المعادين جندي (؟ ) في وجهه تشويه كبير وخاصة في منطقة الفم فكان بعض من رفاقه يتذمرون من الاكل معه في نفس الماعون (القصعة كما تسمى في الجيش )وكان هو ينقهر كثيرا ويتألم ويبكي رغم انه كان يعترف ويقول من حق رفاقي ان لايأكلوا معي والدموع تنزل من عينيه ويقول  لكن انا شنو ذنبي  وكان ينفعل بسرعة جدا وبشكل غير طبيعي ولأبسط الامور واخذ يأكل لوحده وعندما يدعوه احد من اصدقاؤه يرد عليه بالرفض قائلا قد لاترتاح من الاكل معي وقد حاول الانتحار لأكثر من ثلاث مرات حسب علمي الا ان رفاقه كانوا يمنعونه ويقاومهم بشدة لتركه لكي ينتحرصارخا (لو اموت اخلص وارتاح من هذا العذاب الذي لاينتهي ولاعلاج له )واخيرا وضع تحت المراقبة وممنوع عليه التقرب من السلاح -----وبعدها نقلت الى وحدة اخرى وتركتهم دون ان اعرف نتيجة المسكــيـن (؟ )
 



  

116
** حذاري من غدر الزمان **
------------------------



في الحقيقة انا الآن في حيرة من أمري يا من كنت يوما مــا صديقي --!! هل اعتب عليك ام اعتب واعيب على  الدهر* ((رغم اننا دائما نعيب على الدهر والدهر فينا وما للدهر عيب سوانا--!)) * الذي لاينصف حيث ان القاعدة المطردة او الماشية عندنا اذا صح التعبير هو ان الرجل اذا ابتسم له الزمن يوما من الايام فينقله من ارض الفقر الى سماء الثروة والغنى فيبدأ بتغيير كل شىء –في نفسه –في مظهره – وعلاقاته –الخ –والله امنيتي لك طالما ابتسم لك الزمن كانت ان تثبت هويتك اي ان تبقى محافظا على هويتك لكن للأسف الشديد ان اول شىء قمت به هو بناء سدا منيعا بينك وبين ماضيك لاتنال منه المعاول ولاتعصف به العواصف لابل ورميت وراء سدك هذا جميع ما يتعلق بماضيك (شكلك –وهيأتك – ولغتك –ولهجتك- ومسكنك – وعاداتك – وأخلاصك – وحتى اصحابك وجميع صلاتك وعلاقاتك وبالتأكيد ومن دون ان يجادلني احد لو استطعت ان تلقي بالأثرين الوحيدين الباقيين لك <اسمك وصورتك> خلف ذلك السد لفعلت ذلك من دون تردد وعلى عجل لكن –ذلك مستحيلا عليك وعلى امثالك الذين سبقوك مهما حاولوا كما سيكون على اللاحقون بك ايضا  مهما يحاولو—واعتقد ان قصدك من كل ذلك لأنك تريد ان توضح للناس انك اصبحت انسانا جديدا غير ذلك الانسان الاول ولا صلة لك به ولا شأن ولا هم يحزننون بل انك  خلقت خلقا جديدا الآن (يا سلام --!!)
انها فعلا صفة رديئة جدا ما رأيت في الصفات اقبح منها وقد لايختلف احد معي في هذا  الامر ولو حاورك احدا في ذلك الشأن لأكتشف فيك وبكل سهولة انك تفعل كل ذلك لأعتقادك ان الفقر عيب وعار ولكن على العكس وكما يعرف ذلك كل انسان متزن او سوي ان الفقر ابدا ليس عيب ولا عار واما ان كنت لابد ان ترى ذلك من وجهة نظرك فعليك ان تتذكر وان لاتنسى ابدا ان الفقر قضى على ابويك واهلك وعشيرتك واصدقائك وعلى نفسك انت ايضا لأنك قضيت عصر شبابك ((كما هو معلوم ان الشباب هو الحياة من بدايتها الى نهايتها ))في الفقر والعوز والعدم وسؤالي الوحيد اليك والذي يفرض نفسه عليّ بشدة والحاح( بس لو اعرف) ماذا سيكون شأنك غدا وثق هذا ما لااتمناه لك ابدا لأنك يوما ما كنت صديقي اذا استرد الدهر هبته منك ؟؟ وكثيرا ما يسترد الدهر هباته وعطاياه لابل الدهر لايكاد يهب هبة او يمنح منحة حتى يستردها --!! هذا طبع الدهر وكما نقول بالعامية ان صاحب الطبع لا يجوز من طبعه وثق ثانية لقد عذرتك في ثوبك الذي خلعته وقلت قد لبس لكل حالة لباسها وفي دارك التي هجرتها وقلت ايضا لا بد ان تكون هناك فرق بين حياة السعة وحياة الضيق وايضا لهجتك التي غيرتها لأنك تعيش في قوم غير قومك الذي كنت تعيش فيهم وفي سدهم الذي حماك وجعلك تبرز صدرك وانفك الذي شمخت به ايضا قلت ---لابد من ذلك لان للثروة والمنصب طغيان لاسبيل لدفعه والخلاص منه ولكنني لا استطيع بأي حال من الاحوال ان اعذرك في معاملتك لأمك حيث اهملتها تماما واستبد لتها  بسواها كانت بحق اضافة الى كونها ام ---رفيقة حياتك في صباك ونا صرة لك في سرائك وضرائك بيسرك وعصرك شبعك وجوعك  لابل وعندما كانت تخلو بنفسها تتوجه الى الله ليبدل عسرك يسرا وضيقك بسعة وشدتك رخاء فليس من الرأى ولا من الوفاء ان تخلعها كما تخلع ثوب من ثيابك وان تهملها وتلقيها وراء سدك اللعين كما تلقي نعلك واداتك ((عذرا لك سيدتي الأم العزيزة  يا تاج على كل الرؤوس )) ثم أتريد ان تتمنى الامهات جميعا لأبنائهم دوام الفقر حتى لايهملون ولا يستبدلوا بهن يوم  يجدون السبيل الى ذلك ؟؟ نعم من حق امك وامثالها ان تتمنى ذلك فعلا لأنهن وجدن الامان على انفسهن في ضاحية الفقر وثق ايها --------!!!ما هزني ولا صدقت ما قيل لي ونقل عنك رغم انك لست من اقاربي ولا أمك لكنك يوما ما كنت صديقي بكل ما تعنيه الكلمة ---لكن عندما  دعوتني الى وليمة بعد قطيعة طويلة جدا  ( يا ليتك ما دعوتني )  بسبب الضروف التي اقمتها مع اولئك ((حديثي النعمة )) فلما قضوا ليلتهم وانصرفوا  لفت نظري أمرأة بائسة واقفة امام جدار البيت تتحدث الى بعض الحضور وتقول لهم انها أم لهذا -------!!!( صدقني ما عرفتها مطلقا لان كل شىء فيها قد تغير ) وان ابنها تركها مع ابنتها الصغيرة في اليوم الذي انعم الله عليه بنعمة الغنى وبالزوجة الصالحة جدا ويا ليتك أيها ----عاملتها بما يعامل الكريم اهله بل تركتها وحيدة مع ابنتها لاتعود عليها بقليل من المال لا ذنب لها سوى انك  تخجل منها وتقتلها جوعا ظنا منك انك تستطيع ذلك متناسيا ان لها رب في السماء يرعاها--- لابل سمعتها ايضا تقول انها تحاول ومنذ نصف ساعة ان تدخل المنزل لتقابلك وتسأل المعونة والمساعدة فيمنعها الذين امرتهم ايها ----ان يطردوها كما فعلت بها ذلك مرارا --!!! وخاصة عندما تقيم الولائم لانك تخجل منها --!! ايها--- انه موقف مؤلم جدا جدا (قد لايصدقه كل حر وشريف ) ان تقف الام الذي ربت وشقت وضحت على باب بيت ابنها فلذة كبدها موقف السائل المحتاج فلا تجد من يمنحها بل تطرد وتبعد من امام البيت لكي لايراها المدعوين --!!! يشهد الله في هذه اللحظات تلزمني العبرة من شدة الاحتسار والضيق وانا اكتب هذا المشهد-- -وشاهدت كل هذا بنفسي شخصيا  وتدّعي انني اعتد يت عليك  ومن دون وجه حق  لمجرد هّزيتك من كتفك بقوة ووصفتك على حقيقتك-- يا ليت الذين ادعيت عندهم بأعتدائي عليك لو شاهدو امك كيف توجهت عليّ حال معرفتها لي و الدموع تسيل على وجنتيها بغزارة  و عاشوا ولو للحظة مما عشته انا وعانوا مما عانيته حينها من النار التي كانت تحرق احشائي  ومصاريني رغم انني ابقى احتفظ بسرك لان افصاح الاسرار ليست من شيم الرجال يا ----!!!!!!!واما نشرها هنا لتكون درسا لمن يرغب في الاستفادة من دروس الحياة وعبرها ----!!
كنت اعتقدك للأسف الشديد انك تعلم جيدا –ان المرء لايجد لذة الطعام والماء الا اذا ذكر الجوع والعطش ولا لذة السعادة الا اذا تذكر عهد الشقاء وانك ستكون أحوج اكثر عندما انتقلت من عذاب الفقر الى نعيم الغنى الى اصدقاء عهدك الاول لتجلس معهم من حين الى آخر وتتحدث معهم عن الماضي والحاضر وتهتم بمن قامت على احتضانك وتربيتك لتنعم بالسعادة لابل ولترى في مرآة وجهها صورتك القديمة والحديثة لتعلم ان فضل الله عليك كان عظيما -----!!!
وبودي ان اقص عليك هذه القصة التي قرأتها ايام الدراسة الاعدادية تأثرت فيها كثيرا فأبت ذاكرتي ان لا تمحوها ما دمت حيا --!!! عسى ان تكون -----لك ولأمثالك وهي قصة خالد بن برمك جد البرامك وكان رجلا أعجميا من قرية من قرى فارس اسمها ((بوشنج )) وفد الى بغداد وحضى عند الخليفة فولاه الوزارة فلما ركب الموكب الذي أعتاد ان يركب فيه الوزراء يوم توليهم منصب الوزير (المنصب العظيم )وقف الناس له صفوفا على جانبيّ الطريق وأطل عليه النساء من نوافذ الدور والقصور وهو مطرق واجم فقال له احد اصدقاءه كان يسير بجانبه :-ألا ترى هؤلاء النساء الجميلات المشرفات عليك من نوافذ قصورهن ؟ قال خالــد:-نعم آراهن ولكنني كنت أفضل ان ارى بدلا منهن عجائز بوشنج اي انه يتمنى ان العيون التي رأته بالأمس وهو وضيع تراه اليوم وهو رفيع
 وقصة اخرى سمعتها في الطفولة في مسقط رأسي من عجائزنا ان جنة (زوجة الابن ) طلبت منها حماتها (ام زوجها ) الضريرة ان تطعمها لشعورها بالجوع وزوجة الابن كانت مشغولة او تشعر بالتعب (او من كثرة محبتها ووفائها لها)  فمدت يدها على فأرة ميته قريبة منها وشوتها على النار وقدمتها الى حماتها الضريرة وطلبت منها ان تأكلها فأكلتها وفجأة ظهرت فأرة لاصقة على شفة الزوجة  استحال عليها ازالتها  مهما حاولت في ذلك الوقت فبقت كوصمة عار لها تعاني منها الى ان ماتت غير مأسوف عليها والى جهنم وبئس المصير---------!!!!!! ( بالكيل الذي تكيلون يكال لكم ويزيد –( المسيح له كل المجد ))


   وفي الختام نقول :-
                       الا يستحق هذا المشهد الحيّ والمؤلم جدا جدا ان يلفت اهتمام المثقفين والمهتمين وفي مقدمتهم المسؤولين الذين في رأس هرم السلطة في بلدي الاصيل وذو التراث العريق  ليلتفتوا الى هذه الشريحة والتي عانت ما عانت من اجل تربية الاجيال رغم كل معاناتهم والتي يعجز الكلام عن وصفها وان يعاملوا بهذه الطريقة وغيرها والتي لاتليق بهم وبما قدموه واعتقد جازما ان المشاكل العديدة التي تسببها الشيخوخة ستظل معنا وربما في تزايد مستمر وهذا الواقع يفرض ملاقاة هذه المشاكل مما يتطلبه من الرعاية والعطف التي يستحقها المسنون لانهم تحملوا في حياتهم من اجل الحياة وديمومتها كما يعمل كل واحد من اجلها بدون ان يدري -----!!!!وعلى الوالدين النظر بعيدا بمنظار العقل والحكمة لا بمنظار العاطفة كما نتصرف جميعا تجاه اولادنا وان نحسب لبقايا الايام من حياتنا ما يحفظ على اقل تقدير كرامتنا الانسانية بعد مشقة ومعاناة الحياة الباطلة الزائلة  هذه  !!!!


                واذا كانت الحكمـــة من دون جدوى                      فمن الحكمـــــة ان نعاني


                             عادل فرج القس يونان
                             بغداد -العراق
                              30مايس 2009    


117
رسالة مفتوحـــــــة الى أبناء ودعاة أمتي المسكينة
الجزء الثانــــــــي


    ولن اقول هنا في هذا الصدد او الخصوص ســــــوى :- آما آن الأوان عليهم (دعاة أمتي ) ان ينكتوا او ينفضوا غبار
الماضي المرير ---؟ثم الا يكفي النظر بمنظار المصلحة الشخصية الضيقة المقيتة والمنافع المادية -؟
الا يكفي الضعف والتبعية (والارادة المسلوبة ) من اجل المناصب الزائلة من غير الاستحقاق --؟ الا يكفي التلون(اقول هذا رغم ايماني القاطع بحتمية السلوك اي بمعنى ان الفرد لايستطيع ان يعمل او لا يعمل ما يريد لأن أعماله حتمية بأسبابها ودوافعها )--؟ لابل متى ستثبت الهوية ؟   الا يكفي المتاجرة واللعب بمصير هذه الامة المسكينة وابنائها --؟ ان قوة الشخصية تأتي من داخل نفس الشخص ومن مصداقيته مع نفسه اولا ثم مع الأخرين ثانيا  وهل هناك شخص لايعرف اذا كان ما يتكلم به هو صدق او كذب !! لقصد او من دونه !! لغاية او من دونها-!! مأجور او نزيه --!!!!
وهل --؟؟؟؟
  يوجد احد لايعرف مدى امكانيته ومؤهلاته  وقدراته لكي يتبؤ منصبا او دورا يلعبه او يأخذه في هذا المعترك اذن كيف لايكون ضعيفا لابل ضعيفا جدا  من لم يكن آهلا او مناسبا للمنصب الذي يحتله والدور الذي يأخذه  ويتحمل مسؤوليته --!! الا يكفي الضعف والخنوع والتستر على عيوب وعورات  الاخرين  البعيدين كل البعد فيما يدعون وبين واقعهم وحقيقتهم  وما يحصلون عليه من---------الخ-اين دور الضمائر الحية --؟   -والشىء الوحيد الذي اريد ان اعيده الى الاذهان (ان الانسان مهما حاول ----فالأناء ينضح بما فيه  !! وفي النهاية لن يكون البقاء الا للأصلح- اليست كل هذه الامور والاخرى التي ما تتطرقنا اليها من مهام ومسؤولية كل مخلص شريف من ابناء هذه الامة  ؟؟ اليس كل هذا يزيد الضياع لابل الضياع بعينه؟ ؟وبقاء ركبنا مشتت وفي مؤخرة الركــب الحضاري للمسيرة الأنسانية ومنبوذ ويستحق الرفض وكما اسلفت---
(أن التاريخ هو لـــغة واحدة ----من لم يكن أهلا للأنضمام الى قافــــلته لابد ان يصبح خارجها ويبقى طعما وفريسة سهلة جدا للضواري ولايرحم ---!!!)****
اذن اليس بمقدورنا ان نستنتج بعد كل الذي تتطرقنا اليه  كحقائق تاريخية وكوقائع حاصلة فعلا :ان خلاصنا الوحيد هو بوحدتنا فقط  لكونها ضرورة ملحة جدا لاتقبل التأجيل على الرغم من تأخرها كثيرا وما حصل لنا بسبب ذلك -!!!---في مؤتمركلدو اشور المنعقد في أكتوبر 2003 في فندق بابل بقيادة الحركة الاشورية  يومها حيث كنت احد المدعوين لحضوره قدمت هذا المشروع (الوحدة المسيحية )كحل سليم لابديل له اذا توفرت النوايا الحسنة الصادقة والارادة الحرة الشريفة للدفاع عن حقوق ابناء هذه الأمــة----نعم طبعت المذكرة وتم توزيعها على المؤتمرين و كانت بصفحة واحدة بشكل مقتضب وهادف الا انه ما تمت مناقشتها او تقديمها للمناقشة من قبل الحضور لأبداء الرأي فيها لكثرة المقترحات  ولضيق الوقت هذه حقيقة وللأمانة نقولها --!!   
والان اكرر ما جاء بأقتراحي او مشروعي حينها – وبشكل مبسط ---قلنا -- لا بديل لوحدتنا لكوننا مقبلون لتثبيت دعائم الديمقراطية لبناء العراق الجديد وذلك بمشاركة الجميع لاسيما نحن الأصلاء ومشهود لدورنا الفاعل والمهم والمؤثر جدا في بناء حضارة العراق منذ القدم ولازلنا ---فأذا اردنا النجاح في تحقيق اهداف امتنا لابد من مشاركة جميع ابناء هذه الامة من دون اي استثناء للوقوف صفا واحدا مع بقية المذاهب والطوائف لبناء بلدنا العزيز اما منظورنا الى الوحدة يستند على الأسس والثوابت التاليــــة :-
1- اساسا ان التوحد ليس حالة جديدة في حياة الانسان فقد ظهرالانسان على مسرح التاريخ بشكل قبائل وكل قبيلة تتكون من مجموعة من العشائر تربط بينهما روابط عديدة اهمها رابطة الأصل المشترك--  (كما ان انضمام الناس بعضها الى البعض ليس بعاطفة الحب وانما هو بعاطفة الخوف من الأذى 00)
2- ان الحصيلة النهائية التي نراها في الأفق هي ان الامة المسيحية لابد ان تتوحد لأن التوحد ( ليس حاجة فنية للأمة كما وليست حاجة ضرفية وانما حاجة تاريخية مستندة الى اسباب مبدئية وتاريخية ) وكذلك هذه الحالة غير مرتبطة بحل مؤقت او بزمن مؤقت او تاريخ مؤقت وانما ترتبط بالدور الذي تريد ان تمارسه الأمة المسيحية انسانيا والدور الذي تريد ان تكون عليه وطنيا (جوهر مبادئها واهدافها )* ومثل هذا الدور وهذه الحالة لايمكن ان يتحققا الا بالوحـــــــــدة** ثم اوليس الأتحاد قـــــوة !!!
3- أما شكل هذه الوحدة فهي مسألة ليست مرتبطة بشكل دون آخر وانما هي حالة أنسانية لذلك لابد ان تكون حالة متطورة في الفعل وفي النظرة وعلى هذا ألأســــاس (انا لا أقول :- بأن الوحدة المسيحية هي الحالة التي تنتفي فيها الخصوصيات المحلية كليا وأنما هي الحالة التي توّجد خصوصيات جديدة مشتركة وروابط جديدة للأمــة تكون هي الأساس وما عداها تكون في خدمة الأســـــــاس ) وعلى ذلك فأن الحالة المحلية ليست حالة ضعف للأمة اذا كانت خيمتها هي الأمـــــــة بل العكس تكون حالة مطلوبة وحالة قـــــوة حقيقـــــية للأمـــــة والأندماج الذي يلغي الخصوصية (قد تكون حالــة مرضّية او مؤذية للأمة هذا ما اوحت لنا تجارب الماضي الحديث وهذا ما اوحى لنا به أستقراء تاريخنا القديم )------!!!
4-رغم اننا لانستبعد التعقيدات الكثيرة التي اوجدها الوضع الحالي لبلدنا في عرقلة مهام الوحدة فأننا لاننســـــى ان لهذا دورا ايجابيا يمكن ان يكون وسيلة فعالة لخدمة الوحدة
5- اما مسألة اي الوجوه تتغلب على الجوه الأخرى هل تتغلب الوجوه الأيجابية على السلبية ؟ ام العكس --!! فهذه تعتمد على من سيقود هذه الوحدة وعلى هذه العلاقات او تلك وما يتم تقديمه للأمة ------
                     
         اذن لنقل لايبقى لدينا ما هو افضل واهم من توحيد طوائفما كما في حقيقة الامر لانملك وقت بعد ان كنا صادقين بما ندعي وامناء على مسؤوليتنا امام الجميع وامام الأجيال وان التاريخ لايرحم -----لابل وحتى نحن نلاحق من كان السبب ومن بعدنا أجيالنا ------الى----- اذن قد بقى امامنا خيار واحد وهو اهم الخيارات وانبلها وافضل خيار لنا والأهم لأجيالنا ومفخرة لهم ولتاريخهم وهو  جلا ما يسعى اليه كل عاقل ومخلص لمبادئه ومحبا لأمته ونزيها يدخل التاريخ من اوسع ابوابه -----وهو توحيد طوائفنا المسيحية تحت تسمية شاملة وعادلة لأنها امة واحدة لجمع شمل ابناء هذه الأمة في المنهج السياسي والنشرات الداخلية للمؤتمرات لجميع هذه الحركات والذي يتحتم على وحدة التسمية ووحدة العمل مقبولا من قبل الجميع من دون أستثناء -----------والله من وراء القصد ---   ومنه العون والتوفيق وتقبلوا تحياتي جميعا
   



   عــادل فرج القس يونان
       بغداد  العراق
              21مايس 2003


118
رساله مفتوحه الى ابناء ودعاة امتي المسكينه
   
الجزء الأول

        تحــــــية مخلصة وصــــادقة

أكيد ليس سرا ولايخفى على احد ما يجري بين صفوف ابناء امتنا العزيزة على ارض العمل السياسي والأجتماعي لابل والديـــني ايضا فقلنا قد تكون حالــة صحية نتيجة الديمقراطية والحرية المزعومة وقد نستفاد من اختلاف الآراء او الرأى والرأى الاخر طالما ينشدون لتحقيق نفس الهدف   اقول  على أيــة حـــال :-
 تأملنا ايضا من قدوم الأعياد الخير الكثير في توحيد صفوفنا  وعلى اقل تقدير دفع عجلة هذا التوحيد المنشود الى الأمام ولو قليلا لما يفرضه علينا ضرفنا الحالي وخاصة عيد القيامة المجيد  لأنه عيد جميع مسمياتنا(رغم أختلاف المواعيد لنفس الأسباب التي نحن بصدد التحدث عن آلامها وحسرتها  والا  هل يعقل ان يصلب المسيح له كل المجد في عدّة تواريخ ؟؟؟؟---!!!)  ليحقق هدفنا المنشود لكن ---جاء ت الأعياد واستغلت للضد من ارادة ابناء هذه الأمة المساكين ورحلت الأعياد غاضبة غير راضية 
متأسفة على اطلالتها علينا وهذا حالنا دون ان نستفاد من الدروس والعبر والحكم لفادينا ومخلصنا 
يسوع المسيح له كل المجد حيث من اعلى عرشه المكلل بالشوك كشف لنا قصة الحب العجيب الذي تجلى على الصليب الحب الذي يبذل الأنسان نفسه من أجل أحبائه  لتجاوز كل هموم الحياة ومصائبها منتصرين على الفشل لابل درسا لعبور الهموم وألألآم التي كانت جاثمة على صدور آبائنا وأجدادنا  ومنذ قرون عديدة----   كما هي  جاثمة على صدورنا نحن رغم كل أكاذيبنا وريائنا -------   وان تكون لنا قوّة قادرة  لفتح الطريق أمامنا لنتخلص من مشاكلنا وأوهامنا لاسيما في الضرف الحالي---- والنتيجة كانت ما---!!!!!!!
عرفنا جادة الصواب و الذي حصل هو على العكس تماما لابل وأكثر -- ورسخت فرقتنا وزادت من عمقها ومساحتها وغادرنا العيد غاضبا مستغربا  --  فصرنا كما يقول :-سعدون جابر( شبه الي يلم الماي يرد جفه خالي)---!!!!!  و بقدر ما فرضته عليّ الاحداث الجارية بين صفوف ابناء امتي و بعد فقدان كل ألآمال التي توقعناها كانت انتفاضتي هذه وبطريقتي الخاصة أيضا ----وأبدئها :-- 
 قبل كل شىء بودي اعلامكم بان مداخلتي هذه ليست تدخلا في شؤون هذه الحركة او تلك او ذلك المجلس او الحزب-- ((لأنني احاول دائما ان ابتعد عن السياسة والاعيبها ودهاليزها المظلمـــة ولكن الجرح لايؤلم الا صاحبه فكان للضرورة احكام--!! ) )    بقدر ما هي رأي شخصي وكروية لشخص ينتمي الى وطنه العراق العظيم قبل انتمائه الى دينه المسيحي والى  أمته كأحد أبنائها والذي يتشرف ويفتخر لكونه واحدا من أبنائها محبا ومخلصا لها ليس غير ---ويعتقد من خلال رؤيته
هذه ان تخدمنا جميعا وبقدر ما فرضته عليه قراءة الماضي المرير والاحداث الجارية  المؤلمة جدا لاسيما هذه الايام —على ارض العمل السياسي والأجتماعي والديني ايضا  - و لما نقرأه من --- ونسمعه --- و—و --- بين أبناء هذه الامة المسكينة وخاصة في الظرف الحالي ومن باب الحرص الشديد فقط  لكوني أحد ابناء هذه الامة  كما أسلفت(التي لم تذق طعم أبسط الحقوق المدنية والثقافية الا بصيغ شكلية وهامشية وفي حالات خاصة (لابل  و محرومة من ابسط اشكال العدل والمساواة أيضا) بسبب توالي انظمة الحكم على هذه البقعة من المعمورة منذ عشرات القرون حيث كان الظلم والكبت والحرمان هو الاطار الثابت المتعامل به (قالوا :-آباؤنا وأجدادنا  هذا قدرنا  ونقولها نحن :- نعم ايضا هذا قدرنا وعلينا ان نؤمن به  ونتعامل على أساسه ومن لايعلم ان اليأس عندما يدخل القلوب ماذا يعني -؟) (ولهذا السبب القب أمتي المسيحية بالمسكينة لكي لايسألني احد بعد هذا التوضيح  كما يحصل احيانا  من قبل بعض الاخوة والاصدقاء  عن سبب تسميتي لأمتي بالمسكينة ----!!!!!!!!!!)
ومن يطلع مثلي على مناهج الحركات السياسية لأبناء أمتي كشخص ليس في نيته ابدا ولا في حساباته الى يومنا هذا ان ينحاز الى جهة دون اخرى (الكل على مسافة واحدة مني ) او ان يصبح تابعا الى اية جهة كائنة من تكون -----!!!-ومع بالغ احترامي وتقديري لكل هذه الحركات السياسية هذه الظاهرة الديمقراطية والتي هي بالفعل أبسط مقومات وحقوق كل فئة او حركة او حزب سياسي تؤمن بعدالة قضية الشعب ككل وليس ((مجتزا")) وهو ايضا حق المواطن في التنظيم والتعبير والنقد البناء لما يراه من بديهيات الحياة الانية والمستقبلية شريطة امكانية تحقيقها وعقلانيتها ومنطقيتها وضمن سقف معقول ومقبول آخذين بنظر الاعتبار جميع العوامل والمؤثرات المحيطة بكل حرص وبكل دقة ---!!!وخصوصا بالنسبة للقلة الباقية من  أبناء  هذه الامة المتواجدين في داخل الوطن الام --!! اما ما نلاحظه ونقرأه ونسمعه كثيرا ايضا أبتداء" من المقالات على الفضائيات وماتتضمنه من مهاجمة الواحد للاخر وبشتى الاساليب والصيغ وصولا الى سقف المطالبات كحقوق لهذه الامة المسكينة نعم المسكينة والتي نعتقدها بعيدة عن العوامل والمؤثرات التي اشرت اليها لاسيما في الضرف الحالي والنتائج التي لاتحمد عقباها ان حصلت لاسامح الله -----ثم نعود  لنقول و كما نتمنى ان جميع المعنيون هم مخلصون لكن ولتكن جميع آرائهم ومطالباتهم أيضا في مكانها الصحيح لابل وفي وقتها الملائم ايضا والدراية الاكيدة في مدى امكانية تحقيقها وقبل كل ذلك توفر وحدة المطالبة ووحدة الخطاب ووحدةالعمل مقبولا من قبل الجميع من دون أستثناء ------------
والشىء المهم الاخر هو ان اي حركة او تجمع او حزب يرفع مخلصا شعار الدفاع والمطالبة بحقوق هذه الامة يشترط ان تكون مؤمنة ايمان صادق وليس وفق معايير رجال السياسة --- بل وفق مقاييس المؤمن الصادق لتأخذ خصوصية هذه الامة بحساباتها حيث هناك حقيقة وهنا واقع  وليس كما حاول الكثير في السابق ولازالت المحاولات جارية ومستمرة والى يومنا لابل والى هذه اللحظة ايضا (ذبح الحقيقة على حساب الواقع  وآخرون يحاولون ذبح الواقع على حساب الحقيقة ---- رغم عدم معرفتنا  الأكيدة بالحقيقة كيف كانت فكانت النتيجة لابل وستبقى كما هو حالها اليوم التجزئة والفرقة وأستحالة التوصل الى تسمية واحدة يقرها الجميع((  لاننا قومية واحدة وشعب واحد ودين واحد ليس غير ))--  وما اريد الذهاب اليه في نظري وبشكل مقتضب هو معلوم لكل باحث ومتتبع ومثقف سياسي  بالدرجة الاولى -- ان حركاتكم السياسية المعنية والتي ظهرت الى الوجود رغم اختلاف التواريخ كدعاة معاصرة للدفاع عن ما تبقى منا داخل ارض الوطن الام وخارجها وبمسميات عديدة تمثل (بالحق ) الامتداد الطبيعي الاثني والجغرافي للعمق الحضاري لهذا الوادي منذ العهد السومري مرورا بالاكدي والبابلي بعهديه والاشوري (كشعب واحد لاجدال فيه )*** الا انه ما يؤلمنا ويؤلم كل مخلص لأمته الحاصل من التجزئة والتفرقة وما جنيناه في السابق والان وما موجود على ارض العمل السياسي والاجتماعي والديني أيضا وأفرازاته المؤلمة لابل القاتلة أيضا (والله ثم والله ---أستغفر الله --!!–لو ان اليهود لم يصلبوا المسيح حينها لصلب المسيح نفسه بنفسه هذه الايام لما  يحدث بين ابناء امته------!!!!!!

أيها الأخــــــــــــوة-----!!!!

وحيث لازالت المزايدات قائمة رنانــــــة وبشكل تجاري صرف ليس غير لاتخدم مستقبل هذه الشريحة التاريخية التي نكل بها الزمن ابشع صور التنكيل ونكلت ولم ترحم نفسها هي الاخرى أيضا -والى يومنا هذا ومن دون ان تعي لذلك ومضاره التي كانت ولاتزال السبب الرئيسي لمعاناتها ---!!
رغم ان جميع الحركات السياسية من دون استثناء لاتنكر ولاتستطيع ان تنكر ((وحدتنا وانتمائنا التاريخي ووحدة اللغة وبالاسم المشترك ذات الانتساب الحضاري بالمسميات الكلداني السرياني الاشوري)) –حيث ظلت اكثر امانة وحرصا على التراث والمعتقد الديني رغم كل الضروف والتي لااريد الخوض في تفاصيلها لكي لا نعيد ذكرى الجروح والالام ----اكرر حيث ظلت اكثر امانة وحرصا على التراث والمعتقد الديني رغم اختلاف اللغة التي هي اكثر اضطهادا منا جميعا على مر الزمن ---!!!ا-   أعتقد ان ما ذهبت اليه اصبح واضحا للجميع بأنه دليل قاطع على كونه القــــاســــم المــشــترك الاعظم للجميع والذي يفرض ذاته لجمع شمل ابناء هذه الامة في المنهج السياسي  والنشرات الداخلية للمؤتمرات لجميع هذه الحركات والذي يتحتم على وحدة التســـمية ووحدة العمل مقبولا من قبل الجميع من دون استثناء ---ثم نعود ونقول ايها العقلاء وايها المخلصون الا يكفي الانقسام والتشردم والتبعثر القائم والذي سيقودنا لامحال الى مصير لايحمد عقباه ولايدور لساني لكي اتلفظه على امتي العزيزة حتى اللفظ ----!!! ثم أليس هذا امتداد للضعف والخذلان ومنذ قرون في البنية التحتية لهذه الامة حتى من غير تسميتها بالطوائف محسوبة على المذاهـــــب الدينيــــــة والتي يحق لنا وبكل فخر وحرص  ومن دون مجادل على صحة كونها الوريـث الشرعي لحضارة وادي الرافدين من غير ان تكون هناك (نظرة قومية استعلائية ذات طابع عنصري او شوفيني كما اكدنا مرارا وتكرارا وان نعطي الاهمية العظمى لحركة المجتمع الانساني والنظرة الى حولنا من بعد وقرب بين الاقوام الاخرى نتعايش معا بوحدة منهج انساني تقدمي حضاري طموح لبناء هذا الوطن وتطويره من جميع الوجوه والاصعدة لما يعود بالخير الى الجميع بدون أستثناء (لأن الهوية الوطنية يجب ان تتقدم على كل الأعتبارات الاخرى وهو أمر لاجدال فيه)  --------
قد يتوهم البعض ** ان كثرة التكتلات السياسية وهذه التسميات انها تعني الانفتاح الحقيقي للحياة الديمقراطية بمفهومها المعاصر سياسيا واجتماعيا وفكريا ** لا ابدا علينا ان لانتوهم ونوهم انفسنا  ----!!! والدليل على ذلك ان كثرة المطالبين بشرعية قضية واحدة يفقدون اهمية تلك القضية بسبب الاختلاف في جوهر المنهج السياسي تعمدا او عفويا (السفينة التي يكثر قبطانها تغرق )---كما ان التنافس في العمل اليومي مهما كان شكله او صيغته يستحيل ان يخلو من التناقضات التي قد يستغلها البعض من الداخل لابل ومن الخارج ايضا وستكون النتيجة الحتمية سلبا نعم سلبا وعلى جميع الحركات ايضا وينظر اليها بالافتقار للرؤية الصحيحة والسليمة الانية والمستقبلية للمصلحة العليا (الاصل والأساس ) وبقاء ركبنا مشتت وفي مؤخرة الركب الحضاري للمسيرة الانسانية ومنبوذ ويستحق الرفض (لأن التاريخ هو لغة واحدة فقط -- من لم يكن مؤهلا للأنضمام الى قافلته لابد ان يصبح خارجها ويبقى طعما وفريسة سهلة للضواري لايرحم )
كما انني اعتقد جازما ان الكثير من ابناء امتي يقفون معي ايجابا واخرون لايختلفون معي بان وحدة العمل السياسي في نظري لجميع هذه الحركات والفصائل والتجمعات قائم (شــــــكلا) ومن خلال (التســــميات )دون غير ويبدو واضحا ايضا ان المراكز والمناصب تستغل الالقاب الموروثة من الانقسام التاريخي والمــــذهبي بالدرجة الاساسية (( المــرض الـــقاتـــــل )) تاريخيا ولازال المحرك الديناميكي والفعال على ارض الواقع وهذا طبعا يمثل الحالة المجحفة بعينها لبقاء هذه الفئة الاجتماعية ومن خلال نخبها المثقفة والواعية والتي تتحمل كامل المسؤولية امامنا جميعا وامام الاجيال القادمة في المستقبل (وكثيرا ما نوهنا وفي اكثر من مناسبة كواحد من ابناء هذه الامة ومن باب الحرص الشديد ليس غير واكدنا خطورة هذه الحالة وعاقبتها -----وقد يتذكر العديد من قادة هذه الحركات والتجمعات هذا الكلام جيدا ----) والله لو كنت الطبيعة لزلزلت الأرض تحت أقدامهم لأنه عار على الطبيعة ان يكون أمثال هؤلاء من ابناء هذه الأمـــة المجيدة وجيل من أجيال الطبيعة  ----وسيأتيكم الجزء الثاني من رسالتنا لاحقا  أنشاء الله
                           
                                                                     أخوكم
                                                              عادل فرج القس يونان
                                                            15 مايس 2009

119
المنبر الحر / غدر المرأة
« في: 23:44 12/05/2009  »
غدر المرأة

يقصون في بعض الاساطير القديمة ان حكيماً من حكماء اليونان كان يحب زوجته حباً عظيماً ملك عليه عقله وقلبه وكان يعكر مزاج حبه لها الخوف الذي في نفسه من ان تدور الايام دورتها فيموت ويفلت من يده ذلك القلب الذي هو اعز شيء عنده الى صياد آخر يمتلكه من بعده وكان كلما يفشي بسره الى زوجته ويشكو اليها ما يساور قلبه من ذلك الهم تزيد من حنانها وعطفها عليه واقسمت بكل ما تؤمن به وبكل مقدساتها ان لاتسترد هبة قلبها منه حياً او ميتاً فكان يرتاح قليلاً بوعدها له ثم يعود الى وساوسه وهواجسه ، وفي احد الليالي المقمرة وفي طريقه الى منزله مر بمقبرة المدينة لكي يخفف عن نفسه الهموم فرأى بين تلك القبور امرأة جالسة امام قبر جديد لم يجف ترابه وبيدها مروحة من الحرير الابيض مطرزة باسلاك الذهب تحركها يميناً ويساراً لتجفف بها تراب ذلك القبر فعجب لامرها وتقدم نحوها   ( وكثيراً ما يداوي شارب الخمر بالخمر ) فارتاعت لمرآة ثم هدأت حينما عرفته فسألها ماذا تفعلين هنا؟ ومن هذا الدفين؟ فاصرت ان تجيبه بكل صراحة حتى ترتاح من عملها فجلس بجانبها واخذ المروحة منها وظل يساعدها في عملها حتى جف التراب فحدثته ان هذا الدفين زوجها وانه مات منذ ثلاثة ايام وانها جالسة منذ الصباح من يومها على هذا الحال لتجفف تراب قبره وفاءٍ بيمين كانت قد اقسمته له في مرض موته ( ان لا تتزوج من غيره حتى يجف تراب قبره..!!) كما وان هذه الليلة هي موعد زواجي من رجل ثاني       ( زواجي الثاني ) فشكر لها وفاءها لهذا الدفين الذي كان يحبها ويحسن اليها ولوعدها له قبل موته ثم قالت هل لك ياسيدي ان تقبل هذه المروحة هدية مني اليك وجزاءً لتعاونك معي؟ فتقبلها منها شاكراً بعد ان هنأها بزواجها الجديد ثم انصرف ( وليس وراء مابه من الهم غاية ) ومشى في طريقه شبه الرائح النشوان يحدث نفسه ويقول :- انه احبها واحسن اليها فلما مات جلست فوق قبره لا لتبكيه ولا لتتذكر عهده بل لتحلل من يمين الوفاء التي اقسمته له فكانها جالسة امام زوجها الاول لتكمل ايام الزواج من زوجها الثاني وكأنما ايضاً اتخذت من صفائح قبره مرآة لها تصفف شعرها وتلبس حليتها للزفاف الى غيره ومازال يحدث نفسه بمثل هذا الحديث حتى رأى نفسه في منزله من حيث لايشعر وزوجته ماثلة امامه مرتاعة لمنظره المحزن فقال لها: ان امرأة خائنة غادرة اهدتني هذه المروحة فقبلتها منها لاهديها اليك ياعزيزتي لانها اداة من ادواة الغدر والخيانة وانت اولى بها مني ثم اخذ يقص عليها قصة المرأة فغضبت وانتزعت المروحة من يده ومزقتها اربا اربا واخذت تسب تلك المرأة وتشتمها على غدرها وخيانتها وسفالتها ودنائتها ثم قالت : الا يزال هذا الوساس عالقاً بصدرك مادمت حياً؟ وهل تحسب ان امرأة في العالم ترضى لنفسها بما رضيت به لنفسها تلك المرأة الغادرة فقال لها:- انك اقسمت لي ان لا تتزوجي من بعدي فهل تفي بعهدك؟ فقالت نعم والله ينتقم مني بكل ما يرمي به الغادر ان انا تزوجت من بعدك فأطمأن لقسمها وعاد الى هدوءه مضى على ذلك ستة اشهر فقط ثم مرض الرجل مرضاً شديداً فعالج نفسه فلم يجد له العلاج حتى اشرف على الموت، فدعى زوجته وذكرها بما عاهدته عليه فما غربت شمس ذلك اليوم حتى غربت شمسه فأمرت ان يبقى وحده في قاعته ( مكانه ) كما هو حتى يحتفل بدفنه في اليوم الثاني ثم دخلت غرفتها تبكيه وفي هذه الاثناء دخل عليها الخادم واخبرها ان فتى من تلاميذ سيده حضر من بلدته حينما سمع بخبر مرضه واخبرته بموته ذعر ذعراً شديداً وسكن بمكانه عند باب المنزل صريعاً لا ادري كيف اتصرف بشأنه فامرته ان يذهب به الى غرفة الضيوف وان يهتم به حتى يستفيق من غيه ثم عادت الى بكائها ونحبها وبعد منتصف الليل ايضاً دخل عليها الخادم مرة اخرى مذعوراً ومرتعب وهو يقول:- رحمتك واحسانك ياسيدتي فان ضيفنا يعالج من آلامه واوجاعه عذاباً اليماً وقد حرت في امره واذا اهملناه فمصيره الموت فقامت ضاغطة على نفسها حتى وصلت الى غرفة الضيف فرأته طريح الفراش والمصباح عند رأسه فاقتربت منه ونظرت في وجهه فرأت ابدع سطر خطته يد القدرة الالهية في لوح الوجود (سبحان الخالق والخالق احسن) فخيل اليها ان المصباح الذي امامها قبس نوره من ذلك النور المتلالئ في ذلك الوجه المنير وان انينه المنبعث من صدره ( نغمة موسيقية ) محزنة ترن في جوف الليل المظلم فانساها الحزن على المريض المشرف الحزن على الفقيد الهالك واعتنت بأمره فلم تترك وسيلة من وسائل العلاج الا توسلت بها اليه حتى استفاق ونظر الى طبيبته الراكعة بجانب سريره نظرة الشكر والثناء وثم اخذ يقص عليها تاريخ حياته فعرفت من امره كل ما كان يهمها ان تعرفه فعرفت مسقط رأسه وسيرة حياته وصلته بزوجها وانه فتى غريب في قوم لا اب له ولا ام ولا زوجة واحنت رأسها واخذتها الصفنة والسكوت الطويل ثم رفعت رأسها وامسكت بيده     وقالت :- انك حزين على استاذك وانا حزينة على زوجي فاصبح همنا واحداً فهل لك ان تكون عوناً لي وان اكون عون لك على هذا الدهر الذي لم يترك لنا مساعداً ولا معيناً فألم وتأثر كثيراً في نفسه فابتسم لها ابتسامة الحزن المضفى وقال لها :- كيف تتحقق لي هذه الامنية ياسيدتي وهذا المرض الذي يساورني ولا اكاد اشفى منه قد نغص على حياتي وعيشتي وقد انذرني الطبيب باقتراب ساعة اجلي ان لم تدركني رحمة الله فاطلبي سعادتك من غيري فانتِ من بنات الحياة وانا من ابناء الموت فقالت له انك ستعيش وسأعالجك ولو كان ذلك بين سحري ونحرتي قال لاتصدقي ما لا يكون ياسيدتي فانا عالم بدوائي وعالم ايضاً انه لا اجد سبيل اليه قالت:- وما دوائك ؟ قال:- اخبرني طبيبي ان شفائي في اكل دماغ ميت ليومه ذلك يعجزني فلا دواء لي ولا شفاء فارتعدت وشحب لونها ولزمت الصمت لايعلم الا الله ماذا كانت تحدثها نفسها فيها ثم رفعت رأسها  وقالت :- كن مطمئناً فدوواءك لايعجزني ثم امرته ان يعود الى راحته وسكونه وخرجت من الغرفة متسللة حتى وصلت غرفة سلاح زوجها فاخذت منها فأساً حاداً قاطعاً ثم مشيت تختلس خطواتها اختلاساً وخوفاً حتى وصلت الى غرفة الميت ففتحت الباب فدار على عقبه وصرَّ صريراً مزعجاً فجمدت في مكانها مرعبة وخوفاً ثم دارت بعينها فلم ترى شيئاً فتقدمت نحوه حتى دنت ( اقتربت ) من سريره ورفعت الفأس لتضرب بها رأس زوجها الذي عاهدته الا تتزوج من بعده ولم تكد تهوي بها حتى رأت الميت فاتحاً عينيه ينظر اليها فسقطت الفأس من يدها وسمعت حركة وراءها فالتفتت فرأت الضيف والخادم واقفين يتضاحكان ففهمت كل شيء..!!. وهنا تقدم نحوها زوجها وقال لها اليست المروحة في يد المرأة اجمل من هذه الفأس في يدك؟ اليست التي تجفف تراب زوجها بعد دفنه افضل من التي تكسر دماغه قبل نعيه؟ فصارت تنظر اليه نظراً غريباً ثم شهقت شهقة كانت فيها نفسها والى جهنم وبئس المصير..!!.

120
الشخصية ومفاهيمها ومكوناتها

 
الشخصية والشخص والشخوص وغيرها من الالفاظ المشتقة ترد في الاصل الى الدلالة على الجسم كما يظهر وفي هذا تضمين واضح لخاصية البروز او الارتفاع في الجسم من ناحية والى التحقق من ذلك بواسطة النظر ونظير هذا المصطلح في بعض اللغات الاوربية المنحدرة من اصول لاتينية هي كلمة Personality وهي لفظة مشتقة من لفظة لاتينية برسونا Persona ومعناها القناع Mask وهذه بدورها مركبة من لفظتين بير، وسوناري Per-sonare ومعناهما ( عبر او عن طريق ) . واللفظة بكاملها يعود استعمالها الى الزمن الذي راح فيه الممثل على المسرح الاغريقي يضع القناع على وجهه لغرض اظهار وايضاح الصفات الصارخة في شخصية البطل الذي يقوم بتمثيل دوره في المسرح ويقال ايضاً بان القناع لاول مرة تجنب للعيب وفيها تطور استعمالهاالى ما تعنيه الان من مفاهيم حديثة ومع ذلك فالمفاهيم القديمة لم يبطل استعمالها ومن المفيد ان اذكر هنا بان العالم النفساني الشهير ( كارل يونغ ) قد استعمل لفظة Persona للدلالة على القناع الذي يتحتم على كل فرد ان يلبسه لكي يستطيع ان يلعب دوره بنجاح على مسرح المجتمع وهو بذلك يؤكد على القيمة الاجتماعية الجماعية لهذا القناع والذي يستطيع بواسطته الفرد امرأة ام رجلاً ان يكيف نفسه بنجاح مع نظامه الاجتماعي وان يحقق التوافق بينه وبين توقعات المجتمع عنه..!!. كما ان مثل هذا القناع له ان يحجب او يستر ابعاد التجارب الذاتية التي يعتبرها الفرد من الامور الخاصة والفردية واتي يجب ان تظل خافية عن الغير كما ان العرب اعتمدوا في تحديدهم لشخصية الفرد على ( الشكل الذي يبرز علية كما يظهر بحاسة النظر ) اما الرومان وما تلاهم فقد اكدوا على الصوت الذي يعبر فيه الانسان عن ذاته..!!.
 
