عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - M.T.Yako

صفحات: [1]
1
بتاريخ 21/09/2015 عقدت الرابطة الكلدانية اجتماعها الأول في قاعة لانتانا بمدينة سدني  ، وقد أدار الندوة الزميل المقتدر والكفوء السيد سمير يوسف مبتدئآ بالترحيب بالضيوف وبجميع الحضور وايضآ تضمنت كلمته ما يعاني منه الشعب المسيحي عمومآ والكلداني خصوصآ من اعتداءات و اضطهادات كثيرة  ، ومن ثم ألقى السادة الضيوف كلماتهم بهذه المناسبة ، كما رحب  نيافة المطران اميل نونا مطران ابرشية استراليا ونيوزلندة بالضيوف وبالحضور حيث ألقى كلمة مختصرة بهذه المناسبة ، وايضآ استدعي السيد يوحنا بيداويد ممثل الهيئة العليا للرابطة  في استراليا ( وهذا المنصب هو بمثابة رئيس الرابطة الكلدانية في عموم استراليا ) لإلقاء كلمته  التي استهلها بالإعتذار عن إلقاء كلمته باللغة الكلدانية ؟؟؟!!! ، علمآ هناك من ألقى كلمته باللغة العربية ولم يعتذر عن ذلك وحتى الاعلامي السيد ولسن يونان القى كلمته باللغتين الانكليزية والاثورية ولكنه لم يعتذر ، فلماذا يا سيادة الرئيس انت الوحيد تعتذر عندما تذكر اسم لغتك الكلدانية ، أليس من الأَولى بل ومن صميم واجبك وايمانك اذا كنت فعلآ مؤمنآ بكلدانيك  بأن تستثمر تلك الفرصة وتخبر الضيوف  قبل الكلدانيين بأنك فخور بأن تلقي كلمتك  بلغتك الكلدانية الأصيلة و المقدسة ، نعم المقدسة لأنها تنال قدسيتها من ذكرِها اكثر من تسعون مرة في الكتاب المقدس وايضآ تنال قدسيتها لكونها عنوان اسم كنيستنا الكلدانية ، بالإضافة لكونها ومنذ اكثر من سبعة الاف سنة وهي فخرنا وعنوان تسميتنا وهويتنا القومية الكلدانية ؟ ، ولكن ماذا نتأمل من هكذا رئيس المعين وفق آلية معروفة وهو في خضم ارتباكه يسبق ذكر الكلدانيين بكلمة ( الأخوة )  ( خنواثا كلدايي ) ، ومن شدة الدهشة من تلك العبارة بدأ بعض الجالسين بالقرب مني اطلاق بعض القهقات الخفيفة بل وأحدهم (احتفظ بذكر اسمه ) سألني ،  أليس يوحنا بيداويد كلداني ، فلماذا يصف الكلدانيين بالأخوة ( خنواثا كلدايي ؟ ) ، فأجبته ربما نسي نفسه أنه في ندوة كلدانية وربما عقله الباطني تحدث على لسانه  .

بكل صراحة اقولها ، انني حضرت تلك الندوة ولم يكن لي أي موقف سلبي تجاه أي شخص  ، ولكن الشيء الوحيد الذي دعاني لحضور تلك الندوة هو الوقوف على حقيقة بعض الشذرات الايجابية التي كانت ترد على مسامعي حول النقلة النوعية التي من الممكن ان تحققها التوجهات الجديدة للكنيسة الكلدانية من خلال الرابطة الكلدانية التي انشأتها ، وخاصة تلك الشذرات التي قد توحي الاهتمام بالهوية القومية الكلدانية وبزيادة الوعي القومي الكلداني والعمل على استرداد الحقوق والمستحقات التي اغتصبها الطرف الآخر تحت شعارات وعناوين مزيفة مثل الوحدة والاتحاد  وكلنا مسيحيون واللعب على المشاعر واختراع تسميات مركبة هزيلة لا تعبّر عن الهوية القومية ولا تمت الى التاريخ بصلة وخير من وصفها الوصف الحقيقي و الدقيق ومنذ سنوات هو الأب البير أبونا بقوله :-
( ... إن ما أرفضه رفضًآ قاطعـًا هي هذه التسمية المثلثة (كلدان – سريان – آشوريون) التي بها يحاولون ألتعبير عن قوميتهم، وهم بذلك إنما يعبّرون عن خلافاتهم في هذا الاختلاف الفاضح. ومتى كانت القومية مثلثة؟ ربما أتت الفكرة من وحي "الثالوث الإلهـي" لدى سكان بلاد الرافدين القدامى: أَن وأنليـل وأيـا! اليس من سخرية القدر ان تُفرَض علينا مثل هذه التسمية السخيفة التي صفّق لهـا الكثيرون من السذّج. انها تسمية ان دلت على شيء فهي تدل على مدى انقساماتنا وتأرجحنـا في شأن أصلنا، وترددنا في اختيار قوميتنا الحقيقيـة...) . انتهى الاقتباس
ولكي لا اطيل اكثر ، فقد خصصت الفترة الثانية حصرآ بالكلدانيين لمناقشة النظام الداخلي والأمور المتعلقة بالرابطة الكلدانية ، فاستهلها السيد سمير يوسف مشكورآ بكلمة موجزة ومعبّرة ثم القى نيافة المطران اميل نونا كلمة قيّمة  استعرض بها الكثير من الأمور والتفاصيل التي كان لها الوقع الحسن في نفوسنا .

وايضآ القى السيد يوحنا بيداويد كلمة التي ذكرنا بها عن ضرورة الوحدة وتجربة اليهود في اسبانيا ومع هتلر ، وكذلك اوضح لنا بأن لغته الانكليزية ركيكة لذلك القى كلمته الأولى باللغة الكلدانية  وايضآ اعترف بأن ليس له القدرة على ضبط نبرات صوته ، وانا اضيف على توضيح السيد الرئيس انه ايضآ لم يكن موفقآ حتى في اسلوبه الكلامي والخطابي وكذلك لم يتصف بسعة الصدر لقبول الرأي الآخر ، لذلك اتعجب كيف قبل بهذا المنصب الذي يبدو انه يتخطى قابلياته المحدودة .

وبعد ذلك فسح المجال لسماع آراء الحاضرين ، وبحكم جلوسي في المقعد االمتقدم على جهة اليسار التي اختارها السيد مدير الندوة للإبتداء بسماع الحاضرين ، لذلك كنت أنا أول من بدأ الكلام بلغتي الكلدانية التي افتخر بها دائمآ وابدأ واينما كنتُ وتواجدتُ وذكرت بكلمتي الارتجالية الآتي ، ( حقيقة ان الصورة الجميلة والمفرحة التي رأيناها وعشناها خلال هذا اللقاء المبارك الذي جمع بين الأباء الكهنة الكلدانيين مع أبناء وبنات أمتنا الكلدانية ورغم تأخرها كثيرآ لكنها وعلى قول المثل الروسي أن تأتي متأخرآ خير من أن لا تأتي ابدآ ، وأنا شخصيآ أؤمن بكنيستي الكلدانية وبقوميتي الكلدانية من دون التفريق بينهما ، كما اؤمن بأن أي خلل او سقوط لأحدهما سيؤدي حتمآ الى سقوط الأخر ، فمثلآ لو نزعت التسمية الكلدانية  من الكنيسة وايضآ رفعت اللغة الكلدانية منها فما هو الشيء الذي يحفزني او يدفعني للإنتماء الى هذه الكنيسة ؟ ، بالتأكيد لا شيء لأن في هذه الحالة سوف الجأ الى اية كنيسة كاثوليكة اخرى إن لم انحرف والجأ الى الكنائس والتجمعات الأخرى ، لذلك نجد معظم الكنائس في الأمم الأخرى قد وعت هذه الحقيقة ، فمن اجل المحافظة على تاريخها وتراثها و احتضان كافة ابنائها بدأت تتحول من الكيانات الدينية المنغلقة والمنكمشة على ذاتها الى كنائس قومية و نذكر منها على سبيل المثال الكنيسة القبطية والمارونية والروسية واليونانية وحتى الكنائس التي لأخواننا الاثوريين تعتمد النهج القومي جنبآ الى جنب ادائها الديني ، بل وهناك صديق آثوري اخبرني بأن بعض كنائسهم خصصت بضع دقائق من عظة القداس للتكلم عن اهمية التذكير بالهوية القومية .

كما لو سمحتم ان اعطيكم مثال حي آخر من عائلتي ، منذ وصولي الى مدينة سدني قبل سبعة عشرة عامآ والى اليوم لم نبتعد او نتغيب ( انا وعائلتي ) عن حضور قداس يوم الأحد في كنيستنا الكلدانية إلا لسبب يكون خارجآ عن ارادتنا ، ويوما فاجأني ابني بسؤال : هل هناك فرق بين الصلاة في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وأي كنيسة كاثوليكية تؤدي الصلاة باللغة الانكليزية ، قلت له لماذا هذا السؤال ، قال ، إذا كانت كلاهما كاثوليكية هذا يعني لا فرق بينهما وبما انني اجيد اللغة الانكليزية اكثر من الكلدانية فما رأيك لو انني احضر قداس الأحد في الكنائس الكاثوليكية التي تؤدي الصلاة باللغة الانكليزية ، قلت له ، صحيح ان الإيمان الكاثوليكي هو نفسه ولكن هناك شي عظيم لا تجده إلا في الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ، وهو وانت في الكنيسة الكلدانية تشعر بالإطمئنان وبأنك بين اهلك وناسك وبأنك جزء من تاريخ وتراث هذه الكنيسة وهذا الشعور هو الذي نسميه بالوعي القومي وهو الذي يعرفك ويذكرك دائمآ بأصلك بينما في الكنائس الأخرى ستشعر بانك غريب او ضيف عليهم  وسينتهي ارتباطك بها وبهم بمجرد انتهاء فترة الصلاة أو القداس .

ربما هناك من يسأل ، ما علاقة هذه الواقعة  بموضوع الرابطة الكلدانية ، ولهم اقول ، ان مغزى من طرحي هذه الواقعة هو اذا لم تتفاعل الكنيسة الكلدانية ايجابيآ  وقولآ وفعلآ مع الاهتمام القومي الكلداني فيكون من السهولة على ابنائنا وبناتنا وخاصة الذين يجيدون لغات المهجر أن يبتعدوا عن كنيستهم الأم ، لأنه وكما ذكرت سابقآ اذا انتفت الخصوصية الكلدانية سواء كانت التسمية او اللغة او شعور الانتماء القومي ، فإذا عطلت تلك الخصوصيات عندها لم يعد هناك ما يحفز ابنائنا وبناتنا للإلتصاق بالكنيسة الكلدانية لأنها  ستتحول كأي كنيسة كاثوليكية اخرى في العالم .
  ملاحظة رقم 1 : الى هنا وكان الهدوء يخيم على جو القاعة ، ولكن ماذا حدث عند كلامي عن النظام الداخلي للرابطة الكلدانية ؟ حيث قلت ،) .
ان تسمية الرابطة الكلدانية هو عنوان جميل وعميق المعنى ، لكن ومن المؤسف ان اقولها انني وبعد قراءتي للنظام الداخلي للرابطة استطيع ان اشبهها بحبة ثمرة الجوز التي يبدو مظهرها الخارجي بالبيضاء والقوية والشهية ولكن عند كسرها تتفاجأ بأنها فارغة ، كذلك وبعدما انتهيت من قراءة النظام الداخلي للرابطة الكلدانية  في بداية الندوة اكتشفت بأنه هو الآخر كتلك حبة الجوز فارغ وبلا مضمون حقيقي  إلا  اللهم من بعض الشذرات التي لا ترتقي الى ما يلبي طموحاتنا فمثلآ
كيف نسميها بالرابطة الكلدانية ونظامها الداخلي يخلو من  أي رسم او ذكر للشعار الخاص بها  والذي يجب ان يكون متوافقآ مع الخصوصية الكلدانية ، وهنا تداخل السيد سمير يوسف قائلآ بأن هناك شعار خاص بالرابطة وهو كما تجدونه هنا في القاعة ، وكان ردي ، ان ما يهمني هو ما هو مكتوب او مرسوم على ورقة النظام الداخلي نفسها وليس بما هو موجود على جدران واروقة قاعة الندوة .
ثم كيف يمكننا ان نسميها بالرابطة الكلدانية وان نجعل من عيد مار توما الرسول في الثالث من تموز من كل عام عيدآ رسميآ للكلدان وللرابطة ، علمأ ان الرسول مار توما ورغم كونه احد تلاميذ السيد المسيح له كل المجد وهو القديس  الذي اوصل بشارة الخلاص الى بلادنا ولكنه في الأخير هو ليس كلدانيآ بل يهوديآ وأنه لم يستشهد في بلادنا بل في بلاد الهند وحتى استشهاده لم يكن في سبيل الكلدان او دفاعآ عن الكنيسة الكلدانية بل انه استشهد في سبيل المسيحية التي هي لكل المسيحيين في العالم وليس فقط للكلدان .
  ملاحظة رقم 2 : في هذه اللحظة بدأ يصل الى مسامعي بعض الكلام الذي لم اعيره اي اهتمام في بداية الأمر
اما السؤال الذي اريد ان اذكره في هذا المقال والذي لم يفسح المجال لي لكي اسأله في الندوة المذكورة هو ، الم يكن في كل تاريخ الكلدان سواء القديم منه او الحديث اية مناسبة تخص الكلدانيين لكي نتخذها مناسبة دينية وقومية للكلدان ، فعلى سبيل المثال ، ألم يكن يوم السادس عشر من ايلول من كل عام وهو التاريخ الذي تعرض فيه شعبنا الكلداني وبشقيه الكنسي والعلماني الى مذبحة اروعت كل من سمع بها والتي أودت بحياة العشرات من ابناء شعبنا الأبرياء في صوريا الكلدانية ، أليس من المفروض على الرابطة الكلدانية ان تتخذ من تاريخ حدوث تلك المجزرة يومآ للشهيد الكلداني، فلماذا نترك مناسباتنا وتضحياتنا ونتبنى اشخاصآ لا علاقة لهم بالكلدان ، أليس هذا جزء من مخطط لتفريغ الكلدانية من كل خصائصها ومناسباتها وجعلها مجرد تسمية بلا مضمون تمامآ كتلك حبة الجوز الفارغة ؟
ملاحظة رقم 3 : بدأت اصوات المحتجين على كلامي ترتفع بحيث ضجيجهم وتشويشهم على كلامي دفعني ان اوجه لهم كلامآ مسموعآ وهو ( اليوم شيخلصنا من اللوكية والمتملقين ، وقلت لأحدهم اذا ما يعجبك كلامي سد آذانك او اطلع بره ، أو اذا تريد ان نخرج سوية ونصفي حسابنا في الخارج ) .
ومع كل التشويش الذي احدثوه اولئك المتملقين ولكني لم اتوقف عن تكملة كلامي وقلت ، كيف نسميها بالرابطة الكلدانية ونظامها الداخلي لم يذكر اللغة الرسمية للرابطة هي الكلدانية ، وهنا ايضآ تداخل السيد سمير يوسف ، وقال ليس هناك عشرة اشخاص يعرفون القراءة والكتابة باللغة الكلدانية ،
لم يفسحوا المجال لي لكي ارد واقول ، اليس في النظام الداخلي عشرات اللجان والرؤساء ونواب الرئيس والمناصب التي لا تحصى ولا تعد ، ألم يكن بمقدوركم ان تضيفوا لجنة اخرى خاصة بتعليم اللغة الكلدانية  ؟ .

 بصراحة ، ليس فقط الشماسين المعنيين اعلاه بدأوا بالصراغ ومحاولة منعي من مواصلة الكلام وانما ايضآ السيد المحسوب بأنه رئيس للرابطة السيد يوحنا بيداويذ ايضآ كان منتفض وثائر ولكن كل هؤلاء لم اعيرهم اي اهتمام لأنه من حق السيد الرئيس ان يدافع عن المنصب الممنوح له مجانآ وايضآ من حق اللوكية والمتملقين ان يظهروا اخلاصهم لأسيادهم ، ولكن الذي ألمني وحز في نفسي كثيرآ هو موقف السيد سمير يوسف الذي ولا زلت أود له كل الاحترام والتقدير ، حيث لم اكن اتوقع ان ينظم الى تلك الشلة وان يكون جزء من القمع الذي مورس ضدي بحيث ولكونه مديرآ للندوة مارس كامل صلاحياته ولم يدعني أن اكمل ما تبقى لي من الملاحظات ، والتي كنت اقول فيها :
كيف نسميها بالرابطة الكلدانية ، وهي تتخذ من مقر البطريركية الصيفي في عنكاوا مقرآ لها ، أي انها لا تبتعد عن لجنة كتابة دستور اقليم كوردستان المشّكلة منذ ستة اشهر سوى بضع كيلومترات ، ورابطتنا الموقرة وكأنها جثة لا ترى ولا تسمع ولا تقرأ بأنه ليس في تلك اللجنة أي تمثيل للكلدان ، والممثل المسيحي في تلك اللجنة يتم تعيينه من قبل الشخصيات والاحزاب الاشورية التي لا تعترف اصلآ بالقومية الكلدانية بل وتفرض عليه او عليها ان تتمسك بالتسمية المركبة الهزيلة او السخيفة حسب قول الأب البير ابونا ، فكيف نسميها بالرابطة الكلدانية اذا اليوم اليهودي نتخذه عيدآ للكلدانيين ونستسلم للآحزاب الاشورية في الغاء تمثيلنا وفي محو اسمنا القومي الكلداني من دستور اقليم كوردستان  ، فماذا بقي للكلدانيين ؟ ، ألم أقل في بداية كلامي ان النظام الداخلي للرابطة هو تمامآ كتلك حبة الجوز الفارغة ، وألم يقول السيد المسيح له كل المجد من ثمارهم تعرفونهم ؟ .

كيف يمكننا ان نسميها بالرابطة الكلدانية وهي تتجاهل بل وتحارب كل الشخصيات والتنظيمات السياسية والقومية الكلدانية التي لا تبايعها ،  الا يسبب هذا التخندق الانتقامي ضد كل تلك الشخصيات والتنظيمات نوعآ من الفتنة بهدف تقسيم وتفتيت شعبنا الكلداني ؟.
ملاحظة رقم 4 : بعد ان تم منعي من مواصلة الكلام ، تم مواصلة القاء الكلمات من قبل بعض الأخوة الحاضرين ، والعجيب ان الشماسين المعنيين في اعلاه لم يرفعا ايدهما طلبآ للكلام وبقيا صامتين كصمت اهل القبور الى ان انتهت الندوة .
ملاحظة رقم 5 : كما لا انسى أن أذكر الموقف الشجاع والمنصف الذي وقفه الأخ أكرم حنوش عندما وقف موجهآ كلامه للقائمين على الندوة حيث قال بما معناه ، من الضروري اعطاء الفرصة الكاملة لكل شخص لكي يبدي رأيه وأن يقول ما يدور في نفسه بكل حرية وليس من المقبول مقاطعته اومنعه او قمعه ، فعلآ كان لموقف وكلمات الأخ اكرم حنوش الأثر الطيب في نفسي وهذا الموقف اكد لي بأن أمتنا الكلدانية لا زالت بخير ما دام فيها من لا يقبل الذل والخنوع والخضوع .

ملاحظة رقم 6 : كما لا انسى الجهود الكبيرة التي بذلها نيافة المطران اميل نونا في تهدئة الأجواء وتطيب الخواطر واحتواء التوتر الذي حصل ، وانا اذا اعتذر لنيافته لما بدر مني  ، لكن وكما يعرف نيافته انني لم اكن الباديء وحتى لم اكن جالسآ بالقرب منهم بل كنت مسترسلآ في كلامي ونظري كان باتجاه سيادته الذي كان يتوسط اللجنة المشرفة على الندوة ، ومع ذلك اكرر اعتذاري واسفي ولكن الذي لم استوعبه لحد الان هو ، كيف لشماس رسائلي ( اعتقد يسمى بقارويا )  وهو في محضر رئيسه وبدرجة المطران ان يتجرأ ويسبب في كل ذلك الضوضاء ؟.

نعم رفعت يدي لأبدي رأيي ولأطرح ملاحظاتي حول الهفوات والنواقص الجوهرية  الكبيرة التي تعتري النظام الداخلي للرابطة الكلدانية  ( يرجى الانتباه ، ملاحظاتي كانت على النظام الداخلي وليس على الرابطة لذاتها ) ولكني فوجئت بأن للأخوة المسؤولين في الرابطة  رأي آخر ، وهو انهم يقبلون فقط من  يكيل المدح ومن يتقن فن التطبيل ، وان النظام الداخلي الذي وزع على الحاضرين هو بمثابة كتاب منزل ومعصوم ولا يجوز  انتقاده أو المّس بذاته ، لذلك منعوني من مواصلة الكلام لأنهم ارادوا اناسآ مطيعون لا يسألون ولا يناقشون في أمر ما  لذلك طلبوا من الحضور تسجيل اسماء لغرض تشكيل اللجان ، واخيرآ طلبوا من الحضور الانتظار لمدة سنة أي لحين انعقاد المؤتمر الثاني عندها يمكن رفع التوصيات لغرض اجراء التعديلات المطلوبة  لمواد النظام الداخلي ، فإلى ذلك الحين الله يكون في عون الكلدانيين من القرارات والقوانين الاستثنائية التي ستصدر تحت عناوين وذرائع وشعائر وتسميات عجيبة وغريبة .
هذا كان جانب مما  جرى في ندوة الرابطة الكلدانية التي عقدت في مدينة سدني ، وهذه بعض الشكوك والهواجس التي تحوم حول الغايات الحقيقية للقائمين على تسيير الرابطة ، وستبقى هذه الشكوك والهواجس تساورنا حتى يثبت العكس ، واتمنى ان يثبت العكس عندها لا اتردد بأن ارفع القبعة واعترف بخطأ هواجسي واطلب قبول اعتذاري .

منصور توما ياقو
22/09/2015

2


مرة اخرى يؤكد الكلدانيون بأنهم شعب لا يسكت على ظلم ولم يهتز ايمانه وقناعته بقضيته القومية والوطنية ولا تنكسر إرادته مهما علا صراخ الحاقدين واذنابهم المطبلين ، وقد تأكد ذلك من خلال اصراره على حقه في عقد مؤتمر قومي خاص به أسوة بكل خلق الله ، ألم يقل السيد المسيح له كل المجد " حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم " متى 18:20 ، فما بالكم إذا اجتمع عشرات او مئات من الكلدانيين بإسمه المبارك في مؤتمر يحضره نخبة مباركة من رجال الدين والعلمانيين أصحاب الهمم والعزائم الذين لم يمدوا ايديهم على فلس واحد من الأموال المخصصة لشؤون المسيحيين او من التبرعات التي جمعت لمساعدة ابناء شعبنا كما فعل ويفعل غيره ، بل ضحوا بأموالهم واوقاتهم وجهودهم وراحتهم وبذلوا كل ما وسعهم وهمهم الوحيد هو نهضة امتهم والدفاع عن معتقدات وحقوق ابناء شعبهم .

  هل هو بالكثير على الشعب الكلداني الذي يعد أول شعوب العراق ان يعقد ولأول مرة في التاريخ مؤتمره القومي الأول ، وهل هي جريمة ان يدافع الشعب الكلداني عن هويته وان يطالب بحقوقه ، وهل هي من  المحرمات ان يعمل الكلدانيون على توعية ابناءهم لِما يحاك ضدهم من مؤامرات دنيئة تحت شعارات اخوية مخادعة ومزيفة ؟، إذا كانت كل تلك الأمور هي حقوق مكفولة للجميع شرعآ وقانونآ ، لماذا البعض من الطائفيين ومن وراءهم ازلامهم المطبلين فقد توازنه وراح يصرخ بحالة هستيرية كمن يرتعب من أمر ما  ومن اول لحظة سماعه بانعقاد المؤتمر الكلداني ومن دون ان يصبر حتى عقد المؤتمر وظهور مقرراته وتوصياته ؟ .

ما بين النقد البناء الهادف والنقد الهدام والتجريحي هو تمامآ كفعل الخير وعمل الشر أو ما بين الطيب والخبيث ، لقد كتب الكثيرون في نقد ما رافق عقد هذا المؤتمر ولكنهم لم يمسوا احدآ من المؤتمرين ، كثيرون كتبوا عن الغايات والأهداف المرجوة منه ولكنهم لم يصادروا حق الكلدانيين في عقد مؤتمراتهم ، كثيرون حددوا الأخطاء والنواقص بهدف تقويمها ومعالحتها وتجاوزها مستقبلآ ، هؤلاء الكثيرون هم الذين يمكن ان يطلق عليهم بالناقدون الحقيقيون الذين يستحقون الاحترام ويجب ان يؤخذ انتقادهم بجدية والاستفادة مما كتبوه ومن كل ما يخدم تصحيح المسار ، أما ان يأتي البعض ومنهم من يحمل شهادة عليا التي اصبحت في هذا الزمن في متناول كل من دب وهب وحتى في متناول الأميين منهم ويجد في أي لقاء او تجمع او نشاط كلداني سواء كان كنسي او قومي سياسي فرصة لتفريغ ما بداخله من الحقد والكراهية ولو رجعنا الى ارشيف كتاباته ومقالاته السابقة لوجدنا انها منصبة على هدف واحد فقط وهو معاداة الهوية القومية الكلدانية !، بل وصلت مشاعر الدونية والتعامل المعادي مع بني قومهم الكلدانيين عند البعض اقصى مراحلها ، إذ لم يكتفوا بإنكار اصولهم الكلدانية وارتماءهم في احضان مَن منحهم نسب جديد ، بل جعلوا من انفسهم ادوات رخيصة وابواق مرددة لِما يراد منهم ان يقولوه او يفعلوه ، وإلا ما الذي يدفعهم وهم الذين تنكروا لأصولهم الكلدانية ان يحشروا انوفهم في كل شاردة وواردة تخص الكلدانيين ، هل هي وخزة الضمير والشعور بالذنب ، أم انه النفاق واذلال النفس بتملقهم المقيت ومحاولة لأظهار انفسهم امام مستخدميهم بأنهم قد أدوا الدور المرسوم لهم بكل كفاءة وجدارة وهم مذلولين ؟، إذا كانوا اعلنوها صراحة تبرئهم من اصولهم الكلدانية وارتداءهم لباس آخر ، لماذا لم يلتفتوا الى معالجة امور بيتهم الجديد ، لماذا يلاحقون مؤتمر النهضة الكلداني وهو المؤتمر اليتيم الوحيد للكلدانيين بينما لأسيادهم الجدد من المؤتمرات التي لا يمكن عدها او حصرها ، لماذا لا يلاحقون التشبث بالاشورية لدى رجال الدين الاشوريين والتي لن يحيدوا قيد انملة عنها ، بينما إذا تجرأ رجل دين كلداني وافصح عن هويته القومية الكلدانية تراهم وكأنهم اصابهم مس من الجنون وصاروا يصرخون ويتوعدون من دون وعي وكأن لسان حالهم يقول ، لماذا تحرجوننا أمام اسيادنا وامام اولياء نعمتنا، وهناك الكثير من لماذا والتي لها جميعآ اجابة واحدة لا غير وهي ، لأن العبد الذليل عمره لا يستطيع ان يرفع رأسه امام اسياده فكيف يكون له الحق ان يتدخل في شؤونهم ، ونحن نعلم جيدآ ان كل الأبواب في بيتهم الجديد موصدة في وجوههم إلا تلك التي تؤدي الى أمور ثانوية واخرى تتعلق بالخدمة ومحاربة الكلدان ، تمامآ كما كان يهوذا الاسخريوطي الذي هو ايضآ كان يهوديآ ومن تلاميذ السيد المسيح له المجد ، إلا أنه وبعد ان باع نفسه وارتضى ان يكون أداة للتآمر على سيده ، لم يفتحوا له أسياده الجدد من رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب كل ابوابهم بل كانت موصدة في وجهه إلا باب واحد وهو الباب المؤدي الى خدمتهم والتآمر على سيده واستلام 30 من الفضة ، أليست قصة اولئك مطابقة لقصة يهوذا الاسخريوطي ، فماذا نترجى من هكذا نماذج ؟.

يقال ، الكتاب يعرف من عنوانه ، والمؤتمر القومي الكلداني الأول ينعقد تحت شعار " النهضة الكلدانية " ولا اعتقد هناك شخص ممن له ولو جزء قليل من الالمام بفهم بالنصوص والعبارات لا يفهم عبارة " النهضة الكلدانية " بكونها تعبير عام تشمل كل مناحي الحياة ، سواء كانت امور عقائدية قومية او سياسية او دينية أو ثقافية ومن ضمنها اللغة التي من المؤكد ان تنال اهتمام المؤتمرين ، كما ويمكنني القول ان 90% من الذين يتقنون اللغة الكلدانية قراءة وكتابة تم لهم ذلك بفضل الكنيسة الكلدانية ولا اعتقد توجد كنيسة كلدانية واحدة لم تعمل على تعليم ابنائها اللغة الكلدانية ولكن أن يأتي انسان ويزايد على الكنيسة وعلى المؤتمرين في هذا الخصوص وتحديدآ قبل انعقاد المؤتمر ومعرفة نتائجه فهذا يدعوا للاستغراب لو لم تكن دوافعه ومواقفه معروفة .

أما من يتباكى على الحالة الاقتصادية لشعبنا وامنيته لو صرفت المبالغ التي صرفت على انعقاد المؤتمر على الفقراء والمحتاجين من ابناء شعبنا ، نقول لهذا الأخ ، لنفرض ان المؤتمرين اتفقوا على الغاء المؤتمر فهل باعتقادك كانوا يدفعون ما خصصوه لتغطية كامل نفقات سفرهم الى المحتاجين من ابناء شعبنا ، إذا كان جوابك نعم عندها اقول لك ، ما الفرق بين هؤلاء واولئك الذين لم يحضروا او يساهموا في تغطية نفقات المؤتمر ، ألم نقل ان عدد نا يفوق المليون شخص في المهاجر، لماذا لم تطالبهم بتخصيص 1% من مدخولهم الى احتياجات ابناء شعبنا في الداخل ، اين كنت يا صديقي عندما صرفت اضعاف مضاعفة على مؤتمر عينكاوا الذي موله السيد سركيس آغاجان في آذار 2007 م ، وانت اعلم بالأموال التي صرفت على بطاقات السفر المجانية والمفتوحة وعلى نفقات الاقامة والسفرات الترفيهية وسيارات رباعية الدفع وربما هناك من تنعم ببعض الهداية ومصاريف الجيب عدا ما صرف على الاعلام وغيرها من النفقات التي لا يمكن تحملها إلا مَن كان مؤتمنآ على الأموال العامة ، لماذا لم تطالب السيد الممول بالغاء مؤتمره ذلك وتخصيص تلك المبالغ لتغطية احتياجات ابناء شعبنا في الداخل ، علمآ بأن تلك الأموال كانت اموال عامة ولأبناء شعبنا حق فيها ؟، نعم من حق الجميع مطالبة المؤتمرين ان ييتضمن التوصيات التي ستنبثق عن المؤتمر دعوة ابناء شعبنا في الخارج الى الاستثمار في الداخل والمساهمة في تلبية احتياجات ابناء شعبنا في الداخل ولكن ليس معقولآ أن يطالب بالغاء عقد المؤتمرات القومية او غيرها من النشاطات السياسية تحت ذريعة مساعدة المحتاجين من ابناء شعبنا ، لأن الذي يريد ان يساعد ويساهم يمكنه ذلك حتى لو حضر عشرين مؤتمرآ أما الذي لا يريد فإنه لن يقدم شيئآ حتى لو امتلك الملايين ولا يحضر أي مؤتمر كان .
أما للمتباكين نفاقآ على الوحدة والاتحاد نقول ، اذهبوا اولآ وتعلموا معنى هاتين الكلمتين ومن ثم تعالوا وتباكوا عليهما كيفما شئتم ، وانا اكتب هذا التعبير استخفافآ بعقول اولئك المتباكين المنافقين ، لأننا للمرة الألف وربما المليون نقولها لهم ولكن لا حياة لمن تنادي وهنا نكررها ثانية عسى ولعل أن تنفع  ،  نعم والف نعم نحن الكلدانيون وحدويون وصادقون 100% في دعوتنا للوحدة مع اخواننا السريان والاثوريين ، ولكن سبب عدم تحقيق تلك الوحدة وفشلها في كل مرة هو الطرف الاشوري ، نحن الكلدان نطالب بالوحدة المبنية على احترام كل الاختيارات والاعتراف العلني الصريح لكل الاتجاهات والمسارات ولكن الطرف الاشوري يصر على الوحدة الاحتوائية أي باقصاء الكلدانية والسريانية من أي مدلول قومي والعمل على صهرهما في البوتقة الاشورية ، نحن الكلدانيون كما نفتخر بانتمائنا الكلداني ونعتز بهويتنا القومية الكلدانية كذلك نحترم افتخار الاشوري والسرياني الارامي بانتمائهما واعتزازهما بهويتيهما القومية ولكن الطرف الاشوري يحرم على الكلداني والسرياني ذلك الافتخار والاعتزاز ويطالبهما بالافتخار فقط به وبآشوريته فقط وبموروثاته الطائفية ، نحن الكلدان نؤمن بالتعددية التي يفرضها الواقع ونؤمن بالمساواة والاعتراف المتبادل وان نكمل بعضنا البعض ، بهذه المقاييس ينظرون الكلدان الى مسألة الوحدة ولكن الطرف الاشوري لا يؤمن بأي مقياس غير مقياس ألأنانية المتطرفة المسيطرة على كيانه وطبعه ، فعن أية وحدة يتحدثون ؟، إذا كانوا يتحدثون عن الوحدة الحقيقية فنحن الكلدان تواقون اكثر منهم لها ، أما إذا كانوا يقصدون الوحدة الاحتوائية فعليهم ان يحولوا حديثهم الى الاشوريين .

  أما للذي استكثر على الكلدان بعقد اول مؤتمر قومي لهم متحججآ بعدم امكانيتهم على تقديم شيء نقول ، مؤتمر النهضة الكلدانية كباقي المؤتمرات ؛ حيث هناك برنامج خاص بالمؤتمر وسيناقشون المؤتمرون مواد ذلك البرنامج وبعد توصلهم الى تفاهمات محددة سيصدرون ما يرونه مناسبآ من التوصيات والقرارات واعتماد آليات عمل مستقبلية ، هذا من جهة ومن جهة اخرى نحن الكلدان ننظر الى هذا المؤتمر بكونه اكبر من كونه مجرد مؤتمر عادي ، بل نعتبرة نقلة نوعية وخطوة متقدمة وضرورية على طريق استنهاض الهمم والروح القومية لِما هو خير ابناء أمتنا الكلدانية ، كما وانه يمثل باكورة العمل القومي الجماعي المنظم في العصر الحديث والذي سيفتح ابواب كثيرة للفعل القومي والوطني لِما هو خير شعبنا ، بالاضافة الى ان مجرد لقائهم وتحت شعار عظيم يعد كنز ثمين ومحل افتخار لكل كلداني أصيل ، فلماذ ارتعب البعض من عقد المؤتمر الكلداني وكأنه تسونامي جارف لا يرحم  ؟.
 ومن حقنا أن نتسائل ، كم مؤتمر قومي اشوري تم عقده الى الآن ؟، بالطبع مؤتمرات كثيرة ، والسؤال هو ، ماذا قدمت تلك المؤتمرات غير الكلام الانشائي والحشو الخطابي والاعلامي والاطروحات الخيالية والادعاءات الفارغة ، أما على ارض الواقع فإنها لم تحقق شيء بل سببت في المزيد من الضجيج وترديد شعارات بالية قد اكل عليها الدهر وشرب .
ماذا قدم مؤتمر عينكاوا الذي انعقد في آذار 2007م وبتمويل ضخم من السيد سركيس آغاجان ؟، الجواب لا شيء غير اضافة اسم آخر ( سورايا ) على تسمياتنا الكثيرة بالاضافة الى خلق كيان آخر ( المجلس الشعبي ) وتهيأته ليحل محل الأحزاب السياسية والقومية المتواجدة على ساحة شعبنا والأسوأ من كل ذلك هو تشويهه للتسميات التاريخية التي لشعبنا ( الكلدان والسريان والاشوريون ) ولصقها ببعضها لإخراج تسمية قطارية لا تدل على اي مدلول قومي ، اي ان هذا المؤتمر ومعه وليده المجلس الشعبي ليس فقط لم يقدم شيئ بل إذا ما أحتسبت المبالغ المصروفة عليهما من تلك المخصصة لشؤون المسيحيين يكونا هذين الكيانين مديونَين لشعبنا بعشرات ان لم يكن بمئات الالاف الدولارات .
وماذا قدمت المؤتمرات التي عقدتها الحركة الديمقراطية الاشورية ( زوعا ) غير التعصب للأشورية كتسمية قومية واعادة انتخاب القائد الأوحد لتزعمه قيادة الحركة لدورة تلو الدورة واعادة تتويجه لتولي أي منصب سياسي او حكومي يدر لبنآ وعسلآ ، وكأني به ينافس بعض الرؤساء في مدة تربعهم على رأس الهرم ، من باب الأمانة ولكي لا نهضم حقوق هذه الحركة ، حيث وقبل سنوات طويلة كنت قد سمعت بأن زوعا كان قد فتح ساقية ارواء واحدة في احدى القرى التابعة لأبناء شعبنا ، وعدا هذا الانجاز التاريخي لم اسمع بشيء آخر لأن تمويل نفقات تعليم اللغة السريانية هو من حكومة اقليم كوردستان. 
لأولئك المتباكين نقول ، كفوا عن البكاء والإدانة والتشكيك ، ودعوا اخوانكم الكلدان ان يستلموا المبادرة ويمارسوا دورهم الوطني والقومي بعد ان فشلت الأحزاب الاشورية السياسية والقومية وقياداتها في المؤسسات الاخرى من التجرد من انانيتها وتعصبها الطائفي ومن توحيد الخطاب السياسي والقومي لأبناء شعبنا بل كانت السبب الرئيسي في ما آلت اليه العلاقة بين المكونات الثلاثة " الكلدان والسريان والاشوريين " فبعد عشرون سنة أي منذ 1991م والاشوريون متمثلون بالحركة الديمقراطية الاشورية  " زوعا " متسيدة على ساحة شعبنا ، فماذا كانت النتيجة ، من ينكر ان أي من ابناء شعبنا قبل ذلك التاريخ لم يكن يفرق بين الكلداني والسرياني والاشوري الى أن ظهر زوعا على الساحة وبدأت الأنانية والتعصب الطائفي الاشوري تفعل فعلتها الفتنوية والتحريضية بحيث بدأت العلاقة ليس فقط بين المكونات الثلاثة بل وبين افراد المكون الواحد تسير من السيء الى الأسوأ ، وبتفريخ الأحزاب والتنظيمات الاشورية الأخرى التي لا يمكن حصرها على كثرتها سارت تلك العلاقة من الأسوأ الى الأكثر سوءآ ولا زلنا نسير في ذلك الانحدار والاخوة الاشوريون متشبثون بنهجهم الطائفي وبخطابهم القومي العنصري ، لذلك لم يعد بمقدور الكلدانيين ان يقفوا متفرجين وحقوقهم تسلب باسم المسيحية وهويتهم القومية تستباح باسم الوحدة  القومية الاحتوائية المخادعة ووصل الأمر عند البعض منهم ومن ازلامهم بأن تطاولوا على المعتقدات والرموز الكلدانية  ، فكفى والف نعم لترتيب البيت الكلداني ولمؤتمر النهضة الكلدانية الذي هو أمل الأمة القادم ان شاء الرب .
 الف مبروك للشعب الكلداني بكافة طوائفه ومذاهبه ومسمياته على انعقاد مؤتمره التاريخي الأول
تحية للمؤتمرين في مؤتمر النهضة الكلداني وتمنياتنا لهم بالتوفيق وان تكلل أعمال مؤتمرهم بالنجاح لِما هو خير امتنا وشعبنا
تحية لمن عمل وساهم على عقد وانجاح هذا المؤتمر
والف مبروك سلفآ للجميع
المجد والخلود لشهداء امتنا الكلدانية

منصور توما ياقو
1 نيسان 2011م


 


3
 ما يقارب من 2550 سنة مضت أي منذ سقوط آخر حكم وطني عراقي المتمثل بالدولة الكلدانية البابلية على يد الملك الاخميني كورش عام 539 ق . م والاحتلالات الاجنبية المختلفة التي تعاقبت على بلاد ما بين النهرين لم تعطي للشعب الرافديني الكلداني الأصيل فرصة للتعبير عن انفسهم وعن مصالحهم واهتماماتهم الوطنية والقومية المختلفة  ، بل والأخطر من كل ذلك هو تواصل عمليات التطهير العرقي ضد الشعب الكلداني بكافة طوائفه ومسمياته بحيث أحدثت خللآ عميقآ في البنية الديموغرافية في المجتمع الكلداني ، ففي الوقت الذي كانوا يشكلون الاغلبية العظمى قبل الغزو الاخميني المذكور بدأ عددهم يتضاءل مع كل غزوة واضطهاد الى أن  أصبحوا اليوم اقلية مهمشة سواء من قبل حكومة المركز او حكومة اقليم كوردستان .
ان عظمة الشعب الكلداني الذي بنى الجنائن المعلقة التي تعد من عجائب الدنيا السبع وايجادهم للنظريات الهندسية والأنظمة الحسابية والادارية والتشريعية ومعرفتهم للأسرار الفلكية والكونية والطبيعية وغيرها من العلوم التي ساهمت في اثراء الحضارة الانسانية والفكر الانساني بابداعاتهم ومهاراتهم وافكارهم التي لا تعد ولا تحصى تكمن في الأمور التالية :-
1- الهوية ، رغم ان الهوية القومية الكلدانية متأصلة في نفوس وقلوب الكلدانيين وان صفحات التاريخ مضاءة بأحرفها المجيدة منذ بدايات ظهور البشرية ، فمثلآ الكتاب المقدس الذي يعد اسمى واصدق الكتب المدونة قد نقل عنوان هويتهم ودلالاتها القومية بكل صدق وأمانة فمثلآ في سفر حبقوق 1-6 يقول الوحي الإلهي " فهانذا مقيم الكلدانيين الأمة ...) وفي سفر يهوديت 5-6 يعيد الوحي ويؤكد على الهوية القومية الكلدانية ويصف نسلهم بالشعب حيث نقرأ " ان اولئك الشعب هم من نسل الكلدانيين " ، ومن العهد الجديد وتحديدآ في اعمال الرسل 7-4 ذكر الكلدانيين بتسميتهم الصريحة هذه ، واذا كان هناك من لا تروق له شهادة الكتاب المقدس فهناك ما لا يعد ولا يحصى من الأدلة والشواهد التاريخية  التي تؤكد على ثبات واصالة التسمية الكلدانية كما وردت تسميتها في حوليات ملوك اشور التي تحدثت عن شعب اسمه الكلدان وعن بلادهم التي اسموها بلاد الكلدان تارة وكلديا  تارة اخرى واذا كان هناك ايضآ من لا تروق له اعترافات ملوك اشور فلدينا الدليل المادي الدال على افتخار سلسلة البطاركة الشمعونيين النسطوريين الذي توارثوا الكرسي البطريركي لمئات السنين بهويتهم الكلدانية  وبنسبهم الكلداني وذلك من خلال استخدامهم للختم الرسمي للكرسي البطريركي المكتوب عليه " محيلا شمعون بطريركا دكلدايي" والتي تعني الضعيف شمعون بطريرك الكلدانيين ، قبل ان اتطرق الى شهادة الأحجار والألواح الأثرية التي تشهد وتبرز استخدام الكلدانيين لهويتهم القومية  منذ القِدم أود ان اوضح بأن كلمة الجاهل التي تنعت بها الاخرين ليست شتيمة او التقليل من شأنهم لأن صفة الجهل بالأشياء موجودة عند كل البشر ، وليس هناك انسان واحد ليس جاهل في أمر ما ، فمن هذا المنطلق نقتبس ما ورد على لوحين اثريين  من بين عدة ألواح اثرية ذكرها السيد وسام كاكو في مقالة ردآ على أحد الجهلاء بالتاريخ حينما صرح في  محاضرة له في 6  شباط 2006م في مدينة سان دييكو الامريكية بأنه " لا يوجد حجر واحد في بابل كُتب عليه عن الكلدان ، ما عدا التوراة فقط ..." ( الرابط ادناه )
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=38714.0
وما نقتبسه من تلك المقالة الآتي : -
(( ... نعم توجد أحجار وليس حجر واحد وفيما يلي بعضها والتي ذُكرت في كتاب
The Early Neo-Babylonian, Governor’s Archive from Nippur
الذي كتبه ستيفن كول وطبعته جامعة شيكاغو عام 1996
في خريف عام 1973 عثرت بعثة الإستكشاف التابعة لمعهد الدراسات الشرقية في جامعة شيكاغو، في منطقة نيبور على  لوحاً يعود تاريخها الى 755-732 سنة قبل الميلاد وسنُقدم صوراً لبعض منها مع خلاصة لما ورد فيها : 128  

1. اللوح رقم (1) وفيه رسالة أرسلت من (كادورو) الى (نابوناسر) وفيها إشارة الى هجرة مجموعة كبيرة من الأتباع، ويذكر ايضاً إحتمالية التحالف مع نابوناسر وفيها يطلب توفير بعض المواد الغذائية في بيت ( آليلومار ) . يُخبر عن فشله في إيجاد الصوف الأزرق والبنفسجي في بلاد الكلدان (كالديا)، يُطالب المُرسل اليه بإرسال الصوف الخاص به لغرض نسجه .
  
 ][url=http://www.0zz0.com][/url]
2.  اللوح رقم (21) وفيه رسالة أرسلت من (باهيانو) الى (اللورد أو السيد) وفيها تساؤل عن أخبار الرحلة الوشيكة التي يقوم بها (موكين زيري) وعن أخبار بلاد الكلدان. يذكر فيها شكوى عن دُفعة الفضة، يطلب من المُرسل اليه تزويده بقراره حول الموضوع .
 
][url=http://www.0zz0.com][/url]
)) انتهى الاقتباس .
إذآ الهوية القومية الكلدانية كانت حاضرة وراسخة ليس فقط في وجدان ابناءها بل وفي علم ومخاطبات الاخرين ايضآ ،وهذا ما تؤكده الأحجار والألواح الأثرية أما أن يأتي اليوم نفر ضال ومعاند ويكذب الكتب المقدسة والأحجار والألواح الأثرية والشواهد التاريخية وأقوال المؤرخين التي لا يمكن حصرها فهذا شأنه بل هو الجهل المركب بعينه .
2-الإرادة والتصميم ، لا يوجد شعب في التاريخ متمسك ولا يزال بهويته القومية مثل الشعب الكلداني إذا أخذنا في الاعتبار طبيعة الحروب المدمرة التي تعرض لها وحجم الممارسات الوحشية والقذرة التي مورست ضده لكنه وبفضل اصالته وعراقته تمكن من الحفاظ على هويته القومية الكلدانية وحماية تراثه وحضارته وقيمه الدينية والانسانية على امتداد تواجده التاريخي الذي يمتد الى بداياته، وها هو مؤتمر النهضة الكلدانية الذي ينعقد في مدينة سانتياغو للفترة من 30آذار لغاية 1 نيسان 2011م قد انعقد رغمآ عن الحاقدين وذيولهم التابعين المعتاشين على فتات موائد اعداء هويتهم الكلدانية كما ويحضرمؤتمر النهضة الكلدانية صفوة مباركة من ابناء امتنا الكلدانية الذين استلهموا روح التضحية من اجدادهم الأبطال وكلهم عزم واصرار على المضي قدمآ لاستنهاض همم ابناء أمتنا الكلدانية لتحرير الإرادة الكلدانية المكبلة بقيود الممارسات العنصرية والعدوانية التي يمارسها ادوات وقادة الصدفة الطائفيين المستقوين بأموال وقوة الاحزاب الحاكمة .
3- حرية الاختيار والانتماء ، تجنبآ للإطالة سوف اعرض ثلاثة امثلة من التاريخ القديم والأوسط والحديث التي تثبت وتؤكد بأن اصالة الشعب الكلداني تكمن في كونه لا يختار غير الانتماء الى أمته الكلدانية ولا يختار غير الكلدانية كعنوان لهويته القومية ، فإذا ما تتبعنا التاريخ رجوعآ الى الوراء الى بدايات التاريخ المدون في بلاد ما بين النهرين حيث لم تكن بعد هناك تسميات لشعوب وامم عدا السومريين نسبة الى مدينة سومر او الأقليم الذي استوطنوه في جنوب العراق الحالي والأكديين نسبة الى مدينة أكد أما التسمية العرقية الوحيدة المستخدمة بين كل التسميات في بلاد الرافدين قديمآ فكانت الكلدانية ، ولا اعتقد هناك انتماء حر للأمة واختيار حر للهوية القومية اكبر من اختيار امبراطور منتصر وهو في قمة نشوته وجبروته وابتهاجه بالانتصارات التي حققها ان يفصح عن اسم امبراطوريته كما فعل الامبراطور الكلداني سرجون الأكدي بعد ان وحد كل بلاد الكلدان واخضعها لسيطرته فسمى امبراطوريته بالإمبراطورية الكلدانية العظيمة ، وقد سار على خطاه ما لا يعد ولا يحصى من الكلدانيين الغيارى مثل المؤرخ الكلداني برحوشا (بيروسس) والقادة العظام ، نبوخذ نصر ، نبوبلاصر، مردوخ أبلا أدينا ، وإذ نترك التاريخ القديم لننتقل الى اجواء موقف يستحق الاعجاب والافتخار ، حيث في عام 1445م أعلن المطران طيمثاوس الذي كان يشغل منصب رئيس اساقفة ترشيش ومطران الجالية الكلدانية التي كانت في قبرص بكل صراحة ان الكلدانية هي عنوان هويته وهوية رعيته القومية إذ قال في طلب الاتحاد الايماني الكاثوليكي مع الكرسي الرسولي في روما النص التالي ، ( أنا طيمثاوس رئيس أساقفة ترشيش على الكلدان ومطران الذين في قبرص منهم ... الخ ) ، فبعد ان أقدم المطران طيمثاوس على تعريف هويته والهوية القومية الكلدانية للذين في معيته أعلن صيغة ايمانه الكاثوليكي عندها وبناءآ على ما جاء في اعلان المطران طيمثاوس اصدر البابا اوجين الرابع بتاريخ 7/8/1945 م المرسوم البابوي الآتي " وطيمثاوس ذاته ، حظر أمامنا في المجمع اللاتيراني المسكوني وفي جلسته العامة ، اعلن باحترام وتقوى صيغة  إيمانه وتعليمه ، اولآ بلغته الكلدانية ...الخ )، هكذا نجد عبر كل حلقة من الحلقات التاريخية وعلى امتداد الزمن تأكيدات صريحة من الكلدانيين بأن انتماءهم القومي هو الكلداني فقط ثم فقط .
تواصلآ مع كل ما تقدم ، يأتي انعقاد المؤتمر القومي الكلداني العام تحت شعار " النهضة الكلدانية " ليؤكد مرة اخرى ان الهوية القومية الكلدانية هي الثابت الأبدي الذي له قدسيته ويعتبر خطآ احمرآ لا يمكن التساهل فيه او القبول بتجاوزه او المساس به ، لأن الكلدانية ليست قرارآ اتخذناه ليلصقوا بها ما يشاءون من تسميات او ليحذفوا منها ما يشاءون من حروف ، بل انها تسير في عروقنا وهي اصالتنا وتاريخنا وانتمائنا وعنوان هويتنا القومية ، هذه هي كلدانيتنا وهذه هي ارادتنا الحرة ومؤتمر النهضة الكلدانية جاء ليؤكد هذه الارادة الأصيلة والمؤتمرون عاقدون العزم على استنهاض همم الكلدانيين للعمل على استعادة دورهم وحقوقهم ومكانتهم التي صودرت من قبل بعض ازلام الاحزاب الحاكمة هنا وهناك ، لذلك نعتقد انه من الضروري ان يتضمن البيان الختامي للمؤتمر الامور التالية :-
1-  التأكيد على استقلالية التسمية الكلدانية كعنوان للهوية القومية لشعبنا الكلداني ، وعليه يجب اعلام  الرئاسات الثلاث في المركز والاقليم " الرئاسة والوزراء والنواب " على هذه الارادة الكلدانية .
2- تفعيل بيان مجمع اساقفة الكنيسة الكلدانية الذي تم اصداره في ايار 2009 م بخصوص ادراج الكلدان كقومية مستقلة في دستور اقليم كوردستان كما هو الحال في الدستور العراقي الدائم .
3- مفاتحة الرئاسات الثلاثة في اقليم كوردستان على تصحيح المغالطة التاريخية التي أُقحمت عنوة في دستور الأقليم وتحديدآ في المادة الخامسة التي حرفت التسمية الكلدانية عن مدلولها القومي الخاص بالكلدانيين وجعلها ضمن تسمية قطارية لا مثيل لها في كل تسميات الأمم المتحضرة والبدائية ،فيجب مطالبة السلطات المذكورة لإعادة تلك المادة الى صيغتها الأصلية والتي كانت " يتكون شعب اقليم كوردستان من الكورد ، التركمان ، العرب ، الكلدان والسريان والاشوريين ، الأرمن وغيرهم ممن هم مواطني اقليم كوردستان " .
4-  المطالبة بتخصيص كوتا خاصة بشعبنا الكلداني في البرلمانين العراقي والكوردستاني .
5- التأكيد على عدم الائتلاف او التحالف مع اية مؤسسة أو كيان سياسي مهما كان انتماءه القومي او الديني لا يحترم او يعترف بالهوية القومية الكلدانية للشعب الكلداني .
6- حث كافة المؤسسات والمنظمات الكلدانية في العالم بتبني العَلم القومي الكلداني ذو النجمة الثمانية .
7- رفض اي كيان مناطقي يقترح انشاءه في المناطق المتنازع عليها سواء كان ذلك الكيان تحت التسمية الدينية المسيحية او ان تستخدم التسمية الكلدانية كغطاء لتمريره .
9- التوصية بانشاء متحف و نصب تذكاري تكريمآ لشهداء الكلدان ، واقترح ان يقيما في قرية صوريا وعلى نفس المكان الذي ارتوى من دماء شهداء الكلدان .
نعم ، بانعقاد المؤتمر القومي الكلداني الأول إزداد يقيني بأن العزم وشعلة الاصالة والنقاء لا زالت متقدة في عقول ونفوس ابناء أمتنا الكلدانية عمومآ ومنهم الغيارى المجتمعون في مؤتمر النهضة الكلدانية الذين نذروا أنفسهم واموالهم واوقاتهم وطاقاتهم دفاعآ عن الحقوق والمستحقات الكلدانية الوطنية والقومية وللمحافظة على الهوية القومية الكلدانية المستقلة والاصرار على استقلالية الإرادة الكلدانية ورفض محاولات الوصايا والاحتواء والتدخل في شؤون الكلدانيين من قبل ازلام السلطة او غيرهم ممن لا يؤمنون بالهوية القومية الكلدانية ، فحقآ المجتمعون في مؤتمر النهضة الكلدانية يستحقون ان يكونوا قدوتنا وان يكونوا ممثلين جديرين لأبناء وبنات امتهم الكلدانية ، ويستحقون كل الحب والود والشكر لِما يقدمونه ويبذلونه في سبيل الأمة ، ويستحقون ان يفيض القلم إعجابآ بمواقفهم القومية المبدئية التي لا تقبل بيع أو مقايضة المباديء والإنتماء الأصيل ببضعة دولارات او بمنصب ذليل كما فعل البعض الذي سار على مثال يهوذا الاسخريوطي الذي باع سيده بثلاثين من الفضة .
الف مبروك لشعبنا الكلداني بكافة تسمياته على انعقاد مؤتمر النهضة الكلدانية
وسجل يا تاريخ بحروف من الذهب ، انه المؤتمر القومي الكلداني الأول
والمجد والخلود لشهداء الكلدان الأبرار

منصور توما ياقو
25 آذار 2011


4

"يأتونكم بثياب الحملان وهم من الداخل ذئاب خاطفة " ( متى 7-5)

جورج ايشو الشماس في الكنيسة الاشورية القديمة كان قد كتب مقالة بعنوان " رسالة عتاب الى كنيسة المشرق الاشورية  " ( الرابط الأول ) والتي ارتكزت على ثلاثة محاور رئيسية وهي :-
1- المحور الأول وبكل أسف  يتساءل عن اسباب عدم وجود أية مبادرة ايجابية  من قبل كنيسة المشرق الاشورية التي يترأسها البطريرك مار دنخا الرابع بخصوص الجهود المبذولة لتوحيد الكنائس الأربعة  " الكلدانية والآشوريتين والسريانية " .
2- المحور الثاني ، يعاتب فيها نيافة المطران مار يوخنا يوسف أسقف كنبسة المشرق الاشورية في الهند الذي لم يقم بزيارة غبطة البطريرك مار أدي الثاني بطريرك الكنيسة الشرقية القديمة اثناء تواجده في مدينة بغداد .
3- المحور الثالث المقزز والمستفز الذي كان الدافع الرئيسي لكتابة هذا المقال والذي فيه يصف الإيمان الكاثوليكي الذي يتبعه الكلدانيين بكونه مجرد طقوس كنسية ولا علاقة له بالإيمان القويم !!!، ورغم ان تلك العبارة قد مّرت مرور الكرام ولم يتوقف عندها  أو يرد عليها أحد ، ورغم ان السيد المشرف قد دفع بتلك المقالة الى الواجهة الرئيسية لأن المستهدفون هم الكلدانيين وليس بذات أهمية إذا طعنوا في إيمانهم أو في قوميتهم ولكن إذا تجرأ أحد من اولئك الكلدانيين وأن مس الصنم آشور بأية كلمة أو عبارة تؤكد وثنيته عندها  يلجأ السيد المشرف الى استخدام مقصه لتطبيق كافة مواد قوانين الطواريء التي تمنع خدش مشاعر واحاسيس المتسمين باسم ذلك الوثن .

إذا كانوا الكاثوليكيين عمومآ والكلدانيين خصوصآ قد مرروا ذلك الهراء الذي اطلقه الشماس في الكنيسة التي تعرف باسماء كثيرة مثل ( الاشورية القديمة ، المشرق القديمة ، الشرقية القديمة ، النسطورية ، الأرثوذكسية ) ولكن الشماس سامي القس شمعون في كنيسة المشرق الآشورية التي يترأسها البطريرك مار دنخا الرابع لم يسمح أن يمر المحورين الأول والثاني مرور الكرام بل رد على رسالة العتاب المذكورة بمقالة عنوانها " الوحدة المسيحية ليست صياغة وجوه في البخار ، رد على الشماس جورج ايشو " ( الرابط الثاني ) حيث دافع عن مواقف الكنيسة التي ينتمي اليها والأمانة تتطلب أن نذكر بأنه قد رد على الكلام الفارغ الذي اطلقه الشماس جورج ايشو حول الإيمان الكاثوليكي ، إذ قال في معرض رده على ذلك الهراء التافه بقوله ( خامسآ : ارى انك تناقض نفسك بوصفك الكنيسة الكلدانية بانها ( تعكس الطقوس الكنسية فقط ولا علاقة لها بالإيمان القويم ) ، اليس هذا الكلام هو قمة التعصب الكنسي الذي يتأتى من العزلة في البرج العاجي ، واستصغارآ واتهامآ لإيمان الكنيسة الكلدانية ؟ ...  " . لكن وبدلآ من أن يعود الى رشده وان ينزل من البرج الذي يتخيل بأنه عالي جدآ وان يعترف بالخطأ الذي اقترفه في سمعة كنيسته باعتباره شماس فيها قبل أن يكون أخطأ في حق اكثر من مليار كاثوليكي من بينهم الكلدانيين الذين يؤمنون بالمذهب الكاثوليكي ، عاد الشماس جورج ايشو في معرض رده على الرد الذي كتبه الشماس سامي القس شمعون وكتب في مقالته الثانية التي جاءت بعنوان " اعتذار .. ورد على مقال الشماس سامي القس شمعون المحترم  " قوله  ( ... فهناك الاف المصادر التي تؤكد الاختلاف العقائدي والايماني بين الكنيستين ...) ، ونحن هنا لسنا ضد هذا الكلام ما دام لا يتهم عقائد وايمان الاخرين بأنها على خطأ او ليست قويمة ، ومع ذلك فقط نتسائل ، إذا كان الاختلاف بين الكنيستين " الكلدانية والاشورية " بحسب الشماس في الكنيسة الاشورية القديمة هو اختلاف عقائدي وايماني فعن أي مبادرات وحدوية يتحدث  ؟، انا شخصيآ كنت اعتقد ولا زلتُ رغم بعض الشك الذي بدأ يساورني بعد قراءتي للمقالتين اللتين كتبهما الشماس جورج ايشو بأن الاختلافات هي فقط في الطقوس والشعائر والعادات وحول المناصب والسيادات ، ولكن يبدو اننا امام معضلة لا تقل عن معضلة الوحدة القومية التي يتاجرون بها .
 ثم يستطرد قائلآ ( ... فهل تهاجمني لأني اقول الحق وأقارن بحسب دراستي ورؤيتي المتواضعة للموضوع بين ايماني كنيسة المشرق ( الأرثوذكسي ) وبين الكنيسة الكلدانية الكاثوليكي ؟ وعلاوة على هذا وذاك ، المجمع المقدس لكنيسة المشرق الاشورية نفسه فرق بين ايمان كنيسة المشرق وبين ايمان الكنيسة الكلدانية ، وذلك في كلمة قداسة ابينا مار دنخا ...) .
وتعليقي على هذه الفقرة هو قولي ، متى تخلص ايمان الشماس جورج ايشو من التسمية النسطورية المخالفة لإيمان جميع المذاهب من حيث طبيعة المسيح وتسمية لقب القديسة مريم العذراء بأم الله وتحوله الى الإيمان الأرثوذكسي ، فبالاضافة الى تحريم التعليم النسطوري  الهرطوقي من قبل المجمع المسكوني الثالث في أفسس عام 431م  أيضآ أكدته الكنيسة الأرثوذكسية القبطية بشخص رئيسها قداسة البابا شنودة الثالث بتاريخ 14/6/1997 م الذي قال ( ان الاشوريين نساطرة مائة بالمائة يقدسون نسطور . ) ، فكيف الشماس جورج ايشو يسمي ايمانه بالأرثوذكسي والأرثوذكسية نفسها ترفضهم لأنهم  يقدسون الهرطوق نسطور رغم تظاهرهم عكس ذلك في مواقف معينة ، أم انها مسألة لصق تسميات وكأن ليس للآخرين القدرة على التمييز بين الحق والباطل وبين الحقيقة والادعاءات الكاذبة ؟، فعن أي ايمان قويم يدعيه لنفسه الشماس جورج ايشو ؟.

أما عن كلمة البطريرك مار دنخا الرابع التي نوه عنها الشماس جورج ايشو والتي يبدو ان غبطته قد أكد على وجود تلك الاختلافات الجوهرية في العقيدة والايمان التي بين الإيمان الكاثوليكي والإيمان الذي يؤمن به واتباعه في كنيسة المشرق الاشورية ، فإذا كان هذا القول صحيحآ ، عندها تكون كل المبادرات من اجل توحيد كنائس المشرق هي بلا معنى ولا قيمة لها ، لأن الوحدة تتحقق عندما يكون هناك التقاء في الجوهر واختلاف في الشكليات ، لكن عندما يكون العكس ، أي اختلاف في الجوهر ( العقيدة والايمان ) عندها يمكن ان تتحقق تفاهمات واتفاقات وتحالفات مع احتفاظ كل طرف بمعتقداته وإيمانه ، فإذا كانت الكنيستين الاشوريتين ( المشرق الاشورية على لسان رئيسها البطريرك مار دنخا الرابع  والشرقية الاشورية على لسان شماسها جورج ايشو ) متأكدتين من وجود اختلافات عقائدية وايمانية مع الإيمان الكاثوليكي فعن أي وحدة كنسية يتحدث البعض ؟، لأنه من المستحيل على المرء ان يتنازل او ان يتجرد عن عقيدته لصالح عقيدة اخرى مخالفة لإيمانه إلا إذا كان الشخص مصابآ بمرض نفسي بحيث لا يكترث بمسألة وجوده ككيان له كرامة ومشاعر ، أم انهم يريدون وحدة كنسية شبيهة بوحدتهم القومية وبوحدتهم التسموية الفوضوية التي تهدف الى دمج هذه بتلك ولصق تلك بالأخرى وكأنهم في مسابقة من يستطيع احتواء أو الغاء الآخر متجاهلين ان للآخر ايضآ مشاعر وكرامة ومعتقدات ومباديء لها قدسيتها ومكانتها ولا يجوز لأي طفيلي أو لكائن من كان أن ينتهك حدودها ، لذلك نقول للشماس جورج ايشو ، مبروك لك ايمانك سواء كان اشوري او نسطوري او ارثوذكسي او شرقي او مشرقي ومهما يكن وهذا لا يعنينا في شيء ولكن ليس من حقك ولا هو بمستوى علمك سواء كان اللاهوتي او المعرفي وكما اعترفت انت بنفسك بأنه المتواضع أن تحكم على معتقدات وايمان الآخرين بأنه قويم او غير قويم ورحم الله امرءآ عرف قدر نفسه .

رسالة عتاب الى كنيسة المشرق الاشورية
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,446938.msg4847148.html#msg4847148
مقالة الشماس سامي القس شمعون
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,447837.0.html

منصور توما ياقو
17/Oct/2010

5
اجمل التهاني والتبريكات نزفها الى الأخت هيلدا مايكل سيبي لحصولها على شهادة الماجستير والف تهنئة الى عائلتها الكريمة وان شاءالله الدكتوراه والى المزيد من التفوق والنجاح والف مبروك .

منصور توما ياقو
13/ Oct/2010

6
كتب الأستاذ تيري بطرس مقالة بعنوان " ما لنا هو لكم وما لكم هو لنا  " وقد ذكر بأنه اختار هذا العنوان من كلمة كان نيافة المطران سرهد جمو قد القاها في محاضرة له ، وقد صدق السيد تيري عندما اعطى مفهومآ لمعنى ذلك العنوان بقوله " وهو يعني ما للكلدان هو للآشوريين وما للآشوريين هو للكلدان " ، كما انه لم يضيف شيئآ جديدآ على قناعات ومعتقدات التي لجميع ابناء شعبنا من الكلدان والسريان والآثوريين ومهما كانت توجهاتهم سواء كانت معتدلة او متعصبة ومتطرفة بأن المكونات الثلاثة  " الكلدان والسريان والاثوريين " هم شعب واحد ويمكننا القول ان هذه الحقيقة  البديهية تبرز في كتابات ومواقف الكلدانيين بصورة لا يمكن انكارها إلا مَن كان معاندآ وكاذبآ أو في قلبه مرض ، وأنا متأكد ومتيقن كل اليقين بأن نيافة المطران سرهد يوسب جمو كان ولازال مؤمنآ ويعني ما قاله في تلك الجملة التي تدل على عمق الفهم والتفكير المعبّر عن الاعتزاز بما هو للجميع الذي يجب ان يكون للجميع ومن اجل الجميع وليس أن يستحوذ عليه طرف واحد كالأناني الذي لا يرى إلا نفسه ولا يحب غير ذاته ثم يدعي بأنه هو الكل وهو يحوي الجميع ،  وبكل تأكيد ويقين اقولها ان هذا هو ايمان واعتقاد كل الكلدانيين بل واستيطع ان اضيف اليهم كل السريان ايضآ ، وما الاتهامات الباطلة التي يوجهها السيد تيري وغيره من الاشوريين للكلدانيين إلا محاولة منهم لتضليل الناس وابعادهم عن حقيقة موقفهم المتعصب الأناني والمغلق على ذواتهم لذلك تجدهم يرمون ما فيهم من عوامل التي تسبب الانقسام والكره والابتعاد عن البعض على الكلداني او السرياني الآرامي الذي يطالب بالندية والشراكة الأخوية الصادقة المبنية على احترام كيان ووجود وهوية المكونات الثلاثة من دون ان يكون هناك اصل وفرع او تعابير ساذجة ومضحكة كقولهم نحن واحد ونتخذ تسميتنا للكل لأنها تعني الكل وانها تحوي الكل ، فمن جملة اتهاماته اللاواقعية للكلدانيين قوله :-
1-  (...  يحلو لبعض الإخوة من كتاب الكلدان استعمال كلمة الهوية الكلدانية ، بمعنى هوية منفصلة ومختلفة عن الهوية الآشورية او السريانية ، ودافعهم لذلك باعتقادي هو إشاعة استعمال المصطلح ( الهوية الكلدانية ) لكي تصبح حقيقة واقعة ومنفصلة ومختلفة عى الآشورية وسريانية .) ويستطرد قائلآ ( ... وإن الإصرار على فصل هذه الحالة هو الإصرار على التقسيم والتشرذم وهو ليس في صالح اي من الأطراف المتسمية بالأسماء الثلاثة. لا بل ان الإصرار على تقسيم الحالة يدخل في باب العمل من أجل أهداف غريبة يجب العمل على إيقاف هذا العمل ووصمه بعبارة الخيانة القومية ولا يمكن إلا أن يكون كذلك .) . انتهى الاقتباس

وهنا ندعو كل صاحب ضمير حي من ابناء شعبنا وبغض النظر عن قناعاته واتجاهاته القومية ان يقارن بين كلامه اعلاه والكلام التالي الذي يعتبره هو موقف كل الآشوريين من هذه الحالة ومن ثم ليحكم اصحاب الضمير الحي على مَن هو الذي يصر على فرض هويته على المكونَين الآخرَين ومَن الذي يستحق ان يوصم بعار الخيانة ، حيث يقول ( ... الآشورية خصمت المسألة وعرفت الآشوري انه كل من يتكلم السورث ويؤمن باشوريته ، اي انها ( الآشورية ) وسعت مدلول الانتماء القومي باللغة وضيقته بالإيمان . ..)، أليس هذا الكلام هو استعمال الهوية الآشورية بشكل منفصل عن الهويتين الكلدانية والسريانية ، اين نجد كلمتي الكلدانية والسريانية في هذا التعريف الخاص بالمدلول القومي الآشوري ، أم انهم سيعودون الى المسألة الخيالية المضحكة بأن هذه  تعني وتحتوي تلك  ؟، أليس فصل الهوية الاشورية عن الهويتين الكلدانية والسريانية في هذا التعريف يدخل في باب العمل من اجل أهداف غريبة بحسب كلام السيد تيري نفسه وبالتالي يجب ايقاف الاشوريين  ووصمهم بالخيانة والعنصرية ؟، لماذا يحللون على انفسهم ما يحرمونه على الكلدانيين والسريان ، لماذا الذي يؤمن بآشوريته يعطوه الحق بأن يحمل الهوية الاشورية لمفردها ويضموه الى خانة المدلول القومي الاشوري وبالطبع يعتبرونه وحدوي لحد العظم ، بينما إذا الكلداني أو السرياني الذي يفتخر ويؤمن بكلدانيته أو بسريانته يسلبوه الحق بأن يحمل الهوية الكلدانية أو السريانية وإذا أبى أن ينسلخ من أصله ومن معتقداته عندها يعتبرونه انفصالي ومجزأ ومقسم الأمة وغيرها من المفردات التي تثير السخرية ، اليس هذا السلوك العنصري الأناني المعوج هو النفاق بعينه ؟.

رغم ليس لي علاقة بأحلام وتخيلات الآشوريين حول مَن هو آشوري لكن ما ورد في تعريف الاشوري الذي قدمه السيد تيري والذي هو ( ... الآشوري انه كل من يتكلم السورث ويؤمن بآشوريته ... ) ، جعلني اتساءل ، ماذا عن ابناء شعبنا الذين لا يتكلمون السورث ، هل المدلول القومي الآشوري بحسب التعريف المذكور يعتبرهم مطرودين تلقائيآ من حضيرتهم ؟، وايضآ نقرأ في التعريف المذكور بأن الاشورية وسعت مدلول الانتماء القومي باللغة ، لم اكن اعرف ان الانتماء القومي يمكن توسيعه وتضييقه بحيث يمكن اضافة مجموعة اخرى الى الحضيرة القومية او ربما الاستغناء عن انتماءات البعض الآخر ، وبما ان الاشورية قد وسعت مدلولها القومي فلماذا لم توسعه لأقصى مداه ليدخله كل من كان يسكن داخل حدود الامبراطورية الاشورية المنقرضة ، لماذا لم يشمل ذلك التوسيع الجغرافية والتاريخ وشكل الأنف وطول القامة وانتفاخ البطن ( الكرش ) لكي تتوسع الاشورية وتتمكن من احتواء كل البشرية ، أما تضييق المدلول القومي بالنسبة للإيمان بحسب التعريف المذكور نقول ، ما علاقة الايمان بالانتماء القومي ، ألا يجوز ان يكون الانسان متدينآ وقوميآ لحد النخاع في نفس الوقت أو أن يكون متبرئآ من كل الأديان وقوميآ في ذات الوقت ؟، وما علاقة السورث بالاشورية ، هل لغة الاشوريين القدماء كانت السورث التي نتكلمها أم ان حروفهم كانت الألب بيث التي نقرأها ونكتبها اليوم لكي تربط الناطقين بها بالآشورية ؟ ، والشيء الذي لم افهمه هو قوله ( ... اي انها ( الاشورية ) وسعت مدلول الانتماء القومي باللغة وضيقته بالإيمان ...)، كيف وسعت مدلول الانتماء القومي باللغة في الوقت الذي حصرته في السورث فقط بحسب التعريف المذكور وكيف ضيقت مدلول الانتماء القومي بالإيمان في الوقت الذي لم يُحصر هذا الانتماء بأي دين او مذهب ، اعتقد وبحسب التعريف المذكور هو عكس ما ذهب اليه السيد تيري ، إذ تم تضييق مدلول الانتماء القومي بحصره في السورث فقط بينما تم توسيعه بالإيمان أي جعله مفتوحآ لعدم حَصره بأي دين أو مذهب .

  مرة اخرى نسأل السيد تيري ، لماذا اكتفيت بذكر الهوية الاشورية في تحديد الانتماء القومي الاشوري وتعمدت على تغييب ذكر الكلدانية والسريانية في ذلك التعريف ،  أليس هذا فصل للهوية الاشورية عن الهويتين الآخرتين ، ففي هذه الحالة ألا ينطبق على الآشوريين قول رب المجد السيد المسيح  " لماذا تنظر القذى الذي في عين اخيك واما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها .) لوقا 6 – 42  ، وألا ينطبق عليهم أيضآ قوله المبارك ( يا مراءي أخرج أوّلآ الخشبة من عينك وحينئذ تنظر  كيف تخرج القذى من عين أخيك )  متى 7-5 .
 وأسأل كل من له ضمير حي ، ايهما اكثر اخلاصآ ونزاهة واكثر واقعيآ وموضوعيآ ، الذي  يتعامل مع الواقع بروح ايجابية متفائلة أم الذي يعاند ويفرض موروثاته الطائفية والقبلية على الاخرين ، نعم نحن الكلدانيين نؤمن بأن المكونات الثلاثة  ( الكلدان والاثوريين والسريان الاراميين ) هم أمة واحدة وهي الأمة الكلدانية وهم شعب واحد وهو الشعب الكلداني وهم قومية واحدة وهي القومية الكلدانية ، هذا هو ايماننا واعتقادنا ولكن ، هل الواقع الشعبي للمكونات الثلاثة يسمح بتجسيد هذا الايمان او الاعتقاد على أرض الواقع ؟، بالتأكيد كلا ، لذلك نحتفظ بما نؤمن به لأنفسنا ونتعامل مع المكونين الآخرين بما يفرضه علينا الواقع وليس بما نتمناه او نتخيله ، لأن المكون الآشوري ايضآ يؤمن ويعتقد كذلك بالنسبة لآشوريته وكذلك المكون السرياني الآرامي بالنسبة لتسميته او هويته ، ولا سبيل لزحزحة أي طرف لكي يتنازل عن هويته لأي من الطرفين الآخرين ، فعلى سبيل المثال ، نستطيع ان نأخذ السيد تيري بطرس كنموذج يمثل كل الآشوريين لكونه عمل لأكثر من ثلاثة عقود في الحزب الوطني الآشوري وبالاضافة الى كونه سياسيآ فإنه يعتبر من المفكرين والكتاب الآشوريين الذين لهم اعتبارهم ووزنهم واحترامهم ، والسؤال الذي نود ان نوجهه الى السيد تيري بطرس الحريص جدآ جدآ على وحدة شعبنا هو ، هل بإمكانه ان يعترف بأن التسميات الثلاثة " الكلدانية والسريانية والاشورية " هي تسميات قومية أي كما  الاشورية هي تسمية قومية بحسب اعتقاده كذلك تكون الكلدانية تسمية قومية وايضآ السريانية هي الأخرى تسمية قومية على اعتبار انه لا يفرق بين التسميات الثلاثة ، هذا هو المحك الذي سيكشف لنا مدى امانتهم و مصداقيتهم في ما يكتبون ويصرحون به عن التسميات الثلاثة .

أما بالنسبة لنا نحن الكلدانيين ، ليس لنا اهداف وغايات سيئة و مبطنة لكي نلجأ الى اسلوب التقية أوالمراوغة لتضليل المكون الآشوري او السرياني الآرامي ، بل نحن صادقين مع انفسنا وصادقين مع الآشوريين ومع السريان الآراميين وصادقين في كتاباتنا وصادقين في اعتزازنا واحترامنا للتسميات الثلاثة من دون فرض احداها على الأخرى أي اننا صادقين قولآ وعملآ ولا نخجل من واقعنا بل نتعامل معه كما هو وليس كما نتخيله فعندما نقول نحن شعب واحد وثلاثة قوميات هذا هو الواقع الذي لا نتمناه ولكنه الواقع الذي يجب ان نعيشه وان نتعامل معه بروح الأخوة التي تجمع وليس بروح الأنانية الفردية التي تفرق ، وكل من يقول عن وضعنا الحالي بأننا أمة واحدة وقومية واحدة لا يخرج من احد الاحتمالين ، إما انه عنصري واناني أو انه كاذب ومنافق ، واليكم الدليل ، فإذا قالها الآشوري فإنه يالتأكيد يعني الأمة الاشورية والقومية الآشورية كما سبق وأن قرأناها في تعريف مَن هو الآشوري بحسب المدلول القومي الآشوري الذي قدمه لنا السيد تيري في اعلاه ، علمآ ان السيد تيري بطرس محسوب عند البعض على صنف الاشوريين المعتدلين فما بالكم بالمتشددين منهم ،  وإذا قالها الكلداني فإنه من دون أي شك يعني الأمة الكلدانية والقومية الكلدانية ، كذلك إذا قالها السرياني فإنه يعني الأمة السريانية والقومية السريانية ، لأنه من المستحيل ان يقولها السيد تيري بطرس ( كنموذج آشوري ) وهو يعني بها الأمة الكلدانية والقومية الكلدانية او الأمة السريانية والقومية  السريانية ، كذلك من المستحيل ان يقولها منصور توما ( كنموذج كلداني ) وهو يعني بها الأمة الاشورية والقومية الآشورية  أو الأمة السريانية والقومية السريانية ، وايضآ من المستحيل أن يقولها مثلآ السيد س (كنموذج سرياني آرامي ) وهو يعني بها الأمة الكلدانية والقومية الكلدانية او الامة الاشورية والقومية الاشورية ، أليست المواقف الثلاثة اعلاه تجسد السلوك العنصري الأناني لكل نموذج من النماذج الثلاثة المذكورة ، إذا لم يكن كذلك ، فما هو تعريف العنصرية وكيف تكون الأنانية .، أما سبب وصفنا من يدعي في ظل واقعنا الحالي بأننا أمة واحدة وقومية واحدة بأنه  كاذب ومنافق لأن اكثر المتباكين على وحدة شعبنا والمدعين اعتزازهم واحترامهم للتسميات الثلاثة من دون تفريق او تمييز فإنهم يكتبون او يذكرون تلك العبارة من دون ان يفصحوا عن اسم تلك الأمة والقومية الواحدة أي انهم يكتبون ( اننا امة واحدة وشعب واحد وقومية واحدة ، سد القوس ) نقطة . رأس السطر والمعنى في قلب الكاتب .

أليس مَن يسعى الى تناول او كتابة مثل هكذا خطاب مبهم وتعميمي الى درجة انه يبدو بلا معنى انما يوحي ايضآ بأن قائله او كاتبه يمارس كذبآ ونفاقآ سياسيآ لتضليل الآخرين ، وإلا لماذا لا يذكرون اسم قوميتنا إذا كنا فعلآ قومية واحدة ؟، وأنا شخصيآ سأرفع القبعة وانحني احترامآ لكل من يدعي بأننا أمة واحدة وقومية واحدة إذا تجرأ وكتب اسم قوميتنا الواحدة من دون تفريق او تمييز بين التسميات الثلاثة التي لمكونات شعبنا والتي هي الكلدانية والسريانية والاشورية .
ربما سينبري أحد المخدوعين ويقول ان التسمية القطارية المركبة هي التسمية الموحدة التي لا تفرق أو تميز بين التسميات الثلاثة ، وجوابنا له هو ، ان التسميات المركبة والقطارية على اختلاف تشكيلاتها وصيغها وباعتراف اصحابها وعرابها هي تسميات مؤقتة وليست تسميات قومية ، وهي تسميات تستخدم لتحقيق غايات سياسية وحزبية وطائفية محددة وينتهي مفعولها بانتهاء الحاجة لها ، مثلآ السيد يونادم كنا يستخدمها في الاعلام وفي الخطاب السياسي وعند الحاجة الى اصوات انتخابية ولكن عندما يصل الأمر الى تحديد التسمية القومية او وضع تسمية للأمة عندها يضع تلك التسميات المركبة والقطارية الى جنب لأن لم يعد لها أي استخدام أو مفعول فيتخذ من تسميته الاشورية المنفردة عنوانآ منفصلآ ومنفردآ للأمة وللقومية التي يتخذها كعنوان لهويته القومية وهذا ما يفعله ايضآ السيد تيري بطرس والسيد سركيس آغاجان والسيد نمرود بيتو والسيد روميو هكاري والى آخر من يدعي الوحدة قولآ ويخالفها عملآ .

نعم نحن شعب واحد لكن  للأسف ونحن ندعي بأن تاريخنا يمتد لآلاف السنين إلا اننا لم نتفق على تسمية شعبنا باسم سهل ومعبّر عن كياننا بعيدآ عن مؤامرات قادة الصدفة الطائفيين المتحكمين في مصير شعبنا ، نعيدها ونكررها للمرة الألف بأننا شعب واحد ولكن هذا الشعب الواحد الذي جعلناه مجهول الهوية يتكون من ثلاثة قوميات الأولى هي القومية الكلدانية والثانية هي القومية السريانية والثالثة هي القومية الآشورية  ، ولكل من تلك القوميات المذكورة احزابها ومجالسها وحركاتها التي لها فرسانها وجماهيرها الغفيرة هذا هو الواقع ومن ادعى غير هذا فإنه إما هو من الذين تتطلب اجندتهم السياسية والحزبية والطائفية اثارة الخلافات وخلق الفتن بين مكونات شعبنا ليتمكنوا من تحقيق تلك الغايات والأجندة أو انه يعيش في جمهورية افلاطون المثالية التي لا وجود لها إلا في تخيلات اناس مثل اولئك الذين يكتبون نحن أمة واحدة وقومية واحدة لكن لشدة اعجابهم وهيامهم بتلك الجمهورية الخيالية نسوا أن يكتبوا اسم تلك القومية المبتلية بالمخدوعين وبتجار الشعارات والادعاءات الفارغة .

منصور توما ياقو
9/Oct/2010

7

في البدء يؤسفني أن أقيم مقارنة بين وضع الأقليات في حكومة وبرلمان ( المجلس الوطني ) في النظام السابق وبين وضع الكلدانيين المحسوبين ضمن الأقليات القومية العراقية في حكومة وبرلمان اقليم كوردستان ، ولكن واقع الحال لطبيعة تعامل النظامين مع الهوية القومية الكلدانية هي نفسها ، فإذا كان النظام السابق ولطبيعته الشمولية معذور في فرض تصوراته وخياراته على الآخرين من دون أن يكون للطرف الآخر حق مناقشتها او تعديلها ، و كمثال على ذلك عندما فرض على  المسيحيين من الكلدان والسريان والاثوريين أن يسجلوا القومية العربية في حقل القومية في استمارة الاحصاء السكاني لسنة 1977 م ، فرغم امتعاض الكلدانيين واعتراضهم على تجريدهم من هويتهم القومية الكلدانية وفرض عليهم غيرها لكن ذلك لم يؤدي نفعآ بسب تجاهل النظام وعدم اهتمامه لإرادة  ومشاعر الآخرين ، ولكن بماذا نصف طبيعة القرارات التي اتخذها برلمان اقليم كوردستان ( الدورة السابقة  ) عندما وافق على تغيير التسمية الكلدانية الواردة بصورة منفردة في مسودة دستور الأقليم رغمآ عن الكلدانيين وبناءآ لإرادة القيادي الآشوري في حزب الديمقراطي الكوردستاني السيد سركيس آغاجان علمآ بأنه لم يكن عضوآ في البرلمان الى تسمية لا تدل على قومية محددة بل اخترعت لتحقيق أجندة سياسية وطائفية مشبوهة بالإضافة الى كونها تسمية مركبة قطارية ركيكة المبنى وثقيلة اللفظ والتي بحق وصفها الأب ألبير أبونا في مقالته  " هويتنا القومية " ( الرابط ادناه ) بالتسمية السخيفة ؟، أليس من حقنا ألقول، إن قرار  تغيير التسمية الكلدانية تم فرضه حزبيآ ووفق اهواء شخصية على اعضاء برلمان اقليم كوردستان ( الدورة السابقة ) ، ثم ما هو وجه الاختلاف بين القرارات التي تفرضها الأنظمة الشمولية المستبدة والاجراء الذي اتخذه برلمان اقليم كوردستان ( الدورة السابقة " الدورة الانتخابية الثانية " ) والذي تم فرضه على الكلدانيين خضوعآ لإرادة شخص واحد لا علاقة له بالبرلمان بل كل ما في الأمر أنه عضو قيادي في احد الأحزاب الرئيسية في الأقليم ، أليست النتيجة هي ذاتها مع اختلاف التسميات واللاعبين ؟.

رغم  ما اصاب الكلدانيين من الإحباط وما انتابهم من مشاعر مؤلمة بسبب خضوع البرلمان الكوردستاني للإرادة الآشورية المعادية للإرادة القومية الكلدانية ، ورغم هضم حقوق الكلدانيين في تشكيلات حكومة كوردستان ، ورغم اصدار بعض الفروع الحزبية العائدة لأحد الأحزاب الكوردية الرئيسة في الأقليم تعليماتهم الى اعضائهم للإدلاء بأصواتهم الانتخابية  للحزب الآشوري المسمى بالمجلس الشعبي " الكلداني السرياني الاشوري "  لضمان فوزه أولآ ومن أجل رفع القاسم الانتخابي وابعاد أي من المرشحين الكلدان للوصول اليه ، ورغم كتابة العشرات من المقالات والرسائل والمناشدات التي وجهت الى القيادة الكوردية لانصاف الكلدانيين ووضع حد لوكيلهم المتعين على رقاب المسيحيين من التدخل في الشأن الكلداني أو وقوفه كفلتر لعدم تمرير أي استحقاق كلداني في اقليم كوردستان ، لكن وللأسف فإن تلك القيادة تجاهلت كل تلك المطاليب ولم تكلف نفسها للرد عليها او تنظم لقاء مع الكلدانيين لسماع شكاويهم ومظالمهم ، رغم كل ذلك وغيرها ما نزال نحن الكلدانيين نأمل من قيادة الأقليم ومن اعضاء برلمان الأقليم ( عدا الاشوريين الميئوس من موقفهم المعادي للهوية القومية  الكلدانية) أن يعيدوا النظر بطريقة تعاملهم مع الكلدانيين التي يجب ان تتم من خلال تعاملهم المباشر مع الأحزاب السياسية القومية  الكلدانية وليس من خلال ممثلي التنظيمين المعاديَين للثوابت القومية الكلدانية واللذين هما الحركة الديمقراطية الآشورية "زوعا " والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ، ونتمنى ان لا يكونوا المسؤولين في القيادة الكوردية قد نسوا مشاعر الألم والقهر والظلم التي عانوا منها بسبب ممارسات الأنظمة السابقة بحق الشعب الكوردي والتي بدأنا نحن الكلدان نعاني من بعض جوانبها بسبب الغبن والتهميش في حكومة وبرلمان الأقليم وايضآ بسبب عدم احترام إرادتنا في اختيار تسميتنا الكلدانية لتكون المعبّرة الوحيدة عن هويتنا القومية في دستور الأقليم .

لا نعتقد انه من مصلحة الشعب الكوردستاني ان يتم اقصاء وتهميش المكون المسيحي الرئيسي في الأقليم  الذي هو الشعب الكلداني والذي من حقه المشاركة في حكومة الأقليم او في اختيار ممثليه في برلمان الأقليم ، كما ليس من العدل أن يتم فرض جهة او شخص معادي للهوية القومية الكلدانية ليكون الوصي على الكلدانيين فهل يعقل أن يكون الجلاد هو القاضي في نفس الوقت ، لكن تبقى ثقتنا كبيرة في القيادة الكورستانية وعلى رأسها رئيس الأقليم السيد مسعود البارزاني من اجل احقاق الحق وانصاف الكلدانيين ووضع حد للممارسات التي تمارس ضد ارادتهم تحت قوة الحزب او السلطة ، كما أملنا كبير بأعضاء الدورة البرلمانية الحالية في اقليم كوردستان ان يعيدوا التسمية الكلدانية الى سابق وضعها في مسودة دستور الأقليم ، حيث كانت قد وردت في المادة الخامسة على النحو التالي ( المادة 5 : يتكون شعب اقليم كوردستان من الكورد ، التركمان ، العرب ، الكلدان والسريان والآشوريين ، الأرمن وغيرهم ممن هم من مواطني اقليم كوردستان  ) . كانت هذه هي الصيغة المعتمدة والمقبولة لحد قبل ساعة واحدة من المصادقة عليها عندما تدخل السيد سركيس آغاجان واستخدم قوة السلطة والحزب ورفع حرف الواو التي تفصل بين " الكلدان والسريان والاشوريين " رغمآ عن إرادة الكلدانيين ليجعل من تلك التسميات تسمية قطارية لا معنى لها إذ لا هي تدل على قومية محددة ولا هي تاريخية بالاضافة الى كونها تسمية ركيكة المبنى وثقيلة اللفظ لذلك لجأ الكثير بعد اعتمادها على تسمية شعبنا بالمسيحيين لصعوبة لفظ تلك التسمية القطارية الهزيلة .

بعد تواطء المؤسسات الكوردستانية وخاصة برلمان الأقليم ( الدورة السابقة) مع القوى الآشورية المعادية للهوية القومية الكلدانية ضد التسمية الكلدانية الواردة في مسودة دستور الأقليم ورغمآ عن الكلدانيين انفسهم كما ذكرنا في اعلاه نستطيع أن نقول وبكل أسف ان احد اركان حقوق الانسان او حقوق المواطنة للكلدانيين والتي هي حرية احترام هوية الآخرين في كوردستان العراق  تتعرض الى انتهاك وتبقى ناقصة الى أن يتم اعادة التسمية الكلدانية في مسودة دستور الأقليم الى صيغتها المنفردة التي كانت عليه قبل التلاعب بها رغمآ عن اصحابها الكلدانيين الى تسمية قطارية لتحقيق اجندة سياسية وطائفية مشبوهة .
لأنه لا قيمة لحياة الانسان إذا جُرِدت منه معتقداته وثوابته التي يستمد منها معنى لوجوده ، فإن جعل التسمية القومية الكلدانية لتكون اداة رخيصة لتحقيق أجندة طائفية وغايات حزبية وسياسية رخيصة تعتبر إهانة واعتداء على القيم الانسانية لذلك نطالب القيادة الكوردستانية والحكومة الكوردستانية والبرلمان الكوردستاني للعمل على الغاء قرارهم السابق بإلغاء التسمية الكلدانية الواردة بصورة منفردة في مسودة دستور الأقليم وجعلها تسمية قطارية " الكلداني السرياني الاشوري " التي لا تدل على التكوين القومي لأي من المكونات الثلاثة تلك ، ولا اعرف كيف يجوز للأخوة الأكراد أن يفرضوا من خلال تصويتهم في برلمان الأقليم على صيغة الهوية التي يجب على الكلدانيين ان يحملوها ، فإذا كان هذا جائزآ في نظرهم فلماذا يحتجون ويرفضون ما قام به النظام السابق من تعريب والغاء للهويات القومية التي للآخرين ، أليست هي ذات المعادلة ؟.
لو تساءلنا ، هل الكلدانيين بخير في اقليم كوردستان ، نستطيع أن نقول وبالمطلق ان التعايش الشعبي بين جميع مكونات شعب كوردستان بما فيهم المكون الكلداني هو في أحسن احواله  بل تعتبر العلاقة الأخوية وروح التسامح والتعايش السلمي بين شعوب كوردستان العراق  نموذجآ حضاري متقدم لِما يجب ان تكون عليها العلاقة بين الشعوب ، ومن حسن الحظ ان تلك العلاقة هي ثابتة و ليست رهينة للموقف الرسمي السياسي الذي قد يتغير وفق المصالح والأهواء ، أما من حيث طبيعة تعامل الحكومة الكوردستانية والبرلمان الكوردستاني مع التطلعات القومية والسياسية الكلدانية نقولها وبكل صراحة انه تعامل يشوبه نوع من الاحباط والشعور بممارسة سياسة الاقصاء والتهميش الذي تمارسه تلك المؤسستين بحق الكلدانيين ، ونحن نعرف جيدآ ان سبب هذا الخلل هو لأن القيادة الكوردستانية تنظر الى الكلدانيين بالمنظار الآشوري الذي يعمل قصارى جهده من اجل الغاء او اقصاء وتهميش التطلعات القومية والسياسية الكلدانية ليس فقط في اقليم كوردستان وإنما في كل مكان وهذا ما يعاني منه الكلدانيين منذ أن بزغ نجم السيد سركيس آغاجان ( الآشوري ) كوزير للمالية في حكومة الأقليم السابقة ( الكابينة الخامسة ) وتسليطه على شؤون المسيحيين في الأقليم ، فمنذ ذلك الحين لا يوجد ممثل للكلدانيين في برلمان او حكومة الأقليم وحتى المخصصات او المستحقات المالية للمجلس القومي الكلداني قد جمدت لأن الفلتر الأشوري المسيطر على القرار الكوردي واقف بالمرصاد لأي تطلع كلداني سواء كان قومي او سياسي ، لذلك نطالب القيادة الكوردستانية ان تعيد النظر في طريقة تعاملها مع المكون الكلداني ليكون من خلال الممثلين الكلدانيين المرشحين من قبل احزابهم السياسية القومية فقط عندها فقط تكون الإجابة على السؤال المذكور ، هل الكلدانيين بخير في اقليم كوردستان ؟، ومن دون أي تردد نعم وفي كل النواحي ، ونعتقد ان مطاليب الكلدانيين باحترام هويتهم القومية ومنح حقوقهم و استحقاقاتهم السياسية والتعامل معهم من خلال الممثلين الذين ترشحهم احزابهم السياسية القومية هي مطاليب مشروعة وهي عناصر او اركان اساسية التي تتضمنها حقوق المواطنة الكاملة في الدستور ، فهل ستنصف القيادة الكوردستانية الكلدانيين وترفع اسباب الغبن الذي لا يزال يلحق بالكلدانيين نتيجة تسليط اوصياء عليهم من خارج مرجعياتهم الدينية والسياسية القومية ، نأمل ذلك ونتمنى أن نرى شعبنا الكلداني وهو يتمتع بكامل حقوقه واستحقاقاته المشروعة في المؤسسات الرسمية في الأقليم لكي يستطيع ان يمارس مواطنته الكاملة وهو حرآ ومتحررآ من مؤامرات وسطوة ممن تحسبهم حملان وديعة ولكن افعالهم تفضح نواياهم وما بدواخلهم من حقد وكراهية .
رابط مقالة الأب البير ابونا

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/090629.htm

منصور توما ياقو
30 Sep 2010

8
بالتأكيد ان بداية أي شيء هو الأساس الذي تنطلق منه الأشياء الأخرى فمثلآ ومن النظرة الايمانية المسيحية ان بداية البشرية بدأت بآدم وحواء وقايين وهابيل والى أخره ، فهل يجوز ان ننسب بداية البشرية بأي شخص  أو اسم عدا اسم آدم ، بالتأكيد كلا ، كذلك بالنسبة  للأقوام والشعوب التي استوطنت الأرض على مر العصور ومنها الأرض التي هي موضوع مقالنا هذا ، تلك الأرض التي تدخل ضمن المنطقة التي يطلق عليها شمال العراق والتي يدعي الاشوريين بملكيتها وبين فترة واخرى يطالبون شعوبها الحاليين وخاصة الكلدانيين منهم بمغادرتها والرحيل منها الى وسط وجنوب العراق وخاصة الى بابل التي تعتبر مهد الكلدانيين .

الغريب ان مثل هذا الادعاء الساذج يتكرر دائمآ وكان آخرها قبل فترة قصيرة من كتابة هذا المقال حيث كتب أحدهم ويدعى آشور بيث شليمون مقالة موجهة الى شخصي أنا وقد كرر ذلك الادعاء وكأنه يُذَّكرني بأنني ككلداني لا انتمي الى اقليم الشمال بل الى أور الكلدانيين في جنوب العراق ، وقبله غيره من طالب الكلدانيين بالمطالبة بحقوقهم في بابل وليس في ما أسماه ببلاد آشور ، ولكن قبل أن أبرهن لهم بعدم وجود شيء اسمه ارض آشور ولا حتى بلاد آشور في الوقت الحالي أود أن أشير الى ملاحظة هامة لها دلالاتها وتفسر الانتماء الحقيقي للآثوريين الذين لا زالوا يتبعون التقليد المتوارث عن اباءهم واجدادهم الكلدانيين في تحديد انتماءهم وفي تعريف نسبهم وعوائلهم وقبائلهم ، فكما نعرف ان الأمة الكلدانية كانت تضم مجموعة كبيرة من القبائل والممالك الكلدانية ولغرض تمييزها عن بعضها البعض كانت تنسب اصولها الى البيوت التي انحدرت منها مثل ، مملكة بيث ياقين ، مملكة بيث دَكّوري ، مملكة بيث آموكاني ...الخ كذلك نجد السيد آشور بيث شليمون الذي يُذَّكر الكلدانيين بموطنهم في الأقليم الجنوبي لا زال يستخدم نفس التقليد الذي توارثه من اسلافه الكلدانيين في طريقة تعريف العائلة او المنطقة او القبيلة التي ينتسب اليها الشخص ، رغم انه يستخدم كلمة " بيث " للتعريف بالعائلة التي ينحدر منها كما كانوا اسلافه الكلدانيين يستخدمونها إلا انه لم يذكر اسم الملك او المالك الذي يتزعم عشيرته او قبيلته لأننا نعرف هناك العديد من الملوك الذين كانوا يتزعمون العشائر الآثورية مثل مالك ياقو وملك جكو ومالك خوشابا ومالك بولص ... تمشيآ مع التقليد الموروث من اسلافهم الكلدانيين ، ولكي لا نتيه في متاهات ما فعله المبشر الانكليكاني وليم ويكرام الذي يعتبر بحق الأب الروحي للنساطرة الكلدانيين الذين أشورهم لغايات معروفة ، نعود الى موضوعنا ولنرى هل كان الأقليم الرافدي الشمالي عمومآ ومحافظة نينوى تحديدآ بالأصل اقليمآ آشوريآ وأرضآ اشورية لكي يتجرأوا هؤلاء المتأشورين بمطالبة اهلها من القوميات الأخرى بمغادرتها والرحيل منها ؟.

بعيدآ عن الكلام الانشائي والتحيز العاطفي فإن الواقع يقول ان غالبية السكان في الأقليم الشمالي اليوم هم من الأكراد ، وان المناطق التي تبسط  حكومة كوردستان سيطرتها عليها تسمى أقليم كوردستان العراق ، ولا يتم أي نشاط  في هذا الأقليم من دون إرادة وموافقة القيادة الكوردية ، والسؤال الذي نوجهه للآشوريين هو ، هل يقبلون ان يسمى الأقليم المذكور بالأقليم الكوردي وان تسمى ارض الأقليم بالأرض الكوردية ، إذا كان الجواب كلا ، نقول لماذا ؟، وبالتأكيد يكون جوابهم هو كلا على اعتبار ان الأكراد ليسوا اول الأقوام التي سكنت في الأقليم أي ليس للأكراد العمق التاريخي الأول لكي يدعوا بملكية ارض الأقليم ، وبرأيي هذا جواب منطقي ومقنع .

ايضآ التاريخ يقول ، ان مدينة الموصل وقعت تحت سيطرة العرب المسلمون منذ عام 637م  أي لها ما يقارب 1373 سنة بحيث اليوم ان غالبية سكانها هم من العرب ، فهل يقبلون الآشوريين ان تسمى مدينة الموصل المقامة على انقاض او بجوار مدينة نينوى القديمة  بالأرض العربية ؟، مرة أخرى وبكل تأكيد سيكون جوابهم كلا ويسوقون نفس السبب التاريخي أي كان هناك اقوام وحضارات على تلك الأرض قبل دخول العرب اليها بعصور طويلة ، بمعنى آخر ان العرب ليسوا اول الأقوام الذين اقاموا على ارض نينوى ولذلك لا يجوز لهم الادعاء بملكية تلك الأرض ، وبرأيي ثانية هذا جواب منطقي ومقنع .

كذلك التاريخ يقول ، ان الكلدانيين مع الميديين قد قضوا على الامبرطورية الاشورية  وقد انهوا عبادة الإله الوثن آشور وبذلك لم يعد هناك من يتسمى بتلك التسمية الصنمية بل وعلى ايديهم حقق الرب الإله النبوة التي وردت في سفر صفنيا 2-13 والتي تقول ( ويَمُدَّ يَدَهُ عَلَى الشِّمَالِ وَيُبيدُ أشّورَ ، وَيَجعَلُ نينوَى خَرَايا يَابسَة كالقفرِ . ) ، فبحسب النبوة لقد ابيد آشور وجُعلَت نينوى خرابآ وهذا ما أكده المؤرخ سيدني سميث سنة 1925م إذ كتب ( إن زوال الشعب الآشوري كيانآ سياسيآ ووجودآ بشريآ ، سيبقى ظاهرة غريبة وملفتة للنظر في التاريخ القديم ، ممالك وامبراطوريات أخرى مماثلة قد توارت حقآ ، ولكن شعوبها استمرت في الوجود ، فلم يحصل أن سلبت ونهبت أية بلاد أخرى وأبيد شعبها بالكامل كما حصل لبلاد آشور ) ، وأي شهادة اعظم من شهادتي الكتاب المقدس والتاريخ ، فبعد ان ابيد آشور ودمرت مدينة الشر والخطيئة سادت الدولة الكلدانية ( البابلية الحديثة ) على عموم بلاد الرافدين بإقليميه الشمالي والجنوبي الى سنة 539 ق .م ، فهل يقبلون الآشوريون إذا ادعوا الكلدانيين بأن عموم بلاد الرافدين ( العراق الحالي ) هي بلاد كلدانية وارضه هي ارض كلدانية ؟، للمرة الثالثة وبكل تأكيد سيكون جوابهم كلا ويتحججون بنفس الحجة او السبب التاريخي أي كان هناك أقوام وحضارات في اقليم الشمال الرافدي قبل ظهور الكلدانيين كأمة متسيدة عليه ، أي ان الكلدانيين ليسوا أول من ظهر على أرض نينوى لذلك لا يجوز الادعاء بملكيتها ، وبرأيي للمرة الثالثة هذا هو جواب منطقي ومقنع .
ايضآ التاريخ المكتوب يخبرنا بأن السكان الأصليين لأقليم الشمال الرافدي هم السومريون ، وفي حوالي اواسط الألف الثالث قبل الميلاد تدفقت على الأقليم موجات الهجرة الشوبارية وهم من القبائل الجبلية وعن هؤلاء القبائل الأجنبية نقرأ في كتاب ( الكلدان .. منذ بدء الزمان ) ص 99  لمؤلفه الباحث المتخصص في تاريخ وادي الرافدين عامر حنا فتوحي قوله ( ...ذلك
ان الاشوريين الأوائل هم شعب آسيوي من الأرومة الهندو-اوربية وأسمهم القديم الذي يتفاخرون به هو شوبارو أو سوبارتو
-shubaru-
وهم قبائل بدوية مقاتلة بربرية من منطقة جبال بتليس ، أقتحمت شمال الرافدين الذي كان يقطنه المزارعون السومريون في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد وأستقروا هناك .
والى هذه الحقيقة ( الشمال السومري ) ، يشير الوزير الكاتب والمؤرخ يوسف رزق الله غنيمة قائلآ : أثبتت التنقيبات التي قام بها الألمان بين سنة 1903و1914 م بأن سكان (إقليم ) اشور القدماء لم يكونوا ساميين ( تسمية ابتكرها المؤرخ اليهودي شلوتزر عام 1871م) بل شمريين ( سومريين ) .
وبديهي ان المعنى من كلام الأستاذ المؤرخ يوسف غنيمة والذي يؤكده الباحث الآثاري نورمان بانكروفت هنت 
 هو ان شمال الرافدين كان أصلآ موطن الشمريين ( السومريين ) ، لكن قبائل البدو    -Norman Bancroft Hunt -
الشوبارية غزته على مراحل زمنية متفاوتة وطويلة كان آخرها في حدود 2250 م ... ) . انتهى الأقتباس من كتاب ( الكلدان .. منذ بدء الزمان ) .

وتجدر الاشارة ان الباحث التاريخي الأستاذ عامر حنا فتوحي كان قد تطرق الى هذه الحقائق في مقالة رائعة كان قد كتبها تحت عنوان ( الآشورية كصفة ( قومية ) .. وحدث العاقل بما يعقل ؟ ) ، ( الرابط ادناه ) ، حيث كتب في النقطة 3 ما يلي ، ( 3- تعرض سكان الشمال الأصليين ( السومريون ) لضغوط مزدوجة أساسها زيادة في السكان تناسبت عكسيآ  مع المحصول الزراعي ، إضافة إلى التسرب المستمر للأقوام الهندوأوربية منذ منتصف الألف الرابع ق.م والتي انتهت عهدذاك بالهجرة الشوبارية الكبرى في حدود 2250 – 2300 ق.م ، حيث ( أقام الشوباريون الأجانب مدينة آشور على مستوطن زراعي سومري ) وأستخدموا اللغة السومرية وبنوا معبدآ لإلاههم آشور ( لأول مرة في التاريخ الرافدي ) وذلك على اساس معبد مخصص للإلهة إنانا / عشتار في عهد الشيخ البدوي الشوباري ( أوشبيا ) في حدود ( أواخر القرن الثاني ومطلع القرن الأول ق.م ) . انتهى الاقتباس   
إذن وبنفس المنطق وعلى نفس القاعدة التي عاملنا بها الأكراد والعرب والكلدانيين يكونوا ايضآ تعاملنا مع الآشوريين القدامى ومن بعدهم العموريين مؤسسي الدولة الآشورية ممن غزو أوأستوطنوا اقليم الشمال الرافدي الذي كان أصلآ موطن السومريون ، أي ولنفس السبب التاريخي لا يمكن لأي آشوري أو متأشور ان يدعي ان الأرض التي اقيمت عليها يومآ ما مدينة نينوى هي ارض آشورية لأن تاريخ تلك الأرض لم يبدأ بالآشوريين وايضآ لم ينتهي بهم بل انهم وكما هو الحال بالنسبة للكلدانيين والسريان الاراميين والأرمن والعرب والأكراد والتركمان والشبك والايزيديين حيث جميعهم سلات وسطية متتابعة ويعتبرون إما غزاة او مستوطنين لموطن السومريون ، وبالتالي لا فضل ولا منّة لأحد على الأخرين بل لهم جميعآ نفس الحق والحقوق في العيش المشترك المتساوي والعادل على تلك الأرض ، لكن الشيء الوحيد الذي تبقى له خصوصيته هو التتابع أو التسلسل الحضاري للأقوام التي توالت على ارض الرافدين .

وأيضآ عن عموم المنطقة الشمالية بما فيها القرى والبلدات المسيحية والمنطقة التي قامت عليها الدولة الآشورية القديمة يقول الباحث التاريخي الأستاذ عامر حنا فتوحي في كتابه الموسوم " الكلدان .. منذ بدء الزمان " ص 104  ( ... لا سيما وأن معظم تلك البلدات قد أسست على أسس مدن ذات أصول أكدية وطنية وأصول شوبارية أجنبية قديمة وأصول شومرية محلية وطنية أقدم ؟ !! ) انتهى الاقتباس ، لذلك فأي ادعاء لمنتحلي التسمية الاشورية مخالف لتك الأصول هو إدعاء باطل وقول زائف لا يمت الى الحقيقة بصلة .


وإذا ما أصر بعض المتأشورين على مخالفتهم للحقائق التاريخية وكأنهم كما يقول السيد فتوحي في احد ردوده " ... قد نزلوا فجأة من السماء أو يكونوا قد خرجوا هكذت بغتة من ثقب الأرض في نينوى ..." فعليهم أن يدركوا بأن مَن تسموا بالتسمية الاشورية في بلاد الرافدين هم ثلاث فئات وعلى منتحلي التسمية الاشورية أن يختاروا الفئة التي يعتقدون بأنها الأقرب الى حقيقتهم وتلك الفئات هي :-
1-  الآشوريون الأصلاء ، وهم القبائل الجبلية الأجنبية التي تسمى بالشوباريين او السوباريين والتي غزت مستوطن السومريين في اقليم الشمال الرافدي في حدود عام 2250 ق.م وعلى ايديهم تم بناء مدينة آشور وقد اطلقوا تلك التسمية على مدينتهم تلك تيمنآ باسم الصنم معبودهم الإله آشور الذي جلبوه معهم وأدخلوه لأول مرة في بلادنا .
 
2- مؤسسي الدولة الآشورية ، ويكاد يتفق جميع الباحثين والمؤرخين على ان موطنهم الأصلي هو من بلاد بابل ، فمثلآ المؤرخ والآثاري العراقي طه باقر يقول في ص 472 من كتابه " مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة " ان الآشوريين نزحوا الى موطنهم من جنوب بلاد ما بين النهرين الى الشمال ، وعن المؤرخ الآثوري الانتماء والروسي المولد قسطنطين ماتفييف نقرأ ، إن الخارجين من أرض بابل يممّوا صوب شمال ما بين النهرين وأسسوا لهم هناك موطنآ وكانت آشور أكبر مدنهم ، وأيضآ المؤرخ آلآثوري ايشو مالك خليل جوارا في كتابه " الآشوريون في التاريخ " يرجع أصل الآشوريين الى أرض شنعار ( بابل ) .
فإذا كانوا الباحثين والمؤرخين يؤكدون ان الموطن الأصلي لمنتحلي التسمية الاشورية هو ارض بابل ( شنعار ) ، فإن آيات الكتاب المقدس لم تبقي أي شك حول تلك الحقيقة إذ وبكل وضوح تعلن ان أصل من تسموا بالاشوريين يعود الى بلاد بابل حيث نقرأ في الاصحاح 10 من سفر التكوين وابتداءآ من العدد 10 كلمات الوحي الإلهي التالية ،  ( 10 وكان ابتداء مملكته بابل وارك وأكد وكلنه في أرض شنعار 11 من تلك الأرض خرج اشور وبنى نينوى ورحوبوت عير وكالح . ) ، فهل بعد شهادة هذين الشاهدين ( التاريخي والإلهي ) يبقى هناك شك لدى أي منصف متحرر من التعصب الطائفي بأن اصل الآشوريين الجدد بحسب تعبير الباحث التاريخي عامر فتوحي يعود الى الكلدانيين في بلاد بابل ؟، لذلك لم يكن الملك الكلداني البابلي مردوخ – بلادن يسمي خصمه الملك الاشوري سرجون الثاني بملك الاشوريين بل ملك السوباريين وجيشه بجموع السوبارتو  كناية بهم وذلك لنكرانهم اصولهم الكلدانية البابلية وانتحالهم التسمية الاشورية الآسيوية الأجنبية علمآ  ان كلمة سوبارتو كانت تدل على مدلول شائن كما ذكر المؤرخ طه باقر وهو العبيد او الخدم لذلك كان الملك الكلداني المذكور يسميهم بتلك التسمية للإنتقاص منهم تمامآ كما نطلق اليوم على مدعي الآشورية بالمتأشورين .

3- اشوريي وليم ويكرام وهم جماعة من الكلدانيين النساطرة الذين أبوا أن ينضموا الى الغالبية العظمى من اخوانهم في كنيسة المشرق في استعادة اسمهم القومي التاريخي  الكلداني وأيضآ أبوا أن  يتحرروا من المذهب النسطوري الدخيل على كنيسة المشرق واستعادة مكانتهم الأولى في اتباع الكرسي الرسولي الأول الذي أسسه القديس بطرس الرسول بناءآ على الوصية المباشرة التي اعطاها رب المجد يسوع المسيح له مما شكلوا صيدآ سهلآ للمبشرين الأنكليكان وعلى رأسهم المبشر وليم ويكرام الذي غرس فيهم احلام وأوهام مثل اعطائهم حق تقرير المصير وانشاء وطن قومي لهم وان تسميتهم اطورايي ( اهل الجبال ) تدل على انهم من بقايا الآشوريين القدماء وهكذا استطاع الانكليز ان يستخدم هؤلاء الكلدان النساطرة تحت التسمية الاشورية في تنفيذ مخططاته الاستعمارية وأن يزرع في نفوسهم الأنانية وروح التعصب القبلي بالاضافة الى كراهية كل شيء يمت الى الكلدانيين والسريان الاراميين سواء كان اسمهم القومي أو تاريخهم وحضارتهم التي تمتد لآلاف السنين .

لا اعتقد هناك فئة آشورية أخرى من خارج هذه الفئات الثلاثة ، والسؤال الذي اوجهه للفئة التي تطالب الكلدانيين وغيرهم من الأقوام العراقية بمغادرة اقليم الشمال والرحيل عن أرض نينوى هو ، من أية فئة آشورية انتم ؟، فإذا كنتم من الفئة الأولى أي من فئة الآشوريين السوباريين الأجانب الذين غزو الشمال الرافدي وبنو عاصمتهم التي اسموها آشور تيمنآ باسم الصنم إلههم آشور الذي جلبوه معهم من خارج حدود بلاد الرافدين ، فإذا كنتم من هذه الفئة فعليكم ان تشيلوا جوالاتكم وتغادوروا ليس فقط من ارض اشور ونينوى والأقليم الشمالي بل والرحيل من كل بلاد الرافدين ( العراق ) الى حيث اتوا اجدادكم السوباريين .
وإذا كنتم من الفئة الثانية ، أي وبشهادة المؤرخين الكبار وخاصة الاثوريين منهم وبشهادة الكتاب المقدس من الذين خرجوا من بلاد بابل واستوطنوا في اقليم الشمال الرافدي الى ان قويت شوكتهم واحتلوا مدينة السوباريين آشور وجعلوها عاصمة لهم وثم تأشورو بعد أن تنكروا لأصولهم الكلدانية البابلية وتسموا باسم إله السوباريين " آشور "  ، فإذا كنتم من هذه الفئة عليكم قبل غيركم ان تغادروا ارض الأقليم وان تعودوا الى ارض اجدادكم الكلدانيين في بابل .

وإذا كنتم من الفئة الثالثة ، أي من فئة الكلدان النساطرة المخدوعين الذين صبهم وليم ويكرام في قالب الآشورية فعندها يكون حظكم في ارض اشور ونينوى والأقليم الشمالي كحظ كل الأقوام العراقية التي يعود اليهم جميعآ كل العمران والحضارة المقامة والموجودة اليوم على بسيطة تلك الأرض التي تعد الموطن الأصلي للسومريين وما أنتم وغيركم من الأقوام التي تسكنها اليوم إلا غزاة او مستوطنين او مهاجرين .

فعن أية أرض آشورية تتكلمون ؟، وإذا اعتقد احدهم بأن الآشوريين الجدد او المتأشورين لا ينتمون الى أية من الفئات الثلاثة التي ذكرناها في اعلاه ليتفضل ويرينا شجاعته ويعلمنا بالشواهد عن اسم المكان الذي كانوا الآشوريين القدامى يسكنوه قبل قدومهم الى المستوطن الزراعي السومري القديم في اقليم الشمال الرافدي وإذا عجز عن ذلك عليه أولآ ان يبحث ويعرف موطن اجداده الأصلي قبل أن يأتي ويأمر اهل الدار بمغادرة دارهم .

منصور توما ياقو
24Sep2010

9

صحيح ان عنوان الموضوع جاء على شكل سؤال افتراضي ، ولكنني طرحته على فرض انه تحقق على ارض الواقع في انتخابات برلمان العراق 2010م ، والمراد من هذا الطرح هو لمعرفة رد الفعل والمواقف المتوقعة التي قد تتخذه الحركات والاحزاب والتنظيمات والمؤسسات الاشورية لو تحقق هذا الأمر ، وقد يعتقد البعض بأنني استبق الأحداث وابني تصوراتي على اساس ردة الفعل ضد النواب الاشوريين الفائزين في الكوتا المسيحية الذين لا نتوقع اطلاقآ أن يكونوا محايدين تجاه التطلعات القومية الكلدانية أومتجردين من انتمائهم الطائفي او الحزبي أو من ولاءهم لأوامر زعمائهم الذين بدورهم يأخذون الأوامر من الزعماء الكبار أي من أصحاب القرار الرئيسيين ، لا ليس الأمر كذلك إنما أبني توقعاتي في هذه المسألة على مؤشرات أفرزتها تجارب والنظرة الشمولية الاقصائية التي تتصف بها القيادات والتنظيمات الاشورية قاطبة .
بما انني طرحت تساؤلآ افتراضيآ فمن الطبيعي ان تكون الاجابة عليه افتراضية ايضآ ولكنها أقرب الى الواقع منها الى مجرد توقعات لأنها مستمدة من المواقف والخطاب السياسي الذي تتبناه جميع التنظيمات السياسية والقومية الكلدانية ، فمثلآ التنظيمين الكلدانيَين اللذين شاركا في تلك الانتخابات هما الحزب الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني وهما اسوة بكل التنظيمات الكلدانية التي تنطلق في ممارساتها وسياساتها وتعاملها مع المكونات الثلاثة " الكلدان والسريان والاثوريين " من منطلق ايمانها الثابت والراسخ  بكونهم شعب واحد ولكنهم والى هذه اللحظة لم يتفقوا على تسميته باسم سهل اللفظ والكتابة وغير معقد او مركب على طريقة النسخ واللصق ويأخذ مساحة نصف السطر عند كتابته ، وايضآ ان يكون الاسم المختار غير قابل للتأويل وفق اهواء عنصرية وطائفية .

واسمحوا لي ان اخرج قليلآ عن الموضوع لأقول ، الغريب وما يثير الشفقة هو ان بعض الكتّاب ولحد اليوم لا يفرقون بين الشعب والقومية ، فمثلآ الشعب العراقي يحتوي على عدة قوميات مميزة عن بعضها البعض ولكن لا توجد قومية معينة من تلك القوميات ان تحوي جميع الشعب العراقي ، لذلك لا يوجد عراقي واحد يقول ان العراقيين هم قومية واحدة كما يفعل بعض الكتّاب الاشوريين او المتأشورين  الذين يخلطون بين الشعب والقومية فهم لا يكتفون بذكر الكلدان والسريان والاشوريين بأنهم شعب واحد كما نؤمن بذلك جميعآ ولكنهم يضيفون بأنهم ايضآ  قومية واحدة ثم يصمتون أي يتخاذلون من ذكر اسم تلك القومية ربما جّبنآ او نفاقآ او خجلآ ، بينما لا يوجد كلداني واحد ومهما كان متعصبآ لكلدانيته لا يؤمن بكوننا شعب واحد ، قلناها للمرة الألف نعم نحن شعب واحد ولكن هذا الشعب الواحد العاجز عن وضع اسم محدد له بحيث يرضي الجميع متكون من عدة قوميات مميزة عن بعضها البعض وهذا لا يعيبهم كما لا يعيب الشعب العراقي إذا قلنا انه يتكون من عدة قوميات ، ويكاد ان يكون ما يميز القوميات الثلاثة " الكلدان والسريان والاشوريين في كل شيء ، في اللغة مثلآ  نتساءل ، أي من الكلدانيين او الاشوريين يفهم نشرة الاخبار التي تذاع باللغة السريانية وأي من السريان او الكلدان يفهم كلام الاثوري الذي يعيش مثلآ في اورميا ، ايضآ يميزهم عن بعضهم البعض في الملبس وهل يحتاج ان أضع الصور للزي التقليدي المميز للمكونات الثلاثة كما ويميزهم في سلوكهم وطباعهم وخير من عبّر عن هذا التمييز هو نيافة المطران سرهد يوسب جمو ففي لقاء معه في مدينة سيدني وصف طِباع الكلدانيين والاشوريين بسيارتين ، طِباع الكلدانيين  كالسيارة التي ليس فيها دواسة البنزين بل فيها فقط دواسة الوقوف ( بريك ) أما طِباع الاشوريين كالسيارة بدون البريك وفيها فقط دواسة البنزين ، وغيرها الكثير ولكن الأهم من كل ذلك هو ان كل مكون منهم يدعي بأن تسميته هي التسمية القومية الوحيدة ، فلماذا عندما يدعي يونادم كنا او تيري بطرس او نمرود بيتو او ابرم شبيرا ومعهم كل الاشوريين ان الاشورية هي الأمة التي تحوي الكلدان والسريان لا نسمع من اولئك المتباكين على تقسيم الشعب وعلى تقسيم القومية وعلى تقسيم العائلة أي نفس أو حس هل هو جُبنآ أم  نفاقآ بينما إذا افتخر الكلداني او السرياني بهويته واعتبر تسميته هي عنوان قوميته من دون فرضها على الاشوريين تنفك عقدة لسانهم وتجدهم يلطمون ويولولون كالنساء ويتهمون الكلداني و السرياني بأنه مجزء المجزأ ومقسم المقسم وغيرها من الخزعبلات الباطلة ، فمتى ما تخلى يونادم كنا عن اصراره و تشبثه في اعتبار التسمية الاشورية هي التسمية القومية الوحيدة عندها يكون من حق حماة الشعب والقومية والعائلة ان يطالبوا الكلدانيين والسريان بالتخلي عن اصرارهم وتشبثهم بتسمياتهم كعنوان لهويتهم القومية ، اما الكيل بمكيالين فهذا يزيدنا اصرارآ وتشبثآ بخصوصياتنا القومية حتى لو نطحوا الحيطان .

والآن نعود الى موضوعنا الرئيسي واقول ، أعتقد لو فازوا الكلدان بجميع او بأغلب مقاعد الكوتا المسيحية فإن من ضمن ما كان يحتويه  جدول الأعمال وبرنامج عملهم هو الآتي:-
1-  عقد اجتماع خاص بهم بهدف وضع تفاهمات وتصورات حول سبل التعاون بينهم في شتى القضايا المطروحة على ساحة شعبنا خصوصآ وعلى الساحة العراقية عمومآ .
2- احترامآ لمقام ومكانة الآباء ومن باب رد الجميل للكوتا الخاصة بالمسيحيين ووفاءآ  للتسمية المسيحية التي اوصلتهم الى قبة البرلمان كانوا قاموا بزيارة خاصة الى جميع غبطة البطاركة الأجلاء طالبين بركاتهم والصلاة من اجلهم لكي يتمكنوا من تأدية المهام الملقاة على عاتقهم على اكمل وجه وبعيدآ عن التحزب والتعنصر الطائفي .
3- مناشدة جميع الأحزاب والحركات والتنظيمات السياسية والقومية التي للكلدان والسريان والاشوريين لعقد اجتماع موسع من اجل طمأنة الجميع بأنهم سيكونوا عند حسن ظن الجميع وانهم لا يخطون خطوة واحدة بصورة فردية أو تؤدي الى رد فعل عكسي لا أحد من ابناء شعبنا يرغب باللجوء اليها مثل دعوة المسؤولين في الرئاسات الثلاث ، الرئاسة والحكومة والبرلمان أو رؤساء الكتل السياسية للتدخل ووضع حد لأي تصرف او سلوك يسلكه النائب او النواب بحيث يمس المعتقدات والثوابت الدينية او القومية التي تخص أي قومية من القوميات الثلاثة التي لشعبنا ، ربما يطلبوا السادة النواب المفترضين من المكونات الثلاثة تشكيل لجنة استشارية تضم الاختصاصات المختلفة ويكون من مهامها تقديم الدعم والمشورة حول مطاليب شعبنا وحول مختلف القضايا المهمة التي تتطلب موافقة الأطراف الثلاثة .
4- بعد طمأنة جميع المكونات وكسب ثقتهم وعلى ضوء ما توصلوا اليه من تفاهمات والالتزامات التي توصلوا اليها مع الجهات المذكورة في النقطتين 2و3 أعلاه ، يقومون باعداد برنامج عمل مفصل لهم يتضمن الأهداف الرئيسية التي سيعملون على تحقيقها لأبناء شعبنا ، وقد يكونوا اكثر جرآة وديمقراطية بحيث يقومون بنشر ما يتضمنه جدول الأعمال من النقاط في وسائل الاعلام وخاصة تلك التي لأبناء شعبنا ، كما يمكن ان يشير بيانهم الى استقلاليتهم ماديآ وتوجهآ وعدم خضوعهم لأية تنظيمات سياسية اخرى .
5- طلب عقد اجتماع موسع لكافة نواب الأقليات من " المسيحيين والتركمان والشبك والايزيديين والصابئة المندائين " لغرض تشكيل كتلة برلمانية موحدة خاصة بهم ويكون من مهامها الرئيسية هو الدفاع عن الحقوق والمطاليب المشروعة التي يودون تقديمها أو تحقيقها .
6- الاتصال بكافة الكتل السياسية والنيابية العراقية من اجل حثهم على ضرورة الالتزام بمفهوم الشراكة الوطنية التي تعني مشاركة  كل مكونات الشعب العراقي في تشكيلة الحكومة العراقية المقبلة والتهديد الجدي بالانسحاب من البرلمان العراقي في حالة تهميش أو اقصاء كتلتهم من اشغال مناصب رفيعة في كافة وزارات الحكومة ، ولا احد يعتقد بأن الانسحاب المسيحي من البرلمان العراقي احتجاجآ لسياسة التهميش او الاقصاء التي تمارس ضدهم لن يكون له تأثير معنوي سلبي كبير على المؤسسات الثلاث "الجمهورية والحكومة والبرلمان " خاصة امام الرأي العام العالمي وامام الحكومات الأجنبية .
هذه هي الخطوط العريضة التي من الممكن ان يطلقها النواب الكلدانيين لو فازوا بجميع او بأغلب المقاعد البرلمانية ضمن نظام الكوتا المسيحية ، وبالمقابل ماذا فعلوا النواب الخمسة الذين فازوا فعلآ بالمقاعد الخمسة المذكورة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتي من الممكن ان نطلق عليهم بالنواب الاشوريين لأنهم يمثلون تنظيمين سياسيين آشوريين ، الأول يتزعمه الآشوري يونادم كنا والثاني يتزعمه الآشوري سركيس آغاجان ، ودعونا نرى ماذا قدما أو ماذا عملا بعد ان استحوذا على جميع المقاعد البرلمانية المخصصة للمسيحيين :_

1- من المعلوم ان لكتلة يونادم كنا ثلاثة مقاعد برلمانية ولكتلة السيد سركيس آغاجان مقعدين برلمانين ورغم كونهما من الطائفة الاشورية إلا ان كتليتهما لم يجتمعا لغرض تنسيق المواقف واظهارهم بمظهر الكتلة الواحدة والسبب هو انه لا يمكن للآشوري ان يشاركه الاخرين في ادارة أي أمر كان سواء في القيادة او في السياسة او غيرها إلا إذا كان مرغمآ او  مكرهآ على ذلك ، فمتى ما جاءت الاشارة من مرجعيتيهما السياسية والتي هي بالتأكيد ليست من داخل شعبنا عندها سيتم اللقاء وتسري الحياة في العلاقات الاخوية وفي العمل المشترك وفي اقتراب تحقيق مطاليب شعبنا والى آخر ما في القاموس من كلمات الكذب والخداع .
 2- إذا كان السيد سركيس آغاجان معذور في عدم لقاءه ونائبيه الفائزين في الكوتا المسيحية مع غبطة الآباء البطاركة الأجلاء لأنهم او البعض منهم على الأقل لم يستجب تمامآ لتنفيذ إرادته في كل ما خطط له سواء في شأن التسمية القطارية او في مسألة الحكم الذاتي او في تبني الشعارات والخصوصيات الطائفية المحددة رغم صرفه الكثير من الجهد والاموال ، لكن بالنسبة ليونادم كنا المعروف بحنكته التكتيكية المراوغة فهو لا تفوته مثل تلك الزيارات ولكن قبل والتأكيد على كلمة " قبل " بدء الانتخابات بفترة قليلة ، فإذا كانت الحرب خدعة  فإن السياسة خدعة ودهاء .
3- في بداية النقطة (3 ) اعلاه كتبت الآتي (مناشدة جميع الأحزاب والحركات والتنظيمات السياسية والقومية التي للكلدان والسريان والاشوريين لعقد اجتماع موسع ...) ، لحد لحظة كتابة هذا المقال لم يجري مثل هذا اللقاء بل ولم نقرأ بوجود نية لعقد مثل هذا اللقاء لأنه لا يوجد في ادبيات التنظيمات الاشورية عمومآ و التنظيمين الفائزين " زوعا و ما يسمى بالمجلس الشعبي " خصوصآ مثل هكذا توجه ، وفي عرفهما إن مثل هكذا مناشدة تتحقق في حالة واحدة فقط وهي عند مناشدتهم للمكونين الكلداني والسرياني للتجرد من انتماءهم القومي والخضوع بل والخنوع الكامل لطائفية الزعيمين المذكورين ، لننسى هذا المسعى الذي لا ولم ولن ومن سابع المستحيل ان يتحقق مع تسلط الاحزاب الاشورية على الساحة المسيحية .
4- اما بالنسبة لبرنامج العمل الذي يسعيان الى تحقيقه خلال عملهم في الأربع السنوات القادمة كأعضاء في البرلمان العراقي فإنه يتكون من نقطة واحدة فقط وهي ، رغمآ عن الكلدانيين بمرجعياتهم الدينية والسياسية والقومية والشعبية سيحاولون تغيير التسمية الكلدانية الواردة  في الدستور العراقي الدائم الى تسمية قطارية مركبة  ركيكة المبنى وثقيلة اللفظ بل ومشبوهة الهدف ، أما الأمور الأخرى مثل الهجرة والبطالة وتوفير الأمن واعادة البنى التحتية والاستثمار وغيرها من الأمور التي يئن تحت وطأتها ابناء شعبنا فهي ستؤجل الى حينه أي يتم  طرحها عند الحاجة الى استخدامها في المزايدات الدعائية .
5- لا اعتقد هناك ضرورة في نظر السيدين يونادم كنا وسركيس آغاجان لتشكيل كتلة خاصة  من النواب المحسوبين على الأقليات ما دام ألأخير متوحد انتماءآ ووجدانآ مع الكتلة الكوردستانية الكبيرة ، أما بالنسبة للسيد يونادم كنا فإن حيرته حيرة ، فإذا فاز بمقعد واحد فإنه يحتار به ولا يجد مَن يتحالف معه كما جرى له مع المقعد البرلماني العراقي التعويضي الذي منح له في انتخابات كانون الأول 2005 م ، فبعد ان فشل من توظيف مقعده المذكور للتحالف مع الكتل الكبيرة من خلال زيارته للقيادة الكوردستانية اولآ وثم للقيادة الشيعية عاد واحتفظ بمقعده متقوقعآ على نفسه ، هذه كانت حيرته مع المقعد الواحد ، أم حيرته مع المقعدين فكانت عند فوز قائمته بمقعدين في برلمان اقليم كوردستان في الانتخابات التي جرت في 25 تموز 2009  ، عندها انتعشت آمال السيد يونادم كنا فبدأ بجولة مكوكية لكل من الزعماء الثلاثة ، السيد مسعود البارزاني والسيد جلال الطالباني زعيمي القائمة الكوردستانية  والسيد نوشيروان مصطفى رئيس قائمة التغيير ، ولكن سوء الطالع استمر ملازمآ لمقاعد السيد يونادم كنا ، إذ لم تتمخض تلك الزيارات عن عقد أية تحالفات تلبي طموحاته فعاد محتفظآ بمقعديه لنفسه الى أن وجد ضالته في قائمة الحدباء التي فازت في انتخابات مجلس محافظة نينوى في 31 كانون الثاني 2009 م برئاسة محافظ نينوى الحالي السيد اثيل النجيفي ، أعتقد ان ما يخشاه السيد يونادم كنا هو استمرار الطالع النحس مع المقاعد البرلمانية الثلاثة التي لقائمته  في برلمان العراق ، لذلك اراه متباطئآ في عرضها للآخرين عدا زيارة واحدة قام بها للسيد مسعود البارزاني ، واعتقد انه ينتظر الانتهاء من الأزمة السياسية التي يمر بها العراق حاليآ وبعدها اتوقع قيامه بجولات مكوكية بين القوائم الكبرى آملآ أن تنال مقاعده الثلاثة حظوة لدى احدهم وأي كان .
6- لا اريد ان احكم على النواب المسيحيين الخمسة في مسألة الانسحاب من البرلمان العراقي في حالة تهميش او اقصاء المكون المسيحي من اشغال منصب سيادي واحد على الأقل مع مناصب رفيعة في كل مؤسسات الدولة ولكن الذي اعرفه انه ومنذ عام 2003م والمكون المسيحي مهمش من ابسط حقوقه بل ومستهدف في أعز وأغلى ما عنده ومع ذلك استمر السيد يونادم كنا في اشغال مقعده ولم يلوح مجرد تلويح بالاستقالة سواء عندما كان عضو في مجلس الحكم او عضو برلماني في مجلس النواب العراقي لذلك لا اعتقد ان السادة النواب سيتنازلون عن النعم التي يغدقها عليهم البرلمان حتى لو انسحب كل الشعب المسيحي الى بلاد المهجر .

إذا كانت النقاط الستة الأولى رغم واقعيتها ومطابقتها للعقلية الكلدانية المتفهمة والمتفتحة على الجميع والأهم على مستوى شعبنا المتقبلة للآخر هي مجرد اجابات افتراضية للتساؤل الافتراضي المطروح ، فإن النقاط الستة الأخيرة هي الاجابات الحقيقية لِما فعله وبالآحرى لِما لم يفعله النواب الخمسة الفائزين بالكوتا المسيحية و الخاضعين لكتلتي الاشوريين يونادم كنا وسركيس اغاجان وهي الاجابات المعبرة عن الواقع الذي نعيشه ونعاينه للامبالاة والاكتفاء بما يدره عليهم البرلمان من نعم السلطة والمال والجاه ، أما ما كان مطلوبآ منهم باعتبارهم ممثلين لجميع المسيحيين ان يفعلوه ولم يفعلوه وعلى الأقل عقد لقاء واحد موسع يضم جميع الأطراف للوصول الى تفاهمات مشتركة او على الأقل لتقديم الشكر للناخب المسيحي الذي انتخبهم ، بالتأكيد إن هذا الأمر لا يعنيهم بعد الانتخابات ولكن ربما يفكرون به قبل الانتخابات المقبلة  او ربما في الشهر القادم أي قبل اجراء عملية التعداد السكاني حيث ستعلو الانغام الكاذبة والمخادعة باسم المسيحية وباسم الشعب والوحدة والاتحاد وغيرها من الألحان المنافقة واللبيب من الاشارة يفهم .

أما للإجابة عن ردة الفعل والموقف الذي من المتوقع ان تتخذه القيادات والتنظيمات الاشورية  لو فازوا الكلدان بجميع المقاعد النيابية ، فالتجارب علمتنا أن لا نتردد للحظة واحدة ان نقول ، ان اول شيء كانوا يعملونه هو اصدار بيان رسمي موقع من قبل معظم ان لم يكن من قبل جميع الأحزاب والحركات والتنظيمات السياسية والقومية والدينية الاشورية  يؤكدون فيه ان اولئك النواب الكلدان لا يمثلون المكون الآشوري وكل ما يصدر عنهم من اقوال او من ممارسات يمس الشأن الاشوري يكون باطلآ ما لم يقترن بموافقة الموقعين على بيانهم المذكور ، لذلك ارى من الضروري ومن باب استباق المؤامرة ومنع حصولها على التسمية الكلدانية  في البرلمان العراقي كما حصلت في برلمان اقليم كوردستان وعند بداية تشكيل الحكومة  أن يصدر بيان موقع من قبل المرجعيتين الكلدانيتين " الدينية والسياسية القومية " وموجه الى الرئاسات الثلاث " رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان " والى كافة رؤساء الكتل السياسية مؤكدين فيه ان أي تصرف او مس بالشأن الكلداني سواء ما يخص تسميتهم او اي من ثوابتهم القومية من قبل النواب المسيحيين الخمسة  دون ان يقترن بموافقة الجهات الموقعة على البيان الكلداني المذكور لكونهم الممثلين الشرعيين للكلدان يعد باطلآ وتعديآ على المكون القومي الكلداني الذي يعد ثالث مكون قومي في العراق بعد العرب والأكراد ، خاصة وكما ذكرت في النقطة (4) اعلاه بأنهم سيحاولون تغطية فشلهم في تحقيق أي انجاز مهم لعموم شعبنا المسيحي بممارسة اختصاصهم باختلاق معارك داخلية  بين المكونات الثلاثة وخاصة مع المكون الكلداني ، كما ومن الضروري على القيادات الكلدانية ان يجدوا قنوات اتصال خاصة بتلك الرئاسات لغرض ايصال صوتهم ومطاليبهم بشكل طبيعي وصحيح بعيدآ عن دسائس ومؤامرات والاعيب الاخرين ، وإن غدآ لناظره قريب .

منصور توما ياقو
12 كانون الاول 2010

10

وصلت الى بريدي الالكتروني رسالة باسم أحد أفراد أسرة النوفلي حيث كانت موقعة باسم النوفلي فقط  ، حقيقة كانت رسالة مكتوبة بروح مسيحية صادقة ومفعمة بكلام عذب وبمعاني اخوية رائعة  ، ولكن الشيء الوحيد الذي حز في نفسه  ويضايقه كثيرآ هو زج اسم عائلة النوفلي في حرب المقالات التي تُختلق بين فينة وأخرى وخاصة عندما تُردف تلك التسمية ببعض الكلمات السلبية التي تقلل من شأن أناس كثيرين يحملونها لأنها ليست مجرد تسمية  او لقب خاص بشخص واحد لكي يتصرف به كما يشاء او لكي يزجه في صراعات شخصية أو مذهبية او قومية او غيرها من الامور التي تتخللها اوصاف ونعوت لا يليق بعائلة النوفلي التي لها مكانتها واحترامها ووضعها الاجتماعي أن توصف او تنعت بها ...   .
بالاضافة الى الأسلوب الرائع والراقي الذي كُتبت به تلك الرسالة إلا انها أفرزت مجموعة من القضايا التي يجب على كل من يريد ان يدخل لقبه الذي هو ليس حكرآ به وبعائلته بل وربما يمتد الى اشخاص وعوائل اخرى قد لا تربطها به قرابة قريبة ولكنها تحمل نفس التسمية العائلية أو العشائرية ، فمن المفروض ان يكون الشخص المستخدم لهكذا لقب أكثر حرصآ وغيرة عليه من الاخرين بل يكون هو الشخص الوحيد الذي يتحمل مسؤولية ما يصيبها من احترام الاخرين لها أو ما يصيبها من اوصاف ونعوت لا تسر حامليها خاصة عندما يحاول الشخص جر الاخرين الى خندقه  من خلال استخدام لقبه الذي هو لقب الكثيرين الذين لا يوافقونه الرأي أو الذين يتعاطفون معه ليس بسبب ما يطرحه من مواضيع سواء كانت صحيحة او مزيفة بل لكونهم يحملون نفس اللقب لا اكثر .

فمثلآ السيد مسعود النوفلي هو واحد من المستخدمين للقب النوفلي لتعريف نفسه للآخرين وهذا من حقه الطبيعي ، وايضآ يكون من حق الاخرين ان ينادونه بهذا اللقب من دون التعميم  سواء كانت هذه المناداة تحمل صيغة الكلام العادي او الاستفسار او تحمل صيغة المدح او القدح حسب طبيعة الموضوع الذي يطرحه فمثلآ ، عندما طرح مفهوم التسمية الكلدانية الواردة في الصلاة الطقسية أوصلاة الرمش ليوم الجمعة والتي تتحدث عن الاضطهاد الذي تعرض له الكلدان المؤمنين في زمن الملك شابور الثاني ادعى السيد مسعود النوفلي بأن الكتاب الذي بحوزته والمكتوب بخط يد شخص اسمه سمير ميخا عيسى زوري هو الكتاب المنسوخ عن الترجمة الأصلية التي ترجمها الأب الراحل ( يوحنا جولاغ ) وفيها يترجم تسمية " كلدايي " الى حنبي أي الوثنيون ، ولما أبدوا بعض الآخوة الكلدان شكوكهم بمصداقية ذلك الكتاب لعدة أسباب وجيهة ومنها :-
1-  الكتاب مكتوب بخط اليد وليس هناك ما يقابله من نسخة أصلية للتأكد من مصداقية الكتاب من خلال اجراء المقارنة التي تجرى عادة في مثل هذه الحالات ، وجميعنا نقدر ان نكتب ونؤلف وندعي ما نشاء ولكن تبقى العبرة في اثبات المصداقية والخروج من هذا الادعاء بوجه ابيض كما يقال وليس بالهروب كما فعل السيد مسعود النوفلي ، فكلمة الهروب التي وردت هنا لم تطلق بالصيغة العمومية لتعم على كل النوفليين بل فقط اطلقت لتخص السيد مسعود الذي وللأسف زج تلك التسمية المحترمة في امور هي واتباعها الكرام بغنى عنها .
2- زمن تأليف الكتاب هو بداية التسعينات وهي بداية فترة الهجمة التي شنتها الاحزاب الاشورية على الهوية القومية الكلدانية وليس من المستبعد ان يكون الكتاب من انتاج تلك الاحزاب أو على الأقل أن تكون كلمة حنبي مصطنعة او مقحمة في تلك الترجمة من قبلهم .
3- عدم وجود اسم الأب الراحل يوحنا جولاغ او توقيعه او أي شيء يشير اليه على صورة غلاف الكتاب دليل قاطع بأنه كتاب مزيف ولا علاقة للأب الراحل به وقد عجز السيد مسعود النوفلي وتهرب من اثبات مصداقية الكتاب  .
4-  ما بين زمن قيام السيد سمير ميخا عيسى زوري باستنساخ الترجمة المزعومة بخط يده وتوزيعها عام 1998م وزمن انتقال الأب يوحنا جولاغ الى الأخدار السماوية في 2006م هناك فترة 8 سنة ، ألم يكن من الأجدر بالسيد الخطاط ان يعرض انجازه هذا أولآعلى الأب الراحل باعتباره صاحب الترجمة الأصلية لغرض توثيق وتصديق النسخة المخطوطة بخط اليد من خلال وضع توقيعه على غلاف الكتاب او كتابة أي هامش او ملاحظة بخصوص الكتاب ، ولما لم نجد أي أثر او ذكر للأب الراحل على الكتاب المذكور وبالاضافة الى الشبهات الاخرى فقد اتضح بأنه كتاب مفبرك لا قيمة له .
5- النقطة الأهم هي ان ترجمة كلمة " كلدايي " الى حنبي او الى الافتراءات الاخرى مثل السحرة والمنجمين هي مخالفة صريحة لمفهوم الوحي المقدس في الكتاب المقدس ، حيث يذكرهم  كأمة  ( حبقوق صح  1 (6 فهانذا مقيم الكلدانيين الامة  ، والكل يعلم ان الأمة تضم جميع اطياف المجتمع ، المؤمن والغير المؤمن ، العامل والفلاح ، الساحر والمقاتل ، المنجم والطبيب ...الخ ، فكيف يكون معنى الكلدانيين هو سحرة ومنجمين الذين هم جزء من مكونات اية أمة ومنهم الأمة الكلدانية ، كما يصف الكتاب المقدس نسل الكلدانيين بالشعب في سفر يهوديت والاصحاح الخامس والعدد 6- ان اولئك الشعب هم من نسل الكلدانيين ، وفي مكان آخر يصفهم بأهل العلم والمعرفة لذلك كلفهم الملك نبوخذنصر بتعليم الفتية الأربعة ( النبي دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا ) اللغة الكلدانية لفطآ وكتابة حيث تقول الآية المباركة التي وردت في سفر دانيال 1-4 ... فَيُعَلِّمُوهُمْ كِتَابَة الْكَلْدَانِيِّينَ وَلِسَانَهُم .). وحتى الآيتين اللتين يستندون عليهما لمهاجمة الكلدانيين نجدهما يصرحان عكس ما يدعيه النوفلي واصحابه الذين تجعلهم التسمية الكلدانية يصابون بالدوران وتفقدهم توازنهم لذلك يتخبطون في كتاباتهم يمينآ وشمالآ فتارة يصفون الكلدانية بالوثنية وأخرى بالمنجمين وثالثة بالسحرة ورابعة بمذهب مسيحي وخامسة يأتون بأي كتاب مزيف لا سند لمصداقيته كالذي بين يدي مسعود النوفلي ويحاول فرضه على الاخرين وسادسآ بمجرد انها لغة ...الخ .

مشكلة السيد مسعود النوفلي انه لم يكتفي بتزوير عناوين الكتب او الاستشهاد بكتب مزيفة لا سند لها ولا يمكنه اثبات مصداقيتها أو قيامه بتشويه آيات الكتاب المقدس وتطويعها لخدمة الخطاب السياسي والطائفي الاشوري أو الاحتفاظ باستقلاليته كشماس محايد لا كأداة رخيصة يدفعها الاخرين للنيل من الكلدانية والكلدانيين ، ان مشكلته تكمن ايضآ بأنه لا يفرق بين الحقائق التاريخية وبين الحقائق على ارض الواقع وطريقة التعامل معها فمثلآ ، الحقائق التاريخية لإشكالية التسمية التي تعصف بالعلاقة بين الكلدانيين والسريان والاثوريين شيء وطريقة التعامل مع ما يجري على ارض الواقع شيء آخر ، الجميع يعلم بأن كل مكون من تلك المكونات الثلاثة يدعي بأن تسميته هي الشاملة وانه لوحده يمتلك الحقيقة المطلقة ولا تنازل او تهاون حول تلك المسألة ، فإذا كان غبطة الكاردينال البطريرك عمانوئيل الثالث دلي أو غيره من الآباء الاجلاء قد اقترح او وافق على تسمية محددة لتجاوز الخلافات والتوصل الى توافق مشترك ومقبول من جميع الاطراف هذا لا يعني ان ذلك المقترح او التصريح او تلك الحلول التوافقية تعني انها الحقيقة التاريخية ، بل انها معالجات من اجل تحقيق توافق يرضي جميع الأطراف فمن اجل تحقيق هذا الهدف أعلن غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلّي موافقته على التسمية التوافقية المركبة " كلدواشور" عام 2003 بل والتزم بنصها في مخاطباته اللاحقة وعاد نيافة المطران سرهد يوسب جمو عام 2005 وقال ، ان التسمية الكلدوآشورية جيدة بشرط ان لا ينكر احدنا الآخر وان لا يعمل أحدنا قرصنة على الآخر ، ولكن سكرتير زوعا الاشوري السيد يونادم كنا سقط في اول اختبار له على ارض الواقع وأنه خان الأمانة ونكث بوعده وغدر بتلك التسمية عندما استغل موقعه كعضو في مجلس الحكم الانتقالي وادخل الاسم الاشوري منفردآ في حقل القوميات بدلآ من اسم " كلدوآشور" في استمارة الاحصاء ، مما حذا بغبطته أن ينهي التعامل بتلك التسمية وان يجري اتصالاته لتصحيح ما افسده يونادم كنا وبالفعل  تم تصحيح الأمر من قبل غبطته ، واستطيع ان اقول ان السلوك التآمري الذي لعبه يونادم كنا مع التسمية الكلدانية كان بداية النهاية لأي اتفاق محتمل في شأن التسمية الموحدة بل وكان السبب الرئيسي لفقدان الثقة ولِما آلت اليه اوضاعنا من تشتت وعدم الانتباه لوجودنا من قبل الاخرين .

بما ان التسميات المركبة ليست تسميات تاريخية لذلك من الممكن التلاعب بها بحسب الظروف والمصلحة والمزاج وحتى يمكن الغاءها ، لذلك الغيت من القاموس الكلداني وبقيت تستخدم من قبل الطرف الاشوري كمطية للوصول الى المناصب والكراسي ، أما من جهة كوننا شعب واحد ، فقد عبّر غبطة الكاردينال البطريرك عمانوئيل الثالث دلّي عن قناعته بكل صراحة ووضوح عندما قال في المكالمة التلفونية التي اجراها مع موقع عنكاوا دوت كوم في اكتوبر 2008 م قوله (  ... لكن أؤكد أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي. ليعش العراق بكافة قومياته عربا وكردا وأراميين وأيزيديين وصابئة وشبك. ).

لم أعثر على غير هذين الموقفين لغبطته من قضية التسمية ، الموقف التوافقي الصادق والنزيه والموقف المبدئي الذي يؤمن به ، ولكن السيد مسعود النوفلي وكعادته مارس التضليل والخداع عندما قوّل غبطة الكاردينال البطريرك ما لم يقل أو ما لم يصرح به  ، ففي مقالة كتبها النوفلي تحت عنوان " الآشورية الكلدانية في اطروحة أبينا البطريرك " كتب النص التالي :-
(... وما هو مكتوب بالضبط في كتاب المؤسسة البطريركية في كنيسة المشرق – تأليف المطران عمانوئيل دلي - معاون بطريرك الكلدان –  طبع بغداد سنة 1994م الذي كان في الاصل الأطروحة التي نال بها درجة الدكتوراه سنة 1958م .
في الصفحة الخامسة وفي فصل التمهيد نقرأ ما نصّه:
1- البيئة الكنسية
نشأت كنيسة المشرق ( المصدر1) في الدولة الفرثية ومنذ العهد الأول نظّمت طقوسها الخاصة بها ، وادارتها ، وقوانينها وعاداتها (المصدر2).
------------------------------------------------
(1) أطلقت تسميات كثيرة على الكنيسة موضوع دراستنا: فقيل كنيسة فارس نسبة الى مكان انتشارها وقيل كنيسة المشرق وقيل السريان المشارقة لتمييزها عن كنيسة السريان المغاربة الخاضعة لبطريرك أنطاكية. وقيل الكنيسة النسطورية.).
وفي النقطة 3- أدناه نقرأ عبارة ( ... وقيل الاشورية الكلدانية ...). انتهى الاقتباس

وتعليقي على هذه النقطة هو ، ان التسميات المار ذكرها ( ... فقيل كنيسة فارس ... وقيل كنيسة مشرق ...وقيل السريان المشارقة ...وقيل الكنيسة النسطورية .... وقيل الآشورية الكلدانية ... ) ، حيث من المفيد القول ان كلمة قيل التي تسبق ذكر تلك التسميات تدل على ان من اطلق تلك التسميات على كنيستنا ليس غبطة البطريرك بل هم اناس آخرين وفي زمن الماضي ، أي ان غبطته نقل التسميات التي قالوها الاخرين ممن سبقوه ، لذلك لا يجوز تنسيب التسمية : الاشورية الكلدانية " التي بنى عليها السيد النوفلي مقالته تلك لغبطة البطريرك بل لأناس آخرين .

أما النقطة الاخرى التي وردت في مقالة النوفلي هي قوله ، (3-   يضيف أبينا البطريرك ويقول...وقيل الآشورية الكلدانية لتُشير الى القومية واللغة مُستنداً الى أدي شير في كتاب تاريخ كلدو آثور . البطريرك يُشير الى كلمتين " الآشورية الكلدانية " وبدون حرف الواو ويعطينا الجواب بأن الكلمتين تعني " القومية واللغة " ، وهنا وضع حرف الواو حتى نفهم القصد ،..) انتهى الاقتباس.

وتعليقي على هذه النقطة هو الآتي :-
1-  رغم ان السيد النوفلي قد خلط تفسيره مع كلمات غبطة البطريرك بحيث لم نعرف حدود الكلامين ومع ذلك نقول ، اذا كانت التسمية " الاشورية الكلدانية " الواردة ذكرها قد ذكرت استنادآ الى كتاب ألمطران أدي شير ، فإن اسم كتابه هو " كلدو و آثور " بوجود حرف الواو بين التسميتين وليس " كلدواثور " والتسمية الأخيرة غير صحيحة اينما وردت .

2- الغريب ان مسعود النوفلي لا يكتفي بتحليل الكلام على هواه وانما ايضآ يعرف ما في فكر الاخرين ويعرف ايضآ مقاصدهم ، ففي مكان من مقالته المذكورة يقول ( ... يُمكننا القول أن الجماعة التي يقصدها الأب البطريرك ..) ، وفي مكان آخر يفهم قصد غبطة البطريرك إذ كتب يقول ( ... وهنا وضع حرف الواو حتى نفهم القصد ، ) ، لكن ولسوء حظ السيد مسعود النوفلي أنه لم يكن موفقآ في فهمه لمقاصد غبطة البطريرك ، بل كان فهمه في واد وقصد غبطته في واد آخر كما سنرى لاحقآ في هذا المقال .

3- يقول السيد النوفلي أن قصد غبطة البطريرك من تسمية الاشورية الكلدانية يعني ان الاشورية هي القومية وان الكلدانية هي اللغة ، وهو في تحليله هذا يدخل في باب تقويل غبطته بما لم يقل بالإضافة أنه وكما يقال في المثل الشعبي " جاي يكحلها عماها " لأنه لا احد من الاشوريين وحتى المتأشورين منهم يقول ان لغة الاشوريين هي الكلدانية ، وإذا قال النوفلي، انا لم أقل ان لغة الاشوريين هي الكلدانية عندها يكون الجواب ، إذا كنا شعب واحد فمن كان يتكلم بهذه اللغة المنسوبة لهذا الشعب الواحد ؟ 
4- " وهنا وضع حرف الواو حتى نفهم القصد " ، بهذه العبارة علق السيد النوفلي على سبب وضع حرف الواو بين القومية واللغة !!! ، والسؤال الذي اوجهه للسيد النوفلي هل تستطيع ان تجمع بين المختلف من دون وضع حرف الواو بينها مثلآ هل تستطيع ان تجمع بين العناصر التالية من دون ان يفصلها حرف الواو : الماء التفاح السكر القطن الجبل القومية اللغة  الدم التاريخ التقاليد وغيرها من العناصر المختلفة ، إذن من الطبيعي ان يضع حرف الواو بين تلك العناصر وإلا ستخرج الجملة ركيكة لا معنى لها .
أما عن التسمية " الاشورية الكلدانية " التي وردت بدون حرف الواو نقول ، رغم انها التسمية الخاطئة لعنوان كتاب المطران أدي شير الذي هو تاريخ كلدو و آثور بوجود حرف الواو بين التسميتين ، فإننا نساير السيد النوفلي ونقول ، إذا كانت الاشورية قومية والكلدانية لغة أي انهما عنصرين مختلفين بحسب تحليله الغريب ، ففي هذه الحالة لا يمكن الجمع بينهما في تسمية واحدة ، لأن التسميات المركبة تطلق لتدل على ما يسبقها من صفة أو معنى مثلآ يجوز ان نقول الأخوة العربية الكردية وبدون وضع حرف الواو بين التسميتين ولكن هذا لا يعني ان ما ينطبق على العرب من الاخوة لا ينطبق على الاكراد او بالعكس كذلك بالنسبة لأي تسمية مركبة ومن ضمنها التسمية " الاشورية الكلدانية " فإما هما تسميتان لشيء واحد و يشتركان في ذات المعنى الذي يسبقهما سواء كانت القومية او الشركة او الاخوة وغيرها من المعاني او انها لا تدل على أي شيء ، والغريب ان النوفلي يستشهد بعبارة وردت في الكتاب المذكور وهي تنسف كل التحليلات والاجتهادات التي اخترعها وتلك العبارة تقول ( ان الكلدان والآشوريين تاريخياً يُشكلون جماعة واحدة تشترك في تراث ديني ولُغوي وعرقي وقومي نشأ في تربة حضارة بلاد ما بين النهرين ) ، فإذا كانت الكلدانية بحسب تفسير النوفلي هي اللغة ، كيف صيغت بهذه العبارة لتدل على جماعة ؟، وبالتأكيد ان كلمة الجماعة لا تعني اللغة ، وإذا فسر معنى الكلمتين " القومية واللغة " بأن القومية هي الاشورية والكلدانية هي اللغة بدليل انها  "القومية واللغة "معطوفة على الاشورية الكلدانية وبدليل وجود حرف الواو  بينهما ، فبماذا يفسر الكلمات التي وردت في هذه العبارة والتي هي الاخرى معطوفة على التسمية " الاشورية الكلدانية " وايضآ حرف الواو يفصل بينها وهي " ديني ولغوي وعرقي وقومي " فيا ترى إذا كانت الاشورية قومية والكلدانية اللغة فمن هي الجهة الدينية او المذهبية التي يقصدها في تلك العبارة ، وهذا السؤال موجه للنوفلي باعتباره يفهم مقاصد الاخرين ؟، وايضآ اعيد تساءل السيد نزار ملاخا للنوفلي حيث سأله ( ما هو تعليقك على ما كتبت " وقيل الكلدانية الآثورية ؟؟؟؟؟؟؟ لماذا لا تكون الكلدانية هي القومية والآثورية هي اللغة ؟    )   نعم يا سيد مسعود هل في هذه التسمية انقلبت الكلدانية واصبحت القومية وتحولت الاثورية الى اصلها واصبحت اللغة ، أليس هذا منطقك في طريقة تحليل الكلام والكتابات ؟.
اليس هذا تخبط ومغالطات ولا يمت للواقع وللمنطق بصلة ، بالإضافة انه يدخل في باب تشويه الحقائق والاساءة الى الاشخاص ومؤلفاتهم ؟.

5- اشكر الأخ نزار ملاخا الذي وفر لي الجهد والوقت لتدوين الفقرات الكثيرة جدآ التي يؤكد فيها المطران أدي شير في كتابه " تاريخ كلدو وآثور " على العناصر التي يتكون منها أي شعب مثل ، الكلدان كجماعة وارض الكلدان وبلاد الكلدان وللاطلاع على المزيد في الرابط الثاني ، ولا غرابة بعد اليوم بما يكتبه السيد مسعود النوفلي إذ عاد بعد مقالته هذه وفي معرض رده على السيد نزار واستشهد بمنشور راعوي كان قد وجهه غبطة البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني بطريرك بابل على الكلدان الى عموم الطائفة الكلدانية عام 1912 م ، مناقضآ نفسه بنفسه ، فبعد ان اعتبر التسمية الكلدانية مجرد لغة عاد واستشهد بالمنشور الذي يذكر الكلدان كشعب ، لأنه ليس من المعقول ان يكون غبطة البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني بطريركآ على اللغة وانما يكون بطريركآ على الشعب ، ثم ما الضرر إذا قيل الطائفة الكلدانية أو الجماعة الكلدانية او الملة الكلدانية او اللغة الكلدانية او العلوم الكلدانية او المملكة الكلدانية او الأرض الكلدانية أو الجيوش الكلدانية او الدولة الكلدانية او غيرها من العناصر التي يتكون منها أي شعب وتتكون منها أية أمة كما سماهم الوحي المقدس بالشعب الكلداني في سفر يهوديت الاصحاح الخامس والعدد 6- ان اولئك الشعب هم من نسل الكلدانيين ، وكما سماهم ايضآ بالأمة الكلدانية في  سفرحبقوق صح  1 (6 فهانذا مقيم الكلدانيين الامة ...) ، نعم نحن الكلدان نعترف ونفتخر بأن الأمة الكلدانية هي كالموسوعة الكاملة تحوي على جميع تلك الجزيئات وتحوي على جميع العناصر التي تتكون منها الأمم العظيمة .

6- يبدو ان السيد مسعود النوفلي يكتب وهو في حالة اللاوعي او انه يعتقد بأنه يستطيع خداع قراءه وإلا لماذا يجهد نفسه ويحاول الدخول في فكر غبطة البطريرك لمعرفة قصده من عبارة " الاشورية الكلدانية " ومن عبارة  " القومية واللغة " ومن عبارة نحن " شعب واحد "  فلو كان السيد النوفلي من المتابعين لأخبار غبطة الكاردينال البطريرك لعرف حقيقة موقف غبطته من تلك العبارات من دون دوخة رأس ، فكما نوهنا اعلاه ان غبطته وفي المكالمة الهاتفية  التي كان قد اجراها مع موقع عنكاوا دوت كوم في اكتوبر تشرين الاول 2008 م  ( الرابط ادناه ) قد سمى الأشياء بمسمياتها وبكل صراحة ووضوح عندما قال (لكن أؤكد أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي ) ، فهل عرفت يا النوفلي أي شعب قصد غبطة البطريرك بقوله نحن شعب واحد ، انه الشعب الارامي ، ومنذ عام 2008 م أي منذ اعلان هذا التصريح الواضح لم يعد أحد من ابناء شعبنا سواء من الكلدانيين او الاثوريين او السريان يسأل عن رأي غبطة الكاردينال البطريرك حول التسمية الشاملة التي من الممكن اطلاقها على عموم ابناء شعبنا من المكونات الثلاثة ، لأنه بدا واضحا ان رأي غبطته هو مع التسمية الارامية لكن الشيء الذي يدعو للاستغراب ونحن على اعتاب نهاية عام 2010م يأتي السيد مسعود النوفلي ويقول ان قصد أبينا البطريرك هو كذا وكذا ، فإذا كان لديك اعلان و تصريح واضح ولا لبس فيه فلماذا تدخل في عقول ومقاصد الاخرين او تجهد نفسك في تحليلات مخجلة وفاشلة ؟.

7- كم هي مؤثرة ومعبرة  بل واكثر من رائعة الفقرة الاخيرة التي وردت في مقالة السيد مسعود النوفلي إذا كان فعلآ يعنيها وإذا كان فعلآ صادقآ في كلامه حيث يقول فيها ،  (وأخيراً هذه هي أفكار قائد الكنيسة الأول مُمثل الرب على الأرض لكي يطّلع عليها الشعب الواحد الكلداني السرياني الآشوري والرب يوفق الجميع للرؤية الصائبة والعمل المثمر من أجل توحيد الجهود المخلصة ووضع الأسم المعجزة لشعبنا العظيم . )  ، فهل بعد ان اتضح للسيد مسعود النوفلي ان قصد قائد الكنيسة الأول مُمثل الرب على الأرض من عبارة نحن " شعب واحد "  بأن اسمه هو الشعب الآرامي ، فهل سيبقى السيد النوفلي أمينآ ومطيعآ لأفكار قائد الكنيسة الأول ويتخذ الأسم المعجزة الذي هو التسمية الارامية  كتسمية شاملة لعموم ابناء شعبنا من الكلدان والسريان والاثوريين  أم انه بعد ان يكشف بأنه في واد وأفكار قائد الكنيسة الأول في واد آخر سيتمرد ويتنكر لأفكار مُمثل الرب على الأرض ؟ .

رابط 1 قول غبطة البطريرك الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,233591.msg3421260.html#msg3421260

رابط 2 مقالة السيد نزار ملاخا
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,439415.0.html

منصور توما ياقو
5 أيلول 2010م

11

يقال ان الكتاب يقرأ من عنوانه ، كيف لا وخاصة إذا كان العنوان والمحتوى  صادر من أعلى الجهات  الرسمية  في الدولة ، فمثلآ المجلس البرلماني العراقي والمفوضية العليا للانتخابات و ديوان رئاسة الجمهورية شرعوا وصادقوا على قانون منح خمسة مقاعد للمسيحيين في البرلمان العراقي وفق نظام الكوتا ، وكثير من ابناء شعبنا وخاصة الاحزاب والتنظيمات السياسية والقومية رأت في استخدام تسمية المسيحيين في الكوتا  التي تدل على التسمية الدينية بدل التسمية او التسميات القومية هي مؤامرة لطمس الهوية القومية ، لذلك استنكرتها ورفضتها بل وصل الأمر عند البعض أن طالب بمقاطعة الانتخابات ما لم يتم احلال التسميات القومية بدل تسمية المسيحيين ( الدينية ) ، ولكن تلك المحاولات لم تؤدي الى نتيجة إذ بقيت الكوتا تحمل التسمية المسيحية أي الدينية ، وبعد ان تمكن السيد سركيس آغاجان من استغلال منصبه الحزبي كعضو قيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني بالاضافة الى منصبه كوزير للمالية في حكومة الاقليم السابقة من تغيير التسمية الكلدانية في مسودة دستور الاقليم من الصيغة المنفردة التي كانت عليه بناءآ على طلب واختيار المرجعيات الكلدانية الى تسمية مركبة ركيكة المبنى وثقيلة اللفظ ولا مثيل لها في كل تسميات الأمم ، والغريب ان اصحابها الذين فرضوها على البرلمانيين في برلمان اقليم كوردستان هم انفسهم لا يعترفون بها كتسمية قومية ولكن السيد القائد آغاجان أرادها تسمية قطارية مركبة وإلا كما قال في حينها ما معناه لو لم يكن البرلمان الكوردستاني قد وافق على مطلبه بتغيير التسمية وفق ارادته لا وفق ارادة اصحابها الشرعيين فإنه كان قدم استقالته ، وبالطبع ان البرلمانيين وربما قيادة الحزب الذي ينتمي اليه رأى بقاء السيد آغاجان في منصبه كوزير للمالية وكعضو قيادي فيه اهم من الهوية القومية الكلدانية بل واهم من الكلدانيين انفسهم الذين لا سلطة لهم ولا مال ولا سند يحميهم ويحمي خصوصياتهم القومية ، فكان له ما اراد ولكننا سنبقى الى يوم القيامة  نرفضها ونتذكر الوقفة المخجلة للبرلمان الكوردستاني تجاه الكلدانيين وتجاه هويتهم القومية .

اليوم ونحن على ابواب حدثين هامين وهما الاستعدادات الجارية لاجراء الاحصاء السكاني في العراق في أكتوبر/تشرين الأول 2010، والثاني محاولات اجراء تعديلات على مسودة الدستور العراقي الدائم ، ومن اجل الاستمرار في التآمر على الكلدانيين وعلى هويتهم القومية الكلدانية فقد بدأت الأحزاب الاشورية وخاصة الحركة الديمقراطية الاشورية وحزب ما يسمى بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري بتحريك اتباعهم من المتأشورين ( وليس من حق احد بعد اليوم ان يعترض على تسمية المتأشورين لأن السيد يوسف شكوانا وهو احد المتأشورين ويعمل لحساب زوعا  قال بأن التأشور ليس عارآ بل وانه يفتخر بذلك ...) للعمل في اتجاهين وهما :- 
1- تهيئة الرأي العام الكلداني والسرياني للخضوع لإرادة النواب المسيحيين الاشوريين واظهارهم كأوصياء عليهم ليس فقط في امورهم السياسية والاقتصادية والحياتية الاخرى  بل وحتى في معتقداتهم القومية وربما حتى الدينية والمذهبية  ، كأن فوزهم بمقاعد البرلمان قد اعطاهم حق التلاعب بمقدرات الناس ، فكما السيد سركيس آغاجان قد اعطى الحق لنفسه لتغيير التسمية الكلدانية في مسودة دستور اقليم كوردستان كذلك اليوم النواب الاشوريين التابعين للحركة الديمقراطية الاشورية المتحالفين معه ضمنآ قرروا الاستمرار بذات النهج التآمري على الكلدانيين وعلى هويتهم القومية الواردة في الدستور العراقي الدائم ، وهذا ما اكده البيان الختامي الذي صدر عن المؤتمر السادس للحركة الديمقراطية الاشورية واكرر الاشورية والذي جاء فيه ( ...وتدارس المؤتمر الخطوات الرامية لتعزيز وحدة شعبنا القومية ومنها تثبيت تسمية موحدة لشعبنا في الدستور العراقي ..) . فليس مستغربآ بعد تدخلهم في الشأن الكلداني والتلاعب بالخصوصيات الكلدانية رغمآ عن الكلدانيين أن يصرحوا الكتّاب الاشوريين ومن يتبعهم من المتأشورين بالقول ان اولئك النواب الاشوريين يمثلون كل شعبنا قوميآ ويحق لهم وبالمطلق كل شيء ولا أحد يتفاجأ او يستغرب إذا صرحوا اولئك الكتّاب او المسؤولين في الاحزاب الاشورية انه من حق اولئك النواب ان يتدخلوا ايضآ في المذهب الكاثوليكي الذي يدين به الكلدانيين ، باعتبارهم ممثلي المسيحيين وبالتالي يحق لهم كل شيء وبالمطلق ايضآ حتى تغيير دينهم ومذهبهم لو أراد السيد آغاجان والسيد يونادم كنا ، خاصة وان الساحة العراقية فارغة من أي وجود قومي كلداني سواء في البرلمانين العراقي او الكوردستاني او في حكومة اقليم كوردستان .

2- أما الاتجاه الثاني الذي بدأوا الاشوريين التفكير فيه هو اتجاه احترازي احتياطي ، فمن اجل مواجهة احتمال عدم تمكنهم من تغيير التسمية الكلدانية الواردة بصورة منفردة في الدستور العراقي الدائم او في استمارة التعداد العام الخاصة بالاحصاء السكاني فقد بدأوا بدفع اتباعهم من الناكرين لهويتهم القومية الكلدانية او السريانية للترويج بأن التأشور ليس عار !!! ، وكأنهم يريدون ان يقولوا للكلدانيين والسريان  ، ليس مهمآ ان تكتبوا في حقل القومية في ورقة الاحصاء التي ربما سيعتمد عليها في اخراج هوية الاحوال المدنية او الجنسية العراقية او جوازات السفر أو أية اثباتات شخصية مستقبلآ انتماءكم الكلداني او السرياني ، فتحولوا الى الاشورية لأن التأشور ليس عار ، وقد رأينا حالة الهياج والغضب التي انتابت البعض بل وقد حذفت مقالتي من موقعين وللأسف احدها موقع قومي كلداني لأنني كتبت ان التأشور يعني نكران الأصل وبالتالي هو عار ،علمآ بأنه لا علاقة لللتأشور بالآشورية والاشوريين ، فالاشوريين الحقيقيين والكلدانيين والسريان والأكراد والعرب وغيرهم ، هؤلاء جميعآ ينتمون الى تلك التسميات انتماء جيني موروث ، فهؤلاء اصلاء ولا يمكن لأحد ان يقول عنهم بكلمة سوء ، أما التأشور والتكلدن والتسرين والاستكراد والاستعراب ، فهنا يكون الانتماء مكتسب أي غير فطري او موروث وهذا يعني الكثير لمن يعي ما تعنيه عبارة غير موروث ، وبالتالي هو غير أصيل أويدخل في باب بيع الذات وتسخير النفس لمصلحة الاخرين ، ولا اعرف لماذا تحسس البعض كثيرآ عندما كتبت ان نكران الأصل هو عار هل لشعورهم بالذنب أم لسوء فهم غير مقصود علمآ بأن عبارة  نكران الأصل التي تأخذ الصفة العمومية سواء كان التأشور او الاستكراد او التكلدن او الاستعراب او مهما يكن فهو عار ؟! ، هل يستطيع احد من اولئك الذين غضبوا وثاروا أن يعطوا لقراءنا الأعزاء مبرر واحد به يمكن للانسان ان يتخلى عن نسبه او أصله ، أليس وكما لمحت سابقآ ، اللهم إلا من اجل مال او من اجل منصب او من اجل منفعة أو لعلة نفسية او غيرها ؟ ، هل هناك تفسير آخر ، السادة زعلوا وغضبوا لأننا لم نسكت على دعوة المتأشور للحذو حذوه وننكر اصولنا من اجل ان يزيد عدد الاشوريين في ورقة الاحصاء .

يجب ان نعترف امام الملأ ونقولها صراحة ، ان الكلدانيين لم يكونوا قد وصلوا الى هذه الدرجة بحيث يستطيع كل من هب ودب ان يمسخ هويتهم القومية بل ويتمادوا اكثر في اهانتهم للكلدانيين عندما يطالبوهم بالتخلي عن ذواتهم وعن اصولهم وانتسابهم الموروث الذي لا يمكن لأي كان ومن أية ملة او قومية كانت ان يفعلها إلا اللهم للأسباب التي ذكرتها في اعلاه ، نعم لم يكن بمقدور هؤلاء الاستخفاف بالوجود الكلداني ومحاولاتهم المستمرة للنيل منهم ومن معتقداتهم لو استطاعوا قادة الكلدان ان يتجاوزوا خلافاتهم وان يتخلوا عن كبرياءهم وانانيتهم وان يتخلوا عن الاسباب التي تفرقهم من بعضهم البعض والتي تكرس قلة حيلتهم  وهوانهم بل واظهارهم بمظهرالضعيف العاجزعن ادارة شؤونه والمحتاج دائمآ الى عكازة الاخرين لكي يستند عليها ، فجميع الكلدانيين، الصغير والكبير ، العلماني ورجل الدين جميعهم مستهدفون ومعنيون بتلك الاهانات التي تطالبنا بنكران اصولنا وبتلك السموم المغلفة بالكلمات والشعارات الزائفة والمخادعة ، ويكن في علم الجميع ان قيمة الانسان تنبع من ذاته اولآ ، ابتداءآ من احترام النفس مرورآ باعتبارات أخرى مثل قوة الشخصية التي لا يمكن لأحد ان يخرجها من دائرة الانتماء الجيني الموروث مثل الانتماء القومي ، فمثلآ ان انتمائي القومي هو كلداني ، وانا لا استطيع ان اتجرد من هذا الانتماء الى تسمية اخرى لأنني لم اقتنيها بمال او عن رغبة أوعن طريق التلقين او التأثر بها ، بل انها مزروعة فيَّ وراثيآ أي من اصول كلدانية ، وإذا تنكرت لهذا الأصل عندها لا عتب أن اتنكر لكل شيء ، ولا عتب ان اطالب الاخرين أن يحذوا حذوي لفعل نفس الشيء ، فالبعض اطلق دعوة لنكران الأصل ، فهل من ممسوخ يلبي الدعوة ؟.

منصور توما ياقو
29 آب 2010

12

الظاهر ان السيد مسعود النوفلي يعتقد ان الناس بتلك السذاجة والسطحية وانهم لا يميزون بين  الصح والخطأ و بين المزيف والأصيل أو بين رجل الدين الحقيقي وهذا المرتدي للباس الدين ، إذ كتب بتاريخ 25/7/2010 مقالة تحت عنوان " تعريف الكلدان في الصلاة التي ذكرها السيد ابلحد افرام " والنقطة الرئيسية التي تمحورت حولها مقالته تلك هي أنه يملك كتاب مكتوب بخط شخص يدعى سمير ميخا عيسى زوري ويدعي النوفلي ان هذا الكتاب هو كتاب صلاة الرمش المترجم من قبل الأب الراحل يوحنا جولاغ سنة 1991م وقد ترجم كلمة كلدايي التي وردت في الصلاة الى كلمة " الوثنيون " بحسب الكتاب المذكور .
يبدو ان السيد النوفلي كان مطمئنآ جدآ لِصحة كتابه ولِما يحتويه من كلمات بل وكان مطمئنآ جدآ جدآ جدآ بأن الكلدان حالما يقرأون كتابه سوف يتنكرون لكلدانيتهم وسوف يستعطفونه لكي يشفق عليهم وينقذهم من الجهل الذي جعلهم يصدقون انفسهم ويصدقوا الكتاب المقدس الذي يصف الكلدانيين بالأمة التي تخافها الأمم كما ورد في سفر حبقوق وابتداءآ من العدد 6 حيث نقرأ ( ... 6 فهانذا مقيم الكلدانيين الامة المرة القاحمة السالكة في رحاب الارض لتملك مساكن ليست لها . 7  هي هائلة ومخوفة.من قبل نفسها يخرج حكمها وجلالها .8 وخيلها اسرع من النمور واحد من ذئاب المساء وفرسانها ينتشرون وفرسانها ياتون من بعيد ويطيرون كالنسر المسرع الى الاكل ...) .

إذآ الكتاب المقدس يدعو الكلدانيين بالأمة ومن المعروف انه لا يمكن ان تطلق كلمة الأمة على شعب او على مملكة او على دولة ما إلا أذا توفرت ثلاثة عناصر اساسية في تكوينها وهي ، الوطن او الأرض ، والشعب ، والسلطة السياسية ، والكتاب المقدس يجمع هذه العناصر الثلاثة في الكلدانيين في اكثر من آية  ، فمثلآ لعنصر الأرض نقرأ في سفر ارميا والاصحاح 24 والعدد 5 النص الآتي ( 5 هكذا قال الرب اله اسرائيل كهذا التين الجيد هكذا انظر الى سبي يهوذا الذي ارسلته من هذا الموضع الى ارض الكلدانيين للخير .) . وبالنسبة للشعب فإن كلمة " الكلدانيين " التي تضم جميع مهن وصنوف الشعب مذكورة في عدد كبير من آيات الكتاب المقدس ففي موضع يذكر الصنف المقاتل من الشعب ويسميه بـ " الجيش الكلداني " كما نقرأ مثلآ في  ارميا 39 -5 قوله المبارك (فسعى جيش الكلدانيين وراءهم .. .) ، وفي سفر الملوك الثاني والاصحاح 25 والعدد 26 نقرأ (فقام جميع الشعب من الصغير الى الكبير ورؤساء الجيوش وجاءوا الى مصر لانهم خافوا من الكلدانيين ) . وفي سفر دانيال 1 -4 يذكر الصنف المتعلم والمثقف من الكلدانيين الذين كلفهم الملك نبوخذنصر لتعليم الفتية الأربعة ( النبي دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا ) اللغة الكلدانية لفطآ وكتابة حيث تقول الآية المباركة ( فِتْيَانًا لاَ عَيْبَ فِيهِمْ، حِسَانَ الْمَنْظَرِ، حَاذِقِينَ فِي كُلِّ حِكْمَةٍ  وَعَارِفِينَ مَعْرِفَةً وَذَوِي فَهْمٍ بِالْعِلْمِ، وَالَّذِينَ فِيهِمْ قُوَّةٌ عَلَى الْوُقُوفِ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ ، فَيُعَلِّمُوهُمْ كِتَابَة الْكَلْدَانِيِّينَ وَلِسَانَهُم .).

 ولكي لا اطيل اكثر من اللازم ، سأذكر الدليل القطعي الذي جمع كل الكلام والذي يذكر ليس الكلدانيين فحسب بل وانما الذين خرجوا من صلبهم ومن ارضهم ( ابراهيم ونسله ومن رافقه ) والذين سميوا فيما بعد بـ بني اسرائيل بأنهم ايضآ شعب ومن نسل الكلدانيين وهذا ما نقرأه في سفر يهوديت والاصحاح الخامس ، إذ يقول عن بني اسرائيل الذين استخفوا بالجيش الاشوري ولم يخرجوا لإستقباله النص الآتي (   4 .و كيف استخفوا بنا دون جميع سكان المشرق ولم يخرجوا لاستقبالنا ليتلقونا بالسلم
5- فاجابه احيور قائد جميع بني عمون قائلا ان تنازلت فسمعت لي يا سيدي اقول الحق بين يديك في امر اولئك الشعب المقيمين بالجبال ولا تخرج لفظة كاذبة من فمي
6- ان اولئك الشعب هم من نسل الكلدانيين
7- و كان اول مقامهم فيما بين النهرين لانهم ابوا اتباع الهة ابائهم المقيمين بارض الكلدانيين
8- فتركوا سنن ابائهم التي كانت لالهة كثيرة
9- و سجدوا لاله السماء الواحد وهو امرهم ان يخرجوا من هناك ويسكنوا في حاران فلما عم الجوع الارض كلها هبطوا الى مصر وتكاثروا هناك مدة اربع مئة سنة حتى كان جيشهم لا يحصى
10- و اذ كان ملك مصر يعنتهم بالاثقال ويستعبدهم في بناء مدنه بالطين واللبن صرخوا الى ربهم فضرب جميع ارض مصر ضربات مختلفة .

إذآ هذه الآيات تزيد يقيننا بأن الكلدانية هي تسمية تطلق على شعب وان مقام الكلدانيين هو بلاد ما بين النهرين وان السنن التي آمنوا بها كانت سنن ايمانية روحية عبادية لالهة كثيرة وعلى رأسهم مردوخ ونحن نعلم ان الذي له هكذا سنن حتى لو كانت وثنية بمفهومنا الحالي فإنه لا يقبل ان تطلق عليه تسمية الساحر او المنجم حتى لو كان بين شعبهم من يمارس تلك الطقوس والعلوم بل كانوا جميعآ كلدانيين بمختلف صنوفهم وشرائحهم ووظائفهم ، وحتى كلمة الوثني لم تكن موجودة في قاموسهم لأنهم وبحسب اعتقادهم انهم كانوا يعبدون آلهة حية وقادرة ولها سلطان ، وان هذه التسمية اطلقت عليهم مع بداية ظهور انبياء الله أي في عهد النبوات .

بعد كل هذا ، ماذا عسانا نحن الكلدانيين ان نقول ؟، إذا كان بامكاننا أن نكذب مشاعرنا واحساسينا ، وأن نتجاهل ما قالوه وكتبوه الأمم في الكلدانيين وحضارتهم وتاريخهم ، فهل يسمح لنا ايماننا المسيحي ان نكذب الوحي الإلهي ونتشكك في آيات الكتاب المقدس التي تخبرنا بأن الكدانيين هم شعب وأمة تتوفر فيهم كل الشروط والعناصر الرئيسية المكونة للأمة ، فهل نكذب ذلك وان نصدق السيد مسعود النوفلي وكتابه المزعوم او نصدق ما تقرره المؤتمرات الاشورية سواء عقدت في طهران او في جزيرة الواق واق ؟.

السيد مسعود النوفلي ادعى بأن له كتاب هو كتاب صلاة الرمش المترجم من قبل الأب الراحل يوحنا جولاغ سنة 1991م وان الكتاب الذي بين يديه هو مكتوب بخط السيد سمير ميخا عيسى زوري ، أليس من حق أي قاريء ان يطالب النوفلي بإثباتات ليبين مصداقية كتابه هذا ؟، وهذا ما طلبه اولآ السيد مايكل سـيـﭙـي من السيد مسعود النوفلي ، حيث طلبه بنشر صورة غلاف الكتاب الذي يظهر عليه اسم الأب الراحل يوحنا جولاغ ، كما وطالبه لكونه صاحب الموضوع أن يجيبه على التساؤلات والشكوك التي تحيط بموضوعه ، ( الرابط الأول ) ، ولكن بقي السيد مايكل ينتظر ونحن ننتظر من دون ان نحصل على صورة الغلاف التي عليها اسم الأب الراحل يوحنا جولاغ بل تهرب النوفلي من تقديم أية اجابات للتساؤلات المطروحة كمن يلقي قنبلة ويهرب .

هل يمكن لأحد ان يثق بمصداقية كتاب يدعى بأنه منسوخ  عن كتاب منسوب لشخصية معروفة وهذا الكتاب المنسوخ لا يحمل اسم تلك الشخصية ولا توقيعه ولا هو بخط يده ، والأنكى ان المدعي لا يملك النسخة الأصلية المنقول عنها لإجراء المقارنة اللازمة لمعرفة مدى مصداقية الكتاب ، خاصة وان زمن تأليف هذا الكتاب ( سنة 1991م) والذي تم نسخه وتوزيعه فيما بعد يثير كثير من الشكوك لأنه يرافق بداية الهجمة الاشورية على الهوية القومية الكلدانية والأهم من كل ذلك ان السيد مسعود النوفلي نفسه بات معروفآ بأنه يستخدم مبدأ ( الغاية تبرر الوسيلة ) ، فما دامت غايته او همه الوحيد هوالطعن بالهوية القومية الكلدانية وتمجيد الاثورية او الاشورية  فلا بأس عنده ان يتبع أية وسيلة لتحقيق تلك الغاية حتى لو كانت عن طريق تحريف وتشويه آيات الكتاب المقدس او التغاضي عن تلك التي تعارض توجهاته او يتجاهل الأقوال والمواقف والاشارات التي لا تخدم غايته تلك ، فهل هناك من انسان سوي يثق بمصداقية هكذا كتاب مجهول الأصل ؟، خاصة ونحن في زمن الكومبيوتر والانترنيت ونستطيع بواسطة برامج خاصة عمل كل شيء مثل ان نركب رأس شخص محترم ومعروف على جسم عاري كما فعل السيد مسعود النوفلي عندما ألصَقَ اسم الأب الراحل يوحنا جولاغ بكتاب مجهول الأصل و يدعي بأنه مترجم الى السريانية ولكن ظهر بأن بعض الكلمات المترجمة هي كوردية واخرى عربية  بالاضافة الى السريانية أي انه كتاب كوكتيل يحتاج الى شخص يعرف اللغات الثلاثة لكي يفهم معاني مفرداته أي انه يحتاج عمل عدة مترجمين آخرين .

محيلا شمعون بطريركا دكلدايي ، أي الضعيف شمعون بطريرك الكلدانيين ، هل هذه الجملة المتكونة من اربعة كلمات تحتاج الى مترجم او الذهاب الى عالم لغوي لكي نفهم معناها ، ومع ذلك يحيلنا السيد مسعود النوفلي الى رابط لمقالة لكاتب اسمه اوشانا مدعيآ بأنني سأجد فيها الجواب الشافي ، ولكن عندما انتهيت من قراءة تلك المقالة لم اجد أية اجابة بل ارتباك وخلط للمواضيع  لا اول له ولا آخر فمثلآ :-
1 -  في مقدمة مقاله ، لم يكن أمينآ في نقل كلمات الختم ، ففي الوقت التي هي مكتوبة " محيلا شمعون بطريركا دكلدايي " فهو كتبها بالصيغة الآتية ( الفقير أو الضعيف ( محيلا ) مار شمعون البطريرك الكلدي ) ، ومن الملاحظ ان السيد اوشانا قد عمد على تغيير صياغة عبارة " بطريركا دكلدايي " التي تعني " بطريرك الكلدانيين " أي ان الذين في معيته من اساقفة وكهنة وشمامسة وجميع افراد الشعب يتسمون بالكلدانيين ، فغيرها الى صيغة " البطريرك الكلدي " التي توحي بأن التسمية الكلدانية تشير الى الشخص البطريرك فقط من دون من هم في معيته من اساقفة وكهنة وشمامسة وافراد الشعب الآخرين ، بالاضافة ان تسمية الكلدان وردت في الختم بصيغة الجمع " دكلدايي " وليس بصيغة المفرد " الكلدي " كما كتبها كاتب المقال .
2-المقال الذي احالني الى قراءته  يتحدث عن قضايا لا علاقة لها بموضوع الختم مثل ، خطة الله الخلاصية وبشارة الملاك لمريم العذراء ، وقصة قيام دنخا شقيق البطريرك مار ايليا الثامن بقتل ابن اخيه وهروبه الى ايران واتصاله بالمبشرين الامريكان والانكليز والفرنسيين الذين قاموا برسامة ابنه ايشوعياب بطريركآ ، ثم يتطرق الى النهضة الصناعية في اوربا وعن الرأسمالية والامبريالية والاستعمارية ويتحول للكلام عن الانقسام الكنسي في اوربا وكيف حاولت الفاتيكان ان تسد الفراغ الذي احدثته تلك الانقسامات من خلال كسب مسيحيي الشرق عموما وكنيسة المشرق خصوصا ، ثم يعود الى قبرص ويقول تارة ان تسمية الكلديين بحسب تعبيره قد اخترعت في قبرص ثم يعود ويسميها بالكلد التي اطلقها البابا اوجين الرابع على مجموعة من النساطرة بقيادة المطران مار طيمثاوس ، وبعد الانتهاء من قراءة خطة الله الخلاصية والاطلاع على جريمة القتل والهروب الى ايران وبعد جولة في اوربا وقبرص والحروب الصليبية يعود بنا كاتب المقال الى اورمية حيث كتب النص التالي (  وبعد وصل مار شمعون دنخا الي اورمية وقبوله العروض الاجانب المبشريين فيها رسموه بطريقتهم بطريرك لكنيسة سموها بالكلد الكاثوليكية ، وكالمعتاد طلب منه القيام بصنع ختم كنسية له ولاعماله بوجه عام كبطريرك وهو الختم  الذي نبحث عنه ،) انتهى الاقتباس .

من الواجب ان اشكر السيد مسعود النوفلي لإحالتي الى هذا الرابط الذي إِعتقد  (هو ) ان فيه الاجابة الشافية عن اسرار الختم ،  حيث انها المرة الاولى التي اعرف ان الكنيسة الاشورية الحالية كانت تسمى في زمن البطاركة الشمعونيين بكنيسة (( الكلد الكاثوليكية )) بحسب كاتب المقال السيد اوشانا ، لأنني كنت اعتقد بأنها كانت تسمى بالكلدانية النسطورية وليست بالكاثوليكية ويا ليت لو السيد مسعود النوفلي ان يؤكد هذه المعلومة ، هل كانت كاثوليكية ام نسطورية ليزيل اي شك قد يدور في الذهن .

نعود ثانية ونغوص ما بين ثنايا وطيات كلمات المقال عسى ولعل ان نقف على اسرار الختم الرسمي المستخدم من قبل سلالة البطاركة الشمعونية حيث كتب عن استخدامات الختم وعن كلماته النص الآتي (( ... قاموا بنقش الكلمات فيه لاجل هذه الكتابة يحررون الاموال لاغراض الطلب وتمويل مشاريع مار شمعون من طلب الارزاق له ولعائلته وعوائل الفقيرة  والمحتاجة لظروف طارئة وبناء المدارس والكنائس أو تقديم الخدمات المختلفة باسم الكنيسة المستحدثة الي اهالي المنطقة ، هذه هي قصة مختصرة لصنع هذا الختم .)) ، وفي موضع آخر ذكر بأن الختم استخدم لختم المخاطبات والرسائل المرسلة من او عن البطريرك مار شمعون بنيامين الى الروس ، وهنا نسأل كاتب المقال ، ماذا تريد اكثر من هذه الاستخدامات ؟، ورغم تلك الاستخدامات المهمة للختم في تمشية امر الكنيسة والشعب عاد كاتب المقال وتساءل عن اهمية الختم قائلآ (ولو سألنا سائل أيا كان عن اهمية ودور هذا الختم في مثل هذه الظروف " السابقة ولاحقة" ) ، فيأتي جوابه وكأنه نسي ما كتبه قبل سطر واحد فقط  عن استخدامات الختم فيقول  ((  والجواب عليه بانه ليس لهذا الختم اي دور ولا اهمية ولا حتى معنى لذكره " لان كل الامور فيها هي متعلقة بالكنائس ولا علاقة لها بالقضايا القومية على الاطلاق لان القضايا القومية تتعلق يالسياسة والاحزاب والصراع الطبقي الاجتماعي والانجازات المرحلية خارج الكنيسة "   ))، والأسئلة التي نطرحها على كاتب المقال هي ، منذ بداية رسامة البطريرك مار شمعون التاسع دنخا سنة 1662 م ، هل كان في تلك السنة ومئات السنوات التي تلتها في اورميا شيء اسمه الاحزاب الاشورية والقضايا القومية والسياسية خارج سلطة الكنيسة ؟ ألم يكن البطريرك هو الزعيم الديني والقبلي للنساطرة الذين يتزعمهم ؟، هل تعلم ان احد الشروط التي وضعتها الحكومة العراقية لتفادي ضرب الاثوريين عام 1933م كان تخلي البطريرك مار ايشاي شمعون عن سلطته الدنيوية التي هي الامور السياسية والقومية وحصر مهامه فقط بالأمور الكنسية والدينية ، فكيف تقول ان كل الامور التي استخدم فيها الختم كانت تتعلق بالكنائس ولا علاقة لها بالقضايا القومية ؟!،  إن كنت صادقآ ، اين هو الختم الذي كان يستخدم في الشأن القومي او السياسي في ذلك الزمن ؟.

يقول كاتب المقال (وهكذا كما بقيت الوراثة البطريركية في هذا البيت والي انتهائها بقى هذا الختم ينتقل بين البطاركة الي يوم وفاة اخرهم سنة 1975  م .) ، علمآ ان سلسلة البطاركة الشمعونيين توارثوا الكرسي البطريركي لمدة تقدر بمئات السنين ، فهل طيلة هذه الفترة كانوا المبشرين مسلطين او متسلطين على رقابهم ولم يدعوهم ان يتحرروا من التسمية الكلدانية ومن كلمات ذلك الختم الذي يدعوهم كلدانيين ؟ .

اين الاجابة الشافية في تلك المقالة يا سيد مسعود النوفلي ؟.
ولكن اليك الاجابة الشافية لسبب كتابة تسمية الكلدان على الختم المذكور والتي قالها  صراحة الأركذياقون  د . خوشابا كور في معرض رده على كتاب " اشوريون أم كلدان " لمؤلفه نيافة الأسقف مار عمانوئيل يوسف ، ولاحظ كيف يذكر الوقائع بمصداقية من دون مجانبة الحق ،  ولاحظ الوثيقة المصدقة بالختم المذكور ، حيث جاء ضمن ما كتبه عن الختم النص الآتي ( ... واللغز وراء هذه الأختام يا سيادة الأسقف الجليل هو أن البطاركة والأساقفة اللذين أستخدموها كانوا  [كلداناً] لذلك كانت أختامهم تظهر فيها كلمة [الكلدان]، ... ) انتهى الأقتباس والكلام لا يحتاج الى اية اضافة او تعليق ،( للمزيد في الرابط الثاني ) .

أما عن طريقة تحليلك لصلاة الرمش اقول ، انه تحليل سطحي وبعيد عن المنطق ومخالف لواقع التاريخ المسيحي في العراق ، فمثلآ تقول في :-
1-  ( الصلاة لا تذكر شهداء الكلدان وإنما "المؤمنين " كما نلاحظ في الترجمة. . لأن المؤمنين آنذاك كانوا من مختلف الأجناس والأعراق كما يذكر التاريخ .) . انتهى الاقتباس
مرة اخرى يلجأ السيد مسعود النوفلي الى الكلام المبهم ، فكيف عرف ان كلمة " المؤمنين " لا تشمل الكلدان ايضآ ، يقول لأن التاريخ يذكر مختلف الأجناس والأعراق ، أليس من المفروض به عدم اضافة مثل هذه المعلومة التي اصبحت محور نقاش وجدال لأسابيع خلت إلا بعد توثيقها ، أي ان يضع المصدر التاريخي بجانب المعلومة ؟، فكيف نصل الى الحقيقة إذا هو وضع معلومات من غير دليل وانا باستطاعتي ان اقول العكس وكل واحد يتشبث برأيه ، فما فائدة القاريء من كل هذا ؟. لذلك اقول للسيد النوفلي إذا لم تذكر المصدر الذي يصنف هوية الأجناس والأعراق الذين كانوا ضمن " المؤمنين " المذكورين كما تدعي ، يكون كلامك هذا مجرد ادعاء باطل .
2- في النقطة الثانية من تحليله كتب يقول (الكلدان الواقفون تعجبوا وقالو" عظيم هو إله المؤمنين " ، لماذا لم يقولوا إلهنا إذا كانوا فعلاً مؤمنين بالله؟ ، بعبارة اخرى أن إله المؤمنين يختلف عن إلههُم ولهذا تُبرهن لنا الصلاة بأنهم أي الواقفين كانوا وثنيين فعلاً .) انتهى الاقتباس
ان التعبير الذي اقرأه في هذه الصلاة لم أجده غريبآ ، بل هو ينطبق تمامآ للتعابير التي نستخدمها كثيرآ بحسب مفهومنا الشرقي ، فمثلآ كم من المرات قلنا أو مرّت علينا عبارة "ربك او ربهم قادر على كل شيء ... او قادر ان يخلصهم "، فهل هذا يعني ان إله الذي قال هذه العبارة يختلف عن إله المخاطبين أو انه وثني وبدون إله لأنه لم يقل ربنا بل قال ربك او ربهم !!! ، وكم من المرات يستخدم العراقيين عبارة " اللكم الله " أي لكم الله ، فهل هذا يعني ان المخاطبين لهم الله بينما لا إله لقائلها او إلهه يختلف عن إلههم ؟!!! واستطيع ان آت بعشرات الأمثلة والتعابير المشابهة لتلك المستخدمة في تلك الصلاة .
ثم جميعنا نعلم ان بوادر الاضطهاد الأربعيني بدأت سنة 339 واستمرت لمدة اربعون عامآ ، فهل من المنطق والمعقول ان يكونوا  الكلدانيون الى هذا الزمن وثنيون ولم تصلهم البشارة المسيحية ، لأن السيد مسعود النوفلي لم  يخص قسم من الكلدانيين وحسبهم على الوثنية وإنما يكتب بالمطلق أي جميع الكلدانيين ، فكيف مرّ مار توما الرسول وتلميذيه مار ماري ومار أدي بتلك البلاد ولم يستطيعوا ان يقنعوا الكلدانيين للدخول في المسيحية علمآ بأن الكلدانيين كانوا يشكلون الأغلبية بين الشعوب التي كانت تسكن البلاد " العراق الحالي " ؟!.
3- في النقطة 3 يقول (هل يوجد اختلاف بين ترجمتي وترجمة المطران ؟ الجواب كلا .
وانا اعود وأقول نعم يوجد اختلاف كبير ، اما عدم ملاحظتك للفرق الشاسع بين ترجمتك وترجمة الأب الفاضل سرهد جمو فهذا لا يغير من الحقيقة شيء ومع ذلك سأعيد طرح الترجمتين ونتركها للقاريء الكريم ان يحكم ، في ترجمة نيافة المطران سرهد جمو وردت ترجمة تلك العبارة بالشكل الآتي ، (عظيمٌ إله المؤمنين، فهو يخلصهم وإن هو لا يُرى ) ، أما السيد مسعود النوفلي فقد ترجمها بالصيغة التالية ، (عظيم هو إله المؤمنين الذي لا يراهُمْ ويُخَلِّصَهُمْ " ) ، هل الفعل "يُرى " بالياء المضمومة يعطي نفس المعنى للفعل " يَرى " بالياء المفتوحة ، أليس في الأولى " هو لا يُرى " أي الله لا يمكن رؤيته  من قبل المؤمنين ، بينما في الثانية " الذي لا يراهم " أي الله لا يستطيع ان يرى المؤمنين ؟، الفرق كبير ، لذلك كتبت في مقالتي السابقة " أي عظمة لإله لا يمكنه رؤية المؤمنين به ؟.

1 رابط مقال السيد مايكل سـيـﭙـي

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,434684.0.html

2 رابط رد الأركذياقون د. خوشابا كور 
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,252655.0.html

منصور توما ياقو
23 Aug 2010

13

اعترف ان حالي مع هذا الموضوع اصبح كما يقال باللفظ العراقي الدارج مثل بلاع الموس ، إذ ما بين حقيقة الحدث الذي وقع في سميل  وطريقة سرده او اخراجه من قبل الاشوريين هناك الكثير من التدليس والتزوير والتضليل ، وهنا لا اقصد الجوانب التي لا تعنيني بل تلك التي جعلوا من كل كلداني وسرياني  جزء من تلك الاكذوبة التي اصبحت ظاهرة لا يمكن السكوت عنها بعد الآن ، ولا اتردد للحظة واحدة ان اقول ان تلك الحالة التي ينطبق عليها المثل العراقي " بلاع الموس " تنطبق ايضآ على قسم كبير من الاثوريين انفسهم وتحديدآ على العشائر التي تنتمي او تناصر الموقف الذي اتخذه بعض زعماءالاثوريين آنذاك ومنهم الملك خوشابا ( تياري السفلى )  ومار سركيس ( من عشيرة جيلو) وزيا شموئيل والمطران مار يوالاها وملك خيو ، هؤلاء وغيرهم من الذين وافقوا على خطة الانكليز والحكومة العراقية المتضمنة توطين الاثوريين في منطقة دشتازي .
فكما هو معروف ان اليوم السابع من آب الذي تم تحديده واقراره من قبل الاتحاد الاشوري العالمي عام 1970 ليكون يوم الشهيد الاشوري  ، قد جاء هذا التحديد تخليدآ للضحايا الاشوريين الذين سقطوا ابان الحرب التي استمرت للفترة من الرابع حتى الحادي عشر من شهر اب/1933 بين فصيل من القوات الاشورية المرؤوسة من قبل كل من  البطريرك مار ايشاي شمعون وهو الزعيم الديني والقبلي لتلك الطائفة ومالك ياقو اسماعيل ( تياري عليا ) والقوات المسلحة التي كانت تحت امرته من جهة وبين الجيش العراقي ومعه العديد من افراد العشائر الكردية والعربية ويقال ايضآ انضم اليهم بعض افراد من الطائفة الايزيدية  من جهة ثانية ، اما بالنسبة للملوك الاشوريين الخمسة المشار اليهم اعلاه الذين وقفوا موقف الحياد فهناك من الاشوريين من يتهمهم بالخيانة للقضية وباللامبالاة لدماء اخوانهم الاشوريين التي سالت أمام اعينهم وهم صامتون من جهة ثالثة ، بل وكان هناك قسم منهم لا يزال يخدم الانكليز ويحرس مطاراته ومنشآته من جهة رابعة ، وليس مقبولآ القول انهم لم يكونوا يعلمون بما يجري لأن المذبحة لم تجري فجأة او نتيجة قرار مفاجيء بل الصحف العراقية والمناشير التي كانت تلقيها الطائرات بالاضافة الى وضع البطريرك قيد الاقامة الجبرية والاحداث والفتاوي وتسليح العشائر ومحاولات نزع سلاح الاثوريين وغيرها من الامور سبقت المذبحة بأشهر عديدة ،  وبين الكلدانيين والسريان الذين بقوا آمنين في بيوتهم من دون ان يعتدي عليهم احد أو ان يعتدوا على أحد عدا تحملهم المسؤولية الانسانية تجاه ايواء وحماية مَن لجأ اليهم من الاثوريين الهاربين من ظلم وبطش قاتليهم من جهة خامسة ، هذا هو موقف تلك الشعوب من احداث سميل عام 1933 م .
يتضح مما تقدم ان احداث سميل لم تكن مع جميع الاثوريين بل فقط مع الفصيل الذي قادته سورما خانم ( عمة البطريرك )  وقوات مالك ياقو وملوك آخرين، وسبب قولي سورمة خانم بدل ذكر اسم البطريرك الذي كان يمارس دور القائد الديني والقبلي لتلك الطائفة هو لكون الأخير كان قد وضع تحت الاقامة الجبرية ولم يعيش تلك الاحداث الى ان نفي الى خارج العراق ، أما الفصيل الاثوري الآخر الذي قاده مالك خوشابا والملوك الاخرين لم يكونوا طرفآ في ذلك النزاع الدموي الغير المتكافيء ، بل اتسموا بالحكمة وعدم التهور في استخدام السلاح وابدوا موافقتهم على الخطة التي وضعها الانكليز والحكومة العراقية بتوطين الاثوريين في منطقة دشتازي تجنبآ لاراقة دماء شعبهم ، واسوة بفصيل مالك خوشابا الاثوري  كذلك الكلدانيين والسريان لم يكونوا طرفآ في ذلك النزاع المسلح وبالتالي لم يسقط منهم شهيدآ واحدآ بسبب تلك الاحداث ، وكل كلداني او سرياني يدعي خلاف ذلك ، إنما هو منافق ويخدع نفسه ويذلها ويعني ايضآ نكران لدماء الشهداء الكلدان والسريان الذين رووا ارض العراق بدمائهم الطاهرة الزكية قبل احداث 1933 ومستمرة الى يومنا هذا .
ان خطاب بعض الاحزاب والتننظيمات الاشورية حول تنسيب صفة الشهادة لمن سقط مقتولآ من الاثوريين في احداث سميل عام 1933 الى الكلدانيين والسريان ما هو إلا خطاب سياسي مخادع ولا قيمة له إذ هو محاولة لإذلال الكلدانيين والسريان واهانتهم من خلال فرض عليهما مناسبة ليس لهما فيها أي شهيد ولا أية علاقة كل ذلك من اجل  طمس أي ذكرى لشهداءهم الحقيقيين لذلك نقول للقائمين على تلك الاحزاب والتنظيمات:-
لستم صادقين وتخدعون انفسكم قبل غيركم لأنكم تعرفون جيدآ انه لا يوجد كلداني ولا سرياني واحد قد سقط شهيدآ في تلك الاحداث .
لستم صادقين وتخدعون انفسكم قبل غيركم لأنكم عاجزون ان تأتوا باسم قرية واحدة هوجمت من قبل القوات العراقية التي قاتلت فصيل سورما خانم وقوات مالك ياقو خلال تلك الاحداث .
لستم صادقين وتخدعون انفسكم قبل غيركم لأنكم لا تستطيعون اتيان بدليل رسمي واحد بأن الفرمان الصادر بقمع الفصيل الاثوري المحارب يتضمن ايضآ ضرب وقتل الكلدانيين والسريان .
عار على كل كلداني وسرياني يمتلك الحد الادنى من الكرامة والاحترام لشهداءه أن يقبل ان تطمس ذكرى شهداءه  الخالدين او ان يسكت على محاولات جعل ذكراهم في مرتبة اقل او ادنى من شهداء الاخرين .
عار على كل حاقد وعلى كل من يقف معهم في التآمرعلى الثوابت القومية التي للكلدانيين سواء كانت هويتهم القومية او على اي من رموزهم وخصوصياتهم القومية ولا محال ان التاريخ سيلعنهم إن كانوا أفرادآ او احزابآ او مؤسسات .
نعم انهم يحشرون الكلدان والسريان بالذكرى التي اتخذوها كيوم للشهيد الاشوري ليس لغاية حسنة اطلاقآ بل لغاية سيئة وهي لإهانة دماء شهداء الكلدان والسريان وعملهم هذا هو نفاق من النوع المحتقر لعقول الكلدانيين والسريان وكذلك هي محاولة لننسى ذكرى شهداءنا الذين يفوق عددهم عدد شهداء الاثوريين بمئات المرات وهي مؤامرة لطمس ذكرى شهداءنا من خلال اطغاء صفة الشهادة فقط على الذين استشهدوا او قتلوا من ضحايا ومسلحي سورما خانم في سميل عام 1933 م .
انها الحقيقة ، فأنا لم اخطيء مطلقآ عندما اصف الضحايا الذين سقطوا في سميل بأنهم ضحايا فصيل سورما خانم ( عمة البطريرك مار ايشاي شمعون   ) وقائدهم مالك ياقو وغيرهم من الاثوريين ممن وقفوا الى صفهم ، لأن كان هناك فصيل اثوري آخر بقيادة مالك خوشابا والملوك الاخرين الذين كانوا معه لم يكونوا مشمولين بفرمان الابادة لأنهم وافقوا على خطة الدولة الخاصة بطريقة ومكان اسكانهم ، ووافقوا على حصر مسؤوليات البطريرك مار ايشاي شمعون بالأمور الدينية فقط لذلك اتهم مالك خوشابا في وقتها من قبل الفصيل الاشوري الأول بالخيانة العظمى نحو الاشوريين بل وصل الامر عند البعض في زماننا هذا ومنهم السيد عوديشو ملكو اشيثا عندما وصفهم في مقالته (من اشكاليات التاريخ الآشوري المعاصر ,,, "العائلة البطريركية ونكبة سميل ") ، بالفريق الاشوري المعادي ، ويأتي الرد المعاكس والسريع من الطرف الثاني عن طريق السيد ميشيل كيوركيس زكريا الذي كتب في مقالته " المغردون خارج السرب عوديشو ملكو نموذجآ ...." النص التالي
( 2- اما بالنسة((الفريق الاشوري المعادي )) فان هذا الفريق او الفصيل الاشوري لم يكن ابدا معاديا لطموحات وتطلعات الشعب  الاشوري بل تصرف هذا الفصيل المعارض بكل حكمة ودراية لتجنب الويلات التي ستقع على الاشوريين لاحقا. ان عدم تخلي البطريرك مار شمعون ايشا عن سلطته الدنيوية ورفض فصيله بالقبول لمشروع الاسكان التي طرحته الحكومة العراقية انذاك وتحرك ياقو مالك اسماعيل مع بعض المقاتلين الاشوريين في بعض القرى،هذه العوامل الرئيسية الثلاثة اعطت الذريعة لبكر صدقي واعوانه وبتحريض من الانكليز للانتقام من الاشوريين بحجة فرض سيادة الحكومة العراقية على كافة الاراضي العراقية ...). انتهى الاقتباس
 
 ومع ذلك لم يسلم هذا الفريق الاشوري المعادي ( فصيل مالك خوشابا ) من نار تلك الاحداث بل سقط منهم ايضآ ضحايا وشهداء سواء بنيران معادية او بنيران صديقة بحسب ما ورد في احدى القصص المؤثرة ، والسؤال الذي نطرحه على انصار الفصيلين المذكورين هو :-
هل الضحايا الذين سقطوا من الفريق الاشوري المعادي هم ايضآ شهداء بنظر انصار الفريق الاشوري الأول ؟، إذا كان الجواب نعم نقول ، كيف يكون القتيل الخائن والمعادي شهيدآ ؟، وإذا كان الجواب كلا نقول ، كيف يكون يوم 7 آب من كل سنة هو يوم الشهيد الاشوري الخائن والضحية معآ والى درجة ان الفريق الأول يتهم الفريق الثاني بالخيانة ويصفه بالعدو والفريق الثاني يتهم الفريق الأول بالتهور وعدم الحكمة ودفع الشعب الاشوري الى الموت المحقق ؟، أليس في كلا الحالتين يمكن ان تسقط صفة الشهادة من مقاتلي الطرفين عدا الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والبسطاء المخدوعين الذين دفعوا ثمن تهور أو خيانة قادتهم ، ونصيحتي لأنصار الطرفين أن يبحثوا عن حدث آخر أكثر مطابقآ وعن تاريخ آخر اكثر مناسبآ ليكون يوم الشهيد الاشوري ، لأن المشهد الاشوري خلال احداث سميل لا يساعدهم ليجعلوا من تلك المآسي مناسبة قومية او ذكرى لليوم الشهيد الاشوري ، وانا ايضآ اضم صوتي الى صوت السيد تيري بطرس الذي لم يريد ان يتطرق الى ذلك المشهد الاثوري المنقسم على نفسه انذاك بقوله في المقالة التي كتبها تحت عنوان ( لماذا لم افرح بالخبر السار ) قوله ( ... ولكن تداخلت أمور أخرى في هذا الانقسام، العشائرية ( التي لم نكن نعيشها، بل نعيش تبعاتها)، وأعيد فتح جرح سميل وما حدث فيها، واستحضر الانقسام الذي حدث بعد مؤتمر ريشا داميديا ( سري اميدي ). لا بل إن أطراف الحكومة العراقية حينها ومن أحزاب سياسية عريقة تدخلت بهذه الطريقة أو تلك للتشجيع على الانقسام وكل كان يريد حصة من ذلك ...) انتهى الاقتباس .

