عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - حنا شمعون

صفحات: 1 [2]
501
عزيزنا بدران،
شكراً لهذا التحقيق الرائع عن قامة سامقة أنجبت للكنيسة الكلدانية والشعب المسيحي في العراق بطريركاً ينحني امام قامته المثقف والسياسي ورجل الدين من كل دين.
هذه معلومات قيمة تسلط الضوء عن البيئة والبيت الذي تربى فيه  بطريركنا المبجل ولماذا الكل يحبه ويسانده في خطواته  في إنقاذ سفينة الكنيسة الكلدانية  وهي تمخر في عاصفة هوجاء.التقوى والإيمان والمحبة هي الخصال التي تربى عليها سفٓانُ كنيستنا ، فلا خوف يجب ان يساورنا في هذه الظروف القاسية.
الرب يرحم العم الشماس روفائيل ساكو الامراوي الذي أنجب لنا مار لويس روفائيل الاول ساكو.
                                                                                       حنا شمعون / شيكاغو

502
ذكريات سوق القوش في غناء طلال كَريش

ميخا زراكَا يُمسّن خنجره ليوم الشدة فهل نعتبر؟
الفنان طلال كَريش في البومه الثالث قدم لنا اغنية " دركَي دخاني " من تأليف وتلحين شقيقه نبيل كَريش، وكانت الأغنية عزيزة ومؤثرة على قلوب الكثيرين وخاصة الألقوشيين وان انتقينا أكثر فنقول على كبار السن منهم، الذين في صباهم عاصروا السوق وهم الآن قد هجروا القوش وليس بامكانهم حتى الوقوف على ازقة ذلك السوق ودكاكينه  التي لا اعرف ان كان أثرها قائم لحد الآن. انا متأكد ان الكثير من رجالات القوش الأبية ادمعت عيونهم حين سمعوا الأغنية وقسم منهم ما كانوا قد بكوا على مدى عمرهم . 
انا الآن بصدد الأغنية المكملة او الرديفة لأغنية "دركَد دخاني" والتي حملت تسمية " شوقا د ألقوش " وجاءت في الألبوم الرابع ومرة اخرى كانت من تأليف وتلحين نبيل كَريش الذي اعتمد اقوال المسنين والكتاب الألقوشين عن حال السوق في النصف الأول من القرن الماضي. وبلا شك اعتمد نبيل الفنان نصائح الأستاذ الأديب نبيل دمان الذي من نِسغ القلب يكتب كتاب بعد كتاب عن تاريخ القوش بلدته العريقة والمشهورة بلقب ام القرى. وكلي امل ان النبيلين الشهمين سوف يتعاونا لأجل اتحافنا باغنية ثالثة عن سوق القوش الذي يصفه نبيل بأنه كان صاخباً في الصباحات الباكرة. أما طلال هو الأخر ثمة واجب عليه ان يؤديه وهو ان يعرفنا أكثر وأكثر عن بلدته التي نعزها جميعاً كونها  ام القرى وحصن نينوى الآشورية وقلعة السورث والسورايي في العصر الحديث.وبهذه المناسبة احيي الأستاذ نبيل دمان وأهنئه على كتابه الجديد " القوش حصن نينوى المنيع"، وبعون الرب وبصلواتنا جميعاً سوف تكون القوش هكذا في هذه الأيام التي زحف  فيها الشر الى نينوى الغالية وقرى سهلها الخصيب.
الفنان الموهوب داني شمعون خير من يجمع الكلمات واللحن و صوت طلال مع عبق التاريخ لينتج لنا اغنية تليق بسوق القوش الشهير. وهكذا استيقض ميخا زراكَا مع صياح الديك ونزل هادئاً ترافقه زقزقة العصافير وصخب اصحاب الدكاكين ولكن من بعيد كخلفية لموسيقى مقام البيات وهو يبعث الأنشراح في مشاعر المستمعين، وهم حسب كمّ وعمق ذكرياتهم ينفعلون مع الموسيقى التي لا تلبث ان تصبح راقصة بأحسن خكا معروف الا وهو الخكَا يقورا ، ليأخذ الراقصون الشباب محلهم في هذا الخكَا ويكونوا حاضرين قبل ان يبدأ ميخا زراكَا بسرد ذكرياته عن سوق القوش ويعرفنا انه ثانية وربما ثالثة يحط به القدر في سوق بلدتة العزيزة القوش والتي افتقدها كثيراً حين اغترب -- بمفهوم ذلك الزمان-- الى سوريا.
اما من هو ميخا زراكَا فاليكم ما جاء في كتاب المرحوم نوئيل قيا بلو الذي هو بعنوان "حوادث مهمة في تاريخ القوش الحديث" الصادر عام 2003 ‘ اذ كتب يقول" عندما تكون السطة ضعيفة يضطرب حبل الأمن وتكثر العصابات، وتسود المجتمع شريعة الغاب - القوي ياكل الضعيف ،وتكون أموال وممتلكات الناس عرضة للسلب والنهب، ومن لا يعتمد على قوته ، يحتمي بها وتحمي ماله ، اُخذ منه من قبل من هو الأقوى والأشرس.
هكذا كانت الأوضاع عام 1926 حيث كانت الحكومة الوطنية حديثة العهد .. وكذا الوضع في القوش ، فمن لم يكن قوياً ومسلحاً كانت تسلب حقوقه وتهان كرامته ويخسر ماله."
ويسرد المرحوم نوئيل المزيد عن احوال القوش في تلك السنين ويذكر ان شخصاً يدعى ممو كرتي ( هرمز هومو ) كان قد رحل الى الموصل لكسب المعيشة ولكن لما علم بظروف بلدته القوش الصعبة وما يحدث من اعتداءات وتجاوزات في ظروف لا تطاق ، لم تقبل نخوته وغيرته ان يترك بلدته في مهب الريح ولذا رجع الى بلدته وجمع حوله كل متحمس وشجاع وغيور وألف منهم قوة مسلحة تقوم بالعمليات اللازمة داخل القوش وخارجها. ومن هؤلاء الشجعان الذين اعتمد عليهم ممو كرتي كان ميخا زراكَا الذي يقول عنه ابنه صبري في كتابه الموسوم " ميخا زراكا من ابناء القوش " ان والده كان يمتهن مهنة استخراج وتقطير العرق الممنوعة وورد اسمه في مقتل مختار القوش صادق كَولا " حمندي " عام 1926 وهي حادثة عرضية وقعت في القوش وعلى اثرها اصبح والده مطلوباً للعدالة وبقي لفترة عاصياً على الحكومة ينتقل بين القرى القريبة من القوش وجبل القوش الأبي ويزور بيته بين الحين والاخر غير آبه بالمخاطر وفي هذا الصدد يقول صبري الأبن " فكانت حياته عبارة عن قصص وحوادث وملاحقات تنم عن الرجولة والشجاعة والمباغتة من اجل الدفاع عن نفسه وابعاد الخطر عنه كي لا يقع فريسة سهلة بيد الحكومة "
وفي عام 1931 هرب ميخا زراكَا الى سوريا وهناك بسب سمعته في الشجاعة استطاع ان يستقر ويشتغل تحت اسم انتحله لنفسه وهو سفر حنا . رجع ميخا بعد بضع سنين الى العراق اِثر وعدٍ من صديقه النائب الكردي في البرلمان العراقي عبد الله آغا الشرفاني ولكن الامور لن تسر على ما يرام ورجع ميخا ثانية الى سوريا عام 1937 ليصبح رئيس قرية سيمالكا القريبة من التقاء  الخابور و دجلة  وحين ذاك اضاف الى اسمه لقب " آغا " فاصبح سفر آغا بعد ان اثبت جدارته وأهليته لهذا اللقب عبر حوادث أظهر فيها الشجاعة والشهامة .
لم يكن ميخا زراكَا ممن يستطيعوا نسيان بلدته القوش وهكذا لم يرتح له بال حتى رجع لأخر مرة الى بلدته عام 1947 واستقبل من قبل الأقرباء والأصدقاء بأحتفال مهيب وبعد ايام من وصوله الى القوش طلب من وجهاء القرية ان يرافقوه لزيارة شيشا صادق كَولا من اجل الأعتذار له وتبرئة ساحته من التهمة المنسوبة اليه بمقتل أخيه صادق كَولا ( حمندي ) وكان شيشا رجلاً متدينا ولذا سامحه وبرئه من التهمة المسندة اليه، ثم ان النائب الكردي عبدالله آغا استطاع التوسط لأصدار عفو عن ميخا زراكَا من الحكومة الملكية.
بقي ميخا زراكَا في القوش والقرى القريبة يزاول الزراعة  ومن ثم انتقل الى بغداد حتى وافاه الأجل بعد مرض عضال ظل يصارعه لمدة خمس سنوات وكان ذلك عام 1965 ، عن عمر ناهز اثنتين وسبعين سنة.
هذه كانت قصة ميخا زراكَا التي لها مثيلات في كل قرانا الشمالية حيث كان يتحتم على البعض من الشجعان ان يشاكسوا الحكومة ويقوموا بأعمال وان كانت غير قانونية ولكن كانت في اغلب الأحيان في صالح القرية وذلك لأجل الوقوف بوجه الجيران من العرب والأكراد المسلمين ورجالات الشرطة الذين لولا ظهور مثل هؤلاء الشجعان لكانت قرانا لقمة سائغة  في افواه ضعاف النفوس للنهب والسلب والأعتداء. هكذا كان حال  قرانا المسيحية الذين ديانتهم تحتم عليهم للسكوت عن المظالم وعدم الرد بالمثل من الأعتداء والسرقات. وهذا أعرفه عن القوش وأستطيع ان اوكده عن مكَنيش وقرات مثيله عن قرية اسنخ وسمعت في صغري ان بغديدا كان لها هكذا شباب أشداء يزالون نشاطاتهم في الليالي المقمرة.  في تلك السنين كانت مثل هذه الأعمال وفي ظروف الحكومات الظالمة  تعتبر مقياساً للرجولة، كما ان الملاحظ في هذه الحالات فأن  أمثال هولاء " الأشقياء السورايي"  من ابناء القرى كانوا اكثر قرباً ومحط تقديرعند الأكراد حسب ما استطيع ان اوكده، وبلا شك عند العرب ولكن ليس لي الدليل. وكان ثمة صداقات تنشأ بين الطرفين مثلما حصل بين ميخا زراكَا بطل قصتنا هذه وعبدالله الشرفاني الكردي الشهم الذي لم ينسى المعروف الذي عمله معه ابن منطقته، ميخا زراكُا حين وقع الأول في مشكلة عويصة.

لنعود الى الأغنية ونكمل من حيث انتهينا وحين ضعنا لنعرف من هو المتكلم طلال ام نبيل ام ميخا ولا يهم هنا من هو المتكلم بقدر ما يهم ان الأغنية تحكي قصة السوق وأبطاله من اصدقاء ميخا زراكَا وهنا تزدحم كلمات الأغنية بأسماء يصعب تمييزها ان كانت اسماء علم ام مهن ام ماذا ومرة اخرى هذا لا يهم ما زال الراقصون منفعلون بجمالية الموسيقى حيث يزداد حماسهم باشتداد النفخ في الزرنا حتى يتعب وينهك الراقصون ويتراجع  او يسكت صوت الزرنا بموازاة صوت الدف المضروب باتقان من قبل روبرت يونان وصوت البَكَلاما ( الطنبور  الكهربائي ) وضاربه التركي مصطفى ليبسك اغلو بانامله السحرية. لا ادري ان كان القاري العزيز سابقاً قد تمتع نظره برؤية سنابل حقل الحنطة في عزّ اخضرارها وتهب عليها نسمة هواء تهتز له السنابل  بانسيابية ، هكذا يكون حال الخكَا يقورا هنا حين يهدأ ويخفت صوت الزرنا. انه عرس موسيقي يختلط فيه في القديم والحديث وتتنافس فيه المهارات التي تستمد فنها من تراث امة السورايي التي حضورها  الأجتماعي كان في شمال العراق و تركيا  اي في دشتا دنينوي وهكاري وطور عبدين. اعرف ان داني سافر الى تركيا ليحصل على مقاطع من عزف مصطفى على البَكَلاما بعد ان اسمع مصطفى النموذج المراد عزفه لأنه كان يريد ان يبقي على روحية اللحن الذي وضعه الملحنون السورايي وفي هذه الأغنية كان نبيل كَريش. استمع الأتراك الى اللحن وسجلوا نوطتها ثم عزفها مصطفى ليبسك اغلو، وكل ذلك التعب والأنفاق المالي لأجل ان تكون هذه الأغنية وأخواتها متكاملة وانا احسب اغنية " شوقا د ألقوش " هكذا لأني احسست بالموسيقى والخكَا الذي يرافقها ولذا وصفت الخكَا من الموسيقى المرافقة، كما اسلفت.
عن لسان ميخا زراكَا الملئ غبطة بعودته الى بلدته ووقفته بكامل اناقته في سوق القوش نسمعه يذكر اصدقائه في السوق من  اصحاب المقاهي والعطارين وبائعي القماش وأصحاب المهمن كالحياكة والدباغة والحدادة والنعالين " منعلاني" ذوي الخبرة في البيطرة والطب. ونبيل النبيه أخبرنا انه حتى المحكمة "بيث دينا" لم يخلُ منها سوق القوش وكانت دوماً مليئة بالمشتكين والمشتكين عليهم وكانت سلطة مَدنيّة اخرى الى جانب سلطة رجالات الدين من مسيحيين ومسلمين  حيث كان ايسف ( يوسف ) بولا بطبعه الهادي ودماثة اخلاقه يصدر قرارته العادلة التي ينصاع اليها الطرفين بأختلاف اديانهم. لا ادري كيف وردت هذه الخاطرة على بال صديقنا نبيل كَريش لانها حقاً فكرة في مكانها  وذات دلالة وجمالية فائقة اذ علمنا كم ان ميخا زراكَا كان في قرارة نفسه  كان يبحث عن هكذا حاكم ينهي مشكلته ليستقر بأمان في بلدته العزيزة القوش، فقد سئم الغربة والأغتراب.
نباهة اخرى من نبيل انه اورد على لسان ميخا زراكَا قوله " اتي شوهارا بخوراني دكَو شوقا / لي فخر بأصدقائي في السوق " وهذه المقولة اصبحت حقيقة نعرفها هذه الأيام ، اذ ان ابناء وأحفاد هؤلاء ذوي المهن البسيطة والوضيعة هم اليوم من ارفع المستويات في الحقل العلمي والأدبي والسياسي والفني  و..، فكم منهم أصبحوا أطباء ومهندسين ومحامين وفنانين ورجال اعمال ناجحين يشار اليهم بالبنان والألق.
ينتهي المطاف بشخص ميخا زراكَا عند حدادة  صديقه حنا كَدا وباله مازال قلقاً على مصيره لتختم هذه الأغنية بصوت طلال الشجي الذي يختارصوت الحنين من مقام البيات، وبحسرة ملموسة يغني مواله للمستقبل الآتي قائلاً -- الترجمة هنا ملزمة وان لن تكون طبق الأصل:
اعطيت خنجري للمسّان كي يمسّنه
ليوم الشِدّة
كذلك اليوم الذي هَزمتُ به عدوي شرَّهزيمة.

وهكذا انتهت ايضاً اغنية " شوقا د ألقوش " مع سعة افق وخيال الكاتب نبيل كَريش مما جعل هذه الأغنية ذا خصوصية عندي وأستمع اليها دوماً بلا كلل ولا ملل لما فيها من جمالية معبرة ولما تبعثه في روحي من شوق لأيام قريتي " منكَيش " وناسها البسطاء الطيبين وكم يؤلمني ان هذه القرية وكثير من القرى التي زرتها في حياتي تفرغ من سكانها الأصليين لأن ثمة شر مثل شر " داعش " ينمو في المنطقة وسيظل ينمو ما لم يقف له اهل هذه القرى بالمرصاد. بين ليلة وضحاها دخل شر داعش الى قرانا الوديعة في سهل نينوى وترك اهالينا المسالمين بيوتهم وكل ما يملكون وديعة لبرابرة القرن الواحد والعشرين كي يشبع هولاء ألأشرار في انفسهم غريزة النهب والسلب التي يسمونها " غنايم الغزوة" والتي تشمل النساء والصبية. ولكن لماذا حصل هذا وقد خَبِرنا التجارب المريرة ، اين نحن من نخوة ممو كرتي والكلام الذي اورده ميخا زراكَا في هذه الأغنية البديعة والذي خلاصته الحذرالحذرمن الشر. سمعناه يقول انه اعطى المسّان خنجره كي يمسّنه له حتى لا يصدأ وكي يكون جاهزاً وقت الحاجة، فألألقوشي كونه مسيحي لا ضمان له حتى في عقر داره.
وقفة اجلال  وتقديراود ان يشاركني فيها القراء الأعزاء الى نحو مئة من رجال القوش المخلصين الذين بقوا في القرية ايام الشدّة يحرسون القرية والشيوخ الذين لم يكن بمقدورهم مغادرة القرية وأكثر من ذلك يحرسون كنائس القرية وديرها التاريخي الذي صمد امام كل زحوف الأشرار.

تحية الى طلال ونبيل وداني وكل من ساهم في هذه الأغنية التراثية البديعة، والتي جاءت شمولية بكل معنى الكلمة فهي سماعية مع موال شجي في البداية والنهاية وراقصة خكا وديواني وهي تراثية بخصوصية القوش مثال بقية قرانا ، وهي تصلح لكل الأوقات والأزمان، لابل كلما عَتُقتْ زاد مذاقها  لذّةً مثل خمر من خمار دير ربن هرمز. كلماتها وان كانت صعبة التقليد من قبل المستمع لورود اسماء القوشية غريبة، لكن ردّتها سهلة وعذبة ويمكن تردديها بسهولة، وهنا فاتني ان اذكر الأسماء التي شاركت في غناء الردة بأمتياز،  وهم كل من داؤد برخو، داني شمعون، روبرت يونان، سامر السعيد، ديلان ميشو، و وسام اسكندر.

ارفق كلمات الأغنية  كما ارسلها لي  مشكوراً الأخ  نبيل كَريش، وقد حاولت تمييز اسماء الأشخاص بالخط الثخين، وهنا اود ان أذكر مرة اخرى ان الأسماء الواردة هي غريبة بعض الشيء لأنها اسماء الكُنية من اجل التمييز ففي القوش وبقية قرانا كل فرد كان يعرف جميع نفوس القرية لأن الأواصر كانت قوية فيما بينهم حيث يقول ميخا زراكَا " من دكانا لدكانا ناشي بخذا كَيانا/ من دكان الى دكان والناس كلهم بروحية واحدة " ولأجل التمييز جاءت هذه الكنى مثل زراكَا، سنكَولا، حُبنتا، كَدا وكل منها له معنى معين وحكاية خاصة. 

                                                                                                  حنا شمعون / شيكاغو
كَاخرتا كَو شوقا دألقوش
(كلمات نبيل كَريش)
 

كاخرتا كو شوقا دالقوش تاما صپيلي
بينث كيرد ناشيه بخذا قرنيثا كليلي
تكيوالي لكپالي وقلوني مطپيلي
آنين ميخا زراكا وكل ناشيه كيذيلي
كاخرتا كو شوقا تاما پثلي بالي
مسقلا بشالا وشپوك شالامي وگوپالي
مچيخاند متيكا ولپتي دگالي
دلكليثا ومنيختا زلوالي وثيوالي
بتريه بقاليه مشمهيه ببثلتد ألولا
او ياقو برد زرتا ولدپنح سنكولا
إيكت قملان تاما دريوالي خا شلاما
خرثا كبلي ريشي پسوتي تا قاما
......
مشونيلي كو شوقا مث بارا لو بارا
تا ميخا سكماني ودكاند عطارا
وايند خوري رويل حبنتا زقارا
طئينا گگلد إزلا كو إيني بصيارا
تفقوالي كو اورخي تا ياقو خياطا
وبگو توما قينايا مدكانح ببلاطا
ايكت قمليه قملان وتاما كليليه لدپنان
زورا دبي برزرو دريليه شلاما عمان
......
تاما بصدرد شوقا دكاند رزاقا
او كارائا مهيرا تا گيبح بيساقا
وبرقولح مرقانيه تيويليه بدياقا
إلياس بي مالوكا وجرجيس بي سولاقا
إتي خا شوهارا بخوراني دكو شوقا
ول تا ساوا گردي بو بارا رحوقا
مدكانا لدكانا ناشيه بخذا گيانا
ول بي حسقيه زلفا أسيا ومنئلانا
.....
بينث كول اث گيرا توالي خا بينا
تاما بئي دكانا دواوا بيثد دينا
لدپند او حكيما او كورا مر بينا
مشمها أيسف پولا دكم قابلي پشينا
لبيكا بتريه كرباسيه درقول خا بقالا
جبرايل رزوقي وعبو دبي غزالا
ختملي بينث كوورا حنا گدا خورا
قرداحا بگو شوقا شولح پرزلا ونورا
....
موال
يولي خنجاري دماشنيه مشانا
تا يومد عوقانا
يومد ددريلي بريشد دچمني شريه وطوپانا

503
السيد ابرم شبيرا المحترم
اسمح لي ان أقول أني لا أوافقك فيما عبرت عنه في مقالك، وسوف احاول ان يكون ردي هادئاًً لأجل النقاش الهادف. 
انت عددت إيجابيات الكونفشن وهي بمثابة اعتراف منك بأهميته ، وقد حضرت معظم دوراته وكاءنه في كل الدورات السابقة كانت آلامة الآشورية وكل مسيحيو العراق في بحبوحة العيش ورغد وسلام لكن هذه الدورة  فقط جاءت شاذة لذا وجب إلغاءها رغم ان التحضيرات له استمرت على مدى عام كامل ورغم ما يترتب من تأثيرات جانبية على الذين حجزوا للحضور وخسارات اخرى فادحة من جراء الإلغاء في وقت متأخر .
لست ادري ما سبب قرارك الحقيقي لعدم الحضور فقد حضرت حفلة زفافين،  وكان بمقدورك حضور مراسيم البراخ فقط كما يفعل بعض المدعوين في الظروف الطارئة . كل تقديري  فيما ذهبت اليه في هذا المقال انك محق بالظاهر فقط "Politicaly correct" كما يقال بالإنكليزية .
اما مقترحاتك  لأجل كونفشن ناجح فما أهميتها ان كانت خلاصة هذا الكونفشن هو  هز الأكتاف والبطون وسقوط أغنية السورث في مدينة الملاهي والقمار.كل هذا وتريد من فنانينا ان يتبرعوا بكامل جهدهم . انا لا اعرف مطرباً  غنياً لحد الان لأنهم لا يلقون التشجيع من أمتنا الآشورية رغم انهم مساهمون في الحفاظ على بقاء هذه الأمة، فلماذا تطالبهم بما لا يقدرون عليه. وكان الأجدر بك يا كاتبنا الموقر والقدير ان تكتب عن تخاذل نوابنا وسياسيونا وأحزابنا فهم الذين خذلونا ولم يرتقوا الى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم في هذه الظروف العسيرة.
يا استاذ ابرم شبيرا بسبب العنوان  أراك تستخف بجمالية خكَا السورث الذي حسب علمي فقط الأخوة الأكراد لهم المثيل الجميل والرائع له، اما هز البطون فالحمد لله ليس من تراثنا إطلاقاً ولست ادري كيف حشرته ضمن تراثنا الأجمل.
اعرف ان أمتي تمر في ظروف قاسية لم تمر بها الا في سيفو وسميل. وقلبي يتمزق على ما عاناه  شعبنا المسيحي في سهل نينوى من وحوش الدواعش ،والسيد وليم يومارن كان محقاً في وجهة نظره وانا احيٓ هذا الشخص  وأقرانه فيما بذلوه من جهود في إقامة احتجاجات في شيكاغو وواشنطن لإيصال قضية المنكوبين الى مسمع الادارة الامريكية، والصور والأفلام تشهد على ذلك لمن يريد التحقق.
ختاما أرجو ان تتقبل بصدر واسع هذا الراءي الشخصي على ما ورد في مقالك وغايتي هي بحسن نية لأجل ان يتم هذا التجمع القومي ويكون ناجحاً يجمع فيه مبلغ من المال للمنكوبين في سهل نينوى كما نريد من القائمين عليه إيصال صوت  المهجرين الى صناع القرار كي لا تتكرر هذه المأساة  على أبناء شعبنا المسيحي في العراق وسوريا.
وتفضلوا بقبول فائق شكري تقديري فيما تحاولون كتابته لأجل المصلحة القومية.




                                                حنا شمعون

504
السيد ماثيو شمامي المحترم

 نُصلي ونتذرع الى الأله القدوس اسمه خالق الكون ورب الأرباب ، اله المسيحيين ان يقبل في ملكوته السماوية شهيد تلكيف، الشماس لُجين حكمت نانو مع الأبرار والقديسين والشهداء الذين سقطوا بسيف " القاعِداعش" لأجل ايمانهم المسيحي.
الشماس لجين كان قريباً الى كنيسته التي كان خادماً وناشطاً فيها، ولم يشأ ان يفارقها رغم تهديدات الذين "جاءوا بالسيف وبالسيف يهلكون" فسقط شهيداً ليروي بدمه الطاهر تراب تلكيف التي عرفناها رافداً غزيراً يرفد كنيسة بابل بالشمامسة والقساوسة  وما بعدهما من مراتب كنسيّة، تلكيف التي هي اثر من آثار نينوى ونحن متأكدون ان سيطرة " القواعش" عليها لن تدوم وسوف تعود  قريباً كما عرفناها لتكون شعلة المسيحية في العراق.
نتقدم اليك والى ذوي وأصدقاء الفقيد الراحل بالتعازي الحارة ومن الرب نطلب ان يلهمكم جميعاً الصبر والسلوان.
                                                                 
                                                                                                                                    حنا شمعون / شيكاغو


505
في ذكرى يوم الشهيد الآشوري، ليلة ايقاد الشموع في شيكاغو
مع غروب شمس يوم 7 آب 2014 اقبل من كل حدب وصوب آشوريو شيكاغو بكثافة بالغة الى ساحة مكتبة سكوكي العامة لأحياء ذكرى شهداء الأمة في يومهم الأغر. ومع غياب ملامح كاتدرائية مار بطرس بصليبها الشامخ والمقابلة للساحة من الجهة الشمالية ثم أعتلاء القمر البدر والمنير الى كبد السماء الصافية من الجهة الجنوبية ، ابتدأت المراسيم  وأعتلت المنصة شابتين بعمر يقل عن العشرين ربيعاً وموشحتين بالسواد،احداهما حكت القصة : كانتا ترتشفان قهوة الصباح في يوم يقترب من ذكرى الشهداء واحداهما طرحت فكرة أداء واجب قومي وفاءاً لتضحيات الشهداء خاصة وما يجري من أحداث مروعة في نينوى حيث يُخير المسيحيون بين ألاسلمة والسيف، اما طوق النجاة فهي  مشياً في فترة اقل من 24 ساعة الى خارج حدود امارتهم السوداء. وتحقق هدف الشابتين بعد بذل كل الجهد لأيجاد المكان المناسب وألأتصال بمسؤولي الجمعيات ورجال الدين في مدينة شيكاغو من اجل اقامة صلاة خاصة على ضوء الشموع على ارواح شهداء الأمة.
توالت الكلمات وأولها كانت من قبل السيد شيبا مندو وفيها نوه عن مرورمائة عام على مذبحة سيفو/السيف ، مذبحة سميل، ثم في هذه الأيام المريرة اضطهاد  وتشريد مسيحيي سهل نينوى. ثم كانت كلمة ماركَريت خمو عن الجمعية الخيرية الآشورية ، كلمة السيد روبرت قليتا، قصيدة بالأنكليزية من قبل ايزابيل مايكل ( ابنة الشاعرة مارينا بنجمين )،  كلمة الأب كوركيس سليمان، كلمة موبينا لازار عضوة الحركة الديمقراطية الآشورية التي الهبت مشاعر الحضور حين اوردت مقاطع شعرية بالسورث والأنكليزية عن استشهاد كوكبة من اعضاء الحركة  في شباط عام 1985.
وقبل اقامة صلاة الموتى من قبل رجال الدين الأعزاء لهذه المناسبة تم ايقاد الشموع لتنافس في ضياءها القمر المنير. وخلال المناسبة هذه  تلت جوقة مؤلفة من مرنمات جميع كنائس مدينة شيكاغو وضواحيها أناشيد من طقس الكنيسة الشرقية، اما الحضور فكان منسجماً مع ما يجري على المنصة عبر التلويح بأياديهم المكتوب عليها حرف النون الأحمر رمز الدم والشهادة والأضطهاد الديني الذي يقترفه دواعش الظلام في العراق وسوريا.
الكلمة الأخيرة كانت صلاة للأب ليلاند جونسون من الكنيسة المعمذانية الذي قال انه يشرفه ان يصلي مع الحاضرين في هذه المناسبة سائلاً الرب ان ينهي مأساة اهل سهل نينوى ومتسائلاً لماذا لا يفعل مسؤولو الحكومة الأمريكية   شيئاً لأيقاف حمام الدم فوراً وكان بأمكانهم فعل ذلك قبل فوات الآوان. 
 انتهت هذه الفاعلية كما انتهت سابقتها التي اجريت في مقبرة " مونتروس " على ارواح الشهداء، وتفرق الحضور بعد ان ادى الجميع واجبهم القومي والأنساني والديني ولجلب انتباه المارين وسكنة المنطقة الى ما أصاب ويصيب الآشوريين  Assyrians بكل طوائفهم من اضطهاد عرقي وديني في موطنهم الأصلي. وكانت حقاً فعالية مؤثرة وناجحة وفريدة من نوعها اثبت ان هذه الأمة حية ولن تموت مازال مثل هذه المشاعر القومية تسري في عروق الشباب من ذكور واناث والذين كانوا حضورهم بارزا في هذه المناسبة مثلما كما كان حضورالعنصر النسوي، مربي الأجيال.
                                                                                    حنا شمعون / شيكاغو       

506
اخي الشاعر فهد اسحق المحترم،
شكرًا لقراءتك للمقالة، ام من ناحية اعتراضك فقد تكون  لك وجهة نظر مختلفة فأنا في الحقيقة لاحظت بعض الهفوات في اللغة والسبك اللغوي  كما ورد في مقالتي ولم تكن هذه آلتي ذكرت من ظمنهم. قد تكون غلطة في نظركم لكن لو اعترضنا على هكذا كلمات فستضيق بنا السبل الى التعبير عن أفكارنا لانه في الحقيقة والواقع ان لغة السورث التي بها وردت الاغنية حديثاً بدأنا الكتابة بها ونحتاج الى جيل كامل يتعلم اللغة في المدارس  كي نكتبها بضوابط .
ديوثا كما ذكرت بنظري لا تصلح ان تحل محل بديوتا وانت الذي كتبت كلمات الأغاني الا تشعر بهذا الفرق . أرجوك يا استاذ فهد ان تتطالع قاموس بهرا صفحة ٨٢  وتراجع كلمة " حَبّرَ  " ستجد مقابلها " كثوليه بديوثا " ولفظ بديوثا هنا مثل ما جاء في الاغنية لكن بالتاء بدل من الثاء.فهل ما جاء في قاموس بهرا غلط لان الأصح هو " كثوليه بي ديوثا " حسب ما تراه الأفضل كما ورد في تعقيبك.
لا اريد الإطالة لكن أسالك واسأل القراء أيهما أصح: فوكَ النخل  ... لو .. فوكَ إلنا خل   ؟ كما أسالك انت شخصيا أيهما أصح ديوثا ام ديوتا؟ هل تريد من أهل اورمي وأشور بيت سركيس ان يغيروا لهجتهم ويقولوا بيثا من بدل بيتا؟؟؟؟؟؟ السورث ليست السريانية ، السورث تتطور وتتبدل وتنمو اما السريانية تقريباً جامدة في مكانها.
باختصار يا اخي وصديقي فهد ان كتابة كلمات الأغاني هي كتابة كلمات موسيقية وليس كتابة كلمات فصيحة.
وأرجوك ان تتقبل ملاحظاتي هذه بصدر واسع لان غايتي ديمومة لغتي. ولكم أيضاً محبتي..
      
                                                 حنا شمعون

507
جمالية الغناء في الألبوم الأخيرللفنان طلال كريش


يسرني ان اكتب ثانية عن الألبوم الرابع للفنان طلال كَريش والذي كان تحت عنوان "تاريخ الحب" وسبق لي وان كتبت نبذة تعريفية عنه حين نزل الى الأسواق في الربيع الماضي. ومن تجربتي في البومات الغناء فان السماع الأول او بضع سماعات لا يمكن ان تعكس جمالية الألبوم ولذا فأن النقد العاجل ليس عدلاً وانصافاً بحق اي البوم يصدره فنانونا الأعزاء. استمعت الى اغاني البوم طلال بما فيه الكفاية وصارت عندي قناعة تامة اني استوعبت جماليته لدرجة ان مقاطع من موسيقى بعض الأغاني اصبحت احيانناً تتراقص كالطيف في مخيلتي من غير ترديد الكلمات او دندنة اللحن، وهذا ان دل على شيء فهو يدل على مدى تأثير موسيقى هذه الأغاني على مخيلة المستمع . احدى عشرة اغنية جاءت في هذا الألبوم كلها نالت درجة النجاح ولذا فان هذا الألبوم جعل صاحبه يرتقي الى صف اعلى في فن الغناء،  وفي المنظور المدرسي الي تعودنا عليه العراق فأن نتيجة طالب الفن طلال كَريش كانت ناجح اول مع وسام الشرف لأن الألبوم جاء متكاملاً في تقديم الأجمل من الأغنية العاطفية اوالسماعية او الراقصة اوالتراثية.
لندخل صلب الموضوع ونبدأ بأبداعات الفنان داود برخو في ومساهمته في هذا ألألبوم بكتابة خمس أغاني مع موسيقاها. الأولى والتي جاءت الأولى في هذا الألبوم حملت عنوان " ان ليتن خوبا " راقية بكلماتها  أذ يتودد الحبيب الى حبيبته بشكل غير مباشر ليجد في كبرياءها مدخلاً ليتفنن في وصف الحب المقدس الذي ورد في قصص المحبين. أداء طلال لهذه الأغنية جميل وأنسيابي ويشعرك ان يحكي قصته الحقيقية كأنه الكاتب والملحن لهذه الكلمات.
ألأغنية الثانية التي كتبها داود بالأشتراك مع سركَون ايشا والتي لابد من الوقوف على جمالية موسيقاها خاصة وأن القصة هي من اقتراح وتلحين الفنان داني شمعون الذي نظَّم موسيقى معظم هذا الألبوم. الأغنية جاءت بعنوان " كليتا قم ايني " والمقدمة الموسيقية لها تكاد تفصح عن قصة هذه الأغنية التي تحمل سراً في ثناياها ولا يمكن للمستمع ان يسبر اغواره الا بعد عدة سماعات. طلال هو الأخر الذي يعرف حكاية الأغنية جسَّد سردها عبر صوته العاطفي وكشف في نهاية الأغنية بطريقة دراماتيكية ان هذه التي يتغنى بها هي الأبنة الحلوة لأب حنون لا يراها دوماً لأنه انفصل عن والدتها. يُشَبه مؤلفو هذه القصة الواقعية الطفلة بعصفورة كانت في صغرها تحط على شجرة من نوع آخر، اغصانها ذراعيّ الأب المشتاق الى رؤية طفلته وحتى وان كانت مع تلك التي غَدرته وجعلت  بقية حياته حزينة.
" كَليا دتياري " أغنية تاريخية احسن أداءها بلهجة تيارية طلال كريش الألقوشي، وكم نحن في الفترة العصيبة التي يمر بها شعبنا المسيحي من قبل قوى الظلام ان نستمد من هذه الأغنية المعنى في الوحدة وعدم السكوت امام الظالم الذي لا يعرف سوى لغة القتل والنهب والسلب.  ألأغنية تذكر بجمالية لغوية انه في واقعة كَلي تيارى تَوزعَ بعض من شباب امتنا على بوابة الكَلي وأغلقو بوابتها امام العدو وهو يحاول الدخول عبر مضيق الكَلي /  قم دجمن دورّيّ دركَا /  وأوقعوا خسائر جسيمة بأفراده، وكان تعداد العدو أضعاف المقاتلين الآشوريين، وحتى المطربون الأكراد ومنهم على ما أعتقد كاويس آغا قد غنى اغنية " كَلي تياري" مشيداً ببسالة المقاتلين الآشوريين.
داود برخو ايضاً كتب اغنية " اديوم خلولا "  وهي تدخل ضمن نطاق " مورتا دكالو" التي تعودنا عليها في حفلات الزفاف المقامة في القاعات. كذلك فان آخر اغنية وهي الحادية عشرة من هذا الالبوم كتب كلماتها ولحنها داود على الطريقة الأسبانية اوما شابه، وقد غناها طلال  بأبداع وانا أعتبرها بمثابة  علاوة " بقشيش " من طلال لجمهوره المحب لهذا اللون من الموسيقى، فقد اعتاد المغنون انتاج عشرة أغاني في كل البوم لكن طلال اضاف واحدة بقشيش.

نبيل كَريش هوشقيق طلال وقد ساهم في ثلاث أغاني كتابةً وتلحيناً. مهما مدحتُ جهود نبيل في هذا المضمار فهي ليست بكاف على شاعر وموسيقار يجتهد في الكتابة بلغة السورث والموسيقى يعرفها بسلالمها، دشتها، بياتها وحجازها. نبيل مُحرم عليه سرقة الحان الآخرين والمجيء بما تشبه الآخرين غير مُحبذ عنده، ولذا فأنه يخترعها كمن يخترع آلة لم تكن من قبل اما فكرة الأختراع فمصدرها هو تراث السورث وخاصة تراث القوش، ام القرى. أغنيته " حليثا مخ دوشا " هي احلى من العسل كلماتها بسيطة سهلة الحفظ لأن كل من اسطرها يحوي على ست هجآت فقط ولذا فأنها سماعية وجماعية، وحين يجتمع أكثر من ثلاث أشخاص فأن بأستطاعتهم ترديد هذه الأغنية فيما بينهم، وعلى سبيل المثال ان كانوا في سفرة جماعية غايتهم الأُنسة والمرح.
الأغنية الثانية التي هي من تأليف نبيل كلماتاً ولحناً فهي " بغدد " ومن منا لا يعرف بغداد كما هي في العربية، عاصمة العراق ومدينة السلام في اول وصف لها بعد بِناءها قبل ما يقارب من 1300 سنة حين كانت السريانية هي السائدة فلا غرابة ان تسميتها الحقيقة هي " بغدد "، وتقول كلمات نبيل ان بغداد مدينة السلام تنتظرالسلام لنفسها... وكانت " بغدد " لقرون عديدة مقر بطريركية كنيسة المشرق وما يشرف بغداد ان في تلك القرون كانت كنيسة المشرق في اوج عزها. وفي العصر الحديث  وحسب تقديرنا سكن هذه المدينة ما يعادل ربع عدد نفوس اتباع كنيسة المشرق من كلدان وآثوريين وسريان. وددتُ التذكير بهذه النبذة التاريخية لأن الألبوم الذي نحن بصدده يحمل كلمة التاريخ في ثناياه.
نبيل كالبقية منا عاش في بغداد المدينة التاريخية وله ذكريات جميلة لا يمكن ان يطالها النسيان في هذه المدينة لجميلة بازقتها ومحلاتها القديمة اوأراد ان يشاركنا في ذكرياته عبرهذه الأغنية النادرة من حيث العدد والأبداع وطريقة الغناء، فأنه لأول مرة يشارك ثلاثة من مطربي العراق المشهورين ومن الأخوة العرب في غناء اغنية رائعة  ولكن ليس بلغتهم بل بلغتنا،وهولاء الشهامى هم كل من اسماعيل الفروجي، مهند محسن، وحسام الرسام، وقد أحسنوا الأداء وخاصة ان نبيل لحنها بمقام  البيات العراقي والمعروف كي يعيد الينا ذكريات " الجالغي البغدادي". وذكر نبيل في هذه الأغنية محلات بغداد المعروفة لدى الجميع وسكنها المسيحيون بأمان ووئام مع الأخوة المسلمين وكانوا موضع تقدير وأحترام لا  ينكره اي مسيحي عاش في هذه المدينة التي يقسمها دجلة الخير الى نصفين كرخ ورصافة، وكلاهما تسميتان سريانيتان. ومن هذه المحلات التي وردت في هذه الأغنية وبعضها سريانية الأشتقاق فهي عقد النصارى التي يعود زمنها الى عهد العباسيين حين بنيت بغداد وكذلك المربعة ، كمب سارة، البتاويين، الأمين، بغداد الجديدة، الكرادة، أرخيتا، والدورة التي فيها حي خاص يسمى حي الآثوريين بعد ان نزح اليها الآثوريون في الخمسينات من القرن الماضي. اما دور طلال في هذه الأغنية فهو الرابع الذي وضع اللمسات الأخيرة لأغنية سوف تدخل التاريخ من اوسع ابوابه.
الأغنية الأخيرة التي ساهم بها نبيل في هذا ألالبوم فهي "شوقا د ألقوش" جمالياتها تفوق من ان تذكر في بضعة أسطر ولذا فأني سأتركها الى مقال خاص بها. معلوماتي عن هذه الأغنية واسعة وقد أثارت جُل اهتمامي وتقييمها لا اريد حصره في هذا المقال الذي قد يطول أكثر من اللازم ان كتبت عن هذه الأغنية الخاصة عندي.

الأغنية السادسة في هذا الألبوم هي من تأليف وتلحين الفنان آشور بيث سركيس الذي هو في اعتقادي وأعتقاد الكثيرين ايقونة الأغنية العاطفية الآثورية. الكلمات راقية واللحن ساحر وعنوان الأغنية خير مُعَبِرعن محتواها ، اذ جاءت تحت مسمى " بديوتا من لبي " اي مداد من قلبي، والمداد هو حبر القلم الذي تقول  كلمات الأغنية ان الرسالة الأخيرة كتبها الحبيب  " بي زالا " اي بقلم القصب المعهود له كأول يراع دشن الكتابة على الورق، كتبها الحبيب وحين تقرأها الحبيبة يكون هو " بيزالا " اي راحل والرحيل او الفراق هو الأختبار القوي الذي بأجتيازه يبرهن المحبون صدق حبهما. الملاحظ هنا ان طلال استطاع بنباهته ان يميز لنا اثناء الغناء بين بي زالا و بيزالا.
اود ان اترجم البيت الثاني من هذه الأغنية النابضة كدقات القلب:
 ليحل عليَّ الجفاف ولتطمرني كومة الثلج وأ كثر من يمّ لتبتلع ذكرياتي... فأني قد قررت تكملة مساري في طريق الحب الذي لأجله اخترت بنت من امتي والتي اليها اشتياق قلبي.
الصورة الجمالية هنا هي في الشطر الأول من هذا البيت الرائع كما ورد بلغة السورث لأن الترجمة العربية تضيع بها بعض الجمالية ولكن باختصار ارجو ان يلاحظ القاري الكريم المصطلحات: الجفاف " بوران " ، كومةالثلج الهائلة " أشيتا " وأكثر من يمّ " لا خا وتري ياماثا " . كل هذه الكواررث لتحل على هذا المحب فهي ضئيلة امام قوة الحب الذي الأفصاح عنه هو بمداد القلب.
كل هذا لا قد لا يعني الكثير ان لم يكن طلال بصوته العاطفي قد بعث الروح في هذه الأغنية وجعل منها واحدة من افضل الأغنيات العاطفية التي غُنيت لحد الآن.

الأغنية التي اعتبرها تحوي اكثر جمالية  من ايّ  اغنية اخرى غنيت بلغة السورث هي " توتا " من كلمات الشاعر المعروف ولسن ليلو وألحان شيراك تاتوسيان. انا شخصياً اكتب كلمات الأغاني ولي كلمات لأجل ان تغنى كتبتها قبل أكثر من عشر سنين بهذا الأسلوب وكنت احسب نفسي عبرها اني اول من يوظف الكلمات التي تعطي عدة معاني بلفظ واحد. كلماتي تركيزها على كلمة واحدة بثلاث معاني كما في الأبوذية العراقية، لكني أعترف ان كلمات اغنية " توتا " هي ارقى بكثير من ابوذيتي، وحتى الأسطورة آشور بيث سركيس في الاغنية التي ذكرتها اعلاه جاء بكلمة " بيزالا " لتعطتي معنين وتلك كانت كل مقدرته وهو الفطحل في كتابة كلمات الأغاني. اما ولسن ليلو فقد كتب كلمات اغنية بشعر النثر وحوت اغنيته على ست مرادفات وهي: توتا / شاري / صخوا / كاوي / مخيلا / بَردا. كل هذه الكلمات استعملت بدقة متناهية بحيث ليس هناك اي شك في معناها المختلف. هذا ابداع لا مثيل له في اغنية السورث، اهنئ به الأخ ولسن ليلو لأنه وظّف قابليته الكتابية في كلمات اغنية لم يسبقه بها احد من قبل. الجمال هنا ان ولسن نسج من  كلماته لوحة  جميلة مرصوفة بزخارف مترادفة لا تمل العين من النظر اليها ، لكن لأني اتكلم هنا عن اغنية ولذا اقول لا تمل الأذن من سماعها خاصة بعد ان تعاون شيراك وطلال لتحويلها الى أغنية رائعة.
موسيقى هذه الأغنية هي الأخرى تستحق الوقوف عليها سواءاً في اللحن او التوليف (Arrangement) مع الدندنة الصوتية المرافقة لكل من ستيلا رزقو وشيراك تاتوسيان. تبدأ الأغنية بجو موسيقي عادي ترسم زخرفة الأطار بحيث تبدو الأغنية سماعية لا تلبث ان تتغير الموسيقى لتصبح حركية وسِباحة ( صخوا ) في عيون الفتاة الجميلة التي تتحول الى سماء صافية ( صخوا ) ومن ثم تتحول الموسيقى الى ايقعات قوية راقصة بما يشبه البيلاتي السريعة او كولبارا او دبكة ارمنية سريعة او سيمفونية غربية عنيفة... تتراجع الموسيقى كي تصبح عادية مرة اخرى حتى نسمع ان الفتاة قد غَمزت الفتى " اينا مخيلا " لتبعث الطاقة في جسد الفتى المتعب " مخيلا " فينطلق الفتى مرة اخرى سابحا في السماء الصافية " صخوا " لعيون محبوبته ولكن هذه المرة بأيقاع اقوى ومعزز بضربات الطبل القوية والزورنا الحماسية لتنتهي بشكل فجائي كما تنتهي مسابقة التزلج على الجليد في الأولمبياد الشتوي وتنال الفتاة وشريكها المدالية الذهبية بأستحقاق بعد التصفيق الحار من قبل جمهور المستمعين.
اقترح على منتج هذا الألبوم الفنان داني شمعون ذي المواهب المتعددة ان يُحول هذه الأغنية الى " فديو كليب " مع أخذ الأعتبار ملاحظاتي أعلاه.

اغنية لم اتتطرق اليها وهي " جولي دخومالا " من كلمات ادوني اوديشو و اوسي جو واللحن من ابداع داني شمعون. الأغنية جميلة راقصة تُسجل تراثنا الشعبي والزفاف في قرانا الشمالية.

بقي ان انوه انني مهما وصفت مهارة وابداع الفنان داني شمعون الذي وضع اللمسات الأخيرة لموسيقى هذا الألبوم فأني لن اعطيه حقه، لأنه ابداعه حقاً هو منقطع النظير، وطلال كَريش ونحن جميعاً من خلال استمتاعنا بهذا الألبوم مدينون لموهبة هذا الشاب لمثابر، لقد اختار الآلة المناسبة في المكان المناسب وقدم لنا موسيقى رائعة. وفي اغنية " توتا " لم يقدم لنا أغنية فقط بل سمفونية وهو قائدها. هكذا ايضاً اداء طلال كَريش الذي فاق كل المقاييس خاصة في الصوت الجميل والأنسجام العاطفي،  ولولا لفظُه السليم  والواضح  لما كان بأمكاني ان اجاري الكلمات كي اقيّمُها وهذا يعود جزء منه الى التوليف الموسيقي البديع للفنان داني شمعون بحيث ابقى على صوت طلال منفصلاً وصافياً.

طلال كَريش المطرب والفنان والواعي احسن الأختيارحين استشار ادباء ولغويين للأستفادة من خبراتهم كي ياتي البومه الرابع متكاملاً وهم كما جاء ذكرهم  في غلاف الأبوم كل من: الأستاذة فريدة آدم، مارينا بنجمين، الشماس خيري تومكا، ونبيل دمان.
طبعا هذا الألبوم لم ينتهي به المطاف من غير هفوات وقد لاحظت القليل منها في اللغة وسبك الكلمات وهو امر لا بد منه وهذه الهفوات لا تتعدى عدد اصابع اليد وذكرها هنا اراه غير لائق لأنها حقاً صغيرة امام جبروت هذا الالبوم، وكي اكون منصفاً فاني أذكر ما احسبه هفوة صغيرة كمثال للبقية، ففي اغنية " ان ليتن خوبا " ذكر طلال " خدوتا وخشا " وهي اصلاً " خادوتا/ فرح و خشا / حزن " وعلى ما اعتقد لضرورة الوزن لفظ  طلال خدوتا ( هجائين) من بدل  خادوتا ( ثلاث هجاءآت ).

بقي لي ان اسجل ملاحظة خارج اطار جمالية الغناء، وهي اني انشر مقالي هذا في وقت عصيب يمر به شعبنا المسيحي في العراق وسوريا وجل هؤلاء المسيحيون هم " سواريي " يفهومون غناء طلال ويتأثرون به لأنه بلغتهم السوادية. وقد يعاتبني البعض ان هذا الوقت غير ملائم وكان الأجدر بيّ الأنتظارعلى الأقل. انه زمن عصيب حقاً وعلى كل منا اداء الواجب لأن الهجمة شرسة ,اخوة لنا يعانون الأمرين في ترك بيوتهم والصراع في البقاء. ألأغنية هي الأخرى عليها ان تسجل المأساة ليكون للجميع احساس بما يعانيه المسيحيون في العراق وسوريا  وفي مثل هذا الزمن  نحن بحاجة الى ابطال يقارعون الظلم والأستبداد كما جاء في اغنية " كَليا دتياري ". مثل هولاء الأبطال يسجلهم التاريخ في انصع صفحاته ومن هولاء هم آغا بطرس وتوما توماس وميخا زراكا بطل قصة اغنية شوقا د ألقوش التي اجلتُ الحديث عنها. هولاء نكتب لهم اروع الكلمات لتصبح أغاني يغنيها طلال وأقرانه، وهكذا فان الأغنية ليست غرامية فقط  او لأجل الرقص بل هي انفعال يسجل مآسي شعبنا والبطولات كما تسجلها كتب التاريخ.

في الختام اقدم للقراء الأعزاء الرابطين التاليين، الاول لأغنية " توتا " كمثال لجمالية شاملة في الكلمات واللحن والتوليف الموسيقي ولأبداع الغنائي من قبل طلال كَريش. والرابط الثاني هولأغنية " كَليا د تياري " كي نتشبث بها في هذا الزمن العصيب مثمنين جهود فنانينا لأبقاء شعلة وجودنا المسيحي والقومي مستمرة.
http://uploads.ankawa.com/uploads/1406313589451.mp3

http://uploads.ankawa.com/uploads/1406313589472.mp3


                                                                    حنا شمعون / شيكاغو


 

508
اخي الشماس عدنان مرقس المحترم،
أشكرك جزيلاً  على  كلمات المحبة والطيبة  والتواضع التي يجب ان يتصف بها كل خادم في كنيسة المسيح.
نعم لي بعض المعلومات عن الأسقف الشهيد مار يوالاها وقد قرأت عنه في كتاب المرحوم يونان هرمز الذي هو بعنوان " أيامي في ثورة كردستان " وما قرأته يبعث الفخر فينا نحن السورايي ( الاشوريين )، انه كان  لنا دور يجب ان لا ينساه لنا الأخوة الأكراد في ثورتهم التي ينالون ثمارها الان.
أشكرك أيضاً على المعلومات بخصوص الخط السرياني وسوف احاول الاستفادة منها.
دمت في حفظ الرب وعنايته، ومبروك عليك الخدمة في هيكل الرب.
                         حنا شمعون / شيكاغو

509
الشماس عدنان مرقس الجزيل الأحترام
تحية اخوية،
قرأت ردك الأخوي ووقفت على محتواه وفهمت انك لم تسمع القصيدة. ادعوك ان لم تكن قد اطلعت عليها حين نشرتها عنكاوا كوم الغراء كتابة وبالصوت مع تعليق على الرابط المرفق اداناه.
اخي العزيز اعرف انك تأثرت سلباً حين ميزتُ كنيستي عن كنيستك وذكرتَ انها علامة استفهام كبيرة لا تريد الدخول في تفاصيلها. ومن حقك ان يراودك هذا الشعور واعتذر ان كنت قد جرحتُ مشاعرك، لكن يا أخي الشماس الذي دعاني الى التذكير بذلك هو ان اسمك لا يوحي بانك تابع للكنيسة الآشورية ولكنك اسغربت اللهجة الكلدانية مما دعاني لأن ابحث في ارشيفك وهنالك اطلعتك على طائفتك -- واسمح لي ان اكتب هذا-- فورد بخاطري ان اكتب هذا الأمر كمعلومة كي يكون القارئ على بيّنة منها.   
وها انك يا أخي العزيز للمرة الثانية في هذا الرد تقول انك لم تفهم محتواها: "لأنها بلهجتكم المحكية البحتة.". في هذا لا اوافقك البتة لأن قصيدتي هذه هي بالسورث "المهذبة او المُحَسّنة" التي هي لغة شموليه كلامها مركب من الأنسب المتوفر في لهجاتنا المحكية  واللغة السريانية. المقصود هنا بلهجاتنا المحكية هي السهلية -- القوش مثلا-- والجبلية -- صبنا مثلاً -- والأورمية -- اورمي مثلاً. اما اللغة السريانية فهي الموجودة في كتبنا الكنسية والتي لا نستعملها في كلامنا اليومي او في البيت لكننا حين نكتب شعرا او مقالة او  نلقي كلمة على الجمهور، فاننا  نقتبس منها بعض المصطلحات كي تأتي القصيدة او الكتابة او الكلمة الملقاة مهذبة ومصقولة وجميلة. هذا هو اسلوبي في تأليف قصائدي والقاء كلماتي على الجمهور. وأنا مؤمن ان هذه هي الطريقة الصحيحة لجعل كتابة " السورث" مقبولة وموحدة لشعبنا المشتت- بمختلف طوائفه- وفي نفس الوقت في عصرنا هذا نراه في يقطن سوية المدن الكبيرة مثل بغداد،البصرة، شيكاغو، ستوكهولم، سدني، وغيرها كثيرة. وقد اطلعت على اسلوبك في الكتابة فانك انت ايضاً تتجه بهذا المنحى والحقيقة ان هذا هو الأسلوب المستعمل لدى غالبية الكتاب والشعراء والمتحدثين، وهي طريقة تتماشى مع العصر والتطور. وهذا يوجب ايضاً ان نستعمل أحياناً مفردات تستوجبها الضرورة وهي بلهجة معينة ولا نفهما، ولكن هذا يجب ان لايكون مدعاة لأن نقول ان القصيدة مكتوبة بلهجة معينة ونحجم عن قراءتها او سماعها.
اليك بعض الكلمات التي استعملها في هذه القصيدة والمقتبسة من السريانية وانا متأكد من انك كشماس قد مرت عليك:
محيلا/ ضعيف ، طوثانوثوخ / غبطتك ، خقيرا/ الموقر، كشيرا / مجتهد ، توقانا / اصلاح ، شاريروثا / الأصالة او الصدق، خويادا / الوحدة، كَزا/ كنز، خددتا/ التجدد، دخيا/ مخلص، طووارا/ تطور، مخَيّدي / متحدة.
كنت اتوقع أحد من العامة الذي اجبرتهم الظروف لأن ينسوا لغتهم "كغالبية الأخوة الكلدان، مع احترامي لهم جميعاً" ولكن لم اكن متوقعاً منك يا شماسنا العزيز وانت تكتب الشعر وشماشا في الكنيسة ان تقول انك لم تفهم القصيدة، اليس من حقي في هذه الحالة ان اظن ان شماسنا المحترم له مشكلة مع كل ما يظن انه كلداني!!! بصراحة هكذا ظنت ولذا كتبت ماجاء اعلاه وأفسد القضية بيننا.
اليك ايضاً يا أخي الشماس البعض من الذي احسبه جماليات هذه القصيدة، فهي مكتوبة على كيلا/ وزن الثمانية الذي يشتهر به ما ر نرساي الملفان والملقب كنارة الروح. انا بلا شك لا اصِل طبرا/ اظفر مار نرساي لكني حاولت تقليده في ترنيمة " تودي لطاوا / الشكر للصالح . لا ادري ان كنت تعرف ان غالبية شعراء العصر الذهبي السرياني من امثال مار نرساي ومار افرام ومار يعقوب السروجي لم يكتبوا شعر القافية لكنه اعتمدوا الوزن الدقيق. مثلا مار نرساي في قصيدة تودي لطاوا ركبه هكذا 2-2-2-2 ليصبح ثُماني كي لا يخالف اللحن في كل بيت مُرنم. اما انا فليس لي هذه القابلية، جزء من ذلك هو ان لغتي ضعيفة قياساً بلغة مارنرساي ، ولذا اعتمدت القافية المحكمة والقوية لثماني ابيات فقط وهذه كل مقدرتي قياسا الىمقدرة الجاهبذة المذكورين اعلاه ان قصائدهم كانت تتألف من مئات الأبيات احياناً. اليك بعض القوافي المحكمة: ساكو- شيكاكو- بركاكو، داوا- طاوا- سراوا، رَخشا- خَمشا- بَيشا،وهكذا دواليك.
هذا اضافة انك تجد السطر الثالث من كل بيت موزون ولكن غير مقفى والسبب هو تجنب السجع اللفظي وكي لا اتقيد بفكرة ملزمة باتباع القافية.

عزيزي الشماس: امل انا الآخر اني ما ازعجتك والقراء الأعزاء بهذا الأسهاب ولكن ثق اني مرتاح منك الى ابعد الحدود ويا ليتك علقتَ على كل ما اكتبه في المستقبل وانا ايضاً اجاريك كي نستفاد من بعضنا البعض، والمناسبة ان كان ممكناً ان تدليني عن كيفية كتابتك للسريانية بهذا الخط الجميل والصقيل والواضح .انا لي برنامج" سبرا مذنخايا"  وهو جميل في " مايكروسوفت ورد " لكن للأسف لا يمكن تصفحه في عنكاواكوم مما أضطر لأن اسجله على"JPG" والنتيجة تكون كما رأيت وشكوت من ان الخط ناعم وغير واضح وانا اسف لذلك.
أمل ان نبقى على اتصال ، واالرب يبارك ويبارك الجميع.
http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=743965.0
                                                   بأخلاص وامتنان، وتودي،
                                                       حنا شمعون / شيكاغو

510
عزيزنا سامي ديشو الجزيل الاحترام ،
أشكرك جزيلا على مشاعرهم الطيبة واطراءكم ، املاً  ان أكون عند حسن ظن القراء جميعا، وان كان ذلك صعباً، لكن الانسان حين يكون صريحا مع نفسه ويكتب الحقيقة حسب ما يمليه الضمير الذي هو  بمثابة  شهادة رسم الصليب على الجبين، فهذا كاف . انا فخور بك لأنك انت أيضاً هكذا تكتب دوما تعليقاتك الثمينة.
مصداقيتك حين تكتب في التاريخ الكنسي هي  الاخرى مبعث فخر لي وأدعوك ان تنشر ما تنشره في منكيش كوم هنا في غاليتنا عنكاواكوم.
بالمناسبة فقد صدر  مؤخراً هنا في أمريكا كتابان عن تاريخ كنيسة المشرق وهما نفيسان ومن ترجمة الغيور على مسيحيته وكنيسته ، الأب الفاضل عمانوئيل الريس أطال الرب من عمره لانه في سن التقاعد وإنتاجه غزير وثمين.
ان لم تصلك كتبه فأعلمني كي أرسلك لك مع أشخاص قادمين صوبكم. وهذه معلومة اكتبها هنا قصداً لكل محب لمسيحيته وكنيسته المشرقية ان يقتني كتب الأب الفاضل عمانوئيل الريس الجزيل الاحترام.
تحياتي القلبية لشخصكم الطيب ، وبلغ تحياتي لكل الأحباء في سدني الجميلة كما نراها في الصور.

                                                              حنا شمعون / شيكاغو




                                   

511

رابي قشو ابراهيم ، بسيما رابا لخبرانوخ دخيي وطيماني، كولن كيبوخ خويادا مطول ايليي صويانا دمشيحا. مريا منتي منوخ ويولخ  قووت دكثوت هماشا بلشانن خليا وسودانا.
                          حنا شمعون / شيكاغو










                                                                                                                                                                                                                                       

512
الشماس عدنان مرقس المحترم
اشكرك على ملاحظاتك حول قصيدتي واهتمامك بلغتنا التي عليّ ان اعترف لا ادري كيف اسميها بالعربية هل هي سريانية ، ارامية، اثورية أ آشورية، بابلية، ام كلدانية كما سماها الكثير من مؤرخي الكنيسة الكلدانية. بصراحة وان سَميتُها سريانية فهي ليست كذلك وحتى في الأنكليزية لست متأكد من تسميتها رغم اقتانعي في تسمية " اسيريان"، لكن استطيع ان اجزم ان تسميتها بلغتنا فهي اما " سورث " شعبياً او " لشانا سوريايا" في الفصيح. اعرف جيداً وأمل انك انت ايضاً تعرف ان هذه اشكالية كبيرة ولا يمكن حلها بسهولة وعلينا ان نعيش معها وهذا لا يضر ان كانت النيات صافية ونقر ونعترف ان اللغة التي يتكلمها  الآثوري والكلداني والسرياني، هي واحدة، وهذه التسميات شخصياً احسبها طوائف او مذاهب دينية أكثر مما هي قوميات.
اخي الشماس المحترم،
المهم بعد هذه المقدمة اقول ثمة فرق بين السورث والسريانية، حيث نتكلم الأولى في حياتنا اليومية وهي خليط من كل اللغات الآنفة الذكر اما السريانية فهي كتابية نستعملها في كنائسنا ولكن ليس في حياتنا اليومية.وكما اوردتُ سابقاً عن محاضرة الأستاذ روبين بيث شموئيل وهم خبير وعليم باللغة السريانية فقد بدء شعبنا يكتب السورث قبل ما يقارب الأربع مائة سنة الأخيرة وحالياً نكتب بها القصائد والأغاني وفي المجلات والكتب.
استاذي الموقر ان كَتَبنا السورث مثلما نكتب االسريانية " لشانا سوريايا " فلا حاجة لنا بالسورث فلنستغني عنها وحين ذاك نكون قد القينا في القمامة ثاني اقدم لغة محكية في العالم كما اورد الأستاذ روبين في محاضرته. انا اكتب القصيدة الشعبية واكتب كلمات الأغاني. ان استعملت كلمة " مارن" من بدل "مار" فاني استعمل هجائين من بدل هجاء واحد وهذا يغير وزن البيت او السطر. وهكذا ايضاً ان استعملت طخسا من بدل طقسا فان ذلك يؤثر على جمالية الكلمة في الألقاء او الغناء. اما "كد" بدل من "كود" فاني يا أخي اخاطب غبطته  وهو يفهم هذه اللهجة جيداً ، وهكذا معظم المستمعين الى قصيدتي هذه.
اعترف اني لي اخطاء املائية يجب علي الانتباه اليها ولكن غالب الكلمات التي تحسبها انت اخطاء املائية قصدتُ كتابتها بالطريقة التي كتبتها ومنها " مذيتا" من بدل مذينتا" مع ابطال النون، وهكذا كلمات كثيرة لا نلفظها فلما نكتبها ونعقد الأمر على القاريْ. هل أعظم من شكسبير من كتب الإنكليزية، فهل يستعمل الأنكليز والأمريكان لغته في كتب المدارس؟ هناك الكثير كي اكتبه بهذا الخصوص ولكن سوف اذكر هذا الأخير في هذا الرد وهو ان الغالبية العظمى منا لا تفرق بين الزقاف " سقابا" والألف " الب" ففي كلمة ساكو وهو اسم غبطته هل تكتبها ب "زقابا" ام ب "الب"؟  عندي ان اكتبه ب " الب" هو اسهل من " سقابا، لأن الأخيرة تزيد من الحركات، وبالمناسبة فان الكتابة بغير التنقيط غير ممكن الا اذا كُنا قد تعلمنا كل كلمات لغتنا عن ظهر قلب اي " درخ" بالعامية.
فقط اسمح لي  يا أخي الشماس الآن ان اقول لك : اعرف انك شماس الكنيسة الشرقية الآشورية وانا مؤمن بسيط تابع  لكنيسة بابل الكلدانية وانا لا فرق عندي بين الاثنتين. فقط سؤال الم تستمع الى هذه القصيدة ولمست فيها النية الصافية مع جماليات يندر ان يأتي بها شاعر عتيد وانا لستُ ولا ادعي اني شاعر؟ ان لم تلاحظ ذلك فأنا على استعداد ان اوضح ذلك  في رد آخر وان لاحظت ذلك جلياً فلما لم تذكره كناقد منصف يرى السلب والإيجاب؟
                                                                                       تودي،
                                                                                     حنا شمعون 

514
مار لويس روفائيل ساكو
قصيدة بالسريانية مع شرح وتعقيب



منذ تسنم غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو قيادة دفة الكنيسة الكلدانية  وانا اتابع اعماله، نشطاته ،تصريحاته ، ومقابلاته ، وعليه كتبتُ هذه القصيدة المرفقة عن شخصه الوقور لمناسبة زيارته لمدينة شيكاغو وتمنيت لو اُعطيتْ لي الفرصة كي اُسمعها له لكن للأسف هذا لم يحدث. حضرة البطريرك مار لويس هو رجل ايمان مسيحي  فهو لذلك رجل محبة وسلام. كنت اريد ان يعرف غبطته ماذا يقول الناس عنه وخاصة انه في زيارة لا تتكرركثيراً لرعيته البعيدة ولا يعرف الكثير عنهم. الم يسأل  يسوع  له المجد تلاميذه مذا يقول الناس عنه، فلماذا نظن ان غبطة البطريرك لا يريد ان يسمع الأراء والقصائد عنه، ولقد عبر عن فرحته بالأستقبال والتقدير الذي أظهره ابناءه له . اقول حقاً انه من فرحته ومحبته لأبناء نسيّ كل تعبه خلال الأربعة ايام المرهقة جداً جداً التي منها سفرة ما لا يقل 15 ساعة بالطائرة، ومباشرة زيارة لتورنتو وثم مباشرة زيارة شيكاغو وأستغلال الفرصة لزيارة قداسة مار دنخا الرابع مع مباحثات كنسية ثم زيارة الكنيستين الكلدانتين في شيكاغو واقامة القداس ثم جاء مستعجلاً لحضور العشاء الذي كان يعوزه مزيد من التنسيق الذي يليق برتب المحتفى بهم والضيوف الكرام، وغبطته لم يتأثر بذلك بل كان فرحاً مثلما كان الحضور فرحين وهو يستمعون اليه وهو يشكرهم للحضور لأنهم جزء غالي من رعيته البالغة مليون ونصف، كما اعلن في كلمته القصيرة اثناء العشاء.
القصيدة المرفقة هي ثمرة تعب أصريتُ على تكملته كي اُظهر محبتي لكنيستي وفرحتي بزيارة رئيسها غبطة مار لويس روفائيل الأول ساكو الى مدينة شيكاغو، وفي الفقرات القادمة سوف اقف حسب ترتيب الأبيات قليلاً على كل بيت نظمته على الوزن الثماني ودليلي كان لحن " تودي لطاوا/ الشكر للصالح " من تأليف مارنرساي احدى ذهبيات تراثنا الكنسي ومن القرن الخامس الميلادي.
 
لقد سبق وأن قرأت وأستسشعرتُ تواضع غبطته، الذي رسالته هي ان يَخدم ولا يُخدم ؛ وذلك عبر خطابته ولقآته السابقة . هذا التواضع المسيحي الذي مكافأته هي الرفعة  والعلو هو الذي دعاني ان ابتدي قصيدتي لأن اقول بمجرد وصول رئيس كنيسة بابل للكلدان الى مدينة شيكاغو  انحنى له برج " سيرس تاور" وهو المعروف عنه انه كان الأعلى في العالم مدركاً الضعف امام مليك مدينة بابل صاحبة البرج الأقدم والأشهر في العالم ، ان في ذلك الرفعة التي يستحقها  المتواضعون ووديعو القلوب ومثَل ذلك هو سجود المجوس امام الرضيع في مغارة بيت لحم، الذي كا ن يبدوا وضيعاً ولكن ابهته كان تصل عنان السماء.
هكذا استقبل ابناء الكنيسة الكلدانية في شيكاغو بطريركهم المبجل بفرح عظيم لا يوصف ، وهذا وان دل على شئ فهو يدل على علاقة هؤلاء الأبناء بكنيستهم المشرقية وهي بلا شك علاقة قوية لأ تتأثر ببعد المسافة وحتى ان وجدت كنائس كاثوليكية قربهم فأنهم يصرون على الأنتماء والتسجيل كأعضاء في الكنائس الكلدانية وسماع القداس حسب الطقس الكلداني الرائع الذي هو اصلاً طقس الكنيسة الشرقية.
غبطته اُختيرَ ليكون بطريركا في اجتماع للأساقفة ألأحباء في روما وذلك في الأول من شباط عام 2013 ، في الجولة الثانية بعد جولة عاصفة بعثتت الأحباط في في نفوس المؤمنين عبر ما اوردته الأنباء عن عدم اتفاق ألأساقفة الكلدان الأجلاء  لاختيار رئيس لهم وفي هذه الجولة حلّ الروح القدس في عُلّية روما وتم اختيار اسقف كركوك ليكون البطريرك الجديد، وكما قال في مقابلة له بعد ذلك ان لم يكن متوقعاً اختياره حيث كان هناك من كانوا اقدم منه ولذا يم يكن حاضراً للحمل الثقيل الذي وقع على عاتقه لكن الروح القدس كان معه وقَبِلَ المهمة الصعبة الملقاة على عاتقه مقتفياً مقوله سيدهُ " ليست مشيئتي بل مشئتك ". وهكذا شمر البطريرك الجديد عن ساعديه وحقق في اقل من سنة ونصف ما لم يكن في الحسبان . نقل البطريكية الى بغداد وكسب سمعة طيبة لدى كافة الفرقاء السياسيين في العراق، عقد سنهادوس مع مطارنته الموقرين، ورسم اربعة اساقفة جدد، وفي اول حطة رِجل له في تورنتو الكندية ذابت مشكلة عويصة كادت الأنترنت ان تجعل منها معضلة لا تنتهي التعليقات عليها بغاية سلبية او ايجابية. ونال غبطته ثقة أبناء كنيسته وكثير من الصعاب تجاوزها كالمثابر الذي لا يخشى الصعاب فهو عارف أن الروح القدس يرافق كالظل المؤمن به.
ومنذ اليوم الأول لأستلامه مهام البطريركية رفع شعار الثالوث الأصلاحي الكنسي وهي أصالة، وحدة، وتجديد، وهذه لم تكن وليدة الساعة بل كانت شعارات قد درسها وأستوعبها هو وكهنة آخرين  وعبروا عنها مراراً في الدوريات الكنسية الصادرة في العراق ومنها مجلة الفكر المسيحي الشهيرة. ان هذه الشعارات هي خطة الطريق لأعادة مجد الكنيسة الشرقية التي فيها عمق المسيحية كما بشر بها الرسل الأوائل وعزز مسيرتها جهابذة السريان امثال مار افرام ومار نرساي ومار طيماثوس الكبير وغيرهم كثيرين.
اول هذه الشعارات هو الأصالة التي تتمثل بأصالة طقس كنيسة المشرق الذي تتداوله حا ليا كنائس المشرق بكافة تسمياتها الطائفية والقومية، الحفاظ على هذا الطقس كان من شروط انضمام مار يوحنا سولاقا الى كنيسة روما اذ طلب من بابا الفاتيكان ان لا يمس ولا يغير اي جزء منه. الحان طقسية مثل  لاخو مارن، تودي لطاوا، قوم شبير، مارن ايشوع ملكا سخيذا، كولن بذحلثا وايقارا، وغيرها كثيرة حقاً انها كنوز لا تقدر بثمن. لحنها وصياغتها ومحتواها هي اعجاز لغوي وايماني يجب الحفاظ على أصالته ولا بأس من ترجمة هذا الطقس الى اللغات العصرية كي نفهمه ونغرف من ينبوعه الروحي الصافي.
الشعار الثاني وهو الوحدة فانها مشيئة المسيح التي اوصانا بها في الكتاب المقدس، والحقيقة ان الكنائس الحالية وهي كنيسة بابل للكلدان وكنيسة المشرق الآشورية وثالثتهما الكنيسةالشرقية القديمة، وكما اوضح غبطته مرارا وتكراراً ان هذه الكنائس أصلها واحد والفرق بينهم هو شكلي وبشري اما الجوهر المتمثل ب "الطقسا " فهو واحد. وفي لقائه مع قداسة البطريرك مار دنخا الرابع فقد كان غبطته جريئاً لأن يستعرض مبدئياً مشروعه في ان نوحد كنيستنا اولاً ومن ثم الشعب يتوحد قومياً اوسياسياً وهذا مهم لكنه ليس من مهمات الكنيسة. في الحقيقة هذا هو التزام مبدئي لدى غبطته وقد اوضح ذلك في ديترويت اذ قال في اجتماع خاص نظمته مطرانية مار توما الرسول واذاعة صوت الكلدان اذ قال: " لا احد يستطيع تغيير هويتنا الكلدانية، لكننا لا نقبل ان يُطلب من عندنا كرجال دين ان نخرج ونقول بأننا كلدان كلدان كلدان...العمل القومي ليس عملنا بل عملكم كعلمانيين." برأي الشخصي ان مثل هذا الأصرار المبدئي يضع كنيستنا الكلدانية في المسار الصحيح لتكون حقاً كنيسة جامعة رسولية، نفتخر بمنجزاتها حين كانت موحدة وتبعث فينا الضعف حين انقسمت الى ثلاث بصيغ قومية وعشائرية.
الشعار الثالث وهو التجدد او التجديد فهو شعار منبثق من ان المسيحية هي نور العالم ومن يعيش في النور فأن بأستطاعته ان يكتشف الذي امامه ويسير نحوه ويتطور، هكذا تقدمت اوربا المسيحية.. اما من يعيش في الظلام فانه لا يتجرأ ان يتقدم الى الأمام ولذا يتشبث بالوراء لأنه اختبره وهذا هو حال الدول المتأخرة التي لم تتقبل المسيحية ونرى موطنيها يهجرونا هرباً من تخلفها. غبطته يعرف ان طقسنا رائع وفيه من الغنى الروحاني مالا يضاهيه من الموجود في روحانيات كنيسة روما ولذا فأن الابقاء على هذه الثروة الروحانية واجب كما هو الواجب على البقاء على الأيمان الذي ورثناه من الرسل فهو يجب ان لا يتغير مهما تغير الزمان. اما ماكان يُصليّه اباءنا في القرن الخامس مثلاً  وطلباتهم لدرء اوبئة لم تعد موجودة او لابعاد اسراب الجراد من الحقول فمثل هذه الأمور لم تعد موجودة اصلاً ولكن استجدت في الحياة العصرية ويلات اخرى منها الأرهاب والجشع والفوارق الطبقية فهذه تستحق منا صلوات جديدة، قد ندخلها في القداس او التسابيح. التجديد برأينا يجب ان يشمل مسائل غير ايمانية وغير رسولية استلمناها من كنيسة روما ولم تعد مجدية اوعصرية والكلام عنها او بحثها يحتاج الى شجاعة .نأمل من غبطته وسنهادوس الكنيسة الكلدانية بحثها وتمحيصها قبل ان تصبح عادات لا معنى لها.   
نعرف جيداً ويعرف غبطته ايضاً ان مهمته صعبة جداً كراعي لكنيسة قوامها مليون ونصف من البشر مشتتين في كافة انحاء العام. الهجرة والأرهاب وحالة انعدام الأمن في موطن الكنيسة الكلدانية كلها امور تزيد من صعوبة اتمام المهام البطريركية في العصر الحديث، هذا من غير ذكر تصنيفات التركة الثقيلة التي تسلمها غبطته من البطريرك السابق. انه مشوار صعب وغير مفروش بالورد كما تقول القصيدة. لكن لنكن واقعيين فأن كنسيتنا المشرقية قد اختبرتْ مثل هذه الصعوبات منذ تأسيسها في القرن الأول الميلادي وليس عبثاً ان يطلق عليها كنيسة المشرق كنيسة الشهداء. الرب هو راعي هذه الكنيسة ولذا فأنها استمرت لمدة الفين من السنين  وفي مثل هذه الظروف  الصعبة والا لما كان يكتب لها البقاء لولا ان الرب يرعاها وحتى مقرها تحول من بابل / ساليق قطيسفون الى بغداد الى القوش وقوجانس والموصل وثم بغداد كمحطات لفترات طويلة الأمد اضافة اخرى ومؤقتة في كرمليس ومراغا وديار بكر وأربيل وشيكاغو كلها بسب الأضطهادات والظروف الصعبة.
كل هذا وايماننا قوي بان كنيستنا الكلدانية هي باقية وصامدة، وما علينا نحن ابناءها الا ان نصلي لأجل ان يحفظ الرب غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو ويقويه لتأدية مهامه وفي نفس الوقت نتذرع الى الرب لأن يوحد قلوبنا نحن المؤمنين كي نكون وحدة متماسكة للحفاظ على كنيستنا المقدسة، لا بل تقويتها لترجع كما كانت في اوج عظمتها قبل انقسامها.


