عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - تيري بطرس

صفحات: [1]
1
حول مبادرة حزب بيت نهرين الديمقراطي





تيري بطرس
لا خلاف على حق كل مؤسسة او حزب او حتى افراد في اطلاق مبادرات معينة، تعالج مواضيع او اوضاع محددة. وبالطبع يختلف ‏اسلوب الاطلاق ان كان المطلق مؤسسة او حزب عنه في حالة كون مطلقها فردا، اراد تقديم مجموعة من الافكار لمعالجة حالة كما ‏قلنا.  ففي حالة الفرد يمكن ان يطرح اراء ويرسلها الى الاحزاب، ولكن المؤسسات باعتقادي يجب ان تناقش وتحاور وتزور وتحاول ‏ممارسة ضغوط ولو معنوية على المقابل،وهذا ما لا نجده في المبادرة هذه.‏
منذ سنوات حذرنا، ونحذر من اطلاق مثل هذه المبادرات وباسلوب اعلامي او حتى اعلاني، نحن لسنا بالتأكيد ضد مبادرة تعالج اي ‏وضع من اوضاع شعبنا المبتلي بقادته. بل ان ما يطلق يمكن القول انه لا يؤدي الى النتيجة المعلنة، بل فقط رفع العتب، والقول انني ‏حاولت، ولم اتمكن بسبب الاخرين.‏
والان لنحاول مناقشة المبادرة التي تبتدئ ب الى: الاحزاب القومية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، لانعلم هل هي رسالة حقا، ام ‏انها ترسل من خلال عنكاوا كوم والفيس بوك الى المنوه عنهم. واذا كانت رسالة وهي المؤرخة في 18 اب 2020، فهذا يعني انها ‏نشرت دون الاستماع الى اراء ومداخلات ومقترحات الاخرين عليها. وكانها رسالة ادارية، من المافوق الى المادون، وعليهم الانصياع ‏، باعتقادي ان كاتب المبادرة لم يرمي الى ذلك ولكن هذا هو المفهوم من خلال النص المنشور وخصوصا البداية؟ ‏
م : مبادرة اي موضوع مبادرة، لكي يفهم القاري ما المقصود. مرة اخرى نحن في قالب اداري وليس مبادرة سياسية، يرغب مرسلها ‏تحقيق النتائج. بل اعطاء دروس او ما شابهها.‏
المبادرة تحدد مقدما النتائج، ولا تحدد المسبب لنقرأ ( وعدم وجود الاستعدادات الجدية لتوحيد الخطى والمواجهة الموحدة لحل مشاكل ‏شعبنا) اذا لماذ تبادرون حينما تدركون عدم وجود الاستعدادات الجدية، لتوحيد الخطى ولمواجهة موحدة لحل مشاكل شعبنا،  اذا لما ‏بادرتم، وماهي العوامل التي دفعتكم هذه المرة للاعتقاد ان الجواب سيكون مغايرا، بحيث ستستجيب لندائكم ، لمناقشة ايجاد الية عمل ‏قومي جديدة (وليس جديد لان المفهو سيتغيير حتما) . هنا ايضا هناك سؤ في الفهم، فهل الرسالة هي دعوة لايجاد اليه عمل قومي ‏جديدة، ام انها للجلوس حول طاولة حوار قومي جاد وصريح ، لمناقشة جميع القضايا والمسائل المتعلقة بحقوق شعبنا ووجوده ‏ومستقبله في الوطن، وفي الوقت الذي تجعلون جدول الاجتماع هنا مفتوح، تعودون وتحددون نقاط محددة للمناقشة. ‏
تدعون لصياغة برنامج عمل قومي موحد، بهدف تفعيل وترسيخ ميثاق العمل القومي المشترك بين جميع الاطراف، هل الذي بين جميع ‏الافراد هو صياغة برنامج ام ميثاق العمل القومي، واين هو هذا الميثاق. ومفهوم ان وجود ميثاق وبرنامج عملي لتفعيله، يعني وجود ‏خطاب سياسي موحد.‏
النقطة الثانية جيدة ، يمكن الاتفاق بشأنها والاحزاب حقا لم تتفق حولها، بل استعملتها لاجل الدعاية والكسب الحزبي فقط مع الاسف. ‏ولكن مع ضمان اعادة الحقوق والممتلكات لاصحابها الشرعيين، باعتقادي يراد لها ان تكون اكثر وضوحا، او ان تصاغ مع العمل الجاد ‏والمحدد لضمان والى اخر الفقرة.  لان عدم ضمان ليس سببه ان الاحزاب هي التي وضعت اليد عليها وهذا يمكن ان يفهم كذلك .‏
الفقرة الثالثة،  ايضا يجب ان تبدأ بضمان او العمل من اجل والى اخر الفقرة.  الفقرة الرابعة جيدة ولا تعليق عليها. ‏
اما الختام، فباعتقادنا لو كانت المبادرة باسم تحالف الوحدة، لكانت اكثر جدية، ولانها تعبر عن واقع حال، حيث يمتلك التحالف الاكثرية ‏في برلمان اقليم كوردستان، ولكنه لا يملك اي صوت في برلمان المركز، وبرغم ذلك يمكن المحاججة ان الامر هو الرغبة في ‏الوصول الى الحلول،وهو المهم. ان مأخذنا ومأخذ بعض السادة من الناشطين السياسين الحاليين او السابقين، يجب ان لا يكون مدعاة ‏لكي يتقاعس ممثلي الاحزاب عن الاستجابة للمبادرة للاجتماع وللنقاش وان كان من نقطة صفر. ان التلاقي والحوار ولو على استكان ‏جاي كما ذكرنا مرارا هو افضل من عدم اللقاء. وتدعيما للمبادرة، فاننا نرى بانه يمكن تحديد كوارد من مستويات مختلفة ومن مناطق ‏مختلفة (دهوك، اربيل، بغداد، شيكاغو، كاليفورنيا، سيدني، سويد) للقاء والحوار في مختلف الامور، لخلق قاعدة سياسية متقاربة فكريا ‏ويمكن ان تنبني بينها عوامل الثقة وتزول ما علق من اثار الدعايات والدعايات المضادة.  كما يمكن ان تطعم او تطور المنظمات ‏الاجتماعية مثل المنظمات النسوية والطلابية لكي يتواجد فيها كل الطيف السياسي لشعبنا، وحينها يمكنها ان تتكلم باسم الفئة التي تمثلها ‏وليس باسم الحزب المنتمية اليه، ويكون لكلامها شرعية حقيقة وليس شرعية مشكوك فيها. ‏
افضل طريقة لطرح مثل هذه المبادرات ودون الاساءة او ان يفهم من ما قلته اي مفهوم تسقيطي، هو باعتقادي،  المشاركة في النقاشات ‏المشتركة وخصوصا في المجالات التي يتواجد فيها ممثلي الاطراف مثلا برلمان اقليم كوردستان، حيث يتواجد اكثر من ثلاثة اطراف ‏من شعبنا، وكذلك في برلمان المركز. او قيام وفد مخول بتحديد مواعيد مع قيادات الاحزاب وعلى مستوى عال، يناقش خطوات ‏المبادرة والنقاط التي يمكن ان تناقش وما يتطلبه ذلك من اليات وتحضيرات ودراسات قانونية وسياسية. ومن ثمة بعد الاتفاق على غالبية ‏النقاط المثارة، يتم توجيه دعوة مشتركة لعقد اجتماع يكون خاتمة لكل العمل، وبحضور شخصيات قومية يكون حضورها، عامل ودافع ‏للنجاح والثقة لدى الجماهير بان العمل هذه المرة جدي اكثر.  بالنهاية اقول شكرا لبيت نهرين ولكن نريد عملا اكثر نجاحا واكثر ايجابية ‏ومردودية لشعبنا.‏
‏ ‏

2
‏ܐܘܪܚܐ ܕܫܡܫܐ‏

 


ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܣ‏
‏ܬܘܼܢܵܝܵܐ ܕܐܘܼܪܚܵܐ ܕܫܸܡܫܵܐ، ܕܟܵܬܘ̇ܒܼܐ ܥܒܼܲܕܝܼܫܘ̇ܥ ܝܘܣܦ ܬܐܘܡܐ، ܡܢ 300 ܦܬܘܬ̈ܐ ܒܛܪ̈ܦܐ ܡܨܥܝܐ ‏‏ܒܓܘܪܘܬܝܗܝ، ܡܢ ܦܪܣܝܬܐ ܘܙܝܪܘܬ ܡܪܕܘܬܐ ܘܥܠܝܡ̈ܐ، ܡܕܒܪܢܘܬܐ ܓܘܢܝܬܐ ܕܡܪܕܘܬܐ ܘܐܡܢ̈ܐ ܐ̄ܣܘܪ̈ܝܝܐ، ‏‏ܫܫܠܬܐ ܕܡܪܕܘܬܐ ܐ̄ܣܘܪܝܝܬܐ (45) ܫܥܬܐ ܕܛܒܼܥܬܗ 2020 ܒܢܘܗܕܪܐ ܒܡܥܕܪܢܘܬܐ ܛܘܟܣܐ ܕܟܦܢܝ ‏‏ܕܥܘܕܪܢܐ ܐ̄ܢܫܝܐ ܥܡ ܒܝܬ ܡܕܢܚܐ ܡܪܕܘܬܢܝܐ ܒ ܢܘܗܕܪܐ  ̣ ‏
‏ܥܘܬܕܐ ܕܦܪܘܣܐ ܒܝܕ ܕܟܬܘܪ ܪܘܒܝܢ ܒܝܬ ܫܡܘܐܝܠ ܡܕܒܪܢܐ ܓܘܢܝܐ ܕܡܪܕܘܬܐ ܘܐܡܢܐ ܐ̄ܣܘܪܝܝܐـ ܐܪܒܝܠ ̣‏
‏ܕܘܫܢܐ (ܕܫܢܐ) ܦܝܫܐ ܝܠܗ ܡܘܩܪܒܼܐ ܩܐ ܕܘܟܼܪܢܐ ܕܡܢܚܐ ܒܢܝܡܝܢ ܐܦܪܡ ܗܢܐܵ ܚܒܼܪܐ ܕܣܘܥܪܢܐ ܐܘܡܬܢܝܐ ‏‏ܩܐ ܡܬܚܐ ܝܬܝܪ ܡܢ 35 ܫܢܐ، ܘܗܘ ܕܦܫܠܗ ܫܘܢܝܐ ܡܢ ܥܠܡܐ ܗܢܐ ܠܚܝ̈ܐ ܫܡܝܢ̈ܐ ܒܫܢܬܐ 2019‏
‏ܥܒܼܕܝܫܘܥ ܝܘܣܦ ܬܐܘܡܐ ܦܝܫܐܝܠܗ ܝܠܕܐ ܫܢܬܐ 1956 ܠܡܪܢ ܓܘ ܡܬܐ ܕܒܝܬܒܕܐ ܩܘܪܒܐ ܠܩܠܥܐ ܕ ‏‏ܐܡܝܕܝܐ، ܘܦܘܪܩܐ ܝܠܗ ܩܪܝܬܗ ܪܘܫܡܝܬܐ ܒܒܓܼܕܕ ܐܝܟܼ ܡܥܕܪܢܐ ܕܐܣܝܐ، ܘܥܒܼܝܪܐ ܝܠܗ ܐܝܟܼ ܦܠܚܐ ܓܘ ‏‏ܓܝܣܐ ܥܝܪܩܝܐ، ܓܘ ܦܠܫܐ ܕܥܪܩ ܘܐܝܪܢ̤ ܘܦܝܫܝܠܗ ܕܘܪܒܢܐ ܪܒܐ ܓܗܐ، ܘܫܩܝܠܐ ܝܠܗ ܢܘܛ ܠܘܒܼܝܒܼܬܐ؛‏
‏1973 ܗܘܝܐ ܝܠܗ ܗܕܡܐ ܕܣܝܥܬܐ ܕܥܠܝܡ̈ܐ ܐܬܘܪ̈ܝܐ ܓܘ ܥܘܡܪܐ ܕܡܪܝ ܥܒܼܕܝܫܘܥ ܒܒܓܼܕܕ، ܘܫܢܬܐ ‏‏1978ـ1979 ܝܗܘܐ ܢܛܪ ܐܪܙܐ ܕܗܝ ܣܝܥܬܐ ܘܗܠ ܕܒܼܪܬܗ ܒܦܘܣܩܢܐ ܡܢ ܣܝܥܬܐ ܩܘܢܛܪܘܢܝܬܐ ‏‏ܕܛܝܦܐ ܐܬܘܪܝܐ؛ ‏
‏25 ܒܟܢܘܢ ܬܪܝܢܐ 1974 ܗܘܝܐ ܝܠܗ ܗܕܡܐ ܓܘ ܓܒܐ ܐܬܪܢܝܐ ܐܬܘܪܝܐ، ܒܗܕܡܘܬܐ ܟܫܝܪܬܐ، ܘܣܠܝܩܐ ‏‏ܝܠܗ ܒܕܪܓܼܐ ܗܕܡܘܝܘܬܗ ܗܠ ܕܡܛܝܐ ܝܠܗ ܠܗܕܡܐ ܕܡܟܬܒܼܐ ܦܘܠܝܛܝܩܝܐ ܕܓܒܐ ܥܗܝܕܐ ̣ ‏
‏ܓܒܼܝܪܐ ܝܠܗ ܡܢ ܡܝܩܪܬܐ ܫܘܫܢ ܚܕ̄ܒܼܫܒܐ ܡܢ ܡܬܐ ܕܕܗܐ، ܘܐܝܬܠܗ ܚܕ̄ ܙܘܓܐ ܕܝܠܕ̄ܐ ܕܐܝܢܐ ܝܘܣܦ ‏‏ܘܪܡܣܢ؛‏
‏ܬܘܢܝܐ ܕܐܘܪܚܐ ܕܫܡܫܐ، ܝܠܗ ܬܘܢܝܐ ܕܚܝ̈ܐ ܕܪܒܐ ܡܢ ܥܠܝܡ̈ܐ ܐܬܘܪ̈ܝܐ ܒܫܒܼܥܝܝ̈ܐ ܘܬܡܢܝܝ̈ܐ ܕܕܪܐ ‏‏ܕܥܣܪܝܢ؛ ܐܝܢܐ ܝܠܗ ܗܪ ܒܗܝ ܥܕܢܐ ܬܘܢܝܐ ܕܪܢܝܐ ܘܚܘܒܐ ܐܘܡܬܢܝܐ، ܬܘܢܝܐ ܕܡܬܐ ܘܥܪܩܬܐ ܡܢܗ ‏‏ܒܠܒܼܫܬܐ ܕܥܠ ܒܪܢܫܐ، ܘܬܒܼܬܒܼܘܬܐ ܒܐܬܪܐ ̣ ܬܘܢܝܐ ܒܪܚܫܐ ܝܠܗ ܢܝܚܐ ܒܢܝܚܐ، ܥܡ ܡܛܘܪܢܘܬܐ ‏‏ܕܬܚܡܢܝ̈ܬܐ ܐܘܡܬܢܝܐ ܕܒܪܢܫܐ ܐܬܘܪܝܐ ܥܪܘܩܐ ܡܢ ܡܬܘܬ̈ܐ، ܒܪܢܫܐ ܠܒܼܝܫܐ ܒܡܣܟܐܢܘܬܐ ܘܣܢܝܩܘܬܐ ‏‏ܝܘܡܝܬܐ، ܐܝܢܐ ܠܐ ܡܘܢܫܝܗ ܚܠܡܗ ܕܗܘܐ ܚܐܪܐ، ܣܒܼܪܐ ܕܫܩܠ ܙܕܩܗ ܘܪܥܫ ܒܢܫܘܬܗ ̣‏
‏ܫܡܢܐ ܕܡܒܝܘܢܐ ܝܢܐ ܓܘ ܬܘܢܝܐ، ܝܢܐ ܬܐܘܡܐ ܦܪܨܘܦܐ ܩܕ̄ܡܝܐ ܘܕܝܠܗ ܥܡܢ ܡܢ ܫܪܝܬܐ ܘܗܠ ܣܠ̄ܩܬܗ ‏‏ܠܛܘܪܐ ܒܐܘܪܚܐ ܕܫܡܫܐ، ܠܦܣܥܬܐ ܦܣܘܥܬܗ ܚܕܬܐ ܒܐܘܪܚܐ ܕܦܘܠܚܢܐ ܐܘܡܬܢܝܐ؛‏
‏ܝܘܣܦ،ܝܘܒܪܬ، ܝܘܚܢܢ ܚܒܼܪܘܬܐ ܫܪܝܪܐ ܘܡܗܡܢܐ ܘܡܗܕܝܢܐ، ܕܝܢܐ ܦܬܚܐ ܐܘܪܚܐ ܘܬܚܡܢܝܬܐ ܕܬܐܘܡܐ؛ ‏‏ܗܪ ܒܗܝ ܥܕܢܐ ܐܢܝ ܫܡܢܐ (ܬܐܘܡܐ، ܝܘܣܦ، ܝܘܒܪܬ، ܝܘܚܢܢ)  ܝܢܐ ܫܡܢܐ ܕܣܒܼܘܢܐ ܕܣܝܘܡܐ ܬܐܘܡܐ ‏‏ܝܘܣܦ ܕܦܫܠܗ ܚܢܝܩܐ ܫܢܬܐ 1918 ܒܝܕ ܫܘܠܛܢܐ ܥܘܬܼܡܢܝܐ ܡܛܠ ܦܘܠܚܢܗ ܐܘܡܬܢܝܐ، ܘܝܘܣܦ ‏‏ܘܝܘܒܪܬ ܘܝܘܚܢܢ ܕܐܝܢܐ ܣܗܕܐ ܕܦܫܠܗܘܢ ܚܢܝܩܐ ܒܝܕ ܫܘܠܛܢܐ ܕܨܕܡ ܒܥܬܼܝܐ، ‏
‏ܫܡܢܗ ܢܪܣܝ ܘܓ̰ܘܪܓ̰ ܐܝܢܐ ܚܒܼܪܘܬܗ ܕܬܐܘܡܐ ܒܚܝܘܬܐ ܥܝܕܝܬܐ ܘܓܒܝܬܐ ܘܕܝܢܐ ܓܘ ܡܫܛܚܐ ܕܦܘܠܚܢܐ ‏‏ܐܘܡܬܢܝܐ ܒܕܘܪܪܐ ܡܙܝܢܐ، ܐܝܢܐ ܡܢ ܚܕ، ܛܘܟܣܐ ܐܚܪ̄ܢܐ ܠܐ ܗܘ ܕܝܢܐ ܚܒܼܪܘܬܐ ܕܝܘܣܦ ܘܝܘܒܪܬ ‏‏ܘܝܘܚܢܢ ̣‏