مفهوم الشخصية:-
اما مفهوم الشخصية مصطلح فالكثير من المصطلحات لفظة شائعة الاستعمال يشترك عامة الناس كما انها ترد كمصطلح خاص في مجالات المعرفة المختلفة من اجتماعية وحضارية وبايولوجية ونفسية وفلسفية وتربوية ففي المجال العام تستعمل اللفظة بمفهوم يتساوى مع ذات الفرد غير ان هذا المفهوم يتحدد عند معظم الناس بما يظهر عليه الفرد وما يعرف به عند الغير وايضاً هذا المفهوم يميل الى اعطاء قيمة اجتماعية او دينية او خلقية للفرد الذي يطلق علية نعت      ( صفة ) الشخصية وهكذا فأننا نجد امتداداً واضحاً للاصل الاول للكلمة بمعنى ظهور الجسم وبروزه وارتفاعه وعلوه وبين التنويه بارتفاع صاحب الشخصية في مجتمعة وعلوه عنه وفي استعمال عامة الناس للاصطلاح ( عديم الشخصية ) ما يشير الى امتداد المفهوم القديم للكلمة وبمرور الزمن اتسع مفهوم الشخصية وتعددت استعمالاتها واوصافها في المجالات الخاصة والعامة ايضاً..  وعندما
 
 
 
 
 
 
أتخذ علم النفس على عاتقة البحث عن ماهية الشخصية حذت حذوة فروع المعرفة الاخرى . وجميعهم لاقوا صعوبات في التوصل الى مفهوم واضح ومحدد لتعبير شائع ومتوافر على السنة الناس كاصطلاح الشخصية ومما زاد من صعوبة التوصل الى ذلك هو ان فروع المعرفة والدراسة المختلفة تدعى بانها الاحق في التوصل الى لغة الذات وادى الى ظهور وجهات نظر مختلفة وطرق بحث متباينة والى اعتماد مقاييس خاصة تناسب الباحثين في كل فرع وتسند وجهات نظره وبالنتيجة ادى الى تقديم تعاريف مختلفة للشخصية يصعب الجميع تبنيها في صفة عدى اشتراكها في السعي نحو فهم الذات الانسانية ...!!!.
ومهما اختلف التعريف فأن شخصية الفرد لابد ان تعني شخصاً بالذات            ( الشخصية ذات فريدة ) وهذا التحديد يعطي كياناً خاصاً بالفرد يعرف به ويضفي عليه صفات فردية وفريدة يختص بها ويعرف بها وتفرقه عن غيره من بني الانسان في أي زمان ومكان. لذا فان شخصية أي فرد لا تتساوى ابداً مع شخصية أي فرد آخر مهما بدأ في الظاهر وتشابهما في المظهر والسلوك. والبرهان على ذلك ( التوائم المتشابهة ) بما يحقق لها من مساواة كاملة في الاستعداد الوراثي الا انها مع ذلك تظهر فروقاً في الذكاء والمزاج وغير ذلك من الفروق الدقيقة التي تعطي لكل (شخصيته الخاصة) نستنتج من ذلك ان الوراثة ليست وحدها التي تقرر معالم الشخصية فالتاريخ الحياتي للفرد منذ تكوين الجنين ومايليه من ادوار النمو اهمية كبيرة في تحقيق الامكانيات الوراثية او تعديلها وتحويرها. وهذا الواقع يجعل المحيط عاملاً هاماً في رسم الشكل النهائي للشخصية وخلاصة القول:- ان هذه الفروقات مهما كانت ضئيلة ومهما كانت محدودة نجد فرادة الفرد في شخصيته التي تحمل اسمه وهوية ذاته في آن واحد وليس لاحد ان يجد في ذلك مجرد رقم بين الارقام ..!!.
انواع الشخصية:-
ان الاختلاف بين شخصية فرد وآخر هو آمر طبيعي لا بل آمر لابد منه اذا ادركنا العدد الهائل من الخصائص التي تحملها ( الجينات ) الى ( الجنين ) المتكون من والديه يضاف الى ذلك الامكانيات التي لاحد لها من التلاقي في والتجمع والتفاعل لهذه الخصائص وما يتمخض عن ذلك من فروق في الحصيلة الوراثية للجنين وآخر بالاضافة الى ذلك جميع العوامل المحيطة التي يمكن ان تؤثر في نمو الجنين وما بعده في تكوين وامكانيات تفاعلها مع الحصيلة الوراثية عليه يتضح لنا تعذر حصر اصناف التنوع وبان هناك على الاقل من الشخصيات بقدر ما هنالك من ( الناس ) . والعلم لا يجد في هذه الظاهرة ( مجرد ضرورة ) لتفريق الواحد عن الاخر بل نجد ان التنوع ضرورة حياتية لابقاء على الجنس لكن مع الاقرار بهذا التنوع في الشخصية الا ان هنالك واقع آخر ( وهو المشاركة في الصفات التي يتمتع بها الانسان ككل ) وهذه المشاركة من شأنها ان تقلل من وضوح الاختلاف والتنوع بين الناس الا في الدرجات الاكثر قوة واذا ما اضيفت لذلك بعض اوجه التشابه في المحيط الحياتي والتجربة الحياتية للانسان يتوجب علينا ان نتوقع بعض مظاهر التقريب بين الناس مما يقلل بدوره الفروق الكامنة بينهم وبالنتيجة يقلل مظاهر التنوع لكن هذا لايمنع ابداً من استنفاذ الفروق الكامنة بين فرد وآخر في الظروف البالغة الشدة واذا ما دعت ضرورة الحياة بما فيها ضرورة البقاء لذلك..!!.
 
مكونات الشخصية:-
 اعتمدنا فقط الاساس البايولوجي للشخصية ادركنا العدد الفلكي للخصائص المختلفة للشخصية لذا لايمكن وصف هذه الخصائص عملياً ولغوياً وترجمتها من المجال البايولوجي الى مجال اللغة عليه لابد لنا الاكتفاء بما تسمح به مقدرتنا على الملاحظة والقياس والتعبير وحصر خصائص الشخصية في نطاق ضيق واقل بكثير مما هو قائم بالفعل وهذا الواقع يجعل الخاصة الواحدة من خصائص الشخصية تمثل حصيلة فعل وتفاعل اعداد هائلة من المكونات الاساسية للشخصية ومفرزاتها وليس الى فعل جينة وراثية واحدة او الى فعل عامل محبط واحد..!!. والى ان يتمكن العلم من الاحصاء الكامل لمكونات الشخصية ونظائرها البايولوجية والمحيطية وهو امر يتعذر تحقيقه فسنظل نفرض بان هذه المكونات في واقعها هي اكثر بكثير مما يظهر من سماتها في حياة الانسان.
 
سمات الشخصية :-
لأول وهلة يتبادر الى ذهننا بانها الصفات الظاهرة للشخصية والحقيقة لا يمكن ان تتساوى مع الواقع الفعلي للشخصية لأن سمات الشخصية تشمل اضافة الى الصفات الظاهرة للشخصية جميع الامكانيات التي لايستطيع الفرد التعبير عنها في الظاهر والتي يحتفظ بها لنفسه لسبب او آخر او التي لايعرفها عن نفسه لذلك تظل كامنة خفية عليه وعلى الغير كما انها تشمل الامكانيات التي لابد من توفر الظروف الملائمة لاظهارها..!!. لذلك نقول ان ما يظهر من سمات الشخصية على اختلافها وتعددها ما هي الا ( بعض جوانب الشخصية ) وان الاجزاء الاخرى وربما الاهم خفية عن الظهور لذلك من الضروري جداً ان نؤكد بانه لايوجد ما يضمن في ان يكون الظاهر من سمات الشخصية دليلاً صادقاً على ما تبقى منها متستراً عن الظهور..!!. وهذه النظرية المتكاملة لخصائص الشخصية يجعل من الصعب جداً ان لم يكن من المتعذر التوصل الى الفهم الكامل لشخصية أي انسان مهما بدا واضحاً او محدداً من سمات الشخصية ..!! .
** من المفيد ان اشيرهنا ان المرحلة الزمنية التي تتكون فيها معالم الشخصية فيها جدال واسع وطويل جداً وفيما اذا كانت هذه المعالم ثابتة او متغيرة وفي هذا الجدل نظريات متعددة منها ما تستند على الملاحظة وآخرى على البحث والمقارنة وهناك رأي يؤكد ان معالم الشخصية تتقرر بالوراثة وهذا ما جعلنا ان نستدل على شخصية الطفل من سيرة والديه وآخر يقول :- وراثة الطفل بالتفاعل مع كل ما يؤثر على نمو الجنين اثناء الحمل تكون شخصية المولود كما ان المحللون النفسيون يؤكدون ان معالم الشخصية تتبلور منذ الطفولة وبانها تظل ثابتة لاتتغير مع الزمن وهنالك من يبدي رأيه بان الشخصية قابلة للتغير مع مرور الزمن ولكن بشكل متوقع نسبياً ورأي يقول :- بان الشخصية تتبدل من مظهر الى آخر وبان كل دور يتلاشى يفسح المجال امام دور آخر وان كل ذلك يتغير طبق منهاج وراثي محدد في التكوين الوراثي للفرد ومن اراء العالم النفسي ( كارل يونغ ) ان شخصية الفرد وستراتيجية حياته تختلف في النصف الاول من الحياة والذي تتجه فيه الشخصية نحو تأكيد الذات والعائلة والسعي من اجل توفير حاجاتها بينما في النصف الثاني من الحياة تتجه نحو تأكيد الرغبات الداخلية الخاصة وقد جرى في السنوات الاخير العديد من الدراسات النفسية لاثبات هذه الآراء لكنه لم تخرج بنتائج قاطعة الا انه تفيد بان معالم الشخصية تتسم بالثبات في الفترة الممتدة من بداية المراهقة وحتى نهايتها.
ومن الفترة من اوائل سن الشباب وحتى منتصف العمر ومن اهم مظاهر هذا الثبات في الشخصية تتضح في مجال الذكاء والمزاح ومع هذه الدلالات على الثبات تقوم دلالات اخرى تشير الى ان الاستمرار في تطوير الشخصية هو اكثر من ثباتها على حال واحد وهذا ما يحدث فعلاً في ادوار الحياة الطبيعية مثل البلوغ والمراهقة والزواج والابوة والمسؤولية في العمل وزواج الابناء والتقاعد. ويحدث اكثر وضوحاً وسرعة عند تعرض الفرد الى صدمات او امراض او طوارئ وما ينجم عن ذلك من اثار نفسية تغير من السمات المألوفة لشخصية صاحبها ومهما اختلفت الاراء في امر ثباتها او تغيرها لانستطيع ان نغفل تغير شخصية الكثير من الناس حسب ما يقتضية ضروف التلائم بين الفرد ومحيطه تبعاً لردود الفعل الذي يلاقيها في مجتمعه من تسامح او رفض..!! وبهذا يكون لابد لنا ان نتفق مع ما ذهب اليه ( يونغ ) من ضرورات القناع لكي يستطيع الفرد ان يلعب دوره بنجاح على مسرح المجتمع وبهذا يكون التغير مجرد تنوع وتلوين يكشف حدود الشخصية ويغير جزء منها لا كدلالة على تحول اساسي في كيان الشخصية..!!. وهذا هو ما نطمح اليه في بحثنا هذا.

121
الفروق الفردية بين الجنسين
-------------------------
ليست الفروق الفردية بين الجنسين هي فقط أختلاف التكوين البايولوجي بينهما بل هناك فروق في النواحي الأنفعالية والعقلية والنفسية ---!!! قد تعزى هذه الفروقات بسبب هذه الأختلافات البايولوجية بينما يعزيها البعض نتيجة مجموعة من العوامل الأجتماعية ---!!(والرأي الذي يؤخذ به معظم علماء النفس عن الأختلاف بين الجنسين (بأنه حصيلة مجموعة من العوامل الفسلجية والأجتماعية المتداخلة والمتبادلة الأثر ) لكن هنالك بعض الفروق سببها العوامل الفسلجية اكثر من العوامل الأجتماعية حتى ان بعض الأختلافات الأنفعالية بين الجنسين تعزى لهذه العوامل الفسلجية بينما توجد بعض الفروق سببها تأثير عوامل اجتماعية اكثر ----!!!
**وقد اوجدت بعض ابحاث علم النفس عدم وجود فروق أساسية بين الجنسين قبل الرابعة عشر من العمر في تكوين الأتجاهات والفعاليات والأستجابات العامة **
وهذا يعني ان الفروق بين الجنسين تتزايد بتقدم العمر بسبب عوامل النمو الفسلجي والنضج البايولوجي وبسبب العوامل الأجتماعية وأكتساب الخبرات والتي قد تكون قبل هذا العمر متشابهة الى حد ما عند الجنسين---- مما حدى ببعض المجتمعات المتقدمة والمتقدمة حديثا الى عدم التفرقة  بين الجنسين وانتشرت هذه الحالة لتشمل بلدان عديدة جدا ---!!!
وقد اثبتت بعض الدراسات وجود الفروق بين الجنسين من النواحي الأنفعالية فحسب مقياس (برنرويتر ) اظهر الرجال اكثر ثباتا من النساء واقل تعرضا للعصاب واكثر ثقة بالنفس واعتمادا عليها واقل انطواء واكثر سيطرة (ويظهر الميل نحو الأنطوائية عند الرجال في عدم تكيفهم الأجتماعي والأنكماش عن الفعاليات الأجتماعية بينما تظهر الأنطوائية عند النساء بسبب كفاءتهن في الأعمال بعدم قدرتهن على العمل يسبب لهن الأرتباك والأنقباض عند المشاكل والأزمات وكذلك يظهر عليهن التردد والحيـــــــرة -----!!!!!
وقد درس مايزوترمان بعض السمات الشخصية عند الجنسين حسب مقياس (تحليل الميول والأتجاهات )الذي يبين الأتجاهات العامة في استجابات الرجال والنساء لأسئلة المقياس اي انه مقياس يقيس (الذكورة والأنوثة) في المجتمع الأمريكي ----ومن نتائج هذا المقياس وجد ان معامل الذكورة والانوثة مرتبط الى حد كبير بعوامل(الخبرات المكتسبة) من عوامل التربية والتعليم والمعاملة في البيت والمجتمع ومن اهم تلك العوامل على تكوين اتجاه الذكور والانوثة  عند الفرد (نسبة احد الجنسين بين ابناء البيت الواحد--- وفاة احد الأبوين --- تفكك العلاقات العائلية --- الارتباط الزائد بأحد الوالدين )وقد وجد اثر هذه العوامل على اكتساب اتجاه الانوثة او الذكورة عند الفرد اكثر من طبيعة العوامل الجسمية البيولوجية بين الجنسين كما اوجدت هذه الدراسة ان النساء المتعلمات تعليما عاليا مع ثقافة واسعة انهن يحصلن على درجات في هذا المقياس اعلى من متوسط ما يحصل عليه النساء فكأنهن بهذا يقتربن من الذكورة ------!!!
كما اتضح ان المثقفين من الرجال ثقافة عالية ومن تمكن منهم تنمية ميوله المهنية والثقافية والفنية كانوا يحصلون على درجات بعيدة عن المتوسط العام للذكورة وبذلك يقتربون من اتجاهات الانوثة
***هذا يعني ان التربية والتعلم والخبرات التي يعانيها الفرد ويكتسبها تقرب من وجهات النظر في اكتساب الاتجاهات كما تقلل من الفروق الفردية بين الجنسين ***
اذن لو كانت الفروق الفردية بين الجنسين بسبب العوامل البيولوجية الموروثة فحسب لكان سلوك الذكور واحدا عاما ولكان للنساء سلوك واحد آخر *****
وأإيضا لو كانت الفروق بسبب عوامل اجتماعية بيئية فقط لوجدنا الفروق بين الجنسين تختلف من بيئة الى اخرى *****
وقد اهتم علماء الاجناس البشرية بهذه الفروق فدرسوا حضارة الشعوب البدائية دراسة علميةومن اهم هذه الدراسات دراسة الباحثة الاجتماعية الامريكية ((مرجريت ميد )) التي اجرتها في ثلاث بيئات مختلفة وجدت الفروق بين الجنسين واضحة في كل مجتمع من هذه المجتمعات الثلاثة
1- قبيلة أرايش: أظهر رجال هذه القبيلة والنساء فيها صفات شخصية مماثلة تعتبر في المجتمعات العادية من الصفات اللازمة للنساء ؛ فالجميع ((رجالا" ونساء") يتعاونون في اعمال متشابهة ويميلون للهدوء والمسالمة ويبتعدون عن المنافسة
 2- قبيلة منديوجومر: كان افرادها رجالا" ونساء" قســاة القلوب يميلون للاعتداء والمنازعات والمقاتلة والتنافس –
3- قبيلة تشامبولي : وجدت الرجال يقومون بأعمال الأناث بينما تتخذ النساء مظاهر الرجولـــة فالنساء هن العاملات اما الرجال فهم يخضعون لهن ومتأثرون بأراء نسائهم عنهم ويشعرون بحاجتهم اليهن ----
الخلاصـــــــة
-------------
    ان ما اريد ان اعلق عليه بهذا الخصوص  ليس سرا او خافيا على احد ومن كلا الجنسين حيث ان محاولات المرأة موجودة منذ البدء ولا زالت مستمرة لكي تكون مثل الرجل حيث هناك عصور في التاريخ القديم سادت فيه سلطة المرأة ففي عهد الملك سيكروبس في اليونان القديم كانت المرأة هي سيدة العائلة وتمتعت بمكانة عظيمة في المجتمع وشاركت في الأنتخابات ومحاولات اخرى على سبيل المثال لاالحصر منها الاسترجال والتقليد ---الخ لكن النتيجة بقيت كما هي ---!!! كتب وقيل الكثير عن المساوات دينيا واشتراكيا بين البشر ولكن مع كل الاحترام والتقدير للقوانين العصرية ان هذه المساواة بين البشر مازالت غير واقعية فكما ان جميع البشر ((لايتساوون في الصحة وفي الطيبة او السوء ،وفي الجاذبية وعكسها ،وفي الشكل فهناك كذلك فروقات اجتماعية بينهم تارة من درجة الذكاء الخلقي عند كل فرد وتارة عن طريق تربيته المبكرة وهو طفل ----ولكي لااطيل كثيرا بهذا الخصوص الا بقدر ما هو ضروري ويساعد على تقريب الغايــة والهدف  عليـــــــــــه -
    

اود ان اشير ان ما اريد الذهاب اليه في  هذا المقال هو ان المرأة تحاول التخلص من الشعور بالنقص وما الزم بها هذا الشعور ومن كراهية للرجل ورغبة في تحطيمه فأنها اي المرأة تحاول حل هذا الصراع عن طريق او آخر من حلول ثلاثة 1- اما بقبولها بالأمر الواقع لدورها الأنثوي  2- اوبتحويل صراعاتها الى اعراض مرض نفسي  3- او ان نفسيتها تتحول في اتجاه عقدة الرجل –والحل الاول قبول المرأة بأمر الواقع (وهي حرّة في رأيها وبما تجده مناسبا لها وبالمقابل ستكون هي السبب في النتائج وما تؤول اليها تلك النتائج ) بما يتطلب هذا القبول من الخضوع والتسليم بسلطة الرجل أجده هو الحل الطبيعي واعتقده في نظر الكثيرون ---!!لأنه يتماشى مع واقعها البايولوجي ويوفران عليها الاتجاه المرضي او المنحرف اللذان يتمثلان بالحل الثاني والثالث على التوالي  فالحل الثاني هو المرضي والذي اعتبره محاولة للمراوغة والتخلص من قبول الواقع اما الحل الثالث ففبه (أنحراف) يبعد المرأة عن طبيعتها ويدفعها في طريق يمسخ أنوثتها بالتقليد لما لم تتهيأ بالطبع لأن تكون مثل الرجل ----!!!ومن الطبيعي ان تجد هذه الاراء قبولا لدى الكثيرين من الناس ممن وجدوا فيها تفسيرا  معقولا لنظرة تقليدية وتاريخية ايضا عن وضع المرأة في الحياة وقد يجد آخرون فيها نقطة ارتكاز تخدم اغراضا اجتماعية واقتصادية وتحقق للرجل الاستمرار في المجتمع بالضمانات التاريخية والتقليدية التي يتمتع بها والتي جعلت من المرأة تابعة له في الحياة  --! وانا اتوقع ان يتزايد وضوحا محاولات المرأة او تجاوزها الى ان تتخلص كليا من رواسب تبعيتها وسيحدث ذلك على حساب الكثير من انوثتها الا ان لمثل هذا الدور لنسميه التصحيحي المتحمس " اذا صح التعبير ان يستقر بالنهاية الى حال يضمن للمرأة حريتها وأنوثتها في آن واحد وبدون الضرورة للدخول في صراع الحرية والتبعية لنأخذ مثلا الزواج الذي يحقق الابقاء على الجنس غير انه يعني بالنسبة للاثنين وخاصة بالنسبة للمرأةتغييرا جذريا في الهوية الشخصية وقد يعني اكثر من ذلك في بعض الحضارات التي تجد في الزواج نهاية لأية هوية مستقلة للأنثى ولهذا فأن للحياة الزوجية ان تكون بداية لحياة طويلة من التبعية والأرتباط والمعاناة تدفعها المرأة ثمنا لحمايتها وتواكلها وقضاء حاجاتها الضرورية التي تنبع من طبيعتها الأنثوية ونجاح المرأة وفشلها في التكيف والتوافق مع حياتها الجديدة تضيف على المرأة الحياة النفسية المناسبة لكل من الحالتين ----!!! وسيظل الأمر على هذا الحال ما دامت مؤسسة الزواج قائمة على اساس مبادرة الرجل وأنتظار المرأة ((( وهنا يطرح سؤال نفسه :-هل يدري احدا الصورة التي يمكن ان يتغير اليها هذا الحال --؟؟ عندما تبلغ المرأة حدا مماثلا ومساويا من التحرر كالرجل ؟؟ وعندما يتقدم العلم الى الدرجة التي يسهل فيها التخصيب وربما النمو خارج رحم المــــــــرأة ---------!!!!!!
وبالنتيجة يكون النجاح والتوفيق لمن يحسن التعامل والتصرف على ضوء الصحيح والممكن ايضا لكي (ان لم نقل يرضى في حياته في احسن الاحوال لنقل لكي يشعر بالرضى في حياته وهو جل مايسعى اليه كل فرد )          



122
تبني الولد من قبل عائلـــة عقيمة
------------------------------
يرجى من الولد المتبني الخير للعائلة التي تتبناه فأذا استمر عقم العائلة عدة سنوات رغم المعالجة الطبية بالكثير من الوسائل فعلى العائلة او بالأحرى الأفضل لها اذا ارادت ذلك علبها تبني ولد يتيم اذا كانت حالتها المادية تسمح بذلك وفي الملاجىء (مثل الأديرة وغيرها )عدد كبير من الأيتام الذين لايعرف لهم اهل في حاجة الى  د فء الأم الذي لايجده في الملجأ والى يد والد عطوف فأذا تبنت العائلة المحرومة من الولد والتي هي في اشتياق اليه فمن المتوقع ان يسعد الجميع بحياتهم العائلية ** (الكثيرون يتحدثون عما يسمونه برابطة الدم وعدم توفرها عند الولد المتبني ) ولكن الواقع عزيزي القارىء الكريم هو ان الدم المكون من سائل تسبح فيه الملائين من الكريات الحمراء ومئات الألاف من الكريات البيضاء لايمكن في يوم من الأيام ان يكون رابطة بين الأفراد ---!!! وان ما يزعمون له من (رابطة )----ما هي الا رابطــة من نسج الأيحاء على أساس الوراثة والعرق وفيما عدى ذلك ليس للدم اي عمل نفساني ليحق عنه القول الشايع ( الدم ما يصيـر مي ) والمرأة الطبيعية تتولى العناية بالطفل المتبني بدافع غريزة الأمومة --- وقوة هذه الغريزة الامومية هي التي تكون رابطة قوية بين الأم وولدها وبين الأب والولد بقوة أقل ------وما زالت تنسب خطأ الى الدم (كالخطأ في نسبة الحب الى القلب ) وليس بينهما اية علاقة خاصة حيث القلب كباقي الأعضاء التي تتأثر بالأنفعالات النفسية  فتزداد نبضاته فقط وليس هناك أية علاقة أخرى -------!!!!!
واما البرهان على عدم صحة رابطة الدم المزعومة والتي نحن بصدد الحديث عنها ما كان يحدث في السابق في دور التوليد العامة /مستشفى الاطفال من اخطاء يستبدل فيها المولود بأخر من جنسه وسنه ويظل المولود يتربى ويترعرع عند غير أهله (اي بالتبني ) فأذا حدث واكتشف الخطأ بعد سنوات آبت الام استبدال الولد الذي ربته بالولد الذي ولدته وربته ام أخرى (فأين رابطـــة الدم المزعومة ؟؟)
والشىء ذاته يشاهد عند الحيوانات والطيور فالطير يعتني بتربية (الفرخ) الذي فقسه وهو من نوع آخر فالدجاجة مثلا اذا احتضنت بين بيوض الدجاج تحتها بيضة بطة وأفقستها اعتنت بتغذية صوص البط وحمايته اعتناءها بالصيصان –الافراخ الاخرى غير عابئة (برابطة الدم المزعومة )*** والكثيرون قد شاهدوا هذه الظاهرة لاسيما أهالي القرى والارياف ---(وأنا لااعني بذلك ان غريزة الامومة عند الانسان لاتختلف عن مثيلتها عند الحيوان ---*** ) فالانسان يلاحظ عند مولوده جسمانيا ونفسيا صور مشابهة للتي عنده او طباعا موروثة عن اسلافه ولاشك ان هذا يلعب دورا ايجابيا فيما يسمى (برابط الدم )
**ولا يفكر الأب والأم بالتبني مهما احبا ولدهما المتبني وقويت الرابطة بينهما وبينه يمكن ان يحل الولد المتبني عند الوالدين وخاصة الحساسين تماما محل الولد الذي انجباه بذاتهما **
ففي النفس مشاعر حساسة لايمكن للعقل ان يتجاهل وجودها (لابالدعايات ولا بالأنظمة التي تدبر حول المائدة المستديرة  وتتصدرها  فناجين القهوة وبالأخص اذا كان من  بين الحضور من تجيد فن قراءة الفنجان)  ------  على كل ان الولد المتبني يسد الفراغ للعائلة التي كانت تشعر بوجوده في حياتها على ان تتم عملية التبني قبل بلوغ الام المحرومة سن الولد (سن الاربعين /40 سنة) لأنها بعد هذه السن لاتميل المرأة نفسيا الى التبني وقد تجد احيانا بعض العوض بعنايتها بأولاد الاقرباء او الأصدقاء دون تبنيها احدا منهم ------
ومن الطبيعي جدا ان تتحرى العائلة تحريات واسعة عن الطفل الذي تنوي تبنيه وتربيته بمحبة وعناية لسد الفراغ في حياتها ---
وأود ان أقص عليكم قصة قصيرة عن سيدة تدعى (سهيله) فقدت زوجها وولدها الوحيد في الحرب (ما اكثر الحروب في بلدي المحبوب )وشعرت بعد فقدهما بفراغ كبير جدا في حياتها أضطرت الى تبني طفلا جاءت به من ملجأ الأيتام (دار الأيتام ) الى دارها وبعد ان أرته غرفته وأعطته بعض التعليمات قالت له :- تستطيع ان تناديني (ماما ) او السيدة سهيلة او (الخاله سوسو )كما تشاء فأختر ما يروق لك من هذه الاسماء (النداءات) لم يجب الطفل بشىء وظل ساكتا  فسألته سهيلة كيف كنت تنادي والدتك في السابق ؟ فأجابها الطفل كنت أناديها ((ماماتـــي )) مر على ذلك اربعة أيام لم يستعمل فيها الطفل اي (مناداة ) من التي اقترحتها عليه السيدة في تحدثه اليها ---- وعندما اراد الطفل بعد ذلك الذهاب الى غرفته لينام حياها قائلا:-(تصبحين على خير –يا ماما ) وبقى على هذه المناداة يكررها اربعة اشهر في كل المناسبات عند تحدثه اليها وبعد الظهيرة في احد الايام طوق الطفل عنق السيدة بيديه دون اية مناسبة خاصة راميا نفسه في حضنها وقال لها:- ((وأنت ايضا ما ما تــــي )) ولم يلاحظ الطفل الدمعــــة التي ترقرقت في عيني السيدة سهيلة عند ذاك (وعيونـــي الآن )*****


                       عـــادل فرج القس يــــونان
                           بغداد العراق





123
معاناة الكبار بسبب حوادث الطفولة
دراسة حياة الطفولة ج3

هذا هو الجزء الثالث والاخير من موضوعنا دراسة حياة الطفولة نكرر ما قلناه سابقا (لو ان العالم في الاصل مكونا" من أشخاص كاملي النضوج يتحملوا المسؤولية تجاه الاسرة والعالم لأمكنا او لأستطعنا حسم معظم المشاكل الانسانية غير ان معظم الناس عانوا في طفولتهم من مؤثرات عوقت تقدمهم   فأخذوا يشعرون بضآلتهم وخيبة آمالهم وراحوا يقاومون هذه المشاعر الباطنية أما بالعداء او الهروب والاندفاع الى أدمان الخمور والعقاقير الاخرى---!!!)لان اعظم التجارب وأشدها أثرا" في النفس هي التي تنشأ من حوادث صغيرة في أيام الطفولة ---ويقولون الطفولة هي البراءة نفسها وهي صفحة بيضاء نحن نملؤها ويقولون التعلم في الطفولة كالنقش في المرمر لذا مانتعلمه في الطفولة بشكل أيحاء (اي تقبل الفكرة دون أمكانبة مناقشتها )فيثبت ويستقر في النفس ومن الصعوبة أزالته –فالقيم والمبادىء والمعتقدات تبقى راسخة في نفوسنا ومعلقة في قلوبنا (ذخائر النفوس وأعلاق القلوب ) عليه فالتعامل السليم الجيد مع الطفل في سنوات حياته الاولى والرعاية المبنية على المحبة والعطف والاهتمام كلها تجنب الطفل الكثير من الكبت الذي هو البذرة الاولى للاصابة بالامراض النفسية في مستقبل حياته----!!لان الحوادث والصدمات التي يتعرض لها الطفل يكبتها في الجزء اللاشعوري العميق في النفس والذي يطلق عليه (الآنا السفلى Id) والذي يضم الدوافع الفطرية والرغبات المكبوته (الحوادث والصدمات التي يكبتها الفرد )وهو خاضع لمبدأ اللذة يسعى لأرضائها ويعتبر ميدان علم النفس (الطفل)اكثر الميادين تأثرا" بنتائج مدرسة التحليل النفسي التي أسسها العالم النفساني النمساوي سيجموند فرويد 1856 -1939 والتي اصبحت فيما بعد دراسة لها منهجها وموضوعها وانصارها واساليبها الخاصة بها لدراسة السلوك وليس من حيث تفسير سلوك الاطفال وتعليلها فحسب بل في توضيح اهمية الفعاليات التي يقومون بها وعملية التطبيع الاجتماعي وطبيعة البيئة  النفسية التي يترعرع فيها الاطفال ونوع العلاقة الوجدانية بين الطفل وابويه-----
كما أهتم بدراسة أنفعالات الاطفال وتحديد انواعها ومثيراتها (زعيم المدرسة السلوكية الأمريكي جون واطسن )فوجد هناك ثلاثة أنماط من الانفعالات أطلق عليها (السلوك الهيجائي ) ----ويمكننا تمييزها عند الصغار وهي(الخوف والغضب والحب ) وأعتبرها موروثة وما عداها فهي مكتسبة ويمكننا أعزائي تحديد مايثير الخوف الطبيعي عند الطفل الاصوات العالية—وفقدان الازاحة المفاجئة ---**وما يثير غضب الطفل أعاقته عن الحركة ***--وما يثير الحب عند الطفل هو المسح على رأسه او الربت على كتفه اوالضم ***--ومن المفيد ان اذكر هنا –ان واطسن هو الذي قال :-أعطني عشرة أطفال أسوياء أجعل منهم **(طبيبا—ومحاميا –وفنانا—وتاجرا—وحتى متسولا—ولصا--!ّ!! !بغض النظر عن مواهبه وميوله ونزعاته وقدرته ومهنة أسلافه أو عرقهم !!(وبالمناسبة واطسن هو صاحب التجربة المأثورة والتي ستبقى مأثورة التي آجراها على ولده ألبيرت البالغ من العمر أحد عشر شهرا" ) وهكذا يفسر علماء النفس تكوين الكثير من العادات الخاطئة وأكتساب المخاوف الوهميه أو مخاوف مادية او معنوية --**
وبودي ان أذكر لكم حالتين فقط على سبيل المثال لاالحصــــــر لمعاناة الكبار بسبب حوادث الطفولة---!!!
الحالة الاولى :-مفادها ان طفلا يبدأ بالصراخ والهروب لمجرد مشاهدته (قدح) واستمرت هذه الحالة عنده سنوات وبعدها عرض على طبيب نفساني لمعالجته فعالجه بطريقة التنويم المغناطيسي (حيث يتسع مجال ذاكرة النائم مغناطيسيا فيتذكر الاحداث والصدمات المؤلة التي حدثت له في زمن الطفولة مما يكشف الصلة بمرضه وعلى ضوئها تتم المعالجة ) فأتضح ان الطفل قد تركه والداه مع الخادمة وخرجا لزيارة بعض الاصدقاء (لكي لايقلق راحتهما )اثناء الزيارة وبقى الطفل مع الخادمة في حديقة المنزل طلب منها ان تجلب له قليل من الماء ليشرب الا ان الخادمة كانت تشعر بالتعب حينها والمسافة بين الحديقة والمطبخ بعيدة نوعا ما وحسب تقديرها فأستهانت بطلبه لكن الحاحه الشديد عليها !!! لبت طلبه فكان بالقرب منها قدح فارغ فتناولته وملأته بالماء المتجمع في الحديقة وطلبت من الطفل ان يشربه فرفض في البداية ان يشرب ذلك الماء الوسخ لكن تحت تأثير الضغط والتهديد من الخادمة شرب الطفل من الماء الوسخ ---فتولدت عنده تلك الحالة --!!! (وماذا كان سيصيب الطفل الذي تعطيه مربيته وهو عندها في بيتها المعد لتربية الاطفال لوالدين اجبرتهم حياتنا المدنية على وضعهم عند هكذا بيت وبأجر---ّ!!! حبوب منوم لكي ينام من الصباح والى قبل ان يأتوا ذويه في الساعة الرابعة عصرا ليأخذوه ---!!!هذه حقيقة انقلها اليكم نصا وليست منقولة لكن من حسن الحظ اخبر ذوويه بالامر بطريقته البسيطة وفي بداية الامر فتداركوا المصيبة واخرجوه من عندها ---!!!لنركز ونزيد من اهتمامنا ومراقبتنا وعطفنا لأطفالنا وان نحسن تعاملنا معهم لنحافظ عليهم ونربيهم بشكل جيد وسليم لانهم أمانة بأعناقنا لنجنبهم من الاصابة بالامراض النفسية في مستقبل حياتهم مما له الاثر الكبير جدا على حياتهم وعاى مجتمعهم أيضا----!!!!!!!
الحالة الثانية :- شخص من مواليد 1945 خريج كلية التجارة الملغاة ثري جدا له معاناة ---حيث يذهب مساء كل خميس من كل أسبوع الى منطقة بعيدة عن مسكنه ويدخل دارا يمتلكها مجاورة لبيت ضخم جدا ويخرج منها بملابس ليست جديدة ويسحب دراجة متوسطة الحجم جميلة مزينة ويستقلها ويده على الجرس من دون توقف ويتجول في المحلة قرابة ساعة واحيانا اكثر من ساعة بقليل ويعود الى داره ويحفظ فيه دراجته وملابسه ويخرج بملابسه الفاخرة التي كانت عليه عند مجيئه الى هناك ويركب سيارته الفخمة تلك ويغادر المنطقة وهكذا وقد سأله أكثر من شخص عن السبب فكان الجواب رياضة –حر نفسي ---الخ وشاءت الصدفة ان يقول الحقيقة :- كنت وحيدا للأهلي وكان والدي حارسا ووالدتي خادمة في البيت الضخم (وقد حاولت بكل الوسائل وبأي ثمن يطلب لشراءه لكن كل محاولاتي باءت بالفشل )  المجاور لداري التي أحفظ فيها دراجتي وملابسي كنا نحن الثلاثة نسكن في غرفة صغيرة في حديقة ذلك البيت (غرفة الحارس) وكان لصاحب البيت ولد مدلل بنفس سني وفي نفس مدرستي وصفي أيضا وكنت متفوقا يومها كنا في الصف الرابع الابتدائي وفي عطلة نصف السنة وفي يوم الخميس مساء" خرج المدلل مع أهله للسهر خارج البيت كعادتهم ويبقون الى ساعة متأخرة من الليل وصدفة قد ترك دراجته المتوسطة الحجم الجميلة ومزينة ايضا امام باب الدار الداخلية فأخذتها وركبتها ويدي على الجرس وأنا في قمة السعادة والفرح وغير مصدق ما انا فيه أتجول في المحلة وبعد مضىء ساعة او اكثر بقليل عدت الى البيت لأطمئن من عدم رجوعهم لكن لسوء حظي وجدتهم راجعون فحال وصولي استلمني الظالم والد المدلل وانهال عليء بالضرب القاتل المميت من دون اية رحمة ابدا الى ان تعب بعد ان أهلكني تماما ووالدي المسكين واقف الى جانبه لايحرك ساكن كالحجر صامت ولم يتفوه ولو بحرف واحد وبعد ان تركني تعذر عليّ الوقوف والمشي الا بصعوبة بالغة حقا وكلماته ترن في اذني –انت كذا وكذا وكلمات بذيئة انت منو حتى تركب دراجة ابني –الخ ودخلت غرفتنا بعد ان سبقني والدي اليها بقليل فوجدت والدتي منكبة على وجهها غارقة بدموعها تنوح نوح الحمام ونظرت الى والدي ايضا عيونه غارقة بالدموع ينظر اليّ وهو يقول كأنه كان يقطع شرايين قلبي وهو يهز برأسه ما العمل –ماباليد حيلة ياوحيدي ---تلك كانت قصتي ورغم توفيقي من الله لكن الحادثة بقيت عالقة في نفسي أعاني منها والألم يعصر قلبي والخميس الذي يمضي دون ممارسة علاجي كما أسلفت والله أعيش في جحيم وتكون ليلتي تلك والايام التي تليها الى ان ياتي الخميس القادم واذهب الى ذلك البيت هائجا كالذي في قلبه نار تحرقه ----الخ ------
(( لو أردنا ان نفهم ما يعانيه الكبار علينا ان نفــــــهم تربيتهم منذ الطــــفولـــة –سنجدها أما تربية قاسية او كابـــحة او مسرفة او تربية غير حكيمة او غير رشــــيدة )
ولو عدنا الى الطفولة وعن الحديث الشيق عنها امر لا ينتهي ابداً ولكن كما يقال للضرورة احكام لذا اكتفي بهذا القدر وبودي ان اقص عليكم واحدة من ذكريات طفولتي عسى ان تستمتعوا بها ولا اعتقد انكم سمعتموها او قرأتموها لانها قصتي الخاصة انا عشتها في طفولتي ..!! وسميت عنوانها *** ((قصتي مع الخطيئة المميتة)) ***
ـــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــ

      



المعمول به او المتعارف عليه يومها في مسقط رأسي القوش الحبيبة ان الطفل عندما يصل الى الصف الثالث الابتدائي عليه ان يتناول (( القربان المقدس )) التناول الاول أي بعمر تسع سنوات
تقريباً بعد ان يدخل او يجتاز دورة تدريسية خاصة بهذا الشأن امدها شهر ليتعلم عن هذا
الحدث العظيم وقدسيته ويتعلم التراتيل والاناشيد التي تطرز هذه المناسبة وفي عام 1959 بالتحديد كنت احد المشمولين وكان القائم على تدريسنا وتوجيهنا الخوري ( القس هرمز صنا رحمه الله )) وكانت تتكرر دائماً عبارة ( الخطيئة المميتة ) اثناء او خلال تلك الدورة لكل تصرف او سلوك خاطئ قد يصدر من عندنا او اية مخالفة لتلك التعليمات والتوصيات بخصوص هذه المناسبة المقدسة والتجربة الرهيبة والاولى لنا ومن جملة التوصيات التي يجب ان نلتزم بها قبل التناول المقدس هو الاعتراف امام الكاهن عن كل خطايانا وطبيعي هو اول اعتراف لنا يومها ياله من رهبه ومن ثم الوصايا الخاصة بتناول القربان المقدس منها الامتناع عن الاكل والماء نهائياً منذ صباح يوم التناول وان نحرص جيداً عند تناولنا للقربان المقدس ان نحافظ عليه في داخل افواهنا وان لا تمسه اسنانا نهائياً الى ان يموع ونبلعه وخلاف ذلك فهي خطيئة مميتة لا محال وكان مفهوم الخطيئة المميتة عندي هو ان عقابها او أجرتها الموت الطبيعي ( واعتقد ان البعض لايزال هذا المفهوم هو السائد عندهم الى يومنا هذا ) وحتى كبار السن ( بسبب ضعف التوعية والتوجيه ) وكان تصوري اذا مست اسناني القربان المقدس اثناء وجوده في فمي ( لان المحافظة عليه داخل فمي ليس امر سهل وبسيط حينها ) فسوف اقوم بكسر السن او جميع الاسنان التي قد تمس القربان المقدس وفي مخيلتي رأس فأس مكسور موجود عندنا في البيت اقوم باستخدامه لكسر السن او الاسنان المعنية ومن دون ان يعلم احداً بفعلي هذا لكي لايزعل علي الله عز وجل لانني سأقوم  ( ان مست اسناني القربان المقدس ) بارتكاب الخطيئة المميتة والحاق الاذى بولده الوحيد الذي ارسله لخلاصنا وسوف يموتني واعود افكر واقول ان الله والرب يسوع المسيح يحب الاطفال ولا يموتهم اذن بهذه الحالة ان الذي  سيدفع ثمن او اجرة الخطيئة المميتة هو احد الوالدين  ( اما كَكْي او يمي ) اما ابي او امي والمصيبة هي اعظم واعظم من موتي انا قياساً باحداً من والديّ فكان القرار ان اقوم بفعلتي انا بنفسي اذا حدث ذلك كل هذه الافكار كانت تراودني قبل ان يأتـي دوري لاتناول القربان المقدس ولكن الحمد لله والشكر نجحت بهذا الاختبار الخطر جداً حيث تناولت القربان من يد الكاهن بعد ان وضعته على لساني الذي اخرجته لاتناول القربان وادخلت لساني بكل دقة وعناية دون ان تمسه اسناني وبعد لحظات حركته بلساني وبلعته بسلامة الله الله...!!!.  ولو كنت فشلت لفعلت فعلتي تلك وليس من المستبعد انه قد حصلت مثل تلك الحالات وغيرها بسبب قلة التوعية والتوجيه بالامور الروحانية الدينية حيث انني لو كنت اعلم مثلما اعلم الان ان اجرة الخطيئة المميتة ليست الموت الطبيعي وانما هي انفصال روحي  عن الله ( أي انفصال روح الخاطئ عن روح الله ) لما حدث لي ما حدث من الخوف والقلق والارهاق !!!!!!--.والى يومنا هذا في كل عيد او اية مناسبة أتناول القربان المقدس احرس عليه كل الحرس لكي لاتمسه اسناني رغم مشاهدتي للقس كيف يأكله بأسنانه وهذا مايؤكد ايضا قولنا (ان مانتعلمه في الطفولة من الصعب ان نتخلى عنه ----------)

**** أملي لابل وهدفي من نشري لمقال دراسة حياة الطفولة هو لاهمية تلك المرحلة وتأثيرها على حياة الفرد وعلى مستقبل حياته وعلى مجتمعه أيضا مما يتطلب التعامل الجيد السليم مع الطفل في السنوات الاولى من حياته المبنية على العطف والمحبة لكي نحميه ونجنبه  من الكثير من الكبت الذي هو البذرة الاولى لاصابته بالامراض النفسية في مستقبل حياته – ولكن من الواجب ان نقول أيضا *** (اذا كانت الحكمة من دون جدوى فمن الحكمـــــــة ان نعانــــــي--****

124
دراسة مرحلة الطفولة
ج1
ان الطفولة كما في الزراعة، فان العملية التي تسبق الزرع، وفي الزرع نفسه، فهي عملية بسيطة وموثوقة. ولكن عندما تدب الحياة في النبتة فان هناك طرق عديدة للتنمية وصعوبات عديدة . وهكذا في الانسان، فان الجهد اللازم لزرعهم جهد بسيط ولكنهم حالما يولدون، فان تدريبهم وتربيتهم يتطلبان عناية من نوع آخر فيها الكثير من الخوف والمعاناة..!!لاسيما فى وقتنا الحاضر الذي اختلفت فيه كل المقاييس والقيم لابل والضمانات الانسانية والتي كانت ترعى الطفولة وتحميها –و و و و --الخ.
 ومن المعلوم انه حتى زمن ليس بعيد، لايتجاوز القرن لم يكن هنالك أي اهتمام يذكر بالنواحي النفسية للاطفال والاحداث فقد اهملت حياتهم النفسية وكذلك النظر والتأمل في امكانية توفر العوامل النفسية في تسبب بعض عللهم وامراضهم ويعكس ذلك تصوراً بان الطفل لايملك حياة نفسية خاصة به وانه يعبر في نموه وسلوكه عن امتداد لصفات والديه وعن استمرارية لسمات المجتمع الذي ينتمي اليه وبسبب هذه( النظرة القاصرة) انصب اهتمام العائلة والمجتمع الى تربية الطفل على الشكل الذي يتوافق مع صفات العائلة وسمات المجتمع واعتبر كل خروج على ذلك دلالة على الانحراف والشذوذ ويحكم عليها على المستوى الاخلاقي وفي مطلع القرن التاسع عشر بدا الاغفال للحياة النفسية للاطفال بالزوال وحدث ذلك نتيجة لنظريات فرويد التحليلية النفسية والتي فسرت الكثير من العلل النفسية في الكبار على اساس من التجارب النفسية في حياة الطفولة ( وخاصة التجارب الجنسية الفاشلة ) والمؤدية الى عمليات الصراع النفسي و( الكبت) ومن المفارقات ان التوجه نحو نفسية الطفل لم يأت من ( اجل الطفل نفسه ) وانما جاء من اجل استقصاء وجلاء المشاكل النفسية للكبار--!!! ومع ان فرويد قام بتحليل نفسي للاطفال الا ان البادرة ظلت عاجزة عن تحويل الاهتمام من( طفولة الكبير الى طفولة الطفل) في حينها ومع هذا القصور الا ان نظريات فرويد واتباعه قد كانت الدافع الاساس والهام نحو توجيه الاهتمام الى الحياة النفسية للاطفال والى اهمية هذه الحياة في تكوين معالم الشخصية والى العوامل المؤثرة في هذه الحياة اما باتجاه نضوجها وتكاملها او باتجاه اضطرابها وتعثرها. ومع ان الكثيرين لايتفقون مع فرويد في نظرياته الا ان ما جاء به يوجه الانظار الى وجود مرحلة هامة وحاسمة في حياتنا النفسية في دور الطفولة وقد تطور هذا التوجه وتوجه المجتمع بكامله نحو العناية بمرحلة الطفولة في جوانبها المتعددة والمتتبع لما يحدث في مجال الطفولة لابد ان يتلمس فيض الابحاث والنظريات الخاصة بالحياة النفسية للاطفال مع ان هذه الابحاث والنظريات لم تصل بعد الى الفهم الكافي لمرحلة الطفولة الا انها ساعدت كثيراً على السير في هذا الاتجاه...!!!.
صعوبة فهم نفسية الطفل :
ان محاولة فهمنا لنفسية الطفل تواجه عقبات اكثر مما نواجهه في محاولة فهم نفسية الكبار. والكبير لايستطيع تذكر كل ما حدث في طفولته وهو لو استطاع ذلك فهو يذكر الحوادث فقط مفرغة من محتواها العاطفي وايضاً لايستطيع بيان فعل هذه الحوادث على نفسيته وسلوكه. واعتمادنا على الطفل كمصدر لهذه المعلومات يصطدم بعقبة اشد ( وهي ان الطفل عاجز في معظم الحالات وخاصة في مراحل الطفولة الصغيرة عن التعبير عما يحدث في نفسه وقد يكون عجزه حتى ( في الحالات التي يستطيع فيها مثل هذا التعبير ناجماً عن عوامل من( النهي) لايملك القدرة على تجاوزها وحتى في الحالات التي تأخذ فيها الدلالة على الحالة النفسية من مظاهر السلوك..!!) فالامر يختلط وذلك ان الاطفال يظهرون سلوك معين لاسباب مختلفة يتعذر استقصاؤها من قبل المختصين ولعل اهم صعوبة في فهم نفسية الاطفال تأتي من ان المحتوى الذهني والعاطفي عندهم يختلف عنه عند الكبار اضافة الى ان الدافع عندهم ليس له حدود وحدوده وهمية ومتحركة تتسع لتشمل التأمل والخيال في حياتهم. واما مصادر المعرفة النفسية للطفل حيث تتوفر مصادر عديدة من البحث الذي يساعد على فهم نفسية الاطفال في مراحل النمو المختلفة وقد اتجهت نواحي البحث الى ثلاثة اتجاهات هي ( الوراثة والمحيط والتجارب النفسية ) على اعتبار انها العوامل الاساسية الهامة في نمو وتطوير الحياة النفسية للطفل .