الرابط الصوتي للقصيدة:

http://upload.ankawa.com//files/2/ankawa3/1937141503.MP3


                                                                                        حنا شمعون / شيكاغو
 
   


516
أعزائي ابو سنحاريب، قشو ابراهيم، و أدي بيث بنيامين المحترمين،
أشكركم لمروركم واهتمامكم بما اكتبه وهنا بالخصوص حيث نقف على خدمات جليلة يقدمها نينوس نيراري في حقل الشعر والإذاعة لأبناء أمته، وآمل أنكم تستمعون الى برنامجه الإذاعي مساء كل يوم الاثنين من الساعة السابعة وحتى العاشرة فهو حقاً  منهل ثقافي للجميع. طبعاً البرنامج منقول على الانترنت أيضاً.
اخي أدي ، أشكرك على مشاعرك الأخوية وآسف أني حاليا لا أستطيع ان ارفق مقاطع فيديو مع مقالتي لان ذلك يحتاج الى وقت ومعدات ، لكن اعرف حتماً ان احد الأخوة الأعزاء قد رفع مقاطع من هذه الأمسية على اليو يتوب ويمكنك مشاهدتها بالدخول الى إليوتيوب والنقر عبر اسمي او اسم مارينا او جوليانا جندو.
                         تودي،
                    حنا شمعون

517
استقبال غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو في شيكاغو

يوم الخميس الماضي المصادف 12 حزيران 2014 تشرفت مدينة شيكاغو بأستقبال غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو ، وبوصول رئيس الكنيسة الكلدانية وعلى اثر ذلك ترنح راكعاً  برج "سيرس تاور" الذي حمل لفترة من الزمن شهرة الأعلى في العالم امام برج بابل العتيد، الأقدم والأشهر في العالم.
كانت المحطة الأولى لغبطة البطريرك المبجل والوفد المرافق له هو زيارة قداسة مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في مقر اقامته ومن ثم زيارة كنيسة أفرام  الكلدانية حيث استقبل بحفاوة  من قبل راعي الكنيسة الأب الفاضل سنحاريب يوخنا واقام غبطته القداس الألهي في كنيستها ثم نزل الحاضرون الى " البيسمنت " حيث رحب السيد مارتن ميرزا احد اعضاء لجنة الكنيسة  بالزائر القادم كما قدمت فرقة الكنيسة لأناشيد الفرح بمناسبة قدوم غبطته الى كنيستهم.
وفي الساعة الخامسة والنصف عصراً تحول غبطته الى كنيسة مريم العذراء الكلدانية في ضواحي شيكاغو مع مرافقيه وهم كل من سيادة المطارنة : مار شليمون وردوني النائب البطريركي ،مار ابراهيم ابراهيم راعي ابرشية مار توما في الولايات المتحدة، مار جبرائيل كساب مطران استراليا، مار يوسف توما مطران كركوك والسليمانية، مار حبيب النوفلى مطران البصرة، وكذلك سكرتير البطريرك الأب سكفان متي وهناك استقبل الجميع بالحفاوة من من قبل حضرة الأب الراهب فواز كاكو ورعية الكنيسة وقدمت فرقة الكنيسة أناشيد الفرح لزيارته لكنيسة مريم العذراء ثم اقيم القداس الآلهي في هذه الكنيسة وحضر جمهور غفير  وبعد انتهاء القداس ووقف غبطته  مصافحاً الحضور فرداًفرداً.
ثم انتقل الجميع الى قاعة "كرستال بالاس"  التي كانت مزدانة بأحلى حلتها احتفاءاً برئيس الكنيسة الكلدانية في العالم أجمع ،وهناك كان التجمع لتناول طعام العشاء مع غبطته ومرافقيه كما كان مفرحاً ان اصحاب السعادة من اساقفة الكنيسة الشرقية الآشورية و هم كل من سيادة مار بولص بنيامين اسقف شيكاغو ومار اوا روئيل اسقف كاليفورنيا  كانو قد سبقوا غبطته الى القاعة وكذلك كان موجودا سيادة  مار كوركيس يونان الأسقف الذي رُسم مؤخراً في كنيسة المشرق القديمة. كما كان ضمن الحضور قساوسة من مختلف الكنائس المشرقية ومندوباً عن كردينال ابرشية شيكاغو الكاثوليكية.
بعد تقديم الضيوف من قبل الأب فواز كاكو راعي كنيسة مريم العذراء تم تقديم العشاء مع موسيقى كلاسيكية وكان ما يشبه الصمت يخيم على القاعة حتى كسر هذا الصمت سيادة المطران مار يوسف توما ببعض النكات التي ارسلت الجمهور في ضحك  وتصفيق وساد الحبور في الحضور .وفيما العشاء جاري على قدم وساق طلب الأب فواز من سيادة المطران مار ابراهيم ابراهيم المقبل على التقاعد ان يلقىي كلمة لتوديع رعيته في شيكاغو وكانت حقاً كلمة قيّمة حث َرعيته على الألتزام بالأيمان وتربية الأبناء وفق التعاليم المسيحية .
الجميع كان في شوق لسماع كلمة غبطة البطريرك الوقور حين صعد الى المنصة والأبتسامة  ترتسم على وجهه البشوش دوماً لأنه كان في لقاء شيق مع ابنائه وهو الأب الصالح اذي يعرف جيداً عددهم البالغ مليون ونصف وكما جاء في كلمته حين قصَّ على الحاضرين حادثة تبادله الحديث مع سيدة عراقية اثناء رحلته الطويلة الى الولايات المتحدة الأمريكية. وفي حديثه المقتضب هذا شكر غبطته الجميع على الحفاوة التي استقبل بها وتمنى التوفيق لهم ، مؤكداً على ما جاء في كلمة مار ابراهيم حول الأيمان والألتزام بالأخلاق المسيحية العالية. كما تطرق الى زيارته صباح ذلك اليوم الى مقر قداسة مار دنخا والحديث الأخوي والصريح والجريء الذي جرى بين وفده المرافق مع قداسته وكل من مار بولص وما آوا. كما استغل الفرصة ليهنئ الأسقف مار كَوركَيس يونان من كنيسة المشرق القديمة لمناسبة رسامته والذي كان حاضرا في هذا العشاء.
وذكر ايضاً ان كنسيتنا كانت يوماً من الأيام كنيسة واحدة جامعة ورسولية وكانت تحت مسمى كنيسة المشرق وعليه فأن هذه الكنيسة يجب ان  لاتكون ثلاث كنائس وامله كبير ان ترجع هذه الكنيسة كما كانت سابقاً،  كنيسة واحدة كما هي ارادة ربنا يسوع وكما يطلب منا ايماننا المسيحي. وتمنى ايضاً ان يتوحد شعب هذه الكنيسة الذي هو من دم مشترك  تحت مسمى واحد كي يحافظ على حقوقه في ارضه المتواجد فيها. وذكر انه حين يُنظَر الينا من قبل الآخرين فلا احد يستطيع ان يميز من منا هو كلداني او آشوري.
وقد قوبلت هذه الكلمة المقتضبة من قبل الحاضرين بالتصفيق الحار بما لا يقل عن خمس مرات.
بعدها ومن غير اذن ولا انضباط توجه الكثير من الحاضرين الى غبطته يريدون التقاط الصور التذكارية معه وهو كأب حنون وذي قلب محب لجميع ابنائه لم يتوانى على تلبية مطلبهم رغم التعب الذي كان بادياً عليه .تغافل تعبه كي يسعد ابناءه في هذه المناسبة النادرة لىحين مغادرته القاعه متعباً ومرهقاً  من يوم طويل جداً جداّ، لكن فرحاً بكل تأكيد.

                                                    حنا شمعون / شيكاغو

 











































518
احتفاء ثقافي بهيج في شيكاغو بالشاعر نينوس نيراري

كانت حقاً امسية مميزة وتاريخية تلك التي التأم فيها شمل الجمهور الآشوري المُقدّر لجهود الشاعر نينوس نيراري في حقول الشعر القومي والعاطفي والغنائي، فقد امتلأت قاعة الجمعية القومية الآشورية في شيكاغو بالمعجبين والمثمنين للأنتاج الشعري الذي قدمه لنا الشاعر نينوس اندريوس يوسف على مدى اربعين عاما ومنذ اتخذ نينوس كنية نيراري ايمانناً وشغفاً وتعلقاً بتاريخ ومصير امته الآشورية.
لأضفاء شرعية البهجة في في مثل هذا الأحتفال صعد على المسرح المغنون الآشوريون على مدى فترة الفرحة الكبرى بالأحتفاء بالشاعر الكبير ، وكانت الفنانة اليزابت اوشانا اول الفنانين والفنانات حيث غنت اول اغنية قومية قُدمت في ارض الأغتراب  تحت اسم " قوياما / النهضة " وكان ذلك في مدينة شيكاغو الأمريكية عام 1980. وفي هذا الصدد اول اغنية الفها نينوس نيراري كانت عام 1974 في كركوك ، العراق وحملت اسم " بأثرا نوخرايا / في الموطن الغريب " ونظراً لظروف العراق الأمنية والقبضة الحديدة لحكومة البعث فقد سُربت الكلمات عن طريق المرحوم الفنان ايوان شمدناني الى اخيه اندريه شمديناني الذي كان اول من غناها في الغربة. وقد غني هذه الأغنية في الأمسية الفنان جورج جندو وابدع في اداءها. وثمة اغنية اخرى كتب كلماتها نينوس نيراري  في عام 1975 ولحنها زميله الفنان جان دشتو تحت اسم " بد آزن يمي / سوف اسافر يا اماه " وكان زمن الكتابة حين بدأت اول موجة لهجرة مسيحيّي العراق الى لبنان ومن ثم الى امريكا وكندا وأستراليا. هذه الأغنية العملاقة كانت من نصيب اوكَين بيث سامو الذي غناها مختلف عن الأصلي  وكذلك غناها الفنان  البرت اوسكار بلحن آخر خاص به وقد خُتِمَ الحفل بهذه الأغنية الجميلة وأداها كل من جورج جندو وسالم سيفو.
اما المطربون الآخرون الذين قدموا للحضور أغاني من تأليف الشاعر نينوس نيراري فكانوا كل من عوديشو عوديشو الذي غنى اغنية " بغديدا دمنتا / بغديدا الدامية " و لازار ملكو حيث غنى " رابا بود شوبرَخ/ الكثير عن جمالكِ " وسالم سيفو الذي غنى " ثيوالوخ بشيما / جئتَ نادماً "  وهي من الحان جان دشتو ايضاً اما بقية المطربين الذين غنوا أغاني من تأليف نيوس فكانوا فينوس، جان دشتو، و سومر لاوندو. الفنانة جوليانا جندو كان من المقرر ان تحضر الأحتفال لكن انشغالها في حفلة بمدينة سانت دياكَو حال دون حضورها لذا سجلت فديو كليب وعرض في الحفلة، فيه خاطبت نينوس وأعتذرت لعدم الحضور كما شكرته قائلة انها لن تنسى فضله لأنه كتب كل أغاني شريطها الأول وعبره دلفت باب الأحتراف والشهرة . ومما يذكر ان نينوس له اكثر من اربعين اغنية قد وضع كلماتها وقد تم غناءها من قبل مطربين مختلفين.
اما المتحدثون عن شعر نينوس ففي المجال القومي كان من نصيبي ( حنا شمعون ) حيث تطرقتُ الى خصوصية قصائد نينوس نيراري في المجال القومي والتي يمكن اختصارها بأنها قومية وصارخة ومخلصة  فيها نجد دوماً روحية الحماسة ، كما وصفها الأديب والناقد شاكر مجيد سيفو.وتطرقتُ ايضاً الى بعض القصائد الوجودية من شريط " بلباطا / الشرارة " الصادر عام 1982 كما تحدثتُ الى العلاقة الصميمية  بين نينوس والأعلامي الخطيب الآشوري ايوان كَيوركَيس الذي وافاه الأجل قبل سقوط نظام صدام حسين حيث زاد العبء على نينوس كي يملئ الفراغ الذي تركه المرحوم ايوان في مجال الأعلام. تحدثتُ الى القصائد الأخيرة لنينوس التي فيها الحس القومي والأنتماء الى ارض آشور وعن التضحية العظمى لشهداء الأمة حيث وقف على خطى الشهداء يوسف ، يوبرت، ويوخنا وهو يجول اروقة سجن ابو غريب السيء الصيت بعد سقوط النظام الدكتاتوري.كذلك اوردتُ انه لم ينسى في ان يبعث الأمل في ابناء امته عبر قصائده النهضوية. وفي الختام نوهتُ الى امر هام من ان ليس بأمكان اي شخص ان يقدم ما قدمه نينوس في الأربعين سنة الماضية لولا وجود امرأة وزوجة مخلصة كتلك التي كانت جالسة الى جنب المحتفى به ، الا وهي السيدة ايفلين زوجة الشاعر نينوس نيراري.
كذلك تحدث الشاعر القومي بيير شمعون عن الدور الأعلامي  للشاعر نينوس نيراري وتأثيراته على المسيرة القوميه للشعب الكلداني السرياني الآشوري وفي ذلك تكلم نينوس لغة سليمة خالية من الشوائب والكلمات الدخيلة. كما تحدث الكاتب نمرود سليمان عن الكتابات النثرية لنينوس والمعروفة ب " النيراريات " وأبدى اعجابه بها كونها صرخة اعلامية في عصر الأنترنيت تجلب الأنتباه بطريق معاصرة الى القضية الآشورية .
الشاعرة مارينا بنجمين تحدثت في كلمتها عن نينوس عبر اشعلره العاطفية فقالت انه شاعر آشوري نفتخر به مثلما تفتخر سوريا ب نزار قباني، وانكلترا ب شكسبير ولبنان ب خليل جبران، وايران ب جلال الدين الرومي.. وتحدثت عنه كشاعر عظيم شجعها في كتابة الشعر عن المرأة الآشورية ، وهو دوماً قدوتها و معلمها حين احتياجها الى نصيحة او  التأكد من صحة كلمة فهو المرشد اللغوي الذي تسترشد به دوماَ. وهي ايضاً في خاتمة كلمتها أشادت بقرينة نينوس السيدة الفاضلة ايفلين وشكرتها لأنها تسهل الأمر لزوجها ليكون الرائد في المجال الشعري.
الدكتور دانيال ممو هو الآخر تقدم الى المنبر وتحدث اصالة عن نفسه ونيابة عن اخيه الأديب ميخائيل ممو الساكن في السويد وأعرب عن تثمينه للدور الريادي للشاعر نينوس نيراري في مجال الشعر وذكر عن ميخائيل حين كان مسؤولاً في تحرير مجلة " موردنا آثورايا / المثقف الآثوري "  وحينها بعثَ نينوس بقصيدة " اهرب منكِ " للنشر واستحقت النشر بجدارة. كما ان الدكتور دانيال ذكر ان نينوس هو قاموسه اللغوي ويسأله دوماً عن الكلمات الصعبة وخاصة تلك التي في حقل الطب والعلوم حيث هو اختصاص الدكتور دانيال ممو.
شارك في تقديم فقرات هذه الأمسية كل من وايليت خمو وسمير يونان وقد اجادا التقديم وفي قراءة البرقيات والتهاني التي وردت من كافة انحاء العالم حيث يعيش شعبنا الآشوري مهنئين نينوس بهذه المناسبة التاريخية. كما القى السيد عمانوئيل ايشو كلمة اللجنة الثقافية في الجمعية القومية الآشورية ,اشاد فيها بالدور الثقافي والبارز للشاعر نينوس نيراري في مسيرة الجمعية القومية الآشورية اذ نظمت هذه الجمعية المناسبات الشعرية وخاصة في عيد الحب من كل عام  وكان عبئِها دوماً يقع على الشاعر نينوس نيراري كما كان من المبادرين لتدريس اللغة الآشورية الحديثة في الجمعية في اوائل الثمنينات من القرن الماضي.
وقبل الختام كان قص الكيك لمناسبة عيد ميلاد نينوس الذي يصادف في الثامن والعشرين من شهر أيار وقدم السيد وليم بادل هدية بأسم الجمعية القومية الآشورية للشاعر الكبير نينوس نيراري تثميناً لخدماته الثقافية الجليلة لأمته الآشورية، كما اهدى العديد من المعجيبن هدايا تقديرية بهذه المناسبة السعيدة.
آخر الكلام كان للشاعر نينوس نيراري حيث شكر الحضور والمتحدثين والمغنين وشكر ايضاً اللجنة الثقافية في الجمعية القومية الآشورية  لتشجيعها الشعر والشعراء والفنانين عبر برامجها الثقافية. وعزا نينوس اهتمامه القومي وكتابة الشعر الى تنشئته البيتيه وكذلك الى الثقافة القومية الخاصة وتعلم لغة الأم في المدرسة الآثورية بمدينة كركوك، وقد لفت انتباه الحضور الى ان معلمته في كركوك هي حاضرة في الأمسية وشكرها جزيلاً لحضورها ودورها في تثقيفه كما شكر والدته السيدة أسيت ساوا غريبو التي كانت جالسة الى جانب السيدة يوليا على حسن تربيتها وبث الروح القومية في ذهنه.
وفي الختام وفيما تبقى من الوقت شُغل بالخكا والرقص الشعبي والتقاط الصور التذكارية لتكون اللمسات الآخيرة لحفلة رائعة استحقها نينوس نيراري وفاءاً لخدماته الجليلة في الأربعين سنة الماضية في حقل الشعر والأعلام.




















































519
الألبوم الثاني للشاعرة مارينا بنجمين يُمطر عُشقاً

أصدرت الشاعرة المبدعة مارينا بنجمين مؤخراً البومها الثاني ويحمل عنوان " مطرا /  المطر " ويحوي على تسع قصائد كلها تمطر العشق من سماء مشاعرها الجياشة. مارينا التي عودتناعلى هكذا ابداع خصت هذا الألبوم ان يحوي قصائد الحب فقط تلبية لطلبات المعجبين بقصائدها ورأت في ذلك فكرة حسنة من اجل السماع الرومانسي كمجوعة مترابطة.
كل قصيدة هي بمثابة أغنية لها لحنها الموسيقي الخاص، واللحن معزوف بمبدعين موسيقيين ومشهورين وهم كل من آشور بندليروس، ديفيد ايسابي، وتكَلات ايسابي. كما ان التوليف الموسيقي قام به ايدي خوري وتكَلات ايسابي وتم انتاج الألبوم في ستوديو تيمات للأنتاج الموسيقي.
كما ان غلاف الألبوم والتصوير الفني له يضع اللمسات الأخيرة لتحفة فنية تستحق النسخة الأصلية منها الأقتناء والأحتفاظ بها ، فقد بُذِلتْ جهود جمة في اخراج هذه الدرّة النفيسة.
نهدي للقراء الأعزاء القصيدة السادسة من هذا الألبوم والتي يمكن ان يكون عنوانها " سارا / القمر " حيث ندري ان مارينا بخيالها الواسع لا تحبذ فكرة التحديد والقيود. كما نضع صور الألبوم المعبرة عن القليل جداً من محتوى قصائدهذه التحفة الفنية النادرة.
http://upload.ankawa.com//files/2/ankawa2/1896777716.mp3
                                                                       حنا شمعون / شيكاغو
                                           




520
الاستاذ أمير المالح المحترم
ذوي الفقيد الدكتور سعدي المالح المحترمين
لقد كانت مفاجئة أليمة جداً لم يقع نظري لمثيلها من قبل، رأيت الصورة المعهودة للفقيد وظننت للوهلة الاولى انه نشاط اخر للدكتور سعدي المالح، ولكن هيهات لو ان ظني كان الحقيقة لكن التمعن في الخبر كانت الحقيقة المرّة التي لا يمكن الهروب من علقمها...
أديب ومفكر ومستشار حمل هموم أبناء قومه الموَّزع الى طوائف ولذا عمل كل ما في وسعه في العلن والخفاء من اجل الوحدة التي كانت في رؤيته المخرج الوحيد لنيل هذا الشعب العريق لكل حقوقه في ارض الأجداد . اعرف ذلك جلياً لانه سبق وان زارنا في شيكاغو لأجل تحقيق هذه الغاية السامية.
رحيل الدكتور سعدي المالح خسارة كبيرة للعراق لانه كان وطنياً مخلصاً وخسارة قومية لكل مسيحيّ العراق لانه كان رائد وحدتهم القومية.
 ستظل ذكراه نبراساً لتحقيق وحدتنا الكاملة كي نكون قوة مؤثرة في الوطن الغالي.
الرحمة الأبدية لروحه الخالدة والصبر والسلوان لكل ذويّه.

                                                            حنا شمعون / شيكاغو

521
حفلة تكريمية في شيكاغو على شرف الشاعر نينوس نيراري

تقيم اللجنة الثقافية في الجمعية الآشورية الامريكية حفل تكريمي على  شرف الشاعر نينوس نيراري وذلك ضمن نشا طها السنوي في حقل الفعاليات  الثقافية . يشارك في الحفل نخبة من الفنانين الآشورين الذين غنوا من قصائد الشاعر الكبير ، كما يتظمن الحفل كلمات لكتاب وشعراء عرفوا  نينوس وتأثروا  بأشعاره. هذه المناسبة تؤشر مرور أربعون سنة لبدء نشاطه الأدبي المتظمن تأليفه بلغة الأم لكتاب "آغا بطرس، سنحاريب القرن العشرين" . وقد برز الشاعر نينوس نيراري اضافة الى اشعاره القومية والعاطفية كاعلامي  مؤثر في حقليّ الأذاعة والتلفزيون ولا  يزال يقدم خدمات جليلة في هذا الصدد.
يقام الحفل مساء الأحد المصادف 25/ 5/ 2014 وذلك على قاعة الجمعية لآشورية الثقافية الواقع على 1618 W. Devonفي مدينة شيكاغو.
  


522
اخي عوني كَريش المحترم
أشكرك جزيلاً لمشاعرك الفياضة وأتمنى ان أكون عند حسن  ظن الجميع. ابن عمكَ طلال يزداد تألقا ً بعد كل إصدار جديد له وهو موضع فخرنا جميعاً ويستحق كل كلمة إعجاب سجلتُها بحقه. أمل بعون الرب ان اكتب مطولا ً عن هذا الألبوم الرائع قريباً  كي اُطلع القراء الكرام على كل القٍ  منبعث من هذه اللؤلؤة النادرة.
                                 
                                                         حنا شمعون/ شيكاغو

523
رابي قشو ابراهيم نيروا
شكراً لثنائك وشكراً لكتابتك بلغتنا الجميلة. الرب يباركك ويقويك.

الأخ Ashur Rafidean
الموقع رائع، جميل، ومفيد جداً. الرب يبارك القائمين عليه، وأمل ان يلقى المساندة من المتيسرين كي تدوم حسناته ويستفاد منه كل محب للغتنا الجميلة. شكر خاص لحضرتكم، والرب يبارككم.

                                                                       حنا شمعون

524
اخي Alove ،تحية  وبعد،
سألتني سؤالا معقولا وأشكرك وسأجيبك بما اعرفه . انا والأخ  برديصان من نفس المدرسة ومعلمنا واحد والأختلاف بينا هو اختلاف بيئة وليس اختلاف فكري او قومي او لغوي. المقال الذي قراءته ليس من بنات أفكاري بل هو تحقيق يعكس ما شاهدته وسمعته . فقد طُلب مني ان اغطي المناسبة ولم يكن لي من مفر، لان اولاً المناسبة جليلة وثانياً الطالب مني شخص عزيز، وحتى أني قلتُ للطالب مني كيف يمكنني تغطية الحدث وانا أفضل التسمية السريانية على الآشورية . كان عليَّ هذه المرة اخفاء كلمة السريانية لآني اعرف ان " لشانن اتورايا" هي التسمية المعهود عليها لدى الأخوة الاثوريين وهم القائمين على هذا الأحتفاء. أرجو ان لا تفهني خطأً وتحسبني انا والاثوريين قوميتين مختلفتين ولدينا لغتين مختلفتين، كلا يا اخي انا وهم وانت ، وكل السورايي هم قومية واحدة ولغتهم واحدة  ولغتنا  الحالية جذورها أكدية، بابلية ، آرامية، آشورية. هذا ما اعرفه وما أكده الأديب يوارش هيدو ورابي هومر آشوريان المحترمين في موجز حديثهما في هذه المناسبة. اما بعد ألفين وخمسمائة سنة من اختفاء الآشوريين من مسرح الدولة والسياسة ، ومجي العديد من الحكام الأجانب ، ميديين، إغريق وفرس وعرب، ماذا تريد يا اخي العزيز Alove ان تسمى تلك اللغة التي نطقوها ولا زلنا ننطق الكثير مما كانوا ينطقونه. ان تعترض على هذا فاني أحيلك الى قاموس سيمو بربولا المسى أيضاً The dawn of civilization كي تتأكد من صحة كلامي.
لتوضيح رأي ارجو ان تتأمل الأسماء التالية:
يوخنا، يوحنا، حنا، حنين ، يحيّٓ ، جان، ياني، خوان،..
أغريق، يونانين، كَريكَ، الينيكا،..
فارس ، بارس،عجم، ايران، ..
وهكذا تختلف التسميات ويبقى المسمى هو هو، وهذا ايضاً يشمل لغتنا فهي حالياً ارامية، سريانية، سورث، اثورية، اشورية،..
وبعد ان تتطلع على الكتاب المذكور اعلاه او على الواحد والعشرين مجلداً الذي هو ثمرة تسعين عاماً من البحث والدراسة والعمل الدؤوب  لعباقرة العالم الحديث  في انجاز  اسمه    Assyrian Dictionary اي  القاموس الآشوري، يبقى سؤالي لما لا تكون لغتنا آشورية نحن الآشوريون توافقا مع سورايي وسورث ، Assyrian people speak Assyrian language.هذا ان كنت تعتقد انك سورايا كما فهمت من كتاباتك السابقة. اما ان كنتَ لست " سورايا " فأني ادعكَ وشأنك وارجوك ان تدعني وشأني.
المعذرة اني أطلت عليك كثيراً واترك البقية عليك للتفكير والاستنتاج  اما انا فلا مانع لي من الآن وصاعداً ان اقبل -- باللغة العربية -- في تسمية لغتي بآلآشورية  ،مع اعتزازي بالسريانية لأنهما " نفس الشيء" ، وذلك لأجل ارساء اسس قويمة للهوية القومية. وجزاك الرب خيراً.
                                 تودي،
                           حنا شمعون / شيكاغو

525
الأحتفاء بيوم اللغة الآشورية في شيكاغو

في حفل بهيج احتفل مُحبو اللغة  في شيكاغو، يوم الجمعة المصادف 25/ 24/ 2014 على قاعة المركز القومي الآشوري بيوم اللغة الآشورية. في البداية افتتح الحفل بالنشيد الوطني الأمريكي ثم الآشوري وبعد ذلك وقفة دقيقة صمت لأرواح الشهداء ألاشوريين. ثم القى السيد شيبا مندو كلمة "متوا" اعرب فيها عن استعداد  " متوا " لتلبية كل بادرة تصب في خدمة اللغة الآشورية،  وشكر جهود جامعة شيكاغو التي اصدرت قاموساً من واحد وعشرين مجلداً في شرح كلمات اللغة الآشورية القديمة واكراماً لجهودهم هذه يقام هذا الحفل في تاريخ 21 من نيسان. وذكر ايضاً ان عدد طلاب يوم السبت لتعلم لغتنا القومية هو 268 طالب وطالبة، الذين تقوم الأستاذة جوان يوسف ريحانة في الأشراف على تعليمهم لغة الأم.
توالت فقرات هذا الحفل ومنها كانت أغاني قومية من قبل الفنانين ليدا لاوندو، سركَون يوخنا، عوديشو عوديشو وأخيه توي عوديشو، وقد عبروا عن حبهم الكبير للغة التي يغنون بها ويشرفهم الحضور في هذا اليوم المبارك لأداء خدمة بسيطة وملزمة عليهم. كذلك القى الشعراء يونان هومه ويوخنا هنارو قصائد  حماسية بهذه المناسبة الغالية أكدوا فيها ان لغتنا الآشورية هي رمز هويتنا ووجودنا.  ومن المؤسف جداً ان شاعرنا الكبير بيير شمعون جاء دوره ليلقي قصيدته ولكن بعد ترحيبه بالقائمين على هذاالعمل الجبار انهارت فجأة قواه ولم يستطيع الوقوف على قدميه مما استدعى نقله بالأسعاف الى المستشفى وصلوات الحضور ترافقه ليقوم بالسلامة.
 ثم تلى عريف الحفل آشور خوبيار برقيات عديدة ورت من  مؤسسات لغوية او من أشخاص مهتمين بهذه اللغة . البرقيات هذه كانت من عدة مدن امريكية ودول تسكن فيها الجاليات الآشورية منها كندا وارمينيا والسويد ، باركت فيها هذه المناسبة السعيدة.

كما ارتقى الى المنبر الأديب يوارش هيدو متحدثاً عن عظمة اللغة الآشورية منذ ان ظهرت كلغة كتابية بالخط المسماري الأكدي في زمن الامبراطورية الآشورية في كل من نينوى وبابل لتعبر عن الأدب والفن وكافة مستلزمات الحياة ومن ثم  لتتطور في عهد المسيحية وتصبح لغة تدرس في مدارس ( جامعات ) اورهي ونصيبين وجندي سابور وغيرها كثيرة. كما انه تطرق الى غنى وسعة هذه اللغة التي بأمكانها دوماً تزويد اللغة المحكية ( السواداية ) بالمصطلحات التي تتطلبها الحياة العصرية. وفي خضم حديثه تتطرق الى تسميات اللغة الآشورية التي منها " السورث" والسريانية  التي تعني بشكل من الآشكال الآشورية. كما  ذكر ان هناك تسمية اخرى لا ينكرها ولكن لا يستسيغها شخصياً وهي التسمية الآرامية حيث برأيه الشخصي لا وجود لهم حالياً كقومية معاصرة، اما ألآشوريون فهم متواجدون كقومية ومن البديهي ان تسمي لغتهم حسب تسميتهم القومية.
ثم ارتقى الى المنبر رابي هومر آشوريان الخبير باللغة الآشورية وتاريخها ، ولكن للأسف لم يكن له الوقت اللازم ليتحث باسهاب حسب ماجاء في مقدمة حديثه، وهو الآخر امتدح القائمين بهذا المناسبة القومية والثقافية. آشوريان ذكر من المؤسف ان يقال عن لغتنا الحالية التي نتكلم بها انها حديثة  في الوقت الذي هي قديمة قدم الأكديين والبابلين ومن ثم الآشوريون الذين احتفظوا به لهذا اليوم .وتطرق آشوريان الى دور الأرساليات التبشيرية في تطوير اللغة المحكية لتصبح الواسطة للأقتراب الى الرب وذلك عبر كتابتها وطبع الكتب بها. وعبر عن ثقته بان هذه اللغة سوف تتقوى وتتطور لأن المسيح له المجد نطق بها، ولهذا السب لا يمكن ان تصبح لغة منسية او جامدة. وفي الختام تمنى النجاح والموفقية لهذا المشروع الكبير في الأحتفال كل 21 من نيسان بهذا الحدث القومي كما انه عبر عن رغبة الأتحاد الآشوري العالمي الذي يعمل آشوريان تحت مظلته في التعاون مع المجلس القومي الآشوري لأحياء هذه المناسبة سويةً في الأعوام القادمة.

ويجب هنا ايضاً ان نذكر ان مجموعة من الأطفال الدارسين في مدرسة اللغة " مدرشتا دلشانا " ليوم السبت في ال "متوا" قدموا فعالية تحدثوا بلغة الشعر او النثر عن همومهم وحبهم للغتهم الجميلة، وكان المشرف على هذا العمل احد مدرسيهم وهو الأستاذ نينوس يلدا الذي قرأ في نهاية هذا الحفل قصيدة من تأليف الأستاذ ميخائيل ممو احد الذين عملوا بنشاط وهمّة لأقرار هذا التاريخ، الواحد والعشرين من نيسان، يوم اللغة الآشورية.

                                                                                              حنا شمعون / شيكاغو

























526
اخي العزيز ابو سنحاريب المحترم،
شكراً لقراءتك لموضوعي هذا واهتمامك بما هو الأفضل للأغنية السريانية.
بصدد ملاحظتك نحو أغنية " حليثا " فاسمح لي ان أؤكد لك ان كاتب هذه الاغنية وهو نبيل كَريش حاليا اعتبره واحد من أفضل كتاب كلمات الأغاني وله مقدرة كبيرة في توظيف الكلمات لخدمة اللحن ، وهو ملحن قدير لا يقلد ويعتمد على التراث ، خاصة تراث القوش. وصف نبيل للمحبوبة مقبول جداً ورائع في هذه الاغنية فقد ذكر انه لا احد غير الحبيب له الحق في الاقتراب من عيون الحبيبة وربط هذا التحذير بصورة غير مباشرة بالحاجبين واصفاً إياهما بالسيفين يحميان العينتين الجميلتين. اما تشبيه الحاجبين بالقوس قزح ،مثلا ً، فهذا غير وارد في جماليات الوصف، ولم اسمع عنه من قبل.
تحياتي ... حنا شمعون/ شيكاغو

527
البوم طلال كَريش الجديد تحفة تاريخية




نزل الى الأسواق الأصدار  الجديد للفنان طلال كَريش ومثل تحفة تاريخية هكذا جاء  عنوانه " تاريخ الحب " والحب عند طلال هو بغداد العاصمة، القوش العزيزة وكَلي تياري ومعركتها التاريخية، اضافة الى الحب الذي يسطره قلم ويكتب لحنه الأسطورة آشور بيث سركيس. اغنية  آشور في هذا الألبوم  " بديوتا من لبي/ مدد من قلبي " من لا يريد ان يسمعها بصوت المبدع طلال كَريش الذي يسيرعلى خطى الأسطورة ولكن بوقع مختلف في تقديم  الأفضل من الأغاني كي لا تضيع هذه الأغاني مع الزمن الماضي بل تبقى تحف أزلية يحفظها لتاريخ للأجيال القادمة.
يحوي الألبوم الجديد على احدى عشرة اغنية شارك في كتابة كلماتها كل من داؤد برخو، نبيل كَريش ، ولسن ليلو، سركَون ايشا، اوسي جو، وأدوني عوديشو بالأضافة الى آشور بيت سركيس، ويأتي هذا التسجيل بعد النجاح الساحق الذي حققه الألبوم الثالث الصادر 2008 ، وكان الأنتظار طويلاً لجمهور طلال حتى اطل علينا الأصدار الرابع مع اطلالة الربيع وعيد الفصح المجيد.‘ بعد ان مرّ بمراحل الأنتاج العسيرة في كل من تورنتو، ديترويت وأستنبول.
ولعل ابرز ما هذا التسجيل هو سماع الفنانين العراقيين اسماعيل الفروَجِي، مهند محسن وحسام الرسام يؤدون مع طلال كَريش اغنية     " بغدد " حيث غنى كل منهم بيتاً من هذه الأغنية بلغة السورث وابلوا بلاءاً حسناً في دقة لفظ الكلمات وألأداء الحسن في اللحن السرياني. وهذه اول تجربة لمثل هذا التعاون للتعريف بمدينة بغداد عاصمة السلام التي تنتظر السلام كما فَصحَت عن ذلك كلمات الأغنية المكتوبة والملحنة من قبل ألفنان نبيل كَريش، وهو شقيق طلال. وليس فقط هذه الأغنية الرائعة هي من كلمات ولحن نبيل بل هناك أخرى وهي بمثابة استمرارية لأغنية " دركَا دخاني / بوابة الخان " من التسجيل السابق ، لكن الشخوص والمهن مختلفة وهكذا ايضاً اللحن الألقوشي كما ان ألأغنية هذه المرة جاءت على لسان ميخا زراكَا احد ابطال القوش من اوائل القرن الفائت.
اسم تردد في كل اغنية من هذا الأبداع هو اسم الفنان الموهوب داني شمعون الذي قام بتؤليف كل اغنية فهو الذي يمزج الموسيقى المعزوفة بآلات مختلفة لتكون الدعامة التي يستند عليه الأداء الخام للمغني فهو في الأغنية بمثابة المخرج في فلم السينما، وطلال، نجم هذا الألبوم في قرارة نفسه هو بلا شك ممتنٍ لهذا المبدع الذي أظهر نجومية طلال كَريش الذي يعزّ كل جمهوره فرداً فرداً ومنهم المرحوم ريجون يوخنا من تورنتو الذي  كان  يستفسر من طلال متى ينجزالألبوم  لكن الأجل وافاه قبل ان يظهر هذا الألبوم، الا ان طلال الشفاف القلب اسمعه اغنية بغداد حينذاك وكما يذكر طلال على الغلاف: اعرف جيداً انها لمست شغاف قلبه ، ما كنت اتصور ان الألبوم سوف ينجز يوماً من الأيام ويستمع اليه هذا المعجب من مسكنه في الملكوت السماوي.
في الحقيقة لي الكثير ان اكتبه عن هذا الألبوم البديع  وفاءاً لروعته ووفاءاً لهذا الفنان الرائع الذي لا يعرف الغرور رغم كل شهرته الواسعة التي يستحقها بجدارة، ولأن هذه مجرد مقدمة تعريفية عن هذا الألبوم فسأكتفِ بهذا القدر مع هدية صغيرة للقراء الأعزاء وهي  " كولاج / تجميع " لبعض من أغاني الألبوم لأني اعرف ان الجميع هم على احر من الجمر لسماع كل أغانيه.، وأعد القراء الأعزاء ان اكتب مفسراً ومعقباً وناقداً على هذا التسجيل الفني في القريب العاجل.  
 http://upload.ankawa.com//files/2/ankawa1/Talal%20Graish%20S.mp3

                                                       حنا شمعون / شيكاغو




   

528
عزيزنا بدران،
تحية لك ولكل المركَايّ  الطيبين  ويشرفني أني اعرف الكثير منهم وقريتي منكَيشي  كان فيها عدة عوائل من ليفو او " خزمايوثا" مع أهل ليفو . مقالتك في حلقتين عن المركَايّ   كانت رائعة  و مفيدة للتعارف على قرأنا الكلداشورية السريانية ، ولي قصيدة مطولة عن هذه القرى التي ذكراها عطرة في مخيلتنا مهما كان ابتعادنا عنها.
الى كل المركَايّ  أهدي البيت الخاص من هذه القصيدة الطويلة والذي  يخصهم :

ليفو ومثواثا دمركَا                   لويشي قينوثا رنكَا
جونقي اخ شوبلي دخقلا       رقاذي مشمهي دخكَا

                                 اخوكم،
                            حنا شمعون / شيكاغو

529
أكيتو شيكاغو هذا العام كان اكثر سخونة وحيوية

خرجت الألاف من ابناء جاليتنا العزيزة في شيكاغو لمشاهدة مسيرة  أعياد نيسان (اكيتو) التي استعرُض فيها مواكب خاصة بالمنظمات القومية والأعمال التجارية في مدينة شيكاغو وتقدم المسيرة موكب الآشوريين في سلك شرطة شيكاغو ثم اعقبه موكب رجال الدين الأفاضل وممثلي الأحزاب والمنظمات القومية. وسارت المسيرة لما يقارب الميلين على شارعWestern  المشهور وذلك في الجزء المسمى على شرف الملك سركَون الثاني.
حين وصول آخر موكب وهويمثل الحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعا ) قبالة منصة المسوؤلين، القى السيد وليم يومارن رئيس اتحاد المنظمات الآشورية " الفدريشن" كلمة هنأ فيها الجمهور لمناسبة السنة البابلية الآشورية الجديدة وشكرهم  لحضورهم ومشاركتهم في هذا المهرجان السنوي الذي اعتادت الجالية الآشورية على اقامته كل سنة منذ عام 1992. كذلك القى نيافة الأسقف بولص بنيامين من كنيسة المشرق الآشورية كلمة مقتضبة هنأ فيها الحاضرين لهذه المناسبة السعيدة.
ومن الملاحظ هذه السنة مشاركة النساء بكثافة وهم يلوحون بالأعلام الآشورية واعلام زوعا، وايضاً ملأت الأناشيد الوطنية من مكبرات الصوت الجو بهجة وحماساً وفخراً في قلوب كل المشاركين في هذا الأحتفال القومي.
كذلك هذه السنة المهرجان كان اكثر حضوراً من افراد المشاهدين والمستعرضين وكان الجو ملائماً نسبياً. وبعد انتهاء الأحتفال رقص بعض المشاركين على انغام " الدولا والزرنة" في البارك المجاور حيث كان بعض من الحاضرين قد ارتدوا الأزياء الأحتفالية الزاهية " جولي دخومالا ".
وكل اكيتو والأمة الآشورية بألف خير.
 



































530
الاستاذ شوكت توسا المحترم
اعرف ان القوش تزخر بالمبدعين وما قلمك الذي يسطر  دوما كلمات الحق  الا احدى هذه الإبداعات التي لنا كل الفخر بها، وهي لغاية صميمها يكمن في شعارك الوطني : "الوطن والشعب من وراء القصد ".
المطبات -- شمالية ام جنوبية ام من صلب أبناء قوميتا الآشورية -- في مسيرتنا القومية لن تحول من ان تنبري الأقلام الشريفة مثل قلمك الشجاع  لنقدها او تعريتها. قلمك الصريح  يمهد الطريق امام السياسين الآشوريين كي يتجردوا عن المنافع الشخصية ويكونوا القدوة وألمثال الصالح ويؤدوا واجبهم القومي والوطني بأمانة وإخلاص، والّا  فاءن العتب مرفوع وليس من  حصانة للمقصرين في  رفع سمعة الآشوريين ، خميرة الوطن النهريني.
امضي قدما يا أستاذ شوكت توسا وأكمل مسيرتك النقدية التثقيفية، فما أحوجنا اليها في هذا الزمن الصعب.

                                                                           حنا شمعون

531
الى عزيزنا سامي ديشو المحترم
تحيتي لك وللأهل في استراليا البعيدة.. وقد فرحتُ جداً بردّك الذي ينم عن اطلاع بالغ في موضوع اللغات وثقافة عالية في شتى المناحي مع أسلوب رائع في الحوار: لا تتفق لكن لا تتهجم .
في الحقيقة مقالتي كما جاء في عنوانها هو إضاءة وهذا يعني اختيارات مهمة مما ورد في المحاضرة ، لكن غايتي الاولى كانت إلحاق الرابط الصوتي-- الذي ليس بالأمر السهل -- من اجل ان يستمع القراء الأعزاء الى المحاضرة ويقفوا بأنفسهم على محتواها، لآني شخصيا مهما التزمت بنقل المحتوى او إلقاء الضوء عليه فلابد من هفوات تحصل ، وهذا امر غير مقبول وقد لا يرضى عليه المحاضر الكريم وفي هذه الحالة، الاستاذ روبين بيث شموئيل والذي تعرفت َ عليه ايام الدراسة الجامعية.
أنا شخصيا لي ملاحظات نقدية حول التسميات التي وردت في المحاضرة التي لا زلت اعتبرها قيمة وغزيرة المعلومات وحين تسنح الفرصة سوف انشرها ولكن بعد الاستماع اليها والإمعان  في محتواها لان الغاية ليست مدح او ذم بل كشف الحقيقة بما يلزمه الضمير  الإنساني والإنصاف التاريخي.
اعرف انك فرحت برؤية اخي شمعون في الصورة وهو الاخر يكن لكم كل المحبة والتقدير. وبمشيئة الرب القدير ان كل أيامك والأسرة الكريمة تكون دوماً أفراح ومسرات.

                                            حنا شمعون / شيكاغو

532
اخي العزيز اشور ايشو المحترم
بكل تأكيد ان اللغوي والأديب روبين بيث شموئيل هو شقيق الفنان الأصيل شليمون بيث شموئيل ، شكرًا لقراءتك مقالتي وآمل انك استمعت الى المحاضرة القيمة جداً للاستفادة من معلومات الاستاذ روبين. سرّني جداً انك رأيت صور أصدقائك في شيكاغو وأهلا وسهلا بك في شيكاغو فهي مازالت مدينتك.

اخي العزيز برديصان المحترم
شكرًا لقراءتك واستماعك الى المحاضرة القيمة جداً وانت ادرى. يشرفني جداً انك انت أيضاً تلميذا وصديق ذلك الرائع ، الاستاذ الجليل والفريد من نوعه . .. أرسلت لك رسالة قصيرة وآمل انها وصلتك وان لم تكن قد وصلت اخبرني بطريقة من الطرق او اطلب أيميلي من الاستاذ أمير المالح ،ان لم يكن معلن عنه في سجلي.
   
                                    تودي،
                                 حنا شمعون

533
أضواء على محاضرة اللغوي روبين بيث شموئيل ، في شيكاغو

محاضرة لغوية قيّمة جداً ألقاها الاستاذ روبين بيث شموئيل وذلك على قاعة " شوتابوتا اومتانيتا اتوريتا" يوم الأحد المصادف 16/3/2014 وضمن فعاليات اللجنة الثقافية التي عودتنا مشكورة على مثل هذه المحاضرات الثقافية التي يحضرها دوماً جمهور النخبة المُحب لتراثه القومي.
 
المحاضرة كانت بعنوان "لغتنا الكتابية الجديدة" التي ابتدئها المحاضرالمحترم بنبذة تاريخية عن لغتنا المحكية المعروفة ذاكراً أنها ثاني اقدم لغة التي مازالت محكية  في العالم بعد اللغة الصينية. ثم قارن بين اللغتين المعروفتين ب " لشانا سوريايا" و " لشانا اتورايا" قائلا أنهما متشابهتان، مترادفتان، متساويتان في الأصالة والدلالة. ثم تطرق بأسهاب الى اللغة المسماة  " سورث " المحكية بين عامة الشعب الآشوري والتي هي معتبرة كما أسلفنا ثاني اقدم لغة محكية في العالم ، هذه اللغة التي نسميها احيانا بلغتنا الحديثة لكن في بعض مفرداتها اقدم من لشانا سوريايا ، اللغة الأدبية والتي هي لغة كتابية نستعملها في الطقس الكنسي وغالبيتنا المطلقة لا نفهمها.
الاستاذ بيت شموئيل  ذكر لابد ان يكون "لشانا سوريا يا"  اعلى شأناً من ال "سورث" لان الأول منذ البدء كان كتابي ومستعمل في الكنيسة وهكذا كان الامر مع لغة القران والتي هي أصلا لغة قريش أخذت أهمية وانتشار اكثر من اللغات واللهجمت المحكية في كافة البلدان العربية. لكن مع بداية القرن السابع عشر بدأ بعض الرواد بكتابة لغة السورث بأبجدية لشانا سوريايا [ اللغة السريانية ، حسب ترجمة كاتب هذا المقال]، واول نص كتابي بلغة السورث وصلنا هو من تأليف مار خنان ايشوع  مطرابوليط شمزدينان وذلك في عام 1591 وذكر المحاضر ان في حوزته نسخة من هذه القصيدة المكتوبة بلغة السورث. ثم توالت الكتابة في اللغة المحكية بما يسمى " دوركثا " اي القصة المحكية وفي هذا الصدد الوثائق تحفظ لنا كتابات هرمز القوشايا ( 1608 ) و اسرائيل القوشايا ( 1611 ) وهما طبعاً من القوش وكذلك يوسب جمال الدين (1662) من بلدة تلكيف.
ولكن الزخم الكتابي بلغة السورث لم يحدث الى حين مجئ المبشرين الغربيين في القرن التاسع عشر حين رأوا ان عامة مسيحيي كنيسة المشرق في اورمي وهكاري لا يدركون كاملاً معنى صلواتهم المكتوبة والمرنمة ب لشانا سوريايا [ اللغة السريانية] وهكذا أنشأوا المدارس التي درست فيها السورث المحكية كما جلبوا المطابع لطبع الكتب ومنذ ذلك الحين اصبحت اللغة المحكية لغة كتابية وحتى يومنا هذا.
الأستاذ بيت شموئيل لخص اللغة الأدبية لشعبنا الآشوري قائلاً انها ظهرت بأربع أصناف وهي تاريخياً هكذا:
- آشوري أكدي والمثال ملحمة كلكامش.
- ارامي بابلي والمثال كتابات أحيقار الحكيم
- سوريايا [ سرياني] والأمثال كثيرة ومنها كتب الطقس الكنسي [ الحوذرا وكزّا وأشعار مار افرام ومارنرساي وغيرها كثيرة ومعروفة/ الكاتب]
- سورث وهذا الذي تطرقنا اليه في هذه المحاضرة.
وفي الختام اتيحت الفرصة  للأسئلة ومنها كان السؤال الأول من قبل رابي هومر آشوريان وفي الجواب تطرق الأستاذ المحاضربأسهاب الى الكثير مما ورد في محاضرته ومنها الخطأ التاريخي في تسمية بلاد ما بين النهرين والحقيقة ان التسمية الأصلية " بيت نهرين" ترجمتها هي البلاد التي هي ضمن الأنهر، حيث ان " نهرين" هي صيغة جمع قِلّة  في السورث وهي "الانهر" شاملة دجلة والفرات والزابين والخابور..الخ، وليس فقط دجلة والفرات واعطى مثلاً قائلاً: أمن المُنصِف ان نتعتبر اورمي واربيل والقوش ليست من من بيت نهرين لأنها ليست بين دجلة والفرات!!!
امتدت اسئلة الجمهور الكريم لتمتد المحاضرة لأكثر من ساعتين وانا لم ارى الضجر بادياً  على مُحيّاه الحاضرين-- حيث كنت اتجول في ارجاء القاعة لألتقاط الصور-- بل ظلوا مشدودين الى النقاش الجاري حول تشعبات هذه المحاضرة التي هي حقاً قيّمة جداً وألأستاذ  رابي روبين بيت شموئيل يستحق الثناء والتقدير في اهتمامه الكبير بلغة الأم وهو حالياً يستعد لمناقشة اطروحته وحسب ظني هي عن القصص المحكية " دوركياثا " في لغة السورث، لنيل الدكتوراه من الجامعة اللبنانية .نتمنى له التوفيق وهو المهندس الكيمياوي الذي  كان يأمن معيشته ورفاهيته من الأشتغال في شركة النفط العراقية، لكنه حين استشعر النقص في الدراسات اللغوية لقوميتنا الآشورية  ترك وظيفته وضحى بخبز معيشته  معتمداً فقط على معونة اخوته وتشجيع الغيارى من ابناء شعبه ،فأنصرف كاملاً  ليبدع في حقل اللغة السريانية. وهو الآن صاحب مؤلفات وتراجم وعضو في الكثير من المجامع اللغوية المحلية والعالمية .
 
الرابط الصوتي للمحاضرة
http://upload.ankawa.com//files/2/ankawa/RobinBSHM.mp3

حنا شمعون / شيكاغو  
 


























534
مرة اخرى يعود علينا السيد موفق نيسكو ليدق بلا وتيرة على صنجه المزعج  وذلك بمقال ثقيل على صفحة غاليتنا عنكاواكوم، وهو الاخر تنقصه النزاهة  والمصداقية كما في السابق.  موفق ينشر مقالات قديمة تعود ربما لحين تأثره ألأول بالمستعرب المستسلم احمد سوسة  وذلك اما لتحقيق غاية في نفس يعقوب كما ذكرنا سابقاً او لشعور بالنقص حاله حال الكلدان المؤيدين له . الآشورية لمعاصرة  اضحت قومية بكل معنى الكلمة لها موطن وشهداء وتراث شعبي ولغة مقدسة وهي يوم بعد يوم تجذب المثقفين من اتباع الكنيسة الشرقية : اثورية، كلدانية، وسريانيه بكلا شقيها. الأسماء بالمئات وحتى الألوف، احسبهم يا موفق في قوائم الشهداء ، في قوائم الحركة الديمقراطية الآشورية وفي عضوية المنظمة الديمقراطية الأثورية . ولي الفخر أني شخصياً من اتباع الكنيسة الكلدانية وفي شبابي شجعني على الآشورية شخصه اسمه يوسف .. وهو من بغديدا ومن اتباع الكنيسة السريانية الكاثوليكية وحينها كنت طالباً جامعيا وكان هو أستاذ جامعي. وحسب ما سمعته عنه انه كان من الأوائل في دراسته.
سيد موفق مقالاتك الاخيرة كلها جاءت لتخدش مشاعرنا و تنتقص من الآشورية  ليس بأدلة بل بتفاهات لا تلقى إذن صاغية الا من أولئك الذين تؤرقهم الآشورية بعظمتها السالفة وإيمان ابنائها المعاصرين . لنقف سوية على عناوين مقالاتك الأخيرة ,واعترف اني لم اقرأها كاملة لأن المحتوى ممل حقاً.  
السوبارتيين سكان أشور قبل الآشوريين:
المقال لم أقراءه ولا ارغب في ذلك ، فأنا اشتري كتبي من جاذبية عناوينها. يا موفق يا من تحسب نفسك مؤرخاً تنوي ان تنال شهادة عالية في هذا المضمار. وحتى ان سلمنا ان السوبارتيين كانوا كانوا سكان أشور فماذا يعني ذلك؟ ارشدني على خارطة واحدة في كل كتب ومتحف العالم الحديث وقد كتب عليها سوبارتو من بدل أشور. لماذا غَلُب اسم أشور على اسم سوبارتو الذي فقط وفقط يا موفق هو موجود في الكتاب الذي سوف تكتبه وربما أيضاً في  المصدر الذي  تعتمد عليه كثيراً وهو من تأليف أستاذك احمد سوسة المشبوه والحاقد الذي يحتاج ردحاً من الزمن لمعرفة سرّه.
هل النساطرة ( الآشوريين ) هم الأسباط العشرة الضائعة من اسرائيل:
تناولنا الموضوع بإسهاب فقط أضيف أن تبعث بهذه المعلومات لحكومة اسرائيل وانتظر حتى تلقي إذن صاغية لان ارض الميعاد هي بانتظار عودة أبناءها  جميعاً ومنهم ال85 بالمائة الذين ما زالوا مفقودين ولا ادري ان كانت اسرائيل ستوافق على هؤلاء الغير المختونين لمدة ثلاث الفيات.
كيف سمى الإنكليز السريان الشرقيين  ( النساطرة ) بالآشوريين:
عنوان يحتاج الى تفكير عميق لاستيعابه، وربما تقصد هنا: لماذا اطلق الإنكليز التسمية الآشورية على السريان الشرقيين ( النساطرة ) ؟ او ربما تقصد: ماهي الظروف التي جعلت الإنكليز يطلقون التسمية الآشورية على السريان الشرقيين ( النساطرة)؟ بكل الأحوال أراك دائماً تفضل العسر على اليسر يا سيد موفق.  نعم الأنكليز والفرنسيين  والغرب المسيحي اكتشفوا قومية ألآشوريين المعاصرين وهل لك ان تجاري الأنكليز انت وأحمد سوسة والعالم الأسلامي في الخدمة الجليلة التي قدموها للبشرية في هذا المضمار. أسالك  يا مؤرخ التحيز هل كانت ثمة مشاعر قومية قبل القرن التاسع عشر ، الم يكن الدين هو الطاغي في الشرق وفي اوربا؟ فلماذا تستكثرون على الآشوريين فقط ان مشاعرهم القومية تأججت في ذلك الحين.؟ حقاً وقفت ولا زلت يا موفق اقف حائرأ على تفضيل تسمية عيسى رسام من بدل كريستيان رسام وهو الأسم الذي عرف به لاحقاً وهكذا العالم اجمع يعرفه!! حتى التنويه رفضت ان تأتي به حتى طلب منك أحد القراء الأعزاء.
لكن غلطة الشاطر عندك هذا الذي تضعه مابين القوسين فان كان السريان الشرقيين هم نساطرة في مقالتك هذه وفي اخرى سابقة  النساطرة هم آشوريين فهذا يعني ان السريان الشرقيين هم آشوريين بالاستعاضة، وهذا يطابق المفهوم العام من ان السريان الشرقيين هم حقاً آشوريين . أنا أقول ان السريان الشرقيين هم الاثوريون والكلدان وان كان لك اعتراض فأرفعه لي وان كُنتَ موافق يا موفق فأحذرك من عتاب بالغ سوف يأتيك من أصدقائك الكلدان.
غلطك الثانية  يا سيد موفق هي الأزدواجية في كتاباتك فمرة تقول ان الإنكليز اعتبروا النساطرة يهود وثانية اعتبروهم آشوريين . لم تقل لنا اي من "الاعتبارية "هي الأصح  عندك ولماذا لا تفند مزاعم الإنكليز وانت المؤرخ البارع . حقاً صعب  عليّ ان أجادلك يا تلميذ احمد سوسة  فمواضيعك مثل مواضيعه مليئة بالزوان  زرعتموه في الحقل الآشوري مع الحنطة الذهبية  وحقا قال له المجد صعب ان تفرز الحنطة من الزؤان قبل الحصاد ولذا تصدى لك الحصاد الماهرون امثال ايسارا و وهاني مانوئيل وسامي هاويل، الذين لا اتوقع ان ترد عليهم لأن ليس لك الحجة لمجادلتهم.
                                                                                          حنا شمعون

535
الأخ العزيز موفق نيسكو المحترم
أشكرك على أسلوبك الحلو في الرد على تساؤلاتي والتي اعترف في ثناياها كان بعض الأسلوب الخشن وتغاضيتَ عنه بروح رياضية مسيحية. أؤكد هنا انه ليست غايتي الإساءة إطلاقا لكن احياناً مثل هذا الأسلوب يأتي كرد فعل من القاريء لمضمون المقال الغير النزيه، خصوصاً ان كان القاريء مثلي عاطفياً كما حدستَ في ردك. أنا افتخر بالعاطفة التي في ثنايايّ ، لانها طبيعية  وجزء ثمين من خاصيتي. العاطفة  هي التي تشدني الى عائلتي وقوميتي  وموطني الأصلي.لسنا كلنا سواسية في هذا المضمار لكني أنا هكذا ولن أخون مشاعري لأجل ان يقال عني واقعي. بالمناسبة فان الشطر الثاني من شعارك، الحقيقة ضُرّة العاطفة لم أفهما فهل لك ان تشرحها لي، علما أني اعرف يقينا معنى الضُرّة، وشكراً سلفاً.
أنا لن أجادلك اكثر من هذا الرد فهو الأخير وأود ان تعلم أني بعد قراءة كل مقالك أصبحت اكثر قناعة انه لا يستحق عناء قرأته . انت لم تقنعني باي من ردودك ، فقط المعلومة ان عدد الأسرى جاء من حوليات الملوك الآشوريين وليس من العهد القديم وهذا في الحقيقة كان معلوما عندي لان سبق وان جادلت من يدافعون عن الكلدانية الحديثة في ان هؤلاء الملوك بالغوا في تعداد أسراهم.
الامر الثاني يا اخي موفق هو ان عنوان مقالك جاء عليلاً  فعندما تكتب عن أصل النساطرة فإنك بهذا تشمل المدّعين بالكلدانية  والاثوريين لان كلتا الطائفتين كانتا نسطوريتان قبل ما يقرب 150 سنة. كان عليك، واسمح لي إرشادي هذا، ان يكون العنوان: هل آشوريو هكاري هم .. بدلاً من هل النساطرة ( الآشوريون) هم.. وحين ذاك لم تكن توقع شخصك في غلط تاريخي.
قرءاتُ هذه المرة الخاتمة كلها من مقالك وللأسف لا تبدو لي خاتمة بل اكثر إمعان في تعداد ادلة يصعب تصديقها لانها ساذجة، مضحكة وخالية من المصداقية: قال فلان و روى علان مع فرحتك وقناعتك كأنك تردد مع أرخميدس: وجدتها وجدتها..
في تطابق اسماء النساطرة مع اسماء اليهود ومدى شعبية هذه الأسماء لدى النساطرة  ( طبعا الذين تكلدنوا او ظلوا على نسطوريتهم ) ، تذكرها في عدة نقاط وكأنها البرهان القاطع. صدقني لو كنت قد تعرفت على والدتي المرحومة لذكرتها في خاتمة مقالك كرقم  عشرة في إثبات يهودية النساطرة : كم كانت المرحومة تحب أباها ابراهيم  وبقية الرجالات  اليهود والنسوة اليهوديات أمثال اسحق ويعقوب وسرا و ليّا. لكن لماذا نذهب بعيدا فاني أدعوك ان تتطلع على مراسيم البراخ الكلداني او النسطوري وسوف ترن على مسمعك بلا شك ، اسماء النسوة اليهوديات فهل هذا يعني ان الكلدان هم أيضاً من الأسباط العشرة الضائعة. او اسمع قراءة " القريانا"وهي قبل قراءة الرسالة في القداس الكلداني او النسطوري ليوم الأحد، فهي الاخرى سوف تكون نقطة ساذجة كتلك التي ذكرت فيها ان سورما خانم شبهت أخيها الشهيد البطريرك بنيامين بموسى النبي وأخيها داؤد بهارون اخو موسى وبذا يجب ان لا نحسب الآشوريين آشوريين بل اسرائليين !!!!!! أهذه هي الحقيقة التي ولدت من بحثك؟ يقال تمخض الجبل وولد فاءراً وللأسف فان بحثك هذا لم يولد غيرالشماتة من لدن أعداء الآشورية ولكنها لن تدوم لان الآشورية  صخرة ستبقى صامدة في متاحف العالم وقلوب المؤمنين بها.

              تودي، مع تمنياتي لك بالتوفيق في مجال غير هذا،
                                    حنا شمعون

536
في ظني ان كتابات  السيد موفق نيسكو لا تستحق القراءة لانها غير واقعية إطلاقا واتعجب ان ان غاليتنا عنكاوا كوم تتيح مجالا لهكذا "باحث عن شهرة " في نشر خزعبلاته في حقل بارز ويثير البلبلة بسبب  نظرته السلبية على طائفة معينة، وخاصة ان معظم مؤيديه هم من العروبيين  او من الضائعين الذين بوصلتهم هي باتجاه "عدو عدوي صديقي".
عنوان هذه الخزعبلات هي كافية لإثبات تفاهتها، ضياع عشرة أسباط من مجموع اثنا عشر ليس بضياع يا موفق  بل تحول تاريخي . كلمة الضياع استعمالها ليس هكذا بل كما استعمله المسيح له المجد اذا أعطانا مثله خروف من أصل مائه، او فلس امرأة من أصل مال هو مئات المرات اكثر من الفلس الضائع.
قليل من المنطق وانت تطلق ارقامك وحتى لو كانت مستقاة من العهد القديم. خلال اقل من مائة عام وحسب مقالك الاول جلب الآشوريون ما يقارب النصف مليون من الإسرائيليين الى ما يسمى اليوم العراق، هذا عدا السبئ المشهور وهو السبي البابلي في زمن نبوخذنصر . لمعلوماتك يا سيد موفق ويمكنك ان تستعين بالرفيق كوكل . العراق، عام 1867 بعربه وإكراده ويهوده ونسطوريوه ( آشوريين حسب تعبيرك ) كان فقط مليون وربع نسمة. السؤال وأريدك ان ان تستعين بمعلوماتك في الحساب والمنطق حيث ان زيادة السكان هي دوما طردية مع الزمن ، السؤال كم يجب ان يكون نفوس العراق بعد ما يقارب من العشرين قرنا من قدوم اكثر نصف مليون يهودي الى العراق!!!!! منطق ، منطق، منطق يا سيد موفق الغير الموفق في البحث الأكاديمي إطلاقاً.
على رائ السيد موفق فان اسرائيل  كان يجب ان تؤسس في هكاري وليس في فلسطين  حيث استقرت الأغلبية الساحقة لمدة 2800 سنة في شمال العراق.
الظاهر ان السيد موفق يعير جل اهتمامه للعهد القديم فجاء منه بكل  جملة تخدم غايته المعروفة سبقاً ، والجميع يعرف ان ألجزء التاريخي من العهد القديم قد كتبه اليهود بعد السبيء البابلي حسب رؤيتهم او مصلحتهم وهنا أذكّر المختلفين معي الى تصرفات النبي يونان حين جاء برسالته الى أهل نينوى. السيد موفق لا يدرك ان العهد الجديد هو الدستور ً" الروحي" لكافة المسيحيين وفيه المحبة هي العنوان فأين هي محبة السيد موفق للنساطرة الذين وصلت المسيحية في عهدتم الى الهند وأسوار الصين.
اسأل السيد موفق لماذا رجع غالبية المسبيين في بابل الى وطنهم بعد سقوط الدولة الكلدانية بينما ظل المسبيين في هكاري بلد الأسر، وان  احتفظوا بأسماءهم الإسرائيلية حبا بإسرائيليتهم فلماذا قبلوا بالمسيحية وصار الاسم " عبد ايشوع" من أشهر تسمياتهم!!
يبدو ان السيد موفق له مشكلة مع الآشورية ولهذا في تهجمه هذا يعادل بين النساطرة والاشوريين كما ورد بين قوسين بعد ورود كلمة النساطرة ، وهذا بحد ذاته هو تناقض وقع فيه أكاديمي وهمي. وانا متاءكد ان السيد موفق يعرف جيدا ان كنيسة السريان الشرقيين ( وهذا هو تعبيره، وهو صائب فيه ) تشمل الكلدان والنساطرة فلماذا التغاضي في هذا التقريع عن الكلدان بينما جلّ  تفاهته يلقيها على النساطرة  ( الآشوريين ). لانه كما قلت ان مشكلته هي مع الآشورية مثلما هي مع النسطورية والسبب هو غاية في نفس يعقوب.
نقطة اخيرة من مقال ضجرت من أتمامه فهو يستشهد ب أقاويل أناس بسطاء او كتاب الانترنت ليثبت بحثه الأكاديمي وانا أقول له كل ما تحتاج في البحث الأكاديمي هو المنطق والنزاهة ثم المصادر الموثوقة.
مع تمنياتي ان تبدل أسلوبك المشحون بالسلبية تجاه الآشورية فهي شئت ام ابيت ان لم تكن أصولك منها فهي أصل الكثيرين من قرائِك.
                                        تودي،
                                    حنا شمعون

537
شكراً استاذ بدران امرايا على هذا السرد الجميل لقصة هذا الرجل ذي القامة الأدبية السامقة، مصلين الى الرب ومتذرعين له ان يحفظ المرحوم اسخريا بولس خوشابا في ملكوته السماوية و حقاً ان ذكراه  سوف تظل تذكر  بحب و وقار عبر انتاجه الأدبي الزاخر .
الحياة الأرضية ليست منصفة ولكن الأنصاف بالتأكيد يأتي فيما بعد الحياة الأرضية، فالذكرى الطيبة ونعيم الفردوس السماوي يجب ان يكون كل يتمناه الأنسان ، وفي غالب الأحيان هذه الأمنيات لا تتحقق الا بتحمل شقاء الحياة الأرضية القصيرة دوماً نسبة الى الخلود.
                                                            حنا شمعون / شيكاغو

538
عزيزي سامي هاويل المحترم
انه من المؤسف والمثير للاستغراب ان هؤلاء.. ليس فقط ينطبق عليهم مثل يونان النبي بل مثل من هو اعظم من يونان بما لا يحصى من المرات. هؤلاء يعاينون الآثار الآشورية في عقر دارهم وقراهم ولو استخرجت كل الآثار الآشورية  في سهل نينوى لكان عددها أكثر من عدد نفوس تلك القرى. وحتى صدام  حسين رغم كل عصبيته القومية العربية كان أكثر انصافاً وتفهماً منهم فأطلق اسم نينوى الآشورية على ولاية الموصل العربية..
هؤلاء لا يفيد الكلام والأثباتات معهم، فغايتهم مدفونة في قلوبهم وقلوبهم للأسف بسبب الطائفية المقيتة لا ترتاح الى " الآثوريين النساطرة"  البعيدون عن دشتا دنينوي لكن كانوا الأوائل في الأعتراف والأقرار بالهوية الآشورية.
هؤلاء هم مثل اولئك اليهود الذين كان الرب يسوع واحداً منهم وعاش بينهم وصنع الأعاجيب امامهم ولكن قلوبهم الغليظة منعتهم من الاعتراف به، فجاء رد فعله قاسياً عليهم وجاء بمثل النينويين الغرباء الذين آمنوا  بقول يونان الذي هو لا شيء بالنسبة الى الرب يسوع ، له المجد لكن اهله من اليهود نكروه وخذلوه..
شكراً للأستاذ ايشو شليمون وكل من دافعوا  باستماته عن الحقيقة الواقعية والواضحة وضوح الشمس من ان الآشورية هي حقاً قومية كل من  يعرفون انفسهم " سورايي".
                                                                                   حنا شمعون

539
سومر لاوندو تطلق البومها الثالث



اطلقت الفنانة سومر لاوندو من مدينة شيكاغو الأمريكية البومها الغنائي الثالث بعنوان "دندن قاديّ دندن" ويحوي على ثمان اغان جميلة، منها العاطفية الرومانسية ومنها الفولكلورية الراقصة المستمدة من تراث هكاري وتياري.
 الصوت الشجي سمة وهبة من الرب اتصفت بها سومر كبقية العائلة حيث ان اختها الكبيرة ليدا لاوندو فنانة معروفة ومبدعة وهكذا هو اخوها شابي لاوندو الغني عن التعريف، وهكذا ايضا في اعلى سلسلة القرابة  تقف ابنة العم واميرة الغناء السرياني جوليانا جندو، وهم جميعاً لأآلي تيارية تلمع كالنجوم في سماء الأغنية السريانية بلهجتيها الشرقية والغربية .
اسماء معروفة من كتاب الكلمات وملحنين بارعين ومشهورين في التوليف الموسيقي، كلهم ساهموا في رفع المسوى الفني لهذا الألبوم الممتاز. وهذه الأسماء هي: المرحوم بن ( بنيامين) ملكو، يونان هومه، فهد اسحاق، جوزيف عتو و جورج دنخا، ليدا لاوندو، جان دشتو، يونان آدم، ثائر فريد، شادي ادور موسى، وليم شليمون، وشاهين كريكوريان.
سومر كتبت على غلاف الألبوم تشكراهلها والأصدقاء والصديقات لتشجيعهم لها في انتاج هذا الألبوم الغنائي وقد اهدته الى روح زوج اختها، الشاعر المرحوم بن ملكو الذي كان مشجعاً  وسنداً قوياً لها . كما شكرت مجموعة "الكورس" التي غنت الردات معها وأبدعت في الأداء.
في الحقيقة كان قراراً صعباً ان اختار اغنيتين فقط من هذا الألبوم الرائع لأن كل اغانيه جيدة وتستحق الأختيار ولذا ادعو القاريء الكريم ان يستمع الى هاتين الأغنيتين التي كان اختيارهما من غيرتفضيل،  حسب الرابطين الآتيين: 

http://www.ankawa.org/vshare/view/4644/somer-lawndo/

http://www.ankawa.org/vshare/view/4645/sumerkhobokh-lynashian/

مع تمنياتي للمطربة سومر لاوندو لمزيد من الأبداع،
                          حنا شمعون / شيكاغو                   




540

هل من فخر اكثر من الانتماء الآشوري حتى ان رب الأرباب  ، في العهد القديم ، أختار جبروتهم عصاة له لتاديب المارقين على طاعته ، وهل من نعمة اكثر من الانتماء المسيحي ، كي نكون دعاة المحبة والسلام في العهد الجديد.
افرحوا وتهللوا يا شعب السورايي ( المسيحيين الآشوريين ) فانتم اصحاب الفخر والنعمة لانكم ورثة الآشوريين بكل الشواهد. يكفيكم ان اسلافكم  تابوا بمناداة عدوهم يونان، اما ابناء الشعب المختار فقد عاينوا الرب  يسوع، وكان من نسلهم، ولكن غلاظة قلبهم حالت دون الايمان به.
شكراً للآب الفاضل دانييل شمعون على هذا المقال الرائع.
                                               حنا شمعون/ شيكاغو

541
نهنيء ونبارك الاستاذ وليم وردا لمناسبة حصوله على شهادة الماجستير بدرجة امتياز في العلوم السياسية، وعقبال  الدكتوراه بمشيئة الرب  القدير ، ومن غير شك فاءن هذا الإنجاز الرائع  هو تتويج لمثابرة هذه الشخصية القومية والوطنية . كلنا امل ان  يسخر شهادته المستحقة  مع مؤازرة قرينته باسكال  وردا ، التي لا يغيب اسمها عن اي  مشروع  خيري وانساني ،لاحقاق الحقوق القومية المشروعة لأمة السورايي في الوطن الغالي.
                                                                        حنا شمعون/ شيكاغو 

542
كل الشكر والتقدير للاستاذ كمال يلدو لتعريفنا بالقابليات المسيحية  ( السورايي ) التي للأسف  ضاقت  لاحتوءاها ارض العراق في زمن  العفن لتصبح هذه القابليات جواهر يحتضنها ويرعاها الغرب ، جواهر تتلاءلاء في عالم الاختراعات  العلمية والتقنية . المهندس موفق داؤد هو  حقاً ابن الرافدين التي حضارتها القديمة اخترعت العجلة قبل حوالي ثلاثة الف سنة ، انه اليوم الوريث الحقيقي لتلك الحضارة التي ورثها النجباء من امثال موفق وها هو يكمل سلسلة الاختراعات لتحمل كل  عجلة مصنوعة في شركة GM بصمات هذا المفخرة المجبولة من تربة ارض الرافدين.
نتمنى  ل" مهندس زميل" موفق داؤد العيش ألرغيد المُستحق في تقاعده القريب ويقضي اسعد الأوقات مع عائلته وأحفاده الذين نرى الصورة تعكس جمالهم والألق  ينبعث من عيونهم، الرب يحفظهم ويرعاهم  لتظهر ثمارهم أيضاً في  المستقبل.
                                      حنا شمعون / شيكاغو  

543
أستاذنا الكبير بهنام  سليم حبابة الجزيل الاحترام،
اطلالتك علينا في غاليتنا عنكاوا كوم  إطلالة بهية نتمنى ان تستمر دوماً ونستفاد من ذكرياتك التي هي شيء من التاريخ الذي كان قبل ولادتنا او حين كنا أطفال  صغار نحن معشر التواقين الى تاريخ قُرانا وبلداتنا. الرب يطيل من عمرك ويقوي ذاكرتك لتكتب المزيد. وانا شخصيا ارجوك ان تكتب عن مرتع صباي وقريتي العزيزة منكَيش التي تشرفتْ واحتضنتْ شخصكم الكريم في اوائل الخمسينات من القرن الماضي وحينها كتبتَ مقال عنها في مجلة النجم، ولا زلت أنا ومحبي قريتي ننهل منها  المعلومات التي كانت خافية علينا.
الموصل  تبقى  مدينة المحسنين المسيحيين  وكان  اهلها  يعولون  ميتماً للأطفال المسيحيين  القادمين من قرأنا الشمالية  وهذا امر يجب ان يذكر دوماً لصالح  اهلها  الطيبين ، وهي عزيزة علينا دوماً  رغم سلبيات طباع بعض اهلها كما أورد الاخ وليد اعلاه . نعرف اكيداً ان هذه المدينة العريقة انجبت  فطاحلة في  السياسة والتاريخ والطب والهندسة والادب والفن .. الخ وهي جزء من تاريخنا بحلوه  ومرّه ومقالتك هذه جميلة ورائعة  وثمينة جداً، ونشكرك  جزيلاً عليها ونحن بانتظار البقية  على احر من الجمر.
                         حنا شمعون / شيكاغو

544
تحية حب وتقدير للاستاذ سلام  رومايا الاعلامي العراقي المهجري لجهوده المثابرة  لربط المهجر  بالوطن الغالي. استاذ سلام تعاملت معه لعدة سنين وكان  خير انسان  مثقف وقدير يحترم  المقابل  ويدرك مؤهلاته مثمناً إياها بالطريقة المثلى.
استاذ كمال لقد وصفت في اخر الكلام الاستاذ سلام رومايا كما اعرفه وليت لي المقدرة اللغوية لكتابة المزيد لما يستحقه هذا المثابر الفريد من نوعه ، وكل ما استطيع حالياً ان أضيف هو ان يحفظه الرب لنا وان يحقق طموحاته الاعلامية والفنية.

                           حنا شمعون / شيكاغو 

545
اخي الاستاذ نبيل،
وان غاب البدر ليوم او يومين واكثر لكن يظل القمر قمر، وهكذا ايضاً عزيزنا سعيد وان غاب عنا لكن يظل الانسان الذي لن يطاله النسيان فهو المثال الذي يقتدى به فقد عاش حياته ينتقل من نجاح اى نجاح ، مستغلاً هذه النجاحات ليس لمصلحته فقط بل ايضاً لمصلحة شعبه الذي كان همه على الدوام.
البدر والإنسان وجهان لعملة واحدة زائلة ، وهكذا أيضاً القمر والإنسان المثال وجهان لعملة واحدة أزلية  .
والسلام الى روح عزيزنا سعيد يوسف سيبو ابن القوش البار.
                                                          حنا

546
شكرا للاستاذ منذر حبيب كله متمنين لالقوش واهلها ربيعا مخضرا وحصادا وفيرا
عيد ميلاد مجيد وسنة جديدة مباركة للجميع

547
عزيزنا سامي،
قراتُ ردك المزدان بالنور والمعرفة الدينية والدنيوية. الرب يحفظك ذخراً لكنيسته المقدسة، اعرفك قريباً عائلياً، ولي كل الفخر في ذلك، وأعرفك شماساً ضليعاً وبصوت شجي وأعرفك ايضاً مهندساً تعبت لنيل شهادتك من العراق. وفي استراليا، نصيبك من الشتات، اعرف انك ناجح في اعمالك. هذا كله من التنشئة التي تلقيتها في بيت المرحوم خالي يعقوب والمعهد الكهنوتي الذي انت بحق انعكاس  لدوره في الحياة الاجتماعية  لمسيحيي العراق . هنا اود ان يعرف القراء الأعزاء ان الكثلكة ودور الفاتيكان في كنيستنا هو بلا شك ايجابي والف ايجابي وانت يا عزيزي سامي بأصغر رتبه  مثال حي على ذلك، فما بالك بالمئات من الكهنة والمطارين والبطاركة المتبحرين بالعلوم الدينية والتاريخية الذين هم نتاج الفاتيكان في العراق وهم يخدمون الكنيسة الكلدانية ويقودونها باحلك الظروف وباخلاص متفاني الى بر الأمان .
عزيزي سامي تمنياتي لك والعائلة والجالية المنكَيشية في استراليا بعيد ميلاد مجيد وعام جديد ومبارك، وليحل سلام الطفل يسوع على العالم اجمع.
                              محبكم : حنا شمعون / شيكاغو 

548
الأعزاء عبد الأحد قلو  و  وردا اسحاق  أشكركما لوقفتكم على موضوع يخص الميلاد والسلام  متمنياً لكما ولعوائلكما عيد ميلاد مجيد . شكراً للملاحظات القيمة التي وردت في تعقيبكما.،  الميلاد هو  وقت التمنيات، وتمياتي للسنة القادمة ان يحل السلام في سوريا وينهزم الإرهابيون  في كل مكان.
                      محبكم، حنا شمعون/ شيكاغو 

549
شكرا جزيلا للأب الفاضل دانييل شمعون لمجهوده الكبير في ايضاح قضايا كانت خافية على الكثير من ابناء كنيسة المشرق . في الحقيقة ان ثمة كنز لا  يمكن وصف عظمته في طقس كنيسة المشرق وفي ظني يفوق كنيسة روما  في الثراء الروحي وهي بحق جاثليقية اي كاثوليكية تصلح لأن تكون لكل الأمم ولكن للأسف الشديد في القرون الأخيرة  تحولت هذه الكنيسة الى كنائس قومية وهذا ما لا يتفق مع طلب المسيح حين قال لتلاميذه اذهبوا وبشروا كل الأمم.
شكر خاص وفخر لي ان يكون ابن قريتي وقريبي الشماس  سامي ديشو خنجرو بهذا الألمام والمعرفة بتاريخ الكنيسة الشرقية ويصحح للمرة الثانية هفوات لا بد منها لأي كاتب ان يقع بها .
شكر لجميع اصحاب الرود لأن ردودهم تظهر مدى تعلقهم بتراث كنيستنا المشرقية الموقرة.