رواية طريق الشمس  ‏

تيري بطرس
رواية طريق الشمس بالسورث للكاتب والاديب عوديشو يوسف توما، تمتد على مدى ‏‏300 صفحة من القطع المتوسط، من منشورات وزارة التربية والشباب – المديرية العامة ‏للثقافة والفنون السريانية. سلسلة  الثقافة السريانية (45) . سنة الطبع عام 2020 في ‏دهوك وبدعم من منظمة كابني الخيرية ودار المشرق الثقافية في دهوك.‏
تقديم المنشور بيد الدكتور روبين بيت شموئيل المدير العام للثقافة والفنون السريانية في ‏اربيل.‏
الاهداء الى روح المرحوم بنيامين ابرم حنا رفيق درب المؤلف لاكثر من 35 سنة في ‏العمل القومي الاشوري (الحزب الوطني الاشوري) ، والذي انتقل الى الاخدار السماوية ‏في عام 2019  في دهوك.‏
الرواية تؤرخ هجرة ابناء شعبنا من قراه في بداية الستينيات القرن الماضي، وظروف ‏معيشتهم الصعبة بعد الهجرة والعيش في المدن، ولكن رغم ذلك، لم تنطفئ شعلة المحبة ‏والشعور القومي، فنلاحظ الاتجاه للكنيسة للحفاظ على الهوية ونشر التعليم رغم كل ‏صعوبات المعيشة. وهي تجربة خاصة بالمؤلف الذي انتمى الى لجان الشباب الكنسية ‏وشارك في نشر ودعم التعلم باللغة السريانية (الاشورية) ونشر الوعي القومي الاشوري ‏بين ابناء شعبنا. وفي سياق الرواية نشعر بالتطور في الطروحات القومية على الاقل في ‏المواقف والخطوات المتخذة بهذا الشأن. ومع ارتقاء المستوى العلمي والثقافي للبطل ‏وزملائه، نرى الطروحات المختلفة وضرورة اتخاذ مواقف اخرى، ففي الوقت الذي تؤشر ‏على رغبة الشباب في حرق المراحل والوصول سريعا الى الخلاص، فانها بالتاكيد كانت ‏خطوات تعبر عن رفض السلطة الدكتاتورية والتي بدأت في غرز اسنانها وبقوة اشد في ‏جسد العراقيين جميعا ومنهم ابناء شعبنا الاشوري.  فالبطل او المؤلف الذي يتقمصه بطل ‏الرواية هنا يرى ويسمع طروحات التوجهات الفكرية المختلفة والخطوات التي تعتنقها، ‏كما يعايش ظروف ومراحل العمل في لجان الشباب والنادي الثقافي الاثوري المركز ‏العام. وما يعيشه المجتمع الاشوري كجزء من المجتمع العراقي، وما تعيشه مؤسساته ‏بخصوصيتها القومية.  كما تدخل الحرب العراقية الايرانية كنذير بتحولات عديدة في ‏المجتمع مثل حالات التنازلات القومية التي يمكن ان تظهر لدى افراد معينين، والمنبهرين ‏بالسلطة والقوة والدعاية الاعلامية، وتراجعها بعد ان تصطدم بالواقع المرير من انها ‏ستبقى اسيرة كونها من الاقليات او لان مصيرها ان تكون ضحايا لاطراف لا تهتم حقيقة ‏باحد غير ذاتها والمتمثله بالنظام الصدام كله. في متن الرواية يورد المؤلف بعض ‏الاحداث الحقيقة ومنها مسألة التحاق جورج والذي رفض طرف اشوري مساعدته في ‏الالتحاق بطرف اشوري اخر، علما انهم ما كانوا سيرفضون مساعدة اي ملتحق شيوعي ‏او ديمقراطي كوردستاني او اي شخص من اي حزب من الاحزاب الوطنية الاخرى. علما ‏ان الطرف الاشوري الاخر لم يرفض دعم ومساندة من التحق باي فصيل اشوري. هذا ‏الموقف وغيره، كان دلالة على السذاجة والرغبة في الاستحواذ والقول انهم فقط هم ‏القوميين. البطل بعد نضال متعدد مع الواقع وما يتعرض له من غبن والرغبة في ايذائه ‏للارتقاء في الموقع الحزبي، يقرر في نهاية الالتحاق باصدقائه نرسي وجورج.  في العمل ‏المسلح ويسمي ذلك طريق الشمس. الرواية بالاضافة الى احتواءها على خط فكري ‏سياسي قومي، لا تخلو من من حالة الانسان المحب والعاشق، يعني بالنهاية هي رواية ‏الحياة.‏
الملفت ان المؤلف يسمي ابطاله باسماء شخصيات حقيقة عانت الظلم والاعدام او شاركت ‏في العمل المسلح بمختلف مراحله، تعبيرا عى محبته وتقديره لهم، فبطل الرواية  توما هو  ‏على اسم جد المؤلف الذي تم اعدامه في الحرب الكونية الاولى بسبب تعاونه مع مار ‏بنيامين شمعون لاحقاق حقوق الاشوريين، اما الشخصيات الاخرى وخصوصا الرجالية ‏فهي يوبرت ويوسف ويوخنا وهم الشهداء الثلاثة التي تم اعدامهم من قبل النظام الصدامي ‏والتي يدخل معها البطل في حوارات متعددة ، ورفاقهم هم من التحق في الحركة ‏الديمقراطية الاشورية. جورج ونرسي هم صديقي البطل والملتحقان بالتجمع الديمقراطي ‏الاشوري والذي يرمي البطل في النهاية الالتحاق به ومعهم، لارتباطه التنظيمي معهم. في ‏نهاية الرواية نرى توما وهو يرتقي الجبل باتجاه رفاقه جورج ونرسي  وباتجاه الشمس ‏مسميا طريقة بطريق الشمس. يرد اسم كلب جومر جومر، وهو اسم كلب عائلة المؤلف ‏والذي كان يرافق قطيع الاغنام في الرعي، والذي قتل ابان استيلاء قوات الجحوش (الجتة ‏او الفرسان) . وهي دلالة رمزية قوية للحنين الى ايام القرية .‏
‏ ‏

3
مستشار يحذر الحكومة في الفيس بوك، ويحصد اعجاب.... والنواب يكتبون العرائض



تيري بطرس
‏ المستشار، هو من يقدم مشورة، لصانع القرار في قضية معينة. والسيد عماد يوخنا كونه مستشارا  مجلس ‏النواب لشؤون المكونات، صار مفهوما لدينا انه يقدم استشارة او يطرح اراء او يوضح واقع المكونات ‏حينما يتعلق الامر بهم. او في اي خطوة يخطوها  المجلس النيابي يخص المكونات. وهنا نحن نعتقد ان ‏السيد عماد هو مستشار لشؤون المسيحيين في الغالب. وبالتالي ولكي تكون استشارته مؤثرة وتعبر حقا عن ‏واقع ومطالب المكون المسيحي، يفترض بالسيد عماد يوخنا  او هكذا نأمل منه ،ان يكون على تواصل دائم ‏بالمؤسسات السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية العاملة في الوسط المسيحي. ولنا تساؤل بسيط، هل ‏يقوم بذلك؟ ام انه ينقل ما لدى حزبه، اي انه والسيد يونادم كنا يقومان بالتعبير عن توجهات معينة ومحددة ‏ومرتبطة بتنظيم سياسي معين فقط؟ وهنا من حقنا ان نتسأل كيف صار السيد عماد مستشارا لمجلس ‏النيابي وهو لا يحضى بتأييد الجميع. هل هناك محاباة خاصة مثلا؟ ‏
نشر الاستاذ عماد يوخنا، عضو مجلس النواب السابق، ومستشار رئيس مجلس النواب لشؤون المكونات، ‏منشورا على موقعه في الفيس بوك، وانتشر على مواقع اخرى ، حيث اطلعنا عليه. ما اثار اهتمامي هو ان ‏الخطوة قد تكون نوعية ، واتت من رؤية وامتلاك معلومات مهمة، وبالتالي كان تحركا سريعا منه لايقاف ‏خطوات حكومية مبيتة ضد طموحات وامال شعبنا. وطبعا كما هو ضني بكل ابناء شعبنا، ليس ببعيد عن ‏السيد عماد يوخنا مواقفه القومية هذه، وهو الذي مثل شعبنا في الدورة الثالثة من عمر البرلمان العراقي. ‏
يمكن اختصار مضمون التحذير بهذه الفقرة منه  ((حذر السيد عماد يوخنا مستشار رئيس مجلس النواب ‏لشؤون المكونات الحكومة الأتحادية من أي محاولة لعقد اتفاقات او مساومات بأرجاع الصراع على ‏الأرض والذي كان موجود ما قبل داعش دون أحترام أرادة أهالي المنطقة الذين دفعوا الغالي والنفيس ‏نتيجة الصراع على مناطقهم بحجة أنها متنازع عليها ، وفرض أمر واقع في كل مرحلة من جهة كوصاية ‏عليهم رافضا أي عودة للأوضاع على ما كانت عليها في السابق خاصة وان الاهالي الأن تشعر بالراحة ‏من ناحية الوضع الأمني ومسك ابناء المنطقة بملفه ، وعلى الحكومة دعمهم بزيادة أعدادهم وتدريبهم ‏وتسلحيهم ضمن المنضومة الأمنية وأن تدعم المنطقة بالمشاريع الخدمية وتعويض المتضررين وأعادة ‏المهجريين الى بيوتهم لكي تتهيأ بيئة مناسبة للبقاء وأبعاد مناطق المكونات الصغيرة من الصراع بين ‏الأقليم والحكومة الأتحادية وبين الحكومة المحلية في نينوى وفق مزاجات أحزاب تبحث عن مغانم ‏ومصادرة الأراضي والاستفادة من الموارد الطبيعية التي هي ملك لأبناء تلك المناطق محذرين بأنه أذا ما ‏أقدمت الحكومة على مثل هكذا خطوات سوف تتسبب بالمزيد من الهجرة لأبناء شعبنا خوفا من مستقبل ‏مجهول‎ .. ‎‏))‏
ومما اثار اعجابي وزاد من ثقتي بهذا التحذير وفعاليته، تعقيبات الكثير من القراء، التي مدحت وشكرت ‏واعتبرت التحذير درسا بليغا لمن يتجاوز على حقوق شعبنا. ‏
ولكن فقرة من التحذير جعلتني اعود وانبش واتحقق من معلومات كنت امتلكها واعتقدت انها صحيحة، وما ‏ورد في التحذير يقول بغير ذلك.  فقلت هل يعقل شخصية بمستوى المستشار ونائب سابق تخطاء، ‏واعتقدت ان معلوماتي هي الخاطئة. و الفقرة هي قوله في الفقرة الثانية الجملة التالية ((ويجدر بألاشارة أن ‏مناطقنا لم تكن يوما متنازع عليها وغير مشموله بأجراءات مادة ١٤٠ وهذا ما أكدته قرارات المحكمة ‏الأتحادية في السابق وتقرير الأمم المتحدة في ٢٠٠٧)) فقمت بالبحث عن قرار المحكمة الاتحادية الذي ‏يشير اليه السيد النائب السابق عماد يوخنا، في موقع المحكمة الاتحادية فلم اجد له اثرا، فذهبت وفحصت ‏جريدة الوقائع العراقية، وبالحقيقة ايضا لم اجد، اي قرار يشير  الى ذلك والحقيقة ان بعض الاصدقاء من ‏خلال الفيس نبهوني الى عدم صحة ما يقوله السيد عماد يوخنا ولكن تكذيب الشخصيات العامة والحاملة ‏للامانة والمسؤولية امر ليس بالهين. اما الامم المتحدة فكان اقتراحها، تقسيم منطقة سهل نينوى بين الاقليم ‏ومحافظة نينوى، كحل لاشكالية المطالبة به من قبل الاقليم وهو ما اشرنا اليه مرارا، وليس عدم شمولية ‏سهل نينوى بالمادة 140 اي تأكيدها لشمولها بهذه المادة . ليس هذا فالمادة 140 ليست بخصوص سهل ‏نينوى، بل تشمل مناطق من سنجار والى بدرة وجصان، مرورا بسهل نينوى  ومندلي وزرباطية . وهي ‏مطالب الاقليم التي يعتقد انها لم تحل ويجب حلها. وكان من المفترض ان تحل الى عام 2007 ولكن ذلك ‏لم يحدث بسبب المماطلات، كما ان جل هذه الطالب تعود لايام المفاوضات حول الحكم الذاتي اي في بداية ‏السبعينيات القرن الماضي وليست وليدة اليوم فقط. ‏
اهم شئ بالنسبة لي كان ان ما سطره الاستاذ عماد يوخنا، اعتبرته خطوة ايجابية ودليل ان مسؤولينا ‏يقومون بواجباتهم، لا بل انهم يقومون بما ليس واجبهم احيانا. وهذا دليل نكران الذات. ولكن البحث اللعين ‏الذي ورطت نفسي فيه، حول كون المادة 140 تشمل مناطق سهل نينوى، دفعني للبحث عن منصب ‏الاستاذ عماد يوخنا، ومن خلال موقع مجلس النواب وذهبت الى المستشارين ولكن بالحقيقة لم اجد مستشار ‏بعنوان مستشار لشؤون المكونات حقا، واتمنى ان يكون سهوا او نسيانا وليس شئ اخر. بل ظهر ان ‏المستشارين هم الخاصين ب الامور التالية  مستشارو مجلس النواب بدرجة خاصة عليا (أ) درجة وكيل ‏وزارة، وهم اعلى جهة استشارية في المجلس يرتبطون برئاسة المجلس مباشرة ويمارسون مهامهم وفق ‏توجيهات رئاسة المجلس ويقدمون خدماتهم الى هيأة الرئاسة ولجان المجلس ونوابه وإعداد التقارير ‏والدراسات والبحوث التي تتعلق بأعمال المجلس واختصاصاته وأي مهام أخرى تُكلّفهم بها هيئة الرئاسة ‏وفي المجالات الآتية‎:
‎1. ‎المجال السياسي من خلال المستشار السياسي‎. 2. ‎المجال القانوني من خلال المستشار القانوني‎.3. ‎مجال البحث والتطوير من خلال مستشار البحث والتطوير‎.4. ‎مجال التشريع من خلال مستشار شؤون ‏التشريع.‏‎5. ‎مجال تكنلوجيا المعلومات من خلال مستشار العلوم والتكنلوجيا‎. 6. ‎المجال المالي من خلال ‏المستشار المالي‎.7. ‎المجال البرلماني من خلال المستشار القانوني للشؤون البرلمانية‎.
‎8. ‎مجال العلاقات الخارجية من خلال مستشار العلاقات الخارجية‎.9. ‎المجال الاقتصادي من خلال ‏المستشار الاقتصادي‎.
‎10. ‎المجال الاعلامي من خلال المستشار الاعلامي‎.‎
‏ اما البحث والسؤال عن المناطق المشمولة بالمادة 140، فقد اظهرت ان المناطق المشمولة بالمادة  ‏المذكورة هي  التالية وفيها كل مناطق سهل نينوى ‏
لجنة تنفيذ المادة (140) من دستور جمهورية العراق، لجنة دستورية تنفيذية وزارية قانونية، شكلت ‏بموجب الامر الديواني المرقم (46). عدد (م ر ن/48 /1373) في ( 9 / 8 /2006 ) متضمنا تسمية ‏رئيس اللجنة واعضائها‎ 
انطلاقا من  المادة (58) من قانون  ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية والمادة (140) مـن دسـتور جمهوريـة ‏العــراق والفقرة (22) من برنامج حكومة دولة السيد رئيس الوزراء، ولغرض انجاز هذه الفقرات فقد تم ‏تشكيل لجنة تنفيذ المـادة ( 140 ) من دستور جمهورية العراق‏‎.
يتولى رئاسة اللجنة العليا معالي السيد وزير العلوم والتكنولوجيا في قرار اتخذه مجلس الوزراء في جلسته ‏الاعتيادية الثالثة والثلاثين المنعقدة بتاريخ 31/7/2007 بتولي الاستاذ رائد جاهد فهمي رئاسة اللجنة ‏وبموجب كتاب الامانة العامة المرقم ش و/8/1/13093 في 2/8/2007 ، وذلك بعد استقالة رئيس اللجنة ‏السابق الاستاذ هاشم الشبلي وزير العدل من الوزارة بتاريخ 4/4/2007‏‎.‎
مفهوم المناطق المتنازع عليها :‏
‏((هي المناطق التي تعرضت لممارسات النظام السابق والمتمثلة بالتغيير الديموغرافي وسياسة التعريب ‏وتغيير الوضع السكاني من خلال ترحيل ونفي و تهجير الأفراد من أماكن سكناهم كهجرة قسرية و توطين ‏أفراد آخرين مكانهم ومصادرة الأملاك والأراضي والاستملاك وإطفاء الحقوق التصرفية وحرمانهم من ‏العمل من خلال تصحيح القومية أو من خلال التلاعب بالحدود الإدارية لتلك المناطق بغية تحقيق أهداف ‏سياسية كان يبغيها النظام السابق ، والفترة القانونية التي تعمل عليها المادة 140 للمناطق المتنازع عليها ‏تنحصر من تاريخ 17 تموز 1968 ولغاية 9 نيسان 2003 )).‏

‏1. المناطق المتنازع عليها في  محافظة كركوك المشمولة بالمادة 140 من الدستور :‏

محافظة كركوك بكافة اقضيتها ونواحيها بضمنها قضاء داقوق/ طوز خورماتو /  جمجمال /  كلار / كفري ‏‏/ تازة خورماتو

‏2. المناطق المتنازع عليها في محافظة نينوى المشمولة بالمادة 140 من الدستور :‏

أ- قضاء سنجار و نواحيه
ب- قضاء الشيخان و نواحيه (جزء من سهل نينوى)‏
ج-  قضاء الحمدانية و نواحيه (جزء من سهل نينوى)‏
د- قضاء تلكيف و نواحيه (جزء من سهل نينوى)‏
ه- ناحية بعشيقة  (جزء من سهل نينوى)‏
و- ناحية القحطانية (كر عزير) التابعة لقضاء بعاج
ز- قضاء مخمور و نواحيه
ح- ناحية زمار
ط- قضاء عقرة و نواحيه / آمره محسوم استنادا الى الفقرة (أ) من المادة (53) من قانون  إدارة الدولة ‏للمرحلة الانتقالية والمادة (143) من دستور جمهورية العراق .‏
النواحي
   اسم الناحية   القضاء العائد لها
   ناحية الشمال   سنجار/ نينوى
   ناحية القيروان   سنجار/ نينوى
   ناحية القحطانية   البعاج/ نينوى
   ناحية زمار   تلعفر/ نينوى
   ناحية باعذرة   شيخان/ نينوى
   ناحية الفاروق   شيخان/ نينوى
   ناحية اتروش   شيخان/ نينوى
   ناحية مريبا   شيخان/ نينوى
   ناحية مزوري   شيخان/ نينوى
   ناحية قراج   مخمور/ اربيل
   ناحية كنديناوه   مخمور/ اربيل
   ناحية كوير   مخمور/ اربيل
   ناحية ديبكة   مخمور/ اربيل
   ناحية العدنانية   مخمور/ اربيل

‏3. المناطق المتنازع عليها في محافظة ديالى المشمولة بالمادة 140 من الدستور :‏

قضاء خانقين ونواحيها / جلولاء / السعدية / قضاء المقدادية ونواحيها م قضاء بلدروز من ضمنها ناحية ‏مندلي / قضاء بدرة وناحية جصان / ناحية الميدان / ناحية قوره تو.‏
اذا هناك اخطاء وقع فيها السيد المستشار، وهي اخطاء كارثية في كتابه المعنون ضمنيا الى الحكومة ‏العراقية والذي يهددها بوجوب عدم قيامها  باي محاولة للمساومة  او عقد اتفاقيات لاعادة الامور الى ‏ماكانت عليه قبل اجتياح داعش لها. وبالرغم من ان مفهوم سهل نينوى هو واحد وضم اقضية تلكيف ‏وشيخان والحمدانية، الا ان السيد المستشار يركز على قضاء الحمدانية، فهل هذا نوع من اقرار بامر ما، ‏كان يكون تنازل مسبق عنهما لطرف اخر. ‏
وهنا خطر في بالي عن امكانية، ان يكون التحذير المنوه عنه اعلاه، اي المرسل من قبل السيد المستشار ‏فقط منشور في الفيس بوك، وليس له اي اثر في الحكومة العراقية اي لا وجود له في موقع او لدى اي ‏مسؤول حكومي ومن اي درجة كان. ولكنني استبعدت الفكرة، فهل يعقل ان مستشارا ونائبا سابقا، يقوم ‏بذلك، فقط لكي يحصل على اللاياكات في الفيس بوك؟ ‏