                                                                             
شهادة تخرج من بيت الطفل/ نيسان 
2000 –خورنة مار كوركيس بغداد
الغدير

                                         

   




اسباب الاضطرابات النفسية:
في الحقيقة ان العوامل المؤثرة في الحياة النفسية للطفل كثيرة لايمكن حصرها ولكل واحد منها تفرداً او بالتضافر مع غيره من العوامل ان يحدث اثراً تضطرب بسببه الحياة النفسية للطفل ومع كثرة هذه العوامل لكن بالامكان حصرها في مجموعات سببية رئيسية وهي 1) الاسباب التكوينية. 2) الاسباب العضوية والعصبية. 3) المؤثرات العائلية. 4) التجارب الحياتية. واخيراً. 5) المؤثرات التربوية المدرسية والمجتمع. وبالامكان اختصار هذه المجموعات السببية الى مجموعتين رئيستين هما الاسباب الوراثية والاسباب المحيطة . الا انه ما احيط بمفهوم الوراثة والمحيط من جدل قد جعل من الصعب وضع حدود فاصلة لكل منهما مع صعوبة الوصول الى فعل كل منهما. واما الذي يهمنا في هذا البحث هي المجموعات الثلاثة الاخيرة ( المؤثرات العائلية، التجارب الحياتية والمؤثرات التربوية المدرسية  والمجتمع ).أنتهى الجزء الاول وسيليه الجزء الثاني 
 
-----------------------------------------------------------







دراسة مرحلة الطفولة
 ج2
المؤثرات العائلية :- يبدأ فعلها عند الولادة وقبل ان يتمكن الطفل من التمتع بحياة نفسية مستقلة بالاستجابة لحاجاته الحياتية من اطعام ودفء ونوم وهدوء تهئ له حالة من الاطمئنان . اما الفشل في تحقيقها بالشكل الكافي والمنتظم يمكن ان يخلق حالة من التوتر وعدم الرضا تكون ( الحجر الاساس في البيئة النفسية للطفل ) وحالما يبدأ الطفل بتميز نفسه عن محيطه تبدأ علاقاته مع اهم ما هو في هذا المحيط وهو ( أمه ) او مرضعته ومجال هذه العلاقة يعتبر اهم مؤثر نفسي في حياة الطفل..!! ففي هذه الفترة يشعر الطفل بانه امتداد وجودي لامه وهو يعتمد عليها في كل شيء واي انقاص او اغفال او تأخر لحاجاته لها ان تخلق حالة من القلق والخوف في نفسه فمثلاً ابتسامة الام ذات مغزى عظيم في نفسه وحرمانه منها قد يكون سبباً في ارساء معالم الحرمان في نفسه وقد يتعذر ازالة ذلك باي قدر من الابتسام بعد تجاوز هذه المرحلة والطفل الرضيع مرهف الاحساس كما يمكن ان يتعرض له من اهمال او شدة او تعريض للابتعاد والتفريق عن امه. وفي وقت لاحق تبدأ عوامل التأثير الناجمة عن الجو العائلي وعلاقة ( الام بالاب ) والتفاوت في علاقة كل منهما بالطفل او بغيره من اطفال العائلة. وللاسلوب الذي تتبعه العائلة في تربية الطفل اثره البين على مستقبل حياته النفسية ( طبعاً من المتعذر بيان جميع النواحي التي تشملها عملية التربية في هذا المجال )..!! غير ان مطابقة او معارضة اساليب التربية للنمو الطبيعي للملكات النفسية تكون نقطة الفصل بين الاتجاه نحو ما هو طبيعي او غير طبيعي في الحياة النفسية للطفل وقد لا يختلف احداً معي على ان العائلة هي المرحلة الاولى والاطول والاهم في تربية الطفل ومع ان العائلة قد تخطئ كثيراً في اسلوب التربية لاطفالها سواء كان ذلك بوعي او من دونه اوبقصد او بغير قصد اوقد يكون الخطأ بسبب جهل العائلة بأمور الطفل الا انه من الضروري ان اذكر هنا ان خطأ العائلة المنوه عنه هو اقل ضرراً من ان يترك امر هذه التربية الى مؤثرات اخرى خارج نطاق العائلة ونحن اليوم نعاني من مظاهر تخلي العائلة عن مُهمتها الاساسية في تربية الطفل (بسبب الظرف الاقتصادي )  في الوقت الذي لا تتوفر فيه أي بديل صالح ان كان هنالك مثل هذا البديل للقيام بهذه المهمات.
المؤثرات المدرسية والاجتماعية :
لكل طفل فرصتان لهما ان يرسخا الطريق النفسي في حياته. الفرصة الاولى هي البيت والفرصة الثانية هي المدرسة وتوالي الفرصتين لايعني ابداً امكانية التبادل بينهما كما لا يعني ايضاً عزل تأثير الواحدة منهما عن الاخرى لذلك فالتوافق بينهما امر ضروري لاقامة حالة التوازن بين فعل الواحد والاخر لهذا يقتضي اقامة اكبر قدر من التعاون بين العائلة والمدرسة لتحقيق هذه الغاية واذا لم يتحقق ذلك فان الطفل يستغل اضعف المجالين سواء كان ذلك البيت او المدرسة لممارسة انحرافه عن المنهج السوي في السلوك ومن المعلوم ان المدرسة اكثر من البيت تعطي الفرصة للطفل ان يظهر كما هو في مستواه العقلي وفراجة وسلوكه في اللعب وتعامله مع زملائه ويتوجب على كل مدرسة ان ترصد هذه النواحي في مسيرة الطفل الدراسية كما يتوجب عليها ان تسعى بالطرق الملائمة الى تقويم الاتجاهات الخاطئة التي يمكن ان تظهر على الطفل وبالتعاون الوثيق مع البيت والمختصين في مجال الرعاية النفسية والتربوية ( واخفاق المدرسة في القيام بهذه المهمة قد يعني ضياع الفرصة الثانية والاخيرة في تقويم البناء النفسي للطفل ) وحتى لو حدث ذلك في وقت لاحق وباي قدر من الاهتمام...!!
التجارب الحياتية:
 وكما هو معلوم ان الحوادث التي يمكن ان تقع في تجربة الحياةلا حصر لها سواء كانت في النطاق العائلي، او المدرسي او الاجتماعي بشكل عام وفعل الحوادث في نفسية الاطفال لا يعتمد فقط على طبيعة الحادث وانما يعتمد ايضاً على السن الذي يقع فيه الحادث والى مدى تكراره والى الضروف التي يقع فيها وما يمكن ان يصاحبه من فعل حوادث اخرى لها ان تزيد او ان تقلل من فعله. ولعل اهم ما يجب ان نعرفه هو انه لايمكننا ابداً التقليل من اهمية أي حادث في الطفولة وليس لنا ان نقرر هذه الاهمية بالنسبة لمفهومنا عن اثر مثل الحادث في الكبار كما يتحتم علينا ان لا نضخم من تأثير حادث ما في حياة الطفل لقد كثرت الابحاث في مجال التجارب الحياتية في حياة الطفولة في محاولة التوصل لتقرير اكثرها اهمية وايضاً مثل هذا التقرير لايمكن ان يتساوى بين طفل وآخر كما انه لايمكن ان يتساوى في الطفل للحادث نفسه بين فترة زمنية اخرى كما ان التنوع في الاطفال واختلاف الامكانيات بين الواحد والاخر يجعل من الضروري ان يوزن فعل تجربة او حدث في طفولة كل طفل على حدة آخذين بعين الاعتبار الواقع الكلي للطفل..!!( ومما لاجدال فيه ان آلام  الحياة هي من صنع الانسان نفسه وان الهدف المباشر للحياة الانسانية هو ان يعمل كل فرد على تحقيق اطوار حياته وهذا يتوقف او ينطوي على النضوج السليم ولو ان العالم في الاصل مكوناً من اشخاص كاملي النضوج يتحملوا المسؤولية تجاه الاسرة والعالم لاستطعنا او لامكنا حسم معظم المشاكل الانسانية ) ** غير ان معظم الناس عانوا في طفولتهم من مؤثرات عوقت تقدمهم فاخذوا يشعرون بضالتهم وخيبة آمالهم وراحوا يقاومون هذه المشاعر الباطنية اما بالعداء والقتال او الهروب والاندفاع الى ادمان الخمور ( والعقاقير الاخرى ) كما ان اعظم التجارب واشدها اثر في النفس هي التي تنشأ من حوادث صغيرة ايام الطفولة.]

ومهما تحدثت عن الطفولة بشكل عام لكن جرحي يشدني لأتحدث بشكل خاص عن اطفالي اطفال بلدي الجريح ( العراق ) كما يقال بالعامية ( الجرح لايؤلم الا صاحبه ) وليس من السهل على الطفل ان يتفتح عقله الى معاني الحياة مبكراً لكن هذه المعاني التي ينفتح لها عقله في صغره تكون اساس حياته...!! لذا فان مسؤولية الاسرة العراقية كبير جداً في تكوين الشخصية المتكاملة لأبنائها وصيانتها وعلى الاسرة أيضاً ان تحث وتتابع أبنائها للاتحاق بالمدارس ومتابعتهم في مدارسهم ومما لا يمكن نكرانه إننا كعراقيين انقطعنا عن العالم سنين طويلة  تزيد على (30 سنة ) والذي حصل الان هو الحرية المزعومة فمتابعة الاسرة ومراقبة أولادهم فيما يتعلق بمشاهدة القنوات الفضائية المختلفة ( الستلايت ) وحثهم لمتابعة القنوات التعليمية وما يخص حياتهم ودروسهم...الــخ وعلى الوالدين متابعة اولادهم في مدارسهم وحضورهم اجتماعات مجلس الآباء والامهات التي تعقدها المدارس بين فترة وآخرى للوقوف على حقيقة المستوى العلمي لابنائهم ومتابعة سلوكهم وحثهم للاهتمام بدروسهم لكي نحمي الطفل من نفسه اولاً ومن المجتمع ثانياً.


وايضاً المدرسة بمناهجها وفعالياتها وما تقدم للطلاب من خبرات ما هي في الحقيقة الا الوسط التربوي الذي فيه يكتسب الافراد انماط السلوك الاجتماعي المقبول وفيه يكتسبون المهارات الفنية والاتجاهات الحسنة التي تؤهلهم لحياة الجماعة ليصبحوا اعضاء فعالين فينظموا حياتهم على اسس علمية تكفل التطور والتقدم والمدرسة هي الاداة الاجتماعية التي تهيئ وسطاً تربوياً نقياً عن طريقه يكسب الاطفال الخبرات والمهارات التي تؤهلهم لحياة الجماعة والهيئة التدريسية في اسلوب تعاملها مع الاطفال والطلاب مما لها الدور والاثر الكبير في شخصية الطفل لان شخصية الفرد تتكون في طفولته كما اشرنا اليه سلفاً.
والمعلم بشخصيته ومادته وطبيعة اسلوب تعامله وفلسفته في الحياة لان المعلم هو قدوة ومثل يقتدى به من قبل طلابه فنزاهته وصدقه والقيام بما يمليه عليه ضميره وبذله الجهود المخلصة ومحاولة ربط المناهج الدراسية بالواقع الجيد للطفل لتقريب الصورة والابتعاد عن الافكار القديمة حيث كانت كلها حبر على ورق ليس الا ...
والتأكيد على الارشاد النفسي للطفل لطفولة الغد وجعلهم يستمروا في مدارسهم حيث ان اطفال كثيرون تركوا المدرسة بسبب الحروب الكثيرة التي اجبرنا على خوضها مما كان السبب في غياب الاب وبقاء الام وحدها في تحمل المسؤولية والان بدأت مرحلة جديدة وهنا يتطلب قيام الاب والام بدورهم النبيل والانتباه لهذه النقطة ( اطفال كثيرون جداً تركوا المدرسة بسبب العمل وهي ظاهرة لازالت مستمرة لسنتين او ثلاثة حسب اعتقادي بسبب الظرف الاقتصادي المعروف للجميع حالياً. لان غياب الاب للسبب المشار اليه والتأثر الاقتصادي المباشر المتدهور لكثير من الأُسر وتحمل الام المسؤولية لوحدها مما اضطرت الى الاستعانة بأطفالها وحتى الاناث لزجهم في العمل حيث نجد الكثير من الاطفال يبيعون علاقة نايلون او اشياء اخرى وهم طلاب مدارس كانوا يقرأون ويكتبون لكنهم تركوا المدرسة وهنا نؤكد للجميع مهما كانت الظروف لابد من التعلم للطفل لانه بعد خمس سنوات او اكثر تنتهي مرحلة المراهقة ويبدأ بالتفكير حيث صديق له تخرج من المدرسة الفلانية وهو بقى صفر اليدين ومن هنا تبدأ مساوئ الطفل في عمر يستحق ان يكون ليس اقل من صديقه الفلاني    والفلاني... او من الاخرين ويبدأ التأثير على نفسيته بصورة سلبية وينعكس ذلك على مستقبل حياته وعلى مجتمعه ايضاً .. ومن الضروري والمهم  جداً ان نقترح او بالاحرى ان ندعوا التربية لاستحداث مدارس لتعلم هؤلاء الاطفال رغم اختلاف اعمارهم لانهم بالتأكيد لهم رغبة داخلية في التعلم وقد انقطعوا ولم يلتحقوا به بسبب تلك الظروف حيث يمكن ان تكون خطوة جديدة لهؤلاء الاطفال لبناء حياتهم المستقبلية ولا ننسى دور بعض الحاجيات رغم بساطتها على نفسية الاطفال وترغيبهم في التعلم مثل الحقائب والقرطاسية التي توزع على الطلاب في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والاعدادية وتأثيرها الايجابي الكبير على عائلات الطلاب بدل المشاكل التي كانوا يعانون منها تلك العوائل في بداية كل موسم دراسي اضافة الى الاستفزازات التي كانوا الطلاب والعوائل يتعرضون لها من قبل المدارس والقائمين على تدريسهم كما ان الطالب نفسه ينسى التفكير بالفارق الاقتصادي الذي كان يعاني منه كثيراً واثره على نفسيته أي بمعنى اخر ان الحقيبة والقرطاسية تخلق نوع من المساواة الى حد ما وتخفف من معاناة الطالب النفسية ولا ننسى ابداً ان الطفل هو البذرة الاولى في حياة الانسان.
والمعلم ايضاً :- اصبح له قيمة اعتبارية اضافة الى تحسين راتبه مما يجعله يقدم افضل عطاء لطلابه وبكل اخلاص وتفاني وقد تنتفي الحاجة الى الدروس الخصوصية لان راتبه يتماشى مع الوضع الاقتصادي الراهن وايضاً ينتهي ابتزاز بعض المعلمين والمدرسين للطلاب وأولياء امورهم تلك  الظواهر الشاذة أنشاء الله انتهت وتلاشت مما يؤدي الى اندفاع الطلاب والطالبات للتعلم وينعدم الوهن ويبدأ الطموح والتصميم لان مستقبلهم اصبح معلوم وليس كالسابق حيث كان المصير مجهول وصورة المعلم متدهورة امام طلابه ونأمل من المجتمع الجديد ان تكون صورة المعلم والمربي هو الاب الحنون يَّجدونْ ويجتهدون لتحقيق اعلى المراتب العلمية لاولادهم لانهم جيل المستقبل الذي سيقود المجتمع والبلد انشاء الله وارجو ان لايغيب عن بالهم ان المتعلم لا يستطيع ان ينال حَظهُ من العلم ولا يستفاد منه الا اذا استطاع تطبيقه على العمل والانتفاع به في مواضعه ومواطنه التي وضع لاجلها ولن يستطيع ذلك الااذا استكثر له معلمه من الامثلة والشواهد الملائمة لقواعد ذلك العلم وان يتفنن في ايرادها وتوصيلها وتقريبها الى ذهنه تلك الصلة هي بين العلم والعمل ويسهل له الوصول الى القدرة على التطبيق!!!!!

125
مفهوم الحياة الزوجية


ان مفهوم الحياة الزوجية عند شبابنا في الوقت الحاضر اما مغلوط او مبالغ فيه او ليس له وجود. حيث الكثيرون يدخلون الحياة الزوجية وهم يتخيلونها شهر عسل دائم ومسكناً مريحاً وجميلاً يستقبلون فيه الاصدقاء ويقيمون الحفلات وتتم فيه سعادة المرأة بانجاب طفل يرضي غريزة الامومة عندها. اما الزوج فهو اكثر انانية ولا يتلهف كثيراً لانجاب الولد لما يأتي معه من العبئ المادي وتجزئة لعاطفة الزوجة واهتمامها بينه وبين الولد. لذا فالشباب يتوهمون كثيراً في الحياة الزوجية بما لايتفق مع مظهرها الحقيقي والحب الحقيقي الغير اناني وحده يمكنه التغلب على خيبة الامل وتحمل الجانب المظلل من الحياة الزوجية والفتاة التي تدخل حياة زوجية محدودة الامكانيات المادية ستظطر لعمل ضعف ساعات العمل التي كانت تعمل بها في بيت اهلها او في الوظيفة خارج البيت قد تزيد ساعات عملها في بيت الزوجية عن (18ساعة) في اليوم موزعة على تنظيف المنزل وترتيب الغرف وغسل الملابس للعائلة وكيها وتهيئة الطعام والعناية بالطفل وتمريض المريض اذا وجد وستحرم من عطلة نهاية الاسبوع المعتادة. لذا يجب على الفتاة ان تفكر بكل هذا وتحسب حسابه عند اتخاذها لقرار الموافقة على الزواج وايضاً للزوج اسبابه للاكتئاب اثناء الحياة الزوجية حتى لو كانت تلك الاسباب ليس لها علاقة مباشرة بارتخاء مشاعر الحب لزوجته وهي ليست سوى رد فعل للحالة التي يقع فيها الرجل كخلوه عن العمل او توقفه عن الكسب مثلاً فاذا خليت الحياة الزوجية من الحب الحقيقي عند احد الطرفين او كلاهما معاً شعر احدهما او كلاهما بما يشعره كل موظف لا ترضيه الاحوال في وظيفته فيعمد الى الاضراب او تقديم الاستقالة من عمله ولو اردنا ان ندرج هنا مشاكل الحياة الزوجية واسباب النزاعات فيها سوف لن نصل الى نهايتها أي بمعنى انه لا يمكن القول بنهايتها وفيها قد تؤدي احياناً الى الدمار وفناء العائلة بكاملها وغرق الاولاد بالدموع و المتاهات ان وجدوا كما يحصل بسبب الغيرة المرضية بعد كل هذا فالسؤال الذي يطرح نفسه وهو ( لماذا الزواج ) أذن..!!.


هل لانه استجابة لنداء الله لغرض التوالد المحافظة على النوع ؟ ام لان الاديان رفعت الحياة الزوجية الى مرتبة القدسية كمرتبة العشاء الرباني عند الكنيسة الكاثوليكية او لانه نصف الدين ام ان الزواج هو الرابطة القانونية والالهية بين الرجل والمرأة واستجابة لنداء الله لانجاب الذرية وتربيتها لارضاء الكنيسة والمجتمع كما وصفها مارتن لوثر مؤسس المذهب البروتستانتي اذن هل يعني هذا ان المتخلفين عن هذه المسيرة او المنحرفين عنها( الحياة الزوجية ) يتحملون اثم يعاقبون عليه ام ان الزواج هو مجرد ارضاء الغريزة الجنسية ( غريزة الامومة والابوة ) او لاشباع رغبة الجنس عندهما..!!.
أليس الزواج هو عالم الشعور الانساني عالم التضحية. عالم نكران الذات عالم الاستقرار النفسي ورغم كل هذا وذاك نجد حالات كثيرة جداً خصوصاً في وقتنا الحاضر وفي الضروف الراهنة عند الكثيرين من المتزوجين حالات واشكال مختلفة من البؤس والتعاسة والشقاء نتيجة النزاعات في الحياة الزوجية لاسبابها الكثيرة التي لايمكن القول بنهايتها ونجد ايضاً حالات كثيرة من الفراق ومشاكل عقيمة لا نجد لها حلولاً ثم محاكم امامهااعداداً لا تحصى وتعد من تلك المشاكل تنتظر حلولاً لها من قبل المحاكم بالرغم من صدور قرارات كثيرة من المحاكم تقضي بالطلاق والفراق ونتائجها غرق الاولاد في متاهات ويأس دون أي ذنب اقترفوه لماذا يحدث كل هذا..؟ تساؤلات كثيرة وكثيرة لانجد لها حلولاً ولا اجوبة..!!.
اذن اصبحت الحالة شاذة كما وضحت سابقاً تدعو الى الحذر والريبة ولكن يمكن ان يسعد الاعزب اذا عرف ان يستغل حريته الشخصية فيكون انساناً سعيداً او عندما يبلغ هذه الدرجة من السعادة عليه ان يدخل الى العالم الثاني / عالم الزوجية وهو يحمل سعادته وتفاؤله بمستقبل جديد يعتمد على الاستقرار النفسي والتفاهم والانسجام.
ومن الخطأ جداً ان يهرب الاعزب الى عالم الزواج خائفاً غاضباً يعتقد ان العالم الجديد هو المنقذ وسيجد فيه كل مايسعده عندها سيصطدم بواقع الزواج بانه      ( ليس سفينة نجاة من الطوفان) وعالم الزواج عالم نكران الذات والتضحية عالم الشعور الانساني شبيه ( بهدف سامي ) يصنعه الفرد في حياته يحاول بلوغه وهو يشعر بلذة عند كل تضحية ونكران ذات والزواج عالم الحركة والتقدم نحو البناء الاجتماعي الانساني وبالتالي فسعادته تختلف عن السعادة في عالم العزوبية وسعادة الزوج تكمن في صرخة طفل بابا بابا في ضحكة وقهقهة الصغار في جلسة عائلية تحيط به زوجته واطفاله في قبلة يعطيها صباحاً ومساءً لصغاره في لقمة نظيفة يتناولها مع رفاقه في كلمة حب جميلة ترددها في اذنه زوجته و.و.و هذه هي السعادة في عالم الزواج..!!. وتعيس من لايشعر بهذه السعادة لانه بدونها يصبح الزواج جحيماً لايطاق..!!. واخيراً نقول يستطيع الرجل ان يعيش بدون زوجة ولكنه لا يستطيع ان يقول انه كان حياً..!!.
ومحظوظ جداً من يحظى بأمرأة صالحة جيدة لانها ستجعله راضياً فرحاً في حياته وتعيس من يحظى بغيرها لانها ستجعله يلعن يوم ميلاده ويعيش في جحيم لابل ومن شدة معاناته منها يصبح فيلسوفاً..!!.ثم ماذا نريد من الزوجة !!!!!؟؟؟؟
قص لي احد أصدقائي (ص) يقول:-
عندما قررت ان اتزوج قال لي الكثيرين ومنهم المقربين الىّ ان هناك قاعدة اساسية التي ترتكز عليها عناصر الحياة الزوجية السعيدة وهي (الحب والانسجام والثقة المتبادلة والتعامل الانساني والعواطف الرقيقة )وكان يسعدني لابل جل ما اتمناه ان تتوفر هذه الخصال النبيلةبينى وبين المرأة التي سأقترن  بها لكن رغم ما كان يقال لي بهذا الخصوص وما يتعلق بالسعادة بالذات ---- لكن الذي اعرفه ومتأكد منه  أن السعادة تأتي من داخل الانسان نفسه وليس من خارجه وأخيرا بغض النظر عن الضروف التي كانت سائدة أنذاك تزوجت وبعد فترة  طويلة من زواجي (لم تأتي السعادة لي لا من داخلي ولا من داخل زوجتي والحمد للله )لكننا كنا نفتعلها في بعض الاحيان فتأتي اليّ السعادة مبتورة وخالية من الحرارة !!!!!
فكانت الصفنة والغرق في التفكير وكأنني أعيش في عالم آخر غير عالمنا هذا فسألتني زوجتي بماذا تفكر يا زوجي العزيز ؟ فبدأت أبتسم وأهز رأسي قليلا فقلت لها ياعزيزتي الوردة الفريدة من نوعها أفكر بحكاية سمعتها بالماضي من أحد الاصدقاء العاملين معي وقد مرّ على زواجه أكثر من 32 سنة !!!! لابد انها حكاية مؤثرة والى حد ما لها علاقة مباشرة بحياتنا وما ذا قال لك ؟ قال يا عزيزتي من أول يوم زواجنا والى يومنا هذا والله يوميا عدى تلك الايام التي اكون فيها مسافر او خارج البيت أما عداها أخرج الى الدائرة تودعني زوجتي بقبلة مشرقة وحارة وعندما اعود الى البيت تستقبلني أيضا بقبلة أكثر عذوبة وحلاوة --- أذن سأقلدها وأقبلك يوميا بألذ القبلات ---لكنني أرفض التقليد نهائيا وأفضل القبلات المبعثة من القلب بألاضافة الى امور أو اشياء اخرى لابد من الاهتمام بها وهي كثيرة جدا جدا تفتقرين اليها او معدومة لديك  لكن ما العمل الزواج قسمة ونصيب كما يقال  بعد ان مرت ثلاثة أشهر على زواجنا ادركت خلالها مدى اخلاصك وحبك لي وفعلا بادلتك نفس المشاعر ان لم نقل بأكثر منها كما اعتقد رغم كل ذلك لمست فيك خلالها اهمال العديد العديد من الامور الضرورية التي ربما لاتعرفيها نهائيا او انك تعتبريها من الكماليات مثلا (ايضا اكرر ما العمل الزواج قسمة ونصيب ---)مثلا اهمالك ----وللزينة ---والعطر ----والابتسامات الحلوة والاناقة ---وتقضين نهارك في ثياب المطبخ وال----مع انك تملكين ما فيه الكفاية ويزيد من الفساتين الجميلة ---حيث ان كل هذه الاشياء هي الاسس التي تبعث في النفس البهجة والمسرة وفي النهاية الشعور بالرضى ان لم نقل الرضى نفسه في الحياة -------وجمالي أليست له قيمة آه وحتى الجمال وحده لايكفي ان لم يقترن بمفرداته الاخرى التي تضاعف من روعته وتألقه مع أعتقادي بأن الجمال الطبيعي هو المفضل وحالة اخرى أود ان انبهك عليها ماهى ---- عليك بعد حين واخر ان تغيري مواقع الاثاث من مكان الى اخر للقضاء على الرتابة المملة وخاصة في غرفة الاستقبال مع تغيير أماكن اللوحات ------لكن عليك أن تساعدني في هذه المهمة -----
ســـأســـاعدك وأزيـــــــدك عشــــــقا يا حبيبتــــي --!!!!!!ّ!!ّّ!ّ!


126
المنبر الحر / أحتفال العشاق 14
« في: 20:26 12/02/2009  »
أحتفال العشاق 14
------------------------

أن أصل هذه العادة هى فرنسية لا بل وقبل المسيحية ايضا حيث  بسبب حادث حصل  تحولت من الفرنسية الى المسيحية والان أصبحت عادة او تقليد عام يسمى( يوم الحب)
  وفى القرن الخامس الميلادى حيث أنتشرت الديانة المسيحية بشكل كبير وواسع     
اما قبلها كان الناس يؤمنون بالألهة ولكل شىء اله (الزواج –العشق –الحب ---الخ )فمثلا كانوا يتصورون ان الهة العشق تنزل فيخرجون الشباب ويطلبون منهم ان يحصلوا على العشق والحب ومن المعروف أيضا ان المسيحيين  قبل مرسوم ميلانو  كانوا مضطهدين ويوضعون فى السجن ومن ثم (فى الاقفاص لقتلهم بواسطة أسود جائعة )  (هم يفعلون بكم هذا كله من  أجل أسمى ) وصادف ان سجن شاب مسيحى اسمه (فالينتينو) ووضع السجن المعتقل فكتب رسالة الى عشيقته فى ليلة 14 شباط وفى ختام رسالته قال غدا سأقتل وانتهى (أكيد الكثير من مراهقينا اليوم يكتبون فى ختام رسائلهم الى عشيقاتهم سأموت وانتهى  بسب ---الخ  لان المراهق يعتقد فى قرار نفسه أنه بكتابته لمثل هذه العبارات يوضح  لعشيقته  مدى محبته واخلاصه ووفاءه لها وانها  ستشفق عليه وستبقى وفية معه وتزيد من محبتها  وأخلاصها  له مثلما كان معظمنا يعتقدون ذلك و يفعلون أيام المراهقة )وفعلا  قتل فالينتينو فى 15 شباط  وبعد ان اصبحت كل الامبراطورية الرومانية مسيحية على اثر مرسوم ميلانو الذى اصدره الامبراطورالرومانى قسطنطين ابن الملكة (هيلان)فى عام 313 اى فى القرن الرابع الميلادى -------ألخ –فدخلوا المسيحيين جميع السجون واخرجوا المساجين منها وعندها عثر على رسالة العاشق (البطل فالنتينو )   ومنها  تحول أحتفال العشاق فى نزول الالهة الى احتفال المسيحيين بالعاشق (فالنتينو ) فى 14 شباط من كل عام   والى يومنا هذا تخليدا لذكراه ويقينا انه يستحق كل ذلك وأكثر --------------!!!!!

سألت من بالــقبر                فجاوبنى الــتراب
ذا قــبر عـــاشــق                تأمن يـــا مسكـين
قلت له رحمـــك الله             يا ميت الهــوى
مسكنك الفردوس                 اذا كنت عاشق
عشقتهم طفلا ولم             ادرى ما الهـوى
فلا تـقـتـلونـــنـــى            انــنــى مـتــظـلم
مساكين اهـل العشق           حـتى قــبـورهــم
عليها غـبـار الــــذل           بـين الـخلائـــق


وعلى اثر مرسوم ميلانو توقف اضطهاد المسيحيين وبعده بأشهر انتشرت المسيحية كثيرا فى اوربا اى بعد الاعلان الرسـمى للمرسـوم اما قبلها كما نوهـت اعلاه كانت المسيحية منتشرة بشكل غير رسـمى وكانوا  الرومان لايسـمحون بانتشـار الديـانة المسيحية لابل كانوا يجمعون المسيـحيين فى اقفاص ويجوعون اسـود ثم يتركوهـم ليأكلوا اولئك المسيحيين وايضا كانوا شيوخنا وعجائزنا يقصون علينا   ايام طفولتنا     فى مسقط رأسى مثل هذه القصص وأتذكر جيدا كانوا يقولون ان الرومان يربطون   حدائد او اثقال (حسب تعبيرهم )بأرجل المسيحيين الأسرى ويعذبوهم ليتركوا ديانتهم   ومن الجدير بالذكر هنا انه رغم كل ذلك الاضطهاد البشع اقول رغم كل ذلك انتشرت المسيحية وخاصة بين العبيد و كانوا الرومان يضطهدون العبيد ايضا  (لان القوة ليست كل شىء لمعالجة الامور وحل المشاكل ) ومن بعدها صدر مرسوم ميلانو 313 وميلانو هى مدينة شمال أيطاليا وانتشرت المسيحية بشكل واسع وعلنى -----

127
المنبر الحر / سلوى الصغيرة
« في: 00:50 04/02/2009  »
سلوى الصغيرة

هي فتاة صغيرة عثر عليها في طفولتها في قرية على باب الكنيسة من قبل معلم متقاعد وكان شيخاً كبيراً بعد ان مات جميع اولاده واحفاده نتيجة القصف بسبب الحرب بين العراق وايران عاد الى قريته ( مسقط رأسه ) ليقضي ما تبقى له من مشوار حياة وبقي وحيداً مستوحشاً فأنس بها حين وجدها وسماها ( سلوى   الصغيرة ) لانه لم يكن يعلم من امر نسبها شيئاً فاصبحت سلوته الوحيدة في شيخوخته وعنا بتربيتها وتهذيبها حتى بلغت السابعة من عمرها فاصابها مرض لم يمهلها الا بضع ليالي حتى ذهب بها الى جوار ربها .
ماتت سلوى الصغيرة فكأنها لم تمت حيث ليس على وجهها اثر واحد من اثار الالام التي قاستها في مرضها ويحسبها الناظر اليها نائمة نوماً هادئاً لذيذاً ويتخيل اليه ايضاً انه يسمع صوت انفاسها المترددة ويرى هبوط صدرها وارتفاعه اين صفرة الموت ونحوله ؟ أين آلام النزع وشدائده ؟ أين الاثار التي خلقتها الاوضاع في جبينها والدوائر الزرقاء حول جفنيها؟لقد مات كل ذلك بموتها فعاد رونقها وبهائها كأنما خلقت الساعة ثم لماذا لاتنبعث الروح في جسدها؟ فهذا الوجه الجميل المشرق قبل ايام قلائل كانت جالسة امام مدفأة باسمة مطمئنة تلاعب هرتها وبذلك الفمْ الارجواني القاني كانت تغني امام قفص عصفورها انشودة السعادة والحياة وبتلك اليدين البيضاويين اللتين كانت تقطف ازهار الربيع وتقدمها هدية الى ابيها اما اليوم فقد انقضى كل ذلك كله لان حياتها قد انقضت وهل تعلم اخر كلمة نطقت بها ؟ اخر كلمة نطقت بها قبل موتها ( سأموت الان ) فائتوني بعصفوري لكي اودعه. فاتوها بقفص عصفورها وعلقوه بقائم سريرها فظلت تنظر اليه باسمة وظل العصفور يلعب ويغرد وهو لايعلم انه ينشد فوق رأسها انشودة الموت .
وهنا وقف الشيخ المسكين بجانب فراشها حزيناً شرد البال ذهل العقل ومد يده الى يدها الضعيفة التي كانت بالامس عكاز شيخوخته وسند حياته فأخذها ووضعها على صدره كأنما يريد ان يمد حياتها بتلك البقية الباقية من قلبه من الحياة لتعيش بعده ولو ساعة واحدة حتى لايراها تموت بين يديه ثم التفت الى اصدقائه وقال لهم بدأت حرارة جسمها بالارتفاع شيئاً فشيئاً فنظروا اليه أسفين محزونين ثم نكسوا انظارهم وسالت دموعهم فظل يدير بينهم عيونا حائرة وينتقل بنظراته هنا وهناك كأنما يسألهم المعونة على آمره ومن ذا يعين على القدر او يعترض سهم المنية القاتل وما هي الا لحظة حتى شعر ان يدها تجذب يده فأنتفض وحنا عليها فطوقته بذاراعيها الضعيفتين وضمته ضمة قوية كانت فيها نفسها..!!. ماتت سلوى الصغير ماتت الطفلة الوديعة الجميلة كانت طيبة النفس نقية الضمير تحب الاحياء جميعهم ناطقهم وصامتهم فلا تبذل من ودها لهرتها المريضة اقل مما تبذل منه لابيها الشيخ العجوز ولا تتودد الى الشيوخ اصدقاء ابيها اكثر مما تتودد الى وافد غريب يهبط قريتها وما اختلفت قط مع فتى او فتاة من تلاميذ مدرستها لانها كانت تعاملهم بأدب ولطف والخبيث منه تعفوه وتصفحه ( وهي ان لم تكن تعلم ان امها قد قصدت من قرية اخرى ورمتها في باب كنيسة القرية بعد ان تركها لأبوها لتلحق بعشيقها ولكن من كان ينظر في عينها ويرى انكسارهما ولمعانهما الذي يشبه لمعان الدمع الرقراق يخيل انها قد اخفت ما كتمه الناس عنها وانها كانت تعلم انها لا تعيش في بيت ابيها بوصاية جدها كما كانوا يقولون لها بل في بيت محسن كريم لايعرف من تاريخها ولا من آمر ميلادها شيئاً وكانت لاتزال تتراءى بين شفتيها ابتسامة حلوة هي الوسيلة التي تفتح بها اقفال القلوب ثم تنزل فيها كما تشاء وتريد ولم تكن ابتسامتها ابتسامة التصنع والتكلف التي ترثها اكثر الفتيات عن امهاتهن بل ابتسامة الحب والاخلاص والحنو والعطف .
لذلك عجل الموت اليها لان سكان السماء لايستطيعون ان يمكثوا طويلاً على ظهر الارض..!!. دق ناقوس كنيسة القرية ينعاها فلم تسمعه ولو سمعته لاهتزت في سريرها شوقاً ولهفاً كما كان شأنها في حياتها ثم جاءت ساعة الدفن فحملوها على ايديهم حتى وصلوا الى الكنيسة فوضعوا نعشها في ركن من اركانها ثم اجتمعوا حولها يودعونها الوداع الاخير.
فبكاها الشيوخ والذين كانوا يحبونها ويأنسونها والفتيات والفتيان من تلاميذ مدرستها والنساء اللواتي كن يحبنها من اجل حبها لابناءهن وبكاها اكثر من هؤلاء جميعاً ذلك الشيخ المسكين لانها كانت دنياه فخسرها في ساعة واحدة وظل كثير من الوقوف يردد ذكراها فيقول احدهم:- طالما رأيتها في هذا الركن نفسه جالسة وحدها وبيدها الكتاب المقدس تتلو اياته لقد : دخلت الكنيسة ليلة فرأيتها هائمة وحدها في الظلام الحالك فعجبت لصلاحها وتقواها وتقول الاخرى لقد عثرت ابنتي يوماً من الايام في خروجها من مدرستها ببعض الاحجار فأنكسرت رجلها فأحتملتها على ظهرها حتى جاءت بها الى المنزل وتقول الاخرى لقد كنت اراها تمر كل يوم بجارتنا فلانة المسكينة فتعطيها رغيفاً من طعامها ثم تستمر في طريقها الى مدرستها وهكذا ظل كل منهم يذكر ما يعرف عنها حتى حانت ساعة الدفن فعلت الاصوات بالبكاء ثم غيبوها في قبرها وحثوا عليها التراب وكان الليل قد اظلم المكان بجناحيه وساد فيه سكون موحش رهيب فأنصرفوا مطرقين يقولون:- وراحمتاه انها خرجت من الدنيا غريبة كما جاءت اليها..!!.

 
أخوكم
عادل فرج القس يونان


128
المنبر الحر / الشيخوخة المتمردة
« في: 20:39 31/01/2009  »
الشيخوخة المتمردة

حدث قبل ما يقارب العشرين سنة ان احد وجهاء الريفيين قد ذهب الى اسرة كريمة ليخطب فتاة من فتياتها لابنه وفي هذه الاثناء وقع نظره على تلك الفتاة فتعلق بها واحبها حباً عظيماً فخطبها لنفسه وهو بعمر سبعين سنة واهل الفتاة لم يمانعوا من ان يزوجوها منه رغم كبر سنه لانه اكثر من ابنه مالاً واوسع جاهاً وسلطان فكانت نتيجة ذلك ان هجر الابن منزل ابيه هجره لا رجعة فيها من بعدها والى يومنا هذا لانه كان يحب الفتاة حباً جماً كما واصاب الفتاة ذهولاً شديداً لايزال ملازماً لها حتى اليوم..!! واصبح الشيخ حزيناً بائساً لانه اصبح بلا زوجة ولا ولد..!! حقاً انها حادثة مؤلمة ومن يسمع بها يتألم لها كثيراً ايضاً . ثم قرأت حادثة اخرى وقعت في فرنسا قبل ثمانية سنوات سأرويها لكم لكي توازنوا بين الحادثتين كما وازنت انا وتستنتجوا منها كما استنتجت انا..!! السيدة ماري فجعت بوفاة زوجها وهي في الخامسة والثلاثين من عمرها فكانت امرأة بارعة الجمال رائعة الحسن لايراها الرائي الا واعجب بحسنها وجمالها فاستوحشت ماري لوفاة زوجها واخذت تترد على احد الاندية العامة علها تزيل عن نفسها وحشيتها وكآبتها فاعجبت بفتى وسيم كان يتردد الى ذلك النادي الذي تلتقي به فاحبته وافتتنت به وتمنت في نفسها ان تحظى بحبه وان تتذرع بكل الوسائل التي تعرفها للزواج منه وان كان الفتى الوسيم اصغر منها سناً بخمسة عشر سنة واخذت تتودد اليه حتى نزلت من نفسه المنزلة التي تريدها فكانت اذا جلست بجانبه للحديث معه يرد على لسانها كثيراً ذكر ابنتها التي خلفتها من زوجها المتوفي فكان يخيل اليه ان تلك الابنة طفلة في الرابعة او الخامسة من عمرها حتى زارها ذات يوم في منزلها فحمل معه لطفلتها من اللعب التي يحبها الاطفال ويطربون لها فلما رأته ماري ورأت ما يحمله ضحكت وقالت له:- ما هذا الذي تحمله فأجاب انها هدية الى ابنتك جورجيت اريد ان اقدمها اليها واين هي الان فارادت ان تفاجئه فقالت له:- انك تجدها جالسة في الحديقة فذهب ولم يجد امامه طفلة في الخامسة من عمرها كما كان يظن بل فتاة رائعة الحسن والجمال ايضاً وفي السابعة عشر من عمرها توقف امامها موقف الحائر المرتعب لايدري ماذا يفعل حتى سمع ضحكة ماري من وراءه كانت تبعته من دون علمه وتقدمت نحو ابنتها وقالت لها اقدم لك يا جوليت صديقي جورج الذي حضر اليوم ليقدم دراجة خشبية صغيرة لك فهل تحسنين ركوب الدراجة فابتسمت جورجيت وفهمت القصة فأثر في نفسها خجل جورج وارتباكه فمشت اليه ووضعت يدها بيده وقالت:-له شكراً ياسيدي على هديتك واتقبلها بكل سرور واعدك اني سأحفظها عندي تذكاراً دائماً لا انساه وجلسوا جميعاً يتحدثون مسرورين حتى اظلم الليل فأستأذن جورج وعاد الى منزله واصبح يكرر زيارته الى منزل ماري لا من اجل وحدها بل من اجل البنت ايضاً حتى حضر صباح احد الايام وكانت الام قد خرجت لقضاء بعض حاجاتها فوجد جورجيت وحدها فشعر بنفسه شيء من الارتياح لم يشعر بمثله من قبل وكأنه كان يتمنى ان يجدها وحدها فكانت جالسة في الحديقة وفي نفس المكان الذي رآها فيه اول مارآها فجلسا معاً يتحدثان حديثاً طويلا ذهبا فيه مذاهب مختلفة وهما مضطجعان وجه لوجه على ذلك البساط الاخضر الجميل يتمنى المصور ان يراها فيرسم صورة السعادة الكاملة التي يفتش عنها الناس جميعاً فلا يجدونها اذ وقفت قريباً منهم الام من حيث لايشعران وخيل اليها انهما يتحدثان في شأن خاص غير الذي يطرح امامها فاصغت اليهما فسمعت قليلاً من حديثهما فدارت بها الارض دورة  كادت تصعقها وان صرح حياتها الشامخ قد تهدم دفعة واحدة فتأثرت وحبستها غيرتها وحجب كل شيء عن عينيهاواختلست من مكانها تتحايل على نفسها حتى وصلت الى غرفتها ورمت نفسها على فراشها واخذت تبكي وتبكي حتى هدأت فمسحت دموعها والمرآة امامها واذا شعرات بيض في رأسها تهتف بها قد انقضى عصر شبابك او كاد وقد خطوت الخطوات الاولى الى شيخوختك فاخلي مكانك لابنتك فهي اولى به منك واعلمي ايضاً ان للطبيعة حكماً قاسياً لكل من يتمرد عليها ومرت على حالها ساعة وهي تحاور نفسها وتفاضل بينها وبين ابنتها واحياناً تفضل نفسها فتثور ثائرتها واخرى تفضل ابنتها فتلين وتقول:- انها اولى به مني لانه خلق لها وخلقت له حيث غلبت نزعة الخير على نزعة الشر فخرجت من غرفتها حتى وصلت اليهما وهما مستغرقين في شأنهما فصاحت بهما أأنتما هنا فاضطربا فابتسمت لهما ووضعت يدها في ايديهم وعادت بهما الى غرفتها وجلست تتحدث اليهما حديثاً طويلاً انتهى بعقد الخطوبة بينهما وما هي الا اشهر قلائل حتى زفت اليه وبعد عام ولد لهما طفلة كان نصيبها تلك الدراجة الصغيرة وكانت قد بقيت بقايا من مرارة في قلب ماري اخذت تتضائل شيئاً فشيئاً حتى رن في اذنها يوم من الايام صوت حفيدتها تدعوها " جدتي " وكذلك استطاعت ان تعيش ماري بعد ذلك سعيدة في ظل سعادة ابنتها وهنائها..!!.
ذلك ما فعل رجل السبعين من عمره وهو يخطو القبر خطوات حثيثة وهذا مافعلت امرأة وهي في منتصف عمرها فجوزي على تمرده على الطبيعة " التي لاتخضع الا لقوانينها الذاتية " وخروجه عن سنتها شر الجزاء وجوزيت هي على تعقلها ورزانتها وتأدبها بأدب الحياة احسن الجزاء..!!.*** والحكمة تقول ان ابناء الاربعين زرع قد دنا حصاده..ابناء الخمسين ماذا قدمتم وماذا آخرتم؟ ابناء الستين هلموا الى الحساب لاعذركم..!! ابناء السبعين عدوا انفسكم من الموتى..!!.

129
الكبر والشيخوخة \ ج2

أما النظرية البايولوجية الثانية :-
تقرب من الأولى وتفيد بان ما يحدث في الكبر هو تناقص تدريجي في حيوية الخلايا
المكونة للجسم فالخلايا العصبية والتي( لا تتكاثر بطبيعتها) يصيبها الخمول
والضمور والنقص في الحيوية أما خلايا الجسم الأخرى التي من طبيعتها التكاثر
فأنها تصل الى نقطة( يتعذر فيها التكاثر) فتضمحل بالنهاية بدون تعويض وهكذا تصل
خلايا الجسم الى عجز واستنزاف لطاقاتها وبدون إمكانية التعويض عن ذلك إلا
بالانخفاض المناسب لفعاليات الفرد وحيويته ومن الجدير بالذكر هنا إن الأبحاث
العلمية أثبتت بان عملية النمو في الفرد تبلغ ذروتها عادة ما بين الخامسة عشر
والعشرين من
 العمر ويصبح قادراً للتكاثر وبابتداء هذه المقدرة فان عملية أخرى موازية من
الانحلال تبدأ في كيانه كما يتضح ذلك من التحولات والتغيرات النسيجية والخلوية
في الجسم والدماغ وهكذا تبرز المفارقة العجيبة للإنسان ..!!. فهو عند بلوغ
مرحلة الذروة في حيويته فأنه يجمع في ذاته عوامل البقاء وعوامل الفناء من هذه
الذروة يبدأ العد التنازلي لحيوية الإنسان ويبدأ انحداره نحو مصير الفناء
بالرغم مما يبدو عليه من مظاهر النشاط والحيوية والإقبال على       الحياة
..!!.
أما النظرية الثالثة :
فهي تفسر الكبر وعجز الشيخوخة على أساس نظريات المناعة وتبعاً لهذا التفسير فأن
جهاز المناعة هو بمثابة ( عملية دفاعية أساسية وضرورية للمحافظة على الحياة غير
إن هذا الجهاز يمكن أن يلعب دوراً هاماً بصورة ايجابية أو سلبية في عملية
الشيخوخة أو إنهاء الحياة . وبتقدم العمر فان الإمكانيات الدفاعية لهذا الجهاز
المناعي تنحط تدريجياً ..!! رغم أهمية النظريات المشار إليها سلفاً إلا أنها لا
تنفي توفر تفسيرات أخرى لعملية الكبر والشيخوخة حيث إن بعض العوامل الأخرى لها
إن تساعد أو تبطئ من فعل وتسارع الأسباب البايولوجية ومن هذه العوامل والتغيرات
 الصحية والجسمية العامة للفرد وتغذيته وممارسته الحياتية وإنما وعاداته
ومستواه التعليمي الاجتماعي وحياته النفسية وضروف حياته الاقتصادية والاجتماعية
ولهذه العوامل المختلفة أن تؤدي بطريقة أو أخرى إلى التأثير على الأساس
البايولوجي للفرد ولها ان تشعر الفرد أما بالعجز أو الحيوية بصرف النظر عن
المرحلة الحياتية التي وصل إليها من العمر         **( ومما لاشك فيه إن العامل
النفسي هو أكثر هذه العوامل أهمية فالحياة النفسية للفرد إذا توفر فيها الحافز
والتحدي والرفض للعجز فأنها تشع الحيوية في كيان الفرد )** وعكس ذلك تماماً
يحدث إذا كانت الحياة
 النفسية خالية من الحماس والحوافز والأمل والتحدي والرفض فأن عجزها وفقرها من
هذه النواحي يشعر صاحبها بفتور الهمة وضعف الطاقة ويسارع في عجزه واضمحلال قواه
قبل أوانه فماذا يكون مصيرك يا شعبي المسكين وأنت تعيش كل هذه المعاناة والحياة
النفسية الخالية من كل حماس وأمل واستقرار واطمئنان ومنذ حوالي أربعين سنة مضت
على الأمل وماذا يكون نصيبك من كل هذا يا شعبي العزيز ؟ أليس الكبر والعجز على
اقل تقدير ولكي لا يفوتني في هذا الخصوص حيث لا يمكن فصل العوامل الاجتماعية عن
العوامل النفسية فمكانة الفرد في مجتمعه سواء في نطاق العائلة أو نطاق
 المجتمع بشكل عام ذات اثر كبير في تقرير زمن ومدى العجز الذي يشعر به الفرد مع
تقدم العمر فكلما ظلت مكانة الكبير محفوظة ومقدرة وكلما احتفظ بإمكانية التعامل
الايجابي والاتصال الاجتماعي وكلما استطاع المساهمة في النشاط والحياة العائلية
كلما أطال ذلك من شعوره بالكفاءة والمقدرة وكلما احتفظ بإمكانية التعامل
الايجابي والاتصال مع غيره وكلما استطاع المساهمة في العملية العائلية
والاجتماعية فان ذلك يضمن شعوره بالحيوية وارتفع عنه ألتحسس بالعمر والقصور
...!!
وكما يقول عالم  الجنس الأمريكي ( كينزي ) ان الكبر ليس بعدد سنوات العمر وإنما
هو بما يشعر به المسن نفسه..!!
أما التغيرات النفسية والتي هي موضوع اهتماماً فان عمليات التغير في الحياة
النفسية للفرد هي تدريجية حالها في ذلك حال عمليات التغير الجسمي والعصبي إلا
إن التغير النفسي يبدو سريعاً وواضحاً في مرحلتين من مراحل الحياة (المراهقة
ومرحلة الكبر في المسنين) واهم ما يحدث من التغير في المراهقة هو (قلة التوافق
بين الحياة العاطفية والسلوك والفكر) عند المراهق وبانتهاء هذه المرحلة فان
الفرد يتجه بسرعة نحو تحكم العقل والتجربة في تصريف المواقف الحياتية التي
تعترضه وقد يكون ذلك دليلاً على تحول بايولوجي يؤدي الى انطفاء او جمود الجذوة
العاطفية
 التي اتقدت أثناء المراهقة. أما التغيرات التي تحدث في الكبر فأنها تتسم بصفات
التصلب النفسي إذا صح التعبير مما لايمكن للفرد من التكيف الكافي لمتغيرات
الحياة وظروفها وخاصة المستجدة وغير المألوفة منها ..!! ويزامن ذلك هبوط في
درجات الحماس وفي الطموح والاندفاع نحو تحقيق الأهداف التي تبناها في دور سابق
كما يحدث تضييق وتقليص في مجال اهتمامات الفرد لما يجري حوله ( فيبدو له العالم
اصغر بكثير مما كان ) يصاحب ذلك ايضاً تحديد متزايد في اتصالات الفرد الشخصية
وتتركز هذه الاتصالات على قلة من الناس ممن الفَهُمْ فقط . كما يتركز اهتمام
الفرد بشكل
 متزايد على ذاته او ما يتصل به مباشرة ويبدو عليه ما يدل على تناقص في المرونة
في التعامل وفي الاستعداد لفهم وجهات النظر الآخرين ( ويميل الى التمسك بما
يتذكره عن زمانه القديم والحنين إليه ) أكثر من اهتمامه وتقديره لعالمه الحاضر
ولذلك يتمتع بعناد الرأي وصعوبة الإقناع لما هو جديد في الحاضر وفي مراحل
متقدمة من الكبر تظهر بعض بوادر فقدان الفرد لبعض مظاهر التوازن النفسي
والمقدرة على التحكم بعاطفته مما يؤدي الى حدوث انفعالات عاطفية أنية وحادة
أشبه ما تكون بالثورات الانفعالية التي يعاني منها الأطفال والإحداث وهو الأمر
الذي يبرر وصف
 الشيخوخة بأنها الطفولة الثانية ..!!!!! وهنا يبرز أهمية العلاج النفسي ومن
أهدافه هو إعطاء المسن الشعور بالعطف والتفهم والإسناد والاطمئنان والثقة
بالنفس وهو الشعور الذي لابد ان يدب في نفسه اذا ما حظى برعاية وعناية ولو
من( فرد واحد) من المجتمع ولهذا الشعور ان يبقى او يأجل شعوره بالنبذ والعزلة
وبأنه أصبح عالة وعبئاً على غيره وحتى اقرب أقربائه ومثل هذا العلاج لايحتاج
الى توفير معالج نفسي متخصص بقدر ما يتطلب فرد يستطيع المسن ان يضع ثقته فيه
ويركز بالاطمئنان إليه ولعل ما يحتاجه المسن في هذه المرحلة هو ان لا يحرم من
الاتصال او التماس او
 التواجد في الامكان والأشياء والناس المقربين الى نفسه كما ان من الخطأ جداً
حرمانه مما تعود عليه وما يمتعه على ان لايكون في ذلك خطورة علية كالتدخين
مثلاً...و..و... وفي حدود الاعتدال ولعل من أكثر الأخطاء التي تقع على المسنين
هو تغيير مكان سكناهم فقد تكون صدمة نفسية للمسن تؤدي الى الاكتئاب وتوحي اليه
او تؤذنه ببداية الانهيار في مقوماته النفسية والصحية العامة(وهذا ما يشكو منه
معظم  كبار السن المغتربين ان لم نقل جميعهم والسبب في ذلك يعود الى ( قطع
الروابط المألوفة في حياة المسن والى عجزه من تأسيس روابط جديدة ..!! وبالنظر
لارتباط مفهوم
 العمل بمفهوم الحياة في التفكير الإنساني لذا فان المسن يجب ان يمكنه من
القيام ببعض الإعمال التي يستطيعها والتي تشعره انجازها بالفعالية والمقدرة
والكفاءة وبالتالي تقدير النفس ( إذ ليس ما هو اشد اثراً ووقعاً على نفس المسن
من ان يشعر بأنه لا يستطيع القيام بأي عمل او ان مساهماته هي عبثية وغير
مجدية ).
وفى ختام الجزء الثانى من مقالنا هذا نقول :- ان ما أدركه الإنسان حتى ألان في
موضوع تحسين الصحة العامة وتلافي الأمراض وعلاجها ليس بالانجاز القليل غير ان
مسعى الإنسان الدائب للعثور على ما يمنع من عجز الشيخوخة وإطالة الحياة لم ينته
الى   التوفيق ..!!.
ولعل أقصى ما يستطيع العلم إدراكه في هذا السبيل هو منع عملية التلف الجسمي
والعصبي الى أطول مدة ممكنة مما قد يسمح للمسن أن يصل عمره الطويل وهو خال من
العلل والأمراض المعقدة وبهذا تقصر المدة التي تفصل بين عجز الإنسان وبين نهاية
آجله والى ان يكون ذلك ممكناً وان المشاكل العديدة التي تسببها الشيخوخة ستظل
معنا وربما في تزايد مستمر وهذا الواقع يفرض ملاقاة هذه المشاكل بما يتطلبه من
الرعاية والعطف التي يستحقها المسنون لانهم تحملوا في حياتهم من اجلها كما يعمل
كل واحد من اجلها حتى بدون ان يدري..!!