نعم ، أنا ايضآ لم أكن ارغب في فتح هذا الجرح الذي نتألم منه ، ولم ارغب في طرح مثل هذه التفاصيل التي نمتلك الكثير منها ولكن لم يعد لنا خيار آخر في تعرية عقلية من استباح كل المرتكزات القومية الكلدانية ورد كل من يحاول الباس الكلدانيين ثياب غير ثيابهم او لصق بهم عناوين مخادعة ومضللة .
  فإذا كان هذا هو المشهد الاشوري المخجل خلال تلك الاحداث ، فكيف يصلح الحال مع مَن يحاول أن يفرض نتائج ذلك المشهد وذلك التهور على الكلدانيين والسريان اللذين ليس لهما فيه أي دور او مصلحة ؟، لذلك نقول لا ليس للكلدانيين والسريان اي شهيد في احداث سميل ، وليس من مصلحة الكلدانيين والسريان معاداة الحكومة العراقية والعشائر العربية والكوردية والايزيديين من خلال اتهامهم زورآ بشأن لا يمت الى الحقيقة بصلة ، فحذاري ثم حذاري من تحميل الكلدان والسريان تبعات سلوكيات طائفة لا تمثل إلا نفسها ، لأن الكلدان والسريان لم يحاربا يومآ أي من المكونات العراقية ، فحذاري من تجار الوحدة المزيفة ومن اصحاب الشعارات الكاذبة الذين يعملون ليل نهار على تحقير واقصاء الثوابت القومية التي للكلدان والسريان ، ثم لنا نحن الكلدان والسريان من المآسي والشهداء في تاريخنا ما لا يعد ولا يحصى وبما يكفي لكي نختار الواقعة التاريخية التي تستدل فعلآ على شهداء نا الأبرار الذين يستحقون منا وقفة وفاء وتعظيم وتبجيل وليس التآمر على ذكراهم او نسيانهم ومحو ذكراهم او تهميشهم الى درجة ادنى كما يحاول المرضى اصحاب نزعة الأنا البغيضة فرضها على الكلدانيين والسريان .
عاشت أمتنا الكلدانية
و
المجد والخلود لشهداء أمتنا الكلدانية

منصور توما ياقو
  8 آب 2010 م
   

14

 خلال دردشة مع صديق لي وهو سرياني ، سألني عن تاريخ محدد من الممكن اتخاذه مناسبة قومية كيوم للشهيد للمكونات الثلاثة " الكلدان والسريان والاثوريين " ، فكان جوابي وهو رأي الخاص كالتالي ، بما اننا نسلك في عدة اتجاهات مذهبية وقومية ولكن تجمعنا نحن الأحياء خيمة واحدة وهي الخيمة المسيحية ، فلماذا لا تكون تلك الخيمة هي التي تجمع ذكرى شهداءنا ايضآ  ؟ ، إذ هناك الاضطهاد الاربعيني الذي شنه الملك الساساني شابور الثاني ( 309 – 379  ) على المسيحيين والذي ذهب ضحيته مئات الالاف من ابناء شعبنا ، ومن بعد شابور الثاني عانى المسيحيون من اضطهادات ومذابح من بعض خلفاء العرب المسلمين والمغول والتتار والعثمانيين في تركيا عام 1915م التي لا زالت اطلال قرانا وبلداتنا وأديرتنا صامدة وشاهدة على عمق المآساة وعلى عمق الجريمة التي تعرض لها المسيحيين بمختلف اتجاهاتهم القومية والمذهبية ، وتلتها الاضطهادات والتهجير ومسلسل القتل على الهوية المسيحية التي تعرض لها شعبنا المسيحي بكافة اتجاهاته القومية والمذهبية في العراق بعد عام 2003 والمستمرة الى يومنا هذا ، ألا تستحق كل تلك الاضطهادات وكل ذلك التشريد وكل تلك الدماء المسيحية البريئة التي اريقت أن نختار تاريخآ محددآ ضمن واقعة من كل تلك الاحداث التي جرت على عموم شعبنا المسيحي بكافة اتجاهاته القومية والدينية ونعلنه تذكارآ سنويآ للشهداء المسيحيين الكلدان والسريان والاثوريين ، هذا إذا أردنا أن نتجاوز الخصوصيات القومية الفردية التي لكل من المكونات الثلاثة المذكورة وإذا أردنا أن نتخذ تاريخآ جامعآ لا يثير أية حساسية قومية او طائفية او مذهبية .
وفي غمرة حديثنا عن شهداءنا وحول امكانية تحديد تاريخ جامع لتخليد شهداء الكلدانيين والسريان والاثوريين من دون تحيز او عنصرية او اجبار أو فرض واقعة خاصة وتعميمها على الجميع قاطعنا احد المتكئين الى جوارنا ويبدو انه ضاق ذرعآ بنقاشنا قائلآ بنبرة المتذمر ( بشرفي انتو بطرانين ، خلي بالأول المسؤولين ( ... ) يسلمون على بعضهم  بعدين تعالوا وتكلموا بالمثاليات الافلاطونية وحطوا الشهداء بالنص ، عمي انسى الله يرحم والديكم ، ودفع ثمن الشاي الذي لم يكمل شربه وخرج وهو يدمدم ) .
 لا اخفي ان تلك المداخلة العنيفة والغير متوقعة قد قلبت جو المقهى من ضجيج الدومينو والطاولة وصراخ اللاعبين الى جو يسوده الصمت والسكون ومن الطبيعي ان يكون اكثر الناس تأثرآ بهذا المشهد هو أنا وصاحبي حيث جلسنا مبهوتين مذهولين لِما حدث الى ان أفقنا على قهقهة البعض ، ومما أثار استغرابي وتعجبي هو ان  الحديث عن الشهداء ويوم الشهيد قد اصبح حديث معظم المتواجدين في المقهى بحيث أخذ الموضوع اتجاهات مختلفة وكل حسب رأيه أوانتماءه الطائفي ، فمنهم من أراد جعل ذكرى المذابح التي حدثت في تركيا ( سيفو ) تذكارآ قوميآ شاملآ خاصة انها قد اخذت بعدآ دوليآ بعد اعتراف بعض البرلمانات الاوربية بها ، ومنهم من تمسك بأحداث سميل والمذابح التي تعرض لها الاثوريين فيها ، ومنهم من رأى وجوب اعتماد التاريخ الذي وقعت فيه المذابح التي تعرض لها الكلدان في قرية صوريا الكلدانية كيوم للشهيد ووجب المطالبة بتضمين الدستورين العراقي والكوردستاني بندآ خاصآ لتخليد شهداء الكلدان اسوة بباقي شهداء المكونات الاخرى ، كذلك العمل على انشاء نصب تذكاري لشهداء الكلدان في الدول والمدن والمناطق التي يكون فيها لشعبنا كثافة سكانية تستطيع ان تحقق هكذا مطلب قومي .
في الحقيقة ان كل الاراء والمواقف المختلفة التي اوردناها لم تكن جديدة او غير متوقعة ولكن ما فاجأني حقآ هو حديثين اثنين ، الأول لصاحبي السرياني الذي قال وكأنه يخاطب الجميع ، بما ان اغلبكم قد اخذ المنحى الطائفي لتحديد يوم الشهيد ، فاسمحولي ان اسير في ذات المنحى وأعلن لكم  انني كقومي سرياني اطالب بأن يخلد يوم استشهاد المناضل الشهيد يشوع مجيد هداية رئيس الهيئة التنفيذية لحركة تجمّع السريان المستقل كيوم للشهيد السرياني ، ثم تناول ورقة من داخل كتاب وبدأ يقرأ النص التالي الذي اخذته منه فيما بعد  (الحركة تنظيم سياسي (سرياني) ذو توجه قومي ديمقراطي وطني. وهو ضرورة موضوعية حتمتها طبيعة المرحلة الراهنة. وجاء كنتيجة لنضج الوعي القومي لدى(السريان). شعار الحركة،هو ( وحدتنا القومية .....ضمان لحقوقنا القومية ) ، ثم اردف قائلآ ، هذا هو نص كلام الشهيد يشوع مجيد هداية عن حركة تجمع السريان التي اصبحت ( الحركة ) في عهده فعلآ مركز استقطاب قومي للسريان  وبسبب هذا التوجه القومي السرياني اغتيل الشهيد يشوع مجيد هداية وليس بسبب فعل ارهابي عشوائي كما يدعون ، لأن اغتياله كان علنيآ ومقصودآ وموجهآ لشخصه تحديدآ وتم في  داخل بلدته بغديدا المسيحية التي يحرسها عشرات بل المئات من الحراس المسيحيين ، أي كانت عملية مدبرة ومخطط لها ولم تكن ارهابية عشوائية ، فإذا كان الاثوري يخلد شهداءه الاثوريين الذين سقطوا في سميل ، وإذا كان الكلداني يخلد شهداءه الكلدانيين الذين سقطوا في صوريا ، فالأولى بنا وحقا علينا نحن السريان ان نخلد يوم استشهاد الشهيد القومي يشوع مجيد هداية في 22/11 من كل سنة وان نتخذه مناسبة قومية ويوم للشهيد السرياني ، وما ان انتهى من كلامه هذا حتى علا تصفيق شديد من بعض الحضور ...
أما الحديث الثاني الذي لم أألفه من قبل فقد جاء من احد الحاضرين الذين عرفته فيما بعد بأنه شماس في احدى كنائس شعبنا حيث قال ما معناه ، بما ان كل يبكي على بلواه وعلى شهداء طائفته ، فلماذا لا يكون لنا يومين للشهيد ، يوم خاص للشهيد القومي للمكون الواحد مثل يوم الشهيد السرياني في 22تشرين الثاني ويوم الشهيد الاثوري في 7آب ويوم الشهيد الكلداني في 16 سبتمبر ايلول ، وهذا لا يتعارض مع تخليد نا لذكرى جامعة نتخذها كيوم للشهيد للمكونات الثلاثة كأن تكون أية من الإبادات الجماعية التي تعرض لها عموم شعبنا وبمختلف اتجاهاته القومية والمذهبية بسبب مسيحيته سواء تلك التي حدثت في تركيا عام 1915  او تلك التي شنها شابور الثاني او غيرها التي لا تثير أية حساسية قومية او طائفية . 
حقيقة لقد نال هذا الكلام استحسان البعض ولكن الكثيرون لم يوافقوه الرأي بل طالبوه بأن يبقي ما لقيصر لقيصر وما لله لله ، وهناك من طالبه بعدم الخلط بين الدين والشأن القومي وكما قال احدهم " ربما يكونوا جميع شهداء ابناء شعبنا مسيحيين ولكن ليس كل الشهداء المسيحيين من ابناء شعبنا " .
الى هنا توقفنا أنا وصاحبي من متابعة الحديث وقررنا المغادرة ، وبعد ان دفعنا حساب ما تناولناه شكرنا الجميع وغادرنا ، وإذ نحن في الطريق اعترفنا بأن الرجل الذي خرج متذمرآ من جدوى الكلام عن الشهداء ويوم الشهيد الذي دار بيني وبين صاحبي في بداية حديثنا كان محقآ في تذمره ، لأن الذي جرى فيما بعد داخل المقهى ما هو الا نموذج مصغر يعكس واقع الحال الذي فرضته التنظيمات والاحزاب الاشورية على سلوكيات ابناء المكونات الثلاثة ، فلولا العقلية الاقصائية والمؤامراتية التي تحكم العمل السياسي والقومي لدى  التنظيمات والاحزاب الاشورية لما كان هناك شعور بلزوم رد الفعل الدفاعي وفي اكثر الاحيان رد الفعل الغاضب  وحتى المعادي لحماية الخصوصيات الذاتية والقومية لدى الكلدانيين والسريان ، واعترفنا ثانية بأن الرجل كان محقآ في ثورته وغضبه عندما وصف محاولاتنا لاختيار واقعة قومية لتعم على الجميع أو لتكون ذكراها كيوم للشهيد للمكونات الثلاثة ما هو إلا جدل افلاطوني عقيم ومضيع للوقت ، لأنه من المستحيل دمج او صهر أية من الثوابت القومية التي للمكونات الثلاثة في بوتقة واحدة  ومن المستحيل ايضآ احتواء أو اختزال تلك الثوابت والخصوصيات القومية في لون طائفي عنصري واحد كما يحاول ادعياء الوحدة المزيفة واصحاب التسميات القطارية تكريسها وفرضها على الكلدان والسريان .
كل المجد وكل الاكرام لشهداء شعبنا الكلداني

منصور توما ياقو
30 تموز 2010
     

15


 إذا توقفنا عند المقالتين الاخيرتين اللتين كتبهما السيد سيزار هوزايا واللتين خصهما لمهاجمة التنظيمات القومية الكلدانية وخاصة الاتحاد العالمي للكتّاب والأدباء الكلدان  نستشف من انه الذي لا اعرف تمامآ نوع رابطة القرابة التي تربطه بالسيد يونان الهوزي نائب رئيس الحركة الديمقراطية الاشورية والوزير السابق في حكومة اقليم كوردستان ولكننا نستشف من اسلوبه الاستفزازي  بأنه يعمل من مبدأ ناصر اخاك ظالمآ او مظلومآ والأقربون اولى بالمعروف وإلا ما معنى للهاثه ( لم استخدم كلمة اللهاث قبلآ ولكنني اردت هنا ان اردها الى صاحبها وبحسب المعنى الذي قصده عندما نعت اعضاء الاتحاد العالمي للكتّاب والأدباء الكلدان بأنهم يلهثون وغيرها من المفردات الزوعاوية المعروفة ) ، نعم وإلا ما معنى لهاث السيد سيزار هوزايا ليقف نفس الموقف الحاقد الذي تقفه الحركة الديمقراطية الاشورية من التنظيمات والمؤسسات القومية الكلدانية ؟ .
بما ان هنري كيسنجر الحركة الديمقراطية الاشورية السيد سيزار هوزايا قد اتهم اعضاء الاتحاد العالمي للكتّاب والأدباء الكلدان في مقالته الاخيرة بأنهم لا يعرفون قراءة ما بين السطور ، ولكنني هنا سأثبت له بأنه اكثر من مخطيء وبأن المكتوب ما بين السطور وخاصة سطوره تحمل معنين اثنين فقط اولهما ، انها تقطر افرازات الحقد والعنصرية من بين تلك السطور لكل تنظيم او مؤسسة قومية كلدانية . وثانيهما ، ان السيد سيزار هوزايا مدفوع من قبل الحركة الديمقراطية الاشورية وربما مباشرة من قريبه الهوزي الاخر الذي يشغل منصب النائب في تلك الحركة وإلا ما معنى في ثلاث مقالات شبه متتالية لم يدخر وسعآ ولا جهدآ في التهجم والاستهزاء بالكلدانيين وتنظيماتهم السياسية والقومية والثقافية .
المضحك الذي نقرأه ما بين سطور السيد سيزار هوزايا هو انه نوه في آخر مقالته الاخيرة وبالخط الاحمر بأنه ليس تابعآ لأي تنظيم سياسي بل انه مؤيد ومناصر للحركة الديمقراطية الاشورية فقط ، متناسيا وعلى الاكثر جهلآ بأن الانتماء لحد ذاته ليس له علاقة بما يكتب من مواضيع سواء كانت مقالة او رد او دراسة اوغيرها من الامور ، لأنه ليس كل منتمي للحركة الديمقراطية الاشورية له نفس الحقد والنزعة العدائية للمفهوم القومي الكلداني كما هو الحال مع السيد سيزار هوزايا ، وليس كل مناصر لحركة ما او لحزب ما يستخف ويستهزء بالتنظيمات والمؤسسات المنافسة وحتى المخالفة للتنظيم الذي يناصره كما هو الحال عند السيد هوزايا .
ما اوقفني في مقالة السيد سيزارهوزايا الاخيرة هو اعتقاده البائس بأن الاخرين يتهربون أو غير قادرين على تقديم الاجابات على تساؤلاته ، وهنا اريد ان انبهه الى انه ليس من المعقول ان ترد التنظيمات الكلدانية ومن ضمنها الاتحاد العالمي للكتّاب والأدباء الكلدان على كل من هب ودب خاصة الذين اكل الحقد ضمائرهم قبل اقلامهم ، ورغم قلة علمي ومعرفتي مقارنة باخواني في الاتحاد العالمي للكتّاب والأدباء الكلدان فأنا سأحاول وبصفتي الشخصية ان أرد على التساؤلات والمغالطات التي طرحها السيد هوزايا وخاصة تلك التي تستحق الاجابة.
1-  في مقالته الاخيرة التي كتبها تحت عنوان هزلي ( المهمشون .. والتسمية الهوزية لشعبنا .. فاعتذر من الاتحاد العلمي للادباء والكتاب الكلدان .. ) وفي السطر الأول كتب عبارة موجهة ضمنآ الى اعضاء الاتحاد العالمي للكتّاب والأدباء الكلدان النص الأتي (يؤمن البعض من ابناء شعبنا الكلدواشوري من الطائفة الكلدانية ...).
 وجوابي على هذا النص اقول ، لا يوجد عبر كل التاريخ القديم والحديث شعب باسم الكلدواشوري ، ثم هذه التسمية قد قبرت على ايدي الكلدانيين منذ عدة سنوات لأن الزوعا استخدمها كمطية وليس كمفهوم قومي ، ولا استغرب من معلومات سيزار هوزايا باستخدامه التسمية المقبورة كلدواشوري من دون ذكرالسرياني ، لأن هذه التسميات عند هؤلاء اصبحت العوبة بأيديهم او ربما لا قيمة للسرياني اذا ذكر ام لا كما ليس مهمآ عندهم ان تقزم التسمية الكلدانية لتصبح كلدو التابعة للآشوري الشيء الوحيد الذي له اهميته القصوى عندهم ان تلفظ وتكتب الاشوري او الاشوريين صاخ سليم من غير زيادة او نقصان ، نعم يا استاذ سيزار ان اصحابك اليوم يتمسحون بالتسمية القطارية ( الكلداني السرياني الاشوري مع تقديم وتأخير في موقع السرياني والاشوري بحسب المزاج وبحسب طبيعة اللعبة التي يمارسونها ) ، ولكن لا تهتم فهذه التسمية ايضآ ستقبر على ايدي ابناء امتك الكلدانية كما قبروا اختها قبلها .
ارجوا ان تكون هذه الاجابة كافية وواضحة للسيد سيزار هوزايا .
أما بالنسبة لعبارة ( من الطائفة الكلدانية ) التي وردت في نهاية السطر المذكور والتي بها ينعتون الكلدانيين بهدف التقليل من شأنهم أوالايحاء بأن الكلدانية هي تسمية مذهبية كما يتخيل لهم عقلهم المريض ، ومع ذلك سأجاريه في ادعاءه هذا ، لا لأني اتنازل عن مفهوم قوميتي الكلدانية – حاشا - بل لكي اثبت كم الاشوريين ( منتمين وانصارآ ) بعيدون عن المنطق وعن الحقيقة وللرد على المعنى المراد به اشوريآ لكلمة الطائفة اقول :-
1-  تعريف الطائفة كما جاء في المعجم الوسيط و لسان العرب هي الجماعة والفرقة ، ولا يمكن تحديدها بعدد او رقم ،  إذن لا خلاف على المعنى اللغوي لكلمة الطائفة المفردة اي التي لم يضاف اليها كلمة اخرى .
2- اما اذا اضيفت كلمة اخرى الى كلمة الطائفة عندها يتحول المعنى الى المعنى الذي تحمله الكلمة المضافة ،فمثلآ عندما نقول طائفة من العلماء ، فإن كلمة العلماء هي التي تحدد معنى هذا المصطلح وهو هنا يعني الجماعة او الفرقة المختصة بالعلوم ، وايضآ بالنسبة لمصطلح " طائفة من الرياضيين " يعني الجماعة او الفرقة التي تمارس الرياضة ...الخ .
3- في الاديان والمذاهب ، مثلآ عندما نقول الطائفة المسيحية ، فإن الذي يحدد معنى هذا المصطلح ايضآ هي الكلمة المضافة التي هي المسيحية ، وإذا رجعنا هذه التسمية الى مصدرها الأصلي فإنها وكما يعلم الجميع تعود الى تسمية السيد المسيح له المجد الذي جاء برسالة ايمانية وخلاصية للمؤمنين به ، وهكذا سيفهم الذين يسمعون مصطلح " الطائفة المسيحية " بأنه يعني الجماعة او الفرقة الدينية او المذهبية التي تؤمن بالسيد المسيح له كل المجد .
3- كذلك في الاديان والمذاهب ، اذا اخذنا مصطلح " الطائفة الاشورية " وعند ارجاع التسمية المضافة التي هي الاشورية الى مصدرها الأصلي ، نجد انها مستمدة من الإله آشور ، فمن الطبيعي ان يطلق على الجماعة او الفرقة التي تعبد هذا الإله  تسمية الاشوريين نسبة للوثن الإله اشور  وبالتالي يكون معنى الطائفة الاشورية هو المذهب الوثني الذي يستمد تسميته من الصنم اشور .
4- للأقوام والأمم ، اذا اخذنا مصطلح " الطائفة الكلدانية " فنجد ان التسمية الكلدانية لا يعود انتسابها الى أي من الآلهة ، بل كان اسم الإله الذي كانوا يعبدونه الكلدانيين قبل ظهور المسيحية هو الإله مردوخ ، ومع انه كان كبير آلهة البابليين بل ان جميع آلهة الدولة كانت تابعة له ، مع ذلك لم يتسموا الكلدانيين باسمه أي المردوخيين مثل ما حصل مع عباد الإله أشور الذين تسموا بالاشوريين ، لذلك عندما يقال " الطائفة الكلدانية " يعني الاشارة الى الجماعة او الفرقة التي اخذت احد اشكال التدرج الاجتماعي الذي يبدأ بالعائلة ثم العشيرة ، القبيلة ، الطائفة ، القومية ثم الأمة ، اما الاشورية ومهما فعلت وسعت فإنها لا تخرج من مفهوم المذهبية الصنمية المنكرة .
اتمنى ان تكون هذه الاجابة قد افادت السيد سيزار هوزايا ، واتمنى ايضآ من الاخوة الاشوريين ان يثبتوا على دين واحد ، إما المسيحية نسبة الى السيد المسيح او الاشورية نسبة الى الوثن اشور ، لأن الانسان السوي لا يمكن ان يخدم إلهين في آن واحد .
أما جوابنا على الفقرة التي يدعي فيها السيد هوزايا بأنه لم يسمع بأي نضال لأي حزب او مؤسسة سياسية كلدانية ايام المعارضة وطالبنا ان نسمي الأشياء بمسمياتها بحسب تعبيره ، وأنا بدوري اقول له وبكل صراحة -
1-  لا يستطيع احد ومن ضمنهم السيد سيزار هوزايا واصحابه في الحركة الديمقراطية الاشورية ان يأتوا باسم فصيل او حزب او حركة سياسية وطنية عراقية ( عدا الدينية الاسلامية ) تخلو من المناضلين الكلدانيين ، ولا أغالي اذا قلت ان اعداد الكلدانيين الملتحقين بصفوف المعارضة سواء ضمن الاحزاب اوخارجها تفوق اعداد الاشوريين بعشرات الاضعاف ، وان اعداد الكلدانيين الذين اعدموا او شنقوا او اضطهدوا او تعرضوا للمضايقات لعلاقتهم المباشرة او الغير المباشرة بالحركة الكوردية او بالمعارضة على الوجه العموم تفوق اضعاف مضاعفة ما تعرض اليه الاشوريين ، فلماذا إذن هذا النفخ الفارغ والغير المبرر من قبل الزوعاويين ( من حقنا ان نسمي السيد سيزار بالزوعاوي لأنه وباعترافه هو من المؤيدين والمناصرين لأهداف الزوعا تمامآ كتسمية مؤيدي ومناصري  فريق الزوراء بالزورائيين رغم عدم انتمائهم لنادي الزوراء الرياضي ).
2-  ان تأسيس الاحزاب والمؤسسات السياسية والقومية الكلدانية حديثآ لم يكن خيارآ كلدانيآ بقدر ما كان اضطرارآ لدفع المؤامرات العنصرية التي مارستها الاحزاب الاشورية وخاصة الحركة الديمقراطية الاشورية على الهوية والثوابت القومية الكلدانية ، وهذا لا يعني لم يكن للكلدان نشاطات ومشاركات في الحياة السياسية العراقية ، وبما انه طلب ان نسمي الأشياء بمسمياتها ، فلا بأس ان اعطيه مثالين اثنين فقط على ذلك ، ففي الوقت الذي كانوا الاشوريين يحرسون المنشآت النفطية في كركوك كانوا ممثلي الكلدان يمارسون دورهم الوطني والقومي والديني في كافة مفاصل الدولة العراقية وعلى رأسها كان لهم تمثيل في مجلس الأعيان ولهم نواب في البرلمان العراقي ويشغلون مناصب وزارية وفي كل مفاصل الدولة العراقية هذا من الناحية الوظيفية و السياسية ، أما من الناحية القومية ففي الوقت الذي كانوا الاشوريين يُقتلون ويطاردونهم خلال احداث سميل عام 1933 كانوا الكلدان يفتحون قلوبهم قبل بيوتهم للاجئين اليهم الى درجة كادوا ان يدفعوا حياتهم واعز ما يملكونه من اجل حماية الاثوريين وعدم تسليمهم الى جلاديهم وقاتليهم ، فهل يستطيع السيد هوزايا ومعه حركته الاشورية ان يخبروننا ماذا فعلوا الاشوريين للكلدان والسريان ، فقط نريد مأثرة واحدة لا غير يا مناضلي الخطوط الخلفية .
3- لكوننا نحن الكلدان اصحاب الأرض وكل الارض العراقية لذلك لم نكن بحاجة الى تأسيس احزاب لتطالب لنا بحقوق الادارة المحلية كما تفعل الحركة الديمقراطية الاشورية او بالحكم الذاتي كما يطالب المجلس الشعبي الاشوري او بفيدرالية اشورية كما تطالب بها جبهة انقاذ آشور ، وانما مطلبنا الوحيد كان ولا زال هو عراق واحد وشعب متآخي واحد ويد بيد مع الجميع ومن اجل الجميع ،  لذلك لم نكن بحاجة الى تأسيس احزاب تكون عالة على القرى المسيحية وعلى الاحزاب والحركات الثورية الكبرى مثلما كانت الاحزاب الاشورية عالة على اهاليها وعلى القرى المسيحية وعلى الحركة الثورية الكوردية لأكثر من عشرون سنة من دون ان تخطط وتنفذ معركة واحدة ضد النظام السابق بل لم تستطيع وخلال طول تلك الفترة ان تقتل شرطي أمن واحد من عناصر النظام السابق ، في الوقت الذي لم يكن يمر يوم واحد على الاحزاب والفصائل الاخرى في الحركة الكردية من دون ان يكون لها صولة وجولة في ساحة العمليات العسكرية ، فعن أي نضال اشوري تتكلم يا استاذ هوزايا ، هل لك ان تذكرنا بالوثائق او على الاقل من خلال الشهود وليس بالحشو الانشائي عن اسم معركة واحدة تمت تخطيطآ وتنفيذآ من قبل مناضليكم الأشاوس ، ليتسنى لنا تحميل القيادة الكوردية منية تحريرهم من قبل مناضليكم الأبطال ، صدقني يا استاذ هوزايا ، اذا كان للأحزاب والتنظيمات الاشورية نضال ما فهو النضال الذي يمارسونه ضد الكلدان والسريان فقط . 
هل عرفت يا سيد هوزايا لماذا لم يجاوبوك الكلدانيين ، لأنهم لم يريدوا ان يحرجوك وحركتك الديمقراطية الاشورية امام شعبنا بمساءلتكم عما قدمتموه للحركة الكوردية وللمعارضة العراقية ايام المعارضة من المعارك القتالية مقابل ما انفقته عليكم من الأموال والسلاح والارزاق والحماية والوقت في حل مشاكلكم وتنفيذ متطلباتكم ...؟.
 وللإجابة عن الفقرة التي بدأها بالنص الذي قال فيه (بسذاجة ، يتهم البعض الاحزاب الاشورية بان دعوتها للوحدة هي زائفة !! ...) ، اقول ومن دون ان انعته بالسذاجة ، نعم ان الوحدة التي تنشدها الاحزاب الاشورية هي وحدة مزيفة وكاذبة ومخادعة واليك الدليل ،
هل تقبل الاحزاب الاشورية بالتسمية الكلدانية كتسمية قومية ، الجواب كلا
هل تقبل الاحزاب الاشورية بالتسمية السريانية او الارامية كتسمية قومية ، الجواب كلا
هل تكتفي الاحزاب الاشورية بالتسمية الاشورية كتسمية قومية ، الجواب نعم
فكيف تكون العنصرية يا استاذ ، إذا كانت الاحزاب الاشورية لا تحترم ولا تعترف بالهوية القومية التي للآخرين فكيف تدعي بأنها وحدوية ؟، ولنسمي الأشياء بمسمياتها ثانية ونقول ، ان  الوحدة التي تنشدها الاحزاب الاشورية هي وحدة عنصرية طائفية تدعو الى احتواء الاخرين ، هذه هي الحقيقة يا سيد هوزايا ، الوحدة الحقيقية والصلبة هي الوحدة القائمة على التعددية من خلال المساواة والاعتراف المتبادل واعتماد المضمون التكاملي فيما بينهم ، هذه هي المقاييس الحقيقية لتحقيق الوحدة الصادقة وليست تلك التي تدعو اليها الاحزاب الاشورية والتي تهدف الى احتواء والغاء الاخر .
في نفس الفقرة اعلاه يتساءل السيد هوزايا قائلآ ( ... ثم كيف يكون هناك اتفاق ان كانت بعض هذه المؤسسات الكلدانية نفسها لا تعرف اين تقف من مسألة القومية والتسمية والائتلافات السياسية ؟؟...).
صحيح ان السيد هوزايا يعيش بعيد في استراليا ولكن هذا لا يعفيه من ظهوره بهذه البساطة بحقيقة موقف المؤسسات السياسية الكلدانية مضافآ اليها المؤسسة الدينية الكلدانية من تلك المسائل التي ذكرها ، فكيف لا يعرف ان موقف كل من حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني والمنبر الديمقراطي الكلداني الموحد وجمعية الثقافة الكلدانية والاتحاد العالمي للكتّاب والأدباء الكلدان والمرجعية الدينية الكلدانية من المسألة القومية والتسمية هي ان شعبنا الذي لم نتفق على تسميته باسم صريح غير مبهم يتكون من ثلاث تسميات لثلاث كيانات او بحسب اصحابها لثلاث قوميات وهم الكلدان والسريان والاشوريين ، أي شعب واحد بثلاث قوميات من غير فرض او اكراه او اختراع تسمية قطارية هزيلة بحسب مزاج هذا او ذاك ، هذا هو الواقع وهذه هي ارادة المكونات الثلاثة التي يجب الاعتراف بها واحترامها ، واذا اراد السيد هوزايا شواهد وادلة على ذلك فما عليه الى الاشارة  .
تحت ذريعة الخلاف الذي حصل بين المناضلين السيد ابلحد افرام والسيد حكمت حكيم على خلفية عدم اتفاقهما للدخول في قائمة انتخابية واحدة بسبب تسلسل الاسماء يبرر السيد سيزار هوزايا سبب امتناع الاشوريين الجلوس مع الكلدان بسبب ذلك الخلاف ، إذ يقول في عبارته التي تدعوا الى الشفقة قوله ( ... ان كنتم انتم بينكم من المحسوبين على الكلدان لا تتفقون ، فكيف تريدون من الوحدويين ان يجلسوا معكم ...) .
وللرد على هذه الشخبطة اقول ، إذا كانت التنظيمات الكلدانية والمرجعية الدينية الكلدانية والاتحاد العالمي للكتّاب والأدباء الكلدان والمستقلين الكلدانيين محسوبين على الكلدان ولا يمثلون الكلدان ، فمن الذي يمثلهم ، هل يمثلهم يونادم كنا الذي ينفي اي وجود للهوية القومية الكلدانية والجميع يذكر ضيق صدره من الكلدان حينما انكر وجود حجر واحد يذكر الكلدان ، أم يمثلهم سركيس آغاجان الذي جعل من منصبه وموقعه في الحزب الديمقراطي الكوردستاني فلتر يمنع تمرير أي توجه قومي كلداني في برلمان وحكومة الاقليم والى درجة انه قطع المساعدات التي كانت تصرف على كنيسة المسيح الكلدانية ، علمآ بأن تلك الاموال مخصصة لشؤون المسيحيين وانها متأتية من نسبة 17 % التي يستلمها الاقليم من الخزينة المركزية ، ثم ما علاقة وجود خلافات في القضايا الفرعية داخل الكيان الواحد على مسألة الجهود المبذولة لحل المسألة القومية والتسمية ؟، علمآ بأن الخلافات الكلدانية الكلدانية لم تصل الى قيامهم بمحاولات التصفية الجسدية ضد بعضهم البعض كما حاول الزوعا من خلال احد اعضائه طعن بهدف تصفية روميل شمشون القيادي في الحزب الوطني الاشوري ( اثرنايا )  ، وهل يستطيع السيد هوزايا ان يعدد لنا الكم الهائل من المشاكل والاختلافات التي تعاني منها الطائفة الاشورية ناهيك عن اعداد الاحزاب والتنظيمات الاشورية التي ليس بمقدور احد ان يحصر عددها لوحده ، اما تعليقي على كلمة الوحدويين التي ذكرها في تلك العبارة فلا اقول غير انها جاءت نشاز ولا تناسب مع محاولات الاحزاب الاشورية للتآمر على التسميتين الكلدانية والسريانية لذلك اقول ان كلمة المتآمرين اكثر تطابقآ في هذا الخصوص من كلمة الوحدويين .
150.000.000 ماشاءالله ، رقم طويل وكبير ،
 0.008 % هذا الرقم كرره السيد سيزار هوزايا في اكثر من مقالة بل وجعله ضمن كلمات العنوان الرئيسي لأحدى مقالاته ، وكم بحثت في تلك المقالة عن المسألة الرياضية التي استخدمها لاستخراج هذه النتيجة ولكني لم اتوصل اليها ، فقلت مع نفسي ربما لم يستخدم طريقة استخراج النسبة المئوية المعروفة ، وانما استخدم الطريقة الزوعاوية في تضخيم الذات والتقليل من شأن الاخرين ، مع ذلك كان لي بعض وقت الفراغ فأغتنمته لأتحقق بنفسي من مصداقية الرقم 0.008% الذي اخترعه السيد هوزايا  ، علمآ بأنني استخدمت نفس الأرقام التي استخدمها هو ، فمثلآ يشير الى ان ما حصلت عليه القائمتين الكلدانيتين هو 50 صوتآ من مجموع العشرون الفا وهو عدد النفوس الكلي لأبناء شعبنا في مدينة ملبورن ، ونشكر الرب انه لم يعتمد هذا الرقم بل قدر العدد المؤهل للتصويت على اعتبار الاستحقاق العمري للانتخاب بعشرة الاف شخص ، لكن عند احتساب النسبة المئوية التي حصلتا عليها القائمتين المذكورتين حصلنا على النتيجة التالية :-
 % 0.5=10000 ÷(100 ×50)
او حاصل قسمة مجموع الاصوات التي حصلت عليها القائمتين وهو (50) على مجموع المصّوتين ( 10000) والناتج يضرب في 100
 %0.5=100×(10000 ÷ 50 )
إذن ليست هذه هي المعادلة التي استخدمها السيد سيزار هوزايا لاستخراج تلك النتيجة الخيالية ( 0.008 % .
الاحتمال الثاني
قلت ربما استخدم مجموع الارقام التي حصلوا عليها الكلدانيين في العالم وقارنها بالمجموع الكلي لعدد المصوتين المؤهلين للانتخاب من ابناء شعبنا ، فعدت ثانية الى مقالته حيث ذكر فيها
(12000 مصوت للقائمتين الكلدانيتين من اصل 1.500.000 في العالم  ) .
وهنا نجد السيد هوزايا قد خالف ضميره لأنه استخدم المجموع الكلي لأبناء شعبنا من ضمنهم الغير المؤهلين للتصويت بسبب الاستحقاق العمري ومع ذلك كان فاشلآ في استخراج النسبة المئوية الصحيحة عند تعامله مع الرقمين المذكورين والتي تكون كالاتي :-
 12000X100) ÷ 1500000= 0.8%)
%0.8 =100× ( 1500000 ÷ 12000)
 للأسف يا سيد سيزار هوزايا ، استخدامك للرقم المليون والنصف في استخراج النسبة المئوية خاطيء ، والرقم الذي تتباهى به في اكثر من مقالة بل وجعلته ضمن العنوان الرئيسي لمقالتك هو رقم خاطيء ولا تستطيع شرح طريقة استخراجه ، وبالتالي يمكن ان نسمي مقالتك تلك بمقالة المفاهيم والحسابات الخاطئة ، ثم إذا كان بمقدورنا ان نبرر كلامنا الانشائي وحتى ان نعطي تفسيرات مختلفة لأمور واقعية ولكن ماذا نفعل مع لغة الارقام يا سيد هوزايا ، وماذا تقول للمئات ممن قرأوا اكتشافك الغريب هذا ، وما ذنب القائمتين الكلدانيتين من هذا الافتراء الباطل .
خطر على بالي فكرة منطقية وهي ، بما ان السيد سيزار هوزايا قد منحنا من كرمه وهو مشكورآ رقم بالنسبة المئوية وهو ( 0.008% ) ، ولدينا رقم آخر وهو ( 12000 ) وهو مجموع المصوتين الفعليين للقائمتين الكلدانيتين ، وقد اعلن وهو خاطيء في اعلانه بأن تلك النسبة المئوية ناتجة من معاملة الرقم 12000 المذكور مع المجموع الكلي لشعبنا ، إذن  بإمكاننا استخراج المجموع الكلي للمصوتين للقوائم الداخلة في الكوتا المسيحية من خلال المعلومات التي وفرها لنا السيد سيزار هوزايا ووفق المعادلة التالية :-
 100X12000) ÷ 0.008 =150 000 000)
وااااو مائة وخمسون مليون شخص مؤهل للانتخاب قد صوّت فعلآ للقوائم المشاركة في الكوتا المسيحية بحسب 0.008 % التي اخترعها السيد هوزايا ، واذا جارينا السيد سيزار هوزايا واعتمدنا فرضيته التي استخدمها في عدد سكان ملبورن ، إذ جعل نسبة المؤهلين تساوي نسبة الغير المؤهلين للانتخاب ، فعندها يكون لدينا 150000000 مائة وخمسون مليون شخص مسيحي آخر لم يصوّت في الانتخابات لعدم وصولهم الى العمر القانوني ، وهذا يعني ان مجموع الفئتين وهو مجموع ابناء شعبنا يكون  300000000 ثلاثمائة مليون نسمة ، وانا لم استخدم هذا الرقم في عنوان المقالة تجنبآ للإصابة بالعين والحسد ، ولولا التعب والنعاس لأحتسبت لكم المسيحيين الذين صوّتوا للقوائم خارج الكوتا المسيحية والاخرين الذين لم يصوّتوا لأي من القوائم المشاركة في الانتخابات ، لربما اصبح عدد نفوس شعبنا مقارب لعدد نفوس الصين الشعبية بفضل حسابات السيد سيزار هوزايا . ليش لا
على سبيل الجدل والمزاح ، لا اعرف ماذا يكون موقف وشعور السيد سيزار هوزايا إذا عاملت مجموع الاصوات التي حصل عليها زوعا مع الرقم 150000000 مائة وخمسون مليون الحاصل من نسبة 0.008 % والتي الصقها بالقائمتين الكلدانيتين ؟، فإذا كان زوعا قد حصل على 28095 صوت من مجموع 150000000 مائة وخمسون مليون مصوّت فعلي ، هذا يعني انه قد حصل على النسبة المئوية التالية من مجموع ابناء شعبنا :_
 0.018%=100× (150000000÷28095 )
اكرر 0.018 % هذه هي نسبة الزوعا بعد ثلاثون عامآ من تأسيسه وتفرده في ساحة شعبنا ، ثلاثون عامآ من النضال من اجل 0.018% من الأصوات ، ما رأيك يا استاذ سيزار هوزايا بهذه النسبة المخجلة ، هل تصلح لنجعلها عنوان رئيسي في مقالة ؟.
ما هكذا تقارن الاصوات و تحسب النسب المئوية يا استاذ سيزارهوزايا ، وارجوا ان تكون اجاباتي المقتضبه هذه قد ازالت بعض من الأرق الذي حرمك من التركيز بسبب النهضة القومية الكلدانية التي ارهقت وترهق الكثيرين .

منصور توما ياقو
5 حزيران 2010

16
ان سبب تحمس البعض وظهورهم كملكيين اكثر من الملك يعود بحسب اعتقادي الى سببين ، الأول كضريبة لإرضاء جلالة الملك وحاشيته والثاني نابع من الشعور النفسي السيء الذي ينتاب الملكيين الذين اقصدهم في مقالي هذا بسبب عقدة الانتماء والهوية ، أي الصراع النفسي بين الانتماء التاريخي الطبيعي للفرد والانتماء المصطنع الجديد ، والكاتب ثامر توسا واحد من اولئك الملكيين الذين يعيشون عقدة الهوية والانتماء ، ولا اقصد هنا الانتماء السياسي بل الانتماء القومي او الهوياتي ، فكما هو معروف ان انتماءه التاريخي الطبيعي هو كلداني ولكن لطموح ما او لقناعة ما اصطبغ بالهوية الاشورية ( متأشور ) وفي رده الاخير عرّف نفسه بأنه كلدواشوري سرياني التي لا يتبناها أي مكون من مكونات شعبنا كتسمية لتعريف الهوية القومية له .
انا شخصيآ أؤمن وفي كل كتاباتي اقول ان الواقع الحالي يقول ان الكلدان والسريان والاشوريين هم ثلاثة قوميات منحدرة من شعب واحد لم ولن يتفقوا على تسميته ، هذا هو الواقع الذي نعيشه ونلمسه ونقرأه في ادبيات ووثائق التنظيمات السياسية التي للمكونات الثلاثة ، فجميع الاحزاب والتنظيمات الاشورية لا تعترف بأية هوية قومية غير الاشورية وكذلك بالنسبة للأحزاب القومية الكلدانية والسريانية واستطيع ان اضيف الارامية ايضآ مع فارق وحيد وهو ان الكلدانيين والسريان والتوجه الارامي يحترمون كل الارادات والخيارات القومية عدا الاشوريين ولتعصبهم الطائفي لا يعترفون إلا بتسميتهم كهوية قومية ، أما مَن يدعي غير هذا فهو يتجني على الواقع ويحاول تزييف الحقائق قبل أن يكون استخدامه لتلك التسمية مجرد شعار للضحك على البسطاء والبلهاء من الناس ، لذلك نقول للسيد ثامر توسا الادعاء شيء والواقع شيء آخر وإلا هل بإمكانه ان يحيلنا الى حزب او حركة او تنظيم اشوري رسمي سواء كان سياسي او ديني يعترف بأية تسمية قطارية مركبة كتسمية قومية له  ، وقبل ان انتظر اجابته اتجرآ وانا على ثقة تامة ان اقول ، لا يوجد وبالمطلق أي توجه اوتبني لأي من تلك التسميات كهوية  قومية . 
نعم ان التسمية القطارية المركبة تستخدم كشعار مخادع اثناء الحملات الانتخابية وفي كتابة المقالات او في كلام المجاملة في الأزقة والمقاهي وايضآ تصلح مثلآ لتأسيس ائتلاف سياسي يضم تلك المكونات او لتسمية مؤسسات ومشاريع اخرى مثل روضة للأطفال او علوة لبيع الخضار او نادي ثقافي أواجتماعي او رياضي أو أي شيء آخر عدا الهوية القومية .
يشعر السيد ثامر توسا بأنني كنت مجحفآ في تعميمي على  كل التنظيمات الاشورية عندما كتبت ( ان التنظيمات الاشورية  التي تمثل دور العدو للمعتقدات القومية الكلدانية لم يتركوا امام الكلدانيين غير خيار الرد المباشر والكيل بنفس المكيال ...) ، وهنا ارجع واؤكد للسيد ثامر توسا ، من غير مجاملة وعدا كلام المقاهي والمقالات ، فإن تلك التنظيمات وخاصة السياسية والقومية والدينية منها وبالمطلق لا تعترف بالهوية القومية الكلدانية ولا تحترم رسميآ الشعور القومي الكلداني ، وانا اؤكد ثانية بأن السيد ثامر توسا عاجز ان يأتي بأسم تنظيم اشوري واحد ليس متقوقعآ على تسميته الاشورية  فقط ورافضآ للتسميات الاخرى كتسميات قومية فلماذا إذن استخدام اسلوب التقية أو الخجل من قول الحقيقة ، وماذا يمكن ان نسمي الذي يحاول اجتثات الهوية القومية التي للآخرين ، أليست كلمة الخائن قليلة بحقه ؟.

اما اتهامه لي بأني اروّج للضغينة بين الكلدانيين والاشوريين وتنظيماته بقوله ( ... تروّج للضغينة باسمه وتعمقها تجاه أخيه الاشوري وتنظيمه ...) . فقد ذكرتني  هذه العبارة بمقولة كان يرددها النظام السابق ومفادها " إذا قال صدام قال العراق " وكأن صدام كان قد امتلك العراق ولا قيمة للعراق من دون صدام كذلك يحاول السيد ثامر توسا هنا أن يعيد انتاج نفس الثقافة السابقة من خلال ايحاءه بأن أية محاولة لفضح عنصرية التنظيمات الاشورية هي موجهة الى الشعب الاشوري ، متناسيآ ان تلك التنظيمات مكتفية ذاتيآ في فضح وتعرية الواحدة للأخرى ، فهل فعلها هذا موجه الى شعبها ؟، ان تحويل الامور عن مسارها الحقيقي أمر مفضوح ولن ينطلي على أحد لسبب بسيط وهو ، من الممكن تجريم وتخوين أي تنظيم لأي شعب كان لكن لا يمكن مطلقآ تجريم او تخوين شعب بأكمله ،لذلك لا علاقة للشعب بممارسة وسلوكيات تنظيماته السياسية التي قد تكون معيبة او مخجلة .
لا اعتقد ان السيد ثامر توسا كان موفقآ في تقويلي ما لم أقوله أو في تأويل كلامي بما يرضي مزاجه ، فهو يدعي بوجود تناقض في كلامي بقوله ( من المؤسف حقا أن طرحكم المتناقض ... خاصة في قولكم بان مشاركة قوائمنا الأخرى هي دينية بحتة والتي حسب قولكم لا يحق لها التكلم باسم القومية ، بينما جنابكم تريد منا ان نصدق قولكم بان القائمة الكلدانية التي اخفقت في مشاركتها قد شاركت بصفة قومية وتنافست على الاساس القومي ، اين هو الصح من الخطأ في كلامك إذن يا استاذ منصور ). انتهى الاقتباس
الشيء الذي اريد ان اقوله للسيد ثامر توسا  هو ان كلامه اعلاه هو افتراء وتحريف لما كتبته ، لأنني لم أقل مطلقآ عبارة ( مشاركة قوائمنا الأخرى هي دينية بحتة ) بل انه قوّلني إياها خلافآ لما تقتضية الامانة العلمية عند النقل او الاقتباس او الاشارة الى معلومة ما ، لذلك اقول ان كلمات تلك العبارة وطريقة صياغتها هي من تأليف الاستاذ ثامر توسا لا غيره .
أما محاولته تبرير افتراءه اعلاه من خلال استشهاده بالنص الذي قلت فيه ( كما بيننا " وشكرآ له لتصحيحه كلمة بيننا الى بينّا " ان الفائزين ضمن الكوتا المسيحية لا يمثلون أي مكون قومي لأن ترشيحهم كان ضمن التسمية الدينية التي أعطت حق المشاركة في الترشيح والتصويت لكل من ، المسيحي العربي والمسيحي الكردي والمسيحي الكلداني والمسيحي السرياني والمسيحي الاثوري ...)  . اقول
ماذا يفهم السيد ثامر توسا عندما يقال ( الكوتا المسيحية ) أو ( الكوتا النسائية ) ، أليس العنوان يدل على المحتوى ؟، أليست كلمة المسيحية تدل على الديانة ؟، نعم يا استاذ ثامر ، ان جميع المرشحين ضمن الكوتا المسيحية هم مسيحيين ، وأي مرشح منهم لو خرج من المسيحية قبل اجراء الانتخابات واعتنق الاسلام مثلآ  ، كان سقط حقه في الترشيح ضمن تلك الكوتا الدينية ، ولكن لم يكن يسقط ذلك الحق حتى لو جميع المرشحين  تبرؤوا من التسميات القومية التي يتخذونها ، وهذا يعني ، لا يوجد تمثيل قومي بل هناك تمثيل مسيحي ( ديني ) ، فأين التناقض يا استاذ ثامر ؟،  أما إذا شعر السيد ثامر توسا بوجود غبن بحق بعض الرفاق ، فالعتب واللوم يقع على من يدعون النضال القومي الذين من اجل المنصب والكرسي لن يبحروا على متن المركب المسيحي فحسب بل لمصلحتهم يزحفون زحفآ على بطونهم  .
ويستمر السيد ثامر في التخبط  وسوء الفهم والتدليس إذ يقول ( لمزيد من توضيح وتناقضات الكلام ، فقد سبق للأخ منصور وأكدّ في مكان آخر بمقاله رقم 1 ما نصه (( أي ان هؤلاء الخمسة الفائزين من الكوتا المسيحية يمثلون قائمتين ، الأولى قائمة المسيحيين التي يمولها ويوجهها ويدعمها عضو المكتب السياسي في حزب الديمقراطي الكوردستاني السيد سركيس آغاجان ، أما الثانية فهي القائمة الاشورية )).ويسترسل السيد ثامر في تعليقه على هذا الكلام بقوله ( لماذا هذا التناقض الصارخ في طريقة وصف المقاعد الخمسة ؟ تارة يعتبر القوائم الفائزة بالمسيحية فقط وتارة أخرى يقسمها بين مسيحية وقومية ، لكنه يصر على أن القائمة الكلدانية هي القومية في الحالتين أيهما نصدق ؟!!!! ) .
قبل أن ابدأ تعليقي على هذه المغالطات اقول ، حقآ لقد عانى السيد ثامر توسا الكثير من عدم التركيز ومن تشتت الانتباه لدى قراءته ما كتبته في مقالتي تلك ، فهو عندما يقصدني بالقول ( ... لكنه يصر على أن القائمة الكلدانية هي القومية في الحالتين أيهما نصدق ؟ !!!!) وعاد وتساءل في نهاية مقالته ( يا أستاذ منصور ، ماذا لو كانت قائمة الكلدان إحدى الفائزين ؟ هل كنت وصفتها بالدينية المسيحية فقط بنفس وصفك للقائمتين اللتين فازتا ...) وتعليقي على هذا التخبط وعلى هذه الافتراءات اقول :-
لم يكن السيد ثامر أمينآ في ادعاءه هذا ربما لتسرعه في تنفيذ اشارة الملك والدليل يكمن في العبارة التالية التي وردت في مقالتي تلك والتي اقتبس نصفها وترك النصف الآخر الذي يفند ادعاءه المذكور حيث ورد النص التالي في مقالتي  (  كما بيننا ان الفائزين ضمن الكوتا المسيحية لا يمثلون أي مكون قومي لأن ترشيحهم كان ضمن التسمية الدينية التي اعطت حق المشاركة في الترشيح والتصويت لكل من ، المسيحي العربي والمسيحي الكردي والمسيحي الكلداني والمسيحي السرياني والمسيحي الاثوري ... ) ، كيف لم تلاحظ يا استاذ ثامر كيف حصرتُ الكلداني مع بقية المكونات المشاركة في الكوتا بالتسمية الدينية المسيحية ، فأين اصراري على ان مشاركة الكلدان كان ضمن القائمة القومية في كِلا الحالتين ؟ ، فمن الذي يجب أن يستهدي بالرحمن يا أخي ؟.
حقيقة لم اتوقع أن يكون السيد ثامر توسا بهذه السطحية الفكرية بقوله ( في مكان آخر يقول الأخ منصور : (( قرار دخول الكلدان بقائمة او بقائمتين كلدانيتين صرفة يعد تحدي شجاع وجريء لكافة القوى الشريرة المعادية للهوية القومية الكلدانية ، ويجب الاستمرار على هذا النهج مستقبلآ...الخ )). ثم يسترسل في نفس السياق يضيف قائلا (( الدخول بقائمتين كلدانيتين رغم كونه قرار غير حكيم لأنه جاء في الوقت الخاطيء ...الخ )). أنظروا كيف اصبح التحدي والجرآة والشجاعة في نهج الاخ منصور هو في اتخاذ القرار الغير الحكيم وفي الوقت الخاطيء !!!! كيف يكون ذلك يا استاذ ؟ ) انتهى الاقتباس
وأنا اقول لك كيف يكون ذلك يا استاذ ثامر ، وهذه المرة سأقولها لك بطريقة سهلة وسريعة الفهم ، لعلك قرأت او سمعت عن قصة استشهاد هرمز ملك جكو ، ولعلك ايضآ قرأت او سمعت عن شجاعته واندفاعه وتحديه للسلطات العسكرية و الأمنية ، وقصة استشهاده تقول ، رغم ان لواء اليرموك العسكري السوري كان يعسكر في معسكر الوكا إلا ان شجاعة الشهيد هرمز واندفاعه وتحدية لتلك القوة العسكرية قادته الى نصب كمين ضد بعض آليات ذلك اللواء على مشارف المعسكر نفسه ، وفعلآ نجح الكمين وتم أسر بعض الأليات العسكرية بما فيها من الاسلحة والافراد ، وكان بامكان الشهيد ومجموعته الانسحاب قبل وصول التعزيزات العسكرية الى ساحة المعركة ولكنه رفض وبدأ يقاتل تلك التعزيزات المسنودة بالمدرعة العسكرية الى أن نفذ عتاده ، وفي هذه اللحظة ايضآ كان بإمكانه التسلل تحت جناح الظلام الى الوادي والانسحاب بسلام إلا أنه رفض ثانية ، حيث أخذ سلاح مرافقه وأمر الأخير بالانسحاب عبر الوادي واستمر الشهيد في مواجهة العسكر لوحده الى أن استشهد ، فهل كان من الحكمة أن يستمر الشهيد في مواجهة تلك المعركة الغير المتكافئة  الى أن استشهد ؟، الجواب قطعآ هو كلا ، إذن كيف اجتمعت الشجاعة والتحدي مع القرار الغير الحكيم في شخص واحد وهو الشهيد هرمز ملك جكو وفي حدث واحد ؟، هكذا ايضآ كان قرار المشاركة بقائمتين كلدانيتين قرارآ غير حكيمآ ولكن روح التحدي على خوض الانتخابات بتلك الصيغة كان قرارا شجاعآ وجريئآ بغض النظر عن النتيجة سواء استشهد الشهيد هرمز على ارض المعركة او فشلت القائمتين الكلدانيتين في الانتخابات ، لذلك نقول للسيد ثامر ، نعم من الممكن ان تكون القرارات المتخذة جريئة وتحمل روح التحدي والتنافس وان تكون تلك القرارات في نفس الوقت غير حكيمة سواء في توقيتها او لأسباب اخرى ، وارجوا ان تكون اجابتي وافية وان يكون السيد ثامر قد استوعب الحدث وفهم الأمر .
أما استخدام السيد ثامر للمصطلح ( المفردة الصناويّة ) المتأتية من التسمية الصنا التي هي الكنية او اللقب للزميل انطوان الصنا ونعت ما كتبته بتلك المفردة التي تشير الى الاسلوب الكتابي الذي ينتهجه الزميل انطوان الصنا وكأنها تهمة اقول ، رغم تقاطعي الحاد مع اغلب مواقف وافكار الزميل انطوان خاصة لوضعه جميع بيضاته في سلة ما يسمى بالمجلس الشعبي ومواقفه  المتشنجة مع الرموز والتنظيمات القومية وحتى الدينية الكلدانية إلا انني اعتبر المفردة الصناويّة اكثر احترامآ وانصافآ وموضوعية واخوية وحيادية من المفردة الكناوية التي يستميت السيد ثامر في الدفاع عنها حقآ او باطلآ ، لأن في المجال القومي كل المواقف والكلمات تهون وتعبّر عن وجهات نظر اصحابها إلا تلك التي تمس الهوية القومية ، فكل الاحترام للمفردة الصناويّة التي لم تنحو الى معاداة الهوية القومية الكلدانية كما فعلت وتفعل المفردة الكناويّة المعادية ليس فقط للهوية القومية الكلدانية بل وحتى  لتاريخ وحضارة الكلدانيين .
كم كنت اتمنى لو كتب السيد ثامر توسا فقرة واحدة فقط من غير افتراء او تحريف ، فمثلآ كتب يقول (من الجائز أن استثناء القائمة الكلدانية في حكمه جاءت عملا بمقولة ( القرد في عين أمه غزال) اي ان قائمة الرافدين وعشتار واور هي دينية مسيحية وغير وطنية ولا قومية ، بينما فقط القائمة الكلدانية كانت مطروحة قوميا ً!هذا تناقض حقيقي وغير علمي أساسه الإنفعال المتولد عن حزازية النوايا وضبابية المواقف التي تفرضها الإنتماءات المذهبية ).
يتهمني السيد ثامر بالتخبط وانا ادعوكم الى إعادة قراءة ما كتبه في الفقرة السابقة لنرى من الذي يتخبط ، أليست قائمة اور كلدانية بل وقومية كلدانية ، فكيف حشرها مع الرافدين وعشتار ووضعها بحسب تصنيفه في خانة القائمة المسيحية ثم يتهمني بأني اعتبر القائمة الكلدانية هي لوحدها القومية ، لا اعرف كيف استقام هذا الامر في ذهن السيد ثامر؟.
أما تعليقي الاخرعلى هذا الكلام اقول ، ليس فقط القرد في عين امه غزال بل وحتى الساذج في عين امه افلاطون ، ثم اقولها صراحة ، هناك خلل كبير في فهمك للنصوص يا سيد ثامر ، والان سأضع النص الذي كتبته انا ولنقارنه مع النص الذي كتبه السيد ثامر في اعلاه لنرى مدى تحريفه للحقائق سواء كان هذا التحريف عن قصد او عن خلل في فهمه للنصوص ، حيث النص الذي جاء في مقالي هو (بما ان الكوتا المسيحية ومن تسميتها هي كوتا دينية وليست كوتا قومية ولا حتى هي وطنية ، أي ان الفائزين وصلوا الى البرلمان العراقي بمركب مسيحي وليس بمركب قومي  لذلك لا يحق لأي من النواب المسيحيين خريجي الكوتا المسيحية ان يتلاعبوا بمعتقدات والخصوصيات القومية التي للكلدان ...) .
هل هناك من يخالفني عدا السيد ثامر توسا بأن عبارة ( وليست كوتا قومية ولا حتى هي وطنية ) عائدة الى عنوان الكوتا وليس الى قائمة الرافدين وعشتار واور بحسب مفهومية السيد ثامر ولا الى اية من التوجهات القومية للمشاركين في الكوتا بدليل ما سبقها من كلمات والتي قلت فيها ( ومن تسميتها هي كوتا دينية وليست كوتا قومية ولا حتى هي وطنية ...) ، اين التناقض والغير العلمي في هذا الكلام ، قليل من التركيز لِما تقرأه يا سيد ثامر ،  اليست التسمية الرسمية للكوتا هي الكوتا المسيحية ، فهل المسيحية تدل على الدين أم على القومية والوطنية ؟، فمثلآ القائمة العراقية الوطنية التي يتزعمها السيد أياد علاوي هي قائمة وطنية وتسميتها يدل على ذلك والقائمة الكوردستانية هي قائمة اقليمية وتسميتها يدل على ذلك ايضآ والقائمة التركمانية هي قائمة قومية من تسميتها ايضآ كذلك القائمة المسيحية هي قائمة دينية ، ومتى ما استطاع السيد ثامر ان يثبت بأن المسيحية ليست دين عندها سوف اعتذر له ولجميع القراء الكرام ، فلماذا الخجل من مسيحيتكم ومن الحقيقة يا السادة المحترمون ؟.

منصور توما ياقو
22 نيسان 2010
 

17
تطرقنا في الجزئين السابقين لقضايا رأيناها من اهم القضايا التي افرزتها الانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من اذار 2010 ، فبالرغم من عدم حصول الكلدانيين على مقعد انتخابي ضمن الكوتا المسيحية إلا ان الارقام التي حصلوا عليها أشارت الى التقدم المضاعف لعمل الوعي القومي الكلداني في ساحة شعبنا مما بعث في نفوسنا السرور والتفاؤل والاصرارعلى نبذ  التعامل مع الكيانات العنصرية المعادية لهويتنا القومية مع التمسك الشديد بثوابتنا وخصوصياتنا القومية وطلب احالة أمر المحافظة على هويتنا القومية الكلدانية ومنع تحريفها من مسارها التاريخي الى المحكمة الدستورية او الاتحادية إذ لم تكن يومآ ملتصقة بتسميات اخرى او مستخدمة كشعار رخيص او لتحقيق اجندة مشبوهة ، كما اوضحنا ان النواب المسيحيين الخمسة قد فازوا على المقاعد البرلمانية نتيجة ترشيحهم ضمن الكوتا المسيحية ( الدينية ) التي ضمنت حق الترشيح والتصويت لكل الافراد والتنظيمات والاحزاب القومية المسيحية سواء كانت عربية او كردية او كلدانية او سريانية او اثورية أو ارامية وليس ضمن الكوتا القومية التي لم يكن لها وجود او موقع في الانتخابات المذكورة ، لذلك حذرنا النواب المذكورين من مغبة التدخل بالشؤون القومية لتلك المكونات وخاصة الكلدانية منها وإلا سيكون اللجوء الى المحكمة الاتحادية العراقية لمنع أي تلاعب في التسميات التاريخية للمكونات العراقية أمر لابد منه ، وبما ان نواب الكوتا المسيحية  مصرّين على توحيد كل مكونات شعبنا قسرآ وفرضآ فنصيحتي لهم أن يبدأوا اولآ بالمذاهب الدينية لأنهم اصلآ ممثلين عن الكوتا المسيحية وذلك بعرض التسميات المذهبية التي لشعبنا في المزاد العلني المقام تحت قبة البرلمان العراقي وجعلها ( الكاثوليكي النسطوري الارثوذكسي ) وبعد احتساب الايدي المرفوعة كتلك التي ترفع في المزادات العلنية عندها سننتحل التسمية المذهبية التي يقررها لنا الأخوة الشيعة والسنة والاكراد كما لصقوا بنا التسمية القطارية ( الكلداني السرياني الاشوري ) في المزاد العلني الذي اقاموه الاخوه الاكراد تحت قبة برلمان اقليم كوردستان العراق ، وما الضرر إذا كانوا الاخوة الاكراد في برلمانهم قد وضعوا لنا اسم العماذ لهويتنا القومية وهو ( الكلداني السرياني الاشوري ) بأن يضعوا لنا الاخوة الشيعة والسنة والاكراد تحت قبة البرلمان العراقي اسم العماذ لمذهبنا الجديد وجعله ( الكاثوليكي النسطوري الارثوذكسي ) ألم يجعلوا مصيرنا بأيدي ازلامهم فهم إذن مجبورين بنا بأن يأخذوا بأيدينا ويوجهونا الى حيثما يشاؤون وأن يقرروا لنا ما يشاءوا ونحن صاغرون ، حقآ الظلم يتضاعف حينما يتحرر المُضطهد ويتحول الى جلاّد. 

ان علة النواب المسيحيين الفائزين ضمن الكوتا المسيحية تكمن في اعتقادهم ان فوزهم هذا يعني التخويل المطلق بالتصرف في معتقدات الناس الدينية والمذهبية والقومية والمعنوية لذلك لا أحد يستطيع ان يقنعهم بأن مهامهم الرئيسية تكمن فقط في الامور الحياتية كالنظر في مشاكل الوطن وفي توفير الأمن والخدمات للمواطنين وليس في تجريد الناس من هويتهم القومية كما يصرحون ويعتقدون .

وتطرقنا ايضآ الى الايجابيات والسلبيات التي رافقت الانتخابات واخيرآ ناشدنا الخيرين من ابناء امتنا سواء كانوا افراد او تنظيمات ومؤسسات للعمل على إعادة التواصل الأخوي بين التنظيمات الكلدانية ويكون شعارهم نكران الذات في سبيل الأمة وعفا الله عما سلف وترتيب لقاءات واجتماعات لمواجهة التحديات الجديدة ولتفعيل  ممارسة العمل السياسي والقومي المتضامن الذي هو المسار الطبيعي والفعال لتجاوز اية معضلة او ظرف يخلقه الكارهون .

أما في هذا الجزء سننتقل الى الأمور التالية :-

فوبيا عدم تجاوز الخط الأحمر والاستقواء بالاخرين
أأمل أن لا يساء فهمي ويفسر ما اكتبه من الحقائق وما اطرحه من امور ووقائع في أنني اتجاوز في حق وحقوق الآخرين ،  اطلاقآ ليس الأمر أو الهدف هو ذلك إنما احاول معالجة الجروح المتقيحة في الفكر الاشوري العنصري الشمولي الذي يعتبر المعضلة الاولى والاخيرة لمعافاة العلاقة الاخوية فيما بين الكلدانيين والسريان والاثوريين ، كما أأمل ان لا يخلط بين الشعب الاثوري الذي جُعل هو الآخر كبش الفداء في الصراعات السياسية الاستعمارية وتعرضه لعدة مرات لحملات الابادة بسبب زعماءه الموهومين بكونهم من سلالة الاشوريين القدامى والمخدوعين بحقوق سياسية وجغرافية لا وجود لها إلا في تخيلاتهم وغيرها من الضلالات والأوهام التي نفختهم وغرست فيهم عقدة الغرور الفارغ بحيث جعلتهم ينظرون للآخرين بالدونية وفي احسن الاحوال بالتبعية لهم كما ينظرون اليوم للكلدان والسريان بل ولكل المكونات القومية في العراق .

فمن الامور البديهية التي لا تقبل الجدل ولا تحتاج الى الكثير من التفكير ، هو ان لكل شيء على كوكبنا حدود ، ولا يجوز لأي كان ان يتعداها ، وقد جرى الاصطلاح على تسمية تلك الحدود بالخطوط الحمراء التي من المفروض عدم تجاوزها ،
فهل التنظيمات الاشورية وخاصة الفائزون بالمقاعد الخمسة المخصصة للكوتا المسيحية وهما ( ما يسمى بالمجلس الشعبي والحركة الديمقراطية الاشورية )  قد تجاوزوا كل الخطوط الحمراء الخاصة بالكلدانيين ، إذا كانت كل الدلائل والوقائع تؤكدان ذلك ومن مبدأ من باعنا بعناه يكون من حق الكلدانيين ان يعاملوهم بالمثل وان يهدموا كل الخطوط الملونة لفضح وتحجيم الفكر الشمولي لتنظيماتهم العنصرية فمثلآ :-

1-  لابد ان تقف عند الخط الاحمر للهوية الوطنية والقومية والدينية والمقومات الاخرى كالشرف والكرامة وغيرها من المفاهيم والمعتقدات التي لا تقبل المساس بها او الاساءة اليها كل الحدود والشعارات والاعتبارات الاخرى ، لأن تجريد  الفرد او الشعب من تلك المقومات والمعتقدات الجوهرية هو تحقير له وتقزيم لذاته قبل أن تكون محاولة لطمس الهوية او المعتقد وتشويهها .
فعندما استغل السيد سركيس آغاجان انتماءه الحزبي وعلاقاته وموقعه القيادي في حزب السلطة الذي هو حزب الديمقراطي الكوردستاني من خلال تغيير الهوية القومية الكلدانية المنفردة في دستور اقليم كوردستان متجاهلآ إرادة اصحاب الشأن الذين هم الكلدانيين ومتجاوزآ على مرجعياتهم السياسية  القومية والدينية وضاربآ بعرض الحائط الشعور القومي لدى الكلدانيين ومدى المرارة والألم الذي سببه لهم ، أليس كل تلك السلوكيات المرفوضة تشكل تجاوزآ للخط الأحمر لمعتقدات الاخرين ، وأليس استغلال نفوذه الحزبي واستخدامه للأخوة الاكراد للإستفتاء على تسميتنا القومية هي الاستقواء بالاخرين لضرب الهوية القومية الكلدانية ، ولا نعرف كيف قبلوا البرلمانيين الكرد ان يتدخلوا في هذا الشأن وان يقرروا شيئآ لا علاقة لهم به ومن دون علم اصحاب الشأن الذين هم المرجعيات السياسية والقومية والدينية الكلدانية ، فهل يقبلوا الاخوة الاكراد مثلآ إذا لجأ البرلمانيين العراقيين وبناءآ على طلب ممثل الشبك او الايزيديين التصويت على التسمية الكردية وجعلها مثلآ ( الكرد الشبك الايزيديين ) على اعتبار جميعهم شعب واحد وهو الشعب الكوردي بحسب اعتقادهم ؟.

2-  في اول فرصة سنحت للسيد يونادم كنا سكرتير الحركة الديمقراطية الاشورية عندما كان عضوآ في مجلس الحكم الانتقالي خان الكلدانيين والسريان بإبعاد ادراج تسميتيهما في استمارة الاحصاء التجريبي واكتفى بدرج التسمية الاشورية فيها ، وكاد أن يمرر تآمره الخياني هذا لولا يقظة الكلدانيين وتداركهم للأمر في الوقت المناسب ، أليس هذا التآمر الخياني هو تجاوز للخط الأحمر الخاص بالمكونين الكلداني والسرياني ؟،
علما بأن التسمية الاشورية لم يكن معترفآ بها منذ بداية تأسيس العراق الحديث  وبداية الحكم الوطني عام1921 م حيث كانوا يسمون بالتياريين المهاجرين لذلك لم يمنحوا الجنسية العراقية إلا ما ندر منهم وبشق الأنفس واستمروا على ذلك الحال الى منتصف سبعينات القرن الماضي عندما صدر قرار أو مرسوم جمهوري يقضي اعتبارهم من سكان العراقيين بدل تسمية التياريين المهاجرين .
3- في فترة كتابة الدستور العراقي حاولت ليس فقط القيادات الاشورية السياسية بل وحتى الدينية على ادراج التسمية الاشورية لوحدها في الدستور مما اثار استياء الكلدانيين وقيام غبطة الكاردينال البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلّي بتوجيه رسالة الى الجهات العليا مطالبآ ادراج التسمية الكلدانية في الدستور كأحد مكونات الشعب العراقي بل وقام بزيارة وزارة التخطيط العراقية في بغداد لهذا الغرض ، أليست تلك المحاولات الهادفة الى اقصاء الهوية الكلدانية هي نابعة من حقد اعمى وكراهية وتجاوزآ لما يسمى بالخطوط الحمراء ؟.
تجنبآ للإطالة نكتفي بهذا القدر من التجاوزات للخطوط الحمراء ، إذ لا اشير الى تجاوزات يونادم كنا بإقصاءه الوجود الكلداني في العراق بإدعاءه الفارغ بعدم وجود حجر واحد يشير الى الوجود الكلداني أو الى التوجهات الاحادية لقناة عشتار الفضائية المؤسسة من اموال المخصصة للمسيحيين وهناك الكثير من السلوكيات والممارسات التي تنبع من الفكر الطائفي والعنصري ، وانا متأكد تمامآ ان جميع القيادات الكلدانية سواء السياسية والقومية او الدينية ومعهم اغلب الكلدانيين يعلمون حق المعرفة ان القيادات الاشورية لم تكتفي على قوتها وقدرتها في ضرب واستباحت الثوابت والخصوصيات الكلدانية وعلى راسها الهوية القومية الكلدانية بل لا يتورعون عن الالتجاء الى الاخرين والاستقواء بهم لتحقيق تلك المآرب المقيتة ضد الكلدانيين ، فإذا كانت تلك القيادات قد نجحت الى حد ما بعملها وفق المبدأ الميكافيللي القائل " الغاية تبرر الوسيلة " فلماذا لا تعمل القيادات الكلدانية وحتى الافراد الكلدانيين وفق ذات المبدأ وأين الخطأ إذا لجأوا الكلدانيين الى الاخرين من خارج شعبنا والاستقواء بهم ليس لضرب الخصوصيات الاشورية لأن ذلك العمل المشين له اهله وانه لا يتماشى مع شيمتنا الكلدانية ولا مع تربيتنا المسيحية بل من اجل توسيع دائرة عملنا السياسي والقومي لتشمل كل الساحة العراقية ومع جميع المكونات العراقية ، فإذا كانوا الاشوريين يلعبون على جميع الحبال ويسمونها بالحنكة السياسية وبعد النظر فأين الخطأ إذا لجأوا الكلدانيين على الامساك بأوراق اللعبة السياسية الخاصة بشعبنا مع كل الاطراف العراقية ، فكما الآشوريين يجيدون مسك اوراق اللعبة مع الاكراد عن طريق السيد سركيس آغاجان ومع حكومة محافظة نينوى عن طريق يونادم كنا وعن طريق الحزب الوطني الاشوري الذي يعتبر من اكبر عرابي الحكم الذاتي ، فأين الخطأ إذا الكلدانيين قسموا ادوار اللعبة فيما بينهم أو بخلق تنظيمات وافراد لهذا الخصوص واجادوا مسك اوراق اللعبة مع الاكراد ومع التركمان ومع حكومة نينوى ومع المكونات والتنظيمات الشيعية والسنية خاصة ان السجل التاريخي الكلداني نظيف مع كل تلك المكونات والتنظيمات ؟ ، أم انهم لم يستطيعوا أن يتخلصوا من فوبيا الخيانة وهاجس الخوف والدوران في دائرة الشعارات الوحدوية المزيفة التي كبلتهم بسلاسل العواطف وجعلوها حجر الرحى بأعناقهم ، أو انهم اعتادوا بل وادمنوا على ممارسة دور المتلقي الساذج والغير القادر على امتلاك نفسه وامتلاك زمام المبادرة والقرار الحاسم ، ومن اجل حماية الكلدانيين لثوابتهم القومية اقترح التالي :-   

1-  - تفعيل سلطة اتحاد القوى الكلدانية من حيث شموليته لكافة التنظيمات السياسية الكلدانية المؤمنة بالفكر القومي الكلداني والعمل تحت شعار الرجل المناسب في المكان المناسب من حيث الكفاءة والمقدرة السياسية على مواجهة التحديات وتحريك وتعبئة الشارع الكلداني باتجاه قضاياه العامة والقومية .

2-  مفاتحة واعلام رؤساء الكتل في البرلمان العراقي وجميع مراكز اصدار القرار في العراق بكون الجهة القومية الوحيدة التي تمثل الكلدان هي فقط اتحاد القوى الكلدانية وان النواب المسيحيين الخمسة الفائزين ضمن الكوتا المسيحية التي اشترك فيها كل من العربي المسيحي والكردي المسيحي والكلداني المسيحي والسرياني المسيحي والاشوري المسيحي لا يمثلون الكلدانيين لأن ثلاثة منهم منتمين للحركة الديمقراطية الاشورية التي لا تعترف بالهوية القومية الكلدانية والنائبان الاخران منتميان لما يسمى بالمجلس الشعبي الذي هو الاخر لا يعترف بالهوية القومية الكلدانية وبالتالي لا يحق لهما التلاعب بالتسمية الكلدانية وانما يستخدمان تلك التسمية ( الكلداني السرياني الاشوري ) كشعار سياسي وليس قومي ويستخدمانه فقط في تعبئة الشارع  لأغراض انتخابية وحزبية وان كافة التنظيمات السياسية والقومية الكلدانية تنبذ تلك التسمية القطارية الركيكة المبنى والتي لم ترد في التاريخ العراقي القديم أوالحديث مطلقآ .

3- تجميد التعامل مع أي تنظيم او مؤسسة لا تعترف بالهوية القومية الكلدانية رسميآ وصراحة واناطة شؤونها وما يستجد في مواقفها بأفراد او بلجنة عادية وذلك لعدم الهاء التنظيمات الكلدانية في تلك المعمعة المضيعة للوقت وللقضية .

4- توسيع دائرة الاتصالات والعلاقات لتشمل جميع المكونات والكتل السياسية العراقية وتغطية الساحة العراقية والعالمية من خلال فتح مكاتب او مقار سياسية خاصة بالاتحاد او بالاحزاب السياسية القومية الكلدانية المنضوية تحت خيمته القومية ، والعمل على الاستفادة من العلاقات التي يتمتع بها الاخوة الذين كانت لهم معرفة وتعامل مع الشخصيات والاطراف السياسية العراقية من اجل فتح قنوات مباشرة وغير مباشرة مع تلك الكتل لأنه لا يمكن الثقة او الاعتماد على النواب الخمسة بسبب انتماءهم الى جهتين معروفتين بعداءهما الشديد للتوجهات القومية الكلدانية .

5- تاريخ الكنيسة الكلدانية ولا زال حافل برموز ومواقف لرجال دين عظماء كانوا لأمتهم سندآ ودعمآ ولم تطغي عليهم ثقافة الخنوع للمال أوالاستسلام جبنآ او هروبآ بل كانوا اكفاء لحمل الامانة من غير ان تعييهم كلمة الحق حتى بحق اقرب واحب الناس اليهم ، ولم نسمع أو نقرأ عنهم يومآ انهم وقفوا على مسافة واحدة بين الظالم والمظلوم أو بين المستهتر بالقومية الكلدانية وبين الكلدانيين الذين يحترمون كل الخيارات القومية لدى الاخرين ، نعم الوقوف على مسافة واحدة بين الاطراف تكون في المجالات الحياتية المتغيرة أما عند الايمان بالمعتقدات الدينية والثوابت القومية كالهوية القومية او بالمقومات المعنوية كالعرض والشرف والكرامة لا يوجد معها شيء اسمه مسافة واحدة أو منطقة رمادية بل هناك منطق واحد وهو إما أبيض أو أسود ، ونتمنى من رجال الدين الكلدان أن لا ينحازوا لأي طرف كلداني على حساب الاخر وعلى حساب الحق لأن الانحياز يولد الكراهية والانشقاق ، وإنني اضع هنا مسؤولية حماية التسمية الكلدانية التي هي عنوان كنيستنا وعنوان هويتنا القومية بالاضافة الى الكلدانيين العلمانيين ايضآ أمام آباءنا الأجلاء في كنيستنا المقدسة بدءآ من غبطة الكاردينال البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلّي مرورآ بأصحاب النيافة اساقفتنا وآبائنا الكهنة لأن المؤامرة هي ابعد وأخطر من مجرد لصق التسميات من بعضها ، فإذا كانت المؤامرة اليوم تهدف الى تجريد الكلدانيين من هويتهم القومية الكلدانية وقتل الوعي القومي لديهم  فغدآ ستهدف الى ازالتها من عنوان كنيستنا بمزادات علنية جديدة وبحجج وشعارات جاهزة ومعلبة ، فهل سيحافظوا آباءنا الأجلاء على هوية كنيستهم وهوية ابنائهم القومية على مثال اسلافهم الذين صنعوا تاريخآ حافلآ بالعطاء و بالمواقف المشرفة تجاه رعيتهم والتي تتناقله الأجيال بفخر واعتزاز ، وأنا على ثقة ويقين تامين انهم ومعهم جميع الكلدانيين الغيارى أهل لها وسينتصرون لتسميتهم الكلدانية ولقضاياهم القومية  بكل السبل والوسائل المشروعة من اجل أن يقفواجميعآ امام محكمة التاريخ و الضمير وهم مرفوعي الراس وإلا ستحل لعنة الأجيال والتاريخ وسخط الاخرين التي لا ترحم على الجميع وحينها لا ينفع الندم ولا المال ولا المنصب والجاه .

رابط الجزء الاول

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,401511.0.html

رابط الجزء الثاني
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,403908.0.html

منصور توما ياقو
  16 نيسان 2010

18
تناولنا في الجزء الأول من هذه المقالة او ورقة العمل المقترحة مدى التقدم الكبير الذي طرأ على النمو القومي الكلداني من خلال مقارنة عدد الأصوات الانتخابية التي حاز عليها القائمتين الكلدانيتين ومقارنتها بعدد الأصوات التي حاز عليها كل من الحركة الديمقراطية الاشورية والتي كانت الى فترة قريبة هي سيدة الموقف بلا منازع بل كانت هي المتسلطة على عموم ساحة شعبنا ولكننا نرى قيادتها واعضائها وانصارها اليوم يرقصون رقصة الديك المذبوح بعد تحجيم تلك السيادة شبه الكاملة وذلك التسلط المطلق الى نسبة الثلث وبعد أن امتلك الكيان القومي الكلداني زمام المبادرة وبدأ يخطو الى الأمام بحزم وثبات رغم بطء مسيرته بسبب امور تنظيمية داخلية وبسبب شراسة وتفوق المتآمرين عليهم في المجالات التنظيمية والاعلامية والامكانيات المادية والسلطوية، فبعد ان كانت نسبة اصطفاف شعبنا حول التنظيمات والقوائم الكلدانية قبل بضع سنوات تعانق الصفر عند مقارنتها بنسبة الاصطفاف حول الحركة الديمقراطية الاشورية نجد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ارتفعت تلك النسبة التي كانت بحدود الصفر الى نسبة 43.26% ، كذلك عند مقارنة نسبة الأصوات الكلدانية بتلك التي حصل عليها ما يسمى بالمجلس الشعبي فكانت بحدود 55.54% من مجموع الأصوات التي حصل عليها الأخير ،
فعلآ ان الأرقام التي حصل عليها الكلدان في الانتخابات البرلمانية الاخيرة تبعث البهجة في النفوس وتدل على انهم يسيرون نحو امتلاك زمام المبادرة وما هي إلا بداية الغيث الذي سيجرف كل الحاقدين المتآمرين على القومية الكلدانية ومعهم اقزامهم ومأجوريهم ومخططاتهم التآمرية الى مزبلة التاريخ والى الأبد .
كما بيننا ان الفائزين ضمن الكوتا المسيحية لا يمثلون أي مكون قومي لأن ترشيحهم كان ضمن التسمية الدينية التي اعطت حق المشاركة في الترشيح والتصويت لكل من ، المسيحي العربي والمسيحي الكردي والمسيحي الكلداني والمسيحي السرياني والمسيحي الاثوري بالاضافة الى مشاركة اخواننا الاكراد المسلمين للتصويت لقائمة ما يسمى بالمجلس الشعبي بناء على توجيهات حزبية ذكرناها في الجزء الأول ، من هذه العمومية لا يجوز لأي فائز بعد ان تسلق على ظهر المسيحية  والمسيحيين بما فيهم العرب والاكراد والاكراد المسلمين الذين اوصلوه الى قبة البرلمان ان ينقلب عليهم وعلى المسيحية ويدعي انه يمثل المكونات القومية الكلدانية والسريانية والاشورية فقط ، حقآ سيكون عمل من اعمال الغدر والخيانة ونكران الجميل إذا تأكد ان احدهم حاول ذلك ..
في هذا الجزء من ورقة العمل المقترحة هذه  نتطرق الى الآتي :-

 الواقع الكلداني من المنظور الايجابي والسلبي لتجربة الانتخابات الاخيرة
لكي نستطيع قراءة الواقع الكلداني بماضيه القريب وحاضره الآني قراءة صحيحة  وموضوعية ، علينا وقبل كل شيء التحلي بالجرأة لإقتحام كل الملفات الملغومة وخاصة تلك المحاطة بالهالة المقدسة المزيفة من اجل فضحها واعلانها بمسمياتها الحقيقية من دون مواربة او مجاملة على حساب القضية الكلدانية التي يجب ان تكون من أقدس القضايا وأنبلها بعد الايمان المسيحي والوطني لدى كل كلداني غيور على أصله ومنبته وكرامته .
لقد حان الوقت لإعادة ترتيب اولويات الانتماءات الكلدانية وهنا لا اقصد تغيير او تفتيت الانتماء الديني او الوطني او القومي بل اعادة ترتيبها لتنسجم مع الواقع المفروض علينا ولتصبح اكثر فاعلية وتأثيرآ على المدى الطويل ، خاصة ان المرحلة التاريخية التي يمر بها شعبنا الكلداني تتطلب الوعي والتنبيه لِما يحاك ضده من مؤامرات ومخططات من حوله ومن داخله وجميعها تستهدف اولآ هويته القومية الكلدانية ومن ثم انتماءه المذهبي الكاثوليكي .
للأسف نقولها ، ان التنظيمات الاشورية التي تمثل دور العدو للمعتقدات القومية الكلدانية لم يتركوا امام الكلدانيين خيار غير خيار الرد المباشر والكيل بنفس المكيال ، فعلى امتداد حوالي عقدين من الزمن والكلدانيون لم يوفروا جهدآ ولا وقتآ ولا فرصة ولا مناسبة ولا فعلآ ولا قلمآ ولا كلامآ ولا شيئآ مهما غلا او رخص بل وفي بعض الحالات وصلت مناشداتهم الى حدود التوسل من اجل اقناع الاشوريين بالتعامل الاخوي الحضاري المبني على الندية واحترام الثوابت القومية لكلا الطرفين ولكن طيلة تلك الفترة وفي كل مرة كانت العنجهية وسوء النية واثارة الفتن والتآمر على كل ما يسيء للخيارات الكلدانية ولرموزهم الدينية والقومية هي عنوان كتاباتهم وتصريحاتهم وممارساتهم العنصرية ، فهل يعقل بعد كل ذلك أن يبقى الكلدانيون اسرى الأوهام والمناورات والشعارات الاشورية المزيفة  كشعار الوحدة والاتحاد ونحن شعب واحد وحرب التسميات وان يبقوا دائرين في معمعة هل الاشوريين من الكلدان أم العكس كتلك الجدلية العقيمة ( هل البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة وغيرها من الشعارات الكاذبة والمخادعة التي اخترعوها لإلهاء الكلدانيين والف خط تحت
لإلهاء الكلدانيين   بأمور جدلية عبثية تبعدهم عن ترتيب امورهم ومن امتلاك زمام المبادرة وممارسة دورهم السياسي والوطني والقومي على عموم الساحة العراقية .
لقد قيل وكتب الكثير عن الانتخابات الاخيرة وما اسفر عنها من نتائج ومواقف وتحاليل ، خاصة عن تلك المتعلقة بالقائمتين الكلدانيتين ، ويكاد يكون الجميع قد ركزوا على فكرة اساسية واحدة وهي ، ان الكلدانيين لم يفوزوا بأي مقعد في البرلمان ، صحيح ان احد اهداف دخول الانتخابات هو الفوز بالمقعد ، لكن عدم الفوز به لا يعني نهاية الطريق ، وإنما هي نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة ، ويجب النظر الى مرحلة الانتخابات بكونها تجربة تستحق التقييم ودراستها بشكل جدي من دون شخصنة او اسقاطات او القاء التهم واللوم على أي من الاطراف الكلدانية، وانا شخصيآ اعتقد انها كانت تجربة ناضجة وجريئة ومتقدمة في معظم جوانبها فمثلآ :-
1-  قرار المشاركة في الانتخابات بحد ذاته يعد فوزآ .
2- قرار دخول الكلدان بقائمة او قائمتين كلدانيتين صرفة يعد تحدي شجاع وجريء لكافة القوى الشريرة المعادية للهوية القومية الكلدانية ، ويجب الاستمرار على هذا النهج مستقبلآ او بالتحالف فقط مع الافراد والقوائم التي تخلو من المعادين للهوية القومية الكلدانية .
3- الدخول بقائمتين كلدانيتين رغم كونه قرار غير حكيم لأنه جاء في الوقت الخاطيء ، إلا انه يحمل بين ثناياه معالم القدرة والثقة بالنفس وبالأمة ، وأنا متأكد في المستقبل ليس البعيد وبعد ترتيب وتوحيد البيت الكلداني سيكون بمقدور الكلدانيين دخول الانتخابات في اكثر من قائمة انتخابية واحدة وسيفوزون في اكثر من قائمتين انتخابيتين .
4- اعتماد الكلدانيين على النفس في كسب اصوات الناخبين من غير الاعتماد على خداع الناس بشعارات كاذبة او الاعتماد على بعض تنظيمات حزب السلطة في الأقليم او ما يقابلها في الجانب العربي تعد هذه الخصوصية فخرآ وفوزآ كبيرآ للكلدانيين في هذه التجربة .
5- ان عدد الاصوات التي حصلت عليها القائمتين الكلدانيتين في ظل الامكانات والخبرات والظروف المحيطة المعادية لهما دخلت حيز المنافسة مع مَن كانا الى عهد قريب المتسيدين على الساحة فتعتبر بداية النهوض وامتلاك زمام الأمور والمبادرة وهذا يعتبر انجازآ آخر أفرزته نتيجة الانتخابات الأخيرة .
6- ان عدد الأصوات التي حصلت عليها القائمتين الكلدانيتين تحت ظل الظروف الحالية تشير بكل وضوح على نهوض الوعي القومي الكلداني وبداية الانطلاق المسؤول والواعي تجاه القضايا السياسية والقومية .
فبالرغم من ان تلك الايجابيات المشجعة تشعرنا بالفخر والتفاؤل وتدعونا للثبات على مبادئنا والاصرار على حماية ثوابتنا الوطنية والقومية إلا اننا لا يجوز ان نتجاهل او ننسى الاشكالات والسلبيات التي سبقت ورافقت الانتخابات ، بل يجب استخلاص العبر منها من خلال دراستها بهدوء وعقلانية من غير شخصنة او تخندق أو محاولة تبرير النفس لأن الجميع مقصرين واخطأوا من اعلى الهرم الى آخر تسلسل في القاعدة ، نعم الجميع مطالبين بمراجعة الذات ونقد الذات بكل صراحة وجرأة وصدقية ومن ثم العمل على تجاوزها مستقبلآ ، ان اشكالية دخول الانتخابات بقائمتين ليست هي الاشكالية الوحيدة التي عانينا منها بل هي واحدة من عشرات المسائل التي يجب الوقوف عندها ، فهناك اشكالية اللامبالاة واشكالية عدم تكليف النفس عناء الذهاب الى مراكز الاقتراع واشكالية عدم التشجيع وتقديم الدعم المادي والمعنوي والنفسي واشكالية التخطيط العشوائي وعدم الالتزام بالقرارات الصادرة واشكالية عدم استنهاض الوعي القومي لدى الكلدانيين واشكاليةعدم قدرتنا على تجاوز الفكر الفردي وجعله جماعيآ واشكاليات اعلامية وادارية وتنظيمية واشكالية استغلال طيبة الكلدانيين وحسن نيتهم بالاخرين واعتبارها من الطرف الآخر سذاجة  وضعف الشخصية بالاضافة الى الظروف المحيطة المعادية للتوجه القومي الكلداني ، كلها اسباب يجب دراستها والعمل على تجاوزها او التخفيف من تأثيرها على سلوكياتنا وعلى عملنا السياسي والقومي ، وكلها اشكاليات وعثرات عانينا منها كثيرآ ليس فقط في الانتخابات الأخيرة بل قبلها لسنوات كثيرة ، ومع ذلك لم تستطع تلك الاشكاليات ان توقف اتجاه سير الخط البياني في الصعود لعمل الوعي القومي الكلداني ، وخير مَن عبّر عن مدى التقدم الذي تحرزه التنظيمات الكلدانية في ساحة شعبنا هو الاخ د . عامر ملوكا في مقالته التي جاءت بعنوان ( الكلدان فائزون ) " الرابط ادناه " ويسرني أن اقتبس الفقرة التالية مما جاء في تلك المقالة ،

(  ان الخط البياني لنتائج المكون الكلداني في تصاعد بياني مستمر فبعد ان كانت في الانتخابات السابقة 5% و9% على التوالي وفي الانتخابات الاخيرة حازت على 16.6% وهذه النتائج تشير الى التقدم الواضح والذي يشير بلغة الارقام وتحليل المنحنيات البيانية الى العلاقة الطردية بين الزمن والنسبة المئوية للناخبين وبالاعتماد على هذه العلاقة والتي تقترب من كونها تمثل في علم الرياضيات علاقة الخط المستقيم  فالنسبة المتوقعة للانتخابات القادمة سوف تقترب من الـ 30% ...) فليس من الظلم والسذاجة أن نغفل عن تلك الايجابيات وان نتجاهل ذلك الصعود المستمر لمؤشر الخط البياني والمتضاعف في كل مرة عن سابقتها في مسيرتنا القومية وأن ننهك قوانا وامكاناتنا وان يصيب بعضنا بالاحباط بسبب عدم حصولنا على الكرسي في انتخابات لن تكون الأخيرة و بلغت الطعونات القانونية المقدمة ضدها 182 ، لا لن نسامح قيادتنا إذا ظهرت عليها بوادر الضعف والهوان لمجرد كبوة هنا او عثرة هناك أو إذا اهتزت بسبب اشاعة او اكذوبة أو حدث او مقالة كما يريده الشامتون وصغارهم من ناكري اصولهم الكلدانية .
سبق وان فاز ثلاثة مرشحين لما يسمى بالمجلس الشعبي ومرشحين اثنين من الحركة الاشورية في انتخابات برلمان كوردستان التي جرت في 25 تموز 2009 ، عشنا وشفنا وسمعنا وقرأنا  التطبيل والتزمير والرقصات البهلوانية وبرقيات التهنئة وقطع البث التلفزيوني لقناة عشتار الفضائية لاعلان بشرى النصر والفوز العظيم ، فهل يستطيع احد من اولئك المطبلين ان يذكر لنا ماذا قدموا لنا وماهي انجازات اولئك النواب من تاريخ اعلان فوزهم والى يوم كتابة هذا المقال والتي تتجاوز فترة الـ 250 يومآ ، فقط اريد انجازآ واحدآ لا غير عدا ما يتقاضوه من رواتب ومخصصات وهدايا  ، بل ماذا كان تأثير او تأخير اختفاء وهروب  ممثل ما يسمى بالمجلس الشعبي السيد طانيوس ججي من اداء مهامه في مجلس محافظة نينوى التي أحوج ما يكون لنا فيها وجود وتمثيل مسيحي ، أليس من المنطق والتفكير العقلاني ان يتم محاسبة هذين التنظيمين الفاشلين في برلمان الأقليم وفي مجلس محافظة نينوى وذلك بعدم التصويت لهما في أي انتخابات لاحقة ، ولنا ايضآعلى مستوى الوطن مثال الحزب الشيوعي العراقي المعروف بتاريخه ونضاله ومواقفه وتضحياته التي لا تحصى ولا تعد ، لماذا لم يفز في الانتخابات او لم يحصل على مقاعد تناسب تاريخة ونضالاته ، بينما هناك من الاحزاب المعروفة بتخلفها وطائفيتها وفسادها قد فازت بمقاعد كثيرة ؟، انني إذ اسوق هذين المثلين لكي أوضح انه من الممكن للفاشل والفاسد والطائفي والعشائري أن يفوز في الانتخابات وان يحصل على المقاعد البرلمانية إذا امتلك مقومات الفوز مثل الامكانات المادية والاعلامية ودعم السلطة ومهارات ذاتية اخرى كمهارة الاقناع والمخادعة ، لذلك نقول ان الانتخابات ليست غاية في حد ذاتها بل هي وسيلة لتحقيق الغايات تحت قبة البرلمان ، وأنا متأكد لدى الكلدان بدل  تلك الوسيلة عشرات الوسائل التي توصلهم ليس فقط الى البرلمان العراقي بل الى جميع مراكز أخذ القرار في عموم العراق إذا استطاعوا ان يتجاوزوا  تلك الاشكاليات والمعوقات والعثرات سواء الطبيعية منها او تلك التي يصنعها او يقف وراءها الحاقدون وذيولهم الصغار ، ولن يتم لهم ذلك إلا من خلال تدشين انطلاقة حقيقية جديدة لمرحلة جديدة في التضامن القومي من غير تعصب او تحامل او انتقاص او توجيه لوم او تكتل لأننا وكما ذكرت الجميع ملام ومقصر والكل مطالب للعمل بعقلانية وارتياح ومن روح المسؤولية القومية وعلى مستوى عال من نكران الذات على خلق مناخ ملائم للتواصل والتشاور لغرض تنشيط اللقاءات والاجتماعات بين الأفراد والتنظيمات والمؤسسات السياسية والقومية الكلدانية من اجل مواكبة التطورات الجديدة وتفعيل العمل السياسي والقومي لمواجهة التحديات والمخططات المشبوهة ، ومهمة الشروع في عملية تهيئة تلك الأجواء الملائمة تقع على عاتق الجميع وخاصة الخيرين من المهتمين والحريصين على ثوابت الأمة وعلى حماية وتطور العلاقة السليمة بين ابناءها ، وأي موقف لا مبالي ومتفرج لمن يقدر أن يعمل شيء ايجابي في هذا الشأن ، يعني التخاذل وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه معتقدات ومصلحة واهتمامات اخوانه وابناءه ، حان وقت امتحان معدن الرجال والرعاة .
يتبع في الجزء الثالث
رابط مقال د. عامر ملوكا
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,401036.0.html

منصور توما ياقو
11  نيسان 2010

19


بعد أن وضعت الانتخابات البرلمانية العراقية اوزارها ، وبعد ان فاز من الكوتا المسيحية خمسة مرشحين مختلفي الانتماءات الحزبية والقومية ، فمنهم من هو منتمي الى حزب الديمقراطي الكورستاني الذي يرأسه السيد مسعود البرزاني ومنهم من هوليس منتميآ الى الحزب المذكور وانما مرشحآ منه بتزكية من السيد سركيس آغاجان ومنهم من هو منتمي الى الحركة الديمقراطية الاشورية ، أي ان هؤلاء الخمسة الفائزين من الكوتا المسيحية يمثلون قائمتين ، الأولى قائمة المسيحيين التي يمولها ويوجهها ويدعمها عضو المكتب السياسي في حزب الديمقراطي الكوردستاني السيد سركيس آغاجان ، أما الثانية فهي القائمة الأشورية ، بينما لم يفز أي سرياني من القائمة المستقلة ، كما لم يفز أي كلداني من القائمتين الكلدانيتين رغم احقية قائمة المجلس القومي الكلداني التي حصلت على 6068 صوت بالمقعد النيابي لكن وبحسب القانون الانتخابي تم تخصيص ذلك المقعد الى الحركة الاشورية لكونها الحاصلة على الاستحقاق الانتخابي وعلى عدد اكبر من الاصوات من قوائم الكوتا الاخرى ، ورغم عدم حصول الكلدان على المقعد النيابي لكن الأرقام التي حصلوا عليها تبعث الراحة والتفاؤل في النفوس ، فلو قارناها مع الأرقام التي حصل عليها كل من الزوعا الذي يتغنون بخبرته و بأقدميته التي تتجاوز الثلاثين سنة وصاحب الفضائية وايضآ عند مقارنتها بما يسمى بالمجلس الشعبي صاحب الملايين والفضائية والسلطة في الاقليم نجد ان الكلدانيين الذين لا يمتلكون أي من تلك الامتيازات التي للحزبين المذكورين بدأوا يؤرقون مضاجعهم وما الضجة الاعلامية ومظاهر الاحتفالات الصاخبة التي يفتعلونها وكأنهم سيشكلون الحكومة العراقية المقبلة إلا تغطية للشعور بالقلق من الخط البياني الصاعد للوعي القومي الكلداني فمثلآ ،
للحركة الديمقراطية الاشورية 28095 صوت مقابل 12155 للقائمتين الكلدانيتين ، وإذا حولناها الى نسبة مئوية تكون القائمتين الكلدانيتين قد حازتا على نسبة حوالي 43.26%من مجموع الأصوات التي حصل عليها الزوعا .
أما بالنسبة لحزب المجلس الشعبي الذي حصل على 21882 صوت مقابل 12155 صوت للقائمتين الكلدانيتين ، تكون النسبة المئوية من الأصوات التي حصلت عليه القائمتين الكلدانيتين حوالي 55.54 % من مجموع الاصوات التي حصل عليها حزب المجلس الشعبي .
إذآ نحن امام ارقام متقاربة جدآ ومنافسة جدآ لبعضها ، أي ان لكل قائمة جمهورها ومناصريها بحيث لا تسمح لأي منهم سواء الفائزين منهم او الخاسرين في الانتخابات الاستهانة او الاستخفاف بأصوات الناس وكرامتهم ومعتقداتهم ،لذلك نقول  لا يجوز قانونيآ واخلاقيآ تجاوز إرادة الناخبين الكلدانيين بعدم موافقتهم لأي كان ان يتلاعب بهويتهم القومية الواردة في دستور العراقي الدائم ، وهذا لا يعني على الكلدانيين ان يركنوا الى مجرد الكلام والتحذير والانتظار  وتصديق الوعود والاشارات المخادعة لأن الذي سمح لاخواننا الآكراد ان يصوتوا في برلمانهم على هويتنا القومية وتغييرها الى تسمية قطارية ركيكة المبنى سيعمل على مطالبة اخواننا العرب ان يصوتوا في برلمانهم ايضآ على تغيير الهوية القومية الكلدانية الى تلك التسمية القطارية ، فمن اجل احباط اية محاولة للإستفتاء على الهوية القومية الكلدانية على الكلدانيين أن يعدوا برنامجآ استباقيآ ليحافظوا على هويتهم مثل المباشرة بالحملة الكلدانية العالمية من اجل الحفاظ على التسمية الكلدانية في الدستور العراقي الدائم على غرار تلك التي اطلقها اتحاد القوى الكلدانية عام 2005 م ، بل وهناك الكثير من الاوراق بيد الكلدانيين التي باستثمارها بصورة صحيحة ومع الجهات المناسبة وفي الاوقات المناسبة لن نحافظ فقط على هويتنا القومية الكلدانية فحسب بل وسنعيد الى التسميات الثلاثة ( الكلدانية والسريانية والاشورية ) هيبتها ومكانتها اللائقة من غير تشويهها بتقزيمها او لصقها مع بعضها او استغلالها لتمرير اجندة طائفية واخرى خارجية التي قد تكون سببآ في حدوث ابادة جماعية لشعبنا .
مَن يمثلون نواب الكوتا المسيحية
نستطيع ان نقول ، ان توجهات النواب الفائزين ضمن الكوتا المسيحية منقسمين على مجموعتين ، الأولى موجهة كرديآ بتنفيذ اشوري  والثانية اشورية من غير ان يكون للتمثيل الكلداني او السرياني اي وجود قومي تحت قبة البرلمان العراقي ، ونحن هنا لسنا ضد التوجهات الكردية او الاشورية التي لنواب الكوتا المسيحية في البرلمان العراقي ما لم تمس أوتتقاطع تلك التوجهات مع معتقدات الكلدانيين القومية ، كما لا يمكن للكلدانيين الاعتراف بهؤلاء النواب كممثلين شرعيين عنهم للأسباب التالية :-
1-  قانونيآ ، بما ان الكوتا المسيحية ومن تسميتها هي كوتا دينية وليست كوتا قومية ولا حتى هي وطنية ، أي ان الفائزين وصلوا الى البرلمان العراقي بمركب مسيحي وليس بمركب قومي  لذلك لا يحق لأي من النواب المسيحيين خريجي الكوتا المسيحية ان يتلاعبوا بمعتقدات والخصوصيات القومية التي للكلدان ما لم يفوضوا بذلك علنآ وصراحة من قبل المرجعية القومية الكلدانية المتمثلة بالهيئة العليا للقوى الكلدانية والمرجعية الدينية الكلدانية التي يرأسها غبطة البطريرك الكاردينال عمانوئيل دلّي الثالث ، كما انه ليس كل المصوتين لمرشحي الكوتا المسيحية هم فقط من الكلدان والسريان والاثوريين ، لكي يتبختروا الفائزين ويقولوا نحن ممثليهم الشرعيين ، بل هناك عرب مسيحيين واكراد مسيحيين بالإضافة الى جمهور من الاكراد الذين صوتوا لقائمة ما يسمى بالمجلس الشعبي بناءآ على توجيهات تنظيمات حزب الديمقراطي الكوردستاني في محافظات دهوك واربيل وكركوك كما جاء في الرسالة المفتوحة التي ارسلها السيد حكمت حكيم مرشح قائمة المجلس القومي الكلداني ذات الرقم 391  الى فخامة الرئيس مسعود البارزاني ، ( الرابط ادناه ) .
  إذآ ، لم تكن هناك كوتا قومية حصرآ بالكلدان والسريان والاشوريين ، بل كانت كوتا دينية مسيحية مفتوحة الترشيح والتصويت لكل المسيحيين العراقيين وبغض النظر عن انتمائاتهم القومية ،فكما كان من حق المسيحي الكلداني والمسيحي السرياني والمسيحي الاشوري ان يرشح نفسه وان يصوت للمرشح الذي يختاره ضمن الكوتا المسيحية كذلك كان نفس الحق للمسيحي العربي والمسيحي الكردي ان يرشح نفسه وأن يصوت للمرشح الذي يختاره ضمن نفس الكوتا المسيحية ، أي المشاركة كانت مفتوحة لجميعهم من اجل الفوز بالمقاعد البرلمانية وليس من اجل تعيينهم اولياء واوصياء على الاخرين كما يحاولوا الفائزين في الكوتا المسيحية خداع الناس وايحائهم بأن لهم صلاحية تغيير الهوية القومية الكلدانية الواردة في الدستور العراقي الدائم من دون موافقة المرجعيتين الدينية والسياسية القومية الكلدانية ورغمآ عن انفهم .
لذلك نقول ، اية محاولة للتأثير على التسمية الكلدانية الواردة في الدستور العراقي الدائم بتسميتها المنفردة أو أي محاولة للتدخل في الشؤون القومية الكلدانية من دون موافقتهم يعتبر تعديآ و باطلآ ولا يمثل الكلدانيين ، بل يكون بمثابة العودة الى زمن فرض الارادات على الاخرين واستغلال المنصب والسلطة لأغراض طائفية عنصرية ولأغراض حزبية وسياسية مقيتة ، ويكون من واجب المسؤولين الكلدانيين رفع دعوى قضائية ضدهم امام المحكمة الدستورية او المحكمة الاتحادية أو أمام أية مراجع اخرى واصحاب الاختصاص ادرى مني بالتفاصيل وبالاجراءات القانونية المتبعة بحق مَن يتلاعب بمعتقدات وانتماءات الناس .
2- في البدء يجب التنويه بأن علاقة الكلدانيين مع اخوانهم الاكراد كانت ولا زالت بنظر الكلدانيين على الاقل علاقة شراكة تاريخية ومصيرية ممتدة من التاريخ القديم ، ففي عام 614 قبل الميلاد كان بين ملك الكلدانيين نبوبيلاصر وبين ملك الميديين ( الاكراد ) كي اخسار تحالف عسكري مصيري للقضاء على تهديدات ومظالم الاشوريين القدامى لمملكتيهما ، وقد استمرت تلك العلاقة الممتازة بينهما الى أن تم توكيل السيد سركيس آغاجان الاشوري الهوى وعضو المكتب السياسي لحزب الديمقراطي الكوردستاني ووزير المالية السابق في حكومة الاقليم ( الكابينة الخامسة )على شؤون المسيحيين في الاقليم ، للأسف لقد تغلبت النزعة الطائفية الاشورية لدى السيد آغاجان على النزعة المسيحية وعلى ممارساته السياسية والقومية في الساحة المسيحية ، فعمل على تخريب علاقة الاكراد الرسمية بالتنظيمات القومية والسياسية وحتى الدينية الكلدانية ، بل عمل جاهدآ على اختزال الكلدانيين في شخصه ومنعه لإقامة اي علاقة او أن يكون للكلدانيين أي دور في اقليم كوردستان إلا من خلاله وتحت اشرافه ، وان أي متتبع لهذا الشأن لا يمكن إلا ان يلاحظ بجلاء مدى التهميش والاقصاء الذي اصاب الكلدانيين العاملين في المجال السياسي والقومي الكلداني في حكومة وبرلمان واللجان المشكلة في اقليم كوردستان وكان اخطرها قيام السيد آغاجان بتغيير مادة دستورية من مسودة اقليم كوردستان خلال اربعة وعشرون الساعة الاخيرة قبل مصادقة برلمان الاقليم عليها ، بحيث ومن دون ان يأخذ رأي الكلدانيين استطاع ان يلغي التسمية الكلدانية الواردة في الدستور بناءآ على خيارات الكلدانيين ليلصقها بتسمية قطارية ركيكة المبنى واللفظ وذلك لخدمة الأجندة الحزبية والطائفية الاشورية وتمهيدآ لإستخدامها كأداة لتمزيق العراق والشعب العراقي لاحقآ ، وهناك مقال وقد تكون رسالة خاصة مفصلة بهذا الشأن والذي سنأتي على نشرها في حينه ، كما نقولها صراحة للأخوة الاكراد ان الضرر والظلم الذي اصاب الكلدانيين نتيجة تلك السياسات والممارسات الطائفية العنصرية لا تقل عن الضرر الذي اصاب الأجندة الكردية نتيجة سوء استخدام  سلطتهم واموالهم بل واستغلالها لتنفيذ اجندة طائفية اشورية بعيدة عن اهداف وطموحات الشعب الكوردستاني الذي يشكل الكلدانيين الذين دفعهم السيد آغاجان للإبتعاد وحتى كرد فعل غاضب للوقوف ضد تلك الاجندة علمآ بأنهم (الكلدان ) يشكلون المكون الثاني في الأقليم بعد الاكراد .
3- وكما جاء في النقطة (1) اعلاه ، ان انتماء وولاء النواب المسيحيين الخمسة مقسم على الشكل التالي ، ثلاثة نواب ليونادم كنا رئيس الحركة الديمقراطية الاشورية و نائبين للسيد سركيس آغاجان الممول والرئيس الفعلي الغير المعلن لما يسمى بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ، وكلاهما اشوريان متعصبان ومعاديان للهوية القومية الكلدانية ولكل الثوابت والخصوصيات الكلدانية ابتداءآ من عّلّمهما القومي والنشيد القومي الكلداني والسَنة الكلدانية واللغة الكلدانية ويوم الشهيد الكلداني واهمها عدم اعترافهما بالهوية القومية الكلدانية اسوة بهويتهما الطائفية الاشورية التي وجدوا انفسهم عليها ، فبالله عليكم ماذا يبقى لأي شعب او أمة إذا جردت منها هويتها وكل تلك الثوابت والخصوصيات ، هذا ما يسعى اليه القادة الاشوريين وتنفيذه ضد الكلدانيين ، فإذا كانوا رؤساء اولئك النواب بهذه المعاداة للمعتقدات القومية الكلدانية فكيف تكون توجهات وسلوكيات نوابهم من تلك المعتقدات ومن القضايا الكلدانية الأخرى ، فهل بعد هذا ، يجوز لأي كلداني غيور على أصله وكرامته ان يثق بأولئك النواب ؟، وبما ان صاحب الطبع لا يغير طبعه لذلك لا جدوى من الاستمرار في اتباع اسلوب المناشدات والمطالبات والاحتجاجات والتمنيات المضيعة للوقت وللقضية حيث يعتبرونها دلالات ضعف الكلدانيين وافتقارهم للشخصية وللإرادة القوية القادرة على إيقاف تجاوزاتهم وإيقاف تجار التسميات الكارتونية المضحكة واصحاب الشعارات الوحدوية المزيفة عند حدودهم .
انطلاقآ من هذه الحقائق ومن المواقف والتصريحات العلنية الواضحة والكثيرة الصادرة عن مرشحي القائمتين اعلاه والهادفة الى ضرب كل المعتقدات القومية الكلدانية الى درجة انهم جعلوا تلك المهمة من اولى مهامهم في مجلس النواب ، لذلك وجب على قادة الكلدان أن يتجاوزوا مرحلة الانتخابات وان يباشروا فورآ تواصلهم وتضامنهم مع بعضهم البعض من اجل وضع استراتيجية قومية فعالة وموحدة لصد أية محاولة لتغيير انتماءنا القومي الكلداني في دستور العراقي الدائم الى تسميات مركبة بهدف استخدامها في تنفيذ اجندة مشبوهة لا تخدم وحدة العراق أرضآ وشعبآ ، ولنا اسبابنا وشواهدنا على هذا الكلام الذي لا نتوانى على تفصيله إذا اقتضى الأمر .

يتبع في الجزء الثاني

رابط رسالة السيد حكمت حكيم
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,391564.0.html
 

منصور توما ياقو
  2نيسان 2010

20

تحت عنوان " بصراحة يا اخوتنا الكلدان " كتب السيد مسعود هرمز النوفلي مقالة حول نتائج انتخابات الكوتا المسيحية التي جرت ضمن الانتخابات البرلمانية العراقية والتي جرت يوم السابع من آذار 2010 .
حقيقة ومن اجل عدم اضاعة اي وقت او جهد ولكي يبرهن انه على قدر المهمة والمسؤولية ، فقد استهل النوفلي كتابته بالهجوم العشوائي المباشر على أول كلداني وجد في التاريخ والى آخر كلداني يعتز بقوميته الكلدانية ، ولكي لا نظلم الكاتب والحقيقة سوف انقل بعض النصوص التي تبين مدى تحامله على الكلدانية كهوية قومية وعلى الكلدانيين كأحزاب وتنظيمات ، وهذا ليس غريبآ لمن يسير وراء مركبة الاحزاب الاشورية لذلك ليس هوالأول ولن يكون الاخير ما دام الوعي القومي الكلداني الرافض للذل والانحناء امام مؤامرات تجار التسميات وابطال الشعارات المزيفة  في تزايد مستمر، ففي الفقرة الاولى من مقالته كتب يقول :-
( لقد ظنّ الكثيرين بانهم يعملون من اجل الشعب وحسناً فعلوا علناً لأن شعبهم اكتشف الخُطط التي جاءوا بها لتقسيم الشعب الواحد الى شعوب والأمة الواحدة الى أُمَمْ مُتناسين بأن السورايي (المسيحيين) لا يتنازلون عن اسمهم الحقيقي ولا ينخدعون بالعواطف والأسماء البراقة التي أكل عليها الدهر وشرب ، تلك الأسماء التي كان اصحابها يلقون الأنبياء والمؤمنين بالله في أتون النار وفي جُبَبْ الأسود كما يذكرها لنا التاريخ . ) انتهى الاقتباس .
الذي اعرفه ان الذي ينقل أو يكتب معلومة ويصيغها باسلوب توحي بأنها من البديهيات التي لا يختلف فيها اثنان ، أن يكون أولآ أمينآ على النقل وثانيآ ان يكون مطلعآ على حقيقة الأمور لكي يكون قادرآ على اعطاء الأجوبة الواضحة والصريحة للتساؤلات التي قد تثيرها تلك الكتابات ، فمثلآ لا اعرف اين قرأ السيد النوفلي ان الكلدانيين يعتبرون الكلدان والسريان والاثوريين عدة شعوب ، بل اننا دائمآ نقول ونعيد ونكرر ، جميعنا شعب واحد وهو الشعب الكلداني الذي يحتوي ثلاثة قوميات متآخية ، ولكل قومية منها لها تسميتها وثوابتها التي لا تتنازل عنها لأنها بحسب اصحابها تعكس وجودهم وخصوصياتهم المميزة ، لكن ومن منطلق احترام الكلدانيين لرغبات الاخوة السريان والاثوريين بأن يحتفظ كل منهما بتسميته وخصوصياته على شكل كيان قومي خاص بكل منهما  ،عندها لم يعد من حق اي من الكيانات الثلاثة ان تختزل الكيانين الاخرين أو أن تفرض عليه او عليهما ورغما عنه او عنهما الوصايا او تسمية اخرى ، لذلك نقول نحن ( الكلدان والسريان والاشوريين ) ، أي ثلاث تسميات مميزة لثلاث قوميات مميزة وجميعهم منحدرين من جذر واحد أي من شعب واحد الذي لم نتفق على تعريفه باسم محدد ، إذآ المشكلة ليست بوضع حرف العطف الواو بين تلك التسميات ولكن مشكلتنا تكمن في مَن هم الكلدان والسريان و الاشوريين ؟، كما نطالب بعدم التلاعب بتلك التسميات وتشويهها سواء بتقزيمها او تمديدها او لصقها مع بعضها ، هذا هو ايماننا القومي بالنسبة لتلك الكيانات ، وهذا هو واقعنا الذي يقول نحن ثلاث كيانات وإلا لماذا السيد النوفلي نفسه ومعه اصحاب التسمية القطارية يذكرون  ثلاثة تسميات وليس تسمية واحدة ؟، نعم نحن شعب واحد بثلاث قوميات ، لكن المشكلة تكمن في ان كل قومية من القوميات المذكورة تعتبر تسميتها هي الخيمة التي تحوي التسميتين الاخريتين ، والسيد النوفلي نفسه عجز ان يذكر اسمآ لهذا الشعب رغم انه قد اوحى بأن اسمه هو السورايي والذي اعقبه أو عرّفه بين القوسين بـ ( المسيحيين ) ، لكن الذي فات السيد النوفلي بأن هذا التعريف هو مجرد اجتهاد شخصي من قبله ، أي لا يقدم ولا يؤخر ، لأن لا الزوعا الاشوري ولا الحزب الاشوري المسمى بالمجلس الشعبي يصرحان ويعترفان بهذا التعريف . واني اراها مناسبة جيدة  لأقول للسيد النوفلي ، متى استطعت ان تنزع من الـ زوعا او من المجلس الشعبي الاشوري تسمية صريحة وواضحة المعنى لكلمة السورايي أو لشعبنا بحيث ترضي ضميرك وتوافق انصاف وعدل ايمانك المسيحي عندها ستجد الكلدانيين اول من يلتزم بها ويتخذونها عنوان هويتهم ، أما ان يأتي هذا وهذاك ويفرض علينا تسميات مشكلة على طريقة النسخ واللصق من اجل تمرير غايات مشبوهة او ان يأتينا بتسمية تحمل الف وجه ومعنى فهذا هو الضحك على السذج البسطاء بل هو لعب اطفال .
والسؤال الذي اريد ان اسأله ، ايهما أصدق واكثر موضوعية ، الذي يعترف ويحترم قناعات وخيارات الاخرين أم الذي يحاول الاعتداء واحتواء تلك القناعات والخيارات ؟، فإذا كانوا الكلدان يحترمون الخيارات القومية التي للسريان والاشوريين فهل الاشوريين يحترمون الخيارات القومية التي للسريان والكلدانيين ، سؤال نترك اجابته للسيد النوفلي إذا امتلك الجرأة وأجاب ولم يتوجس زعل القائد .

اما وصفه التسميات الكلدانية والسريانية والاشورية بالبراقة وقد اكل الدهر عليها وشرب ، فإذا كانت كذلك فلماذا يدافع عن التسمية القطارية ويطالب شعبنا بتبنيها ؟، أما تعيير اصحابها بأنهم أحرقوا الانبياء والمؤمنون والقوهم في جبب الاسود نقول للسيد النوفلي ، أي تسميات او حضارة ومنذ قادسية الاخوين قايين وهابيل الى يومنا هذا لم تحرق المؤمنون ولم تلقيهم في جبب الاسود ؟، هذا هو حال البشرية منذ سقوط البشرية تحت سلطان الابليس، وانت اعلم بهذا الشأن .
يبدو ان السيد النوفلي نسي بأنه في بداية مقالته اعتبر تسميات شعبنا بأن الدهر قد اكل عليها وشرب وانه  نعت اصحابها ضمنآ بأنهم مجرمين لكونهم كانوا يلقون الأنبياء والمؤمنين بالله في أتون النار وفي جُبَبْ الأسود لينقلب 180 درجة في اواخر مقالته متمنيآ ان يجتمعوا اصحاب تلك التسميات تحت اسم او كما يقول (باسم مُبارك من الله " كلدان سريان آشوريين"  ) ، حيث وضعنا السيد النوفلي امام ثلاثة مفترقات لا تشبه الواحدة الاخرى ولا تحتاج الى تعليق وهي :-
1- الكلدان والسريان والاشوريين تسميات قد اكل الدهر عليها وشرب .
2-  تحت عنوان الكلدان والسريان والاشوريين تمت افعال اجرامية بحق الانبياء والمؤمنون .
3- ان تلك التسميات مباركة من الله .

اما الفقرة التي وضع في نهايتها علامتي تعجب والتي يقول فيها ( ... لقد كتب كُتاب من الأتحاد الكلداني مقالات تشجيعية للمسيحيين بانتخاب القوائم الكلدانية فقط!! ... ) ، لا اعرف ما الضرر او العيب في هذا ، أليس اسم الاتحاد هو الاتحاد الكلداني ، فلمن تريده ان يميل او ان يشجع  ، ولأي قوائم تريده أن يشجع المسيحيين على انتخابها ، لماذا لم تذكر الاتحادات الاشورية بالأسم ، وهل قيادة الزوعا الاشوري روج في دعايته الانتخابية لغير نفسه ،  لماذا لم تذكر قناة عشتار الاشورية التي حصرت الدعاية ورقم القائمة الذي كان يدور على شاشتها من اول يوم اطلاق الدعاية الانتخابية والى اخر لحظة من الانتخابات لصالح المجلس الشعبي الاشوري الاشوري الاشوري ،  أم ان ذكرها بالاسم الصريح سيزعل القائد ويعتبر من الكبائر ، فعلآ انه منطق غريب .
اما تساؤله اذا كنا نحن الكلدان سنتهم الزوعا او ما يسمى بالمجلس الشعبي بأنهم قاموا بتأجير الناس وتعيينهم حراس في جميع بقاع الدنيا ، عن هذا التساؤل نقول ، ما الفرق بين تلك وبين رشوة الناس بالبطانيات والمدافيء النفطية والاغراءات الاخرى او تهديدهم بقطع الارزاق وربما بما هو اسوأ  اوتحليفهم اليمين على انتخاب قائمة المجلس ،  فهل بمقدور احد ان يكذب الناس الذين يعيشون الحدث وان يبرر ما يسمى بالمجلس الشعبي من تلك التهم المعيبة ؟.
اما قول السيد النوفلي ، (هل سيقول البعض منكم الان للكلداني الذي اعطى صوته الى القوائم الاخرى عدا الكلدانية بأنه متأشور وخائن وناكر حليبه وعميل وعبد ؟.) .
رغم ان طريقة صياغة هذا السؤال هو محاولة لخلط الاوراق على طريقة خلط الحابل بالنابل ، لأن ظروف الناس ومستوياتهم ليست كلها واحدة لذلك اقول هناك ثلاثة انواع من المستويات وهي :-
1-  الكلداني حر ان يعطي صوته لأي قائمة عراقية سواء كانت كلدانية أو سريانية أو شيعية او سنية او كردية او تركمانية او ارمنية او شبكية او ايزيدية او صابئة مندائية ، لسبب بسيط وهو ان أي من تلك الكيانات لا تلغي القومية الكلدانية وهذا هو المعيار الأول لتحديد المستحق من غير المستحق والحاقد من النزيه ، لأننا لا نعتقد هناك انسان واعي وحر واعتقد ان السيد النوفلي هو من ضمنهم يقبل ان يعطي صوته لقائمة او كيان لا يحترم معتقده الديني او القومي ، فهل باستطاعة السيد النوفلي ان يأتي بحزب اشوري واحد يعترف ويحترم الخيار القومي الكلداني ، اذا كان عاجزآ او ان يكون الجواب كلا ، فلماذا يطالبنا بأن نصوت لمن هو عدو هويتنا وخصوصياتنا القومية ؟.
2- هناك الكلداني المضطر لسبب او لآخر وايضآ الكلداني الغير الواعي والمدرك لحقيقة الاحزاب الاشورية فهو ايضآ معذور ان يعطي صوته لتلك الاحزاب العنصرية لحين زوال تلك الاسباب والعودة الى الذات والى الأصل .
3- واما الكلداني الواعي والغير المضطر والمدرك لحقيقة الاحزاب الاشورية العنصرية التي تحاول بمجهوداتها الذاتية او عن طريق الاستقواء بالاخرين مسخ هوية الكلدانيين وسرقة حضارتهم وتاريخهم ، فعن هؤلاء تكون الكلمات ( متأشور وخائن وناكر حليبه وعميل وعبد ) التي ذكرها السيد النوفلي قليلة بحقه ، لأنه لا يوجد انسان محترم يعتز بشخصيته وبانسانيته وبأصله ان يقبل الدونية ، كما ان الذي لا يحترمني كما هو انا بكلدانيتي وبانسانيتي وبخصوصياتي لا يستحق الاحترام ولا يستحق ان الوث صوتي به .

اما قوله ( الشعب اعطى قرارهُ بكل صراحة وبكل محبة وفي جميع مُدن العالم ...) .
نعم نحن نحترم قرار اي شعب كان ، ولكن هذا لا يعني ان الفائزين في هذه الانتخابات موثوق بهم وعلى الكلدانيين الاستسلام لمشيئة اولئك الذين يتبنون التوجهات العدوانية تجاه الهوية القومية الكلدانية ، ولدينا في الحزب الشيوعي العراقي مثال على ذلك ، إذ لا يستطيع احد ان ينكر تاريخه ونضاله ومواقفه وما قدمه من شهداء وتضحيات ، لكنه وعلى سبيل المثال إذا لم يفز في الانتخابات ، وفعلآ لم يفز بما يوازي ذلك النضال والتاريخ ، فهل هذا يعني ان معتقداته ومنهاجه واطروحاته وكل ما تقدم ذكره كانت باطلة وعليه بحسب منطق السيد النوفلي ان يلغي نفسه ويترك الساحة للقوائم الدينية وان يخضع لمشيئتها لتمسخ كيانه باعتبارها الفائزة في الانتخابات ؟، ليس هكذا تقاس الامور ، فمهما تكن  نتيجة الانتخابات فهي ليست الغاية ولا هي نهاية المطاف ، بل اجدها خير محفز لاجراء مراجعة جدية ومسؤولة لتشخيص الاسباب التي أدت الى الاخطاء التي حدثت .

اما الفقرة التي جعلتني استغرب اكثر هي تلك التي وجهها للكلدانيين والتي يقول فيها :-
( اتركوا المستقلين بحسب آرائهم. باعتقادي ليس  من حقّكُم ان تتحدثون عن الكلدان الذين اندمجوا مع القوائم الشعبية لأنهم أصبحوا مُلكاً لأنفسهم ولتلك القوائم وليس لقوائمكم الكلدانية الصافية حسب وصفكم. ) انتهى
إذآ السيد النوفلي هنا يطالب الكلدانيين المناصرين لقوائمهم الكلدانية ان يتركوا الساحة السياسية والقومية بل وان يخرسوا وان لا يتحدثوا مع او عن ابناء جلدتهم من الكلدانيين المستقلين او الذين اندمجوا مع تلك التي اسماها بـ ( القوائم الشعبية ) ...
حقيقة لا اعرف اين يعيش السيد النوفلي ولكني اعتقد بأنه يعرف تمامآ ان الدوائر والمؤسسات الخاصة لاستطلاع الرأي تجري استطلاع الرأي لعدة مرات ولحدث واحد ، وذلك لمعرفتها ان قناعات الانسان ليس ثابتة بل تتغير وفق الظروف التي تحيط به ، فمثلآ ان شعبية اوباما كانت يوم دخوله البيت الابيض 78% ، لكن وبعد مرور تسعة اشهر هبطت نسبة المؤيدين لأوباما الى 53% حسب بيانات مركز غالوب لاستطلاع الرأي ، ومع ذلك لم يقل اوباما عندما فاز لجورج بوش او للحزب الجمهوري المنافس ، ليس من حقكم ان تتحدثوا عن الامريكيين المستقلين او عن اولئك المندمجين او المتحالفين معي لأنهم اصبحوا مُلكي ومُلك قائمتي  كما يقول السيد النوفلي للكلدانيين ، نعم يا سيد النوفلي ان قناعات الفرد متغيرة حتى لو كان هذا الفرد عضو قيادي ، كما حصل في حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني وانشقاق السيد نوشيروان مصطفى ومعه كوادر وجماهير كثيرة من الحزب ، قليل من الانصاف يا سيد النوفلي .

اما الفقرة التي يدافع فيها عن التسمية المركبة التي وصفها في بداية مقالته بأن الدهر قد اكل عليها وشرب حيث يقول ( ما هو الضرر بأن يكون لنا اسماً مُرَكّباً ؟ أليس للكثير من الباباوات اسماءاً مُركّبة ؟ أليس لللكثير من المسلمين أسماءآ مُركّبة ؟ ) انتهى الاقتباس
حقيقة لا اعرف ماذا تعني الاسماء المركبة او الطويلة التي يتخذهاالبعض في البلدان الاوربية او في الامريكا اللاتينية ، قد تكون تسلسل الانتماء العائلي او المناطقي ، او الأسم ويتبعه صفة معينة ، يا ليت لو احد يساعدنا في هذا الموضوع ، فإذا كانت تلك الاسماء المركبة تعني تسلسل الانتماء العائلي فتكون التسمية المركبة ( الكلدان السريان الاشوريين ) تعني انحدار الكلدان من السريان وكلاهما ينحدران من الاشوريين ، أما إذا كانت تعني غير ذلك أي لا علاقة لها بأسماء الأشخاص او الكيانات فهذا يعني ان مثال السيد النوفلي في غير محله .

أما بالنسبة للأسماء المركبة التي يتخدها المسلمين ، فهي الأخرى لا تخرج من احد الاحتمالين وهما :_
1-  تسلسل الانتماء العائلي ، مثل احمد محمد عبدالمقصود ، يعني ان الشخص احمد هو ابن محمد ابن عبدالمقصود ، وبتعبير آخر ان عبدالمقصود ولد محمد ومحمد ولد احمد .
2- اغلب الاسماء المركبة التي للمسلمين هي تلك التي تحدد العبد بالسيد او بالله ، مثل عبدالله ، عبدالرزاق ، عبدالحي ... الخ ، فهل تسمية مثلآ كلدواشور متأتية من ذلك التصور أي ان الكلدان هم عبيد للأشوريين ، او ان تسمية ( الكلدان السريان الاشوريين ) تعني ان الكلدان عبيد للسريان وكلاهما عبيد للأشوريين ، ربما ، بل هو كذلك لأن افعالهم تدل على هذا المعنى .

واخيرآ اهنأ الشعب الكلداني بجميع تسمياته على النتيجة المشرفة التي احرزتها القائمتين الكلدانيتين ، فرغم الخطأ الانتخابي القاتل الذي وقعت به القيادة الكلدانية المناضلة بعدم الاتفاق على اجراء الانتخابات بقائمة كلدانية واحدة ، مما تسبب في ردود فعل سلبية لدى الكثير من ابناء شعبنا ، فعلى سبيل المثال ومن واقع ما عايشته ، بعد نشر خبر اجراء الانتخابات بقائمتين كلدانيتين ، اتصل بي صديق وهو يعتبر من أشد المناصرين لأحدى تلك القائمتين وقد أقسم اغلظ الايمان بأنه وعائلته لن يصوتوا لأي من تلك القائمتين ، وفعلآ يوم الانتخابات فقد صوتوا للقائمة العراقية وتحديدآ لـ أياد العلاوي ، وفي يومها سألته عن شعوره فقال ، ربما قد اصبت من المنظور الوطني ولكنني على يقين تام بأنني اخطأت وندمت من المنظور القومي ، فكم مثل صاحبنا هذا قد تأثر وتغيرت قناعته الانتخابية بفعل قرار عدم الاتحاد في قائمة واحدة ، هذا من جهة ومن جهة ثانية ورغم عدم امتلاك الكلدانيين امكانية توزيع البطانيات والمدافيء النفطية والمناصب والهدايا وعدم امتلاكهم صلاحية تهديد الناس بقطع ارزاقهم واخراجهم من ديارهم ورغم عدم امتلاكهم لصلاحية تحليف الناس بأغلظ الايمان لكي يصوتوا لقوائمهم ، ورغم عدم امتلاكهم لفضائية احادية التوجه وممولة من اموال المخصصة لعموم المسيحيين أو الفضائية الأخرى الممولة من قبل فرعون آخر ، ورغم عدم اتكاءهم على قوة اي من احزاب السلطة ، ورغم تركهم من قبل مرجعيتهم الدينية بحجة الشفافية والوقوف على مسافة واحدة من الجميع ، ورغم ... كل ذلك نجد ان الاعداد المصوتة للقائمتين الكلدانيتين يفوق المتوقع بل ويفاجيء الكثيرين ، وهذا يدل على ان الناخب الكلداني الواعي والأصيل لم تعد تلك الوسائل تهمه بقدر ما تهمه هويته القومية الكلدانية وبقدر ما تهمه عزة نفسه وكرامته التي لا يساوم عليها من اجل حفنة من الدولارات او من اجل تلك الاغراءات التافهة ، ايضآ هذا يدل على ان امتنا الكلدانية بخير وان الوعي القومي الكلداني قد استيقظ وبدأ ينتشر بين ابنائها ، وشتّان بين اصوات المغرر بهم والمدفوعة الثمن وبين الأصوات النابعة من القلب والمهداة الى اقدم واعظم أمة عرفتها البشرية وهي أمة الكلدان الجامعة لكل التسميات الأخرى .

منصور توما ياقو
20 آذار 2010







21
نتيجة متابعتي ولعدة مناسبات الخطابات والتصريحات والرسائل التي القاها غبطة البطريرك مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الاشورية كنت قد وصلت الى مرحلة اليأس من سماع أي مضمون ايجابي يمكن ان يبني عليه خطاباته مستقبلآ ، لذلك لم اهتم لسماع فحوى الرسالة الرعوية التي كان يلقيها من على شاشة قناة عشتار الفضائية بمناسبة اعياد الميلاد المجيدة ، بل اكتفيت بمتابعة تلك التي اطلقها الآباء الأجلاء الآخرين ، وهنا لا اقصد المضامين الروحية والايمانية الصرفة التي احتوتها رسالة البطريرك مار دنخا الرابع  بل تلك التي تخص الانتماء الطائفي الموروث الذي يعبّر عنه بالانتماء القومي ، وانطلاقآ من هذه القناعة لم اسمع او اقرأ  أي شيء عن مضمون تلك الرسالة إلا عند قراءتي لمقال السيد ابرم شبيرا والذي جاء تحت عنوان ( المضامين القومية في الرسالة الرعوية لقداسة البطريرك مار دنخا الرابع ) ، رابط المقال في اسفل الصفحة ،  وواضح من عنوان المقال ان غبطته قد تطرق الى الأمور القومية التي يهمنا منها هو فقط فيما إذا كانت تلك المضامين تسمو على تلك التي يطلقها اخوانه في الدرجة والمنصب أي البطاركة الاجلاء الآخرين أم انها لا ترتقي اليها من حيث الطرح والحرص على ديمومة العلاقة الاخوية والايمانية التي تربط بين الكلدانيين والسريان والاشوريين ، لكن قبل ذلك اود ان اشير الى انه كان من الممكن تجاهل تلك المضامين وخاصة السلبية منها احترامآ لتلك الدرجة ( الدرغا ) الذي يحملونه رجال الدين عمومآ والآباء البطاركة خصوصا كما فعلت أنا مع مضمون الرسالة التي نحن بصددها ولكن عندما يعمل البعض على تسويق تلك المضامين السلبية التي تحمل التوجهات الاحادية الجاتب وكأنها الحل السحري الشامل التي تعالج جميع المشاكل العالقة بين المكونات الثلاثة ، بل والأنكى من ذلك انهم يحاولون فرضها واقناع الاخرين بصحة تلك التوجهات بينما في حقيقة الامر ما هي إلا صدى للأفكار الشمولية التي تتخذ من التعصب الطائفي ومن الشعارات القومية والمزايدات اللفظية الفارغة وسيلة للهيمنة ولمحاربة الاخرين ، عندها يكون من المناسب جدآ الرد ووضع النقاط على الحروف ، فمن جملة ما ورد في مقال السيد ابرم شبيرا الذي أخذ ذلك المنحى نذكر النص الآتي :-
1 -  اشار السيد شبيرا الى نقطة وردت في الرسالة الرعوية التي اطلقها البطريرك مار دنخا الرابع والتي وصفها بالمهمة قوله ( ...أما النقطة الثانية المهمة فهي جاءت عندما أكد قداسته على إنتمائه الآشوري ولكن وبنفس القوة من التأكيد شدد على كون أبناء الكنيسة الكلدانية والسريانية والآشورية أبناء أمة واحد تربطهم روابط الدم واللغة والثقافة والتاريخ وعلى ضرورة إقامة المحبة والتعاون بينهم كسبيل لإستمرار تواجدهم كامة واحدة قائمة في هذا الزمان.   ...). انتهى الاقتباس
ان ما ورد في هذه النقطة يفضح موقف اولئك المنافقين المتباكين على الوحدة القومية للمكونات الثلاثة ( الكلدانيين والسريان والاشوريين ) ، فأين صراخ وبالأحرى نهيق اولئك المستنكرين على قول غبطة البطريرك الكلداني عندما يقول انه كلداني القومية ، وايضآ على قول كل من يقول انه سرياني القومية ، اليس صمتهم تجاه ما ورد في هذه الرسالة يفضح خزيهم ونفاقهم بل وحتى جبنهم ؟.
صدق السيد شبيرا عندما وصف هذه النقطة بالمهمة ، وهي فعلآ كذلك ، فهي خير حافز لرجال الدين الكلدانيين والسريان ان ينهوا ترددهم ولا مبالاتهم بالوضع القومي لأبناء رعيتهم ، وانا شخصيآ اتفق كليآ مع السيد شبيرا على ترجمة تلك الرسالة وتوزيعها على رجال الدين الكلدان والسريان اولآ لأنهم أوحوج من غيرهم لكي يستقوا الدروس القومية منها ، فمثلآ إذا كان البطريرك الاشوري بحسب ما ورد في مقالة السيد شبيرا يؤكد على انتماءه القومي الاشوري مع تأكيده الشديد على وضع الكلدانية والسريانية ضمن التنظيم الكنسي لا القومي ، فما المانع ان يحذوا حذوه كل من البطريرك السرياني ويؤكد على انتماءه القومي السرياني مع تأكيده الشديد على وضع الكلدانية والاشورية ضمن التنظيم الكنسي لا القومي ، وما المانع ايضآ أن يؤكد  البطريرك الكلداني على انتماءه القومي الكلداني مع تأكيده الشديد جدآ على وضع الاشورية والسريانية ضمن التنظيم الكنسي لا القومي ، لأنه لا أحد احسن من احد إلا الضعيف المتردد او الذي يشعر بالنقص ، وفاتني القول ، ثم ليؤكدوا جميعآ كما ورد في الرسالة انهم ابناء امة واحدة ، ولكن من دون ان يجرأ أي منهم ان يذكر الاسم الصريح لتلك الأمة المسكينة ، كما اعجبتني كثيرآ الفقرة التي وردت في المقال والتي تقول ( ... هذا الظرف خلق علاقة جدلية عضوية بين الدين/الكنيسة والقومية/الشعب، علاقة غير قابلة للإنفصال لدرجة لم يكن بالإمكان تصور وجود أحدهما دون الآخر. هذه العلاقة الجدلية العضوية بين الدين أو الكنيسة والقومية أو الشعب أنتقلت كتقليد موروث إلى كنيسة المشرق الآشورية وهي العلاقة التي جعلت من رأس الكنيسة (البطريرك) زعيم الأمة وممثلها . ) . انتهى الاقتباس
فعلآ ان العلاقة التي تربط بين الكنيسة النسطورية ( الاشورية ) وبين المفهوم القومي لأتباعها منذ أن زرعها في عقولهم وليم ويكرام في حكاري والى يومنا هذا هي علاقة عضوية غير قابلة للإنفصال ، وعلى مثال هذه العلاقة نطالب ان يكون للكنيسة الكلدانية مع اتباعها ، أي نطالب ان تكون علاقة الكنيسة الكلدانية مع الشعب الكلداني علاقة مبدئية عضوية في المسارين الايماني الكاثوليكي  والقومي الكلداني ولا ضرر ان تكون بينهما في ذات الوقت علاقة جدلية متغيرة تحددها الظروف ووجهات النظر المختلفة في المسارات الأخرى ومنها المسار السياسي ، فهل ستلبي الكنيسة الكلدانية المقدسة نداء ابناءها لخلق تلك العلاقة العضوية "الايمانية والقومية " الغير قابلة للإنفصال مع ابناءها وعلى الأقل في هذا الزمن الذي يهان فيه كنيستنا الكلدانية وشعبنا وقوميتنا الكلدانية من قبل القريب قبل البعيد ؟.

2-  اما النقطة الاخرى التي نقرأها في مقالة السيد شبيرا فإنه كما هو في كل كتاباته لم يكتفي بالتعرض للهوية القومية الكلدانية بل ولابد ان يكون للكنيسة الكاثوليكية الكلدانية نصيبها ايضآ، ففي معرض ذكره للفروقات التراثية والاجتماعية واللاهوتية والكنيسة بحسب تصنيفه بين الكنيستين الاشورية والكلدانية يذكر الآتي ، ( ... لنأخذ الفرعين الكلداني والآشوري من كنيسة المشرق فنرى بأن الكنيسة الآشورية تتميز بالأصالة والعراقة والتقليد الموروث مما يجعلها في وضع قوي قادر على مقاومة المعاصرة والتحديث خاصة المؤثر على أصالتها ... هذا هو سبب كبير من أسباب عديدة مكن كنيسة المشرق الآشورية من الحفاظ على كيانها لقرون طويلة. أما الكنيسة الكلدانية فهي تتصف بالمعاصرة والتحديث والإنفتاح العالمي خاصة من خلال الكثلكة والإبتعاد عن الأصالة والعراقة والتقليد الموروث والإقتراب من الطقس اللاتيني المعاصر أو الكاثوليكي فأصبحت في وضع جعلها تقاوم أو ترفض أو تتردد في الرجوع إلى التراث والتقليد أو أعادة الذات التاريخية ...) .
وبما ان السيد شبيرا كان قد حضر القداسين في الكنيستين المذكورتين خصوصآ ليقف على تلك الفروقات كما ذكر، لنرى ما حدث له او ماذا كان تأثير كل قدّاس عليه وهو الباحث والمتابع إذ يقول عن القدّاس المقام في كنيسة المشرق الاشورية والتي تستند على التقليد الموروث والاصالة بحسب زعمه قوله ، ( ... لا يخفى على أحد بأن التقليد الموروث في هذه الكنيسة يحمل في بعض جوانبه مظاهر لم تعد تتماشى مع هذا العصر كطول فترة القداس وإستمرارية الوقوف لفترات طويلة خاصة في كنيسة القديسة مريم في لندن حيث صغرالكنيسة وتزاحم الناس في أيام الأعياد والمناسبات تجعل الأجواء غير مناسبة للمصلين لإستيعاب كل القداس ومضامينه اللاهويته لذلك يصاب البعض بالملل والنعاس، خاصة ونحن في وقت تجاوز منتصف الليل، وكنت أنا شخصياً قد أقتربت من هذه الحالة غير أن بمجرد أن بدأ كاهن الكنيسة بقراءة الرسالة الرعوية لقداسة مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الآشورية بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة حتى دب النشاط والحيوية في كياني وعقلي وصحيت من حالتي السابقة وأصبحت آذانا صاغية بشغف ولهف ... ) . انتهى الاقتباس 
عندما يصبح المرء اسير التعصب الطائفي ، عندها يكون التناقض هو عنوان كتاباته ، وإلا كيف اصاب السيد شبيرا النعاس والملل اثناء فترة اقامة القداس في الكنيسة الاشورية ، هل لم يكن بمقدور الاصالة والعراقة  والتقليد الموروث ان يوقفوا زحف النعاس والملل من على المؤمنين ، ثم كيف وفجأة صحى وطار النعاس من عيني السيد شبيرا وتبدد الملل ودب النشاط والحيوية في كيانه وعقله واصبح كله آذانآ صاغية  لمجرد قراءة الرسالة الرعوية التي تلت القداس !، أليس المكان هو نفس المكان ، أم ان جدران الكنيسة قد توسعت اثناء قراءة الرسالة وان زحمة الناس والزوار قد خفت اثناء تلك القراءة ، أوان أذنيه قد تفتحت فجأة ,  ولكن ماذا نقول عن الوقت ، أليس وقت قراءة الرسالة جاء بعد حلول الملل والنعاس عنده أي بعد منتصف الليل ، كيف يتفق هذا مع ذلك ، الشيء الذي لم ينقله لنا هو طبيعة لغة القداس هل كانت باللغة المحكية المفهومة أم باللغة الموروثة التي لا يفهمها معظم الحاضرين وربما بعض مردديها ايضآ ،حقيقة ان  السيد شبيرا لم يدعنا في هذه الحيرة طويلآ ، فهو ومن غير ان يعرف انه يفضح ما كتبه يوعز سبب ذلك الملل والنعاس الى ذلك التقليد الموروث الذي يجلب الملل والنعاس للناس إذ يقول ، (... لا يخفى على أحد بأن التقليد الموروث في هذه الكنيسة يحمل في بعض جوانبه مظاهر لم تعد تتماشى مع هذا العصر كطول فترة القداس وإستمرارية الوقوف لفترات طويلة ... )، وهنا نتساءل ، اليست تلك المظاهر التي لم تعد تتماشى مع هذا العصر متأتية من التقليد الموروث الذي يدافع عنه ، فهل يريد عصرنتها او تقزيمها لكي تتماشى مع هذا العصر كما فعلت الكنيسة الكلدانية ، إذا كان الجواب نعم ، فلماذا يعتبر هذا الفعل بعدم الاصالة والابتعاد عن الموروث القديم ، أم انه حلال علىّ وحرام على غيري ؟ .

المعلومة الوحيد التي اريد ان اوصلها للسيد شبيرا وهي انني ايضآ حضرت القدّاس الرباني الخاص بأعياد الميلاد والذي اقيم في الساعة العاشرة والنصف ليلآ في كنيسة مار توما الرسول للكلدان في سيدني ، حيث لم  تكن الكنيسة مكتظة بالمؤمنين فحسب بل وحتى بناية الكنيسة القديمة التي تجاورها كانت هي الاخرى مكتظة بل وكانت جميع الممرات والمداخل والمنافذ داخل وخارج الكنيسة عامرة بالناس وان فترة القدّاس قد طالت الى ما بعد منتصف الليل ( ما بعد الساعة 12.30 صباحآ )، واستمعنا واستمتعنا بتهنئة ومباركة  غبطة البطريرك الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي لأبناءه المؤمنين تلك التهنئة المسيحية الخالية من أي عبارات تدل على التعصب الطائفي ، اما مدة القراءات التي كانت تتلى بالكوشما من التقليد الموروث بحسب تعبير شبيرا فكانت ضمن الحدود المعقولة ، وهنا اريد ان اهمس في اذن السيد شبيرا واقول ، إما انه لم يحضر القداس الرباني في الكنيسة الكلدانية اساسآ او انه لم يكن امينآ في نقل وقائع القدّاس ، لأنه لا توجد كنيسة كلدانية تقيم قدّاس رباني ( رازا ربّا ) من دون ان يكون للقراءات المأخوذة من التقليد او من الموروث الكنسي القديم نصيب فيه ، اعود واقول رغم كل تلك الوقائع التي كانت حاضرة في القدّاس الرباني المقام في الكنيسة الكلدانية ولكنني لم اشعر للحظة كما لم ارى احد وقد غلبه النعاس او قد تململ ( من الملل ) من القداس الذي كان يقام باللغة الكلدانية المحكية والمفهومة حتى للطفل الصغير كما حدث وللأسف للسيد شبيرا اثناء حضوره القدّاس المقام في كنيسة المشرق الاشورية .
حقيقة اردت التوقف عند هذا الحد ولكن هناك عبارة وردت في المقال المذكور لا يمكن تمريرها من دون الرد عليها ، حيث كتب السيد ابرم شبيرا عن لغة الرسالة الرعوية المشار اليها اعلاه النص التالي : - (... فمن يريد الإطلاع عليها منشورة في موقع عنكاوه كوم باللغة الآشورية الحديثة والتي يستوجب ترجمتها إلى العربية لتتوسع فائدتها لمن لا يجيد لغة الأم ...). من النص المذكور يتبين لنا ان ازمة الأخوة المتأشورين ليست مع الكلدانيين والسريان والأقوام الأخرى فحسب ، بل ايضآ هي مع التاريخ نفسه ، فعندما يسمي لغة السورث المحكية اليوم باللغة الاشورية الحديثة ، وعندما يسمي اللهجة الاثورية التي ورثها عن اباءه واجداده بلغة الأم ، يكون من حقنا ان نسأل الكاتب والمؤلف ابرم شبيرا التساؤلات التالية :-

  1 -   هل بإمكان السيد شبيرا ان يحيلنا الى مصدر او مرجع تاريخي يذكر بأن اباطرة الاشوريين القدامى كانوا يسمون لغتهم بالآشورية ، بينما نقرأ كثيرآ بأنهم أي الاشوريين القدامى كانوا يسمون لغتهم بالأكادية .
 2  -  لا اعتقد ان السيد شبيرا يجهل ان تسلسل الحضارات في بلاد ما بين النهرين بعد فترة المستوطنات البدائية التي تعرف بفترة ما قبل التاريخ يبدأ تتابعآ بالسومريين ثم الاكاديين ثم الكلدانيين البابليين ثم الاشوريين ثم عودة الكلدانيين ثم الغزوات الاجنبية الي امتدت الى يومنا هذا ، ومن المعروف للجميع ان السومريون والاكديون هم اول من اخترع الكتابة الصورية وطوروها من الصورية الى ما يسمى بالخط المسماري وان اللغة المتسمية باللغة السومرية واللغة الاكادية هي اول اللغات المكتوبة والمنطوقة في بلاد ما بين النهرين ، فمع وجود اللغة السومرية والاكادية ، اليس من الاجحاف والتجني على الحقيقة والتاريخ ان يتجرأ احد ان يسمي غيرها بلغة الأم ؟، إلا اللهم كانوا من الأقوام الغازية لبلاد ما بين النهرين كالشوباريين والكوتيين والكشيين وغيرهم الكثيرين .
3 -  لنفرض جدلآ كانت هناك لغة اسمها الاشورية ، فهل يستطع احد ان يمدنا بالحرف او الصورة او الرمز الاشوري المستخدم في كتابة تلك اللغة ، علمآ ان تلك الصور والرموز كانت معروفة ومستخدمة في بلاد ما بين النهرين عن طريق السومريين والاكاديين بعشرات المئات من السنين قبل العهد الاشوري ، أم ان الاشوريين القدامى رغم حداثة عهدهم بالنسبة للسومريين والاكاديين ورغم تأسيسهم امبراطورية عسكرية واسعة الاطراف كانوا من اللسانيين دون امتلاكهم للحرف الخاص بهم على مثال الكثير من الكائنات الصوتية ؟.
 4 - الاشوريون القدامى كانوا يستخدمون الرموز الاكادية نطقآ وكتابة ولكن بعد أن حلّت اللغة الارامية محل الاكادية ليس فقط في بلاد اشور وانما في معظم بلاد ما بين النهرين وما جاورها من البلدان وذلك بسبب الزخم البشري للآراميين المتدفقين الى تلك البلاد بالاضافة الى سهولتها وسهولة وسرعة تدوين حرفها ، لذلك لا اعتقد هناك نقصآ او عيبآ إذا قلنا ان اللهجة الاثورية التي يتكلمها ويكتب حرفها السيد شبيرا هي اللهجة المتفرعة من اللغة الارامية وليس كما يدعي بأنها اللغة الاشورية الحديثة المزعومة الصوتية أي الناقصة الحرف . 
  5 -  من الانصاف ان نذكر ان اوهام وجود لغة اسمها اللغة الاشورية بدأت تتبخر من عقول بعض المؤسسات الاشورية ونذكر منها على سبيل المثال الحركة الديمقراطية الاشورية التي تستخدم في المناسبات والمواقف الرسمية اللغة السريانية المرادفة للآرامية بدل اللغة الاشورية المزعومة بالاضافة الى الكثيرين من المثقفين والكتاب الاشوريين الذين سلكوا ذات المسلك ، ربما ان هذا التصحيح  جاء بعد أن تكونت لديهم بعض القناعة بأن ابتداع اللغة الاشورية ما هو الا نوع من النفخ في الذات و خدعة للنفس وخدعة للآخرين ، وهذه امور لا تليق بمن ينظر اليه بأنه كاتب او مفكر او قائد ميداني او زعيم ديني .
رابط مقال السيد ابرم شبيرا
http://www.ankawa.com/forum/index.php?PHPSESSID=1d154f6ff7bc0c9407b226d2dccb877d&topic=376532.msg4382103#msg4382103


منصور توما ياقو
9 Jan2010







22
لو كان مضمون المقال المطروح يخص العلاقة بين السيدين سركيس اغا جان ويونادم كنا لما كان لنا علاقة بذلك المضمون ، ولكن عندما يربط غاية المضمون ليعم على جميع مكونات شعبنا من الكلدان والسريان والاشوريين عندها يحق لنا كأبناء للمكون القومي الكلداني ان نبدي رأينا ووجهة نظرنا في ذلك المضمون .
يؤسفني أن أقول ان السيد وديع بتي قد انزلق في هذا المقال في ذات المنزلق الذي وقع ولا زال يقع فيع المكون الاشوري ، ربما لكونه ممن يحسبون على الحركة الديمقراطية الاشورية  ، فهو ايضآ قد عمد على اختزال تبني القضايا الرئيسية وربما المصيرية التي تهم عموم شعبنا بكل من السيدين الاشوريين آغاجان وكنا مع تجاهل تام لمواقف ووجهات النظر التي للمكون الكلداني والسرياني ، أي انه اختزل كل شعبنا فيهما وفي الاتجاهات التي يمثلونها .
لقداشار السيد بتي لعدة حالات جمعت الاعداء مع بعضهم مثل لقاء الرئيسين ، الامريكي مع الروسي والاسرائيليون مع كل من الفلسطينيون والسوريون واخيرا الفرقاء اللبنانيون ، والسؤال المهم الذي طرحه والذي اعتبر ه ( أنا ) الاجابة الصريحة والجريئة عليه نكون قد وضعنا يدنا على مفتاح العقدة او العلة التي نعاني منها جميعآ والسؤال الذي طرحه هو ( ... هل ما تختلف عليه قوانا السياسية وممثليات شعبنا هو اعمق حقا , ومعقدا , وستعصيا ، اكثر مما كان ولازال يختلف عليه اطراف الامثلة السابقة ؟ ! ... )
رغم ان تلك الأمثلة لا تصلح لمقارنتها مع طبيعة العلاقة التي تربط بين التنظيمات السياسية وحتى الدينية التي للمكونات الثلاثة " الكلدان والسريان والاشوريين " لأن الذي يختلف عليه تلك الدول والفرقاء هو بسبب تضارب المصالح والصراعات الجغرافية والاقتصادية والسياسية ، أما بالنسبة لوضعنا فإن صراع اغاجان وكنا هو صراع ثانوي وهو من اجل المناصب والكعكة ولكن صراعنا الرئيسي يكمن في الصراع حول الهوية القومية وفي الصراع حول العقائد المذهبية ، أي انه صراع المقدسات قبل ان يكون صراع حول الأمور التي وردت في المقال أو حول غيرها من الأمور التي لا تمس معتقدات وثوابت الناس ، لذلك يكون الجواب المنطقي والصريح على تساؤل الدكتور وديع بتي هو ، نعم ان علتنا هي اعمق وأعقد واكثر استعصاءآ من تلك التي كانت بين اطراف الأمثلة السابقة ، وان رد السيد عصام المالح يشجعني ان اكون اكثر صراحة ووضوحأ في اجابتي واقول ، ان علتنا الوحيدة تكمن في المكون الاشوري الذي لا يرى ابعد من موروثاته الطائفية والمذهبية التي يحاول فرضها على الكلدانيين والسريان .
بناءا على ما تقدم اقول ، سواء التقيا او لم يلتقيا السيدين آغاجان وكنا فإنهما لا يقدمان ولا يؤخران في وضعنا القومي او السياسي او في طبيعة العلاقة التي تربط بين المكونات الثلاثة ، لأنهما في النهاية يمثلان المكون الاشوري المنغلق على تلك الموروثات المتخلفة ، فمتى ما استطاع هذا المكون ان يتجاوز عقدة " الأنا " عندها لن تقوى علينا ابواب الجحيم ، أما اذا بقيت العلة قائمة الى ما نهاية ، عندها لا نستغرب ان يكون هناك من يقف مع الغريب على من لا يفهم معنى الأخوة .

منصور توما ياقو
30 كانون الاول 2009


23

بعد أن فرغ ما يسمى بـ ( المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ) من معظم مكوناته التنظيمية الاساسية ولسببين ، الأول :  بسبب تحوله الى اداة تعطيل واداة سلطوية في يد افراد لتنفيذ اجندة طائفية محددة . والثاني ، بسبب  النظرة التهميشية المتعالية والاستخفاف بتلك المكونات ، لجأ البعض الى ايجاد مبررات كلامية جديدة للخروج من المأزق الذي سببته تلك الانسحابات ، فبعد أن تغنى المجلس المذكور ولمدة تزيد عن العامين بأنه الخيمة القومية التي وجب على جميع مكونات شعبنا الانضواء تحت راية مَن شاءت الصدف أن يلعب بأدوات سلطة الأقليم سواء المادية منها او التشريعية لتنفيذ اجندة طائفية تآمرية ضد التوجهات القومية الكلدانية وضد المرجعية الدينية الكلدانية واننا لا نتجنى على السيد سركيس اغاجان او على مجلسه وقناته الفضائية إذا قلنا ان استصدار شهادة الرضى وحسن سلوك لأي فرد ينوي تعيينه في احدى تلك المؤسستين او غيرها من المواقع الخاضعة تحت تأثير سلطة السيد اغاجان في الاقليم او خارجه تتوقف على مدى الجهد الذي بذله هذا الفرد في التهجم على المرجعيتين الكلدانيتين " الدينية والقومية " والأيام القادمة ستكشف حقيقة ما نقول ، إذ سيطفوا الى السطح نماذج قد فاض ملفهم الشخصي تملقآ ونفاقآ ومن كل انواع الافتراءات والتهجم المزيف على رموز المرجعيتين الكلدانيتين ، وبغية العودة الى مسار حديثنا نعود ونقول ، بعد أن اسقطت صفة الخيمة القومية عن المجلس المذكور نتيجة خلوه من المكون الكلداني ( الأفراد لا يمثلون إلا انفسهم ومصالحهم الخاصة ، أما التمثيل الحقيقي فيتم من خلال المرجعيتين الكلدانيتين المذكورتين اعلاه  ) ، وبعد ان تلقى الصفعة الثانية نتيجة انسحاب ثلاثة تنظيمات اخرى منه ، مما يعني ان المجلس المذكور قد اخفق في مواصلة دوره القومي وحتى الشعبي ايضآ لذلك يتعين الغاءه لأنه قد فقد شرعيته ومبررات وجوده وما تشبثه بالبقاء وتكليف البعض لاختلاق مبررات وهمية لتمديد استمرارية هذا الكيان الطائفي إلا بسبب الظروف والعوامل الثلاثة المتحكمة في شؤون المسيحيين في الأقليم وهي ، السلطة والتمويل والاعلام ، أي سلطة السيد اغاجان لكونه عضو قيادة في البارتي والتمويل العشوائي المفتوح للمجلس وقناة عشتار الفضائية الخاضعة لذات القيادة والممولة من ذات التمويل ، فبعد ان فشل المجلس في ادارة الخلافات القومية الموجودة بين المكونات الثلاثة " الكلدان والسريان والاشوريين " نتيجة انحيازه الكامل الى مكون واحد حاول البعض اعطاء تأويل جديد لمفهوم طبيعة عمل المجلس الفاشل قوميآ ومفاد هذا التأويل هو اعطاءه الصفة الشعبية للمجلس بدل الصفة القومية ، وهنا يراودني بعض الشك بأن سبب التحول من فكرة كون المجلس نواة برلمان ديمقراطي  قومي للمكونات الثلاثة الى الصفة الشعبية هو لسببين : الأول وكما ذكرت انه فشل في تجاوز الأنا الطائفية ، والثاني هو التأثر بنظرية الحكم القذافية ، رئيس الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى ، ومن اهم الأفكار التي بنيت عليها النظرية القذافية هي :-
 1- اعتماد التسمية الشعبية لدولة ليبيا .
 2- اعتماد التسمية القطارية المركبة .
 3- اعتماد نظام المؤتمرات الشعبية واعتبار المقررات التي تعتمدها تلك المؤتمرات قطعية لا يجوز مناقشتها
     أو الاعتراض عليها .         
 4- تشكيل لجان شعبية التي من ضمن مهامها الاعداد لعقد المؤتمرات وتنفيذ مقرراتها وكل المهام الموكلة
     اليهم من المؤتمر الشعبي العام .

هكذا نجد ان الأركان الأربعة التي اعتمدها معمر القذافي في ادارة شؤون دولته قد اصبحت خارطة طريق لما يسمى بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ، فهذا ايضآ يحمل التسمية الشعبية ويحاول ممارستها على الطريقة القذافية وايضآ يحمل التسمية القطارية المركبة ، كما انه مؤسس على نظام المؤتمرات الشعبية مع الغاء اي دور للمعارضة او للمؤسسات السياسية القومية تيمنآ بالممارسات القذافية ، وايضآ لهذا المجلس لجان كثيرة ومتعددة المهام والواجبات .

أما السمة الخامسة المشتركة بين نظام الحكم القذافي والمجلس الشعبي هو ان سر بقاءهما يكمن في قوة السلطة وعلى المال العام وعلى الاعلام الموجه وليس على إرادة الشعب الحر والغير المضطر كما يتغنون ويروجون .

الشيء الوحيد الذي يفتقر اليه المجلس الشعبي هو كتاب شبيه بالكتاب الاخضر الذي للقذافي ، لكن لا بأس ، اتمنى من اخواني في الاتحاد العالمي للأدباء والكتّاب الكلدان ان يتولوا هذه المهمة القومية ، واقترح ان يكون اسم الكتاب " الكتاب الأسود " ليخرج متوافقآ مع ممارسات المجلس المذكور مع الكلدانيين .

نعم ان المجلس المذكور فشل في اداء مهامه القومية والشعبية ومن الظلم ان يحمل الصفة الشعبية او ان يحمل الأسماء القومية التي لمكونات شعبنا ، فبعد ان ادخل ابناء شعبنا في حرب بيزنطينية حول التسمية القطارية الركيكة المبنى والمضمون نراه اليوم قد اخترع لشعبنا تسمية مبهمة اخرى وهذه ايضآ تصلح ان تكون اداة فتنة ومدخلآ جيدآ للدخول في حرب قومية ودينية  لا نهاية لها ، وهذه التسمية هي " سورايا" التي يكثر الجدل حولها ليس فقط بين ابناء شعبنا بل انها حيّرت المؤرخين والعلماء في العالم ، فهل يستطيع السيد اغاجان او قادته في المجلس ان يطلوا علينا من شاشة قناتهم للرد على التساؤلات التالية :-
1-   هل تسمية " سورايا " متأتية من التسمية " السريان " وبالتالي هي التسمية القومية للمكون السرياني ؟.
2-   اذا كانت تسمية " سورايا" أو " سورايي " متأتية من التسمية السريانية ، فهل هي ايضآ مرادفة لتسمية " الاراميين " لأننا نعرف ان تسمية السريان هي التسمية المرادفة للتسمية الارامية ، فإذا كان الأمر كذلك ، فهل نحن جميعآ بحسب منظري وفقهاء السلطان سريان واراميين ، وايضآ اذا كان الامر كذلك ، لماذا كل هذا اللف والدوران ولماذا لم يحمل المجلس التسمية الارامية ويضع التسميات الثلاثة الاخرى داخل قوس مغلق الى أن ينفذ الاوكسجين ويموتون خنقآ ؟.
3-   هل تسمية " سورايا " متأتية من تسمية دولة " سوريا " ؟، وبالتالي نصبح جميعآ سوريين من غير ان نعلم او ان يكون لنا رأي وخيار .
4-   هل تسمية " سورايا " هي التسمية المنحرفة من اللفظة اليونانية " اسيريا " وبالتالي تعني الاشوريين بسبب عدم وجود حرف الشين في الابجدية اليونانية كما يدعوا الاشوريين ؟.
5-   إذا كانت تسمية " سورايا " تعني " اسيريا " فهل هذه الأسيريا تعني الشعب الاشوري وبالتالي التسمية التي يحملها المجلس تعني الاشوريين ، أم انها تعني المنطقة الجغرافية التي حكم فيها الاشوريين ، وبالتالي لا تدل على شعب محدد ولا على شعبنا ؟.
6-   هل تسمية " سورايا " هي الكلمة المرادفة لكلمة " مشيحايا " – المسيحي  – وبالتالي فهي تدل على المؤمن المسيحي سواء كان هذا المؤمن هو كلداني او سرياني او اثوري اوارمني أو من اي جنسية اخرى في العالم ، خاصة وان هذا المعنى هو المفهوم السائد والمستخدم لدى معظم ابناء شعبنا فعندما يستخدمون تسمية " سورايي " يعنون المسيحيين أي مشيحايي التي هي تسمية دينية.
7-   إذا كانت تسمية " سورايي " هي التسمية الدينية ، فما هي تسميتنا القومية ، وإذا كانت تسمية قومية فماذا تعني على وجه التحديد ؟.
8-   هل يتكرمون ويعلموننا ما هي الترجمة العربية والانكليزية لكلمة " سورايا " هل مثلآ في العربية هي سريان ، اشور ، سوريا ، مسيحي أم منطقة جغرافية ، لأنه يوجد لكل مفهوم أتباع ومناصرين وحتى محاربين اشداءأم انها ستبقى بحسب لفظها الحالي وبذلك نكون قد اخترعنا تسمية جديدة لشعبنا الذي يمتد تاريخة وتسمياته لألاف السنين !.
9-   لماذا ذكرت تسمية " سورايا " التي جاءت قبل القوس المغلق بصيغة المفرد علمآ انها وبحسب مخترعيها تدل على الكلدانيين والسريان والاشوريين أي على اكثر من واحد ، أليس من المفروض لغويآ ان تذكر بصيغة الجمع وتكون " سورايي " وليس " سورايا " أم ان كلمة " سورايا " تدغدغ بعض المشاعر اكثر من كلمة " سورايي " ؟ .
10-   سواء كانت تسمية " سورايا " تعني التسمية القومية للسريان أو التسمية القومية للآشوريين أو مشتقة من اسم سوريا أو هي التسمية الجغرافية للمنطقة التي حكمها الاشوريين او التسمية الدينية المرادفة لكلمة " مشيحايا " السؤال المنطقي الذي يفرض نفسه هو ، عدا المعني المسيحي لتلك المفردة ،  اين المعنى الذي يشير الى الكلدانيين في تلك التسمية جراء كل تلك المفاهيم المتضادة مع بعضها البعض؟ ، أليس هذا التفاف آخر على الأسم القومي الكلداني ، إذا لم يكن كذلك ليتجرأ احد من اولئك القادة ان يعطنا المفهوم الحقيقي لتسمية " سورايا " .

كما لم نتجنى على الآخرين كذلك لا نتجنى على ما يسمى بالمجلس الشعبي إذا أسميناه بالمجلس الفاشل قوميآ وشعبيآ لأنه لم يسير على قاعدة سياسية او قومية او اجتماعية صريحة وواضحة ، كما وانه لم يتعامل يومآ مع التوجهات الكلدانية بشفافية ومصداقية وحيادية بل نراه مجلس متخبط في قراراته ومتزمنت ومتعنت في سلوكياته ، لذلك لا يمكن الركون اليه او الاطمئنان على توجهاته وغاياته التي لا نراها بريئة ابدآ .

كم يظلمون الحقيقة ويظلمون شعبنا ويظلمون المؤسسات الديمقراطية عندما يقارنون الممارسات الاقصائية والتعسفية التي يمارسها المجلس الشعبي بالممارسات التي تقوم بها المؤسسات الاستراتيجية في الولايات المتحدة او في غيرها من الدول المتحضرة والديمقراطية ، فمثلآ هل المؤسسات الامريكية تتبنى العلم الخاص بالولايات الشمالية فقط لكونها انتصرت في الحرب الأهلية على الولايات الجنوبية أم انها تتبنى العلم الذي يحتوي على 51 نجمة لتمثل 51 ولاية امريكية ، وليس كما هو الحال في مجلس السيد سركيس اغاجان وقناته الفضائية اللذين يتبنان العلم الخاص بالطائفة الاشورية مع اقصاء متعمد للعلَم الكلداني والسرياني لكون سيادته من الطائفة الاشورية ؟.

هل الاختلاف في المواقف والتوجهات بين ابناء الشعب الواحد في تلك المؤسسات التي في الدول المتحضرة يصل الى حد القطيعة والخصومة الأبدية كما هو الحال في علاقة السيد سركيس اغاجان وقادة مجلسه والمشرفين على قناته الفضائية مع التنظيمات السياسية القومية الكلدانية ، أليسوا هؤلاء جزء من شعبهم ، فأي نوع من القادة هؤلاء الذين لم يعملوا وطيلة كل هذه السنين على تنظيم اجتماع او حتى لقاء عابر مثلآ مع السيد ابلحد افرام ساوا رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني الذي له مكانه ومكانته على الساحة العراقية عمومآ وعلى ساحة شعبنا خصوصآ ؟.

هل تلك المؤسسات الديمقراطية تفرض على القنوات الفضائية التي تملكها على استخدام لغة او لهجة معينة مع اقصاء متعمد للغات واللهجات الأخرى , كما تفعل قناة عشتار الفضائية ليس فقط في لغة نشرة الاخبار والبرامج التي تقدمها بل وصل الأمر انه خلال عرض مشاهد من قرى وبلدات شعبنا ، اعتقد كانت تعرض اغنية  القوش يا ماثت زونا او القوش يمت كباري باللغة الكلدانية حيث كانت هذه الاغنية تصاحب عرض لقطات من مدينة القوش وكذلك الحال مع اغنية ( برطلي برطليثا ) التي كانت تصاحب اللقطات المعروضة من برطلة حيث بدلت كِلا الأغنيتين بأغاني اثورية لا علاقة لها بألقوش او ببرطلة ، أليس من الظلم مقارنة هكذا مؤسسات طائفية مع تلك ؟.   

اكتفي بهذا القدر ولكن السؤال الذي اوجهه للسادة المدافعين حقآ وباطلآ عن السيد اغاجان وعن مجلسه وقناته هو ، لماذا المكون الكلداني المتمثل بالهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية خارج المجلس الشعبي بالإضافة الى تقاطع بيّن بين المرجعية الدينية الكلدانية والمجلس المذكور ، هل تجرأ احد من هؤلاء السادة المدافعين بأن قال للسيد اغاجان اثناء مخابرته او مقابلته معه ، ليس من المعقول ان يكون مكون كامل او بالأحرى شعب كامل على خطأ ، بل لابد هناك خلل من جانبكم ايضآ يا سيادة القائد ، اليس مثقفي والكتّاب الكلدانيين كتبوا عشرات بل ومئات المقالات والرسائل والمناشدات التي وجههوها للسيد اغاجان من اجل انصاف الجميع وحثه على الحيادية ليكون نموذجآ ايجابيآ يحتذى به وان يرسخ مبدأ الديمقراطية بين جميع مكونات شعبنا من خلال المشاركة الفعلية في القرارات وفي تبني الخصوصيات والثوابت الخاصة بكل مكون ، لكن ماذا كانت النتيجة ، ألم تكن كعادة القادة في الأنظمة الشمولية ، التجاهل المقصود بل زيادة الغلو في محاربة التوجهات والخصوصيات الكلدانية ، فهل القادة في المؤسسات الديمقراطية تعامل شعبها بهذه الطريقة .

مرة اخرى اقول من الظلم مقارنة ما يسمى بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري بالمؤسسات المتحضرة بل هو في وضعه الحالي نسخة من المؤسسات الحاكمة في الأنظمة الشمولية التي لا ترى في الديمقراطية إلا تلك الشعارات التي تمجد القائد وطائفة القائد وعقيدة القائد وحزب القائد ، اما التعددية الفكرية والرأي الآخر والتوجهات الأخرى فهذه رجس من عمل الشيطان لدى القائمين على المجلس المذكور .

منصور توما ياقو
14 Dec 2009


24


نشر السيد وسام كاكو مقال تحت العنوان المذكور في اعلاه ، وقد استهل في بداية ما كتبه بالاشارة الى فقرة من الحوار الذي كان قد اجراه مع السيد سركيس اغاجان في 25 – 09 – 2007 والذي ورد فيه النص الآتي :-
سألته: مَنْ الذي تلجأ إليه عند الحاجة أو عند إحساسك بالضيق؟
أجاب بصوت واثق وهاديء: المسيح!
قلت: وماذا عن الناس؟
قال: لا أحد!

انتهى الاقتباس ، وهنا اود ان يتسع صدر السيد كاكو لما اكتبه من اراء وملاحظات نقدية التي قد يراها مخالفة لرؤيته وللإنطباع المتكوّن في ذهنه عن السيد سركيس آغاجان .

فإذا ما تأملنا الحوار الذي ورد في النص المقتبس اعلاه نجد ان السؤال الذي طرحه السيد كاكو على السيد آغاجان هو سؤال مبهم ولا يشير الى نوع الحاجة او الى سبب الاحساس بالضيق ، أما اجابة السيد اغاجان فلقد كانت هي الاخرى اجابة صوفية او اجابة وكأنه راهب قد اعتزل الناس وأثر حياة الزهد والتعبد بعيدآ عن ازعاجات الاحزاب والسياسة وعن ضجيج وزارة المالية وضوضاء المشاريع وانشاء المؤسسات وتقلد الأوسمة والتدخل في معمعة التسمية ومنح الهبات والتبرعات والعطايا والاموال بلا حساب .

لا اعتقد هناك من يخالفني الرأي بأن الاكثرية المطلقة من ابناء شعبنا لم تكن تعرف او قد سمعت بالسيد سركيس آغاجان قبل سقوط النظام في نيسان 2003 ، وان معرفتهم به جاءت بعد تعينه وزيرآ للمالية ونائبآ لرئيس الوزراء في حكومة اقليم كوردستان " الكابينة الخامسة " تلك المهمة وبالاضافة الى موقعه الحزبي كعضو قيادي في حزب السلطة وما يملكه من العلاقات والتأثير على مراكز القرار في الاقليم ، كل تلك كانت بدايات معرفة شعبنا باسم وشخص سركيس اغاجان ، أما الشهرة الكبيرة التي نالها بين ابناء شعبنا كانت بعد ان صارت عشرات وربما مئات الملايين من الدولارات بين يديه التي استخدم قسمآ منها في بناء وإعادة اعمار قرى وبلدات شعبنا وصرف قسمآ آخر في انشاء مؤسسات عنصرية كفضائية عشتار المتعصبة لطائفة صاحبها وما يسمى بالمجلس الشعبي الذي هو الاخر لم يقصر ولم يبخل على صرف من تلك الاموال السائبة على من مد يده من الشخصيات والاحزاب التي داست على مبادئها وطوعتها تحت امر ولي نعمتها وهي مذلولة ومنبوذة من اي ترشيح انتخابي لأن قيادة المجلس المذكور يعرفون جيدآ ان متعة المرتزق تكمن دائمآ في الدولار وليس في عزة النفس وتحمل المسؤولية و قيادة المجتمع .
إذآ معرفة وشهرة السيد اغاجان بين ابناء شعبنا جاءت نتيجة الحاجة المادية والتعاملات الحياتية الصرفة وليس نتيجة الآمور الغيبية والروحانية التي نقلت على لسانه بأنه يعيشها من دون ان يكون هناك ما يثبت صحة هذا الادعاء الذي قد يكون مجرد تخيلات و اوهام نفسية مسيطرة علية ، ولنأخذ مثالين ، الأول من واقعنا القومي والثاني من الواقع الوظيفي للسيد آغاجان واللذين يفندان هذا الادعاء ويؤكدان بأنه مجرد اوهام عالقة في ذهن سيادته ، المثال الأول ،  كيف يقول بأنه لا يلجأ الى أحد من الناس عند الحاجة ؟! ألم يلجأ ليس فقط الى انسان واحد بل الى اناس كثيرين في برلمان اقليم كوردستان وتحديدآ الى اناس ( اعضاء ) في اللجنة الدستورية عندما أحس بضيق من ورود التسمية القومية الكلدانية بصورة مستقلة في مسودة اقليم كوردستان ، وبفضل اولئك الناس تم تلبية حاجته بدمج التسمية الكلدانية  بتسمية قطارية مشبوهة وركيكة المبنى ؟ ، اما المثال الثاني هو ، ألم يكن سيادته يلجأ الى مستشارين من ذوي الاختصاص عندما كان يشغل منصب وزير المالية في حكومة الاقليم ،  فكيف يستقيم هذا الادعاء مع هذا اللجوئين ؟ اليس المثل المشهور الذي يقول ( حدّث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له ) هو اقرب للذي يصدق تلك التخيلات ؟

يكون على خطأ كبير مَن يعتقد اننا ننكر منجزات وايجابيات السيد اغاجان ، أو اننا نقف على الضد من شخصه لكونه يعمل على تحقيق اجندة تخدم حزبه او طائفته ، كما هو على خطأ مَن يعتقد اننا لا نؤمن بأن السيد المسيح له كل المجد قادر على اعلان ذاته لمن يشاء وبالطريقة التي يشاء ، لذلك لا يجوز الخلط بين تلك وبين القول الذي ورد على لسان السيد اغاجان بحسب الترجمة العربية المنشورة في موقع عنكاوا كوم والذي يقول فيه  ( بأنه شخص " متدين جدآ " وبأنه لا يخطط " مطلقآ " لما يقوم به وان " السيد المسيح هو الذي يخطط الاشياء في شخصه " ...) . حيث يمكننا ان نطرح اكثر من علامة استفهام وتعجب حول هكذا تصريح ، بل واراه تجنيآ واساءة للصفات الالوهية التي لرب المجد يسوع المسيح ، فإذا كان العدل واحد من الصفات الالهية التي يسبغها رب المجد على الصالحين والطالحين وعلى مختلف انماط البشر كما يخبرنا الكتاب المقدس ، فهل كان العدل من ناحية المفهوم القومي وتجسيد الخصوصيات القومية التي للمكونات الثلاثة من شعبنا هو اساس تعامل السيد اغاجان فيما بينهم ؟ الجواب كلا ، بل كان ولا زال هناك انحياز وتفضيل لتسميته ولخصوصياته الطائفية على التسميات والخصوصيات  الأخرى ، وبسبب هذا الانحياز خلق جو من التعصب وعدم التوافق وحتى الكره والبغضاء بين الهيكليات التنظيمية التي للمكونات الثلاثة ، وحاشا لرب المجد ان يخطط لمثل تلك النواقص في أي شخص كان .

هل قناة عشتار الفضائية التي انشأها ويرعاها ويمولها السيد سركيس اغاجان الذي يدعي ومعه كتلته بأنها قناة تمثل عموم الكلدانيين والسريان والاثوريين جسدت معاني هذا التمثيل الاعلامي بصورة متكافئة وعادلة بين المكونات الثلاثة ؟ ، مرة اخرى الجواب هو كلا ، بل انها قناة متحزبة وطائفية تتبنى وتمجد  الفكر القومي والسياسي الاشوري على حساب الفكر القومي والسياسي اللذين للكلدان والسريان ، وبما ان السيد اغاجان هو اشوري فإن الخصوصيات الطائفية الاشورية قد طغت على برامج وتوجهات تلك القناة ، فابتداءا من شعارها ولغتها واغانيها ونشرة اخبارها واحيائها ليوم الشهيد واحتفالها بيوم راس السنة ونقلها للأخبار والنشاطات المختلفة كلها محصورة للطائفة الاشورية مع تهميش واقصاء متعمد تلك التي للكلدان والسريان ، فهل يعقل ان يكون مصدر هكذا تهميش وتخطيط عنصري مقيت هو من السماء ، فحاشا والف حاشا ان يكون كذلك .

هل ما يسمى بـ ( المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ) الذي يرعاه ويموله السيد سركيس اغاجان يتعامل بموضوعية وشفافية مع الخصوصيات والثوابت التي للمكونات الثلاثة التي يحمل اسماءها كعنوان له ، مرة اخرى الجواب هو كلا ، وهو ايضآ واسوة بقناة عشتار يجسد الخصوصية الاشورية في تعامله القومي ، بالاضافة انه الاخر يتصرف بكل حرية وبلا قيود بتلك الاموال السائبة ، إذ يؤجر المكاتب والمقرات للموالين ويعين ويرشح وينصب ويقيل من يشاء من الذين تخلوا عن ارادتهم ومبادئهم مقابل هبة او سمسرة يسترزقون بها ، فبعد ان تبرأت التنظيمات الكلدانية من هكذا مجلس طائفي، وبعد ان خذل المجلس ممن تبقى من مكوناته الآخرين مما اضطرهم للانسحاب من المجلس ومن لجنته التحضيرية ومؤتمره القادم ، فكيف يكون مصدر مثل هكذا مجلس فاشل ومنبوذ كلدانيآ وثم اشوريآ والذي تحول من خيمة قومية الى عش حنون يحتضن بعض المطبلين و المتسلقين الجدد الطامحين في بعض المكاسب من تلك الاموال السائبة ، فكيف تكون السماء هي مصدر تخطيط و انشاء مثل هكذا مجلس فاشل ؟! مرة اخرى نعيد المثل المشهور الذي يقول (حدّث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له ) .
اما من ناحية مصدر الأموال التي نسبها السيد اغاجان الى المصدر الحكومي وانه تصرف بها وكأنها امواله الخاصة ووفق الصلاحيات الممنوحة له باعتباره وزير للمالية ونائب رئيس الوزراء ، أي انها ليست اموال مخصصة الى شؤون المسيحيين كما اعتقد البعض وأنا منهم وهنا نتساءل ، ما هو الفرق اذا كانت تلك الاموال خارجة من ميزانية الأقليم او مخصصة لشؤون المسيحيين ؟، اليست في كلا الحالتين تأخذ صفة واحدة وحكم واحد وهي اموال عامة أي اموال كل الشعب مما يجب التصرف بها بمسؤولية تتسم بالحكمة والعدالة والأمانة العالية ؟، وهنا لا اقصد الاموال التي صرفت فعلآ في الاعمار والاعمال الخيرية والخدمات الغير المسيسة لذك لا يجب الخلط بينها وبين تلك الاموال السائبة التي بذرت على انشاء مجلس فتنوي وقناة فضائية طائفية وغيرها التي انفقت بهدف التآمر على المؤسسات الكلدانية وعلى تسميتهم القومية والتأثير على اصوات الناخبين وصولآ الى تلك التي صرفت على نفقات سفر واقامة المدعوين من زمر التطبيل والتزمير واخوانهم المتملقين والمسترزقين والقائمة تطول وتطول ، هل هذه ايضآ تعتبر مشاريع تدخل ضمن صلاحيات الوزير او صلاحيات نائب رئيس الوزراء للصرف عليها بلا قيد او حساب وكأنها امواله الخاصة ؟ ، إذا كان الجواب نعم ، فكيف يكون الفساد الاداري والمالي ؟ ، ومع ذلك لا احد من ابناء شعبنا اشار الى مصدر الاموال وآلية صرفها على حملة الاعمار والخدمات وعلى المستحقين من ابناء شعبنا ، لكن وفي ذات الوقت من حقنا مطالبة حكومتي المركز والاقليم لإعادة النظر في تلك الاموال العامة التي تصرف تحت شعارات مزيفة بهدف ضرب المؤسسات الكلدانية ، لأننا لسنا بحاجة الى الاموال التي تستخدم لإثارة الفتن وتعميق الانقسام بين ابناء شعبنا ، ومن حق الجميع المطالبة بصرف الاموال العامة من قبل المؤسسات الرسمية وعلى اسس سليمة وواضحة ووفق المعايير المحاسبية المعتمدة قانونيآ وليس عن طريق المزاج وحسب درجة القربى والموالاة ، فإذا كانت الاموال السائبة التي نحن بصددها مخصصة اصلآ لشؤون المسيحيين فتكون الجريمة بحق الشعب المسيحي فقط أما إذا كان مصدر تلك الاموال التي صرفت للتآمر وتلك التي بذرت على هذا وذاك وعلى ما يسمى بالمجلس الشعبي من دون ان يكون للمؤسسات الاخرى اي حصة منها هي اموال حكومية عندها يكون العذر اقبح من الذنب و تكون الجريمة بعدد الشعوب التي تعيش في الاقليم على اعتبار ان تلك الاموال هي اموالهم جميعآ ، وهذا ليس تجنيآ على أحد .

   منصور توما ياقو
 25November   2009

25
كوتا سركيس اغاجان تليها كوتا السيد اثيل النجيفي

كم كنتُ محقأ عندما طالبت المرجعية القومية الكلدانية المتمثلة بالهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية في مقالتين سابقتين لي بأن يقاطعوا انتخابات الكوتا المخصصة للمسيحيين في اقليم كوردستان والتي جرت ضمن انتخابات برلمان اقليم كوردستان التي جرت يوم 25 تموز 2009 ، لأنني كنت على يقين تام بأن يد التلاعب والتزوير والالتفاف على الكوتا وحتى على نتيجة التصويت ستطال الكثير من مراكز الاقتراع .

نعم ان انتخابات الكوتا كانت كذبة كبيرة وللأسف انطلت هذه الخدعة ليس فقط على المسيحيين العراقيين عمومآ وعلى الكلدانيين خصوصآ ( عدا كتلة حزب السيد سركيس اغاجان  ) بل وايضآ انطلت على الأحزاب الكردية التي ليس لها نصيب في الكوتا المسيحية حيث وقعوا ضحيتها في مسألة عدد المقاعد المحسومة للقوائم المتنافسة في تلك الانتخابات كما راح ضحيتها الكلدانيين بسبب الأمور التي سأتناولها في ادناه.

بإعلان النتائج النهائية تكون الصورة البشعة لمؤامرة انتخابات الكوتا المسيحية في اقليم كوردستان قد اكتملت ، حيث اكتمل المخطط وسارت المؤامرة وفق ما خطط لها، فخرج سيناريو  النتيجة التي كانت مقررة سلفآ كما هو حال نتائج الانتخابات في الحكومات الشمولية التي تكرس سلطتها وجبروتها وتسخر كل امكانياتها المادية والاعلامية الضخمة لشراء الذمم وتضليل الناس  بالاضافة الى ممارسة سياسة التهديد بقطع الارزاق والمساعدات عن أي منطقة انتخابية إذا فازت فيها قائمة الكلدان الموحدة ، فالنتيجة لم تفاجأني مطلقآ لأنني وكما يقال ان ابو الطبع لا يغير من طبعه مهما تلون ولبس من اقنعة مزيفة لذلك ومنذ تلاعب السيد اغاجان في مواد مشروع دستور اقليم كوردستان وتغييره المادة الخامسة من الدستور بحسب هواه ووفق اجندته الطائفية والحزبية ومن دون أي احترام للمرجعيتين الكلدانيتين الدينية والقومية السياسية منذ تلك اللحظة عرفت ان السيد سركيس اغاجان العضو القيادي في حزب الديمقراطي الكردستاني ووزير مالية الأقليم سوف لا يدخر أي من الوسائل المشروعة والغير المشروعة في سبيل اتمام اقصاء الكلدانيين من كل مؤسسات الأقليم وإذا تمكن من كل مؤسسات الدولة العراقية ، فالذي يستطيع ان يغير دستور اقليم كردستان خلال اربع وعشرين ساعة ألا يستطيع ان يغير نتيجة التصويت في مراكز الاقتراع المنتشرة في عشرات بل في مئات المناطق الانتخابية التي تخضع لنفوذه وسلطته ؟.

ان الكلام عن شفافية انتخابات الكوتا ومارافقها من لعب وتمثيليات مثل مجموع القاسم الانتخابي وفرز الأصوات وغيرها من الخدع والتلفيقات لم تخدع غير اصحابها وبعض السذج معهم ، لأن القضية كانت محسومة مسبقآ و السيناريو المؤامراتي ضد الكلدانيين والسريان كان معروفآ لدى الكثيرين منهم لذلك طالبتهم بمقاطعة تلك الانتخابات الموجهة النتائج مسبقآ .

لم تكتفي قائمة السيد سركيس اغاجان على الاستحواذ على ثلاثة مقاعد من مجموع الخمسة المخصصة للكوتا المسيحية بفضل الأصوات المتأتية من خارج المكون المسيحي وبفضل الامكانيات المادية الضخمة المستقطعة من الأموال المخصصة للشؤون المسيحيين وبفضل قناة عشتار الفضائية التي يتم تغذيتها من تلك الأموال وبفضل موقع السيد وامكانياته المادية وبفضل سلطة الحزب وتعليماته وبفضل ارتشاء الناس والتهديد بقطع ارزاقهم وبفضل محاربة الكلدانيين وقائمتهم الانتخابية ، نعم لم تكتفي قائمة السيد سركيس اغاجان بتلك المقاعد الثلاثة بل ورضخت للتهديدات التي اطلقتها الحركة الديمقراطية الاشورية بأنها تحتفظ بحقها في اتخاذ الموقف المناسب وبما تمليه تطورات الموقف في هذا الشان ( أي شأن تفريغ الكوتا من معناه ) ، ( الرابط ادناه ) . وليس بخافيآ على احد ان عبارة ( وبما تمليه تطورات الموقف ) يعني التطورات الانتخابية وبالتحديد نتيجة المقعد الخامس الذي علق مصيره لأنه كان لقائمة الكلدان الموحدة ، فأدرك السيد و اصحاب الكوتا ومهندسيها مغزى التهديد وما يجلبه من مشاكل ومصائب على رؤوسهم لذلك فقد منح المقعد الخامس لأبن طائفة السيد لتكتمل المؤامرة البشعة وتكون نتيجة انتخابات كوتا السيد  100% لصالح طائفته الاشورية ، وربما اعتقد بأن هذه النتيجة سيكون خير انتقام من الكلدانيين ومرجعيتيهم الدينية والقومية السياسية اللذين اعلنا بكل جرأة وصراحة تمسكهما بهويتهم القومية الكلدانية هذا الاعلان الذي اغضب السيد وابناء طائفته الاشورية .

فبعد انتخابات الكوتا الكارتونية واستحواذ الطرف الآشوري المهيمن على شؤون المسيحيين على المقاعد الخمسة في برلمان اقليم كوردستان اصبح من واجب المرجعيتين الكلدانيتين ( الدينية والقومية السياسية ) اشعار رئاسة البرلمان الكوردستاني ورئاسة حكومة الأقليم وبكل جرأة وصراحة بأن أي قرار او اجراء أو تصريح يصدر من الأفراد الخمسة الحائزين على مقاعد الكوتا المخصصة للمسيحيين في اقليم كوردستان العراق لا يمثل الكلدانيين وبالتالي لا يعبر عن إرادتهم الحرة ، بل هم نتاج مرحلة وظروف صعبة فرضت على شعبنا المسيحي ومعظمهم من نتاج عقلية الألغاء والاستحواذ على خيارات الكلدانيين .

أما اذا يعتقد البعض بأنه بهذه العقلية وبهذه السلوكيات يمكنه ان يدخل اليأس والقنوط في نفوس الكلدانيين فإنه ليس على وهم فحسب بل ايضآ في قمة السذاجة والحماقة ، لأننا لا ننظر الى تلك المقاعد اكثر من كونها طريقة واحدة من عدة طرق لإيصال صوتنا ، ولا ضير إذا حرمنا من هذه الطريقة فلدينا عشرات الطرق الأخرى التي تفوقها قدرة واهمية ، كما لا ننظر الى تلك المقاعد الخمسة التي لا حول لها ولا قوة إلا بحسب ما يتفضل الاخرين عليهم سوى كونها كانت تشير الى المشاركة الرمزية للمكونات الثلاثة في ذلك البرلمان وبما ان كوتا السيد قد حرمت ممثلي الكلدان من تلك المشاركة فيكون التجمع والاتحاد في داخل البيت الكلداني بكافة احزابه وتنظيماته ومؤسساته  الدينية والقومية السياسية هو الرد الحاسم والناجح بوجه كل حاقد يحاول النيل من كرامة وخصوصيات الكلدانيين .

 نعم بعد مؤامرة كوتا السيد سنزداد اصرارآ على التمسك بقوميتنا وبخصوصياتنا الكلدانية بل وستفتح مجالآ اوسع امامنا لكي نعرّف اخواننا واخواتنا وابنائنا وبناتنا خاصة الأجيال القادمة منهم على طبيعة الحقد الذي يكنه للكلدانيين تجار الشعارات المزيفة وتجار هموم المواطنين الذين اضطرتهم الظروف العصيبة ان يقعوا تحت رحمة من استغلهم وباعهم للآخرين من اجل منافع طائفية وحزبية مقيتة .

واخيرآ نقولها بصراحة تامة ، ان سلطة السيد والطريقة المؤامراتية التي اتبعت في ادارة الكوتا التي حرمت الكلدانيين من استحقاقهم الطبيعي في هذه الانتخابات قد فتحت مجالآ لسلطة السادة في محافظة نينوى على ممارسة ذات الطرق في ادارة الكوتا والانتخابات المقبلة في تلك المحافظة وخاصة في ما يسمى بسهل نينوى وعندها لا يتفاجأ السيد إذا حرمت مشاريعه من ان ترى النور في ذلك السهل كما حرموا الكلدانيين من استحقاقهم الانتخابي في الاقليم الخاضع تحت نفوذ ه وسلطته ، وهكذا يبدو ان السيد وادارته الفاشلة بات ينطبق عليهم المثل القائل " من حفر حفرة لأخيه وقع فيها " فإذا كانت الكوتا في اقليم كوردستان تسمى بـ كوتا السيد سركيس اغاجان ما الضرر إذا اصبحت الكوتا في محافظة نينوى وسهلها ان تسمى بـ كوتا السيد اثيل النجيفي ؟ .

 رابط التهديد المبطن
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,326380.0.html


منصور توما ياقو
10August 2009


 


26

من اعماق قلبي اهنيء الدكتور وديع بتي لتوليه منصب السفير
واتمنى ان لا تبقى توجهاته وآرائه كما كانت سابقآ محشورة فقط في زاوية زوعا الآشوري بل نتمنى ان تتغلب المعايير المهنية والمحايدة على الأيديولوجية المنحازة التي كرسها فيما مضى للدفاع المستميت عن الزوعا سواء عن انجازاته او لتبرير أخطاءه واخفاقاته .

شكرآ للحركة الاشورية على اسداء الجميل بتكريم الدكتور من خلال ترشيحها له لهذا المنصب كما و نتمنى له الموفقية والنجاح في مهامه القادمة ، ونأمل ان لا تخضع الترشيحات القادمة لإعتبارات حزبية او طائفية او ثمنآ لمواقف خاصة والله من وراء القصد .

منصور توما ياقو
23 تموز 2009

27

قائمة الكلدان الموحدة  64 واحترام الذات
 
 في الحقيقة هناك من الثوابت في الوجود لا تدع أي مجال للفكر الإنساني السليم أن يتصرف بها وفق المعطيات المتغيرة في المجتمع ، إذ هي تعتبر من الأمور القطعية التي لا يمكن اخضاعها لمسألة الأخذ والرد او وضعها موضع المقارنة والنقاش ، ومن تلك الثوابت الهوية القومية والدينية وغيرها من القيم الاجتماعية العليا التي تدخل ضمن الخطوط الحمراء التي تختزل كل القضايا والشعارات المطروحة .

 ان مشاركة ابناء شعبنا الكلداني في انتخابات برلمان اقليم كوردستان هي بالدرجة الأولى اثبات  هوية ووجود اكثر منها لصنع أو التأثير على قرارات البرلمان ، لأنه وبحسب نظام الكوتا أي الحصة المثبتة لعموم الكلدانيين والسريان والاشوريين هي لهم ( 5 ) مقاعد برلمانية فقط من مجموع ( 111 ) مقعد ، ولا يمكن لهذه الخمسة مقاعد ان تنتزع شيئآ من برلمان الأقليم بل وان تأثيرها لا يشكل حتى ورقة ضغط ليكون لها دور ما للمساومة على تنفيذ بعض المطالب التي تخص شعبنا ، وهذا يعني ان برلمانينا الخمسة سيجدون انفسهم في وسط بحار من الكتل والتيارات القوية التي لا يمكن أن ينفذ شيئآ من دون موافقتها وإرادتها ، هكذا كان الحال في الدورات السابقة وهكذا سيكون في الدورات اللاحقة ، وهذا لا يعني ان وجودنا هو كعدم وجودنا ، لا مطلقآ ، بل ان وجودنا الكلداني تحت قبة البرلمان وفي داخل الحكومات بل وفي أي مؤسسة او دائرة مهم جدآ بل هي غاية الغايات التي ننشدها ونسعى اليها ولأسباب نذكر منها الآتي :-

1-   للتأكيد على اصالة انتماءنا الى هذا الوطن العزيز من خلال ممارسة كامل حقوقنا التي يكفلها لنا الدستور والالتزام بالواجبات التي علينا اسوة مع باقي شركاء الوطن الأخرين .
2-   لإثبات الوجود وترسيخ مشاعر الانتماء القومي الكلداني في نفوس الكلدانيين من خلال الإلتفاف حول قائمتهم الكلدانية والتصويت للقائمة الوحيدة التي تعبّر عن شخصيتهم وهويتهم القومية وهي قائمة الكلدان الموحدة التي تحمل الرقم 64 وليس لتلك التي ترفع شعارات براقة مزيفة ولكنها في نفس الوقت تنكر على الكلداني ان يكون له هوية قومية أوان يفتخر ويعتز بتلك الهوية كباقي البشر والأمم .
3-   من اجل تفعيل دور ابناء شعبنا ومكانته في مراكز صنع القرارات مما يسهل ايصال كافة مطالب شعبنا المشروعة ووضعها مباشرة بين ايدي اعضاء تلك المراكز لمعالجتها وفق استحقاقاتنا الوطنية والقومية .
4-   من اجل المشاركة مع باقي الشركاء في بناء الوطن والنهوض به الى مصاف الدول الديمقراطية والمتحضرة .

نعم الكلدان قادرون على ايصال مطالبهم واحتياجاتهم الى اعلى المستويات ، بل هم الأكفأ والأنزه والأقدر على ذلك ، فإذا كانت هذه هي الحقيقة فلماذا نعطي نحن الكلدان اصواتنا لغير قائمتنا التي هي قائمة الكلدان الموحدة التي تحمل الرقم 64  ؟ هل نعطيها لِمن يتآمر علينا ويذل ويستهين بتسميتنا الكلدانية ، تارة يجعلها طائفة وتارة مذهب واخرى يحسبنا من المشعوذين ، فليكن شعارنا في هذه الانتخابات ، احترام ذواتنا من خلال اثبات وجودنا القومي الكلداني على الساحة السياسية ، لأنه لا أحد يقدر ان يحافظ على كرامة الكلداني ويحترم الهوية الكلدانية اكثر من الكلداني نفسه ، والدروس التي يجب على كل كلداني اصيل ان يتعلمها هي تلك التي اختبرناها من تجارب السنوات الماضية وهي واضحة وقد أكدت بالملموس ان الشعارات الوحدوية الفارغة من اي مضمون نزيه هي كاذبة وان المنجزات التي يتباهون بها هي من الأموال العامة المخصصة لأبناء شعبنا وان الكلام المنمق المصطنع والطنّان لم يعد ينطلي على أحد غير السذج وعديمي الثقة بالنفس الذين ارتضوا أن يجعلوا من أنفسهم مجرد ذيول وأدوات مستأجرة تعمل لهدم بيتهم الكلداني الأصيل .

يوم 25 تموز 2009 هو اليوم الذي اتوقع ان يكون يومآ قوميآ للكلدان في جميع مراكز الاقتراع في اقليم كوردستان العراق ، يومآ يقول فيه الكلداني كلمته الحاسمة في مواجهة كل من هب ودب وجعل من نفسه المريضة وصيآ وسلطانآ على الكلدانيين ، في هذا اليوم سيثبت الكلدانيين أنهم قادرون على حفظ كرامتهم وهويتهم القومية من خلال اعطاء صوتهم لقائمة الكلدان الموحدة 64 ، وسيثبتون انهم قادرون على انتزاع كامل حقوقهم و استحقاقاتهم المشروعة وتلك المغتصبة من قبل قيادة الصدفة ، وسيثبتون انهم قادرون على الدفاع عن مقدساتهم ورموزهم الدينية والتاريخية ، في هذا اليوم سيثبت الكلدانيين ان لهم صوتهم المؤثر ولهم ثقلهم الأكبر في الساحة السياسية والقومية في العراق عمومآ وفي اقليم كوردستان خصوصآ .

فمن اجل كل هذا ومن اجل الحفاظ على المباديء واحترام الذات ندعو كل الكلدانيين للإدلاء بصوتهم لقائمة الكلدان الموحدة 64 ، فهذا اقل ما يمكن ان يقدمه الكلداني من اجل أمته الكلدانية ومن اجل قضيته القومية التي تمثل اولى اولياتنا في هذا الزمن الأغبر الذي تآمر فيه الحاقدون وضعاف النفوس على أمة الكلدان . 

 قائمة الكلدان الموحدة ( 64 )

منصور توما ياقو
22 تموز 2009


28

قائمة الكلدان الموحدة 64 والسؤال الأخير

  لا اعتقد هناك سمة تسمو بصاحبها اكثر من سمة احترام المرء لذاته لأنها تعتبر من ثوابت القيم العليا للإنسان الذي يعتز ويحترم نفسه ، ومن الطرق التي يمكن لكل شخص ان يقيس مدى احترامه لنفسه هو من خلال مدى ثباته وتمسكه بتلك القيم ، فمثلآ لدى شعبنا اربعة قوائم انتخابية تتنافس على المقاعد الخمسة المخصصة لنا بحسب نظام الكوتا في برلمان اقليم كورستان ، وفي هذه الأيام  أمام الناخب الكلداني اربعة قوائم وعليه اختيار واحدة منها فقط ، ولا اعتقد سنظلم احدآ إذا ما تساوينا بين مرشحي القوائم الأربعة من حيث الامكانيات المادية على تنفيذ برامجهم الانتخابية ، لأننا لو سألنا جميع المرشحين في القوائم الأربعة ، ما هي امكانياتكم المادية الذاتية واكرر على كلمة الذاتية لتنفيذ ما تعدون به في حال فوزكم بالمقاعد البرلمانية ، بالتأكيد لا يتجرأ احد ان يدعي اكثر مما نعرفه نحن عنهم ، أما إذا ادعى احد بالمنجزات العمرانية والخدمية التي تحققت لشعبنا ، فإنما هذا ادعاء بما هو ليس لهم وهو ادعاء باطل ولا يجوزالأخذ به كقياس لأننا نعرف جيدآ مصدره بالإضافة ان هؤلاء المتباهين بما تحقق قد تنعموا ولازالوا يتنعمون ويزدادون غنى وثراء من الأموال المخصصة لشعبنا ، فإذا استثنينا تلك الكعكة التي يتلذذون بها ويتباهون بها على حساب المكونات الأخرى في شعبنا ، فإننا وكما قلنا لا نظلم احد اذا قلنا ان البرامج الانتخابية متشابهة للكيانات السياسية الأربعة ، ولم يبقى أمام الناخب الكلداني الغيور على كلدانيته وكرامته في لحظة الأختيار غير ان يتأمل قليلآ ويسأل نفسه  السؤال الأخير الذي هو :-
إذا كنت حقآ أنا كلداني اصيل واحترم ذاتي واريد ان أثبت وجودي و ابرهن للآخرين مدى احترامي لنفسي ولهويتي القومية ، اين أنا كإنسان كلداني محترم وذو مبادئ في تلك القوائم الأربعة ، هل اصوت لمن ينتصر لذاتي ولكرامتي ولهويتي أم للذي يحملني ليل نهار منية بناءه الدور السكنية ورميه بعض الفتات من الأموال والخدمات مقابل خضوعي له ومقابل مسخي من كرامتي وهويتي ، علمآ بأن ما صرف وما يصرف هي من الأموال العامة المخصصة لعموم شعبنا وليس من جيب احد ؟. 

بين ثنايا الإجابة الصادقة على هذه الأسئلة تكمن الحقيقة ، حقيقة احترام الذات والنفس والقائمة التي تستحق اصواتنا وبين حقيقة تجار التسميات واصحاب الشعارات الوحدوية المزيفة والأثرياء المتباهين بالمنجزات من اموال شعبنا الذي يزداد بطالة وبؤسآ .

عن نفسي وبكل ثقة وثبات وايمان اقول ، انا انسان مع نفسي قبل ان اكون انسانآ مع اخي اومع ابن عمي اومع بقية الأنس ، أنا انسان اعرف نفسي جيدآ قبل ان يحاول الآخر تعليمي مَن اكون أنا ، أنا انسان لي مبادئي التي جُبلتُ عليها منذ ان وعيت ُ ولا اسمح لأحد ان يصادر مقدار ذرة واحدة منها ، أنا انسان يشرفني وكلي فخر واعتزاز ان اسمعكم اجابتي بصوت عال مدوي لكي يسمعها العالم اجمع ، انا كلداني وأريد ان اعيش وأموت كلدانيآ لذلك إذا ما سمح لي في اية انتخابات كانت فإنني لا أصوت لأي قائمة لا تحترم ارادتي وخياراتي ولا تفتخر أو تتباهى بقوميتي الكلدانية ، والقائمة الوحيدة التي تستحق الصوت الكلداني في انتخابات برلمان اقليم كوردستان هي القائمة الكلدانية ، قائمة الكلدان الموحدة ذي الرقم 64 النابعة من هموم وتطلعات شعبنا الكلداني ، لأنه كفى ولا مساومة بعد اليوم على حساب الكلدانيين ، وخير للكلدانيين ان يعيشوا بكرامتهم وان يحافظوا على حريتهم وهويتهم القومية وان يحصلوا على حقوقهم ومستحقاتهم المشروعة بأنفسهم من مذلة الاستجداء لكل تلك القيم الانسانية من الذين خدمتهم الظروف فنصبوا انفسهم اوصياء واسياد واولياء على الكلدانيين .

لأنه ماذا يبقى من هذا الانسان الكلداني إذا خسر هويته القومية وانتماءه القومي ؟، ألم يتحول الى مجرد اسم أو شبه اسم ولكنه بدون هوية ، ألا يتحول الى مجرد بقايا حطام انسان من غير هوية ، يقولون نحن شعب واحد ومن فصيلة واحدة ، لا اعتراض على هذا القول وليس هذا من اكتشافاتهم ليتشدقوا بها كذبآ ونفاقآ على الشاشات والمواقع الألكترونية  ، المعضلة ليست في الإيمان بأننا شعب واحد ، بل في ما اسم هذا الشعب وما اسم هويته القومية اكرر لتجار وصانعي التسميات المخلوطة والمركبة والملصوقة ، ما اسم هويتكم القومية ، نعم هويتكم القومية وليس السياسية او المؤقتة او التجارية ؟، لا أحد يجيب ولا احد يقدر ان يقول انها أي من التسميات الملصوقة ، فلماذا يريدون ان يلغوا هويتنا القومية وان يجعلوا منا شعب بدون هوية ، مجرد شعب ممسوخ ولملوم لا يعرف انتماءه القومي ، في الوقت الذي لكل الحيوانات والطيور والنباتات والبشر الآخرين عنوان هوية تحدد الفصيلة التي ينتمون اليها ، فمثلآ ينتمي لفصيلة القطط كل من ألأسد و النمر والقطط  ، ولكن ليس هناك من يقول بما ان هذه الحيوانات الثلاثة من فصيلة واحدة فلنوحد تسمياتهم في تسمية وحدوية شاملة واحدة وتصبح ( الأسود النمور القطط  ) على وزن ( الكلدان السريان الآشوريين ) ، أليست هذه مهزلة ومنافية للعقل والمنطق والتاريخ ؟، لذلك نحن الكلدانيين ولإعتزازنا بهويتنا القومية الكلدانية ولصدقنا مع انفسنا واحترامآ للتاريخ الذي لم يشاهد هكذا خلط بين التسميات ، لا نوافق على هذه المهزلة التي هي ليست منافية لطبيعة الأشياء فحسب بل تجعلنا مهزلة أمام الآخرين .

فلو بحثنا في القوائم الانتخابية الأربعة لشعبنا لوجدنا ان قائمة الكلدان الموحدة التي تحمل الرقم 64 هي الوحيدة التي لا تقبل مثل تلك المهزلة ، فرغم ايمانها بأننا جميعآ شعب واحد وهو الشعب الكلداني واننا قومية واحدة هي القومية الكلدانية ، لكنها في نفس الوقت تعود وتعيش الحدث كما يفرضه الواقع والمنطق ومصلحة عموم شعبنا فتحترم كل الحريات والخيارات القومية سواء تلك التي للكلدانيين او للسريان او للآشوريين ومن دون اية هيمنة او عنترة او استقواء بالغير ، والأهم ان قائمة الكلدان الموحدة 64 هي القائمة الوحيدة التي تنتصر لإنسانية الكلداني وتصطف الى جانبه ضد الهجمات الشرسة على مرجعيتهم الدينية وعلى تاريخهم وحضارتهم وكنيستهم المقدسة ، وهي الوحيدة التي تجسد الهوية القومية لشعبنا الكلداني من دون ارتباك او تشويه او الاختفاء تحت شعارات وتسميات ملصوقة لا تعطي معنى الهوية القومية ، وقائمة الكلدان الموحدة هي الوحيدة التي لا تقبل بأن يأخذ شعبنا التسميات التي يصفونها بالمؤقتة لأنها لا ولن تقبل ان يصفوننا وكأننا لاجئين او طارئين على هذا البلد لذلك وجب اعطائنا تسمية مؤقتة لحين ايجاد تسمية اخرى لنا كما يجري للقطاء الغير الشرعيين ومجهولي النسب فيمنحون تسميات مؤقتة الى ان يتم تسجيلهم تحت تسميات دائمية يا للعار ياللعار ياللعار ، وقائمة الكلدان الموحدة 64 هي القائمة الوحيدة التي يحق لها ان تفتخر بنفسها وان يفتخر بها شعبنا الكلداني لأنها لم تخضع ولم تركع ولم تتنازل عن عزة نفسها وكرامتها ولم تنتظر راس الشهر لتستلم حصتها من كعكة الذل والركوع كما هو حال البعض .

لذلك اقول لا خيار امام الناخب الكلداني المحترم لذاته ولكرامته سوى التصويت لقائمته الكلدانية ، قائمة الكلدان الموحدة التي تحمل الرقم 64 .

في الوقت الذي اشجع كل الكلدانيين التوجه إلى صناديق الاقتراع والتصويت لقائمة الكلدان الموحدة التي تحمل الرقم 64 غير اننا وكما ذكرت في مقالة سابقة انه من الممكن تكرار سيناريو ما حدث للمادة الخامسة في مشروع دستور اقليم كوردستان عندما حلّت المفاجأة  بتدخل السيد سركيس آغاجان و الغى التسميات التاريخية  القومية التي لشعبنا والتي هي الكلدان والسريان والاشوريين من الدستور وجعلها تسمية تشير في مدلولاتها على كل  شيء عدا على مفهوم الهوية لشعبنا ، فإنني ما زلت عند رأيي ذلك ، ولا استبعد احتمال التدخل وتكرار المفاجأة خاصة بعد تمزيق اللافتات الدعائية لقائمة الكلدان الموحدة 64 في محافظة دهوك وفي قضاء سميل ثم تلتها تمزيق للافتات من قبل مختار فيشخابور وايضآ محاولات ارتشاء العوائل كما حدث في مانكيش والتي كان بطلها المدعو المختار حنا كلو الذي هدد العوائل بقطع المساعدات عنهم في حالة حضورهم الندوة التي كان من المقرر ان يلقيها فخر الكلدانيين الأستاذ ابلحد افرام ساوا ، ولا استبعد ان تكون تلك السلوكيات المرفوضة حضاريآ وديمقراطيآ وانسانيآ إلا إيحاءآ بأن أمر ذلك التدخل وارد مرة اخرى وان أمر التلاعب بنتيجة الانتخابات ايضآ وارد بل ومرجح على الأكثر خصوصآ إذا ما شعر هذا البعض المعروف ان الأمور تجري عكس توقعاتهم وتمنياتهم وخاصة ايضآ بعد أن تم تجاهل كل الاعتراضات المقدمة من الكلدانيين للقيادة الكوردستانية بخصوص الغاء القومية الكلدانية نتيجة التلاعب الذي حدث في الساعة الأخيرة في المادة الخامسة من مشروع دستور الأقليم ، ومهما حدث ومهما فعلوا سيظل البيت الكلداني هو بيتنا الحقيقي وستظل قائمة الكلدان الموحدة ذي الرقم 64 هي قائمة الكلدانيين وهي عنوان أملنا ورمز فخرنا والرب يوفق مرشحي هذه القائمة لخدمة شعبنا وتحقيق كافة حقوقنا المشروعة ولصون تاريخنا وحضارتنا وهويتنا القومية الكلدانية من دنس المتآمرين وخدمهم الصغار .

منصور توما ياقو
19 تموز 2009


29

اسكندر بيقاشا وقصة علاقة الكعكة بالمباديء
 
ثمة حالات تفرض على الانسان ان يستخدم مفردات وتعابير تدل على عدم رضاه واستياءه سواء من الأوضاع القائمة او من تصرف مشين او من اجراء منافي للأعراف الأخلاقية والقانونية ولمباديء حقوق الانسان ، فمثلآ عندما يغيب القانون ويسود منطق القوة والتسلط وفرض الرأي قسريآ والعبث بحقوق ومعتقدات الناس عندها كثيرآ ما يستخدم تعبير قانون الغابة او شريعة الغاب أي الحكم والقرار والبقاء للأقوى .

كذلك هو الحال مع المفردة " الكعكة " التي وصف بها العراق بعد سقوطه في 9نيسان 2003 م ، فبعد سقوط النظام واستلام زمام الأمور من قبل الأطراف الثلاثة ( العرب السنة ، العرب الشيعة ، الأكراد ) حتى بدأت بينهم معركة الاستحواذ على اكبر حجم من المواقع والمناصب التي تم تقاسمها فيما بينهم ومن ثم قيام كل طرف من تلك الأطراف بتوزيع ما حصل عليه من الغنيمة على اسس طائفية ومذهبية ووفق اعتبارات حزبية وشخصية ومصلحية فسميت بالكعكة لأنه لم يكون للقانون والعدالة أي دور في ذلك  .

أما عندما يكون القانون هو السيد الذي لا يعلى عليه وهو القادر على احقاق العدالة وارساء المساواة بين الجميع عندها لا يمكن لأحد ان يسمي تلك المواقع والمناصب والحقوق المناطة او الممنوحة لمستحقيها بالكعكة بل بالاستحقاقات المشروعة سواء كانت استحقاقات وطنية او قومية اوسياسية أو دينية او انسانية  ...الخ .

رغم انني لم استخدم مفردة " الكعكة " في أي من كتاباتي السابقة بل دائمآ استخدم تعبير " الاستحقاق القومي " أو " الاستحقاق الوطني " إلا انني اجد ان مفردة " الكعكة " التي يستخدمها  الأخ حبيب تومي هي اكثر تطابقآ وتوافقآ عند الاشارة الى طبيعة السلوك الذي تتبناه كل من قناة عشتار الفضائية وما يسمى بالمجلس الشعبي تجاه الكلدانيين  وايضآ عند الحديث عن الحكم الذاتي وعن مشكلة التسمية والتعيينات المختلفة ، وما دفعني الى الكتابة وإثارة هذا الموضوع مرة اخرى هو بسبب اعتقادي بأنه لا يوجد شيء آخر قد احدث شرخآ عميقآ بين ابناء شعبنا اكثر من الكعكة المستخدمة في هذه التي ذكرتها والتي تحسب على السيد سركيس آغاجان ، وقبل توضيحها لابد وان نشير الى فرضية ترتقي الى الحقيقة عند معظم ابناء شعبنا وهي ان كعكة الأموال التي تصرف من قبل السيد سركيس اغاجان في المجالات التي تهم شعبنا هي اموال عامة مخصصة اصلآ لعموم ابناء شعبنا ، والآن لنرى هل تلك الأموال استخدمت كالكعكة أم وزعت وفق الاستحقاق :-

اولآ :- كعكة قناة عشتار الفضائية : إذا كانت قناة عشتار الفضائية المنشأة اصلآ من تلك الأموال تتبنى الشعار المتبني من قبل الاحزاب الاشورية مع تحريم العَلَم الكلداني او السرياني من ان يكون له مكان على واجهتها ، وإذا كانت هذه القناة تحتفل برأس السنة البابلية الكلدانية بحسب التاريخ الذي حددته الأحزاب الآشورية وتجاهلت تمامآ التاريخ الحقيقي الذي يعتمده الكلدانيين ، وإذا كانت القناة تتبنى وتحتفل بيوم الشهيد الآشوري فقط من دون مراعاة واعطاء يوم الشهيد الكلداني أي اهمية وأي اهتمام كالذي تمنحه ليوم الشهيد الاشوري . وإذا كانت قناة عشتار تركز فقط على الأغاني الآثورية وعدم اعطاء أي مساحة لتلك التي تستخدم اللغة الكلدانية او السريانية ، وإذا كانت قناة عشتار الفضائية تذكر من ضمن رموز شعبنا حتى عازف الطنبورة لمجرد كونه اثوري وتتجاهل تمامآ الشخصيات الكلدانية ليذكروا من ضمن اولئك الرموز من امثال المناضل المرحوم توما توماس ، وإذا كانت قناة عشتار الفضائية لا تظهر على شاشتها سوى مَن يسير في طاعة السيد سركيس اغاجان وطاعة موظفيه ولا تذكر سوى اخبار مَن يساير ويتماشى مع توجهاته واهدافه ورغباته ، وإذا ...وإذا ...وإذا

هذا الاستفراد الاشوري ببرامج قناة عشتار الفضائية والتي جعلوها كغنيمة لهم من دون ان يكون للكلدانيين والسريان أي من الحقوق فيها سوى الشعارات وبعض المقابلات التي تهدف الى تمجيد القائد ، على هذا الاستفراد بالحقوق يطلق بالكعكة لعدم توفر العدالة في مسألة منح الحقوق والمشاركة العادلة في برامج وانشطة قناة عشتار .

ثانيآ :- كعكة ما يسمى بالمجلس الشعبي ( الكلداني السرياني الاشوري ) الذي بدأ عقده بالانفراط بعد انسحاب كل التنظيمات الكلدانية منه والذي لا يضم الآن سوى تلك المكبلة بآلام الرضوخ والصمت لضمان استمرارية تمويلها حتى لو جاء هذا التمويل على حساب تاريخها ومبادئها ، وإلا إذا لم يكن المجلس بمثابة كعكة بيد البعض ، فكيف استطاع اقصاء كل مكوناته وهم صامتون صاغرون من الترشيح ضمن قائمته في الإنتخابات البرلمانية القادمة في الأقليم ومجيئه بأشخاص من خارج تلك التنظيمات وترشيحهم كممثلين له ؟. فعندما تمنح الحقوق والمستحقات لغير مستحقيها عندها تتحول تلك الحقوق وتلك المناصب الى غنيمة ويطلق عليها بالكعكة يا استاذنا بيقاشا ويكون من حق الجميع فضحها والعمل على اعادتها الى مسارها السليم .

ثالثآ : كعكة التطبيل والتزمير للحكم الذاتي ، بعد تضمين دستور اقليم كوردستان اشارة الى امكانية اقامة منطقة الحكم الذاتي داخل الأقليم عند توفر شرط الأغلبية لشعب ما ، ففي هذه الحالة لا يطلق على المطالبة بإقامة منطقة الحكم الذاتي لشعبنا في منطقة لنا الأغلبية فيها بالكعكة بل بالأستحقاق القومي والدستوري ، أما التطبيل والتزمير لإقامة مثل هكذا حكم ذاتي في ما يسمى بسهل نينوى ومن دون ان يكون هناك أي تفاهمات مع الجانب الذي يقع هذا السهل تحت سيطرته الادارية والجغرافية ومن دون ان يكون هناك اي غطاء قانوني او دستوري مركزي لهكذا مطلب عندها ينظر الى هكذا حكم ذاتي وكأنه كعكة يحاول البعض الاستيلاء عليها من دون اعطاء اي اعتبار للشركاء الأخرين .

رابعآ : كعكة التسمية : الجميع يعلم ان التسميات ، الكلدانية والسريانية والاشورية والارامية ليست ملك لأي طرف ولا هي غنيمة لأي شخص او طرف ، وإن أي تصرف من دون موافقة اصحابها الحقيقيين يكون منافيآ لجميع الأعراف والقوانين والقواعد الانسانية ، إذ يحسب هكذا التصرف الانفرادي بالسطوة والهيمنة على حقوق ومستحقات الاخرين بالكعكة لأن مجمل العملية هي الاستفراد بالقرار من دون ان يكون للشركاء الاخرين اي دور في صياغة هذا القرار ، أي ان مفهوم الكعكة لا يطلق فقط على الماديات كما يعتقد السيد بيقاشا بل الى كل ما له علاقة بالحقوق والخصوصيات سواء كانت مادية او معنوية او سياسية او غيرها .
 
الذي يريد ان يتأكد من هذا كله ليشاهد قناة عشتار هذه الأيام ليرى بأم عينيه كيف احتكرتها قائمة ما يسمى يالمجلس الشعبي التي تحمل الرقم 68 لتبث دعايتها الانتخابية فقط ومن دون ان يكون اي ذكر او اشارة للقوائم الانتخابية الأخرى ، لذلك يطلق على الحقوق المغتصبة من قبل طرف واحد بالكعكة ، ولذلك نقول يا سيد اسكندر ان الكلدانيين لا يبحثون عن الكعكة ولا يطمعون في الحرام واغتصاب حقوق الاخرين لكنهم يطالبون بضمان حقوقهم القومية والسياسية والدينية وحتى المالية المخصصة لعموم شعبنا المسيحي في العراق .

اما عن قصة علاقة الكعكة بالقيم والمباديء يقول السيد اسكندر بيقاشا (اذن الموضوع ليس قضية قيم ومبادئ تخدم الامة الكلدانية بل هي قضية "الكعكة" التي يتحدث عنها السيد حبيب تومي ويقصد منها المناصب والاموال والاعلام... ) انتهى النص
لا اعرف كيف يريد السيد بيقاشا ان يقنعنا بأن المطالبة بالحقوق او باسترداد تلك المغتصبة من قبل البعض تتنافى مع القيم والمباديء ؟، هل هناك دولة واحدة او حزب واحد او طرف واحد او حتى فرد سوي واحد في العالم كله تخلى عن مطالبته بحقوقه واستحقاقاته المشروعة ، فهل ليس لهؤلاء جميعآ وبحسب منطق السيد اسكندر بيقاشا أي قيم ومباديء ؟؟؟، وهل يستطيع السيد بيقاشا ان يخبرنا عن اسباب تمسك  شعبنا ومن ضمنهم هو نفسه بالحصة المقررة من المقاعد في مجالس المحافظات والبرلمان ، ألم تكن من اجل المناصب ، فهل ليس لجميع ابناء شعبنا قيم ومباديء ، وما هي اسباب الأزمات التي تحول دون تشكيل الحكومات في دول العالم ، اليست بسبب توزيع المناصب ، اليست المشكلة الرئيسية العالقة اليوم بين حكومة المركز وحكومة اقليم كوردستان هي بسبب اموال كركوك وتوزيع الثروات ، فهل ليس لهؤلاء جميعآ بحسب منطق السيد بيقاشا أي قيم او مباديء ، أم ان هذا المنطق يطبق على الكلدانيين فقط ؟. يا له من منطق اعوج ومعكوس ، لأنني لا اعتقد يخالفني اي انسان منصف اذا قلت لا قيم ولا مباديء ولا حتى كرامة للذي لا يطالب بحقوقه ومستحقاته المشروعة وتلك المغتصبة من قبل المتنفذين واصحاب المناصب والأموال والقنوات الفضائية .

منصور توما ياقو
14 july 2009



30

للمحرضين ، لا تخافوا على كنيسة المسيح الكلدانية

في الفترة الأخيرة استخدم بعض الكتّاب اللهجة التحريضية البائسة ضد الكنيسة الكلدانية ، منوهين الى احتمالية انشقاق الآثوريين الذين يمارسون ايمانهم المسيحي الكاثوليكي مع الكلدانيين الكاثوليك من الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ، هذا ما يطالعنا به بين حين وآخر بعض المتملقين والمنتشين بلذة ظهورهم على شاشات القنوات الاشورية .
الغريب في تفكير هؤلاء المحرضين هو اعتقادهم ان عقيدة الإيمان بالمذهب الكاثوليكي عند الاخوة الاثوريين هي ليست من اجل خلاص نفوسهم الأبدي ولإعتقادهم الراسخ بأنه الإيمان المسيحي القويم بل وكما يعتقد هؤلاء المحرضين هو من اجل تدمير الهوية القومية الكلدانية ّ.

المشكلة المتأصلة في تفكير البعض هي انهم لا يفرقون بين الدين والقومية ، يجهلون ان الكاثوليكي سواء كان كلداني او اثوري او سرياني او باكستاني او فرنسي او من أي جنسية كانت ، إذا مارس ايمانه الكاثوليكي في أي كنيسة كاثوليكية كانت لا ينظر او يهتم بجنسية اصحاب تلك الكنيسة ، فعلى سبيل المثال ، هناك عائلة كلدانية كاثوليكية  تعيش بعيدآ جغرافيآ عن الكنيسة الكلدانية ، فلجأت الى الكنيسة الكاثوليكية المارونية اللبنانية لكي تمارس ايمانها المسيحي الكاثوليكي ، سواء في حضور القداس الإلهي او ممارسة الطقوس الأخرى وحتى المشاركة في دفع الاشتراكات السنوية ، فهل معنى هذا ان تلك العائلة الكلدانية قد انسلخت من كلدانيتها واصبحت مارونية او لبنانية مع احترامي وافتخاري بالشعب الماروني وبلبنان ، أو هل ارتباط هذه العائلة الكلدانية بتلك الكنيسة المارونية متوقف على تصريحات المسؤول الماروني السيد سمير جعجع مثلآ او على تصريحات ومواقف البطريرك الماروني مار نصرالله صفير ، أو مثلآ ، إذا جمعتني الصدفة وحضرت القداس الإلهي في الكنيسة الكاثوليكية التابعة للآثوريين ، فهل هذا يعني انني انسلخت من كلدانيتي واصبحت اثوريآ ، كذلك الآثوري عندما يمارس ايمانه الكاثوليكي في الكنيسة الكاثوليكية التي للكلدان فإنما يمارس ايمانه المسيحي من دون ان ينسلخ من آثوريته ، ومن دون أن يهتم بما يعتقده اصحاب تلك الكنيسة من معتقدات سياسية او قومية التي لا علاقة لها بجوهر وطبيعة الإيمان الكاثوليكي والتي لا تؤثر على الإيمان المسيحي لأي شخص او طائفة او ملة أو قومية تمارس ايمانها من خلالها .

ان اللهجة التحريضية التي ينتهجها بعض المتمردين والمتزعزعين قوميآ وايمانيآ ضد الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية إنما توحي ضمنيآ بأن الحرب التي تُشَن من قبلهم وبتخطيط وتوجيه من اسيادهم ضد هوية الكلدان القومية ليست إلا مجرد غطاء للتمويه والخداع ولكن الحقيقة المدفونة  تحت الغطاء هي الحرب المذهبية ضد المذهب الكاثوليكي بدليل تحريضهم للأثوريين والمتأشورين على الانشقاق من الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية فحسب ، أما الى اين يتوجهون والى اية كنيسة ينضمون ، فهذا ليس مهم عند هؤلاء المحرضين بدليل انهم لم يحددوا الوجهة التي يجب ان يسلكوها هؤلاء المنشقين ، لأن الهدف الأول والأهم عندهم هو انشقاقهم من الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية لا غير .

ان مهمة خلق الفتن ونشر البلبلة والتحريض ضد الكنيسة الكاثوليكية كانت قد اوكلت الى بعض الخدم المتأشورين  وبعض المتملقين و المتذبذبين ايمانيآ وقوميآ ، غير ان القس الآشوري عمانوئيل يوخنا لم يتحمل ضغط حقده المتراكم في داخله تجاه الكرسي الرسولي او الكرسي البابوي الكاثوليكي وتجاه الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ورموزها الأجلاء ، فنزل بنفسه وبكامل عدته وعتاده لينفث ما بنفسه من السوء ليعلن وهو على دراية تامة بحسب ادعاءه بأن الآشوريين الايرانيين الذين يمارسون ايمانهم الكاثوليكي في الكنيسة الكلدانية في الولايات المتحدة هم على وشك الخروج من الكنيسة الكلدانية إذا الأخيرة لم ترضخ بقبول تسمية قطارية يخجل الجميع واولهم القس عمانوئيل يوخنا نفسه من ان يرددها في كل الأوساط كتسمية قومية له ، إذ نقرأ في مقالته التي جاءت بعنوان " قراءة فيما وراء المشهد الكلداني  " النص التالي (وبحسب درايتنا ومتابعتنا للامور فان حالة الرفض في العديد من المواقع تتجه نحو الخروج عن الكنيسة وخاصة من قبل اشوريي ايران من اتباع الكنيسة الكلدانية في الولايات المتحدة، وهي امور مرشحة للتصعيد ما لم تبادر الكنيسة الكلدانية وتتراجع عن موقفها التمزيقي لوحدة شعبنا.   ) انتهى النص .
 
وأود ان اذكر السيد عمانوئيل يوخنا ومعه كل مروجي هذه السموم ، ان ابواب الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية مفتوحة للداخلين وللخارجين ، وهي ليست كنيسة عشائرية متعصبة لطائفة او ملة واحدة ، ويكون لعلمكم مهما خرجوا منها فلا يصل عددهم الى الأعداد الهائلة الذين خرجوا وانضموا الى الكنائس الانجيلية والى جماعات شهود يهوة والى الأديان الأخرى ومع ذلك بقيت الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية قوية ، شامخة ، متمسكة بإيمانها المسيحي القويم ومحتفظة بأصالتها وغنية بأبناءها المؤمنين الثابتين على ايمانهم وعلى اخلاصهم لتعاليمها المقدسة ، ونقول للخائفين على كنيسة السيد المسيح ، لا تخافوا ان ابواب الجحيم لا تقدر عليها بل بالحري ان تخافوا على انفسكم وأن تشفقوا على حالكم يا المساكين .
 
وهناك فقرة اخرى مثيرة وردت في مقالة السيد عمانوئيل حيث يقول فيها ( بصراحة مؤلمة فان غبطة البطريرك دلي فشل في اختبار الابوة التي تقف على مسافة واحدة من ابناءها ) انتهى الاقتباس . وللرد على هذا الكلام اقول ، ان آخر من يحق له ان يتكلم عن الفشل والأبوة وعن الوقوف على مسافة واحدة من الجميع هم رجال الدين في كنيسة المشرق الاشورية  ، وكأني بالسيد عمانوئيل يوخنا لم يسمع او يقرأ يومآ عن غبطة البطريرك دنخا الرابع عندما يصف اشوريته بالقومية والكلدانية بالمذهب ، هل هذا السلوك يا سيادة القس عمانوئيل يوخنا يدل على وقوف غبطته على مسافة واحدة من الجميع ، اليس غبطته في هذا الانحياز والاصطفاف في خندق الاشوريين لإهانة الكلدانيين هو دليل فشله في اختبار الأبوة  ، بل أليس هذا هو الفشل الرئيسي والسبب الرئيسي لتمزيق شعبنا ولكل مشاكلنا وابتعادنا عن البعض ، فعلآ ان الذي لا يرى العمود الذي في عينيه لا يمكنه ان يرى القذى التي في اعين الآخرين .