النائب في اي مجلس نواب، وخصوصا في الدول الديموقراطية، هو ممثل مجموعة من الناس، ينقل ‏اراءها وتطلعاتها ومعاناتها الى مجلس النواب، لكي يتخذ المجلس المذكور قرارا بشأنها من خلال ‏الاستشارة باراء الكل. او لكي لا يكون حل مشكلة ما على حساب اخرين. ودور عضو مجلس النواب ليس ‏كتابة العرائض،وتقديمها الى موظفي المجلس في المستوى البيروقراطي، بل الوقوف في جلسات تحدد ‏مسبقا للحديث عن القضية او قضايا متشابه او جلسات عامة، ويقول ما يفترض ان يقال، بخصوص ‏التجاوزات، او غبن مواطنين لاسباب قومية او دينية او مناطقية او حتى لضعف المواطن وعدم قدرته ‏الدفاع عن حقوقه مع الاستناد الى الاوليات والقوانين السارية وحتى الدستور وتفسيرات مواده. ويجب ان ‏يعمل عضو مجلس النواب من اجل ايصال صوته الى الحكومة القائمة لادارة الامور، والقضاء ان كان ‏هناك شكوى من القضاء، مع احترام خصوصية القضاء وعدم التدخل في شؤونه ، ولكن حينما يلاحظ ‏تجاوز على مواطن او مكون، حينها على عضو مجلس النواب ان يرفع صوته ويتكلم. وفي كل هذا عين ‏النائب هي على المجتمع ككل ولذا ينقل القضايا الى الاعلام ويحولها الى قضية راي عام لكي يطور في ‏الوعي القانوني والحقوقي لدى الجمهور ولكي يحصل على دعم ومساندة منه.  من واجب عضو مجلس ‏النواب، بناء تحالفات تمكنه على الاقل من تقديم مشاريع قوانين لصالح الفئة التي انتخب ليخدمها. اذكركم ‏بمثال بسيط، في عام 1992 اقترح كل من المرحوم الشهيد فرنسوا الحريري والسيد سركيس اغاجان، ‏بعض العطل الدينية والقومية لكي تكون عطل رسمية لابناء شعبنا، ولانهما كانا اثنان، فكانا بحاجة الى ‏ثمانية اعضاء اخرين لكي يمكنهما تقديم المقترح لكي يناقش في جلسة عامة وينقل الى اللجان المختصة ‏ويطرح للتصويت، ففاتحا ممثلي الحركة الديمقراطية الاشورية ان كانوا يوافقون على تأييد مقترحهم، فقام ‏نواب الحركة مشكورين بالموافقة ايضا، وهنا صاروا بحاجة الى اربعة نواب اخرين، تمكن السيد فرنسوا ‏الحريري والسيد سركيس اغاجان من اقناع نواب من الاخوة الكورد لتأييد المقترح. وطرح المقترح وتم ‏التصويت عليه وصار قانونا بعد موافقة البرلمان عليه. وصارت الحركة الديمقراطية الاشورية تقول انها ‏من طالبت به، كانجاز من انجازاتها. نوابنا اليوم يقدمون عرائض.  كدلاله على القيام بواجبهم. فهل ‏واجبهم ذلك ام نشر المعلومات عن ما يعانيه شعبنا من الغبن وبناء تحالفات متعددة ، لاصدار قوانين تخدم ‏حقوق شعبنا. ان النواب يستلمون راتبا، للتكلم وللدفاع عن حقوقنا وليس لكي يكتبوا عرائض. من ‏المفروض في النائب ان يجيد التكلم باللغة التي يتم التخاطب بها في البرلمان ففي بغداد من المفترض ان ‏يجيد نوابنا العربية، وفي اربيل من المفروض ان يجيد النواب الكوردية، لكي لا يصوتوا على قوانين ‏تضر بشعبنا بدون علمهم.  فهل سنرى من مستشاري الرؤساء من ابناء شعبنا خطوة حقيقية وليس ‏استعراضا في الفيس بوك، هذا الاستعراض الذي كل واحد منا يمكنه القيام به، لا بل يمكننا ارسال رسالة ‏الى رئاسة الوزراء عن الطريق الايميل، ولكن هل سيأخذ موقعه ومكانته، مثلما لو تم طرحه في مجلس ‏النواب ونوقش وحصل على دعم كتلة او مجموعة من النواب.  ارى بان ممثلينا في المجالس النيبابية او ‏غيرها، لا يفهمون دورهم او واجبهم. ندائي لابناء شعبنا، كفى تصدقون كل من نشر ورقة على الفيس ‏وتعتبرونها انجازا، او سحب الحقوق من فم الذيب حسب ما يتم الايحاء به. لا اخوتي ، انهم يضحكون ‏علينا  وعليكم ليس اكثر.  ‏



4
الاستاذ خوشابا سولاقا، الصراحة لا تعني الحقيقة


ِ

تيري بطرس

كتابة التاريخ هي كتابة وجهة نظر مستندة الى حدث وزاوية رؤية الكاتب، ونسيان الماضي من المحال لان الماضي هو ‏مخزون تجاربنا  وخصوصا لو استعمل لاخذ الدروس والعبر ولم يكن للانتقام والثار . بل يكون من المفضل قول كل ‏وجهات النظر حول هذا الماضي وعدم الارتكان الى رواية وحيدة.  ان مطالبة البعض بنسيان الماضي وكأنه لم يكن، امر ‏خطر على ذاكرة الشعب وعلى الرغبة في الاستفادة من الدروس والعبر. ولكن على ان تركز عملية العودة الى الماضي ‏على  حالة نقد  او دراسة الممارسة وليس الشخصنة . ان من يدعونا لنترك الماضي هي دعوة لبناء  اسس الجهل والبدء ‏من الصفر كل مرة. فعندما يتم اتهام كل من قال بغيرالرواية الوحيدة، بانه لا يريد تهدئة الاوضاع ونسيان الماضي فهذا لا ‏يعني ان هناك امور مخفية لا يراد لها ان تخرج فقط، بل فرض الصوت والرواية الواحدة من اجل تلميع الذات النرجسية ‏ليس الا. كما ان الداعي لاخذ روايته للحدث فقط كمعيار للحقيقة، فانه بالحقيقة يدعو  لخلق حالة البلادة الفكرية والجمود ‏والاتجاه نحو نزعة دكتاتورية على الاقل في رواية التاريخ، واضفاء دور القداسة وامتلاك الحقيقة على النفس ( كانت هذه ‏من مقدمة مقالنا عندما تم تحويل النادي الثقافي الاثوري من شهيد الى ميت يطويه النسيان رأيت من الضرورة اعادة ‏نشرها هنا بالاضافة الى نتف من مقالات اخرى قد تأتي في اطار هذه المقالة).
 اعاد الاستاذ الكاتب خوشابا سولاقا نشر ‏رباعيته المعنونة ب النادي الثقافي الاثوري وانتشار الفكر القومي التقدمي والذي كان قد نشره  بين 13 ايار الى 30 ايار ‏‏2012  والذي يهمنا منه  الجزء الرابع حيث يقول  ((وقد تمكن السيد وليم شاؤول الذي تم إعتقاله من قبل السلطات ‏الأمريكية في الولايات المتحدة الأميريكية بتهمة كونه من العناصر الأمنية والمخابراتية للنظام السابق بمكره من خداع ‏وتضليل وتوريط بعض العناصر النشطة من خيرة الشباب القومي الناشط في الجامعات والذين كان لهم دور فعال ‏ومشهود وكبير في تحشيد جماهير الشباب القومي التقدمي المستقل في الفوز بأنتخابات عام 1975))  وفي فقرة سابقة ‏يقول عن نتائج انتخابات 1975 ((في إنتخابات الهيئة الأدارية للنادي في ذلك العام فاز مرشحي تيار الشباب القومي ‏التقدمي المستقل فوزاً ساحقاً على مرشحين الطرف الآخر من مؤيدي السلطة وأتباعهم ، وجاءت نتائج الأنتخابات بالسيد ‏رابي إيشو دنخا يقيرا رئيساً والمرحوم رابي روميل كوركيس نائباً للرئيس وخوشابا سولاقا ( كاتب المقالة ) سكرتيراً ‏والمرحوم رابي إيشايا يونان أميناً للصندوق والأغلبية من أعضاء الهيئة الأدارية من الأعضاء العاملين والأحتياط ، فعلى ‏أثر هذا الفوز الكبير جن جنون السلطات الأمنية والبعثيين ومؤيديهم في النادي وخارجه الذي أذهلهم وأثار غضبهم ‏وحنقهم على التيار القومي المستقل لدقة تنظيم العمل الأنتخابي والمحافظة على سرية أسماء المرشحين الى ساعة ‏الصفر ))  سؤالي للاستاذ خوشابا كيف لاناس مخدوعين من ان يتحالفوا مع قوميين ويدعموهم لكي يفوزوا؟ هل انتم من ‏خدعتموهم ام  السيد وليم شاؤول؟؟ اليس سؤالا مشروعا؟  السيد خوشابا سولاقا يقول انه سيتكلم بصراحة، ونحن لا ‏نعارضه او نختلف معه على الصراحة وضرورتها ولكن الصراحة بالتأكيد لا تعني الحقيقة. فكل من تكلم بصراحة حسب ‏وجهة نظره، ليس بالضرورة انه يقول الحقيقة. والمثال هو اصراركم على  وصف الفكر القومي بالتقدمي، في حين ان ‏مثل هذا المصطلحات اشوريا لم تكن واردة في حينها، لانه بالحقيقة لا يمكن تحديد ما معنى التقدمي لمرحلة زمنية طويلة، ‏قد تكون بعض الافكار التي يتم نشرها في المجتمع اكثر تطورا وعصرية ولها قدرة على دعم وتطوير المجتمع، ولكن ‏نفس الافكار يمكن ان تتحول في زمن اخر الى افكار متخلفة وتخطاها الزمن والتطورات الحاصلة في المجتمع.  ما يثيرنا ‏حقا، ان الاستاذ خوشابا سولاقا يعتمد كليا على دعم ومساندة الطلاب الجامعيين حيث حتى الاستاذ ايشو دنخا يقيرا اشاد بموقف الطلبة الجامعيين في فلته لم تكن ضرورية حينها في وصولهم الى الهيئة الادارية. ومن ‏خلال التفاوض المسبق مع من مثلهم وهم كل من الاخوة المرحوم بنيامين ابرم، ونمرود بيتو وكوركيس ياقو، بعد سنة ‏تقريبا من تخلصهم من وليم شاؤول. ولكنه  بعد 47 سنة يعود للمطالبة بتوضيحات عن امر منهم. هم انفسهم ورفاقهم ‏قادوا ضد وليم شاؤول انتفاضة ذكية وكان من نتيجتها محاصرته وتجريده من مناصريه وممن عملوا معه.  والذين ‏عملوا مع وليم شاؤول استاذ خوشابا سولاقا، كانوا يعقدون اجتماعات  سياسية في منزل مالك ياقو وبحضوره ( كان يمر ‏للسلام وليس للمشاركة في النقاش) وحضور قيادة الاتحاد الاشوري العالمي، وكاتب هذه السطور حضر اجتماعا منها ‏وكان مخصصا لدفع الاتحاد الاشوري العالمي لاثارة قضية الموصل وامكانية تحقيق نوع من الحكم الذاتي فيها وكنا في ‏الاجتماع بالاضافة الى السيد سام اندرز جنرال سكرتير الاتحاد الاشوري العالمي وممثلين اخرين بالاضافة الى السيد ‏وليم شاؤول وكوركيس ياقو وديفس سركيس وعمانوئيل يوخنا وكاتب هذ ه الاسطر.لا اعلم كيف يمكن للسيد وليم شاؤول ‏ان يكون عميلا ومكشوفا امام القاصي والداني ، هل يمكن ان يتم شرح هذه العقدة، عميل ومكشوف؟؟ العميل هنا هو ‏بمفهو الشخص الذي يعمل سرا لصالح الاعداء وهو يدعي في الغالب بانه يعمل من اجل مصالح الامة في حالتنا نحن ‏الاشوريين؟ في لقاءات حزبية وكان لا يزال السيد وليم شاؤول يتراس الحزب الوطني الاشوري، طرح فكرة ان الحكومة ‏تطالب من مالك ياقو بان يتبني قضية انشاء قوات خاصة اشورية (جتة اثورية) لمحاربة الاكراد، وكاتب هذه الاسطر رد ‏بان الحكومة تريد ان تتخلص من الطرفين، واعتقد انه ليس من واجبنا دخول في هذا المعترك، والحمد لله ان الحكومة لم ‏تعتقلني رغم انني قلت ما هو ضد مخططات الحكومة وامام السيد وليم شاؤول، ومن الاسرار التي احتفظ بها ايضا ومتأكد ‏منها ان السيد وليم شاؤول كان لديه نسخة من النظام الداخلي لحزب الاخاء الاثوري ومنذ نهاية عام 1973 ، يا ترى لماذا ‏لم يشتكي عليهم ويكشفهم، الم يكونوا صيدا جيدا وسببا لارتفاع مكانته لدى من هو عميل لديهم. السيد وليم شاؤول كان ‏قياديا في الحزب الوطني الاشوري ومن مؤسسيه،  ولكن لم يستمر الا سنة وواحد وعشرون يوما،  اي الى 5 اب 1974 ‏، حيث انفض كل من حوله رغم ان موعد افتتاح نادي سنحاريب كان قريبا. ما الذي حدث، كيف انتسبنا الى الحزب ‏وماهي الاعمال الاجرامية التي قمنا بها، استاذنا الكاتب وانت تحاول ان تمنح شهادات بالانتماء القومي لمن تريد، وترغب ‏من البعض توضيحات وترغب من الكل ان يتحركوا بحسب استساغتكم ورؤيتكم (( انظر الفقرة نحن نستغرب حقاً كيف ‏كانوا كل من الأخوان نمرود بيتو وبنيامين أبرم وكوركيس ياقو وغيرهم من مجموعتهم المعروفين وهم من خيرة ‏الناشطين القوميين التقدميين المستقلين في النادي الثقافي الآثوري والجامعة لا يعرفون حقيقة السيد وليم شاؤول ‏وإرتباطاته بالأجهزة الأمنية والحزبية للنظام السابق والذي كان معروفاً ومكشوفاً للقاصي والداني من المهتمين بالشأن ‏القومي وحتى لأبسط الناس في النادي الثقافي الآثوري وفي المجتمع .. إنه لأمر غريب لا نستسيغه ولا نصدقه حقاً  ... !! ‏، وعليه ولغرض إزالة هذا الألتباس والغموض والشكوك عن العلاقة بين الحزب الوطني الآشوري والسيد وليم شاؤول ‏مطلوب من الأخوة في قيادة الحزب الوطني الآشوري حالياً وسابقاً توضيح هذا الأمر بجلاء ووضوح لجماهير شعبنا بدلآُ ‏من اللجوء الى السِجالات وتبادل التهم والنعوت غير اللائقة بينهم وبين الأخ الكاتب القومي أبرم داود شبيرا الذي سمعته ‏القومية لا تشوبها شائبة ولا غبار على أمتنايوثه لكل من يعرفه حقاً ومنهم نحن شخصياً عبر وسائل الاعلام ، ونحن ‏شخصياُ لا نشك بأمتنيوثة الطرفين لكونهما من منبع واحد ألا وهو تيار الشباب القومي التقدمي المستقل في النادي الثقافي ‏الآثوري‎ ..‎‏)) فمن خيرة الناشطين القوميين  وووو  مطلوب منهم ... )) عجبا وهل اخفوا الامر حينما اتى الوقت والزمن ‏المناسب، اي حينما ظهر الحزب للعلن، ام نعلنه مرارا وتكرارا. في مقالة كتبتها  في عام 2007 وعنونتها بالماضي ‏واحماله اقول (( ها هو الحزب الوطني الاشوري وبكل اقتدار وبلا خوف وبلا خجل يعلن ماضيه كما هو لانه لا يخاف ‏من الماضي فالماضي وكل السلبيات ان وجدت كانت سلبيات العمل اي لم تكن سلبيات مخطط لها. فالحزب الذي انخرط ‏في عملية لتعليم السورث وفي اي مركز تواجد اعضاءه وفي اي موقع او قرية .  هذا الحزب الذي جمع الطلبة الجامعيين الاشوريين في نشاطات قومية أعلت من شأن الوعي القومي ‏ونشرته بكل السبل. الحزب الذي عمل على تطوير مؤسسات شعبنا دون ان يستولي عليها. الحزب الذي خدم اعضاءه ‏المؤسسات القائمة باخلاص وتفان دون ان تصدر من قبل اعضاءه اي بادرة لتخريب او لتسيس كل الامور. الحزب الذي ‏في مدرسته تخرج العشرات من الكتاب والشعراء والادباء لا بل حتى رجال دين من مختلف الرتب. الحزب الذي حاول ‏الحفاظ على ألأسيجه القومية ولم يحاول تدميرها لكي تتعري الامة وتبقى بلا اي حصانة او قيادة او مرجعية. هذا الحزب ‏لن يخاف من ان يقول نعم ان السيد وليم شاؤول (الذي يقومون بتعيير الحزب به وكأنه الوحيد ممن اختار مسارا اخر) ‏ورعد ايشايا والمرحوم عمانوئيل بادل واكنس جبرائيل مرزا وروميل موشي واخر من علمت انه كان عضوا في الحزب ‏الوطني السيد فريد يعقوب عضو برلمان اقليم كوردستان ممثلا عن الرافدين، وغيرهم وغيرهم الكثير كانوا اعضاء في ‏الحزب الوطني او كانوا قياديين ولعبوا دورهم وعندما اختاروا امرا اخرا فهم احرار ولكن الحزب سار وفق ما ارتضته ‏الغالبية. فالحزب حقا كان صاحب انجازات حزبية وقومية وبدون مساعدة الا من قلائل من ابناء شعبنا. وانجازات ‏اعضاءه معروفة  وكل عضو فيه كان يستقطب الكثيرين. والحزب الوطني إذ حاول البعض صنع تاريخه بحسب ما ‏يريدون فانه يقول للجميع هذا تاريخي وهذه هي اعمالي، ولا اعتقد ان هناك من يعرف ما كان يجري ويحدث اكثر من ‏الحزب واعضاءه انفسهم، ويكفي الحزب فخرا انه لم يهن ولم ينشر ما يشوه سمعة اي كان، واذا كان بعض اعضاءه قد ‏ذكر بعض الحقائق بحق الاخرين فهذا عمله هؤلاء اضظرارا. والحزب كونه مؤسسة مكونة من اعضاءه يمتلك الكثير من ‏المعلومات الموثقة وغير الموثقة ويعرف كيف سارت الامور كل هذه السنين الا ان مستقبل الامة ووحدة قراراها والعمل ‏الجاد من اجل تكثيف كل القوى في اتجاه واحد كان هم الحزب الدائم.))هل تتذكرون دعوتكم لالقاء محاضرة في ‏كنيسة مار عوديشو انت ونوئيل داود والشهيد يوسف ومعه يونادم كنا، ان من دعاكم، كانوا بالاضافة لعضويتهم في لجنة الشباب الاثوري في كنيسة مار عوديشو، كانوا اعضاء في الحزب ‏الوطني الاشوري. وكون وليم شاؤول معهم لم يمنعهم من فعل ذلك. نحن لم نسئ لاحد، ولكن من حقنا كاعضاء ‏سابقين لهذا الحزب ان نوضح وان نستنكر وان نصحح لمن يحاول الاساءة الينا. علما ان الاخ نمرود بيتو كان قد رد على ‏طروحاتكم هذه في المرة الاولى اي حينما نشرتموها اول مرة.  استاذ خوشابا وكونك انسانا تقدميأ ومؤمنا بالعراق وطنا، ‏ما رايك بمن يعمل من اجل الوطن، من خلال كتابة التقارير حول مستجدات الامور ونشطات بعض الاطراف التي ‏‏(يعتقد) انها هدامة من قبل الحكومة، هل تعتبر عمل كاتب التقارير وهو بالطبع ايضا مؤمن بالوطن  حسب اعتقاده، هل ‏تعتبره  خائنا ام وطنيا؟ او لو كان بعثيا فهو خائن، ولو كان اشوريا او شوعيا فهو وطني بامتياز؟ ‏
الاستاذ المهندس خوشابا سولاقا المحترم، الا ترى بانه بات علينا ان نرتقي بافكارنا وطروحاتنا، وان لا نضل نردد ما كنا ‏نقوله ونحن في ريعان الشباب، تلك المرحلة التي كنا نحترق ونتشوق لتحقيق كل شعاراتنا وكل من يقول لنا تروا قليلا، ‏نتهمة بالعمالة او الجبن او غيرها من التهم الجاهزة. الا تفكر الان بان السيد ولسن ملهم كان قوميا ومتزنا ولم يكن ‏انبطاحيا وجبانا كما كنت تعتقد ايام كنت تضرب باب الهيئة الادارية للنادي وتدخل وانت محمر الاوداج . في ما دونته ‏على هذه الصفحة سابقا واعتقد انكم لم تطلعوا عليها، لانكم تعتقدون ان ما يكتبه المهمشين  (كما قال السيد ابرم شبيرا) ‏غير جديرين بان يتم قراءة ما يكتبون. اقول في ما دونته، طالبت بان يتم ذكر الجرائم التي اقترفها السيد وليم شاؤول ‏وليس سرد تهم  عامة ضبابية،  ماهي الجرائم التي اقترفها المرحوم شليمون بكو، لن تتمكن لا انت ولا غيرك باعتقادي ‏من الاتيان بجرائم يمكن نسبتها لهم، الا تعاونهم مع الحكم القائم، وهل كان لهم بديل اخر، وبالدليل انا وحضرتكم وكل ‏قيادات الاترانايي والزوعا وكل رفاقكم من القوميين التقدميين والحزب الشيوعي بقيادته وقاعدته كلها، كانوا يتعاونون مع ‏الحكومة وكل من خلال الواجب الذي كان يؤديه، سواء من خلال اداء الخدمة العسكرية او الوظيفة او البعض من خلال ‏الجبهة القومية والوطنية التقدمية. سيدي لبعض الناس رؤية خاصة، وهذه الرؤى ممكن الحزب الوطني لم يتبناها، لا بل ‏اتخذ او احتاط منها، وعرض نفسه واعضاءه للمخاطر لكي يبتعد عنها. وكانت مرحلة وليم شاؤول والتي لم تمتد الا سنة وواحد ‏وعشرون يوما منها. علما ان ما اثير في القبض على وليم شاؤول هو انه كان عميلا للنظام الحاكم في العراق اعتبارا من ‏عام 1996  في التهم الموجهة له في اميركا. وعلما لو انه كان قد سجل نفسه عميلا للحكومة العراقية، لما طاله العقاب ‏حسب القانون الامريكي. و قد تخلص الحزب الوطني الاشوري من ما كان يعتقده خطاء او جريمة، في ظل امكانية ان ‏يكون اعضاءه جزء ممن كانوا في غياهب السجون  ان لم تكن عقوبتهم الاعدام.  وكانت دعاياتكم عن وليم شاؤول احد ‏اسباب ابعاده، كوننا كنا نرى فيكم الاخلاص والالتزام، هذه كانت رؤيتنا ايام الشباب ونحن كنا في التاسعة عشر واكبرنا ‏كان في الواحد والعشرون او الثانية والعشرون، هل كنت تعتقد انهم  اي الاعضاء المنتسبون للحزب الوطني حينها، كان ‏يجب ان يحصلوا على ملفات كل ابناء شعبنا قبل ان ينضون في الحزب؟ وهل تعتقد انه كان مسموحا لمن ينضوي في ‏حزب سري ان يسأل عن مؤسسيه او من هي قيادته؟  وهل تعتقد ان شباب بهذا العمر كانوا سيمكنهم تكذيب مالك ياقو ‏بتاريخه كله او اعضاء قيادة الاتحاد الاشوري العالمي ؟  ام ان احد اكبر اخطأهم هو اعتباركم مثال للانتماء القومي؟ هذه ‏الجملة الاخيرة يمكن ان اوجهها ايضا للاخ نوئيل داود، لانني حقا اعتبرته مثالا ، ولانه كان الاقرب الي منكم جميعا.  قبل ‏سنوات كنت اشاهد قناة ‏ANB‏ وهي تحتفل بذكرى وفاة الشاعر الكبير نينوس احو، وقد كان ضمن من تكلم السيد ابجر ‏معلول حول محاولة الاتحاد الاشوري العالمي تاسيس حزب سياسي ابان زيارة مالك ياقو للعراق. عزيزي الاستاذ ‏خوشابا سولاقا، اذا كان يحق للحزب الشيوعي العراقي واي حزب يعمل في ظروف العمل السري، ان لا يحتفظ ‏بمستندات عن كل مايحدث، فهو حق ايضا للحزب الوطني الاشوري، ام انه كان علينا ونحن نعمل سريا ، ان نصرخ ‏وننادي ونقول ياهو ياعالم ترى نحن حزب الوطني الاشوري وقد تخلصنا من وليم شاؤول لاسباب كذا وكيت . عجيب ‏امركم حقا
ادناه بعض المقالات التي وردت بعض الامور قد يفيدكم الاطلاع عليها.‏