130
المنبر الحر / الكبر والشيخوخة
« في: 00:25 21/01/2009  »
الكبر والشيخوخة - الجزء الاول 


ان الكبر والشيخوخة ليستا بالظواهر الجديدة في حياة أي مجتمع قديماً او حديثاً لكن الجديد هو ان  ( الكبر والشيخوخة ) أصبحتا في هذا العصر مشكلة من المشاكل الهامة ليس للمجتمع فقط وانما للمسنين أنفسهم وقد أدى ظهور هذه المشكلة الى توجه الاهتمام لدراستها وتلافي أسبابها وتوفير حاجاتها..!! وفي المجال العلمي توجهت الأبحاث الى محاولة التوصل الى الأسباب المختلفة من بايولوجية ونفسية واجتماعية التي تؤدي الى حالة الكبر والشيخوخة والى دراسة الإمراض المختلفة من نفسية ( التي نحن بصددها) وجسمية والتي تنشأ بسبب تقدم السن والى الوسائل العلاجية التي تقلل من ظهور هذه الأمراض وتمكن الفرد من ان يعيش كبره بحالة صحية أفضل وسعادة أعظم( قلنا بسعادة مجازاً والحقيقة هو الشعور بالرضا لأنه لا وجود للسعادة بمفهومها الصحيح ) ولم يتوقف هذا الاهتمام على المجال الطبي بل تجاوزه واسترعي انتباه واهتمام الباحثين في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والترفيهية وغيرها . من المجالات التي تتعلق بحياة المسنين ( وحسرتي ان كل هذا الاهتمام لم يكن لمسنين بلدي وليس لهم أي نصيب منه ألا الشيء اليسير جداً قد لا يذكر الى يومنا هذا ونأمل ذلك مستقبلاً ) وبالإمكان القول :- إن الاهتمام المعاصر بمشكلة المسنين قد يكون بسبب الزيادة المتواصلة في نسبة المسنين في المجتمعات المتقدمة منها والنامية والى الحد الذي اخذ يعبر بصورة جذرية من ملامح المجتمع . فبالإضافة الى الارتفاع العظيم في متوسط حياة الفرد فان النسبة الفعلية للذين تجاوز سن الخامسة والستين اصبحت الان في بعض البلدان جزء غير صغير من مجموع السكان ففي أمريكا تجاوزت نسبتهم في المجتمع 11% في حين 3% في مطلع القرن العشرين وقد ازدادت هذه النسبة حتى في البلدان الحديثة التطور والنمو والتي كانوا فيها حتى سنوات قليلة مضت نفراً قليلاً من مجموع السكان وهي زيادة جاءت بفعل تحسين الظروف الصحية والحياتية الأخرى من اجتماعية وثقافية وغذائية وسكنية وكلها عوامل ايجابية تزيد من مقاومة الفرد المسن للمرض وتعطيه فرصة أفضل لإكمال نصيبه المقرر من طول الحياة..!!
( إن المجتمعات التقليدية وحتى المعاصرة الى زمن غير بعيد حيث الكثير منا قد عاصروا الحالة ) قد ارتكزت على اكبر افراد العائلة سناً وظل المسن مهماً طعن في العمر ومهما بدأ عجزه مرجع او محور السلطة والنفوذ والتقدير في مجال العائلة والكثيرين منا قد عاصروا هذه الحالة كما أسلفت لا بل وامتد الاعتراف بذلك الى المجتمع الذي يعيش فيه المسن ويمكن تقصي هذه النظرية لرب العائلة المسن الى أصول المجتمعات القديمة القائمة على أساس سلطة الأب لكن هذه النظرة الاجتماعية التقليدية قد أخذت بالاضمحلال بسرعة في القرن العشرين ذلك بسب طبيعة وضرورات الحياة المعاصرة التي نجم عنها تجزئة العائلة وتفرقها وبالتالي عزلت الكبار عن من هم دونهم سناً ولهذا نجد بان الأكثرية العظمى من المسنين وخاصة في المجتمعات المتقدمة يعيشون لوحدهم مع أزواجهم أو بمفردهم بسبب موت الزوج الأخر او الطلاق او الفراق وهذه العزلة العائلية والاجتماعية لها ان تخلق اكبر وأثقل مصدر للمعاناة في حياة المسن ..!! وهل يمكن لأحد ان يجد في مثل هذا المصير للمسن ما يمكن اعتباره مكافأة لا بل خاتمة سعيدة لحياة طويلة مليئة بالجهد والشقاء والمعاناة..؟
                                 المرء في ذمة الاقبال كالشجرة
                                                     فالناس من حولها مادامت الثمرة
                               فاذا اسقطت كل الذي حملـت
                                                        تفرقوا وارادو غيرها شجــرة
                              تباً لابناء الدهر كلــــهم
                                                    فلم اجد واحد يصفوا من العشرة

أسباب الكبر والشيخوخة :-
يعني العلماء في أبحاثهم موضوع الأسباب التي تؤدي الى حالة الكبر والشيخوخة والعجز المصاحب لها في النواحي المختلفة بما في ذلك الإمراض والعلل الجسمية النفسية والعقلية لا بل وتتجه بعض الأبحاث الى محاولة تلافي هذه الأسباب ونتائجها مما يؤدي الى إطالة متوسط الحياة من ناحية والى تقليل من مظاهر عجز الشيخوخة والمشاكل الناجمة عن هذا العمر لابد من الإشارة هنا ( بأنه هنالك اعتقاد قد يكون عام وخاطئ من ان الكبر في الإنسان يبدأ في سن الكبر أي بعد سن الشباب  ومنتصف العمر الا ان الدراسات العلمية تبين بان عملية الكبر تبدأ في سن مبكر من الحياة ..!! أي ما بين الخامسة عشر والعشرين من العمر..!! ومن هذه البداية يتواصل الكبر بشكل حثيث وان لم يكن(منظوراً ) حتى تظهر معالمه فجأة في العمر المناسب وان الذي يمنع ظهور أعراض التحول في حينها هو الفيض من نشاط الشباب وحيويته الغامرة لمظاهر التحول التي تعطي تلك الأعراض ..!!).
ومن المفيد ان اذكر هنا العلماء تقدموا بنظريات مختلفة لتفسير عملية الكبر فيها ما يستند الى اسس بايولوجية ومنها ما يعتمد أسسا نفسية او اجتماعية . ومنها ايضاً ما يجمع بين هذه الأسس في نظرية بوحدة متكاملة لتفسير عملية الكبر والشيخوخة ومن أهم النظريات البايولوجية 1) نظرية ترى بان الكبر مرحلة مقررة من مراحل الحياة ولابد للواحد من أن يصلها إذا طال عمره طبعاً بتتابع هذه الأدوار وحتى نهاياتها الطبيعية والذي يقرر هذا التتابع في مراحل الحياة ومدده وسرعته هو عامل مقرر ( أشبه ما يكون بالساعة البايولوجية في  حياة الإنسان ) وتفترض هذه النظرية بان لكل فرد ساعته البايولوجية عن طريق الذاكرة التي تحملها مادة  ( د ن أي DNA ) في جينات الخلايا وهذه الذاكرة تقرر الوظائف الحيوية لخلايا الجسم وطول حياتها كما إن هذه العملية البايولوجية تقرر النمط الذي ينمو عليه الفرد وسيرته نحو الكبر والشيخوخة ومعالم هذه المسيرة والمفروض أن هذه المسيرة تظل مطابقة لبرمجتها المقررة في الإمكانيات البايولوجية لكل فرد تميز هذه المسيرة يمكن لها أن تتأثر بعوامل محيطية من مادية وغيرها..!! مما قد تسارع أو يبطئ هذه المسيرة...



131
هل يتساوى الرجل والمرأة بالذكاء والعقل ...؟

ان ما اطرحه في الاجابة على هذا السؤال هو وجهة نظري المتواضعة فقط وقد اكون فيها على صواب او على خطأ وبغض النظر من ذلك اعتبر البحث في هذا الموضوع هو البحث في الملفات الساخنة جدا  اذا صح التعبير والمثيرة للجدل وتتطلب ايضا الشجاعة والصراحة التى هى سيف الله فى الارض----! لان احكامي ستكون ثقيلة على نفوس النساء ونفوس الرجال الذين يجاملوهن وخصوصا اذا كانت قراءتهم لهذه الدراسة النفسية سطحية وعلى عجل  لكن البراهين القاطعة التي بين يدي تمنعهم من منازعتي مع شدة ذكائهن وتمنع انصارهن من الرجال رغم ان بعضهم لبعض ظهيراً او سانداً ..!! حيث يعتقد كثير من الناس ان الرجل والمرأة متساوين في الذكاء والعقل ..!! فأعتقد انهم اصابو في الاولى واخطاؤا في الثانية ..!! نعم تستطيع المرأة ان تجاري الرجل في سرعة لما تمتلكه من سرعة حضور البديهية لابل وتستطيع ايضا بواسطة الرقة والدماثة التى تملكهما المرأة (ان تقود أقوى وأشرس رجل فى العالم مثلما تقود فتاة السيرك الأسد ومعظمنا قد شاهد هذه الحالة عند زيارته للسيرك ) ولكنها ( اى المرأة ) لا تستطيع ذلك في الآناة والرفق وامتلاك هوى النفس والاخذ بفضيلة الصبر مع ما تكره وما تحب . وتستطيع ان تدرك ما يدركه الرجل من شؤون الحياة لابل وان تستخرج المجهولات من المعلومات كما يستخرجها الرجل ولكنها لا تستطيع ان تنتفع بمعلوماتها كما ينتفع وسبب ذلك ان بين جنبي المرأة نفساً غير نفسه وهوى غير هواه وقلباً صغيراً لا يحتمل ما يتحمله عقل الرجل الكبير الرجل يمشي وراء عقله فيهديه الى طريق الصواب لكنها تمشي وراء قلبها فيظلها ويخدعها لذلك كلما وقفت مع الرجل في موقف سقطت بين يديه عجزاً او ضعفاً بسبب عدم معرفتها السبيل الى قلب الرجل كما يعرفه هو ..!! اذن لا عجب في قولي ان الذكاء هو غير العقل فمثلاً اللصوص والمحتالين والكاذبون والمنافقون هم اذكياء ولكن ليس بينهم عاقل واحد لانهم يجلبون لانفسهم التلف والهلاك حيث لا يغني عنهم ذكائهم شيئاً وكثيراً ما يكون الذكاء الشديد داعياً الى الجنون حتى اننا لانكاد نرى ذكياً من الاذكياء الا ونرى في شؤونه واطواره احوالاً شاذة تخالف قوانين العقل وقواعد الطبيعة لا بل وان اكثر ما يصيب  النوابغ والاذكياء من بؤس العيش وسوء الحال يعود الى ضعف عقولهم ونقص في تصوراتهم لذلك يقال ( الذكاء ) في رأس الانسان كالسيف في يد الشجاع وكثير ما يضرب عنقهُ بسيفه اذا كان طائشاً اهوج لا تملك نفسه في مواقف الحزن والغضب..!!
عليه ماذا ينفع ذكاء المرأة اذا لم يكن وراءه عقل يأخذ بيدها عندما تعثر بعقبة من عقبات الحياة ثم ان الرجل لولا اعقل من المرأة ما كان له عليها هذا السلطان والغلب ولا استطاع ان يقودها وراءه كما يقاد المهر الى مهر اخر ولا ان يملك امر فقرها وغناها وحبها واطلاقها وحجامها وسفورها وينفرد بوضع القوانين والشرائع الخاصة بها من حيث لاتجد في نفسها قوة لدفعها والخروج عليها ...!!
نعم حسب حكم الطبيعة القوي يملك على الضعيف كل شيء حتى نفسه وهواه وهكذا كان شأن الانسان مع الحيوان وشأن الرجل مع المرأة- الانسان نوع من انواع الحيوان لم يكن في مبدأ خليقته اكثر خيراً منها في شأن من شؤون الحياة . لكنه اوفر عقلاً من الحيوان واوسع صلة فما زال يطلب لنفسة الغاية التي تتناسب استعداده وفطرته حتى اصبح سيد الحيوان فمدن المدن ومصر الامصار وشاد وبنى وتألق وترفه ثم طرد صاحبه ( الحيوان ) الى الصحاري والرمال وقمم الجبال يأكل بعضه بعضاً ويتفانى شقاء وجهل والرجل اخو المرأة وقسيمها في الرحم والمهد الابوة والامومة والقومة والقعدة والنومة واليقظة لكن وجد نفسه افضل منها في قوة العقل والتدبير فكان ظالماً خشن النفس قاسي القلب فأبى الا ان يأسرها ويغلبها على أمرها ويملك جسمها ونفسها فتم له ما اراد- ملك جسمها لانه حجبها عن النور والهواء فاذعنت له وملك عليها نفسها لانه تمكن من ترهيبها وترويعها بادعاءه ان ذنبها في جريمة الفسق المشترك اكبر من ذنبه وان جنايتها ضعف جنايته فصدقت كل ذلك وطلب ان تسلم اليه الامر في تدبير شؤونها والتصرف باموالها فسلمت واصبحت تنظر الى هذه القوانين الجائرة التي وضعها لها والاعتبارات الفاسدة التي اعتبرها معها كما ينظر اليها هو بعين الاجلال والاعظام ولو كان للمرأة ما للرجل من قوة العقل لاستطاعت ان تحجبه في المنزل وان تتولى التصرف في شؤونه والعبث بعقله كما تشاء فتعظم جريمته في عينها وتصغر جريمتها وان تنفذ الى قلبه فتلعب به لعب الصبي بالكرة واكثر وان تحدثه فيصدق وتأمره فياتمر وتسن له القوانين الجائرة او الشرائع الفاسدة فيؤمن بها ايمانه بالاله المعبود اكثر مما صنع هو بها لكن هذا لم يكون فبلغ الرجل بها ما اراد .
ليس قصدي من هذا ان اقول الفرق في القوة العقلية يمنح الرجل الحق في ظلمها وغلبتها أبدا بل قصدي من ذلك ان هذا الفرق سبب ذلك السلطان القاهر والحكمة الجائرة لذلك نرى الهيئة الاجتماعية تحكم على المرأة الفاسقة حكماً صارماً فتنبذها وتحتقرها ولا تحكم على الرجل الفاسق مع ان جريمتهما واحد فيخدعها الرجل وبحكم الاختلاط بين الجنسين فى المدارس او فى الاعمال خارج المنزل او داخله الذى فرضته علينا حياتنا المدنية تصبح الفتاة عرضة لمطاردة الرجل لان مطاردته لها لاتعيبه بشىء بل تعيب الفتاة وحدها حسب عاداتنا وقيود مجتمعنا والفتاة تتحاشى الرجل لتحافظ على شرفها لكن الرجل لايرتدع ويظل يطاردها مستخدما كل الوسائل للظفر بها فمرة يتحايل عليها بالحب الجارف واخرى بوعود كاذبة كالزواج والتفانى فى الاخلاص الابدى وفى لحظة طيش تصدقه الفتاة وتثق به فتستسلم له وهى احيانا لاتقدر ان هذا سيفقدها ----وانه قد يقضى عليها وعلى مستقبلها وغالبا ما يقضى على حياتها ---- !!!!! فاذا سقطت هاج المجتمع الانساني عليها رجاله ونساؤه وملأوا قلبها هولاً ورعباً من حيث لا يطير على الرجل شرارة واحدة من هذه النار المتأججة (وسأروى لكم فى نهاية هذه الدراسة واقعة حقيقية حية على سبيل المثال لا الحصر ) لان الرجل  هو الذي وضع القوانين وشرع تلك الشرائع وما يقصر في محاباة نفسه لانه شره طماع محب لذاته ولا يعدل في القضاء في قضية هو الخصم فيها والحكم لانه ظالماً جبار.-----!!!!!!! أما الواقعة :- قد عرفت رجل يشغل منصبا مرموقا وينتمى الى عائلة معروفة اعتدى على فتاة تعمل فى دارهم فحملت منه فأضطر الى الزواج منها وبعد ان ولد الطفل أعطاه الشرعية ولقب عائلته أنتزعه من أمه ثم طلقها ليزوجها الى رجل فقير أغراه على قبول الزواج منها بالمال والطفل أصبح الان شاب يحمل لقب العائلة الشريفة ولكن مازال موضوع أحتقار وازدراء من العائلة ذاتها ومن المجتمع الذى يروى قصته ويجرمه وأمه ظلما وعدوانا ولايذكر والده رحمه الله وعفاه بكلمة سوء واحدة ----!!!!!!!!



132
بروز ظاهرة المستبد بأمره فى العراق أحتمال قائم


بألامكان ان نكتب صفحات وصفحات عديدة جدا كأدلة وبراهين تدعم او تؤيد هذا التحليل لان تاريخ المجتمعات البشرية مليئة بألادلة والبراهين الا انه أجد ان الاختصار مع الاحتفاظ بألمغزى بغية الوصول الى الهدف المنشود ضرورة مطلوبة لها مبرراتها واسبابها -----!!!!
ان احتمال بروز هذه الظاهرة (المستبد بأمره )فى جميع المجتمعات قائم حقا ويمكن الدلالة عليه عند مراجعة التاريخ القديم والحديث لدول العالم الا ان احتمال بروز هذه الظاهرة فى الدول النامية وذات المستوى المتخلف أقتصاديا وأجتماعيا وثقافيا يكون اكبر بكثير من احتمال بروزها فى البلدان المتقدمة ذات المجتمعات المدنية التى تسود فيها معايير ومضامين الحرية والحياة الديمقراطية والمؤسسات الدستورية ومنظمات المجتمع المدنى الحديثة فبروز (هتلر )مثلا والعشرات من امثاله والذين عملوا بمعيتهم هو اكبر دليل على احتمال ظهورها فى البلدان المتقدمة نتيجة عوامل مساعدة ومحفزة على الاصعدة المحلية والاقليمية والدولية -----!!!!!
أما نحن العراقيين نعيش فى منطقة الشرق الاوسط المليئة بالتوترات والخصومات والنزاعات بالاضافة الى الاثار النفسية العميقة جدا التى نشأت عند الفرد والمجتمع العراقى خلال عقود منصرمة بسبب السياسات التى مارسها والدور الذى لعبه المستبدين بأمرهم فى العراق -----!!! دعونا نتذكر بعض من الأساليب التى مورست فى التعذيب والقتل والقبور الجماعية أكيد لم يقتلهم شخص واحد بل ساعده فى ذلك المئات وألاف من الناس كما لاننسى وانا شخصيا لايمكن ان انسى مادمت حبا كيف كانوا يخرجون الطلاب من مدارسهم تحت تهديد السلاح ليحضروا مع جموع غفيرة من رجال ونساء وشيوخ وذوى الضحية ليشاهدوا عملية تنفيذ حكم الاعدام شنقا حتى الموت بالضحية ويأمروهم بالتصفيق بعد تنفيذ الاعدام (وفى عام 1963 كنت احد الطلاب من الذين اخرجوهم بقوة السلاح  يومها كنت طالبا فى الصف الاول فى متوسطة القوش (مسقط رأسى ) لنشاهد مع بقية الذين احضروهم ومن بينهم والدة الضحية وذويه لينفذوا عملية الاعدام بالمغفور له المرحوم حميد الياس حنو وبعد الانتهاء من جريمتهم النكراء تلك أجبروا الجميع بالتصفيق من دون أستثناء ----!!!!!لابل كيف كانوا يمثلون بالضحايا وهم احياء حتى الموت ومع ذلك يسحلون عاى الارض تمثيلا وانتقاما (وايضا شاهدت ذلك وكنت بعمر الاطفال ولا اريد ذكر الضحايا المعنيين لكى لانعيد جروح الماضى ومآساته وآلامه)طبعا انا واحد من مئات الالوف ان لم نقل الملائين من العراقيين ومن مختلف الاعمار والاجناس من الذين شاهدوا تلك الجرائم البشعة جدا --------!!!!!
أذن علينا الان أن نحلل هذه الشخصية ومن ساهم فى تكونها وكيف نشأت فى المجتمع العراقى وكيف ينقلب الضحية الى جلاد فى لحظة واحدة وقراءة دقيقة لتاريخ العراق الفديم والحديث سيكشف وجود مجموعة هائلة من الملوك والآله وأنصاف الآله والحكام وكثرة من اتباعهم الذين حكموا العراق بالحديد والتار الذين ساموا المجتمع العراقى سوء العذاب وأذلوه وكل فرد فيه وبذروا ثروته وتراثه وحضارته (والله لولا أثار اولئك الأجداد العظماء أصحاب حضارة العراق شاخصة شامخة وتحكى فى العديد من مدننا مثل الموصل وبابل لدفنت الى الابد وفى طى النسيان ولن يمروا عليها حتى مرّ الكرام )الذين وضعوا القوانين الجائرة المليئة بأقسى العقوبات وأشدها ظلما من اجل فرض سيادتهم ومصالحهم على المجتمع ----تكفى لاقناعنا بما يفترض ان نحترس منه من (الاسبداد الذى فينا )الاستبداد والقسوة هى التى تلاحقنا حتى اليوم وقراءة مكثفة لحياة العشيرة والعائلة والبيت سنجد كيف كان وما يزال تمارس سلطة الاب والشيخ ورجل الدين فى تربية أطفاله والمجتمع وعلى مدى اجيال كثيرة تلك التربية تتميز بالذكورية والقسوة والعنف فى مواجهة المشكلات والسعى لأمتلاك (القوة ) بأعتبارها الطريق الوحيد للوصول الى الحق ---- نعم ان كل هذه هى عوامل ساعدت على ظهور الشخصيات المنحرفة لانها التربة الخصبة التى يمكن ان ينمو ويترعرع فيها ثم تهيمن وتتحكم بالدولة والمجتمع حيث نرى بوضوح كيف يسود الاستبداد وتغيب الديمقراطية وحقوق الانسان وحقوق القوميات والاديان والمذاهب والاتجاهات الفكرية الديمقراطية عن حياة الناس تحت واجهات مختلفة (كما يجب ان لاننسى العوامل الكامنة وراء ذلك )رغم التباين فى الواجهات التى يمارسها الاسنبداد فان هويته تبقى واحدة وعواقبها واحدة ايضا !!! لان مثل هذه الارضية والتى مازالت مستمرة يمكنها ان تسمح فى المستقبل ايضا بروز المستبدين بهذا القدر او ذاك حيث اننا من حيث المبدأ نرتبط بنفس المجتمع وعلاقاته وتراثه وثقافته رغم أختلاف فى التربية العائلية المباشرة  عليه يمكن ان ينمو هذا الشىء الصغير فينا ليتحول الى معضلة أسمها (المستبد بأمره ) لان الضروف والمستلزمات القائمة تسمح الى نمو وتطور مثل هذه الشخصية المنحرفة لابل وما ينمو فينا خارج ارادتنا احيانا كثيرة وما يجرى فى العراق منذ مئات السنين تمنحنا الدليل على ذلك (اى بروز الظاهرة التى نحن بصدد تحليلها فى مجتمعنا لابل قابل للظهور فى كل لحظة وما نعيشه اليوم يعطينا الانطباع بوجود من لديه استعداد لذلك كما ان هذه الفكرة جاءت من المأسات والمهزلة فى عراقنا اليوم وعندما نلقى نظرة على معظم القوى السياسية الفاعلة سنجد حقيقة هذه الظاهرة السلبية فى الواقع العراقى المعاش وان كان بروزها متباين من حزب الى اخر وطبعا عندما لانجدها فى الممارسة العامة نجدها فى الممارسة الحزبية حيث يعجز المناضل او الحزبى الجيد عن نقد  مسؤوليه الحزبيين او المسؤل الاول فى الحزب لان هذا المسؤول يعتبر نفسه قائد للحزب وبالتالى فهو معصوم من الخطأ ولا يجوز المساس به مطلقا وانه يعمل أفضل ويرفض فى ضوء ذلك ترك منصبه لغيره (هذه هى البداية الفعلية للأصابة بالشعور بالعظمة وامتلاك الحقيقة والحق فى آن واحد وان الجميع عاجزون عن اداء مايؤديه هو للمجتمع والحزب لابل وهناك فجوة فى مستواه ومستوى الأخرين ) وهذا ما يقود الى ارتكاب المزيد من الاخطاء ويبعد الناس عن الواقع ويشكل ما يطلق عليه ((بعبادة الفرد لنفسه وفرضها على الاخرين لعبادته أيضا )) هكذا نمى بعض المستبدين وهكذا تحولوا الى معضلة فى الحياة العامة وفى حزبه ومن ثم فى الدولة والمجتمع !!! وأنا لا أقصد بذلك ابدا ولايجوز ايضا اعتبار الجميع فى مستوى واحد لكن نلاحظ من يصل الى موقع يجلس على الكرسى)                                 

                      يفقد جزء من توازنه ) لان الكرسى اكبر منه وألا قد ازداد تواضعه !!!! (ان القاعدة الانسانية تقول :-كلما أزداد علم الانسان زاد تواضعه أزاء الاخرين وانا اقول ايضا ان المنصب او الوظيفة هى تكليف للانسان وليس تشريف له ) بينما نجد فى الواقع غير ذلك لان تلك المواقع تمنحهم القوة والقدرة على التأثير ولو على جماعة صغيرة عند ذلك تبرز الظاهرة وتنمو وتأخذ ابعادها الشخصية والاجتماعية والسياسية ويمارسون على الاخرين ما يمارس عليهم وهكذا تتواصل الحلقات لتشكل سلسلة طويلة وهذا داء خطير جدا حيث نرى ونسمع كثير من الشعوب يعانون من قادتهم او من بمعيتهم او يعملون معهم لانهم مصابون بهذا الداء الخطير لانها معضلة حقا حيث ان الناس تبدأ بالخشية والخوف من تقديم النقد لذلك القائد او التكتل ضده او الانتقام منه !!!! اذن المطلوب منا جميعا كيف نواجه ما بداخلنا من صراع بين الحياة السليمة وبين العنف والقسوة بين الديمقراطية والاستبداد نتيجة العوامل التى اشرت اليها سلفا والتى تلعب دورا مهما فى تكويننا الذهنى وبناء الفكر والممارسة لدينا لابل والمطلوب ايضا الوقوف بحزم وقوة وبكل الوسائل لمنع بروز المستبد بأمره فى العراق وكفانا بؤس وشقاء وضياع !!!
وأنى ارى ان التربية كفيلة بأن تنقذ اى مجتمع من الشر الذى يقع فيه وذلك عن طريق تخطيط علمى مدروس وسليم لاهداف تربوية التى تنبثق من دافع المجتمع وحاجاته الاساسية بحيث تجعل هذه الاهداف التربوية اتجاهات (فكرية  ونفسية  ومبادىء )يؤمن بها الشباب فيطمح فى تحقيقها –فالبيت بمحفزاته الثقافية والاقتصادية والنفسية  والمدرسة بمناهجها وموضوعاتها الدراسية واهدافها –والمعلم بشخصيته ومادته وطبيعته واسلوب تعامله وفلسفته فى الحياة –بالاضافة الى المؤسات الاجتماعية (كدور العبادة –والنوادى –والجمعيات )كلها عوامل تضع الاسس العامة للشخصية المتكاملة   التى ترغب التربية فيها لمواطنيها ---كما واجد من الضرورى جدا –ان مجتمعنا العراقى الذى يمر بمرحلة دقيقة من حياة ابنائه يحتاج لمزيد من الافراد تمثل فيهم صفات خلقية خاصة تقتضيها هذه المرحلة بالذات وهى غير غريبة عما جاء به تاريخ مجتمعنا الحضارى وتراثه الفكرى من سمات الشخصية المتكاملة فلا بد ان تتبنى العملية التربوية هذه الصفات فتجعلها اهدافها وتهىء من الوسائل التى تحققها فتجعل كل فرد فى مجتمعنا (مغامرا شجاعا طموحا ايجابيا فى غير أندفاع او عنف او ميل للأعتداء –قادرا على ضبط نفسه والسيطرة عليها وتنظيمها من غير تزمت ----فاهما نفسه –وتقديرها حق قدرها ويحترمها من غير غرور –سليما غير سلبى مطمئنا راضيا دون خمول او ركود –مهذبا فى غير ميوعه مؤدبا من غير ضعف متواضعا من غير خنوع –كريما حذرا متسامحا متدينا وطنيا متحمسا بأعتدال –يؤدى واجبه دون ان ينسى حقوقه ويتمسك بحقوقه دون ان يهمل واجبه وان يكون بارا بأسرته مخلصا للجماعة التى ينتمى اليها وللدولة التى يعيش فى كنفها عاملا بأخلاص  للمجتمع أخلاصه لأمته –فأذا استطاعت التربية الحديثة بأساليبها وأهدافها فى البيت والمدرسة والمؤسسات الاجتماعية الاخرى ان تخلق الشخصية المتكاملة للأفراد (مجتمع المستقبل )فأن الأمة ستصل لأهدافها ويتحقق عندئذ مجتمع الكفاية والعدل المبنى على الألفة والتعاون وأحترام حقوق الاخرين من جميع مكونات المجتمع –والمحبة والعلم والعمل وعندئذ نقول حقق مجتمعنا اهدافه ونقضى بشكل نهائى والى الابد بروز ظاهرة المستبد بأمره ونتخلص من البؤس والشقاء والضياع  وان غدا لناظره لقريب -

133
المسيح صنع المعجزات فى حقل العلاج النفسى


ان العلاج النفسى بوسائله المختلة قديم التطبيق فى علاج الامراض النفسية ولعله كان الوسيلةالوحيده فى علاج معظم الامراض (جسمية *نفسية *عقلية )منذ ان عرف الانسان المرض وسعى جاهدا الى الخلاص منه ومن دراستنا لعادات وطبائع الاجناس والقبائل البدائية التى مازالت أصنافها تعيش فى بقاع عديدة من العالم نستدل ان الانسان القديم قد مارس وسائل العلاج النفسى فى علاج الامراض بشكل عام الجسمية منها والنفسية والواقع ان الانسان القديم كالانسان البدائى (المعاصر )لم يفرق بين اسباب الامراض الجسمية منها وغير الجسمية كما لم يفرق ايضا فى اساليب علاجها فقد رد الانسان القديم الامراض عامة الى اسباب خارقة *غامضة وعزاها الى قوى قادرة على التسلط عليه والحكم فى أمره والحاق الاذى فيه وكان لابد من اللجوء الى استعطاف القوى المتسلطة عليه بكل وسيلة ممكنة لدفع هذا الاذى او استشارة قوة اخرى اعظم منها وهذا المفهوم القديم للمرض (قرراتجاه العلاج وأسلوبه )وخصائص القائمين بتطبيقه ----- فكان من الطبيعى ان ينتج هذا المفهوم وجود (الطبيب الساحر )ويمكن النظر اليه فى بعض صفاته بأنه (الطبيب النفسانى الاول فى تاريخ الطب النفسى )ومما لاشك فيه ان الطقوس السحرية التى كان يقوم بها الطبيب الساحر وامثاله فى الوقت الحاضر قد ادت فى كثير من الحالات الى نتائج ايجابية فى شفاء المريض ( وهذا ليس شىء غريب اذكره لابل الجميع يعرف ذلك )عن طريق التأثير النفسى لاسلوب العلاج ومن الواضح ان اسلوب العلاج لم يكن مبنيا على تفهم الاسباب النفسية فى المرضى ولا على استجابة هذه الاسباب للعلاج المناسب لها والواقع ايضا ان المريض نفسه لم يكن هدفا للعلاج وانما الهدف هو (الروح )التىتملكت جسم المريض وعلى ذلك كان المريض نفسه لم يكن طرفا فى اسلوب العلاج وانما مجرد (موطن ) وكثير من وسائل العلاج تطورت من الطبيب الساحر من الطقوس ومراسيم وقرارات وتعزيم وحروز وتمائم ونذور وغيرها ) من الاساليب التى تهدف بالواقع الى التأثير على الحالة المرضية بفعل تأثيرها على (الروح )التى يفترض المعالجون وجودها كما افترض الطبيب الساحر والانسان القديم وجودها فى كيان المريض وسواء اتفقنا اولم نتفق مع هذه الاساليب العلاجية مما لاشك فيه انها افادت فى علاج وشفاء بعض المرضى فى الماضى كما فى الحاضر(وهذا الامر ايضا معروف للكثير من عندنا وليس بدعة منى )  وقد نجمت هذه الفائدة عن التأثير الايحائى لاسلوب العلاج (والايحاء هو احد الوسائل الهامة التى تسبب بعض الامراض النفسية وفى علاجها وخاصة فى مرض الهستيريا )كما ان من  اوائل المعارف التى مارسها الانسان (الدين والسحر والطب )وقد ترابطت هذه المعارف فيما بينها حيث مارس كهنة المعابد الوثنية والسحرة الطب البدائى بأساليب متعددة ويغلب عليها السحر والشعوذة وفى الحضارات القديمة اتخذ الانسان آلهة متخصصة بالطب والشفاء فكان لدى البابليين آله الطب (آيا ) و آله الحكمة والشفاء (أنتازو)ولدى اليونان كان اكبر  آله الطب (آبو لو )الى ان جاء الحكيم العظيم(ابو قراط )المتوفى سنة 375 ق-م اشهر رجل فى تاريخ الطب منذ باية الخليقة والذى نادى بعزل الطب عن السحر والدين ووضع اسسا وقواعد لممارسة الطب بالمعقول والملموس لا بما هو خيا ل ومدسوس وبالمناسبة وهو ايضا صاحب القسم المشهور(ابو قراط)الذى يردده الاطباء بعد تخرجهم وقبل ممارستهم لمهنة الطب.

وفى ملىء الزمان جاء المسيح له كل المجد وصنع المعجزات الكثيرة ومنها فى حقل العلاج النفسى واعطى الحياة المسيحية رونقا وطعما خاصا ومميزا ظهرت فيه صفات الانسانية الحقة والرحمة ولم يعد الطب سحرا وشعوذة ومصدرا للربح الحرام كما كان سابقا واعطى للعلاج النفسى صفة وميزة ايمانية اى ربط بين الايمان والشفاء اى بمعنى تحول العلاج النفسى الى عمل ايمانى تتجلى فيه قدرة الخالق العظيمة حيث قال:- لقائد المائة جندى فى كفر ناحوم عندما جاءه يطلب الشفاء لغلامه المفلوج المعذب ----اذهب وكما آمنت ليكن لك فبرأغلامه فى تلك الساعة وقال:-للمرأة نازفة الدم قرب بحيرة طبرية ثقى ياابنة ايمانك قد شفاك فشفيت المرأة فى الحال وايضا قال:-للمرأةالكنعانية فى تخوم صور وصيدا يا امرأة عظيم ايمانك ليكن لك ما تريدين فشفيت ابنتها وللأعمى قرب اريحة اذهب ايمانك قد شفاك فبصر فى الحال وهكذا تحول العلاج النفسى الى عمل ايمانى (اذا مرضت يا ابنى فلا تتهاون بل صّلى الى الرب فهو يشفيك)لان غاية الرب هى ---توفير الحياة السعيدة الصحية لبنى البشر وبها  تعم العافية وجه الارض
اما فى عصرنا هذا فأن من مظاهر التقدم وعوامل الطمأنينة فى حياتنا هو اهتمام الناس فى هذا العصر على اختلاف مستوياتهم الثقافية بألامور النفسية لايوازيه اى اهتمام بمواضيع اخرى والمظاهر الدالة على ذلك من مباشرة وغير مباشرة عديدة فالكثير مما نشكو منه نرده الى عوامل نفسية واللغة التى نستعملها يوميا لاتخلو من بعض التعابير والمصطلحات النفسية ووسائل الاعلام والتثقيف على اختلافها تكاد لاتخلو جميعها من الوسائل النفسية والاهداف النفسية والانتاج الفنى من ادب وشعر ورواية وقصة ورسم ونحت وموسيقى ورقص وغناء ---يحمل فى معظمه طابع هذا التأثير بدرجات متفاوته ولايمكن تجريده مطلقا من الحياة النفسية لخالقيه وأثاره فى نفسية المتعرضين له ---حتى فى الامور السياسية والاقتصادية نجد بأن النظريات النفسبة مكانها الهام فى رسم وتوجيه الاتجاهات السياسية المختلفة ----وهكذا يبدو فكأن النفس على غموض معناها قد تسلطت بقوة غامضة مثلها على جميع نواحى الحياة التى نحياها
واذا كان الكثير منا يختلفون فى تبرير اسم او آخر لهذا العصر فلا احد يجادل انه (عصر القلق ) والظاهر يبدو ان الانسان فى هذا العصر هو اكثر خطأ من سابقه فى تحقيق العوامل والضروف التى تضمن له التوازن النفسى فى حياته وفى علائقه الاجتماعية ذلك ان حريته الشخصية اوسع حدودا وحاجاته المادية اكثر تحقيقا وثقافته الفكرية اعظم عمقا وشمولا بحيث تمكن من ادراك نفسه وتفهم المحيط حوله ---رغم كل ذلك فأن القلق أكثر ورودا ووضوحا فى حياته واكثر تميز للعلاقات بينه وبين غيره من الافراد فى المجتمع
وليس يكفى فى تعليل هذا الواقع فى القول:-بأن الانسان اكثر تعرضا للخطر فى هذا العصر منه فى اى وقت مضى فقد مرت فى تاريخ البشرية ضروف كثيرة مليئة بالشدة والخطر ----ولكن لم يصاحبها ما نشاهده فى عصرنا هذا من شدة القلق ومدى انتشاره ولابد ان نجد فى اتساع العوامل المذ كورة أسباب تجلب للانسان المعاصر الشعور بالقلق وعدم الاطمئنان وذلك ان الفرد قد ادرك هذه جميعها او بعضها فهو فى خشية دائمة من خسارتها وهو بالمقابل يشعر بأن الابقاء عليها لايأتى الا عن طريق جهده الفردى وتحفزه الدائم ولهذا فهو فى وحدة وعزلة نفسية تفرض عليه من الارهاب والشدة اكثر مما يفرضه الحرمان فى الجماعة بما فيه من عبودية وحاجة وجهل 
واذا حاولت بعض المجتمعات الجمع بين تقدم الانسان وبين ضمان الطمأنينة فى حياته فأن مجتمعات اخرى وخاصة البلدان المتأخرة والمتطورة حديثا لم تدرك شيئا فى هذا الامر وهى بذلك اكثر تعرضا لازدياد القلق وغيره من الامراض النفسية وهذا هو ما نلاحظه فى (مجتمعنا )وسيمر وقت طويل قبل ان نستطيع الجمع بين مظاهر التقدم وعوامل الطمأنينة فى حياتنا ------
(وبالمناسبة قمت بألقاء جزء كبير من هذه الدراسة كمحاضرة فى نادى بابل الكلدانى فى يوم الاحد الموافق 4/3/2001 وايضا فى جمعية اشور بانيبال /بغداد فى يوم الثلاثاء الموافق 6/10/2001 (ارتجاليا )فى المرتين تحت عنوان التوعية التربوية فى بناء الفرد والمجتمع سايكولوجيا وحضر اللقائين جمهور غفير  وجرت مداخلات واستفسارات كثيرة مما اضطر فى المرة الثانية مدير الجلسة وقتها المرحوم المهندس فائز كجو الطلب من الحضور الاكتفاء من الاسئلة ومنى الاختصار جدا فى الاجابة على الاسئلة لتجاوز وقت المحاظرة بكثير وهذا دليل حى على اعجاب الحضور بالمحاضرة وطريقة الاداء وموضوع المحاظرة ايضا حصلت على كتاب شكر وتقدير من كلتا الجهتين ) –فى حينها -------
وفى الختام نقول :-
أقبل على النفس واستكمل فضائلها              فأنك بالنفس انسان لابالجسد
 تدّعى انك جرم صغير                           وفيك أنطوى العالم الاكبر
داؤك منك وما تشعر                           ودوائك فيك وما تبصر

 

134


العراقيون هم اول من أحتفلوابمناسبة رأس السنة

هو الواقع وهى الحقيقة بعينها ان اول من احتفل بمناسبة رأس السنة هم (العراقيون )نعم هم العراقيون القدماء اول من احتفلوا بمناسبة رأس السنة مناسبة كانت تحدث سنويا وهنا لابد لى ان     اشير هناك ظام كبير  بالتاريخ العراقى لابل وبامكانى القول ان كل الكتب فيها تجاهل مقصود لتاريخ العراق العزيز وفى  احس الاحوال ينسبونه الى مصر الشقيقة والا ينسبونه الى الاغريق والصين ومصر -----!!!وعندما يعجزون يقولون فى الشرق الاوسط -----!!! لذا وليعلموا انه كلما أقرأ ذلك  , (الشرق الاوسط )يعنى العراق العظيم -----!!!!
كان العراقيون يؤمنون بأله (تموزى )وانه يموت فى نهاية الصيف ويعود ثانية فى نيسان حيث يعود الرفاه والزراعة والثمار وكانوا يقولون ----تموزى عاد الى الحياة ويحتفاون 12يوم سنويا اى من 1نيسان الى 12 منه اى (الى 12 نيسان ) اى بمعنى 12شهر ولكل شهر يوم يحتفلون به ويبقون جتى الصباح يحتفلون ويفرحون ويمرحون الى حد او غاية 12 نيسان وبعدها يركب الملك البابلى (الزورق )من باب القصر ويدخل (النهر )ثم يعود لتسلم راية الاله حيث كان لها مكان واحد وهو (يوم وكتو )يوم يعنى الوقت و(وكتو )هو بناء فى بابل شمال غرب الموكب (بيث وكتو )الذى يحتفل به فى بداية السنة  لذلك نقول العراقيون هم اول من احتفلوا بمناسبة رأس السنة -----------------
فالعراق هو مهد الحضارات لان الحضارة هى زراعة استقرار قانون دين بناء هندسة الابداع فى البناء وليس وضع الطابوق والجص فقط اى وجود معمارية معينه ------ واول قرية زراعية هى فى العراق لابل اول قرية زراعية فى التاريخ اى اول زراعة هى فى العراق ---اول دين هو فى العراق ايضا ( اقصد الدين الوضعى وليس الدين السماوى ) جابه أدم حيث نزل فى العراق ومن بعده (نوح) ومن ثم ابو الانبياء نبى الله (ابراهيم الخليل ) ومذكورة فى الانجيل المقدس وخرج نبى الله ابراهيم من اور الكلدانيين (اول ثلاثة انبياء )كما ان اول دين وضعى مقدس كان فى العراق واول مدرسة وكان التعليم اجبارى قبل 4500 سنة وكان يحاسب الاب اذا لم يرسل اولاده الى المدارس واول معبد فى التاريخ هو فى العراق واول قانون هو (أورنمو )من 2200 –2300 قبل الميلاد وهو اقدم من حمو رابى فى 1800 ق م وبعده شنوته هذه هى الحضارة والا كيف تكون الحضارة وما هو شكلها  او لونها ---------
اذن العراق هو مهد الحضارات العراق الوطن المقدس الذى وهبه الله سبحانه وتعالى الى اجدادنا واباؤنا ليبقوا فيه نعم بقوا فيه رغم كل الضروف والصعوبات المريرة الاخرى بقوا فيه ولم يتركوه الا نفر قليل جدا يكاد لايذكر وليسأل اخوانى واعزائى المغتربون من ابناء بلدى (انفسهم ) هل هناك عطر اشم واعطر من تراب وطنى العراق؟ وهل هناك دفىء وحنان اكثر من دفىء وحنان العراق؟وهل هناك مناخ وطبيعه احلى واجمل من مناخ وطبيعة وطنى( ومن يضيع وطنه العراق  لايجده حتى فى اسواق الذهب بالعالم كله ----------!!!!!!!
اما (المعايدة )او كارت المعايدة -------
كما تعلمون ان كثيرا من الاشياء تظهر بصدفة وبطرافة ايضا حبث استخدم الفراعنة فى احتفالاتهم قطع من البردى عليها رسوم واشياء اخرى يرسلوها الى من يريدونه ان يحضر احتفالاتهم فبالامكان اعتبارها اول معايدة
لكن اول كريستال كان فى النمسا عام 1869 لمصلحة البريد النمساوى والفرنسيون اجروا عليه تطوير فى فرنسا عام 1870 حيث انتجوا كارت فيه رسوم من معاركهم -----
اما اغلى معايدة هى التى ارسلها الملياردار اليونانى ((اوناسيس)) الى (مارياكناى )صاحبة اجمل صوت حيث كان اوناسيس يعشق الاوبريت وحتى (انا وانت لو حضرنا الاوبريت ل ماري كناى       لعشقناه ايضا ولو انت لعشقته اكثر منى ) فارسل اوناسيس الى ماري كناى كارت مرصع بالياقوت واللؤلؤ لذا اعتبر اغلى معايدة او كارت -------وكل عام العراق والعراقيون بالف خير مع تحقيق الامانى





135
المنبر الحر / (ليلة العيد )
« في: 16:08 24/12/2008  »
(ليلة العيد )