                   حنا شمعون / شيكاغو

550
المنبر الحر / الميلاد والسلام
« في: 18:38 13/12/2013  »
الميلاد والسلام

جاء في الإنجيل المقدس في حين ميلاد المسيح ان جوقة من الملائكة ظهرت فوق المغارة التي ولد فيها الطفل "عمانوئيل" مُسبِحة بالعبارة : "المجد لله في الأعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة" لوقا 2-14 . هذه العبارة اصبحت فيما بعد شعار يرفع فوق أية مغارة تقام لهذه المناسبة التي تهز بالمسرة أركان العالم اجمع. لكن السؤال يبقى هل حقاً ان ميلاد المسيح كان بداية انطلاقة السلام بين شعوب العالم والجواب لن انتظره من القاري الكريم بل سأجيب من عندي. ان هذا لم يكن الواقع وربما ان ارض الواقع  بعد الميلاد كانت اكثر قابلة للحروب والنزاعات. فاين نحن من السلام الموعود من قبل الملائكة وها قد مر اكثرمن ألفين من السنين والسلام لم يتحقق ولو لزمن قصير .

المسيحية ليست كبقية الأديان ففي ثناياها يكمن سر الخليقة وسر العلاقة بين الخالق والمخلوق.، والسلام الموما اليه في ترنيمة الملائكة ليس السلام الارضي الذي نصبوا اليه وطالما تمنيناه ، انه سلام ازلي وهو اعظم من السلام الارضي فهو سلام ومصالحة بين الخالق ( الرب القدوس اسمه ) وبين المخلوق  ( الانسان من ذرية ادم ) اثر خطيئة ادم المعروفة في الأديان السماوية. تصوروا ان احد الأبناء تمرد على ابيه الذي يعيله كما جاء في مثال الابن الضال-- لربنا يسوع المسيح -- وحين انقطعت السبل بالابن العاق هذا وبدل من ان يموت جوعاً رجع الى ابيه، وابوه عفا عنه وصالحه بأعظم ضحية  وهي العْجِل المُسمَن، لوقا 11:15- 32 . اي غفر له وصالحه وحل السلام بينهما، وخير من ان يكون الابن في عداد الموتى اعطاه ابوه فرصة ثانية للحياة. هذا هو نوع السلام الذي رددته الملائكة في مولد المسيح.

ان ولادة المسيح التي تمر ذكراها في مثل هذه الايام هو المصالحة العظيمة التي تحققت ومعها جاءت العبرة والمثال الصالح  في ان نقتدي كبشر بالإله الذي سامحنا كي نتعلم نحن ايضاً ان نسامح إخوتنا وفي ذلك نخطوا خطوة نحو السلام الأرضي الذي نصبوا اليه. المسيحيون في الصلاة الربانية يتلون قائلين: "اغفر لنا كما نحن ايضاً نغفر لمن اخطأ إلينا". اي علينا ان نتعلم من مثال  الخالق ان نسامح من اخطأ إلينا وحين يأتي التطبيق لهذه الصلاة يأتي السلام منطلقاً من القلب الخاشع ، ينشر لمحبة ، محبة القريب، محبة مختلف الأجناس ومحبة من أخطأ إلينا وفي القمة ،  ومن غير عجب، محبة أعدائنا.
هذه هي المحبة حاضنة السلام في المجتمع والتي اِن طبقناها كاملة في حياتنا اليومية فإننا نحول مجتمعاتنا الى مجتمعات مثالية تنعدم فيها الفوارق الطبقية والمادية  والكل يصبح سواسية فلا يكون من بيننا من يسرق او يتحايل، او يقتل ولكن المثالية حالها حال المطلق لا يمكن تحقيقهما في شاكلة الحياة التي نعيشها.  لندع المثالية  والمطلق جانباً ونتقيد بالمحبة بقدرالمستطاع في افعالنا ومن اعماق القلب لانه ومن دونها تسوء الامور اكثر ويفسد المجتمع أكثر. حين تغيب المحبة كمبدأ في مجتمعاتنا المعاصرة ، حين لا نفهم الدين كعلاقة بين الخالق والمخلوق حينذاك نستسلم للأبليس الذي هو رمز الشر ليقودنا للحقد والكراهية وهذ يتجلى في ما يقترفه الارهابيون في ايامنا هذه في كل من العراق وسوريا بشكل خاص وفي مختلف انحاء العالم بشكل عام.

ماذا عن الثورات والحروب التي هي الاخرى تعتبر من سنن الحياة شئنا ام أبينا والتي لم تفارق البشر منذ بداء الخليقة ولحد اليوم . ما اتعس العيش في خضم ويلاتها التي منها القتل، التشرد وهجرة الأوطان. بهذا الصدد ماذا اقول عن أطفال سوريا الأبرياء وقد شردتهم الحرب الضروس لما يقارب الثلاث سنوات، خائفون جائعون يعيشون بلا مأوى  في هذا الشتاء القارس.  هذا ان لم تُغتال براءتهم امام أعين ذويهم.
الحرب هي نقيض السلام فأين هو موقف المسيح والمسيحية من السلام؟ الطفل الذي نعيش ذكرى ميلاده هذه الايام ، ويسعدنا ان نحتفي به،  حين كبُرَ لم يحمل يوماً من الأيام سيفاً ولا سلاحاً بل منع خليفته ، بطرس، من استعمال السيف وحتى انه لم يقاوم الذين امسكوه ليُحاكم ومن ثم يُصلب، بل انه اسلم شخصه الى الذين ظمروا الشر له. هل من تطبيق للسلام أكثر من هذا؟
ضمن وصاياه لنا -- في موعظة الجبل -- وصية يستحق الكتاب الذي وردت فيه جائزة نوبل للسلام، في مرة من المرات على الأقل . هذه الوصية هي : "طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدّعون" متى 5-9 . ابدع ما في هذه الوصية انها تحث المسوؤلين واصحاب القرار من اي جنسية وأي دين وفي اي زمان ومكان الى صنع السلام. انها تكافئ صانعي السلام بأعلى وسام سماوي يفوق جائزة نوبل بما لا يحصى من مرات لان الله سرمدي ومكافأته سرمدية. هذا هو وعد المسيح لكل من يطفي سعير الحروب، لكل من يعمل الى تهدئة الصراعات قبل ان تستفحل، ولكل من ينزع فتيل المشاحنات .. الى صانعي السلام، فطوبى لهم.
طفل المغارة " عمانوئيل " الذي ولد في مثل هذه الأيام والذي سجد له الرعاة وملوك فارس ( المجوس ) والذي جاء ببشرى السلام السماوي ومن ثَم اوصانا بصُنع السلام الأرضي، يستحق منا ايضاً السجود والشكر والأهتداء به ، وتلكم خير هدية نقدمها له لمناسبة ميلاده. 

للمزيد عن كتابتي السابقة عن الميلاد، الرجاء الأستعانة بالروابط الآتية:

                                                                                  حنا شمعون / شيكاغو



551
نعم ابهرنا واذهلنا وابكانا  ايضاً ابن الفقيد  باسم  ، الشاب اليافع سان باسم دخوكا حين ألقى كلمته المؤثرة من على منبر المذبح المقدس  وبلغة  السورث / لهجة عنكاوا والإنكليزية ايضاً. قال كلاماً لا يقدر عليه الا الذين  سبروا الحياة وغرفوا من ينبوع صاف  كالذي كان نبعه في عنكاوا بلدة الثقافة والمدنية المعاصرة. قال: "انه لا يعرف عن ابيه اكثر مما يعرفونه الذين التقاهم لانه كان صريحاً مع عائلته ومع الاخرين". بصراحة، لا مفر منها ، أني شخصيا شعرت ان كلام الابن هو الواقع والمفخرة للآب الذي ترك ذكرى طيبة وارث لا يزول ، خاصة في الكتاب الادبي الذي الفه: الحب في الزمن الصعب. ولكن للأسف كان ذلك البداية لسجل حافل من المؤلفات القيمة، لكن يد المنون اختطتفه وهو في بداية مشواره الادبي.
نطلب ونصلي ونتذرع ان يمنحه الرب الرحمة الابدية في ملكوت السماء .

                             حنا شمعون / شيكاغو 

552
يا رب ، اغمر صديقنا وعزيزنا سعيد سيبو بالراحة الابدية في ملكوتك السماوي مع الأبرار والقديسين، لقد كان مثال الانسان الصالح الذي احب قريبه وضحى من وقته وماله لبني قومه ، وقد وهب فلذة كبده " انكيدو" ليكون خادم مذبحك في زمن قلة الخدامين. 

                                   حنا شمعون / شيكاغو 

553
مشكور هو  جهد اتحاد سورايا القومي على التاءبين المعبر الذي اقامه للفقيد الشاعر والناشط القومي المهندس سعيد سيبو. الفقيد كان مثال الانسان القومي الصادق وستظل ذكراه مشعل يهدي الكثيرين  للسير على خطاه من اجل نيل أمة السورايي حقوقهم القومية على ارضهم التاريخية ، ارض الآباء والأجداد الأفذاذ .

                                                                                         حنا شمعون/ شيكاغو 

554
الف شكر لحضرة الاستاذ نبيل دمان وهو رغم وقته الضيق يجد الوقت ليكتب ويوثق تاريخ  القوش والسورايي مع الصور ومعتمداً على ذاكرته والمصادر الموثوقة. سواء كانت أشخاص عاصروا الاحداث او كتب  نادرة.
عاشت ايدك استاذ نبيل  على كل كتاباتك ونحن على احر من الجمر للاطلاع على مؤلفك القادم : القوش حصن نينوى المنيع... وما احلاه من عنوان  في الدلالة والحقيقة .
تحياتي لشخصكم النبيل.
           حنا شمعون / شيكاغو 

556
في اربعينية المرحوم سعيد سيبو، المثال الانساني


وهل يموت من هم على شاكلتك ياعزيزي سعيد --أبا نينوس--  يا من كانت حياتك الأرضية مثال الانسان الذي ذكراه لا تزول  حين يفنى الجسد. تركت ارثاً من الخصال الطيبة وأعظمها تلك التي جعلتَ من أبناء قومِك عائلتك الكبيرة في مجتمع راس المال والتنافس المصلحي.  رغم تخرجك لتنال شهادة الهندسة  الكهربائية والتي لا ينالها في العراق الا الاذكياء والمجتهدين، فقد قبلت ان تتنازل عن شهادتك وتشمرعن ساعديك  لتصبح ذلك الناجح والمتفوق في ادارة اعمال الاسواق توزع ثمرة نجاحك على أبناء قومك المهاجرين، تشاركهم المحنة وتلقنهم سرالمهنة كي يقفوا صامدين امام عاديات الزمن العصيب.

سعيد كنت نجماً سطع في سماء سانت دييكو ، وهناك احترقت كي تضيء الطريق للذين عرفوك "داينمو" اجتماعي . وانا عرفتك انك كنت مبعثاً للحركة الدؤوبة تتعدى مدينتك الى شيكاغو وديترويت والى الوطن حيث القوش ام القرى التي كنت تحن دوماً اليها  والتي كنت تتكلم بلهجتها المميزة والجميلة .

سعيد فُحتَ عطراً وكنتَ ربَّ بيتاً  مباركاً بثمرة عملك وجهودك الحثيثة، وفي اُسرَتكَ المفجوعة بفقدانك نشأ انيكدو ابنك المولود في امريكا ليكون في المستقبل القريب كاهن الكنيسة الكلدانية وهذا -- مع كل الاسف-- امر نادر في امريكا، ولذا فانه فخر عظيم للعائلة التي ارسيتَ  أُسُسِها على صخر صلد.
وفي اجتماعات أرباب العمل والثقافة كنت فواحاً ايضاً ولولباً تشخص المشاكل وتطرح الحلول لازدهار مستقبل الجالية .  كنت دوماً تنشر الثقافة وتشجع المثقفين وتدعوا بشدة الى الوحدة ونبذ الخلافات والى التشبث بالاصل. ايمانك كان: ان الأغصان مهما تشعبت وافترقت لكن يبقى  جذعها واحد وتبقى الجذور هي التي تبعث الحيوية في نسغ تلك الأغصان .هذه كانت الجذوة التي كانت تستعر في ذهنك على الدوام، وهذا ما أتصوره عنك من خلال احاديثك الهاتفية معي حين كنت تشجعني على التحرك في هذا الاتجاه بمدينة شيكاغو.
 كتبت الشعر وكلمات الاغاني كي تعبر عن مشاعرك  وتعبر عن حبك وافتخارك بلغة الام التي هي عصب الانتماء القومي. أيها النجم الساطع الذي كان مولده في القوش-- مركز ثقافتنا الدينية والقومية-- ذكراك سوف تحيا دوماً في لحف جبل القوش الصامد هناك من البدء والى الأزل ومع تلك الآثار التي يضمها والتي هي من رموز التاريخ الألقوشي العتيد.

سعيد، اخيراً وليس اخراً تحملكَ بصبر للالام  والمرض وحملكَ للصليب كما حَمله مُعلمك يسوع يجعلك عندي مثالاً للإنسان  المسيحي . كنت تكلمني وانت تدري بمصيرك المحتوم  وهو يدنوا إليك يوماً بعد يوم، ومع هذا ما لمستُ منك اليأس ولا التذمر قط، بل كنتَ ذلك السعيد الذي يقبل بمشئية الرب. بقيت تسامر اصدقائك وتتلهف بوجه بشوش الى رؤيتهم والتحدث اليهم في مواضيعك المفضلة والمختزلة في كلمتي:  "أثرا وأُمثا" اي الموطن والأمة .
على فراش الموت ودعت عائلتك  وأصدقائك مبتهجاً بزفاف نينوس ومن ثم سلمتَ روحك للمُخَلِص يسوع، لتبقى في ذاكرتي -- قديساً اشتراكياً اضافة الى كونك المثال الانساني.
يا جبار امة السورايي في حياتك الأرضية نبذتَ الأنانية  وحب الذات وشاركت ابناء امتك في محنتهم وكنت تنادي كل منهم وحتى ضعيفهم مثلي بصفة " كَبّارا" كي تبعث فينا النخوة ، ثم ودعتنا يا كَلكَامش المسيحية -- يا ابا انكيدو -- بروح القداسة الى عالم الخلود.  

                                                                                       حنا شمعون / شيكاغو





557
دكتور صباح قيا المحترم
مقالة رائعة تذكرنا بماضي العراق الذي  كان  عموماً اكثر عافية من الحاضر المريض وخاصة انك تنقل صورة من بغداد  مدينة السلام والبصرة الفيحاء . أنا متأكد انك لو كنت قد عشت هذه الفترة من حياتك في  مدينة الموصل الحدباء ، ما كنا قد استنتجنا ان  ماضي العراق كان افضل في مجال التعايش  الأخوي  الوئامي بين مكونات  الأديان المختلفة . وهذا كان في نظري سبب  عدم استقرار المسيحيين المهاجرين من قراهم   في مدينة الموصل رغم كونها الاقرب في رحلة البحث عن مكان  للعيش والاستقرار والأمان وهنا السؤال الكبير لماذا  هذا الاختلاف المؤثر ؟ ولو سمحت لي يا دكتور لكان جوابي: انه الفرق بين  الانفتاح الديني والتعصب الديني فهلا  ان اردنا للعراق ان يعيد عافيته ان ندعوا جميعاً للانفتاح  والابتعاد عن  التعصب ، بحيث لا يكون حرام ان يدخل مسيحي مسجداً خاصة ان كان طبيباً يعالج مريضاً او مشتاقاً يريد ان يمتع نظره في الزخارف الجميلة داخل المسجد.

                     حنا شمعون / شيكاغو
 

558
بسما كيانوخ أخونا نبيل لني خبراني طيماني بحقوثا دمحسيا سعيد سيبو. الاها محاسيليه ودوكثيح ملكوثا. تخارا طاوا وشما مثومايا عل ارعا تا اخونن سعيد اون دشوقلي شوبا دلا اثي لنشايا بلبواثن.
               حنا شمعون / شيكاغو

559
اخي العزيز حربي بلو المحترم،
هذا الرثاء الرائع اوقد ذكرياتي مع الراحل  الباقي ، الانسان القديس، الالقوشي  الذي كان ابناً باراً لجميع قرى السورايي ، هذا الكلداني الآشوري السرياني. اشكرك انك اوضحت للعالم من هو سعيد سيبو عبر عرض شريط حياته في الايام الاخيرة وعبر تجربتك مع هذا القديس الاشتراكي الذي كان همه الاول والأخير مصلحة أبناء شعبه السورايي. اعرف سعيد من عام 1973 او 1974 حين قادتنا مشاعرنا القومية المشتركة لإقامة اول حفلة لطلبة جامعات بغداد ، المستنصرية والتكنولوجيا.، استطقتبنا فيها المئات من الطلبة الغير الموالين للحزب الحاكم، كانت مجازفة كبيرة من طرفنا والحمد للرب انها مرت بسلام. اتذكر أني لقيته صدفة  قرب ساحة التحرير في اواخر السبعينات واخبرني فيها انه قرر الهجرة الى امريكا وفي امريكا كنت أقراء عن نشاطته القومية  ثم  بعد انتشار التلفونات الخلوية كان شغلنا الشاغل هو  الاتصالات الهاتفية لمعرفة ما يجري في كل من شيكاغو وسان دييكو وحقاً كان عزيزي سعيد موسوعة ثقافية واجتماعية يعرف جميع النشطاء في الحقل القومي والاجتماعي. زارنا مرة في شيكاغو لأجل نشاط قومي وسعدت  عظيماً بلقياه ، وفي كل مكالمة له معي كان يدعوني لزيارة سان دييكو  او السفر سوية الى العراق الحبيب.
مهما كتبنا وقلنا عن طيبة سعيد وانسانية سعيد فليس ذلك بالكافي وانا متأكد يا اخي حربي ان هناك الكثيرين من أمثالك وامثالي راؤا ولمسوا من  حبيبنا سعيد سيبو  اموراً شبيه كلها تصب في طيبة وعظمة هذا الانسان الذي فقدناه في غير أوانه. اعماله ونشاطاته في حياته الأرضية سوف تذكره كقديس اشتراكي عمل كل جهده لأجل سعادة عائلته والآخرين.
اسكنه الرب ملكوته السماوي...
                                                 حنا شمعون/ شيكاغو

560
قراءة متأنية في كتاب "الكلدان المعاصرون والبحث عن الهوية القومية"



الكتاب هو من تأليف الدكتور عبدالله مرقس رابي وهو دراسة سوسيوانثروبلوجية كما جاء مضافاً الى عنوان الكتاب وصدرت الطبعة الأولى للكتاب عام 2001 . وعليّ ان اعترف مقدماً ان هذا لمصطلح الطويل " سوسيوانثروبولوجي" ليس لي اي المام واسع به فأنا مجرد قاريء بسيط تعجبني قراءة التاريخ ورايت العنوان جذاباَ للاطلاع على راي الكاتب المحترم الذي يبدو انه يريد اثبات هوية الكلدان المعاصرين. وقد كتبه وهو في عمان، الأردن وبعيداً عن رقابة السطات البعثية العراقية مما يعني بالنسبة لي ان المؤلف كتب كتابه بملئ الحرية ومن دون اي ضغط قد يؤثر في الغاية المرجوة من تأليف الكتاب.
في البداية لا بد ان اثني على جهود المؤلف في الأمانة العلمية التي تحلى بها وخاصة في ذكرالأحداث التاريخية معتمداً على المصادر الكثيرة والتي تعدت الثمانين. ويستعرض الكتاب موجز للعصور التاريخية في بلاد النهرين مفضلاً هذه التسمية على  بلاد ما بين النهرين  التي تحصر البلاد بين النهرين فقط. غايتي من هذه القراءة هو متابعة الكاتب الموقر حول الجذور التاريخية للكلدان لأني انا شخصياً محسوب على الكلدان المعاصرين رغم اعتراضي الشديد على هذا الحساب، وكي لا اوصف بالعناد والتهرب من هذه القومية التي لا أجد ما يشدني اليها، رأيت ان أتفحص هذا الكتاب مليئاً حيث أعرف المؤلف شخصياً وله احترام كبيرعندي وعند عائلتي وقد تحدثت معه في كثير من الأحيان وبقينا أصدقاء رغم اختلاف اراءنا في الأنتماء القومي لكلانا.
ثلاثة أسئلة يطرحها المؤلف  الدكتورعبدالله رابي وهي في حلاوتها  بالنسبة لي عسل على تمر لأن الجواب عليها هو مايشفي غليلي لمعرفة لماذا يتجاوزالأخوة الكلدان المعاصرون حدود المنطق والمعقول حين يصرّون انهم كلدانيون وهم يعيشون في ارض آشور لألاف السنين، وحين توارثوا اسم السواريي المشتق بديهياً من كلمة آشورايي ومع هذا يتنكرون للآشورية ويقبلون الكلدانية بديلاً لها. هذه الأسئلة المهمة هي: 1- من هم الكلدان المعاصرون؟ 2- كيف نميز بين الكلدان والآشوريين المعاصرين ؟
ليس غريباً على كاتب يلتزم المنهجية العلمية ان يتغافل عن ذكر ما يتباهى به آخرون من ان الكلدان وجدوا منذ بدء الزمان وان ابراهيم الأب الروحي للعالم هو الأب الجسدي للكلدان وهكذا ايضاً فان المسيح هو من سلالة ابراهيم ومحسوب على الكلدانين.
أول ذكر للكلدان في هذا الكتاب جاء هكذا: الدولة الكلدانية وهي الدولة التي قامت في البداية في جنوبي بلاد النهرين على ايدي القبيلة الأرامية (كلدو) سنة ( 626 ق.م )...، لكن الأستاذ عبدالله في معرض استعراضه للمحك الجغرافي اراه كأنه يقول ان الحابل اختلط بالنابل ولا نستطيع الأعتماد على الجغرافية لتميز الكلداني من ألآشوري فيكتب هكذا: تشير الحوليات الآشورية الى ان أكثر من (400) الف كلداني من الممالك الكلدانية أسرهم الآشوريون في عهد سرجون الثاني ( 721-705 ق.م) ، وتم توطينهم في بلاد الآشوريين. ثم يضيف ايضاً وهكذا عمل سنحاريب وأسرَّ (20800) عشرين الفاً وثماني مائة كلداني وجاء بهم الى بلاده، وللعلم فقط ان سنحاريب هو ابن سرجون الثاني. السؤال هنا كيف ان القبيلة الأرامية ( كلدو) ازداد عدد افرادها في اقل من مائة عام ليؤسر منهم في حملتين فقط أكثرمن من 400,000 فرد، ثم لماذا نصدق مايُكتب في الحوليات وكأن ذلك كُتِب بنزاهه مؤرخ حاصل على جائزة نوبل في التاريخ!! هنا ارئ ازدواجية في التفكيرلدى كاتبنا الموقر فهو في الوقت الذي لا يريد الأعتماد على التاريخ في تقرير الهوية القومية للكلدان المعاصرين لكنه في نفس الوقت يحسب مسألة الأسرى المبالغ بها حجة لوجود الكلدان المعاصرين في غير موطنهم الأصلي فيكتب: لو اعتبرنا سكان المناطق المحيطة بنينوى هم آشوريون ، فما هو مصير الاف الكلدان الذين اسروا من قبل الملوك لآشوريين وجاءوا بهم الى ديارهم الآشورية؟ وبهذا الخصوص اود ان اضيف ان هذا المحك لا يصح الأستناد اليه فكل من الكلدان والآشوريين كان لهم منطقتهم الخاصة وحتى بعد سقوط الدولة الآشورية وذلك استناداً لما اورده الكاتب بنفسه، اذ كتب: وتم الأتفاق بين المتحالفين الميدي والكلداني على اقتسام تركة الأمبراطورية الآشورية بينهما فكانت المناطق الشمالية الشرقية من نصيب الميديين، والمناطق الجنوبية الغربية من نصيب الكلدانيين.
 وفي مكان آخر يستنتج كاتبنا الموقر وضمن المحك اللغوي: وقد يكون هذا مؤشراً يجعلني اقول - مايثير الدهشة والعجب- ان الآشوريين المعاصرون هم اراميون والكلدان المعاصرون هم آشوريون!
وفي المحك الديني ايضاً يجد الكاتب صعوبة في الأعتماد على المذهب لتفريق الكلداني من الآشوري فيفيدنا ان النسطورية بدأت في منطقة بلاد النهرين الوسطى في بلاد بابل الكلدانية الحديثة ومنها انتشرت الى البلدان الأخرى بما فيها منطقة نينوى، وكانت رئاستها بيد الكلدان في كنيسة ( كوخي ). طبعاً هو يريد ان يقارن هذه المعلومة بما هو معترف عليه حالياً ان المُدّعين بالآشورية اغلبهم نساطرة او ان الآشورية منشأها هو المناطق النسطورية. فيستخلص انه لا يمكن التفريق بين الكلدانيين والآشوريين على اساس المذهب الديني.

امام كل هذه المعوقات او المحكات كما يسميها الكاتب -- ولو اني غفلت الحديث عن المحك العرقي الذي خلاصته وحسب ما اورَده ان فكرة الجنس الخالص ما هي الا خرافة لاوجود لها الا في الذهن-- نراه يأتي بنظريته الخاصة للأجابة على السؤالين الواردين أعلاه وطبعاً هذا هو اسلوب منهجي رائع في ان يأتي الكاتب على ذكر المعضلة ومن ثم ايجاد الحل لها، لانه لحد الآن من قراءة الكتاب يعتبر التمييز بين الكلداني والآشوري ضرب من المستحيل. لكنه فيما يلي من الكتاب يحاول الكاتب ان يثبت لنا ان المشاعر القومية-- الفردية والجماعية-- هي الحكم في تقرير الهوية القومية لأي فيئة من المجتمع فنراه يكتب: التنشئة الأجتماعية للفرد هي التي تكسبه الشعور القومي والأنتماء القومي، حيث لا يرث الأنسان قوميته بالولادة، فليس كلدانياً بالوراثة، ولا آشورياً... وضرب مثلاً  يقول فيه لو ان طفلاً كلدانياً نشأ وعاش في أحضان عائلة آشورية فماذا تكون هويته القومية؟ ان المثل في هذه الحالة  ليس ذلك القويم لأن الكلداني والأشوري حسب رؤيتي هما من قومية واحدة وانى كانت تسميتها، ولكن لو ان استاذنا عبدالله صاغ مثله هكذا: لنفرض أن طفلاً ارمنياً نشأ وعاش في بيت آشوري، فجوابي حين ذاك ان الطفل يبقى ارمني الأصل ولا داع  من الحيرة في ذلك وايجاد نظرية حوله، ولكن لو ان احفاد الطفل هذا عاشوا في بيئة الآشوريين لمئات او الاف السنين فبلا شك في هذه الحالة ان الأحفاد سوف يعتبرون آشوريين وهذا هو حال الكلدانيين الأسرى الذين ورد الحديث عنهم في هذا الكتاب.

بكل الأحوال كي يجد الكاتب حلاً لمعضلة المَحكات هذه فأننا نراه يقوم بأستفتاء ميداني ل300 فرد كلداني حين كان عالقاً في الأردن عام 2001 ، ولست أعرف كيف قرر انهم كلدان مقدماً وسألهم اسئلة تتعلق بقوميتهم وكانت النتيجة ان الغالبية الساحقة من هذه المجموعة تشعر وتؤمن انهم كلدان وليس اشوريين او سريان او اراميين. وبذا وجد الحل العلمي ووفق المنهجية العلمية ليقول انه هناك قومية ثالثة في العراق هويتهم هي " الكلدان المعاصرون". لا اظن ان اي جهة علمية سوف تقبل بمثل هذا الأستفتاء لأنه باعتراف الدكتور عبدالله هؤلاء كانوا كلدانناً  الذين لا احسب انهم كانوا بدرجة من الثقافة والأطلاع ان يعرفوا أصلهم وفصلهم. انا أقترح على الدكتورالفاضل ان يراسل 300 عراقي مسيحي من خريجي الكليات منتقين بطريقة عشوائية وسوف يجد نتائج مخالفة لأستفتائه الأول.
الدكتور عبدالله مهد الطريق امام استفتائه هذا بنقض ما استنتجه من المحكات الأربعة الواردة فكتب: طالما ان المقومات متوفرة، من اللغة والثقافة والأقليم الجغرافي والتاريخ المشترك، والأرادة الشخصية لتمييز الكلداني عن غيرهم ، فأذن لا يمكن انكار وجود قوم يعرف بالكلدان او قوم يعرف ب ألاشوريين. انه تناقض واضح لأن المقومات غير متوفرة كما أقرّ واعترف وأسهب هو نفسه حسب ما جاء في شرح المحكات التي تحول دون تمييز الكلداني من الآشوري.

في الفصل التالي يعدد الكاتب المحترم اسباب ضعف الشعور القومي لدى الكلدان ويذكر ستة منها وهي واضحة ويعرفها الجميع من غير الأستدلال عليها من صفحات هذا الكتاب ، لكني اريدان اقف وقفة ناقد امام السبب السادس والأخير وهو ان من اسباب ضعف الشعور القومي هو التصور الخاطئ ، ان الكلدان طائفة دينية وليس قومية. في رأي الشحصي هذا هو عين الصواب وأظن ان استفتاءه برهن ذلك، اذ انه على مايبدو اختار شريحته من الكلدان كما اورد هم جميعاً بلا شك  كاثوليك.

هذه هي خلاصة هذا الكتاب الذي يعتبره المؤلف والكلدان المعاصرون انه سندهم لأثبات هويتهم القومية في الوقت الذي اراه انه يثبت عكس ذلك ليشكلوا طائفة دينية فقط وليس قومية ،وذلك يتجلى في اعتراف الكاتب بشكل واضح ان التنشئه ورفض الآشورية من قبل الكلدان المعاصرين هما عاملان اساسيان لأثبات الهوية القومية للكلدان. وقد اكون المخطئ او يكون كاتبنا الموقرهو المخطئ، لكن اضع هذا الأمر امام  أعين كل قارئ مثقف ونزيه ليقرر ذلك بنفسه.

                                                                                                        حنا شمعون / شيكاغو        
  



561
أشكر الأخوة المتحاورين جميعاً طالباً منهم البحث في الأمور التي تجمعنا ونبذ كل ما يفرقنا لأننا فعلاً ابناء امة او قومية واحدة بدليل ان جميع المتحاورين تناولوا نقاط مشتركة من تاريخنا القومي والكنسي ولم يكن هناك عربي او كردي او مسلم او صابئي بيننا وله مداخلة في هذا الموضوع. الموضوع نشرته ليس للنيلً من الأخ موفق هرمز يوحنا بل التنويه الى اللهجات التي تفرقنا، وهي طبيعية وموجودة ظمن كل القوميات وتعتمد على الجغرافية. فأن لفظ اهل ارادن او تياري الحاء خاء هذا لا يعني انهم من قومية مختلفة عن اهل تلكيف او القوش، وهذا كان الأساس من مطلبي لأن يعترف الأخ موفق بأسم جده الحقيقي ولا يظن من ان الحاء تبعده عن شُبهة " الآثورية او النسطورية" وكذا ايضا اطلب من جميع الأخوة المتعصبين من الكلدان والآثوريين ان لا يجعلوا من الخاء والحاء حائلاً قومياً بينهم.
ليسمح لي القراء ان أمر على بعض الردود من اجل الأيضاح .
الأخ عبد الأحد قلو: اشكرك على مشاعرك تجاه عائلتي وأخوتي وانا بالمقابل أظمر نفس المشاعر لأخوتك الذين كانوا من اصدقائي وبالخصوص الدكتور يوسف والجيولوجي كَوركَيس. في المجال القومي بلا شك انا وانت مختلفون كلياَ وأعرف ان حسمنا الأمر بتصويت اخيكم الدكتور يوسف فسوف ينحاز اليّ لأن مشاعرنا القومية تعود الى اوائل السبعينات من القرن الماضي حيث كنا نحسب انفسنا على الآشورية أكثر من انتمائنا الكلداني المذهبي ويمكنك التاكد من ذلك بمفاتحته حول هذا الموضوع. وأود هنا ان اؤكد لك ان كل المصادر التاريخية تؤكد حقيقة واحدة انه حين ثارت بابل عل الحكم الآشوري وتحالف نبو بلاصرمع الميددين وكانت النتيجة تدمير نينوى وهروب معظم سكانها الى الجبال المجاورة فان النتيجة كانت ان نبو بلاصر حكم بابل والمناطق الجنوبية والشمالية الغربية من الأمبراطورية الآشورية ومنها اسرائيل التي سبا  اهلها نبو خذنصر. اما نينوى وكل ما هو شرقها وشمالها فقد كانت من حصة المييدين الذين عرفوا فيما بعد  بالفرس وحكموا لحين مجئ الأسلام. وبذا يا أخي فان قولك ان نبوخذنصر " صال وجال في شمال العراق ومنها قرانا ومناطقنا المسيحية الحالية .." هو عار عن الصحة تماماً وأكبر اثبات لذلك هو قصة الشريفة الأربيلية يزداندوخت وقصة سلطان مادوخت وحتى منكَيش في بحث تاريخها نجد انها بنيت حول معبد مجوسي.

الأخ موفق أعرف اني خدشتُ مشاعرك بعض الشئ وأنا أسف لذلك ولكن لم يكن لي في الأمر من حيلة . آشوريتي هي عن قناعة منذ ان كنت طفلاً الهو في تلال قوينجق التي كانت يوماً ما جزء من مدينة نينوى العظيمة. قل لي ماهي المعلومات التي لم تَرُق لي من كتاب الأب الفاضل عمانوئيل الريس وسترت عليها. ومرة اخرى-- وفي عجالة -- ان مفهومك للتركيخ هو خاطئ ويمكن لأحد اللغوين ان يحسم الأمر لصالحي وصالحك، او انك بذاتك تحقق من الموضوع في ابسط كتاب لقواعد اللغة السريانية التي لم اسميها يوما ما بالآثورية.

الأخ الشماس الدكتورجورج مرقس منصور لم يكن هنالك من مدعاة ان تتخذ من شخص ثالث بيننا ليكون ممثلك وكان بأمكانك ان تخاطبني مباشرة وتقول ان منكَيش كلدانية. "جولي دخومالا" التي لديك تخلى عنا لأنها لا تقبلك، فهي مصنوعة لغيرك يعتز بها ويحترمها. بابل الكلدانية --ان كنت تظنها هكذا-- تلبس العقال والسروال العربي وأظنك انت اهل لهذا الملبس فهنيئاً لك. سوف ارفق مع هذا الرد صورة لأهل منكَيش وهي تعود للثلاثينات من القرن الماضي وهي لجيرانكم بيت آل سيتو/حنا دودا. قارن هذه الصورة بلباس "الخومالا" التي كانت لديك واللباس العربي الذي سوف تشتريه وسوف تعرف ماهي قوميتك، وحقاً انها تلك التي تجحدها وهي بمسميتات عديدة مثل: آشورية ، آثورية، سريانية ، سورايي، أسيريان( بالأنكليزية) ولن تكون كلدانية فالأسم لا يتلائم معنا، لا في العصرالقديم ولا الحديث. بالمناسبة فأن يوخنا ، يوحنا، حنا، يوحنان، جون ( بالأنكليزية ) هي التصريف المماثل للتسمية الآشورية، وكي تدرك معنى كل هذه التسميات التي جذرها او اصلها واحد.
أخي جورج اهمس في اذنك ماكان على عرابك ان يذكر اسمك بالصيغة التي وردت اعلاه فالشماس المسيحي المؤمن يجب ان لا يوصف ايضاً بالدكتور، وان وصف كذلك فكان الأجدر ان يأتي التوصيف الدكتور الشماس لكي يعني التواضع فالصيغة الأخرى توحي بعكس ذلك.

امر أخير يااخوتي الثلاثة ان مصادركم التي تغترفون منها معلوماتكم التاريخية كتلك التي من تأليف الشماس كوركيس مردو وتلك التي تحمل عنوان غير معقول مثل "الكلدان منذ بدأ الزمان" هي غير نزيهه فقد كتبت لغاية مغرضة.
لأباس ان نتجادل، اِئتوني بحججكم وانا اتمعن فيها وسأقول الحق والحق فقط فيها، لأني لا اريد ان أخدع نفسي فالرب القدوس اسمه يعرف النيات.
الصورة ادناه اظنها أصلاً كانت من مقتيات السيد  يعقوب هرمز او المرحوم هرمز يلدا فشكراً لهما ولكل من يحتفظ  بمثل هذا الأرث التاريخي.  

 للأسف لم تظهر الصورة ولكن سوف احاول الحاقها بالمداخلة هذه ، وشكراً
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=33388.0
هذا هو رابط الصورة المنشورة في زاوية قرانا ومدننا وتحت عنوان Al SITO ارجو امعان النظر في الشخص الواقف الى اليمين ومقارنة هندامه ب " جولي دخومالا" التي لي صور حديثة عنه. كما ادعو الأخ الدكتور جورج مرقس منصور ان يسأل عن مطرب منكيش الأول المرحوم "ميخو كرا "كيف كان يغني الراوي او ما يشيه وكثيرا ما سمعت من الكبار انه كان يغني مثل التياريين " كزامروا مخ طياراي". ساحاول مرة اخرة ارفاق الصورة بأصغر حجم ممكن عله تظهر وان لم تضهر فارجو المعذرة وأسأل الراغبين الى مشاهدتها الى الضغط على الرابط اعلاه وشكراً للجميع.
            حنا شمعون / شيكاغو
 

 

562
تصحيح
اليوم خابرني  من كندا الفنان نبيل كريش واخبرني انه ثمة خطاءين  وردا في مقالتي عن الفنان طلال . الاول هو ان ( خيرو دبي بلو ) هو اسم رجل وليس امراة من القوش كما ورد، والثاني ان لحن  اغنية ( رخشو هيري) هو من  توزيع طلال نفسه اما الكلمات فكانت هدية من اشور بيث سركيس. لذا اقتضى التنويه مني معتذراً للقراء الأعزاء وكل من يخصه الامر، مع الشكر الجزيل للأخ العزيز ، نبيل كريش.
                                                              حنا شمعون / شيكاغو

563
طلال كَريش، نجم من القوش يتلألأ في سماء الأغنية السريانية



الألبوم الثالث الذي اصدره الفنان الألقوشي طلال كَريش والذي كان بعنوان   X Love يعد واحد من الأبداعات الفنية التي تستحق التعريف بأغانيه .أغاني هذا الألبوم الذي صدرعام 2008 تحتل مكاناً مرموقاً في قائمة الأغاني الآشورية ( السريانية) الغيرالزائلة والتي كلما عتقت كلما زادت لذة طعمها  مثل خمر من نتاج كرمة ربان هرمز. أذكر هنا كرمة ربان هرمز لأن هذا الألبوم يحوي على أغاني من القوش ، لهجةً وتراثاً ، ليتسع حقل اغنيتنا السريانية التي كنا نسمع معظمها بلهجة  آثورية من اورمي او تياري، ويشمل الأصدار هذا على أزليات غنائية من القوش ام قرى السوراييه/ الآشورية.
تشتهر القوش بكهنة وشمامسة وعلمانيين ذوي اصوات شجية بلغوا قمة الأبداع في التراتيل الدينية وفي اداء خدمة القداس الذي حلاوته عند الكثيرين اضافة الى روحانيته هي تلك الألحان العريقة والبديعة التي حفظتها لنا كنيسة المشرق من زمان افرام السرياني ونرساي الملفان. اذكر من هذه الأصوات المطران افرام بدي ،  القس يوحنا جولاغ ، الشماس متيكا حجي،  الشماس عيسى حداد والفنان فاضل بولا. وقد عرفت القوش الكثيرمن الأصوات الغنائية منذ منتصف القرن الماضي وحتى نهايته ولكن لم ترتقي الى مستوى الشهرة ولم يتعدى اصحابها حدود مجتمعهم الألقوشي وفي هذا الصدد يذكر الأستاذ نبيل دمان اكثر من ثلاثين صوتا خلال الفترة المذكورة  وذلك في مقالة طويلة جاءت في كتابه الموسوم " حكايات من بلدتي العريقة ". ورغم سلبيات الهجرة القسرية التي حلت على شعبنا الآشوري ( السورايي) فان احدى الحسنات هو المصير المشترك في بلاد الأغتراب والصهرالذي حل ابناء شعبنا عبر الزواجات والحفلات والمناسبات الأجتماعية وأكثر من ذلك احتكاك الفنانين من مغنيين وموسيقيين وكتاب الأغاني من مختلف الفئات والطوائف ومع سرعة وسهوله التواصل الأجتماعي عبر وسائل لأعلام والأنترنت، فأن كل هذا الأمور ساعدت على رواج الأغنية السريانية وبالتالي الى حصول عملية التنافس فيما بين فنانينا وما هذا المقال المتواضع الا فرض عليّ لأوروج الى الأفضل من هذه الأغاني والتي الواجب يحتم الى فرزها ورفع سمعتها.
من أغاني هذا ألألبوم الرائع والتي نالت الشهرة بأستحقاق هي  كَوزا وكَاود دكَوزا وهي من تأليف تلحين شقيق طلال وهو الفنان نبيل كَريش وجاءت الأغنية كاملة بلهجة القوش وزينها بأمثلة تراثية وأخرى مستمدة من التراث. كلها تخدم الفكرة الشائعة في مجتمعنا وهي ان البنت هي شبيهة امها دوماَ. أمثلة عديدة حوتها هذه الأغنية من تراث السورايي فيقول: بورمثا كيبا لكما.. وبراتا كبلطا ليما وبرمثا هي احد الأسماء من لغتنا الأصيلة وتعني القدَر او اي آنية للطبخ اوالحفظ.  وماذا عن " تري صبري دخ دكَناذي.. ليبوخ برشتي مخذاذي " تعبير جميل ويعني التشابه ، ولكن التشابه بأدق صوره يأتي عبر اخ يمح خورتا ختلكَا.. بقلا بلئا بلكَا. ولمحبي القافية القوية من أمثالي فلا بد ان يسطروا كلمات الأعجاب للكاتب نبيل الذي سهل الأمر لأخيه طلال لأداء هذه الأغنية وسهل علينا نحن المعجبون لحفظ وترديد مقاطع الأغنية عن غيب القلب.
وبقي ان اسطر كلمات الروعة التي تتليها المجموعة وهي هكذا: كَوزا وكَاود دكَوزا.. عزيزتي كاود دكوزا..ان كيلت كولي شوبرح ..
بينث وردة لمرقوزا،
 وترجمتها  النصية :جوز وداخل الجوز.. عزيزتي داخل الجوز.. ان قِستَ جمالها فقِسههُ .. مع وردة الجنبد والنرجس.

الأغنية الألقوشية الثانية هي  دركَي دخاني وهذه الأغنية تبهرني وتحيرني كثيراً. رغم اني لم اختبر الخان الا من ذكرى تطوف في ذهني كالحلم وانا طفل صغير حيث كانت الغرفة العليا التي استأجرتها المرحومة والدتي في اتوك ( دهوك ) بعد الهروب من منكَيش في اوائل الستينات من القرن الماضي، والتي كانت تطل من بعيد على الخان الذي كنت ارى ساحته الفسيحة وبعض البغال المربوطة هنا وهناك. الخان هو  سوق " العلوة " المعروف لدى اهل المدن الكبيرة ومنها بغداد، بطبيعة الحال. ولكن دركَي دخاني لم يعرف الأختصاص فأليه  كان يَفِد من قرى الشمال تجار الماشية والحبوب والفواكه والمجففات وغيرها من البضائع..هذا في الأربعينات الخمسنات والستينات من القرن الماضي. الأستاذ نبيل دمان يصف الخان وسوق القوش في كتابه المذكور اعلاه بدقة متناهيه ويذكر فرداً فرداً من أصحاب الخانوات ودكاكين السوق المجاور، منذ عشرينات القرن الماضي. لم احص الأسماء المذكورة لكثرتها ولكنها أخذت حيزاً تجاوز الخمس صفحات من الحجم المتوسط، انه الأخلاص في تقديم المعلومة وان كانت تستهلك الجهد والوقت والمال، انه تراثنا الأصيل وعلينا الحفاظ عليه فهو مقدس وللأجيال القادمة فهو شرف وناموس. هكذا ايضاً لم يألوا كاتبنا العزيز نبيل ممو كَريش جهداً الا وبذله لتقديم اروع اغنية بلغة السورايي تحكي بشكل مسرحي وموسيقي. يصعب علي تصديق ان احد ابناء جلدتي يحمل كل هذه الموهبة في التلحين والمهارة الموسيقية، ولكن الشكر كل الشكر للرب الذي الّهم  نبيل.. الموهبة للحفاظ على تراثنا الجميل. كل التأثيرات الموسيقية اللازمة وظّفها الأخوان طلال ونبيل في مقدمة الأغنيه: نداءآت البائعين، اصوات الماشية وحتى العصافير السارحة في  صباحات القوش سمعناها في مقدمة أغنية الخان والذي يفصل السوقين الذي يرتادهما المساكين الطيبين من أهل القوش لشراء حاجياتهم والأسعار هي حسب طلب السوق وليس حسب جشع الأنسان كما تقول كلمات الأغنية. وصفٌ جميل ليوميات الخان والسوق والأسماء ذُكرتْ لتتوافق مع القافية وهي حسب اعتقادي حقيقية : جبو زقانا يتوافق مع برشلي وانا من وانا، الياس برد شلي يتوافق مع ولي شلاما وشقلي. اين هذه القوافي من التي اسمعها في بعض الأغاني القاصرة حيث قوافيها على شاكلة: ماطينا ، قطلينا، باخينا، و زمرينا أو أمرنوخ، كبنوخ ، مخبنوخ، زمرنوخ!!! لا أدري كيف تسمح اذاعاتنا ووسائل اعلامنا ان تبث مثل هذه الأغاني لكن للأسف انها تفعل ذلك.
عفوا اني عكرت نقاء اغاني طلال كَريش بمثل هذه القوافي، ولنعد الى جماليات اغنية دركَا دخاني التي فيها المرأة الألقوشية ممثلة ب " خيرو دبي بلو" تشحذ همم الرجال حين تنادي في وسط السوق:  دقرولي قصاوي.. كيلي ان كَوري طاوي؟ وكأن العظمة كانت دوماً في السلف لحين الرجوع الى عهد امبراطوريتنا العتيدة، وهذا ما يردده لحد الآن الغيارى على مستقبل امتنا، مهما كانت تسميتها.ألأغنية هذه على ايقاع رقصة الخكَا يقورا حيث ان " الدولا والزرنا " حاضران بقوة ومجرد سماع صداهما هو مبعث النشاط في الراقصين سواء الذين في الرتل او الذين على هواهم يرقصون الديواني.
في الأغنيتين السابقتين، يتبين للمستمع الأداء الحرفي العالي للفنان طلال ممو كَريش فلو اطلعنا الى هيئة كلمات الأغنيتين فهي مكتوبة بصيغة النثر المُزيّن بالقوافي الجميلة حين تقتضي الحاجة، عكس ما اعتدنا عليه في الأبيات الرباعية المكتوبة بصيغة الأوزان حيث تأتي القافية في نهاية الشطر وكل شطرهو على وزن الذي سبقه ولذا فأن غناءه سهل -- خاصة ان وزع اللحن على بيت واحد فقط-- وكلما ما يحتاج اليه المغني هو الصوت الجميل لأداء الصدروالعجز وهو في الحقيقة الفلكلور الشعبي ويتجلى في الأغاني المعروفة: باكَيي ،سولافي ،كَلبارا وغيرها. اما في كَوزا ودركَي دخاني فالشخص العادي يمكن ان يتلو مقطع او مقطعين او الردة، لكن اداء كامل الأغنية فلا يقدر عليه الا المغنون المحترفون ومن هنا يقال ان ملحن الأغنية هو فلان الفلاني. ان الأداء الجيد الذي هو ربط توزيع الكلمات على اللحن والعكس صحيح يحتاج الى مهارة وخبرة وتدريب وأظن ان طلال اجتهد كثيراً لجمع كل هذا من أجل ان يقدم الأفضل ومن اجل ان يكون بحق مغني ماهر وفنان أصيل.
الأغنية التالية وهي من الفلكلور وبلهجة القوش، فيها اللحن الجميل موزع على ثلاث ابيات رباعية وقد ابدع نبيل الكاتب والملحن في توزيع اللحن العريض لتصبح الأغنية ثورية  وجهورية تليق ببطل من ابطال امتنا الذي احب قريته وامته و وطنه، انه الوطني الفذ توما توماس الذي اقترن اسمه دوماَ بأسم القوش والذي وفاءاً لدفاعه عن ابناء شعبه ووقوفه الى جانب الحق اقامت له بلدية القوش نصباً تذكارياَ يخلده. وفنانا الأصيل طلال هو الآخر خلده بهذه الأغنية الرائعة حيث تقول كلمات الردة: احد رجال قريتنا.. مشهور في كل القرى.. توما توماس الشهم.. تعرفه المعارك وتخنع له.
الأغنية الأخيرة  وهي بعنوان  أثرا دبابي التي هي بلهجة القوش ايضاً لها قصة لايعرفها الكثيرون ولذا فاني ارويها للقراء الأعزاء، طالباً السماح من ألأستاذ الأديب والفنان فاضل بولا لأني مجبر هنا لذكر اسمه وأمر يخصه.
حينما زارنا الأستاذ بنيامين حداد في شيكاغو لأجل تكريمه من قبل المجلس القومي الآشوري ( متوا ) التقيته وصرنا أصدقاء فهو كنز أدبي وحلوّ المعشر، وفي احدى جولاتنا لزيارة معالم شيكاغو اسمعته البوم طلال كَريش وحين جاء دورالأغنية الأخيرة في الألبوم أخبرني انه كاتب هذا الشعر الذي سبق وان غناه بنفس اللحن تقريباً -- وهو لحن كنسي -- القس المرحوم يوحنا جولاغ المعروف بصوته الجميل. قال ان القصيدة طويلة والمُغنى منها هوالقليل اما حكاية القصيدة فهو ان صديقه العزيز فاضل بولا بعد ان شد الرحال مهاجراً الى الولايات المتحدة الأمريكية عانى من ظروف الهجرة القاسية فبعث بشكواه اليه ( بنيامين ) وما كان منه الا ان يكتب هذه القصيدة السباعية الوزن وعلى لسان فاضل كي يُذكِره بمرابع الطفولة وتراث القوش الثري.
مع أنين الفايولين في بداية الأغنية  يرجع فاضل الى ارض ابائه، وذلك في شهر كانون الماطر والذي برده قارس وليله حالك السواد كما تقول الكلمات. ينقطع صوت الفايولين ويبدأ طلال بالغناء من غير موسيقى ولا مؤثرات صوتية. أداءه الرائع  بنغم مقام الرست يعوض عن الموسيقى . انه موسم رياح الشمال وهي تصفع شبابيك البيوتات الألقوشية ومع هذا فان مجرد سماع كلمة  بيث دبابي هي كافية لأن تجعل من الذكرى البلسم للمضي قدماً لتكملة رحلة الذكريات الجميلة من القوش: الأم تخبز وحولها الأطفال، الأب يحكي قصص البطولات، الليل الصيفي وصدى التراتيل المنبعثة من صوب المحلة العليا التي لا تفصلها الستارات لتستقبلها  بشغف طفلة تتكئ بوجه خجول على ستارة  بيتها من ناحية المحلة السفلى.. البيدرومحصوله يفرح فاضل وفي خضم فرحته يتمنى ان يكون هو تلك الريح الذارية ليجول ويصول في محيط القوش يرصد العمل المثمر لشباب وشابات القوش.
القصيدة الأصلية طويلة جداً ولضرورة الأغنية يختار طلال بدقة ما يريد ان يضمنه في اغنيته التي في منتصفها وبين مقطعين من غنائه نسمع دقات الطنبورالهادئة والمؤثرة كفاصل موسيقي وثم يعاود طلاال الغناء من غير اي عزف، فقط صوته الصداح ولسانه الفصيح.

هذه كانت اربع اغاني من تراث القوش مكتوبة ومغناة من اخوين لم ينسا قريتهما ولم ينسا الذين زرعوا حب قريتهم في قلوبهما فنرى طلال ومن على غلاف الألبوم يترحم على والده المرحوم ممو كَريش مع القس المرحوم يوحنا جولاغ فاليهما يعود الفضل في ظهورمثل هذه الأغاني التراثية. بالمناسبة فان طلال اهدى هذا العمل الفني حسب ما جاء في الغلاف لأبناء امته وخاصة اولئك المتشبثين بتراب بيث نهرين. اما انا ما دعاني للكتابة عن هذا الألبوم فهو نقد بناء من صديقي ورفيق دربي الأخ العزيز سعيد سيبو الألقوشي الطيب الذكر والذي هو حالياً طريح الفراش واصلي وأدعو الطيبين للصلاة من اجل شفائه العاجل، فقد عرفته دوماً المحسن والمخلص لقريته وامته. سعيد الشاعر والناشط القومي الوحدوي عاتبني حين كتبتُ قبل أكثر من عشر سنين مقالة طويلة  ومفصلة عن الأغنية السريانية ولكن غفلتُ عن ذكر ولو النزر اليسيرعن الأغنية الألقوشية بينما اسهبتُ مادحاً ومنتقداً الأغنية الآثورية وكأنها هي الوحيدة المعتبرة سريانية. العتاب كان يرن في مسمعي حتى سمعتُ اغاني هذا الألبوم وأغاني اخرى للفنانين فاضل بولا وأخيه لطيف بولا وكذلك الفنان ذو الصوت الجبلي الجميل مناضل تومكا فأيقنت صحة كلام صديقي سعيد سيبو وها اني المس ثمة منافسة تحتدم بين الأغنية الآثورية والألقوشية وهي من صالح اغنيتنا السريانية الشرقية، لأن في نظري ثمة اغنية سريانية غربية متمثلة  بلهجة طورعبدين.

بقية الأغاني جاءت باللهجة الآثورية بكل تفرعاتها، واولى اغاني هذا ألألبوم جاءت هدية كلماتاً ولحناً من آشور بت سركيس وحول ذلك يسرني ان اترجم ما كتبه طلال بالأنكليزية : " الى الذي دوماً اعتبره رمزاً آشوريا وأسطورة حية بينا ، آشور بيت سركيس، اني احسب نفسي منعماً عليه ومكرماً لأن يكون صوتك العجائبي جزءاً من هذا الألبوم، وبأعتزاز اقول لك شكراً " . حقاً ان يحوي اي البوم صوت هذا العظيم هو مبعث فخر واعتزاز ، فقد دشن آشور بصوته العجائبي هذا الأصدار قارئاً مقطعاً من اغنية  " رخشو هيري/ مشاعرها التائهة " ، ليسلم راية الغناء الى طلال وهو على طريق الرمز آشور يؤدي الأغنية بامتياز رغم ان الكلمات هي ليست بلهجة القوش بل بلهجة اثورية من اورمي. الأنسجام مع الكلمات والموسيقى يبدوا جلياً من الفديو كليب لهذه الأغنية المرفق مع الألبوم الغنائي.
أغنية أخرى اعجبتني كثيراً لأني مغرم بالتراثيات وهي على ايقاع شيخاني دطورا ، اللحن موزع على بيتين رباعيين و شطر كل بيت  وزنه سباعي وجاءت الأغنية تحت مسمى " كَوري دتياري/ رجالات تياري" . من الأسم فأن الأغنية هي بلهجة تياري الآثورية ومرة اخرى نستمع الى طلال وكأنه جاء تواً من هكاري يمتدح  عدداً من رجالتها التياريين الشجعان الذين لم يعرفوا الخوف، مشبهاً اياهم بالأسود ومسمياً اياهم حسب القابهم الشعبية.
اغاني اخرى عاطفية حواها هذا الألبوم المميز لشعراء وملحنين كان بودي ان استعرضها جميعاً ولكن لا اريد الأطالة فطلال ذوّاق ويعرف كيف يختار أغانيه معتمداً على كتاب قديرين ، ملحنيين اكفاء ومعروفين، عازفين بارعيين وأخيرا وليس آخرا منظمين ( توليف موسيقي) فهم واضعوا النقاط على الحروف، ولهم الدراية في اخراج الأغنية  متماسكة مترابطة ليكون عزف كل آله في مكانها المناسب. الأمر المميز في هذا الألبوم ان لحن جميع أغانيه الأحدى عشرة هي جديدة وغير شبيهة بأخرى سابقة وهذا ما لم اجده في الكثير من أصدارات الكبار من فنانينا، اذ أراهم من بدل المجئ باللحن الجديد يعيدون صياغة الالحان القديمة بمستوى اقل جودة.
 
لا أظن ان طلال يرض مني ان اغفل عن ذكر اسماء هولاء الجنود المجهولين الذين للأسف لا يعرفهم الجمهور ومعظم اذاعاتنا للأسف تغفل هي الأخرى عن ذكر اسماءهم، هولاء الذين لم يمر ذكرهم اعلاه، من كتاب وملحنين وموسيقيين شاركوا في انجاز هذا المشروع الغنائي الرائع هم: رمسن شينو، داؤد برخو، أمير يونان، سركَون ايشا، يوسب منشي، داني شمعون، ولسن ليلو، مقصود ايشايا، ليث يوسف، عادل كَريش، نمير ديفد، روبرت يونان، رامي يوسف، كَوري هفيتاس، ياسر تنر، آشور شليمون، ايوب هاميس، مجموعة كمبا، بلنت، روبرت اسحق. كما ان هناك اسماء المجموعة الغنائية (كورس ) وشملت ادن بولس، فريد قرياقوس، ايفل حنا، طارق كَريش، سامي كَوركَيس، وسام اسكندر. كذلك ايضاً المنقح اللغوي الشماس خيري تومكا.
 
في الختام فقد سمعت من الأوساط  الفنية ان الألبوم القادم لفنانا طلال كَريش الساطع نجمه في سماء الأغنية السريانية سيكون قنبلة غنائية غير مسبوقة وهو منجز تقريباً ومن المؤمل ان ينزل الى السوق قبل نهاية هذا العام. لذا اطلب -- ان لم يكن طلبي متأخراً--  من فنانا الرائع  طلال رغم علمي ان ذلك يتطلب جهداً استثانياً وتكلفة أكثر، انه في البومه القادم ان يكتب بالسريانية كلمات الأغاني وذلك اقراراً بأهمية لغتنا التي هي الرابط القوي بين ابناء الأمة الواحدة. كما ان رجائي من القراء والجمهور الكريم بعد ان لمسوا الجهد والكُلفة الباهظة التي يتطلبها انتاج البوم غنائي، ان يشتروا دوما النسخة الأصلية لأجل المساهمة في تشجيع فنانينا لتقديم الأفضل.

هذه هي بعض روابط الأغاني من هذا ألألبوم:

http://www.ankawa.org/vshare/view/4278/draga-dkhane-talal-graish/
http://www.ankawa.org/vshare/view/4279/talal-graish-toma-tomas/
  http://www.drivehq.com/file/df.aspx/publish/hshamoun/-Goza.wavPublish
  http://www.drivehq.com/file/df.aspx/publish/hshamoun/-Athra D'Babi.wavPublish
 
                                                   حنا شمعون / شيكاغو

564
النقطة التي يريد موفق هرمز يوحنا ان يخفيها

نقاش حميم وعقيم أثارته مقالة السيد موفق هرمز يوحنا والتي جاءت تحت عنوان "عزيزي انطوان الصنا،،هل مانكيش الحبيبة آشورية؟؟" ورابطها منشور ادناه. ولأن الأمر يخصني فأنا احد ابناء منكَيش فقد كان ردي ان اثبت من ان منكَيش وأرادن هما آشوريتان حسب وجهة نظري ودرايتي بالموضوع. وفي متن ردي ايضاً تحديت السيد موفق من انه هو حفيد يوخنا وليس يوحنا وبصراحة كان لي غرض في ذلك. ثم في تعقيب ثان طلبتُ منه ان يكتب اسم جده حسب ما كانوا ينادونه في ارادن وان لم يكن هذا الأسم يوخنا فأنا مستعد للأعتذار له امام الجميع.
الأخ موفق فيما بعد اجاب ان اسم جده هو يوحنا حسب ما هو مثبت في هويته ويستطيع اثبات ذلك وكان ردي له هذه المرة مقتضباً ولكن نوهت اني سوف اكتب مقالة منفصلة عن الموضوع لأهميه ، كما ان هناك ثمة مواصفات اردت ان اضمنها في المقال وهي لا تتوافر في حقل الردود، مثل الخط المثخن والحركات العربية ولذا رأيت ان ارسل المقال منفصلاً وهو كما يلي:
 موفق، لم تجبني على سؤالي بالصيغة التي طرحتها سابقاً وهو ان تكتب اسم جدك " حسب ما كانوا ينادونه في ارادن" لكنك نوهت ان اسمه في هويتك الشخصية هو يوحنا وتسطيع اثبات ذلك، ولأنك شماس تقف فوق مذبح الرب أُصدقك  فيما تقوله لكن سؤالي  هو ما هو اسم جدك الحقيقي؟ معرفتي بأهل ارادن هي قديمة ولي اطلاع جيد بلهجتهم ولهجة عموم صبنا انهم يميلون الى لفظ الخاء اكثر من الحاء وحتى انهم يستعملون الهاء بدلاً من الحاء أحياناً لكن الأهم من معرفتي بأهل أرادن انه بحوزتي كتاب الأب عمانوئيل الريس وهو بعنوان: ارادن: ارض عدن وهو كتاب وثائقي قيم جداً فيه اثبات كامل ان لاعلاقة قوميه لقرية ارادن بالكلدان وليس هناك ذكرللكلدان اطلاقاً، اما بخصوص موضوعنا الثاني وهواسم يوخنا فأليك منه المقتطفات الأتية بالخط المثخن وسوف ادع القراء الكرام يستنتجون الحقيقة:
- قيل ان العاهل الآشوري شمشي أداد زوج الملكة الشهيرة شميرام التي كانت من المنطقة لما احتل قلعة أماد ( عمادية ) الحصينة اجتاح منطقة صبنا الطريق المؤدية الى آسيا لصغرى وارمينيا ( والتي احتلتها شميرام وتزوجت من آرا الجميل ملك أرمينيا ) اقام شمش اداد هذا موقعاً حصيناً على مرتفع " روما " وبنى قبالته في صدر الوادي ، حيث موقع اراذن مساكن لعائلات جنوده.
- اما متى دخلت الكثلكة وكيف؟ انها دخلت نسبياً حديثاً كما كان الحال مع بقية القرى وبعد انضمام قسم كبير من الكنيسة القديمة الى الكثلكة بعد حركة البطريرك مار يوحنا سولاقا الأتحادية مع روما.

يعيد الأب عمانوئيل اصل عوائل ارادن الرئيسية المعروفة حالياً وهي عوائل آل ريس، آل صنا، آل قاشا الى الأصول التالية:   
- آل ريس قَدِم جدهم الأول من منطقة كَولي او مركَا السفلى من قرية شوادان.. كان ذلك حوالي سنة 1713.
- وَ جِدُ عشيرة صنا نيسان نزح من اسبستان شرقي مدينة وان، تصاهر مع بيت الريس وأنجب خمسة اولاد.
- اما عشيرة قاشا فأبناؤها قدموا معظمهم من وادي ليزان في تياري السفلى .
- وكذلك نزح من قرية قصري في تياري السفلى القس هرمز وأستوطن سرسنك ثم منها هاجر حفيده القس هرمز الى اراذن حيث خدم كاهناً كاثوليكياً للقرية.

هذا هو الملخص في تاريخ ارادن وعوائلها وليس هناك لا من قريب ولا من بعيد ذكر الى ارض الكلدان او ملكوها --ان كان ثمة ملوك لهم-- ولا من قرى الحلة وقفار الجنوب العراقي، بل الى هجرات من قرى هكاري واورمي والمركَا القريبة. طبيعيا هذه الهجرات لم تكن اسكشافات جديدة بل انها في نظري عملية  طبيعية تتماشى مع الظروف حسب الأضطهادات والمشاكل الأجتماعية او عوامل الجفاف والأمراض  فقد كانت دوماً من والى ارادن وهكذا ايضاً من والى منكَيش او من والى القوش ولهذا اونقول اننا قومية واحدة وليس ثلاث قوميات كما يدعي الأنفصاليون، انى كانت تسميتهم!!
اما عن لهجة ارادن فبلا شك هي اقرب الى لهجة هكاري وارمي من لهجة الدشتا والقوش، اما كونها كلدانية ( قديمة) اوحلّيه ( من مدينة الحلة ) فهذا مستحيل لأن اهل الحلة اسلموا واستعربوا وليس لأرادن العزيزة اي علاقة بهم. وهكذا فان اهل منكَيش وأرادن قاطبة تحولوا لى الكثلكة ولذا فَهمُ كلدان حسب المذهب فقط وقد اعترف بهذه الحقيقة جهابذة الطائفة الكلدانية ومنهم مثلث الرحمات مار روفائيل بيداويد، الأب العلامة البير ابونا، البطريرك الجالس سعيداً على كرسي بابل ولن اخطئ ان قلت المطرانين سرهد جمو وابراهيم ابراهيم وذلك في أحاديث موثقة لهم. 
اعود الى يوحنا ويوخنا حسب ما ورد في كتاب الأب الفاضل عمانوئيل الريس. فهذه بعض الأسماء التي وردت في الكتاب:
حقل مشاهير اراذن:
- المطران فرنسيس داؤد  وكان اسمه قبل السياميذ اسحق ووالده هو القس هرمز ابن الشماس يوخنا.
- راحيل ابنة الشماس يوخنا ياقو
( راهبة من ارادن )
- الخوري اسطيفانوس بن يوخنا بن هرمز قاشا.
يكتب الأب عمانوئيل الريس عن نفسه: ولدت عن طريق الصدفة في السليمانية يوم كان والدي داؤد يوخنا بتو ريس في جيش الليوي.
في مصاف الأساتذة والمعلمين:
- ماريا شابو يوخنا ريس
المختارين الذين تولوادارة اراذن:
- شمعون يوخنا 1906-1909
- شمعون يوخنا 1913- 1924
- شمعون يوخنا 1930-1935
- شابو يوخنا 1939- 1941
- شمعون يوخنا 1950- 1953
- يوخنا يوخنا 1968-1970

في قائمة الأسرى والمفقودين
- ابن يوخنا شيخ
فقط مرة واحدة جاء ذكر اسم يوحنا  بالحاء وذلك في قائمة الشهداء اذ ورد اسم الشهيد: يوحنا دنخا حنا صنا ، كما انه ذكر اسم أخيه حاملاً للمخطوطة التي جلبها شماس القوشي عن سيرة مار زيا عام 1764: اخي الأصغر يوخنا داؤد ريس وفي صفحة اخرى ذكر: والمخطوطة في حوزة اخي حنا ريس.
سؤالي يبقى ياسيد موفق كيف يكون في زحمة هذه الأسماء المكتوبة بالخاء يعرف وينادى جدك بأسم يوحنا؟ لمذا سقطت النقطة وهل سقطت سهواً؟
 ولنأتي الأن الى اهمية الحيث والخيث. اناشخصيا اُومن ان لغتنا السريانية ( السورث ) لا تحوي حرف الخيث. والحيث هو الأصح ، هناك الكاب المركخة وتلفظ خيث مثل كخوا، ركيخا، نخبثا ،اضافة الى الى التصريفات: شموخ، شموخِن ، كثونوخ ، كثولَخ ..الخ
الحاء في كثير من المرات للسهوله وحسب البيئية تلفظ خاء وهذا يزداد امره كلما اتجهنا شمالاً في مناطق السورايي ومن هذه الكلمات الكثيرة: هي خبوشا ، خوخي ،خوبا، خمرا ، خوارا، خموصا، خليا، ملخا، خلما ، خيلابا، يوخنا، خنة وفي الحقيقة انه في اللغة المحكية فان الحاء تلفظ خاء أكثر ما تلفظ حاء.
 اما مارد في تعليقك عن التركيخ ياسيد موفق فهو عاري عن الصحة ويثبت ضحالة معلوماتك اللغوية فقد ذكرت في تعليقك ان لغتك الكلدانية الأصيلة فيها التركيخ وضربت مثالين هزيلين وخاطئين : خبوشا وخوخي. الخاء هنا ليست مركخة بل تكتب بالحاء وتلفظ خاء مثل جيم المصرية حيث يكتب المصريون جمال ولكنهم  يلفظونها كَمال، ولذا رأيتني وضعتهما في مقدمة القائمة اعلاه.
انصارك يا موفق من الكلدان الجدد والذي عرفوا قوميتهم بعد 2003-- والكل يعرف السبب -- يعتمدون على الحاء والخاء لمعرفة الكلدان من الآشوريين  وذلك لضعف ثقافتهم القومية، فكل من قال حوبا عندهم هو كلداني وكل من قال خوبا فهو آشوري ويا لها من مهزلة ان هذا التعبير جاء على لسان مؤسس الكلدانية الجديدة، وهو امر لا يخفي على المهتمين بالشأن القومي والحقيقة. المثال الثاني الذي اورده هذا الذي دق الأسفين بين ابناء الأمة الواحدة هو قوله: نحن نقول ملكثا وهم يقولون ملكتا!!!!!!!
على هذا الأساس يا عزيزي موفق انت ترفض ان يكون جدك يوخنا آشورياً فحورت اسمه الى يوحنا كي يُعتَرفُ بك كلدانياً وهنا هو بيت القصيد والقصد من ردي عليك بهذا الأسلوب. ثق يا موفق ان الكثلكة لا تفرض عليك الكلدانية مثلما لم تفرضها عليَّ وعلى الالاف من غيري الذين يخسبون انفسهم أشورين بالقومية وكلدان بالمذهب.

وكي اقطع الشك باليقين في مسألة " ماذا كانوا ينادون جدك في ارادن؟" اليك الخبرين الغيرالسارّين لك، اضافةً الى حول ما اوردتُه اعلاه من كتاب الأب الفاضل عمانوئيل الريس. كما ذكرتُ سابقاً انا اعرف من أنا وأعرف أهلي سواء في منكَيش او ارادن.
- لك ياعزيزي موفق بنت عم متزوجة من منكَيشي تعيش في كاليفورنيا وسمت ابنها البكر المولود في كاليفورنيا يوخنا تيمناً باسم جدها يوخنا الذي هو جدك!!!
- اليوم خابرت الأب الجليل عمانوئيل الريس في ديترويت واعطاني الخبراليقين وانقل عنه ان اسم جدك هو يوخنا وليس يوحنا!!!
يا موفق بالتأكيد هناك أدلة اخرى أكثر حول تسمية جدك  كما قلت سابقاً (الرب يحفظه ان هو حي ويرحمه ان كان متوفى) استطيع لوصول اليها بحكم الصلة الرابطة بين منكَيش وارادن فبنت عمي متزوجة من ارادن وأسم زوجها يوخنا شمعون وأخيه كَوركيس أعرف جيدا وقد كان زميلي في سمنير كلية بغداد. واريد ان تعلم ان بمقدوري ان انتقد كتاباتك الهزيله لدرجة ان تنقطع عن الكتابة. ولكن ايماني المسيحي لايسمح لي بذلك ، وبصراحة لك مقالات ما كان يجب نشرها خاصة وانك شماس ومراسل لغاليتنا عنكاواكوم ،وان اردت ان تبقى مراسلاً لعنكاوا كوم كما يرد في تعريفك فعليك الحياد في مسألة التسميات.
لا يهمني اطلااقاً ان تكون او تحسب نفسك كلدانياً فأنت حر في ذلك ، لكن لم استسيغ منك الأستهزاء بأسماء القديسين كما فعلت حين ذكرتني مرتين (خنا ) فأسمي "حنا " هو هدية والدتي المرحومة ولو اعطوني افضل اسم في الدنيا فلن ارغب به، انه اسم يوحنا المعمذان الذي كان له شرف تمهيد الطريق امام رب الأرباب، وهوايضاً واسم التلميذ الي اصبح فيلسوف المسيحية اللاهوتي، يوحنا الحبيب.
رابط مقالة موفق هرمز يوحنا:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=702558.0
                                                                           حنا شمعون / شيكاغو


565
السيد موفق 
سأقدم اثباتي في مقالة منفصلة من ان جدك هو يوخنا وليس يوحنا، فتهياء لقراءة قد لا تعجبنك. العبرة ليست اننا لا نخطاء بل هي في اننا نعترف بأخطائنا . وعدتك في الاعتذار  ان قلت غير الحق لكن الان واثق مما قلته  هو الحقيقة وهي مهمة بالنسبة لي ولكل من يبحث عن هويته القومية. لهذا السبب لن تقراء اعتذاري رغم تصريحك الاخير  الذي لا أحسبه جواباً للسؤال المطروح. كما ان  فرحتك في تعداد القراء هي في غير مكانها لانك مراسل عنكاواكوم ويجب ان لا يكون همك عدد القراء والمشاحنات التي تختلقها بقدر ان تعكس الحقيقة من مدينتك. وان تقف على مسافة واحدة من مختلف الآراء اي عليك ان تكون  نزيهاً وغير منحاز لأي طرف من اطراف النزاع.
 اشكر القراء لمرورههم واعدهم ان  الحقيقة سوف يعرفونها قريباً وامل ان تنشرها غاليتنا عنكاوا كوم عملاً بحرية التعبير .

                                    حنا  

566
سيد موفق وقعت عيني على اسمي وانت تكتبه استهزاءاً بالخاء . أستحلفك بمقدساتك ان تكتب اسم جدك  المرحوم   ( ان كان حياً اطال الرب  من  عمره ) كما كانوا ينادونه في ارادن وان كان  يوحنا  فاني ساءعتذر لك على هذه الصفحة. اما خزعبلات مناصرينك فلا اقرئها كي يكون لي رد عليها.

       حنا ( بالحاء ) شمعون

567
منكيش وارادن هما اشوريتان لانهما في ارض اشور ،وانت يا موفق وفقك الله في ارض الكلدان وهي تناديك... فلا تفرض جهلك علينا يا حفيد يوخنا وليس يوحنا، اما كيف عرفت اسم جدك الصحيح  فهو لأني اعرف من أنا  واعرف اهلي وتاريخهم.
أنا لا ارد على خزعبلاتكم ، لكنك  تدخلت  وانت الجاهل  لتبدل ما هو واضح ومنطقي .الكلدان يعرفون بانهم اهل جنوب بلاد النهرين اما الاشورين والذين عبر المراحل الطويلة بعد سقوط  امبراطوريتهم عرفوا باسم السورايي،  سكنوا شمال  بيت النهرين.  منكيش وارادن وهما ضمن اشور القديمة والحديثة . ويا ليتك سالت من هو أدرى منك هل اهل ارادن هم من السورايي ام هم حقا كلدان  تركوا جنة بابل ليعيشوا في جنة عدن !!!!!!!!!!

           حنا شمعون

568
الأخ العزيز نبيل دمان المحترم،
لأني اعرفك كم تحب القوش وتراثها فقد بذلتُ جهداً حثيثاً  ورخيصاً لألبي طلبك الغالي وها انا اعرض في غاليتنا عنكاوا كوم الرابطين الصوتيين لأغنية " دركَا دخاني" اولاً وأغنية البطل توما توماس ثانياً. املي ان تستمتع انت وكل محبي القوش بهاتين الأغنيتين الرائعتين.
اطلب من "الأدمن" المحترم ان يحول الرابطين الصوتيين الى حساب عنكاوا كوم لسهولة الفتح مع جزيل الشكر.
                                             حنا شمعون / شيكاغو

http://www.ankawa.org/vshare/view/4278/draga-dkhane-talal-graish/
http://www.ankawa.org/vshare/view/4279/talal-graish-toma-tomas/

569
نعم استاذ جلال فاءن " الامة التي لا تحافظ على لغتها وارثها الثقافي وعاداتها وتقاليدها لا يمكن ان تنهض وتبعث من جديد" هذا هو عصارة مقالتك الرائعة هذه. فقط اسمح لي ان أضيف كلمة واحدة الى البيت الشعري ليصبح هو الاخر بديعاً في الوزن والمعنى ليصبح الشطر الاخير هكذا :
مني بكذلن خا كليلا
مع جزيل الشكر والتقدير لشخصكم وهمتكم القومية.
                                                                             حنا شمعون / شيكاغو 

570
حكاية راائعة يجب ان تتحول الى فلم سينمائي . السرد جميل والاسلوب  ادبي عصري ، في ثناياه  صور جمالية معبرة تصلح للقارئ اللبيب فقط.
عبر السرد الجميل من قبل الكاتب المحترم  وبعض الردود الغير متوازنة من المعقبين يدرك القاريء اللبيب ان ثمة فرق بين الغيرة والغيرة، انهما صفتان من الإنجيل المقدس واحدة  ملزمة وقت الضرورة والثانية قاتلة ومدمرة، لانها بالضد من مبدأ المسيحية  القائمة على المحبة.
شكراً  لكل من كتب وأضاف  و جعل هذه القصة البطولية ترسخ في أذهاننا وبعون الرب وغيرة  المخلصين سوف نراها تتحول الى فلم او عمل مسرحي.

                        حنا شمعون / شيكاغو

571
الاخ فؤاد بلو ،
 لقد سبقتني في الكتابة عن هذا النجم اللامع في سماء الاغنية السريانية واني لأشكرك على ذلك جزيلاً لان طلال كريش  هو حقاً يستحق الثناء في تفانيه لتقديم الاغنية الجميلة العاطفية اوالتراثية . تحية إعجاب وتقدير لهذا الفنان القدير متمنياً له المستقبل الزاهر، املاً ان أخص البونه الاخير بتحقيق خاص في القريب العاجل فهو من الألبومات المفضلة عندي.
                             حنا شمعون / شيكاغو

572
اِضاءآت الى مقابلة نينوس نيراري مع أشور بت سركيس وعمانوئيل بت يونان



لا احد يعرف شخوص فن الغناء الآشوري " السرياني" كما يعرفها الشاعر نينوس نيراري، ابن كركوك مرتع معظم فناني امتنا وأالمستشار الأول عندي حين يكون لي سؤال يتعلق بالأمر، وهو مقدم برنامج "كَوني- الوان" مساء كل اثنين من اذاعة "برقالا دخويادا". ولذا فأن وجود كلا الفنانين آشور بت سركيس وعمانوئيل بت يونان كانت فرصة ثمينة ليجمعهما، وهما من رموز الأبداع الآشوري في الغناء، في برنامجة المبث حياَ. آشور بت سركيس غنيٌ عن التعريف وعلى شاكلته اختار الفنان عمانوئيل بت يونان ان يقدم الأغنية السريانية  بأفضل صورة .ومن خلال غناء هذين العملاقين  يتلمس المستمع الكريم رُقيّ هذه الأغنية اذ تحتضن الموهبة اللحن الجميل والكلمات السليمة.