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,83975.msg2501035.html#msg2501035
الماضي واحماله ‏
https://ankawa.com/forum/index.php?action=profile;area=showposts;sa=topics;u=11411‎‏ نماذج من بيان ‏الحركة القومية الاشورية  في السبعينيات  الحركة القومية الاشورية ...نماذج من البيانات السرية في السبعينيات القرن ‏الماضي01.02.2018‏
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,681257.msg6059831.html#msg6059831
نينوس احو يربط ولادة المطكستة بولادة اترنايي  18.07.2013‏




5
 
هل كان شموئيل جيري هو من وشى وكشف تنظيم الحركة الديمقراطية الاشورية؟


تيري بطرس


شموئيل جيري، شخص من ابناء شعبنا، انتقل  قبل ايام الى رحمة الله، وبمناسب وفاته ظهرت كتابات ليس من الحركة الديمقراطية ‏الاشورية كمؤسسة وقياديها الحاليين، بل من بعض القياديين السابقين وممن عانى من السجن والظلم، يذكرون بجريمته ويؤكون اتهامه ‏بانه الواشي بالشهيد يوبرت بنيامين.  هل اجرم، ام لا، باعتقادي اي شعب ناضج ويريد بناء مستقبله على اسس سليمة، عليه محاكمة ‏ابناءه ممن اقترفوا خطاء ما تجاه الشعب او الامة. وهنا المحاكمة لا تعني ما قرأته على صفحات بعض  وسائل التواصل الاجتماعي، ‏والتي تعبر عن مستوى ضحل وغير صحيح. فالمسبات لن تعيد الحقوق، واللعن لن يساعد في عقاب اي انسان حيا كان او ميتا. ولكن ‏المحاكمة العادلة هي ان يتم كشف كل الامور، وان لا تبقى هذه الامور مدار التخمين والتشكيك بين مصدق ومكذب.  وان يتم ‏استخلاص دروس من القضية وتوصيات للعمل المستقبلي  ايضا. ‏
شموئيل جيري متهم من قبل بعض قيادي الحركة الديمقراطية الاشورية الحاليين او السابقيين، بانه من وشى بالشهيد يوبرت بنيامين ‏الوشاية التي ادت الى القاء القبض عليه ومن ثم كشف التنظيم كله، واعدام ثلاثة من قيادات الحركة الديمقراطية الاشورية وهم كل من ‏الشهيد يوبرت بنيامين والشهيد يوسف توما هرمز، والشهيد يوخنا ايشو. والقاء القبض على الكثيرين وبقاءهم سنوات في السجن. ‏وبالرغم من ان خبر الوفاة معلن منذ عدة ايام فان الحركة الديقمراطية الاشورية وحزب ابناء النهرين ممن يدعون انهم من حملة تراث ‏وامتداد ماضي الحركة، لم نسمع منهم اي تنويه او خبر او تعقيب حول الامر. وبالرغم من مسألة الاتهامات الموجهة للمرحوم شموئيل ‏جيري هي منذ زمن طوبل، الا ان اعضاء ومسؤولي الحركة لم يقدموا على اي عمل لتقديمه للمحاكمة  ولكي ينال جزاءه . وعندما ‏اقول بعض قيادي الحركة، فلانه لم يصدر تقرير موثق وذي مصداقية حول القضية لحد الان من قيادة الحركة الديمقراطية حول ‏القضية، بل بقيت دون اجوبة حقيقية لحد الان.  ولان هناك اتهامات توجه لاطراف اخرى ايضا من داخل او خارج الحركة ‏الديمقراطية الاشورية. ان اتهام شموئيل جيري  بهذه التهمة الشنيعة تعادل تبرئته منها، دون نشر الحقائق التي يتم طمسها او يتم تجاهلها ‏او لا احد يمكنه معرفتها، بسبب تداخل عوامل كثيرة في القضية. ‏
يقول السيد رعد ايشايا ان شموئيل جيري قد اعترف امام 17 من اعضاء التنظيم في السجن ويؤكد على ذلك السيد روميل بنيامين شقيق ‏الشهيد يوبرت ذلك بقوله انه كان موجودا عندما قال، بانه وشى  بالشهيد يوبرت وانه طمأنهم بانه سيتم اطلاق سراحهم قريبا.  شخصيا ‏اعلم ان العلاقة كانت قوية بين الشهيد يوبرت وشموئيل جيري حتى انه زكاه كشخص ثقة لي عندما طرحت سؤال استفهامي عن ‏ضرورة وجوده في اجتماع كنا قد نسقنا لعمله بخصوص قضية اخرى.  وقد كشف السيد رعد ايشايا العضو القيادي في الحركة ‏الديمقراطية الاشورية سابقا، ان شموئيل جيري كان عضوا في التنظيم السري للحركة ومسؤوله  كان الشهيد يوبرت.‏
‏ كيف اعترف شموئيل جيري بانه وشى برفيقه ولماذا، هل تعرض للضغط، الخوف ام هكذا من نفسه؟ متى القى القبض عليه ولماذا ‏ومتى اطلق سراحه؟ اسئلة كثيرة يجب ان تتم الاجابة عليها. نحن هنا امام قضية تتعلق بحياة شباب نذروا حياتهم لاجل شعبهم وامتهم، ‏وكذلك امام قضية شرف يحق للبرئ ان  تتوضح حيثيات القضية. علما بان معلومات تقول ان شموئيل جيري تعرض للتعذيب والضرب ‏وحينما خرج من السجن كانت اثار الضرب بادية عليه. البعض يقول للتمويه ولكن لا يمكنني تأكيد ذلك لانها تبقي اقوال مرسلة.‏
طبعا كان على الحركة الديمقراطية الاشورية خلال كل هذه السنوات وهي جزء من السلطة القائمة، سواء من خلال الوزارة او ‏البرلمان المركزي او الاقليمي، او من خلال علاقاتها مع الاطراف الاخرى، ان تكون قد قامت بنشر تقرير واف عن عملية كشف و ‏القاء القبض على تنظيمها السري ، منذ بدأ العملية.  اي منذ خروج الشهيد يوبرت من داره وبيده اعداد من صحيفة بهرا ليسلمها ‏لشخص، كان قد تواعد معه في السوق  (البعض يقول انه كان شموئيل جيري نفسه، واخرين قالو انه كان شخص اخر). والتي ادت ‏الى القاء القبض عليه متلبسا. كيف تمكنت الحركة من الحصول على تقرير اعترافات يوخنا امتا في استخبارات الموصل وقامت ‏بتسريبه وكذلك اسماء من قالت انهم تعاملوا مع سفارات النظام في الخارج ، حتى انها حاولت ابتزاز بعضهم. ولم تتمكن من جمع ‏التقارير الخاصة بقضية تتعلق بمصير التنظيم ومصير قيادي التنظيم، انه سؤال مثير، يظهر ان الحركة لم تستغل مواقعها للوصول الى ‏الحقيقة ، او هناك سبب اخر نحن لا نعلمة والحركة لم توضحه للناس برغم ضرورة ذلك.  المعروف والمشاع ان من شاهد عملية ‏القاء القبض على الشهيد يوبرت  صدفة  هو السيد يوسف اوشانا وهو كان عضوا في الحركة، وقام بتبليغ كل من استطاع. وفي الايام ‏التالية كان هناك بعض اعضاء الحركة من التنظيم السري قد وصلوا الى قرية بليجاني وهي كانت المقر للانتقال والتواصل مع التنظيم ‏العلني في المناطق المحررة (المناطق المحررة هي المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة العراقية وخصوصا الحزب ‏الديمقراطي الكوردستاني). ولكنهم عادوا ادراجهم رغم  سفرهم الى حدود المناطق المحررة، وبالتاكيد علمهم بانكشاف تنظيمهم، سؤال ‏لم تتم الاجابة عليه لحد الان، لماذا عاد الشهيد يوسف والسيد كنا ولماذا عاد روميل بنيامين من سرسنك،وغيرهم، ولم كانت تحركات ‏بعض المسؤولين او الاعضاء في التنظيم السري خلال تلك المرحلة شبه علنية، بين كركوك والموصل ودهوك والى بعض القرى ‏والعودة الى دهوك؟ نحن هنا لا ندين ولكنه تساؤل مشروع علينا الاجابة عليه لكي تتوضح الصورة. يقول السيد خوشابا سولاقا، ان ‏الشهيد يوبرت والسيد يونادم كنا كانوا عنده يوم من القاء القبض على الشهيد يوبرت . وقالوا له ان لهم موعد في الدورة، يجب الذهاب ‏اليه؟ ماذا كان يفعل السيد كنا في بغداد حينها؟ ولماذا لم يعلم بانكشاف التنظيم لحين تبليغه من قبل السيدة مي ايشايا ، قرينة الشهيد ‏يوبرت في كركوك ؟ ‏
لماذا اطلق سراح السيد فريدريك اوراها، وهو ايضا كان كادرا متقدما في التنظيم وكانت له علاقات قوية مع السيد كنا، هل حقا انه كان ‏صادقا، بادعاءه انه مكلف لكي يقنع السيد يونادم كنا بالعودة الى بغداد، وان النظام كان مستعدا مقابل عودته ان يعينه محافظا لدهوك؟ ‏وكيف بقى يتجول ويبحث عن مشتري ليشتري سيارته ومن ثم الالتحاق بالمناطق المحررة؟  ماهي الضمانات التي اخذها النظام منه ‏ليتمم مهمته، رغم انه لم يتممها، فسافر الى ايران ومن هناك الى استراليا.‏
والان في  المنطقة المحررة، وتداعيات العملية هناك.‏
لماذا قام السيد كنا، بصفته مسؤول العلاقات الخارجية للحركة الديمقراطية الاشورية، بعد حوالي شهرين او اكثر بقليل  بنشر اسماء ‏اعضاء الحركة المقبوض عليهم مع المناصب او المواقع التي كانوا يتسنموها في التنظيم، وارسل نسخة الى مقر الامم المتحدة في ‏جنيف والاخرى الى اذاعة الثورة التي كان يبثها الحزب الديمقراطي الكوردستاني. ومن هناك قرأت الرسالة عدة مرات في الاذاعة. ‏علما ان الاحزاب حينما كان النظام يلقي القبض على افرادها، لم تكن تعترف  علنا بانهم من تنظيماتها، بل تنشر القاء القبض على ‏اشخاص واعدادهم او حتى اسماءهم دون ان تقر بانتماءهم اليها، لمنحهم فرصة للنجاة. وعلما ان الجميع كان يعلم ان ما يرسل الى ‏الامم المتحدة هو علني ويمكن للجميع الاطلاع عليه. وكان للنظام ممثلين في جنيف؟ هل كانت جهلا باليات العمل، ام ان ما تسرب من ‏بعض المنشقين حينها ، على لسنان قيادي في الحركة ،بان هناك احتمال بفتل اثنين او ثلاثة من الاعضاء وهو امر جيد لانه سيخلق ‏صيتا للحركة كان امرا صحيحا؟!! شخصيا نشرت نص خبر في العدد الثالث من صيحفة خيروتا  التي كان يصدرها التجمع ‏الديمقراطي الاشوري ،وكان عموميا . حيث ذكرت عن قيام النظام باعتقال العشرات من ابناء شعبنا لرفضهم الحرب والالتحاق بالجيش ‏الشعبي.‏
في تقرير السيد فريدريك الذي قدمه للقيادة المؤقتة وبطلب منها، هناك ثغرات كثيرة، ناقشناها حينما نشرنا مقالة عنها حينه، علما انه لم ‏يناقش من قبل القيادة لقيام السيد يونادم باصطاحبه الى ايران!‏
هل كانت هناك شخصيات لها اتصلات بالنظام، من داخل التنظيم، او هل اقتنعت شخصيات بذلك بعد هروب سجنائهم الى احضان ‏النظام، لماذا طلب عضوان قياديان من كادر من كوادر الحركة القيام بالاتصال بالنظام، وتعرض للسجن لدى الحزب الديموقراطي ‏الكوردستاني بسبب ذلك. وحينما تم استجواب القياديين عن سبب طلبهم من رفيقهم الاتصال بالنظام، من قبل رفاقهم الذين انتفضوا ‏عليهم، قالا انهما كانا يتشاقان!!! معقولة امر بهذا الخطورة يتم بهزار .‏
ماذا عن ما تردد من كون احد اعضاء قيادة الحركة كان يعمل ضمن الاستخبارات الشمالية العراقية في كركوك؟ هل تم النقاش حول ‏الامر والوصول الى حقائق حوله. ما الذي جعل شخص معين دائما في فوهة المدفع وانه متهم بعلاقات متعددة ومع اجهزة استخباراتية ‏مثل العراقية والاطلاعات الايرانية؟ ‏
اليوم مع وفاة متهم اتفق البعض عليه على انه سبب القاء القبض على بعض مؤسسي وكوادر الحركة الديمقراطية الاشورية، تبقي ‏الاسئلة المشروعة والتي يجب ان يتم الاجابة عليها كثيرة. انها ثغرات لدخول الشك وعدم اليقين. اذا كان في الامة اناس سذج ‏لاحظناهم من خلال تعليقاتهم المثيرة للشفقة والتي تعبر في الغالب عن احقاد من نوع اخر ظهرت الان، فان فيها من الناس من يفهم ‏ويطرح الاسئلة المنطقية والتي يجب ان يتم الاجابة عليها؟ فهل تفعل الحركة ما طالبناه منها منذ سنوات طويلة؟


 

 