ان افضل ما سمعته وشاهدته في باب المروءة والاحسان هو ما حصل ليلة العيد 31/12/2000 . ان امرأة بائسة وقفت ليلة العيد تلك امام حانوت لبيع الهدايا والتماثيل في بغداد ويقصده الناس كثيراً في تلك الليلة لشراء اللعب لاطفالهم الصغار فوقع نظرها على تمثال صغير من المرمر جميل جداً فابتهجت بمرآه ابتهاجاً عظيماً لا لانها بلهاء يستفزها منظر ذلك التمثال مثلما يستفز الاطفال الصغار بل لانها كانت تنظر الى التمثال بعين ولدها الصغير الذي تركته في شقتها ينتظر عودتها اليه بهدية او لعبة العيد كما وعدته فاخذت تساوم صاحب المحل حول سعر التمثال فترة من الزمن تزيد الربع ساعة تقريباً وصاحب المحل مصراً على سعره الغالي جداً بالنسبة لها فاخذت تحسب ما في محفظتها الصغيرة من النقود علمت انها لا تستطيع الوصول الى ثمنه وشرائه وبالمقابل لا تستطيع العودة الى ابنها بدون التمثال فاجبرتها الضرورة التي لايقدرها الا من حمل بين جنبيه قلباً كقلب الام الحنون الرقيق فمدت يدها بخفية الى التمثال فسرقته حيث ظنت ان صاحب المحل لايراها ولا يشعر بمكانها ثم رجعت الى الخلف خارجة من المحل وقلبها يخفق خفقتين مختلفتين في ان واحد خفقة الخوف من عاقبة فعلتها الشنيعة وخفقة الفرح والسرور بالهدية الجميلة التي ستقدمها بعد لحظات قليلة الى ولدها..!! فكان صاحب المحل من اليقظة والحذر وحدة النظر بحيث لايفوته شيء او معرفة مما يدور في محله فتبعها وهو يراقب سيرها حتى عرف شقتها ثم تركها وشأنها وذهب الى مفرزة الشرطة الموجودة في ركن الشارع القريب منه واخبرهم بالقصة فتبعه اثنان من رجال الشرطة للقبض على تلك المرأة وصعدوا جميعاً الى شقتها ففاجأها وهي جالسة بين يدي ولدها تنظر الى فرحهِ وابتهاجه بتمثاله نظرات الغبطة والسرور فهجم الشرطي على الام فاعتقلاها واما الرجل فهجم على الطفل وانتزع التمثال من يده بقوة فصرخ الولد صرخة قوية لا على التمثال الذي انتزع منه بل على امه المرتعدة بين يديه وكانت الكلمة التي نطق بها وهو بين يدي الرجل(رحماك بأمى يا عمى ) ..!!. وظل يبكي بكاءً شديداً فجمد الرجل امام هذا المنظر المؤلم المؤثر وحينها دقت اجراس الكنيسة القريبة منهم معلنة باشراق فجر العيد فانتفض الرجل انتفاضةً شديدة وصعب عليه ان يترك هذه الاسرة الصغيرة المسكينة حزينة فيكون في اليوم الذي يفرح فيه الناس جميعاً فالتفت الى الشرطيين وقال لهما اظن اني اخطأت في اتهام هذه المرأة فاني لا ابيع هذا النوع من التماثيل فانصرفا لشأنهما والتفت هو الى الولد وطلب منه العفو ومن امه ايضاً ثم مشى الى الامام فاعتذر اليهما عن خشونته وشدته معهما فشكرت له  فضله ومروءته وجبينها يتصبب عرقاً حياءً وخجلاً من فعلتها تلك ولم يتركهما حتى اعطاهم كمية من النقود مما جعل عيدهما اسعد واهنأ مما كان يظنان. وهكذا فان ليلة العيد لا تأتي حتى يطلع في سمائها نجمان مختلفان (نجم سعود ونجم نحوس)اما الاول فللسعداء الذين اعدوا لانفسهم صنوف الالبسة والحلل ولاولادهم اللعب والهدايا والتماثيل ولضيوفهم الوان الطعام والشراب ثم يناموا ليلتهم نوماً هادئاً مطمئناً تتطاير فيه الاحلام الجميلة حول اسرتهم كالحمائم البيضاء حول المروج الخضراء واما النجم الثاني فللاشقياء الذين يبيتون ليلتهم على آحر من الجمر كما يقال يئنون في فراشهم انيناً يتصدع له القلب ويذوب له الحجر حزناً على  اولادهم الواقفين بين ايديهم يسألونهم بالسنتهم وباعينهم ماذا اعددتم لنا في هذا اليوم من ثياب ولعب جميلة لنتباهى بها امام اصدقائنا ولعب جديدة نزين بها مناضدنا فيعللونهم بوعود يعلمون انهم لا يستطيعون الوفاء بها فهل لاؤلئك السعداء ان يمدوا الى هؤلاء الاشقياء يد المعروف؟ وهل تسطيع حكومتنا والمسؤولين فى بلدنا الغنى جدا ان يمدوا الى اخواننا وابناء شعبنا المهجرين والمهاجرين من ديارهم لابل والمجودين داخل البلد والمعوزين يد العون والمساعدة نسميه هكذا رغم كونه حق من حقوقهم مسلوبة منهم بالقوة (بحكم الطبيعة ) (حكم القوى على الضعيف حيث القوى يملك على الضعيف حتى نفسه وهواه ) (وشريعة الانسان( العنف وايذاء الضعيف )  ليسجلوا لانفسهم في باب الاحسان والمروءة ما سجل لصاحب محل بيع التماثيل والهديا؟ ولا اعتقد ان رجلاً يؤمن بالله ويحمل بين جنبيه قلباً يخفق بالرحمة والحنان يستطيع ان يمنع عينه من البكاء ولا قلبه من الخفقان عندما يرى في العيد وهو في طريقه الى دار عبادته او خارجاً منها طفلة مسكينة بالية الثوب كاسفة البال دامعة العين تحاول ان تخفي وراء الاسوار والجدران خجلاً من اصحابها ومن بعمرها ان تقع انظارهن على ثوبها وفقرها ورثاثة ثوبها وفراغ يدها مثل ما تمتلئ به ايديهن فلا يجد سبيلاً الا ان يدفع عن نفسه ذلك الالم بالحنو عليها وعلى بؤسها لانه يعلم ان جميع ما تهيأ له من صنوف السعادة والوانها لا يوازي ذرة واحدة من السعادة التي يشعر بها في اعماق قلبه عندما يمسح بيده تلك الدمعة المترقرقة في عينيها.
ان البؤساء يعيشون بسبب  محنتهم ويقضون جميع ايام حياتهم في سجن مظلم من بؤسهم وشقائهم فلا تستكثروا عليهم ان يستمتعوا معكم بالفرح والسعادة في كل عام مرة او مرتين وفى الختام نقول.)لا احدا ابدا يحمل فى جنبيه قلبا كقلب ألام ----فالأم هى تاج الرأس وستبقى الى الابد تاج الراس ايضا ) 
أماه لو رد البكاء الى الحياة الذاهبين           لأذبت روحى بالبكاء وبالتوجع والانين
لوعشت لى ماكانت تؤرقنى الليالى           ولو ارتويت من الحنان لكان حالى غير حالى
زورينى يوما فى المنام لعلها تشفى جروحى  ولعلنى ان بحت بالشكوى اليك ما تبوحى
نعم فما تبوحى أماه ياأماه 


136
الحياة النفسية للانثى

قد لايعلم البعض ان هناك عصوراً في التاريخ القديم سادت فيها سلطة المرأة ففي عهد الملك سيكروبس cecrops في اليونان القديم كانت المرأة هي سيدة العائلة وتمتعت بمكانة عظيمة في المجتمع وشاركت في الانتخابات...الــخ ويذكر ايضاً بان هنالك نساء شهيرات في تاريخ القديم وكذلك الحديث قمن بأعمال مجيدة نذكر منهن كاليوبترا في العصر القديم وكاترين قيصرة روسيا في العصر الحديث. الا انه في عصر افلاطون آل دور المرأة الى الانحطاط رغم رقيه في الفكر كما هو معلوم فنزل مقامها والزمت الدار...الــخ مما يبرر التسمية " بعصر الرجل " وهو واقع مازال قائماً في معظم بلدان العالم بالرغم من التحولات الكثيرة والكبيرة في مجال حرية المرأة ومساواتها مع الرجل في الحقوق والواجبات ومع ان الكثير من الاقطار اخذت بمبدأ المساواة الا ان التطبيق العملي مازال متخلفاً بسبب تمتع الرجل بما يكفي من النفوذ والسيطرة لايقاف هذا التطبيق عند الحدود التي لاتضر بالسيادة الاجتماعية والاقتصادية وقد لا نجادل في هذا الخصوص..!!. ولهذا نجد ان اكثر البلدان حضارة وتقدماً في عصرنا هذا تحرم المرأة من التمتع بحقوق المساواة مع الرجل ( ولعل التخلف في فهم الحياة النفسية للمرأة وهو اكثر وضوحاً من التخلف في موضوع حريتها ومساواتها مع الرجل ) ومن يتابع مسيرة علم النفس الحديث يجد بأن علماء النفس قد تجنبو الى حد بعيد بحث نفسية المرأة بشكل مستقر وحتى في الحالات التي حدث فيها ذلك لم يكن بحث نفسية المرأة من أجل ذاتها بقدر ما كان من اجل فهم وتعزيز موقف الرجل المتسلط في الحياة وكل ذلك يثبت لنا موقف اما جاهلاً للمرأة او متحيز ضدها ومن هذه الآراء ان المرأة اكثر نرجسية من الرجل وبأن حاجتها بأن تحب اكثر بكثير من حاجة الرجل وبأنها اكثر جمود او اضعف من الرجل في الذات العليا "الضمير" وبأنها سلبية الهاوية اكثر منها عقلانية وبانها رخوة متذبذبة ومتواكبة وايضاً قد كان من اراء فرويد العالم النفساني النمساوي 1856 – 1939م ان المرأة في محاولتها التخلص من الشعور من النقص وما الزم به هذا الشعور ومن كراهية للرجل ورغبة في تحطيمه فانها " أي المرأة " تحاول حل هذا الصراع عن طريق او اخر من حلول ثلاثة  1) اما بقبولها بالامر الواقع لدورها الانثوي.  2) او بتحويل صراعاتها الى اعراض مرض نفسي. 3)او ان نفسيتها تتحول في اتجاه عقدة الرجل... والحل الاول قبول المرأة بامر الواقع بما يتطلب من الخضوع والتسليم بسلطة الرجل هو الحل الطبيعي في نظر فرويد وهو يتمشى مع واقعها البايولوجي ويوفران عليها الاتجاه المرضي او المنحرف اللذان يتمثلان بالحل الثاني والثالث على التوالي فالحل الثاني هو الحل المرضي يعتبره فرويد محاولة للمراوغة والتخلص من قبول الواقع اما الحل الثالث ففيه انحراف يبعد المرأة عن طبيعتها ويدفعها في طريق يمسخ انوثتها بالتقليد لما لم تتهيأ بالطبع لان تكون مثله  " وهو الرجل " ان مجمل ما اوردناه كله قد ساعد في ترسيخ الفهم الخاطئ للحياة النفسية للمرأة وقد وجدت هذه الاراء قبولاً لدى الكثيرين من الناس ممن وجدوا فيها تفسيراً معقولاً لنظرة تقليدية وتاريخية عن وضع المرأة في الحياة. كما ان اخرون وجدوا فيها نقطة ارتكاز تخدم اغراضاً اجتماعية واقتصادية  وتحقق للرجل الاستمرار في المجتمع بالضمانات التاريخية والتقليدية التي تتمتع بها والتي جعلت من المرأة تابعة له في الحياة..!! وبعد كل ذلك كان لابد من ان تنهض في مسيرة علم النفس الحديث آراء منتقدة ومخالفة لاراء فرويد وجماعته وبعض هذه الاراء ينفي ان تكون للمرأة الخصائص التي اوردها فرويد وبعضها وان اقر اصحابه بوجود بعض هذه الصفات الا انها لم تكن نتيجة حتمية لمقررات بايولوجية في انوثة المرأة وانما اكتسبت في حياة المرأة لسبب فعل عوامل حضارية واجبرت المرأة على اتخاذ مرتبة ادنى في السلم الاجتماعي والاقتصادي وما يقضيه ذلك من قبولها بذلك مع جميع ما ترتب على هذا القبول من تحول في مظاهر حياتها سلوكياً ونفسياً وعلى هذا الاساس فندت جميع اراء فرويد عن نفسية المرأة " فعقدة الذكر "وان كان لها مايبررها من حيث الفروق الظاهرية بين خصائص المرأة والرجل الجنسية الا انها لم تكن تبرز في حياة المرأة ولولا الفروق في الامتيازات الحضارية بينهما  ( وقد كان بالامكان ان ينعكس الامر فيعاني الرجل من   " عقدة الانثى " ولو ان الواقع الحضاري يؤكد سلطة المرأة على الرجل ) اما القول : بان المرأة  تعاني ايضاً من عقدة الرجولة مما يدفعها الى تقليده للتخلص من واقعها الممتهن فمرد ذلك هو ان المرأة في اتباعها خطوات الرجل وتقليد حاله ( انما تمثل حاجتها الملحة للتمرد من واقعها ) أما القول : بأن المرأة في خضوعها وتواكلها ورفضها وقبولها بالالم أنما تؤكد استعداد بايولوجياً فان ذلك يفسر على اساس حرمان المرأة لعصور طويلة من التمتع بحقها الطبيعي بالمساواة مع الرجل وما ادى اليه ذلك من تعطيل لاكمال نموها النفسي وتبعيتها للرجل في حياتها الجنسية وتواكلها على الرجل في النواحي الاجتماعية والاقتصادية ومثل هذه الفروق يمكن لها ان تقع في حياة الانسان بشكل عام   ( عندما يجد المرء نفسه مضطراً ولو الى حين الى مهانة بقبول ما لا يمكن قبوله وهو الامر الذي اجبرت عليه المرأة وهي تسعى الان الى تبديله بواقع آخر ) ومع ان المرأة قد قطعت شوطاً بعيداً في عملية التغيير مما راح يؤكد لها كيانا نفسياً مستقلاً ومكانةً حياتية لم تتمتع بها من قبل..!! الا ان هناك خطر لابل خطراًجسمياً باعتقادي ان تتجاوز المرأة انوثتها في عملية التغير باتخاذها لانجازات الرجل ومكانته مقياساً لمكانتها وهنالك بوادر ومظاهر كثيرة لهذا التجاوز وقد لايكون ذلك في حد ذاته مظهراً من مظاهر نفسية المرأة بقدر ما هو تعبير عن توافقها للتمرد والتفهم بعد عصور طويلة من عبودية الرجل وسوء فهمه وانا اتوقع هذا التجاوز ان يتزايد وضوحاً الى ان تتخلص المرأة كلياً من رواسب تبعيتها وسيحدث ذلك على حساب الكثير من انوثتها الا ان لمثل هذا الدور " التصحيحي المتحمس " اذا صح التعبير ان يستقر بالنهاية الى حال يضمن للمرأة حريتها وانوثتها في أن واحد وبدون الضرورة للدخول في صراع ( الحرية والتبعية ) لنأخذ مثلاً الزواج الذي يحقق الابقاء على الجنس غير انه يعني بالنسبة للاثنين وخاصة بالنسبة للمرأة تغييراً جذرياً في الهوية الشخصية وقد يعني اكثر من ذلك في بعض الحضارات التي تجد في الزواج نهاية لاية هوية مستقلة للانثى ولهذا فان للحياة الزوجية ان تكون بداية لحياة طويلة من التبعية والارتباط والمعاناة تدفعها المرأة ثمناً لحمايتها وتواكلها وقضاء حاجاتها الضرورية التي تنبع من طبيعتها الانثوية ونجاح المرأة وفشلها في التكيف والتوافق مع حياتها الجديدة تضيف على المرأة الحياة النفسية المناسبة لكل من الحالتين..!! ( ومن المفيد ان اذكر هنا ان مؤسسة الزواج عند الانسان القديم كانت تتكون من الاخ والاخت واولاد الاخت حيث




   

كانت الانثى تخرج من مسكنها لقضاء حاجاتها ويصادفها رجل ويحصل الذي يحصل بينهما ويعود كل منهم الى مسكنه وهكذا ) وقد تكون لذلك من الاثر في حياة المرأة ما ليس لاي عامل آخر من التأثير رغم انه ليس هنالك مايثبت ان المرأة قد تهيأت للزواج اكثر من الرجل الا ان الباحثين في تاريخ الحضارات يجدون بأن مؤسسة الزواج قد بدأ بها كمظهر من مظاهر الاستئثاروالتملك " وبان دور المرأة في هذه المؤسسة كان دوراً تبعياً" وحتى في عصرنا الحديث فليس هنالك ما يدل على ان حاجة المرأة للزواج هي اكثر الحاحاً من حاجة الرجل وممارسة المرأة لحق الرفض وحق الطلاق كل ذلك يدل ان عقدة الزواج عند المرأة اقل بكثير مما يظن ومع ذلك فان انتظار المرأة التقليدي حتى يتقدم الرجل بطلب الاقتران بها يجعل المرأة بالضرورة في وضع نفسي غير متكافئ مع الرجل وهذا يخلق عند المرأة حالة من القلق والتوتر والشعور بالفشل ومثل هذا الوضع النفسي يزداد تعقيداً مع طول الانتضار وفوات الفرص وله ان يؤثر في مجالات السلوك المختلفة واعتقد ان كل هذا معروف لدى الكثيرين منا..!! ( وقل ان يوجد من النساء من يستطيع تجاوز هذه المراحل المرهقة بأمان واتزان نفسي ومن المراحل الاخرى غير الزواج والتي لها الدور الكبير من الشدة على الانثى مرحلة البلوغ ( الحيض الاول، ودورة الحيض، والحمل والرضاعة وسن    اليأس )..!!
 وسيظل الامر على هذا الحال ما دامت مؤسسة الزواج قائمة على اساس مبادرة الرجل وانتظار المرأة وهنا يطرح سؤال نفسه هل يدري احد الصورة التي يمكن ان يتغير اليها هذا الحال عندما تبلغ المرأة حداً مماثلاً ومساوياً من التحرر كالرجل؟ وعندما يتقدم العلم الى الدرجة التي يسهل فيها التخصيب وربما النمو خارج الرحم..؟ وفي الختام نقول 1) يستطيع الرجل ان يعيش بدون امرأة ولكنه لايستطيع القول انه كان حياً..!!.  2) المرأة الصالحة والمتزنة هي قمة الرضى للرجل واما المرأة غير الصالحة وغير المتزنة هي التعاسة بعينها للرجل ويعيش تعيساً لابل وقد تجعل منه فيلسوفاً..!! فهنيئاً للرجل الذي يحظى بالاولى ومن الواجب علينا ان نشارك الرجل الذي يحظى بالمرأة الثانية بدعواتنا له بالصبر وقوة التحمل والايمان بواقعه وخصوصاً في زواج المسيحيين.




137
المراهق والمراهقة


المراهقة بطبيعتها هي اعاقة للنمو الهادئ واحتفاظ المراهق والمراهقة بتوازن ثابت ( هو امر غير طبيعي ) في حد ذاته ( والشهوة تيار جارف على الشاب والفتاة ان لا يستسلم له كلياً لانه لن يؤدي الا الى الرجوع الى الحيوان الذي انحدرنا منه قبل آلاف السنين وهناك البلية والبلاء)..!!
المراهق او المراهقة وغيرها من الكلمات مشتقة في اصولها من كلمة ( رهق ) وهي كلمة قديمة في اللغة. والكلمة ومشتقاتها تعني اشياء كثيرة فيها ما يتعلق بخصائص الفرد كالكذب والخفة والعربدة وسرعة الحدة والسرعة للشدة والحمق والجهل والاثم وغيرها من الخصال السيئة , كما تعني ايضاً العسر والضيق سواء اصاب الفرد او تسبب فيه للغير وهذه المعاني هي التي نتبناها عادة عندما نتحدث عن فترة المراهقة او نصف سلوكاً ما بانه سلوك مراهق (ومن الملفت للنظر ان استخدام هذا الوصف قد كثر هذه الايام حيث كثيراً ما نقرأ ونسمع ايضاً احداً يصف حزب او مجلس او مؤسسة اخرى بالمراهقين او المراهقة فهل من يصف الاخرين بهذا الوصف على علم ودراية بما يعني هذا الوصف هذا ما اتمناه؟ ) ومع هذه الاصول القديمة والثابتة للكلمة ومشتقاتها في اللغة الا ان استعمال مصطلح المراهقة قد اتخذ مفهوماً محدداً في العصر الحاضر فقط وراح يصف دوراً حياتياً معيناًفي حياة الفرد النامي وفي الحضارات الغربية نجد مثل هذا التطور في تحديد الاصطلاح وقد جاء هذا التطور مصاحباً للثورة الصناعية ووفرة الايدي العاملة من الكبار مما عزل من هم اقل سناً ( المراهقين ) عن العمل وساهم في تحديد ذلك ايضاً التحولات الاجتماعية التي حملت الاحداث دون سن معينة  ( المراهقين ) من العمل والاستغلال واخيراً فقد ساعد التقدم العلمي وانتشار المدارس على نطاق واسع في تحديد فترة حياتية معينة تشمل عدداً كبير من الطلاب في مرحلة الدراسة المختلفة ممن يقعون ضمن هذا الوصف..!!. وفي الحقيقة لايتوفر اتفاق كامل حول الفترة الزمنية التي يشغلها دور المراهقة وعلى العموم فان معدل سن هذه الفترة يمتد من الثانية عشر وحتى العشرين غير ان هناك من يعتبر هذا السن بين العاشرة والحادية عشر والعشرين في الفتاة وبين الثانية عشر والسادسة والعشرين في الفتى. على اعتبار ان الفتاة تصل البلوغ قبل الفتى كما ان نضجها العاطفي يكمل قبله وان اختلفوا الباحثين في تحديد فترة المراهقة فانهم يتفقون بان سن البداية يطابق سن البلوغ وتحديد هذا السن بالثانية عشر امر افتراضي لان سن البلوغ يتفاوت بين الفتى والفتاة كما اشرنا سلفاً وايضاً يختلف بين حضارة واخرى وبين موقع جغرافي وآخر كما يتأثر بالتغذية اضافة الى موقف المجتمع المعني من الممارسات الجنسية وهذا الواقع يفسر حدوث البلوغ في وقت مبكر الى المناطق الحارة على خلاف تأخره في المناطق الباردة كما يفسر التناقض التزايد في ابتداء سن البلوغ في المجتمعات الغربية بالقياس الى ما كان عليه في الماضي بسبب تحسين التغذية من ناحية وبسبب التسامح في التعبير الجنسي من ناحية اخرى اما الحد الاعلى وهذا مهم يتحدد ايضاً تبعاً للضروف الفردية والاجتماعية التي يعيشها الفرد فالاستمرار في الدراسة والعزوبية والتواصل العائلي من شأنها ان ترفع الحد الاعلى لفترة لمراهقة . بينما العمل والزواج وتحمل المسؤولية العائلية والحياتية بشكل عام لها ان تنهي دور المراهقة في وقت مبكر وهذا هو منظورنا في مجتمعنا لحد الان وهذا الواقع يفسر ايضاً انعدام او قصر فترة المراهقة في البلدان والمجتمعات المتخلفة حيث ينتقل فيها الحدث من الطفولة الى مرحلة الرجولة بسرعة تقترن عادة بالعمل والزواج والمسؤولية. اما في البلدان المتطورة يعيش المراهق فترة اطول من التواكل بسبب الدراسة مما يمنعه عن الزواج والعمل وتحمل المسؤولية وفي الواقع ان هذا الحد في تصاعد مستمر بسبب اقبال الطلبة على الدراسات المهنية والجامعة العالية وباعداد كبيرة تشمل جزءاً كبيراً من المراهقين..!! ان احد المسائل الجدلية في موضوع المراهقة هو ان هنالك رأي يقول بان هذه الفترة لا حدود لها..!! ويستشهدون على ذلك بانعدام وجودها في بعض الحضارات التي يتحول فيها الطفل مباشرة من مرحلة الطفولة الى الرجولة عند وصوله سن البلوغ والرأي الاخر يرى فترة المراهقة فترة قائمة غير انها امتداد لفترة الطفولة وفيها تتطور شخصية الفرد بجزئيها الفيزيولوجي والنفسي تطوراً تدريجياً ينتهي بالرجولة والانوثة الكاملة والرأي الثالث يرى عكس ذلك بان فترة المراهقة فترة حياتية متميزة بسماتها وخصائصها وانفعالاتها ومشاكلها ولا مثيل لها في فترات النمو الاخرى وفيها فترة تحرك وغليان بانها فترة عاصفة  مرهقة لصاحبها ومنهم العالم النفساني فرويد بينما نجد الباحثة الامريكية ماركريت ميد لا تؤيد هذا الرأي لان الكثير من المراهقين لاتقترن فيهم المراهقة باضطراب سلوكي وتستشهد بذلك بان بعض الحضارات والمجتمعات التي لا تضع القيود على سلوك الفتى والفتاة في هذه المرحلة وخاصة القيود المفروضة على السلوك الجنسي ومهما كانت حصيلة الجدل المتعدد الاطراف في هذا الموضوع ( فان مما لاشك فيه بان هذه المرحلة قائمة الان كمرحلة حياتية وان كان هناك تفاوت بين حدودها الزمنية بين مجتمع وآخر وبين فرد وآخر في المجتمع نفسه بسبب الفروق الفردية التي قد توجد من بايولوجية او نفسية او اجتماعية وآمر دور المراهقة في حياة الفرد اشبه ما يكون بفصل الربيع من فصول العام قد يقصر او يطول وقد يستقر او يتقلب وقد يبرز من فصول العام غير انه يظل فصلاً له صفات واضحة تفرقه عن غيره من الفصول ( وهذا ما شوقني كثيراً لسماع اغنية الربيع لفريد الاطرش)..!!. رغم معرفتي الاكيدة بان ربيعي قد غادرني من غير رجعة ابداً..!! ونحن في هذا العصر الذي نعيش فيه لا بد لنا من ان نعترف ونقر بوجود هذا الفصل الحياتي بغض النظر عن وضوح او تستر معالمه وعن تفسير اسبابه وتفاوت مداه الزمني والمطلع على ما يحدث في العالم لابد له ان يدرك بوضوح بان فترة المراهقة هي الفترة الاكثر استحواذاً على اهتمام الناس في معظم المجتمعات المعاصرة وانها اكثر فترات الحياة تأثيراً في مجالات الحياة المختلفة من اجتماعية واقتصادية وسياسية كما انها اكثر فترات الحياة ارهاقاً وعسراً بالنسبة للمراهق وللمجتمع على حد سواء..!!.

مراحل المراهقة:-
هنالك اتجاه لاعتبار فترة المراهقة واحدة ذات خصائص معينة تسود وتتحكم في مرحلة المراهقة بكاملها لابل وهناك اتجاه آخر في الرأي يقسم فترة المراهقة الى مراحل تختلف فيها مظاهر المراهقة كما تختلف الدوافع المحركة والمقررة وما اتصل بها من سلوك او مشاكل وبالحقيقة ان معظم الباحثين يقسمون المراهقة الى دورين اساسيين هما دور البلوغ ( المراهقة المبكرة ) ودور( المراهقة المتأخرة ) غير ان هناك آخرين يجدون ما يبرر اضافة مرحلة ثالثة للمراهقة هو الدور الاوسط للمراهقة ( يميل من جانب نحو الحداثة ومن جانب الاخر نحو الرجولة وفي هذا الدور تبرز خصائص المراهقة صافية لا تختلط معها صفات الطفولة كما لا تتضح فيها صفات الرجولة .

الدور الاول – دور البلوغ او بداية المراهقة.
يعتبر البلوغ الحد الادنى لسن المراهقة وعلى العوم يعتبر سن الثانية عشر سن البداية غير انه قابل للزيادة والنقصان تبعاً للضروف الاجتماعية والبيئية او حضارية اضافة الى الفروق الفردية في عمليات التحول البايولوجية والذي يعتبر البلوغ نتيجة اساسية لها. والذي يؤدي الى ظهور علامات ومظاهر الخصائص الجنسية الثانوية التي تميز كلاً من الفتى والفتاة. والى التغير المفاجئ في نمو الجسم بشكل عام وكل هذه التغيرات الجنسية الجسمية تدل على تجاوز مرحلة الطفولة الى مرحلة جديدة عبر احدهم بالقول: قبل البلوغ يكون الواحد طفلاً وبعد البلوغ يستطيع ان ينجب طفلاً وتشمل هذه التغيرات الحياة العاطفية ايضاً وان اهم ما تتصف به مرحلة البلوغ تتعلق بالنواحي الجنسية سواء كانت واضحة او مستترة وهو الامر الغالب وهذا الواقع آمر طبيعي حيث ان الدافع الجنسي يكون في هذه المرحلة طاقة بالغة القوة يدركها البالغ على صورة شعور من الضيق يتحدد في المجال النفسي وتدفعه الى محاولة التفريغ عنه بوسيلة او اخرى وشعور البالغ والبالغة بالفيض الطارئ من تلك الطاقة يتفاوت بين فرد وآخر تبعاً للفروق الفردية التي تقرر عملية البلوغ كما ان اثار هذه الطاقة تتوقف الى حد بعيد على التجارب والمدلولات الجنسية في فترة الطفولة وكيفية تصريفها والصراعات النفسية التي قامت بسبب ذلك ولعل اهم العوامل المؤثرة في الحياة الجنسية في دور البلوغ هو مدى وطبيعة القيود التي تفرضها العائلة او المجتمع على وسائل تصريف الطاقة الجنسية والتي تتراوح بين الصرامة والشدة وبين الاباحة  والتسامح ( ويرى بعض علماء النفس ومنهم فرويد بان المراهق في هذه الفترة يستعيد ويحيا من جديد وبشكل اكثر عنفاً والحاحاً من جميع الاوقات والصراعات الجنسية التي مَّر بها في الطفولة وخاصة بين سن الرابعة والسابعة ( وبانه كلما اتصف هذا الدور الطفولي بصراعات جنسية اقل كلما دل ذلك بان المراهق البالغ سيكون اكثر خطأ في السيطرة على تدفق الطاقة الجنسية عند البلوغ . ويرى هؤلاء بان وفرة وتعقيد الصراعات النفسية والجنسية في الطفولة تؤثر حتماً في مقدرة النامي البالغ في السيطرة على طاقته الجنسية وبانه سيستجيب لمتطلبات هذه الطاقة اما على الاسلوب الذي ميز حياته الجنسية في الطفولة بما في ذلك (الكبت) واما بالاتجاه المنحرف او الشاذ  (( وعلى العموم فأن فشل البالغ في التحكم بهذه الطاقة سواء نبع ذلك من طبيعته الذاتية وبفعل التجارب التي مر بها في طفولته او جاء بسبب القيود الاجتماعية المفروضة على وسائل التعبير عن هذه الطاقة فان من شأن ذلك كله ان يؤدي الى احباط القوة الفيزيولوجية والنفسية الهائلة والى كبتها وتحويلها الى منافذ شاذة غير طبيعية سواء كان ذلك في مجال المسالك الجنسية الممكنة والمتاحة او في مجال السلوك الظاهر او المعاناة النفسية الداخلية والتي لايستطيع احد ادراكها بالصورة التي يدركها المراهق نفسه..!!.
ومن المفيد ان نشير هنا الى ان الدافع الجنسي ليس بالدافع الوحيد المميز لهذه الفترة حيث هنالك دافع يتصل بالجانب الجنسي من ناحية اخرى فالمراهق في فترة البلوغ يبدأ ولأول مَّرة بالشعور بانه لم يعد طفلاً وبان واقعه وملامحه يحتمان عليه اعادة النظر في علاقاته في اطار العائلة ومع ان البالغ يرحب بدلالات الرجولة لما تعد له من الحرية والتصرف وتصريف طاقته الجنسية الا انه يشعر بان حريته الجديدة مقيدة بالخوف  والقلق من تحول الوالدين في النظر اليه فهو لم يعد طفلاً بالنسبة لهم يُفّهمْ ويسّامحْ كالاطفال وانما فتى يحاسب ويعاقب على سلوكه كالكبار وهو لذلك يرى في تحول النظرة نحوه ما ينوه بالتخلي عنه وهذا الشعور يؤدي الى تحسيسه بالقلق والعزلة وفقدان الاطمئنان ولابد لهذا الشعور بالعزلة من ان يلتقي بشعوره بانه لم يعد طفلاً في مظهره الا في حاجاته والتقاء الشعورين يعززان صورة الفتى عن نفسه كبناء ذاتي نفسي ووجودي مستقل ومع ان الفتى المراهق يبدأ بالتصرف على اساس من هذه الصورة الذاتية المستقلة الا انه يصعب عليه التخلي عن الروابط السابقة التي ربطته بوالديه وعائلته لما توفر له من الطمأنينة والحب والضمان من الضياع.

دور المراهقة المتوسط:
يقع هذا الدور بين مرحلة المراهقة التي تتصف بالتحولات المفاجئة والسريعة في النمو الجنسي والجسمي وبين المرحلة النهائية من المراهقة التي يقف فيها المراهق على مشارف الرجولة عتباتها وهذا الدور يمتد عادة ما بين الخامسة عشر والثانية عشر لايختلف عن مستوى ما يسبقه او يليه من ادوار المراهقة الا من حيث تأكيد اوغلبة بعض الدوافع المحركة للسلوك او العاطفة ففي النواحي الجنسية يتجه اهتمام المراهق نحو هدف من الجنس الاخر سواء كان ذلك الاهتمام المباشر او بالتصور والخيال وفي العلاقات مع الغير يتجه المراهق الى تأكيد صلاته بشخص او اكثر من خارج نطاق العائلة وقد تأتي هذه الصلات اكثر وثوقاً والزاماً لعلاقته البيتية وفي هذا الدور ايضاً تتوضح الصفات السلوكية التي تدلل على تكامل الشعور بالهوية الذاتية ومحاولة المراهق تاكيدها في تعامله الحياتي على مختلف المستويات كما يلاحظ في هذه الفترة بان المراهق يميل الى الاستقلال والخصوصية في الشعور واهم ما يميز هذه الفترة بانها خاصة ( هو ما يبديه المراهق من اعتناق ما يراه مثالياً في شؤون الحياة وينفذه بحماس والتزام وقد يدفعه احياناً الى الغضب والانفعال والتعدي على الغير وحتى على نفسه بمحاولة الانتحار ) ومع بعض ملامح المثالية عنده تبدو خاصة وملائمة للنمط الحضاري الذي يعيش فيه والى المثل السائدة في محيطه الا ان الامعان فيها يبين بان مثالية المراهق تلقائية في دوافعها وبانها خاصة به وتدلل على سمات شخصيته من التحسس بالواقع والحكم عليه. ونحن نجد في هذا الدور من المراهقة وما يفيض به من مثالية مصدر القوة هائلة تهدف دائماً الى ما هو افضل واجمل في حياة الانسان والمجتمع . غير ان هذا لا يمنع من استغلال مثل هذه الطاقة بشكل يخالف هذه الاهداف في الكثير من الحالات وهو الامر الذي له ان يخلق في المراهقة شعور الفشل والاثم والغضب..!!.

دور المراهقة المتأخرة:
يقع بين سن السابعة عشر وحتى تحمل الفرد المسؤولية الحياتية ويتسم بظهور قدرة جديدة وعنيفة من الرغبة الجنسية وفيه تتبلور المعالم الاساسية التي ستميز المراهق في رجولة المستقبل من حيث النضوج العاطفي والنمو في مجال الدوافع الجنسية الذي ينعكس في المقدرة على تجاوز الصراعات الجنسية السابقة واستبدالها بتجارب جنسية ناضجة وطبيعية ويبرز هذا الدور ايضاً ولكن بشكل اكثر تحديداً ( الدوافع الى تأكيد الهوية الشخصية ) ومع انه يظهر في السنوات السابقة لهذه المرحلة الا انه وتوجهاً للسلوك في المرحلة الاولى او المتوسطة في المراهقة مما هو عليه في هذه المرحلة وبالنظر للتماس المتزايد للمراهقة مع واقع الحياة والمجتمع فانه يجد نفسه مضطراً للتعامل بين ذاته وبين هذا الواقع، وبسبب ذلك تبرز الضرورة لكي يجد المراهق المكان المناسب له في المجتمع وتحقيق طموحاته ضمن اطاره . ومن الطبيعي ان فشل او تعثر المراهق في هذه المرحلة في اكتساب هويته الشخصية المستقلة وفي ضمان الاتجاه الصحيح الذي يحقق له المكانة الملائمة في المجتمع سواء كان ذلك بالعمل او الزواج او الدراسة او المهنة ، فان هذا الفشل سيخلق في نفسه شعور الفشل والاحباط والنقص وفقدان الثقة والطمأنينة والضياع  ( واعتقد انه بامكاني القول :- هذا ما حصل فعلاً لمعظمنا في مسقط رأسي وايضاً مع الجيل الذي سبقني الى حد خمس سنوات والجيل الذي تلاني بخمسة سنوات ايضاً وقد تأكد لي ذلك من مناقشة بعض زملائي واخواني من جيلي والاجيال المشار اليها سلفاً عن قصد او من دونه في امور تخص تلك الحالات فكان جوابهم بكل وضوح وسرعة وصراحة فمنهم من قال لانه ما كان لدينا ناس او اهل بالمعنى الصحيح وآخر يعزو ذلك الى الضروف وآخرون ايضاً الى ضعف الحالة الاقتصادية الــخ..!!). ولهذه المشاعر كلها ان تؤخر او تعيق او تعطل بشكل دائم امكانية وصوله الى حالة من التخلص من صراعات المراهقة و الاندماج المسؤول في المجتمع.

مشاكل المراهقة:-
ان الحديث عن مشاكل المراهقة كالحديث عن مشاكل الطفولة وغيرها من ادوار الحياة المختلفة ( حديث نسبي ) في الكثير من الحالات حيث ان ما يكون مشكلة في نطاق عائلي او اجتماعي ما قد لا يكون هكذا في نطاق آخر ثم ان ما يعانيه المراهق كمشكلة ما في حياته قد لا تبدو كذلك بالنسبة لمراهق آخر حتى ولو تساوت ضروفهما العائلية والاجتماعية وهكذا فان التجارب الحياتية التي تواجه المجتمع والمراهق في هذا الدور الحياتي قد تكون متشابه الى حد معين الا ان تفاعل المراهق معها وردود فعل المجتمع لهذا التفاعل قد يختلف بين مجتمع وآخر وبين مراهق وآخر وهذا الواقع يبرر ما قاله احد المختصين ( من ان المراهق يشبه كل المراهقين كما انه يشبه بعضهم ثم انه لا يشبه احد غير نفسه ) واني ارى ان على المعنيين بشؤون المراهق ان يدركوا جيداً ان التأمل في الكثير مما يعتبر مشكلة في فترة المراهقة لا يمكن اعتباره مشكلة في حياة المراهق بقدر ما يعكس ذلك عن الواقع النفسي لاؤلئك المعنيين ولهذا السبب يمكن لمشاكل المراهقة ان تظهر وكأنها اقل او اكثر وقوعاً مما عليه في واقع الحياة وايضاً هنالك حقيقة اخرى وهي ان مشاكل المراهقة لا تنحصر فيما تثيره هذه المرحلة من انفعالات وسلوك مرهقة للمجتمع الذي يعيش فيه فهذا جانب واحد فقط ولعله اقل الجوانب اهمية ولكن مشاكل هذه المرحلة هي في ما يعانيه المراهق نفسه من وطأة هذه المرحلة فقد تكون هذه المعاناة اشد عسراً على المراهق وتأثيراً على مستقبل حياته على عسرها على المجتمع وتأثيرها فيه. ومع انه يصعب التوفيق بين معاناة المجتمع من المراهق ومعاناة المراهق لواقعه فان من الضروري النظر الى المعانتين معاً هذا ما يجب اخذه في الحسبان من قبل القائمين او المعنيين بشؤون المراهقة لان هذا الامر لا يتوفر ولا يتحقق الى يومنا هذا لدى المعنيين في شؤون المراهقة في مجتمعنا وما افرزته النتائج وما تفرزه هو خير دليل او برهان على ذلك ..!!!  ليكون هذا الامر الى حد ما كضرورة لازمة لنمو الفرد واعدادة الحياة .. ومن الضروري ان اذكر هنا ( لو امكن للمراهقين عبور مرحلة المراهقة بدون عسر ومعاناة لهم وللغير لأقبلوا على حياة وهم اكثر عرضة للاذى والايذاء ايضاً حالهم في ذلك من يتعرض للحمى بدون مناعة من اصابات سابقة ) ان التحليل للعوامل المؤثرة في هذه المرحلة الحياتية يشير الى ثلاثة دوافع اساسية لها ان تساهم بدرجات متفاوتة من المشاركة في خلق مشاكل المراهقة وهذه هي كما اوضحنا سابقاً..!!.
1) العامل النفسي. 2) عامل تكوين الهوية الشخصية. 3) ضرورة ايجاد المكانة الملائمة في المجتمع والحياة وبودي ان اوضح ولو بشكل مختصر وبسيط عن كل عامل من العوامل اعلاه لاهميتها..!!.

1- المشاكل الجنسية:
 من المعلوم ان اول المراهقة هو البلوغ وهذا يعني بان الفرد لم يعد طفلاً وانه اصبح رجلاً بما يوحيه ذلك من حق بالممارسات الجنسية ويندفع هذا الشعور بطاقة عنيفة جداً تسعى للظهور وبكل وسيلة ممكنة وعليه فالمشاكل الجنسية الممكنة تنجم ( اما عن فقدان التوازن بين الدافع والجنس وتصريفه واما من تصريف هذا الدافع بوسيلة غير طبيعية او غير مقبولة بالنسبة للمراهق او بالنسبة للمجتمع الذي يعيش فيه ) ومن المعلوم ايضاً ان المنافذ الممكنة للمراهق لتلبية ضرورات الدافع الجنسي هي ثلاثة  ( الجنسية المثلية، الجنسية الطبيعية ، الاستنماء ) وكلها ممكن ان تكون مشكلة للمراهق لان المثلية يخضع لرقابة وعقوبة معنوية واجتماعية وحتى قانونية في كثير من المجتمعات ومنها مجتمعنا اضافة الى الصراعات النفسية التي يعيشها المراهق ..!!. واما الثانية ( الطبيعية وهي غير مشروعة على العموم وغير نظيفة وممارسة المراهق لها تخلق حالة مستديمة من الخوف بسبب المرض والقلق خشية افتضاح الممارسة والاستمرار في ممارستها يعطي له صورة غير صحيحة عن طبيعة وقيمة الحياة الزوجية في المستقبل ..!!. اما الاستنماء وهو اكثر المنافذ الجنسية تيسراً للمراهق لذا فان المشكلة فيه حسب اعتقادي في امرين اولهما الشعور بالاثم والثاني تخوف المراهق من المرض ومن العقم او العنة والجنون في المستقبل. ومع ان المراهقين يمارسون الاستنماء اكثر بكثير من المراهقات ( الا ان لهذه الممارسة في بعضهن تأثير على نضوج حياتهن الجنسية بالشكل الطبيعي عند الزواج ومع انه هناك من يقول من المختصين انه لاخطر من الناحية الصحية بشقيها النفسي والجنسي على الممارسة لهذه العادة ويمكن النظر اليها كظاهرة طبيعية في سن المراهقة وحتى بعد ذلك في ظروف مفردة الا ان هنالك بعض المراهقين الذين يتأثرون بها اما بسبب مخاوفهم على حالتهم النفسية واما بسبب الامعان في الممارسة لها بتكرار وعنف مضننين للجسم والخيال ولعل اكثر المخاطر تحدث عندما يمضي المراهق في استحضار صورة او خيال موضوع الاستنماء وقد يجعل من جسمه موضوعاً نرجسياً لهذا الغرض وبالطبع كل هذا يؤدي الى ابعاده عن واقع الحياة من ناحية وعن امكانية النضوج من ناحية اخرى الامل وانه قد يدفع بالمراهق الى طريق الانحراف في الممارسة الجنسية سواء كان الانحراف في الهدف او في الطريقة ومن المشاكل الهامة التي تحدث بسبب الحالة الجنسية ما يتعرضها من قيود ( محاولة المراهق التعويض عنها بطريقة سلوكية غير مقبولة كالعنف والايذاء او تعاطي المهدئات و المنشطات وغيرها من العقاقير التي قد تخلق له المشاكل اكثر مما يستطيع التحكم فيه واذا ما اقترنت هذه المشاكل بالمشاكل الناجمة من الناحية الجنسية نفسها اصبح الامر معقداً الى حد بعيد مما يجعل من المراهق حطاماً وعبئاً ذاتياً واجتماعياً في آن واحد..!!).








*** وهنا اقول واكرر القول ان المشاكل التي مر ذكرها سببها غياب التوعية ثم التوعية قبل سن البلوغ وان حدثت التوعية عندنا فتأتي بعد البلوغ أي بعد انبثاق الغريزة الجنسية عند الفرد وتقيمه الخاطئ لتلك الغريزة الجنسية. ونؤكد هنا ان اغفال اهمية الناحية الجنسية في حياة المراهق ووضع القيود الصارمة في وجه الفريج عنه بشكل سليم وطبيعي من شأنه ان يدفع بالمراهق الى دروب خاطئة وضارة ومخيفة سعياً وراء هذا التفريج كما قد يقع به الى كبت هذه الطاقة الجبارة الهائلة مما سيؤدي حتماً الى تعقيد حياته النفسية وانعكاسات ذلك على علاقته الزوجية في المستقبل وارجو ان لا يفهم من كلامي هذا ان تتم المعالجة عن طريق افساح المجال والتساهل الجنسي فمثل هذا الامر قد اجتهد به الغير في عصرنا كما نسميهم الدول المتقدمة وقد اثبتت التجربة خطأ هذا الاجتهاد وضرره البالغ على الجيل بكامله وانما الموقف الاكثر عقلانية وحكمة في هذا الموضوع هو توجيه المراهق وتوعيته وتثقيفه وعن طريق خلق ضروف ملائمة تمكن من تهدئه الطاقة الجنسية باساليب صحيحة كترغيبهم لممارسة الاعمال الرياضية وغيرها من الاساليب التي يمكن لها ان تغني المراهق عن ضرورة السعي الى تبديدها بالطرق المألوفة..!!.

2- مشاكل الهوية الشخصية:
تكوين الشخصية امر طبيعي وضروري وحتمي بالنسبة للفرد وعملية هذا التكوين تبدأ اول ما يبدأ الطفل بتحسس بعض اعضاء جسده  ومن عملية تكوين هذه الهوية يصل كل فرد الى تلك المرحلة التي يقول فيها (( أنا )) وبالتأكيد قليلين يستطيعون قول الكلمة بوثوق عقلاني لان معظمهم ينطقون بوثوق عاطفي لهذه الهوية ويصاحب هذا الشعور عند المراهق السعي للابتعاد عن الارتباط العائلي والاتجاه بدلاً من ذلك الى اقامة الصلات مع صديق او جماعة من اقرانه ومثل هذا التحول قد يصور للمراهق بان مكانه الحقيقي هو خارج البيت وكأن عائلته قد اصبحت تمثل عائقاً امام تحرره والوصول الى تكامل ذاته واكثر ما يحدث هذا التحول عند اولئك المراهقين الذين اتسمت طفولتهم السابقة للمراهقة بالشدة والتقيد والقسوة والحرمان او الذين سادت في طفولتهم وحداثتهم او مازالت تسود مظاهر الصراعات العائلية او عدم الانسجام والتوافق بين الوالدين وبذلك يكون سلوك المراهقين في هذه الفترة تعبيراً عن تمرده على واقعه ومحاولة للابتعاد عنه ولعل اهم الوسائل المفتوحة امامه هي الهروب من مثل هذا الواقع ( وهو ما يحدث فعلاً في معظم الحضارات الغربية ) وعلى سبيل المثال فان عدد الهاربين من بيوتهم في العام الواحد في امريكا يزيد على المليون وربع مراهق وقد يكون العدد الفعلي اكثر من ذلك بكثير ومن حسن الحظ ان هذه موجودة في مجتمعنا بشكل ضئيل جداً جداً قد لا تذكر ولعل ان اهم المشاكل التي يعاني منها المراهق في نطاق عائلته تتعلق بموقفه من والديه ( وهو ما يحدث في حياة معظم المراهقين) هو انطلاقهم من فرضية يؤمنون بها وهي ان والديهم او احدهما لا يستطيع فهمهم وان الزمان قد تغير ويجب ان يعاملوا تبعاً لذلك او لهذا التغير وحصيلة هذا هو حقه بالتصرف بحرية وبدون قيد او توجيه وهو يطالب بذلك بتمرد وعنف احياناً بالتمتع بهذا الحق في الوقت الذي يستمر فيه بالتواكل المادي والمعاشي  على والديه لانه يفسر ذلك التواكل بانه حق طبيعي له ايضاً وهذا التخلخل في علاقته بعائلته اصبح ظاهرة بارزة في حياتنا وتجلب الكثير من المعاناة للعائلة والمراهق على حد سواء ومن المتوقع ان تتزايد وان يتعاظم خطرها باستمرار ضعف او تضاؤل مسؤلية العائلة في التربية والتوجيه ومع ان المراهق يؤمن بان حريته تضمن له تكامل هويته الشخصية الا ان وضع هذا المبدأ موضوع التجربة العملية قد برهن فشل مراميها كما حدث في موجة التسامح التي غمرت امريكا واوربا في الستينات اذن لابد من العودة الى الاعتقاد بان القيود العائلية في بعض حدودها ضرورة لعملية البناء الصحيح للشخصية اعدادها للمستقبل .!!. والى جانب المشاكل الكثيرة التي تحدث في نطاق العائلة هناك مشاكل اخرى تنجم عن هذه المثالية الخاصة بالمراهق وعن واجبه في السعي الى تطبيقها او في التمرد على كل ما لا يتوافق وينسجم معها ( ومع ان هذه المثالية طاقة فعالة وهامة ليس في عملية تكوين الشخصية فقط وانما في تكوين وتطوير المجتمع ) انها ممكن ان تصبح احياناً معاناة عظيمة للمراهق الذي تصطدم مثاليته الخاصة بواقع الحياة وقد يكون فشل المراهق في تحقيق مثاليته اثراً بالغاً في حياته النفسية في المستقبل خاصة اذا كان ذات شخصية انفعالية خيالية وقد ينعكس اثار ذلك على علاقاته الشخصية والاجتماعية على سعيه الحياتي ومن المحتمل ان يحدث له في مثل هذه الفترة انزلاقه الى ما يخالف مثاليته من السلوك وكأنه يحاول ان يثأر او ينتقم لنفسه من المجتمع ومن نفسه في آن واحد وهذا الاحتمال يفسر الكثير من مظاهر الاضطربات السلوكية التي يتسم بها بعض المراهقين في حياتهم ..!!.