اما بالنسبة للكلدانيين الذين يمارسون مثل هذا التحريض المشين فأنا متأكد انهم سيتشدقون بكونهم كلدانيين ومنتمين الى الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية وان ما يطرحونه ليس تحريضآ بل هو من باب الحرص والخوف على الكنيسة من الهزات التي قد تتعرض اليها ، وللرد على هكذا تبريرات التي لا يصدقها عاقل نقول ، ان يهوذا الاسخريوطي ايضآ كان ظاهريآ من ضمن تلاميذ السيد المسيح ولكن هذا الانتماء الظاهري لم يمنعه من خيانة سيده وتسليمه لأعداءه ، فالإنتماء شيء والاخلاص والولاء شيء آخر ، لذلك نقول لهؤلاء المحرضين ، لا تخافوا على كنيسة المسيح الكاثوليكية الكلدانية ، فكما فشل يهوذا الاسخريوطي واسياده رغم الألم والحزن الذي سببوه من القضاء على مسيرة التلاميذ وعلى رسالة المسيح الخلاصية للجنس البشري ، كذلك ستفشل خطة هؤلاء المحرضين واسيادهم من القضاء على كنيسة المسيح الكاثوليكية الكلدانية ومن الهوية القومية الكلدانية .

 الشيء الوحيد الذي اود قوله لهؤلاء المحرضين هو ، إذا لديهم فعلآ معرفة بوجود اشخاص مستعدين للتخلي عن ايمانهم المسيحي الكاثوليكي بسبب تمسك الكلدانيين بهويتهم القومية ، أن ينصحوهم بسرعة الخروج كما وأن لا ينسوا هؤلاء المحرضين انفسهم بأن يلتحقوا بهم ايضآ ، لأن مَن يعمل على تدمير كنيسته وعلى تهديد وابتزاز كنيسته لا يصلح ان يكون موجودآ فيها ولا بين الكلدانيين ، فإذا كانوا اليوم يهددون الكنيسة بالانشقاق إذا لم تتبنى التسمية القطارية ، فغدآ سيطالبون ربما بتنحي غبطة البطريرك او احد الأساقفة وإلا فالإنشقاق ، وبعد غد يطالبون ترسيم شخص عادي بدرجة اسقف وإلا فالإنشقاق وبعدها سيطالبون بتغيير الثوابت اللاهوتية والإيمانية وإلا فالإنشقاق وهكذا يا سادة المحرضين ، اليس هذا هو الابتزاز بعينه ، لكن ليكون في علمكم ان الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية هي اكبر من ان يبتزها احد وهي اقوى من ان تخضع لتهديداتكم يا مَن جعلوكم اذنابآ وسخروكم لتنالوا من كنيستكم ومن قوميتكم وانتم تعلمون او لا تعلمون .

واخيرآ  اود ان اقول لهؤلاء المحرضين ومثيري الفتن ، اطمئنوا ان الأخوة الاثوريين الكاثوليك لم يعتنقوا المذهب الكاثوليكي او يمارسوا ايمانهم الكاثوليكي من اجل غبطة البطريرك الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي او من اجل سواد عيون الكلدانيين ، بل سلكوا في هذا المذهب من اجل خلاص نفوسهم ولإعتقادهم الايماني بأنه الإيمان القويم الذي استلموه من رب المجد عن طريق رسله الأولين ، اما من يحاول ربط ايمان هؤلاء الأخوة بالأمور السياسية والقومية انما الحقد قد ملأ قلوبهم وقد لبسهم الشيطان بحيث جعلوا من انفسهم عثرة في طريق هؤلاء المؤمنين ويقول رب المجد عنهم " ... ومن أعثر احد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له ان يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر.) ( الانجيل بحسب متى الرسول 18: 6. ).

منصور توما ياقو
9 july 2009
   




31


نحو مقاطعة الانتخابات البرلمانية في اقليم كوردستان

في البدء ليست هذه الدعوة موجهة ضد القيادة الكوردستانية او ضد حكومة الأقليم اللتين هما محل فخر وتقدير من قبل كل مكونات الشعب في اقليم كوردستان ، إذ لا غبار على مواقفهم الانسانية النبيلة وتفهمهما الكبير حول قضايا وحقوق كل تلك المكونات ،  ولا على مسلكهما السياسي وادائهم النزيه والرائع الذي اصبح النموذج والمثال الأول الذي يقتدى به من قبل الكثير من الأجهزة والمؤسسات العراقية الاخرى بقدر ما هي موجهة احتجاجآ ضد اللجنة الدستورية في برلمان الأقليم وضد مصادقة اعضاء البرلمان على مشروع دستور الأقليم المتلاعب به خلال الساعة الأخيرة قبل عرضه عليهم وضد الشخصية الاشورية السيد سركيس اغاجان وكتلته الاشورية الذين استطاعوا و بفعل النفوذ والسلطة الكبيرة التي يتمتع بها سيادته في الأقليم على فرض املاءاته وشروطه على تلك اللجنة لتغيير المادة الخامسة في مشروع الدستور وفق شروطه واجندته الخاصة ورغمآ عن إرادة الكلدانيين الذين هم المعنيين و اصحاب الشأن .

فبعد أن قضت اللجنة الدستورية التي شكلها برلمان اقليم كوردستان أشهر طويلة وربما سنوات على اعداد مشروع الدستور الذي احتاج في بناء مواده تقديم وتنقيح الاف المقترحات والدراسات والرجوع الى آراء مجموعة كبيرة من الخبراء والأساتذة المتخصصين في القانون والحقوق والتاريخ وعلم الاجتماع والسياسة عدا المناقشات والمقابلات مع كل مكونات الشعب الى أن أصبح جاهزآ بصورته التي نشر في عشرات المواقع الألكترونية وفي الكثير من الصحف والمجلات ومن ضمنها تلك العائدة للحكومة الكوردستانية والناطقة بلسان الحزبين الكورديين الرئيسيين ، ولكن ما يهمنا من تلك المسودة المنتهية من اعدادها والمهيئة للمصادقة عليها من قبل اعضاء برلمان اقليم كوردستان هي المادة الخامسة التي نصت على الأتي ((  المادة 5 :
يتكون شعب اقليم كوردستان من الكورد، التركمان، العرب، الكلدان والسريان والآشوريين، الأرمن وغيرهم ممن هم من مواطني اقليم كوردستان )) .

كانت هذه الصيغة المعتمدة لحد قبل ساعة واحدة من المصادقة عليها كما جاء في تصريح الأستاذ ضياء بطرس السكرتير العام للمجلس القومي الكلداني ( الرابط الأول ادناه ) ، ولكن ومن خلال التصريحات اللاحقة تبين ان هذه الساعة كانت جدآ كافية للسيد سركيس آغاجان الشخصية الاشورية والعضو القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني ووزير المالية في حكومة الأقليم والمتعين لا نعلم من قبل مَن للإشراف على شؤون المسيحيين للتدخل وممارسة نفوذه وعلاقاته لتغيير تلك المادة برفع حرف الواو الجامع الذي كان يفصل بين الكلدان والسريان والاشوريين والعمل على لصق تلك التسميات مع بعضها البعض من دون حرف الواو للحصول على تسمية مركبة ركيكة المبنى وثقيلة اللفظ ولم يسبق لشعب ما لا في التاريخ القديم ولا الحديث ان تسمى بتسمية قطارية من خلال لصق التسميات ، والأنكى من كل ذلك انها لا تعطي أي مفهوم قومي ، لأننا لو سألنا السيد آغاجان نفسه هذا السؤال ، اننا نعرف ان التسميات " الكلدانيين والسريان والاشوريين " هي تسميات تاريخية استخدمت في حقبات تاريخية متعاقبة او حتى تلك المتداخلة فيما بينهم ، فهل سمعت او قرأت ان حاول احد في التاريخ القديم وحتى الحديث ان لصق تلك التسميات مع بعضها البعض للخروج بتسمية مركبة كما تحاولون اليوم فرضها على الكلدانيين بفعل تأثير نفوذكم الحزبي والعلاقاتي اللذين لا يدومان الى الأبد ؟ .

لماذا اصرار السيد آغاجان والكتلة الآشورية التجاوز المشوب بالتحدي والاستخفاف بقرارات وتوصيات المرجعية الدينية الكلدانية المتمثلة ببيان الذي صدر من اساقفة الكنيسة الكلدانية في ختام اجتماعهم السينودسي المنعقد للفترة من 28 نيسان لغاية 5 أيار 2009 م ، الذي أشار في احدى فقراته على بقاء الخصوصية القومية لكل من تلك التسميات كما هي من دون تشويهها بجعلها تسمية قطارية او تقزيمها بأشكال اخرى ، والنص الأصلي الذي ورد في فقرة ذلك البيان هو ((  من هذا المنطلق اعلن الاساقفة تمسكهم الراسخ بقوميتهم الكلدانية وحقوقهم المشروعة، بموجب الدستور العراقي الاتحادي المادة 125: (( يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة مثل التركمان، والكلدان والاشوريين، وجميع المكونات الاخرى، وينظّم ذلك بقانون )). فيطالب الاساقفة ادراج هذه المادة في دستور اقليم كردستان... ) .( الرابط الثاني ) .

ان ما قام به السيد اغاجان بفعل نفوذه ليس هو فقط الاستخفاف بتوصيات المرجعية الكلدانية وإنما ايضآ ألإستخفاف والقفز من فوق إرادة الكلدانيين المتمثلة بمرجعيتهم السياسية والقومية والتي هي الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية ؟، التي طالبت القيادة والحكومة والبرلمان الكوردستاني على ادراج الكلدان كقومية مستقلة في دستور الأقليم ، ( الرابط الثالث ) ،
فهل النفوذ الحزبي والعلاقاتي للسيد آغاجان تمنحه الحق لكي يمارس قانون الغاب على الكلدانيين أم اننا وفي ضوء هكذا سلوكيات وممارسات عدنا الى سلوكيات وممارسات النظام السابق ؟.

ثم ، لماذا تعمد السيد آغاجان على تحدي الدستور العراقي ومخالفته والذي ينص في مادته 125 على ذكر التسمية التي يفصل بينها حرف الواو الجامع ليأتي سيادته وخلال ساعة واحدة يغيرها رغمآ عن إرادة اصحابها ويزيل حرف الواو الجامع ليتحفنا بتسمية مرفوضة كلدانيآ ولا اساس لها تاريخيآ ؟.

هل يمكن اعتبار مصادقة اعضاء برلمان كوردستان على مشروع دستور الأقليم قانونيآ وشرعيآ بعد ان ثبت التلاعب بمواده في الساعة الأخيرة قبل عرضه عليهم ومن دون علمهم كما صرح النائب جمال عويد لموقع عنكاوا كوم في 24 / 6 / 2009 إذ كتبت عنه ( لكن عويد أوضح أنه " تفاجأ  بقراءة الدستور بالصيغة التي وردت اليوم  حول تسمية شعبنا، اذ وزعت المسودة قبل ايام فكانت تسمية شعبنا تحمل واوات ". ) ؟.

هناك العشرات من التصريحات والتلميحات التي تؤكد خضوع اعضاء اللجنة الدستورية واعضاء البرلمان الكوردستاني لضغوطات أفقدتهم القدرة على صيانة مواد الدستور الذي استنزف الكثير من الطاقات والجهود والأمكانيات والوقت الى ان تم اعداده ، والأنكى من ذلك هو اشتراك رئيس واعضاء البرلمان الكوردستاني في ايجاد حجج ومبررات لتغطية المؤامرة التي قادها السيد سركيس آغاجان ضد الكلدانيين .
 
السؤال الكبير هو ، إذا استطاع السيد سركيس آغاجان وهو الشخصية الاشورية المتعين والمهيمن على شؤون المسيحيين في كوردستان العراق وايضآ هو الشخصية المعادية للتسمية القومية الكلدانية قد استطاع اختراق اللجنة الدستورية في برلمان اقليم كوردستان واجبار اعضائها على تغيير المادة الخامسة في الدستور واخراجها كما اراد ووفق اجندته الآشورية الخاصة ومن ثم اخضاع اعضاء البرلمان الكوردستاني على المصادقة على الدستور المتلاعب به خلال الساعة الأخيرة قبل قراءته والمصادقة عليه ، فمن يضمن نزاهة الانتخابات الخاصة بالكوتا المخصصة للكلدانيين والسريان والاشوريين وللسيد اغاجان نفس التأثير والنفوذ والسلطة في الأقليم ، أليس التلاعب بنتيجة الانتخابات حول المقاعد الخمسة المخصصة للمسيحيين ( الكوتا ) اسهل من التلاعب في مواد الدستور ؟ .

انا شخصيآ على يقين تام بأن حال الانتخابات لن يكون افضل من حال الدستور ، فإذا كان يطلق على الفقرة الخامسة من دستور اقليم كوردستان بعد تغييرها من قبل السيد سركيس آغاجان بالفقرة الآغاجانية أو بالدستور الحزبي كما ورد في البيان المنشور في موقع عنكاوا كوم يوم 2تموز 2009 والموقع من قبل 48 صحفيآ في مدينة اربيل الذين يطالبون الشعب في كوردستان رفضه لأنه اهمل الحقوقوالمطالب المشروعة لشعب ومواطني كوردستان بحسب البيان  ، (    الرابط  الرابع ) ، لذلك اقول إن نتيجة  الانتخابات ستكون هي الأخرى آغاجانية بإمتياز ، وان محاربة قائمة الكلدان الموحدة من خلال تمزيق لافتات الدعاية الانتخابية العائدة لتلك القائمة  ( الرابط الخامس ) هي بوادر بداية تنفيذ المخطط المؤامراتي على قائمة الكلدان والاستحواذ على المقاعد المخصصة للمسيحيين ، أما إذا رأت الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية باعتبارها المرجع السياسي والقومي الوحيد للكلدانيين بأن قرار المشاركة هو افضل من عدم المشاركة حتى لو حيكت ضدهم الدسائس والمؤامرات كتلك التي حيكت في مجلس البرلمان فعندها وجب على جميع الكلدانيين ومن ضمنهم كاتب هذه المقالة الوقوف خلف قائمة الكلدان الموحدة (  64 ) باعتبارها القائمة الوحيدة التي تمثل الكلدان تمثيلآ حقيقيآ ونزيهآ ، وان الصوت الكلداني الأصيل يجب ان يذهب الى قائمة الكلدان الموحدة ( 64 ) ، وفي هذه الحالة  اقول لكل كلداني غيور ومحافظ على اصالته ، لا أحد يحفظ كرامتك اكثر من نفسك ، ولا احد يحفظ هويتك القومية ويحقق طموحاتك ويدافع عن حقوقك القومية والسياسية والحياتية اكثر من الكلدانيين في القائمة ( 64 ) ، وتذكر دائمآ ان دلالة الرقم 64  متأتية من 4 + 6 = 10 والرقم عشرة في الكتاب المقدس هو رقم مبارك لأنه يرمز الى الكمال ، فهو ليس رقم مشؤوم او رقم بلا معنى كما هو الحال عند جمع بعض الارقام ، نعم ان مشاركة الكلدانيين في الانتخابات مهم لدعم قائمة امتهم قائمة الكلدان الموحدة التي تحمل الرقم ( 64 ) ، قائمة الكرامة والحقوق ورد الاعتبار والتحدي مهما حدث خلف الكواليس ورغم توقعي الكبير انه سيحدث الكثير وان نتيجة تلك الانتخابات لا تخرج من احد السيناريوات التالية :-
1-   استحواذ السيد سركيس آغاجان من خلال قائمته الآشورية المسماة بالمجلس الشعبي على المقاعد الخمسة المخصصة لكل من الكلدانيين والسريان والاشوريين في برلمان اقليم كوردستان وشحدا اليوصل يم حدنا .
2-   استحواذ السيد سركيس آغاجان من خلال قائمته الآشورية المسماة بالمجلس الشعبي على اربعة مقاعد وانتقامآ من الكلدانيين منح المقعد الخامس لأبن طائفته الآشورية السيد يونادم كنا صاحب القائمة الانتخابية الاشورية المسماة قائمة الرافدين .
3-   من اجل ضمان الأغلبية البرلمانية للمقاعد المخصصة للكلدانيين والسريان والاشوريين في برلمان الأقليم ، ربما يكتفي السيد سركيس آغاجان بثلاث مقاعد برلمانية ومنح مقعد لقائمة الرافدين الاشورية ومقعد لذر الرماد في العيون لقائمة الكلدان الموحدة .

النتيجة بحسب السيناريوات السابقة هي كالآتي :-
1-   في السيناريو الأول خمسة مقاعد للآشوريين .
2-   في السيناريو الثاني ايضآ خمسة مقاعد للآشوريين ولكن بتكتيك مختلف .
3-   في السيناريو الثالث اربعة مقاعد للآشوريين وهي الأغلبية الساحقة ومقعد يتيم واحد للكلدانيين .

في كل السيناريوات التي ستنفذ بأمر القائد وبفعل نفوذه  يكون للآشوريين الأغلبية البرلمانية الساحقة ، هذه هي قسمة ضيزي ، وقسمة ضيزي تعني القسمة الجائرة شاء من شاء وأبى من أبى . تمهلت كثيرآ عند كتابة احدى الكلمات لكي لا اخطأ املائيآ وتخرج القسمة بمفهوم آخر .

 نعم ، بوجود السيد سركيس آغاجان وهو بكامل جهوزيته المادية والحزبية والسلطوية والعلاقاتية سيكون للآشوريين في انتخابات اقليم كوردستان الأغلبية السياسية والقومية في برلمان الأقليم علمآ بأن عددهم لا يتجاوز 10 % من مجموع عدد الكلدانيين والسريان والآشوريين !!!. ألم يقال ان السياسة هي فن وان الحرب هي خدعة وانا على اخي وانا واخي على ابن عمي  وفي الأخير اننا شعب واحد ؟.

الآن ، هل عرفتم لماذا قاتلوا ويقاتلوا الأخوة الآشوريين على التسمية الموحدة ؟، هل صدقتم ان دموع التماسيح التي يذرفونها على التسمية الموحدة هي ليست من اجل سواد عيون الكلدانيين والسريان ، أو من اجل الحقوق والاستحقاقات للمكونات الثلاثة ،  كلا مطلقآ ، بل هي من اجل اصواتهم ومن اجل استخدامهم كتابعين لتنفيذ ما يُطلب منهم تنفيذه كما هو حال البعض الذي ارتضى ان يكون ذنبآ لغيره .

فهل بعد السيناريو المؤامراتي ضد الكلدانيين الذي حدث في مجلس نواب اقليم كوردستان بتأثير من السيد سركيس آغاجان الذي هو نفسه وبكامل جهوزيته التي ذكرناها اعلاه هو الذي يقرر ويختار ويحدد ليس فقط التسميات القومية والتصويت على هويات الشعوب بل هو الذي سيحدد ويختار طريقة توزيع اصوات المقترعين على المرشحين ، فهل من داعي بعد كل هذا المشاركة في هكذا انتخابات ؟.

صحيح ان قرار عدم مشاركة الكلدانيين في انتخابات اقليم كوردستان لا يعني شيء عند الآشوريين الذين لا يهمنا رأيهم او موقفهم بعد ان اختبرناهم جيدآ وفقدنا ثقتنا بجميع تنظيماتهم و بقادتهم ومسؤوليهم ، إلا ان هكذا موقف المتمثل  بعدم مشاركة مكون كامل من مكونات شعب كوردستان في انتخابات الأقليم سيكون له عدة استفهامات عند العقلاء والحكماء واهل التمييز والقرار في الجانب الكوردي .

أنا متأكد انه يوجد في القيادة الكوردستانية مَن يتابع حركة المجتمع  في الأقليم ويرصد أي خلل يحدث ومهما كان حجمه ومصدره ،  وإذا كان هناك من يعمل على تأزيم العلاقة بين الكلدانيين والكورد من خلال استغلال نفوذه ومركزه فإن قرار عدم مشاركة الكلدانيين في الانتخابات سينبه المسؤولين في الأقليم على وجود خلل عميق ورفض كبير على طريقة تعامل مراكز صنع القرار في الأقليم مع التوجهات والحقوق الكلدانية ، كما ويكون اعلانآ صريحآ على رفض الكلدانيين المطلق لأي كان من خارج المرجعيتين الكلدانيتين ( الدينية والسياسية القومية المتمثلة بالهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية ) ان يجعل من نفسه وصيآ على الكلدانيين ، خاصة إذا كان قرار عدم المشاركة في الانتخابات موقع من المرجعيتين الدينية والسياسية القومية  وأن يتضمن القرار الاعلان الصريح بأنه لا يوجد أي تمثيل كلداني في برلمان اقليم كوردستان بسبب مقاطعة الكلدانيين للإنتخابات احتجاجآ على الضغوطات التي مارسها السيد سركيس آغاجان على اعضاء اللجنة الدستورية في برلمان الأقليم واجبارها على تغيير القومية الكلدانية في دستور الأقليم الى تسمية مصطنعة دخيلة لا وجود لها في كل التاريخ ، ويشير الى ان أي تصريح او قرار او موقف يصدر من اعضاء البرلمان الخمسة المحسوبين على الكوتا المسيحية ويشير ضمنآ او علنآ على عموم المسيحيين العراقيين او على الكلدانيين هو باطل وغير شرعي ، لأن الكنيسة الكلدانية لم تخول أي منهم للتحدث بإسمها وكما ان الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية الممثلة السياسية والقومية للكلدان لم تخول أي من اولئك الأعضاء التحدث باسم الكلدانيين ، وتحتفظ  كِلا المرجعيتين بكامل حقهما في ملاحقة أي عضو او جهة قضائيآ إذا اقتضى الأمر .

فمن دون اتخاذ القرارات الصعبة والجريئة ومن دون الثبات على المباديء وعلى الغيرة وعلى القيم وعلى الهوية القومية سيستمر شابور القرن الحادي والعشرين في مواصلة مؤامراته ضد الكلدانيين وسيعمل بكل ما اوتي من قوة على ضرب الكنيسة الكاثوليكة للكلدان والهوية القومية الكلدانية ، المهم هو الثبات على الموقف الى ان يتم تصحيح الخلل الذي احدثه حتى لو تطلب الأمر ألانتظار لمدة 35 سنة اخرى ، حذاري من الالتفات الى أي مكسب زائل سواء كان مقعد هنا او منصب هناك او بضعة دولارات من هذا او ظهور باهت على شاشة طائفية مقابل مسخ اسمنا وهويتنا القومية وكرامتنا ،  وحذاري من تصديق اي من الوعود التي خدعنا بها كثيرآ .
 
أنا برأيي الشخصي أن تكون مطالبنا وشعاراتنا في هذه المرحلة كالآتي :-

لا للإنتخابات من دون اعادة المادة الخامسة الى وضعها الطبيعي
لا للإنتخابات المحسومة النتائج بقرار شخصي
لا للوعود الشفهية المخادعة
لا للوصايا والهيمنة  على القرار الكلداني من خارج البيت الكلداني
 
نعم لحرية الكلدانيين
نعم للقومية الكلدانية
نعم للمرجعية الدينية الكلدانية
نعم للمرجعية السياسية والقومية الكلدانية المتمثلة بالهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية .

  واكرر القول ،  إذا كان رأي وموقف المرجعيتين الكلدانيتين عكس رأيي الشخصي من ناحية المشاركة في تلك الانتخابات ، فأكون انا اول الداعمين لقرارهم ، وأول المدافعين والمشجعين لقائمة الكلدان الموحدة التي تحمل الرقم ( 64 ) ، وأول المباركين لكل خطوة وانجاز يتحقق لصالح امة الكلدان التي لم ولن تخضع او تنقاد إلا لأبناءها المفتخرين بهويتهم القومية الكلدانية .

1- تصريح السيد ضياء بطرس
http://www.chaldeanparty.com/forum/showthread.php?t=1684
2- بيان المرجعية الدينية الكلدانية
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,296779.msg3841620.html#msg3841620
3 رسالة المرجعية السياسية والقومية الكلدانية لتثبيت القومية الكلدانية
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,310787.msg3942247.html#msg3942247

4- بيان الصحفيين الذين يطالبون برفض الدستور   
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,315187.0.html

 5- رابط تمزيف لافتات قائمة الكلدان الموحدة
http://www.chaldeanparty.com/forum/showthread.php?t=1712



منصور توما ياقو
 4تموز 2009
 

32


 ان طبيعة تركيبة الشعب الكلداني لا تختلف عن طبيعة تركيبة أي شعب آخر من الشعوب العراقية من حيث خضوعه وارتباطه الوثيق بمرجعيتيه الدينية والقومية ، والسبب يعود اننا قبل أي شيء نفعله عندما نربي اطفالنا هو اننا نغرس في عقولهم ووجدانهم صفة احترام المرجعية الدينية وكل ما يصدر منها من توجيهات وارشادات واعتبارها كيان مبارك  له قدسيته ومكانته العظيمة عند الله وفي نفوسنا وحياتنا ، لذلك قلما بل من النادر جدآ ان لم يكن من الشواذ أن نجد انسان قد تربى في كنف عائلة مؤمنة وملتزمة أن يتصرف خلاف ما تربى عليه .

على مثال المؤتمرات القومية التي تنعقد بعد كذا سنة كذلك لإساقفة الكنيسة الكلدانية السينهودس ( مجمع اساقفة  ) الذي ينعقد هو ايضآ لأسباب طارئة او بعد مرور كذا سنة من انعقاد السينهودس السابق ، وكما يكون من الواجب احترام وتنفيذ القرارت والتوصيات التي تصدر عن المؤتمرات القومية ، كذلك تأخذ التوجيهات والتوصيات والتعليمات الصادرة عن مجمع الأساقفة الصفة الشرعية والقانونية التي يجب احترامها وتنفيذها ، فما بالك اذا التقت الإرادتين الدينية والقومية على تبني توجه داخلي ( كلداني ) واحد ؟، عندها يتحول هذا التوجه الى الإرادة الكاملة لعموم الشعب الكلداني وأي مساس بتلك الإرادة يعني عدم احترام ارادة الشعوب ويدخل في ذات النهج السلطوي العنصري المهين لعموم الشعب الكلداني بما فيه مرجعيتيه الدينية والسياسية القومية .

ففي الفترة ما بين 28 نيسان ولغاية 5 أيار 2009 م عقد المجمع المقدس لإساقفة الكنيسة الكلدانية في مدينة عنكاوا الكلدانية وفي نهاية اجتماعاتهم صدر بيان ختامي ومن ضمن ما ورد فيه هو مطالبتهم بإدراج الكلدان كقومية مستقلة في دستور اقليم كوردستان ، وللرجوع الى نص البيان من خلال الرابط الأول ادناه .
هذا بالنسبة لقرار وإرادة المرجعية الدينية الكلدانية .

أما بالنسبة للمرجعية السياسية والقومية الكلدانية المتمثلة بالهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية ، فإنها وكما ورد في رسالة المتحدث الرسمي باسمها المفتوحة والموجهة الى كل من :-
فخامة رئيس اقليم كوردستان المناضل مسعود البارزاني الجزيل الاحترام
الأستاذ نيجرفان البارزاني رئيس حكومة اقليم كوردستان المحترم
السادة اعضاء برلمان اقليم كوردستان المحترمون
السادة اعضاء اللجنة الدستورية في برلمان اقليم كوردستان الأفاضل.

حيث اكد فيها على ادراج الكلدان كقومية مستقلة في دستور الأقليم  انسجامآ مع مطالب المرجعية الدينية الكلدانية ومع دستور العراق وتحقيقآ لإرادة الشعب الكلداني ، ( الرابط الثاني ).

فبعد الإعلان عن الإرادة الكلدانية الواضحة والعلنية على ادراج الكلدان كقومية مستقلة في دستور الأقليم ، تم فعلآ تنفيذ تلك الإرادة وقد نشرت عدة مواقع الكترونية مسودة الدستور الذي نص في مادته الخامسة على ذكر الكلدان كقومية مستقلة ، ولقد حافظت هذه المادة على نصها الى عشية قراءة ومصادقة البرلمان على مواد الدستور حيث كان السيد سركيس اغاجان الاشوري قد وصل الى الأقليم بعد رحلة علاجية في الخارج التي استمرت اشهر طويلة ، والغريب انه وكفرد واحد استطاع خلال ساعات قليلة من مطالبته بتغيير هذه المادة ان يتفق مع الجانب الكوردي و ينصب نفسه وصيآ على الكلدانيين وان يحل نفسه محل المرجعيتين الكلدانيتين ( الدينية والسياسية القومية )  ويزيل الصفة القومية المستقلة من الكلدان ليلصقها في تسمية قطارية لم يقرأ او يسمع احد بها من قبل ، نعم خلال ساعات قليلة استطاع فرد واحد ان يغير مادة دستورية وتحديدآ المادة الخامسة لتصبح كما هواها وارادها من دون موافقة أو استشارة اصحاب الشأن !!!؟؟؟.

السؤال هو ، كيف تم له ذلك ؟.
هل لكونه عضو قيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني المناضل ؟، لا اعتقد ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي قدم عشرات بل مئات الألوف من الشهداء من اجل عموم شعب كوردستان أن يوافق على اهانة إرادة أي مكون من مكوناته .

هل لشعوره بأنه امتلك القرار الكلداني بسبب اشرافه على اعمار القرى والبلدات الكلدانية من المال العام  التي بدأنا نشعر بأنه اصبح نقمة ومصدر فتنة بين شعبنا خاصة من قبل عشتار الفضائية التي انشأها بهذا المال لتشن اسوأ حرب نفسية ضد الكلدانيين ؟.

هل بسبب علاقته المميزة مع القيادة الكوردستانية والتي يعتقد انها تمكنه من التلاعب بكرامة الكلدانيين والغاء تاريخهم وحضارتهم وهويتهم القومية ؟.

هل ان ما اقدم عليه هو اتفاق مسبق ومخطط له بينه وبين اعضاء في برلمان الأقليم او مع اعضاء اللجنة الدستورية في البرلمان ، خاصة ان توقيتات العملية برمتها تثير الشكوك حولها  إذ :-
1- وصل السيد آغاجان الى الأقليم صباح يوم الأحد 21 حزيران  ( الرابط الثالث )
 2- مطالبة السيد آغاجان بتغيير المادة الخامسة يوم 23 حزيران 2009 ( الرابط الرابع )
 3- مصادقة البرلمان على مشروع الدستور تمت يوم الأربعاء 24 حزيران ( الرابط الخامس )
 
من هذه التوقيتات نستنتج الآتي :-
ما بين تقديم طلب من قبل فرد واحد من خارج البرلمان ومن خارج اعضاء اللجنة الدستورية في البرلمان لتغيير المادة الخامسة من مشروع دستور اقليم كوردستان والموافقة على هذا الطلب وتنفيذه لا تتجاوز كل تلك الاجراءات مدة 24 ساعة .
ألا يثير هذا العمل الخارق الشكوك بكون العملية وبرمتها مفبركة ومخطط لها مسبقآ لإظهار السيد سركيس آغاجان امام شعبنا المسيحي كقوة خارقة ( سوبر مان ) خاصة ونحن على ابواب انتخابية برلمانية قريبة ؟، أم انه مجرد واجهة لمخططات اكبر من سيادته واكبر مما نعرفه خاصة وان جلّ تركيزه منحصر في فكرة انشاء منطقة الحكم الذاتي في مما يسمى بسهل نينوى مما يستدعي ازالة أي عقبة سواء كان فرد او جهة او  حتى لو كانت مرجعية دينية او مكون كامل من مكونات شعبنا المسيحي كما يحصل اليوم مع الكلدانيين ؟.
   
 وإلا بماذا نفسر طرح مسودة الدستور في البداية وكلمة الكلدان ذكرت مستقلة عن غيرها وعشرات المواقع الألكترونية تشهد بذلك ، ثم وفي اللحظة الأخيرة وخلال قراءة المسودة في البرلمان يتم تغيير الصفة القومية المستقلة عن الكلدان بصورة عشوائية ومن دون أي مناقشات او استفسارات من اصحاب الشأن الذين هم الكلدانيين وليس احد غيرهم ؟.
 
هل دائمآ وفي اللحظات الأخيرة يمكن  تغيير مواد مشروع الدستور في البلدان الأخرى وبهذه السهولة وبهذه الكيفية وبهذه المزاجية ، هل هكذا تعامل الحكومات والقيادات والبرلمانات العالمية الشعوب التي تخضع لسلطتها ؟، هل الكيفية والمزاجية والمحسوبية هي المعايير التي يتم على اساسها تحديد طريقة التعامل مع إرادات وحقوق الأقليات القومية في اقليم كوردستان العراق ، يؤسفنا ان نقول هذا ما تم مع الكلدانيين عند قراءة مسودة دستور الأقليم  ، لذا نناشد القيادة الكوردستانية ورئاسة حكومة كوردستان والسادة رئيس واعضاء برلمان الأقليم والسادة اعضاء اللجنة الدستورية في البرلمان على رد اعتبار الكلدانيين وإعادة ذكر الكلدان كقومية مستقلة كما كانت قبل تغييرها من قبل السيد آغاجان وذلك للأسباب التالية  ، الأول احترامآ لإرادة الكلدانيين الحرة وثانيآ ليخرج دستور الأقليم منسجمآ مع مواده ومع مواد دستور العراق الذي يؤكد ويحترم تلك الإرادة ، وثالثآ ، لإثبات انه ليس للقيادة الكوردية أي ضلع في هذه المؤامرة على الشعب الكلداني ،   أما إذا لم يتم انصاف الكلدانيين واحترام إرادتهم عندها سيولد شعور لدى الكلدانيين لا يقل عن الشعور الذي انتاب الأخوة الأكراد خلال حملة الأنفال السيئة الصيت وايضآ سيحسب هذا الفعل ليس كمجرد غبن او ظلم آخر لحق بالكلدانيين بل وسيكون نقطة سوداء في طريقة تعامل كل تلك المؤسسات في الأقليم مع الكلدانيين ، وتكون اول سابقة من نوعها ان يستطيع فرد واحد وهو السيد سركيس آغاجان ان يغير مادة دستورية كاملة خلال ساعات قليلة من بعد تقديمه الطلب ، وسيسجل ايضآ ان أول من خالف الدستور وانتهك حقوق جزء مهم من الشعب الكوردستاني هم البرلمانيين الكورد انفسهم ، ولا اعتقد ان القيادة الكوردستانية تقبل ان تصبح طرفآ منحازآ في هذه القضية أو تسمح بهكذا انتهاكات من قبل فرد حتى لو كان هذا الفرد عضو قيادي في أي من احزابها ؟.

السادة المسؤولين في اقليم كوردستان العراق ، ان الطريقة التي تحاول فيها كتلة السيد سركيس اغاجان تسويق مشكلة التسمية بين الكلدانيين والسريان والاشوريين ليست حقيقة بل يحاولون فيها ايهام وخداع سيادتكم ، لأن القضية اكبر واعمق مما يتداولونه ويدعونه ، فهي ليست مسألة اننا نتكلم لغة او لهجات منحدرة من لغة واحدة ، فالأستراليين والأمريكان والبريطانيين والنيوزلنديين وغيرهم من الشعوب والدول يتكلمون ذات اللغة الانكليزية ولكن لا احد يستطيع ان يقول انهم من قومية واحدة ، وكذلك ليست مشكلتنا في التسميات لمجرد تسميات ، بل ان المشكلة هي فكرية وعقائدية قومية ، إذا لا الاشوريين يعترفون بوجود شيء اسمه القومية الكلدانية بل يعتبرونها ولجهلهم وتعصبهم الطائفي تارة بالطائفة واخرى بالمذهب الكنسي ويمكنكم العودة الى كل ادبياتهم ومناهجهم الحزبية للتأكد من ذلك ، ولا الكلدانيين يعترفون بوجود شيء اسمه القومية الاشورية بل ان التسمية الاشورية هي تسمية مذهبية وثنية وانتهت بزوال عبادة الإله آشور كما ان الاشوريين بحسب الكلدانيين هم من اصول كلدانية تم تأشورهم على يد البعثات الانكليكانية اواخر القرن التاسع عشر ثم انتحلوا التسمية الاشورية لهم بدل التسمية التي كانوا يحملونها والتي كانت " النساطرة الكلدان " وبحسب اعتقاد الكلدانيين وهذا ما يذهب اليه الكثير من المؤرخين أنه ليس لمنتحلي التسمية الاشورية الحاليين أي علاقة او ارتباط بالاشوريين القدامى ، فالمسألة ليست مجرد التسمية والتلاعب بالألفاظ  والشعارات من اجل ايهام الآخرين ، ايها اسادة ، ان الحقيقة لا تؤخذ من الأقوال بل من خلال قراءة المدونات في ادبيات ومنشورات وبيانات الأحزاب الآشورية قاطبة ، وإذا اردتم الوقوف على حقيقة الأمور يمكنكم الرجوع اليها من غير الإستماع الى الكلدانيين او الى الآشوريين ، إذآ نحن امام اختلاف فكري وعقائدي قومي وليس بسبب تلك الأمور السطحية التي يحاولون تسويقها لخداع الناس وكان اخرهم وللأسف الجهة التي تلاعبت بمسودة الدستور وغيرت المادة الخامسة وتحديدآ ما يخص التسمية الكلدانية كقومية مستقلة وفق اهواء ومزاجية اعداء التسمية القومية الكلدانية .

نعم ايها السادة وأيها الاخوة الكلدانيين ، يستطيع السيد سركيس آغاجان بمركزه الحالي ان يتجاهل الإرادة الكلدانية وان يفرض اجندته وإرادته على الكلدانيين والسريان ، بل ويستطيع ايضآ بنفوذه ومركزه الحالي سواء الحزبي او المالي او العلاقاتي ان يحذف التسمية الكلدانية وحتى ان يشطب على الأسم الكلداني من دستور الأقليم بعد أن برهن مقدرته على تغيير مواد الدستور بحسب اهوائه واجندته خلال ساعات فقط ، نعم يستطيع الكثير إذا لم تتدخل القيادة الكوردستانية وان تتحمل مسؤولياتها التاريخية والانسانية لحماية إرادة وحقوق الشعوب الخاضعة لسلطتها من سطوة من اعلن الحرب على القومية الكلدانية وعلى مرجعيهم الدينية ، نعم يستطيع الكثير إذا استمرت الواسطة والمحسوبية هي سيدة الموقف  ، ولكن ما لا يستطيعه السيد سركيس آغاجان هو ان يقودنا الى حيث يهوى رغمآ عن إرادتنا وعلى حساب كرامتنا  ، و ما لا يستطيعه هو ان يلغي تاريخنا وحضارتنا ، وما لا يستطيعه هو أن يمحو فخرنا واعتزازنا وتمسكنا بهويتنا القومية الكلدانية المستقلة ، وما لا يستطيعه هو ان ينهي صبرنا وتحملنا لحين استعادة كامل إرادتنا وكرامتنا التي يحاول النيل منها واخضاعها تحت رحمة المؤسسات الطائفية التي انشأها ، وما لا يستطعه هو ان يكسر اقلامنا ويسكت السنتا أو يمنع معارضتنا ورفضنا ان ينصب نفسه وصيآ علينا وأن يحل نفسه محل مرجعيتنا الدينية والسياسية القومية ، وإذا كنا لحد اليوم ولأسباب موضوعية نحصر نشر كتاباتنا في دائرة تضم عدد محدود من مواقع شعبنا فإننا بعد هذا العمل المهين لعموم الكلدانيين الأصلاء وخاصة لمرجعيتيهم الدينية والسياسية القومية سنعمل على توسيع هذه الدائرة لتشمل كل المواقع والمؤسسات العراقية وغيرها التي نراها مناسبة لتعريف الرأي العام بحقيقة ما يجري ولفضح كل من يحاول ان يستقوي على الكلدانيين ويهين رموزهم ومرجعياتهم ، وهذه اول مقالة لي ستأخذ هذا المنحى الذي اضطررنا لأنتهاجه .

 ما من ظلم دام حتى لو طال ، وما ضاع حق وراءه مطالب حتى ولو بعد حين .
   
 1- رابط بيان سينهودس الكنيسة الكلدانية
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,296779.msg3841620.html#msg3841620

2- رابط رسالة الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية المفتوحة
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,310787.msg3942247.html#msg3942247
 3- رابط وصول السيد سركيس آغاجان الى الأقليم
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,311386.0.html
 
4- رابط تقديم طلب تغيير المادة الخامسة من قبل السيد آغاجان
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,312233.0.html

5- رابط مصادقة برلمان اقليم كوردستان على مشروع الدستور
http://www.iraqhurr.org/content/article/1761910.html


توضيح خاص لموقع عنكاوا كوم ، ارجوا النشر لأن التجاوز على قرارات وتوصيات المرجعية الدينية الكلدانية وعلى قرارات المرجعية السياسية والقومية الكلدانية يعد استخفافآ و اهانة لكرامة جميع الكلدانيين الأصلاء ، بالإضافة انه تطفل وتدخل سافر في الشأن الكلداني رغمآ عن إرادتهم ودون أي احترام لهم .


منصور توما ياقو
26 حزيران 2009

33

في تصريح خاص لموقع عنكاوا كوم ( الرابط في اسفل المقال ) أعادنا السيد روميو هكاري سكرتير حزب بيت نهرين الديمقراطي ( الآشوري ) الى المربع الأول بإسماعنا نفس النغمة الوهمية والمضللة التي تعزف منذ اكثر من ست سنوات والتي بسببها عانينا الكثير وسنعاني اكثر مما عانيناه إذا إنخدعنا ثانية بتصديق تلك المعزوفة المملة بعد ان سقطت كل الأقنعة وإنكشفت كل النوايا .

في الفقرة الاولى من تصريح السيد هكاري يقول (وبشأن التسمية الخاصة بأبناء شعبنا في الدستور الكردستاني، وصف هكاري تجزئة شعبنا بـ "الجريمة الكبرى"، وقال "تجزئتنا اكبر جريمة في العصر، نحن امة واحدة صغيرة مقارنة بالعرب والأكراد في العراق والأقليم". ... ) انتهى الاقتباس .
ليسمح لي السيد هكاري ان اقول له ان السبب الأول والوحيد لكل ما آلت اليه احوال شعبنا من التشرذم والتجزئة هي احزابكم ومرجعياتكم التي لا ترى في شعبنا غير تعصبها لموروثاتها الطائفية والعرقية والعشائرية ، فإذا كنت تعتبر التجزئة التي انتم سببها بالجريمة الكبرى وجريمة العصر ماذا نسمي عملية الغاء الهوية القومية التاريخية للمكون الرئيسي لذلك الشعب الذي هو الشعب الكلداني ، أليست هي جريمة الجرائم التي ترتكبونها بحق الكلدانيين الذين هم المكون الرئيسي في شعبنا وذلك بإهانة مشاعرهم وخصوصياتهم القومية ، فتارة تصنفونهم بحسب قاموسكم العنصري بالطائفة وتارة بالمذهب واخرى بالمشعوذين والى آخر ما في قائمتكم من الصفات والنعوت السلبية ، ولكن عندما تقتضي مصالحكم الطائفية والحزبية او عندما يجد الجد نجدكم تتباكون على وحدة شعبنا وتتغنون بالتسمية المركبة .

ان التلاعب بالألفاظ وخلط الحقائق بالأباطيل وإلقاء التهم جزافآ لم تعد تنطلي على أحد يا سيادة السكرتير ، لنا اكثر من ست سنوات ونحن نطالبكم بالكف عن الحاق الأذى بمشاعر وخصوصيات الكلدانيين ، نطالبكم بالتعامل الأخوي الشفاف مع بعضنا البعض ، نطالبكم بالكف عن ممارسات فرض اشوريتكم على الكلدان والسريان ، ولكن النتيجة هي التمادي في اهانة المشاعر القومية التي للكلدان والتطاول على كل رموزهم ومرجعياتهم العلمانية والدينية الذين قالوا لكم كفى ،  انكم لا زلتم تدورون في نفس دائرة الأوهام ، وان تزمتكم وتقوقعكم في دوائركم العنصرية المغلقة تكونوا قد حكمتم على انفسكم بالفشل الأبدي وعلى شعبنا بكافة مكوناته وقومياته بالتشرذم والتجزئة.

الذي اريد أن اطرحه على السيد هكاري بإعتباره سكرتير حزب بيت نهرين الديمقراطي الآشوري ، وتهمه جدآ مشاعر ووحدة شعبنا  ، هل أنت ومعك جميع اعضاء ومناصري حزبك تعترفون بالقومية الكلدانية كما تعترفون بالقومية الاشورية وتعترفون بالأمة الكلدانية كما تعترفون بالأمة الاشورية ، لنصدق ما تدعيه ؟.

وهل يوجد في النظام الداخلي اومنهاج حزبكم السياسي ذكر للتسمية الكلدانية كمدلول قومي كما هو مذكور بالنسبة للتسمية الاشورية أو ذكر للكلدان كأمة كما هو مذكور بالنسبة للآشوريين ؟ .

يا سيد هكاري ، اليس هناك الكثير من التنظيمات والأحزاب الاشورية العاملة على ساحة شعبنا ، فهل هناك واحدة منها تعامل التسمية الكلدانية كالتسمية الاشورية من حيث المدلول القومي ؟.

انك تكلمت عن رجال الدين الكلدان ، وأنا اسألك عن جميع رجال الدين في الكنيستين الاشوريتين ، هل هناك واحد منهم يعترف بالهوية القومية الكلدانية او يحترم إرادة واختيار الكلدانيين بالنسبة للمفهوم القومي لتسميتهم الكلدانية ؟ .

فبعدما تجيب على كل تلك الأسئلة بصريح العبارة وبكل تجرد من آشوريتك التي ولدت ووجدت نفسك فيها ، عندها ستعرف حقيقة مَن هو المجرم الأكبر الذي يحاول احتواء و الغاء الآخر ومَن هو السبب الرئيسي الأوحد لتجزئة شعبنا المبتلي به .

وفي فقرة اخرى يتساءل السيد هكاري بقوله (ما مشكلتنا لو نكون امة واحدة، وهذه هي مسؤولية كبيرة وثقل تاريخي كبير على عاتقنا، نحن السياسييون العاملون في هذا المجال، لم يحصل في كل تاريخ البشرية ان احدا يريد تقسيم قوميته خاصة في هذه الظروف". )

ليس لدى الكلدانيين أية مشكلة في ان نكون أمة واحدة ولكن المشكلة الوحيدة هي فيكم يا سيد هكاري كما سأبرهن لك عند الإجابة على السطر الأخير من تلك الفقرة ،  وتجربة الست سنوات الماضية خير شاهد على ذلك ، ثم اين المشكلة ان نكون أمة واحدة وأن نضع يدآ بيد بثلاث تسميات منفردة ولكل واحدة خصوصياتها واحبائها ؟، أم طابت لكم لعبة تشكيل وترتيب التسميات أو تريدوننا ان نعود الى دوامة هذه تحتوي تلك وتلك تحتوي هذه ، ثم عن اية قومية تتحدث بقولك ( لم يحصل في كل تاريخ البشرية ان احدا يريد تقسيم قوميته خاصة في هذه الظروف".  ) ، بالتأكيد انك لا تقصد التسمية الثلاثية المركبة بدليل انكم لا تعترفون بكونها تسمية قومية بل وبحسب عرفكم وتصريحات مناصريها هي تسمية سياسية مؤقتة ، وبالتأكيد ايضآ لم تقصد القومية الكلدانية او السريانية لأنكم لا تعترفون أصلآ بوجود هكذا تسميات قومية ، فلم يبقى سوى قصدكم التسمية الاشورية التي تحاولون فرضها علينا كتسمية قومية لعموم شعبنا ، وهنا يكمن مربط الفرس ، وهنا تكمن مشكلتنا يا سيد هكاري .

لنضع النقاط على الحروف ولنتجرد من عواطفنا ولنتصارح من خلال الوقائع وليس من خلال التصريحات اللفظية التي لا تغني ولا تشبع ، فنحن مهما كنا ، سواء كنا أمة واحدة أو شعب واحد فإن الواقع يقول ان الآشوريين لا يعترفون بالقومية الكلدانية وان الكلدانيين لا يعترفون بالقومية الآشورية ، ان الآشوريين يعتبرون الكلدانية تارة طائفة وتارة اخرى مذهب ، وإن الكلدانيين يعتبرون الآشورية مجرد مذهب وثني قديم مستمد تسميته من الإله الوثني آشور ناهيك عن ايمان الكلدانيين بأنكم منتحلي التسمية الاشورية ولا تربطكم اية علاقة بالآشوريين القدامى ، أما بالنسبة للتسمية الأثورية فهي بحسب قناعتنا تسمية مناطقية وكلاهما أي الاشورية والاثورية  لا يفيدان ان يكونان تسميتان قوميتان ، وليس مهمآ اي من الطرفين هو على الصواب وايهما على الخطأ ، المهم ان مشكلتنا هي اعمق مما تطرحونه من امور عاطفية سطحية ، مشكلتنا هي الإيمان العقائدي القومي الذي لا يتزعزع عند اي من الطرفين إن لم اقل عند الأطراف الثلاثة إذا اضفنا القوميين السريان في المعادلة ، ومن المستحيل حل هذه المعضلة إلا بإبادة مكونين اثنين وبقاء مكون واحد على الساحة ، وهذا مستحيل آخر ، لذلك ومن اجل الخروج من دوامة التسميات التي لا تنتهي علينا اتباع احد الاحتمالين التاليين :-
1-   احترام إرادة وخيارات المكونات الثلاثة من خلال الاعتراف بتسمياتهم القومية  ( التسمية القومية الكلدانية والتسمية القومية السريانية والتسمية القومية الاشورية )  هذا هو الواقع الذي نعيشه وواهم كل الوهم من يريد ان يقفز من فوق هذا الواقع ويظن انه قادر على فرض تسميته على الجميع .
2-   على الطرفين من الأطراف الثلاثة ان يتنصلا من تسميتهما واتخاذهما التسمية التي للطرف الثالث ، فهل يبادر الطرف الاشوري ( عملآ وليس قولآ ) بإعتباره حسب اعتقادهم اقدم واكثر وعيآ قوميآ واكثر حرصآ على وحدة شعبنا كما يظنون ان يبادروا للتنصل من التسمية الاشورية وان يتخذوا  مثلآ التسمية الكلدانية كخطوة جدية نحو الوحدة التي ننشدها جميعآ .
لا اعتقد هناك حل حضاري وديمقراطي وحازم لحل مشكلة التسمية غير الذي ذكرته في الاحتمالين اعلاه ، كما انا على يقين تام ان الكلدانيين سيقبلون على اختيار الطرف الاشوري لأي من الاحتمالين السابقين . فهل اخواننا الاشوريين سيترجمون مصداقية مشاعرهم الوحدوية الى فعل واقعي برجوعهم الى احضان امتهم الكلدانية ، أم ...؟. 

 أما الفقرة التي ينتقد فيها ما ادعاه تدخل رجال الدين الكلدان في السياسة اقول ، رغم عدم دقة هذا التعبير ، لأننا لم نسمع بأن هناك رجل دين منتمي الى حزب سياسي او رشح نفسه لمنصب خارج مؤسسته الدينية ، أما معايشة الواقع السياسي والتأثر بالحالة السياسية التي تمس رجال الدين وقد تهدد كيانهم ووجود رعيتهم فهذا أمر لا يمكن تجنبه أو تجاوزه .

ثم لا أعرف بأي منطق يحكمون على رجال الدين الكلدان بأنهم يتدخلون في السياسة عندما يقولون هؤلاء الرجال انهم كلدانيين ويعلنون تمسكهم بهويتهم القومية الكلدانية ، هل هناك رجل دين واحد في العالم اجمع سواء في الدول التي فصلت الدين عن السياسة او في العراق ومن ضمنهم رجال الدين الآشوريين قاطبة ان  تنصل عن انتماءه القومي وعن هويته القومية ، ثم ما علاقة السياسة بالإنتماء القومي سواء الجهر بها علانية او التمسك بها كعنوان الهوية للفرد او للجماعة ، أليس هذا ما يمارسه رجال الدين الاشوريين في كل احاديثهم وتصريحاتهم التي يتغنون بها بالقومية الاشورية وبالأمة الاشورية مع عدم تناسيهم اهانة الكلدانيين بجعل تسميتهم تارة بالطائفة وتارة اخرى بالمذهب الكنسي ، اين كنت كل تلك السنين من تلك الاحاديث المهينة للكلدانيين ، ولماذا لم تخرج يومآ وتقول ان تلك الاحاديث هي جريمة كبرى وانها تعد تدخلآ بالسياسة وانها تعمل على تجزئة شعبنا ، فلماذا تحرمون على الكلداني سواء العلماني او " الديني " من ممارسة حقه الطبيعي في الاعلان عن انتماءه القومي وتمسكه بهويته القومية وتعتبرونه تدخلآ بالسياسة ، وتحللون ذات الفعل لأولياءكم ؟.

يا سيد هكاري ، نحن الكلدانيين ومن خلال ما صدر من مرجعيتنا الدينية ومن مرجعيتنا القومية المتمثلة بالهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية قد تجاوزنا تلك المرحلة ولم تعد تلك العناوين والشعارات البراقة والمخادعة تهمنا بشيء ، لأنها فعلآ قد اجهدتنا كثيرآ وقد ابعدتنا كثيرآ عن بعضنا البعض وعن حقوقنا المشروعة ، فإذا اردتم فعلآ ان نكون واحد وان نتآلف بالمحبة وحسن النية فليكن ارتباطنا مع البعض من خلال توحيد خطابنا السياسي وتوحيد مطالبنا بحقوقنا المشروعة والمضي قدمآ يدآ في يد للدفاع عنها ، ولنحترم خيارات وقناعات كل مكون من مكونات شعبنا طالما انها تصب في ذات المجرى التاريخي والحضاري الذي لشعبنا ، وطالما ان تحركهم يجري في ذات المسار نحو تحقيق الأهداف والحقوق المشتركة للجميع .

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,310733.msg3941880.html#msg3941880



منصور توما ياقو
24حزيران 2009

34

 
المطران وردوني وتأويلات الزميل كامل زومايا

في مقالة للزميل كامل زومايا في موقع عنكاوا دوت كوم والتي جاءت بعنوان (المطران وردوني وما لم تقله عنكاوا دوت كوم صراحة ) حيث تطرق الى جملة من النقاط التي وردت على لسان نيافة المطران شليمون وردوني المعاون البطريركي الكلداني خلال اللقاء الذي اجراه معه الاستاذ فادي كمال يوسف مراسل الموقع المذكور في بغداد ( الرابط الأول ) .

فبعد سلسلة من الانتقادات التي وجهها السيد زومايا حول طريقة القاء الأسئلة التي وصفها بالجاهزة وعدم تمكن السيد فادي من استنطاق واحراج المقابل والى آخر الملاحظات التي يجب  توفرها عند اجراء اللقاءات الحوارية مثل الخبرة والإلمام والتحضير المسبق وكأن السيد زومايا يطالب الأخ فادي بعدم الاكتفاء على نقل أراء ومواقف الذين يجري معهم لقاءاته بل مطالبته بتغطية كل المواضيع المطروحة بشكل كامل ومن كل جوانبه .

بادئ ذي بدء وقبل الخوض بهذا الموضوع ، أنا لست هنا محاميآ عن السيد فادي كمال يوسف الذي وبحسب اعتقادي الشخصي يعد من المراسلين الكفوئين الذين يجيدون تعريف القاريء بما يفكر به مَن يجري معهم اللقاءات من دون الخوض في التفاصيل الدقيقة التي يتركها لإجتهادات وفهم القاريء والتي قد يهضمها البعض أو تسبب سوء الهضم عند البعض الآخر .

فمثلآ ، في معرض رد نيافة المطران وردوني على سؤال حول موقف السينودس ، هل هو مع الادارة المحلية وليس مع الحكم الذاتي ؟ ، وردت اجابة نيافته كالآتي (بالنسبة لي و برأيي الحكم الذاتي المستقل انا لا ارضى به , وأن يجمع كل شعبنا المسيحي في منطقة واحدة هذا كذلك امر غير وارد , لاننا لا نستطيع ترك كل ما بنيناه خلال سنوات و سنوات و نتوجه نحو المجهول ,...  ) .

إذا تمعنا جيدآ في اجابة نيافة المطران نجد انها تنم عن بعد نظر ومقدرة على استقراء الواقع من خلال تشخيص دقيق لطبيعة القوى السياسية والقومية والدينية المؤثرة التي تحكم مناطق تواجد عموم شعبنا المسيحي بكافة مكوناته وتوجهاته ، فمن خلال هذه الإجابة الموجزة والبليغة نفهم ان نيافته يتكلم عن نوعين من الحكم الذاتي وهما كالآتي  :-

1-   الحكم الذاتي المستقل
2-   الحكم الذاتي الذي عرّفه نيافة المطران بـ (... أن يجمع كل شعبنا المسيحي في منطقة واحدة ) والذي يُطلق عليه في مواضع اخرى بالقفص .

بالنسبة للنوع الأول من الحكم الذاتي ، نحن نعرف جيدآ ان كلمة المستقل في هذا الموضوع  تعني عدم الارتباط بسلطة المركز او بسلطة الاقليم او كليهما معآ ، ولما كان الحكم الذاتي المقترح انشاءه لشعبنا يقع اقلها اداريآ تحت سلطة الحكومتين ( المركز والاقليم ) لذلك فأي كلام عن الحكم الذاتي بمعزل ( مستقل ) عن موافقة الحكومتين الآنفتي الذكر يكون كمن يحرث في البحر وهو يضر اكثر مما ينفع .
السؤال الذي لم يجب عليه المجلس الشعبي ، خلال طيلة السنوات الماضية هل استطاع المجلس الشعبي ان ينال الضوء الأخضر من حكومة المركز او على الأقل من الحكومة المحلية في محافظة نينوى باعتبارها صاحبة الشأن الحقيقي في هذا الأمر ، إذا كان الجواب هو كلا وفعلآ هو كذلك ، فهل يريد  ان ينشـأ منطقة للحكم الذاتي لشعبنا بصورة مستقلة او بمعزل عن إرادة الشعب العربي في محافظة نينوى ، إذا كان هذا هو هدف المجلس الشعبي فنحن جميعآ مع نيافة المطران وردوني ضد هكذا حكم ذاتي مستقل عن إرادة اصحاب الشأن لأنه وكا قلت يضر ولا ينفع . فأين الخطأ في هذا الموقف ؟ ، ثم ألا يتحول هكذا حكم ذاتي رغم استحالة تحققه الى قفص قاتل ؟ .

أما بالنسبة للحكم الذاتي ( القفص ) أي وكما عبّر عنه نيافة المطران وردوني ،تجميع كل شعبنا المسيحي في منطقة واحدة ، فإن نيافته وكما نفهم من كلامه ، انه لم يعني فكرة الحكم الذاتي المطروحة من قبل المجلس الشعبي بدليل قوله انه أي الحكم الذاتي الذي يؤدي الى تجميع شعبنا في منطقة واحدة ( امر غير وارد ) بل يبقى كإحتمال قائم قد يفكر به البعض أو قد يؤدي اليه في حالة تطبيق الحكم الذاتي المستقل المشار اليه في اعلاه ، فليس غريبآ ان يرفض نيافته مثل هكذا توجهات بل ان ذلك هو من صميم واجبه الديني والوطني والانساني لخير شعبنا ولخير وطننا العزيز .

اعتقد ان الأستاذ زومايا قد وقع في خلط بين موقف كل من حزب بيث نهرين الديمقراطي والحزب الوطني الاشوري من جهة وموقف كل من المجلس القومي الكلداني والاتحاد الديمقراطي الكلداني من جهة اخرى ، لأنه ومن خلال متابعتي لهذا الأمر وبحسب فهمي ان موقف كل من حزب بيث نهرين الديمقراطي والحزب الوطني الاشوري هو ذات موقف المجلس الشعبي المتمثل بتبني الفكرة ودعمها وتعميمها من دون ان يكون لها أي سند او عكازة يتعكز عليها ، أي حب من طرف واحد وهو المجلس الشعبي والجانب الكوردي ، أما الحبيب في الطرف العربي لم يرمق القضية ولو بنظرة عابرة .
أما المجلس القومي الكلداني والاتحاد الديمقراطي الكلداني ودائمآ بحسب اعتقادي وفهمي فإنهما مع الحكم الذاتي المحسوب الخطوات ، يد مع العربي ويد مع الكوردي ، أي اختصارآ ان يكون الحب من الطرفين ، ولا اعتقد هناك واحد ومن ضمنهم نيافة المطران وردوني أو من عموم شعبنا المسيحي بكافة مكوناته وقومياته وتوجهاته يرفض مثل هكذا حكم ذاتي .

هناك نقطة اخرى ، اعتقد ان الزميل كامل قد وقع في خلط آخر او ربما لم يركز جيدآ في قراءة ما ورد في كلمات نيافة المطران وردوني ، ففي احدى فقرات اللقاء قال نيافته (و اما المطالبة بحقوقنا فهذا واجب نطالب به دوماً من الدولة و المسؤليين و من اي كان من الخارج و من الداخل , المسيحييون هم مواطنون من الدرجة الاولى في هذا البلد و قد ضحوا من اجل بنائه لسنوات طويلة و قد عملوا خلال الـ 2000 سنة من اجل تقدم هذا البلد و ازدهاره , ومنذ وجودهم على هذه الأرض يسعون لتحقيق التعايش السلمي مع كل من سكن العراق خلال قرون طويلة .      )
ففي الوقت الذي يتكلم نيافة المطران وردوني عن حقوق المسيحيين و المسيحية في العراق وعمرها الذي يناهز الـ 2000 سنة وانه لم يشر لا تصريحآ ولا تلميحآ الى الكلدان ، نجد الزميل كامل في معرض رده يعتبر هذا الكلام موجه الى الكلدان وان هذا التاريخ هو تاريخ الكلدان .

أما السؤال الذي وجهه الزميل كامل للقوميين الكلدان والذي يمكن الرجوع اليه من خلال الرابط الثاني ادناه  فقد جاء على الشكل الآتي ، (وسؤالنا للاخوة من القومية الكلدانية الذين يملؤون مقالاتهم في مواقعنا العزيزة بخصوصة القومية الكلدانية ... ما هو موقفكم من الكنيسة التي تريد ان تختزل قوميتنا الكلدانية  ب 2000 سنة وليست اكثر من 7000 سنة فما هو رأيكم بقول نيافة المطران شليمون وردوني ؟؟؟ أم سنكيل الامر بمكيالين، فأن كان مطران من الاشوريين قد  صرح بذلك فأنه جرم واعلان الحرب ، وان صرح به  نيافة المطران وردوني او غيره من الربع ، فليست هناك مشكلة فهو من اهل الدار!؟  ) انتهى الاقتباس .
 
قبل كل شيء نقول للزميل كامل ، أعد قراءة ما قاله نيافة المطران وردوني بكل تروي وهدوء وسوف تتأكد بأنه ليس هناك اي اختزال لتاريخ الكلدان ، بل ان نيافته وكرجل دين مسيحي يتكلم عن المسيحيين وعن حقوق المسيحيين وعن عمر المسيحية الذي يناهز الـ 2000 سنة .
أما بالنسبة للعبارة الأخيرة التي وردت في رد الزميل كامل ( من اهل الدار ) ، اقول رغم عدم وجود أي خطأ في كلام نيافة المطران وردوني ، ليس عيبآ ان نتعلم نحن الكلدان من الآخرين ، فكم من الأخطاء والاهانات المقصودة والغير المقصودة ارتكبها من ذكرتهم انت بحق الكلدانيين ولكننا لم نقرأ حرفآ واحدآ من الأخوة الآشوريين يرفض ذلك او يعاتب اهل دارهم ، فلماذا عندما يصل الأمر عند الكلدانيين تطبقون عليهم مبادي جمهورية افلاطون الفاضلة ؟.

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,303540.0.html

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,304671.0.html


منصور توما ياقو
 6 حزيران 2009


35

لا نغالي إذا قلنا ان الفرصة النادرة بل التاريخية التي سنحت لرابي سركيس اغاجان لخلق اتحاد حقيقي يكمل بعضه البعض من الكلدان والسريان والاشوريين كانت عظيمة جدآ من حيث الامكانيات الكبيرة التي توفرت بين يديه بالإضافة الى توفر الإرادة الحقيقية عند المكونات الثلاثة لتفعيل ذلك الاتحاد على أرض الواقع ، وقد تجسدت هذه الحقيقة في ظاهرة منحه أعلى الأوسمـة والميداليات والنياشين من قبل أعلى المراجع الدينية في المذاهب الكنسية المختلفة سواء التي يتبعها عموم ابناء شعبنا أو تلك التي من خارجه ، كما لا ننسى انه كان لأبناء شعبنا من العناصر الكفوءة والفاعلة ذوي الخبرة والتجارب السياسية في الحكومة والبرلمان العراقي ومثلهم في حكومة وبرلمان اقليم كوردستان وأكثر منهم من المستقلين القادرون على خلق تفاهمات جادة ورؤى مشتركة مع كل الأطراف حيال حقوقنا وقضايانا الدينية و القومية ، كما اننا لم نكن بحاجة الى الكثير لتشكيل او بالأحرى لتفعيل اللوبي الخاص بنا في الدول التي لها التأثير الكبير والمباشر على عملية صنع القرارات والسياسات الدولية مثل الولايات المتحدة واوروبا واسترالية وروسيا وغيرها من الدول .

فرغم ان معظم تلك الامكانيات المادية والبشرية كانت مؤهلة ومهيئة لتكون طرفآ ايجابيآ وفاعلآ الى جانب السيد سركيس اغاجان الذي واتته الفرصة التاريخية لكي يتولى قيادة الأمر، لكن وللأسف ان الذي حصل ولا زال يحصل هو التالي :-
1-   اتبع رابي سركيس اغاجان نفس الممارسات والاساليب التي اتبعتها الأحزاب والحركات السياسية من ناحية اعتبار نفسه والمجلس الذي انشأه هما الممثل الشرعي الوحيد لجميع مكونات شعبنا ، وقد كان هذا الأسلوب واضحآ عندما اعلن تثبيت التسمية المركبة في مسودة دستور اقليم كوردستان متجاوزآ على جميع المرجعيات الدينية والمدنية لتلك المكونات ، أي نفس الأسلوب وبنفس النزعة ( الديكتاتورية الفردية ) .
2-   عدم صرف الأموال من اجل خلق الاتحاد المتكافيء والمبني على النزاهة والصراحة بين المكونات الثلاثة ، بل صرفت من اجل خلق تكتل تآمري آشوري تحت يافطة " المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري " ووضعت كافة الأمور بيد هذا التكتل ليكون هو المهيمن والمتحكم في كل شيء ، وما التسميتين " الكلداني والسرياني " إلا غطاء وتمويه ومحاولة لإضفاء الشرعية على ما يصدر من ذلك التكتل .
3-   بدلآ من أن تصرف الأموال في انشاء وسائل اعلامية تعكس الهوية القومية للمكونات الثلاثة كتصميم شعار جامع شامل وليس مرتبط بكيان معين ، وبدلآ من أن تُجسد كل الخصوصيات القومية للمكونات الثلاثة ، وبدلآ من ان تكون المرآة العاكسة للنشاطات المختلفة للمكونات الثلاثة ، نجد ان تلك الأموال صرفت على انشاء قناة عشتار الفضائية المنحازة لكل ما هو اشوري ، بدءآ من شعارها الى لغتها والأغاني التي تبثها والمناسبات القومية كيوم الشهيد وراس السنة القومية مع تجاهل وتعتيم اعلامي مفضوح للنشاطات الكلدانية كما حصل مع نشاطات المؤتمر العام الثاني للمجلس القومي الكلداني ( علمآ بأنه عضو في المجلس الشعبي ) والذي صادف في نفس الفترة انعقاد سينودس الكنيسة الكلدانية وبحضور كافة الآباء اساقفة الكنيسة الكلدانية ، فهل هناك حدث او أمر أهم من هذين الحدثين الكلدانيين اللذين تم تجاهلهما والتعتيم عليهما من قبل قناة عشتار الفضائية في حين ولمدة يومين متتالين كان الشريط الاخباري الدوار للقناة المذكورة خلال تك الفترة يبث خبر زيارة وفد الحزب الوطني الآشوري للولايات المتحدة الامريكية ، وهذا مثال واحد فقط لتوضيح ما نقول ،  فهل هذا هو السلوك الذي يعبرعن الإرادة الوحدوية والأخوية التي يتشدق بها البعض ، وهل هناك من يستطيع ان يقنعنا ان مثل هكذا سلوك هو تصرف شخصي من قبل مدير القناة ام انه توجيه مباشر من رابي سركيس اغاجان ؟.
4-   اما من ناحية استثمار الامكانيات البشرية وخاصة تلك الفاعلة على ساحة شعبنا فنلاحظ ان السيد سركيس اغاجان متمثلآ بممارسات وسياسات قناة عشتار الفضائية والمجلس الشعبي "الكلداني السرياني الآشوري " قد اعتمدا على مبدأ ، إما الخنوع والخضوع وإما انت ضدي ، مما نتج عن ذلك تبعثر القوم الى كتل واحزاب ، فهذه كتلة الحركة الاشورية وتلك كتلة الكلدانيين ومثلها كتلة السريان واخرى كتلة رابي سركيس وهناك كتلة  الحيارى والضائعين بين هذه وتلك ، والكل ضد الكل ، والنتيجة هي القتل والتهجير والتهميش والاقصاء بالاضافة الى الصراعات المستمرة بينهم نتيجة التعامل الخاطيء للفكر الطائفي المتعصب الغير المؤهل للقيادة وللثقة ولتحمل المسؤولية .

قد لا يعجب الكثيرين إذا قلت ان العلاقة ( عدا الاجتماعية ) بين المكونات الثلاثة تنحدر من السوء الى الأسوأ ، أي ان الخط البياني لتلك العلاقة هو في انحدار مستمر ، ففي الثمانينات من القرن الماضي وما قبلها كانت تشير الى النقطة الممتازة ثم في بداية التسعينات انحدرت الى ما دونها وتواصلت في هبوطها الى ان وصلت الى الدرجة الرديئة في منتصف العقد الأول الذي نعيشه اليوم ، أما الآن وبفضل العقلية المؤامراتية والأنانية المفرطة ومحاولات فرض الذات والموروثات على الاخرين فإن المؤشر او الخط يتجه نحو القاع . ولا اعتقد اننا نبتعد عن الحقيقة إذا قلنا ان علاقتنا مع بعضنا البعض هي اليوم تمر في أردأ و اسوأ مراحلها للأسباب التي ذكرناها والتي هي " التعصب القومي والأنانية وفرض الذات " .

ماذا جرى لنجم السيد سركيس آغاجان ؟.
نستطيع القول ان بدايات بزوغ نجم السيد سركيس اغاجان بين كافة ابناء شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والأرمن والاشوريين تعود الى قبل بضع سنوات مضت ، وتمكن خلال هذه الفترة القليلة من تحقيق وتنفيذ الكثير من المنجزات والمهام المخططة ذاتيآ او المطلوبة منه تنفيذها بحسب مخططات اخرى ، وسواء كانت هذه او تلك او كلتيهما معآ ، فإن الأمانة تتطلب قول الحق والاعتراف بأن سيادته قدم الكثير لأبناء شعبنا وفي الوقت الذي كان شعبنا بأمس الحاجة لمن يمد له يد العون والمساعدة ، واعتقد ان اهم المجالات الناجحة التي كان لها الأثر الإيجابي الكبير في النفوس وبغض النظر عن نوعيتها واهدافها المبيتة هي :-
1- حملة إعادة اعمار القرى والبلدات .
2- المساعدات المالية والعينية والصحية وبعض الخدمات الغير الإنتاجية .
3 –  الى فترة ليست ببعيدة ، كان لتلك الإنجازات وقع نفسي وسياسي واجتماعي مريح على النفوس ، كما كان لها تأثير كبير وتفاعل شعبي ايجابي ومؤيد لسيادته وبصورة لم يسبق لها مثيل ، وان الكثير من الناس اعتقدوا ان رابي سركيس آغاجان سيخلق حالة تسمو على التعصب القومي وعلى التعنصر الطائفي ، كما انه سينشأ مؤسسات ومنظمات ومجالس تكون بمثابة المرآة التي تعكس بوضوح و بشفافية وصدق كبير كل الخصوصيات والهويات القومية التي للكلدان والسريان والاشوريين ، وعلى أمل تحقيق تلك الآمال التي ترتقي الى منزلة المعجزة ، تسارعت قيادة الكنائس قاطبة على منح سيادته بأعلى ما تملكه من الأوسمة والنياشين ، كما لم يبخل عموم شعبنا المسيحي بمنح سيادته كل الدعم والتأييد ولكن ،

بعد كل ذلك ، هل تحققت المعجزة ، بل هل تحققت تلك الآمال المرجوة ، الجواب ، كلا مطلقآ ، بل ان افول ابطال تلك المرحلة على الوشك البدء وذلك استنادآ على الدلائل التالية :-
1-   فترة اعتكاف رابي سركيس اغاجان قد طالت وبدأت الشكوك والظنون تحوم حول اسبابها ، من دون ان يعطي امرآ او ان يعالج قضية من تلك التي ذكرناها .
2-   عدم تمكن رابي سركيس اغاجان من خلق ارضية مشتركة مبنية على القاعدة السليمة اساسها الندية والمساواة والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل بين مكونات شعبنا ، رغم التحذيرات الكثيرة ورغم الكلام الكثير الذي قيل وكتب ولكن لا من يقرأ ولا من يسمع ولا من يهتم ، واعتقد ان هذا كان احد الأسباب الرئيسية الذي حذا بالكلدان ان يلتفتوا الى انفسهم والى مصالحهم بعيدآ عن تلك الفوضى التي لا نهاية لها والتي لا تليق بهم وبتاريخهم العريق .
3-   افتقار قرى وبلدات شعبنا الى اية مشاريع تخفف من مشكلة البطالة واثارها السيئة .
4-   تحول المجلس الشعبي الى منافس بل الى طرف في النزاع حول القيادة والهيمنة وأخيرآ محاولته الاستئثار بالأصوات الانتخابية .
5-   عجز المجلس الشعبي على ادارة توجهات ومواقف اعضاءه ، خاصة من ناحية دخولهم في قائمة موحدة  في الانتخابات المقبلة ، مما ادى الى بعثرتهم وترك المجلس للنخبة .
6-   فشل المجلس الشعبي ربما ومن مبدأ الحرص على مكانة ومصالح القائمين عليه عمد الى عدم حصول على اي تقارب من الجهات التي لها وزنها و رؤيتها وسياستها وفلسفتها التي قد تختلف او تتقاطع مع تلك التي للمجلس ومن تلك الجهات الرئيسية والاساسية حزب اتحاد الديمقراطي الكلداني والحركة الاشورية والكثير من الشخصيات المستقلة .
7-   فشل الوسائل الاعلامية التي انشأها رابي سركيس اغاجان  لتمثل كل مكونات شعبنا بل في الفترة الاخيرة تحولت وبشكل مفضوح الى قناة تمثل طائفة واحدة مع تهميش واقصاء متعمد للمكونين الاخرين .
8-   في ظل تجاهل رابي سركيس لنداءات المنتقدين ولأصوات الداعين الى تقويم الوضع وتصحيح المسار ولمطالب الكلدان القومية ، مع الاصرار على تكريس مبدأ إقصاء الآخر وتجاهل الأخطاء ومعاقبة المنتقدين ، كل هذه الأمور وغيرها الكثير تسببت في رد فعل سلبي كبير واحيانآ عنيف لدى تلك الأطراف ضد كل ما يتبناه المجلس من مواقف واهداف سواء اتفقت معه او اختلفت .

ازاء كل ذلك ، هل نستطيع ان نقول ، ان رابي سركيس اغاجان لم يكن موفقآ في فهم طبيعة مكونات شعبنا وبالتالي لم يتمكن من ادارة الخلافات القومية والسياسية ؟ ، اعتقد هذه هي نصف الحقيقة ، اما النصف الآخر يكمن في توظيفه لأناس أحادي النظرة والغير مناسبين لمهمة جمع الشمل ووضعهم على رأس المؤسسات التي انشأها ، فبدلآ من ان يجتهدوا لإيجاد ارضية مشتركة وبناء تفاهمات وترسيخ الثقة بين كل مكونات شعبنا ، ساهموا في خلق تكتلات وازمات وتشنجات قومية وسياسية بين تلك المكونات .

وهكذا ضاعت الفرصة التاريخية التي سنحت لرابي سركيس اغاجان لتوحيد القلوب والجهود حول كل شيء قابل للمرونة والتغييرعدا تلك التي تخص الثوابت والمعتقدات والتي تعتبر خط احمر لا يجوز الطعن بها كالدين والمذهب والقومية ، غير ان موظفي سيادته حاولوا الاستحواذ على كل شيء والحجر على ثوابت الناس ومعتقداتهم القومية ، فكان من الطبيعي ان يولد شعور بالامتعاض والاحباط من تلك الممارسات وبالتالي انعكاس ذلك سلبآ على قيادة وادارة ومخططات رابي سركيس اغاجان .

قد يقول قائل اني متشائم و أستبق الاحداث ، لكن الواقع الحالي يقول ، لا امل في استجابة رابي سركيس لنداءات الكلدان القومية ، ولا امل في تغيير سياسة المجلس الشعبي تجاه معارضيه ومنتقديه ، ولا امل في اصلاح مسار قناة عشتار الفضائية ، فمن الطبيعي ان تكون النتيجة ضياع الفرصة التي قد لا تتكرر مرة اخرى بتلك السهولة .

أنا مؤمن بأنه في الحياة فرص كثيرة ، كما اؤمن بأنه لا يصح الا الصحيح ولابد للأمور أن تستقيم في نهاية الأمر ، فإذا كانت الفرصة التي سنحت لرابي سركيس اغاجان قد ضاعت وضاعت معها الآمال بسبب قلة الحكمة وسوء التدبير قوميآ وسياسيآ، فإن تباشير الأمل قد تجددت في ولادة فرصة جديدة لشعبنا من خلال تأسيس الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية التي نتوسم منها كل الخير وأن تساهم في تصحيح الوضع الشاذ الذي يعيشه شعبنا من خلال تنقية العلاقات بين كل مكوناته من كل ما علق بتلك العلاقات من السلبيات والحواجز النفسية ، ونتمنى ان تتمكن هذه الهيئة الفتية في عمرها والعريقة في اهلها من ان تحوّل تلك العلاقات الى شراكة حقيقية ومتوازنة وفاعلة بعيدآ عن لعبة الدولار والمناصب والتآمر من اجل مستقبل افضل لكل من الكلدان والاشوريين والسريان .

منصور توما ياقو
 24 / أيار / 2009
 



36
كلنا نعلم ان مطلب ادراج التسمية الكلدانية بصورة منفردة في دستور اقليم كوردستان كان ضرورة ومطلب شعبي وقومي كلداني قبل ان يكون واحد من المقررات والتوصيات التي خرج بها السينودس المقدس للكنيسة الكلدانية ، فمن هذه الحقيقة يكون واجب تفعيل هذا المطلب يتحمله كل ابناء شعبنا الكلداني وبشقيه المدني والديني ، فمن غير الحكمة إن لم يكن من السذاجة ان يترك الأمر فقط على عاتق الآباء الأساقفة الأربعة المكلفين بمتابعة وتفعيل مقررات المجمع الكلداني المقدس كما ورد في نص البيان الذي صدر من السينودس المقدس المذكور .

ان الحاجة أصبحت أكثر من ماسة لمراقبة ومتابعة تنفيذ ذلك المطلب خاصة هناك من يتربص على تعطيل وعرقلة اي جهود تبذل في هذا الاتجاه ، وان الذي دفعني على كتابة هذا المقال يأتي من خلال رصدي ليس فقط لردات الفعل السلبية من قناة عشتار الاشورية ومن مجلس " الشعبي الكلداني السرياني الاشوري "  ( الآشوري ) ومن جميع الاحزاب والحركات والتنظيمات الاشورية  وإنما ايضآ من خلال البحث عن الآلية التي من خلالها يمكن تفعيل هذا المطلب الحيوي ووضعه موضع التنفيذ .

صحيح ان هذا المطلب يخص الكلدان لوحدهم ولكن لكي يأخذ الصفة القانونية يجب تثبيته دستوريآ كمادة من مواد الدستور الدائم لأقليم كوردستان العراق ، وهذا الأمر يتطلب تعاون الجميع وبذل كافة الجهود والمساعي لدى اصحاب التأثير والقرار في الأقليم ، لأن القضية ليست بتلك السهولة التي قد يتصورها البعض ، بأن نقدم الطلب الى رئاسة البرلمان والى رئيس لجنة اعداد مسودة الدستور ثم ندير ظهورنا ونترك الروتين الاداري يأخذ مجراه الى أن يصدر القرار وتأتينا النتيجة بالبريد العادي او الألكتروني .

ربما كان الأمر كذلك لو لم يكن هناك من يعمل على الضد من ارادة الكلدانيين والذين يمكنهم التستر تحت شعارات مخادعة قد تخدع بعض المسؤولين في الأقليم ، كما لا نستهين بمدى نفوذ هؤلاء في حكومة وبرلمان اقليم كوردستان والذي جاء على حساب الكلدانيين بجهود وتوصيات معروفة ، فمثلآ ، أنا شخصيآ وبحسب قناعتي متأكد من ان هدف زيارة وفد المجلس " الشعبي الكلداني السرياني الاشوري " الى مقر  المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني ، والتقاءه بالسيد فاضل ميراني سكرتير المكتب ، يصب في الاتجاه نفسه لإسقاط أي محاولة من شأنها ابراز الهوية القومية الكلدانية او تثبيت خصوصياتهم القومية ، وإلا ما معنى العبارة التالية التي وردت في اصل الخبر الذي نشره المجلس الشعبي في المواقع الالكترونية ومنها تلك التي نقرأها في ( الرابط رقم 1 ادناه) والتي تقول ( ... وناقش الطرفان الحقوق القومية لشعبنا ومنها وحدة خطابنا القومي ...) ، نعم من الممكن مناقشة مسألة الحقوق القومية ولكنني لا اعتقد ان السيد سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني يقبل ان يأخذ دور المرجعية ليتدخل و يحدد أو يؤثر على طبيعة خطابنا القومي ، فهذا هو شأن داخلي ، ثم التكلم عن الخطاب القومي الموحد يتم عندما تكون هناك مرجعية واحدة او يكون هناك اتحاد او على الأقل اتفاق حول اشياء محددة ، فأين نحن من ذلك ، بل اين المجلس الشعبي من الخطاب القومي الموحد ، او على سبيل المثال لنلغي الكلدان والسريان من المعادلة ونأخذ المكون الاشوري فقط ونسأل السادة الذين ناقشوا وحدة الخطاب القومي لشعبنا مع السيد سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني ، كم خطاب قومي لدى الاشوريين ؟ ثم الخطاب القومي حول ماذا ، لأن كل قضية او مسألة تحتاج الى خطاب معين ، فكيف يوحد الخطاب القومي بوجود هذا العدد الكبير من الاحزاب والحركات والتنظيمات السياسية والقومية وحتى الدينية التي تعاني من أزمة ثقة حادة فيما بينها ، لا اعتقد ان هذا كان خافيآ على الوفد الزائر .   
ولكن الحقيقة هي ، ان عبارة ( وحدة خطابنا القومي ) هو تعبير فاشل للتغطية على محاولة الالتفاف على قرار سينودس الكنيسة الكلدانية الخاص بإدراج التسمية الكلدانية بصورة منفردة في دستور الاقليم عن طريق تأليب القادة السياسيين والمسؤولين في الأحزاب وحكومة وبرلمان اقليم كوردستان ضد إلإرادة الكلدانية وضد قرار السينودس ، أي الاصرار على السلوك التآمري بإستخدام التسمية الكلدانية رغم أنف اصحابها ودون مراعاة لأبسط المعايير المتعارف عليها ومنها احترام وعدم التجاوز على حقوق المرجعية الكلدانية في شأن توظيف تسميتهم لأغراض حزبية او سياسية او طائفية .
السؤال الذي يطرح نفسه هو ، هل قادة الاحزاب الكوردية ورئاسة حكومة وبرلمان اقليم كوردستان يقبلون ان يكونوا طرفآ منحازآ في هذا الشأن ، وهل يقبلون بالدور الذي يرسمه لهم بعض المعادين للهوية القومية الكلدانية ولكل خصوصياتهم وثوابتهم القومية ، انا شخصيآ لا اعتقد ذلك ، ولكن في بعض الأحيان ، النية الحسنة تأتي بنتائج معاكسة ، لذلك يجب تنبيه هؤلاء السادة لتلك المحاولات المشبوهة .

اما المقترحات التي اراها حلآ لهذه الفوضى ولتفعيل مطلب ادراج التسمية الكلدانية في دستور اقليم كوردستان هي :-
1- من اجل اثبات الوجود واحترام الذات وحماية الحقوق والثوابت وجب على المرجعيتين الكلدانيتين ، الدينية المتمثلة برئيس واعضاء المجمع الكلداني المقدس والقومية المتمثلة بالهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية ان يوجها طلبآ رسميآ الى المسؤولين في كل من ( المركز والأقليم ) بعدم السماح لأي جهة او مجموعة او فرد للتحدث بأسم عموم الكلدانيين او الولوج في الشأن الديني أو السياسي أوالقومي الكلداني نيابة عنهم إلا إذا كان يحمل تفويضآ من احدى المرجعيتين المذكورتين وكل حسب اختصاصه .
لأنه ، من دون وضع حد للفوضى القائمة حاليآ في هذا الخصوص ، يكون بمقدور اي لجنة ومعها جمعية معينة وبعض الخدم والزبائن الذين ينتظرون اشارة اسيادهم ان يجعلوا من انفسهم اوصياء على الكلدانيين ، بل وحتى اوصياء على المرجعية الدينية بأن يقرروا ما تفعله او ما لا تفعله.

2-  تقديم طلَيَين رسميين منفصلين ، الأول من اللجنة المنتخبة لتفعيل مقررات المجمع الكلداني المقدس ( المرجعية الدينية للكلدان ) ، والثاني من الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية ، بوصفهما الممثلين الشرعيين للكلدان ، وهذين الطلبين يوجهان الى السادة المسؤولين في كل من المركز واقليم كوردستان ، فبالنسبة للأقليم يوجه الى كل من ، قيادة الحزبين الكورديين الرئيسيين ، رئاسة البرلمان ، رئاسة مجلس الوزراء ، رؤساء الكتل البرلمانية ورئيس لجنة اعداد مسودة الدستور ، مع اضافة السادة رئيس الجمهورية ونواب الرئيس بالنسبة للمركز ، مطالبين تلك الجهات ، بعدم التجاوز على صلاحيات المرجعيات المستمدة من معظم الشعب الكلداني والرجوع اليها في أي قضية او مسألة يرد فيها التسمية الكلدانية او يكون الشأن الكلداني طرفآ فيها .

3- مع اصرار الطرف الاشوري على انكار الهوية القومية للكلدان وعدم اعترافهم بالثوابت الكلدانية ، ومن اجل اثبات الذات والحق وتعريفهم بأن عزة النفس والكرامة الكلدانية هي فوق كل اعتبار واكبر من كل شعار وادعاء باطل ، لذا يجب الاسراع بمطالبة الجهات المذكورة في النقطتين 1و2 اعلاه على إدراج تسمية " الكلدان  " بصورة منفردة في الدستورين العراقي والكوردستاني كمكون قومي عراقي أصيل وأساسي من مكونات الشعب العراقي ، وكما هو مثبت حاليآ في مسودة الدستور العراقي الدائم .
4-  التهيء" إذا استدعت الضرورة " للقيام بحملة كلدانية عالمية جديدة كتلك التي أطلقها إتحاد القوى الكلدانية في آب 2005 ( الرابط رقم 2 ) من اجل تعريف العالم عامة والعراقيين خاصة بالإرادة الكلدانية التي لا يقررها أحد غير مرجعيتهم ، وايضآ من اجل وضع حد لكل تصرف وسلوك عنتري يتجاوز تلك الإرادة ويتجاوز على المرجعية الكلدانية .
5- انشاء هيئة او لجنة تنسيق مشتركة بين المجمع المقدس للكنيسة الكلدانية والهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية لتولي زمام الأمور الخاصة بالشأن الكلداني .
 6- انشاء بريد الكتروني للهيئة او للجنة التنسيق المشتركة والمقترحة في النقطة 5 ، ليتسنى مخاطبتها ورفدها بكل ما يعزز موقفها وقدراتها وامكانياتها ، لأن هناك الكثير من الأمور تتطلب الخصوصية وعدم نشرها للعلن .

إذ أضع هذه المقترحات لعلى وعسى ان تخدم في بعض جوانبها ما نصبوا اليه من عزة ورفعة لشعبنا المسيحي عمومآ ولأمتنا الكلدانية خصوصآ ، كما اتوقع من جميع الغيارى من ابناء الأمة الكلدانية المساهمة الفعالة في هذه الحملة اذا جرت ، لأنها ستكون من اجلهم ولصالحهم من ناحيه اثبات وجودهم واحترام ذواتهم وكرامتهم التي يحاول البعض مسخها و تجريدها منهم ، ولكن هيهات .

رابط رقم 1
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,299014.0.html

رابط رقم 2
http://www.kaldu.org/DailyNews/ChaldeanInternationalCamp/ChaldeanInternationalCamp.htm

منصور توما ياقو
  17/ أيار / 2009 
 

37

 لم تمضي إلا ايام معدودة على إنتهاء اعمال سينودس الكنيسة الكلدانية الذي خرج بمجمل الوصايا والقضايا التي كانت موضع نقاش واهتمام المجتمعين ومن بينها التأكيد على الهوية القومية الكلدانية من دون فرضها على التسميات الاخرى حتى انعقد سينودس الكنيسة الاشورية القديمة الذي هو الآخر خرج بمجمل الوصايا والقضايا التي استحوذت على اهتمام المشاركين ، وفي معرض اشارة البيان الصادر من سينودس الكنيسة الشرقية الاشورية الى مكونات الشعب العراقي قد نسب الشعب المسيحي العراقي الى ( الاشورية ) وهذا ما ورد في الفقرة التالية التي وردت في نص البيان الذي صدرعن السينودس المذكور والذي يمكن الرجوع اليه من خلال الرابط المدرج في اسفل المقال ، اما نص الفقرة التي وردت فيها تلك العبارة فهو :-
(كما أكد السينودس المقدس دعمه ومباركته لكل المساعي الخيرة الهادفة إلى المحافظة على وحدة وسيادة العراق أرضا وشعبا، وبمختلف تلاوينه ومكوناته الدينية والمذهبية والقومية التي تشكل النسيج الجميل والمتكامل لأبناء أرض ما بين النهرين.. بلاد الرافدين، ومنها شعبنا المسيحي (الآشوري) كونه شعب واحد تقوم وحدته على اشتراكه في العديد من المقومات ومنها التاريخ والتراث والدين واللغة والثقافة والتقاليد والممارسات الاجتماعية وغيرها،...). انتهى الاقتباس .

رغم ان دلالات العبارة التي تقول " شعبنا المسيحي ( الاشوري )  " تدل على عموم المسيحيين العراقيين من الكلدان والسريان والأرمن والمسيحيين الاكراد والعرب ، لأننا لا نعتقد ان الآباء الأجلاء المشاركين في السينودس المذكور لا يعتبرون كل المسيحيين العراقيين من ابناء شعبهم المسيحي ، إلا ان ما تبع من الكلام فقد يوحي بأن المقصود من تلك العبارة هم الاشوريين والسريان والكلدان ، لأنهم فقط هم الذين يشتركون مع بعضهم البعض في تلك المقومات التي حددها البيان .

إذآ ، وبحسب البيان الذي صدر من السينودس المقدس للكنيسة الاشورية القديمة ليس هناك شيء اسمه كلداني او سرياني ضمن المكونات القومية للشعب العراقي، بل هم وبحسب البيان المذكور مسيحيون من ضمن المكون الاشوري ، بمعنى آخر ، الغاء التسمية الكلدانية والسريانية من المفردات القومية وحصرهما في المعنى الديني فقط ، وهذا نعتبره خطأ آخر وقعوا فيه الآباء الأجلاء بحق التاريخ والحقيقة قبل ان يكون خطأ بحق الكلدانيين وتسميتهم القومية الكلدانية .
بينما لا نقرأ أي نص او ايحاء ورد في البيان الصادر من السينودس المقدس للكنيسة الكلدانية يدل على عدم احترام خيارات الاخوة الاشوريين او السريان ، بل كل ما في الأمر ،  بعد ان تأكد للجميع عدم احترام الشخصيات والتنظيمات الاشورية للتسمية الكلدانية بكونها تسمية قومية ، عندها طالب كل من المجتمع المدني والديني الكلداني ومن منطلق الاعتزاز بتسميتهم القومية الكلدانية وحفاظآ عليها من عبث البعض الذي لم يستطع هذا البعض ان يتجرد من انانيته وعنصريته القبلية ، عندها فقط لجأ الكلدان على المطالبة بدرج تسميتهم الكلدانية بصورة مستقلة عن غيرها من التسميات ، ومن دون التعدي على حرية وخيارات الاخوة الاشوريين او السريان اذا ما ارادوا ان يدرجوا انفسهم تحت التسمية التي يرونها مناسبة لهم ، ومع ذلك نجد البعض قد اقام الدنيا ولم يقعدها مهاجمآ المشاركين في السينودس المقدس للكنيسة الكلدانية ومعهم كل التنظيمات الكلدانية والبعض الآخر لم يشفي غليله من ذلك بل هاجم التسمية الكلدانية وكل ما يمت للكلدان بصلة ، كل ذلك تم بدوافع مختلفة لكن بالتأكيد ليس بينها دافع الحق او البحث عن الحقيقة .
 
 نحن هنا لسنا في موضع مناقشة مدى مصداقية تلك العبارة التي تلغي الكلدان والسريان ، لأننا لقد سئمنا وبدأت نفوسنا تشمئز من ذلك الخطاب ومن تلك الادعاءات الفارغة بل وحتى من مطلقيها ، بالاضافة الى ان هذا هو اكبر دليل على احقية الموقف الكلداني للإنسحاب من الجدلية السفسطائية المزيفة حول التسمية ، واعتمادهم فقط التسمية الكلدانية لعنوان هويتهم لحين أن يقر الطرف الآخر بهويتهم القومية وان يحترم حريتهم وخياراتهم وثوابتهم القومية .
نعم نحن لسنا هنا في موضع مناقشة تلك الادعاءات والأباطيل ، ولكننا فقط  نريد ان نضع أمر هذه الوقائع وما سبقها من التصريحات والممارسات المماثلة بحق الكلدانيين أمام محكمة ضمير كل فرد من ابناء شعبنا المسيحي وخاصة أمام ضمير المثقفين والكتّاب الذين نتوقع انهم لا زالوا يمتلكون الضميرالحي والشجاعة الكافية لقول الحقيقة وتبيان الأسباب والمسببات الحقيقية التي تقف وراء هذه الأزمة التي يمر بها كل مكونات شعبنا المسيحي في العراق .

أما القول الذي يردده البعض بعدم نشر غسيلنا امام الاخرين فهو الهروب اللامسؤول وينطبق عليهم مثل النعامة التي تدفن رأسها في الرمال لكي لا تواجه الحقائق والمخاطر التي تحدق بها ، وايضآ يكونوا كمن يكون مصاب بمرض خبيث ولكن كبرياءه يمنعه من عرض حالته على الطبيب المعالج إلى أن يستفحل المرض ويخرج عن السيطرة ، هكذا هو حالنا ، فمنذ سنوات طويلة ، الكلدانيون والاشوريون والسريان مصابون بمرض خبيث اسمه الآشورية الأنانية و المتعصبة والمتآمرة على المكونين الآخرين ، هذه هي الحقيقة إذا كانت لنا الجرآة ونعترف بها ، وهذا هو الداء الذي نعاني منه ، إذا أردنا أن نعرف ما أصابنا ، وإذا لم يتمكن الأخوة الاشوريين استئصال تلك العلل والتسامي على انانيتهم وعلى تعصبهم القومي لن يكون هناك أي نوع من الوحدة او الاتحاد ، بل واستطيع القول لن يكون هناك أي تقارب جدي او تعامل نزيه ولو في حدودها الدنيا بين المكونات الثلاثة ، نعم سيكون هناك وبفعل المحسوبية والمنسوبية والاغراءات وبتأثير اللوبي الاشوري في القيادة الكوردستانية بعض التكتلات التي ستربطها المصالح الشخصية والدوافع العنصرية تحت شعارات تكتيكية مزيفة والتي من الممكن ان تمرر بعض الأجندة المضادة وحتى المهينة للخيارات الكلدانية ، ولكنها ستبقى في نظر شعبنا الكلداني وحتى في نظر القيادة الكوردستانية بأنها ليست اكثر من تعيينات وهياكل غير مشروعة لا تمت للشعب الكلداني بصلة .
 
بعد صدور البيانَين من اعلى مرجعيتين كلدانيتين ، الأولى هي المرجعية الدينية ، والثانية المرجعية القومية وهي الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية ، لم يعد هناك أي غطاء شرعي او قانوني وحتى اخلاقي لأي جهة اخرى ان تتحدث بأسم الكلدانيين او ان تتدخل في شؤونهم الخاصة أو ان تقرر شيئآ بدلآ عنهم .

لقد استطاع قادة الكلدان ان يضعوا النقاط على الحروف ، بأن ينهوا لعبة تشكيل وترتيب التسميات ، وايضآ استطاعوا أن يضعوا مصداقية المسؤولين الاشوريين في الميزان من ناحية مدى قدرتهم على احترام حرية وكرامة الكلدانيين التي تأتي من احترام خصوصياتهم وثوابتهم القومية ، لذلك نستطيع ان نقول ، الكرة هي الآن في ساحة الاشوريين ، وان المبادرة لتصليح الموقف يجب ان تبدأ من الاخوة الاشوريين ، واعتقد ان اولى الخطوات واهمها التي يتعين عليهم اتخاذها هي :-
1-   إعادة النظر في النظرة الخاطئة عن التسمية الكلدانية والسريانية ، ويجب ان تكون وفق خيارات هذين المكونين انفسهم وليس كما يريد ان يفرضه الاخوة الاشوريين .
2-   بناء علاقة ثقة متبادلة من خلال الموافقة على تبني ما يتم اختياره من الثوابت الأساسية التي  للمكونات الثلاثة .
3-   بعد الاعلان الصريح والواضح لما ورد في النقطتين اعلاه ، المطالبة على فتح حوار مباشر وفوري مع الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية و التجمع السرياني المستقل  بغية ايجاد صيغة توافقية مشتركة استعدادآ لخوض الانتخابات القادمة ضمن قائمة واحدة .
ولكي اسد الطريق على بعض الذين قد يجتهدون كثيرآ ويفسروا او يعتبروا ان ما ورد في النقطتين ( 1و2) اعلاه بأنها شروط ، فإني اقول جازمآ انها ليست اكثر من مطالبة الاخوة الاشوريين باحترام حرية وخيارات وثوابت الكلدانيين ، ولا اعتقد هناك جهة او انسان صاحب مبدأ وموقف و يعتز بانسانيته و يحترم كرامته يقبل اقل من ذلك من الذي يريد ان يتعامل معه ، فهل من مجيب ؟ .

رابط بيان سينودس الكنيسة الاشورية القديمة
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,297664.0.html

منصور توما ياقو
 13 / أيار / 2009


38

خلال الأيام القليلة الماضية صدر بيانان حاسمان جليان عن مرجعيتين كلدانيتين ، الأولى هي المرجعية الدينية المتمثلة بالبيان الصادر عن مجمع الكنيسة الكلدانية المقدس في 5 / ايار / 2009 والثانية هي الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية من خلال البيان الذي اصدرته بتاريخ 4 / أيار / 2009  حول عدة قضايا ومواضيع تهم المؤسستين .

اعتقد اننا نتفق على ان القاسم المشترك الواضح الذي جمع بين البيانيَن هو بالاضافة الى الانفتاح على كل مكونات واتجاهات شعبنا كذلك كان الاصرار على المحافظة على الهوية الكلدانية ككيان قومي له خصوصياته ورموزه وتاريخه واهتماماته وحتى طبيعته وثقافته المميزة عن الأخرين ، فمن اجل المحافظة على تلك الخصوصيات ومن اجل وضع حد لسياسة التهميش والألغاء بأسم نحن شعب واحد ومن أجل الحفاظ على كرامة الانسان الكلداني أينما كان من تلك الممارسات المضللة والعنصرية ومن اجل ان يكون الانسان الكلداني هو سيد نفسه وليس تابعآ ذيليآ كما يريده البعض من اصحاب الشعارات المزيفة والمتباكين على الحقوق وعلى وحدة الشعب ومن اجل الكثير الكثير فإن الطرفين قد عقدا العزم على وضع حد لعقود من الممارسات العنصرية ذات الأهداف المبيتة ضد الكلدان كشعب وضد هويتهم الكلدانية كتسمية قومية لذلك الشعب ، فأين الخطأ في ذلك ؟ .

بعد صدور البيانَين الآنفي الذكر ، بدأت دموع التماسيح تنهمر من اعين بعض الاخوة الآشوريين واتباعهم من المتأشورين المتباكين دائمآ على حقوقنا ووحدة شعبنا إذا كان هناك اتجاه لحماية الثوابت والحقوق القومية للكلدان ، والغريب ان تأثير محتوى البيانيَن المذكورين كان السبب الرئيسي لإصابة هؤلاء الاخوة بالدوخة الشديدة مما افقدتهم توازنهم بحيث لم يعودوا يفرقوا بين الدين و المذهب والقومية والقسم الآخر جعل ترتيب الرقم 5 قبل الرقم 4 موحيآ في كتاباته ان الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية هي التي حذت حذو ما صدرعن سينودس الكنيسة الكلدانية بينما الحقيقة ان بيان الهيئة جاء قبل بيان السينودس بفارق يوم واحد ، وهناك من يعتقد ان التزام الكلدانيين بثوابتهم القومية اسوة بالأخوة الاشوريين هو تمزيق للأمة ، لا عجب مما سبق ، لأنه عندما يختل العقل والفكر نتيجة صفعة قاسية يحدث مثل هذا الخلط والهذيان وإلا كيف يعتبر البعض ادراج الهوية القومية هو تدخل في السياسة !؟ ، فهل عندما اقول انا كلداني ولا اعتز ان أتسمى بأي تسمية قومية اخرى غير الكلدانية هذا تدخل في الشأن السياسي ؟، أي منطق أعوج هذا الذي يحاولون فرضه على الكلدان ، بينما سادتهم يغردون ليل نهار في قوميتهم وأمتهم !؟.

لا اعرف وفق اي معايير وأي قوانين يتحدثون هؤلاء الأخوة الذين اصابتهم الدوخة الكلدانية ، فإذا كانوا يتحدثون وفق قانون السماء ، فوصية رب المجد لنا جميعآ هي " احبب قريبك كنفسك ( متى 22 : 39 ) " وإذا كانوا يستمدونها من القانون الأرضي فإن الضمير الانساني والقيم الاخلاقية تقتضي احترام معتقدات وخصوصيات الآخرين والكف عن ممارسة الوصاية عليهم ، وهنا نسأل الأخوة الاشوريين واتباعهم المتأشورين السؤال التالي :-
 
هل الآباء في مجمع الكنيستين الآشوريتين يعترفون بتسمية قومية لهم غير التسمية الآشورية ؟ ، إذا كان جوابهم هو نعم ، اقول لهم ، لا ورب الخلق انكم كذابون ومفترون ومخادعون  ، أما إذا كان الجواب غير ذلك ، فليخرس كل لسان يطالب الكلدانيين الانسلاخ من هويتهم القومية الكلدانية وإنكار ثوابتهم القومية ، ثم هل ما هو حلال على الاشوريين هو حرام على الكلدانيين ، أم انهم ينظرون الى الكلدانيين وكأنهم شعب ذليل وبدون كرامة ليقبلوا بمثل تلك الاهانات وبتلك الخزعبلات التافهة .

هؤلاء الأخوة يتباكون على وحدة شعبنا ، وعندما نسألهم ، من هم مكونات تلك الوحدة ، يجيبون انهم الكلدان والسريان والآشوريين ، فنرد عليهم ، طيب هل تعترفون بالكلدانية كتسمية قومية وبالسريانية كتسمية قومية ايضآ كما تؤمنون بالآشورية كتسمية قومية لكم ؟ هنا يبدأ التلعثم والتأتأة والكلام المبهم الذي لا معنى له ، كقولهم هذه تحتوي تلك وتلك تحتوي الأخرى والأخرى تعني هذه ، اما تلك فهي تعني الثقافة في الوقت الأخرى تعني المذهب وهذه تعني القومية ولكن هذه وتلك والأخرى تعني نفس الشيء أي ان المذهب والثقافة والقومية هي نفس الشيء غير ان عمر هذه طويل جدآ ويعد بالالاف من السنين اما تلك فعمرها فقط 500 سنة والاخرى لا داعي لحساب عمرها لأنها جزء من هذه وكلها أي هذه وتلك والاخرى هي تسمية سياسية ويمكن القول انها مؤقتة وانت حر ان تسمى نفسك بالتي تريدها ولكننا كلنا شعب واحد وهو ( الأنا ) وكلنا قومية واحدة وهي تلك التي كان أبي عليها ، بهذا التشويش وبهذا الشرح المرتبك يتم تعريف وتقديم التسمية الثلاثية للناس ، والأغرب من كل ذلك انهم في حالات كثيرة وفي مناسبات عديدة يتجنبون ذكر الاسم الصرح لذلك الشعب والاسم الصريح لتلك القومية ، ربما لأنهم لا يريدون خدش مشاعر الاخرين او لأنهم لا يعرفون اية تسمية يذكرون، وهذه هي النتيجة المنطقية لكل ما هو مبني على المكر والخداع .

لقد أكدت الأيام وبرهنت التجارب انه ومنذ سقوط النظام السابق والى يومنا هذا والتي تعد بست سنوات اننا ندور في دائرة مغلقة يستحيل ان نخرج منها ما دامت التنظيمات الآشورية تنطلق في ممارساتها وتعاملها مع الكلدانيين والسريان من منطلق الفكر القومي الشمولي أي فكر الفرض و رفض الآخر ومحاولة الاستحواذ على كل شيء ، لذلك نقول ، الى متى و أيضآ نقول:-

ألم تكفي فترة الست سنوات تلك لكي نتحرر من تلك الدوامة الفارغة التي افتعلها الأخوة الاشوريين لتمرير اهداف وغايات باتت مكشوفة ومعروفة للجميع .

ألم تكفي فترة الست سنوات والمرجعية الدينية الكلدانية تتفرج على رعيتها وقد اصبحت كأنها من دون رعاة خاصة في غياب القيادة السياسة الموحدة والقادرة على مواجهة التحديات ؟.

ألم تكفي فترة الست سنوات والكلدانيون غائبون ومغيبون عن الواقع السياسي والقومي بسبب سباتهم الذي طال كثيرآ ؟.

ألم تكفي فترة الست سنوات ومؤامرات المحسوبين على الأخوة تحاك ضد كل ما هو كلداني ؟.

ألم تكفي فترة الست سنوات لوضع حد لكل ذلك ونقول للكلدان والأشوريين والسريان ، إما ان تكونوا فعلآ اخوة وبكل ما تعنيه كلمة الأخوة من معاني وقيم رفيعة مثل ، المساواة ، المودة ، التعامل بالمثل ، العطاء والثقة المتبادلة ، أو ان يلتفت كل واحد منهم ليهتم ببيته من دون ان يفترقوا أو يبتعدوا كثيرآ عن بعضهم البعض الى أن يكبروا ويصبحوا مؤهلين لأن يكونوا اخوة بكل مصداقية ومن دون التعصب والأنانية والمؤامرات التي اصبحت في هذه المرحلة السمة المهيمنة على العلاقات التي تربط بين المكونات الثلاثة .

فمن هذا الواقع المرير والمحزن الذي يعاني منه الجميع والذي لا أمل في تجاوزه في ظل الأحزاب والحركات وحتى الشخصيات العنصرية ممن يحملون هذا الكم الهائل من الحقد والكراهية للتسمية القومية الكلدانية ، فكان لابد للكلدانيين أن يفعلوا شيئآ من اجل حماية ثوابتهم ومبادئهم ومصالحهم السياسية والقومية ، فمن الطبيعي ان يكون اول عمل لهم هو ان يتحرروا من كل ما هو مفروض عليهم ليتمكنوا من اعادة ترتيب بيتهم الداخلي بتوحيد صفوفهم وتحديد اولوياتهم الأساسية والتأكيد ان الثوابت الكلدانية وخاصة هويتهم القومية هي خط احمر لن يسمحوا لأي كان وتحت أي شعار كان العبث بها أو المساس بكرامتهم وحقوقهم ، أليس هذه هي اولى المباديء التي تحتكم اليها كل التنظيمات السياسية والقومية والاجتماعية في العالم ، فلماذا عندما يصل الأمر عند الكلدانيين نجد البعض يرتعب ويذرف دموع التماسيح على قضايا وأمور كان هو المسبب الرئيسي في تعطيلها ، ألم يكن من الأجدر بهم ان يبحثوا عن الأسباب الحقيقية التي أوصلت الأمور الى هذه المرحلة ، أم انهم يعتقدوا انهم الأذكى والأرقى و الأبرع وان صمت الآخرين ما هو إلا ضعف وغباء وعدم المقدرة .

نعم لتوحيد وترتيب البيت الكلداني
نعم لتوحيد وترتيب البيت السرياني
نعم لتوحيد وترتيب البيت الاشوري
ثم لنبحث عن اخوتنا المفقودة ، إذا لم نستطع العثور عليها أو اننا تأكدنا ان الأخوة لم يستطيعوا ان يتجردوا من انانيتهم وعنصريتهم ، عندها لتكن الشراكة الكاملة والمبنية على الثقة والنيات الحسنة والمساواة من غير تخوين او فرض او وصايا هي مطلب الجميع ومن اجل الجميع ، فكل واحد ليلتفت الى بيته واهل بيته ، لأنه من المستحيل ان يكون بإمكان الذي اهل بيته هم احوج الناس الى التوحيد والترتيب ان يوحد ويرتب بيوت الآخرين .   

منصور توما ياقو
 11 /أيار/2009


39

ارتأيت أن استهل مقالتي هذه بمقدمة مأخوذة من احدى مقالات الكاتب المتمكن والمتميز الأستاذ حبيب تومي للوقوف على نوعية العلاقة التي تربط بين السبب والمسبب او بين الفعل والنتيجة او بين العلة والمعلول أو سمها ما شئت من المصطلحات والعبارات التي تربط تلك العلاقة ، والنموذج الذي أورده الأستاذ حبيب تومي جاء على شكل قصة معبّرة ومنسجمة مع الحالة والمرحلة الحرجة التي مر بها شعبنا ، إذ كان شعبنا وقتئذ بحاجة فقط على طوق النجاة و لمن يسحب السهم المسموم الذي أصابه ولم يكن المهم او بحاجة لمعرفة من يكون هذا المنقذ ، أما نص القصة او الفقرة التي أقتبسها من مقالة الأستاذ حبيب تومي التي كانت بعنوان(   فضائيـة عشـتار من اين لك هذا ؟ وتعمير قرانا لماذا ؟ و ..     ) هو ، (الغريق كي ينجو عليه ان يتشبث بطوق النجاة قبل السؤال عمّن رمى له هذا الطوق ؟ وإلا سيكون مصيره كالمصاب بالسهم المسموم الذي ورد في تعاليم بوذا  563 ق . م(  ..
ثم تابع قائلآ  (ولسنا بحاجة الى السؤال : من الذي رمى لنا طوق النجاة هذا ؟ .). لقراءة نص المقال من خلال الرابط المدرج في نهاية هذه المقالة .

فعلآ لم ولن نكون بحاجة الى طرح السؤال عن هوية المنقذ طالما يأتينا المنقذ بحسن النية وبغاية نبيلة ونزيهآ ومتجردآ من الطائفية ومن التعصب العنصري وهذا ما لمسناه في انجازات رابي سركيس آغاجان في عدة نواحي من بينها ، الأعمار ، الخدمات ، المطالبة بالحقوق ، تغطية المناسبات الدينية والفعاليات الاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها من المنجزات والنشاطات التي كانت ولا تزال كالبلسم الذي لامس آلامنا وجراحنا .

ولكن ، هل فعلآ لسنا بحاجة الى ذلك الطرح والى التساؤل الذي هو موضوع مقالنا هذا ( من اين لقناة عشتار هذا ) عندما نكتشف ان الذي يأتينا ليس بالمنقذ بل مرتديآ معطف المنقذ ، وهذا ما عانيناه ونعانيه اليوم في ظل المتحكمين بأمور قناة عشتار الفضائية ولا نعرف هل هو ايضآ رابي سركيس الذي يصر على تخييب آمالنا في عدم قراءته او استماعة لِما نكتبه وما نقوله في خصوص عدم حيادية قناة عشتار وعدم تعاملها بالمثل مع الخصوصيات القومية التي للكلدان والسريان والاشوريين ، أم العلة في وكلاءه ومدراء مكاتبه المتنفذين ؟ .
  لا أعرف ، من الممكن ان يكون سبب طرحي لهذا التساؤل هو رد الفعل على السلوك المنحاز الذي تتبعه ادارة قناة عشتار الفضائية ، وقد يكون من باب الفضول الانساني والبحث عن اللغز المجهول ، وربما يكون السبب هو مزيج من هذه العوامل التي تشد انظارنا وأفكارنا الى ضخامة الواقع العمراني والخدمي من جهة والى نوعية الأشخاص الذين من الممكن أن يكون لديهم الجواب الحقيقي لهذا التساؤل من جهة اخرى ، واحاول أن أوضح هذا الكلام بشكل أدق و أوضح في النقاط التالية :-

 اولآ :- لا شك ان القضايا الكبيرة والاعمال الضخمة لا تحتاج الى مَن يروج لها بل انها قادرة أن تتحدث عن نفسها بنفسها من خلال شموخها وتأثيرها ونتائجها التي تترك بصماتها في نفوس الكثير من الناس ، في ذات الوقت انها قادرة على أن  تثير الكثير من الاستفهامات والتساؤلات المشروعة لدى العامة، فمثلآ ، بناء قرانا وكنائسنا تعتبر من تلك الأمور الضخمة التي لا تحتاج الى مروجين لها ، لأنها حقائق شاخصة أمام كل ذي بصيرة فعندما تنظر اليها تشعر وكأنها تخاطب ما بداخلك ، فبالإضافة انها تترك في نفوسنا اثارآ بالراحة والأمان والثقة بالمستقبل ، كذلك تترك في دواخلنا تساؤلات بريئة في اغلب الاحيان ، قد يكون سبب هذه التساؤلات هو الفضول الانساني الطبيعي لمعرفة ما وراء الأشياء والمغروس في البشر منذ خلق آدم وسيبقى فيه الى آخر الزمان ، ولكن الاستفهام الاكبر هنا يدور حول مصدر التمويل الذي يصرف ليس فقط في مجال البناء وانما لتنوعه ليغطي عدة قطاعات وقنوات مختارة وموجهة ومنها تلك التي نعتبرها منحازة ومصدر تفرقة بين ابناء شعبنا ، هذا ما يدور في اذهان الكثيرين من ابناء شعبنا الذين لا يجدون من يمدهم بالاجابة التي تشبع فضولهم قبل أي شيء آخر . 
ثانيآ :- ولا شك ايضآ وجود رجال يصنعون الأحداث ويقفون خلف تلك القضايا الكبيرة والأعمال الضخمة ، وبالتأكيد لهذه النخبة من الرجال  كل الحق و القدرة على التحدث إلى الأفراد والجماهير والقنوات الاعلامية العمومية والخاصة بما يشاءون وكيف واين ومتى ما شاءوا ، باعتبارهم  اصحاب الامر والصلاحيات وهم يعرفون الاحوال وبواطن الامور اكثر من الاخرين ، ولكن عندما ترفض هذه النخبة الكشف عن أية معلومة قد تجيب على تلك التساؤلات ولتشبع تلك الغريزة الفضولية عندها يجد المرء في داخله دافعآ قويآ لإثارة تلك التساؤلات كلما طرح هذا الموضوع ولكن النتيجة تبقى هي نفسها وهي الدوران في دائرة التخمين والتنجيم والاستنتاج المبني على رؤى الأفراد والجماعات وكل حسب قناعته او موقفه من صاحب القرار .

ثالثآ :- أما الفئة الثالثة التي يمكن اعتبارها مصدر آخر للمعلومات فهي الحاشية والتوابع والمقربون الرسميون وغير الرسميون والكتّاب المكلفون والمتملقون والمجتهدون وذلك لكونهم قريبين من المصدر او من المتطوعين بحسن نية او بسوء نية  أو ممن حسب نفسه عارفآ بما يجري وبما يدور ، ربما يكون من بين كل هؤلاء من حاز على محبة وثقة المصدر الرئيسي أو أحد ألأفراد من داخل الدائرة المغلقة  فيبوح له ببعض الفتات التي سرعان ما تجد طريقها للآخرين ووفق ما هو مسموح به ، ولكنها ستبقى ناقصة ولا تشبع أي فضول .

رابعآ :- أما الفئة الرئيسية التي تملك الاجابات الصحيحة والواضحة لكل تلك الاستفهامات هي تلك الفئة التي خططت لهذا التمويل ووفرت تلك الأموال والتي انيطت بها مهمة التنفيذ ، قد تكون خارجية او داخلية ولكن الشيء المؤكد الذي يدور في الأذهان الذي يقره يكاد يكون الجميع ان مصدر التمويل ليس من داخل شعبنا ولكن المنفذ الأول والمسؤول الأول الذي يعرف ذلك المصدر هو من داخل شعبنا وتحديدآ هو رابي سركيس آغاجان ، إذن لا عجب ولا غرابة إذا ما وجه السؤال الذي هو عنوان هذه المقالة الى سيادته مباشرة  .

والآن نأتي الى التساؤل الذي قد يدور في اذهان الكثيرين حول الهدف من إثارة هذا الموضوع في هذه المرحلة ، وللإجابة عليه نقول ، ان مسألة ضخامة المال الذي يضخ ويصرف وظهور هذا التمويل فجأة وفي توقيت محدد وحصر التصرف به من قبل شخص آشوري الهوى وكوردستاني التنظيم كلها أمور لم نتطرق لها ولم نثيرها سابقآ طالما كانت توجه في السابق الوجهة الصحيحة التي تخدم مصالح وحقوق عموم ابناء شعبنا من الكلدانيين والسريان والآثوريين سواء في اعمار ارضنا وبلداتنا او في الاتجاهات الأخرى بشكل شامل ومتوازن ازاء جميع المكونات الثلاثة لأبناء شعبنا ، لأننا أصلآ لم نكن وكما قال الاخ العزيز حبيب تومي لم نكن ( بحاجة الى السؤال : مَن الذي رمى لنا طوق النجاة هذا ؟ ) ، كذلك لم نتطرق الى الكثير من الأمور السلبية والمؤذية التي رافقت تأسيس وعمل اللجان والمؤسسات وخصوصآ قناة عشتارالفضائية لأننا كنا ندرك ان حدوث  مثل تلك الأمور أمر طبيعي في بداية كل عمل جديد ، ويمكن معالجتها من خلال التنبيه على مخاطرها عبر الوسائل المختلفة والاعلام واحدة منها ، فكتبنا وكتب عنها الكثيرين من ابناء أمتنا الكلدانية ، فصبرنا وانتظرنا ما ستؤول اليه الأمور ، وحين وجدنا ان الحال لا يمكن تغييره او اصلاحه ، إذ انكشف ما تحت القناع وظهر معدن القائمين على تلك المؤسسات وتجلى في تعمد مفضوح من قبل قناة عشتار على فرض الخصوصية الآشورية على تلك التي للكلدان .
فقبل ان نكون كلدانيين نحن بشر ، وانساننا الكلداني ليس اقل من انسانهم ،  إن لم يتفوق عليهم تاريخآ وحضارة وايمانآ وعلمآ وعددآ ، فكيف يريد البعض من الكلدانيين أن يصمتوا الى ما لا نهاية وان العابثين ينتهكون تلك الخصوصيات يوميآ ، فبعدما يأسنا من اهتمام رابي سركيس آغاجان بالمطاليب الكلدانية القومية ، فإننا نوعز عدم اهتمامه بتلك المطاليب الى احد الاحتمالات التالية :-

1-   ان سيادته ولأسباب تعود اليه لا يقرأ ما يكتب عن قناة عشتار الفضائية وعن المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري.
2-   ان سيادته يقرأ كل كلمة بتمعّن واهتمام شديدين ، ولكنه لا يبالي بما يقرأ لأن تلك المؤسستين ( قناة عشتار الفضائية والمجلس الشعبي ) يسيران وفق المخطط لهما ووفق آشورية رابي سركيس ، وربما عدم مبالاته كل هذه السنين وعلى هذا العدد الكبير من الكتابات هو بسبب سوء تقديره لِما قد ينتج من آثار واضرار وردات فعل مؤذية إن لم يكن اليوم فغدآ او بعد غد  او بعد عهده بعد عمر مديد .
3-   ربما ان سيادته يؤمن بأن الدولار وبريق المناصب كفيلان بارضاخ وترويض ولجم كل من يقف امام المخطط  الآشوري المرسوم ، خاصة اولئك المهزوزين والمهزومين داخليآ الذين ينتظرون مَن يستخدمهم لقاء منفعة شخصية .
4-   أو ان سيادته يعتمد كليآ على الافراد في الدائرة الضيقة المحيطة به من الوكلاء والمستشارين ومدراء المكاتب  ومن افراد العشيرة والطائفة الاشورية الذين استطاعوا ان يؤثروا عليه وعلى مجريات أموره من خلال الاملاءات والافكار التي يقنعونه بها ، وما عناد القائمين على ادارة قناة عشتار الفضائية عبر اصرارهم على تجاهل الخصوصيات القومية للكلدان خير مؤشر على صحة هذا الاحتمال .

الى متى يا رابي سركيس تبقى التسمية الكلدانية والمشاعر القومية الكلدانية للإستخدام الاعلامي فقط ، كل ما نطالبك به هو الانصاف والعدالة فقط ، إذ يجب على ادارة قناة عشتار الفضائية ان تكون محايدة وتقف على مساحة متساوية مع الجميع وعليها تبّني العَلَم الكلداني واللغة الكلدانية والاغاني الكلدانية والتقويم البابلي الكلداني ويوم الشهيد الكلداني  أسوة بكل ما تتبناه وتعتمده من الخصوصيات الاشورية ، أما إذا كانت الموروثات الطائفية والعنصرية عائقآ أمام تحقيق العدالة وانصاف الكلدانيين ، عندها ونحن مضطرين ان نقول لرابي سركيس آغاجان ، من اين يتم تمويل القناة ؟ ، فإذا كان هذا التمويل مخصص فقط للآشوريين ، فلتستمر قناة عشتار في انحيازها التام والمفضوح للأجندة الآشورية ولا حق للكلدانيين فيما يطالبونه عدا اصرارهم على مطالبتكم باحترام تاريخهم وحضارتهم و مشاعرهم القومية وعدم المتاجرة بتسميتهم القومية ، أما إذا كان للكلدان نصيب بذلك التمويل ، فبكل صراحة واسف نقول ، ان قناة عشتار الفضائية بعلم من سيادتكم او من دون علمكم قد استولت على تلك الأموال واساءت استخدام تلك الاموال المستحقة للكلدانيين لمحاربة الكلدانيين ولتشويه وطمس حضارتهم وتراثهم وهويتهم القومية ، وهذه جريمة لابد من كشفها والاعتذار للكلدانيين ومعاقبة من يقف وراءها ، أما إذا كانت ادارة قناة عشتار مجرد مؤسسة تنفذ ما يمليه عليها رابي سركيس آغاجان وافراد الصفوة والنخبة الخاصة المحيطة بسيادته ، عندها لا يجوز ان نسمي سلوك القناة بأنه خطأ او مجرد تحيز طائفي بل انها مؤامرة اكبر واخطر من مجرد سلوك عنصري ضد الكلدانيين بل اكبر واخطر من قناة عشتار الفضائية والمجلس الشعبي معآ ، وهذا ما نتركه للتاريخ وللأيام ولضمير رابي سركيس آغاجان .

رابط مقال الأستاذ حبيب تومي (  فضائيـة عشـتار من اين لك هذا ؟ وتعمير قرانا لماذا ؟ و ..  )
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,42072.msg136754.html#msg136754


منصور توما ياقو
6 أيار 2009


40


خلال انعقاد المؤتمر الثاني للمجلس القومي الكلداني الذي انعقد في مدينة عينكاوا للفترة من 26 – 27 نيسان 2009 ، وبينما كنت جالسآ بجوار صديق ومن غير اية مقدمات سألني هذا الصديق ، ما رأيك بالمجلس القومي الكلداني ؟، قلت له من أي ناحية ؟ قال ، ليس تحديدآ وانما بصورة عامة ، فكان جوابي له ، هناك شيء لا استطيع ان اسميه ظاهرة بل ربما هو طبع او غريزة او فطرة متأصلة في كيان الانسان الكلداني ، وهذا الشيء هو انه في كل مرحلة صعبة من مراحل التاريخ الكلداني ، وبعد كل محنة او كبوة يعيشها او تعترض مسيرته ، يكون هناك من يحمل جراح أمته في صدره ، يتحسس آلامها وآمالها ، يشاطر همومها وأحزانها ، حتى البركان الذي في أعماقه والذي يأبى أن يخمد لم يفقده صبره وعقله وحكمته ، ويبقى الانسان الكلداني أصيلآ كأصالة تاريخه وحضارته ، يعيش بكرامته ولا يقبل لأحد أن يسلخ جلده ليلبسه آخر ، فمن هذه الاصالة ، ومن هذا الكنز ، ومن هذا العمق ، ومن صميم الحاجة الكلدانية ، ولد المجلس القومي الكلداني ، فكيف تريده ان يكون ، وكيف تريد ان يكونوا فرسانه ، وكيف تريد أن يكون رأيي به يا صاحبي ؟.

انظر صورة القاعة التي انعقد فيها المؤتمر ، كيف زينوها بالعَلَم الكلداني الرافدي الأصيل وحولوها احفاد نبوخذنصر وحمورابي من قاعة صماء الى قاعة يفوح منها عبق الجمال والتاريخ والحضارة .

انظر العلم الكلداني الذي عمره يمتد الى ما قبل 5300 سنة قبل الميلاد ، كيف يتوسط العلمين ، العراقي والكوردستاني ، وكأنه قلب العراق النابض ، بل بالحقيقة هو الجسر الذي يوحد كل العراق والعراقيين .

انظر صورة القاعة الصغيرة كم هي جميلة بحاضريها ، عظيمة بإيحائاتها ودلالاتها ورموزها ، لتبدو وكأنها حية تنطق بلساننا وبلسان التاريخ والحضارة الانسانية ، نعم انها صورة التي تقف قزمآ امامها بعض الفضائيات التي تعميها تلك الإيحاءات وتلك الدلالات والرموز، انها صورة التي لم تستطع بعض الفضائيات الحبلى بالأفكار الظلامية العنصرية ان ترى نورها الوهاج .

فكيف تريد ان يكون المجلس القومي الكلداني ، وكيف تريد ان يكونوا فرسانه ، وكيف تريد ان يكون رأيي به  يا صاحبي ؟.

في ايلول 2007 كنت قد كتبت مقالآ بعنوان " سفينة المجلس القومي الكلداني الى اين ؟ " وفي 26 -27 نيسان
2009 جاء رد القبطان الذين يقودون هذه السفينة ، موحدآ ، شجيآ ، واثقآ ، مدويآ  ومبشرآ الأمة الكلدانية بالأمل ، بمستقبل كلداني مشرق ، باستعادة روح الأجداد لنستحق بركاتهم ، ففي هذا التاريخ المجيد رفعت أشرعة الإبحار لسفينة المجلس القومي الكلداني عاليآ ومكتوب عليها عنوان الهوية ولائحة من المباديء والأهداف والرؤية المستقبلية التي أقرها المؤتمرون والتي نوجزها بالآتي :-
1-   تثبيت الهوية القومية للكلدان.
2-   توحيد الخطاب السياسي للبيت الكلداني .
3-   ترسيخ العلاقة و تقويتها مع الكنيسة .
4-   التوصل الى مشروع سياسي قومي ديمقراطي واقعي واضح المعالم .
5-   التنسيق مع الأحزاب و القوى السياسية و تحديد التحالفات في الانتخابات القادمة .
6-   السعي لإنشاء فضائية و اقامة موقع الكتروني بإسم المجلس و إصدار جريدة ناطقة بإسمه .
7-   التسمية الثلاثية ليست تسمية قومية .
8-   تثبيت الحقوق القومية .
9-   تثمين جهود السيد فؤاد بوداغ السكرتير العام السابق و الهيئة القيادية العليا و كل من ساهم في تثبيت كيان المجلس في الداخل والخارج.
10-    إقرار و تثبيت  النشيد الكلداني .
11-   الاقرار بالعلم الكلداني الحالي الذي يتضمن النجمة الثمانية في وسطه و الخطين الازرقين على الجهتين.
12-    إقرار و تثبيت شعار المجلس القومي الكلداني.
13-    إقرار العديد من القرارات التنظيمية الداخلية .
14-    أنتخاب السكرتير العام واللجنة المركزية للمجلس القومي الكلداني ومسؤولي التنظيمات  في الخارج .
هذه الثمار الطيبة هي باكورة انتاج فرسان المجلس القومي الكلداني ، المؤمنين بأمتهم الكلدانية ،المتمسكين بقيمها ،الملتزمين بمبادئها وقضاياها والمكرسين انفسهم لخدمة ابناءها ، فبعد كل هذا ، هل لازلت تريدني ان اعطيك رأيي بالمجلس القومي الكلداني يا صاحبي ؟ .
أما إذا كنت لازلت مصرآ على ذلك فأقول لك: ان رأيي بالمجلس القومي الكلداني هو ذات الرأي بحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني وذات الرأي بالمنبر الديمقراطي الكلداني وذات الرأي بكل مؤسسة او تنظيم او فرد كلداني أصيل معتد بنفسه ، لا يهزه ريح ولا تسقطه عاصفة ، فهؤلاء هم نواة امتنا الكلدانية وعمادها الذي تعتمد عليه ، فهم مصدر فخرنا وهيبتنا وثقتنا ، عليهم نعقد آمالنا وبهم نستعيد حقوقنا ، لأنهم ابناء بررة لأمة عظيمة جذورها تعود الى بدايات التاريخ البشري ، أمة أبهرت العالم بحضارتها وعلومها وقيمها وانجازاتها ، فلم يعد أمام هؤلاء الأبناء خاصة بعد ان انكشفت الكثير من الأقنعة المخادعة إلا أن يكونوا احرارآ  وأسياد أنفسهم وأسياد قرارهم دون منة من أحد .
مكانهم في القلب قبل الحروف والسطور ، ولهم منا كل المحبة والدعم والتقدير ، وخير ما نختم به مقالنا هذا هو :-
أن نهنيء انفسنا اولآ ونهنيء جميع الأخوة في المجلس القومي الكلداني على نجاح مؤتمرهم الثاني .
كما يسرنا ان نهنيء ونبارك كل من الأخوة :-
1-   الأخ ضياء بطرس صليوه لإنتخابه في منصب السكرتير العام للمجلس القومي الكلداني .
2-   جميع الأخوة المنتخبين  لعضوية ( عضو او عضو احتياط ) اللجنة المركزية للمجلس القومي الكلداني .
من كل قلوبنا نهنئكم ونبارك لكم انتخابكم وحصولكم على ثقة المؤتمرين ، متمنين لكم الموفقية والنجاح وتحقيق كافة الأهداف التي وردت في البيان الختامي .
إننا متأكدون من ان المهام الملقاة على عاتقكم والتي كرستم انفسكم من اجلها ليست بالسهلة ، بل هي مليئة بالصعاب والتحديات ولكن ذلك هو طريق الرجال الذين يصنعون التاريخ ومثل اولئك الرجال فقط تكتب اسماؤهم في ذاكرة الأمة والتاريخ معآ ، لا تلتفتوا الى الوراء ولا الى صغار القوم الراجين خرابآ بقيمنا وبهويتنا القومية ، وأنا على يقين أنكم أهل لذلك ، فنشد على ايديكم والرب يبارككم .


منصور توما ياقو
 الأول من ايار 2009


41


من أروع الجمل التي يتفق على ظاهرها من دون مضمونها جميع الذين كتبوا عن الحكم الذاتي من ابناء شعبنا هي تلك التي تشير الى احقية الجميع على ابداء الرأي وايمانهم بأن الاختلاف وتنوع المواقف هي سمة حضارية بل هو رحمة لإغناء الفكرة او الموضوع المطروح ، هذا من حيث الشكل والديباجة التي تتكرر في بداية كل مقالة تكتب في هذا الخصوص ، أما بعد الانتهاء من كتابة  تلك الكليشة المفرغة من المعنى ، تبدأ عملية بسط الأفكار والتحليلات المطولة الى ان يصل الكاتب الى النقطة التي يعتقد فيها انه قد وجه الضربة القاضية للطرف الآخر .

 ومسألة الحكم الذاتي كباقي المسائل الأخرى التي ساهمت في تقسم شعبنا الى عدة أقسام ، وسنتطرق في مقالنا هذا الى ثلاثة مواقف رئيسية حول هذه المسألة وهي :-
 اولآ : - الموقف العقلاني :- لا اقصد بالعقلانية هنا " الذكاء " بل اقصد من يحكم عقله قبل عاطفته ، ويتعامل مع القضية المطروحة بكل موضوعية ومنهجية ، وأنه يشك ويسأل عن أي شيء مبهم وغير واضح المعالم خاصة في قضية قد تكون حبلى بمفاجأت وأحداث لا تعرف مداها او اتجاهها .

وربما افضل من يمثل هذا الاتجاه والذي اصبح هدفآ لبعض الأقلام  في الآونة الأخيرة وبشكل مركز وملفت للنظر هو نيافة المطران مار لويس ساكو رئيس أساقفة كركوك للكلدان ، الذي لم يرتضي أن يكون ضمن السائرين في موكب لا يعرف عنه ما يكفي لإشباع قناعته ويرضي عقله وضميره ، ولا ننسى انه راع وبالتالي هو مسؤول ليس فقط عن رعيته المكلف على حمايتها وادارة شؤونها بل على عموم مصير شعبنا المسيحي في العراق ، فليس غريبآ  واستجابة للمسؤولية والأمانة الملقتان على عاتقه ان تأتي تصريحاته وتساؤلاته الكثيرة من باب التأكد واليقين من سلامة الخطوة التي سنخطوها وذلك لطمأنة النفس والشعب معآ .

اعتقد ومن نفس المنطلق والمسؤولية قد بنى نيافة المطران مار سرهد يوسپ جمو موقفه ، وهذا ما يلمسه المرء من التصريح الذي ادلى به لمراسل فضائية كوردستان السيد آنو جوهر عبدالمسيح عندما سأل نيافته عن موقفه تجاه تصريحات نيافة المطران مار لويس ساكو حول الحكم الذاتي ، ويمكن الرجوع الى نص المقابلة في الرابط التالي "-
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,292493.msg3807447.html#msg3807447
  والذي قال فيه  (لا اعتقد ان كان هذا هو المكان المناسب للحديث في هذا الموضوع .... من الاحسن ان ننقاش الامر بهدوء.... يوجد لدينا في الوطن مؤسسات و احزاب و اشخاص متمرسين في هذا المجال و مجال الدستور و الشعب الذي يختار  .... اولا يجب ان نعرف حقيقة ماهية هذا الموضوع قبل ان نقيمه و قبل ان نقول بانه حلم ام ليس يجب ان نعرف ما هي القضية  لنصل الى النتيجة .... اعتقد باننا للان لم ندخل في تفاصيل هذا الموضوع ..... يجب ان نشارك الاخرين في هذا الموضوع  ..... و اريد ان اقول كلمة واحدة  يجب ان يتمتع المسيحيين كديانة  و الكلدان كقومية و هم ابناء هذا الوطن الاصلاء  بحقوقهم دون نقصان اسوة بالاخرين في الوطن .... لحد اليوم هذا ما استطيع قوله لحين لقائي المرتقب بمنظماتنا و مختصينا في هذا المجال .  ) .

ليس هذا هو فقط موقف الأسقفين الفاضلين المار ذكرهما بل هناك الكثيرين من ابناء شعبنا  ومن مختلف المكونات والاتجاهات يتبنون هذا الموقف الذي يرونه هو الأصلح وهو الذي يصب في خدمة و سلامة وأمن شعبنا .
ثانيآ :-  الموقف العاطفي ، ومن دون ذكر الأسماء ، يعتمد اصحاب هذا الموقف على مناقشة القضية وكأنها تحمل واقع حتمي قد قرره شعبنا من خلال خروج بضعة الاف في مسيرة موجهة او من خلال الارقام التي افرزتها الانتخابات الأخيرة فيعتبرون ان الحكم الذاتي قادم لا محال ، فشاء من شاء وأبى من أبى ، وكل ما نستطيع ان نقوله عن اصحاب هذا الموقف انهم يعيشون الأحلام والتخيلات التي نسجوها في عقولهم  بعيدآ عن ملابسات الواقع وتعقيداته التي قد تكون مصيرية ، لذلك نجدهم دائمآ على اتم الاستعداد لمهاجمة كل من يقول رأيآ مخالفآ لرأيهم او لقناعاتهم والتي يجب على الجميع ان يستظلوا بظلالها إذا ما ارادوا التنعم ببركاتهم الانسانية والوطنية والقومية .

ثالثآ :-  الموقف المتبني لفكرة الحكم الذاتي
وخير مثال يمكن ان نستشهد به هنا هي ، الرسالة الحوارية التي نشرها السيد نمرود بيتو الامين العام للحزب الوطني الاشوري ، وزير السياحة في اقليم كردستان العراق بتاريخ 23 نيسان 2009 ، حيث هي الأخرى ورغم الاستفاضة في شرح وتوضيح الكثير من الأمور والأفكار حول الحكم الذاتي المقترح ، إلا انها لم تخرج عن المألوف المعروف على ساحة شعبنا من حيث تكرارها لأمور مثل :-
1- شرح مستفيض عن تسمية الحكم الذاتي هل هو للمسيحيين أم انه للتسميات القومية .
2- علاقة الحكم الذاتي بالشعب العراقي .
3- تكرار مثال الفيدرالية الكوردية الحالية والحكم الذاتي الكوردي السابق .
4-  فوائد الحكم الذاتي في جذب وتشجيع المستثمرين في مناطق الحكم الذاتي .
5-   الفرق بين المطالبة بإنشاء اقليم ضمن حالة معترف بها دستوريآ وبين مطاليبنا لتثبيت فكرة اقامة الحكم الذاتي في الدستور .
6-   جدلية هل فكرة الحكم الذاتي هي من الداخل ام من المغتربين من ابناء شعبنا ودورهم في تلك المطالبة .
7-   جدلية الفرق بين الحكم الذاتي ضمن العراق الموحد والمواطنة الكاملة على عموم تراب العراق .

بصراحة ، الى هنا كان السيد الوزير جدآ موفق في شرح وتوضيح وتفصيل المواضيع المذكورة في النقاط السابقة والتي وردت في رسالته الحوارية ، ولكن للأسف نقولها ، ان كل ما ورد في تلك النقاط لا تشكل هاجسآ قويآ يمنع التفاف كل من المعترضين والمتحفظين واللامبالين الى فكرة الحكم الذاتي لشعبنا ، بالاضافة انها لم تعطي جوابآ للتساؤلات الكبيرة التي يبني الانسان موقفه بناءآ على مدى حصوله على الاجابات الواضحة حولها ، والتي سنشير اليها كما وردت في رسالة السيد الوزير الحوارية بالنقاط التالية :-
 
8-   هل لفكرة الحكم الذاتي علاقة بترهيب وقتل وتهجير المسيحيين في الموصل . اننا لا نختلف ان تلك الممارسات الوحشية جاءت استمرارآ للمسلسل العنف الدموي ضد المسيحيين ولكن هذا لا يمنع ان يستغلوا الارهابيين فكرة اقامة منطقة الحكم الذاتي كمبرر اضافي لممارسة انشطتهم الاجرامية ضد المسيحيين ، غير ان الشيء الذي يبعث الأمل والتفاؤل هو ان الذين مارسوا ذلك العنف ليسوا معبرين عن موقف اهالي الموصل المعروف بنبل اخلاقهم وحسن تعاملهم مع الأقليات القومية والدينية ، لذلك من الممكن تجاوز هذه النقطة إذا عرفنا كيف أن ندير شؤوننا وكيف ان نطرح مطاليبنا على جميع الأطراف والأهم ان نعرف كيف أن ندير خلافاتنا ، لذلك استطيع ان اقول حتى هذه النقطة رغم قساوتها لا تشكل عائقآ أمام التفاف معظم ابناء شعبنا الى فكرة الحكم الذاتي .

إذن اين المشكلة وأين يكمن الخطأ الذي سبب انقسام شعبنا بين مؤيد ومعترض ومتحفظ ولا مبالي من فكرة اقامة الحكم الذاتي في المناطق التي يتواجد فيها شعبنا ؟، ببساطة انها تكمن في النقطتين ( 9 و 10 )  التاليتين اللتين وردتا في الرسالة الحوارية التي نحن بصددها الآن وهما :-

9-   من ضمن التساؤلات المهمة التي طرحها نيافة المطران لويس ساكو هي حول ضوابط الحكم الذاتي وما هي الضمانات وتساؤله عن موقف الذين من خارج شعبنا وهم  يشتركون العيش معنا داخل منطقة الحكم الذاتي المقترح ، ولكن الذي يدعو للحيرة ان السيد الوزير لم يجب على تلك التساؤلات التي تقلق الكثيرين والتي تطرح دومآ ، بل كل ما تفضل به سيادته أنه يرى تأجيل الإجابة عليها الى ما بعد اقرار مبدأ الحكم الذاتي وعند الشروع بممارسته . وهذا يعني ، مطالبة الجميع ان ينضموا الى موكب الحكم الذاتي وليكن ما يكن او من غير ان يعرفوا كيف والى اين ، ثم إذا كان بمقدور شعبنا ان يصبر الى ذلك الحين ، فمن يضمن لنا صبر الأطراف الأخرى علينا ؟.
10-    تطرقت الرسالة الحوارية التي نشرها السيد الوزير الى السؤال الرئيسي الآخر الذي طرحه نيافة المطران لويس ساكو والذي يعتبر الهاجس الوحيد الذي يقلق الجميع وهو الهاجس الأمني المخيف والذي اسماه ( بلعبة سياسية خطيرة ) ، غير ان السيد الوزير لا يرى ضرورة في طرح مثل هكذا تصاريح لأنها وبحسب التعبير الذي ورد في رسالة سيادته هو النص الآتي  (هنا ايضا فان توصيفكم للمطلب بهذه الصيغة وتوصيفه باللعبة السياسية الخطيرة يضع شعبنا، بخلاف ما تريدون وبخلاف ما نريد، في دائرة الاستهداف، في حين ان مطلب شعبنا بحقيقته وحقيقة تسميته ليس كذلك.) .

وهنا نقول ، كان لنيافة المطران لويس ساكو كل الحق في التحفظ على آلية الحكم الذاتي المقترح ، لأنه ونحن معه لم نجد ولحد هذه اللحظة الإجابات القاطعة والواضحة التي تبدد او على الأقل التي تبعد تلك الهواجس المخيفة التي تدور في اذهاننا نتيجة الغموض الذي يكتنف الحكم الذاتي المقترح ، ومن جهة اخرى ان نيافته قد اصاب كبد الحقيقة في جوانب عدة ومنها :-
1-   كل مشروع او انشاط او اقتراح او فكرة يكتنفها الغموض يدخل ضمن الأمور المبهمة التي لا يمكن للعقل البشري السوي ان يتقبلها كما يريد صاحبها ان يسوقها ، وكما رأينا في النقطة ( 9 ) اعلاه ان السيد الوزير لم يعطي جوابآ لعدة تساؤلات مهمة كان نيافة المطران قد طرحها واهمها مسألة الضمانات وضوابط الحكم الذاتي المقترح وموقف الشعوب الأخرى التي تعيش معنا في منطقة الحكم الذاتي .
2-   ان المكلفين على تسويق فكرة الحكم الذاتي قد فشلوا في اقناع الجهة التي بيدها الحل والربط " الجانب العربي في الموصل " لذلك وبغية تغطية ذلك الفشل عمدت الى مهاجمة المواقف والشخصيات القيادية في شعبنا سواء القومية منها اوالدينية وكأن الحل والربط بأيديهم ، وما الحملة الظالمة التي تشن الآن ضد نيافة المطران لويس ساكو إلا جزء من ذلك السيناريو الفاشل .                         
وهنا اتذكر اني سمعت من قناة عشتار الفضائية قبل اكثر من سنتين احد اعضاء المجلس الشعبي وهو يرد على اسئلة الحاضرين من ابناء شعبنا في ندوة اقيمت خصيصآ لتعريفهم بالحكم الذاتي وفي معرض رده على سؤال حول موقف الجهات العراقية من فكرة اقامة منطقة الحكم الذاتي لشعبنا قال ما معناه ،  انه لا مشكلة لنا مع الجانب الكوردي وهناك تفهم من بعض الجهات الشيعية أما بالنسبة للجانب العربي السني فترنحت اجابته بين الأمل والتمني ، يبدو وبعد هذه المدة ان " الأمل " قد مات وان " التمني " يمر في مرحلة خطيرة وحرجة وهو الآخر في طريقه الى الزوال ، لذلك كان لابد من خلق سيناريو جديد لتبرير فشلهم فوجدوا في تصريحات نيافة المطران لويس ساكو خير مادة لذلك السيناريو .

ملخص الكلام إن لم يكن كله ينحصر في الآتي :-
ان حق  النقض " الفيتو " على تنفيذ فكرة الحكم الذاتي على ارض الواقع هو بيد احد الطرفين التاليين :- 
1-   موافقة الطرف الكوردي ، واعتقد ان القبول بتلك الفكرة هو في حكم المنتهي لصالح الموافقة .
2-   موافقة الطرف العربي في الموصل والذي يمثله اليوم الحكومة المحلية المسيطرة على مجلس المحافظة .
السؤال الذي  ليس له الإجابة لحد اليوم هو ،
بإستثناء الموقف الكوردي ، هل هناك تفاهمات أو على الأقل بعض نقاط التفاهم والاتفاق مع الحكومة المحلية في الموصل التي يمكن ان تكون اساسآ أمينآ وصالحآ لطرح هذه الفكرة ؟.

إذا كان الجواب الذي يأتينا من مصدر رسمي ومسؤول هو نعم ، عندها لا اعتقد يكون هناك عذر واحد لعدم الانضمام الى جهة المؤيدين ، لأن كل النقاط والتفاصيل الأخرى تعتبر ثانوية  أمام هاجس الأمن ، أما إذا كان الجواب هو كلا أو تم تجاهل الإجابة على هذا السؤال ، عندها يتحول الشك الى يقين بأن فكرة الحكم الذاتي المقترح هو فعلآ لعبة سياسية خطيرة ، ولكن من اجل ماذا ولحساب مَن ، لا أدري .
 
منصور توما ياقو
 27 نيسان 2009


42



لا ضير ان يتشبث الانسان بما لديه من افكار وخصائص وتقاليد حتى لو كانت من النوع التمرغل في الوحل من اجل اكتسابه بعض الثقة بالنفس وتشعره بالقوة والاطمئنان خاصة بعد وراثته الكثير من الإنكسارات النفسية والإحباطات الفكرية ، كل هذا لا يزعج احدآ ولا يعنيه بشيء ، ولكن إذا طغى ذلك الشعور وتحول الى سلوك يعكس ما بداخل صاحبه من عدم الاحترام والعدائية المفرطة للآخرين عندها وجب الرد بما يليق وبما هو مناسب .
نشر الأخ تيري بطرس مقالآ بعنوان استفزازي هو (الاخوة دعاة الكلدانية  لا تستعجلوا الامر !) .
بغض النظر عما ذكره في ذلك المقال وعما سأقوله في هذا المقال ، لابد من الإشارة الى ان السيد تيري بطرس هو كاتب قديم ومثقف قدير ، والكثيرون يحسبوه وهو كفؤ لذلك بأنه من منظري الحزب الوطني الآشوري ، ولديه اطلاع على الكثير من الأمور، وهو واحد ليس من القلائل بل من النوادر الذين يمارسون عنصريتهم الآشورية  في أخف حالاتها وفي اغلب الاحيان تحت ستار التقية ، لذلك لا نعتقد ان السيد تيري لا يعرف ماذا تعني عبارته الاستفزازية ( دعاة الكلدانية ) التي أوردها في عنوان مقاله المذكور .

كما وفي مكان آخر يعود ويسمي اولئك الذين ارتضوا ان يكونوا من الذين يبحثون عن الفتات تحت موائد الأحزاب الآشورية يصفهم بـ ( المتسمون بالكلدانية ) فكيف تكون المذلة ؟ ياليت لو يشعروا اولئك المتسمون ولكن ...  أما نص ما كتبه السيد تيري فهو ( ... لا بل يلاحظ صعود الاشخاص من المتسمون بالكلدانية مواقع مهمة في صفوف هذه الاحزاب رغم ان غالبية المتلحقين بهذه الاحزاب انضموا بعد سنوات العمل السري. ) انتهى الاقتباس.
 وهذه اول مرة اتفق مع السيد تيري على هذا التصنيف لأولئك العمال المستخدمون الذين لم يعرفوا انهم مهما قدموا وفعلوا وخانوا كلدانيتهم سيبقون في نظر اسيادهم مجرد قطيع يساق في الاتجاه المطلوب . وإلا كيف يقبل الشخص ومهما كانت شخصيته ضعيفة ومهما يكون مخدوعآ بالجهة التي يعمل لحسابها ان يرتضي بالتعامل مع من ينادية بالمدعي او بالمتسمى الفلاني ؟.
ومع هذا انا لا زلت اعاتب السيد تيري والأحزاب الاشورية بسبب تعاملهم الغير العادل مع اولئك المتسمون بالكلدانيين الذين يعملون تحت اوامر احزابهم الآشورية ، وسبب عتبي هو ان ما تقدمه هذه الأحزاب من الفتات والمناصب وكلمات المداهنة وخاصة  كلمة ( رابي ) التي تخدر البعض لا توازي وحجم ما ضحوه اولئك المتسمون بالكلدانية من اجل الأحزاب الآشورية ، فإننا نعرف ان المسيحي الذي يخون مسيحته ويعتنق احد الأديان يركبونه على فرس ابيض ويسيرون به في الأزقة والشوارع بينما السيد تيري واحزابه الآشورية لم يركبون من يخون كلدانيته ليتأشور على ظهر دجاجة .
فإذا كان السيد تيري بطرس وهو من دعاة التسمية المركبة المسماة بـ ( الكلداني السرياني الاشوري ) لا يعترف بجوهرها وبمضمونها أي بكلدانية الكلداني الذي يشكل رأس الحربة في تلك التسمية إذ يصفهم بالدعاة وبالمتسمون،
 وإذا كان هذا هو تفكير القيادي في الاحزاب الاشورية ، وهذه هي عقلية المثقف الآشوري المعتدل ، وهذه هي نظرة الوحدوي لحريات وخيارات مكونات شعبنا  ، وإذا كان هذا هو موقف وتعامل القومي جدآ والمتبكي دائمآ على حقوق شعبنا وعلى التسمية المركبة ، فهل يكون هناك معنى للإستمرار في اهانة التسميات القومية من خلال لصقها ببعضها البعض والانجرار وراء من لا يهمه من تلك التسمية غير مصالحه وموروثاته الطائفية ، وألا يدل هذا ان تلك التسمية هي فاشلة في تركيبها ( على طريقة اللصق )  كما هي فاشلة في استخداماتها ؟.

ومن الأمور الملفتة للنظر ، ان السيد تيري ومعه اخرون قد استهجنوا واستنكروا على الزوعا عندما نعته  بعبارة المدعو تيري بطرس ، فإذا كان السيد تيري وهو شخص واحد لم يقبل ان ينعت بهذه التسمية بل واعتبرها كما اوحت كتاباتهم بأنها اهانة موجهة اليه ، فكيف ارتضى لنفسه وهو الوحدوي والغيور والمثقف والقيادي في الحزب الوطني الآشوري ان يسلك ذات السلوك ويهين شعب كامل بوصفهم من الـ ( دعاة الكلدانية والمتسمون بالكلدانية ) ؟ .
والملفت للنظر ايضآ ،  ان السيد تيري قد سبق وصفه الكلدانيين بالمدعين بكلمة الأخوة التي استهل بها مقاله هذا ، ونحن الكلدانيين لم نعد نستغرب من سلوك هكذا اخوة ، فإن أخوتهم اصبحت كأخوة قايين لهابيل وبات هذا السلوك الغير السوي هو ديدنهم الذي اعتادوا عليه وعهدوه بل وصار جزء من طبعهم  ، وهل بمقدور ابو طبع أن  يبطل طبعه ؟ .
يا سيد تيري ، ارجوا ان يكون عندك سعة الصدر لتقبل كلامي الذي احرص على ان لا يخرج عن اللياقة وحدودها المسموح بها ، خاصة وانا اخاطب فكرك وأرّدُ على المضمون الاستفزازي الذي كتبته ، فمن هذا المنطلق اقول لك ومن خلالك الى كافة الأخوة الآثوريين الذين خدعوا بالتسمية الآشورية وطاب لهم انتحالها ، نحن الكلدانيين لسنا دعاة الكلدانية ، بل حقيقة نحن كلدانيين شعورآ وانتماءآ ، ونحن كلدانيين في ذواتنا وفي عقولنا وفي قلوبنا وفي كل احاسيسنا ، وفقط التسمية الكلدانية هي التي تروي عطشنا وتشبع جوعنا الحياتي والقومي خاصة ، ونحن الكلدانيين نحترم جميع التسميات القومية في العالم عدا تلك التي أصبحت وكأنها عالة على اصحابها الذين يحاولون لصقها بالآخرين .

يا سيد تيري ، ان مفاهيم الهوية والانتماء ليستا سلعة في سوق للخضار او في محل للأحذية او يمكن عرضهما في مزاد علني لعل ان يتم بيعهما بسعر بخس ، أفرح ، افتخر ، اعتز ، تباهى بآشوريتك كيفما وحيثما واينما ووقتما شئت إذا كنت تراها تستحق كل ذلك ، ولكن ان تريد ان تفرضها علينا لتحل محل الكلدانية فهذا يجعلنا نشمئز منها لكونها تسمية وثنية ونحتقرها لأنها مستمدة من اسم الثور ونسخر منها لأن اصحابها جعلوها وكأنها جارية معروضة في سوق النخاسة .

نعم ، ان أمة كالأمة الكلدانية التي دخلت عامها الـ  7309 ليست بحاجة الى الإدعاءات ولا الى روايات ملفقة لترفع من شأنها ، هذه مهنتكم يا سيد تيري ، ابتداءآ من سركون الأكدي مرورآ بحمورابي وليس انتهاءآ بأكيتو الكلداني البابلي ،  كل شيء اشورتموه ، لا بل وصدقتم انفسكم فصرتم تغنون وترقصون لأمجاد غيركم ظانين انها لكم ونحن نبتسم ابتسامة المشفق عليكم من تلك الأوهام التي تنسجونها لأنفسكم ومن تلك الخدع التي تخدعون بها انفسكم .

في اول سطر من المقالة التي كتبها السيد تيري بطرس يقول (لم نتمتع كثيرا بخبر ادراج التسمية الموحدة لشعبنا المبتلي بالتسميات.  )  . وبدوري اقول له ، ان سبب عدم تمتعكم بتلك التسميات المركبة سواء المتقلصة بالثنائية او المتمددة  بالثلاثية والمختلفة الأوضاع وترتيب الأسماء فيها هو بسبب احتقاركم لها ، فأنت في مقالك هذا جعلتها بالمؤقتة ، طبعآ تكون متعتك بها ايضآ مؤقتة أي على قدر تثمينك لها ، وصاحبك السيد عمانوئيل يوخنا يعتبرها تسمية سياسية ، أي ادبيآ هي تسمية فن الممكن وبالعامية تسمية المكر والخداع السياسي ، وغيركما يعتبرها تسمية للحشو الدستوري فقط ، أي حبر على ورق ، وهناك من يعتبرها المطية التي توصله الى غايته ، فمن الطبيعي يا سيد تيري ان تكون متعتكم بها مؤقتة وغير مشبعة .
أما بالنسبة لنا نحن الكلدان ، لا نجد لذة في الكذب على النفس ، ولا متعة في خدعة الآخرين ، ولا شهامة في الضحك على النفس والآخرين معآ ، لهذا السبب رفضناها وسنرفضها ما دامت غايتكم هي دائمآ المصلحة الخاصة والتمتع فقط .

اما الفقرة التي يقول فيها (  فالحقيقة  انه يجب ان تكون  مسألة تسمية شعبنا  مرهونة بقرار يتخذه كل ابناء شعبنا في العراق وسورية وايران وتركيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق والمهاجر في الامريكيتين واوربا واستراليا، او المؤسسات التي تمثلهم، لان الاسم ملك لهم جميعا، وهو امر يهمهم، ولكي لا ينقسم شعبنا في كل بلد وحسب التسمية التي يريدها البعض. ولكن البعض ولشكهم في النتيجة التي قد نصل اليها في النهاية فانهم يستعجلون تقسيم شعبنا الى تسميات مختلفة اي كل تسمية تعتبر قومية بحد ذاتها.) انتهى الاقتباس

بالنسبة للكلدانيين سواء في العراق او في المهجر ليس لديهم مشكلة في التسمية فهم يعرفون انفسهم جيدآ والكلدان يعرفون تسميهم القومية وهي منذ بدء الزمان الكلدانية  ، ( عذرآ للأخ عامر فتوحي لاستخدام عنوان كتابه الموسوم الكلدان منذ بدء الزمان ) أما بالنسبة  للسيد تيري واصحابه فهم احرار ان يبحثوا عن تسمية لهم في تلك الدول وغيرها من الدول فهذا شأنهم دائمآ ، فبعدما كانوا كلدانآ أصبحوا اثوريين ثم آشوريين ثم قسم منهم كلدواشوري ثم كلداني سرياني اشوري فما العيب اذا ما بحثوا عن تسميات اخرى وموديلات اخرى ؟.

أما إذا كان القصد هو ان يجري استفتاء في كل تلك الدول لأختيار تسمية لنا ، فإننا يا سيد تيري نرفضها ليس لِما تدعيه انت ، بل للأسباب التالية :-
1-   لأننا لسنا من اللقطاء لكي نبحث او نستفتي على تسمية لنا . فالتسمية الكلدانية تكفينا وتسع للجميع وهي عنوان هويتنا القومية ومصدر فخرنا واعتزازنا بأنفسنا ولسنا بحاجة الى ما دونها .
2-   ما هي الألية التي يمكنك من خلالها اجراء استفتاء بهذه الدول ، وما ادراك ما هذه الدول ؟.
3-   أما إذا كان القصد هو الاستفتاء داخل المكونات الثلاثة لشعبنا ، فمن هو المخول لترشيح المندوبين ، الكنيسة أم الأحزاب أم الشخصيات المستقلة أم عموم الشعب ، وهل هناك احتمال ولو واحد بالمائة على توافق كل القوى على ذلك الترشيح .
4-   من الطبيعي اذا حصلت المعجزة وحصل توافق وحضروا مندوبي الأطراف الثلاثة من المؤرخين والعلماء والباحثين والمثقفين وكل ذي شأن بهذا الموضوع ولكل فريق حجته وادلته ومصادره العلمية والتاريخية العالمية ، فمن يكون المراقب او الحكم ليفصل بالحق بينهم والذي يكون بمقدوره الغاء كل تلك الحجج او ابطال ذلك الكم من الأدلة والبراهين والشواهد  ؟. ثم من المؤكد وفي سبيل ضمان الحيادية ان يكون هذا الحكم اجنبي ، فماذا نقول له ، تعال احكم ثم اختار لنا تسمية قومية !؟، فبئس هكذا شعب وبئس هكذا قومية وبئس هكذا تسمية وبئس هكذ فكر هابط .
5-   ماذا لو عادت حليمة الى عادتها القديمة ورجع كل فريق وهو متمسك بموقفه ومتشبث برأيه ، هل نعود الى المربع الأول ونغني الثعلب فات فات وفي ذيله 3 وليس سبع لفات ، أم اننا سنخترع تسمية جديدة لتكون مصدر حربنا القادمة ؟
ربما شطحت بخيالي بعيدآ عن المقصود ، ولكن هذا ما افتهمته من مستخدمي التسمية المركبة ، عندما يقولون لنا ، لنترك اختيار التسمية الواحدة الموحدة للمستقبل ، فبماذا يكون المستقبل مختلف عن الحاضر ، وكيف سيتم اختيار التسمية الواحدة الموحدة ، اليس بالطريقة السلمية التي ذكرتها في النقاط اعلاه ، أم هناك طريقة سرية او معجزية في بحر تخيلات الأخوة الآشوريين ونحن لم نعرفها ؟، نتمنى من احدهم التوضيح .
 
أما قوله ( لن ااتي بجديد ان قلت اننا قومية واحدة، وشعب واحد،  ) . نعم ربما كنا شعب واحد وقومية واحدة ومن جد واحد ، ولكن الشيء المؤكد الذي نعرفه هو كان هذا في الماضي ، أما اليوم فالواقع يقول ، نعم نحن شعب مسيحي واحد ، ولكننا لسنا قومية واحدة ، بل هناك الكلدانية والسريانية والآثورية والاشورية والآرامية وربما غيرها ، وبرأيي ليس هناك تناقض بكوننا في الماضي واحد واليوم اثنان او ثلاثة او اربعة أو حتى عشرة ، والكتاب المقدس يعطينا خير دليل وأصدق برهان على ما أقول ، وذلك في قصة زواج اسحاق ورفقة كما جاءت في سفر التكوين 25 إذ نقرأ (  25: 20 و كان اسحق ابن اربعين سنة لما اتخذ لنفسه زوجة رفقة بنت بتوئيل الارامي اخت لابان الارامي من فدان ارام 21 و صلى اسحق الى الرب لاجل امراته لانها كانت عاقرا فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امراته  22 و تزاحم الولدان في بطنها فقالت ان كان هكذا فلماذا انا فمضت لتسال الرب  23 فقال لها الرب في بطنك امتان و من احشائك يفترق شعبان شعب يقوى على شعب و كبير يستعبد لصغير 24 فلما كملت ايامها لتلد اذا في بطنها توامان 25 فخرج الاول احمر كله كفروة شعر فدعوا اسمه عيسو 26 و بعد ذلك خرج اخوه و يده قابضة بعقب عيسو فدعي اسمه يعقوب و كان اسحق ابن ستين سنة لما ولدتهما .) .
السؤال هو ، ألم يكونان هذين الأخوين التوأمين من نسب واحد ومن دم واحد بل من صلب نقي واحد ومن بطن واحدة ، ألم يتكلما لغة واحدة وترعرعا في بيئة واحدة وكان لهما ثقافة وتاريخ ومعتقدات ومصالح وتقاليد وعادات مشتركة وواحدة ، ألم يكون لهما شعور الانتماء الأخوي والعائلي والقبلي الواحد ، ألم يمتلكان كل الروابط والمقومات القومية الواحدة ؟،
فكيف تفرعا الأخوين التوأمين في بطن واحدة الى أمتين وشعبين ؟؟؟ ، وربما نسلهما اليوم متفرع الى أمم وشعوب كثيرة ، وهل الكلدانيون والاشوريون اقرب الى بعضهما البعض من اخوة التوأمين يعقوب وعيسو اللذين تفرعا الى امتين وشعبين ؟.
الحل يا اخوتي هو ، أن نعمل وفق المبدأ الذي يقول ، انا اربح وانت تربح ، وأن ننبذ المبدأ الأناني الذي يمارسه الآشوريون والذي يقول ، انا اربح وانت تخسر ، فبما اننا اليوم متفرعين قوميآ ( كالتوأمين يعقوب وعيسو ) ومتحدين مسيحيآ ، فدعونا ان نحافظ  وندعم وحدتنا المسيحية مع الافتخار واحترام كل الخيارات والتوجهات التي لا سبيل لتجاوزها ، وليستخدم كل مكون تسميته التي يراها قومية كما يشاء ، وليس للتسمية او للتسميات علاقة بمنح الحقوق ، الشرط الوحيد الذي يدعم موقفنا ويقربنا من تحقيق مطاليبنا هو توحيد المواقف والأهداف والخطاب السياسي وليس تزويج الأسماء وتطعيمها مع بعضها البعض لنحصل على مولود هجين هزيل ، وهذا لن يتم إلا من خلال ان يكونوا الآباء البطاركة المبجلين للمكونات الثلاثة ( الكلدان والسريان والاشوريين ) هم اول المبادرين لإزالة هذا التنافر وهذا الشد وهذا التعصب المقيت الذي بين رعاياهم ، وكل من يقول هناك حزب علماني ، فهو غير صادق ، لأن معظم شعبنا واسوة بكل الشعوب الشرقية هو شعب متدين بطبيعته ، يقدس الجانب الديني ويعظم رجال الكنيسة بدرجات تفوق الوصف عن تلك التي يكنها للمسائل القومية والسياسية ، وهذا بحد ذاته سواء شاءوا رجال السياسة أم أبوا يجعل كل المفاتيح التي توجه جماهير تلك الأحزاب بيد الأباء المبجلين .
حقيقة هناك مغالطات كثيرة في مقالة السيد تيري ولكنني سأكتفي بالرد على مغالطة مفضوحة حيث كتب مشيرآ الى رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية للكلدان قوله ( ...انه بهذا سيحقق امور عديدة ولعل اهمها ضمان بقاء المتسمين بالكلدانية رهينة في يدهم ومن ثم التكلم باسمهم كنسيا، ورفض الكثير من الحقوق ومنها بالاساس التعليم والتعلم بلغتنا القومية، لان التعلم بهذه اللغة هو ناقوس الخطر، لان من يعرف لغته يدرك تماما ان لا وجود لاشوري وكلداني كامرين مختلفين قوميا.) انتهى
يا سيد تيري ، ان ذاكرة شعبنا الكلداني لا تزال حية ، ولا زالت تختزن وبدقة كبيرة كل التفاصيل الدراسية التي كان يتعلم فيها اللغة الكلدانية في المدارس الأهلية والخاصة التي كانت الكنائس الكلدانية انشأتها وكانوا رجال الدين الكلدان يشرفون على ادارتها وتمويلها بعيدآ عن التمويل الحكومي والكوردستاني كما يتفضلون به اليوم على التعليم السرياني سواء كان من باب الاستحقاق او من باب التفضل والاحسان والذي تتشدق الاحزاب الاشورية به وكأنه من انجازاتهم المعجزية ، ناهيك عن الدورات التعليمية للغة الكلدانية التي كانت ولا تزال تقام في كل الكنائس العائدة للكلدان ، حقيقة لم اكن اتوقع ان ينحدر السيد تيري الى هذا المستوى من الجهل حول مسيرة تعليم اللغة الكلدانية في المدارس والكنائس الكلدانية ؟ أما اذا كان القصد هو مسألة ارسال اطفال الكلدانيين الى المدارس التي تدرس باللغة السريانية فنقول ، هذا كذب وتدليس ، لأنه إذا كانت الكنيسة الكلدانية لم تملك السلطة على رعاياها لحضور القداس الإلهي في المناسبات العظيمة ، فكيف يكون لها السلطة و القرار لإختيار المدارس لأطفالهم ، الحقيقة التي يعرفها ابسط الناس هي ان السلطة وقرار ذلك الاختيار هو عائد لتقديرات وخيارات أولياء امور الطلبة أو الأطفال .

واخيرآ ، يا ليت لو قامت الكنيسة الكلدانية باصدار كراسآ او كتيبآ خاصآ بأسماء المدارس الأهلية وتلك التي كانت تشرف عليها وكذلك بأسماء وعدد الدورات التعليمية للغة الكلدانية المقامة في الكنائس الكلدانية مع ذكر اماكنها وازمانها ، لعل مثل هذا الكتيب ان يفيق ضمير البعض وينطقون بالحق والانصاف ، إذا ما حصلت المعجزة فصحى وفاق ضميرهم .

منصور توما ياقو
 23 / نيسان / 2009


43

كتاب آشوريون أم كلدان ، الأوهام وسراب الأحلام 
الجزء السادس والأخير

من جملة الأمور التي تدخل ضمن باب الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة لفقدانها الدليل المادي الموثق اولآ ولأنها تخالف الحقائق والوقائع المثبتة ثانيآ ، هي تلك التي وردت في ردود الأسقف مار عمانوئيل يوسف ، راعي ابرشية كندا لكنيسة المشرق الآشورية ومؤلف كتاب " آشوريون أم كلدان " الذي يتهم كنيسة روما الكاثوليكية بارتكاب جرائم ضد كنيسة المشرق ، فمن الأمور التي تدعو الى الشفقة والاسف في آن واحد ، عندما ربط غفران تلك الجرائم بإعطاء الحرية الكاملة للكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ( اطلاق سراح ) ، والأنكى من كل هذا وذاك انه طالب الكنيسة الأخيرة للإتحاد بخط الأجداد الذي تزعم زورآ بأنه الخط الذي تسير عليه كنيسة المشرق الآشورية !.حيث ورد نص كلامه في الاقتباس الآتي ، (يمكن غفران جرائم كنيسة روما تجاه كنيسة المشرق في حالة واحدة الا وهي ان تعطي الحرية الكاملة للكنيسة الكلدانية للاتحاد بخط اجدادهم في كنيسة المشرق الآشورية) .
 الادعاء والكلام من اجل الكلام شيء وحقائق الأمور والوقائع شيء آخر يا اسقفنا الجليل .

في معرض رد الأسقف على د.عبدالله مرقس رابي عدّد جملة من الأخطاء والجرائم التي نسبها الى القائمين على شؤون الكنيسة الكاثوليكة في روما ، نحن نعترف بحدوث اخطاء عديدة وبعضها ترتقي الى مستوى الجريمة ، لأننا في الوقت الذي لا نؤمن بعصمة الأنبياء فكيف نؤمن بعصمة اشخاص هم أقل مرتبة منهم ، ولكن الذي يلفت النظر ، ان السيد عمانوئيل يوسف لم يذكر جريمة واحدة ارتكبتها الكنيسة الرومانية الكاثوليكة بحق كنيسة المشرق ، فهل يجوز اطلاق التهم جزافآ وتلك المبنية على الكره والظنون والقناعات الشخصية ؟ .

إذا كان الأسقف يعتقد ان علاقة الإتحاد بين الكنيسة الكاثوليكية للكلدان بالكرسي الرسولي في روما هي التي يعنيها او يعتقد انها كعلاقة العبد بسيده او علاقة السجّان بالمسجون او كعلاقة الأسير بآسريه انما هوعلى وهم كبير ، لأن قرار عودة النساطرة الكلدان للإتحاد والشراكة الكاملة مع الكرسي الرسولي في روما كان نتيجة قناعة ذاتية واختيار حر لنبذ النسطورية وما يرافقها من تعاليم هرطوقية وايضآ كان بمثابة الثورة على نظام الدكتاتوري الذي كان مسيطرآ على شؤون الكنيسة آنذاك .
 فقط ولو لمدة دقيقة واحدة تأمل الأسقف مار عمانوئيل يوسف سيناريو الأحداث التي رافقت حركة الاتحاد لعرف حقآ ان تلك الحركة كانت بمبادرة ذاتية داخلية اولآ أي ان الاختيار والقرار ومبادرة التنفيذ تم اولآ من قبل النساطرة الكلدان وبعد اجتيازهم لعدة امتحانات واختبارات كنسية ولاهوتية وافقت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية على طلبهم للأتحاد معها ، إذن كان هناك طلب نسطوري كلداني للإتحاد اولآ ثم جاء قبول الكنيسة الرومانية على ذلك الطلب ، فكيف فهم الأسقف بأن ما حدث يمثل جريمة ارتكبتها الكنيسة الرومانية ضد كنيسة المشرق ؟!. ولا ضرر من اعادة كتابة النص الذي يتحدث عن قصة الاتحاد ذلك والذي يقول تحت فقرة :-
انتخاب سولاقا
دفعت الأسباب الآنف ذكرها الى قيام " انتفاضة " في كنيسة المشرق ، تزعّمها ثلاثة اساقفة وكهنة وعلمانيون . أما الأساقفة فهم اسقف اربيل ، اسقف سلماس ، واسقف آذربيجان ، عقدوا اجتماعآ في الجزيرة ، في مطلع العام 1552 ، ثم اجتماعآ أعم في الموصل ، حضرته وفود من بابل ( بغداد ) ، كرخ سلوخ ( كركوك ) ، الجزيرة ، تبريز ، نصيبين ، ماردين ، آمد ( دياربكر ) ، حصن كيفا ، واختاروا رئيس دير الربّان هرمزد ، يوحنا سولاقا ، من آل بلو ، الذي حاول الرفض لجسامة الأمر ، حتى رضخ إثر إلحاح المجتمعين ، فأرسلوه الى روما في آذار 1552 للرسامة والشركة ، يرافقه سبعون شخصآ من كنسيين وعلمانيين مزودين برسائل. عيّدوا الفصح في القدس ، ثم انطلق سولاقا مع ثلاثة رفاق ( توما ، آدم ، خلف ) ، الى بيروت حيث احتفلوا بالعَنصرة ، وسافروا بحرآ الى البندقية ، فرافينا ، ريميني ، نارني ، حتى وصل سولاقا ورفيق واحد هو خلف الى روما في 18 تشرين الثاني ، ونزلا قرب كنيسة مار بطرس ... )
.انتهى الاقتباس .

هذا هو النص المقتبس من الموضوع الذي كتبه الأب يوسف حبّي في مجلة نجم المشرق العدد 23 السنة السادسة 3 / 2000  م ، وتحت موضوع تاريخنا المشرقي ( معنى الشركة والوحدة في عهد مار يوحنا سولاقا " 1553 – 1555" )  .

اليس النص المذكور يدل بكل وضوح وبساطة ان النساطرة الكلدان ممثلين بثلاثة اساقفة لثلاثة ابرشيات وثمانية وفود لثمانية مدن غطت حوالي كل الأرض التي تواجد عليها شعبنا آنذاك ، وبعد بحث في اجتماعين قرروا بملء ارادتهم واختيارهم الحر بأن يسافروا الى روما غير مبالين بعبء الطريق ولا بمخاطر البحر من اجل تقديم طلب الى قداسة البابا مبدين فيه عن رغبتهم  وبكامل قناعتهم وحريتهم للإتحاد والمشاركة الكاملة مع كنيسة روما .
هذا هو اساس الحدث التاريخي لقصة اتحاد النساطرة الكلدان بكنيسة روما ، فكيف فهم الأسقف عمانوئيل يوسف ان الكلدان الكاثوليك هم اليوم مساجين او اسرى لدى الكرسي الرسولي في الفاتيكان لكي يترحم عليهم ويطلب لهم الحرية ؟! ، وكيف فهم ان البابا اوجين الرابع او الكنيسة الرومانية قد فرضت التسمية الكلدانية على النساطرة المتحدين بالكنيسة المذكورة ؟ .
وبما ان الأسقف قد ذكر بأن من ضمن من استشهد بهم هو المطران أدّي شير ، والآن لنرى ماذا قال هذا المطران الشهيد عن هذه القضية ، إذ نقرأ في الكتاب الذي ألفه " كلدو وَ آثور " النص الآتي ( ... ولمّا رجع نساطرة قبرص الى حضن الكنيسة الرومانية سنة 1444 طلبوا الى اوجين الرابع بابا رومية أن يأمر ألاّ يعود أحد يسميهم نساطرة بل كلدانآ . ) .( مقدمة كتاب كلدو وآثور الصفحة د الجزء الثاني ) .
 
فهل عبارة (طلبوا الى اوجين الرابع بابا رومية أن يأمر ألاّ يعود أحد يسميهم نساطرة بل كلدانآ . ) تحتاج الى شرح او تعليق ، وهل هناك كلام اوضح وافصح من هذا يا اهل الخير واصحاب الضمائر الحية ؟.

بصراحة اقولها وبحسب اعتقادي ، لو كان أمر تسمية نساطرة قبرص بيد البابا اوجين الرابع لأختار لهم التسمية الآرامية بدل التسمية الكلدانية ، لأن اللغة الارامية هي اللغة التي تكلم بها السيد المسيح ولهذا السبب فإن معظم رجال الدين الكاثوليك يميلون اليها دينيآ وايمانيآ وحتى قوميآ كما صرح بذلك غبطة البطريرك الكاردينال عمانوئيل الثالث دلّي .ولكن الأمر كان بيد الشعب وممثليه الذين يعرفون جيدآ من هم وما هي تسميتهم القومية .

ثم إذا كان للتسمية الآشورية نصيب في كل ذلك ، فلماذا لم يختارها المطران طيمثاوس بدل الكلدانية ، الجواب ببساطة وبصراحة لأنهم لم يكونوا آشوريين اولآ ولأنه لم يكن هناك قوم يدعى بالآشوريين في ذلك الوقت ثانيآ.

وبمناسبة الكلام عن المطران أدّي شير وفي نفس المصدر الصفحة ز نقرأ الآتي ( وقال الأب لابور _ ان الكنيسة النسطورية ما برحت مدة احد عشر جيلآ تنشر التمدن والتربية المسيحية بين اهالي اسيا القديمة والشرق الأقصى "" . وقال ايضآ : ( ان النصارى " الكلدان " نالوا أعلى المناصب في الدولة العباسية وعلّموا ساداتهم الذين كانوا الى ذلك الحين في حالة الجهل فلسفة اليونان وعلم الفلك وعلم الطبيعيات والطب ، ونقلوا الى العربية تأليفات اريسطوطاليس وأوقليديس وبطليموس وأبقراط وجالينوس وديوسقوريدوس ) وبواسطة الكلدان ايضآ تعلَّم العرب الأرقام الهندية وآلة الاسطرلاب وغير ذلك . ) . انتهى الاقتباس

إذن في زمن الدولة العباسية التي وجدت قبل ولادة البابا اوجين الرابع بمئات السنين كانت التسمية الكلدانية  حاضرة ومستخدمة ، بل وان التسميتين ( النصارى والكلدان )  اللتين وردتا في النص المذكور هي خير دليل بكونهما كانتا تسميتان مترادفتان في القصد أي ان الكلدان في ذلك الوقت كانوا يسمّون  النصارى ( المسيحيين )  وهذا جزء من الاجابة التاريخية على السؤال الذي وجهه الأسقف عمانوئيل يوسف لسينودس الكنيسة الكلدانية بعد ان طالبهم بالقسم بأنهم كانوا كلدانآ قبل الإتحاد بكنيسة روما والذي تكلمنا عنه في الجزء الخامس .
 
فعجبي من اسقفنا الجليل اذا لم يكن قد اطلع على هذه النصوص ومثلها الكثير التي وردت في كتاب كلدو و آثور للشهيد المطران أدّي شير ، انا متأكد انه قد قرأها وفهمها جيدآ لأنه استشهد بذلك الكتاب ولكن بما انها لا تخدم اطروحاته وقناعاته الشخصية لذلك اهملها ، فمن هذا المنطلق انا اتهمته بأنه لم يكن أمينآ في نقل كل الحقائق التي وقعت بين يديه . 
 
اسير النسطورية يريد ان يحرر الكلدان !.
هل يعتقد الأسقف انه في هذا الزمن وتحديدآ في العراق هناك قوة تمنع اي فرد او جماعة او حتى مكون مسيحي كامل من تغير مذهبه أو معتقده ، الجواب كلا ، إذن لماذا يا اسقفنا الجليل نحن الكلدانيين ثابتين على ايماننا وعلى اتحادنا بالكرسي الرسولي ؟، اما جوابنا على ذلك فهو :-
  اولآ : - تعبيرآ عن يقين ايماننا الراسخ بخطة الله لخلاص نفوسنا .
 ثانيآ  : - لإيماننا بتعاليم الكنيسة الكاثوليكية  المعبرة عن الايمان القويم لأيماننا المسيحي .
 ثالثآ  :- لإدراكنا التام بأن الكرسي الرسولي في الفاتيكان هو ذات الكرسي المتسلسل عن كرسي الرسول
           القديس بطرس الذي كانت كنيسة المشرق الاولى خاضعة له .
 رابعآ :-  لأننا نعمل بموجب قول الرب " ليكونوا واحدآ " لا أن نستقل بأنفسنا في كنائس عشائرية او طائفية .

السؤال الذي اريد ان اوجهه الى اسقفنا الجليل هو ، مَن هي كنيسة المشرق ، ومَن يمثلها ؟.
إذا كانت تسمية " كنيسة المشرق الآشورية " قد حلت محل التسمية " الكنيسة النسطورية " قبل بضع عشرات من السنين فقط ، أي انها تسمية حديثة جدآ ، فهل هذا يعطي الحق لأتباعها ان يستحوذوا على كل شيء وان يدعوا انهم يمثلون ولوحدهم كنيسة المشرق ؟، انه مجرد ادعاء واوهام لا اكثر ،  التمثيل الحقيقي لكنيسة المشرق لا يأتي من خلال لصق عبارة " كنيسة المشرق " بالتسمية الاشورية الحديثة العهد كنسيآ ، كل الكنائس ( الشعب او الجماعة الكنسية ) سواء الكلدانية او السريانية او الاثورية وبمختلف مذاهبهم واتجاهاتهم يعتبرون انفسهم الامتداد الحقيقي لكنيسة المشرق ، وجميعهم صادقين وعلى حق ، كفاية نفخ وارحموا جلودكم وعقول ابناء شعبنا من المزايدات الفارغة من اية قيمة تذكر.

أما العبارة التي وردت في كلامه والتي يقول فيها ( للاتحاد بخط اجدادهم في كنيسة المشرق الآشورية  )   فهذا مجرد ادعاء وأماني مخالفة للتاريخ ومخالفة  للواقع ، ولا احد يستطيع ان يقنعني ان الأسقف لا يمتلك نسخة من كتاب ( صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية) وبمجلداته الكاملة للدكتور هرمز ابونا ، خاصة وانه اعترف بكثرة تردده عليه ، وانه كان يستشيره في امور تخص كتاب " آشوريون أم كلدان " الذي كان تحت قيد الـتأليف من قبل الأسقف ، كما ليس هناك أي شك بأن الأسقف يثق ثقة كاملة بالدكتور هرمز ابونا لكونهما ينتحلان التسمية الاشورية ولهما نفس التوجهات والمواقف السلبية تجاه التسمية القومية الكلدانية وتجاه الكنيسة الكاثوليكية ، لذلك اريد ان أحيل اسقفنا الجليل الى ذلك الكتاب وتحديدآ الى المجلد الثامن لكي يتأكد بنفسه ان الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق الآشورية هو الامتداد التاريخي للخط المنشق عن الكرسي البطريركي الأصلي لكنيسة المشرق ، أي ان خط أجداد الأسقف عمانوئيل يوسف الذي يدعونا اليه هو الخط المنشق الذي قاده مار شمعون الثامن يوحنا سولاقا  1552 – 1555 م ، ولديّ تسجيل صوتي للدكتور هرمز ابونا وهو يتحدى في احدى غرف البالتوك من يثبت العكس  ، فهل الأسقف عمانوئيل يوسف على قدر هذا التحدي ؟، بينما الكرسي البطريركي للكنيسة الكاثوليكية للكلدان هي الامتداد التاريخي الحقيقي لكنيسة المشرق الأولى ، هذه هي الحقيقة للذي يريد ان يعرف الامتداد التاريخي للكنيستين بغض النظر عن المحتوى الايماني والتسميات فهذا موضوع آخر، أما أن يأتي الأسقف مار عمانوئيل يوسف ويدعي لنفسه ما يشاء وما يتمناه فهذا أمر يخصه وحده ولا يغير من الحقيقة شيء .
ثم لم يكن هناك تسمية اسمها " كنيسة المشرق الآشورية " بل كانت في الاول كنيسة المشرق ثم الكنيسة النسطورية بعدها تفرعت الى الكنيسة الكاثوليكية للكلدان وقبل بضع عشرات من السنين  لجأ القسم المتبقي في النسطورية الى تغيير تسمية كنيستهم من النسطورية الى الآشورية ثم لتصبح كنيسة المشرق الاشورية ولكن من دون تغيير نسطوريتهم بدليل تقديسهم لنسطور الى يومنا هذا وهذا شأنهم ولا علاقة لنا بهذا الأمر .

إذن لا الخط ( خط اجداده ) الذي يدعونا اليه هو الخط الأصلي ولا التسمية الآشورية التي يذكرها كان لها وجود كنسيآ، فإلى ماذا تدعونا يا اسقفنا الجليل ؟.

والنقطة التي لها اهميتها هي ، كلنا نعرف ان الذي أسس كنيسة المشرق هو الرسول مار توما والتلاميذ مار أدّي ومار ماري وهؤلاء كانوا مرسلين من قبل كنيسة انطاكية التي كان يرأسها الرسول بطرس قبل ان ينتقل الى روما ويستشهد هناك ، ويعتبر القديس بطرس اول أسقف وبطريرك الذي شغل اول كرسي رسولي بتعين مباشر من قبل رب المجد يسوع المسيح ومن ثم تعاقب على الكرسي الرسولي الأساقفة الذين اليه يتسلسلون ، فإذا كانت كنيسة المشرق الأولى جزء من كنيسة انطاكية وخاضعة للكرسي الرسولي الذي أسسه القديس بطرس فكيف يدعي الذي هو اليوم متمرد على الكرسي الرسولي بأنه سائر على خط الأجداد زمن انشاء كنيسة المشرق ، بل الحقيقة هي كما انهم متمردون على الكرسي الرسولي كذلك هم متمردون على الخط الذي كانت عليه كنيسة المشرق الأولى ؟ اما ان يظهر كانتون هنا وكانتون هناك وكل كانتون يزعم انه المرجعية ويدعي انه الخط الأصلي عيار 24 الذي يجب اتباعه فهذه مضيعة للوقت والجهد والايمان لأنها تفرق ولا توحد وهي بعيدة عن تعاليم المسيح الذي طلب من الذين يؤمنون به ان يكونوا واحدآ .

  هناك نصيحتين لابد من ذكرهما لكل مَن يريد أن يقف على حقيقة الكلدان .. وهما ..
اولآ : - كل مَن يريد أن يعرف حقيقة وتاريخ الكلدان كنسيآ وقوميآ وتاريخيآ عليه:-
1-   ان يبحثها في المصادر والوثائق الموثقة لدى الكنيسة الكاثوليكية الرومانية عمومآ والكنيسة الكاثوليكية الكلدانية خصوصآ .
2-   أن يرجع الى كتابات الآباء في كنيسة بابل للكلدان الكاثوليك من أمثال نيافة المطران د. سرهد يوسپ جمّو و الشهيد الأب د. يوسف حبي والشهيد المطران أدّي شير وغيرهم من الآباء الأجلاء الكثيرين .
3-   لا تكتمل مواد البحث التاريخي عن الأمة الكلدانية دون الرجوع الى الكتاب الموسوم " الكلدان منذ بدء الزمان " للباحث المختص في تاريخ وفنون وادي الرافدين الأستاذ عامر فتوحي .
4-   اعتماد المصادر الأجنبية الموثقة والمحايدة كالكتب القديمة والوثائق والدراسات المبنية على الأدلة و المراجع الموثقة .
ثانيآ :- من خلال متابعتنا الدقيقة والمستمرة لكيفية تعامل الاشوريين مع المشاعر القومية الكلدانية ، ليس فقط  بما تسطره كتاباتهم وإنما ايضآ من خلال تسجيلاتهم واقوالهم وتصرفاتهم المناهضة بل والمسيئة جدآ لتلك المشاعر ، لكن الشيء المؤسف والذي يدعو للتساؤل ، ان الفئة التي هي اكثر عداءآ وأذى للكلدانيين عمومآ ولمشاعرهم القومية خصوصآ هم رجال الدين المنتمين لكنيسة المشرق الآشورية ، إذ ليست هناك مناسبة قومية او دينية إلا ويخرجون الينا بتصاريح و تعابير عنصرية تثير الاشمئزاز والقرف والنفور من قائلها ، فهل يحق لرجل دين محترم أن يفرض موروثاته وتراكماته القبلية والطائفية وحتى العقائدية على الآخرين ؟ ، من هذا المنطلق اقول ان أي شيء يخرج من هؤلاء بخصوص الكلدانيين والتسمية الكلدانية فهو أمر مشكوك في مصداقيته ونزاهته ولا يجوز الأخذ به قبل تدقيقه و التأكد منه من المراجع والمصادر المذكورة في النقطة اولآ اعلاه .
رغم وجود الكثير من الفقرات والمواضيع التي تستحق الوقوف عندها ولكنني اكتفي بهذا القدر لكي لا يجري لي ما جرى للأسقف عمانوئيل يوسف ، مؤلف كتاب آشوريون أم كلدان ، بأن اقع في فخ الكتابة وتتراكم الموضوعات  بين يدي واضطر حينها وضعها بين دفتي غلاف واسميه مثلآ ( الكلدانيون أم آشوريين ) ، ( مع ملاحظة موقع ال التعريف ) ، أو ان اجعل عنوانه ( نقد كتاب آشوريون أم كلدان ) ، وكل ما احتاجه لتحقيق ذلك هوعدد من الوثائق المختارة او المنتقاة والتي تخدم الغرض وعدد مماثل من الأقوال المنسوبة لشخصيات ورموز معروفة والكثير من السرد الانشائي والتاريخي النابع من الاعتقادات والقناعات الشخصية ، ثم لا انسى أن افعل كما فعل الأسقف بل وازيد ، بأن اهدي نسخ من هذا الكتاب الى الامين العام للأمم المتحدة والى اعضاء مجلس الأمن والى المتاحف والمكتبات والى البطاركة والأساقفة الأجلاء والى الرؤساء ونزولآ الى قادة الصحوات والعشائر مع نسخة منشورة ومثبتة على موقع الكتروني خاص ، قائلآ لكل اولئك السادة ، هذا هو كتاب الكلدانيون الذي فيه من الاثباتات والادلة الرسمية والوقائع والنظريات والبراهين والخرائط والشهادات الاحادية النظر التي تؤكد على انقراض الاشوريين ومحو التسمية الاشورية بعد سقوط امبرطوريتهم على يد الكلدان والميدين بين عامي 612 – 609 ق . م ، بالمختصر المفيد كتاب يشرح انتصار الكلدانيين على الاشوريين كما هو حال كتاب الأسقف عمانوئيل يوسف " آشوريون أم كلدان " الذي يشرح انتصار الاشوريين على الكلدان ، فليسقطوا الاثنين ولا أسف عليهما إذا كان هذا هو هدفنا وهذا ما نسعى إليه يا اسقفنا الجليل .

رابط الجزء الأول
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,280005.0.html
رابط الجزء الثاني
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,281005.0.html
رابط الجزء الثالث
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,283248.0.html
رابط الجزء الرابع
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=284852.0
رابط الجزء الخامس
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=286378.0

منصور توما ياقو
9/نيسان/2009م
 


44

كتاب آشوريون أم كلدان ، الأوهام وسراب الأحلام
5/6


من أغرب ما قرأته في حياتي جاء في احد ردود مؤلف كتاب " آشوريون أم كلدان "  للأسقف عمانوئيل يوسف ، راعي ابرشية كندا لكنيسة المشرق الآشورية  ، عندما طالب المجمع السينودوسي للكنيسة الكلدانية بأداء القسم ( اليمين ) عن قضية غيبية تتعلق بمدى صحة انتماءهم الى نسبهم القديم الذي قد يتجاوز الجد الأربعين !!! .

  لا اعتقد هناك من يعرف  تسلسل اجداده العاشر او العشرين فكيف به وهو امام القسم الذي لا يجوز ان يكون نسبة الصدق في الكلام عند القسم أقل من 100%  أن يعرف نَسَبه الممتد الى الجد الثلاثين او الخمسين ، دعونا نفترض ولو جدلآ ، هناك من يستطيع أن يذكر نَسبه الصحيح الى الجد الأربعين ( لنصل الى حوالي ما قبل 2000سنة مضت ) ، فكيف يستطيع هذا الواحد وهو تحت وطأة القسم  أن يتأكد ان النسب الذي ذكره هو صحيح 100%  ،  أي لم يحصل اختلاط في النسب لسبب ما ، كأن يكون أحد من جدوده من الغرباء المنضمين الجدد الى عشيرته بسبب الزواج او التبني او اللجوء ، أو أن يكون احد من جدوده من المولودين الغير الشرعيين نتيجة انحراف احدى الجدّات مع غازي محتل او مع عابر سبيل غريب عن القوم ؟.

فهل هناك من يستطيع ان يضمن عدم وقوع مثل تلك الاحتمالات في نَسَبه خلال كل تلك الفترة ؟ .   
بالتأكيد لا أحد يستطيع ، سواء كان كلداني او سرياني او ارمني او كردي او عربي او صابئي او اشوري او تركماني أن يقول وهو تحت وطأة الحلف باليمين أنه متسلسل من ذرية سليمة ونقية تمتدد الى جده الأربعين ، حقيقة هذه الأمور لا يعلمها إلا رب العالمين ، خاصة ونحن نعرف انه بعد سقوط الامبرطورية الكلدانية سنة 539 ق . م  غزت بلادنا أقوام  جاءت من الجهات الأربعة ، فقد خضعت لسيطرة الفرس ، السلوقين المقدونيين ، العرب ، المغول ، العثمانيون ، الانكليز ، فليس غريبآ ان يحدث خلط في الأنساب نتيجة التزاوج او الانضمام ، كما وليس غريبآ وبمرور الزمن أن يتحولوا هؤلاء المنضمين الجدد الى قومجيين أقحاح  يتبختروا أمام الآخرين وكأنهم طواويس منفوشة الريش كما نراهم اليوم .

لا أعتقد انه من الممكن ادراك حقائق التاريخ الموغلة في الزمن من خلال التحليف كما يطالب مؤلف كتاب " آشوريون أم كلدان " ، بل يتم ادراكها من خلال جمع الوثائق والمخطوطات والآثار والصور و النظريات المنبثقة من البحوث وغيرها من الأدلة المحسوسة التي يجرى دراستها وتحليلها وتوثيقها ومن ثم تحديد الحقائق النسبية التي تحتويها ، رغم انني لا احمل شهادة في التاريخ ولكني اؤمن بعدم وجود حقيقة كاملة او مطلقة في التاريخ على عكس الأمر عند الحلف الذي يتطلب ذكر الحقيقة الكاملة ، فاللجوء الى طريقة حساب العرب  والتحليف واحدة منها في تحديد الانتماء التاريخي للفرد أو للجماعة أمر لا يليق بأناس يفترض انهم مؤرخين ومؤلفين  ، فهي طريقة مبتكرة لا اعتقد احد عمل بها او طالب بها قبل مؤلف كتاب " آشوريون أم كلدان " .

أنا لا اطعن بنسب أي شخص كان ولا استطيع ان انفي نسب اي أحد إذا نسب نفسه الى قوم ما ، والنسب  في موضوعنا هذا يعني الانتساب او الانتماء الى قوم معين ، فعندما اقول انا كلداني ومن القومية الكلدانية، لا أعني انني قادر على اثبات ان الحامض النووي أو الجينات الوراثية التي احملها هي مطابقة للحامض النووي او للجينات الوراثية التي كان أجدادنا الكلدانيون القدامى يحملونها ، ولا أي شخص آخر ومن ضمنهم مؤلف كتاب " آشوريون أم كلدان "  يستطيع أن يثبت ذلك .
ان انتماءنا جميعآ هو انتماء بيولوجي موروث مضافآ اليها فيما بعد انماط  اجتماعية وسلوكية وفكرية مقتبسة او مكتبسة من المحيط الذي وجدنا انفسنا فيه ، أي لا دخل لنا في اختياره او في صنعه او في معرفة درجة نقاوته لأنها تولد مع الانسان ، فكيف يطالب مؤلف كتاب " آشوريون أم كلدان " الآخرين أن يحلفوا اليمين انهم من ذات العرق القديم بيولوجيآ ؟!.

لنترك الحلف والتحليف جانبآ ، فعندما اقول انا كلداني وقوميتي الكلدانية هي امتداد تاريخي طبيعي لأمة الكلدان قبل الاف السنين ، فأنا انطلق في ايماني هذا من خلال جملة من المعطيات والبراهين التاريخية والنفسية والاجتماعية والفكرية التي تمنحني ذلك اليقين الذي يطالبنا به الأسقف عمانوئيل يوسف ، مؤلف كتاب " آشوريون أم كلدان " والتي اورد منها التالي :-
1- شعور الانتماء لأمة الكلدان هو شعور داخلي نابع من احساسنا الراسخ بأننا فعلآ كلدانيين .
2- حقيقة يقيننا بالانتماء لأمة الكلدان نابع من عمق محبتنا لهذه الأمة العريقة .
3- اعتزازنا بالكلدان وبالكلدانية ، كشعب وأمة " لا يضاهيه اعتزاز آخر ، لذلك فنحن فعلآ ننتمي الى الأمة الكلدانية التاريخية .
4- ما يزيد يقيننا بأن امتدادنا التاريخي والقومي يعود الى عمق التاريخ الكلداني القديم هو ما يوجد بين ايدينا من شواهد ووثائق وأدلة وبراهين .
5- ما يؤكد بأننا كلدانيون هي تلك المقومات القومية والروابط والمزايا المتوارثة ابآ عن جد عن جد والى آخر جد كلداني و التي بفضلها يكتمل تكاملنا القومي المميز والمغاير عن القوميات والطوائف الأخرى ، ومن تلك المقومات اللغة الكلدانية والدين ورابطة الدم والعادات والتقاليد المشتركة التي تخص الكلدانيين فقط .
بهذه المقومات والعناصر نبني عليها يقيننا الكامل والراسخ بأننا كلدان واحفاد الكلدان القدماء ، أما تحديد حقيقة انتماء الفرد او المجموعة لأمة ما عن طريق الحلف والتحليف فهذه ليست واردة في ثقافة وفكر الكلدانيين .
الحلف والتحليف
رغم ان الانجيل المقدس ينهي تمامآ عن الحلف ، ولكن الذي أعرفه ان التحليف يقع على أناس في أمور عايشوها وعلى علم بها ، أي وقعت خلال حياتهم  وتحت انظارهم واسماعهم او عند أخذ تعهد ما ، أما تحليف الناس في أمور غيبية ومستحيلة التحقق ، فهذا منطق غير سليم وغير معقول خاصة من رجل دين بدرجة اسقف ، ثم متى كان تحليف الناس في الامور الغيبية او تلك التي لا علم لهم بها من طقوس وتقاليد كنيسة المشرق كما يدعي السيد عمانوئيل يوسف ، مؤلف كتاب " آشوريون أم كلدان " ؟.

تقول كلمات الوحي الإلهي في الانجيل المقدس (33 «أَيْضًا سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ.
34 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ، لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللهِ ،
35 وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ، وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ.
36 وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ.
37 بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ.) ( متى صح 5 ) .

اما اسقفنا الجليل يقول :- (. مجرد سؤال! ـ هل في الإمكان ان يُصرّح المجمع السينودوسي للكنيسة الكلدانية (طبقاً لطقوس وتقاليد كنيستهم الأم، كنيسة المشرق) بحضور الإنجيل المقدس والصليب (أي ان المسيح شاهد أمامهم ومعهم) بالقول:
(نحن البطريرك والمطارنة والأساقفة أعضاء المجمع السينودوسي للكنيسة الكلدانية، نشهد بحضور الإنجيل والصليب وأمام الله الأب والمسيح الأبن والروح القدس: بأن تسميتنا بالكلدان او الكلداني اوالتسمية الكلدانية ليست من صنع كنيسة الرومان الكاثوليكية. ونشهد بأننا كُنّا كلداناً قبل الإتحاد بكنيسة روما، ونشهد عن يقين إيماننا: إننا أحفاد الكلدان القدماء مجد وفخر الإمبراطورية البابلية)؟
( الفقرة 5:10 الجزء الثاني )

في النص المقتبس اعلاه نجد ثلاثة مطاليب للسيد عمانوئيل يوسف ، والتي اراد بها من البطريرك والمطارنة والأساقفة أعضاء المجمع السينودوسي للكنيسة الكلدانية أن يجيبوا عليها وهم في محضر الله .

فبعد ان استبعدنا اسلوب الحلف والتحليف الذي لا يبرهن شيئآ ولايمكن الاعتماد عليه في تحقيق المسائل العلمية والتاريخية ، وفي الوقت الذي نحن الكلدانيين نؤمن وبيقين تام بأننا كنا وبقينا ولا زلنا كلدانيون قبل المسيحية وخلال مسيحيتنا والى اليوم ، وقد ذكرنا بعض اسباب يقيننا هذا فيما سبق من الكلام الذي ورد في هذه المقالة ، أما إذا أصر مؤلف كتاب " آشوريون أم كلدان " على عكس ما نؤمن به نحن الكلدانيين ، عندها لا اعتقد اكون قد ظلمت الحقيقة إذا قلت لتكون الوثائق التاريخية هي الفيصل في الحكم على هذا الأمر .

فبالنسبة لنا نحن الكلدانيون نعرض أمام كل فرد من افراد ابناء شعبنا وامام كل قاريء متابع وواعي نص الوثيقة الفاتيكانية التي يعود تاريخها الى عام 1445 م والتي انبثقت من ذات الحدث الذي يعنيه صاحب السؤال المعارض ( الأسقف عمانوئيل يوسف مؤلف كتاب " آشوريون أم كلدان " ) حيث تحتوي هذه الوثيقة على نص الاتفاق المبرم بين الكنيسة الرومانية والنساطرة الكلدان في قبرص ، ولتجنب الاطالة لن اكرر ما ورد فيها بل أحيل القاريء الكريم والحريص على معرفة الحقيقة الى الرابط ادناه والذي يشير الى الجزء الرابع .

حيث تعتبر الوثيقة الفاتيكانية المشار اليها في هذه النقطة الوثيقة الأصلية والأقدم التي تحتوي على الاجابة  الوافية لمطلب السيد عمانوئيل يوسف ، كما بيناه في ردودنا السابقة ، أما إذا لم يقتنع بها او له وثيقة مغايرة و ترتقي الى اصالة وقدم الوثيقة الفاتيكانية ، فنطالبه بنشرها لنتحقق منها ، وإلا فالمنطق والمنهج العلمي والتاريخي يحكم لصالح الوثيقة الفاتيكانية لحين اثبات ما يخالفها بدليل اقوى ، اما في حالة عدم امتلاكه أي دليل يرتقي الى الدليل الذي اعتمدناه مع الاصرار في الوقت نفسه على عدم الاعتراف بما هو موجود حاليآ بين ايدينا فهذا يدخل من باب العناد والاصرار على العناد وهذا قد يقنع نفسه به ويرضي قناعاته الشخصية  ولكنه لا يقنع من يريد الحق ومن يريد ان يبحث عن الحقيقة .

إذا كان مؤلف كتاب " آشوريون أم كلدان " لا زال يؤمن بأسلوب الحلف والتحليف لتحديد الانتماءات القومية للشعوب ، فليسمح لي السيد المؤلف أن استخدم نفس كلماته وصيغة سؤاله ومن ثم اطرح السؤال على المجمع السينودوسي لكنيسة المشرق الآشورية وفق الصيغة التالية :- 
(. مجرد سؤال! ـ هل في الإمكان ان يُصرّح المجمع السينودوسي لكنيسة المشرق الآشورية  (طبقاً لطقوس وتقاليد كنيستهم الأم، كنيسة المشرق) بحضور الإنجيل المقدس والصليب (أي ان المسيح شاهد أمامهم ومعهم) بالقول:
(نحن البطريرك والمطارنة والأساقفة أعضاء المجمع السينودوسي لكنيسة المشرق الآشورية ، نشهد بحضور الإنجيل والصليب وأمام الله الأب والمسيح الأبن والروح القدس: بأن تسميتنا بالآشوريين  او الآشوري  اوالتسمية الآشورية ليست من صنع مبعوث الكنيسة الانكليكانية المبشر وليم ويغرام  . ونشهد بأننا كُنّا اشوريين ً عند دخولنا و بقاءنا في المذهب النسطوري ، ونشهد عن يقين إيماننا: إننا أحفاد الاشوريين القدماء مجد وفخر الإمبراطورية الاشورية)؟ .
لننتظر ، واعتقد ان انتظاري سيكون ابدي ، كيف سيشهدون أمام الإنجيل والصليب وأمام الله الأب والمسيح الأبن والروح القدس بأنهم فعلآ من أصلاب الآشوريين القدماء ، فكيف يقدروا وهم امام محضر الله أن يقدموا شهادة لا يجوز ان تقل مصداقيتها عن مئة بالمئة بأنهم منحدرين من عرق واحد نقي على امتداد تاريخي يتجاوز الـ 2000 سنة ؟ . لننتظر ونرى ولكن ...
للاطلاع على الأجزاء السابقة من خلال الروابط ادناه
الجزء الأول
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,280005.0.html
الجزء الثاني – عمر التسمية الكلدانية
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,281005.0.html
الجزء الثالث – مصدر التسمية الكلدانية اولآ
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,283248.0.html
الجزء الرابع – مصدر التسمية الكلدانية ثانيآ
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=284852.0
يتبع في الجزء السادس والأخير

منصور توما ياقو
 2 / نيسان / 2009 م



45

كتاب آشوريون أم كلدان ، الأوهام وسراب الأحلام
الجزء 4/6
للإطلاع على الأجزاء الثلاثة السابقة ، من خلال الروابط المدرجة في نهاية هذا المقال .

لا نشك للحظة واحدة بأن الكلدانيين هم كيان تاريخي تراكمي تمتد جذورهم الى بدايات التاريخ القديم واستمر تواصلهم ووجودهم عبر التاريخ و الى يومنا هذا ، لذلك نقول ، ان محاولات البعض لفصل الكيان الكلداني وهويته القومية الكلدانية الحالية عن اصولهم وعن هويتهم الكلدانية التاريخية هو هذيان عقلي بل  وصل هذا الهذيان عند البعض الى درجة الهلوسة ، سببه الشعور بالنقص نتيجة تراكم العُقد النفسية من الكلدانية كتسمية قومية ومن الكاثوليكية كتسمية مذهبية ، أما باقي التبريرات والشعارات الوحدوية الزائفة والابتسامات الصفراء المخادعة ما هي إلا خدع  ومراوغات وتدليس على المغفلين السذج والأذلاء الراكعين أمام الدولار وأمام صدقة التعيين في منصب ما .
 وفي هذا الجزء كباقي الأجزاء السابقة التي تحدثنا فيها عن تاريخ اطلاق التسمية القومية الكلدانية على اسم كنيستنا المقدسة وكيف هذا التاريخ يسبق التسمية الآشورية بحوالي 172 سنة في هذا الشأن وايضآ عن دور البعثات التبشيرية واسباب انقسام كنيسة المشرق ، ايضآ في هذا الجزء نأتي الى تكملة الافتراء البائس الذي يدعي ان مصدر التسمية الكلدانية هو قداسة البابوات الذين تعاقبوا على الكرسي الرسولي وتحديدآ قداسة البابا الراحل اوجين الرابع ، وقبل ان ادلو بما لدى من معلومات متواضعة حول هذا الادعاء الباطل ، لا اعرف لماذا كلما سمعت او قرأت هذا الافتراء أتذكر حكاية او قصة ( الدب مع بعض السذج من اهل القرية ) ، لا أعلم عن مدى صحتها ولكنها في النتيجة مشابهة تمامآ لطريقة تفكير هذا البعض ، والحكاية تقول ، في ليلة مظلمة هاجم دب وحشي مشاكس بعض المزارع مسببآ دمارآ كبيرآ للمزروعات و للمنشآت المقامة عليها مما حذا بأصحاب المزارع ان يشكلوا فريقآ لمطاردة الدب والتخلص من شروره ، وكانت خطتهم ملاحقة الدب من خلال تتبع الآثار التي تركها ، وخلال مسيرتهم وكلما كان احد اعضاء الفريق يجد اثرآ للدب صرخ بأعلى صوته قائلآ ، من هنا مر الدب وهذا هو اثره ، فتبع جميع اعضاء الفريق الأثر ، وبعد مسير ليس بالقصير شاهد احد اعضاء الفريق الذي سبق زملاءه في السير الدب واقف تحت شجرة ، فصرخ هذا هو الدب ، لكنه فوجيء عندما سمع زملاءه يقولون له ، اترك الدب واتبع اثره الى ان تصل اليه كما هو اتفاقنا ، فصرخوا بأعلى صوتهم قائلين ، من هنا مر الدب ، هذا هو أثره !!!.

المدهش ان اصحاب النظرية الخائبة التي تزعم ان البابا اوجين الرابع هو من اطلق التسمية الكلدانية على الشعب الكلداني يعتمدون في تفكيرهم المغلق على نفس الخطة التي اعتمدها الفريق الملاحق للدب في القصة المذكورة اعلاه ،  وخطة هؤلاء للتحقق مما جرى بين البابا اوجين الرابع والمطران طيمثاوس أسقف نساطرة القبرص  تعتمد على تتبع كل ما قيل ويقال وكتب ونشر وعلى أي اثر يؤدي الى الحديث الذي جرى بين الشخصيتين المذكورتين ، في الوقت الذي يتيسر بين ايديهم النصوص الأصلية لصيغة ايمان طيمثاوس والنص الأصلي لكلام قداسة البابا !.

السؤال هو ، إذا كنا نشاهد الدب بلحمه وشحمه ، فلماذا نتبع اثاره ، كذلك  نقول لأصحاب النظرية الخائبة ، إذا يوجد بين ايديكم النصوص الكاملة والأصلية لمحضر لقاء البابا اوجين الرابع والمطران طيمثاوس اسقف نساطرة القبرص ، فلماذا نتبعون القيل والقال وتفتشون عن أثر يوصلكم لتلك النصوص ؟ ، أليس هذا عبث ناتج من اهمال الإنسان لعقله والاعتماد على تكرار ما يسمعه وما يقرآه دون اعطاء فرصة للعقل للتفكير والبحث والتمحيص ؟. واعتقد ان من يتبع هكذا نهج لا يخرج من احد الاحتمالات التالية ، إما أنه لا يقرأ ويعتمد على حاسة السمع فقط ، أو أنه يقرأ ولكنه لا يفهم ما يقرأه أو له طبع مشحون بالكره والحقد والشعور بالنقص المزمن الذي يصاحبه التعصب القبلي والمذهبي المشبعين بالغرور والعنجهية التي تلامس حدود جنون العظمة الفارغة .

من المفارقات التي أصبحت سمة مميزة لردود مؤلف كتاب آشوريون أم كلدان هي أنه يأخذ من الآباء الذين استشهد بهم ما يخدم توجهاته الفكرية خاصة تلك العبارات المقتضبة والمبهمة والتي تحتمل التأويل والتفسير ولكنه يغض النظرعما يقولونه من الأحاديث والنصوص الواضحة والصريحة المناقضة لكلامه ، فبعد ان تكلمنا  في الأجزاء السابقة على الاقتباسات التي نسبها لكل من غبطة البطريرك الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي والمطران ايليا يوحنا ملوس عن كتاب السيرة الفاضلة للراهب يوحنا الموصلي والشهيد الأب د. يوسف حبي . يأتي في فقرة اخرى ويذكر ضمن من استشهد بهم نيافة المطران مار سرهد جمو حيث يقول ( ... فالكتاب يضع أمام القارئ الكريم شهادات لإثنين من بطاركة الكنيسة الكلدانية (البطريرك روفائيل بيداويذ 1989-2003، والبطريرك الكاردينال عمانوئيل دلّي 2003-) ومطارنتها (المطران إيليا يوحنا ملوس، المطران الشهيد أدّي شير والمطران الشهيد توما اودو، المطران الشهيد يعقوب أوجين منّا) وأساقفتها (المطران إبراهيم إبراهيم، المطران سرهد جمو) ولاهوتيون ومؤرخون كنسيّون (العالم الفونس منكانا، الدكتور الشهيد يوسف حبّي، العلامة ألبير أبونا) ... !؟ ). انتهى الاقتباس ( الفقرة 4:9 الجزء الثاني ).

انا اعتقد ان غرض المؤلف من ذكر الأسماء بهذه الكثافة هو محاولة لإعطاء المصداقية لما يكتبه من خلال الإيحاء بأن اولئك الآباء المحترمين متفقين تمامآ مع رؤيته للأمور ، فإذا كان مؤلف كتاب آشوريون أم كلدان حقآ تهمه الحقيقة ويهمه التاريخ بعيدآ عن معتقداته الشخصية ، الطائفية منها والمذهبية ، فليكف عن متابعة الآثار التي ذكرناها في الحكاية التي اوردناها اعلاه ولينظر الى الأصل مباشرة خاصة يوجد بين ايدينا كل المقومات التي تغنينا وتحررنا من القيل والقال وما رافقهما من التأويلات والإدعاءات ومن تلك المقومات التي نمتلكها:-
1-   نمتلك الوثائق والشهادات الأصلية لكل ما دار في الجلسة التي عقدت بين قداسة البابا الراحل اوجين الرابع والمطران طيمثاوس أسقف نساطرة القبرص ، والتي خصصت أصلآ للتوقيع على وثيقة الاتحاد بين الطرفين ولكن كلماتها تكشف بوضوح تام مصدر التسمية الكلدانية .
2-   مترجم النص الأصلي هو واحد من الآباء الذين ادعى مؤلف كتاب آشوريون أم كلدان بأنه استشهد بأقوالهم ، أي ذو اختصاص ودراية بالموضوع ، ألا وهو الأب الفاضل المطران د. سرهد يوسپ جمّو .
3-   بفضل الرب لدينا من العقل والوعي والإدراك والقدرة على التفكير برزانة ما يكفي لكي نفهم دلالة الكلمات  والعبارات وان نميز ما بين الحق والباطل ، وهذا ما يعترف به المؤلف نفسه حينما يقول  (فنحن أيضاً نقرأ ونحلل ونختار،   ) .
نعم ، إذا حضر الدب بطل التيمم بآثاره ، ونعم ايضآ ، إذا حضر النص بطل البحث عنه في عقول الآخرين .

إذا كان مؤلف كتاب آشوريون أم كلدان حقآ قد قرأ لنيافة المطران د. سرهد يوسپ جمّو فعجبي أنه لم يقرأ البحث الذي كتبه ونشره نيافة المطران سرهد جمّو والذي هو بعنوان " الهوية الكلدانية في الوثائق التاريخية  " ويتطرق  فيه ايضآ على  هوية ابناء كنيسة المشرق ، فعجبي إذا كان قد قرأه ولم يستشهد به واسجل اندهاشي واستغرابي إذا لم يكن مطلعآ على هكذا بحث ولهكذا مصدر مهم ، أم ان مذاق مادة البحث مر وغير مستساغ لدى البعض .
ونلفت نظر السيد مؤلف كتاب آشوريون أم كلدان الى مكمن العجب والأسف اللذين اعترا نيافة المطران د.  سرهد يوسپ جمّو كان في اولئك الذين (يرددون معزوفة مفادها ان البابا أوجين الرابع (1441-1447) هو الذي " أنعم " على النساطرة الذين اتحدوا بروما بلقب الكلدان ) . فبعد هذا التصريح الواضح والصريح ماذا بقي للسيد عمانوئيل يوسف لكي يستشهد بنيافة المطران د. سرهد يوسپ جمّو في خصوص التسمية الكلدانية ؟؟؟.

 وفي ادناه نصوص بعض الفقرات التي وردت في البحث المذكور والذي عنوانه ( الهوية الكلدانية في الوثائق التاريخية ) والذي نشره نيافة المطران د. سرهد يوسپ جمّو :-
Ø )      بين المطران طيماثوس الكلداني والبابا أوجين الرابع
          إنه ليعتريني العجب والأسف أن ألاحظ مجموعة من إخوتنا الكتّاب المثقفين يرددون معزوفة مفادها ان البابا أوجين الرابع (1441-1447) هو الذي " أنعم " على النساطرة الذين اتحدوا بروما بلقب الكلدان، الامر الذي تبعه لاحقاً لقب بطريرك الكلدان، بدون أن يكّلف احدُ من هؤلاء الكتاّب نفسه بالإستفسار عن النص الأصلي ومعناه وفحواه. ومع أن النص المقصود يرتقي إلى سنه 1445، وهو متوفر في المصادر المعروفة لدى الباحثين، إلاّ انني اقّر بعجزي عن اكتشاف اي ايرادٍ او استعراضٍ لهذا النص اللاتيني، او لترجمةٍ له، في ايٍ من الكتب والمقالات التي تردد كالببغاء مقولة تقلبه رأساً على عقب. وقد يؤول ذلك إلى كونه بلغة لاتينية متينة ليس من السهل ترجمتها، ولذا فقد التزمت بترجمته ضمن مقالة كنت قد نشرتها في مجلة " بين النهرين " سنة 1996  (العدد 95/96 ص 181-203  بعنوان " كنيسة المشرق بين شطريها ").
فإلى الوثيقة الفاتيكانية:
عندما أبرم المطران طيمثاوس، أسقف نساطرة قبرص، وثيقة الإتحاد مع روما سنة 1445 م ومعه مطران الموارنة فيها، كان عليه أن يستبدل لقبه النسطوري المرتبط بالمذهب الذي هجره، بلقب آخر تتبين منه هويته. فوقّع وثيقة الإتحاد هكذا : " أنا طيمثاوس رئيس اساقفة ترشيش على الكلدان ومطران الذين هم في قبرص منهم، اصالة عن ذاتي وبإسم كافة الجموع الموجودة في قبرص، أعلن وأقر وأعِد أمام اللـه الخالد الآب والإبن والروح القدس وأمامك أيها الأب الأقدس والطوباوي البابا أوجين الرابع وأمام هذا المجمع (اللاتراني) المقدس، بأنني سأبقى دوماً تحت طاعتك وطاعة خلفائك وطاعة الكنيسة الرومانية المقدسة على أنها الأم والرأس لكافة الكنائس (عند شموئيل جميل، كتاب العلاقات، روما 1902، ص 10).
          ويعلّق المرسوم البابوي الذي أصدره أوجين الرابع في 7 آب 1445 م على ذلك بقوله : " وطيمثاوس ذاته، أمامنا في المجمع اللاتراني المسكوني وفي جلسته العامة، أعلن بإحترام وتقوى صيغة إيمانه وتعليمه أولاً بلغته الكلدانية، ثم ترجمت إلى اليونانية ومنها إلى اللاتينية ". وبناء على هذا الإعلان الوحدوي، فإن أوجين الرابع يمنع في مرسومه الآنف ذكره أن يسمّى أحد الكلدان فيما بعد نساطرة، كما يمنع في الموضوع عينه أن يسمّى الموارنة هراطقة، ومن ثمة يساوي الكلدان والموارنة بالحقوق والإمتيازات الدينية مع كافة الكاثوليك. (عند شموئيل جميل، ص 11).
واضح من النص وضوح الشمس أن البابا أوجين الرابع إنما يستشهد بما عرضه المطران طيماثوس ذاته، بقلمه ولغته، ويردد نصاً من تأليف هذا المطران كتبه وقرأه بلغته الكلدانية ومنها ترجم أولاً إلى اليونانية ثم إلى اللاتينية. وعسى أصحاب المعزوفة يدّعون استطراداً أن أوجين الرابع " أنعم " كذلك  باللغة " الكلدانية " على المطران طيماثوس وشعبه ما دام الحديث عنها قد ورد في وثيقته، فتكتمل بهذا الإنعام الإضافي صورة الدقّة العلمية التي يتمتع بها هؤلاء الكتاّب.
وإذا شئنا أن نفهم معنى الإنعام الوارد ذكره في النصوص المتعلقة بهذا الموضوع، فإنما المقصود به الإعفاء من ضرائب الإقامة التي كانت مفروضة على الأجانب والهراطقة الوافدين إلى قبرص، ولا دخل له إطلاقاً بإسباغ هويـّة قومية جديدة لشعب ما- وقد شمل هذا الإعفاء من الضرائب الكلدان والموارنة لأنهم تساووا مع بقية السكان، إذ اتحدوا مع الكنيسة الكاثوليكية، في الحقوق والإمتيازات المدنية. )
انتهى الاقتباس .
الرابط الذي نقل منه الاقتباس والذي يحتوي على النص الكامل للبحث المذكور هو :-
http://www.kaldu.org/3_chaldean_culture/BishopSarhadYJ_All.html
رغم ان كلمات الوثيقة لا تحتاج الى اجهاد فكري  كبير او الى اختصاصيين لتوضيح معناها وفهم مغزاها ، بل  كل ما هو مطلوب من الإنسان أن يتابع سرد الأحداث وفق السياق الذي وردت فيه أي وفق تسلسلها التدريجي ، عندها فقط يستطيع أن يقف على حقيقة الأمر ، فتسلسل الأحداث التي جرت عند التوقيع على وثيقة الاتحاد هي كالآتي :-
اولآ :- المتكلم الأول هو المطران طيمثاوس ، أسقف نساطرة القبرص ، حيث يقول في بداية خطابه : (" أنا طيمثاوس رئيس اساقفة ترشيش على الكلدان ومطران الذين هم في قبرص منهم،  )  .هل هذا النص الواضح والصريح يحتاج الى سنتين من عمرنا لكي نقضيها في المكتبات وزيارات اهل الاختصاص  حتى نتوصل الى معناه الحقيقي ، ويا ليت لو توصل مؤلف الكتاب آشوريون أم كلدان الى  تلك الحقيقة البسيطة والواضحة .
إذن أول من ذكر كلمة الكلدان هو المطران طيمثاوس ، وجاءت تلك التسمية ( على الكلدان ) لتدل على شعب يحمل تلك التسمية قبل مجيئه الى روما، أي انهامن البديهية المعروفة التي لا علاقة لها بالتحول المذهبي ، ويعني ايضآ ، ان أسقف نساطرة القبرص وقبل ان يقرأ الهدف الذي من أجله جاء الى روما ، قدّم نفسه كرئيس اساقفة ترشيش على الكلدان وعرّف هوية شعبه ككلدانيين الذين في قبرص ، ومن ثم قرأ صيغة محتوى الاتحاد المبرم مع روما .
ثانيآ :- المتكلم الثاني هو قداسة البابا الراحل اوجين الرابع  الذي تلا خطاب المطران طيمثاوس ، حيث قال (" وطيمثاوس ذاته، أمامنا في المجمع اللاتراني المسكوني وفي جلسته العامة، أعلن بإحترام وتقوى صيغة إيمانه وتعليمه أولاً بلغته الكلدانية، ثم ترجمت إلى اليونانية ومنها إلى اللاتينية ". ).
وهنا نقول ، هل يفهم من كلمات النص المذكور ما يدل على قيام قداسة البابا اوجين الرابع بفرض التسمية الكلدانية على نساطرة القبرص ومن ضمنهم رئيس الأساقفة المطران طيمثاوس ؟، وسبب تساؤلي هذا هو ، ان السيد عمانوئيل يوسف مؤلف كتاب آشوريون أم كلدان قد ادعى ذلك في احد ردوده على د. عبدالله مرقس رابي / بروفيسور في علم الاجتماع حيث قال: ( ... وأبناء كنيسة المشرق المتكثلكة والمتحدة مع كنيسة الرومان الكاثوليكية (مَن تبنّوا التسمية الكلدانية التي فُرضت من قبل كنيسة روما). الفقرة   14:9 الجزء الثالث ) .
أليس من حقنا ان نطالب السيد عمانوئيل يوسف بنص البيان او الوثيقة الأصلية التي تؤيد مزاعمه ، وإلا يعتبر اتهامه هذا باطلآ ومجرد سرد انشائي مخالف لما ورد في الوثيقة الفاتيكانية .