أرفق مع هذه المقالة الرابط السماعي الكامل لهذه المقابلة الثمينة التي طرح فيها نينوس اسئلة مهمة على الفنانين الكبيرين وهما بدورهما أجابوا بشفافية وصدق على كل الأسئلة المطروحة. من خلال المقابلة يتعرف المستمع الى المسيرة الفنية لكلا الفنانين وخصوصية كل منهما . آشور بدأ من الكنيسة في كمب الكيلاني عازفاً عل الاوركَن ومن ثم عضوا في فرقة أكيتو الموسيقية لحين مغادرته العراق عام 1970. وعمانوئيل بدأ يغني في عمر الرابعة عشر واولى تجربته كانت مع الطلبة الجامعين القوميين في كركوك وكانت تلك نقطة البدائية نحو الأغنية القومية الملتزمة لينطلق مغنياً قومياً وعاطفياً تماماً مثل آشور بت سركيس وهو الآخر هرب من العراق في اوائل الثمانينات من القرن الماضي. من خلال هذه المقابلة يتعرف المستمع الكريم الى مدى تأثر ابن عائلة بت عمانوئيل بأبن عائلة بت سركيس ومدى الأحترام المتبادل والصداقة  الصميمية بين الأثنين، انهما تؤام الفن ألاشوري الراقي اللذان لا يمكن ان يسمحا ان ياتي البومهما باغنية دون المستوى كي لا تنعكس سلباً على سمعة الأغنية الآشورية المغناة بالسريانية  " السورث". انهما يشتركان في طبيعتهما الهادئة والروح القومية العالية التي هي فوق كل شئ وكما قال آشور في المقابلة  باللغة العربية  " انها الرسلة الخالدة" -- وهي كل ما علق في ذهنه من البعث العربي قبل ان يهرب من استبداده عام 1970-- وذلك ليس تيمناً برسالة البعث ولكن كمصطلح تَعَودَ عليه العراقيون-- اورد ذلك ضمن جوابه عن سؤال يتعلق بألأستنساخ الغير القانوني للألبومات، يريد ان يعرف الجميع  بسب هذا  التصرف المشين من قبل البائع والمشتري  للألبومات المستنسخة والرخيصة، فأنه وأقرانه المغنون لايقتنون ربحاً من جهد مضني، الأ انهم يؤدون رسالتهم القومية في حقل الغناء بلغة الأم.

ثم يأتي السؤال الحرج عبر الفيسبوك لماذا لم  يذهب آشور الى العراق في السنتين الأخيرتين كما اعتاد ان يذهب من قبل ذلك. ويأتي الجواب من ملهب الحماس في مسيرات اكيتو انه يعرف ان الآشاعات تنتقل كالنار في الهشيم، لكن ما أعاقه من الزيارة هو ثلاث عمليات جراحية خلال السنين الأخيرة ، اضافة الى امور تتعلق بالتزامات الغناء ، اذ انشغل في استراليا في تحضير البومه القادم الذي استطاع لحد ألان ان ينجز خمسة من أغانيه العشرة . زيارة الوطن بنظر آشور واجب على كل واحد منا من خلال السنة وبدلاً من ان نقضي اجازاتنا في هونولولو مثلاً فلتكن في ربوع الوطن العزيز كي نقف على أحوال ابناء شعبنا هنالك.  

اراء النقاد عند عمانوئيل بيت يونان مُرحب بها دوماً حين تكون بناءة وعلى اسس صحيحة .عمانوئيل افاد انه لا يكتب أغانيه اطلاقا بل يعتمد عل شعراء قديرين وبخصوص الألحان فله خبرته الخاصة فالبيانو هو الآلة المفضلة لديه وان احتاج الى استشارة بخصوص الألحان فان آشور بت سركيس هو الأستشاري الأول.
سؤال يتعلق بالأغاني الممتازة التي يكتبها آشور لأقرانه من المغنين، لماذا لا يحتفظ بها لنفسه. انه سؤال وجيه سبق لي ان طرحته على آشور في مقابلة سابقة لي وحينها كان المثال اغنية "قشتي مارن" التي غنتها جوليانا جندو اما الآن فغالبية مغنينا المعروفين لهم اغنية من كلمات آشور بت سركيس ومنهم حسب معرفتي : لندا جورج، جنان ساوا، عمانوئيل بت يونان، اوكَين بت سامو ،رمسن شينو، طلال كَريش. اما ما هو سبب هذه الهبات فكما يقول آشوران غايته الأولى والأخيرة هي سموّ الأمة، والأنانية هي بمثابة عرقلة في الوصول لهذه الغاية فلما لا ينبذ الأنانية ويفرح اقرانه المغنين.
الكلمة الأخيرة لآشور كانت مثل الذهب وأثقل منه على قلبه جاءت بنبرة منكسرة الخاطر. ان ما يحز قلبه في آخر سنتين وعبر "الفيس بوك" هو هذه النميمة التي صارت تغفوا على قلوبنا فصرنا في كل صغيرة وكبيرة نظهرالضغينة لبعضنا البعض ونحارب بعضنا البعض وأصبح القول المعروف، "ان لم تكن معي فانت اذن ضدي" من صفاتنا المقيتة. أضاف آشور قائلاً: ليس الأمر هكذا فالأنسان حر في رأيه والغاية الأولى يجب ان تكون سموّ الأمة، لكن آشور قلبه انقى من ان يحمل عتب على احد من الذين أساءوا اليه، فنراه يورد من خلال هذه المقابلة التأريخية ويطلب ان يسامح الرب كل من نشر أشاعة مغرضة عنه.
عجبني ما افاد نينوس نيراري عن ان احد اسباب تاخر اغنيتنا القوميه هو ان اذعاتنا تبث أحياناً أغاني دون المستوى و تسدل الستار عن أغاني المستوى الرفيع. آشور علق قائلاً ان هذا السؤال يحتاج " جريدة كاملة " ولذا اختزله بقوله ان المغني ليس له الدافع للأبداع اذ يرى ان جهده في انتاج البوم يذهب سدى عبر التزوير، هذا التزويرهو خنجر مسوم في خاصرة الفنان فكيف تراه يقدم الأغنية الجيدة. .  
الى عزيزنا عمانوئيل بت يونان القومي الأصيل الذي يعمل  بتفاني وصمت لأجل رفعة امته اكثر من تظهره لنا وسائل الأعلام والنقاد الفنيين، أطلب من جبروته الزوعاوي ان يسامحني اني لم اكتب عنه لحد الآن بما هو الكفاية ، وحتى آشور لمس هذا التحيز من جانبي حين كتبتُ عن امسيتهما في "ليالينا". أشور أخبرني في مكالمة ودية معه ان عمانوئيل هو ابن هذه الأمة ويستحق كل ما يستحقه آشوربت سركيس، ان لم يكن أكثر. بأعجاب اذكرهنا الألبوم الثالث للفنان عمانوئيل  الذي هو بعنوان " لا معروا" هو اكثر من رائع وهو رفيقي ومؤنسي خلال تنقلي في مدينة شيكاغو. الألبوم الرابع " نصيبين" اشتريته لكني ارجعته رغم شوقي البالغ لسماع أغانيه الثمينة ومنها "سامرما"، فقد كان مزوراً، ارجعته مع تأنيب للبائع، وفي هذا الصدد أملي ان يحذو حذوي كل القراء الأعزاء. اما عن تحيزي لآشور بت سركيس عن بقية فنانينا الأعزاء فأعرف جيداً ان رفيق درب آشور الفنان عمانوئيل هو مثلي ليس ما يفرحه أكثر من ان يري هذا الفنان العظيم ينال التكريم الذي يستحقه والذي وقعه بحبه واخلاصه لأمته الآشورية عبرعطاءه الفني المستمر، ولذا فان التركيز على صاحب البوم "دشتا دنينوي" واجب وضرورة حتى يتحقق تكريم آشور بت سركيس على المستوى الفني والقومي.      
وفي هذه المقابلة نينوس كان حِرَفياً وعادلاً في توجيه الأسئلة والزمن قسمه مناصفة بين تؤامي الغناء ألآشوري الحديث،ولذا فاني احييه على هذه المقابلة الممتازة، وانتهز الفرصة واقدم له امتناني في الأجابة على استفسارتي الكثيرة له، وأدعوا الجميع الى سماع برنامجه الرائع.
وهذه مقتطتفات مما ورد في هذه المقابلة التاريخية.
من كلام آشور بت سركيس:
- تاثرتُ بالمغني المحبوب ايوان آغاسي والمرحوم  بيبا.
- حين يظن ان الفنان وصل القمة فأن تلك هي نهايته.
- أحياناً من مشاهدة لقطة من فلم فاني اؤلف كلمات أغنية.
- أكثر الملحنين الذين تعاملت معهم هم ديفد سايمون "ططي" والمرحوم سورين المتوفي في لوس انجلس.
- الحمد لله انا لم يرموني بالطماطم والبيض، لكنهم ثقبوا دواليب سيارتي ب " الدرنفيس".
- لي أكثرمن خمسين أغنية شبه جاهزة كتبتها لنفسي ولأصدقائي.
- الفن هو دواء الروح، والبحر مخيف في هيجانه اثناء الليل وجميل في النهار حين يكون هادئاَ.
- انا غنيت لحن اجنبي لكن ذكرت ذلك في تعريف الأغنية.  
من كلام عمانوئيل بت يونان:
- بدأت الغناء وعمري 13-14 سنة.
- الفنان الراحل اوشانا جنو اختبر صوتي وشجعني على الغناء.
- لو لم اكن مغنياً لأخترت القانون مهنة لي.  
- اتمنى ان يلحن لي آشور بت سركيس، جان دشتو و ديفد سايمون ( ططي).
- اللون الذي افضله في الغناء هو العاطفي.
- معظم أصدقائي هم من الشعراء والموسيقين و والقوميين " اومتنايي".
- انا قومي  "اومتنايا" اكثر من كوني سياسي.
- سبب تأخر أغنيتنا الآشورية  "السريانية " هوعدم وجود وطن لنا فيه مؤسسة تعنى بالفن.
- أدعوا ابناء امتي ان يكونوا متحابين، مساندين لجمعياتهم وان يمنحوا الشبيبة الفرصة لأجل التطوير.

 للمزيد اقدم الرابط الصوتي لهذه المقابلة التاريخية:

www.ankawa.com/audio/AS1-2.mp3
                                                                                                  حنا شمعون / شيكاغو

573
آشور بت سركيس يحي امسية رائعة مع عمانوئيل بت يونان في "ليالينا"

احيا الفنان آشور بت سركيس مع زميله التؤام الفنان عمانوئيل بت يونان امسية فنية رائعة في مطعم "ليالينا" الواقع في احدى ضواحي مدينة شيكاغو. حضرتُ قسطاً من الأمسية للوقوف على غناء آشور بيت سركيس وهويغني حياً ( لايف ) وحقاً اثبت لي انه الفنان الأقرب الى الأسطورة . هيبته على المسرح، عزفه المتقن على رفيقة الدرب القيثارة الحاملة لوشم الأمة، حنجرته الذهبية، أغانيه الأزلية العاطفية او القومية كلها تؤكد وتبرهن ان هذا الفنان هو أهل لأن يلقب بالفنان الأسطورة. مشاهدة أداءه حياً وملاحظة انسجامه مع الكلمات والموسيقى هو اثارة قوية لحواس المُشاهد، تلك السمعية والبصرية والحسية، فترى ذلك المُشاهد يتجاوب مع آشور بالتصفيق او الصياح العفوي ومن يتقن الرقص يتقدم الى المسرح للمشاركة في الخكا او الرقص الغربي " دانس". هذا ما خَبرتُه من حضوري للأمسية التي سعدتُ بها جداً وانا أستمع الى آشور بت سركيس وهو يغني اغانيه العاطفية والقومية الأزلية من الستينات والسبعينات والثمنينات والتسعينات من القرن الماضي ومنها: "أهيلا يوني"،  " يا صارا ميكا تيلوخ"، "روم راما نشرا"، "هالا ليت"، " داخي قم شوقتلي" ، "دور لكسلي" وغيرها من الروائع.  أتوقع انه بعد مغادرتي للحفلة غنى أغانيه ألأزلية من دشتا دنينوي آخر اصدارته الفنية. كما استمعَ الحضور الى اغانيه الغيرالواردة في اي من اصدارته الفنية والتي سبق وأن اخبر نينوس نيراري -- في مقابلة خاصة-- انها تتجاوز الخمسين اغنية ، قسم منها كتبها لفنانين آخرين. وحتى "الخكا يقورا" كان له حصة من اغانيه، لم يسبق لي سماعها وغناها بامتياز الهبتْ حماس الراقصين --كما يظهر من الصور-- وهذه اول مرة استمع وأشاهد آشور يغني هذا اللون من الغناء وفيه يضاهي زملائه المشهورين بهذا اللون التراثي من اغنيتنا السريانية.
بعد ان اكمل آشور حصته الغنائية الى استراحة قصيرة من سهرة طويله تُوصل السبت بالأحد، تقدمت اليه ودردشت بعض من كلمات الأعجاب بشخصه وأغانيه وكان رده: اني سعيد اني ادخلت الفرحة الى ابناء امتي المسكينة.
هذا هو آشور بث سركيس الفنان المحب لأبناء شعبه دوماً. انه الفنان الوحيد الذي لم يغني اغنية بمستوى لا يليق بأغنيتنا القومية وذلك حفظاً لسمعة امته الجبارة او كانت هكذا كما يشهد لها التاريخ البشري. 
اود ان أذكرهنا انه الأحد القادم المصادف 18/ 8/ 2013 سوف تستضيف قاعة مطعم "ليالينا"  الفنان جنان ساوا، المطرب الأول في غناء الخكا.
هذه بعض الصور التي التقطتها عدستي المتواضعة من هذه الحفلة الرائعة.
                                                             حنا شمعون / شيكاغو
























574
عزيزنا نبيل دمان الجزيل الأحترام
نعم القوش هي ذاكرة قومية -- وأضيف بكل ثقة " آشورية "، انها عزيزة وغالية على كل آشوري سواء كان من دشتا دنينوي او من اورمي و طورعبدين. جولة سريعة في كتابات الآشوريين وشعرهم وأغانيهم نجد ان القوش هي رمز الأمة ومركز ثقلها، وذكرها كرمز ومفخرة يأتي لزوماً مقبولاً لأنه الحقيقة التي لا يطالها الشك. مكانة القوش في قلوبنا تأتي من آثار القوش وتسميات المحلات والعائلة الأبوية " ابونا" التي صارت فيما بعد النواة التي بعثت الآشورية من جديد في القرن العشرين، واضافة الى ذلك من رجالها الميامين من أمثال توما اودو، أبرم عما وتوما توماس.
هذه هي القوش يما دمثواثا كما جاء في قصيدتي ، دشتا دنينوي:

آين يما دمثواثا               ديرح مليا بوركاثا
كولي سواريي سنيقي       اتيه بألقوش خنواثا
عزيزي نبيل مقالتك هذه وكل كتاباتك التي قرأتها مؤخراً تثبت انك حقاً ابن هذه البلدة الأبية التي برهنت آشوريتها حين وقف اهلها الى جانب اخوتهم الآثوريين اثناء تكالب قوى الشرعليهم وأقترفوا مجزرة سميل الدامية.  ولكن القوش وقفت نداً لهم كما جاء في قصيدتي، ناقوشا دسميلي:
بكَو ايساري وطوراني       او قالا بتنايا كَياني
شيزي زاخو ومنكَيشي       تا اواري محيراني
قالا لخوياذا  قرايا            القوش وللا  بِونايا
ليه بِرشيلن ليطي            اِقرن ايليه  ننوايا
تحية قلبية خالصة لقلمك الرائع يا ايها النبيل من آل دمان والى المزيد من الروائع.
                                                                    حنا شمعون / شيكاغو

575
سميٌلٍا بةلًةٌيٌ وةلةًٌا:
ايٌوَة مَسيٌةًا مجو جدشًا
طعنَكي وخةيٌلَكٌي
درًيٌم شمًا دأًشور مقودشًا
سميلي بتلاثي وتلاثا:
ايوت مَسيثا مكَو كَدشا
طعنَخ وختيلخ
درايم شما دآشور مقودشا

المجد والخلود لشهداءنا

576
المجلس القومي الآشوري في الينوي يكرم سبعة من ابناء شعبنا



لمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لتأسيس المجلس القومي ألاشوري في ولاية الينويس الأمريكية (متوا اومتانايا اتورايا)، وإنطلاقاً من أهدافه في خدمة أبناء شعبنا بكافة انتماءاته وتسمياته المذهبية، إرتقى هذا العام من خلال زخم نشاطاته العملية الخدمية والتعليمية بشكل خاص ليخطو خطوة جديدة في الإقدام على تثمين وتقييم جهود ونشاط نخبة من الأدباء والإعلاميين من ثلاث دول وتكريمهم في إحتفال متميز على مدى ثلاثة أيام متتالية لما قدموه من أعمال جليلة ونشاطات مجدية في عدة حقول أدبية وإعلامية وذلك على شرف السادة المكرمين وهم:من العراق- بيت نهرين بشمول الأستاذين بنيامين حداد ( أديب وباحث) ولطيف بولا (أديب وفنان)، ومن السويد كل من الأستاذ ميخائيل مروكَل ممو ( أديب وشاعر ) والسيد امير المالح ( اعلامي ومسؤول عينكاوا كوم) ومن الولايات المتحدة كل من الأستاذ يؤارش هيدو (أديب ومترجم) والسيد ولسن ملهم نرساي ( اعلامي وصحفي)، والسيدة جؤان يوسف ريحانا ( استاذة ناشطة)، وبكل أسف غاب عن الحضور الأستاذ لطيف بولا لأسباب تتعلق بالفيزا.

تجدر الإشارة هنا بأن حفل التكريم اقتصر على ثلاثة أيام.في اليوم الأول وفي تمام الساعة السابعة والنصف من يوم الجمعة المصادف 21/ 6/ 2013 تفضلت عريفة الحفل الآنسة ندى الكسندر مشيرة لتقديم انشودة وطنية ومن ثم الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء. بعد ذلك تقدم الى المنصة الخطابة مسؤول العلاقات في المجلس القومي السيد سركون يوسف ورحب بالحاضرين معلناً افتتاح الحفل الخاص، ومشيدا بجهود المكرمين ودوافع تكريمهم. والفقرة التالية من البرنامج عرض الأستاذ ميحائيل ممو فيلماً وثائقيا وبصوته الرصين باللغة الآشورية مستعرضاً نظام المدارس وإجراءات التعليم في المدارس السويدية وما يخص أبناء الجاليات بشمل رسمي. ثم تفضل الأستاذ يؤارش هيدو وألقى الضوء على مسار اللغة الآشورية في العديد من الحقب التاريخية. ومن بعده تفضل الإعلامي ولسن ملهم وإرتجل كلمته التي خص بها دور الصحافة والإعلام في حياة الشعوب من خلال تجاربه في الوطن الأم وديار المهجر.
وفي اليوم التالي 22/6 كان دور الباحث اللغوي الأستاذ بنيامين حداد الذي تبحر باسلوبه السلس والرصين مستعرضاً أهمية اللغة ودورها في البناء الحضاري والرقي الثقافي، مؤكداً فاعلية اللغة الكلاسيكية لديمومة وإزدهار الحقول الأدبية بأشكالها المتفاوتة.
بعد استراحة قصيرة تفضل الإعلامي السيد أمير المالح وسلط الأضواء على دوافع انطلاقة موقع عينكاوا كوم منذ عملية التأسيس ولحد اليوم معبراً بديمقراطية وحرية الرأي ومستقطباً مشاهير الأدباء والشعراء وذوي الإهتمام السياسي والمكانة التي حظي بها بين أشهر المواقع بحيث اصبح منتدى لكافة الأقلام وعلى المستوى العالمي.
وفي هاتين ألأمسيتين فُسح المجال للحضور لألقاء أسئلتهم على المحاضرين الكرام واستقبالهم أياها برحابة الصدر وإجابات مدعمة بالأدلة وقناعة تامة.

وفي تمام الساعة السابعة من اليوم الثالث الأحد المصادف 23/6/ 2013 خُصص لإقامة برنامج خاص على شرف المُكرمين والضيوف المدعوين من المؤسسات الثقافية والمراكزالدينية والأحزاب السياسية بتهافت ما لا يقل عن 300 شخصاً من النساء والرجال في قاعة المجلس. وبعد أن استقر الحضور في الأماكن المخصصة لهم، تفضلت عريفة الحفل الآنسة ندى الكسندر وأعلنت بدء فقرات الحفل الساهر بإنشودة وطنية تبعها دقيقة حداد على أرواح الشهداء، ليتفضل فيما بعد السيد شيبا مندو رئيس المجلس القومي الآشوري بإلقاء كلمته التي خص بها الأدباء والإعلاميين المكرمين وعن دوافع وأسباب اختيارهم، وعلى أن تكون هذه الخطوة بمثابة أساس دائم ومنطلق للسنوات القادمة. كما وتطرق السيد شيبا لمسيرة المجلس منذ تأسيسه ولحد هذه السنة مشيراً للمراحل التي عايشها على مدى سبعة وعشرين عاماً. بعدها مباشرة نوديت أسماء المكرمين لتقليدهم اوسمة التكريم بفخر وإعتزاز بين التصفيق الحاد للحضور. وفي تلك الأثناء تفضل الأستاذ ميخائيل ممو وشكر ادارة المجلس نيابة عن الأستاذ لطيف بولا الذي غاب عن الحضور لأسباب خارج إرادته كونه خص الإحتفال بقصيدة وكلمة بالمناسبة. ثم تفضل الأستاذ يؤارش هيدو وخص المجلس شكره وامتنانه بإسم الجميع على هذا الإنجاز الفريد من نوعه.
ومن ثم تبعته الأستاذة جؤان يوسف معلنة عن أهمية الإحتفال في رفع شأن اللغة الأم والأدب الآشوري في كافة حقوله، مؤكدة دور المجلس في تكثيف العملية التعليمية للغة الأم في عدة مراحل من الطفولة والشبيبة الواعية وكبار السن. وحثت أولياء الأمور على مواصلة تشجيع فلذات أكبادهم على حب اللغة وتتبع تعلمها. ولكي تؤكد ما أشارت اليه كان لها دور القدح المُعلى فيما نظمته من فقرات لتلامذتها حيث تفضلت التلميذة دانييلا ملكو وشنفت آذان الحضور بقصيدة منتقاة من قصائد الشاعر ميخائيل ممو بعنوان " ليشانا آتورايا ". تلتها مجموعة من الأطفال والشباب بعرض مسرحي حواري عن معنى ومفهوم اللغة وأسباب تعلمها والدوافع المحفزة لضرورة إستعمالها وتعلمها لإستيعابها، وقد قوطع الحوار بالتصفيق في عدة مواقف تعبيرية مؤثرة من خلال الجمل القصيرة ذات الفحوى الجوهري لحياة شعب يحتضن ديار المهجر. ثم اعتلت منصة الخطابة الطفلة بهرا خوبيار ذات الست سنوات وألقت قصيدة بعنوان " لغتنا " من نظم السيدة جوليت ريحانا قاشا.
أما الفقرة الأخيرة من برنامج الإحتفاء التكريمي شمل كلمة المحتفى به الأستاذ ميخائيل ممو الذي أعتلى المنصة ليخاطب الحضور بكلمة ختامية استعرض فيها أهمية اللغة الأم ودورها في حياة الشعوب، مشيراً مكانتها في حياة الشعب الآشوري عبر مراحلها التاريخية من خلال الأدب القومي والتاريخي والديني منذ فجر الكتابة المسمارية بالواحها الخالدة في مكتبة آشور بانيبال ولحد أن أصبحت تلك الألواح والرقم الطينية أسيرة متاحف العالم. لينتقل بعدها السيد ممو إلى مكانة يوم اللغة العالمي 21 شباط من كل عام الذي اقرته منظمة اليونسكو من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، مستعرضا أيضاً بعض الأيام المخصصة لبعض الشعوب التي تحتفي بيوم لغاتها سواء اللغات العالمية أو لغات شعوب القوميات. وبما أن اللغة الآشورية لا تقل شأناً عن تلك اللغات فلا محالة من يخصص لها اليوم الذي يحتفى بها اسوة بباقي اللغات طالما تُعد من أولى اللغات منذ مهد الحضارة البشرية. ولهذه المناسبة ومن خلال المجلس القومي الآشوري والرأي المتفق عليه تمت الإشارة بأن يكون يوم اللغة الآشورية الأم وبكافة تسمياتها الفرعية في اليوم المصادف 21 نيسان من كل عام إبتداءً من السنة القادمة 2014.
ولكي يكون الحضور على معرفة عن دوافع ذلك، أبان بأنه تم مناقشة عدة مناسبات ذات صلة بتاريخنا القديم والحديث، فتم التأكيد على ما أنجزته جامعة شيكاغو بإنجازها التاريخي على إصدارها للقاموس الأكدي الآشوري البابلي في 21 مجلداً الذي هو مصدر العديد من اللغات الذي عمل على إنجازه أكثر من 85 باحثا لغويا وأثارياً متألقاً وخبراء من ذوي الإختصاص الأكاديمي منذ عام 1921 لحين إصداره كاملاً عام 2011. وإخيتار شهر نيسان لمنابع قدسيته قوميا ودينيا، وما يحل على الطبيعة من رونق وبهاء.
وفي خاتمة الكلمة أشار بأن يكون التاريخ أعلاه رمزاً لغوياً وثقافياً إلى جانب مناسباتنا القومية التي منها الأول من نيسان رأس السنة الآشورية والسابع من آب ذكرى الشهيد الأشوري. وهنا تعالى التصفيق لتمجيد ذلك اليوم واحياء ذكراه في كل عام.
وليس لنا من شرح واف بما أشار اليه السيد ممو إلا أن نثبت ما صرح به البعض من أئمة المعتمدين من الخبراء عن ذلك الإنجاز بقولهم:
ـ " تمخضت الدراسة عن نصوص عمرها اكثر من 2500 سنة تحتوي على وثائق ذات طبيعة علمية أو طبية أوقانونية، وأدب ملحمي وتضرعات الى الآلهة، بل وحتى رسائل حب ".
ـ "أصبح بمقدورنا قراءة كلمات الشعراء والفلاسفة والسحرة وعلماء الفلك، كما لو كانوا يتحدثون الينا أو يكتبون باللغة الإنجليزية."
ـ " استنادا الى محررة القاموس البروفيسور، مارثا روث، فإن المثير هو ليس الفروقات بين مفردات الحياة قديما وحديثا، بل التشابه بينهما ".
بهذه الفقرة التاريخية اختتمت الفعاليات ليحين موعدتقديم العشاء الذي تلى صلاته نيافة الأسقف مار زيا خوشابا الوكيل البطريركي للكنيسة الشرقية القديمة، وقبل تلاوة الصلاة الربانية أشاد بالتكريم ودور المجلس القومي الآشوري بما يقدمه من خدمات لأبناء شعبنا وبشكل خاص التعليم اللغوي الذي هو اساس وجودنا في الحفاظ على تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا.
بعد العشاء كانت فرصة الجمهور الكريم للتعرف على المكرمين  وتقديم الشكر لخدماتهم الجليلة في مجالات الأدب واللغة والأعلام والتقاط الصور التذكارية معهم.
ومن الجدير ذكره بأن ادارة المجلس أصدر كتاباً تعريفياً بسيرة حياة المكرمين وإنجازاتهم باللغة الآشورية والعربية. يقع الكتاب في 92 صفحة من الحجم المتوسط، تم توزيعه يوم الإحتفال. إضافة لذلك الجناح المخصص لعرض نتاجات المكرمين التي جاوزت المائة كتاب ليطلع عليها جمهور الحاضرين على مدى ثلاثة أيام. كما وتم نقل وقائع الإحتفاء بشكل مباشر ونقل حي على القناة التلفزيونية ( ANB ) الآشورية من كاليفورنيا وعبرشبكات الإنترنيت.
وفي الختام نأمل من مسؤولي المجلس القومي الآشوري أن يعيد هذه التظاهرة سنوياً بإستقطاب من يضحوا بحياتهم وأوقاتهم من الأدباء والإعلاميين إسوة بشعوب الدول التي تبجل مبدعيها في الحقل الأدبي والإعلامي والصحفي في نشر الوعي لنهضة الأجيال المستقبلية.


 المجلس القومي الاشوري - الينوي



577
حقاً انها فاجعة تبكي وتدمع عين القارئ ، انه خبر محزن  جداً ان يفقد الوالدان ابن وابنه لا يتجاوزان الأحدة عشرة ربيعاً في حادث غير متوقع. في مثل هذا الحدث الجلل لا تكف كل كلمات اللغة ولا تلك المنتقاة ان تفصح عن عن المواساة التي يراد تقديمها الى هذين الوالدين  المفجوعين. فقط  قوة الايمان هي التي تستطيع ان تواسي الاب والام في مثل هذه الحالة ومن  رؤيتي للصورة التي كانت في زمن ما قبل الفاجعة استطيع ان اجزم ان  الوالدين يكمن فيهما مثل هذا الايمان  وصلاتي الى العذراء القديسة و مخلصنا يسوع حين كان طفلاً بعمر الفقيدين ان يزيد الوالدين ايماناً وصبراً كي يستمرا في العيش على هذه الفانية.
الكسندر وكابريلا  هما الان  في سعادة الملكوت السماوية واني اتخيلهما يناشدان والديهما بالكف عن البكاء لان مكانهما افضل  مع الذين كانوا مثلهما انقياء القلوب  على الارض  ونالوا الحياة الابدية ، حياة  السعادة التي لا ينالها الا  المختارون الذين يدخلونها عبر الباب الضيق .
تتذرع  الى الرب القدير ان  يشفي الاخت الناجية  ادريانا العزيزة  لتكون  الأمل  للوالدين  في الحياة الأرضية والتي بكل تأكيد سوف تنتهي يوماً ما  للجميع  ولكن سوف تستمر للمختارين فقط  مع الكسندر وكابرلا.

                            حنا شمعون / شيكاغو 

578
جولة في رحاب الأسبوع الثاني من "السوبر ستار" الآشوري في شيكاغو




جرت يوم الخميس المصادف 11/ 7/ 2013 الجولة الثانية من مسابقة  برنامج السوبر ستار الآشوري بحضور جمع غفير ملئوا قاعة المجلس القومي الآشوري في  ضاحية سكوكي التابعة لمدينة شيكاغو الأمريكية. وما يوجب ذكره ان البرنامج الفني هذا هو بأدارة وتنظيم المنتج الآشوري البارع يوسب بت رشو الذي سبق وان  أشرف على برنامج  ناجح من هذا القبيل قبل عدة أعوام وقد تفاعل  الجمهور الشيكاغوي مع ذلك البرنامج وكانت النتيجة فوز الفنانة ريتا البازي بتلك المسابقة وهي الآن صوت جميل يضاف الى النخبة الممتازة في حقل الأغنية السريانية.
اول ما لفت انتباهي  في حضوري لفاعليات الجولة الثانية هو ابهة المسرح  والديكور الجميل والأضواء المنسجمة مع الحدث، حيث قدم المتسابقون أغانيهم والتي كانت حسب ظني مقلدة وهي أصلاً لفنانين كبار أمثال آشور بث سركيس وسركَون كبرئيل وأيوان آغاسي وغيرهم . كما ان الهندسة الصوتية كانت في غاية الدقة والتقنية بحيث كان سماع الصوت واضحاَ سواء انبعث من ميكروفون المغني او لجنة الحكام اوالفرقة الموسيقية التي كانت تعزف من موقع بعيد من خلف الجمهور.
دشنت الفنانة جوليانا جندو الحفل بأطلالتها البهية مؤدية احدى أغانيها العاطفية القديمة التي نالت استحسان الجمهور الذي صفق لها طويلاَ. ثم أخذت موقعها مع لجنة التحكيم والتي تألفت من الفنان الموسيقي دقلت اسابي، الفنانة المطربة ليدا لاوندو، الفنان المطرب البرت اوسكار، الشاعرة مارينا بنجمين وعازف البيانو المعروف أثير يوخنا. وقد ادت اللجنة التحكيمية حكمها لأداء المتسابقين بشكل مقبول ومن غير تحيز او افراط في النقد او المدح او التصنع كما رايته من لجنة حكام "أرب آيدل" التي انتهت قبل عدة أسابيع. الفنانة جوليانا جندو كانت أكثر الحكام ليّونة مع المغنين الناشئين من أجل تشجيعهم في تكملة المشوار، كما انها لم تبخل في ايصال خبرتها الطويلة في حقل الغناء ومواجهة الجمهور بثقة عالية، وكانت محقة في ذلك حيث بدأ معظم المتسابقين متوترين وعلى مسافة معتمة من الجمهور وانعدمت تلك الوشيجة بين المغني والجمهور وكانت عيونهم سارحة بعيداً عن الجمهور الذي لم يكن بمقدوره التفاعل، الا من قبل اولئك الأقرباء والأصدقاء الذين جاءوا لتشجيع قريبهم هذا فعلّا صياحهم وتشجيعهم له كما حال معظم مثل هذه المسابقات.
في ظني ان الحكام تناولوا بعض المصطلحات الفنية باللغة الأنكليزية ، انا شخصياً لم استوعبها ولا اظن ان بقية الجمهور استوعبها ايضاً وأشك ان المغنين الناشئين قد ادركوها وخاصة وفي في حالة الأرتباك التي كانوا فيها حيث لم اسمع اي اعتراض من قبلهم على لجنة التحكيم او الأيماء بعدم قبول رأي الحكم. وفي غالب الأحيان جاء الأعتراض من قبل اعضاء اللجنة التحكيمية بعضهم مع بعض وخاصة تلك المناوشات التي سُجلت بين مارينا وليدا والتي انتهت بتبادل الورود بينهما من اناء الورد لذي زيّن طاولتهم.
وشخصياً وحسب معرفتي في تأليف كلمات الغناء فان احد الحكام أخطأ في حق احد المتسابقين حين نبهه ان استعمال كلمة " اتوريا " هو خطأ فالصحيح هو ابدال تلك الكلمة بكلمة " اتوريتا " وهي الأصح لغوياً. اعتراضي هنا يأتي ان " اتوريا " وردت في الأغنية الأصلية  بهذا الشكل لضرورة القافية ، والأغنية الأصلية هنا هي أغنية " آهيلا يوني " التي هي اغنية شعبية وقد غناها مطربون كثيرون ومنهم آشور بيث سركيس . الأهم من ذلك كله فأن كلمة  " آتوريا " يمكن ادغامها من ثلاث هجاآت صوتية، واستبدالها ب " آتوريتا " في اربع هجاءآت صوتية واضحة حتماً سوف يؤدي الى خلل صوتي في الأداء. وفي هذا الصدد ايضاً كان اعتراض او مجرد مداخلة لم يتسنى لي سماعها من فنانا الكبير سركَون كبرئيل على احدى تعليقات الحكام بعد ان قلد احد المتسابقين احدى أغانيه.
المتسابقون وعددهم (14) جميعهم ذكور الا واحدة ،وهذا يؤسف له ، كما ان غالبيتهم كانوا من شيكاغو وظهروا بهندام متفاوت بين " الجينز " وبزة الحفلات (قاط). وهذه هي اسمائهم حسب ظهورهم على المسرح: زيا زومايا، يوسف ميشو، جوني يونان، ألفن درياوش، يوسف ايشوك، رامي جنوثن، كارمن زيا ( الفتاة الوحيدة )، يونان كيفاركيس، هاني شمون، وسام يوسف، أنكيدو زيا، الين لاوندو، نينوس منصور، ونشوان نبيل الذي هو من ديترويت.
بعد هذا ارتقت الفنانة المحبوبة جوليانا جندو الى المسرح وقدمت اغنيتها المعروفة " بيريتن رنكَي رنكَي " تفاعلت فيها مع جمهور شيكاغو وعبرت فيها عن حبها وتقديرها لجمهور شيكاغو والقائمين على العمل الفني وفي مقدمتهم السيد يوسب بت رشو.

وفي الختام اعلن عريف الحفل سركَون آشور -- حسب ما قاله لي-- ان العرض القادم سوف يكون يوم الخميس المصدف 18/ 7/ 2013 في نفس المكان وفي الساعة السابعة والنصف مساءاً وسوف يكون ضيف الحفل الفنان المعروف رمسن شينو، ودعى سركَون الجمهور الى الحضور واخبار الآخرين للحضور وعدم تفويت هذه الفرصة الثمينة.

                                                       حنا شمعون / شيكاغو
    







































579
اخي العزيز برديصان ،
لماذا كل هذا التشاؤم  بخصوص الغناء ؟ أنا شخصياً وأظن ان غالبية القراء الكرام  لا نوافقك فيما ذهبت اليه.  رغم صعوبة فهم قصدك لانك كتبت همك في جملة واحدة ( لم اجد نقطة ولا فارزة ) فاني اراك متشائماً اكثر من المطلوب ، وصدقني ان اكثر ما يهز مشاعري هو الشعر وحين يصبح الشعر اغنية  وطنية او قومية فاءن  الوطن والامة يصبحان جزء مني ومصلحتهما تكون غاية تعادل كل مصالحي الشخصية.
اما عن الوجود الديني الذي ورد في خاطرتك  فانه إقحام في غير مكانه  وكل انسان مسؤول عن خلاصه الابدي  . ارفع الغصة من على قلبك واملئه بالمحبة  لكل الناس ، مغنيين  وغيرهم ودمت في سلام.

                 اخيك بالدين والقومية، حنا شمعون 

580
تحية للمنتج والاعلامي الآشوري يوسب بيت رشو وهو يجمع  نخبة من الفنانين الآشوريين لأجل اكتشاف موهبة آشورية جديدة  في حقل الغناء السرياني كما فعل قبل بضع سنين حين فازت الفنانة الموهوبة ريتا البازي في مسابقة " اسيريان سوبر ستار " .  ريتا اصدرت فيما بعد سي دي اعتبره واحد من افضل ما استمعت اليه من حيث الغناء واللحن والكلمات.
نأمل النجاح والتوفيق  للمنتج يوسب بيث رشو  في مسعاه الفني مع مشاركة كبيرة من الجمهور والفنانين المشهورين والنقاد للمساهمة من اجل الارتقاء بالأغنية السريانية الى المستوى الذي تستحقه.

                         حنا شمعون  / شيكاغو  

581
عزيزنا بدران،
ساءلت عن ترخينا ان كان معروفاً في قريتنا منكيش لأني لا اتذكر الأكلة حيث أني لم اعش طويلاً في القريةالتي اعشقها وكان الجواب ان تلك الأكلة الربيعية كانت معروفة في الايام الخوالي.
ولكني اريد ان اذكر القراء الكرام وربما يكون لك تعليق  اضافي عن أكلة شهية اخرى من نتاج الربيع وتسمى " شميزا " كانت تحضر من  نبتة شوكية تنمو في البراري في فصل الربيع. تسمى  " شلقو بلقو " . تقلع النبتة مع جذرها ثم تجمع كمية منها وتجلب الى البيت وتغسل جيداً لازالة الأتربة والجذور القوية منها وتترك منقعة بالماء  في اناء مناسب وتضاف اليها كمية من السماق وقليل من الملح، ثم يؤتى بقطعة قماش خاصة منقعة بالماء ايضا وبقبضة يد عبر قطعة القماش تعصر النبتة جيداً حتى تزول الأشواك او تضمحل وهكذا تكرر العملية حتى يصبح كل محتوى الإناء معصوراً من خلال القماش وبقبضة اليد المشدودة قوياً يذوب السماق والملح في ألياف النبتة لتكتمل الأكلة  وتؤكل باليد كانها سلاطة حامضية، والف عافية.، لكن حذار ان لم يكن المحضر او المحضرة قوياً بما هو الكفاية لقتل كل الأشواك  كي لا يبقى منها ما ينخز لثة الفم. ولكن يبقى شاي الاخ سام البرواري  شهياً على الدوام.
شكراً يا اخي بدران على هذا الموضوع الذي أرجعني نصف قرن الى ذكريات قريتي الحبيبة منكيش متمنياً ان تعيش مع بقية قرانا بالأمن  والسلام.

                                حنا شمعون / شيكاغو

582
الاخ العزيز سام البرواري ،
  أنا ايضاً استوقفتني الصورة رقم 6  وحسبتها في الوهلة الاولى  من قريتي منكيش لأجل البيوت المتشابه فيها والجبل البعيد الظاهر في الصورة واكثر من ذلك حيوية الشباب الراقصين  ومن دراسة ملبسهم والشعر الطويل للراقصين أدركت ان الصورة هي من اوائل السبعينات من القرن الماضي حيث كانت أغاني الراحل الحي  باغانيه ألبرت روئيل  في أوجها ، وغالب الظن ان الراقصين  يرقصون على إيقاعها خاصة وان الطبل والمزمار غائبان من الصورة. كما أيقنت بعد التمحيص ان الصورة لا يمكن ان تكون من منكيش لانه في الفترة المذكورة كانت الكنيسة الكلدانية في القرية  الحبيبة تمنع الرقص المختلط بين الذكور والإناث.
لا فرق يا عزيزي سام ان تكون الصورة من برواري بالا او منكيش فالقريتان شقيقتان ، نصلي الرب ونتذرع منه ان يحفظ الاهل المتشبثين في البقاء فيهما.

مع فائق احترامي لشخصكم؛ حنا شمعون / شيكاغو 

583
الاخ بدران اومرايا المحترم
شكراً لاهتمامك وغيرتك على تراثنا الجميل والثري.الخكا هو  فن رائع ورثناه من الأجداد وعبر الزمان ، انه تراث يوحدنا ويشد ايدينا بعضها مع البعض.
الصور هي جميلة جدا والخكا هو  متشابه سواء كان في القوش او برواري بالا او اورمي او تل تمر ... انه  الأمل في بقاء اشوريتنا على مر الزمن، فلنحافظ عليه ونعلمه للأجيال القادمة وشكراً مرة اخرى لمجهودك في للتذكير بهذا التراث الجميل.

                          حنا شمعون / شيكاغو 

584

قطبا اللغة والأعلام السرياني يحاضران في شيكاغو

يوم السبت المصادف 6/22/ 2013 كان موعد الجمهور المحظوظ في شيكاغو للأستماع الى محاظرتين قيّمتين ضمن الدعوة الموجه من قبل المجلس القومي الآشوري في الينوي لنخبة من الأدباء والفنانين والأعلاميين الذين قدموا خدمات جليلة لأمتهم .
المحاضرة الأولى القاءها الأستاذ بنيامين حداد ، الأديب والباحث المعروف في حقل اللغة السريانية وكانت محاضرته عن الأشكاليات اللغوية المعاصرة واكد فيها على ضرورة التمسك  بالجذور واللغة الأصلية الموجودة في امهات الكتب الدينية والأدبية ومنها كتاب الحذرا وكزا وكشكول. او بالأقل الغرف من هذه المصادر بدلاً من استعمال اللهجات الحديثة والكثيرة المشبعة بالكلمات الدخيلة من لغات مجاورة. كما أكد على ضرورة الأعتماد على قاموس يوحد اللغة الأدبية بدلاً من استعمال قواميس تعتمد اللهجات المناطقية وهي بالطبع عديدة ومتباينة . وبعد القاء محاضرته المحدده مدتها أجاب اديبنا الكبير على أسئلة الجمهور الذي تجاوب مع أجوبته وكثيراً ما قوطع بالتصفيق المعبرعن ألأعجاب بالمعلوات التي  يخزنها هذا الحاسوب البشري العليم بكل اموراللغة والثقافة السريانية، وحتى الأمور القومية كان له دراية بها ولم تحرجه اسئلة "الشيكاغويين" المفعمة بحب القومية الآشورية فكان جوابه لها وفق منطق التاريخ واللغة المشتركة لجميع الناطقين بلغة السورث، مشدداً ان تعتمد التسمية القومية على الأرض الحاضنة لتلك القومية.
ثم جاء دور الأعلامي المعروف الأستاذ أمير المالح مسؤول موقع عينكاوا دوت كوم الذي تناول فيه نشأت والتطورات التي حلت على الموقع ليصل الى كافة ابناء الشعب الكلداني الآشوري السرياني في كافة انحاء العالم وبمعدل 70,000 زائر يومياً في الوقت الحاضر. كما ذكر ان الدخل من الأعلانات يبلغ حوالي خمسة الاف دولار شهرياً وهذا بحمد الرب هو كاف لتمشية امور الموقع. ثم تناول المشاكل التي تجابه الموقع والتي في مقدمتها الدخل الضئيل الذي لا يساعد في حصول تطور كبير في الموقع. وأيضاً تطرق الأستاذ امير الى السيطرة على الكُتاب والمدونين في الموقع من حيث المجال القومي اذ هنالك من المتطرفين القوميين الذي يريدون فرض ارائهم لمتعصبة وأردف قائلاً لكن الموقع بطبيعة الحال هو لكل ابناء شعبنا الكلداني الآشوري السرياني ونحاول قدر الأمكان ان نعطي حرية الكتابة للمشاركين وبالتأكيد لنا الثقة الكاملة والأيمان بأبناء شعبنا للتفريق بين الحق والباطل، وأدارة الموقع تحاول قدر الأمكان ان تكون حيادية ومستقلة. وأضاف قائلاً ان موقعنا يلتزم الفكرالديمقراطي الليبرالي في طرح الأفكار.
بعد هذا الأيجاز عن موقع عنكاوا دوت كوم ، جاء دور الجمهور لطرح أسئلتهم على المشرف العام للموقع.
ادناه هو الرابط الصوتي للمحاضرتين ،
مع اعتذاري للأستاذ بنيامين حداد لفقدان الدقائق الخمسة الأولى من محاضرته القيمة.

http://www.drivehq.com/file/df.aspx/publish/hshamoun/V62213 T4.mp3Publish
                                                    حنا شمعون/ شيكاغو

  




























585
تلقيت باسف بالغ نباًًً وفاة الشخصية الآشورية المعروفة ، الاستاذ زيا نمرود كانون. كان المرحوم شخصية أدبية ولغوية فذة ، احب لغته وأمته  الاشورية وبذل قصارى جهده للحفاظ على تراثها عبر مؤلفاته .
نسال الرب القدير ان يحفظه مع الأبرار والصديقين في ملكوته السماوية وان يلهم ذويه ومنهم اخيه الاستاذ يوسف نمرود كانون الصبر والسلوان.

                  حنا شمعون / شيكاغو

586
نعم الفقرة 8 جاءت صياغتها متكاملة وعلى افصح ما يكون للتعبير عن مهام الاكليروس برتبة الكهنة فما فوق  ، لان هؤلاء نذروا حياتهم لكنيسة المسيح  حسب طقس السياميذ في الكنيسة الكاثوليكية. السياسة تراوغ لأجل المكاسب الدنيوية، والقومية تفرق بين المؤمنين وتراعي مصالح  عرق معين .
المسيح -- الذي تبعه الاكليروس بمحض ارادتهم  --لم يفعل هذا لكنه لم يوص بمنع هذا والا لكان قد اعلن ثورة على سياسي زمانه أوكان نكر يهوديته .  النذر هو القسم يا عزيزي جلال وكنيسة المسيح هي العروس التي  اقترنوا بها وعليهم الاخلاص لها حتى الانتقال الى الحياة الابدية. ان كان هذا هو ديدنهم واعني البتولية فكيف الحال مع المراوغة والتفريق التي هي كما قلنا مكاسب دنيوية هم نبذوها طواعية لبلوغ ملكوت السماء على الطريقة الصعبة. نحن العلمانيون ايضا نصبوا الى هذه الغاية ولكن على هوانا وهذا اصعب من الطريق الصعب !!!
اعرف ان الاخ وردا اسحق عيسى اكثر دراية مني بالموضوع فرجائي ان تقرا بامعان تعقيبه الشافي بخصوص هذا الموضوع .
أنا معك بخصوص المشاعر القومية التي تتطرحها في كتاباتك ولذا فاني لا اختلف معك في ان نعمل نحن العلمانيون لنيل الحقوق الثقافية والقومية الخاصة بنا.

                            حنا شمعون / شيكاغو  

587
الاستاذ الفنان وردا اسحاق عيسى المحترم
 شكراً لموضوعك القيم هذا والنبذة المختصرة عن حياة الفنان الراحل  محمد غني حكمت، الغني بروح الحضارات العراقية القديمة والحكيم في تجسيده للعقاب الي ينتظر  " الحرامية " - وهي كلمة عراقية صرفة - وقد شاءت الأقدار وربما الواقع المرير ان يعرف هذا النحت الرائع باسم " الاربعين حرامي " وتغلب التسمية على كهرمانة او قهرمانة ، كما تفضلت.
ننتظر منك بشغف المزيد عن روائع الفن العراقي المتجذر والمتسلسل في تاريخ  وحضارات العراق، الذي لا مثيل له حتى دمر اخر حضارة له المغول الذين لم يعرف موطنهم حضارة قديمة على الاطلاق.

                                                   حنا شمعون / شيكاغو 

588
اهلاً وسهلاً  بعودة الاستاذ يعكوب أبونا في غاليتنا عنكاوا كوم، فنحن بحاجة الى اختصاصين من اصحاب العلم والدراية والضمير  ليقولوا كلمة الحق في اصلنا وفصلنا وخاصة ان كنا نربط أصولنا مع اقوام مضى على وجودها الفيتان ونيف.  اين نحن من اؤلئك  في الاسم والموطن والتواصل؟  وأين الحق من الزيف. نعم نحن بحاجة الى اختصاصين  كما قالها سيدنا وأبينا البطريرك مار روفائيل ساكو الجزيل الاحترام.

                                                                  حنا شمعون  

589

انا هو القيامة والحق والحياة، من آمن بيّ وان مات فسيحيا

في ذكرى مرور عامين على رحيل الشاب المرحوم الكسن بطرس

عامان مرّا على رحيلك يا عزيزنا الكسن ونحن زلنا غير مصدقين انك غادرتنا الى مثواك الأبدي . نحسبك بيننا في كل حين، بابتسامتك وطيبتك وحييوتك ، فانت حاضر معنا في الأعياد والمناسبات وفي قداس كل يوم أحد اذ  يتردد اسمك على فم الكاهن الجليل فنحسب ان روحك نزلت علينا من السماء لتلقي علينا السلام ويتبرك يومنا بذكراك العطرة.
غادرتنا في ربيع الأرض القصير يوم الثالث من أيار- شهر امنا الطوباوية مريم العذراء وفي تذكار القديسة شموني- غادرتنا الى ربيع السماء السرمدي الذي لا حساب ولا انتهاء له  لقد استعىجلت الى مثواك الأبدي وتركت عائلتك وأصدقائك وهم في لهيب الشوق اليك وانت تنعم بسعادة سماوية مع الملائكة والقديسين. رحل جسدك عنا وبقت ابتسامتك الحلوة  معنا كانك تقول اني فرح في مثواي فلا تتحملوا عبء الفراق افرحوا انتم ايضاً وأمضوا الى اشغالكم وعيشوا حياتكم اليومية فقد احببتكم في حياتي الأرضية ولا زلت احبكم وأتشفع لكم عند سيدتي العذراء القديسة كي تحسن اليكم كما احسنت اليّ.

نعم يا عزيزنا: الرؤيا التي استشعرَتها منك امك "سوزان" ووصلنا فحواها اصبحت مقرونة بذكراك، هذه الرؤيا تحولت الى لوحة فنية وشعر وأغنية. لقد انتشلتك العذراء القديسة من عذابات المرض الخبيث الذي استصعب شرب الماء عليك ، لا بل حُرِمتَ منه بوصية من الأطباء . لا من أحد استطاع ان يرحم بحالك وانت تسجدي ان يبلل الماء شفتيك وحاول ابيك " ايليا" خلسة ان يخفف عطشك الأرضي بمنديل مبتل ولكن عطشك كان أكبر من يرويه ينبوع ارضي فأتتك العذراء القديسة تدعوك الى ينبوع سماوي يروي كل عطش ومن ينهل منه لا يعطش ابداً .
أصدقائك الذي كنت محاطاً بهم في الرؤيا لا زالوا على العهد معك فقد أصبحت مثالاً لهم ولن ينسوك ابداً ، في صلواتهم ومناسباتهم وفي ذكرى رحيلك الثانية دعتهم امك الى جلسة سمر وعشاء سوية مع ذكراك التي لن تزول من مخيلتنا ابداً. حقاً يا عزيزنا الكسن ان أبتسامتك الآرضية تشعرنا بانك فرح في مثواك الأبدي.

ياعزيزنا الكسن في ذكرى رحيلك الثانية  نقول: سلام ارضي الى روحك الطاهرة التي هي في سلام أبدي.    

رابط قصيدة من تاليف حنا شمعون وغناء الفنان القدير شابي لاوندو.

http://www.ankawa.com/sabah/alexn1.wmv
    
 رسم الرؤيا التي حدثَ بها الكسن والدته سوزان بطرس وهي بريشة الرسام ماهر من شيكاغو:

طوبى لمن اخترته يارب ليسكن ديارك الى الابد

                                                                                    حنا شمعون / شيكاغو

590
نهنئ الاستاذ ، الأديب ، الفنان ادور موسى لنيله جائزة الاتحاد الآشوري العالمي لهذا العام. انه استحاق في مكانه لما قدمه هذا الفنان القدير للأغنية الآشورية المعاصرة " سوريثا "، وخاصة تلك التراثية التي بموسيقاها وكلماتها كانت تتردد في مناسبات الأفراح في منطقة هكاري وبرور وصبنا. وجاء الاستاذ ادور ليطورها ويقدمها لنا بموسيقى  وكلمات حديثة من غير التأثير على الجوهر  فتصبح مسموعة من قبل الاجيال المعاصرة ، من بدل ان تندثر وتضيع كما ضاعت منا تلك المناطق الخلابة بجمالها الطبيعي.
نتمنى للاستاذ ادور موسى الصحة والسعادة والعمر المديد.

                                       حنا شمعون / شيكاغو 

591
نعم ياعزيزي هذه الطقوس كانت تحصل في قرانا الشمالية -بيت نهرين-   الذي نحن السورايي سكانه الاصليين وما زلنا نحتفظ بعادات وطقوس أولئك العظام الذين كانوا اسياد العالم. احب ان ازيد الى ما تفضلت به مشكوراً عادة اخرى كانت تجري في مناسبة الزواج في قريتي منكيشي الحبيبة وكانت هي الآخرى تقام من اجل مساعدة العريس في تكاليف الحفلة وأظن ان هذه العادة او التمثيلية كانت تقام قبل يوم العرس اذ كان ان يقرر من قبل اصدقاء العريس ان يختار  واحد من المشهود لهم بالعزم والشدة  والقوه ان يعين قاضياً ( قازي ) وتعطى له الصلاحية ان  يطلب من يريد من اهل القرية المتمكنين ان يحضر مجلسه  خطفاً او بالدعوة الطيبة (بسيموثا )او يذهب هو بنفسه الى ذلك الشخص ويقاضيه وهو حامل لعصا غليضة  ومخيفة وحينذاك كان يامر الشخص المطلوب ان يتبرع بما يقرره وكان ذلك يتفاوت بين دجاجة  او ديك والى حد بقرة أو ثور  كي  تنحر من اجل ماءدبة العريس، وفي حالة رفض الشخص المقبوض عليه من قبل أعوان القاضي كان يضرب بالعصا الغليضة لحد السبعة ضربات ومن ثم  يخلى سبيله وهو يطلق صيحات  الألم ولا من احد يعترض على قرار القاضي المحترم.
في هذا الصدد فاني اهدي للقراء الاعزاء هذا البيت من قصيدة كتبتها عن طقس الزواج في منكيش وهو هكذا:

ماقوليي آري بكنوا.      اقليه مرمي لهوا.    ين بري جزا دقازي        ين مخي بقتا شوا

شكراً لك ياعزيزي بتذكيرنا بهذه العادات  التراثية الجميلة، والرب يباركك ويحفظك.
  

592
مسيرة اكيتو في مدينة شيكاغو

في جو بهيج ومشمس توافد ابناء شعبنا الآشوري ( السورايي ) في شيكاغو وضواحيها الى شارع  الملك سركون الثاني في شمال المدينة وذلك لمشاهدة الأستعراض السنوي لمسيرة اكيتو التي تنظمها الجمعيات الآشورية لمناسبة عيد اكيتو الذي هو رأس السنة البابلية الآشورية  6763 . الحضور هذه السنة كان اكثر من تلك السابقات، كما ان المواكب المشاركة كانت اكثر عدداَ وأفضل تنسيقاَ ورونقاً.
تقدم المسيرة  رجال الدين الأفاضل ورؤساء الجمعيات الآشورية وعدد من مسوؤلي مدينة شيكاغو وقد رفعت الأعلام الأشورية وأعلام زوعا بكثافة تعبرعن حب المشاركين لقوميتهم . كما ان الحضور ،رغم البرد المعهود لمدينة شيكاغو في مثل هذه الأيام، كانوا من مختلف الأعمار، اطفال وشباب وكهول وقد بدا على وجوهم الفرح والفخر لأنتمائهم الآشوري .
مبروك اكيتو ، رأس السنة ابابلية الآشورية ، على الأمة الآشورية اينما كانوا.
وكل عام والأمة الآشورية  بخير، وبيت نهرين ينعم بالسلام وألأزدهار.
   

593
شعراء شيكاغو يشاركون في احتفالات اكيتو

اليوم الثاني من احتفالات شعبنا الكلداني الآشوري السرياني في شيكاغو للعام البابلي- الآشوري 6763  كان موعد الشعراء في هذه المدينة المهجرية كي يلتقوا جمهورهم  ليسمعوهم ابداعاتهم الشعرية. أغلب القصائد جاءت مستلهمة  بين سطورها وفحواها من جمال نيسان الذي حلّ على الطبيعة --وخاصة في بلاد النهرين-- لتفتترش الأرض بخضرة دائمة مزركشة بانواع الأزهار البرية الملونة ومنها شقائق النعمان الأحمر والبيبون الأصفر ، فقد ولى الشتاء  مع برده القارس وأعتدلت الحرارة كي تذوب الثلوج من أعالي الجبال ويخرج الفلاح نشطاً الى حقله يحرث ويزرع وبعد مايقرب الشهر سوف تتحول البذور هذه الى سنابل تتماوج بأنسيابية موسيقية مع نسيم الهواء العليل حتى تتحول فيما بعد- في فصل الصيف- الى حنطة ومن ثم قمح والى خبز الحياة الأرضية. انه التجديد الواجب للطبيعة  كي تستمر في دورتها ، ولآن الأنسان النهريني كان صاحب حضارة كوكب الأرض فقد كان اول من أحس بهذا التغيير واتخذها مناسبة للأحتفال لمدة اثنا عشرة يوماً يمزج فيها الفرحة بالأصلاح السياسي والعدالة الأجتماعية. وتذكر النصوص التاريخية ان الملك في أحد هذه الأيام الأثنا عشر كان يتنازل عن عرشه ليستقله واحد من ابناء الرعية البسطاء والغاية هي ان يحس الملك بالام رعيته. ما أشبه هذا بالآلآم التي قبلها المسيح من أجل رعيته وفي نفس هذه الفترة حيث القيامة المجيدة تتزامن مع اكيتو ، عيد تجديد الطبيعة. ليس هذا محض صدفة بل ثمة علاقة  بين المناسبتين المتشابهتين في الجوهر، واعجب من ذلك جاءت تسمية " سواريي" فيما بعد لتدمج المناسبتين، ولتعني الآشوريين المسيحيين.
هذه كانت محاور معظم القصائد التي تليت في هذه الأمسية، رابطة هذا المحاور مع امنيات الشعراء للشعب الآشوري – حسب تعبير معظم المشاركين— في عودة هذه الأمة العريقة  لتعيش حرة  كريمة ومعترف بها في موطنها الحقيقي بيت نهرين، الموطن الذي يتميز فيه الأول من نيسان، رأس السنة البابلية الآشورية بأهمية خاصة.

القصائد التي القيت في هذه المناسبة ،والتي جرت وقائعها على قاعة المجلس القومي الآشوري " متوا " ، كانت حقاً بمستوى الحدث النيساني العظيم، ولا خير في امة تفتقد الى الشعراء والمفكرين. الشعراء المشاركون هم من خيرة شعراء شعبنا الكلداني الآشوري السرياني " السورايي" وقد أثبتوا ان لغتنا السريانية " السورث" هي بخير وحية ومفرداتها التي بعض منها قديم قِدم أكيتو وقدم اسماء الأشهر والفصول التي مازالت مستعملة لوقتنا الحاضر، وان بأمكان هذه اللغة التي شرّفها المسيح بنطقها ان تواكب العصر وهي رائعة وجميلة حين ينظم بها الشعر.
 
الشعراء الذين اتحفونا بقصائدهم حسب ترتيب الصعود الى المنصة كانوا كل من:
الشماس شموئيل دوباتو، حنا شمعون، هومر آشوريان وقد قرأ من قصئد الشاعر جان الخص، نينوي ابراهيم القادمة حديثاً من سوريا، هرمز يوسب، يونان هومه، روبن بيث شموئل القادم من نوهدرا- العراق، شوشن سركيس، وأخيراً نينوس نيراري الذي كعادته كان مبدعاً في ادارة فقرات هذه الأمسية الرائعة والتي أضاف اليها رونقاً وجمالاً بتعليقاته المشوقة حول أكيتو وطقوسه وممارسته، وذلك بأستعماله لغة سريانية أدبية لا تقل صحتها عن تلك المستعملة في القصائد الملقاة.
رغم ان الجمهر الحاضر كان قليلاٍ نسبياً وربما يعود ذلك الى برودة الطقس في شيكاغو ولكن كما قالها نينوس في الأنتظار الطويل لبدء الامسية --حتى يتاح للمتأخرين حضورها— اذ قال ليس عدد الحاضرين مهماً لان وقائع هذه الأمسية بفضل التكنولوجيا ستكون في متناول الكثير من المستمعين والمشاهدين في كافة انحاء العالم. وفعلاً كان حضور قناة عشتار وكاميرا مركز الأعلام الآشوري التابع للاعلامي ابن الجالية المعروف، يوسب رشو،  ليسجلوا وقائع هذه الأمسية الزاخرة با لقصائد الرائدة. كما اننا بدورنا نقدم لمتصفحي غاليتنا عنكاواكوم التسجيل الكامل لهذه الأمسية الشعرية الثمينة، وذلك على الرابط الصوتي الاتي:

http://www.drivehq.com/file/df.aspx/shareID10860120/fileID1358812763/sheri4213.MP3

وأيضاً نقدم عربون وفاء للشعراء المشاركين وجمهور الحاضرين هذه الصور الملتقطة بكامرة متواضعة لتسجل بقدر المستطاع ما جرى في هذه الأمسية التاريخية التي يؤسفنا ان نقول ان الكثير من الوجوه المعتادة غابت عنها وفاتتهم فرصة يتمناها الكثيرون ولكنهم ليسوا من سكنة مدينة شيكاغو.      




























594
عزيزي الاستاذ نبيل دمان المحترم،
اكاد اسمع انين فؤادكم المكلوم وهو يصدر من بين السطور،  وانا قابع في شيكاغو . اعرف جيداً انها فترة عصيبة عليكم، لان المرحومة كرجية كوريال اسطيفو من عائلة أودو العريقة، والمعروفة اختصاراً ب  " ام نبيل " كانت ام حنونة ومربية رائعة جعلت من ابنها نبيل خير من راية على رابية يعرفه الجميع بمحبته  الواسعة لابناء جلدته ، كما ان الوطن  دوماً يشغل باله لان يكون حراً و شعبه سعيدا.
عزيزي نبيل كتاباتك في التراث والتاريخ التي استمتعت بها كثيراً، وإذ استذكر بعضاً  على الدوام ، فلابد ان أترحم جزيلاً على روح الام التي لقنتها لكم . تلك الوالدة الحنونة التي عاشت  بسيطة ترتدي زيها الالقوشي الزاهي والجميل  حتى نالت الراحة الأبدية في ملكوت السماوات مع القديسين والقديسات في ملكوت السماوات.
اسمح لي يا اخي وصديقي نبيل، رغم انه لم  اتشرف لحد الان  في مقابلتك ،  ان اكون شريك  حزنكم البالغ هذا فاني دوماً استشعر العاطفة الانسانية التي بذرتها الوالدة العظيمة في قلبكم وذهنكم.
 اطلب واتذرع الى الرب القدير ان يلهمكم الصبر والسلوان ويبعدكم عن كل مكروه.
        
                                                                                          حنا شمعون / شيكاغو

595
تراث  ثري وذي معنى  ديني وترفيهي ، ويجب الحفاظ عليه . منتصف الصوم كانت مناسبة تدخل الفرحة الى قلوب الاطفال ، ذلك / تلك المحظوظ والمختار من غير تمييز  وكاءن مشيئة الرب  تدخلت في الاختيار وهذا كان يعطي العذر للوالدين في عدم تكلفة العائلة في شراء الهداايا للجميع ، فقط لذلك الذي تدخلت مشيئة الرب في اختياره وليس على ذلك من اعتراض.
شكراً للزميل والأخ العزيز بدران اومرايا لنشره وتذكيره لنا بهذه المناسبات  التي نقلها لنا السلف و علينا الحفاظ عليها لتستمر ممارستها مع الأجيال القادمة.
                                                                   حنا شمعون / شيكاغو

596
ارى لزاماً على نفسي بعد سماع هذه الأغنية الجميلة عن قرية  " كوري كافانا " ان اكتب تعليقاً شخصياً عن هذه القرية وأهلها الطيبين حيث ان الفديو اعاد الى ذهني ذكريات الصبا الجميلة حين كانت السيارة تمر في هذه القرية التيارية وانا في طريقي من و الى منكَيشي الحبيبة والتي تبعد مسافة نصف ساعة بالسيارة. كانت القرية --حسب الذكرى  البعيدة -- تطل على وادي عميق وكنت أعرف رجال القرية بقلنسوة الرأس المميزه عن تلك التي يلبسها الأكراد فكنت أعرف اني وصلت كوري كافانا و كان  يشدني اليها شعور خاص لم استطع في حينها معرفة سره .وفي الغربة علمت من اخوتي الذين يكبروني  انهم كانوا أحياناً يرافقون المرحوم والدي في اواسط الخمسينات من القرن الماضي وذلك لجلب القصب الذي كان يكثر في الوادي الذي كانت تتطل عليه قرية كوري كافانا والذي كان يستعمله المرحوم والدي في جذل الحصير وبيعه للسكان المحليين. وحين كانت الشمس قرب الغروب والمسافة  مشياً مع الدواب الى منكيشي تستغرق أكثر من اربع ساعات لذا كان والدي يحل مع اولاده الصغار ودوابه ضيوف معززين مكرمين لدى مام يوخنا ،-- كما يخبرني اخوتي دوماً،-- وفي غالب الظن انه كان مختار قرية كوري كافانا في حينها. كان مام يوخنا يجبر والدي للمنام للبقاء في ضيافته من بدل المجازفة مع خواطر الطريق الى قرية منكَيشي. وهكذا اصبح والدي المرحوم ومام يوخنا "دوست" وفي حينها كنتُ ابن الثلاث او اربع سنين لا يمكن للذاكرة الرجوع اليها ، لكن يا ويل الزمان ان حسب ان تلك الطيبة التي كان يحملها مام يوخنا في قلبه قد ذهبت سداً. لا والف لا .. ولذا كتبت هذا التحقيق عن كوري كافانا القرية العزيزة الى قلبى، ويا ليت تقدم لي شخص وقال لي انا ابن او حفيد مام يوخنا الطيب الذكر... والرب يحفظ كوري كافانا وأهلها لطيبين في سلام دائم.
                                                                                                    حنا شمعون /  شيكاغو

597
في فديو كليب جديد: جوليانا تغني "كوري كاوانا"



 أطلقت مؤخراً اميرة الغناء السرياني ، الفنانة المحبوبة جوليانا جندو اغنية سجلتها بطريقة الفديو كليب بعنوان "كوري كاوانا" وذلك وفاءاً منها لقرية والدها رابي ايشا جندو. أُنتجَت الأغنية من قبل Nineveh Productions ، ومن اخراج المبدع جيمي اوسبانا.
  الأغنية، كلماتها من تاليف الشاعر داود برخو وموسيقاها من تلحين الفنان جوني يوخنا . المشاهد التصويرية اخذت في شيكاغو الأمريكية وقرية كوري كاوانا في شمال العراق. الأغنية والفديو كليب هو اهداء جوليانا لأهل "كوري كاوانا" وهي قرية سكنها الآثوريون الذين أصلهم من تياري ومعروفون بالشجاعة والطيبة والبساطة. الأغنية تمجد بطولات رجالها الميامين من آحفاد الآشوريين القدماء، والمثل المعبر عن ذلك هو عائلة ملك جكو التي منها ا لبطل الشهيد هرمز ملك جكو وأخيه المرحوم كَوركَيس (كَيّو)، اللذين على الأخوة الأكراد تسجيل أسمائهم بماء الذهب لتضحياتهم الجسيمة وأخلاصهم المتفاني في الثورة الكردية ضد الظلم والطغيان والتمييز العرقي.
المخرج البارع يظهر في احدى اللقطات المؤثرة جوليانا جندو وهي داخل كنيسة مارت شموني القديمة العامرة لحد اليوم رغم كل الهجرات وظروف الأقتتال التي حلت على ساكني كوري كاوانا ، والتي بنيت بشكل بسيط في عام 1926، وتقول جوليانا ان هذه الكنيسة لها مكانة خاصة في قلبها حيث ان جدتها "نيمو" قرينة  جدها "رب اما"  جندو كانت ترتادها يومياً للعبادة والصلاة. كما يظهر المخرج لقطات لجميلات كوري كاوانا وأشتياق اهلها المغتربين للسفر الى قريتهم ومنهم رابي ايشا جندو وعائلته  حيث ان سائق الحافلة ( جوني يوخنا ) ينادي على الركاب " شا تسقخ" التي هي ماركة مسجلة بأسم اهل تياري.
تحية لأميرة الغناء السرياني التي تُحب قريتها مثلما تحب بقية قرى " السورايي" وتتغنى بهاجميعا، لأن هذه القرى هي موطننا الذي لن ننساه.
رابط الفديو كليب:

http://www.ankawa.org/vshare/view/3728/juliana-jendo-korehgawana/
                                                                              حنا شمعون/ شيكاغو


598
في ختام هذه السلسلة عن نصب جدار الحرية العراقي يسرني ان اشد على يد ابن قريتي الفنان  التشكيلي وردا اسحاق مهنئاً وشاكراً على هذا التحقيق الشامل عن العمل الرائع للفنان الراحل جواد سليم.
المؤمل من فنان وكاتب قدير مثل وردا اسحاق ان يتفق معي في ان ليس كل ما ذكر عن تفسير الصور في هذا النصب هو عين الصواب ، فالفنان جواد سليم  ، بعمره القصير نسبياً، لا اتوقعه انه افصح عن كل مكنونات هذا النصب العظيم حيث ان مادته غزيرة  والأيماءآت من التماثيل وشخوص الجدارية تتعدى التأويل اليقين. الفن التشكيلي يختلف عن الشعر كونه اوسع واكثر لغزاً. ثمة معنى لحركة او ايماء من تمثال منحوت أكثر بكثير من الكلمة المحددة معناها في قواميس اللغة ومع هذا نقول والمعنى في قلب الشاعر. ان كان هذا حال الشعر فكيف حال الفن التشكيلي.. فالمعنى لا يتسع  له قلب الفنان صاحب الرسم او النحت  ، خاصة وان المطلعين على العمل الفني هم من ثقافات مختلفة ولهم عواطف متغيرة وتطلعات متباينة.
في احدى تعليقاتي عن الحلقة الاولى وصفت ان المقالة بأنها تشمل الفن والسياسة والدين . وكنت اعرف اني اقحمت الدين في هذه الثلاثية  وحاولتُ جاهدا تفسير ذلك، فكان استغراب الكاتب العزيز من ان الدين ليس له موضع في مقالته وابدى تعجبه عن هذا الأقحام خاصة وانه يعتمد المصادر ولم يرد فيها ذكر للدين لا من قريب ولامن بعيد. حاولت في حينها ان افسر ان الدين هو التربية و الأخلاق التي تجتمع في المحبة، ولست ادري ان وصلت رسالتي الى فنانا وردا وبقية القراء الأعزاء. اني اجد نفسي ملزماً لأعادة موضوع الدين بعد ان قرأت في الحلقة الأخيرة ان الجدارية تمثل اربعة عشرة مرحلة وفي ثقافتي وتأويلي وخاصيتي ان افضل ما يشبه هذه المراحل هي الأربعة عشرة مرحلة التي مر فيها السيد المسيح في ثورته على الكبرياء الذي لازم الأنسان منذ آدم وحواء.  وطبعاً مراسيم هذه المراحل والتي تسمى "درب الصليب" تمارس كل عام في الكنائس الكاثوليكية حيث يقف الكاهن امام كل مرحلة ممثلة بالفن التشكيلي ( صورة او تماثيل ) شارحاً للمؤمنين تلك المرحلة. الفنان العظيم جواد سليم لابد كان قد اطلّع على هذه الممارسة الدينية خاصة انه كان يعيش في ايطاليا وكان يزور الكنائس للأطلاع على الأعمال الفنية فيها وقد ذكر كاتبنا الموقر هذه الزيارات في احدى الحلقات. المرحلة الخامسة والتي جاءت تحت تسمية الشهيد وجدتُ شبهاً كبيراً مع مرحلة الصليب الأخيرة وفيها المسيح مُنزل من على الصليب ولن اُكذب ذاكرتي ان قلت انه سبق وان رأيت صورة  مريم العذراء تحتضن  ابنها على الشاكلة التي نحتها جواد سليم.
وليسمح لي الأخ وردا ان استعيد تعبيره عن الطفل المجسم، وانا اقول المتحرك، الذي يبدو وكأنه يبارك الثورة: " الطفل يمثل السيد المسيح مشيراً الى ميلاد حياة عراقية جديدة فيها البراءة والحب والمستقبل المشرق الخالي من الأستغلال والعنف والأحتكار." انه تعبير يدعو اليه رجال الدين مسيحيين ومسلمين ويهود لانه في صميم ديانتهم . اما السياسيون فكثيراً ما نسمع منهم اقاويل تدعوا الى مستقبل مشرق خالي من الأستغلال والعنف والأحتكار ولكن للأسف  غالباً يكونوا الأولون في نقض هذه الأقاويل واظن ان ذلك كان الواقع بعد الثورة التي اراد جواد سليم تجسيد مراحلها الثلاث في نصب الحرية ليكون عصاة التأديب لمثل هولاء السياسين والحكام في حالة انحرافهم عن اهداف الثورة.
أخيراً اردد معك يا فنانا العزيز، وردا اسحاق : ليبقى نصب الحرية عالياً وخالداً مع اسم الفنان المبدع جواد سليم.
                                                           حنا شمعون / شيكاغو

599
اخي العزيز بدران اومرايا الجزيل الاحترام
أتقدم لحضرتكم بالشكر الجزيل  لاهداءكم  موضوع " اشوط تملي " الى شخصنا ، ومهما رفعت من شاءني  بهذا الإهداء فاءني ساءجد  نفسي ملزماً ان اكون اكثر تواضعاً في حياتي اليومية.، متمثلاً  بملك الملوك  الذي نزل من السماء كي  يلقننا درس بليغ في التواضع.
انتهى شهر شباط اقل شهور السنة اياماً واكثرها فعالية وتاثيراً في مستقبل السنة .. المقصود هو حياة شعبنا الآشوري ( السورايي ) في شمال بيت نهرين. شباط هو اكثر شهور السنة في  البرد القارس وسقوط الأمطار والثلوج، والتي من  تأثيراتها جاء اسمه -- كما أخبرتنا مشكوراً-- حيث  ذكرت ان شباط هو قرين السبات والخمول وهذا هو احد الاحتمالات المعقولة. اما الاحتمال الاخر ان بحثنا في اعماق التاريخ وجذور اللغات،  فهو ان شباط هو  الشتاء نفسه  أو قمته وفي إثبات ذلك نورد: الشتاء هو " ستوا " بلغتنا القومية " السورث " وحين نطبق قاعدة التبادل اللغوية بين لغتنا القديمة والحديثة حيث س ~ ش؛ ت ~ ط ؛ و ~ ب ، فإننا سوف نجد علاقة قوية بين " ستوا " و شباط الذي  لفظه هو " اشوط " في لغتنا القومية.
شباط اوالشتاء هو الجذر الذي ينبت منه  فصل الربيع والزرع وهذا الاخير يؤدي الى الصيف والحصاد، وهو بدوره  يحولنا الى الفصل الاخير، فصل الخريف والتخزين.
كل الذي امله ان ربيع أمة السورايي القادم قريباً ان يكون مثمرا وزاهياً فالقرابين التي قدمناها في  شباط وهي دماء الشهداء مار بنيامين وشهداء يوث ( يوسف، يوبرت ويوخنا ) سوف  تأتينا بربيع زاهر لامتنا الآشورية الحديثة.
مرة اخرى يا عزيزي بدران اشكركم جزيلاً لمشاعركم الطيبة تجاهي ، والرب يكون في عونكم دوماً، وانا بانتظار المزيد من كتابتكم الشيقة والمهمة في حفظ تراثنا الاصيل.
                                         
                                                                        حنا شمعون / شيكاغو 

600
اخي العزيز بدران ، احياناً اتساءل مع نفسي كيف كان أهلنا يتابعون تبدل الأشهر حيث لم يكن هناك  رزنامات  ترشدهم الى نهاية شهر وبداية اخر خاصة ان قسماً منها هو ثلاثون يوماً وقسم اخر واحد  وثلاثون . اما شباط فهو اقصر الأشهر ومشكلته مشكلة وايامه  قصيرة ونعرف عددها . بلا شك الحل  قبل ظهور المدارس كان عند الكنيسة التي كانت تحفظ الأعياد وتذكار القديسين والصلوات الطقسية.
حول شهر شباط اتذكر في طفولتي انه في قريتنا " منكيش " كنا في اخر يوم له نصعد شباباً واولاداً صغار نصعد الى الهضبة الواقعة شمال القرية ، نجمع الحطب ونكومه عالياً  وحين يسدل الليل ذيوله كنا نشعل النار في تلك الأكوام ثم نسحب عوداً من الكومة ونطفي نارها في بقعة ما زالت  تحتفظ ببعض الماء كي تبعث دخاناً كثيفاً، مرددين العبارة التالية بالكردية : "هاتي هاتي ددونا بقونا شاطي." اعتذر أني لا أتقن الكردية لكني اعرف اننا بتلك العبارة ، كنا نلعن شهر شباط خير لعنة في اخر ايامه  وحسب تقديري ان إشعال النار في الحطب كنا نعبر عن اننا لسنا بحاجة اليه ( الحطب ) في الشهر القادم حيث تبداء الحرارة بالارتفاع رويداً رويداً.
يا ليتك  ياخي بدران بحثت في هذه الممارسة الشعبية حيث أني متاءكد انها كانت سارية في بقية القرى الشمالية او قرانا الآشورية "السورايي" الجبلية.
شكراً لتقديمك  لنا هذا الموضوع الشيق وانا بانتظار المزيد.
                                    حنا شمعون / شيكاغو.