3- مشاكل المكانة في المجتمع والحياة :
يبدأ هذا السعي عند المراهق في المرحلة الاخيرة من المراهقة لايجاد مكانته الملائمة لطموحاته في المجتمع والحياة وتقع عادة بين الثامنة عشر والحادية والعشرين من عمر الفتاة والثامنة عشرة والسادسة والعشرين من عمر الفتى وهذا السعي لابد ان يصطدم بواقع الحياة وان تتقرر نتائجه بما يتوفر لدى المراهق من امكانيات وما يمكن لواقع الحياة ان توفره لتحقيق هذه الامكانيات واول ما يمكن ان يصطدم به المراهق هو فشله في تحقيق طموحاته الدراسية على الشكل الذي حكم به. ويمكن لهذا الفشل ان يترك اعظم الاثار في الحياة النفسية واكثرها استمراراً وقد ترتبط به فشل اخر هو الحصول على الشريك الملائم لطموحاته في الزواج وارتباط الفشلين معاً يؤدي الى وضع المسيرة الحياتية لمستقبله في       ( الاتجاه الخاطئ ) ومن المشاكل التي تبرز في هذه المرحلة ايضاً ما يمكن ان ينجم عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي له وشعور الكثيرين منهم بخلفيتهم في هذين المجالين وبحاجتهم لتجاوز هذه الخلفيات مما يسبب الكثير من المعاناة لابل وقد يكون لهذه الحاجات اثرها في توجه السلوك اما عن طريق السعي الايجابي لتغير هذين الواقعين واما عن طريق الانحراف السلوكي لاختصار الطريق كما يقال الى هذا التغير ( واما قبول المراهقين الظاهري لاوضاعهم تلك يقترن عادة بالشعور بالنقص والضعف واذا استقر في النفس فان له ان يسمم نفسية المراهق بشكل دائم يصعب عليه تجاوزه واعتقد ان ما عرضته ليس غامضاً بل واضحاً ومفهوماً لمعظمنا حيث خضنا تلك التجربة في حينها ومحظوظ من تجاوز تلك الفترة بنجاح وسلام ..!!. اما المشاكل التي قد تصادف المراهق وهو على عتبة الرجولة  وما يتعلق بحياته العاطفية وتركيزه لهذه العاطفة على هدف معين وفشل المراهق او المراهقة في ملاقاة حاجاتها العاطفية وتعذر دفع هذه الحاجات الى مرحلة التحقيق بالزواج قد يؤدي الى تأزم نفسي يفوق شدة أي تأزم لسبب او آخر وهذه الحالة هي اكثر حدوثاً في مجتمعنا وكما نعلم ذلك جميعاً وسبب ذلك يعود الى تحديد محاولات الاتصال بين الجنسين مما يربط الطاقة العاطفية  بكاملها في الكثير من الحالات بالهدف الذي تركز اهتمام المراهق عليه وفشل المراهق او نجاحه في هذا الجانب من حياته العاطفية قد يعني الفرق بين فشله او نجاحه في ايجاد مكانه في الحياة ..!!.






138
الشكوى لغير الله ذل يا ابناء امتى


 
قبل كل شى  ارجو ان لايفهم من عنوان مقالى هو نوع من اليأس لا ابدا وانما هى الحقيقة بعينها
لاننى سبق وان كتبت عدة مقالات بخصوص حقوق امتى المسكينة ونشرت على موقع عينكاوة العزيز والقدير منها (ما الغرابة فى فعل برلماننا, كيف ننتزع حقوقنا القومية , امتى حصتنا لاغزال ولا حتى ارنب) وكان المحور الاساسى لها هو مايتعلق باسباب ضياع حقوقنا العادلة والمشروعة  وما حصل اليوم في 2 ت2 2008  في برلماننا------------------!!!!!!!
بتخصيص مقعد واحد لنا فى كل من البصرة وبغداد والموصل لدليل واضح وصريح لما اوضحناه عن اسباب  ضياع حقوقنا فى مقالاتنا المشار اليها اعلاه كما اننى لست اليوم بصدد الابحار فى بطون تاريخ العراق لنتعرف على مدى اصالةشعبنا الكلدانى السريانى الاشورى وسرمدية وجوده الازلى فى وطنه ولا بصدد التحدث عن حضارته وعلومه ودوره الريادى والوطنى فى بناء العراق القديم كما هو الحال فى بناء العراق الحديث ولايزال بمشاركة جميع المكونات القومية العراقية ---!!! بل اننى اسعى هنا الى تسليط الضوء تكرارا والحاحا على اسباب ضياع حقوقنا القومية سواء القومية منها او الدينية لابرهن لكم ان اسبابالضياع هى نفسها المشخصة فى مقالاتناالسابقة حيث رغم مشروعية حقوقنا ونضال شعبنا الدؤوب والمتواصل على المسرح العراقى بدون كلل اوملل للاقرار بحقوقنا (منذ تأسيس الدولة العراقية فى 23 اب 1921 وسيستمر نضالنا السلمى ايضا حتى يتم الاقرار بحقوقنا المشروعة فى بلد نا) بالرغم من سياسة التهميش والاقصاء التى مارستها جميع الحكومات العراقية المتعاقبة على سدة الحكم الوطنى والى يومنا هذا لحقوقنا القومية المشروعة والتى اقرتها مواثيق الامم المتحدة وشرعه حقوق الانسان ودولة العراق منذ تاريخ انضمامها الى عصبة الامم ناهيك ماتركته تلك الايام والليالى من الاثار السلبية على هويتنا القومية والثقافية والتغييرات الديمغرافية والجغرافية وانعكاساتها السلبية المباشرة على هيبتنا الانسانية وشخصيتنا بين المجتمع وقد شخصنا وقلنا ان اسباب ضياع حقوقنا فى 1921 كانت ولا ضير من المرور عليها مر الكرام (ويقال ايضا فى الاعادة افاده) ----------------1- من جانب  لم نملك فى ذلك الوقت من اسباب القوة وامكانية الردع لاخضاع الاخرين لارادتنا وانتزاع حقوقنا المشروعة والتى كانت تقرها الحقائق التاريخية والجغرافية والمعطيات الموضوعية والذاتية وفى حال توافر البعض من معطيات القوة وعوامل الردع فى مرحلة ما لكنها لم تأتى بنتائج ايجابية تذكر وقلنا بسبب سوء الادارة والخلل فى القيادة -----------------------------------------2- ومن الجانب الثانى ان من كانوا يتربعون العرش ويتولون الزعامة والصفة التمثيلية فىشعبنا اما-مفروضين عليه ---او غير مؤهلين لشرعنة القضية القومية وتمرير مسوغاتهاالقانونيةلاقناع الاخرين بأقرارها ونتيجة لذلك حصل الذى حصل لنا (ورضينا بما حكم القضاء وحمدنا الله وقلنا هذا قدرنا علينا ان نؤمن به ونتقبله ----------الخ اما اليوم بعد التغيير الذى فرضته  الولايات المتحدة الامريكية وسقوط النظام فى نيسان 2003 استبشرنا خيرا كحال غالبية ابناء شعبنا العراقى واعتبرنا ان العتمة زالت وبزغ الفجر على المظلومين وما كان يتأمله شعبنا فى العراق الجديد عن الحقوق المشروعة التى كان قد حرم منها لعقود طويلة من السنين وامكانية استعادة ولو بعضا منها مما كانت قد انتزعت منه عنوة والتى لاتتناسب مع حجم ماقدمه من تضحيات وما تحمله من ويلات ومأسى على ارض الرافدين التى هى ارض اباءه واجداده ومنذ الدهر الا انه رغم تواضع تلك الحقوق (نحن شركاء فى بلدنا مثلما علينا واجبات ? اديناها ونؤديها على احسن واكمل وجه ايضا بالمقابل يجب ان يكون لنا حقوق وليس مواطنين من الدرجة الحادية عشر او اكثر من ذلك) كل هذا وذاك (لم تحرك الصحوة السياسية ضميرها) للاستجابة لها واقرارها لكى يشفى غليل هذا الشعب من حقوق مشروعة فى وطنه الام --- على العكس (تراهم يتخندقون مع الذين يسعون الى اجهاض الجهود المبذولة من اجل الفوز بحقوقنا  فكان الغاء المادة 50 واخيرا وليس اخرا تخصيص مقعد واحد لشعبنا فى كل من محافظة البصرة وبغداد ونينوى وما زال الحبل على الجرار ان المتتبع يعرف جيدا حيث قيل وكتب الكثير الكثير عن حقوقنا ولازلنا نكتب وسنبقى نكتب وصولا الى تحقيق اهدافنا وقالوا ايضا ان المسؤول الفلاتى والشخصية الفلانبة مع حقوقنا وداعمين لها والكتلة الفلانية المؤثرة معنا قلبا وقالبا واخرون ايجابين مع مطاليبنا (وصرنا كالذى يوضع على الشحن كما يقال) ولكن المحصلة النهائية ان حقوقنا  ضاعت وتضيع والاسباب نفسها المشخصة من قبلنا والتى اجملها لتوضيحها وتوحيد الجهود وتكثيفها لمعالجتها قدر المستطاع
اولا- ان المعادلة السياسية القائمة فى بلدنا كما هو الحال فى جميع الدول العربية والاسلامية ومعظم بلدان العالم  الثالث لكى نستطيع ان ننتزع حقوقنا الوطنية  سواء كانت قومية او دينية لاتكفى كونها محقة ومشروعة ومدعومة بثوابت تاريخية وجغرافية ---الخ وانما يتطلب اما :
 أ-اقوياء يهابنا الاخرين ونمتلك من اسباب القوة بما يكفى لردعهم واخضاعهم لارادتنا وانتزاع الاقرار منهم بحقنا المشروع طوعا اوطاعة
ب-ان من يقودنا فى اللعبة السياسية من زعماء وممثلين يجب ان يتمتعوا بنكران الذات ويتصفون بألجرأة والشجاعة والحنكة والدهاء السياسىواضيف ايضا الشخصية المتكاملة لكى يتأهلون للدخول فى المساومات السياسبة لتمرير المسوغات القانونية والتاريخية لاقناع الشركاء الاقوياء فى الوطن بعدالة قضيتنا ودفعهم الى الانحياز اليها وتبنيها وصولا الى اقرارها بشكل واضح وصريح وبالصيغة النهائية لاتقبل التبديل او التغيير وهذا ليس بغريب ------
ثانيا-برلماننا العزيز لم  اقل شيئا يهذا الخصوص الا شى بسيط استنتاجا من مواقفه الفعلية الكل يعلم ان البرلمان هو الممثل الشرعى الوحيد للشعب العراقى ومن واجباته المطالبة والدفاع عن حقوق الشعب الذى انتخبهم وفى مقدمة اولويات واجباته هو المطالبة والدفاع غن حقوق ابناء الشعب المظلوم واعادة حقوقه المسلوبة عنوة----الخ اما واقع جال برلماننا فتقديره متروك لكم ومن خلال (علىسبيل المثال لاالحصر) مايتعلق بأقرار المادة 50 فى الدستور العراقى وقد لانجادل فى هذا الامر ان معظم اعضاء البرلمان ان لم نقل جميعهم قد صادقوا على اقرار المادة 50 فى الدستور وهم انفسهم قد رفضوا ذلك بعد حين
ثالثا-اما السبب الثالث والمهم جدا لانه بمقدورنا التغلب عليه ومعالجته الا وهو (تفكك بيتنا) اى تفكك البيت المسيحى وهذا ليس سرا ابوح به او خافى على اجد كما ان توحيده يعنى قوته ليس بألشى المستحيل ولا بالصعب جدا اذا كنا حقا صادقين ومحبين لامتنا ونزيهين وصادقين مع انفسنا ومع الاخرين كما ندعى ونعلن جميعنا فعندئذ سيكون الامر سهلا وبالوقت ذاته قوة قوية لغرض المطالبة بحقوقنا  بدلا من التشهير الواحد بالاخر كما نعلم جميعا فلان كذا وكذا والاخر يكتب ويتهجم على فلان والاخرون يردون بأقسى من ذلك وعلى هذه الرنه وعلان لونه هكذا وحجمه كذا وبالمقابل تأتى الردود والنتيجة هدم هذا البيت والذى نحن اليوم اكثر من اى وقت مضى بحاجة    لبناءه وتحصينه وليس كما هو حاله اليوم  بحيث ساهم بشكل مباشر فى ضياع حقوقنا والله وانا اكتب هذه الظواهر المرفوضة والمخجلة ينتابنى الم وحسرة واشعر بخجل لاننا جميعا دون استثناء يجب ان نكون اسمى وارفع من هذه الظواهر المعيبة لاسيما فى وضعنا الحالى ولخدمة امتنا وضمان مستقبل اجيا لنا وبكل فخر واعتزاز اقولها وعلى الملىء  ايضا انا شخصبا مدين  لكل الجهود الخيرة الصادقة الوفية والطموحة النزيهة والمشرفة والتى تصوب تجاه هدفنا جميعا (تحقيق اهداف امتنا) وحتى الجهود المخفى منها فى القلب رغم كونها اضعف الايمان ومن الضرورى والمفيد ايضا ان اذكر ان من يحاول ان يطعن هذه الامة من ظهرها من اجل تحقيق ماربه الشخصية اولتحقيق غاية فى نفسه على حساب مصالح هذه الامة ليعلم انه ليس فقط ستلاحقه لعنة التاريخ وانما سنلاحقه نحن واولادنا وابنائنا واجيالنا حتى الى الجهنم وبئس المصير لان اليوم ليس كالامس والناس اليوم ليسوا مثلما  كانوافى الامس لان هذه الفرصة اذا ضاعت علينا قد لاتعود بعد مئات السنين --------
وبودى قبل ان اختم مقالى ان احيطكم علما ان يوم السبت الموافق 18 ت1 2008 عقدت ندوة فى مقر جمعية اشور بانيبال الثقافية فى بغداد حول المادة 50 واشكالاتها والمحاضر فيها كان القاضى عزيز هادى الجزيل الاحترام وكنت احد المدعوين لحضورها وفعلا حضرت وبعد ان اغنانا كثيرا محاضرنا الكريم بخصوص المادة المذكوره جاء دور الاسئلة من قبل الحضور الكرام فكان لى سؤال كأحد الحضور الى الاستاذ المحاضر وبأختصار شديد وبا لنص (جنابكم يعلم المعادلة السياسية فى بلدنا ونوعية اعضاء برلماننا الموقر بالوصف الذى وصفتهم هم اقروا المادة 50 وهم انفسهم الغوها بعد حين كما وتعرف ايضا عن بيتنا المسيحى المتفكك كما نوه عنه احد من الاخوة الحضور) ----- سؤالى بعد كل هذا ما هو دور القانون الذى ينظم العلاقات بين افراد المجتمع ويعطى لكل ذى حق ? حقه ----- فأجابنى وبالنص  تستمروا بالنضال والمطالبة بحقوقكم المشروعة والعادلة
اذن بعد كل ذاك وهذا لم يبقى لنا سوى القول ---- ان شكوانا  يا ابناء امتى المسكينة لن تكون الا للله وحده فقط ------ ولان الشكوى لغير الله ذل

139
الجزء الثالث للربان هرمزد وديره العتيق


4-    جرس الدير:
وهناك قبة الناقوس! انها مع بساطتها من ادهش المواقع في الدير!! حقاً ان الانسان يحتار حين وقوفه في تلك البقعة. ينظر امامه فترتعد فيه الفرائض ويهلع القلب من تلك الهوة ولو تطلع الى الوراء لارتد بصره اذ يجد جداراً صخرياً يرتفع فوقه مثات الامتار ويكاد يناطح السحاب بقمته حتى ان الطيور نفسها لتتعثر بسنام الصخور فيتعجب من عظمة تلك المكان لابل يقف وكأنه به يسمع همساً في اذنه تؤنبه ويذكره بالا يكون مكابراً او فخوراً ان صوت الجرس او الناقوس فكان يسمع من قبل المارين بالوادي وبصوت عالي حسب ما سمعناه من شيوخنا في القوش..
5-   سائر ابنية الدير:
 لم يكن قبل 120 سنة في هذا الدير من الابنية أي في عام 1888م عدى الكنيسة ما يستحق الذكر. انما ابتنى الرهبان على عهد الرئيس الانبا شموئيل جميل (1847 – 1917) خمس غرف وايوان اما هذه الغرف فاحداها للديوان وقد كتب على بابها ما ترجمته بنيت في سنة 1907 للمسيح والثانية للرئيس وكتب على بابها ما ترجمته في سنة 1867 للمسيح بنيت هذه القلاية التي تسمى يقلاية ابينا نسبة الى الانبا اليشاع رئيس الدير وفي عام 1931 كتب رئيس الدير الخصوصي وقتئذ الاب توما الكرمليسي كتابة حمراء على الجدران الداخلية للغرفة بالخط الاسطرنجيلي البديع وهذه ترجمتها. الاباء الذين عمروا وسكنوا في هذا المحل وكملوا سعي حياتهم بالفضائل اطلبوا وتضرعوا عن الرهبان الذين في الاديرة لكي يصلوا ويبلغوا درجة الكمال عوض الذين يزودون ذخيرتكم بالايمان ويمنحوا لكم مواهب ونذوراً مع الصدقات يفيض عليهم ربنا بمراحمه كل البركات ويحمل لهم معكم ألنصيب في الملكوت سنة 1867.
والغرفة الثالثة مقابلة لغرفة الرئيس وفوق بابها ( يمجد سكان الكهوف وفي رأس الجبال يصيحون ويسبحون الرب)  اشعيا: 42  . 
والغرفة الرابعة التي في صدر الايوان التحتاني الصغير هي غرفة الاب جبرائيل دنبو وقد كتب على بابها ما ترجمته ( جدد هذا الباب واقيم هذا الايوان الجديد لشرف قلايه الاباء جبرائيل وحنا عمانوئيل رؤساء الرهبنة العموميين الرحومين في سنة 1883 بشهر اذار.
الغرفة الخامسة هي بجانب السابقة وقد كتب على بابها
( بنيت سنة 1907 للمخلص وهاتان الغرفتان هما لسكن الرهبان)
اما الايوان فذو موقع جميل وقد نقر معظمه في الصخر والباقي اكمله البناؤون وقد نقش في صدره صورة نسر وكتب تحته بالكلدانية على الصخر ما ترجمته:-
( نقر ووسع هذا ايوان خمسة اذرع باربعين يوماً بايادي الاخوة هرمزد واسحق وارميا وياوالاها وبرعيتا ومروكي برئاسة الانبا يوسف نجار الرئيس العام على الاديرة الكلدانية وبهمة الانبا توما الكرمليسي الخصوصي لدير الربان هرمز الفارسي سنة 1931. )
وعدا هذه الكتابة المحصورة ضمن اطار مستطيل من الحبر الاسود بحد ثلاثة اسطر اخرى على عرض الايوان وهذه ترجمتها: في الجيل الرابع المسيحي .
( نبوة مار ميخا النوهدري على الربان هرمزد الفارسي في الجيل السابع للميلاد ( عتيد هو الله )ليرسل لكم ايها الالقوشيين نسراً عظيماً لكي يصعد بمقامه فوق الملائكة ويعشش في هذا الجبل بجانبكم ويلد افراخاً روحية وكل من يدعو باسمه يطرد منه الرب  كل وجع ويكون له سلطة على كل قرارة رسم الدبيب القتال ويسمى هذا الجبل اورشليم العليا اخرجو للقائه بكل فرح ) كانت هذه نبوة النوهدري وبشرى الى الالقوشيين وفعلاً تحققت تلك النبوة..!!
6-   مقبرة البطاركة :
 تقع هذه المقبرة في المجاز المؤدي الى صومعة الربان هرمزد وتتألف من تسعة قبور لكل منها لوحة رخامية كبيرة كتب عليها بالكلدانية نبذة عن حياة كل بطريرك او صورة ايمانه – لقد قام في القوش عائلة تدعى ( بيت الاب ) واشتهرت شهرة واسعة نظراً لانها تسلمت زمام الحكم الديني على كافة الطائفة الكلدانية في العالم مدة تزيد عن الخمسة اجيال وكانت القوش مقر بطاركتهم خلال قسم من هذه الحقبة ( يقول الاب نصري في ذخيرة الاذهان ان اول من جلس على كرسي البطريركية البابلية من البيت الابوي ( طيماثاوس الثاني ) خليفة يابالا الثالث سنة 1318 ثم ان اخر بطاركتهم كان يوحنا هرمزد الذي توفي سنة 1838 وبالامكان الاطلاع على جدولاً باسماء هؤلاء البطاركة جميعاً مع سني توليهم في كتاب الاب يوسف تفنكجي بالفرنسية..!! ) اما البطريرك فكان لدى وفاته يدفن في هذه المقبرة التي نحن بصدد الحديث عنها. وعلى بعض اللوحات التي على هذه القبور خط في منتهى الجمال وسنذكر فيما يلي النصوص الكلدانية لهذه الالواح ( ترجمتها) ففي احداها نجد
( بسم الحي الذي لايموت والغني الذي لا يفتقر بسم الاب والابن والروح القدس ( منذ ولدت انا مار شمعون البطريرك الجاثليق في الشرق عرفت الله النور الازلي و ( اقنومين )..!!
شخصاً واحداً ( يلاحظ في هذا النص النزعة النسطورية في الاعتقاد بالاقنومين والارادة الواحدة ) واحيت روحه وسجدت البيرق ( أي صليبه ) واشتركت بجسده ودمه ومت على رجاء قيامته الى هنا وصل ورسا الزورق عند ميناء الراحة ووضعوني هنا على رجائك ايها المسيح الملك وفي يوم لاهوتك سابصر النور من وجهك الموقر والممجد غادرت هذه الحياة في العشرين من شهر شباط سنة 1708 يونانية (1397م) المجد لله لتكن رحمته ورأفته علينا الى جيل الاجيال آمين. اذكر عبدك الشاب مارحنا نيشوع حين تاتي ملكوتك واهله ان ينعم مع الابرار والقديسين الذين ارضوا ارادتك آمين.
وعلى القطعة الاخرى وهي الواقعة في صدر المقبرة نجد ما ترجمته.
( الحي الذي لا يموت ، بسم الاب والابن والروح القدس، منذ ولدت انا مارشمعون البطريرك الجاثليق في الشرق عرفت الله النور الازلي ...الــخ كما في القطعة الاولى وهو ذا ترجمة الستة اسطر الاخيرة التي تذكرنا تاريخ موته (  لقد غادرت هذه الحياة في 5 من شهر اب سنة 1849 يونانية (1538م ) المجد لله وعلينا رجمته ورأفته الى الابد امين)  ( كتبه القس اسرائيل الفقير الخاطئ )
 وعلى القطعة الاخرى نجد ماترجمته .
 بسم الحي الذي لايموت، بسم الاب والابن والروح القدس ( منذ ولدت انا مارشمعون الجاثليق عرفت الله..الــخ كما في السابقة وهذه ترجمة الاسطر التسعة الاخيرة التي تذكر اواخر البطريرك ( غادرت هذه الحياة في 1 ت2 مساء الاربعاء من سنة 1870 يونانية ( 1559) المجد لله وعلينا رحمته ورأفته الى الابد امين ( سنة 1870 للاسكند في تشرين الثاني سافر من هذا العالم عالم الاكدار ابونا الموقر ما شمعون البطريرك ذي الاسم العذب. الرب يعطيه الفرح في الملكوت مع ابن زبداي.
وعلى القطعة الاخرى نقرأ عن اليمين ما ترجمته .
( هذا الموقر ( الاب ) خدم المطرابوليطي مدة خمس عشر سنة بقداسة وعن اليسار نقرأ: ابونا دار الكرسي البطريركي  مدة 32 سنة وحوالي القطعة ابتداء من اليسار سنة 1902 للاسكندر وعلى اليونان (1591 م) البطريرك مار ايليا  خرج من هذا العالم في 26 شباط شهر الورود في سابوع الرسل في الاربعاء الاولى ( منذ ارتضيت بنعمة ( الله ) الى بطريركية الشرق انا مار ايليا اعترفت بالاقانيم الثلاثة  الاب الابن والروح القدس الاله الحقيقي الطبيعة الازلية وامنت بابنه ربنا يسوع المسيح الاله الكامل والانسان الكامل بعين الوقت الطبيعتين واقنومين في شخص واحد ونبوة واحدة وارادة واحدة الذي تألم وصلب وقبر وقام في الثالث كما هو مكتوب وصعد الى السماء عند ابيه سجدت لصليبه الحي واخذت جسده ودمه على رجاء غفران خطاياي وعندما رسا زورق الجسد عند راحة القبر خرجت من هذا العالم بعلامة من العلا منتظر يوم القيامة العظيم الذي سيأتي فيه ربنا ويرحمنى برحمته آمين ( بتضرع ) كل الكنيسة رحماك ايها القارئ صلي واطلب الى الرب وتضرع بقلب نقي ليعطيني مغفرة خطاياي.
اما القطعة الاخرى فموضوعها يدور حول مار ايليا ايضاً الاقرار هو عينه كما في القطع السابقة وهذه ترجمة الاسطر الاخيرة التي تنقل موت البطريرك بين يدي الصليب الذي تعلو التاريخ نقرأ (بك نغلب اعداءنا وباسمك ندوس بارجلنا على خصومنا بسم الحي الذي لايموت والغني الذي لايفتقر القوا بنظركم عليه ...وثقوا به )
اما ترجمة الاسطر الاخيرة فهي:
 غادرت هذا العالم بعلامة العلي يوم الاثنين الذي يعد الاحد ( ذي المجد الابدي الذي بعد الصعود في 26 ايار سنة 1928 يونانية ( 1617م ) وانتظر يوم القيامة العظيم حيثما ياتي ربنا فيرحمنى برحمته ( صلي ايها السيد القارئ واطلب بقلب نقي وتضرع الى الاب لكي يمنحني غفران خطاياي ( لله المجد، وعلينا رأفته ومراحمه الى الابد – صلوا على الكاتب الخاطئ)
والقطعة الاخرى يدور موضوعها حول مار ايليا اخر والاقرار بالايمان هو عينه كالسابق وها اننا ننقل الاحد عشر سطراً الاخير حول التاريخ ابتداءً من اليمين نقرأ في اعلى الصليب ( بسم الحي الذي لا يموت والغني الذي لا يفتقر هذا الاب اشغل الكرسي البطريركي مدة 43سنة غادرت هذا العالم بعلامة العلي في الاحد الثاني للرسل في 18 حزيران سنة 1971 يونانية 1660م . اما الاسطر المتتالية فتنص على عين الكتابة السابقة ماعدا بعض تغيرات طفيفة والنص التالي يقرأ على الجوانب حول التاريخ ( ابونا الاقدس مار ايليا الجاثليق ليكن امام الرب ذا ذكر صالح ومقبول والكاتب الحقير والمسكين ليكن ايضاً اهلاً للرحمة والغفران في اليوم الاخير .
اما القطعة الاخرى فالمتوفي يدعي مارايليا ايضاً وهو ذا الاسطر الثمانية الاخيرة.
من اليسار الاقرار بالايمان وهذا النص يتواصل ايضاً الى اليمين وفي الاسفل نجد اثنى عشر سطراً هذه ترجمتها ( عن يمين الصليب ( هذا الاب دام على الكرسي البطريركي مدة 40 سنة وعن اليسار  ليصنع الرب امامه ذكراً صالحاً ومقبولاً لابينا الطوباوي الذي توفى على الرجاء السماوي ( سافرت من هذا العالم بعلامة العلي يوم الجمعة في 17 ايار سنة 2011 يونانية 1700م . اما البقية فما هي الا تكرار نفس الصورة السابقة بدون تغيير هام.
 وعن البسار على الطول بموجب النسخة السابقة .
( ابونا مار ايليا الراعي مستحق الثناء مات وتوفى على رجاء المسيح الملك ( عن اليمين ) في سنة 2011 لليونان الشعب المشهور ( 1700م ) 17 ايار واخيراً في الاسفل تحت القطعة نقرأ ما ترجمته ( ان وفاة هذا الاب الاقدس وقعت اربع سنوات بعدما كان في سنة 2007  لليونان قد عَّمر هيكل الشهداء بية سهدى وبيت العماد في دير الربان هرمزد.
على اللوحة الثامنة كتب ماترجمته ( بسم الحي الذي لايموت ) وتحتها صليب وعن يمينه (كرسي البطريرك العالي ابونا مستحق البركة ثلاثة وعشرون سنة مبارك هو الرب )
وعن يسار الصليب كتب:
( ليعمل الرب تذكاراً مقبولاً امامه ومستحقاً لابينا هذا الطوباوي الذي انتقل على الامل السماوي.
وفي الاسفل كتب : ( انتقلت من هذا العالم باشارة العلي وانا منتظر يوم القيامة العظيم حتى ياتي الرب وترحم علي بمراحمه آمين (بتضرع)  كل الكنيسة المستقيمة والى الابد أمين صلي ايها السيد القارئ وتضرع بقلب نقي واطلب من الاب ليصفح عن اثامي . انتهى ولله القوي المجد والاحترام دائماً وعلى الراحل يسبغ مراحمه ويؤهله لنيل الطوبى دائماً.
( ساس وخدم كما يجب ابونا هذا المرحوم المغفور له درجة المطرابوليطي العليا سبع سنوات مات وانتقل على رجاء الملك السماوي ابونا الطاهر مار ايليا الراعي الطوباوي في سنة 2034 يونانية 1723م في اليوم الرابع عشر من كانون الاول بنعمة المسيح في جنة الخلود.
وكتب على اللوحة التاسعة والاخيرة ماترجمته.
( بسم الحي الذي لا يموت – وتحتها صليب كتب في اطرافه ( الصليب انتصروالصليب ينتصر ) وكتب عن يمينه ( ساس وخدم الكرسي البطرسي الممجد درجة الجثلقة البطريركية العليا سنة 2115 يونانية ( 1804 م) ليكن ذكره في السماء بين المختارين – وعن اليسار الصليب كتب :
( ساس وخدم كما يجب ابونا الاقدس ايشوعياب درجة المطربوليطي العليا والموقرة اربع وثلاثين سنة .
وكتب في الاسفل ما ترجمته:-
( صلي واطلب ايها القارئ بقلب نقي واسأل وتضرع المسيح الرب الحي ليجيز ويمحو ويصفح عن اثامي ويعدني مع مختاريه ويقيمني عن يمينه في اليوم الاخير. انتهى والله القوي الممجد والتوقير دائماً ، مات وانتقل على الرجاء الالهي ابونا الطاهر مار ايليا الراعي المختار في سنة 2115 للاسكندر الملك اليوناني (1804م ) الملك المسيح يغسل اثامه الخفية والعلنية بطلب كل الكنيسة والشعب المسيحي المستقيم ليعمل تذكاراً مقبولاً امامه لابينا هذا الطوباوي الراحل على الرجاء السماوي ليشركه الرب الحنان مع شمعون بن يونا كذلك مع الحكيمات انعمه في جنتك.
مقبرة بيث الاب بية قورا  دابونا
في الحقيقة لو درسنا تاريخ الطائفة الكلدانية لعلمنا مقدار ما وصلت اليه عائلة بيت الاب من السيطرة والسؤدد الامر الذي جعل لافرادها ميزة على غيرهم حتى بعد مماتهم لانهم كانوا يدفنون في مقبرة خصوصية قريبة ويمكن للزائر ان يشاهدها اذا ما سلك الطريق الفوقانية للدير فيشاهد فبل وصوله الدير عدداً من القبور المنحوتة في الصخر كان يدفن فيها موتى هذه العائلة ونشاهد هذا الطراز من القبور يرجع الى تاريخ عهد قديم جداً  ولا تزال في القوش بقية من افراد هذه العائلة لكنهم اليوم ليسوا بذوي تاثير يذكر كما كان عليه اسلافهم وانا شخصياً لي العديد من اصدقائي من افراد هذه العائلة وللامانة والتاريخ انهم طيبون جيدين محبين للتعاون والمساعدة ويغلب عليهم طابع الثقافة وعلاقات اجتماعية جيدة.
مقبرة الغرباء بية قورا دنوخريُا
وهي اسفل الدير وتتألف من قبور الذين يتوفون في الدير وليس هم من اهل القوش او من المذهب الكاثولكي ايضاً .
المخاتري: وبالقرب من مقبرة الغرباء توجد المخاتري وهي كلمة ( كردية ) تدل على مكان استقبال الزوار من قبل ارباب الدير.
مصلى تلخش بية صلوثا دلخش .
كان الدير في الزمان السابق مأهولاً بعدد وافر من الرهبان فضلاً عن ذلك فقد كان يقصده جموع غفيرة من الناس للقيام بمراسيم الصلاة فيه ، الامر الذي ينشأ عنه الازدحام وقد كان الازدحام يحصل خاصة في عيد الربان هرمزد ولهذا لم يكن الدير ليساعد على استيعاب الجماهير التي تؤمه وكان من جملة هذة الجماهير اهالي قرية تلخش لكنهم لم يكن ليتاح لهم دخوله نظراً لما يكون قد حصل فيه من الازدحام ولهذا اقاموا لهم مصلى صغير على قمة غربية من القمم المحيطة بوادي الدير ويبعد هذا المصلى عن الدير مسيرة دقائق قليلة وهو مبنى بصخور منتظمة على شكل المنبر ويمكن رؤيته من الدير. وتلخش او تل الملك؟ قرية جميلة تقع وراء السفح الشمالي من جبل القوش وفيها مزارع ومناظر طبيعية ومدهشة ويقع بالقرب منها تل يحتوي على اثار قديمة وتعود تلخش ادارياً الى محافظة دهوك.
وفق الله الجميع لما فيه خير لعراقنا العزيز وامتنا المجيدة وابنائها الغيارى الميامين والسلام

                                                                             عادل فرج القس يونان
                                                                  3 حزيران 2008 



140
ااين دور القانون من حقوق امتى-----؟؟؟؟؟

فى المقدمة اقدم اعتذارى لر جال القانون اذا وقعت فى اخطاء قانونية (لاننى لست رجل قانون رغم دراستى سنة واحدة القانون التجارى واخرى قانون الشركات ) فالذى نعرفه عن القانون ؛هو مجموعة من القواعد القانونية التى تنظم العلاقات بين افراد المجتمع فى البلد الواحد ويعطى كل ذى حق حقه ولكل بلد قانون خاص به   وللقانون مصادره التى يستمد منها قوته فالقانون العراقى يستمد قوته من الشريعة الاسلامية ومن القانون نفسه وكذلك العادات والعرف ايضا مصدرا من مصادره واحيانا رغم عمق القانون العراقى وعمره وكل ما هو معروف عنه من رقى و----الخ قد تصدف احيانا ان تعرض عليه قضية لغرض معالجتها نجده يقف عاجزا عن معالجتها رغم ما ذكر عنه وذكرنا فيضطر بلرجوع الى العادات والتقاليد كيف يعالجونها ---- فالذى حصل لنا بما يتعلق بحقوقنا المسلوبة عنوة ولايزال تسلب لكن رغم كل ذلك نجد حيادية القانون بشكل واضح وصريح من امرنا  فأذا كان عاجزا عن معالجة قضيتنا لماذا لا يرجع الى العادات والعرف ليعرف كيف  كانوا يعالجنوها او كيف يعالجون النزاعات والمشاكل التى كانت تحدث بين الشركاء لا سيما نحن اصلاء فى العراق بشكل واضح لاغبار عليه ولا لبس فيه ولاجدال عليه اى نحن شركاء فى بلدنا مع بقية مكونات شعبنا العراقى العزير ----بأعتقادى قد تكون صورة القانون لدى الانسان البسيط مشوشة وغير مفهومة لان مثل هذا الانسان لا يهمه هذا وذاك بل يبحث عن كيفية حصوله على لقمة العيش بعيد عن العنف والتسلط والقهر لكن القانون لمن ليس بالانسان البسيط او بعبارة اخرى اوضح وادق انه يملك قدرا معينا من العلم والثفافة وله ايضا اطلاع على تجارب الاخرين  (ويعلم ماهى الديمقراطية وما الفرق بين اليمين واليسار وما بين الاشتراكية   والرأسمالية او ما بين التقدمية وال    رجعية وكذلك ما بين الملكية والجمهورية كأنظمة حكم ) وما هى شريعة حقوق الانسان وغيرها كل هذا يجعلنا نلجأ لايجاد دور القانون القانون الشامل اذا صح التعبير (الناس سواسية امام القانون والقانون فوق الكل )لتنظيم كل شى فى بلدنا لكى يجنبنا الفوضى السياسية او التسلط من قبل حاكم مستبد او مجموعة متسلطة (او فئة مظلومة تحولت الى ظالمة )وهضم لحقوق الانسان العراقى وغيرها من الممارسات ----------------ان القانون الشامل هو الذى يجعل العراق يبدأ بألخطوات السليمة فى طريق الاستقرار والازدهار شرط تطبيقه بعدالة وبعقلية متفتحة تأخذجميع مكونات المجتمع العراقى بالحسبان وبالحق بحيث ينظر كل مكون من هذه المكونات الى القانون يجد نفسه فيه ويلبى طموحه ويفخز به سواء من الجوانب الدينية او القومية (ينصف جميع القوميات)بمعنى قانون ينصف الجميع  فأذا كان القانون عندنا يفتقر الى مواد او افقرات تمنعه من تحقيق ما اشرنا اليه سلفا فتضاف تلك المواد او الفقرات اليه وهذا الامر لايزيد حجم القانون سوى اسطر قليلة لكنها ستكون اسطر من ذهب لاانها انصفت الجميع  جميع العراقيين لاانهم اخوة بعضهم للبعض ويساهمون معا يدا بيد وشركاء فى السراء والضراء (فهل اغفال البعض منهم وتهميشهم ووضعهم فى خانات اخرى انصاف ام ماذا حق وعدل ----؟؟؟؟؟)وقد لانجادل فى هذا الرأى ان البقية التى اغفلت وهمشت هم انفسهم يكملون صورة العراق ويزيدون من جمال وبهاء طيفها عند ذاك يكتمل رونق وجمال الحديقة التى تمثل العراق العزيز والغالى وكما يردد الكثيرون ذلك وخصوصا المسؤولين الذين فى قمة الهرم فى السلطة العراقية -------فيا ايها المسؤولين عن قيادة بلدنا ان اماكم مسؤولية ليست سهلة نحن مقبلين للبناء الصحيح لتاريخ بلدنا فطبقوا القانون بعدالة وانصاف ليجبر خواطر اخوتكم الذين عانوا من الظلم والقهر والاقصاء والتهميش ---------------- رغم كونهم اصلاء فى بلدهم  -------امسحوا الدمعة من عيون الذين عانوا ولا زالوا يعانون لاانهم اولا واخرا هم اخوتكم وشركاؤكم فىالعراق---!!!!!!! نريد ونطالب التطبيق العادل للحق والمساوات وحسب القانون والاعراف جميعها لكى لايقيد المسيحى لمسيحيته ولا الايزيدى لايزيديته ولا الصابئى لصابئيته ان ينصف الانسان العراقى المجرد اى بمعنى ان ينصف لعلمه وثقافته وكفاؤته قبل ان ينصف لاانتمائه القومى او المذهبى لكى يرجع العراق للعراقيين وتفتح لهم ابواب المستقبل الزاهر ويجعل من جميع العراقيين مواطنين صالحين مؤمنين بأن هويتهم العراقية تعلوا على كل الهويات الفرعية ويؤمنون ايضا بالقيم الاخلاقية والمبادىء السماوية وتفتح لهم ابواب الحرية المكفولة بالقانون لغرض الابداع والتطور ومن بعدها سيصبح كل عراقى يستطيع بنفسه يعرف المنكر لينهى ذاته منه ويميز المعروف لكى يتبعه بدلا من المراقبة وتشكيل لجان لتقوم  بهذه الاعمال  وبغير تطبيق القانون على النحو المشار اليه انفا سيكون القانون نفسه اساس لماسى مستقبلية ويضع عبارات يفهم منها معانى تكون سببا لمنازعات اجيالنا القادمة (والسكوت و النظر لما ستقرره الضروف وعقول اصحاب الاراء والقرارات المتغيرة وال----وهذا ما يجرنا الى اهات وحسرات اشد واقوى تاثير من التى نحن عليها ويجر ذلك لاجيالنا لامحال وكل العقلاء لابل وغالبية الناس تقول ان اللجوء الى القانون فى حل النزاعات والخلافات هو عين العقل والمنطق اذن فما على المسؤولين عن بناء العراق الجديد والمخلصين له الا ان يفعلوا دور الفانون وتطبيقه بعدالة ليعيد لكل ذى حق حقه وهذا ليس بجديد على الانسان العراقى ولا على بلده بكل ماهو معروف عنه


 
عادل فرج القس يونان


141
ديـر الربــان هرمزد /2

ان المسافة بين الموصل ودير الربان هرمزد الذي نحن بصدد البحث عنه بشكل مفصل ومختصراً جداً هي ما يقارب 75كم وعندما يريد المرء زيارة هذا الدير من الموصل يغادرها متجهاً شمالاً ويمر بسلسلة من القرى المسيحية وبعض المواقع الاخرى حتى يصل ديرنا فبعد ان يقطع مسافة 15 كم تقريباً باتجاه الشمال كما اسلفت أي ما يعادل 15 دقيقة يصل الى قضاء تلكيف ولهذه البلدة الكلدانية شهرة في كل العراق نظراً لما لأهلها من انتشار عظيم بين الكثير من انحاء هذا القطر وهم مشتهرون بحب العمل مهما كلفهم الامر وقد نزح عدد كبير جداً منهم الى امريكا حيث هناك يبغون العيشة الراضية ويحصلون على الارباح والمكاسب علماً بان لغتهم هي السورث ( أي الكلدانية العامية ) والكثير منهم يحسنون العربية. وبعد مغادرته تلكيف يصل قرية باطنايا بيةطنيا بيت الغيرة بيةططا بيت العمش ( هناك اسماء عديدة لقرى ومواقع مجاورة للموصل كلها تحمل في مقدمة اسمائها ( باء او بي ) وتكتب هذه اللفظة دائماً في المخطوطات الكلدانية بيث بية وقد تكون ناشئة من اصل اشوري قديم ومن امثلة ذالك باقوفا، باكلبا، باهنداوا ، وباعذري، بي مريم، وغيرها ) واهلها يشتغلون بالزراعة وكانت لهم شهرة خاصة ( اقصد باطنايا ) بصنع الحصران من البردي الذي يقتطعونه من الوديان المجاورة لقريتهم وتلحق ادارياً الى قضاء تلكيف واهلها كما هو الحال في تلكيف من ناحية الدين واللغة وبالمناسبة يمكن للمسافر ايضاً ان يعرج شرقاً الى دير مار ابراهام حيث يبعد عنها مسافة قصيرة وقد اعيد بناء هذا الدير بجانب الدير القديم الذي وصل تاريخه الى الجيل السابع الميلادي ومن باطنايا يواصل سيره وقبل ان يصل قرية تلسقف يمكن ان يتجه يميناً ويذهب الى قرية باقوفا حيث تبتعد مسافة قصيرة عن الشارع العام ونفس ما ينطبق على تلكيف وباطنايا من ناحية اللغة والدين ينطبق عليها او يواصل سيره حتى يصل قرية تلسقف تلا زقيبا ( التل المنتصب ) ولغة اهلها ايضاً السورث وهم مسيحيون وكان اهلها يشتغلون بالزراعة وكانوا مشتهرون بصنع حبوب الماء من الطين الخاص المستخرج من عقار قريتهم وتقع بجانبها تل صغير وقد لا يستبعد وجود اثار تاريخية فيه ولدى وصوله قرية تلسقف يتجلى امامه منظر الكنود ( وهي سلسلة تلال تتفاوت ارتفاعها بين 10 – 50 م عن السهول المجاورة وتمتد من جبل مقلوب شرقاً الى طريق الموصل – عين سفني غرباً وامتداد الكنود يوازي جبل القوش كأنما هي حاشية له وقد ثبت وجود الفحم الحجري فيها اما تركيبها فمن الصخر الرملى وبعضها من الكلس والطين وكلها من الصخور الرسوبية وفيها مجار مائية تغمرها المياه في الشتاء والربيع لكنها تشح وتفيض في الصيف فيقطع المسافة بين تلسقف والكنود بطريق مستوية ممهدة تخترقها السيارة باقصى سرعتها حتى يدخل في واد بين هذه الكنود فتتلوى به الطريق يميناً ويساراً او ترتفع هنا وتنخفض هناك وتضيق احياناً حتى لاتكاد تكفي لمرور اكثر من سيارة نفسها وتنفرج اخرى ويتاح للمسافر من امتاع نظره بمناظر طبيعة هادئة جميلة فمن مناظر التلال المختلفة الالوان الى الوديان الى المجاري المائية التي يكتنفها البردي والقصب والدفلاء شتى من النباتات والاعشاب البرية ولقد كانت الكنود في العهود السابقة موطن للصوص ومأوى لقطاع الطرق وهكذا حتى يصل المسافر الى منتهى طريق الكنود فكان يجاور قرية صغيرة تدعى ( الشرفية ) وكانت مشيدة على قمة احدى تلال الكنود مكان يفصل بينهما وبين الطريق العام وادي عريض وكانت تتألف من بيوت بسيطة مشيدة بالاحجار وقد تم تشييد قرية عصرية مجاور لها.من قبل رئيس النظام السابق صدام حسين فى ثمانينات القرن الماضى ....الــخ لاننا هنا بصدد التحدث عن دير الربان هرمزد فقط..!!.

القوش :ايل قوشةي : الله قوس
وبعد انتهائه من الكنود وخروجه الى السهل لو نظر يميناً يجد رابية متفردة في السهل ويدعوها الاهالي ( كرا ) وهي كلمة كردية معناها ( تل ) وقد زار هذا التل بعض علماء الاثار واستدلوا من مشاهدتهم له وجود اثار تاريخية في جوفه ولكنه لم يجر لحد الان أي عمل من شأنه الكشف عما فيه من كنوز ودفائن ( ويمكن للسيارة ان تعرج اليه وهو يقع في الجهة اليمنى من الطريق على بعد 300 م فقط ) واذا ما وصل المسافر الى هناك وجد امامه بلدة القوش الجميلة رابضة كالاسد نعم كالاسد واقعة في حمى سفح الجبل الذي تبتدئ به الجبال والمرتفعات الشمالية التي تشمخ فجأة في الجو كالجدار العالي فهي سقف العراق فالارض في الربيع مطرزة ومزركشة بالازهار والاوراد البرية من مختلف الاجناس والضروب.
          القوش متعودتي عالنوم    عمرج عوافي وفرج كل يوم
          عنج يكتبون المحبين       رغم الجروح انت تضحكين
          القوش يا حلوة الحلوين     وجهج حلو ما تحجبة الغيوم                           
(القوش اذا احتربت يوماً فاضت دمائك  تذكرت القربى ففاضت دموعك ) والقوش السمراء بجدرانها لا ترى عن بعد على الغالب من السهل المجاور لها بوضوح نظراً لمشابهة لونها للون الصخور المتشبثة بين عروقها والتواءاتها..!! والقوش الحبيبة مشهورة لانها انجبت في وقت ما النبي ناحوم كاتب احد اسفار التوراة وهي لا تزال تحتفظ بضريحه حتى اليوم وفضلاً عن ذلك فان لالقوش شهرة اخرى قد تفوق شهرتها الاولى النبي ناحوم واقصد بذلك دير الربان هرمزد ( ربان كلمة كلدانية ربٍن  معناها راهب ) وسكان القوش هم مسيحيون ينتسبون الى الطائفة الكلدانية ويشتغلون بالزراعة والصناعة والتجارة والحدادة والخياطة والصباغة والحياكة سابقاً والبناء وغيرها وفيهم الكثير من ممن يحسن العربية. واهلها يشتهرون بشجاعتهم وقوة بأسهم وابائهم الامر الذي قلما تجد مثيله بين اهالي القرى التي اوردنا شيئاً قليلاً عنها وهي ليست مبالغة وانما بامكان القارئ العزيز ان يتأكد من ذلك من القاصي والداني الذين يعرفون القوش واهلها جيداً اضافة الى اهالي القرى المجاورة لها..!! ولكي لايفوتني ان لالقوش العزيزة شهرة عظيمة بالبطيخ فلا يكاد يوجد في العراق ما يفوقه او يوازيه جودة وطعماً واعتقد ان هذه الجودة في الطعم الموجود ببطيخ القوش انما ناشئة عن وجود كميات  عظيمة من جذور السوس ( عرق السوس ) في عقاراتها كما ان للتربة تأثيراً كبير في ذلك .

دير السيدة ( حافظة الزروع ):
يقع على مسافة 6‚1 كم شرقي القوش تقريباً ويظهر من القوش ابيض نظيفاً سابقاً كان محاطاً بالكروم ويقع على هضبة قليلة الارتفاع وهو مسور باسوار لتدفع عنه غائلة الطوارئ والحوادث وكنا سابقاً نجد الكثير من الرهبان الذين ابتعدوا عن العالم وانقطعوا عن الضوضاء ومخالطة الناس الا فيما ندر متمتعين بهواء الجبال ذلك الهواء النقي الذي يشفي العليل فلا يمكنك ان ترى بين هؤلاء من هو منحرف الصحة او تبدوا عليه علائم المرض رغم كبر سن كثير منهم كما ان الحياة الدينية البسيطة الهادئة قد عمت تلك البقعة ان الرهبنة في دير السيدة حديثة النشأة لابل ان الدير ذاته شيد في القرن السابع عشر وانتهى من ذلك عام 1858 وقد نقل عن بعض الرجال المسنين من القوش انهم  كانوا يجتمعون في صغرهم للعب في الساحة التي يشغلها الدير حيث لم يكن وقتئذ اية بناية هناك اما الرهبانية الاساسية فهي في ذلك الدير القديم الذي نريد الكتابة عنه ونقصد به ( دير الربان هرمزد ) .