وايضآ بحسب اجتهادات  ومنطق السيد عمانوئيل يوسف تكون التسمية المارونية ايضآ من اختراع البابا الراحل اوجين الرابع ، لأنها جمعت مع تسمية الكلدان في مجرى واحد وفي سياق واحد إذ نقرأ ( فإن أوجين الرابع يمنع في مرسومه الآنف ذكره أن يسمّى أحد الكلدان فيما بعد نساطرة، كما يمنع في الموضوع عينه أن يسمّى الموارنة هراطقة  )  إما إذا حاول احد أن يعزل احدهما عن السياق المذكور فإن هذا العزل سيشمل الآخرى ايضآ ، أم إن الانتقائية هي المهنة الوحيدة التي يجيدها البعض ؟.

رابط الجزء الأول
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,280005.0.html
رابط الجزء الثاني
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,281005.0.html
رابط الجزء الثالث
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=283248.0
يتبع في الجزء الخامس  : الحلف أو القسم باليمين

منصور توما ياقو
   28/ آذار / 2009 م

 


46

 


كتاب اشوريون أم كلدان ، الأوهام وسراب الأحلام
 الجزء الثالث


للاطلاع على الجزئين الأول والثاني من خلال الرابطين المدرجين في اسفل هذه المقالة

مصدر التسمية الكلدانية
من الأمور الغريبة التي وردت في ردود السيد عمانوئيل يوسف مؤلف كتاب آشوريون أم كلدان ، انه يزكي كتابه المذكور ، بل ويجعل من ارائه ومما يعتقده ومن المقتبسات المنتقاة من جانب واحد التي سطرها في كتابه المذكور يجعلها شاهدآ على احداث وقعت قبل حوالي ( 150 سنة ) فيقول (والكتاب يشهد ان أسباب مأساتنا وإنقسامنا وصراعنا اليوم هو الإنقسام المُضاعف (كنيستين وقوميتين) ـ والتي فرضته كنيسة الرومان الكاثوليكية ). ( الجزء الأول 1-2(

أما الاقتباس الثاني الذي نقتبسه من كلام الأسقف هو قوله (   ... وليس هناك اي غضب كما يُقال، ولكنه الألم للذات الجريحة حول ما يعانيه شعبنا اليوم جرّاء تدخّل كنيسة الرومان الكاثوليكية وتقسيم شعبنا وكنيستنا. (فأنا وكل أبناء كنيسة المشرق الاشورية، لا نؤمن إطلاقاً باننا مع أبناء الكنيسة الكلدانية نكوّن شعبان مختلفان) - كتصريحك الخطير في الفقرة (#11)!! ...( الجزء الأول 5 رابعآ ) . انتهى الاقتباس

نحن نعلم ان للكلام انواع متعددة منها :-
 اولآ ، ما اجمل الكلام وما أروعه عندما يكون صادقآ وصريحآ ونابعآ من القلب .
 ثانيآ ، ما أبهته وأرخصه ولا طعم له إذا كان ظاهره خلاف باطنه او يكون كلامآ مبطنآ ومتخم بالأنانية وبسوء النية .
ياليت لو كنا ليس فقط شعبين مختلفين وإنما عشرين شعبآ مختلفآ وبيننا المحبة والصفاء والنزاهة على قدر حبة خردل ، نعم انت وكل ابناء كنيسة المشرق الآشورية تؤمنون بأننا شعب واحد بشرط ، لا أمة غير الأمة الآشورية ، ولا قومية غير القومية الآشورية ، ان ايمانكم بكوننا شعب واحد يصب في الاتجاه الأناني والعنصري الأحادي النظرة ، وهذه ليست نظرة وحدوية صادقة وإنما هي نظرة احتوائية ونظرة استهانة واحتقار الكلدانيين ، إذا كنت على خطأ فليصحح لي احدكم لكي اعتذر او على الأقل لكي أتفاداه مستقبلآ ، يا سيد عمانوئيل يوسف  إذا كنت دقيقآ فيما قلته يتوجب ان تكون معاملتك للتسمية الكلدانية كمعاملتك للتسمية الآشورية ، فهل تؤمن بالكلدانية بكونها تسمية قومية كما تؤمن بالتسمية الآشورية ، إذا كان جوابك كلا ، عندها اسمح لي يا سيادة الأسقف ان اقول لك ، ان تصنيف كلامك يقع ضمن النوع الثاني من الكلام المشار اليه في اعلاه ، لأننا نحن الكلدانيين اكبر من ذلك بكثير ، إذ لا يمكن ان ننظر تلك النظرة الدونية لأخواننا الآثوريين كتلك التي تنظرونها للكلدانيين ، لأن الهوية القومية الكلدانية التي يؤمن بها الشعب الكلداني تعني قبل كل شيء الكينونة أو الذات ، فإحتقاركم للهوية القومية الكلدانية هو احتقار للكيان الكلداني سواء كان فردآ او شعبآ كاملآ .   

ولكي لا نقع في فخ الإطالة باستعراض كل الاقتباسات والاجتهادات والتفسيرات والتأويلات التي وردت في ردود السيد عمانوئيل يوسف ، نجد ان النساطرة من منتحلي التسمية الآشورية يبنون مواقفهم وفرضياتهم الخاطئة المشبعة بالشعور بالنقص وبالكبرياء الزائف تجاه هذه المسألة ( مصدر التسمية الكلدانية ) على الأساسين التاليين  :-
الأول :- مصدرها البعثات التبشيرية .
الثاني :- مصدرها البابا اوجين الرابع .
اولآ :- بالنسبة للسبب الأول المتعلق بالبعثات التبشيرية : - قبل كل شيء ، يجب على طارح هذا السبب ان يعي ويفهم ان الحملات التبشيرية كباقي الصراعات الايديولوجية والمعرفية والثقافية والسياسية والاقتصادية التي تضمن حق القائمين بها طرح او الترويج لما لديهم من الأفكار والعقائد والنظريات على الساحة العالمية وفي نفس الوقت يكون من حق المتلقي قبولها أو رفضها ، أما ان توصف  بالشريرة وبالاجرام والفساد واستخدام اسلوب التجريح ضدها فهذا دليل الافلاس الفكري وضعف الحجة ، كما انه نهج يهين المتلقي ( الشعب )  قبل طارح تلك الايديولوجيات .
لا يختلف عمل او مهمة البعثات التبشيرية الدينية والمذهبية التي مارست نشاطها في بلادنا عن تلك النظريات والممارسات والأفكار التي تروج لها الاختصاصات الأخرى مثل ، الرأسمالية الغربية والاشتراكية الماركسية والعلمانية والديمقراطية والفيدرالية والقومية والأممية والنظريات السلوكية والأخلاقية والاجتماعية المختلفة والى آخر ما في سلة الحضارة البشرية من العلوم والمعارف والاصطلاحات المختلفة .
وهنا نسأل مؤلف كتاب اشوريون أم كلدان ، هل البعثات التبشيرية للكنيسة الرومانية كانت أول وآخر البعثات التي بشرت في بلادنا ، ماذا عن البعثات التبشيرية النسطورية والروسية والأمريكية والانكليزية والاسلامية والجديدة منها الانجيلية وشهود يهوة وووووو ، ألم تؤثر هذه كلها على مسار ووحدة كنيسة المشرق ؟، أم ان العين التي ترى هذه البعثات لا يمكنكم فتحها لإصابتها بمرض الكره والحقد لكل من لم يقبع ذليلآ تحت العباءة الاشورية ؟.

ماذا يختلف السيد عمانوئيل يوسف عن تلك البعثات التبشيرية عندما يقوم بتأليف كتاب ومن ثم التبشير به وترويجه والدفاع عنه ونشره بين الناس ؟، أليس هذا عمل تبشيري كعمل تلك البعثات التبشيرية ، أليس هو ايضآ يأمل من قرائه التجاوب مع اطروحاته وأن يتبنون أفكاره واراءه ومعتقداته ، فهل يجوز أو يقبل ان نطلق عليه كل تلك الصفات والنعوت التي يطلقونها على البعثات التبشيرية التي ارسلتها الكنيسة الرومانية ؟. ألا ينطبق عليهم مثل القذى والخشبة الذي اورده لنا السيد المسيح في الانجيل المقدس ؟.

ربما يقول قائل ، ان تلك البعثات قد استغلت ظروف الناس وحاجتهم وبساطتهم ، وللإجابة على ذلك نقول ، أي من البعثات والنظريات والسياسات لم تستغل الناس ؟ ، ولماذا دائمآ ننظر الى الجانب السلبي المظلم ، ولماذا نظلم الشعوب في اختيارها الذي ربما كان عن قناعة ورضى وتدبير ، فإذا كانت هذه هي حجة المؤلف أنا ايضآ وبحسب قناعتي واعتقادي اتهمه بأنه بكتابه هذا يستغل بساطة الناس وخاصة السذج منهم لتمرير المعلومات المستقاة من المصادر المنحازة وتلك المشوهة التي تصنف بأحادية النظرة ولم يكن في كتابه هذا صادقآ في نقل الأحداث وقول كل الحقائق التي وقعت بين يديه .

كثيرآ ما يرددون ، ان البعثات التبشيرية استغلت ظروف المجاعة والفقر لدى ابناء شعبنا فقدموا لهم المواد الغذائية مقابل تحولهم الى المذهب الكاثوليكي ، يا لبؤس الكلام والتفكير ، لأنهم قبل ان يكونوا قد جانبوا الحقيقة والصواب فإنهم قد أهانوا كنيستهم وطعنوا في كرامة شعبهم .
 فمن جهة كنيسة المشرق التي قدمت منذ تأسيسها والى التاريخ الذي نحن بصدده اكثر من 90% من ارواح ابناءها قرابين على مذبح الإيمان بعد أن تعرضوا لأبشع انواع الاضطهادات والمذابح والضيقات القاسية نتيجة تمسكهم بعقيدتهم ونتيجة تشبثهم وثباتهم على مواقفهم الإيمانية  ، هذه الكنيسة المشبعة بالإيمان المسيحي المستقى من الوحي الإلهي ومن تعليم الانجيل الذي يقول على لسان الرب (فاجاب وقال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله. ) ( متى 4:4 )   اليوم يأتينا نفر ضال وينكر كل ذلك ويتهم ابناءها ببيع ايمانهم ومعتقدهم من اجل رغيف خبز !!!.

أما من جهة الشعب ، فإذا لم يقتنع هذا النفر بما ذكرناه عن استحالة زحزحة ابناء كنيسة المشرق عن إيمانهم ومعتقداتهم الروحية بسب لقمة العيش ، فهل يعتقد هذا البعض ان كرامة وعزة النفس وكبرياء ابناء شعبنا كانت في ذلك الوقت قد سمحت لهم ان يقايضوا مبادئهم مقابل تلك اللقمة ، ثم ؟ .
فهل هناك اهانة للسلطة الكنسية ولأبناءها المؤمنين أعظم من هذه التلفيقات الرخيصة التي اختلقوها وروجوا لها ضد الخطوة التصحيحية والاصلاحية التي أعادت الاعتبار لسلطة القانون الكنسي و أعادت الشراكة الكاملة مع الكنيسة الجامعة واستعادت الإيمان القويم بعد التخلص من الشائبة النسطورية التي علقت بالكنيسة وبأبنائها المؤمنين .

عندما اقول ان مؤلف كتاب آشوريون أم كلدان مارس اسلوب النظرة الأحادية المنحازة ويقتبس ما يعجبه من الفقرات ومحاولته ايصال الحقيقة المبتورة او الناقصة لم أكن أفتري عليه ، ولسوف أضرب مثالاً واحداً يكفي لإثبات صحة كلامي هذا .
كان السيد عمانوئيل يوسف ، مؤلف كتاب آشوريون أم كلدان ، ولغاية دعم اطروحاته الشخصية ، قد استشهد بعدد من المصادر والأشخاص من الكنيسة الكاثوليكية للكلدان ، فمن ضمن من استشهد بهم هو الشهيد الأب د. يوسف حبي ، لكن الأمر الذي يلفت النظر هو ان السيد يوسف عمانوئيل لم يكتفي بذكر عنوان او الفقرة التي استشهد بها مع اسم ولقب الشهيد الأب د. يوسف حبي الغني عن التعريف والذي يعد كنز لا يقدر بثمن وواحد من ضمن اهم الباحثين والشخصيات الفكرية التي أنجبته الكنيسة الكاثوليكية للكلدان ، لكن وكما يقال لكل شيء زمانه ومكانه ، فهل يستوجب الأمر أن نذكر تاريخ حياة أو قاعدة البيانات الشخصية الكاملة وكل المواقع التي شغلها الانسان الذي نريد ان نقتبس عبارة او فقرة من كلامه او من احدى مؤلفاته ، أم انها محاولة للإيحاء بأشياء اخرى ،
على أية حال ، وفي محاولة من السيد عمانوئيل يوسف دعم اعتقاده الذي بموجبه يرمي معظم اسباب الخلاف والانقسام الذي حصل في كنيسة المشرق على البعثات المرسلة من الكنيسة الرومانية وعلى قداسة البابوات الذين تعاقبوا على الكرسي الرسولي  نراه يستشهد بكلام الشهيد الأب د. يوسف حبي وكما يلي :- 
( . وحول مصدر الخلاف والإنقسام، لم نقم بإلقاء اللوم تلقائياً!! وليس إتّهامنا هو نتيجة رؤية شخصية وإنما إعتمدنا على مصدر جيد، ونقلاً عن مؤرخ شامخ وعظيم في الكنيسة الكلدانية كونه خدم (نائباً بطريركي للشؤون الثقافيّة، رئيس محكمة الإستئناف الكلدانية، من مؤسسي وعميد كلية بابل للفلسفة واللاهوت منذ تأسيسها 1991 حتى وفاته 2000، ألف وساهم في نشر 26 كتابا ومقالاً صحفياً، رئيس لجنة اللغة السريانية التابعة للمجمع العلمي العراقي، رئيس تحرير مجلة "ما بين النهرين" منذ تأسيسها سنة 1972)، إذ يقول: (ولا بد من التأكيد أن سبب الخلاف في الأساس إنما كان من الخارج، لا من الداخل)، انه العالم البروفيسور يوسف حبّي. كنيسة المشرق الكلدانية – الآثورية. لبنان، 2001، ص 15.(    انتهى الاقتباس

رغم عدم وضوح عنوان المصدر للرجوع اليه والتمعن في كلماته ، إلا انني أحيل السيد عمانوئيل يوسف ومعه جميع ابناء شعبنا الى نفس المؤرخ الشامخ والعظيم والعالم والبروفيسور كما وصفه السيد عمانوئيل يوسف وهو الشهيد الأب د. يوسف حبي لنقرأ ما كتبه في مجلة نجم المشرق ( العدد 23 ) ( السنة السادسة / 3 سنة 2000 م ) وتحت موضوع تاريخنا المشرقي ( معنى الشركة والوحدة في عهد مار يوحنا سولاقا " 1553 – 1555" ) ففي الفقرة التي جاءت بعنوان ( خلفيّة الأحداث ) نقرأ الآتي :-

( منذ خلافة الجاثليق البطريرك مار طيمثاوس الثاني ( 1318 – 1332 ) أصبحت الرئاسة العليا في " كنيسة المشرق " وراثية ، إذ أختير خلفآ له دنخا الثاني ( 1332 – 1365 ) وهو من أقاربه ، ثم شمعون الثاني ، فالثالث ، حتى تبوأ الكرسي البطريركي شمعون الرابع باصيدي ( 1437 – 1476 ) الذي أراد البطريركية حصرآ بعائلته ، يتوارثها ابن الأخ الأكبر من أسرة عرفت بـ ( آل أبونا = بيث آبون ) "2" . ويتنافى هذا مع القوانين العديدة التي شرّعتها مجامع كنيسة المشرق وأكدت عليها مرارآ ، وُحددة ضوابط تمنع الرؤساء من استغلال مواقعهم لصالح ذويهم أو مريديهم "3" . وطبيعي أن يقود التجاوز الحاصل الى اعتلاء أشخاص أقل مقدرة وجدارة الموقع الأول في كنيسة المشرق . وراح البطاركة " الشمعونيون الأبويون " يحاولون حصر رئاسات الأبرشيات غير البطريركية ايضآ ضمن أفراد عائلتهم ، الى حد إهمال ملء الكراسي الشواغر ، ورسامة مطران بعمر 12 سنة وآخر بعمر 15 سنة ( كما ورد في رسالة الذين اختاروا سولاقا الى روما ) ، لعدم توفّر اشخاص من ذويهم ، فضعفت الكنيسة ، وكانت الحروب والنكبات قد آذتها ، وسبب لها تحوْل المغول الى الاسلام انحسارات هنا وهناك ، لا سيّما في الأطراف البعيدة عن المركز ، وكذلك استيلاء البرتغاليين على أقسام من الهند ، ومحاولاتهم اقتطاع الملباريين عن كرسي المشرق . وكان البطريرك دنخا الثاني قد نقل كرسيه من اربيل الى كرمليس ، ثم انتقل شمعون الثاني الى الموصل ، فكان الابتعاد عن بغداد والمدائن ، المركز القديم لكنيسة المشرق . وليس بغريب أن يحصل في ظروف كهذه خلافات بل انقسام وانشطار في جسم الكنيسة الواحدة ، كما حصل لجميع الكنائس في التاريخ ، من ذلك في روما نفسها ، اذ قام اكثر من بابا واحد في الوقت عينه ، وكذلك في جسم الكنيسة السريانية الارثوذكسية ( المونوفيزية ) في اواسط القرن 15 . وهو ما حصل لكنيسة المشرق في اواسط القرن 16 ، كما سيأتي ذكره .
انتخاب سولاقا
دفعت الأسباب الآنف ذكرها الى قيام " انتفاضة " في كنيسة المشرق ، تزعّمها ثلاثة اساقفة وكهنة وعلمانيون . أما الأساقفة فهم اسقف اربيل ، اسقف سلماس ، واسقف آذربيجان ، عقدوا اجتماعآ في الجزيرة ، في مطلع العام 1552 ، ثم اجتماعآ أعم في الموصل ، حضرته وفود من بابل ( بغداد ) ، كرخ سلوخ ( كركوك ) ، الجزيرة ، تبريز ، نصيبين ، ماردين ، آمد ( دياربكر ) ، حصن كيفا ، واختاروا رئيس دير الربّان هرمزد ، يوحنا سولاقا ، من آل بلو ، الذي حاول الرفض لجسامة الأمر ، حتى رضخ إثر إلحاح الكجتمعين ، فأرسلوه الى روما في آذار 1552 للرسامة والشركة ، يرافقه سبعون شخصآ من كنسيين وعلمانيين مزودين برسائل ... ثم يستطرد قائلآ ( ... فإن سولاقا قدّم " صورة ايمانه " في 15 شباط 1553 ، فرفع الكردينال برنردين مافيو تثبيته في مجمع يوم 17 شباط ، وأُجِّل الموضوع لخطورته ثلاثة ايام ، فكان صدور براءة البابا في 20 شباط ، وكانت رسامته اسقفآ في الأحد الجديد 9 نيسان من قبل الكردينال الدومنيكي يوحنا الطليطلي ، في كنيسة مار بطرس ، وتم تثبيته بطريركّا بتلبيسه " الباليوم " في مجمع عقده البابا يوليوس الثالث في 28 نيسان ،  زود مار سولاقا بهدايا وأرسلت روما معه راهبآ دومنيكيا مالطيا رُسم أسقفآ لهذا الغرض ، هو امبروسيوس بوتيكيك ، وأنضمّ اليه زميل مالطي هو انطونيو زهرة ، ليرافقا البطريرك الجديد في العودة الى بلاده . )
انتهى الاقتباس
شتان بين المعلومة الكاملة التي تأتينا من المصدر الرئيسي وبين تلك المشوهة والناقصة التي يحاول السيد عمانوئيل يوسف ايصالها الى الناس من خلال توظيفه للإقتباسات المقتضبة والمبهمة التي يضعها لتوحي للقاريء بأنها تقصد الكلدانيين وكنيستهم الكاثوليكية المقدسة .
فعندما نقرأ اتهامه الصريح ضد الكنيسة الكاثوليكية والضمني ضد الكلدانيين بقوله :-
(والكتاب يشهد ان أسباب مأساتنا وإنقسامنا وصراعنا اليوم هو الإنقسام المُضاعف (كنيستين وقوميتين) ـ والتي فرضته كنيسة الرومان الكاثوليكية ). ( الجزء الأول 1-2) .
ومن ثم لجوءه الى اقحام الشهيد الأب د. يوسف حبي في اجتهاداته الشخصية كمحاولة منه لدعم اعتقاده المذكور ، من خلال الاستشهاد بعبارة واحدة مجردة من اي شرح او توضيح لماهية تلك الأسباب الخارجية التي وردت في احدى كتابات الشهيد الأب د. يوسف حبي  والتي قال فيها (  ولا بد من التأكيد أن سبب الخلاف في الأساس إنما كان من الخارج، لا من الداخل)    .

لاشك بأن الناظر لهذين التصريحين قد لا يجد أي فارق بين المعنين والاعتقادين ولكن من سوء حظ السيد عمانوئيل يوسف ، انه ليس كل قارئيه بتلك السذاجة التي تجعلهم يصدقون كل ما يقرأونه ، فبعد التحقيق من ماهية الأسباب الخارجية التي قصدها الشهيد الأب د. يوسف حبي وكما قرأناها في الإقتباس الذي أوردناه من مجلة نجم المشرق يتبين لنا ، ان السيد عمانوئيل يوسف ، مؤلف كتاب آشوريون أم كلدان في وادي والشهيد الأب د.يوسف حبي في وادي آخر .
فإذا كان السيد عمانوئيل يوسف قد حصر اسباب خلافاتنا وانقسامنا بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية ، نجد ان الشهيد الأب د. يوسف حبي وفي معرض شرحه ماهية تلك الأسباب الخارجية ، لم يتطرق الى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بل اوعزها الى :-
1-الحروب والنكبات
2-المغول
3-الاسلام
4-البرتغاليين
ومن الطبيعي ان يذكر ايضآ الأسباب الداخلية ، لأنه من المستحيل ان يكون هناك اسباب خارجية من دون ان توفر لها ظروف داخلية مواتية  وهي  كما أوردها الشهيد الأب د. يوسف حبي :-
1-الانقلاب على القوانين الكنسية من خلال تغيير النظام الانتخابي وجعله وراثي .
2-التذمر الناتج من اعتلاء أطفال بأعمار 12سنة و15سنة السدة البطريركية .
3-محاولة حصر رئاسات الأبرشيات غير البطريركية بعوائل المسيطرين على السدة البطريركية .
4-قيام المسؤول الأول في كنيسة المشرق باستغلال موقعه لصالح اقرباءه ومريديه والأقربين منه .
 
نعم الشهيد الأب د. يوسف حبي قد نسب اسباب انقسامنا الى اسباب خارجية وداخلية ولكنه لم يكتفي بذكر هاتين المفردتين مجردتين من أي توضيح كما فعل السيد عمانوئيل يوسف بل شرح تلك الأسباب وعدد العوامل التي أدت الى ما نحن فيه اليوم  . لذلك لا اجد نفسي مخطئآ عندما اقول ان السيد عمانوئيل يوسف يشوه الحقيقة عندما ينقل لنا اقتباس مبتور او ناقص او عندما يخرج نصآ من سياقه العام لتغيير المعنى .
كما انا لا ابريء أي واحد من الكنيسة الرومانية او من الكنيسة الانكليكانية او من الكنيسة النسطورية أو أي طرف آخر وطأت قدمه على تراب بلادنا ولا حتى انفسنا ، كل له نصيبه في مآساتنا وشتاتنا وآلامنا وفرقتنا ،   ولكن  ليس من العدل ان نرمي كل الأسباب على جهة واحدة ، أو أن نزكي انفسنا على حساب الحق والحقيقة وعلى حساب الآخرين ، أو أن نلوي عنق الحقيقة لتتواءم مع توجهاتنا المذهبية والقومية كما فعل مؤلف كتاب آشوريون أم كلدان .

رابط الجزء الأول
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,280005.0.html
رابط الجزء الثاني
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=281005.0
يتبع في الجزء الرابع : مصدر التسمية الكلدانية / ثانيآ

منصور توما ياقو
   23 / آذار / 2009 م


47


كتاب اشوريون ام كلدان ، الأوهام وسراب الأحلام
الجزء الثاني
رابط الجزء الأول هو
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=280005.0
 
 من جملة المغالطات التي تثير الشفقة والسخرية على مثيريها لِما فيها من سذاجة وسطحية هي تلك التي يروجها البعض بحق عمر التسمية الكلدانية ، وياليت هذا البعض يأخذ الكلام من وسطه بل في معظمه يأخذونه من ذيله ، ومن ثم يعجنونه على مزاجهم ليخرجوه وفق ما ترتضيه نفوسهم وغاياتهم .
فمن جملة العبارات التي اقتبسها الأسقف مار عمانوئيل يوسف  ( اسقف في كنيسة المشرق الآشورية ) في هذا  الشأن هي :-
1-   التسمية الكلدانية وُجدت مع ظهور الكنيسة الكلدانية  ، مقتبسة ( بحسب المؤلف ) من مقدمة كتاب السيرة الفاضلة للراهب يوحنا الموصلي . حيث يقول النص المقتبس (انظر الشارحة 343، ص 161 من كتابنا وما يؤكده مطران عقرة للكنيسة الكلدانية أيليا يوحنا ملوس في مقدمة "كتاب السيرة الفاضلة" للراهب يوحنا الموصلي، الذي نُشر في روما سنة 1868، وهو على قناعة تامة بان التسمية وُجدت مع ظهور الكنيسة الكلدانية والسبب في إطلاقها وإعطاء الهوية الجديدة للتمييز ليس إلا: (ومنذ زمن يزيد عن الخمسمائة سنة ترك آباؤنا الأجلاء التعاليم الضالة لنسطور وعادوا ثانية لكنيسة الله الكاثوليكية بعد ان مكث آباؤهم لفترة طويلة خارجها. ومنذ تلك الحقبة أصبحنا نُسمى "كلدان كاثوليك" لتُميزنا التسمية عن باقي المذاهب والهرطقات في بلدنا"). ( الجزء الثاني 2-7 )انتهى الاقتباس .

في هذا الاقتباس نجد المؤلف قد طوع القراءة لمعنى اللفظ بطريقة تعسفية ، لا اعتقد أنه يجهل ، ان فهم المعنى الحقيقي للكلام هو ذلك الذي يقرأ من ضمن سياقه العام ، فالسياق العام لِما اقتبسه من مقدمة كتاب السيرة الفاضلة للراهب يوحنا الموصلي يشير بكل وضوح انه يسلط الضوء على التحول المذهبي وليس القومي للشعب ، اتمنى من المؤلف أن يعيد قراءة ما اقتبسه لنا ثانية واذا تطلب الأمر ثالثة ورابعة لكي يتأكد بنفسه عن طبيعة السياق الذي ورد في الاقتباس المذكور ، وخيرآ  فعل الراهب عندما اوضح وبشكل لا لبس فيه ولا يمكن تأويله على حسب هوانا في عبارته الأخيرة والتي توضح السياق الحقيقي لكلامه عندما قال (ومنذ تلك الحقبة أصبحنا نُسمى "كلدان كاثوليك" لتُميزنا التسمية عن باقي المذاهب والهرطقات في بلدنا"). إذن الغاية من هذه التسمية هي للتمييزعن المذاهب والهرطقات فقط  ، فكل ما حدث هو "-
اولآ :- التحول من المذهب النسطوري الى المذهب الكاثوليكي .
ثانيآ :- اعطاء الهوية المذهبية وليس القومية وذلك  بإلحاق او اضافة  كلمة ( الكاثوليك ) الى الهوية القومية للكلدان المتكثلكين ليتسموا ومنذ تلك الحقبة  ( كلدان كاثوليك )  لتميزهم عن اولئك الكلدانيين الذين بقوا على نسطوريتهم او هرطقتهم  ( كلدان نساطرة ) ، أي ان التسمية الكلدانية لكلا الطرفين هي ثابتة ولا علاقة لها بما يجري ، الذي تغير هو المذهب لا غير لذلك نقرأ في الاقتباس المذكور قول الراهب ( نسمى كلدان كاثوليك لتميزنا عن المذاهب والهرطقات ...) دون ان يشير ولو تلميحآ الى استحداث او تغيير الهوية القومية للشعب المتحول مذهبيآ كما يريد ان يسوقها لنا السيد عمانوئيل يوسف في كتابه اشوريون ام كلدان ، ربما بسبب وكما يقول الدكتور عبدالله مرقس رابي ان مؤلف الكتاب المذكور لم يميز بين القومية والمذهب والدين .   
لذلك نقول ، عندما نقرأ أي نص يجب ان نفهمه في ضوء سياقه العام لنعرف المقصد الحقيقي ، لأن تجريد او عزل النص من سياقه حتمآ يؤدي الى تغيير المعنى تمامآ ، وهذا ما لجأ اليه المؤلف عندما احضر هذا الاقتباس ظنآ منه أنه سينال من الكلدانية كهوية قومية لكل كلداني وبما فيهم هو نفسه . فحقيقة الكلام ليس بتطويعه لمقاصدنا يا سيدعمانوئيل يوسف بل لما دل عليه سياقه .

2-   حداثة التسمية الكلدانية
مرة اخرى يلجأ مؤلف كتاب اشوريون ام كلدان الى اسلوب لَي الحقائق التاريخية من خلال الإيحاء بأن الاقتباسات التي يضعها لنا تؤيد فهمه الخاص للموضوع ، فمن الاقتباسات التي وضعها ظنآ منه انها تدعم رؤيته الشخصية هي :-
اولآ :- جاء في توضيح المؤلف الذي سبق كتابته للاقتباس قوله (انظر الشارحة 343، ص 161 من كتابنا وما يؤكده مطران عقرة للكنيسة الكلدانية أيليا يوحنا ملوس في مقدمة "كتاب السيرة الفاضلة" للراهب يوحنا الموصلي، الذي نُشر في روما سنة 1868، وهو على قناعة تامة بان التسمية وُجدت مع ظهور الكنيسة الكلدانية والسبب في إطلاقها وإعطاء الهوية الجديدة للتمييز ليس إلا:  ) انتهى التوضيح

ثانيآ :-الاقتباس (  ومنذ زمن يزيد عن الخمسمائة سنة ترك آباؤنا الأجلاء التعاليم الضالة لنسطور وعادوا ثانية لكنيسة الله الكاثوليكية بعد ان مكث آباؤهم لفترة طويلة خارجها. ومنذ تلك الحقبة أصبحنا نُسمى "كلدان كاثوليك" لتُميزنا التسمية عن باقي المذاهب والهرطقات في بلدنا"). انتهى الاقتباس

ثالثآ :- رغم اقتباس المؤلف مما كتبه المطران إيليا يوحنا ملوس إلا انه رفض وأخطأ بل ووصف معلومات المطران المقتبس منه بالفبركة في الجزئية التي تحدد عمر التسمية ، ( كأنما هي مسألة انتقاء واختيار الطيب واللذيذ فقط ) فيقول المؤلف في شرحه (معلومات المطران إيليا يوحنا ملوس حول تحديد زمن التسمية غير صحيحة. فيذكر ان الإنشقاق كان منذ زمن يزيد عن الخمسمائة سنة! وحيث ان كتابه طُبع سنة 1868، فيكون حسب تأكيده قبل سنة 1368!! فنحن أيضاً نقرأ ونحلل ونختار، وان أهم ما قيل هو يقين المطران وتأكيده الصريح (ان التسمية وُجدت مع ولادة الكنيسة الكلدانية). انظر في ص 147-148 من كتابنا، وفبركة المطران للمعلومات هو لإعطاء التسمية الكلدانية عُمقا تاريخياً ليس إلا!!       ) انتهى الشرح
3-   الاقتباس من قاموس " كنز اللغة السريانية " للمطران توما اودو ، وفي ادناه اولآ شرح او تعليق المؤلف ثم نص الأقتباس ، ولا اعرف ماذا هو موقف السيد عمانوئيل يوسف من العبارة الأخيرة التي وردت في الاقتباس الذي وضعه لنا والتي يقول فيها المطران توما اودو (والآن السريان المشارقة يعرفون بهذا الاسم ) أي لا كلدان ولا اشوريين وانما سريان ؟.

انظر ص 62 في كتابنا وكيف يؤكد المطران توما اودو (1853-1918) حداثة "التسمية الكلدانية" (وربّما يؤكد المطران انها أحدث مما ذهب إليه معاصره إيليا يوحنا ملوس) في تعريفه للكلدان في قاموسه الشهير "كنز اللغة السريانية" طبع الموصل، سنة 1897. (الكلداني، الكلدان: الذين لهم معرفة المستقبل من خلال علم التنجيم. وأسم لأمة قديمة. والآن السريان المشارقة يعرفون بهذا الاسم" ) .
4-   ما اقتبسه المؤلف من الدكتور هرمز ابونا هو (انظر الشارحة 4، ص 8 في كتابنا، وكيف يذكر الدكتور هرمز أبونا ان تأسيس "الطائفة الكلدانية" كان في سنة 1844 (اطروحته للدكتوراه ) .  المؤلف لم يذكر عنوان الأطروحة ، ومن حقنا ان نسأله ، هل كانت اطروحة الدكتوراه لـ هرمز ابونا في اللاهوت الكنسي أو في التاريخ الكنسي لكي تقحمه هنا و تجعله مصدرآ ودليلآ في الشأن الكلداني والآشوري كما طالبت الدكتور عبدالله مرقس رابي ، هذا ليس تحاملآ على الدكتور هرمز ابونا بل هو من باب الزامه بما الزمتم الدكتور عبدالله مرقس رابي به ، هذا من جهة ومن جهة اخرى لا يجوز الاستشهاد بكلمات الدكتور هرمز ابونا لأنه يحمل نفس توجهات وقناعات الأسقف المؤلف تجاه الكلدانية والكاثوليكية ، ونحن نعرف جيدآ انه للدكتور هرمز ابونا واسوة بجميع منتحلي التسمية الاشورية موقف غير حيادي تجاه التسمية القومية الكلدانية وتجاه الكنيسة الكاثوليكية ، والذي له مثل هكذا مواقف لا يمكنه ان يتجرد عن قناعاته الشخصية وعن عواطفه وتعصبه لكي ينظر الى الأمور بعين الانصاف لذلك لابد وان يكون منحازآ ، والشخص المنحاز لا يصلح ان يكون مرجعآ موثوقآ .
 
قبل ان ندخل في لغة الأرقام نقول :-
لا بأس ان نعيد ونكرر المعلومة التي بات معظم ابناء شعبنا يعرفها والتي تقول :- 
1-   انه منذ دخول ابناء شعبنا المسيحية وتأسيس اول كنيسة في بلادنا في القرن الأول الميلادي ( وافتراضآ  اقصد بأبناء شعبنا كل من الكلدانيين والآثوريين والسريان والآراميين والآشوريين ) والى أي تاريخ من التواريخ التي يرتضيها او تلك التي وضعها لنا السيد عمانوئيل يوسف ، وليكن التاريخ المذكور في الاقتباس المنسوب الى  الدكتور الآشوري هرمز ابونا والمحدد بسنة 1844 ، فخلال كل هذه الفترة لم تكن الكنيسة في بلادنا تحمل أية تسمية من تسميات ابناء شعبنا المذكورين في أعلاه ، بل كانت تسمى وبالمطلق ( كنيسة المشرق ) . نقطة رأس السطر انتهى .
2-   اذا جعلنا سنة 1844م بحسب الدكتور هرمز ابونا هي بداية ظهور واطلاق احدى تلك التسميات على جميع أو أي جزء من كنيسة المشرق ، يكون معناه ان سنة 1844 م هي بداية  اطلاق التسمية القومية  الى جانب التسمية المذهبية على كنائسنا وعلى شعبنا ، فكانت التسمية الكلدانية هي المختارة لهذه المهمة ، ليصبح اسم كنيستنا ، الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية او كنيسة بابل على الكلدان الكاثوليك وبالنسبة للشعب المنتمي للكنيسة  يسمون كلدان كاثوليك ، ومن الممكن ان نقول انه في تلك السنة ظهرت اولى بوادر الوعي القومي للشعب الذي يحمل تلك التسمية ، وهنا لست مضطرآ ان اسأل احدآ عن اسم تلك التسمية ، لأنه وكما جاء في كل الاقتباسات التي وضعها السيد عمانوئيل يوسف هي التسمية القومية الكلدانية .
وهنا اسأل مؤلف كتاب آشوريون أم كلدان ومعه كل آشوري منصف ومحايد ، هل لكم تاريخ اقدم من سنة 1844م وحملت الكنيسة او أي جزء من الكنيسة التسمية الآشورية كعنوان لها ؟ .
ومن دون ان انتظر الجواب أقول وبلا اي تردد كلا وما يعزز يقيني هذا ويؤكد كلامي هذا هو ما قاله  الأركذياقون د . خوشابا كيوركيس  ( الكنيسة الشرقية القديمة ) في معرض رده على كتاب اشوريون أم كلدان إذ نقرأ النص التالي  في الرابط ادناه

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,252655.0.html
(  أما بصدد التسمية الآشورية وكيفية دخولها على اسم كنيسة المشرق فيقول المؤرخ الكنسي كوكلي [10] في دراسة تحت عنوان الكنيسة الشرقية منذ 1914 ما يلي:-
 ]  ... وأخيراً وبعد الموت المأساوي لمار إيشاي شمعون قد مهد الطريق على الأقل لإنتخابات قانونية لبطريرك جديد. كان مار دنخا [أسقف طهران حينذاك] قد قام بزيارة إلى بريطانية سنة 1967، كان في حينه قد وصفه أحد الرسميين في قصر لامبيث "بأنه شعاع من الأمل قد ظهر في الكنيسة الشرقية" قام هذا الأسقف بعقد مجمع للأساقفة في تشرين الأول 1976 في ألتون آبي هامشير، وقام المجمع بإنتخابه كبطريرك تحت اسم مار دنخا الرابع، لقد عانى البطريرك الجديد بعض الشك في رسامته وعدم قبول انتخابه وذلك بسبب إشتراك أسقفين إيطاليين مشكوكين في رسامته [11]…… ويمضي كوكلي ويقول "أن البطريرك الجديد أكد في كلمة له بعد رسامته للدرجة البطريركية [انه من الآن يجحد التسمية النسطورية لكنيسة المشرق، وتحت إدارته سيكون اسم الكنيسة "الكنيسة الرسولية الكاثوليكية الشرقية الآشورية" ……]. [12]، ويتفق كافة المؤرخين مع كوكلي بأن التسمية الآشورية دخلت رسمياً على كنيسة المشرق في هذا اليوم. لأنه قبل هذا التاريخ لا يمكن أن نجد رسالة أو ختم أو كتاب مطبوع أو مخطوط أو وثيقة أو شهادة صادرة باسم الكنيسة الشرقية الآشورية. أما كلمة الكنيسة [الأم] فهي من اختراع أسقفنا الجليل في كتابه قيد البحث.   ) انتهى الاقتباس
رابط الأقتباس

إذن يا سيادة مؤلف كتاب آشوريون أم كلدان ، إذا كانت التسمية الكلدانية بنظرك حديثة العهد لأنها دخلت على اسم الكنيسة في عام 1844 م ، فماذا نقول للتسمية الآشورية التي دخلت على اسم الكنيسة عام 1976 م ؟؟؟ ، فأيهما أقدم وأيهما أحدث ؟.
1976م -1844 = 172 سنة التسمية الكلدانية اقدم من التسمية الاشورية بحسب الأرقام التي استقيناها من المصدرين الآشوريين المار ذكرهما علمآ بأن احدهما تاريخي والآخر كنسي .
نعم وبحسب المصادر الاشورية ، في سنة 1844م اطلق علينا تسمية كلدان كاثوليك بعد ما كنا كلدان نساطرة وهذا فخر لنا ، وازددنا فخرآ عندما سميت كنيستنا بكنيسة بابل على الكلدان الكاثوليك ، كما يزيدنا فخر على فخر عندما يطلق على كنيستنا المقدسة اسم ،  الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ، واكبر فخر للكلدانيين ويجعل رؤوسهم عالية بين اخوانهم الآخرين هو انهم سبقوا اخوتهم الآثوريين أو منتحلي التسمية الآشورية بحوالي 172 سنة  في ادخال تسميتهم القومية الى جانب التسمية المذهبية التي يؤمنون بها لتكون اسم او عنوان كنيستهم المقدسة ، ولا اعتقد لنا طمع اكثر من هذا ، إذن لم تكن التسمية الكلدانية لحد ذاتها ولمدلولها التاريخي والشعبي حديثة ، بل أصبحت حديثة المدلول عندما جُعِلت اسمآ  وعنوانآ لكنيستنا المقدسة ، حقآ مهما طال الزمن ومهما تنوعت المناورات يبقى الحق حق والباطل باطل .

 يتبع في الجزء الثالث : مصدر التسمية الكلدانية


منصور توما ياقو
   18/  آذار / 2009 م


48
كتاب اشوريون ام كلدان ،  الاوهام وسراب الاحلام
الجزء الأول

في البدء ، اعترف وأنا ذلك العبد الفقير بأنني لم امتلك المواصفات الخاصة  التي يشترطها الأسقف مار عمانوئيل يوسف ، راعي ابرشية كندا ، مؤلف الكتاب ( اشوريون ام كلدان ) على كل من يبدي رأيآ مخالفآ اوينتقد السلوك الذي انتهجه في كتابه المذكور ( تنبيه : انتقاد السلوك والفكر غير انتقاد الشخص بذاته ) ، فمن جملة الشروط التي طالب بها اسقفنا الجليل لكي يكون الدكتورعبدالله مرقس رابي ، بروفيسور في علم الاجتماع مؤهل للرد على كتاب ( اشوريون أم كلدان ) أن :-
1-لا يدخل علم الاجتماع في تحليل مواد الكتاب لأنه بحسب المؤلف لا يخدم  ، إذ يقول (تحليل كتابنا من منظور علم الإجتماع يُراد به التجاهل والتهرّب من الحقائق التاريخية التي تصرخ بالشهادة، ... فالإستغاثة بعلم الإجتماع لن يخدم هنا، وكان الأجدر بكم قبل الكتابة ان تستشيروا مرجعيتكم الكنسيّة فهم أكثر درايةً وتخصصاً في هذا الموضوع،...) . انتهى الاقتباس ( الجزء الأول ، الفقرة 1) .
2-ابعاد كل اهل الاختصاصات والعلوم الأخرى ايضآ عدا من كان اختصاصه التاريخ أو اللاهوت الكنسي ، إذ يقول (وقد يزيد عالم مختص في علم النفس إضافة أسباب آخرى ولن تنتهي القائمة مع علماء وأخصائيين في علوم آخرى ليس إختصاصهم التاريخ أو اللاهوت الكنسي – هدفها – إبعاد القارئ عن جوهر ورسالة الكتاب. ..) ( الجزء الأول ، الفقرة 5 رابعآ ) انتهى الاقتباس .
 كلام مبهم يحتاج الى بيان ، هل كل من يحمل شهادة عليا في التاريخ او اللاهوت الكنسي يكون ملمآ ومتخصصآ بالشأن الآشوري والكلداني ؟  .
3-في فقرة أخرى في الجزء الثاني من توضيح الأسقف المؤلف للكتاب المذكور يخاطب الدكتور عبدالله مرقس رابي بالقول :-
      (ومع إحترامي وإفتخاري بمركزك العلمي وتخصصك في علم الإجتماع لأنك من بني شعبي، ولكن هل   
         تخصصك هو ـ تاريخ الكنيسة؟ وهل معلوماتك وإختصاصك بتاريخ  الكنيسة ) انتهى الاقتباس .

لا تنه عن خلق وتأتي مثله
 
حقيقة لا اعرف كيف يطالب مؤلف الكتاب على فصل علم الاجتماع عن مادة تاريخية تخص مجتمع ما ، فالكلدان والاشوريون هم مجموعة من الناس ، ولا يمكن التكلم عنهم او تحديد خصائصهم او هويتهم القومية من غير التطرق الى سلوكهم الاجتماعي سواء يوافق هذا السلوك بعضهم البعض او يميز الواحد عن الآخر ، فمثلآ ماذا يسمي اسقفنا الجليل فعله عندما يحاول دعم فرضياته من خلال الاستشهاد بكتابات تصف التلكيفيين بالشهامة  ومع ما يجري في دمهم من الرجولة  والاباء والشمم وعزة النفس ، ألا تخضع هذه الصفات وغيرها من العلاقات والتقاليد والسلوكيات الاجتماعية لعلم الاجتماع ؟.
فكيف يقول الأسقف ان علم الاجتماع لا يخدم ، وهدفها مع جميع العلوم الأخرى عدا ( اختصاص اللاهوت الكنسي وتاريخ الكنيسة ) هو  إبعاد القارئ عن جوهر ورسالة الكتاب ؟؟؟، أم ان علم  الاجتماع يخدم فقط  عندما يريده هو وعندما توافق اطروحاته ، بصراحة لا يستقيم كلام المؤلف مع المنطق العلمي ولا مع العقل السليم .
 لا اعتقد اكون قد ظلمت الأسقف إذا قلت ان الشروط اعلاه والتي اشترطها ان تكون متوفرة في الشخص الذي يريد مناقشة محتوى كتابه هي الهروب المريح والآمن من التبعات التي قد تكون متعبة او محرجة ، وهذا ليس غريبآ فمن عجائب مجتمعاتنا والأسقف مار عمانوئيل يوسف مؤلف الكتاب المذكور واحد منهم ، هي انها كثيرآ ما تنسى نفسها وتدخل في دائرة التخبط من غير ان تشعر ، فعندما لا يسمح للمختصين في علم الاجتماع وفي العلوم الأخرى عدا ( المختصين في اللاهوت الكنسي والتاريخ الكنسي ) على ابداء النقد والاعتراض على ما طرحه في كتابه المذكور ، نراه يسمح لنفسه ان يدعم افكاره وتصوراته وقناعاته المسبقة عندما يستشهد  بأقوال وكتابات الدكتور هرمز ابونا الذي لا تنطبق عليه أي من الشرطين السابقين ، أي ليس للدكتور هرمز ابونا اختصاص في اللاهوت الكنسي ولا في التاريخ الكنسي ، بل ان موضوع اطروحته كان بعنوان (  المسيحيون وعلاقاتهم بالأكراد والعثمانيين خلال القرن 19) ، أم لأن الدكتور هرمز ابونا هو من آل البيت الآشوري فتكون شهادته مقبولة ، ولكن الدكتور البروفيسور عبدالله مرقس رابي هو من ذاك الصوب وبالتالي فإن شهادته غير مقبولة !  ، أليس هذا الكيل بمكيالين وممارسة الانتقائية المنحازة في اختيار الأشخاص والموضوعات ؟.
ثم أليس من حق كل انسان أن يعبر عن اراءه وافكاره وقناعاته خاصة في الأمور المطاطية كتلك التي يبحثها المؤلف في كتابه هذا ،  والتي لا يمكن حسمها لوجود مقابل كل نظرية نظرية اخرى معاكسة لها ، وإلا لمن تؤلفون هذه الكتب ، إذا كانت للنخبة ولأهل الاختصاص فقط فلماذا توزعونها على العامة ومن مختلف الثقافات والاتجاهات في الكنائس والنوادي والمقاهي وتعملون لها الدعايات في المواقع الألكترونية وغيرها ؟ ، هل الغاية من ذلك هو جمع المقسوم ومطالبة الناس تصديق كل ما هو مكتوب ومن ثم يقولوا لكم آمين وكأنهم جالسين في عظات يوم الأحد ؟. 
الكلدان والاشوريون قبل المسيحية هما جماعتان عرقيتان مختلفتان

في فقرة 1 ، الجزء الأول من توضيح الأسقف مار عمانوئيل يوسف ردآ على المقالة التي كتبها الدكتور عبدالله مرقس رابي والتي كانت بعنوان قراءة تحليلية لكتاب / آشوريون أم الكلدان للمؤلف / الأسقف عمانوئيل يوسف ، للآطلاع على نص المقالة اضغط على الرابط ادناه .
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,262078.msg3613273.html#msg3613273

في الفقرة المذكورة كتب الأسقف مار عمانوئيل يوسف النص التالي :-
(الكلدان والآشوريون) قبل المسيحية، هما جماعتان عرقيتان مختلفتان. أما المعاصرون من أبناء الكنيسة الكلدانية وكنيسة المشرق الآشورية، فهم شعب واحد، يتكلم نفس اللغة، وعاش حتى مطلع القرن العشرين في منطقة جغرافية واحدة. فالإستغاثة بعلم الإجتماع لن يخدم هنا، وكان الأجدر بكم قبل الكتابة ان تستشيروا مرجعيتكم الكنسيّة فهم أكثر درايةً وتخصصاً في هذا الموضوع، إذ يؤكد بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاردينال مار عمانوئيل دلّي ما يناقض طرحكم حين أشار الى اننا واحد وان كنّا منقسمين اليوم:
".. أن الكلدان والآشوريين تاريخياً يشكلون جماعة واحدة تشترك في تراث ديني ولغوي وعرقي وقومي نشأ في تربة حضارة بلاد مابين النهرين". (طالع كتابنا ص 225.) انتهى الاقتباس
ليسمحني البعض إذا قلت ان هذا الكلام هو بمثابة صفعة ساخنة على وجه كل من يقول ان الكلدانيين والاشوريين هما تسميتان لقومية واحدة ، فلتسمع وتطأطأ رأسها كل الأحزاب الآشورية التي كيانها ومناهجها ونظمها الداخلية وحتى سلوكياتها اليومية مبنية على المعزوفة التي تقول ان الكلدانية والآشورية تسميتان تاريخيتان لأمة واحدة ، وأنا بدوري أصدق الأسقف في هذه الجزئية وايضآ أزيد قولآ بأن الكلدانيين والآشوريين في التاريخ القديم  ولحد لحظة دخولهما في الأيمان المسيحي كانا من أشد أعداء بعضهما البعض وقد طالت الحرب بينهما فترة الألف عام وانتهت بين عامي 612  - 609 ق . م عندما استطاعوا الكلدانيين مع حلفائهم الميديين من القضاء على الأسم الآشوري الذي كانوا الآشوريون يحملونه تيمنآ بأسم الإله الصنم آشور ، وبعد دخول شعب بلاد النهرين في المسيحية تحول اكثرية الشعب الكلداني الى الايمان المسيحي فنبذوا عبادة كل آلهتهم الوثنية القديمة ، بل ولعمق ايمانهم المسيحي لم يكترثوا لتسميتهم القومية الكلدانية بل اكتفوا بتسمية انفسهم بالمسيحيين فقط  اي اتباع او المنتمين للسيد المسيح و تيمنآ بأسم رب المجد يسوع المسيح هذه التسمية التي كانت متوافقة مع ذات النهج الذي سلكه تلاميذ السيد المسيح إذ نقرأ في الآية 26 من  الاصحاح 11 من سفر اعمال الرسل ( ... : ودُعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولا . ) أي طغت التسمية المسيحية على كل التسميات الدينية والقومية التي كانت سائدة آنذاك .

ولكن بعد مباشرة الحملة الويغرامية ( وليم ويغرام ) احد مبشري الحملات التبشيرية الأنكليكانية في المنطقة فقد وجدت ضالتها في جزء من الكلدان الذين بقوا على نسطوريتهم خير معين لمحاربة الكنيسة الكاثوليكية واتباعها المؤمنين ، فبعد ان تمكنوا من تخدير عقولهم بأكذوبة انهم من بقايا الآشوريين القدامى وتحت وطأة جملة من الوعود المضللة كمنحهم دولتهم المستقلة ومدهم بالمال والسلاح والدعم السياسي الى آخر الاغراءات الوهمية ، وللأسف هذا الجزء من شعبنا الكلداني صدق الوعود وانساق خلف الدعايات الكاذبة ، والغريب في الأمر ، انهم لا زالوا الى ساعتنا هذه  يعيشون في تلك الأوهام ولا يستطيعون التفكير ابعد من حدود ما زرعته تلك البعثات في عقولهم ونفوسهم ، ألا وهو محاربة بابا روما والكنيسة الكاثوليكية المقدسة والكلدانيين المعتنقين للمذهب الكاثوليكي ، لذلك لا نستغرب من اسقفنا الجليل وهو احد الوريثين لتلك الثقافات ان يسير على ذات النهج .
لنعود ثانية الى كلام الأسقف الذي فيه الكثير من التجني على التاريخ ومجافاة الحقيقة حينما يحاول  الفصل بين الكلدانيين قبل الميلاد والكلدانيين بعد الميلاد ولكنه لا يفعل ذات الشيء مع المتسمين زورآ بالآشوريين ، علمآ بأن كل الاثباتات المادية والدلائل والمؤشرات تخالفه وتثبت العكس ، ومع ذلك سوف  اجاري الأسقف في ادعائه هذا وسنقول معه ( اشوريون أم كلدان ) في كنيسة المشرق الأولى واطالبه بالآتي :-
1-ان يأتينا بدليل مادي واحد ( الدليل الداخلي ) من داخل اية كنيسة يختارها هو وعلى طول امتداد  زمن كنيسة المشرق أي منذ بداية تأسيسها والى قبل مئة عام من الآن أي لفترة حوالي 1800 عام ولأي حقبة زمنية خلال تلك الفترة ، أن يأتينا برسم ختم واحد استخدمته كنيسة المشرق ، نعم رسم ختم واحد محفور عليه او مكتوب عليه التسمية الآشورية ؟، وبغض النظر عن نوعية الختم ، كان معدنيآ او مطاطيآ او حتى مصنوع من البطاطا ، وسبب مطالبتي بهذا الدليل لأن الكتابة التي ينقشها الختم تدل على هوية مستخدمها ، فهل يستطيع اسقف كنيسة المشرق للآشورية  ان يأتينا بهكذا اثبات ؟، في الوقت الذي لا يستطيع فيه الأسقف الآشوري أن يطالب الكلدانيين بهكذا اثبات ، لأنه يعرف جيدآ بأنهم يمتلكونه وبكل سهولة يستطيعون ان يضعوا رسم الختم الذي كانت كنيسة المشرق تستخدمه والمحفور عليه اسم الكلدان للدلالة ان مستخدميه هم كلدانيين ، كما نقرأه في الصورة ادناه .

كتابة على الختم "محيلا شمعون بطريركا دكلدايي"

ترجمة: "الضعيف شمعون بطريرك الكلدان"

هذا كان الختم الرسمي لكرسي البطريركي من سلالة الشمعونية الى زمن مار شمعون 21\23 ايشاي
رسم الختم منقول من موقع كلدايا نت وتحديدآ من الرابط التالي

http://www.kaldaya.net/Research/BishopSarhadYJ1_Jan04_2007.html

2-هل يستطيع اسقفنا الجليل ان يأتينا بدليل واحد سواء كان مستند أو وثيقة  او حتى قصاصة ورق مصدقة تثبت وجود شيء اسمه الكنيسة الاشورية وعلى امتداد الفترة المذكورة في النقطة (1) أعلاه ؟.
   مرة اخرى ننصح الأسقف بعدم المحاولة ، لأنه لا يوجد  .

3-في الوقت الذي بإمكان الكلدان وبكل سهولة ان يلبوا ما ورد في النقطتين اعلاه .

 مما تقدم نتوصل الى نتيجة مفادها ، أنه في فترة زمنية معينة ما بين بداية تأسيس كنيسة المشرق والى حد قبل مئة عام من الآن ، كان للأسم الكلداني حضور واستخدامات من قبل الكنيسة وايضآ كان له حضور واستخدام للدلالة على اسم وهوية شعبنا المؤمن ، في الوقت الذي كانت التسمية الاشورية غائبة من تلك الاستخدامات الكنسية ولا أثر عليها عند تحديد هوية كنيسة المشرق ،  ويستحيل على أي آشوري ان يدعي غير ذلك ، علمآ انني لم استخدم اسلوب قال فلان وقال علان وما اكثرهم بل استخدمت الأدلة المادية الملموسة ، واعتقد ان الدليل المادي الحاسم هو سيد الأدلة والبراهين .
 وعلى ضوء هذه الحقائق  نسأل كل ذي بصيرة وصاحب ضمير حي ، مَن يمثل مَن ، وأي من التسميتين المذكورتين تمثل الهوية القومية لشعبنا المسيحي المنتمي لكنيسة المشرق ،   الكلداني الحاضر أم الأشوري الغائب عن الكنيسة وعن عنوانها ؟، او كما يقول عنوان كتاب الأسقف ، اشوريون أم كلدان ؟.
 اما استشهاد الأسقف بكلمات غبطة البطريرك الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي وكما نقلها لنا الأسقف قول الكاردينال ( إذ يؤكد بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاردينال مار عمانوئيل دلّي ما يناقض طرحكم حين أشار الى اننا واحد وان كنّا منقسمين اليوم:
".. أن الكلدان والآشوريين تاريخياً يشكلون جماعة واحدة تشترك في تراث ديني ولغوي وعرقي وقومي نشأ في تربة حضارة بلاد مابين النهرين". (طالع كتابنا ص 225).
  انتهى الاقتباس .
وهنا نسأل الأسقف ، مَن كان يقصد غبطة البطريرك بعبارة ( يشكلون جماعة واحدة ) مَن هذه الواحدة ، أنا افسرها ومن دون ان يكون لي اي دليل بأنها الكلدانية واعتقد ان حال المؤلف ليس افضل من حالي من ناحية الدليل على تفسير كلام غبطة البطريرك ، رغم انني إن لم يخونني الفهم قد قرأت كلامآ منسوبآ لغبطته وهو ينسب الكلدانيين والاشوريين والاثوريين والسريان الى الآراميين ، لا اعرف في حالة كون هذا الكلام صحيحآ ، ماذا سيكون موقف الأسقف من تلك الفقرة في كتابه ، هل سيتركها متجاهلآ توضيح غبطة البطريرك لِما قصده من عبارة ( اننا واحد )  أم انه سيلغيها في الطبعات اللاحقة ، أو انه سيجعل عنوان الطبعات اللاحقة اشوريون أم كلدان أم اراميين  ؟.
ايضآ بالنسبة  لكلمة " تاريخيآ " التي وردت في بداية الاقتباس المذكور ، هل هي تشير على التاريخين القديم والمعاصر ، أم فقط التاريخ القديم او على التاريخ المعاصر ، أنا شخصيآ افهمها انها تشير الى التاريخين القديم والحديث ( قبل الميلاد وبعد الميلاد ) ، ومن حق الأسقف المؤلف ان يجتهد في تفسيرها كما يريد ولكن القصد الحقيقي يبقى في فكر غبطة البطريرك الكاردينال ، فهل يستطيع اسقفنا الجليل ان يعلمنا ماهو القصد الحقيقي الموجود في فكر غبطة البطريرك  ؟.
لا اعتقد أنه من الحكمة ان يستشهد الانسان بكلام قابل للتأويل والتطويع بحسب فهم ومصلحة المفسر .
نعم سيادة الأسقف ، نحن اليوم منقسمين ، والهوة التي بيننا تتوسع وتتعمق يومآ بعد يوم بفضل قادتنا الدينيين قبل السياسيين ، وكتاب آشوريون أم كلدان لمؤلفه الأسقف مار عمانوئيل يوسف ، راعي ابرشية كندا لكنيسة المشرق الآشورية  خير دليل على ما أقول .

لاخير في شعب يدعي ما ليس له

يتبع في الجزء الثاني : عمر التسمية الكلدانية


منصور توما ياقو
   15 / اذار  / 2009



 


49


لا شك ان نتائج انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في 31 كانون الثاني 2009 م قد افرزت عددآ كبيرآ من القضايا التي تستحق التأمل والوقوف عندها ، غير ان ما يهمنا في هذا المقال هي تلك التي تخص الشأن الكلداني كشعب وقومية وهوية ، وخير ما يمكن ان نقدمه للأفراد والأحزاب والمؤسسات  الكلدانية في هذا المضمار هو توضيح العلاقة بين قرار المشاركة في الانتخابات  كمرشحين وبين النتيجة التي قد تتخذ شكل فضيحة او ان تأتي على حساب الثوابت القومية ، فمثلآ وعلى ضوء عدد الأصوات التي حصل عليها كل مرشح من ابناء شعبنا في محافظة البصرة يمكن استخلاص نتيجة تفيد بأن كل من الحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني لم تكن تقديراتهما مبنية على ادراك حقيقي لتوجهات الناس الانتخابية لذلك كادت النتيجة ان تكون عكس ما توقعاه وما تمنياه و الارقام التي حصل عليها كل مرشح كانت كالآتي :_

حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني = 227 صوت = 34.29 % من مجموع المقترعين .
الرافديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن = 221 صوت = 33.38% من مجموع المقترعين .
المجلس القومي الكلدانـــــــــــــــي = 214 صوت = 32.32% من مجموع المقترعين .
المجموع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ  = 662

على ضوء هذه الارقام يمكن ان نستخلص ما يلي :-
1-   ان  مرشح قائمة الرافدين العائدة للحركة الديمقراطية الاشورية قد حصل على نسبة 33.38% اي على حوالي ثلث عدد الأصوات المُدلى بها .
2-    ان نسبة الكلدانيين المصوتين للمرشحين الكلدانيين تتجاوز نسبة الـ 66%  أي على حوالي ثلثي عدد الأصوات التي شاركت في الانتخابات .
3-   من خلال الفقرة 1و2 اعلاه نجد ان عدد الكلدان هو ضعف عدد المصوتين للحركة الآشورية .
4-   عند فرز الأصوات وتوزيع الاستحقاق الانتخابي لكل مرشح نجد ان الفارق العددي بين الفائز الأول الذي هو مرشح حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني وبين الفائز الثاني وهو مرشح زوعا الاشوري هو ( 7 ) اصوات فقط أي بنسبة 1.05%  من مجموع عدد الأصوات .
5-   المجلس القومي الكلداني جاء في الترتيب الثالث والفارق العددي بينه وبين المرشحين الأول والثاني هو فرق هامشي ايضآ

السؤال الساذج الذي يطرح نفسه هو : اذا كان عدد اصوات المُدلى بها للمرشحين الكلدانيين  يفوق بحوالي الثلث 33% على تلك المُدلى بها لمرشح  زوعا ، فكيف تقلصت هذه النسبة ليصبح الفرق 1.05%  فقط لصالح الكلدان ؟.
 الجواب الشافي هو بسبب انقسام الكلدان الى كتلتين متنافستين مما أعطى فرصة ذهبية لـ زوعا لكي يدخل تلك الانتخابات كمنافس قوي للكتلتين المذكورتين ، وفعلآ استطاع ازاحة احدى الكتل وكاد ان يزيح الثانية ايضآ لو استطاع ان يستقطب ثمانية اصوات اخرى فقط ،  حقآ ( ... كل مملكة تنقسم على نفسها تخرب...)(متى 12:25 ) .
الدروس والعبر
ليس عيبآ أو غريبآ ان يكونوا الكلدانيين كباقي مكونات الشعب العراقي حديثي الخبرة في طريقة ادارة الحملات الانتخابية وأن تنقصهم الكفاءة والدهاء ان صح التعبير في طريقة ممارسة اللعبة الانتخابية ، لذلك نقول لكل من :-
1-   حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني .
2-   المجلس القومي الكلداني .
3-   لكل حزب او جمعية او تنظيم كلداني ذو شخصية وارادة حرة كما للتنظيمين المذكورين في 1و2 .

نقول ، ان الانتخابات السابقة ليست هي الأخيرة او النهاية ، بل لتكن كأي تجربة جديدة نستفيد من دروسها ونتعلم من اخطائها  ، وان نجهز انفسنا للإنتخابات القادمة من هذه اللحظة مع مراعاة الامور التالية :-
1-   انشاء لجنة خاصة بالانتخابات داخل كل حزب او تنظيم ينوي المشاركة او خوض الانتخابات المقبلة .
2-   المشاركة في الدورات التدريبية الخاصة بالإنتخابات والاستفادة من تجارب الآخرين .
3-   الواقع الذي تعاني منه احزابنا الكلدانية هو انها لا تتمتع بإمكانيات مادية كبيرة و لا تملك فضائية خاصة بها لذلك فهي بحاجة الى تأسيس إدارة انتخابية مشتركة بينها وايضآ تكون هذه الإدارة مفتوحة لكل كلداني غيور يستطيع ان يساهم بشكل وآخر في إغناء برامجها .
4-   إذا تعذر الاتفاق على ما ورد في النقطة 3 فقد يكون من الواجب التنسيق بين الاحزاب الكلدانية لكي لا يصبحوا لقمة سائغة للآخرين وليفوتوا الفرصة على المتربصين ولتجنب تجربة البصرة .
5-   الكف عن الممارسات العشوائية وعدم اخضاع العمل القومي والسياسي لأولويات شخصية او عشائرية التي تسفر عن نتائج عكسية ، ويجب الارتقاء الى مستوى احترافي مسؤول لأنه إذا قيل عن السياسة انها فن الممكن فهي ايضآ علم وفن ودهاء كذلك إدارة الحملات الانتخابية هي علم وفن ودهاء وكلاهما يجعلان الشخص او الحزب الذي يمارسهما ان يكون احد الأمرين التاليين :_

اولآ - إما أن يكون كالبيدق على رقعة الشطرنج و تكون حركته بل وشخصيته مرتهنة بيد الآخرين ، ( طرطور ) .
ثانيآ - أو أن يكون هو العقل الذي يحرك اليد التي تحرك البيادق نحو اهداف يحددها هو ، ( مكدها ) . 

6-   لا تغرنكم المناصب سواء كانت في الحكومة الكوردستانية او في برلمانها او في مؤسساتها الأخرى ، فإذا كانت المناصب المخصصة لأبناء شعبنا  في السابق وبجهد القائد قد تم تجريدها من الكلدانيين ومنحت للأحزاب التي تحمل اسم ملته ، فلتبقى لهم ثانية وثالثة ولكن مهما طال بهم الزمن فلا بد للحق الكلداني ان يعلو ويسمو فوق اللاعيبهم ومخططاتهم المشبوهة وفوق كل الظواهر السيئة التي افرزتها الساحة السياسية  ، وطالما بقي سلوكهم هكذا عدواني تجاه الاستحقاق الكلداني يكون عندها بقاءكم في المعارضة خير ادانة للممارساتهم العنصرية وخير وسيلة لفضح تحيزهم المكشوف ، وليكن كما الآن رأسكم مرفوع وصوتكم عالي وشعاركم إما نكن أو لا نكن  .

لست هنا في وضع اللوم على أي تنظيم كلداني غيور بقدر مطالبتي بالتفكير الجدي بالأمر وبروح المسؤولية وايضآ بقدر ما نحتاجه الى التحذير والتنبيه والاشارة الى بواطن الخلل ومن ثم تصحيحها ومعالجتها للوصول الى افضل النتائج .

صحيح  ان مسألة خوض الانتخابات وادارة الحملات الانتخابية وتهيئة مستلزماتها المادية والاعلامية والاجتماعية  والنفسية  اصبحت من العلوم القائمة بذاتها وكأي علم آخر له وسائله وقوانينه ومبادئه ويتطلب ادارته من قبل اخصائيين ومحللين يكونوا على قدر كبير من الإلمام والدراية بفنونه والاعيبه .

وصحيح ايضآ  ان الاحزاب السياسية الكلدانية حديثة العهد بالتجربة الانتخابية إذ لم يسبق لأي حزب  منها ان مارسها بشكلها الواسع كما جرت في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت يوم 31 كانون الثاني 2009 م .

والأصح من الصحيحين السابقين ان الحزبين الكلدانيين ، حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني قد خاضا تلك التجربة وهما شبه أعزلين من كل الوسائل الأساسية التي تتطلبها نجاح حملتهما الانتخابية ، عدا بعض الدقائق التي خصصتها قناة عشتار الفضائية لبث الدعاية الانتخابية الخاصة بالمجلس القومي الكلداني ، وأنا اعتقد ان سبب هذا التخصيص جاء لكون المجلس القومي الكلداني من المنضوين تحت مظلة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي ومعه قناة عشتار الفضائية من المؤسسات التابعة للسيد سركيس آغاجان ، اضافة ان المجلس القومي الكلداني قد دخل انتخابات مجلس محافظة البصرة منافسآ لكل من حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني والحركة الاشورية اللذان يعتبران من وجهة نظر ادارة قناة عشتار الفضائية والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الشعبي خارجين عن كتلة السيد سركيس آغاجان وبالتالي وجب العمل على تعطيل عملهما او ازاحتهما من الساحة ان استطاع الى ذلك سبيلا .
عدا هذه الدقائق اليتيمة والتي كان لها مغزاها واهدافها الحزبية ، لم يكن للكلدانيين وخاصة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني الذي خاض الانتخابات الاخيرة لمجالس المحافظات الثلاثة  أي دعم من خارج امكانياته الذاتية المحدودة ، فلم تكن له فضائية تساعده على طرح افكاره وايصال رسالته الاعلامية الخاصة بالانتخابات كتعريف الجمهور بمرشحيه وببرنامجه الانتخابي ، وساذج من ينكر قدرة الإعلام وخاصة الفضائيات على التأثير في رأي الناخب ، والغريب ان فضائية عشتار التي تدعو زورآ انتسابها لعمون الكلدانيين والسريان والاثوريين لم تخصص لحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداتي اية مساحة او دقائق ليتمكن من خلالها بث رسالته الاعلامية لجمهور شعبنا ، بل انها خصصت كل المساحات وكل الوقت لبث الدعايات الانتخابية لصالح قائمة عشتار الوطنية التابعة للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري وكأن تلك الفضائية قد انشأت من اموالهم الخاصة وليس من الأموال المخصصة لعموم ابناء شعبنا ، ألا يعتبر هذا استحواذ على المال العام وعلى الممتلكات العامة وبالتالي يحسب على الفساد الاداري والمالي ؟ .

خمسة حقائق يجب ان يعرفها ابناء شعبنا وهي :-
1-   لم يكن لحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني اية مشاريع عمرانية او خدمية مقامة على ارض الواقع ، لذلك فإن تهمة استخدام مثل تلك المشاريع المقامة من اموال ابناء شعبنا لأغراض انتخابية خاصة لم تكن موجهة لذلك الحزب .
2-   لم نسمع احدآ ان اتهم حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني بأنه اشترى أصوات بطريقة مباشرة او غير مباشرة لا بالدولار ولا بالبطانيات ، فأبحثوا عن الجاني الحقيقي .
3-   كما ذكرنا سابقآ لم يكن لحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني اية فضائية او اية مساحة من فضائية اخرى سواء كانت لصديق او لأبن العم  لذلك فإن الشريط الدوار الذي يدور مهنئآ بالفوز في معركة لا تقل وقائعها عن معركة واترلو فإن ذلك الشريط سيبقى يدور و يدور ويدور الى ان نخرج من اربعينية الانتخابات  ، ولكن لا احد يظن ان ذلك الدوران الذي يشوه واجهة الفضائية ويشوه استخدام التقنيات التي صنعت  تلك الامكانيات من اجلها عائدة الى فضائية حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني .
4-   ان الشعارات الوحدوية ذات الصخب العالي وما يرافقها من تشويه للتسميات سواء كانت ثنائية او ثلاثية  مبتورة او ممدودة على بطنها او على ظهرها او على جنبها ، كلها احاديث فارغة من أية مصداقية او مضمون جاد ، بالاضافة انها تخدش التاريخ قبل السمع ، كذلك انها تهين قائلها قبل سامعها ، لأن لا قائلها يؤمن انها تسمية قومية ولا سامعها يصدق ذلك ، فهل هناك نفاق اكبر من هذا ؟ لذلك ينأى حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني ومعه كل الغيورين بتسمياتهم المختلفة عن التشابه او التماثل باؤلئك السماسرة لأنهم يريدون لكل تسمية ان تكون عزيزة ، مكرمة ، مصانة من تجار التسميات ، قائمة وشامخة بذاتها لأجل الجميع وليس لأجل المناصب كما يريدونها .
5-    إذا لم يكن لمرشحي حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني أي من تلك المصادر والأدوات فبأي وسيلة وبأي دافع دخلوا تلك الانتخابات ، بكل بساطة نقول ، رغم الصعاب والعقبات والتحديات التي تلقوها ، لكن محبتهم لخدمة بلدهم اولآ ولخدمة ابناء امتهم ثانيآ والمحافظة على خصوصيات وهويتهم القومية ثالثآ كان الأساس على تحدي كل تلك الأدوات والوسائل المشروعة منها أو الملوثة ، فمن اجل كل تلك القيم دخلوا تلك الانتخابات بملء ارادتهم الحرة وأيمانهم المطلق بعدالة قضيتهم ، فتخطوا الخطوة الأولى من رحلة الألف ميل بنجاح وان شاءالله سيعوضوا عن كل نقص او حرمان في القادمات بإرادة الرب .

منصور توما ياقو
7/ آذار / 2009 م

 

50


لا اعتقد هناك من يشك على ما ابدته الحركة الديمقراطية الاشورية ( زوعا ) من الكفاءة التكتيكية في المناورة واستغلال الفرص واللعب على التناقضات والتوترات التي كانت تحدث بين الأطراف الأخرى وحتى على تلك التي كانت  تحدث بين الأفراد ، كل ذلك من اجل الحصول على موطأ قدم بينهم ولتحقيق ما تصبوا اليه من اهداف ومصالح حزبية وطائفية التي تنادي بها ، فخلال الست سنوات الماضية استطاعت هذه الحركة وبكل جدارة ومهارة على تسويق كل ما باضته دجاجتهم من امور ، بل واضافوا اليها امورآ قلما نقرأ مثلها في نضالات  الحركات التحررية العالمية ، ومع ذلك نقول هذا هو شأنهم ولا حرج عليهم لأنهم صدقوا انفسهم من كثرة التكرار والدوران في حلقاته حتى ان الكثيرين من كتابنا ومن اهل الخير والعلم والمنزعجين من تلك النرجسية ومن تلك الأنا المتضخمة لحد الوهم لدى الزوعاويين قد نصحوهم وأحذروهم من مغبة سلوك الطريق الذي يسيرون عليه ، لكن في كل مرة كانت الحركة الاشورية تضع اولئك الخيرين في خانة الخونة والطائفيين والمذهبيين والى آخر ما في القائمة من الصفات والنعوت السلبية ، الى أن جاءت لحظة الحسم التي فيها ذبحت دجاجتهم أمام ما افرزته صناديق الاقتراع من نتائج التي ازالت الصدأ عن عيون الزوعاويين وأزيل الشمع المتراكم في آذانهم فسمعوا هناك من يقول لهم،

كش 
كش زوعا من مجالس المحافظات .
لا اعرف كيف كان وقع هذه ( الكش ) المؤلمة على الرفاق في الحركة الديمقراطية الاشورية الذين لم يتعودوا سماع أي رأي آخر ولا يتحملون النقد والنصح ، غير ان ما صدر من التصريحات والتبريرات والاتهامات والادانات وانتقاد الآخرين عدا النفس من قبل القائد والاعضاء والمناصرين كانت تشير بكل وضوح وبشكل مباشر اوغير مباشر على مدى الألم و تأثير الصدمة عليهم .

حقيقة  أنا لست مع الذين يقولون ان زوعا الآشوري لم يخسر انتخابات مجالس المحافظات بل انه خسرها في المحافظات الثلاثة ، وايضآ ازيد فأقول ، أنه استحق تلك الخسارة ومن غير أي أسف ، لأنه تمادى كثيرآ في اهانة المشاعر القومية للكلدان والسريان الذين كثيرآ ما أعطوه قلوبهم ومنحوه ثقتهم قبل اصواتهم وجيوبهم ولكنه ظل على ديدنه لم يتغير في إهانة مشاعرهم القومية بجعلها مرة مذهبآ واخرى طائفة وثالثة لغة و ثقافة وليس عليهما ( الكلدان والسريان ) إلا ان يصطبغا بصبغة النخبة وان يكونا من ضمن الهوامش التابعة لملة القائد .

منذ انتخابات كانون الثاني 2005 ولحد لحظة ظهور النتائج النهائية لانتخابات مجالس المحافظات التي جرت  في 31 كانون الثاني (يناير) 2009 والرفاق في الحركة الاشورية يرددون ليل نهار في قوانتهم ان 80% من ابناء شعبنا انتخب الزوعا ، علمآ بأن جلوس القائد على المقعد البرلماني العراقي كان بفضل القانون الانتخابي وليس بحسب الاستحقاق الفعلي أي من خلال الباقي الأقوى لعدد الأصوات ، ومع ذلك قلنا يستاهل وعسى ولعل ان يعيد النظر في رؤياه للمشاعر القومية الكلدانية  ولكن هيهات ثم هيهات ...
ومن الأمور المهمة التي يجب ان نضعها في الحسبان ، أنه في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة وتحديدآ في مركز تواجد شعبنا  نلاحظ ان شعبية الحركة قد تدنت الى نسبة 29 % فقط أي اكثر من نصف اصوات ابناء شعبنا الذين صوتوا للزوعا في 2005 قد اداروا وجوههم عن الحركة الاشورية في انتخابات 31 كانون الثاني 2009 وانا اعتقد اذا استمرت تلك الحركة على ذات النهج العنصري تجاه القومية الكلدانية والسريانية عندها وفي خلال الاربع سنوات القادمة اي لحين اجراء الانتخابات القادمة سوف لن تتقلص نسبة الـ 29% الى النصف او العشر فحسب بل وسيسمعون الزوعاويين كلمة اخرى قد اضيفت الى تلك العبارة التي سمعوها في 2009 والتي كانت كش زوعا من مجالس المحافظات لتصبح في القادمات كش زوعا مات جماهيريآ .

يعتبر فشل زوعا في الحصول على أي مقعد  في اي من مجالس المحافظات الثلاثة من العواصف التي كشفت الكثير من الحقائق ومن المستور ايضآ ، فمن جملة ما كشفه هذا الفشل هو ان الهالة الاعلامية والتضخيم الاعلامي الذي روجته الحركة الاشورية طيلة تلك السنين كان مبنيآ على تضخيم الذات والأمور وعلى الاوهام وبعيد كل البعد عن الواقع الملموس والحقائق المجردة ، فمثلآ وخاصة بعد قضية المطران مار باوي سورو لم يعد للحركة الديمقراطية الاشورية نصيب كبير من اصوات اتباع الكنيسة الاشورية التي يرأسها البطريرك مار دنخا الرابع ، بالاضافة الى ان معظم الكلدان والسريان الذين كانوا يسايرون الحركة لسبب وآخر واستنادآ الى تجاربهم معها خلال السنوات الماضية لم يعدوا يتحملون مواقف زوعا المناهضة بل والمهينة لتوجهاتهم القومية بالاضافة الى بروز مواقف واتجاهات سياسية قد تجاوزت والى حد ما النظرة العنصرية الدونية والمتعصبة التي تتصف بها الاحزاب الاشورية قاطبة ومن ضمنها زوعا الاشوري لكل كلداني او سرياني غيور واصيل يدافع عن قوميته وهويته وكيانه الخاص والذي يميزه عن الاخرين ، ومن تلك الاتجاهات السياسية كانت الاحزاب والمؤسسات القومية الكلدانية والسريانية وايضآ المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي ورغم بعض التحفظات والاستفهامات حول بعض الامور ، مثل تمويله ،  ارتباطاته وخضوعه لإرادات سياسية من خارج شعبنا ، مدى تحرر و فعالية وقيمة الكيانات المنضوية تحت خيمة المجلس من بعض الامور مثل التمويل المخفي ( الرشوى ) و انتظار مكرمة القائد لإشغال وظيفة وضيعة أو منصب رفيع ، ومع ذلك نقول ، بما انه لم يتدخل في الخصوصيات القومية للمنضوين تحت خيمته وبإستثناء الاحزاب القومية الكلدانية المعبرة الحقيقية عن هويتنا واصالتنا القومية يكون هذا المجلس اكثر قبولآ وتفضيلآ وشعبية من الأحزاب الشمولية الاشورية ، لذلك نقول لا عجب اذا تدنت شعبية زوعا الاشوري من نسبة 80% من اصوات شعبنا عام 2005 لتصل الى 29% في عام 2009 وربما في عام 2013  ستتساوى مع النسبة الألفية التي حصل عليها حزب الوطني الاشوري ( اثرنايا ) اخيرآ ، والعبرة لمن اعتبر والشخص المعتبر هوالذي يتأمل بعقل متفتح ويرى الأمور على حقيقتها ومن ثم يستخلص منها العبر ويستفاد ويفيد الآخرين ، فهل يعتبر زوعا أم يبقى على عادته القديمة ؟ .

الحزب الوطني الاشوري
من المفاجئات المتوقعة في نتائج انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة هو ان كل احزاب شعبنا المشاركة في تلك الانتخابات قد حصلت على عدد من الأصوات قد قيست بالنسبة المئوية وبغض النظر عن حجم تلك النسبة ، ما عدا حزب الوطني الاشوري فقد قيست عدد الأصوات التي حصل عليها بالنسبة الألفية  ! ، وسبب استخدام معيار النسبة الألفية بدلآ من النسبة المئوية ربما يكون لصعوبة لفظ الرقم الذي حصلوا عليه عند تحويله الى النسبة المئوية او ربما لصعوبة استخراجه ، ومع ذلك نجد اعضاء هذا الحزب وبفضل كرم القائد يتبوءون و سيتبوءون اكثر من غيرهم في ارفع المناصب المخصصة لشعبنا سواء تلك التي هي خاصة لأبناء شعبنا او من ضمن حصتنا في حكومة اقليم كوردستان و برلمانه ... وقل هذا من فضل التسمية ( الكلداني السرياني الاشوري) التي يتبناها هذا الحزب لهذا الهدف ولتحقيق هذه المصالح والمناصب فقط   .

بعد ألم ومرارة وفضيحة تجربة انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة انا على يقين تام بأن الحزب الوطني الاشوري العريق والعتيق وفي اية انتخابات كبيرة قادمة ( عدا العائلية والقروية ) وحتى اذا كانت هناك مسألة رد الاعتبار واثبات الوجود الجماهيري الحقيقي والرسمي لم ولن ومن المستحيل ان يجازف ويدخلها منفردآ إذ لا يوجد نسبة واحد بالألف كتلك التي حصلها في الانتخابات الاخيرة ان يخرج من تحت حماية جناحي المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الحنون لأنه لا يجوز على المؤمن ان يلدغ من جحره مرتين .

الحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني 
تهنئة ملؤها كل المحبة والاحترام بمناسبة فوز مرشح قائمة حزبكم الدكتور سعد متي بطرس في انتخابات مجلس محافظة البصرة متمنيآ  له التوفيق والنجاح في مهام عمله من اجل تحقيق طموحات وآمال شعبنا الكلداني في مدينة البصرة الفيحاء .
ان قرار دخولكم انتخابات مجالس المحافظات الثلاثة في قائمة منفردة خاصة بمرشحي حزبكم كان بحد ذاته تحديآ شجاعآ وقويآ ، تحديآ لحاجز الفضائية المنحازة  ولأهل البازارات والمزادات ،  تحدي الارادة الحرة لكل المغريات الملوثة ، وفعلآ لقد اثبتم وجودكم على الساحة القومية والوطنية بل وازدتم على ذلك بأنكم   :-
اثبتم أنه ليس بالانسان من يعتمد في سيره على عكازة الاخرين .
اثبتم ان كرامة الانسان وعنوان هويته القومية أعز وأغلى من منصب زائل ومن صفقة مشبوهة .
اثبتم انكم اجتزتم وبنجاح كبير الخطوة الصحيحة الاولى باتجاه تحقيق كامل طموحات ابناء امتنا الكلدانية .
فإلى الأمام يا أمل الكلدان


 منصور توما ياقو
  28 / شباط / 2009 م
 

51
التصريح الذي ادلى به السيد سركيس أغاجان وزير المالية في حكومة اقليم كوردستاني والرئيس الفعلي والغير معلن للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في لقاء خاص مع مندوب موقع عينكاوا دوت كوم بتاريخ 15 / 10 / 2008 ويمكن الرجوع الى نص التصريح من خلال الرابط المنشور ادناه
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,230423.msg3402924.html#msg3402924
 حيث تناول فيه قضيتين في غاية الأهمية والحساسية وهما :-

1- تثبيت حق الحكم الذاتي لشعبنا في مسودة الدستور الكوردستاني ، وهذه نقطة ايجابية وذات اهمية كبرى لشعبنا ولكنها ليست موضوعنا الآن .
2- الغاء التسمية القومية الكلدانية من مسودة الدستور الكوردستاني والاعلان عن تثبيت  تسمية مركبة جديدة وهي ( كلداني سرياني اشوري ) واحلالها محل التسميتين التاريخيتين المعروفتين وهما ( الكلدان والاشوريين ) في المسودة المذكورة ،  ومن الامور التي يمكن للمرء ان يلاحظها هو ان التسمية الثلاثية الجديدة التي وردت في نص تصريح السيد سركيس اغاجان جاءت بصيغة النكرة أي بدون اداة أل التعريف ، أي انها لم تبنى على مفهوم معلوم لتشمل جميع الكلدانيين والسريان والاثوريين بل سيفهم من تلك التسمية بأنها تدل على بعض او جزء مجهول او غير معروف من تلك المكونات الثلاثة ، حيث النص الذي ورد على لسان السيد آغاجان في اللقاء المذكور هو (كما تم أيضا استبدال التسمية السابقة التي كانت تقسم شعبنا الى جزءين من خلال حرف " الواو" بينهما، بالتسمية المركبة الحالية بدون " الواوات " وهي : " كلداني سرياني آشوري". وانا شخصيآ لم استغرب من هذه الصيغة لأنه عندما يصبح تاريخ الشعوب والقيم الخصوصية للأمم تحت رحمة المتحزبين والسياسيين عندها يجب توقع كل شيء وخاصة الأسوأ منها.

  فبعد ان ابتلينا بتلك المصايب التي انهالت وتنهال على رؤوسنا  من الحيتان الكبيرة والصغيرة في العراق، والتي عملت ولا زالت تلك الحيتان تعمل على تهميشنا والغاء وجودنا نجد البعض من ابناء شعبنا الذين افرزتهم الساحة العراقية بعد سقوط النظام السابق قد جعلوا من انفسهم ايضآ حيتانآ عملاقة ولكن داخل محيط شعبنا فقط ثم فقط ثم فقط ، وإلا كيف تتجرأ هذه الحيتان ان تلغي التسمية الكلدانية كمكون قومي له كيانه وخصوصياته ورموزه وتقزيمه في تسمية سياسية عاطفية  لا اثر لها في كل التاريخ  ، صعبة اللفظ ، ركيكة المبنى ، ولا تدل على أي مكون قومي بذاته  اي اختزال التسمية القومية الى لا شيء ، والأنكى من كل ذلك ، انه لا يؤمن بها كتسمية قومية حتى واضعوها و منظروها ، ولا يقول بها إلا في حالات تفرضها ظروف ومناسبات معينة أي تستخدم كوسيلة او كأداة لخلط الاوراق وتحقيق اهداف مصلحية وحزبية وطائفية ، هذه هي الحقيقة التي نقرأها ونراها ونسمعها في قناة عشتار الفضائية وفي مناهج الاحزاب والحركات وفي كلام القادة و الوجهاء وفي كتابات المثقفين والمنظرين ، فكيف بعد كل هذا يطالبوننا بأن نتنازل عن تسميتنا القومية الكلدانية التي هي عنوان فخرنا التي لا نفتخر بغيرها ومبعث اعتزازنا التي لا نعتز بغيرها من اجل تسمية لا وجود لها في كل تاريخ بلاد ما بين النهرين بل ومن اجل تسمية  تكتيكية  تصلح ان تكون عنوانآ لدار الحضانة او لتجمع سياسي او ثقافي او رياضي او غيرها من النشاطات الحياتية ولكن ان تحل محل الهوية القومية فهذا هراء ومحاولة لخلق الفوضى والفتن بين الناس ، وإلا كيف يطالب من الغير ان يعترف بكون التسمية المركبة هي التسمية القومية الدالة على الشعب المتألف حاليآ من ثلاثة مكونات ( الكلدان والسريان والاشوريين ) وهم ( ابطال التسمية المركبة ) اصلآ لا يعترفون بهذه التسمية كتسمية قومية لهم ، ألا يوحي هذا السلوك بشيء ما ؟ .

مرة اخرى نقول ، لا يجوز اطلاقآ التلاعب بالتسمية القومية الكلدانية سواء كان هذا التلاعب بالغائها او اضافة اليها او حذف منها ، لأن التسمية القومية الكلدانية ليست ملك لأحد ولا لمجموعة حتى لو بلغ تعداد هذه المجموعة نسبة 100 % من مجموع المستفتيين لأنها لا تخضع لأحكام الأقلية والأغلبية ولا يجوز اجراء اي استفتاء عليها فهي ملك التاريخ وملك كل كلداني ليس فقط الأحياء منهم بل الراحلين او الذين لم يولدوا بعد ، فبأي حق يتجرأ هذا البعض ان يتلاعب بمشاعر وخصوصيات الكلدانيين ، انا شخصيا ارفض جعل تسميتي القومية الكلدانية العوبة وسلعة بيد اناس همهم الوحيد ليس وحدة شعبنا كما يدعون بل محاولات  تتم على حساب كل القيم التاريخية والمشاعر الانسانية ، ثم اذا كان هذا البعض سمح لنفسه ان يتلاعب بالتسمية القومية للآخرين فعليه وبنفس المكيال ان لا يتضمر او يتباكى عندما يحاول الآخرون ايضآ اخضاع مواطنته وعقيدته الدينية والقومية وحتى انسانيته الى نفس المنطق ، وفعلآ هذا ما عانيناه طويلا ولا زلنا نعانيه من الآخرين ولكن الذي لا يمكن تصديقه او احتماله ان يلجأ من ابناء شعبنا من افرزته الظروف السياسية واستغل الفرصة لكي يمارس ذات الدور بحق الكلدانيين ، هكذا فعل النظام السابق وهكذا يفعل بعض اعضاء البرلمان العراقي الحالي ، فما الفرق بين من يهاجم ويحاول انهاء المسيحية وبين من يحاول اقصاء والغاء التسمية القومية الكلدانية من الدستور،   تلك هي جريمة الغاء العقيدة وهذه هي ايضآ جريمة الغاء الهوية ، أليس هذا امتداد لأولئك ؟ ،  نعيد عسى ولعل ان يستوعب البعض أن هناك اشياء تعتبر من الثوابت التي لا يجوز المساس بها و لا تخضع للمزايدات او لاصدار قرارات لتعديلها او تشويهها ، الهوية القومية كالهوية الوطنية لا يجوز التلاعب بها او التنازل عنها او تغييرها ، فكفاية الضحك على الذقون وكفى تشويه التاريخ لأننا سنبقى نرفضها حتى لو أقرت في الدستورين الخاضعين لإرادة وسلطة الأقوياء .

شماعة وحدة شعبنا لتمرير ممارسات مشبوهة
انا متأكد ان اغلب الذين يرددون عبارة وحدة شعبنا لا يعرفون عن اية وحدة يتكلمون ، ولا يميزون بين الاتحاد المتكافيء المبني على القبول والقناعة وبين الاخضاع المبني على الاقصاء والاحتواء ،  فهل هي وحدة قومية ام وحدة مسيحية او وحدة نشاطية حياتية ( سياسية ثقافية اجتماعية اقتصادية رياضية ...الخ ) ، فإذا كان القصد هو الوحدة القومية فهذا ليس هو فقط القفز من فوق الواقع التعددي الذي يتكون منه شعبنا  بل وأيضآ فوق المنطق وفوق التاريخ  ،وحتمآ سيؤدي مثل هكذا توجه الى المزيد من الكره والاحتقان وربما الى التصادم بين تلك المكونات (  الكلدان والسريان والاثوريين ) بسبب محاولة كل مكون خاصة المتزمت والمتطرف منهم الى اختزال السمات الخصوصية التي للمكونين الآخرين وجعلها من ضمن خصوصياته الطائفية والقومية والمذهبية الضيقة ، ولدينا  الكثير من الأمثلة التي تعبّر عن هكذا فكر وعن هكذا ممارسات اقصائية وعنصرية ومسيئة لمشاعر الاخرين .
 
اما اذا كان القصد هو الوحدة المسيحية ، السؤال الذي اوجهه الى دعاة وحدة شعبنا القومية هو ، اذا كانت كل المقومات الرئيسية والجوهرية لإقامة الوحدة المسيحية متوفرة بين ابناء شعبنا ، ابتداءآ من ايماننا وخضوعنا لرئيس واحد وهو رب المجد يسوع المسيح ومرورآ بإتباعنا دستور واحد وهو الكتاب المقدس وايماننا بصيغة ايمان واحدة والى ممارسة معظم طقوسنا الدينية ، ناهيك ما يربطنا مع البعض من الروابط الاجتماعية والانسانية والتاريخية والمصيرية وصلات القرابة ووشائج المحبة والاسرة الواحدة ، لماذا إذن لم نتوحد مسيحيآ ، بل ولماذا لا نرى اي ضوء يلوح في الافق البعيد وليس القريب لإقامة مثل هكذا وحدة ، فكيف يريد البعض ان يقنعنا بامكانية توحيد شعبنا قوميآ اكرر قوميآ بوجود اختلافات وتناقضات والنظرة المختلفة للآخر بل وحتى تقاطعات جوهرية بين المكونات الثلاثة ، فعلى سبيل المثال ان كل تسمية من التسميات الثلاثة ( الكلدان او السريان او الاشوريين ) هي بنظر اتباعها اكثر من مجرد تسمية تدل على هويتهم القومية وعلى خصوصياتهم وحضارتهم وامتداد وجودهم التاريخي ، بل هي في عداد المقدسات التي لها ما للقيم الانسانية الأخرى التي يجب التقيد الحازم بها ولا يسمح لأي كان ومهما كان ان ينال منها ومهما كانت التبريرات والذرائع والدوافع ، فكفى اضاعة الوقت والجهد في أمر محسوم سلفآ .

اما اذا كان قصد مرددي وحدة شعبنا هو خلق جبهة او كتلة او سمها ما شئت من التسميات الدالة على النشاط الموحد للمكونات الثلاثة ( الكلدان والسريان والاشوريين ) فنقول لهكذا توجه وبغض النظر عن نشاط هذا الاتحاد سواء كان سياسي او ثقافي او اجتماعي او اقتصادي او رياضي او غيره من الامور الحياتية نقول له نعم بل والف نعم ، أما من يحاول ان يختزل مكونين في مكون واحد باسم وحدة شعبنا وتنسيب بعض الامور التي تخص الجميع أي التي لا يمكن ضمها او التفرد بها بأسم مكون واحد كأن نسمع من ينادي بالحكم الذاتي للكلدانيين فقط او للسريان فقط او للأشوريين فقط كما صرح البعض في الآونة الاخيرة و بحجة ان التسمية التي يحملها او التي ينادي بها تحوي التسميتين الاخريتين او باسم وحدة شعبنا فهذه ترهات والضحك على النفس قبل الاخرين .

التسمية المركبة وحقوق شعبنا
قبل كل شيء اود ان اؤكد انه ليس لشكل التسمية التي نحملها او نستخدمها اية علاقة بمقدار الحقوق التي يمكن الحصول عليها ، ولنا من تجربة المعركة السياسية الحديثة التي خضناها موحدين جميعآ تحت التسمية المسيحية ومعنا كل القوى الديمقراطية العراقية والأجنبية مع البرلمان العراقي من اجل تثبيت حقوقنا الثابتة ( الكوتة ) في قانون انتخاب مجالس المحافظات التي لم تثمرعن اي شيء خير دليل على انه لا احد يلتفت على التسمية سواء كانت مركبة او منفردة ولا احد يعيرها اي اهتمام او يحسب لها اي حساب  لأنها كما هو حال التسميات الاخرى فإنها تبقى مجرد دالة تشير على مكون معين ، لذلك لا داعي على خلق المزيد من الفتن والاحتقان وردات الفعل السلبية بين ابناء شعبنا من اجل تحقيق اجندة حزبية وطائفية ضيقة تحت شعارات كلامية بعيدة عن الواقع والمنطق .

اما المثال الثاني الذي اود ان اعيده الى الذاكرة هو انه ليس احد من ابناء شعبنا يؤمن او يقول بأن التسمية المركبة ( الكلدان السريان الاشوريين ) هي عنوان هويته القومية ، فلا رابي سركيس آغاجان سمعناه يومآ قال انه من القومية الكلدانية او من القومية السريانية في الوقت الذي قرأنا عنه وعلى لسانه بأنه اشوري ومن القومية  الاشورية ، وعلى نفس الخط يسير كل من السادة يونادم كنا ونمرود بيتو وروميو هكاري بل هؤلاء لا يعترفون اصلآ بوجود شيء اسمه القومية الكلدانية وينسحب هذا الكلام على مستوى الافراد ، أما عن الافراد والتنظيمات التي لا تزال تحمل عقلية عصر الكهوف فحدث ولا حرج ،  فبأي حق يتجرأون على الغاء التسمية القومية الكلدانية من مسودة الدستور الكوردستاني ، ومن خولهم ان ينطقوا باسم الكلدانيين ، ومن نصبهم اولياء واوصياء على الكلدانيين ، اليس هذا استخفاف واستهانة بالتاريخ وبكل الكلدانيين ؟ .

يرددون ليل نهار ان سبب عدم اتفاقنا هو لعدم وحدتنا القومية ، وهذه كذبة لم تنطلي الا على البعض ، بدليل بسيط هو ان كل من الحركة الديمقراطية الاشورية والسيد سركيس اغاجان كلاهما متحدان قوميآ سواء من حيث وحدة التسمية او من حيث الانتماء القومي التي هي الاشورية ، فلماذا لم يتفقان ولو على ابسط الامور طيلة السنين الماضية ، إذن لا التسمية ولا الاتحاد القومي كانا يومآ حائلآ امام تحقيق الأهداف ، اما الحائل الحقيقي الذي يمنع تحقيق اي شيء هو الأنانية القومية والحزبية والغرور وتضخيم الذات والانتماء العنصري ، نعم نحن لسنا مضطرين او بحاجة الى لصق التسميات مع بعضها البعض ولسنا بحاجة الى جدلية الدجاجة والبيضة ، في اي هي الأصل الكلدانية ام السريانية او الاشورية ام الاثورية ام الارامية او السومرية ام الاكدية ، كلها حقبات تاريخية ولكل منها أصحابها ومكوناتها وخصوصياتها المميزة ، فكل ما نحن بحاجة اليه هو :-
1- تصفية النيات وتنظيف الافكار والقلوب .
2- بناء الثقة المتبادلة بين كل الاطراف .
3-  احترام خصوصيات وخيارات الجميع .
4- انشاء جبهة او مجلس سياسي  متوازن وفعال من المكونات الثلاثة اي ليس مجرد اسماء وديكورات والأهم ان تكون او يكون مستقلآ مع تأكيدي على كلمة المستقل من اية هيمنة او وصايا سواء كانت فردية او جهوية وان يرفض  أي تمويل غير معروف المصدر .
اما عملية التباكي وذرف  الدموع على وحدة شعبنا القومية، فما هي الا محاولات لتحقيق اجندة طائفية وقومية ولا استبعد حتى المذهبية منها، لأن المتباكين يعرفون جيدآ وقبل غيرهم انه من المستحيل تحقيق مثل تلك الوحدة إلا اللهم استطاع احد المكونات الثلاثة من محو المكونين الاخرين وهذا شيء يفوق اوهام الخيال . ولهؤلاء المتباكين نقول ، ان حربكم هي الحرب السياسية على الساحة العراقية ومع الاخرين وليست الحرب التآمرية التي تشنونها على ساحة شعبكم ومع ابناء شعبكم . فاتركوا خصوصيات الناس وشأنهم ،    ووظفوا شطارتكم وعلاقاتكم وارتباطاتكم وامكاناتكم  لإنتزاع حقوقنا السياسية والاقتصادية والدينية والتاريخية والثقافية والامنية وليس لإلغاء التسمية القومية الكلدانية من الدستور الكوردستاني .

اليوم مطلوب من كل كلداني غيور ومن كل مؤسسة كلدانية سواء كانت دينية او تنظيمية مدنية أن يرفعوا صوتهم عاليآ في القول ، لا لإلغاء او تحريف التسمية القومية الكلدانية من مسارها القومي والتاريخي في الدستورين ، كما هو مطلوب منهم جميعآ ايصال صوتهم المعترض الى كل المسؤولين والجهات التي بيدها القرار والتشريع .
هناك المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي ورغم ملاحظاتنا الخاصة عليه سواء من ناحية استقلاليته او تمويله او غيرها من الامور ولكن لكونه لم يتدخل في الاختيارات القومية للعاملين تحت خيمته فربما يمكن والحالة هذه قبول التعامل مع التسمية المركبة التي يحملها من اجل تحقيق انشطة حياتية متوافقة او متقاربة بين المكونات الثلاثة ، أما ان يلجأ البعض على استخدام تلك التسمية التعاملاتية ( التسمية المركبة ) وفق مزاجه ووفق مصلحته ولخدمة انتماءه الحزبي والطائفي على حساب الكلدانيين وعلى حساب التسمية القومية الكلدانية فنقول لهذا البعض كلا والف كلا .

منصور توما ياقو
12/Nov/2008

52
 
قبل كل شيء التمس العذر من الأخ انطوان دنخا الصنا لإقتباسي من عنوان مقالته (حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني .. تأسسه .. والهرولة بين (زوعا) ... و (المجلس الشعبي )ولماذا؟!  القسم الاول ) لتصبح في هذا المقال بعنوان ( الهرولة بين زوعا والمجلس الشعبي )، علمآ بأن العنوان الأصلي الذي كنت قد اخترته لمواد هذه المقالة كان ( لعبة الرفع والكبس بين زوعا والمجلس الشعبي ) ، ولكنني تخليت عنه فيما بعد للأسباب التالية :-
1-   لعدم رغبتي في وضع عنوانأ ختاميآ لمسرحية لم تنتهي فصولها ، إذ ان لعبة الرفع والكبس بين الزوعا بكوادره وانصاره المخلصين ومن خلفهم المتملقين واللوكيين من جهة  وبين المجلس الشعبي بكامل مكوناته وانصاره المخلصين ومن خلفهم المتملقين واللوكيين من جهة اخرى لا زالت مستمرة وفي قمة اداءها الهزلي .
2-    رغم اختلاف وجهة النظر ولكنني اعتقد بوجود علاقة ما بين ما كتبه الأخ دنخا انطوان الصنا في بعض فقرات مقالته المنوه عنها اعلاه وفكرة الرفع والكبس التي كنت قد نويت تجسيدها في كلمات مقالتي اللاحقة والتي تم تعديلها لتأخذ شكلها الذي هو بين ايديكم الان لذلك ارتأيت توحيد الفكرتين لتأخذ الشكل الحالي والتالي . 

لاشك ان الأخ دنخا انطوان الصنا يعتبر من رواد كُتّاب شعبنا المميزين والنشيطين  خصوصآ في الأمور والقضايا التي تطرح على الساحة العراقية عمومآ وساحة شعبنا بوجه الخصوص ، وانا شخصيا اقرأ كل مواضيعه سواء اتفق معه او اختلف ، وفي هذا المقال سوف اشير وطبعآ من وجهة نظري الخاصة ومن خلال متابعتي للأمور الى موقف حزب الاتحاد الديمقراطي من كِلا المطلبين ، الحكم الذاتي والادارة الذاتية وهل صحيح ان ما ذكره الأخ دنخا بحق الحزب المذكور وأمينه العام هو صحيح  ؟.

لكن قبل التطرق الى تلك النقطة اود ان اذكر تلك الكليشة التي يرددها الكثيرين في مثل هكذا حالات وهي (بصراحة انني لم انتمي الى الحزب المذكور ولا الى اي حزب آخر ) ولكن من العدل والانصاف القول ان الحزب المذكور ولمدة طويلة  لم يزج نفسه في ما هو اشبه الى الصراع بين الأحزاب والقادة الآشوريين ، قد يستغرب البعض من هذا الكلام ولكن دس الرؤوس في الرمال لا يجدي نفعآ بل العلاج وتجاوز حالة الانقسام والتشرذم لا يتحقق إلا عند الاعتراف العلني ووضع النقاط على كل الحروف ، وإلا هل سمعتم بصراع او منافسة حادة غير مشروعة يديرها اي من التنظيمات السياسية الكلدانية او السريانية ؟ في الوقت الذي بدأ اليأس والاحباط يدب في كل كياننا نتيجة تلك الصراعات والمنافسات الغير المشروعة كمحاولات الاقصاء والتهميش والاستحواذ ومصادرة قرار شعبنا من قبل كل من الحركة الاشورية ( زوعا ) ورئيسها الاشوري السيد يونادم كنا والمجلس الشعبي الذي يرعاه ويتبناه رابي سركيس آغاجان الاشوري  مع احترامي وتقديري الى كل تلك الشخوص ولكن ما اعنيه هنا هو ان هذا المكون الذي نصب نفسه قائدآ على عموم شعبنا (سواء لظروف سياسية سابقة او لظروف مالية لاحقة ) يتحمل مسؤولية ما آلت اليه اوضاع شعبنا الداخلية خاصة التنظيمية والادارية والسياسية .

ربما يعتقد البعض انني اخذت منعطفآ آخر بعيدآ عن الموضوع ولكنني لا ارى ذلك لأن الكثيرين قد اختزلوا رؤى ومواقف ومشاعر عموم شعبنا بما ينسجه ويخطط له كل من الزوعا والمجلس الشعبي ، فإذا كان الزوعا قد استفاد واستغل الظروف السياسية بانضمامه الى المعارضة العراقية قبل سقوط النظام وبتولي قيادته بعض المراكز في الدولة  بأوامر من بول بريمر ومن خلو ساحة شعبنا من التنظيمات السياسية والقومية الفعالة والتفاف الكثيرين من ابناء شعبنا حوله ودعمه في كل المجالات وخاصة في انتخابات 2005 م متأملين ان يواكب طموحاتهم وخصوصياتهم القومية لكن هيهات ، وكذلك فإن المجلس الشعبي هو الآخر تكمن قوته واعتماده على مكانة ومنصب السيد سركيس اغاجان في الأقليم وعلى الأموال التي يصرفها على المجلس و على عموم ابناء شعبنا ، فإذا كان هذا المكون من خلال هذين التنظيمين قد استغلا المكانة التي حازا عليها نتيجة الظروف السياسية والمالية التي ذكرناها فهذا لا يعني يجب الخضوع والخشوع ومسخ الذات من اجلهما ، ولا يجوز ربط كل الآراء والمواقف بزوعا او بالمجلس الشعبي فقط وكأن لا يوجد في شعبنا من هو خارج هذين التنظيمين ، فعندما يتهم السيد ابلحد افرام ساوا بالانتهازية والشوفينية نتيجة مواقفه المؤيدة لكل انجاز يتم تحقيقه لشعبنا سواء كان من خلال تحقيق الادارة الذاتية او الحكم الذاتي او اي شيء آخر اكبر منهما كما المح بذلك في احدى مقابلاته مع تلفزيون عشتار يكون هذا تجنيآ واضحآ وكبيرآ عليه وعلى الحقيقة في ذات الوقت .

فمن المفارقات الغريبة والمحيرة هي تلك التي اثارته مواقف حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني من مسألة أي من الحقوق يجب مطالبتها هي  :-
1-   في البداية وحسب معلوماتي ان بعض الاشارات التي كنا نتلقاها من بعض كوادر الحزب المذكور كانوا يفضلون مبدأ المواطنة الكاملة والمتساوية على جميع ارض العراق،  ولكن اتهموا من قبل الآخرين بقلة الوعي السياسي والقومي لأن مفهوم المواطنة في ظل حكومة او نظام مبني على المحاصصة الطائفية والمذهبية وعلى مبدآ الأكثرية والأقلية يعتبر مفهوم متخلف ولا معنى له .
2-   ثم تحول موقف الحزب المذكور الى تأييد وجود ادارة ذاتية لشعبنا ، ولكن ايضآ أتهم من قبل مؤيدي الحكم الذاتي بالألتقاء مع زوعا على تقزيم استحقاقاتنا القومية والتاريخية .
3-   وعندما صرح السيد ابلحد افرام الأمين العام للحزب بأنه يؤيد مشروع اقامة منطقة الحكم الذاتي لشعبنا ، عندها أُتُهِم من قبل الزوعاويين بالمستكرد وانه يعمل على تحقيق اجندة كردية .
4-   واخيرآ نقرأ ان السيد ابلحد وحزبه متهمين بالانتهازية والشوفينية لكونه من مؤيدي الادارة الذاتية والحكم الذاتي في ذات الوقت ، علمآ ان السيد يونادم كنا الذي يعتبر عراب التيار المطالب بالادارة الذاتية والمتشبث يالمادة 125 من الدستور العراقي والرافض لصيغة الحكم الذاتي التي يطلقها رابي سركيس آغاجان لم يعترض في نفس الوقت على مشروع الحكم الذاتي ولكن بشروط وبصيغ يكون هو عرابها غير اننا لم نقرأ عنه بأنه انتهازي وشوفيني كما كتب عن السيد ابلحد افرام ساوا !؟.
5-   انا متأكد لو ظهر فصيل آخر من بين شعبنا وطلب بالفدرالية ونال هذا الطلب رضا وتأييد السيد ابلحد افرام عندها سيتهم بعدم الواقعية ان لم ينعتوه بصفات اكثر قساوة وبشاعة .
6-   السؤال الذي يفرض نفسه ، ما الحل ، وماذا يريدون هؤلاء الذين يوجهون التهم الجاهزة والمعلبة ،
            هل هؤلاء الأخوة يطبقون الشعار الذي يقول ( إن لم تكن معي فأنت ضدي ) فليكن كذلك ولكن
           المشكلة نكون مع مَن خاصة بغياب أي استفتاء شعبي ؟.

اليس من المفروض ان يكون موقف السيد ابلحد افرام المؤيد لأي انجاز يمكن تحقيقه لشعبنا محل اعجاب وتقدير من الجميع ، كما كان موقف السيد جميل روفائيل عندما قال في مقالته المعنونة تحت عنوان  (الحقوق بطريقة القس عنتـر والمعارض المعارض ) (كـم تغمـرني السـعادة ، حين أجـد تنظيمات شـعبنا متفقـة ـ على رغم الخلافات المتشـعبة بينها والتي هي في حقيقتها ظاهرة صحية ـ للسـير صفا واحدا من أجل الدفاع عـن قضايا شـعبها المصيرية ، وفي هـذا المجال شـعرت بامتنان "  للإتحاد الديمقـراطي الكلداني " ورئيسـه الصديق الكريم أبلحد أفرام ، حين قـرأت في تصريحه الذي نشـر أخيرا قولـه ( علينا  توحيد صفوفنا وكلمتنا وخطابنا السياسي وترك الخلاف على التسمية في هذه المرحلة لأنـنا سوف لن نتوصل الى حل بشأنها بالقريب العاجل ونتفق على توحيد مواقفنا الاخرى خدمة لمصالح شعبنا والدفاع عن حقوقه وبذلك يمكننا الوقوف بوجه من يحاول تهميشنا ) إنـه قول حكيم يشـعر بمسـؤولية تأريخية نحـو شـعبه ، كـم هـو حـريّ بالإقتـداء والتماثـل بـه . . فقـد جسـده حزبـه إلى واقع حين شـارك في كل مسيرات حقوق شـعبنا التي إنطلقت في الأيام الأخيرة ملتـزما الأعلام والشعارات الموحدة على رغم أنه قد لايكون متفقـا مع كلها كليـا ) . انتهى الاقتباس

 لأنه من الممكن التعامل مع من يقبل بكل الطروحات ، عكس المتشبثين بمواقفهم وخاصة رابي سركيس آغاجان والسيد يونادم كنا والسيد نمرود بيتو الذين كل واحد منهم متمرس خلف ارائه وقناعاته واجندته الخاصة ، اليس من المفروض ان يُطلب من هؤلاء وليس من احد آخر ان يحذو حذو السيد ابلحد افرام ساوا في قبول الآخر وفي قبول مناقشة ما يطرحه الآخر ومحاولة مسك العصا من المنتصف للخروج بنتائج مفيدة لشعبنا ؟ . 
ثم لا اعرف اين الخلل إذا كان موقف حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني في عام 2006 م هو المؤيد لوجود ادارة ذاتية لشعبنا وفي عام 2008 م تطور هذا الموقف ليضيف اليه تأييده الى اقامة منطقة الحكم الذاتي لشعبنا ، ولا اعتقد انه يكون هناك خلل او ما يعيب موقف الحزب المذكور اذا بعد سنتين من الان ان يضيف الى مطاليبه الحالية مطلب تحقيق الفدرالية لشعبنا ، اين الانتهازية والشوفينية من ذلك ، انا شخصيا اعتبره تطور نحو الاحسن في موقف الحزب المذكور ، بالاضافة وكما هو معلوم ومتفق من قبل الكثيرين ان الموقف السياسي لأي فرد او كيان يتغير بحسب الظروف المحيطة فلكي تكون سياسيا يجب ان تجعل مواقفك كالعجين لتتمكن من تشكيل مواقف تواكب المتغيرات السياسية المستجدة .

ان مطلب الادارة الذاتية والحكم الذاتي ليس مطلبين متناقضين وان اختلفا في قيمتهما او ايجابياتهما ، بل ان العنصر الذي يحدد أفضلية اي منهما هي الظروف الموضوعية والذاتية والسياسية التي تحيط بكل مطلب ، فالادارة الذاتية يمكن اعتبارها المرحلة المهيئة للحكم الذاتي ولكن هذا لا يعني ان اختيار اي منهما او غيرها من المطاليب مهيأة لنا على الرف في علب خاصة لكل منهما وما علينا سوى اختيار وتناول ما يناسبنا اوما نشتهيه ، وايضآ ليس مهمآ ماذا يريد زوعا او ماذا يريد المجلس الشعبي او ماذا يريد حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني او ماذا نريد نحن ، ولكن المهم هو ماذا يمكننا ان نحققه على ارض الواقع بشرط ان لا نخسر انفسنا وايضآ أن  لا نخسر المركز ولا نخسر الأقليم أي تمامآ مسك العصا من المنتصف كما قال الأخ دنخا انطوان ، اما سياسة الرفع والكبس ما بين المبوقين الذين ينفخون في بوق الادارة الذاتية واقرانهم المبوقين الذين ينفخون في بوق الحكم الذاتي ما هي الا محاولات فرض الذات على الطرف الآخر وعلى ساحة شعبنا التي هي أحوج ما تكون الى توحيد الجهود وقبول الاخر وليس الى الصراخ الاعلامي وتسويق اسماء معينة .

فكفى خداعآ ومحاولات اختزال كل شعبنا في تنظيمين لم يقدما شيئآ جوهريآ لأبناء شعبنا ، وكفى جعل الادارة الذاتية والحكم الذاتي كأداتين مخدرتين لتغييب الوعي والهاء الناس لنسيان الواقع المرير الذي تعيشه .
ثم كفى ... وكفى ... وكفى ...  .


منصور توما ياقو
21/oct/2008
 

53
 
عندما يصبح الخداع و الكذب  والتخبط وفوضى المواقف والنزعة العنصرية والطائفية هي المسيطرة على الموقف وعلى عقلية صنّاع  القرار في الدولة ، عندها يكون بقية العالم على يقين تام بأن تلك الدولة محتلة ومغتصبة وتدار من قبل عصابات لا ترى غير نفسها وغير الذي يحركها من خارج الحدود سواء كان هذا التحريك بقوة السوط والعصا او بقوة الدجل والدولار .
فمن الطبيعي ان لا تمتهن مثل هكذا عصابات سوى سرقة كل شيء واي شيء يصبح في متناول ايديهم ، او تكريس النظرة الدونية للشريحة التي لا يهابونها فيعملون على ارغامها باسلوب الملاطفة تارة او عنوة في اغلب الاحيان .

ان الغاء المادة 50 من قانون انتخاب مجالس المحافظات من قبل اغلبية اعضاء مجلس النواب العراقي لم يكن هو الأول من نوعه ولا الأخطر مما سبقه ، فمنذ سقوط الامبراطورية الكلدانية عام 539 ق . م والتي تعتبر آخر حكم وطني حكم العراق والى يومنا هذا وسيف الالغاء والتهجير والقتل والظلم مسلط على رقاب من تبقى من الكلدانيين ، فلماذا نستغرب من هكذا تصرف من قبل اناس ينظرون الى العراق كضيعة تابعة لهم والى اهله الأصليين نظرة حاقدة ودونية ؟.

اذا اردنا ان نصنف تلك القوة او بالأحرى الميليشيات المتسيدة في العراق من خلال مقارنة ممثليهم في تلك الأغلبية التي رفعت ايديها تأييدآ لالغاء المادة 50 المتضمنة منح بعض الحقوق الهامشية للمكونات الأصلية للشعب العراقي ، علينا ان نعمل مقارنة بسيطة بين اصحاب هذا الفعل المخجل والمشين مع نموذج آخر من السكان الأصليين لنعرف اين يقف اصحابنا المستأسدين على الأقليات القومية والدينية في السلم الانساني والحضاري العالمي  :

اولآ :- السكان الأصليين في الدول المتحضرة واستراليا مثالآ :_
 ان حال السكان الأصليين في استراليا والذين يسمون بـ     Aboriginal  people كحال كل السكان الأصليين في العالم من حيث تعرضهم لكل انواع الاهانات والظلم والقهر والارهاب على يد الغزاة والمحتلين ، لكن وبعد مرور حوالي 200 مائتي عام على تلك الممارسات اللاانسانية بحق الـ Aborigines استفاقت المشاعر الانسانية داخل نفوس الغزاة المحتلين والمهاجرين المقيمين في استراليا فبدأوا بتصحيح الأخطاء القديمة والجديدة من خلال الاهتمام بإنسانية الانسان عمومآ وبإنسانية السكان الأصليين خصوصآ واعتبار ما يمتلكونه اولئك السكان الأصليين من ميراث ثقافي واجتماعي وانساني وتاريخي جزء لا يتجزأ من ميراث البشرية والانسانية جمعاء ، فمن هذا الوعي الفكري والانساني لدى الشعب الاسترالي عمومآ وحكوماته المتعاقبة خصوصآ تحقق للسكان الأصليين في استراليا الكثير من المنجزات والحقوق التي فاقت في الكثير من جوانبها تلك التي يتمتع بها الاستراليين الآخرين ومنها :-
1-   قدم الشعب الاسترالي متمثلآ بشخص رئيس الوزراء السيد كيفن راد اعتذار رسمي  لشعب الابورجينال على الظلم وعلى كل الممارسات اللاانسانية التي تعرضوا لها خلال القرنين الماضيين .

وهنا اريد ان اقول لأعلى سلطة تحكم عراقنا العزيز وهو مجلس الرئاسة المتكون من ( كردي وشيعي وسني )، انه رغم احتكارهم للسلطة في العراق لأكثر من الفين عام ، ورغم ان  الكثير من الأيادي التي يمثلونها لم تزل ملطخة بدماءنا ، ورغم ...ورغم ...ورغم ... إلا انني اطمئنهم ان السكان الأصليين في العراق لا يطالبونهم بأي اعتذار لِما تعرضوا له من الظلم والبطش والجرائم ، لأنهم وبكل بساطة يعرفون جيدآ ان بريق السلطة قد انستهم المظلومية التي تعرضوا لها لعقود طويلة من الزمن بل وحولتهم في الكثير من الاحيان الى الجلادين بعد ان تناسوا انهم كانوا ضحايا ما يقترفونه اليوم بحق السكان الأصليين ! .
 
2-   رئيس وزراء استراليا يطالب الصفح من السكان الأصليين بقوله (نطلب الصفح عن الآلام والمعاناة التي لحقت بهذه الاجيال واحفادهم وعائلاتهم ... ومن الامهات والاباء، والاخوة والاخوات الذين انفصلوا عن عائلاتهم. نطلب الصفح عن الاساءة الى الكرامة الانسانية والاذلال الذي لحق بشعب يفتخر بنفسه وبثقافته  ) .
اين رؤسائنا ووزراءنا ونوابنا وشيوخنا وقادتنا العسكريين والمدنيين من هذه الكلمات الرائعة ومن هذا الموقف المؤثر الذي يدل على الأصالة وعلى الرقي الأخلاقي والحضاري ، مع ذلك اقول ان الكلدانيين لا يريدوا من احد ان يطلب الصفح منهم لأنهم ورغم كونهم المعتدى عليهم وبحسب ما يأمرهم به ايمانهم المسيحي وبما تتسم طبيعتهم من صفات المسالمة والتسامح ورقي الاخلاق والسلوك قد صفحوا وباركوا كل من كان السبب في كل ما اصابهم من الظلم الانساني والاجتماعي ومن غير ان يطلب منهم احد ذلك ، فلماذا يا ترى يصعب على اهل القرار والتأثير ان يتحرروا من عقد التعصب الديني المتطرف والقومي العنصري ويتمادون في هدر الحقوق الانسانية والوطنية والتاريخية لهذا المكون الأصيل ؟ .
 
3-   بالاضافة الى الامتيازات التي تمنحها الدولة الاسترالية لشعب الأبورجينال والتي كما قلنا تفوق تلك التي تمنح للأستراليين الآخرين مثل توفير الدور السكنية الحكومية من غير انتظار سنين طويلة او منحهم علاوة الضمان الاجتماعي تزيد عن تلك التي للآخرين او عدم شرط منح تلك العلاوة بواجب البحث عن عمل الى آخره من الحقوق الاجتماعية و السياسية والتمثيل المشرّف في المؤسسات الفيدرالية والولايات الاقليمية والمحلية ، كذلك نقرأ ان الحكومة قد خصصت مبلغ  2.3 مليار دولار أسترالي لإعطاء الأولوية لبرامج تتعلق بالسكان الأصليين علمآ بأن عددهم يتراوح بين 400 اربعمائة الف وخمسمائة الف نسمة فقط . 

في المقابل ماذا قدموا المتسلطين على العراق  لسكان العراق الأصليين ؟ حقيقة انه من المخجل ان نقول ما لا يرضي شركاؤنا في الوطن ، ولكن اخفاء الحقيقة هو في حد ذاته خداع للذات وللآخرين ، إذ لم يقدموا لهم غير القتل والتهجير القسري وفرض معتقداتهم عليهم وتفجير كنائسهم واختطاف وقتل ابناء هم و رموزهم الدينية والاستحواذ على اراضيهم واموالهم وممتلكاتهم واقصاءهم من التعيين او التمثيل في المؤسسات الحكومية ، والادلة كثيرة على كل ما ذكرناه ، فإذا كان شعب الأبورجينال قد احتاج الى 200 عام لكي يستعيد كرامته وحقوقه ودوره على ارضه ، فلأهل العراق الأصليين من الكلدان والأرمن والصابئة المندائين والايزيديين  اكثر من 2000 ألفين عام وهم مضطهدون ومسلوبي الحقوق والحريات رغم تضحياتهم الكبيرة من اجل العراق والعراقيين ورغم تأديتهم المخلص والجاد والكامل لواجبات المواطنة وبشهادة شركاءنا قبل شهادتنا لأنفسنا . فمتى تستفيق الضمائر والاحاسيس لدى اهل القرار والتأثير لينتبهوا الى انسانية الانسان بغض النظر عن جنسه وقوميته ودينه ؟ .
     
4-  وجود منصب وزير فعال ( أي له ما للوزراء الآخرين من نفوذ وتأثير وامكانيات مادية )  في الحكومة الاسترالية وهو وزير شؤون السكان الأصليين في استراليا ، ليكون حلقة الوصل بين احتياجات السكان الأصليين والحكومة و لتجاوز الكثير من العقبات والامور الروتينية التي تكون السبب في هضم الحقوق .

اما في العراق فإن المحاصصة الطائفية الجشعة لم تترك شيء للآخرين   ، واذا صادف وجود وزير مسيحي في الحكومة العراقية فإنه يكون من كوادر الاحزاب العربية او الكردية والتزامه الوحيد يصب في اتجاه مصالح حزبه فقط ، اما بالنسبة لبعض المناصب التي تمنح لبعض المسيحيين المختارين في حكومة اقليم كوردستان فهي الأخرى مجرد اداء واجبات مهنية ولا تأثير لها على الوضع المسيحي العام بقدر ما يسمحون به الاخرون ووفق ما تقتضيه مصالحهم العامة والخاصة .

اذا كانوا شركاءنا في الوطن مصرون على الاستمرار في  اعتماد نظام المحاصصة الطائفية  في اشغال مناصب الدولة المختلفة ، فمن اجل عدم اهدار حقوق الأقليات الدينية والقومية كما حدث عند اسقاط المادة 50 من قانون انتخاب مجالس المحافظات ومن العدل ايضآ ان يكون هناك كوتا للمسيحيين في كل تلك المناصب ابتداءآ من :-
1-   كوتا ( حصة ) للمسيحيين في مجلس الرئاسة ، بحيث يتمتع العضو المسيحي بحق الفيتو كما للشركاء الاخرين عند المصادقة على القوانين والقرارات .
2-   كوتا للمسيحيين في المناصب الوزارية العراقية .
3-   كوتا للمسيحيين في مجلس النواب ، بحيث يتمتع هو الآخر بحق الفيتو في القضايا التي تتعلق بالأمور المسيحية .
 كما نطالب ان يكون هناك كوتا للمسيحيين العراقيين في كل تلك المؤسسات المذكورة اعلاه في اقليم كوردستان العراق .

لماذا الكوتا ؟ ببساطة ، عندما تتنصل السلطات المتنفذة الثلاث ( التشريعية والقضائية والتنفيذية ) من مسؤولياتها الأدبية والاخلاقية تجاه الأقليات القومية والدينية بل وعندما تكون قراراتها وآليات عملها والقوانين التي تصدرها بحق مصالح وحقوق تلك التي تسمى بالأقليات تفتقر الى ابسط المعايير الدولية والانسانية ، عندها يتوجب على الأمم المتحدة والدول المتحضرة والأقليات نفسها ان تبحث عن أمثل الصيغ التي تجعلها قادرة على حماية وجودها ومصالحها ، فبالنسبة للوضع القائم في العراق نجد ان نظام الكوتا الفعال أي المتمتع بحق الفيتو ( النقض ) عند طرح القضايا التي تمس وجود وحقوق تلك الأقليات يكون هو النظام الأمثل والأكثر أمانآ وثقة وعدلآ  لتلك المكونات .

5-  الافتخار بالفنون الخاصة بالسكان الأصليين في استراليا وتضمينها كجزء من مراسيم استقبال رسمية لكبار الزوار الذين يأتون الى استراليا ، لذلك كانت الأناشيد والرقصات التي اداها السكان الأصليون في مرفأ سيدني  كجزء من مراسيم الاستقبال الرسمية لقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر أو غيره من الرؤساء وكبار الزوار .
لا تعليق .   

6 - بما اننا في صدد الكلام عن السكان الأصليين في استراليا ( الأبورجينال) ، فلا بأس ان نذكر حادثة وفاة أحدهم ويدعى توماس هيكي ( 17 عامآ ) حيث كان قد توفى بعد سقوطه من على دراجته على جسم معدني مدبب ، وبعد ان تردد الى المسامع ان سبب السقوط كان بفعل مطاردة الشرطة له ، فخرجت جموع غفيرة من السكان الغاضبين لمهاجمة مراكز الشرطة مما اصيب حوالي 40 شرطيآ ولم تتوقف تلك الاحتجاجات الى ان قرر رئيس وزراء ولاية نيوساوث ويلز الذي كان في وقتها السيد بوب كار على اجراء ثلاثة تحقيقات لمعرفة فيما إذا كان للشرطة أي دور في وفاة احد المواطنين من السكان الأصليين ، وتلك التحقيقات كانت :-
  الأول :- باشراف المحقق العام في الولاية .
  الثاني :- بإشراف لجنة من داخل جهاز الشرطة .
  الثالث :- بواسطة هيئة مراقبة الشؤون العامة .
هل يستطيع احد ان يتخيل لو ان هذه القصة حدثت في العراق وكان شخوصها كالآتي :-
1-   المتوفي شخص كلداني
2-   المهاجمين : مجموعة من الكلدانيين الغاضبين .
3-   المركز : احد معاقل الميليشيات
4-   الجرحى : 40 عنصر من الميليشيات الشيعية او السنية او الكردية .
يا ترى ما الذي كان سيحدث ، اترك الحكم والاجابة لخيال القاريء الكريم .
 
7- لكي لا اطيل اكثر في ذكر هذه الامتيازات ، فقط اريد ان اقول هناك الكثير من المؤسسات والجمعيات واللجان المختلفة الاهتمامات والاختصاصات مهتمة بأمور السكان الأصليين في استراليا وتتابع كل ما يحفظ ويكفل كرامتهم وحقوقهم وشؤونهم الحياتية ، في الوقت الذي أجد نفسي عاجزآ عن ذكر أي لجنة او مؤسسة  تهتم وتحفظ وتكفل كرامة وحقوق السكان الأصليين في العراق .

لن ينقص شيء من شخصية ومكانة الانسان اذا قال لا اعلم في شيء وهو في الحقيقة لا يعلمه ، واعتقد ان معرفة وخبرة الشرائح الرئيسية الثلاث التي تحكم العراق ( الشيعة والسنة والاكراد ) في مجال حماية حقوق الانسان عمومآ والأقليات خصوصآ ليست قليلة فحسب بل وانها تخضع الى عدد كبير من التقاليد والمعتقدات اللاانسانية  الموروثة التي من الصعب جدآ عليها ان ترى ابعد من محيط طائفتها او مذهبها او قوميتها ، ففي هذا الحال ليس امام النظام العراقي سوى احد الاحتمالات التالية:-
إما التحرر من نظام المحاصصة الطائفية ومن تلك الموروثات اللاانسانية بحق الأقليات القومية والدينية وبالتالي التعلم من الشعب الاسترالي والحكومة الاسترالية في خصوص التعامل مع السكان الأصليين للبلد او الاقرار باعتماد نظام الكوتا الفعال لتلك المكونات الأصلية أو الاستمرار في الممارسات الظالمة والتعاملات اللاانسانية كما هو جاري اليوم على ارض الواقع عند التعاطي مع حقوق الأقليات القومية والدينية في العراق .

واخيرآ اهدي هذه الصورة الى رؤساءنا في مجلس الرئاسة والى وزراءنا و نوابنا والى كل رؤساء الكتل السياسية والحزبية والميليشوية في العراق وفي اقليم كوردستان ولكن بعد طرحي سؤالي للسادة المذكورين وهو ، اذا كانت السيدة الأبروجينزية في الصورة وهي غامرة بالسعادة والسرور تقدم لرئيس وزراء استراليا كلمة شكرآ (  Thanks) التي تعتبر في هكذا مواقف ابلغ الكلام وأصدقه تعبيرآ وأعظمه تأثيرآ ومفعولآ لأنه يخرج من القلب ويتجه للقلب مباشرة ، والسؤال هو ، اذا فكر احد الكلدانيين يوما ما ان يرسم شيء بهذا المعنى لسيادتكم ( اقول يرسم لأن تجسيدها على ارض الواقع يدخل في دائرة الاحلام والتمنيات ) ، يا ترى ماذا ستكون الكلمة او العبارة التي يعبّر من خلالها لمواقفكم تجاههم ؟ . 


رئيس الوزراء كيفن راد يتحدث إلى امرأة من سكان أستراليا الأصليين تشكره على الاعتذار 



 منصور توما ياقو
 6/Oct/2008

54
 
بالتأكيد ان الشعب الذي ينسى شهداءه وآلامه ومصائبه هو شعب نكرة بين الشعوب .
وان الشعب الذي لا يكرم ذكرى شهداءه هو شعب  فاقد الذاكرة والاحساس .
وان الشعب الذي لا يخلد يوم شهداءه ويحترم خصوصياته ورموزه لا يستحق الحياة بل هو شعب زائل لا محال ، 
لذلك لا نستغرب إذا رفعت الشعوب الحية اسم الشهيد وذكرى يوم الشهيد الى مرتبة القداسة ، لأن لدم الشهداء قدسية خاصة ومرتبة اعلى في السماء وعلى الأرض ،  فواجب علينا جميعآ ان نكرم تلك الدماء الزكية من خلال الحفاظ على آثارهم وتخليد اسماءهم ومآثرهم  وذكراهم بما يليق بهم وبتضحياتهم .

ان حضارة وتاريخ ورموز اي شعب كان لا تعرف إلا من خلال ما يقدمه ويظهره هذا الشعب للآخرين ، سواء كان عنوان هويته القومية والثقافية أو من خلال رموزه وآثارهم ، ولا شك ان اعظم وانبل واسمى تلك الرموز وتلك  الآثار هي تخليد واحياء ذكرى الشهداء الذين يعتبرون الحلقة الأهم التي تربط الأزمنة الثلاث  للأمة .

من هنا ومن هذا المنطلق اقول : يا أمة الكلدان ، كفاية تقاعس والاختفاء بظلال الاخرين غير البريئة ، اولئك الذين ليس لنا معهم تجارب ناجحة لتشجعنا على الثقة بهم فكل ما يتقنونه هو انهم :-

بسم نحن شعب واحد ، تنكروا والغوا العلم الكلداني وفرضوا علينا علم آخر .
بسم نحن شعب واحد ، نبذوا اللغة الكلدانية وعمموا علينا لهجاتهم المحلية .
بسم نحن شعب واحد ، عينوا انفسهم على الكلدانيين اباطرة وقادة وأوصياء.
بسم نحن شعب واحد ، ومن دون اخذ رأينا يتكلمون باسم الكلدانيين في كل المحافل .
بسم نحن شعب واحد ، يريدون اذلال شهداء الكلدان من خلال طمس ذكراهم وفرض تاريخ  لم يقدموا الكلدانيين ولا حتى
                               السريان شهيدآ واحدآ فيه !..
بسم نحن شعب واحد ، خداع في خداع في خداع .

بالمقابل ، هل كان للكلدانيين شيء واحد بسم ذلك الشعب الواحد ؟ بالتأكيد نعم  ، بالاضافة الى الكلام الفارغ من اي فعل ومن خلال ما لمسناه وما رصدناه قد منحوا بعض الكلدانيين المتعينين عندهم حق التصويت على اختيار الممثلين من دون ان يكون لأولئك الكلدانيين حق الترشيح .
اما لعموم الكلدانيين فليس لهم شيء ابدآ ، بل مطالبين بالتصفيق من غير ان يعرفوا ما المناسبة والسير خلف النخبة من دون ان يعلموا الى اين ، وان يرددوا كلامآ كالببغاوات من دون ان يعوا ما يقولون ، والبصم للنخبة بالعشرين بدل العشرة ومن دون ان يقرأو المضمون . 
 
بعد كل ذلك ماذا بقي لكم يا كلدانيين ؟ نعم يا احزاب ، يا مجالس ، يا منابر ، يا جمعيات ، يا مستقلين ، يا كل من يعتقد انه من جذر أصيل ، ماذا بقي لديكم ؟ هل هناك انتهاك للمشاعر وللخصوصيات القومية اكثر اهانة وبشاعة من تلك التي يتعرض لها الكلدانيين بسم الاخوة والوحدة ؟ فبئس هكذا اخوة وبئس هكذا وحدة اذا استمر التعامل مع الكلدانيين كما هو الحال اليوم  ، وبصراحة ان أي تنظيم كلداني لا يتبنى الخصوصيات الكلدانية لا يستحق ان نصفق له او ان نعطي صوتنا له ،  وبدوري لا انتظر اجاباتكم لكني اريد ان احذركم من مصيدة الذل التي يعدونها لكم ولشعبكم الكلداني ان كنتم تشعرون .

اما من يريد ان يفرض تسميات وتواريخ لا علاقة للكلدانيين بها ، اقول له ، ان شركاءنا في العراق من الاخوة الأرمن و الاكراد والعرب والتركمان والايزيديين والشبك وحتى الاجنبي يعرفون جيدآ انها كذبة بل وكذبة كبيرة ، لأنه لا الكلداني ولا السرياني استشهد في يوم 7/ آب / 1933 ولا قرية كلدانية او سريانية دمرت ، فلماذا نستهزأ بعقولنا ونكون موضع سخرية القريبين قبل البعيدين ، ثم اليس للكلدانيين شهداءهم ، ألم يقدموا انهار من الدماء البريئة والزكية ، ألم تمرعليهم ايام وتواريخ مليئة بقصص الكلدانيين الذين قدموا انفسهم قرابين على مذابح الشرف والعقيدة والايمان ؟ ، نعم هناك الكثير الكثير ، ويسعدني ان اقتبس  تلك المناسبات التي دونها الأخ الكريم سعد عليبك في مقالته التي كانت بعنوان (يوم الشهيد الآشوري ... آشوري فحَسبْ )   والتي كل واحدة منها تفي لتكون عيدآ ويومآ مخلدآ للشهيد الكلداني وهي في النص التالي :-
( و اذكرهنا للعلم و ليس للحصر بعض المذابح و الجرائم البشعة التي نفذت بحق الشعب الكلداني :
1- مذابح و قتل  الآلاف في قرى علي بكار و نصيبين و القوافل في  10 و11 و15 حزيران 1915.*3
2- مذبحة سعرت و شهادة المطران أدي شير في 17 حزيران 1915.*4
3- مذبحة حوزة و باتة  بين الاعوام 1914-1916م.*5
4- مذابح نصيبين و دارا في 15 حزيران في العام 1916م.*6
5- مذبحة صوريا في 16/9/1969 و استشهاد العشرات بينهم القس حنا بيث قاشا.
6-  استشهاد و جرح العديد من الكلدان  في تفجيرات الكنائس في 1/8/2004.
7- استشهاد الأب رغيد كني و رفاقه الشمامسة في الموصل بتاريخ 3/6/2007.
8- استشهاد المطران مار بولص فرج رحو و رفاقه في الموصل بتاريخ 13/3/2008 )
انتهى الاقباس

هل يمكن لنا بعد كل تلك المذابح والمجازر ان نخون الشهداء الكلدانيين وان ننسى دمائهم الزكية الطاهرة ، او ان نبيعهم من اجل منصب او مال او تحت أي ذريعة كانت ؟ .
حقيقة ، توقفت كثيرآ أمام تلك الاسماء وتلك التواريخ ، تأملتها كثيرآ ، اعدت قراءتها اكثر من مرة ، ولكني في كل مرة كنت اقف عاجزآ غير قادر على تحديد او اختيار تاريخ محدد ليكون يومآ للشهيد الكلداني ، لأنه لا يمكن التمييز بين دم الشهيد ودم الشهيد الآخر ، كلها دماء طاهرة ، بريئة  ونقية بنقاء ارواحهم الخالدة في الأمجاد السماوية ، ولكن ما باليد حيلة ، شئنا أم ابينا ، يجب ان نختار وان نحدد تاريخ واحد ليمثل كل التواريخ الاخرى ، انها مهمة صعبة ولكنها اهون وافضل من ان لا نعير شهداء الكلدانيين اهمية او اهتمامآ ، فإن كان ولا بد ان نختار ، لا اعرف لماذا وقع اختياري لتكون قرية صوريا هي القبلة القومية للكلدانيين ، وان يكون يوم 16 / 09 / من كل سنة هو يوم الشهيد الكلداني  ، ربما لأن ما حدث في تلك القرية وفي ذلك التاريخ المشؤوم قد اعطى المفهوم الحقيقي لمعنى الشهادة ، بالاضافة الى ان تلك المجزرة الرهيبة لم توفر رضيعآ أو طفلآ ولا شابآ او شابة ولا رجلآ او امرأة ولا كهلآ او رجل الدين ، حقآ ان عمليات القتل التي حدثت في تلك القرية الكلدانية وفي ذلك التاريخ سواء كانت برصاص القتلة المجرمين او حرقهم في اماكن اختفاءهم كانت ابادة جماعية بكل ما تعنيه هذه العبارة من فعل ومعنى .

الشهادة بين المفهوم الحقيقي والتبني أو المسيس
لا اكون مغاليآ او مغرورآ او منحازآ اذا قلت ان شهداء الكلدانيين يمثلون الوجه الحقيقي لمعنى الشهادة ، فلو تأملنا جيدآ في النقاط الثمان السابقة التي اختارها الزميل سعد عليبك كنماذج لتعريف القاريء بشهداء الكلدانيين ، لوجدناها تشترك جميعها في سمات ومزايا لا تتوفر عند شهداء الكثيرين ، ومن تلك السمات اقول ، بما ان الوصية الإلهية تقول " لا تقتل " وكما اكمل السيد المسيح له كل المجد هذه الوصية تمامآ ، كذلك نجد جميع شهداء الكلدانيين وفي كل الأحداث المذكورة كانوا عزل من السلاح ، أي كانوا بعيدين تمامآ عن دائرة العنف والقتل المتبادل الناتج عن المعارك والحروب ، وميزة هذه النقطة هي ، بالاضافة الى طاعتهم وتطبيقهم للوصية الإلهية المذكورة وسيرهم على خطى رب المجد كذلك لا يستطيع احد ان يتهم شهداء الكلدانيين سواء كان ذلك الاتهام تصريحآ  او تلميحآ أو ايحاءآ بأنهم ايضآ مشتركين في قتل الآخر سواء كان هذا الآخرعدوآ بريئآ او عدوآ ظالمآ ، وهذا هو المفهوم السليم والحقيقي لمعنى الشهادة الحقة والكاملة .
اما بالنسبة للمفهوم الآخر للشهادة او الاستشهاد ، أي المفهوم المسيس او التبني  للشهادة ان صح التعبير ، فهو ينطبق على مقاتلي الطرفين عند الاخرين ، اقول المقاتلين ، لأن الطرفين حملا واستخدما السلاح ضد بعضهما ، واستطيع ان اقول ان كل طرف استخدم السلاح هو قاتل ومقتول في ذات الوقت ، فكما يحق لطرف ما ان يحسب قتلاه شهداء وقتلى الطرف الآخر بالمجرمين والظالمين كذلك يحق للطرف الآخر ان يحسب قتلاه شهداء وقتلى الطرف الأول بالمجرمين والظالمين ايضآ . وهذا ما حدث في كل المعارك والحروب وعبر كل الأزمنة والأمكنة ، ولا ضير من اعطاء بعض الأمثلة على ذلك :-

فمثلآ كل قتلى العرب في حروبهم مع اسرائيل هم شهداء وقتلى اليهود هم في نار جهنم من وجهة نظر العرب ، اما من وجهة نظر اليهود فالعكس هو الصحيح تمامآ . وهذا ينطبق على كل الأطراف المقاتلة الاخرى ، سواء في حروب الكاثوليك والبروتستانت في ايرلندة ، او في الحرب العراقية الايرانية ، ولا اعتقد هناك حالة واحدة تشذ عن هذه القاعدة ، كما لا استثني المقاتلين الآثوريين في معاركهم مع القوات الاخرى عام 1933 م من تلك القاعدة ، والدليل هو ، كما يؤمن الأخوة الآثوريين ولا اتردد للحظة واحدة ان يكون هو اعتقادي ايضآ  بأن انتفاضتهم او بالأحرى معاركهم كانت من اجل نيل حقوقهم المشروعة وان جميع الذين فقدوهم او قتلوا خلال احداث عام 1933 م ، سواء سقطوا بنيران صديقة كما نعرف في بعض الحالات او بنيران معادية هم شهداء وان قتلى الطرف الآخر هم من المجرمين الظالمين ، ولكن هذا لا يمنع  ولا يحجب ما يعتقده الطرف الآخر في ذات القضية ، إذ هو الآخر يصف قتلاه بالشهداء وان الآثوريين ليسوا إلا بالظالمين الخارجين عن القانون ، وهذا ما اشار اليه  الكاتب الاثوري ابرم شبيرا في مقالته المعنونة تحت اسم (مذبحة الآشوريين في سميل -  7 آب ( أغسطس) 1933    ) بقوله (. وخلال شهر آب أعلنت الحكومة العراقية والصحافة وبعض الأحزاب والمنظمات السياسية الحرب المقدسة "الجهاد" على الآشوريين "الكفرة" وأصدرت الأوامر للتطوع ووزعت السلاح على المتطوعين، كما وجهت الحكومة شكرها وامتنانها للتجار وزعماء بعض العشائر البدوية والكردية للجهود التي بذلوها من أجل حماية وصيانة الوطن من الآشوريين "المرتزقة والجواسيس وعملاء الاستعمار والامبريالية … " .    )  ويستطرد قائلآ (كما أعلنت الحكومة وبعض العلماء، البعيدين كل البعد عن سماحة الدين الاسلامي ، قرارات وفتاوى حللت بموجبها سلب ونهب قرى وممتلكات الآشوريين واعتبرت أعمال العنف والمذبحة المرتكبة قانونية وشرعية واتهمت كل من لا يشارك فيها بالخيانة بحق الوطن.  ) . انتهى الاقتباس

هكذا نجد بون شاسع بين المفهومين السابقين لمعنى الشهادة والاستشهاد ، بين الشهيد الذي قُتل وهو قاتل ومقتول في نفس الوقت لإستخدامه السلاح ضد الطرف المسلح الآخر وبين الشهيد الذي  قُتل وهو اعزل من السلاح وسلاحه الوحيد كان جسده وايمانه وكرامته الانسانية كما حدث مع كل شهداء الكلدانيين في التواريخ المذكورة ، لذلك نقول فهم ( شهداء الكلدانيين ) بالحق والحقيقة يجب ان يكونوا في مقدمة الذين يجب تبجيلهم واجلالهم ويذكرون في الدستورين العراقي ودستور اقليم كوردستان .
استغرب كثيرآ عندما يحشر الأسم الكلداني والسرياني في الأحداث التي وقعت في سميل ، واستغرب اكثر عندما يحاول البعض حشر الأسم الكلداني والسرياني الى جانب اسم الشهيد الاثوري في تلك الحادثة بالذات ، وسبب استغرابي هو ان تلك الاطروحات مخالفة للحقيقة والواقع وغايتها هي طمس واقصاء الرموز والخصوصيات الكلدانية والسريانية وابقاء فقط تلك التي للأخوة الآثوريين ، والدليل على فساد تلك الاطروحات يأتينا من خلال الاجابة على الاسئلة التالية :-

1- هل ابيحت دماء وممتلكات واعراض الكلدانيين والسريان بموجب تلك الفتاوي التي اشار اليها الكاتب ابرم شبيرا ؟ ، الجواب وكما يعلمه الجميع هو كلا لم يحدث اطلاقآ .
2- هل استهدفت تلك القوات والقوات المتطوعة معها حياة وممتلكات الكلدانيين او السريان في تلك الحادثة ؟، الجواب ايضآ هو كلا لم يحدث ذلك .
3- اذا رجعنا الى ما اقتبسته من مقالة الكاتب ابرم شبيرا نجد انه يحصر المشكلة التي وقعت في عام 1933م وكل ما افرزته من دمار وقتل بـ " الاشوريين  فقط "  وانا اعطيه كل الحق في هذا ، لأن هذا ليس هو اعتقاد الكاتب المذكور فحسب وانما هذه هي الحقيقة التي يعرفها ويقولها كل انسان منصف ونزيه ، سواء كان اثوري او كلداني او سرياني او ارمني أو  اي من شركاء الوطن الاخرين .

فأين شهداءكم يا كلدانيين وسريان في احداث عام 1933 م ؟، أم انكم ايضآ تصدقون ما يردده البعض في تلك الاسطوانة المضحكة التي طالما لعبوا بها باسم نحن شعب واحد ؟ ، فإذا كانوا فعلآ صادقين في تعاملهم مع الكلدانيين ، واذا كانوا فعلآ يريدون من الكلدانيين ان يتبنوا خصوصياتهم القومية عليهم ايضآ ان يعملوا على تبني الخصوصيات القومية الكلدانية ، فمثلآ اذا يريدون من الكلدان تبني يوم 7/ اب كيوم للشهيد الكلداني والاثوري عليهم بالمقابل ان يوافقوا على تبني العلم الكلداني ذو النجمة الثمانية ، او اذا يريدون من الكلدان ان يتبنوا العلم ذو النجمة الرباعية الذي رفعه الأباطرة الاشوريين قديمآ وترفعه الآن الاحزاب والمؤسسات  الاثورية  ، عليهم بالمقابل ان يتبنوا مثلآ يوم 16/9 من كل سنة كيوم للشهيد الكلداني والآثوري ، فعندئذ فقط تتوفر المصداقية في طرح تلك الادعاءات والشعارات وعندئذ فقط يمكن ان تعاد بعض الثقة المفقودة ، اما محاولات الاستحواذ على كل شيء ومحاولات تجريد الكلدانيين من مناسباتهم ورموزهم وفرض عليهم تلك التي لهم فقط بسم نحن شعب واحد فهذه اهانة واستهزاء بشهداء الكلدانيين قبل الاحياء منهم ، ولا اعتقد هناك كلداني غيور واحد يقبل على نفسه ذلك الاستهبال سواء كان ذلك عن حسن نية او عن جهل .
4- هل جردوا الكلدانيين والسريان من جنسيتهم العراقية ونفيوا قادتهم ومرجعيتهم الدينية الى خارج العراق بسبب احداث عام 1933م ؟ مرة اخرى يأتي الجواب بالنفي القاطع .
5- بعد ان قرأنا في بعض المواقع ان تحديد يوم السابع من آب وذكره كيوم للشهيد الآشوري فقط في دستور اقليم كوردستان جاء بجهود الحركة الديمقراطية الآشورية وبجهود بعض الآثوريين الأعضاء في الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، السؤال هو ، هل هناك اشارة او ذكر لشهداء الكلدان والسريان في ذلك الدستور وفي دستور المركز يا ناس ؟. الجواب كلا .

فلماذا إذن يدعي البعض بما ليس له فيه حق ، هل لهذه الدرجة ليس لشهداء الكلدان أية قيمة او اهمية  وارواحهم رخيصة عند بعض الذي تمنطق و نصب نفسه قائدآ او وصيآ على الكلدانيين ، أم انه الخجل من شهداء الكلدانيين او انها سطوة الدولار وسطوة ولي النعمة ؟ .
فمن اجل وضع حد لكل تلك اللاعيب والخدع نطالب الغيارى الأمناء ( وليس المبهورين بسحر الدولار او الخائفين من ظلال الاخرين )  في تنظيماتنا السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية والمستقلين العمل على سرعة رد اعتبار شهداء الكلدان بتحقيق الأمور التالية :-
1-  اختيار وتحديد تاريخ  من التواريخ التي اقتبسناها من مقالة الأخ سعد عليبك ليكون يوم الشهيد الكلداني .
2- اعتماد التاريخ المختار من كل سنة  لتخليد واحياء هذه الذكرى الأليمة من قبل كافة المؤسسات والافراد والتنظيمات الكلدانية واينما وجدوا .
3- العمل على تثبيت يوم الشهيد الكلداني في الدستورين ، العراقي والكوردستاني ، اسوة بالآخرين . مع الاحتفاء سنويآ بتواريخ وايام الشهداء الاخرى داخل البيت الكلداني . 
4- اقامة نصب تذكاري تكريمآ لشهداء الكلدانيين عامة وبحيث يبرز في احدى واجهاته او جنباته ملامح تشير الى شهداء صوريا ليبقى دليلآ ابديآ على محبتنا لهم وافتخارنا بهم وشاهدآ حيآ على المجرمين الظالمين ، واقترح ان يكون مكانه امام بناية متحف الشهيد الكلداني الذي اقترح انشاءه في النقطة التالية .     
5- انشاء متحف للشهيد الكلداني ، واقترح ان يكون  في قرية صوريا الكلدانية وعلى نفس المكان الذي ارتوى من دماء الشهداء ، والغرض من هذا المتحف هو لجمع وحفظ آثار الشهداء ، ابتداءآ من ذكر اسمائهم وعرض صورهم وتدوين تاريخ وظروف استشهادهم وكل المعلومات التي تخصهم مرورآ بحاجياتهم الشخصية ونتاجاتهم الادبية والفنية والفكرية والعلمية والى كل ما يخصهم من مآثر ومفاخر وما اتصفوا به من مكارم وفضائل ، مع ضرورة ان يكون هذا المتحف لشهداء والاسرى والمفقودين الكلدانيين .

اذا كنا قد اهملنا ونسينا شهداء الكلدانيين كثيرآ ، لكن حتمآ السماء لم تهملهم ولم تنساهم ، وحان الوقت لكي نرد الاعتبار لمن قدم حياته فداءآ وقربانآ لإيمانه ومعتقداته .
فلنقف دقيقة صمت وحداد على ارواح الشهداء الكلدانيين الذين اعطوا حياتهم الارضية لينالوا الحياة الابدية في السماء .
ولننحني بكل خشوع وإجلال أمام أرواح الشهداء والأسرى والمفقودين الكلدانيين الأبرار.
ولنضع وردة حمراء بلون دماء الشهداء على قبر كل شهيد كلداني واخرى على التربة التي سقط عليها شهداءنا الأحباء .
هنيئآ لكم  اكليل الشهادة يا شهداء صوريا الكلدانية الذين نحيي ذكراهم ما حيينا في 16/ 09 من كل سنة .
هنيئاً اكليل الشهادة الذي لا يرتديه الا الأبرار المختارين لكل شهيد كلداني في كل مكان .
لكم المجد والخلود يا  شهداءنا واسرانا ومفقودينا ، يا من كنتم وستبقون رمز عزتنا وفخرنا ويا من رفعتم هاماتنا امام العالم أجمع ، ستبقى مآثركم وذكراكم محفورة في قلوبنا وعقولنا ووجداننا الى الأبد .

منصور تزما ياقو
  14 / ايلول / 2008
 proudlykaldany@hotmail.com

55
 
لا شك ان الاختلاف هو ظاهرة فكرية ملازمة لجنسنا البشري منذ بدايات نشوءه ، فلو بحثنا في كل أزمنة التاريخ وبكل لحظاتها واينما كان لما وجدنا البشرية سواء كانت على شكل مجاميع او افراد وفي أي لحظة من تلك اللحظات الزمنية تتفق على كل القضايا والأمور ، نعم هناك تشابه في المواقف وتوافق حول بعض الأمور ، ولكن من المستحيل ان نحصل على التطابق التام بين اثنين في كل القضايا حتى ولو كانا توأمين ، ومن هنا نشأت الـ ( أنا ) و ( أنت ) ، لأنه لا يستطيع أي شخص إلا أن يكون نفسه اذا اراد من الآخرين ان يكونوا نسخة طبق الأصل منه .   

إذن الاختلاف هو ظاهرة او شيء حتمي بل وعند توفر اخلاقيات الاختلاف يكون في معظم حالاته شيئآ صحيآ وضروريآ لتفادي النظرة الأحادية الى الآخرين ،  فالمشكلة ليست في الاختلاف بل تكمن في عدم الالتزام باخلاقيات الاختلاف ، فعندما يتجرد الاختلاف من الاخلاقيات التي تضبط حدوده عندها يتحول الى التنافر والصراع  الهدام .
اما بالنسبة لأنواع الاختلاف واسبابه فإنها لا تحصى ، قد تكون طبيعية متأصلة في الانسان او مكتسبة من المجتمع ومن البيئة المحيطة به ، لكن الذي اريد ان اتكلم عنه هو نوعين من الاختلاف اللذين حدثا في كنائسنا وتحولا الى تنافر وشبه صراع ومن ثم الابتعاد والانفصال وهما :-
1- الاختلاف الفكري كالذي نشأ بين نيافة الأسقف الجليل مار باوي سورو من جهة ورئيس واعضاء مجمع السينهودس لكنيسة المشرق الآشورية من جهة اخرى ، وللدخول في هذا الموضوع من باب عام اقول ، انه منذ بداية نشوء هذا الاختلاف والى ما آلت اليه الأمور كانت اخلاقيات الاختلاف هي السائدة على موقف المتربعين على رئاسة طرفي الأزمة . وحتى موضوع الاختلاف لم يخرج من نطاق اختصاصهم والأعمال المنوطة بكلا الطرفين والتي تصب في القضايا الروحانية والايمانية التي تهم تلك الكنيسة ، فمثلآ وبحسب ما امتلكه من المعلومات المتواضعة ، ان نقاط الاختلاف كانت ترتكز حول الامور التالية
 اولآ :- بسبب طريقة معالجة امور الوحدة بين كنيسة المشرق الاشورية والكنائس الاخرى خاصة مع 
          الكنيسة الكاثوليكية .   
ثانيآ :- بسبب اختلاف وجهات النظر حول الاصلاحات داخل كنيسة المشرق الاشورية نفسها .
ثالثآ :- اعتقد ان قرار ابعاد نيافة مار باوي سورو الى ايران او روسيا من قبل سينهودس اساقفة كنيسة   
         المشرق الاشورية كعقاب له على مواقفه المؤيدة للوحدة وللاصلاح كان الشرارة الاولى لهذه القضية .
نستنتج مما تقدم ان حالة الانفصال التي حدثت بين الطرفين كانت لأسباب واضحة ومعروفة للجميع ، فمن الطبيعي ان يصبح لكل طرف مؤيديه ومسانديه نتيجة توافق الرؤا ووجهات النظر حول تلك المسائل مع  أخذ بعين الاعتبار الدور القبلي والعشائري والحزبي الذي حدد مواقف الكثيرين ، إذن وبغض النظر عن تداعيات تلك القضية ونتائجها ، إلا ان وقوف الأتباع والجمهور على حقيقة الأسباب التي دفعت الطرفين الى اتخاذ تلك المواقف قد وضع حدآ لأي تأويل أو ظن قد يمس سمعة المعني بالأمر ، فحسنآ فعل نيافة الأسقف الجليل مار باوي سورو عندما اوضح كل شيء للجمهور.

2- الاختلاف الشخصي :- أما بالنسبة لترك القس فائز داود كوركيس الكنيسة الكاثوليكية  للكلدان وانضمامة الى كنيسة المشرق الاشورية  ، فإن ما تردد من مصادر صديقة كنت قد اتصلت بهم ، انها كانت لأسباب شخصية وسلطوية وعلاقاتية بحتة ، فبالنسبة للأسباب الشخصية وبحسب بعض الأخبار ان القس المذكور لم يستطع تحقيق بعض تطلعاته الحياتية كالزواج مثلآ في الكنيسة الكاثوليكية فلجأ الى الكنيسة الاشورية التي تلبي ما يصبو اليه من هذه الناحية ، اما بالنسبة للأسباب العلاقاتية مع رؤساءه واخوانه في الرتبة وبحسب تلك المصادر ان تلك العلاقة كانت قد وصلت الى منتهاها خاصة بعد استخدام مفردات وكلمات نابية محرجة .

كم هي عظيمة وحكيمة ومتفوقة  الكنيسة الكاثوليكية للكلدان لعدم اثارة هذه الحالة الفردية والهامشية ونشرها في المواقع الألكترونية وهذا يدل على عمق ثقتها بذاتها وبإيمانها وثبات اساساتها واركانها وعلى مدى تمسكها بتعاليم ووصايا  رب المجد يسوع المسيح .

صحيح ان ما حدث لا يتجاوز تأثير فقاعة في المحيط ، بدليل انه حتى المؤمنين الذين يرتادون الكنيسة التي كان يخدم فيها القس المذكور ومن خلال اتصالي بهم قبل نشر هذه المقالة بيوم واحد لم يعلموا بهذا الانضمام ، فما بالكم بالذين في المدن والدول الأخرى ، كما لم نسمع ان صدر من الكنيسة الكاثوليكية للكلدان أي صراخ وعويل أوتوجيه اتهامات  اواصدار بيانات نارية وفتاوي تحريم وتسقيط شريحة كاملة كما حدث مع نيافة الأسقف الجليل مار باوي سورو ومؤازريه ، لأنها مؤسسة على الصخرة الحقيقية التي عناها رب المجد ، ومع ذلك فإن ايماننا المسيحي لا يدعنا ان نحقد او نكره ايآ كان ومهما كان شأنه ، فكيف يكون الحال مع كاهن قد تعبت الكنيسة في تأهيله وتعليمه وتخريجه والصرف عليه ، ومن ثم  يتنكر لكل ذلك فينسى ويتجاهل كل العهود والنذور التي قبلها على نفسه ويترك كنيسته لأسباب دنيوية زائلة ؟.

حقيقة لم اكن مطلع على ما نشره الناطق الرسمي باسم كنيسة المشرق الاشورية القس عمانوئيل يوخنا خبر قبول والاحتفاء بالأب فائز داود في تلك الكنيسة على موقعنا العزيز عينكاوا دوت كوم إلا بعد ان ارسل مشكورآ لي اخ وصديق عزيز رابط الخبر ، وعنوان الخبر الذي نشره السيد الناطق الرسمي جاء بعنوان (قبول وتنسيب الاب فائز داود كيوركيس راعيا في كنيسة المشرق الاشورية ) ، ومن الطبيعي ان تتكون لدى قاريء هذا الخبر بعض الملاحظات والانطباعات عن هذه القضية ، ومن جملة الملاحظات التي استوقفتني واثارت اهتمامي هي :-

1- ان تاريخ قيام الأب فائز تقديم طلبه للإنضمام الى كنيسة المشرق الاشورية في استراليا ونيوزلندة التي يرعى ابرشيتها المطران مار ميلس زيا والذي يشغل ايضآ منصب سكرتير المجمع المقدس لكنيسة المشرق الاشورية ، كان تاريخ تقديم ذلك الطلب في 30/ تموز / 2008  ، وان الاحتفال رسميآ بقبول الطلب جرى في 17 / آب / 2008 ، أي ان الفترة ما بين تقديم الطلب ودراسته والتحقق من سلامته وملابساته وخلفياته واستشارة وحصول موافقة اعضاء المجمع ورئيسه البطريرك مار دنخا الرابع وربما استشارة بعض وجهاء الرعية من ضمنهم السيد الناطق الرسمي ومن ثم مقابلة صاحب الطلب لتبليغه بنتيجة القرار النهائي وهو الموافقة على طلبه ومن ثم توجيه الدعوات لأتباع هذه الكنيسة لحضور الاحتفال الذي يقام بهذه المناسبة في كنيسة ربان هرمزد في سدني بتاريخ 17/آب/2008  ، كل تلك الاجراءات وغيرها من التفاصيل لم تستغرق اكثر من (18) ثمانية عشر يومآ !!! ، انا شخصيآ اعتقد انه ليس بمقدور اقوى اجهزة المخابرات في العالم ان تتحرى وتتحقق وتفحص كل تلك الامور والأسباب ومن ثم ان تجري تلك السلسة من المشاورات والتداولات والاتصالات مع مختلف الشخصيات والرتب في قضية كهذه وبهذه السرعة  إلا اذا جرى كل ذلك وفق احد الاحتمالات التالية :-
اولآ :- ان يكون هناك تواطؤ ومنذ البداية بين الأب فائز وشخصيات من  الابرشية التي انضم اليها .
ثانيآ :- ان يكون المطران مار ميلس زيا قد تجاوز كل تلك الاجراءات وانفرد لوحده او حصرها بأعضاء ورئيس المجمع المذكور .
ثالثآ :- أو انهم لم يصدقوا الخبر لأن هذا الحدث جاء في الوقت المناسب لتنفيس بعض الاحتقان والمشاعر المكبوتة التي سببته قضية نيافة الأسقف الجليل مار باوي سورو .

2- هكذا استهل مقالته السيد الناطق الرسمي (  في احتفال كنائسي مهيب في هذا اليوم الاحد 17 اب 2008، وفي كاتدرائية الربان هرمز لكنيسة المشرق الاشورية في سدني – استراليا، وبمشاركة اكثر من الفي مؤمن من ابناء الكنيسة، ...). انتهى الاقتباس
الملاحظ ان هذا العدد الكبير للحضور في كنيسة لا تسع الى ما يقارب ربعه او ثلثه وفي ايام الأحاد الاعتيادية يؤكد انه تم توجيه دعوات الحضور الى جميع رعاياها في سدني ومالبورن وأنا شخصيآ عرفت بهذا الاحتفال يوم 16/آب/2008 من بعض الآثوريين الخيرين .

3- نقرأ ايضآ ( ... اعلان قبول الاب الفاضل القس فائز داود كيوركيس كاهنا في كنيسة المشرق الاشورية التي عاد اليها من الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. حيث قام الاب الفاضل بتلاوة وثيقة ايمان كنيسة المشرق باللغة الام (صورة النص منشور ادناه) والتي تتضمن مبادئ العقيدة الايمانية المسيحية لكنيسة المشرق المبنية على الايمان القويم بالرب يسوع المسيح فاديا ومخلصا، وكما تقبلتها من الرب ورسله الاوائل،...).
ما اريد ان اسأله من السيد الناطق الرسمي هو : متى خرج الأب فائز داود من الكنيسة الاشورية لكي يعود اليها الآن ؟، اما اذا كان يقصد كنيسة المشرق ، عندها نستطيع ان نلجأ الى الدكتور هرمز ابونا ليحدثنا عن الوريث المتسلسل والامتداد الطبيعي للكرسي البطريركي في كنيسة المشرق .

اما بالنسبة الى وثيقة الايمان ، انا شخصيآ لا ارى اية اشكالية في قراءتها وفي مضمونها ، لأن هذا سياق طبيعي تمارسه كل الجهات ، لكن الايحاء بتفضيل كنيسة على كنيسة اخرى من جهة الايمان هو الذي استوقفني ، وإلا ما معنى قوله (  عاد اليها من الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ) ثم قوله عن وثيقة الايمان ( والتي تتضمن مبادئ العقيدة الايمانية المسيحية لكنيسة المشرق المبنية على الايمان القويم بالرب يسوع المسيح ...) . هل الكنيسة الكاثوليكية للكلدان بالنسبة لرأي الناطق الرسمي ليست مبنية على الايمان القويم بالرب يسوع المسيح ؟، نعم هذا ما يريد الناطق الرسمي ان يوحي به ، وإلا هل الأب فائز داود بحسب الكلمات التي صاغها السيد الناطق الرسمي قد عاد من الايمان القويم الى الايمان القويم الآخر ؟!.
ولكن يظل كل شخص بمعدنه مهما تلون او حاول ان يلبس نفسه من المسوح ، فالسيد عمانوئيل يوخنا واحد من اولئك الذين ينسون انفسهم فسرعان ما يظهر على حقيقته ، إذ لا مانع لديه من تسقيط أية شخصية كانت واكتساح أية كنيسة غير التي ينتمي اليها اذا سنحت الفرصة واقتضت المصلحة ، تمامآ كما يفعل مع التسمية المركبة ( الكلداني السرياني الاشوري ) التي يتغنى بها طالما انه يتحدث مع الكلدان والسريان او لهم حضور في محفل ما ثم سرعان ما يسقط الكلداني والسرياني من تسمية شعبنا اذا كان بين طائفته او في أي محفل لا يحضره الكلدانيين والسريان ، حقيقة انها حالة يصعب على المرء ان يصفها او أن يتعايش معها .

4- لعل الكثير يتذكر سلسة المقالات التي كتبها السيد عمانوئيل يوخنا عن حركة الأسقف الجليل مار باوي سورو والتي كتبها بعنوان ((عندما تسقط الاقنعة ... نقاش هاديء للحركة الانشقاقية لنيافة الاسقف مار باوي )  خاصة عند قوله في المشهد الثالث من الجزء السادس إذ كتب مفترضآ  (ان المجمع المقدس للكنيسة الكلدانية وباجماع اراء اعضاءه وبرئاسة غبطة البطريرك يقرون ايقاف احد الاساقفة الكلدان بعد رفضه جميع الخيارات التي يقدمها له المجمع لتلافي ما للاسقف من اشكالات مع ابرشيته ومع مرجعيته الكنسية ومع مواقف الكنيسة ككل . وليعلن الاسقف رفضه للقرار السنهاديقي والتمرد عليه ووضع اليد على ممتلكات الكنيسة الكلدانية في ابرشيته وللاستمرار في ممارسة صلاحياته المنزوعة منه والتعبئة الجماهيرية ضد الكنيسة والاساءة الى اباءها، وغيرها .. تقوم، افتراضيا ايضا، كنيسة المشرق الاشورية بفتح ابواب كنائسها للاسقف الموقوف والاحتفاء به واستقباله استقبال الاباء الاجلاء رغم امتعاض ورفض الكنيسة الكلدانية لذلك ماذا كانت ستكون مواقف الكنيسة الكلدانية ابتداء برعيتها المعنية الى الابرشية الى السدة البطريركية الى المرجعية البابوية وسفراءها في الدول المعنية) . انتهى الاقتباس

والان اريد ان اقول للسيد عمانوئيل يوخنا ، لقد تحقق افتراضك ، فهل جرى شيء مما تخيلته ، الجواب كلا ، لأن الكبير يبقى كبيرآ .

 في حينها ، كنت قد عقبت على تلك الجزئية من خلال مقالة كنت كتبتها بعنوان ( مار باوي وهواجس الانفصال والاتحاد لدى الاخ عمانوئيل يوخنا )  بالقول (وللاجابة على هذا السؤال اقول بكل بساطة وبحسب اعتقادي ، لا شيء يحدث على الاطلاق  عدا الصلاة من اجل تلك الضحية و ابداء الحزن الصامت على فقدان احد ابناء ها ، من غير المساس بشخصه او بإنسانيته او بحقوقه البديهية التي كانت له قبل انفصاله من الخدمة .لأنه وبحسب معلوماتي ان الكهنوت هو من الاسرار المقدسة ويحمله المستحق طوعيآ من غير اجبار ، ويكرس كل حياته لخدمة هذا السر وبالخضوع التام لمرجعيته الأعلى طيلة فترة  ممارسة متطلبات كهنوته ، اما اذا أخل بأي من الالتزامات الرئيسية التي تعهد بها منذ البداية فيكون في هذه الحالة غير مستحق لحمل هذا السر المقدس ولا يصلح للإستمرار في الخدمة وبالتالي سيعفى من كل مسؤولياته والتزاماته ومن كل ما اؤتمن عليه ويصرف بهدوء و سلام .
اما في حالة وضع اليد على ممتلكات الكنيسة  كما افترض اقول ، اعتقد انه سيكون امام الكنيسة الكاثوليكية للكلدان احد الخيارات التالية :-
1- اللجوء الى قضاء السماء بتوكيل الأمر لرب المجد يسوع المسيح . وبهذا التوكيل تكون القضية قد انتهت وكل واحد يسير في طريقه الى يوم الحساب .
2- اللجوء الى قضاء البشر والمحاكم المختصة . ولا يلجأ الى هذا القضاء إلا بعد اعلان التحدي من الطرفين اللذين يعرفان جيدآ ماذا سيعانيان من التعب وجرجرة المحاكم لذلك لا يحق لأي منهما وخاصة لمقيم الدعوى  ان يغضب او ينفعل من مسألة استجوابه اومن أي من تبعيات  او تداعيات غير متوقعة .
اما عن الجزئية التي يقول فيها (.. تقوم، افتراضيا ايضا، كنيسة المشرق الاشورية بفتح ابواب كنائسها للاسقف الموقوف والاحتفاء به واستقباله استقبال الاباء الاجلاء رغم امتعاض ورفض الكنيسة الكلدانية لذلك ماذا كانت ستكون مواقف الكنيسة الكلدانية ابتداء برعيتها المعنية الى الابرشية الى السدة البطريركية الى المرجعية البابوية وسفراءها في الدول المعنية .).
مرة اخرى اقول لرابي قاشا ، ودائمآ بحسب رأي الخاص ،  لا اعتقد بأنه سيكون هناك موقف متشنج من قبل القائمين على الكنيسة الكاثوليكية للكلدان تجاه القائمين على كنيسة المشرق الاشورية ، لأن المشكلة ستكون حصرآ بين الكنيسة الكاثوليكية  والشخص الموقوف ، اما الى اين يتجه هذا الموقوف فهذه هي رغبته ومشكلته ولا اعتقد انه يكون من العدل مطالبة العالم بعدم التعامل معه ، ولا اعرف اذا كان مثل هذا التحول لرجال الدين قد حدث في التاريخ ...).

انتهى الاقتباس وقد حدث هذا التحول فعليآ وليس افتراضيآ يا رابي ، ولكن بكل إيمان وهدوء وحكمة وشجاعة : الكنيسة الكاثوليكية للكلدان وكلت الأمر الى رب المجد الدّيان يسوع المسيح من غير صراخ وتحريم ، ولكن الذي اريد ان اقوله للناطق الرسمي هو ، انكم اقمتم الدنيا ولم تقعدوها على الكنيسة الكاثوليكية وعلى روما وعلى قداسة البابا الذي فتح ابواب كنيسته لنيافة الأسقف الجليل مار باوي ورعيته الكريمة المؤمنة ، ولكنني اراكم تفعلون ذات الشيء الذي كنتم تذموه وتعيبون به غيركم  !!! ، عجبي  وانتم تفتحون ابواب كنيستكم للأب فائز داود ألم يخطرعلى بالكم المثل الذي يقول (كيف تنهى عن مذمّة و تأتي بمثلها ) ؟؟؟ ،  ها انتم فعلتم ما كنتم تذموه ، بل وفعلتموه وسط احتفال شعبي ورسمي مهيب وبالتلك السرعة الصاروخية !!! ، ألم اقل يا رابي انكم تنسون بسرعة ، أم  ان شعور الثأر والانتقام بحسب اعتقادكم كان مسيطر على كل الحواس ، أم انك ستتعذر باختلاف الرتب وقيمة الأملاك بين تلك الحالة وهذه الحالة متناسيآ ان الفعل هو ذاته مع اختلاف الاسباب وان الانسان مهما دنا او علا شأنه هو اعظم من كل تلك الثروات .
 
النقطة الاخيرة التي استوقفتني هي ان السيد الناطق الرسمي قد كفى و وفى  في نقل تلك المراسيم ولكن الذي اغفله هو انه لم يتطرق الى الأسباب الحقيقية التي دعت الأب فائز داود ان ينضم الى كنيسة المشرق الآشورية ، اعتقد انه من حق الجمهور ومن ضمنهم انا شخصيآ ان اعرف تلك الأسباب ، لأنني اذا وجدتها تخدم الايمان المسيحي وتتعلق بالوحدة بين الكنائس وبالاصلاحات الكنسية كتلك التي اوضحها نيافة الأسقف الجليل مار باوي سورو للجميع ، لربما نقتنع نحن ايضآ ونلتحق به  وعسى ان نحظى باحتفال مهيب ، اما اذا كانت بسبب امور شخصية وعلاقاتية وسلطوية وعاطفية ودنيوية زائلة ، ارجوا من الناطق الرسمي ان يحتفظ بها في ارشيفه المتخم بالأوراق الصفراء ، لأنها ومهما تكن مؤلمة وموجعة فإنها لا تصل الى ظلال تلك التي تحملها السيد المسيح من جلاديه والمستهزئين به ومن الذين صلبوه ، وايضآ مهما كانت ثقيلة على كاهله لم تكن اثقل من صليب السيد المسيح الذي اوصله الى النهاية من دون أن يتركه ويترك تلاميذه ويهرب كما فعل الأب فائز داود كوركيس عندما ترك كنيسته ومؤمنيها وهرب .   


منصور توما ياقو
30 / آب / 2008






56
 

قد لا اضيف شيئآ جديدآ إذا تطرقت في مقالتي هذه الى ايجابيات وسلبيات المطالبة بالحكم الذاتي او الادارة الذاتية أو استعادة حقوق المواطنة الكاملة لأبناء شعبنا في العراق الفدرالي الاتحادي ، فالذين تطرقوا الى ذلك الجانب من ابناء شعبنا لا حصر لهم ولا عدّ ، وحقيقة انهم احاطوا بتلك النظم من كل جانب وانهم لم يتركوا صغيرة او كبيرة إلا وقتلوها بحثآ ومناقشة وتحقيقآ وتنقيبآ عنها في كل بلدان العالم ليبينوا للناس ايجابيات وسلبيات تلك النظم الادارية وايهما اكثر فاعلية و مناسبة لشعبنا المنقسم على نفسه بين الموافق والمعترض واللامبالي ، لذلك سأتجاوز تلك الجزئية وسأحاول في هذا المقال ايجاد صيغة توافقية بين جميع تلك الرؤا .

من الطبيعي ان لا نختلف عن الآخرين في ممارسة حقنا المشروع بالمطالبة في استعادة حقوقنا القومية والتاريخية والانسانية والوطنية  التي تعرضت ولقرون طويلة الى ابشع الممارسات العنصرية التي يندي لها جبين كل من قال انا انسان ، بل ولا زالت تنتهك وتهان لأتفه الأسباب وغالبآ من دون ان يكون هناك سبب غير سبب انتماءهم الديني ، لذلك فقد اصبحت قضية استعادة وحماية تلك الحقوق من الأولويات التي يتحتم على الجميع للعمل على تحقيقها .

في الوقت الذي يبحث فيه كل الفرقاء وكل الأطراف في العراق عن مصالحهم وحقوقهم وفق ارادتهم وتطلعاتهم التي فاقت كثيرآ ما يستحقونه ، فلماذا نحن ايضآ لا نبحث عن مصالحنا وحقوقنا وتطلعاتنا في بناء وحماية حاضرنا وان نصوغ مستقبلنا وفق ارادتنا على تراب وطننا ؟.
هناك الكثير من ابناء شعبنا يعتبر المطالبة بمنطقة الحكم الذاتي لنا هو سقف مرتفع ولا ينسجم مع الواقع ، فبغض النظر عن كوننا السكان الأصليين للعراق ، لكن عندما يعتبروننا الآخرين ونحن معهم بأننا جزء من نسيج المجتمع العراقي وبأننا شركائهم في الوطن ، ولهم ما لنا وعليهم ما علينا ، وان الدستور العراقي يقر بمساواة جميع العراقيين عندها لابد ان يكون الاستحقاق ايضآ متساو بين الجميع ، ولكي نعرف مستوى ارتفاع سقف مطاليبنا وجب علينا مقارنتها مع تلك التي يطالب بها شركائنا في الوطن على اعتبار جميعنا متساوون في الحقوق والواجبات والعدل كما يشير الى ذلك الدستور العراقي ، وايضآ لكي تتم تلك المقارنة لابد ان نذكر نوعية المطاليب التي يطرحها شركائنا في الوطن ومن ثم مقارنها بتلك التي يطرحها شعبنا ، علمآ بأنني هنا سوف استخدم اعلى مطلب لنا وهو الحكم الذاتي لنقارنه بتلك التي لهم او يطلبها الأخرون ، لكن قبل ذلك ومن اجل تسهيل الفكرة ارى من الضروري ان نصنف تلك المطاليب من حيث اهميتها وبحسب التسلسل الافتراضي التالي :-
1- الدولة  =   سقف مطلبي  عالي جدآ
2- السلطة والحكم = سقف مطلبي عالي
3- الأقليم الفيدرالي = سقف مطلبي مهم جدآ
4- الحكم الذاتي = سقف مطلبي مهم
5- الادارة الذاتية = سقف مطلبي عادي 
6- المواطنة الكاملة = سقف مطلبي ضعيف
والان  لنقارن مستوى المطاليب التي يطالب بها شعبنا مع تلك التي يطالب بها شركائنا في الوطن .

1- مطاليب شركائنا العراقيين من عرب الشيعة : بالاضافة الى تملكهم السلطة والحكم( سقف مطلبي عالي ) لكونهم الاكثرية كذلك يمتلكون الرقعة الجغرافية الكبيرة في العراق والتي تتضمن ( 9 ) محافظات زائدآ حوالي نصف محافظة بغداد ، ومع ذلك نجد ان بعض التيارات المهمة فيهم تطالب بإقامة اكثر من اقليم فيدرالي بين تلك المحافظات ، مثل اقامة اقليم الفرات الأوسط واقليم الجنوب  ( سقف مطلبي مهم جدآ ) ، وإذا اردنا ان نحول هذا الكلام الى لغة الأرقام نقول ، ان سقف المطاليب لشركائنا العراقيين من عرب الشيعة تندرج بين التصنيفين الثاني والثالث من حيث اهميتها وبحسب التسلسل الذي ذكرناه .   

2- مطاليب شركائنا العراقيين من عرب السنة : ايضآ لهم حصتهم الكبيرة من الرقعة الجغرافية العراقية إذ لهم ( 4 ) محافظات زائدآ حوالي نصف محافظة بغداد ، ولا ننسى ان مَن تعاقب على حكم كل العراق منذ تأسيسه في العشرينات من القرن الماضي والى يوم 9/4/2003 م كانوا من عرب السنة  وبعد هذا التاريخ  إذ استيقظوا فجأة على صدمة الواقع الذي وجدوا انفسهم فيه وهم مجردين من كل شيء ، خاصة من السلطة وحكم العراق ، لذلك ومنذ البدء اعلنوا تمردهم على الواقع الجديد ولم يقبلوا بأقل من العودة للسلطة والحكم على كل العراق ( سقف مطلبي عالي جدآ ) ، وهذا السقف هو الأول من حيث الأهمية بحسب التسلسل المذكور .

3- مطاليب شركائنا العراقيين من الأكراد : ايضآ لهم السلطة والحكم على رقعتهم الجغرافية التي تزيد مساحتها على مساحة الكثير من الدول المستقلة  ( سقف مطلبي عالي ) ، وهي تتضمن ( 3 ) محافظات زائدآ ربما محافظة كركوك او نصفها كأقل احتمال ، وكان للأخوة الاكراد الحكم الذاتي ( سقف مطلبي مهم ) الذي تطور ليرتقي الى الأقليم الفيدرالي ( سقف مطلبي مهم جدآ ) ، كما لايمكن بأي حال من الأحوال اهمال او التغاضي عن تلك الإيحاءات والمطاليب التي تدعي بحق تقرير المصير أي المطالبة بالاستقلال ( سقف مطلبي عالي جدآ ) ، إذن وبموجب ما تقدم تندرج مطاليب شركائنا العراقيين من الاكراد تحت التصانيف ( الأول والثاني والثالث ) بحسب نفس التسلسل المذكور .

4- مطاليب شعبنا ( الكلدانيين والسريان و الآثوريين ) :- نقول رغم انه  ليس لدينا رقعة جغرافية كبيرة ومترابطة خاصة بشعبنا كما لشركائنا الآخرين إلا ان الرقعة الجغرافية التي نمتلكها اليوم واستعادة تلك المتجاوز عليها بالتأكيد ستفي بمطاليبنا التي نحن بصددها ، كما ليس لدينا محافظة خاصة بنا أسوة بشركائنا الآخرين ، ليس بسبب عدم وجود بين مدننا وبلداتنا واحدة  منها لا يمكن ترقيتها لتصبح محافظة ، ولكن بسبب ممارسة سياسة التهميش و اللامبالاة والنظرة الدونية التي انتهجتها كل الأنظمة العراقية المتعاقبة على الحكم بحق مدننا وقرانا وبحق شعبنا ، فمن اجل رفع هذا الغبن والتجاهل الذي لحق بمدننا فانني اقترح على المعنيين من ابناء شعبنا للمطالبة على استحداث محافظة لأبناء شعبنا وذلك من خلال ترقية احدى مدننا لهذا الغرض .
 
   اما بالنسبة لمستوى مطاليبنا فإنها وبحسب علمي تندرج تحت ثلاثة تصانيف التي سأبينها في ادناه، ولكن للأسف ان اعلاها مرتبة لا ترتقي الى ادنى مطلب للآخرين ، ومع ذلك فإن المعنيين من ابناء شعبنا  منقسمين على انفسهم وغير متفقين على صيغة أو مطلب محدد ، واما تلك المطاليب فهي :-

اولآ – الحكم الذاتي في سهل نينوى ( سقف مطلبي مهم ) وهذا هو اعلى سقف مطلبي نطرحة وهو يحتل التصنيف الرابع  من حيث الأهمية بحسب التسلسل المذكور ، ومع تخلفه عن ما يطالبه شركائنا الاخرين فهناك ايضآ من ابناء شعبنا من يعترض عليه وخاصة على المقترح الذي يطالب بضمه الى اقليم كوردستان .

ثانيآ – الادارة الذاتية ( سقف مطلبي عادي ) ويحتل التصنيف الخامس من حيث الأهمية ويتبناه فصيل واحد من ابناء شعبنا ، رغم ان هذا المطلب يدخل في باب الحقوق الا انه لا يرتقي الى مستوى طموح شعبنا بامتلاك ذاته وممارسة اختياراته على ارضه ومدنه وقراه ووفق ارادته الحرة الغير مقيدة بمزاجات الاخرين .
 
ثالثآ – المواطنة الكاملة ( سقف مطلبي ضعيف ) ، من عجائب هذا المطلب انه في العراق يحتل التصنيف الأخير من حيث الأهمية والاهتمام ولكن في الدول الديمقراطية المتقدمة يحتل التصنيف الأول الذي عليه ترتكز اركان الدولة بحيث يكون هو محورها وجوهر نظامها باعتباره مصدر الحقوق كافة ، اما ما نراه اليوم في العراق من امور طائفية ومذهبية وعشائرية والقتل على الهوية وعلى المعتقد و تدمير الاماكن المقدسة وممارسة الاختطاف والتهديد والتهميش وفرض المعتقدات والتهجير القسري والهيمنة وهضم الحقوق كلها من الأمور التي جعلت من ممارسة المواطنة الكاملة امرآ مستحيلآ في ظل التركيبة السياسية والسكانية المعقدة التي تخيم على العراق ، وبما أنه لا يلوح في الأفق أي أمل يؤدي الى تفاؤل ما ،  بل على العكس كل الدلائل تُشير الى أن الوضع ان لم يتفاقم فإنه سيبقى على ما هو عليه مع استمرار تأصيل تلك المفاهيم الطائفية والمذهبية والممارسات المنافية لحقوق الانسان ، فالذي يأمل أن تحترم  حريته وكرامته وكيانه ومقدساته وحاضره ومستقبله وحقوقه بالإعتماد او الى حين تحقيق المواطنة الكاملة والمتساوية في ظل التركيبة الاجتماعية والسياسية المهيمنة على العراق فانه يكون كالعطشان الذي يأمل ان يجد الماء في السراب ، نعم نحن نعمل من اجل تحقيق المواطنة الكاملة والمتساوية ونرحب بكل مسعى يصب في ذلك الاتجاه  ولكن أمر تحقيق ذلك ليس بيدنا ولا يتوقف علينا ، فلماذا نتخلف عن بقية شركائنا في المطالبة بحقوقنا المشروعة ، ثم لا اعتقد ان المطالبة بتلك الحقوق تنافي مباديء حقوق الانسان او تنافي الديمقراطية وحق الاختيار أو انها تنتقص من حق المواطنة بل العكس هو الصحيح ، وإذ نحن امام هذه الحقائق وجب علينا ان لا نتردد بعد اليوم في اتخاذ القرار للمطالبة بالحكم الذاتي المفتوح لشعبنا أي ليس فقط في سهل نينوى بل يكون مفتوح للانضمام اليه جميع المدن والقرى العائدة لشعبنا الموجودة خارج سهل نينوى .
 قد يقول قائل ان سقف المطاليب يجب ان يكون وفق النسبة العددية التي يمثلها كل مكون من مكونات الشعب العراقي ، ولهذا القائل أقول : لا علاقة للنسبة العددية بهذه المقارنة التي ترتكز على المبدأ الدستوري الذي يقضي بأن جميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ان الذي يطالبه شعبنا يتناسب مع نسبته العددية ومع الرقعة الجغرافية التي يمتلكها ناهيك عن استحقاقاته الاخرى سواء كانت التاريخية او الانسانية او غيرها وايضآ ان تلك المطاليب متوافقة تمامآ  مع ما أقرّه الدستور العراقي بما يتعلق في حماية حقوق الانسان ومن ضمنها حماية ودعم حرية التعبير عن ارادته ، فكل ما يطلبه شعبنا هو معاملته اسوة بالآخرين باحترام اختياراته على ارضه ومدنه وقراه فقط ، ومن الجهة الثالثة نقول ، ان النسبة العددية ايضآ هي مختلفة بين العراقيين من عرب السنة والشيعة والاكراد ومع ذلك نجد ان كل واحد منهم يمارس حريته واختياراته على الرقعة الجغرافية التي يمتلكها فلماذا يتخلف شعبنا بممارسة تلك الحرية وتلك الاختيارات التي تنسجم مع الواقع ومع روح الدستور العراقي ؟.

اما للخائفين والمترددين من انضمام ما يسمى بسهل نينوى الى اقليم كوردستان اقول :-
ان هذا الانضمام اذا تم فعلآ فانه يتم بموجب احكام الدستور العراقي الدائم الذي نص في مادته (1) من الباب الاول الآتي :-
الباب الاول المبادئ الاساسية
المادة1):-  جمهورية العراق دولةٌ مستقلةٌ ذات سيادة، نظام الحكم فيها جمهوريٌ نيابيٌ (برلماني) ديمقراطيٌ اتحاديٌ.

وبما ان منطقة الحكم الذاتي ستنشأ بموجب الدستور الذي يلزم ويقر بوحدة العراق ، فإذن لماذا يخاف البعض اذا انضمت تلك المنطقة الى اقليم كورستان او الى اي اقليم آخر عسى ان ينضموا الى اقليم الجنوب ؟ اضافة الى ان اقليم كورستان نفسه بموجب الدستور العراقي والرقعة الجغرافية الحالية للعراق هو جزء من العراق الموحد ؟.

اما اذا كان مصدر الخوف هو من احتمال انفصال كوردستان العراق مستقبلآ ايضآ نقول :-
بما ان انشاء منطقة الحكم الذاتي لشعبنا وتحديد عائديته ( الجهة التي سينضم اليها )سيتم بموجب مادة أوبضع مواد في الدستور الدائم فما المانع ان تضاف مواد اخرى تحدد شروط ذلك الانضمام مثل :-
1- تنضم منطقة الحكم الذاتي الى اقليم كوردستان طيلة فترة بقاء العراق موحدآ داخل رقعته الجغرافية التي كانت مرسومة وقت اصدار قانون انشاء منطقة الحكم الذاتي .
2- من المؤكد ان موافقة المواطنين في المنطقة المذكورة وعبر اجراء استفتاء شعبي لهم هي التي تحدد الجهة التي ستنضم اليها ، ومن اجل ان يحقق الاستفتاء كامل اهدافه وان يخفف من هاجس الانفصال الذي لدى البعض ، يمكن وضع نص في الدستور يقضي باجراء استفتائين قبل أن يأخذ قانون الحكم الذاتي وضعه الدائم ، الاستفتاء الأول ، بعد تأسيس منطقة الحكم الذاتي مباشرة ، وتبقى نتيجة هذا الاستفتاء نافذة الى حين ظهور بوادر جدية ومؤكدة على انفصال اقليم كوردستان من العراق ، عندها يجرى استفتاء حاسم لتقرير جهة الانضمام ، او ان يقضي بالعودة الى الوضع الذي كان قائمآ قبل انشاء منطقة الحكم الذاتي ، أي الوضع الذي نعيشه هذه الايام .

اعتقد بهذه الصيغة نكون قد حققنا جملة من الأهداف ومنها :-
 
1- بددنا مخاوف الذين يعانون من فوبيا انفصال اقليم كوردستان .
2- حتى لو كان هناك توجه لانفصال اقليم كوردستان ، اعتقد ان هذا التوجه لكي يتحول الى واقع عملي قد يحتاج الى فترة زمنية لا يمكن التكهن بها حاليآ ولكن ايضآ لا يبدو في الافق ما يشير الى ذلك ، بل على العكس ، فالقيادة والحكومة والبرلمان والنخبة السياسية والمثقفة  والصحافة الكوردستانية كلها متمسكة وتنادي بالعراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد ، ولنفرض جدلآ ان تلك الفترة الزمنية هي ( 10 ) سنوات ، وهذا يعني اننا خلال عشرة سنوات القادمة سنكون في احسن حالاتنا لماذا ، لأن طرفي المعادلة ( الاكراد والعرب ) سيتنافسان على جذبنا وتقديم كل ما يطمئننا على حاضرنا ومستقبلنا ويضمن حقوقنا التاريخية والقومية والوطنية والانسانية في الدستور وكسب ودنا ورضانا ربما ليس حبآ بنا بل لحسابات قد تفيدهم في الاستفتاء الثاني والحاسم الذي يجري عندما يكون هناك انفصال ، لا اغالي اذا قلت ، اذا استطعنا ان ننشأ منطقة الحكم الذاتي لشعبنا ، فإن شعبنا ليس في تلك المنطقة فحسب وانما في عموم العراق ولحين انفصال كوردستان والتي ربما لا يحدث هذا الانفصال ابدآ سيتمكن من اثبات كيانه وتأسيس مؤسساته المدنية و الامنية وتنظيم علاقاته مع الآخرين ، ولا اتردد ان اسمي تلك الفترة بالعصر الذهبي لشعبنا ، وايضآ لا نخاف من الفترات اللاحقة لأننا نكون قد تجاوزنا حالة التشتت والتنافس القبلي والمذهبي وتلك الانانية والعظمة الفارغة التي اوصلتنا الى هذا الحال ويحل محلها ثقافة العمل المؤسساتي كتلك السائدة في الدول الديمقراطية والمتقدمة ، فبعد ان خسرنا كثيرآ وتألمنا كثيرآ وبكينا كثيرآ نتيجة لهونا ولعبنا وانانيتنا وتآمرنا على بعضنا البعض ، حان وقت العمل الجدي والشفاف والطموح ، وإلا كما يقول الاخ العزيز حبيب تومي ( ان سفيتنا مشرفة على الغرق ) عندها لا الندم ينفع ولا الحزن يشفع .

 
منصور توما ياقو
7/Aug/2008
 


 

57
في البدء ينبغي أن نفرق بين التعابير التالية :-
1 – اقحام الدين في السياسة .
2- اقحام الكنيسة في السياسة .
3- اقحام رجال الدين في السياسة .
 
 فالتعبير الأول (  اقحام الدين في السياسة  ) يشير بكل وضوح الى اقحام النصوص المقدسة والوصايا الإلهية والقوانين الكنسية في غير مجالها او اماكنها المخصصة، أي محاولة تسيس الدين ، لاشك ان هذه الحالة مرفوضة من قبل الجميع خاصة بعد ان اثبتت فشلها بل وخطورتها على الانسان وعلى الدين نفسه ، وما كان حال اوربا في العصور الوسطى وما نشهده اليوم في العراق إلا خير مثال على ذلك .

و التعبير الثاني ( اقحام الكنيسة في السياسة ) فهو تعبير خاطيء ، فالمعروف ان معنى كلمة الكنيسة تعني جماعة  المؤمنين المسيحيين ، ولا ضرر او جنح اذا كان جميع هؤلاء المؤمنين ( عدا القس او الاب الراعي ) يمتهنون السياسة ويعملون داخل احزاب سياسية ، لذلك نقول ان اقحام الكنيسة او قسم من افرادها في السياسة أمر عادي ولا غبار عليه . فالاعتراض هنا هو على التعبير الكتابي الخاطيء لكلمة الكنيسة وليس على التعبير القصدي او على المفهوم الدارج الخاطيء باعتبار ان الرجل الدين هو الكنيسة او ان الكنيسة هي الدين .

اما التعبير الثالث (اقحام رجال الدين في السياسة ) ، السؤال هنا هو من هو فاعل هذا الاقحام ، هل هو رجل الدين نفسه أم جهة أخرى ؟ فإذا كان الرجل الدين نفسه فهذا يعني ويشير الى  استغلال رجل الدين لمنصبه الديني ومكانته الاجتماعية لأغراض واهداف قد تكون شخصية او طائفية او مذهبية او قومية او لفرض اراءه وتكريس ثقافة التهميش والاقصاء والتعصب كتلك التي اصبحت المهنة الوحيدة التي يتقنونها بعض الاحزاب والحركات العاملة في ساحة شعبنا ، فهذه هي الاخرى مرفوضة شكلآ ومضمونآ .

أما اذا كان فاعل هذا الاقحام هو جهة اخرى كالرعية او بعض طبقات المجتمع كالأقليات القومية  التي لا راعي كفوء ومؤهل وصادق لها كما هو حال اقليتنا القومية عندها يمكن ان نقبل بالاستثناءات لحين تنقية بعض الذوات من دنس الأنا والانانية او لحين ظهور البديل المناسب والمقبول من قبل الجميع ، لذلك نقول :-

من الممكن القبول بهذا الاستثناء على ان تتوفر فيه الشروط التالية :-
1- عدم اشغال الرجل الدين أي منصب سياسي او قومي مباشر بإستثناء المناصب الفخرية .
2- عدم اقحام أي نص ديني ومهما كانت قدسيته عند التعامل مع الامور السياسية .
3- يجوز التدخل في الحالات وعند الامور التي لا يكون هناك حزب مؤهل او تمثيل سياسي قومي خاص بالرعية ، فكما يقول الرب يسوع المسيح ( ليس كل من يقول لي يارب يارب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل إرادة أبى الذي في السماوات . (مت 7 : 21 )،  كذلك ليس كل فرد او حزب يتغنى ويردد  التسمية المشكلة من ( الكلدان والسريان والاشوريين ) يعني انه صادق ومؤهل ليمثل تلك الكيانات الثلاثة ، خاصة لنا نحن الكلدانيين تجارب مريرة مع البعض المعروفين الذين لم يتركوا فرصة للثقة بهم وبشعاراتهم وتنظيراتهم الزائفة .
4- من حق رجل الدين التدخل في السياسة وفق الشروط المذكورة اعلاه وعند تخويله من قبل رعيته وايضآ عندما يرى مصالح شعبه مهددة او تم انتهاكها من أي طرف كان حتى لو كان ذلك الطرف قد لبس لباس التسميات الثلاثة وهو في داخله يتحين الفرص للعودة الى ممارسة سياسة التهميش والاقصاء والاستحواذ واهانة التسمية القومية الكلدانية .
5- اذا كانت الصيغة المتبعة حاليآ في اختيار ممثلي شعبنا لاشغال المناصب في اللجان والهيئات السياسية والحكومية خاصة في اقليم كردستان تتم بالطريقة التآمرية وحصرها فقط ببعض ( لم احسب خيالات المآتة النائمة في الدائرة ) نعم ببعض وليس كل الذين في الدائرة الضيقة المحيطة بأهل النفوذ والتأثير في حكومة الاقليم واقصد بدائرة المجلس الشعبي  مما ادى الى تهميش واقصاء كل من هو خارج هذه الدائرة ، فمن اجل انصاف كل الكيانات ( الكلدانيين والاثوريين والسريان ) ولتجاوز حالة التعصب القومي الفئوي المسيطرة على عقلية البعض لذلك ارى من الضروري تشكيل لجنة من ثلاثة رجال دين على الأقل ( كلداني وآثوري وسرياني )، تكون مهمتها تزكية اشخاص من الذين ترشحهم احزابهم او حتى من خارج التنظيمات السياسية ممن يرونهم مناسبين وقادرين على تمثيل الجميع وليس فقط الشريحة او الفئة التي خرجوا منها .

ليس عيبآ او نقصآ إذا قلنا ان التنظيمات السياسية والقومية الكلدانية لا زالت بحاجة الى الكثير من الجهد والخبرة والدعم البشري والمادي والمعنوي والاعلامي من جميع ابناء شعبنا لكي تستطيع ان تمارس دورها  الفاعل والمؤثر على كل الساحات بكل جرأة وحكمة  وحنكة ، فمن هذا المنطلق وعلى الأقل لغاية تجاوز تلك المؤشرات والبدايات نقول ، نعم يجوز لرجل الدين ان يتضامن مع شعبه وأن يساهم بالقدر المتاح له ووفق الشروط التي ذكرناها اعلاه على طرح أجندة سياسية وقومية تعكس ارادة رعيته او شعبه إزاء الاجندات الفئوية الأخرى وخاصة تلك المتآمرة على تلك الارادة .
 
كما لا يخفى على احد ، ان لرجال الدين الكلدان وعبر كل التاريخ سجل ناصع ومميز ومشرف في خدمة القضايا الوطنية والقومية والانسانية ناهيك مما ثبت عنهم من قوة الاداء والحنكة والبصيرة والانفتاح على كل الثقافات والرسالات ، فبأي حق يطالب البعض تهميش دور رجال الدين وتحريمنا من ذلك المخزون الهائل من العلم والمعرفة والحكمة وعدم التعصب والأهم من كل ذلك هو وجود الثقة المتبادلة بين الرجال الدين والشعب ؟.

بالاضافة الى ان الذي يسيطر على الحكم والحياة السياسية في العراق عدا اقليم كردستان هم رجال الدين سواء كانوا من الشيعة او السنة وحتى لا يمكننا ان نتجاهل ما لرجال الدين في الكنيسة الاشورية من دور وتأثير على المواقف السياسية والقومية للآثوريين عمومآ ولتنظيماتهم السياسية خصوصآ بل وان معظمهم يتعاطون السياسة سواء بالكتابة او بالخطب والمحاضرات او بحث اتباعهم على اتخاذ مواقف سياسية وقومية منسجمة مع معتقداتهم وارائهم ، ولا اعتقد يوجد تنظيم اشوري سواء كان سياسي او قومي ليس له مرجع ديني إن لم يكن بصيغة او بأخرى تابع لمرجعية دينية خاصة به  بل وان الكاتب الاثوري المتعصب ابرم شبيرا يذهب الى ابعد من ذلك عندما يعزو سبب عدم نجاح توحيد الكنيستين وبحسب قوله الى ( ... بسبب كون الكنيسة الآشورية "النسطورية" هي قومية ومسيسة في حين الكنيسة الكلدانية بعيدة عن هذا التوجه...) ( الكلدان والدعوة القومية 2 ) ، فإذا كان هذا هو الحال في العراق وهذا هو حال اتباع الكنيسة الاشورية فلماذا اللجوء الى التشكيك والتغطي بلباس المثالية والتباكي على العلمانية عندما يصل الأمر عند الرجل الدين الكلداني إذا دفعته الغيرة والمحبة والشعور بالمسؤولية ومن دون تعصب قومي او مذهبي الى ستر عورة احزابنا وانانيتها وعجزها  بولوجه في الأمور السياسية سواء على المستوى القومي او بتلك التي هي اوسع منها ؟.

الغريب في أمر هؤلاء المعترضين انهم لا يعترضون على كل التدخلات السياسية لرجال الدين بل فقط على تلك التي لا توافق هواهم ، كلنا نتذكر كيف ثارت ثائرة البعض عندما رفض نيافة المطران مار شليمون وردوني إقامة إقليم يضم مسيحيي العراق، مشددا على ضرورة تحقيق التعايش السلمي بين العراقيين بمختلف إنتماءاتهم ، واعتبروا مثل هكذا تصريح من المحرمات على الرجال الدين لأنه يشير الى امور سياسية التي لا يجوز لهم ان يتعاطوها فطالبوا بفصل الدين عن الدولة وكأن دفة الحكم في العراق تدار من قبل رجال الدين المسيحي ، فحذروا من خطورتهم مستذكرين ما آلت اليه احوال كل من اوربا في العصور الوسطى وافغانستان والسودان في العقود الأخيرة ، هذا ما فعلوه مع مجرد تصريح من رجل ديني ابدى رأيه وقناعته في أمر يهمه كما يهم الآخرين ، غير انهم لم يحركوا ساكنآ ولم ينطقوا بحرف واحد تجاه الفعل وليس التصريح الذي قاما به نيافة المطرانين مار سرهد جمّو ومار باوي سورو عندما إجتمعا في البيت الأبيض مع أعضاء من مجلس الأمن القومي الامريكي ، ( عمل سياسي ) وطالبا دعم الولايات المتحدة الامريكية على تأسيس منطقة الحكم الذاتي للمسيحيين في شمال العراق . ( ايضآ عمل سياسي ) ، فلماذا لم يعترض المعترضون على هكذا تدخل في السياسة ؟ ولماذا هذا التناقض مع ذات الفعل ؟ بكل بساطة لأن هذا الفعل يوافق مع طروحاتهم في هذه القضية ، رغم اختلاف التسمية التي يتبناها كل طرف ، فرجال الدين يتبنون التسمية الدينية ( مسيحيين ) اما المعترضون فانهم يتبنون التسمية المركبة ( الكلداني السرياني الاشوري ) ؟ .

ملاحظة : ان المثل الذي ذكرته لا يعني انني معارض لأي رأي بل انا مع كل ما يمكن ان يحقق لشعبنا من السلام والرفاهية ابتداءآ من المواطنة الكاملة في كل العراق مرورآ بالادارة الذاتية الى الحكم الذاتي والى الفدرالية وانتهاءآ بالدولة المستقلة ولكنني طرحته لأنه يبدو لي ان المعترضين غير صادقين في ادعاءهم انهم يعارضون تدخل رجال الدين في السياسة بل يريدون ان تكون تصريحات ومواقف وافعال رجال الدين على مقاسهم ولخدمة مصالحهم الفئوية والحزبية وخاصة تلك التي تضمن عدم المساس بكراسيهم أو التي تؤثر على نصيبهم من الكعكة .
نعم يجوز للشعب ان يقحم رجال الدين في العمل السياسي والقومي لأن اليأس الذي يقترب من منتهاه من احزابنا وحركاتنا ومجالسنا ومنابرنا وجمعياتنا ووو الخ  قد افقدنا الكثير من الثقة بهم ومن هيبتنا امام الآخرين ، بل ان التعصب والولاء الطائفي والجهوي والروح المؤامراتية التي تتسم بها تلك التنظيمات يكاد ان يفقد من ساحة شعبنا ( على ارض الواقع )  تلك اللوحة الجميلة التي تُظهر عناق الاثوري مع الكلداني مع السرياني ليسودهم بدل ذلك وبفضل سياسيينا الأفذاذ روح الشك والريبة في نوايا بعضهم البعض ، واذا استمر الوضع على هذا الحال وانا متأكد بأنه سيستمر يكون من حق ابناء شعبنا وخاصة في هذه المرحلة مطالبة رجال الدين لأخذ زمام المبادرة او تكليف رجال الدين لاختيار من يرونهم جديرين بتمثيل شعبنا وحثهم للتدخل بقوة في السياسة والعمل على ازاحة كل تنظيماتنا السياسية والقومية العاملة حاليآ  وبما فيها من العاجزين والاتكاليين والمنفوخين بالعظمة الفارغة والمبوقين بالشعارات الذين اصبحوا عالة على شعبنا وعلى قضايانا وحقوقنا المسلوبة والمنتهكة ، لأنهم وبصراحة غير مؤهلين جميعآ لتمثيلنا وان تجارب الخمس سنوات الماضية اثبتوا بكل وضوح فشلهم بسبب انانيتهم وتعصبهم الطائفي والمذهبي والجهوي وان ما يفرق تلك التنظيمات وقادتها عن الاحزاب والتنظيمات الشيعية والسنية وقادتها هي في التسمية فقط . اللهم احمي شعبنا من سياسيينا الذين عينوا انفسهم اوصياء عليه ومن كل الذين يتلاعبون بمصيره ويتربصون به السوء ، اللهم آمين .


منصور توما ياقو
   2008/  july / 24
 

58
حقيقة لم أجد في الخبر الذي نشره السيد طاهر ابلحد في موقع عينكاوا دوت كوم والذي جاء بعنوان (فصل أثنين من حراسات ((كرملش)) لاسباب سياسية – دينية ) ما يستحق البكاء وذرف دموع التماسيح عليه ، كذلك لم أجد أي سبب ديني كان وراء ذلك القرار ، لا من حيث الانتماء المذهبي او الايمان العقائدي ، بل كان بسبب التطاول والإساءة للرموز الدينية الكنسية كما ورد في نص حديث الأب يوسف شمعون ، وحتى السبب السياسي  كما قرأناه في أصل الخبر كان يعود وكما نستدل من اقوال المفصولَين الى بث الدعاية المضللة التي تستهدف تشويه مواقف وانجازات السيد سركيس آغاجان ، لذلك أرى أنه من الأصح لو كان عنوان الخبر كالآتي ( فصل أثنين من كوادر الحركة الآشورية ( زوعا) العاملين في حراسات كرملش لأسباب فتنوية وشتائمية ).

ما دفعني على كتابة هذا المقال هو ان كل المقالات التي تطرقت الى هذا الموضوع تناولته من جانب واحد دون النظر الى الجوانب الأخرى ، إذ ليس من العدل وضع كل اللوم على طرف وغض النظر عن الطرف الآخر ، فكما أسهب في الحديث عن مساويء القرار وعن شخص الأب يوسف شمعون كذلك ومن منطلق المساواة يجب التطرق وباسهاب ايضآ عن دور الأحزاب وقادتها في تحمل المسؤولية القانونية والأدبية عن الأخطاء والتصرفات الغير المنضبطة والغير اللائقة التي تصدر من كوادرها وكذلك عن المسؤولية القانونية والادارية التي يتحملها المسيء نفسه .

زوعا والاعتذار المطلوب
بما ان الشخصين المفصولين منتميان الى الحركة الديمقراطية الاشورية ( زوعا ) وان الاساءة التي صدرت منهما بحق اكبر مرجع كاثوليكي في العالم وهو قداسة البابا وايضآ اسائتهما لشخص البطريرك الكلداني يعتبر أمر غير لائق ومستفز لمشاعر الكلدانيين في العالم أجمع ، لذلك يجب ان يكون رد الاعتبار للكلدانيين على قدر الاساءة لرموزهم ومرجعيتهم الدينية ، فلا بد إذا كان الزوعا وقيادته بعيدة عن ذلك التصرف وبعيدة عن محاولات خلق الفتن بين ابناء شعبنا ان يقدما اعتذارهم للكلدانيين ولكل من يتبع المذهب الكاثوليكي في العالم ، أو على الأقل أن يصدر الزوعا تصريح يبريء ذمته من تلك التصرفات ، وانني تعمدت على تأخير نشر هذه المقالة انتظارآ الى ما ينتهي اليه موقف الزوعا ولكن الى متى إذ لا رجاء فيمن لا أمل فيه .

 لماذا فصلهما قرار صائب
اعتقد ان مهمة الحارس المكلف بالحراسة والحفاظ على ارواح وممتلكات الناس تنتهي بإنتهاء ثقة المواطن به ،  وثقة المواطن بالحارس تتولد من خلال امتلاكه لجملة من الشروط  والمؤهلات ، منها الأخلاق ، الالتزام ، الكفاءة ، الحرص ، وعندما يفقد  الحارس أو ينتهك أي منها ، عندها يجب اعفاءه من هذه المهمة الحساسة والخطرة لأنها تتعلق بأرواح الناس ، فعندما لجأ الحارسين الى التطاول وشتم رجال الدين ، فكيف يمكن لرجال الدين وحتى للمواطنين الآخرين أن يثقوا ويطمئنوا  أو أن يأمنوا على أرواحهم وممتلكاتهم من هكذا حراس ؟ لذلك يكون القرار الأصح ولتفادي الأخطار المحتملة هو اعفاءهم من الخدمة .

ثم لا أعرف كيف يصلح ان يكون هذا الحارس معلمآ للتعليم المسيحي في الكنيسة وهو يتطاول على رجال الدين ويسب ويشتم قداسة البابا ونيافة البطريرك ؟ نعم قرار فصلهما وابعادهما من الاشتراك في النشاطات الكنسية كان قرار صائب ويجب عدم التراجع عنه إلا بعد أن يعترفا بخطئهما ويطلبا العفو والصفح ممن اساءا اليهم .

قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
لا اعتقد هناك اختلاف على هذا المثل ولكن من الانصاف توجيهه الى المسبب الرئيسي لهذا القطع ، بالاضافة الى ان هذا المثل لا ينطبق على الحالة التي نحن بصددها  كما اعتقد البعض ، لأن التعاقد وبحسب اعتقادي قد جرى بين هيئة الحراسات وهذين الشخصين ، وبموجب هذا العقد او الاتفاق يحصلا  على أجر لقاء عملهما كحارسين ووفق ضوابط وتعليمات صادرة من ذلك المكتب ، وان المكتب ليس مسؤولآ عن وجهة صرف المبلغ المدفوع للحارسين ، سواء صرف لشراء الأرزاق او صرف في وجهة اخرى ، فعندما فقدا هذين الحارسين ثقة المواطنين بهما نتيجة تطاولهما وشتمهما للرموز الدينية عندها يكونان هما السبب الرئيسي في فصلهما وقطع مرتباتهما .

الغريب ان بعض المتباكين على قطع الأرزاق عن العوائل في هذه الحالة  التي نحن بصددها لم نقرأ لهم حرفآ واحدآ عن قطع الأرزاق عن العوائل الآخرين من ابناء شعبنا ، إذ وكما قرأنا وسمعنا من اكثر من جهة ومصدر خبر مفاده ان  السيد سامي بلو العضو القيادي في زوعا كيف استغل منصبه كقائمقام قضاء تلكيف وتفضيله ترشيح عناصر منتسبة او مناصرة للزوعا في سلك الشرطة على اقرانهم من ابناء شعبنا الآخرين ، مهما يكن الأمر وصحة الخبر  ولكن المثل يقول لا دخان بدون نار ، أم ان قطع الارزاق عن هؤلاء ليس كقطعه عن منتسبي الزوعا ، ان الكيل بمكيالين والتحزب والتعصب القومي والمذهبي اصبحت هي السائدة والمهيمنة على عموم ساحة شعبنا .

مسألة التعويض
لاشك ان فصل الحارسين ستنعكس سلبآ على الأوضاع المعيشية لعائلتيهما وهذا ما قرأناه في نص الخبر الأصلي أيضآ ، وأنا متأكد بأن هيئة الحراسات التابعة لمكتب السيد سركيس آغاجان لا يسرها ولا ترتضي أن تكون سببآ في ذلك ، لذلك اقترح تعويض عائلتي المفصولين بمبلغ لا يقل عن مبلغ شهرين ليتمكنا من تدبير امورهم  المعيشية  لحين الحصول على عمل آخر .

كما يجب على الزوعا أن لا يترك كوادره في مثل هكذا موقف صعب ، بل عليه تعويض الحارسين بمبلغ مماثل كأقل احتمال لقاء خدماتهم الحزبية وبثهما الدعايات السياسية لصالحه ، فمثلآ لم يقصرا بل كانا حريصان على بث الدعاية التي سمعناها كثيرآ ولكن هنا كانت بحسب ظنهما ان من اسباب فصلهما هو لعدم توقيعهما على  استمارات الانضمام لإقليم كردستان ولكن الأب يوسف شمعون قد نفي تمامآ ان يكون هذا من ضمن الأسباب .

وأخيرآ اعتقد ان اساس المشكلة يكمن في عدم قدرة الحارسين على التفريق بين العمل المهني ( كحارس ) والعمل الحزبي ، بل حاولا وربما بتخطيط وتوجيه ما على تمرير الأجندة السياسية للحزب في الزمان والمكان الخطأين فكانا وعائلتيهما الضحية .


منصور توما ياقو
5/July/2008

59
قيل ما معناه بأن أحد الولاة طلب من اعرابي ان يتمنى شيئآ لنفسه ، فقال الاعرابي يا مولاي أتمنى أن تكون رقبتي بطول رقبة النعامة ، فقال له الوالي ولماذا ؟ قال الاعرابي ، حتى أفكر بكل كلمة قبل أن تصل الى لساني وتسبب لي الغزي والعار ، وهكذا فبعد كل مقالة نقرأها للسيد ابرم شبيرا نتمنى له ما تمناه الاعرابي لنفسه وفكر جيدآ قبل أن يعرض نفسه وما يكتبه الى منزلق الافتراء وتزييف الحقائق ، ولكن هيهات لمن جبلت نفسه على الحقد والتعصب وسواد القلب ، والنموذج الذي يدعى ابرم شبيرا سخر نفسه ووقته وقلمه ليكون عبدآ لمجموعة من المفاهيم العنصرية والطائفية التي يحاول ممارستها ضد التسمية القومية الكلدانية وضد المذهب الكاثوليكي ولكن مرة اخرى نقول ، هيهات أن ينال اكثر من الخيبة والمرارة التي نالها سابقآ ونالها  غيره قبله ، فالكلدان ماضون بثبات وقوة وكلهم فخر واعتزاز بتسميتهم القومية الكلدانية وبلغتهم الكلدانية وبعَلَمهم الكلداني وبحضارتهم وتاريخهم الكلداني الذي لا يدنو من غناه وعمقه حضارة او تاريخ آخر ، أما الصخرة الكاثوليكية التي يحاول البعض البعيض مناطحتها ستبقى هي المحور الذي ينضم اليه وتدور حوله كافة الخراف الضالة لأنها هي الأصل التي خاطبها وعينها رب المجد يسوع المسيح وهي التاج الذي يوضع فوق الرؤوس وهي الأم التي تفتح ذراعيها دومآ للمحبين والتائهين ، أما من يحاول بين فينة واخرى كالنموذج الذي ذكرناه  بأن يوهم نفسه او الآخرين من خلال طعنه وتشكيكه بالكلدانية والكاثوليكية فإنما يكشف عن مدى صغره وخوفه من هذين الماردين العظيمين .

ففي مقالته الأخيرة والتي جاءت بعنوان (الكلدان والدعوة القومية) كتب تحت الفقرة الأولى ( الخلفية التاريخية ) والتي جاءت بعد المقدمة المشوشة قوله (في منتصف القرن التاسع عشر تحددت المعالم الرئيسية للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية واستقرت أمورها القانونية والرسمية وتحديداً في شهر كانون أول من عام 1847 عندما ثبت الفاتيكان مار يوسف أودو بطريركاً على الكنيسة وأطلق عليه ولأول مرة أسم بطريرك بابل على الكلدان بعد أن خضع للفاتيكان فيما يخص قضية أتباع الكنيسة في ماليبار الهندية، ثم اعترفت السلطات العثمانية بالكنيسة وشملتها بنظامها المعروف بـ "نظام الميليت" الذي كان ينظم العلاقة بين المسلمين الحاكمين والمسيحيين الخاضعين. فمنذ تلك الفترة بقيت الكنيسة الكلدانية ورعيتها دائماً وبشكل مستمر موالون للسلطات المركزية والمحلية ولم يتدخلون في المسائل السياسية إطلاقاً ولم يطالبوا بحقوق سياسية أو قومية ولا ادعوا بأنهم يشكلون قومية معينة أو اثنية خاصة بأتباعها منفصلة أو مختلفة عن بقية أتباع فروع كنيسة المشرق وتحديداً أتباع كنيسة الأم، الكنيسة "النسطورية".) انتهى الاقتباس

في البداية اقول انني في هذه المقالة سوف أكتفي بالتعليق على الفقرة المذكورة فقط لأن المغالطات والأوهام التي حشرها الكاتب في تلك المقالة تستوجب اكثر من مقالة للرد عليها .

حقيقة انه التخبط وبكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني ، فعندما يصل الحقد الى اقصى مداه يكون التخبط والتناقض واللاعقلانية في الطرح هي السائدة ، ففي هذه المقالة نجد هذا النموذج ينعت الكنيسة الكاثوليكية للكلدان  بعدم تدخلها في المسائل السياسية والقومية ، ولكن إن تدخلت في تلك المسائل سنجد نفس النماذج المهزوزة تخرج علينا  وهي تهاجم وتفترس وتتوعد وتهدد وتملأ الفضاء بصراخها وعويلها مطالبة بفصل الدين عن السياسة وعن المشاكل القومية ، ومع ذلك اقول ان ما ذهب اليه الكاتب في هذا الشأن ليس صحيحآ مطلقآ وخاصة قوله عن رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية للكلدان  ( ... ولم يتدخلون في المسائل السياسية إطلاقاً ولم يطالبوا بحقوق سياسية أو قومية ...) ، وهذه العبارة الساذجة اضطرتني ان اشير الى  جزء آخر من مقالة الكاتب المذكور و لأقول له من فمك ادينك يا سيد شبيرا إذ كعادته وكما قرأنا له في مقالات سابقة يدلس مرة اخرى على البطريرك الكلداني المرحوم مار يوسف عمانوئيل الثاني لا بل وعلى عموم الكلدانيين ايضآ عندما يعزو عدم الموافقة على دفن البطريرك النسطوري في كنيسة الكلدان وعدم السماح للنساطرة من اداء مراسيمهم العقائدية في الكنائس الكلدانية الى خوف البطريرك الكلداني والكلدانيين من السلطات العثمانية متجاهلآ عن قصد او جهل ان النسطورية من جهة الايمان الكاثوليكي كانت ولا زالت بدعة هرطوقية تخالف الايمان المسيحي الحقيقي كنكرانها لألوهية المسيح مما لجأ قداسة البابا كليستينوس أسقف رومية الى حرم نسطور وتعاليمه ، واعتقد ان السيد شبيرا نفسه يتذكر ان لم يكن قد عاش ذلك الحرم ،  فأين انت يا صديقي من الحقيقة وكيف تريد من البطريرك الكلداني وهو كاثوليكي المذهب ان يخالف تعاليم ووصايا قداسة البابا ، وهل هناك مؤمن كاثوليكي واحد سواءآ كان كلداني او غيره يقبل بأن تدنس كنيسته بالسماح لترويج تعاليم ايمانية فاسدة فيها ؟ ، ثم لماذا هذا الخلط  بين الخصوصيات الكنسية والمذهبية مع العلاقات القومية والاجتماعية والانسانية ؟ .