6
وصفوني بالحاقد على زوعا... من الحاقد يا ترى!‏


تيري بطرس
الشخص الذي يتسنم وظيفة ما، يحصل على اتعابه من الضريبة او ميزانية الدولة، عندما يخطاء، من المفترض ان يعاقب وحسب ‏القوانين المرعية والسارية. وان التساهل في محاسبة الشخص او الموظف، يعني استفحال ظاهرة الاساءة  المتعمدة. وبالتالي فان ‏الموظف ليس الوحيد المخطئ بل جهاز الدولة وخصوصا الجهاز القضائي، مشترك في الاساءة وعدم حماية المال العام. والقيام بدفع ‏اموال  تعود بالاصل للشعب الى اشخاص يخونون الثقة. هذا في حالة موظف، يعمل بعقد، فكيف الحال مع السياسي الذي يخون او ‏يتلاعب بمشاعر الناس لكي يخفي تقاعسه او لكي يحضي بتأيدهم؟ اليس  مطلوبا ان تتم محاسبته او على الاقل تعريته او كشفه اخطاءه؟  ‏وان لم نكشف توجهاته وميوله واخطاءه وممارساته الغير السليمة، فكيف سيعرف الناس انه اخطأ ، او تجاوز على ما مسموح به. وان ‏نحن او غيرنا لم نكشف كل ذلك، الا نعتبر شركاءه في الخديعة، يا ترى.  وكيف سيمكن للمواطن في المرة القادمة اختيار الانسان ‏الصحيح في الموقع السليم.‏
من المؤسف اننا نتباكي على اوضاعنا المتردية والمتراجعة يوما بعد يوم. وطبعا نرمي الاسباب على اطراف متعددة، ومنها الاحزاب ‏او الكنيسة او جيراننا .  ولكن حينما نتطرق الى بعض الاخطاء المقترفة، او التي يتم اقترافها ونرى خلفها سؤ نية ، او ان هذه الاخطاء ‏ليست بريئة من التخطيط المسبق او انها تنم عن جهل كبير لدى المسؤول والذي يجب ان يبعد عن موقع المسؤولية، لان خطواته ‏وقراراته واقتراحاته، تكون نتيجتها وبالا على شعبنا. ينبري البعض للدفاع عن المسؤول  بحجج مختلفة تختفي خلفها القرابة او الانتماء ‏السياسي !  وهنا نحن نقول للبعض من يدافع من موقع الانتماء السياسي المشترك او القرابة، نحن حينما ننتقد، لا نسب المسؤول، بل ‏نريد توجيه الامور وجهة صحيحة لكي يستفاد منها شعبنا كله. وقد تكون مقترحاتنا غير صحيحة ايضا او تكون نتيجة لقرأة خاطئة، ‏وهذا ايضا امر وارد، ولكن ان يبادروا بالتخوين  لكل منتقد دون ان يردوا على مضمون النقد، فهذا يدل على ان هذا البعض لا تهمه ‏مصلحة امته ابدا، بل ما يهمه مصلحة حزبه او اقرباءه او ان له مصلحة خاصة من تردي اوضاع شعبنا.‏
هناك نصائح ومطالبات بان نخفي وان نسامح وان نتعامل كما يوصينا الكتاب المقدس، اي سامح اخيك،  لكي تعيش سعيد، كل هذه ‏الامور مطلوبة ويجب ممارستها ، ولكن لها حدودها ولها مجالها وليست في الممارسة العامة. فقد قيل ايضا ما لقيصر لقيصر وما لله ‏لله،. اي عندما نكون في مجال السياسية والخدمة العامة ، فعلينا ان نعمل بالقانون العام والذي تسنه الدولة والذي هو مبني على الميثاق ‏الاجتماعي الذي توافق الجميع عليه وهنا هو الدستور العراقي. ولسنا في مجال العلاقات الاسرية وكان هناك خطاء ما. حتى في القرى ‏وبين الاقرباء، حينما يكون هناك تجاوز على الاملاك والممتلكات ،يلجأون الى القانون ولا يتسامحون مع السارق او المتجاوز. ونحن ‏هنا اريد اذكركم بكل كتاباتنا حول عدم قبول تجاوز جيراننا على ممتلكاتنا وان نطالب بحقنا، وان لم نقدم الفاعل للعدالة فظاهرة السرقة ‏والتجاوز ستستفحل.  ومن هنا اقولها صراحة وعلانية، ان رايت ان هناك تجاوز من الدولة او قضاءها او اجهزتها بما فيها اقليم ‏كوردستان على ممثلي شعبنا من البرلمانيين او الوزراء او السياسيين الاخرين، بحجة معاقبة المسيئين، دون ان يطال الامر الاخرين، ‏سيكون صوتي الاعلى دفاعا عن ابناء شعبنا هؤلاء. ولكننا اليوم كلنا نطالب بمحاسبة المسيئين، اليس من المفترض ان ننبه من هو من ‏ومن يدعي تمثلينا بانه يسئ الينا بهذه التصرفات او تلك. هناك مواقف قد تظهر مشتركة رغم الاختلاف السياسي، فانا مثلا متفق مع ‏اغلب تنظيماتنا بضرورة الاستمرار في تحمل المسؤولية وعدم تركها ولكن بمحاولة تحسين الاداء باستمرار، على عكس الكثيرين ممن ‏يطالبون بان يقدم نوابنا استقالتهم وترك الساحة خالية.  اذا الاختلاف في موقف لا يعني العداء كما ان الاتفاق في موقف لا يعني الاتفاق ‏التام.‏
قبل فترة وصلني عبر مسنجر رسالة من السيد فريد اشورايا (العضو البرلماني ورئيس كتلة الرافدين في برلمان اقليم كوردستان ‏السيد فريد يعقوب) ، وهو ليس صديقي على الفيس بوك،  كتب فيها (( شلاما للاسف لا زال حقدك على زوعا مصدر تفكيرك ‏الفاشي ؟!))  وقد تفاجأت لانه لم يكن بيني وبينه حوار، الا ما  كنت قد علقت على منشور مضمونه رسالة منه الى رئاسة مجلس ‏النواب في اقليم كوردستان نرشها موقع اخبار النهرين.  ونص رسالته هو الشكوى والمطالبة بمحاسبة النائب كاوا عبد القادر  ‏والطلب منه لسحب منشوره والاعتذار. المهم ان المنشور كان بتاريخ 9 حزيران وان البرلمان كان قد قرر وقف كل الجلسات ‏وغلق البرلمان اعتبارا من 10 حزيران، وهنا علقت انا كالتالي (( مع كامل تقديري للسيد فريد فان ما علمته ان البرلمان واعتبارا ‏من الامس اغلق، وبالتالي شكواه لن تصل لاحد، السؤال هل كان يعرف عندما كتب الشكوى انه في اليوم التالي سيعلق البرلمان ‏بسبب اكتشاف حالة كورونا ام لا، فاذا كان يعرف، فانه يدخل في خانة السياسيين الدجالين مثل رفيقة السيد عماد يوخنا، وان لم ‏يكن يعرف وهو عضو البرلمان فالمصيبة اكبر.))  لتأتي السيدة ‏Romy Kanna‏ من مؤيدات زوعا لترد علي كالتالي  (( ‏Teery ‎Kanno Botros
تركت الوطن، وتركت حزبك الوطني، ولم تتركوا حقدكم على زوعا انت وجماعتك، فماذا تريدون من زوعا المتواصل في الوطن ‏الأم؟ اخشى (لا أخشى عليك) لكن هذا تحصيل حاصل- الحقد مرض يؤذي اصحابه‎.‎‏))
وهناك شخص اخر كتب بانكليزية وكان ‏رده اسواء، طبعا هناك اخرين ردوا على السيد فريد يعقوب معترضين او غير مؤمنين، ولكن لم يرد عليهم احد. انا لا افسر ولكن ‏المسألة فيها ان. اي انه ليس المهم ما تكتب بقدر اهمية اسم من كتب. لا اعلم هل كان في ذلك نوع من الحقد، ام انه امر مشروع ‏لي لكي اطرح وجهة نظري. وهل ان زوعا ومسانديه في الوطن ام ان هناك الكثيرين في الوطن، لكي يتاجروا بها امامنا، ومع ‏ذلك اننا نقدر ونحترم وجود كل فرد من ابناء شعبنا على ارض الوطن. والان لماذا ادخلت اسم السيد عماد يوخنا المستشار لدى ‏رئيس البرلمان العراقي في ردي اعلاه. لانه  ايضا كان برلمانيا وهو مستشار لرئيس برلمان العراقي وهو عضو في الحركة ‏الديمقراطية الاشورية مثل السيد فريد، وكان قد كتب رسالة الى السيد  باسم بلو يطالبه‎ ‎بإعادة إدارة ناحية القوش وكل الوحدات ‏ألإداريه  من قرى وقصبات التي كانت تاريخيا مرتبطة بالقضاء. كونه ابن ناحية القوش. علمان انه يدرك ان الامور ليست ‏بالمطالبات من قبل قائمقام، بل هي مسألة متعلقة بالسياسية وبرغبة الناس وبالاكثرية  وبحل سياسي يؤدي على اساس المادة 140 ‏من الدستور العراقي.  فاذا كان النائب السابق لا يعلم هذه الامور وهي من واجبات النائب في البرلمان. فاما هو غير ملائم وغير ‏مستحق منصبه، او كان يعلم ، وهنا فانه يدخل في  باب الدجل ويريد كسب شعبية من الكذب على شعبه لانه لم يطلع شعبه على ‏حقائق كان من المفترض على نوابنا ان ينورن الناس بها. لكي لا يعيش الناس في الخيال او الظلام ويطالبون بامور لا يمكن ‏تحقيقها قانونيا.  والان لننقل من رد الاستاذ داوود برنو حول القوش على مقال سبق ونشرناه قبل اسبوعين تحت عنوان  السيد ‏عماد يوخنا ، هل هي كلمة حق اريد بها باطل ام الضحك على الذقون. لكي تتوضح الصورة للقراء ((1-تضم الناحية (القوش) ‏أربعون قرية يسكنها عدة مكونات, نفوسها يبلغ حوالي خمسة وستون ألف نسمة,موزعون على القرى والأرياف.
‏2-يبلغ نفوس المسيحين من الكلدآشورين في مركز الناحية والقرى المجاورة حوالي سبعة آلاف نسمة,والعرب حوالي ألف ‏وخمسمائة نسمة,والأكراد خمسمائة نسمة أو أقل,أما الباقون فهم من الطائفة اليزيدية أي أكثر من خمسون ألف نسمة.
‏3-المساحة الجغرافية للناحية,تبلغ حوالي مائتي كيلومتر مربع.
‏4-الأغلبية الساحقة من اليزيدين في الناحية,يعتبرون نفسهم أكراد,وإن الآلاف منهم يتقاضون رواتب شهرية من حكومة ‏الأقليم,وكذلك عدة مئات من أهالي القوش يتقاضون الرواتب الشهرية أيضآ.
‏5-عدة مرات سألنا القيادة الكوردية حول مصير الناحية,هل ستكون مع الأقليم,أم مع المركز,يقولون لنا, الأستفتاء هو الذي يقرر ‏ذلك,ونحن نعلم جيدآ إن نتيجة الأستفتاء ستكون مع الأقليم حتمآ.ولكن نحن نأمل أن يكون سهل نينوى من شماله أي من القوش الى ‏جنوبه قرقوش (الحمدانية)وحدة إدارية واحدة مرتبطة ببعضها البعض إداريآ وسياسيآ وثقافيآ,وعلى الجميع العمل لتحقيق ‏ذلك.أرجو قبول هذه الإضافة ولك جزيل الشكر والأحترام.))
فاذا كان السيد عماد يوخنا لا يعلم هذه الحقائق فانه برلماني فاشل ‏وان كان يعلمها فهو يمارس الدجل بحق شعبنا اولا. اذا من الحاقد؟ الذي يمارس الكذب على شعبه وهو يدعي خدمته، ام من ‏يكشف الخداع والنصب؟ ‏
السيد فريد يعقوب يصفني او تفكيري بالفاشي، لا اعلم كيف توصل الى انني فاشي التفكير، فلا اقود دولة ولا حزب يؤمن بسيطرة ‏وتقديس الدولة، او انه لا يعلم معنى الصفة التي اطلقها علي؟ِ


7
المنقذ الذي لن يأتي.... أو في انتظار غودو




تيري بطرس
اعتقد ان الكثيرين قد سمعوا او لهم معرفة بالمسرحية العبثية التي كتبها الكاتب الأيرلندي صموئيل بكيت تحت عنوان في انتظار  غودو،  المسرحية هي حوار بين شخصين عن شخص ثالث ينتظرانه واسمه غودو، هذا الشخص الذي لن يأتي أبدا، هذا هو حالنا في شعبنا الأشوري وشعب الإقليم وشعب العراق وحتى في منطقة الشرق الأوسط، فالكل في عالم الشرق ينتظرون المنقذ لكي يأتي و ينتشلهم من الوضع الذي هم فيه.  ينتظرون صاحب (مارا) او سيد يأخذ بيدهم  ويسير بهم إلى حيث الرخاء والاستقرار والمساواة. سيد يمتلك الأموال والأسلحة والرجال والنساء لكي يحقق أمال الشعب، ولا احد يسأل من أين له كل ذلك؟ هذا ماهو شائع في خطاب أبناء المنطقة، من كل الأديان والقوميات.  فالكل يريد ان  يتخلص من واقعه، ولكن لا احد يريد التحرك  وتحمل المسؤولية والتضحية والمشاركة في البناء والإصلاح والحوار وقبول الاخر .فالكل في النهاية يختصر مأسينا بانه ليس لنا قائد لكي  يقودنا. وهنا طبعا لا يمكن استيراد القائد لأنة سيكون عرضة للتخوين والتشكيك ، إذا من أين يخرج لنا قائد ونحن كلنا نبحث عنه؟  وفي الوقت ذاته كلنا نتغنى بالديمقراطية والحرية، وبانهما احد أسس التقدم وما نصبو ألية لكي تعتدل أمورنا، أي متناقضين في ان واحد. فالقائد او السيد نقيض العمل المؤسساتي المتمثل بالأليات الديمقراطية ونقيض الحريات .  ما يمكن استنتاجه من ترديدنا لمقولة افتقادنا إلى القائد، هو الرغبة الدفينة للعودة إلى الطفولة اوالى  الأسرة التي فيها أب يقودها وله الكلمة الأخيرة والبقية هم اتباع او أشخاص غير كاملين الأهلية في ظل سلطة الأب  انه الرغبة للتملص من المسؤولية وأشعار الذات او الاخر باننا دون سن الأهلية ولكن بصورة اخري، البحث عن القائد. فكل انسأن لا يريد ان يوصف بانه قاصر.
ومن هنا يشيع بيننا، إبعاد المسؤولية عن النفس، لا بل أحيانا عن جموع الناس ورميها على المؤسسات، في حالنا كأشوريين، الكنيسة وانقساماتها والأحزاب وطموحاتها، وكانه نريد كنيسة  او أحزاب من خارج شعبنا، لا بل من خارج المنطقة، بمواصفات ونزاهة وقدرة على العمل والتواصل كما هي المؤسسات في العالم المتقدم.  متناسين انهم جزء منا، او بالأحري انهم نحن. كنائس تقود وتمنح المساعدات وتربي الأجيال، أحزاب بنفس المواصفات ، وكان مؤسساتنا عليها ان تسحب خلفها أجهزة طبع العملة .
نحن لا نفتقد القائد، فالقائد هو ابن التجربة، ابن العمل والممارسة، هو من تصهره التجربة، ولكنه ليس الفرد المطلق الصلاحيات، التي يمكن التشكيك فيها في أي لحظة (ليس ذاك البطل المغوار كما في قصص المنقولة عن المرحلة العشائرية)، بل القائد هو مجموع من الناس ممن يتأهلون باليات محددة لكي يسيروا أمور مؤسسة ما، مثل الكنيسة والتي لها أليات محددة من خلال المجلس السنهاديقي، او الحزب الذي يمكن ان يبرز قيادته من خلال مؤتمراته الدورية، او الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي لها ألياتها لاظهار القيادة التي تتكلم باسم المؤسسة. وعلينا كأمة او شعب ان نؤسس لألية محددة يمكن ان تنجب لنا القيادة المطلوبة. ولكن قيادة لا تصنع المعجزات وتحرق المراحل، بل قيادة تخطو الخطوات لتحقيق النتائج . ولكن مرة اخرى، هذه القيادة بحاجة الى دعم، لكي تتمكن من ان تنجز مهامها.
ان المتتبع لما يقال ويتم المطالبة به من قبل أبناء شعبنا، ومن مختلف الأطراف، يرى بان ابناء شعبنا يريدون كل شئ ، دون ان يخطون هم أي خطوة او يقدمون أي تضحية لتحقيق أمانيهم، في التحرر من الظلم والاضطهاد . يجب ان ندرك ان أي طرف خارج شعبنا لن يقدم لنا أي خدمة دون مقابل، ولأننا مكشوفين أمام الأخرين، ويدركون مقدار إمكانياتنا، فهم يدركون جيدا، أننا لا نمتلك شئ مقابل ما نطالب به. مرة اخرى ، العالم او الدول او الشركاء ليسوا جمعيات خيرية تقدم لنا الخدمات لإحساسها بالغبن اللاحق بنا، بل ممثلين لدول ولشعوب ولأحزاب، يريدون تحقيق مصالح من يمثلوهم.  لا يوجد في عالم السياسة فلان يحبنا او يكرهنا، هناك فقط من له معي مصلحة ولي معه ايضا، او بالعكس. نحن في عالم تسيره المصالح فقط.
اعتقد ان الكل يدرك، ثقل التاريخ وما حدث  ومورس فيه، بحيث باتت بعض الأمور كحقائق، ومنها السيد او القائد او البطل الذي يأتي ومعه كل شئ، رغم ان ما تم تناقله عبر التاريخ عن أمثال هؤلاء، قد يكون في غالبه كذب او انه كان لصالح طرف معين ولم يكن هناك من تحقيق عدالة او بطولة او ما شابهه. ولكن وبما ان التاريخ يكتبه المنتصرون، فقد تم كتابته حسب أهواء من انتصر، ولم يكتب حسب معاناة الشعوب الحقيقية. ولعل التساؤل المشروع، لماذا بقينا نتناقص ولم نزيد كبقية الشعوب، يمكن ان يوضح حقيقة التاريخ وما حدث فيه. 
علينا ان نخرج من شرنقتنا، وندرك كيف يتم تسيير العالم ومؤسساته وكيف يتم ادراته. لكي نكون جزء منه، لكي نتمكن من ان نتعامل ونشارك ونطالب . لا تنتظروا قائدا يخرج من بيننا يمتلك كل ما تتمنوه، لا وجود لمثل ذلك الامر، فالذي يخرج من بيننا سيكون مثلنا، والقائد نحن نصنعه بالدعم والمساندة. ويمكن ان يخرج من بين ابناء شعبنا قادة وليس قائد، مؤسسات وليس مؤسسة. يجب ان ندرك ان القائد ورجل الدين ورئيس المؤسسة ليسوا اناس تلبسوا حالة روحية خاصة، تجعلهم وعوائلهم، بلا حاجة للاكل والملبس والمسكن.  فهل سنرى زوال نغمة التشكي من عدم وجود قائد؟ وهل سنصنع قائدنا نحن؟

8
السيد عماد يوخنا،  هل هي كلمة حق، أريد بها باطل، ام الضحك على الذقون؟


تيري بطرس
نشر السيد عماد يوخنا على صفحته في الفيس بوك والذي تسنم حسب ما يقال مستشار  رئيس مجلس النواب لشؤون المكونات، دعوة الى السيد  باسم بلو قائم مقام قضاء تلكيف. يطالبه فيها، بالمطالبة، بإعادة إدارة ناحية القوش وكل الوحدات ألإداريه  من قرى وقصبات التي كانت تاريخيا مرتبطة بالقضاء. كونه ابن ناحية القوش، ويريد السيد يوخنا الاستعلام، ان كان السيد القائم مقام قد قام بمحاولات في هذا الاتجاه ام لا.  وسبب ذلك لأنة يريد سهل نينوى موحد تمهيدا لاستكمال اجراءات استحداث محافظة سهل نينوى !!!!!!!!! ويبدي السيد يوخنا استعداده لتقديم الدعم له . وعند عدم قيامه بذلك فعليه تقديم استقالته استنادا الى ما قالته السيدة كلاويش شابا رئيسة حزب ابناء النهرين حيث قالت( ان المسؤول من ابناء شعبنا ، عندما لا يستطيع تقديم شئ لشعبنا ولا يستطيع ان يدافع عن حقوقه عليه ان يقدم استقالته).
السيد يوخنا يريد ان يقول ان استحداث محافظة سهل نينوى هو قاب قوسين او ادنى، وهو امر غير صحيح طبعا، فلحد الان لم نطلع على استعدادات لتشكيل مثل هذه المحافظة، علما ان السيد يوخنا كان قد صوت على قرار برلماني يمنع احداث اي تغيير في خريطة محافظة نينوى ، واستحداث محافظة سهل نينوى يتعارض مع ما صوت عليه، اليس من الضروري الغاء القرار الصادر في 26 ايلول 2016. والسيد يوخنا يريد ان يقول، ان ارتباط القوش باقليم كوردستان امر لا يتقبله ابناء شعبنا، وكأنه الناطق باسم شعبنا، علما انه لا يملك اي صفة تمثيلية. والسيد يوخنا يتناسى ان اول من يجب ان يقدم استقالته لفشله التام في ادارة ملف شعبنا وبناء تحالف من قواه السياسية لتحقيق المطالب المحقة، هو السيد يونادم كنا وقيادة الحركة الديمقراطية الاشورية . التي كان شغلها الشاغل وهمها الكبير هو الصاق ونشر الاتهامات بحق ابناء شعبنا وقواه السياسية، لتقول انها الممثل الوحيد لشعبنا!! 
مرارا وتكرارا قلناها للجميع ان قضية سهل نينوى يجب ان تبحث بتأني وخارج اطار الشعارات والمزايدات الكاذبة. وقلناها ان سهل نينوى ليس ملكا لاحد، بل هو ملك لابناءه، وعلينا مساعدتهم في التوصل الى اسهل واسلم  سبيل يحقق ما يريدونه هم. وقلناها ان سهل نينوى تسكنه  ثلاث  مكونات تتميز بأعدادها المتساوية، وهي أبناء شعبنا الكلداني السرياني الأشوري، والكورد الازيدية والشبك، مع وجود عربي وكوردي أسلامي ايضا. وان  أي قرار يحظي بتأييد ابناء سهل نينوى، يجب ان يأخذ  في اعتباره ميول ابناء سهل نينوى وعلاقاتهم وتحالفاتهم . كما قلناها ان ناحية القوش اشدد على كلمة ناحية وليس القرية، ذات غالبية ايزيدية وهم في غالبيتهم الكبيرى ميولهم كوردية خالصة. وابناء شعبنا وخصوصا في مناطق  سهل نينوى الشمالية ميولهم اقرب الى اقليم كوردستان من الارتباط بالموصل، ليس هذا بل ان ارتباطه باقليم كوردستان سيعني ارتباط ابناء شعبنا في ظل تكوين سياسي واداري مع بعضهم البعض.
عنددما سألت مرة السيد يوخنا ومن على صفحته الرسمية في الفيس بوك، وكان حينذاك لا يزال، ممثلا للحركة الديمقراطية الاشورية في مجلس النواب العراقي، ماهي مصلحة شعبنا في تقسيمه الى جزأين وفي كل جزء سيتحول الى اقلية ضعيفه، لم يجبني حينذاك، بل تلقيت السباب والاتهامات من بعض انصاره. اليوم اعيد توجيه السؤال اليه مرة اخرى، هل يمكنه ان يوضح لنا ماهي الامتيازات التي سيحصل عليها ابناء شعبنا من تجزأته في العراق؟ وهل هو واثق بانه سيتمكن هو او حزبه من ان يحصلوا على تفويض لتمثيل شعبنا هناك؟
السيد يوخنا، ينطبق عليه المثل، لا يبكي على الحسين بل على الهريسة، لانه كان قد صوت على قرار برلماني تم الاشارة اليه اعلاه. اذا ما الغاية من ما نشره، الغاية واضحة وضوح الشمس، فهو يعتقد ان ابناء شعبنا اغبياء وينسون بسهولة، ولذا فانه يمكنه ان يمتطي صهوة المطالب التي بنفسه كان قد صوت لاستحالة تطبيقها.  الظاهر ان دعوة السيدة شابا قد اثرت وخاف ان يكون هو احد المشمولين بالمطالبة بتقديم استقالته، فخرج لنا بهذا المطلب، ليس ليطبقه، فلو كان اراد التطبيق لفعل كما طالبه السيد ضياء بطرس رئيس هيئة حقوق الانسان في اقليم كوردستان حيث يعلق على رسالته ويقول  (ضياء بطرس السيد عماد يوخنا
لا ادري باية صفة تخاطب السيد القائمقام فان كانت بصفة حزبية فهو ليس من كوادر حزبك وان كانت بصفة ادارية هو عائد للسلطة التنفيذية ولايحق لكم محاسبته اما كونك مستشار رئيس البرلمان ينبغي رفع مذكرة لرئيس البرلمان بهذا الخصوص وبشكل رسمي والرئيس يتخذ الاجراءات والسياقات القانونية اما نشر رسالة في الفيس بوك او وسائل اخرى لا ادري كيف تفسرها حضرتكم اتمنى ان لا تخأذ  الخلافات بين ابناء شعبنا والانتقادات هذا المنحى لانها تضر بسمعة شعبنا والتوجيه للعمل الصحيح.)