دير الربان هرمزد
وادي الدير :

 ان الوصول الى الدير لابد من اجتياز واديه وهو موقعاً طبيعياً حائزاً على درجة قصوى من العظمة والجمال ويمتد امامه سهل خصيب واسع ينتهي عند سفوح الكنود وتقوم على جانبي هذا الوادي سلسلة جبال يبلغ ارتفاعها ( 500 – 800 ) مثراً تقريباً فكأن الخالق شاء وضعها الحالي ان يفصلها عن بعضها ليكشف لنا عما فيها من طبقات سميكة متراكبة ومن هناك يمكن ان يتبن عن بعد بناية ضاربة للاحمرار تشرف على هوة سحيقة تحتها كانها معلقة من فوقها تلك هي كنيسة الدير..!!.  ففي بطن هذا الوادي مرتفع من الارض يقوم عليه الدير كانه برج من الابراج تحيط به صخور قد بنيت بين صدوعها وتشققاتها عناقيد الاعشاب الجبلية المتدلية اما قمة الدير فتشرف بعظمتها على سهول الدير وبلدة القوش وسائر الضواحي المجاورة كما انه هنالك في اعلى الجبل موقع حصين يعرف في تلك الانحاء باسم ( جناق قلعة ) ويمكن للواقف كما وقفنا مراراً وقتئذ ان يرى القوش و الدير وسائر القرى المجاورة وبوضوح تام..!!. ويحق لنا القول ان وادي الدير هو من اعظم وديان جبل بيث عذري او جبل القوش كما يسمى ايضاً وقمته التي على مرتفع من هذا الجبل ( تدعى بركارا  أي شبه السطح ) ويتضح للرائي هذا الارتفاع اذا ما وجه نظره الى الجبل عندما يكون قادماً الى الدير او القوش من طريق الموصل..!!. اما الطريق الى الدير فملتوي وكان النصف الثاني منه وعراً اما اليوم فقد تم تبليطه حتى اصبح في مقدور السيارات ان تصل الى الدير بسهولة دون أي عناء..!!. ويجد المرء في منتصف الوادي تقريباً محلاً طبيعياً للاستراحة وهو عبارة عن كهف قائم في جانب الوادي يطلق عليه ( كافا سموقا ) أي الكهف لاحمرار صخره ..!! طريق الوادي كان يحتوي سلسلة من الاشجار المتنوعة منها اشجار اللوز والبطم والبلوط والتين والطاوك والصلما والزيتون ويبقى محتفظ بقسم قليل من تلك الاشجار فقط لكن السكيرا موجود لايزال وهي شجيرات دود القز التي تصلح شرانقة لنسيج الاقمشة القزية المتينة ويقال انها  كانت تستعمل في بلادنا قبل استيراد المنتوجات الحريرية الاجنبية واحتلالها لاسواقنا..!!. هذا كله عدى الحشائش والنباتات والورود المختلفة التى نذكر منها شقائق النعمان والقرنفل البري ( والنفلة ) والزنبق والسوس والنرجس و( السحرما ) وهو نبات ذو زهر اصفر يجنى ويستعمل كالشاي و الباسورك والشكروكتا والزعتر والحندقوق ) وغيرها مما لايمكن حصرها هنا فاذا اقبل الربيع ابتسمت الطبيعة .....الــخ ولعل اجمل ما في الجبال رويه المطر وهو ينهمر عليها، والثلوج وهي تتساقط على الارض باحتراس لكن اذا انصرفت الزوابع الى مخابئها وعاد الجو صفائه وكفكفت السماء دموعها عندئذ تجد الصخور قد اغتسلت واستعادت بهاءها بعد هذا الكفاح والعراك ومن متممات الجمال في هذا الوادي هو ما يحويه جوفه وفضائه من حيوان طائر او داب مثل الثعالب والارانب وتيس الجبل والدعلج اما الطيور وتغريدها فلا حاجة لوصفها ان هناك عشرات الانواع منها العندليب والحجل القبج والعصافير المتنوعة هذا عدا الطيور الجارحة كالنسر والبومة والغراب وغيرها.. ولو اردنا ان نكتب عن هذا الامر العظيم بشكل تفصيلي وشامل نحتاج الى مجلدات وكتب لذا سأحاول تسليط الضوء على بعض المواقع المهمة والبارزة ( رغم ان كل مواقعه هي اثرية و مهمة ) وبشكل مختصر قدر الامكان لاهميتها ولكي يطلع القارئ العزيز على معالم هذا الصرح العظيم والاثر القديم منها مثلاً:
1-كنيسة  الدير :
 بالحقيقة يمكننا تشبيه الدير عموماً ( بنسر ) قد نشر جناحيه وان كنيسة الدير تمثل جسمه وصوامع الرهبان الممتدة عن يمين ويسار الكنيسة تمثل الجناحين. فالكنيسة اذا واقعة في منتصف الدير وارجو ان لا يتصور القارئ العزيز بان هناك ساحة ذات طول وعرض متماثلين او قريبين من التماثل وان الكنيسة في وسطها انما تقع الكنيسة في منتصف شريط من الارض فالبقعة التي يشغلها الدير مستطيلة الشكل تمتد من الشرق الى الغرب في صدر الوادي على مسافة قد تبلغ الخمسمائة متراً طولاً تقريباً ويفصل الكنيسة عن الدير ممر يبلغ طوله ما يقارب (20 او 22م) ويحيط بالكنيسة وساحتها سور ينفذ منه باب صغير ينزل منه بعدة درجات مؤدية الى صحن الكنيسة وهو ساحة فسيحة طولها يقارب 50 م وعرضها 25م اما الكنيسة نفسها فقد تقع في خطأ اذا اسميناها بكنيسة لانها تتألف من عدة كنائس صغيرة الواحدة مجاورة للاخرى ومتصلة بها من الداخل فهي بناية واحدة ذات شعب اذا صح التعبير وتبلغ هذه الشعب الست ، شعبة منها ( هيكل الثالوث الاقدس ، كنيسة ماربطرس وبولص والاربعة الانجليين، كنيسة مارهرمزد، كنيسة مار انطونيوس، كنيسة سيدة الوردية وكنيسة سيدة الكرمل ).
2-الدهليز الى صومعة الربان هرمز:
 يمكن للزائر ان يصطحب معه احد الرهبان كدليل فيطوف هذا به غرفاً وممرات صخرية تبتدئ من                 ( السكرستيا) ( وهي كلمة لاتينية Sacristia معناها غرفة الاشياء المقدسة وملابس الكهنة ) حيث هناك دهاليز توجد فيه قبور وهناك يقع نظره على بعض السلاسل والاطواق الحديدية وهذه كما يروى اباؤنا في القوش وبعض الرهبان كان يستعملها الربان هرمزد اثناء صلاته وطريقته في ذلك ان يعلق السلسلة بالسقف بواسطة حديدة معلقة ثم يوثق نفسه بالسلسة فلا تتسنى له ان يضطجع ان يريح نفسه عندما يشتهي ان يفعل ذلك اذا ما ناله التعب او انهكه السهر اما هذه السلاسل فكما يؤكد الرهبان واهالينا في القوش انها ذات افعال عجيبة سابقاً وحتى الان اذ يؤتى بالمرضى والعواقر والمجانين والمعتوهين ومن ينتابهم الصرع الى هذا المكان وذلك على اختلاف دينهم وملتهم فتوضع الاطواق الحديدية في رقابهم ويتركونهم مكبلين بها في تلك الكنيسة المظلمة لمدة اربع وعشرون ساعة واذا زادت المدة فلا تتعدى الثلاثة ايام فان شفى مما به فيها والا فلا املاً يرجى من بقائه هناك. ويمكن الوصول الى صومعة الربان هرمزد باختراق ممر تحت الارض وفي هذا الممر لاتزال قبور مطمورة تحت الارض وبطراز خاص ( كالدياميس لاشك ان السبب في استعمال هذا الطراز من             القبور Catacombs او المباني انما هو الخوف الذي كان سائداً وقتئذ وكانت الكنائس والمعابد المسيحية في روما ايام الاضطهادات كلها من هذا النوع ومن الغريب ان بعض القرى الجبلية في العراق لاتزال من هذا النوع أي ان بيوتها باجمعها مطمورة تحت الارض مع العلم بانها مأهولة للان ومن هذه ( قرية سيدايي) أي التي فوق سطح جبل القوس ) وان السبب في استبقاء هذه القبور والاحتفاظ بها لانها مثوى لعظام القديسين الذين عاشوا في الدير سابقاً. اما هذا الممر فمن الغرابة بمكان ان انه يمتد مسافة مائة متر في جوف الجبل فهو كالنفق لكنه ضيق وقد يحتاج الذي يخترقه الى ان ينحني كثيراً بحيث يشكل جسمه في بعض الاحيان زاوية قائمة..!! ومما يجب ملاحظته ان الداخل الى الصومعة والدهليز يحتاج الى ان يحمل بيده مشعالاً ليبدد تلك الظلمات الكثيفة التي هناك..!!.ومن المحتمل الان ان توضع به انارة لكن بأعتقادى هذا قد يخفف من هيبة الصومعة
اما الصومعة ذاتها فمنقورة منذ عهد الربان هرمزد وهي غرفة صغيرة تبلغ ارضيتها المترين طولاً بعرض  وارتفاعها الثلاثة امتار، وليس فيها من البقايا التاريخية ما يستحق الذكر هنا.
3-صوامع الرهبان:يرى المتسلق الى هذا الدير نقطاً سودا ومنتشرة هنا وهناك في صخور الجبل وثناياه وما هذه النقط بالحقيقة الا قلالي ( صوامع ) الرهبان القدماء لم يألوا جهداً في نقرها وتجويفها وتكييفها حسب مقتضيات معيشتهم ومستلزماتها وترأى للمتسلق وهو لايزال في قرار الوادي ان واجهة الجبل هي شبه ما تكون بخلية النحل لكثرة وجود هذه الصوامع فيها وهناك مراقي ( درج ) بسيطة نقرت في الصخر وطرقات خطرة وشرفات ضيقة ومسالك ملتوية تكون اتصالاً بين الناسك ورفيقه وكانوا الرهبان يعكفون على امانة الجسد بالصلاة والصوم وسائر ضروب العبادة وانك اليوم تجد كثيراً من الشرفات والممرات قد تهدمت وانهالت بفعل المياه الجارفة من اعالي الجبل في فصل الشتاء والربيع وكذلك الصوامع قد تحطمت وتفتت علماً بان الصخر الذي نحتت فيه هذه القلالي وحيث يقوم الدير بين اجزائه ليس بذلك الصخر القوي المتماسك وانما هو رخو اذا ما قيس بالصخور الاخرى التي في هذا الجبل.       
وحول الدير قلالي كثيرة يتفاوت قربا وبعداً وليس من طريق للدخول اليها او الى باقي اجزاء الدير الا التي اختطتها ايدي الرهبان كما في جميع القلالي ويقال ان عدد تلك القلالي قد بلغ نحو (400) وكانت جميعها فيما مضى قوية صالحة لسكن الرهبان ولكن العصور المتتالية قد اكلت عليها وشربت وكان يلاحظ على بعض منها كتابات ففي داخل احدها وهي قلاية الاب اليشاع كتب ما ترجمته ( في سنة 1835 للمسيح انا المسكين اليشاع سكنت هذه القلاية خلال رئاسة ابينا الموقر جرا الالقوشي الاصل وعلى الاخرى كتب سكنت هذه القلاية الاخ منصور الراهب في سنة 1820 وعلى الاخرى انا عبد يشوع الخاطئ قد سكنت هذه القلاية في 1684م وكتب على الاخرى التي يدعونها هناك ( غرفة السجن ) وما ترجمته في سنة 1842م اسماعيل باشا ( حاكم ) العمادية حبس الرهبان وعذبهم في هذه الصومعة ونهب الدير وهذا القول سمع من الرهبان سنة 1931.... وهكذا بالنسبة لبقية القلالي...


143
أمتى حصتنا لا غزال ولاأرنب

عذرا مقدما يابناء امتى العزيزة حصتنا لاغزال ولا ارنب عليه فمقالنا اليوم يختلف عن طبيعة المقالات المتعارف عليها لن يكون مقالا سياسيا ولا------------الخ لانه لقد قيل وكتب الكثير الكثير عن حقوقنا القومية و-و-و التى هى مغزى مقالناهذا لانى اليوم اريد ان احجيها  طك بطك وعليه من هذا المطلق انا لست بصدد توضيح او سرد ما فى بطون  تاريخ العراق   لنتعرف غلى مدى اصالة الشعب الكلدانى السريانى الاشورى وسرمدية وجوده الازلى فى وطنه ولابصددالتحدث عن حضارته وعلومه ودوره الريادى الوطنى فى بناء االعراق القديم والحديث بمشاركة جميع المكونات القومية العراقية والوطنية وهنا ايضا لااسعى الى تسليط الاضواء على مشروعية حقوق شعبنا القومية والوطنية ونضاله الدوؤب والمتواصل على المسرح السياسى بدون كلل ----- او الاقرار بحقوقنا --ولا عن سياسة التهميش والاقصاء التى مارستها جميع الحكومات  العراقية المتعاقبة على سدة الحكم فى الوطن لحقوقنا المشروعة والتى أقرتها مواثيق الامم المتحدة وشرّعه حقوق الانسان ودولة العراق منذ تاريخ انضمامها الى عصبة الامم والى يومنا هذا ومازال الحبل عالجرار ------الخ رغم كل ذلك كان ولا يزال دورنا الوطنى البناء مستمر على الساحة الوطنية والسياسية جنبا الى جنب مع جميع ابناء المكونات القومية العراقية ------ناهيك عن الدور الهام الذى ساهم به ابناء شعبنا فى تأسيس الحركة الوطنية العراقية ورفد صفوفها بخيرة المناضلين والكوادر السياسية كوقود ازلى لاستمرار مسيرتها النضالية لاقامة البديل الديمقراطى فى العراق لا بل وبدماء شهداؤنا الابرار التى سقت ارض العراق جميعها  وحتىخارج      ارضه دفاعا عنه ----اما اخلاقنا واخلاصنا الوطنى للعراق المشهود له من قبل اغلبية ابناء الشعب العراقى والتى مازالت وستبقى تحتفظ به الذاكرة العراقية ليس فقط الى يومنا هذا بل الى ازمنة قادمة الى ابد الابدين ((والله لم تجد لمة او مجموعة فى كل قطاع من قطاعات انشطة الحياة المختلفة ((الصحية --العلمية -- الفنية --او الثقافية ))--الا وتجد بينهم ان لم نقل فى مقدمتهم او فى الصدارة منهم ))من ابناء شعبنا الكلدانى السريانى الاشورى العزيز ---وهذا مايعرفه الجميع من ايناء شعبنا العراقى العظيم --لكى لااطيل عليكم وكما قلت بما انا لست بصدد التحدث عنه لانى لست بحال الراح بس بحال الجاى فأقول :- رغم كل الذى كنا عليه معكم من مرارة وحسرة والم لااريد شىء فقط لكى اسألكم يا مسؤولى دولتنا العراقية الاعزاء الكرام اليس موقفكم  هذا معنا هو اصراركم العنيد فى تطبيق قانون الغابة بحقنا عذرا قلت سلفا اريد ان احجيها طك بطك اولنقل بصيغة اخرى الستم مصروون على تطبيق قانون الحياة وشريعة الانسان بجقنا ((حكم القوى على الضعيف حيث القوى يملك الضعيف حتى نفسه وهواه وشريعة الانسان هى العنف وايذاء الضعيف))رغم كل ماتوصل اليه الانسان من حضارة ورقى وتقدم عبر تاريخه الطويل  وجعله يرفض رفضا قاطعا مثل هذه القوانين والشرائع لكن انتم لازلتم مصرون على ذلك بكل وضوح وتأكيد عجبي من هذا كبير جدا لكن لابأس ايضا نقول هذا قدرنا علينا ان نؤمن به ونعيشه كما تعودنا عليه دائما حتى دخول  ان لم نقل اليأس الى قلوبنا بل شىء قريب من اليأس وهذا يعنى ----------!!!!!!!!- وبالمناسبة تذكرنى حكاية او بالاحرى حكمة حدثت فى زمن بعيد جدا جدا قرأتها فى الستينات فى العطلة الصيفية يومها كنت طالبا فى الدراسة الاعدادية مفادها ان شخصان احدهما قوى والاخر---- اتفقا على الخروج للصيد شراكة اى كل مايحصلون عليه من خلال الصيد يتقاسمونه بينهم بالتساوى وفعلا ذات يوما تمكنا من أصطياد غزال وارنب فعادا فرحان مسروران وبعد استراحة قصيرة طلب صاحبنا الضعيف من صديقه وشريكه القوى ان يتقاسما الغزال والارنب بينهما بالتساوى وحسب الاصول والاتفاق فرد عليه القوى بلهجة شديدة تقدح نارا ((تريد غزال أخذ ارنب وتريد ارنب أخذ ارنب ))- يعنى فى كل الاحوال حصة الضعيف هى الارنب فقط سكت صاحبنا قليلا ثم أخذ الارنب وودع صاحبه ومضى فى سبيله !!!!!!!!- لكن بربى ذلك الشخص القوى انصف كثيرا رغم ----- مقارنة بما انصفنا به شركاؤنا واصدقاؤنا -------------اصحابنا المسؤولين فى دولتنا الحبيبة الدولة العراقية لانه حتى الارنب لم تكن من حصتنا والذى كنا نتوقع ان حصتنا لم تكن اكثر من الارنب فى كل الاحوال ومهما تكن الظروف لكن الذى حصل رجعنا من الصيد بدون اية حصة (لاغزال ولا ارنب ) لابل ولم يحصل ابناء امتى حتى ولو على جلد الارنب ان لم نقل غلى معلاق الارنب ------------والعوض على     لله نقولها
                                                                               

طك بطك
------------------------


عادل فرج القس يونان
5 تشرين الاول  2008

 



144
كيف ننتزع حقوقنا القوميه



لكى ننتزع حقوق امتنا القومية فى بلدنا لا يكفى ان تكون حقوقنا مشروعة وعادلة ومدعومة بثوابت تاريخية وجغرافية ولامن خلال اثباتها بكونها حقوقا مسلوبة عنوة ابان الانظمة الشمولية التى قد نالت من شعبنا وانتزعت منه هويته القومية والغواتاريخه لابل الغوا حتى السجلات الثبوتية الرسمية للبلاد ---والسبب فى ذلك يعود كما يعلم معظمنا ان المعادلة السياسية القائمة فى العراق كحال جميع الدول العربية والاسلامية ومعظم بلدان العالم الثالث حيث من اجل تحقيق حقوق امتنا يجيب ان نكون اما اقوياء يهابنا الاخرون ونمتلك مقومات واسباب تلك القوة بما تكفينا لردع واخضاع الاخرين لارادتنا وانتزاع الاقرار منهم بحقنا المشروع طوعا اوطاعة -----مع توفر قدر كحد ادنى من القدرة السياسية لدينا او من يقودنا زعماء او قادة وممثلين يتمتعون بنكران الذات لا------ويتصفون بالجراة والشجاعة والدهاء السياسى والشخصية القوية المتكاملة لا------والتى تؤهلهم للدخول فى المساومات السياسية لطرح وتمرير الاسباب او المسوغات القانونية والتاريخية والجغرافية لاقناع الاخرين الشركاء الاقوياء فى العراق بعدالة ومشروعية قضيتنا وجعلهم ينحازون اليها عند طرحها ومناقشتها لابل ويتبنوها وصولا الى اقرارها من لا يعلم او كيف يمكن النكران اننا الشعب الكلدانى السريانى الاشورى كانت حقوقنا ضحية المعادلات السياسية والصفقات الانية والمساومات السياسية القائمة فى العراق ابان قيام الدولة العراقية فى مطلع العقد الثانى من القرن العشرين (والتى مازال معظم معاناتنا اليوم نتيجة ذلك) بالاضافة الى عدم توفر العوامل الذاتية والموضوعية لانتزاع حقوقنا حيث عدم امتلاكنا لاسباب القوة وامكانية الردع لاخضاع الاخرين لانتزاع حقوقنا العادلة والمشروعة التى كانت تقزها الحقائق ايضا بالرغم من توفر بعض من معطيات القوة فى مرحلة ما (لكنها للاسف الشديد) لم تاتى بنتائج ايجابية بسبب الخلل فى القيادة اضافة الى سوء الادارة لان مت كانوا يتولون الزعامة ويتربعون علىالعرش ويمثلون شعبنا اما ----كانوا غير مؤهلين من قاعدة شعبية واسعة من ابناء امتنا او كانوا--------مفروضين عليه ناهيك عن عدم تمتعهم بالقدرة السياسية والحنكة كما تسمى لكى تؤهلهم للدخول فى المساومات لاقرار شرعية قضيتنا القومية العادلة واقناع الاخرين بمسوغاتها القانونية هذا كله كان من دروس الماضى ........-اما اليوم وبعد التغيير الذى حصل فى بلدنا بعد 9 نيسان2003 استبشر خيرا غالبية ابناء شعبنا كما كان الحال لدى الغالبية من الشعب العراقى بزوال الظلم والقهر والاستبداد وبزوغ الفجر الجديد على المظلومين والمغبونين والمحرومين من شرائح مجتمعناالعراقى ومنهم لابل فى مقدمتهم شعبنا الكلدانى السريانى الاشورى الذى اصبح يؤمن بان معاناته هى قدره وعليه ان يعيشها رغم مرارتها وشدة قساوتهاولياليه اكثر ظلاما واكبر طولا وسوادا والآمه اكثر ايذاء ومعاناة......- قياسا مع بقية شركاؤه فى الوطن (هذه الحقائق لم استنتجها شخصيا من الدخول فى حسابات جمع الارقام والاحصائيات )لاعداد تضحياتنا وانما من خلال معايشة نتائج ما تركته تلك الايام من الاثار على حياتنا العقلية والنفسية وعلى هيبتنا الانسانية والشخصية بين المجتمع العراقىوالاهم من ذلك كله ماتركته تلك الاثار السلبية على هويتنا القومية والثقافية والتغييرالمستمر لمساكنناحيث اقل واحد من ابناء هذه الامة قد غير مسكنه خمس اوست مرات عاى الاقل ولازال ينتظر المزيد المزيد اذا لم ينهيها بالهجرة الى بلاد الغربة -----هذه حصيلة ماجناه شعبنا بعد حرمانه لعقود طويلة من السنين وعدم استعادة ولو البعض مما انتزع منه بالقوة---ناهيك عن حجم التضحيات التى قدمها وما تحمله من معاناة وماسى على ارض العراق والله ماحرمت اية بقعة من ارض العراق مهما كانت صغيرة الا وسقتها دماء اجدادنا وابائنا واخواننا وابنائنا لا بل وحتى اراضى خارج العراق سقتها دماؤهم الزكية الطاهرة دفاعا عن ارضه------رغم كل هذا وذاك لم تحرك الصحوة السياسية ضميرها للاستجابة الى حقوقنا واقرارها لابل كانت مجازاتهم لنا (متوّجة بالغاء المادة 50 من الدستور ) وقد ذكرت فى مقال سابق لى تحت عنوان (((مالغرابة فى فعل برلماننا يا عقلاء امتى المسكينة ))) ولى اسبابى فى ذلك لكون هذا الامر ليس بجديد علينا ولا وليد اليم وانما تاريخنا غنى وملىء بهكذا اجحاف وسلب لحقوقنا وووو ---ولكى لايفوتنى اننى اثنى بكل فخرا واعتزاز وبشدة على ما قام به ابناء شعبنا العظيم من مظاهرات واحتجاجات بشتى انواعها واشكالها وفى كل مناطق تواجدهم وسكناهم ضد هذا االاجحاف والتهميش لحقوقنا وهذا ان دل عاى شىء فانه يدل عاى وجود وقوة شعبنا واصراره على المطالبة وانتزاع حقوقه العادلة والمشروعة لابل والمشرفة ايضا ومن ابسط حقوقى كأحد ابناء هذه الامة والمنتمى اليها صميميا وبايمان ثابت لايتزعزع ابدا ان اوجه عتبى الصادق الامين والنزيه الى ابناء امتى الذين بقوا خارج الجموع فى تظاهراتهم واحتجاجاتهم مهما يكن تبريرهم وادعاءاتهم لانه من الواجب على ابناء هذه الامة جميعها من دون استثناء ومهما تكن خلافاتهمواختلاف وجهات نظرهم ان يتوحدوا ويفعلو مابوسعهم لاازالة والغاء هذا الغبن والتهميش والاجحاف بحق ابناء هذه الامة وبعد الانتهاء من مهمتهم القومية هذه ليعودوا الى خلافاتهم ثانية متى ما يجدونها ضرورية حسب رؤيتهم هم واتذكر جيدا ان مسقط رأسى القوش الحبيبة قد تعرض الى عدة اعتداءات من قبل جهات وفى اوقات مختلفة كان هدف تلك الاعتداءات هو استهدافها والنيل منها والاعتداء عليها فكان ابنائها الاعزاء الابطال من استثناء او تردد يدا واحدة وقوة واحدة ضد المعتدين حتى دحرهم الشنيع وفى كل المرات رغم كل الاختلافات فى وجهات النظر والرؤى بين ابناء بلدتى حال بقية مجتمعاتنا فى العراق وبعد انجزو ا مهمتهم الاساسية عادوا الى حالتهم السابقة ثانية وهذا ليس سرا ابوح به
عليه ارى ان السبيل الذى لابد منه لتحقيق حقوقنا القومية بعد ان انكشف كل شىء وتوضح بشكل لايقبل التأويل والشك هو وحدتنا وحدة شعبنا ووحدة الخطاب والمطاليب ومناشدة اخوتنا وابنائنا فى المهجر للوحدة ايضا ومطالبتهم بأداء واجبهم تجاه امتهم ودورهم الفعال تجاه ابناء امتهم بكل اخلاص وهمة وتفانى قدراستاعتهم لكى ((نتمكن ان نطالب اصحاب القرار فى بلدنا من منطلق القوة والاقتدار والقاعدة الرصينةالصلبة))على 1- تثبيت وحدة شعبنا القومية فى الدستورين الوطنى الفيدرالى ودستور اقليم كردستان مستندين الىالحقائق الناريخية والمعطيات الذاتية ------- باعتبارنا مجموعة عرقية واحدة بعد الاتفاق على كيفية الصياغة والتعبير عن وحدتنا بنص دستورى ومنع شطر شعبنا الى عرقيتين اواكثر -----2- المطالبة بقوة لغرض ترجمة تحقيق الشراكة فى الوطن لشعبنا مع بقية ابناء شعبنا العراقى ويتم ذلك من خلال تثبيت الحقائق على الارض بصيغة تتيح لناالفرصة الكاملة لااستعادة حقوقنا المسلوبة عنوة ((ويقيننا ان مطاليبنا هى من ابسط بديهيات حقوق المواطنة وتدخل فى اطار الشراكة فى الوطن لابل ومن اسس ترسيخ الوحدة الوطنية))بعدالتعمق والتوسع فى تفسيرها وهذه قطعا لم تأتى الى الوجود او الى طور التحقيق الا بعد احترام الاطراف الاخرى للشخصية المعنوية لشعبنا مع التركيز على ازالة الخلل فى ((النوعية التمثيلية لشعبنا فى مواقع القرار والتى كانت سببا فى حرمان شعبنا وضحاياه بدلا من الاستفادة من التغيير الحاصل فى بلدنا --------


عادل فرج القس يونان
30 ابلول 2008

 
 

145

ما الغرابة في فعل برلماننا يا عقلاء امتي المسكينة



                                                                                        عادل فرج القس يونان

والله لم استغرب ابداً من قرار مجلس النواب العراقي الاخير الخاص بالغاء نظام الكوتة في انتخابات مجالس المحافظات لكن الذي ادهشني كثيراً هو استغراب بعض من عقلاء امتي المسيحية المسكينة والذي قادني الى هذه الدهشة هو انهم ( العقلاء ) فيهم من هو اكبر مني سناً قد سمعوا مثلما سمعت من اجدادي وآبائي عن المعاناة الكثيرة التي عانوا منها طويلاً والتي انا لست بصدد التحدث والخوض بتفاضيلها الجارحة والمؤلمة جداً حسناً اذا لم يكفيهم ذلك ليستندوا على معاناتهم هم انفسهم لمعايشتهم في هذه البقعة من المعمورة معاناتهم الكثيرة جداً حتى ان معظمنا ان لم نقل جميعنا اخذ يؤمن بان معاناتنا هنا هي قدرنا وعلينا ان نعيشها وهذا دليل واضح وصريح على دخول ان لم نقل اليأس الى قلوبنا بل شيء قريب منه وكما تعلمون جميعاً عندما يدخل اليأس الى القلوب يعني انتهاء الحياة لهذه الاسباب وتلك لم اجد غرابة في قرار البرلمان العراقي قياساً بالاثار والنتائج الجسيمة لتلك المعاناة التي عانى منها شعبنا المظلوم وعلى المدى الطويل ( رغم اصالتنا وعمق جذورنا  وتضحياتنا السخية جداً حيث ما انحرمت بقعة مهما كانت صغيرة من ارض عراقنا العزيز الا وسقتها الدماء الزكية الطاهرة لاجدادنا وابائنا واخواننا وابنائنا الاعزاء لا بل وسقت دمائهم ايضاً بقعاً من اراضي خارج حدود بلدنا العزيز دفاع عنه. ناهيك عن اخلاقنا وصفاتنا وكفاؤتنا وقيادتنا لكثير من المناصب القيادية في مختلف مجالات الحياة في بلدنا وتفوقنا بجدارة عالية في تلك القيادات .....ألـــخ) رغم ذلك وهذا.
( لا آني بحال الراح ولا آني بحال الحاضر بس آني بحال الجاي )
( نحن كبقية البشر وكل انسان يعيش بين سعادتين في حياته الاولى يكفلها العدل والثانية يحرسها الامل لذلك يحب الناس الحاكم او القاضي العادل ورجل الدين الصالح او الكاهن . لان الاول يكفل العدل والثاني يحرس الامل فاذا انقلب العدل ظلماً والامل يأساً عافهما الانسان ولوى وجهه عنهما ويقول للقاضي لا اريد قانونك وللكاهن او رجل الدين الصالح لا آومن بك..!! ) الا يكفينا كل هذه لكي نتوحد يداً واحدة وخطاباً واحد ومطلباً واحد اما آن الاوان لنقطع دابر من يحاول تفريقنا منهم من يجر بالطول وآخر بالعرض لابل  وآخرون يقولون مازال الحبل على الجرار ثم الم تسمعوا قصة ذلك الاب الحكيم الذي برهن لاولاده الخمسة بواسطة العصي بان قوتهم في اتحادهم ثم الم تقرؤا التاريخ يا دعاة امتي المسكينة لكي تقتنعوا بان معظم معاناة ابناء امتي كانت بسبب عدم الحكمة والدراية ان لم نقل سوء تصرفات دعاتها او قادتها سواء الروحانيين منهم او العلمانيين ومن لم يقتنع فليرجع الى الوراء في قراءة تاريخ هذه الامة ثم الم يسبق ان شاهد او سمع معظمكم كم من فرداً او مجموعة افراد لا بل بلد باكمله ذهبوا ضحية فرد او مجموعة من الافراد ينظرن الى الامور ويتصرفون بنظرة ذاتية صرفة..!! ( تلك الغيوم جابت لنا هذه الامطار ) لانه لا مطر من دون غيوم فان لم يكفينا كل ذاك وهذا اذن على ماذا انتم ناوون ان تفعلوا بنا البقية الباقية فوالله وثلاثة اسم الله ان لم تتوحدوا كما اسلفت وتبقون تقولون وتدعون بان تحقيق اهداف امتي لازال امامكم وبايديكم وكما يراه كل واحد منكم وانتم متفرقون وكما تستهون ( لن يكون حظ امتي المسيحية المسكينة افضل من حظ صاحبنا الذي كان يدعي دائماً ان حظه لازال امامه وفق رؤيته وحماقته واخيراً افترسه ذئب اجرب نتيجة تلك الحماقة والعناد..!! وهي قصة يعرفها الكثيرون ارجو الله بكل ايمان وصدق ان لايكون حظ امتي الا ما تستحقه من العز والشموخ والتقدم والرقي واعذروني يا ابناء امتي المسكينة والله من وراء القصد ...واشكركم جميعاً.

                                                                              عادل فرج القس يونان
                                                                                   26/9/2008

146
الذاتية والموضوعية واثرها على نضج الفرد والمجتمع


عادل فرج القس يونان
احاول في هذه الدراسة احاول ان اعالج بعض القضايا الفكرية التي تظهر على الساحة العراقية لا بل وفي مجتمعاتنا الصغيرة ضمن المجتمع العراقي الكبير بدراستها وماقشتها ولكي نسلط الضوء على حقائق اساسية سواء ترتبط بالفرد او بالمجتمع تعبر عن الخلفية التي تدفع الانسان للسلوك او التصرف المعين وهذا ما يكَّون لنا الصورة الشاملة عن نهج البشر في تصرفاتهم واعمالهم وعلاقاتهم..!!.
حيث ان الدراسات الادارية لا ترتبط بالضرورة بمجال العمل الاداري في الشركات والمؤسسات والهيئات لكنها ترتبط ايضاً بعمل الجماعات والاسر والعلاقات الشخصية .
هكذا انظر لا بل  وهكذا افكر وهذا التفكير يدفعني للاهتمام بهذا الموضوع وهو ان الذاتية او الموضوعية هي من طبيعة السلوك البشري وتؤثر الى حد كبير على تقدم المجتمع او تأخره كما تؤثر على نمو الفرد ونضجه    ( فكم من جماعات ضاعت ضحية فرد او افراد ينظرون الى الامور نظرة ذاتية يستحيل معها التقدم والنمو ).
*** وما الظواهر السلبية وعدم الركون على الرأي الصائب والمعانات التي نعيشها جميعاً رغم مرور اكثر من خمس سنوات على التغيير الذي حصل في بلدنا وتأملنا فيه الخير الكثير في 9 نيسان 2003 والتي لا اريد الخوض بتفاصيلها الدقيقة لانها معاشة ومعروفة للجميع وهي لاتعد ولا تحصى ايضاً الا نتيجة ما اشرنا اليه اعلاه***   لابل وحتى الظواهر السلبية التي تحدث في  المجتمعات الصغيرة من مجتمعنا الكبير العراق ايضاً ما هي الا نتيجة النظرة للامور نظرة ذاتية والتي نشطت واتسع ميدانها ومجالاتها بسبب الحرية المزعومة التي حصلنا عليها بسبب التغير الذي حصل في بلدنا..!! وانا في هذه الدراسة احاول ان استعرض الاسلوبين في السلوك البشري بدارسة اشمل لعلنا نكتشف ذواتنا اكثر وبذلك نرعى سلوكنا وانا اطمح من ذلك ان اعاون ولو بشيء بسيط على تصويب اساليب العمل المنهجي في حياة الافراد والجماعات وبذلك ينمو الحوار الفعال وتزيد مجالات التقدم والعمل المشترك وتقليل التوتر في العلاقات بين الافراد والجماعات وترتفع القدرة على النقد الذاتي الموضوعي والنظرة الى الامور بموضوعية مما يساعد على نضج الفرد والمجتمع وبناء افضل لمستقبل انجح وهذا ما نطمح اليه جميعاً..!!.
وشخصية الانسان شخصية عميقة جداً قد يكون الاسهل على الانسان ان يكتشف مظاهر سلوك غيره، من اكتشافه لمظاهره هو السلوكية وكلما نضج الانسان كلما تمكن من ان يكشف ذاته وسلوكه وبالتالي يتعرف على شخصيته باكثر وضوح. فالشخص اما ذاتي subjective  او موضوعي objective . فالذاتي متعلق بالفاعل يصدر احكامه منطوية على ذاتيته ( احكام ذاتية ) اما الموضوعي يهتم بالهدف فالموضوعية اذن منحنى فلسفي يرى ان المعرفة ترجع الى الحقيقة...غير الذات المدركة..!!. حيث ان الذاتية او الموضوعية قد تكون صفة للفرد، او الجماعة، او المجتمع. قد تصف علاقة الزوج وزوجته او الوالدين والابناء او علاقة الانسان مع الجار او المجتمع، وقد تصنف علاقة العاملين معاً في مؤسسة ما، وقد تكون علاقة ( الانسان مع نفسه )  فان جماعة ما قد تتصرف بذاتية، وتكون هذه الصفة صفة للجماعة كلها وهكذا..!!. وكما اسلف ان هناك حقائق اساسية سواء ترتبط بالفرد او بالمجتمع تعبر عن الخلفية التي تدفع الانسان للسلوك او التصرف المعين من الضروري ان اوضح هنا بعض المفاهيم العامة لتكَّون لنا الصورة الشاملة عن منهج البشر في تصرفاتهم واعمالهم وعلاقاتهم منها:
أ‌-   الميل للذات:
يولد الطفل محباً لنفسه وكلما نما تعلم بما يكتسبه من المجتمع من صفات – ان يهتم بذاته ويرعى مصالحها ولهذه الصفة اهميتها فكل فرد مسؤول عن بناء ذاته ورعايتها من هنا  كان للانسان ان يهتم بمصالحه الشخصية فهو يهتم بالدراسة كما يهتم بالبحث عن لقمة العيش يهتم بملبسه ومظهره كما يهتم بمكانته في المجتمع الى غير ذلك اذن لا بد للانسان ان يحرص على هذا الدور، ليكون هو المواطن الصالح الناجح الموفق فالميل للذاتية صفة بشرية ودافع انساني طبيعي فهو يختلف في اتجاهه عن الانانية والبغضة التي فيها يسعى الفرد للصعود على ( اكتاف الغير). او يبغي الفرد مصلحته دون اكثراث بالغير او بالصالح العام..!!. لذا فالميل للذاتية صفة عادية لا غبار عليها ولا لبس فيها وبسببها يتقدم الانسان وينمو وينجح واهتمام الانسان بذاته صفة لابد منها ( ما دامت ما تلحق الضرر باحد ) أي مادامت ضمن حدودها الصحيحة والمقبولة.
ب‌-   مجتمع قبلي
: نشأ الشعب في بلادنا في مجتمع زراعي عاشت الاسر وعبر سنوات طوال تخضع لرأس الاسرة. فالجد الاكبر في الاسرة له الكلمة المسموعة وله الاحترام وارتباط افراد الاسرة عبر سنوات طويلة كان يمثل دفاع الاخ عن اخيه سواء كان على حق او على باطل ( صواباً او خطأ ) فالانسان يجد نفسه في والديه واخيه واخته وامتد النظام القبلي الى القرية بل الى فئات اخرى في المجتمع فالانسان يجد نفسه في مجتمعه ايضاً يدافع عنه صواباً او خطأً لمجرد الدفاع عن الجماعة وقد ياخذ النظام القبلي صوراً عنصرية فقد يدافع ابناء دين عن انفسهم في مواجهة دين اخر ( او طائفة اخرى ) الى غير ذلك من الصور التي تظهر على الساحة واعتقد انه لاغرابة فيما اتحدث عنه فقد يهتم القروي بقريته اكثر من اهتمامه بعراقيته رغم كونها وحدة صغيرة لان الانتماء الذاتي للقرية التي يحس بها العراقي لانه يعيش فيها هو اعمق من الانتماء الى العراق الاكبر. ولكي لا يفوتني ان المظاهر القبلية في حد ذاتها دفاع عن الذات وفي عديد من المواقف لا تكون موضوعية بقدر ما هي ذاتية وهذه مشكلة قد تاخذ صور متعارضة فالعراقي في مجتمع العراق عراقي لكنه من خلال انتمائه الى عراقيته ينتمي الى قبائل اصغر داخل المجتمع فابناء الدين ينتمون معاً الى دينهم والانتماءات العرقية الصغيرة، داخل الجماعة الاكبر قد تتغلب على الانتماء الاكبر واحياناً يكون الدور التربوي مهماً جداً بتنمية الانتماء الاكبر باعتباره الصالح العام على الانتماء الاصغر داخل المجتمع الواحد..!!.
ومما لاشك فيه ان المشكلة القبلية تطغى على مجتمعات باسرها فهي تخترق المجتمعات النامية كما تخترق المجتمعات الاكثر حضارة لكن اثارها تظهر باقل وضوح منها في الدول النامية. فهناك مشكلات بين فرق تتمثل في اللون( البيض والسود ) وفي الدين ( مسلم ومسيحي، او الطائفة ( الكاثوليكي والبروتستانتي او الارثوذكسي والبروتستانتي ) او ( الشيعي والسني ) الى غير ذلك من الفرق التي يمكن ان تكون في مواجهة ما..!!.
ومن المفيد ان اذكر هنا ولعله من الواضح ان لهذه الصفة أي القبيلة ميزاتها وعيوبها فمن الميزات دفاع الفرد عن الجماعة ودفاع الجماعة عن الفرد وايضاً احساس الفرد بالانتماء الى الجماعة يعطيعه الامن والاستقرار والراحة كما ان تماسك الجماعة وقدرتها على حل مشكلات بعض الافراد وبحث الجماعة عن وسيلة تقدمها ونجاحها ودفاع كل فرد من افرادها في سبيل ذلك شيء اساسي لديهم..!!
ومن عيوبها الواضحة انغلاق الجماعة الصغيرة على نفسها وانغلاق افقها الفكري على مصالحها الذاتية دون الصالح العام وكلما انغلقت الجماعة الصغيرة تقوقعت على ذاتها والتقوقع يضر بالجماعة الصغيرة ويحد اهدافها وينسيها الصالح العام كما انه دون شك يضر بمصالح الجماعة الاكبر.
ومن الضروري جداً ان اذكر ان هذا النمط ( القبلية ) ليس جديداً في حياة الشعوب حيث الانسان منذ ظهوره على مسرح التاريخ ظهر على شكل قبائل وكل قبيلة تتكون من مجموعة من العشائر تربط بينهما روابط عديدة اهمها رابطة الاصل المشترك..!! كما ويحضرني قول العالم النفساني النمساوي سيجمون فرويد ( ان انتماء الافراد بعضها الى بعض ليس بعاطفة الحب وانما بدافع الخوف من الاذى ..!!)ولكن المهم هنا انه لابد من تطور ( مجتمع القوقعة ) ليتسع افقه فيدرك علاقته بالمجتمع الاكبر الذي يعيش فيه وينتمي اليه ولابد ايضاً من تحول ( عضو القوقعة ) من احساسه بالجماعة الاصغر الى نموه في الاحساس بالمجتمع الاكبر الذي يحتاج اليه وحاجة الجماعة الاكبر لايجوز ابداً ان تحل محلها حاجة الجماعة الاصغر التي تعيش بداخله والذي نعيشه اليوم وباتم وضوح ( اذا تعارضت مصالح الجماعات الصغيرة تحولت هي في حد ذاتها الى اهدافهالذواتها..!!) وبذلك ضاعت المصلحة العامة ولو اشتد الخلاف بين الجماعات الاصغر في اهدافها داخل المجتمع الواحد لتحولت الى حرب فيما بينهما يحاول فيها كل طرف ان يفني الاطراف الاخرى..!!.
فبناء الاحساس الذاتي بالمجتمع الاكبر يدفع الى الموضوعية اكثر بكثير من الانغلاق على المشاعر القبلية للجماعات الاصغر..!!.
ج‌-   مجتمع عاطفي
: نحن المجتمع العراقي مجتمع عاطفي تتغلب فينا العاطفة كثيراً على العقلانية والعاطفية شأنها شأن القبلية تتأثر بالتربية منذ الطفولة فالانسان العاطفي يتجه بكل عواطفه تجاه موقف معين ولا يقدر ان يتزعزع عنه بسهولة وفي الحقيقة العاطفية هي ارضية التفكير لكنها متى انفعلت سيطرت على العقل ومنعته من التفكير العقلاني الموضوعي فالعاطفة كالعاصفة متى ثارت غطت على كل شيء اما العقلانية فكالنسيم الهادئ الذي يريد ان يبحث ويدرس ويحقق..!!. لاينكر ان للعاطفية قيمتها واهميتها شريطة انها لا تتحول الى عاصفة وهي عمل عقلاني في حد ذاتها على شرط انها تعطي العقل مجالاً للتفكير المتأني الهادئ.
اما خطورة العقلانية اعتقد انها تكمن في نوع التعليم متى كان التعليم منحازاً وكما نحن نستخدم عبارة غسل المخ اوغسل الدماغ كما هو شايع على التعليم المنحاز الذي لا يعطي فرصة حرية الفكر واختلاف الرأي وأنطلاق الافق. فالتعليم المتحيز والمنغلق ( يقفل الدماغ ) كما نقول احياناً فلان دماغه قافل على شيء معين او رأي واحد فقط..!! كما ان التعليم المنحاز ايضاً يحرم صاحبه من استخدام طاقته الفكرية الضخمة بحرية كافية..!!.
وبودي قبل ان اختم دراستي ان اوضح مفاهيم بعض الكلمات المستخدمة لدينا حيث اننا احياناً نعطي لها معان اكثر من اللازم فمثلاً مضمون ( كبرياء ) التي نستخدمها في اللغة العربية تختلف عن مضمون كلمة ( متكبر proud  )في الانكليزية فهو متكبر لوطنه متكبر بذاته وهذا يعني ان الكبرياء هنا تعني احترام الذات والاعتزاز بالنفس بينما كلمة (كبرياء) عندنا تستخدم عادة في المعنى السيئ فالمتكبر هنا متعظم على غيره وقد يحتقر غيره ويتعالى على الاخرين..!! في بلادنا تراث دكتاتوري فنقول عن شخص انه دكتاتوري متزمت برأيه أي انه يقول كلمة فلا يتراجع ولا يتناقش ولا يعمل حساباً لغيره من هنا ....نشأت او كانت مشكلات الكرامة. والدفاع عن الذات والحساسية المرهفة لما يسئ للشخص تمثل مكانة كبيرة في مجتمعنا وتسبب لعديد من الناس ان لم نقل معظمهم الكثير من المتاعب لكن لو حاول الناس النظر الى تلك المواقف من اتجاهات اخرى لكان لها تأثير متنوع ومختلف..!!.
وفي الختام اعتقد ان هذ الدراسة ( النوذج البسيط ) قد تساهم في توضيح الاثار التاريخية ( عميقة الجذور ) في حياة كل فرد وما لها من اثارها الكبيرة على حياته وتصرفاته بالاضافة الى توضيح اثر الذاتية والموضوعية على نضج الفرد والمجتمع عسى ان ينمي فينا ويتفاعل الاحساس بالمجتمع الاكبر    ( العراق العزيز ) الذي نحتاجه في هذا الوقت اكثر من أي وقت مضى وعسى ان يساهم هذا الاحساس ليقودنا الى بناء مستقبل انجح افضل لمجتمعنا وخصوصاً في الضرف الراهن ولو على اقل تقدير ان يخفف جزء من معاناتنا التي نعيشها على مضض حيث طالت كثيراً رغم التغير الذي حصل في بلدنا الا ان معاناتنا مستمرة بشتى صورها المختلفة البشعة منها جداً وصولاً الى الضغوط القوية جداً على حياتنا العقلية والنفسية المستمرة يومياً وما ينتج عنها من امراض نفسية وعقلية عليه يحق لمن يقول:- رغم كل الذي جرى ويجري مازال الحبل على الجرار....!!!.
وختاماً نقول هل هناك امل..؟ نعم للخالق امل عظيم، اما الانسان العراقي فلا...!!