حسنآ فعلت يا سيد شبيرا عندما ذكرت العبارة التالية ( ... وقضية تقرير مصير ولاية الموصل كانت لازالت قيد البحث حول عائديتها للعراق أم لتركيا ...) ، وأود هنا أن اسألك سؤالآ واحدآ فقط وارجوا ان تكون ولو لمرة واحدة نزيهأ مع نفسك ومنصفآ مع الآخرين بالاجابة الصريحة والسؤال هو : ماذا كان تأثير وموقف البطريرك الكلداني المرحوم مار يوسف عمانوئيل الثاني من تلك القضية التي وصفتها بالمصيرية ؟ ولأني اعلم يقينآ انك لا تستطيع ان تبوح بالحقيقة إذا كانت تخص البطريرك الكلداني او الكلدانيين عمومآ لأن هناك اكثر من عامل نفسي يمنعك من ذلك ، ولكن الذي ابتغيه من اجابتك هو تذكيرك بالدور السياسي الكبير الذي لعبه البطريرك المرحوم مار يوسف عمانوئيل الثاني في هذه القضية والمتمثلة ارساله سكرتيره الخوري يوسف غنيمة البطريرك لاحقآ الى عصبة الأمم حاملآ معه المستندات والوثائق التي تثبت عائدية لواء الموصل الى العراق  فكيف وانت الكاتب الباحث تجهل وتقول ( ...  ولم يتدخلون في المسائل السياسية إطلاقاً...) ،    ثم هل من المعقول لا تعلم الدور السياسي والقومي الذي لعبه نفس البطريرك الذي تبحث عن كل خفاياه في مسألة ايقاف المجزرة الوحشية التي تعرض لها اخواننا الاثوريين عام 1933 م ، وعجبي اذا لم تكن تعلم ان البطريرك المذكور والذي ذكراه يورق الكثيرين كان عضوآ في مجلس الأعيان منذ تأسيسه سنة 1925 م والى يوم تقديم استقالته عام 1945م ، كانت هذه بعض الأمثلة حصرآ عن النشاطات السياسية والقومية للمرحوم مثلث الرحمة البطريرك المرحوم مار يوسف عمانوئيل الثاني ، فكيف تقول  ( ...  ولم يتدخلون في المسائل السياسية إطلاقاً...) ، أما عن النشاطات السياسية لعموم الكلدان فأستغرب كثيرآ اذا لم تصل الى اذان السيد ابرم شبيرا انه منذ تأسيس العراق الحديث والى يومنا هذا والكلدانيين يشغلون  كل مفاصل الدولة سواءآ كنواب او وزراء او مدراء عامّون او قضاة وحملوا اعلى الرتب العسكرية ...الخ فكيف تقول يا من ظلمت الكلدانيين ( ...  ولم يتدخلون في المسائل السياسية إطلاقاً...) ؟.

أما عن العبارة التي يقول فيها ( ... ولا ادعوا بأنهم يشكلون قومية معينة أو اثنية خاصة بأتباعها منفصلة أو مختلفة عن بقية أتباع فروع كنيسة المشرق وتحديداً أتباع كنيسة الأم، الكنيسة "النسطورية".) انتهى الاقتباس

نعم يا سيد شبيرا نحن الكلدانيين لم ولن نقول او ندعي يومآ اننا مختلفين عن بقية اتباع الكنيسة النسطورية التي تنصلت او حذفت النسطورية من عنوانها لتحل محلها الاشورية لتصبح الكنيسة الاشورية بشقيها ( التقويم القديم والحديث ) بل كنا ولا زلنا وسنبقى الى يوم الحساب العظيم مؤمنين بأن اولئك الأتباع هم الجزء المنشق والمنسلخ من جسم الأمة الكلدانية ومن جسم الكنيسة الواحدة ، فكيف تريدنا ان ننكر أي جزء من جسمنا حتى لو كان مقطوعآ ؟ .

أما قوله عن الكلدانيين ( ... ولا ادعوا بأنهم يشكلون قومية معينة ...) ولكي اجاري السيد شبيرا في ادعاءه هذا اقول له ، إذا كنا فعلآ لم ندعي يومآ اننا نشكل قومية معينة فهذا يعني ايضآ اننا لم ندعي يومآ اننا لم نكن كلدانيين او ان لنا تسمية قومية اخرى غير الكلدانية ، وإلا ليتفضل ويجيبنا على التساؤلات التالية :-
1-   هل يعلمنا الأخ متى تنصلوا الكلدانيين من تسميتهم الكلدانية  او قالوا نحن لسنا كلدانيين ؟ .
2-   هل يعلمنا متى قالوا الكلدانيين ان اللغة التي يتحدثون بها ليست اللغة الكلدانية ؟ .
3-   هل يعلمنا متى انكروا الكلدانيين لحضارتهم وتاريخهم وحتى لتقاليدهم وعاداتهم التي ورثوها عبر التاريخ ؟ .
4-   هل يعلمنا متى قالوا الكلدانيين انهم ليسوا السكان الأصليين لبلاد بيث نهرين والتي تسمى بالعربية ما بين النهرين ؟ .
5-   هل يعلمنا الأخ متى قالوا الكلدانيين ان ارض بيث نهرين ليست ارضهم وان بلاد بيث نهرين ليست موطنهم الأصلي وانهم ليسوا متشبثين بها كتشبث النجوم بفضائها او سمائها ؟ .
6-   هل يعلمنا السيد شبيرا ان الكلدانيين قالوا يومآ ان الدماء التي تسير في عروقهم ليست امتداد لدماء اجدادهم الكلدانيين القدامى ؟ .

فإذا كنا نقول نحن كلدانيين واللغة التي نتحدث بها هي اللغة الكلدانية وحضارتنا وتاريخنا وعاداتنا وتقاليدنا هي ذاتها التي ورثناها من الكلدانيين القدامى  واننا نؤمن حقآ وصدقآ بأننا السكان الأصليين والأولين الذين تواجدوا في بلاد ما بين النهرين وان تلك البلاد هي موطننا الأول والأصلي والأهم من كل ذلك هو شعور الانتماء للكلدانية الذي يسلك مسلك الدم في عروقنا بالاضافة الى مشاعر الفخر والاعتزاز اللذين يكتنفان كل كلداني غيور واصيل عندما تأتي الى مسامعه التسمية الكلدانية او عندما ينطقها ويقول متباهيآ انا كلداني ، بعد كل ذلك ماذا بقي يا سيد ابرم شبيرا لنشكل قومية ، أو ماذا بقي من شروط القومية ولم يمتلكها الشعب الكلداني ؟.

أما عن الدعوة القومية والوعي القومي اود ان اوضح وبشكل مقتضب ومعبر عن بعض رؤوس النقاط :-
من المعلوم ان تاريخ منطقتنا زاخر بالأحداث الكبيرة والمصيرية وخاصة تلك التي عصفت بأبناء شعبنا سواءا تلك التي وصلت الى حد التهديد بالإبادة الكاملة او التي كانت سلاما وبردا عليه ، فخلال كل التاريخ ورغم كل الاضطهادات والدموع والدماء وقوافل الشهداء إلا ان عناية الرب كانت حاضرة  دائمآ في حفظ  شعبه المسيحي الكلداني وذلك بفضل اختياره اباء مباركين ذو عقل راجح متزن وذو حكمة وفهم عالي للأمور ، فبإستثناء الاضطهادات والظلم الذي وقع علينا بسبب معتقدنا الديني او ايماننا المسيحي فإننا بفضل الرب وقادتنا الدينيين الأجلاء لم يتعرضوا الكلدانيين الى أي نكبة بسبب فعل سياسي او قومي متهور او بفعل موقف مشين كالتحالف مع الأجنبي وحمل السلاح والوقوف معه ضد ابناء وطننا .

ويمكنني ان اقول للسيد شبيرا :-
اولآ :-  بما اننا الكلدانيين اصحاب الأرض الأصليين لذلك تكون كل ذرة تراب عراقية عزيزة على قلوبنا ، لهذا السبب لا يمكننا ان نخون وطننا ولهذا السبب ايضآ يكون شعورنا الوطني  اقوى من أي شعور آخر حتى لو كان قومي ، نعم الانتماء القومي وديمومة الوعي القومي مهمان ولكن ما فائدتهما اذا مات الوطن الذي انجب تلك القومية وذلك الشعور.

ثانيآ :- ليس للكلدانيين تلك النظرة الانانية للذات ، لذلك ننظر للآخرين كما يريدون هم ان يكونوا وليس كما نريدهم نحن ، وعلى هذا الأساس نحن نتعامل مع الجميع بدون حقد ومؤامرات ونحب الخير للجميع ، لذلك ومهما تكن مطاليبنا السياسية والقومية مشروعة وعادلة فإنها لا تعطينا العذر لكي نحمل السلاح ضد اخواننا العراقيين ، وإذا كان الأخ يعيرنا بعدم الاهتمام بالمسائل السياسية والقومية بسبب التزامنا بتعاليم الكتاب المقدس وخاصة الآيات (1 لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة.لانه ليس سلطان الا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله. 2 حتى ان من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله والمقاومون سيأخذون لانفسهم دينونة....)( رسالة القديس بولس الى اهل رومية الاصحاح 13 ) ، فهنا اقول ، إذا لم نخضع الى الوحي الإلهي ولم نلتزم بتعاليم الكتاب المقدس فلمن نخضع وبأي تعاليم نلتزم ولماذا ندعي نحن مؤمنين مسيحيين ، أليست تلك التعاليم هي التي تدعو الجميع بما فيهم السلاطين على تحقيق العدل والمساواة والسلام للجميع ، أم ان المغامرة بمصير الشعوب ودفعها تحت مسميات وشعارات حماسية وعاطفية الى الانتحار والانقراض هو السبيل الأمثل عند الأخ المحترم ، ثم متى كان السلاح هو الحل  ؟ ، ماذا ينفع السلاح الموجهة حاليآ بين العرب والاسرائيليين ؟ وماذا نفع السلاح الذي قتل الملايين في جنوب السودان ؟ وماذا نفع السلاح الذي قتل مئات الالاف في كردستان العراق ؟ وماذا ينفع السلاح المستخدم في العراق الحالي ؟ ، وحتى على النطاق الأضيق ، ماذا نفع حمل السلاح واستخدامه في سميل وما جاورها وقبلها في حكاري واين اصبح شعبنا هناك وكم نفر بقي منهم في حكاري التي تتباكون عليها؟ والأمثلة كثيرة والنتيجة واحدة هي الموت والدمار والارتزاق من كف الاجنبي في مخيمات اللاجئين . فنشكر الرب ونشكر المرحوم مثلث الرحمة البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني على حكمته ورجاحة عقله وبصيرته التي جنبتنا نحن الكلدانيين كل تلك المآساة التي نأسف ونتألم لمن وقع ضحيتها نتيجة الانجرار وراء العواطف والتهور العشائري والقبلي والخضوع للقادة الأطفال الذين لم يتجاوزوا سن الرشد او الائتمار بأوامر امرأة لا تعي ولا تفقه من الامور شيء بالاضافة الى سذاجة العقل الذي انخدع بالوعود الكاذبة واللبيب من الاشارة يفهم .

أما المغالطة الاخرى التي ساقها لنا السيد شبيرا تكمن في العبارة التي قال فيها ( ... وتحديداً أتباع كنيسة الأم، الكنيسة "النسطورية".) ، وهنا اقول للسيد شبيرا ، كيف اصبحت النسطورية الأم وهي جاءت بعد نشوء كنيسة المشرق بحوالي اربعمائة سنة ؟ وإذا كانت الكنيسة النسطورية بحسب فهم الأخ هي الأم فماذا نسمي الكنيسة التي انشأها الرسول توما والرسولين مار ماري ومار ادي ؟ ولا اعتقد اننا بحاجة الى ذكاء خارق لكي نعرف ان الانشقاق الأول الذي حدث في كنيسة المشرق كان بسبب بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية وتعاليمه الغريبة التي مست صميم الايمان المسيحي كالثالوث والتجسد والفداء والوهية المسيح ومن قدسية ومكانة مريم العذراء ،  تلك التعاليم التي احدثت شرخآ عميقآ في جسم الكنيسة الواحدة ، ولا اعتقد ان السيد شبيرا لا يعلم ان النسطورية ظهرت في بلادنا بعد ان اصطف بعض اساقفة المشرق مع نسطور واعتمادهم لتعاليمه المخالفة للعقيدة المسيحية الأصلية ومن ثم لجوء اولئك الاساقفة  الى المناطق التي كانت تقبع تحت الاحتلال الفارسي وأسسوا بدعم من الفرس الوثنيين كنيسة خاصة بهم ( الانشقاق الأول ) وقد سموا تلك الكنيسة بأسم الهرطوق نسطور فعرفت باسم الكنيسة النسطورية ومن ثم وتحت عاقبة الموت والاضطهاد فرضوا تلك التسمية على ابناء شعبنا الذي سرعان ما لفظها وتناساها ولم يبقى فيها إلا بعض الاخوة الذين نتمنى لهم الهداية والعودة الى المنبت الأول لكنيسة المشرق الموحدة والمتمثلة اليوم بالكنيسة الكاثوليكية للكلدان التي هي حقآ كنيسة الأم الحاضنة للجميع .



منصور توما ياقو
  28  /   05 / 2008



60
في مقالة للقس عمانوئيل يوخنا نشرها في موقع عينكاوا دوت كوم بعنوان ( في الاعادة افادة : رد على مقال الاخ حبيب تومي ) والتي تكونت من المقدمة ونص مقالة سابقة له بعنوان (التسمية: بين (الى الوراء در) و(مكانك راوح) و(الى الامام سر ) والتي ابتغى من خلالها تسليط الأضواء على قناعاته حول كيفية استخدامه للتسميات الثلاثة / الكلداني / الاشوري / السرياني .

 وبما ان المقالة تتحدث عن أمر يهمنا جميعآ بل وتمس هويتنا القومية  لذلك وجدت انه من حقي ان ادلو بدلوي وأن اعبّر عن وجهة نظري في ما تضمنته مقالة القس عمانوئيل يوخنا .

كما ان السيد عمانوئيل يوخنا مقتنع تمامآ بأن السيد حبيب تومي لم يأت  بشيء جديد مختلف أو متطور في مقالته التي عناها السيد عمانوئيل يوخنا  ، كذلك ومن خلال قراءتي لمقالة رابي قاشا وبحسب فهمي لها انه هو الآخر لم يستطع أن ينسلخ من ايمان وقناعات اولئك الذين وضعهم في مربع ( مكانك راوح ) ، لكن كل ما في الأمر أنه ألبس تلك القناعات والمنطلقات اللاحضارية برداء الوهم  والتظاهر بمظهر يخالف الحقيقة التي هو عليها ، ارجوا ان لا تسيئوا الظن او الفهم بأنني أتهم رابي قاشا بهذا الكلام وانما ما ورد في مقالته من عبارات ومعاني هي التي أعطتني القناعة المبررة بأن لسانه يخالف ايمانه الحقيقي ، ومن أهم الفقرات التي اوصلتني لتلك القناعة هي :-

يقول الكاتب في إحدى الفقرات (التسمية الشاملة لشعبنا وتقديمه على انه (كلداني اشوري سرياني) هي تسمية دستورية لضمان وحدة شعبنا امام القانون والتشريعات وما يترتب ليها. ولكنها ليست تسمية حياتية لنا كابناء لهذا الشعب في حياتنا اليومية مع عوائلنا ومحيطنا، او في كتابات كتابنا ومثقفينا فليس معقولا او منطقيا ان نطالبهم بعدم ايراد اية تسمية مفردة في مقالاتهم بل بايراد الثلاثة مجتمعة، او لمؤسساتنا السياسية والثقافية والاجتماعية والرياضية واعادة تسمية كل منها بالـ(الكلداني الاشوري السرياني). انتهى الاقتباس

لكي لا يتهمني رابي قاشا بإلصاق التهم الجاهزة والمعلبة والمستهلكة به ، فإنني ادعوا الاخوة القراء أن يمعنوا النظر والتفكير فيما كتبه ومن ثم ليحكموا بأنفسهم على المنطق الذي يفسر به رابي قاشا استخدامات التسمية المركبة ، فبماذا تفسرون هذا القول عن التسمية الشاملة (... هي تسمية دستورية لضمان وحدة شعبنا امام القانون والتشريعات وما يترتب ليها. ولكنها ليست تسمية حياتية لنا كابناء لهذا الشعب في حياتنا اليومية مع عوائلنا ومحيطنا، او في كتابات كتابنا ومثقفينا ... ) .
بالنسبة لي شخصيآ أجد انه يعني الازدواجية في التفكير والتصرف ، وهذه الازدواجية إذا نقلت للأجيال القادمة بالتأكيد ستنشأ جيلآ مشوش العقل وهو ايضآ  سيعتمد اسلوب المراوغة والخداع التي ورثها أو اكتسبها من اسلافه ، كما انني لا أؤمن بتلك التسمية بحسب المفهوم الذي قدمه الكاتب لأنني لست مضطرآ أو مهزوزآ لكي أمارس تلك الازدواجية أو أن أحمل وجهين عند تعريفي بهويتي او بتسميتي القومية ، لأن الهوية التي يعرف بها القوم نفسه للآخرين ليست التسمية الصماء التي تدون في الدستور فحسب بل هي ايضآ ممارسة وسلوك في كل مفاصل الحياة ،  فالمسألة هي كما قال شكسبير ( كن او لا تكن ، ذلك هو السؤال ) أما ان  ينطق اللسان بما هو مخالف للعقل والقلب والممارسة الحياتية فهو أمر لا يصدر إلا من انسان يمارس او يمر باحدى الحالات التالية :

1-   قد تصدر من انسان صادق النية وجلّ اهتمامه هو تحقيق الهدف ثم مواجهة العقبات او تحويلها للأبناء وللأجيال اللاحقة أي الهروب المقنع ، واعتقد ان القس عمانوئيل يوخنا هو من هذه الفئة ، فنراه متحمس لاستخدام التسمية المركبة ليس كحل نهائي أو ايمانآ منه بها بل لتمشية بعض الامور في بعض المواقع او لتمرير بعض الأجندة التي تخدم اهدافآ معينة ، أما عقله وقلبه وممارساته الحياتية فستبقى مع التسمية التي ترعرع فيها بحسب تعبيره ، أي لاجديد ولا تطور بمعنى ( مكانك راوح ) يا رابي.
2-   وقد تصدر تلك الازدواجية من انسان مخادع وماكر يعتقد انه يستطيع ان يوهم الاخرين بكلمات ظاهرها حرص واعتدال وباطنها مكر وخباثة ، ولكن حبل الخداع قصير وينكشف سريعآ .
3-   وقد تصدر من اناس انتهازيين او مطبلين سذج لا يعرفون او لا يريدون ان يعرفوا ما يدار حولهم من مخططات ومؤامرات .


وفي فقرة اخرى كتب رابي قاشا (وبعد ان نضمن جميعا هذه الوحدة الدستورية فليبشر كل منا بشارته ورؤيته لاي من هذه التسميات على انها التسمية الصحيحة ولنثق باجيالنا المستقبلية وبانهم سيتفقوا على ما يجدونه سليما ومناسبا لهم..) وفي مكان آخر يستطرد قائلآ (ان قبول هذه الحقيقة وممارستها وهضمها وتحرير الذات والعقل من الحساسية والسلبية تجاه التسميات التي يستعملها ابناء شعبنا كل حسب البيئة التي ترعرع فيها هي الخطوة الاولى نحو هدفنا الذي نامل ان تحققه اجيالنا القادمة بالاتفاق على اعتماد تسمية واحدة ايا كانت: كلدانية ام اشورية ام سريانية فذلك سيكون شانهم وقرارهم ومصلحتهم ومستقبلهم. )  انتهى الاقتباس
وهنا اتساءل :-
1-   لماذا التبشير بعد الاقرار النهائي للدستور ، هل نحن الآن نعيش في فترة الهدنة التي ستنتهي بعد الانتهاء من اقرار الدستور او الدستورَين ، ومن ثم نعود الى ( حربنا الاهلية : حرب التسمية ) كما وصفتها  ( انت ) في سلسلة مقالاتك السابقة ؟.
2-    كيف سيتم التبشير الذي تطالبنا القيام به ، أليس بتهجمك على خصوصياتي القومية التي اعتز بها ولن ارضى عنها بديلا وتهجمي على خصوصياتك القومية التي تعتز بها ولن ترضى عنها بديلا ، أم انك تتوقع ان احدنا سينسلخ عن هويته ويتنازل عن تسميته القومية كما هو شأن بعض النكرات هنا و هناك ؟ .
3-   (لاي من هذه التسميات على انها التسمية الصحيحة ) كلام خطير ويفصح عن المكنون المخزون ، ألا يعني كلام القس عمانوئيل يوخنا هذا انه من بين التسميات الثلاث ، الكلداني ، الاشوري ، السرياني هناك تسمية واحدة صحيحة فقط والتسميتان الاخريتان لا تصلحان معآ او منفردة لتكونا اسمآ للهوية القومية ، والآن يا رابي قاشا ادعوك لكي تعيد قراءة ما أمرك عقلك الباطني ان تكتبه ، لماذا هذه الازدواجية ،  ألم أقل لك انك لا تختلف عن جماعة الذين وضعتهم في خانة ( مكانك راوح ) إلا في قدرتك على التقمص وصقل الكلمات والالفاظ وتوظيفها بحسب مقتضيات المصلحة .
4-   لماذا هذا الاصرار الفاشل على اعتماد التسمية الواحدة ، ولماذا مطالبة الاجيال القادمة على الاستمرار في هذه المعمعة والدوران في نفس الدائرة المفرغة ، هل هو اعتراف بفشل جيلنا نتيجة " الأنا "  المتجسدة فينا ، لا اعرف كيف رابي قاشا يتأمل من الاجيال القادمة ان تكون قادرة على اختيار تسمية واحدة في الوقت ان الوعي القومي لدى الأطياف الثلاثة وكل بحسب تسميته التي يعتبرها عنوانآ لهويته القومية ينتشر ويتعمق في النفوس بين الافراد والمؤسسات والاحزاب  ، اعتقد انه الهروب من الواقع وعدم القدرة للتخلص من تلك " الأنا " المقيتة التي انتجت الثقافة الاقصائية التي لا يمكنها الاعتراف بالآخر .
5-   وفي مكان آخر من مقالته يقول (هل ادركتم احبتي وجه الفرق بين رؤيتينا؟ انه واضح وبسيط ولكنه جوهري ايضا..
فانتم لا تشعرون بالانتماء الى جميع هذه التسميات والاعتزاز بها، بل كل منكم يشعر بالانتماء والاعتزاز للتسمية الوحيدة التي ترعرع فيها. ) ثم يستطرد قائلآ (ان جذر الاشكالية هو انكم غير مقتنعين داخليا بان الكلدان والاشوريين والسريان شعب واحد، فلذلك تستصعبون اطلاق التسمية الكلدانية او السريانية للتعبير عن مجموع شعبنا، وتاسيسا على ذلك فانتم لا تستطيعون استيعاب قيام الاخرين (من المؤمنين بالوحدة) بما هو صعب عليكم القيام به (لانكم غير مقتنعين في اعماقكم بوحدة شعبنا)
،  انتهى الاقتباس
لكي اكون صريحآ مع القس عمانوئيل يوخنا اقول ، يا رابي قاشا نحن لسنا بحاجة الى اعتزازك بقدر حاجتنا الى اعترافك بهويتنا القومية الكلدانية واعتقد نفس الشيء ينطبق علينا اتجاهكم ... في كل خطابات صدام حسين كان يستخدم عبارة ( ايها الشعب العراقي العظيم ) كتعبير اعتزازه  بكل الشعب العراقي ولكن هل كان فعلآ يعترف اكرر يعترف وليس يعتز بالقوميات الاخرى ومنها القوميات التي نؤمن نحن بها ، نعم نحن بحاجة ان يكون اعتزازنا للبعض مصحوبآ بالاعتراف لبعضنا البعض، وبدون هذا الاعتراف يكون كل الكلام المرصع بالألفاظ الجميلة كالاعتزاز والمحبة والاتحاد وغيرها من الالفاظ مجرد نفاق بكل اشكاله ومحاولة لخداع الاخرين .

   يقول رابي قاشا ( شخصيا في الوقت الذي اعتز بالتسمية التي ترعرعت فيها واستعملها في حياتي   
          الخاصة وكتاباتي، فاني في ذات الوقت وبذات المقدار اعتز واشعر بالانتماء الى التسميتين الاخريتين 
          ايضا وافهمها عند قراءتهما او سماعهما بانهما تشيران الي واجد نفسي فيهما دون اية حساسية او 
          شعور بالانتقاص من اشوريتي.)
انتهى الاقتباس

وهنا يؤسفني ان اقول ، انني أشكك كثيرآ بمصداقية هذا الكلام ، لأن من ضمن اسباب اعتزاز السيد عمانوئيل يوخنا بالاشورية هي لكونها تسمية قومية وتطلق على الأمة الاشورية بحسب قناعته ، فهل يستطيع أن يلجمني او ان يبدد شكوكي من غير لف ودوران او اغراقنا بكلام عاطفي مبهم ويقول نعم انا اعتز وأعترف بالقومية الكلدانية وبالأمة الكلدانية بذات المقدار الذي اعتز واعترف بالقومية الاشورية وبالامة الاشورية ، فإذا عجز عن قول ذلك صراحة عندها يحق لنا رغم اسفنا ان نقول لرابي قاشا ان حبل الخداع قصير وكفاية الاستخفاف بالعقول .

أما عبارة (لانكم غير مقتنعين في اعماقكم بوحدة شعبنا)، لا اعرف كيف توصل الى هذه النتيجة ليتهم الاخرين ويبرء نفسه ، وهل يستطيع رابي قاشا ان يخبرنا عن أية وحدة يتكلم ، فإذا كان يقصد الوحدة الاحتوائية وفرض التسمية التي ترعرع فيها علينا كما تنص عليها ادبياتهم الفكرية والحزبية ، عندها اقول نعم نحن لسنا غير مقتنعين بهكذا وحدة فحسب بل ونشمئز من هكذا تفكير وهكذا منطق وهكذا وحدة بائسة ، الوحدة تكون بين الانداد او بين كيانين وهذا يتطلب اولآ الاعتراف المتبادل المتساوي بهوية كل منهما ومن ثم المطالبة بالوحدة ، فهل نظفتم ادبياتكم الحزبية والفكرية ( التي لكل الاحزاب والمؤسسات الاشورية بدون استثناء ) من تلك الافكار الاستحواذية لكي يحق لكم الكلام عن الوحدة ؟ ثم لدينا اكثر من وحدة متحققة  كالوحدة الايمانية ( المسيحية ) والوحدة الاجتماعية ووحدة الشعور المشترك أما الوحدة الضرورية والملحة التي نحتاجها في هذا الزمن الرديء هي الوحدة السياسية بدل الاستمرار في مناطحتنا في مؤامرة تشويه اسماءنا ، تارة بدمجها وتارة باختزالها وأخرى باحتوائها أو اقصائها .

وقوله(... ان جذر الاشكالية هو انكم غير مقتنعين داخليا بان الكلدان والاشوريين والسريان شعب واحد، فلذلك تستصعبون اطلاق التسمية الكلدانية او السريانية للتعبير عن مجموع شعبنا ...) انتهى الاقتباس

مرة اخرى لا اعرف كيف عرف رابي قاشا بأننا الذين نرفض وحدتهم الاحتوائية غير مقتنعين بأننا شعب واحد ، ولكوني واحد من اولئك الرافضين لأي مساس بالتسمية القومية الكلدانية سواء بدمجها او تقزيمها او حذفها أود ان اوضح لرابي قاشا وجهة نظري وقناعتي الشخصية بعبارة ( نحن شعب واحد ) فأقول : ان عموم شعبنا هو اعظم من ان يحتويه كيان واحد او قومية واحدة ، وان تاريخنا وحضارتنا وتراثنا هي أغنى و اكبر من أن تحتويها تسمية واحدة ،  فالسومرية والاكدية و الكلدانية والارامية والاثورية والاشورية والسريانية وحتى اذا فرخت  منها اسماء اخرى ستبقى كل واحدة منها مجرد مفردة جزئية من مجمل المفردات ، ولا اعتقد هناك عاقل يقول ، انه بامكان الجزء ان يحتوي الكل او ما هو اكبر من حجمه ، حتى اذا قال قائل ، ان كل تسمية منها تعني الاخرى ، فعندها ايضآ تسقط حجج اصحاب الوحدة الاحتوائية لأنه في هذه الحالة  تتساوى جميع التسميات من حيث المعنى والدلالة وبالتالي لا يجوز فرض او تفضيل تسمية على اخرى خاصة اذا كانت التسمية المستهدفة حية أي لها  اصحابها ومؤمنيها ، وقد يسأل احدهم ما الحل ، وماذا يعني هذا الكلام ؟

ما يعني هو اننا فعلآ شعب واحد ولكن بعدة قوميات هذه هي قراءة الواقع الذي يعيشه شعبنا بكافة اطيافه ، وهذه هي الحقيقة التي نمارسها عند تغذية عقول اطفالنا بالأمور القومية ، الكل يلقن اطفاله بأن قوميتهم هي التي وجدوا انفسهم فيها أو التي ترعرعوا فيها بحسب تعبير رابي قاشا الذي بالتأكيد لا يشذ عن هذه الممارسة  ، فليكن كذلك  ،  وهذه الحقيقة ليست انتقاصآ او عيبآ لنخجل منها ، بل انها قمة الغنى والثراء ، لأننا باستثمار هذه التسميات وما تملكه من تاريخ وحضارة وتراث نكون قد تملكنا كامل التاريخ العراقي القديم  .
هل يعيب الشعب العراقي الواحد شيئآ أو هو انتقاص منه عندما نقول انه يتكون من عدة قوميات واديان ومذاهب ؟.
هل تعيب العائلة الواحدة شيئآ أو هو انتقاص منها عندما نقول انها تتألف من سين وصاد وكاف وليس سين صاد كاف ، او سين فقط ؟.
فلماذا إذن نعتبره عيبآ او انتقاص من شعبنا الواحد إذا قلنا انه يتكون من عدة قوميات ومذاهب ؟ .

فالحل من وجهة نظري هو أن نعمل من اجل وحدة سياسية تحت اسم هذا الشعب وليس تحت ألتسميات القومية أي أن نستنبط من تاريخنا بكامل مفرداته اسمآ لهذا الشعب بشرط ان لا يكون أو يتضمن أي اسم من تلك التي ذكرناها ومن ثم نفتح الباب لتلك التسميات واصحابها لكي يدخلوا الخيمة السياسية التي تحمل اسم شعبنا الواحد وبالتأكيد ستسع لكل التسميات القومية حتى اذا تجاوز عددها المئة .

وهنا اسأل رابي قاشا ، أيهما اكثر اعتزازآ واحترامآ لكل مكونات شعبنا ، وأية وحدة هي اكثر صدقآ ونزاهة وواقعية ، هذه التي نطالبها نحن والتي تحترم كل الاختيارات والتي تعترف بكل الاتجاهات والمسارات أم تلك المنغمسة حتى اذنيها في شراء الذمم وحبك المؤامرات في الظلام لاقصاء هذا واحتواء هذاك واقول سين وانا اعني صاد والدال تحوي الزاء والى آخره من الهلوسات اللغوية ؟.

منصور توما ياقو
استراليا – سيدني
24/4/2008






61
 
التلفزيون الكلداني ليس مجرد كلمتان عاديتان تستخدمان للتفوه بهما في المجالس والمقاهي وأيضآ لم تعد اليوم مجرد لفظان يرمزان الى شيء او معاني لا وجود لها إلا في الأحلام والخيال كما في السابق ، بل هما كلمتان مكملتان لبعضهما البعض وتجسدتا لتكونا اسمآ عظيمآ لمولود عزيز اسمه التلفزيون الكلداني من مدينة سيدني الجميلة.
ما بين ( 17/ 1 / 2008  و 22 / 3 / 2008 )  جرى الامتحان واختبروا الرجال في الأفعال ، ففي   17/  1/ 2007   أُسعِدنا بخبر سار كنا ننتظره منذ زمن طويل ، فعلى الصفحة الأولى لموقع عينكاوا دوت كوم قرأنا الخبر التالي والذي اعتبرناه كأجمل واحلى هدية تلقيناها في مستهل السنة الميلادية الجديدة ، ونص الخبر كان (بشرى سارة ... نزف خبر تأسيس اول تلفزيون كلداني في استراليا ونيوزلندا لابناء شعبنا وسوف يبدأ البث يوم السبت 22/3/2008 في تمام الساعة الحادية عشر صباحا حتى الساعة الثانية عشر ظهرا  وكل سبت وذلك على القمر
Optus B3  frequency 12608 symbol  rate  22500   Hor
او مع
UBI net work   Channel  150 )
ورابط الخبر هو الآتي :-

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=160799.msg2987100#msg2987100

وحلّ يوم الموعد ، يوم السبت المصادف 22/3/2008 ، وقبل دقائق معدودة من الوقت المحدد ، حيث كان كل شيء مهيأ لإستقبال أول بث للتلفزيون الكلداني في استراليا ونيوزلندا ، فعلآ كانت لحظات ترقب كبير لمن عاشها ، لحظات لا تتكرر كثيرآ ولا يمكن نسيانها ، ومن الممكن ان نتخيل منظر اولئك المحظوظين الذين عاشوا تلك اللحظات الحاسمة ، فأقل ما يمكن ان يقال هنا هو انها كانت لحظات السكون الجميلة التي خيمت على المكان والمشاهدين الذين كانت حدقات أعينهم متجهة نحو الشاشة الصغيرة لمعايشة هذا الحدث التاريخي بكل تفاصيله ومعانيه .

تحقق الوعد وصدقوا الرجال
 اقتربت عقارب الساعة معلنة تمام الساعة الحادي عشر من قبل الظهر ، و في ذات اللحظة شاهدنا العَلم الكلداني قد غزا الشاشة الصغيرة بحركة تكرارية وفي سياق تتابعي جميل فما كان من المشاهدين إلا أن ينظروا إلى بعضهم البعض نظرة فخر وانشراح والبسمة لا تفارقهم بل وقد ملآت وجوههم ولسان حالهم يقول للعَلم الكلداني وللتلفزيون الكلداني ، أهلآ بإطلالتك البهية التي انتظرناها طويلآ وشكرآ لإقتحامك أسوار المعوقات والصعوبات وسيبقى  مكانك في قلوب جميع الغيارى من أبناء أمتنا الكلدانية .

كيف نعرف هوية القنوات التلفزيونية التي يمتلكها ابناء شعبنا ؟

1-   لا نستطيع أن نقول ان مشاركة اللغة الكلدانية مع  بقية اللغات واللهجات هي المعيار التي تحدد عائدية القناة أو الجهة التي تمثلها ، واستطيع أن أقول أنه عدا قناة عشتار الفضائية ( بإستثناء شعارها ولغة نشرة الأخبار ) فهي تحاول خلق نوع من الموازنة في استخدام اللغات واللهجات التي يتكلمها شعبنا وذلك لتمشية امورها الخاصة وضمن مخططها المرسوم مسبقآ ، وخير دليل اقدمه هو اصرارها على الانحياز الصريح والعنيد الى اعتماد الشعار الذي ترفعه الأحزاب والتنظيمات الاشورية بحجة أنه شعار استخدم في بلاد الرافدين وكأن العَلم الكلداني ذو النجمة الثمانية لم يكن يستخدم في بلاد الرافدين قبل ذلك الشعار أو كأنه مستورد من بلاد الواق واق ، أما القنوات الأخرى فهي تحرم اعتماد اللغة الكلدانية أو الاقتراب من شعارهم او عَلَمهم القومي أو أي من الخصوصيات القومية الكلدانية ، من هذا المنطلق استطيع ان اقول ان كل تلك القنوات لا تمثل الكلدان رغم حاجتها  للكلدان في تقديم أو ملء مواد برامجها .
2-   كما لا نستطيع أن نقول ان كثرة بث المواد التلفزيونية كالمقابلات الشعبية وتلك المبرمجة أوالتغني النظري بأسم الكلدان أو ابراز النشاطات الدينية المكثفة وغيرها من العموميات هي التي تحدد هوية القناة التلفزيونية لأن جميع تلك الأمور تعتبر من المتغيرات التي تنتهي بإنتهاء الحدث او حسب مزاج القائمين عليها  لذلك فهي لا ترتقي لأن تكون عنوانآ  يحدد انتمائها او هويتها  أو الجهة الحقيقية التي تمثلها .

3- قد يقول قائل : ماذا تريد أكثر مما تقدمه قناة عشتار الفضائية ، في البدء اقول انها علاقة الحاجة والمصلحة المتبادلة بين القناة والجمهور الكلداني بكافة طوائفه ومذاهبه وافراده ومؤسساته المختلفة ، إذ بدون هذا الجمهور وفعالياته المختلفة لا يمكن لها أن تدعي بأنها تمثل أو تغطي كل الساحة التي يتواجد فيها شعبنا بل ستتحول الى قناة طائفية متقوقعة داخل فكر وخطاب جامد وبائد لا يصلح للقرن الحالي كما هو حال القنوات الاخرى ، اما سبب اقبال الجمهور الكلداني على قناة عشتار فهو لسببين :-
اولآ :- لعدم وجود الفضائية البديلة او المنافسة التي تشبع رغبات واحتياجات الجمهور .
ثانيآ :- حقيقة ان ما تقدمه قناة عشتار الفضائية كثير من حيث التنوع والانتشار والشمولية في المواد التي تقدمها وايضآ هو كبير من حيث النوعية والمضمون ، ولا انكر فائدتها واهميتها الاعلامية والمعرفية والنفسية والسياسية والاجتماعية والكثير من الايجابيات التي نحن بأمس الحاجة لها في هذا الزمن الصعب الذي تحيط بنا الذئاب البشرية من كل الجهات ، لذلك فإن الشكر والامتنان هو أقل ما يمكن أن نقدمه لهذه المؤسسة الاعلامية الكبيرة وستبقى القناة الثانية بعد التلفزيون الكلداني التي تستحق ان تأخذ مساحة من وقتنا .

ولكن أرجع واقول رغم كل ذلك ورغم الامكانيات الكبيرة لقناة عشتار ورغم حضورها المتميز والقوي ولكن بشعارها الحالي لا يمكنني ككلداني لي خصوصياتي القومية التي اعتز بها أن أشعر بالانتماء اليها أو انها تمثلني لأن ما يجعلني ان أشعر بذلك الشعور هو الشعار الشمولي الذي يعبّر عن عموم الكلدان والسريان والاثوريين وليس الانحياز الى جهة دون الاخرى  كما هو الحال مع الشعار الذي تعتمده حاليآ .

4-  حقيقة لقد شاهدت معظم القنوات التلفزيونية المحسوبةعلى ابناء شعبنا سواء عن طريق البث المباشر او عن طريق السي ديات التي حصلت عليها ، مع احترامي للقائمين عليها وبالصراحة الشديدة وبحسب رأيي وانطباعاتي الشخصية فإنها جميعآ بإستثناء قناة عشتار عدا شعارها المتحيز فإن جميع بقية القنوات التلفزيونية لا تستحق أن يهدر المرء وقته لمشاهدتها لكونها قنوات متقوقعة داخل اسوار تعصبهم الطائفي وانسياقها وراء هذيان و أوهام  لا وجود لها إلا في عقول دعاتها التائهين بين مزابل الفكر الإقصائي الاستحواذي الفاشل وأوحال الجهل والعنصرية . 

للأسباب المار ذكرها تأتي انشاء الفضائية الكلدانية كمطلب جماهيري مطروح في كافة استطلاع الرأي ، وتحقيق هذا الحلم يتطلب انتشار الوعي القومي لدى أصحاب الأموال وأهل الفكر والعقول القادرة على الابداع ومواجهة التحديات ، وبالتأكيد من هذا الوعي انطلق انشاء التلفزيون الكلداني الذي يبث لجمهوره في استراليا ونيوزلنده ، ففي  تمام الساعة الحادية عشر من صباح كل يوم سبت يحل علينا التلفزيون الكلداني ضيفآ عزيزآ بيننا ، وأستطيع أن أقول انه لأول مرة في حياتي اشاهد قناة تلفزيونية تشعرني بأنها جزء مني وانا جزء منها ، حقآ انه شعور الإنتماء المتبادل الذي تعجز الحروف عن وصفه ، ومن خلال تأملي بهذا المشهد الرائع وتلذذي بالعَلم الكلداني الذي يرمز الى الكلدان كأمة وحضارة وتاريخ جال في فكري خاطرة مفادها ، ان هذا الصرح الاعلامي الكبير لم يأتي من فراغ أو اعتباطآ وإنما يقف وراءه رجال وعدوا شعبهم فأوفوا ، رجال لم يبخلوا في التضحية بالوقت والمال والجهد بل استرخصوها في سبيل تقديم الصورة الحقيقية للشعب الكلداني  ، رجال آمنوا بأهمية دورهم في رفع من شأن أمتهم وسط الأمم ، رجال حُفِرَت اسماءهم في تاريخ الاعلام الكلداني ، رجال يستحقون منا كل الشكر والثناء والاعجاب لهذا العطاء المتميز والرائع .

 ايضآ يكون من الواجب بل ان الأمانة تحتم علينا أن نذكر اسم الشخص الذي تجتمع فيه كل تلك الصفات والقيم النبيلة التي ذكرناها اعلاه والذي يستحق بكل جدارة ان يطلق عليه بأبو التلفزيون الكلداني في كل من استراليا ونيوزلندا ألا وهو المبدع الرائع ، الأخ الصديق العزيز سمير يوسف ، صاحب الوعد والفعل ، حيث وجدناه كفوءآ متألقآ كما تعودناه دائمآ ليس فقط على الشاشة بل على كل الساحات واهمها الساحة القومية لأمة الكلدان ، فألف شكر مع باقة ورد للأخ المبدع سمير يوسف ومن خلاله لكل من ساهم وقام على هذا العمل الرائع وهنيئآ لأبناء شعبنا بكافة اطيافه ومذاهبه بهذا الانجاز الرائع مع تمنياتنا لتلفزيوننا العزيز بالديمومة والتألق والنجاح الدائم .

منصور توما ياقو
سيدني
2008-04-18
 



62


في الوقت الذي ما زال شعبنا المسيحي يبكي على كل شهداءه ، شهداء الإيمان والحق والذي كان آخرهم الشهيد البطل المثلث الرحمة المطران پولص فرج  رحو الذي سحق رأس الشيطان بإيمانه المسيحي العظيم وبصلابته وعدم مساومته على المباديء والمعتقدات وبتضامنه الغير محدود مع ابناء شعبه والتصاقه الروحي والوجداني برعيته الى أن أكمل المسيرة ونال اكليل الشهادة وبأعلى مراتبها .

كما ورغم هول المصائب والفواجع التي حلّت بنا على يد خدام الشيطان ، الا أنه كان ولا زال لنا الكثير من العزاء والتشجع التي تنسي بعض آلامنا ومواجعنا و تخفف من أحزاننا وآهاتنا وتأتي في مقدمتها :-

1- رسالة المسيح الخلاصية ، درب الصليب الثقيل ، آلام المسيح وقسوة الجلادين والمستهزئين ، موته ودفنه في قبر رجل غريب ، وقد ساروا شهداءنا الكرام على مثال ربهم وسيدهم له المجد في ذات الطريق لذلك استحق قول الكتاب المقدس عنهم (طوبى للاموات الذين يموتون في الرب منذ الآن.نعم يقول الروح لكي يستريحوا من اتعابهم.واعمالهم تتبعهم ( رؤيا 13 : 14 ) وأما عن الحزانى والثكلى والأيتام والأرامل ومكسوري القلوب كما هو حال شعبنا المسيحي في العراق فيقول الانجيل عنهم ( طوبى للحزانى .لانهم يتعزون ) ( متى 4:5 ).

2-   عزاؤنا وسلوانا ومواساتنا الحقيقية تكمن في ايماننا المطلق بأن كل شهداء الإيمان المسيحي هم ابطال ومفخرة لنا وهذه تمنحنا بعض الشجاعة والصبر والتحمل فطوبى لشهداءنا الأبرارلإيمانهم العظيم وطوبى لمن استشهد من اجل اسم الرب يسوع المسيح وهنيئآ لهم ملكوت السموات .

3-   عزاءنا وقوتنا في تاريخنا المليء بالاستشهاد والعذابات والآلام ، فكل ذرة من تراب عراقنا الحبيب ارتوت بدماء شهداء المسيحية ومع ذلك لم ولن تستطيع قوات الظلمة والمتمسكون بحبائل الشيطان ان تستأصلنا من أرصنا ووطننا .

4-   عزاءنا وتحملنا يكمن في تضامن ابناء شعبنا وتلاحمهم الأخوي الصادق في مواجهة المصائب والشدائد ، فكم كانت وقفة ابناء شعبنا بكل طوائفهم ومذاهبهم ومنذ لحظة اعلان النبأ المشؤوم باختطاف سيادة المطران بولص فرج رحو واستشهاد ثلاثة من رفاقه المرافقين له في 29 فبراير شباط الماضي  وطيلة فترة اختطافه التي دامت حوالي ثلاثة عشر يومآ والى يوم استشهاده في 12-3-2008 كانت وقفات رائعة في كل شيء وعلى كل المستويات ، ولا اغالي القول اذا قلت انها ارتقت الى مستوى الاسطورة في روعة الشراكة الصادقة الكاملة وفي روعة التلاحم والترابط بين كل ابناء شعبنا المسيحي وفي روعة التغطية الاعلامية التي يمتلكها شعبنا و التي اعطت الحدث مكانته واهميته وهيبته وقدسيته في نفوسنا وقلوبنا .

5-   كم جميل ورائع  بل مواسي ومبعث للفخر والطمأنينة أن نقرأ على صفحات الانترنيت ان بعض احباءنا أبو أن يشذوا عن ذلك التضامن الرائع الذي جسده ابناء شعبنا خلال فترة المحنة والتي لا نزال نعيش تحت تأثيرها وذلك لقرارهم بإلغاء كل احتفالات عيد القيامة المجيد والتي كانت مقررة ومعلنة وربما مدفوعة الثمن في بعض جوانبها ، إذ نكبر فيهم هذه التضحية وهذه الروح الأخوية  المُحبة والمتضامنة ، ايضآ نرجوا من الأخوة الآخرين ان يعطوا الحدث هيبته ومكانته اللائقتين وأن يحذو حذو اخوانهم في الغاء كل الاحتفالات المقررة بهذه المناسبة .

فكما قال رب المجد السيد المسيح (ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله متى 4:4 .) ، وكما تعلمنا هذه الآية بأنه ليس فقط بالخبز يعيش الانسان بل وايضآ بأمور روحية وسماوية اخرى ، كذلك ومن هذا الموقع نقول لكل الأخوة الذين لا زالوا عند قرار اقامة تلك الحفلات ، ليس فقط بالدولار والاكل والشرب والرقص  تكتمل الأمور وتنعم الحياة بل بالتفاعل مع قضايا الأمة ومشاعر ابناءها الذين هم اخوانكم واحباءكم ، فلا تشذوا وتخرجوا عن الاجماع  ، بل تضامنوا وانضموا الى اخوانكم في مواكبة الحدث لحين عودة الامور الى طبيعتها بإذن الرب .

كما لا ننسى ان الارهابيين القتلة هم لوحدهم فرحوا للمصيبة التي حلّت بنا ، وهم وحدهم تهللوا ورقصوا فرحين للفاجعة الأليمة التي ألمت بنا ، فلا تشاركوهم ولا تظهروا بأنكم غير مبالين لإخوانكم واحباءكم في العراق أو انكم لا تقدروا مشاعر واحاسيس انساننا المسيحي في العراق أو انكم لا تقدروا حجم المعاناة والألم الذي يعيشه أبناء شعبكم ، لا سامح الرب ان يكون من بين ابناء شعبنا مثل تلك النماذج ، وتعويلنا الكبير هو على رجال الدين والكنيسة ليبادروا بتوعية رعيتهم في هذا الأمر ، أما اذا تبين وجود نفر منهم متورط في هذا الأمر ولا يحيد عنه  فعندها تزداد محنتنا حزنآ و ألمآ وأسفآ وأنا انصحه ومهما كانت رتبته ودرجته بأن يمد يده وأنا اول من يضع دولارأ في يده عسى ولعل ان ... ، كما تعويلنا واملنا كبير بفنانينا الذين نعرف معدنهم و مدى امتلاكهم للمشاعر الجياشة تجاه  شعبهم ، فكلنا أمل ورجاء أن يعتذروا للقائمين على تلك  الحفلات وأن يعلنوها صراحة ويكل شجاعة انهم مع الاجماع في مسراته واحزانه .

المجد لشهيد المحبة والسلام المثلث الرحمة المطران بولص فرج رحو ونتضرع الى الرب ان يسكنه وجميع شهداءنا الأبرار في ملكوته مع قديسيه ومختاريه الأبرار .


منصور توما ياقو
16/March/2008
 
 

63
ألقوش في القلب والوجدان ، تحت هذا العنوان الجميل والبراق الذي يحسب من يقرؤه بأنه سيطالع موضوعآ مفعمآ بالود و بالأمور المشوقة عن ألقوش ولكن بعد الولوج في تفاصيله  يكتشف المرء ان الكاتب قد غرز سهامه في قلب ألقوش وفي وجدان كل ألقوشي أصيل ، كما ويجد المرء نفسه امام كاتب مفخخ بكل الأساليب الملتوية والمستفزة لتمرير غايات دعائية لتوجهه السياسي والطائفي التي يسميها ( بالقومية ) .

صحيح ان مواد مقالة الاخ أبرم شبيرا كانت مستمدة من اقوال جده ومن رجال مسنين ورواة مجهولين ومصادر ضائعة وهذه كلها تدخل تحت باب حكايات جدتي التي قد تخدر بعض العقول والألسنة ، ورغم ان الكاتب يتجاوز اهمية احترام العقول التي لا تقبل التلقين بدعم ما يكتبه بذكر الدليل والاتيان بالمصدر ، إلا أنه والحق يقال يتفنن في تغليف ما يريد ايصاله من افكار ومعلومات بغلاف جذاب يبهر العيون او كما يقال خبير في دس السم بالعسل وعنوان المقالة وتفاصيلها التي نحن بصددها هنا هو خير مثال على ما اقول .

فبعد المقدمة التي خصها الكاتب للحديث عن نفسه وزياراته يعلن بأنه قد خصص مقالته المذكورة للحديث عن بلدة ألقوش ، وفي مقالي هذا لا اريد ان أرد على مقال السيد أبرم شبيرا وإنما أود أن اتناول ما جاء فيه من أمور لم يستسيغها عقلي بل وأبى أن يتجرعها ومن تلك الأمور :-

اولآ :- يقول الكاتب في معرض حديثه عن مراحل تعرض ألقوش لظلم الأنظمة والأمم ( فالعثمانيون كان    يحقدون أشد الحقد على هذه البلد لأن أهاليها كانوا من المؤيدين للحركة القومية الآشورية التي كانت بوادرها قد بدأت قبل نشوء الحرب الكونية الأولى ) .
وهنا الكاتب نفسه قد اغناني عن ابداء أي تعليق لأنه وقبل سطر واحد فقط من كتابته لهذه المعلومة المجهولة المصدر كتب ما يناقض ذلك إذ حدد أسباب ذلك الحقد والكراهية بأمورعديدة عدا تأييدهم للحركة القومية الاشورية حيث يقول (ألقوش البلدة التوراتية العريقة القدم في التاريخ. ويكفي أن تكون بداية إسمها (إلـ ) المصغر للكلمة البابلية/الآشورية (إيل) لتكون مصدراً لعظمة قدسيتها منذ أقدم العصور وأن تنجب خيرة بطاركة كنيسة المشرق وعظماء كتاب الأمة ومفكريها وسياسيها. هذه الصفة الفريدة لألقوس وشهامة رجالها جعلتها أن تكون موضوع حقد وكراهية وعداوة من قبل الآخريين الحاقدين على هذه الأمة منذ العهد الفارسي مروراً بالعهد العثماني فالحكومات العراقية وحتى عصر صدام المقبور وذلك بسبب صلابة رجالها وتمسكهم بقيم أجدادهم العظماء ورفض الإنصهار والخضوع رغم قوة الظلم والإكراه والاستبداد الذي فرض عليهم وإستطاعوا مقاومته حتى يومنا هذا.) .
ورغم هذا الرد الشامل أعود واسأل السيد أبرم شبيرا :-
هل تستطيع ان تذكر لي اسم دولة واحدة مجاورة لتركيا لم تحقد عليها ولم تضطهدها ؟
او هل تستطيع ان تذكر لي اسم دولة واحدة احتلها العثمانيون ولم يحقدوا او يضطهدوا أهلها ؟
هل كل تلك الأمم والأقوام أُضطهدت من قبل العثمانيون بسبب تأييدهم للحركة القومية الاشورية ؟

لا يا سيدي الفاضل ، كفاية التدليس على التاريخ والحقيقة ، ان بلدة ألقوش العزيزة على قلوبنا تعرضت للاضطهاد من قبل العثمانيين لنفس الأسباب التي تعرضوا لها كل المسيحيين في كل قرية وبيت ، هل تريد أن تعرف السبب الحقيقي، لأن العثمانيون استمدوا قوتهم وتشريعاتهم من الفقه الاسلامي الذي يعتبر الإنسان المسلم أرفع درجة من الإنسان غير المسلم  والى درجة انهم كانوا قد أصدروا فتوى او فرمانآ يدعوا المسلم على قتل ثلاثة او اربعة مسيحيين ليتخلص من هول الدينونة في اليوم الآخر ، هذا هو السبب الحقيقي وليست الحركة القومية الاشورية كما تؤلفون وتغنون ، ولا اعتقد بأنك تعتبر المذابح التي تعرض لها الأرمن والسريان والكلدان والبيزنطينيين والايرانيين والمارونيين واليوغسلاف والبلغار والقبارصة والايزيديين والعرب والاكراد وووو عل ايدي العثمانيين كانت بسبب تأييد تلك الأقوام للحركة القومية الاشورية .
ثانيآ :- في الفقرة التالية كتب يقول ( وهناك معلومات تشير إلى أن الألقوشيين كان قد قدموا طلباً إلى الباب العالي مبينين فيه رغبتهم في التخلي عن الكاثوليكية والإنظمام إلى كنيسة المشرق (النسطورية) كتعبير لتأييد ومساندة هذه الكنيسة التي كانت الأمواج والعواصف تعصف بها وتهددها بالدمار، غير أن بسبب تدخل فرنسا والضغط على السطان العثماني رفض طلب الألقوشيين وهددوهم بالقمع إذا رفضوا قرار السلطان. أملك مصدر عن هذه المعلومات ولكن من المؤسف أنني لم أستطيع العثور عليها أثناء كتابة هذا الموضوع بسبب إستمرار تنقلي من بلد إلى آخر ووعداً للقراء بأن أعثر عليها وأكتب عنها في فترات لاحقة. ).
حقيقة لا اعرف  الى ماذا يلمح الكاتب في هذه الفقرة المبتورة المصدر، هل في اعتقاده ان من يترك الكاثوليكية ويدخل في النسطورية يكون من اهل النخوة والشهامة ومكانه في القلب والوجدان تمامآ كالذين يتأشورون  ؟

ورغم ان الكاتب لم يفصح صراحة عن الجهة التي كانت تهدد الكنيسة النسطورية بالدمار ومتى كان ذلك إلا ان فحوى الكلام يعطي ايحاء بأن الكنيسة الكاثوليكية هي المعنية ولكن كيف ومتى واين والأهم بماذا أي بأي سلاح ، اسئلة اتركها مفتوحة لأهل العلم والدليل.

ثم ألا ترون معي ان هذه النقطة تمس الألقوشيين بالضرر قبل اولئك الذين يقصدهم الكاتب الذي اعتبره هو مصدر هذه المعلومة لحين ورود المصدر الأصلي، لأن أولآ ليس من المعقول ان كل الألقوشيين وافقوا على هذا الرأي وثانيآ لأن الاعتقاد الديني والمذهبي يأتي نتيجة الاقتناع والإيمان العقلي والقلبي ، فهل كانوا كل الألقوشيين بحسب السيد أبرم شبيرا بتلك المزاجية و السطحية من التفكير والايمان ، ثم لماذا اللجوء الى الباب العالي وليس بالتحويل المباشر ، هل لأن الكنيسة النسطورية كانت مقبولة ومدللة من حكومة الباب العالي ، وإذا كانت كذلك فكيف أثرت فرنسا الكاثوليكية وعدوة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى على حكومة باب العالي ؟ اسئلة اخرى نتركها مفتوحة لأهل العلم والدليل .

ثالثآ :- اما الفقرة الثالثة من مقالة السيد أبرم شبيرا فتدور حول القصة التي سمعها من جده ومن بعض كبار السن في القوش ونصها هو ( عشية إنتهاء الحرب العالمية الأولى كان هناك في ألقوش لا يزال حاكماً تركياً طاغياً وفاسداً جداً معروف بأسم صقلي تحميه قوات عثمانيه قوية التسليح فكان يعبث بالبلدة وبأهاليها فعندما وصل خبر هذا الطاغي إلى قوات الليفي الآشورية فتقدموا إليه من الجنوب فدخلوا ألقوش فقتلوا كل حراسه وحاشيته ثم أمسكوا بالصقلي وأخذوه إلى الجبال المحيطة بالبلدة وربطوه بالحبل من قدميه ورموه في الوديان ثم سحبوه ورموه مرة أخرى حتى أصبح كتلة من اللحم فإنتقموا من هذا المجرم ونال العقاب الذي كان يستحقه. سمعت هذه القصة من جدي وبعض كبار السن في ألقوش.هذا الحادث كان قد ترك أثر في نفوس أبناء البلدة وأصبح دينا على رقابهم بنتظرون بفارغ الصبر لإيفاءه. وفعلاً ففي عام 1933 لجاً عدد كبير من أبناء شعبنا من أتباع كنيسة المشرق "النسطورية" إلى هذه البلدة هرباً من المذبحة التي أرتكبتها القوات العراقية وبعض العشائر العربية والكردية المتحالفة معهم بحقهم في سميل والقرى الأخرى فأحتموا في بيوت أهاليها وحموهم خير حماية وعلى أثر ذلك قامت القوات العراقية والعشائر المتحالفة معها بمحاصرة البلدة مهددين أهاليها إما بتسليم "النساطرة" لهم أو بهدم البيوت على ساكنيها بالمدافع وإجتياحها ونهب ممتلكاتها. غير أن جميع الألقوشيين وقفوا وقفة رجل واحد وأبوا التنازل لقرار الحكومة وتسليم أخوتهم في الدم حتى تم فتح الحصار بفعل التأثير الفرنسي على قرار الحكومة العراقية. ) انتهى الاقتباس

حقيقة انا لم اسمع بهذه القصة قبل الآن وانها معلومة جديدة بالنسبة لي لذلك لا اعرف من كانوا ابطالها الحقيقيين ومتى وقعت احداثها لكي ارى مدى تطابقها مع ما اورده الكاتب ولكنني استطيع ان استنتج ومن خلال هذه القصة أنه يستخدم عنوان ومفردات المدح المبطن للألقوشيين والتي هي في حقيقة الأمر طعن وتقليل من شأنهم بهدف الترويج للسلعة الاشورية ومن تلك الاستنتاجات نلاحظ الآتي :-
1- في هذه القصة يحاول السيد أبرم شبيرا تجريد الألقوشيين من كل الفضائل والمفاخر والمحاسن التي وردت في اخبارهم في سنة 1933 م ، لأنه عندما قال ان ما عملوه الألقوشيين لإخوانهم الآثوريين في زمن اضطهادهم كان ايفاءآ للدَين الذي كان عليهم ، ونص عبارته تقول (وأصبح دينا على رقابهم بنتظرون بفارغ الصبر لإيفاءه. ) ونحن نعلم ان ايفاء الدَين أمر مطلوب وواجب وليس للمدين في ذلك أي فضل او محاسن على دائنه بل العكس هو الصحيح ، هكذا ومن خلال القصة التي سمعها السيد ابرم شبيرا من جده قد أزال كل أثر للفضائل والمكارم التي منحها الألقوشيين لإخوانهم الآثوريين بل وجعلهم هم المدينين لهم .

2- رغم كونها قصة تفتقر الى الدليل والمصداقية وانها مجرد دعاية من الكاتب للسلعة الاشورية على حساب النخوة ومكارم الألقوشيين ، إلا أنها أيضآ محاولة فاسدة للأسباب التالية :-
أ – لعدم وجود مصدر كتابي سواءا كان كنسي او غيره يؤيد هذا الادعاء .
ب ــ لنفرض جدلآ ان ما ورد في تلك القصة هي حقيقة واقعة ، إلا ان أية محاولة سواءا كانت مباشرة او ايحاءآ لتجريد الألقوشيين من افضالهم ومكارمهم في هذه القضية تكون محاولة فاشلة و فاسدة ايضآ وللأسباب التالية :-
1/أ:- جميعنآ نعلم أنه عند تأسيس قوات الليفي لم تكن خاصة بالآثوريين فقط وانما تشكلت من متطوعين من مختلف القوميات والمذاهب العراقية وكان غرضها في بداية الأمر لفرض الأمن واوامر المحتل في كل المدن العراقية ، لكن بعد ذلك قرر البريطانيون التركيز على قبول تجنيد المتطوعين الآثوريين في هذه القوات وتحويل مهام هذه القوات الى حماية قواعدهم ومستودعاتهم ومصالحهم بالاضافة الى استخدامهم في ضرب الحركات التحررية الوطنية .

1/ب :- كانت مسؤولية قيادة هذه القوات وتحركاتها العسكرية  بأيدِ بريطانية ، إذ لم يكن للآثوريين ولا حتى للقيادة العراقية أية سلطة على تلك الأمور .

1/ت :- التاريخ يخبرنا ان الانكليز استطاعوا ان ينتزعوا مدينة الموصل من أيدي العثمانيين في 8 / تشرين الثاني / 1918 ومن ثم زحفوا شمالآ نحو اربيل ودهوك وزاخو والعمادية ، فهل من المعقول ان الانكليز كانوا يوافقون على وجود حاكم تركي في القوش وقواتهم تسيطر على كل العراق ؟! . أما اذا قلتم ان الانكليز استخدم قوات الليفي كرأس الحربة لقواته في احتلال القوش ، فالفضل في هذه الحالة يعود للأنكليز وليس للأدوات المستخدمة .

1/ث :- اعتقد ان هذه القوات لم تكن تخلو في أي وقت من الأوقات من المتطوعين الكلدانيين ومن ضمنهم الألقوشيين، خاصة اذا صدقنا  وصدق الراوي ان حادثة قتل الحاكم العثماني قد وقعت بعد احتلال مدينة الموصل في 8/ تشرين الثاني / 1918 م .

وبناءا على ما تقدم  يمكننا ان نستنتج التالي :-
1-إما ان القوات البريطانية استخدمت قوات الليفي كرأس الحربة لقواتها في تحرير الألقوشيين من ظلم الحاكم ، وفي هذه الحالة يعود الفضل لقيادة القوات الذين هم الانكليز وليس للمستخدمين في تلك القوات .
2- وإما ان قوات الليفي تحركت نحو ألقوش ودخلتها ثم قضت على الحاكم الظالم من دون علم قادتهم
البريطانيون ، رغم عدم معقولية هذا الأمر إلا ان هذا الأمر سيحيلنا على احد الاحتمالين التاليين ، حقيقة انها قصة مشوقة :-
الأول :- قادت تلك القوات مجموعة من الكلدانيين الألقوشيين الغيارى على بلدتهم وفي هذه الحالة يكون فضل تحرير ألقوش من الحاكم الظالم للألقوشيين أنفسهم وليس للآخرين .
الثاني :- وإما ان من قاد تلك المجموعة كانوا من اخواننا الآثوريين ولكننا نعلم أنه في تلك الفترة كانت الدولة العثمانية قد خسرت الحرب وان قواتها كانت في حالة التقهقر امام القوات البريطانية  وان زمام المبادرة اصبحت بيد العراقيين ضد العثمانيين ، فهل يعقل ان الألقوشيين كانوا يصبرون على ظلم وجور الحاكم العثماني المغلوب على أمره والى أن يأتي الفرج من خارجهم ، أليس هذا حط من شأن الألقوشيين في سبيل الترويج للبضاعة الاشورية ؟.

رابعآ :- أما الفقرة الأخرى التي وردت في هذه القصة والتي يسأل فيها قائلآ  (هنا يفرض السؤال نفسه لماذا لجأ الآشوريون من أتباع كنيسة المشرق إلى هذه البلدة دون سواها؟؟؟ الجواب واضح لانهم كان يعرفوا شاهمة الألقوشيين وشجاعتهم في مثل هذه المواقف وأمكانية حمايتهم ومساندتهم في مثل هذه المواقف الصعبة. )
نحن لا نشك للحظة واحدة في شهامة وشجاعة الألقوشيين ولكنني اقول للسيد أبرم شبيرا ان شهامة وشجاعة ابناء شعبنا الكلداني في كل قرانا وبلداتنا ومناطق توجدهم لا تقل عن شهامة وشجاعة الألقوشيين الذين نفتخر ونعتز بهم ، ثم من قال لك ان الاخوة الآثوريين لم يلجأوا الى قرى اخرى ، انا شخصيآ اعرف الكثير من العوائل الآثورية  قد لجأوا حينذاك الى قرى كلدانية اخرى ولا زالوا مقيمين فيها ،  أما عن سبب بروز اسم ألقوش على غيرها من القرى الكلدانية في هذه القضية اعتقد يعود الى جملة من الاسباب ومنها :-
1- ربما لأن المجاميع التي دخلت ألقوش كانت كبيرة وملفتة للنظر بحيث وصلت اخبارهم الى القتلة عكس تلك العوائل والافراد الذين لجأوا سرآ للقرى الكلدانية الأخرى التي تمكنت من اخفاءهم عن أعين القتلة الارهابيين .

2- بسبب التدخل التاريخي والسريع للبطريرك الكلداني آنذاك مار عمانوئيل الثاني توما واتصالاته المثمرة بالجهات المختصة والمسؤولة لمنع وقوع الكارثة التي كانت على وشك الحدوث .
3- اعتقد ان القضية كانت اخذت ابعادآ دولية أثرت على مجريات الأمور وهنا لا يمكننا التغاضي عن دور فرنسا وربما دور الفاتيكان من وراء الكواليس في التأثير على القيادة الانكليزية والعراقية لمنع وقوع تلك الكارثة .
4- السبب الأهم والحاسم كانت النخوة والشهامة التي يتحلى بها اهل ألقوش ،  تلك الصفات هي التي دفعت الكلدانيين الألقوشيين للوقوف تلك الوقفة البطولية والمشرفة في مواجهة اولئك الارهابيين والتي سجلها التاريخ لهم بأحرف من الذهب وليس ايفاءآ لدَين قديم كما قال السيد ابرم شبيرا .

خامسآ :- اما عن القصة التي سمعها الكاتب من جده والتي تتحدث عن ثلاثة رجال ألقوشيين تمكنوا من اختراق الحصار والوصول الى البطريرك مار عمانوئيل الثاني توما في الموصل والطلب منه إستخدام نفوذه لدى السلطات المختصة لفك الحصار المفروض على القوش غير ان البطريرك أعادهم الى حيث أتوا من دون أن يعدهم بشيء قائلآ لهم "إرجعوا إلى بلدتكم فأن مريم العذراء ستحميها" فعادوا خالي الوفاض ، ولما ساءت الأمور اكثر بسبب الحصار ، عادوا الرجال الثلاثة الى مدينة الموصل شاكين للبطريرك قساوة الحصار وان البلدة تعاني من نفاذ المؤن والارزاق لكن وبحسب ما رواه شيخنا الجليل جد الكاتب ان البطريرك لم يعدهم بشيء سوى قوله السابق لهم "إرجعوا إلى بلدتكم فأن مريم العذراء ستحميها" ويسترسل الكاتب بوصف ردة فعل الرجال الثلاثة بقوله (  فصعد الدم إلى رؤوسهم وملئوا يأساً وإحباطاً فردوا على البطريرك قائلين "يا سيدنا البطريرك لقد شاهدنا مريم العذراء وهي تهرب من الألقوش ولم تستيطع حمايتها"... العهد على الراوي. ). انتهت القصة .

اما تعليقي على هذه القصة هو أنه بعدما حاول السيد أبرم شبيرا تفريغ موقف الألقوشيين من معناه الإنساني والحضاري في قضية دفاعهم عن الأخوة الآثوريين نراه في هذه القصة يتبع نفس الأسلوب مع الموقف التاريخي والإنساني للبطريرك الكلداني آنذاك مار عمانوئيل الثاني توما من قضية الأثوريين ، وكعادة ناكري الجميل فإن جوهر ما يريد الكاتب ايصاله من خلال هذه القصة هو تشويه الموقف العظيم الذي وقفه البطريرك الكلداني الذي كان سببآ في انقاذ حياة الكثيرين ومن بينهم حياة جد الكاتب وبالنتيجة حياة السيد أبرم شبيرا نفسه .
ان اظهار البطريرك مار عمانوئيل الثاني توما بمظهر المقصّر والمتقاعس واللامبالي من قضية مصيرية كهذه ليس هو فقط عمل مناف للحقيقة بل وفيه اجحاف بحق كل ابناء شعبنا .

"إرجعوا إلى بلدتكم فأن مريم العذراء ستحميها" حكمة تستحق التأمل وأن تكتب بماء الذهب ، اعتراضنا على قصة السيد ابرم شبيرا ليس على ورود هذه العبارة الإيمانية العميقة والبليغة فيها، وإنما اختيار جملة واحدة من سبعة كلمات مبتورة من حديث جرى في لقاءين حول أمر معقد ومصيري جعلنا ان نقول على ناقل الكلام انه لم يكن أمينآ على النقل او نقله كان ناقصآ ، لأنه ليس من المعقول ان يكتفي البطريرك بتلك الجملة الإيمانية فقط  بل على الأقل ومن باب التشجيع وبث روح الأمل والتفاءل في الرجال الثلاثة ومن خلالهم في اهل ألقوش كان يخبرهم وبكل بساطة وحتى على سبيل المجاملة بأنه سيستخدم نفوذه و سيعمل كل ما بإستطاعته لإنقاذ الموقف ، وانا متأكد بأن البطريرك قالها وعناها بل وقال الكثير ولكن العتب على سمع الناقل .

سادسآ :- هناك عبارة نقراها دائمآ وتتكرر على مسامعنا في احيان كثيرة وحرص السيد أبرم شبيرا ان يستخدمها في المقال الذي نحن بصدده هنا كمدخل او غطاء للدعاية للزوعا وهي استخدام رموز شعبنا وخاصة الراحلين منهم الى رحمة الله في الدعاية الحزبية ، وهنا ايضآ عاد السيد أبرم شبيرا مستخدمآ نفس الأسلوب الذي استعمله سابقآ ، فبعد أن أسبغ على ألقوش والألقوشيين كل كلمات المدح والإعجاب كغطاء لتمرير معلومة مفبركة مفادها ان الاشوريين في قوات الليفي هم الذين انقذوا الألقوشيين من ظلم وجور الحاكم العثماني صقلي وبالنتيجة فإن ما عمله الألقوشيين للآثوريين في زمن اضطهادهم سنة 1933 ما هو إلا رد الجميل او ايفاءآ للدَين الذي كان عليهم ، هكذا في هذه الفقرة ايضآ عاد السيد أبرم شبيرا وكال كل انواع المدح والاطراء والثناء والإعجاب على المرحوم توما توماس كغطاء يمكنه من استخدام هذا الأسم وهذا الرمز الكبير كدعاية للزوعا ، ومع ذلك لنفتش بين ثنايا تلك السطور لنرى ماذا نجد حيث يكتب في هذا الصدد قائلآ ( ... ومن المآثر القومية الأخرى لأبي جوزيف، والتي لي معرفة خاصة بها ، تتمثل في دعمه الكبير واللامحدود للحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا) في العراق، فعندما التحقت هذه الحركة بركب الكفاح المسلح واصطفت مع بقية الحركات الوطنية من كان غير توما توماس الشهم والمعلم الأول في هذا الأسلوب من النضال أن يمد لها يد العون والإرشاد في وديان وجبال آشور العاصية ... ) انتهى الاقتباس

حقيقة من يتمعن في قراءة ما كتبه السيد أبرم شبيرا في هذه الفقرة التي تتكون من جزئين سيخيب ظنه في زوعا والزوعاويين ، لماذا ؟.
1- في الجزء الأول يثني السيد أبرم شبيرا على المرحوم توما توماس ويعترف بأن المرحوم قدم دعم كبير ولامحدود للزوعا والسؤال الذي شغلني قليلآ هو ، لماذا هذا الدعم الكبير واللامحدود للزوعا ؟؟؟ حقيقة لم ارى غير اجابة واحدة وهي ، ان المرحوم كان يظن بأنه سيكون للزوعا وللزوعاويين صولات وجولات في ساحات المعارك  لذلك اقتضى الحال تقديم دعم كبير ولامحدود لهم وبالسرعة الممكنة .
2- أما الجزء الثاني والذي له علاقة بالجزء الأول فهو قيام المرحوم بتعليم وارشاد الزوعاويين بمسالك وديان وجبال اشور العاصية بحسب تعبير السيد أبرم شبيرا .
وهنا لدي سؤال واحد اوجهه للسيد أبرم شبيرا وهو :- هل كان الهدف من قيام المرحوم توما توماس بتعليم وإرشاد الزوعاويين بمسالك وديان وجبال اشور العاصية لغرض السياحة والاصطياف أم لغرض معرفة المسالك واستخدامها في الهروب الآمن والسريع أو استخدامها في العمليات الحربية ؟.

إذا كان الجواب لغرض السياحة والاصطياف فنعم المعلم ونعم التلميذ المجتهد .
وإذا كانت لغرض الهروب الآمن والسريع فالحقيقة ان التلميذ فاق المعلم ، لأن المعلم أرشدهم بمسالك وديان وجبال اشور العاصية فقط ولكن الزوعاويين بعد ان ختموا تلك المسالك استخدموها لتوصلهم الى اميركا واستراليا واوربا ومن ثم ليعود البعض منهم مع القافلة الامريكية .

أما إذا كانت لغرض الاستخدامات العسكرية والحربية ، فأتوسل اليك يا سيدي أبرم شبيرا ان ترشدني على أسم معركة واحدة مسجلة باسم زوعا تخطيطآ وتنفيذآ أو تنفيذآ فقط  لكي لا ارهقك في البحث  لأفتش عنها في ملفات العمليات العسكرية والحربية في الأرشيف العسكري للحركة الكردية .

أما إذا قلت لي بأنها كانت لغرض الاستخدامات العسكرية والحربية ولكن ليس للزوعا نصيب في أية معركة وأنا اعتقد هذه هي الحقيقة لأنك كزوعاوي او مساند للزوعا لم تجد من المعارك التي خاضها الزوعا لمفرده او مع المرحوم توما توماس لتفتخر وتتباهى بها وإنما افتخرت وتباهيت في المعركة التي كان بطلها المرحوم توما توماس مع الشهيد هرمز ماليك جكو هكذا ينطبق عليكم المثل الذي يقول ( الأقرع يتباهى بشعر أخوه ) لذا سأتركك واقول للمرحوم توما توماس :-
يا لخسارة وقتك ، ويا لخسارة تعبك وجهدك ، ويا لخسارة ما قدمته من دعم كبير ولامحدود لتلاميذ فاشلين .

السؤال الاخير اوجهه للألقوشيين ، هل صحيح ان خبزكم بلا ملح ( لخموخون پاخيلي ) لأن كل الهجمات التي تتعرضون لها أو محاولات سرقة تاريخكم ومنجزاتكم وحتى هويتكم أومحاولات الاستفراد بكم وكأنكم قاصرين تأتي من الذين ترعرعوا وشبعوا من خيراتكم وانني أرى ان كلمات الانجيل المقدس تنطبق عليهم بقوله الكريم (  مِنَّا خَرَجُوا، لكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا، لأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنَّا لَبَقُوا مَعَنَا. لكِنْ لِيُظْهَرُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا جَمِيعُهُمْ مِنَّا.) ( رسالة القديس يوحنا الاولى 2 : 19 ) ويؤيدني في هذا السيد أبرم شبيرا نفسه من خلال اعترافه الذي يقول ( ... سمعت من جدي الذي كان من بين المحاصرين في البلدة (من الطريف تزوج جدي من المرأة التي كان يحتمي في بيت أهلها ) رغم ان هذا الاعتراف يعني الكثير الكثير والذي يضاف الى مكارم و مفاخر الألقوشيين الا ان السيد شبيرا لن يتوانى عن تجريدهم من كل الفضائل والمفاخر إذا تطلبت اشوريته ذلك ، صدق من قال العرق دساس .

نعم لتكن القوش وكل قرانا ومناطق تواجد شعبنا في القلب والوجدان ولكن من دون التلاعب بتاريخها وهويتها وشعور اهلها أو استخدامها للدعايات الحزبية و الطائفية او لغايات واهداف رخيصة .


منصور توما ياقو
استراليا
20/Feb/2008


64
لا نشك للحظة واحدة ان المتسمى بـ ( المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ) المنبثق من مؤتمر عينكاوا المنعقد بمبادرة من مؤتمر ستوكهولم ولا نذهب الى ابعد من هذا التسلسل الهرمي لئلا نصطدم بالحرس القديم والجديد ، ان لهذا المجلس نشاطه المميز والملحوظ على الساحة القومية لشعبنا بهدف حشد التأييد والدعم وترويض كل ما يمكن ترويضه من احزاب ومجالس ومؤسسات شعبنا لصالح اهدافه التي يراها هي الحقيقة المطلقة وهي النموذجية للجميع ، وهذا ليس خطأ في حد ذاته لأنه وكما يقول المثل العراقي كلمن يريد النار لخبزتة .

بتاريخ 19 / 12 / 2007 قرأنا على صفحات الانترنيت نص وثيقة العمل المشترك الموقعة بين الحزب الوطني الاشوري وحزب بيت نهرين الديمقراطي والمنبر الديمقراطي الكلداني وجمعية الثقافة الكلدانية من جهة وبين ( المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ) المنبثق من مؤتمر عينكاوه من جهة اخرى مع استثناء منظمة كلدواشور للحزب الشيوعي الكوردستاني التي لم توقع على هذا الاتفاق ، والملفت للنظر في هذه الوثيقة انها انحصرت في مسألتين فقط وهما :-
1- اقرار حق شعبنا في الحكم الذاتي في كِلا الدستورَين ، العراقي والكوردستاني .
2- وحدة التسمية القومية في الدستورَين المذكورين .

بالنسبة للنقطة الاولى  الخاصة بالمطالبة بالحكم الذاتي ، من الطبيعي ان يكون لكل شخص او فئة او توجه قومي او سياسي وحتى الطائفي والمذهبي قناعته ونظرته الخاصة للأمور ، وان مسألة الحكم على هذا التوجه تحدده جملة من الضوابط والظروف المحيطة بها ، قد تصيب وقد تخطيء ، فلهؤلاء الاخوة ايضآ الحق في هذه المطالبة كما للآخرين الحق في المطالبة بالإدارة الذاتية او غيرهم عندما يطالبون بحق المواطنة الكاملة في عموم العراق ، وليس لي في هذه النقطة غير القول ، الرب يبارك كل عمل يهدف الى اسعاد شعبنا وخاصة العمل المبني على النزاهة والصراحة بين الاخوة وعلى الأهداف الواضحة بعيدآ عن الشعارات المستهلكة والأسلوب التآمري بكل اشكاله .

أما بالنسبة للهدف الثاني من ابرام هذه الوثيقة والذي هو ، اقرار التسمية القومية الموحدة لكل من الكلدانيين والاثوريين والسريان وذلك بدمج تلك التسميات مع بعضها لتصبح ( الكلداني السرياني الاشوري ) في كِلا الدستورَين ، فقط اريد أن اسأل جميع الاخوة الموقعين على الوثيقة ومعهم كل ابناء شعبنا السؤال التالي وارجوا الصدق والأمانة في اجاباتهم مع حقهم للاحتفاظ بتلك الاجابة لأنفسهم :-
 ماذا تسمون من يقول بما لا يؤمن به ؟.
او بتعبير آخر
ماذا نطلق على شخص: يدعي شيئآ وهو لا يؤمن به ؟.

فمثلآ الاخوة الموقعين على الوثيقة يطالبون بتوحيد التسمية القومية لكل من الكلدانيين والاثوريين والسريان في كِلا الدستورَين لتصبح ( الكلداني السرياني الاشوري ) ، مع الانتباه ان النص الذي ورد في الوثيقة هو ( ووحدة تسميته القومية ) ، اعتقد وربما اكون على الخطأ  ان الموقعين قد قرأوا وفهموا ذلك النص ، فمن جملة ما يُفهم من هذا النص أنه بعد هذا الاتحاد لا يجوز لأي من الموقعين على هذه الوثيقة ان يعمم الجزء على حساب الكل ، فمثلآ :-
 لا يجوز للأشوري الموقع على الوثيقة ان يقتصر عند ذكر قوميته بالاشوري فقط بل يجب ان يذكر التسمية المركبة كاملة او على الأقل ان لا ينكر حقيقة التسمية القومية الكلدانية او السريانية المتحدتين مع تسميته القومية وكذلك هو الحال بالنسبة للكلداني والسرياني الموقعين على تلك الوثيقة ، هذا هو المفترض أن يكون موقف المؤمن بوحدة التسمية القومية المركبة ، وإذا ما صدر عكس هذا  وتحت أية ذريعة او افتاء ، يكون من حقنا ان نفضح المخالف وان نتهمه وربما عموم المجلس معه بأنه من الصنف الذي يدعي اشياء وهو لا يؤمن بها ، او انه يتلاعب بهذه التسميات ويسوق بضاعة يعرف انها فاسدة لغرض تحقيق اهداف حزبية وطائفية مفضوحة ، وربما كان هناك بعض العذر لمن يتبع هذه الازدواجية لو كان النص كالآتي ( ووحدة تسميته السياسية ) ولكن ان ينسبها (الوحدة ) للقومية فهنا لابد ان نقول للمنضويين تحت يافطة ما يسمى بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ، إما ان تعنون ما تقولونه وتعتمدونه في ادبياتكم واقوالكم وسلوككم اليومي أو ان تتركوا هذه المهنة التعبانة التي تعتمد على استمالة هذا واستقطاب ذاك  لخلق اقطاب لا يترددوا ان يبصموا بالعشرين حتى من دون ان يقرأوا الموضوع  وإلا اين الاطراف الرئيسية في التمثيل القومي الكلداني ، كحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني مثلآ أم انه صعب الهضم وقد يسبب الدوران والدوخة للبعض ، وكذلك المجلس القومي الكلداني فرغم تعرضه لعواصف تنظيمية التي قد يجد البعض من قناصي الفرص ضرورة استغلالها لإخضاعه او على الاقل تحييده من مساره القومي ولكن بالنسبة لنا ستبقى ثقتنا به بلا حدود لأننا وعن القرب نعرف المعدن الأصيل للكثيرين منهم ، ما يهمنا من هذا المجلس ان يكون هو تمامآ كما يقول شكسبير ( كن او لا تكن هو السؤال ) ، فإما ان تكونوا حقآ وحقيقة المجلس الشعبي بكل معانية الصحيحة أو ان تغيروا تسميتكم الى مجلس النخبة و...الخ

كما ان الذي يلفت الانتباه في هذه الوثيقة هو الهيكل التنظيمي المتكون من عدة لجان وكيفية تحديد نسبة تمثيل الطرفين في تلك اللجان ، فمن النقاط المبهمة التي وردت في الوثيقة والتي  تم الاتفاق عليها هي الأتي :-
1- يقول النص ( يكون لكل عضو من اعضاء لجنة التنسيق ممثلآ في المجلس الشعبي .) انتهى
 نحن نعلم هناك اربعة او خمسة اعضاء من لجنة التنسيق ( لست متأكدآ من موقف منظمة كلدواشور للحزب الشيوعي الكوردستاني التي لم توقع على تلك الوثيقة)  ، واذا كان عضوين من تلك اللجنة الموقعة على الوثيقة من الفئة التي لا تؤمن بغير ( الاشورية ) كتسمية قومية لشعبنا والعضوين الاخرين من القومية الكلدانية ، أفلا يحق لنا ان نعرف عدد أعضاء المجلس الشعبي وانتمائاتهم القومية لنعرف نسبة تمثيل كل قومية ، ربما سينبري احدهم ويتهمني على الأقل بأنني مبالغ في كلامي ولكن في مثل هكذا مسائل لا ينبغي ان يكون هناك مجاملة او غض الطرف عنها لأن الاخوة وكما ورد في نهاية الوثيقة سيعتمدون على نسبة المصوتين لاقرار ما يريدون إقراره ، ونظلم انفسنا اذا كذبنا على انفسنا بالقول ان الاخوة في المجلس الشعبي او في اية مؤسسة اخرى متجردين من أي انتماء او تحيز لإنتماءهم القومي ، وبإستطاعتي ان اسوق امثلة كثيرة على ذلك و ابتداءآ لمواقف قادة يتربعون على قمة الهرمين الديني والسياسي نزولآ الى من هم اقل مرتبة .

2- اما بالنسبة لهيئة رئاسة المجلس فالنص يقول ( 2- تمثل لجنة تنسيق بثلاث ممثلين في هيئة رئاسة المجلس ) . انتهى
هنا ايضآ لا اريد ان اضيف اكثر مما ذكرته في النقطة الاولى اعلاه وخاصة معرفة العدد الكلي لهيئة الرئاسة وانتمائهم القومي .

3- اما النقطة الثالثة والتي تقول ( 3- تشكيل لجنة تسمى ( اللجنة الاستشارية للشؤون السياسية ) تضم عددآ متساويآ بين لجنة التنسيق والمجلس وتتخذ قراراتها بالاجماع .) انتهى
بعد التوقيع على الوثيقة اصبح عدد اعضاء هذه اللجنة ثمانية اشخاص ، اربعة من لجنة التنسيق يقابلهم تلقائيآ اربعة من المجلس ومستقبلآ اذا ما انضم الى هذه اللجنة لنفرض ثلاثة احزاب اخرى فيرتفع عدد اعضاء اللجنة الى اربعة عشر عضوآ وليس احد عشر عضوآ لأنه وبحسب هذا المبدأ سيضاف تلقائيآ ثلاثة اعضاء من المجلس وهكذا ! .

حقيقة ان الاخوة في المجلس الشعبي قد أتقنوا صياغة كلمات الوثيقة بدقة واحكام بحيث تمكنهم من  تحقيق جل اهدافهم واهمها من وجهة نظري هي :-
اولآ – احتواء المؤسسات المنضوية تحت خيمة المجلس مع اعطاء هذه المؤسسات بعض مظاهر الدعم والصلاحيات للمشاركة والبت  في كل القضايا ولكن من دون ان يكون لها أي تأثير لا يتفق مع موقف المجلس وخاصة في تلك التي لها الصبغة السياسية والقومية الحساسة .
ثانيآ – الاستحواذ على القرارات المهمة والحساسة وحصر اقراراها او رفضها وتعديلها بالمجلس الشعبي ذو الأغلبية التي تتجاوز الثلثين .

 يتضح من كل مما تقدم وبحسب قناعتي الشخصية ان المجلس الشعبي قد احكم سيطرته وسلطته على كل الشؤون واللجان والاحزاب والتنظيمات المنضوية والمتشكلة تحت يافطته ، ولا اعتقد هناك حزب او مؤسسة قومية كلدانية او غير كلدانية جادة في طرحها  لبرامجها السياسية والقومية والتي لها هيبتها ومكانتها ان تقبل على نفسها ان تكون عضو متفرج في أية مؤسسة كانت حتى لو كانت تلك المؤسسة خارجة من داخل شعبنا ، كما ان محاولة تطعيم المجلس الشعبي بوجوه من لجنة التنسيق خاصة تلك التي تمثل احزاب مبتلية بنزعة التعصب القومي أصحاب النظرة القومية الاحادية لا يغير شيء بل وبكل تأكيد سيزيده تعصبآ وتطرفآ .

والكلمة الاخيرة التي اريد ان اقولها للقائمين على ما يسمى بالمجلس ( الكلداني السرياني الاشوري ) ، اذا فعلآ انهم لا يبتغوا من وراء هذا المجلس تحقيق مكاسب شخصية او قومية طائفية ( جهوية ) ، وإذا فعلآ ارادوا ان يرتقي هذا المجلس الى مستوى الاحداث والتطورات ، عليهم أن يتجنبوا التلاعب بمشاعر الناس من خلال تدخلهم بخصوصياتهم القومية والتسمية واحدة من اهم تلك الخصوصيات التي لا يمكن تجاهلها او انكارها او تطويعها لصنع جمل وشعارات سياسية تكتيكية كما يفعلون المتعينين الجدد في هذا المجلس بحسب هذه الوثيقة ، لذلك على الاخوة في المجلس ان يعايشوا الواقع كما هو بعيدآ عن الاوهام والاحلام النرجسية  وأن يعترفوا علانية و من دون خجل بوصف الواقع الذي نعيشه هو حقيقة قائمة  ومن هذا الواقع الذي نعيشه :-

1-   كمؤمنين مسيحين ، رغم ايماننا برب واحد وبإيمان مسيحي مشترك في اغلب حلقاته ولكن للأسف نحن ننتمي الى عدة طوائف ومذاهب فمنهم الكاثوليكي والأرثوذكسي والبروتستانتي عدا التسميات الحديثة ، فهل بتجاهل او انكار وجود هذه التسميات كإنتماءات منفصلة ومستقلة عن بعضها البعض نكون صادقين ونكون قد خدمنا الحقيقة ؟ ابدآ بل الذي يدعي ذلك فهو يخادع نفسه لا محال ، لذلك علينا ان نعترف وان لا نخجل من واقعنا الذي يقول، نعم نحن جميعآ مسيحين ولكن بعدة انتماءات مذهبية .
2-   أما كشعب ، نعم تعود جذور كل من الكلدانيين والاشوريين الى جذور رافدية أصيلة لكن وعبر كل التاريخ لم يفتخر أي منهما بغير تسميته الأصلية بل وللحقيقة ان التاريخ يخبرنا ان ما كان يربط الاشوريين القدامى بالكلدانيين كانت علاقة محتل مع رعاياه ، وواقع اليوم ايضآ يقول اننا لسنا قومية واحدة وليست لنا تسمية واحدة ، فمنتحل التسمية الاشورية لا يؤمن بغير التسمية الاشورية كتسمية قومية له بل والادهى انه يريد ان يفرضها على الكلدانيين والسريان ايضآ ، وكذلك بالنسبة للكلداني المؤمن بهويته القومية الكلدانية لا يقبل بغيرها بديلآ وكذلك الحال مع  السرياني ، فلماذا ننكر واقعنا هذا ويحاول البعض القفز من فوق هذه الحقيقة ، التنوع بحد ذاته ليس عيبآ ولا نقصآ وانما العيب أن نخسر بعضنا وطموحاتنا بسبب أوهام التطرف القومي المسيطر على عقلية البعض الذي يصدق نفسه بأنه هو الأساس وما على الاخرين إلا الانزلاق في مستنقعه العميق .

لذلك ومن دون نفاق او خجل ووفق الواقع التاريخي والآني الذي نعيشه يجب ان نعترف وان نقول :-
جميع ابناء شعبنا  ( الكلدانيين والسريان والاثوريين )هم مسيحيين ولكن بمذاهب متعددة ، وجميعهم من السكان الأصليين للعراق أي من اصول رافدية أصلية ولكن بقوميات متعددة هذا هو الواقع من دون النفاق وهذه هي الحقيقة التي يحاول البعض تزييفها او اخفائها وإلا اعطوني اسم حزب واحد او حركة واحدة او تنظيم سياسي واحد فقط للأخوة الاشوريين سواء كان من داخل المجلس الشعبي او من خارجه وهو يعترف بالهوية القومية الكلدانية وعندها انا مستعد ان اعتذر للجميع ، أما أن اقبل اسلوب المناورة بالتلاعب بالتسميات التاريخية  لصنع تسميات تجارية مركبة ثنائية وثلاثية ورباعية فهذا لا ارتضيه ولا أقبله بكل تأكييد لأنني لا ارتضي على نفسي بل واعتبره عيبآ ان اكون من النوع الذي يدعي شيئآ وهو لا يؤمن به .


منصور توما ياقو 
2nd/Jan/2008
 


65
في احيان كثيرة يبادر الى ذهني وانا استرجع مجريات الاحداث الأليمة التي يتعرض لها المسيحيين العراقيين هذا السؤال ، ماذا كان حالهم لو كان الوضع في اقليم كردستان العراق مشابهآ لما حصل لهم في مناطق تواجدهم خارج الاقليم ؟ بالتأكيد لكان وضعهم هو بنفس السوء والمأساة كالذي عاناه اقرانهم في خارج الأقليم ، ولكي لا يظن البعض انني ألقي الكلام على عواهنه أو انني اجامل هذا ومتحامل على ذلك ، دعونا نحتكم للحقائق والوقائع التالية ومن ثم نحكم ضميرنا ونكون من المنصفين والعادلين في هذه القضية ولا نكون من ناكري الجميل :-

اولآ- لانذهب الى أبعد من بدايات قيام الثورة الكردية في عام 1961 م والتي أدت الى نشوء حركة نزوح كثيفة للأكراد والكلدانيين والتركمان من قراهم ومدنهم قسرآ إما من قبل الحكومات المتعاقبة او هربآ من ظروف القتال ، ونستطيع ان نقول انه بعد عمليات الأنفال السيئة الصيت تحولت معظم القرى الكردية و الكلدانية الى مجرد اطلال مدمرة ، وبمرور الزمن كادت ان تنمحي من الذاكرة ايضآ ، لكن بعد صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 688 الخاص  باقامة المنطقة الآمنة في شمال العراق وتحديدآ في شمال خط  36 عام 1991 م ، بدأت الحياة تعود الى بعض  القرى الكلدانية الواقعة ضمن تلك المنطقة ، ولكن رغم ذلك ورغم  توفير مناخ شبه آمن في تلك المنطقة التي سميت بالآمنة إلا أن نظرة الناس حيال المستقبل كانت مشوبة بالخوف والتشاؤم لأسباب منطقية وموضوعية تتعلق بطبيعة القوى المتحكمة والمؤثرة على الوضع العراقي ، فأحداث التاريخ وتجارب الشعوب مع سياسات القوى العظمى علمت شعبنا أن لا يعتمد عليها وأن لا يثق بتلك السياسات التي جلبت المآسي والدمار للشعوب بالاضافة الى ان الآلة العسكرية والارهاب النفسي والأمني والتهديد باجتياح المنطقة عسكريآ ومنطق الغاب لنظام صدام حسين كان على اوجه ، فمن الطبيعي أن هذه الهواجس المروّعة كانت كفيلة كي لا يفكر احد من ابناء شعبنا الساكنين خارج الأقليم للعودة والاستقرار في مناطقهم الأصلية ، إذ بقي في منطقة سكناه متأملآ أن يتبدل الحال نحو الأفضل ، اما مَن كان يملك بعض المال رحل الى دول الجوار على أمل الحصول على الاستقرار في احدى دول المهجر ، و القسم الثالث من ابناء شعبنا الكلداني هم من مواطني الأقليم الذين كانوا ولا زالوا يتعايشون جنبآ الى جنب  في السراء والضراء مع اخوانهم الكرد ، فإذا استثنينا بعض الحالات الفردية الشاذة التي لا تعبّر عن مواقف وضمير الشعب الكردي وحكومة اقليم كردستان ، فإننا لم نسجل سابقة او حالة يمكن تصنيفها تحت مسميات  مثل، الجريمة المنظمة ، التطهير العرقي ، مصادرة الممتلكات ، ترحيل المواطنين من مناطق سكنهم او من الأقليم او منع الناس من اداء عباداتهم ومعتقداتهم بشكل حر ، لم يجري أي شيء من كل ذلك ، في الوقت الذي كان اقليم كردستان يعاني من ازمات ومشاكل اقتصادية واجتماعية وأمنية وخدماتية ومن تهديدات كارثية داخلية وخارجية محتملة التي جعلته او في بعض منه مهيئآ لظهور بعض العناصر لممارسة مثل تلك الجرائم ، ولكن بفضل الله والحرص الشديد للشعب الكردي والقيادة الكردستانية على ديمومة التلاقي التاريخي والحضاري  والتعايش السلمي والانساني الاخوي بين الشعبين قد اجهض كل محاولة او مسعى للتأثير على هذا التعايش الرائع .
ثانيآ - بعد 9 / نيسان / 2003 م و بإستثناء منطقة اقليم كردستان دخل العراق في مرحلة اتسمت بالفوضى  والعنف ضد عموم العراقيين وخاصة ضد الأقليات القومية كالكلدانيين والأرمن والصابئة فقد مورست ضدهم سياسة التهجير القسري و الاختطاف والتطهير العرقي والديني ، مما حذا بهم الى ترك مصادر رزقهم  ومنازلهم بما تحتويه للنجاة بأرواحهم من بطش التكفيريين المجرمين والارهابيين وميليشياتهم الوحشية ، نعم  ان ما جرى وحدث من احداث بشعة وفظيعة للمسيحيين وللأقليات القومية في هذه المرحلة يدخل ضمن الجريمة المنظمة لأنها اهدفت الى استئصال كامل وجودهم من المناطق التي تسكنها الاكثرية العربية المسلمة، والذي عزز هذه الحقيقة هو سكوت علماء ومرجعيات الدين الاسلامي لِما حدث ويحدث للأقليات القومية والدينية في تلك المناطق ، بل هناك اكثر من دليل على تواطؤ أئمة وخطباء الجوامع والمساجد وتحريضهم على استباحة دماء واعراض واموال وممتلكات ومقدسات تلك الأقليات ، بل وان الصمت المطبق والسكوت المهين من قبل الحكومة المركزية واجهزتها الأمنية كان عاملآ مشجعآ لقوى الضلال والظلمة كي تمضي قدمآ في جرائمها ضد الأقليات القومية والدينية ، فأصبح من المحال الاستمرار بالعيش وسط تلك الذئاب البشرية المسعورة ، فكانت الهجرة سواء الداخلية منها او الخارجية هي الحل الوحيد المتاح امامهم .
أما عن الهجرة الخارجية ومآساتها الكارثية ودموعها الحزينة وحرمانها وآهاتها ومصائبها نتركها الى حين ، ففي مقالنا هذا نسلط الضوء على بعض الجوانب الخاصة بالنزوح الداخلي والأصح النزوح الى كردستان العراق لأنها كانت ذات اتجاه واحد وهو اقليم كردستان ، أما سبب حصر ذلك النزوح  في هذا الاتجاه فقط يعود الى جملة  من الأسباب  والحقائق منها :-

1-   محافظة الاكراد ( حكومة وشعبآ ) على نقاء فكرهم الانساني من التلوث بالأفكار العنصرية والتكفيرية التي اجتاحت الشارع العراقي خارج إقليم كردستان وهذا بحد ذاته يعتبر ركنآ اساسيآ لتمتع المنطقة بالهدوء والاستقرار الأمني والنفسي والاجتماعي لكي تتجه الانظار اليها .
2-  الحرص الشديد للشعب الكردي والقيادة الكردستانية على ديمومة العيش المشترك وتكريس قيم المواطنة ومفاهيم السلام والمساواة والعدالة والتسامح بين جميع اطياف المجتمع في الاقليم مما شكّل  ركنآ اساسيا آخر ليكون إقليم كردستان قبلة المهاجرين والمهجرين والعائدين الى ديارهم الأصلية.
3- بفضل التواصل التاريخي والحضاري والتمازج الاجتماعي والثقافي سواء الموروث منه اوالمعاصر جعل من الشعبين ( الكردي والكلداني ) مكملين لبعضهما البعض ، وكأن الحياة في إقليم كردستان لا تكتمل من دون أحدهم ، التاريخ يخبرنا بكثير من الأدلة والشواهد التي تشير إلى ان إقليم كردستان يعتبر صمام الأمان لشعبنا فعند كل المحن والشدائد التي تعصف به نراه يتجه نحو الشمال ، أكرر القول ، وبعيدآ عن مقولات البعض الذي يحاول بعثرة الأوراق واحداث فوضى بين الشعبين واستثناءآ للحالات الفردية الشاذة  ، فإن اخبار التاريخ لم تحدثنا عن أي اضطهاد منظم او جريمة منظمة دبرها او ساهم بها الشعب الكردي ضد الكلدانيين ، بل لدينا من الشواهد والدلائل ما يؤكد بأن قدرهم واحد ومعاناتهم واحدة وان أي ضرر يصيب احدآ منهم لا بد أن يصيب الآخر ، لذلك نقول ، ليس أمامهم إلا التآخي والتضامن والتآزر والتسامح فيما بينهم من اجل السلام والتنمية وحقوق الانسان ومستقبل الأجيال المقبلة .
4- ربما هو تدبير رباني ، حيث وكما ذكرنا في الفترة ما بين عامي 1961 م و 2003 م ، قد ازيلت قرى كاملة لأبناء شعبناعن الخارطة والوجود بحملات الأنفال او غيرها من الحملات العسكرية مما اضطر معظم سكانها للهجرة اولآ الى المناطق الآمنة في العراق وخاصة في وسط وجنوب العراق وفي مراحل متعاقبة لاحقة سافر الكثير منهم الى خارج العراق ، وفي كلتا الحالتين كانت النتيجة سيئة للغاية ، فإزالة القرى من الوجود وتشريد سكانها الأصليين كان مخطط  لتغيير ديموغرافية المنطقة ولفك الارتباط بين الانسان وأرضه و قتل روح الانتماء لأرض الآباء والأجداد ، وبعد 2003 م انقلب الحال نحو الأسوأ فأصبح العراق عدا إقليم كردستان بالنسبة لعموم الأقليات القومية والدينية جحيمآ لا يطاق في الوقت الذي اصبح إقليم كردستان قبلة للهاربين من الجحيم المذكور ، فهل هذا الانقلاب الحاد في الوضع العراقي كان تدبيرآ إلهيآ لكي تعود الحياة الى أرض الآباء والأجداد ، ولكي تتجدد الصلة العضوية المتينة بين الانسان والأرض ، ولكي يتجدد الأمل بالمستقبل ؟.
5- ان حركة النزوح الكثيفة لشعبنا الكلداني بإتجاه المناطق الآمنة في إقليم كردستان لايجوز قرائتها وفق معاني ومضامين لا تنطبق على السكان الأصليين لأبناء شعبنا الكلداني مثل التسميتين، الهجرة واللاجئين ، بل انها عودة الأبناء للديار الأصلية على تراب الآباء والأجداد .
6- إذا كنا قد خرجنا في مظاهرات حاشدة و صاخبة للتعبير عن السخط ورفض الظلم والاضطهاد الواقع على المسيحيين العراقيين ، ايضآ علينا أن نرد بعض الجميل ونكافأ مَن وقف مع ابناء شعبنا في محنته ، وان الطرف  الأكثر استحقاقآ للثناء والشكر في هذا الخصوص هو الشعب الكردي وحكومته وبرلمانه وكافة مؤسساته التي وفرت معظم المستلزمات الانسانية والمادية والمعنوية لإقامة مؤسساتنا الأهلية والمدنية كإعادة بناء قرانا واشراف وزارة التربية في حكومة اقليم كردستان بإدارة وتحمل كافة الأموال التي تصرف على المدارس التي تدرس اللغة السريانية في الاقليم والتي يحاول البعض سرقة هذه الحقيقة بتنسيبها لنفسه ، كما لا ننسى ان مبادرة المطالبة بإنشاء منطقة الحكم الذاتي لشعبنا طرحت من قبل بعض ابناء شعبنا المنتمين للأحزاب الكردية وليس من الممكن لأي كادر في حزب ما أن يتجاوز ويطرح مثل هكذا مشروع كبير من دون علم وتوجيه خاص من الحزب الذي ينتمي اليه، ناهيك عن الدعم المالي والفني لبعض القنوات والمؤسسات الاعلامية التي هي الاخرى تتجنب ان تكشف عن اسماء مموليها وتظهر للناس وكأنها مستقلة وقائمة بذاتها وبتبرعات الخيرين من ابناء شعبنا ، والقائمة تطول عن الكثير من الدعم المادي والمعنوي والأمني واللوجستي المقدم من الشعب وحكومة كردستان لأبناء شعبنا ، لكن وللأسف هناك تعتيم شبه كامل على هذه الحقائق التي يحاول البعض من ابناء شعبنا استغلالها لمصلحته ولإنتماءه الطائفي والعقائدي وكأنه هو المتفضل علينا .
المأخذ الوحيد  ( المؤسف والمؤلم ) الذي يمكن للكلداني ان يحسبه على المسؤولين الاكراد هو ان هؤلاء الاخوة المسؤولين، ربما لحسن ظنهم ببعض الاسماء والجهات او رغبة منهم في دفع العربة الى الامام اولاختلاط الأمر والحقائق عليهم ، لم يستطيعوا  هؤلاء الاخوة أن يميزوا بين التوجهات القومية المنفصلة لكل من الكلدانيين ومنتحلي التسمية الاشورية ، في احيان كثيرة اشك بأن هؤلاء الاخوة لا يعرفون هذه الحقيقة خاصة إن كِلا الدستورَين ( العراقي والكردستاني ) يفصلان بين التسميتين بناءآ على حقائق تاريخية ورغبة المؤسسات الرسمية والمخولة لكلا الطرفين بحيث أصبحت تقرأ في كِلا الدستورَين ( الكلدان والاشوريين ) ، فلماذا انكار الواقع ومخالفة نصوص الدستورين خاصة من قبل المسؤولين الذين من المفروض ان يكونوا اول الداعمين له لا أن ينساقوا وراء مخترعي التسميات المركبة الثنائية والثلاثية وربما الرباعية مستقبلآ المخالفة للدستور والمتحدية للمشاعر القومية للكلدانيين ، لأن مروجيها انفسهم لا يؤمنون بها كتسمية قومية وانما كتسمية سياسية وفي اغلب الاحيان كتسمية تآمرية  لتحقيق بعض الاهداف الحزبية الضيقة ، فكيف للشخص المسؤول ان يسمح لنفسه بأن يكون وعاء يتلقى ما يملى عليه او يردد ما يقوله الاخرون من دون الرجوع الى المرجعيات المخولة سواء الرسمية منها كالدستور او السياسية المتمثلة في الاحزاب والمؤسسات القومية المعنية وليس من الاشخاص او الجهات التي تحاول فرض اجندتها المشبوهة على الجميع ، الحقيقة التي يجب على الجميع الاعتراف بها هي انه لا الكلداني يتنازل عن تسميته القومية الكلدانية وهذا حق مشروع ولا منتحل التسمية الاشورية  يتنازل عن تسميته هذه ، فلماذا يحاول البعض تأجيج مشاعر الكراهية وروح الخلافات بين الكلدانيين و(الاشوريين) من خلال التلاعب بتسميتيهما التي يعتبرانها الهوية القومية لكل منهما ، لذلك يحق لنا ان نوجه العتب واللوم الى أي مسؤول او جهة تسقط في هذه الهفوة التي ترتكب في حق التسمية الكلدانية القومية .

وللعودة للحديث عن العلاقة الازلية بين شعبنا الكلداني وأرضه التي  يستمد وجوده من الحق التاريخي فيها ، فأنا لا انكر أو الغي تمسك جميع أبناء شعبنا بأرضهم وحقوقهم وتقديسهم لهويتهم القومية الكلدانية وقوة تصميمهم وعزيمتهم على احياء ارضهم وتعمير قراهم ، ولكن في ظل قدراتنا المحدودة وفي ظل امكانياتنا البسيطة وظروفنا الصعبة ليس عيبآ أن نعترف بأننا لا يمكن أن نحافظ على كل تلك الامور بمعزل عن الآخرين وخاصة مع القوى الديمقراطية الفاعلة والمؤثرة في الأوضاع المحلية وخاصة في المناطق التي يسكنها ابناء شعبنا ، للأسف ان دور تلك القوى في المناطق العراقية العربية كان شبه منعدمآ أمام التيارات الارهابية والتكفيرية التي استهدفت الاقليات الدينية والقومية بكل بربرية ووحشية ، على العكس من هذا فإننا رأينا ولا زلنا نرى ان لغة التسامح والمساواة والعدالة واحترام حقوق الانسان والأساليب الديمقراطية والقانونية هي السائدة في تعامل الاكراد مع ابناء شعبنا في منطقة إقليم كردستان ، فعلى أثر تلك اللغة الانسانية والأساليب الحضارية تمكن ابناء شعبنا من العودة الى مناطقهم الأصلية وتعمير واحياء ما دمره اعداء الانسانية ، وتحت غطاء تلك اللغة والأساليب تجددت الحياة في مؤسساتنا الدينية والمدنية وفاضت النفوس بالكرامة والثقة بالنفس والسلام و بالأمل نحو مستقبل مستقر ، لذلك اقول :-

إذا كان هناك مَن يستحق تقديرنا ومحبة قلوبنا فهو الشعب الكردي وحكومته ومؤسساته الديمقراطية .
وإذا كان هناك مَن يستحق كل الأوسمة  والنياشين فهو الشعب الكردي وحكومته ومؤسساته التي اصبحت النموذج الأمثل للانسانية جمعاء .
لقد علمتنا التجارب أن خير شعب يمكن للكلدانيين ان يتعايشوا معه بسلام وأن يضمنوا حريتهم وكرامتهم وحقوقهم ومستقبلهم معه هو الشعب الكردي .
فنشكر الرب لتدبيراته الحكيمة ، ونشكر الشعب الكردي والحكومة وكافة المؤسسات الكردية على كل ما قام به من مؤازرة ودعم لجميع مواطني إقليم كردستان وخاصة لأبناء أمتنا الكلدانية الغيارى والأوفياء لأرضهم ومبادئهم وتاريخهم العريق .

      الكلداني
منصور توما ياقو
 21/Dec/2007

66
فضائية الكلدان ، حلم يراودنا في كل حين ، عنوان نردده دائمآ ولكن بصوت لا يتجاوز اسوار الفكر وفي احيان كثيرة كان يموت عند حدود الحنجرة ، مع ذلك  نحن قوم لم ولن نيأس ابدآ حتى لو فشلنا مرة واثنتين والف ولكننا نتضايق عندما نتخلف عن ركب الاخرين وفي احيان كثيرة من شماتة الاخرين بنا ،  فما بين الحلم والأمل ، انطلقت الفكرة وتخطت كل الحدود والخطوط لتكون الشرارة الاولى لإنشاء قناة تلفزيونية فضائية باسم الكلدان ، وواجب الوفاء يحتم علينا ان نذكر اسماء الابطال الذين كانوا سبب اثارة الفكرة التي الهبت الحماس في النفوس المتعطشة لتحقيق هذا الانجاز العظيم وقد تم ترتيب الأسماء بحسب الترتيب الزمني لما طرحوه من افكار واراء وملاحظات قيمة وموضوعية التي  أغنت الموضوع واعطته ابعادآ ابعد واعمق ، كما واقدم كامل اعتذاري لكل الأخوة الذين لم تسعفني الذاكرة باسمائهم :-
1- صاحب الفكرة التي بنت عليها كل النتائج اللاحقة الأخ حبيب تومي .
2- الأخ زيد ميشو
3- الأخ سعد عليبك
4- الأخ ميخائيل بولص
5- الأخ نزار ملاخا
 
 السؤال الذي كنت قد احببت  ان اطرحه في بداية طرح هذه الفكرة هو : ماذا بعد أن انطلقت الفكرة وأشعلت الشرارة الاولى ؟ أليس من واجب الأمة وخاصة النخب المثقفة والعلمية والاقتصادية والسياسية والدينية وذوي الكفاءات والخبرات وكل الخيرين أن تتحرك  لمواصلة بناء هذا المشروع  الرائد ، ولكن الاخوة في حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني تنظيم استراليا ونيوزلندا لم يتركونني أن انتظر طويلآ للحصول على الاجابة الشافية لتلك الاسئلة  ، فإن ما ورد في بيانهم الكريم قد جسد الترجمة العملية لفكرة انشاء فضائية كلدانية ، لأنه لا يمكن الشروع  في انشاء أي مشروع ما لم يتم دراسته من كل النواحي ومن هذا المنطلق أعتبر قرار تشكيل لجنة خاصة لدراسة هذا المشروع الخطوة الصحيحة الاولى والناضجة التي يجب اتخاذها ، وان مجرد انجاز مثل هكذا دراسة نكون قد قصرنا المسافات بتوفير الكثير من الجهد والوقت ونكون قد اغتنينا بالكثير من المعلومات والابحاث المبنية على الكثير من الحقائق العلمية والموضوعية التي من دونها لا يمكن اقامة أي مشروع ناجح .

ان مشاعر الغيرة القومية عند الكلدانيين باتت تنتشر كهشيم النار في وجدان كل كلداني يحترم كيانه وشخصه  ويفتخر بأصله وتاريخه العريق ، ولا اغالي اذا قلت ان عشقنا للهوية القومية الكلدانية صارت جزء لا تنفصل عن ذواتنا ووجودنا لذلك وجب علينا ان نرتقي بهذه التسمية المباركة الى مصافي الأمم المتحضرة والراقية عبر اللحاق بهم ، نعم نحن نريد وبقفزة واحدة ان نصل الى حيث يقف الاخرين ولكن للضرورة احكام وقيود ، مع ذلك نقول ، مهما تكن تلك القيود والاحكام قاسية فانها لا تمنعنا من أن نتطور من حيث نقف الآن ، أي ان لا نقفز فوق الواقع بحرق المراحل ، بل علينا أن نخطوا خطوات واثقة وثابتة وجادة باتجاه النجاح  ، ولا شك  لتنفيذ مثل هكذا مشروع طموح لابد وأن يمر بعدة مراحل رئيسية فمنها :-

1- اطلاق الفكرة   .
2- التخطيط والمتابعة .
3- تبني المشروع .
4- التمويل .
5- الاعداد والتحضير.
6- التنفيذ .
اولآ :- بالنسبة للمرحلة الاولى - فبعد اطلاق فكرة انشاء فضائية كلدانية ، نجدها قد استحوذت على اهتمام  الكثيرين من ابناء شعبنا بل وحققت حضورآ رائعآ في مجالس الكلدانيين ، والشيء الأهم أنه كما كانت الفكرة كلدانية خالصة كذلك يجب اي يكون المشروع وكما قال الاخ سعد عليبك ( مشروع كلداني خالص ) ليعكس الشخصية الكلدانية المستقلة والمتحررة من الوصايا والعصبيات الطائفية لبعض الاخوة ، ثم امتلاك قناة فضائية خاصة بالكلدانيين الذين عانوا كثيرآ من سياسة الالغاء والتهميش ليست عنصرية لأنه لا يوجد قوم او ملة لا تملك قناة تلفزيونية ، أم ان الكلدانيين هم استثناء من دون كل الأقوام والملل ؟ وايضآ لا يمكن اعتبارها انغلاقآ لأنها أصلآ عراقية الانتماء ، فهي ستعكس حضارة وعمق تاريخ العراق الذي يشكل الكلدانيين جذر وقلب هذا التاريخ ، كما انها ستعكس هموم وتطلعات كل العراقيين التي هي هموم وتطلعات الكلدانيين ، لذلك لابد من التشديد على كمال وجوهر الفكرة التي تنادي بفضائية كلدانية خالصة ، أما الشيء المفرح والأهم هو اننا تجاوزنا هذه المرحلة وانتقلنا الى المراحل التالية.

ثانيآ :-  اما بالنسبة للمرحلة الثانية - ( مرحلة التخطيط والمتابعة ) ، فقد كنت من الناس الذين توقعوا أن تأخذ فترة زمنية ربما ليست بالقصيرة حتى يتم تبنيها ، ولكن الاخوة الغيارى في حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني تنظيم استراليا ونيوزلندا وكما نعرفهم عن قرب  هم من الذين يشهد لهم بإنتمائهم الوطني والقومي و بمواقفهم المشرفة وتمسكهم بمباديء حزبهم القومية قد اثلجوا قلوبنا وافرحوا انفسنا عندما اعلنوها صراحة في بيانهم الموقر بتدشين المرحلة الثانية من خلال تشكيلهم لجنة للقيام بدراسة وافية وموضوعية عن المشروع ، واعتقد ان هذه الخطوة هي مهمة جدآ لتحديد الطرق الفعالة لترجمة الفكرة الى خطط ومراحل قابلة للتطبيق ، لذلك نتمنى ان تكون الدراسة متأنية لأننا لسنا في ساحة السباق ووافية وشاملة ونتمنى من الجميع المساهمة وطرح ما لديهم من آراء ورغبات ومعلومات ومقترحات بناءة حتى يتمكن القائمون عليها من اعدادها بصورة جيدة وللخروج بتصورات علمية واقتصادية وقانونية وادارية وفنية موضوعية وعلمية دقيقة وقابلة للتطبيق. 

ثالثآ :- تبني المشروع وادارته : اذا كان حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني تنظيم استراليا ونيوزلندا قد تطوع ليساهم قدر استطاعته ووفق امكانياته المادية والمعلوماتية في تقديم دراسة ما عن المشروع ، فيا ترى مَن سيجسد تلك الدراسة ميدانيآ ، هل سيطول انتظارنا أم ان الأفق يحمل الينا بشائر تحقيق هذا الحلم التاريخي ، فمَن من الجهات الكلدانية التالية سيتبنى المشروع :-
1- الشخصية او النخبة المتمكنة من ابناء شعبنا .
2- المؤسسة الدينية للكلدان .
3 – الاحزاب والمؤسسات المدنية الكلدانية
4- مجلس ادارة منتخب من اعضاء مساهمين .
5- مشاركة اكثر من جهة لتبني المشروع .

رابعآ :- التمويل :-  من اجل نجاح المشروع وتطويره وضمان ديمومته ، لابد من  توفير مصادر متعددة لتمويله ، كأن تكون ذاتية من نتاجات  المشروع ذاته أو من الجهات المذكورة في النقطة ( ثالثآ ) اعلاه ، او خارجية مثل القروض المصرفية وكل اشكال الدعم الغير مشروط سواء كان من الاشخاص او من الحكومة  أو من أي مصدر كان ، المهم ان تكون جميعها تحت سيطرة الادارة الكلدانية للمشروع ، لأن نزاهة القناة الفضائية وخصوصيتها واستقلاليتها في اتخاذ القرارات لن تتم من دون استقلالية تمويلها ، وكما نعلم ان التمويلات السرية والمشبوهة تهدف دائمآ الى ، أولآ : لاختراق تلك المؤسسة ، وثانيآ لخلق شريحة من الموالين التابعين الذين ينفذون كل الاملاءات التي تأتي جاهزة معلبة من اسيادهم الممولين ، إذآ فليكن شعارنا ، الاخلاق قبل المال والمشاعر ، ولا للفساد حتى لو كلفنا ذلك فشل حلمنا في قناة تلفزيونية تحمل اسم الكلدان عبر الأثير .
 
اكتفي بهذا القدر حاليآ ، ولكنني اريد ان اقول لكل كلداني يحترم شخصه وكيانه ويعتز بأصله وتاريخه و بصريح العبارة ، من دون فضائية كلدانية ومن دون اقامة ودعم المؤسسات القومية الكلدانية ستبقى مجهولآ وصغيرآ بأعين الاخرين رغم امتلاكك للملايين ورغم امتلاكك لكل الثقافات  والعلوم والمواقع ،  فلنواجه الحقيقة وجه لوجه ، علينا ان يكون لنا نحن ككلدانيين ولهويتنا القومية الكلدانية دور وموقع في كل المؤسسات الحضارية ، علينا أن نتحرر من المنية التي يحاول البعض تحميلنا إياها باستضافة كلداني في هذه الفضائية او تعيينه بذلك المنصب او بعرض برنامج ما عن الكلدانيين في تلك ، ليس هذا فحسب بل يريدوننا دائمآ ان نقتات من فتاتهم وفي كل المجالات ،  فلنتجاوز كل الغارقين في مستنقع الاحقاد والأوهام ، ولنستيقظ  من سباتنا الذي طال ، وننطلق بالاعتماد على انفسنا نعم على انفسنا فقط  الذي هو اول مقومات النجاح والانتصار واحترام الاخرين لنا .


الكلداني وافتخر
منصور توما ياقو
 14  /  كانون الاول    / 2007
 
 

67
من ضمن الردود التي وردت على مقال (إطلاق فضائيـة كلدانيـــة هل يغدو الحلم حقيقة ؟) للأستاذ حبيب تومي ، كانت المقالة التي كتبها السيد صبري ايشو والتي جاءت تحت عنوان (أليوم فضائية كلدانية وغداً ألقوشية وبعده زاخولية و..و.. ) عنوان استخفافي بالكلدان لا يليق بمن يتغنى في كل كتاباته ومقالاته بالشعارات الوحدوية وبالتسمية المركبة ( الكلداني السرياني الاشوري ) ، وقبل قراءتي لمقالته هذه كنت اعتقد فعلآ بأنه من الغيورين على تلك الشعارات وعلى تلك التسمية الثلاثية ، لذلك استغربت جدآ ليس فقط من عنوان المقال بل ومن كل ما جاء فيها .
ولرغبتي على استجلاء حقيقة موقف السيد صبري ايشو من الخصوصيات الكلدانية ، فقد بحثت في الارشيف الخاص بكل ما كتبه في موقع عنكاوا دوت كوم عندها زال العجب والاستغراب ، وازدت يقينآ ان الشعارات الطنانة والبكاء على وحدة شعبنا واختراع التسميات المركبة ما هي الا تكتيكات حزبية وسياسية وتلاعب بالألفاظ والكلمات لا غير فمن جملة ما كان كتبه عن الكلدانيين وتحت عنوان (ألكلدان .... شعب أم ماذا؟ ) نقرأ الآتي :-
(...لو تحدثنا عن أجدادنا الذين سموا كلداناً وهناك من يدعي بأننا من ذلك النسل نحن المقيمون في أوسلو والسويد وسدني وألقوش ومانكيش والبتاويين ووو , فأبقى أنا في شك كبير أن يكون هناك ما يربطني بهم  من رابط أو صلة . لأن كلمة الكدان ليست سوى تسمية أطلقت على سكان بابل في فترة ما قبل المسيح .)
وبعد ان استشهد ببعض المصادر والمؤلفات والآيات اردف الآخ المنزعج من الكلام عن امكانية انشاء فضائية تجسد الخصوصيات الكلدانية ابتداءآ من التسمية والعلم القومي الكلداني الى آخره من الرموز الكلدانية  يردف هذا الاخ بالقول (هل نحتاج إلى إثباتات ودلائل أكثر من هذه لنستدل على ما تعنيه كلمة كلداني التي أطلقت علي رغماً عني ودون علمي وموافقتي ويريد البعض جعلها هويتي وتسميتي  القومية إن شئت أو أبيت وآخر يكفرني إن تنكرت لهذه التسمية .     وربما تكون هناك حاجة كبيرة وحجج قوية أكثر لإثبات هذا الأمر وما للكلدانية من مدلول, ولا يمكن إعتباره مدلولاً لقومية بقيت محافظة على وجودها وخصائصها ومقوماتها بالمفهوم الذي يريد إثباته وفرضه البعض المحسوبين على المثقفين والواعين على والدتي المسكينة وعلى الكثيرين من أمثالها من بسطاء الشعب .   ).

انا لا اريد ان ارد على مقال السيد صبري ايشو الذي مضى عليه اكثر من عام ، ولكن من حقنا ان نقف على حقيقة الشخص  وما يكنه من مشاعر نحو التوجهات القومية للكلدانيين حتى نعرف مدى صدقه فيما يكتب  ، لذلك نقول للسيد صبري ايشو ، سبحان مقلب القلوب والاحوال ونتساءل :-
اولآ :- اذا كان هناك من اطلق عليك التسمية الكلدانية رغمآ عنك ودون موافقتك كما تقول ، فمن الذي جعلك ترددها طوعآ كتسمية لشعبنا مع السريانية والاشورية ؟ لأنني اؤمن بأن الشخص المبدئي لا يركب كل موجة يراها تعلوا امامه .

ثانيآ :- كيف نتأمل من شخص يتنكر للهوية القومية الكلدانية ان يتمنى ان تكون للكلدانيين قناة فضائية ، فإذا كان الأخ يشك في كونه من نسل اجداده الذين سموا كلدانآ بحسب تعبيره ، أفلا يتشكك بأي جهد او مبادرة تصب في مصلحة القضية الكلدانية القومية ؟.

ثالثآ : يكون في علم السيد صبري ايشو ان التسمية الكلدانية هي اعظم بما لا يقاس من ان يقارنها بتسميات مناطقية مثل البتاوين واسماء بعض المدن في محاولة تهكمية منه ولاستصغار التسمية الكلدانية والجهد الكلداني المقترح ، ليس هذا فقط  بل واقول للسيد صبري ايشو ان الكلدانية والكلدانيين اعظم شأنآ واكثر اصالة من الكثير من التسميات التي لها قنوات فضائية واللبيب من الاشارة يفهم.

رابعآ :- نقول للأخ صبري ايشو : انت نفسك كنت قد نشرت وبالتتابع ظروف ومراحل تأسيس وبث قناة سورويو الفضائية ، وانا بدوري ادعوك معي في رحلة قصيرة للتعرف على تلك الظروف والمراحل التي اجتازتها قناتك بنجاح تام ولنعتبرها تجربة حتى نتعلم ونستفاد منها ومن ثم نقارنها مع القدرات والامكانيات الممكنة للكلدانيين ، ففي مقالة لك تحت عنوان (في أميركا الشمالية  TVسورويو ) ذكرت الاتي :-
1-   ( البث جاء بعد جهود بعض الأخوة السريان المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية وتأسيسهم لجمعية سورويو الأميركية التي أخذت على عاتقها هذه المسؤلية )
إذا كان ( بعض الاخوة السريان ) بحسب تعبيرك قد استطاعوا أن ينجزوا مثل هذا العمل الرائع ، ألا تعتقد مثلي بوجود مثل هذا البعض او اكثر من هذا البعض من الاخوة الكلدانيين لينجزوا نفس الخطوات التي قام بها بعض الأخوة السريان ؟ .
2-   (قناة سورويو الفضائية التي تأسست في السويد بدأت بثها التجريبي في آب من عام 2004 ومن ثم البث المباشر منذ تشرين أول من نفس العام ولمدة ساعتين يومياً في الأيام الأعتيادية وأربع ساعات في أيام العطل وزاد البث ليصل اليوم إلى 24 ساعة يومياً من ضمنها أربع ساعات برامج مختلفة في الأيام الأعتيادية وست ساعات في أيام العطل وتعاد هذه البرامج في اليوم التالي ليتسنى لأكبر عدد ممكن من أبناء شعبنا الأستفادة من هذه البرامج .) .
فعلآ كان تدرج سلس ومريح ومدروس في مدة البث وبالتأكيد هذا يعتمد على جملة من الامور كأن تكون مالية او فنية او ادارية او غيرها ، ألا تعتقد مثلي ان الكلدانيين وبما يمتلكونه من كوادر وعقول وإرادات وقدرات وامكانيات قادرون على تأسيس القناة الكلدانية الفضائية ولو ببث مباشر محدود ، انا متأكد بأن جميع تلك المراحل والتدرجات ستنجز بنجاح تام اذا ما انطلقت الخطوة الاولى نحو الهدف .
إذن تأسيس قناة فضائية باسم الكلدان ليس بذلك البعبع المخيف الذي وصفته في مقالتك  الاخيرة التي جاءت تحت عنوان (أليوم فضائية كلدانية وغداً ألقوشية وبعده زاخولية و..و.. ) .
ولا ضير من التعليق على بعض فقرات مقالة السيد صبري ايشو والتي نشرها بتاريخ 28/11/2007 في موقع عينكاوا دوت كوم .... إذ من ضمن ما جاء فيها :-
1-   من خلال شرحك الممجد لقناتي سورويو وعشتار وتحفظك على قناة اشور وامتعاضك من قناة اسيريا سات ، هل تدلني اين أجد او اشاهد ما يجسد او يشير الى الكلدانيين او الى خصوصياتهم ورموزهم كعَلَمهم القومي مثلآ  ليكون مشاركآ مع العلمين السرياني والاشوري في شعار القناة الفضائية ، أم انك ايضآ ستحمل الكلدانيين منية تعيين هذا او ذاك في قنواتكم واداراتكم ؟ او انكم تعرضون بعض العروض والبرامج عن الكلدانيين كما تفعل كل القنوات العراقية بل وحتى الاجنبية بين حين وآخر ؟ ام انك تعتقد ان تسمية سورويو او اشور ولهجاتهم الخاصة بهم هي الجامعة  الشاملة ولا حاجة للتسمية الكلدانية و للغتهم الكلدانية ورموزهم ؟. لذلك اقول لك يا سيد صبري ان كل القنوات الفضائية الموجودة على الساحة اليوم بلا استثناء وكما نسمع ونقرأ ونشاهد قنوات تحمل اجندة اشورية فمنها المفضوحة ومنها المقنعة لذلك نقول انها لا تمثلنا ولا تعبّر عن كياننا رغم مشاركاتنا او بالاحرى استضافتكم المشكورة لبعض الكلدانيين وفعالياتهم .
2-   في فقرة اخرى من مقالتك تقول (لفتح قناة تلفزيونية يجب صرف ألملايين من الدولارات تكاليف بناية ومركز القناة والأستوديوهات والأجهزة الخاصة بتنفيذ البرامج وإرسالها عن طريق الأقمار حتى تصل إلى جميع أبناء شعبنا , وهناك مصاريف إضافية ودائمية ثابتة  للمواد المستعملة في التنفيذ, كالكاميرات والكاسيتات والأفلام والمسلسلات  وأهم من ذلك هو الكادر الأداري والفني ألمتفرغ والأجير وفتح مكاتب في مناطق ومدن مختلفة .هل الكلدان أو أية فئة أخرى لوحدها مستعدة لهذه العملية الكبرى والغير مضمونة النجاح والأستمرارية ؟ أرجو من أولئك الحالمين بفضائية كلدانية أو كنسية أن يردوا) .

مرة اخرى لا اريد ان ادخل في مقارنة بين قدرات وامكانيات اولئك الذين يملكون القنوات الفضائية كقناة سورويو او اقناة اشور او تلك التي يعتبرها السيد صبري ايشو بالخاصة كقناة اسيريا سات او قناة سركون داديشو كما يصفها والتي لا تعد بواحد من الالف مقارنة بقدرات وامكانيات الكلدانيين ، فلماذا يستحيل على الكلدانيين ما هو سهل التحقيق للآخرين ؟ الحقيقة ان المسألة ليست في كل ما ذكره السيد صبري ايشو رغم اهميتها واساسيتها ولكن القضية تنحصر اولآ في الارادة والتصميم وابداء الخطوة الاولى التي من دونها لا تكتمل الرحلة .
3-   وجاء ايضآ (لا أرى وجود حاجة وضرورة لفتح قنوات فضائية أخرى خاصة بشعبنا لأنها لا يمكنها تحقيق أهدافها , لا بل تكلف مبالغ طائلة وتشتت الأمكانات والقدرات .).
لست مستغربآ ان تكون متضايقآ من فتح قناة تلفزيونية كلدانية لأن ما تحمله من مواقف من الهوية القومية الكلدانية تضطرك لأن تكون اكثر من معارض ، اما التباكي على المبالغ الطائلة والقدرات والامكانيات ما هي الا تبريرات واهية للتغطية والتمويه على تلك المواقف . فإذا كنت حقآ مهتمآ بالقدرات والامكانات والمبالغ التي تهدر على كل القنوات الفضائية التي ذكرتها في مقالك والتي تكرس بصيغة او اخرى  الشعور الطائفي المتحيز ، كان الاجدر بك ان تطالب بالغائها جميعآ وتأسيس قناة فضائية موحدة لكل من الكلدانيين والسريان والاثوريين  ابتداءآ من التسمية ومرورآ بشعارها ولغتها والى كل ما تعرضه من امور ، لا ان تعتبر تأسيس قناة تلفزيونية كلدانية واحدة وسط عدة فضائيات خاصة ومتعصبة  بأنها غير ضرورية .

4-   ونقرأ ايضآ ( إعطو آراءكم , قدمو مقترحاتكم البناءة وأفكاركم الجيدة لأنتاج وتقديم برامج مختلفة تفيد وتخدم قضيتنا في نيل حقوقنا القومية المشروعة وتوحد خطابنا وتصهرنا في بوتقة واحدة , لتطوير ثقافتنا ولغتنا وتخدم كنائسنا . قدموها لصاحب الشأن مباشرة , لمسؤؤلي فضائيتي عشتار وسورويو , بالأضافة إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي  لهما بدلاً من النقد الغير المجدي بين الفينة والفين).

للرد على ذلك اقول اولآ :- بالتأكيد هناك ما يغريك ولكونك احد العاملين في قناة سورويو فليس من المعقول ان تنادي عكس ذلك .
ثانيآ :- وبالتأكيد ايضآ ان القناتين المذكورتين تعبّران عن قناعاتك وافكارك فمن الواجب ان تطالب بدعمهما ولكن بالنسبة لنا نحن الكلدانيين لا نجد ما يدفعنا على ذلك حاليآ ، لأننا لا نجد انفسنا فيها ، لا من حيث التسمية ولا في الشعار التي تتخذه على شاشتها والذي يعبّر عن هويتها ، اما ما تعرضه من أمور كلدانية بين حين وآخر  فهي من  المتغيرات التي ترتبط بعدة ظروف ومن السهولة تغييرها بين ساعة واخرى .

كما ارى من الضروري أن اثبت في ادناه رابط مقال الاخ سعد عليبك حول هذا الموضوع لِما يحتويه من معلومات قيمة وافكار يمكن أن تساعد وتنهض بهذا المشروع الكبير والرائع .
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,146462.0.html

مهما يكن من أمر ، ان ما نطالبه اليوم هو مجرد اقتراح او مطالبة عسى أن ترى النور من اجل :-
 اولآ : ان تلبي كل طموحاتنا التي تعبّر عن كياننا وخصوصياتنا .
ثانيآ : لسد الفراغ الاعلامي الموجود في الساحة الكلدانية والذي يستغل من قبل البعض لتوجيهه ضد التوجهات القومية الكلدانية .
ثالثآ : لأنه زمن الفضائيات التي تعتبر النافذة التي يطل من خلالها العالم على هويتنا وحضارتنا وتراثنا الانساني الأصيل.
 فلماذا يتضايق البعض من رفد ساحة شعبنا بهذا الرافد الغني بالتاريخ العريق والتراث الأصيل الموروث من اجدادنا ، هل لأنه يحمل التسمية الكلدانية ويجسد هويتهم القومية الكلدانية ؟ ، نعم انها الحقيقة وانه السبب الوحيد أما تلاعبهم بالكلمات والتسميات والتغني بالشعارات الطنانة والتبريرات السطحية التي عفا عليها الزمن فإنهم إنما يخادعون انفسهم بها فقط لأنها اصبحت محط اشمئزاز ونفور جميع الكلدانيين، وان الفضائية الكلدانية قادمة اجلآ ام عاجلآ .


منصور توما ياقو
  4  / كانون الاول / 2007

 
 

68
في مقالة سابقة لي قبل بضعة اشهر بعنوان (اين القائد المسيحي حتى نخاف من تأليهه ) كنت قد خصصت في جزء منها للحديث عن قناة عشتار الفضائية وتحديدآ عن بعض الامور السلبية  التي يمكن وضعها في خانة التحيز المسبق لبعض الاجندة مع الاهمال والتجاهل المتعمد  لتلك التي تخص الكلدانيين ، ومن ضمن النقاط التي كنت قد تناولتها آنذاك كانت حول الشعار الاعلامي لقناة عشتار الفضائية ، ومقالي هذا سأخصصه كليآ للكلام عن تلك الجزئية التي بدأت تثير جدلآ واحيانآ استياءً متزايداً في بعض الاوساط الكلدانية .

لكن قبل ان ادخل في تفاصيل تلك الجزئية أود أن اقطع الطريق على المنتفعين والمطبلين الذين سيجدونها فرصة سانحة للتملق والنفاق فأقول :-
قياسآ بعمر القناة وبغض النظر عن حدود الامكانيات والمهارات والخبرات التي يمتلكها كل من اداريي وفنيي ومقدمي البرامج فيها ، الا انها وبعد ان دخلت معظم البيوت الكلدانية والسريانية والاثورية اضحت قناتهم الاولى بل الوحيدة التي تستحق المشاهدة وركنآ اساسيآ يشدهم الى جذورهم في العراق والى أهلهم اينما كانوا ، فهي قناة هادفة متميزة لها ايجابياتها الكثيرة ، وفي نفس الوقت ، لها سلبياتها ولنا عليها ملاحظات ومآخذ .
الآن نعود الى موضوعنا الأساسي :-
عندما هممت للكتابة عن الشعار الذي ترفعه قناة عشتار الفضائية ، حاولت كل جهدي ان لا اتخطى حدود ادارة القناة ، ولكنني عجزت في كل تلك المحاولات لأنني في كل مرة كنت اصطدم باستقلاليتها ، أي انني لم اجدها  قائمة بذاتها و لذاتها ليتسنى لي مخاطبتها مباشرة  ، بل رأيتها  ترتبط  بهيكلية ادارية اعلى منها ، واذا اردنا ان نبسط  هذا الكلام لكي لا نقع في فخ الضبابية ، لابد في هذه الحالة ان نعرّف الأشياء بأكملها  وان نسميها بتسمياتها الحقيقية فنقول :-
 
اولآ- الهيكلية الادارية العليا موجودة فعلآ ولكن ليس لها تسمية مؤسساتية محددة ، وانما ترتبط باسم الاستاذ سركيس آغاجان ، وهو بمثابة الحاكم العام او المسؤول الاول في هذه الادارة .

ثانيآ-  من البديهي ان تتفرع من تلك الادارة عدة اقسام او مكاتب او اية تسميات فرعية وكلها خاضعة لمرجعية رابي سركيس اغاجان ، ولكن تلك التي لها نشاطها المعلن والواضح والتي لها علاقة بموضوعنا هذا هي التي سأذكرها في ادناه مع تصرفي الخاص في التقسيم وتحديد المسميات الثلاث  :-

1- قناة عشتار الفضائية .
2- المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري .
3- الاعمار والمساعدات والمنح المالية .
ان الحقيقة التي يحاول البعض التعتيم عليها وتغييبها من واقع الحال الذي نعيشه هي انه ليس بمقدور احد ان يتجاهل الخارطة الفكرية واللغوية والنفسية  والتوجهات القومية المتنوعة بل وحتى المختلفة التي تسود بين اطياف شعبنا الثلاث ( الكلدان والسريان والاثوريين ) ، وانا على يقين بأن رابي سركيس آغاجان قد وعى تلك الحقيقة وذلك الواقع جيدآ ، لذلك ومن خلال متابعتنا لنشاطات الفروع الثلاث اعلاه نستشف منها ، أن هناك حرص على اظهار نوع من التوازن في التعامل مع اطياف شعبنا الثلاث ، فجهود مكتب الاعمار والمساعدات الانسانية تغطي كل القرى للأطياف الثلاثة من دون تفرقة بين احد ، وايضآ بالنسبة للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ، بغض النظر عن ملاحظاتي ورأيي الشخصي من هذا المجلس ، ولكن كما يبدو ويظهر في الظاهر على الاقل بأنه يحاول ان يجسد فكرة المرجعية العليا في ايجاد نوع من التوازن بين الاطياف الثلاثة ، وهذا الكلام ينطبق ايضآ على قناة عشتار الفضائية عدا في بعض المسائل المهمة والحساسة  ومنها الشعار الاعلامي الذي ترفعه .
فكما قلنا سابقآ ، ان شعبنا متعدد الطوائف والتوجهات القومية بحيث لكل طائفة ولكل توجه دلالاته ورموزه وخصائصه المعنوية التي يعتز بها ولا يقبل عنها بديلا ، ومن تلك الرموز ، العَلَم القومي ، ففي الوقت الذي من المفروض على ادارة قناة عشتار ان تحافظ على ذلك التوازن وان تتكامل تمامآ مع خطاب رابي سركيس ومع المنهج الذي يسير عليه المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري باعتبارها جزء من الادارة التي ينتمون لها ، الا انها  شذت عن باقي الفروع ، لا اعرف تم هذا بقصد او من غير قصد ولكنني اراه تناقض واضح بين الشعار ودلالاته الحزبية والخصوصية لطائفة واحدة  وبين الخطاب الجامع الذي يحاول رابي سركيس اغاجان تجسيده على ارض الواقع ، لذا نطالب ادارة قناة عشتار الالتزام بالحيادية ومعالجة هذا الخلل والابتعاد عن التحزب والتعصب الطائفي لكي لا يُنظر الى  ذلك الخطاب الى كونه مجرد أقاويل واداعاءات فارغة كما هو الحال مع الشعارات الوحدوية والقومية الزائفة التي ترفعها الاحزاب الاشورية قاطبة . فعندما يكون هناك خلل بين الشعار والواقع الذي يشير له ذلك الشعار فإن ذلك يقودنا الى احد الاحتمالين ، اما انه لا قيمة لهذا الشعار لأنه لا يعبر عن خصوصيات الجميع ولا يحترم مشاعر الجميع ، او انه مفروض علينا ( غصبآ ) وبالتأكيد هذا سيولد كرها واحتقانآ في النفوس ضد هذا الرمز وضد من يتبنيه.

ربما المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري قد وعى لهذه الاشكالية او لهذا التناقض ، حيث أنه تبنى شعار اكثر شمولية وعمقآ وصدقآ في التعاطي مع الواقع الذي يعيشه كل من الكلدانيين والسريان والاثوريين . فقد ظهر الشعار الجديد للمجلس ضمن تفاصيل مسودة النظام الداخلي للمجلس والذي يمكن الاطلاع عليه من خلال الرابط التالي اذا لم تظهر الصورة :-
http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=dlattach;topic=113960.0;attach=208653;image

وفي ادناه صورة للشعار المستخدم من قبل المجلس ارجوا ان يكون ظاهر للجميع

ما رأي ادارة قناة عشتار الفضائية أن تتحد مع المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري بأن تأخذ التصميم اعلاه  كشعار لقناتنا المحبوبة ؟أم انها ستعاند وتتخندق مع الرؤية الاحادية لفصيل واحد من شعبنا ؟ او انها ستتعذر وتقول :-
1-   انها تبنت هذا الشعار بعد الاتصال والتشاور مع شخصيات كلدانية مهمة ، وللرد على هذا الاحتمال اقول ، مع احترامنا الشديد وتقديرنا الكامل لتلك الشخصيات ، ولكن لدينا مؤسسات وجمعيات واكبر حزب كلداني ( حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني ) والاتحاد الكلداني في امريكا وتلك التي تتبناه المنظمات الكلدانية  في كل الدول التي تتواجد فيها بالاضافة الى كثير من الشخصيات الكلدانية وجميعهم يتبنون العلم ذو النجمة الثمانية الكلدانية البابلية ، ألا يستحقون كل هؤلاء وغيرهم الكثيرين ان تراعى مشاعرهم القومية وان تحترم خصوصياتهم ورموزهم خاصة عندما تستخدم تسميتهم الكلدانية كجزء من الخطاب القومي ، ونحن لا نطالب اكثر من التوازن بين الادعاء والشعار ، بين الاقاويل والواقع .

2-   وقد تتعذر ادارة قناةعشتار الفضائية بالقول ، ان العَلم ذو النجمة الرباعية الذي تتخذه كشعار لقناتها هو ذات العلم الذي رفعه بعض الملوك الاشوريين القدامى وبالتالي ينحسب على التراث الرافدي ، ولكننا نقول ،  هناك علم رافدي أسبق منه واكثر اصالة وشهرة منه وهو العَلَم الكلداني البابلي ذو النجمة الثمانية ، فلماذا يتبنون العَلَم ذو النجمة الرباعية المشكوك بأصالته ويتجاهلون الأصيل ؟ وطرحنا هذا ليس تهمة نلقيها جزافا بل هناك من الحقائق التاريخية ما يؤكد ذلك ، واليكم مقتطفات مما جاء في هذا الخصوص من الكتاب الموسوم ( الكلدان .. منذ بدء الزمان ) لمؤلفه الفنان العالمي والمؤرخ عامر حنا فتوحي :-

•   تؤكد الإثباتات التاريخية بأن النجمة الرباعية لم تكن النجمة الخاصة بالسكان الأصليين الوسط جنوبيين أي سكان الإقليم البابلي من الكلدان الأوائل بناة أريدو 5300 ق . م ، لأنها وبكل بساطة نجمة هامشية ودخيلة على الحضارة البابلية بشكل عام والعهد الذهبي الكلداني بشكل خاص ، إذ لم تستخدم هذه النجمة في المسلات الرافدية على طول التاريخ البابلي إلا في اربع حالات نادرة ...( للمزيد راجع نفس المصدر ) .

•    اما عن النجمة الرباعية التي استخدمها غبطة البطريرك الراحل مار روفائيل الأول بيداويذ كشعار له ، نقرأ في نفس المصدر ( فإنها " النجمة الرباعية" لم تكن يومآ شعارآ للكنيسة الكلدانية ، وإنما هي الشعار الخاص بغبطة البطريرك الراحل مار روفائيل الأول بيداويذ الذي حاول أن يطبع الكنيسة الكلدانية بالأفكار التي انبثقت عن مؤتمر الاتحاد الآشوري العالمي المنعقد عام 1975 م في نيويورك ، أما الشعار الرسمي للكنيسة الكلدانية فهو الشعار ( المسيحي ) الذي عاد إلى إستخدامه غبطة البطريرك الجديد مار عمانوئيل الثالث دلي الكلي الطوبى بعد سيامته بطريركآ على الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المقدسة ، ويتألف الشعار الكنسي ( الصحيح ) للكنيسة الكلدانية من مشهد مركزي يضم العائلة المقدسة داخل المذود في بيت لحم ، فيما يسجد أمام رب العرش ( يسوع الطفل ) ثلاثة من الملوك المشارقة الوثنيين ( قدامى الكلدان ) مع رموز كنسية ودينية وعبارة بالكلدانية هيّ ( حزين كير – Gear -   كوكويه بمدنحا ) التي تعني ( رأينا نجمه في المشرق ) ، إضافة الى عبارة أخرى هيّ ( بطريركية بابل للكلدان ) باللغات الكلدانية والعربية واللاتينية ، ...). انتهى الاقتباس

فينتج مما تقدم :1- لا علاقة لكنيسة الكلدان بالنجمة الرباعية .
                     2- ان قيام غبطة البطريرك الراحل مار روفائيل الأول بيداويذ باستخدام النجمة الرباعية كشعار خاص له قد  يكون لأهداف كنسية او سياسية او غيرها وفي كل الاحوال ترجع لأسباب ذاتية تخص غبطته فقط .
3-غبطة البطريرك مار عمانوئيل الثالث أعاد استخدام الشعار الكنسي الأصلي المنشورة صورته ادناه ،
وقد عبّر الاستاذ عامر فتوحي عن تلك الإعادة بالقول ( ... وهيّ محاولة ذكية من راعي الكنيسة الكلدانية الأعلى لإعادة تسيير دفة الكنيسة وفق التوجهات الروحية متجنبآ تعقيدات السياسة ومنزلقاتها ، وهذا ما يؤكد وبخاصة لمن يجهل هذه الحقائق ، بأن النجمة الرباعية ليست النجمة الرسمية للكلدان على الصعيد الديني كما كان البعض يتوهمون ) . ( ص 275 ) .

•العلم الكلداني ذو النجمة الثمانية مقرر ومصدق عليه ومثبت لدى معظم المؤسسات الكلدانية وخاصة لدى أعلى مرجعية كلدانية متخصصة بالتاريخ الرافدي إذ نقرأ (عرض العَلَم الكلداني ذو النجمة الثمانية ) على الرابطة الدولية للفنانين التشكيليين المحترفين الكلدان ، وهي ارفع مرجع متخصص في مجال الفنون التشكيلية والتاريخ والعمارة الرافدية ، فأقر في يوم الثاني والعشرين من شهر كانون أول عام 1999م وصدر بيان بهذا الخصوص. .. والذي أقرته الرابطة الدولية للفنانين التشكيليين المحترفين وصدقت عليه المنظمات التي تبنته منذ عام 1999 م . ( نفس المصدر ص 272 ) .


•في المقابل كانت ( النجمة الثمانية ) أساسية ومستخدمة في الإقليم البابلي منذ عهد الكتابة الصورية وهو عصر سيادة الكلدان الأوائل في الألف السادس ق . م حيث كانت النجمة ترسم بشكل أربعة خطوط متقاطعة ينتج عنها نجمة بثمانية رؤوس ، ثم صارت تكتب منذ مطلع الألف الثالث قبل الميلاد بشكل أربعة مسامير متقاطعة ( ثمانية رؤوس )، ويقرأ هذا الرمز دنكر بالسومرية –Dinger- وإيلو بالأكدية – Ilu- وظلت هذه المسامير المتقاطعة ( ثمانية الرؤوس ) مستخدمة حتى عهد آخر رقيم طيني وصلنا من الإقليم البابلي بحدود 80 م ، أي أن إستخدامها قد أستمر على طول فترة تزيد على خمسة آلاف عام ، ( نفس المصدر ص 276 ).
• ثم يضيف قائلآ ( وكتأكيد على ما نذهب إليه فإن الملك نرام سين – 2254 – 2218 ق . م – Naram Sin- حفيد الإمبراطور الكلداني شروكين 2334 – 2279 ق. م – Sharru Kin – مؤسس الإمبراطورية الأكدية قد أستخدم نقش ( النجمة الثمانية ) في مسلته الشهيرة التي تصور إنتصاره على قبائل اللولوبيين الآسيويين ، ..). انتهى الاقتباس .

مسلة النصر تخلد انتصار الملك نرام سين حفيد الملك سرجون على اللولوبيين لاحظ النجمة .

•ولو اطلعنا على النجوم المستخدمة في عصر الإمبراطورية الأورية أو كما تسمى سلالة أور الثالثة لوجدنا محافظة الملوك السومريين على إستخدام النجمة الرافدية القديمة التي ابتدعها الكلدان الأوائل أي ( النجمة الثمانية ) الرسمية للإقليم البابلي ،).
•وعلى بعد بضعة اسطر من نفس المصدر نقرأ ( كل من الباحثة والمؤرخة الفرنسية آني كابيه – Annie Caubet – والآثاري باتريك بويسيغر  - Patrick Pouyssegur- في كتابهما الموسوم ( الشرق الأوسط القديم ) ص 183 خير دليل ، حيث تناولا بالشرح احدى المسلات البابلية التي تحمل النجمة الثمانية الكلدانية المتواجدة في متحف اللوفر (أنظر ص 20) ، والملاحظ في شرحهما ذاك أنهما لم يكتفيا بالإشارة إلى عائدية المسلة للإقليم البابلي وإنما أكدا على كونها من عهد السلالة الكلدانية الذهبية ( سلالة الملك الشهير نبوخذنصر الثاني )، وتؤكد مسلات مردوخ أبلا إيدينا الثاني – Mardukh Apla Iddina II – الذي نفر من الإسلوب الكشي ( الهندواوربي ) والآشوري ( الشوباري / الآسيوي ) نفور عامة الكلدان من التقاليد الأجنبية ....).
•كما يضيف المؤلف قائلآ ( لهذه الأسباب المستندة جميعآ إلى الأسس العلمية والبحث التاريخي الدقيق فإننا قد تأكدنا من أن النجمة الكلدانية هي ( النجمة الثمانية ) البابلية وليس النجمة الأجنبية الرباعية التي أستخدمها البعض من الرافديين تأثرآ بالثقافات الأجنبيةالشوبارية والكشية ، ... ويسترسل الى ان يقول ( إن أهمية النجمة الثمانية الكلدانية البابلية لم تتوقف عند إستخدامها في التاريخ القديم ، بل أنها بقيت في الإستخدام خلال العصور اللاحقة وخير مثال على ذلك تشكيلاتها إبان العصر العباسي الزاهر الذي كان أساسه الفن البابلي القديم ... ).
•وتواصل إستخدامها في العهود اللاحقة حتى أستخدمت كشعار للجمهورية العراقية عام 1958 م ، بعد أن أعتمدها أثنان من مؤسسي الفن الحديث في العراق ، هما الفنان الخالد جواد سليم ( المصمم) والأستاذ الفنان الرائد عيسى حنا دابش ( المنفذ ) وهو الرئيس العام للرابطة الدولية للفنانين التشكيليين المحترفين الكلدان ، حيث قاما بتصميم وتنفيذ شعار الجمهورية العراقية بعد ثورة الرابع عشر من تموز ، أما سبب إختيارهما للنجمة الثمانية فهي كما يؤكد الأستاذ دابش ( لأنها تمثل وطنيآكل حضارة بيث نهرين )، بينما لم تمثل النجمة الرباعية المحدودة الإستخدام إلا نموذجآ دخيلآ . نفس المصدر.

لا نعرف هل كل هذه الأدلة العلمية والتاريخية الواضحة ، بالاضافة الى المشاعر القومية للكلدان كافية لكي تعيد  قناة عشتار الفضائية التوازن بين خطابها الشعبي الشامل لكل اطياف شعبنا وشعارها الحالي المتحزب لطائفة واحدة فقط ، نحن لا نطالب الغاء أي رمز بل نريد معالجة الخلل بتجسيد كل الخصوصيات في شعارها ، واعتقد ان الشعار الذي ورد في تفاصيل مسودة النظام الداخلي للمجلس الكلداني السرياني الاشوري والمنشور صورة منه اعلاه قد يفي بالغرض ، او أي تصميم آخر يحوي و يحترم كل الخصوصيات ، أم انها ستستمر في عنادها ورضوخها للسطوة الحزبية للأحزاب الاشورية ؟ اسئلة نتركها للأيام .

منصور توما ياقو
21/ تشرين الاول / 2007
 
 








69

اذا كان قول بول ريكور ( ان الأزمنة هي منعطف ) موافقآ للقياس فإن تأسيس المجلس القومي الكلداني يشكل هو الآخر منعطفآ كبيرآ ، ليس فقط بكونه منعطف سياسي واجتماعي وسياسي لصالح عموم ابناء أمتنا الكلدانية ، بل كان مساهمآ فعالآ في تنمية الشعور بالهوية القومية الكلدانية وتطوير آليات الاحساس بالذات والانتماء والتعريف بالحقوق القومية .

حقيقة انا اعتز واتشرف بصداقة ومعرفة اخوة منتمين لهذا التنظيم المثابر ، لكن وللأسف الشديد ليس لي اطلاع كبير على ادبيات المجلس ولا حتى على نظامه الداخلي  ، ربما بسبب تقصير مني لعدم اهتمامي بهذا الجانب او لتقصير من اعضاءه لكونهم لم يروجوا لها كما ينبغي ، ولكن الذي أعرفه هو ان الخط العام للمجلس القومي الكلداني هو انه تنظيم قومي ، كلداني ، فتي قياسآ بعمر السياسة وبتاريخ الكلدان.
ولكن هذا لا يمنعني من تكوين رأي خاص بي عن هذا المجلس وأن اقول الحق و أن أشهد لهم بما التمسته وعرفته وقرأته عن نشاطات وانجازات هذا التنظيم الفتي في عمره والكبير في خدماته وتأثيره ، وقد تجلت كل تلك الانجازات والمهام الصعبة والمعقدة وحتى الخطرة التي اوكلوا انفسهم بها في سبيل مصلحة امتهم وإعلاء شأنها في عدة مظاهر ونشاطات لا يجهلها الا من لم يتابعها وهو معذور او المتعامي من قول الحق ، فمن الامور الايجابية التي تسجل للمجلس القومي الكلداني :-
1-ان هذا المجلس ولد في فترة كان فيها العراق يعيش على فوهة بركان مخيف ، فمن جهة كانت تقف جبهة اميركا بكامل قوتها وجبروتها ومعها المتحالفين علنآ والمتواطئين سرآ ، وفي الجبهة المقابلة كانت جبهة صدام وجوقة المطبلين والانتهازيين الذين دفعوه باتجاه الغرق والهلاك ، في وسط  تلك الفوضى الهدامة وتلك الدوامة الفظيعة ظهر من بين ابناء امتنا نخبة واعية  تحمل نفس الآمال والأهداف والتطلعات التي تراود شعبهم وأمتهم ، فأسسوا المجلس القومي الكلداني ذو الاهداف القومية والوطنية و ليكون الخيمة التي يلتقي تحتها كل من يريد ان يتلاحم مع قضايا شعبه وأمته .
2- في فترة تأسيس المجلس القومي الكلداني  كان هناك خلل كبير في عدد المنظمات والجمعيات والاحزاب القومية العاملة على الساحة الكلدانية ، لذلك كان اعلان ميلاد المجلس من قبل نخبة واعية وخيّرة من ابناء الأمة الكلدانية  نتيجة ضرورية بل وحتمية لمواكبة التطورات والمتغيرات الجديدة التي طرأت على الساحتين القومية والوطنية .
 
3- في فترة تأسيس المجلس القومي الكلداني كانت الحملة الشرسة التي تتعرض لها امتنا الكلدانية على اوجها ، وخاصة تلك التي كانت تدار من قبل دعاة الوحدة المزيفة الذين كانوا ولا زال همهم الاول والاخير هو طمس وتشويه كل ما هو كلداني ابتداءآ من الهوية القومية الكلدانية وانتهاءآ بمعالمها الحضارية والتاريخية ، وفعلآ كان لدور المجلس بمؤازرة التنظيمات الكلدانية الاخرى وخاصة حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني اكبر الأثر في تعرية اكاذيب وزيف الادعاءات التي اطلقها و يطلقها شلة من المغمورين وأصحاب العُقد والمرضى النفسيين ضد الهوية القومية الكلدانية .

4- لا ننسى انه بمجرد الشروع بإنشاء أي تنظيم سواء كان حزب او مجلس او غيرها من التنظيمات تحتاج الى تمويلات مالية لتثبيت الأقدام كما يقال ، لكن ورغم مرور كل هذه الفترة على تأسيسه وعمله الجاد والمتواصل في داخل العراق وخارجه ، لم نسمع او نقرأ عن تمويل او دعم خارجي له ، بل انا على يقين بأن تمويل هذا المجلس يأتي من جيوب اعضاءه وقياداته المختلفة، ألا يستحق هكذا مجلس وهكذا اعضاء وقيادات غيورين على هوية امتهم وحضارتها وتاريخها كل الدعم والتأييد  والاسناد والتقدير ، او على الأقل  لنتعلم شيئآ من الحكمة القائلة ، ان لم تكن وردة ...  لا تكن شوكة .

5- بكل تأكيد هناك علاقة جدلية بين الرجال والمواقف ، فطبيعة المواقف التي تتخذ خاصة في وقت الأزمات وفي الظروف الصعبة هي التي تحدد و تكشف معدن الرجال ، فمنذ ان ظهرت بوادر سوء فهم بين الاخوة في المجلس  صدر من الطرفين عدد لا بأس به من البيانات والتصريحات والمقالات التي من خلالها يمكن للشخص من تكوين فكرة عامة عما يجري ، ولكن الذي يثير الفخر والاعجاب وكان له اطيب الأثر على النفس هو ثبات الجميع على المباديء التي بموجبها وعلى اساسها انشأ المجلس القومي الكلداني ، بل الملاحظ ان جميع الاخوة في طرفي المعادلة متمسكين بالجوهر والاصالة  ومختلفين فقط  في الامور الجانبية  والهامشية التي لا تستحق كل هذا التضخيم ، بل لا تستحق حتى الخلاف العادي حولها ، وانا ارى ان القضية برمتها تحتاج فقط الى القليل من التنازل والمرونة من قبل الجميع ، لأن الانسان ومهما كان ليس معصومآ عن الخطأ فالعبرة ازاء هذه الحقيقة تكون في معالجة الاخطاء بالحكمة والتعقل ، لا بالتشدد والتصلب ، وفي الوقت الذي لا اقلل من اهمية دور الخيرين والغيورين على ازالة سوء الفهم الذي حصل بين الاخوة ، الا انني ارى ان المسؤولية العظمى والمباشرة لازالة هذا الاشكال تقع اولآ واخيرآ على عاتق جميع الاخوة في المجلس ، أي ان الحل لا يأتي الا من الداخل ، من خلال الاخوة انفسهم ، فبقليل من المرونة ولاعتبارات قومية سيزول كل ما عكر صفاء النفوس وفرق بين الاخوة ، وهذا ما نأمله ونتمناه .
 
6- ربما لعدم امتلاك المجلس القومي الكلداني لموقع الكتروني او منتدى خاص به لإظهار فعالياته ونشاطاته وانجازاته وحتى ادبياته وقوانينه وافكاره قد جعل من البعض ان يجهل الكثير من الحقائق عن هذا التنظيم وعن قياداته واعضاءه وجمهوره ولكن انصافآ للحق وابرازآ لدور المجلس القومي الكلداني ومساهماته الفعالة في الحياة السياسية والقومية والحياة العامة نراه من التنظيمات الحاضرة والمتواجدة دائمآ في كل المناسبات ولا يتوانى من ان يدلو بدلوه وان يقول رأيه الجريء والصريح  المدعم بالتطبيق العملي والراسخ بالفكر القومي والوطني فمثلآ :-

* كان للمجلس القومي الكلداني ومعه التنظيمات الكلدانية الاخرى دورآ بارزأ في تثبيت التسمية الكلدانية في الدستور الدائم للعراق .
*   المشاركة في كل المناسبات الوطنية والقومية ، فنراه  يهنيء المرأة في عيدها والمنتخب العراقي بمناسبة فوزه والشعب العراقي لنجاح الانتخابات والاحزاب السياسة والتنظيمات المدنية في مناسباتها كما وله حضور فعال في المهرجانات والمؤتمرات والفعاليات الرسمية والشعبية المختلفة .
 * ان المجلس القومي الكلداني في العراق وبكافة فروعه في العالم لم يتوانى في مواساة وعزاء أُسر الشهداء من ابناء شعبنا ، سواء كان ذلك من خلال ارسال برقيات التعازي او من خلال الحضور الشخصي لتقديم الدعم و واجب العزاء والتضامن .
* ارسال برقيات الادانة ورسائل الاحتجاج الى كل من يهمه الأمر ، ابتداءآ من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس اقليم كردستان ورؤساء الكتل النيابية والى كل رئيس وعضو في الحكومات الاجنبية  ووسائل الاعلام العالمي .
* فتح مكاتب او فروع للمجلس في اغلب الدول التي يتواجد فيها شعبنا .
* اصدار مطبوعات ومحاولة جعلها  تصدر بصورة دورية ومنتظمة .
*العمل من اجل حماية واعلاء المصالح القومية لتكون فوق أي اعتبار آخر ، وخاصة حماية الهوية القومية الكلدانية واللغة الكلدانية و التراث الحضاري والتاريخي للكلدان من المحاولات المشبوهة للبعض  .
* الاخوة في المجلس لم يتقاعسوا في  اجراء مختلف المقابلات مع الشخصيات  العامة  والاجتماعية  في العالم وتنمية العلاقات معهم واطلاعهم على احوال شعبهم بالاضافة الى تعريفهم بالكلدان وبتاريخهم العريق .   

بالتأكيد هذا بعض من انجازات الاخوة في هذا التنظيم الفتي ، ومع هذا القليل اقول للأخوة في المجلس القومي الكلداني ، أيهون عليكم  أن تسمحوا لبعض  الامور الهامشية او لحدوث خلافات في وجهات النظر والتي لا تمس جوهر الفكر الذي تؤمنون به  ان تتحكم بكم  وان تطغي على كل ما قدمتوه من جهد وتضحية وعطاء ، واقولها بكل صراحة  للأخوة ، ان المجلس القومي الكلداني يسع لجميعكم ، بل ولأكثر من جميعكم ، أنه يسع لجميع ابناء أمتنا الكلدانية اذا صفت القلوب والنوايا ، وأما عكس ذلك فان كل الكرة الارضية لا تسع لأثنين فقط ولدينا قصة هابيل وقايين خير مثال على ذلك .

السؤال الذي اطرحه هو ، ماذا فعلوا تنظيماتنا الأخرى ، سواء كانت احزاب او حركات او جمعيات او أي تنظيم كان ولم يفعله المجلس القومي الكلداني ؟ .

النقطة الاخيرة اطرحها على شكل سؤال وهو : هل يحق للأخوة في المجلس القومي الكلداني ان يختلفوا فيما بينهم ، ولماذا ؟ .
 بالتأكيد الجواب هو نعم ، بل ازيد على ذلك بالقول ، أنه يجب ان يكون هناك نوع من الاختلاف في الرأي حول هذه القضية او غيرها ، والا سيتحول الامر الى مجرد الحضور والاستماع والانصياع لتوجيهات واوامر القائد كما هو الحال في كل الانظمة الدكتاتورية ، وهذا معناه تعطيل للعقل البشري عن التفكير والابداع وممارسة النقد والتجديد ، كما لا يمكن خلق نقاش جاد ومثمر وحضاري ان لم يتخلله اراء وافكار كثيرة بل ومتباينة ايضآ عندها فقط يمكن خلق دافعآ قويآ للعمل الجاد من اجل الوصول الى الأفضل في تحقيق المصلحة العليا للأمة والتي لا تسمح لأي اختلاف يؤدي الى الشرذمة والتقسيم . 

ختامآ ، اخواني في المجلس ، كلكم ربان سفينة واحدة اسمها المجلس القومي الكلداني ، لا فرق بين عضو وقيادي ، بين قديم وجديد ، بين الداخل والخارج ، كلكم تمثلون جسدآ واحدآ وتعملون لهدف واحد ، فصونوا سفينتكم واجعلوها مثالآ للتفاهم والمحبة والحكمة  لتسير بكم الى الامام وهي تشق الامواج العاتية بثبات وقوة ومتحدية كل الصعاب والمحن لغاية تحقيق كامل اهداف أمتنا على ايديكم وبالتأكيد انتم اهل لها .


منصور توما ياقو
2/ ايلول / 2007

 
 

70
لكي لا يفهم احد انني اتهجم او انني اسيء الى الآباء المطارنة الموقعين على بيان اساقفة المنطقة الشمالية الذي انعقد في عين سفني بتاريخ 2 / تموز / 2007  ، فمهما تقاطعت آرائي ومواقفي مع ما جاء في نص البيان المذكور سيبقون الموقعين عليه آباء أجلاء ولا ننظر اليهم فقط كرجال دين مرموقين ويحملون درجة ( درغا ) مبارك ومقدس، ولا شك انهم ومن خلال مسيرتهم الكهنوتية الطويلة قد تركوا بصماتهم الروحية والايمانية والارشادية في نفوس الكثيرين من ابناء شعبنا المسيحي ، وكذلك ننظر اليهم كثروة بشرية وانسانية لا تقدر بثمن ، خاصة في هذا الزمن الصعب الذي يتعرض فيه الانسان المسيحي العراقي الى حملات إبادة عنصرية بشعة ، فمهما كان ومهما حصل سنبقى نحن الرعية وهم الرعاة الذين نتخذهم كمثل اعلى لنا ،  هذا هو الواقع ، وهذا هو رأيي وايماني الذي يمثلني على الأقل ، ورغم كل هذا وبعد تردد لعدة ايام تجرأت على الكتابة في هذا الموضوع ، ربما ومن غير قصد اكون قد تجاوزت او اعتديت على بعض  الخطوط  الحمراء  في هذا المقال ولكن الشيء الوحيد الذي حرك جرأتي هذه هو حبي وغيرتي على وحدة أمتنا الكلدانية قوميآ وكنسيآ ولا غير ذلك ، فمعذرة اذا اخطأت في التعبير او التوجه او اذا فهم انها اساءة فبالتأكيد هي غير مقصودة .

يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس و لكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت ( متى 26 : 39 )

بعد ان انتهيت من قراءة نص البيان الذي عنون بـ (  بيان صادر عن لقاء  اساقفة المنطقة الشمالية الكلدان وكهنتهم) ، مرّت على ذاكرتي العديد من المواقف التي تحدد العلاقة بين الرئيس والمرؤوس ، وبعد تأمل قليل، توصلت الى قناعة بأن علاقة الآباء الكهنة بمرؤوسيهم ليست كعلاقة الموظف او الانسان العلماني برئيسه ، اذا كان الموظف او العامل يقتدي في عمله بالقيم  الانسانية المستمدة من الانسان المتحضر المتمدن ، فإن الكهنوت تقوم على الاقتداء بالمسيح ، وبحسب علمي القليل جدآ وايماني البسيط  والعميق في ذات الوقت ، ان الصفة الرئيسية التي تميز بها السيد المسيح له كل المجد كانت طاعته الكاملة للآب ، وقد عبّر عنها كما وردت في الآية المذكورة اعلاه وبقوله الكريم ( ...  و لكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت ...) وفعلآ لقد تمم له المجد خطة الله الخلاصية بمحبة فائقة من دون ان يشتكي او يعترض أو يعصي أمرآ او يعزل نفسه عن مشيئة الآب او يصدر بيانآ يبدي فيه اعتراضه وامتعاضه ، إذ يقول الوحي المقدس ( ... وإذ وجد في الهيئةِ كإنسانٍ وضع نفسهُ وأطاع حتى الموت موت الصليب (فيلبي 6:2-8 ) . فطاعة المسيح للآب كانت بلا حدود ، وهو نفسه يقول لمن يتخذه مثالآ له وخاصة للكهنة الذين يستمدون هويتهم من المسيح الكاهن إذ يقول  ( تعلموا مني )( مت  29:11 ) وقال ايضآ ( من أحبني حفظ كلامي )( يوحنا 14 : 23 ) ، فطاعة الرئاسات هي مفتاح الايمان الحقيقي بالرب يسوع المسيح ، إذ يقول له المجد للتلاميذ الاثنين والسبعين الذين هم بمكانة الرئاسات الحاليين ( مَن سمع منكم فقد سمع مني ومن احتقركم فقد احتقرني ومن احتقرني فقد احتقر الذي ارسلني )( لوقا 10 : 16 ) ، فهل ما ورد في بيان الآباء الأساقفة تنحو في هذا الاتجاه ؟ ، للأسف كلا ، لأسباب كثيرة ومنها  :-

1-   مهما كانت الأسباب والدوافع والمبررات فإن مقاطعتهم للسينودس المنعقد في دير السيدة في القوش والذي بالتأكيد قد دعاهم اليه غبطة البطريرك او أمانة سر السينودس يعتبر على الأقل خروج عن الطاعة الموجبة للرئاسات ، وبهذا الموقف يكونوا قد اعطوا مثالآ سلبيآ  للمؤمنين من ابناء رعيتهم ، ولا أعرف كيف سيطالبونهم بالطاعة وهم لا يؤدوها لرؤساءهم ؟.

2- من ضمن اسباب المقاطعة وردت النقطة التالية (1-   دراسة وضع المسيحيين الحالي في العراق والمضايقات عليهم واتخاذ موقف جريء مما يجري على الساحة العراقية من خلال توحيد  الخطاب والعمل ).
ان تدهور اوضاع المسيحيين في العراق لم تأت في ليلة وضحاها ، بل لها اكثر من ثلاث سنوات من تاريخ الاحتلال الامريكي للعراق ، فلماذا لم تدارستم وضعهم كل تلك الفترة ، ولماذا تذكرتم الآن فقط  ( فترة انعقاد السينودس ) لوضع دراسة عن وضع المسيحيين في العراق ؟ وما فائدة دراستكم ، إذ ان عدد العوائل المسيحية في البصرة قد لا يتجاوزون عدد الأصابع ، واعدادهم في بغداد قد لا تكون افضل من تلك التي في البصرة كثيرآ ، أما اعدادهم في الموصل هي الأخرى آخذة في النقصان المستمر ، وطيلة هذه السنوات الثلاث والمسيحيين في العراق بكافة طوائفهم ومذاهبهم ورجال دينهم يقدمون الشهداء يوميآ ، وطيلة هذه السنوات الصعبة وجماهير شعبنا  ومعهم كل الخيرين يناشدون ويستغيثون ويكتبون ويطالبون ويحتجون ولم يتركوا وسيلة الا وطرقوها من اجل المسيحيين في العراق ، بعد كل ذلك ، نأتي ونقرأ في بيان الآباء الأجلاء انهم بحاجة الى مزيد من الوقت لوضع دراسة عن وضع المسيحيين في العراق ! ، بصراحة انه وكما يقال عذر أعظم من الذنب .

3- ما ورد في النقطة الثانية اعلاه ينطبق على العذر او على السبب الآخر لمقاطعة السينودس والذي بُرر بالقول (2-    دراسة  وضع النازحين في الداخل والخارج، وتعيين كهنة لهم بدل تعيينهم في الخارج، وتقديم المساعدة لهم معنويا وماديا.

4- اما النقاط الأخرى التي وردت في بيان اساقفة الشمال والتي بسببها برروا مقاطعتهم للسينودس فهي تتطرق الى الشأن الكنسي العام مثل تنظيم السجلات والاموال واللجان وادارة المعهد الكهنوتي وكلية بابل وانتخاب اساقفة جدد وحياة الكهنة والمحاكم الكنسية والاصلاحات الطقسية والتعليم المسيحي ، وهذه المسائل ليست طارئة او حديثة العهد بل هي موجودة منذ لحظة نشوء تلك المؤسسات ليس فقط في مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية للكلدان وانما في كل المؤسسات الكنسية والمدنية الاخرى ، نعم ان تقديم الحلول لتلك المؤسسات وتحسين ظروف عملها وتقديم النصيحة هو من صميم واجبات كل المنتمين لتلك المؤسسات ، ولكن يتم ذلك بروح المحبة التي تعلمناها من الرب يسوع المسيح ، أما ان تؤخذ كمسمار جحا لتبرير المقاطعة وربما لتحقيق اهداف اخرى فهذا امر لا يمكن قبوله او تصديقه .

5- لا أعرف على وجه التحديد ما المقصود بعبارة ( اساقفة المنطقة الشمالية ) ، هل هو تقسيم جغرافي بالنسبة لعموم العراق ؟ أذا كان كذلك ، لماذا لم يشار الى  موقف اسقف او اساقفة محافظة نينوى والمناطق الشمالية الاخرى من البيان المذكور ، أم ان محافظة نينوى لا تقع ضمن المنطقة الشمالية للعراق بحسب التحديد المناطقي ( شمالي ، جنوبي ، شرقي ، غربي ) التي يتبعها الأساقفة الموقعين على بيان عين سفني ؟ ، فمن جهة يطالب بيان اساقفة المنطقة الشمالية بالإتحاد ولكنهم في ذات الوقت يعزلون انفسهم عن بقية اخوانهم الاساقفة بتقسيم العراق الى تسميات مناطقية وتوزيع الأساقفة بحسب تلك المناطق !. واعتقد ان مثل هكذا تقسيم سيخلق انقسامات وتكتلات وتسميات جديدة داخل الكنيسة وربما هي الأخرى  ستطالب مستقبلآ بالحكم الذاتي او الفيدرالية من كنيسة الأم  .

6-  ان كلمات البيان المذكور توحي بوجود فجوة وقطيعة بين الأساقفة الموقعين على البيان والأباء الأجلاء الذين حضروا السينودس بدلالة النص ( ... وليس لاعتبارات اخرى كما حصل في السينودس الاخير حسب ما تسرب منه وعلى نفس الخط اختيار الشخص المناسب للمكان المناسبة خدمة للكنيسة. ) . لأنه لو لم تكن هناك قطيعة لما استقوا معلوماتهم من التسريبات التي قد لا يكون لها اساس من الصحة بل كانوا يستقونها مباشرة من اخوانهم المشاركين في السينودس . فإذا كان هذا هو حال الآباء الأجلاء فلا عتب على رؤساء ومنتمي احزابنا القومية والسياسية إذا لم يلتقوا ابد الدهر .

7-  في هذه النقطة سوف ابتعد قليلآ عن البيان المذكور وعن الآباء الموقعين عليه واخصها لبعض رجال الدين الذين تفرغوا للأعلام وجعلوا همهم الأول هو الظهور على الشاشات التلفزيونية وخاصة على شاشتي قناة عشتار الفضائية وكردستان  tv الفضائية فتراهم يطلقون التصريحات والتحليلات السياسية ومنهم من يكون طرفآ في المقابلات الصحفية والتلفزيونية وآخرون يمدحون ويطبلون حتى اصبح منظرهم مملآ الى حد بعيد مما افقدهم هيبتهم ووقارهم ومركزهم من نفوس الكثيرين ، كم نتمنى ان يقتصر ظهور رجال الدين على القنوات الفضائية على الأمور الدينية والانسانية فقط وخاصة اقامة القداديس ورفع الصلوات وترديد التراتيل ...الخ ، واعتقد انه يجب على  الرجال الدين ان يتمعنوا جيدآ قبل اصدار أي تصريح او اعلان او بيان يناقش قضية هامة او  يمس هيبة المؤسسة الدينية بكاملها او بشخص رئيسها الأعلى  ، لأن مردودها سينعكس سلبآ على عموم المؤسسة الدينية بما فيها الجهة التي اصدرت تلك البيانات .

8-   اما الفقرة الاخرى التي وردت في بيان المجتمعين في عين سفني فهي (  نحن نطالب بتعليق هذا السينودس غير الكامل والدعوة الى سينودس شامل معد جيدا يشترك في اعداده اشخاص متخصصون  من الاكليروس والعلمانيين ويعقد برعاية الكرسي الرسولي... ) . لا اعرف كيف سيتم تعليق السينودس الذي تم وانعقد في دير السيدة بالقوش للفترة من 1 – 6 من شهر حزيران الماضي ، اما اذا كان القصد هو تعليق ما ورد في البيان الختامي للسينودس المذكور ، اعتقد ان ما ورد في بيان السينودس لم يأتي بشيء لم يكن في صالح شعبنا ، اللهم ، انه تجاهل المقاطعين وهو محق بذلك . اما مطالبتهم بانعقاد سينودس جديد تحت رعاية الكرسي الرسولي ، وبحسب ما يبدو لنا فإن هذه هي منتهى الجرأة في اظهار ما خفي من الأسرار والغايات ، أليست هذه محاولة مكشوفة لتجاهل الكرسي البطريركي ، وأليست هذه هي قمة الصدمة والألم للمسيحي المؤمن وهو يرى من يعتبرهم  قدوته وهم يمارسون ما هو خارج عن التقاليد والأعراف المتعارف عليها دينيآ واجتماعيآ ، ثم ألم يكن الكرسي الرسولي موجودآ وكان باستطاعتهم رفع مطالبهم وحصرها في الدائرة الكنسية بدلآ من نشرها على الأنترتيت ؟.

9-   ايها الآباء الأجلاء : اسمحوا لي كما سمحتم لأنفسكم عندما وصفتم قرارات السينودس بـ (  مخيبة ) ان اقولها بكل صراحة ومرارة انكم لم تأتوا بشيء جديد في بيانكم ايضآ  وان موقفكم من اخوانكم الذين اجتمعوا في دير السيدة لم يكن مشجعآ هو الآخر بل كان مخيب للآمال والتوقعات لدى كاتب هذه السطور على الأقل ، واطلب من الأساقفة الآباء المغفرة والسماح اذا كنت قد تجاوزت بعض الحدود .




منصور توما ياقو
8/july/2007
 
 

71
من دون اي مقدمات ، على الطاولة وامام انظار العالم اجمع ، ملف ابادة المسيحيين العراقيين ، لست مغاليآ بقولي انها حملة إبادة منظمة للمسيحيين العراقيين ، لأنه ليس من الضرورة ان تتم الإبادة في يوم واحد لكي تصنف على انها حرب إبادة ، بل ان القتل المستمر للإنسان المسيحي في العراق والجريمة المنظمة مستمرة بحقهم وبأشكال مختلفة فمنهم من يعمل على تفريغ الأرض منهم سواءا بقتلهم وخطفهم اوبفرض الجزية ومهاجمة محالهم التجارية او  بحرق معابدهم  ورمي العوائل في الشوارع كل تلك الوحشية والدموية ترتكب بحق شعبنا المسيحي على يد أناس ساديين مشبعين بالحقد والكراهية ومتجردين من الاخلاق والضمير ظانين وهم مخدوعين بأنهم يقدمون خدمة لإلاههم ، فبئس هكذا إله لا يتلذذ إلا بدماء الأبرياء وبئس هكذا أناس وهكذا فكر أرعن وعفن خالي من اية قيم اخلاقية وانسانية .

الحالة لم تعد تحتمل التأجيل لأنها تجاوزت كل الخطوط الحمراء ، فلا الصراخ يصل لكي ينفع ولا البكاء يجدي لكي يعين ، ويجب ان نتجاوز التضامن العاطفي الى التضامن العملي ، وحلنا الوحيد والمجدي هو تطبيق برنامج اوخطة غير اعتيادية مشابهة للخطة التي سميت بأسم وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية ، جورج مارشال ، التي اعلنها بعد الحرب العالمية الثانية وتحديدآ في 5 حزيران 1947 والتي وضعت لإعادة اعمار اوربا و لتقديم مساعدات غير اعتيادية لأوربا المنهكة بالدمار الذي خلفته الحرب ، ولما نحن المسيحيين العراقيين ليس لنا الا الرب و انفسنا ، فلا احد يسمع لصراخنا ولا احد يهتم لآهاتنا وأنيننا ، فعلينا ان لا ننتظر خروج جورج مارشال من خارج وسطنا المسيحي ، الحالة لا تطاق ولا تتحمل المزيد من التردد ، لذلك علينا وبالسرعة الفائقة ان نجد العملاق من داخل وسطنا وان نحمله مسؤولية تطبيق خطة مشابهة لخطة مارشال لانقاذ وحماية وخلاص ابناء شعبنا من شرور الارهابيين القتلة . لذلك ارى من الضروري اتخاذ خطوات عاجلة وجادة والتي اترك أمر تحديد آلياتها الاجرائية والتنفيذية لأهل العلم والخبرة والاختصاص ، بصراحة نحن نحتاج الى المبادرة والاعلان كخطوة اولى وبعدها انا على يقين تام بأن جميع ابناء شعبنا المسيحي من داخل العراق وخارجه سيثبتون للعالم اجمع انهم شعب حي وشعب يستحق ان يُسمع له  ، ولا اغالي اذا قلت، اذا كان يضرب المثل بخطة جورج مارشال لأنها احيت اعمار اوربا في القرن العشرين ، فسيضرب المثل بخطة شعبنا في القرن الواحد والعشرين لأنها ستحيي نفوس شعب مهدد بالإبادة الجماعية لا لذنب ارتكبه بل لكونه مسيحي فقط !.

اما ما اراه في هذا الخصوص فهو :-
1-   تشكيل لجنة عليا مشتركة من داخل شعبنا المسيحي ( الكلدان والاثوريين والسريان والارمن ) ، وبرأي الخاص أن تكون برئاسة دورية بين البطاركة ، واذا تعذر اجتماع او اتفاق  البطاركة على صيغة موحدة كما هو حال احزابنا القومية والسياسية ، يجري تشكيل لجنة عليا لكل رعية ويرأسها بطريركها او من يختاره بدلآ منه . ( ان سبب اختياري للمؤسسة الدينية ان صح التعبير بدلآ من مؤسساتنا المدنية هو لأنها اكثر تنظيمآ وشمولآ والتزامآ ولأن الكنائس تضم تحت كنفها معظم شعبنا المسيحي وخاصة المتشتتين على نطاق واسع في بلدان المهجر ، ولأن هؤلاء ( المتشتتين ) يشكلون الاكثرية اولآ وعلى كاهلهم سيقع العبء الأكبر في نجاح الخطة او المشروع ثانيآ ، خاصة في مجال التمويل والاعلام والاتصال بمراكز القرار العالمي والمؤازرة المعنوية والنفسية ) .
2- يحق للجنة العليا أن تمنح عضوية شرف او أي منصب فخري آخر لشخصيات ومؤسسات مميزة تكون قد قدمت او   تقدم خدمات جليلة ونبيلة لأبناء شعبنا .
3- تشكل اللجنة العليا لجان فرعية متخصصة مثل :-
أ- تشكيل اللجنة المالية والاقتصادية والتي تشرف على إدارة الاموال الواردة والصادرة منها ، وتعمل على :-   
ب – تأسيس الصندوق المالي الرئيسي ويكون مكانه في العراق لمساعدة المسيحيين العراقيين ككل او كل رعية بنفسها .
ج –  تأسيس صندوق مالي خاص في كل كنيسة للمسيحيين العراقيين في العراق وفي بلاد المهجر ويستخدم للمساهمات الطوعية لأبناء شعبنا والخيرين .
 د –  فتح سجل لتسجيل اسماء المتبرعين والمساهمين في هذا المشروع ، واقترح أن تنشر اسماء المتبرعين والمبلغ الذي تبرع به كل شخص  في كل وسائل الاعلام العامة والخاصة من اجل تحقيق الشفافية اولآ ، ولتشجيع الآخرين على التنافس ثانيآ ، وللحصول على مردود مالي كبير ثالثآ ، مع مراعاة ترتيب الاسماء بحسب السبق الزمني للتبرع وليس لأي اعتبار آخر ،  اما في حالة وجود اشخاص لا يريدون نشر اسمائهم يكتب تسلسل اسمه ومقدار المبلغ المتبرع به مع ذكر أية عبارة بدلآ من اسمه الصريح كالحروف الاولى من اسمه او مثلآ ( فاعل خير ) ...الخ .
4- لجنة الاشراف والمساعدة على اجلاء العوائل من المناطق غير الآمنة ، وتتألف عضويتها من شخصيات لها وجود واتصالات وعلاقات مع المسؤولين في مراكز صنع القرار الرسمي اوالغير رسمي كالوجهاء والشيوخ واصحاب النفوذ .
5- لجنة حصر واحصاء شامل لكل ما تعرض له شعبنا المسيحي من المظالم والجرائم والمذابح التي اقترفت بسبب الاضطهاد الديني الشديد الذي مورس ضدهم مثل :-
أ – عدد الشهداء بقسميهم الديني والعلماني وبحسب الفئات العمرية  وحسب نوع الجنس الذين اغتيلوا على يد الارهابيين العنصريين .
ب -  عدد الذين اختطفوا او تعرضوا للخطف .
ج – عدد المفقودين من الجنسين .
د – عدد الذين تعرضوا للإغتصاب .
هـ - عدد المنازل التي دمرت بالكامل و التي اصيبت بالأضرار وتلك التي استولي عليها او التي بيعت تحت التهديد .
و – عدد المحال التجارية التي تعرضت الى النهب والسلب او الى التخريب والتدمير او التي استولي عليها .
ز – عدد الكنائس ودور العبادة التي تعرضت الى النهب والتخريب والتدمير .
ح – عدد الاشخاص او العوائل التي دفعت الجزية .
ط – عدد المصابين بإعاقات بدنية ونفسية مع تحديد درجة العجز .
ي – عدد اليتامى والارامل الذين تيتموا وترملوا نتيجة الاضطهاد الديني المقيت الذي مورس بحق المسيحيين العراقيين .
ك – تقدير قيمة الاموال والممتلكات المسروقة والمدمرة .
ل – عدد النازحين سواء داخل العراق باتجاه اقليم كردستان وسهل نينوى او الى خارج العراق .
وكل ما تراه اللجنة ضروريآ ومستوجبآ لحصره او احصاءه .
6- لجنة تقدير الخسائر والمطالبة بالتعويضات المعنوية والنفسية والمادية العادلة للمتضررين من الحكومتين العراقية والامريكية بإعتبارهما المسؤولين المباشرين على حماية أمن المواطنين وحياتهم وأموالهم وممتلكاتهم .
7- لجنة اعادة تأهيل النازحين واللاجئين من تأمين سلامة عودتهم الى المناطق الآمنة وتوطينهم في مساكن لائقة وتوفير الغذاء والرعاية الصحية واعادة تأهيل الطلاب الى المقاعد الدراسية وصرف اموال من الصندوق للحالات الطارئة  وتهيئة فرص العمل الجديدة بما يتناسب واعمالهم السابقة وكل ما يساعدهم على اخراجهم من المحنة التي يعانون منها وانخراطهم مرة اخرى في الحياة العامة أسوة بغيرهم من افراد المجتمع .
8- لجنة الاعلام لنشر الاخبار والتعريف بكل ما تقوم به  اللجان ونشر كل ما يكتب من مقالات وخواطر وافكار والموضوعات التي تتحدث عن المآسي والضغوطات التي يتعرض لها شعبنا المسيحي في العراق .
9- لجنة العلاقات العامة لفتح قنوات الاتصال مع الاشخاص والمنظمات والاحزاب والمؤسسات والحكومات  وباقي وسائل الاعلام بهدف وضع قضية شعبنا في اطارها الانساني .
10 – اللجنة القانونية لتجميع المعلومات عن كل جرائم الإبادة المنظمة التي تعرض لها الشعب المسيحي في العراق ووضعها امام المحاكم العراقية والدولية اذا اقتضت الضرورة وملاحقة المتورطين بهذه الجرائم قانونيآ ، وايضآ لتقديم الارشادات والاستشارات والمساعدات القانونية لكل ابناء شعبنا المسيحي .
11- تخصيص ايميل رسمي خاص بكل لجنة ليتسنى لها تلقي الرسائل والمشاركات وحتى النداءات من اخواننا المحصورين في المناطق الخطرة .

ارجوا ان اكون قد قدمت ما يفيد وقد وفقت بنقل تصوراتي ووجهة نظري لما هو خير شعبنا المسيحي الجريح في العراق ، واعتقد مثل هكذا خطة ستشجع عموم شعبنا المسيحي وبكل مكوناته وقومياته لكي يتقربوا من بعضهم البعض  بصورة اكثر جدية وأن يتحدثوا بصوت واحد ويتحدوا حول هدف واحد على الأقل، فلتكن ارواح شهداءنا الابرار مفتاح عملنا ومفتاح قوتنا فهي مع ضمير عموم شعبنا المسيحي تحثنا على اللقاء والحوار والانسلاخ عن الموروث الفكري المتعصب الذي يعشعش في عقول البعض و القائم على الغاء الآخر .

الشيء الآخر الذي اريد ان اذكره وأركز عليه هو ان السبب الرئيسي لنجاح خطة المارشال لم يكن فقط  بسبب ضخامة المبلغ الذي تم انفاقه ( 13 بليون دولار ) بل لأن ادارة الرئيس الامريكي هاري ترومان كانت تتصف بالنزاهة والشفافية والكفاءة بحيث لم يسجل حالة فساد او افساد واحدة ومن هذه الادارة النزيهة انبعثت لجنة مستقلة عن البيت الأبيض وتولت تنفيذ خطة المارشال التي أحيت الاقتصاد الاوربي بكل كفاءة ونجاح .
فهل يكون لنا تضامن عملي محسوس وملموس  موازي للتضامن العاطفي ولردات الفعل الكتابية والكلامية والاحتجاجية التي ابديناها بشأن هذه القضية ؟.
أكتفي بهذا القدر ، واترك الأمر لأصحاب السلطة والقرار ، وان سكوتنا على المظالم و الاضطهاد الديني الذي يتعرض له شعبنا المسيحي في العراق هو جريمة ضد الانسانية وضد انفسنا والتاريخ لا يرحم فهو سيسجل و سيصدر حكمه القاسي على كل من يقدر ويتقاعس .


منصور توما ياقو
25/6/2007
 
 

72
خلال تجوالي في مواقع الانترنيت العراقية دخلت الى موقع اسمه ( التركماني دوت كوم  " موسوعة تركمان العراق "   ) ، واثناء تصفحي لمحتوياته من خلال المواضيع المنشورة في الصفحة الرئيسية للموقع لفت انتباهي عنوان لكتاب اسمه ( من حوادث كركوك ) لمؤلفه السيد نجاة كوثر اوغلو ، وتفاصيل الكتاب على الرابط التالي :-

http://www.alturkmani.com/

بصراحة ان ما ذكره المؤلف في مقدمة الكتاب يغنينا عن التعليق او اضافة ملحوظة لأنه قد نجح في ايصال  فكرة الكتاب القائمة على تدوين مترابط ومتسلسل للأخبار والوقائع والاحداث التي شاهدتها مدينة كركوك للفترة ما بين 1700 – 1958 م ، واهمية هذا الكتاب تكمن في انه يوثق الاحداث والاخبار بحسب تسلسلها الزمني ويغطي فترة زمنية تزيد عن القرنين والنصف من حياة مدينة كركوك ، ومن الممكن سرد محتوى الكتاب على شكل النقاط التالية :-
1-      ان الفترة الزمنية التي يغطيها الكتاب من 1700 م الى 1958 م والتي تساوي 258 سنة ، هي اكثر من كافية لتحديد اصول سكان مدينة كركوك ، وخاصة تلك الاصول التي لها حضورها وتواجدها المستمر في المدينة .
2- ان معظم مادة الكتاب هي مجرد احداث ووقائع لا تتحمل النفي من حيث شخوصها وتواريخها اما عن اسبابها وظروفها فهذه لا تهمنا ولا تدخل ضمن مجال بحثنا هذا ، لذلك لا يمكن ان يختلف اثنان على تلك الوقائع ولا مجال لنكرانها إلا من كان مكابرآ او مَن عمت عينيه العصبية المتطرفة .
3- تسلسل الاحداث بحسب تواريخها مع ذكر شخوصها وابطالها باسمها الصريح ولفترة زمنية تزيد على القرنين والنصف  تخرس كل لسان او قلم  يحاول انكار حقوق أي من السكان الاصليين لمدينة كركوك .
4- هذا الكتاب يذكّرنا بأن الحقيقة ستبقى حقيقة  ولها وجه واحد ولن تغيّرها الاقنعة التي تحاول حجبها او الاستحواذ عليها ، وحتى اذا كتمت فإنها ستبقى كامنة في حقائق التاريخ الى ان تأتي اللحظة التي تتحرر من الهيمنات ومن كل القيود التي فرضت عليها .

عمومآ نعود للكتاب ( من حوادث كركوك ) الذي يغطي الاخبار والاحداث التي وقعت في مدينة كركوك للفترة من 1700 م الى 1958 م  لمؤلفه نجاة شكر كوثر اوغلو ، وسوف اتطرق فقط للأحداث والاخبار التي تذكر او يكونوا ابناء امتنا سواء بصفتهم الدينية كمسيحيين او بصفتهم القومية كجزء من تفاصيل تلك الاحداث والاخبار ، حيث جاء ذكرهم ضمن الفقرات التالية :-

1- ان اول اشارة تؤكد بأن الكلدانيين هم من السكان الاصليين في مدينة كركوك ورد في النص التالي من الكتاب المذكور :- 
(1162 هـ - 1749 م
        - تم قبول مذهب الكاثوليك رسمياً من قبل نصارى التركمان الذين يعيشون في كركوك . واطلق عليهم بعدها بـ (الكلدانين) وفي الاصل ينتمي هذه الطائفة الى
      قبائل الغز (اوغوز)  التركمانية . )
انتهى الاقتباس
 
إذن وكما ذكرنا سابقآ ومن دون الدخول في تفاصيل الحدث فأننا نستفاد من النص المذكور بأنه في سنة 1749 م كانوا من المسيحيين العراقيين يسكنون مدينة كركوك ، وبغض النظر عما اذا  كانوا هؤلاء المسيحيين من ( نصارى تركمان ) كما يصفهم المؤلف وربما اعتبرهم تركمان بسبب تكلمهم اللغة التركمانية كما هو حال الكلدانيين والسريان الذين يتكلمون العربية فالبعض يعتبرهم عرب وكذلك بالنسبة للمسيحيين الذين يتكلمون الكردية يعتبرونهم اكراد ، سواء كانوا كذلك او غير ذلك او كانوا من النساطرة الذين نبذوا تلك النسطورية المفروضة عليهم وعادوا اسوة باخوانهم في عموم العراق الى صيغة ايمانهم الكاثوليكي الأول فهذه كلها ليست مجال بحثنا هنا ولكن ما يهمنا هو ان هؤلاء المسيحيين كانوا يتسمون بالكلدانيين أي كانوا من القومية الكلدانية ، وهذا يفيد  بأن الكلدانيين كانوا جزء من السكان الاصليين لمدينة كركوك وبالتالي لهم من الحقوق التاريخية  تمامآ كتلك التي للأكراد والتركمان والعرب واليهود .

2- اما الاشارة الثانية  التي ذكرت وجودنا الكلداني في مدينة كركوك فقد وردت في اخبار  سنة 1862م عندما قاموا الكلدانيين في كركوك ببناء كنيسة لهم ، وجاء ذلك في النص التالي :-
1279 هـ-1862 م
      - تاسيس كنيسة الكلدان في قلعة كركوك . وتعرف باسم ام الاحزان و يسميها العوام باسم (نماز ئه وى) بمعنى دار الصلاة ، ويقال انها بنيت على انقاض
      كنيسة اقدم منها . الا ان بقايا البناء الحالي هو التجديد الاخير لها عام 1903 م . 
      وانهارت هذه الكنيسة في عام 1965 . وقد قامت الهيئة المسؤولة بصيانتها برفع كافة الانقاض منها وترميم اعمدتها واقواسها .


3- اما أخبار سنة 1893م فانها تذكر احصائيات عن بعض  المنشآت التي كانت قائمة في مدينة كركوك حيث ورد ذكر وجود ( 3) ثلاث كنائس في المدينة في تلك السنة .

4-  مرة اخرى تأتي أخبار سنة 1903 م  لتؤكد وتنفرد بذكر التسمية الكلدانية و الكلدانيين كمكون قومي واجتماعي وحيد لأبناء امتنا جنبآ الى جنب مع الاكراد والتركمان والعرب واليهود في مدينة كركوك ، وهذا نجده في النص التالي :-

1321 هـ - 1903 م
      - في هذه السنة كانت في كركوك عدة مدارس للطوائف غير المسلمة منها:
      1.مدرسة ابتدئية بأسم ( كلدانى مكتبى ) أي المدرسة الكلدانية وجماعة المنسبة للمدرسة كانت من الكلدانين . وعدد طلابها (55) تلميذا منها (50) ذكور و(5)
      اناث , وانشأت هذه المدرسة دون اخذ رخصة او الموافقة من الجهات المعنية .
- تجديد وترميم بناية كنيسة الكلدان الواقعة في قلعة كركوك الذي تم انشائها عام (1862) م

5-
 1338هـ - 1920م :- اجراءاحصاء تخميني لعدد نفوس لواء كركوك من قبل الحكومة البريطانية ، وادناه نص الخبر :
قدرت الحكومة البريطانية سنة 1920 نفوس العراق , ولم يستند هذا التقديرالى التسجيل والاحصاء , بل على التخمين . واسفرت النتيجة بأن نفوس لواء كركوك
      (92000 نسمة) منها (90000 مسلم) و(1400 موسوى) و(600 مسيحى) .
      "169.ص31

رغم عدم امكاننا الاعتماد على الارقام المذكورة لأنها مجرد ارقام مبنية على التقدير والتخمين ، الا ان العدد المعلن لمجموع المسيحيين والذي قُدِرَ  بـ ( 600 ) شخص هو عدد غير حقيقي ، لأنه  لو عملنا مقارنة عقلية  بين عدد الكلدانيين في سنة 1903 مع عددهم في سنة 1920 وهي سنة الاحصاء التخميني  يتضح لنا مدى الغبن والاجحاف الذي ألحقه ذلك الاحصاء التخميني بعدد الكلدانيين في مدينة كركوك ، فلو رجعنا الى اخبار سنة 1903 فنجد للكلدانيين ( 55 ) طالب مسجل في المرحلة الابتدائية فقط  وفي مدرسة واحدة وهي المدرسة  التي تحمل اسمهم القومي ( كلداني مكتبي ) علمآ بأن هذه المدرسة لم تكن مسجلة رسميآ ، فكم يا ترى كان عدد طلابهم في المدارس الرسمية وفي المراحل الاخرى آنذاك  ( أي في سنة 1903م)؟ بالتأكيد يكون الرقم اضعاف مضاعفة ، واستنادآ الى ذلك من المنطقي ان يكون عدد المسيحيين في كركوك في سنة 1903 م اكثر من 600 شخص ،  فكيف يعقل  وبعد 17 سنة أي في سنة 1920 م يكون عددهم 600 شخص لا غير ؟! .

 رغم ذلك وحتى لو اعتمدنا الرقم 600  لعدد المسيحيين في مدينة كركوك فإنه من الخطأ اللجوء على تطبيق معيار النسبة المئوية بين الرقم 600 والرقم 92000 لاستخراج النسبة المئوية لعدد المسيحيين في مدينة كركوك ، لأن الرقم 92000 هو مجموع عدد النفوس لعموم لواء كركوك ( قرى + نواحي + اقضية + مركز اللواء ) بينما الرقم 600 هو عدد نفوس المسيحيين في مركز مدينة كركوك لأنه ليس هناك قرى او نواحي اواقضية تابعة للواء كركوك وكان فيها تجمعات مسيحية ،
ما يؤكد كلامنا هذا هو النتيجة الرسمية والحقيقية لعدد نفوس مدينة كركوك ( المركز ) والذي تم احصاءه وتسجيله رسميآ في سنة 1927 م ، فعند الرجوع الى الاحداث والاخبار التي جرت في تلك السنة نقرأ النص التالي :-
1927 م
 - اجراء عملية تسجيل النفوس يوم 1 تشرين الاول , حيث بلغ نفوس العراق انذاك 2.968754 نسمة اما نفوس مدينة كركوك (المركز) بلغ 35000 نسمة.

فإذا كان عدد نفوس مدينة كركوك ( المركز ) في سنة 1927 م هو 35000 الف نسمة ، فكم يكون عدد نفوسها في سنة 1920م ، تلك السنة التي خمن فيها عدد نفوس المسيحيين بـ ( 600) شخص ؟ بالتأكيد كان اقل من 35000 الف نسمة ، ومع ذلك لا يجوز عمل مقارنة مئوية لأن الاحصاء التخميني الذي جرى في سنة 1920 لم يكن دقيقآ في عدد المسيحيين كما انه لم يذكر عدد نفوس مدينة كركوك ( المركز) ، اما عملية تسجيل النفوس التي جرت في سنة 1927 فإنها ذكرت عدد نفوس مدينة كركوك ( المركز) ولكنها لم تذكر عدد المسيحيين ، لكن ومهما يكن من أمر فإن الاحصاء المذكور وبغض النظر عن شرعيته او نزاهته او أية تفاصيل جانبية متعلقة به فإنه يؤكد على ان الكلدانيين هم ايضآ من السكان الاصليين  لمدينة كركوك و بالتالي يجب اشراكهم في كل اللجان والعمليات السياسية الخاصة بمدينة كركوك من اجل تثبيت حقوقهم ومستحقاتهم التاريخية  في المدينة . مع التأكيد على امانة ذكر كلمة الكلدانيين لوحدها أي كتسمية لذاتها  من غير اضافة تسميات اخرى لها او تشويهها بحذف احرف منها كما جرى مؤخرآ، نريدها كما وردت في كل مفاصل الحياة وخلال كل المراحل والحقب التاريخية التي مرّ بها العراق .
 
6- 1342هـ - 1923م
في هذه السنة أي بعد اكثر من مائتي سنة من ذكر تسلسل الاحداث  والاخبار في مدينة كركوك فقد تم الاشارة ولأول مرة على ذكر الاخوة الاثوريين ، علمآ بأن هذا الذكر لم يأتي على كونهم مكون  اساسي من المجتمع المدني او كسكان اصليين لمدينة كركوك كما هم الكلدانيين بل ذكروا كعناصر او قوات متطوعة في الجيش البريطاني والتي كانت تسمى بقوات ( الليفي ) ، والملفت للنظر ان المؤلف قد استند في تعريفه عن مكونات تلك القوات بأنها تتكون من التياريين الذين اطلق الانكليز عليهم لفظ ( الاثوريين ) على المؤرخ العراقي السيد عبدالرزاق الحسني فى كتابه (تاريخ الوزارات العراقية الجزء اول صفحة 198) . وحتى التقرير البريطاني الخاص عن ادارة العراق يسمي المنتمين لتلك القوات بالتياريين ، وانا لم اذكر هذه الملحوظة الا من باب تسمية الاسماء بمسمياتها الاصلية ومن باب عدم خلط الحقائق تحت ادعاءات وشعارات مضللة ، ولا شك ان الدفاع وحماية حقوق الكلدانيين هي مسؤولية كل كلداني غيور على كلدانيته كما هو حال ابناء كل الامم والاقوام الاخرى ، اما النص الذي ذكر الاثوريين فقد ورد في النص التالي :-

(-    ارسال ونقل قوات الليفي (وهم العصبة النسطورية من الاثوريين التى جأت بها بريطانيا , وجندت افراد من الحراسة مستودعاتها وتحقيق اهدافها من السيطرة
      على البلاد , وهم جيش مرتزقة يسموهم الاهالى التيارية وتسميهم سلطات الاحتلال بـ"لليفي" ) من الموصل الى كركوك بعد احتجاج اهالى الموصل لدى الحكومة
      العراقية , واتصلت الحكومة العراقية بدار الاعتماد البريطانى , وبحثت الوضع في لواء الموصل في ضوء الاحتجاجات الواردة اليها. وابرقت وزارة الداخلية الى
      متصرفية الموصل برقيتها المرقمة 14179 والمؤرخة في 12 ايلول 1923 . يتضمن مضمونها ان يبلغ المتصرف العموم , لان الليفي الموجودين في راوندوز لا  يرجعون الى الموصل , ولن يبق هنالك الا مركز القيادة وبعض الوحدات . وسترسل بقية اللفي الموجودين في الموصل الى كركوك . ادى هذا الى فاجعة التيارين في كركوك
      , وفي يوم 4 ايار 1924 وهي مجزرة رهيبة ).

( ملاحظة : للمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع الى احداث واخبار سنة 1923 و1924 و1925

7-    اما الاخبار اللاحقة  عن الاثوريين فقد وردت في سنة 1924 م و1925 وللأسف فقد تطرقت بالتفصيل على الحادثة المؤلمة التي وقعت بتاريخ 4 أيار 1924 بين المتطوعين في الليفي وبعض اهالي مدينة كركوك .
8-  المرة الاولى التي ذكر فيها الاثوريين كتجمع مدني في مدينة كركوك كانت في سنة 1949 م  وذلك عندما ذكر فريق الاثوريين لكرة القدم .

ومن المعروف ان عدم الاتفاق على هوية كركوك ووضعها الجغرافي قد دفع الامور وخاصة بين التركمان والعرب من جهة والاكراد من جهة اخرى الى حد ينذر بالانفجار اذا لم تراعى الاسس القانونية والانسانية والتاريخية في تثبيت واستعادة كامل الحقوق المغتصبة للسكان الاصليين من الاكراد والتركمان والكلدانيين والعرب واليهود ، اما المحاولات الجارية على اسباغ هوية واحدة على المدينة فهذا خطأ فادح وتجاوز على حقوق الاخرين كما انه مخالف للتاريخ والوقائع ، وان ما يدعو للأسف والتعجب هو تجاهل الاخوة الاكراد والتركمان والعرب على حد سواء للحقوق التاريخية للكلدانيين في مدينة كركوك ، فإذا كان تجاهلهم لحقوق اليهود بحجة عدم وجود لهم في المدينة  في الوقت الحالي ورغم ان ذلك هو غبن تاريخي يلحق بهم ، فما هو عذرهم عندما يتجاهلون الحقوق التاريخية للكلدانيين في مدينة كركوك ، وخاصة ان واقع اليوم يشهد بتواصل وجودهم البشري والمؤسساتي في المدينة ؟، اما بالنسبة لجغرافية المدينة او عائدية المدينة فهذا يتم تقريره بعد الاعتراف وتثبيت هوية المدينة للقوميات الخمسة المذكورة ومن ثم اللجوء الى اجراء استفتاء بين سكان المدينة ليختاروا وفق ارادتهم الحرة مسألة انضمامهم الى اقليم كردستان أم لا ، ولا اعتقد عند ذلك يكون من حق أي جهة او شخص ان يقف بالضد من حرية واختيار اهل مدينة كركوك .

وختامآ ، وكما يقال ، لا يصح الا الصحيح ولا مناص من ان يتعايشوا جميع سكان كركوك التعايش الأخوي والسلمي في مجتمع متعدد الاقوام والثقافات والاتجاهات وفي ظل سيادة القانون على الجميع  واحترام حقوق الانسان وعدم التمييز في الحقوق العامة على اساس الدين او العرق او بين المرأة والرجل وعدا ذلك فإن أي وضع يفرض على مدينة كركوك واي اهمال او تجاهل للحقوق التاريخية للكلدانيين في مدينة كركوك سيكون بمثابة الاستمرار في ذات السياسة التي  انتهجها النظام السابق وهذا ما يرفضه كل عراقي اصيل وعراقية اصيلة ، وعندها سيكون للتاريخ كلمة وشهادة .


منصور توما ياقو
17 / آذار / 2007

 

73
 
 
 
حقآ انه زمن حارة كل من ايدو الو ،  زمن أضحت فيه قيمة الهوية والقومية والامة محض كلمات من السهولة مقايضتها بمنصب حقير او لقب كرتوني . زمن المتاجرة ، شراء وبيع ، شراء أي منصب او لقب او ضوء اعلامي مقابل التنازل عن مضمون الهوية والقومية ، زمن يمكن فيه بيع حتى الذات والتاريخ مقابل لقاء او حفنة من الدولارات ، زمن يحتاج الى اكثر من مقالة كمقدمة لتمجيد ولي النعمة ، زمن خلط  الاصالة وغيرة الانتماء في حوض الانتهازية والذل ...

كلامي هذا موجه لذلك النفر من الكلدانيين الذي سمح لنفسه ( من حيث يدري او لا يدري ) ان يكون مجرد اداة طيعة او غطاء لتمرير من تحته اجندة ومآرب شوفينية غايتها الاولى والاخيرة هي مسخ الهوية القومية الكلدانية ! لأنه من المستحيل ان يتيسر لاعداء الهوية الكلدانية ان يتقربوا منها من دون مسخ  وبرمجة بعض العقول الكلدانية لتؤدي ما يوكل اليها من ادوار ومهام ، لا استغرب من وجود هكذا نفر رخيص الذات بين ابناء الامة الكلدانية ، فليكن حالها كحال كل امم الأرض ، إذ لا توجد  أمة تخلوا من ابناء لها يخدمون ويروجون لأعداء الثوابت القومية والحضارية لأمتهم ، الى هنا وانا لا اقصد الكل لأنني اعرف الكثيرين ممن يعملون مع الاخوة الاشوريين ببراءة الصغار وبحسن النية الحقيقية وكل همهم هو ايجاد منافذ اخوية حقيقية  بين الكلدانيين والاشوريين والسريان ، فعند مصارحتهم برأينا عنهم يقولون انه لا ضرر اذا ما قدمنا بعض التنازلات عن الحقوق والمواقف التي لا تمس قدسية الهوية القومية الكلدانية من اجل التقارب الحقيقي والمتكافيء ، من غير تسيد نمط واحد على الاخرين او ممارسة اسلوب الالغاء والاقصاء لأي هوية قومية ، يقولون هدفنا هو الخروج بقرار واحد وفعل موحد لمواجهة التحديات ولتحقيق الاهداف والآمال التي هي واحدة ، الى هنا الكلام جميل ومقبول ،  ولكن الى متى ، وهل اليد الواحدة تصفق ؟ ، نقول لهم ، بعد كل هذه الفترة هل غيرتم شيئآ من طباعهم ؟ هل تستطيعون ان تعطونا مثالآ واحدآ يدل على احترام مشاعركم اوالاعتراف بهويتكم القومية من قبل الذين تعملون معهم تحت تسميات وعناوين ظاهرها الكلداني الاشوري السرياني وباطنها الاشورية فقط ، لا تحسبوننا اننا لا نجيد القراءة او اننا لا نقرأ ابعد من العناوين .

ان  ما ورد في ( ايضاح من الحزب الديمقراطي الكلداني ) المنشور في الرابط ادناه :-

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,77861.0.html
يؤكد كلامنا اعلاه ، إذ اصبح  فعل ممارسة الوصايا على الكلدانيين السمة المميزة والاساسية التي تبني عليها سياسة ومواقف الاخوة الاشوريين في علاقاتهم مع الكلدانيين ، حقيقة الموضوع لم يكن يستحق المتابعة لو صدر ذلك الفعل من بعض عامة الناس او من قبل بعض القيادات الدنيا لأنها يمكن ان تفسر بأنها تصرفات فردية غير مسؤولة لا تعبّر عن السلوك العام لعموم الاخوة ، ولكن بماذا نفسر تلك الممارسات اذا صدرت من اناس يتربعون على قمة الهرم السياسي في احزابهم كما اطلعنا عليها في الايضاح المذكور ؟.

اعتقد ان الاخوة في الجمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوا يدخلون ضمن تلك  الفئة التي تعمل بتلك البراءة والنية الحسنة التي يعتقد البعض وخاصة  المتربصين بالامة الكلدانية واولئك الذين يتحينون الفرص لتأليب الكلداني على الكلداني ، يعتقدون انها ( الجمعية المذكورة ) خير اداة ومنفذ للتسلل الى داخل الصف الكلداني والعمل على تشتيته ومن ثم السيطرة على قراره  السياسي والقومي ، والذي  اثار التساؤل والدهشة هو موقف الجمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوا باعتبارها تضم النخب الواعية المهتمة بالشأن الفكري والثقافي الكلداني من ذلك المخطط وقبولها بذلك التعيين الذي فرضه الحزبين المذكورين ، في الوقت الذي يفترض ان يكونوا الاخوة في الجمعية المذكورة  العامل الايجابي والفعال في ابراز التفاهم الكلداني الكلداني وكذلك ان يكونوا واعيين تمامآ لأي محاولة تهدف على تأليب الكلداني على الكلداني او فرض الوصايا عليهم ، وبحسب معلوماتي البسيطة ان الجمعية الثقافة كان يجب ان تأخذ دور المرشد والوسيط والمرجعية التي يلجأ اليها الكلدانيين افرادآ ومؤسسات لإستشارتها والطلب منها التدخل للمساعدة في تسوية اي خلاف قد يحدث ، اما ان تتعاطى السياسة لتزاحم وتنافس  الاحزاب السياسية الكلدانية في كسب مواقع ومناصب سياسية في دوائر ومجالس سياسية وبفضل من يعمل ليل نهار على الغاء الهوية القومية الكلدانية فهذا امر يثير اكثر من علامة استفهام .

ثم ما الفرق بين الجمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوا والحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني ، حتى يشجع الحزبين ، الوطني الاشوري وبيت نهرين الديمقراطي ليفرضا وصاياهم عليهم  كما جاء في الايضاح المذكور،  اليس كلاهما وجهان كلدانيان ويؤمنان بالتسمية الكلدانية كهويتهم القومية ، وهل اشتراك الحزبين المذكورين مع  الاخوة في الجمعية الثقافة الكلدانية في ما يسمى بـ ( لجنة تنسيق العمل بين احزاب ومؤسسات شعبنا الكلداني الاشوري السرياني ) علاقة بالموضوع، أي ان المؤامرة اعمق مما نتخيلها ؟ بأي حق يتدخلا الحزبين المذكورين في الشأن الكلداني وما علاقتهما بمن يترشح من الكلدانيين ؟ وكيف يدعون انسحاب حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني من الاجتماع في الوقت الذي هو ينكر ذلك؟ والاهم من كل ذلك ، كيف قبلت المرجعية الثقافية ( الجمعية الثقافة ) في عنكاوا بكل ذلك ، ام انها كانت الشريك والمساهم في التآمر على الكلدانيين لتمرير الاجندة السياسية للآخرين ؟ مرة اخرى نسأل الاخوة في الجمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوا ، هل لمهام عملكم كجمعية ثقافية ( غير سياسية )  علاقة بطبيعة عمل  المجلس السياسي المراد تشكيله ، الا ترون انكم ستكونوا الوحيدين الذين لا علاقة لهم بالسياسة في الوسط السياسي ؟ اي هل تعتقدون انه المكان المناسب لمهامكم وهل ممارستكم للعمل السياسي يتفق مع مواد النظام الداخلي لجمعيتكم الموقرة ؟ ، أم انها  وكما قلت في اول جملة من مقالي هذا (  حقآ انه زمن حارة كل من ايدو الو ) ؟.

هذه الحالة ذكرتني بحالة مشابهة كنت  قد سمعتها من مصدر موثوق ، فبعد لقاءات عديدة ومطولة بين الكلدانيين والاشوريين لتشكيل المجلس الكلداني الاشوري السرياني في مدينة سدني ،  ورغم ان تلك اللقاءات اتسمت بحيوية الاخذ والرد وتخللتها الكثير من المشادات والتجاذبات الطائفية الخانقة ، الا ان الاخوة في الطرفين كادوا ان يتوصلوا الى خاتمة قد ترضي الجميع لولا مسألة  العَلم ، مسألة أي علم يُرفع او يستخدم ، الكلداني او الاشوري اما السرياني فلا مشكلة مع الاخوة السريان لأنهم وكالعادة يُحشر اسمهم من غير ان يكون لهم رأي او ان يكون هناك واحدآ منهم يقول ها أنذا . فبعد مشاحنات واختلافات قوية بين الكلدانيين والاشوريين لم يتوصلا الى حل يرضيهما ، ومن اجل تجاوز هذه النقطة اقترح الجانب الكلداني اللجوء الى احد الاقتراحين التاليين :-
1- استخدام العلمَين ، ويتوسط العلم الاسترالي العلمَين الكلداني والاشوري .
2- تصميم ،  او ايجاد عَلم جديد ، حيث هناك الكثير من الشواهد والرموز في تاريخنا تصلح لكي نتفق عليها وان نتخذها كعَلم متفق عليه من قبل الجميع ، ليكون رمز محب و موحد وليس رمز مكروه و مفرق كما هو موجود اليوم . 
ولكن المسؤول الاشوري اصر على رفع واستخدام العَلم الاشوري فقط  ، ولما رفض الجانب الكلداني هذا الاصرار الاشوري ، عندها قال المسؤول الاشوري ( قابل بس انتو كلدانيين ، لدينا كلدانينا ايضآ ) وكأننا في زمن الجواري والعبيد ،  وصدق المسؤول الاشوري إذ اوعز على كلدانيه المتأشورين وتبنوا نفس الدستور او الميثاق الذي كان اكثر من 90 % من مواده هو من  انتاج الكلدانيين الحقيقيين فبعد ان حوروه وفق الرؤية الاشورية  تقدموا الاخوة المتأشورين وابصموا بالعشرة  عليه واعلنوا تأسيس المجلس الكلداني الاشوري السرياني الخالي من الكلدانيين عدا اولئك الذين قصدهم السيد المسؤول .

لقد تبين في كلتا الحالتين عدم اعتماد الاخوة الاشوريين حسن النية اثناء تعاملهم مع الكلدانيين بالاضافة الى محاولاتهم المتكررة والمستمرة على فرض اجندتهم ووصاياهم على الكلدانيين وكأنهم قاصرين لم يبلغوا سن الرشد كي يحلوا مشاكلهم و يديروا شؤونهم ، واكثر ما شجعهم على الاستمرار في تلك الأساليب الغير حضارية والتي لم يجنوا منها إلا المزيد من الفرقة وعدم الاتحاد وحتى الكره والحقد هو اتكائهم على عكازة الكلدانيين المتأشورين وبالتالي انخداعهم بهم وتضخيم اهميتهم في تمرير اجندتهم السياسية والقومية ، ومع ذلك لا اقول للآخوة الاشوريين غير ان اذكّرهم بأن الماء الصافي والعذب يتدفق من النبع نفسه وليس من السواقي وهوامشها .

اما بالنسبة للأخوة في الجمعية الثقافة في عنكاوا اقول ، ان ثقتنا بهم اكبر مما حدث في ذلك او تلك الاجتماعات ، وثقتنا كبيرة بوعيهم الكامل عن معنى حرية الانسان واستقلالية القرار وحقيقة الانتماء وما يدور حولهم من سلوكيات وممارسات ، وهذه كلها ستبقى مواقف وشواهد إما سيلعنها التاريخ  يومآ ما او سيسجلها بأحرف من نور ، المناصب ستزول والانسان حر في اختياره ولكن النبع الكلداني سيبقى متدفقآ فياضآ لا ينضب ولا يجف لمجرد بعض قطرات تتيه هنا او هناك .