601
البروفسور ادور يوحنا عوديشو يستحق كل التكريم والثناء على خدماته الجليلة في مجال اللغة السريانية " السورث"  وتعريفها الى المتخصصين الأجانب في حقل اللغات.  اتذكر اسمه في أوئل السبعينات على الصفحة الآشورية ومن  ثم السريانية بعد صدور قرار منح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية في العراق . من ذلك الحين ولحد الان فهو يكتب ويقدم البحوث الأكاديمية بكل تفاني وجد للتعريف بلغتنا المحكية والمكتوبة كي تبقى درة نادرة نتباهى بها وجسراً يربطنا مع حضارة بيت نهرين.
حسناً فعلت  الجمعية الاكاديمة الآشورية في اختيارها للبروفسور ادور عوديشو  ليكون مثالاً يحتذى به وخاصة ان ريع  حفلة التكريم هذه سيستفيد منه الطلبة بالمدارس السريانية في الوطن الام .
تمنياتي القلبية للبروفسور ادور عوديشو بالصحة والسعادة والعمر المديد.

                          حنا شمعون/ شيكاغو 

602
الشكر الجزيل  للفنان وردا اسحاق  لكتابته الحلقة الثانية  عن نصب الحرية الي يمثل رمز العراق الحديث وعلم حضاري  ينتصب عملاقاً في قلب بغداد ، ومطلاً بموازات دجلة وكأنه  هو الاخر يبغي الخلود ليعيش في ضمير العراقيين ويذكرهم انهم شعب حي منذ غابر الأزمان وليس مقبولاً منهم يتاءخروا عن الركب الحضاري.
استاذ وردا المحترم؛ أعجبتني كلماتك  " مات الفنان جواد سليم ليبقى عمله شاخصاً وخالداً يتحدى السياسات المتعاقبة والمتناقضة في مبادئها و أهدافها ". كلمات فيها الحس الانساني ودراية  بتاريخ العراق الحديث  مع استمرارية الأمل في ان يستعيد العراق ، ارض الرافدين، القه الحضاري . حسب حدسي وفهمي  ان إلجدارية هي سطر كتابي ويبتدي  من اليمين  ويستمر  الى اليسار بموازاة النهر الخالد الذي كان دعامة حضارة العراق.
بقي ان اقول ان هذا النصب العظيم ولد في عملية قيصرية في بلاد القياصرة من فكر نهريني ليحط في قلب العراق، بلاد الرافدين ، والبقية سر دفين  حمله معه الفنان الحاذق جواد سليم الذي وافاه الاءجل وهو في مقتبل العمر كي لا يتسنى الفصح  عنه، وكي يبقى لغزاً كما بقت الغاز النحات السومري والآشوري شاخصة في عيون تماثيلهم في متاحف العالم.
 فنانا المنكيشي؛ أنا بكل فخر انتظر الحلقة الثالثة من  هذه السلسلة الثمينة.

                                                  حنا شمعون / شيكاغو

603
عشت يا اخي بدران على هذه المعلومات  القيمة التي بعضها هو خافي على رجال الدين الأعزاء. بارك الرب جهودك الحثيثة في تثقيفنا بالمعلومات التراثية التي نشترك فيها سواء كنا من اهل الجبل او السهل. بلا شك ان الدلالة عظيمة وهي اننا أمة واحدة.
                                 حنا شمعون / شيكاغو 

604
اخي العزيز وردا ،
 نعم اضفت الدين الى الفن والسياسة في وصف مقالتك القيمة، لأني اعرف انك  تتطرق الى شخصية عبد الكريم قاسم  المملوء محبة تجاه شعبه فقد كان محباً حتى الى الد أعدائه والجميع يعرف قوله الماءثور " عفا الله عما سلف " وهكذا طبقه مع عبد السلام عارف واخرجه من السجن رغم مؤامرة الاخير لقلب نظام الحكم وهي  جريمة تستحق الاعدام وخاصة في العراق وفي ذلك الزمان . انت أدرى بالدين مني  وخاصة المسيحية فما نفع المسيحية من غير محبة وعبد الكريم تجاوز حدود المحبة وأعطى خده الاخر لعبدالسلام وانتهى الامر بأن  اصبح عبد الكريم قاسم -- الذي مازالت كل القلوب تهواه --انتهى به الامر ان يكون شهيدا لمبداء المحبة.  موضوعك  هذا يعتبر اجتماعي  فهو يتناول حقبة من  تاريخ العراق الاجتماعي  وأظن ان  محبة الرئيس لمروؤسيه هي مثال يحتذى به .بقي فقط ان اقول عندما اقول " الدين "  فاني اعني المحبة وهي علاقة اجتماعية  وهي  الأساس  في العدالة الاجتماعية.
اما من ناحية السبق الصحفي فالمساءلة مجازية اكثر من ان تكون واقع تستحق عليه جائزة،  فانا شخصيا كانت مساءلة خلاف قاسم وجواد سليم خافية علي وأظن على الكثير من العراقيين، وعلى الغالبية الساحقة من قراء  عينكاوا كوم المحترمين .
اتمنى لك التوفيق واعتذر لكوني  سبب الالتباس لديك، والمعنى عندي دوماً في قلب الشاعر.  أنا بانتظار الحلقة الثانية تزودني  فيها عن معلومات جديدة عن شهيد العراق الخالد ، عبد الكريم قاسم .
                                                     حنا شمعون / شيكاغو0

605
الاستاذ  والفنان وردا اسحاق المحترم
 تحيتي وتقديري وشكري لشخصك الكريم واطراءك  السخي. أني ارد ثانية على مقالك الثمين لانه من النوادر، فيه الفن والسياسة والدين . اما كيف دخل الدين في هذه الشراكة فاني احسب الدين هو الايمان بخالق الانسان والكون وهو  المحب او المحبة ذاتها والتي هي عماد العدالة الاجتماعية على هذه المسكونة. طالما انك الاخر تطرقت الى نزوة عبد الكريم قاسم في الشهرة فاني اقول في هذا الصدد ان نزوة الشهرة حق مشروع لكل انسان  شريطة ان  يكون طلبها باستحقاق.
عبد الكريم قاسم اثبت انه اهل  للشهرة  والذكر الطيب. في مثل هذا الشهر ثار عليه العروبيون الغلاة وقتلوه وفي جيبه نصف دينار وارث لا  يتعدى بيت بالايجار، كما انه ترك تاريخاً حافلاً بالإنجازات والتضحيات رغم مؤمرات العروبيين، فقد كان خادماً اميناً للشعب العراقي بكل أطيافه والوانه.
الحادثة التي كشفت عنها واعتبرها سبق صحفي لأني قراءت كثيراً عن قاسم ولا احد تطرق الى ذلك ولكنها حقيقة فقد حصل شبيه ذلك مع الشاعر شاكر بدر السياب وقد قراءت ذلك مؤخراً في كتاب من تاءليف الدكتور أحسان عباس فقد ورد فيه ان قاسم تغافل في تقديم معونة لعلاج السياب لان الاخير كان قد اربك الزعيم الأوحد بمقالة ناقدة، لكن قلب الزعيم عبد الكريم قاسم كان ارحم من الضغينة فارسل اليه مبلغاً من المال وباقة ورد الى المسشتفى الذي كان يعالج فيه بمدينة لندن.
اتمنى ان يلتفت القراء الكرام الى مقالك هذا وان يعقب عليه  ذووا الآقلام  الخبيرة بتاريخ العراق  الحديث بنقد بناء ونية حسنة، واني بانتظار الحلقة الثانية من مقالك الرائع فقد عودتنا على الروائع  أيها الفنان والرسام الذي بمقدوره ان  يخلق الرسومات والمعاني.

                                                    حنا شمعون / شيكاغو

606
عزيزي الاستاذ الفنان وردا اسحاق المحترم
شكراً لهذا المقال الرائع وانا بانتظار الذي يتبع. معلومات جديدة وصور بديعة وشخوص من تاريخ العراق الحديث ، كل ذلك تطرقت اليه وكانك ترسم لنا احدى لوحاتك الفنية بإحساس مرهف  وصدق لا يجامل.
كعراقيين كلنا نحب عبد الكريم قاسم، الا أولئك العروبيون  الغلاة، ومع هذا يفرحني انك اتيت على نزوة كانت تمتلكه ولكنه لم يفرضهاعلى الفنان العظيم جواد سليم وكما شهدنا ان  النصب جاء من غير صورة الزعيم ، رغم انه انتصب في ساحة التحرير، وفي عهده الزاهر. شتان بين بطل العراق  وزعيمه الأوحد  وبطل العروبية الذي  حكم العراق بالحديد والنار والحروب والذي حفر اسمه على  جدارية حضارة البابليين وكانه هو صاحبها بينما في الحقيقة هو الذي خذلها ليصبح العراقيون اليوم رمزاً  للتخلف والانحطاط بدلاً من ان يكونوا عظماء كعظمة بابل.
أستاذنا الرائع: من خلال هذا المقال عرجت على كتاباتك السابقة الموثقة والمنشورة في أرشيف غاليتنا عنكاواكوم واتطلعت على على ما رفدت  هذا المنتدى من كتابات قيمة فنية ودينية تنم عن ثقافة عالية وإيمان عميق بالمسيحية التي لا تخاف ان تجاهر بها لان لواءها هو المحبة وطريقها نور  يشتت الظلام .  أني فخور بك أيها الفنان  والكاتب  المبدع كونك واحد من الذين أنجبتهم منكيش الحبيبة الى قلوبنا جميعاً.

                                                              حنا شمعون / شيكاغو

607
اخي نشوان،
مرة اخرى اجد نفسي مؤيداً قوياً لمضمون  مقالتك المختصرة  ولكنها جاءت شاملة حيث انك كنت واضحاً واسلوبك في الكتابة يعكس ثقافتك العالية. وبهذا الصدد اعجبتني ايضاً مقالة الاب  نوئيل السناطي التي جاءت مشابهة لمقالتك هذه وطبعا الاسلوب الادبي والإنشائي للآب السناطي قلما يظاهيه اخر في التعبير والتشويق فهو هندسة لغوية جميلة و بليغة...
بكل الأحوال  أنا الاخر اعتبر اختيار  البطريرك  لويس روفائيل الاول ساكو اختياراً موفقاً وخاصة في المرحلة التي تمر بها كنيستنا الكلدانية وهي نفس المرحلة العصيبة التي يمر بها العراق الذي مركزه هو مركز كنيستنا الكلدانية المشرقية وهنا للتوكيد اود ان اذكر ساليق قطيسفون التي هي بغداد او جزء منها حالياً. أطلب من الرب ان يكون عونناً لبطريركنا الجديد في تحقيق وعده في ان يكون بطريرك الأصالة والوحدة والتجديد. امين.

                                             حنا شمعون / شيكاغو

608
يعكوب أبونا مؤرخ  وعلامة  قل نظيره في  مجتمعنا، فهو لا يكتب كي يقراءه كل من هب ودب  او ممن  ليسوا بمثقفين وليس امل في تثقيفهم لان الطائفية والمذهبية أعمت بصيرتهم ولم يعد يستطيعوا ان يمييزوا بين الحق والباطل. لكن كل من يريد ان يتعلم ويتثقف ويعرف الحقائق التاريخية ما عليه الا يتابع كتابات الاستاذ يعكوب أبونا وينهل منها فالرجل لا يكتب كما يشاء بل كما تعلم هو نفسه من امهات الكتب والمصادر الموثوقة ، وهذا جلي من ذكره للمصادر والمؤلفين والتواريخ وحتى رقم الصفحات. كل هذا مع تحليله المنهجي والنزيه من كل تأثير شخصي او مصلحي او عقائدي ، غايته ان يكتب الحقيقة التي أنا افضل ان اصفها " راس الحكمة مخافة الله "  . الله هنا ليست بالشدة ولكن ليس لي من حيلة بل ان هذه الكلمة هي الضمير الحي الذي وهبه إيانا الرب، خالقنا وخالق السموات والارض .
تعمقوا في هذه المقالة ، فقد اسوقفته اسطر من كتاب ثمين وعلى هذه الاسطر استفاض بالمعلومات المتعلقة كمن  يبني من الأساس بيتاً جميلاً وهنا اقول  يكتب مقالة رائعة كي تبقى منهلاً للقراء العطاشى للحقائق التاريخية.
شكراً لك يا أستاذي الذي تعلمت منك الكثير. الرب يكون في عونك دوماً وانا وكل المعجبين بكتاباتك بانتتظار المزيد من روائعك.

                                                                       حنا شمعون 

609
اخي بدران، هذا توثيق ممتاز لعملية تحضير " القلية " ومقالتك هذه ذكرتنا بأيام  يوم كنا صبيان حين كانت تجتمع العائلة حول  " السفرة " في حلقة تربطها المحبة وكان كل منا يحصل على حصته من  " بشكا القلية " اثنين او ثلاثة  ولا اكثر وكنا ندحرجها من قمة الوجبة  (برغل او رز  ) المكوم على شكل الهرم .قليل لكن كان كاف لان يبعث الطاقة في أجسادنا لنقضي أياما حلوة لا زلنا نتذكر حلاوتها وحتى طعم " القلية " لا زال مذاقه  شهياً في فمي.
شكرًا لك يا اخي بدران ونأمل منك المزيد من هذه  التراثيات التي كانت تربط قرأنا كي نستدرك اننا حقاً أمة واحدة قديماً وحديثاً.

                                       حنا شمعون / شيكاغو

610
أهنئ من اعماق قلبي غبطة مار لويس روفائيل الاول ساكو لمناسبة انتخابه بطريركاً للكنيسة الكلدانية  واطلب من الرب ان  يعينه في المهمة الصعبة الملقاة على عاتقه منذ لحظة انتخابه في إدارة دفة كنيسة المشرق الكلدانية الى بر الأمان . أني ارى ان مهام البطريرك الجديد هي  روحية اولاً ولذا فانه بحاجة الى الايمان القوي بالرب يسوع ورسالته في الخلاص البشري وقد لمسنا الايمان الشديد من غبطته عبر دعواته الدائمة للصلاة والصوم وأثرهما في تحقيق المطالب السماوية والدنيوية. كما ان  لغبطته مهام دنيوية في وطن متوتر سياسياً والأمن مفقود ورعيته في خوف وتبغي الهجرة  من موطن كنيسته المشرقية ، كنيسة ساليق قطيسفون وفي هذا الصدد رايناه قديراً وحكيماً في معالجة الامور الدنيوية ونال كل الاحترام من لدن  جميع سكان كركوك، مسؤولين وعامة الناس.  نشكر الروح القدس على اختياره لسيادة مار لويس ساكو ليكون البطريرك الجديد للكنيسة الكلدانية.
اصلي وادعو  الجميع للصلاة من اجل ان  يكون الرب في عون بطريركنا الجديد وان يمن عليه بالصحة والعمر المديد.
                   حنا شمعون / شيكاغو
 

611
تحية حب وتقدير للقائمين على هذا المهرجان من كلا الجمعيتين الآشورية والكلدانية. لقد أثبتم وحدة امتنا في يوم استراليا نأمل ان يكون هذا الإنجاز الكبير قدوة لبقية الجمعيات حتى تجتمع  في مهرجان اكبر لرفع سمعتنا في استراليا العزيزة.
          حنا شمعون / شيكاغو 

612
تقرير تراثي رائع كما عودتنا على هذا دوماً يا عزيزنا بدران. لقد كانت " القرون" وسيلة تجارة في الايام الخوالي وفي نفس الوقت كانت وسيلة اعلام و رابطة تواصل بين مناطق جغرافية لا يصلها الا اؤلئك التجار المغامرون، وقد قراءت عن قريتي منكيش ان الكثلكة وصلتها عن طريق هؤلاء التجار البسطاء.
عجبني جداً نهاية المقال والسؤال  كم كان عددكم في القرون وجاء الجواب  عفوياً ولكن ذات مغزى كبير فيه  كلام مع صورة  تشرح الكلام.
عاشت ايدك يابدران ويبقى سؤالي رغم معرفتي انك اصغر مني عمراً: هل سبق وان شاركت في احدى هذه " القر ون" !!!!
مع تمنياتتي لك بموفور الصحة والعمر المديد.

               حنا شمعون / شيكاغو

613
نعم يا اخي بدران تحية لتلك الايام الخوالي حين كان المحراث الخشبي بمثابة تراكتور  اليوم والفرق  هو ان  التراكتور مصطلحاته كلها إنكليزية لكن كما يبدو من مقالتك الرائعة هذه ان  مصطلحات المحراث الخشبي كلها كانت سريانية مما قد يعني ان الآشوريين ( السوراي ) هم  المخترعون له او من كان لهم باع طويل في صناعته. انه لفخر لنا ان تكون صناعتنا لهذه الآلة استمرت لما لا يقل عن ألفي سنة بالاقل وساهمت هذه الآلة في  بقاء  الزراعة زاهرة  ونشطة على مدى قرون طويلة، وسؤالي هنا هل سيدوم التراكتور الامريكي يخدم الفلاحين على مدى فترة طويلة مثلما فعل المحراث الخشبي.
شكراً لك يا اخي بدران في جهودك الحثيثة لحفظ تراثنا، خاصة وانه ليس هناك آخرون يقدمون على هذه الخدمة المجانية التي حتماً تاخذ الكثير من وقتك الثمين.

         تودي ساكي: حنا شمعون / شيكاغو 

614
شكراً يا اخ سامر على هذه التقارير الرائعة التي فيها تبذل جهداً كبيراً لكشف العديد من  الامور التي كانت خافية عنا. انت ترفع اللثام عنها وتقدمها لنا مادة شيقة كي نستلذ بقراءتها واكثر من هذا كله فان تقاريرك  هي وثائق  وجسر تربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
امل من القائمين على غاليتنا عنكاواكوم ان يلتفتوا الى  روعة تقاريرك ويكرمونك لانك حقاً انت اهل لذلك.
اطلب واتذرع الى الرب القدير والعذراء القديسة ان  يحفظونك ويحمونك من كل مكروه اذ اعلم ان مدينة الموصل. ليست  بالمدينة الآمنة وانت مع ذلك تصول وتجول فيها لتكتب لنا هذه التحف من التقارير.

                                     حنا شمعون / شيكاغو

615
عزيزي نشوان،
لقد كتبت ما في قلبي. ليباركك الرب على غيرتك المسيحية . ويا ليت  تصل رسالتك الى آبائنا الأساقفة ولا يهم من يكون المنتخب بل المهم من يحقق لنا هذه الأماني.

                         حنا شمعون/ شيكاغو

616
روح الراحل جورج هومه تعود الينا في " شلاما دقلت"




منذ صدور البوم دشتا دنينوي للفنان آشور بيث سركيس عام 2008، لم احظ بسماع البوم غنائي-- مكتوبة أغانيه-- يدغدغ أحاسيسي ويحرك قلمي كي اكتب عنه. بحثت طويلاً عن الالبوم الصادر للفنان المرحوم جورج هومه في خريف 2012، الذكرى الثانية لرحيله من عالم العمل الدؤوب وا لعطاء الى عالم الراحة والثناء. في رحلة البحث هذه أثقلت مصرف جيبي  بشراء عدداً من الالبومات لفنانينا الجدد والقدماء لكن اقتنائي منها لم يتعدى عدد قليل من الآغاني  التي تستحق السماع  وتستحق المكوث داخل سيارتي وتكون وقود ذهني المتعب من هموم العيش في مدينة كبيرة مثل  شيكاغو.
في حياته  الأرضية اعطى هذا الفنان جورج هومه كل ما في امكانيته لا بل انه كان سخياً في عطائه  لدرجة ان بذل ذاته من اجل فنه ولمنفعة ابناء امته الآشورية اينما  كانوا حتى يستمعوا الى درر فنية تبقى ازلية، وفاءاً منه لأبناء امته وارتقاءاً بالفن الغنائي لامة تستحق بذل الذات لأجل الرقي بها من حيث انهاا أقدم امة عرفت الموسيقى. بعد شهرين من العناء والبحث حصلت على الالبوم الغريب في صدوره. نعم البوم لأغاني جديدة يصدر لفنان بعد رحيله بسنتين لهو امر غريب وعجيب. اما كيف حصلت على الألبوم فلم يكن عن طريق دار التسجيلات او مخازن ابناء شعبنا، لأنه غير متوفر عندهم، بل جاءني هدية من النجم المتلألئ في سماء الأغنية السريانية ( السورث - الاشورية الحديثة) ، الفنان سركون يوخنا الصديق الوفي للراحل جورج هومه والمروج الكبير لفن صديقه.
 
يحوي الألبوم العجيب هذا على ثمان أغاني موسيقية ولكني أحسبها تسع فالأغنية التاسعة وهي افضلها هي تلك الكلمات التي سطرها على الغلاف الذي جاء مع الألبوم. الكلمات تقول: " دائماً كنت اؤمن ان المشاعر المنبعثة مباشرة من القلب بأخلاص نقي، انها تحط مؤثرة في قلوب الجمهور." مثل هذه الكلمات المكتوبة بالانكليزيه ضمن رسالته الوداعية لأبناء امته الآشورية هي أغنية عَزفها على اوتار قلبه الطيب وغناءها من حنجرة  بصوت مكتوم . هذا الغناء الفريد من نوعه لم يصلنا عبر سماع الأذن بل انه قفز ذلك الحاجز لتصل قلوبنا نحن الجمهور الذي صُعق بفقدان هذا الفنان العظيم.
من كلماته الوداعية ايضاً :" لا اعرف ايهما ايقنتُ اولاً معرفة  اسمي ام شغفي بالموسيقي والغناء" اي انه شغف بالموسيقى منذ نعومة أظفاره. ولذا كانت الموسيقي والغناء كل شيء في حياته فتعلم العزف على مختلف الآلات وبدأ الغناء في مقتبل عمره. ولكن جورج ذو القلب الرقيق والقومي ( اومتنايا) المخلص وجد في هاتيت الصفتين عنواناً لأغانيه فأستثمر جُلّ جهده الغنائي في هذين الحقلين وأبدع وايّ ابداع!! وفي هذا  الصدد يقول الفنان سركَون يوخنا عن صديقه وقدوته جورج هومه حين زار الأخير سوريا في عام 2004: التقيت به وتعرفت عليه عن كثب ، لقد كان ذي مشاعر جياشة حقيقية يبكي كالأطفال لأن الزمن يمر سريعاً في حين انه هو واقرانه من المغنين لم يؤدوا رسالتهم كاملاً لخدمة الأغنية الآشورية ورفع سمعتها.

جورج هومه أيقن موهبته الموسيقيةً ولذا استغلها لخدمة امته فكرس معظم حياته للموسيقى ولأجل ذلك أنمى موهبته هذه ودرس الموسيقى في المعهد الموسيقي الأسترالي حيث كان يقيم مهاجراً في القارة البعيدة عن بيت نهرين، عشقه الاول والاخير. تعلم العزف على معظم الالآت الموسيقية ومنها الفايولين وهي الأعز الى قلبه، العود، الكَيتار، البيانو .. وقد استخدمها  جميعاً مقرونة مع صوته الملائكي  المشحون  بالعواطف الجياشة.
موسيقى هذا الألبوم تعتبر سمفونيات عشق ومحبة وحقاً ان جردنا الغناء من الموسيقى التؤليفية فالنتيجة هي سمفونيات للسمع والمتعة، وقد سهر الليالي في تأليفها. عشر سنين استغرقت جورج كي ينتج البومه هذا . الموسيقى كانت كامله ومعها الردات اللازمة، فقط كان عليه ان يغني البقية من أغنيتن ثم يتم تركيب الغناء على الموسيقى المجهزة وينتهي كل شي ، لكن يد المنون كانت تنتظره وداهمته وهو في خضم شغله وهكذا سقط شهيدا للفن الذي أحبه منذ الصغر.    

جورج هومه لم يكن مغنياً يجمع الأغاني ويكثرها كمًاً بل كان ينتقيها كي تكون نوعية بحيث تمتزج الكلمات بالموسيقى امتزاج الماء بالطحين وفي هذه الحالة لا ينسى ان ينفح جزءاً من روحه السامية خميرة حتى تنتفخ عجينته وتنتج خبز الحياة. وبكلمات الفنان المرحوم جورج هومه وهو يخاطب جمهوره كما جاء في مقدمة الألبوم الذي نحن بصدده: "مثل الخمر الجيد لا بد ان يُعتق حتى يختمر جيداً، فلقد استغرقتُ سنيناً كي انتج هذا الألبوم، ووضعت فيه قلبي وروحي كي تستمتعون به." آخر اصدار غنائي له كان عام 2000 ، وهكذا فانه البومه الأخير  والذي جاء بعنوان " شلاما لدقلت " استغرق عشر  سنين لحين ان وافاه الأجل ولم يكن مكتملاً بعد لكن اخويه جان وجاك مع أصدقاء المرحوم وهم ريني دانييل وآشور اوراهم حاولوا كل  امكانيتهم ان يملئوا الفراغ الذي تركه جورج لأكمال ما تبقى من الألبوم الذي بين ايدينا واستغرق ذلك قرابة السنتين واستطيع ان اقول ان ذلك كان جيداً اذا أخذنا  بنظر الأعتبار صعوبة ملء الفراغ الذي تركه المرحوم والموهبة الفنية التي كان يملكها.

كما اسلفت فان الأغنية التاسعة حسب تصنيفي كانت مقروءه وقد حاولت تقديمها أعلاه اما بقية الأغاني فهي ثمان اَتم منها المرحوم ست أغاني . الأغنية السابعة وهي تحت عنوان " راوي " فقد أكملها شقيقه جاك بعد ان كان المرحوم قد وضع موسيقاها مع التؤليف الموسيقي لكامل الأغنية وغني ردّتها، وقد اجاد جاك في تكملة الأغنية ويبقى على المستمع ان يلاحظ الفرق. في تصوري ان جاك اجاد لأن الأغنية هي تراثية وموسيقاها شعبية مما يسهل تقليدها. اما الأغنية الثامنة والأخيرة وهي بعنوان " ريما دطوراني " اي ريم الجبل فهي سمفونية حبه لكل من شريكة حياته وأمته الآشورية. فيها كلمات صعب عليّ تفسيرها بعض الشئ وكلماتها هي ثمرة تعاون بين المرحوم جورج هومه وعمه الشاعر المعروف آدم هومه الذي يقول جورج عنه بانه  يشبهه في تتطلعاته كثيراً وهو شاعر لامع  وانه هو – اي جورج —مدين لعمه في الكثير من نجاحاته . هذه الأغنية تمثل جزء من تراجديا وفاة جورج حيث انه غنّى الردة فقط اما بقية الاغنية فكلماتها وردت كاملة على الغلاف  لكنها غير مغناة في الالبوم. لم أسال عن السبب، لكن حدسي ان جورج توفي ولم يكمل غناء بقيتها، وقد اراد منتج الألبوم بعدم تكملتها ان يقول لنا: لقد سقط جورج شهيدا لفنه وتوقفت حنجرته الذهبية عن الغناء. واذا رجعنا الى حكاية الوفاة المعروفة، فان جورج كان  يعمل على انجاز البومه وهو في الأستوديو الموجود في بيته وحين شعر بالأرهاق القاتل خرج حيث الى فناء الدار وحقيقة الأمر انه كان يعاني من سكتة قلبية اودت  بحياته وهذا ما  حدث حسب رواية ألشخص الي كان معه في البيت ,اظنه  ابنه أو أخاه الصغير جاك.  بهذا الصدد كتب جورج  : "سهرتُ الليالي مع القلم والفايولين وحب امتي الاشورية وانا أكتب واغني.. أعيد الكتابة  اوالغناء مرّة تلو المرة ولا  أقبل بالنوم ..حتى  تكون النتيجة موفقة وأغفو على دموع الفرح او الحزن."
أعود الى الأغنية الثامنه التي حيرتني كثيراً في تفسيرها والتي غنى جورج ردّتها مع موسيقى ابداعية حيث تستفسر الكلمات من هي هذه الجميلة التي مشيتها غنج في غنج. في البيتين التاليين تجاوب هذه الجميلة، وفي متن جوابها مرة تصف نفسها ريم يجول في الوطن الآشوري  ومرة أخرى - البيت الأخير-- تبدو ان هذه الجميلة هي أميرة أحلامه التي أصبحت زوجته وأم أطفاله. لكن الكلمات أتت  مؤلمة حقاً في جواب أميرة أحلامه التي شبهها بريم جبال آشور: من غيرسابق انذار رحلتَ عني وسقطتَ –ميتاً-- كما يسقط ورق الشجر في الخريف.
لآ أدري ان كان هذا السطر قد كُتب قبل او بعد حادثة الوفاة، لكن بلا شك انه يسطر تراجيديا الرحيل الفجائي لفنان عظيم، وأملي ان تغنى هذه الكلمات على الموسيقى التي وضعها الفنان جورج وشارك الشاعر الكبير آدم هومه في تاليف كلماتها وأقتراحي ان يغنيها من جديد الفنان سركَون يوخنا. والسيناريو الآخر  لنشر هذه الأغنية ان تبقى الردة كما غناها جورج وتشارك الفنانة القديرة جوليانا  جندو في تكملة البيتين الاخرين حتى تكون نهاية تعبيرية لفلم " وردي ديشي " الذي  كان بداية تعريف جورج هومه على جمهوره قبل اكثر من عشرين عاماً.
كما ان كلمة "تيي تيي ةئِا ةئِا، فقد ترجمتها غنج في غنج وقد اكون مخطئاً لكني اعتمدت هنا على سياق الكلام ومن ثم اني أتذكر طيراً في قريتي منكَيش كنا نسميه " تي تيا " حين كان يمشي على الأرض وكان حركته بغنج ملحوظ.

ثم هناك الأغنية التي حملت عنوان هذا الألبوم وهي " شلاما ل دقلت - سلام على دجلة " وانا شخصياً احسبها أعز الأغاني على قلبي لأني أعرف دجلة جيدا وقد مشيت عليه كثيراً من فوق الجسر الحديدي في مدينة الموصل وهذه الأغنية تؤجج في داخلي تلك الذكريات الجميلة والحزينة عن النهر الذي اسميت ابني "دقلت" بأسمه. جورج هومه قبل رحيله بعام ونيف كان قد زار العراق وذلك في نيسان  من عام 2009  ليغني في الأحتفال  المقام سنوياً لمناسبة بداية السنة البابلية الآشورية ( اكيتو ) ولابد انه وقف على النهر العظيم الذي يروي أرض آشور وتأمل في ميائه طويلاً ومن ثم الّف موسيقى هذه الأغنية  وبعد ذلك كتب الكلمات الحزينة لموسيقاه لتصبح هذه الإغنية القومية شكواه الى القدر الذي جعله غريباً في موطنه. ايقاع موسيقى هذه الأغنية قوي جداً وصوت الطبلة يرمز الى الندب لدرجة ان المستمع يستطيع تميز دقتين قويتين للطبلة حين يلفظ جورج اسم النهر" دَق..لَتْ " كما  ان المستمع يستطيع ان يميز بسهولة الأصوات المختلفة في غناء هذه الأغنية وأحداها يبدو انه صوت آت من بعيد .. ربما  من سدني، استراليا، وذلك حين يغني المقطع: غريباي بشلن بدوني وهر بد بيشوخ غريباي .اي اننا  أصبحنا غرباء في الدنيا وسنظل غرباء.  

أغنية أخرى هي على ايقاع شرقي راقص وتغني المجموعة ردّتها، وهي بعنوان "بسا من كَشقياثخ- كفى من نظراتك". في هذه الأغنية يصف مع الموسيقى الملائمة العيون الساحرة والشعر المعطر والقوام الممشوق لفتاته التي دعته للرقص معها في الخكَا. انتهى الخكا لكن يديهما المتشابكتان ظلتا على حالهما.

الأغاني الاربعة الباقية هي التي سهر عليها الليالي كم سبق وان اخبرنا بذلك وهي كامة مكملة وفيها الموسيقى الكلاسيكية التي الفها على حسه واحساسه وفيها عزف الاته المختلفة وأحبها الى  نفسه الفايلين. يمكن ايجاز المقصود في هذه الأغاني التي يحاور فيها نصفه الآخر بأربع محاورهي اعمدة عش هذا السنونو الذي سيحل بينا في كل  ربيع.. وهذه المحاور هي: الاشتياق،  المديح، العتاب، واخيراً المغفرة . وقد انتقيت الأشتياق وهي الأغنية الرابعة في  هذا الألبوم وجاءت تحت عنوان " تا خبوقلي- تعالي احضنيني". فيها يعرب عن اشتياقه الى شمس حياته وضياء عينيه  فيطلب ان تأتي اليه فهو فقد اشتاق اليها، وكم هي فرحته ااذ اتته في الربيع  " بينيساني " وملات حياته اخضراراً وفرحاً.

جورج هومه رحل  عنا ولم يرحل معه نتاجه الموسيقي والغنائي الذي سيظل يذكرنا بفنان عظيم احب امته وبذل ذاته لرفع سمعتها.
حين قرأت نبأ وفاة المرحوم جورج هومه، كتبت مايلي على صفحات عنكاوا.كوم:
هزّت جوانحي عنوان النبأ المفاجئ واثقل قلبي الحزن وانا  أقرأ تفاصيل  الخبر المؤلم. حقاً صعقني خبر رحيل الفنان الغالي على قلب  كل آشوري، خاصة ونحن نعيش هذه الأيام مع فاجعة كنيسة سيدة النجاة.
سنبقى وستبقى الأجيال من بعدنا تتذكر بكل  تقدير فنان الأمة الآشورية جورج هومه. سوف نستمع الى أغانيه ونستلذ بها  فرحاً وحزناً وتلتهب مشاعرنا وملئها  هواجس الأمة المُغرّبة عن وطنها. واحدة من تلك الأغاني العظيمة التي خطها قلمه وغناها هي " مركَي قيني" التي فيها حبي، قريتي، وطني..وكل  أمالي لتُخلد ذكراه في مخيلتي دوماً.
لقد سطر فقيدنا الغالي اسمه ومن خلال فنه الرفيع في سجل الخالدين الذين قدموا خدمات  جليلة لأمتهم.

لأعزائنا القراء وكل محبي الفنان العظيم جورج هومه اقدم  الرابطين لأغنيتين من هذا الألبوم هدية ليست مني بل من روحه التي زارتنا عبر هذه التحقيق، لأني اعرف جيداً ان الذين يتوقون الى  سماع ألبومه عليهم الأنتظار طويلاً. وهنا اود ان أحث المنتجين لهذا الألبوم العجيب ان  يسوّقوه الى ابناء شعبنا قريباً ويهدون بعض النسخ الى الأذاعات ووسائل الأعلام كي تبقى ذكراه عطرة  بيننا على الدوام.  


http://ankawa.com/sabah/04_Ta_Khpoqly.mp3

http://ankawa.com/sabah/06_Shlama_Deqlat.mp3


                                                                                              حنا شمعون / شيكاغو
  



617
ملك الملوك وعظمة التواضع

قريباً يحل علينا  عيد الميلاد وها قد استعتدتْ له البشرية كلها:  زينة ، هدايا، حفلات ،زيارات، اضافة الى عطلة مدارس ، قداس منتصف الليل ويتضمنه نار الرعاة.
 ملك الملوك الذي سَبّحت له ملائكة الرب قائلة المجد لله في العلى وعلى الارض السلام ، لم يولد في قصر او حتى  بيت اعتيادي ولكن في تلك المغارة  المتواضعة التي لا يُتوقع حتى لأفقر الفقراء ان يرى النور فيها. لا حاجة بنا ان نذكر قصة الميلاد فالذين يعرفونها عليهم ان يستخلصوا الدرس منها، والذين لا يعرفونها وهم الغالبية بما فيهم الذين يعرفونها  ولم يستخلصوا الدرس منها فاليهم اكتب مقالتي هذه.
الى نفسي اولاً اقول، ثم الى كل مسؤول وصاحب جاه او من يبحث عن الشهرة من كتاب ونقاد وسياسيين، اننا لسنا ولا  نقطة في بحر  من عظمة هذا الذي ولد في مغارة متروكة ليس فيها غير التبن، بدلا من ان يولد في قصر فخم يعد افرشته الوثيرة  طاقم من الخدم.
مَن مِن أصحاب العروش او الأسماء المشهورة استطاع ان يجلب معه حين  ولد - او ولدت- جوقة من الملائكة تسبّحه وتمجده، ولمن يصعب عليه تصديق هذا ، من منكم يستطيع ان يقيم جسده في اليوم الثالث ويصعد الى السماء. ومن لا يصدق هذا ايضاً، من منكم او منا يستطيع ان يشفي المرضى ويرجع البصر لمن فقده  منذ الولادة ويفعل كل هذا وهو ليس بطبيب بل مجرد صياد سمك. هذا الأمر الذي دوّنه بشكل متطابق اربعة كتاب لم يتشاوروا  او يتفقوا على تدوين ما رأؤوه، بل كل ذهب غايته وهناك كتبوا اناجيلهم، كل باللغة التي يعرفها. ومن لا يصدق هذه الحكايات التاريخية المدونة منذ عهود المسيحية الأولى،  فاني ارجع الى مقدمتي عن عيد الميلاد. لماذا تحتفل الدنيا كلها بميلاد الملك الحقيقي، ملك الملوك. ومرة أخيرة ان كان لا يقنعهم كلامي هذا، قائلين:  فقط المسيحيون يحتفلون بعيد االميلاد المجيد ( الكريسمس). هنا اوصي قاري مقالتي هذه ان لا ينبس بنت شفة ويعترض فالحجة  التالية دامغة ومقنعة، الا لأولئك الذين ليس لهم عقل او منطق وان ولدوا في هذا العالم فأنهم ليسوا من هذا العالم،  لهؤلاء القلة اقول: كيف يكون هذا الذي لم تُسبح له الملائكة ولا قام من الاموات ولا صعد الى السماء، ولا شفى المرضى ولم يرجع البصر الى فاقديه كيف يكون له كل هذه الخصوصية في هذا الزمان وبعد أكثر من الفي سنة. الى هذه القلّه أقول: اذن كيف تحتفل الدنيا وتعد تاريخها على اساس هذا الذين لا تعترفون انه ملك الملوك. من منكم لا يعرف تاريخ ميلاده مقارنة بتاريخ ميلاد ملك الملوك الذي تقوم الدنيا ولا تقعد على ذكرى ميلاده. انه الافضل لكم ان تعيشوا في الحَجْر العقلي على القمر او المريخ  من ان تعيشوا على الأرض وانتم لا تفرقوا بين الحق والباطل، بين الشر والخير، بين الحرب والسلام وبين تأثير ميلادكم وتاثير ميلاد ملك الملوك، يا ايها التائهون في عتمة الظلام  .

كثيرة هي أقوال وافعال ملك الملوك عن المحبة و التواضع والوداعة لكن في هذه الأيام التي هي ذكرى ميلاده فلنتعلم منه اهمية التواضع والتنازل عن كبريائنا او الأنانية التي في ذواتنا او الشهرة الزائلة وخاصة ان كانت بغير استحقاق. ان  نتباهى بالمنصب او الجاه او الملبس ونترفع عن قريبنا الفقير الذي هو انسان مثلنا له نفس المشاعر والطموحات،  أمر يجب ان يكون غير  مقبول ، لا بل مستهجن. كلنا نولد عراة وكلنا نموت وندفن تحت التراب فلما التباهي والكبرياء واللهاث وراء الشهرة والجاه.  هذا  الذي لم يُخلق مثلنا بل تَجسدَ لتكون ولادته مثلنا ولم يولد في حالة الرفاهيه بل ولادته كانت وضيعة ان لم نقل أليمة ، هذا  الذي  قَبِلَ  الموت حتى لا  يكون افضل منا وتجرع الآم الموت بحيث لا احد منا يريد ان تكون ميتته هكذا.  هذا  كان الأنسان الوحيد الذي غلب الموت على الأرض وقام بسلطانه وصعد الى السماء. كان بمقدور ملك الملوك ان تكون ولادته ويكون موته على نحو مغاير بحيث لا  يشعر بالفقر ولا بالألم، ولكن مكتوب: ان الرب، الاله السماوي خلق الانسان على صورته ومثاله ( تك:1-27 ). هذا يعني ان ملك الملوك  وهو الأله المتجسد ، حسب التعليم المسيحي الذي لا أحد يجب ان يشكك فيه ، هو مثال لنا ونحن مثال له  فلماذا لا نتشبه به ونتقدي به وبتواضعه؟؟

في الحقيقة اني أكتب تحت ضغط تأنيب الضمير فالكتابة لعلماني في امور دينية ليس بالأمر السهل، وحسب ضعفي الأنساني العولمي كان بودي ان أكتب في موضوع آخر دنيوي واكثرانسيابية في ترتيبته واخراجه، لكن ميلاد السيد المسيح الذي هو ملك الملوك واعظم كائن بشري ولد على الأرض، فأن العبرة من ولادته، التي هي حدث عظيم وكنز ثمين، يجب ان تطغي على كل المواضيع في هذه الأيام. ولد في مغارة  بلا منافذ لدخول أشعة الشمس لكن نوره المشرق هو اكثر من الشمس التي تتباهى على أضواء كل شموع الدنيا لا بل كل مصابيح الدنيا وقل كل الطاقة الضوئية التي  تنتجها اكبر المفاعلات النوويه، ما فائدة اضاءة ملعب كروي في وضح النهار حين تكون الشمس ساطعة. هكذا هي ضرورة الكتابة عن هذا الحدث العظيم، ميلاد ملك الملوك، والتذكير به  مقارنة بالكتابة التي عهدتُ عليها في موضوع ادبي او اجتماعي او نقدي بخصوص الأغنية السريانية او قوميتنا الآشورية ( السورايي) او موضوع التسميات الشائك.

يبقى ان أقول ونحن نملأ صفحات المنتديات الألكترونية والعنكبوتية بكتابات لو اُرسلت قبل عشرين سنه  الى احدى الصحف او المجلات العراقية، على سبيل المثال، ماكانت لترى النور بنسبة واحد المئة على اقل تقدير، وذلك لضحالة الأسلوب وكثرة الأخطاء القواعدية والاملائية اضافة الى قلة الثقافة والوعي لغالبيتنا من كتاب آخر الزمان، ومع هذا فان كُتابنا الموقرين، كل  منهم يحسب نفسه عبقري زمانه وان قُراء كتاباته يصِلون ارقاماٌ قياسية  قد تقارب الألف قاري لكل مقالة - حسب معرفتي بقراء عنكاواكوم الغالية / اشهر منتدياتنا- وهو لا يدري ان غالبية القراء هم مثله لا ثقافة ولا وعي، دَفَتهم التعصب الطائفي في اغلب الأحيان. وهنا أذكر ثقافة الحصول على شهادة الدكتواراه  وهي ظاهرة تفشت بين تواقيّ الشهرة من أبناء شعبنا المسيحي، في العراق، يحصلون بالتزكية او مقابل مال على شهادتهم المعيبة هذه. والعار هنا انهم لا يزوّرون سراً شهاداتهم من أجل التوظيف وبسكتون على ذلك حتى لا يكتشفهم أحد، بل انهم يعلّنوها في المنتديات الالكترونية ثم يقبلون التهاني والتبريكات وتأخذ الدال الدالة لشهادتهم العالية جداً مكانها الثمين قبل ان يرد اسمهم الوضيع. وتلك الشهادات التي اتعجب بها  أكثر، هي التي تنحرف عن الأختصاص الذي درسه الدكتور المتباهي كأن يحصل على دكتواره في التاريخ  مثلاً وهو أصلاً  يحمل بكالوريوس في الهندسة ، او  تلك الدكتوراه التي يحصل عليها فلان بن علان وهو ليس له حتى شهادة الأعدادية.
الكبرياء وحب الشهرة تنخران  في انسانيتنا. فأين نحن من التواضع الذي يُعلمنا اياه ملك الملوك في عيد الميلاد المبارك، الذي يحل علينا هذه الأيام!!

                                                                                              حنا شمعون    

618
نشكر اذاعة نوهدرا وكل المساهمين في دعوة مارينا الى استراليا حيث تعيش جالية  آشورية  كبيرة. ان استدعاء مارينا التي تمثل الشعر الآشوري في اعلى مستوياته هو فخر لكل الشعراء الآشوريين اينما كانوا، وهو كذلك تشجيع ونشر ادب اصيل من تراثا الثمين.
بلا  شك موهبة وجراءة مارينا سوف يلتمسها ويفخر بها الجمهور الحاضر لأمسياتها في سدني وملبورن وانا متأكد انه سوف يكون تصفيق قوي وحار لها مع طلب في اعادة  بعض من السطور حين تلقي اشعارها الرفيعة المستوى.
نتمنى للشاعرة مارينا بنجمين زيارة ميمونة وناجحة.

                                                                     حنا شمعون / شيكاغو

619
اهنيء من أعماق قلبي زميل الدراسة في المعهد الكهنوتي/ الصليخ/ بغداد على المنصب الي تسنمه. اني واثق ان زميلي جبرائيل يعيش الكهنوت في ضميره وهو لن يحيد ابداٌ عن خدمة شعبه وأداء مهامه بتواضع وامتياز ايضاً.
تحياتي الخاصة للأستاذ جبرائيل حنا ماموكا متمنياً له الصحة والسعادة وكل التوفيق في منصبه الجديد.

                                                                                      حنا شمعون / شيكاغو

620
الأستاذ خالد جرجيس توما المحترم،
بعد رخصة رابي قشو ابراهيم، اسمحوا لي ان اترجم أدناه لحضرتكم ماكتبه بالسريانية بخصوص كريمتكم، تغريد، لمناسبة نيلها شهادة الماجستير بادارة المنظمات الدولية. وأنا بدوري اهنئها على النجاح الذي حققته وهو نجاح ومفخرة لنا جميعاً، متمنيا لها كل التوفيق.

بأسم الثالوث القدوس

المحامية تغريد خالد جرجيس ،
لتكن مباركة الشهادة التي حصلتِ عليها. بمشيئة الرب سوف تكوني موفقة ومتقدمة في مضمار المحاماة. سَلُمَ شخصكِ الكريم على النجاح الذي حققتيه.
اتمنى لكِ مستقبلاً باهراً مع حياة سعيدة، بمعونة ورحمة وشفقة الرب، آمين

                                                                             قشو ابراهيم

621
عزيزي رابي قشو ابراهيم نيروا الجزيل الاحترام

اشكرك على مداخلتك  واشكرك للكتابة  دوماً بلغتنا القومية في غاليتنا عنكاواكوم وهذا يدل على مدى اعتزازك بهذه اللغة الجميلة والتي هي مفخرة لنا جميعاً.
بالنسبة الى عدد الشهداء في هذه الفاجعة فقد كان ثلاثة وثلاثون بالإظافة الى الناجي الوحيد وهو شاب من القوش واسمه بشار عبد همو .
بامكانك الرجوع الى جميع الاسماء والصور  في المقالة المنشورة من قبلي في  meltha.dk
شكرًا لحضرتكم متمنيا لك كل التوفيق ولنشاطكم اللغوي المزيد من المشاركات فهي ضرورية جداً ليعرف العالم انها لغة حية حقاً.
                                                 أخوكم: حنا شمعون / شيكاغو

622

623
شهداء عيد الصليب، هل نسيناهم؟

في ليلة عيد الصليب من عام 1992 وبعد حرب الكويت المشؤومة التي خاضها سيد الطغاة في العصر الحديث،حدثت موجة هجرة هائلة من العراق هرباً من الأوضاع المزرية التي حلت على ابناء الشعب العراقي جراء حماقات سيد الطغاة هذا.  وفي خضم تلك الهجرة الجماعية حاولت فيئة من ابناء أمة "السوراي" العبور عبر مضيق بحر ايجة من تركيا اى اليونان موطئ الديمقراطية  ليمكثوا هنالك في مرحلة الأنتظار نحو الفرصة السانحة لمحبي الحياة كي يعيشوا في حرية وأمان في بعض بلاد العباد من بلدان اوربا وفي امريكا وكندا واستراليا. لكن القدر كان لهم بالمرصاد في تلك الليلة التي يحتفل بها كعيد الصليب ،  فقد غرق المَركب البدائي الذي صعد اليه --في ليله حالكة السواد—ما يزيد عن ثلاثين مهاجرا يمثلون ثلاث عوائل بكاملها وآخرين من الشباب. معظم الضحايا كانوا من ابناء منكَيش، القوش وأشيثا، وقد نجى واحداٌ من الشباب فقط وهو الذي كان شاهد عيان لهذه المأساة.
حَشر فاقدوا الضميرالأنساني من مستغلي مآسي الآخرين في ذلك المَركب  أضعاف الأضعاف من طاقه ذلك " البلم "  المتعفن والمثقوب كما تيقن للمحققين بعد ذلك. هولاء الذين لم يسبق لهم ان راؤا بحراً من قبل، أسلمهم رجال العصبات التركية " القجخجيّة " الى لُباب تلك الأمواج العاتية قائلين لهم: الأبحار سهل جداً وفي غضون دقائق سوف تصلون بأمان الى الشاطئء اليوناني.
رنت موسيقى  الشاطئ اليوناني وما يمثله من رمزالحرية والدولة المسيحية في اذان هولاء الذين ذاقوا المرّ والعذابات من سياسة الدكتاتور المغرور فتسابقوا في الصعود الى " مركب الموت " مصدقين الحثالى الذين همهم الأول صفقة مالية مربحة. لقد اتم هولاء الأوغاد الأتراك صفقتهم المربحة وعلى حساب سلامة هولاء المساكين العطشانين الى الحرية والسلام .أستلم المجرمون ربح صفقتهم مسبقاً وأرسلوا هؤلاء المساكين من غير ربان-- يقود المركب-- الى الغرق في البحر الغدّار الذي لا يعرف الرحمة مثلما لا يعرفونها، انفسهم.

أكثر من عشرين عاماً مرت على هذه الجريمة النكراء وقلة هم من يتذكرونها كونها وصمة عار في وجه الذين كانوا سببها بدءاً بحاكم العراق الأوحد، او الذين اقترفوها، من مستغلّي الأزمات، وانتهاءاً بالسلطات التركية التي لم نسمع أبداٌ انها تعقبت اولئك المجرمين. لابل ان أمثال هولاء المجرمين لا زالوا يزاولون مهنة الغدر امام مسمع ومرأى السلطات التركية. وقبل أيام سمعنا عن غرق حدث في ظلمات بحر ايجه ايضاً لأكثر خمسين برئياً من سورياً والعراق الفارين من الحروب، وغالبيتهم كانت من الاكراد والمسيحيين.  
لكن، ونحن نلوم المُسببين وعصابات الغدر أوالسلطات التركية، يبقى السؤال المهم هو لماذا يهاجر المسيحيون من ابناء العراق وسوريا اوطانهم وهي ارض اجدادهم من قديم الزمان وبأقل الأحوال من زمن الأمبراطورية الآشورية التي لا زال تسميتها تُعَطرالتسميتين الحاليتين : سورايي وسوريا.
المسيحيون وعلى اختلاف مسمياتهم القومية والطائفية هم بلا شك السكان الأصليين لكل  من سوريا والعراق وهم ملح تلك الارض الطيبة التي فيها دجلة والفرات ،والتي سماها الأغريق قديماً  بلاد ما بين النهرين " ميسوبوتاميا ". ومن المؤسف جداً ان هولاء المسيحيين ، حتى اولئك الأكثر التزاما والتصاقاً بأرض اجدادهم، يغادرون الوطن الغالي الى حيث الحرية والأمان في بلدان الغرب. لقد هربوا سابقاً من الدكتاتورية التي حكمت بأسم القومية العربية وها هم الآن بعد ان أضحت تلك


 
الدكتاتوريات في طريقها الى الزوال نراهم -- السكان الأصليون-- يهربون من حكومات الرجعية الدينية وافعال الارهابيين السلفيين الذي يفتقد قاموسهم الى  كلمة المحبة  فهم يرون ان لا وجود للمسيحيين بين ظهرانيهم ،الى اذا أسّلموا أو دفعوا الجزية والتزموا بقوانين الشريعة الأسلامية.
العالم الغربي المتنور بنور الصليب يملك زمام الأمور في اروقة الأمم المتحدة ، وقبل ان يعالج  الغرب مسألة المهاجرين المسيحيين المتفاقمة بأستقبالهم على اراضيه -- وهو مشكورعلى  ذلك -- يكون الأفضل والمطلوب هو الأنتباه الى ما يجري في العراق وربما في سوريا لاحقا ، عبر الأنتخاب او الأرهاب ، من تحولات نحو التزَمّت الديني والسلفي. ان هذه التحولات هي بالضد من مصالح الأقلية المسيحية التي لا سند لها فتضطر الى هجرة اوطانها الأصلية وفي ذلك يتعرض ابناءها الى المخاطر ومنها الغرق في البحار كما  حصل لشهداء عيد الصليب. ان رعاية مصالح مسيحيي الشرق الاوسط يجب ان تكون مسالة دولية وتعالج أزمتها الأمم المتحدة واِلا فان هذه المنطقة سوف تفرغ من سكانها الأصليين ويصبح الشرق الأوسط اسلامياً ويا  ليته كان معتدلاً يقبل بالأقلية المسيحية بين ظهرانيه ، لكن تجربة العراق تؤكد بطلان مثل هذا التصور.

حادثة عيد الصليب التي مَثلها هو مَثل سميل وصوريا هي نموذج محاولة الشر للنيل من الحق وقد ينجحون في هذا العالم الفاني كما فعل أشرار الحادي عشر من ايلول، والتي تمر ذكراها ايضاً هذه الأيام، ولكن هيهات ان  ينجحوا في العالم الروحي  فمصيرهم الجهنم الأبدية لأنهم رفضوا المحبة التي اوصى بها المسيح والتي تألم على الصليب كي يعلمها لكل شعوب الأرض. فيا ويل لمن لم يتعلم منه ، وهو الأله القدوس الذي تأنس لأجل ان يعطينا درساً بليغاً في المحبة التي تضمن العدالة الأجتماعية وتحقق السلام  وهي دوماً السُلم الى ملكوت السماء.
الضحايا في حادثة بحر ايجة كانوا مسيحيين سئموا الحروب التي لأجلها فقد كل بيت باقل تقدير واحداً من ابنائه فداءاً لغرور نيرون العراق فقد ووقف هذا المغروربالضد من العالم كله وفي قلبه القاسي ان يجعل من العراقيين كلهم –عدا عائلته طبعاً—وقوداً لأرضاء كبريائه، فماذا لو احترق العراق كما احترقت روما من قبل! في قلبه لم تكن مخافة الله فكيف تراه يخاف تهديدات العالم كله. المسيحية لم تدخل قلب نيرون روما، لا بل انه اضطهد المؤمنين بها بوحشية ونيرون العراق ، ايضاً، لم يكن يخاف الله وقلبه خلّا من الرحمة التي وعظ  بها المسيح ، ففي الوقت الذي كان يبني قصوره الضخمة والفخمة في كل بقاع العراق كان شعبه يتضوع جوعاً ولا من أحد يستطيع الأعتراض. هكذا لم يبقى للعراقيين، وبالأخص المسيحيين منهم ،من سبيل الا الهروب من جحيم دكتاتوريته ، لأجل خلاصهم وخلاص أجيالهم اللاحقة. وللأسف بعد زوال الدكتاتورية لاحت في الأفق بوادرالتعصب الديني أكثر من ذي قبل، الحجاب المفروض عنوة صار يحجب بصيرة الحق، الطائفية والعشائرية والفساد غلبت الوطنية والوطنيين، الأرهاب تفاقم. ولذا استمر نزيف الهجرة الى ما لا يُحمد عقباه.

لأجل ان يبقى الصليب عالياً ومنيراً في العراق وسوريا وأحياءاً لذكرى شهداء عيد الصليب الذين غرقوا في بحر ايجه وكي لا تتكر هذه الحادثة وكي تكون عبرة، فاني ارفق رابط  الصوت ادناه لقصيدة تحكي  مأساة الغرق التي حدثت في بحر ايجه ليلة عيد الصليب من عام 1992.
 
http://www.ankawa.com/upload/1/ankawa1/Game_D_Moutha.mp3

                                                          حنا شمعون

625
أخي العزيز سامر الياس المحترم

اولاً اشكرك على تحقيقاتك الرائعة التي تتحفنا بها في غاليتنا عنكاواكوم .
اننا حقاً بأمس الحاجة الى هذه التحقيقات، خاصة وان النسيان بظلامه الدامس كاد ان يطوي تراثنا النفيس او كاد هذا ا لتراث في طريقه الى الضياع.
وهذا اللقاء الذي كنت انتظره وأشتاق اليه مع الأستاذ المؤرخ بهنام سليم حبابة جاء هدية خاصة  لي لأني كنت دوماً انتظر ان  اعرف المزيد عن المؤرخ بهنام وقد تعرفتُ عليه غيابياً ولكن في اعماق القلب قبل أكثر من عشرين سنه من خلال مقالته المذكوره اعلاه والتي نشرت في مجلة النجم الموصلية، والتي كانت عن تاريخ قريتي الحبيبة " منكَيش ". لقد كانت قد وصلتني نسخة من هذه المقالة عن طريق أحد الأصدقاء.
لا زلت احتفظ بالمقالة هذه وهي بلا شك أكثر الكتابات قاطبة التي منحتني اللذه التي لاتقاس، بالأضافة الى كونها معلومات ثمينة كانت ستضيع في مطاوي التاريخ لو لا  الجهد المشكور الذي بذله الاستاذ بهنام حبابة.

تحياتي العبقة  من نشم وجمال شجرة اللوز في ربيع منكيش الى الجهبذ النشيط، والمؤرخ-- بكل معنى الكلمة-- الأستاذ الكريم  بهنام سليم حبابة الجزيل الاحترام متمنياً له دوام الصحة والعافية والعمر المديد. 

                                                حنا  شمعون / شيكاغو
 

626
محاضرة نينب لاماسو في الأستمرارية اللغوية والعرقية للآشوريين




مساء الجمعة المصادفة 1/6/2012  كان موعد الجمهور في مدينة شيكاغو في لقاء الباحث الأكاديمي نينب لاماسو ، الحاصل على  شهلدة الباكلوريوس في علم الآشوريات من جامعة لندن، انكلترا ويواصل حالياً دراسته في  هذه الجامعة ، كما انه يعمل باحثاً أكاديمياً في حقل اختصاصه ضمن الفريق الآثاري لجامعة كمبرج ، انكلترا.
المحاضرة كانت بعنوان:  " الهوية الآشورية : امتداد اثني ولغوي"

من البداية ايقضت مقدمة الأمسية،  الحس القومي للجمهور بذكرها لمقولة القومي الشهير الدكتور ديفد بيرلي:" أنا آشوري منتمي الى الأمة الآشورية، سوف أحس دوماً بالذنب ان لم التزم عملياً في خدمة هذه الأمة التي كانت يوماً أعظم أمة واليوم يكاد يطويها النسيان."  ثم اردفت تقول ان محاضرنا، الأستاذ نينب لاماسو، قد وفى بهذا الألتزام وأدى  واجبه بهذا الخصوص.

ابتدأ محاضرته بتقديم الشكر لكل من المجلس القومي الآشوري والأتحاد العالمي الآشوري في معاضدتهم المالية له لتكملة مشواره في تقديم الخدمة لأمته الآشورية، كباحث في الآشوريات.
المحاضر بمعية السلايدات المعروضة التي ضمنت شهادات أهل الأختصاص، ذكر ان الآشوريين المعاصرين لا  ينظرون بعين الرضى حين يأتي بعض المستشرقين بمقولات مفادها ان الآشوريين انقرضوا بعد سقوط امبراطوريتهم عام 612 قبل الميلاد، ولذا فأن محاضرته هي استعرض الادلة التي تثبت استمرارية الآشوريين عرقياً ولغوياً.
 
انقل للقاري الكريم بايجاز ما جاء في هذه المحاضرة وعلى لسان المحاضر ( بالخط المُثخَن) :

يقول أدوارد سعيد [حصل على شهادة  الدكتوراه من هارفرد وشغل منصب استاذ الأدب المقارن في جامعة كولمبيا، اهم كتبه : الأستشراق ، توفي عام 2003 ] ان المستشرقين الأوائل الآتين من اوربا، في غالبيتهم كانوا ينظرون نظرة الأستعلاء نحو الشعوب المشرقية وحضاراتهم. وعلى هذا الأساس اطلق البعض من هولاء المستشرقين المتعالين أمثال  سدني اسبرس*  و   جيب كوكلي * العنان لطروحاتهم اللامبالية ومنها ان الآشوريين انقرضوا بعد سقوط امبراطوريتهم والخراب الكامل الذي حل على مدنهم الرئيسية مثل نينوى ونمرود وأربا ايلو. وعلى هذا استند أحمد سوسة، وهو يهودي اعتنق الأسلام، في كتابه ملامح من التاريخ القديم ليهود العراق اذ اورد :"وقد نجح الأنكليز بتعميم الفكرة واقناع زعماء النساطرة انهم أحفاد الآشوريين القدماء وان يمتلكوا ارض أجدادهم ... وبعد ان حول الأنكليز تسمية النسطوريين آثوريين وصار الآثوريون يعتبرون انفسهم آشوريين."
كما ان  هناك من المؤرخين امثال  ارنست استناكي * الذي كان يُدرس في جامعة الموصل و يعتقد ان الهجرات السامية من جزيرة العرب في غابر الزمان تجعل جميع سكان بلاد النهرين عرباً . لكن ان هذا التأويل في ظننا يسقط اذ لا يمكن لكل هذه الموجات البشرية ان تقطع طول الصحراء القاحلة والشاسعة في حين اننا نعرف ان الجمل لم يصبح اليفاً لحد الألف الأول قبل الميلاد.
الحقيقة الجليّة هي ان الدولة البابلية- الكلدية التي مع الميديين أسقطتا الأمبراطورية الآشورية، وكما يقول هيرودتس المعرف بأبي التاريخ ان هذه السلالة  كانت امتداد للآشوريين حيث ان ملك هذه الدولة الأول وهو نبو بلاسر أصله آشوري [ يقول أدي شير ان  نبو بلاسر هذا كان في اول الأمر والياً على بابل من قبل ملك آثور ] والملك الأخير لهذه السلالة الملك نبو نائيد يعترف ويقر ويفتخر بأصله الآشوري، حسب الألواح المكتشفة. ويتفق في هذا المآل المؤرخ الأسرائيلي، هاني تدمور* الذي بحث في اسلوب الكتابة لملوك  هذه السلالة ووجدها لا تتطابق اسلوب البابليين الأقدم منهم بل تتطابق نوعية كتابة الآشوريين الذين سبقوهم. من المؤكد عن هذه السلالة لم يورد قط في كتاباتهم انهم كلديون  او بابليون جدد، لكن هذه التسمية اطلقت عليهم لاحقا من قبل المؤرخين. [ يتفق مع هذا المؤرخ المعاصر، الأستاذ يعكوب أبونا كما جاء في الجزء الثالث من بحث في اصول  الكلدانين . انظر الرابط ادناه ]
وقد عثر المنقبون على معابد بنيت في عهد البارثيين ( الفرثيين) وفيها وجدت كتابات وطلبات المصلين التي تدل على  اسماء آشورية ومعتقدات آشورية مكتوبة على حيطان تلك المعابد التي كان يبجل فيها الآله آشور، الاله الذي كانت عبادته سابقاً في آشور وفقط.
في  عهد المسيحية التي لم يجد الآشوريين من صعوبة في الأيمان بها حيث ان ديانة أجدادهم مثلها مثل المسيحية تؤمن بالاله الواحد. ومن قصة مار بهنام وأخته سارة نستشف وجود مملكة صغيرة تابعة للفرس ولكن بأستقلالية خاصة حيث يورد اسم الملك سنحاريب وهو والد بهنام، كما يورد في هذه القصة اسم مملكة آثور. كما ان كتاب  شهداء المشرق يذكر عن مار قرداغ انه كان من الجنس الآثوري العظيم وأن امه كانت من سلالة الملك سنحاريب.
أكثر الكتابات ذات المعنى العميق جأت في ما  كتبه شرف خان الدين البدليسي في كتابه وهو الوحيد الذي يؤرخ تاريخ الأكراد وقد عاش في القرن السادس عشر حيث يذكر ان جماعة امير هكاري الكردي حين هُرب الى مصر، تبعته  جماعته وجاءوا به الى موطنهم الأصلي واخفوه عند قوم من النصارى يسمون آسورايي. وهنا  نرى بأعتراف الجيران يذكرون وجود عن وجود الآشورين قبل ثلاث قرون من  مجئ الأنكليز ، وكما أورد سوسة انهم جاؤوا بالأسم الآشوري في نهاية القرن التاسع عشر وكأنه سكبوا ماءاً بارداً عليهم ليقولوا لهم : استيقضوا انكم آشوررين!
حينما أراد  رش سارلت* أن يطلع على أحوال السريان الارثذوكس في خربوط، التي هي مدينة البرفسور والصحفي المعروف آشور  يوسف خربوط، وحين وصلها سال عن كنيسة للسريان الأرثذوكس لكن وجد ان ان المدينة كلها تتكلم بالأرمنية  وبعد أخذ ورد عرف السكان ما يقصده وما هي غايته حينذاك قالوا له : آسوري! تعال نأخذك الى كنيستهم وبعد اجتماع مع الذين جاء من أجلهم اخبروه انهم آشوريين وأنهم بكل فخر احفاد آشور.
 هناك من المؤرخين من وجد العلاقة  بين الآشوريين القدماء والآشوريين المعاصرين ومنهم البروفسور المشهور سيمون بربولا حيث يقول وان  دمرت المدن  الرئيسية لآشور لكن هذا  لا يعني ان كل الشعب ضاع و انقرض وحتى الآثاري العراقي المعروف طه باقر ذكر ان هناك في العراق آثوريون يدعون صلتهم بالآشوريين القدماءوقد ورد اسم آثور  كثيراً في المصادر  الآرامية ، وهنا بالأقل طه باقر وان لم يكن يقر هذه الصلة لكنه لا ينفيها.
الذي يجب ان  نتوقف عنده ان هناك أمرين مهمين  في الأنتماء الأثني وقد ظهر هذا التصور في نهاية  القرن الثامن عشر وبالتحديد عام 1789 ، في انكلترا حين  ظهرت النظرية القومية National Theory أضافة ما كان متعارف اليه بخصوص التعريف العرقي Ethnic Identity وبعد عقود من الزمن تأثر الآشوريون  بالنظرية القومية فنجد ان ان هرمز رسام وهو آثاري عراقي معروف وأشتغل مع هنري لايارد اثناء التنقيب  عن  نينوى في منتصف القرن التاسع عشر فنراه يقترح على الانكليز أصله الكلداني الآشوري وليس بالعكس، كأن يقول  له رفاقه الأنكليز: ها قد اكتشفنا أصلك ! هرمز كان يقول ان لم يكن عربياً ولا كردياً ولا أرمنياً فلذا فهو كلداني آشوري يعيش على أرض آشور. وهنا نود أن نذكر ان ورد في تسميات ابناء السيد يوسف رسام الأسماء نبوخذ نصر  و سنحاريب وهذا  طبعاً وبلا شك هو مؤشر  للشعور القومي الذي عبرت في ذلك الزمان عائلة  رسام  التي كانت العائلة الموصلية التي تعاملت مع الأنكليز واشتغلت معهم في مجال الآثار وقد استنموا مناصب عالية  ضمن قنصلية انكلترا في بلاد النهرين.
كما ان المطران توما  اودو اسقف اورمي التابعة  للكنيسة الكلدانية وهو من أهالي القوش ذكر في مقدمة  كتابه " قرياني مكَوبيّ" ضرورة انماء الشعور القومي لدى الطلبة الدارسين في مدرسته بمدينة اورمي. ومما يورد توما اودو في كتاباته ان البابليين ( الكلدانيين) أختلطوا مع الشعوب المجاورة من فرس و [فرثيين ] ثم العرب وقد [فقد ؟ ] جميعم تسميتهم القومية، أما الآشورين القدماء فقد اختلطوا  بالفرس و [ الفرثيين ] والعرب وغيرهم من الأقوام لكن جميعهم لم يفقدوا  تسميتهم القومية  بل ظلت منهم فيئة على  تسمية قوميتها الأصلية وهم يعرفون بأسم السورايي ويتكلمون بلغة السورث ويتواجدون في طور عبدين ،سهل نينوى، هكاري و أورمي. توما أودو  في كتاباته اوضح ان الأسم سوريايي اطلقه الأغريق على الآشوريين.
ان من المتعارف عليه ان الأغريق هم الذين حوروا اسم الآشوريين الى اسيريان وذلك بلفظ الشين سين حسب نطقهم ومن هنا جاءت التسميات أسيريان، سورايّ ، سوريا، وسريان وحتى  سورث وسورييو وغيرها من الكلمات المشتركة بكلمة " آسور " حسب النطق الأغريقي وقد ورد هذا كله في  كتابات هيرودتس ابي التاريخ. لكن الحقيقة التي توصل اليها علماء الآثار مؤخراُ ان قلب الشين الى سين في التسمية الآشورية حدث في العهد الوسيط من عهد الأمبراطوريةالآشورية اي ما قبل القرن التاسع قبل الميلاد الذي هو قبل التأثير الأغريقي، حيث حذف المقطع آش من كلمة آش شور المدغمة وتحولت شور الى سور لتقرأ الكلمة بلفظ " سور " واثباتاً لهذا وجد في سوريا مؤخراً تمثال مكتوب بنصين واحد بالخط الفينيقي والثاني بالخط  رويان * وظهر في أحد النصين ان اسم آشور مكتوب بالشين وفي الأخر بالسين. [ المحاضر  في ذكره حول  عصر تبديل الشين بالسين تردد بين العهد الحديث والعهد الوسيط حتى استقر على الوسيط ولكن من شرحه تبين انه الحديث، كما  قال أولاً، اي بعد القرن التاسع قبل الميلاد حيث يبدأ العهد الحديث ابان حكم أدد نيراري الثاني، كما ورد في كتاب  هاري ساغز ، عظمة آشور. وبهذا الصدد نود ان نذكر ان أدي شير في كتابه كلدو وآثور يكتب اسم آشور بانيبال السين اي آسور بانيبال، كما يذكر ان اسم اسرحدون الحقيقي هو ( آشور أحا أدينا / مكتوبة بالسورث)  اي آشور رُزق أخاً. ]
ويتفق نعوم فائق، صحافي المهجر المعروف، على ان الوصف آسورايا هو من آشورايا وهو يقترح ان يكتب الوصف بالألف كي يكون الربط مرتبطاً بالأصل ويتوافق مع التسمية الأنكليزية أسيريان Assyrian. وهكذا ايضاً يؤل الأشتقاق المفكر الآشوري فريدون آثورايا  عبر مجلته " كووخوا " حيث يقول  ان الألف محذوفة ( وهذا امر وارد في قواعد السريانية ) و الثاء مركخة الى سين كما  ينطق البعض من  الجبليين*. وبالفعل فانا أهالي عقرا و المركَاي ( قرب زاخو ) يحولون الثاء الى السين فيقولون الاهوسا، كسيسا، بيسا وغيرها كثيرة. كما ان جيراننا من الفرس وا لأرمن يسموننا آسوري وهذا يبرهن ان الأسم اتي من آشوري.
يخبرنا التاريخ ان اللغة الآرامية انتشرت في عموم الأمبراطورية الآشورية في عهدها الحديث واصبحت لغة العامة لكن اللغة الأكدية الآشورية ظلت لغة الطبقة الحاكمة وقد قرأ المحاضر، بطريقة توحي المعرفة الكاملة بالأكدية، مراسلة بين الملك سركون واحد قواده حيث يتكب الأخير بالأرامية لكن سركَون يطلب منه ان يكتبها بالأكدية حتى لا  يفهمه الجواسيس الذين هم من العامة. وفي العصر الحالي لازلنا كآشوريين نتكلم بأحدى لهجات الأرامية كدلالة في الأستمرارية اللغوية. ولا زلنا في قرانا نستعمل بعض المفردات التي لا  شك انها آشورية قديمة  ومنها على سبيل  المثال مشارة ،  بغشيما *، رخيصا، بيلا التي تستعمل في بلدة بغديدة لتعني الباب الرئيسي، وصيوا التي يستعملها أهل بديال لتعني الخشب وكذلك افبشارا او ابسارا.
وفي بحث اجريته عل لهجة بديال التي تقع في مقاطعة برزان، شمال العراق وفي مقارنة لغوية بين لغتهم الحالية واللغة  الأكدية  الآشورية وبهذا  الصدد رايت ان المجوعتين في كلامهم يستعملون الفعل في نهاية الجملة من بدل استعماله في بداية الجملة كما هو معتاد في معظم اللغات السامية. [ أظن ان البرهان القاطع  لهذا الأستعمال  هو ما ذكرته سابقا في ترجمة  أدي شير لأسم أسرحدون ( آشور  رُزق أخاً / الفعل أتى بعد الفاعل ) ] ثم هناك استعمال لا النافية لتعني الاثبات فلنضرب مثلاً من اللغة الآشورية القديمة : ان رايتم آشور يحارب  فلا تستشهدوا لأجله،  وفي الحقيقة ان المعنى يكون استشهدوا لأجله. وكان بودي ان اسمعكم مقطع ، لكن للأسف فان جهاز الصوت الكومبيوتر هو عاطل حالياً. وفي كل الأحوال تكملة للفكرة فقد جلست مع الخال مرخائيل وهو رجل  طاعن في السن من بديال وكان ينفي كل شي يقوله والذي كنتُ افهمه منه ان اثبات كل شئ فقلت  لصاحبي ( خالي ججي) انا لا افهم نفيه فهو اثبات فأجابني صاحبي هذه هي طريقة كلامهم. وبعيدا عن الموضوع فقد قلت للخال مرخائيل اليس أفضل لك ان تترك بديال الى اربيل او ديانا حيث الأمور افضل  فاجابني بنبرة التحدي وماذا عن هؤلاء القديسين فمن يتدبر أمرهم ؟ أعجبتني فكرته الضمنية : ان بقائي هنا وعائلتي تحت امرتي نتدبر الكنائس والمزارات السبع التي في بديال.
في الختام اتركم مع مقولة أعزها كثيراً للمطران المرحوم يوحنا دولباني، من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، كي تبقى في ذهنكم وهي: ان التسميتان أثورايا وآسورايا متساويتان في الجوهر.

بعد هذه المحاضرة القيّمة فُسح المجال لطرح الأسئلة وكان السؤال الأول من السيد عوديشو يونان مُلمحاً الى استعمال لفظة السوراي الجامعة بدلاً من الآشورية المثيرة  للجدل بين طوائف شعبنا. وكان الجواب انه هو ( المحاضر ) ليس بسياسي والمسالة مختصة بأهل السياسة. ثم كان سؤال السيد كَليانا يونان مقترحاً  اعادة المحاضرة في ديترويت. المحاضر أجاب ان لا مانع لديه  وهذه كانت نيته لكن للآسف الفرصة  ليست سانحة الآن ولكن في المرة القادمة  كما يقول العراقي " الجايات أكثر من الرايحات " . واردف قائلاً ان لديه القناعة ان كل اهل ديترويت ليسوا بمعارضين لفكرة التسمية الموحدة. وتوالت الأسئلة لتطيل المحاضرة الى ما  يقرب الساعتين، كل دقيقة  منها ثمينة ثمن الذهب في سوق المعادن.
بعد الأنتهاء من من أسئلة الحضور حاولتُ الوصول الى المحاضر الكريم لكن لم أفلح فقد سبقني الى ذلك الكثيرون وكلهم متعطشون الى لقاء هذا النجم القومي الجديد والساطع في سماء الأمة الآشورية ، هذا يقول انه يعرفه من  كركوك حين كان صغيراً او يعرف ذويه وآخر يريد ان يشكره على المحاضرة القيمة، وذلك يريد ان يلتقط صورة تذكارية معه وآخر او أخرى يريدون عنوانه او ايميله كي يراسلوه ...
هذه هي المحاضرة الرابعة لي أحضرها للأستاذ نينب لاماسو ولا أظن اني سافوت اية محاضرة  له في مدينة شيكاغو.انطباعي عنه ان شخصية مثقفة جداً جداً ، متواضع وخفيف الدم ويعرف كيف يلقي المحاضرة فله المام كامل في مجال اختصاصه، ولغته السريانية سليمة للغاية فهو يعرف العامية والكتابية باللهجتين الشرقية والغربية ، سريع الكلام لان له معلومات كثيرة ويريد ايصالها الى الحضور فهو لا يهمه الوقت مهما  طال لكنه في نفس الوقت لا يريد ان يأخذ من اوقات الحاضرين فهو يقدر الظروف . ليس متعصباً قومياٌ او طائفيياً ولا عشائرياً . انا  اعتبره ثالث النجمين: أشور يوسف خربوط ونعوم فائق، فهو آشوري لأن هذه هي حقيقته ولا يستطيع نكرانها او التقاعس في خدمة  امته مثلما لم ينكر او يتقاعس آشور ونعوم رغم كونهما من طائفة السريان الأرثذوكس. أطال الرب القدير في عمر أخينا ومفخرتنا الشاب الأستاذ نينب لاماسو ،متمنين له كل التفيق في دراسته وابحاثه.

* هذا  الأسم او الكلمة لم أسمعها جيداً ، وحاولت جاهدا ان اتصل بالأستاذ نينب عبر البريد الألكتروني ( في النظام الأنكليزي) لكن الظاهر ان رسالتي لم تصله. أعتذر للقراء الكرام وسوف احاول تصحيحها حينما يستجيب الى رسالتي الألكترونية او ينتبه الى ذلك بعد قراءته لمقالتي المتواضعة هذه، نسبة  اله الى جهده العظيم
.

رابط مقالة  الأستاذ يعكوب ابونا المحترم
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,579894.0.html

رابط صور المحاضرة بعدسة الأخ رمسن شاؤل المحترم.
http://www.facebook.com/media/set/?set=a.10151025920481754.484818.687136753&type=3&l=42cf0a7ff0
 
                                                                        مع الشكر لتصفحكم آملين الأستفادة،
                                                                        حنا شمعون / شيكاعو


 


627
I like to congratulate the alumnus student Esho Esho, wishing him a bright future and a prosperous life. It is a gratification for us to know that a member of our community, in Chicago, has made all the possible efforts to gain a master degree in Engineering. Unfortunately it is becoming a seldom phenomena in Diaspora. But you achieve it, Esho! So, from bottom of my heart, I like to say it again: CONGRATULATIONS.
Hope to meet you face-to-face, in Chicago, and warmly shake a hand of delight with you.