ادناه نص رسالة السيد عماد يوخنا الى قائممقام تلكيف السيد باسم بلووجّهَ السيد عماد يوخنا مستشار رئيس مجلس النواب العراقي لشؤون المكونات رسالة الى السيد باسم بلو قائم مقام قضاء تلكيف ‏المحترم .جاء في رسالته‎ :
مطالبة بأعادة أدارة ناحية القوش وكل الوحدات الادارية من قرى وقصبات التي كانت تاريخيا مرتبطة بالقضاء كونه رئيس الوحدة ‏الأدارية حاليا وهو معني أكثر كونه أبن ناحية القوش فهل هناك محاولات بذلك وما هي أجراءاتك ضد المخالفات الادارية في الناحية ‏وفرض قوانين الاقليم على الناس وحتى أستيفاء أجور من المواطنين لصالح الأقليم لبعض من الدوائر الحكومية كما وأطالبه بأبراز أي ‏كتاب أو وثيقة وجهها للجهات المعنية لاعادة ادارة تلك المناطق ضمن الوحدة الادارية المرتبطة بمحافظة نينوى كوننا نريد سهل نينوى ‏موحدا ويحكم بقانون واحد ويدار بأدارة واحدة لا أن تقتطع أجزاء منه ويقسم الى أدارتين ويرفع علم الأقليم على ألأبنية الحكومية ‏ومديرة الناحية لا تأخذ أوامرها من القائم مقامية وغيرها من الأفعال التي يعرفها أبناء المنطقة ويتعايشها والتي تسبب المزيد من ‏الاهمال لمناطقنا وفقدان الخدمات وفقدان المسؤولية ,ونحن على أستعداد للتعاون وتقديم الدعم لك من الجهات المعنية حيث حان الوقت ‏لكي يعود سهل نينوى موحدا قويا تمهيدا لاستكمال أجراءات أستحداث محافظة سهل نينوى , وبعكسه نطالبك بتقديم الأستقالة أستنادا ‏لتصريح السيدة كلاويش شابا رئيسة حزب أبناء النهرين والذي تنتمي اليه جنابكم وتشغل منصب نائب رئيس الحزب حيث قالت في ‏مقابلة لها قبل فترة على شاشة فضائية ال‎ ANB sat ‎بأن (المسؤول من أبناء شعبنا عندما لا يستطيع تقديم شيء لشعبنا ولا يستطيع أن ‏يدافع عن حقوقه عليه أن يقدم أستقالته) فهذا كلامها ينطبق على حالتك مئة بالمئة وبعكسه يدخل تصريحها ضمن المزايدات السياسية ‏والبالونات الفارغه وهي ليست على قدر مسؤولية كلامها وننصحها مستقبلا بأن تختار من التصريحات ما تستطيع أن تنفذه ضمن ‏حزبها أولا ومن ثم تطالب الأخرين بذلك ,,, ننتظر الرد بالوثائق والأجراءات المتخذه بالموضوع . وللعلم سبق وقدمنا كتاب موجه ‏للقائد العام للقوات المسلحة للمطالبة بفرض سلطة القانون على كافة مناطق شعبنا وتحديدا ناحية القوش وتوابعها في حكومة رئيس ‏الوزراء الاسبق السيد العبادي
 

9
الوطني  الشريف ودور المثقفين في التنوير

تيري بطرس
في  متابعة لاخبار الانتفاضة الشعبية القائمة في جنوب وبعض وسط العراق، كنت استمع الى شروط بعض من  تم اللقاء به من ‏المتظاهرين ، لمن يتبوأ منصب رئيس الوزراء، وكان الكثيرين يكررون ان يكون وطنيا وشريفا، بالاظافة الى اللازمة الحالية ، ان ‏يكون مستقلا عن كل الاحزاب السياسية .‏
وبالرغم من التقائي مع المتظاهرين في الكثير من الاهداف وحتى الاتهامات التي يسوقونها للطغمة الحاكة والتي لم تترك لاي شخص ‏القدرة للدفاع عنها،  لكونها لم تتمكن من تقديم ولو انجازا حقيقيا يمكن البناء عليه.  الا انني اعتقد ان صفات مثل الوطني والشريف، هي ‏صفات غير ممكن ادراكها او  معرفتها ، فهذه الصفات خاضعة لاجتهادات متنوعة، فلحد الان لم يتفق العراقيون على من هو الوطني، ‏وما معنى الشريف. ولو عدنا الى الشروط التي تم  نشرها باسم المنتفضون ، لمن يمكن ان يتبواء  منصب رئيس الوزراء، فسنجد ‏الكثير منها ضبابية وعمومية غير قابلة للتحقق.‏
‏ انظروا الى الشروط التي تم نشرها ((وستكون شروطنا الاساسية التي يجب ان يتحلى بها رئيس الوزراء القادم كالاتي‎:
‏١‏‎- ‎ان يكون مستقلاً وغير منتم لأي حزب او تيار ومن غير مزدوجي الجنسية‎.
‏٢‏‎- ‎لم يكن وزيراً او بدرجةِ وزير او برلمانياً او محافظاً‎. 
‏٣‏‎- ‎ان يكون نزيهاً وشجاعاً ولم يؤشر عليه أي قضية فساد‎ .
‏٤‏‎- ‎ان يكون شاباً و لا يتجاوز عمره الـ ٥٥ سنة‎.
‏٥‏‎- ‎ان يتعهد بعدم الترشح للانتخابات القادمة‎.
‏٦‏‎- ‎ان يكون ملزماً بتنفيذ مطالب الثوار في ساحات الاعتصام‎.
‏٧‏‎- ‎ان يكون قراره عراقياً مستقلاً خالصاً ولا يخضع لضغوط الكتل السياسية او للتدخلات الخارجية‏‎.‎‏))‏
وكما تلاحظون ان الفقرة الثانية تكاد ان تجرم اي شخص عمل في السياسية  وخصوصا من تبواء منصبا حكوما او انتخب لعضوية ‏البرلمان، اما الشرط السادس، هل يريد الثوار حقا ان يكونوا هم الهيئة الاستشارية لرئيس الوزراء العتيد مثلا، ومن منهم،  وكيف يمكن ‏ان يخرج قرارهم او مطلبهم، وماهي الاليات التي تديرهم، كلها اسئلة مشروعة واجبة التوضيح. ان ادارة الدولة ليس بالامر الهين، ‏والسهل، انه يتطلب الشرعية، فمن يمنح لهذا الرئيس الوزراء الشرعية المطلوبة، لكي يمارس عمله؟ الخطوات الجارية تقول بان  ‏الشعرية ستمنح له من قبل البرلمان! والدليل التباحث عن الكتلة الكبرى او الاكبر ومن يحق له الترشيح اي ،اي كلته. واذا كانت ‏الشرعية تمنح من قبل البرلمان، فلما كل هذه المماطلة، وهذه الموانع والخطوط الحمر اذا؟
انظروا المطلب السابع ما معنى كل هذا في السياسة لا معنى لمثل  هذه الطروحات، كيف نثق ان قراره سيكون عراقيا، ولو فرضا ‏اقسم بكل المقدسات ان قراره سيكون عراقيا، وما معنى ان يكون قراره عراقيا، من يمثل العراق لكي يمنح الصدقية على ان القرار كان ‏عرافيا؟ كيف لرئيس الوزراء ان لا يأخذ بنظر الاعتبار اصوات الكتل السياسية او السياسيات الخارجية، هل يعتقد الثوار ان العراق ‏يعيش في جزيرة معزولة لا يحتاج لاحد ولا احد يحتاجه مثلا؟ انها اسئلة مشروعة باعتقادي، وان لم يتم الاجابة عليها وعلى غيرها ‏وان بقينا نتكلم بالعموميات والكلمات الضبابية، فاعتقد ان وضع العراق سيسؤ اكثر واكثر. ‏
ان عدم قدرة المتظاهرين لخلق قيادة قادرة على التفاوض على المطالب المشروعة، والبقاء سواء برغبة البعض او لعدم القدرة هذه ، ‏في حالة التظاهر واحتلال الساحات، سيخلق افق مسدود، يمكن ان يوصف بالعدمية. تكون نتيجه المزيد من حالات الاحتقان ‏والانفجارات الفردية او الجماعية ، جراء الطريق المسدود. ولعل احد اسباب ذلك هي ضعف الثقافة السياسية لدى المتظاهرين او من ‏يقودونهم في ساحات التظاهر. فبحكم الثقافة السياسية السائدة، كل طرف يريد الانتصار لما يعتقده صحيحا، وانتصاره يعني استسلام ‏الطرف الاخر او زواله او محوة، (شلع قلق) . فيما السياسة تتطلب التحاور والقدرة على الوصولو للحلول الوسطى و حفظ مصالح ‏كل الاطراف لكي يكون هناك سلام مجتمعي .‏
من المؤسف ان الكثير ممن يعتبر من قادة الراي او الفكر في العراق، انجرف خلف تلك الشعارات وبات يرددها، وصار اسيرا لها، ‏في الوقت الذي يجب ان يقوم بتحليل هذا الخطاب الشعاراتي ويطرح الاسئلة المشروعة لكي يتم بناء وطن وبلد وادارة راسخة وقادرة ‏على صنع المستقبل.  من الواضح ان بعض مثقفي ومفكر العراق، لاسباب ايديولوجية او طائفية، فهو يريد ان ينتصر على الطبقة ‏السياسية، ليس لجلب حالة افضل، فهذا صار غير مهم، بل للانتقام . والانتقام وبناء الاوطان طرفان متناقضان لا يلتقيان.‏
لقد جاء من خلف حكم صدام بروحية انتقامية وكانت نتائجهم بالسؤ المعاش والمشاهد ، فيجب العمل من اجل عدم تكرار تجاربنا ‏الفاشلة.  مرة تلو الاخرى. ان عراق ما بعد 2003 ليس عراق ما قبله، فهناك نوع اخر من الحكم، مبني في الغالب على المشاركة ، ‏وذلك لانعدام الثقة بين الاطراف العراقية او المكونات العراقية الكبيرة (الشيعة والكورد والسنة) ، فكانت المشاركة هو الحل ، وهو ‏من الشعارات التي رفعها انقلاب 14 تموز 1958 ، اي لم يكن طرحا جديدا وان كان تطبيقه جديدا. وتطلب الاستعانة به انهر من الدماء ‏، اريقت من طرف ضد اطراف اخرى، وكل يدعي الدفاع عن الوطن ، والوطن كان بعيدا عن الجميع. لانه لا وطن بدون شعب. ‏
ان وصف المظاهرات باسم الثورة هو احد الاشكالات التي ياعتقادي، يراد منها اطالة امد التظاهرات وعدم الاستقرار. ففي حين ان ‏الثورة تقام بقيادات محددة ولها برامج اقتصادية وسياسية  معلنة، فان ما يحدث في العراق، هو رفض  ماهو قائم كليا. وعدم القدرة ‏على طرح بديل. ‏
ان المتظاهرين يطرحون انفسهم ممثلي كل الشعب العراقي، وهذا منافي للحقيقة، فهناك نصف العراق اما لا يبالي بما يجري او ان له ‏مواقفه المستمدة من المصالح القومية او الطائفية، وبالتالي فهذه الاطراف ستتخذ مواقف تخدم ما تتطلع اليه، وهذا يعني العودة الى ‏نقطة الصفر.  ‏

10
مأزق الهوية الوطنية العراقية والعراق
 
 
تيري بطرس
الكثيرين ينطلقون وبلا اي تساؤل ، من اعتقاد يعتقدونه راسخا،  بان العراقيين يمتلكون هوية وطنية، اي انه من المفترض ان الوطن صهرهم في حالة موحدة بحيث صارت تطلعاتهم الجمعية متقاربة او لنقل متوحدة. وحتى بافتراض ان الهوية الوطنية تتضمن هويات ثانوية (دينية، قومية، مذهبية، مناطقية، جنسية) سيبقى امامنا سؤال حقيقي هو مدى امكانية الهوية الوطنية لجعل كل هذه المكونات تتوحد خلف اهداف مشتركة تجعل من الممكن التعايش وخلق تطلعات مشتركة والعمل في اطارها.
فالعراق الذي لم يكن موجودا، قبل عام 1921 كبلد، وظهر نتيجة ارادة المستعمر، وليس نتيجة ارادة أبناءه،بمعنى اخر انه لم تكن للرادة الحقة دور في خلق وتكوين العراق كبلد.  وهذا يبين كم انه من المستحيل بناء هوية وطنية خلال قرن واحد من زمان، بما تخلله من الحكومات الدكتاتورية، ومذابح بحق مكونات معينة، واضطهادات طالت أفكار وتوجهات محددة. ولو مررنا سريعا على بداية العراق الذي استقال رسميا في 3 تشرين الأول عام 1932، فأننا سنجد انه خلال اقل من عشرون سنة حدثت فيه مذبحة الاشوريين في أب 1933، ومذبحة ضد الازيدية عام 1935، والفرود ضد اليهود عام 1941، وقمع الحركات والتطعلات الكوردية وخاصة الحركة التي قادها مصطفى بارزاني عام 1945 . ونحن هنا لم نبحث في ذاكرة اقليات او مكونات عراقية اخرى مثل الصابئة والكاكائية والزنوج.
 العراق الذي كان يقول في قانونه الاساسي، ان كل من حمل الجنسية العثمانية وتواجد في 6 اب 1924 في العراق يعتبر عراقيا. الا انه سمح لاعلامه بان يجرد مواطنيه من جنسيتهم ولو اعلاميا، ويشهر بهم، رغم انهم من دافع عن حدوده حينما كان جيشه ضعيفا، وسمح لنفسه اقتراف مذابح بحق مواطنيه لمجرد رفع مطالب سياسية محقة، مثل الازيدية والاشوريين واليهود، لا بل جرد اغلب يهوده والكثير من اشوريه وخاصة قياداته الدينية والقومية من جنسياتهم. فهل تسمح مثل هذه الممارسات للقول بان العراق كان يمتلك حقا هوية وطنية؟؟؟؟؟؟
كيف لنا ان نقول بالهوية الوطنية، ولم يتحرك ساكنا احد عن كل ما حدث اعلاه،  بل لقد تركوا لمصيرهم ولمأسيهم، كيف نقول بالهوية الوطنية، ومئات الالاف من الاسر تركت اراضيها وقراها، بعد ان تم حرقها من قبل القوات المساندة للحكومة العراقية خلال فترة 1961 الى 1972 وليس هذا بل تركت لمصيرها فقط ولم تهتم بهم لا جماهير وطنية ولا حكومة وطنية. علما بان بعضها في زمن حكومة عبدالكريم قاسم الموسوم بالوطني. لا بل كيف لحزب وطني يؤسس عصبة لمحاربة الصهيونية وهي حركة قومية تؤطر تطلعات اليهود، ولكنه لم يؤسس عصبة لمحاربة الحركة القومية العربية والكوردية وغيرها، لا بل انه يمكن القول انه كان مدافعا شرسا عن بعض الحركات القومية وشعاراتها مثل الحركة القومية الكوردية والعربية. لا بل كيف  لهذا الحزب ان يشجع اعضاءه من اليهود لاعتناق الاسلام في حلول لا علاقة لها لا بالوطنية ولا بالتقدمية؟ كيف يمكنني القول بالحركة الوطنية العراقية او حتى بالشعور الوطني، وما سمي مثقفيه سكت عن قتل الاشوريين واليهود والازيدين لا بل حتى الكورد، لا بل حتى لم ينظر الى ما يقوله القانون من ان كل من كان في 6 اب 1924 في العراق فهو عراقي. وكل الاشوريين العراقيين، كانوا في العراق في ذلك الوقت. تنقل الدكتور منى ياقو عن عبدالرزاق الحسيني ان السمة المميزة للعراق كانت، هو ان كل اقوامه ودياناته كانت تذوب في بوتقة الوحدة العراقية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ والذي تقول عنه المؤرخ الكبير، علما انه كان من المطبلين للتيارات العروبية والاسلامية. ولا نعلم كيف كانت اقوامه تذوب قي بوتقة الوحدة العراقية وكل المذابح اعلاه حدثت على اسس قومية ودينية، وكان هو شاهدا عليها ومبررا لها.
كيف يمكن لحركة وطنية، من المفترض ان تكون مكونة من احزاب وحركات وجماهير مثقفين وحركات ادبية وفنية، يجب ان يكون فيها تاثير كل المكونات ظاهرا وملموسا، ان تضمحل وتتحول الى عداء مستحكم، لا يمكن جمعها، وبناء مؤسسات تقوده الوطن وتخرجه من ازمته.
ان هناك من يعتقد او يؤمن بان البوتقة الواحدة هي العروبة، وفي اقليم كوردستان يعتقد البعض ان البوتقة الواحدة هي كردايتي، من غير ان يحسب حساب للاخر ولمشاعره ولحقوقه. في حين ان الوطنية العراقية يجب ان تتمثل  او تحوي تطلعات كل مكوناته في سياساته المختلفة.
فسياسات العراق، كانت شئنا ام ابينا ومنذ تأسيسه لتحقيق مصالح العرب، سواء كان الامر صحيحا بالنتيجة النهائية ام كاذابا، الا ان هذه السياسات تمت تحت شعارات الوحدة العربية. ولم يتم مراعاة مشاعر مكوناته الاخرى في التواصل مع ابناء جلدتها والمشاركة معها في تحقيق ولو تطلعات ثقافية محددة.
يتم رفع شعارات لا اعرف او بالحقيقة لا احد يعرف معناها، لان لها عند كل طرف او حتى شخص مدلول مختلف او مخالف لما يعنيه الاخر، مثل الوطنية، ففي هذه الايام وبمناسبة المظاهرات العارمة التي تجتاح اغلب مدن جنوب العراق، يتم رفع شعار الوطنية وان يكون المسؤولين وطنيين، ولكن من هو الوطني وغير الوطني؟ هل الوطنية هي تعبير عن قبضة من تربة العراق ام عن شئ اخر ايها السادة؟ الوطنية هي خدمة المجموع العام والعمل من اجل تنفيذ سياسية البلد المتفق بشأنها والمتوافقة مع دستوره النافذ والمسن بارادة ابناءه كلهم. وهذا كله غير متوفر في عراق اليوم، فالدستور منحاز الى اطراف معينة واديان محددة، ومكونات تعتبر الاقوى. اما الاخرين فعليهم التسبيح لله واصحاب الشـان لانهم سمحوا لهم بالعيش كخدم لهم.
اذا لكي يكون هناك حكومة وطنية، يجب ان تكون ممثلة لمختلف تطلعات شعبه، لا يمكن مثلا قياس العراق بالمانيا او فرنسا او السويد، فهذه الدول وغيرها حققت نوع من الهوية المشتركة الجامعة، ومن كان فيها من حاملي الهويات الاخرى من مواطنيها، تم منحه حقوقه ودوره للمشاركة في صنع القرار الوطني. وهي خرجت من مرحلة الصراع القومي، وما تتصارع عليه الاطراف يكون في الغالب حول قوانين لا علاقة لها بالهويات القومية او حتى الدينية، فكل انسان فيها يمكن ان يغير دينه او قوميته او ان لا يؤمن بها، بل بالحقوق الفردية ومنها الميزانية وتوزيع الضرائب. وهذا الامر غير متوفر في العراق. ففي العراق قبل سنوات قليلة تم قتل وسبي وفرض دين وتحت راية الله اكبر على ابناء مكونات عراقية، وعندما قيل انها تحت راية الله اكبر غضب البعض، ولا زال البعض او حتى قوى كبيرة تعتقد انه لا يمكن معاقبة حاملي راية الله اكبر، عما اقترفوه لانهم مؤمنون والاخرين كفار، فهل يدرك المتكلمين عن الوطنية البون الشاسع بين الشعار والواقع. ان عملية بناء شعب يؤمن بعراقه وبوطنه، وباخوة ابناءه، تتطلب عملية تربوية سليمة اولها، الغاء تدريس الدين واستبدالة بتدريس الاخلاق، وسن قوانين رادعة وقوية لمن يقترف الاجرام بحق الاخرين وخصوصا لاسباب تتعلق بالهوية الدينية والقومية، وتدريس ما عاناه الاخرين في ظل الحكومات العراقية المختلفة لكي لا يتكرر مرة اخرى. واذا كان المرحوم ماركس قد قال ان الدين افيون الشعوب، فهو لدينا حقا افيون لانه جعل البعض ولمجرد انتماءهم الديني يعتبرون انفسهم في خانة اعلى من الاخرين، متناسين ان الاخرين كانوا ضحايا وتحولوا الى اقليات بفعل فتاوي دينية اباحت قتلهم وابادتهم. العراق لا يحمل هوية وطنية صحيح اننا كلنا نحب التمن واليابسة ولكن هذا ليس بكافي لخلق هوية وطنية.

