85
الاستاذ كمال يلدو المحترم
لمعرفة الكثير من المثفين والكتاب الاجانب اضافة الى العراقببن بهذا الشارع - انقل ادناه مقالة صدرت في مجلة "نيسوز ويك " الاسبوعية يوم 9\1\2015 قمت بترجمتها وتحمل عنوان :
قراءة في كتاب "فرانكنشتاين في بغداد "
يرغب الكاتب بان تكون عاصمة العراق مدينة "اليونسكو" للثقافة . يعتبر الخامس من اذار من عام 2007 من اظلم ايام الحرب الاهلية العراقية على اثر انفجار سيارة مفخخة ادى الى تدمير وتمزيق شارع المتنبي القريب من محلة اليهود القريبة في بغداد وما اسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثون شخصا واصابة اكثر من مائة بجروح .
كانت حوادث انفجار السيارات المفخخة مسألة اعتيادية في بغداد في تلك الفترة ’ الا ان استهداف شارع المتنبي - وهو طريق ملتوى توجد على جانبيه اشكاك قديمة لبيع اقراص "dvd" المهربة ودوريات طبية قديمة ونسخ من القرآن الكريم واعداد قديمة من مجلة National Geographic" ةقد غطتها الاتربة واكداس كبيرة من الكتب . وقد اصاب هذا التفجير شلل تام في المنطقة
تأتي تسمية الشارع بالمتنبي تثمينا بالشاعر ابو طيب احمد ابن الحسين المتنبي والذى يعد من اعظم شعراء العربية . لقد كان هذا المكان خلال فترة حكم صدام حسين القمعي مزدهرا رغم الرقابة الشديدة عليه وفضول اعين رجال الامن التابعة للنظام بقي هذا الشارع متنفسا لجماعة شعراء بغداد ويأتي بمستوى اهمية مقهى "ريجي" الكائن في مدينة القاهرة القديمة والتي اشتهرت به رواية نجيب محفوظ " الثلاثية " .
يعبتر يوم الجمعة بداية العطلة الرسمية في الدول الاسلامية يتجمهرالناس عند الصباح في شارع المتنبى لغرض تداول القصص والروايات والحكايات وشراء كتب او استبدال الكتب فيما بينهم وتنتهي فترةالصباح عند مقهى "الشابندر" الكائنة في نهاية الشارع حيث يتناول الناس الشاى او تدخين الشيشا - اى النركيلة .
لم يكن تفجير عام 2007 هو الاول في المنطقة الا انه ترك اثرا كبيرا في معنويات المدينة الاانه مع ذلك فشل في قتل روح الثقف العراقي او النيل من كبرياءه . " تعتبر الاداب والفنون الشريان الذى يمد الحياة لهذه المدينة . ",هذا ما قاله لي السيد محمد صادق ,رئيس جامعة الامام جعفر الصادق في بغداد . وهو شاعر وكاتب وعالم. لقد قام هذا الشخص في االعام الماضي بالسعى لاعتبار بغداد مدينة الثقافة باعتراف منظمة "اليونسكو". ,
وفي صباح يوم جمعة ممطر ومن على طاولة القهوة في عام 2007 بعد فترة نفيه الى الهند قال السيد محمد بان الرنامج سوف يربط مجموعة الكتاب العراقيين وحثهم على اقامة مشاريع مشتركةواصدار دوريات وكتب . وتضم اليونسكو مدن اخرى مثل غرناطة في اسبانيا وكراكاو في بولنا ودبلن و براغ وملبورن ومدينة ايوا في ولاية ايوا الامريكية .
"نعم" - لماذا اذن ليس بغداد ؟ " سأل السيد صادق. لقد تم تشجيعه اثناء تمتعه باجازته الجامعية في وقت مبكلار من هذه السنة لدى البرنامج الدولي للكتابة التي اعدته جامعة "ايوا" في ولاية "ايوا" والذى يعد من اقدم واشهر برنامج الكتاب في امريكا وسط حقول الذرة . لقد سبق لمدينة ايوا ان وفرت فترة راحة في هذا المكان لكتاب من امثال "تنيسي وليامز" و "كورت فونيكوت" و "جون ايرفينج" و "فلانيرى اوكونور" . ويرغب صادق بخلق مجتمع مماثل للكتاب العراقيي، .
لقد تكبد العراق الكثير من حالات الوفيات والبئس منذ الاحتلال الامريكي في عام 2003 الا انه رغم ذلك ضل شارع المتنبي متواصلا. يفتخر العراقيون بان بابل القديمة كانت موطن لاقدم معايير انظمة الكتابة ويعتبر الشعر جزء مهم من سنيجه الادبي الا ان الا يديولوجيا الحالية تهدد الحياة الادبية منذ نهوض "الدولة الاسلامية " والتي داعش وقيامها بنشر الرعب والخوف بين المثقفين العراقيين . وبعد احتلالهم للموصل في حزيران الماضي قام المقاتلين بتدمير تماثل الشعراء واثار اخرى باعتبارها اصنام تخالف الشريعةوازداد معها العنف وتعمقت معها الانقسامات الطائفية .