Sincerely,
Hanna Shamoun / Chicago

628
أدب / النسر الذي ظنّ انه دجاجة
« في: 18:18 17/04/2012  »
النسر الذي ظنّ انه  دجاجة

قصة  من تأليف فرنسيس ك. خوشو
الترجمة من الأنكليزية : حنا شمعون

مقدمة بقلم المترجم
هذه قصة كُتبتْ في المبدأ للأطفال وكاتبها هو الأستاذ فرنسيس خوشو الذي يعيش حالياً في سانت دياكَو، كاليفورنيا. كونه أب لطفلين ( اندرو وشانون ) واستاذ حامل لشهادة الماجستير في البايولوجي ويعيش عشرات الألاف من الأميال عن موطنه الأصلي ، كل هذا لم يمنعه من يجد الوقت وينفق من ماله ليكتب هذه القصة البديعة المرفقة برسومات شيقة بريشة الرسامة الأمريكية سوزان هاردي التي جلس معها فرنسيس، لساعات طويلة، ومعه رزمة  كبيرة من الصور الفوتوغرافية التي جلبها  معه من العراق .
 
هذه القصة هي نتاج حُبه لموطنه بيث نهرين وهو بكتابته لها ينقل هذا الحب الى اطفاله، لابل الى كل الأطفال الكلدو آشوريين ( سورايي) المشتتين في أرجاء العالم، وفي الحقيقة ان اهداء الكتاب هو: الى  كل أطفال بلاد النهرين. لهذه الأسباب سرح المؤلف  في الخيال ليستنبط هذه " الحكوثا "من جمال الطبيعة في قريته وذكرياته التي عايشها في فتوته والحقيقة البيئية المعروفة في ان موطن النسور هو الجبال والصخور الصلدة.
انها قصة تحكي جبروت الآشوريين القدماء-- عبر رمز النسر  الذي هو ملك الطيور— والحال التي وصل اليها  السورايي ، ورثة الآشوريين، في العصر الحديث  وهم مشتتين ويتسعكون على موائد الآخرين سواء في موطنهم الأصلي اوفي الأوطان التي هاجرو اليها.

الأرض التي تقع عليها  منكَيش الحالية كانت في عهد جبروت الآشوريين، الذي امتد لأكثر من الف سنة، ممراً للجيوش الآشورية الجرارة وهي في طريقها لتأديب ملوك الأوراراتو الذين كانوا يتجاسرون حين تسنح لهم الفرصة لأستيلاء على الأرض الآشورية. وعلى هذا يشهد أثر منقور على صخرة ولسان حاله يقول: من هنا مرت الجيوش الآشورية. ألأثر هو في بداية جبل منكَيشي، قرب قرية دركَلي شيخكا، ويقال ان النصب يعود للملك العظيم سنحاريب لأنه يتحدث عن نقل مياه الخابور " خاوورا " الى سهل نينوى وهي فكرة اراد تحقيقها المهندس الشهيد فرنسيس شابو لجلب ماء الخابور الى منكَيشي ولكن يد الغدر كانت له بالمرصاد.

ومن هذه الثلاثية: الموطن ،رمزية النسر، الدجاجة  وتسعكها على الفضلات حاك فرنسيس خوشو قصته بالأنكليزيه لتترجم مرتين الى " السورث". اولاً بيد الأستاذ، الأديب فاضل بولا وبدعم من القومي الأصيل سعيد سيبو من سانت  دياكَو الذي تحمل كل المصاريف وسهر الليالي، مع أفراد عائلته، لأجل انجازه في مطبعته الخاصة وثم أرسل النسخ المطبوعة الى المدارس السريانية في شمال العراق، وثانيا ترجمت القصة بيد الأستاذ فيلمون درمو وأدخله في المنهج المقرر لأكاديمية مار نرساي في سدني ، استراليا وتضمنت الترجمة تمارين للطلاب في اللغة ومن محتويات القصة.

بقيّ ان نقول ان الكتاب الذي هو قصة للأطفال، لكن على طريقة أفلام الرسوم المتحركة، فان الكبار في قراءتهم له تأخذهم الأجواء السحرية لقرانا الشمالية في رحلة الشوق والأشتياق الى مرابع الطفوله حيث لا  تزال ذكراها باقية في مركز الدماغ وهي أكثر عمقاً من احداث السنين المتأخرة التي هي سطحية وننساها على عجل. كما ان المغزى الثري من القصة والذي يستنتجه  القاريء الكبير العارف لتاريخه والمحب لقوميته هو الآخر مشجع قوي لمن يريد الأستفادة ان يُكمل  ما  بدأه في القراءة وخاصة مع الأسلوب  المُشوق والمُعبر للكاتب الضليع باللغة الأنكليزية. هذه القصة الرائعة التي حولناها  بامكانيتنا المتواضعة  الى لغة الضاد، المنتشرة عالمياً والتي تعلمناها في المدارس ونتقنها افضل من شقيقتها " السورث" الجميلة . 


يُحكى انه في قرية منكَيشي الواقعة في بلاد النهرين كان هناك مُزارع يعيش مع زوجته. في الذكرى الثانية لزواجهما انجبا طفلاً أسمياه نيسان لأن الطفل ولد في اليوم الأول من شهر نيسان الذي يصادف رأس السنة البابلية الآشورية. في كل عام حين مجيء هذا اليوم يحتفل الكلدان- الآشوريون لقدوم العام الجديد ويبدأ  احتفالهم في الحادي والعشرين من شهر آذار وحتى الأول من شهر نيسان. الأحتفال يرمز الى قدوم الربيع وتجديد الطبيعة لذاتها.
هذا التجديد يشمل الحيوانات ، الطيور الأشجار، الأزهار وبشكل خاص الأنسان الذي هو أسماهم في المصير.

ومع نمو بدنه، ابتدأ نيسان يساعد والده في شؤون البيت والزراعة. وفي أحد ايام الربيع حين كان شهر نيسان يقترب من نهايته سمح والد الفتى نيسان ان يمتطي ابنه ظهر بغلة العائلة ليصاحبه حيث هو سفح جبل القرية لجمع الحطب وقطع الأشجار المتيبسة ، من اجل استعمالها لأغراض التدفئة والطبخ.

الهواء كان مفعماً بالنسيم العليل لفصل الربيع . واشجار الفاكهة المحيطة بالقرية كانت قد أطلقت تواً البراعم بألوانها الزاهية منها البيضاء ومنها الوردية، ويشعر المارون بقرب تلك الأشجار بعبق رائحة براعمها العطرة.
عِبر الطريق نحو الجبل عَبر نيسان فوق عدد من السواقي لينابيع منكيشي المتدفقة من باطن الأرض وهي  تجري كالسلسبيل المتموج فوق الأحجار الملساء او الأغصان التي سقطت في الشتاء الفائت وجمعتها الريح في المجرى لتعترض برقة انسياب الماء الصافي كالزلال.
العصافير بأنواعها كانت تُسمع زقزقها في تلك الصبيحة في حين كانت مُنشغلة في بناء أعشاشها  او في تفقيس البيض في تلك الأعشاش المبنية بمهارة فائقة. ضفادع الشجر الصغيرة الخضراء كان يسمع نقيقها الصاخب والنحل النشيط كان يطنطن في كل مكان. وفي الطرف الآخر من الوادي غمر الأنشراح وجه فتى وهو يستمع الى دقات ألاجراس المعلقة في رقاب نعجاته وهي تقضم الشجيرات الطرية.
من  ضمن ألأزهار الوفيرة في مروج منكَيشي، فترة الربيع، هي: الورود البرية ، القزحيات، شقائق النعمان، الخطميات، الصفير، آذان الدب، الخشخاش، النرجس، البنفسج، السحليات، الخزاميات، عشب الحوذان، حشائش الحجل وزنابق النمر التي هي تبهر الانظار وتنبعث منها  على بعد رائحة  زكية وعطرة .
في الحقيقة، الطبيعة في ربيع منكَيشي مزينة بألوان جميلة تجعل مروجها تبدو مزدانة بألوان مختلفة من الورود الممتدة لمسافات طويلة، كأنها قوس قزح وقد سقطت على الأرض.

وخلال مساعدة نيسان لأبيه في جمع الحطب وتقطيع الأشجار اليابسة قرب سفح الجبل وقعت عيناه على عش كبير. تسلق  الفتى نيسان الصخور الوعرة  الى حيث هو العش واذا به عش نسر تبلغ سعته ستة أقدام وارتفاعه حوالي اربعة اقدام وقد بنيّ على صخرة كلسية ارتفاعها مائة وخمسين قدماً . هيكل العش كان مؤلفاً من أغصان غليظة واخرى نحيفة وثالثة  انحف وقد غُزلت جميعها بأبداع لا مثيل له. وفي داخل العش فرشت حشائش ملونة ناعمة  تنمو أصلاً على شكل باقات بين شقوق الصخور.
في داخل العش رأى نيسان بيضة ناصعة البياض مرقطة باللون البُنّي وزنها حوالي اربعة اوقيات ونصف.

أخذ نيسان البيضة وجاء بها الى البيت .أعطاها الى امه طالباً منها ان تضعها مع بقية البيض المؤشر بمسحة من  محلول الفحم المركز. وكانت الدجاجة البيضاء قد أظهرت علامات الحماوة وكانت قد عُزلت عن بقية الدجاج في قنٍ مؤقت لتحتظن البيض المؤشر بالفحم، لحين اطلاق فراخها.

الدجاجة الحاضنة احتظنت جميع البيض بما في ذلك بيضة النسر التي جلبها نيسان. وكانت الدجاجة لا تبارح قنها الا لبضع دقائق من أجل رشفات الماء من الزقاق المجاور والتقاط بعض الطعم من هنا وهناك.
ظلت الدجاجة البيضاء  تحتظن بيضها لمدة اربعة اسابيع . وفي بداية شهر حزيران، والربيع ما زالت أثاره في الهواء و ريف منكَيشي يحتفظ ببعض الأخضرار، صَدّع  اول كتكوت قشرة البيضة ومن ثم كسرها وخرج منها واذا به " نُسَير" ابيض كثيف الشعر. 
عملية تفقيس البيض هي حقاً عملية شاقة بالنسبة الى الدجاجة الحاضنة حيث تَنشر، مُجبَرة، جناحيها بقدر المستطاع لتحضن كل البيض ويلاحظ راسها متدلياً من عنقها كأن الضجر قد نال منها بسبب طول فترة الأحتضان.

النسر الصغير استمر في النمو مع بقية الفراخ وهي تسرح مع الأم في جولاتها اليومية نحو مزبلة القرية حيث الطعام الوافر، وكان مع البقية يلتقط ما يعثر عليه من حبوب أو طعام زائد من الذي كان يلقيه الأهالي في المزبلة. وكان " النُسير" تراه أحياناً في صراع مع اخوته من اجل التقاط دودة  صغيرة حملها حظها العاثر نحو مسيرة هذه المجموعة الباحثة الى لقمة العيشى، وكان " النسير" في مثل ذلك الصراع هو الفائز بالغنيمة وكانت بقية الفراخ تقترب منه لتشاركه في غنيمته.

مرت الأيام ونما النُسير مختلفاً عن بقية أفراخ الدجاج . عينان عسليتان ، مخالب حادة ، رأس وذيل يلمعان، ريش بنيّ أسود ومنقار معكوف ليس له شبيه في بقية الطيور. بعد عدة شهور والنُسير لازال يرافق بقية الفراخ  متعوداً على حياة القرية وغير منتبه الى القابلية الخاصة التي وهبته اياها الطبيعة.

في احدى ظهريات فصل الصيف حيث بريق الشمس يلمع عالياً فوق أجواء منكَيشي ودرجة الحراة قد بلغت اوجها مما يجعل كل حيّ كسول في حركته، كان نيسان مستلقياً على ظهره على حشيش المرج  تحت  شجرة البلوط الكبيرة  وعيناه تحدقان في السماء الصافية ،الا من بضعة غيوم متناثرة كالقطن المندوف. حجب نيسان بعض من بصره بواسطة قبعته االتي جدلها من عود الحشائش البرية وبدأ كانه يستمع الى هدوء السكينة من حوله.
كان السكون من حوله صامتاً لدرجة انه كان يتميز فيها تضارب اوراق شجر البلوط الوارفة بظلها على جسده المستلقى على الأرض.
الصرصار والجراد البري كل منهما يطنطن بأجنحته كانهما يضربان اوتار العود بوتيره واحدة. والنحل تُسمع حركته كأنه يتعثر في طيرانه في مطبات الهواءالساخن.
بين الحين والآخر كان نيسان يرفع قبعته ليشاهد النُسَيروهو يلقط من حوله الحُبيبات المتناثرة هنا وهناك وربما  بعض الحشرات او الدود الأرضي الذي أصبح العوبة لضربات منقاره.
في قيظ ذلك النهار اللاسع بحرارته ، غلب النعاس على الحيوية المتبقية في جسد نيسان اليافع ، كأن صمت الصيف الهادي قد ملأ سمعه وفكره، وأستسلم لنوم عميق تحت شجرة البلوط و طيف اوراقها تتراقص بهدوء على قامته النحيلة.

حقيقة الأمر ان الفضاء من حول نيسان لم يكن صامتاً بالتمام، فهناك كان نسر كبير يحوم  بهيبة وقد امتدت قوة جناحيه بسعة ستة أقدام. ريشه  مصقول كأنه درع لمّاع يعكس بريق الشمس الساطعة، منقاره الرصاصي الضارب الى الزرقة يوحي بالعنفوان، مخالب أرجله حادة وصقيلة. وكان أحياناً ،حين يقبل على تغيير وجهته، يرفرف جناحيه الضخمين في سكون الهواء. ظِلُ جناحيه زحفتا على الأرض وفوق مجموعة الفراخ التي كانت تقتات طعامها اليومي.
فجأة سمع نيسان ، وهو في نومه العميق، صخب هرولة وطقطة أجنحة من اتجاه مجموعة الفراخ التي كانت قبل قليل تجاهد لنيل الحُبيبات من بين جنبات الحشيش. نهض فجأءة ليعرف سبب الأضطراب الحاصل بالقرب منه. لمح بصره النسر الضخم وهو يحاول الأنقضاض على المجموعة وقد أعد كماشة مخالبه القوية المعكوفة ليلتقط احدى الفراخ. فزعت الفراخ واضطربت من هذا المهاجم المفزع وهرولت تطلب الأمان  تحت شجرة التوت القريبة. وفي نفس الوقت صرخ نيسان لاشعورياً بأعلى صوته وفتح ذراعيه لتخويف هذا المشاكس ، مما جعل النسر الضخم  يرتد ويُحلق بعيداً في الفضاء الشاهق.

هناك تحت شجرة التوت تجمعت الأفراخ حول الأم ، مرتعدة من الخوف وهي بأنتظار ماذا ستقوله  أمهم عن هذا الطير المُبهم.
النُسير الذي  كان ظمن الفراخ المرتعبة سأل الدجاجة الأم : من كان هذا الطير الأسود والأبيض ، الذي كان يحوم بجناحين سعتهما ستة أقدام وحلق فوقنا؟
الدجاجة الأم أجابت قائلة: ذلك الطائر هو النسر،  سيد الفضاء وهو من  سلالة الصيادين القدماء، ولا أحد منا يستطع ان يطير مثله.

ذات مساء ، جلس نيسان اسفل درج البيت وهو يشاهد امه تطعم الفراخ ولاحظ ان النُسير يهوى الحياة اليومية مع بقية فراخ الدجاج والذهاب  في آخرالنهار الى محل اقامته في القنّ.
تأمل نيسان في الحظ التعيس للنُسير فرأى فيه نسراً انتهى به الأمر ليصبح دجاجة، خُلق ليكون سيداً للطيور وانتهى به الأمر ليكون هكذا وضيعاً. خُلق ليحلق في الفضاء ولكن انتهى به الأمر يتسعك في مزبلة القرية، حيث تلقى النفايات.
ان صدفة فقس هذا النُسير مع مجموعة من الكتاكيت جعلته ينسى ان النسور خُلقت لتحلق في الفضاء، لا ان تتسعك على كومة النفايات مع فِراخ ضعيفة. ولكن المصيبة الكبرى لهذا النُسير هي انه مقتنع بما انتهى به الأمر ولم يحاول  جاهداً ليحرر ذاته ويعود الى حيث يليق به كسيد الصيادين، في الفضاء الشاهق.

في الصباح التالي، امسك نيسان بالنسر الصغير ورماه في الهواء ، مرة  تلو المرة محاولاً تعويده على الطيران لكن النُسير كان دوماً يفضل ان يبقى مع بقية الفراخ ويتنقل على رجليه، الأنفلات من الأرض كان أمراً صعباً عليه. لكن نيسان أصرّ مرة بعد أخرى على تمرين النُسير على الأقلاع. 
"سوف يكون  اكثر سعادة في الطيران" قالها والد نيسان وهو يخاطب نيسان.
اجاب نيسان بعنفوان: " انه لكذلك "
ثم كان، ان نيسان وأبيه ذهبا الى  سفح الجبل لجمع الحطب وقطع الأشجار اليابسة، وجلبا معهما النسر الصغير الى   تلك الصخرة التي  وجدا عليها عش النسر.
" أظن ان جرف الصخر سوف يسهل الأمر في الطيران " قالها والد نيسان.
فأجاب نيسان: نعم يا ابي النتوء البارز لهذه الصخرة المنحدرة سوف يساعد هذا النسر الصغير على الأقلاع.

النسور التي كانت تحوم قريباً أسرعت لنجدة النسر اليافع الذي شدّ عضلات رجليه المغطاة بالبريش ليقوم بقفزة نحو الأعلى. مرتين حاول  ذلك --بالنقيض ماكان يفعله حين كان مع فراخ الدجاج—في نشر جناحيه كي يحصل على قبضة على الهواء، ورفرف لأول مرة جناحيه محاولاً الطيران بعنفوان. وفي الختام ومن خلال تموج بدنه في الهواء ارتفع نحو الأعالي وصار جسماً حياً  محمولاً في الهواء.
جناحيه ظلّا يرفرفان بأنتظام، تنبه  النسر اليافع لدعوة بقية النسور وهو يتبعها حتى أدرك انه في  رحلة الى واقعهُ الأصلي.
أطلق النسر الجديد صرخة فرح اِذ أحس بتيار الهواء يرفع به نحو العُلى وشعر بنشوة نسيم الهواء الذي كان يلامس جناحيه، حقاً بدأ يستلذ نشوة السعادة وهي تسري في بدنه. لقد أدرك انه ليس بحاجة الى امّهُ، الدجاجة. لقد بدأ لأول مرة يشعر انه لأجل البقاء صارت اواصره مع الدجاجة الأم تخف شيئاً فشيئا.

من على الصخرة كان نيسان وأبيه يشاهدان ما يجري.
وفيما نيسان يلوح بيديه مودعاً نسره الصغير، اردف قائلاً: عالياً، عاليا حَلق ايها النسر ، نَسُلك هو من افضل الطيور في الخليقة وقريباً سوف تتعود على بيئتك الجديدة.
" انت محق يا بني، فهذه الصخور وحوافها الحادة سوف تجعله يشعر كأنه في بيته. هنا في جبل منكَيشي سوف ينعم بالحرية وينعم بموطئ قدم"، قالها والد نيسان وأردف مضيفاً "عاد النسر الى سربِه. لقد أصبح واضحاً الآن  ان الطيور على أشكالها تقع".

"الخاتمة"









629
نبتهل الى العلي القدوس اسمه خالق السموات والأرض وخالق البشر ان يقبل الأديب الفذ والكاتب الصادق والمربي الأمين ، في ملكوته السماوية مع الأبرار والقديسين.
فقيد القوش ومفخرتها ، المرحوم عمانوئيل قيّا بلو ،سيبقى ذخراً ونبراساً ورمزاً للأنسان الذي يريد ان يبحث عن الحق في زحمة الأوهام  المحيطة والمفروضة عنوة او جهلاً.
ستبقى كتابتك وأعمالك ايها الخالد مصدراً لكل محبي الحق والحقيقة.

نرفع العزاء الحار لذويه وأصدقائه وكل محبيه في كل مكان -- وهم بلا شك كثيرون كما قرأنا-- وبالخصوص ابناء بلدته ، القوش، التي أحبها وتعلق بها حين كان قربها أو حين أبعدته عنها الهجرة القسرية.

                                                حنا شمعون / شيكاغو

630
نهنئء الأخت رواء شكوانا والاخ الفخور بها حقاً، الأستاذ يوسف شكوانا، على هذا السبق العلمي الذي حققته ابنة القوش الأبية في مجال اللاهوت لأنه اعتدنا ان يغور الذكور في مجال فلسفة الوجود ولكن ان تححق فتاة من مجتمعنا نجاحاً كبيراً في هذا الحقل فأنه حقاً فخرلنا جميعاً ، نحن امة السورايّ.
تجسد الله على الأرض هو موضوع شائك وظروري جداً لمعرفة حقيقة وجودنا على الأرض. سر التجسد، وكما بحثت عنه رواء، هو الحل لكل مشاكل الأرض لأن سر التجسد يمثل السلام الذي حل بين السماء والأرض.. فكم علينا ان نعمل نحن البشر لأحلال مثل هذا السلام بين جيمع الشعوب والأنظمة والدول.
نتمى لك يا أختنا المباركة تحقيق طموحاتك العلمية. وفي هذه الأيام التي هي رمز لسر التجسد، نتمنى لك ولكل أحبائك عيدا سعيداً وسنة جديدة مزدهرة.
اسمحي لي وتوافقاً مع اطرحتك اللاهوتية ان اردد مع ملائكة السماء:
 المجد لله في العلى والرجاء الصالح لبني البشر.

                                                                        حنا شمعون / شيكاغو


631
رامينا بادل وهدية الميلاد



صعق المجتمع الآشوري في محلية سيرس، كاليفورنيا ، في شهر تموز الماضي بغرق ثلاث من شباب الجالية بعمر الزهور 21 و 22 و27 ربيعاً غضاً. ذهب ثلاثتهم، وهم من شبان الكنيسة  النشيطين، الى منتجع "يوسمايت" الوطني  في ولاية كاليفورنيا في نزهة ترفيهية.
وهرباً من حر تموز وطمعاً في صورة تذكارية خطت رامينا وصديقها هرمز ديفيد بضع خطوات داخل نهر " مرسد " الجاري بقوة فوق صخور الصوان التي بفعل جريان الماء السريع عليها تصبح ملساء كالزجاج. وما ان وضعت  رامينا رجلها على احدى هذه الصخور الملساء حتى انزلقت وفقدت توازنها وسقطت في النهر الجارف فحاول هرمز انقاذها لكنه هو الآخر سقط في الماء وبدأ يغرق وهنا تتطوع الصديق الثالث لفداء حياته من أجل انقاذهما ولكن هو الآخر لم يملك توازنه وسقط في مجرى نهر " مرسد" الذي يتحول بعد تلك النقطة الى شلال بأرتفاع 317 قدماً.
لم تنتهي الفاجعة في هذا الحد بل تعدت الى مسألة البحث عن الجثث في خضم نهر مجنون لا يعرف السكينة في ذلك الموسم وكانت تلك فترة عصيبة لذوي هذه البراعم الثلاث.
بعد بضع أسابيع تمكنت الشرطة من العثور على جثة  الشاب هرمز ديفد،22 سنة . وفي أوخر تشرين الثاني عثر على جثة الشاب الآخر ، نينوس يعقوب. وبقيت رامينا الزهرة الذات الواحد والعشرين ربيعاً مفقودة وأمها الثكلى، فرجينيا بادل، تنتظر رفات ابنتها طالبة من الرب ان لا يمر عيد الميلاد من غير رؤية فلذة كبدها، ولو ان غاليتها جثة ميتة. وفي الثالث من شهر كانون الأول، سهر الميلاد عثرت الشرطة على جثة رامينا في موسم ركون النهر.

شكت الأم المفجوعة حالها الى الشاعرة المعروفة مارينا بنجمين وأستنجدت بها لتنظم لها مرثية تواسيها في فقدان أعز  شخص في حياتها . وهكذا تطوعت مارينا ، رغم صعوبة الموقف، لأن تحس الآم الأم الثكلى، وعبرت عن شجون الأم الحنونة  وكتبت قصيدة رائعة بعنوان " هدية العيد" ختمتها هكذا:

لم تتركي لي سوى هدية واحدة
 كي افتحها يوم العيد
وكانت صورة ضحتك العجيبة
ها قد علقتها على شجرة الميلاد
     
وقد أنتج الفنان كبرئيل بنجمين هذه القصيدة المؤثرة في فديو كليب يحكي مشاعر الأم في مثل هذه الفواجع. ويمكن مشاهدة الفديو في" اليو تيوب " على الرابط التالي:
http://www.ankawa.org/vshare/view/2764/ramina-badal/
الرحمة الأبدية أعطيهم يا رب.

                                          حنا شمعون / شيكاغو


632
في ذكرى ميلاده ، المسيح والأيمان بالأله الآب خالق السماء ولأرض

انتظرت كرتنا الأرضية الاف السنين لمجئ المسيح حسب التاريخ اليهودي وربما ملايين السنيين حسب النظريات العلمية في نشوء المستوطنات البشرية . وعاشت البشرية في ظلمة معرفية للخالق قبل المسيح بحيث لم يكن يعرف الاله الحقيقي، خالق هذا الكون العجيب، الا قلة قليلة من بني اسرائيل . ورغم ان الله ارسل الأنبياء والصالحين للأعلان عن اسمه القدوس لكن الحضارات  القديمة كالمصرية  والبابلية الآشورية والأغريقية ظلت تبتكر من خيالاتها الهة لها فتعبدها وتحتفل بأعيادها.
حسب كتاب العهد القديم لم يقدر موسى النبي ان يقنع المصريين ولا يونان النبي ان يقنع الآشوريين ان يتخلوا عن عبادة الأوثان رغم ان النبيين المذكوريين حملا اعجايب الآله الحقيقي  الى هؤلاء الملوك فآمنوا  آنياَ أو خافوا  منهما وانصاعوا اليهما وبعد ذلك ارتدوا لأن الذين تحدثوا بأسم الرب كانوا بشر مثلهم وحججهم لم تكن مقنعة للعناد البشري.

ولكن قبل 2011 سنة  بالتمام والكمال، بالتحديد المُوثَق شاء الرب ان يكمل  وعده بخلاص البشرية فأرسل ابنه الوحيد " الكلمة " ليحل في الأرض كبقية  بقية البشر، لا بل في هيئة افقر طفل مولود في ذلك الحين . نعم ولد ملك الملوك في مذود مغارة تُدفِئَتها كانت بواسطة زفير الحيوانات، ولد وعاش تعزية لكل فقراء الدنيا دوماً لتصبح حياته حكمة مفادها ليس  مهماً ان تكون ميسور الحال لكن الأهم هو ان تكون روحك غنية بنعمة الرب ولذا فان رسالة المسيح كانت المحبة بين البشر. محبته للبشر بلغت الى حد لايقاس فقد فدى بجسده  الطاهر خطيتنا الأصلية وأنقذنا من النقمة الألهية.

هذا الطفل، الذي ولد في مثل هذه الأيام الشتائية الباردة، استطاع بالعجائب التي فعلها مع المرضى والعميان والموتى الذين أقامهم ان يؤ ثر في قليل من الذين حواليه فآمنوا به، ولكن اعجوبته الكبرى هو انه اقام جسده الميت ليحل ثانية بين المؤمنين به  ومن ثم ارتفع بجسده الى السماء من حيث أتى، وبهذا عمل شيئاَ خارقاً لا يمكن ان ينجزه الا من له صفه الأله الذي يصنع الخوارق.
ميلاد المسيح تنبأ به الأنبياء وبالخصوص أشعيا قبل ما يقارب السبعمائة سنة من ميلاد المسيح. ولذا فان هذا الحدث كان معداً له ليكون حدثاً فريداً من نوعه ويستحق التمهيد له.

العالم الغير المسيحي لا يعرف عمق المسيحية لكن بلا شك يعرف تاريخ ميلاد المسيح من التقويم المتداول عالمياً منذ 2011 سنة، دون بقية التقاويم التي منها الدينية والقومية؟. وأكثر من هذا ان التاريخ وفق هذا الحدث ( ميلاد المسيح ) يقسم زمن الكون الى عهدين: الى قبل وبعد الميلاد.
 وحالياً يحتفل العالم أجمعه، من مشرق ومغرب الكرة الأرضية، بقدوم السنة الميلادية الجديدة، ويكاد يكون اليوم الأول عطلة رسمية في كل انحاء المعمورة. في ليلة انتهاء السنة الميلادية تكون البدائية   في الشرق البعيد في طوكيو وسدني وهونكونك حيث يبتهج الناس وتنار السماء بالمفرقعات ثم تسلم الراية الى موسكو وباريس ولندن في مباراة الأنارة والأبتهاج  حتى ينام اناسها لينتقل فرح  السنة الجديدة الى نيويرك وشيكاغو ولوس انجلس ليرقص ويمرح الشباب والعباد حتى الصباح. هذا اضافة الى ان في موسم الميلاد ( الكرسمس) تشهد الأسواق حركة بيع كبيرة وتزان البيوتات والمحلات والساحات احتفاًء بميلاد المسيح.  هل ان كل هذا هو من أجل طفل ولد في مغارة وضيعة قبل اكثر من الفين سنة ام ان حقاً ذلك الطفل لم يكن الا صاحب هذا العالم ؟   

المسيحيون، لابد لهم من الأقرار بأن هذا الحدث التاريخي هو أعظم ما حصل في التاريخ لأنه بدء مشوار الخلاص الذي هو جوهر ايمانهم . يبقى السؤال، وبعيداً عن مسألة الخلاص، التي للاسف، غير المسيحيين لا  يدركون معناها  الحقيقي لكن  ماذا يمكن ان يعني لهم مجيء المسيح ؟ بلا شك  ان حكاية مجيء المسيح ليست من نسج الخيال فقد كتب وحكى قصته حواريون عاصروه كتبوا بأساليب ولغات وفترات مختلفة . ومثلما هي الشمس في فلسطين هي كذلك في الصين وفي الأمريكتين وفي كل مكان، هكذا أيضاً كانت كتابات الأنجيليين متطابقة عن هذا الذي أخبرنا بفمه الأنساني والألهي ان ابيه السماوي هو خالق هذا الكون العجيب بما فيه من نظام دقيق وهو رب  الأرض والسموات . قبل مجيء المسيح كان الرب القدوس قد اختار بني اسرائيل ليبشروا بأسمه لكن بنو اسرائيل كانوا ولا زالوا يريدون ان يحتكروا الخالق القدوس لبني جنسهم ولنا في ذلك برهان من قصة يونان النبي الذي تهرب من أمر الله للذهاب الى نينوى لأنه كان في يفضل هلاكهم بدلاً من خلاصهم، فقد كانوا أعداء قومه.
ويبقى السؤال الأفتراضي ماذا لو لم يولد المسيح قبل مايزيد من الألفين عام ومرة أخرى لندع جانباً مسألة الخلاص. فهل كان يهود اليوم الذين عرفوا الخالق من زمن سحيق سوف يُعرِفوننا به؟ وحتى ان عَرَّفوننا به فهل كنا نصدقهم؟ كل الأدلة تشير الى غير ذلك ف يونان النبي لم تأتي محاولته "الشبه الجبرية" ثمارها لأن اهل نينوى ما لبثوا وان عادوا الى عبادة أوثانهم بعد فترة قليلة من توبتهم. ولكن المسيح، الذي ولد في مثل هذه الأيام، كانت وصيته لتلاميذه اذهبوا وبشروا الأمم  بأسم الآب ولأبن والروح  القدس معطياً اياهم سلاح المحبة كي يكون الخلاص للجميع، وان كانوا أعداءاً. المسيح قال عن نفسه انه أعظم من  يونان بكثير وبذلك وبّخ اليهود لعدم ايمانهم به رغم انهم عاينوه لكن الأمم كانت أكثر تقبلاً لتعاليمه من غيرمعاينته.
المسيح كسب الى جانبه تلاميذ وحواريون بشروا به وأستشهدوا لأجله . كسبهم ليس لأنه أظهر لهم انه ذا شخصية كاريزيمية او صاحب تجارة اوكان قائداً عسكرياً ، انما  كسبهم في التواضع  والأعاجيب الخارقة التي عملها امامهم .. حالياً ان لم نصدق الأنجيل الذي يتناول كلام المسيح عن الآب والخليقة، كما كتبه الأنجيليون والرسل وكما  ينص الأيمان المسيحي المدون في مجمع نيقية عام 325 بعد الميلاد حيث ورد: " نؤمن باله واحد، الآب ضابط الكل وخالق السماء والأرض وكل ما يرى وما لا يرى"، ان لم نصدق هذا الذي أخبرنا  به بنفسه فالعلة هذه المرة هي فينا ايها الأحباء.

ليكن يوم ميلاد المسيح الذي هو واو الوصل بين السماء والأرض جواباً شافياً  لسؤالنا: من هو خالق هذا الكون؟

                                                                            حنا شمعون / شيكاغو   
 

     

 
   

633
 حقاً انها فرحة عظيمة ان نرى الفنان جنان ساوا يغني من جديد على عتبة المسرح وبعون الرب وشفاعة القديسة مريم وصلوات جميع محبيه سوف نراه قريباً يجتاز العتبة ويصعد الى المسرح واقفاً على  قدميه يغني لجمهوره الواسع.
نشكر القائمين على هذا الحفل وكل الحاضرين.

                                      حنا شمعون / شيكاغو

634
في اربعينية المرحوم البرت روئيل: فنان سيبقى حياً في الذاكرة

اختطفت يد المنون من بين ظهرانينا الفنان البرت روئيل تمرس في27/ 7/2011 ، اثر  مرض عضال  الّم به وأقعده طوال فترة من الزمن. لمن لم يتسنى ان يتعرف على شخصية الراحل، سوى غناءه المميز ، اقول ان قلب البرت كان ارق من صوته وبساطته كانت مثل بساطة كلمات أغانيه ولكن هيهات ان يدعى فنان آخر ان كلمات أغانيه هي اكثر وقعاً على قلوب السامعين من كلمات اغاني المرحوم البرت روئيل. البساطة ( التواضع ) التي قال عنها الر ب يسوع : " من رفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه  يرتفع" ( متي 23-12 ) ، كانت صبغة حياة   البرت روئيل وقد جسدها في علاقته  مع الآخرين ولا أظن ان هناك  شخصاً عَرفَه ولا يتفق معي في  هذا الوصف. هكذا يكون  سحر البساطة وتأثيرها حين تكون من اعماق القلب و حين تحسبْ نفسك لست أفضل من الآخرين مهما نلت من الشهرة، كما فعل الفنان المرحوم البرت روئيل تمرس.

لقد كنتُ محظوظاً في الفرصة اتي سنحت لي في لقائه بعد وصوله الى الولايات المتحدة الأمريكية وفي بيت اخته التي كانت تسكن شيكاغ وذلك في اوائل العقد الماضي. حظيت بمقابلته وهو المشهور ولكن حينما تقابلنا أشعرني انه هو الذي يقابل فخامتي..  كنت دوماً تواقاً الى لقائه فقد كانت أغانيه بالنسبة لي منهلاً وزاداً في فترة كنتُ بحاجة الى  رابع الهواء والماء والغذاء، الذي هو الغناء وليس اي غناء كان لكن ذلك الذي  يجعلني اتفاعل معه بصدق، يدغدغ أحاسيسي ، يحاكيني عبر الموسيقى والكلمات ولم أجد في حينها أفضل من غناء البرت روئيل ليشبع نزواتي العاطفية في مرحلة العزوبية. لقد حاول الكثير من فنانيا الأحباء تقليد البرت روئيل ولكن لا أحد منهم استطاع ان ينجح في ذلك ولا أظن ان احداً سيكون منافساً له  مستقبلاً.

 وللأسف ان العقود الثلاثة الأخيرة لم تسنح له الفرصة لأن يقدم لنا ابداعاته الفنية بسبب الظروف التي مرّ بها العراق وظروف الهجرة وتقدم العمر، لكن رحيل البرت، هذا العصامي الذي اعتمد على نفسه، هي بلا شك خسارة كبيرة لأغنية السورث  فهو الوحيد الذي استطاع أداء اللون الذي اشتهر به بأمتياز لا مثيل له وسيبقى دوماً حياً في الذاكرة سواء في تواضعه الذي فيه أصبح مثلاً أعلى بين الفنانين او في غنائه الذي حفظ به تراثنا، أكثر من أقرانه المطربين.
 المطلوب من المهتمين بتراثنا الغنائي أفراداً وجمعيات ان يقوموا بالبحث وتسجيل أغاني البرت  التي ما احتواها القرصان اللذان انتجتهما، مشكورة، جهة مهتمة بأغانيه من حقبة الستينات والسبعينات من القرن الماضي .   

سجلت مقابلتي معه ومن ثم كتبتُ مقالتي التالية ونشرتها في  مجلة "القيثارة" الصادرة في ديترويت وكان ذلك في عام 2002 ،على ما أتذكر، وها انذا اقدمها للقراء الكرام طالباً ان يذكروا البرت روئيل في صلواتهم لمناسبة اربعينيته سألين الرب القدير ان يتقبله في ملكوته السماوية مع الأبرار والقديسين.

البرت روئيل : غناءه منهل العشاق وزاد الراقصين


بدا الغناء في عقد الستينات من القرن الماضي متاثراً بالفنان اوشانا يوئيل ميرزا ، احد القليلين المعروفين في حقل الغناء آنذاك. انه الفنان البرت روئيل تمرس الذي بدأ هواية الغناء في مناسبات الأفراح للأصدقاء والأقرباء في جلسات السمر مع المعجبين بصوته وغنائه. في مقابلة أجريتها معه مؤخراً أخبرني انه من عشقه للغناء ومن الأيمان بالموهبه التي وهبها اياه الرب، قام بصنع الالة الموسيقية  التي كان يتمناها ولم تكن متوفرة في السوق لشراءها الا وهي الصاز ( الطنبور)، صنعها من الخشب والصفيح وامعاء السمك ثم صنع مثيلاتها الأكثر تطوراً ولأنه كهربائي بالمهنة استطاع ان يزيد من قوة ضربات الأوتار كي يتلائم ذلك مع طبقة صوته العالية.

في عقد السبعينات اشتهر البرت روئيل اكثر  من اي فنان آخر وكان صوته يصدح في الأمسيات الصيفية لأندية الاشوريين ( السورايي) في مناطق بغداد مثل العلوية ، البتاويين، الدورة، وبغداد الجديدة، وغيرها
سألت البرت عن عدد أغانيه واجاب " الله لا يكذبني  يمكن ان تقارب المائة او أكثر ، كلها من كلماتي والحاني وان كان اللحن أحياناً هو شائع ومسموع". لكن وان كانت هذه الألحان مسموعة كما اعترف لكن بلا شك انه احدث عليها تغيرات وطورها لتلائم الصوت المنبعث من طنبوره الذي طوره هو الاخر واحدث عليه تغيرات اساسية مثل اضافة وتر آخر مع تغيير التقاسيم عليه ، هكذا حين تستمع الى عزفه على الطنبور تشعر كان الموسيقى المنبعثة هي من الحنجرة فهناك امتزاج عجيب بين صوت اوتار الطنبور وصوت حنجرة البرت.
للأسف ان معظم اغاني هذا الفنان لم تسجل في الاستوديو وذلك لقلة الأهتمام بتراثنا الغنائي في حينها وكلفة التسجيل  كانت باهضة مقارنة بالأرباح من جراء بيعها ومع هذا فقد اشتهرت اغاني البرت في العراق وسوريا بشكل منقطع النظير ولعل سبب ذلك ان غنائه كان مثل نبع ماء صاف يتدفق من الأرض بعد أن مرّ بكل مراحل التصفية اللازمة   لتشربه الأفواه العطشة والقلوب الضامئة وذلك لعذوبته ونقائه ليكون منهل يغترفه العشاق.

غناء البرت هو شرقي بالتمام والكمال، ليس فيه شوائب من الموسيقى  الغربية وأعني بذلك يمكن للمزمار والطبل ( زورنا وداوولا) ان يعزفان ايقاعه وهكذا العود ايضاً، اما أن  يأتي عازف كَيتار بمقطوعة من أغاني البرت روئيل فأني اشك في ذلك مهما كانت مهارة العازف. وكلمات أغاني البرت عفوية وصادقة ونابعة من القلب وهدفها القلب الآخر وهما في العشق سيان. بعد موال سماعي مثل ( زونا دخوبي) يشد فيه احساس المستمع الى كلماته المركبة من تعابير العشق يتحول البرت الى الأيقاع الراقص لأغنية  ( آتي وت غزالة طورا وبريا) وان كان ذلك في حفلة فان الحابل يختلط بالنابل والكل يريد ان يعبر عن الأحساس الذي فجره البرت في اعماقه فهناك من يرقص الديواني وهناك الذين يشكلون رتل من (خكا شيشا ) ولأن الكل يريد ان يكون بجانبه راقص ماهر ، لذا  يكون كثير  من الأنفلات حتى  تتعدد الأرتال وحين تسجيل هذه الأغنية "حياً" ، نسمع عريف الحفل ينادي على الراقصين " ان يطيب لكم ، ليكن الرتل واحداً، المحترم ابنوئيل ليقود الرتل- الخكا". هاتان الأغنيتان التي هما ضمن احد الكاسيتات التي املكها ولا زلت احتفظ بها سجلت في احدى حفلات اندية بغداد الآشورية وهي خير مثال للتاثير البالغ لغناء البرت على المستمعين والراقصين الذين يبعث  فيهم النشاط والحيوية لتأدية الرقص بعد ان تزودوا بالزاد اللازم لذلك.

أغاني البرت روئيل الراقصة،  كلها تجتمع على  نوع واحد من الرقص وهو (خكا شيشا ) الذي يبدو بسيطاً لكنه صعب التطبيق بمهارة ، حركاته قليلة ويعتمد على ثني الركبتين وهز الكتفين وهو يتطلب توافقاً دقيقاً بين يمين الراقص ويساره وان لم يحصل هذا  التوافق فأنه يحدث خللاً يضعف حدة الرقص . من الوجوب ذكره بهذا الصدد ان هذا النوع من الرقص هو شائع في البلاد التي هي شرق البحر المتوسط، مع فارق طفيف، في العراق، سوريا ، تركيا، لبنان، الأردن، فلسطين ومناطق من ايران. واحدى اغاني البرت روئيل هي على ايقاع اغنية ( يا ابو ردين يابو ردانا) التي كان يغنيها المطرب السوري ذياب  مشهور وان اختلفت الكلمات والصوت والالآت فان لحنها ورقصها واحد.

الملاحظ في اغاني البرت روئيل والتي عددها هائل، اننا لا نجد اغنيتين بموسيقى مقلدة او متشابهة وهذا ما لا نجده في معظم اغاني المطربين الاشوريين الجدد  حيث يعيدون ويجترون الحان اغانيهم . براعة فنانا الكبير وحساسية انامله نجدها حين يسمعنا صوتين مختلفين في آن واحد من دقات طنبوره وقد لا حظت ذلك جلياً في موال ( زونا دخوبي) الوارد ذكره.
اما من ناحية الكلمات فهي وان كانت متشابهة الفحوى واغلبها عن الحب والعشق ورغم كونها بسيطة وشعبية  وبعضها متوارث او من لغة الكلام اليومية ن فهي قوية ومعبرة وكان، ويكون، لها دوماً وقع مؤثر على قلوب العشاق والعاشقات وكثيراً ما يستعمل تشابيه جميلة او يرسم بالكلمات صور من الواقع : انتِ الشمسس وانا القمر، انتِ غزال الجبل والسهل.. وانا الصياد، الماء الصافي عكرتيه ماذا سأشرب ، لك يا حلوة افدي حياتي ، أُصبح شجرة كي تنامي هنيئاً تحت ظلالي .
كل اغاني البرت روئيل هي ممتازة وقابلة الفهم  ولها وقعها القوي على فكر وقلب المستمع ، وهذان مثالان من دون انتقاء ، الأول يعبر عن ولع عاشق افترق عن حبيبته اذ تقول الأغنية:
لماذا تركتيني ايم تذهبين / اذهبي الله معك انا لم اصاحبك/ هنالك تذهبين وتصبحين لوحدك ن وتتذكرينني / هكذا ستبكين هكذا  ستبكين / لم يكن عشاق في الدنيا سوى أنا وانتِ / الضحك سلبتيه من شفتاي ، لن اضحك بعد / الماء الصافي عكرتيه ماذا سأشرب بعد / هكذا ستبكين هكذا ستبكين هكذا ستبكين...
اما القصة الثانية التي يغنيها لنا البرت فهي على لسان عاشقة تندب حظها العاثر اذ سلب العذال حبيبها فتقول:
حبيبي زعلان مني وانا لست على علم بذلك / لا يوم اغضبته او عاكسته ، عَذلَ العذال و اخذو مني حبيبي / هذا اليوم الأسود نخر الألم في عظامي / سالتني صديقاتي اين حبيبك / طأطأت رأسي وقلت يبدو انه زعلان.
حقاً ان زمن العشق في عصرنا هذا قد اصبح من حكايات التاريخ والبرت قد حفظه لنا في مثل هذه الأغاني.

سالت البرت عن أغانيه القومية ، اجابني للأسف هذه كانت من الممنوعات في الوطن وان شاء الله سيكون لها حصة  في اغان المستقبل حيث انعم الان بالحرية واعيش في مدينة فينكس – الولايات المتحدة الأمريكية.
ذَكرّته بأغنية ( رفرفت أعلام بلادي) التي غناها بالعربية فاجاب هذه ليست من تاليفي انما اُملئت عليّ من قبل المسوؤلين في الأذاعة والتلفزيون العراقي وقد غنيتها مع مجموعة من الفنانين العراقيين لمناسبة 11 آذار واتذكر ان دلال شمالي غنت القسم الكردي من هذه الأغنية.
قلت له ومذا عن ( بغدد كما بسمتا ) التي  غناها لمناسبة قدوم مار ايشاي شمعون عام 1970 ، اليست هذه قومية، فهز رأسه وقال بلى انها هكذا.

طلبت من البرت ان يحدثني عن ابنه يوسف الذي لازمه منذ الصبا بضرب الطبلة ( دنبك) كايقاع خلفي ، بأيقاع ضربات القلب الذي يحفظ اغنية الحياة. البرت اجاب: يوسف الآن فنان بارع وهو يغني كل اغنياتي بامتياز وهو خريج معهد الموسيقى وبأمكانه العزف على الأركَن كما انه ماهر في استعمال آلتي الكَيتار والطنبور. اتمنى ان يختار هو الآخر لون الغناء الذي اشتهرتُ به وهو الشعبي الذي يمثل جانباً من تراثنا الاصيل وقريباً سوف يصدر اول تسجيلاته بعون الله.

سؤالي الأخير كان : أستميحك عذراً على هذا السؤال فمن المعروف ان ( البيك ) كان دوماً رفيقك في الغناء اضافة الى ابنك يوسف فهل من تعليل لذلك. اجابني البرت مبتسماً هذا صحيح حيث كان يجعلني اكثر انشراحاً وانسجاماً في عزف الأغنية لكني الآن كبرتُ و " دخلت في العمر " وعليّ ان اداري صحتي ولذا فأني اقلل من الشرب قدر الأمكان.

لقد كانت فترة السبعينات من القرن المنصرف ( كما ذكرنا ) قمة ابداع البرت ولكن ما  حل في الوطن في الثمانينات وبعدها من مآسي وحروب وهجرة اشل قدراته في التأليف والتلحين والغناء ثم كان ان غادر الوطن مع عائلته في اوائل التسعينات ولمدة  ثمان سنين قضاها مهاجراً في الأردن وسوريا ولبنان، انقطع فيها تقريباً عن الأنتاج الفني . لكنه يقول رغم صعوبة تللك الفترة الا انه اقتنى منها تجربة مريرة سوف يكون لها تاثيراً بالغاً على الموسيقى والكلمات التي سوف تؤطر أغانيه في المستقبل والتي سوف يعتمد على موسيقى جديدة في تلحينه ولن تكون مقلدة اومسموعة من قبل.

هذا هو البرت روئيل الذي دعته اللجنة الخيرية الآشورية في شيكاغو اوائل هذا العام ليغني في حفل خصص ريعه لتلفزيون آشور الذي يبث من شمال العراق وقد امتلئت القاعة بالحضور الغفير من محبي وعشاق اغانيه وقد كانت حفلة رائعة حقاً استانسها الجميع وهم يستمعون ويرقصون على انغام هذا اللون من الغناء الاشوري الأصيل والذي سيبقى حياً مع الجيال القادمة اينما كانت في الوطن او الغربة  وهنا اكرر دعوتي السابقة للمسؤلين والمهتمين بتراثنا الغنائي لأعادة تسجيل كل اغاني هذا الفنان القدير على اقراص التسجيل الحديثة ( الس دي ) ليتسنى للجميع في هذا العصر الأستماع والأستمتاع بها.
                                                                           
                                                                             حنا شمعون / شيكاغو



635
جنان ساوا .. حنجرة ذهبية واِرادة فولاذية

الحادث الذي تعرض له المطرب الشعبي جنان ساوا كان خطيراً ومخيفاً. جنان.. الأنسان والفنان هزه الحادث المروع من الأعماق وعَطل في ساقيه، اما الأعماق فقد برئ من هزتها يوم قال لأخيه عصام في المستشفى بعد ان وعى الذي حصل : " يبدو  ان صلوات الكثيرين قد وصلت الى الرب" وأما عطل الساقين في هذا العصر ومع تقدم الطب والتكنلوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية فما هو اِلا مسألة وقت، وليس أكثر من ذلك .
وقد صرح الفنان العظيم لمنتدى عنكاوا كوم بعد خروجه من المستشفى اذ قال " سأعود الى جمهوري قريباً وستكون عودتي قوية" وكل الذين عايشوا جنان، ويشرفني ان أكون واحداً منهم، يعرفون انه صادق في اقواله ويعرف موهبته الغنائية جيدا واذ اعطاه الرب فرصة ثانية فهو على اتم الأستعداد لأن يقدم الأفضل لكل عشاق فنه، في مرحلة ما بعد الحادث المروع.
معرفتي بجنان ساوا تعود الى العراق حين كان يزور قريتي، منكيش، ومعه طنبوره  وفي بغداد ايضاً حين جاء اليها لتكملة الدراسة  ولكن معرفتي به ازدادت حين قضينا سنتين سوية في أثينا  وكنا كلانا نشتغل  في معمل لصنع أ لواح فولاذية لنابضات السيارات ( سبرنكات) وهناك لمست ارادة جنان  ساوا الفولاذية لأن يصبح مغنياً مشهوراً. كان قد ملأ حيطان المعمل بكتابات كَرشونية لكلمات بالسورث كان يحلم ان يغنيها، كان يكتبها كي لا ينساها في زحمة شغله الشاق. 

جنان منذ الطفولة لم  يعشق شيء سوى الغناء فتعلم العزف على آلة  الطنبور الشائعة في المنطقة التي ترعرع فيها وحملها معه وهو فتى يافع الى المصايف القريبة من بلدته دهوك – نوهدرا يغني لأصدقاه ومعارفه، تارة يستمعون  بنشوة الى صوته الجميل الصادر من حنجرته الذهبية وتارة يرقصون على انغام طنبوره وهو يعزف على اوتاره بأنامله السحرية. لابد وان كل من استمع االى جنان، او جَنّو كما  كان يمسى حينذاك، ان أدرك ان قالبية  هذا الفتى ، ان صُقلت، فان شخصها سوف يكون له باع طويل في مجال الموسيقى والغناء. لم تكون ظروف المنطقة واالعراق  بالملائمة  لصقل موهبة جنان ساوا كي يبزغ نجمه فقد ذهب الى بغداد، عاصمة العروبة آنذاك،  لتقديم نفسه الى  القسم المتواضع للأذاعة السريانية الموالي لسياسات حزب البعث ولكن يبدوا انه لم يعجبه جوها السياسي وهو الفتى الذي ليسى في قاموس حياته مصطلح للحزب والسياسة  وحتى لغته العربيته كانت ولا زالت ضعيفة . 


غادر جنان العراق وحاله حال الكثيرين الذين سئموا الحياة في وطن ليس فيه سلام ولا حرية ووصل اليونان وهنك أطلق العنان لصوته الذهبي عازفا بحرية ومن غير  معارضة  أغانيه البدائية رقص لها البشر والشجر والبحر ومن ثم وصل الى الولايات المتحدة وكان ذلك قبل نحو ثلاثين عاماً ، جاء الى شيكاغو عاصمة الغناء السرياني ( السورث) في الشتات وهناك كان قد سبقه اليها الفنان سركون كبرييل، فنان آخر وعظيم، كان قد دشّن مبادئ واصول الغناء الشعبي المرتبط بالتراث السرياني ( ا- سورايا) وبالخصوص المرتبط بالرقص الشعبي الموروث من المناطق الشمالية من العراق  ( سهل نينوى وصبنا وبرور) ومن تركيا ( هكاري وطور عبدين ) وأيضاً من ايران ( اورمي).
لم يبخل الفنان الكبير  سركون على الطامحين او المنافسين له من القادمين الجدد بأفساح المجال لأظهار قابليتهم، فاعتلت  مسارح الغناء مواهب اخرى كانت ابرزها جنان ساوا وجوليانا  جندو ولندا جورج الذين ترعرعوا فنياً في شيكاغو ومن ثم توزعوا الى كبريات المدن الأمريكية يحملون راية الحفاظ على التراث في الشتات.

بسرعة فائقة تألق صاحب الحنجرة  الذهبيىة، جنان ساوا، في الولايات المتحدة الأمريكية وأصدر الألبومات الغنائية الواحد تلو الآخر ليصبح  مطرباَ شعبياً يحتل موقع الصدارة بين  أقرانه ويسافر من  مدينة الى  أخرى ومن بلد الى أخر حتى اصبحت حفلاته تتناوب سريعاً في امريكا واستراليا واوربا والعراق . وحتى صار اسلوب غنائه  وطريقة  انجازه للحفلات مدرسة تخرج منها الكثيرون أمثال البرت منصور، مناظل تومكا ، وطلال كريش، وعصام ساوا وغيرهم كثيرون وهم  يتسلقون مراتب الشهرة والأبداع.
لن ابالغ ان قلت ان شعبية جنان ساوا فاقت أقرانه من مغنيّ الحفلات والمناسبات وأغانيه الشعبية من طراز شقلي طنبوري وجوخي جوخي وكوذا وزينوكي ونينا وغيرها كثيرة أصبحت وقوداً ثميناً للمغنين الناشئين والحفلات التي يديرها ما يسمى ب ( دي جي). مثل هذه الأغاني الراقصة انتجت جيلاً جديداً من الراقصين الماهرين أضافت على رقصنا الشعبي رونقاً وجمالاً يقل مثيله في رقصات الشعوب الأخرى. أغناني جنان ساوا أصبحت دندنات تتلوها الأمهات على مسامع أطفالهم في لحظات الفرح ليبتهج الأطفال بها ويتربون عليها، فكم من ام كي تظهر مهارة طفلها قلدت جنان وهي تردد عل طفلهاا نينا نينا نناي ...حتى يجاوبها  ثمرة بطنها بالحركات والصوت الطفولي البرئ على  ايقاع هذه الأغنية الجميلة.
أكثر من هذا  كله جنان جمع من تراثنا الجميل من كل حقل باقة وقدمها لجمهوره . الحان شعبية قديمة وقصص واقعية سطر بطولاتها الأجداد حولها جنان عبرأغانيه الى ملاحم غنائية يحفظها الدهر لنا عبره صوته الصداح الجميل وموسيقاه الرائعة  ومن هذه الأغاني العديدة أود ان أذكر نينوي وبابل، دمدمة، شمي شميرام، نيسان، جوخي جوخي، طلاثا بناثا، منكيش .. الخ
أكثر من هذا كله فان جمهور جنان تركيبته من كل فئات شعبنا المنقسم على ذاته . لقد صهر جنان محبيه في بوتقة واحدة وجعل مشاعرهم في الأفراح والأعراس ترقص على نغمة واحدة وهذا ما لم يفلح في انجازه الأحزاب السياسية  التي تناظل من أجل وحدة امة السوراي بمختلف تسمياتها الطائفية والجانبية.

جنان وكما ذكرنا حالياً يتعافى من  الحادث المروع الذي حل عليه بعد ان أدى في يومين متتاليين ومن غير كلل ولا ملل  الذّ ما يطيب له وهو ادخال الفرحة الى قلوب أبناء شعبه ومن طائفتين مختلفتين احداهما في ديترويت والثانية في كندا. في طريق العودة وهو مُجهد  وربما غلبه النعاس فأنقلبت سيارته سبع او  ثمان  دورات، ليس لنا الا ان نقول ان العناية الآلهيه وحدها كانت وراء سلامته وبعدها يأتي تقيده بنظام وضع الحزام الحضاري. اقول اننا محظوظون ونشكر العناية الآلهيه انها حفظت لنا جنان وحنجرته الذهبية وعزيمته القوية كي يصرح بأن عودته ستكون قوية.
اما نحن جمهوره الكبير والآخرين من زملائه الفنانين الذين لهم حضوة التعرف عليه عن كثب ، وهكذا ايضاً نديتنا الأجتماعية وأحزابنا السياسية ، كلنا مدعون في المستقبل القريب ان نساد الفنان العظيم جنان ساوا كي يقف على  قدميه من جديد ويصدح صوته الذهبي على مسارح الحفلات والأمسيات.
جنان وهو في  قمة عطاءه، نحن في غنى عن فقدانه لأن غيابه عن مسرح الغناء هو خسارة فادحة للجميع.
نأمل من زملائه الفنانين ان يجتمعوا ويقدموا لمنفعته حفلة كبيرة كعربون وفاء منهم لزميل  كان دوماً عوناً لهم، وها هو بحاجة الى تعضيدهم  لشحن اِرادته القوية كي يستمر في الغناء والعطاء.
نتذرع الى الرب القدير، بالصلوات، ان يعيد الينا  فنانا العظيم معافاً وفي القريب العاجل.
                                                     
                                                                                           حنا شمعون / شيكاغو   

 

 

636
الى ذوي المرحوم لوثر ايشو المحترمين
 
اتقدم الى جضراتكم بالتعازي القلبية الحارة لفقدان عزيز قلبكم الفنان التشكيلي لوثر ايشو الذي اتحف الوطن والعالم بلوحات انسانية ، لي كل الثقة انها كنوز عالمية وذلك لأمتلاك المرحوم على حساسية خاصة مرهفة تعرف قيمة جمال الطبيعة واالنفس البشرية المخلوقة على صورة الله.

رحيل الفنان لوثر ايشو وهو في قمة عطاءه الفني هو خسارة للأمة الآشورية والعراق الحبيب وذكراه ستبقى مفخرة الآشوريين والعراقيين في كل مكان.
نصلي الى الرب القدير ان يحفظه في ملكوته السماوية  مع الأبرار  والقديسين وان يلهمكم الصبر  والسلوان.

                                          حنا شمعون / شيكاغو

637
اسفنا جداً لنبأ حادث المرور الذي تعرض له الفنان الكبير جنان ساوا. نصلي الى الرب القدير والقديسة العذراء كي يرجع الينا قريباَ جداً وهو معافى من كل الم او كسر اصابه.
جنان ساوا ادخل البهجة الى قلوب ابناء شعبنا جميعاً وحان الآوان ان نكون معه في صلواتنا لأجل الشفاء العاجل والكامل حتى تمر عليه هذه المحنة المفاجئة كسحابة صيف ويعود الى جمهوره الغفير ويصدح صوته بالأغاني الشعبية الجميلة.

                                                                                      حنا شمعون والعائلة / شيكاغو

638
جولة الباحث نينب لاماسو في منطقة هكاري

للمرة الثانية حظيت بحضور محاضرة الأستاذ الباحث نينب لاماسو حول  مناطق السكن للآشوريين ( الآثوريين او السوراي) الواقعة حالياً في جنوب شرقي تركيا . اعادة المحاضرة كان بطلب واسع من الذين حضروا الأولى في المجلس القومي الآشوري في الينويس، ولذا اخذت على عاتتقها هذه المرة الجمعية القومية الآشورية بالتعاون مع منتدى  خابور كوم لاعادتها وكان ذلك في الأحد المصادف 10/4/2011  وحضرها جمهور واسع يزيد عن المائتين – في تقديرنا— وأستغرقت المحاضرة أكثر من ثلاث ساعاات ولا أظن أحد غادر القاعة طوال هذه الفترة وذلك لقيمة المحاضرة والطريقة الشيقة التي القى بها الاستاذ نينب محاضرته بمعاضدة التقنيات الحديثة في عرض السلايدات ومن ثم التعليق عليها.
في الحقيقة ان الباحث نينب تكلف العناء الكبير والمخاطر الجسيمة من أجل ان ينقل لنا صورة متكاملة عن وطن الآثوريين ( السوراي) في هكاري ( تياري وباز وجيلو) والتي كانت عامرة الى حد السنة التي  وقعت فيها الحرب العالمية الأولى عام 1914 واتي كانت سبباً في الهجرة المأساوية الى بعقوبة وفقدان نفوس كثيرة ( بالآلاف) وهكذا خلت المنطقة من غالبية سكانها الأصليين وبقي الأكراد الذين كانوا جيران الآثوررين ولم يغادروا المنطقة ولا زالو يقيمون هناك رغم وجود عصيان من قبلهم ضد االحكومة التركية التي تحاول اذابة الأقليات العرقية في الأمة التركية ويبدوا ذلك واضحاً في تغيير اسماء القرى  والمناطق الآثورية والكردية الى اسماء تركية وفي سبيل المثال منطقة هكاري التي كانت تشمل اجزاء صغيرة في العراق وايران الحاليتين تحول اسمها الى جولمرك المتأتي من احدى المدن الصغيرة التي كانت تضمها هكاري.

تحدث المحاضر مشفعاً حديثه بالصور ووصف المنطقة بكونها اجمل  بقاع العالم وفي ذلك اورد ما قرأه في كتاب ستافرد الأنكليزي قوله "جبال هكاري شاهقة تشبه جبال سويسرا ولكن بدرجة اعلى  من الجمال" كما ان المحاضر الكريم اورد في خضم محاضرته ومن تجربته ان افضل انواع العسل يجنى من هذه المنطقة  وهناك شركات عالمية تستثمر في انتاج العسل في مروج هكاري رغم الخطورة. وذكر ايضاً ان الماء الرقراق الذي مصدره الثلوج التي  رأى بقاياها في شهر آب يكون مذاقه ونقاءه افضل من ذلك المتباهى به في السويد، وانه لا  يقول هذا جزافاً فقد شرب الأثنين وله حق  الحكم. وهكذا ايضا امتدح المنتوجات الحيوانية وفواكه منطقة هكاري التي تذوقها بنفسه.

هذا  القومي الأصيل المتخصص في التاريخ جال المنطقة موثقاً المعلومات التي توصل اليها لأجل  مشروع قومي وتاريخي يكون في متناول الأجيال القادمة وقبل ان يطوي النسيان موطن آشوري ويضيع  تاريخ فترة هامة من تاريخهم الحديث. وهكذا في كل قرية توقف فيها او وجد أثراً لأجداده وبني قومه سجل احداثيات المكان لتكون مدونة في " كَوكَل ارث" مرفقة بالصور والمعلومات .كما ان  جولته هذه ومساره موثق عن طريق " جي بي اس" متخصص والذي يقتفي الأثر حين يكون فعال.

الحضور لهذه المحاضرة-- وخاصة اولئك الذين اجدادهم كانوا من هذه المنطقة او اولئك مثلي من قرية جبلية شمال العراق  كانت مرتبطة تاريخياً وجغرافياً وتراثياً وعشائرياً  بسكنة منطقة هكاري-- لا بد وان انتابهم شعور مزدوج من الفخر والأسى لما سمعه من المحاضر من شهاده على جمال وخصوبة المنطقة ما آلت اليه حيث انها خالية كلياً من السوراي الا بقايا حلت عليهم الأسلمة والتكريد او الذين عنوة اسلموا وخاصة الفتيات الجميلات المختطفات وقد كشف هذه الحقائق بعضاً من الذين قابلهم الباحث نينب لاماسو وسجل اسماء اجدادهم واحاديثهم وعاداتهم وأغانيهم.
وقد كانت  لحظة تقدير وأحترام عبَر عنها الحضور الكريم حين وصل المحاضر الى منطقة " كَزنخ " الخلابة واظهر صورة رجل كَزنخي مارد قال انه من اتباع الكنيسة الكلدانية جاء مع عائلته واربع عوائل اخرى من اوربا لعيشوا في منطقة الأجداد ونصبوا مظلة أشجارية  ( قوبرانا ) جميلة لأستراحتهم وعندما سأل المحاضر  بعض الشابات من  هذه العوائل لماذا  تركوا دراستهم واعمالهم في اوربا الجميلة  وكان جوابهن : "وهل هناك أجمل من موطن وتراب  الآباء!" وقد قابل الحضور هذا الجواب بالتصفيق الحار.
مناسبة اخرى نالت الأعجاب والتصفيق من الحضور كانت بعد ان ذكر المحاضر انه بعد عودته من جولة تفقدية مع احد الأكراد وأبنه استوقفه اثرين في سفح الجبل قرب ( جِمبخ ) وهنا سأل  دليله الكردي ما  هذين الأثرين وردّ عليه الكردي انا لن اقول لك لكن ولدي هذا سوف يقول لك فما كان من طفل الثامنة هذا  الا أن يرد ويقول: انهما ثكنتا ( جِبِر) دنخا ومرقس وهنا أضاف الدليل الكردي القصة التي سمعها من ابيه وأبيه سمِعَها من جده قائلاً:  في  هاتين الثكنتين وقفا هذين المغوارين نداً لأجدادنا الآكراد حتى هزموا اجدادنا ولأجل بطولة هذين البطلين، من  ابناء ملك اسماعيل، احتفظنا بثكنتيهما. 

في حديث شيق للأستاذ نينب مع أهالي قرية كردية في منطقة أشيثا اقترح اهالي القرية ان ياتي بنو اشيثا ويبنوا كنيسة قريتهم  لكن المحاضر اقترح بدل ذلك الأمر الصعب ان يسمحوا لأهل آشيثا بالقدوم واقامة شيرا د مار كوركيس  شفيع  قريتهم ورحب اهالي القرية بالفكرة قائلين ان القادمين سيجدون المأكل والمشرب والمأوى جاهزاً لهم وحتى رأس الدبكة ( ريش دخكَا ) سيجدونه مشغولاً من قبل اخوتهم الأكراد المضيفين وما عليهم الا الانظمام.. وفي مناسبة أخرى  ذكر المحاضر تحسف الأكراد الذين التقاهم، لمغادرة الآشوريون لمناطق سكناهم وبعدهم ابتلى الأكراد بالنظام التركي فقد كانت شراكة  الآشوريين في الموطن الواحد افضل بكثير من شراكة وتعسف الترك.


في ختام المحاضرة لم يتسنى  للحضور طرح الاسئلة حول المحاضرة وذلك بسبب المدة الطويلة التي استغرقتها وكان بود المحاضر ان يتقبل الأسئلة برحابة صدر كما صرح وقد طلب ممن يودون طرح اسئلتهم ان يلتقيهم في حلقات صغيرة كي يتسنى للذين يودون المغادرة ترك القاعة . لكن، صراحة، ان المعجبين الكثيرين والمقيّمين لهذه المحاضرة كانوا في عجلة من امرهم ليشدوا على  ايدي المحاضر لشكره والتقاط الصور التذكارية معه بحيث كان  هناك صفاً طويلاً من المنتظرين وهكذا فاتت على البعض فرصة طرح أسئلتهم ومنهم انا شخصياً الذي كان بودي طرح سؤال عن صحة معلومة سمعتها من الكاهن الموقر كُليات والذي كان لحقبة  طويلة معاوناً للمرحوم البطريرك مار شمعون، اذ قال ان ثمة اتفاقية اقيمت بين بريطانيا وفرنسا وتركيا الحديثة في ان تعوض اراضي الآشوريين في هكاري باخرى في العراق وسوريا ليتم اسكان الآشوريين فيها، وبالفعل وكما قرأت  كان هناك ممانعة  من  تركيا حين رغب البعض من الآشوريين العودة  الى ماطق سكناهم في  هكاري . اني اطرح سوالي عن حقيقة هذه الأتفاقية علّ ان اجد جوابه من لدن الباحث نينب  لاماسو او من غيره من المطّلعين على تاريخ الآشوريين الحديث.

الحقيقة يصعب  عليّ اختصار محاضرة شيقة امتدت لأكثر  من ثلاث ساعات في مقالة يجب ان تكون قصيرة لكن انتهز الفرصة هنا ان أطلب من الباحث نينب لاماسو وهو الذي عهدنا منه المثابرة والجدّية ان  يوثق لنا مشاهداته وصوره في فلم وثائقي  يعرض مستقبلاً على قنوات آشور وعشتار وغيرهما او يقتنى من الاسواق للراغبين كي تتطلع الأجيال القادمة  على حقبة  تاريخية هامة ويتعرفوا  على مناطق سكنى الاشوريين في هكاري والتي اصبحت الآن ، ويا للأسف، اثراً بعد عين.

                                                                              حنا شمعون / شيكاغو




639
محاضرة الأستاذ نينيب لاماسو عن الشعرالآشوري



في جولة قصيرة حول  تطور اللغات في بلاد النهرين نجد ان الأكديين أخذوا  أدابهم  من اسلافهم السومريين ( 3500  سنة ق.م.) ودوونها لأول مرة في لوحاتهم فوصلت محفوظة الى البابليين ومن ثم الآشوريين الذي امتد عصرهم لأكثر من الف سنة وبعد دخول المسيحية  الى المنطقة غدت السريانية، وهي احدى لهجات الآرامية‘ لغة المشرق المتوسط الذي يشمل اليوم كل من العراق وسوريا والأردن ولبنان وأجزاء من شبه الجزيرة العربية  وايران وتركيا ومصر. تراجعت السريانية بعد سيادة العربية على هذه المنطقة وتوسعت العربية حتى وصلت الى بلاد المغرب والأندلس. وما بقي لنا من السريانية اقتصر على الطقوس الكنسية ووصلت  الينا عبر الكتب الكنسية التي مازالت محفوظة في خزائن الكنايس والأديرة واهمها بلا  شك هو كتاب " الحوذرا " الذي هو كتاب الطقس للكنيسة الشرقية بكل فروعها المسماة حديثا: الآشورية، القديمة، الكلدانية، والسريانية بفرعيها الأرثذكوسي والكاثوليكي.
اما اللغة المحكية لهولاء الذين استعملوا السريانية في طقوسهم فقد كانت مختلفة دوماً عن المكتوبة وسميت " سورث " وفي نظري هي لغة واسعة وامتداها هو الرجوع معاكساً في  الحضارات والأمم التي حكمت المنطقة اي  البابليين الكلديين، الآشوريين، البابلين الآموريين- حمورابي، الأكديين وأخيراً السومريين. وبلا شك تأثرت" السورث  " هذه بلغات الشعوب الحالية المحيطة وهي العربية والكردية والفارسية والتركية واليونانية، وفي العصر الحديث بالأنكليزية.

ان كانت اللغة هي هوية امة معينة فالشعر في تلك اللغة هو جواز سفر اللغة الى بقية الأمم الحاضرة او الآتية . هذه هي الرؤى التي خرجتُ بها بعد حضوري لمحاضرة الأستاذ نينب لاماسو الذي جاء الى  شيكاغو لألقاء محاضرة عن الشعر الآشوري الذي هو في نظر الأستاذ نينب امتداد من عهد السومريين الى وقتنا الحاضر . فقد انتقلت  الى يومنا الحاضرسفارة الشعر السومري بتنويعاته الكثيرة : قصة الخليقة ( ان نوما عليش) ، ملحمة كلكامش، ايتانا و آدابا و قصة عشتار وتموز.

بدأ الأستاذ نينب محاضرته بالرجوع الى جذور الشعر الآشوري - مسمياً اياه آثورايا ( اةوريا ) - وهي جذور سومرية ذاكرا: "لأن السومرية لا تعتبر لغة سامية ولهذا في الوقت الذي بامكاننا ان نقرأ القصيدة السومرية فانه ليس بامكاننا فهمها ولكن القصيدة الأكدية بأمكننا قرآتها وفهمها ايضاً وذلك من خلال مقارنتها ببقية اللغات السامية المعروفة حالياً."
قدم المحاضر الكريم صورة عن شكل ومضمون القصيدة  الآشورية المكتوبة بالخط المسماري وذكر انها في التركيب والشكل والمضمون لا تختلف كثيرا عن القصيدة الحالية العمودية او الرباعية الأبيات وقدم مثالاً عن مرثاة بابلية آشورية اكتشفتْ في تل قوينجق في الجانب الغربي من مدينة نينوى القديمة وثم قرأ سطورها كما كانت تلفظ حين كتابتها، وبعد كل سطر مقروء قرأ الشاعر  نينوس نيراري الترجمة الآثورية ( السورث) وحقاً كان بأمكان المستمعين ان يلحظوا الصلة اللفظية والنغمية بين القرأتين.

ثم تحول المحاضر الى الشعر الآشوري في عهد المسيحية موضحا الهجاءآت ( زوعا) والسلالم ( خوقا) ، الصدر والعجز ( قوفسا ) والفراغ بين الصدر والعجز ( فوشا ) والقافية ( قفيا ). شرح مفصلاً انواع وأقسام القصيده الآشورية معطياً الأمثلة بشكل ينم عن سعة في المعلومات والمام كبير بتاريخ الشعر  وميز القصيدة الكنسيّة في هذه الحقبة اذ قال ان كل سطر فيها كان بمثابة جملة كاملة تعطي معناً كاملاً بينما مثلاً في الشعر العربي غالبا ما  يكتمل المعنى في السطر الثاني من القصيدة. ذكر ان اوزان الشعر الآشوري تتعدى الخمسة عشر وتبدأ من الثلاثي وحتى العشرين متوقفاً عند السباعي المسمى الأفرامي والعشري المسماة بالسريع ( سرىوةا ) ثم الأثنا عشري المسمى بالنرساي وعددها حتى وصل الوزن العشرين وأخيراً ذلك المسمى قوقيتا ( قوقيةا ) نسبة الى صناعة الفخار او الكواز وأعتماداً على الوقفات او الأستراحات التي يتوقف عندها صانعها.

توقف الشاعر  موضحاً الفرق بين الشعر الغنائي والشعر الكتابي مفضلاً تسمية الغنائي منه شيرا ( شيرا ) بينما السماعي مفضلاً تسميته مخرا ( مخرا ) وفي هذا الخصوص اثبت  بشكل  لا يقبل الجدل ان شيرا كلمة تعود الى اللغة الأكدية التي فيها العين سهلة وتلفظ مثل الياء وأوضح بشكل مقنع ان الشعر الغنائي كان الممهد لأنبثاق الشعر السماعي او المقروء. وكانت فسحة جميلة من تعقيدات الشعر اذ جاء ببعض الأمثلة الصوتية من الشعرالغنائي والسماعي لكبار من الشعراء المعروفين وقعوا في هفوات تتعارض مع قواعد اللغة والصورة الجمالية في كتابة الشعر. قدم هذه الأنتقادات بتواضع بالغ قائلاً ان غايته ليس النقد الجارح بل المساعد في اضفاء الجمالية على الشعر الآشوري في المستقبل، كما وضح فيما بعد قائلاً: علينا ان ندرك ان النقد هو أمر سهل  بينما الكتابة بطريقة صحيحة هو امر ليس بالسهولة التي يتصورها النقاد- في خضم النقد البناء هذا تدخلتُ شخصياً ونوهت على ضرورة ان لا يتشبث كُتاب الأغنية بالقافية على حساب معنى وجمالية الأغنية .

المحاضر عمل مقارنة بين فطحلين من كتاب القصيدة في التاريخ المعاصر وهما يواو بنيامين ووليم دانييل حيث ان الأول كان يرى اللزوم في التقيد بأحكام الشعر القديم بينما وليم دانييل الذي عاش ردحاً من الزمن في شيكاغو كان يرى ان كل شاعر  يكتب لزمانه ويتأثر بما حوله. وضرب أمثالاً على التغيرات التي يمكن قبولها مثل ادغام ( من ىونا ) الى ( مىونا ) فتتحول الكلمة من ثلاث حركات الى حركتين حينما تقتضي الضرورة. كذلك اعطى مثلاً عن جعل الموصوف يسبق الصفة خلافاً للقاعدة المعروفة وذلك من أجل الألتزام بالقافية كأن نقول شابيرا بيتا ( شفيرا بيةا ) وذكر ان الشاعر والمغني آشور بيث سركيس يُجمل أغانيه بمثل هذه المبتكرات المقبولة.

 بعد هذا ، تمتع الحضور باستراحة قصيرة في رحاب مطعم ليالينا المزدانة باللوحات الآشورية والتراثية ، والتي قدهما مالكها الفنان شابي لاوندو مجاناً لأقامة مثل هذه الفعالية الأدبية والقومية. ثم قرأ الشاعر المحاضر نينب لاماسو أربع من قصائدة الجميلة والمعبرة، وكانت ثلاث منها حسب سماعي بأوزان حرة وقد اعترف بذلك رغم ان جُلّ ما ذكره في محاضربه كان ذا صلة بالشعر الموزون حسب الأوزان الشعرية المعروفة. صفق الحضور لقصائده التي عبر فيها عن الحب الصادق والحب المرتبط بالوطن والأمة أكثر من اي شئ آخر.

في النهاية اجاب المحاضر عن خمسة من استفسارات الحاضرين وفي معرض اجابته عن اثنين منهما ذكر ان الفرق بين اللهجة المسماة بالعتيقة ( عةيقا ) المدونة في الكتب الكنسية وتلك المسماة بالحديثة ( خدةا )، التي نتكلم بها يومياً ونسعملها في كتاباتنا اليومية  هو الفرق بين لغتين وربما ان تلك التي نسميها بالحديثة هي أقدم من العتيقة في  كثير من مفرداتها. وبيّن المحاضر صعوبة فهم اللغة العتيقة وندرة استعمالها، ولذا رأى انه الأفضل  تنقية اللغة الحديثة لأستعمالها في في حياتنا اليومية وكتاباتنا وأغانينا كي تصبح لغة مشتركة ، وان ظلت هناك فروقات طفيفة بين اللهجة الشرقية واللهجة الغربية والتي جلها تتمثل في استعمال الألف والواو فهي غير مؤثرة وان كانت كذلك فالعيب هو فينا وليس في  لهجاتنا. وذكر ايضاَ  ان استعمال اللسان الحديث لا يعود الى الى اورمي كما يظن الكثير منا لكن الأستعمال الأدبي لهذه اللغة في الكتابة واالشعر بدأ قي القوش قبل اورمي بوقت  طويل  وبهذا الصدد ذكر كتابات وقصائد رابي رابا شكوانا.