11
يونادم كنا عضوا في لجنة تعديل الدستور العراقي


تيري بطرس


حسب ما نشر في وسائل الاعلام اليوم، تم اختيار السيد يونادم كنا عضوا في اللجنة الخاصة بتقديم ‏مقترحات لتعديل الدستور العراقي في مدة اقصاها اربعة اشهر. ان تجربتنا السابقة مع السيد كنا تقول لنا ‏بانه كان متفرجا اكثر مما هو فاعل ونشط في الاتجاهيين، اي داخل اللجنة التي اقرت الدستور العراقي ‏الحالي و القوى السياسية والاجتماعية في شعبنا. وحسب تصريحاته في لقاءه مع السيد مسرور البرزاني، ‏فان ما تحقق من ايجابيات لشعبنا تحقق بالدفع من ممثلي الاخوة الكورد.‏
في العمل السياسي، هناك مطالب عادلة، وهناك مطالب يمكن تحقيقها وهناك مطالب يمكن التساوم حولها، ‏وهناك مطالب لا يمكن ان تتحقق وان كانت عادلة. وهذا يعتمد على قوة الطرف الذي يتقدم بالمطالب. ‏والقوة تأتي من مؤازرة الاخرين له، سواء في الشارع او في اللجنة الخاصة او في البرلمان.‏
وفي العمل السياسي، يجب ان يتم النظر الى مطلب الاخر، على انه مطلب عادل من جانبه، وان لم يكن ‏كذلك لما رفعه، ولكن هناك مطالب يمكن ان تتحقق، وهناك مطالب يمكن ان تكبل الدولة والمجتمع وتضعه ‏في سجن غير قادر على الخروج منه. من هنا فان ما يطالبه الاخرين هو ضروري لهم وحقيقي لهم، ولكن ‏يجب ان يتم النظر اليه على اساس هل ان الجميع يمكن ان يتفاعلوا معه، وهل يمكن ان يكون مضرا لهم ‏او غير مهم، في هذا الاطار كلما كان الدستور مرنا وعاما لكان افضل. وعلينا ان نفهم ان ما نطالبه ايضا ‏يمكن ان ينظر اليه كذلك، هذا ناحيك عن كوننا طرفا ضعيفا بحاجة الى دعم حلفاء، والحلفاء لا يكونون ‏كذلك ما لم نكن نحن حلفاء لهم اي خدمات متبادلة.‏
ولذا فاننا بحاجة الى تشكيل لجنة سياسية ولجنة قانونية يمكن ان تضع المقترحات التي يجب ان تتحقق ‏لشعبنا، واوليات هذه المقترحات، فالسياسي يمكن ان يضع مقترحات كثيرة ولكنه لا يمكن ان يصيغها قانونيا ‏ومدى توافقها مع القانون الدولي ومع الفقرات الاخرى في الدستور ذاته. كما ان القانوني يمكن ان يصيغ ‏الفقرات ولاكنه لا يعرف موازين القوى ومدى توافقها ودعمها، فكلا الطرفين بحاجة الى معرفة حدود الاخر، ‏وامكانية وضع صياغات مختلفة لفقرة واحدة يمكن ان تطرح كبدائل حينما يتم رفض المقترح الاولي مثلا.‏
شعنبا خرج من معركة تاسيس العراق الجديد بعد 2003، نازفا ومدميا، واكثر ضعفا بكثير مما كان قبلا، ‏ولهذا اسباب كثيرة، ومنها قلة الخبرات السياسية وكثرة الراغبين في الظهور ولو على حساب وحدة شعبنا. ‏فهل سيتمكن شعبنا من ان يعبر هذه المرحلة التي اتته، دون الخوض في صراعات تافهة لا معنى لها. ‏يجب ان لا ننسى اننا لم نختر السيد كنا، البرلمان وتشكيلته والحضور في الجلسة هم من اختاروه، وبالتالي ‏ليس لنا بدائل اخرى مطروحة. من خلاله يمكن ان يتم طرح المطالب والمقترحات والاراء الخاصة بشعبنا ‏الكلداني السرياني الاشوري. الاخرين يمكن ان يتدخلوا في دعم مقترح ما مقدم من قبلنا نعم، ولكن حسب ‏رؤيتهم ومصالحهم، وليس لدينا بدائل اخرى للمطالبة بتدخلهم فهذه هي السياسية.‏
اذا المقترحات الاولية التي يمكن المشاركة بها لكي يمكن ان يكون لنا مطالب يمكن ان تأخذ حظها من ‏المناقشة وحتى القبول، يجب ان يتم تشكيل لجنة من القانونيين تضع مأخذنا على الدستور العراقي ‏والمعالجات او البدائل عنها مع وضع بدائل مختلفة حسب قراءة السياسيين، ترفدها لجنة من السياسين، ‏يمكن ان تقراء ما نقدمه من خلال موازين القوى وامكانية تحققها او لا. ‏
رفد اللجنة بمقترحات شعبية من خلال التفعيل الشعبي للنقاش حول الدستور العراقي الحالي والبدائل ‏الممكنه عنه. وذلك لتطوير الثقافة القانونية والسياسية لشعبنا، وعدم تركه خاضعا لاجتهادات العاطفية ‏والتي لا يمكن ان تتحقق ابدا. وخصوصا ان بعض الاطراف يريد الانتصار على طرف من شعبنا وليس ‏مصلحة كل ابناء شعبنا، ولتذهب كل امال شعبنا بالمستقبل الى الجحيم. ‏
انها رؤية اولية بحاجة للمناقشة، خارج اطار نقاش التسمية والتكفير والهرطقة.  ‏

12
قراءة سريعة في البيان الختامي للجنة التحضيرية الموحدة للبرلمان الاشوري في المنفي



تيري بطرس
تحت شعار من اجل وضع منهاج واجندة واسس للبرلمان الاشوري في المنفي عقدت خلال الفترة من 12 و 13 ايلول ‏الجاري اللجنة التحضيرية الموحدة للبرلمان الاشوري في المنفى اجتماعا تمهيديا، في مدينة يريفان، عاصمة ‏جمهورية ارمينيا. حضره ممثلون عن البرلمان والحكومة الارمنية. كما اوضح البيان ان الاجتماع حضره ممثلون من ‏الوطن والمقصود حسب فهمنا (العراق، ايران، سوريا، تركيا ولبنان) باعتبارهما اراض وطن لشعبنا. واميركا ‏واستراليا  والنرويج (لماذا بالتحديد النرويج وهي تضم جالية قليلة العدد من ابناء شعبنا وليس السويد والمانيا ‏وفرنسا وبريطانيا وهولندا ويونان ودنمارك وهي تضم جاليات اكبر)،  ودول اوربية مختلفة، وممثلين عن جمعيات ‏اشورية من مدينة ارزن (جمعية اتور) ومدراء المدارس الاشورية في مدينة يريفان، وشخصيات قومية مختلفة من ‏القرى الاشورية في ارمينيا.‏
وبعد الجلسة الافتتاحية تم مناقشة الاجندة السياسية للمؤتمر ‏
اولا التهيئة لتأسيس البرلمان الاشوري في المنفيى
باعتقادي المتواضع ان فكرة برلمان اشوري في المنفى، هي من حيث المبداء فكرة صائبة وقد نستفيد منها مستقبلا، ‏في حل اشكالات واختلافات قد تتعرض لها مجموعات شعبنا الذين يعيشون في مختلف بقاع العالم. ولنقل انها فكرة ‏صائبة لصهر التجارب المختلفة ونقلها وتطويرها والعمل من اجل وحدتها اسلوبا وهدفا. هذا بالاضافة الى ما ذكره ‏البيان من الامل لتكون منصة تجمع جميع المؤسسات القومية في الوطن والمهجر. ومن المهم فهم الاشكالات ‏القانونية والعمل من اجل توحيدالرؤى لبناء هيكلية مرنة قادرة على خلق حوار بناء ومنتج ويمكن ان يخدم تطلعات ‏شعبنا. من هنا نرى بان مشاركة المؤسسات السياسية امر ضروري لتحقيق الاهداف المنوي تحقيقها، لاننا بالنهاية ‏من خلال هذه المؤسسات يمكن ان نحقق اي تطور ايجابي لشعبنا. او من المفترض ان تكون الحالة كذلك، وخصوصا ‏ان البرلمان الاشوري، قد لا يحصل على اعتراف دولي او حتى اقليمي بحكم انه يدعي ادارة شؤون مجموعة بشرية ‏هي اساسا تعتبر من قبل البلدان المختلفة مواطنين لديها، ولها علاقة مباشرة معهم او يفترض ذلك.‏
وكما يقول البيان الذي تمكنا من الاطلاع عليه، بانه تم مناقشة الوضع المأساوي لشعبنا الاشوري في العراق ‏وسوريا، وايجاد الحلول المناسبية وضمان حماية وبقاء شعبنا الاشوري في الوطن الام. وحسب فهمنا ومن خلال ‏اسلوب سرد البيان، ان المناقشة حدثت في الاجتماع وبالتالي كان لا بد من قررات تخرج عن المنافشة وكيف ‏ستتحقق الحلول التي توصلت المناقشة اليها لضمان وحماية شعبنا في الوطن الام.‏
ثالثا كما ناقش المجتمعون الانظمة والدساتير التي لا تخدم شعبنا وايجاد حلول بديلة لها لكي نضمن حقوقنا في ‏الوطن. ‏
ماهي تلك الانظمة والدساتير، هل هي قوانين سارية وكيف يمكن وضع بدائل لها، ونحن ندرك لحد الان ان اي ‏محاولة لتبديل الدستورالعراقي او تغييره كمثال، قد يؤدي بالعراق الى الهاوية او التقسيم. لان الاشتراطات المطلوبة ‏لتعديله كثيرة ومعقدة وتتطلب على الاقل موافقة ثلاث كتل كبيرة بما تتضمنه هذه الكتل من التنوعات السياسية وهي ‏الشيعة والسنة والكورد. فقرة مبهمة جدا وغير مفهومة او قد تكون الترجمة سيئة.‏
رابعا كما تطرق المجتمعون الى مطالبة المجتمع الدولي الى ايجاد صيغة حماية دولية لمناطقنا التاريخية. ‏
هذه الفقرة ايضا مبهمة، ماذا نعني بمناطقنا التاريخية، هل المطالبة هي حماية الاثار ام حماية الانسان؟؟ ولكن هذه ‏الفقرة هي الفقرة المحببة لكل الاجتماعات التي تعقد في المنطقة او تختص بالمنطقة المسماة بالشرق الاوسط. وان ‏كان ليس لها معنى فعلي، الا في العمل من اجل دفع المجتمع الدولي وهنا نقصد مجلس الامن، والدول التي تمتلك ‏تاثير كبير في القرار الدولي او الراي العام العالمي من خلال الاعلام المسموع والمقروء والمرئي المؤثر عالميا. فقرة ‏يمكن التوسع فيها والبحث عن كيفية وضع حماية وكيفية توحيد مصير وحماية ابناء شعبنا في العراق وسوريا مثلا. ‏وماهي الالية المفضلة والممكنة قانونيا وعملاتيا لتحقيق ذلك. هل نحن ورقة مهمة في القرار الاقليمي او المناطقي ‏مثلا، هل يمكن ان نؤثر على مخططات الدول الكبرى او المؤثرة لكي نجعل المجتمع الدولي يهتم بنا ويدعمنا او يضع ‏صيغ لحمايتنا.  اما الفقرة التي تلي الفقرة اعلاه، فهي ايضا ماهو نوع التدخل المطلوب، واساسا ان الهجرة ‏والتهجري يحدثان لاسباب امنية ولسيطرة توجهات ايديولوجية دينية على بلدان المنقطة، وعملها على سن قوانين ‏تلائم تطلعاتها وتلغي وجود الاخر ان لم يكن قانونيا فعمليا. ان الهجرة والتهجير مدفوعان بعوامل متعددة ومنها عدم ‏المساواة والخوف على الذات (الامن) والخوف على الهوية (عدم المساواة) وهذه نتاج وضع اقليمي ودولي، قد ‏يطول.‏
وقد اتفق المجتمعون على ضرورة عقد المؤتمر الاشوري العالمي في المستقبل القريب
هذا خبر جيد ومفرح، ولكن عن اي مؤتمر اشوري عالمي تتحدثون، هل عن البرلمان الاشوري ام عن مؤتمر اخر، ‏الامر ايضا غير واضح، هنا. ولكن لنقر بان المقصود هو المؤتمر الذي سيبارك وسيعلن اقامة البرلمان الاشوري في ‏المنفي، وهنا قد يستقيم الامر، باعتقاد ان المستقبل القريب مبني على امال غير واقعية، لانه على المؤتمرين اولا حل ‏الكثير من الاشكالات وهي الاشكالات الوطنية، والخلافات التي لا معنى لها بين احزاب شعبنا في العراق وفي سوريا، ‏وضمور او اضمحلال وجود مؤسسات اشورية كما كانت في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، والتي ‏ازيلت من الوجود بفعل الخلافات الحزبية السياسية الاشورية ذاتها.‏
وختاما اكد المجتمعون على وضع الاسس الاستراتيجية والبرامج والعمل المستمر لتفعيل العمل القومي .... واذا نحن ‏ننتظر عملية وضع الاسس الاستراتيجية والبرامج والعمل المستمر، فاننا بالتاكيد بحاجة الى مراكز دراسات ‏واشخاص متفرغين للقيام بمثل هذه الدراسات، كما اغفل المؤتمرون امور ومنها الموارد المالية لتحقيق او لتنفيذ ‏الاجندة اعلاه، هل تناسوا ان البرلمان الاشوري في المنفى يتطلب على اقل جلسة سنوية تستمر لعدة ايام على اقل ‏تقدير، وهذا الامر يتطلب بنايات وتنقلات واعلام وكتاب ومترجمين، كيف سنضمن مواردنا المالية؟  ‏
يقول محمد حسنين هيكل انه حضى بمقابلة ملك المملكة العربية السعودية الملك فهد رحمه الله، يقال انه سألني ‏سؤال واحد وهو كيف تدبر امرك مع النساء وانت قد بلغت الثمانين، ويقول محمد حسنين هيكل وفي اليوم التالي ‏خرجت الصحف تتحدث عن المقابلة ذاكرة اننا تناقشنا في القضايا الدولية والتي تهم المنطقة. والشئ بالشئء يذكر ‏ان كل اجتماع للاحزب او رؤساء الدول في منطقتنا ستجدون اللازمة وقد تناقشا حول اخر المستجدات الدولية ‏والاقليمية، وه\ه المناقشة وان حدثت لا تكون الا عبارة عن نقل اخر ما قلته الاذاعة الفلانية او الصحيفة العلانية.  ‏اقول هذه الفقرة لكي اوضح ان اغلب بيانات احزابنا واجتماعاتنا قد تكون كليشة لا اكثر لما لم يدر في الاجتماع ‏اصلا. متمنيا ان لا يخرج استنتاجي هذه المرة صحيحا. ‏



13
هل نملك حلولا، ولو نظرية لمشاكلنا؟
 
 
 