ان اهتمام السيد صادق ينصب على فكرة بان الكتاب هنا منقطعين عن مجتمع الكتاب العالمي وان داعش سوف تغربه اكثر . "خمسون بالمئة من المجتمع هنا هم دون العشرين من العمر" . هذا ما ذكره السيد صادق . " ليس با لامكان عزل انفسنا عن بقية العالم ". كانت بغداد قد انتجت اول وثيقة ادبية على هذا الكوكب ولا يرغب ان نفقده . يصر السيد صادق بانه بالرغم من هذه المحنة الكبيرة لا زال العراقيون يكتبون. في العام الماضي فازت رواية "فرانكنشتاين في بغداد " للكاتب احمد السعداوى في ابو ضبي بجائزة افضل رواية عربية للاْدب الخيالي وقد اعتبر ذلك مصدر فخر للعراق . ان روابة "فرانكنشتاين في بغداد تعتبر نسخة متقاربة من الرواية الحربية الخيالية لمارى شيلي المكتوبة في عام 1818 حول الرعب الخيالي مع تركيزها حول حبكة شخصية تقوم بدرز اعضاء من اجسام المقتولين من جراء التفجيرات في اطراف عديدة من بغداد والوحش الذى صنعه الكاتب يبعث حيا ويقوم بحملات شنيعة للانتقام من اولئك الذين تسببوا في تلك الوفيات .قالت المراجع النقدية حول الرواية بان " فراكنشتاين في بغداد" عكست حالة الشعور العام الذى يكتنفه العاجزون امام العنف الذى يشهده العراق.
سبق وان كانت محاولات لربط الادباء العراقيين بالعالم وبضمنها بعض القصص الناجحة . نجحت تمارا الجلبي - ابنة نائب رئيس الوزراء العراقي احمد الجلبي باحضار مجموعة من الادباء العراقيين الى بينيالية فينيسيا في عام2012. اذن لماذا لا نصنع من بغداد مدينة الثقافة ؟ بحسب ما ذكر السيد كريستوفر ميرل \ مدير مشروع الكتاب العالمي - بان فكرة ربط بغداد بمبادرة اليونسكو اخذت شكلا في عام 2012 اثناء زيارته للعراق وقد تم ترشيح بغداد لتكون عاصمة الثقافة ىالعربية وقد خطرت في بالي فكرة تكون فيها فرصة مناسبة لاختتام سنة الاحتفالات بهذا القرار .
وقد اقترح على قيام السيد صادق بتقديم ملف بغداد الى اليونسكو والبدأ باقناع الدبلوماسيين الامريكان والمسؤولين العراقيين بفائدة ذلك . لقد ادهشت الفكرة وكيل الوزير العراقي بقوله بما معناه وصلت الفكرة لانه رأى فيها وسيلة لتجاوز الانقسامات الطائفية واعادة بناء البنية التحتية الادبية ولربط العراق ايضا بالعالم الخارجي كافة . حاول صادق وفريقه تقديم طلب بذلك في الربيع القادم الا انه لم يتمكنوا من جمع التواقيع المطلوبة من بقية المدن في الوقت المناسب. بامكانهم اعادة تقديم الملف السنة القادمة الا ان الاخفاق ترك في السيد صادق والاخرين شعور بانقطاع اكثر عن مجموعة الكتاب. " كنا نرغب بعمل شيء لانقاذ النظام الثقافي في بغداد وبقي لدينا الكثير - جيل جديد من الكتاب - لا يرغب ان نكون منعزلين وضالين في الترجمة .
"اننا نواجه الان التقسيم بموازاة الخطوط الاثنية . ماذا بقي من مجتمعنا ."
قال ميريل "بان منظمة اليونسكو ترغب بالتفرع وتوجد في قائمته "دول العالم الاول" للناطقين بالانكليزية وهي المهيمنة . الشبكة تحتاج الى المزيد من المدن في افريقيا - الشرق الاوسط وامريكا الجنوبية - مضيفا " بغداد هي حيث بدأت فيها الكتابة وفي الكثير من تاريخه كانت بغداد مركزا للادب العربي."
"هذه فرصتنا" قال صادق واشار الى انه هو وفريقه سوف يبدؤن بالقيام بعملية تقديم شاقة مرة اخرى . " اذا فقدنا الشعور بهويتنا ووحدتنا سوف نخسر العراق " . وبعدها قام بتجميع كتبه وانطلق نحو شارع المتنبي.
هرمز حنا - ميشيكان