منصور توما ياقو
2/ آذار / 2007

 
 

74
 

ما حفزني على كتابة هذا الموضوع هي مقالة السيد وسام كاكو التي حملت عنوان (قـلق النـُخبة من تأليـه القـائد ) ، لا شك انا معه في اهمية القائد في حياة الشعوب ، وفعلآ نحن ( الكلدان ، والسريان والاشوريين ) نعاني من فراغ القيادة الموحدة ، وبعبارة اخرى نحن نفتقد الى الرأس اذا جاز التعبير ، ومن هذه الحقيقة التي تفنن البعض في استغلالها بحيث صار كل من هب ودب يدعي بأنه يمثل جميع سورايي بيث نهرين ( الكلدان والسريان والاثوريين )  فنجد هذا البعض قد عين نفسه وصيآ عليهم  فنراه يأمر وينهي ويفصل ويخيط بحسب هواه ووفق اجندته ومصالحه واستخفافه بعقول الناس الى درجة أنه تجرأ على اهانة المشاعر القومية للكلدان ولكن بفضل اليقظة العالية وعزة النفس المقرونة بتنامي الوعي القومي لأبناء امتنا الكلدانية فقد تم تهميش هذا البعض الذي نصب نفسه كقائد عليهم وتم تقزيمه الى حجمه الحقيقي ، إلا ان السؤال  الذي نواجهه والذي ذكره السيد وسام كاكو في مقاله المذكور ما زال قائمآ والذي  هو  (مَنْ هو قائدكم؟ مع مَن يجب أن نتعامل؟) سؤال بحاجة الى جواب ، وجوابي على هذا السؤال هو ، لابد وكما يفترض بالقائد ان يحترم عقائد الشعب او عقائد من يمثلهم ، لأن الذي لا يحترم عقيدتي ومشاعري لا يمكن ان يحميني بل سيبيعني في اول فرصة وبأبخس الاثمان ،هذا هو المبدأ الاساسي والخط الاحمر الذي لا يمكن تجاوزه والذي على اساسه تبنى بقية مقومات القيادة مثل ان يكون كفوء وصادق ومؤهل للقيادة ومستعد لتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقه ... الخ ، والسؤال الاكبر  هو :-

هل هناك شخصية من بين الكلدان و الاشوريين والسريان  يمتلك تلك المقومات ليستحق ان  يُتبع  وان يكون قائد لنا ؟
عند استرجاع بعض محطات الماضي والحاضر ونعيد قراءة  تجاربنا وقراءة ما بين سطورهما في هذا الخصوص نتوصل ومن خلال المثالين التاليين الى الآتي  :-
اولآ- من الماضي القريب لدينا السيد يونادم كنا مثالآ :-

1- بالنسبة للكلدان والاثوريين والسريان : بعد انتفاضة اذار 1991 كانت الحركة الديمقراطية الاشورية هي التنظيم الوحيد المتسيد على الساحة السياسية في كردستان العراق ، وبفضل القيادة الكردستانية وللفراغ السياسي والقومي في الوسط الكلداني والسرياني استمر تسيد الحركة على تلك الساحة لسنوات طويلة ، وهذا التسيد الذي كاد ان يكون مطلقآ وخاصة بعد ان منحوا بأربعة مقاعد في برلمان كردستان كهبة مجانية من قبل الاحزاب الكردستانية جعل قيادة الحركة التي كان على رأسها ولا زال السيد يونادم كنا ان تصاب بالغرور والفوقية والتعصب للفكر الاشوري الذي لا يلغي المشاعر القومية للكلدان والسريان ويعمل على اقصاء وتغييب التسمية الكلدانية فحسب بل وان الزوعاويين كانوا يشمئزون من اسم الكلدان واذا ذكروه فيكون على مضض ، اما تسمية الكلدان كهوية قومية كانت ولا تزال من المحرمات عند السيد يونادم كنا ، ولا اعتقد هناك كلداني واحد غيور على عقله قبل مشاعره وانتماءه القومي يقبل بقائد لا يعترف بهويته القومية .

2-  هل ننسى موقف السيد يونادم كنا عندما استغل موقعه في مجلس الحكم الانتقالي وعمل على تغييب الاسم الكلداني من التصميم الاساسي لاستمارة الاحصاء المنوي استخدامها في عملية التعداد السكاني ، واكتفى بدرج التسمية الاشورية منفردة في حقل القوميات ، مجسدآ بذلك السلوك الاقصائي للآخرين ، علمآ بأنه كان قد وعد بدرج التسمية المركبة ( الكلدواشوري ) في الاستمارة ولكن ليس كل من يوعد يوفي ،  وبعد ان اكتشفت تلك المؤامرة ، استطاع الكلدان ان يواجهوا الغدر وان يصححوا الامر بدرج التسمية الكلدانية كعنوان لهويتهم القومية . انا شخصيآ لا الوم السيد كنا على فعلته تلك ، لأنه اشوري ويعمل لأجل اشوريته ومن حقه ان يعمل على تأشور كل الكلدانيين والسريان وحتى الاكراد والعرب وباقي الامم اذا استطاع الى ذلك سبيلا ، ولكن ان اجعله كقائد لي او عليّ  فهذا هو الانتحار بعينه .

3- اصرار السيد يونادم كنا وتنظيمه الاشوري على تسخير التسمية او التسميات المركبة ( الكلدواشوري ) و تنقيحاتها اللاحقة ( الكلدواشوري السرياني ) وعلى اختلاف صياغاتها وتركيباتها التي لم يعد بالامكان عدها او احصائها للاستهلاك المحلي لدغدغة العواطف وملاعبة المشاعر ولاصطياد ما يمكن اصطياده من الابرياء والمغفلين والسذج على حد السواء ، والذي ينكر هذا ، ليعتمد على نفسه ويراجع المادة الثانية من المنهج السياسي للزوعا الاشوري الذي ومن دون أي اعتبار لمشاعر الاخرين يعتبر الكلدانية و الكلدانيين والسريان والسريانية مجرد فئات ومذاهب !!! فكيف نقبل بشخص لا يحترم مشاعرنا ولا يعترف بهويتنا القومية الكلدانية ان ننصبه قائد لنا وعلينا ؟! بالتأكيد لا يجوز حتى لو بقينا من دون القائد العمر كله ، لأن البقاء من دون هكذا قائد وقيادة خير من قائد يكون همه الوحيد هو الغاء هويتنا القومية الكلدانية والغاء انتمائنا للأمة الكلدانية وسرقة تراث وتاريخ وحضارة الكلدانيين وتنسيبها لطائفته وللفكر الذي يؤمن به .

4- الذي يجهل او يتجاهل التاريخ الكلداني وحضارة الكلدان لا يصلح ان يمثل الكلدان او ان يتكلم باسمهم ، والكلام الذي تفوه به السيد يونادم كنا وهو ضيف الكلدانيين في الندوة التي عقدها في قاعة النادي الكلداني في سان دييغو يوم 6 / شباط / 2006  والذي قال فيها ( انه لا يوجد حجر واحد في بابل كتب عليه عن الكلدان ما عدا التوراة ..  ) !!! وكأن كتاب التوراة لا يكفيه ولا يعول عليه بالاضافة الى ان تلك  المغالطة اهانت التاريخ والمؤرخين قبل الكلدانيين ومن اولئك المؤرخين اذكر اذكر طه باقر وأدي شير وهاري ساكز ويوسف حبي وحوليات الملوك الاشوريين وغيرهم الكثيرين الذين تكلموا عن الوجود الكلداني قديمآ وحديثآ ، تلك المغالطة التي كشفت زيف الشعارات الرنانة واسقطت الاقنعة المخادعة وفتحت العيون على حقيقة ما يدور في خلد المتاجرين والمتباكين على وحدة الكلدان والاثوريين والسريان .
 مرة اخرى ورغم كون مواقف السيد يونادم كنا من الكلدان والكلدانية محبطة ومحطمة لأي أمل في الاتحاد وحتى لمجرد لقاء شفاف او حوار نزيه لكنني لا الوم السيد يونادم كنا ولا أي اشوري آخر يتخذ ذات الموقف او يحمل ذات الفكر الاقصائي للكلدان لأنهم  اشوريين ومن حقهم ان يعملوا لأشوريتهم المنقرضة وفي نفس الوقت اقولها بصريح العبارة وبدون تردد سواء كان السيد يونادم كنا او أي شخص لا يعترف بالهوية القومية الكلدانية بأنه لا يصلح للكلدان .

ثانيآ : أما من الحاضر الذي نعيشه لدينا السيد سركيس اغاجان مثالآ آخر :-
وقد يكون من الحق ان يقال ، ان ما قدمه السيد سركيس اغاجان لعموم المسيحيين العراقيين وبغض النظر عن انتمائاتهم المذهبية و الطائفية او القومية و السياسية  كان عملآ كبيرآ وكان له دور بارز وفعال في اعادة اعمار قرانا ومدننا وكنائسنا مما سمح لكثير من ابناء شعبنا المسيحي وبكل انتمائاتهم من العودة والسكن في مناطقهم الاصلية ، ومن الممكن ان اختصر ما قدمه السيد سركيس اغاجان بعبارة واحدة وهي ، انه انقذ الارض والانسان ، ولكي اكون اكثر تحديدآ في تلك العبارة اقول ،انه انقذ ارضنا وانساننا ، لذلك اعتقد انه يستحق اكثر من الاوسمة والميداليات واكثر من الشكر والتقدير ،  وكل من ينكر الجهود الجبارة التي يبذلها السيد سركيس اغاجان في مجال التعمير والاسكان وابداء المساعدة لأبناء شعبنا يكون قد ظلم الحقيقة وناكر للجميل .

ولكن ، هل الاعمال الرائعة والجهود الجبارة كافية لخلق قائد مؤهل للقيادة ؟

الجواب بحسب رأيي المتواضع البسيط هو كلا ، لأن تلك الاعمال الرائعة لا تعبّر إلا عن جزء او عن نقطة  واحدة من صفات القائد  ، ماذا عن سمات القائد وهل تتوافق مع سمات الاتباع أم ان كل واحد في واد وكأن القائد مفروض عليهم بالقوة او بالرشوة ؟ .

 ومن دون اللجوء الى دفن رؤوسنا في الرمال  وبحسب واقع الحال الذي نعيشه في مسألة بروز التعدد القومي ( الكلداني والاشوري والسرياني ) فإن السمة الوحيدة التي نحتاجها والتي يجب ان تتوفر في القائد الذي ينبري لقيادتنا وان يمسك زمام امورنا هي  ، ان يستطيع ان يجسد في شخصه وفي سلوكه العقائد القومية والمذهبية التي يؤمن بها الكلداني والآشوري والسرياني ، عندها فقط  يستطيع ان  يجعل الجميع يشعرون بالانتماء ويجعلهم يتعاونون ويؤازرون قيادتهم ، ومن اجل قطع الطريق على الشائعات ولتبديد الشكوك والمخاوف المرتبطة باحتمالية لجوء القائد على فرض صبغته القومية على الاخرين فيكون من حق تلك التعددات القومية على السيد سركيس اغاجان اذا كان فعلآ يريد ان يستلم زمام المبادرة في القيادة ان يعلن اعترافه الصريح بكل تلك التوجهات القومية ، والا كيف سيقودني وهو لا يعترف اصلآ بهويتي القومية ؟ ولا اريد ان اذكر الطريقة التي قادنا بها النظام السابق لمدة 35 سنة . 

لماذا اقول هذا الكلام ؟، بصراحة ورغم احترامي  وتقديري لشخص الاستاذ سركيس اغاجان  ولجهوده الكبيرة في تحقيق الحقوق القومية والتاريخية لأبناء شعبنا ، إلا ان عدم تحديد موقفه الصريح من مسألة تعدد التوجهات القومية لمكونات شعبنا خلق حالة من الضبابية وطرح  جملة من التساؤلات المشروعة حول امكانية استخدام الخلفية الاشورية للسيد اغاجان على التوجهات القومية للكلدان والسريان . ومما عزز تلك الشكوك والتساؤلات هي التوجهات الاحادية الجانب لقناة عشتار الفضائية  التي يُعتقد ( وانا واحد من اولئك الذين يعتقدون ) و ينظر اليها كمرآة عاكسة للتوجهات القومية والسياسية لرابي سركيس اغاجان ولأسباب مختلفة ، ومن تلك الامور التي تنفي حيادية قناة عشتار الفضائية والتي لها مردودها السلبي وانعكاساتها على موقف السيد اغاجان هي :-

1- تبنيها للشعار الاشوري واهمالها المتعمد للشعار الكلداني وايضآ للشعار السرياني ، علمآ ان كل كيان منهم لا يفتخر الا بشعاره مع احترامهم للآخرين ، إذن لماذا هذا الانتقاء المتحيز ؟ اليس هذا فرض وامتداد لأجندة الاحزاب الاشورية التي تحاول فرضها على كل ما هو كلداني وسرياني ؟ ثم اين الشعارات الوحدوية الرنانة، هل هي بالفرض والاحتواء ؟ ، لماذا ودائمآ تكون تلك الشعارات والتنازلات على حساب الكلداني والسرياني فقط ؟ .

2-  الاهمال الواضح للهجة السورث الكلدانية الدارجة وخاصة عند تقديم نشرة الاخبار والاغاني وكأن نسبة المتحدثين بهذه اللغة الجميلة اقل من عدد الاخوة الاثوريين لذلك وجب اضفاء اللهجة الاثورية على الكلدانية ،  وحتى نسبة عدد الاخوة الاثوريين  الذين يقدمون البرامج والمراسلين الذين يجرون المقابلات مع الناس تزيد عن 95 % قياسآ بعدد الكلدانيين ، هل سبب هذا الفرق هو لعدم قدرة الكلدانيين على تقديم تلك البرامج او لاجراء تلك المقابلات ، ام انها سياسة التسلط و محاولة ترسيخ سياسة تأشور كل شيء بما فيها اللغة والثقافة الكلدانية ، اعرف هناك من يحاول التهرب من هذه الحقيقة  ويتباكى على وحدتنا وسيتهمني بالاتهام الجاهز بكوني عنصري وطائفي وكأنني انا امارس سياسة الالغاء والاقصاء بحق الاخرين !،  ولكن كل الذي اريد ان اقوله هو ، الى متى يفرضون اجندتهم و شعاراتهم لوأد الكلدانية ، واين التكافؤ والتماثل في التعامل ، واين الاقوال من الاعمال ؟ .
 
3-  بعد ان طرح السيد اغاجان مبادرته حول منح الحكم الذاتي للمسيحيين العراقيين في سهل نينوى وادراج شعبنا تحت تسمية ( الكلدان الاشوريين السريان )، انبثقت لجنة من عدة تنظيمات تحت اسم ( لجنة تنسيق العمل بين احزاب ومؤسسات شعبنا الكلداني الاشوري السرياني ) وتلك التنظيمات هي منظمة كلدو اشور للحزب الشيوعي الكردستاني والحزب الوطني الاشوري والمنبر الديمقراطي الكلداني وحزب بيت نهرين الديمقراطي والجمعية الثقافية الكلدانية في عنكاوا ، وهؤلاء جميعآ ابصموا بالعشرة على مبادرة السيد اغاجان حول منطقة الحكم الذاتي والحاقها باقليم كردستان وعلى استخدام التسمية المركبة التي طالب بها السيد اغاجان ، لا اعلم اذا كانت منظمة كلدواشور للحزب الشيوعي الكردستاني قد غيرت تسميتها الى التسمية الجديدة التي وافقت عليها ام انها ستستخدم التسميتين وبحسب المناسبة والظروف ؟ ولكن الذي يثير الدهشة هي تلك الازدواجية في الخطاب المرتبك للحزبين الاشوريين المنضمين لتلك اللجنة وهما الحزب الوطني الاشوري وحزب بيت نهرين الديمقراطي اللذين تبنيا  ( ربما مضطرين ) للتسمية المركبة التي طالب بها السيد سركيس اغاجان ولكنهما اصرا  في ذات الوقت على التمسك بالاشورية كتسمية قومية وحيدة والتي بحسب تصريحاتهم تحوي على الكلدانية والسريانية ،( اعتقد ان كلمة تحوي لا تعني اتحاد ) ، وانا هنا لا علاقة لي بهم فانهم احرار بما يعتقدوا او يؤمنوا ، ولكن أين السيد اغاجان من موقف هذين الحزبين حول تسميته المركبة ، وهل تشويههما وتحريفهما لتسمية ( الكلدان الاشوريين السريان ) لتأخذ المعنى التكتيكي والاحتوائي الذي يقولانه هو ذات المعنى التكتيكي والاحتوائي الذي يقصده السيد اغاجان ؟ ام انهما اشترطا على السيد اغاجان بتلك المقاصد كشرط لقبولها وتبنيها ؟ ام انهما تصرفا بهذه التسمية بحسب مزاجهما ونظرتهما للأمور ومن دون علم السيد اغاجان ؟ ستظل الشكوك كبيرة و قائمة لحين اثبات العكس .

4-   تعمد ادارة قناة عشتار على اهمال ومقاطعة كل رأي يخالف مبادرة رابي اغاجان في اقامة منطقة الحكم الذاتي للمسيحيين في سهل نينوى وربطها باقليم كردستان ، ( انا شخصيآ اقرب الى هذه المبادرة من رفضها ) ، ولكن نجد انه لا مكان للرأي المخالف  بهذا الخصوص في قناة عشتار حتى لو كان ذلك الرأي بحسن نية فعند اجراء مقابلات هناك حرص شديد على انتقاء الشخصيات المؤيدة لمبادرة السيد اغاجان بحيث اصبحت قناة عشتار تذكرنا بالقنوات التلفزيونية العراقية ايام النظام السابق.

والسؤال هو ، اذا كانت قناة عشتار الفضائية  واستنادآ على ما تقدم هي فعلآ المرآة العاكسة للتوجهات القومية لرابي سركيس فهل يصلح والحالة هذه ان يكون قائدآ  للكلدان واترك امر السريان للسريان ، للأسف جوابي هو  مرة اخرى  ، كلا لأن الهوية القومية الكلدانية واللغة والثقافة الكلدانية هي خطوط حمر لا يمكن مساومتها من اجل مواقف ضبابية قد تتغير في اية لحظة ولا من اجل ظهور تلفزيوني او لأجل عمل حتى لو كان رائعآ .

اين الحل ؟
اعتقد ان الحل يكمن في احد الحالتين التاليين -
1- لما كانت تجاربنا مع الاخوة الاشوريين ( القوميين والسياسيين) قد اثبتت فشلهم وأنهم لا يستطيعوا ان يتجردوا من عُقدهم تجاه القومية الكلدانية ولا ان يتخلصوا من منطلقاتهم البالية كحب التسلط واقصاء الاخرين وجرأتهم في الاستحواذ على ما ليس لهم وتنسيبه لأنفسهم ، فلماذا لا ندع هؤلاء الاخوة ان يرتاحوا قليلآ الى ان يهدأوا وأن  يتحرروا من تلك العُقد حتى يستطيعوا ان يتقبلوا الاخر ، واقصد هنا لماذا لا  نبحث في الوسط الكلداني والسرياني عن قائد يسع قلبه لكل تلك التوجهات القومية ( الكلدانية والاشورية والسريانية ) ، أم انهم ليسوا بمستوى المهمة ؟مجرد سؤال بريء .

2- تشكيل مجلس رئاسة من ثلاثة اشخاص ( كلداني واشوري وسرياني ) او من رئيس ووكيلين يتناوبون الرئاسة كل ثمانية اشهر ، والشرط الاول الذي يجب ان يتوفر في الشخص المرشح للقيادة ان يحترم وان يعترف اعترافآ صريحآ  بالتوجهات القومية للكلدان والاشوريين والسريان ، لأنه من دون الاعتراف بالآخر لا يمكن ان يكون هناك تقارب او مؤازرة او تفاهم حقيقي بيننا ، اما ان نتلاعب بكلمات رنانة مثل الوحدة والاتحاد ، نحن شعب واحد وامة واحدة ، لنا تاريخ مشترك واحد ، وغيرها من الكلمات والشعارات الفارغة من اي مضمون حقيقي والتي لم تعد تدغدغ حتى طفل صغير ، فهذه الترديدات الببغائية  فاشلة وستعيدنا الى المربع الاول .

الشيء الوحيد الذي احتاجه انا وتحتاجه انت  لكي نحقق اهدافنا وآمالنا هو  ( ان تعترف بهويتي القومية التي لا افتخر بغيرها وان اعترف بهويتك القومية التي لا تفتخر بغيرها  ) عدا ذلك  يكون كل الكلام المنمق المعسول المرصع بالاحلام والاوهام هو الضحك على الذقون وبالعامية هي ( كلاوات ) وقد شبعنا منها واسف على هذه المفردة .

فلنكن جميعآ ( سورايي بيث نهرين ) جسمآ واحدآ ، وليكن كل واحد منا ( الكلداني والاشوري والسرياني ) عضوآ في هذا الجسم ، فلأكن انا كلداني من سورايي بيث نهرين ولتكن انت اشوري من سورايي بيث نهرين وليكن الاخر سرياني من سورايي بيث نهرين.
لأنه ومهما تجردنا من ذاتنا ومن شعورنا ومن انتمائنا لا نستطيع ان نتوحد كما هو جسم الانسان متوحد ومع ذلك فإن الكتاب المقدس يقول ( ان الجسد ليس عضوآ واحدآ بل اعضاء كثيرة )( كورنثوس الاولى 12 - 14  ) ، إذن لنعمل كأعضاء متحدين مع البعض كما هي اعضاء الجسد وليس كأعضاء نتحين الفرص للانقضاض على بعضنا البعض .

اذا كان اعتراف بعضنا لبعض بعيد المنال ، فدعوني ان احلم وان اعيش في عالم التمنيات فكم :-

اتمنى ان نكون ( الكلدان والاشوريين والسريان ) اعضاء  معترفين ومحترمين لبعضنا البعض في جسد واحد الذي هو ( سورايي بيث نهرين ) .

وكم اتمنى لو كان لنا جميعآ  ( الكلدان والاشوريين والسريان ) قائد يجعلنا ان نردد مثل ما قال احد جنود نابليون ( ان بإمكان نابليون ان يأخذنا الى نهاية العالم ) ؟.

وكم اتمنى عندما يكون لنا قائد أن يقول كما قال الرئيس ديجول ( إذا لم اعجب الناس فسأرحل ) .

ولكن مشكلتنا هي :-
اين القائد .................حتى نخاف من تأليهه ؟ .
 



منصور توما ياقو
23 / شباط / 2007

 
 

75

اولآ - الاصالة :-
ان الاصالة تعني الانتماء والولاء ، وكل انسان هو منتمي سواء بالفطرة او بالاكتساب ،  والانسان الاصيل لا يمكن ان ينسلخ عن المحيط الذي يلد فيه والذي اليه يعود انتماءه ، كما نعلم جيدآ ان مفهوم الانتماء يعتبر من الثوابت التي لا يمكن للإنسان الاصيل ان يستغني عنها او ان يغير ولاءه لغير انتماءه الاصلي . فمسألة الاصالة عند الانسان السوي تكمن في اعتزازه وافتخاره بالانتماء لأمته وفي مدى قدرة واستعداد هذا الانسان السوي على ربط جسور التواصل بين جذوره الماضية ووجوده الحالي ليكون امتدادآ طبيعيآ واصيلآ لتلك الجذور .

من هذه المفاهيم ومن غير مجاملة او مبالغة ، والحق يجب ان يقال ، ان مفهوم الاصالة وبكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني نبيلة وسامية قد تجسدت في كل كلمة وعبارة وردت في البيان الختامي لاجتماعات المجلس القومي الكلداني ، وهذا ليس غريبآ على ابناء مجبولين على الفطرة الكلدانية وعلى تقديس الانتماء القومي الكلداني من امثال الاخوة :-
1- السيد فؤاد رحيم بوداغ
2- الدكتور عصام عبد الأحد بتو
3- السيدة فايولا بولص
4- السيد سمير يوسف سولاقا
5-  السيدة بشرى أبونا
6-السيد  دومينيك گندو
7-السيد  نزار ملاخا
8-السيد  أياد ملاخا
9- السيد أودا ابلحد القس يونان
10- السيد حميد سگماني
11- السيد جوزيف كسّاب
12- السيد عماد ملاخا
13- السيد  نصير القس يونان 
14-   السيد عيسى قلّو
15-السيد سفين عبد المسيح

بأن ينذروا انفسهم بل وان يبذلوا كل ما في وسعهم لحماية التسمية الكلدانية التي هي عنوان هويتهم القومية وعنوان عزة وكرامة كل كلداني اصيل من أي تشويه مغرض او تحريف مزيف ، سواء كان ذلك بتقزيمها عن طريق حذف احرف منها او اخراجها من سياقها المستقل والدال على عموم سورايي بيث نهرين  .

ان القرارات والتوصيات التي خلصت اليها اجتماعات المجلس القومي الكلداني من ناحية الاصرار على تثبيت التسمية القومية الكلدانية  ورفض أية تسميات دخيلة مزدوجة أو مركبة  لشعبنا الكلداني العريق والأصيل في بلاد الرافدين ( العراق ) ، تدل على ان الروح الكلدانية الاصيلة تأبى ان تموت او ان تكون خاضعة تابعة ذليلة لكائن من كان وترفض كل الشعارات الكاذبة المخادعة التي تصدر من واجهات ملوثة بكل انواع السموم .

ثانيآ – الواقعية :-
بعيدآ عن الصخب الزائف والضجيج الاعلامي والتصريحات البهلوانية والشعارات الطوبائية الخيالية التي رافقت وتلت انعقاد بعض المؤتمرات مؤخرآ ، لقد حرص المجلس القومي الكلداني على عدم الانزلاق في مخاطر تضخيم الذات والغاء الاخر ومخاطر عدم واقعية رسم حدود معينة لأبناء شعبنا المسيحي داخل جغرافية العراق كتلك التي حددها ورسمها المؤتمر الاشوري الموسع الذي انعقد في ستوكهولم مؤخرآ والتي  على الرغم من استحالة تحقيقها فإنها تكون مؤذية بل ومؤذية جدآ لأبناء شعبنا اذا ما انساق وراء تلك الاوهام والاحلام ، لذلك وعلى العكس من كل تلك الصخب والشعارات اللفظية الفارغة والمضيعة للوقت والجهد فإن صوت العقل والحكمة لم يغب عن اذهان الاخوة في المجلس القومي الكلداني حيث استطاعوا ان يجمعوا جل مطالبنا وتحديد أطر علاقاتنا مع المنظمات والأحزاب السياسية المشاركة والعاملة في العراق في بعض كلمات مركزة وواضحة والاهم من كل ذلك انها غير مستفزة لأي طرف عراقي ولا لمشاعر أي فئة من ابناء شعبنا .

بارك الرب بكل الاخوة الذين ساهموا في اصدار تلك القرارات والتوصيات التي هي مدعاة للفخر والتفاؤل ، كما نهنيء ونبارك لكل الاخوات والاخوة العاملين والمرشحين للعمل في صفوف المجلس القومي الكلداني لمواصلة المسيرة نحو المزيد من الحقوق القومية والسياسية لعموم ابناء امتنا الكلدانية الأصيلة .


منصور توما ياقو
17/Feb/2007


76
 
بصراحة لم اكن اتطرق الى ما صدر من المجتمعين في المؤتمر الاشوري الموسع الذي انعقد في السويد – ستوكهولم ما بين 15 و 17 كانون الأول  ، حيث كنت قد اعتبرته مجرد مؤتمر ترفيهي لاشباع غرائز الغطرسة والعنجهية الفارغة ، ولكن بعد تكرار نشر البيان الختامي واللقاءات والمقابلات مع الناطق الرسمي للمؤتمر المذكور في مختلف المواقع وآخرها في  عينكاوا دوت كوم بتاريخ 4/1/2007 ، والتي عمد فيها على تجريح وايذاء المشاعر القومية للكلدانيين ، عندها قررت ان ارد على بعض النقاط التي تهين الهوية الكلدانية وتسيء لتاريخهم الرافدي الأصيل .   

يقال والعهدة على الراوي ، والراوي هنا ليس بمجهول بل انه معروف ومخول بالتصريح لأنه  محسوب من حكماء القوم ، والراوي هو السيد اشور كيوركيس المتعين كناطق رسمي للمؤتمر الاشوري الموسع الذي انعقد في مدينة ستوكهولم ، وما ادراكم ما هي مدينة ستوكهولم ، انها عاصمة مملكة السويد التي تقع على بحر البلطيق لتكون واحدة من اجمل المدن ، واكثرها دلالة على الكمال من حيث الجمال والرفاه والحرية والسلام وكل ما يتمناه  المرء لنفسه يجده في تلك المدينة ،  واذا لم تصدقوني اسألوا الاشوريين المؤتمرين فيها ، من تلك المدينة النابضة بالحياة والنشاط وثبوا شيوخ وحكماء بني اشور ليصدروا وصاياهم واوامرهم الى جميع الاهل في العراق المحروم من ابسط حقوقه الانسانية والمثخن بكل الجراحات والالام  ، لقد قرروا شيوخ بني اشور وان قراراتهم  كالسبحة اذا انفرطت منها حبة او خرزة واحدة  انخرطت الباقيات ،  وسبحة بني اشور المؤتمرين في ستوكهولم تتألف من ثلاث خرز او حبات مرتبطة ببعضها على حسب تعبير السيد اشور كيوركيس والتي يمكن الاطلاع على مضمونها من خلال الرابط ادناه :-
 
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,68443.0.html
1- يقول السيد اشور كيوركيس (- الاعتراف بالاشوريين كشعب اصيل للعراق، اي ان يتمتع ابنائه بكل الامتيازات التي تمنحها له المواثيق الدولية. )
لا تعليق ، ولكن الذي اريد ان اقوله للسيد كيوركيس ، اذا كنت تعتبر الاشوريين كشعب اصيل للعراق ، فبماذا نسمي الشعوب التي هي اقدم من الاشوريين في العراق ، كالسومريين والاكاديين والكلدانيين ؟ ثم عن اي اشوريين تتكلم ، اذا كنت تقصد اولئك العموريين الذين خرجوا من بابل و يمموا وجوههم صوب الشمال ليسكنوا في اشور ويعبدو الإله اشور ويتسموا باسم الاله اشور ، اقول لك نعم انهم من العراقيين الاصلاء لأن منبتهم ومنبعهم الاول كان من الكلدانيين البابليين ، اما اذا كنت تقصد تلك الاقوام الشوبارية التي غزت شمال بلادنا وبنت لها مدينة اشور ونصبت فيها تمثال صنمها الإله اشور وارغمت كل من يسكن هناك بأن يتسمى اشوري تيمنآ باسم الصنم كما تدعون انتم اليوم ، فإن العراقيين واعيين جيدآ لتلك الاصول الاجنبية ولتلك التسمية الوثنية الغريبة على بلاد الرافدين .
 
2- يضيف السيد كيوركيس (- تثبيت التسمية الاشورية بمفردها في دستور العراق، وعدم ذكر التسميات الكنسية كما سماها.).
كل واحد حر فيما يدعيه لنفسه ، ولكن ان يتحول هذا الادعاء الى صراخ بلا معنى عندها يمكن تشبيهه بفقاعات لفظية وبالونات هوائية لا تصمد امام وخزة صغيرة برأس دبوس صغير لتصبح لا شيء ، وإلا كيف  يمكن للسيد اشور كيوركيس وهو يتعاطى في التاريخ ان لا يعرف تسلسل التسميات والاحداث ؟ وكيف لا يعرف اسم الأمة التي قضت على الامبراطورية الاشورية قضاءآ مبرمآ ونهائيآ ؟ اذا كانوا حكماء بني اشور فعلآ لا يعرفون اسم تلك الامة ، فمن باب الشفقة والعطف اقول لهم انها كانت الامة الكلدانية وذا لم يصدقوني لكوني واحد من ابناء تلك الامة العظيمة فبإمكانهم مراجعة كتاب التاريخ للمرحلة الابتدائية ، وايضآ كيف لا يعرفون حكماء بني اشور متى وقعت تلك الحادثة ، أي تلك الملحمة التي صنعها الكلدانيون بتحرير نينوى وكامل شمال وادي الرافدين من الغزاة الاشوريين الشوباريين ؟ اذا كانوا فعلآ لا يعرفون ، فأيضآ من باب الشفقة والرحمة الانسانية اقول لهم انها كانت ما بين 612ق.م و 609 ق . م ، واذا لم يصدقونني ثانية  فليسألوا والسؤال ليس بحرام او عيب .

والسؤال لحكماء بني اشور هو : كيف تنسبون الأقدم للأحدث ؟ فاذا كان التواجد الكلداني في العراق القديم هو قبل ميلاد السيد المسيح له كل المجد وبالنتيجة قبل ظهور اول كنيسة مسيحية وقبل نشوء اول مذهب مسيحي  بمئات السنين بحسب تلك الملحمة التي جرت في 612 ق.م  وبالالاف السنين بحسب التاريخ  الموثق ، ألا تعتقدون معي ان ادعائكم بأن الكلدانية هي من اختراع الكنيسة ليس الا فقاعة لفظية او بالون هوائي  لا يحتاج الى اكثر من ان نضع دبوس صغير في يد طفل كلداني ليتلهى في تفجيرها لتصبح في خبر كان كما فعلوا اجداده العظماء في الاشوريين ( الشوباريين ) القدماء ؟ .

3- الحبة الثالثة من سبحة المؤتمر الاشوري كما وصفها السيد كيوركيس كانت (- المطالبة بأقليم فدرالي بأسم أقليم آشور وأن يكون مرتبطا مباشرة بالحكومة المركزية. وشدد على أن "هذه المطاليب الثلاثة مرتبطة ببعضها". ).

ماذا يعني كلام السيد كيوركيس ؟ يعني انه :-
1-  لو ان الحكومة المركزية في بغداد + الحكومة الكردستانية في اربيل + اميركا + الأمم المتحدة + الاتحاد الاوربي + كل دول الجوار للعراق ، لو جميع هذه الجهات وافقوا على منح ( الكلدانيين والاثوريين والسريان ) حكم محلي او منطقة حكم ذاتي او اقليم فيدرالي او حتى انشاء دولة مستقلة لهم ، السادة شيوخ وحكماء بني اشور لا يوافقوا عليها لأنها تتعارض مع مطلبهم  ( شرطهم ) الذي ينص على ان تكون باسم اتباع الصنم اشور أي الاشوريين ، عدا ذلك  كل الحقوق الى الجحيم . فعلآ انها محنة العقل لدى القوم .

2- ما هو ادهى من ذلك ، لو ان كل الجهات المذكورة في النقطة (1) اعلاه وافقوا على منحهم اقليم فيدرالي وباسم اقليم اشور ايضآ ، فإن شيوخ بني اشور سيرفضونه اذا ذكر الدستور العراقي الدائم أي من الكلدانية او السريانية كمفهوم قومي !!!  ، من ناحيتي لا استغرب أي شيء من هذا القوم ، هذا هو جوهرهم وعدا هذا ما هو الا استغلال للعواطف والضحك على الذقون ، ولكن هيهات ان ينالوا من عزائم وارادة ابناء امتنا الكلدانية ، وهيهات هيهات ان يتحقق مرادهم البائس هذا .

هذه كانت وجهة نظري حول المقابلة التي اجراها مندوب عينكاوا دوت كوم مع السيد اشور كيوركيس الناطق الرسمي باسم المؤتمر الاشوري الموسع .

اما ما يتعلق بالبيان الختامي للمؤتمر المذكور ولتصريحات السيد اشور كيوركيس لمجلة " زندا "، فلدي
الملاحظات التالية :-
رابط البيان الختامي هو :-
http://assyrianconference.com/akhbar/1938.html

1- الفقرة الاخيرة من النقطة ( ثالثآ ) من البيان الختامي تخص الحدود الجغرافية لاقليم اشور كما تخيله المؤتمرون حيث نصت على التالي :-
 (فقد قرّر المؤتمر المطالبة بالاقرار بإقامة اقليم آشور بجغرافيته التالية:
شمالاً: الحدود الدولية لدولة العراق مع تركيا وسوريا
شرقا: من منطقة نروه وريكان ضمناً، نزولاً على طول الزاب الأعلى
غربا : نهر دجلة
جنوباً : نقطة إلتقاء الزاب الأعلى مع دجلة )

ما يهمني من هذه الجغرافية اللا تاريخية هي الحدود الجنوبية للاقليم الاشوري المفترض ، لأنه وبحسب معلوماتي البسيطة ان نقطة التقاء الزاب الاعلى مع دجلة تبتعد كثيرآ عن موقع مدينة اشور  ( الشرقاط الحالية ) ، أي بحسب هذه الحدود سيكون موقع مدينة اشور خارج اقليم اشور !!! ، اذا كنت مخطئآ في معلوماتي هذه اقدم اعتذاري للجميع ، اما اذا كانت معلوماتي هذه صحيحة ، اسأل حكماء بني اشور : اين فخركم بأشور ، كما ادعيتم في شعار مؤتمركم والذي كان (" آشور فخر العراق والعراق وطن الآشوريين" ) ؟، هل فخركم بموقع اول عاصمة ومدينة اشورية وبموقع نصب الصنم الإله الشوباري ( اشور) الذي اتخذتم من اسمه تسمية لكم ان ترموه خارج حدود اقليمكم الجغرافية ؟؟؟. كيف يكون نكران الجميل ، وكيف تكون الخيانة اذا كان هذا صحيحآ .

2- لماذا اقليم اشور وليس عراق اشوري ؟ ، ألم يقل السيد اشور كيوركيس في معرض رده على سؤال لمراسل مجلة "زندا" أفرام بار يعقوب بتاريخ 07/كانون الثاني/2007 بالقول (زندا : وكيف ستواجهون واقع عدم تمثيلكم للأغلبية ؟
أ.ك : هذا شيئ طبيعي جداً، نعلم بأننا لا نمثل الأغلبية ولكننا نمثل القضيـّة الآشورية، المطالب الحقـّة، هذا ما نمثله...).

اذا كانوا فعلآ مبدئيين واصحاب قضية ومطالب حقة كما يدعي السيد كيوركيس ، فأين مبدئيتهم من الشق الثاني من شعار مؤتمرهم الذي يقول ( ... والعراق وطن الاشوريين ) هل حشرت هذه العبارة للدعاية ولتضخيم الذات ؟ لماذا تنازلوا عن العراق وهربوا الى جغرافية صغيرة وضيقة  لاقليمهم المفترض ؟ ويا ليت لو حدود تلك الجغرافية كانت تحوي موقع الههم القديم  وموقع المدينة اللذين منهما استمدوا اسمهم الاشوري .

3- عند القاء نظرة على حدود اقليم اشور المتخيل من قبل شيوخ وحكماء بني اشور نكتشف ان عددآ من مدن وقرى ابناءء شعبنا تقع خارج تلك الحدود ومن بينها مدينة شقلاوة !!! ( وربما مدينة عينكاوا ) اذا كان هذا صحيحآ ، اسأل سادة بني اشور : هل هؤلاء الاخوة اذا نادوا بأنهم جزء من اقليم كردستان ستخونونهم على اعتبار انهم بعثيين عذرآ اشوريين وان لم ينتموا لاقليم اشور ؟.

4- متى يكون العذر اقبح من الذنب ؟ عندما نقرأ رد السيد اشور كيوركيس على سؤال وجهه له مراسل مجلة " زندا " السيد افرام بار يعقوب حيث نقرأ (زندا : بعد المؤتمر تمّت استضافتك في الراديو العربي والراديو الكردي في السويد، وبعد أن تحدثت حول أهداف الجبهة للراديو العربي، ظهر أحد ممثلي أحزابنا في نفس البرنامج وقال بأنكم لستم عراقيـين ولا يحق لكم الكلام في الشأن العراقي، كيف تردّ ؟
 
بعد مقدمة بسيطة للسيد اشور كيوركيس ثم استطرد قائلآ ( ... إن العمل القومي الآشوري لا يعتمد على بطاقات الهوية، وكل آشوري في هذا العالم له الحق بالتدخل بالشأن الآشوري حيث الخطر يهدد بني قومه،... ) ،

انها بشرة سارة لكل ارهابي مصري ، سعودي ، يماني ، سوداني ، صومالي أي كل ارهابي عربي بمقدوره  ان لا يلتزم ببطاقة هويته  وايضآ بحسب منطق السيد اشور كيوركيس له الحق ( الارهابي ) بالتوجه الى العراق للجهاد  لمناصرة اخوانه العرب !!! أم انه حرام لهؤلاء وحلال لبني اشور كما يدعي الناطق الرسمي  الاشوري؟؟؟ ايضآ انها بشرة سارة لكل ايراني فارسي ان يدخل العراق لمناصرة ابناء قومه في وسط وجنوب العراق ؟ وكذلك يجوز للجيش التركي لمناصرة التركمان  ،  أم ان فتوة السيد كيوركيس لهؤلاء هي غير الفتوى التي اعطاها لبني اشور ؟؟؟، ماذا سنقول للعراقيين اذا اتهموننا بزج الغير عراقيين في الشأن العراقي ؟؟؟، بصراحة لم يتجرآ حتى القرضاوي على اعطاء مثل هكذا فتوى .

5- اليس من تقاليد القائمين بالمؤتمرات ان يقيموا بجولات تفقدية  في المناطق التي تطغي على جدول اعمالهم ، ألم يكن من الاجدر بالمؤتمرين في السويد والغيورين جدآ على اشور ان يقوموا بجولة تفقدية على اطلال مدينة اشور ، ليستذكروا امجاد الشوباريين الاشوريين ، واقامة محاضرات تثقيفية لاهالي مدينة شرقاط  و تذكيرهم باشوريتهم ، ام انهم سيقومون بتلك الجولات في المدن والقرى المسيحية ؟ واللبيب من الاشارة يفهم .
 
بصراحة المؤتمر الاشوري الموسع افرز الكثير من العجائب والغرائب ، ولكنني اكتفي بهذا القدر لأنني اعرف ان هذا القوم لا يفقه الا بما املاه عليهم وليم ويكرام  لذلك تراهم مطمئنين لتلك الاوهام والاحلام التي دفعنا ثمنها في الماضي ويريدوننا ان ندفعها  اليوم ايضآ.

اما من ناحيتي ولكوني واحد من ابناء امتي الكلدانية ، وان ابناء بني اشور في المؤتمر المذكور قد اهانوا هويتي القومية الكلدانية ، وقد اساءوا كثيرآ لتاريخنا الكلداني ، لذلك استنكر كل ما ورد في المؤتمر الاشوري الموسع  واعتبر ان كل ما ورد فيه من بيانات وتصريحات بأنها طائفية مقيتة و عنصرية غير حضارية  لا تتلائم وروح العصر الذي نعيشه ، ولي الحق ان افضح تلك الامور الشوفينية في كل القنوات العراقية ، ومع ذلك اقول لبني اشور في المؤتمر المذكور ، ان الفرق بين الاصالة الكلدانية والزيف الاشوري هو كالبعد بين الثريا والثرى ، وسيبقى الكلدانيين الثريا التي تستنير ابصار قلوب وابصار كل ابناء امتنا الكلدانية بما فيهم انتم يا المتأشورين في المؤتمر الاشوري الموسع . 

كما اود ان اقول لبني اشور في المؤتمر المذكور ، مرحبآ بأي حق  سواء على جزء او في كل العراق مع اخي السرياني والاثوري والارمني والعربي والكردي والتركماني والازيدي والشبكي والصابئي وهم يحترمون هويتي القومية الكلدانية ، والى الجحيم كل الحقوق مع من يدعي الاخوة ويهلهل للوحدة الزائفة وهو يعمل على الغاء هويتي القومية الكلدانية مثل ما عملوا بني اشور في مؤتمرهم الململم من اقطار مختلفة .

واخيرآ ، اقول لبني امتي الكلدانية ، لو كان لنا اتحاد كلداني عالمي فعّال، لما تجرأ كل من هب ودب على تصغيرنا واشعارنا بأن لا شعور لدينا ولا قيمة لنا ، وبكوننا مجرد هياكل بشرية ديكورية تحتاج الى من يسيرها ،

وانا على ثقة كل الثقة ، ومتأكد كل التأكيد ، انه يوجد في امتي رجال تسري في عروقهم دماء اجدادهم العظماء ، رجال قادرين على الإمساك بزمام المبادرة والقيادة ، رجال امناء يسعون لما فيه عزة ورفعة الشأن الكلداني ، رجال غيورون على انتمائهم وهويتهم الكلدانية ، رجال البذل والعطاء ، رجال لا يقبلون الذل والتقليل من شأن اخوانهم واخواتهم الكلدانيين ... الى هؤلاء الرجال اقول ... الى متى تبقون في سباتكم ... الأمة تحتاجكم ... فهل تلبون دعوتها ؟.

عاشت امتنا الكلدانية

منصور توما ياقو
6 / شباط / 2007
 
 

77
 

استوقفني خبر نشره حزب الوطني الاشوري  Atranaya   في موقع عينكاوا دوت كوم مفاده انتخاب الاترانايي واتحاد بيث نهرين وطني في اللجنة العليا للمرحلين في كركوك ، اذ كان الخبر في حد ذاته عاديآ ولكن الغير عادي في الخبر هو ما احتواه من مضامين وممارسات احادية نابعة من روح الاحتكار والاستئثار والتي لم تخرج من عنق زجاجة المصالح الحزبية والطائفية الضيقة .

ادناه رابط الخبر
 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,72828.msg2430620.html#msg2430620

دعونا  وعلى ضوء الخبر المذكور نستوضح  بعض من تلك الممارسات والمعاني التي تضمنها خبر الاترانايا :-
1- جاء في الفقرة الثانية من الخبر النص الاتي (افتتح السيد غازي ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني الاجتماع بكلمة عبر فيها عن شكره وامتنانه للحاضرين وشارحا أسباب تشكيل المجلس واهدافه والية تشكيله. حيث سيضم (23)عضوا، بينهم ثلاثة اعضاء تركمان وعضوين اشوريين.)

لا شك ان الجهة الرئيسية التي دعت الى هذا الاجتماع والتي لها الدور الاول في تشكيل المجلس واهدافه وآلية تشكيله هي اما الحكومة الكردستانية او الاحزاب الكردية الرئيسية ، وان أي ادعاء او تصرف يمس ذلك المجلس  سيكون له مردود سلبي او ايجابي على سمعة واجندة القائمين على تشكيله  ، لذلك عندما نقرأ العبارة التي تقول (حيث سيضم (23)عضوا، بينهم ثلاثة اعضاء تركمان وعضوين اشوريين.) فاننا و من جملة ما توحيه هذه العبارة لنا هو ان ، القيادة الكردستانية قد عمدت على اقصاء كل من الكلدانيين والسريان وحتى الارمن من المجلس ، نعم اقول عمدت لأن كلمة ( سيضم ) التي وردت في تلك العبارة تدل على تحديد الجهات والقوميات التي لها الحق الانضمام لعضوية المجلس المذكور ، واذا كان ذلك التحديد و بحسب صياغة النص الخبري للأترنايا ( حزب الوطني الاشوري ) يلغي أي تمثيل للكلدان والسريان والارمن وحصره فقط بالاشوريين عندها يحق لنا ان نسأل القائمين على تشكيل هذا المجلس : لماذا هذا الاقصاء بحق الكلدانيين والسريان والارمن ؟ هل هؤلاء كانوا مستثنيين من خطط  الترحيل ، أم لم يكن لهم تواجد في كركوك ابان تنفيذ سياسة الترحيل ؟اسئلة كثيرة نوجهها للأخوة في الحكومة الكردستانية اذا كان لها أي صلة بالموضوع ، اما اذا كان حزب الوطني الاشوري قد استغل انتخابه لعضوية ذلك المجلس بفضل اخوانه الاشوريين في الاحزاب الحاضرة في ذلك الاجتماع ، في هذه الحالة نطالب المسؤولين الرئيسسن في المجلس المذكور وخاصة الاخوة الكردستانيين  على تصحيح  الأمر وتنبيه اعضائهم من مغبة توظيف اهداف المجلس لمصالحهم الحزبية الضيقة .

اما الفقرة الاخرى في هذا الخبر تنص على الاتي (
بعدها تم  انتخاب ممثلين للأحزاب الآشورية الأربعة المشاركة:
1- الحزب الوطني الآشوري
2-حزب بيت نهرين الديمقراطي
3- اتحاد بيت نهرين الوطني
4- الحركة الديمقراطية الآشورية )

والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا اقتصر حضور الاجتماع فقط على الاحزاب الاشورية ؟ اين الاحزاب الكلدانية والسريانية من هذا الحضور ، هل هو تقصير من الجهة الموجهة للدعوة ، أم هو تقصير من الاحزاب والمنظمات الكلدانية والسريانية ، ام هناك التفاف واقصاء  وكما تعودناه من قبل تجار التسمية المركبة ( الكلداني الاشوري السرياني ) الذين هم انفسهم الاحزاب الاشورية الاربعة المشاركين في الاجتماع  ، اين ادعائاتهم الفارغة بحمل واستخدام تلك التسمية ؟ اليس خطابهم هذا يفضح نواياهم  السيئة والمخططات والاساليب التي شبوا عليها ؟ .

 بلا شك انها تساؤلات  مشروعة وبحاجة الى توضيح ، لأننا ككلدان عانينا ولا زلنا من النزعة المؤامراتية المتحكمة بعقلية محددة ومعروفة من الاخوة  دعاة الوحدة كذبآ ، لذلك يحق لنا ان نحتاط جيدآ من هكذا اخوة الذين بات هاجسهم الوحيد هو الاستحواذ على كل شيء لأنفسهم حتى لو كانت للآخرين .

بصراحة ان كل ما تقدم تعودنا عليه ولم يثر اهتمامي بقدر استغرابي من تفاعل الـ   زوعا ودخوله في انتخابات معروفة النتائج سلفآ مع الاحزاب الاشورية الثلاث الاخرى !!! لا اعرف كيف نسي طبيعة العلاقة التي تحكم علاقته مع الاحزاب المذكورة ؟ ولا اعتقد انه على تلك الدرجة من البساطة والسطحية بحيث يعتقد ان اخوانه في الاحزاب الاشورية الاخرى لا تملكهم عقدة الثأر والاستئثار من منافسيهم فكيف الحال مع خصومهم السياسيين ؟ كان باستطاعة الـ زوعا الذي جعل من نفسه صيدآ سهلآ ان يتخلص من هذا الفخ الاخوي ومن أي احراج اذا كان هناك احراج من اطراف اخرى وذلك باللجوء الى العكازة الكلدانية والسريانية المنقذة دائمآ ، حيث كان باستطاعته الاعتراض على شرعية الانتخابات الخاصة بأبناء شعبنا بحجة عدم تواجد ممثلين عن الكلدان والسريان والارمن وبذلك كان يتخلص من المأزق الذي اوقع نفسه فيه بالاضافة الى انه كان سيعطي بعض المصداقية على ادعاءاته بالحوار والتعامل الجدي والنزيه مع كل مكونات ابناء شعبنا وبالتالي كان يسجل موقفآ تاريخيآ كبيرآ وانا متأكد انه لو كان للكلدان والسريان والارمن حضور في ذلك الاجتماع  لكان زوعا افضل حالآ واوفر حظآ لأنه ليس في هؤلاء عقد ونزعات انانية ، ولكن هيهات ان يعملها الزوعا لأن الشوك يبقى شوكآ والتين يبقى تينآ ، وهل نجني من الشوك تينآ ؟.


منصور توما ياقو
20/ كانون الاول / 2007
 
 

78
نعم ،  هل ستتكرر تجربة اليهود مع المسيحيين العراقيين في اقامة كيان خاص بهم ؟

ربما التاريخ لا يعيد نفسه بكل محطاته وصفحاته وتفاصيله الدقيقة ولكن يمكن لبعض التجارب التاريخية ان تتكرر شواهدها وظروفها ومسبباتها في أي زمان ومكان ، وبعدما تكتمل تلك المسببات وتتهيأ تلك الظروف المناسبة يأتي دور الشعوب والمجتمعات البشرية في استغلال تلك الفرص التاريخية واستثمارها بالشكل الصحيح  لتحقيق الاهداف التي تسعى اليها ، وطبقآ لتلك المعادلة يمكننا القول ،  انه من دون التناغم والانسجام ما بين طرفي تلك المعادلة ( توفر الفرصة و الارادة  العاقلة المتجردة من الأنا) لا يمكن تحقيق اي من الاهداف والآمال التي تعيشها الشعوب.

فبالنسبة  لفقرة ( توفر الفرصة ) ،  فهل هي مواتية وداعمة للتحرك الشعبي الواسع لسورايي بيث نهرين ( الكلدان والاثوريين والسريان والارمن ) للمطالبة بمثل هكذا كيان ؟  اذا كانت الاجابة بنعم ، ما هو حجم ونوعية المطاليب التي تسمح لهم الفرصة المتاحة  لكي يطالبوا بتحقيقها او على الاقل  لكي يعرضوها على مراكز القرار والسلطة في العراق ؟ وللاجابة على تلك التساؤلات  ووفقآ لعنوان موضوعنا هذا أي من خلال جمع الشواهد ومقارنتها مع التجربة التي مروا بها اليهود العراقيين في منتصف القرن الماضي يتبين لنا التالي :-

 1- لعل الكثير من الاحياء العراقيين يتذكرون ما حدث لليهود العراقيين في منتصف القرن الماضي  من انتهاكات رهيبة وعنيفة ، ابتداءآ من حرق معابدهم وحرياتهم الدينية والشخصية و مرورآ بنهب وسلب والاستحواذ على أموالهم وممتلكاتهم ودورهم ومحلاتهم و تعريضهم لمخاطر الخطف والابتزاز وانتهاءآ  بممارسة سياسة التهجير القسري واللاانساني بحق كل من لم تطاله يد الارهاب والقتل ، فكانت النتيجة ان افرغ العراق من اليهود الذين استقبلتهم دولة اليهود الفتية آنذاك ( اسرائيل ) ...
واذا ما قارنا تلك الاوضاع  والمسببات وما آلت اليه من نتائج بتلك التي عانوها المسيحيين العراقيين بعد التاسع من نيسان 2003 لتوصلنا الى نتيجة مشابهة وفي الكثير من حلقاتها تكاد تكون متطابقة من حيث تفخيخ و تفجير وحرق الكنائس وبشكل منظم ومخطط له وكانت اشدها و اخطرها تلك السلسلة من التفجيرات الجماعية للكنائس المسيحية في بغداد والموصل والتي وقعت في توقيت واحد ولمرتين  في يوم الاحد ( 1 أغسطس آب 2004 ) حيث كانت الكنائس مكتظة بالمصلين مما ادى الى سقوط عدد من الشهداء وعشرات الجرحى ، بالاضافة الى تكرار مسلسل اختطاف رجال الدين المسيحيين وقتل البعض منهم بصورة بشعة ومتعمدة وايضآ تكرار اختطاف المواطنين المسيحيين وطلب الفدية  التعجيزية احيانآ  او فرض شروط ظالمة كاخلاء الدار والرحيل من المنطقة مقابل اطلاق سراحهم ، او اختطاف البنات والنساء واجبارهن على اعتناق الاسلام بالاضافة الى تفجير محلات بيع الخمور وقتل اصحابها واستمرار اسلوب التصفية الجسدية ضدهم  وفرض الحجاب على المسيحيات ... والى آخر الانتهاكات لحقوق الانسان المسيحي العراقي ، وللأسف حدث كل ذلك  في المناطق ذات الاغلبية العربية المسلمة وخاصة الشيعية منها مما اضطر معظم المسيحيين في تلك المناطق على النزوح والهجرة القسرية الى شتى البلدان المجاورة والقسم الاعظم منهم هجروا الى  شمال العراق حيث تم توطينهم في اقليم كوردستان او في سهل نينوى .

2-  كان من الطبيعي ان تكون وجهة اليهود الذين طردوا او هجّروا من العراق هي فلسطين ، حيث كان  لهم فيها الكثافة السكانية من بني جلدتهم اليهود بالاضافة الى سهولة الحصول على اراضي ( بغض النظر عن الكيفية )  لغرض استيطانهم فيها .
اما بالنسبة لشعبنا ولكي لا ندخل في التفاصيل والفرعيات الكثيرة اقول ، ان ما قدمته الحكومة الكوردستانية لشعبنا المسيحي المقيم اصلآ في الاقليم اوالمهجر اليه وايضآ ما قدمه شعبنا المسيحي في سهل نينوى لأهلنا المهجرين كان كبيرأ  جدآ ويستحق كل التقدير والاحترام ، بحيث اصبح السبب الرئيس لإعادة ودعم التواجد الأثني القومي و الديني لأبناء امتنا وشعبنا في المنطقة أي بتوفير ذلك الدعم ساعد على  تكامل شرطي اقامة اي كيان وهما الارض والشعب ، الارض من خلال تطوير واعادة توطين وتعمير قرانا ومدننا ، اما الشعب من خلال الحصول على كثافة سكانية تكون بحجم الاحتياجات و المطاليب ،  ولا اجافي الحقيقة لو قلت ان ما تلقاه شعبنا المسيحي المهجّر الى  شمال العراق ( الاقليم + السهل ) من دعم ومساعدة ومؤازرة لم يكن اقل مما تلقاه اليهود في فلسطين .

3- الدعم والتعاطف ، صحيح ان اليهود امتازوا علينا في هذه الناحية حيث كان لهم كل انواع الدعم الخارجي ( المادي والمعنوي )  وخاصة من الدول العظمى ، روسيا ،  بريطانيا واميركا فيما بعد ولكنهم كانوا يعيشون في وسط معادي  ومحاطين بأعداء عرب مجيشين جيوشهم ومصوبين اسلحتهم تجاههم .
اما بالنسبة لنا ، لا وعد بلفور لنا ولا دعم خارجي رسمي ، كل ما في الامر هناك بعض التصريحات الفردية وبعض  التعاطف الخجول الذي لا يرتقي الى مستوى الدعم ، لذلك لا يمكن الاعتماد على العامل الخارجي ولا يمكن اعطاءه نسبة واحد بالمئة من الأمل والاعتماد .
اذن ليس امامنا غير التفاعل والتعامل مع العامل الداخلي ، ويأتي في مقدمة تلك العوامل  ، الدستور والقانون والقوى العلمانية والانسانية المؤمنة بالحرية والعدالة والديمقراطية ، واعتقد لدينا مساحة واسعة من الحرية للتفاهم مع القوى الديمقراطية العراقية وخاصة مع الاخوة الاكراد الاقرب على تفهم وضعنا واولياتنا  للعمل معهم على تثبيت مطاليبنا في الدستور سواء كان الدستور الدائم العراقي او الدستور الكوردستاني ، واعتقد ان هذا العامل هو اضمن واهم من الاعتماد على العامل الخارجي اذا ما استغل بصورة جيدة ، و اذا نجحنا في استقطاب تلك القوى الى جانبنا عندها لا نكون بعيدين عن تحقيق بعض حدود مطاليبنا المهمة العادلة والمشروعة .

4- اذا كان ما يربط اليهود بارض فلسطين هو التاريخ و النصوص الكتابية للتوراة ، فإن ما يربط ابناء امتنا الكلدانية من ( الكلدانيين و الاثوريين و(الاشوريين)  والسريان ) بأرض العراق هو اقدم من أي نص كتابي مكتشف بل هو اقدم من  التاريخ نفسه ، اما عن العشق المسيحي للعراق وتشبثهم بالأرض وحنينهم الى كل ذرة من تراب العراق فهو نابع من  حقهم التاريخي في الارض والوجود ،
فإذا كانت بضع سنوات من الارهاب والقتل بحق اليهود قد افرغت العراق منهم فإنه ومنذ سقوط آخر دولة وطنية كلدانية حكمت العراق سنة 539 ق . م  والى يومنا هذا فإن امتنا الكلدانية تتعرض الى ابشع انواع المؤامرات والاضطهادات والمجازر الوحشية التي مورست ضدها بموجب عدد كبير من الفرمانات الدينية والعرقية العنصرية الهمجية الفارسية والعثمانية وايضآ تلك التي اصدرتها ونفذتها فيما بعد السلطات والجهات العراقية الحاقدة ، لكن ورغم كل تلك الحملات التي تلت الواحدة بعد الاخرى نجد اليوم ابناء امتنا الكلدانية لا زالوا متشبثين بأرضهم ويطالبون بحقوقهم الانسانية والتاريخية  المشروعة .

5- هناك الكثير من الخصوصيات الاخرى لشعبنا المسيحي التي تؤهله لتشكيل وادارة اقليم او منطقة حكم ذاتي له ومنها ، لدى ابناء شعبنا الرغبة والارادة لانشاء مثل هكذا منطقة وايضآ لما يمتلكه من القدرات الهائلة على التأقلم بحسب الظروف والعيش مع الآخر و بالاضافة الى ما يختزنه شعبنا من  امكانيات وكفاءات وابداعات فكرية وحضارية و انسانية ومادية وتاريخية وعلمية  عظيمة تتيح له تحقيق آماله لو قدر له تحويل تلك الامكانيات الى قوة عمل عاقلة وفاعلة .
 

ولكن هل هذه كلها كافية ؟ بكل ثقة واطمئنان اقول كلا والف لا امام الفقرة الثانية التي تكمّل المعادلة التي ذكرناها في بداية المقال والتي تشترط :-
توفر الارادة العاقلة  المتجردة من الأنا، ولكي نكون دقيقين في تحديد نوع العلة التي نعاني منها وموضعها اقول:-
1-   ان العلة او بالاحرى علة العلل التي نعاني منها هو الشعور بالعظمة الفارغة والانانية المفرطة القابعة في العقلية المؤامراتية الاقصائية التي تتحلى بها  فئة معينة ومعروفة من ابناء شعبنا المسيحي .

2- اما موضع تلك العلة ، نحن نعرف ان شعبنا المسيحي في العراق يتألف من عدة اطياف قومية ومذهبية ، هناك الكلدانيين والسريان والاثوريين و ( الاشوريين ) والارمن بمختلف مذاهبهم الدينية ، وكل جهة تعتز بنفسها ولديها الثقة القوية في تكوينها وبكرامتها وبشخصيتها وبتاريخها ولا تريد ان تسلم ادارة شؤونها لأي كان ولا تقبل ان تجعل من نفسها مجرد هياكل بشرية  فارغة تحركها عقول شوفينية لا تؤمن بغير نفسها، واذا ما اردنا ان نوضح ماهية كل جهة على حدا وبعد ان ننحي الارمن جانبآ لأنهم خارج معمعة التسميات ومحاولات فرض النفس على الاخرين فمن دون تجميل القبيح وستر الخلل نتوصل الى الحقائق التالية :-

1- السريان :- لم يكونوا في اي مرحلة زمنية جزء من العلة والمعمعة المذكورة التي خلقها البعض ، بل كانوا ان صح التعبير جزء من الضحية التي عانت من التهميش والاقصاء الذي مارسه المسؤولين والسياسيين الاشوريين بحقهم ، وبالاضافة الى ذلك فانهم ايضآ عانوا من المواقف الغير المسؤولة واللامبالاة التي انتهجها المسؤولين والسياسيين الكلدانيين تجاه تطلعات  ورغبات السريانيين من ناحيةاعتبارهم قومية عراقية اصيلة ، لذلك كانت ردة فعل السريان تتأرجح بين طرح تسمية ( السريان ) كمفهوم قومي شامل لكل الاطياف الاخرى وبين الخضوع والقبول بأي تسمية تضمن ذكر السريان حتى وان لم يؤمنوا بها .
 

2- الكلدان :-  لا يختلفوا كثيرآ عن السريان في  ما تعرضوا له من مؤامرات ومن ممارسات احتوائية واقصائية من قبل الاحزاب والمنظمات والمرجعيات الاشورية ، ولكن الذي اختلفوا عنهم هو ان الاغلبية الساحقة من الكلدانيين استهجنوا غدر المحسوبين على الاخوة و رفضوا الخضوع تحت الرايات المهترئة التي تطعن التاريخ وحضارة الكلدانيين ، مما حذا بهم ان يعبّروا عن وجودهم ويحترموا عقولهم من خلال الاعتماد على النفس بانشاءاحزاب ومنظمات كلدانية تربطهم بأصولهم الكلدانية وتحفظ لهم شخصيتهم وكيانهم بعيدآ عن التبعية والتذيل المهين للآخرين وبعيدآ عن المزايدات اللفظية ورفع الشعارات الوحدوية الكاذبة والمخادعة ، ولا ننسى دور الآباء الكهنة الذين استوعبوا هموم وتطلعات الكلدانييين فكانوا خير معين  وخير ناصرين و حافظين لأبنائهم الكلدانيين من انياب الذئاب التي تتربص بالكلدانيين وهي في ثياب الحملان ، ونحمد الرب فقد بان المستور الذي كان يواريه الضباب المخادع و المفتعل .

3- الاشوريين :- للأسف اقول هنا يكمن موضع العقدة التي ارهقت عموم شعبنا المسيحي ،  في هذا الجزء المتقوي على اخوانه الكلدانيين والسريان يكمن الخلل الخطير الذي قد  يحمل بين ثناياه بذور الكره والحقد وربما الانتقام والتآمر المضاد  كرد فعل غاضب ووقائي ضد الممارسات العدائية والاقصائية الاحتوائية التي تمارسها التنظيمات الاشورية بحق الكلدانيين والسريان  ، فمهما خدعنا انفسنا وغطينا المستور ،  ومهما انشأنا قنوات فضائية وبنينا الدور السكنية ، ومهما كذبنا على البسطاء والصقنا التسميات ببعضها ،  ومهما انكرنا الحقيقة وجمّلنا قبح واقعنا ومهما ومهما ومهما ... كلها لن تجدي نفعآ لأننا في الآخر نبقى بيد واحدة وبجناح واحد  وكما تعرفون ان اليد الواحدة لا تصفق والجناح الواحد لا يطير ، ولأننا اذا كلنا اجتمعنا على قلب واحد وعلى رأي واحد ومنهج واحد ، وهدف واحد ، ومن دون ان يتخلف واحد من عموم ابناء شعبنا المسيحي عن الاستجابة لأمر ما ، ربما  كلنا مع البعض وبالشكل المذكور لن نتمكن من ان نفرض وجودنا كما يجب ، وربما لن نتمكن من ان نثبت ونضمن حقوقنا المدنية والسياسية والانسانية وسائر استحقاقاتنا التاريخية ، فكيف اذا تخلف عن القافلة جزء لا يستهان به من ابناء شعبنا ؟  هذا اذا لم ينحرف البعض من هذا الجزء  وينخرط في التيارات الشريرة المزروعة على طول وعرض العراق ، وعندها لا ينفع الندم لأن المصيبة تكون قد وقعت ، كل ذلك من اجل ماذا ؟ ببساطة شديدة ، من اجل اشباع اوهام و تخيلات واحلام مريضة ومستحيلة التحقيق واهمها لتحقيق انانية الانا لبعض السادة من ابناء شعبنا .

ماذا نستنتج من كل ما تقدم :-
 إذا كانت كل الشواهد والظروف التي مرّوا بها كل من اليهود والمسيحيين العراقيين متشابهة  وفي كثير من الحالات كانت تميل لصالح المسيحيين قد هيأت الفرصة التاريخية لهم ،  فهل هي كافية لانشاء كيان خاص بالمسيحيين العراقيين كما تحقق لليهود ؟ طبعآ الجواب هو كلا ، لأنه  وكما قلنا في بداية المقال ان امكانية استغلال  الفرصة التاريخية  تعتمد على مدى تحقق الشرط الثاني وهو توفر الارادة العاقلة لدى الشعوب التي تتجاوز انانية حب الذات على حساب الاخرين ، فهل نمتلك تلك الارادة العاقلة كما امتلكها اليهود ؟ صحيح اننا  من ناحية العقل والذكاء لا يعوزنا شيء ، ولكن مشكلتنا اننا لسنا سويين مع بعضنا ، لا في التصرف ولا في النيات ولا في الغايات ، أي اننا نعمل عكس اتجاه عمل العقل الواعي ،
وبهذا العمل المعاكس للعقل الواعي نكون قد اسقطنا كل استحقاقاتنا بما فيها مطاليبنا و تفهم واحترام العالم لنا وبالتالي نكون قد نسفنا الفقرة الاولى التي من دونها لا شيء يتحقق ونكون قد اهدرنا الفرصة التاريخية  التي اتيحت لنا ، للأسف ولحد هذه اللحظة لا تلوح في الافق أية مؤشرات على صفاء النيات والعمل بنزاهة وشفافية بين الاخوة المتباكين والعازفين على اوتار الوحدة . 
فهل نسعى للحاق بقطار الزمن والمستجدات أم سنبقى  قابعين في جدلياتنا ومهاتراتنا المزمنة حول مَن منا هو الاصل ومَن هو الظل ، مَن الاول ومَن الآخر وهكذا نبقى مخدرين بهيروين الماضي الى ان نجد كل شعبنا مشرد في ازقة  وساحات و متاهات الدول المجاورة بحثآ عن الملاذ الآمن وهربآ من ظلم نفسه لنفسه  ؟ .



منصور توما ياقو
5/Jan/2007


 

79
 
باديء ذي بدء ، تعني كلمة الرشوة بحسب قاموس اللغة العربية " ما يُعطى لإبطال الحق وإحقاق الباطل " ،  وايضآ لها تسميات و الفاظ عامية اخرى قد تختلف من بلد لآخر ومن تلك الالفاظ : برطيل ، براني ، اكرامية ، حق فنجان القهوة ، تدويرة ،   الظرف ، المقسوم ، من جوة العباية ...الخ من المرادفات السهلة والمفهومة المعنى التي تستخدم  لتعطي نفس المعنى والمفهوم .
كما لا يخلو اي مجتمع من اصحاب الضمائر الميتة من المنافقين والمنتفعين ومن الراشين والمرتشين ،  كما تتغلغل الرشوة في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وفي كل مرفق من مرافق الحياة ، فهناك من يرتشي ليحصل على وظيفة او لينجز معاملة او لكسب التأييد للفوز بالانتخابات او للفوز بالعقود او تدفع لشهادة زور ، وكذلك تكون الرشوة في مجال البناء والتعليم والصحة او لتسهيل أي شأن من الشؤون الحياتية واليومية .   
اما ما تسببه الرشوة من آثار مدمرة وتداعيات اخلاقية وانسانية مروعة فحدث ولا حرج ، فبالاضافة الى العواقب الوخيمة التي تؤدي الى اهدار المال العام و تحطيم كل البنى الحياتية في المجتمع ، فإنها ايضآ تساهم في بث اخلاقيات فاسدة بين ابناء المجتمع  والى آخره من الامراض الخطيرة التي تهدد كيان الدولة والمجتمع .

 لأجل ذلك ولغيرها من النتائج الكارثية فقد شرعت السماء والارض على تحريم وتجريم الراشي والمرتشي ،
فالكتاب المقدس مليء بالآيات التي تحرم وتقف بالضد من الرشوة ، ومن تلك الآيات المقدسة :-
1- التثنية – الاصحاح السادس عشر
19 لاَ تُحَرِّفِ الْقَضَاءَ، وَلاَ تَنْظُرْ إِلَى الْوُجُوهِ، وَلاَ تَأْخُذْ رَشْوَةً لأَنَّ الرَّشْوَةَ تُعْمِي أَعْيُنَ الْحُكَمَاءِ وَتُعَوِّجُ كَلاَمَ الصِّدِّيقِينَ.
 2- ايوب الاصحاح الخامس عشر
34 لأَنَّ جَمَاعَةَ الْفُجَّارِ عَاقِرٌ، وَالنَّارُ تَأْكُلُ خِيَامَ الرَّشْوَةِ.
3- اشعياء – الاصحاح الاول
23 رُؤَسَاؤُكِ مُتَمَرِّدُونَ وَلُغَفَاءُ اللُّصُوصِ. كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُحِبُّ الرَّشْوَةَ وَيَتْبَعُ الْعَطَايَا. لاَ يَقْضُونَ لِلْيَتِيمِ، وَدَعْوَى الأَرْمَلَةِ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِمْ.
 4- اشعياء الاصحاح الخامس
 23- ويلُ للَّذينَ يُبَرِّرونَ الشِّرِّيرَ لأجلِ رَشوَةٍ، ويَحرِمونَ البَريءَ حَقَّهُ.
 5- الخروج – الاصحاح الثالث والعشرون
8 وَلاَ تَأْخُذْ رَشْوَةً، لأَنَّ الرَّشْوَةَ تُعْمِي الْمُبْصِرِينَ، وَتُعَوِّجُ كَلاَمَ الأَبْرَارِ.

نكتفي بهذا القدر اليسير من الآيات المقدسة التي جعلها الرب على ألسنة الرسل والانبياء لتشكل اوامر شرعية سماوية  تحرم الرشوة .
اما بالنسبة للشرع الانساني ، فكل بلاد العالم سنت قوانين تعاقب جريمة الرشوة ، ولكننا نكتفي بذكر نوع الحكم الذي كان يصدره ابو المشرعين ، الكلداني البابلي  حمورابي بحق القضاة المرتشين حيث كان يسلخ جلد أي قاضي تثبت عليه جريمة الرشوة وكان يصنع من جلده كرسي ليجلس عليه القاضي الذي يخلفه . 

لماذا تعتبر الرشوة جريمة
من دون الدخول في التفاصيل ، سأكتفي بذكر وعلى شكل نقاط مختصرة  بعض الآثار السلبية التي تخلفها ظاهرة انتشار الرشوة في المجتمع :-
1- زرع اخلاقيات فاسدة في نفوس الناس .
2- فقدان الثقة بكل شيء ابتداءآ من النفس ومرورآ بالقانون والعلاقات الانسانية .
3- اهدار المال العام في مشروعات وهمية او غير متطابقة مع الشروط والضوابط المحددة .
4- تعريض حياة الناس للخطر من خلال تمرير صفقات صحية او غذائية فاسدة اومن خلال اقامة منشآت معمارية مثل المستشفيات والمدارس والجسور والعمارات السكنية المغشوشة بمواد لا تصلح للاستعمال .
القائمة تطول من مثل تلك العواقب الوخيمة التي قد تحل بالافراد والمجتمعات بسبب ممارسة جريمة الرشوة ، ولكن الذي اريد ان اشير اليه  هنا هو التطرق الى بعض الملامح والتغيرات النفسية والعملية التي تطرأ على شخصية المرتشي والتي اذكر منها :- 
1-  من لحظة استلامه الرشوة يصبح المرتشي اسير راشيه ، وانه سيفقد القدرة على الكلام بحرية ، أي وكما يقال لم يعد يملك لسانه الحر بل سيتحول الى مجرد بوق دعاية لمالكه ولولي نعمته الجديد .
2- نجده يسخر قلمه في خدمة من دفع له ، يروج لافكاره ولبضاعته ، يبرر كل فعل وكل فكرة تصدر من ولي نعمته حتى لو كانت مستبدة وجائرة بحقوق الاخرين .
3- الرشوة تسبب مضاعفات نفسية خطيرة على المرتشي  مثل الانطواء والاكتئاب واخطرها كرهه لنفسه وشعوره بالنقص كما تكون له شخصية مترددة ، لا ثقة له بنفسه لأن جريمته تبقى ماثلة امام عينيه وكذلك بسبب  خوفه من رد فعل راشيه ازاء أي كلام او موقف قد لا يوافق عليه .
4- لا يتوقف المرتشي على مدح الراشي ووصفه بصفات تفوق حجمه وحقيقته  فإذا كان سياسي فانه يصفه بالقائد الضرورة المحب الشهم الكريم واذا كان تاجر وصفه بالأمين النزيه الشريف المحترم وان كان من احد اشقياء الحارة وصفه بالشجاع المغوار البطل . وهكذا نجده يطلي وجه راشيه بكل مساحيق التجميل .
5- سيطرة روح الاحباط والاستسلام ولا يخرج من دائرة الدفاع عن نفسه وعن مواقف سيده لأنه ليس حر نفسه لذلك يخاف الفضيحة التي ربما تعم  لتصيب وتشوه سمعة بعض او كل افراد عائلته وعشيرته ومعارفه .
6- فقدان الشعور بالولاء لأمته والانتماء لقومه كما أنه لا يتردد في التخلي عن مبادئه وعن اسمه وهويته القومية بناءآ على طلب ورغبة الذي باع نفسه له .
فبعد كل تلك المهينات والمواقف المحرجة ، ماذا يبقي للمرتشي من انسانيته ، بالطبع لا شيء ، بل سيتحول الى انسان مسخ ، مشوه المعالم ، وخانع ذليل لراشيه .
 
اسباب قبول الرشوة
هناك اسباب كثيرة ومختلفة ، فمنها معيشية واقتصادية ومنها تربوية واخلاقية ومنها سياسية وامنية ومنها نفسية واجتماعية ، واعتقد اخطرها هي تلك النابعة من  الشخصية الضعيفة التي لا تصمد امام الرجال والمحن  والدولار ، فعند اول اختبار لهم ، تسقط كافة الشعارات والمباديء فالضمير يغيب ، والهوية تهمل  والاحساس القومي يفتر والشخصية تتقزم  لأنه هكذا اراد الممول فمن يكون المرتشي ليعترض ؟ .

لكل مرتشي ثمن
يقال لكل شخص ثمن ، فما هو ثمن المرتشي يا ترى ؟    بالتأكيد يختلف الثمن من انسان لآخر ، فهناك اشخاص يمكن ارشائهم  بـ لفة سندويج ... واخرين بـ بطل ويسكي ... وأخرين بترتيب لقاء مع مسؤول ...وصعودآ الى الدفاتر ( الدفتر = عشرة الاف دولار امريكي ) ، وكل واحد بحسب موقعه واهميته وشخصيته .

اياك ان تسمي الرشوة بأنها هدية او عطية
 هناك من المرتشين من يوبخه ضميره الباطني  فيشعر بثقل الذنب الذي ارتكبه فيلجأ الى اقناع نفسه بأن ما قبضه ليس رشوة وانما هو هدية او عطية او اكرامية الى آخر المبررات التي يعتقد انها ستخفف من وطأة الضمير  . ولكن اذا استطاع المرتشي ان يخون ضميره فبالتأكيد لا يستطيع ان يخدع الناس .

الفرق بين الهدية والرشوة
اذا كانت الهدية تقدم كتلك التي تقدم في مناسات الفرح ومراعاة للواجبات الحياتية المعروفة فهي مطلوبة ومنتظرة وتقليد  يعبّر عن الشعور الجميل والاحاسيس الرائعة التي يكنها كل طرف للآخر ، والهدية في تلك المناسبات تعطى بلا مقابل ومن دون ان يطلبها الطرف الآخر ، اما ان يكون المراد من الهدية هو الحصول على مقابل او عوضآ عنها فعند ذلك تنتفي منها صفات الهدية وتتحول الى الرشوة .
ايضآ لا  يخشى المتلقي للهدية او الاكرامية ان يعلم بأمرها الآخرين ولكن العكس هو الصحيح والسائد حيث يفتخر بها امام الجميع ، اما تلك التي تدفع في الخفاء وتموه حقيقتها خوفآ من افتضاح امرها مع ظهور بوادر ومؤشرات مريبة ومثيرة للشكوك عندها لا يصح تسميتها بالهدية او الاكرامية بل هي الصفقة والرشوة بعينها .
 
 لا تشوهوا تاريخ المسيحيين العراقيين  
سجّل المسيحيون العراقيون وبكل اطيافهم ومذاهبهم وعلى امتداد التاريخ العراقي اروع المواقف النبيلة والمشرفة في جميع المجالات بحيث  كانت مواقفهم تلك محل فخر واعتزاز ومكسب ليس فقط لأبناء شعبنا بل ولجميع الخيرين في العراق ، لذلك كانوا ولا زالوا  يتصفون بكل الصفات النبيلة والحضارية وخاصة بصفات الامانة والنزاهة والالتزام وعدم الانزلاق في مفاسد الرشوة التي هي موضوعنا في هذا المقال . وان اقصى ما نتمناه وما نصبوا اليه اليوم هو ان يتحمل كل فرد من ابناء شعبنا وخاصة المسؤولين والقياديين مسؤولياتهم الكاملة في الحفاظ على تلك السمعة الطيبة وعلى نظرة الاحترام والمصداقية  والثقة التي نحظى بها في العراق .
اما لأولئك الذين لا تهمهم الا مصالحهم ومنافعهم الشخصية ، الذين ارتضوا ان يقزموا انفسهم وان يتحولوا الى اناس مسخ والعوبة بيد الاخرين ، ولهؤلاء الذين لا تفيد النصيحة معهم نحذرهم بأنهم سوف يندمون كثيرآ يوم تكشف الوثائق اسماؤهم ضمن المرتشين او يوم يقوم الراشي بنشر مذكراته وتظهر فيها اسماء  الذين باعوا انفسهم  وهويتهم وقوميتهم ومبادئهم مقابل مال او مكاسب زائلة ، عند ذلك ستحل عليهم لعنة التاريخ والامة والابناء والاحفاد ، وفعلآ لا اعز على الانسان من ارتياح ضميره ورفعة رأسه امام الاخرين .


منصور توما ياقو
22/12/2006



80
 
بعد ان انتهيت من قراءة نص المقابلة المنشورة على صفحات عينكاوا دوت كوم و التي اجراها الاخ عادل بقال مع نيافة المطران مار باوي سورو ، في تلك اللحظة تذكرت سلسة من  المقالات بعنوان (عندما تسقط الاقنعة ... نقاش هاديء للحركة الانشقاقية لنيافة الاسقف مار باوي )  ... و التي كان قد كتبها القس الفاضل عمانوئيل يوخنا بحق مار باوي و بحق بعض مؤسسات شعبنا ومن ضمنها الكنيسة الكاثوليكية للكلدان والمثقفين الكلدان ، في تلك اللحظة قررت ان اعيد قراءة تلك المقالات مع التركيز على القسم  الخاص بالكنيسة الكاثوليكة للكلدان ، اثناء ذلك وبعد تردد طويل تبلورت لديّ فكرة الرد والولوج في هذا الشأن .
رابط مقابلة الاخ عادل بقال مع نيافة المطران مار باوي سورو
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,64221.0.html

رابط مقالة السيد عمانوئيل يوخنا ( القسم السادس )

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,51796.msg169855.html#msg169855

في البداية  ، وبحسب اعتقادي الخاص ان السيد عمانوئيل يوخنا كان  يبتغي من وراء مقالاته تلك تحقيق جملة من الاهداف والغايات ومنها : -
1- -  السعي على  حصر قضية مار باوي في ادنى مستوياتها او على الأقل ابقائها  في نطاقها الحالي في محاولة للالتفاف عليه وعلى حركته التي ربما يراها الكاتب مهددة لاركان سلطة مرجعيته الدينية الحالية  ، وبنظر الكاتب بحسب ما توحي اليه كتاباته ، فإن خير وسيلة لانجاز تلك المهمة هي من خلال محاولة عزل مار باوي دينيآ  وقوميآ ، بل وحتى اللجوء الى محاولة اسقاط كيانه عبر مسلسل من الحلقات الهجومية على شخصه وكان آخرها ان لم اقل اسوءها هو انتهاك حرمة المراسلات الشخصية والسرية التي كانت تتم بين الاسقف المبعد  ومرجعيته العليا في كنيسة المشرق الاشورية ،  وخاصة تلك  التي لها حساسيتها ونتائجها السلبية والمؤلمة اذا ما استغلت بسوء النية من قبل المتربصين والحاقدين ، تلك الرسائل التي من المفروض ان تكون بعيدة عن متناول يد العامة بما يضمن المحافظة على حقوق اصحابها او سريتها ، اما اعتماد منطق الغاية تبرر الوسيلة لاستباحة خدمة وحقوق وشخص مار باوي فهو عذر ومنطق مؤذي و خطير .
2-  اما الغاية الثانية التي تهمني والتي اعتقد انه يسعى الى تحقيقها هي دفاعه المستميت والدؤوب عن كل ما يخص الكنيسة الاشورية الشرقية  ، سواء كان دفاعآ عن المسؤولين والرعايا أو عن الممتلكات والاجراءات ، وهذا حق مشروع ولا يؤخذ عليه  مأخذآ  إذا كان عمله هذا حصرآ في دائرة تلك الكنيسة وبين رعاياها الذي هو واحد منهم ، من دون اقحام الآخرين وخاصة رجال الدين ورعايا الكنيسة  الكاثوليكية للكلدان بأمور واختراعات  وفرضيات يتخيلها الكاتب ويسطرها كأنها حقيقة واقعة ، فتشغل تلك الفرضيات اغوار فكره مثيرة لديه الشكوك بكل الكيانات السياسية والدينية والقومية وحتى الشخصية لكل ابناء شعبنا الذين من خارج الموالين للمرجعية العليا  للكنيسة الاشورية الشرقية التي ينتمي اليها .
نحن نعلم ان المجال في مقال كهذا لا يسع للرد على كل التفاصيل التي كتبها  الأخ عمانوئيل يوخنا في هذا الخصوص ، فمن ضمن تلك الهموم والمعاناة التي سببتها له ظاهرة او  قضية مار باوي ، هي تلك الهواجس التي اثارتها علاقة مار باوي ببعض المؤسسات او الشخصيات الكلدانية سواء الدينية منها او العلمانية  ، وعن هذه الهواجس اخص الكلام او التعليق على بعض الفقرات التي خصها الكاتب بالكلام عن الكثلكة وعلى الكلدان ، واعتقد هذا من حقي لأنني وبكل فخر واحد منهم .
 
قد يكون من المفيد ان ابين انني لا انحاز الى اي موقف او فئة منهم ، ولكي اكون اكثر صريحآ بكلامي ، اقول ، ان ما يحدد موقفي من أي منهما ومن أي كان يعتمد على موقفه هو من هويتي القومية الكلدانية ومن مذهبي الكاثوليكي ، ولما لم يكن ، لا قداسة مار دنخا ولا الاخ عمانوئيل يوخنا الذي اعرب عن خيبة امله من الصمت الكلداني تجاه الازمة ، ولا اي من مواليهم و رعاياهم يحترم او يعترف بالهوية القومية الكلدانية التي لا نفتخر او نعتز بغيرها من التسميات مع احترامنا لكل التسميات ، اعتقد ان تلك المواقف للسادة المذكورين هي  اكثر من كفاية لتبرر عدم اهتمامنا او عدم اكتراثنا بما يتعرض له مَن يحاول الغاء هويتنا القومية .

رغم كل ذلك لا يمكننا انكار او ان نخفي اسفنا لِما حدث من امور ومشاكل بين مار باوي ومرجعيته الدينية ، لكن هذا الاسف لا يمنحنا الحق ان نتدخل في هذا الشأن وخاصة عندما نعرف اننا كعلمانيين كلدانيين نعتز بقوميتنا الكلدانية غير مرحب بنا من اطراف الازمة على الاقل  ، اما اذا كان المطلوب من الكلدانيين بحسب رأي الرابي عمانوئيل يوخنا أن يدعموا او على الاقل ان يسهموا بكتاباتهم في دعم موقف قداسة مار دنخا من القضية وبغض النظر عما اذا كان على حق ام لا ، فهذا تكليف فوق طاقتنا ولا نستطيعه ،  ايضآ ارى ان  الاخ الكاتب وكأنه يطالب الكلدانيين ان يتناسوا او يغضوا الطرف عن حقيقة موقف مرجعيته الدينية المضاد ان لم نقل المعادي للتسمية الكلدانية باعتبارها التسمية القومية التي تعبّر عن هوية الكلدانيين ، افليس غريبآ أن يطالبنا رابي قاشا بأن نصفق ونبارك لمن يريد ان يمحو هويتنا ويلغي خصوصياتنا القومية ؟.

لقد خص السيد عمانوئيل يوخنا الجزء السادس من سلسلة مقالاته  تلك  للكلام عن علاقة الكنيسة الكلدانية بمار باوي )
وحقيقة  ان ما ذكره في هذا الخصوص جاء مرتبكآ ومتخبطآ بسبب عدم يقينه من تأويلاته وتفسيراته المتعددة ، لذلك جاءت متضاربة وغير مقنعة بحيث  ظهرت وكأنها مجرد تصورات لا تعتمد على ادلة او  براهين قاطعة ، فعلى سبيل المثال هل يمكن لأحد  ان يخرج بنتيجة واحدة وواضحة من التفاسير التالية التي اعطاها السيد عمانوئيل يوخنا  لمواقف بعض رجال الدين الكاثوليك الكلدان :- 
اولا-  ( الجزء السادس ، القسم الاول ، المشهد الاول ) ... قام الاب بيكوما بفتح ابواب كنيسته ليستقبل فيها استقبال الفاتحين نيافة الاسقف مار باوي وهو يخطو اول خطواته التصعيدية ضد كنيسة المشرق واول حملاته التاليبية لدعم التمرد والانشقاق في الكنيسة ، ) ...( هنا الأب بيكوما يدعم المتمرد ، بحسب تعبير الكاتب ) .
ثانيآ - ( المشهد الثاني ) الأب زهير توما راعي الكنيسة الكاثوليكية للكلدان في سدني يرفض استقبال مار باوي في كنيسته ...
 في هذين المشهدين وضعنا الكاتب امام موقفين مختلفين ، وهذا يدل على انه لا يوجد هناك أي مخطط او توجيه موجه من المرجعية العليا للكنيسة الكاثوليكية للكلدان بهذا الخصوص والا لما ظهر هذا الاختلاف في طبيعة التعامل مع مار باوي ، بل ان كلا الابوين تعاملا مع مار باوي وفق قناعتهما الشخصية وتقديرهما الذاتية للأمور بعيدآ عن تداعيات قضية مار باوي مع مرجعيته الدينية ، ولكن الاخ المحتار لم يقتنع بهذه النتيجة المنطقية ، بل حاول عنوة ومن غير دليل مادي على ايجاد دور للكنيسة الكاثوليكية للكلدان في دعم الاسقف مار باوي . ولكن الذي لم يخبرنا به السيد يوخنا هو ، اذا كان موقف الاب بيكوما هو المعبّر عن ارادة و موقف الكنيسة الكاثوليكية للكلدان كما ادعى بذلك ، فهل يعتقد ان الاب  زهير توما قد عارض تلك الارادة او خالف مرجعيته في هذا الامر حاشا و لا سامح الرب ؟ كلم العاقل بما يعقل يا رابي قاشا .

ثالثا-( المشهد الثالث ) ...في هذا المشهد يفرض الكاتب فرضية مفادها لو (( ان المجمع المقدس للكنيسة الكلدانية وباجماع اراء اعضاءه وبرئاسة غبطة البطريرك يقرون ايقاف احد الاساقفة الكلدان بعد رفضه جميع الخيارات التي يقدمها له المجمع لتلافي ما للاسقف من اشكالات مع ابرشيته ومع مرجعيته الكنسية ومع مواقف الكنيسة ككل . وليعلن الاسقف رفضه للقرار السنهاديقي والتمرد عليه ووضع اليد على ممتلكات الكنيسة الكلدانية في ابرشيته وللاستمرار في ممارسة صلاحياته المنزوعة منه والتعبئة الجماهيرية ضد الكنيسة والاساءة الى اباءها، وغيرها .. تقوم، افتراضيا ايضا، كنيسة المشرق الاشورية بفتح ابواب كنائسها للاسقف الموقوف والاحتفاء به واستقباله استقبال الاباء الاجلاء رغم امتعاض ورفض الكنيسة الكلدانية لذلك ماذا كانت ستكون مواقف الكنيسة الكلدانية ابتداء برعيتها المعنية الى الابرشية الى السدة البطريركية الى المرجعية البابوية وسفراءها في الدول المعنية .)).

وللاجابة على هذا السؤال اقول بكل بساطة وبحسب اعتقادي ، لا شيء يحدث على الاطلاق  عدا الصلاة من اجل تلك الضحية و ابداء الحزن الصامت على فقدان احد ابناء ها ، من غير المساس بشخصه او بإنسانيته او بحقوقه البديهية التي كانت له قبل انفصاله من الخدمة .لأنه وبحسب معلوماتي ان الكهنوت هو من الاسرار المقدسة ويحمله المستحق طوعيآ من غير اجبار ، ويكرس كل حياته لخدمة هذا السر وبالخضوع التام لمرجعيته الأعلى طيلة فترة  ممارسة متطلبات كهنوته ، اما اذا أخل بأي من الالتزامات الرئيسية التي تعهد بها منذ البداية فيكون في هذه الحالة غير مستحق لحمل هذا السر المقدس ولا يصلح للإستمرار في الخدمة وبالتالي سيعفى من كل مسؤولياته والتزاماته ومن كل ما اؤتمن عليه ويصرف بهدوء و سلام .
اما في حالة وضع اليد على ممتلكات الكنيسة  كما افترض اقول ، اعتقد انه سيكون امام الكنيسة الكاثوليكية للكلدان احد الخيارات التالية :-
1- اللجوء الى قضاء السماء بتوكيل الأمر لرب المجد يسوع المسيح . وبهذا التوكيل تكون القضية قد انتهت وكل واحد يسير في طريقه الى يوم الحساب .
2- اللجوء الى قضاء البشر والمحاكم المختصة . ولا يلجأ الى هذا القضاء إلا بعد اعلان التحدي من الطرفين اللذين يعرفان جيدآ ماذا سيعانيان من التعب وجرجرة المحاكم لذلك لا يحق لأي منهما وخاصة لمقيم الدعوى  ان يغضب او ينفعل من مسألة استجوابه اومن أي من تبعيات  او تداعيات غير متوقعة .
اما عن الجزئية التي يقول فيها (.. تقوم، افتراضيا ايضا، كنيسة المشرق الاشورية بفتح ابواب كنائسها للاسقف الموقوف والاحتفاء به واستقباله استقبال الاباء الاجلاء رغم امتعاض ورفض الكنيسة الكلدانية لذلك ماذا كانت ستكون مواقف الكنيسة الكلدانية ابتداء برعيتها المعنية الى الابرشية الى السدة البطريركية الى المرجعية البابوية وسفراءها في الدول المعنية .).
مرة اخرى اقول لرابي قاشا ، ودائمآ بحسب رأي الخاص ،  لا اعتقد بأنه سيكون هناك موقف متشنج من قبل القائمين على الكنيسة الكاثوليكية للكلدان تجاه القائمين على كنيسة المشرق الاشورية ، لأن المشكلة ستكون حصرآ بين الكنيسة الكاثوليكية  والشخص الموقوف ، اما الى اين يتجه هذا الموقوف فهذه هي رغبته ومشكلته ولا اعتقد انه يكون من العدل مطالبة العالم بعدم التعامل معه ، ولا اعرف اذا كان مثل هذا التحول لرجال الدين قد حدث في التاريخ ولكن الذي اعرفه جيدآ هو عندما ترفض الكنيسة الكاثوليكية للكلدان لأي طلب غير قانوني لأحد رعاياها  سواء كان بخصوص الزواج او الطلاق او نوال سر العماذ او منح شهادة مطلق الحال ...الخ نجد البعض من هؤلاء يا رابي قاشا يلجأون الى كنائسكم التي تستقبلهم وتحقق مطالبهم رغم امتعاض ورفض الكنيسة الكاثوليكية للكلدان كما تقول ، ولكي ازيدك علمآ ان عبارة ( بسيطة ، كنيسة الاثوريين تنادي ) هي عبارة يرددها كل من لم يحترم قرار الكنيسة الكاثوليكية للكلدان ، وهي العبارة المشهورة التي يعرفها معظم الكلدانيين ، وهي العبارة التي لا مجال لتغييبها او نكرانها ، فهل  تعلمنا عن حالة غضب واحدة او احتجاج ضد تصرف كنائسكم التي تتجاوز بل وتنتهك حرمة قوانين و قرارات الكنيسة الكاثوليكية للكلدان ، أم انك ستوزن الامور بحسب وزن واهمية الاشخاص ، وستقول لنا ان اولئك الاشخاص ليسوا بوزن واهمية مار باوي ؟ . ثم اليس هذا تدخل في الشؤون الداخلية للكنيسة الكاثوليكية للكلدان يا من تدعي ان مجرد استقبال مار باوي هو تدخل في الشؤون الداخلية لكنيسة المشرق الاشورية ؟.

رابعا : يؤسفني ان اقول للسيد عمانوئيل يوخنا، ان عبارتك (ما نامله من الكنيسة الكلدانية او اكليروسها المعني هو التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لكنيسة المشرق الاشورية . وان يتوقفوا عن استخدام  مار باوي كـ"حصان طروادة " لهم في حرب باطنها هو غير ظاهرها ..  ) ( الجزء السادس ، الكنيسة الكلدانية ومار باوي ، خامسا : مصداقية ادعاءاته الوحدوية ) .
يا من تنادي بالاحترام والتآلف بين الكنائس ، هذه العبارة غير لائقة ولا تليق ان تقولها بحق الكنيسة الكاثوليكية للكلدان ولا بشخص نيافة مار باوي لماذا ؟
1- يا رابي قاشا ، اذا كانت هناك علاقة بين الكنيسة الكاثوليكية للكلدان ونيافة مار باوي فبالتأكيد هي علاقة تعامل او علاقة تعاون اوعلاقة صداقة اوحتى اذا كانت هناك علاقة تفاهم مذهبي فهي علاقات عادية  تربط رجال الدين في المذاهب المختلفة ،  اما ان تشوه هذه العلاقات البريئة وتتهم الكنيسة الكاثوليكية للكدان بأنها ( تستخدم ) مار باوي ، في هذه الحالة لا اعتقد هناك منصف واحد يوافقك الرأي ، لأن الاجهزة الامنية والاستخباراتية والمؤامراتية هي التي تستخدم البشر في تنفيذ مآربها وهذه ليست من اخلاقية الكنيسة الكاثوليكية للكلدان وليس من اللائق ان تصف نيافة الأسقف مار باوي بأنه اداة بيد الاخرين ، تسقيطاتك للكنائس وللشخصيات الكنسية التي لا تدور في فلكك لا مبرر لها ، بل لها مردود سلبي وعكسي على ما تتمناه و مما تبغاه في مقالاتك .

2- لا اعتقد ان الاخ عمانوئيل يوخنا لا يعرف ماذا يعني ولماذا ولمن يضرب مثال حصان طروادة الذي ضربه في مثاله  ، حتى لو قال ان الامثال تضرب ولا تقاس او كان هدفه هو للتشبيه ولتقريب الفكرة ، فهذا تشبيه مهين ومثال قاسي وظالم ، خاصة اذا كان المتشبه هو احد رموزنا الدينية و يحمل درجة اسقف  سواء كان من مذهبنا او من المذاهب الشقيقة الاخرى ، سواء اتفقنا معه او اختلفنا، بالاضافة الى ان مثال حصان طروادة يضرب للدلالة على المعاني الجارحة والمهينة مثل ، الغش لأن الحصان المذكور قد غش وخدع  اهل طروادة لأنهم حسبوه مجرد حصان خشبي فارغ ، وايضآ يضرب للتعبير عن التآمروالخيانة ، فبعد ان قاموا الطرواديون بادخال الحصان الخشبي الى داخل مدينتهم ، وبدأوا بالاحتفال حيث الرقص والشرب الى ان سكروا وعندها خرج المقاتلين اليونانيين المختبئين في داخل الحصان وفتحوا ابواب المدينة من الداخل مما مكن الجيش اليوناني من دخول المدينة وحرقها وسبي سكانها ، فهل هذا هو  الاحترام الذي تكنّه يا رابي قاشا  للكنيسة الكاثوليكية للكلدان  ولنيافة مار باوي ؟ ولكن الذي فات القس عمانوئيل يوخنا ان النتيجة او النصر النهائي في تشبيهه هذا وكما ذكرنا كان لصالح حصان طروادة ولمستخدميه ، فهل تتوجس يا رابي قاشا بتكرار قصة حصان طروادة مع كنيسة المشرق الاشورية ؟ .
3- اما العبارة  التي يقول فيها ( ... وان يتوقفوا عن استخدام  مار باوي كـ"حصان طروادة " لهم في حرب باطنها هو غير ظاهرها ..  ) فاترك التعليق والملاحظات على من له علم بوجود مثل هكذا حرب ، لأنني لم اسمع يومآ ان الكنيسة الكاثوليكية للكلدان قد دخلت في حرب مع كنيسة المشرق الاشورية او انها كانت طرفآ في النزاع  الدائر بين الكنيسة المذكورة ونيافة مار باوي .
 
4- اغرب ما قرأته في مقال السيد عمانوئيل يوخنا هو حصوله على تطمينات من بعض اصدقاء واقرباء مار باوي بأنهم لن يلتحقوا بالكنيسة الكاثوليكية للكلدان اذا ما قرر نيافته ذلك ! السؤال هو ، هل الانتماء لكنيسة المشرق الاشورية هو انتماء ايماني محض ام انه  تحزب عشائري يرتبط بمواقف الاشخاص ؟
لا شك بأن القناعة الايمانية في أي معتقد او مذهب ديني هي هبة من الرب اولآ ومن ثم تتجسد لتنغرس في قلب المؤمن او المتحول ، ولكن ما فهمناه من محور اتصالات رابي قاشا مع المقربين من نيافة مار باوي هو انها لم تكن من اجل البحث في جوهر التوجهات الايمانية الجديدة لمار باوي وهل تستحق تلك التوجهات للوقوف عندها واتباعها وهل تخدم الوحدة المسيحية ام لا ، لكن وبسبب هواجس الخوف من الانفصال والتصدع الذي قد يحدث في كنيسة المشرق الاشورية  واستكمالآ  لمخطط السيد يوخنا الهادف الى ملاحقة  مار باوي بهدف محاصرته والتضييق عليه من خلال ابعاد او على الاقل تحييد اكبر عدد  يمكن تحييده منه ، بالفعل وبكل زهو وكأنه شعور بالنصر يعلن الاخ عمانوئيل يوخنا انه استطاع ان يضمن موقف ( اهمهم بحسب تعبيره ) وهو السيد سام شلالو وموقف بعض المقربين من مار باوي حيث كتب يقول (حيث اكد السيد شلالوان مناصري واقارب مار باوي لن يلتحقوا معه اذا ما قرر الخروج عن كنيسة المشرق الاشورية والالتحاق بالكنيسة الكلدانية ) .
 ضربة معلم في فن التأليب .
 5- يقتل القتيل ويمشي في جنازته
السيد عمانوئيل يوخنا لم يترك شاردة ولا واردة الا ولصقها بالكنيسة الكاثوليكية سواء  بالكرسي الرسولي في الفاتيكان او بالكنيسة الكاثوليكية للكلدان ولا تفوته بعد ان ينفث كل السموم عليهما ان ينسب ذلك الفعل او الرأي للأكثرية الاثورية لكي يعطي لنفسه دورآ آخر ، حيث وبكل برود ومهارة يعود ويبريء الكنيستين من التهم المنسوبة اليهما ! .
فعلى لسان الاكثرية الاثورية يقول في الجزء السادس ، القسم الاول وتحت فقرة (ما هو دور الكنيسة الكاثوليكية في تمرد مار باوي؟) يقول (كثيرون، ويمكن القول انهم الاكثرية، بين اكليروس وابناء كنيسة المشرق الاشورية يعتقدون ويكادوا يجزمون بأن الكنيسة الكاثوليكية كان لها دور في دفع مار باوي لايصال الامور الى ما وصلت اليه . تبني هذه الاكثرية نظرتها على ان تاريخ الكنيسة الكاثوليكية وتعاملها مع الكنائس المسيحية يقوم على قضم هذه الكنائس كل ما كان الى ذلك سبيلا . وانهم لا يرون اختلافا بين اليوم والامس عندما انشقت الكنيسة الأم والتحق جزئها الاكبر مع الكنيسة الكاثوليكية ، حتى ان هناك من يسمي مار باوي بيوحنا سولاقا الثاني . ويضيفون ان ذلك ليس خاصا بكنيسة المشرق الاشورية بل هي " عادة " و " طبيعة " متأصلة في النهج والعقيدة الكاثوليكية وممارساتها مع جميع الكنائس الرسولية ، ... ) .

يا رابي قاشا ، الى متى تظلمون الحقيقة ولا تريدوا ان تفهموا الكلام ؟
اذا كنت ترى ان ما حدث في منتصف القرن السادس عشر هو قضم و انشقاق فنحن نراه عودة وتصحيح ،  عودة الى حمل اسمنا القومي الكلداني الذي كنا نتسمى به بالاف السنين قبل ان يفرضوا علينا التسمية النسطورية وتصحيحي بالعودة الى الايمان الأول ، الايمان الذي تسلمناه مباشرة من رسل المسيح ،الايمان الكاثوليكي الروماني الذي يقول الرب يسوع  هو الله الذي ظهر في الجسد ، فكيف تسمي نبذ نا للتعليم النسطوري الذي ينكر الوهية المسيح والعودة الى صيغة ايماننا الاول  بأنه قضم وانشقاق ، وهل انشقاق كنيستكم الى المشرق الاشورية والمشرق القديمة ايضآ كان بسبب الكنيسة الكاثوليكية ؟ سؤال بسيط لرابي قاشا ، اذا كنا نحن قد نبذنا التسمية والتعليم النسطوري وعدنا الى صيغة ايماننا الاول في منتصف القرن السادس عشر فهل تخبرني متى تبرءتم انتم من ذلك التعليم ومتى الصقتم التسمية الاشورية بكنيستكم ؟ وبعد حسابك لفرق السنين بين الزمنين اخبرنا بكَم قرن سبقوكم الكلدانيين . 

  اما بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية للكلدان فسبق وان اشرنا كيف اعتبر وايضآ على لسان الاكثرية الاثورية من رعايا كنيسة المشرق الاشورية ان موقف الاب بيكوما عندما فتح ابواب كنيسته لنيافة مار باوي بأنه موقف داعم للتمرد بحسب تعبيره وبالتالي يعتبرون هذا هو موقف الكنيسة الكاثوليكية للكلدان بسبب وجود مرجعية اسقفية للأب بيكوما ! ، حيث نقرأ هذا الاستنتاج في القسم الاول من الجزء السادس وتحت فقرة ( أي من الموقفين يمثل الكنيسة الكلدانية ) وبالنص الاتي ( ... اكثرية مشاهدي المشهدين يميلون الى اعتبار المشهد الاول على انه الاقرب الى موقف المؤسسة الكنسية اعتمادا على حقيقة وجود مرجعية اسقفية للاب بيكوما ، ويمثلها نيافة الاسقف مار ابراهيم ابراهيم في ديترويت ) .

وفي محاولة منه لايجاد دور حتى لو كان خيالي للكنيسة الكاثوليكية للكلدان في قضية مار باوي و تحت التساؤل الذي يقول فيه ( لماذا تقدم الكنيسة الكلدانية دعمها لمار باوي في تمرده على كنيسة المشرق الاشورية ومحاولته شقها ؟ ) نجده  يسترسل في طرح جملة من الشواهد للمواقف الشخصية والتخيلات والاستنتاجات والفرضيات المتخبطة  التي لا تستند على اي دليل مادي او رسمي ولا وجود لها الا في الهواجس والمعاناة التي سببها له مار باوي .

فبعد ان اطلق السيد عمانوئيل يوخنا كل تلك الصليات على الكنيسة الكاثوليكة وباسم الاكثرية  يعود  ليوهمنا بأنه ليس صاحب كل تلك الظنون والاوهام إذ يقول في الجزء السادس : القسم الاول وتحت فقرة ما هو دور الكنيسة الكاثوليكية في تمرد مار باوي ؟ ( ... ولكن ليس في الوقائع ما يبرر تأويلها ( توجهات مار باوي ) على انها خطة ومؤامرة وتدبير من الكنيسة الكاثوليكية . حقيقة الامر انها مواقفه ( مواقف مار باوي ) ورؤيته وخطته هو ، ولا يجوز تحميلها على الكنيسة الكاثوليكية الرومانية او الكلدانية . فعندما يكون الرجل بابويا اكثر من البابا ، فان البابا لا يتحمل التبعات . ) . لا اقول غير ،  سبحانك يا رب .

  6- اما قول السيد يوخنا ( اذا كانت كنيسة المشرق الاشورية قد وظفت قناة الاسرياسات للتعبير عن مواقفها من قضية مار باوي واذا كانت الاسرياسات قد استغلت حاجة كنيسة المشرق اليها فوظفت القناة قضية مار باوي بدوافع موقفها من مسالة التسمية واستغلتها فرصة للتهجم على الكنيسة الكلدانية ورجالاتها ووصفهم بما لا يليق قوله ، فان ذلك ليس مبرر للكنيسة الكلدانية ان توظف مار باوي والشأن الكنسي للانتقام من الاسرياسات ، ...).

 اولآ ، لا احمل اتهام الكنيسة الكاثوليكية للكلدان بهذا الاتهام الافتراضي محمل الجد ، لأنه يفتقد الى الدليل القاطع ، وقوميا من وجهة نظري الخاصة اقول  ان المشكلة ليست في تعامل كنيسة المشرق الاشورية مع الاسرياسات او بغيرها من القنوات المعادية  وانما بكونها وابتداءآ من اعلى سلطة فيها والى اصغر منتمي من رعاياها يحملون  نفس المشاعر والمواقف المعادية التي يحملها القائمون على الاسرياسات تجاه المشاعروالهوية القومية الكلدانية ، والفرق الوحيد بينهما هو كما يصنفهم الاخ الكاتب حبيب تومي بقوله (   إنما هنالك متشددين ومتشددين  جدآ ) . أي النتيجة هي واحدة  لذلك لا غرابة اذا التقيا الطرفين  عندما يكون الهدف هو اهانة ا و استهداف الكلدان والكلدانية .

نقطة اعتراف ، عن نفسي وبكل صراحة قبل قراءتي لنص المقابلة التي اجريت مع نيافة مار باوي كنت انظر الى نيافته بمنظارين :-
 الأول :- ديني وايماني ، فبالاضافة الى كونه اسقف يحمل درغا ( الدرجة ) المقدسة التي تحتم علينا احترامه واكرامه ، كذلك كانت كل ممارساته واتصالاته وخطاباته مفعمة بالمحبة الصادقة وبالكلمات الايمانية التوحيدية المخلصة التي مكنته من ان يبث في قلوب كل المؤمنين التواقين للوحدة والوئام مشاعر الامان والثقة به وبكل خطواته  الجريئة التي لم يكن يبتغي من وراءها غير وحدة المؤمنين ووحدة مذاهبنا ووحدة كنائسنا  المقدسة . 
الثاني :- قوميآ ، لا اخفي عليكم  انني كنت وقبل اطلاعي على المقابلة الاخيرة مع نيافته ، كنت من اشد الحذرين والمتشككين في نوايا مار باوي في مسألة ما يكنه وما يخفيه من نوايا تجاه المشاعر القومية الكلدانية المؤججة في عقول وقلوب الكلدانيين ، كما لا اخفي عليكم انني كنت افكر بأن ثمن التوجهات الوحدوية لمار باوي هي الهوية القومية الكلدانية لذلك كنت انظر الى نيافته في هذه المسألة كما هي نظرتي ليس فقط الى جماعة الاسرياسات والقس عمانوئيل ومرجعياتهم بل و الى كل الاثوريين المتعصبين  الذين يريدون فرض اجندتهم الخاطئة والمشبوهة على الكلدانيين . وللمرة الثالثة لا اخفي عليكم انني وبعد قراءتي للمقابلة المذكورة خرجت بنتيجة جعلتني أصحح بعض من مفاهيمي وان اغير نظرتي السلبية تلك تجاه نوايا والمواقف الشخصية  لمار باوي من المسألة القومية الكلدانية رغم ان مؤازريه لا زالوا في نفس المستنقع الذي تنتهي اليه جميع الافكارالشوفينية المعادية للمشاعر القومية الكلدانية  .

والآن اتمنى من الاخ عمانوئيل يوخنا بأن يسع صدره لملاحظاتي هذه كما ادعوه ان يعيد قراءة سلسة مقالاته تلك ، وانني على يقين اذا استطاع ان يتجرد من عواطفه ومن تعصبه القومي الشديد بأنه سوف يلجأ على اعادة تنقيح ما كتبه في تلك المقالات إن لم يلجأ على الغاءها تمامآ ، فهل يستطيع ان يسجل نقطة اعتراف كما سجلتها انا ؟ .


منصور توما ياقو
7/Dec/2006

 
 

81
 


رغم ان الحديث عن الحكم الذاتي للمسيحيين العراقيين من الكلدان والاثوريين والسريان في الآونة الأخيرة اصبح منتشرآ ومتداولآ في كل الأماكن وعلى كل الألسن ، فمنهم مع المشروع ومنهم ضده ومنهم حائرآ وآخر لا مبال ، ولا محال ان كل هذه التصنيفات في تعدد الآراء والاتجاهات حول هذه القضية هي سنة الحياة بل وتعتبر  ظاهرة حضارية لإثراء الوعي العام لأبناء شعبنا،  الا ان ما يثير الدهشة والانتباه هي تلك الفئة المؤيدة للمشروع بكامل علاته و التي تنظر الى القضية وكأنها أمر محسوم وجاهز ولا يعوزه سوى انضمام بقية الاحزاب والتنظيمات والافراد الذين لا زالوا  يتوخون الحذر وتأمين  ظروف مواتية في مناخ آمن لعموم ابناء شعبنا المسيحي ، ولا اقصد هنا التريث السلبي اي الانتظار الى ان تتدخل السماء لتقودنا او لتحقق مطالبنا ، بل التريث المصحوب بالبحث ودراسة كافة الشروط والمقومات والاحتمالات القائمة لكي تكتمل الصورة من كل جوانبها ، لأننا نريد ان تكون مطالبنا وخطواتنا مبنية على اسس صحيحة ومقبولة من جميع الاطراف المؤثرة في الموضوع ، اما اذا استمرينا في الاندفاع الغير مدروس والغير محسوب عواقبه  كما نراه اليوم عند البعض من ابناء شعبنا ، فبكل  اسف وحزن اقول ما لا اتمناه ولا استطيع تخيله هو انني اشعر وكأنني اشم رائحة احداث سميل التي جرت في 1933 واحداث صوريا التي جرت في  1969 تفوح من سهل نينوى .

لست هنا بصدد مهاجمة الاخوة المندفعين عن حسن نية للدفاع عن فكرة المطالبة بمنطقة الحكم الذاتي للمسيحيين العراقيين من الكلدان والاثوريين والسريان بقدر ابداء بعض التحفظات والملاحظات حول طريقة تسويق الفكرة وطريقة قيادة الحملة الدعائية للتأثير على الرأي العام المسيحي ومنها :-
1- من ضمن المقولات التي تساق للترويج للحكم الذاتي المقترح القول (كي لا يفوتنا القطار ونتخلف عن الركب ) و ( الفرصة لن تتكرر ) الخ من العبارات التحذيرية من مغبة عدم الاسراع و الاصطفاف خلف المؤيدين والمندفعين من غير قيد او شرط  وراء المشروع ، قبل الرد على هكذا مقولات نقول ، انه  لا يمكن ان تستمر ظروف العراق الحالية الى ما لا نهاية ، اذ لا بد وان  يستقر العراق على احد الاحتمالين التاليين :-
اولآ :- ان يستقر على اسس الدولة الديمقراطية التي ترتكز على سيادة القانون الذي يضمن الأمن والحقوق واحترام تطبيق الدستور الذي يضمن انشاء اقاليم فيدرالية او منح ادارة ذاتية للمناطق ذات الاغلبية الاثنية ، وفي هذه الحالة لا نخاف اذا فاتنا هذا القطار لأنه في ظل الديمقراطية وسيادة القانون  سيكون هناك وفي كل يوم قطار وفرصة  جديدة للعمل والمطالبة بحقوقنا المشروعة بل  سيكون بمقدورنا ترتيب امورنا وشروطنا بطريقة أأمن وافضل من الظروف الاستثنائية الطارئة التي يمر بها العراق اليوم ، بصراحة لا اعرف كيف نتأمل تحقيق شيء في هذه المرحلة ، واذا ما تحقق في هكذا ظروف مَن  سيضمن استمراريته وحمايته لنا مستقبلآ ؟.

ثانيآ :- او ان ينتهي العراق  الى حكم  دكتاتوري  شمولي فاشي وهذا بالتالي سيؤدي الى انهيار كل شيء ومن ضمنها منطقة الحكم الذاتي المقترح بالاضافة الى ما قد تفرزه اندفاعاتنا السابقة وانعكاساتها السلبية بشكل او بآخر على ابناء شعبنا ، لأن الحكم الذاتي لحد ذاته ليس ضمانآ كافيآ لحماية الشعب والمنجزات ، إذ لا ننسى ان المقابر الجماعية وحملة الانفال السيئة الصيت واستخدام الاسلحة الكيمياوية ضد الشعب وتدمير اكثر من 4500 قرية كردية وكلدانية وآثورية  وكل الكوارث والمآسي التي حلت بالاكراد انما حدثت بعد منحهم حكمآ ذاتيآ بموجب قانون الحكم الذاتي لسنة 1974 والصادر على ضوء بيان 11 / اذار / 1970 ومع ذلك فان القانون المذكور لم يحميهم من كل تلك المآسي .
 
اذن يمكننا ان نتغنى للحكم الذاتي وربما لأبعد من الحكم الذاتي فقط عندما تكون هناك ارضية قانونية ودستورية وسياسية واجتماعية مقبولة من جميع الاطراف وخاصة من القطبين الرئيسيين الاكراد والعرب وأي تجاهل لهذا القطب او ذاك هو بداية الانحراف نحو الفشل الاكيد ، وهذا الذي نراه خلال الحملة الحالية .

  من المعتقد  لدى الجميع ان الحكومة الكوردستانية هي التي تقف وراء تبني الفكرة الرائعة و الجريئة  التي انتزعت زمام المبادرة من قادتنا في منح الكلدان والسريان والاشوريين منطقة الحكم الذاتي في سهل نينوى والحاق هذه المنطقة بأقليم كوردستان ، كما اعتقد ان الحكومة الكوردستانية لم تذهب الى ابعد من هذا الطرح السياسي المنطقي والمتفائل ولكن الذي نلاحظه هذه الايام ان هذا المشروع قد حبل بمشاكل وهموم بحيث جعلوا من هذا المشروع الانساني مشروعآ مشوهآ ان لم يكن عدائيآ لكل من الكلدان والسريان والاثوريين بالاضافة الى القطب الرئيسي الآخر أي العرب والغريب ان من سبّب هذا التشويه هي نفس تلك الفئة المكلفة لتبني هذا المشروع ، وبدلآ من لوم هذا البعض وتحميله مسؤولية افساد هذه المبادرة من خلال زج اجندتهم الخاصة والضيقة في داخل هذا المشروع ، نجد  وللأسف الشديد  ان بعض الاخوة يلقون  تبعية أي حدث او كلام على الاخوة الاكراد لكونهم اصحاب ووراء الفكرة كما يعتقد، ومن اهم  التشويهات التي اصابت هذه المبادرة :-

1-  ربط مشروع منح الحكم الذاتي باجندات  مزاجية خاصة لا علاقة لها بالفكرة الرئيسية فمثلآ ان المسيحيين المعنيين بهذه المبادرة هم الكلدانيين والسريان والآثوريين  وكل فئة من هذه الكيانات الثلاثة تعتبر اسمها تسمية قومية لها وبالتالي فهي تعتز ومتمسكة باسمها حتى الرمق الأخير ، اما ان يأتي البعض الاقلية ويلغي الهويات والخصوصيات  ويدمج الكيانات في تسمية مُرّكَبَة طويلة وليس مَرٌكَبَة طويلة التي نقرأهاعلى الشاحنات الطويلة رغم توافق المعنى والقصد ، ان يأتي هذا البعض بتسمية تأخذ نصف سطر في الطول  ويفرضها على تلك الكيانات بل  ويجعل تبنيها شرطآ وحيدآ  لمنح الحكم الذاتي، عند ذلك يكون من الطبيعي ان يتنافر او يقف معظم الكلدانيين والسريان والاثوريين  بالضد من هكذا مشروع لأن حال معظمهم يقول اذا كانوا الاخوة الاكراد ومن خلال وكلائهم قد الغوا اليوم تسمياتنا القومية فمن السهولة عليهم بعد انضمامنا او الحاقنا بالأقليم ان يفرغوا قانون الحكم الذاتي من معناه ومن مضمونه بتأويلات وضوابط تعجيزية ، بصراحة انا لا اعتقد ان الاخوة الاكراد وخاصة في الحلقات العليا من قيادتهم  لهم علاقة او معرفة بهذا التشويه الذي يهدد بافشال مبادرتهم هذه ، لأنهم على دراية تامة بأن كل فئة مسيحية سواء كانت كلدانية او سريانية او آثورية غير مستعدة اطلاقآ للتنازل عن اسمها الذي  ترى فيه تاريخها وعنوان كرامتها ووجودها ، لذلك نتمنى من هذه القيادة وكما هو عهدنا بها دائمآ ان تدرك الأمر قبل فوات الاوان بأن تحافظ على التسميات التاريخية كما وردتنا في المراحل التاريخية المتعاقبة من غير دمج او اضافة او تقليص او حذف او تشويه  في كل او في جزء من تلك التسميات التاريخية ، فنضع هذه القيادة الحكيمة امام هذا الارث التاريخي الذي هو ملكهم كما هو ملك كل  اصيل يهمه التاريخ الانساني والحضاري الذي تركه لنا اجدادنا .

 2-  استعجال المراحل ، فحال اعلان السيد سركيس اغاجان مطالبته منح الكلدان والسريان والاشوريين بمنطقة الحكم الذاتي في سهل نينوى نجد بعض الاحزاب والافراد وحتى بعض رجال الدين قد استلوا سيوفهم وخناجرهم ليطعنوا كل من يغرد  خارج سربهم المندفع بقوة الصاروخ للدفاع عن الحكم الذاتي المقترح ! ، وكأن بمجرد الاعلان عن هذه المبادرة  نكون قد نلنا كامل حقوقنا ومن ضمنها الاقرار الذي يخولنا بممارسة الادارة الذاتية في منطقة سهل نينوى ولم يبقى امامنا سوى اجراء الاستفتاء لكي نقرر او نحدد مصير ارتباط هذه المنطقة سواء بإلحاقها باقليم كوردستان او بغيره ، لذلك نجد هذا البعض يطالبنا للاسراع على الغاء تسميتنا القومية التاريخية وتلبيسنا بدلآ منها الوصفة او التركيبة الجديدة وكذلك يوصينا للاستفتاء بنعم لإنضمام  المنطقة الى اقليم كوردستان واخيرآ يطالبوننا بالهرولة وراء المهرولين من غير ان نسأل او نتسائل عن أي شيء . لقد اعتقد هذا البعض ان قضية منح الحكم الذاتي هي حصرآ بين الاخوة الاكراد والمسيحيين متناسين وجود مواقف وردود افعال مختلفة لأقوام اخرى ، متناسين ان هناك مركز اسمه بغداد وبيده كل المفاتيح ، متناسين ان منطقة السهل هي خاضعة اداريآ لمحافظة اسمها نينوى ولا يمكن تجاوزها او سلخها منهم الا بالحكمة والقانون، متناسين اهمية التفكير والتنسيق مع كل تلك المراكز قبل ان نكتوي نتيجة الاندفاعات العشوائية  ، متناسين ان عملية لصق الاسماء مع بعضها البعض لصنع تسمية خاصة بنا هي اهانة لنا وهي عملية فاشلة لا تخدم هذه المبادرة بل ستكون السبب الرئيسي في رفضها .

3- كم كان رائعآ لو عرفنا كيف نستثمر الحدث ، فبدلآ من الانغماس في مشاكل التسمية كان علينا ان نبحث في الحقوق والضمانات ، وبدلآ من كشف كل اوراقنا مرة واحدة بحيث لم يعد هناك شيء غير مخترق كان علينا ان نتعلم كيف ان نكتسب المزيد من الحقوق ومما يرفع من شأننا بين كل الاطراف التي تهمها هذا الامر ، وبدلآ من ان نتبع قطبآ واحدآ او ان  نضع كل شيء نمتلكه في كفة واحدة كان علينا ان نحث القطب الآخر ( العرب ) والملل الاخرى على دخول حلبة المنافسة لانتزاع المزيد من المكاسب والاصدقاء لابناء شعبنا ، وبدلآ من ان نرضى وبهذه السهولة  في ادارة ذاتية في بعض الشؤون في سهل نينوى كان علينا ان نثبت للجميع بأننا السكان الاصليين و الورثة الحقيقيين ليس فقط على سهل نينوى وانما على عموم بلاد الرافدين ، فكيف يطالبوننا بالموافقة على المشروع من غير ان يفهموننا ما هي ملامحه الحقيقية ، فهل هو خاص للكلدانيين والاثوريين والسريان الساكنين الدائميين في سهل نينوى كما يوحي العنوان  ، أم ان هذا السهل سيتحول الى غوانتانامو لجميع المسيحيين العراقيين من الكلدان والاثوريين والسريان كما دلت على ذلك  المذكرة التي وقعتها الاحزاب الخمسة ، الحزب الوطني الاشوري ومنظمة كلدواشور للحزب الشيوعي الكردستاني والمنبر الديمقراطي وجمعية الثقافة الكلدانية وحزب بيت نهرين الديمقراطي الاشوري .
والا ما علاقة المسيحيين الذين يعيشون خارج منطقة سهل نينوى بالسهل ، وما معنى العنوان الذي قرأناه عندما نشرت المذكرة المذكورة في عينكاوا دوت كوم  ( المسيحيون في كردستان العراق يطالبون بحكم ذاتي وحقوق قومية ) ، بحكم ذاتي اين ؟؟؟ ولكي نزيل الضبابية من هذا العنوان فانه يعني ( المسيحيون في كردستان يطالبون بحكم ذاتي في سهل نينوى ) فهل هذا يعني ان الموقعين على المذكرة قد وقعوا على شرعية ترحيل كل المسيحيين الذين يعيشون في كردستان من خارج منطقة الحكم الذاتي الى سهل نينوى وهذا سيعطي عذرآ لكل المناطق العراقية الاخرى لترحيل ما تبقى من المسيحيين الى غوانتانامو نينوى ؟ اليس تصريح السيد سعيد شامايا يدخل ضمن هذه المخاوف والشكوك عندما يقول (ان مطالبة المسيحيين بـ«كيان ذاتي لهم لا يعني الانسلاخ عن العراق، فالمسيحيون وقواهم السياسية يحلمون بنيل حقوقهم منذ عقود طويلة ). فأي مسيحيين يقصد ، هل مسيحيي السهل فقط أم مسيحيي عموم كردستان او مسيحيي عموم العراق ؟؟؟ ولا اعتقد ان هناك خطأ في فهمي بأن عبارة ( ب كيان ذاتي لهم ) التي وردت في تصريح السيد سعيد شامايا تعني ( ب كيان ذاتي لهم في منطقة سهل نينوى ) ، فلأي من المسيحيين سيكون هذا الكيان المقصود في التصريح المذكور ؟
ادناه رابط الخبر
  http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,64115.0.html


فعلآ انهم يتخبطون ، بل انهم يلعبون بالنار وعليهم ان يدركوا ان التسميات التاريخية المتعاقبة وان مصير وتاريخ وحضارة الكلدانيين والاشوريين والسريان هي اكبر بكثير من قرار يتخذه خمسة اشخاص يمثلون خمسة احزاب ربما عدد اعضاء بعضها لا يتجاوز بضع عشرات ، وعليهم ان يدركوا  ان حجم هذه المسؤولية سيكون بحجم المعاناة التي قد نعانيها مستقبلآ ، وعليهم ان يدركوا انهم بهذا الانفراد وضربهم عرض الحائط لخصوصية التسميات التاريخية قد حكموا بأنفسهم قبل غيرهم على هذه المبادرة بالفشل الأكيد اذا استمروا في مخططاتهم هذه .

نعم اؤكد ان مشروع منح الكلدانيين والاثوريين والسريان بمنطقة حكم ذاتي في سهل نينوى كانت مبادرة كردية جريئة ورائعة ولها مبرراتها ، لكن وللأسف لقد فشلوا الوكلاء المسيحيين المعينين عليها في استيعابها وحتى في فهمها كذلك فشلوا في تقديمها لكل مكونات الشعب المسيحي من الكلدانيين والاثوريين والسريان بحيث لا تمس ثوابتهم الاساسية والجوهرية ولا تجرح مشاعرهم واختياراتهم المبنية على معتقداتهم التاريخية ، على العكس فهؤلاء  الوكلاء قد طوعوا هذه المبادرة لخدمة مصالحهم الشخصية والمذهبية والحزبية بعيدآ عن مصير وتطلعات الشعب المسيحي ، وايضآ قد استغلوا بل وقد حولوا هذه المبادرة الى المزايدات البائسة في استفزاز ومشاكسة معارضيهم ومخالفيهم في النظرة الى الخيارات والى المعتقدات القومية للآخرين ، الشيء الوحيد الذي انا متأكد منه هو ان هؤلاء الوكلاء لا يهمهم اذا ما جعلوا  من مبادرة الحكم الذاتي ضحية ممارساتهم الخاطئة ، كما لا يهمهم اذا ما تحولت منطقة سهل نينوى الى سجن غوانتانامو للمسيحيين العراقيين  ، المهم ان يطمئنوا على مصالحهم الشخصية وكبرياءهم الحزبي الفارغ .


منصور توما ياقو
 2006-11-15
 


82
 

يسرّني أن انتهز مناسبة اختتام المؤتمر القومي الأول لحزبكم الكبير ، ان ارفع لسيادتكم ومن خلالكم الى جميع اعضاء ومناصري واصدقاء حزبكم  أسمى معاني الحب والتقدير واجمل التبريكات والتهاني القلبية على النجاح الكبير الذي حققه حزب امتنا الكلدانية  حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني في هذا المؤتمر الهام .

كم كان اختياركم لمدينة دهوك ( نوهدرا ) اختيارآ  موفقآ وحكيمآ  لاستضافة اعمال مؤتمركم هذا ، وكم كان رائعآ المنهج الديمقراطي والحضاري  في طريقة  انتخاب الامين العام واعضاء اللجنة المركزية لحزبكم الموقر ، اما بالنسبة للمقررات والنتائج التي خرج بها المؤتمر ، عمومآ كانت منسجمة ومعبّرة عن التوجه العام لأبناء امتنا الكلدانية  ، وخير فعلتم عندما اوضحتم لكل ذي بصيرة وعقل ان حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني كان من السبّاقين في الدعوة على وحدة كافة مكونات ابناء امتنا من الكلدانيين والآثوريين والسريان في وحدة حقيقة قائمة على الاعتراف الكامل ببعضهم البعض ، بعيدآ عن تلك الوحدة الاحتوائية التي يحاول البعض فرضها على الكلدانيين بوسائل الخداع والزيف وشراء الذمم التي لا ترتقي الى مرتبة الاخوة ولا تدنو من كوننا ابناء امة واحدة .

وكما توقعنا ان اعمال الحكمة وتحكيم العقل والنظرة الواقعية للأمور كانت هي الصبغة التي طغت على النتائج والتوصيات التي خرج بها مؤتمركم الموقر ، وخاصة دعوتكم على اعتماد منطق العقل ومنطق المصالح القومية العليا والشراكة الحرة الكاملة  لعموم مكونات ابناء امتنا في تبني القرارات المهمة كقرار المطالبة بمنطقة الحكم الذاتي لابناء امتنا من الكلدانيين والسريان والاثوريين في سهل نينوى وفي مسألة ربط السهل المذكور باقليم كوردستان بالاضافة الى الدعوات  على الغاء التسمية القومية الكلدانية من الدستور واستحداث تسمية قوزقزحية مركبة ثلاثية بدلآ منها ، فمنذ ان اثيرت هذه المسائل من قبل  السيد سركيس اغاجان وزير مالية اقليم كوردستان  لوحظ اطلاق حملة  لتسخير كل الاجهزة والامكانات البشرية والمادية  وخاصة قناة عشتار الفضائية على تعبئة الشارع الكلداني والسرياني والاثوري وتحريكه باتجاه اقناعه للموافقة العمياء على المشروع  المذكور ، نحن لسنا ضد اقامة اي كيان لأبناء امتنا سواء كان في اقامة منطقة الحكم الذاتي او الاقليم الفدرالي الاتحادي وسواء انضم هذا الكيان الى اقليم كوردستان او مع المركز ولكن الذي لا نقبله مطلقآ وبالتأكيد سنصوت بالضد من أي مشروع او قرار يمس هويتنا الكلدانية كتسمية قومية وتاريخية وحيدة للكلدانيين لذلك نرفض أي  تلصيق لأي من التسميات الاخرى بها مع احترامنا لكل التسميات .

الاوقات الصعبة والحرجة هي التي تغربل مواقف الرجال لتميز الاصيل من المزيف والمبدئي الثابت من المتذبذب الذي ينسلخ من هويته ومن امته بمجرد لقاء مهيب او لمجرد حديث  مع مسؤول ، اما انتم فكنتم نعم الرجال اذ ابيتم في مؤتمركم هذا الا ان تلتزموا اسمكم الكلداني كعنوان وحيد لهويتكم القومية ، رافضين كل الاختراعات وصناعة التسميات سواء المركبة الثنائية منها ( كلدواشور )  او المركبة الثلاثية ( الكلداني الاشوري السرياني) لأنها تشكيلات وتسميات غريبة على التاريخ ، غريبة على الكلدانيين ، غريبة على الاثوريين ، غريبة على السريان ، غريبة على العراقيين ، ثقيلة النطق ، ركيكة المبنى ولايوجد شخص واحد  يؤمن بكونها تسمية قومية اذ انها مصممة لخلط الاوراق واضاعة الحقائق ولتشويه وطمس الهوية الكلدانية  على اعتبار ان الكلدانيين هم اضعف من ان يدافعوا عن كيانهم وعن تاريخهم وعن هويتهم القومية لذلك نجد حتى صغار الصغار يحاولون التطاول على الكلدانيين ، ولكن هيهات لهم فأمتنا الكلدانية لها من الابناء ومن التاريخ العريق الممتد بعمق التاريخ نفسه ما يمكنها من رد كيد كل عابث صغير .

لا اريد ان اطيل اكثر ولكن اريد ان ادعوكم للوقوف على حقيقة  موقف النخبة القيادية المثقفة ممن يطبلون ويزمرون لدرج التسمية المركبة الثلاثية ( الكلداني الاشوري السرياني ) في الدستور ، فمثلآ على صفحات موقعنا العزيز عينكاوا دوت كوم وتحت عنوان ( لقاء عينكاوا كوم مع ممثلة حزب الوطني الاشوري المحامية ماري بيت شموئيل ) وفي سؤال وجهه لها الاخ كلدو أوغنا مندوب مكتب عينكاوا دوت كوم في عينكاوا والذي نصه هو ( س 2 / تطالبون بتغيير التسمية الى ( كلداني آشوري سرياني ) ونلاحظ ورود الآشوري في خطاباتكم فقط كيف تفسرين ذلك ؟؟
اجابت (ليس في ذلك من تناقض، والحزب حدد وبوضوح موقفه من هذه المسالة منذ عدة سنوات تعود الى ما قبل تحرير العراق . 
 الحزب يؤمن بان التسمية القومية التاريخية الصحيحة لشعبنا هي التسمية الاشورية ولذلك فهو يتبناها ويستخدمها في تسميته ...) وبعد اسطر تضيف قائلة (من هنا فان الحزب يرى ان تعددية التسميات لا تعني ابدا
 تعددية الهويات القومية لشعبنا الذي كان وما زال وسيبقى واحدا موحدا ...) ثم تضيف قائلة ( ...  كما ان الحزب لا يرى في تعددية التسمية عائقا امام وحدة الموقف والعمل والجهد
والحقوق والطموح، لذلك يدعو الى اعتماد التسمية الشاملة في الدستور دون ان يعني ذلك دعوة الى اعادة تسمية الشعب ومؤسساته. فالمؤسسة التي تحمل التسمية الاشورية تبقى تستخدم تسميتها وكذلك الكلدانية والسريانية لان الحزب يؤمن ان كل تسمية تساوي وتحوي وتعبر عن الاخرى . ) انتهى الاقتباس
 
إذن ممثلة حزب الوطني الاشوري المحامية ماري بيت شموئيل تطالب بدرج تسمية ( كلداني آشوري سرياني ) في الدستور ولكنها في ذات الوقت لا تعترف بتعددية الهويات القومية للتسميات الثلاثة والادهى من ذلك انها ترجعنا الى المربع الاول بقولها ( الحزب ( حزبها) يؤمن بأن التسمية القومية التاريخية الصحيحة لشعبنا هي التسمية الاشورية ولذلك فهو يتبناها ويستخدمها في تسميته ...). هذه هي الوحدة التي تطبل لها الاحزاب الاشورية ، وحدة الاحتواء والالغاء ، وحدة الأنا والانانية الشوفينية ، لكن وعلى نفس المنوال نستطيع القول ، أنه من حق الاحزاب الكلدانية بعد هذا الطرح والفكر الاشوري ان تنحى  نفس المنحى و تقتبس نفس كلمات ممثلة حزب الوطني الاشوري  وتقول ( الاحزاب ( الكلدانية ) تؤمن بأن التسمية القومية التاريخية الصحيحة لشعبنا هي التسمية الكلدانية ولذلك فهي تتبناها وتستخدمها في تسميتها ...) والحال نفسه ينطبق مع الاحزاب والتنظيمات السريانية ، إذن الشيء الوحيد الذي بدا واضحآ لنا من كلام دعاة الوحدة المزعومة هو ان التسمية المركبة الثلاثية ( كلداني آشوري سرياني ) التي يحاولون درجها في الدستور هي تسمية ملء الفراغ الدستوري فقط ، يعني تسمية تصريف الأعمال وتجنب الاحراج امام الاخرين ،  وبعد سد هذا الفراغ ستعود حليمة الى عادتها القديمة ونعود الى حربنا الازلية حرب التسميات المقدسة .

 استحلفكم برب العالمين ، هل هناك ضحك على النفس وعلى الاخرين وعلى مشرعي الدستورين ، العراقي والكوردستاني اكبر من محاولة البعض على اهمال تسمية (الكلدان ) من الدستورين المذكورين ، هذه التسمية التي لها مدلول قومي وعرقي لشعب اصيل عاش في بلاد وادي الرافدين منذ الاف السنين ليحلوا محلها تسمية غريبة ركيكة مركبة على طريقة اللصق بعيدآ عن منطق التاريخ وعن المنطق العقلاني ؟ .
اداه رابط لقاء عينكاوا دوت كوم مع المحامية ماري بيت شموئيل ، عضو المكتب السياسي لأتراناي
 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,61594.0.html

تهانينا والف مبروك للأخ ابلحد افرام ساوا لإنتخابه امينآ عامآ لحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني
تهانينا والف مبروك للأخ شابو يوسف لإنتخابه نائبآ لأمين عام حزب الاتحاد الديمقراطي االكلداني
تهانينا والف مبروك لجميع الاعضاء والاعضاء الاحتياط للجنة المركزية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني

ابناء امتنا الكلدانية اختاروكم لتمثلوهم في كل المحافل ، فنعم الاختيار وشتان بين رجال من أمتي الكلدانية عاهدوا وصدقوا من امثالكم  وبين ممن انكر اصله الكلداني وارتضى ان يكون تابعآ ذيليآ للآخرين ينظر اليه كأتباع من الدرجة الثانية هذه هي حقيقته سواء حس بذلك أم لا .
 
وايضآ تهانينا والف مبروك لأبناء امتنا الكلدانية ولكل مناصري واصدقاء حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني لإنتخاب هذه النخبة الفاضلة من الاخوة والاخوات ليتقدموا ويتحملوا مسؤولياتهم الوطنية والقومية  بنفس المستوى من الشجاعة والعطاء والمبدئية القومية الثابتة ، نسأل الرب ان يحفظهم وان يوفقهم ويسدد خطاهم لخدمة وطننا وتاريخنا وامتنا الكلدانية بكل تسمياتهم .

عاشت امتنا الكلدانية

منصور توما ياقو
31/Oct/2006
 
 

83
 

كثر في الآونة الاخيرة التركيز على المطالبة بمنح الحكم الذاتي لأبناء شعبنا من الكلدان والسريان والآثوريين في سهل نينوى ،  صحيح ان الحصول على الحقوق القومية والسياسية والثقافية والانسانية وسائر الحقوق المدنية والسيادية  من خلال عملية التغيير الديمقراطي في ظل الدستورين ، الدستور العراقي الجديد ودستور اقليم كوردستان ( قد ) واعيد القول قد يصبح امرآ ممكنآ ، ومثل هذا الانجاز الشرعي والتاريخي هو ديدنا وهدفنا الرئيسي والاساسي الذي نسعى الى تحقيقه ، ولكن يجب ان ننظر الى هذا الموضوع بكثير من الحذر والدقة ، علينا ان نتطلع الى ما سيؤول اليه الحال في المستقبل ، فبقدر ما لهذا الطرح من اشباع للعواطف و تحقيق لرغبات و اماني ابناء شعبنا كذلك له مخاطره وحساسياته والويل لنا اذا انزلقنا في الاتجاه الخاطيء .

انا لست متشائمآ بل مع كل انجاز يحققه شعبنا العظيم ،  ولكني اشعر بأنه يجب علينا ان ننظر الى الأمر من كل زواياه ، خاصة نحن لا نمتلك إلا التاريخ والدعوات والامنيات الطيبة اما ادوات العصر التي تحمي الحقوق والكيانات تكاد تكون معدومة ، لذلك يجب ان تكون خطواتنا محسوبة بكل دقة  لأننا كمن يسير في ليلة ظلمة في وسط حقول الالغام .

من هذا المنطلق سوف اشير الى بعض الامور التي ارى انها مهمة من وجهة نظري الخاصة وربما ستساهم في اغناء الموضوع ولو قليلآ  ومنها :-

1- نحن نعرف ان الجزء الاعظم  ان لم تكن جميع  جغرافية سهل نينوى الذي يتواجد فيه ابناء شعبنا يقع ضمن الحدود الادارية لمحافظة نينوى ، ومن المعلوم ان هذه المحافظة غير خاضعة لأقليم كوردستان وبالنتيجة هي خارج سلطة الاقليم ، ألا ترون معي ان الاندفاع المتسارع و المبالغ فيه قبل ان تتجلى الامور والظروف خاصة هناك نية اوعلى الاقل امل للقيادة الكوردية على ضم للأقليم الكوردي  ما هو اكثر من مساحة سهل نينوى اذا ما جرى استفتاء شعبي وجاءت النتيجة في عموم او في اجزاء من المحافظة لصالح الانضمام الى الاقليم الكوردستاني ، فإلى حين ممارسة ذلك الخيار الديمقراطي يجب علينا الحذر وعدم الاندفاع وراء العواطف والاعلام لأنه من  الممكن جدآ في  وسط هذا البحر المتلاطم من الاحداث في العراق ان لا تأتي الرياح كما نشتهي نحن ، فماذا يكون عندها موقفنا امام من لهم الحكم و السلطة من اخواننا العرب ؟ .

2-  اذا كانت كل الشروط والمسوغات القانونية والدستورية والاثنية والتاريخية والسياسية  متوفرة ومستوفية لشروط اقامة منطقة الحكم الذاتي لأبناء شعبنا في منطقة سهل نينوى ، ألا تعتقدون بتوفر المسوغات الكافية والشروط اللازمة لإقامة منطقة او مناطق الحكم الذاتي لأبناء شعبنا في اجزاء اخرى داخل الأقليم  الكوردستاني مثل صبنا وبرواري بالا ومنطقة فيشخابور او أية مناطق أخرى يمكن ربطها مع منطقة سهل نينوى لتكون بمجملها وحدة ادارية واحدة خاضعة لقانون الحكم الذاتي الخاص بأبناء شعبنا ، علمآ ان هذا الامر لا يواجه مشاكل في القرار او في التنفيذ لأن تلك المناطق هي اصلآ واقعة ضمن اراضي الأقليم الكوردستاني و هي خاضعة لسلطة حكومة الأقليم التي تدعم اقامة منطقة الحكم الذاتي لأبناء شعبنا في سهل نينوى اذا ما قرروا الانضمام الى الاقليم الكوردي . واستطيع ان اذهب الى ابعد من المطالبة بمنطقة الحكم الذاتي لأبناء شعبنا واقول أن ما يمتلكه شعبنا من رصيد تاريخي كبير وعريق ومن كل ما تقدم من الشروط والمسوغات اللازمة ، فهي اكثر من كافية  لأبناء شعبنا لكي يطالبوا بإقامة  اقليم اتحادي فدرالي ضمن او داخل اقليم كوردستان ، ولا يحتاج هذا الامر سوى توفر الارادة الحقيقية لحكومة الأقليم وتعديل المادة الثالثة في مشروع دستور اقليم كوردستان التي تمنع ذلك والتي تنص على الآتي ( لا يجوز تأسيس أقليم جديد داخل حدود أقليم كوردستان – العراق ) .

3- لقد قيل وكتب الكثير عن هذا الموضوع ولكن لحد الآن لم نرى أية خارطة تبين فيها الحدود الجغرافية لمنطقة الحكم الذاتي المقترح انشاؤها ، واعتقد ان هذا الأمر هو في غاية الاهمية ، لأنه من غير المعقول ان نربط مصير شعبنا في قضية غير واضحة المعالم ، والمنطق يقول ان لكل دولة او اقليم او منطقة جغرافيتها وحدودها الادارية والسياسية ، ونحن عن أية جغرافية او عن أي حدود نقصد عندما نتكلم عن منطقة الحكم الذاتي لأبناء شعبنا ؟ بصراحة اراها قضية ملغومة ان لم تعالج سلفآ وبالشكل المرضي والصحيح .
 
 4- لا شك ان الاقليم الكوردستاني يعيش افضل حالاته الديمقراطية ، حيث هناك برلمان منتخب وحكومة منتخبة ومشروع كتابة دستور الاقليم ، واستطيع ان اجزم بأن كل الحقوق الانسانية متاحة ومصانة في الاقليم   ومن هذه الحقوق إتاحة حق الانتخاب والترشيح لكل مواطني الاقليم ، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الحق ، هل سيعتبر اقليم كوردستان دائرة انتخابية واحدة بالنسبة لأبناء شعبنا في أي انتخابات قادمة ؟وهذا الذي ارجوه  أم سيعمل على جعل منطقة الحكم الذاتي المقامة في سهل نينوى  كدائرة انتخابية مستقلة وبالتالي سيقسم ابناء شعبنا الى : -
أ- ابناء شعبنا في اقليم كوردستان من داخل منطقة الحكم الذاتي
ب- ابناء شعبنا في اقليم كوردستان من خارج منطقة الحكم الذاتي
ج- ابناء شعبنا في العراق من خارج اقليم كوردستان
د- ابناء شعبنا في المهجر

5- قناة عشتار الفضائية ، بغض النظر عن رأينا في هذه القناة الا ان الملاحظ على ما تبثه هذه القناة بخصوص موضوع الحكم الذاتي لا يتجاوز بث بين حين وآخر بعض الشعارات المؤيدة لتلك الفكرة  وايضآ حرصها الشديد على اخذ آراء لأشخاص ذات اتجاه واحد ، أي فقط الذين يشاركونهم في الرأي والتوجه ، وهذا في حد ذاته ليس خطأ  او انتقاصآ من الاخوة المشرفين على سياسة القناة ، لكن وبنفس الوقت لا يمكن ان نعتبرها في هذه الحالة بأنها فضائية مستقلة  اوانها مهتمة بنقل كل الآراء والتعليقات والمواقف المختلفة وحتى المتضادة مع بعضها البعض ، علمآ بأنه  لولا تفاعل الآراء والافكار المختلفة  لما تطورت العلوم و الشعوب الى الحد الذي نعيشه ونراه اليوم ، فنتمنى من هذه القناة ان  ترتقي الى مستوى الفضائيات العالمية التي لا تترك خبر او قضية الا ان تقتله مناقشة و بحثآ ومن كل جوانبه ، اما ان تستمر في نهجها الحالي بالاقتصار فقط على رأي احادي محدد  فلا يكون حالها افضل من المقاتل العجوز والمسلوب من عدته وهو في ارض المعركة او ستظهر وكأنها مقيدة ، متحزبة  وليست الا مجرد اداة  لتنفذ  الاملاءات التي تأتيها من مرجعها الاعلى .

واؤكد ثانية  انا و 100% مع كل مطلب او انجاز يتحقق لشعبنا العريق ، مع اقامة منطقة الحكم الذاتي الحقيقي ، مع اقامة اقليم فيدرالي اتحادي ، مع الانضمام الى الاقليم الكوردستاني اذا كان ذلك متيسرآ وممكنآ واذا كانت هي ارادة ابناء شعبنا الحرة ، مع الارتباط بالمركز اذا كانت مصلحة ابناء شعبنا تتطلب ذلك ، اينما تكون مصلحة ابناء شعبنا نحن هناك ومعها . وبنفس الوقت لا يجوز ان نتغافى او نتجاهل ما لهذا الموضوع من حساسياته وربما خطورته ،  لذلك يكون تحكيم العقل واتزان الامور ومشاركة الجميع  في اتخاذ القرار ليس فقط مطلبآ ملحآ بل انه حق  وواجب عظيم لأننا لا نرضى ان يكون الثمن هو الهوية والارض والتاريخ وايضآ  لسنا مستعدين بل لا نتحمل رؤية المزيد من دموع ابناء شعبنا .

منصور توما ياقو
27 / تشرين الاول / 2006
   
 
 

84
 

الاخ العزيز ابلحد افرام ساوا المحترم
الاخوات والأخوة اعضاء المؤتمر المحترمين

شلاما وايقارا كلدايا

بمناسبة انعقاد مؤتمركم الحزبي الاول في مدينة دهوك ( نوهدرا ) العزيزة على قلوبنا  ، يطيب لي أن اتقدم لكم بأحر التهاني والتبريكات ، متمنيآ لكم النجاح والتوفيق وتحقيق الأهداف التي من أجلها انعقد مؤتمركم هذا .
 
 وكم هو جميل ان تتخلل فترة انعقاد مؤتمركم الحزبي الاول مرور الذكرى السادسة على تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني ، فأكرر تهنئتي لكم ولكل منتمي ومحبي حزبكم بهذه المناسبة الكريمة متمنيآ من الرب ان تواصلوا قيادة المسيرة  الوطنية والقومية وان يوفقكم الى ما فيه الخيروالمستقبل الافضل لعموم ابناء شعبنا .

عندما نستذكرالظروف والوقائع التي رافقت ميلاد هذين الحدثين المهمين نجدها تكاد تكون هي نفسها ، فخلال حوالي عقد كامل من زمن قبل تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني في 15 / 10 / 2000 ، تعرضوا الكلدانيين عمومآ وهويتهم القومية خصوصآ لأبشع انواع الاستغلال والغدر والمكائد التي حاكها البعض من الذين يدعون الاخوة ونحن شعب واحد . مما كان لتلك الاعمال اثرها الكبير على استنهاض القوى الكامنة في الوجدان الكلداني لرفض بل ولمقاومة التحديات التي كانت تحدق بالكلدانيين ، فمن تلك النتائج التي تمخضت عنها تلك الظروف كان انبثاق حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني على الساحة الوطنية العراقية عامة وعلى الساحة القومية لأبناء شعبنا خاصة .

رغم مرو ستة اعوام ما بين تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني و انعقاد مؤتمره الاول ، الا ان تلك المشاريع التآمرية ضد تاريخ وحضارة وهوية الكلدانيين تكاد تكون هي نفسها التي سبقت ورافقت ميلاد الحزب ، لذلك ، فكما كان ميلاد الحزب حدث على مستوى التحديات التي كانت مطروحة آنذاك ، كذلك نتمنى من الأخوة المؤتمرين والمؤتمرات ان تكون القرارات والاجراءات والمواقف التي سيصدرونها  في نهاية مؤتمرهم هذا على مستوى الاحداث والتوقعات والآمال التي يعقدها ابناء امتهم الكلدانية .

نعم ، يأتي انعقاد مؤتمركم  في ظروف بالغة الصعوبة، ومفعمة بالتحديات على المستويين الوطني والقومي ، ونحن نعلم جيدآ ان جدول اعمالكم يتضمن بنودآ تتناول مختلف الشؤون ، وقد تكون من بينها امور عادية لا تطلب اكثر من ابداء الآراء والمقترحات ، وبالتأكيد هناك محاور غير عادية موضوعة على جدول اعمالكم مثل موقف الحزب من السيناريوات التي تتحدث عن شكل مطالبتنا بكامل حقوقنا الدستورية المشروعة ، وايضآ هناك مسألة اثبات هويتنا القومية في الدستورين ، الدائم العراقي ودستور اقليم كوردستان ، وبالمناسبة اود ان اذكر ان  جعل التسميات الثلاثة لابناء شعبنا ( الكلدان ، الآثوريين ، السريان ) كمفردة مركبة واحدة لتعبّر عن كيان واحد أي  لتصبح ( الكلداني الاشوري السرياني )  تصلح فقط  للتعبير عن تجمع او اتحاد سياسي أما ان يعملوا على تسويقها كهوية قومية ، اعتقد نكون مستحقين ان نحاكم بتهمة تزوير التاريخ ، ان لم نتعرض الى استهزاء وسخرية الاخرين .

احبائي المؤتمرين ،على الرغم من كل الصعاب والتحديات التي تواجهكم  ، الا اننا نرى فيكم الكثير من الحكمة والنضوج السياسي والمعرفة العميقة والشاملة بكل الامور ، كما ان ثقتنا كبيرة بأبناء امتنا الكلدانية  في التضامن مع الحقوق الكلدانية المشروعة وبمدكم وكل المخلصين للقضايا الكلدانية بكل الوسائل والآليات المشروعة المتوفرة  لديهم ، اما بالنسبة للمتقلبين ، نقول لكم لا تنظروا اليهم ، لأن الذي  يصمد ويعبر الى المنتهى فهو يكون مدعاة فخر واعتزاز لدى ابناء أمته والآخرين .
تقبلوا كامل تأييدنا لكم ، ووفقكم الرب وسدد خطاكم لِما فيه خير شعبنا مع فائق تقديرنا ومحبتنا للأخوات والاخوة المؤتمرين .
 
منصور توما ياقو
15 تشرين الاول 2006
 

85
السادة في الاتحاد الاشوري العالمي
 
كم كنت اتمنى لو ان بيانكم اخذ منحى غير الذي سار عليه بخصوص مطالبتكم من اعضاء لجنة تعديل الدستور على الغاء التسمية الكلدانية من الدستور والابقاء فقط على التسمية الاشورية  ولكن ، ما نتمناه شيء وما انتم مجبولين عليه  شيء آخر ، او كما قال السيد المسيح ( هل يجتنون من الشوك عنبآ أو من الحسك تينآ ) . 
ادناه رابط رسالة الاتحاد الاشوري العالمي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,58804.0.html
السادة في الاتحاد الاشوري العالمي ، هل تعلمون انكم بمطلبكم هذا تكونوا قد وجهتم طلقة الرحمة على ما تبقى من الأمل في امكانية تطهير قلوبكم ونفوسكم من الاوهام ومن سعيكم الدؤوب والحثيث في التآمر على اخوانكم الكلدان والسريان . ربما  تقولون كيف ؟
كلنا نعرف جيدآ ان ما كان يدور بين منتحلي التسمية الاشورية والكلدانيين والسريان من مشاكل وجدالات حادة وطويلة كانت بسبب العنجهية وحب التسلط وممارسة اسلوب احتواء الاخرين التي مارسها منتحلي التسمية الاشورية بحق الكلدانيين والسريان، لكن  ورغم كل ذلك و ما جرى وما حدث بينهم من امور الا انها كانت شبه محصورة في نطاقها الكلداني ، السرياني و(الاشوري)  ، اما ان تلجاؤا يا السادة الى نقل حربكم ضد الكلدان والسريان الى خارج نطاقها المذكور ، وحشر اناس او جهات من خارج ابناء شعبنا في شؤوننا الداخلية  ، ومنها محاولتكم البائسة  لاستغفال السادة اعضاء لجنة الدستور العراقي بهدف تمرير مخططاتكم ومؤامراتكم العدوانية ضد التسمية الكلدانية  . تكونوا بعملكم هذا قد فتحتم باب غير لائق وغير مألوف لدى المسيحيين ، انه باب النفاق والنفاق المضاد ، انه باب الانتقام  وتدبير المقالب لايقاع الأذى  بالاخ الآخر  ، وبما انكم كنتم البادئين في هذا الخصوص ، فليس لكم علينا عتب او لوم اذا ما تصرفنا بطريقتكم تلك.

صحيح انا لا املك السلطة الا على حالي ، ولست قريبآ من أي عضو او مسؤول ، ولكنني اعرف جيدآ ما يمكنني القيام به ولديّ امل كبير في ايصال ما اريد ايصاله الى حيث اريد ، فبعد قراءتي لطلبكم الغريب والمستهجن بالغاء التسمية القومية الكلدانية من الدستور ، جاءتني فكرة ان اخطوا نفس الخطوة التي خطيتموها ، واذا كان هناك عتاب فهو يقع عليكم لأنكم انتم كنتم السباقين ومنكم تعلّمنا .
    والفكرة التي راودتني هي  ان اكتب مقالين او بالاحرى موضوعين وكالآتي :-
1- موضوع معنون وموجه الى السادة اعضاء البرلمان العراقي ، ويكون عنوانه( البرلمانيين العراقيين والمسألة الكلدانية ) .
2- موضوع موجه الى رؤساء بعض الكتل النيابية ، وموضوعه  هو (الدستور العراقي يجمع بين الأيمان والوثنية  ).

وكل ما استطيع عمله لإيصال هاتين الرسالتين الى الجهات المعنية هو
 1-  ايداعهما في البريد الالكتروني للمسؤولين المعنيين ومحاولة نشرهما في مواقعهم الالكترونية الرسمية .
2- توزيعها على كل المواقع ، سواء وافقوا على نشرها أم لا .
3- انا ككلداني ، احب قومي وقوميتي الكلدانية ، لذلك منحت صوتي الانتخابي لحامل الراية القومية الكلدانية  الاستاذ ابلحد افرام ساوا ليكون الممثل الرسمي والشرعي لأبناء امتنا الكلدانية في البرلمان العراقي ، بذلك اكون قد اديت واجبي القومي على اكمل الوجه ، وبفضل الرب وبأصوات المقترعين كانت النتيجة كما تمنيناها و هي فوزه بالمقعد البرلماني ، على ضوء ذلك ، اعتقد انه من حقي الآن  مطالبة الاخ ابلحد افرام ساوا على التحرك السريع والجدي  لفضح تلك الاساليب العنصرية والشوفينية التي وردت في رسالة الاتحاد الاشوري العالمي ، وانا على ثقة بأن السيد ساوا قادر على ذلك لِما يمتلكه من خبرة وعلم وعلاقات مع البرلمانيين سواء كانوا على مستوى اقليم كوردستان او على مستوى العراق ككل .

كما اعتقد انه لي الحق ان اضع نص الرسالتين او المقالين  بين يدي الاخ ابلحد افرام ساوا وان اطالبه على ايصالهما الى كل الجهات وخاصة الى زملاءه البرلمانيين ،  ليقفوا على حقيقة موقف الشعب الكلداني من التسمية الكلدانية التي لا يفتخرون بغيرها من التسميات مع احترامهم لكل التسميات وانهم لا يرضون بأي اضافة او تشويه للتسمية الكلدانية العريقة .

4- كما اطالب اتحاد القوى الكلدانية الى تحمل مسؤوليته الكاملة في هذا الخصوص ، مثلآ  ان يرسلوا نسخة من قوائم اسماء الكلدانيين المنظمة  بالحملة الكلدانية العالمية الى لجنة تعديل الدستور والى كل المسؤولين العراقيين لاطلاعهم على حقيقة موقف و اعتزاز الكلدانيين بقوميتهم الكلدانية ولفضح كل من سولت نفسه تشويه او الغاء التسمية الكلدانية العريقة .

ادرج لكم ادناه نص الرسالتين التي ارسلتهما الى بعض المواقع والعناوين العراقية  التي اراها مهمة ، ردآ وكرد فعل طبيعي على رسالتكم المفتوحة والمعنونة الى اعضاء لجنة تعديل الدستور والمتضمنة مطالبتكم بالغاء تسمية ( الكلدان ) من الدستور ، واخيرآ اقول لكم ، تبآ للدستور اذا خلا من التسمية الكلدانية التي هي عنوان هوية السكان العراقيين الأصليين .

العراقي الكلداني
منصور توما ياقو
13 تشرين الاول 2006


اولآ ( نص المقالة المرفقة مع الرسالة الموجهة الى السادة البرلمانيين العراقيين والى بعض الجهات المسؤولة ).

 

 السادة ممثلي الشعب العراقي في الجمعية الوطنية العراقية وفي المجلس الوطني لاقليم كوردستان

في البدء اشكر وابلغ تحياتي واحترامي لجميع ممثلي الشعب العراقي في الجمعية الوطنية العراقية ،على سعة صدرهم وصبرهم عليّ اذا كنت قد اخذت الكثير من وقتهم بسبب طول المقالين المدرجين في اسفل  هذه الرسالة ، الاول هو بعنوان ( البرلمانيين العراقيين والمسألة الكلدانية ) والثاني بعنوان ( الدستور العراقي يجمع بين الايمان والوثنية ) و أأمل من سيادتهم وخاصة من السادة رئيس واعضاء لجنة تعديل  الدستور ان يطلعوا على المعلومات والحقائق التي تحتويهما ، اكرر اعتذاري لطول المقالين ولكن بسبب طبيعة المؤامرة التي يتعرض لها الكلدانيين الذين هم جزء اصيل من مكونات الشعب العراقي من خلال محاولة البعض على الغاء تسميتهم القومية من الدستور ومحاولة البعض الاخر على تشويه تلك التسمية الرافدية العريقة من خلال دمجها مع تسميات اخرى لاستحداث تسمية لا وجود لها في كل تاريخ العراق ومن تلك الخلطات او التسميات المعروضة للمزايدة ( كلدواشوري ) او ( كلدواشوري سرياني ) او ( الكلداني الاشوري السرياني ) خلطات عجيبة غريبة ، والعجب العجاب الذي لا يصدقه العقل البشري هو ان مروجي هذه التسميات انفسهم لا يعترفون بأنها تسميات قومية ولا يرضون لأي منها ان تكون هويته القومية ، واجهوهم بهذه الحقيقة لتتأكدوا شخصيآ من ذلك ، و نحن الكلدانيين نرفض بشدة أي تلاعب سواء كان الغاء او تشويه لإسمنا القومي الكلداني ، ونحن واثقون ان السادة الكرام في لجنة تعديل الدستور يهمهم حماية التاريخ العراقي  الذي هو ارث حضاري وانساني لجميع العراقيين ،  وليس لعبة ليتصرف بها من هب ودب ومتى ما شاء وبحسب المزاج ، فهل حدث في كل التاريخ البشري ان طرح امام شعب ما عدة تسميات له ومن ثم اجبروه على اختيار احدها ؟ فلماذا هذا الظلم في التعامل مع الكلدانيين ومع تسميهم القومية الكلدانية ؟ . فأي تصرف خارج سياقه التاريخي بهذا الخصوص سيولد اختراع  تسمية او هوية ممزقة ، ركيكة  ، شاذة لا ترضاها الاغلبية المطلقة من الكلدانيين بالاضافة الى ان مثل هذا التصرف سيؤدي الى  تشويه  التاريخ  والحقائق المعروفة لبلاد الرافدين  . دمتم للحق قائمين وعلى حماية حقوق كل مكونات العراقيين ، وفقكم الله ودمتم سالمين .

العراقي الكلداني
منصور توما ياقو
ـــــــــــــــــــ
 ادناه اصل المقال الاول

البرلمانيين  العراقيين  والمسألة الكلدانية

لا بد لعضو البرلمان الناجح ان يتمتع ولو بقدر لا بأس به من الوعي والمعرفة وسعة الاطلاع على تاريخ وحضارات كل مكونات الشعب العراقي بغية تحقيق  وعلى الأقل هدفين في وقت واحد ، الأول هو تجنبه الوقوع في مواطن الخطأ اواستغلال جهله في التاريخ الرافدي من قبل البعض ومن ثم الوقوع في حبائل الكذب وتمرير مؤامرات ومخططات عنصرية شوفينية ، ولا اعتقد هناك شخص عادي وسوي  يقبل على نفسه ان يكون وعاء لتلقي خزعبلات واكاذيب الآخرين ، فكيف اذا كان هذا الشخص هو مسؤول على مستوى عضو برلمان ؟ ،   اما الهدف الثاني فهو من اجل احقاق الحق وانصاف الشرائح التي تتعرض للمظلومية من خلال تشويه تاريخها وحضارتها بهدف اقصائها و احتوائها  .

لكن ،  وللأسف نجد بعض السادة من اعضاء الجمعية الوطنية العراقية  ومن اعضاء المجلس الوطني لاقليم كوردستان وحتى من خارجهما  يتعاملون مع الشعب المسيحي من خلال ما يمليه عليهم بعض المسؤولين المسيحيين الذين يتبوءون بعض المواقع او المناصب او ممن لهم بعض العلاقات الخاصة مع المسؤولين ، واعتقد ان هذا الخطأ الكبير الذي يقع به اولئك السادة نابع من فهم مغلوط ومن عدم معرفتهم بتفاصيل السياسات الاقصائية والاحتوائية التي تمارسها الاحزاب والحركات المسيحية الغير الكلدانية  بحق الكلدانيين وتحت ذرائع  ومسميات خادعة  وزائفة.

ايها السادة البرلمانيين  ، فكما لكل مكونات الشعب العراقي كذلك  لكل اطياف الشعب المسيحي احزابها القومية والسياسية و مرجعياتها الدينية الخاصة بها ، ومن هذه الحقيقة كان للكلدانيين ايضآ عدة احزاب وحركات سياسية وقومية يعتزون بها  ومعظمها مؤتلفة تحت تنظيم سياسي وقومي كلداني واحد اسمه ( اتحاد القوى الكلدانية ) ، والغالبية المطلقة من الكلدانيين ينظرون الى هذا التنظيم بكونه  الممثل الوحيد الذي يحق له التكلم باسم الكلدانيين او نيابة عنهم لأنه نابع من صميم ارادتهم واختياراتهم الحرة ، ولا يفرض أي من معتقداته او افكاره  او تسميته القومية على أي طائفة مسيحية  او غيرمسيحية من مكونات الشعب العراقي ، وايضآ للكلدان مرجعيتهم  الدينية الخاصة بهم والتي يقودها غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي بطريرك بابل على الكلدان .

نفس الكلام ينطبق على الأخوة السريان والأرمن وعلى الآثوريين  الذي تمردوا على اثوريتهم واصولهم الكلدانية وانتحلوا التسمية الآشورية ، وبشقيهم المذهبي ، الأول : المنتمين للكنيسة  الشرقية الآشورية التي يرأسها البطريرك مار  دنخا الرابع  ، والثاني : المنتمين للكنيسة  الشرقية القديمة التي يرأسها البطريرك مار  ادي الثاني .
بعد هذا التوضيح البسيط عن واقع الحال الذي تعيشه مكونات الشعب المسيحي في العراق ،  يمكن ان نقول أنه لا يخفى على احد أن تضمين مسودة الدستور العراقي الدائم لمختلف مكونات الشعب العراقي جاء نتيجة اجماع قومي لكل كيان من تلك الكيانات على المطالبة بذكر واعتماد تسميتهم القومية في الدستور ، وذلك كإستحقاق تاريخي ووطني وسياسي لواقع الحال الذي تعيشه اليوم كل تلك الكيانات على الساحة العراقية . فكان الاجماع القومي الكلداني واحدآ من تلك المكونات التي طالبت بإعتماد تسميتهم الكلدانية التاريخية في الدستور ، وهذا ما كان وتم بفضل حرص الكلدانيين على الحفاظ على هويتهم و تاريخهم القومي وحضارتهم الإنسانية التي سبقت المسيحية بحوالي 5300 سنة ، وايضآ بفضل الوعي العام وخاصة التاريخي للسادة واضعي مسودة الدستور العراقي الدائم ، فكيف يأتي اليوم شخص جاهل من خارج الأمة الكلدانية  او أن تأتي  حركة شوفينية من خارج الاحزاب القومية الكلدانية وينادون بأصوات نشاز وبالضد من ارادة الكلدانيين والدستور بإلغاء التسمية القومية الكلدانية او محاولة احتوائها وضمها تحت تسميات هزيلة لا يقرها عقل ولا منطق ولا تاريخ  ؟ والله هذه هي قمة السخرية والسقوط  والشوفينية التي تقع على عاتق جميع العراقيين الشرفاء مسؤولية فضحها و نبذها من مجتمع يؤمن افراده باحترام القانون واحترام مشاعر الاخرين واحترام  الهويات القومية لكافة مكوناته .

 ايها السادة البرلمانيين ، و السادة اعضاء لجنة تعديل الدستور ،  ان المسؤولية الأولى التي تقع على عاتقكم هي حماية الدستور الذي يمثل الاساس الشرعي والقانوني الأول لبناء دولة النظام والقانون و حماية حقوق الانسان العراقي ، لذلك يتطلب من كل عضو برلماني او عضو في اللجنة المذكورة ان يكون على وعي وعلى بينة من النصوص المذكورة في الدستور لكي يكون قادرآ على رصد أية مزايدة او محاولة  للتجاوز على نصوصه ، وما يهمنا هنا نحن الكلدانيين هو ان مسودة الدستور العراقي وبناءآ على الحقائق التاريخية وعلى اختيارنا الحر  قد ذكر الهوية  الكلدانية لوحدها ومن غير تنسيبها لتسمية اخرى وايضآ من دون  أية اضافة تشويهية لها كالتسميات المركبة مثل ( كلدواشور ) او ( كلدواشورسريان )  وغيرها من الشعارات الحزبية الدعائية المزيفة والتي ليس لها اي سند او ذكر في كل التاريخ الرافدي وإنما اخترعت حديثآ لكي تستخدم  كغطاء مخادع لسرقة هوية وتاريخ وحضارة الكلدانيين أو لتحقيق بعض المكاسب الحزبية والطائفية والمذهبية الضيقة .
 
فبالاضافة الى كون الكلدانيين شريحة عراقية أصيلة تمتد جذورهم الى عمق التاريخ الانساني الذي ظهرت بداياته على ارض بلاد ما بين النهرين ، ايضآ نود ان نذكّر الجميع بأن المادة ( 122 ) من مسودة الدستور العراقي الدائم قد  منحت التسمية القومية  الكلدانية الحصانة القانونية والشرعية بكونها احدى مكونات الشعب العراقي ، وقد جاءت التسمية الكلدانية لذاتها ، نقية وككيان مستقل من غير تنسيبها لأحد او تشويهها بإضافات ترقيعية لا معنى لها .
والنص الدستوري الذي ذكر التسمية القومية للكلدان هو في :-
المادة (122) والتي تنص على :-
يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان، والكلدان والآشوريين، وسائر المكونات الاخرى، وينظم ذلك بقانون.

ايضآ ، واعتكادآ على حقيقة كون التسمية ( الكلدانية ) هي مفردة رافدية ، تاريخية ، اصيلة ، قائمة لذاتها ومعبّرة عن هوية مكّون عراقي اصيل ، لذلك نجد ان مشرعي مشروع دستور اقليم كوردستان – العراق  قد ادرجوا ذكرها في اطارها الصحيح من غير تشويه ، وقد جاء ذكرها في الباب الاول – المباديء الاساسية ،  المادة السادسة : اولآ وبالنص التالي ( يتكون شعب كوردستان العراق من الكورد والقوميات الاخرى ( التركمان والكلدان والاشوريين والارمن والعرب ) ممن هم من مواطني الاقليم وفق القانون ) . انتهى
ثم هل هناك اهانة وتعدي على تاريخ العراق القديم واستخفاف بالعقول العراقية اكبر من ادعاء الآشوريين ان الكلدانيين الذين يتجاوز تاريخ وجودهم على ارض وادي الرافدين اكثر من سبعة الاف سنة  مجرد مذهب مسيحي !!! ، وهنا ندعوا جميع العراقيين وحتى انصاف العقول في العالم كله ، ان يحكموا  بأنفسهم فيما اذا كان تاريخ التواجد الكلداني في بلاد وادي الرافدين هو قبل المسيح أم بعده ؟
 علمآ ان تاريخ اقدم مذهب مسيحي  وكما هو منطقيآ و معلوم لدى القاصي والداني هو اقل من الفي سنة أي بعد ظهور المسيحية  . فكيف ينسب الأقدم للأحدث ؟ أم انهم يعتقدون ان العراقيين بهذه الدرجة من السذاجة بحيث لا يعرفون انه كان للكلدانيين ولتسميتهم الكلدانية وجود قبل ظهور المسيحية ومذاهبها المتعددة بالاف السنين ؟ .
 
 أم انهم كشفوا على الخريطة الوراثية او الجينات التي كان يحملها الكلدانيين القدامى ومن بينهم نبوخذنصر الكلداني البابلي قاهر الدولة الاشورية القديمة  فوجدوها غير مطابقة لجينات الكلدانيين اليوم ؟ فعلآ ان لم تكن هذه هي الشوفينية بعينها فإنها محنة العقل والفكر لديهم .

    أيها السادة الكرام ، أي  انسان يتنكر للدستور العراقي من خلال تنكره  للهوية القومية الكلدانية ، هو انسان مخادع ولا يستحق احترامكم  لسببين ، الأول انه كاذب ويحاول استغفالكم  وتمرير افكار مغلوطة ومجافية للحقيقة ،   وثانيآ انه وبكلامه نيابة عن الكلدانيين يكون قد  انتهك بل واغتصب حقوق الممثلين الرسميين والشرعيين للكلدان ، بالاضافة الى انه يكون قد أهان مشاعر العراقيين الكلدانيين وقد خالف القانون الأسمى والأعلى في العراق المتمثل في الدستور الدائم  الذي يحمي حقوق التعبير والمعتقد ويذكر الكلدان ككيان مستقل بذاته .
وليكن معلومآ لكل الخيرين من ابناء شعبنا العراقي العزيز ، ان الجهة الوحيدة  التي تمثل الكلدانيين ولها الحق التكلم باسمهم هي :-
1- سياسيآ وقوميآ هي : اتحاد القوى الكلدانية
2- دينيآ هو غبطة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي ، بطريرك بابل للكلدان الكاثوليك .
لذلك  نناشد جميع الأخوة العراقيين بعدم مسايرة كل شعار او خطاب او ادعاء يصدر من الجهات الاخرى ، حتى لو ارتدت تلك الجهات  لباس الدين المسيحي او تلاعبت بالفاظ وشعارات وطنية وقومية مبطنة ومخادعة ،
 وايضآ  لا نرضى بأن تشوه تسميتنا الكلدانية العزيزة على نفوسنا وقلوبنا بجعلها ضمن تركيبة او خلطة هزيلة لا يقرها العقل السليم ولا  التاريخ الرافدي الأصيل كالتسمية الدعائية المركبة ( كلدواشور ) اوامتدادها الثاني ( كلدواشور سريان ) او أي امتداد لاحق تخترعه المصلحة الحزبية على الضد من المشاعر القومية للكلدان وايضآ بالضد من  النص الدستوري وعلى حساب الحقوق القومية والوطنية و التاريخية للكلدان .
 
ايها السادة الكرام
في الاونة الاخيرة ،  اطلوا علينا بعض المطنطنين الذين يحملون  التسمية الاممية ( اتحاد الاشوري العالمي ) هؤلاء الذين لا زالوا يعيشون في اجواء قبلية متخلفة ، هؤلاء المعروفين في اوساطنا بأصحاب العقول الثخينة ، وجهوا رسالة الى لجنة تعديل مسودة الدستور ، وكانت بعنوان  ( رسالة من اتحاد الاشوري العالمي الى لجنة تعديل الدستور وملاحظات حول الدستور ) .
الحقيقة ولمجرد اطلاعنا على مصدر الرسالة عرفنا انها ستحمل مضامين شوفينية بغيضة وتثير الشفقة والاشمئزاز ، لأن اساسهم الذي نعرفه جيدآ  مبني على المفاهيم القومية الطائفية القائمة على سياسة احتواء  والغاءالاخرين  ، وفعلآ هذا ما تضمنته رسالتهم تلك ، حيث طالبوا فيها ، اهمال او الغاء التسمية الكلدانية من الدستور!!! وهذيانهم هذا طال ايضآ كل من السريان والاثوريين ، ولكن الشوفيني يبقى شوفيني ، فقبل ايام من نشر هذه الرسالة اصدر نفر آخر وهو ايضآ ينتحل نفس التسمية الاشورية ( المؤتمر الاشوري العام ) بيانآ كتعقيب له على مشروع الدستور لاقليم كردستان حيث طلبوا من الحكومة الكوردستانية ومن العشائر الكردية
بالإخلاء الفوري لمحافظة دهوك ( نوهدرا ) واقضيتها ونواحيها وقصباتها ، بالاضافة الى اخلاء كافة الريف الذي سموه بالاشوري في سهل نينوى علمآ انه لا توجد قرية بل ومحلة واحدة للآشوريين في السهل المذكور  بل كله يعود للكلدانيين والسريان !!!. ولكن الذي لم يوضحه بيانهم هذا هو الى اين يتوجهوا اخواننا الاكراد بعد خروجهم من محافظة دهوك ؟ هل الى نفس المصير الذي حكموا به على التسمية الكلدانية والسريانية والاثورية ؟ ولا نعلم لماذا  اهملوا ذكر عاصمتهم القديمة ( اشور ) ولم يطالبوا اخلاء تلك المنطقة من ساكنيها العرب ، بالتأكيد لو كانوا ساكنيها اليوم من الكلدانيين والسريان لاسترجلوا عليهم .
انا متأكد لو ان اصحاب التسمية الاممية ( الاتحاد الاشوري العالمي ) امتلكوا بعض القوة والمقدرة لطلبوا من كل العراقيين من غير المؤمنين بالمظلة الاشورية ان يخلوا كل العراق وربما كل البشر من الكرة الارضية ، انها عقدة السيطرة المزمنة عند هذه الفئة ، تلك العقدة التي سببت الكثير من الويلات للمسيحيين .
ادناه رابط البيان المذكور
http://assyrianconference.com/akhbar/agc-4.html

ايها السادة والسيدات الكرام
لا يضر ان نشير ولو بصورة مقتضبة على بعض الحقائق عن التسمية المذهبية الاشورية  التي ينتحلها البعض القليل من المسيحيين العراقيين والذين يحاولون تعميمها و احلالها عنوة محل التسمية القومية الكلدانية في الدستور العراقي :-
 
1- مَن هو اشور ؟  اليس هو الاله الوثني الاجنبي الذي عبدوه قديمآ ؟ نعم هو كذلك ، والتسمية الاشورية جاءت كناية  واضحة عن اسم الإله آشور لتصبح عنوانآ لهم، اعزائي ، العبادة والتسمية باسم الإله المعبود ليست  قومية بل هي  مذهب ، لذلك فالاشورية كانت تسمية مذهبية وثنية قديمة وانتهت بإنتهاء عبادة الوثن آشور . أما  اذا كان ولا بد ان تدخل التسمية الاشورية في الدستور ، فيكون مكانها الصحيح هو مع الفقرة او المادة التي تذكر الاديان والمذاهب وليس مع الاقوام او مع مكونات الشعب العراقي .
2- ما معنى اسم ( اشور ) ، اليست هي  متأتية من الجذر السومري والاكادي ( شورو ) والتي معناها ( الثور ) ذلك الثور المجنح   والمقدس عندهم  وذو خمسة ارجل ،  الثور الذي  لا زالوا منتحلي التسمية الاشورية يفتخرون به ويقيمون له نصب وتماثيل ؟ راجعوا مواقعهم واصداراتهم لتتأكدوا من صحة ما اقوله ، فإذا كانت الحقيقة التاريخية واللغوية تخبرنا ان  اشور هو الثور فماذا يا ترى يكون معنى الاشوريين ؟ فهل يصح ان تحل هذه التسمية البهيمية محل الكلدانية هذه المفردة العراقية الأصيلة التي تقترن باسم ابو المؤمنين ابراهيم الخليل الذي يذكرالكتاب المقدس الذي كتب بالاف السنين قبل التاريخ الميلادي عن منبت ابونا ابراهيم الكلداني  بقوله الكريم ( ... فخرج حينئذ من ارض الكلدانيين وسكن في حاران ..." اعمال الرسل 7 ، 2- 4 " ) وايضآ يقترن اسم عاصمة بلاد الرافدين ( بابل ) باسم الكلدانيين ، إذ يقول الكتاب   ( ...بابل بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين ..."اشعياء 13-19") . فهل هناك عراقي يعتز بتاريخ وحضارة العراق ان يرضى او يقر بالهذيان الذي سطره المتسمي بالاتحاد الاشوري العالمي في رسالته تلك ؟ .

3- الحقيقة هي ان منتحلي التسمية الاشورية اليوم ، ليسوا من بقايا اولئك الاشوريين القدامى الذين كانوا قد اتخذوا من اسم الصنم آشور تسمية لهم ، بل هم كلدانيين وقعوا ضحية المبشرين فأشوروهم في اواخر القرن التاسع عشر لغايات واهداف تخصهم . كيف ، لما كانوا معظم المسيحيين الكلدانيين قد نبذوا وتخلوا عن التعاليم النسطورية التي فرضت عليهم وهم تحت الحكم الفارسي في القرن الخامس الميلادي ولم يبفى في المذهب النسطوري سوى اولئك النساطرة الكلدان المتواجدين في منطقة حكاري ، فقد وجدوا المبشرين الانكليكان ضالتهم فيهم لاحتوائهم وابعادهم عن اللحاق باخوانهم الكلدانيين الذين استعادوا اسمهم الكلداني و مذهبهم الكاثوليكي الأول   ، وفعلآ تمكنوا اولئك المبشرين من احتوائهم وتسخيرهم لخدمة مصالحهم بعد ان اغرقوهم بأوهام واحلام لا تستند على أية حقيقة تاريخية ، وايضآ اولئك المبشرين هم الذين اطلقوا على ذلك الجزء من الكلدانيين المتبقين في المذهب النسطوري في منطقة حكاري اسم الآثوريين وبعد ذلك صوروا لهم انهم من بقايا الآشوريين فنسبوهم زورآ الى الآشوريين القدامى بهدف سلخهم نهائيآ عن هويتهم وانتماءهم الكلداني العريق .
 وندعم قولنا هذا ببعض ما قاله الباحثين والمؤرخين بهذا الخصوص فمثلآ يقول المؤرخ الاثوري الروسي قسطنطين ماتييف  في كتابه " الآثوريون والمسألة الآثورية " ( إن الخارجين من ارض بابل يمّموا صوب شمال ما بين النهرين وأسسوا لهم هنالك موطنآ وكانت آشور اكبر مدنهم ) ، اما المؤرخ امين زكي بك في كتابه " خلاصة تاريخ الكرد وكردستان يقول عن اصول الآثوريين  ( انهم احفاد كلدانيي بلاد ما بين النهرين الذين هاجروا بلادهم الاصلية من جراء مضايقات الفاتحين والمغيرين ولجأوا الى جبال حكاري منذ عهد قديم )  و  يقول سي . جي . ادموندز ، ان المسيحيين النساطرة في اقليم هكاري يعرفون في انكلترا باسم ( الآثوريين ) .  ويقول المؤرخ عبدالرزاق الحسني في احد كتبه (  ان الانكليز هم الذين كانوا يطلقون على النساطرة لفظ ( الآثوريين ) بينما كان الاهالي يسمونهم ( التيارية ) .  اما الدكتور احمد سوسة ، يجد ان الانكليز هم الذين ابدعوا مسألة العلاقة بين الآثوريين والآشوريين .و يقول الدكتور عبدالفتاح علي البوتاني الباحث و استاذ التاريخ في جامعة دهوك ، بأن وثائق الحكومات العراقية المتعاقبة كأدلة العراق للسنوات 1936 – 1960 م واقسام التاريخ والآثار في جامعات العراق كافة ، لا تعد الآثوريين آشوريين .اما المطران اوجين منا فقد حدد بلاد الكلدان بقوله ( وبلادهم الأصلية بابل وآثور والجزيرة ) وكانوا يسمون آثوريين نسبة الى منطقة سكناهم في آثور .و في محاضرة للأسقف الآثوري باوي سورو بتاريخ 22/آب/2004  في الولايات المتحدة قال فيها ( ان كنيستنا الآثورية والى سنة 1930 كانت تسمى الكنيسة الكلدانية ، وان توقيع البطريرك شمعون النسطوري كان ختمآ مكتوبآ فيه ( محيلا شمعون بطرك كلدايي ( المتواضع شمعون بطريرك الكلدان ) .
اذن كل الحقائق والاثباتات والادلة التاريخية التي لا تنتهي  تشير وبكل وضوح الى ان التسمية الآشورية هي تسمية وثنية مذهبية قديمة  ، تلك التسمية التي اطلقت فيما بعد على عاصمتهم ( اشور ) ومن ثم على دولتهم المتسمية ب الاشورية ، واليوم اصبحت كل تلك التسميات من اطلال الماضي ، فلا العاصمة ( اشور ) عامرة ، ولا الدولة الاشورية قائمة ، ولا عبادة الصنم آشور حاضرة ،  ولم يعد احد يحمل تلك التسمية سوى بعض المخدوعين الذين صوروا لهم انهم من بقايا الاشوريين القدامى . وكل الادلة تقول ان الآثوريين ومنتحلي التسمية الآشورية هم من اصول كلدانية لكن وللأسف انقلبوا عليها بل وفي اغلب الاحيان  وقفوا ضدها .
 3-  ايضآ جاء في رسالة الاتحاد الاشوري العالمي النص التالي ( الاتحاد الاشوري العالمي منظمة جامعة تنضوي تحت مظلتها مؤسسات وتنظيمات للشعب الاشوري على النطاق العالمي ... ) وفي مكان آخر من نفس الرسالة ، وتحت عنوان ملاحظات واقتراحات حول البنود والمواد الدستورية ...الخ والتسلسل 15 ، المادة 47 جاء ما يلي ( بموجب هذه المادة كان من المفروض أن يضم مجلس النواب عشرة نواب آشوريين ( مسيحيين ) واكثر ، لأن هناك ما يقارب المليون نسمة من ابناء شعبنا في العراق وأكثر من نصف مليون يعيشون في الخارج ويحملون الجنسية العراقية ...الخ ).
والسؤال الذي نوجهه لاصحاب تلك الرسالة ، اذا كان هذا هو عدد المسيحيين الذين ينسبوهم للآشورية ، فبكم مقعد نيابي فازوا في الانتخابات التي جرت في العراق ؟ بالطبع الجواب هو صفر ، لماذا ؟ لأن وبكل بساطة ،لأن عدد منتحلي التسمية الاشورية (الاشوريين) ضئيل جدآ لذلك  لم يؤهلهم للفوز بأي  مقعد نيابي ، وان المقعد الوحيد الذي فازت به الحركة الديمقراطية الاشورية كان بفضل النظام الانتخابي باحتساب الباقي الاقوى وبفضل المتأشورين من الكلدانيين والسريان ؟
ثم لا الكلدانيين ولا السريان يدعون ان العدد الحالي للمسيحيين في العراق يقارب المليون ، من اين لهم هذه الاحصائية الخيالية  ؟ ام انهم يعتقدون ان قراء رسالتهم تلك هم من الجهال والسذج من الناس ، وبالتالي يكون بامكانهم تسويق بضاعتهم الفاسدة على الاخرين . 
ثم ما هي هذه الجرأة والافتراء على التاريخ ، وبأي حق يسمحون لأنفسهم ان يتكلموا نيابة عن الكلدانيين والسريان ، مَن نصبهم اولياء واوصياء على الكلدانيين ، هل استشاروا المراجع الكلدانية ، سواء السياسية او القومية او الدينية منها ؟ الجواب بالطبع كلا ، إنما فعلوا ذلك من منطلق الشوفينية التي جبلوا عليها .

 انطلاقآ من هذا ،  نناشد ونحذر جميع الخيرين ومحبي العدل والانصاف  من الوقوع في مصيدة السياسيين  الآشوريين البارعين في تزييف الحقائق وتشويه التاريخ الكلداني الأصيل او من  بعض صباياهم و ذيولهم الضالين من الكلدانيين المتأشورين ( الذين خدعوا و انكروا اصولهم الكلدانية وانضموا للأشوريين مقابل مال او منصب زائل ) والتاريخ حافل بأمثال اولئك من امثال يهوذا السخريوطي الذي خان سيده السيد المسيح ومن امثال ابو رغال وتلك الافواج من الاكراد الذين تسموا بالجحوش احتقارآ للدور الدنيء الذي قبلوه على انفسهم  ، فمثل هؤلاء الحاقدين والشاذين نجدهم في كل الشعوب والأمم وفي كل مكان وزمان ، ولم يكونوا يومآ مصدر فخر واعتزاز لشعبهم وأمتهم ،   لذلك لا يجوز الأخذ بآرائهم واقوالهم بأي شأن من شؤون الكلدانيين .
 
واخيرآ ، ليكن معلومآ للجميع ، نحن الكلدانيين نعتز بتسميتنا وبهويتنا القومية الكلدانية المتجذرة في اعماق تاريخ بلاد وادي الرافدين ، ونفتخر بتاريخنا واسهامنا الحضاري والانساني ، ونثق فقط بالأحزاب والحركات والتنظيمات السياسية والقومية الكلدانية ، ونبجل مرجعيتنا الدينية وعلى رأسها غبطة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي ، و مع احترامنا لكل التسميات ، لكن ستبقى التسمية الكلدانية دائمآ هي العزيزة على قلوبنا  ولا نرضى عنها بديلا  ، لأننا عراقيين أصلاء وبنفس الوقت لن نستطيع ان ننسلخ من كلدانيتنا  التي هي عنوان هويتنا القومية و تاريخنا وتراثنا وحضارتنا الانسانية العريقة التي تمتدت جذورها الى بدايات الوجود البشري في بلاد وادي الرافدين .

بارككم الرب وشد من أزركم والمخلصين لخدمة عراقنا العزيز ولحماية حقوق كل العراقيين بكل اطيافهم واقوامهم العريقة والمتآخية .
 

العراقي الكلداني
منصور توما ياقو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( نص المقال الثاني الذي ارسل الى بعض رؤساء الكتل النيابية والى بعض الجهات المسؤولة )
السيد  ( بحسب العنوان الموجه اليه المقالة )   المحترم
بكل تقدير واحترام يسرني ان اتوجه اليكم بصفتكم ممثلي الشعب العراقي ولِما هو معروف عنكم من اصالة وطنية وحرصكم الشديد على حماية حضارة وتاريخ عراقنا العزيز من أي محاولة للتلاعب بأي من حلقاته التاريخية  ومن جهة ثانية  ، لكوني مواطن عراقي يهمه تاريخ العراق  اولآ و لكوني كلداني القومية ثانيآ ، حيث لا يخفى عليكم ما كان للكلدانيين من الفضل والأثر الانساني الذي احدثوه على مدى كل التاريخ العراقي القديم على ارض بلاد وادي الرافدين ، فمنجزات الكلدانيين البابليين من العلوم والمعارف والفنون كمقدرتهم على تنظيم الوقت و تفصيل الزمن الى وحدات اصغر ، ومختلف العلوم الطبية والفلكية والهندسية التي توجوها ببناء جنائن المعلقة والتي حسبت كواحدة من عجائب الدنيا السبعة وغيرها العشرات من المنجزات والعطاءات  الانسانية ، ويأتي على راس كل تلك الامور هو اقتران اسم ابو المؤمنين ابونا ابراهيم الخليل بالتسمية الكلدانية العريقة ، فقد اقترن التوراة اسم ابونا ابراهيم الخليل باسم قومه الكلدانيين واقترن خروجه من ارض الكلدانيين اذ نقرأ  (وَأَخَذَ تَارَحُ أَبْرَامَ ابْنَهُ، وَلُوطًا بْنَ هَارَانَ، ابْنَ ابْنِهِ، وَسَارَايَ كَنَّتَهُ امْرَأَةَ أَبْرَامَ ابْنِهِ، فَخَرَجُوا مَعًا مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتَوْا إِلَى حَارَانَ وَأَقَامُوا هُنَاكَ.)( التكوين 11 – 31 ) . وهناك الكثير الكثير الذي يؤكد ان التسمية الكلدانية هي مفردة نقية واصيلة وقائمة لذاتها ، ولكن هناك من يحاول اليوم وتحت شعارات دينية وعرقية ولغايات مشبوهة يحاولون الغاء تلك التسمية كليآ  ا و تشويهها باضافة تسميات اخرى وجعلها ضمن خلطة غريبة لم يأتي على ذكرها في كل التاريخ  ومن تلك الخلطات مثل ( كلدواشوري ) او ( كلدواشوري سرياني ) او ( الكلداني الاشوري السراياني) وربما سيخرجوا علينا بتفريعات خيالية اخرى ، كلها من اجل الالتفاف على التسمية الكلدانية ، ولكننا مطمئنين وواثقين من كل المؤمنين بالحق والعدالة والانصاف بأنهم سيحمون كل التسميات التاريخية وسيقفون في وجه كل تلك المؤامرات التي تحاك ضد مكون عزيز واصيل من مكونات شعبنا العراقي العزيز .  وبفضل الرب والخيارى من ابناء شعبنا سيزدان الدستور الدائم العراقي بالتسمية الكلدانية العريقة من غير أي اضافة او انتقاص او تشويه ،  واتمنى ان يكون لكم المزيد من الوقت لكي تطلعوا على اصل المقالين المرفقين مع هذه الرسالة و اللذين كنت قد كتبتهما بهذا الخصوص ، الاولى هي بعنوان ( البرلمانيين العراقيين والمسألة الكلدانية ) والثانية هي بعنوان ( الدستور العراقي يجمع بين الايمان والوثنية ) ودمتم بكل خير وسلام .

العراقي الكلداني
منصور توما ياقو

 
الدستور العراقي يجمع بين الأيمان والوثنية
 
يقينآ لم يخطر ببال واضعي الدستور العراقي ، أنهم  سينتهوا الى صياغة دستور يجمع بين الأيمان والوثنية ! بين ذكر اسم الله الحي الذي يعبده  كل المؤمنين وبين ذكر اسم  الصنم الجامد الإله الأجنبي القديم المنقرض الذي اسمه آشور .

ربما هناك من يقول ، وماذا في ذلك ، انه دستور شامل جامع لا يقتصر على جانب واحد فقط بل يتعداه الى كل الجوانب والاتجاهات المكونة للشعب العراقي . ولكننا نعيد ونقول ، ان القضية لا تكمن في الإيمان والوثنية ، وإنما في الورطة التي اوقعوا انفسهم بها اولئك المؤمنين بالله الحي الحقيقي الذين شاركوا في صياغة الدستور العراقي بحيث جعلوا كل من الله الحي والصنم الإله آشور يتعايشان جنبآ الى جنب بين دفتي الدستور العراقي الدائم ، ومكمن تلك الورطة تتحدد بالتالي :-
1- ما دام واضعي الدستور قد ذكروا اسم الصنم الإله آشور من خلال المتسمين بإسمه ( الآشوريين ) و من غير ان يدركوا انهم شاركوا في نشر الوثنية في العراق ، وإذا ما اعتمد الدستور نهائيآ ، يكون عند ذلك ملزم لجميع سلطات الدولة ولجميع المواطنين ، لأن المادة ( 13 )  من الدستور تنص على ما يلي : (   اولاً يُعدُ هذا الدستور القانون الاسمى والاعلى في العراق، ويكون ملزماً في انحائه كافة، ومن دون استثناء.)  إذن الدستور ملزم لجميع سلطات الدولة  ، مما يترتب عليه الزامية تنفيذ كافة مواده  وفقراته  بغض النظر عما اذا كانت ذميمة او حميدة من وجهات النظر المختلفة .  وهنا يأتي التساؤل الصعب وتأتي المعضلة المرة ، كيف تستطيع أي حكومة منتخبة خاصة اذا كان لها  توجه ديني أن تتملص من السماح لأتباع الإله  القديم الصنم ( آشور ) ( الثور المقدس ) اولئك الاتباع الذين ينتحلون اسم ( الآشوريون ) كتسمية لهم ، اذا ما ارادوا ان ينصبوا تمثال صنمهم هذا في الساحات العامة او على الأقل امام البنايات التي يشغلونها في العراق ؟.
 وقد ينبري قائل بقوله ، الآشوريون الحاليون يدينون بالديانة المسيحية ولهم نفس كتاب الانجيل الذي لدى الكاثوليك وايضآ لهم  كنائسهم وصلواتهم المسيحية ويشغلون اعلى الرتب الدينية وخاصة في المذهبين الأرثوذكسي والنسطوري ) ،
 هنا وبكل بساطة نقول ، صحيح الاخوة المتسمين بالآشوريين يؤمنون بالديانة المسيحية ولكنهم في ذات الوقت  جهلآ او طمسآ للحقيقة لبلوغ غايات وطموحات سياسية يحملون اسم الإله الوثن ( آشور ) ، وذلك من خلال تسميتهم باسمه ،  وبغفلة من السادة والزمن استطاعوا ان يمرروا اسم هذا الوثن في الدستور ، و كل ما في الأمر ان الآشوريين القدامى كانوا وثنيين ويعبدون الصنم آشور ، اما الآشوريين الحاليين فهم يشركون ذلك الوثن اسمآ وتمثالآ في حياتهم رغم ان ذلك مخالف للوصية الالهية الاولى  في الايمان المسيحي و التي تقول (لايكن لك آلهةٌ أخرى أمامي.’’ (خروج 3:20) لكننا وبالضد من هذه الوصية الكريمة نجدهم يفتخرون بالصنم ( الثور المجنح ذو الخمسة ارجل ) وينصبون تمثاله في كل مكان استطاعوا اليه سبيلا ، وايضآ يفتخرون  بتسمية اولادهم باسم الوثن الإله آشور ، وكذلك تسمية احزابهم وحركاتهم بالتسمية الآشورية المأخوذة من اسم ذلك الوثن . لكل ذلك ، فإن هذه التسمية لا تصلح ان تكون تسمية قومية ، بل انها تسمية وثنية صنمية منقرضة .
 
 واذا ما قال احدهم ان آشور هي تسمية مناطقية متأتية  من اسم عاصمتهم آ شور ، وهنا نقول ، ان تسمية عاصمة  الآشوريون القدامى بـ ( آشور ) جاءت  تيمنآ بأسم نفس الإله الوثن الذي اسمه آشور والذي كان يُعبد في تلك المدينة تمامآ كما سميّ اهل تلك المدينة وكل عابد للإله آشور بالآشوري ، ثم اذا كانت تلك التسمية مناطقية فكيف جعلت في الدستور تسمية قومية ؟ ألا يفسر ذلك على انه جهل من قبل واضعي الدستور ؟ لأنه إذا جاز ذلك للآشوريين جاز ايضآ لكل سكان المدن والقرى الأخرى  ، فتكون التسميات بغداديين وكربلائيين ودهوكيين تسميات قومية ايضآ .

اما المكان الذي وردت فيه تلك التسمية الوثنية في مسودة الدستور هي المادة (122) التي تنص على  ما يلي :( يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان ، والكلدان والاشوريين ، وسائر المكونات الاخرى ، وينظم ذلك بقانون ). ولحل هذا الاشكال نرى ان التسمية الكلدانية هي التسمية القومية التاريخية والوطنية الشاملة والجامعة لعموم اهل وادي الرافدين قديمآ ولعموم الناطقين بالسريانية من  المسيحيين العراقيين حاليآ ، وانها لا تخدش او تجرح المشاعر الإيمانية لعموم الشعب العراقي ، لذلك نقترح ان تذكر لوحدها في الدستور كقومية تمثل كل الناطقين بالسريانية في العراق و إذا ما تعذر ذلك نقترح العمل على  تغيير التسمية الاشورية الوثنية الى الآثوريين التي هي رغم اصولها الكلدانية الا انها اكثر قبولآ من التسمية الاشورية الوثنية اضافة الى ذكر السريان الى مكونات الشعب العراقي في الدستور اإن أمكن .
 
إن الدولة العراقية الحديثة ومنذ بداية تشكيلها في عام 1921 م ولحد وضع مسودة الدستور العراقي الدائم الحالي ، تعاقب على حكمها عدد كبير من الحكومات المختلفة الاتجاهات السياسية والثقافية والاجتماعية وحتى الفكرية والعقائدية ،
 ومن الطبيعي ان كل تلك الحكومات لم تكن تخلو من المؤرخين والباحثين وحتى من العلماء المتخصصين القادرين على التمييز بين ما هو قومي وما هو مذهبي ، وبين ما هو وطني أصيل وما هو غريب دخيل ، ولكننا طيلة تلك الفترة لم نرى او نقرأ أي ذكر لتسمية ( آشور ) او ( آشوريين ) في أي من الثقافات والسياسات والاتجاهات والتسميات  والبرامج الرسمية المعتمدة في تاريخ العراق الحديث ، هل تسائلوا السادة واضعي مسودة الدستور الحالي عن سبب اهمال التسمية الاشورية طيلة تلك الفترة ؟ وللإجابة على ذلك  نقول :-   
1- لعدم وجود قوم او ملة تحمل هذا الأسم المنقرض والذي لم يعد احد يتسمى به  منذ عام 612 ق.م عندما استطاع الكلدانيون والميديين من القضاء على الدولة الاشورية المستمدة اسمها وقوتها وافرادها وعاصمتها ( اشور )  من اسم الصنم الإله آشور ، وبتدمير ذلك الوثن وتحريم عبادته تم القضاء على المذهب الآشوري الوثني  انتهت صلاحية استخدام او حمل التسمية الاشورية من قبل البشر وبقيت تستخدم  كمدلول جغرافي او تشير لتلك القوة العسكرتارية الآشورية التي كانت تعبد الإله آشور وحملت اسمه في يوم ما . فهل هناك بين كاتبي مسودة الدستور العراقي مَن يعتقد بوجود قوم لا زال يتخذ من الصنم آشور كإله له وبالتالي يحق له ان يتسمى بالاشوري ؟ حتى اذا وجد هذا البعض فإن عبادة الإله لا تخلق قومية بل مذهب .

ان الشيء الايجابي  الذي يبعث على الامل هو ان الدستور سمح على انشاء لجنة برلمانية لتصحيح وسد النواقص التي تعتري مسودة الدستور ، ومن هذا المنطلق ، ندعوا جميع المؤمنين العراقيين وبكل دياناتهم ومذاهبهم على تنبيه وحث السادة اعضاء لجنة تعديل مسودة الدستور على اهمال او الغاء تسمية ( الاشوريين ) التي تدل على الإله الصنم آشور من الدستور الدائم العراقي والاكتفاء بالتسمية ( الكلدانيين ) للتعبير عن الوجود القومي لكافة الناطقين باللغة السريانية في العراق ، علمآ ان الأمة الكلدانية كانت آخر أمة وطنية عراقية حكمت وادي الرافدين لذلك فإن ابناءها اليوم هم الورثة الحقيقيين لعموم حضارات وادي الرافدين ، بالاضافة الى ان عدد الكلدانيين اليوم يشكلون نسبة اكثر من 80 % من عموم المسيحيين العراقيين ، وان التسمية الكلدانية لا تخدش او تجرح مشاعر الاخرين كما هو الحال في التسمية الاشورية ، بل ان ما يزيدنا فخر واعتزاز هو ان التسمية الكلدانية مقترنة باسم ابو المؤمنين ابراهيم الخليل . وبتحقيق هذا نكون قد ساهمنا في اعادة الحق الى نصابه  ونكون قد انصفنا التاريخ الرافدي العريق .

العراقي الكلداني
منصور توما ياقو
   

 

86
في البدء اقدم شكري وتقديري للسيد سمعان العمادي على اهتمامه وعلى المعلومات التي اتحفنا بها والتي يدعي انها جرت بين المكاتب الشيعية والسنية ورؤساء الطوائف المسيحية في العراق ، اما بالنسبة للسؤال الذي كرره لأربع مرات  ( هل يعرف السيدان ...) وهو يعنيني انا والسيد جميل قرياقوس ، عن مدى علمنا بما دار خلف الكواليس بين المكاتب الاسلامية ورؤساء الطوائف المسيحية في شأن محاضرة قداسة البابا ، انا عن نفسي اقول للسيد  سمعان العمادي ، بصراحة والى حد قيام رؤساء الطوائف المسيحية الارثوذكسية في العراق باصدار بيان رفضهم  لِما ورد في محاضرة قداسة البابا بندكتس السادس عشر والتي كانت بعنوان ( العلاقة بين الايمان والعقل والعنف في المسيحية وفي الاسلام ) وخاصة على الفقرة التي استشهد بها قداسة البابا من حوار قديم جرى بين امبراطور بيزنطي وعالم فارسي مسلم حول مفهوم الجهاد والعنف في الاسلام والى لحظة قراءة ردك المعني في ردي هذا  لم اكن اعلم شيئآ  بما جرى بين تلك المكاتب واولئك الرؤساء  ،  لسبب بسيط وهو اني لم اشغل او امسك أية مهام قريبة من الحلقات القريبة من مكاتب أي من رؤساء الطوائف المسيحية ، كما لم يتنعم علىّ  أي من الرؤساء المذكورين بالمعلومات التي في حوزتك . لكن هذا لا يمنع ان انتقد أي خطاب او بيان او تصرف اشعر انه مبني على غايات او اسس غير سليمة كتلك التي شعرت بها في البيان المذكور .

اما مسألة كوني اعيش  في الخارج ، فهذا لا يمنع ان  احلل ما اراه حسب نظرتي للأمور وبحسب قناعاتي الشخصية ووفق ما يمليه علىّ ضميري ومعتقداتي ومن دون المساس بكرامة  وحقوق الاخرين . لذلك لا ربط بين مكان اقامتي وانتقادي لأسلوب صياغة بيان رؤساء الطوائف المسيحية الارثوذكسية في العراق .

لم استغرب من لجوء السيد سمعان العمادي وهو في معرض دفاعه عن مرجعيته  الى اطلاق تهمة المذهبية ضدي ، واني اعتقد  أنه رماني بما هو  فيه ، وصدق من قال ان الاناء ينضح بما فيه . ان محاولة خلط الامور واعتبار انتقادي لأسلوب صياغة بيان الرفض وللرؤساء الموقعين على ذلك الاسلوب الغير الودي الذي ورد في البيان ،  بأنه عمل طائفي ومذهبي ، فإن هذا الاعتبار ما هو الا محاولة للالتفاف على الحقيقة ، لأنني تطرقت  في مقالتي السابقة على فعلين ، الأول كان لقداسة البابا بيندكتس السادس عشر وما ورد على لسانه في شأن العنف في الاسلام والثاني كان لرؤساء الطوائف  المسيحية الارثوذكسية واسلوبهم الرافض لِما ورد على لسان قداسة البابا ، رغم كون ما ورد على لسان قداسته  كان استشهادآ بحوار في التاريخ القديم . وكان على رؤساء الطوائف ان يرفضوا مضمون الحوار القديم وليس رفض من استشهد بها ، وشتان بين هذا وذاك .

قبل ان اعلق على تتمة مقال السيد سمعان العمادي ، اود ان اذكر القاريء العزيز بأن السادة في المكاتب الدينية الاسلامية سواء الشيعية منها او السنية ليسوا بتلك السذاجة او لا يفرقون بين المذاهب المسيحية وبين المرجعيات التي تمثل كل مذهب ، لذلك لا اعتقد بأن السادة في المكاتب الاسلامية قد وضعت اللوم او حمّلت رؤساء الطوائف الارثوذكسية في العراق مسؤولية ما ورد على لسان قداسة البابا . اما من جهة الشارع المحتقن كما يسميه السيد سمعان ، اقول ، منذ متى وهذا الشارع يهتم او يأخذ ببيانات رؤساء الطوائف والمذاهب المسيحية ؟ . 

 ورغم ذلك سأحاول ان احسن الظن واصدق كل ما ورد في مقال السيد سمعان العمادي ، ولكن الذي لم استسيغه هو محاولة السيد سمعان على تبرير الموقف المتشنج والغير الودي للموقعين على بيان الرفض من خلال جر الموضوع الى منحى غير الذي اردته في مقالتي السابقة .

نعم ، انا مع السيد سمعان ، بأن الشارع العراقي محتقن ومتوتر بشكل غير طبيعي ولا يتحمل  أية اضافة لإثارة المزيد من مشاعر الكره والحقد ضد المسيحيين العراقيين ، هذه نقطة لا جدال حولها ، ولا داعي للمزايدة على بعضنا البعض في هذا الخصوص . ولكن اذا ما حل أمر ما او قضية ما ، فانه لا يصح ان  نستغلها للتشفي بصب الزيت المستور على النار او التخندق ضد بعضنا البعض كما اوح بذلك بيان الرفض . حيث كنا نتأمل ان يعلو صوت العقل و  التهدئة ، وان يتعاملوا مع هذه القضية بروح الحكمة والمحبة محل التخندق في المسار المعاكس المتعصب ، وخير مثال بهذا المعنى وبهذا الخصوص هي كلمات العقل والحكمة التي وردت في بيان بطريركية انطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس حول هذه القضية .
 
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,57048.0.html


لا نستطيع الا ان نقف اعجابآ وتقديرآ لِما قدمه لنا البيان المذكور من موقف صائب وحكيم و كلمات  موزونة رائعة لا تنبعث الا من النفس المؤمنة الصادقة المحبة ، فكل الحب والتقدير والاحترام لقداسة الحبر الاعظم مار اغناطيوس زكا الاول الرئيس الاعلى للكنيسة السريانية الارثودكسية في العالم اجمع  .

الظاهر ، ان السيد العمادي لم يقف على حقيقة ما ذكرته في مقالتي السابقة ، لذلك نجده  يغوص في نقل بعض التفصيلات والنشاطات التي قاموا بها رؤساء الطوائف المسيحية عقب القاء قداسة البابا بيندكتس السادس عشر محاضرته يوم الاربعاء المصادف 13 سيبتمبر 2006 . من دون ان يشير الى النقطة الرئيسية التي ارتكز عليها مقالي السايق . والتي كانت عن اسلوب صياغة البيان ، ولا ضير من اعادة صياغة تلك النقطة بأسلوب اوضح ومباشر ، واقول ، ان الذي اتحسسه واعيشه هو ان العلاقة بين ابناء مختلف المذاهب المسيحية هي بالاضافة الى كونها علاقة ايمانية  فهي ايضآ علاقة  مبنية على اسس المحبة والاخاء والمودة الحقيقية تجاه بعضهم البعض ، فكيف يا ترى يجب ان يكون رد الفعل و اسلوب التخاطب بين رؤساء تلك الطوائف ، الذين هم قدوتنا جميعآ ؟ اعتقد يجب ان تسودها الحكمة والألفة ، ويجب ان تكون كلمات التصاريح والبيانات التي يصدرونها مدروسة بعناية ومختارة بدقة ، كلمات ترتقي لمستوى العلاقة ولمستوى الاحترام الذي يجمعهم .  لذلك عندما قرأت بيان الرفض او بيان عدم الرضا  لرؤساء الطوائف كانت صدمة لي واحزنني الاسلوب  الذي صاغوا به بيانهم ، الم يكن من الاجدر بهم ان يعلنوا برائتهم من مما ورد على لسان قداسة البابا  ، باسلوب اكثر  ودآ و قبولآ ، بدلآ من اللجوء الى اسلوب اتهامهم  الصريح  لقداسة البابا بأن قداسته قد (((تجاوز ))) في محاضرته على الشعور الديني للمسلمين ! هذا الاسلوب الذي اراه  لا يؤخر ولا يقدم كما لا اراه لائقآ بمستوى المعنيين به من الطرفين .


اما قول السيد سمعان ( وما كان من إعراب البابا عن أسفه الشديد على طريقة فهم أقواله إلا دليلا على ذلك ، ...) . نعم ان  البابا تكلم عن اسفه ( لسوء فهم ) لتصريحاته ، وهذه الكلمات حجة على المحتجين والرافضين والغير الراضين وعلى كل من اساء فهم ما ورد في المحاضرة ، وعلى هؤلاء جميعآ تقديم اعتذارهم لقداسة البابا  لِما بدر منهم من كلمات واتهامات  بسبب  سوء  فهمهم او بالاحرى لقصر فهمهم .

واخيرآ نتمنى من اللقاء الذي سيعقد بين المعنيين و المسؤولين في الكنيسة الكاثوليكية وزعماء الدين الاسلامي ان يحل كل الاشكالات وان يزيل كل سوء فهم قد طرأ ، كما نشكر كل من وضع نفسه واسطة خير وساهم باخلاص ومحبة  على تهدئة الازمة ، كما اعتذر  لكل من  ضاق صدره من مما كتبته  ولكل من اعتقد بأني قد اسأت اليه او لمقامه الجليل .

ملاحظة ( هذا الرد كنت قد هيأته بتاريخ 27 ايلول 2006 ولكن بسبب بعض المراسلات مع الاخ المشرف العام لموقع عينكاوا دوت كوم تأخر نشره للتاريخ المدون ادناه .).

منصور توما ياقو
2006 /تشرين الثاني /2


 

87
بالتأكيد من الألم يتولد الحزن ، وكلنا أسف لِما أصاب رؤساء الطوائف المسيحية الشرقية الأرثوذكسية في العراق من هذين الغَمَّين اللذين عكرا صفاء سمائهم ، واول ما يلفت انتباهنا ونحن نتأمل كلمات هؤلاء الرؤساء  الافاضل هو ان ما اصابهم من الألم والحزن بحسب بيانهم  كان نتيجة ما ورد في المحاضرة التي القاها البابا بندكتس السادس عشر في جامعة ريغنسبورغ جنوب المانيا.
ومما لف الانتباه ايضآ ، ان رؤساء الطوائف الكرام قد اصدروا بيانهم بحوالي  48 ساعة من محاضرة قداسة البابا بندكتس السادس عشر ، أي قبل صدور معظم ردود الافعال من علماء وأئمة وشيوخ المسلمين انفسهم ، وكأنها فرصة ويجب استغلالها واستثمارها جيدآ ،  والادهى من ذلك ، ان الموقعين على البيان قد رفضوا كل ما جاء على لسان البابا  حول الاسلام في حين ان معظم العلماء والأئمة وشيوخ المسلمين قد طالبوا التريض ومطالبة  البابا بالتوضيح الا الأقلية المهرجة التي طالبت قداسته بالاعتذار . واغرب ما جاء في هذا البيان هو بعد رفض رؤساء الطوائف الارثوذكسية في العراق لكل ما جاء في محاضرة البابا حول العنف في الاسلام طالبوا الفاتيكان بتفسير وإيضاح للأمثلة الصادرة عن البابا وبالسرعة الممكنة .  السؤال هو ، ما فائدة التفسير والايضاح بعد قرارالرفض المطلق الذي اصدروه مسبقآ ؟ بصراحة وانا اقرأ هذا البيان راودتني افكار كثيرة ومنها ، لو كان هذا البيان قد وُضِعَ من قِبل جهة علمانية ومهما كان موقعها ومذهبها المسيحي لاتهمتها فورآ بمحاولة طعن المذهب الكاثوليكي في الظهر ، او على الاقل تجاهلها  ولكني  وقفت مشدوهآ غير قادر على استيعاب وتفهم ابعاد موقف رؤساء الطوائف الارثوذكسية في العراق من هذه القضية ، خاصة انهم  لم يُضطروا لاصدار مثل هكذا بيان ولم يُطلب منهم تعليقآ او رأيآ .

حقيقة ، ومنذ ان انطلقت هذه الحملة الظالمة على قداسة البابا بيندكتس السادس عشر وانا اسأل السؤال الذي لم أجد له جوابآ الى هذه اللحظة  وهو ، ماذا جاء من عنده  قداسة البابا لكي يرفضوا كلامه والبعض يطالبه  بالاعتذار ؟ ولكي اسهل للجميع واختصارآ للجهد والوقت أقدم لكم اهم ما اثار مشاعر الغضب  والاستياء لدى المحتجين المسلمين وغير المسلمين ، وبعدها سأدعوا اهل الحكمة والانصاف ان يحكّموا ضميرهم قبل ان يحكموا بالعدل . ومن اجل ذلك استطيع ان الخص الموضوع بالفقرة التالية:_

موضوع محاضرة قداسة البابا كان حول (العلاقة بين الايمان والعقل والعنف في المسيحية وفي الاسلام) . وفي سياق حديثه ، استشهد اكرر استشهد بكتاب عنوانه"حوارات مع مسلم، المناظرة السابعة"   للامبراطور البيزنطي مانويل الثاني (1350-1425) ، علمآ بأن ذلك الحوار كان قد جرى بين الامبراطور المذكور وعالم فارسي مسلم .ومن ضمن ما جاء في ذلك الحوار الذي كان يدور حول العلاقة بين الدين والعنف ، هو السؤال الذي طرحه الامبراطور على محاوره المسلم ، والذي كان  ، ( ما الجديد الذي جاء به محمد. لن تجد الا اشياء شريرة وغير انسانية مثل امره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف. ). ومن ثم يسترسل الامبراطور في شرح اسباب كون نشر الايمان بالعنف مناف للعقل . وعنف كهذا مخالف لطبيعة الله ولطبيعة الروح.الله لا يحب الدم والعمل بشكل غير عقلاني مخالف لطبيعة الله. الايمان هو ثمرة الروح وليس الجسد . من يريد حمل احد على الايمان يجب ان يكون قادرا على التحدث بشكل جيد والتفكير بشكل سليم وليس بالعنف والتهديد ... لاقناع روح عاقلة لا نحتاج الى ذراع او سلاح ولا أي وسيلة يمكن ان تهدد احدآ بالقتل .

وهنا ، نتوجه لرؤساء الطوائف الارثوذكسية في العراق بالسؤال ، اين اخطأ  قداسة البابا ( لا سامح الله )
1-  هل اخطأ لاستشهاده بمادة او بحوار فكري تاريخي قديم ، اتُهمَ احد اطراف ذلك الحوار بممارسة العنف الذي هو مناف للعقل ومخالف لطبيعة الله ، واليوم اصبح ذلك الطرف ذات عدد وعدة وقوة ، من ثم وبحسب بيانكم  وجب عدم الجهر بالحقيقة مراعاة لمشاعره  ، حتى لو كان ذلك من باب حسن النية والمعاملة لاقرار الحق . اذا كان هذا السبب ، فيكونوا رؤساء الطوائف قد ظلموا الحق والتاريخ كثيرآ ، ولن يكون بمقدورهم من الآن وصاعدآ تأييد أي مطلب اوالاستشهاد بأي مرجع تاريخي ولا بمراجعة أي حدث من احداث التاريخ ، مثل مطالبة الحكومة العراقية والاكراد والاتراك بتحمل مسؤولياتهم الاخلاقية والتاريخية بالاقرار والاعتراف بالمذابح التي ارتكبت بحق شعبنا ، لأن مثل هذه المطالبة قد تجرح مشاعر هؤلاء الاخوة ايضآ  وربما تستفز البعض منهم .

2- هل تعتقدون أنه  اخطأ لمضمون المادة التي تناولها ؟ أي ان استشهاده والايحاء بأنه مؤمن  بالقول ان ، العنف هو مناف للعقل ومخالف لطبيعة الله ،  يعتبر بحسب رؤساء الطوائف الارثوذكسية في العراق مخالف للايمان المسيحي  الذي يؤمنون به  ، اذا كان الامر كذلك ، فنحن الكاثوليك نبني ايماننا من جهة الله بكونه محبة ، ومن جهة علاقتنا مع كل البشر على الوصية التي اوصى بها الرب يسوع المسيح التي في وردت في الانجيل المقدس والتي تقول (  لكني اقول لكم ايها السامعون احبوا اعداءكم.احسنوا الى مبغضيكم، باركوا لاعنيكم.وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ... ) إذن ، لا مجال ولا مكان للمجاملة او لتمرير غايات على حساب الحق والمباديء .

3- هل اخطأ من ناحية التوقيت ؟ ولكن السؤال الذي نطرحه على الرافضين لكلام قداسة البابا بيندكتس السادس عشر هو ، متى كان التوقيت مناسبآ في الماضي  ؟ ومتى سيكون التوقيت مناسبآ في المسقبل ؟ بالتأكيد لم ولن يجدوا الاجابة ولا الوقت المناسب  ما دام العنف مغطي بتبريرات  دينية ...الهية . لا شك ان التحدي الأول والاكبر الذي يواجه كل المجتمع الدولي بما فيه المجتمعات الاسلامية ذاتها و في هذا الوقت بالذات هو العنف والارهاب المبرر دينيآ ، وقد اصبح محاربة الارهاب خيارآ لابد ان تختاره كل امة وقبيلة ولسان ، لذلك يكون موضوع العنف وعلاقته مع الايمان والعقل في المسيحية والاسلام الذي اختاره قداسة البابا ليكون جزءآ من محاضرته قد جاء في وقته المناسب ، أي لم يأتي قبل الحملة العالمية على الارهاب ولا متخلفآ عن البشرية في مكافحة تلك الآفة المدمرة ، فعلآ  كلام قداسة البابا اتسم بالجرأة لقول الحقيقة ، تلك الجرأة التي يفتقدها الكثيرون .