في الختام شكر الأستاذ نينب لاماسو الحضور وكان للجمهور الحاضر فرصة ثمينة لألتقاط الصور التذكارية معه وشكره لمجهوده العظيم في تقديم خدماته الجليلة لأمته وشعبه. ومما يجدر يذكره ان الأستاذ نينيب هو من مواليد كركوك عام 1975 وحاصل على شهادة الماجستير في اختصاص الآثار من جامعة لندن ويعمل حالياً كباحث مختص في جامعة كمبرج. وقد قدم محاضرته هذه بشكل مشوق مستعملاً التقنيات الحديثة وأظهر دراية واسعة بالمواضيع الذي تتطرق اليها.
التسجيل الصوتي الكامل للمحاضره  على الرابطين الصوتيين التاليين، يرجى التأني لكبر الملفين:

http://www.ankawa.com/upload/19/part1.mp3

http://www.ankawa.com/upload/19/part2.asf


للمزيد عن الشعر السرياني وللمهتمين ادعوهم الأطلاع على مقالة الأستاذ نزار حنا  الديراني على الرابط التالي:
http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Adab/Dr.Nazar/3.htm
                                                    
                                                                              حنا شمعون / شيكاغو


 



 


640
شاعرية مارينا بنجمين تتحول الى فلم قصير


قصيدة  الورق " وراقا " كانت احدى الأبدعات الشعرية للشاعرة الآشورية مارينا بنجمين من اصدراها الأول " لآلي مارينا" . مارينا  تكتب الشعر السرياني الحديث وباللهجة الآثورية ولها جمهور واسع في شيكاغو  يصفق لها طويلاً حين تعتلي المنصة وتقرأ أشعارها بطريقتها الجذابة.

 كي توصل  فحوى أشعارها الى المستمع، فان مارينا وعبر نبرات صوتها وانفعلات وجهها وحركات يداها تحاول ان تترجم الكلمات كي يتلقاها المستمع  الذي هو في عجلة من امره يحاول استيعاب معنى الكلمات والجمل والقوافي في زمن قصير نسبياً. وفي زمن انحسار الشعر وقلة الشعراء الأكفاء فان مارينا تظل تصر ان تقدم الأصالة وما هو دسم في المعنى ومتمحور في بؤرة معينة التي منها تصدر  أمواج او اشعاعات بكل الأتجهات حتى تعطي الصورة  الكاملة عن الموضوع الذي هو مدار البحث كأن يكون ذلك الموضوع هو حجر ثمين او ورقة كاتب او مدينة عريقة.

كتبت مارينا قصيدة " وراقا " على الوزن (البحر) العشري المقفى وقسمت ابيات القصيدة على الى رباعيات ختمتها بقافية موحدة -- غالباً ما تكون مصطنعة -- بحيث تتبدل القافية من بيت الى آخر والغاية ليست من أجل التنويع، بل الأنفلات من قيد القافية كي يكون بأمكانها بناء دراما القصة التي تريد ايصالها الى المستمع. وزن القصيدة العشري مقسم الى صدر وعجز متساويين في الوزن وهذا ما يؤهل كل  سطر ان يعطي معنى جملة كاملة، اضافة الى آهليّة الوزن العشري لقبول  موسيقى  جمالية سواء في الألقاء او الغناء  وحتى الرقص وهنا أضرب مثلاً تعودنا عليه وهو اغنية آهيلا يوني التي يغنيها آشور بيث سركيس ورقص ايقاعها " بيلاتي" والتي يُكتب وزنها هكذا:
" آ هيّلا يوني...شِمو يونيّة " وتقسيم الوزن لها هو: آ - هي-  لا-  يو – ني  (5) ... شي-  مو-  يو - ني – ية  (5)
     
محور قصيدة " وراقا " هو الورق الذي عليه تكتب مارينا أشعارها  وفي هذه القصيدة  بالذات فأن مارينا تكتب  شعراً حراً ليس في التركيب بل في المضمون، فكما اسلفنا ، من ناحية تركيب هذه القصيدة فله ابعاده وشكله ووزنه اي ان البيت الأول هو النمذوج وتأتي بقية الأبيات على شاكلته. لكن المضمون يمثل اسلوباً حديثاً في السرد وهنا تختلف الرؤى من مستمع الى آخر ومن ناقد الى ناقد ويبقى المعنى في قلب الشاعر دوماً، وفي هذه الحالة الشاعرة دوماً .
انا شخصياً ارى الورق قد ملئته الغيرة فالكلمات التي تسطرها، هذه الكاتبة، قوية  جداً بحيث ان الورق ، هذا العديم الأحساس تحركه مشاعر الشاعرة القوية فيحس لها ويمتلئ غيرة  الحب فكأني به يقول " يا ايها الحبيب الذي لأجله تكتب هذه الشاعرة كلماتها اما تحس بمشاعرها التي تحرك الجماد؟؟" وفي الحقيقة ان هذه هي الرسالة التي تريد الشاعرة ايصالها الى  الحبيب الذي تحب وتريد ان توقد الغيرة في قلبه. فالحب او العشق من غير غيرة الحبيب على الحبيبة او العكس هو مجرد محبة لا غير. وفي  نظرنا ان هذه محاولة  ذكية  وفريدة من نوعها استخدمتها الشاعرة لبناء قصة جميلة في تركيبتها ومختلفة في اسلوبها.
 
في فيلم " وراقا " التي نحن بصدده استاعنت مارينا  بالكاميرة المتحركة في  محاولتها لأيصال فحوى قصيدتها وقامت هي بالقراءة والتعبير التمثيلي وقام الفنان المخرج فكتور داؤدي باختيار الأسلوب والتصوير وكي تكتمل  كل المؤثرات الفنية فان الفنان الموسيقار تيغلات ايسابي، ابن الفنانة شميرام ايسابيك انظم الى فريق الفلم القصير " وراقا " ليساهم بابداعه الموسيقي من اجل ايصال مضمون القصيدة الى المشاهد.
الورقة تظهر في كل مشهد من مشاهد الفلم من البداية الى النهاية : فارغة ومملوءة، ساكنة ومتحركة، مسطحة ومنكمشة ، صامتة وناطقة، .. الخ. فهي حقاً بكل معايير الأنتاج السينمائي هي نجم الفلم او كما تعودنا ان نسميه " بطل الفلم " وهناا نسترعي الأنتباء اننا نتكلم عن " وراقا " بصفة المذكر كما الحال في اللهجة التي قيلت بها القصيدة واُنتِج بها الفلم.

الفلم ،هذا، من المقرر ان يشارك  عدة مهرجانات عالمية للفلم القصير ، في مدن مثل شيكاغو ولوس انجلس وأي مرتبة يحصل  عليها الفلم سوف لن يناله المخرج فقط انما ستكون مفخرة للشعر السرياني بايقاعه الموسيقي الجميل.

يمكن مشاهدة الفلم على الرابط:

http://www.ankawa.org/vshare/view/2335/waraqa/



                                                                         حنا شمعون / شيكاغو

641
عيد الحب في شيكاغو

لمناسبة عيد الحب " فالنتاين" تقيم فرقة كلكامش الفنية بالتعاون مع اللجنة الثقافية للمجلس القومي الآشوري حفلا ً شعرياً وغنائياً على قاعة المجلس القومي الآشوري الواقع على العنوان:
9131 Niles  Center Road
Skokie, IL.
وذلك في تمام الساعة السادسة من مساء الأحد المصادف 13 شباط 2011
سوف يحيي الحفل مجموعة من مطربي شيكاغو مع مجموعة من شعراء شيكاغو وآخرون قدموا من ولايات اخرى.
الدعوة عامة للجميع وهي مجانية لكل محبي الشعر والغناء.

642
فديو جديد ومُعبِرعن ماسآة كنيسة سيدة النجاة



بقلم: حنا شمعون / شيكاغو
 
 بعد الجريمة النكراء التي اقترفها شرذمة من الجهلة الحاقدين ضد المصلين المسالمين في كنيسة سيدة النجاة في بغداد كُتبتْ مئات المقالات تدين فعلة الأرهابيين  الذين من حقد قلوبهم لا يميزون بين الخير والشر فخططوا مع الشيطان الذي يعمر في قلوبهم ودخلوا وقت اقامة القداس ، يطلقون النار على المصلين الأبرياء.
خرجت المظاهرات في مدن الأغتراب ورفع المتظاهرون اللافتات المنددة وعلا صياحهم مطالبين دول التمدن بايجاد حل للأرهاب المرتكب بأسم الدين ضد الأقلية المسيحية في العراق. وهكذا ايظاً ساهمت محطات الأذاعة والتلفزيون ومنتديات الأنترنت، كل ضمن مجال اختصاصها في استنكار هذه الجريمة البشعة بحق الأقلية المتجذرة في تربة بلاد الرافدين. 
وشاهدنا ايظاً العشرات من ال "فديو كليب" متحفة بالأغاني المعبرة والصور المؤثرة انتجها المبدعون للتعبير عن سخطهم على ما اقترفه هولاء الذين يدّعون التدين ولكن يخجل اي دين في ان يتبناهم. هذه الحفنة الجاهلة المجرمة وصل حقدها الى احتقار عمل الخالق والمتمثل في الحياة الثمينة ليصبح ديدنهم قتل الحياة هبة الخالق لنا.
 
هذه الجريمة النكراء بحق مسيحيي العراق كان رد فعلها بالغاً عند شاعرنا نينوس نيراري فكتب قصيدة بالسورث تحت عنوان " صلاتنا لم تنته بعد.." يقول في مقدمتها:
"صلاتنا قطعها الأرهابيون المنبذون
هجموا على الكنيسة وابناءها  المسالمين
قتلوا المصلين ومعهم اثنان من الكهنة
الكتب المقدسة داسوها ومزقوها"
 وتحولت القصيدة مع القدرة التلحينية للفنان جان دشتو الى اغنية معبرة  بأداءه وأداء كل  من الفنانين فينوس يوسف ويوئيل ( توي) اوديشو. ثم كانت مهارة وتكنولوجية الفنان جان ميمي الذي حولها الى فديو كليب من اخراجه وحوى الفديو صور ثابتة بأسلوب متحرك عن الهجوم الغادر على كنيسة سيدة النجاة وما اعقبها من رد فعل وجعل الغناء يحاكي المَشاهد المعبرة عن غزوة لأرهابيين وقطعهم لقُدسية الصلاة.. في كنيسة سيدة النجاة وما تبعها من استنكار واحتجاجات.
ينتهي الفديو مع صورة الطفل الشهيد آدم الذي قُتل مع والده الشهيد وهو يصيح كافي كافي كافي ... لان هذا كان كل ما يملكه من سلاح وكلمات في عمر الثلاث سنوات. هذا الطفل الباسم والجميل سيبقى دوماً في مخيلتنا، ينهي ذكرياتنا المُرّة مع هجوم الظلاميين وكلمات القصيدة تقول:
" لتكن هذه يقظتنا، نقوي قوميتنا وكنيستنا ونجابه قوى الشر والوقحاء و نكتب بالشهادة ملحمة البقاء"
الرابط للفديو:

http://www.ankawa.org/vshare/view/2102/kanisatnajatnirari/
 

643
الأب روفائيل قطيمي .. أُصلي لأجل شفائك


قبل ما يقارب الأربعون سنة عرفتك في الموصل كاهناً غيوراً فقد كنتُ تحت رعايتك، ربيتني على تعاليم سيدنا يسوع المسيح وكنت الأب الروحي لي بعد ان فقدت ابي الجسدي. كنت المربي الفاضل تسهر على رعاية ابانك في ميتم القديس يوسف في الموصل. تفرقنا بعد اربع من السنين قضيناها سوية. ولكن التقيتك مرارا  بعد بضع سنين  في الكنيسة التي هزت اليوم أرجاء المسكونة بشهداءها الذين تجاوزوا الخمسين في الأحد الدامي. هذه الكنيسة التي خدمتها لأكثر من أربعين سنة بلا كلل ولا ملل ، كنيسة سيدة النجاة على هيئة سفينة كنت ربانها ولم تهزك المحاولات الكثيرة من قبل الذين لا دين لهم لأغراقها بمن فيها. وهكذا رغم كل المخاطر المحيقة بقيت تخدم كنيستك ورعيتك رغم تجاوزك السن التقاعدي ولكن أمثالك يا ابتي خدمة مذبح الرب هو وعد قطعته يوم سياميذك كاهناً ويا له من اخلاص في تطبيق وعدك للرب حتى الرمق الأخير. بودي لو جازيتك مدحاً في هذه الرسالة لرد القليل القليل من خدمتك لي ولكني أدري يا ابتي وتبعاً لحكمتك وأيمانك ان الجزاء المُرضي لك هو جزاء الرب يسوع الذي حملت صليبه وتبعته كل هذه السنين مضحياً بالسعادة الأرضية كي تنال السعادة الأبدية فماذا ينفع الأنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. وحتى الرتبة الدينية والصعود في سلم الكهنوت لم تكن تشغلك فأكتفيت برتبة الخوري وانت القدير والخدوم والمثقف النشيط والمتكلم البارع الذي الّف الكتب وقابلَته أجهزة الأعلام المختلفة.

ايها الأب الفاضل والربان الماهر حالما سمعت في غربتي عن محاولة أخرى يائسة من قبل قراصنة الشيطان لأغراق سفينتك العملاقة في كرادة بغداد لاح امام ناظري وجهك الباسم وشخصيتك القوية ولاح لي الصليب العملاق وسط  الطاق ، فقلت في نفسي وهل يمكن ان يستسلم الربان وينكسر الصليب او يسقط الطاق ؟ فأنتظرت الأخبار والصور في غربتي البعيدة البعيدة... المسيح سبق وان قال" انا نور العالم" وفي النور فقط تتطور التكنولوجيا ولذا وصلني الخبر بأسرع من البرق وقرأت الخبر وشاهدت الصور وعلمت انك بقيت على قيد الحياة ولم يصب الصليب والطاق بأذى وان أكثر من خمسين نالوا اكليل الشهادة وهم الآن ينعمون بالحياة الأبدية في الملكوت السماوية. وهكذا ايظاً عدد كبير من الجرحى الذين نصلي اليوم من أجل شفاءهم العاجل و نعزي ذوي الشهداء طالبين لهم الصبر والسلوان.

ابونا روفائيل، من بدل كل الذين ربيتهم في ميتم القديس يوسف في الموصل في اوائل الستينات من القرن الماضي ارفع صلاتي الى الطفل يسوع وامه العذراء ومار يوسف البتول أعضاء العائلة الواحدة ان يكونوا في شفاعتك في  هذه الأيام الصعبة ويكون شفاءك عاجلاً وترجع لخدمة كنيستك ورعيتك.
أتذكر انك في عيد جميع القديسين الذي صادف يوم هجوم قوى الشر على سفينة سيدة النجاة واصابوك بالجروح الجسدية  لترقد في مستشفى ابن النفيس. في مثل هذه اليوم أتذكر انك كنت توزع علينا وبطريقة القرعة صور مختلف القديسين وكنتَ توصينا ونحن نستلم تلك الصور فرحين ان نصلي دوماً الى الشفيع السنوي حتى يكون معنا ويلبي طلباتنا. هكذا اريد ان ارجع الى الطفولة البريئة وأرفع صلاة ثلاثين طفلاً الى كل القديسين كي يشفوك ويرجعوك  الى كنيستك ورعيتك. 

أعرف، ولا يساورني شك، انك قد أثرت في خدمتك على الآلاف من المؤمنين الذين كلهم هذه الأيام يرفعون صلواتهم الى الرب القدير ان يشفيك عاجلاً وترجع الى كنيستك ورعيتك.

ابتي في هذه الأيام الحزينة حيث سمع الملايين بفاجعة كنيسة الشهداء، كنيسة سيدة النجاة . حين يجتمع هولاء الملايين يوم الأحد بلا شك سوف يكون القداس لنية شهداء هذه الكنيسة - قسماً منهم قتلواعلى المذبح ومنهم طفل اربع سنين- سوف يطلب الكاهن الصلاة من أجل الجرحى وانت منهم يا أبتي، كي ترجع وتخدم كنيستك ورعيتك.

الى كل الذين يقرأون كلماتي هذه ومن كل الأديان والطوائف الذين فيهم المحبة وفيهم مخافة الله ،ادعوهم ان يرفعوا دعاءهم الى الله سبحانه وتعالى  كي يشفيك ويرجعك لخدمة كنيستك ورعيتك.

الى الرب القدير والعائلة المقدسة شفيعة ميتمنا ارفع تذرعي وصلاتي ان يلبوا صلوات جميع المؤمنين في كل مكان كي تشفى من جروحك التي سببها لك الظلاميون السفاحون وترجع مع ابتسامك الأبوية الى خدمة كنيستك ورعيتك.

                                                                      حنا شمعون / شيكاغو

644
حقاً انها جريمة بشعة تستحق الأستنكار وقد اقترفها الأوغاد بحق المسيحيين الذين هم بلا ادنى شك السكان الأصليين لبلاد النهرين ‘ عراق اليوم . هكذا  نفذ  الآرهابيون السلفيون- وجلهم من قاذورات الدول العربية-  عمليتهم الجبانة بحق عراقيين مسسيحين عزل حضروا  للصلاة وصلاتهم هي الدعاء للسلام  كي يحل في الوطن و ينعم به كل الذين  يحملون فخر جنسية وطن الحضارة الأنسانية.
 أيّة دولة يريد هولاء الأوباش ان يقيموها في العراق الحبيب وهذه الدماء البريئة التي سالت في كنيسة سيدة النجاة هي عينة من مسخ دولتهم السلفية؟ الجواب يجب ان يأتي من المسلم العراقي قبل المسيحي العراقي  في ان مثل هذه الدولة هي الجهالة التي هي النقيض للحضارة . ان مثل هذه الدولة هي مرفوضة ولا مكان لها في عراق القرن الحادي والعشرين.
 الحضارة الأنسانية  هي في تطور مستمر منذ ان اخترع السومريون الكتابة المسمارية وهي الآن في أوجها حيث اني أعبر عن اكتواء قلبي بالحزن العميق من شيكاغو وفي لحظات، عبر التكنولوجيا، تصل مواساتي الصادقة الى المكلومين بفقدان فلذات أكبادههم وأعزائهم في هذا العمل الخسيس الجبان المليء بالحقد والكراهية.
 الذين اقترفوا هذه الجريمة مع سبق الأصرار هم الذين لا دين لهم وتبعوا الأبليس سيد الظلام، ويا ويل لهم ان لم يتوبوا ويستغفروا الرب خالق السموات والأرض وما فيها.
يا رب، يا ايها الآله الحقيقي ، اله المحبة والنور ، لنا اليقين انك  تملك ميزان الحق والعدل وهؤلاء الذين نالوا اكليل  الشهادة على متن سفينة النجاة هم الآن في ملكوتك السماوية وينعمون بالفرح الأبدي مع الملائكة والأبرار. يا رب الهم ذويهم الأحياء الصبر والسلوان كي يمجدوا اسمك القدوس.

                                                   حنا شمعون  / شيكاغو        

647
بخديدي الداميّة، قصيدة وأغنية  

الشاعر نينوس نيراري الذي يعيش في شيكاغو وعينه على الوطن دوماً، يتلقى أخباره الحزينة ليخزنها في الأعماق حتى تتجذر وتلامس القلب ويتحرك لها الدماغ ويخرجها كمخرج بارع بشكل قصيدة، يكتبها وينشرها كي يتلقفها فنان آخر لآيقل شاعرية عن نينوس  وهو الفنان الملتزم عوديشو عوديشو ويحولها الى أغنية تحفظ لذاكرة الزمن جريمة بشعة ارتكبها الأرهابيون بحق طلبة بغديدة المجتهدين المسالمين وهم في طريقهم الى الجامعة كي يتلقوا العلم والمعرفة ويتخرجوا مهنيين يخدموا الوطن اولاً. هذا ما عهدناه من اهل بغديدة، احدى قلاع آشور في القدم واحدى مصادر الجهابذة في العصر الحديث حيث أنجبت الكهنة الغيوريين والشعراء والأدباء المرموقين والمئات من الأكاديميين في مختلف المهن والحرف، علماء، أطباء، ومهندسين وفنانين.
لكن طلاب بخديدي أقوى من حقد الأرهابيين وكما يكتب نينوس ويغني عوديشو:

لن يكسر همة الطالب صوت الأنفجار
ولن يوقفوا مساره الى المدرسة
هذا الجبل لن يهتز
التلميذ يقاتل بالعلم وليس بالقوس والرمح


الأرهابيون غايتهم تهجير المسيحيين وزرع الخوف في قلوبهم لكن طلاب بخديدي يخيبون أمالهم كما كتب نينوس بشاعرية وغنى عوديشو بصوته المشحون بالشجن:

لا تخافي يا ( حبيبتي بخديدي) من لون الدم
الدم يجدد مطالب الشعب
مهما قتلوا منا او دسوا السموم
فاننا سنبقى في الوطن بكل تأكيد


نعم، في بداية شهر أيار الماضي بعث الأرهابيون الذعر في أهالي بخديدي بصورة خاصة والمسيحيون في المنطقة  بصورة  عامة وذلك بتفجير حافلات الطلبة الجامعيين من بخديدي  الذين كانوا في طريقهم الى جامعة الموصل والحصيلة كانت استشهاد أحد ابناء بخديدي والذي قيل عنه انه ضحى بحياته وانذر بقية سواق الحافلات وجنّب حدوث مجزرة  مروعة لكن اصابات الطلبة كانت كثيرة ودموية. هذا هو الأخطبوط الأرهابي الذي امتد الى سهل نينوى وهذه هي معايره وقيّمه لا يتوانى في ذبح الأبرياء فما هو الحل ؟ الحل كما يفكر نينوس ويردد عوديشو:

ان لم يكن لدينا القوة لحماية الأمة
ان لم يكن هناك من يغير مصيرنا الأسود
تعالوا نرتقي من الهوة الى العلوة
يا أحزابنا المنقسمة قفوا وقفة موحدة


من المقرر قريبا ان تسجل هذه الأغنية على شكل فديو كليب فيه الصوره الناطقة لهذه الجريمة  النكراء بحق طلبة العلم، الذين طالتهم يد الحقد والتخلف في ارض كانت يوماً مركز الأشعاع والحضارة.

الى القاري الكريم أقدم هذين الرابطين لكلمات وصوت هذه الأغنية الرائعة.  


http://www.ankawa.com/upload/634/548794799.pdf
    
http://www.ankawa.com/upload/634/01%20Track%201.mp3


                                                                           حنا شمعون / شيكاغو



648
زرت معرض الفنان دنخا زومايا وأنا على عجلة من أمري، لربما بسبب  قضاء ساعات طويلة في حفل عيد الأم  المقام في نفس البناية أو بسبب  اتتهاء قدرة كاميرتي لألتقاط مزيد من الصور او ربما لسبب آخر ، لست أدري .
رغم اني لست من المتابعين للفن التشكيلي لكن الأنطباع الذي تعلق في ذهني من هذه الزيارة القصيرة، هو قابلية هذا الفنان لمطاوعة الزيت والخشب والمعدن ليخلق منها افكارا أو قل أشعاراً تنطق عبر الرؤيأ.
 الماضي والحاضر والمستقبل. كلكامش وخمبابا والخلود، الكتابة والعلم والتراث، براءة الأطفال والحاجة ام اللأختراع والجنون فنون كلها أبعاد ثلاثية  انطبعت في ذهني وغرست فيً حب الأطلاع على الفن التشكيلي وروعته. وقفت مذهلا كما يبدو واقفاً في الصورة الخامسة من هذا التقرير الشاعر الكبير يونان هومي الذي هو الآخر نتاجه البديع هو من عبق خابور الحياة وتربته المحيطة الخصبة.  وقفت انا أيضاً اجابه هذه الأعمال الفنية مقارناً اياها بقدرة قلمي في كتابة الشعر والنقد الغنائي. اعترفت اني وجدت نفسي متواضعاً امام قدرة الفنان دنخا زومايا في توظيف قابليته الفنية وربما كان ذلك سبباً في عدم البقاء لمدة أطول وأسغلال الفرصة الثمينة لترويض أفكاري. أظن اني أضعت الفرصة وأضاعها الكثيرون الذين تقاعسوا وكان بأمكانهم زيارة هذا المعرض  الفني الرائع في العرض والأفكار المستوحاة.

 أسفاً اقول، اني لم احاور الفنان زومايا في هذه الزيارة للأستفادة القصوى ولكني  أشد على يده  وأقول شكراً لكل هذه الأستلهامات  التي وهبتني اياها في وقت قصير جداً.

                                                                                  حنا شمعون / شيكاغو

650
مارينا بنجمين تطلق البومها الشعري الأول

أصدرت الشاعرة مارينا بنجمين البومها الشعري الأول وهو بعنوان " لآليء مارينا". مارينا غنية عن  التعريف فهي تلك الشاعرة  المتألقة التي صفق لها  الجمهور طويلاً في مهرجانات عشتار التي تنظم سنويا في مدينة شيكاغو لمناسبة عيد الحب حيث يقدمها الشاعر نينوس نيراري للجمهور تحت اسم " عشتار شيكاغو"

يحوي الألبوم على  خمسة عشر قصيدة مرتلة بصوت مارينا المفعم بالرقة ترافقه الموسيقى التعبيرية المقرونة بالمؤثرات الصوتية التي تضيف السحر والجمال لكل كلمة ثمينة تنثرها مارينا مثل لؤلؤة ناصعة البياض على قلوب مستمعيها. مارينا في البومها هذا وفي القصائد العاطفية- التي تعدادها الغالبية- ترسم بلغة العشق وبلغة سلسة وانسيابية مشوقة تلك الأواصر المقدسة  التي تشد قلبين الى بعضهما. الحبيبة، في لآليء مارينا، تقف بشجاعة وصمود وثقة تدافع عن حبها الغالي امام خيانة النصف الثاني، تلك الخيانة  التي طالما وقفت في درب العشاق على مدى التاريخ، وحوله تدور الكثير من روائع افلام العشق في السينما العالمية. مارينا في أكثر من قصيدةعالجت هذه الخيانة التي تلازم العشاق كما تلازم الخطيئة البشر.
 خيالها الشاعري انتج لنا قصيدة " نقوا ويما- الأنثى والبحر" حيث ان الحبيبة  تحاور البحر وهو شاهد عيان للحب الذي حسبته مقدساً ولكن الحبيب خدعته حواء ثانية وأزالت أثار حبهما موجة عاتية لتقف الحبيبة وحيدة من غير الحبيب تعاتب البحر الذي وقف متفرجاً لم يهمه ما حد ث وكأني بها تقول للبحر: يا شاسع يا عميق ليس لك صاحب وصديق!
هذه القصيدة الرائعة حَولها المخرج المبدع فيكتور داوودي الى فديو كليب من طراز هوليود في احد شواطئ كاليفورنيا ويمكن سماع القصيدة ومشاهدة الفديو على الرابط الأول المرفق ادناه.    
في المجال القومي مارينا تتلو بمشاعر جياشة ثلاث قصائد تعبر عن ارتباطها بارض بلاد النهرين حيث انها في قصيدة "كيبا- الحجر" تحاور حجراً من مدينة  اور قادتها الصدفه اليه بعد غربة طويلة. الغلبة في هذا الحوار تكون لذلك الماكث في مكانه منذ الاف السنين والذي تنازل من موقعه جمشيتاً أزرقاً يؤطر تيجان الملوك ويقع ولو ذليلاً ويتبدل لونه الخارجي نحو السواد لكن جوهره هو ذلك الزاهي بلون السماء،  وظل صامداً  في أرض الوطن المقدسة في حين أن  هذه المُحاورة المغرورة حين ضاقت بها السبل وفي أقرب فرصة تركت وهجرت أرض الوطن المقدسة.  يمكن للقاري الكريم الأستماع الى هذه القصيدة الجميلة والمؤثرة على الرابط الثاني المرفق أدناه.

مارينا ابنة الأديب الراحل أختيار بنيامين وهو احد أعلام اللغة الآشورية الحديثة ( السورث). ووفاءاً لخدماته العديدة في مجال الأدب الآشوري الحديث بالأضافة الى مشاعره القومية التي نشأت مارينا عليها منذ نعومة أظفارها كلها دعت مارينا  لأن تُهدي باكورة اعمالها الى عرابها القومي ومثالها الأول الا وهو والدها الذي علمها محبة لغتها المقدسة وفتح لها الآفاق لأن تكون من المبدعين في قائمةالشعراء الآشوريين.

مارينا انتظرت طويلاً  وبذلت جهدا مشكوراً حتى يكتمل حلمها لتقدم لجمهورها الواسع هذا الألبوم الرائع الذي سوف يدخل في سجل الدرر النفيسة للشعراء الآشوريين في العصر الحديث، شخصياً أهنئها من الأعماق لهذا الأنجاز العظيم.

                                                                      حنا شمعون / شيكاغو
الروابط
http://www.youtube.com/watch?v=H0dcJJLO75c

http://www.drivehq.com/file/df.aspx/shareID3221153/fileID507438811/507438811.mp3

  
  

651
جدارية رائعة تستحق كل الثناء . شكراً للفنان الذي انجزها فهي معبرة جداً والتعليق عليها من قبل الفنان المبدع خالد حنا سبو هو تاريخي وصادق. ويسرني ان ارفق الصورة االتي تثبت صحة تفكير فنانا المبدع. كذلك احي الأستاذ بولص شمعون رئيس الجمعية الثقافية الكلدانية لرعايته لمثل هذه الأعمال االثقافية والوحدوية. بارككم الرب والى المزيد من الأبداعات.

ملاحظة :الصورة تمثل النبي دانيال في حضرة الملك نبوخذ نصر في قصر الملك الكلداني المطل على نهر الفرات وقد رسمها فنان بارع . يرجى ملاحظة تطابق القلنسوة لدى نبوخذ نصر والثور المجنح في صورة الفنان البارع وفي جدارية فنانا المبدع خالد حنا سبو الجزيل الأحترام.

                                               حنا شمعون / شيكاغو

652
من نحن؟ كلدان، آشوريون، ام سريان!

من المثير  للتساءل  اننا في العصر الحديث ، لازلنا نحن مسيحيو العراق  نبحث عن اسم قومي  نُعرّف به و نتغاضى عن الحقيقة الظاهرة امامنا في تسميتنا بكل جلاء حتى نتخبط كالجهلاء لانعرف من نحن وما هي هويتنا القومية! هناك من يقول نحن آشوريون، كونها التسمية القومية الحقيقية ولأجلها قدموا الشهداء وأسسوا الأحزاب والمنظمات القومية.  وهناك هؤلاء الذين لا تعجبهم الآشورية لأنها هي نفسها الآثورية ظنناً منهم ان الآثوريين هم نساطرة أما هم  لكونهم  كاثوليك ولهم لهجة مختلفة عن الأثوريين النساطرة، فلا يمكن بأي حال من الأحوال ان تجمعهم   قومية واحدة مع  الذين يستبدلون الحاء بالخاء فيقولون خوبا بدلاً من حوبا ويا للشناعة أيضاً!  فأنهم يقولون ملكتا بدلاً من ملكثا. بما ان هولاء هم الغالبية ولهم الحرية ،في اختيار قوميتهم  بعد زوال شبح الدكتاتورية ولذا فانهم كلدان وكلدان فقط، تيمناً بأسم كنيستهم ونكثاً بالنسطورية والمنتمين اليها من " الخائيين".  
ايضاً ظهر المدّعين بالقومية السريانية او الارامية  وهم اذن سريان حيث ان ثقلهم في سهل نينوى هو كبير. وهم يدّعون ايضاً انهم ليسوا بالآشوريين او الأثوريين ولا بالكلدان وهم على طائفتين كاثوليك  وأرثذوكس ( يعاقبة) مما يعرقل  بلورة رؤيتهم القومية.
ولذا جاءت المحاولات من الوحدويين لأنهاء المشكلة، التي اتذكر ان الأستاذ سعدي المالح، اثناء زيارته الى شيكاغو من أجل لمّ الشمل، تنبأ بالمشكلة قبل السقوط- وكان في ذلك محقاً وواقعياً- فكان ان  استعمل  الخيّرون التسميات المركبة أ و المؤقتة والتي منها الكلدوآشوريون والكلدان السريان الآشوريون آملينَ تحقيق الوحدة والأسم الموحد.

هل حقاً ان المشكلة هي بهذه الضخامة بحيث اننا لا نعرف انتمائنا القومي؟
بسبب تسمياتنا المختلفة وتسمياتنا القطارية اللامعقولة نجد انه في كثير الأحيان  المتحدثون والمسؤلون من العرب والأكراد يتجنبون ذكرنا وذلك  بسب وجود عقدة في تسميتنا وهم لا يريدون احداث اشكال  بحيث  يرضون احد الأطراف على حساب الاخر وان ذكروا الأسم المركب  فان عليهم حفظ بيت من قصيدة فنراهم في غالب يذكرونا كمسيحيين  لتجنب الأشكال وهنا انا لا الومهم  على هذا الأمر. انه سخف وعار علينا نحن المسيحيون  الذين من المفروض ان نتبع المسيح ونعرف النور والمحبة،  ان نعيش  في ظلام دامس وقلوبنا تعمر فيها البغضاء تجاه بعضنا البعض فبدلاً من الأتحاد انقسمنا الى طوائف تتنافس فيما بينها  وتحسد الواحدة  الأخرى حين ينتخب واحد من ممثليها لنيل منصب حكومي بارز أو حين تفوز قائمة أحد الأحزاب في الأنتخابات الوطنية.

 ليسمح لي القراء الأعزاء لي ان اعرض حججي وسوف استمع بمحبة الى حججهم وانتقاداتهم فيما بعد، فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى  ولم أعد اتحمل حالة الأنقسام ، التشرذم ،عدم القبول بالأخر، القبول بالزيف، حمل الضغينة في القلوب، والعدول عن الحقيقة وغيرها من السلبيات  التي تعدت الى  كنائسنا  ومقابرنا وقرانا ونوادينا الأجتماعية والرياضية وعشائرنا وحتى مغنوننا الأحباء احتاروا في أمرنا وصار هناك قيود لحفلاتهم واغانيهم وابداعاتهم.

الكلدان عبر التاريخ وقبل المسيح قرأت عنهم وعرفتهم على مرحلتين فقد ذُكِرَت أخابرهم في كتاب العهد القديم. في المرحلة الأولى حين جاءت العبارة  "وخرج ابراهيم من اور الكلدانيين" وكان ذلك الفي سنة قبل الميلاد حسب  زمن ابراهيم الوارد في العهد القديم وليس هناك اية أدلة تاريخية من الآثار لهذا الحدث  التوراتي لكنه سجل بعض المؤرخين ان ابراهيم ونسله  هم من الكلدان وان العرب المستعربة " العدنانيون ، أو " الأسماعيليون" أصلهم كلدان ولغتتهم كانت كلدانية التي تطورت عبر الزمن الى العربية لغة القرآن الكريم.  
الذكر الثاني  للكلدانين هو انهم فيئة، ربما آرامية الأصل اشتهرت بعلوم الفلك، عاشت في بابل وجنوب يبت نهرين ، كانو مناوين لحكم  الآشوريين ولذلك  بالتعاون من الميديين أسقطوا  الأمبراطورية الآشورية عام 612 قبل الميلاد ليؤسسوا امبراطورية بابل الحديثة او الثانية، التي استمرت حوالي ثمانون عاماً وهذا مووثق في  العهد القديم  وفي الاثار التاريخية ايضاً. الواجب ذكره هنا ان امبراطورية بابل الثانية لا صلة لها بامبراطورية بابل الأولى والتي كانت في عهد حمورابي حوالي عام 1800 قبل الميلاد وأن ذَكرّنا البابليين لا يعني بالضرورة اننا نقصد  الكلدان.
 اما بعد المسيحية  فقد كان ذكر الكلدان عام 1445م حين اوعز االبابا اوجين الرابع بتسمية نساطرة قبرص، في عهد المطران طيماثوس المتحولين الى الكثلكة، بأسم الكلدان من أجل التمييز عن النساطرة الهراطقة في نظر الكنيسة الكاثوليكية في روما. وبعد ارتباط يوحنان سولاقا عام 1553م بكنيسة روما ظهرت التسمية هذه مرة اخرة ولكن بأشكال مختلفة مرة ملاصقة لبلاد آثور، ومرة يلتزم بها البطاركة الكاثوليك  ومرة أخري كانت صفة للبطاركة النساطرة، الى ان استقرت مع البطاركة الكاثوليك وكان أول من استعملها البطريرك يوحنان هرمز أبونا عام 1830 للميلاد ،  الذي انشق عن الكنيسة النسطورية وتبع روما موسساً الكنيسة الكلدانية ومقرها الموصل في حين انتقل اعمامه النساطرة شمالاً نحوالجبال مؤسسين كنيستهم في  قوجانس. أستمرت  سلسلة يوحنان  هرمز الى يومنا هذا حاملة معها اسم بابل ليكون اللقب  الشائع" بطريرك بابل على الكلدان" والذي هو حالياً مار عمانوئيل الثالث دلي والذي يعتبر الرئيس الأعلى للطائفة الكلدانية في العالم ومقره الآن هو بغداد حيث أثار المدينة التاريخية ساليق قطيسفون خليفة بابل والتي يسود الأعتقاد أن  فيها كان تأسيس  كنيسة المشرق على يد مار ماري وهو من رسل المسيح الأثنان والسبعون.

اول ظهور قومي  سياسي حديث للأسم الكلداني كان حين آل النظام الدكتاتوري في العراق للسقوط في العقد الأخير من القرن الماضي  وظهر اول حزب قومي كلداني عام 1999م  وهو الحزب الديمقراطي الكلداني  في كردستان العراق. ثم ظهرت منظمات اجتماعية  وثقافية كلدانية اتخذت بعضها الطابع السياسي والحزبي. وهذه الأيام حين اقرأ لمُنظّري  الكلدانية فأني احتار في أمرهم فهناك من يحسب الكلدان قومية شاملة تشمل الأشوريين واصفينهم بكلدان الجبل اوالكلدان النساطرة. وهناك ايضاً آخرون تبلور عندهم  موقف انفصالي  ويحسبون انفسهم قومية منفنصلة عن السريان والآشوريين  وأن نسبتهم هي اكثر من 80% من مسيحيي العراق. لأبد ان أذكر هنا، ان منظري الكلدانية الحالين لم يتربوا على المباديء القومية الكلدانية ، وهذا ظاهر من اسماءهم وأسماء أولادهم وبناتهم كما ان الغالبية لا يتقنون  قراءة وكتابة اللغة الكلدانية ، الا اذا كانوا شمامسة الكنيسة، وان تكلموا بها فيكون كلامهم مطعماً غالبه بالعربية خاصة الذين تربوا في المدن. كذلك ان اللافت للنظر هو استنساخ الكلدان المعاصرين، مؤخراً، لمناساباتهم القومية على غرار الآشورية ولكن بقليل من الأختلاف مثل تبنيهم للعلم الثماني بدلاً من الرباعي والأحتفال بعيد اكيتو، رأس السنة، في نفس اليوم ولكن بسنة  أقدم وأختيار يوم الشهيد الكلداني من ذكرى أحداث مجزرة صوريا كما فعل الآشوريون من قبل في احياء ذكرى مذبحة سميل. بالمناسبة ان الكلدان فطنوا الى هذه المذبحة بعد ما يزيد عن الخمس والثلاثين سنة!! وهناك محاولات لتثبيت نشيد قومي خاص على غرار الأناشيد القومية الاشورية وهي كثيرة. وآخر الصرعات في هذا المضمار هي انشاء مجلس قومي كلداني ( فدريشن) واتحاد الكتاب والأدباء العالمي الكلداني.

السريان لفظة أطلقها العرب على الناطقين بالسريانية وفي نظرنا ان السريانية كانت لغة كنسية وأدبية أكئر مما كانت محكية، مثلما هي العربية الفصحى. وهي تعتبر احدى لهجات الأرامية والتي كانت منتشرة في  منطقة الرها، من أعمال سوريا . وهناك من يقول ان السريان هم أصلاً اراميين اما لماذا غيروا اسمهم الى السريان ؟ فالسبب وهو عجب! لنبذ الارامية الوثنية وهذا ما لا أميل اليه لأن المسيحية الروحانية لم تأتي لتُغير اسماء الأمم كما فعل الأسلام الدنيوي الذي غير انتماءآت معظم الأقوام التي غزوها الى العروبة بسبب كون القرآن مكتوب بلغتهم، ثم لماذا كنيسة روما تشبثت بالأسم الكلداني  وهو اسم وثني ايضاً. السريان من السريانية وكلاهما من أصل آشوري حملهما الينا الأغريق. ان قال احدكم ان السريان من الآراميين فأني  ازيد: اذن العوسج  يجنى منه التين!! يا اخوان هاتونا حججاً أساسها متين... حججاً منطقية لا حججاُ وهمية.
يقول أحدهم وهو ينقل – في نقله ابهام ، الرجاء ملاحظته - عن المؤرخ الرهاوي المجهول ما يلي: "ان لفظة سوريا والسريانية متأتية من اسم الملك سوروس الآرامي الأصل، الذي ظهر قبل النبي موسى وهذا احتل بلاد سوريا وما بين النهرين ونسبت اليه وسميت  بسورسين ثم حذفت السين فصارت سوريين [؟]" !! وكتب هذا الكاتب ايضاً يريد اثبات بديهيّاته "قال اليعقوبي: السريانية لسان آدم وأولاد نوح". اترك مثل هذه الأقوال الوهمية لحكم القاريء اللبيب.
ومثل ما حصل للكلدان الكاثوليك بعد سقوط النظام الدكتاتوري ، سمعنا ولأول مرة في العراق بمنظمات وأحزاب  تدَّعي القومية السريانية المنفصلة عن الكلدان والآشوريين.
الواجب ذكره ان السريان والسريانية، باللفظ العربي، كانا المتداولان لدى المؤرخين العرب في العصر الأموي والعباسي وفي كثير من الكتب المؤلفة في ذلك الحين. ولكن التسميات هذه في نظرنا هي مشتقة من الأسم الآشوري، كما سنوضح لاحقاً. كذلك ان جهابذة القوميين الآشوريين في اوائل القرن العشرين كانوا من طائفة السريان الأرثذكس وهم كل من آشور يوسف خربوط، نعوم فائق، و ديفد بيرلي وفريد نزها وغيرهم . وجدير بالذكر ايضاً ان المنظمة الآثورية الديقراطية  وقد تأسست عام 1957م وجُل موسسيها كانوا من السريان الأرثذوكس واليوم لا تستطيع ان تفرق بين من هو من الطائفة السريانية او ذلك الذي من الطائفة الآثورية من أعضائها.  

اما ألاثوريون" ويعنى به الآشوريون " فقد ظهر اسمهم المذهبي على المسرح السياسي عام 1868 م،  بتعضيد من المبشرين الأنكليكان اثر ظهور الأدلة التاريخية  الآثارية للآشوريين  في شمال بيت نهرين وربما كرد فعل  للأسم الكلداني  المُتبَنى من قبل الكنيسة الكاثوليكية .حمل الآثوريون الراية القومية الى جانب الراية المذهبية  المتمثلة بالنسطورية رغم ان بعضهم ، في اورمي وباز،  انتموا الى الى الكنيسة الكاثوليكة لكن شعورهم القومي كان آشوري  واحيانا كلدوآشوري وذلك تعبيراًعن ارتباطهم القومي بكلا الكلدان والآشوريين  ( بابل ونينوى) ، لكونهم منتمين الى الى الكنيسة الكلدانية، وفي نظرنا ايضاَ بسبب الطروحات الكلدوآشورية للمطران ادي شير رئيس اساقفة سعرد ومؤلف كتاب تاريخ كلدو وآثور عام 1912 للميلاد.
بكل الأحوال لنعد الى الآشوريين  ونطّلع على تاريخهم  القديم حسب ما تَقُره كتب التاريخ، فان ظهورهم على المسرح السياسي  كان لما يقرب 1200 عام وكانت البداية في القرن الثامن عشر قبل الميلاد  والمائة سنة الأخيرة من حكمهم كانت العصر الذهبي وأنجبت ملوك عظام  بدءاً ب تغلات بلاسر الثالث،  سركون الثاني،  سنحاريب ،اسرحدون وأخيراً آشوربانيبال الملك العظيم. انتهى حكم الآشوريين بثورة  الكلدان في بابل بعد التحالف مع الميديين، أعداء الآشوريين التقليديين، لتسقط اعظم امبراطوريات التاريخ القديم عام 612 ق. م. بسقوط نينوى اكبر مدن زمانها.
كُتاب العهد القديم يذكرون الكثير من تاريخ الآشورين، فهم عَصاة الرب وهم جُبلة يد الرب وسفر يونان بكامله يدور حول صوم نينوى وتوبة اهلها. أشعيا تنبأ بعودة آشورمثَلها مَثل كل من  مصر وأسرائيل( اشعيا -19-25) وفي رأينا ان النبوة هذه تحققت بأكتشاف حضارة آشور لتملأ  متاحف العراق والعالم في بداية القرن العشرين الميلادي. وهكذا ايضاً بالنسبة الى تأسيس دولة اسرائيل وعودة تسمية مصر الفرعونية بعد محاولات طمسها ضمن الجمهورية العربية المتحدة. والمسيح ( له المجد) نطق  بأسم أهل نينوى معطياً اياهم المصداقية في صومهم وتوبتهم ( متي 12 – 41 )
في عهد المسيحية ورد مراراً الأسم ألآثوري او الآشوري في الكتب التي تركها لنا آباء الكنيسة الشرقية ولكن الأسم تفجر مثل البركان بعد الأستكشافات الأثرية في بلاد النهرين مع بداية القرن التاسع عشر الميلادي وقد تبنته الكنيسة النسطورية  في قوجانس كما ذكرنا وأصبح بطريركها يمثل الرئاسة الدينية والدنيوية. و في آب 1933م كانت مذبحة سميل بحق الآثوريين  والتي على أثرها تأسست المنظمات والأندية والأحزاب الاشورية لتصبح بالعشرات ان لم نقل المئات وشاركهم فيها السريان الأرثذكس الذين عانوا نفس ما عاناه بني جلدتهم الآثوريون ابان الحرب العالمية الأولى. وفي عام 1985 نال اكليل الشهادة ثلاث من خيرة الشباب الآشوري علي يد النظام البعثي وهو امرسيجعل الشعلة الآشورية متوقدة على الدوام. هذه هي قرآتي وما عايشته بأختصار شديد والتي اود ذكرها في هذا المجال الضيق .  

 اعلاه كانت طوائفنا المذهبية التي تفرقنا . التفرقة هذه هي حصيلة ضعف ايماننا المسيحي  وهي ليست اطلاقاً مرتبطة بمسيحيتنا ( وحاشى ) التي اصلاً جاءت لكل البشر من غير النظر لأصولهم العرقية .وسلطة الرؤساء الدينين هي سلطة روحية وليست دنيوية خاصة في العصر الذي نعيشة حيث ان عالم اليوم مقسم الى دول علمانية  تتفاوت في صغرها مقارنة  بالأمبراطوريات  التي كان لكل منها دور في حكم معظم العالم وكان لكل منها دينها الرسمي .

لكل الذين يحسبون هناك فرق بالقومية بين الكلدان والسريان والآ ثوريين ، اقول انتم مخطئون بكل توكيد.  
قبل ان اثبت ذلك ادعوكم بأسم المحبة التي تدعوا اليها مسيحيتكم  ان تتخلوا عن الضغينة المذهبية التي تُعَمر في قلوبكم وأسمعوا الحقيقة البسيطة المتمثلة بكلمة السورايّ التي هي ارث  لنا من اباءنا وأجدادنا والتي هي بمثابة حلقة الوصل بين تاريخنا القديم وتاريخنا الحديث. السوراي اسم قومي وليس تسمية دينية لأن كلمة المسيحيين في لغة السورث هي "مشيحايي" من اسم المسيح ( له المجد) وهي بنفس المعيار الذي يتسمى به المسيحيون والمشتق من المسيح  في الأنكليزية والفرنسية واليونانية وكل اللغات العالمية لماذا في لغتنا فقط  المسيحي تعني سورايا!! هذه حقيقة جلية واضحة فلا تتغاضوا عنها بدعوى انها تسمية دينية . اصل كلمة سورايا هي آسورايا  ومن له المام بلغة السورث يدرك ان الألف هي مُبطلة ولذا فأنها تكتب بالألف وتلفظ بدونها وهذه قاعدة معروفة في اللغة  السريانية من أجل سهولة اللفظ . والسؤال هو ماذا تعني آسورايا ومن أين جاءت. اسمحوا لي ان اكتب هنا معلومات قيّمة جداً لكن الغالبية منكم للأسف نتغاضى عنها، كما أسلفت . آسورايا هي اصلاً آشورايا وغاب الأصل لأن آشور سقطت  وكاد ان يزول اسمها - لكن اطلاقاً ليس شعبها كما يدعي البعض - لولا ان الأغريق من طرف الغرب حين قويت شوكتهم وتوسعت امبراطوريتهم نحو الشرق فكان لا بد ان يسمون الأقوام والبلاد التي كانوا يحتلونها فجاءت كلمة أسيريان وسوريا لعدم وجود الشين في ابجديتهم. هيرودوتس الأغريقي ، الملقب ب ابو التاريخ  والذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، يذكر ان اسم سوريا هو من آشور ومن مصدر هذا الأسم كانت كلمات: السريان ،السريانية، السوراي، والسورث. شتان بين هذا التأويل المنطقي  وبين ما ذكره كل من الرهاوي المجهول واليعقوبي. كما أوردنا أعلاه. اعرف ان البعض منكم لايود سماع مثل هذا البرهان القاطع الى انتماءنا ،نحن السوراي، الى الآشورية وهنا هو لبّ المشكلة التي ليس لها حل الا بتقبلها لكونها حقيقة جلية ورجائي من الناكرين لهذه الحقيقة ان لا يغمروا روؤسهم في الرمال كالنعامات بل يجتهدوا في الموضوع ويحكمون بعدل فأنا على ثقة ان لا أحد منهم ينكر انه سورايا وأبن سورايا. وليسمعني الأخوة االسوراي اين هي حالياً مناطق وجودهم وقراهم واديرتهم وكنائسم ؟ اليست في قلب آشور وجبالها وبأتجاه الغرب حيث الأغريق. هل هذا محض صدفة. امان هذه هي مناطق سكناهم  بعد سقوط نينوى حسب ما أوثقه لنا المؤرخ هيرودوتس. الواجب ذكره هنا ان الهجوم على نينوى واحتلال توابعها كان من قبل الميديين ويقال ان السبب كان دينيا حيث ان الكلدان أبوا ان تتلطخ ايديهم في دمار معابد الآلهة التي كانوا والآشوريون يشتركون في عبادتها. بعد السقوط تشتت الشعب الآشوري في الجبال المتاخمة كما ورد في العهد القديم، ناحوم 3-18.
البعض من الكتاب يدَعون ان الأسم السرياني هو من الاراميين. أين العلاقة الأشتقاقية ولماذا ليس من سوريا التي نوهنا عنها أعلاه ؟ بالله عليكم ماذا يسمينا الغرب  اليس أسيريان وما هو الفرق الذي تروننه بين الكلمتين ام ان هذا هو من قبل الصدفة؟ كفانا ضغينة !! ولنقر بالحق والحقيقة. نقول ان ديننا المسيحي هو الحق ولكن حقيقة بسيطة وجانبية لا نريد الأقرار بها  وهذا ليس بالمهم لديّ، لكن لماذا القبول بالخطأ  وسؤالي بكل أسف اوجه الى الأب الفاضل والعلامة المؤرخ البير أبونا الذي مقولته ان الآشوريين اندثروا. وهو صاحب أخبارهم في مؤلفاته الشهيرة بثلاث أجزاء " تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية". ومن اقواله الغريبة ايضاً أن قوميتنا يجب ان تسمى آرامية لأن أصلنا هو آرامي! وليسمح لي حضرته  لماذا لم يترجم لنا، وهو القديرعلى ذلك، كتاب زميله حنا فييّ الدومنيكي والمُعنون " آشور المسيحية " الذي عنوانه هو دلالة لآشورية القرى المسيحية في سهل نينوى.  مسألة اخرى اريد اثارتها في هذا الموجز وهي ان السورث  لا تعني الآرامية لا لفظاً ولا معناً بل هي  تطور من لغة الآشوريين القدماء التي أثرت عليها السريانية الآرامية  وحوتها حسب رأي الأغلبية من كتاب التاريخ  وان كلمة " السورث"  الحالية مرتبطة بالآشوريين وليس بالآراميين. في رأينا ان السورث كانت  الى حد القرون المتأخرة لغة محكية فقط اما  السريانية فقد غدت لغة الطقس الكنسي واليوم نكتب السورث الحديثة بأحرف سريانية آرامية الأصل. وحاضراً غدت لغة كتابية تُحرر فيها الجرائد والمجلات وتُكتب بها القصائد  الشعرية والأغاني ورسائل الأنترنت.
خلاصة الكلام بهذا الصدد ان التسميات : آشوري، سورايا، سوريايا، آثوري، سرياني، أسيريان هي من أصل واحد مثلها مثل التسميات: شمعون ، شمون، سايمون، سمعان وكذلك: كوركيس،جاورجيوس، جرجيس، جرجس، ججو، ككو، جورج، يوركو... وهكذا ايضاً بالنسبة الى:  يوحنا، يوخنا ،يوحنان ،حنا ،جون ،ياني ، ايفان. وكذا ايضأ اسماء  أخرى تاريخية ودينية معروفة. تختلف الألفاظ لأختلاف اللغات والأزمان ولكن يبقى المصدر واحد.

مرة اخرى، الأخوة الكلدان المعاصرون يعيشون في لب آشور ويدّعون الكلدانية ؟ كيف يكون هذا ؟ الأستاذ المهندس حبيب حنونا وهو باحث ومؤلف قدير وفي ظني انه أخطأ حين كتب في مقالة له، ان التأويل هو ان هولاء الكلدان المعاصرون هم  أصلاً اسرى حرب جاء بهم الآشوريين من جنوب بيت نهرين. أتعجب ان يتخذ الأستاذ  حبيب من هذه النظرية الهشة أساسا لأثبات  وجود الكلدان في سهل نينوى  وهو في كتابه "كنيسة المشرق في سهل نينوى"  لم يتطرق الى هذا الأمر ولكن دوّن هذه الفرضية الهشة في مجلة المنتدى الصادرة في ديترويت قبل سقوط النظام بسنين قليلة وكان أن نسخها  المتعصبون للكلدانية لتصبح نظرية " افتح يا سمسم" وتحل معضلتهم في سبب وجود الكلدان على غير أرضهم ، في قرى سهل نينوى الحالية. عتابي للأستاذ المهندس حبيب كيف بنيتَ بيتاً من رمل على أساس  صخري في أرض آشور. ويبقى السؤال لماذا لم يرجع هولاء الأسرى الى ديارهم بعد سقوط دولة مستعبديهم ، بما لا يناهز الخمسين سنة  كما فعل معظم اليهود بعد سقوط بابل؟ خاصة وان بعد السقوط، سهل نينوى  وكما هو معروف كان من حصة الميديين وليس الكلدان. أستاذنا المؤقر اولاً عدد الأسرى في الحوليات مبالغ به وثانياً  الأسرى لا يمكنهم اطلاقاً ان يقلبوا الموازين السكانية لأسيادهم ومثل هذا الشي لم يحدث في التاريخ ابداً.
سؤال أخر وعذراَ.، ألأغلبية الآشورية قبل سقوط نينوى ماذا حصل لهم هل انقرضوا كما انقرضت الديناصورات اثر نيازك ضرب الأرض او بسبب نظرية التطور؟  قليل من المنطق يا أخوان وستجدون الحل هوفي صراع المذاهب وهو واضح للعيان ومؤرَّخ ولا يختلف عليه اثنان من العقلاء.
أسئلة منطقية أطرحها على المؤمنين بالواوات الفاصلة بين قوميتنا الواحدة. برطلا( سريان) تبعد اقل من خمسة اميال عن كرمليس (كلدان)، بلغة واحدة ودين واحد وعادات مشتركة لكننا نحسبهم مختلفين بالقومية! هل هذا منطق ام تعصب مذهبي ونفس الشي بالنسبة الى قريَّتي ديري وكوماني هما على بعد رمية حجر اوعمر سيكارة واحدة وهم  أبناء عمومة ونسابة فهل لنا ان نقول ان قومية أهل ديري (آثوريون) تختلف عن قومية أهل كوماني (كلدان)؟  أريد الجواب !
حقاً ان الأمر يبعث الى كل هذه التساؤلات الغير المستحبة لا في المناقشة ولا في الكتابة الأنشائية الصحيحة.ولكن ليس لي في الأمر من حيلة خاصة  حين ارى الحقيقة جلية واضحة بينما اخي  الكلداني اوالسرياني في عصر الثقافة والحرية ، لايريد الأقرار بها.
 يذكر الأستاذ الدكتور عبدالله مرقس رابي وهو بروفسور في علم الأجتماع  ان  التنشة، وليس صلة الدم ،هي التي تبلور الشخصية القومية و بمعنى  يمكن لأخوين ان يصبحا من قوميتن مختلفتين!  وهو يستغل هذا المفهوم  لفصل الكلدان عن كل من الآشوريين والسريان لأن كل منهم نشأ في بيئات خاصة به. لكن أستاذنا عبدالله رابي  نسى ان يطبق حالة التنشة على الكلدان القدماء الذين كانوا في بابل وحواليها وانتشروا على شكل أقليات في شمال العراق وسوريا و قبرص ، التي كان فيها جالية كلدانية حتى القرن الخامس عشر الميلادي . انا أقول ان كلدان بابل والمنطقة الجنوبية في العراق فقدوا انتمائهم القومي عن طريق التنشة القسرية باعتناق الأسلام اما بالقوة او مجبرين. اما الكلدان الذين عاشو ا مع المجتمعات التي لم تضطهدم فقد انصهروا مع تلك المجتمعات  طوعاً وهذا ينطبق على  كلدان الجنوب  الذين هجروا الى القرى في شمال بيت نهرين والذين هاجروا الى قبرص هرباً من التضيق الأسلامي عليهم او هرباً من المغول بعد سقوط بغداد على ايديهم.
العلّة، يا استاذ عبدالله، ان كلدان اليوم تعتبرون  تنشئتهم الحالية في كنف الكنيسة الكاثوليكية منذ عام 1830م  حافزاً لحقنهم  بمشاعر قومية منفصلة عن الآثوريين بأعتبار الأخيرين نساطرة . لا يشك احد ان الكنيستين كانتا واحدة وانفصلتا عن بعضها وتباعدتا لحد العداء. انا شخصياً احسب ان الظروف التي ولدت  التباعد بين ابناء القومية الواحدة ( سوراي)  لبعث قومية كلدانية جديدة، خاصة  في العهد الأستبدادي الصدامي البعثي، هي ظروف شبه- قسرية ولا يمكن حسابها على التنشة الطبيعية . اسمح لي يا اساذنا العزيز ان أقول ان  الكلدانية الحالية ،والمنحسرة على الكاثوليك ،هي طائفة انتمائها القومي هو (السواري) الذين عروقهم آشورية  حسب كل الأدلة  ومقومات القومية الحقيقية وهي اللغة والأرض  والدين والعادات، التي تظمن التنشئة .,اسمح لي ايضاً القول ان المسيحية لايمكن ان تنشيء قومية لأن المسيحية هي روحانية واممية بعكس الأسلام الدنيوي فقد حوّل كل الشعوب التي غزاها الى العروبة بسسب لزومية تعلم القران المكتوب بالعربي  وأملي منك ان لا تفكر بهذا لمنطق.
اسمح لي ان أقول أن الكلدانية الحالية بهذا الضعف البادي عليها لن تقاوم رياح االعولمة العاصفة  والتي ستزيل الصغير الهش قبل الكبير المتعمق الجذور. الآشوريون  قدموا الشهداء في سميل وفي ميادين القتال  وفي سجن ابو غريب الصدامي من أجل تحقيق هويتهم ويعتزون بلغتهم وناهيك ان نصف اسماءهم حالياً هي أسماء من تاريخهم وتراثهم الآشوري . فأين الكلدان الحاليين من مثل هذا الأثبات الراسخ للهوية؟  خذ في نظر الأعتبار يا استاذي العزيز ان هناك الألوف من ابناء الكنيسة الكاثوليكية  يعتبرون انفسهم آشوريون ولكن ليس آثوري  واحد يعتقد بكلدانيته ! أرجوك ان تدرس بموضوعية معنى هذه الظاهرة. أملي ان تكونوا، بمرتبتكم العلمية المميزة، دعاة لجمع الشمل وليس للتفريق الذي سوف يؤدي الى ضعفنا وابالتالي زوالنا . تقول ان عائلتك أصلها من منطقة باز الآثورية فلا تسمح للتنشئة الشبه- القسرية ان تفصلك عن اصلك الآشوري، يا استاذنا الجليل.

اما لماذا الأختيار الآشوري- في اللفظ العربي - ؟ فلأنه اولاً يمثل العمق التاريخي والحضاري لسوراي اليوم،  والذي يجب أن نفتخر به كمكون اساسي  في " الأمة العراقية"  التي نسمع بها هذه الأيام والتي هي خلاص الشعب العراقي من محنته الطائفية المقيتة. ثانياً صعوبة لفظ كلمة " السوراي"  في العربية وثالثأ  وكما اسلفنا ان السوراي  والسريان هو أصلاً تسمية أجنبية للأشوريين. طبعاً لآيمكن نفي ان سوراي اليوم جذورهم ، بالأضافة الى الآشورية، هي كلدانية وأرامية وفارسية  وعربية وتركية.. الخ.  فمن المستحيل ان يسري دم نقي في اية امة لمدة اربعة الآف سنة! كذلك علينا ان ندرك ان فكرة  القومية كانت في طي النسيان لمعظم القوميات، بسب غطاء الدين، وعلينا ان نعترف انه لأكثر من الفي سنة كانت الآشورية قد خمدت وطغت عليها المسيحية وأصبح الأسم السرياني ( باللغة العربية )  او السوراي ( بلغة السورث)  يعبر في الغالب عن مسيحييتم ، حتى بدأت مشاعر القومية  تظهر في اوربا والشرق الأوسط من جديد في بداية القرن العشرين وكان للآشوريين ايضاً نصيب منها .  
 سأكتفي بهذا القدر من  البراهين في اننا قومية واحدة مقترحاً ان تكون " آشورية " في اللفظ العربي إرضاءاً للتاريخ والحق. وفي نفس الوقت  اقول انه علينا ادراك ان القومية في هذا العصر قبل ان تكون صلة دم والتزام فهي شعور ومشاعر تشد الكثير منا اليها كهوية قومية وبها نَعرف من نحن وأين هو موقعنا من شعوب العالم.
 أملي ان يلتزم كل منا بالحق والحقيقة ولنكن صادقين مع  مشاعرنا ومع  الذات ، نتخلى عن الضغينة التي عَمَرتْ في قلوبنا بسبب المذهب  ونفصل بين المذهب الديني والقومية ونعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله.

                                                                                                حنا شمعون / شيكاغو  

653
ميلاد المسيح، دروس وعِبر

في هذه الأيام المباركة نحتفل بعيد الميلاد  المجيد ونرى ان العالم كله منشغل بشراء الهدايا لتقديمها الى افراد العائلة و الى اصدقاءهم الأعزاء وهذا التقليد أصبح متوارثاً في البشرية كلها تعبيراً للهدايا التي قدمها ملوك المجوس للطفل يسوع  حين ولد في مغارة بيت لحم . ولادة ملك الملوك لم تكن مثل اي ولادة أخرى فغالبية البشر وحتى الفقراء ولدوا في ظروف تحسد عليها مقارنة بميلاد هذا العظيم  الذي  ولد رضيعاً بلا ملبس في حين نعرف  ان الطقس يكون بارد جداً في ييت لحم في مثل هذا الوقت.  يذكر الأنجيل  المقدس " وبينما هما هناك تمت ايام ولادتها لتلد فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل". وينقل لنا التقليد  الذي  نعرفه  اليوم ان الطفل يسوع كان محاطاً بوالدته ويوسف  مضافاً اليهما بقرة وأتان وبضعة خراف  وزفير هولاء جميعاً كان المدفاة  لهذا الرضيع  الذي كل العبرة من ولادته  هي خلاص الجنس البشري وهنا يكمن سر المحبة التي هي أساس المسيحية محبة الله لنا ان يكون لنا حياة ابدية خالية من عذابات الحياة الأرضية  التي لآ أحد يجرأ  ويقول اني ما رأيت مشقة فيها. فمن المؤكد على مر العصور أن الحياة على هذه الأرض  سادتها الحروب والكوارث الطبيعية والمظالم الآتية من البشر انفسهم مضافا اليها المرض والفقر واليأس وتحصيل المعيشة بعرق الجبين، وحتى ان كنا محظوظين  في حصول المال  نراه  لا يكفي لآشباع  كل متطلباتنا الحياتية .وخاتمة كل العذابات هو  الموت  الذي هو مفروض على كل البشر .ويا ويل الذي  لم يعتبر من سر محبة الله لنا حين ارسل ابنه الوحيد لخلاصنا.
في ولادة المسيح تتجسد العلاقة بين الخالق والمخلوق بين الله والأنسان  وفي هذه العلاقة تتجلى محبة الله  للأنسان. وها هي مريم العذراء تحبل بقوة الروح القدس  ليحل الأبن ، ابن الأب،  بيننا ليس كملك جبار تخضع له المسكونة يجلس على عرش ارضي  لأن مملكته ليست من هذا العالم بل جاء بسيطاً متواضعاً ، لا يحمل سلاح  ولا يقوم بغزوات يقتل فيها البشر  فهو اله عادل  يريد خلاص كل البشرية  حتى الذين صلبوه  طلب من ابيه ان يغفر لهم لأنهم لا يعرفون ما كانوا يفعلون،  فقد جاء لخلاص البشر لا لهلاكهم . جاء يشفي  المرض ، يُبصّر العميان ، يخرج الشياطين ويحي الأموات  كي يؤمن به العالم  ويعملوا بتوصيته التي هي  المحبة التي فيها سر مجيئه الى الأرض  وكما يقول يوحنا الأنجيلي ." لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية "، يوحنا 3:16.
هكذا علينا نحن أن نتعظ من الطفل يسوع  ونضع فعل المحبة في مقدمة اعمال البر متخلين عن الأنانية  وحب الذات.

  أي عذر لنا   لو احدنا قال يارب خلقتني فقيراً أو ان عذاباتي في هذه الحياة  كثيرة ولذا لن أعترف بك رباً عادلاً . قصة ميلاد  المسيح  والعذاب الذي ناله في صلبه على الجلجلة وكما رأيناه في فلم الآم المسيح Passion 
لا يدعان مجالاً لأحد ان يتذمر من عدالة الخالق. لنأخذ العبرة من حياة المسيح على الأرض حين كان بشراً مثلنا فقد ولد فقيراً وعاش فقيراً وتألم على الصليب  ولم يتذمر أبداً . هذه الأيام هلاّ نفكر قليلاً في الماديات والملذات وكثيراً في الأقدام على اعمال البر والتقوى. ماذا لو ربحنا العالم  وخسرنا انفسنا ومن منا تسعفه أمواله ووجاهته حتى يتغلب على الموت ومن منا يمكن بأستطاعته ان ينقل بعض من أمواله الى الآخرة؟،  الحسنات  ومحبة القريب التي مارسناها في الحياة الأرضية هي سوف تكون رصيدنا حين نغادر هذه الفانية. لأجل هذه التعاليم ولد المسيح هذه الأيام  وهذا هو المغزى من ولادته فقيراً فهل لنا ان نتعظ من ذلك ايضاً !

دروس كثيرة نتعلمها من مجئ الطفل يسوع الى هذه الحياة  الأرضية. ففي هذه الأيام تكون فرحتنا أكثر من غيرها فالأنجيل يقول ان الملاك  بشر الرعاة ، وهم انقى انقياء البشر،  بميلاد المخلص  قرب بلدتهم مدينة داؤد اذ قال لهم : " فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب "  لوقا 2: 10 . الفرح الحقيقي ليس الهدايا التي نستلمها هذه الأيام او من لذّة الأطعمة الدسمة والمعجنات الشهية او الملابس الجديدة التي اشتريناها  او من منظر شجرة الميلاد المزينة  لتبعث بهجة في القلوب أو... بل ان الفرح الحقيقي هو الصلح و السلام الذي حل بيننا  وبين الله  بعد كان غاضباً علينا  في عصياننا عليه فبدلا من ان يهلكنا ارسل لنا الخلاص بواسطة ابنه الذي ذكرى ولادته العبقة هذه الأيام . سلامٌ ، هذه الأيام يحل بين السماء والأرض ويجلب معه المسرة لجميع البشر فهلاً نتعلم من انشودة الملائكة  ونعمل نحن  من أجل السلام بين الشعوب المتخاصمة  وبين الأفراد المتخاصمين . دعونا نصلي  لأن تصل الرحمة قلوب الذين يخاصموننا ويضطهدوننا  بسبب ايماننا المسيحي  كي  يلين الرب قلوبهم  ويدركون اننا لسنا خصومهم بل اخوة لهم  في الرب الذي نعبده.  تعالوا نرفع راية السلام وننشد مع الملائكة في هذه الأيام المباركة،  " المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام  وبالناس المسرة ".
                                                               حنا شمعون / شيكاغو



654
في شيكاغو، الآشوريون يتذكرون شهداءهم


شيكاغو – حنا شمعون

أستذكر الاشوريون  في شيكاغو بامريكا مساء السابع من اب الجاري، ذكرى يوم الشهيد في أحتفال تأبيني أقيم بعد الصلاة الخاصة بالشهداء، في كنيسة الطوباوي مار عوديشو، رعاها سيادة المطران زيّا خوشابا ونظمها المجلس الوطني الاشوري في ولاية الينوي وتحت شعار " يوم الشهداء الكلدآشوريين السريان ، الأوجه العديدة للمذابح ".
أدار الحفل بيير شمعون بخبرته وأشعاره المناسِبة والآنسة شموني دنحا أدت بامتياز النشيد الوطني وذلك باللهجة السريانية الغربية ثم تلاها ممثلوا احزابنا القومية الذين القوا كلماتهم بهذه المناسبة الجليلة.
 وتخلل الحفل أيضا أشعار قدمها كل من الشعراء حنا شمعون، خوشابا جابا، هاني شكرو، بنيامين ملكو والشاعر الكبير ميخائيل ممو القادم من السويد.
 كذلك قدمت ألآنسة هِلين طلّيا كلمة بالأنكليزية عن المذابح التي اُقترِفتْ بحق الآشوريين، وثم قدمت لوحة تذكارية، من المنظمة الأنسانية التي تعمل لها للخارجية ( برعايوثا ) القومية الآشورية واستلمها سركون ليوي نيابة عن أدد آشور سين مدير الخارجية.
كما شاركت في الحفل الفنانة ليدا لاوندو بصوتها الجميل وأداءها المميز لقصيدة " جنح سميل " التي كتبها الأب بولس بيداري وكان شاهد عيان لمذبحة سميل في آب عام 1933 . الأداء الغنائي للفنانة  ليدا نال استحسان الحاضرين، الذين صفقوا لها طويلاً.
في الختام تناول الحاضرون طعام الموتى ( دوخرانا ) الذي اعدّته لجنة كنيسة الطوباوي مار عوديشو في شيكاغو.

                                                            حنا شمعون
 



655
المنبر الحر / جلجلة سميل
« في: 14:22 03/08/2009  »
جلجلة سميل

مع طلعة القرن العشرين كان ميلاد الحركة القومية الآشورية ، شأنها شأن بقية الحركات القومية التي ظهرت وحددت معالم التكوين الجغرافي والسياسي لبلدان اوربا والشرق الأوسط. وكان ميلاد هذه الحركة عسيراً بعدما ما يزيد عن خمسة وعشرين قرناً من سقوط نينوى وبعد الشؤم الذي اقرنه ناحوم اليهودي بمصير هذه الأمة اذ ورد في سفره 3، 18-19 " نعست رعاتك يا ملك آشور ، اضطجعت عظماءك وتشتت شعبك على الجبال ولا من يجمع ، ليس جبر لأنكسارك ، جرحك عديم الشفاء  وكل الذين يسمعون خبرك يصفقون بايديهم عليك  لأنه على من لم يمر شرك على الدوام " . هذا هو توثيق تاريخي لسقوط نينوى من قبل شاهد عيان يهودي مسبي كان يعيش في القوش الى الشمال من نينوى العظيمة .

كبير الانبياء ، اشعيا الذي تنبأ عن ميلاد المسيح في الزمان والمكان الحقيقين، عبر عن الخطيئة الزمنية لبني آشور وهي القساوة والشدة وتجاوز الصلاحيات  حيث ورد في نبوته 10،5-7 " ويل لآشور قضيب غضبي والعصا في يدهم  هي سخطي، على امة منافقة ، ارسله وعلى شعب اوصيه ليغنم وينهب نهباً ويجعلهم مدوسين كطين الأزقة ، اما هو فلا يفتكر هكذا ولا يحسب قلبه هكذا بل في قلبه ان يبيد ويقرض امماً ليست بقليلة".

لكن الرب رحوم وغفوروحسب الأيمان المسيحي فقد ارسل ابنه الوحيد ليُكفِر عن خطيئة الجنس البشري وهي خطيئة الكبرياء التي اقترفها آدم وحواء ، كما جاء في العهد القديم . هكذا وايظاً تنبأ اشعيا النبي بالخلاص  لبني آشور ومباركة الرب لهم في الزمن الآتي مع أقرانهم المصريين ولأسرائليين حيث جاء في نبوته 19، 23-25 " في ذلك اليوم تكون سكة من مصر الى آشور فيجيء الآشوريون الى مصر والمصريون الى آشور ويعبد المصريون مع الآشوريون في ذلك اليوم يكون اسرائيل ثالثاً لمصر وآشور بركة في الأرض  بها يبارك رب الجنود قائلاً مبارك شعبي مصر وعمل يدي آشور وميراثي اسرائيل"

مع بداية القرن العشرين جاءت كل الدلائل لتشير الى قرب الزمن الموعود لبعث امة آشور من جديد . البعثات الآثارية  الغربية كشفت عن ميراث هذه الأمة . المؤرخون الكنسيون ، ومنهم أدي شير في كتابه " كلدو وآثور" وجد العلاقة الصميمية بين الشعب المسيحي في كنيسة المشرق ( سورايّ ) وبين الآشوريين الذين طُمرت حضارتهم تحت الأرض بعد سقوط امبراطوريتهم عام 612 ق. م.

في الزمن الموعود تحرك الاثوريون الساكنون في تركيا وايران ( اورمي، جيلو، تياري وهكاري ) صوب البلاد التي فيها كانت مدينة اجدادهم، نينوى العظيمة، لكي يتم ما قيل عنهم وعن اقرانهم بالنبي اشعيا وفي زمن فرز القوميات والأمم وتحديد الدول. مثل هذا الأمر حدث وحلّ على يوسف البتول وخطيبته مريم العذراء، حينما شدّوا الرحال وذهبوا الى بيت لحم كي يسجلوا فيها لأنهم كانوا من بيت داؤود وتلبية لأمر من اغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة، لوقا 2، 1 وكان ذلك تحقيقاً لنبوة  اشعيا  بذلك الخصوص. والجموع الآثورية لم يكن لها مسكن ايضاً في موطن اجدادهم فحلت في مخيمات بعقوبة وهناك كان مولد قضيتهم مثلما كان مولد المسيح في مغارة بيت لحم.

وكما ان الرومان كانوا قد بسطوا نفوذهم على اليهودية ، هكذا كان العرب قد استولوا على ارض  آشور وظنوا ان الخطر الاثوري عليهم جسيم وفي نفس الوقت خان العهد ، الأنكليز وما أشبه دورهم بدور يهوذا الأسخريوطي  في هذه الدراما ، اذ اسلموا حلفاءهم، الآثوريين، لسيف الحكومة العراقية العربية من أجل منافع اقتصادية في المنطقة ومنها النفط وحدث ذلك كله عام 33 من القرن العشرين في قرية سميل ، تماماً كما أسلم يهوذا السيد المسيح، من أجل حفنة من الفضة، للرومان ليصلب على علوة الجلجلة  وكان عمر المسيح  حينذاك  33 سنة .

حين حميّ الوطيس وبدات المذبحة، تنكر للأسم والمسوؤلية بعض الآشوريين وهم من صلب آشور حينما ادّعوا الكلدانية  ولا صلة لهم بالآثوريين . هذا ما تصرف به تلاميذ المسيح وعلى راسهم بطرس اذ نَكر خائفا سيده المسيح، ثلاث مرات قبل صياح الديك ، لوقا 22 ، 61- 62 ثم كان ان نَدم بطرس ندما عظيماً وحمل على عاتقه تكملة رسالة المسيح ومات شهيداً ومصلوباً بالمقلوب لأجل معلمه. أليس هذا ما يحصل اليوم حيث ان ابناء الكنيسة الكلدانية ؟ فهم المحركون والمدافعون عن قوميتهم الآشورية  وهناك من استشهد لهذه الغاية النبيلة.

اورَدتُ كل ما تقدم من المقارنة لأني اعلم جيداً ان امة كان افول نجمها قبل ما يقارب الخمسة والعشرون قرناً وعلى مدى هذه الفترة الطويلة كانت عرضة للأضطهاد والقهر والصهر من قبل امم اخرى استولت على موطنهم وأحالت أخلافهم الى اقلية مستضعفة  ومؤمنة بدينها المسيحي ضمن كنيستها الشرقية ومحتفظة بلغتها وعاداتها وتقاليدها وموطنها. مع ايماننا بأن الرب - القدوس اسمه- يعرف تدبيره ، نقول ان عودة الأمة الاشورية الى دورة التاريخ  بعد نسيان دام كل هذه القرون ، ما كان ليحصل لولا المشيئة القوية لأبناء هذه الأمة واستعدادهم للتضحية والفداء لتحقيق الغاية وهكذا كانت مذبحة سميل عام 1933  هي الحَدث الجلل الذي بعث الأمة الاشورية من جديد لتكون الأساس القويم لها والمنار الذي يضيء الطريق للمضي قدماً لأثبات الوجود القومي الاشوري على ارض بيت نهرين، تماما مثلما كانت حادثة صلب المسيح على الجلجلة ومن ثم قيامته هي األأساس القويم لأنتشار المسيحية في العالم.

مذبحة سميل ستبقى جنح وجناية ارتكبت بحق الآثوريين الذين التزموا الحق حينما هجروا موطنهم في تركيا وايران وجاءوا الى الوطن الأم بيت نهرين الذي ينتموا اليه اصلاً. مذبحة سميل ستبقى عار وخطيئة في اعناق الذين ارتكبوا فظاعتها . يقول اكاتب السوفيتي  البرت م. منتشاشفيلي في كتابه الموسوم ( العراق في عهد الأنتداب البريطاني ):
" هكذا نُهبت خمسون قرية من اصل اربع وستين قرية آثورية كانت موجودة في قضائي دهوك والشيخان وقد استمر النهب في بعض الأماكن عدة أيام كما ان بعض القرى احرقت برمتها .. وهكذا ساد الأرهاب بضعة ايام وفقدت الكثير من العوائل اربابها وظلت الجثث في حالات كثيرة غير مدفونة ولكن كل ذلك يتضاءل بالمقارنة مع ما حدث في سميل ويذكر الكاتب انه في سميل وحدها قُتل أكثر من (300) شخص والعدد الأجمالي  جاوز الألف ومعظمهم  من المزارعين المسالمين وعوائلهم.