                                                                           عادل فرج القس يونان
                                                                            بغداد 15 ايلول 208

147
ادوية صدلية الله متى يعاد احترامها وتقديرها الجديرة بهما..؟


عادل فرج القس يونان


     
                                                                                     

ما ترويه لنا الرويات السماوية ان الله عز وجل خلق النباتات على الكرة الارضية قبل ان تطأها قدم انسان او حافر حيوان لان النباتات هي الغذاء الاساسي لكل مخلوق وبدونه لا وجود للحياة ومنذ ان خلق الله الانسان والحيوان وجدت الامراض التي تنتابهما وكما ان الله سبحانه وتعالى قد جعل النباتات غذاء لاتستغنى منه الحياة فقد اوجد فيه ايضاً الدواء للامراض واعطى الحيوان الذي لايعقل ولا يفكر غريزة الاهتداء الى نوع النبات الذي يشفيه من مرضه وسأذكر لاحقاً مثال حي لهذه الحالة وترك للانسان العاقل ان يهتدي الى النباتات الشافية من الامراض بالدراسة والتجارب والاستنتاج كالاعشاب الشافية اكتشفها رجال ونساء موهوبون من عامة الشعب واخذوا يمارسون التداوي بها قبل ان ياخذها عنهم الاطباء والعلماء وايضاً ساذكر مثالاً واحد من ذلك لاحقاً..!!.
وتاريخ التطبيب بالاعشاب قديم جداً يرجع الى العصور الاولى من التاريخ فبعض المحفوظات من اوراق البردي وقبور الفراعنة دلت على ان الكهنة في ذلك الوقت كان عندهم معلومات كثيرة باسرار الاعشاب والتداوي بها حتى ان البعض من هذه الاعشاب الشافية وجد بين ما احتوته قبور الفراعنة من تحف واثار كذلك هناك ما يثبت ان قدماء الهنود قد مارسوا كقدماء المصريين هذه المهنة ايضاً وحذقوا بها ومنهم سوسروتا Susruta  ثم جاء بعد ذلك قدماء حكماء اليونان ووضعوا المؤلفات عن التداوي بالاعشاب في القرنين الرابع والخامس ق.م واشهرهم في هذا المضمار ابو الطب (هيبوقراط ) وبلننوس وكالنيوس وتيوفراستوس، وديسكوريدي وظلت مؤلفات هؤلاء عن التداوي بالاعشاب المصدر الاساس لهذا العلم حتى جاء بعدهم من الاطباء العرب من اخذ العلم عنهم وزاد عليه وتوسع فيه بتجارب جديدة وفي مقدمتهم ابن سينا والرازي وفي القرن الثاني عشر احتكر الرهبان في اوربا مهنة التداوي بالاعشاب وزراعتها واشهرهم الراهبة القديسة هيلديكارد ومؤلفها الذي سمته الفيزياء Physics  كتاب مشهور وفتح العرب للاندلس خدم طب الاعشاب في اوربا بان زودها عن معلومات الاطباء العرب واعشاب الشرق كما ان الحروب الصليبية كانت كذلك بالنسبة للشرق وازدهر هذا العلم بعد اكتشاف امريكا وما فيها من كنوز كثيرة من الاعشاب الطبية وبعد اكتشاف الطباعة في القرن الخامس عشر كثرت المؤلفات عن التداوي بالاعشاب رغم انتشار هذه المؤلفات بحيث كانت الى جانب الانجيل الكريم لايخلوا منها بيت من البيوت في اوربا وقد ظل التداوي بالاعشاب حتى ذلك التاريخ مستنداً الى التجارب والنتائج فقط دون الاهتمام بالبحث العلمي عن موادها الشافية او طرق تأثيرها في جسم المريض وكان الاطباء يمارسون مهنة جمع الاعشاب وتحضير الدواء منها بانفسهم حتى سنة 1224م حيث افتتحت اول صيدلية في العالم في ايطاليا واصدر القيصر فيها مرسوماً خاصاً يحصر مهمة تحضير الادوية والاعشاب بالصيادلة فقط على ان يبقى للطبيب مهمة تحديد مقدار ما يجب ان يستعمل منها ممزوجاً وكيفية استعمالها وبعد ان ازدهرت الكيمياء في بداية القرن التاسع عشر وصار باستطاعتها تحليل الاعشاب لمعرفة المواد الفعالة فيها واستخراجها او تركيبها كيماويا من مصادر كيمياوية اخرى بدأ التداوي بالاعشاب ينطوي في عالم الاهمال ليحل مكانه التداوي بالمساحيق والاقراص والاشربة...الــخ المستخلصة من الاجزاء الفعالة في الاعشاب او من المواد الكيمياوية غير العضوية فكان من المأمول ان تكون هذه الادوية ( الصناعية ) احسن فعالية من الاعشاب لانها خلاصة المواد الفعالة فيها ولكن التجارب اثبتت فيما بعد ( ان صيدلية الله من اعشاب احسن فعالية مما في الصيدليات من انتاج المصانع الكيماوية) فالجسم البشري او الحيواني ليس كالالة التي تحتاج مثلاً للزيت والنفط لتدور وينتظم عمل كل جزء منها فالمخلوق الحي مكون من احشاء واعضاء مرتبطة بعضها بالبعض الاخر فاذا اصيب عضو منها بمرض لايظل تاثيره مقتصراً عليه بل ان الاعضاء واجزاء الجسم الاخرى اي الجسم كله يصاب بخلل في جميع اعماله العضوية والنفسانية فالمواد الشافية  في الاعشاب لا تنفرد بجزء واحد له علاقة خاصة بجزء خاص في الجسم دون ان يكون له تأثير آخر في غيره كما هو الحال في الادوية الصناعية في الصيدليات ( بل ان يد الخالق جمعها في عشبة واحدة بمزيج يستحيل على الانسان او بصانعه ان ياتي بمثله) لذلك كانت العشبة الواحدة تحوي من المواد الفعالة الشافية ما يجعلها مفيدة في مداواة امراض مختلفة ولو تغيرت طرق استعمالها مما يقتظيه المرض المعالج ولا استطيع التوسع هنا في هذا الموضوع لكن من المفيد ان اذكر دليل واحد ( فالديجيتال مثلاً علاج سام يستعمل في مداواة امراض القلب  وهو يستخرج من نبات يسمى ( قمعية ارجوانية ) والكمية السامة منه تسمم القلب اذا اعطيت من المستخلص من النبتة ولا تسبب اعراض تسمم لو اعطيت بكميات اكبر بوريقات النبتة نفسها ( د. أمين رويحة  التدواوي بالاعشاب 1983 ) ولكن بالرغم هذا كله اهمل الاطباء استعمال اكثر الاعشاب الطبية واستعاضوا عنها بادوية الصيدليات الصناعية المستحضرات للسهولة ولان ذلك ايضاً اكسب ثقة المريض ورضاه فلو خير المريض في وقتنا الحاضر بين علاج يشتريه من الصيدلية ويدخل جسمه بالحقن مما لا يخلو من الالم وبين الاستعاضة عن ذلك مثلاً ( ببصلة ) يجدها دائماً في مطبخ بيته ولا تكلفه شيئاً اقول واكرر لو خير بين الامرين لاختار الاول بل واستهزأ بالثاني وحتى الطبيب نفسه اذا اوصاه بذلك لزعمه ان البصلة المسكينة المحتصرة في مطبخه والتي لا قيمة لها بالنسبة لاثمان الادوية الباهضة في الصيدليات لا يمكن ان يكون فيها ولو جزء بسيط مما في الصيدلية من ادوية..!! وعسى ان اوفق بهذا المثل البسيط والمعروف لعامة الناس لان اعيد الى البصلة وزملائها من ادوية صيدلية الله الاحترام والتقدير الجديرة بهما كدواء مفيد في امراض كثيرة ( وهذا لايعني ابداً ان يكون دليلاً يغني الناس عن استشارة الطبيب وتفيه من كل الامراض..!!
وكما نعلم جميعاً ان اسلافنا عاشوا وهم يمرضون ويعالجون انفسهم ولا زالو الى  يومنا ولو على نطاق ضيق ومعظمنا ايضاً من سكان القرى والارياف قد عولج في زمن الطفولة وبعدها الى حد ليس بالقصير بادوية هدتهم اليها الخبرة والتجربة وكانت ناجحة تماماً بل كانت اجسادهم اقوى وصحتهم اكثر سلامة مما نحن عليه الان فمن اين استنبطوا هذه العلاجات ( انها الاعشاب ) نعم الاعشاب منها ما فيه البلسم او فيها ما ينطوي على الزعاف وحتى السم نفسه كانوا يتعالجون به بمقادير ضئيلة فينتفعون بسميته وكما كان اسلافنا الاقدمون يتقننون هذا العلم كانت الشعوب الاخرى في مختلف اقطار اسيا واوربا ومن حصيلة هذه المعلومات من شرق الارض وغربها جمع المختصون معلوماتهم ونظموها على شكل مجلدات ونشرات وصنفوها لخدمة بني جنسهم في بقاع العالم اجمع. وقد يستغرب البعض ان العشبة او النبتة الواحدة توصف لمعالجة امراض مختلفة وفي مختلف اجزاء الجسم وقد اشرت سلفاً على ان كل عشبة من صيدلية الله تحوي مختلف المواد العلاجية ما يجعلها صيدلية قائمة بذاتها ولنأخذ مثال البصلة فهي تحتوي من بين ما تحتويه على انواع من الفرمنت وهو العامل الهاضم للغذاء وفي عصارات المعدة والامعاء كما تحوي مادة ( كلوكونين ) والتي لها ما للانسولين المعروف من قدرة على تنظيم عملية خزن المواد السكرية في الجسم واستهلاكها وعصير البصلة يحوي زيتا ( عطريا ) هو الذي يكسبها رائحتها الخاصة وهو مطهر قوي المفعول يقتل جراثيم التقيح بانواعها ، وجراثيم التيفوئيد والجمرة الخبيثة والدمال او يفقدها الكثير من محتوايتها وكثيراًما شاهدنا في طفولتنا في مسقط رأسي القوش الحبيبة معالجة الدمال بواسطة البصل المشوي وفي البصلة املاح يقوي الاعصاب وتريحها وتجلب النوم وفيها مواد اخرى تقي الشراين من التصلب وتراكم الكلس في سن الشيخوخة عليها فتحسن بذلك الدورة الدموية بما في ذلك الشريان التاجي في القلب مصدر الذبحة الصدرية وسببها وفي عصير البصلة مواد تغذي بصيلات الشعر وتحول دون سقوطه وفيها اخيراً مادة تزيد في القوة الجنسية فهل اكون مبالغاً اذا قلت بعد هذا كله ان البصلة بحد ذاتها تكاد تكون صيدلية عامة..!!. وهناك امراض كثيرة اخفق الاطباء في معالجتها والشفاء منها بادوية الصيدلية على كثير ما استعمل منها وما كلفت من اثمان باهضة تم شفاء المريض منها باستعمال الاعشاب وكثيراً ما سمعنا ونسمع ايضاً من المرضى يشكون من هذه الحالة ويقولون..... وبعد ذلك ذهبنا الى الشيخ الفلاني او الحكيم وتم شفائنا على ايديهم بواسطة طب الاعشاب..!!  فمثلاً مزيج من عصير البصل وسكر النبات تمكن من اشفاء مريض مصاب بمرض الربو المزعج بعد ان اخفق الاطباء من شفائه بادوية الصيدلية...الـــخ. وهنا فاز الطب الشعبي او العامي البلدي كما يقال على طب الاطباء وهكذا في مثل هذه الحالات من الامراض المستعصية وبعد كل هذا اهمل الاطباء استعمال اكثر الاعشاب الطبية واستعاضوا عنها بادوية الصدليات الصناعية  المستحضرات للسهولة ولان ذلك ادعى الى ثقة المريض ورضاه فلو خير المريض في عصرنا الحاضر بين علاج يشتريه من الصيدلية ومنه المغشوش ومن غير مناشئه الاصلية لابل ويباع ايضاً على الارصفة رغم كل ذلك فانه يفضله على ادوية الاعشاب..!!
والان سأري لكم المثالين اللذين وعدتكم بهما الاول يوضح اهتداء الحيوان بالغريزة الى نوع النبات الذي يشفيه من مرضه والذي رواه لنا د.امين رويحة بكتابه المذكور سابقاً يقول:-
كنت سجيناً عند الانكليز في سجن ( سالسبوري ) عاصمة روديسيا الجنوبية في جنوب افريقيا وذات يوم كنت وبعض زملائي من الزنوج السجناء في مزرعة تابعة للسجن ومعنا ايضاً عدد من الحراس الاوربين والزنوج فشاهدت كلباً يطوف مهرولاً في المزرعة متنقلاً من عشب الى آخر يشمه ثم ينصرف عنه حتى وقف عند عشبة واخذ يأكل منها، وعلى وجهه ملامح الامتعاض من ثمرها وهو حَبْ بحجم الجوزة ، اصفر اللون، وبعد ان اكل بضع حبات منه خرج من المزرعة مسرعاً. فاستغربت هذه الظاهرة خصوصاً وانا اعرف ان الكلاب من فصيلة آكلة اللحوم التي لا تأكل الاثمار والاعشاب فاخذت بضع حبات من الاثمار وعرضتها على ناظر المزرعة وهو بويري خبير بالزراعة وعلمت منه انها اثمار سامة وان من اعراض التسمم بها القيء والاسهال فالكلب ما اكل منها اذن الا وهو بحاجة الى مسهل ينظف امعاءه وقد اهتدى اليها بغريزته وميزها عن باقي الاعشاب الكثيرة التي ليس لها هذا التأثير..!!
اما المثال الثاني:
فهو يخص الانسان العاقل الذي تركه الله ليهتدي الى النباتات الشافية من الامراض بالدراسة والتجارب والاستنتاج وهذا المثال من حقائق التاريخ اكتشاف الكينا-
حصل في قصر آل ( كينكون ) في مدينة ( ليما ) عاصمة ( بيرو ) في امريكا الجنوبية صمت موحش بسبب مرض شديد اصابة المركيزة ( فرانسيسكا ) زوجة المركيز نائب الملك وحاكم تلك البلاد صاحب القصر حمى شديدة تهددها بالموت واجتمع حول سريرها اطباء المركيز المختصون للتداول في حالتها وفيما يمكن ان يقدم لها من انواع العلاج وبالنتيجة عجزو عن فعل أي شيء لانقاذها فاخبر الطبيب صاحب السمو بانقطاع الامل بشفائها- آه.....صه لاتقل ذلك، ولا اريد ..بل لا استطيع ان اسمع فاجابه الطبيب انني اقوم بما يحتمه علي واجبي كطبيب ياسيدي المركيز. اتسمى هذا واجباً؟ من واجباتك الطبية ان تحطم كل امل لي بنجاة زوجتي الحبيبة؟ الا يمكن ان تحدث معجزة؟ معجزة طبعاً ولكن ذلك ليس في ايدينا والذي يهدينا اليه العلم هو ان المركيزة ( فرنسيسكا ) لن تعش اكثر من ثلاثة ايام بعد اليوم حتى يقف قلبها وقفته الابدي التي تنتهي بها الحياة يا الهي...ماذا تقول؟ وما اسم هذا المرض الخبيث الذي سيسلب مني كل شيء ويحرم البلاد من ام رؤوفة- ليس بين السماء والارض في بلاد ( بيرو) او في اية بلاد اخرى من يستطيع التغلب على هذا المرض، ونحن كاطباء نقر بعجزنا كل العجز عن امكانية مكافحته والتغلب عليه..!! فخرج المركز من القاعة وقد اغرورقت عيناه بالدموع ولحق به الطبيب الخاص محاولاً تخفيف وقع الصدمة عليه وهو يقول: ان الموت ياسيدي المركيز سيريح سيدتي المركزه من الالآم المبرحة التي لا تفارقها مدى الحياة فرد عليه المركيز احتفظ بهذا الحكم لنفسك يا عزيزي الطبيب انكم مع ما بلغتموه من العلم عاجزون عن شفائها ولكن لن آيأس وساوفد فرساناً ورسلاً الى انحاء المملكة كافة ليفتشوا عن شخص يستطيع انقاذها. وهكذا انتشر الفرسان والرسل في جميع انحاء البلاد في المدن والقرى وعلى رؤوس الجبال وفي بطون الادوية وقيل اخيراً لاحد الفرسان ان في قمة جبل ( اندة ) شيخاً خبيراً بالاعشاب عليما باسرارها وهو زاهد متقشف يحيا حياة الفاقة والفقر في صومعته النائية فوصله الفارس واتى به الى قصر المركيز فاخذ النبلاء يهزون برؤوسهم استخفافا ًويتساءلون اهذا الشيخ ذو الثياب الرثة المنقطع في اعالي الجبال يستطيع انقاذ المركيزة؟ لا لا لايجوز لنائب الملك ان يسمح له بالدخول الى مخدع المركزة بثيابه البالية القذرة – وهنا ظهر نائب الملك نفسه وقال للنبلاء لا تعترضوا الرجل انا الذي استدعيته ثم التفت الى الشيخ وقال له ساقودك بنفسي الى سرير المريضة وهكذا وقف     ( رجل الاعشاب ) بجوار السرير وراح يفتش في كيسه الممتلئ بمختلف انواع الاعشاب حتى اخرج منه قشوراً جافة فغلاها بالماء واستخرج منها شراباً خصنه وصفاه ، ثم اعطى المركيزة منه جرعة بعد جرعة كانت وهي تتجرعها تقبض اسارير وجهها وتقول يا الهي ما امر مذاق هذا الشراب وبعد ذلك سكتت المركيزة فندت عن المركز صيحة فزع وصرخ بالشيخ لقد ماتت لا يا سيدي بل هي ستعيش انا واثق من ذلك وستنام ولا تصحوا الا عند المساء فاعود اذ ذاك الى تجريعها كمية اخرى وسترى يا سيدي انها ستشفى بعد اسابيع قليلة وتعود اليها صحتها ونضارتها كاحسن ما كانت عليه من قبل لان هذا الشراب مآخوذ من جذع شجرة برية تنبت عند منحدر الجبل الاعلى وقد تعرفت على سرها من سكان الجبل نفسه لا يخيب علاجه ابداً – يقول طبيبي الخاص ليس في الاعشاب ما يجدي في معالجة هذا المرض اجاب الشيخ ان الله يا سيدي يهدي بعض مخلوقاته الساذجة الى العلم والمعرفة والى ما لايستطيع اذكى الناس التوصل اليه بالدرس والاطلاع على مختلف العلوم وفوق كل ذي علم عليم – ارى انك جدير بان تصبح طبيبي الخاص ايها الشيخ فان وافقت على ذلك اسكنتك قصري والبستك الحرير وأغدقت عليك الذهب بسخاء لانك اوفر حكمة ممن في بلدنا من رجال حكماء – انك لكريم رحيم ياسيدي لكن لقد شفت المركيزة تماماً افضل ان تأذن لي بالعودة الى الجبال بعد انتهاء مهمتي لانني اود التعرف على المزيد من اسرار الاعشاب ولا استطيع ذلك ان بقيت هنا اما اذا حدث واصابك او اصاب زوجتك أي مرض لا سامح الله فاستدعني مرة اخرى لأ شفيكما منه باذن الله وصدقت اقوال الشيخ وشفيت المركيزة من مرض الحمى – الملاريا – وسجل شفاء المركزة ( فرنسيسكا آل كينكون ) من الملاريا سنة 1630 نقطة تحول في سيرة هذا المرض الفتاك وسميت القشور المستعملة – قشور شجرة آل كينكون. اما اسم الشجرة العلمي فهو     ( سنكونادجريانا ) او قشور الكينا ومنها استخرج فيما بعد ( الكنين الذي ظل 300 سنة ملكا من ملوك الادوية في عالم الطب وكان المركز كينكون اول اوربي اطلع على سر تلك القشور وفائدتها في معالجة الملاريا فنشرت عن طريقه في بلاد ( اسبانيا ) وارسل كمية للاطباء الاسبان فصنع هؤلاء منها مسحوقاً عرف باسم ( مسحوق المركيزه ) ثم استغله واحتكره الجزويت بعد ذلك فبدلوا اسمه باسم مسحوق الجزويت وهذا دليل على ان الاعشاب الشافية اكتشفها رجال ونساء موهوبون من عامة الشعب كرجل الاعشاب في قصتنا واخذوا يمارسون التداوي بها قبل ان ياخذها عنهم الاطباء والعلماء وختاماً نقول اذن متى تعاد الى ادوية صيدلية الله احترامها وتقديرها الجديرة بهما ..!!

                                                                        عادل فرج القس يونان
                                                                         بغداد 31 اب 2008

148
نص الكلمة الارتجالية في هذه المناسبة


أيها الحضور الكرام ....
                     نحتفل اليوم إجلالا و إكبارا بإحياء الذكرى الخامسة و السبعون لشهداء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري و التي دارت رحاها في قضاء سميل محافظة دهوك في السابع من آب 1933
شهدائنا لم يستشهدوا بسبب جرائم ارتكبوها لنخجل منها و إنما استشهدوا لمطالبتهم بحرية الرأي و حقوقهم القومية المشروعة العادلة و المشرفة إلا أن الحوار السياسي في بلدي و لفترات عديدة من تاريخه الطويل و كما تعلمون تحول هذا الحوار السياسي إلى صراع لا بل صراع دموي حاد و صار الذي صار و نتج الذي نتج أو حدث الذي حدث و أنا الآن لست بصدد الخوض بتفاصيل تلك الأحداث لكن عندما يراد التحدث عن تلك الأحداث عند ذاك سيكون لنا لكل حادث حديث .
قد يتصور البعض إن لم نقل الكثيرون من عندنا و إلى يومنا هذا أن إقامة هكذا حفل تأبيني هو تعبير عن حالة حزن عميق و مأساة . ليس كذلك أيها الأعزاء و إنما هو تعبير عن حالة استنكار لفعل الأشرار و استذكار الرفعة و السمو لشرف الشهداء .
و هل هناك ارفع و اسمي من شرف الشهيد؟ قد لا نجادل في هذا الرأي لان الشهيد يضحي بدمه و روحه من اجل سعادة الآخرين أبناءه و أحفاده و أجياله. لكن الشرف الرفيع لا يسلم من الأذى إلا و يراق على جوانبه الدم !!!!
اطلبوا الرحمة لشهدائنا في كل حين و على الدوام لأنهم إلى الرحمة محتاجون كانوا طيبي القلوب رحماء أحبوكم كثيرا و ضحوا بدمائهم الزكية من أجلكم و يقينا أنهم في عليين و بجوار ربهم يسكنون ..
                                    و أشكركم جميعا....
                                                                           
                                                                    عادل فرج القس يونان
                                                                               بغداد
                                                                           9/8/2008   

149
المنبر الحر / ذكرى شهداء الفرمان
« في: 15:11 06/08/2008  »

                                     
ذكرى شهداء الفرمان

مما لاشك فيه ان ذكرى الشهداء ستبقى عالقه في الاذهان وذخيره في النفوس ومعلقه في القلوب حيث يصادف الخميس 7 آب  2008الذكرى الخامسه والسبعون لشهداء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والتي دارت رحاها في قضاء سميل _محافظة دهوك في السابع من آب 1933.
ومن المؤكد ان ابناء شعبنا سيقومون حفلات تابينيه بهذه المناسبه في اماكن عديده ومختلفه..!!!!! انهم لم يستشهدوا بسبب جرائم ارتكبوها وانما بسبب مطالبتهم بحرية الرأي وحقوقهم القوميه المشروعه والعادله والمشرفه ... ولكن الحوار السياسي في بلدنا وفي فترات عديده من تاريخه الطويل تحول من الحوار السياسي الى صراع لا بل الى صراع دموي حاد وما كان ينتج بسبب ذلك حيث نحن الان لسنا بصدد الخوض بتفاصيل تلك الحوادث ولكن عندما نتحدث عن ذلك عند ذاك سيكون لنا لكل حادث حديث..!!
   البعض ان لم نقل الكثيرون ومن يتصورون ان اقامة مثل هكذا حفلات تابينيه هو تعبير عن حالة حزن عميق ومأساة عظيمه ليس كذلك ولن يكون كذلك ابدا وانما هو تعبير عن حالة استنكار . الرفعه والسمو لشرف الشهداء وهل هناك رفعه وسمو اكثر من شرف الشهاده حيث يضحي المرء بروحه ودمه من اجل سعادة الآخرين من ابناءه واحفاده واجياله ..قد لا نجادل هذا الرأي لكن الشرف الرفيع لا يسلم من الاذى لا بل ويراق على جوانبه الدم .
اطلبوا الرحمه لشهدائنا كل حين وعلى الدوام لانهم الى الرحمه محتاجين ولانهم كانوا رحماء وطيبي القلوب واحبوكم كثيرا حيث سقوا ارضكم بدمائهم الزكيه من اجلكم ويقينا انهم في عليين وبجوار ربهم يسكنون.



                                                                          عادل فرج القس يونان
                                                                                5 آب 2008

150
الغرب اساء الى الرساله المسيحيه

في بادئ الأمر نقول :- ان التراث الروحي المسيحي هو جزء من تراثنا الشرقي..!! ولست مبالغا ان قلت نحن اهملنا ذلك سواء عن قصد او جهل او غير ذلك. لان هذا التراث جزء من تراثنا الشرقي اكرر وكم انا اسف على ما حصل له وجرى عليه ...!!!حيث من يعتقد {بان الحق يتجلى في الخلق}فهومسيحي واما اذا كان الغير يتعصب وينغلق فتلك مشكلته فان التعصب ضد الغير وعلى الأقل ضد الحقيقه انما يرتد ضد الذات وينفجر عنفا وارهابا......!!!!!!!! ولهذا لا ضير من الأنفتاح على العالم للتعرف عليه واستيعابه اكان صديقا ام عدوا وهذا يؤدي بالنتيجه الى كشف اوجه التوافق بينها تعزيزا "للأيمان في النفوس" ونشر للآطئمنان في القلوب وتكريسا للحقيقه الهادفه الى خير البشريه جمعاء وسعادتها[اقول سعادة مجازا لانه في الحقيقه لا سعاده في الحياة بل هناك الشعور بالرضى وفي احسن الاحوال الرضى نفسه في الحياة]...!!!!
عندما ينسجم القلب والعقل والروح في الجسد الواحد يصبح الانسان "جمعيه شخصيه"اذا صح التعبير لا ينكر ان كثيرا ما استعمل الغرب الرساله المسيحيه واساء اليها....!!!وليس سرا اذا قلت:-ان الكثير من الناس ظنوا ان المسيحيه تمثل الاستعمار والصليبيه لا بل القسم الاخر اخذوا يربون غيرهم على ان المسيحيه تمثل الاستعمار والصليبيه وما يصاحبها من مشاكل ومعاناة نحن في غنى عنها ...!!!لكن الكثير منهم بعد الاطلاع والتحميص وجمع الادله توصلوا وعرفوا كم ان هذا الغرب بعيد كل البعد عن رسالة المسيح وايضا اخرون وجدوا ان لهم جذور وروابط اكثر في رسالة المسيح من الانسان الغربي وهم ليسوا مسيحين وهذا ما نتمناه للجميع......!!!!
اقول هذا وانا لست رجل دين او متعصب لديانتي وانما حقيقه نراها صحيحه وسليمه ومن الواجب توضيحها.لان الرساله المسيحيه يلاحظ فيها نهج تاريخي ثاقب-انفتاح المسيحيه الاممي على "الانسان" بمنائ ومعزل او بعد عن اية قسمه عير عادله بدفقه روحيه جديده تؤكد على الاختلاف والاعتراف في علاقة الانسانيه بالذوات الأخرى في وحدة الوجود ووحدة الأديان ووحدة الأنسان بالاضافه الى ان الرساله المسيحيه هي انجح اسلوب تربوي للبشريه ايضا وهذا ما يتضح من قول سيدنا المسيح له المجد في انجيل متي –ولا يوقد سراج ويوضع تحت المكيال بل على المناره فيضئ جميع الذين في البيت هكذا فليضئ نوركم ليروا اعمالكم الصالحه فيمجدوا اباكم الذي في السماوات ولا تظنوا اني جئت لابطل الشريعه والانبياء ما جئت لأبطل الشريعه بل لأكمل الحق اقول لكم لن يزول حرف او نقطه من الشريعه حتى يتم كل شئ او تزول السماء والأرض فمن خالف وصيه من اصغر تلك الوصايا وعلم الناس ان يفعلوا مثله عد صغيرا في ملكوت السماء واما الذي يعمل بها ويعلمها فذاك يعد كبيرا في ملكوت السماوات[متى :19:15:5] وايضا وصيته-احبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم ليس لاحد حب اعظم من ان يبذل نفسه في سبيل احبائه فان عملتم بما اوصيكم به كنتم احبائي يوحنا"14:12:15" .وسؤالي؟ لا ادري ان كان يصح تسمية محاولة البعض في فهم الانجيل تفسيرا او تاويلا ذلك لانها قراءه ذوقيه ترتدي احيانا مسوح الصوفيه لكنها ترتدي احيانا اخرى مسوح المزاج الخاص المنفرد ومن الضروري جدا ان اشير هنا رغم انني لست مختصا بدراسات العهد الجديد لكن بامكاني القول:-انني افهم الانجيل المقدس هو بعيد كل البعد عن ادنى مسوح الذوقيه وللشقائق الفرديه والروحانيه ومن المعلو م ان التصوف واحد من روافد الفكر البشري الذي اضهرته بحوث الانثروبولوجي "علم دراسة الانسان والمقارنه في الطبائع والعادات والتقاليد والمعتقدات بين المجتمعات المختلفه"في اثار الثقافات الانسانيه منذ خمسة الاف سنه على الاقل...!!!
لقد كانت المسيحيه دعوه عالميه لتفعيل "الحوار الانساني"في مسيره البحث عن اسرار الوجود والدخول في عمق معادلة العلاقه الراهنه والتي يمكن ان تقوم بين الله والبشر واضافت الى الشريعه اليهوديه تركيزا واضحا على قضية الاستعداد لحياةاخرى ودخول "الملكوت او مملكة السماء وذلك عن طريق تطبيق العداله والألفه والتواضع في السلوك الانساني وتقديم الاحسان للذين يحتاجون اليه كما فتحت المسيحيه بابا  واسعا على الغفران في حالة التوبه والاعتراض عن فعل الاثام وارتكاب المعاصي كالزنى واللواط والسرقه والكذب والبهتان وغيرها من الرذائل وازدرت من يجعل همه في الحياة جمع الاموال والآنغماس في الترف والشهوات.
ومن المهم ان اشير هنا الى كتب "العهد الجديد" التي تضم التشريع المسيحي وتشمل الاناجيل الاربعه[متي،لوقا،مرقس،يوحنا]كتبها تلاميذ السيد المسيح له المجد عن مواعظه وعجائبه وموته وقيامته وما يتعلق بشؤون الحياة العديده وما يتعرض له المؤمنون من اختبارات وما عليهم القيام به من سلوك وافعال وقد صيغت في اصولها وترجماتها الى عديد من اللغات القديمه  والحديثه بصور تجعلهامن متناول افهام الناس الموجهه اليهم . ولم يقل احد من كتابهاالذين سبقوا ظهور الاسلام في شبه الجزيره العربيه بمئات السنين انها كلام الله الخالق الازلي ولا انها منقوله من مخطوط الهي "الكتابه في لوح مخطوط في السماء السابعه وغيرها" وها هو العالم في عصرنا الراهن ما يزال دائب البحث عن صيغه للتعايش بين الناس في مجتمعات متباعده او متقاربه على غير صعيد ولاسباب متنوعه ضمن شروط "السلام الداخلي والجمعي"تحقق قدرا فاعلا من الحث على العنايه بتهذيب الرغبات والحاجات والنوازع والنزعات في ظروف من تدافع المعطيات الماديه والمعنويه المتدفقه الى ساحة النفوس الانسانيه الشديده  التعقيد في تركيبتها التراكميه الطويلة الامد...!!!
لقد اظهرت ثورتا الاتصالات والمعلوماتيه في نهاية القرن العشرين ان المجتمعات ترتقي صعدا بالثقافات الاصليه وكلما اتسعت دائرة الحوار بين المختصين تبين ان البحث عن "الحقيقه" وهو مطلب للعقل البشري الذي استطاع خلال الآف السنين الماضيه انتاج حضارات حققت مكتسبات ماديه ولاماديه جاء بعضها ابعد من خيالاات كثيره من اسلافنا بل ابعد من طموحاتهم وآمالهم واحلامهم احيانا. وفتح باب الحوار على مصاريعه كافة بين المختصين والمفكرين والباحثين على نحو ما جعله الصوفيون قراءة المحتوى الوجود واغراضه البعيده هو اليوم اكثر من اي وقت مضى حاجه ملحه لتحقيق هيمنة الأخلاق الساميه على الأتجاهات البحثيه في اي من اصعدة المعارف والتطبيقات العمليه ولا شك ان طموح الآنثروبولوجي وغيرهم من الباحثين والمختصين الى توسيع دائرة تجربتهم ممكن ان يشكل واحد من قواعد الآنطلاق الى حل بعض الغاز الوجود لوجود كثير من معضلاته ولا سيما بعد التأكد من قبل الانثروبولوجي وغيرهم من الباحثين والمختصين ان اعقد الأسئله فيها ما يزال مستحيلا الأجابه عليه على التحديد (ماهية الأنسان )نفسه الذي نعتبر نحن جميعا اجزاء تجليات لا تتجزأ صيرورته ويعتبر تمهيد البحث عنه مطلبا انسانيا جماعيا لا يقبل التفريط.........!!!!!!!!!!


                                                                                 
                                                                                                              عادل فرج القس يونان
                                                                                                   بغداد
                                                                                          10 حزيران 2008

 


151
***ميلاد المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري***
"سورايا"
يصادف الخميس الموافق 15 مايس 2008 مرور عام على تأسيس المجلس ومن المؤكد سيحتفل معظم ابناء أمتنا المجيده بهذه المناسبه العزيزه على قلوبهم وكل على طريقته الخاصه.! وبدورنا نبارك المجلس ونقدم له اسمى آيات التهنئه والتبريكات متمنينا له الموفقيه في مهامه لتحقيق اهداف وطموحات ابناء هذه الأمه المسكينه وبارك الله الخيرين من ابنائها ومن خلال هذه المناسبه اود التعبير عن وجهة نظري الخاصه والمتواضعه بميلاد هذا الحدث العظيم وما يدور في ساحتنا القوميه بعد الأحتلال 9 نيسان 2003.
نعم ان المجلس الكلداني السرياني الآشوري انبثق من مؤتمر عينكاوه /اربيل المنعقد في 13,12,مارس آذار 2007 رسميا اذا صح التعبير"وانا الآن لست بصدد ما اورده نظامه الداخلي وما حققه من الأنجازات خلال هذا العام بل انا بصدد ميلاده حيث بأعتقادي ان هذا المجلس كان مولود في رحم معاناة هذه الأمه ومنذ امد بعيد...!!!لكن لم تتهيأ له الظروف المناسبه والموضوعيه "الحكمه والجرأه والقوه والمال"ويتقدمهم الأيمان الصادق بعداله ومشروعيه القضيه والوعي الجماهيري لابناء أمتنا" لما عانته وتعانيه بسبب الفرقه ومعظمنا يتذكر حكمه ذلك الأب الذي برهن لاولاده الخمسه بان قوتهم باتحادهم بواسطة العصى ومن الطبيعي ان اي جديد يظهر في الساحه يتردد الكثيرون في تأييده والأنضمام اليه او التعامل معه لا بل ان البعض ايضا ينتابهم شكوك كبيره نحوه...!!! لكن من المؤكد ان هذه الحاله او الظاهره تضمحل وتزول بقدر مصداقية المجلس مع نفسه ومع الآخرين وبحجم الأنجازات الفعليه التي يحققها وخاصة التي وعد بها....!!!!
ومما لا يمكن نكرانه ان هذا المجلس كان بحق شئ عظيم لانه استطاع ان يشغل عقول الناس واقلامهم من ابناء هذه الأمه وخارجها  لا بل واحدث منافسات وصراعات بين المؤيدين والمعارضين له..!! وان انضمام معظم احزاب ساحتنا القوميه الى المجلس خير دليل على ذلك..!!
ولا غرابة ان هذا المجاس قد يعاني بسبب قلة الوعي الجماهيري مع وجود نسبه عاليه من الجهل بين صفوف ابناء شعبنا والترسبات والتراكمات المتوارثه القديمه غير المنطقيه وغير المعقوله التي خلقتها المعاناة التي عاشها ابناء هذه الأمه ومنذ امد بعيد بحيث اصبحوا يؤمنون بان هذه المعاناة هي قدرهم ودخل ان لم نقل اليأس بل شيء قريب من اليأس الى قلوبهم ومن المعلوم ان اليأس عندما يدخل القلوب يعني انتهاء الحياة...!!!
وقد يعاني المجلس ايضا من انتماء بعض العناصر لتحقيق اهداف شخصيه ماديه كانت ام معنويه اوقد تكون عناصر غير كفؤه لأداء مهام المجلس بالشكل المطلوب وبسبب هذه العوامل وغيرها ليس فقط يعاني المجلس وانما ايضا لن يكون طريقه سهلا ومفروشا بالورد بل على العكس سيكون طريقه شاق وصعب ومحفوف بالمخاطر ...!!! لكن ما العمل هذا هو مجتمعنا وهو قدرنا لأن المجتمع هو الأم والأم هي تاج الرأس مهما تكن واعيه عاقله نظيفه ...الخ او كانت على الضد من تلك الصفات....!!!! لذلك يتطلب التضحيه والصبر والتعامل السليم الجيد والدقه في التصرف وبعد النظر والأحاطه الواسعه الممكنه وانا شخصيا اشبه العلماء بالأطباء والجهله بالمرضى فهل يجوز او نقبل ان يمتنع طبيب من اجراء عمليه جراحيه لمريض خوفا عليه من الصياح والعويل او تخلصا من السب والشتم طبعا هذا لا يجوز ابدا ولا نقبل وليس من الصحيح ايضا لانه بالتاكيد بعد اجراء العمليه ونجاحها سيكون الطبيب من اعزاصدقاء المريض واقربهم الى قلبه و ذويه.اذن تتوجب الأداره الجيده والحكيمه لان الأداره لا ترتبط بالضروره بمجال العمل الأداري في الشركات والمؤسسات والهيئات فحسب بل ترتبط ايضا بعمل الجماعات  والأسر والعلاقات الشخصيه كما ترتبط ايضا بعمل الأنديه والأجتماعات والعمل الجماعي...!!!
وشخصية الأنسان شخصيه عميقه جدا ويكون من الأسهل على الأنسان ان يكتشف مظاهر سلوك غيره من غيره من اكتشافه لمظاهره هو السلوكيه وتحضرني مقولة السيد المسيح له المجد"لماذا
تلاحظ  القشة في عين اخيك  ،ولكنك لاتنتبه الى الخشبه في عينك". وكلما نضج الأنسان كلما تمكن من ان يكتشف ذاته وسلوكه وبالتالي يتعرف على شخصيته باكثر وضوح "كلما تعلمت حرفا ايقنت اني جاهل"كما وان من الأمور الأساسيه الواجب التركيز عليها الأبتعاد عن الذاتيه (subjectivity)ومرات تترجم بكلمة "شخصيه"او عن المصالح الماديه اركز على ذكرها لانها من طبائع السلوك البشري وتؤثر الى حد كبير على تقدم المجتمع او تاخره كما تؤثر ايضا على نمو الفرد ونضجه. فكم من جماعات وحتى بلدان ضاعت ضحيه فرد او افراد ينظرون الى الأمور نظره ذاتيه ويتصرفون بحماقه او وفق مقتضيات مصلحتهم يستحيل معها التقدم والنمو...!!!
اما المال فهو ليس ابدا معيار او مقياس السعاده كما يتصور او يعتقد البعض للاسف ولهذا نجد الكثيرون يسعون الى المال من اجل ذلك بحجة {الصراع والتنازع من اجل البقاء} فلا هو صراع ولاتنازع ولا هم يحزنون بل لاعتقادهم ان المال هو معيار السعاده فقط ليس غير وما هذه الحروب والدماء السائله واحتلال البلدان الا لاعتقادهم ذلك ونراهم يتصارعون على المال كما تتصارع الكلاب على الجيف الملقاة على الرصيف ...!!! واعود الى ما اريد التوصل اليه ولأنه من الواجب ايضا هو ما يحدث لاحزاب ساحتنا القوميه على اختلاف مسمياتهم واعمارهم واحجامهم وادوارهم في عدم امكانيتها في التوصل الى صيغه عمل توافقيه توحد خطابهم وجهودهم لاسيما ان هدفهم واحد لكن هذا لا يثير استغرابي لانه حال ابناء امتي ومنذ امد ةبعيد ولا يزال حيث البعض منهم يريد ذبح الواقع على حساب الحقيقه و البعض الاخر يريد ذبح الحقيقه على حساب الواقع نعم هناك حقيقه وهنا واقع لا يمكن اهماله واي عمل او مشروع يبنى على غير هذا الأساس [مكونات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري]حليفه الفشل وحسنا ما فعله المجلس الشعبي حيث جميع مكونات شعبنا يجدون انفسهم فيه.وان بقاؤنا غير موحدين الآن ليسى فقط يهدد حقوقنا وانما يضيعها ايضا واذا عدنا قليللا الى الماضي القريب لوجدنا ان جزء من معاناتنا الحاليه هي بسبب اهمالنا في الدستور الؤقت للدوله العراقيه عند تاسيسها في 1921 والان ايضا يوجد مسؤولين في قمة الهرم ومنفذون في دولتنا الحاليه لا يعرفون من هم نحن رغم معرفتهم الأكيده باننا شعب اصيل في هذا البلد ولدينا ممثلين في البرلمان ايضا هذا سببه قرقتنا واذا ضاعت هذه الفرصه علينا والتي قد لا تعود بعد مئات من السنين ستعيدنا الى اسوأ ما كنا عليه وهناك البليه والبلاء يا له من تاريخ مريروقاسي اذن لم يبقى امامنا جميعا سوى العمل الوحدوي لاستثمار هذه الفرصه نتيجة التغيرات التي حصلت في بلدنا في نيسان 2003اسوة مع بقية مكونات شعبنا العراقي لنعمل سوية جنبا الى جنب لبناء عراق ديمقراطي موحد فيدرالي تعددي وتكون هوية الجميع هي المواطنه[العراق فقط] ولا تعلوها اية هويه اخرى. ويقيننا سيذكر التاريخ وتتناقله الأجيال كل المخلصين الجيدين لامتهم وكل الموافق المشرفه وستبقى اسمائهم خالده لامعه في سفر التاريخ ولكن من يتوهم ويحاول ان يطعن ابناء هذه الأمه المجيده من الظهر لأجل تحقيق ماربه الشخصيه ومنافع ماديه ليس فقط ستلاحقه لعنة التاريخ بل سيلاحقه ابناء الأمه جميعا واجيالهم حتى الى جهنم وبئس المصير....!!!!
وفي الختام نناشد كل الخيرين الطيبين من ابناء امتنا ان حقوق ابناؤها ومطاليبهم المشروعه والعادله هي امانه في اعناقهم وفي مقدمتهم "دعاتها" الداعين لتحقيقها فنجد فيكم ايها الأعزاء كل القدره والحكمه والأستعداد للتضحيه والبساله وسيكون الله بعونكم وجميع ابناء امتكم لا بل وحتى الخيرين من غير ابنائها فسيروا على بركة الله ومنه العون والبركه والموفقيه وللمجلس الكلداني السرياني اللآشوري العمر المديد والنجاح في تحقيق الأهداف المشروعه والعادله لابناء امتنا المجيده.
والله من وراء القصد
والسلام عليكم يا ابناء امتي جميعا اينما كنتم وعلى البشريه جمعاء
                                                                            عادل فرج القس يونانE.mail: adelal_kasyonan@yahoo.com

152
وضع العراق بعد خمس سنوات من الأحتلال

ان الهدف من هذا المقال هو تسليط الضوءعلى الأسباب التي قادت العراق الى الوضع  الذي هو عليه الآن ولا زال كما يقال بالعاميه(مازال الحبل على الجرار)بعد خمس سنوات من الأحتلال مع بيان السبل الكفيله للخروج من الوضع حسب وجهة نظرنا المتواضعه..............!!!!!!!!!!!
ان الطبيعه التسلطيه للدوله الأستبداديه التي انتجها النظام الدكتاتوري السابق جعلت العراقيين يعيشون في اجواء الظلام والقهر فقد ساد القتل والتهجير الجماعي ....!!كما واجهت الأحزاب والقوى الوطنيه سياسة التدمير والتصفيه ومصادرة استقلالية النقابات والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني.لذا كانت السياسات الشوفينيه منطلقا للاضطهاد والمظالم لم يسبق له مثيل وعم النفاق السياسي اوساط واسعه من مجتمعنا ومما يؤسف له حقا ....!!!ان هذه السياسات انعكست
على اصغر خلايا التنظيم الأجتماعي وهي (الأسر)وأدت الى تفكيك اواصرها ولم يعد للمعايير الخلقيه والتقاليد الأنسانيه والشيم التي عرفها المجتمع العراقي...!!!مما اذى بعدد كبير من الأفراد الذين(باع) بعضهم قرابات الدم بمكافات السلطه بسبب ذلك التأثير على السلوك كما ادت تلك السياسات تغيرا جوهريا في القيم التي كانت سائده في مجتمعنا العراقي والتي كان العراقيين يعتزون بها ومدعاة لفخرهم مما اوجد شرخا حقيقيا بين ابناء الشعب العراقي...!!! كما واقترنت هذه السياسه الداخليه بسياسه عدوانيه ازاء الدول المجاوره ومعضمنا تركوا أعمالهم وبيوتهم من دون معيل ليلتحقوا بجبهات القتال ولسنوات طويله دامت اكثرمن ثمان سنوات وادت الى محرقه بشريه بالأضافه الى شلل الأقتصاد الوطني وقادت تلك الحروب الى كوارث ماديه هدرت فيها ثروات العراق والأكثر من هذا كله عززت هذه الحروب الوجود العسكري في المنطقه حيث أدى اشتعال جبهات القتال الى تهديد منابع النفط وطرق التزود به مما قاد الأساطيل الحربيه الأجنبيه الى التوافد الى المنطقه....!!وعندما توقفت الحرب عام 1988 وبدلا من التمتع بنعم السلام واعادة اعمار العراق وتحسين العلاقات مع الدول المجاوره أقدم النظام على غزو الكويت في آب 1990ليفتح بذلك ابواب المنطقه مشرعه للقوات الأجنبيه...!!!!وعلى اثر حرب الخليج الثانيه تم  شل القدرات العراقيه وخاصة في الميدان العسكري الحظر الجوي في المنطقين الشمالية والجنوبية(خط العرض 36و33) وفرض الحصار الأقتصادي وأصبحت البلاد من جراء ذلك تحت الوصايا الدوليه....!!!!!
ان برنامج الدوله الاستبدادي هذا أدى إلى تراجع البديل الوطني للتغيير مما دفع البعض للمراهنه على(العامل الدولي)باعتباره الخيار الممكن للخلاص غير معتقدين ان خيار الحرب والغزو الخارجي سيوصلنا إلى الطريق الذي وصلنا اليه الان وهكذا سقطت الدوله امام  الغزوالأجنبي .وبعدها كان المفروض ان ينصب الأهتمام على مساعدة العراقين وتمكينهم من حكم بلدهم وتقرير مصيره بعيدا عن التدخلات الأجنبيه على العكس ان الأداره الأمريكيه رفضت السماح للقوى الوطنيه في عقد مؤتمر و طني يمثل جميع القوى الساسيه العراقيه ويرسم طريقا مستقلا لانقاذ العراق وسرعان ما عملت هذه الإدارة و بتعاون دولي طبعا على صدورقرار مجلس الأمن المرقم(1483 في 2003)الذي حول قوات التحالف الى قوات احتلال وهو تحول خطير على المزاج العام للعراقيين الذين رفضوا ان يرضخ بلدهم للأحتلال وهو قد تخلص من القواعد العسكريه الأجنبيه منذ تموز 1958. لقد اوضحت الأحداث بشكل لايقبل الشك او اللبس ان الأداره الأمريكية وضعت خطة للحرب (لكنها للأسف الشديد لم تضع خطة للسلام والبناء) فالارتباك والتخبط والقرارات ألارتجالية التي صدرت بحل مؤسسات الدولة وخاصة المؤسسات العسكرية والأمنية وقد برر ذلك (الحاكم المدني للعراق السيد بول بريمر في لقاء صحفي مع إحدى الفضائيات بان الأجهزة العسكرية والأمنية كانت أدوات قمع للنظام السابق لذلك لابد لنا من حلها)......!!! وعلى اثر ذلك أوقع البلاد في فوضى عارمة لا بل كرسوا أسلوبا جديدا في الحكم قائم على مكونات طائفية واثنيه فقد تم تأسيس العملية السياسية منذ انبثاق مجلس الحكم الانتقالي على أساس المحاصصة وفي ظل الاستقطابات الطائفية فأصبحت الطوائف (إطارا مرجعيا ) يلوذ
إليه الناس لحماية أنفسهم (وهذا ما يؤكد التفسير السيكولوجي. إن انضمام الناس بعضهم إلى بعض ليس بعاطفة الحب وإنما خوفا من الأذى) لدرجة إن بعضا منهم تخلوا عن فكرة المواطنة و انغمسوا أيضا في الصراعات الطائفية واستبدلوا هويتهم الوطنية بهويات فرعية...!!! وهذا كله أدى إلى انقسامات حادة في المجتمع العراقي وتشكلت الحكومات والمؤسسات وفق معايير المحاصصة أيضا لا بل .......!!! وحتى المهمة التي أوكلت للأمم المتحدة أصبحت أسيرة لضغوط الاحتلال والقوى المسيطرة على الحكم وفي حزيران 2004 تم نقل السيادة إلى العراقيين من الناحية القانونية لكن القرار الأمني والسياسي بقى بيد قوات التحالف والتي أطلق عليها (القوات المتعددة الجنسية ) حسب قرار مجلس الأمن الدولي 1546 وكانت محصلة كل هذه السياسات (استباحت أرواح العراقيين ) ونسف الدماء والقتل على الهوية والخطف واضطراب الأمن وتراجع دور الدولة في فرض القانون والنظام العام وهجرة الملايين إلى خارج البلاد وتعاظم التهجير الداخلي على أسس طائفية وكيفيه وتردي الخدمات وتفاقم البطالة وهذا بدون شك ولد احباطات على قطاعات واسعة من المواطنين الذين كانوا يتأملون من (العهد الجديد تعويضات عما لحق بهم من ظلم وحرمان وبؤس وشقاء ) .
إن الحال الذي وصلنا إليه وما زال يستوجب الوعي بالمخاطر التي تحيط بنا وطنا ومواطنين وان ما نشهده من صراعات وإرهاب ....!!! يتم في ظل الوجود الأجنبي  وتعثر في مسيرة العملية السياسية وفي انهيار الدولة وشلل في القدرة على المعالجة وهذا ما يؤكد لنا حقيقة مؤلمة جدا      ( إننا نعيش أزمة هوية سياسية وذلك لتراجع الهوية الوطنية العراقية أمام الهوية الفرعية) كما إن صراعات المحاصصة واقتسام الغنائم وجه فعلا لطمه لمبدأ المشاركة والتوافق والمصالحة الوطنية ولم يعد سوى طريق واحد(وهو إعادة النظر في المنهاج واليات العملية السياسية وتشكيل حكومة اتحاد وطني تمثل جميع التيارات في مجلس النواب وخارجه بميثاق توافق وطني ) يضع أسس قواعد بناء الدولة الوطنية الحديثة ** لاخلاف في كون العراق بلد متعدد في تركيبته القومية والدينية والطائفية شانه شان الأغلبية الساحقة من دول العالم ** والكل يعلم أن هذه التركيبة أنتجت عبر العقود الماضية تيارات سياسية متعددة وحركة وطنية قاسمها المشترك هو (الهوية الوطنية ) كما وان طريق الوحدة الوطنية هو طريق مغاير لتحويل الأديان والطوائف إلى أحزاب سياسية لان هذا الطريق يؤدي إلى التعصب والتمايز والمحاصصة وان التعددية لسياسية تقوم على فكرة التمايز في البرامج السياسية لا ((( التنازع الطائفي ))) والعودة إلى الجذور العشائرية المنطقية وتفتيت النسيج المجتمعي وأخيرا نقول إذا كانت الحكمة من دون جدوى فمن الحكمة أن نعاني .





                                                                                          عادل فرج القس يونان
                                                                                                     بغداد
                                                                                           في 10 نيسان 2008
Adelal_kasyonan@yahoo.com
                                                                                             

صفحات: [1]