 لا نجافي الحقيقة اذا قلنا ان ما ورد على لسان قداسته هو نفس الكلام الذي نسمعه ويردده كل مسلم متنور محارب للارهاب ولتجار الدين الذين يدعون لفقه الكراهية والرعب والعنف الاعمى الاهوج ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، اذكر نموذج لكاتبة مسلمة ، مرموقة ، جريئة لا تستر ولا تتردد في مقارعة الظلم وعدم الخوف من الظالمين ، لا تعترف بالزمن والتوقيتات ، ليس عندها خطوط حمر ولا  صفر ، لا حدود  لمواجهة كل ما يستهدف الانسان بكل ما تعنيه الكلمة من معاني واهداف نبيلة ، انها الكاتبة ناهد رمان ، اسمحوا لي ان انقل لكم في ادناه رابط للمقالة التي كتبتها الكاتبة ، والتي جاءت بعنوان ( رمضان والبابا او المسلم العجيب ) وسوف اترك التعليق لكم  ولكي تتأكدوا بأنفسكم ان ما ورد على لسان الملك البيزنطيني ومن ثم على لسان قداسة البابا بندكتس السادس عشر يرد ايضآ على السن المسلمين المتنورين ايضآ ، ومع ذلك سأقتبس الجملة الاخيرة من المقالة والتي تقول فيها (يابندكيت السادس عشر احتجوا لانهم يريدون الضحك على البشر. ) .
http://www.kitabat.com/i20138.htm

 فشكرآ لقداسة البابا بندكتس السادس عشر ، وشكرآ لكل مسلم ينبذ العنف والتطرف الديني القاتل  تحت اية تسميات كانت ، وشكرآ لكل شخص يدافع عن انسانية الانسان مهما كان لونه وجنسه ومعتقده .
4- بصراحة ، لم اتوصل الى سبب آخر يجعل الآباء ورؤساء الطوائف المسيحية الارثوذكسية في العراق لكي يجانبوا الحق وبالتالي  يرفضوا كل ما ورد على لسان قداسة البابا بندكتس السادس عشر حول العنف في الاسلام لدرجة انهم لم يصبروا او ينتظروا التوضيح من الفاتيكان او من قداسة البابا شخصيآ قبل اللجوء الى اسلوب الرفض او القبول . رغم كل ذلك ، انا لا اقول انها كانت لغاية او لغايات في نفس يعقوب ، او انها كانت طعنة في الخلف ، حاشا  وانا اخاطب الآباء الافاضل ان اردد الجملة الاخيرة التي وردت في مقالة الكاتبة المسلمة ناهد رمان ،  بل كل ما نتمناه ان يكون السبب الحقيقي  نابع من حسن النية ومن القيم والمباديء المسيحية الرائعة .

منصور توما ياقو
20 / ايلول / 2006
 
 

88

صحيح ان عقد مؤتمر قومي كلداني عام هو مطلب كل ابناء امتنا الكلدانية ، لأن ما تفرزه مثل تلك  المؤتمرات من القراءات والاجتهادات والتحاليل والمقررات  السياسية والقومية والاجتماعية والى آخره من المجالات الحياتية العامة والخاصة ستعطي بلا شك القراءة الصحيحة والحقيقية للوضع الداخلي للأمة الكلدانية من جهة  وعن دورها وتأثيرها وموقعها في الحالة العراقية الراهنة من جهة اخرى . لكن ، 
وبما ان تلك الأمور و الغايات متوفرة بل وهي جزء من السلوك اليومي العادي  لقادتنا ولأحزابنا القومية الكلدانية لذلك لا أجد أي خلل او قضية عالقة تحتاج لعقد مثل هكذا مؤتمرات ، فمثلآ :-

 1- ان وضع الامة الكلدانية في ذاته سليم من كل النواحي ، فمن الناحية المعيشية والاقتصادية ، نحمد الرب ، انه لا يوجد من بين ابناء امتنا من هو في حاجة الى اية مساعدة مادية ، لذلك لا ارى ضرورة لعقد مؤتمر قومي يشجع اصحاب الاموال من ابناء شعبنا وخاصة الذين يعيشون في المهجرللدخول في مشاريع استثمارية مختلفة في المناطق التي يتواجد فيها ابناء شعبنا او  يوصي بإنشاء صندوق او جمعيات  لجمع التبرعات او المساهمات الممنوحة من الخيرين  لدعم من يستحقها او لسد حاجة العبد الفقير إن وجد وانتشاله من العوز المعاشي ومن الواقع المتردي الذي يلفه من كل الجهات .

2-  اما من الناحية الاجتماعية ، فنحمد الرب ثانية ،  حيث  كان لأحزابنا السياسية وتنظيماتنا القومية الأثر البالغ في تماسك وتوحيد ابناء الأمة في صف واحد بوجه كل من هب ودب لينفث سمومه في مسيرتها الحضارية نحو المستقبل ، حيث لا يكاد يمر يوم إلا ونشاهد او نسمع عن لقاءات  او زيارات او  ندوات او فعاليات مختلفة تجريها احزابنا وجمعياتنا القومية مع كل الاطياف العراقية وخاصة  مع ابناء شعبنا الذي لا يريد ان تنعقد مثل هكذا مؤتمرات التي ستحرمه من مادة او من معلومة او من لقاء الأحبة المسؤولين طوال فترة انعقاد المؤتمر .

3- اما من الناحية الاعلامية في زمن المعلوماتية المعاصرة ، فنحمد الرب ثالثآ على الموهبة والقدرة الفائقة  التي وهبهها لقادتنا وكوادرنا السياسيين وللملمين بتاريخ وحضارة امتنا الكلدانية ، حيث اصبحوا من رواد الفضائيات وباتوا يملئون الشاشات وصفحات الجرائد والمجلات والمواقع الالكترونية وهم يدافعون بكل بسالة وامانة واخلاص عن كامل الاستحقاقات الوطنية والقومية والتاريخية والانسانية لأبناء شعبنا ، بالاضافة الى سعيهم المتواصل بتعريف الجهات العراقية والعالمية  بتراثنا وتاريخنا وحضارتنا التي اعطت البشرية اول حرف واول قانون في الوجود وكل الروائع الحضارية والعلمية والانسانية الخالدة عبر التاريخ . ناهيك عن المواقع الالكترونية لأحزابنا وتنظيماتنا الكلدانية المختلفة والحافلة بكل ما يحتاجه الانسان من مواد تاريخية وثقافية واجتماعية وسياسية التي تغنينا عن اللجوء الى المواقع الاخرى .

4- المشروع السياسي ، نحمد الرب رابعآ على المشهد السياسي الكلداني الواضح ، حيث لم يعد ضبابيآ ولم يعد بحاجة للتكهن او استخدام اسلوب السؤال باستعمال حروف الاستفهام مثل مَن ، ماذا ، لماذا ، كيف ، متى ، اين ، هل ...الخ من الاستفهامات التي تحير المواطن العادي وتجلب الصداع للمسؤولين اذا ما سئلوا عنها .
فعلى سبيل المثال لا الحصر دخلت  احزابنا القومية في تحالفين انتخابين ، الأول داخلي والثاني خارجي ان جاز التعبير ، فبالنسبة للأول كان يضم بعض  الاطراف المنبثقة من ابناء شعبنا الكلداني ، الآثوري ، السرياني ، المستقل ، وقد تحالفوا تحت تنظيم او قائمة سميت النهرين وطني واعطيت الرقم 752 ،
وتحت ظلالها دخلنا الانتخاب وصوت لها مَن صوت وكان ما كان ، وبعد مرور كذا شهر على تلك النتيجة التي لا اتجرأ ان اعطيها نسبة مئوية في حسابات الفشل والنجاح ، نجد الجميع راضين عنها وبالتالي لا حاجة الى عقد مؤتمر قومي لتشخيص مواطن الخلل الرئيسية  التي رافقت تلك الانتخابات ونتيجتها التي اظهرتنا امام الآخرين وكأننا هوامش نكاد لا نستحق ان نكون احفاد السكان الأصليين لبلاد وادي الرافدين .
اما عن تحالفنا الخارجي والذي كان مع القائمة الكردستانية ، الحق يقال ان اعضاء ومؤيدي حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني والكثير من ابناء شعبنا قد ساهموا بجدية واخلاص لصالح تلك القائمة من خلال ادلائهم بأصواتهم الانتخابية لها ، لذلك حق لأبناء امتنا الكلدانية ان يتفاخروا بتضامنهم وتحالفهم مع اخوانهم الاكراد وبالنتيجة الساحقة والمشرفة التي حصلت عليها القائمة الكردستانية في الانتخابات التي جرت يوم 15/12/2005 ، ولكن ماذا كان الاستحقاق الانتخابي للحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني من تلك النتيجة ؟ أو بتعبير آخر ماذا حصد الحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني من تلك النتيجة ومن اولئك الحلفاء المنتصرين ؟ وهل هناك تقييم دقيق وشامل لما جرى في المرحلة الماضية ، وما هي الاستراتيجية العامة او الجامعة للمرحلة القادمة ، امور كثيرة تحرص القيادات والاحزاب القومية الكلدانية على عدم التطرق لها و تعريض ابناء امتهم الكلدانية لأمور السياسة واخواتها  ومتاهاتها التي تثير الاعصاب وتجلب الصداع للرأس .
5- توحيد العلم القومي الكلداني ، صحيح ان العلم الكلداني الذي صممه ونفذه الاخ الفنان والباحث الكبير عامر حنا فتوحي جاهز ومعتمد من معظم الاحزاب والتنظيمات الكلدانية ، وفعلآ هناك ارادة جدية وتامة على تبنيه لِما يحتويه من معاني ورموز تعبّر عن وجودنا وعن حضارتنا  وعن هويتنا القومية ، ولكن  يبقى تعوزه الشرعية القومية التي تشرعها او  تفرضها المؤتمرات القومية العامة لكي يصبح  رمزآ موحدآ للأمة وملزمآ لجميع الكلدانيين على رفعه في كافة المحافل والاجتماعات والمناسبات المختلفة . فهل الاخوة في القيادات الكلدانية متيقنين أنه لا توجد تنظيمات او افراد حيارى ان لم يكونوا فعلآ يرفعون اعلامآ اخرى لا تمت ببلادنا وبتاريخنا بصلة ، اذا كان الأمر كذلك فنومآ هنيئآ واحلامآ سعيدة والله في عون الجميع .

6- النشيد القومي الكلداني ، هذه النقطة سوف اخصها للأخوة الكتّاب والفنانين الكلدانيين وبكافة اختصاصاتهم ، واحثهم على المثابرة والاسراع بكتابة كلمات الأغنية او النشيد القومي ، الذي  نريده بكلمات مركزة وهادفة ، كلمات تربط ماضي الوطن والامة بحاضرها ومستقبلها ،  نشيد يهز وجدان قادتنا القوميين وتلهب مشاعرهم وحماسهم القومي لكي يفيقوا من نومهم الذي طال نومة اهل الكهف ، نعم اعزائي الكتّاب والفنانين  ، اهرعوا الى كتابة كلمات النشيد القومي ولحنوه بحيث تتناسب مقاطعه ولحنه مع حجم حضارتنا وتاريخنا الرافدي الثري والأصيل ،  نشيد يجمع حوله كل نفس كلداني اصيل ، نشيد يؤجج مشاعر الحب والانتماء للأمة الكلدانية التي تملك سجلآ انسانيآ عظيمآ ، الأمة التي  منها خرجت الأمم والعلوم . نتمنى ان تنجزوا هذا النشيد قبل ان يفيقوا ويستيقظوا الاخوة السياسيين ويحملونكم مسؤولية عدم انعقاد المؤتمر .
 
7- انشغل العالم بخارطة الشرق الاوسط الجديد  التي وضعها الجنرال الامريكي المتقاعد رالف بيترز والتي نشرتها المجلة العسكرية الامريكية المتخصصة ( ارمد فورسز جورنال ) 
http://www.armedforcesjournal.com/2006/06/1833899تلك الخارطة التي خلت من أي ذكر او اشارة الى شعبنا المسيحي ليس فقط في العراق وانما في كل الشرق الاوسط الجديد ، فهل لقادتنا السياسيين والقوميين توجهاتهم و تصوراتهم الخاصة كما للجنرال الامريكي حول امكانية تخصيص او تحديد  منطقة ذات كيان خاص  لأبناء امتنا وشعبنا المسيحي في العراق كأن تكون فيدرالية او حكم ذاتي ذات ارتباط خاص ومتفق عليه ،  أم انهم ايضآ يحملون خارطتهم السياسية والجغرافية والديموغرافية الخاصة بشعبنا وانهم سوف يفاجئوننا بها على غفلة من العيون تجنبآ للحسد .
http://www.armedforcesjournal.com/2006/06/1833899
8- التجديد والتطوير ، لا نجافي الحقيقة اذا قلنا ان الكثير من تنظيماتنا السياسية والقومية قادرة وبكل جدارة على مواكبة الاحداث والتقلبات والتحديات والمتغيرات السريعة التي تعصف بشعبنا وعلى الصعيدين القومي والوطني في العراق ، ((( ان ارادوا العمل ))) ، ولكن لتوسع دائرة الاحداث والمسؤولية ومن اجل ديمومة اداء قيادينا السياسيين  في خدمة ابناء امتنا نجد ضرورة  تطعيم القيادات الحالية بطاقات شابة واعدة وقادرة على تطوير هيكلة الاحزاب والتنظيمات الكلدانية وتطوير عملها السياسي والقومي طبقآ لمقتضيات المرحلة التي يمر بها شعبنا ، ولكن كيف السبيل الى ذلك من دون اتصالات وتحضيرات تعقبها عقد مؤتمرات سواء كانت قومية او على مستوى الاحزاب .
 9- لا شك لدى ابناء شعبنا الكثير من المطاليب والمستحقات الوطنية والتاريخية والانسانية التي يجب توثيقها وتقديمها للبرلمان العراقي لغرض تحقيقها وللجان المشكلة او التي ستشكل لغرض تعديل نص الدستور العراقي وفق المادة 142 منه والطلب من تلك اللجان على تضمين تلك المستحقات في الدستور، لأن  دولاب الزمن يسير بسرعة وأي تأخير في عقد مؤتمر قومي عام وتحديد اولويات شعبنا واحتياجاته وحقوقه المشروعة ورفعها الى الجهات المعنية يكون في غير صالحنا خاصة اذا عرفنا ان تلك اللجان المكلفة باستقبال طلبات اضافة او تعديل مواد الدستور لن تنتظر او تبقى في حالة انعقاد دائم او لحين عقد مؤتمر قومي  كلداني عام، فهل سنسبق الامور ونهيأ انفسنا قبل ان يسحقنا الزمن و يحل علينا غضب التاريخ والأمة ؟.

لا اريد ان اتطرق الى كل المسائل والمتعلقات  التي على الاقل وبحسب اعتقادي الخاص  تفرض عقد اكثر من  مؤتمر قومي عام للبت فيها ، ولكن ما يعوزنا لعقد مثل هكذا مؤتمرات  هو توفر بعض من الصفات التالية في قيادتنا السياسية والقومية :-
1- الاهتمام
2- الاخلاص
3- الارادة
4- التصميم
5- التضحية
6- الحكمة
7- تحمل المسؤولية
8- المبادرة
نعم انه من الصعوبة توفر كل تلك الصفات في شخص واحد ولكن لا بد على الاقل من وجود بعضها ، وما يعوزنا في موضوعنا هذا هو توفر صفة المبادرة في احد قادتنا السياسيين ولو من باب براءة الذمة في دعوة الآخرين للتحضير على عقد مؤتمر قومي كلداني عام . فهل لنا مثل هذا القائد ليبادر على تنفيذ رغبة الجماهير الكلدانية لعقد مثل هكذا مؤتمر ؟ نتمنى ذلك ولكن لندع  الايام تجيب على ذلك .

منصور توما ياقو
  31 /  تموز / 2006
 

89
في الأول وقبل كل شيء ، نهنيء ونبارك لجميع ابناء شعبنا في  اقليم كردستان العراق  ، من الأكراد والكلدان والإيزيديين والتركمان والعرب على نجاح الكتل السياسية على التشكيلة الخامسة لحكومة الاقليم ، كما نقدم اخلص التهاني والتبريكات للسيد مسعود البارزاني رئيس الأقليم والسيد نيجيرفان البارزاني رئيس الحكومة والسيد عمر فتاح نائب رئيس الحكومة ، كما نبارك ونهنيء كافة الوزراء الجدد آملين ان يجسدوا كل قدراتهم وامكاناتهم في حماية وخدمة جماهير الأقليم ، فكل التهاني الخالصة  للحكومة الجديدة ونتمنى لها التوفيق والنجاح في مهمتها الوطنية  والانسانية النبيلة .

صحيح  ان حالة الفرح و الارتياح والتفاءل بالمستقبل الذي ابداه الكلدانيين تجاه تشكيل حكومة اقليم كوردستان كان كبيرآ ومتميزآ ، ولكن هذا لا يعني ولا يمنع أن يبحثوا عن المواقع التي يشغلونها ممثلي احزابهم السياسية والقومية  في هذه الحكومة .

 وبعد البحث والتدقيق تبين ان تشكيلة حكومة كوردستان الجديدة تضمنت اسماء لثلاثة من ابناء شعبنا ، وهذا جيد
 ومدعاة للاعتزاز بوجودهم ضمن تلك التشكيلة ، لكن وكما هو معلوم للجميع ان الكلدانيين يشكلون الأغلبية الكبيرة من مجموع مسيحيي العراق والاقليم ولهم كياناتهم السياسية والقومية الخاصة بهم ، فكان من المفروض  ان يكون منح الاستحقاقات سواء كانت الوطنية او الاقليمية او الانتخابية للكلدانيين من خلال ممثليهم النابعين من صميم احزابهم السياسية والقومية الرسمية والشرعية ، واعتقد ان هذا المطلب هو من الامور البديهية  المتبع في كل الممارسات السياسية بين الكتل والتحالفات والائتلافات والتشكيلات الحكومية  في العالم ، وإلا سينظر الى الأمر بكونه مجرد فرض وتعيينات لا علاقة لها بالتمثيل الحقيقي والشرعي للكلدانيين ،  فإذا اخذنا تلك الحقيقة في الحسبان ، وعندما نلقي نظرة بالمفهوم السياسي على لائحة اسماء الوزراء في التشكيلة الخامسة لحكومة كوردستان لأكتشفنا ان الممثلين الرسميين والشرعيين  للكلدانيين وللأسف قد  خرجوا خال الوفاض من تلك التشكيلة .

ولكن مهلآ ،  هذا ليس نهاية المطاف .

 فإذا  كانوا الكلدانيين وكما قال عنهم احد الاخوان بأنهم خرجوا من المولد بلا حمص في حكومة الأقليم ، فهناك لائحة ثانية للأخوة في القائمة الكوردستانية الفائزة في الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت في 15 / كانون الأول / 2005 والذي كان حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني الذي هو اكبر الاحزاب الكلدانية واكثرها شعبية  احد الكيانات المتحالفة مع مكونات تلك القائمة ، ولا ننسى ان مشاركة الكلدانيين في تلك  الانتخابات وتصويتهم  الى جانب اخوانهم الأكراد للقائمة الكوردستانية ( 730 )  كانت بفعالية وبصورة كبيرة ، وكان من نتيجة تلك المشاركة هو فوز ممثلهم الوحيد السيد ابلحد افرام ساوا ، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني  بالمقعد البرلماني عن الدائرة الانتخابية التي كان مرشحآ فيها . ولكل ما تقدم ، يحق لممثلي الاحزاب الكلدانية  في اقليم كوردستان ان يكون لهم عدة استحقاقات التي تخولهم ان تكون اسماء ممثليهم  ضمن القوائم المقدمة لتشكيل الحكومة الكوردستانية او الحكومة المركزية في بغداد  ومنها :-
1- استحقاق عددي ، حيث يشكلون الكلدانيين الغالبية العظمى من مجموع المسيحيين في العراق و الأقليم .
2- استحقاق انتخابي ، من خلال تحالفهم مع القائمة الكوردستانية وفوز ممثلهم الوحيد السيد ابلحد افرام ساوا بالمقعد البرلماني .
3- استحقاقات مصيرية و استراتيجية وتاريخية وسياسية واجتماعية متميزة ومتطورة التي تربطهم  مع الأخوة الاكراد في زماننا الحالي وعلى مر العصور .

 نحن لا زلنا  مطمئنين وعلى يقين تام ، بأن تلك الحقائق و الاستحقاقات حاضرة وماثلة  امام انظار الأخوة المسؤولين في الحكومة والاحزاب السياسية الكردية وخاصة امام انظار الأخوة في الحزبين الرئيسيين ، الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني ، ولا نشك للحظة واحدة ان الأخوة الكوردستانيين سيتجاهلون او سينسون مرة اخرى  ان يتضمنوا اسماء حلفائهم الكلدانيين عند اعداد لائحة اسماء الوزراء والنواب وكبار المسؤولين في تشكيلة الحكومة العراقية المقبلة .

فصبرآ يا كلدان ، ومهما كان وقع الأسف والشعور السلبي الذي تحسسناه نتيجة عدم تمثيل الكلدانيين من داخل احزابهم وتنظيماتهم السياسية والقومية الشرعية في تشكيلة حكومة اقليم كوردستان  ، فإننا سنبقى امناء واوفياء
على الالتزامات المترتبة علينا سواء تجاه تحالفنا مع الاخوة في القائمة الكوردستانية او بدعم ومساندة حكومة الأقليم والمشاركة الجدية والفاعلة في تحقيق اهدافها وبرامجها المرسومة ، ويقينآ ايضآ ومهما كان وقع  العتب وقول الحق ورفع المطالب والمظالم المشروعة للكلدانيين ، فنحن على ثقة بأن  قلب الاخوة الكوردستانيين كبير ويتسع لكل القضايا وهموم ابناء الأقليم ، ومن هذه الثقة ، نحن الكلدانيين لا زلنا مطمئنين على قضايانا المطروحة على مائدة الأقليم ومطمئنين على صحة نهجنا في تحالفاتنا السياسية والمصيرية مع اخواننا الاكراد الذين كانوا دومآ اهل للثقة والوفاء بتعهداتهم والمنصفين مع حلفاؤهم ، ومطمئنين ايضآ ان المستقبل يدعو الى التفاؤل لتحقيق طموحاتنا وآمالنا  في  أن تأخذ امتنا الكلدانية مكانها الطبيعي واللائق  بين الأمم والشعوب ووسط الحركات السياسية العراقية  في دولة يسودها العدل والخير والحرية والسلام . 
 
 
منصور توما ياقو
15/May/2006

90
 

قبل يومين وبعد لحظات من دخولي احدى الغرف المحسوبة على ابناء شعبنا في البالتوك ، شعرت وكأنني داخل غرفة للعمليات العسكرية ، حيث الآدمن منغمس حتى الأذنين بتحديد المهمات وتوزيع القطعات عفوآ اقصد اخوته المتطرفين على  استثمار الوقت وكتابة مقالات تهاجم ما ورد في المقابلة التي اجراها السيد جورج منصور مع قداسة ابينا البطريرك عمانوئيل الثالث دلي والتي عرضت في فضائية عشتار يوم 7 / ايار / 2006 ، وكان من جملة  التعليمات التي وزعها الأخ الآدمن للكتّاب الآشورين هي تنويع الموضوعات بحيث تكون :-

1- بعض المقالات تختص بانتقاد او مهاجمة  كل كلمة نطق بها  قداسة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي في تلك المقابلة .
2- بعض الكتّاب ومن خلال مقالاتهم يحرضوا الكلدانيين على مرجعيتهم الدينية .
3- البعض الآخر يهاجم بابا الفاتيكان لأن السفير البابوي كان من ضمن الوفد المرافق لقداسته .
4- اغراق كل المواقع بتلك المقالات  وخاصة موقع عينكاوا دوت كوم  .

الى هنا ، وانا لم اعرف بعد ما هو الموضوع على وجه التحديد ، فكتبت على التكست مستفسرآ عن فحوى القضية ، فتبرع احد الاخوان ووضع رابط للمقالة التي كتبها احد الكتاب الاشوريين عن تلك المقابلة ، وكانت المقالة بعنوان ( رسالة محبة الى قداسة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي المحترم ) للكاتب شمشون شابا والمنشورة في موقع عينكاوا دوت كوم .
كم حاولت بعد قراءتي لتلك المقالة ان اقف على اصل المقابلة او ان اقرأها من طرف آخر لكنني وللأسف فشلت في ذلك رغم بحثي الكثير وانتظاري الطويل ، عندها اضطررت ان اعتمد على تلك المقالة كأساس وحيد لحقيقة الخبر ،  والأخ كاتب المقال بنى موضوعه التهجمي والاعتراضي على العبارة التي ذكرها على لسان قداسة  ابينا البطريرك عمانوئيل الثالث دلي والتي كانت بحسب كاتب المقال ( ان الكلداني الذي يقول انا اشوري فهو خائن وان الاشوري الذي يقول انه كلداني فهو خائن ايضآ ) . انتهى

قبل اعطاء رأيي لما جرى ولما قرأته عن تلك المقابلة التي زعزعت اركان الوثنية الاشورية وافقدت صواب وتوازن
 المخدوعين الذين لا زالوا يصدقون كذبة وليم ويكرام  بأنهم من بقايا الآشوريين القدامي عبدة الصنم آشور، فبات شغلهم الشاغل بعد تلك المقابلة التهجم على قداسة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي واهانة المشاعر المذهبية والقومية للكلدانيين  و ايضآ إظهار حقدهم الدفين على الكرسي الرسولي في الفاتيكان ناهيك  عن المواقف الغير حضارية اتجاه الشعور القومي الكلداني المتنامي بين ابناء امتنا الكلدانية .

سيدي البطريرك ، جميعنا نكرر ونردد قول الحق الذي نطقت به ونقول ((ان الكلداني الذي يقول انا اشوري فهو خائن وان الاشوري الذي يقول انه كلداني فهوايضا خائن )
سيدي كلي الطوبى ، اسمح لي ان اضيف على كلمة خائن القول انه ومشرك ايضآ ، لأنه حرام وباطل كل عمل من شأنه جعل اسم الإله الصنم آشور بجانب التسمية المسيحية المأخوذة من اسم رب الارباب وملك الملوك وإله الأكوان الرب يسوع المسيح ، فباطل ايمان كل من يدعي أنه مسيحي وفي نفس الوقت يفتخر ويحمل اسم الوثن آشور .

ليعلموا جيدآ ، عندما كانوا الكلدانيين قديمآ على الوثنية لم يؤمنوا مطلقآ بالصنم الإله آشور لأنهم كان لهم إلههم الخاص بهم الذي هو مردوخ ، وبعد وصول البشارة المسيحية المفرحة اليهم وايمانهم بالرب المخلص يسوع المسيح فقد نبذوا إلههم القومي  مردوخ وراء ظهورهم وداسوا وسحقوا كل الآلهة الصنمية بأرجلهم ، فكيف يتجرأ بعض المخدوعين بزيف ما ضللوا به بكونهم آشوريين ، او هم من بقايا عبدة الصنم آشور ان يطالبوا المؤمنين المسيحيين من الكلدان ان يفتخروا بالثور المكسور الجناحين ذو الخمسة ارجل ( آشور ) الى جانب فخرهم بصليب السيد المسيح، أوأن يحملوا و يجعلوا للتسمية الاشورية الوثنية مكانآ الى جانب التسمية المسيحية المأخوذة من اسم رب المجد يسوع المسيح ؟ . فبعد إيماننا المسيحي ، لا مكان لآشور في حياتنا ، ولا مكان لمردوخ في حياتنا ، ولا مكان للتسمية الاشورية الى جانب التسمية المسيحية ، فإما ان نكون مسيحيين  بحق وحقيقة وننبذ كل التسميات الوثنية وإما ان نعود الى الوثنية الاولى و كفاية تشويه الايمان المسيحي والتسمية المأخوذة من اسم السيد المسيح له كل المجد .

قوميآ ، في كل التاريخ الكلداني القديم والذي يعد بالاف السنين لم نسمع او نقرأ عن قبيلة كلدانية واحدة او عن ملك كلداني واحد او عن بيت كلداني واحد ولا حتى عن كلداني واحد غيور على امته الكلدانية ان تسمى بتلك التسمية الصنمية او عبد الإله آشور ،  بل نقرأ ان الإله آشور كان منبوذآ  من بين آلهة البابليين الكلدان ، فماذا جرى لهذا المنبوذ  لكي يفرضوه على الآخرين ، ثم اذا كان ولا بد من العودة للوثنية ، فيكون التسمية باسم  الإله القومي الكلداني قديمآ (مردوخ) اولى بإتباعه من المنبوذ الإله آشور .

نفسيآ وعقليآ ، كلنا نعلم ان التسمية الآشورية متأتية من الجذر الأكدي  ( شورو ) والذي يعني ( الثور ) ، لا يهم ان كان هذا الثور بدون اجنحة او بجناحين مكسورين أم ان يكون بأربعة ارجل او خمسة ، وقد اتخذ بعض القوم هذا الـ ( شورو ) إلهآ لهم ، فعبدوه وتكنوا باسمه وسميوا ( آشوريين ) كما هو حال كل الأديان والمذاهب التي يتسمى اتباعها باسم الأله او النبي الذي يتبعونه ، كالمسيحيين كناية بالسيد المسيح والموسويين بموسى والقادانيين باحمد القاداني والفرعونيين بالفراعنة  والآشوريين كناية بالإله شورو الذي يعني ( الثور ) ثم صار آشور ، فهل هناك عاقل يقبل ان يتسمى باسم الثور ؟ او ان يفتخر بثور كإله له ؟.

بعد كل هذا ، ما هذه الجرآة على الإيمان المسيحي وعلى القومية الكلدانية ؟ وما هذا التطاول الغير اللائق واللاحضاري على رموزنا الدينية ؟. ثم ماذا تريدوننا ان نطلق على من يتنكر لقوميته وأمته وهويته القومية الكلدانية ، أليست كلمة خائن قليلة عليه ؟.

اخواني الآثوريين المعتزين بآثوريتهم  ، لا تسيئوا فهم كلام سيدنا البطريرك ، وحذاري من ان تقعوا في فخاخ الحاقدين ومروجي الخدع و الاباطيل ، انتبهوا كم هي محببة وعزيزة وسلسة  كلمة ( الآثوريين ) التي تخرج  من فم قداسته ، فهو الأب الذي لا يرضى لأبناءه  الذين نحن جميعآ إلا كل الحب والخير، و ان ما يربط الكلدانيين بالآثوريين من تاريخ و محبة  ومعزة وألفة وعشرة هي اكبر من محاولات التشويه والتشكيك والتزييف التي يعتمدها نفر ضال من المحسوبين على شعبنا ، صدقوني ان الآشورية والمتأشورين الذين يريدون قتلنا وابتلاعنا باسم القومية وباسم الاخوة تمامآ كما الارهابيون يقتلون ضحاياهم  باسم الدين وباسم الله هم العائق الوحيد امام تحقيق طموحنا ولم شملنا واتحادنا النزيه المبني على احترام كل خيارات مكونات شعبنا الأصيل  . 

نعم ، ليس امامكم غير ان تحافظوا على تسميتكم ( الآثورية ) الجميلة والمحببة وكفاية تشويهها بالتسمية الاشورية الوثنية والتي تدل على معنى لا يصح ان يطلق على انسان ، كفاية اهانة اثوريتكم وتقزيمها من اجل التسمية الاشورية التي الصقت بكم  لتمرير مخططات اجنبية  تكونوا انتم وقودها كما حدث في سنة  1915 -  1918 و 1933 م . لا نمل ولا نكل من تذكيركم بأنكم آثوريين ولستم آشوريين ، ولا علاقة لكم بالكلام الذي يشير الى المتأشورين الذين يفتخرون بالإله  شورو والتواقين على حمل اسمه المعروف المعنى .
نعم ان الكلداني الذي يقول انا آشوري فهو خائن . وكل آثوري يقول انا آشوري فهو خائن ايضآ .

منصور توما ياقو
 11/May/2006
 
 

91

 
ليس من السهل على الكلداني الغيور على كلدانيته وعلى بني جلدته ان لا يعصره الألم او ان لا يتضايق  وهو يرى جزءآ عزيزآ من ابناء امته الكلدانية وقد عصفت به الظروف التاريخية المريرة في دوامات الوهم والضياع والشعارات الرنانة والاحلام الوهمية التي سلخته من أمته الكلدانية وافقدته القدرة على التفكير السليم ومواجهة الحقائق الواضحة والتي هي كالمرآة الصافية ، تعكس حقيقة اصولهم الكلدانية ، لكن وللأسف نراهم مضللين من قبل سلاطينهم وقادتهم الذين اغرقوهم في اوهام بعيدة عن الحقائق ، وهذا الجزء العزيز من شعبنا هم اولئك الكلدانيين النسطوريين الذين سكنوا منطقة حكاري وقد سماهم الانكليز فيما بعد ولغايات تخدم مصالحه وسياساته  بالآثوريين .

ومع ذلك لا  ارى ضررآ او ما يعيب إذا اضيفت تسمية مناطقية على التسمية القومية كما هو الحال مع اولئك الكلدان الذين سميّوا بالآثوريين والتي هي الترجمة العربية للتسمية الاصلية في لغة القوم والتي هي  طورايي او آطورايي أي بمعنى اهل الجبال والتي تقابلها دشتايي أي اهل السهل .  فهم في حقيقة امرهم آثوريين الكلدان او ( كلدايي  د طورا) بمعنى الكلدان من اهل الجبال ، تمامآ كما نقول ( كلدايي دشتا ) بمعنى الكلدان من اهل السهل ، وفي كل الأحوال يبقون كلدانيين اصلاء .
أما ما يعيب ويدعو للأسف  هو ان يبقى الانسان أسير الخدعة التي تعرض لها اجداد اجداده ، ليس لكون اولئك الاجداد كانوا جهلة او سذج  بل لتراكم  وتشابك عدة عناصر وعلى امتداد تاريخهم ، ابتداءا من ايام سبيهم الى دولة آشور  من قبل الاشوريين مرورآ بالاضطهادات الدينية  والمآسي الكثيرة  التي  اجبرتهم على ترك ديارهم والبحث عن الأمان في المناطق الجبلية في شمال العراق وتركيا وايران والى ان صدقوا الوعود التي نثرها المبشرون الانكليز عليهم بمدهم بالسلاح ومساعدتهم على اقامة دولة خاصة لهم كل ذلك  مقابل تنصلهم من اصولهم الكلدانية نكاية بالكلدانيين الذين تخلوا عن النسطورية التي حرفتهم عن ايمانهم وابعدتهم عن الكرسي الرسولي المتمثل بكنيسة روما ،  فعندما انتبهوا الكلدانيين على ذلك التحريف خلصوا الى استعادة المذهب الكاثوليكي  ثانية بعد ان أبرموا وثيقة الاتحاد مع كنيسة روما الكاثوليكية والتي كان المبشّرين الانكليكان يعدّوها منافسة ان لم تكن عدوة لهم و لمصالحهم.

ولكي يضمنوا المبشّرين الانكليكان  استمرارية تمزق وسلخ اولئك الكلدان الذين بقوا على نسطوريتهم من الأمة الكلدانية فقد صوروا لهم انهم بقايا الآشوريين القدماء وانهم مستحقين ان تكون لهم دولة والى آخر الوعود والآمال الكاذبة والمخدرة للعقول ، ولحسن نية القوم فقد صدقوا الكذبة وعاشوا في دائرتها والى يومنا هذا !.

 الآشوريين والآثوريين
التاريخ يخبرنا ان الاشوريين القدامى كانوا مجرد فئة من الذين نزحوا من مدينة بابل الكلدانية واستقروا في مدينة آشور المتكنية باسم الإله اشور، وعن هذه الحقيقة التاريخية يقول المؤرخ وعالم الآثار طه باقر ( ان الاشوريين نزحوا الى موطنهم من الجنوب أي من بلاد بابل ....طه باقر ص 472 ) .
وهذا ما يؤكده الكاتب  ايشو مالك خليل جوارو في الكتاب الذي جمعه تحت عنوان (( الآشوريون في التاريخ ص 11  بقوله (من المعتقد ان القائد الكبير اشور جد الاشوريين قد هاجر هو ايضآ من شنعار وحل في آشور )، وحتى المؤرخ الاثوري الروسي قسطنطين ماتييف يقول في كتابه " الآثوريون والمسألة الآثورية " ( إن الخارجين من ارض بابل يمّموا صوب شمال ما بين النهرين وأسسوا لهم هنالك موطنآ وكانت آشور اكبر مدنهم ) ،  وسرعان ما اتخذوا هؤلاء النازحين الصنم آشور كإله لهم فعبدوه وقد سميوا بالآشوريين كناية بإسمه ومن اسمه ايضآ استمدوا اسم دولتهم الاشورية ، إذن ما الاشورية الا مذهب وثني قديم زال بزوال عبادة إله هذا المذهب والذي كان اسمه آشور .
 وما ان استقروا اولئك النازحين في مدينة آشور ، وبعد ان اشتد عودهم وقويت شوكتهم  حتى بدأوا في سلسلة اعتداءات ومهاجمة  الشعوب المجاورة لهم ، وكانت حصة الكلدانيين البابليين  من تلك  الاعتداءات افضع وابشع من تلك التي  اصابت الاقوام والامم الاخرى ، حيث استمرت غزواتهم واحتلالاتهم للديار الكلدانية حوالي الف سنة . وقد عمدوا ملوك الاشوريين  الى  ممارسة سياسة سبي وتهجير اكبر عدد ممكن من الكلدانيين وتوطينهم في مناطق متفرقة من دولتهم الاشورية ، وما يمكنني نقله بهذا الخصوص هو انهم وخلال غزوة  واحدة فقط لسنحاريب في حوالي عام 703 ق.م  لمدينة بابل الكلدانية اجلى اكثر من ( 200000 ) مائتان الف كلداني الى آشور ، فكم يكون الرقم يا ترى خلال الف عام من الغزوات والاحتلالات الاشورية للديار الكلدانية ؟ .
ومن جهة ثانية نحن نعلم انه في عام 612 ق . م استطاع الجيش الكلداني وبالتحالف مع الجيش الميدي اكتساح دولة اشور والقضاء على المذهب الاشوري المبني على عبادة الإله آشور ،  ونتيجة تحطم هذا الصنم وتحريم اقامته او اتباعه ، مما حذا بالناجين من اتباعه أن  يتنصلوا من عبادته وان يعود القسم الاكبر منهم الى اصولهم الكلدانية بإنضمامهم الى الجيش والشعب الكلداني المنتصر والبعض الآخر انصهر في القوميات والامم التي كانت سائدة آنذاك
وعن اسباب تواجد الكلدانيين في منطقة حكاري وفي عموم تركيا وايران  كتبوا الباحثين والمؤرخين الكثير من الاقوال والابحاث التي تؤكد انحدارهم من منابت كلدانية خالصة ، ويذكر لنا بعض المؤرخون ، ان الحملات الأشد قهرآ وظلمآ وذلآ للمسيحيين العراقيين كانت على عهد تيمورلنك ما بين 1393 – 1401 م ، مما حذا بالكثيرين من المسيحيين وخاصة الكلدانيين الذين كانوا يسكنون بكثافة في وسط وجنوب العراق  بالهجرة الى المناطق الجبلية في شمال العراق وفي تركيا وايران ، ومن تلك الأقوال والابحاث نقرأ  :-
1- المؤرخ أوبري فاين يقول( إن القوانين اللاإنسانية الجائرة التي فرضها المغول أدّت الى هروب عليّة القوم وتشتّت غالبية المسيحيين ولجأ الكلدان منهم الى قرى جبال تركيا وايران ) .
 2- وفي كتابه (نزهة المشتاق) يقول يوسف غنيمة( هاجر النساطرة من البصرة وبغداد ومن المناطق الاخرى باستثناء الموصل وتوابعها ملتجئين الى جبال كردستان وبلاد فارس).

   3-  لا شك ان تحرير الشمال الرافدي عام 612 ق.م  بالقضاء على القوات الاشورية وعلى كل من ساندها من الكهنة وعباد الصنم آشور قد أحدث فراغآ هائلآ في جميع مرافق الحياة في الجزء المسمى بدولة آشور ، فمن الطبيعي ان تعتمد السياسة الكلدانية على سد هذا الفراغ بغية فرض الأمن والنظام واعادة بناء وتعمير ما خلفته الحرب وهذا تطلب تجنيد وجلب اعداد كبيرة من القوات الكلدانية ونشرها في كل الشمال الرافدي .
4- سبق وان تطرقنا على سياسة التهجير الجماعي والقسري التي كان ينتهجها  الاشوريين خلال غزواتهم واحتلالاهم للديار الكلدانية ، والغريب ان اولئك الغزاة الاشوريين كانوا يتباهون في تدوين جرائمهم على الصخور ويقولون فيها ( أُجليت سكانها الى آشور وأطلقت على مدنها أسماء آشورية ) ، حيث تقدر المصادر التاريخية ان اعداد الاسرى الكلدانيين الذين اجلوهم الاشوريين من ديارهم الكلدانية في بابل وضواحيها الى اماكن توطينهم في اطراف نينوى والمناطق النائية منها  تعد بأكثر من ( 700000 ) سبعمائة الف اسير  ، وهذا العدد الهائل من الأسرى كانوا متوطنين على مساحات شاسعة وفي اجزاء متفرقة من دولة آشور، ابتداءآ من سهل نينوى والى اقصى منطقة في شمال العراق ،  وما تسمية بيت شيبا في كرمليس والتي تعني بيت السبايا الا تأكيد آخر على توطين الاسرى والسبايا الكلدانيين  في تلك المنطقة  وايضآ تسمية قرية بابلو التي تقع شمال محافظة دهوك باسم عاصمة الكلدانيين ( بابل ) ايضآ تأكيد آخر على كلدانية المتوطنين في المنطقة ، بالتأكيد وبعد تحريرهم من الاستعباد والأسر ساندوا واندمجوا مع اخوانهم الكلدانيين الذين حرروهم من ذل الأسر ، وقد مارسوا كامل حقوقهم القومية والوطنية والانسانية في محل توطينهم كمواطنين احرار وليس كأسرى أذلاء . وبذلك تكون تلك الاعداد الهائلة من الاسرى الكلدانيين والتي كانت تشغل مساحات واسعة من اراضي دولة آشور  قد ساعدت في سد معظم الفراغ الذي خلّفه اندحار الاشوريين .
5-  لا نغالي اذا قلنا انه بتحطيم الإله الصنم آشور والقضاء على العسكراتية الاشورية وعلى الفكر المذهبي الوثني  الاشوري كان فعل تحرري للشعب الاشوري نفسه واقصد كشعب مسالم وليس كقوات وقيادة  او كأصحاب فكر ومنهج مذهبي ، ومن جملة ما ساعد على دمج الشعب الذي سمي بالآشوري مع الكلدانيين هي تلك الفطنة والحكمة التي تحلى بها الجيش الكلداني من خلال فرزه الصادق بين الشعب الآشوري المسالم والذي أعدّه كجزء عزيز عليه وبين قادتهم العسكريين وكهنتهم الدينيين المتسلطين على رقابهم .
6- لا نشك للحظة واحدة ان معظم الشعب الاشوري آنذاك كان يعلم يقينآ أن اصوله تعود الى محرريه الكلدانيين البابليين لذلك لم يجدوا صعوبة للتجرد من التسمية الاشورية الوثنية واستعادة هويتهم وانتماءهم القومي الكلداني ، وبدليل انهم وبعد تحريرهم سنة 612 ق.م  لم يقوموا بأي تمرد ضد الحكم الكلداني ولم يقوموا بأية محاولة لاقامة تمثال للصنم آشور او عبادته والاحتفال به ، وهذا يعني ايضآ ان الشعب الذي سمي بالآشوري كان تواقآ لهذا التحرير .
7 - بعد سقوط الدولة الاشورية و تأكد الميديين انهاء التهديد الاشوري لهم ، اكتفوا بالحصول على الغنائم التي استولوا عليها ومن ثم عادوا الى بلادهم ، حيث تفرد الكلدانيين بحكم دولة آشور وضمها الى امبراطوريتهم التي سميت بامبراطورية بابل الثانية او الحديثة او الاخيرة  ، ومن الادلة الكثيرة التي تؤكد استمرار سيادة الكلدانيين على جميع دولة الآشوريين  وبقاءهم فيها هو انهم في السنة الثالثة من تحريرهم لمدينة نينوى أي في سنة 609 ق.م كانوا ولا زالوا هناك ، فقد جهزوا الجيوش وهجموا على مدينة حرّان التي كان بعض القواد الاشوريين ومن بينهم آشور – اوبالط  قد هربوا اليها بعد اندحارهم في نينوى سنة 612 ق.م ، وفعلآ استطاع قائد الجيش الكلداني نبوخذنصر من اكتساح تلك المدينة مما جعل الاشوريين  المتحصنين فيها ان يعاودوا الهرب الى كركميش ( طرابلس) حيث كان الجيش المصري قد وصلها وهو في طريقه الى نجدتهم في حران ولكن القائد الكلداني نبوخذنصر لحق بهم الى هناك ودارت معركة عنيفة بين الطرفين انتهت بإندحار الجيش المصري وابادة الفلول الاشورية المندحرة ومن يومها لم يعد هناك من يتسمى بآشوري واقتصر ذكر الآشورية  كمدلول جغرافي أو كمذهب  كانوا اتباعه من عباد الصنم الإله آشور الذين لم يسلم من جورهم وظلمهم واذاهم بشر ولا حجر او شجر .
8-   الاستقرار وخضوع كل بلاد اشور لسيادة الكلدانيين ساعد على الانتقال السهل للكلدانيين من وسط وجنوب البلاد باتجاه الشمال .
 ولا  ضير ايضآ ان انقل بعض الامور التي ذكرها بعض الباحثين والمؤرخين الذين يؤكدون بعدم وجود أي رابط بين الآثوريين والآشوريين القدامى .
1- في كتاب " خلاصة تاريخ الكرد وكردستان " قال المؤرخ أمين زكي بك عن الآثوريين  ( انهم احفاد كلدانيي بلاد ما بين النهرين الذين هاجروا بلادهم الأصلية من جراء مضايقات الفاتحين والمغيرين ولجأوا الى جبال حكاري منذ عهد قديم جدآ .
2-  يقول سي . جي . ادموندز ، ان المسيحيين النساطرة في اقليم هكاري يعرفون في انكلترا باسم ( الآثوريين ) .
 3-   يقول المؤرخ عبدالرزاق الحسني في احد كتبه (  ان الانكليز هم الذين كانوا يطلقون على النساطرة لفظ ( الآثوريين ) بينما كان الاهالي يسمونهم ( التيارية ) .
4-  اما الدكتور احمد سوسة ، يجد ان الانكليز هم الذين ابدعوا مسألة العلاقة بين الآثوريين والآشوريين .
5- يقول الدكتور عبدالفتاح علي البوتاني الباحث و استاذ التاريخ في جامعة دهوك ، بأن وثائق الحكومات العراقية المتعاقبة كأدلة العراق للسنوات 1936 – 1960 م واقسام التاريخ والآثار في جامعات العراق كافة ، لا تعد الآثوريين آشوريين .
6- اما المطران اوجين منا فقد حدد بلاد الكلدان بقوله ( وبلادهم الأصلية بابل وآثور والجزيرة ) وكانوا يسمون آثوريين نسبة الى منطقة سكناهم في آثور .
7- في محاضرة للأسقف باوي سورو بتاريخ 22/آب/2004  في الولايات المتحدة قال فيها ( ان كنيستنا الآثورية والى سنة 1930 كانت تسمى الكنيسة الكلدانية ، وان توقيع البطريرك شمعون النسطوري كان ختمآ مكتوبآ فيه ( محيلا شمعون بطرك كلدايي ( المتواضع شمعون بطريرك الكلدان ) .
  خلاصة القول ، ان الاخوة الذين ينتحلون التسمية المذهبية الوثنية الاشورية هم في حقيقة امرهم آثوريين ( اطورايي)  منحدرين من اصول كلدانية خالصة ، اما اذا ارادوا الاستمرار في  انتحال التسمية الاشورية التي لا تليق بهم والعيش في الوهم الاشوري فهذا شأنهم وعلينا ان نحترم رغبتهم واختيارهم حالهم كحال الكثيرين ممن غيروا قومياتهم ومذاهبهم واديانهم ، وبالمقابل عليهم ان يحترموا الهويات القومية للآخرين وان يكفوا عن تزوير الحقائق وتشويه التاريخ .
كلمة اخيرة للأخوة  الذين وجدوا انفسهم اليوم يتسمون زورآ وبهتانآ بالتسمية الاشورية ، نقول لهم ، تيقظوا من الغفلة  والخدعة التي ابتدعها  وليم ويكرام لأجدادكم الكلدانيين  وافيقوا من هذا الوهم الذي اسمه ( آشور ) ، اصولكم تعود الى الكلدانيين ، ولا صِلة عِرقية او تاريخية تربطكم بالآشوريين القدامى ، والتسمية الاشورية التي تنتحلوها اليوم هي حديثة ومكتسبة  بالاضافة الى كونها وثنية ، لا احد يفتخر بأن يتسمى بالتسمية الآشورية  الصنمية المقيتة ، ولا احد يفتخر بأن يكون من اتباع الثور المكسور الجناحين ذو الخمسة ارجل والذي يسمى ( شورو ) باللغة الأصلية ، كيف ترضون ان تأخذوا من اسم الثور تسمية لكم ؟
ثم التسمية الآثورية ليست معيبة ولا هي مخجلة ، فلماذا نبذتموها وهمشتموها من اجل سواد عيون الصنم آشور ؟ ان لم تريدوا ان تعودوا الى حضن امتكم الكلدانية ، فتمسكوا بآثوريتكم فهي  اكثر قبولآ واقرب الى حقيقتكم التاريخية من الصنمية الاشورية التي لستم منها في شيء .


منصور توما ياقو
   5/May/2006
 

92
 
من ابرز الامور التي تدعو الكلداني ان يفتخر بامته الكلدانية  وبإنتماءه القومي الكلداني وتجعله متباهيآ بذلك الانتماء  بين الامم والشعوب  ، هي تلك الخصال التي ترتقي من حيث  قيمها وجوهرها الانساني والحضاري الى درجة استحالة الكلام في التاريخ والحضارات العريقة  التي عرفها الانسان من دون ذكر الامة الكلدانية وحضارتها وعلومها وثقافتها العريقة التي اغنت الحضارة الانسانية وطورتها لما هو خير البشرية  . فكانوا الكلدانيون  موجودين في الازمنة الغابرة ، وتمتد جذورهم  الى ما قبل التاريخ المدون للبشرية ، و يكاد التاريخ الرافدي القديم بهم يفتتح صفحاته ، وبهم ايضآ ختمها في 539 ق . م  كآخر دولة او نظام وطني حكم وادي الرافدين ، فبكل رحابة صدر ندعوكم لكي نستأنس معآ بتلك الخصال الكلدانية الراقية التي يتحسسها الفرد الكلداني ويتمتع بها عندما تلقى على مسامعه : -   

 1 – التسمية الكلدانية مقدسة ومصانة في الكتاب المقدس
 لا نشير في مقالنا هذا الى تصنيف تسمية ( الكلدان ) او ( الكلدانية ) من حيث معناها او منشأها الزمني او مدلولها القومي  أو  المفهوم التاريخي والبشري الذي تدل عليه ، لآن تغطية جزء من تفاصيل تلك الامور تحتاج الى مجلدات كثيرة للكتابة عنها ، ولكن ما يهمنا من تلك التسمية في مقالنا هذا هو ذلك الجانب الاسمى والارقى الذي شغلته ، ألا وهو الكتاب المقدس الذي لا يعلو ولا يسمو عليه شيء  ، فأول ذكر للتسمية الكلدانية في الكتاب المقدس كان من خلال مدينة اور الكلدانية التي تقع على نهر الفرات في جنوب العراق ، حيث من مواليدها اختار الله احد ابناءها ليكون ( ابآ لجميع الذين يؤمنون )( رو 4 – 11 ) وهو ابينا ابراهيم الذي ولد وعاش مع والده تارح في تلك المدينة الكلدانية ، الله خاطب ابينا ابراهيم في مدينة اور الكلدانية ومنها تلقى دعوة الخروج الى كنعان عبر حاران ، كما نقرأ في سفر التكوين 11 (  31 واخذ تارح ابرام ابنه ولوطا بن هاران ابن ابنه وساراي كنته امرأة ابرام ابنه. فخرجوا معا من اور الكلدانيين ليذهبوا الى ارض كنعان. فأتوا الى حاران واقاموا هناك. ) وقد اكد ذلك الوحي الالهي على فم استفانوس شهيد المسيحية الاول كما هو مذكور  في اعمال الرسل 7 : 2 – 4 ( 2 فقال ايها الاخوة والآباء اسمعوا. ظهر اله المجد لابينا ابراهيم وهو في ما بين النهرين قبلما سكن في حاران 3 –  وقال  له اخرج من ارضك ومن عشيرتك وهلم الى الارض التي اريك‏.  4 فخرج حينئذ من ارض الكلدانيين وسكن في حاران. ومن هناك نقله بعد ما مات ابوه الى هذه الارض التي انتم الآن ساكنون فيها. ) .وايضآ نقرأ في سفر التكوين 11 – 28 (28 ومات هاران قبل تارح ابيه في ارض ميلاده في اور الكلدانيين. )) كل هذه التأكيدات  تدل على ان اصل ومنبع ابو المؤمنين ، ابينا ابراهيم هو من الامة الكلدانية ومن  الديار الكلدانية ، فكيف لا يفتخر الكلداني او يتباهى بأن يتكنى بالتسمية الكلدانية المقرونة بأسم ابنها البار ، ابينا ابراهيم الذي اختاره الله لكي يعطيه المواعيد المقدسة .
 2-  الزمان : احتار العلماء بزمان الكلدانيين لقدمهم والكل متفق ان زمانهم سبق التاريخ المدون وعلى يدهم وفي زمانهم  د وّن التاريخ ، وهم الذين فصلوا الزمان وقسموا السنة الى اشهر فأسابيع فأيام والايام الى ساعات والساعات الى دقائق والدقائق الى ثواني، فكيف لا يفتخر الكلداني بامته الكلدانية  التي اخضعت الزمان وفصلّت منه اوقاتآ لتنظيم حياة البشر . وبمناسبة ذكر الساعة اتساءل ، اذا كان اليوم يتكون من 24 ساعة ، لماذا آلة حساب الوقت والتي نسميها  الساعة قسمت الى 12 رقم فقط ؟ نعم انه التقليد الذي ظل جاريآ ومصانآ منذ ان قسموا اجدادنا الكلدانيين القدامى اليوم الى 12 ساعة التي كان مقدارها آنذاك  ضعف ساعتنا الحالية ، فكيف لا يفتخرالكلداني بأجداده الكلدانيين الذين فصلوا الزمان ليلائم كل زمان ومكان ولكل البشرية . 
  3- المكان
لا اذهب ابعد من التواجد السومري حيث  اقول  : يكفي الكلدانيين انهم جاوروا السومريين في جنوب وادي الرافدين ليكونوا من السكان الأصليين لعراق اليوم ، اما عاصمتهم فكانت مدينة بابل العظيمة فليس غريبآ ان ينسبوا الى عاصمتهم المقدسة او كما يقول ديدروس  الصقلي ( ان الكلدان هم قدامى البابليين لا بل الأقدم بينهم ) ، ويزيدهم فخرآ انهم الورثة الحقيقيين للسومريين والاكاديين والدليل ان مدينة اور السومرية العريقة والاكادية فيما بعد صارت تعرف في القرن السادس  ق . م بحسب التوراة الذي كتب في تلك الفترة ب أور الكلدانيين ، وفي سنة 612 ق . م مارس كامل سيادتهم على  كل ارض وادي الرافدين ، وتواجدهم اليوم هو امتداد طبيعي لمسيرة الانسان الكلداني على هذه الارض ، امام هذه الاصالة والعراقة ، كيف لا يفتخر الكلداني بل لا يتمنى المرء ان يتكنى بالكلداني ؟ .
 
  4- سرجون الكلداني :-سرجون ، هذا الاسم الذي  يحمله بكل فخر واعتزاز  الكثيرين من ابناء شعبنا تيمنآ بالملك سرجون الاكدي  الذي وهو في قمة النشوة وفي قمة فخره واعتزازه  بمملكته كان قد سماها بـ امبراطورية الكلدان العظيمة ، فكيف يسمي امبراطوريته بالكلدانية أو يعطي فخره واعتزازه ا للكلدان ان لم يكن هو اصلآ كلداني ؟، لأنه لا احد يعطي فخره للغريب ، إذن كان سرجون كلداني القومية واكدي المنشأ  ، فهنيئآ وفخرآ  لكل شخص يحمل اسم سرجون الكلداني الأصل .
 
 5- فاتحة وخاتمة التاريخ القديم تمتا  بالكلدان : - نقرأ عن الطوفان الذي يسمى بطوفان نوح ، ان  اغرق كل الأرض واهلك من عليها ، إذ لم ينج منهم غير نوح واهل بيته ، أي لم يعد هناك قبيلة او دولة او نظام حكم ، كل شيء مسح  وزال من الوجود وكأن التاريخ القديم على الارض  قد انتهى ولم  يعاود نشاطه الا بعد ان تراجعت المياه عن وجه الأرض وتكاثر البشر مجددآ ، وهنا يخبرنا الكتاب المقدس  ان اول دولة نشأت بعد الطوفان كانت في بابل الكلدانية التي حكمها نمرود الجبار ، إذ يقول الكتاب المقدس عنه ((10 وَكَانَ ابْتِدَاءُ مَمْلَكَتِهِ بَابِلَ وَأَرَكَ وَأَكَّدَ وَكَلْنَةَ، فِي أَرْضِ شِنْعَارَ. ))( تك 10 : 10 ). وايضآ آخر دولة رافدية وطنية حكمت في العراق كانت ايضآ من نصيب الكلدانيين ، فبعد قضائهم على دولة اشور بين عامي 612 – 609 ق . م خضعت بلاد وادي الرافدين للحكم الكلداني الى عام 539 ق . م حيث سقطت الدولة الكلدانية  الوطنية الحاكمة على يد كورش العيلامي الذي اخضع عاصمة الكلدانيين ( با بل ) لحكمه ، فكما كانت  بابل مركز اول مملكة وطنية  نشأت في وادي الرافدين  بعد الطوفان كذلك كانت آخر عاصمة وطنية في وادي الرافدين سقطت بيد الغرباء ، ومنذ ذلك التاريخ  والى يومنا هذا توالى على حكم العراق الغزاة الغرباء عن ابناء وادي الرافدين ، فكيف لا يفتخر الكلداني بأمته الكلدانية التي احتوت كامل التاريخ القديم المسمى بالتاريخ ما قبل الميلاد ووضعته بين دفتي تاريخها العظيم ؟ .
 
6- الكلدان امة حرة ولا ترضى بالغزاة    
لا يوجد شعب عانى من غزوات وظلم الشعوب الاخرى مثل ما عانوه الكلدانيين ، وايضآ لا يوجد شعب قام بثورات تحررية  ضد المحتلين الغزاة مثل ما قام به الكلدانيين .
 ما بين نشوء اول دولة كلدانية بعد الطوفان وآخرها في 612 ق . م تعد بالاف السنين ، وخلال  هذه الفترة الطويلة تعرضت الديار الكلدانية الى الكثير الكثير من  المآسي والمحن الانسانية الفظيعة نتيجة الغزوات العدوانية المتتالية عليها ، فبعد اقامة اول دولة كلدانية في بابل بعد الطوفان تعرضت لغزو واحتلال العيلاميين ثم عادوا الكلدانيين وحرروا بلادهم من ذلك الغزو ولكن سرعان ما اضطروا للدخول في الكثير من الحروب الدفاعية التحررية والتي دامت حوالي الف سنة  مع الغزاة الاشوريين الى ان تكللت بالنصر النهائي عليهم سنة 612 ق.م غير ان العيلاميين عادوا سنة 539 ق . م  وغزوا الديار الكلدانية ورغم قيام الكلدانيين بعدة ثورات ولكنهم لم يستطيعوا مجابهة قوة العيلاميين وطردهم من الديار الكلدانية لذلك بقيت تحت سيطرة الغزاة العيلاميين الى ان تم طردهم من قبل الجيوش العربية الاسلامية الغازية التي اخضعت ولا زال كل الديار الكلدانية لاحتلالها المباشر ، صحيح أنه لم يعد بمقدور الكلدانيين تجييش الجيوش لتحرير ديارهم عسكريآ ولكنهم حافظوا على هويتهم وتاريخهم وحضارتهم و تقاليدهم وعاداتهم وخصائصهم واصالتهم الرافدية واهمها تسميتهم القومية الكلدانية ، و لم يرضوا في اي وقت من الاوقات ان يكونوا سلبيين او انعزاليين عن الظروف المحيطة بهم فكان لهم حضور مؤثر وفعال في كل مرافق الدولة العراقية وعلى كل المستويات وفي كل الازمنة ، ولا زالوا يتعرضون لهجمة شرسة من قبل بعض المنشقين المرتدين من كلدانيتهم ، و رغم كل ذلك سارت عجلة الكلدانية وتعددت المكاسب والانتصارات ومنها ، تثبيت التسمية الكلدانية في الدستور ، وتجميع كل الاحزاب والتنظيمات الكلدانية تحت خيمة واحدة وهي اتحاد القوى الكلدانية والاهم من كل ذلك هو ايقاظ الوعي القومي الكلداني  لدى ابناء امتنا الكلدانية ، فكيف لا يفتخر الكلداني بقوميته الكلدانية وهو يرى الشموخ الكلداني الذي كان وسيبقى كالجبل لا يهزه ريح او  سلوك اعوج .
 
7- العلوم والمعارف الكلدانية :- 
 ليس ممكنآ لأي شخص ومهما وصل علمه وفكره وابحاثه ان يدعي انه يلم بكافة العلوم والمعارف والفنون التي عرفها ومارسها الكلدانيون ، وفي مقالي هذا ايضآ  لن ادخل في التفاصيل العلمية التي كانت بحوزة الكلدانيين كالعلوم الطبية والصيدلانية حيث ثبت استعمال حوالي 250 نوع من الحشائش في العلاجات الطبية لديهم ،  والهندسية  مثل اكتشافهم للعلاقة التي تسمى اليوم بنظرية فيثاغورس والرياضيات كإيجاد نظام خاص بالعد وتنظيم الوقت من خلال تحديد رأس السنة الجديدة وتقسيمها الى شهور فأيام فساعات ودقائق وثواني ومعرفتهم عن حركة النجوم والمسافة التي تفصل بينها  ومواقعها وعن عدد دورات القمر حول الشمس وبراعتهم ومهارتهم في الهندسة المعمارية التي توجت ببناء جنائن المعلقة والتي حسبت كواحدة من عجائب الدنيا السبعة . وغيرها الكثير الكثير من العلوم والمعارف التي شهد لهم بها العلماء والباحثين والمختصين بالتاريخ القديم وخاصة تاريخ وادي الرافدين ، فكيف لا يفتخر الكلداني بأجداده الكلدانيين الذين كانوا اول من اسس دعائم العلوم الانسانية  الاساسية .
8- قالوا وكتبوا عن الكلدانيين :-
أ- الوحي المقدس في سفر التكوين الذي كتب قبل مجي السيد المسيح وقبل ظهور المذاهب المسيحية بالاف السنين يخبرنا بالنصوص الكريمة التي تذكر التسمية الكلدانية بصريح العبارة وهي  ( ...بابل بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين ..."اشعياء 13-19") و(...فخرجوا معا من اور الكلدانيين ليذهبوا الى ارض كنعان..."التكوين 11-31     ) وايضآ ( ... فخرج حينئذ من ارض الكلدانيين وسكن في حاران ..." اعمال الرسل 7 ، 2- 4 " ) فكيف يدعي البعض أن الكلدانية مذهب مسيحي ، في الوقت الذي  ذكرت التسمية قبل الاف السنين من ظهور المسيحية ؟ انها محنة العقل لدى كل من يصدق مثل هذه السذاجات .

ب ـ تقول الدكتورة مارغريت روثن في كتابها ( علوم الكلدانيين ) ترجمة الاب يوسف حبي ، بأن الكلدان هم اوائل البابليين او الاقدم بين البابليين .

ج – جاء في معجم المصطلحات والاعلام في العراق القديم لمؤلفه حسن النجفي ص 127 ، أن سركون الأكدي لدى تأسيسه امبراطوريته سمّاها " امبراطورية الكلدان العظيمة " .

د – وصف الأب انستاس الكرملي في كتابه ( لغة العرب ) ص 58 ، بأن الكلدان أمة عظيمة قديمة الرئاسة نبيهة الملوك كان منها النماردة الجبابرة الذين اولهم نمرود الجبار ( نمرود بن كوش بن حام ). 
 هـ - ورد في كتاب ( مدارس العراق قبل الاسلام ) للمؤرخ روفائيل بابو اسحق ص 8 ، ان الكلدان هم أسبق الأقوام في وضع الكتابة على طريقة التهجئة ثم انتشر اسلوبهم بين الأشوريين والأرمن والشعوب الاخرى المجاورة كالفرس والميديين .

و - ورد في ( مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ) للمؤرخ طه باقر في الصفحات
أسّس منذ القرن الثامن عشر قبل الميلاد   74 – 494 – 548 الكلدان شعب سكن شواطيء الخليج ،
 أو قبله سُلالة القطر البحري التي عرفت بسُلالة الامراء ... ) والسؤال للذين ينعتون الكلدانية بالمذهب المسيحي ، هل كان هناك مذاهب مسيحية في القرن الثامن عشر قبل الميلاد ؟.

ز– وينعت العلاّمة المطران يعقوب اوجين منا في معجمه الشهير " دليل الراغبين " الكلدان بأمة حيث يقول ( الامة الكلدانية ).

ك – يقول جورج روو أبرز المؤرخين الثقاة في كتابه " العراق القديم " ص 479 ( بالرغم من معرفة اليونانيين بالكلدان واعجابهم بعلمهم الفلكي ألحقوا بالكلدان الكثير من الأذى من حيث تشويه سمعتهم بسبب ترجمتهم لعِلمهم وفق معرفتهم المحدودة المستوى قياسآ بمستوى علماء بابل   ) .

ل –   ويكتب عن الكلدانيين عبدالرزاق الحسني فيقول " انهم هادئون وادعون متفاهمون مع الاكثرية المسلمة مخلصون للحكم الوطني ميالون الى الثقافة والتطور ، يشغل لفيف منهم مناصب كبيرة في بعض دواوين الحكومة ، ويتعاطى الباقون الصناعة والتجارة والزراعة ولبعضهم رغبة في العلم والفن .

9- الكلدان أمة احتوت الكثير من الشعوب ومن بينهم الاشوريين :-نقرأ في كتاب " تاريخ الكلدان " لمؤلفه ابلحد افرام ساوا القول ( ...يذكر ارسطو وكذلك بطليموس ، بأن الكلدان ودار مملكتهم كلوذاي من بلاد ما بين النهرين واليها اضيفوا ومنهم ( النينويون ، الاشوريون ، الارمان  ( الاراميين ) ، الجرامقة ، النبط ، وأهل السواد )( المسعودي – الاشراف والتنبيه ص 68 ). اذن الاشوريون خرجوا من الكلدان ولكنهم اليوم قلبوا عليهم .

10 – الكلدان من اصول الأمم :-
 يقول المسعودي في كتابه الاشراف والتنبيه ص1 ( ذكرت الاخبار عن بدء العالم والخلق وتفرقهم على الارض والممالك والبر والبحر في القرون البائدة والامم الخالية كالهند والصين والكلدان ). .. وقال من عنى باخبار الامم وبحث سيرة الاجيال بأن اصول الامم في سالف الزمان سبعة هم ( الفرس ، الكلدان ، اليونان ، القبط ، الترك ، الهند ، الصين ) ( نفس المصدر السابق ) . اذن بالنسبة لأمم وادي الرافدين لا يذكر غير اسم الكلدان الذي منهم خرجوا الشعوب الاخرى .واللبيب يفهم .

11- الأيمان :-
 المؤرخ اوبنهايم عندما قال  في كتابه " بلاد ما بين النهرين " ان علم الفلك الكلداني كان من الشهرة بالنسبة للكلدان حتى اصبح مرادفآ لاسمهم ... ولشهرة التنجيم البابلي اطلق عليه " العلم الكلداني .))) لم يكن يعرف ان ذلك كان ترتيب إلهي للأمة الكلدانية التي اختيرت للتخصص بتلك العلوم لتكون قادرة على معرفة اسرار النجوم وحركتها واتجاهها وتوقيتها لتكون متهيئة على  تنفيذ أمر السماء باتباع النجم الذي سيرشدهم الى  مكان ولادة السيد المسيح .
 
ففي الايام الاولى لميلاد السيد المسيح كانت السماء قد بشرت الكلدانيين كأول شعب وأمة بميلاد مخلص البشرية ، فأمرتهم ان يتبعوا النجم ، وبكل حرص وسرور وفرح حملوا هداياهم ومارسوا علومهم الفلكية بمتابعة  النجم الذي ارشدهم الى مكان ولادة السيد المسيح له المجد ، وطبيعي جدا ان يكونوا اولئك الكلدانيين  اول من آمن بالسيد المسيح  وايضآ ان يكونوا وهم بطريق عودتهم الى ديارهم الكلدانية اول من بشّر بولادة المخلّص وبواسطتهم كان اول انتشار للايمان المسيحي في بلاد وادي الرافدين ، فكيف لا يفتخر الكلداني بتسميته الكلدانية التي ذكرها الوحي المقدس للإشارة الى الأمة الكلدانية التي اعطيت لها  الوعود المقدسة من خلال ابنها البار ابراهيم الذي خرج من اور الكلدانيين ( التكوين 11 – 31 ) ليكون ( ابو المؤمنين  )(رومية 4-  11 ) وقد تحقق ذلك عندما آمن بني قومه الكلدانيين اولآ بالسيد المسيح .

ان ما ذكرته كان جزء يسير جدآ من كنز كبير وضخم من الامور الحضارية والعلمية والانسانية التي تجعل الانسان الكلداني
دائم الافتخار بحضارته و بأمته الكلدانية العريقة ، فهنيئآ لكل كلداني بما انعم الرب عليه من تسمية قومية عزيزة و تاريخ مشرّف مجيد وحضارة انسانية نبيلة وعلوم مبدعة  وايمان مسيحي  كاثوليكي عميق . حقآ الكلدانية كانت ولا تزال مفخرة لأهلها وللانسان العراقي في كل زمان ومكان وعبر كل التاريخ البشري ، فبكل فخر انا كلداني وافتخر بأمتي الكلدانية و بكل مَن يعتز بأصله الكلداني .
 

منصور توما ياقو
26   / نيسان / 2006
 

93
  صحيح ان الطموح هو ظاهرة انسانية طبيعية ومشروعة ، ولكن عندما يصطدم الطموح بالواقع او بما هو ممكن عند ذلك تحل المصائب والمعاناة ، لذلك يجب ان نوازن الامور جيدآ والاحتكام الى لغة العقل والمنطق ،  من خلال تطويع  تلك الطموحات حتى تساير وتتماشى مع الواقع والظروف المحيطة ، واذا ما استطعنا ان نجسد تلك الواقعية في تفكيرنا وسلوكنا ، عندها نستطيع ان نخطو خطوات ثابتة نحو المستقبل بثقة والاطمئنان على مسيرة شعبنا .
المنطقة الآمنة :-
قبل اية خطوة ، وقبل أي قرار ومطلب ، لابد اولآ ان نعرف ماذا نريد بالضبط ؟ ولأجل ان نعرف ماذا نريد ، يجب تشكيل لجان متخصصة تقوم باجراء ابحاث ودراسات قانونية وديموغرافية وسياسية واجتماعية واقتصادية  وكل ما له علاقة باستحداث مثل تلك المنطقة ، الامر الذي يتطلب تنسيق الجهود وتوحيد  المواقف وعقد على الأقل لقاء واحد يجمع كل اطياف شعبنا المسيحي ، وهناك الكثير من الخطوات التي يجب تهيئتها او اتخاذها في داخل البيت المسيحي قبل ان نطرحها على الآخرين ، فأين نحن من كل ذلك ؟ ثم يا ترى هل رتبنا اوراقنا و اولياتنا ومسحنا غبار خلافاتنا وصفينا نفوسنا ونياتنا اتجاه بعضنا لكي نكون  مستحقين لمثل تلك المنطقة ومؤهلين لادارتها بنزاهة ومسؤولية وشفافية ، أم ان مطلبنا هذا جاء كرد فعل آني للأحداث المؤسفة  التي تعرضت لها كنائسنا وما رافقها من مضايقات وتهديدات تعسفية في حق ابناء شعبنا مما اضطر الالوف منهم لمغادرة العراق بحثآ عن ملاذ آمن ، مهما يكن الامر ، لقد كثر الحديث في الفترة الأخيرة على ضرورة توفير منطقة أو ملاذ آمن للمسيحيين العراقيين ، وقد ذُكر سهل نينوى ذو الكثافة المسيحية ليكون النواة او تلك المنطقة الآمنة المخصصة لهم ، وقبل ان ابدي وجهة نظري حول هذا المطلب او المقترح احب ان اضيف بعض الاختيارات الاخرى لتكون : -

اولا- تحديد منطقة آمنة ذاتية الحكم والادارة   ( غير مرتبطة بأي اقليم ، ويكون ارتباطها بالمركز "بغداد" )  .
ثانيا- استحداث محافظة  خاصة ( غير مرتبطة بأي اقليم ، ويكون ارتباطها بالمركز " بغداد " ) .
ثالثا- استحداث محافظة او  تحديد منطقة آمنة ومرتبطة بأحد الآقاليم .
رابعا-  الابقاء على التوزيع الديموغرافي والجغرافي الحالي لتواجد المسيحيين في العراق مع  المطالبة برفع سقف الحقوق والثوابت وضمانها دستوريآ .
 
 لا ادعي هنا ان هذه هي كل الخيارات المتوفرة امام شعبنا ، ولكني اعتقد انها الاطروحات التي اصبح الحديث عنها الاكثر تداولآ بين ابناء شعبنا المسيحي ، وفي نفس الوقت تعتبر جزء من الاجابة على السؤال ( ماذا نريد بالضبط ) ولا تكتمل الاجابة الا بعد اجراء دراسات مستفيضة ومكثفة حول كل الخيارات المشروعة والمتاحة ومن ثم  اتفاق كل الاطراف عليها .

اما ما اريد قوله عن تلك الاختيارات فهو :-
 اولا - بالنسبة للنقطة الاولى ( تحديد منطقة آمنة ذاتية الحكم والادارة ) ، لا اعرف اذا كان هناك من يوافقني الرأي على ان عبارة ( منطقة آمنة للمسيحيين ) توحي بأمور يمكن تأويلها بما يخرجها من كونها مسألة حصرية في انصاف المسيحيين العراقيين الذين يشكلون طرفآ مهمآ من السكان الأصليين لبلاد وادي الرافدين وذلك  من خلال منحهم حكمآ ذاتيآ خاصآ بهم على منطقة قد تكون محافظة مستحدثة او منطقة محددة  ، وضمن اطار سيادة  دولة العراق الموحد ، وايضآ قد تثير هذه العبارة  تساؤلات  قد تكون الاجابة عليها سببآ في الغاء هذه الفكرة من اساسها وبذلك سيخسرون المسيحيين العراقيين حق من حقوقهم الطبيعية والتاريخية والانسانية المشروعة ، ومن تلك الأسئلة التي قد تكون محرجة : - 
1- منطقة آمنة مِن مَن ؟ لا جواب محدد
2- هل للمسيحيين العراقيين اعداء في العراق ؟ الجواب كلا
3- هل تعرضوا المسيحيين العراقيين الى حملات إبادة جماعية ؟ الجواب كلا
4- هل هناك مؤشرات على وقوع حملات ابادة جماعية وشيكة  بحق المسيحيين العراقيين؟ الجواب كلا.
5- لو افترضنا جدلآ وجود ما يستوجب توفير حماية لهم ، فمن الذي يقوم بتوفيرها ؟ هل هو :-
أ- الأجنبي : ولكن  التاريخ يعلمنا أنه لا يمكن الاعتماد او تعليق آمال كبيرة على الاجنبي في استمرارية توظيف تأثيره السياسي والعسكري  في الدفاع او حماية الشعوب و الدول المهددة  من الاضطهادات والعنف وحتى من حملات الابادة الجماعية التي تتعرض لها الشعوب  ، وذلك لجملة من الأسباب ومنها ، أنه غالبآ ما يكون مثل ذلك الاعتماد آني او مرحلي ينتهي بانتهاء المصالح الخاصة للأجنبي ، بالاضافة الى ان مثل هذه الحماية تحتاج الى تواجد قريب ومستمر للقوات الاجنبية في المناطق المكلفة بحمايتها وهذا  بحد ذاته يولد حساسية لدى الشعوب الاخرى وحتى لدى الكثيرين من المسيحيين مما سيؤثر سلبآ على مستقبل  شعبنا ، ولا ننسى ان تكليف الاجنبي بتوفير مثل هذه الحماية لا تتوقف على رغبة الطرفين فقط ( الاجنبي والمسيحيين العراقيين ) وانما تتطلب وجود مسوغات قانونية دولية لتضفي على تواجدها على ارض العراق طابعآ شرعيآ مقبولآ دوليآ ، وهذا لا يمكن توفيره الا في حالة تقديم ادلة واثباتات على ارتكاب جرائم ابادة بحق الشعب المسيحي في العراق ، وهذا ما لا يستطيع احد ان يأتي بشبه دليل على وجود مثل تلك الجرائم المخططة والمنظمة بحق المسيحيين بل واقع الحال يقول عكس ذلك ، إذ يتعايشون المسيحيين وخاصة في المنطقة الشمالية والمنطقة التي تتوجه الانظار اليها لتكون ( منطقة ملاذ آمن للمسيحيين العراقيين ) والتي  يطلق عليها " سهل نينوى "  إذ يشاركون اخوانهم العراقيين من الاقوام والطوائف والملل الاخرى بنفس الحقوق والواجبات رغم الظروف الأمنية والسياسية الصعبة والخطرة التي يمر بها العراق .
والأهم من كل ذلك ان الدستور العراقي بمسودته الحالية  يؤكد على السواسية في المواطنة  وفي الحقوق والواجبات ولا يشير او يعطي احقية لأي من مكونات الشعب العراقي للمطالبة بإنشاء منطقة آمنة لحمايتهم من باقي او من  بعض مكونات الشعب العراقي ، و مثل هكذا توجه يعني  توجيه تهم غير مبررة للآخرين .     
اعتقد ووفقآ لما تقدم ولغيرها من الاسباب يكون  تعبير ( منطقة او ملاذ آمن ) فاشل وغير مقبول دوليآ ومحليآ .

ب – هل سنلجأ الى الاخوة العرب او الاكراد  لتوفير مثل تلك الحماية ؟ اذا كان الجواب نعم ، فأسأل ، ممن سيحموننا ؟

ج – اذا لم يتبرع احد على توفير مثل تلك الحماية ، هل سيكون بمقدور المسيحيين وهم بهذا العدد وفي هذه الجغرافية السهلة والضيقة والمنغلقة عن أي منفذ بحري او بري  يربطهم بالعالم الخارجي  يكونوا قادرين على  حماية انفسهم بأنفسهم ؟ 

شخصيآ ارى ان المطالبة بـ  ( منطقة آمنة ) او ( ملاذ آمن ) لا يخدم شعبنا وحقوقه ومصالحه الوطنية والقومية فحسب بل قد يكلفنا الكثير ، لذلك فانني ارى ان نغض النظر عن هكذا مطلب وايضآ ان لا نيأس او نكف عن ايجاد صيغ اخرى مقبولة لدى اهل القرار من العراقيين وفي نفس الوقت  تؤدي نفس الغرض .

ثانيا :- اما بالنسبة للنقطة الثانية " استحداث محافطة  خاصة بالمسيحيين " رغم ان هذا الاقتراح لا يختلف كثيرآ عن سابقه ، الا أنه على الأقل متحرر من عقدة تواجد الاجنبي او الاعتماد عليه ، لكنه وبنفس الوقت نكون بحاجة الى ايجاد نوع من  التوافق والتنسيق مع  اخواننا العرب والاكراد والشبك والإيزيديين وغيرها من الكيانات التي تعيش في نفس المنطقة التي يراد جعلها منطقة او ملاذ آمن وهو " سهل نينوى "  ،  ولا اعرف الى أي مدى  ستتجاوب الحكومتين ، المركزية في بغداد او الكردستانية في اربيل مع هكذا مقترح ، خاصة ان اراضي تلك المحافظة المقترح استحداثها في سهل نينوى تعود عائديتها اليوم الى حدودهما الادارية و الجغرافية ، وايضآ لا اعرف الى أي مدى  ستتمكن هذه المحافظة المستحدثة  من الاعتماد على نفسها اقتصاديآ ، اسئلة واسئلة بحاجة الى اجابات .

ثالثا :-  اما بالنسبة للنقطة الثالثة " استحداث محافظة او  تحديد منطقة آمنة ومرتبطة بأحد الأقاليم " مرة اخرى سنجد انفسنا وعلى اقل تقدير  داخل الخطوط الحمراء لكلا القوتين الرئيسيتين ، العربية والكردية ، لأنه وكما قلنا ان اراضي تلك المنطقة الآمنة وبعض امتداداتها الجغرافية  متداخلة مع الحدود الجغرافية لكليهما ، لذلك لا بد من حصول موافقة كل من العرب والاكراد وربما بعض الكيانات الاخرى على الأمور التالية : -
1- الحصول على موافقة كل الأطراف على انشاء مثل هذه المنطقة .
2- موافقة الجميع على الحدود الجغرافية لتلك المنطقة .
3 – قبول جميع الأطراف على نتيجة استفتاء يفترض اجراءه بين مواطني تلك المنطقة لغرض تحديد اتجاه ارتباطهم المستقبلي ، سواء جاء قرارهم الارتباط بأقليم كردستان او بالعرب .
  فهل يا ترى يمكننا الحصول على اللون الأخضر من كل تلك الكيانات العراقية  لتحقيق مثل هكذا مطلب ؟ .
 
رابعا : - واما بالنسبة للنقطة الرابعة " الابقاء على التوزيع الديموغرافي والجغرافي الحالي لتواجد المسيحيين في العراق مع  المطالبة برفع سقف الحقوق والثوابت وضمانها دستوريآ ، في هذه النقطة نكون وبحسب اعتقادي قد تدرجنا الى الممكن الذي تتيح له فرص النجاح والقبول من قبل الآخرين  اكثر بكثير من تلك التي ذكرناها في اعلاه ، واحب ان اذكر بعض الامثلة  لتلك المطاليب والتي اراها تدخل ضمن حقوقنا القانونية والشرعية والانسانية مثل :-
 
 
1- احترام الخصوصية القومية والوطنية والدينية للمسيحيين العراقيين من خلال عدم  الزامهم بأي تشريعات او نصوص تخالف  خصوصيات وحريات الشعب المسيحي .
2- تجريم كل فكر او ممارسة تهدف الى اجبارهم على ترك مناطقهم او بيوتهم او تهدد حياتهم او ممتلكاتهم.
 3- اعتماد خطط تساعد وتشجع على  عودة المهجرين والمهاجرين الى مناطقهم الاصلية .
4- تخصيص ميزانية لائقة لتطوير واقامة مشاريع او لبناء او اعادة اعمار البيوت والطرق والمدارس والمستشفيات والجسور ودور العبادة وكل المرافق الحياتية .
5 – مشاركة المسيحيين في مراكز صنع القرارات التي تؤثر على مصالحهم القومية والوطنية والدينية .
لا شك لدى ابناء شعبنا وخاصة لدى اهل العلم والمعرفة والاختصاص المزيد من مثل هذه المطاليب الجوهرية التي يمكن في حالة تحقيقها سنكون في وضع يمكننا  ان نعيش حياة كريمة تكفل لشعبنا  مستقبلآ آمنآ يسوده العدل والمساواة  والرخاء وحماية مقوماتنا الحضارية والعقائدية والفكرية وفي ذات الوقت لا اعتقد انها ستثير مشاكل او حفيظة الاخرين كما هو الحال مع الاختيارات الاخرى .   

والآن ماذا عنا نحن ؟

     بصراحة ، انا مع جميع الخيارات الواقعية   ومع كل الطموحات الممكن تحقيقها  ، لكن وكما قيل ، ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، بل يمكنني القول ان الخيارات الثلاثة الاولى في هذا المقال ،  ربما تكون مقبولة في ظروف اخرى وفي زمان أخر ولكنها في ظل العقلية العراقية السائدة اليوم في العراق ، فانني ارى تحقيقها صعب المنال ، لذلك افضل الخيار الرابع لأنه اكثر منطقي وعقلاني للحالة العراقية الراهنة . وايضآ لا اجده مناقضآ لِما سبقه ، بل مهيئا له واعتقد بتحقيقه نكون قد قطعنا ليس فقط خطوة واحدة بل  اكثر من نصف المسافة من رحلة الف ميل اذا ما اعتمدنا على قدراتنا الذاتية بتوحيد  كل الارادات الخيرة و توفير الرغبات الجادة بالعمل في خدمة شعبنا ، أي اننا بحاجة الى تهيئة انفسنا و دفع داخلي اولآ  حتى نحصل على الضوء الاخضر من الاخرين ، اما اذا بقيت ( الأنا ) الفارغة  وجعجعة التسميات وسياسة الاقصاء واحتواء الاخرين هي المسيطرة على مخيخ عند البعض المعروف من الجميع ،  فتأكدوا ايها الاخوة واحذركم من ان تلك المنطقة ستكون آمنة من الاخرين ولكنها ستتحول الى ساحة  حرب واقتتال مسيحي مسيحي ، لذلك اكرر القول ،  اذا لم نرتب اوراقنا من جديد ، واذا لم نعيد قراءة مناهجنا ونعدلها وفق واقع الحال ، و اذا لم نمسح غبار خلافاتنا ، واذا لم نصفي قلوبنا ونفوسنا ونياتنا اتجاه بعضنا البعض ،  فأنا انصح على نسيان كل ما تقدم واقترح بالمطالبة الى حماية المسيحيين العراقيين من انفسهم قبل حمايتهم من الآخرين . 

منصور توما ياقو
  14 ـ نيسان / 2006
   
 

94
تحت عنوان ( بكل محبة ،  ارفعوا كلمتي الاقليات وكلدواشور من مصطلحاتكم ) كنت قد وجهت هي رسالة اكثر من كونها مقالة الى الأخوة القائمين على موقع بحزاني دوت اورك الجميل ، مطالبآ الأخوة هناك بعدم جواز تعميم شعار ( كلدواشور) الذي لا يتبناه رسميآ  أي فصيل سياسي او قومي او ديني  لأبناء شعبنا المسيحي ، بل يستخدم كشعار دعائي لتخدير بعض العقول أي للاستهلاك المحلي فقط ، وكذلك كنت قد عبّرت في رسالتي تلك عن امتعاضي واحساسي بالغبن وعدم العدالة من تسمية أي جزء من مكونات الشعب العراقي بالأقليات التي تحمل بين طياتها علامات الظلم والتهميش والمعاناة .

اما المقصد من كتابتي لهذه المقالة هنا هو أنني وبعد نشر رسالتي تلك  في الموقع المذكور تلقيت عدة رسائل على البريد الالكتروني الخاص بي واحداها كانت باسم
Sankhero1@hotmail.com
  الذي صال وجال وبلغ به الحال أنه خوّن وكفّر كل من لا يلتزم التسمية  ( كلدواشور) . وايضآ انتقدني بشدة لأني استشهدت بقول السيد مسعود البارزاني في الفقرة الخاصة بتسمية ( الاقليات ) وقد اعتبر هذا الاستشهاد خضوع وخنوع للأكراد والى آخر من التهم الجاهزة والنمطية الهزيلة  المعروفة  عند هؤلاء الاخوة ، لذلك ارتأيت ان اعيد نشرها ليطلع عليها اكبر عدد من الاخوة الراغبين في معرفة حقيقة تسمية ( كلدواشور )التي اشتهرت بين العراقيين رغم عدم اعتراف ولو نفر واحد من مجموع الـ 26 مليون عراقي بكونها تسمية قومية .
 
بالنسبة للفقرة الخاصة بشعار ( كلدواشور) ، واضيف هنا ايضآ شعار ( كلدواشوري سرياني ) إذ  اكرر واقول انها ليست تسميات قومية ولا احد يتبناها او يعترف بكونها تسميات قومية تعبّر عن قوم او قومية محددة ،  وكل من يريد ان يحرف التاريخ ويخدع  ابناء شعبنا بعكس ذلك فهو غير صادق بكلامه وغير نزيه مع الآخرين ، نعم انها تسميات تصلح لتكون شعارات او عناوين  سياسية لكسب ود الجماهير اما ان تحل محل التسميات التاريخية ،  لا والف لا لأنه وكما قلت سابقآ لا احد ممن يمثلون ابناء شعبنا سواء في الجانب السياسي والقومي او من الجانب الديني يريد او مستعد ان يقبل لهذه التسميات المركبة ان تحل محل التسميات الخاصة بهم ، فلا الآشوري يقبل ان تحل محل الآشورية ولا الكلداني ولا السرياني ولا أي من قداسة البطاركة الاربعة ، فلماذا إذن الاصرار على تلك التسميات التي اصبحت نتيجة استخدامها السيء من قبل البعض  عناوين مخادعة و تفرق اكثر مما تجمع ، ثم هل انتهت التسميات التي ترضي كل الاطراف، أو لم يعد بمقدور الحروف الابجدية على تشكيل اسم لا يوحي بالعنصرية لأية جهة ، أم ان العقل تحجر وانغلق  عند هاتين التسميتين ، او ان القضية اكبر من كل ذلك ؟.
 
بصراحة ، ما دامت ( الأنا ) التي تهدف الى احتواء و سحق الاخرين  هي المسيطرة على عقول البعض ، لذلك لا تستبشروا خيرآ بأي مبادرة لتوحيد طاقات وجهود شعبنا ، لأن هذا البعض سيعمل بكل ما اوتي من قوة والوسائل على تخريبها ان لم يخضع الجميع وتنحني الرؤوس لاسم الإله آشور . متى ما امتلك هذا البعض الارادة الكاملة والجرأة القوية على تجاوز تلك العقد التي نشأ عليها ، عندها فقط سيمكننا من تذليل كل الصعوبات والمشاكل التي تعترض  انطلاق مسيرة شعبنا وعندها فقط يكون الامل والحل .
   
اما عن استشهادي بكلام السيد مسعود البارزاني اقول للأخ ( سانخيرو 1 ) لماذا هذه الحساسية المفرطة تجاه الاقوام الاخرى وخاصة تلك التي لا يمكن لنا الانعزال عنها ، فما يربطنا بالاخوة الاكراد هو اكثر بكثير مما يتصوره البعض ،
ما يربطنا بهم ، هي العِشرة التاريخية التي يعجز حتى العلماء من تحديد بداياتها وستستمر ما دام فيهما عِرق ينبض بالحياة ، تربطنا مع البعض علاقة الوطن الواحد والمصير الواحد ، نتفهم مشاعر البعض ونشارك هموم البعض .

هناك سؤال يراودني دائمآ وهو ، لماذا كلما تضيق الحياة بخناقها على شعبنا المسيحي ، تتجه انظاره صوب كردستان العراق ليجد فيها الامل  ومكانآ آمنآ تسوده  الألفة والاطمئنان والمساواة ؟، قد ينسب  البعض فضل ذلك الى الطبيعة الوعرة التي تساعد على الاحتماء والدفاع عن النفس ، ولكن أليست نفس الطبيعة وربما اكثر وعورة موجودة في تركيا وايضآ في محاذاة الحدود العراقية الايرانية ، فلماذا لا يسكنها او تتجه انظار شعبنا اليها حينما تضيق السبل وعند المحن  ؟. نعم انها تلك الروابط الانسانية والحضارية  المتينة التي تربط  بين الشعبين الصديقين .

ثم هل ماقاله السيد مسعود البارزاني لم يكن في صالح شعبنا المسيحي الذي لم يتجاوز عدد نفوسه في العراق على 5% من مجموع سكان العراق ؟ أليس شعبنا المسيحي ولحد هذه اللحظة يدخل ضمن كلمة ( الاقليات ) للدلالة على عددنا القليل مقارنة بالعرب والاكراد ؟ ألم يكن من الأولى بنا وخاصة بقادتنا الذين يدعون تمثيلنا أن بادروا الى طلب رفع كلمة ( الاقليات) من على اعناقنا ؟ ألم يكن ذلك أولى من تودد اولئك القادة لرؤساء الكتل الكبيرة لمنحهم منصب ما ومن ثم يتباهون به امام شعبنا وكأنهم انتزعوه انتزاعا وليس توددآ ان لم يكن توسلآ .
نعم لصوت الحق والحقيقة أينما كان وفي أي زمان وجد ، فبالحق نطق السيد مسعود البارزاني ونضم صوتنا الى صوته لتغيير  كلمة ( الاقليات ) الى ( القوميات ) عند ذكر أي من مكونات الشعب العراقي .
  لا ادخل اكثر في تفاصيل تلك الرسالة ، سوف ادون ادناه نصها كما كانت  وكذلك سأضع رابط  للصفحة التي نشرتها في موقع بحزاني دوت اورك  مشكورآ .

منصور توما ياقو
5/Apr/2006

ـــــــــــــــــــــــــــــــ  المقال الرئيسي المنشور في بحزاني دوت اورك  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بكل محبة ، ارفعوا كلمتي الاقليات والكلدواشور من مصطلحاتكم

بكل محبة واحترام وصراحة اقول  للاخوة القائمين على موقع  بحزاني دوت اورك ، ان موقعكم هذا هو في غاية الجمال والروعة ،  وانه شدني ودخل قلبي من اول يوم دخلته ،  ليس فقط  لاهتمامه وحرصه  الشديد على احترام وصيانة العلاقات الاخوية بين كل مكونات الشعب العراقي وخاصة ما يسمون بالأقليات منهم ، وايضآ لِما يقدمه هذا الموقع الرائع من احترام وصيانة لكل الهويات القومية والوطنية العراقية ، وان ما سأذكره في مقالي هذا هو مجرد توضيح وتبيان حقيقة التسمية المركبة ( كلدواشور) والتي جعلتموها من غير وجه حق عنوان لكل الكلدانيين والاشوريين  والسريان، وكما يبدو ان الاخوة في الموقع قد وقعوا ضحية الشعارات المخادعة التي تهدف الى الغاء وشطب القومية الكلدانية من الوجود رغم انها مذكورة ككيان مستقل في الدستور العراقي ، وان ما يؤسف له ان الكثيرين من الذين يصدقون او يتبنون هذا الشعار التكتيكي لا يعلمون ان اصحابه انفسهم لا يعترفون بهذه التسمية كأسم قومي يدل على الكلدانيين والسريان والاشوريين ، بل أنه مجرد شعار يستخدم  للتلاعب  بعواطف وعقول البعض من اجل كسب بعض الاصوات عسى ولعل تفيدهم في أية انتخابية تجرى في العراق . 

  بالتأكيد ان تسمية كلدواشور متأتية من الكلدان والآشوريين ، وهنا لدينا بعض الاسئلة حول تلك التسمية  المنبوذة رسميآ من قبل اصحابها ،  ونتمنى ان تلقى الاجابات الواضحة ومن غير الدخول في متاهات الكلام المنمق الممل و المليء بفراغات باهتة وهي: -
 1- هل الكلدو ووو آشور في التسمية المذكورة اسمين لقوميتين ؟ إذا كانا كذلك فكيف يمكن جمعهما تحت تسمية واحدة من غير وضع اداة فاصلة او حرف الواو بينهما للتمييز بينهما ، فمثلآ لدينا القوميتان  العربية والكردية ، فهل يجوز ان نجمعهما تحت تسمية واحدة ونقول القومية العربية الكردية  ، أي بإزالة حرف الواو التي تفصل بينهما ؟
2- هل الكلدو  وو وآشور اسمين لمذهبين دينيين ؟ إذا كانا كذلك ، فكيف يمكن الجمع بين مذهبين في تسمية واحدة ؟ فهل  يجوز لأحد ان يقول انه من المذهب الكاثوليكي والأرثوذكسي بنفس الوقت او ان يقول انه سني وشيعي بالنسبة للأخوة المسلمين ؟ . 
3- اذا كانت احدهما قومية والاخرى مذهب ، فهل يجوز الجمع بين مختلفين ،  فكيف يجوز الجمع بين القومية والمذهب في تسمية واحدة ، وماذا ستكون النتيجة ،هل هي تسمية قومية أم مذهبية ؟ وايهما سيعود للثاني ؟ .
 
نظرآ للمشاكل اللغوية وما تنتجه من امورمنافية للعقل والمنطق التي تجعل من تلك التسمية ركيكة وغير معبرة عن شيء محدد ، لذلك لا يوجد مبرر واحد للتمسك بها خاصة اذا عرفنا انها منبوذة دستوريآ وايضآ غير معتمدة من قبل جميع المرجعيات الدينية المسيحية وكل الاحزاب والحركات الكلدانية والسريانية والاشورية كما سنرى لاحقآ .
 لكن ومن اجل التحقق والتثبت من صحة كل الادعاءات بهذا الشأن  ، يكون من العدل والانصاف والحياد اللجوء الى احتكام كل من القانون والشرع والشعب والتاريخ  ومن ثم الامتثال لما تفرزه هذه  السلطات من قرارات واحكام فمثلآ : -   
أ- القانون :-  كلنا نعلم ان القانون الأعلى والملزم للجميع في العراق هو الدستور العراقي ، فإذا كان الدستور العراقي الدائم ومن خلال مسودته الحالية لا تعترف بوجود قومية باسم كلدوآشور في العراق ، ولكنها  نصت في المادة ( 122 ) على الآتي : (يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان ، والكلدان والاشوريين ، وسائر المكونات الاخرى ، وينظم ذلك بقانون ). اعتقد ان حرف ( الواو) التي تفصل بين التسميتين ( الكلدان والاشوريين ) واضحة للجميع ،  فلمصلحة من مخالفة احكام  الدستور والترويج لهذه الدعاية الحزبية ؟ . 
ب – المراجع الدينية العليا :- بكل ثقة ومسؤولية ووضوح اقول ، ان كل المرجعيات الدينية المسيحية وبدون استثناء ، سواء كانت الكلدانية او السريانية او الاشورية بشقيها ،  ليس فيها واحدة تعترف او تتبنى في تعاملاتها الخاصة العادية او العامة الرسمية  بتسمية ( كلدواشور ) كأسم قومي يحل محل التسميات الثلاث المذكورة . فلماذا إذن  الاستمرار في تبني او الترويج لأمر مخالف للدستور اولآ و باطل شرعيآ ثانيآ .
ج -  الاحزاب والتنظيمات  السياسية والقومية :- اذا كانت كل الاحزاب والتنظيمات والمؤسسات الكلدانية والسريانية والاثورية والاشورية سواء كانت السياسية منها او القومية والوطنية تستهجن بل وترفض الى درجة الحرمان الاعتراف او تبني تسمية ( كلدواشور ) كتسمية قومية لتحل محل أي من التسميات المذكورة ( الكلدانية او السريانية او الاشورية ) او محل جميعها مجتمعة ، فهل هناك مبرر واحد  لتبني مثل هذه التسمية المخالفة   لكل تلك السلطات  ؟ .   

د – التاريخ -  بلا شك ان التاريخ العراقي هو ملك كل العراقيين ، وان المحافظة عليه وعلى التراث الرافدي من التلاعب والتحريف والتزوير هي مسؤولية اخلاقية ووطنية وقانونية يتحملها كل العراقيين الشرفاء  من اصحاب الضمائر الحية ، ولا نشك للحظة واحدة ان الاخوة القائمين على موقع بحزاني دوت اورك هم جانب اصيل من اولئك العراقيين الغيورين على هيبة وعزة وشموخ التاريخ العراقي بكل حلقاته المتعاقبة ، ومن هذه الثقة بالأخوة القائمين على الموقع ، ندعوهم وندعي كل الشرفاء من المجتمع العراقي ان ينبشوا في التاريخ القديم المدون وفي الاطلال السومرية والاكدية والبابلية الكلدانية والاشورية والارامية والسريانية ووو  وبين  كل المكتشفات الاثرية القديمة والحديثة ، فإذا وجدتم أي ذكر لتسمية ( كلدواشور ) او (كلدواشور سريان ) عند ذلك انا على استعداد لسحب مقالي هذا ، بل والاعتذار عن كل حرف كتبته هنا ، فهل هناك داعي للجري العقيم  وراء شعار سياسي  ومخادع ، استغل ليكون اداة لتذليل  واحتواء الكلدانيين والسريان ، وهو منبوذ دستوريآ ، وشرعيآ وسياسيآ وشعبيآ وتاريخيآ ؟.
 
هـ - لا تعتقدوا أني ضد وحدة كل ابناء شعبنا المسيحي من الكلدانيين والسريان والاثوريين ( الاشوريين) وانا اضيف الارمن ايضآ تحت كيان سياسي واحد وتحت تسمية واحدة موحدة لنا جميعآ ، ولكن الذي لا ارضاه لنفسي ولا اقبله هو القفز فوق الحقيقة وفوق الواقع الراهن الذي يعيشه شعبنا المسيحي ، فكيف اوافق على  تسمية لا يؤمن بها ولا يتبناها رسميآ أي طيف من اطياف الشعب المسيحي وبشقيه الديني والدنيوي ؟؟؟ أئتو لي بنظام داخلي او منهاج سياسي واحد ولكل الاحزاب والحركات سواء كانت  الكلدانية منها  او السريانية او الاثورية او الاشورية ،  وهو يتبنى رسميآ هذه التسمية المركبة كأسم قومي بديل للتسميات المذكورة ، فإذا عجزنا الأتيان بمثل هكذا دليل ، فلماذا استغلال طيبة الناس او الاستمرار والتمادي في الاستخفاف والضحك على عقول الناس وخصوصآ البسطاء من ابناء  شعبنا المسيحي ؟ .وعجبي عندما تمرر هذه الخدعة على بعض العقول العراقية  التي ظاهرها لا توحي بالسذاجة لهذا الحد .

ما الحل ؟
بحسب الوضع الحقيقي القائم اليوم ، ومن وجهة نظري الخاصة اقول ، بما ان الاطياف المذكورة من الشعب المسيحي غير متحدين قوميآ ، وفشلوا في ايجاد آلية مشتركة لتجاوز مشكلة التسمية التي اصبحت  وكأنها علة العلل نتيجة تزمت الطرف الآثوري و الآشوري  في محاولاتهم لإلغاء الآخرين ، من خلال ادعاءهم  الأجوف بأن الكلدانية هي مجرد مذهب مسيحي ، كنسي رغم ان الكلدانية كانت موجودة قبل ظهور السيد المسيح بالاف السنيين !!! وايضآ قولهم ان السريانية هي مجرد لغة او ثقافة ، والغريب ان الآثوريين والآشوريين انفسهم غير متفقين فيما بينهم ، فهناك من الآشوريين من يقول ان الآثورية هي مجرد مذهب او تسمية مناطقية ، في الوقت الذي يقول بعض الآثوريين وهم على حق  ان الآشورية هي مجرد مذهب صنمي وثني تعود لعبادة الإله آشور لذلك تتقزز النفس البشرية منها . علمآ أنه لا يوجد أي إشكال او تصرف غير حضاري من الكلدانيين والسريان اتجاه الاشوريين الذين جعلوا من اسم الإله ( اشور ) كأسم قومي لهم ويريدون فرضه عنوة على الآخرين .
اذن المشكلة الرئيسية والوحيدة تكمن في الجانب الآثوري و الآشوري  المتزمتان بآرائهما ولا يتنازلان عن عنجهيتهما العنصرية اتجاه الاخرين حتى لو ادى ذلك الى قيام مجازر وخوض حرب تدمير شامل .

والحق يقال ،ان الشيء الوحيد الذي يجمع عموم المسيحيين ( الكلدان والسريان والآثوريين و ( الاشوريين ) والارمن ) هو الايمان المسيحي ، لذلك ومن كل مما تقدم نستنتج ما يلي : - 
1- الكلدان والسريان والآثوريين والاشوريين متفقين على كونهم مسيحيين وبالتالي فإن التسمية الوحيدة التي تجمعهم هي  ( المسيحية ) فقط .
2-  انهم مختلفين وكل طرف متمسك ولحد التشدد والتعصب بكون التسمية التي يُعرف بها هي التسمية القومية الوحيدة التي يفتخر ويعتز بها . 
وبما اننا لا نستطيع ان نتجاوز هاتين الحقيقتين ، ولأجل التوفيق بينهما ، مع ضمان احترام المشاعر القومية لكل الاطراف  ولحين توصلهم الى صيغة اتفاق وعمل ناضج يريح الجميع  ، ارى انه لا مناص من احترام كل التسميات التي يرى اصحابها انها قومية ،  وذلك باستخدام احدى الصيغتين التاليتين:-
1- القوميات المسيحية العراقية ( الكلدان ، السريان ، الآشوريين او الآثوريين ، الارمن ) .
2- ذكر كل تسمية منفردة ( كلدان ، السريان ، الآشوريين او الآثوريين ، الأرمن ).

اما اذا تعذر كل ذلك ، عندها يكون القانون او الدستور هو الفيصل النهائي لهذه المسألة ، فيشار الى ذكر  مكونات الشعب العراقي كما هو مدون في الدستور ، و عند ذلك لا يمكن معاتبة  او ملامة الشخص او الجهة التي تلتزم الدستور كمرجع لحل الخلافات والاشكالات التي تحدث .

 اما الملاحظة الاخيرة التي اود ان اسوقها للأخوة المشرفين على الموقع هي ،  تعديل كلمة الاقليات الى قوميات ، لأننا اولآ  جميعآ مواطنين  متساوين في كل شيء ضمن خيمة العراق الموحد ، وثانيآ وكما هو معلوم لدى الجميع ، نحن من سكان البلاد الأصليين و جذورنا تمتد الى حيث جذور العراق ، لذلك اجد فيها نوع من الغبن و الانتقاص بحقنا ، خاصة عندما يعتقد البعض ويا مكثرهم في هذا الزمن ، ان الحقوق التي تمنح للسكان المندرجين تحت تسمية ( الاقليات )  هي منّة او صدقة من الاكثرية ، وكم يعجبني قول السيد مسعود البارزاني عندما أعلن على الملأ في احدى جلسات البرلمان الكردستاني في اربيل عدم رضاه و ازعاجه ان يطلق كلمة الأقلية على القوميات الاخرى ، إذ قال ( يزعجني جدآ استخدام كلمة " الأقلية " لأن القومية لا تقاس بكثرة عددها ، فالقومية قومية سواء كانت مؤلفة من عشرة اشخاص او الاف الملايين .( مسعود البارزاني ) .

   واخيرآ ،ارجوا ان اكون قد نجحت في ايضاح امورآ اراها مهمة لمن يهتم او يهمه متابعة ومعرفة اين هي مكامن الخلل والتقصير التي سببت ولا زالت تسبب في عدم نجاح أي حوار نزيه او تقارب حقيقي بين كل اطياف الشعب المسيحي في العراق ، وايضآ اتمنى ان يكون هذا الايضاح كافيآ ومفيدآ لكل من يريد ان يعرف كيف ان ينال ود واحترام كل القوميات المسيحية في العراق خلال تعامله او مخاطبته لهم ومن دون الانجرار وراء خدع  وشعارات براقة ومؤامرات غايتها اذلال والغاء جزء اصيل من شعبنا العراقي الذي عانى طويلآ ، وتحمل كثيرآ من سياسة التهميش والغاء الآخر . واعتقد انه حان الوقت لكي نقول ، كفى والف لا لسياسة المخادعة واحتواء الآخرين .


منصور توما ياقو
3/Apr/2006

رابط الصفحة التي نشرت المقال في موقع بحزاني دوت اورك هو
http://bahzani.org/services/forum/showthread.php?t=7533
 

95

قد يتبادر الى ذهن البعض تساءل حول دواعي مطالبة  القيادة الكرستانية فقط  بالحقيبة الوزارية للكلدان وليس القيادة العراقية المتمثلة بالكيانات الرئيسية الفائزة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 15 ديسمبر كانون الأول 2005 ؟ 

لكي نكون موضوعيين و منسجمين مع مطاليبنا التي يجب ان تكون ضمن الاستحقاقات المشروعة وان تكون متوازية مع طبيعة  وحجم و ونوعية الأعمال والنشاطات التي قدمناها لتلك الكيانات الفائزة في الانتخابات ، لذلك وجب علينا ان نأخذ بعين الاعتبار كل تلك الأمور قبل ان نسعى او نطالب الآخرين بالاستحقاقات الانتخابية التي قد لا نستحقها ، واذا دققنا النظرفي  محتوى الإئتلافات  التي تشكلت قبل الانتخابات  بين الأطراف السياسية العراقية بإستثناء قائمة النهرين وطني والتي كانت تخص أبناء شعبنا المسيحي  لرصدنا فقط قائمتين احتوت على الكيانات السياسية لأبناء شعبنا ، القائمة الأولى كانت  ( الجبهة العراقية للحوار الوطني والتي كان حزب الديمقراطي المسيحي الذي يترأسه السيد ميناس ابراهيم اليوسفي احد كياناتها السياسية ، اما القائمة الثانية فكانت القائمة الكردستانية التي كانت تضم عدة كيانات سياسية ومن بينها حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني برئاسة السيد ابلحد افرام ساوا .

إذن ما نطلبه هنا هو المشاركة الفعلية في الحكومة العراقية القادمة  وفق استحقاقنا الانتخابي ضمن القوائم الفائزة والتي
 لنا معها تحالف سياسي وانتخابي على مستوى الأحزاب وليس على المستوى الفردي والشخصي   .
فبالنسبة للجبهة العراقية للحوار الوطني ، فإن مرشح حزب الديمقراطي المسيحي المؤتلف مع الجبهة السيد ميناس اليوسفي لم يحصل على مقعد في البرلمان ، و لكي نكون موضوعيين في هذه الحالة ، فإنه من غير المعقول ان نطالب الجبهة بما هو اكثر من الاستحقاق الانتخابي للسيد اليوسفي او لحزبه ، وهذا لا يعني ان قائمة الحوار الوطني التي تدعي الوطنية وتضم كل مكونات الشعب العراقي غير مطالبة بترشيح اليوسفي او من يرشحه من حزبه للمشاركة الفعلية او  لتولي منصب وزاري او حكومي مرموق   اذا ما شاركت الجبهة العراقية للحوار الوطني  في حكومة وحدة وطنية مادتها  القوائم الفائزة والتي هي  واحدة منها .

اما بالنسبة للقائمة الكردستانية المتحالفة مع اكبر الأحزاب القومية و السياسية لأبناء شعبنا المسيحي وهو حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني برئاسة السيد ابلحد افرام ساوا ، فإن المعايير والاستحقاقات معها  تختلف عما كانت عليها  مع الجبهة العراقية للحوار الوطني من حيث الأمور التالية :-

1- من المعلوم لدى الكل بأن الكلدانيين يشكلون الغالبية العظمى من مجموع مسيحيي العراق ، ويقدر نسبتهم  بأكثر من 80% من اجمالي عددهم . وتمشيآ مع تنامي الشعور القومي الكلداني بين الكلدانيين ولا نغالي اذا قلنا ان هذا الشعور بدأ يوازي الشعور الانساني والديني والوطني من حيث عمقه وجوهره ، فكان من الطبيعي ان يلتفوا الكلدانيين حول احزابهم الكلدانية وحول مرشحيهم الكلدانيين ، ولما كان حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني هو من اقدم واكبر الأحزاب الكلدانية وهو الذي يجسد كل الآمال  والقيم الكلدانية لذلك لم نستغرب توجه معظم الكلدانيين وهم فرحين ليدلوا بأصواتهم لحزبهم الكلداني المتحالف مع الكيانات التي تضمنتها القائمة الكردستانية و من خلال التصويت  للقائمة 730 الكوردستانية الحليفة .
2- اثبتوا الكلدانيين من خلال تصويتهم للقائمة الكردستانية الحليفة صدق تعاملهم مع الأخرين وايضآ احترامهم للعهود والوفاء بالالتزامات المترتبة على جميع الكيانات المتحالفة والتي تصب في خدمة البرنامج الانتخابي للقائمة ، لذلك نستطيع القول وبكل فخر ان الكلدانيين كانوا ولا زالوا خير من يمكن الاعتماد عليهم في بناء علاقات شراكة عادلة وجادة مستقبلآ  .
3- فوز السيد ابلحد افرام ساوا رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني بالمقعد البرلماني عن الدائرة الانتخابية التي كان مرشحآ فيها وبإستحقاق انتخابي كامل  دليل آخر على قوة مساهمة الأصوات الكلدانية في دعم التصويت للقائمة الكردستانية الحليفة .
4- إذ نبارك للأخ  فوزي حريري  فوزه بالمقعد البرلماني في الانتخابات التي جرت يوم 15 كانون الأول 2005 ، هذا الفوز الذي ادخل السعادة في قلوب كل الخيرين ، ويقينآ نعلم ان ترشيح السيد فوزي حريري من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني للدخول في الانتخابات البرلمانية الأخيرة كأحد كوادره  الأساسيين  لم يؤثر مطلقآ على انتماءه المسيحي ومعاضدته ودعمه لمطلبنا من القيادة الكردستانية بمنح حقيبة وزارية في تشكيلة الحكومة العراقية الجديدة  لحليف القائمة الكردستانية والنائب المنتخب للبرلمان العراقي الجديد  والممثل الشرعي الوحيد لأبناء شعبنا المسيحي السيد ابلحد افرام ساوا  رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني .   
 5- لا نكون بعيدين عن الحقيقة اذا وافقنا الرأي القائل  ان الاستحقاق الانتخابي هو المعيار الرئيسي  لتوزيع الحقائب الوزارية في العراق  ، وايضآ  يعلم الأخوة في القيادة الكردستانية ، ان الكلدانيين في شمال العراق يشكلون نسبة غير قلية  بحيث لا يمكن الاستهانة بهم او التقليل من حجمهم وشأنهم ، والأهم من كل ذلك ان ما يربط الشعبين الكردي والكلداني من علاقات ومن روابط وصلات تاريخية  متينة ومصيرية  هي النموذج الفريد والمميز والأمثل في دائرة العلاقات بين الأمم والشعوب ، وما تحالف الكلدانيين من خلال حزبهم ، حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني مع القائمة الكردستانية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة  إلا امتداد طبيعي للعلاقة العضوية والتاريخية التي تربط بين الشعبين الكردي والكلداني ، وجاء فوز السيد ابلحد افرام ساوا كثمرة طيبة من ثمار ذلك التحالف المبارك ليعزز الثقة وليطمئن كل من في قلبه ذرة شك ان الأخوة الأكراد هم أهل لكي نضع ايدينا بأيديهم اليوم وغدآ وفي كل حين ، يحذونا الأمل ونتوقع من القيادة الكردستانية ان تجسد مفهوم  الشراكة الكاملة والعادلة والتي هي اساس كل تحالف وذلك من خلال ترشيح  الممثل الشرعي الوحيد لأبناء شعبنا الكلداني السيد ابلحد افرام ساوا للحقيبة الوزارية في الحكومة العراقية المقبلة ، وهذا ما نعتبره نحن المسيحيين عامة والكلدانيين بصورة خاصة حق نستحقه مرتين ، اولهما كإستحقاق وطني  لكون الكلدانيين ثاني قومية بعد القومية الكردية في كردستان العراق وثانيآ كإستحقاق انتخابي نتيجة تحالفنا الجاد والمثمر مع القائمة الكردستانية .   

منصور توما ياقو
23 / March / 2006
 

96

مع حلول الأول من نيسان ، يحل التاريخ والجمال ، النظام والإنبعاث ، في هذا اليوم وخلال لحظة واحدة تكاد تكون معدومة في قياسات الزمن ، فإذ بفكرنا يختزل الزمن والمكان معآ ، ويقودنا مباشرة الى الأصول والاساسات الأولى للإنسان والحضارات والى كل القيم الانسانية والحضارية السامية التي تلف كل التاريخ الكوني . ألا وهو الإنسان الكلداني البابلي  صاحب الحضارة الرافدية التي كان منبعها ومنشأها مدينة بابل المقدسة .

قبل الغوص في احتفالات أكيتو ، نقول ، لماذا التسمية البابلية الكلدانية ؟
من دون أي مقدمات نقول ، ان التاريخ يشهد و شهادات المؤرخين وعلماء الآثار يؤكدون على مرادفة التسمية  الكلدانية بالبابلية ، وان تسمية البابليين تشير الى العرق الكلداني الذي كان يتسمى باسم عاصمتهم بابل ، تمامآ كأن نقول عراقيين كناية بالشعب او الشعوب الأصلية التي أقامت على ارض العراق منذ القديم ، وهذا لا يعني ان التسمية ( عراق او عراقيين ) هي تسمية قومية ، وانما الشعوب الساكنة فيه كالعرب والأكراد والكلدانيين هي التسميات العرقية والقومية التي تتسمى  ايضآ باسم الدولة التي يقيمون فيها ، كذلك هو الحال مع تسمية ( بابل و بابليين ) فإنها التسمية المكانية لا العرقية ، وان الكلدانيين الذين سكنوها ، هم العرق القومي الذي تسمى بالبابليين نسبة لمدينهم وعاصمتهم العظيمة بابل  . وهذا ما ذكرته الكاتبة مرغريت روثن في كتابها الموسوم – علوم الكلدانيين ص 11 )ترجمة يوسف حبي تحت عنوان علوم البابليين ، إذ جاء فيه ( يقول ديودور الصقلي ( ان الكلدان هم قدامى البابليين لا بل الأقدم بينهم )(**) . ولكون الكلدانية هي التسمية الرافدية الأصيلة والحية التي زينت بحروفها العذبة الجميلة صفحات الدستور العراقي الدائم ، بالإضافة لإعتزاز الكلدانيين اليوم بهذا العمر الزمني الذي يطوي بين ثناياه كل تاريخ وادي الرافدين ، وانهم  ( الكلدانيين )الوحيدين الذين اتخذوابداية تاريخ اول ظهور للكلدانيين البابليين على ارض الرافدين  والذي يعود الى 5300 سنة قبل الميلاد كتقويم قومي و رسمي لهم  وجنبآ الى جنب مع  التقويم الميلادي ، لذلك أينما نقرأ تسمية البابليين فإنها تعني الكلدانيين  .

 الزمن ، وبحسب التقويم الزمني الكلداني البابلي ،  وبعد ايام قليلة سندخل عام 7306 كلدانية والتي توافق 2006 ميلادية ، وإذا ما اردنا ان نحتفل  اجواء احتفالات اعياد راس السنة الكلدانية البابلية ( أكيتو ) ، علينا ان نختزل حوالي  7306 من السنوات الزمنية الماضية ، لنستقر في موطن البابليين ، حيث هناك اجدادنا الكلدانيين .
 
المكان ، مدينة بابل ، عاصمة الكلدانيين الذين تسموا باسمها واطلق عليهم (البابليين) ، محل اقامة الإله مردوخ كبير آلهة البابليين ،الأعلى لوادي الرافدين القديم ، والذي كان هو المحور الأول والأساس  في احتفالات عيد رأس السنة البابلية الجديدة ( أكيتو ) . 

الجمال ، ان مظاهر التنظيم والتنسيق والجمال التي كانت تتسم بها احتفالات أكيتو ، لم تكن معزولة عن جمال الطبيعة ، مع أكيتو يحل الربيع ، رمز القوة والجمال ، الأمل وتجدد الحياة ،  فكما كانت التسميتان ( الكلدانيين والبابليين )  مترادفتان ، كذلك كانت ( أكيتو والربيع ) ايضآ تسميتان مترادفتان تكمل احداهما الأخرى ،  فعندما كان الانسان يتراقص فرحآ في أكيتو ، كانت الأزهار والأشجار تشاركه الرقص فرحآ بالربيع ، وإذا كان الانسان البابلي يعانق مقدساته و معابده ويتواصل بكل محبة وود مع بني جنسه ، كذلك كان  الطير والحشر وكل دواب الأرض ، كل يعانق الحبيبة او يشتاق الى حبيب ، وبعد سنة من المسؤولية وما تخللتها من العمل الدؤوب والذنوب ، يأتي الملك ويلقي على الأرض كل النياشين والميداليات والشارات وحتى الذنوب  ، ثم يلمس يد الإله مردوخ ، يرجوه النهوض لكي يضفي على ملكه الشرعية التي تمكنه من تجديد حكمه ثانية ، هكذا ايضآ وبعد ان يزول صيف وادي الرافدين الحارق اللهاب يأتي الخريف المتقلب المزاج والحال ثم يخيم على الديار برد الشتاء القارص ، وبزواله ( الشتاء) يهل علينا التوأمين ( أكيتو والربيع ) اللذين يسريان الحياة والروح  مجددآ في الانسان والطبيعة . حقآ انها قصة الخلق والموت ، قصة الأمل والألم ، قصة الفرح والأسى ، قصة انتصار الحق والنظام على الفوضى والشر ،  انها قصة الحياة والتعامل بين الانسان والطبيعة والألهة .   

الاحتفالات
تبدأ إحتفالات ومهرجانات رأس السنة ( أكيتو) من 1 إلى 11 نيسان ، ويتولى تنظيم فقرات الاحتفال كالآتي :-
1- في الأيام الأربعة الأولى :- احتفاليات خاصة بالكهنة ، لممارسة بعض الطقوس والواجبات الدينية ، مثل تلاوة الصلوات وانشاد التراتيل الدينية واجراء التطهيرات في المعابد .
2- في مساء اليوم الرابع ( ...يعلن الكاهن الأعلى بدء المراسيم الإحتفالية للسنة الجديدة على مستوى العامة ، مبتدئين بالتلاوة الشعرية لأسطورة الخليقة البابلية الإينمو إيليش التي تعني عندما في العلى ، ...) (*).
(وبعد الانتهاء من تلاوة الاسطورة يمضي الملك الى معبد إله الكتابة وابن الإله مردوخ الإله نابو ليستلم الصولجان المقدس من الكاهن الأعلى ...ثم يسافر الملك إلى مدينة بورسيبا مدينة الإله نابو ...)( *).

3- في اليوم الخامس ،
يعود الملك بصحبة تمثال نابو الذي يتركه عند البوابة الجنوبية الغربية المسماة بوابة اوراش .. ثم يقوم الملك بالتخلي عن شارت ملوكيته وهي الصولجان والحلقة والسيف أمام بوابة معبد الإيساكيلا ، وبعد سلسلة من الطقوس تعاد له شاراته تلك بعد تطهيره بالماء المقدس ، ثم يعاد تثبيته كملك على البلاد لكي يستطيع أن يدخل المعبد ( طاهرآ ) لغرض اكمال الطقوس الإحتفالية ...)(  *).
ايضآ يعتبر يوم  تقديم القرابين ، حيث  يذبح كبش  ويقوم أحد الكهنة بمسح جدران المعبد بدمها اشارة على انتقال جميع الذنوب التي مورست خلال السنة الماضية الى الكبش ويسمى كبش الذنوب  ومن ثم ترمى جثة الكبش في النهر ..

و في مساء هذا اليوم  يكون الأهالي في حالة  قصوى من الاهتياج وخاصة عندما تمر عربة مردوخ في الشوارع دون سائقها كدلالة على الفوضى والعماء الكوني قبل تنظيمه من قبل مردوخ .( *).

4- في اليوم السادس 
تصطف الجماهير المحتفلة على جانبي شارع الموكب لإستقبال الإله نابو القادم من مدينة بورسيبا . 

5-أ - في اليوم السابع ، ينظف تمثال كبير الآلهة مردوخ ويكسي بثوب جديد كما تنظف بقية تماثيل الآلهة وتكسي ايضآ بثياب جديدة (*).
ب – يقوم الإله نابو بزيارة الإله المحارب ننورتا في معبده حيث يقومان سوية بالتغلب على إلهين من آلهة العماء في تمثيلية طقسية ...ثم يمضي بهما الكهنة ليضما الى كبير الآلهة (*).
6- في اليومين الثامن والتاسع
بعد ان تصل بابل تباعآ آلهة أور وسيبار وكوثا وكيش وأوروك ونيبور والمدن الأخرى يبعث مردوخ من جديد فتتصاعد حدة الإحتفالات الى ذروتها بعد اخراج الآلهة وعرضها على الشعب في طقوس يراد منها تأكيد ولاء بقية الآلهة لإله بابل الرسمي والإله الأعلى لوادي الرافدين القديم ( *).
7- اليوم العاشر
في هذا اليوم يبدأ العيد الحقيقي للشعب ، حيث يدخل الملك إلى ضريح الإله مردوخ ، ثم يلمس الملك يد الإله مردوخ ويرجوه النهوض ، بعدها يقوم الملك بأخذ الإله الى الباحة الرئيسية للإيساكيلا ، وبهذا المشهد يتم الاقرار بشرعية الملك في حكمه .
ثم تتقدم كل آلهة البلدان لمنح كبير الآلهة  السلطة المطلقة عبر تنازلها له عن صفاتها الإلهية .
بعدئذ يقوم الملك بقيادة عربة الإله مردوخ ... تتبعها عربات بقية الآلهة لتطوف شارع الموكب ... متوجهة الى بيت الأكيتو ... ويقوم الملك بنفسه ادخال تمثال الأله الى داخل بيت الأكيتو وسط انشاد تراتيل واناشيد طقسية (*).
8- اليوم الحادي عشر والأخير
يتم في معبد الإيساكيلا حيث ترديد الدعاءات والتمنيات للسنة الجدية وبحضور كافة الآلهة المشاركة في الموكب ، بعدئذ تختم الاحتفالات بوليمة عامة باذخة لجميع سكان بابل والحجاج القادمين من المدن تصاحب هذه الوليمة الموسيقى والتراتيل وكل تعابير الفرح ، وبإنتهاء هذا اليوم تبدأ تماثيل الآلهة بالعودة الى معابدها ويكون تمثال نابو هو اول من يغادر بابل تتبعه تماثيل بقية الآلهة ، وهكذا يعود الكهنة الى معابدهم والحياة الى مجراها الطبيعي (*).

حقآ ما تقدم  ، كان كرنفالآ رائعآ  وعرسآ مهيبآ ، هل من الممكن ولو في الخيال والأحلام ، ان يكون هناك من جنس البشر ، شخص مملوء لحد التخمة  حقد وغضب على الإنسان والطبيعة والآلهة ؟ حيث يقتل الانسان ، ويغرق كل ما بعثته الطبيعة من الروح والحياة ، ويذل الألهة ويغربها عن ذاتها وتاريخها ، وعن اهلها ومعابدها ، يأتينا الجواب بنعم !!! نعم هناك من حكم على الأكيتو البابلي  بالاعدام ، إذ احرق واغرق بيت الأكيتو وبابل ، قتل واجلى البابليين اهل الأكيتو ، وسرق الأله  مردوخ محور احتفالات الأكيتو ونقله الى نينوى  ، ان مَن قام بكل ذلك هو الامبراطور الآشوري سنحاريب ، وكان ذلك عام 689 ق . م ، ومن بعد هذا التاريخ المشؤوم قام سيء الصيت سنحاريب بتقليد احتفالات الأكيتو في عاصمته نينوى ، فبعد ان سجن كبير الآلهة مردوخ في زنزانة السجن في نينوى  ، اطلق الأله  الأجنبي والشوباري الأصل آشور ليكون محور الإحتفالات .

وجاءت اعترافات الامبراطورالآشوري والتفاصيل الدقيقة التي دونها لنا في الوثائق التي تركها لنا  حول الحملة الظالمة  التي قادها بنفسه على مدينة بابل،  لتكون  ادلة ادانة ضد ه ، ولتبين مدى بشاعة المجزرة والدمار الذي احدثه بحق الإنسان والطبيعة والآلهة في بابل ، إذ يقول ( هاجمتها كالاعصار وكالعاصفة طحت بها ... لم اترك من سكانها شيبا وشبابا اي فرد فملأت بجثثهم طرقاتها اما المدينة نفسها وبيوتها فقط حطمتها وضربتها وبالنيران دمرتها من اسسها حتى سقوفها .. ولكي ينسى الناس في المستقبل حتى تراب معابدها لذا سلطت عليها المياه وحولتها الى مراع ، ولتهدئة قلب آشور مولاي كيما يركع الناس صاغرين ازاء جبروته الهائل ارسلت عينات من تراب بابل هدايا لاقصى الشعوب واختزنت بعضا منه في جرة مستورة اودعتها معبد عيد رأس السنة الجديدة بآشور ) ، وكان قد نقل تمثال الإله مردوخ الى بلاده ...(**).

ولكن اين المفر من اللعنة ؟  لعنة مَن لحقت بسنحاريب هذا ، حتى ينقلب عليه كل أهل بيته ، ويموت قتلآ على يد احد ابنائه ؟ هل كانت لعنة كبير الآلهة مردوخ ، أم كانت لعنة الطبيعة التي احرقها واغرقها بماء نهر الفرات ، أم كانت لعنة تراب مدينة بابل الذي ارسل بعض منه كهداية لأقصى شعوب الأرض شماتة بها وبسكانها وآلهتها ، أم كانت لعنة الكلدانيين البابليين الذين قتلهم وسبى واجلى من سلم منهم الى الديار الآشورية ، والأرجح كانت لعنة الثلاثة ، الإنسان والطبيعة والآلهة معآ ، ودليلنا على ذلك هو قيام ابن سنحاريب المدعو اسرحدون وخوفآ من اللعنة والمصير الذي آل اليه والده بإعادة تعمير بابل وإعادة طقوس مراسيم الإحتفال بكبير آلهة وادي الرافدين مردوخ .

تهنئة قلبية ووردة نيسانية عطرة ، من ابناء الأمة الكلدانية ،  في عيد راس السنة البابلية الكلدانية  ، نعلقها فخرآ على صدر كل عراقي أصيل ، آملين من الرب ، أن يعيده علينا في كل عام وعراقنا الحبيب ينعم  بالأمن والسلام ، وأن يسود الخير  وروح المحبة والمساواة بين جميع ابناء الشعب العراقي من العرب والاكراد ، الكلدان والسريان ، الأرمن والصابئة ، التركمان والإيزيديين ، وخير ما اختم به مقالي هذا في مثل  هذه المناسبة السعيدة هو ، كل عام وانتم بألف خير بمناسبة اطلالة العام البابلي الكلداني الجديد ، عام 7306 كلدانية . 

(*) كتاب ( الكلدان .. منذ بدء الزمان ) للمؤرخ الباحث عامر حنا فتوحي ، مع اعتذاري الشديد للأخ المؤلف على قيامي بإختصار النصوص لتوافق وحجم المقال ،  انصح الجميع وخاصة اخواني الكلدانيين  بإقتناء هذا الكتاب الرائع ، لأنه كتاب شامل يتناول بالبحث الموثق والمحقق عن كل ما يتعلق بتاريخ وادي الرافدين عامة وحضارة الكلدانيين خاصة .
( ** ) كتاب ( تاريخ الكلدان ، الجزء الأول ) للمؤلف أبلحد افرام ساوا .
 

منصور توما ياقو
16 / آذار / 7305 كلدانية
الموافق
16 / آذار / 2006 م

97
 
 
 
ربما تستغربون لو قلت ان تشكيل قائمة نهرين وطني ( صوت  سورايا الموحد )  ذات الرقم 752 بحد ذاتها تعتبر اهم من أية نتيجة انتخابية ،  بل وهي الأهم من جميع المقاعد البرلمانية ، سواء كانت في برلمان كردستان العراق او الجمعية الوطنية العراقية .  لماذا ؟

لأنه وبمجرد القاء نظرة بسيطة على اسماء  الكيانات المؤتلفة في هذه القائمة ، سيأخذك تفكيرك ذهابآ الى  حيث مؤسسي الحضارات الراقية وصانعي التاريخ الانساني العريق ، ألا وهم الكلدان والاشوريين والسريان ، أما ايابآ سيعود بك تفكيرك الى حيث احفاد اولئك الآجداد العظام  الذين ستراهم متآخين ومتحدين تحت تسمية عزيزة على قلوب الجميع وهي خيمة  ( بيث نهرين اثري ) ، و ستراهم قد تحدوا كل الحواجز وتجاوزوا كل العقد و استطاعوا ان يرسموا الفرحة و الابتسامة على وجوه  جميع محبي وابناء شعبهم .

الآن فقط نستطيع ان نقول ، بإنبثاق قائمة النهرين وطني الشاملة والناجحة  لمعظم اطياف شعبنا نكون قد اضفنا  اللبنة الصحيحة  على بنيان تاريخنا وحضارتنا الرافدية الأصيلة  ، وبانبثاقها  ايضآ تكون التطلعات  الوحدوية المبنية على اسس عادلة ونزيهة  لأبناء شعبنا المسيحي قد تخطت وبنجاح كبير  عقبة المستحيل ( مستحيل الالتقاء والعمل الموحد بين كل اطياف شعبنا )  التي كانت  تهيمن على مجمل المواقف والافكار المطروحة  الى لحظة انبثاقها، وبطبيعة الحال لم يكن انبثاق تلك القائمة يتحقق لولا الاصرار الجريء والارادة المخلصة لكل الكيانات المؤتلفة في قائمة النهرين وطني  في التعامل الموضوعي والحكيم مع الواقع القائم بمتغيراته السريعة والكثيرة . ومما زاد من قوة وروعة هذا التكاتف الاخوي هو دعم ومباركة الآباء الروحيين في كل المذاهب المسيحية لهذا الائتلاف الرائع ، لذلك يمكننا القول ان ولادة قائمة النهرين وطني تمخضت نتيجة التقاء الارادات الحرة والمخلصة  لأبناء شعبنا سواء الدينية منها او العلمانية في بوتقة واحدة  متكاملة البناء والشخصية وامل الجميع  اسمها النهرين وطني .
 
  وهنا اسأل جميع الاخوة في قائمة نهرين وطني ، من الكلدان والاشوريين والسريان ، ما هو شعوركم وانتم تعملون مع بعضكم البعض ؟ أي من  التسميات التاريخية التي يحملها كل كيان منكم والتي جعلتنا نتناحر ونتحارب في سبيل طغيان احدها على الأخرى  قد شوهت اسم قائمتكم لا سامح الله  ، او قد أعاقت تعاملكم الوحدوي والاخوي مع بعضكم البعض ؟ بالله عليكم ، قولوا للذين يغردون خارج السرب من الذين  لم يؤيدوا ولم يباركوا هذا الائتلاف المبارك ، قولوا لهم  يا كلدان  ويا آشوريين  ويا سريان  قائمة بيت نهرين ، حدثوهم عن شعوركم وانتم معآ يد بيد من اجل احياء العمل التاريخي والحضاري والانساني  الذي دشنوه اجدادنا الكلدانيين والاشوريين والسريان .عسى ولعل ان يجد صدى في تفكير البعض ممن لا زالوا بعيدين عن العمل المشترك لكافة ابناء شعبنا .
 
  وايضآ اقول لجميع الكيانات المؤتلفة في قائمة شعبي  ، قائمة نهرين وطني ، لقد اثلجتم صدورنا بما تحققوه من الانجازات ، وكم تفرحون شعبكم بما تبذلوه من نشاط ومسؤولية  ، وها هي ثمار جهودكم المشتركة  تظهر وبدأنا نحصد من طيباتها ما لذ وطاب ، جريدة النهرين وطني هي ثمرة من تلك الثمار الطيبة ، تبرككم بلقاء الآباء الروحيين لكل الطوائف المسيحية هي ثمرة مباركة  اخرى من ثمار العمل الوحدوي ، زياراتكم لأبناء شعبنا في اماكن اقامتهم واستقبالهم لكم بالحفاوة والتكريم هي ثمرة الآخاء والمحبة التي تربط كل اطياف شعبنا المؤتلفة في قائمة نهرين وطني ، لأول مرة ، في جلسة  اخاء و صداقة ، يشترك   القومي الكلداني مع القومي الاشوري مع القومي السرياني مع القومي الأرمني مع المستقل ، جميعآ يشتركون في قاسم مشترك واحد وهو  الفرح و الافتخار بقائمة النهرين وطني التي ضمت تحت ظلالها الوارفة جميع تلك الاطياف الجميلة ، وهذه هي الثمرة الحقيقية التي انتظرناها من زمان بعيد ، كل تلك الثمار وغيرها الكثير التي هي في طريقها الى النضج والاكتمال بفعل جهودكم وجهود كل الطيبين والخيرين من ابناء شعبنا  هي فخر لنا جميعآ.
 فأي مقعد او مقاعد برلمانية لها اهمية العمل الأخوي الموحد واهمية  تلك الثمارالطيبة واليانعة التي أتت بها قائمة النهرين وطني ؟ .

وكما استولت  قائمة النهرين وطني على محبة كل الخيرين والطيبين  من ابناء شعبنا كذلك سيكون لها صوتهم الانتخابي  المهم جدآ يوم 15 / 12 / 2005 . ونحن مطمئنين الى ان نتيجة الانتخابات القادمة  التي ستحققها قائمة النهرين وطني ذات الرقم 752 ، الممثلة الحقيقية  لطموحات وتطلعات  شعبنا المسيحي بكافة قومياته ومذاهبه ومعتقداته  ستكون محل سعادة  وترحيب وفاتحة امل وخير لعموم الشعب العراقي ولشعبنا المسيحي خاصة . 
 
 
منصور توما ياقو
سدني / استراليا
2 \ كانون الثاني / 2005
 

98
مع بدء الحملة الدعائية للانتخابات  للحركة الديمقراطية الاشورية ( زوعا ) ، وفي خبر على صفحات موقع  دار الحياة  الاعلامية الالكترونية ،  قرأت تصريحآ منسوب  للسيد اسحق اسحق مدير العلاقات العامة للحركة الديمقراطية الاشورية
جاء فيه (انه بسبب ما جاء في الدستور من تقسيم للمكونات المسيحية وإغفال ذكر القومية السريانية فان الكثير من ناخبي الطائفة المسيحية غير راغب في الانتخابات، ونحن نحاول جذبهم بعدما تعهدنا في برنامجنا السياسي بإجراء تعديلات دستورية ) .
اليكم رابط الخبر 

http://www.daralhayat.com/arab_news/levant_news/11-2005/Item-20051123-bebec77c-c0a8-10ed-0092-eb76643b648e/story.html

رغم ان هذا التصريح يمكن تأويله بمختلف  الطرق ، وأحد تلك التأويلات او التفاسير هو اخذ التصريح بحسن النية واعتبار ان التفسير الوحيد الذي يستشف منه هو التحول في فكر الحركة تجاه الصفة القومية للسريان والكلدان لذلك  في حالة فوزه سيبذل محاولات جادة ومخلصة على ادخال تسمية السريان  في الدستور  كاحدى مكونات الشعب العراقي  وجنبآ الى جنب مع اخوانهم الكلدان والاشوريين . ولكن حسن النية هذه تصطدم بحقيقة  موقف الـ زوعا الرسمية  من هذه القضية ،
لذلك وقفت مدهوشآ لهذا التصريح الدعائي  الذي تردد صداه في داخلي  غير مصدقآ لما يقول ، وبعد لحظات من التفكير والتأمل بالسيرة التاريخية الغير منصفة  للزوعا   مع السريان والكلدان من خلال عدم الاعتراف بكيانهما القومي بل و محاولاته المستميتة على احتوائهم وضمهم تحت التسمية الاشورية ،   توصلت الى القناعة بأن الهدف من  هذا الادعاء لا يخرج من احد الاحتمالين التاليين : -
 
1 – الانقلاب الداخلي ، أي الانقلاب على المنهاج السياسي وعلى الفكرالاستراتيجي للحركة الديمقراطية الاشورية ( زوعا ) بهذا الشأن.
2 – استغفال الاخوة السريان من خلال استعمال التقية السياسية معهم  لاستمالتهم والحصول على اصواتهم . 

 ووجدت خير  معين لمعرفة حقيقة وصدق نوايا وادعاءات أي مسؤول مرتبط بحزب او حركة سياسية هو طرح الادعاءات والشعارات  الرنانة والوعود الطنانة التي يطلقونها  جانبآ والرجوع الى ادبيات وخطابات والمناهج الداخلية لتلك الاحزاب والحركات ، لذلك قررت مراجعة الموقع الالكتروني الخاص بالحركة الديمقراطية الاشورية ( زوعا ) للاطلاع على المنهاج الداخلي للحركة والتأكد إذا كان هناك ما يشير الى ذلك الانقلاب المشار اليه في النقطة الاولى ، ولكن  المفاجئة كانت انهم  اخفوا المنهاج الداخلي للحركة  وايضآ اخفوا كل اثر يدل على حقيقة موقفهم المعارض بل والمعادي لأي توجه قومي للسريان او الكلدان ، وقد لجأوا الى جعل الموقع وكأنه لوحة اعلانات مملوءة بصور القائد وبمقالات تنسجم والحملة الدعائية ، حيث تساءلت نفسي ، كيف يمكن لموقع الكتروني  عائد لحزب ما  ان يخلو من التعريف بأهداف الحزب  ، او  ، لا يعرّف زواره  بالنظام الداخلي او المنهاج السياسي الذي يعتمده في ممارساته السياسية والثقافية ... ؟ 
ولدرجة انهم اخفوا العنوان او التسمية  السريانية والعربية للحركة من واجهة الموقع وخاصة في الصفحات التي مادتها مكتوبة باللغة العربية ،  واكتفوا بالتعريف او التسمية الانكليزية للحركة
Zowaa <<<Assyrian Democratic Movement >>>
http://www.zowaa.org/index.htm

 هل هو  تكتيك سياسي مؤقت لتنفيذ مخطط ما ، فإذا كان الامر كذلك وهو كذلك حتمآ  لأن جوهر عقيدة الحركة الديمقراطية الاشورية ( زوعا ) والاساس الوحيد الذي تقوم عليه و يبرر وجودها في هذا الشأن  هو اعتبار كل من الكلدان والسريان مذاهب دينية ،وبما انه لم ولن  يصدر مستقبلآ  أي بيان او تصريح رسمي وصريح للزوعا بالغاء ما يعارض اعتبار السريان ككيان قومي من المنهاج السياسي للزوعا ،
 فكيف يطل علينا الاخ اسحق اسحق مدير العلاقات العامة للزوعا بمثل هذا التصريح الذي ينسف اركان  الحركة الديمقراطية الاشورية   من اساساتها ؟
هل د ُفِع الاخ اسحق اسحق الى مثل هذه المخالفة العقائدية للحزب كنوع من التقية السياسية من اجل دغدغة عواطف الناخبين السريان وكسب اصواتهم ؟ ولكنني اشك بنجاح مثل هذا التكتيك لأنني اعتقد ان لدى الاخوة السريان مثل ما لدى اخوانهم الكلدان الكثير من المثقفين والسياسيين الواعين لما يدور حولهم وضدهم  .
وايضآ في رأيي الشخصي سيبقى ذلك التصريح مجرد دعاية انتخابية عابرة ،لا يحقق الاهداف المرجوة منه ، وربما سيكون له مردود عكسي على الزوعا في حالة انتباه الاخوة من السريان والكلدان  الذين يصدقون الوعود الدعائية على استحالة تنفيذ هذا الوعد الكلامي لأنه يتناقض مع العقيدة الحزبية للزوعا التي تقول في منهاجها السياسي (ان حركتنا تنظيم سياسي ديمقراطي وطني قومي قائم على اسس ثورية واتحاد طوعي لافراد يتميزون بنكران الذات وينتمون الى مختلف فئات ومذاهب الشعب الآشوري من الكلدان والسريان والكنائس المشرقية الاخرى وممن يشعر ويعتز بأنتمائه القومي . ) .
والسؤال الذي يطرح نفسه وينتظر اجابة صريحة من الأخ اسحق اسحق هو : إذا اردتم تصديق السريان لتصريحكم هذا ،  أليس من الأولى لكم اولآ ان تعدلوا ما هو بمقدوركم عمله  الان وهو تعديل  الصفة المذهبية للسريان في منهاجكم الحزبي الذي تؤمنون به قبل ان تعدوهم  كلاميآ بتعديل الدستور مستقبلآ والذي ربما لا تستطيعون تعديله  ؟؟؟ إذن ما لم تباشروا رسميآ  في تعديل النظرة المذهبية للسريان والكلدان  في المنهاج السياسي للزوعا سيكون الصوت السرياني او الكلداني في أي استفتاء او انتخاب مقبل صعب المنال ان لم يكن مستحيلآ  ، يعني سلّم بلّم . 

 منصور توما ياقو
سدني / استراليا 28 / 11 / 2005

 

99
 
 
لقد افرز مؤتمر الوفاق الوطني العراقي الذي عقد مؤخرآ في القاهرة جانبآ مهمآ من التناقضات والمواقف المتباينة  والمرتبكة المتحكمة بعقلية الذين نصبوا انفسهم ممثلين واوصياء على المسيحيين في العراق ، متجاوزين بذلك كل الاعتبارات  الدينية التي تمثلها بحق المرجعيات الدينية فقط ، وايضآ ضاربين عرض الحائط باختيارات والتوجهات القومية والوطنية لعموم ابناء شعبنا المسيحي .

لست هنا بصدد تقييم الكلمة التي القاها الاستاذ ميناس ابراهيم اليوسفي في المؤتمر ، بقدر ما افرزته تلك الكلمة من امور و قضايا ، وابرزها مسألة تمثيل المسيحيين في المحافل الرسمية . حيث اكثر من جهة انكرت على اليوسفي تمثيله للشعب المسيحي سواء دينيآ او قوميآ ، وانا ايضآ لا ادعي ذلك ، بل واليوسفي نفسه لم يدعي انه يمثل جميع الشعب المسيحي في العراق او انه يمثل الكلدان وغيرهم من التسميات التي يحملها بعض ابناء شعبنا ، إذن اين المشكلة ؟  بالطبع انها في التسمية التي اتخذها لحزبه ، والتي هي ( حزب الديمقراطي المسيحي ) .

حيث يرى البعض انه ليس من الحكمة  زج كلمة ( المسيحي ) في الصراع الكبير والخطير الذي بين اصحاب القوة والتأثير ليس في العراق وحسب بل وفي عموم الدول العربية والاسلامية خاصة ، ربما حدث ذلك بسبب قلة الخبرة السياسية في مثل هذه  اللقاءات والمؤتمرات الكبيرة  ، اولعدم تعود البعض على سماع مثل هذه التصريحات الحادة من حزب يفترض ان تنسجم مواقفه مع التسمية المسيحية التي يحملها  خاصة في زمن الصراعات والخلافات والتي  يجب ان تنصب في تليين المواقف وتقريب وجهات النظر والتوافق فيما بينها من اجل خير الوطن والشعب . وربما القى السيد اليوسفي كلماته بتلك الصيغة  لقناعات واسباب غير التي ذكرناها.
  ومهما يكن من الامر ، في المحيط الذي يعيشه مسحيي العراق يكون من الحكمة والحنكة  ان تترك الامور التي تشير من قريب او بعيد الى المعتقد الديني للمسيحيين العراقيين لأهله من المرجعيات الدينية الرسمية ، ونشكر الرب الذي منّ علينا بآباء حكيمين و قادرين على قيادة و خدمة  وتوجيه وتلبية احتياجات رعيتهم الدينية والرسمية بافضل ما يكون ، وخير فعل ابينا البطريرك عمانوئيل الثالث دلي عندما اوضح للجميع في بيان الكنيسة الكلدانية  حول تصريحات السيد ميناس اليوسفي بأنه لم يفوض احد للتكلم باسم المسيحيين الكلدان ، يستشف من هذا الكلام انه ليس موجه لليوسفي فقط وانما لأي مسيحي عراقي حضر ذلك المؤتمر . واعتقد ان السيد ميناس اليوسفي والسيد يونادم كنا هما المسيحيين الوحيدين اللذين حضرا ذلك المؤتمر .
، وفي الوقت الذي لم يدعي اليوسفي تمثيله لغير المنتمين الى حزبة من المسيحيين سواء كانوا كلدان أم اشوريين أم سريان او ارمن ، وايضآ لم يدعي انه يعبر عن وجهات نظر  الاحزاب والقوميات المسيحية  نجد البعض ممن  رضعوا من الفتن وحب الانتقام من الكلدانيين كنيسة وشعبآ ينكرون على اليوسفي ما شابوا عليه من صغرهم ، فمثلآ الحركة الديمقراطية الاشورية اكرر الاشورية ( زوعا )  تصدر بيانآ صحفيآ توضح فيه ان السيد ميناس اليوسفي لا يمثل الاشوريين ، وهذا ما لم يدعيه اليوسفي يا اشوريي القرن العشرين ، اما الغريب  في  هذا البيان هو ادعاءهم في القول  ( كما نود ان نوضح بان ممثل الكلدواشوريين السريان هو السيد يونادم كنا السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية ...) ، رغم اننا ولحد هذه اللحظة لا نعرف سبب حضور  السيد يونادم كنا واشغاله  للمقعد في قاعة المؤتمر ، وماذا كان خطابه بين ما قالوه الكبار بشأن العراق الجريح ؟ اعتقد   الجواب على ذلك   وكما جاء في بيانه الصحفي  هو انه يمثل الكلدان والسريان ! !لأنهم لا يتقنون  مهنة اخرى غير محاولة احتواء الكلدان والسريان ،  ليكن كذلك لأن  كل شيء جائز في زمن الفوضى والتسيب ،   يمثل الكلدان والسريان غصبآ عنهم !!! ، وإلا  أي حزب او مرجع او هيئة او مجلس كلداني فوضكم لتمثلوا الكلدان يا اشوريي الحركة الديمقراطية الاشورية ؟ هل هم نفر ، متأشور ، منتفع ؟ صدقوني ، من لم ينفع شعبه وامته لا ينفع مأجوريه ، ومع ذلك اقول  بيننا وبين الانتخابات القادمة  مجرد ايام قلائل وبعدها سيعرف كل واحد حجمه الحقيقي وستطوي الى الابد  الإدعاءات والشعارات المخادعة ، وان غد لناظره قريب .
 
نعم  بوجود آبائنا  البطاركة الكرام كمرجعيات دينية   للكلدان  والسريان والارمن والاشوريين بكافة مذاهبهم ،
لا يحق ولا يجوز لأحد  غيرهم او من يعينونه على هذا الامر  الادعاء انه يمثل المسيحيين في العراق ، ونحمد الرب بأنه ولحد اليوم لم يدعي احد مثل هذا الادعاء الباطل .
 ولكن السؤال الذي نطرحه من جهة التمثيل القومي هو:
لماذ يحق و يجوز لآشوريي الحركة الديمقراطية الاشورية ( زوعا ) ، وايضآ لآشوريي الاحزاب الاشورية الكثيرة والمتنوعة وحتى لبعض رجال الدين  ان يدعوا باطلآ  بأنهم يمثلون  الكلدان والسريان ولا نقرأ بيان او كلمة  استنكار واحدة  لتلك الادعاءات الباطلة ، في الوقت الذي  لا يعطون الحق  للأستاذ ميناس اليوسفي بل يحرمون أي كلداني او سرياني  آخر في الاحزاب الكلدانية والسريانية اذا ما ادعى او تكلم باسم الاشوريين والكلدان والسريان ؟؟؟ حيث تراهم يتراكضون في اصدار بيانات استنكار وشجب وكأن الاخوة ( الاشوريين )  هم صفوة الشعب المسيحي  وغيرهم غث ورديء ،
واقل ما يمكن ان يقال لهؤلاء هو انهم غير منصفين ولا يمكن الوثوق بهم  وينطبق عليهم مثل السيد المسيح له كل المجد بقوله الكريم (    ولماذا تنظر القذى الذي في عين اخيك واما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها ) ( متى 7 – 3 ) . يا رب ساعدهم ليفهموا مثالك هذا .


منصور توما ياقو
سدني / استراليا
23 / 11 / 2005
 
 

 

 

100
   


 الاخ TEERY BOTROSالمحترم

ان ما يبرر دفاعك عن لقاءات قداسة مار دنخا مع المسؤولين الرسميين   كما جاء في مقالك الذي عنوانه (لماذا التهجم على قداسة مار دنخا الان ؟   ) هو كون قداسته يحمل نفس الافكار الاشورية  التي تحملها انت والتي  تدعوا الى التسيد واحتواء الاخرين ، من هذا المنطلق انت تعبر عن استفهامك واستغرابك من الاخوة المنتحلين للتسمية (الاشورية)عندما يعارضوا او يهاجموا من يماثلهم في الرؤية والافكار ، ولكن بالنسبة لنا نحن الكلدان لنا الحق ان نضع اكثر من علامة استفهام لحاملي تلك الافكار المهينة للكلدان ، وبالتالي يحق لنا ان نتوجس من لقاءاتهم التي قد تمس شعورنا ووجونا القومي .   
 
وقبل البدء بالتعليق على موضوع مقالك ذلك ،  ارجوا  ان يكون في علمك ان مقام ومكانة البطريرك مار  دنخا عندنا نحن الكلدانيين  من حيث القداسة  ورفعة رتبته ومكانته  الكهنوتية  وجزيل احترامنا لشخصه الكريم هي نفسها التي نكنها لغبطة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي كلي الطوبى  ، ولا مجال لأدنى شك في هذا الجانب ، أما من جهة قيام قداسة  البطريرك مار دنخا بالتعرض على الشعور القومي للكلدانيين وترديده نفس العبارات المهينة لمشاعر الكلدانيين  التي ترفعها الحركات والاحزاب الاشورية المتعصبة  كقوله المؤلم والمحزن  والذي انطلق من خلاله  لإقصاء واحتواء الكلدان والسريان تحت راية الإله اشور  عندما قال (( اننا امة واحدة بثلاثة اسماء كنسية ))  (1 )، اعتقد عند ذلك  لا نكون قد خالفنا او تخلينا عن التزاماتنا الايمانية والادبية إذا قلنا لغبطته ، عفوآ سيدي ، لا نريدك  ان تضطرنا للقول المخالف ، فاذا كنت من منتحلي التسمية الاشورية ، يسعدنا ان نقول لسعادتك  ولجميع منتحليها ، هذا شأنكم ومبروكة عليكم ، أما عن حرية اختيارنا وكون سعادتنا تكمن  في انتماءنا القومي الكلداني فقط فهذه من شأننا ولا تدخل ضمن مسؤولياتكم  و واجباتكم. ومع ذلك نبقى على اعتزازنا واحترامنا لقداسته .
 
اخي العزيز تيري ،
لم اكن اتطرق على موضوعك هذا ، لو لم تكن قد جعلت من مواقف قداسة البطريرك دنخا وكأنها مطابقة لمواقف البطريرك الكلداني والبطريرك السرياني في مسألة احترام كل من الكلدان والاشوريين والسريان لحرية اختيارات كل منهم ، وهذا  خطأ ومحاولة خلط الاوراق لتضييع الحقائق ، لأنه لا يوجد في قاموس البطريرك الكلداني او السرياني او بابا روما ما يشير الى الغاء التسمية ( الاشورية ) التي ينتحلها بعض الاخوة لتكون تسمية قومية لهم ، وانما العكس هو الصحيح ، حيث يباركون ويحترمون حرية وارادة كل اطياف شعبنا  ، لذلك لا احد يتوجس خوفآ او ان يعتريه ادنى شك او ريبة من لقاءات هؤلاء اصحاب الغبطة والقداسة مع اي مسؤول عراقي كان او اجنبيي ، اما وقول قداسة البطريرك  مار دنخا ( اننا امة واحدة بثلاث اسماء كنسية ) وبالتأكيد انه يعني بالامة ( الاشورية) والاسماء الكنسية الثلاث بحسب اعتقاده هي الكلدانية الكاثوليكية والسريانية والاثورية !!! لذلك اقول لك يا صديقي ، في هكذا موقف ، المقارنة التي جمعت فيها قداسة مار دنخا الذي يحمل افكار مضادة للشعور القومي عند الكلدانيين مع غبطة وقداسة البابا والبطاركة الذين يحترمون الشعور القومي للذين يريدون انتحال التسمية ( الاشورية ) تكون مقارنة مغلوطة ومشوهة ، لأنه  من الممكن فقط  عمل مقارنة صحيحة ومنصفة  اذا احتوت على نفس المواصفات والمواقف ،اي لا يجوز عمل  مقارنة توافقية بين  لقاءات قداسة مار دنخا من جهة   مع اللقاءات التي يجريها كل من قداسة البابا و غبطة البطريك عمانوئيل الثالث دلي وقداسة مار زكا عيواص  من جهة اخرى بسبب اختلاف القصد او الغاية ، لذلك وجب الحذر من كل من  يعتقد  اويحاول الغاء و احتواء الكلدان والسريان ، ولا يمكن له  ان يمثلهما او ان يتكلم بأسمهم  في اي محفل لأنه لا يستطيع  ان يعاملهم كأبناء محترمين من خلال احترام حريتهم وكيانهم كباقي ابناء رعيته  .

حسنآ فعلت عندما ذكرت القول التالي ((والامر اعلاه يمكن ان يقوم به قداسة مار دنخاالرابع، فقد التقى في ايران اية الله خامنئي قائد الثورة ورئيس الجمهورية حينذاك السيد خاتمي وقبل ذلك قابل مسؤولين كثر . )) .
صديقي العزيز ، زيارات ولقاءات اي مسؤول ديني او علماني مسيحي هي مكسب لعموم المسيحيين اذا جرت بصورة نزيهة وغير متحيزة الى جهة على حساب الاخرى ، اذن المشكلة ليست في الزيارة او اللقاء بل تكمن في نوعية المواضيع التي تجرى في  ذلك اللقاء ، هل صحيح عزيزي تيري ، عندما زار قداسته المسؤولين الايرانيين طلب منهم التوسط لدى جماعتهم الشيعة في العراق للانفراد بذكر التسمية الاشورية فقط في مسودة الدستور ، فاذا كان هذا صحيحآ ، فإنه العمل الذي لا يمكن لقداسة بابا روما او قداسة  البطريرك الكلداني والسرياني ان يقوما به  . لذلك اقول من الخطأ عمل مقارنة بين لقاءات قداسة مار دنخا مع اللقاءات التي يجريها اخوانه في القداسة كل من بابا روما وقداسة البطريك الكلداني كلي الطوبى وذلك لاختلاف نظرتهم الى ابناء شعبهم .
 

اخي تيري ، اما قولك 
(((اليس رصيد قداسته من المواقف والدعوات لابناء شعبنا للتشبث بهويتهم ووجودهم وحقوقهم القومية واضحة ويكررها قداسته في كل رسالة بطريركية؟))))
بالتأكيد مثل هذا الرصيد من الدعوات القومية والمتكررة  ليست تدخلآ بالسياسة بنظركم  لأن قائلها هو قداسة البطريرك الاشوري وليس قداسة البطريرك الكلداني . امر عجب  ( حلال علينا وحرام عليهم ) .
 
مهما يكن ، حاشا لنا ان نهاجم او ان نسيء لأي رتبة كهنوتية مسيحية وفي اي كنيسة مسيحية كانت . لأنهم جميعآ  هم مصدر خير وبركة لنا و هم النبراس الذين بهم نقتدي في ضعفاتنا ، الرب يباركهم جميعآ .
ـــــــــــــــ
  في سلسلة مقالات بعنوان حربنا الاهلية حرب التسمية، QASHA YOKHANA ( 1 ) الكاتب
وهي في الرابط التالي : -
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,12153.0.html
 


منصور توما ياقو
سدني/ استراليا
18/ 11 / 2005

 
 

101


هل فعلآ تأشوروا جميع الكلدانيين المناصرين لكلدواشور ؟ الحقائق المستخلصة من استطلاع بعض المواقف .
يسهم هذا الاستطلاع للوقوف على حقيقة موقف بعض الاخوة الكلدانيين الذين لسبب او لآخر ناصروا شعار ( كلدواشور ) هذا الشعار الذي يوحي بأنه ينادي بالوحدة والتآخي بين الكلدانيين و ( الاشوريين ) إلا أنه استخدم فيما بعد ليكون بمثابة الفخ للايقاع ما يمكن ايقاعه من الكلدانيين والسريان في شراك المتحايلين المتخفين تحت عباءة ومسميات دعائية لا تحمل في مفهومهم غير معنى واحد وهو التأشور .

صحيح يسمى مثل هذا السلوك في التعامل  ، الاصطياد بالحيلة ، ولكنهم والحق يقال ، تمكنوا من استثماره بكل براعة ، مستفادين من الظروف الاقتصادية والاجتماعية  والسياسية والامنية والدينية والتنظيمية ، حيث استثمروها اشرس استثمار لتحقيق الهدف الوحيد الذي يناضلون ويسعون الى تحقيقه وهو اقصاء وتهميش الكلدانيين والسريان لتسهيل احتوائهم والسطوا على تاريخهم وحضارتهم .

لذلك ليس غريبآ على من تعودوا على الحيلة والمكر ان يدعوا وبكل عناد المفلسين ان بابل الكلدانية  التي ولمرات عديدة غزوها الاشوريون القدماء وابادوا شبابها ورجالها ونهبوا ممتلكاتها وخيراتها وحتى تمثال إلههم ( مردوخ ) سطوا عليه ونقلوه الى اشور ،  واحرقوا جميع قصورها وحضارتها بالنار ، ورحلوا ما تبقى من الاطفال ونساء الكلدانيين وهم ذليلين الى ديار اشور واسكنوهم في سهل الاسرى الكلدانيين ( المسمى اليوم  بسهل نينوى ) وما جاوره ،  كل ذلك لم  تشبع الغريزة الهمجية و الحقد الدفين المتأصل في النفسية الاشورية القديمة تجاه الكلدانيين حتى حولوا مجرى نهر الفرات ليغرق عاصمة الكلدانيين في بابل ، كما تباهى بذلك الملك الاشوري الذي قاد تلك الحملة ، السيء الصيت ( سنحاريب ) . متوهمآ انه بفعلته المشينة تلك ، قادر على القضاء واحتواء الكلدانيين ومن ثم تنسيب تاريخهم وحضارتهم العلمية والانسانية الى حضارته الهمجية ، تمامآ كما يفعلون اليوم منتحلي التسمية الاشورية و حاملي شعار كلدواشور ،

ولكن هيهات ، كلدان اليوم هم  نفسهم احفاد اولئك الكلدان الذين نهضوا وانتقموا لبابل ولشهدائهم ولأسراهم من اشور عام 612 ق . م الى درجة انهم جعلوا من اشور المنقرضة مجرد  اطلال و آثار مدفونة في اعماق التراب ، اما تلك التسمية المذهبية ( اشور ) ومنذ سقوط دولة اشور والى نهايات القرن التاسع عشر الميلادي  لم يكن أحد يحملها  لجملة من الاسباب ومنها : لفقدانها المرتكز الوحيد الذي نشأت وتمحورت حوله وهو الإله آشور ، فبتحطيمه وانتهاءه على يد الكلدانيين ، لم يعد هناك حاجة او مبرر لحملها ، لذلك اهملت وبقيت مجرد  تسمية تاريخية قديمة ، كان لها وجود واصحاب في يوم ما ، تمامآ كالتسميات التاريخية القديمة التي لم يبقى منها غير الاسم والاطلال  مثل سومر ، اكد ، كنعان ، بيزنطة ،  انسان نيانتردال الخ .
ولكي لا نطيل اكثر ، نعود لكي نبحث في نتائج استطلاعنا هذا ، حيث ارتأينا الى تقسيم او تصنيف تلك الاراء والمواقف بحسب الاسباب التي دعت اصحابها للاستمرار في مناصرة الجهة التي تحاول تجريدهم من اهم ما يمكن للمرء ان يفتخر به وهو شخصيتهم  المتمثلة بهويتهم القومية الكلدانية .
وقد اعتمدنا صياغة السؤال الموجه اليهم جميعآ  على النحو التالي  ( متى ولماذا تأشورت ؟ ) .
لا نخفيكم سرآ ، ان معظم الاخوة أظهروا امتعاضهم وعدم موافقتهم على صيغة السؤال ،  و من الطبيعي ان نتفهم     ردة فعلهم تلك ، لأنه لا يوجد انسان يحمل ذرة من الغيرة  يقبل ان يسلخ من كيانه وامته ، رغم اعتذارنا لهم ، لكننا وفي نفس الوقت كنا نذكرهم بأن الكتاب يقرأ من عنوانه ، فمثلآ عندما تردد على مسامعنا كلمة " المدرسة " نفهم منها ، المكان المخصص للتعليم ، ومن كلمة " المستشفى " نفهم منها ، المكان المخصص للعلاج  ..وهكذا لكل التسميات الاخرى ،  وعندها كنا نطلب منهم اعلامنا عن العنوان الرسمي للجهة التي تتبنى شعار كلدواشور التي يناصرونها ، او المنضويين تحت عباءتها ، لكي نناديهم بموجب ذلك العنوان ،  فكانت الاجابات كالآتي : _
1 -   ان معظم الاجابات كانت " زوعا " وبكل لطف كنا نطالبهم بالعنوان او التسمية الرسمية المتداولة والمعتمدة للزوعا ؟ وهنا كانت المفاجئة الكبرى ، حيث 90% منهم لا يعرفون . وهنا تذكرنا في اي  وسط يتعشعش ويعمل الزوعا .
وبعد اعلامهم بالتسمية الرسمية للزوعا التي  هي " الحركة الديمقراطية الاشورية " كنا نسألهم ، ألا ترون  ان عنوان ، الحركة الاشورية هو  خاص بالاشوريين  مثلما كانت تسمية المدرسة خاصة بالتلاميذ والتعليم وتسمية المستشفى خاصة بالطب والعلاج ؟ وهل يحق لكم بعد الان ان تمتعضوا عندما يقال لكم " متأشورين " ؟ هذا هو عنوان كتابكم ما دمتم جزء من الغنيمة السهلة المنال والرخيصة الثمن .
2 – اما لاصحاب الاجوبة الصحيحة من الممتعضين من تسمية  المتأشور   ، وبكل لطف ايضآ كنا نسألهم ، لماذا اسمها الحركة الديمقراطية الاشورية وليس الحركة الديمقراطية الكلدواشورية ، لينسجم الشعار مع العنوان ؟ ربما يكون هذا  الاقتراح مقبول  ، ولكنه حتى لو عمل به ، لا قيمة له ، لأن المادة الثانية من المنهاج السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية ( زوعا ) تدعو كل المنتمين للحركة ( بالاشوريين ) اما الشعارات الكلامية والدعائية  مثل   : كلدواشور ، وحدة ابناء شعبنا ، لنا رب واحد ، وغيرها الكثير ما هي الا اغلفة براقة تبهر السذج من القوم وتدغدغ احلام البسطاء ، لآن مدعيها غير صادقين بادعاءاتهم تلك  وغير مؤمنين بها اصلآ .

ولكل كلداني متأشور انقل نص  المادة الثانية من المنهاج السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية ليتأكد بنفسه ان الشعار ( كلدواشور ) الذي افرغ من معناه الحقيقي والذي  استغفل كل متأشور يصدقه اليوم  ، ان ذلك الشعار ، لم يعد له علاقة لا  من قريب ولا من  بعيد  بالاتحاد النزيه والمتكافيء ولا بالاخوة والاخاء المسيحي .

(( الحركة الديمقراطية الاشورية
المنهاج السياسي
     المادة الثانية :
                ان حركتنا تنظيم سياسي ديمقراطي وطني قومي قائم على اسس ثورية واتحاد طوعي لافراد يتميزون بنكران الذات وينتمون الى مختلف فئات ومذاهب الشعب الآشوري من الكلدان والسريان والكنائس المشرقية الاخرى وممن يشعر ويعتز بأنتمائه القومي .)) .
إذن  وبحسب المنهاج السياسي للزوعا ، لا يجوز لأي كلداني العمل في صفوفه الا بعد ان يتبرأ من قوميته وامته الكلدانية وان ينتحل تسمية اشور أي ان  يعلن خضوعه وتبعيته لإله اشور ، فماذا يسمى الكلداني الذي ينتحل تسمية اشور ؟ بالتأكيد ( المتأشور )  فلماذا الامتعاض إذن ؟. وهذا ينطبق ايضآ على السريان والاثوريين .

 و من  خلال اجوبة الاخوة المتأشورين لبعض استفساراتنا ،  توصلنا الى الاسباب التالية لتأشور البعض: -
1 – فئة من الاخوة الذين رفضوا الحروب الطويلة التي لم يكن لهم فيها ناقة او جمل لذلك اضطروا للهرب من الخدمة العسكرية  ومن الظروف المهددة لحياتهم  فلجأوا  الى الجبال لينضموا الى  الاحزاب والحركات المتواجدة هناك ، واعتقد ان الاكثرية من ابناء امتنا الكلدانية كانوا منضوين تحت التسميات التالية : الاكثرية مع الحزب الشيوعي ثم مع حزب الديمقراطي الكردستاني ثم مع الاتحاد الوطني الكردستاني وفئة مع الحركة الديمقراطية الاشورية وغيرها من الاحزاب والحركات  ،  وعند انضمام معظم  هؤلاء الكلدانيين  لتلك الاحزاب والحركات لم تكن أي من الشعارات التي يتاجرون بها اليوم من ضمن اهتماماتهم .
لذلك وخلال مناقشتي لشخص ينتمي لهذه الفئة ، كان رده على سبب تمسكه بشعار كلدواشور هو في قوله  : انه لا يهتم للتسميات وماذا تعنيها  قدر اهتمامه وتمسكه بذكريات مع اشخاص وهو في الجبال مع اخوانه المسيحيين المقاتلين في  الحركة ، وانه  لا زال  على اتصال ببعض الاصدقاء ، بعد ذكر كلمة الاصدقاء قال " بنبرة استفهام " ( ماذا سيقولون عني اذا تخليت عنها  ؟ " يقصد عن شعار كلدواشور " )  واسترسل قائلآ( لي  ذكريات لاحداث ومواقف اعتبرها جزء من نضالي الذي اعتز به ) ، وهنا قلت له ، ان نضالك وذكرياتك هي ملكك انت وحدك ولا علاقة او فضل للاخرين عليك بها ، وشخص له تاريخ ونضال مثلك يكون صاحب مبدأ ،  لا يقبل على نفسه وعلى مبدأه ان يكون مجرد تابع لجهة  متقلبة لا ترسي لحال ، فكانت في البداية حركة آثورية ، وبعد اكتساب  خيرة المثقفين والمقاتلين الاثوريين واطمأنت الى احتوائهم  ، حنت الى الإله آشور ، وانقلبت الى الاشورية ، وايضآ بعد ان احتوت منتحلي تلك التسمية ، التفتت الى الكلدان  واستندت على  شعار كلدواشور لإجتذابهم اليها ، ولكن الكلدان كأمة حية وأمة يقظة استطاعت ان تكشف النوايا السيئة والمبيتة ضدها لذلك لم يعد الكلدان يتعاملون مع تجار الشعارات و لم يعيروهم أي اهتمام بل غرزوا تسميتهم القومية الكلدانية في اعماق الدستور الدائم  عند ذلك مددوا مساحة الشعار ليكون كلدواشور سريان والله اعلم ماذا سيكون غدآ . فأين المصداقية في مثل هكذا قوم ؟ و ... "*"

   2 – فئة ناصرت شعار الكلدواشور لأنه وكما قالوا  لم يكن امامهم بديل آخر، فلم تكن الاحزاب الكلدانية وتنظيماتهم السياسية قد تبلورت بعد ، بالاضافة الى تأييد معظم الكلدانيين لهذا الشعار في باديء الامر وخاصة مرجعيتنا الدينية ، والسؤال الذي طرحناه على الشخص المتمثل في هذه الفئة  كان ، وماذا بعد تبلور الرؤيا السياسية الكلدانية ، وانبثاق الاحزاب والحركات والمجالس والتنظيمات والتجمعات الكلدانية ؟ التي استطاعت ان توحد امكانياتها وجهودها في اتحاد القوى الكلدانية الذي انهالت عليه الاف مؤلفة من اسماء الكلدانيين المؤيدين للاتحاد والمعتزين بقوميتهم الكلدانية وبمرجعيتهم الدينية الكريمة ، ولم يكن تثبيت الاسم القومي الكلداني في الدستور سوى ثمرة تلك الجهود وذلك الاتحاد ، وايضآ لم يكن انبثاق قائمة ( نهرين وطني ) التي تضم كل اطياف شعبنا وبشكل نزيه ومرضي للجميع سوى الخطوة الاولى الصحيحة  في ترتيب أسس العمل الوحدوي بين كل اطياف ابناء شعبنا المسيحي ؟ وماذا بعد ان ابتعدت مرجعيتنا الدينية عن تسمية كلدواشور كشعار دعائي و بعد ان استخدمها  البعض كحصان طروادة لحبك المؤامرات ضد الكلدانيين والسريان ومرجعياتهم الدينية ؟    كان الرد ، صحيح انها تشرح القلب وتبشر بالخير ، ولكنها بالنسبة لي جاءت متأخرة ، وليس من السهل خاصة في مجتمعاتنا الشرقية  التخلي عما اصبح  في نظر الاخرين كصفة ملاصقة ولازمة لي ، ولكن بيني وبينك ... "*"

3 – فئة المتأثرين بالاعلام المخادع والساعين الى قيام الوحدة بأي وسيلة كانت .
وقد عبرت عن هذه الفئة  احدى الاخوات بقولها ، كلدواشور مفردة وحدوية جميلة ترتقي الى مستوى طموحي في وحدة كل ابناء شعبنا ، وهنا وافقتها جملة وتفصيلآ بشرط ان تستثمر هذه المفردة استثمارآ نزيهآ ومتكافئآ ، لا ان تستخدم كعكازة يستندون اليها للوصول الى غايات شريرة ومصالح ضيقة وجعلها مفردة احتوائية وليس وحدوية  ، وايضآ بادرتها الى القول ، انت كإمرأة متزوجة وتربطكِ بزوجكِ رابط مقدس ووحدة مصدرها هو الله وليس البشر ، هل توافقين وباسم الاتحاد الزوجي المقدس  ان يستولي زوجكِ على كل ما تملكين من خصوصياتكِ ابتداءآ من ( الاسم ، الذكريات ، التاريخ ، الرأي ، الانتاجات ، المشاعر وكل ما يعود الى مقومات شخصكِ وكيانكِ ؟ ) قالت ، يشاركني نعم ، أما  ان يستولي عليها لا ولايمكن ان اقبل بذلك ، قلنا ، كيف تريدين من أمة ، كالامة الكلدانية التي لها اسمها ، تاريخها ، حضارتها ، مشاعرها ، اختياراتها ، تقاليدها، حروبها التحررية من الغزاة الاشوريين القدامى ، ابناءها الذين لا يعتزون بالإنتماء لغيرها  والخ من مقومات وخصائص الأمم العظيمة ان تقبل لحفنة  من المتاشورين ( قياسآ بعدد الكلدان ) ان يمارسوا نفس الدور الاشوري القديم المعادي للكلدان  ،  وأن يتلاعبوا بمصير الكلدانيين  او ان يمسخوا هويتهم القومية وان يسطوا على تاريخهم وحضارتهم ؟ ... اين الاتحاد النزيه والعادل  او التآخي والمؤازرة الذي يوحي بهما شعار كلدواشور  في مثل هكذا سلوك  شرير ؟  و... "*"
4 – بسبب الحالات الاقتصادية الصعبة وتفشي البطالة وانتشار حالات العوز المادي ، اضطر الكثير من ابناء شعبنا العمل في شتى المجالات ومنها العمل ضمن صفوف الحركة الديمقراطية الاشورية  التي استغلت تلك الظروف بتعيين البعض منهم او تقديم بعض الخدمات والهداية مقابل تخليهم عن مفهومهم القومي وبالتالي تأشورهم  . وهنا قلنا لهؤلاء الاخوة ، ليس كل من يعمل مع جهة ما ، او جانب من مصالحه اقتضت ان يعمل مع تلك الجهة ،  وجب عليه ان يتخلى عن معتقداته وان ينسلخ من هويته القومية ، فإذا كانت الحاجة والعوز وضيق ذات اليد دفعتكم ولا زال  للعمل مع تلك الجهة التي تحاول اصطباغكم بلونها ، فبإمكانكم... "*"

5 – الفئة الناكرة والمتمردة على امتها و اصلها : لا تخلى أمة من الأمم ، او شعب من الشعوب ، وفي كثير من الاحيان فرد من العائلة الواحدة عن خليفة او خلفاء ليهوذا الاسخريوطي الذين اصبح اسمهم  مقرونآ بالخيانة وحبك المؤامرات ضد مرجعيتهم و ضد  قوميتهم وامتهم ، كذلك الامة الكلدانية لا تشذ عن هذه القاعدة او الحقيقة ، فخرج منها نفر ممن انحنوا هامتهم للحاقدين على امتهم الكلدانية  وجعلوا من انفسهم مجرد ادوات طيعة وجاهزة تحت ايديهم لتنفيذ كل ما يلحق الضرر والاذى بالأمة الكلدانية ،  الى درجة انهم فقدوا حاسة التمييز بين الصح والخطأ ، فمثلآ ادعى احدهم وهو متحمس في ادعائه  المثير للدهشة والسخرية في آن واحد ،( ان الكلدانية هي مجرد تسمية مذهبية كنسية واول من اطلقها هو البابا اوجينوس الرابع في القرن الخامس عشر على المسيحيين المتحدين بكنيسة روما ) ، فعلآ من يسمع مثل هذه السذاجة يدرك تمامآ ان مردديها ومروجيها مجرد هياكل سمعية ، أي ان عقولهم في آذانهم ، يرددون فقط ما يسمعونه من غير ان يكون لعقولهم اي علاقة  لما يسمعون ( موخا قشيا ) وإلا كيف ينسبون لما هو موجود قبل التاريخ الميلادي للذي نشأ او وجِد بعد التاريخ الميلادي ؟ وهنا رأينا ان الطريقة الصحيحة لافهامهم ، ان نطرح القضية عليهم على شكل اسئلة واجوبة ،عسى ولعل ان يفيقوا من غفوتهم ، وكانت كالاتي :-
1 – هل نشوء اول كنيسة مسيحية واول مذهب مسيحي ويوم ولادة البابا اوجيانوس الرابع كان قبل التاريخ الميلادي أم بعده ، أي كان قبل  ميلاد السيد المسيح  أم بعد ميلاده الكريم ؟ بالتأكيد الجواب الذي لا يخطأه الا ... هو بعد ميلاد السيد المسيح له المجد .
2 – هل سقوط آخر دولة اشورية في التاريخ ، كان قبل التاريخ الميلادي أم بعده ؟ ايضآ من المؤكد كان سقوطها قبل التاريخ الميلادي ( قبل ميلاد السيد المسيح له كل المجد ) .
3 – متى وعلى يد من سقطت آخر دولة اشورية في التاريخ ؟ يقينآ وبكل تأكيد على يد الكلدانيين والميديين  عام 612 ق . م ، ( مجرد همسة ، بعض الاخوة المتأشورين يسقطون كلمة " الكلدانيين " عند ذكر هذه المعلومة ويكتفون بكلمة الميديين ! لا اعرف أهو خجل أم تجاهل ؟ ) .
من كل ما تقدم ، مع وجود قليل من  الذكاء يتراوح  بين الضعيف جدآ والضعيف ، يمكن استنتاج التالي وبحسب السياق الزمني ، أي بحسب التسلسل الأقدم الى الاحدث  : -
1 – الكلدانيين وبعد حوالي 612 سنة يأتي  2 - التاريخ الميلادي
3 - واخيرآ نشوء الكنائس والمذاهب المسيحية وولادة البابا اوجينوس الرابع .
طبعآ لم اتطرق الى تاريخ الكلدانيين الذي يمتد الى اعماق التاريخ  وقبل الاف السنين من التاريخ الذي ذكرناه في اسئلتنا التوضيحية تلك، ولكني  اتيت بالتواريخ المرتبطة بالاحداث التي يفهمها الاخ المتأشور اكثر من غيرها . 
فكيف ينسبون الكلدانيين الذين كانوا قبل الميلاد بالكنائس والمذاهب التي نشأت وظهرت بعد الميلاد ؟ . نترك الجواب ونحن مطمئنين  لمن بمقدورهم  الجواب من الاخوة الكلدانيين ( المتأشورين ) الذين لسبب او لآخر وجدوا انفسهم يعملون  مع حفنة ممن انذروا انفسهم لتهميش واقصاء  امتهم الكلدانية . وان غدآ لناظره قريب .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
" * "
قلنا لكل اولئك الاخوة المتاشورين ، اياكم اياكم  والخيانة ومعاداة التاريخ وامتكم الكلدانية الحية ، فالتاريخ لن ينسى ابدآ ، لأنه يسجل في صفحاته كل الاسماء والمواقف والاعمال المؤلمة والمخجلة التي تقف بالضد من طموحات ابناء امتهم الكلدانية ، وايضآ ، نحن على يقين تام بأن ابناء شعبنا الكلداني  سيلفظون كل الخونة والمتمردين على امتهم خارجآ ، واياكم ان تزرعوا الحسرة والاحباط في نفوس ابناءكم واحفادكم نتيجة مواقفكم المخجلة وخضوعكم المذل للذين يحاولون مسخ هويتكم وهوية  امتكم الكلدانية بطرق شتى . 
 
وايضآ قلنا  للآخوة الذين اجبرتهم الظروف القاسية و القاهرة للبقاء ظاهريآ في ذلك الموقف المنحرف عن مسيرة امتهم الكلدانية ، وايضآ للاخوة الذين حياؤهم وكبرياءهم يمنعهم من الاعتراف و ان يتراجعوا عن السلوك المجافي الذي يرفضه تاريخ وحضارة  اجدادهم الكلدانيين . فبامكانهم والى حين زوال تلك الظروف والاسباب ان ، يرضوا ضمائرهم  وابراء ذمتهم امام الله والضمير  والوفاء  لمرجعيتهم الدينية و لابناء امتهم الكلدانية ولتاريخهم الانساني المجيد  وهم امام صناديق الاقتراع ، ان يصوتوا لقائمة ( نهرين وطني ) صوت سورايا الموحد ذات  الرقم 752 وبهذا يكونوا قد اراحوا ضمائرهم امام  انفسهم وامام الله  وردوا اعتبار امتهم الكلدانية العريقة . والحمدلله تلقينا من الكثيرين من هؤلاء الاخوة ، الوعود الصادقة  بمناصرة امتهم الكلدانية  في هذا الشأن . 
( ملاحظة : لا علاقة  ولا صلة لمنتحلي التسمية الاشورية والاثورية في يومنا هذا مع الاشوريين القدامى ) .


منصور توما ياقو
سدني/ استراليا
2005/11/14
 

102

بعد ماراثون طويل وشاق من الصراع المرير للاستحواذ على الفكر والصوت الكلداني والسرياني وكأنهما مجرد ارقام وهياكل بشرية لا حول لهم ولا قوة ،  هذا الصراع الذي كان ولا زال  يخوضه من جهة ، الفكر الاقصائي والاحتوائي الذي ينتهجه الاخوة المنتحلين للتسمية الاشورية  ، الذين  صاغوا  منهجيات لا تتفق مع حقائق التاريخ ولا مع اماني وتطلعات الاغلبية المطلقة من ابناء شعبنا المسيحي ، أما الطرف الثاني من هذا الصراع فهو عموم شعبنا المسيحي  وبالأخص الشعب الكلداني الرافض لمنطق الخنوع والتبعية والمدافع الأمين عن هويته القومية الكلدانية  وعن حضارة عموم شعبنا المسيحي في العراق ، والنتيجة الحتمية لمثل هذا الصراع هو انتصار الحق ومحق الباطل ، وهذا ما حصل فعلآ مع الأمة الكلدانية يوم غرزت كامل تاريخها الرافدي وحضارتها الانسانية الاصيلة في عمق الدستور الدائم في العراق ، عند ذلك تأكد الجميع  ان حقيقة الأمة الكلدانية كهوية وتاريخ وحضارة اكبر من أية محاولة لتهميشها او احتوائها ، وعندما توصل بعض  الاخوة  من الذين يزنون الامور بميزان العقل والحكمة  الى معرفة هذه الحقيقة الساطعة ، لم يركبوا رؤوسهم ويتمادوا في غطرستهم ولكنهم استغلوا الفرصة المواتية للتموضع في نفس الخندق الذي اختاروه وباركوه الكلدان والسريان، ونرجوا ان لا يكون هذا التموضع اختيار تكتيكي محض مرتبط بتحقيق مصالح شخصية او حزبية ضيقة وسرعان ما تنتهي وتنفضح  امام شعبنا الواعي والمدرك لما يدور حوله ، كما نرجوا ان لا يكون تراجع مرحلي مؤقت  أملته عليهم الظروف الضاغطة ،  ورغم ان هؤلاء الاخوة وقفوا جنبآ الى جنب مع الكلدان والسريان في الخندق الواحد الا انهم لا زالوا ملتحفين بمناهجهم السياسية  المحتقنة  بالمفاهيم الاقصائية  والافكارالمريضة التي اصابها الصدأ والتي لا تتناسب وروح الاخوة المسيحية ، بل انها تؤذي اصحابها قبل الاخرين ، مهما يكن في الامر ، ان هذا الانجاز بحد ذاته يعتبر بادرة خير وامل يلوحان في افق شعبنا المسيحي في العراق ،  لذلك وجب علينا ان نحسن الظن بهؤلاء الاخوة وعلى الاقل في المرحلة الراهنة ولحين الانتهاء من الدورة  الانتخابية  المقبلة والتي من المؤمل ان تجرى في منتصف كانون الاول من هذه العام . وايضآ نعتمد على حسن ظننا هذا على قيام هؤلاء الاخوة  مستقبلآ على تنظيف مناهجهم السياسية من كل ما يسيء  للكلدان والسريان بدءآ بالتعرض لهويتهم القومية او لتاريخهم وحضارتهم الانسانية العريقة ، 
وفي كلتا الحالتين وكما قلنا ، تبقى الخطوة التي اتخذوها محل اعجاب واحترام  والى هؤلاء الاخوة نقول ، احسنتم صنعآ ايها الاخوة الاحباء ، بارككم الرب وجعلكم اوفياء في خطوتكم الجريئة هذه ، وهنيئآ لشعبنا المسيحي بكل اطيافه المتآخية والمتحابة بهذا الانجاز الكبير ، انه نصر لكل الخيرين من محبي شعبنا ، بل وانه نصر استراتيجي يعول عليه في اجتذاب كل فرد للكل إذا ما حسنت النية وصدقت ارادة الجميع .

اما لأولئك الرافضين على تشكيل الائتلاف الكلداني ، الاشوري ، السرياني تحت التسمية التاريخية المحببة للقلب ( النهرين وطني ) والذين اقسموا ( اولئك الرافضين ) اغلظ الايمان على الاستمرار في محاولات تمزيق وتفتيف الشعبين الكلداني والسرياني واهانة مقدساتهم ومرجعياتهم الدينية ولا ننسى زبانيتهم الذين يعتاشون على فتات موائد الحاقدين على كل ما هو كلداني او سرياني الى كل هؤلاء اقول ، اليوم ليس كالبارحة فالوضع قد تغير، وعليكم  ان ترتبوا اوراقكم من جديد ، وان تعيدوا قراءتها بعيون مفتوحة وآذان صاغية نظيفة وعقول متفهمة ومتفتحة وإلا التاريخ سيذكركم بألم وخجل من مواقفكم الهدامة والعقلية المؤامراتية التي تتسمون بها ، و بصراحة اقولها لكم ان السفينة سائرة الى الامام ، غير مكترثة لمن يحاول استخدام اساليب ملتوية ويلونون كالحرباء بالوان تتناسب مع مصالحهم الانانية الضيقة والعدائية ، وحال هؤلاء لا يكون افضل من حال الثعلب الذي عندما يعجز تمامآ  عن دخول قن الدجاج يلجأ الى ادخال ذيله في ذلك القن ويضرب به  وبدون هوادة  يمينآ ويسارآ ولسان حاله يقول ، ما دمت لم اظفر بفريستي فلن ادعهم  يهنئون بالراحة ، وان مثل هذه الفئة  التي تصطنع لنفسها هالة  من السراب المزيف  امام الاخرين يكون مصيرها الفشل  وتجد نفسها دائمآ في وضع لا يحسد عليه .
كل التهاني الجميلة والتمنيات الطيبة للاخوة الذين لبوا نداء شعبنا في الانضمام او مباركة الائتلاف المبارك ( النهرين وطني ) صوت سورايا الموحد ،  وستبقى قلوبنا معهم وأدعيتنا الصادقة لهم برفع رأس شعبنا لعنان السماء .
وافر محبتنا وفائق تقديرنا واحترامنا لكل من عمل بجد واخلاص لإظهار هذا الائتلاف المبارك باسمه الجميل ومكوناته الرائعة ، الذي يفوح منه عطر القداسة والأبوة لأبينا غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي الذي بمحبته الكثيرة لكل ابناء شعبنا ولحكمته البالغة استطاع في هذا الزمن الصعب والخطر ان يملأ حياة شعبه المسيحي  بآمال وطموحات كبيرة وجريئة ، فكما ارسى سابقآ  وبارك بكل اخلاص  الشعار المرحوم  ( كلدواشور ) ليكون الخيمة المثالية التي تضم كل اطياف شعبنا لكن وللأسف مات ذلك الشعار يوم اغتصب ليكون واجهة دعائية رخيصة يمرر من خلاله مخططات تهدف الى تهميش واحتواء الكلدان والسريان بالاضافة الى زرع الفتن بينهم وبين مرجعياتهم الدينية ، رغم كل ذلك ، نجد قداسة راعينا الجليل  البطريرك عمانوئيل الثالث دلي  ومعه كل الآباء الروحيين الآخرين لا يكل سعيهم من اجل ارساء دعائم الأخوة الحقيقية والصفاء الدائم بين ابناء شعبنا وقد تجسد ذلك  هذه المرة بأحلى وأشمل من سابقتها في انبثاق صوت سورايا الموحد من الائتلاف المبارك في القائمة الموحدة ، قائمة النهرين وطني .
مرة اخرى تحية واجلال الى رئيس وكوادر ومناصري ممثلي شعبنا الحقيقيين في الاحزاب والشخصيات  التي حققت حلم ابناء شعبنا في تشكيل قائمة انتخابية واحدة والتي هي قائمة النهرين وطني - 752 – والتي تضم : -
 1 – حركة تجمع السريان المستقل
 2 – المنبر الديمقراطي الكلداني
 3 – الحزب الوطني الاشوري
4 – المجلس القومي الكلداني
5 – اتحاد بيث نهرين الوطني
6 –  الدكتورحكمت حكيم
تحية اكبار واعتزاز للأخ ابلحد افرام ساوا ومن خلاله الى جميع كوادر ومناصري حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني الذي عبّر عن وفاءه وتضامنه مع كل جهد وحدوي نزيه ومتكافل بين كل اطياف شعبنا وذلك من خلال تأييده ومباركته لقائمة ابناء شعبنا الموحدة ، قائمة  النهرين وطني .
تحية واعظم تقدير للأخ ميناس ابراهيم اليوسفي ومن خلاله الى جميع كوادر ومناصري حزب الديمقراطي المسيحي الذي وقف مؤيدآ وداعمآ لقائمة صوت سورايا الموحد قائمة النهرين وطني .   
مبروك لشعبنا الأبي فرحته في هذا الانجاز الكبير، والرب يبارك ويزيد .


منصور توما ياقو
استراليا / سدني 
6/Nov/2005 




 

103
بين حين وآخر يطل علينا بعض الاخوة  بنظريات دعائية ، استهلاكية غريبة وبعيدة كل البعد عن واقع الامور ، فمثلآ ، اعتاد بعض المهرجين العرب الادعاء بأن اصل الكاتب البريطاني ( شكسبير ) هو عربي ! ، بالطبع وكعادة المفلسين لم يتمكنوا هؤلاء  من  اعطاء أي دليل او برهان سوى التلاعب بتراكيب الكلمات والالفاظ والمعاني ، وهؤلاء ادعوا في نظريتهم الخرافية هذه  بالاستناد على ان اصل كلمة شكسبير تتألف من كلمتين عربيتين وهما ( شيخ ) و ( زبير ) وبالنتيجة ان شكسبير ما هو الا شيخ زبير ، اما كيف ؟ قالوا ، لما كانت اللغة العربية صعبة النطق بالنسبة للأنكليز بالاضافة الى عدم وجود حرف الخاء في الانكليزية  لذلك  نطقوا تسمية ( شيخ = شيك ) و لتخفيف اللفظ نطقوا كلمة ( زبير = سبير ) وبالتالي قالوا شكسبير بدلآ من شيخ زبير . إذن عملية  تغيير اسم شكسبير الى شيخ زبير وبالتالي تنسيبه الى امة العرب  لا تحتاج  اكثر من فبركة لغوية بسيطة.
قبل ان  نتأسف على المصير الذي آل اليه حال شكسبير و نترحم على روحه ، يفاجئوننا بعض الآخوة الاكراد بالقول بأن اصل  كلكامش هو كردي ! ، لِما لا ؟ لا احد احسن من أحد ، وعندما  ننتظر من هؤلاء ان يقدموا لنا  دليل علمي واحد  لهذا الادعاء ،  كارجاع اصل كلمة جلجامش الى جذرها اللغوي التاريخي القديم ( اللغة السومرية في ايام السومريين )  مثلآ ، ومن ثم الادعاء وفق ما يفرزه ذلك الجذر من معاني ودلالات ،  ولكن بدلآ من ذلك يلجأ   هؤلاء مثل من سبقوهم من العرب الى  هلوسة فكرية وسفسطة لغوية  تنسجم  مع  اوهامهم  وتمنياتهم  المخجلة ،  حيث ان كل ما يثار  بهذا الخصوص ما هو الا ادعاءات مبنية على فبركة لغوية باطلة ، ولكن  هؤلاء الأخوة من الاكراد لم ينحرو كلكامش على طريقة نحر شكسبير بتغيير حروف اسمه  ، لكن ورغم اعتماد هؤلاء ايضآ  مثل اولئك بتجزئة اسمه  الى جزئين ،  إلا انهم ( الاكراد)  لجأوا على  استنباط معنى باللغة الكردية  لكل جزء من كلمة جلجامش ، وبغض النظر عما تدله هذه المعاني  من دلالات سواء كانت من الحجر او البشر او من البقر ! فقالوا  ان اسم جلجامش يتكون بالأصل من جزئين ( كما كان حال شكسبير ) الجزء الأول هو ( جل ) وإذا رجّعنا هذا الجزء ( جل ) الى اصل  الجذر الكردي فيعني  ( 40 ) اربعون  ، اما الجزء الثاني فهو ( جاميش ) وعند اعادة هذا الـ ( جاميش ) الى اصل جذر الكردي فهو يعني ( الجاموس ) وبدمج الجزئين مع بعضيهما نحصل على معنى للفظ جلجامش في اللغة الكردية  ( جلجاميش = اربعين جاموس ) وبهذه البساطة يتحول   الملك كلكامش ، ملك مدينة اوروك السومرية  والذي يقال ان زمنه يعود الى القرن السادس والعشرين قبل الميلاد وصاحب اول واعظم ملحمة سومرية عرفها التاريخ  ولمجرد  ان الجذر الكردي لمعنى عبارة ( جل جاميش ) مقاربة للفظ اسم جلجامش ! يتحول كلكامش السومري الى اربعين جاموس  في الكردية !   علمآ ان رسم حرف ( ج ) في كلمة ( جل ) الكردية  أي ( اربعين )  هي( چ ) أي بثلاث نقط  وهذه ايضآ  ليست ذو اهمية ، ولكن الذي لم اكن اعرفه قبل ان اقرأ هذا الطرح الخيالي  هو ان لغة السومريين كانت اللغة الكردية الحالية  لفظآ ومعنآ بحسب هؤلاء الأخوة الاكراد  ! . 
ليس فقط هؤلاء  البعض  من العرب والاكراد شطحوا بأوهامهم وخيالاتهم الغريبة  هذه والتي تثير الشفقة والضحك في آن واحد ، ولكن هناك  شطحات من هذا النوع  وهي  اكثر انزلاقآ و ايلامآ وتجريحآ لأنها  تصدر نتيجة التمرد الغير الواعي على الذات وعلى الانتماء  الحقيقي لمدعيها  ، فهي لا تمس شخص واحد ومهما كان عبقري كشكسبير او كلكامش وانما تمس جزء عزيز من الأمة الكلدانية ،
ألا وهم اولئك الكلدانيين الذين تمردوا على كلدانيتهم وتأشوروا بفعل خدعة المبشرين الانكليز لهم ،  وخاصة الارسالية التي كان يرأسها وليم ويكرام . فهؤلاء ايضآ ، ونتيجة عدم قدرتهم على اثبات انتمائهم للباس الذي فصلوه لهم الانكليز ( اللباس الآشوري ) لذلك لجأوا كأولئك العرب والاكراد الى تلك الفبركة اللغوية عسى ان يخفف عنهم وطأة الشعور بالغبن نتيجة الخدعة التي الحقها بهم الأب الروحي للمتأشورين ( وليم ويكرام) .
فكما سمعنا الى الفبركة اللغوية  لاولئك العرب والاكراد ، من المنصف ايضآ ان نسمع للفبركة اللغوية لهؤلاء المتأشورين ، رغم انها لا تقنع حتى دجاجة .
وبما ان موضوعنا هذا يتحدث عن طريقة معرفة اصل او جنس  المدلول عليه  بالاعتماد على تشريح او تحليل مكنونات ودلالات  اللفظ الدال  على ذلك المدلول بطريقة مجردة من اي اعتبارات تاريخية او جغرافية اولغوية تخص لحظة  ومكان ولادة ذلك المدلول عليه  ، وبالفعل هذا ما يلجأ اليه هؤلاء الضالين والمخدوعين  والغير واثقين من وضعهم وهم يريدون  ان تطمئن قلوبهم بالعثور على شبه سبب يربطهم بأولئك العباقرة او بحضارات الآخرين . فمثلآ كلمة آشور التي تنسب اليها حضارة الآشوريين القدماء ، هي عبارة عن مدلول لغوي تتضمن لفظ ومعنى أي دال ومدلول  معلوم  ، مرتبط  بشعب في زمن معلوم  وبمكان  محدد وبلغة اخرجت لفظآ دالآ و مستعملآ  في حينه  لذلك الشعب ، أما خارج هذا السياق ، أي ان يأتي أحد ويتلاعب بذلك المدلول اللغوي المعلوم ، كأن يوسع فيه بإضافة حرف او احرف اليه أو ان يضيقه بحذف حرف او احرف منه ، او ان ينسب اليه لفظآ او الفاظآ و ما لم يقوله الآشوريين الأولين ،  يكون هذا خداع وتهريج وطعن في صميم كيان  ذلك المدلول الذين هم الآشوريين القدامى  .
وبناءآ على كل ما تقدم ، ان اللفظ ( آشور ) ما هو الا مدلول لغوي معلوم ، يتكون من لفظ ( دالآ ) ومعنى ( مدلول عليه ، ويرتبط أو غير مجرد من سياقاته اللغوية والزمانية والمكانية والسكانية  واستعمالاته وعلى الشكل التالي : -
في البدء وكما قلنا ، يجب ارجاع الأسم او اللفظ ( آشور ) الى جذر اللغة التي خرج منها أو على الأقل الى جذر أقدم لغة كانت متزامنة مع  نشوؤه او وجوده . واعتقد ان الجميع متفق على ان الآشوريين القدماء كانوا يتكلمون اللغة الأكدية ( التي ورثت السومرية )  بلهجتها الآشورية كما كانوا الكلدانيين يتكلمون في بابل  ايضآ  اللغة الأكدية بلهجتها الكلدانية ، إذن وجب ارجاع اصل لفظ ( آشور ) الى جذر اللفظ في  اللغة الاكدية لكي نتأكد على حقيقة جنسه ومعناه المتجسد في الحياة العامة للآشوريين القدماء . وبما ان اللفظ آشور مشتق من الجذر الأكدي ( شورو ) الذي يعني الثور ، وكما هو معلوم ايضآ ان اللفظ والمعنى لـ شورو  كانا مقدسان لتلك القبيلة التي اتخذته ( الثور المقدس ) إلهآ لها ، فعبدته واتخذت اسمه واصبحوا يطلقون عليهم آشوريين كناية عن الولاء لهذا الإله الصنم ، من هذا كله نستنتج اتفاق اللفظ و المعنى مع الممارسة ، ويمكن لمن يريد التأكد من هذا الكلام ان يزور أي موقع او نادي او مركز ثقافي ، رياضي ، اجتماعي ...الخ  للأخوة المتأشورين وسيرى بأم عينيه هذا الصنم  آشور ( شورو ) ( الثور المجنح ) الذي ابادوه الكلدانيين والميديين قد جعلوه  الأخوة المتأشورين  مفخرة لهم بعد ان كان إلهآ معبودآ للآشوريين القدامى ، ومن المعلوم ان كل قبيلة او فئة تعبد إلهآ ما حتى لو كان ذلك الإله  صنمآ وحملت اسمه كناية عن خضوعهم له لا يمكن ان تخرج من  النطاق المذهبي ، وتلك المذهبية تنتهي بإنتهاء الإله المعبود له ، لذلك لم يبقى وجود لحملة اسم آشور ( الآشوريين )  بل انصهروا في التسميات التي كانت سائدة بعدما تم تدمير وانتهاء الإله الصنم آشور من الوجود  على يد الكلدانيين والميديين عام 612– 609 ق . م . فأين الأخوة المتأشورين من آشور هذا ومن اولئك الآشوريين ؟
كثيرآ ما  نتطلع على الفذلكات اللغوية  والتاريخية  التي يمارسها بعض الأخوة المتأشورين بحق انفسهم و يحق الآخرين ايضآ  كالسريان والكلدان  ، ولكن المهمة المستحيلة الملقاة على عاتق هؤلاء الأخوة المتأشورين هي ان يجدوا اولآ  العلاقة  القائمة  والمقنعة بين طرفي المعادلة التالية : (  آثور ، آثورنايي  ) = ( آشور ، آشوريين ) ؟
فعندما نطلب منهم ان يبينوا لنا كيف يعود اصل اسماءهم ( القبلية والمكانية وبعضها الخرافية  ) الى اصل اللفظ الآشوري القديم وبحسب المعادلة المذكورة ؟ نراهم يلجأون الى نفس الشطحات التي تغنوا بها اولئك العرب الذين نسبوا شكسبير الى  أمة العرب ، واولئك الاكراد الذين نسبوا جلجامش الى بني قومهم ، بل وزادوهم في الوهم والتخبط ، لأنهم عجزوا معالجة الأمور  الجوهرية التالية :
1 – في اللغة : ان اصل كلمة آثور ليست مشتقة من الجذر الأكدي للفظة آشور والذي هو ( شورو ). أي انهما لا يلتقيان  لفظآ ومعنآ بتلك اللغة وبالتالي فهي  غريبة عليها ، ولكنها  نسبت اليها فيما بعد  زورآ وبهتانآ .
2 – في المعنى : لكي ينطبق معنى اللفظ ( آثور ) مع معنى اللفظ ( آشور ) وجب ان يعطيا نفس المعنى ، ولما كان اللفظ ( آشور ) هو الأساس او الأصل وانه يعني ( الثور ) في لغته الأصلية ، ففي هذه الحالة وجب ان يكون للفظ ( آثور ) معنى ( الثور ) ايضآ ، ولا اعرف الى اي  مصدر يحيلولنا الأخوة الآثوريين لنجد هذا المعنى لتسميتهم الآثورية ، بالاضافة الى عدم اعتقادي بوجود آثوري واحد يقبل ان يتخذ اسمآ بهذا المعنى .
3 – في المذهب : من المعلوم ان لفظة آشور تدل على الإله آشور ، فمن الطبيعيى ان يتكنوا معبوديه به ، وأن يتخذوا او يحملوا اسمه ، فصار يطلق عليهم اللفظ ( آشوريين ) كناية بأسم معبودهم ( آشور ) ، فهل لفظة ( آثور ) هي تسمية اخرى مرادفة  للإله آشور وبالتالي يحق لمعبوديه ان  يتكنوا باسمه ويطلق عليهم اللفظة المذهبية الآثورية تيمنآ بالإله آثور المرادف للإله آشور  ؟ أم ان كلمة ( آثور )  هي لفظة مناطقية  مشتقة و متطورة من اللفظ طورايي ( اهل الجبال ) ومن ثم حورت الى ( آطورايي )  وفي هذه الحالة ايضآ لا يوجد أي رابط يربطها بآشور والآشوريين القدامى ولا علاقة لها بهم ،  أم انها وكما يقول قسم منهم انها  لفظة مشتقة من لفظة اثرا  = ( الوطن )  ، ويطلق على محبي الوطن بـ ( الوطنيين ) ولكن الذي فاتهم هو ان  محبي الـ ( اثرا ) يسمون  بـ الأثرنايي او اثرايي  وليس الآثوريين ولا اطورايي التي تعني اهل الجبال ، ولا يمكن ايجاد رابط  بين لفظة ( اثرا ) و ( آثوريين ) الا باللجوء الى احدى الشطحات المذكورة اعلاه ، جربوا وتأكدوا بنفسكم ولكن بدون شطحات .
   أم انها لفظة من اختراع الانكليز الصقت بقبيلة كلدانية بغية فصلها عن اصالتها القومية الكلدانية  تمهيدآ لتمزيق الأمة الكلدانية التي لم يتمكن الانكليز في حينه من ايقاعها في مصائده  او مشاركتها في مخططاته  ، ولكنه تمكن من سلخ هذا الجزء العزيز من الأمة الكلدانية ومنحه اسم ( آثور )  تمهيدآ  لالحاقه بكيان يعرف جيدآ انه منقرض ولا وجود له وهو الكيان الآشوري كل ذلك  مقابل وعود لم ولن تتحقق ، واوهام جلبت عليهم وعلى عموم المسيحيين ما جلبت من الاضطهاد والمآسي والمذابح .
4 –  في السبب والغاية  ( التأثور هو السبب والثورة هي الغاية) :
اوقفتني عبارة  كنت قد قرأتها  في كتاب ( من هم ..؟ الكلدان – الاشوريون – السريان للأستاذ ابلحد افرام ساوا ، وهو بدوره اقتبسها من كتاب ، النفط مستعبد الشعوب ،الذي اصدره الكاتب يوسف ابراهيم يزبك في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي ، حيث ذكر المؤلف المحاورة التي جرت بينه وبين قس كاثوليكي من الموصل والتي دارت حول كيفية قيام الانكليز بتأثور النساطرة في حكاري في حين لم يكن لأولئك النساطرة أي معرفة او صلة بالآشوريين القدامى ، ولكن ما يهمنا هنا هو تلك العبارة التي جاءت في النص التالي ، ( وبحث ( المؤلف ) معه ( القس الكاثوليكي ) موضوع هؤلاء النساطرة الذين سماهم الاستعمار البريطاني بالاثوريين واقنعوا مار شمعون واخته سورما بذلك ،  تلك الفتاة التي تعامل معها الانكليز كأميرة لهؤلاء النساطرة فقال القس بأن لهذه الفتاة علاقات مشبوهة مع هؤلاء البريطانيين وختم قوله بعبارة اوقفت شعر رأسي حيث قال عنها " اثوروها وما زالوا بها حتى ثوروها "
لا اريد ان اذهب بعيدآ ، ولكن لو تأملنا جيدآ الكلمتين او اللفظتين (  اثوروها ) و ( ثوروها )  اللتين جاءتا مكملتين لبعضهما وفي سياق واحد ، لأتضح السبب والغاية ، إذن سبب قيام الانكليز بتأثور ( اعطاء اسم الآثوريين ) لأولئك النساطرة الكلدان في حكاري هو لتثويرهم ضد العثمانيين ولاحقآ ضد الحكومة العراقية ، ربما لو افلحوا حينذاك لثوروهم ضد العالم كله ،  والتي بسبب تثويرهم  تلك  تعرض شعبنا المسيحي لمآسي وحملات ابادة عديدة . إذن بيت القصيد من التأثور كان التثوير ،  أي لم يكن آشور والآشوريين والاحلام الوردية بإقامة الدولة الاشورية سوى  الغطاء البراق والمدغدغ لمشاعر وعواطف البسطاء بينما كان التأثور  يحمل في طياته مضمونآ مغايرآ لبريق الغطاء الذي خدع الكثيرين .
5 – في الزمان :  لا اريد ان ادخل في متاهات تحديد بدايات ظهور الآشوريين القدامى  والتي تقدر بالاف السنين قبل الميلاد  ، ولكن المعلوم و المتفق عليه والذي يهمنا هو ان نهايتهم كانت على يد الكلدانيين والميديين بين عامي 612 – 609 ق . م  ، وبعد هذا التاريخ لم يعد هناك من يحمل الآسم الآشوري  ، لأنه وكما قلنا  سابقآ ، انه  بتفكيك والقضاء على كل المقومات التي بنيت عليها التسمية  الآشورية  ( لا اقصد هنا الحضارة المادية والتاريخية  )والتي هي الطقوس العبادية الآشورية للإله الصنم آشور  فبعد تحطيم  هذا الإله الصنم  ، ولعدم وجود قوة توفر له المأوى والحماية والعبادة ، ولمرور زمن طويل على هذا الحال ، بالإضافة الى طغيان الأقوام الغالبة على الآشوريين والسائدة في ذلك الوقت كل ذلك ادى الى انصهار من تبقى من الآشوريين القدامى في التسميات السائدة الأخرى ، فليس غريبآ ان ينتهوا حملة اسم آشور كما انتهوا وانقرضوا قبلهم  حملة اسم السومريين والأكديين وغيرهم الكثيرين من حملة التسميات الحضارية  الكبيرة ، فلهذه الأسباب  ولغيرها لم يعد هناك وجود لحملة تلك التسمية المذهبية الى اواخر القرن التاسع عشر عندما الصقت بقبيلة من النساطرة الكلدان والتي لا صلة لهم بالآشوريين القدامى ، إن لم يكونوا اولئك النساطرة  اصلآ من ضحايا الأسرى والمرحلين الذين رحلوهم ملوك الآشوريين من ديارهم الكلدانية في حالك الايام  واسكنوهم حيث تلقاهم الانكليز واثوروهم . فكيف وبعد حوالي 609 ق . م +  حوالي 1900 م = 2509 سنة من انقطاع  ذكر تسمية الآشوريين ، يأتي شخص مثل ويكرام من وراء البحار وهو ضمن بعثة تبشيرية  ، يأتي الى منطقة حكاري حيث تسكنها قبائل  تعرف نفسها حق المعرفة بأنها من  النساطرة الكلدان ولكنهم وجدوا انفسهم اخيرآ منغرين بالاغراءات والوعود التي قدمها لهم ويكرام وبعثته التبشيرية فقبلوا ان يتسمون بتسمية ( الآثوريين ) التي الصقوها بهم . فهل من المعقول هناك شعب او قبيلة تنتظر حوالي 2500 سنة الى ان يأتي شخص من وراء البحار ليعرفها ويذّكرها بانتمائها واصلها ، اليست  التسمية الأصلية والحقيقية  لشعب ما هي تلك التي يسميها ذلك الشعب بنفسه لنفسه  وليس بما يسميه الآخرين له ؟  والمصيبة الكبرى انه ورغم وضوح الادلة والحقائق لازالوا  هؤلاء الأخوة يصدقون ويصفقون لما خدعوا به .
6 -  الوجدان الكلداني  مغروس في نفوس الآثوريين : في مقالة بعنوان ( حربنا الاهلية حرب التسمية ج2 لكاتبها
  نقرأ : Qasha Youkhana 
( ... في سوريا المجاورة ، حيث تسمية ( الاشورية ) تعني في السياق الدارج ( ابناء كنيسة المشرق او ( النساطرة )) ، والتسمية ( الاثورية ) تشير الى شعب وقضية  ومن هنا حمل المنظمة الديمقراطية الاثورية للتسمية الاثورية لا الاشورية ...) وهنا اقول ، نعم ،  كانت الاشورية ومنذ نشوءها  وليس في السياق الدارج فقط بل وفي كل السياقات تعني  مذهب ديني ، اما ان يربطوها بأبناء كنيسة المشرق او النساطرة ، فهذا هراء وحديث ليس له قيمة ، لأنه وبكل بساطة ، لم تكن هناك لا كنيسة المشرق ولا النساطرة  طوال عمر الآشورية ، وصحيح ايضآ ، ان الاثورية تشير الى شعب وقضية ، فهي  قضية تأثور جزء عزيز من الشعب الكلداني . بالتأكيد  هناك الكثير  من الأخوة المتأثورين من  يؤنبهم ضميرهم  ويخاطبهم بحقائق الأمور وخاصة  ما يتعلق بجذورهم التي تعود الى العرق الكلداني  ، ولكن ما يعوزهم هو الشجاعة  للإقدام واعلان الحقيقة على الملأ .
7 – الحقيقة لا تحتاج الى شطحات لغوية : وهي واضحة وضوح الشمس ، ولا تحتاج الى ذكاء خارق لمعرفتها ، وخاصة بعد توفر كل الأدلة الدامغة من شهود واعترافات ووثائق وقرائن التي تؤكد ان لفظة آثوريين لم تكن تطلق على أي قبيلة في منطقة حكاري  قبل زيارة  ويكرام لتلك المنطقة ، ولكن هو وبعثته التبشيرية اول من اقنع تلك القبيلة النسطورية الكلدانية اتخاذها كتسمية جديدة لهم ، مقابل وعود واحلام ،  لذلك يعتبر ويكرام الأب الروحي للمتسمين بالتسمية الآثورية ويستحق ان يعمل له تمثال او نصب تذكاري اسوة بشورو ،
 هذه هي الحقيقة لكل من يريدها ، اما ان يأتوا هؤلاء الأخوة ويأخذوا منحآ آخر للألتفاف على هذه الحقيقة كأن يحضروا ويتعاملوا مع جملة من الألفاظ مثل ( تياري ، طيارايي ، طورايي ، آطورايي ، آثور ، آثورنايي ، آثوري ، آثورايا ، اثرا ، اثرنايي ، اثرايي ، سورايي ، آسورايي ، سريان ، ولتأخذ القضية بعض الشهرة وجب ادخال الألفاظ الأجنبية  ايضآ وكأن لغات ولهجات وادي الرافدين غير مؤهلة وغير كافية لتحديد اصل الجذر الذي يعود اليه اللفظ فلضرورة اكتمال تطور الـ طورايي الى آثورناي  الى سورايي الى آسورايي الى سريان  الى ... الى ... الى آخر الألفاظ المستمرة في التكاثر  ، وجب عليها ان تمر في نفق الـ 
 Assyrian
وهذه كلها تراكيب لغوية  تفي بالغرض لأنها متقاربة او متشابهة مع مشتقات  اللفظ الآشوري ، مثل آشور ، آشوري ،  آشورايا ، آشوريين  . تمامآ كتشابه اللفظ الانكليزي  شكسبير مع اللفظ العربي  شيخ زبير وايضآ تشابه اللفظ جلجامش مع اللفظ الكردي ( جل جاميش ) يفعلون كل ذلك من غير الرجوع الى اللغة الأصلية التي أخذ منها ذلك اللفظ لمعرفة اصله ومعناه  وزمانه واستعمالاته ، فإذا كان الأمر كذلك ، فليكن  شكسبير عربي وجلجامش كردي والسريان والكلدانيين آشوريين وحتى يمكن اعتبار ميخائيل غورباتشوف ( الرئيس الروسي السابق ) منحدر من اصول آشورية
  والدليل هو عند ترتيب  الحرف الخامس والسابع والثامن والثالث من اسم والده ( غورباتشوف )   نحصل على لفظة آشور ، وتتم المعجزة عند ترتيب الحرف السابع والثامن والثالث والثاني  على التوالي  نكون قد حصلنا على لفظة شورو !  وانا اول الموافقين على هذه الفبركة وعلى تأشور غورباتشوف ،  لأن المهم  هو ان تطمئن القلوب وأن تهدأ النفوس وليكن ما يكون . 

منصور توما ياقو
استراليا / سدني 29 / 10 / 2005
 
 

104
لم نندهش ولم نستغرب ابدآ أن تصوّت محافظتي صلاح الدين والانبار بـ ( لا ) لمسودة الدستور الدائم في العراق  والذي جرى الاستفتاء عليه في 15 / 10 / 2005 ،  وايضآ لم نندهش ولم  نستغرب ابدآ ان تصوت ما تبقى من المحافظات العراقية عدا المحافظات ( كركوك ،  ديالى ونينوى )  بـ ( نعم ) للدستور ، ومنذ البداية كانت الانظار متوجهة الى المحافظات الثلاثة السابقة وخاصة الى محافظة نينوى ذات الأغلبية العربية السنية ، اما سبب توجه الانظار الى  المحافظتين الآخرتين ( ديالى ، كركوك )  فلأنها  تضم  خليط  يكاد يكون تنافسي بين المصوتين بـ (لا ) أ و بـ  ( نعم )  فبالاضافة الى تضمنهما بنسب تكاد تكون متقاربة من العرب السنة والشيعة والاكراد فإنهما ايضآ تضمان من القوميات والاعراق والاديان والمذاهب  الأخرى كالمسيحيين والتركمان والأيزيديين والشبك ... التي ربما سيكون لها القدرة على ترجيح احدى كفتي الميزان .
وتكمن حساسية الموقف بعد ان تأكد من  رفض محافظتي صلاح الدين والانبار للدستور ، انه  في حال رفض ثلثا الناخبين ( المصوتين )  في أي ثلاث محافظات من محافظات العراق الـ 18  عند ذلك سيعتبر الدستور  لاغيآ بموجب قانون ادارة الدولة النافذ  حتى وان فاز بالأغلبية المطلقة في عموم المحافظات الأخرى ، وهذا معناه ان مصير الدستور يتوقف على نتيجة الاستفتاء لمحافظة واحدة من المحافظات الثلاثة المذكورة  و التي لعرب السنة فيها ثقلآ كبيرآ وتأثيرآ مباشرآ على مصير الد ستور وخاصة اذا ما اتخذت الأقليات في هذه المحافظات الموقف السلبي من الدستور .
رغم تضارب المعلومات بشأن نتائج الاستفتاء الواردة من مراكز فرز الاصوات الا ان الاشارات الواردة من  المسؤولين سواء كانوا  من مفوضية الانتخابات في محافظتي ديالى وكركوك  أو من خارجها يؤكدون انهما قد صوتتا بـ ( نعم ) للدستور او على الأقل استحالة وصول نسبة الرفض فيهما  الى ثلثي عدد المصوتين في ختام فرز الاصوات  ، واذا ما تأكدت هذه الاخبار ، لم يبقى أمام اقرار الدستور الدائم في العراق سوى ما ستؤول اليه نتيجة فرز الاصوات في محافظة نينوى ، أي انها اصبحت المحافظة الوحيدة  التي ستحسم مصير الدستور ،
ولكن رغم تفوق عدد عرب السنة في هذه المحافظة على عدد أي قومية او اقلية اخرى فيها ، الا انه ليس كلهم ( عرب السنة  في نينوى) ضد الدستور ، فمثلآ يتمتع الحزب الاسلامي العراقي الذي قرر التصويت بـ ( نعم )  بقاعدة واسعة من المؤيدين بين عرب السنة في هذه المحافظة   ، بل وتعتبر هذه المحافظة  مركز ثقل لتواجده ، و بالتأكيد هناك قطاعات اخرى من هؤلاء عرب السنة سيصوتون بـ ( نعم ) للدستور بسبب استفادتهم من الوضع الجديد او لرغبتهم في بناء دولة المؤسسات وسيادة القانون أو لغيرها من الأسباب ،
وإذا اضفنا الى ذلك  نسبة الاكراد وايضآ  الايزيديين المحسوبين عليهم و الذين لا يستهان بعددهم في هذه المحافظة و المرجح انهم سيصوتون بـ ( نعم ) للدستور الى اصوات عرب السنة الذين يصوتون بـ ( نعم ) ، اعتقد اننا عند ذلك سنحصل على نتيجة ربما غير حاسمة  في الاستفتاء ولكنها ستكون  متقاربة جدآ من نتيجة المصوتين بـ ( لا ) ، وهنا يبرز دور واهمية اصوات المحسوبة على خانة الاقليات كالمسيحيين والشبك والتركمان والذين سيشكلون رقمآ له وزنه في هذه المعادلة الحساسة  ، لا بل ستتحول نتيجة تصويتهم الى بيضة قبان حقيقية التي سترجح كفة الميزان في هذا الاتجاه او ذاك ،
قد يبدوللبعض ان هذا الاستنتاج هو مجرد اجتهاد غريب او غير منطقي ولكن عند رجوعنا الى مجريات الامور في مثل هذه الحالات سنجد ان ما ذكرته هو عين الحقيقة ، فمثلآ نجد ان الكثير من الاحزاب الكبيرة  في الدول الديمقراطية تحصل في الانتخابات على نسبة اصوات قد تصل الى ( 49% ) ولكنها لا تستطيع تشكيل الحكومة لوحدها  الا بعد  ترضية وربما الخضوع لشروط الاحزاب الصغيرة والتي لا تملك من الاصوات  الا نسبة مئوية تكاد لا تصل الى ( 5 % ) لكي تتحالف معها ، لذلك وجب على أية اقلية ان لا تستهين بعدد سكانها ومهما بلغ ، لأنه وفي حالات كثيرة يتحول هذا العدد الصغير الى رقم صعب لا يمكن تجاوزه من دون تحقيق مطالبه ، فكيف إذا كانت تلك الآقلية واقصد هنا المسيحيين في العراق يشكلون  اساسآ رقمآ صعبآ لا يمكن تجاهله أو التقليل من شأنه في المعادلات الصعبة كالإنتخابات الوطنية او المحلية التي يشكلون  الثقل الاكبر فيها وما اكثرها  . ولكن هذا الرقم الصعب الذي نشكله فعلآ وللأسف لم نستطع أن  نستثمره لحد اليوم و لا يمكننا استثماره بالشكل الأمثل  ليخدم عموم شعبنا الا بعد ان نعتمد الشفافية  في نهجنا السياسي الداخلي ، واقصد هنا في علاقات وتعاملات كافة مكونات ابناء شعبنا من الكلدانيين والاشوريين والسريان والارمن على مبدأ النزاهة فيما بينهم  واحترام شعور واختيارات بعضهم البعض ، من غير تفضيل أحد او كيان على آخر ولا لفرض الرأي بالقوة والتخريب والجهل ،  ومن ثم توحيد الصف السياسي والمواقف لأبناء شعبنا تحت خيمة سياسية  نموذجية واحدة ، عندها فقط سنبلغ ما نأمله وما نسعى اليه  إن كنا صادقين . 
 
