كرسي البطريركية تحت مطرقة انتقادات ابنائه ؟!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن استراليا
30 كانون الاول 2013
يتعرض كرسي البطريركية بين حين واخر الى انتقادات لاذعة من قبل ابنائها بالاخص المنتشرين في المهجر. واحينا كثيرة نجد بعض الاخوة يعبرون حدود المعقولية في طريقة مخاطبتهم للبطريرك وكأنهم يخاطبون رجل اعمال او مدير شركة اعلامية او رئيس حزب معارض لهم!!.
السبب الرئيسي لهذه الانتقادات هو ان كرسي البطريركية تبدي رائيها في قضايا يهم ابنائها احيانا في هذا الوقت المحرج وهذه الظروف الاستثنائية التي يمر فيها العراق، حيث هناك ازمة وطنية في الوطن لاسباب لا ندخل فيها الان.
هناك الكثير من الاخوة السياسيين يقولون ليس من حق البطريرك الدخول في القضايا السياسية او ابداء رائه فيها، الحقيقة انا ساكون اول شخص موافق لهذا الراي عندما اجد البطريرك يتحيز لجهة معينة لاسباب تخصه ، ولكن حينما يبدى رائه بروح مسؤولة او يتحزب لصالح شعبه ويدافع عنهم في كل المواقع والمجالس فانا اشد على يده.
الكثير من السياسيين لا يرون انجازات غبطة البطرريرك ساكو خلال فترة انتخابه التي لم تتجاوز عشرة اشهر على الرغم من كثرتها واهميتها وهو امر غريب عندهم وكأنه يرفضون اختياره!!
قلت لبعض الاخوة بالامس ، ان اكبر انجاز للبطريرك هو جعل يوم 25 كانون الاول عطلة رسمية لا فقط للمسيحيين وانما لكل العراقيين وقال احد الاخوة (غير كلداني) هذا الانجاز اعتبره الخطوة الاولى الصحيحة التي اتخذتها الحكومة العراقية منذ ظهورها 1921م ، ولاول مرة نجد انفسنا مساويين امام القانون مع اخوتنا العراقيين الاخرين. لان المسلم من كربلاء او جبايش او البصرة او في تلعفر حينما يعرف غدا عطلة سوف يسأل لماذا؟
لكن اخوتي الكتاب والسياسيين لم يعروا لهذا الحدث اهمية بصورة غريبة ؟!! لم يشير اي منهم الى هذا الانجاز لا اعرف لماذا؟ فقط حينما لا يروق لهم تصريح البطريرك ترى كل يحاول يجد تفسير بين عباراته ليجعلها عنوان لمقالته، هل نكر الكلدانية او لم يتعرف بها ام خف من معناها.
لحد الان لم يفهم الكثير ان مصطلح الطائفية هو مصطلح ديني اكثر ما هو قومي يطلق لاقلية دينية معينة او لجماعة معينة تتشابه مع مجاميع اخرى موجودة حولها . للمسيحية 13 طائفة في العراق ، ماذا نفهم من هذه الجملة، هل هناك 13 قومية مسيحية ام جماعة مسيحية.؟
نعم الساحة السياسية هي للسياسيين لكن الدفاع عن القيم والانسانية وحماية الحقوق هي من واجب الجميع وبالاخص المسؤول الاكبر الذي هو البطريرك. وهذه ما حصل في التاريخ .
لماذا نشكر ونمدح المثلث الرحمة مار شيخو لحد اليوم حينما غضب على السيد طارق عزيز حينما وزع القران على الطلبة و لانشكر البطريرك ساكو على اقناعه للحكومة العراقية الحالية بجعل 25 كانون الاول من كل سنة عيدا لكل العراقيين؟؟
يظن بعض الاخوة هناك تسقيط للاخ ريان في محاولته للدخول عملية الانتخابات وتحقيق اماني الكلدان بالحصول على مقعدا ومقعدين على الاقل حسب اقوال البعض ، الحقيقة انا ارى الامر بالعكس ، منذ زمن بعيد ا انا ارى لاخوة الكتاب الكلدان يريدون تطويع قرار البطريرك بقلمهم وان يجعلوا من مواققفه تخاف او ان لا تخرج من منطق الذي هم يفكرون فيه.
اخواني الاعزاء الكتاب والسياسيين الكلدان ، الكلدانية مثلنا قلت لكم سابقا ليست ملك شركة تابعة لاي شخص . القومية الكلدانية مذكورة في الدستور العراقي منذ عشر سنوات، ولا خوف على زوالها من الدستور، لكن الخوف هو انتم تضيعون او تزولون من الوجود بهذه الطريقة من التفكير.
ليس المهم المقاعد في البرلمان كي يقتنع الكلدان لهم قومية، المهم يفهم الكلدان معنى القومية وان يشعر بها ويكونون مستعدين للدفاع عنها بكل الطرق، ويتم تعليم مبادئها وحبها لابنائنا منذ الطفولة مع رضاعة الحليب.
كم مدرسة الكلدانية اهلية او خاصة لنا الكلدان في المهجر تقوم بتدريس معترف بها لدى هذه الدول وتقوم في نفس الوقت تدريس اللغة الكلدانية؟
انا شخصيا لم اسمع بوجود اي واحدة؟
اليس هذا تناقض بما نؤمن به؟
اليس هذا اهم من ان يحصل احدنا مقعد في البرلمان؟
هل فكرنا كيف نحافظ على قوميتنا بدون ان يكون لنا لغة او نحافظ على لغتنا ونتعلم ونعلمها لاولادنا؟
كم مؤتمر عالمي نظم عن تاريخ الكلدان في الجامعات العالمية نتيجة لوبي لسياسيين الكلدان، كم بحث عن تاريخ الكلدان تم دراسته كاطروحة في الجامعات العالمية من قبل ابناء الكلدان؟
اخواني الاعزاء اذكركم بحقيقة هنا في استراليا يوجد حوالي 50 الف كلداني
للمرة الثالثة يحصل احصاء بعد وصولنا ، نحن الناشطون الكلدان ف ي الاتحاد والجمعيات والنوادي القروية نقوم بحملات اعلامية واحيانا الكنيسة معنا. هل تعرفون كم هو عدد الكدان مذكور في هذا الاحصاء، الجواب حوالي تسع الالاف نسمة، البقية كتب عربي او كوردي او اشوري او سرياني او بدون ؟ ما السبب ؟ لماذا لا نبذل جهودنا في هذه المجالات وبقية المجالات التي قدمتها في بحث لكم في المؤتمر الاخير في مشيكن في ضيافة المنبر الكلداني.
وهذا رابطه
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,675539.0.htmlفي الختام اود ان اقول ان كرسي البطريرك كرسي مقدس ، يتحتم علينا احترامه واجلاله، اخلاقيا ، لنفكر في العبارات التي نطلقها او نوصفه بها ، لكن اكثر دقة وحذر، البطريرك اب روحي لمؤمنينه، من واجبه الاخلاق والروحي ان يرشد ابنائه على الطريق الصحيح الذي يظنه صالح لهم ، مثلما لكم الحق في العمل السياسي الذي لم يمانعكم من مزاولته.