الأب بولس بيداري ، من ابناء الكنيسة الكلدانية وأحد الرواد القوميين الاشوريين كان شاهد عيان لهذه الجريمة  وكتب قصيدة طويلة بالسريانية حول هذه المذبحة تحت عنوان " جنح سميل " والى القاريء الكريم اُترجم بعض مما جاء فيها :
من صوت البنادق وصوت السيوف وصوت الصراخ
من بكاء الأطفال وقف النهار
زاد البكاء المرير للأم، والأخوات ينتشنّ شعرهنّ ويضربنّ على صدورهن
قائلات: يا الهنا الرحيم الجبار انقذ هذه الثمار من هذا النار
   ثم يردف ويقول:
اِصطبغت اللأرض بدم الأنسان ، انه منظر محزن
وصلت الرائحة الى اعالي السماء ، انها الذبيحة قد اكتملتْ.
وتمضي القصيدة لتصف بشاعة هذه الجريمة النكراء التي هي بحق الذبيحة الأنسانية، مقارنة بلذبيحة الألهية التي أكملها المسيح المخلص على الجلجلة. وأن كنا نحن البشر لا نستطيع ادراك معنى الذبيحة الألهية بالكامل، التي هي جوهر سر الفداء والذي هو اساس الأيمان المسيحي، فان الذبيحة الأنسانية وهي الأستشهاد من اجل الحق  والعقيدة وهي لا يصعب عن ادراكها العقل البشري  ولذا فاننا جميعاً نعتبر الشهداء أسمى منا وهم خالدون في ذاكرتنا ونتذكرهم بوقار على مدار السنة وخاصة في يومهم الأغر، يوم ذكرى الشهداء.

بالنسبة لنا نحن الآشوريون ستبقى سميل نقطة التحول في تاريخنا المعاصر ،  سميل كانت العماذ المقدس الذي أعطى الآشورية كينونتها  كأمة سليمة وتستحق البقاء بين بقية الأمم والتي أعطاها سيدنا يسوع المسيح  المصداقية الكاملة حينما شرفها بكلامه الذي تزول السموات  والأرض اما كلماته فلا يزول، اذ قال في انجيله المقدس : " رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان وهوذا أعظم من يونان ههنا" . لوقا 11، 32. سميل هي السبب في تنامي الشعور القومي لدى الشباب الآثوري  ومن ثم  انتقاله الى بقية الطوائف  فكانت مطكستا في سوريا حيث الغالبية من كادره هم من السريان الأرثذوكس، وكان زوعا في العراق الذي غالبيته من الكلدان الكاثوليك.. سميل جعلت يوسف ويوبرت ويوخنا يصمدون امام جلاديهم  ليعطوا الزخم في في حركة الأمة الآشورية في التقدم الى الأمام والمطالبة بكامل حقوقها في ارض الرافدين.  

في الختام ،يشرفني ان ارفق مع  كلماتي هذه،الرابط الصوتي لقصيدة " جلجلة سميل "، المكتوبة باللغة السريانية والتي خاتمتها تقول: " سميل ستبقى كفة الميزان التي نزلت ليرتفع في الكفة الأخرى الأسم الآشوري المقدس ".

المجد والخلود لشهداء الأمة الآشورية المعاصرة.

الرابط الصوتي:

http://www.drivehq.com/folder/p3041897/1118927015.aspx
                                                            
                                                            حنا شمعون " فخور بحضارة آشور"




    
 

656
تكريم أدباء وفنانين في شيكاغو


الأحد المصادف 5/ 7/ 2009 وعلى قاعة ( هانكَينك كَاردنز )، مدينة شيكاغو، تم تكريم خمسة ادباء وفنّانين آشوريين من قبل خابوركوم وذلك تقديراً لخدماتهم الطويلة في حقل الأدب والفن.
الشخصيات التي نالت التكريم كانت كل من:
- الأديب والملفان دانيال بت بنيامين من اريزونا/ امريكا
- الفنان والخطاط عيسى بنيامين من الينوي/ أمريكا
- الأديب واللغوي والمربي ميخائيل ممو من السويد
- الأديب والشاعر آدم هومه من استراليا
- الشاعر القومي نينوس آحو من كاليفورنيا/ أمريكا

ابتدأ الحفل بالوقوف دقيقة حداد على ارواح الميامين الذين فقدناهم خلال السنة الماضية من عمر خابور كوم وهم المرحومين: المؤرخ هرمز أبونا، اللاعب عمو بابا، الناشط القومي يوخنا هومز، الشماس الأديب يوارش قشيشا متي.  ثم تُليّ نشيد خابوركوم مُعرضاً على الشاشة وانشده  كل من الفنانَيّن عمانوئيل اسكندر وعبد الأحد نيسان  من  سوريا وطن الخابور الخالد.                                                                                                             
السفّان في هذه الجولة النهرية كان الشاعر نينوس نيراري الذي دعى الى منصته كل من عطاالله كوركيس المشرف العام على موقع خابوركوم ليرحب بالحضور الذي قارب المائتين. ثم تلاه كل من هيلين طليا، يونان هومه، مارينا بنجمين، يوارش هيدو، نشأت يونان، وهرمز يوسف لالقاء كلماتهم أو اشعارهم .
 قدمت جوائز تقديرية للمُكرّمين من قبل المشرف العام وقد ردّ المُكرّمون بكلمات الأمتنان والشكر مقدمين بعض نتاجاتهم الادبية  والفنية التي نالت استحسان الحضور  الذين صفقوا لها طويلا مما اثبت الأختيار المُنصف لهؤلاء الجهابذة، الاحياء بيننا. وقد اناب المُكرّم دانيال بت بنيامين، السيد اوراهم ياقو والمُكرّم آدم هومه، السيد يونان هومه، لأستلام جوائزهما.
 
 ختاماً لهذا الحفل التكريمي اطفأ المُكرّمون ونوّابَهم، الشمعتين لتدشين سنة ثالثة من خدمة هذا الموقع المميّز للادب والفن الآشوري اينما كان.

لقطات من الحفل

- عُرضت في القاعة اعمال للفنانين حنا مالك، ستيف كانون، عوديشو كوركيس، وليم يونادم، بانيبال كوركيس ، ويوسف قمبر.
- ابدع الشاعر نينوس نيراري في ادارة دفة الحفل وقد اعطى لكل من المُكرّمين شرف تمثيل احد انهار" بت نهرين القديمة " وهي اورمي، دقلت، فرات، خابور، و زاوا.
- الكاتبة المبدعة هيلين طلّيا القت كلمتها بالأنكلَيزية.
- أثناء سرد حياة المحتفى بهم كانت الشاشة تعرض الصور من البونهم العائلي
- ابتدأ الحفل في حوالي الساعة السابعة مساءاً وانتهى قرابة الساعة الحادية عشر ورغم طول هذه الفترة الاّ ان الجمهور ظل يلازم كراسيه حتى آخر الفقرات من الحفل.
- سجلت كاميرا تلفزيون آشور وقائع الحفل.

                                                        حنا شمعون / شيكاغو





 

657
حفل تأبيني في شيكاغو لفقيد الحركة الرياضية العراقية عمو بابا
 



عنكاوا كوم – شيكاغو – حنا شمعون

اقيم قي قاعة المجلس القومي الكلدواشوري في ضاحية سكوكي في شيكاغو، الاحد 31 ايار (مايو) الماضي، حفلاً تأبيناً على روح شيخ المدربين العراقيين عمو بابا.
وقد اثنى المتحدثون على مناقب الراحل لا سيما في اخلاصه لتربة العراق التي تمنى منها في حياته مساحة المترين بالقرب من من ملعب الشعب في بغداد كما جاء في كلمة الأستاذ الجامعي سعد الخفاجي الذي حضر مع بعض الأخوة العراقيين العرب وطُلِبَ منه ارتجال كلمة بهذه المناسبة.
اما الدكتور ايشو مرقس فقد تحدث بالعربية والآثورية عن محبة كل العراقيين لعمو بابا واستشهد بحديث عمو بابا وكيف استقبله العراقييون بحفاوة في مدينة النجف اثناء زيارته لها، واشار الى التقدير الذي ناله الفقيد من الملك فيصل ومن ثم رؤساء العراق بما فيهم عبد السلام عارف الذي عُرِفَ بتحفظه "الساذج" من المسيحيين في العراق.
والقى الشاعر نينوس نيراري  قصيدته "ملك الكرة" التي كان انشدها في زيارة عمو بابا الى مدينة شيكاغو قبل  ثمانية أعوام ولكن اضاف اليها بعض الابيات ونالت استحسان الحاضرين.
آخر المتكلمين كان آشور كبريئل الذي كان زميلاً ولاعباً مع عمو بابا وقد لعب للفرقة الثالثة والمنتخب الأهلي العراقي وتحدث عن شخصية عمو بابا في مجال الكرة وعن طيبته الأنسانية، قائلا اننا نحتاج الى عدة قرون من الزمن للأتيان بمثل عمو بابا آخر.
حضر التأبين، الأخ الأصغر لعمو بابا، البرت داؤد بابا، خريج جامعة الحكمة للأباء اليسوعيين في العراق والمقيم حالياً في مدينة شيكاغو، واحدى ابناء اخت الفقيد، ومن بين الحضور وفد من مدينة ديترويت.
اختتم الحفل التأبيني بعرض "تلفزيون الاشوريين حول العالم" للقطات من زيارة المرحوم عمو بابا الى شيكاغو قبل ثمانية اعوام وبعض الصور من حياة الفقيد الرياضية والأجتماعية التي ارجعت الحاضرين الى ذكريات جميلة عن العراق الحبيب.
ادناه بعض الصور الحفل التأبيني الذي حضره المخلصون من أبناء شيكاغو والمفتخرين بابن جلدتهم عمو بابا الذي رفع روؤسهم عالية بين كل العراقيين.
                                                             


658
تأملات مع الألبوم الأخير للفنان آشور بت سركيس




يقول الأديب والموسيقي، المرحوم وليم دانييل " اغنية جيدة خير من عشر رديئة ". هذه المقولة يحتفظ بها، في ذاكرته، الفنان الكبير آشور بت سركيس ويطبقها لأن رابي وليم دانييل هو بمثابة الأب الروحي له.
آخر اصدار موسيقي اطلقه آشور  كان عام 1996 وحمل عنوان " آنا ليون من دا دوني" { انا لست من هذا العالم}، وبعدها انشغل آشور في اعادة معظم أغانيه السابقة وأصدرها عام 2003 في اربع البومات اطلق عليها عنوان " سو فار" { لغاية الآن}وبعدها طال الأنتظار حتى كاد ينفذ صبرعشاق فن الفنان الكبير، متلهفين لسماعه في عمل جديد. 

فنانا الأصيل آشور لم يتقاعس اطلاقاً منذ صدور آخر البوم له وقد جاء البومه الجديد، بداية هذا العام، والذي حمل  عنوان "دشتا دنينوي" { سهل نينوى}، ليثبت انه كان في ديمومة الأنشغال فقد كتب ولحن وغنى وأنتج اثنا عشر ملحمة غنائية كل منها افضل من سابقتها ولاحقتها..هذا وان أخذنا بنظر الأعتبار العوائق المادية لأنتاج مثل  هذا العمل الضخم وصعوبة ايجاد الموزعين الموسيقيين الكفؤئين مضافة اليها هموم الفنان القومية والمادية، فأن آشور لم ينسى جمهوره الذي هو الآخر لا يمكن ان ينسى او  يتخلى عن آشور المغني، الشاعر، الوطني، القومي، الصديق، والأنسان المرهف الاحساس والذي ظل يحمل هذه المزايا منذ أن بدأ مشواره الفني.

لست هنا بصدد مقارنة هذا العمل الفني ببقية البومات فناني شعبنا فآشور له مدرسته الخاصة في الغناء وقد عودنا في كل البوماته السابقة ان يأتينا دوماً بما يستحق ان يدخل سجل الروائع كما فعلت فيروز اللبنانية التي هي الأخرى لها مدرستها الخاصة في حقل الغناء اللبناني. قد تكون المقارنة هنا غير موفقة في بعض الجوانب ولكن ان كنا بصدد الألتزام  الفني ،الصوت العذب، الكلمات التي هي شعر موزون وأدب رفيع،  الأداء الساحر، صعوبة تقليدهما وغيرها اخرى،  فأننا نقف امام اسطورتين للغناء السماعي، قد لا يمكن تكرارهما في العالمين الآشوري واللبناني.

كلما خلوت مع نفسي في البيت والسيارة اوانشغلت لوحدي في داخل منزلي أوحديقة بيتي  فأن تلك هي امتع الأوقات  بالنسبة لي حيث أجد لذّتي في الأستماع الى الألبوم الأخير للفنان الكبير آشور بت سركيس. نادرة هي الألبومات السماعية لفناني شعبنا الآشوري، نادرة هي الاغاني السماعية الجيدة في مجموع كل ما يصدره كل بقية فنانينا مجتمعين، وحجتي في هذا الأستنتاج هو في اغاني آشور أجد سهولة الفصل بين الموسيقى والكلمات وكل كلمة لها  معنى مفهوم في ذاكرتي وايقاع جميل على سمعي مولدة احساس يرهف كل جوانحي وان فاتتني احدى الكلمات في خضم التوزيع الموسيقي او بسب الأداء السريع والمطلوب، فأن قارب النجاة هو قريب ويتمثل في الكُتيب المرفق  مع الالبوم يحوي على كلمات كل الأغاني. هنا اود ان أسوق مثالاً على ما أقول ففي اغنية " سبري"{ العصافير} فاتتني كلمة " كوما دهوا "{ الذهب الأسود} في سياق بيت رائع يقول فيه ، اين الحق في قضية الذهب الأسود (النفط) ، مساوئه  طردت حتى الكهل من موطنه الاصلي.

آشور ولد ونشأ مغنياُ مبدعا ً في الأغاني القومية ، لكن ادراكه لأهمية رسالته الأنسانية في حقل الغناء جعل منه كاتب كلمات ممتاز وتجلى ذلك في اختياره الكلمات المعبرة لكُتاب مقتدرين، بالأضافة الى كتابته لبعض أغانيه وفي البومه الأخير كانت كل الكلمات من تأليفه وقد يكون السبب في ذلك أن طول الفترة التي استغرقها اصدار هذا الألبوم اتاحت لأشور لأن يكتب ويلحن هديته لعشاق فنه أفضل البوماته. أكثر ما يميز كلمات دشتا دنينوي هو حبكة القوافي مما  أعطى زخماً قوياً في الأداء، قوافي سليمة لا تستند على عكازات الضمائر المستترة . الذي جلب انتباهي من خلال كلمات  هذا الألبوم هو مدى تأثر آشور برائعة معلمه رابي   وليم  دانييل الا وهي " قاطيني كَباري"{الأبطال الجبابرة} ، فآشور يغني وكانه يسرد لنا قصة يخلط فيها التاريخ الاشوري العتيد بشرذمة الزمن الحاضر، حتى تراه يفضل ان يحصُره قفص عصفور ينُط فيه متذكراً الماضي العتيد من أن يسرح حراً في عالم اليوم، عالم الأنشقاق والخطيئة. وقصة أخرى فيها يتساءل ماذا كانت خطئتنا ما هو الجنح الذي اقترفناه؟ – أما زال { الرب } غاضب علينا بسب البرج؟ {برج بابل}. كثيرة هي مثل هذه الصور الجمالية التي تنم عن ثقافة عالية لدى كاتب الكلمات.
أما  الحب العذري، الذي كرس له ستة أغاني فـانه يُعبر عنه باسلوب ليس كما عودنا عليه الكثيرمن مغنينا الأعزاء. عند آشور ليس هناك  عاشق ظافر وقصة العاشق الحقيقي هي سفرة الى اعماق الكون وحتى آخر النجوم يأخذه العجب كيف ان مثل هذا العاشق ما زال فيه نَفَس الحياة. مثل غابة وقعتَ تحت رحمة  النار هكذا احترقتُ في  شرك  {حبك} القاتل ، كما ورد في نهاية اغنية " نشوا" { الشرك}.

الموسيقى المرافقة للصوت الموسيقي العذب لآشور، هي عالمية وهي تلك التي نشأ عليها ويتقن عزفها جيداً. قيثارته هي رفيق طفولته تلازمه اينما يرحل فهي تظهر في غالبية صوره، تساعده في اعداد الحانه ، نقش على بدنها  شعاره المفضل. أكثر من هذا كله فأن لقيثارته نصيب مهم في كلمات أغانيه سواء كان موضوعها الوطن او الحب ، سواء فهمنا  القصد أو لم نفهمه. ففي اغنية  "  سهد ا"{ الشهيد}، يقول من أوتار قيثارتي كان صدى الصوت ومن زوج طيور الحب لم يصدر أي صوت {؟}- مثل تراب وطني الذي يبلل الأمطار {؟}- دموعي بللت الغبار من قيثارتي . أما من جانب الحب ففي " لا لخّا ايتوا"  {لم يكن هناك أحد}، فيقول، قيثارتي كئيبة ، مقطوعة اللسان اوتارها سرقتيها وذكراها باقية- كيف قَبلت نيّتُكِ ان تحلّيها فقد كانت شرايين قلبي ونزعتيها. وفي هذه الأغنية   بالذات آشور يربط - وهو يتلوع على قيثارته - موسيقى الشرق بموسيقى الغرب، ينتقل من الغناء " الآثوري" الى الغناء  الأنكليزي فتتحول قيثارة الشرق الى كَيتار الغرب في احلى كلمات وأعذب لحن متذكراً اغنية سابقة له  وهي "  بوخا دستوا"{ ريح الشتاء }وهنا يجعل من الموسيقى لغة عالمية توحد البشر في الحس الموسيقي المفهوم من الجميع. الآلات التي استعملها موزعوا الموسيقى هي الدَف { الناقر}، التومباك، الكَيتار، والكمان. الحقيقة ان الموزعَين الموسيقيين آرمين آهوريان وسارمين أريسيان قد أبلوا بلاءاً حسناً في تنظيم موسيقى هذا الألبوم الأزلي. أحياناً تشعر حين يقف آشور عن الغناء  وتستمر الموسيقى فكأنها تنطق كلاماً مفهوماً للسامع.

الأغاني الوطنية القومية في هذا الألبوم، الذي استحق انتظاره، تُجسد المعاناة التي حلت على الشعب الآشوري والحالة المزرية  التي وصل اليها في موطن أجداده . فرحة آشور عظيمة هي بدشتا دنينوي حتى لو  كان  بيته من طين وخبزه تنوري من نتاج أرض النهرين الخصبة! لكن المؤسف مثل هذه الفرحة لا يمكن تحقيقها فها هي العائلة الأشورية تشد الرحال وتهجر بيتها في موطن الأباء والأجداد لأن دوامة الحرب اصبحت جزءاً من الحياة اليومية، يهجرون ويتركون العصافير التي كانت تقتات من بقايا مائدة العائلة، وهي حزينة على هذه الهجرة القسرية كما جاء في اغنية " سبري"{ العصافير}.
مهما أسهبت في وصف هذه الأغنية فاني لن أفِ بالغرض لذا أدعها تفصح عن مكنوناتها على الرابط أدناه، وهكذا هي بقية الأغاني- بلا اِستثناء- في هذا الألبوم الرائع الذي  أدعوا كل القراء الأعزاء، الذين يهمهم الفن الراقي، الى اقتناء النسخة الأصلية منه للوقوف مباشرة على كنوزها الثمينة وعلى الروح السامية التي يتحلى بها فنانا العظيم، آشور بت سركيس. 

http://www.drivehq.com/file/df.aspx/publish/hannas_1/wwwhome/05 SIP'REH.mp3

                                            / شيكاغوحنا شمعون                                                                                       


659
مسيرة في شيكاغو احتفالا بأعياد اكيتو


شيكاغو / حنا شمعون

شارك المئات من ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني في المسيرة التي نظمت في مدينة شيكاغو الامريكية، احتفالاً بأعياد أكيتو، راس السنة البابلية الاشورية السريانية.
وتحدى المتظاهرون الظروف الجوية القاسية، وخرجوا الى شارع "اكتون" في "سكوكي"، رافعين الاعلام الامة الكلدواشورية السريانية في تعبيرهم عن انتمائهم القومي، والأعلام البنفسجية تثميناً للدورالسليم الذي تقوم به " زوعا" لتمثيل حقوقنا القومية في العراق الجديد.



660
حزيران، شهر شهداء منكَيش

قرانا المسيحية في شمال بيت نهرين، كل منها زخرت بالعشرات لا بل المئات من الشهداء منذ خمسينات القرن الماضي ولحين وقتنا الحاضر. وفي تعريفنا للشهداء هنا، هم اولئك الأشخاص المغدور بهم الذين ذهبوا ضحية الحروب التي اقترفتها نظام الدكتاتورصدام ضد دول الجيران او الذين اغتالتهم يد الغدر لأسباب عديدة منها الأغتيال المدفوع او الأغتيال السياسي أو لمجرد نزوة لدى القاتل في قتل رجل كافر، حسب ظنه.

منكيش قرية المسيحيين السوراي، بالكامل، نالت حصتها الكبيرة من الشهداء وقدمت نخبة من افضل شبابها قرباناَ في أتون الحرب العراقية – الأيرانية. وكانت من قبل ذلك قد قدمت حصتها من الضحايا إبان الثورة الكردية المسلحة. واكثر ما يندى له الجبين هوتلك الأغتيالات العشوائية التي اقترفها مجرمون من القرى المجاورة  ضد الرجال الأمنيين وهم يؤدون أشغالهم الزراعية في ضواحي القرية، أما السبب الى ذلك فلا يتعدى كون المغدور به رجلاً كافراً في نظرهم الأعمى او لمجرد ممارسة هواية الغدرمن مضيفهم  بعد ان قدموا الأكل وماء الشرب لهم.

في ليلة 13/14 من شهر ايلول عام 1992 غرق في بحر ايجه أربعة عشر منكَيشياً اثناء عبور الزورق الذي كان يحملهم، مع مهاجرين آخرين، الى الطرف اليوناني من بحر ايجه.
في عام 1996 نصب مجهولون كمين لسيارة مغادرة منكَيش الى دهوك وفيها ستة أشخاص، كانوا ذاهبين لشراء احتيجات عيد الميلاد، وقتلوا جميع الركاب ،عدا امرأة احد الركاب . بعد هذه الجريمة حدثت موجة من الهجرة لشباب القرية الى اوربا وأمريكا وأستراليا. 
وقبل نحو عام استشهد، في تللسقف، المرحوم  حنا هومي شلي في تفجير الأرهابيين  لمقر الحزب الديمقراطي الكردستاني وكان حنا هومي رمزاً للشجاعة ومحباً شديداً لقريته "منكَيش" ولم يبخل ابداَ في الذود عن تربتها وحماية اهلها.

هولاء الشهداء  رحلوا عنا تاركين امهات ثكلى و زوجات أرامل او بنيين او بنات فاقدين لحنان الأب المعيل . وان كان معظم شهداء منكَيش غير منتقين فأني اود هنا ذكر ثلاثة من رجالات منكَيش كان اغتيالهم مستهدف اما سياسياً او لغاية في نفس يعقوب  وهم بحق شهداء تفتخر بهم منكَيش وقد رفعوا اسم منكَيش عالياَ لكونهم من المشهود لهم في خصالهم وأعمالهم  وفي اغتيالهم  نال مقترفي الجريمة، الخذلان والسمعة الممرغة بالأحتقار والدناءة ومعاداة الأنسانية. لسنا هنا طلاب ثأر ولكننا أصحاب رؤية حضارية ونُقيّم  الذين قبلوا المسؤولية في الحكومة العراقية، وحكومة اقليم كردستان بالذات في مدى ايفائهم بان يحكموا بالعدل لينال القتلة، أمثال هؤلاء، استحقاقهم وفي ردّ الأعتبار لهؤلاء الشهداء  بإحياء ذكراهم لأنهم من الذين قدموا خدمات جليلة للمنطقة.
هؤلاء الذين جمعهم الحب للتربة والوطن وخدمة الناس، جَمعهم ايضاً حزيران ليكون الشهر الذي تم فيه نيلهم اكليل الشهادة بعد ان تركوا ذكراهم الطيبة في هذا العالم الفاني. مثل هولاء قبل ان يكونوا خسارة لا تعوض لذويهم هم بلا شك خسارة لأوطانهم وشعبهم.
تفتخر منكَيش بهولاء الشهداء الثلاثة لأن القتلة كانوا من الخيبة والظلام بحيث انهم اقترفوا جريمتهم في جنح الظلام ولم يكونوا جريئين ليجابهوا الشهداء  في وضح النهاركي لا تنكشف سمعتهم السيئة في المنطقة.
وهذه نبذة قصيرة عن حياة هولاء الذين لذكراهم  سوف تكتب الأجيال كلمات بالذهب ويذكرهم التاريخ في سدرالذين ضحوا بحياتهم لأجل الحق.

1-   شهيد الأرض، حنا ميخو بكو  من بيت صنا وكان مختار منكَيش وقد اغتالته ايادي غادرة في كمين قرب "جايخانة" منكَيش حيث لفقوا اكذوبة "مخابرة من حديثة " ونزل الشهيد في ليلة  19/6/1955 الى دائرة البريد ومعه رفيقه باجِو (بولص) ديشو لتنهال عليهم رصاصات الغدر. عرف الشهيد الذي كان شماسا كنسيّاً بقوة شخصيته وفي الدفاع عن حقوق ابناء قريته ومنها تلك الأراضي المتنازع عليها التي حاول اهل قرية كردية مجاورة سرقتها من اهل منكَيش لكن الشهيد بحكمتة ودرايته استطاع أن يربح قرار المحكمة لصالح قرية منكَيش.
2-    شهيد الديمقراطية، فرنسيس يوسف شابو من بيت حكيم وكان عضو في برلمان كردستان وقد انتخب عن قائمة الحركة الديمقراطية الآشورية وكان مهندساَ مرموقاَ أشرف على الكثير من المشاريع في المنطقة. عرف الشهيد بالجرأة الفائقة والأخلاص في العمل. اغتالته أيادي الغدر في ليلة 1/6/1993 في مدينة دهوك.
3-   شهيد الحق، لآزار ميخو باسو من بيت موكَا وكان عضواً رفيع المستوى في الحزب الشيوعي العراقي وعمل مسوؤلاً في احدى اللجان الأقتصادية في اقليم كردستان لحين اغتياله، في مدينة دهوك، ليلة 13/6/1993 ، عرف عن الشهيد صلابته في مقارعته لدكتاتورية صدام حسين وقاتل في صفوف الثورة الكردية ، سجن وعذب ولم يتزعزع ايمانه مطلقاً في تحقيق العدالة الأجتماعية لكل ابناء الشعب العراقي.

 المجد والخلود والذكرى الطيبة لشهداء منكَيش الحبيبة وكل شهداء مدننا وقرانا.

                                                       حنا شمعون / شيكاغو



 

 





 

661

الربط الصوتي للقصيدة
http://www.drivehq.com/folder/p3241362/1171198298.aspx.


حنا شمعون / شيكاغو

662
مسيرة أكيتو في شيكاغو:  راية البنفسج ترفرف عالياً

ظهر الأحد المصادف 30/3/2008 وبعد انتهاء القداديس لكنيسة المشرق بكل تفرعاتها توجه ابناء الشعب الكلدوآشوري السرياني من المتجنسين والمقيمين في شيكاغو وضواحيها صوب ضاحية "سكوكي" حيث يعيش عدد كبير منهم .  أغلقت الشرطة شارع "اوكتن" المؤدي الى قلب المدينة كي  يستقبل المشاركين في مسيرة اكيتو لمناسبة راس السنة البابلية الاشورية لعام 6758 . رغم غيمة البرد فقد شارك عدد كبير من ابناء الجالية، وفي تقديرنا انه، زاد عن الثلاثة ألف شخص. وعلى مسافة الميل من بدأ المسيرة كانت منصة الأستقبال التي اعتلاها ممثلوا كنائسنا وتنظيماتنا الحزيبة والأجتماعية  وممثلوالمدينة، حيث القى  كل بدوره  الكلمات بهذه المناسبة وهنئوا الحاضرين لهذه المناسبة التي رافقت ذكراها استشهاد المطران بولس فرج رحو في العراق على ايدي الأرهابيين والذي رفعت صوره  للتعبير عن استهجان المشاركين في هذه المسيرة لهذا العمل الخسيس الذي اقدم عليه اعداء الأنسانية في العراق.  كما ان هذه المسيرة ومثل كل مسيرات اكيتو السابقة عبر المشاركون عن تأيدهم للحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعا) وأقول  بملء الثقة ان هذا التأييد لم يكن بفرض او تخطيط مسبق لكن رغبة  جامحة من الحاضرين لمساندة هذه الحركة التي تناضل، رغم التحجيم  والتضييق ، لنيل الحقوق الكاملة لأبناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني في العراق.
بعد انتهاء المسيرة غادر عدد كبير من الحاضرين الى المركز الكلدو آشوري القريب لتكملة، بالفرحة ورقص الدبكات، بقية هذا اليوم المشهود له في تاريخ بلاد النهرين.

                                                         حنا شمعون / شيكاغو



                     















663
نتاجات بالسريانية / ملكا ديرخي
« في: 13:08 30/03/2008  »
الرابط الصوتي
http://www.drivehq.com/folder/p3241362/1157381779.aspx









      ملكا ديرخي

1- قبلون  بشينا ملكا ديَرخي
    نيسن زَهيا بوردي وبكخي
    زميني ايتون وبقذون
    كيانا خلولا وأختون أرخي

2- طيني منتا ميرخي دقيطا
    وخشا دجٍيريي بدمعي خويطا
    شينا بقدموخ آذار
    وبتنا طردوخ إشوط شيطا

3- ماخوري داومتا شاريري
    كثيون أن شيري شابيري
    بود نيسن أو ملكا
    إل ايثيثه أخنن سبٍيري

4- خديمون بٍصوخون نيسن مطيليه
    زوياخي مشارون بشويليه
    خكَي دوقون رقوذون
    عل قاليه دزورنا وداووليه

5- ميزلتا دأكيتو بنوهدرا
    عطرا من خا بنيسن مشدرا
    شلاما دَريا إلّن
    ماري أثرا شويقي لأثرا

6- نَختا دنيسن ايلا برِختا
    بوركثا عل زروتا شبٍِختا
    هكاري دبٍصوخون
    زروتوخون بهباوي بٍكختا                      1-2
7- سَبٍيتا من دارا لدارا
    دقنا دنيسن قاتن تخارا
    ببلي مخقلا قطيبٍي
    متوي لطرا ني  بيقارا

8- كبشون بيبوني وهبٍ وردي
    بكَوني سموقي وخواري وزردي
    هلون دَشنا دنيسن
    لسهدي دبنوشا أن مردي

9- تلكََا بدن طوراني بٍْشرّي
    لميا قا خيوثا خْذرّي
    بٍلوطون ال خقلاني
    نيسن ترعا دستوا دورّي

10- نيسن خددتا وزاخوثا
     مشيخا قملي وقرملي لموثا
     تاموز درّي لعشتار
     وموييلي لأرعا خاذوثا

11- ان مثواثا مزَونا بٍيشي
     شوق مشاري شاري دقَديشي
     هاوا دبينساني
      ومركَي كَونا ديرقا لويشي

12- شمشا بٍلّطتا ومطرا برّايا
     شوري خزيمون موليه برايا
     لبّا دقشتي مارن
     قواخا بشما آشورايا
                                 حنا شمعون / شيكاغو
                                       2-2

664
تكريم  الفنان جان دشتو في شيكاغو


اقام فنانو الغناء والموسيقى في شيكاغو حفلة على شرف زميلهم الفنان جان دشتو وذلك على قاعة النادي الأجتماعي في شيكاغو . حضر الحفل جمع غفير غصت بهم القاعة ومرفقاتها وكذلك  حضر كل نجوم الغناء والموسيقيون في شيكاغو ، الذين يزيد عددهم عن الثلاثين وقدموا وصلات من اغانيهم نالت الأستحسان من الحاضرين ورقصوا على انغامها. كذلك بعث معظم فناني الغناء المتواجدين في الخارج بتمنياتهم الطيبة للفنان الذي لا يمكن نسيان فضله، متأسفين لعدم المقدرة في الحضور والمشاركة في تكريمه. وهؤلاء الفنانين هم كل من جنان ساوا وجوليانا جندو الموجديّن في اوربا، آشور بيث سركيس وجوان ديفس، المجوديّن في استراليا، رمسن شينو في اريزونا وولتر عزيز في كاليفورنيا.
في البداية رحب الفنان الكبير سركَون كَبرئيل بالحضور وشكرهم نيابة عن بقية المغنين والموسيقين الذين تظافروا في اقامة الحفلة تكريما لزميل كان دوما الملبي لطلباتهم  ثم قدم الأديب المعروف عمانوئيل سلمون هدية نيابة عنهم للمحتفى به الفنان جان دشتو.
كلمة الأستاذ هرمز طيرو الذي زامل جان دشتو في كركوك وبغداد وشيكاغو تضمنت نبذة عن حياة زميله في الوطن والغربة . وذكر ان عدد الألحان التي نظمها جان بلغت المائة وكان اولها لأغنية " قامو؟" التي كتبها وغناها ايضاً وآخرها اغنية لَحَنَها وغناها  حملت اسم" كركوك"  وهي من كلمات يوخنا هنارو . وذكر الأستاذ هرمز  الذي زامل جان في معهد الفنون الجميلة، ان جان هو من مواليد الموصل في عام 1952 انتقل الى كركوك واكمل دراسته الجامعية في بغداد بمعهد الفنون الجميلة- قسم الموسيقى عام 1975.
ثم القى الشاعر نينوس نيراري كلمة بالمناسبة اثنى فيها على دور جان دشتو في موسيقانا ذاكراً انه قد اعطى جان كلمات خمسة اغاني ابدع في تلحينها.
استمرت الحفلة التي امتدت الى الثانية بعد منتصف الليل وأأسف اني لم اتمكن البقاء الى النهاية  ولكن علمت انها استمرت على روعتها حتى النهاية وأبرز ما حل فيها هو اغنية " شوقلي وبارقلي " التي هي من اوائل اغاني جان دشتو وغناها في هذه الحفلة الفنان يوئيل أوديشو وقد أثارت احاسيس جان دشتو فصعد المسرح  وعانق يوئيل وشكره وبعدها طلب الجمهور اعادة غناءها ثانية. اما الفنان جورج جندو الذي مع سركًون كَبرئيل كانت جهودهم استثنائية في تنفيذ هذه الحفلة التأريخية فقد غنى للحضور اغنية " كركوك " المميزه بروعة موسيقاها والتي ترحل بالمستمع الى مدينة النفط،  كركوك الطيبة وتعدد الثقافات .
من اللزوم هنا ان نقدم الثناء للمغنين والموسيقيين الآشورييين لتقديمهم هذه الحفلة لرائد مدرسة اللحن الحديث في اغنيتنا السريانية وندعوهم الى المزيد من الأبداعات وتكريم الرواد في حقل الغناء .

                                                                    حنا شمعون / شيكاغو
 



 
 













665
مثواثن- دشتا دنينوي

 خَذروخ  بداني  مثواثا            وشوبٍابٍي  دآ واهاثا
 لسوراي بدشتا د نينوي          مرّيا  ياول  بوركاثا
من  بَرطلّة  و بَغديدا             بهنام  بٍلطلي  لصيدا
أميرا  دأثرا  ويلي               بشما د مشيحا  سَهدا

كرمليش  بوش  آتقتا             من زونا دآشور بٍشتا
شني وشني كَنطرالا              بربارة  اي  قَديشتا

من  بَعشيقة و بَحزاني            زيثا  زريّ  خقلاني
 سورايّ و يزيدايّ              من  اِخذاذي  خَيّاني

شورا د نينوي او تليخا          كيبٍح  جميلي خا  قوخا
تلكيبٍي  نينوي  خثتا             دعمّا  سورايا بريخا

بطّناي و تِلْلِسقوبٍا               مار اوراها و بيقوبٍا
بيبوني دبي نيساني             بتشعيثا  شيقلي شوبٍا

آين  يمّا  د مثواثا              ديرَح  مليّا  بوركاثا
كوليه سورايّ سنيقي           اِتي ب ألقوش خنواثا
                                   
                                    حنا شمعون / شيكاغو

الرابط الصوتي:
 
http://www.drivehq.com/folder/p3241362/1144278483.aspx


666


للاستماع الى القصيدة:
http://www.drivehq.com/folder/p3241362/1142323254.aspx

                                   شينا شلاما

شينا شلاما شينا شلاما                          شاري بأثرن شينا شلاما
قطلا بٍلاشا وعلداووثا                           طلبوخ تد آثي لخوتاما

شلاما لمخبتا دكَروسا                           كَوكيانن شينا شتئسا
مخبوخ لكول خياني داثرن                     وبسا سنيوثا دي بسا

شلاما لدركَوشتا دمردوثا                       بيت نهرين هتخا ايديثا
بابل ونينوي واربا ايلو                           تاما مشوريلا تَوديثا

شلاما لدقلت وتري زاوي                       كي مخذي لكاري طاوي
بٍرات وخابورنهري ساوي                     بريخيلي ان ميّا دكَاوي

شلاما لدن ايلاني دقلا                           تيمنا بكَاويلي  مسوقلا
شلاما لطوراني دكَربيا                          هاوا صبٍيا وقينا خَقلا

شلاما يونا راما بٍرخا                            عل مثواثن شينا شَبٍخا
أن شوري زديي من قراوي                     كَياني بشقدا بريخا بٍصخا

شلاما عل البٍوثا خثتا                             دهويا تا اثرن خددتا
تنبي اقنوماي مورمي                            وخادوثا دمسكيني كورتا

شلاما اي ملثا مكَوبيثا                            نطرتا بكول لبا وخوميثا
بئيثا دهويا بزونا خاثا                            زينا تليثا بكَودا دبيثا

علدواوثا = العدواة    كيانن = طبيعتنا   شتئا = تؤسس  توديثا = ديانة   أكاري = فلاحين
دقلا = النخيل  تيمنا = الجنوب  كَربيا = الشمال قراوي = الحروب البٍوثا = ألفية 
خددتا = تجديد  تنبي اقنوماي = العقوبات الأقتصادية ملثا = الكلمة زينا = سلاح

                                                         حنا شمعون/ شيكاغو                               

667
أدب / لا ولن انساكِ
« في: 04:41 13/02/2008  »
لا ولن انساكِ

حنا شمعون




لو مزقتْ أوصال قلبي .. التأملات
وأغرقَتني في بحرِ هواكِ .. الأشواق
لو جَن جنون فكري
من ذكرى القُبلة والعناق
ومال رأسي ..
من وطاءة جبل هموم الأفتراق
فاني لن أتراجع خطوة
بل أسبق الريح عنوة
وليغرقني الأشتياق
ولتصبح حياتي
جحيما لا يُطاق
وجسمي برميل بارود
قابل للأحتراق
اَزيده من وقود الذكريات
وأنى كانت التضحيات
فأنا لا ولن أنساكِ

لن أنساكِ
ما زال دجلة والفرات
يرويان في محنة الفراق
أرض العراق
يلتقيان بموكب الظفر
يخطّان بألتضحية .. بالصبر
درب العشاق كل العشاق
مازال هذا هو دربي
غوري في اعماقي
وأسكني في قلبي
تنزهي في طرقات رأسي
في باحة صدري
لحين قدوم المساء
اِنزلي ضيفا ً على عيني
ليكون لنا لقاء
بعيداً عن الضوضاء
حتى تذوب النجوم من كبد السماء
واِن غلبني النوم
فتعاليلي في الحلم
بهيئة قديسة عذراء
فأنا لا ولن أنساكِ
ولن أُحاول اًن اًنساكِ



البصرة - العراق
30 آب 1976

   

668
اربعينية الكاتب المسرحي وردة خنانيشو في شيكاغو

اقامت لجنة الثقافة في الجمعية القومية الآشورية في شيكاغو امسية تأبينية لمناسبة الأربعين لوفاة الكاتب المسرحي والشاعر، المرحوم وردة خنانيشو وذلك في قاعة الجمعية وفي الساعة السادسة من مساء الأحد المصادف 27/1/2008 حضر التأبين هذا جمع من اصدقاء الشاعر الذي عرف بأخلاصه وتفانيه لأجل قوميته والذي توفي في 19/12/2007 اثر مرض عضال لازمه السنتين الأخيرتين من عمره . المرحوم كان من مواليد 1950 وقد عاش وترعرع في مدينة كركوك التي غادرها عام 1977 الى الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق مصر وذلك اثر ملاحقة سلطات البعث لنشاطاته المسرحية والسياسية في مدينة كركوك.
 جميع المتحدثين  في هذا التأبين امتدحوا المرحوم  في صفاته الأنسانية واخلاصه القومي وفي مساهماته الشعرية والمسرحية والتي كان آخرها اخراجه لمسرحية "سميل" التي عرضت في شيكاغو قبل بضعة اعوام . المتحدثون كانو كل من آشور خوبيار  احد الممثلين البارزين في مسرحية سميل ، ابنويل هرمز وهو احد اصدقائه من كركوك، الشاعر يوخنا هنارو الذي قرأ قصيدة بهذه المناسبة، رابي أويشا لازار من المدرسة الآثورية في مدينة كركوك ، الشاعر هرمز يوسف وقرأ للحضور قصيدة " قَروَن" التي هي من تأليف المرحوم. وأخيراَ قرأ الشاعر نينوس نيراري، الذي أدار الأمسية، قصيدة " بيما سبيقا" المحَ فيها الفراغ الذي سيتركه المرحوم في المسرح الآشوري القومي. وفي الختام شكر السيد عمانوئيل ايشو مسؤول اللجنة الثقافية جميع الحضور  لمشاركتهم في في هذه الماسبة التعبيرية لرموز ثقافتنا والتي بلا شك كان المرحوم وردة خنانيشة واحداً منها وسوف تذكره الأجيال القادمة بكل الأحترام والأمتنان.
 شخصياً عرفت الفقيد في كونه انساناً عظيماً وصديقاً مخلصاً ذا كلام مشحون بالمحبة والعاطفة الجياشة.
نصلي ونتذرع الى الرب ان يحفظه في ملكوت السماوات مع الأبرار والصالحين.ولذويه  ومعارفه نسأل الرب ان يمنحهم الصبر والسلون.

                                                                       حنا شمعون /  شيكاغو













669
نتاجات بالسريانية / ماثي
« في: 21:45 27/01/2008  »
يسرني ان انشر هذه القصيدة بالسريانية مع ترجمتها النثرية باللغة العربية طالباً ان يسامحني الأساتذة وشعراء السريانية وكل القراءلأني انشر هذه القصيدة الحرة كما كتبتها عام 1977 وهي من اولى كتاباتي ومحاولاتي الشعرية وفيها الكلمات العامية وخلل في الوزن ولكنها بالنسبة لي تمثل مرحلة مهمة في الشروع  ، اتمنى لكل محبي لغتنا ان يجربوها لأنها الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل الشعرية  . وقد رفقت هذه المحاولة الشعرية بترجمة مرادفة بالعربية بطريقة النثر وسبق لي ان نشرتها في مجلة الثقافة (مردوثا ) الصادرة في ديترويت – مشيغن عام 1988 . ادرك الآن ان آهاتي في هذه القصيدة هي قديمة وقد تغيرت الأمور الآن وقريتي تنعم بالسلام الذي تذرعته لكني وبكل أسف اقول أن الصورة لا زالت حزينة عندي لأن الأخبار والصور التي تصلني في الغربة عن قريتي وبقية قرانا لا تكمل فرحتي . البساتين الخضراء التي كانت عامرة فيها ، لم يعد لها اثر ، أكثر البيوت غدت خربة ، التطور لم يصلها إطلاقاً والأنكى من كل هذا ان معظم سكانها من وقت كتابتي لهذه القصيدة قد هجروها الآن بسبب الأوضاع الماساوية التي مر بها الوطن الغالي . املي ان العد التصاعدي لأزدهار كل قرانا في شمال العراق قد بدا وبعد زوال الدكتاتورية من السلطة . أنتهز الفرصة لأناشد حكومة كردستان في شمال العراق للأهتمام بكل القرى مثل ماهو اهتمامها بالمدن الكبيرة مثل دهوك وأربيل والسليمانية ..والله من وراء القصد .
                                                                  حنا شمعون / شيكاغو




                    ماثي

ماثي
من دمعي دايناثي
من كيوا ديلي رشيما لبٍاثي
من برسمتا قطلتا لرش سبواثي
كثونخ جركَي مريري
بٍيشي من شمخ ميوقرا تخيري
مولخمي بقالا دخشا
وتا كول لبا بأرعا زميري

ماثي مولبٍتي بزوروثي
لدريثا د هاوارا
لطشيثا من كَركَمتا دطيارا
وكول دانا وكول دانا
لشقدا دشلاما سبٍارا

طورخ زريا بقولي دموثا
ملّيا من قَلكي اتيقي
وقطري شتيقي
مقروي تا شميا صلوثا
دنطرا لبنوخ دهاوي
رحيقي من شولطا دزدوثا





اورخخ بصراخا
دمشخلبٍولي.. دمشخلبٍولي
آنا من اوقانا دشري سولي
مشخلبٍولي بأورخا خثتا دشَينا
وذولي آنا تخرونا
لقطلتا ديما قم أَينا دبرونا

باثر بيث قورخ
شمشا  كَنيثا
من حشا وكيوا
تا كَوري قطيلي
دلا سبب دلا خطيثا
من كيويهون
شميا مطرا اِريثا
دقايم زرعا بأرعا صهيثا

ماثي
 يا صهيثا لشلاما
مَحْلن طالخ
مايّ دياما
دشَتيت وداير الخ بوساما
وبَقخا برسمتي تا خني
لكَِخكا بقالا راما

كيوا = كآبة     برسمتا = بسمة   قولي = مصايد    قَلكي = أغلفة الرصاص

                                                        حنا شمعون / البصرة
                                                             شباط  1978
يمكن ساع القصيدة على الرابط المرفق :

http://www.drivehq.com/folder/p3241362/1129222576.aspx











670
المنبر الحر / قريتي عطشى
« في: 21:44 27/01/2008  »
                 
قريتي عطشى
قريتي عطشى الى السلام.. ومن ذخيرة ما نعمت به قليلا من هذا الينبوع على مدى عمرها تهديكم السلام لكم ولقراكم التي اعرف انها تشاركها في محنتها وعطشها .. حري بنا ان نكتب الأسطر وأن كانت مرّة وأن نتذكر المآسي وإن كانت قاسية ، كي نعَرف العالم وكل المنعمين بالطمأنينة ، إن مآقي أطفال قرانا تملئها الدموع وأن بسماتهم تقتل قبل ان ترتسم على شفاههم .
قريتي ..نموذج قراكم ، علمتني وأنا طفل صغير كيف تطلق تكرارا اصوات النجدة ( هاوارا ) حين كانت رصاصة شريرة ومدويّة تغتال من الخلف رجلاً آمناً في مزرعته أو امام كومة حطبه.. والطائرات تلك النسور الحديدية ذوات الصوت المفزع والمريع ، من لم يكن يهابها ؟ أتذكر كيف كنا نخرج من القرية تحت جنح الظلام ، اطفالاً ونساءأًً ورجالاً كي نلجأ الى مأمن يحمينا من تلك النسور الجارحة ..هكذا كان السلام لنا أمنية تنهي فزع الطائرات فينا ، ولكن كما يتعاقب الليل والنهار كان هكذا ايضا السلام يطل علينا هنيهة ويعقبه ليل طويل ..وحتى جبل القرية المحايد ملأته ولايزال لحد الآن مصايد الموت ( قولّي دموثا ) فقد زرع من غير تحفظ بالألغام والمتفجرات وإن كنتَ محظوظاً وتسلقته الى القمة فسوف ترى المئات من أغلفة الرصاص العتيقة ( قلّكي إتيقي ) ، التي تشهد عن المعارك التي دافع فيها رجال القرية ببسالة عن قريتهم لمنع زحف الفزع الى ساكنيها .. أما الصخور الواقفة كرهبان في صلاتهم فهي الأخرى شهود عيان خرساء لما حدث ، ولكن تضرعاتها الى السماء نالت الرضى من سلطان الكون ونجت قريتي بأعجوبة لعدة مرات من الشر الزاحف .
في بداية الستينات وقعت حادثة على الطريق القديمة المؤدية الى القرية..حين تجرأت احدى عوائل القرية لرحيلها والنزوح الى بلدة آمنة وفي منتصف الطريق اوقفت السيارة  من قبل مسلحين ..فقتلوا جميع افراد تلك العائلة بما فيها الأم وأمام مرأى طفلتها الصغيرة والتي صبغوها بدماء الضحايا وأرسلوها الى القرية لتحكي بعد ايام من صمت الصدمة حكاية الموت الأحمر . هذه الجريمة وغيرها من الجرائم النكراء أتعبت الطريق ، فكأني بها تنادي اهل القرية : " إ ستبدلوني ، إ ستبدلوني فأنا لا أ ستطيع أن اتحمل أكثر من هذا ، إبحثوا عن طريق آخر وآمن يوصلكم الى غايتكم " وفعلاً بعد سنين عبّد طريق جديد على الطرف الآخر من القرية وبقيت الطريق القديمة تحفظ ذكرى تلك الجريمة النكراء .
على رابية مغطاة بلأشجار العملاقة تقع مقبرة القرية من طرف جناحها الغربي ، وهكذا فإن الغروب يضع اللمسات الأخيرة للوحة مأساويّة حزينة .. فهذه القبور المغطاة بأكوام الحجارة تضم في ثراها رفات رجال ابرياء  أغتيلوا بلا سبب وبلا خطيئة فتركوا من بعدهم ارامل ثكالى وأطفال يتامى وكما تقول القصيدة " لفرط حزنهم أمطرت السماء دموعها كي تروي زرعاً في أرض عطشى " .
قريتي عطشى الى السلام وقراكم انتم ايها القراء .. تعالوا نحلّي ماء اليّم ونروي ضمأ قرانا .. إسمحوا لي أن أقول : ان خناجرنا القليلة لا تستطيع مجابهة كل الشرور في هذا العصر ، تعالوا نحوّل الكلمات الى رصاصات تقلع الشر من جذوره ، تليّن القلوب وتكسب عطف الذين بمقدورهم إعادة السلام والطمأنينة الى قرانا الوديعات ، فذلك وحده كفيل لأن يحول البسمة المغتالة على ثغور أطفال قرانا الى " ضحك بصوت عال " .
                                                               حنا شمعون

671
اربعينية الشاعر سركَون بولس في شيكاغو

مساء الأحد المصادف 2/12/2007 كان تجَمُعْ محبي الشعر في شيكاغو لتأبين الشاعر الراحل سركَون بولس، الذي كان معروفاً ليس في العراق بل في الوطن العربي  والعالم أجمع. وقد احدثت وفاته صدى واسع بين الذين تأثروا بشعره وأسلوب كتابته للشعر الذي يقع ضمن قصيدة النثر في حين ان الشاعر الراحل كان يعتبره من صنف الشعرالحر.
 بدأ التأبين هذا بكلمة من السيد فريدون بولس شقيق المرحومن شكر فيه الحاضرين والمشرفين على هذا التجمع الذي تكلم فيه كل من البروفسور أدور يوحنا الذي أدار الأربعينية وهو يعتبر احد افراد جماعة كركوك التي كانت تضم الشاعر الراحل وأدباء آخرون لهم أثر بالغ في الأدب العربي مثل الأب سعيد يوسف، محي الدين زنكَنة، مؤيد الراوي، فاضل العزاوي، جليل القيسي، جان دمو، ...الخ . ثم تكلم الدكتور ايشو مرقس متناولاً حياة الشاعر وبعض من ذكرياته عن كركوك في الفترة التي عاش فيها سركَون بولس. ثم جاء دور الشاعر نينوس نيراري وقرأ بعضاً من أشعارالفقيد اضافة الى قصيدة "جدارية الملك الثاث"، بالسريانية، والتي كتبها نينوس اهداءاً الى روح هذا الشاعر الذي، فيها، اعتبره ثالث ملك يحمل اسم سركَون وحتى ان كانت مملكة الأخير هي من الشعر. ثم تحدث الأديب يوسب كانون وقدم هواجسه عن هذا الشاعر الذي عرفه من غير ان يخبره ورآهُ بلا التقاء وسمعه من غير ان يكلمه، تماما مثل ما عرف جبران والسياب وأودونيس. المتحدث الأخير كان الأستاذ الفنان هرمز طيرو الذي تحدث عن الأثر الذي تركه سركَون في القصيدة الحرة ورؤية الأدباء المشهورين عنه أمثال، عبد الوهاب البياتي ، علي الطائي، جاك بيرن الفرنسي، فاضل العزاوي وآخرون. وقال ايضا اثر وفاة هذا الشاعر العظيم اهتزت دنيا الشعرفي كل مكان وفي النجف الأشرف اقيم له اكبر مأتم ونقلته حياً اذاعة النجف التي عدد مستمعيها يقارب الخمسة عشرة مليون شخص.
 في الختام كان عرض بعض السلايدات عن حياة هذا الشاعر الذي جاء في قصيدة نينوس نيراري عنه :
ودعتنا وسافرت فوق سحابة دخان
لتموت في الحياة وتعيش في الموت. 

                                                  حنا شمعون / شيكاغو     









672
لماذا تحرمنا عشتار من الصوت العذب؟

شعبنا الكلدوآشوري السرياني في الوطن او في الغربة ، من غير شك، هو على دراية بفضائية عشتار التي تبث من عنكاوا ، مدينة الثقافة، وتستقبل بثها  متلهفة العيون في مختلف انحاء العالم . على مدى السنتين الماضيتين يمكن القول ان فضائية عشتارحققت نجاحا ملحوظا رغم قلة الكفآت الفنية بسبب الهجرة وتنوع شريحة المشاهدين حيث تعمل الى ارضاء الجميع. ولستُ هنا بصدد تقييم نجاحات او اخفاقات هذه الفضائية التي بلغة السورث تنادي لوحدة شعبنا الكلدوآشوري السرياني، لكني وفي غربتي اعترف ان هذه القناة هي جزء من شغفي اليومي وذلك من اجل الوقوف على اخبار الوطن وفي وسماع اغنيتنا القومية التي اراقبها عن كثب وخاصة ذلك الجانب المتعلق بكتابة الكلمات.
الغناء هو هو عماد هذه الفضائية وفي هذا العصر فإن شغف الناس بالغناء يمكن قياسه من استعمال  "متحكمة الفراغ" التي هي الرابط بين شاشة التلفاز والأنسان الذي دقات قلبه، بحد ذاتها، موسيقى فلا عجب ان تحط  متحكمة الفراغ حيث هي الموسيقى . كيف إذن يمكن لفضائية عشتار التي من المفروض ان تقدم لمتفرجيها  المغنين الكلدو آشوريين من غيران يكون ضمنهم الذي هو افضلهم بشهادة استفتاء عنكاوة.كوم على مدى العامين الماضيين. اعرف ان القراء الكرام- لحد الآن- قد سبقوني في الأفصاح عن اسم آشور بيث سركيس لأن هذا ليس بخاف على احد ولا حتى على اعزائنا المغنين الذين جميعا نفتخر بهم ونسعد باطلالتهم علينا من على شاشة قناة عشتار.

اعترف اني من هواة الأغنية التراثية وتستهويني الموسيقى التراثية والمقام سواء كانت سريانية ام كردية أم عريية ، لكن ليس الجميع مثلي قد ترعرعوا في قرية جبلية جميلة فهناك الغالبية التي ولدت في المدن او تأقلموا في مناخها ليكون سماعهم للموسيقى اكثر صقلاَ او اكثر عولمة ان صح التعبير، وعودة الى آشور بيث سركيس فهو من استنتاجاتي وفي عصر التحديث الذي نعيشه من ابدع المغنين وخاصة في اللون الكلاسيكي السماعي. آشور بيث سركيس تكمن فيه كل مقومات المغني الذي ولد ليكون مغنيا: شغف بالموسيقى من الطفولة، التي امنيتها، امتلاك  الكَيتار. تمرد على المدرسة بعد اغتراف ما يكفي منها . حمل، هذا الشاب الوسيم، موسيقاه  وأماله الى حيث لا قيود تفرض على الكلمات التي يشتهيها لأغنيته  وفي الطريق الى المنفى القسري ولدت اغنيتة "بيت نهرين اتري وات" فألهب المشاعر ورددتها الحناجر في المشرق والمغرب. في الغربة صقل آشورموهبته الغنائية ورغم ان ظروف الهجرة القاسية لم تساعده في احتراف الغناء حيث كان الكسب المادي منه قليل وكون نوعية اغانيه  كلاسيكية سماعية في الوقت ان الذين نجحوا في احترافهم الغناء كانوا من الذين احييوا حفلات الزواج والحفلات التي فيها الرقص الشعبي ( الخكَا). آشور لم يغيير مساره الفني لأجل الكسب المادي والسبب ان مثقفاَ مثل آشورهوافضل من يعرف خاصيته ولأجل ذلك قدم لنا بابداع  قل نظيره افضل الأغاني التي تحمل الصدارة في قائمة الأغاني السريانية  الرائعة في موسيقاها وكلماتها اضافة الى اداء آشور البارع  وخاصة على المسرح اذ يكون هو عازف الكَيتار. اعرف ان القائمة تطول ان ذكرت كل الأغاني الرائعة التي انجزها آشور لذا  سأكتفي بذكر البعض منها: تخارو بياشا، لبا جيرا، دور لكسلي، هالا ليت، أنا ليون من دا دوني، براتا شميرام، سارا دماتن...الخ.
اهم ما يميز آشور بالأضافة الى معرفته للموسيقى وكونه عازفاَ هو هبة الباري له  والمتمثلة في صوته العذب الذي يقل نظيره بين فنانينا . صوت آشور فيه سحر عجيب وهويطاوعه كي ينسجم مع اداء الموسيقى ونطق الكلمات، بأختصار صعب جدا ان يوفق احد في تقليد اغاني هذا الفنان الأسطورة مثلما هو صعب ان تقلد احدى المغنيات صوت وأداء فيروز. آشور هو ايضاَ شاعر مؤهل كل التأهيل في كتابة الأغنية ولذا فقد كان موفقاَ في اختيار كلمات أغانيه لتكون صالحة للكتابة ومرفقة مع الألبوم المقدم للجمهور.

ما ورد اعلاه هوالمعروف عن آشور من متابعة وسائل الأعلام . لكن الذي اعرفه انا شخصيا عنه ويعرفه كل من له معايشة، ولو لبضع ساعات، مع هذا الفنان هو اكثرمن هذا بكثير ومن خلال معرفتي  به لمست منه الآتي :
محبته لبني قومه، ومن دون تمييز، لا حدود لها ، متواضع دوماَ ولا يفرض شهرته على احد ، لا يلهف وراء المدح والأطناب . آشور لا يحمل في قلبه ضغينة  وهو الذي قال لي حين اجريت لقاءاَ معه قبل ثلاث سنوات وسألته عن ما يجري في العراق بعد تحريره فأجابني  ان احدى اغنياته القادمة تعبر عن هذا المعنى : " سأعيش بسلام مع جيراني  وأدعوهم كي يكونوا ضيوفي". الثقافة والخبرة التي يمتلكها في مجال الأغنية والموسيقى هي ثروة فنية يمكن ان يغترف منها الفنانين الهواة والذين لا يبخل عليهم بالنصيحة الفنية او وضع الألحان وحتى كتابة الكلمات لهم، لأن الأنانية معدومة لديه.
هذا هو رابي آشور بيث سركيس المغني والشاعر ،الملحن وكاتب الكلمات، الأنسان القومي والوطني، الأنسان المتواضع والعصامي... يحب جمهوره، ومعذرة اقول: خاصة ذلك الذي يلاصق تربة الوطن. وفي نفس الوقت انا يقين ان ابناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني متلهفون لسماع أغانيه دوماَ او مشاهدته مطلاً عليهم من على شاشة التلفاز وسوف يغمرهم الفرح أكثر إن هو احيّا بين ظهرانيهم الحفلات الغنائية.
العجيب والغريب، اني ما رايت آشور يطل علينا من على شاشة فضائية عشتار وهنا لا بد من التساؤل عن هذا التغييب؟ وكما اسلفت من حيث اني اعرفه فناناَ عصامياً  ولا احد يستطيع ان يملي عليه الشروط وهو في نفس الوقت يحترم المقابل ولا يفرض شرطا َ الا بما يحفظ كرامته ، لنختلف في وجهات النظر ولنختلف في الأنتمآت السياسية لكن لنجعل  من الأغنية السريانية ،من حيث انها الأكثرشيوعاَ بين الفنون، وسيلة للتقارب بيننا. وهنا يأتي الدور المهم لكل من آشوراعظم فنانينا وعشتارإلهة الحب التي غدت فضائية تبحث عنها متحكمة الفراغ التي بين أيادينا.
                                                                حنا شمعون / شيكاغو

673
جورج ملكي طالب مثابر ولاعب مبدع




منذ نعومة اظفاره ولحد الآن  ما زال عشقه لكرة القدم  هو الأول، وأكثر من ذلك  فان هذا العشق هو في نمو طردي ولكن باشراف  والده واعمامه المعروفين في ميادين الكرة  والآن  فأن جورج يشرف على تدريبه مدربون اكفاء يؤهلونه ليكون  واحدا من المحترفين في لعبة كرة القدم. والده سركون
 ملكي لا يذخر جهدا في توجيه ابنه نحو الأبداع ولأحتراف وان كان  لا يضغط عليه لتحقيق الأخيرة، ذلك لأن جورج  كما يقول عنه والده: " جورج طالب مثابر في المدرسة وهو من الأوائل دوماً  واني اوليه لعناية الله وبشفاعة شفيعه مار كوركيس ليكون مستقبله لما يكون فيه مفخرة لقوميته الكلدآشورية السريانية سواءاً كان ذلك في مجال العلم او الرياضة"

في عام 2005 جورج كان الفتى الوحيد عن ولاية اريزونا الأمريكية ليكون من ضمن 120 لاعبا  اختيروا من كافة انحاء الولايات المتحدة لأنتقاء الفريق الأمريكي الوطني لليافعين، وان لم يتأهل لذلك الفريق لكنه مع والده كانا متفائلين لتحقيق ذلك في المستقبل. كل الذين اشرفوا على تدريب جورج ،الذي يعتبر بيليه لاعبه المثالي، يمتدحون قابلياته ومهاراته في اللعب. مدربه في المدرسة، السيد كاراسلموفيك، يقول عن جورج: " انه لاعب ممتاز وله امكانيات كثيرة وقد يكون له موقع في الفريق الوطني الأمريكي ان بقيَ مُركِزاَ ومواضباً على التدريب بجدية" ويضيف قائلاً: " ان فاعليته كبيرة حين يلعب في الفريق على النطاق المحلي او للولاية، انه لاعب مهاجم، سريع، صانع الفرص،نشط ومفاجيء" اما المدرب هاري ديموس فيقول عنه: " جورج لاعب مميز سريع البديهية وهو يذكرني باللاعب العالمي الفذ، دانوفن."
أضافة الى كرة القدم فان جورج هو مبدع ايضا في لعبة " الهوكي على الجليد" وهو من الهدافين الممتازين في هذا المضمار وقد سجل هدف الفوز في الوقت الأضافي ليفوز ليفز فريقه ببطولة "ساوث ويست  الأشبال" عام 2003 وهو حاليا يلعب ضمن فريق الأشبال " تربل أي كايوتيس".

قبل بضع سنوات عرضت قناة  12  التلفزيونية في فينكس-أريزونا ، تحقيقاً خاصاً، وقد أضافه والده سركَون الى بعض من اللقطات المسجلة له وجهزني بفديو كليب جميل عن الصغيرالبارع جورج حيث يثبت التسجيل مهارات هذا الفتى المتألق في لعبتي كرة القدم والهوكي .

 بامكان الزوار الأفاضل مشاهدة هذا الفديو على الرابط التالي:

www.ankawa.com/video/gmalki1.wmv
www.ankawa.com/video/gmalki2.wmv


                                                  حنا شمعون / شيكاغو

674
الجريمة والعقاب في قصيدة " الطريق 88"
                                                   
 بعد سميل وصوريا، كمحطات استشهادية في التاريخ المعاصر لشعبنا الكلدوآشوري السرياني، يوقفنا الشاعر هرمزاندريوس يوسف في محطة اخرى أُزهِقَت فيها ارواح الأبرياء من ابناء هذا الشعب سكنة قرية " كَني دكوسا"  في عملية الأنفال السيئة الصيت والتي وقعت في خريف عام  1988 واقترفها النظام الصدامي الدكتاتوري حيث أصبح فيها علي حسن المجيد الضلع الثالث لمثلث الأجرام الى جانب كل من بكر صدقي  وعبد الكريم جحيش .
تقع قرية " كَني دكوسا" على ضفاف خابور العراق الى الشمال الغربي من ناحية منكَيش بما يقارب العشرة أميال وهي مشهورة بزراعة الطماطم والرقي. حين وقعت الجريمة كانت ملاذاً للهاربين من دكتاتورية النظام وسكنوا فيها  الى جنب سكان القرية الأصليين والمشهورين بكرمهم. يرسم لنا الشاعر هرمز بحسه المرهف الصورة كاملة اذ كان أنذاك واحد المناضلين في صفوف الحركة الديموقراطية الأشورية العاملين في المنطقة قريبا من مسرح الجريمة.
         
             في مقدمة القرص التسجيلي هذا، ورَد: "الطريق 88 هو طريق دموي حمل اسم الأنفال وقعت أحداثه في شمال موطني ، بين النهرين، فيه سقط ابناء امتي من سكنة قرية كوندي كوسا والقرى المجاورة لها. جمعوا الأهالي ورحلوا بهم ليدفنوهم احياء في مقابر جماعية".
 في بداية القصيدة يصورلنا الشاعر و من موقعه على قمة الجبل  بداية الهجوم من قبل جحافل السلطة باسلحتهم الفتاكة لتستعر كلاب القرية في نباح مستديم ونذير بما لا يحمد عقباه. افرغ الطغاة، القرية من أهلها الذين لم يكملوا فطورهم بعد. لم يبقى شاهد لهذه الجريمة سوى ختم المختار توما، فقد افسدت قنابلهم الكيمياوية، التي استعملوها في هذا الهجوم، الهواء الصافي لهذه القرية التي كانت بمثابة المصيف (زوما) . ثم تستمر القصيدة لنسمع فيها موقف الشاعرالذي بعد وقوع هذه الجريمة النكراء راى ذاته مثقلة بالهموم ولم يعد له مشاعر ثابتة ليحس هل من صنف الأحياء ام الأموات  فهو يحوي كلاهما.
 بعد سنين من البحث عن العنوان أخذه طريق بلا مسمى الى احدى المقابر الجماعية  وهناك يجد الشاعر ضالته في شارع مجهول هو شارع الموت وأسماه الشارع  88  ليصبح عنوان هذه القصيدة. يتعرف هذا الشاعر على ذويه فهذه  هي جمجمة والى جانبها قبعة الوالد ومازالت تحتفظ بريشاتها الثلاث وفستان احدى اخواته قد اصبح خرقة ، فيه يوماً ما كانت تحمل اليه الطلقات لتملي حافظ الرصاص له ( رختا). بقايا طفل  تَصوَره الشاعروهو يصلي على مائدة الطعام ولم يدع المهاجمون تكملته للصلاة الربانية ( آوون دشميّا)  ليتهنىء بالفطور ويتسآل الشاعربالأسلوب الشعري المحترف،  يا ايها الطفل ألمَ يكن هناك قبلة تسحب صلاتك صوب الرب  لتفعل فعلها وتنجو انت وأهلك من هولاء الأوغاد؟ أخ يتعرف عليه ايضاً من اضلاع قفص صدره الواسع. أما الصليب، بلا شك هو لأمه ويتذكر كيف من شدّة ايمانها علقته  مرّة في صدره حين ذهب في احدى المهمات القتالية. لم يبقى من امه سوى ذكرى وطعم  خبزها الحار المفروش على مائدة الأفطار. ألأخت الثانية  وكان اسمها ( صلوثا ) في العماذ و( صووثا ) في السجل الرسمي هي الأخرى تَعرفَ  عليها لتتكتمل الحلقة  المفقودة للعائلة المنكوبة. بقي شخص آخر هو جزء من هذه الحلقة  لأن هذا الشخص هو جزء من الشاعر، عضو العائلة الحي الميت في آن واحد. هذا الشخص هو خطيبته التي وجدها ما زالت تحمل في اصبعها الخاتم الذي نقش عليه أول حروف اسمه .  هنا الشاعر يبدو كأنه في خلوة مع خطيبته ليفصح لها عن اسراره  ويحدثها عن رفاقه الذين ميزتهم هي نكران الذات (ياتيه سريوي ) من أجل تحقيق العدالة  على ارض الوطن وهنا يتذرع هذا المناضل الزوعاوي الى الرب ان يُلبس جسده على عظام خطيبته  لترجع الى الحياة وترى بأم عينيها ثمرة نضال رفاق الدرب .أرادها أن تشهد المراحل الأخيرة من محاكمة المجرمين القتلى الذين منعوهما من الوصول الى غايتهما في الزواج المقدس وها قد سكت صوت المطرقة وأعلن الحاكم العقوبة القصوى على مرتكبي الجريمة النكراء كي تكتمل العدالة ( كينوثا).

         شاعرنا المبدع هرمز اندريوس يوسف  معروف بمثل هذا النوع من القصائد التي خاض تجربتها وعاش آلامها فقد نقل لنا من قبل صورشعرية ناطقة عن الأيام العلقم التي عاشها في سجن ابو غريب  مع شهداء (يوث) يوسف ، يوبرت ويوخنا. وهو ايضا شقيق الشاعر الكبير نينوس نيراري والشعر عندهما هو الفن الذي يحملان صفاته بالوراثة. هرمزهنا لا يسرد لنا قصة كما تلوتها اعلاه لكنه يخترع شخصياته ويوظفها بأسلوبه الخاص ليرسم منها الصور ويعبرعن المغزى الذي يكمن في بضع كلمات. ومن تواضع قابليتي هنا  اورد ان هذه الكلمات الثمينة في هذه القصيدة الرائعة كانت "الجريمة والعقاب".
بعد ان تقصيت بعض الحقائق عن جريمة قرية اهل الكرم والمشاعر القومية " كَني دكوسا "  وصلت الى الى ان عدد الضحايا في هذا العمل الأجرامي بلغ حوالي الثلاثين فردا من رجال ونساء وأطفال وكان قد شاع خبر الهجوم المرتقب ففر من فر وبقي مَن بقي من سكان القرية وكان من  الباقين؛ عائلة توما باكوس مختار القرية وقد نجت طفلة واحدة وهي الآن تعيش في استراليا ، كذلك كان من الضحايا عائلة الطبيب المشهور في المنطقة بخدماته وطيبة قلبه والمعروف بأسم ( دختور موشي). عائلة اخرى دفن افرادها احياء ايضا كان الأب فيها من أهالي قرية الداويدية والأم كانت من اهالي منكَيش.,اظن ان هناك آخرون لم يصلني خبرهم ويا ليت احد أفصح عنهم لأجل توثيق هذه الجريمة النكراء بالأقل.   وأود ان أذكر ايضا انه وصلني، حين ردّ بعض من البيشمركَة الأكراد على الجيش المهاجم القيت عليهم القنابل السامة واستشهدوا في الحا ل وكان عددهم مايقارب العشرة من الرجال وجاءت القصيدة بما يثبت هذا لأن كاتبها كان شاهد عيان للجو المتلبد بتلك الغازات الكيمياوية السامة.
مهما ظلم الظالمون وعربدوا وانتشوا حين التنكيل بضحاياهم لأنهم يملكون ادوات التنكيل وهم في موقع قوي وكفتهم هي الغالبة آنياً، فان العدالة الالهية لا بد ان تقلب الموازين في الخاتمة لينال الظالمون جزاءهم في موت شنيع وهنا ندعو القاريء الكريم ان يتحرى بنفسه كيف كانت نهاية كل من سمكو وبكر صدقي  وعبد الكريم جحيش وصدام حسين وقريباً ايضاً ستأتي نهاية علي حسين المجيد (علي الكيمياوي )وحين نتعرف على الجواب، نعرف ان شاعرنا هرمز اندريوس يوسف قد صدق في مغزى قصيدته هذه.

ملاحظة يمكن الأستماع الى القصيدة على الرابط التالي:

                                                                 حنا شمعون / شيكاغو


www.ankawa.com/malka1/rail/1.mp3

675
احياء ذكرى مذبحة سميل في شيكاغو

 مساء الثلاثاء المصادف 7/ 8/2007 ، مئات من ابناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني توافدوا الى مقبرة (مونتروس) في شيكاغو حيث نصب الشهيد الاشوري وأحيّوا ذكرى مذبحة سميل التي اقترفها النظام الملكي العراقي في 7 آب 1933 . حضر التأبين رجال الدين وممثلوا جمعيات وأحزاب قومية وجمع غفير من المخلصين القوميين لدم شهداء سميل وبقية الشهداء الذين قدّموا ارواحهم على مذبح الحرية لنيل حقوقنا القومية. تليت الصلوات على ارواح الشهداء والقيت الكلمات بهذه المناسبة وقدم الطلاب بعض من الفعاليات لتكريم شهداء شعبنا الكلدوآشوري السرياني وفي الختام  قدمت الفنانة ليدا لاوندو بأبداع منقطع النظير، اغنية ( جنح سميل )، التي هي من شعر الأب بولس بيداري وقد كتبها اَبان وقوع المذبحة. بعد ذلك ذهب الحاضرون الى قاعة كنيسة مار عوديشو لتناول طعام الدوخرانا.
    سميل كفة ميزان نزلت ليرتفع الأسم ألآشوري المقدس.
    المجد والخلود لشهداء امتنا الآشورية بكل طوائفها.
                                                       
                                             حنا شمعون / شيكاغو












676
المسيحيون في بغداد يعيشون ايام الرسل

 

كما كان الأمر بعد صعود االمسيح الى السماء وتسنم الرسل رسالته في البشارة ، كان المسيحيون خوفا من اليهود يقيمون الصلاوات في احد البيوتات او الأماكن الخفية  بشكل سري كي لا يثيروا فضول أولئك الحاقدين الذين كانو يبطشون بهم لمنعهم نشر رسالة  المسيح له المجد، هكذا قادتني الصدفة في بغداد الى احدى هذه الأماكن الخفية لأكون شاهد عيان للايمان العميق الذي يتمسك به المسيحيون في ظل العنف والأضطهاد الذي يعيشونه بسبب ايمانهم المسيحي. لقد أصبحت الكنائس شبه مغلقة في بعض المناطق خوفا من بطش ألأرهابيين الذين يريدون قتل كل من يؤمن بذلك الذي قال، انا هو الطريق والحق والحياة كل من آمن بيّ فلا يهلك. الكثير من المسيحيين يجازفون بحياتهم من مخاطر الطريق ويشدّون الرحال الى المنطقة الآمنة في شمال العراق ومع هذا فقد رأيت اطفال بغداد في مخبأهم يرنّمون ترانيم كنسيّة بكل خشوع ورغبة قلّما رأيت  مثيلهما في حضوري الصلوات في رحاب الحرية. ألأباء ولأمهات حضروا مع أولادهم وتناولوا القربان المقدس ولو بشكل بسيط، من غير قداس، الشمامسة الذين حضروا كانوا يحفظون طقس كنيستهم في قلوبهم. الشباب الذين، كما بدا لي، هم من أخوية الكنيسة كانوا يحّرسون المدخل لمنع اي حدث اليم من الوقوع وفتشوني وعندما صدف وأن نطقتُ ببضع كلمات السورث  مع صديق أعرفه، قالوا لي لما لا تقول من البداية انك ( سورايّا) ونسمح لك بالدخول من غير تفتيش، أجبتهم لا يهم فأنا افهم ظروفكم الصعبة. أكتب هذه الأسطر القليلة عن حضوري القصير والغير المرتقب لأقول لأخوتي المسيحيين في الغربة أن المسيحية في العراق هي بخير لأنها عميقة جدا في قلوب المؤمنين رغم محاولات وكراهية وبطش الضالين عن طريق الحق. لنرفع ايها المسيحيّون في كل مكان الصلوات كي يحفظ الرب كنيسته ومؤمنيها في العراق من  الخطر المحدق، آمين.

 

                                             حنا شمعون / بغداد

                                                7 تموز 2007
     

 




677
في شيكاغو ، عشتار الحب تدفيء قلوب العشاق
حنا شمعون / شيكاغو
في ليل قارس وقراءة المحرار تؤشر الى ما تحت الصفر ، توافد الآشوريون الى مقر الجمعية القومية الآشورية في شيكاغو منهم من يدفعه العشق الى ذلك ومنهم من هو مغرم بلغة الأجداد وجاء ليستمع الى شعرائها المعروفين في اورهاي الأغتراب ..تدفئت القلوب  وصفقت الأيادي  وأستمتع الجميع بما سطره شعراء  شيكاغو لهذه المناسبة التي اصبحت تقليدا سنويا تقوم به اللجنة الثقافية للجمعية القومية ( شوتابوتا ) .
 

الشعراء المشاركون كانوا كل من 1- نينوس نيراري ، بتسجيل صوتي 2- هاني خزيران 3- يونان هومه 4-نيمو مرقس رشو 5-عوديشو يونان 6- يوخنان هنارو 7- هرمز يوسب 8- شوشن سركيس 9-بيير شمعون 10-مارينا بنيامين 11- نشأت يونان .


وأدار الحفل الرائع هذا كل من شاروكينا حسو وسمير يونان وفي الختام وزع السيد عمانوئيل ايشو رئيس الجمعية ، الهدايا التذكارية للشعراء المشاركين واللذين قدموا الخدمات لأنجاح الحفل وقدمت جائزة تقديرية للشاعرة المبدعة  مارينا بنيامين لكونها احدى المشاركات في جميع امسيات عشتار كذلك قدمت جائزة تقديرية للفنان لازار ملكو وعقيلته لحضورهما كل الأمسيات السابقة  وأخيرا كان دور الطفلة ايزابيل عشتار مايكل لتلقي قصيدة جميلة عن المحبة وتختتم  هذه الأمسية  الثقافية وتبدأ بعد ذلك الموسيقى والرقصات الشعبية على انغام السي دي  من تنظيم الفنان توني لازار . وهذه بعض الصور التي التقطتها عدستنا المتواضعة .
[/b] [/size][/font]   

صفحات: 1 [2]