منصور توما ياقو
استراليا /سدني 19/10/2005
 

105

نطرآ لحدوث بعض الاشكالات في تسلسل نشر الأجزاء الثلاثة لموضوع ( الحقيقة في التسمية القومية بين الكلدان والاثورية ) ، والمنشورة في موقعنا العزيز عنكاوا دوت كوم ، المنبر السياسي ، لذلك ارتأينا ادراج الروابط للآجزاء الثلاثة  من الموضوع اعلاه هنا ، لكي يتسنى للقاريء الكريم التمتع بمتابعة الموضوع بطريقة سلسة ومرنة ، مع اعتذاري الشديد لأي ازعاج او مضايقة سببته لأي أخ كريم مع جزيل شكري وفائق احترامي .

الجزء الأول
 
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=13155.0
?الجزء الثاني

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=13157.0
الجزء الثالث

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=13223.0

 
منصور توما ياقو
سدني / استراليا
10/oct/2005

106

انها ذات مدلول طائفي ، والغريب في الأمر ان جل هذه المحاولات تأتي على يد احفاد الكلدان وممن هم من صلبهم ، غواهم الأجنبي وبالأخص البريطانيون في زمن الاستعمار وخدعهم ليحققوا من خلالهم ومن خلال غيرهم اهدافهم وطموحاتهم الاستعمارية ويقومون بذلك باصرار عمياوي وغريب دونما التفاتة الى التاريخ القريب ، لقد نشروا طروحاتهم المتباينة المغلوطة وربما نجحوا الى حد ما في خدع البسطاء من خلال عملهم الدؤوب بغية طمس هذه التسمية ( الكلدانية ) ومحو وجودنا القومي الكلداني ، ربما كانت العملية اسهل قبل عقود من الزمن ولكن يالخيبتهم ، فباتت من الأمور المستحيلة بسبب نمو الوعي القومي وقيام المثقف الكلداني بالتحري والتنقيب بين صفحات التاريخ لابراز هويته القومية وتثبيت تاريخ أمته وتراثها وحضارتها ، انا شخصيآ كنت لحد قبل عقدين من الزمن أو اقل لا اكترث لهذا الأمر ، وكنت لحد الانتفاضة الشعبية في بلادنا انظر الى الجميع سواسية من منطلقات معلومة ، ولكن بعد ظهور التحركات المعادية للوجود القومي الكلداني وشيوع الأفكار التعصبية الشوفينية والتطرف المبني على البطلان والزيف ، قمت بإعادة النظر بمواقفي لأقول لهؤلاء الى هذا الحد ويكفي ، وانا ذلك الفرد الهائم بحب الخوض والغور في جوف التاريخ ومصادره ومناهله والمتوصل الى حقائق لا تقبل الجدل والتي آن الأوان لاظهارها للآخرين لعلهم يستفيقون من غفوتهم على وميضها أو نورها ليسيروا في النور وليس في الظلام خوفآ من السقوط لأنه من يسقط في الظلام تكون سقطته محطمة وعظيمة .
واريد ان ابين للقاريء العزيز مهما كان شعوره او جنسه وقومه من غير استثناء ان الاسم أو التسمية ( اشور ) ليست بتلك الدرجة الوضيعة لكي يستنكف المرء من حملها ، فالآشوريون القدماء واجدادنا الكلدان كانوا من فصيل الساميين وما كانوا حاملي تسمية اشور سوى مجموعة هاجرت بلاد بابل لتسكن شمال بلاد وادي الرافدين ( ١١۹ ) لتكوّن لنفسها بعد قرون من الزمن دولة قوية اخضعت الكثير من دويلات واقاليم الشرق الاوسط لسلطتها في الألف الأول قبل الميلاد ، كانت الدولة الآشورية دولة عسكرية محضة ولقد اشتق اسمها من إله القبيلة التي هاجرت
۸۱
ارض شنعار ثم ما لبث هذا الأسم وان عمّ على عاصمتها والبقاع الخاضعة لسلطتها وتسمى به بعض ملوكها تيمنآ بذلك الإله ، اذن ان الأسم اشور لم يكن له مدلول قومي او جنسي وعرقي ان صح التعبير بل كان له مدلول ديني ، لذا نجد بعد سقوط الدولة الاشورية وتحطم صرح او صنم الاله اشور تلاشى الاسم ولم يبق من يحمله واصبح له مدلول موقعي او جغرافي فقط وانصهر بين تسميات الشعوب الغالبة فلو كان هناك دليل او مستمسك ملموس ولو بقد ذرة بيد الذين يدعون كونهم احفاد تجلاتبليزر وسنحاريب واشور بانيبال وغيرهم من الملوك الذين حكموا مملكة اشور قبل (  ۲٨ ) ثمانية وعشرين قرنآ ، ولولا معرفتي بحقيقة حاملي التسمية حاليآ وبكيفية ظهورها للوجود ربما لكنت من الاوائل الذين حملوها فالنظرية التي يعتمد عليها البعض في يومنا هذا لتنسيب انفسهم الى الاشوريين القدماء انما هي نظرية باطلة ولا اساس لها وهي ترتكز على اساسين اولهما الانتساب الى النسطورية فيما يخص منهم من بقى عليها بعد الحرب الكونية الاولى وهذا خطأ كبير لأن المسيحيين في هذا البلد والبلدان المجاورة وعلى اختلاف اجناسهم ومن بينهم الكلدان كانوا على المذهب النسطوري والركيزة الثانية هي تصور البعض بكون كل مهاجر بالاصل من منطقة حكاري سواء قبل قرن أو اكثر أو اقل هو من اصل اشوري وهذه الركيزة ايضآ خيالية وغير صحيحية بتاتآ فالنظرية المستندة على الركيزتين باطلة ولا صحة لها ، فلا يوجد أي دليل ولو بسيط يؤيد حجتهم ، بل على العكس هناك الكثير من الادلة الدامغة التي تثبت بطلان ادعائهم بكونهم احفاد هؤلاء الاشوريين القدماء ، وتثب بكونهم من اصول كلدانية ومن هؤلاء الكلدان الذين كانوا قد رحلوا من بلادهم الى اقاصي بلاد اشور اى الاقاليم الخاضعة لها والذين فاق تعدادهم النصف مليون كلداني كمرحلين اضافة الى الاعداد الهائلة منهم ممن هاجروا الى هذه البقاع من الجنوب والوسط بعد تنصرهم هربآ من البطش والاضطهاد ، وهناك آراء عديدة بخصوص اصولهم منها .
١- كونهم من سكان المنطقة اصلآ تنصروا واتخذوا الارامية لغة لهم .
۲ – كونهم من الاسباط اليهودية المفقودة ومن المرحلين من مملكة يهوذا الذين جاء
۸۲
بهم الملوك الاشوريون قبل سقوط نينوى و وزعوهم على الاقاليم الخاضعة لسلطتهم وهذا ما يقوله الدكتور عاشائيل گرانت الذي زارهم في اواخر القرن التاسع عشر .
۳ – وهناك الرأي الأقرب الى الصحة وهو كونهم من الكلدانيين المرحلين من جنوب البلاد خلال الفترة من القرن العاشر والى القرن السابع قبل الميلاد ولدى انتشار المسيحية تقبلوها بسهولة لأن لغة المبشرين بها كانت اللغة ذاتها التي كانوا يتكلمون بها  ونستطيع الاستناد على المؤشرات والأسس التالية لإثبات هذا الرأي :
أ – استمرارهم لحمل التسمية الكلدانية منذ القديم وحتى اواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث نبذوها بتحريض من وفد اساقفة كنيسة كنتربري البروتستانتية البريطانية ومخابرات المملكة المتحدة الذين خدعوهم كما خدعوا شعوبآ كثيرة في المعمورة واستطاعوا استغلالهم لتنفيذ مخططاتهم ولتحقيق اهدافهم الوطنية وهذا ما سنتطرق اليه بأدلة لاحقآ .
ب – كانت هناك معسكرات للأسرى والمرحلين الكلدان في اقصى شمال بلاد اشور وشمالها الشرقي وشمالها الغربي اضافة الى لبنان والشام مما يجعل المرء يقتنع بكونهم من هؤلاء المرحلين خرجوا من معسكرات ليبنوا لأنفسهم مجمعات سكنية ثابتة كما تقول المصادر التي سوف نشير اليها لاحقآ ايضآ .
ج – تمسكهم ببعض التقاليد الكلدانية القديمة والسابقة للمسيحية ومنها على سبيل المثال اطلاقهم على شيخ القبيلة لقب ( الملك ) وهذا التقليد لا يزال متبعآ لديهم في حين لم تشر المصادر التاريخية اليه في مملكة اشور .
د – قيامهم بخلط بعض المعتقدات الدينية البابلية ضمن طقوسهم المسيحية بعد تنصرهم وهذا ما اشار اليه ويگرام ايضآ .
ومهما تكن نسبة صحة هذه الطروحات فإن الحقيقة التي لا تقبل الجدل هي عدم انتسابهم الى الاشوريين القدماء وهذا ما تتفق عليه جميع المصادر التاريخية المحايدة ، ولقد قمت بإضافة هذه الصفحات على تعقيبي على ما جاء في كراس المالح ليعرف هو وغيره بماذا يطبلون ويزمرون وفي أية قربة ممزقة ينفخون لعلهم يكتفون عن اصدار
۸۳
ضجيجهم وهذيانهم .
لقد ذكرت بإيجاز بأن جميع المصادر المحايدة تنفي انتساب هؤلاء الى الآشوريين القدماء الذين حكموا البلاد لغاية ٦١۲ ق . م وهو تاريخ سقوط المملكة الآشورية .
وذكرت ايضآ بأن التسمية الآثورية وليس ( الآشورية التي حوّرت في العقود الأخيرة عن الأولى لتأتي مطابقة للتسمية القديمة ) انما ظهرت حديثآ واطلقت على الكلدان النساطرة الذين في منطقة حكاري الخاضعين لسلطة مار شمعون في اواخر القرن التاسع عشر ( ۱٨٨٦ ) م وحتى اواخر العقد الثاني من القرن الحالي من قبل البعثات البروتستانتية ورجال المخابرات البريطانية الذين توافدوا الى هذه المنطقة لقاء وعود كاذبة بإنشاء وطن قومي لهؤلاء النساطرة تحت مظلة التسمية هذه ( الاثورية ) وبعد اقناعهم بذلك واتفاقهم مع البعثة البروتستانتية البريطانية قام ويگرام ببذل جهود كبيرة في نشر هذه التسمية ووضعها في اطار جاذب للنظر ومثير مشيرآ الى معاناتهم والظلم الذي يتعرضون اليه على يد العثمانيين والاقوام الإسلامية المحيطة بهم وكان هؤلاء المبشرون اصلآ سبب هذا الظلم والاضطهاد ومن خلال تحريضهم لهؤلاء البسطاء للقيام بأعمال استفزازية ضد الدولة العثمانية وهم في غنى عنها ومجرد لتحقيق مآرب بريطانيا دون ان يعلموا وكان ذلك سبب ابادة نصف موجودهم الاجمالي وكانت بريطانيا حينذاك قد قامت بخدع واستمالة قلوب هؤلاء النساطرة اليسطاء الابرياء الى جانبها من مدخل الدين ولتحقيق ما كانت تصبوا اليه من الأهداف التالية :
۱ – ايجاد موطىء قدم لبريطانيا في قلب الدولة العثمانية التي كانت في مرحلة الضعف والاحتضار من خلال هؤلاء النساطرة وتحت مظلة الدين .
۲ – منافسة روسيا القيصرية في التدخل في شؤون الدولة العثمانية من اجل تحقيق مكاسب خاصة ومنافع استراتيجية استعمارية وذلك قبل الحرب العالمية والثورة البلشفية في روسيا عام ١۹١٧ م .
۳ – ايقاف المد الكاثوليكي في منطقة نفوذ مار شمعون من خلال تدخل هؤلاء البروتستانت ومبعوثي كنيسة كنتربري البروتستانتية البريطانية حيث كانت هناك
٨٤
بعثة كاثوليكية دومنيكية قد قامت بنشاطات عديدة في المنطقة وفتحت مدارس لهؤلاء النساطرة الكلدان واستمالت قلوبهم من خلال التعليم والتثقيف وتقديم الخدمات الطبية لهم وهذا ما لم يرق لهؤلاء المبشرين البروتستانت لأسباب منها رفض هؤلاء النساطرة تغيير مذهبهم النسطوري الى البروتستانتي ثانيآ والأهم ولو كان هؤلاء النساطرة الكلدان قد تكثلكوا لضاعت الفرصة على البريطانيين في سهولة استغلالهم ولكانوا قد توحدوا تحت سقف الكنيسة الأم والتسمية القومية الموحدة ولما تمكن البريطانيون من ايجاد تسمية قومية مزيفة ( الاثورية ) جديدة لهم بدلآ من تسميتهم القومية الأصلية ( الكلدان ) وربما ضمن المخطط ذاته وبعد ان علم هؤلاء البريطانيون المتوافدون الى المنطقة نحت غطاء الدين بقيام مار شمعون روبين بارسال شقيقه وابن عمه الى الموصل لبحث موضوع الوحدة بين شطري الكنيسة مع البطريرك الكاثوليكي الكلداني ، ولكن وفاة مار شمعون روبين سنة ۱۹٠۳ م في الوقت الذي كان المرشح من بعده في الموصل لبحث موضوع الوحدة مع الكاثوليك ، قام البروتسانت بتشجيع هؤلاء النساطرة بنصب ابن الأخ الثاني لمار شمعون المتوفي عوضآ عنه وبذلك ضاعت فرصة التوحيد تمامآ ( ١۲١ ) ، واستمرت نكبات ابناء جلدتنا هؤلاء ضمن حلقات من سلسلة دموية وكانت آخرها مذبحة سميل والقتل الجماعي لعام ۱۹۳۳ م كل ذلك نتيجة انسياق هؤلاء خلف الانكليز وايمانهم بالوعود التي اطلقوها لهم كذبآ وبهتانآ وهناك العشرات من المصادر التي تشير الى هذه الأحداث باسهاب وتشير في الوقت ذاته الى كيفية ظهور التسمية الآثورية ، فيقول احد تلك المصادر  ( لقد حلت بين جماعة مار شمعون مجموعة تبشيرية بريطانية ومن البروتستانت محاولة ادخال هؤلاء النساطرة الى المذهب البروتستانتي غير انها لم تفلح ولكنها استطاعت من اقناعهم بعدم لياقة التسمية ( نسطورية – ونساطرة )  بهم بل عليهم اختيار لفظة ( اثور وآثوريين ) بدلآ منها للرفع من منزلتهم في الأوساط العالمية ، وليكونوا احفاد الشعب الاشوري القديم ) ويقول جون جوزيف في كتابه – النساطرة ومجاوروهم الاسلام المطبوع عام ١۹٦١ م ( لقد اطلق على البعثة التبشيرية الانكليزية التي ارسلت الى النساطرة خلال النصف الثاني من القرن
٨٥
التاسع عشر اسم بعثة رئيس اساقفة كنتربري الى المسيحيين الاثوريين وكانت هذه البعثة اول من سمى هؤلاء النساطرة آثوريين ( ۱۲۲ ) .
ويقول المصدر ايضآ ( لقد لعبت دعاية واسعة بلسان المبشر الانكليزي ويكرام الذي نشر هذا الاسم ( اثوريين ) ليعرف العالم المأساة التي حلّت بمن اسماهم بأحفاد شيلمنصر ويضيف قائلآ ولم يكن هؤلاء النساطرة يجعون انفسهم بهذا الاسم الا بعد مجيء هؤلاء المبشرين في اواخر القرن التاسع عشر ( ١۲۳ ) .
ويقول في نفس المضمار مصدر آخر ومؤلفه هو احد هؤلاء النساطرة الذين عاشوا هذه المأساة ليأتي بحجة دامغة ودليل اقوى لكونه شاهد يشهد من اهلها ( كل هؤلاء الكتّاب الاجانب الذين كانوا يزورون ديارنا لم يستعملوا ابدآ اسم – الاثوريين – الذي نتداوله نحن بل كانوا يقولون عنا او يسموننا بالكلدان ولو كنا على اختلاف في المذهب وان الاسم ( الاثوريين ) اصبح متداولآ من قبل الانكليز في نهاية القرن التاسع عشر عندما وصل مبشرون من انكلترا الى ديارنا سنة ( ۱٨٨٤ ) . (۱۲٤) .
ويقول مصدر آخر بأن الكولونيل البريطاني ليشمان قال لسكان نينوى العرب عند تواجده فيها بأنهم من اصول الاثوريين وهو مستغرب من عدم معرفتهم بتاريخ اجدادهم ومن عدم معرفتهم بكونهم احفاد الاشوريين الذين شادوا مجد نينوى ، وقال اهل الموصل العرب فيما بينهم نحن من عرب الفتوحات ولدى مجيئنا الى الموصل لم يكن فيها سوى المجوس الفرس يسكنون في محلة والمحلة الأخرى كان يسكنها الجرامقة المسيحيون ، والجرامقة هنا احدى تشعبات الشعب الكلداني كما ذكرنا ( ١۲٥ ) .
ويقول المصدر ايضآ بأن ليشمان الانكليزي طلب من محرر جريدة الموصل نشر خبر أو نبأ حول زيارة ( سورما خاتون ) والتي سماها ليشمان اميرة الاثوريين الى لندن طالبة تحقيق الوعود التي اطلقها الانكليز لقومها حول انشاء وطن قومي للآثوريين في شمال العراق ( الموصل واطرافها ) فاستغرب الصحفي وهو كلداني من اقوال ليشمان قائلآ لم اسمع بوجود قوم باسم الاثوريين كي يكون له اميرة ! وجاءت العبارة بشكل مغاير في مصادر اخرى ( فنفى الصحفي وجود قوم باسم الاثوريين ووجود اميرة لهم ) ( ۱۲٦ ) .
٨٦ 
ويضيف المصدر ذاته بأن هذا الصحفي وقد يكون محرر جريدة الموصل ذاتها أردف قائلآ بأن هؤلاء النساطرة لا علاقة لهم بالآشوريين غير ان القائد ليشمان البريطاني أصر على رأيه . يستمر الكاتب في المصدر المذكور قائلآ ( كانت جريدة الموصل تصدر في الموصل كما هو واضح من اسمها وكان الكولونيل ليشمان وتنفيذآ لمخططات ومآرب بريطانيا يجبر محرر الجريدة لنشر اخبار عن الآثوريين ، حيث جاء ليشمان ذات يوم الى مقر الجريدة وقال لمحررها :
انشر اخبار عن الآثوريين وعن أميرتهم سورما عمة المار شمعون صاحبة السمو ، وانشر في عددك هذا ، ان صاحبة السمو الأميرة سورما الموجودة الآن في لندن قد زارت المراجع الحكومية العليا وقابلت اصحاب الشأن فيها طالبة منهم تحقيق الوعود التي قطعها الانكليز لمواطنيها اثناء الحرب بإنشاء وطن قومي للآثوريين والكلدان في العراق وبالذات في شماله ( الموصل وجوارها ) فاستغرب الصحفي من اقوال الكولونيل ليشمان فنفى وجود قوم باسم الاثوريين ووجود اميرة لهم وأخذ يشرح له الحقيقة غير ان ليشمان نصحه بالسكوت عما يتفوه به لأن ذلك يسبب وعلى رأي ليشمان انشقاقآ بين المسيحيين والمسلمين من سكان الموصل . ويستمر الكاتب قائلآ : لقد لعب الاستعمار البريطاني ادهى لعبة مع التياريين المعروفين خطأ بالآثوريين ، هذه التسمية التي ابتكرها لهم مبعوثي كنيسة كنتربري البريطانية في اواخر القرن التاسع عشر كويكرام الذي جاهد في سبيل تنسيبهم الى اصول الاثوريين ونشرت وسائل الاعلام البريطانية واعلمت العالم كله لكسب رأي العام العالمي بأن هؤلاء المسيحيين اخوانكم وهم مضطهدون من قبل الاكثرية المسلمة ويستمر الكاتب قائلآ بأنه ليس بين سطور كتابه متسع لشرح حوادث التياريين المعروفين خطأ باسم ( الاثوريين ) ( ١۲٧ ) .
ويضيف المؤلف في الصفحة ( ۲۳٨ ) من كتابه بأن القبائل التيارية ، تلك القبائل الساذجة التي ظلمها الاستعمار وجعلها حطبآ لموقد مطامعه فهي لم تكن يومآ بوارثة الأمة الاشورية ولا تعرف عن اشور شيئآ .
ويضيف مؤلف المصدر بأن احد الكهنة الكاثوليك في الموصل وهو عالم نزيه ووطني
٨٧
قال بأن المستعمرين قاموا باعطاء اهتمام كبير في جماعة مار شمعون وبالذات اولوا اهتمامآ كبيرآ بعمته ( سورما ) وقال ما نصه ( فأثوروها وما زالو بها حتى ثوروها ) ( ١۲۸ ) .
ويقول الرحالة باتيستان الذي زار دول الشرق الأوسط ومنها بلاد النهرين ووضع كتاب في بروكسل سنة ١٨٤١ م حول رحلته التي زار بها جبال الأكراد في العراق وكان الأكراد في حرب ضروس مع الاتراك فكتب مقالآ مسهبآ جاء فيه ( والشعب الكردي يبلغ تعداده ( ۳ ) ثلاثة ملايين نسمة ومن بينهم ( ۱٠٠ ) الف نسطوري يخضعون لبطاركة بالوراثة يطلق على كل منهم مار شمعون وابن الأخ الأكبر أو البكر هو الذي يرث عمه في الكرسي البطريركي وبموجب هذا الارث يتفق احيانآ ان يتولى البطريركية طفل في الثانية أو الخامسة عشر من طفولته واساقفتهم يعيشون في جهل مطبق وأما عامة الاكليروس فتكاد تستطيع القراءة ( ١۲۹ ) .
يقول عبدالرزاق الحسني المؤرخ العراقي بأن الروس استولوا على ولاية وان التركية واغروا النساطرة هناك على التمرد ضد الترك بعد ان جهزوهم بالسلاح فقام المخدوعون بأعمال تقشعر لهولها الابدان ففتكت بهم الحكومة التركية ونزح الناجون منهم الى ايران واتصلوا بالنساطرة هناك لتوحيد شملهم ( ۱۳۰ ) .
ويضيف المؤرخ اعلاه نقلآ عن كتاب ( الملوك الهاشميون ص ١٠٥ لجيمس مريس  ) وليس لهؤلاء النساطرة أية علاقة عنصرية بآشوريي نينوى وانما هم نساطرة المسيحيين دمر تيمورلنك كنائسهم وبدد شملهم ولكنهم ظلوا يعيشون في المنطقة الجبلية الواقعة في شرق تركيا وعندما هاجم الروس المناطق الارمنية في تركيا عام ۱۹۱٥ حثوا هؤلاء على الثورة ضد الاتراك فلبوا الدعوة ولكن تخاذل الهجوم الروسي وانسحاب القوات الروسية ادى الى قيام الحكومة التركية بقتل الالوف من اولئك النساطرة وطاردت الباقين منهم الذين لجأوا الى الاقسام الشمالية من ايران وبعد انتهاء الحرب جاءت بهم بريطانية الى العراق ( ۱۳١ ) .
كانت سياسة بريطانيا اثناء الحرب تشجع العناصر المعادية للترك فأوفدت الحكومة
٨٨
البريطانية بعثة عسكرية الى اورمية برئاسة الجنرال ويستر لحث النساطرة على القيام بوجه الاتراك وبعد الاتفاق ارسلت بريطانية شحنة كبيرة من الأسلحة الى هؤلاء المضللين في تموز عام ١۹١۸ م ولكن الترك هاجموا اورمية قبل وصول الشحنة وفتكوا بمن جابههم فجاء الانكليز بالناجين منهم الى منطقة بعقوبة في العراق واستغلت الرجال بأعمال الطرق واسكنت عوائلهم في مخيمات هناك وكان عددهم زهاء ( ٥۰ ) الف نسمة ومن بينهم ( ۱٥ ) الف ارمني اضافة الى ( ۱٠ ) الاف من نساطرة ايران الذين عادوا الى بلادهم ، غير ان تركيا رفضت عودة نساطرتها الى موطنهم لخيانتهم مما دعا الانكليز الى الصرف عليهم لأنهم هم الذين اغروهم وحملوهم مغبة الخيانة لدولتهم ، وهنا ابتدع الكولونيل لچمن ( ليشمان ) فكرة اسكان هؤلاء في قرى الأكراد لمعاقبة الكورد الذين ثاروا ضد الانكليز مرتين ( على حد تعبير المصدر ) اضافة الى ان هؤلاء النساطرة الذين الصقت بهم التسمية الاثورية كما ذكرنا جاءت بهم بريطانيا وهم على قناعة تامة بأنها ستؤسس لهم وطن قومي مستقل في منطقة الموصل حيث نينوى عاصمة الاشوريين القدماء وبذلك يصبح هؤلاء نقطة ارتكاز في السياسة الاستعمارية تجعل منهم نوافذ مفتوحة لمراقبة مجريات الامور في الشرق الأوسط ( ١۳۲ ) .
وكان لچمن قد اقترح اسكان هؤلاء النساطرة على الشريط الحدودي مع تركيا وأيّده في ذلك ئي تي ولسن الحاكم الملكي العام البريطاني في العراق وأبرق الأخير الى وزير الحربية البريطاني بذلك في آب / ١۹۲٠ وكانت برقيته قد فتحت بهذه العبارة ( ستتهيأ لدينا فرصة لانصاف الطائفة الاثورية بطريقة ترضاها وترضاها الافكار الاوربية  في الحق والعدل وتمكننا من حل مشكلة من أعسر المشاكل الخاصة بالأقلية الدينية والجنسية في كوردستان وتخلصنا من خطر قد يداهم مستقبل السلم في شمال الفرات وفي الوقت نفسه نكون قد عاقبنا المسؤولين عن اضطرابات العمادية وهذه فرصة لن تعود ثانية ( ۱۳۳ ) .
وكلف ويكرام الخبير في شؤون هؤلاء النساطرة بالاشراف على تنفيذ الخطة غير ان تحركات الترك ونشوب اضطرابات في اطراف الموصل حالت دون تنفيذها ، ولكن
۸۹
الانكليز استمروا على استغلال هؤلاء البسطاء فكانوا قد جندوا زهاء الفين منهم واستعانوا بهم في قمع ثورة العشرين ( ١۹۲۰ ) واطلق عليهم لاحقآ بالجيش الليفي ، ونتيجة لتذمر هؤلاء المساكين في المخيمات ولإمتصاص غضب بعضهم وخيبة أمل البعض الأخر في قياداتهم وفي الانكليز ايضآ قرر آغا بطرس انشاء حكومة آثورية في شمال الموصل الى حدود تركيا واستحسن الانكليز هذه الفكرة لأسباب تتعلق بأهدافهم واستراتيجيتهم فنقلوا المخيم من بعقوبة الى منطقة مندان شرق جبل مقلوب بين الموصل وعقرة ولكن هذه الخطة باءت بالفشل وكانت هذه الكتائب من الليفي قد أسدت خدمة للانكليز في مقاتلة من يحاول الحاق الضرر بمصالح المملكة المتحدة من الوطنيين العرب وكذلك التحركات الكوردية ( ۱۳٤ ) .
ويذكر مصدر آخر بأن دوائر الاستخبارات البريطانية عملت جاهدة لجمع من أسمتهم بالاثوريين في منطقة نينوى عاصمة الاشوريين القدماء وتشكيل جيش من العشائر على ان يكون نواة لحماية الوطن القومي المقترح لهم ويمهد الطريق لاعلان استقلال اشور تنفيذآ للوعود التي قطعها البريطانيون على انفسهم عندما تمكنوا من استمالة الاثوريين للقتال الى جانبهم وكانت بريطانيا بذلك تلعب دورآ مزدوجآ فمن جهة كانت تحرض الحكومة على قمع حركتهم ومن جهة اخرى كانت تحرضهم على المطالبة بالاستقلال ( ١۳٥ ) .
وتؤكد مصادر اخرى تورط هؤلاء النساطرة الذين تأثوروا بقيامهم في عهد الملك فيصل الاول وخلال الفترة قبل وفاته بقليل بحركة تمرد في شمال الوطن وكان بكر صدقي قد قام بقمع هذا التمرد بعنف حيث قضى عليه في آب / ١۹۳۳ م نهائيآ وكانت تحركات قائد الجيش بكر صدقي بالاتفاق مع ولي العهد غازي ورئيس الوزراء رشيد عالي الگيلاني ووزير الداخلية حكمت سليمان لكون الملك فيصل خارج الوطن ( ۱۳٦ ) .
كما هناك العديد من المصادر الاجنبية والعربية والمسيحية والكوردية تذكر هذه الامور بالتفصيل وينفي الكاتب والمؤرخ الكوردي انور مايي وجود أية علاقة بين هؤلاء النساطرة وبين الاشوريين القدماء ويؤكد بكونهم من سكان المنطقة الاصليين وتنصروا
۹۰
جميعهم اعتبارآ من سنة ١۹٦ ميلادية متخذين الارامية لغة لهم واما قيامهم بتنسيب انفسهم الى الاشوريين القدماء فليس سوى بهتانآ وتشويهآ للتاريخ وهو يستند بقوله هذا على مصادر متنوعة لمؤلفين اجانب وكورد وعرب ومنهم ( جان فييه ومحمد امين زكي ويوسف ابراهيم يزيك وحسين حزني الموكرياني  والعلاّمة الانكليزي ريج والرحالة بوجولا وكذلك الاستاذ جميل بندي في تعليقاته على الشرفنامة وكذلك محمد علي عوني ( ١۳٧) .
ومن آراء الأساتذة والأكاديميين نأتي برأي الأستاذ ياسين سردشتي / كلية الاداب ، جامعة دهوك حيث يقول :
ان الباحث التاريخي عندما يتطرق الى الاثوريين الحاليين يواجه مجموعة من النظريات والآراء المتباينة من حيث أصلهم وتسميتهم وهنا ألخص الأهم من تلك الآراء والتي نوهت اليها في الصفحات السابقة بإيجاز :
۱ – يقول أحد هذه الآراء بكونهم من الكورد من سكان المنطقة ( حكاري ) الأصليين دخلوا المسيحية واتخذوا الارامية لغة لهم وبمرور الزمن غيروا نسبهم .
۲ – يقول البعض الآخر بأنهم من اصول كلدانية  تركوا مناطقهم الاصلية في بلاد ما بين النهرين لاسباب عديدة واستقروا في شمال البلاد المسمى حاليآ كوردستان ( واريد ان اضيف هنا الى هذا الرأي بكونهم من المرحلين الكلدان خلال الفترة من القرن العاشر والى السابع ( ق . م ) الذين رحلوا من بلادهم لمقاومتهم الغزو الاشوري على مر السنين ومن قبل ملوك الدولة الاشورية ( الكاتب ) .
۳ – وهناك من يقول بأنهم من القبائل المسيحية التي تركت سهول العراق الجنوبية والوسطى واطراف الموصل بعد الغزو المغولي  والتجأوا الى المناطق الجبلية خوفآ من البطش .
٤ – كما يرى آخرون بكونهم من السبايا اليهود ومن الاسباط العشرة المفقودة والذين جاء بهم الملوك الاشوريون وبعد مجيء المسيحية تنصروا وتركوا دينهم الاول غير ان كتّابهم المعاصرين يحاولون تنسيب اصلهم الى الاشوريين القدماء وان هذا الرأي لا
۹۱
يعتمد عليه خصوصآ اذا علمنا بأن الامبراطورية الاشورية القديمة كانت تضم خليطآ من الآقوام ( اضافة الى عدم ورود اسمهم قطعآ بعد سقوط دولتهم والى اواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين / الكاتب ) .
وفي اواخر القرن التاسع عشر شرعت الدول الاستعمارية تنافس بعضها على هذه المناطق الخاضعة لسلطة الدولة العثمانية ومنها ( روسيا ، بريطانيا ، فرنسا ، المانيا واخيرآ امريكا ) وحاولت زيادة مصالحها في هذه البقاع والمحافظة عليها ولضمان ذلك بدأت تتدخل في شؤون الدولة العثمانية وايران وعملت على نزع الثقة وزرع بذور الشقاق والشك المتبادل بين الفئات القومية والدينية وشجعت الضغائن والنعرات الطائفية ولا ننسى الدور السلبي الذي لعبته البعثات التبشيرية المرسلة من اوروبا والتي هيأت الارضية الخصبة للنزعات الدينية والقومية وبدأت هذه البعثات ( ولاسيما بعثة اساقفة كنتربري البروتستانتية البريطانية , الكاتب ) بتحريض النساطرة المسيحيين الذين سموهم اثوريين وبمختلف الاساليب ضد المسلمين ونجحوا في شراء ذمم الكثيرين منهم وليس العامة فقط بل حتى رؤساء قبائلهم وبطاركتهم واصبح هؤلاء ضحية الاطماع الاستعمارية ( ١۳۸ ) . 
كما ويؤيد الدكتور كمال مظهر احمد استغلال هؤلاء النساطرة الذين حملوا اسم الاثوريين خلال تلك الفترة ( قبل واثناء الحرب العالمية الاولى ) من قبل الروس والانكليز من بعدهم لتحقيق مطامعهم الخاصة ( ۱۳۹ ) .
ومن خلال الصفحات السابقة يتبين لنا ما فعله الانكليز وأية لعبة قذرة لعبها المبشرون مع هؤلاء النساطرة الكلدان البسطاء من اجل تحقيق مصالح بلادهم وتحت مظلة الدين الى ان تسببوا في ابادة الالوف منهم ، وما اوردناه سابقآ يفي بتفنيد آراء بعض الكتّاب الذين يحاولون اجراء عمليات ترقيعية للتاريخ وايجاد همزة وصل بين نساطرة حكاري وآشوريي نينوى القدماء من خلال ادعائهم بأن سكان نينوى هاجروها الى منطقة هكاري اثناء تعرضها لهجوم الميديين والكلدانيين ولدى سقوطها عام ٦١۲ ق . م فهل هناك انسان عاقل ومنطقي يتقبل فكرة كهذه ؟ اذ كيف يتوجه القوم
۹۲
المتعرض لهجوم اعدائه وهو يحاول الفرار من اجل النفاذ أو الخلاص بجلده باتجاه مصدر الخطر أو الهجوم ؟ أليس منطقيآ أن يتوجه الهارب باتجاه معاكس لمصدر الهجوم ليبتعد عن الخطر الذي يداهمه؟ فمن المفروض ان يكون فرار اهل نينوى ان كان هناك من فر باتجاه الغرب كما فعل القائد الاشوري اشوراوبالط مع قوة عسكرية استطاعت الافلات من قبضة المهاجمين الكلدان والميديين وتوجه بقوته الى حران غربآ ، لأن الخطر الذي داهم نينوى وهددها جاء من الشرق والشمال والجنوب ، فكيف يتوجه اهل نينوى وهم يهربون من الخطر شمالآ حيث مصدر الخطر اصلآ ، فمن المفروض ان يسلكوا الاتجاه الذي سلكه قائدهم حيث كان ينتظر وصول القوات الفرعونية لنجدته بناء على طلب آخر ملوك الدولة الاشورية ، أليس هذا الادعاء حلقة باطلة أخرى تضاف الى اباطيل هؤلاء الهذاة الذين يحاولون ربط حلقات اصطناعية بسلسلة التاريخ لمدها من سنة ٦١۲ ق . م والى يومنا هذا ؟ معتقدين بأن آمالهم تتحقق بإضافة هذه الحلقات الكاذبة التي ينبذها التاريخ يرفضها كما يرفض الجسم البشري احيانآ اضافة عضو دخيل اليه أو زرعه فيه فهذه السلسة التي يحاول البعض مدها من نينوى الى حكاري عبر مئات السنين تسخر من محاولات هؤلاء  النفر من محرفي ومزيفي التاريخ وتكشف سذاجتهم .
والآن وبعد ان ذكرت ما فيه الكفاية من الحقائق التي تدحض آراء السيد المالح التي تعبر عن افكار أسياده وبعد ان قمت بتسليط الضوء على ما جاء به من تخيلات وآراء  ضحلة ورخيصة ومزاعم مزيفة باطلة ، ألا يحق لي انا الآخر أن اسأل المالح والذين يسير في فلكهم عن أية قومية يتكلمون ؟ فعلى المالح بعد هذه الصفحات المليئة بالأدلة والمعلومات الواضحة الحقيقية أن يعرف عن أية قومية أتكلم أنا وعن أية قومية خرافية يتكلم هو فالأجدر بمن انحرف عن المسار الصحيح تصحيح مساره قبل دخوله في متاهات لا خروج له منها والسلام على من يتبع النور ويودع الظلام ويعيش حرآ لا مسيرآ ونزيهآ مخلصآ لا عميلآ .
۹۳
المصادر والهوامش
۱ – مفصل العرب واليهود في التاريخ ص ۲٠۹ أحمد سوسة
۲ – بلاد ما بين النهرين ص ۲۰۰ ليو اوپنهايم
۳ – أ – التنبيه والاشراف ص  ٦۹ المسعودي
  - ب – بلاد ما بين النهرين ص ١۹۹ ليو اوپنهايم
٤ – قاموس كلداني – عربي / مقدمة يعقوب اوجين منا
٥ – خلاصة تاريخية للكنيسة الكلدانية لأوجين تسران ص ۳ ترجمة  سليمان الصائغ
٦ – رحلات الى العراق  / الجزء الثاني ص ١۲۹ تأليف سير ولبس بدج
٧ – أ – التاريخ العام / الجزء الأول ص ١٦۳ – ۱۹٦ أحمد رفيق
  - ب – تاريخ الجنس العربي المجلد الثالث ص ۲٤ محمد عزة دروزة
۸ – لغة العرب المجلد الأول ص ٥۲ انستانس الكرملي
۹ – التنبيه والاشراف ص ۱ أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي .
١٠ – المصدر اعلاه ص ٦٨ – ٦۹
۱۱ – مختصر تاريخ الدول ابن العبري ص ۳
١۲ – لغة العرب المجلد الاول ص ٥٤ ألاب انستانس الكرملي
١۳ – المصدر السابق ص ٥٥
۱٤ – المصدر السابق ص ٥٥
١٥ – العراق في التاريخ ص ۱٦۳
١٦ – التنبيه والاشراف ص ٦۸ – ٦۹ ألمسعودي
۱٧ – ذخيرة الاذهان الجزء الاول ص ۲٤ – ۲٥ بطرس نصري
۱۸ – حضارة العرب ومراحل تطورها ص ١٥۹ – ۱٦۲ أحمد سوسة
١۹ – عظمة بابل ص ۹٠ د . هاري ساكز ترجمة د . عامر سليمان
۲۰ – مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة / الوجيز في حضارة وادي الرافدين ص ٥۱۳ / ٥۱٧ طه باقر
۲١ – المصدر السابق ص ٥٧٧ – ٥۸١
۲۲ – الصراع العراقي القارسي في زمن الفرثيين والساسانيين ص ۹٥ رضا جواد الهاشمي
۹٤
۲۳ – ذخيرة الاذان / الجزء الأول ص ۳۳ بطرس نصري
۲٤ – مجلة النجم / العدد الخامس لسنة ۱۹۲۹ ص ۲۲٥ القس يوسف تفنكچي
۲٥ – العراق في التاريخ الفصل الثامن ص  ۲٦۳ ألدكتور مؤيد سعيد
۲٦ – المصدر اعلاه ص ۲٥١
۲٧ – تاريخ الموصل / الجزء الاول ص ۱۹ سليمان الصائغ
۲۸ – المصدر اعلاه ص ۳۰
۲۹ – الفكر المسيحي العدد ١٨٤ لسنة ۱۹۸۳ ص ۱٧۹
۳٠ – كلدو واثور المجلد الثاني ص ٥ – ٦ ادي شير
۳١ – تراث اربيل التاريخي ص ٤۱ هادي رشيد الچاوشلي
۳۲ – مجلة النجم ، العدد الثامن لسنة ۱۹۲۹ ص ۳٤٧ بطرس عزيز
۳۳ – الديورة في مملكتي الفرس والعرب ص ١ – ۲ يشوعدناح
۳٤ – المصدر اعلاه ص ٤
۳٥ – أ – تقويم قديم للكنيسة النسطورية الكلدانية بطرس عزيز
    - ب -  مجلة النجم العدد التاسع لسنة ۱۹۳۱ ص ٤١۲ مونسنيور پولس بيرو
۳٦ – مجلة النجم العدد السابع لسنة ۱۹۳۱ ص ۳٠٥
۳٧ – مجلة النجم العدد الثالث لسنة ١۹۲۹ ص ۱٤٧
۳۸ – مختصر تواريخ الكنيسة ص ٦۰۸ لومون الفرنساوي
۳۹ – مجلة النجم العدد السادس لسنة ۱۹۲۹ ص ۲٤۹ – ۲٥٦
٤۰ – ذخيرة الاذهان الجزء الثاني ص  ٧۸ – ٧۹
٤١ – مجلة بين النهرين / ۱۹۹٠
٤۲ – ذخيرة الاذهان الجزء الثاني ص ٧٧ بطرس نصري
٤۳ – مختصر تواريخ الكنيسة ص ٤۹٥ – ٥۰۲ لومون الفرنساوي ترجمة الخوري يوسف داود
٤٤ –أ – التقرير السنوي للجنة الخيرية الكلدانية / حلب / ١۹۹٦ ص ٦١ المطبوع على شكل كتاب
    -ب – خلاصة تاريخية  للكنيسة الكلدانية ص ۱٠٦ – ١۰٧ لأوجين تسران ترجمة سليمان الصائغ
   - ج – ذخيرة الاذهان الجزء الثاني ص ٧۸ – ٧۹ بطرس نصري
٤٥ – أ – ذخيرة الاذهان الجزء الثاني ص ۹٧ – ۹۸ بطرس نصري
    - ب – مجلة النجم العدد السادس لسنة ١۹۲۹ ص ۲٠٤ بطرس نصري
٤٦ – أ – مجلة النجم العدد الخامس لسنة ١۹٥١ ص ۳٤۳ – ۳۲٦ قرياقوس الحكيم
    - ب – تاريخ الادب السرياني / روبنسن دوفال ترجمة لويس القصاب
   - ج – كنيسة المشرق ص ٤٤ الدكتور يوسف حبي
۹٥
٤٧ – ذخيرة الاذهان الجزء الاول ص ۲٤ بطرس نصري
٤۸ – أ – العراق في التاريخ ص ۲٥١ - ۲٦۳
     - ب – تاريخ الشرق القديم ص ۲٧۳ – ۲۸۳ د . سامي سعيد وجمال رشيد
    - ج – تاريخ الموصل الجزء الاول ص ١۹ سليمان الصائغ
٤۹ – نشأة العراق الحديث الجزء الاول ص ۱۳ هنري فوستر
٥٠-  مختصر تاريخ العرب ص ٧ سيد امير علي
٥١ – أ – مقدمة في تاريخ الحضارت القديمة ص ٥٤۸ طه باقر
    - ب – تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين الجزء الاول ص ۱٥٥ – ١٥٦ فيليب حتي
    - ج – مروج الذهب / الجزء الاول المسعودي
   - د – انتصار الحضارة ص ۲۳١جميس هنري ترجمة احمد فخري
   - هـ - العراق في التاريخ / الفصل السادس / ص ۱٦٤ سامي سعيد الاحمد
   - و – عظمة بابل ص ۱٧٠ – ١٧۱ هاري ساكز
٥۲ – الكلدان والتسمية القومية حبيب حنونا
٥۳ – جملة العشرة الاف فارس ص ١۸۲ زينفون ترجمة يعقوب منصور
٥٤ – العراق في التاريخ الفصل الخامس ص ۱٤۹ د . عامر سليمان
٥٥ – المصدر السابق ص ١٥٠
٥٦ – الكلدان والتسمية القومية حبيب حنونا
٥٧ – العراق في التاريخ الفصل الخامس ص ۱٥۱ – ١٥۳ د . عامر سليمان
٥۸ – العراق القديم ص ٤۲٨ جورج رو
٥۹ – المصدر السابق ص ٤۳٠ – ٤۳۱
٦۰ – كلدو واثور الجزء الثاني ص ۳۹ – ٤۱ ادي شير
٦١ – مجلة النجم العدد الثاني لسنة 1929 ص ٥١ – ٥۸
٦۲ – ذخيرة الاذهان الجزء الاول ص ۳۸ بطرس نصري
٦۳ – أ – الكلدان والتسمية القومية حبيب حنونا
     - ب – بلاد ما بين النهرين ص ١۹۹ – ۲۰۰ ليو اوپنهايم
       - ج -     
Chaldeans present and past Fr. Mecheal J Bazzi P. 20-22
٦٤ – علوم الكلدانيين ص ۱ مارغريت روتن ترجمة الدكتور يوسف حبي ( تحت عنوان علوم البابليين )
٦٥ – المصدر السابق الصفحة ذاتها
٦٦ – سفر التكوين الاصحاح الحادي عشر من ١ – ۱٠
۹٦
٦٧ – أ – مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين ص ٥١۹ طه باقر
     - ب – العراق القديم ص ٤۳۱ جورج رو
      - ج – العراق في التاريخ الفصل الخامس ص ۱٥٦ د . عامر سليمان
٦۸ – العراق في التاريخ الفصل الثامن ص ۲٥۲ – ۲٥۳ د . مؤيد سعيد
٦۹ – المصدر السابق ص ۲٥٦
٧٠ – أ – المصدر السابق ص ۲٤٨ – ۲٤۹
     - ب – مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة / الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين ص ٥۹۹ طه باقر
٧١ – مدارس العراق قبل الاسلام ص ۳٧ روفائيل بابو اسحق
٧۲ – مفصل العرب واليهود في التاريخ ص ۲۰۹ احمد سوسة
٧۳ – العراق القديم ص ۳٧۲
٧٤ – ذخيرة الاذهان الجزء الاول ص ۳١ – ۳۲ بطرس نصري
٧٥ – مدارس العراق قبل الاسلام ص ٧ روفائيل بابو اسحق
٧٦ – مجلة بين النهرين العدد ۲٤ لسنة ۱۹۸٠
٧٧ – المصدر في الفقرة ( ٧٥ ) ص ٨
٧۸ – مختصر تواريخ الكنيسة ص ٦٤٨ -  ٦٤۹ لومون الفرنساوي
٧۹ – الكلدان والتسمية القومية حبيب حنونا
۸٠ – ذخيرة الاذهان الجزء الاول ص ۲٤ بطرس نصري
٨١ – تاريخ الجنس العربي المجلد الثالث ص ۲٤ محمد عزة دروزة
۸۲ – التنبيه والاشراف ص ٦٨ – ٦۹ المسعودي
۸۳ – تاريخ مختصر الدول ابن العبري
٨٤ – ذخيرة الاذهان الجزء الثاني ص ۸٠ – ٨١ بطرس نصري
۸٥ – مجلة لغة العرب ص ۲۰٧ الجزء الاول الاب انستانس الكرملي
۸٦ – الصابئة المندائيون الكتاب الاول ص ٤٥ الليدي دراور
٨٧ – الكلدان والتسمية القومية حبيب حنونا
۸۸ – الاشوريون في التاريخ ص ٦٧ – ٦۹ ايشو مالك
٨۹ – ذخيرة الاذهان الجزء الاول ص ۳٤٦ – ۳٤٨ بطرس نصري
۹٠ – ذخيرة الاذهان الجزء الثاني ص ۹٧ – ۹۸ بطرس نصري
۹١ – مجلة النجم العدد ۹ لسنة ۱۹۳١ ص ٤١۲ المونسنيور بولص بيرو
۹۲ – مفصل العرب واليهود في التاريخ ص ٥۹٦ احمد سوسة
۹۳ – مختصر تواريخ الكنيسة ص ٤٧٠ لومون الفرنساوي
۹٧
۹٤ – المصدر السابق ص ٦۰۸
۹٥ – المصدر السابق ص ٦٤۳
۹٦ – كلدو واثور الجزء الثاني ص ۲٥٥ ادي شير
۹٧ – النفط مستعبد الشعوب ص ١٦٥ يوسف ابراهيم يزيك
۹۸ – الفكر المسيحي العدد ۱٨٤ لسنة ١۹٨۳ ص ۱٧۸
۹۹ – رحلتي الى بغداد في عهد داود باشا ص ۹٤ – ۹٥ جميس ريموند ولستيد ترجمة سليم طه
١٠٠ –مجلة الفكر المسيحي العدد ۳۳١ / ۳۳۲ ص ١۲ لسنة ١۹۹۸
١۰١ – المصدر السابق ص ١۳
١٠۲ – المصدر السابق ص ١١ – ١٦
١٠۳ – كلدو واثور المجلد الاول / الباب الرابع الفصل الاول
١۰٤ – المصدر السابق الباب الرابع الفصل الخامس
١٠٥ – تاريخ الموصل الجزء الاول ص ۲۱ -    ۲۲ سليمان الصائغ
١۰٦ – الفكر المسيحي العدد ۳۳١ ص ۱۱ لسنة ١۹۹۸
۱۰٧ – التقرير السنوي للجنة الخيرية الكلدانية / حلب المطبوع ككتاب سنة ۱۹۹٦ ص ٤٦ – ٤٧
١٠٨ – تقويم قديم للكنيسة النسطورية الكلدانية بطرس عزيز
۱۰۹ – المصدر السابق ص ١۳
۱۱٠ – كلدو واثور المجلد الثاني ص ٥ ادي شير
۱۱۱ – مجلة النجم العدد الخامس لسنة ١۹۲۹ ص ۲٥٥
۱۱۲ – ذخيرة الاذهان / الجزء الاول ص ۳٤٦ بطرس نصري
۱۱۳ – مجلة بين النهرين ١۹۹۰
۱۱٤ – مجلة النجم العدد التاسع لسنة ١۹۳١ ص ٤۱۲
١١٥ – مجلة النجم العدد الثاني لسنة ۱۹۲۹ ص ٥١ – ٥۲
۱۱٦ – مجلة النجم العدد العاشر لسنة ١۹۲۹ ص ٤٤۱ – ٤٤٧
١١٧ – مجلة النجم العدد الخامس لسنة ۱۹۲۹ ص ۲٥٥ – ۲۲۹
١١۸ – كتاب الديارات لابي الحسن علي المعروف بالشابشتي ص ۱٧۱
١١۹ – العراق في التاريخ الفصل الخامس ص ۱۲٠ د . عامر سليمان
١۲۰ – الكلدان والتسمية القومية حبيب حنونا
۱۲١ – مجلة النجم العدد الخامس لسنة ١۹۲۹
۱۲۲ – مفصل العرب واليهود في التاريخ ص ٥۹٦ – ٥۹٧ احمد سوسة
١۲۳ – المصدر السابق ص ٥۹٧
۹٨
۱۲٤ – كتاب الرئاسة المطبوع في شيكاغو سنة ١۹۸٧ كوركيس بنيامين بيث اشيثا
۱۲٥ – أ – النفط مستعبد الشعوب ص ۲۳۳ – ۲۳٤ يوسف ابراهيم يزيك
       - ب – تاريخ الموصل الجزء الاول ص ٥١ – ٥۲ سليمان الصائغ
١۲٦ – النفط مستعبد الشعوب ص ۲۳٦ يوسف ابراهيم يزيك
۱۲٧ – المصدر السابق ص ۲۳٧
۱۲۸ – المصدر السابق ص ۲٤۲
۱۲۹ – رحلة بوجولا في الشرق الادنى / طبعة بروكسل / ۱۸٤۱ الجزء الاول ص ۱٨۰
۱۳٠ – تاريخ الوزارات العراقية المجلد الثالث ص ۲٥٤ – ۲٥٥ عبدالرزاق الحسني
۱۳۱ – المصدر اعلاه ص ۲٥٥
۱۳۲ – أ – مذكرات توفيق السويدي ص ۲٤۳
       - ب -
Sir A.T.Wilson A. clash of loyalties P.39 _40
۱۳۳ – تاريخ الوزارات العراقية / المجلد الثالث / ص ۲٥٦ عبدالرزاق الحسيني
۱۳٤ – التقرير البريطاني حسب ما ورد في حاشية الصفحة ۲٥٧ من المصدر اعلاه
۱۳٥ – القضية ( المسألة ) الكوردية والقوميات العنصرية في العراق ص ۹٧ – ۹٨ لوقا زودا .
۱۳٦ – العراق في تاريخ – الفصل الثاني ص ٦۸١ -٦٦۲ الدكتور مظفر عبدالله والدكتور جهاد صالح
۱۳٧ – أ – جغرافية بادينان ص ۲٤۲ – ۲٥٠ انور مايي
      - ب – الاكراد في بادينان ص ۲۰۲ – ۲١٠ انور مايي
۱۳۸ – صفحات من تاريخ اثوريي كوردستان ابان الحرب الاولى ص ۱۲ – ۲۰ ياسين سردشتي مدرس مساعد للتاريخ الحديث في كلية الاداب / جامعة دهوك
۱۳۹ – كورد و كوردستان ص ۳۹ – ٤٠ د . كمال مظهر ترجمة محمد الملا عبدالكريم .
۹۹
رقم الايداع
۳١٥
من منشورات
المركز الكلداني للثقافة والفنون – دهوك
مطبعة هاوار – دهوك      مركز ابل للكومبيوتر

107
(( الجزء الثاني ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

والأجناس واستقواء أمر الدين على العرق ولو كان جميع الكلدان او الآراميين قد دخلوا المسيحية ربما لما نبذوا تسميتهم العرقية منذ البداية كما حدث .
ويقول أحد المصادر ( لقد سميت الكنيسة بالسريانية بالرغم من ان اهلها كانوا
٤۰
يدعون في هذه البلاد كلدانآ واراميين وبابليين وغيرهم لأنه لما تداول الزمان على الدول الكلدانية صار اسم الكلدان كناية عن الماهرين في علم الهيئة وملاحظة النجوم والعرافين والكهنة والفأل المحرم فلما استضاء اهل البلاد بالمسيحية رفضوا هذا الأسم لما فيه من الكراهية في الدين وللسبب ذاته هجروا التسميات الآخرى ( ٦۲ ) .
فإذا كان العدد اليسير من الكلدان الباقين على وثنيتهم قد اسلموا مع بقايا الوثنيين الآخرين في البلاد فهذا لا يعني ان جميع الكلدان اسلموا ومن يقرأ ادعاء المالح ورأيه المثير للسخرية في هذا المجال يتصور بأن الكلدان لم يدخلوا المسيحية قطعآ خلاف ما ذكرته وبقوا جميعهم على وثنيتهم وهذا ما يخالف جميع المصادر التاريخية المسيحية منها وغير المسيحية .
٤١
الكلدان وبابل
من يقرأ هذه الصفحات من كراس المالح من الضليعين بالتاريخ يشعر بنواياه وبما يصبوا اليه من تجريد بابل من الكلدان والكلدان من بابل ، حيث يقول لم تكن بابل يومآ من الايام موطن الكلدانيين ، وبأنها كانت تضم اكثر من مائة شعب على مر العصور ، وهنا يجب الوقوف عند هذا الرقم المبالغ به الى درجة الإستغراب ، يبدو بأن المالح من خلال الآراء التي ينشرها اتقن دروس اسياده وتخصل بخصائلهم ان لم يكن قد تجاوزهم ، واستغرب لهذه المبالغة الجوفاء ، واتساءل ما الهدف منها ؟
ألم يكن الأجدر به ان يكتب ما تمليه عليه الحقائق والأمانة العلمية ؟
على الأقل لتبقى لديه ذرة من المصداقية بين القراء لأن القاريء اليوم ليس بغافل عن الحقائق التاريخية المتعلقة بأمته ووطنه ، فلما كل هذا التخبط ؟
فإذا كان المالح يقصد برقمه هذا الشعوب الغازية المعدودة والمعروفة التي غزت واحتلت بلاد بابل ؟ فإن هؤلاء الغزاة كانوا قد احتلوا البلاد من شمالها الى جنوبها وبضمنها بلاد آشور ! ولما كان ما اورده في كراسه يتضمن الكثير من المغالطات والمبالغات فلا بد ان اتطرق اليها تدريجيآ من اجل انارتها أمام ابصار القراء وايضاحها كيما يصدق البعض ممن لا دراية لهم في هذا المجال ويصبحوا ضحية هواة التحريف والتزوير والتزييف . لقد ذكرت في الصفحات السابقة ان الكلدان كانوا قد سكنوا على ضفاف الخليج وحتى كلدية شمال بابل منذ عهود طاعنة في عمق الزمن وفق ما نوهت اليه من المصادر ، ولتسليط الضوء على هذه الفقرة لابد لي ان اوضح خارطة القبائل
٤۲
الكلدانية من حيث موطنها .
كان الشعب الكلداني كأي شعب كثير التعداد مكونآ من قبائل وبيوتات وكانت هذه البيوتات من السعة والكثافة السكانية بحيث كانت تشكل كل منها مملكة أو امارة خاصة بها ومن هذه القبائل :
۱- بيث ياكين – ۲- بيث داكوري – ۳- بيث اموكاني – ٤- بيث اديني – ٥- بيث شئالي ( شعالي ) – ٦- بيث شيلاني – ٧- بيث فوقودو – ۸- بيث گمبالو – ۹- بيث كرزيابكو ، هذه اسماء البيوتات ذات الشأن من بيوتات شعبنا الكلداني عدا البيوتات الصغيرة والأقل شأنآ ، وكانت هذه القبائل تسكن من المنطقة شمال بابل والى بيث قطراي ( القطر ) وضفاف الخليج جنوبآ ومن حدود عيلام شرقآ حتى البادية غربآ ، هذا قبل تشكيل الدولة الكلدانية ( ٦۳ ) .
عدا الجرامقة في ديالى وبيث كرماي والنبط والصابئة المندائيين الذين لازالوا على ديانتهم غير المسيحية وتقول مارگريت روثن في كتابها ( علوم الكلدانيين ) الذي ترجمه الأب الدكتور يوسف حبي تحت عنوان ( علوم البابليين ) نقلآ عن كتيسياس الطبيب والباحث اليوناني بأن الكلدان هم قدامى البابليين وهم الذين أغنوا المنطقة بالعناصر الأساسية لحضارة الشرق الأوسط بأكملها ( ٦٤) .
وهناك الكثير من المؤرخين يطلقون على جنوب بلاد ما بين النهرين بضمنها بابل بلاد الكلدان ( ٦٥ ) .
وسميت ايضآ ببلاد بابل ، وسميت بعد الفتوحات الاسلامية بالعراق كما ذكرت سابقآ .
ولقد أخذ المالح تعبير بلبلة ومبلبلة من التعبير الذي وصف بها التوراة بابل عندما غضب الله على سكانها الذين ارادوا ان يبنوا المدينة وبرجها العالي ليناطح السماء فبلبل لسانهم لكي لا يفتهم احدهم على الآخر وحدث ذلك فتوقفوا عن بناء البرج على
٤۳
حد تعبير كاتب السفر ( ٦٦) .
وما يذكره المالح حول الشعوب التي غزت بابل أو تواجدت فيها لفترة من الزمن لمجرد تجريدها عن الهوية الكلدانية لا يخرج من الأهداف المرسومة له وهنا أود أن أقول بأن السومريين سكنوا جنوب بلاد ما بين النهرين منذ عدة آلاف من السنين قبل الميلاد وجاء من بعدهم الأكديون حوالي سنة ۲٤۰٠ ق . م ومن ثم الگوتيين ليسيطروا على البلاد زهاء قرن من الزمان وفي سنة ۲۱۲۰ ق . م تم تحرير البلاد من السيطرة الگوتية ، على يد اتوحيگال ويبدو ان السلالات التي اعقبت الگوتيين كانت تسمى بلادها بلاد سومر وأكد ولم تضع فاصلآ بينهما وعاد السومريين الى الظهور في عهد سلاسة ايسن ولارسا ومن ثم جاء الاموريون فسيطروا على البلاد في اواخر الألف الثالث قبل الميلاد ومن بعدهم الكشيون فكانت البلاد احيانآ تخضع لأنظمة حكم وطنية واحيانآ لأنظمة حكم الشعوب الغازية فتحدث صراعات بين السكان الأصليين وهؤلاء الغزاة وعندما اقول البلاد اقصد بلاد ما بين النهرين بأجمعها وما اريد ان اوضحه هنا ومن اجل تبيان مفارقات السيد المالح ، ان الشعوب التي غزت أو سكنت بابل أو حكمتها في فترات مختلفة كانت قد غزت شمال البلاد ايضآ ولاسيما البلاد التي سميت ببلاد اشور وربما فاق عدد الشعوب التي تواجدت في هذه المنطقة بكثير عدد الشعوب المتواجدة في بابل فكانت هذه البلاد ( بلاد اشور لاحقآ ) قد خضعت للحكم السومري والأكدي والگوتي ثم لسلالات أور فحكم الاموري اضافة الى تواجد الشعب السوبارتي الذي كان يشكل أكثرية السكان وتواجد الآراميين والماديين والحثيين والليديين والاورارطيين والميتانيين هذا عدا الأسرى الكلدان والأسرى من اليهود . اجل كانت هذه الشعوب متواجدة في بلاد اشور قبل سقوط نينوى سواء كغزاة او متغلغلين أو مستوطنين أو اسرى ومرحلين فما اراد المالح قوله بخصوص التركيبة الاجتماعية أو بالأحرى السكانية لبلاد بابل نتيجة الغزوات أو الهجرات المتوالية كان ينطبق على بلاد اشور على مر الزمن ايضآ وربما بشكل اكبر أو مضاعف .
وأما بخصوص تدمير نينوى لدى سقوطها وعدم اكتراث الكلدان بإعادة بنائها فهي
٤٤
حقيقة ولكن الدمار الذي لحق بها لم يكن يساوي جزءآ من الألف من الدمار الذي لحقه الملكان الآشوريان سرجون وسنحاريب ببابل ، فنبوبيلاصر لم يقم بتحويل مجرى نهر دجلة الى داخل المدينة ( نينوى ) كما فعل سنحاريب والدمار في نينوى اقتصر على المباني العامة والأسوار وقصور الملوك في حين كان تدمير بابل شاملآ ومن ثم ان الكلدانيين بعد تشكيل دولتهم لم يجعلوا نينوى التي احتلوها عاصمة لهم ليقوموا بإعادة بنائها وانما قاموا بإعادة بناء بابل ليجعلوها أجمل وأبهى وأشهر مدينة عرفها التاريخ القديم هذا اضافة الى الأهمية والسمعة التي كانت تحظى بها بابل والتي لم تكن تحظى بها نينوى التي اصبحت عاصمة ادارية للدولة الآشورية عام ٧٠٤ ق . م وقبل هذا التاريخ كانت مجرد احدى كبريات المدن الآشورية ( ٦٧ ) .
وبالرغم من كل ما تعرض له الكلدانيون قبل تأسيس دولتهم على يد الملوك الآشوريين من قتل وتنكيل وتهجير وترحيل ومن ثم بعد سقوط دولتهم ايضآ على يد العيلاميين سنة ٥۳۹ ق . م وتعرضهم الى القتل والبطش على اثر كل ثورة أو انتفاضة قاموا بها ، إلا ان اعداءهم لم يتمكنوا من اماتة المشاعر القومية لديهم فبالرغم من خضوعهم لسيطرة الغزاة والمحتلين الا انهم كانوا يعتزون بتاريخهم ونسبهم وملوكهم لِما وجدوه من فرق شاسع بين ملوكهم وملوك الغزاة فكانوا يسمون ابناءهم بأسماء هؤلاء الملوك وحتى الثوار الكلدان كانوا يطلقون على انفسهم تسمية ملوكهم الكبار وصمد الكلدانيون أمام عاديات الزمن حتى جاء الاسكندر المقدوني ليحتل بلدان الشرق باجمعها ويقترب من حدود الصين ويجعل من بابل عروس مدن الشرق التي دكها العيلاميون والاخمينيون الفرس ودمروا مبانيها عاصمة له فعادت الى الانتعاش وازدهرت الحركة العلمية في هذا العهد ثانية وعادت الحركة الى هياكل ومعابد الآلهة في بابل واعيدت اليها الممتلكات المغتصبة من قبل الفرس وبرز العديد من العلماء في هذه الفترة من الكلدان من امثال كيدينو ( كيديانس ) و پيروسوس وآخرون كأيكور – ذاكر ( سن – ليفي – اونيني ) و ( اخوتو ) والذين كانوا يعتزون بأصلهم الكلداني فقاموا بكتابة نسبهم الى الجد العاشر لهم اعتزازآ بانتسابهم الى قوميتهم الكلدانية وقلدهم
٤٥
في ذلك كتاب العدول ايضآ ( ٦۸ ) .
غير ان بابل بعد هذا الانتعاش وبعد حكم الاسكندر عادت لتخضع ثانية الى الحكم الفرثي الفارسي سنة ۱٤۰ / ۱۳۹ ق . م وقام الكلدان بثورة ضد نظام الحكم في عهد حيميروس وذلك سنة ۱۲٧ ق . م غير ان حيميروس استطاع من القضاء على الثورة واخمادها وفي عام ۹۱ ق . م نصب ( غوتارس ) وزوجته ( اشى – اباتوم ) نفسيهما ملكين على بابل وأعلنا استقلالها فانحصر حكم الفرثيين في عهد ملكهم ميثريدات في وسط وشمال البلاد وايران ولم يكن غوتارس من السلالة الارشاقية كما يدل اسمه واسم زوجته الى الأسماء البابلية ويشابهانها ( ٦۹ ) . 
وفي مطلع القرن الأول الميلادي في زمن ارطبان ( ۱۰ – ٤٠ ) م كانت بابل تحت السيطرة الفرثية وكان يسكنها اضافة الى السكان الأصليين بعض الفرس وعدد من الاغريق واما اليهود فكانوا قد طردوا منها لقيامهم بتسميم آبار المياه وتسببهم في قتل الكثيرين وانتشار الأوبئة ، وكان تراجان قد ذكر لدى دخوله بابل سنة ۱۱٥ بأنه وجد سكانها قد فروا وكان قصر نبوخذنصر لايزال قائمآ والذي تم تدميره على رأي المؤرخين خلال الفترة ( ۳۰۰ – ٥٠٠ ) م .
ولم يقتصر المالح في كتابه على الاجتهادات الشخصية ودرج الاباطيل وانما قام بتحريف ما ذكره المؤرخون والكتّاب ايضآ ففي الوقت الذي يقول جورج رو في كتابه العراق القديم الصفحة ٥٥۲ والتي اشار اليها المالح : لقد ادرك الاسكندر الكبير مثل كورش من قبله انه لن يكون بوسعه حكم ما يزيد على مائة أمة مختلفة دون استمالة قلوبها ، كما فعل كورش لدى دخوله بابل حيث ادعى انه جاء بناء على طلب إلإله مردوخ وكان قد استغل الفجوة التي كانت بين الكلدان وآخر ملوكهم نابونيد الذي اهمل عبادة الإله مردوخ ووثق الناس بكورش بعد ان وجدوه يحترم معتقداتهم ولكن كورش فعل ذلك مع الكلدانيين البابليين غير ان الاسكندر يقصد باستمالة قلوب المائة أمة التي خضعت لسلطته اعتبارآ من اليونانيين وحتى تخوم الصين شرقآ فأرمينيا شمالآ ومصر والبحر المتوسط غربآ فكان يسكن في هذه البقاع فعلآ اكثر من مائة أمة
٤٦
كان على الاسكندر ان يعرف كيف يتعامل معها لتخضع لسلطته دون أية معضلة ولم يكن يقصد بهذه الرقعة الشاسعة بلاد بابل التي لم تكن تضم ربما اكثر من ثلاثة او اربعة اقوام ومن بينهم الأسرى والسبايا بل كل البلدان التي اخضعها لسيطرته واما فيما يتعلق بخلو بابل من سكانها لدى مجيء تراجان ومن بعده سبتيموس سفيروس بجيوشهما فهذا امر طبيعي بالنسبة لمدينة اصبحت ساحة معارك منذ سقوطها على يد كورش العيلامي سنة ٥۳۹ ق . م وحتى مجيء هؤلاء اليها ولكن هذا لا يعني فناء سكانها وانما هجروها ليسكنوا مواقع ومدن اخرى بعد ان لم يبقى فيها ما يشجعهم على البقاء من هياكل الآلهة والمباني والحياة الآمنة وتذكر المصادر بأن بابل فقدت بريقها بعد سقوطها أو احتلالها من قبل العيلاميين والأخمينيين ومن ثم بعد قيام سلوقس ببناء ساليق كمدينة أو عاصمة له بديلة عنها وقام بترحيل الالاف من سكانها ليسكنوا عاصمته الجديدة قرب المدائن التي اصبح تعداد سكانها زهاء ( ٦٠٠۰۰۰ ( ستمائة الف نسمة ( ٧٠) فالرحيل عن بابل وهجرها لا يعني اندثار وفناء الكلدان كما يريد المالح ان يتخذ من ذلك دليلآ لنهاية الكلدان لأننا نجد بابل بعد زوال تلك الظروف تستعيد انفاسها وترجع عامرة بسكانها ، حيث تذكر المصادر الكنسية ومنها الأنجيل المقدس توجه المجوس الى اورشليم حيث ولد يسوع المسيح وهم يتتبعون النجم الذي اصبح دليلهم وهؤلاء المجوس كانوا من الكلدان البابليين هؤلاء الذين أسسوا علم الفلك واصبحوا علمائه ، كما وهناك مصادر تذكر بأن تعداد المسيحيين في بابل ، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب بلغ ( ۱٥۰۰۰۰۰ ) مليون ونصف المليون نسمة مع عدد من اليهود ( ٧۱ ) .
إذن نستطيع أن نستنتج من قراءة ما مضى من الصفحات بأن بابل كانت قد عادت عامرة بالسكان بعد انتشار المسيحية وان اخليت لفترات معينة فبسبب الظروف والحروب هذا من ناحية ومن ناحية ثانية ان رحيل سكان بابل الى مناطق أو مدن أخرى لا يعني نهاية الكلدان كشعب لأن موطن الكلدان لم يقتصر على مدينة واحدة اسمها بابل فقط .
٤٧
اللغة التي نتكلم بها
ان لم تكن كلدانية فليست اشورية
تذكر جميع المصادر التاريخية  التي تتكلم عن بلاد ما بين النهرين وعن تاريخ البابليين والاشوريين بأن اللغة التي كان يتكلم بها البابليون والاشوريون كانت الأكدية بلهجتها البابلية وكانت تمثل اللهجة الجنوبية والاشورية والتي تمثل باللهجة الشمالية ، وظهور هاتين اللهجتين في اللغة الأكدية أمر طبيعي فهذا يحدث لدى جميع اللغات لأسباب منها :
اتساع ساحة اللغة وابتعادها عن نقطة المركز ( منبع اللغة ) وقلة الإتصالات بين نقطة المركز والبقاع النائية التي تحتلها اللغة ، ثم تأثرها باللغات المحيطة بها ايضآ وهذا ما حدث للأكدية بلهجتيها البابلية والاشورية والتي كانت تكتب بالخط المسماري ويعود سبب تكلم الاشوريين باللغة الأكدية لعوامل عديدة منها :
۱- كون الاشوريين من ابناء القبيلة التي هاجرت من بلاد بابل في اواخر الألف الرابع واوائل الألف الثالث قبل الميلاد ويؤيد ذلك ايضآ العهد القديم حيث يقول بأنهم
٤۸
خرجوا من ارض شنعار وكانت اللغة السائدة هي الأكدية .
۲- كانت البلاد من جنوبها الى شمالها اضافة الى الأقاليم المحيطة بها خاضعة للدولة الأكدية لفترة طويلة ففرضت اللغة الاكدية نفسها على كافة الأقاليم الشمالية والجنوبية ، الشرقية والغربية من البلاد واستمرت هذه اللغة حتى القرون الأخيرة من الألف الأول قبل الميلاد متداولة جنبآ الى جنب مع اللغة الآرامية ونتيجة الاختلاط بين اللغات الثلاثة السومرية ، الأكدية ، ثم الآرامية من حيث ساحة تداولها تداخلت مفرداتها فلو قارنا المفردات التي نستعملها اليوم بالمفردات القديمة الاكدية لوجدنا بعضها في الاكدية ايضآ وحتى في السومرية ، غير ان اللغة الارامية وكما يبدو بدأت بالإنتشار من خلال الهجرات والنزوح السكاني حيث دخلت بلاد ما بين النهرين قبائل ارامية عديدة رحلت من بلاد الشام بإتجاه بلاد بابل اعتبارآ من مطلع الألف الأول قبل الميلاد ( ٧۲ ) .
هذا من ناحية ومن ناحية ثانية كان للعامل التجاري دورآ في نشرها اضافة الى الاختلاط سواء من خلال الغزوات أو الترحيل والأسرى وهذا ما حدث في بلاد اشور حيث بدأت الارامية تنافس الاكدية الاشورية منذ القرن الثامن قبل الميلاد حيث توسعت رقعة الارامية في هذه البلاد وتدريجيآ على الصعيد الشعبي والرسمي ( ٧۳ ) . أسوة ببلاد الكلدان .
وفي مجال اللغة يعترف المالح بكون الأكدية لغة الدولتين الاشورية والبابلية الكلدانية لحين انتشار الارامية في بلاد الرافدين ، واتفق معه بكون اللغة التي نسميها اليوم بالكلدانية ويسميها البعض بالآشورية هي في الأصل لغة ارامية وهذه حقيقة لا تقبل النقاش لأنه لو كانت هذه لغتهم لما تكلموا بالأكدية .
ولكن على المالح والآخرين ان يعرفوا بأن هذه اللغة التي نتكلم بها حتى اليوم ليست قطعآ آشورية كما ذكرنا لأن الآشوريين ايضآ اقتبسوها من الآراميين كما اقتبسها الكلدان ولكن مع ذلك اقولها من غير تحيز بأنه للكلدان نوعآ من الحق باطلاق التسمية الكلدانية عليها لأسباب منها :
٤۹
۱- الكلدانيون هم الذين نشروا هذه اللغة بين الأمم وأخذها عنهم الآشوريون والفرس وغيرهم بعد ان أخذوها بدورهم عن القبائل الآرامية التي استوطنت بلادهم وانصهرت بينهم وكان انتشارها واضحآ في عهد الدولة الكلدانية  حتى غدت في القرنين الأخيرين قبل الميلاد والقرون الأولى بعد الميلاد لغة الشرق الآوسط تقريبآ .
۲- كانت الكنيسة الكلدانية منذ تأسيسها في اواخر القرن الأول الميلادي وبداية القرن الثاني في بلادنا هي التي طورت هذه اللغة ونشرتها بنشرها المسيحية وجعلتها لغة طقوسها كما هي عليه لحد الآن ، ويقول بعض المختصين باللغة وتاريخ الكنيسة ان اللغة التي كانت شائعة في هذه البلاد لدى انتشار المسيحية كانت اللغة الآرامية أو السريانية  والتي سميت بالآثورية وهي اللغة الكلدانية نفسها التي كان يتكلم بها ابونا ابراهيم لما هاجر وطنه أور الكلدانيين والتي كتبت بها بعض اسفار التوراة أو العهد القديم واستعملها اليهود في السبي البابلي وتكلموا بها بعد عودتهم الى فلسطين من الأسر ، هذا وان الآرامية الفصيحة الشائعة اليوم هي على لهجتين احداهما شرقية والأخرى غربية ، فالشرقية هي لغة الكلدان من الكاثوليك والنساطرة والغربية هي لغة السريان الكاثوليك والموارنة واليعاقبة ( ٧٤ ) .
ويقول مصدر آخر بأن اللغة الآرامية كانت ذات لهجتين الشرقية هي الكلدانية والغربية هي السريانية ( ٧٥ ) .
وكان الملوك الكلدان قد اتخذوا الآرامية لغة رسمية لهم ففي عهد نابوبيلاصر اصبحت لغة البلاط الملكي الكلداني وحتى بعد سقوط بابل استمرت هذه اللغة في انتشارها فأصبحت اللغة الرسمية في العديد من المقاطعات الفارسية ولاسيما في عهد داريوس ، بل اصبحت لغة الشرق الأوسط ( ٧٦ ) .
ويقول مصدر آخر – أثبت اليوم علماء البحث والتنقيب ان الكلدانيين سكان وادي الرافدين دجلة والفرات هم أسبق الأقوام الى وضع الكتابة على طريقة التهجية أو المقاطع ثم انتشر اسلوبهم بين الآشوريين لسهولته واستعاره منهم سكان ارمينيا واطرافها ثم انتشر بين الماديين والفرس وما زال في الامتداد حتى العصور المسيحية
٥٠
الأولى ( ٧٧ ) .
وهناك من قال كانت في اورشليم الطقوس باللغة السريانية على الأغلب الى جانب السريانية المائلة الى كلدانية اليهود التي جلبوها من بابل بعد عودتهم من السبي ( ٧۸ ) .
لقد حاول المالح في كراسه الاتيان بأدلة واهية من اجل اقناع القاريء بأن اللغة التي نتكلم بها وتكلم بها اباؤنا ليست كلدانية بل ارامية وهذا ما أيدته به ويؤيده غيري من حيث اصل اللغة ، فهي اصلآ ارامية وسميت بالسريانية خطأ ، حيث اطلقت هذه التسمية عليها بعد المسيحية وخاصة بعد دخول قسم من الآراميين المسيحية فاطلق عليهم ايضآ السريان وعلى لغتهم السريانية ولكن السريانية لا تعني الآشورية والدياطسرون لم يكتب بالآشورية بل بالآرامية وان ططيانس نفسه لم يكن آشوريآ جنسآ كما ادعى المالح وان قيل بأنه اثوري انما يقصد بذلك التسمية الجغرافية ( بلاد  اشور ) حيث نسب اليها كما ينسب شخص ما الى العراق فيقال عنه انه عراقي وآخر مصري وآخر سعودي وآخر فرنسي ولكن العرق قد لا يكون عربيآ أو فرنسيآ ، ان ططيانس نفسه يلقب نفسه بالبربري ، ولم تعرف اللغة السريانية الشرقية بالآشورية في يوم من الأيام ولا يوجد أي مصدر يذكر ذلك سوى المصادر التي تصدر عن مؤسسة المالح وأسياده للتحريف والتزييف ، لأن التسمية الآثورية هي تسمية حديثة اطلقت على الكلدان  النساطرة بعد مجيء وفود كنيسة كنتربري البريطانية الى منطقة حكاري خلال السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر واوائل القرن الحالي ، ثم حورت في العقود الأخيرة الى اشورية لتطابق التسمية التي كانت متداولة قبل ( ۲٧) قرنآ من الزمان ، وان كان اجداد المالح الاشوريين  كما يدعي هو من غير ان يكون له جزءآ من المليون من دليل يؤيد رأيه ورأي الآخرين في هذا النسب اجل ان كانوا هؤلاء يتكلمون الارامية فهذا لا يعني ان هذه اللغة اصبحت اشورية ، والا لكانت كلدانية قبل ان تكون اشورية لأن الكلدان وكما ذكرت سابقآ هم الذين ساهموا بنشرها حتى في بلاد اشور ( ٧۹) . 
فكيف يحاول المالح تجريد الكلدان منها ولصقها بأجداده المزعومين الاصطناعيين ؟
 
٥۱
وهو ينتقد الكتّاب الكلدان لقيامهم بتسمية هذه اللغة بالكلدانية في حين يسمح لنفسه ولجماعته بتسميتها باللغة الآشورية وهذا ما لا اساس له قطعآ .
وفي موقع آخر من صفحات الكراس يذكر المالح ويؤيد بكون الصابئة المندائيين من اصول كلدانية وهذا أمر لا غبار عليه وحتى كتّاب الصابئة يؤيدون ذلك ، والسؤال الذي يطرح نفسه أمام انظار المالح هنا هو : طالما يعترف المالح بكون الصابئة كلدانآ وهم يتكلمون المندائية التي تعتبر ومع الآرامية من جذر واحد لا بل لغة واحدة تلك اللغة التي تكلم بها اجدادنا منذ القديم ، فكيف يرفض المالح تسمية هذه اللغة باللغة الكلدانية ؟هذا علمآ بأن الصابئة الكلدان تكلموا بها منذ البدء سواء في حران أو في بلاد الرافدين وكذلك في مواقع أخرى ، يتبين لنا من الأسطر السابقة بأن اللغة التي نتكلم بها اليوم وتكلم بها اجدادنا كانت الآرامية وبأن الكلدان لهم النصيب الأكبر من حق تنسيبها اليهم اكثر من أي شعب آخر بغض النظر عن آراء البعض من الكتّاب المعاصرين من رجال الدين الكلدان خاصة والذين يتمسكون بتسميات أخرى كالآرامية أو السريانية ، اضافة الى مصطلح الطائفة الذي يطلقونه على الفئات المسيحية سواءآ بصورة عفوية ودون تفكير في ابعاده وقد يستعمله البعض عن قصد لمسايرة آراء وتوجهات الجهات الرسمية التي تنكر التسميات القومية لمسيحيي بلادنا ، فهم يجارون هذه السلطات في طروحاتهم من غير وجه حق ومجرد لابعاد انفسهم من اشكالات قد تجابههم لو تمسكوا بها وانا اعتبر هذا نوعآ من الضعف فالجهات الرسمية تشجع التسمية السريانية لأسباب منها ان هذه التسمية ليس لها مدلول عرقي أو قومي اضافة الى عدم وجود من يدعي بالقومية الآرامية في بلادنا لأن البلاد الأصلية للآراميين هي سوريا فلا تحسب السلطة إذن أي حساب لهذه التسمية ايضآ ، فعسى ان يعي هؤلاء الموقرون من رجال الدين والكتّاب وخاصة الكلدان الى ابعاد هذه التسميات والمصطلحات لكي لا يساهموا في طمس التراث والحضارة التي لا يزال بلدنا مدينآ بها لأجدادنا الكلدان اضافة الى بلدان اخرى ايضآ .
٥۲
الكلدان و تسمياتهم الطائفية والقبلية
ذكرنا في الصفحات السابقة بأن  الأمة الكلدانية كانت تتكون من قبائل كثيرة يذكر المؤرخون والمصادر التاريخية اسماء قبائل عديدة منها ولاسيما القبائل ذات الشأن والتي لعبت دورآ سياسيآ وعسكريآ وقوميآ متميزآ والتي كانت تشكل امارات وممالك ودويلات المدن احيانآ منذ سقوط الدولة الكلدانية الأولى بعد الطوفان والتي ملك عليها نمرود الجبار( ۸٠ ) .
وتفيد المصادر بأن اول موجة بشرية خرجت من الجزيرة كانت الموجة الكلدانية التي سكنت بلاد ما بين النهرين واما الأسم فأقتبس من كلمة ( كلدو ) التسمية التي اطلقت على العراق الجنوبي حيث نزلت هذه الموجة ويعزز المصدر ما ذكر بمصادر أخرى وكتب عديدة ( ۸۱ ) .
كما ذكرهم ارسطو في كتابه بوليطيا وكذلك بطليموس وغيرهما بما مفاده ان الكلدانيين كانوا اصحاب مملكة كلواذي العظيمة واليها اضيفوا ويؤكد ذلك المسعودي
٥۳
قائلآ وكانوا شعوبآ وقبائل منهم – النينويون ، الآثوريون ، الارمان ( الاراميون ) والاردوان ، الجرامقة ، نبط العراق ، اليهوطايي ، واهل السواد وأيد ذلك ايضآ ابن الكلبي وغيره ( ۸۲ ) .
وقام المؤرخون العرب الجدد بتعريب بعض تلك القبائل ومنها النبط الذين هم من اصول كلدانية بتأييد العديد من المصادر والمؤرخين ( ۸۳ ) .
ومنهم المؤرخين العرب القدماء كالمسعودي الذي يقول في كتابه – مروج الذهب / الباب العشرين – ذكر ملوك بابل وهم من النبط وغيرهم المعروفين بالكلدانيين – وفيما يتعلق بالصابئة فلقد أكد الكثير  من الكتاب والمؤرخين بأنهم كلدانيون جنسآ فاضافة الى ما ذكرته اعلاه أضيف بهذا الخصوص ما تقوله مصادر اخرى حيث قال ابن العبري في كتابه تاريخ مختصر الدول بأن الذي تحقق منه ان الدعوة الصابئية انما هي دعوة الكلدانيين القدماء بعينها وقبلتهم القطب الشمالي ، ويقول بطرس نصري في كتابه ذخيرة الاذهان :
كان الصابئة يسكنون حران من مدن بلاد ما بين النهرين الشمالية وتبعوا منذ القديم ديانة الكلدان وسموا بعد المسيحية بنصارى مار يوحنا وهم لا يتمسكون بعقائد النصارى الا بالعماذ والصليب واكرام مار يوحنا . ويقول ابن النديم المتوفي سنة ۹۹٥ م في كتابه الفهرست عن مذاهب الحرانية الكلدان المعروفين بالصابئة ان اول سنتهم الأول من نيسان من كل عام على غرار السنة البابلية وأيد ابو الحسن ثابت الحراني ايضآ بكون الصابئة كلدانآ وبكون دعوتهم دعوة كلدانية وقبلتهم القطب الشمالي ( ۸٤ ) .
كما اوردهم ( الكلدانيين ) ابن خلدون بأسم القنطارية قائلآ بأنهم اصحاب قنطارين ارفكشاد ومنهم الصابئين وجاءت التسمية على اشكال مختلفة ( كنتاريون ، كتباريون ، قطباريون ، كشدانيون ، كشرانيون ، كنترانيون ، وقنترانيون وسبب الاختلاف فيها هو الكتابة غير المنقطة ( ۸٥ ) .
كما وردت تسمية تخص الكلدان وهي ( يوهطايي ) حيث تقول الليدي دراور
٥٤
بأنها كشفت في مخطوطة ديوان ( حران گويثه ) للصابئة تقول ( واستقبلتهم حران المدينة التي كان فيها الناصورايي ولهذا فليس من سبيل لملوك اليهوطايي ( الكلدان ) اليهم ( ۸٦) .
ويقول المصدر ذاته وبمساعدة الروهة ( أي الروح ) بنى اليهوطايي أي الكلدان مدينة جديدة ومنيعة ذات سبعة اسوار كل سور افخم من الذي يليه وهذه المدينة هي بغداد .
هذا اضافة الى التسميات التي تطرقنا اليها بإيجاز اعلاه فإن الأمة الكلدانية كانت تتكون من قبائل وبيوتات ايضآ وكان يترأس كل قبيلة رئيس يسمى ( الملك ) وما زالت هذه التسمية جارية لدى الكلدان النساطرة المرحلين من حكاري والذين يدعون انفسهم خطأ بالآثوريين وهذا ما سنأتي الى ذكره لاحقآ ولما كنا قد تطرقنا الى اسماء هذه القبائل فلا مبرر لاعادتها .
وكانت هذه القبائل ذات كثافة من حيث تعدادها وهذا ما يمكننا استخلاصه من عدد الأسرى أو المرحلين الذين جاء بهم الملوك الآشوريين الى شمال وشمال شرق وشمال غرب بلاد ما بين النهرين وذلك في عهد الامارات الكلدانية فنجد مثلآ تجلاتبيزر الثالث ( ٧٤٥- ٧۲٧ ) ق . م يرحل منهم خلال هجومه على بابل ( ۱٥٥ ) الف نسمة هؤلاء من قبيلة بيث اموكاني ويأتي بهم الى بلاد ليوزعهم على اقاليمها ثم قام سرجون بأسر ( ۱٦٤۹٠ ) كلدانيآ من قبيلة بيث ياكين كبرى القبائل الكلدانية عام ٧١۰ ق . م وجاء بهم ايضآ الى بلاده ليوزعهم على الأقاليم النائية منها ، كما رحل سرجون ذاته سنة ٧٠٧ ق . م من القبيلة ذاتها ( ۹٠٥۸۰ ) فردآ وهناك مصدر آخر يقول كان عدد هؤلاء المرحلين ( ۱۰۸٠٠٠ ) نسمة
(Michael Roaf . Atlas . p.182 )
وفي سنة ٧۰۳ ق . م قام سنحاريب بترحيل ( ۲٠۸٠٠٠ ) كلداني من القبائل ( بيث داكوري وبيث شئالي وبيث اموكاني وبيث ياكين )( ۸٧) .
هذا وان الحالة التي يريد المالح ان يخص بهاالكلدان فقط من حيث تواجدهم وخضوعهم لأقوام اخرى واختلاطهم بها بعد سقوط دولتهم ومن ثم بعد مجيء المسيحية وخلال الفتوحات الاسلامية وبعدها هي حالة تعم على الجميع وفي مقدمتهم الاشوريين
٥٥
الذين انقرضوا ولم يبق لهم ذكر بعد سقوط دولتهم وانصهروا في بوتقة الشعوب الغالبة التي غزت بلادهم وتوالت على حكمها ولا يوجد أي مصدر محايد يذكرهم عكس الكلدانيين الذين تذكرهم المصادر العربية والاسلامية والمسيحية والاجنبية رغم ان الكتّاب العرب المحدثين قاموا بتعريبهم في مؤلفاتهم وبذلك حرّفوا وزيفوا الحقائق التاريخية جاعلين من كل الأقوام التي سكنت هذه البلاد والتي تنسب الى الساميين عربآ وهذه مغالطة يندى لها جبين التاريخ فكيف ينبثق الأصل من الفرع ؟ حيث هناك فرقآ شاسعآ بين الساميين والعرب ، فمن المفروض ان يكون العرب كقبائل معدودة قبل الفتح الاسلامي من الساميين ان صح هذا التنسيب وليس العكس مما سبق نلاحظ بأن الكلدانيين كانوا شعبآ واسع الانتشار كثير التعداد وعديد الاقسام والفروع والقبائل ليس الجرامقة والنبط والصابئة فقط لأن تاريخ الكنيسة التي تنسب الى الكلدان منذ تأسيسها في بلادنا يذكرهم عكس ما اورده المالح من اجل تشويه وتزييف الحقائق ففي سبيل المثال يقول احد المصادر المعتمدة لدى اسياد المالح ( تقول الموسوعة الكاثوليكية اللاهوتية العلمية الالمانية بأن التعليم لدى الفتوحات الاسلامية كان من اختصاص الكلدان وكانوا يعلّمون الكلدانية والسريانية واليونانية وكذلك الصرف والنحو والبلاغة والخطابة والبيان والشعر اضافة الى الدروس العلمية كالهندسة ، الطب ، علم الفلك وحتى الموسيقى وذلك في مدرسة الرها ومدرسة نصيبين وساليق وغيرها ثم انشأوا المستشفيات لذا قال لابور ( انه ليس من أمة في الأرض سبقت الكلدان النصارى في تأسيس المدارس ناهيك عما تخرج من هذه المدارس من العلماء والمؤلفين العظام الذين بلغ عددهم خلال الفترة من القرن الرابع والى الثالث عشر اكثر من ( ٤۰۰ ) ومنهم مار افرام ومار نرساي ويعقوب السروجي وجبرائيل مطران اردا شير ويوسف حزايا والمئات غيرهم ) .
كما كان اهل بابل اول من عرف وآمن بالمسيح وبلاد الكلدان هي أولى البلدان التي علمت بميلاد المسيح ويقول التقليد الكنسي نقلآ عن الأنجيل المقدس الذي يذكر زيارة المجوس بأنهم كانوا كلدانيين ويقول بعض الكتّاب بأن عددهم كان ( ۱۲ ) شخصآ وليس
٥٦
 ( ۳ ) ثلاثة أشخاص ( ۸۸ ) .
تقول المصادر الكنسية بأن عددآ من النصارى الكلدان هاجروا من بلاد بابل الى الملبار في الهند سنة ۳٤٥ وكان عددهم ( ٤۰۰ ) عائلة وكانوا من السريان المشارقة أي الكلدان مع يوسف مطران الرها والكثير من القسس والشمامسة وقال لكيان بأنه نحو سنة  ۸۸٠ م أتى شابور وفيروز الكلدانيان وكانا شهيرين بالقداسة واشتهر تذكارهما في فرض الملباريين وفي عهدهما انتشرت المسيحية في مملكة ديامبر ( ۸۹ ) .
وأما كون الملباريون الذين ابدوا تعلقهم منذ البدء ببطاركة بابل الكلدان يتسمون باديء الأمر سريانآ لا كلدانآ فأمر معروف ولا اوضح منه لأن هذه هي التسمية القديمة ( بعد المسيحية ) وكان الكلدان الحاضرون ايضآ منذ بدء النصرانية يسمون سريانآ ثم سموا نساطرة بعد اعتناقهم المذهب النسطوري الى ان رفع البابا اوجينوس الرابع عشر عنهم هذه التسمية استنادآ الى صيغة إيمان المطران طيمثاوس مطران قبرص – فامر ان يسموا هؤلاء العائدين الى الكثلكة من النساطرة بالكلدان نسبة الى اجدادهم ( ۹۰ ) . 
هذا ما تناولناه بالتفصيل سابقآ ، والأدلة على استمرارية التواجد الكلداني بعد المسيحية كثيرة وحتى بعد الاسلام ولو ألقينا نظرة على الصفحة (۲۹ ) من كراس المالح الذي يتضمن المفارقات والتناقضات العجيبة لوجدنا بأنه يناقض نفسه بنفسه ففي الوقت الذي يدعي بأن الكلدان بقوا على وثنيتهم الى مجيء الاسلام وهذا واضح من عنوان كراسه نجده يقول بأن وسط وجنوب العراق وسواحل الخليج وحتى قطر كله كان يدين بالنسطورية عندما فتح المسلمون  العراق ولم يكن هؤلاء النساطرة وحتى الارثودوكس الموجودون في عاقولا ( الكوفة ) كلهم من بقايا الكلدان ( وهذا يعني اعتراف المالح بكون بعضهم من اصول الكلدان ) ويستمر قائلآ بل كان من بينهم العرب والفرس وغيرهم فهذا اعتراف صريح من المالح بدخول الكلدان الى المسيحية وهو يفند بذلك العنوان الذي اختاره لكراسه ، في حين تشير المصادر التي اشرنا الى بعضها بكون الكلدان من اوائل سكان بلاد ما بين النهرين الذين دخلوا المسيحية كما واشرنا الى وجود ( ۱٥٠٠٠٠٠ ) مليون وخمسمائة الف مسيحي في بابل لدى الفتوحات الاسلامية
٥٧
وبالأخص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب مع عدد من اليهود ، فلا بد ان يكون معظم هؤلاء من الكلدان بطبيعة الحال .
وبالرغم من ان الكلدان المسيحيين ابتهجوا بالفتح العربي الاسلامي من منطلَقَين أساسيين احدهما احترام الاسلام للمسيحيين والثاني للتخلص من جور الفرس الوثنيين حيث بقوا على ديانتهم المسيحية ودفعوا الجزية غير ان هذه الفرحة لم تدم طويلآ حيث فرضت عليهم لاحقآ قيود لا تحتمل ولكن مع ذلك بقي المسيحيون الكلدان ومن الأصول الآخرى صامدين حتى نهاية العصر العباسي غير ان حملات التتر والمغول انهت التواجد المسيحي في جنوب البلاد حيث هاجروا أو فروا شمالآ باتجاه جبال كوردستان وغربآ باتجاه سوريا ولبنان والجدير بالذكر ايضآ كانت ( ٧۳۰۰ ) عائلة مسيحية كلدانية قد هاجرت من بلاد بابل الى مصر خلال القرن الثامن الميلادي وكان تعداد هؤلاء المهاجرين يزيد على ( ٤٠٠٠٠ ) اربعين الف نسمة ( ۹۱ ) .
والشيء الذي تمسك به المالح بخصوص اسلام الكلدان هو ما جاء به ادي شير بشأن الكلدان الوثنيين من الفلكيين والمنجمين الذين كانوا ما زالوا على وثنيتهم حتى مجيء الاسلام الذي فرض على كل وثني مهما كان جنسه أو عرقه في البلدان المفتوحة الدخول في الاسلام بالرغم من ان المالح يعرف حق المعرفة ما قصده ادي شير بهذه العبارة ومن كانوا المقصودين بها غير انه اراد استغلال هذه العبارة الخاصة بعدد من الكلدان الباقين على وثنيتهم والذين فرض عليهم الاسلام . ليعممها على جميع الكلدان ولدحض افكار المالح أقول :
ان المسيحية انتشرت في العالم عن طريق التبشير وليس بقوة السلاح مما فسح المجال للبعض من ابناء الشعوب البقاء على وثنيتهم سواء كانوا من اصول كلدانية أو ارامية أم فارسية ولا اقول آشورية لأنهم كانوا قد تلاشوا وانصهروا بين الشعوب الأخرى بعد سقوط نينوى قبل مجيء المسيحية بعدة قرون من الزمن ، وعندما جاء الاسلام لم يترك تلك الفرصة لهؤلاء الوثنيين بل فرض عليهم الاسلام على اختلاف اجناسهم ، ولما كان الكلدانيون المتنصرون في القرون الأولى قد نبذوا تسميتهم القومية
٥۸
كغيرهم اعتقادآ منهم بأنها اصبحت ذات مدلول وثني بعد مجيء المسيحية فانحصرت هذه التسمية في بني جنسهم من  الوثنيين واعتقدوا بأنهم لو حملوها كالسابق لتماثلوا بهؤلاء الوثنيين من عبدة النجوم والأصنام وهذا لا ينطبق فقط على الكلدان بل على الشعوب الأخرى ايضآ التي نبذت تسمياتها القومية بعد تنصرها ، غير ان المد لول الوثني لهذه التسميات كان قد انتهى بانتهاء الوثنية في بلادنا ، فلم يعد هناك خوف من حملها ، هذا من ناحية ومن ناحية ثانية ان الأمم التي دخلت الاسلام ومنها الفرس والكورد والترك والعرب بقوا يعتزون باصولهم العرقية الى جانب انتمائهم الى الاسلام فكان هذا العامل الى حد ما حافزآ لتفكير الاخرين باصولهم ومنهم الكلدان وهم الذين يتكلمون بلغتهم الخاصة دون العربية فبقيت التسمية العرقية أو القومية مرابطة في اذهانهم وافصحوا بها مرارآ وهذا ما فعله المطران طيمثاوس ايضآ بعد عدة قرون وعندما اعلن صيغة ايمانه الكاثوليكي امام المجمع اللاتراني وبحضور البابا اوجينوس الرابع سنة ۱٤٤٥ م حينما قال ( انا طيمثاوس مطران الكلدان الذين في قبرص ...) هذا من ناحية ومن ناحية ثانية ان المصادر التاريخية تذكر الكلدان قبل المسيحية بمئات السنين ثم في زمن انتشارها ومن بعدها وفي عصر صدر الاسلام وفي عهد الخلافات الاسلامية المتعاقبة وصولآ الى الحكم العثماني حيث اصدر السلطان العثماني مرسومآ سلطانيآ يقضي بالاعتراف بالملة الكلدانية سنة ۱۸٤٥ ، ( ۹۲ ) .
فها هو لومون الفرنساوي يقول : كان السريان الشرقيون وهم المسمون كلدانآ قد ظهروا منذ الأزمنة الأولى غيورين على الديانة المسيحية وانتشارها ولو انهم بسبب ضلالة نسطور كانوا منشقين عن الكنيسة الكاثوليكية ( ۹۳ ) .
ويستمر لومون قائلآ ، ان الطائفة الكلدانية تشهد لها الآثار القديمة انها في القرن الثامن الميلادي كانت تضع الخمير في خبز القداس بدل الزيت والملح ايضآ ( ۹٤ ) .
ويواصل كلامه قائلآ والكلدان ما عندهم الا ثلاث ساعات في صلاتهم وهذا دليل على ان تقسيم الصلوات الى سبع ساعات لم يكن جاريآ في الكنيسة كلها قبل القرن الخامس الميلادي ( ۹٥ ) .
٥۹
وكان ايشوعياب جدلايآ ( گدلايا ) الجاثاليق قد ارسل سنة ٦۳٥ م مرسلين الى الصين لنشر المسيحية وفي مقدمتهم القس ( الاپن ) وكان ذلك في عهد الملك تابوتسنغ ( ٦۲٧ – ٦٥٥ ) م فاجاز هذا الملك للمرسل الكلداني التبشير في بلاده وأن يعمر كنيسة فانتشرت المسيحية هناك ( ۹٦ ) .
ويقول المطران سليمان الصائغ في كتابه تاريخ الموصل / الجزء الثاني كان لقطيسفون في تواريخ الكلدان شأنآ خطيرآ لأنها كانت مركز اقامة بطريرك المشرق ( ۹٧ ) .
ولا يوجد من ينكر بأن الكثيرين من المسلمين في جنوب البلاد وشمالها كانوا سابقآ مسيحيين وتركوا المسيحية لأسباب لا مجال لذكرها هنا لكونها خارج موضوعنا وفي شمال البلاد ( كوردستان ) عشائر برمتها كانت قد أسلمت قبل فترة ليست ببعيدة كثيرآ وتركت المسيحية وهي اليوم مسلمة وبدلت هويتها القومية بصورة اوتوماتيكية  بتغيير دينها ، فليس هناك مسلم لا في المنطقة العربية من العراق ولا في كوردستان من اصل كلداني أو ارمني يدعي بإنتمائه القومي الى الكلدان أو الأرمن أو الى أية فئة مسيحية اخرى لأن من يستسلم يحاول التنصل عن ارتباطاته القومية والدينية وحتى اللغوية السابقة معتقدآ بأنها تتعلق بديانته السابقة وهذا واضح للعيان على مستوى الجماعات والأفراد ايضآ .
اعتقد بأنني ذكرت ما فيه الكفاية في هذه الفقرة ايضآ لتفنيد رأي المالح وغيره من الذين جعلوا البابا أوجينوس مخترعآ للتسمية الكلدانية سنة ۱٤٤٥ ، فمن يطلع على تاريخ كنيستنا الشرقية وتاريخ بلادنا سيكتشف بأن هذه الآراء ليست سوى تلفيقات وأكاذيب باطلة بطلان التسمية التي يحملها البعض ويحاول فرضها على غيره وهو منها بريء وسوف أذكر في الصفحات المقبلة وبكل صراحة كيفية ظهور التسمية الآثورية من جديد وتاريخ ظهورها ومن ثم كيف ولماذا حوّرت الى الآشورية ومتى ؟ ليعرف المالح وغيره من هم الكلدان وما هي جذورهم لعلهم يحاولون البحث والتنقيب عن جذورهم الحقيقية هم ايضآ ولكن ليس بطريقتهم المعهودة الآن وانما بطريقة علمية ومنطقية بعيدآ عن التمسك بآراء وأقاويل واهية وركائز لا اساس لها وعندئذ حتمآ
٦٠
سيعرفون عن أية قومية يتكلمون هم وعن أية أمة أتكلم انا ، أعود لأختتم هذه الفقرة بالتطرق الى المسيحية بعد القرن الثالث عشر الميلادي حيث دخلت الكنيسة المشرقية في العصر المظلم وخاصة في جنوب البلاد ووسطها بسبب الإضطهادات والقتل والفتك الذي حدث يحق ابنائها على يد التتر والمغول فترك الكثيرون مدنهم وقراهم و هربوا شمالآ الى جبال كوردستان الحالية وغربآ الى بلاد الشام ولبنان كما ذكرنا ( ۹۸ ) .
وأما بقاء المسيحية في الموصل واربيل وجبال كوردستان فيعود الفضل في ذلك الى عوامل عديدة منها طوبوغرافية المنطقة وروح التسامح فيها والكثافة المسيحية المتواجدة ايضآ ولكن بقاء المسيحية في هذه البقاع لا يعني عودة الفضل في ذلك الى كونها في يوم من الأيام خاضعة للدولة الاشورية كما ولا يعني ان هؤلاء المسيحيين كانوا من اصول اشورية بل كانوا من الكلدان والآراميين والفرس وحتى من سكان بلاد قردو أي الكورد ولكن المسيحية عادت الى وسط وجنوب البلاد ثانية بعد زوال اسباب رحيلها فهناك اخبار تناقلها الرحالة الاجانب عن المسيحيين في بغداد فيقول بعضهم ( وتضم بغداد تحت الاسم العام – الكلدان – طائفتين اخريين من المسيحيين وهم النساطرة واليعاقبة والطائفة الأولى لها اتباع كثيرون في الموصل واطرافها وكان عدد المسيحيين في بغداد يمثل ثلث سكانها البالغ عددهم ( ۱۲۰ ) الف نسمة أي كان عدد المسيحيين ( ٤٠ ) اربعين الف نسمة اضافة الى ( ٧ ) الاف يهودي وعدد من الصابئة ( ۹۹ ) .
٦۱

صوم الباعوث و
مدى علاقته بصوم نينوى

الباعوث كلمة ارامية / كلدانية تعني الطلب او الالتماس والتضرع واطلقت على هذا الصوم لأنه جاء للتضرع الى الله جل جلاله ليخلصهم من الوباء الذي انتشر في بلادنا واودى بحياة الألوف من الناس وزرع الهلع والرعب في قلوب الباقين منهم احياءآ وقبل الخوض في تفاصيل الصوم اعود الى كراس المالح الصفحات الخاصة بهذا الصوم ، حيث يقول عني المالح – بأنني قلت بأن صوم الباعوث لا علاقة له بالآشوريين ولم يكن هناك لا اشوريين ولا كلدان عند وضع صوم نينوى والذي اختلط مع صوم الباعوث لدى المالح وغيره وبأن صوم نينوى وضع قبل تأسيس الدولة الآشورية ثم جاء بتعقيب على هذا الكلام الذي نسبه اليّ وقال فيه ان هذا ادعاء مضحك ونابع عن جهل تام بالتاريخ . هذا نص ما ورد في مقدمة الصفحة ( ۳۳ ) من كراس المالح المثير للضحك والسخرية .
وأنا بدوري أقول للسيد المالح ولكل من قرأ هذا الكراس بأن ما نسب الي من
٦۲
المعلومات فعلآ هو مضحك ، وأنا لا اشك في كون الجهة التي ارسلت الشريط قد حشته بأقاويل اكثر سخرية ، وان لم تكن كذلك فالمالح كما يبدو لم يفتهم ما نطقت به خلال تلك الندوة ، لأنني على قدر من الدراية بتاريخ الكنيسة وبتاريخ بلادي والميثولوجية الوطنية يجعلني ارفع من ان ارتكب اخطاء يرتكبها هو وغيره .
والذين ارسلوا الشريط على علم بذلك ، وهنا لابد لي ان اوضح للسيد سعدي ولمرسلي الشريط وللقراء الذين اطلعوا على هذا الكراس من الذين لا دراية لهم بالأمور التي طرحها المالح فيه الحقائق التالية :
انني اقولها بكل صراحة بأن صوم الباعوث ليس امتدادآ لصوم نينوى ولا علاقة له بالآشوريين القدماء وبصوم نينوى بتاتآ ، وان صوم نينوى وضع خلال الفترة ( ۸٥۲ -۸٠۰ ) ق.م وليس قبل تأسيس الدولة الآشورية كما قال المالح لاصقآ هذه الأباطيل بي فصوم نينوى نسجت وكتبت روايته ونسب الى فترة حكم الامبراطورية الاشورية كما ورد اعلاه ، فأنا من غير الممكن ان ارتكب خطأ كهذا ، هذا من ناحية ومن ناحية ثانية وهذا ما اشك فيه وهو عدم ادراك المالح ما تفوهت به حينذاك ، فربما اكون قد قلت بأن صوم الباعوث وضع في فترة لم يدعي أحد النسب الى الآشوريين القدماء او الكلدان لأنهم حينذاك كانوا متمسكين بالتسمية الدينية اكثر من التسمية القومية وهذا ما كان يشمل الكلدان والاراميين والمسيحيين من اجناس اخرى ايضآ ، والمقصود هنا هو المشاعر الدينية كانت قد طغت على المشاعر القومية لدى نصارى  بلاد ما بين النهرين ، فما كانوا يفتخرون بأصولهم كإفتخارهم بدينهم أما فيما يتعلق بالآشوريين القدماء فكانوا قد انقرضوا حينذاك انقراض السومريين والأكديين وغيرهم من الشعوب التي انصهرت في قالب غيرها .
يحاول السيد المالح ان يثبت بكون صوم الباعوث امتدادآ لصوم نينوى ويأتي بالأمثلة على ذلك ويستند على الحوذرا وآراء بعض الكتّاب من رجال الدين المسيحيين ولتسليط الضوء على العلاقة بين الصومين أقول : بأن وجه الصلة بين الصومين من الناحية الدينية هو ورود صوم نينوى في العهد القديم ليس الا ، وكان  لكل من الصومين
٦۳
( ان كان صوم نينوى حقيقة واقعة ) اسبابه واهدافه ونتائجه ، فصوم نينوى يرجع الى الفترة من عام ۸٥۲ – ۸٠۰ ق . م وفق ما يمكننا استنتاجه من العهد القديم وبالمقارنات والمطابقات المعلوماتية مع التاريخ ، وجاء صوم نينوى في اسطورة يونان النبي التي نسجها كاتب

108
في ظل ندرة المصادر الموثقة ، وخاصة المدونة منها باللغة العربية ، يعاني الكثير من المهتمين بقضايا التاريخ وبحقائق الأمور من شحة المعلومات المتوفرة عن معظم الخفايا والأمور التي رافقت الكثير من القضايا والتحولات المهمة التي شهدها شعب وادي الرافدين وخاصة ما يشغل الواقع الذي يعيشه اليوم معظم ابناء امتنا الكلدانية وخاصة المتأشورين والمتأثورين منهم ، حيث كانوا هؤلاء اكثر الناس تعرضآ للتحريف عن اصولهم الكلدانية من خلال تشويش افكارهم واعتقاداتهم بمفاهيم مغلوطة ومقصودة وشحنهم بأحلام وردية كانت تتكسر وتتحطم في كل مرة تلامس الواقع .
وعندما وقع هذا الكتيب بين يدي ، وبعدما قرأته لأول مرة ، وقع في نفسي موقف وشعور دفعاني ان اضعه بين يدي الباحثين والدارسين والمهتمين بالولوج الى عمق التاريخ عبر ممرات موثقة وآمنة ومعتمدة عالميآ، لما فيه من ثراء وعطاء تاريخي ومعرفي المبنيين  على كثرة المصادر الموثقة والمراجع التاريخية التي اعتمدها المؤلف في عرض الكثير من الحقائق التي كانت ولا زالت غائبة عن الكثيرين و التي خلص اليها اجيال من الباحثين والمؤرخين الوطنيين والآجانب ،
وللأمانة والصدق مع الذات ومع الآخرين ،  فإنني لجأت الى طباعة كل ما جاء في الكتيب ونشره في موقع عنكاوا دوت كوم بقرار خاص مني وصادر عني ،  لذلك فإنني اتحمل المسؤولية لوحدي امام الجميع وخاصة أمام المؤلف عن أي سهو أو خطأ يخالف النص الأصلي او عن أي تقصير يترتب عليه ضياع حق من حقوق المؤلف المشهود له في الدفاع عن قضايا امتنا الكلدانية وفي الجهود الكبيرة التي يشكر عليها والتي يبذلها من اجل اقرار الحق ومباديء العدالة لكافة اطياف شعبنا .
اسم الكتيب : الحقيقة في التسمية القومية بين الكلدان والاثورية
تعقيب حول كراس ( الكلدان من الوثنية الى الاسلام )
المؤلف : عبدالاحد افرام ساوا
من منشورات المركز الكلداني للثقافة والفنون / دهوك ۱۹۹۹

منصور توما ياقو
سدني / استراليا
9 /  oct / 2005/
 ملاحظة (( بحكم طول الموضوع ،لذلك اضطررت ان اجزء الموضوع الى ثلاثة اجزاء ، وايضآ كنت اود ان اطرح الجزء الثاني والثالث عن طريق الرد ، أي في صفحة الجزء الأول ولكن خاصية الردود قد اوقفت حاليآ ، فأضطررت ان اطرحهما ( الجزء الثاني  والثالث) كموضوعين مستقلين ويليا الجزء الأول مباشرة ).  اما الان اليكم الجزء الأول.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

الحقيقة في التسمية القومية بين
الكلدان والآثورية

تعقيب حول كراس ( الكلدان من الوثنية الى الإسلام )
عبدالاحد افرام
من منشورات المركز الكلداني للثقافة والفنون  / دهوك / ۱۹۹۹
- من منشورات المركز الكلداني للثقافة والفنون
- الحقيقة في التسمية القومية بين الكلدان والآثورية
تعقيب حول كراس ( الكلدان من الوثنية الى الإسلام )
- عبدالأحد افرام
- دهوك ١۹۹۹
- مركز أبل للكومبيوتر / دهوك
- مطبعة هاوار / دهوك
۲
المقدمة
لقد وصلتني نسخة من كراس يحمل عنوانآ غريبآ ومضحكآ في آن واحد وهو ( الكلدان من الوثنية الى الإسلام ) فعلا ان من يتمعن في هذا العنوان من الذين لديهم الوجيز من المعلومات التاريخية فقط ، ينفجر في ضحكة ساخرة وكأنه يقرأ طرفة ، غير ان المختص بالتاريخ وحتى الذي لديه معلومات عامة عن المواضيع المطروحة في هذا الكراس يمتعض قليلآ عند اطلاعه على عنوان ومحتوى الكراس ، لأنه يلاحظ التحوير والتحريف في الحقائق التاريخية واضحآ .
لقد وزع هذا الكراس في الأقليم وخارجه من قبل الذين لا هم لهم سوى انكار الوجود القومي الكلداني وممن هم اصلآ من صلب الكلدان سواء أقروا بذلك أم نفوا وكأنهم من خلال هذه الأعمال التافهة والأفكار الساذجة الرخيصة وبهذا النوع من الأقلام المأجورة التي لا تنطق إلا بالهذيان يحققون مبتغاهم .
ان هؤلاء ومن خلال انكارهم الوجود القومي الكلداني ينكرون ذاتهم ايضآ من غير ان يعرفوا ، واقولها بكل صراحة انني لم اكن انوي التعقيب على ما جاء في هذا الكراس من اباطيل وتفاهات ومعلومات محرفة ، لولا قيام كاتبه بكيل التهم اليّ وباسمي الصريح مكملآ بذلك رغبة أسياده ومن ثم قيام مرتزقة الجهة المعنية بتوزيع هذا الكراس في الوطن وفي بلدان المهجر على حد علمي ولغاية في انفسهم هذا من ناحية ومن ناحية ثانية لدحض وتفنيد ما جاء فيه من اباطيل يتحدى كاتبها
۳
تفنيدها ، لذا قررت الرد انطلاقأ من الأمانة العلمية والواجب القومي ومن اجل حماية البسطاء والسطحيين من القراء معلوماتيآ لكي لا يقعوا في الفخاخ والمكايد التي تنصب وتدبر لهم ولكي ابين لا بل لأنصح هؤلاء واعني هنا ( الناشر والجهة الموزعة ) بأن هذا الأسلوب الذي يتبعونه لا يخدمنا وليس في صالحنا جميعآ ويزيد الفجوة ويساهم في بتر الوشائح التي ما زالت باقية بيننا ، لأن هناك اسلوب حضاري وعلمي أكثر نفعآ من الذي يتبعونه وان نشر كراريس كهذا ومقالات رخيصة والقاء محاضرات هنا وهناك بغية تحريف الحقائق من قبل الذين يخونون ذواتهم وضمائرهم قبل خيانة التاريخ لا تجدي نفعآ ولا تغير من الحقائق المعروفة لدينا شيئآ كما ولا تهز ولو شعرة واحدة من المشاعر القومية لدى الكلدان وبغية تحقيق الهدف من اخراج هذا الكتيب وجدت من الأفضل ان اتطرق الى الفقرات الواردة في كراس المالح بالتسلسل لكي يستطيع من لم يحصل على هذا الكراس معرفة فحواه ويقارن بين ما ورد فيه وما اطرحه انا بين ايدي القراء الكرام .
أ.أ. ساوا
٤
مقدمة الكراس
أبدأ من مقدمة الكراس التي يحاول كاتبها ومن خلالها ان يبين بأنه مقتنع باسلوب المناقشة والكتابة والبحث عن الحقائق باسلوب علمي ، وللأسف هذا ما لا نلاحظه فيه لأننا نشك في مصداقية المالح من هذه الناحية ، ولأن الأسلوب الذي اعتمده في كراسه يثبت خلاف ادعائه ، فهو من خلال كراسه يحاول فقط كسب رضى من كلفه بالمهمة ببذله الجهود من اجل نفي الوجود القومي الكلداني وفي الوقت ذاته فرض التسمية الآشورية على جميع المسيحيين في بلادنا والبلدان المجاورة والمهجر هذه التسمية التي لو كان المالح على قدر من الدراية بتاريخها ونشأتها وظهورها في العصر الحديث ولو كان له القليل من الثقافة التاريخية في هذا المجال ولو اتصف بقليل من النزاهة لرفض ما املوه عليه من منطلق معرفته بحقيقة المدعين بالآشورية اليوم ، ولكنه وكما يبدو ليس كذلك وهو لا يعرف عن تاريخ التسمية الآشورية شيئآ ولا عن تاريخ الكلدان فكان الأولى به وبهؤلاء الذين يدعون بالآشورية اثبات انتسابهم الى الآشوريين القدماء قبل قيامهم بمحاولة فرض هذه التسمية على الآخرين ، وهذا ما اتحداهم به ، لأن هذه التسمية أي الآشورية ظهرت قبل عقود من الزمن ومن ثم ان التسمية ( اثور ) ظهرت في اواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين واطلقت على هؤلاء الكلدان النساطرة الذين كانوا يسكنون منطقة هكاري ومن قبل المخابرات البريطانية ومبعوثي كنيسة كنتر بري البريطانية حينذاك المتمثلة بالبعثة البروتستانتية وهذا ما سنأتي الى ذكره لاحقآ .
وما يلاحظه القاريء في مقدمة الكراس من انفعال وشتم وتشنج واتهام وافتراء
٥
يجرد المالح ككاتب من الثقافة والنزاهة والأسلوب العقلاني الذي ادعى به فهو لم يتبع الاسلوب العلمي والحضاري والمنطقي بل اتبع اسلوب اسياده ذاته في التهجم على الشخص المعني. هؤلاء الاسياد الذين يمولونه لقاء بيع الضمير والمغالاة في التحريف والتزييف ومن ثم يقومون بنشر وتوزيع نتاجاته المحرفة في داخل الوطن وخارجه كما حدث لدى قيامهم بطبع واستنساخ مقاله الذي نشره في مجلة الوسط العدد ۲۹١ الصادر في ۱٥ / آب / ١۹۹٧ ومجلة حويوذو ومن ثم الكراس الذي بين ايدينا  الان ولو لم تكن الجهة الموزعة لهذه المناشير والكراريس هي ذاتها التي استضافت المالح في عينكاوة سنة ١۹۹۳ ودعت الجمهور الى المحاضرة التي كان من المقرر ان يلقيها حول موضوع ( القصة القصيرة ) وبعد حضور الجمهور تفاجأ بكون عنوان المحاضرة مجرد غطاء واما الموضوع الحقيقي كان صبغ اهالي عينكاوة بصبغة اشورية اما كلدانيتهم فما هي الا تسمية مغلوطة على رأي المالح ومستضيفيه .
اجل لو لم تكن هذه الجهة ذاتها التي ارسلت معلومات مشوهة عن ندوة عينكاوة والمنظمة من قبل مركزنا الكلداني مع شريط كاسيت لا نعلم ماهية حشوته لتحثه على اخراج كراسه الذي موضوع تعقيبنا الان وهي الجهة نفسها التي تدفع المالح لخيانة اهله ومدينته وقومه وخيانة الحق والتاريخ وكأنها تتصور ان هذيانها وهذيان المالح اوامر ما على الكلدان الا تنفيذها .
اليس للقاريء الحق في ادخال المالح ضمن دائرة تلك الجهة وبيده هذه الأدلة الدامغة ؟ ولا سيما ان تلك الجهة تبذل جهودآ لا بل اموالآ من اجل ايصال افكار المالح وتحريفاته وتحريفات غيره الى ابناء شعبنا حتى في القرى النائية .
ام هل هناك عقد بين المالح وبينها بهذا الخصوص ؟ بالرغم من ان السيد المالح ينكر ذلك غير انه اثبت صحة هذه العلاقة والمغازلة على نفسه دون ان يعلم حيث قال في مقدمة كراسه بأنه وصله كاسيت عن الندوة التي اقامها المركز الكلداني للثقافة والفنون بتاريخ ١۹/٤/١۹۹٧ في عنكاوا والمعلومات عن موقع اقامتها والقائم بادارتها وتقرير حتى باسماء بعض الحضور ايضآ كما يستنتج من كلام المالح علمآ بأن وقائع الندوة سجلت من قبل ممثلي الاعلام في الحركة الاشورية والحزب الشيوعي الكوردستاني فقط اضافة الى تسجيلها من قبل المركز الكلداني صورة وصوتآ ونحن
٦
على يقين بأن المالح استلم الكاسيت عن طريق الحركة الاشورية لان الطرف الاخر لا يفعل ذلك قطعآ ولا مصلحة له في الموضوع .
يبدو ان هذا الكاسيت الذي استلمه المالح والذي لا نعلم ما فيه اثار ثائرة الكاتب المثقف ليتهم المتحدث في الندوة بالاساءة الى اصول المناقشة والشتم والتهجم على شخصه ( شخص المالح) اضافة الى الاراء الخاطئة والمضحكة على حد تعبيره التي نطق بها المتحدث وينعته ايضآ بالجهل وطرح اراء لا صحة لها ويستمر المالح قائلآ بانه يترفع عن الرد على الشتائم والطعن الشخصي والموجهة اليه واما المغالطات التاريخية والعلمية سأتناولها بالتفصيل لكي يعرف الجمهور الخطأ الفادح الذي اقترفه المحاضر في طروحاته الثقافية والتاريخية .
وقبل الاجابة على هذيان المالح اود ان اقول له باننا نحتفظ بكاسيت فيديو سجلت عليه وقائع الندوة وقد يختلف عن مضمون الكاسيت المرسل اليه من قبل الجهة التي اشترت قلمه ان كان يتضمن هذا الكاسيت الشتم والطعن الشخصي لعدم وجود شيء من هذا القبيل ومن ثم انني لم يسبق لي رؤية شخص المالح فعلى اي اساس اتهجم عليه اضافة الى كوني ارفع من هذا المستوى ولا ابدأ بالتهجم على أحد أو على أية جهة الا اذا كانت المبادرة منها ، فالندوة كانت عن المركز الكلداني والهدف من تأسيسه ليس الا ، وأما الاسئلة التي طرحت عليّ من خلال قصاصات ورقية فكانت تتعلق بالمركز عدا بعض الاسئلة التي وجهت الينا وكان لا بد لنا من الاجابة عليها .
وكان العديد من هذه الاستفسارات حساسآ ومقصودآ وجاءت الردود في منتهى الصراحة والموضوعية والعلمية وخالية من الاساءة والشتم وانا شخصيآ ارفع  عن أن اشتم أو اتهجم على شخص حتى اذا كان قد عاداني الا اذا كان هو المتبادر ، وانني اعتبر اسلوب الاساءة والتهجم اسلوب الضعفاء والذين لا علم ولا ثقافة لهم ولكن من يقرأ كراس المالح سيلاحظ من يشتم ويسيء الى الاخرين ، فالاسلوب الذي انتهجه المالح يعكس شخصيته في الماضي والحاضر وهو الذي يحتاج الى دروس في الادب والاخلاق فكيف يستطيع تعليم غيره الادب والاخلاق والقيم وهو بمنىء عنها ، لقد قام السيد المالح بالدور المطلوب منه على اكمل وجه وخدم الجهة التي التي كلفته وجندته باخلاص وهو يستحق منها المكافأة .
٧
ندوة عنكاوا ۱۹/٤/١۹۹٧
لكي يكون للقاريء المزيد من المعلومات عما يدور في هذا الكتيب وكراس المالح يجب ان اتطرق بشيء من الايجاز عن ندوة عنكاوا :
١- لقد زار عنكاوا بتاريخ ۱۹/٤/۱۹۹٧ وفد من مركزنا مكون من ثلاثة اعضاء وفي مقدمتهم أنا باعتباري رئيس المركز والمتكلم باسم المركز في الندوة التي كنا سابقآ قد اتفقنا على اقامتها أو تنظيمها مع لجنة الارتباط بين مركزنا وابناء شعبنا في عنكاوا وكان موضوعها التعريف بالمركز من جميع جوانبه .
ولدى جلوسنا حول الطاولة المخصصة لنا ولمدير الندوة وضع جهازي تسجيل صغيرين عليها كان احد الجهازين يخص الحزب الشيوعي الكوردستاني والاخر كان للحركة الآشورية وبعد الانتهاء من طرح الموضوع انهالت علينا اسئلة واستفسارات متشعبة المضامين وكانت هناك العشرات من الاسئلة قد وردتنا من المدسوسين في
٨
الندوة والتي كانت خارج الموضوع ومنها ما كانت مكتوبة على اوراق مختلفة لتلك التي قمنا بتوزيعها وبخط واحد وقلم واحد وعلى نفس النوعية من الورق ومن بينها عدة اسئلة تخص السيد سعدي المالح وكراسه السابق ( عنكاوا بين الاصل والفصل ) الذي يرد فيه ومن نفس منطلق كراسه الاخير على الاستاذ حنا عبدالأحد روفو مؤلف كتاب يخص تاريخ عنكاوا في ماضيها وحاضرها ولمجرد قيام الاستاذ الجليل حنا روفو بتنسيب اهالي عنكاوا الى الكلدان كانت قد ثارت ثائرة الجهة المعنية فارسلت نسخة من الكتاب الى سعدي المالح كما ارسلت كاسيت ندوتنا هذه للرد عليه .
وفي ردي على الأسئلة المتعلقة بالسيد سعدي المالح ( قلت بانني لا اعرف المالح ولم يسبق لي الالتقاء به ولقد سمعت به من خلال محاضرة القاها في عنكاوا والتي سبق التطرق اليها والى اختلاف عنوانها عن الموضوع المطروح للمناقشة على حد قول من حضر هذه المحاضرة وكانت قد نظمت من قبل الحركة الآشورية ولهدف معلوم وهو حسب اتفاقها مع المالح لكي يدعي فيها بان عنكاوا هي اشورية وليست كلدانية وقلت في ردي ايضآ بان اهل عنكاوا يعرفون المالح اكثر مني وبأن المالح رد على كتاب الاستاذ حنا روفو بايعاز من تلك الجهة التي قامت وتقوم بتوزيع منشوراته بهمة ونشاط وكان الرد خاليآ من أي كلمة جارحة أو مسيئة للمالح كما يدعي هو ، اللهم الا اذا كانت قد اضيفت كلمات الى الشريط خلاف ما نطقت به ! وانا شخصيآ لا اتفوه بكلمة او جملة مهما كانت في حالات كهذه دون الاعتماد على مصدر او سند تاريخي يعزز اقوالي كي ابتعد عن الاجتهادات الشخصية والاخطاء كالتي اوقع المالح نفسه بها في كراسه وكانت هناك اسئلة عديدة تتعلق بالكلدان والاشوريين لم يقرأها مدير الندوة اثناء قيامي بالاجابة بحجة كونها اسئلة مكررة ولكن بعد جمعها والاطلاع عليها ظهر لنا خلاف ذلك وكانت حجة الاخ القائم بادارة الندوة عدم  رغبته في اثارة مثل هذه المواضيع .
۲- ان الاسلوب الذي اتبعته واتبعه في المحاضرات والندوات يتسم بالهدوء والعلمية والاستناد على مصادر تاريخية او علمية تتعلق بالموضوع المطروح ويخلو من
۹

الطعن والجرح فاذا كان ردي لبعض الأسئلة لم ينسجم مع توجهات وأفكار المالح والجهة التي تحركه قد إعتبره شتمآ أو طعنآ فهذه مشكلته وهذا ما يعنيه ولا يعنيني لأن طروحات وأفكار المالح واصدقائه ايضآ قد لا تتماشى أو تنسجم مع افكار الآخرين . وهذا أمر بديهي والأسلوب المثير للضحك والسخرية والجرح والشتم لم المسه الا في كراس المالح وكتاباته وكتابات من يدورون في الفلك ذاته ، فكراس المالح اعتبارآ من عنوانه ومقدمته والى خاتمته يثير السخرية والضحك لا بل الاشمئزاز ايضآ .
۳- ان الحقائق والمعلومات والمصادر التي تتوفر لدينا أو التي بحوزتنا قد يجهلها أو يتجاهلها المالح والا لما قام بنشر هذا الكراس نزولآ عند رغبة الجهات المستفيدة منه والمعادية للكلدان هذا الكراس الذي قام المالح بتفريغ سموم افكاره فيه وحشاه بالتلفيق والمعلومات المغلوطة والبعيدة عن الصحة والتي تدل دلالة قاطعة اما على عدم درايته بتاريخ الكلدان والآشوريين واما على اخفائه الحقائق وتحريفها لبلوغ هدفه ، وليثبت لأسياده بكونه الخادم الآمين ومع كل ذلك يتهمني بعدم المامي بتاريخ امتي ، وهنا اريد ان اطمئن السيد المالح بأنني على دراية وافية بتاريخ الآمة التي انتمي اليها والتي ينتمي اليها بحق هو الآخر وكذلك مسيروه الذين ينكرون ذلك ، فلو كان للأمة التي يحاول المالح وتلك الجهات تنسيبنا اليها من وجود بحق وحقيقة لكنت انا اول ابنائها وليس المالح من منطلق اسس ومباديء عديدة .
٤- ان الجمهور الذي حضر الندوة كان على مستوى ثقافي جيد وعلى اطلاع تام بمجريات الآمور وبالحقائق التاريخية التي لا تتماشى مع طروحات المالح فاعتبرها اخطاء ومغالطات فادحة وأنا على يقين بأن هذا الجمهور وأعني به اهالي عنكاوا يعرفون المالح جيدآ أكثر مما اعرفه انا وهو نفسه يعرف مشاعر بني بلدته تلك المشاعر الكلدانية الجياشة التي لا تكترث للدعايات ولا تتأثر بأقاويله وأباطيله .
٥- ينكر المالح في مقدمة كراسه ان يكون له علاقة بأية جهة سياسية مناوئة للكلدان ويقول بأنه لا علم له بتوزيع أو استنساخ مقالاته ونشرها في داخل الوطن وخارجه وهذا ادعاء باطل لآنه لولا هذه العلاقة المصلحية ، لما قامت تلك الجهة بتسجيل
١۰
 كاسيت وارساله الى المالح بالذات للرد عليه كما فَعلت سابقآ بإرسالها نسخة من كتاب ( لمحة عن عنكاوا ماضيها وحاضرها ) للأستاذ حنا عبدالأحد روفو ولولا هذا الارتباط الذي ينكره المالح لما قامت الجهة ذاتها باستنساخ مئات النسخ من مقاله الذي نشر في مجلة الوسط العدد ۲۹۱ الصادر في ١٥ / آب / ١۹۹٧ولتوزعه على قرى وقصبات الأقليم الخاصة بأبناء شعبنا كما وزعت كراريس المالح ( عنكاوا في الآصل والفصل ) وهو رد على كتاب ( لمحة عن عنكاوا ) الآنف الذكر وكراسه الآخير ( الكلدان من الوثنية الى الاسلام ) وهو تعقيب على ندوتي في عنكاوا بتاريخ  ١۹/٤ /١۹۹٧ فأنا هنا لا اقول للمالح بأنه على ارتباط بتلك الجهة بل اقول له بأنه يؤدي د وره بأمانة فهو يستحق من تلك الجهة أكثر مما تدفعه له ، ومن ابناء شعبنا وأمتنا الكلدانية الازدراء والإستصغار ونحن ككلدان لنا الإيمان الراسخ بإنتمائنا القومي ولا تنال من مشاعرنا آراء هؤلاء الذين آلو على انفسهم أن يكونوا أداة بيد غيرهم ، هؤلاء الذين ينكرون أصلهم ويجعلون من انفسهم مرتزقة ، وامثال هؤلاء النفر الضال كثيرون لدى كل الشعوب وفي كل البلدان ودومآ يكون مصيرهم الخذلان ويلحقهم الذل والعار ، وان الوجود القومي الكلداني المبني على مقومات قومية راسخة وحجج دامغة لا يتأثر بمحاولات المالح وغيره المتمادين في التحريف والتزوير ، هؤلاء الذين انسلخوا عن اصلهم ودخلوا تحت مظلة تسمية لصقها بهم الأجنبي من اجل مصالحهم الخاصة دون ان يعوا ، والغريب المثير في الأمر استمرارهم على هذا النهج رغم معرفتهم بالحقائق التي قد لا يتجرأون البوح بها لأنهم هكذا أعدوا فراح البعض من المتطفلين ايضآ يقتاتون على حواشي الموائد المعدة فيطبلون ويزمرون بما يضمن لهم جزاء تطفلهم هذا محاولين اخفاء الحقائق وابراز الآباطيل وكأنهم بذلك يحققون مآربهم ومآرب مموليهم .
ولكي يتوصل القراء الكرام الى الحقائق التاريخية والدقة المعلوماتية لما ورد في ذلك الكراس وما يرد في هذا الكتيب ارى من الآفضل التطرق الى ما جاء فيه من فقرات وبالتسلسل لتسهل على من يطلع عليهما عملية المقارنة وليقف على الحقائق التي يحاول المالح تشويهها وتحريفها جاهدآ لنيل رضى مسيرته .
١۱
دليل الراغبين في لغة الآراميين
من يقرأ الأسطر الأولى من هذه الفقرة في كراس المالح يلاحظ بأن المالح يتهمني بإرتكاب القبائح ولا استغرب انا شخصيآ من اسلوب المالح هذالأآنه خريج مدرسة ليس لها ما تقدمه لتلاميذها غير هذا الأسلوب ففي الوقت الذي يكيل بالشتم والطعن لغيره يدعي بأنني طعنت به أو أسأت اليه ، ومع ذلك فأنا لا اكترث لأسلوبه لأنه يدل على شخصيته ويعكسها ويعكس ضحالة ثقافته لأن أهالي عنكاوا ومن يعرف المالح تمامآ والذين عرفوني ايضآ يعرفون من يرتكب القبائح والذي اريده من المالح وزملائه هو ان يطمئنوا لأنني لست منافسآ لهم في مجال ارتكاب القبح قطعآ ، والكاتب والمثقف عندما يقرأ هذه العبارات يشمئز منها وأنا شخصيآ وجدت نفسي أرفع من أن أرد على خرافات المالح وأكاذيبه وهذا كان سبب التأخر في الرد على ذلك الكراس غير ان واجبي القومي وحرصي على تفنيد الأباطيل والتحريفات التي ترتكب بحق التاريخ أجبراني على اخراج هذا الكتيب ليس من أجل الرد بل من أجل التصحيح خوفآ على البعض ممن
۱۲
لا دراية لهم بهذه الحقائق من الإيمان بأباطيل المالح .
وأعود لأقول للمالح بأنني على اطلاع بكل ما جاء به المطران يعقوب اوجين منا في قاموسه اعلاه ، واوجين منا كان كلدانيآ من قرية باقوفة الكلدانية والتي لا زال أبناؤها يفتخرون بنسبهم وقوميتهم وتسميتهم ، وأعرف ان المطران اوجين منا شأنه شأن العديد من رجال الدين الذين تعتبر دعوتهم دعوة آرامية وهذا ما يلاحظ جليآ في مقدمة قاموسه ربما انطلاقآ من عامل اللغة أولآ ومن تنسيب جميع مسيحيي بلادنا الى الاراميين وفق بعض المصادر الدينية ثانيآ ، وهذا ما اعتبره خطأ كبيرآ لأن جميع المسيحيين في بلادنا ليسوا من الجنس الارامي ، وبلادنا لم تكن بلاد الاراميين وان نزوح بعض الاراميين اليها من بلاد الشام لا يعني حملها هذه التسمية والاصطباغ بها والقبائل الارامية التي هاجرت الى بابل في مطلع الألف الأول قبل الميلاد انما كانت قبائل معدودة وذات تعداد جعلها تنصهر في بودقة الكلدان(١) كما ان الكلدان الذين اعتبرهم البعض قبائل ارامية ليسوا كذلك حيث يختلفون عن الاراميين في جوانب اساسية عديدة (۲)  ومنها :
۱- الوطن : كان موطن الاراميين بلاد الشام في حين كان موطن الكلدانيين ضفاف الخليج والبحر المسمى حاليآ بالبحر العربي والى كلدية أو ( كلواذي ) شمال بابل وبيت طيب شرقآ والبادية الغربية غربآ وهذا ما سنذكره لاحقآ (۳) .
۲- اللغة : كانت لغة الكلدان هي اللغة المسماة بالأكدية والتي كانت تكتب بالخط المسماري في حين كان للاراميين لغتهم التي تحمل اسمهم وتكتب بالأبجدية ، والارامية هذه اللغة التي تبناها الكلدانيون لاحقآ ونشروها في الشرق الأوسط والشرق الأدنى بعد تنصرهم .
۳- الدين : كان الاراميون يعبدون الإله ( سن ) إله القمر والإله ادد في حين كان الإله الذي أكثر شأنآ لدى الكلدان هو الإله ( مردوخ ) مع آلهة أخرى أدنى مرتبة .
ولنعد الى المالح الذي يشير الى اسم أو عنوان القاموس باللغة العربية بهدف تفنيد التسمية التي أطلقها عليه بيداويد ( غبطة البطريرك الكلداني الحالي ) وهي ( قاموس
۱۳
كلداني -  عربي ) ويأتي باللوم على غبطته ويتهمه بتحريف عنوان القاموس المذكور بجعل عنوانه ( قاموس كلداني – عربي ) بدلآ من ( دليل الراغبين في لغة الاراميين ) وهنا اريد أن اوضح للمالح بعض الأمور التي قد تغيب عن باله وعن بال جماعته او يتجاهلونها معآ :
ان معظم الكتاب والمؤلفين الكلدان والسريان والعرب وبعض الأعاجم ايضآ واعتبارآ من العصر العباسي على حد تقديري والذين وضعوا مؤلفاتهم بالعربية والى ما قبل عقود من الزمن كانوا قد اتبعوا تقليدآ سجعيآ في اختيار عناوين كتبهم ومن هذه العناوين على سبيل المثال :-
( كتاب فنون المعارف وما جرى في الدهور السوالف ) و ( كتاب الاسذكار لما جرى في سالف الاعصار ) و ( كتاب نظم الاعلام في اصول الاحكام ) و ( كتاب نظم الادلة في اصول الملة ) و ( كتاب المقالات في اصول الديانات ) والكتب السالفة كانت للمسعودي فقط وهناك كتب أخرى كثيرة ومنها :-
( نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق ) ليوسف رزق الله غنيمة وكتاب ( اطيب المجاني في حياة القس يوسف الكلداني ) للقس ميخائيل اخرس وكتاب ( الدرة النفيسة في فقيد الوطن والكنيسة ) تأليف عبدالأحد متي الرئيس وكتاب ( الأصول الجلية في نحو اللغة الارامية ) وهو للمطران يعقوب اوجين منا مؤلف القاموس السالف الذكر وكتاب ( المروج النزهية في اداب اللغة الارامية ) وهو من مطبوعات مجمع اللغة السريانية وايضآ من مختارات جمعها المطران يعقوب اوجين منا ذاته ، مما سبق يتبين لنا ان الكتّاب والمؤلفين المسيحيين ايضآ سلكوا المسلك ذاته في اختيار عناوين كتبهم ومنهم المطران اوجين منا الذي كان قد اختار هذا العنوان باللغة العربية لقاموسه في حين ان عنوانه الحقيقي باللغة الفرنسية هو ( قاموس كلداني – عربي ) وهو العنوان الذي اختاره غبطة البطريرك بيداويد لدى اعادته طبع هذا القاموس ، إذن فأن غبطة بيداويد لم يحرف عنوان القاموس ولم يجتهد فيه كما يدعي المالح والذي يقول ايضآ ( لا أدري ما السبب في اختيار المؤلف أو الناشر في حينه هذا العنوان الثانوي على الغلاف الآخير
١٤
من القاموس بالفرنسية ) ويعني بذلك عنوان القاموس ( كلداني – عربي ) وأعود لأقول للمالح بأن هذا العنوان الذي اعتبرته ثانويآ ( قاموس كلداني – عربي ) باللغة الفرنسية كان عنوانآ أساسيآ للقاموس وجعله المؤلف على هيئة عنوان سجعي بالعربية وفق ما اوردناه اعلاه ليس الا . ولم يكن المطران العلاّمة أوجين منا قد اخطأ عندما سمى لغة الكلدان ( من الكاثوليك والنساطرة ) بالآرامية الشرقية وانما كان قوله ذلك عين الصواب (٤) .
ولم ينج المطران سليمان الصائغ من تهم المالح حيث اتهمه هو الآخر بأنه حّور أو غير عنوان كتاب ( تاريخ الكنيسة النسطورية ) الى ( خلاصة تاريخية للكنيسة الكلدانية ) لدى ترجمته للكتاب الذي من تأليف الكردينال اوجين تسران سكرتير المجمع الشرقي المقدس ، يبدو أن الكردينال اعلاه كان قد كتب بحثآ مسهبآ وربما كان على شكل ايواب حول تاريخ كنيستنا منذ دخول المسيحية الى بلادنا وتأسيس أول كنيسة فيها الى اواخر القرن الماضي وأوائل القرن الحالي وعندما اختار المطران سليمان الصائغ ( والذي كان حينذاك قسآ ) فصولآ من بحث الكردينال تحت عنوان ( خلاصة تاريخية للكنيسة الكلدانية ) (٥ ) انما فعل ذلك من منطلق اعطاء الكتاب الذي ترجمه نوعآ من الشمولية لأن :-
۱- النسطورية لم يكن لها وجود في بلادنا لدى انتشار المسيحية وبحث الكردينال يتناول المسيحية منذ انتشارها .
۲- ان المطران سليمان الصائغ لم يطلع على هذه الخلاصة التاريخية التسمية الكلدانية كمذهب وانما ككنيسة تابعة لشعب وبلاد تحمل هذا الأسم أي الكلدان لذا لم يكن هدفه تحوير أو تحريف التسمية انما اعطائها الشمولية لأن كنيسة النسطورية كانت وليدة الكنيسة الكلدانية أو جزءآ منها ( ٦ ) ومع ذلك فأنا شخصيآ لا اتفق مع أي مترجم يعطي الحق لنفسه في التصرف بالنص الأصلي للكتاب أو البحث الذي يترجمه وهذا ما حدث ويحدث في الآونة الأخيرة من قبل كتّاب أو جهات بغية تحقيق أهداف من خلال التحوير والتحريف لإعطاء الأمر ابعادآ مطابقة لأهدافهم السياسية . كما حدث لدى
١٥
ترجمة كتاب ( الآشوريون والمسألة الآشورية ) .
وأما فيما يتعلق بطرح المطران الشهيد أدي شير بخصوص التسمية المركبة ( كلدو واثور ) فأنا لا اتفق مع طرحه الذي ينطلق فيه من منطلق ديني معتقدآ ان جميع مسيحيي بلادنا هم احفاد الكلدان والآثوريين وفق استنتاجه المبني على واقع الحال الذي لامسه خلال أو بعد الحرب العالمية الأولى وبغية جعل المسيحيين شعبآ واحدآ لتقريبهم من بعضهم ، في حين من يقرأ الجزئين المطبوعين من كتابه تاريخ كلدوواثور ومن الأحداث التي سردها والأدلة التي جاء بها والمصادر التي اعتمد عليها يفتهم عكس ما جاء على الغلاف تمامآ حيث معظم أدلته وما سرده يثبت ويبرهن على كون الكلدان قومية مستقلة بحد ذاتها ، وأنا هنا لست بصدد نقد الكتب والكتّاب كما فعل المالح الذي ينتقد المطرانين اوجين منا وادي شير الشهيد رحمهما الله ويتهم حتى غبطة البطريرك الكلداني الكاثوليكي الحالي مار روفائيل الأول بيداويد ، بتحريف الحقائق في حين يسمح لنفسه التمادي الى حد المغالاة في هذا المجال بعيدآ عن أي سند علمي كما فعل في اختياره عنوان كراسه الذي مدار بحثنا ( الكلدان من الوثنية الى الاسلام ) حيث من خلاله جعل جميع الكلدان مسلمين وكأن الاسلام لم يأت كدين إلا للكلدان وان الكلدان انتظروا مئات السنين لا بل الاف السنين وثنيين ليأتي الدين الاسلامي فيدخلوا تحت مظلته .
۱٦
البابا اوجيانوس ( اجينوس) الرابع والكلدان
ارتقى البابا اوجيانوس الرابع الكرسي الرسولي خلال الفترة ( ١٤۳١- ۱٤٤٧ ) م وشاهد عهده كعهود سابقيه محاولات لتوحيد الكنيسة وابدى بعض البطاركة والجثالقة استعدادهم لهذه الوحدة ولا سيما جثالقة الكنيسة المشرقية بعد انشقاقها عن الكنيسة الأم باتباعها المذهب النسطوري ولكن هذه المحاولات لم يكن يكتب لها النجاح بسبب الظروف المحيطة بالكنيسة وكانت هناك اتصالات وزيارات بين كنيستنا النسطورية والكرسي الرسولي من اجل الإتحاد مع كنيسة بطرس الرسول في روما ، ولكي ندخل في مناقشة ما جاء في هذه الفقرة من كراس المالح علينا ان نذكر شيئآ عن تاريخ الكلدان لكي نسلط الضوء على الأسس التاريخية التي نعتمد عليها في تفنيد الآراء المضادة ومن اجل اجهاض المحاولات الشوفينية التي دأبت على طمس التسمية القومية للكلدان وتاريخهم وحضارتهم ولكي يطلع القاريء ولا سيما الكلداني على موجز من تاريخ أمته .
لا شك ان ذكر الكلدان كشعب ورد قبل الاف السنين ولقد ارجع بعض الكتّاب والمؤرخين أول ذكر للشعب الكلداني الى القرن الخامس والأربعين قبل الميلاد ( ٧ ) وقال آخرون : كان الكلدانيون في سابق عهدهم أمة عظيمة بلغت شأن الحضارة مبلغآ بعيدآ وكانت تسكن بلاد الرافدين من شمالها الى جنوبها وكانت لهم شهرة طبقت الخافقين ، ولقد ورد ذكرهم في كتب الأقدمين على اختلاف اجيالهم ولغاتهم جاء بنوع أخص في أسفار الكتب المحدثين لكثرة تتبعهم الحقائق (٨ ) ويذكر ايضآ بأن الأخبار عن بدء العالم
١٧
والخلق وتفرقهم على الأرض والممالك والبر والبحر في القرون البائدة والأمم الخالية الدائرة الاكابر كالهند والصين والكلدان ( ۹ ) . وفي ذكر الأمم السبعة التي تفرع منها البشر حسب رأي الأولين هم ( الفرس ، الكلدان  ،اليونان والروم والأفرنج ، العرب، اجناس الترك ، الهند ، الصين ) ( ۱۰ ) ويقول بهذا الخصوص مصدر آخر ( وقال من عنى بأخبار الأمم وبحث سير الأجيال ان أصول الأمم من سالف الدهر سبعة : الفرس ، الكلدان ، اليونانيون ، والقبط والترك ، والهند والصين ومنهم تفرعت الشعوب والملل الأخرى وهم على كثرتهم طبقتان طبقة عنيت بالعلوم كالكلدانيين والفرس وغيرهم وطبقة لم تعتني بالعلم كالترك والصين ( ١١) . وجاءت تسميتهم بأشكال مختلفة مثل كسدي وكشديم وتعني كثير الكسب وكان الكلدانيون مشهورين بكثرة كسبهم وحبهم لعيالهم ( ۱۲ ) وقال  بعض المحققين بأن الأصل هو كرديم وليس كسديم او كشديم ، كما وردت التسمية في نسخ التوراة العربية ( خلديين ) والسبب ان حرفي الكاف والخاء في الآرامية متشابهان (١۳ ) وأوردهم ابن خلدون باسم قنطارية والقنطارية اصحاب قنطار بن ارفكشاد بن سام بن نوح ومنهم الصابئيين وجاءت اللفظة هذه على اشكال شتى مثل كنتاريون ، كتباريون ، كنترانيون و قنترانيون وسبب هذا الإختلاف هو الكتابة غير المنقوطة ( ۱٤ ) في حين يذكر المسعودي في كتابه ( مروج الذهب الباب العشرين ) ما مفاده – ذكر ملوك بابل وهم من النبط وغيرهم المعروفين بالكلدانيين ، وفيما يتعلق بأصل الكلدان تقول بعض المصادر بأن الأمر موضع جدل للصعوبات التي تكتنفه وندرة المصادر ولا نعرف متى دخلوا بلاد الرافدين الى أن هيمنوا على الخليج العربي ( حاليآ )  حتى سمي بالخليج الكلدي (١٥) .
كما تقول مصادر اخرى بأن الكلدان هم السريان ( الحاليون ) وذكروا في التوراة بقوله عز وجل لبراهيم – أنا الرب الذي انجيتك من نار الكلدانيين لأجعل لك هذه الأرض ميراثآ –
وذكرهم ارسطوطاليس في كتابه ( بوليطيا ) الذي يذكر فيه سياسة أمم ومدن كثيرة وعدد المدن التي ذكرها ( مائة وسبعون ) وفي غيره من كتبه ، وكتب بطليموس بهذا الأسم
۱٨
أي ( الكلدان ) وكانت دار مملكتهم العظمى ( كلواذي ) من ارض العراق ( بلاد ما بين النهرين ) واليها اضيفوا وكانوا شعوبآ وقبائل ومنهم النينويون ، الآثوريون ، الارمان والاردوان والجرامقة ونبط العراق وأهل السواد وقيل انما سموا نبطآ لأنهم من ولد نبيط بن باسور بن سام بن نوح وقيل ايضآ لاستنباطهم الأرض والمياه وكانت بلاد الكلدانيين ( العراق ، ديار ربيعة ، ديار مضر ، الشام بلاد العرب اليوم وبرها واليمن والتهامة والحجاز واليمامة والعروض والبحرين ، الشحر ، حضرموت ، عمان وهذه جزيرة العرب كانت كلها مملكة واحدة يملكها ملك واحد ولسانها واحد سرياني وهو اللسان الأول لسان آدم ونوح وابراهيم عليهم السلام ( ١٦ ) .
وتقول مصادر اخرى بأن اول دولة نشأت بعد الطوفان هي الدولة الكلدانية وملك عليها نمرود الجبار وبنوه وأكثرهم شهرة أورخامس وسقطت هذه الدولة نحو سنة ۲٤٤۹ ق . م واستولت عليها دولة  دولة ايرانية وحكمتها زهاء ۲۲٤ سنة وعقبتها دولة عيلامية نحو ۲۲٥ سنة ثم عاد الكلدان الأصليون فسيطروا على البلاد ثانية وحكموها نحو سنة ۲٠٠٠ ق . م ولمدة ۲٤٥ سنة ( ١٧ ) .
واشتهرت خلال هذه الفترة دولة أو امارة القطر البحري الكلدانية وسميت بسلالة الأمراء ايضآ وكذلك سلالة بابل الثانية وذكرت في عهد ( شمس اوشمسو – ايلونا ) خليفة حمورابي والذي بدأ حكمه سنة ١٧٤۲ ق . م ( ١۸ ) .
ويؤيد ذلك مصدر آخر فيقول : في السنة الثامنة والعشرين من حكم شمس ايلونا ابن حمورابي حدثت ثورة في جنوب البلاد في منطقة الأهوار المعروفة ببلاد البحر والتي لم يتمكن من اخضاعها وهكذا ظهرت سلالة القطر البحري واستمرت لمدة تزيد عن ( ۲۰۰ ) سنة وسيطرت على بلاد سومر ( ١۹) .
واستمرت سيطرة الكلدان على بلادهم بين المد والجزر بسبب انقسامهم على قبائل كثيرة وقيام كل قبيلة بتشكيل امارة خاصة بها بين الحين والآخر ومن الملوك الذين اشتهروا في التاريخ وعرفوا بمقاومة الغزاة ومعاداتهم وسيطرتهم على الحكم في بابل مرات عديدة كان الملك ( مردوخ – ابلا – ادان ) أو ( مردوخ – بلادان ) من قبيلة بيث
١۹
ياكين وقاوم الغزاة للفترة من ( ۷۳۱ ولغاية ۷۰۰ ) ق . م (۲۰) . وخاصة الآشوريين والى ان تمكن الكلدان من توحيد قوتهم تحت لواء أحد احفاد ( مردوخ بلادان ) وهو الملك القدير نبوبيلاصر الذي تمكن من طرد الغزاة الآشوريين وتحرير بلاد بابل ومن ثم تشكيل الدولة الكلدانية سنة ٦۲٦ ق . م ليعلن نفسه ملكآ عليها وغدت بعد ذلك امبراطورية عظيمة على انقاض الدولة الآشورية بعد اسقاطهم نينوى بالتحالف مع الماديين وذلك سنة ٦۱۲ ق . م وكان ابنه نبوخذنصر أشهر ملوك الكلدان لا بل ( لبلاد ما بين النهرين ) على مر التاريخ وبعد سقوط الدولة الكلدانية سنة ۵۳۹ ق . م على يد كورش العيلامي ، قام الكلدان بعدة انتفاضات ضد الحكم العيلامي في السنوات ( ۵۲۲ ، ۵۲۱ ، ٤٨۲ ) ق . م استطاع الثوار من خلالها تحرير بابل عدة مرات وحكموها لفترات قصيرة ، غير ان ضعف قوتهم وقلة عدد الجيش مقابل الجيش العيلامي ادى الى فشل تلك الثورات ودمرت بابل بكاملها ولا سيما في عهد دارا الأول ( ۵۲۸ – ٤٨٦ ) وابنه احشويرش الأول ( ٤٨٦ – ٤٦٥ ) ق . م ( ۲۱ ) .
وبعد ذلك قام الغزاة العيلاميون بأعمال تعسفية تجاه الكلدان وبابل وهياكل آلهتها فأسكنوا في بلاد بابل الكثير من الفرس واستولوا على اراضي وممتلكات الهياكل والمعابد وفرضوا ضرائب طائلة عليها الى ان جاء الاسكندر المقدوني وفتح هذه البلاد وسيطر على بابل جاعلآ منها عاصمته وذلك سنة ۳۳۱ ق . م وبذلك دخلت البلاد تحت حكم المقدونيين فالسلوقيين بعد موت الاسكندر ولغاية ۱٤۰ / ۱۳۹ ق . م حين عاد الفرس ( الفرثيون ) وسيطروا عليها من جديد ( ۲۲ ) .
ونتيجة الأعمال التعسفية التي قام بها الفرس خلال فترة حكمهم لبابل هاجر الكثير من البابليين الى الشام ولبنان وشمال بلاد ما بين النهرين حتى بلغ بعضهم جزيرة قبرص مع بقاء نسبة كبيرة منهم في بلادهم ومن بينهم من كان من نسل ملوكهم لذا نجدهم يتتبعون النجم الى بيت لحم في فلسطين لدى ميلاد المسيح ليقدموا له خضوعهم ويجزلون عليه بالهدايا وسموا بملوك العجم او المجوس ولما عادوا الى بلادهم وتكلموا عما رأوه ، هيئوا بذلك الأرضية المنبسطة لأنتشار المسيحية في بلادنا ( ۲۳ ) .
۲٠

وفي هذا المجال يقول مصدر آخر ان الطائفة الكلدانية الكاثوليكية * الباقية الى يومنا هذا هي احدى الطوائف المسيحية الشرقية العريقة في القِدم لا بل الأقدم منها في الشرق المسيحي كله إذ تفتخر هذه الطائفة بالمجوس الذين وافوا من الشرق الى اورشليم وسألوا عن الطفل الإلهي الذي رأوا نجمه واتبعوه ليسجدوا له ( ۲٤ ) .
وبعد سقوط الدولة الكلدانية  ولاسيما بعد احتلال البلاد من قبل الاسكندر الكبير قام الكلدانيون بتأسيس امارات وممالك لهم خلال الفترة من اواخر القرن الرابع قبل الميلاد ودام بعضها الى القرن الثاني بعد الميلاد أو بعده .
غير ان الكتاب العرب وللأسف الشديد قاموا على خلاف الحق بتعريب هذه الامارات أو الممالك وجعلها عربية علمآ بأنها لم تكن كذلك لا جنسآ ولا لغة وجاء بعضهم بآراء ينسب سكان هذه الممالك الى اصول متباينة فبخصوص اهل الحيرة يقول البعض منهم بأنهم من عشائر قضاعة والازد ويقول آخرون بأنهم من مجموعة القبائل المتحالفة والكلدية التي استوطنت هناك بعد سقوط بابل ويقسم الكتّاب العرب أهل الحيرة الى ثلاثة اقسام من حيث اصولهم وهي ( ٢٥) :
۱- النازحون من الجزيرة ( تنوخ ) .
۲- العباد وهم السكان الأصليون من القبائل الكلدية .
۳- الاحلاف وهم عرب نزلوا هناك وتحالفوا مع العباد وتنوخ .
وكانت قد سميت هذه الممالك في عهد الاسكندر بممالك الطوائف بضمنها الممالك التي تأسست في ايران والمواقع الآخرى الخاضعة للسيطرة المقدونية والسلوقية ومن تلك الممالك نخص بالذكر مملكة بيت أديني الكلدانية والتي اشتهرت باسم امارة اوزورينة وكان اسم حاكمها ابجر وذلك سنة ۱۳۰ ق . م (۲٦) .
ويؤيد العلاّمة المطران الشهيد ادي شير بكون جميع هذه الممالك كلدانية (۲۷) .
وتقول المصادر ايضآ بأن سكان حدياب وكرخ سلوخ كانوا معظمهم من النبط
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* سوف آتي الى ذكر الطائفة وتعريفها لاحقآ .
۲۱
والجرامقة واختلف الكتّاب في اصولهم فمنهم من قال بأنهم فرس ومنهم من قال بأنهم عرب غير ان العديد من الكتّاب والمؤرخين القدماء يتفقون على انهم من الكلدانيين وهذا ما أيده ابن خلدون والقلقشندي وأكده ابن المسعود ( ۲٨ ) .
كتب المستشرق العلاّمة لايور ( انه ليس من أمة على الأرض بارت أمة الكلدان النصارى في تأسيس المدارس ، فاتسعت صناعة التأليف عندهم اتساعآ عجيبآ حتى ان عدد المؤلفين منذ الجيل الرابع وحتى الجيل الثالث عشر الذي فيه انطفأت العلوم لديهم فاق الأربعمائة  وتأليف بعضهم تجاوزت الأربعين وتصانيف مار أفرام لا تقدر و ميامر نرساي عدا الكتب التي ألفها تجاوزت ( ٣٦۰ ) و ميامر يعقوب السروجي بلغت ( ۷۰۰ ) و ميامر أسقف هرمز اردا شير بلغت ( ٣۰۰ ) ويوسف حزايا ( ۱۹۰۰ ) ( ۲۹) .
ان ما ذكرته اعلاه ليس سوى مقتطفات تاريخية وأدلة لا تقبل الشك بأن الكلدان كأمة كان لها وجودها منذ القرن الخامس والأربعين قبل الميلاد وبعد الميلاد وفي عصر انتشار المسيحية ومن ثم في عهد صدر الاسلام وفي عهد الخلفاء الراشدين وفي عصر الدولة الاموية فالعباسية وفي فترة حكم المغول والتتر الذين ارتكبوا الفضائح وأبشع الجرائم بحق المسيحيين واستمر تاريخهم واستمرت أخبارهم دون انقطاع عكس الشعوب الآخرى التي انصهرت في بوتقة الشعوب الغازية والغالبة فاندثرت باندثار انظمة حكمها وان المجلدات الثلاثة التي ألفها العلاّمة أدي شير والتي وصلنا منها اثنان لم تكن تضم معلومات خاظئة كما ادعى المالح ، فأدي شير اعتمد في تاريخه على مصادر كثيرة ولم يبتدع في تأليفه وان كانت هذه التآليف او فحواها لا يروق للمالح ولغيره وخاصة تلك التي تتضمن الحقائق التاريخية عن الأمة الكلدانية ، هذه الأمة التي يحاولون بما اوتوا من قوة وهمة انكار وجودها وذلك عن جهل وسذاجة وربما عن قصد أو دافع مجهول .
وذكر أدي شير العشرات من المصادر والمؤلفين المستشرقين منهم والعرب والمسيحيين وغير المسيحيين فأن كان المالح ينكر علمية مؤلفات أدي شير من منطلق عدم مطابقتها لأفكاره وطروحاته وأفكار مستأجريه فهذا شأنه وشأنهم وليس العلاّمة أدي شير وحده
۲۲
يذكر الكلدان قبل وبعد المسيحية وفي العصر الحديث ايضآ بل هناك العشرات من الكتّاب والمؤرخين يذكرون هذه الحقائق بخصوص الأمة الكلدانية ممن لا يهمهم أمر الكلدان بشيء .
اجل لقد ذكروا الأمة الكلدانية قديمآ وحديثآ وفضلها في نشر العلم والمعرفة وفي نشر وايصال البشرى الى اقاصي الأرض فيقول ادولف دافريل بمقالته في كلدو المسيحية ( ان الكنيسة النسطورية ابرزت مدة اجيال عديدة امتدادآ عجيبآ خارق العادة فان الفتوحات الدينية والميل اليها كانا علامتان فارقتان اتصفت بها النسطرة دون غيرها فهذه الفتوحات كانت مجردة عن السياسة والآلة الحربية ويضيف ادولف ، ان انتشار المسيحية في سيلان والهند وسومطرة والصين وبلاد التتر وقبرص ادى الى ارتفاع شأن الكلدان ( ۳۰ ) ويقول ادي شير نقلآ عن الأب العلاّمة لاب دور ان النصارى الكلدان نالوا من المناصب في الدولة العباسية ما كان رفيعآ وعلّموا سادات الدولة الفلسفة اليونانية وعلم الفلك والطبيعيات وألفوا ونقلوا الى العربية تأليف ارسطو و بطليموس وابقراط وجالينوس ويضيف لابور بأن العرب تعلموا عن الكلدان الأرقام الهندية وآلة الأسطرلاب ويقول قاموس اللاهوت الكاثوليكي الذي من تأليف نخبة من علماء المانيا الترجمة الفرنسية منه لكوشليران العلوم الشرقية في ومن فتوحات العرب المسلمين كانت محصورة عند الكلدان فكانوا يعلّمون في مدارس اورها ونصيبين وساليق وماحوز وديرقني اللغات ، الكلدانية والسريانية واليونانية والنحو والمنطق والهندسة والموسيقى والفلك والطب ، ويقول هادي رشيد الچاوشلي بأن اربيل والموصل أصبحتا ضمن مطرانية الكلدان ومنعت عبادة عشتار وذلك سنة (٥۰۰ ) ميلادية ( ۳۱ ) . 
ويذكر مصدر آخر بأن حدياب التي تقع بين الزابين ومركزها اربيل والواردة في المصادر العربية بأسم ( حزة ) كانت من اكبر المطرانيات الكلدانية وكانت تارة تحمل اسمها وأخرى تقترن مع الموصل الا ان هذه الكنيسة الزاهرة خربت على يد نوروز لدى حكم المغول سنة  ۱۲٧٥ م وثانية عام ۱٤۰۱ م على يد تيمورله نگ ( ٣٢ ) وتشهد اعمال مجمع اسحق الأول عام ٤١٠ م ان يزد جرد الأول أوعز الى ولاة مملكته كي يسهلوا سفر
٢٣
الأساقفة من نصيبين وتخومها وبيت كرماي وبيت هوزايي وميشان وكشكر لحضور هذا المجمع من اجل وضع النظام في الكنيسة الشرقية الكلدانية ( ٣٣ ) .
وفي تسلسل ابرشيات الكنيسة الكلدانية قديمآ يذكر بأن ابرشية البصرة التي اصبحت مطرانية عام ٣١٠ م كانت قد احتلت المرتبة الثالثة بين الأبرشيات وجاءت ابرشية اربيل في المرتبة التي بعدها ليصبح تسلسلها كما يلي ( مطرانية بيت هوزايي -  الأهواز – مطرانية نصيبين- مطرانية فرات ميشان – البصرة – ثم مطرانية حدياب ،اربيل ) (۳٤) .

ويقول المطران بطرس عزيز بأنه كان في مصر سنة ۱۰۹٥ م جمع كبير من الكلدانيين النساطرة وكان لهم مطرانآ اسمه دانيال وتحت يده ثلاثة أساقفة وهم ( شمعون الجزري ومشيحا من الموصل ويوسف من طهران ومن القسس ( ٤٧ ) قسآ و ( ۳۰٦ )  من الشمامسة وكان لهم ( ٤ ) كنائس وكان تعدادهم ( ٧۳۰۰ ) عائلة أو بيت أي ما يناهز ( 

109


عندما يتناول المرء موضوعآ مُهمآ بحيث لا يسمح تحميله أكثر مما  يحتمل ، أو عرضه في سياق يتنافر مع جوهر مضمونه ، يكون هذا العمل تجن ٍ على الحقيقة والواقع لِما سيكون فيه من مغالطات سواءآ كانت بقصد او بغير قصد .

قبل فترة من الوقت قرأت مقالآ منشورآ على الصفحة الألكترونية لموقع عينكاوا . كوم وكان للأخ (
 ) Salim Maroki
 وجاء بعنوان ( وكلداني متزمت محب يهمس في أذن اثوري متعصب ) ، يمكن الرجوع اليه  تحت هذا الرابط ،
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=8509.0

ولما كان ذلك المقال من النوع الذي أشرنا إليه في البداية ، لذا كان جدير بصاحب المقال لو أشار الى الأمور التي تزّمت فيها كل طرف ، ليقف الجميع على الحقيقة ويتخذوا موقفهم الواعي منها ، بدلآ من حَبك الموضوع وإخراجه على شكل محاورة عاطفية عامة بعيدة عن حقيقة الأمور والتي لم تكن كافية لإشباع أي فضول في معرفة المواضع التي تزمتوا فيها الكلدانيين ، فمثلآ لو  إستثنينا الأمور التي لا تقبل المساومة ولا يمكن التفريط بها مثل ، الشرف ، العقيدة الدينية ، الأرض ، الكرامة ، المباديء .
 عدا تلك الإستثناءات المتفق عليها والتي لا أعتقد بأن صاحب المقال يدخلها ضمن الأمور التي يمكن الأخذ والعطاء فيها ، وبالتالي يصح القول على المتمسكين بها ووصفهم بالمتزمتين ، فإذا كان هذا ما يعنيه صاحب المقال عندما يصف الكلدانيين بالمتزمتين ، فنقولها للجميع وعلى الملآ ، نعم نحن الكلدانيين نفتخر أن نكون من المتزمتين بتلك الثوابت وسنبقى كذلك ما دام فينا عِرق ينبض وقلب يخفق .

أما إذا كان ما يعنيه غير ذلك من الأمور ، نقول ، ان كل متابع لسلسلة الأحداث التي تابعناها في الماضي والجارية اليوم ، تنفي تلك التهمة القاسية عن الكلدانيين .
ولنكون دقيقين أكثر في هذه المسألة ، نقول ، في أي من الأمور التالية ، رغم حساسيتها واهميتها الكبرى كانوا الكلدانيين فيها متزمتين في آرائهم أو متشددين في مواقفهم الفكرية والسياسية مع الآخرين ؟
1- هل يوجد في المناهج الداخلية للأحزاب والتنظيمات الكلدانية ما يشير الى تهميش او إقصاء او احتواء لإخواننا الآشوريين ؟ الجواب هو كلا . بدليل ان كل شخص قادر ان يعود اليها ليتأكد بنفسه من صحة الأمر .
2 – هل الكلدانيين يتناولون في خطبهم ألفاظآ او مفردات متشنجة ولا تدل على احترام كل ما يتعلق بإخواننا الآشوريين ، إبتداءآ من احترام اختياراتهم في التسمية التي تدل على ما يعتبرونها قومية خاصة بهم ومرورآ بكل ارائهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية والحياتية وإنتهاءآ بكل ما يتعلق بهم من أمور تخصهم ؟ . مرة اخرى يأتينا الجواب بالنفي .
3 – هل الكلدانيين يحشرون انوفهم في كل شاردة وواردة ، وفي كل حين بإختيارات وامور تخص اخواننا الآشوريين ، او يتدخلون ( الكلدانيين ) لمصالحهم الخاصة ويقررون بدلآ من الآشوريين ما هو الخطأ والصواب ، وماذا يجب عليهم ان يفعلوا وماذا ان لا يفعلوا ، ويصروا على هذه الحشرية  ومن دون ان يعطوا أي اعتبار لإخوانهم الآشوريين ؟ ايضآ هذا لم يحدث ، والجواب هو كلا ، بل ان الكلدانيين وبشهادة كل منصف هم ضحية تلك العقلية .
4 – هل الكلدانيين متزمتين في انغلاقهم على ذاتهم ويعارضون التوجهات الوحدوية العادلة والمنصفة والتي تحترم اختيارات كل اطياف شعبنا ؟ ايضآ الجواب هو كلا ، بل ان هاجسهم اليومي بعد ايمانهم وحرصهم على ثوابتهم التاريخية هو العمل على توفير كل الضمانات والظروف لتوحيد كل اطياف ابناء شعبنا تحت مظلة واحدة يسودها الإحترام والتوافق والتكامل وليس الإلغاء او الإحلال كما يحاول البعض ممارستها ضد الكلدانيين .
5- هل الكلدانيين متزمتين بفرض شروطهم التنظيمية ويسعون جاهدين وبكل السبل للإستحواذ على تاريخ وحضارة اخواننا الآشوريين ؟ هذا ايضآ لم يحدث ، بل العكس هو الصحيح .

في الوقت الذي استطيع ان اذكر المزيد المزيد من الأدلة والبراهين التي تنفي تلك التهمة عن الكلدانيين ، ولا اريد ان احيل احدآ الى المواقع ومناهج الأحزاب الآشورية ليقف على مدى احتقانها بالتزمت في الأمور التي تمس الكلدانيين في صميم  ثوابتهم وامورهم الحياتية الأخرى ، بل اكتفي بهذا القدر ، وأتسائل ،

إذا كانت كل تلك الأمور المتشنجة  التي ذكرتها غير موجودة في فكر واهداف وممارسات الكلدانيين ، وايضآ لا نتوقع من الأخ صاحب المقال ان يطالب هو الآخر  الكلدانيين  بأن يتجردوا من مبادئهم ومعتقداتهم وتاريخهم وشرفهم ارضاءآ لشريحة لا يهمها من امر الكلدانيين سوى عددهم وسوى مصلحتها الذاتية ومصلحة احزابها دون أي اعتبار لأحد آخر ، فإذا لم يكن هذا او ذاك ،
 فعن أي تزّمت كلداني حاور صاحب المقال شيخنا الوقور ؟ أليس من الظلم والتعسف للعقل والواقع أن يقوم صاحب المقال بإتهام الكلدانيين ووصفهم بما هو ليس فيهم على الأقل في علاقتهم ونظرتهم الى اخوانهم الآشوريين  ؟ بل كان من العدل ان يعطي كل ذي حق حقه بأمانة وتجرد ووضوح وأمام الجميع .

منصور توما ياقو / سيدني




 

110

المعروف عن الكلدانيين ، بكونهم شعب يتميز بنمط حياة خاص بهم ، من حيث طبيعتهم الإنسانية واحتياجاتهم الروحية والمادية .
فمن حيث طبيعتهم الإنسانية ، يتميزون ليس فقط بقدرتهم الفائقة على استيعاب واحتواء كل العواصف والخلافات والإنحرافات ، بل وايضآ في مسايرة الواقع سواءآ كان حدثآ او فكرآ من دون أن يسلكوا سلوكآ غير حضاري مع الآخرين ، وايضآ من دون أن يحيدوا عن انسانيتهم وإيمانهم الروحي وإنتمائهم القومي قيد شعرة ، فمن تلك الطبيعة الحسنة تشكلت فيهم عوامل إيجابية ساعدت على زرع في نفوسهم  صفات الطيبة ، الإخلاص ، حسن الظن بالآخرين ، التعامل بنِية صافية مع الجميع ، رواد في تفهم  الآخرين وفي تقديم التنازلات من اجل الوصول الى التوافق العادل والمنصف مع الجميع .
وليس غريبآ أن يتجسد كل ذلك في رسالة غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي الموجهة الى مجلس الحكم في 22 / كانون الثاني / 2004 ، تلك الرسالة المشبعة بالقيم الأبوية للجميع والممتزجة بالتقوى والإصرار على حماية أبناءه مما يحاك ضدهم في الخفاء والعلن لشطبهم من الحياة العامة وشطب تاريخهم وحضارتهم بجرة قلم وبأفكار سقيمة لم تعد تنطلي إلا على تجار المصالح الشخصية وعلى البسطاء وممن فقدوا عقولهم .
قبل ان نتطرق الى رسالة أبينا البطريرك والتي يعجز الطرف الآخر ومهما علت او دنت رتبته الدينية او الدنيوية ان ينطق ولو مجرد كلام عابر بالكلام الذي قاله وعناه غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي في رسالته تلك  .
ومن جملة الحقائق والأمور التي نلاحظها في تلك الرسالة هي :-
تاريخ الرسالة : لو توقفنا قليلآ عند تاريخ صدور الرسالة والذي هو 22 / كانون الثاني / 2004 لأكتشفنا ان تلك الفترة لم يكن الدستور فيها قضية مطروحة للنقاش ولا تسمية القوميات أي تثبيت الهويات القومية للشعوب كما يوحي البعض لإيهام الناس كانت مدار البحث ، لأنه وبكل بساطة في ذلك التاريخ لم تكن السيادة قد نقلت الى العراقيين ولم يكن قانون إدارة العراق قد صدر بعد ، إذ كانوا جميع العراقيين منهمكين في تشكيل كيانات سياسية معينة ( إئتلافات ، قوائم ، تحالفات ...) وتحت تسميات محددة لخوض الإنتخابات التي جرت في 30 / كانون الثاني / 2005 .
فمثلآ القائمة الكردستانية كانت تضم اكراد ، تركمان ، كلدانيين ، آشوريين ... ولكن لم يقول أي شخص بأن المؤتلفين تحت تلك التسمية قد تجردوا من انتمائاتهم القومية الأصلية وأصبحوا جميعآ اكرادآ  لكون تلك  القائمة تحمل تسمية ( الكردستانية )ونفس الكلام ينطبق على كل الكيانات الأخرى ومن ضمنها الكيان السياسي الذي كان الكلدانيين والآشوريين والسريان ينوون تشكيله تحت تسمية ( كلدوآشوريين ) وخوض الإنتخابات تحت هذه التسمية ككيان سياسي موحد ومستقل .
وهذا كان محل تقدير ومباركة غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي ، ومن باب حرص قداسته على تسجيل هذا الكيان السياسي الموحد وإعتماد عبارة ( كلدواشوريين ) كتسمية للإتحاد او الإئتلاف الذي جمع الكلدانيين والآشوريين ، ومن اجل تثبيت ذلك رسميآ في الدولة العراقية قام قداسته بتحرير ذلك المضمون في الرسالة المنوه عنها اعلاه  والتي وجهها قداسته الى مجلس الحكم لأقرارها وإعتمادها في تعاملات الدولة العراقية بالأمور التي تخص الكلدانيين والآشوريين والسريان العراقيين فقط ، ولا يوجد في الرسالة ما يشير الى التعصب الى جهة دون آخرى  او الى الغاء الهوية القومية للآشوريين او للكلدان ، أم ان البعض لم يصدق ان تسمية ( كلدواشوريين ) لا تصلح كتسمية لكيان او اتحاد سياسي ؟ ما الغريب في ذلك وما الغريب في رسالة ابينا البطريرك؟ اين الخطأ فيها ؟ مشكلتنا ليست في ماهية التسمية لإتحادنا ، كل التسميات تصلح ، سواءآ كانت ( كلدواشوريين ) او ( كلدو اشور سريان ) أو ( سورايي ) أو (  الرافدين كما ذكرها غبطة البطريرك في مباركته على اصل قائمة الرافدين الوطنية ( 204 ) كما سنرى لاحقآ ) أو أية تسمية اخرى حتى وإن  لم تذكر تسمياتنا القومية بصريح  العبارة  ، كل ذلك ليس بمشكلة وإنما المشكلة تكمن في اصحاب سوء النية  الذين يحاولون الغاء الهوية القومية للآخرين .

اود هنا ان انقل نص رسالة ابينا البطريرك عمانوئيل الثالث دلي التي وجهها الى مجلس الحكم ، وكما نشرها موقع زهريرا .نت ، ليقرأها كل منصف وليحكم من خلال كل كلمة فيها على مدى تفاعل وتضامن غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي مع كل جهد خيّر ونزيه من اجل اعادة التوحيد المتكافيء الذي يقوم على احترام كل الخصوصيات لكل اطياف شعبنا و غير عابيء بالشكليات البسيطة كتحديد ماهية التسمية التي يحملها اتحاد امتنا .   
نص الرسالة

http://www.zahrira.net/modules.php?name=News&file=article&sid=847

 
 فعلآ رسالة تبعث على الطيبة  والتفاؤل والفخر ، ولكن للأسف ، الطرف الآخر استغل كل تلك الطيبة والثقة التي وضعها ابينا البطريرك بمن لا يستحقها  فأستغلها ذلك البعض ابشع استغلال عندما اراد ان يمرر أبشع جريمة في حق الكلدانيين ، ألا وهي إلغاء هويتهم القومية .

 ولكي تكتمل الصورة الحقيقية امام الجميع ، سأنقل نص مباركة غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي على اصل نسخة مرشحي انتخابات الجمعية الوطنية  العراقية ( قائمة الرافدين الوطنية ) كانون الثاني 2005 ، ( وهي قائمة كأي قائمة سياسية اخرى وليست لتثبيت الهوية القومية لأي جهة كانت ) ، والملاحظ في هذه المباركة ان ابينا البطريرك يبارك المرشحين ( والتسمية التي ذكرها فيها  هي _ ابناء الرافدين _ وليست كلدواشوريين )  ويحثهم فيها  للعمل من اجل مصلحة وخدمة العراق ، أكرر العراق ، وليس فيها ايضآ ما يشير الى تمسكه بتسمية قومية محددة على حساب اخرى ، إذن وكما قلنا ، كل التسميات مقبولة في تسمية الكيان السياسي الذي نتحد فيه ، في الوقت الذي لا يحق لكائن ما كان ان يستحوذ على اختيارات الآخرين او ان يلغي الهوية القومية لأي جهة كانت .

نص مباركة غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي على اصل قائمة الرافدين الوطنية (204 ) كما نشرها موقع زهريرا نت :-
http://www.zahrira.net/modules.php?name=News&file=article&sid=860

إذن ، كلام أبينا البطريرك عمانوئيل الثالث دلي واضح ، ولا يحتاج الى ما ذهب اليه الطرف الآخر في تأويلات وتلميحات وإيحاءات تدل على اغراضهم المكشوفة ظانين انهم قادرين على إيهام واستهبال الناس .

ومع كل مما تقدم ، اتجرأ وأقول ان الكلدانيين لا زالوا مع كل جهد وعمل مخلص ونزيه يؤدي لخير أمتنا وتحت أية تسمية كانت بشرط أن لا يتضمن دسآ مستورآ وألا  يمس الوجود القومي لأي شعب كان.

ولا زالت رسالة غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي تصرخ وتحث جميع اطياف شعبنا من الكلدانيين والآشوريين والسريان للإتحاد تحت كيان سياسي موحد ومستقل وتحت أية  تسمية يتفق عليها .

ما نأمله من الآباء الروحيين في الكنائس الأخرى أن يحتذوا حذو غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي في مؤازرة اختيارات جميع اطياف شعبنا وعدم الإقتصار والإنغلاق على الذات الضيقة التي وجدوا أنفسهم فيها ، وأرجوا أن لا يطول انتظارنا أكثر ، لأنني وأعتقد جميع الكلدانيين معي ، لم نسمع ولحد اليوم من اولئك الآباء  أن نطقوا ولو بعبارة واحدة تدل على احترامهم لوجودنا القومي ! لا اعرف إن كان هناك كلداني واحد قد رصد  حدوث مثل تلك المعجزة ؟ أشك بذلك .

مرة اخرى ، نرجوا ونتمنى من الطرف الآخر أن لا يخيب ظننا به ، ونرجوا أن يخفف من تعنته ازاء حقوق الآخرين سيما ونحن على ابواب الإستفتاء على مسودة الدستور وأيضآ على ابواب الإنتخابات العامة التي نتمنى أن نخوضها ونحن الكلدانيين والآشوريين والسريان والأرمن منضوين  تحت كيان سياسي واحد وبأي تسمية كان .
فهل نحن لها ؟

منصور توما ياقو / سيدني


111

واخيرآ ، وقبل انتهاء المدة المحددة ببضع دقائق ، استلمت الجمعية الوطنية العراقية مسودة الدستور الدائم .
لا يخفى على احد ، ان انجاز مسودة الدستور الدائم للعراق مطلب جميع العراقيين ، بكل طوائفهم وقومياتهم ومعتقداتهم واجناسهم ، لأنه يعتبر المحتوى الذي يتضمن كل الأفكار والتجارب والآمال التي يصبو اليها الشعب العراقي ، لذلك كان من المفروض وكحد ادنى  ان يكون لهذا الإنجاز صدى طيب في النفس العراقية ، بيد ان المرء يرى العكس تمامآ ! حيث السنة يهددون بالحرب الأهلية في حالة إقرار هذه المسودة ، واصحاب الأديان والمعتقدات – عدا المسلمين – يفتشون عن اسماء دياناتهم ومعتقداتهم ولكن دون جدوى ! وكذلك الحال بالنسبة لأهل القوميات القاطنة في العراق ومن ضمنهم السكان الأصليين للعراق  ، إذ لا يعثرون على أية إشارة الى تسمياتهم القومية . والعيوب التي تحتويها هذه المسودة ، كافية لإقامة اكثر من حرب اهلية ، وكفيلة لجعل من ارض العراق كله  مقبرة جماعية كبيرة  لكل العراقيين .

كل ما يمكن ان يقال عن هذه المسودة هو ، نصفها طغت عليها اللحى والعمائم ، والنصف الآخر طغت عليها اللفة والشروال ، وعمومآ ينطبق عليها قول الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافى ، علم ودستور ومجلس أمة ... كل عن المعنى الصحيح محرف . وفي النهاية ستكون كلمة الفصل للشعب العراقي في إقرارها او رميها في مزبلة التاريخ. وإن غدآ لناظره قريب .


مع تحيات اخوكم منصور توما ياقو / سيدني
 

112

 الأخ المحترمAshur Giwargis 
بعد التحية

تقول (...منذ عدة أيام، كتب أحد الأخوة عن "سياسة تذويب الكلدان" أو ما شابه، وقد سألته السؤال التالي:

من كان بطريرك الكلدان حين اعترف بطاركة المشرق ما إيشوعياب (القرن السابع) وبعده مار طيماثاوس (القرن الثامن) بالوجود الآشوري وبأنهم آشوريين ويفتخرون بتسمية أرضهم بـ "آشور" ؟ وأين كان أبناء "القومية الكلدانية" آنذاك ؟

للأسف لم أحصل على إجابة، وأنا كنت قد سألت السؤال لأنني أعرف بأنني لن أحصل على إجابة.)


 
عزيزي ، ان سبب عدم الإجابة على سؤالك ، هو لأن  عيب الكلدانيين انهم لا يلتفتون كثيرآ الى التأويلات البعيدة عن المنطق وخاصة في الأمور البديهية والقطعية كهوية الكلدانيين القومية مثلآ .

عزيزي آشور :
اولآ :- ماذا كنت تتوقع من الإجابة ، لو سُأل البطريرك ( جاثاليق) المغولي الأصل يهبالاها الثالث  عن اصله او انتماءه القومي ؟ هل كنت تتوقع الإجابة غير المغولية ؟ فهل كان ذلك يعني ان الإنتماء القومي  لأفراد معيته من الكلدانيين وغير الكلدانيين ان وجدوا  هو المغول ؟

ثانيآ :- انا شخصيآ لا اعرف شيئآ عن الإنتماء الحقيقي لأولئك البطاركة الذين ذكرتهم في مداخلتك ، سواءآ كانوا آشوريين اصلآ أم لا ، ولكن الذي اريد قوله ، عجبآ تستشهد بأقوالهم وبفخرهم الآشوري كما يدعى او يقال عنهم ، ولا تعتبر اقوالهم تلك تدخلآ بالسياسة ويجب عدم الأخذ بها كما تفعلون مع غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلّي ؟ المكيال بمعيارين وحسب المزاج والضرورة .

ثالثآ :- اعتقد ان درجة البطاركة المنقول عنهم الكلام والبطريرك الحالي من حيث الرتبة الكهنوتية هي واحدة ،  فبماذا تفسر التضارب الحاصل بين اقوالهم ؟ في حال كون كلامك صحيحآ ،علمآ ان الكلام ( على الأقل في مداخلتك ) هو منقول عن البطاركة السابقين ، وانت تعلم ان الكلام المنقول كثيرآ ما يشوبه التحريف والشك وعدم الأمانة في النقل ، بينما التصريح بالهوية القومية للكلدانيين صدرت من البطريرك الحالي وهو حي يرزق والرب يباركه ويطيل في عمره ، وشتان بين ما( قيل عن )، وبين ما (تمتعنا بسماعه) .

رابعآ :- الدرجة او الرتبة الكهنوتية للموقر عمانوئيل الثالث دلّي هي ( بطريرك ) فهل تعتقد ، عدا ما يعتقده لنفسه وارائه الشخصية  وارشاداته الروحية  ،  ان الأمور السياسية او الحزبية او التنظيمية تدخل ضمن مهام تلك الرتبة ؟ وإذا اعتقدت ذلك ، فهل تعتقد ايضآ ، أنه بإمكان غبطة البطريرك مع فائق الإحترام لشخصه الكريم ولرتبته الكهنوتية المقدسة أن يؤثر على انتمائنا القومي الكلداني ، حتى لو اراد ذلك ؟ تكون واهمآ ومخدوعآ لو صدقت او اعتقدت ذلك .ودمت نابشآ في الدفاتر القديمة لعلك تجد قشة لتتعلق بها .


مع تحيات اخوك الكاثوليكي المذهب والكلداني القومية منصور توما ياقو / سيدني


 

113
الأخ danny1 المحترم
تحية واحترام

اخي الكريم ، حبذا لو تعيد كتابة ردك اعلاه  وتنشره كموضوع مستقل ليتسنى لأكبر عدد ممكن من ابناء شعبنا للإطلاع على الأسلوب الغير الحضاري الذي يتبعه البعض في غش الناس ، متناسين القول المأثور ( ان حبل الكذب قصير ) ، فبارك الرب فيك وعلى كشفك الطرق الوضيعة ومنهج التزوير الذي يتبعه بعض المتأشورين ، وبارك الرب اهالي قرية تللسقف الذين أبوا ان يستغفلهم ويستهبلهم نفر ضال .


مع تحيات اخوك الكلداني منصور توما ياقو/ سيدني

114
الأخ alqoshnaya12 المحترم
تحية واحترام

اخي العزيز ، مثل الكلداني الذي يتبع البروتستانت ليس لي ، بل كان للأخ هوزايا ، وانا اشكرك جدآ على المعلومة التي سقتها لنا والتي تقول ان اساس الفكر البروتستانتي او كما يسمى بالإنجيلية لا تؤمن بشيء اسمه القومية بحسب تعبيرك ، لأنني بصراحة لم اكن اعرف ذلك .
الذي قلته للأخ خوزايا ، الذي تساءل عن كيفية ، يكون الشخص كلدانيآ وبروتستانتيآ في آن واحد ؟ أي كيف يجوز لشخص ان يؤمن بمذهبين في آن واحد ؟ بإعتبار الكلدانية ايضآ مذهب مثل البروتستانتية بحسب اعتقاده ، المصيبة انه يردد نفس الغلط ولم يسأل نفسه ذلك السؤال! فعندما يطلق علينا بالكلدان الكاثوليك ، ألا يقول لنفسه ، إذا كانت الكلدانية مذهب والكاثوليك ايضآ مذهب ، فكيف يجوز ان يؤمن هذا القوم بمذهبين في آن واحد ؟

اخي المحترم ، انا من النوع احب النكات والطرائف ، ولكن ليس عندما يكون هناك حوار جدي .
عزيزي القوشنايا ،  كل الأرباب ، وكل الآلهة يدخلون ضمن التسمية التي تسمى ب ( المذهب )  ، اما الكلدانية ، فهي تدخل ضمن التسمية التي تسمى ب ( القومية )، ولا علاقة او ربط بين القومية والمذهب .
ثم هناك الكثير من العراقيين وخاصة الشيعة منهم وبعد سقوط نظام صدام ، يعيشون حالة  قلقة ومحيرة إذا صح التعبير من ناحية انتمائهم القومي ، فلو تتردد الى غرفهم البالتوكية او تقرأ صحفهم او من على مواقعهم الألكترونية لتجد ان نسبة كبيرة منهم تنصلوا فعلآ من الإنتماء القومي العربي ، واعلنوها صراحة عندما  سنحت الفرصة لهم ، إذا اكتشفوا فعلآ ان عروبيتهم لم تكن إنتماءآ حقيقيآ بل احتواءآ او إنتماء قسري لها ، لذلك لم يعد امام هؤلاء المتنصلين من العربية سوى احد الأمرين ، إما العودة الى الأصول الفارسية وهذا ما لم يقبله الكثير منهم ، او العودة الى الأصول العراقية الأصلية والتي لا تتعارض مع ايمانهم الإسلامي ، ومن تلك الأصول التي هي اكثر شيوعآ ولها وجود حي على ارض الواقع هي الكلدانية والآشورية ، لذلك لا تستغرب عندما طالبوا بإقرار فيدرالية سومر وبابل او تغيير اسم محافظة ذي قار ( الأسم العربي بل والإسلامي ايضآ ) الى سومر .

اخي الحبيب ، ان البحث عن الأصل والتمسك به ليس عملآ مستحيلآ او خرافيآ لكي لا يصدقه العقل المتفتح ، وبالمناسبة تحضرني عدة اسماء شيعية ( نك نيم ) تتحدث صراحة بكون جذورها تمتد الى اعماق التاريخ من خلال انتمائهم الى الأصول العراقية الأصلية ، وتلك الأصول ما هي إلا الكلدانية او الآشورية .
بالمناسبة ، ألم تسمع بحزب الأمة القبطية الذي ظهرت بوادره في مصر وهو حزب علماني يضم كل المصريين من الأقباط والشيعة واليهود والبهائيين والنوبيين ومفتوح حتى للمسلمين ، علمآ بأنه يرفع شعار ان مصر دولة قبطية فرعونية ، وهذه ايضآ حقيقة وليست نكتة عزيزي القوشنايا .ولك جزيل شكري واحترامي .


مع تحيات اخوك الكلداني منصور توما ياقو /سيدني

115
الأخ hozaya المحترم
بعد التحية
 صدقني اخي الحبيب ، انا لست كما تدعي ، بل افهم جيدآ ما اقرأه ، وأعي جيدآ ما أقوله أو اكتبه .
عزيزي ، تقصدني بالقول ( ...وجرجر الموضوع الى الكنيسة الآثورية والقوميين الآشوريين ...) بصراحة انا لم اذكر .كلمة الآثوريين مطلقآ ، ولم ادعي في أي من الردين السابقين ، ان الآشورية هي قومية . كل ما هنالك انا قارنت عمر تسمية الكنيستين ، الكلدانية والآشورية ، وذكّرتك بأن الكنيسة الكلدانية هي اقدم من الكنيسة الآشورية من حيث التسمية ، وهذه ايضآ لم اكن الجأ اليها لولا عبارتك المستفزة ( ... الكنيسة الكلدانية ذات الخمسمائة سنة ...) والتي تدل على التصغيير خاصة عندما تأتي في موضوع كله تجريح واتهامات .

أما ما تدعيه بالجرجرة عن القوميين الآشوريين ، فالأمر لا يعدو كونه رد على قولك ( طائفتنا ) _ يعني الكلدانيين - هم كاثوليك بالفطرة وبالوراثة . وانا قلت ، ان الطائفة الآشورية ايضآ هم ارثوذكس ونسطوريين بالفطرة وبالوراثة ، وهذا هو حال كل الطوائف والمذاهب والأديان الأخرى ... اين الجرجرة في كلامي هذا ؟

اما تساؤلك عن التسمية التي يسمى بها الكلداني الكاثوليكي الذي يتبع مذهب آخر كالبروتستانتية ، بصراحة اخذت بنصيحتك وقرأت ما كتبته ثانية وبتمعن كما قلت ، ولكن للأسف لم اجد رد آخر غير الذي كتبته لك ، وإلا ماذا تريدني ان اجاوبك على سؤالك الذي تقول فيه ( فكيف يكون الشخص كلدانيآ بروتستانتيآ في آن واحد ؟) ، وبالمناسبة ، عندما تطلق علينا بالكلدان الكاثوليك ، ألم تسأل نفسك يومآ ، إذا كانت كلمة الكلدان تعني ( مذهب ) وايضآ كلمة الكاثوليك تعني هي الأخرى ( مذهب ) ، فكيف يكون الشخص كلدانيآ كاثوليكيآ ؟ هل يجوز لشخص ان يحمل او يؤمن بمذهبين في آن واحد ؟ ألا يتعارض ذلك مع الكثير من الأشياء ومن ضمنها العقل ؟ ارجوا ان تستشيره في هذا الخصوص .

عزيزي المحترم ، انا لم اتطرق على الكثير الكثير من المغالطات الموجودة في موضوعك ، فعلى سبيل المثال ، انت تتهم الرؤساء الدينيين الكلدان بالتدخل بالسياسة ، والمأخذ الوحيد الذي وجدته فيهم واعتبرته سياسة هو اعلانهم الصريح عن ماهية هويتهم القومية ، وكأنهم ليسوا من هذا العالم لذلك لا يحق لهم ما يحق لغيرهم ، فيحق لموسى رغم كونه نبي ان يكون يهوديآ ويعتز بسلالة يهوذا ،،، ويحق للمسيح ان يكون من ذات السلالة بحسب الجسد ،،، ويحق للبابا بينيديكت السادس عشر ان يكون المانيآ ،،،ويحق للبابا شنودة ان يكون قبطيآ ،،، ويحق للسيستاني ان يكون فارسيآ ،،، ويحق لمحمد ان يكون عربيآ ،،،ويحق لملا كريكار ان يكون كرديآ ،،،ويحق للشيخ بهجت رغيث ان يكون درزيآ ،،،ويحق لمار نصرالله صفير ان يكون مارونيآ ،،،ويحق للبطريرك ترقوم منوكيا ان يكون ارمنيآ ،،، ويحق لبطريرك زكا الأول ان يكون سريانيآ ،،، ويحق لمار شمعون ان يكون آشوريآ ،،، ويحق ويحق ويحق ،،،، ولكن لا يحق لمار عمانوئيل الثالث دلي ان يكون كلدانيآ .
لا اضيف غير القول ، انه منطق اهوج وفكر ضحل وقلب حاقد .

عزيزي ، أقمت الدنيا ولم تقعدها ،لأن الرؤوساء الروحيين الكلدان افصحوا عن هويتهم وهوية رعيتهم ، واعتبرتهم سياسيين وما نطقوا به هو سياسة ، ولكنك على بعد بضع كلمات فقط من كلامك ذاك تقول ( فالامر الذي لا يقبل الجدل هو إن لم تتخذ الكنيسة موقف وحدوي الآن قبل إعلان الدستور و إن قبلت بآراء بعض المتطرفين المتعصبين من علمانيين و رجال دين.. فالوحدويين الكلدان سيبقون يتذكرون هذا الموقف و ينادون بالانفصال عن المتعصبين من رجال الكنيسة...) . ولكن ، بعد رفضك للتسمية الكلدانية ، واكيد بحسب اعتقادي انك سترفض السريانية وستعتبرها لغة او ثقافة ، فلم يبقى امامنا سوى الآشورية ، فهل تعتقد ، إذا اعلن غبطة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي عن آشوريته ، لا يكون ذلك تدخلآ بالسياسة ؟ أم انكم ستعتبروه بطلآ قوميآ واعلانه عمل وحدوي كما تريده ان يكون ؟ فهل جرجرتك في المغالطات والتناقضات الكثيرة التي تطفح بها كلماتك ؟
ارجوا ان يسع صدرك لي ولكلماتي ودمت اخآ عزيزآ .


مع تحيات اخوك الكلداني منصور توما ياقو / سيدني
 

116
الأخ abuorneena
بعد التحية

عزيزي ، وماذا ، إذا طالبوا بعض المسلمين الذين يعتقدون بأنهم ينحدرون من السلالة الكلدانية بدرج اسمهم القومي وبالتالي ينجحوا يتثبيت الكلدانية كقومية مستقلة في الدستور ؟ هل تعتقد عندذلك ستنفصل البطركخانة  عن الكنيسة الكلدانية ؟ .

عزيزي ، الإنتماء الى كنيسة ما ،  يكون انتماء  مذهبي ، يعني الإيمان بطريقة التعامل مع القضايا الإيمانية واللاهوتية وهذه ليست لها علاقة بالتسميات القومية كالكلدانية  مثلآ، ولتبسيط الأمر ، لنفرض هناك شخص يؤمن بالمذهب او العقيدة الكاثوليكية وهو اليوم ضمن الكنيسة الكلدانية ، فإذا اراد ان ينشق من كلدانيته ويتأشور مع رغبته بالإحتفاظ بالعقيدة الكاثوليكية التي يؤمن بها ، عند ذلك سيصبح آشوري كاثوليك ، تمامآ مثل تسمية سريان كاثوليك ، كلدان كاثوليك ، اكراد كاثوليك . فرنسي كاثوليك ...الخ.

مع تحيات اخوك الكلداني القومية والكاثوليكي المذهب منصور توما ياقو/سدني

117
الأخ hozaya المحترم

خفف من روعك صديقي العزيز ، وامسح قطرات دموعك التي تذرفها على مصير الكنيسة الكلدانية ، وأن تحاول في المرة القادمة ان تكون اكثر حيلة في اخفاء ما تحمله من الضغائن على الكلدانيين .
عزيزي : اطمئن ، الكنيسة الكلدانية راسخة في ضمير ووجدان ابناءها المؤمنين وستبقى كما كانت تعيش في قلوبهم العامرة بالإيمان المسيحي وبمحبة قوميتهم الكلدانية ، لذلك اطمئنك ثانية ان الشيطان المتجسد في المؤامرات التي تحاك ضد الكنيسة الكلدانية وضد المذهب الكاثوليكي وبحجج واهية مثل خلق مشكلة التسمية واصول القوميات باتت مفضوحة لدى الكلدانيين وسيصيبه ( الشيطان) من الخزي والعار بمقدار لا يقل عما يصيب جنوده المفضوحين .

تقول ( الجديد المستجد في حيثيات الكنيسة الكلدانية ذات الخمسمائة سنة )
طيب ، اعطني عمر تسمية الكنيسة الآشورية ؟ وارجوا ان لاتصطدم إذا اكتشفت ان عمرها هو اقل من عمر الكنيسة الكلدانية .

تقول  (فماذا سنسمي الكلداني الذي ترك الكثلكة و اصبح بروتستانتيا؟ )
بصراحة ، عندما قرأت هذه العبارة راودتني فكرة عدم الرد عليك ، لأنك ولحد اليوم لا تفرق بين المذهب والقومية . هل تعتقد ان نبوخذنصر الكلداني كان كاثوليكيآ بما انه كلداني ؟ومع ذلك سأسعف طلبك واجيبك على تساؤلك ، سيسمى الكلداني الذي ترك الكثلكة واصبح بروتستانتآ ( كلداني بروتستانت ) وإذا هذا الكلداني البائس إذا أسلم ،حينئذ سيسمى ( كلداني مسلم )ويا مكثرهم في العراق ، هل تريد المزيد ؟ وبالمناسبة ، هل تعلم ان الفرق الزمني بين الكلدان والكاثوليك هو بحدود 4000 سنة ؟اذكرك انها ثلاثة اصفار وليست صفر واحد او صفرين ، اشك بذلك .

تقول (...إننا كشعب مسيحي قديم ورثنا المسيحية وراثة عن أجدادنا و كذا طائفتنا فنحن كاثوليك بالفطرة و بالوراثة  ...)
وماذا عن الطائفة الآشورية ؟ أليسوا هم ايضآ ارثوذكس ونسطوريين بالفطرة وبالوراثة ؟

عزيزي، مهما تكلمتم وقلتم على رؤوسائنا الروحيين ، فإن رسالة الكنيسة الكلدانية ماضية في ثوابتها ومنهجها ،وايضآ  لن يغير شيء من حبنا لهم وتمسكنا بإرشاداتهم وثقتنا بهم وبقدرتهم على العطاء وتجاوز ما يتعرضون له من الضالين .
أما الضباب الذي تشاهده على ساحة الكنيسة الكلدانية ، فنحن نشاهده وعيآ إيمانيآ ووعيآ قوميآ  ،
على كل حال ،مهما صار ومهما جرى فيبقى شعارنا هو (( لا نرضى عن الكاثوليك مذهبآ ، ولا نرضى عن الكلدانية قومية )) والرب يبارك .

مع تحيات اخوك الكلداني منصور توما ياقو / سدني

118
الأخ تيري بطرس المحترم
بعد التحية

عزيزي، لا تعليق على ما كتبته في بداية مداخلتك الثانية ،لأنني اكره اسلوب الغمز واللمز عندما يكون هناك حوار وصريح .

اخي العزيز ، جميل ان لا تكون متعصبآ للقومية التي تؤمن بها  ولا للتسمية القومية ،وهذه نقطة تحسب لك و لكن هذا لا يعني ان نقبل مرغمين على تسمية لا يتجاوز عمرها بضع سنوات لنركبها على حضارات تقاس بالألفيات ، وكما تعلم ، نحن نحترم حضارتنا ،لذلك لا نقبل تقزيمها بتسمية عمرها اقل من عمر حفيدي ،وايضآ كأصحاب مثل هكذا حضارة عريقة ، من الطبيعي ان نقول لا للفرض ولا لإلغاء الآخر .

تقول ( ... ان النظام الصدامي سجل في احصاء عام 1977 كل اللذين اصروا على انهم كلدان او اثوريين او سريان في خانة هي السريان،... ).
أليست هي نفس السياسة التي يريدها الآشوريين ان يفرضوها على الكلدانيين والسريان ؟

تقول (...ان الرواد القوميين اي الذين بدأوا العمل القومي، لم يستبعدوا التسمية الكلدانية او السريانية بسبب امر مقصود او بفعل مؤامرة تاريخية ضد الكلدان او السريان فهذا الامر لاوجود له،...)
اخي تيري: انا لم اشك بمصداقية أي شخص وايضآ ليس لديّ أية معرفة عن الشخصيات التي ذكرتهم ، لا من حيث نواياهم  او تصريحاتهم ولا من حيث إذا كان هناك من رشحهم للعمل نيابة عن الكلدان او السريان او كانوا لا يمثلون غير انفسهم اضطرتهم الظروف ان يعملوا تحت التسمية الآشورية لعدم وجود بديل كلداني او سرياني في ذلك الوقت تمامآ كما اضطر الكثيرين للعمل ضمن الأحزاب الكردية والعربية والمستقلة والأممية مع فارق وحيد ان كل هذه الأحزاب لم تدعي ان المنتمين اليهم قد تنصلوا عن قومياتهم لمجرد انتمائهم او عملهم ضمن احزابهم كما يدعون اخواننا الآشوريين ،
ثم منذ متى كانت النيات والمقاصد معيارآ او اساسآ مقبولآ للعمل النضالي ؟ لو كان ذلك صحيحآ لما كانت هناك حاجة الى الورقة والقلم .
التاريخ لا يسجل الأماني والنيات ،بل الأعمال والوقائع الملموسة ، ونحن ككلدانيين ولحد هذه اللحظة لم نلتمس أي عمل يخصنا من الأخوة الآشوريين لنفتخر به .

اخي المحترم ، كثيرآ ما تكرر عبارة ( الرواد القوميين ) ، مرة اخرى لا اعني أي شخص بالتحديد واقول لك عن اولئك الرواد من غير الأشوريين ، كيف تثبت انهم لم يستعملوا الحركة الديمقراطية الآشورية كأداة للوصول الى غايات غير التي تعنيها انت ؟ كيف تثبت ان الحركة لم تخدعهم كما خدعت الكلدان والسريان اخيرآ وبشهادة الأخ يشوع هداية رئيس حركة تجمع السريان بقوله في اللقاء الذي عقدته معه عينكاوا  كوم والذي قال عن اسباب مقاطعتهم للإجتماعات المخصصة الى ايجاد تسمية موحدة بقوله ( لقد بدأت تلك اللقاءات بمناورة وخدعة حيث تلقينا دعوة بأسم ( مجلس الأقليات ) لحضور المؤتمر وسرعان ما انكشفت تلك ( اللعبة ) و تبين أن ما يسمى بالمجلس القومي الكلدواشوري يقف خلف تلك الدعوات و بما ان خبرتنا القصيرة نوعا ما في العمل السياسي داخل ساحتنا القومية ( كلدانية السريانية الأشورية ) أكدت لنا بأن المجلس المذكور ما هو الا واجه من واجهات الحركة الديمقراطية الاشورية بل واداة طيعة في يدها يستخدمها كما يشاء ...) والسؤال الأهم الذي اطرحه عليك هو ، هل إذا نفر من الكلدانيين عمل من تلقاء نفسه او قبل الدعوة للعمل ضمن الحركات الآشورية وقد تكون لغايات في نفس يعقوب ،هل هذا يعني انهم يمثلون القومية الكلدانية ؟ إذا كان ذلك ما تؤمن به ، استطيع ان أأتي بعشرات الأسماء من الآشوريين الذين كانوا منتمين لصفوف حزب البعث وبالتالي ادعي انهم يمثلون الآشوريين .

تقول ( ...الا تدري سيدي الكاتب ان الحضارة الكلدانية والهوية والكلدانية واللغة الكلدانية هي نفسها لدى الاشوريين ام ان لك رأي اخر، ...)
نعم لي رأي آخر ،وكملخص بسيط اقول ، ان الحضارة الكلدانية اتسمت بالسلام وبطابع الدفاع عن نفسها والإنشغال بالحضارة المدنية ، أما الحضارة الآشورية فإنها اتسمت بالعنف والفوضى وكان همها الوحيد تجهيز الجيوش لإحتلال الديار الكلدانية ، هل تعلم كم مرة قاموا الكلدانيين بتحرير ديارهم من الغزاة الآشوريين ، ولكن بعد كل طردة مهينة سرعان ما يعاودون الهجوم ويغزون الديار الكلدانية ؟ هل قرأت اعترافات ملككم الآشوري السيء الصيت بالنسبة للكلدانيين ( سنحاريب) عندما قاد بنفسه الحملة العسكرية لهلاك الكلدانيين ،تلك الإعترافات التي دونها لنا في وثائقه التي تركها لنا ، اقرأها عزيزي إذا لم تكن قد قرأتها الى الآن ،لترى بنفسك كيف استباح الكلدان شعبآ وارضآ ومقدساتهم ؟ فهل هذه تدل على حضارة واحدة ؟

اما بالنسبة للهوية الكلدانية ، نعم لي رأي آخر ايضآ ، الهوية هي عنوان الإنتماء ، والهوية الكلدانية تشير الى الأمة الكلدانية والى الحضارة الكلدانية ، ولا تشير الى الأمة الآشورية ولا الى الحضارة الآشورية .
الهوية ايضآ ، تعني الإستمرار التاريخي للأمة التي تحملها ، والأمة الكلدانية موجودة من اول تاريخ نشوءها ومرورآ بيومنا هذا والى يوم القيامة ، ونحن الكلدانيين لا نطمع بأكثر من هذا .

اما بالنسبة للغة ، ايضآ لي رأي آخر ، اعتقد انك تقصد اللهجة الكلدانية في بابل واللهجة الآشورية في نينوى ، أي وحسب اعتقادي انهما لهجتان نابعتان من لغة اخرى لم تكن اسمها لا كلدانية ولا آشورية ،وهذا يعني اننا كمستقيمان متوازيان لا يلتقيا بل ينتهيا بكيان آخر ،إذن لا فضل لأحد على الآخر بالنسبة للغة ، ولا يجوز ان ندعي امتلاك شيء وهو ليس لنا .

لا تعليق على عبارة ( شاء من شاء او ابى من ابى ) لأنها تدل على العنترية وفرض الرأي وتجاهل الآخر .

تقول ( ...ان الوعي بالهوية الكلدانية وكذالك بهوية متميزة سريانية اتى متأخرا جدا عن الوعي بالهوية القومية الاشورية، ولذا نرى امتدادا للوعي القومي الاشوري في الطائفتين، ولا نرى العكس، وبرغم هذا الامر فان المؤمنين بالاشورية من الوحدويين مستعدين للحوار ...)

مع احترامي لشخصك الكريم ، لم اكن اتوقع هذا الجهل التاريخي من انسان مثقف وواعي مثلك ! ، كيف تدعي هذا الإدعاء الباطل . عزيزي ، الوعي الكلداني موجود منذ القدم ، وإلا بماذا تفسر  حركات التحرر الكلدانية ضد الغزاة الآشورية ؟ ألم يكن ذلك نتيجة وعيهم الكلداني وحرصهم على امتهم الكلدانية ؟ وبماذا تفسر تحرير الأسرى الكلدانيين المجليين الى الديار الآشورية وتحديدآ في سهل الأسرى الذي يسمى اليوم بسهل نينوى ؟ ألم يكن ذلك نتيجة وعيهم الكلداني اتجاه ابناءهم واخوانهم الكلدانيين ؟
صدقني ، لولا الوعي الكلداني ،لما وجدت اليوم كلداني واحد ، لأبتلعونا الأخوة قبل الأعداء ونحن احياء ،أم انك تعتبر الوعي والواعيين فقط اولئك الذين يحملون السلاح ( من غير وعي) ويجلبون المذابح والويلات لبني قومهم؟

تسمي الكلدانية بالطائفة وكذلك السريان ، وعندما يصل الأمر للآشورية تسميها بالقومية ، انت حر ، ولكن ، اريد ان اعطيك عدة تسميات وارجوا ان تحدد القاسم المشترك الذي يربطهم مع البعض :
المسيحيين ...الآشوريين ...البهائيين ... الموسويين ... القادانيين ... اكتفي بهذا القدر من التسميات المذهبية التي تحمل اسماء متبعيهم .

اما قولك ( ... المؤمنين بالاشورية من الوحدويين مستعدين للحوار ...)
نحن الكلدانيين نرحب بأي حوار متكافيء ، مبني على احترام خصوصيات وإرادة الآخر وخاصة مع ابناء شعبنا حتى لو كان عدد اولئك المؤمنين سهل الإحصاء .

تقول (... يقول الاخو الكلدان انهم يشكلون 80% من مسيحي العراق فهل يعتقدون انهم لو انفصلوا لوحدهم فأنهم سيمثلون حقا نسبة ما في بقية الشعب العراقي،...).

عزيزي، متى كنا متحدين حتى نريد الآن أن ننفصل ؟ كفاية الضحك على الحقيقة ، اعطني حقبة زمنية واحدة ونحن نملك القوة والسلطة كأيام زمان وكنا فيها متآخين او على الأقل متحالفين ؟ لا تذكر لي الفترات الزمنية التي لا حول لنا ولا قوة فيها ، إذا استطعت ذلك ، سأخلع القبعة تحية واحترامآ لك ولتلك الوحدة .

اخي الحبيب ، احترام الذات تأتي من اثبات الوجود ، فعندما يقومون الكلدانيين بإثبات وجودهم القومي وتكريس دورهم الحضاري هذا لا يعني إنفصال ، لأنه ،إذا كنا حقآ أخوة ، ونحب شعبنا ومقدساتنا ، يكون بإستطاعتنا فيما بعد  الإتلاف او الإتحاد  وبطريقة لا يخر منها الماء كما يقال .

اخي العزيز ، تتكلم عن الملفات الآشورية الكثيرة والقديمة ، السؤال هو ، ماذا جلبت تلك الملفات غير المذابح والويلات على الشعب المسيحي عامة والشعب الآشوري خاصة ؟ ألم تكن مذبحة سميل من افرازات احدى تلك الملفات التي ذبحت الالاف من الشعب الآشوري ؟ اعرف انك ستضع اللوم على الأتراك والأكراد والعرب والأنكليز ، ولكن لماذا لم يذبحوا الكلدانيين مثلآ ، بصراحة لأنهم لم يتعاملوا بالملفات الآشورية التي هي ومنذ تأسيس آشور هي ملفات مؤامراتية وفوضوية وتؤدي بأصحابها الى الهلاك ، الله يخليك خلينا بعيدين عن ملفاتكم .
بالإضافة ان كل الملفات ، بما فيها الكردية والشيعية والآشورية والشيوعية وووووو لم تفرخ لنا صوص واحد لكي نحضنه ونتباهى به امام الأمم ، عزيزي الحالة العراقية الجديدة التي نعيشها هي من نتاج امريكا فقط ، وكل من يتباهى وينسب لنفسه شيء فهو كاذب لا محال .
من الآن فصاعدآ ، اقولها لجميع اهل النضالات ،ولأصحاب كل الملفات ، انه لا الملفات ولا النضالات ستصعدكم الى الدور النهائي ، بل حصتكم ستحددها عدد الرؤوس التي تتبعكم ، وهذه الحقيقة يعرفونها الأخوان الآشوريين اكثر من غيرهم ، لذلك يحاولون بلع اكبر عدد من الرؤوس .

عزيزي : تتسائل ، عن مدى امكانية حصول الكلدان على المقاعد او نسبة تمثيلهم إذا انفصلوا بحسب تعبيرك ؟
اعتقد انك لم تركز جيدآ على ما كتبته لك في ردي الأول بقولي ( هذه امور تافهة ولا يلتفت اليها أي كلداني غيور على كلدانيته العريقة )، واضيف هنا القول ، ليخسأ كل صوت والى الجهنم كل مقعد إذا جاء على حساب الهوية الكلدانية وحضارتهم العظيمة .

تقول (... واي شخص مؤمن بالقومية الاشورية عندما تسأله عن الكلدان والسريان سيقول لك فورا انهم اشوريين، في حين ان اغلب الكلدان او المدعين بالقومية الكلدانية او السريانية او اللارامية فانهم يصرون على انهم قومية اخرى منفصلة كليا عن الاشوريين،...).
 اخي العزيز ، انت كآشوري ،ماذا يكون موقفك ،إذا اجبروك على قبول هذا القول ، يا اخ تيري ، انت من المذهب الآشوري التابع للقومية الكلدانية ؟ألا تتمرد عليهم وتعلن آشوريتك كقومية مستقلة ؟
عزيزي ، الكلدان وبكل تاريخهم لم يهانوا من هذه الناحية بقدر ما اهانهم نظام صدام عندما جردهم من هويتهم القومية ومن ثم من الذين تدعوهم بالمؤمنين بالقومية الآشورية ،عندما يحاولون تجريدنا من هويتنا القومية وضمنا الى ملفاتهم التي لم تجلب غير المذابح والويلات ، ولكن اطمئن عزيزي تيري ، فكما زال واندثر الفكر الخبيث الأول ، هكذا ايضآ سيزول ويندثر الفكر الخبيث الثاني .
اخي العزيز ، فإذا كان هذا هو سبب تحاملك على الكلدان ، فأنا كواحد منهم وعلى طريقة مؤمني القومية الآشورية اقول ، كل الآشوريين هم كلدانيين ، وايضآ بنفس المقصد والمعنى الذي يدعوننا به الأخوة الآشوريين .

اخي الكلداني تيري ، لقد ذكرت اسم سركون داديشو ، وانا شخصيآ احترمه لسببين ، الأول ، لأنه صريح ، يسمي اعداءه وخاصة الكلدانيين منهم بالأسم الصريح من غير لف او دوران ، ويهين مقدساتهم ومذهبهم الكاثوليكي او كما يقول ( ببايي) من دون خشية او خوف ، واعتقد ان كل المؤمنين بالقومية الآشورية هم سركون داديشو  ولكن كل واحد على طريقته الخاصة ، اما السبب الثاني لإحترامي له هو ، بفضله عرف الكثير من الكلدانيين حقيقة المؤمنين بالقومية الآشورية ، لأنهم لم يكونوا يتصوروا ان شخصآ ممن يدعون الأخوة يحمل هذا القدر من الحقد والكراهية للكلدان ، وهذا زادهم اصرارآ وتمسكآ بكلدانيتهم ، وانجذبوا الى العمل القومي بوتائر مهمة . آسف على الإطالة ، ولك وافر شكري ومحبتي .



مع تحيات اخوك الكلداني منصور توما ياقو / سدني








 
 

119
الأخ sawikka
بعد التحية والإحترام
اشكرك على مداخلتك الجميلة ، فعلآ الأخوة الآشوريين يكررون مفردات الوحدة والأخوة ومثلها الكثير من المفردات الجذابة لبلبلة الصف الكلداني ومن ثم تمرير مخططهم الهادف الى الغاء كل ما يمت للكلدانيين بصلة .نتمنى اي يعودوا الى صفاء الأخوة من غير خدع ولا مؤامرات . والرب يبارك الجميع .

مع تحيات اخوك الكلداني منصور توما ياقو / سدني

120
عزيزي TEERY BOTROS
 بعد التحية والإحترام

لا اعرف لماذا كل هذه الإطالة والمناورة ؟ كان بإستطاعتك ان تلخص فقرات حكمك على الكلدانيين والسريان كالأتي (( اقتضت إرادة الإله آشور الذي لا راد على قضائه ولا معقب لحكمه ان يتجرد كل من الكلدانيين والسريان من هويتهم القومية وان ينسلخوا من حضارتهم وان ينضموا الى اتباعي وان يأخذوا اسمي (آشور) عنوانآ جديدآ لهويتهم القومية الجديدة ، ولكونهم قاصرين وعاجزين عن الدفاع عن انفسهم وعن المطالبة بحقوقهم ، لذا أمرت اتباعنا المتسمين بإسمنا ( الآشوريين) ان يدافعوا عنهم وان يمنحوهم المناصب الكثيرة وان يدفعوهم الى واجهات الفضائيات والصحف وان يطالبوا بحقوقهم عوضآ عنهم أي ندللهم احلى وآخر دلال كل ذلك مقابل شيء بسيط جدآ جدآ وهو نكران اصلهم .)

عزيزي : عن أي حوار وعن أي وحدة انت تتحدث بها ؟ لقد قررت وحكمت ان الآشورية هي القومية الوحيدة وما الكلدان والسريان إلا اتباع لها !؟وليس امامهم سوى الإنصياع للأوامر والخضوع للحكم .أي صدر الحكم ورفعت الجلسة واغلق الملف ،و اغلقتم كل الأبواب من دون ان تسمعوا للأخرين ولا تريدون ان تسمعوا لأنكم لا تريدون ان تستيقظوا من نشوة الأحلام والسراب والأوهام  التي تتخيلونها ،ارجوا ان لا تطيل هذه الحالة المرضية  التي انتم فيها لأنكم جزء عزيز من شعبنا .

تقول في مقالتك (...ولكن اؤكد مرة اخرى ان اي قائد في الحركة القومية الاشورية لم يخالجه اي شك في انه يعمل لكل اجزاء الامة وانه يضحي في سبيل كل هذه الاجزاء وان اي وفد شكل للمطالبة بحقوق الشعب ضم افرادا من كل اجزاء الامة.
الغاية لم تكن التسمية بل كانت تحقيق حقوق الشعب،)


عزيزي : من قال لك ان مشكلتنا تتمثل في عمل او اخلاص هذا الشخص او ذاك او في المناصب التي تتصدقون بها كمكافأة للمتأشورين ؟عزيزي ، هذه امور تافهة ولا يلتفت اليها أي كلداني غيور على كلدانيته العريقة . المشكلة الحقيقية هي فيكم انتم الآشوريين ، المشكلة هي في محاولاتكم اقصاء الآخرين واغتصاب حضارات الآخرين ،المشكلة هي محاولاتكم البائسة لطمس والى الأبد الهوية والتسميةالقومية الكلدانية والسريانية , تعرف عزيزي تيري ، ان للتسمية اهمية كبيرة ؟ لأنها عنوان الهوية وبدون هذا العنوان وهذه الهوية كيف تستطيع ان تثبت وجودك وتطالب بحقوقك ؟

تقول (( الغاية لم تكن التسمية بل كانت تحقيق حقوق الشعب ) كلام غريب ، لأن الغاية من ناحية التسمية  كانت قد تحققت عندما سميت بالتسمية الآشورية ، فهل هناك غاية اعلى من التسمية الآشورية ؟ مع ذلك ، سأجاريك واسألك ـ، هل لا زلت ومعك كل الآشوريين تؤمن بإدعائك ( الغاية لم تكن التسمية ...) قطعآ لا ، وإذا قلت عكسها ، سأطالبك بمدى استعدادكم لنكران كون الآشورية قومية وان تنضموا للأحزاب والحركات الكلدانية لتحقيق حقوق الشعب كما تقول .بالطبع لا تستطيعون ان تتنازلون عن آشوريتكم ومهما كان وهذا من حقكم ، وايضآ الكلدانيين لا يتنازلون عن كلدانيبتهم ومهما كان وهذا من حقهم ايضآ .

إذن عزيزي تيري ، ما لا يرضاه الآشوريين لأنفسهم لا يرضاه ايضآ  الكلدانيين لأنفسهم ، متى ما استوعبتم هذه الحقيقة عند ذلك يمكننا ان نتحاور حوار متكافيء وليس مجرد اصدار اوامر من جنابكم وتأمرون الآخرين بالإنصياع والرضوخ الكامل والتام لها ، وعند ذلك ايضآ يمكننا ان نتوحد وحدة متكافئة وليس كما تريدونها وحدة الخضوع والإحتواء والإنصهار في بوتقة الصنم آشور . ولك جزيل شكري .


مع تحيات اخوك الكلداني منصور توما ياقو/سدني
adviser سابقآ

 

صفحات: [1]