تيري بطرس
 
 
طرح الاستاذ اخيقر يوخنا السؤال التالي على صفحته في الفيس بوك ((ماذا ينفع الاشوريون اذا كانوا يملكون حلول نظرية لكل مشاكلهم و لكنهم عاجزون عن تطبيقها او تنفيذها ؟ فما اسباب ذلك ؟)) اود القول ان ما يطرحه البعض على انه حلول، لمشاكل شعبنا، في الغالب هي (الحلول) استغلال فاضح لجهل ابناء شعبنا في السياسية وليست حلولا حقيقية. انه استغلال بشع ومع سبق الاصرار والترصد، انه بالحقيقة العيش على حساب البسطاء وعلى حساب جهلهم ليس الا.
في خلال السنوات الثلاثون الماضية طرحت افكار ونظريات لحل مشاكل شعبنا في العراق، ارتكزت على احقاق حقوق الشعب، بغض النظر عن عدد ومكان اقامته ومن خلال اعتبار العراق وحدة واحدة، (انظر رؤية اشورية لمستقبل العراق الموحد) ومن ثم طرحت افكار تم تجسيدها في المادة 125 من الدستورالعراقي ((ضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان، والكلدان والآشوريين، وسائر المكونات الاخرى، وينظم ذلك بقانون)). ومن ثم تم طرح وعلى الاساس اعلاه ايضا، قضية تشكيل محافظة في سهل نينوى لكل مكوناته، وطرح مشروع الحكم الذاتي لمناطق شعبنا في اقليم كوردستان. المشاريع والافكار اعلاه، قابلة او كانت قابلة للتنفيذ على ارض الواقع. وكان يمكن ان تحقق الكثير من طموحات وتطلعات ابناء شعبنا. ولكن بالتأكيد ليس كلها، لان التطلعات في كل شعب تختلف باختلاف الافراد، وطموحاتهم. الا انها كانت ستبقى اساس مقبول لتطويرها، والاكثر اهمية في الامر، ان تحقيق هذه الافكار، كان يمكن ان يساعد في ردم الكثير من الخلافات المزروعة بين مختلف مكونات شعبنا الطائفية والتي يتغذى بها البعض لحد الان. ان لم يكن في فترة قصيرة، الا ان التعليم المشترك واللغة المشتركة والتواصل والتعاون كان يمكنها ان تزيل الكثير من الحواجز المتخيلة، والمبنية على اسس طائفية بحتة.
لكن، ورغم سهولة تطبيق المادة 125، لانها لم تكن بحاجة سوى الى تفعيلها بقونين توضح طرق تنفيذها، وقيام قوى على الارض وخصوصا الاقليم، بتنفيذ بعض الامور مثل تعيين او اختيار القائمقام في بعض الاقضية من ابناء شعبنا، تلكيف والحمدانية كمثال، وبعض مدراء النواحي. الا ان هذا التنفيذ لم يكن بفعل تفعيل القانون، بل بفضل دعم الاحزاب الكوردستانية بالاخص. ولم يتم مناقشة تفعيلها القانوني الا من خلال النقاش الاعلامي حول الحكم الذاتي كونها بديل، ولكن بديل بدون تفعيل.
لا انكر ان لابناء شعبنا وبمختلف التيارات العاملة فيه، رؤى مختلفة ومتعددة لحل مشاكل شعبنا، وهذا امر مقبول ومفهوم في اطار الحريات الفكرية وحق الفرد في طرح ما يراه مناسبا. ولكن غالبية هذه الرؤى هو بالحقيقة، طروحات خيالية لا اساس واقعي لها، لا بل يمكن اتهام بعض طارحي بعض الرؤى بانهم تجار في سوق بيع الشعارات القومية، لكسب عواطف البسطاء، وكسب مكانة او موقع، دون ان يرف لهم جفن ودون ان يتسألوا ولو مع انفسهم، ماهي النتائج المأساوية لطروحاتهم الفاشلة او مزاياداتهم التي ستزيد من ياس ابناء شعبنا.لا بل قد تبعد الكثيرين عن العمل القومي وعن المشاركة في دعمه.
اهم عامل في السياسية يجب ان يؤخذ بالاعتبار لتحديد خياراتنا السياسية هو الجغرافية، والسكان. التاريخ لا يصنع اي شئ، ان فقدنا الامرين الاولين، قد يكون التاريخ عامل دفع وتمسك بالانتماء، ولكن الجغرافية او الواقع القائم هو الذي يحدد، مدى امكانية نجاح اي مشروع قومي والاهم كيفية تحقيق.
فمثلا لو كنا نملك جغرافية متصلة تضم ابناء شعبنا، فان مطلب الاستقلال القومي قد يكون مشروعا وممكنا، لا بل يمكن كسب اصدقاء وداعمين له سواء على المستوى الاقليمي او الدولي. ولكن حتى المشروعية هنا، يجب ان يتم النظر اليها، ليس من الناحية القانونية فقط، بل من ناحية تقبل الاقليم او الدول المجاورة او الدولة المراد الانفصال عنها، هذا الامر، وهل يلعب الدين او الانتماء القومي في نظرة الجيران، دورا في رفض او قبول المشروع. وهناك تفاصيل كثيرة تدخل في حساب العمل القومي ويمكن ان يواجهها تدريجيا. ولكن في حالة شعبنا، وكونه يشكل جزر صغيرة في اغلبية طاغية (اليوم). يتطلب منا الوعي بكيفية تسويق قضيتنا والحصول على حقوق شعبنا.
مع الاسف قد يكون الوقت قد مر على الكثير من الطروحات حتى العقلانية منها، وذلك لخلو مناطق واسعة من ابناء شعبنا بسبب عامل الهجرة. وحتى الحقوق يبقى لا معنى لها (بمعنى حقوق المكونات) ان بقت اقليات ضئيلة لا يجمعها جامع، وتنخر فيها الانقسامات الطائفية والتسموية. فنحن الان نكاد ان نشبه من يحارب بعضه الاخر من اجل استقطاع جزء من الجثة. وليس من اجل تعزيز الوجود وتقويته وتطويره.
اما ان نعود الى الوعي الحقيقي بموقعنا ومكانتنا وامكانياتنا الحقيقية، ونبدأ منها. او ان كل ما يطرح هو بيع اوهام صريح، الغاية منه الاستمرار في تقطيع شعبنا وتقسيمة لعل يمكن الاستفادة من المقسم والمقطع. مؤلم ان اصور حالة شعبنا بهذه الصورة، ولكن حينما لا يكون للمرء، القدرة على رسم خطوات نحو المستقبل، وعلى ارضه التي رسمت احداث التاريخ مساره فيها. فاننا سنكون حالة مهيئة للتقطيع والتقسيم باستمرار .
سهل نينوى والتباكي الكاذب
حينما قلنا ما المانع من ضم سهل نينوى الى اقليم كوردستان، مع توضيح وتبيان اسباب قولنا، جادلنا البعض، واقول انه قد كسب الاصوات، لانه اعتمد على اثارة عوامل الحقد والكره المستمدة من تاريخ الاحداث الماضية. ولكن الذي خسر هو شعبنا. فشعبنا لم يبقى له لا سهل نينوى ولا غيرها، ففي سهل نينوى كان شعبنا يكون حوالي ثلث الناس المتواجدين عليه، وهذا الثلث كان للاقليم كوردستان مؤيدين فيه، وكان الثلث الاخر هو المكون الازيدي وكان بغالبيته مؤيدا للانضمام الى الاقليم، وكان للاقليم خروقات كبيرة في المكون الثالث وهو الشبكي. اي ان النتائج كانت واضحة، ولكن احزاب بعينها تعرف هذه الحقائق بصورة جيدة، ولكنها رغم ذلك دخلت في صراع، لا ناقة لنا فيه ولاجمل،  من اجل عدم الحاق سهل نينوى باقليم كوردستان، بعضها لعلاقاتها الشيعية والاخرى لمجرد المناكفة ولكي تقول انظروا نحن نقف ضد اقليم كوردستان. اي للكسب الاعلامي المهجري خاصة.
الكثير من ابناء شعبنا لا يفرق بين القوش القصبة او القرية وبين القوش الناحية، فالقوش القرية هي مائة بالمائة من ابناء شعبنا، ولكن القوش الناحية باكثريتها هي ازيدية، اي ان خيارها كوردستاني، وكل استفتاء كان سيجري فيها كان سيكون محسوما، لان الاستفتاءات تجري على اسس وحدات ادارية وليس حسب القرى، لكي يتم تقرير مصيرها، وكل احزابنا التي عارضت مناقشة مسألة انضمام سهل نينوى كانت تعلم هذه الحقيقة المرة ولكنها سكتت وصمتت. ولم تقل للشعب حقيقة الامور، رغم اننا ذكرناها مرارا. ومرة اخرى كانت معارضة البعض للاسباب عينها.
لقد تم استغلال شعور الشعب ومخاوفه من قبل بعض احزابه، وبدلا من ان يكون الحزب، لاجل تنوير الناس بالحقائق، وبما ينتظره في المستقبل من الخيارات المطروحة، كانت هذه الاحزاب تطرح شعارات ولا تجيب على الاسئلة المطروحة عليها. مثلا السؤال الذي لم تجب عليه وتم طرحه عليها، ماهي مصلحة شعبنا في تفتيت ديموغرافيته وجعلها اقلية صغيرة غير مؤثرة في قرار اي طرف. ففي مقابل جمع ديموغرافية شعبنا في وحدة ادارية واحدة مثلا، كاقليم كوردستان، بما كان سيحقق لهم افاق مستقبليه مثل، انشاء محافظة او منطقة حكم ذاتي. وما كان سيتحقق ايضا في مجال تشريع قوانين خاصة تخدم هويتنا القومية. كان طرح هذه الاحزاب الذي كسب الاصوات الخائفة من التاريخ واحداثه فقط، هو لتنقسم ديموغرافيتنا المهم ان لا نكون جزء من اقليم كوردستان.
صحيح ان خيار داعش اتى متأخرا وقلب الكثير من الخيارات، ولكنه لم يكن خيار معروفا ، ولكن حتى لو تم تقوية الاواصر ودفع الاقليم لفرض هيمنته الامنية على سهل نينوى بواسطة ابناء سهل نينوى، بدلا من الاكتفاء بانشاء حرس ونقاط تفتيش، لكان هناك تاثير اكثر ايجابية على وضع سهل نينوى وسكانه. من ناحية المقاومة ولو الضعيفة، امام كل الامكانيات العسكرية التي وفرها الجيش العراقي للدواعش حينما ترك فرق والوية كاملة تجيهزاتها لهم. ولام البعض لماذا انسحبت البشمركة، ولماذا لم يتم الدفاع عنهم، وهم في غالبيتهم ممن كان يعارض اي دور للبشمركة في سهل نينوى، ولم يتسأل البتة لماذا انهار الجيش العراقي. ولماذا لم يدافع عنهم. بالتأكيد يمكن محاسبة البشمركة حينما يكونون مقصرين، فهم ليسوا فوق القانون باعتقادي ابدا. ولكن هل كان يمكن لقوة البشمركة المنتشرة من خانقين الى سنجار ان تقف اما زحف قوة امتلك كل ذلك الزخم من المعدات والدعم الاقليمي؟ وهل كان يمكن ان تقوم بتحرير البلدات بسهولة ويسر وهناك مدافع قوية يمتلكها الدواعش يمكن ان تدمر كل ما هو قائم؟
خياراتنا الحقيقية اليوم، باعتقادي ان كانت احزابنا السياسية حقا، هي احزاب سياسية تعمل لاجل تحقيق طموحات شعبنا، وليست دكاكين تجارة وسمسرة على حساب الشعب. ان يتم تقليصها الى اثنان او ثلاثة احزاب، تشكل قيادة مشتركة . هذا اول عمل يجب ان تقوم به. والعمل الثاني، وامام الواقع المزري الحالي، خياراتنا صارت اكثر محدودية مع الاسف فيجب ان يتم اعادة صياغة هذه الخيارات والتحرك نحوها بخطوات تسمح بتطوريها بالمشاركة مع شخصيات قومية وثقافية ومنضمين إلى احزاب وطنية مثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي. والا فاننا سنكون خبر كان.

14
اتهام كنيسة المشرق الاشورية بدعم الارهاب
نعم للاستفادة لا للاستعجال


تيري بطرس
قرار الشرطة البريطانية بفتح تحقيق، حول احتمال تمويل منظمة اسيرو (‏ACERO‏) الخيرية التابعة لكنيسة المشرق الاشورية، هو من ناحية ‏قرار قانوني، لا ينظر لصاحب او عائدية المؤسسة، بل باعتقادي انه ينظر للعمل القائم ولمن توجهت الاموال وحسب القوانين، ‏واعتقد غالبا ان من اصدر القرار لا يعرف  نيافة مار افرام اوالسيد اندي درموا او حتى قد لا يكون سمع باسم كنيسة المشرق ومن ‏هي وهل هي كنيسة مسيحية اصلا ام انها تسمية لديانة اخرى، ناهيك عن عدم سماعه باسم الشعب الاشوري. وبالتالي هو ليس قرار سياسي موجه للإضرار بمصالح شعبنا او عدائي ضد شعبنا، كما يحاول البعض ان يروج. ‏
فتعحبنا او استنكارنا لن يخدم القضية وخصوصا ان قمنا باستعجال وباعمال الغاية المعلنة منها هي استنكار الاستجواب او التحقيق، ‏ولكن غايتها الفعلية هي الادعاء باننا اول من نقوم بعمل قومي او نشاط قومي لدعم شعبنا. نعم لنشاط قومي ولكن نشاطا مخططا وينفذ لتحقيق ‏غايات محددة.‏
والغايات التي باعتقادي يجب ان يتم الانتباه اليها هي ‏
اولا تحقيق تبرئة نيافة الاسقف ومدير المنظمة او مديرها المالي، من خلال الاقرار اولا بان الاموال دفعت، ليس لدعم الارهاب بل ‏لانقاذ شعب مهدد بالانقراض، ليس كبشر فقط بل كثقافة وحضارة، شعب لا يمتلك من ادوات الدفاع عن النفس اي شئ، ولم يتلقى ‏حتى دعما اقليميا او دوليا. اي التحرك من اجل تبرئة الذات وتوجيه اللوم الى بريطانيا والمجتمع الدولي الذي لا يهتم الا بموازين ‏القوى ومحاولة ارضاء اصاب القوة، وتناسي الشعوب والامم الضعيفة لكي تكون ضحايا لصراعات الكبار.‏
ولهذه الغاية يجب ان تبتدأ اولا بنشر مقالات صحفية وتعقيبات على المقالات والاخبار في الصحافة الانكليزية ومن ثم الاشارة ‏اليها ونشر مقالات في الصحافة الامريكية وغيرها. وتكثيف الامر بحيث نحاول وبشكل مخطط ان يكون النشر في مختلف الصحف ‏وبمختلف الاتجاهات السياسية.ومن ثم التحضير لمظاهرة حاشدة امام البرلمان البريطاني، تحت شعار( بدل من ان تحاكموننا، ‏امنحونا العدالة) مع الاشارة الى الحملات الصحفية التي تكون قد سبقتها.‏
بعد المظاهرة في بريطانيا واميركا ودول اوربية اخرى، ومع استمرار الاشارة الى محاولة بريطانية التحقيق، يمكن التحرك سياسيا، ‏من خلال تشكيل وفد سياسي كنسي، يمثل قوى شعبنا لكي تلتقي بالاحزاب وبوسائل الاعلام العالمية وتسلط الضؤ على معاناة شعبنا. ‏وكيف انه كبشر وكحضار وثقافة مهدد بالزوال، يمكن الاشارة الى ان العالم كله يقف ضد انقراض حيوان او نبات وهو عمل جدير ‏بالتقدير، ولكن هذا العالم لا يقف موقفا من محاولة ازالة او افناء شعب ذو حضارة تمتد عميقا في التاريخ. وقدمت للبشرية خدمات ‏لا تنسى ولا يمكن نكرانها. وهنا يمكن التطرق الى قيام بريطانيا بالاستفادة من القوة الاشورية في الحرب العالمية الاولى ووعودها ‏الشفوية واستغلالها طيبة وجهل الاشوريين لاعتقادهم ان البريطانيين مسيحيين مثلهم ولايمكن ان يخدعوهم، وهم اي الاشوريين ‏الخارجيين من المذابح المتتالية. وعدم تقديمها اي خدمة فعلية مقابل دعم الاشوريين لبريطانيا. كما يجب عدم الاستهانة بدور القضاء ‏والمحاميين وخصوصا من ابناء شعبنا ممن يجب ان يقوموا بالدفاع عن موقف منظمة اسيرو وموقف نيافة مار افرام، بشكل قانوني ‏‏.‏
يجب مرة اخرى عدم التسارع والتسابق لاخذ نصيب من دعا اولا، بل كيف وطريقة العمل والاستفادة القصوى منه كنسيا وقوميا ‏ولكن بالاول تبرئة منظمة اسيرو من اي تهمة. ان محاولة تسابق البعض لاطلاق شعارات والتذير بالماضي باعتقادي هي عملية ‏افراغ المكنونات ونشر الاتهامات بدون ان نستفاد اي شئ. فهل سنعمل من اجل الاستفادة القصوى من ما المصيبة، ام اننا سننشغل ‏بصراعات واتهامات والتسابق حول اولية من قام او دعا. المقترحات اعلاها هي مشاركة نتمنى اغناءها وتطويرها، لكي نحقق ما ‏نريده كلنا.  ‏

15
كفى لعبا بمشاعر شعبنا
 
 
 
تيري بطرس
هل حقا نريد ان نحدد التصويت للكوتة بالمكون الخاص بها؟ سؤال مشروع يمكن اختصار الإجابة عليه بالقول وبدون أي تردد، لا، أو بالأصح الغالبية من الأحزاب لا ترغب في ذلك، لأنها لو أرادت  معالجة الأمر بالحقيقة فأنها كانت ستتبع طرق اخرى و ليس فقط على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات أحرابها، بل يجب ان يكون التحرك منسقا وموحدا، ومع السلطات التشريعية الخاصة (سواء في بغداد أو اربيل). أي لا ان يذهب حزب واحد ويقدم عريضة وهو يعلم ان هناك اربع أو ثلاث ممثلي اخرين لم يتم استشارتهم او اخذ رأيهم أوالطلب منهم تأيد ذلك مثلما فعل السيد كنا قبل فترة في البرلمان العراقي، حينما قدم طلبا دون ان يطلب او يستشير او يعلم الممثلين الأحرين لشعبنا مهما كان رأينا بصحة تمثليهم.
شعار حصر التصويت للكوتة بالمكون، ورغم عدالته، فهو أساسا لم يعالج من البدء المشكلة، لان المتنفذين حينذاك كانوا مستفادين من ذلك، باعتبارهم على صلة بأغلب القوى السياسية، وكون الأحرين هامشيين، وعلاقاتهم محدودة بالقوى العراقية وحتى الكوردية. او ان ملاحظة القصور في القانون لم يلفت نظرهم، وهم بالتالي مسؤولين عن الإجابة على القصور، وعدم ملاحظة ذلك. فلو كانوا قد لاحظوا الأمر او آخذوه مأخذ الجد، لكان الأمر سهل التمرير والتعديل وإدخال الاشتراطات المتوافقة مع رغبة شعبنا كله.
ولكنهم بالتأكيد أما ما علموا ما يحدث كما حدث أبان انتخابات المجلس الوطني الكوردستاني، وسارعوا للموافقة على ما طرح حينها رغم سماح القانون بمنافسة قوائم دينية تابعة للأحزاب الكوردستانية للقوائم القومية والتي كانت حينها قائمتان (قائمة الحركة الديمقراطية الأشورية وقائمة الكلدواشورية، التابعة للحزب الشيوعي. وهذا يثبت ان الفشل من عندنا وليس من الأحرين، او انهم علموا بالمطب القانوني وسكتوا عليه لانهم ادركوا انهم سيستفادون من تحالفاتهم وعلاقاتهم لترسيخ مكانتهم. وفي كلا الحالتين يظهر ان التقاعس هو من من مثلنا في الهيئات التشريعية وليس من العرب والكورد.
اليوم وكما ذكرت ان للشعار جاذبية كبيرة ولكن معالجة الامر يتطلب خلق تحالفات عابرة للقومية، بمعنى ان خمسة ممثلين لشعبنا وان اتفقوا لن يتمكنوا من تغيير اي فارزة في القانون. بل سيحتاجون الى ما لا يقل عن خمسون مؤيدا كورديا في برلمان اقليم كوردستان، وحوالي مائة وستون نائبا عراقيا ليتم تغيير القانون. لاننا هنا بصدد تغيير قانون وليس فقط إجراءات، قد تقوم بها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. وحتى لو اعتمدنا على القول انه يمكن ذلك من خلال إجراءات تقرها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، فان هذه الإجراءات تأخذ مجراها بعد التوافق بين القوى السياسية المؤثرة في المفوضية.
وبالتالي اول سؤال سيتم سؤالنا، من قبل من نريد التحالف معهم، كيف تريدون دعمنا وانتم وجماهيركم تسبوننا ليل نهار، كيف تريدون ان ندعمكم وانكم لا تميزون بين من يدعمكم ومن يقف بالضد من طموحاتكم. ولنعود الى كلمة السيد كنا الذي شكر الحزب الديمقراطي الكوردستاني بمسألة الكوتا والدستور والتعايش والمشاركة، علما ان المشاركة غير متوفرة حاليا باي صورة من الصور. ولنعيد القراءة بالذاكرة الى ما ذكرناه مرارا عن الدعم والدور الذي لعبه البارتي لصالح شعبنا والذي نكره السيد كنا واعتبره دوره الخاص، علما مرة اخرة انه وحزبه لم يقدما ورقة او رؤية ما للدستور ولا لتعديل قانون الكوتا.
احزابنا لا تزال تتحارب وتعلي الصوت بالمطالبة بتغيير قانون الكوتا ولكن ليس في المكان الطبيعي اي البرلمان، وليس من خلال اليات قانونية متبعة في البرلمانات العالم، اي خلق تحالف يؤدي الى الاتيان بالتغيير الى الواقع. انها تريد ان تكسب الشعب طمعا بالصيت والاصوات والتبرعات ولكنها في الواقع لا تقوم بالامر العملي والاساسي، المطلوب منها. او لحد الان لم نسمع عملا مؤثرا بهذا الاتجاه، وهذا يدفعنا الى القول انها لا تريد اساسا تحقيق ذلك، لانها يمكن ان تبيع مواقفها مسبقا وقبل الانتخابات مقابل الحصول على الاصوات لكي تتبواء المنصب وتقول للشعب نحن ممثليكم. وامام الانقسام الحزبي المماثل والموازي للانقسام الطائفي والعشائري، اي بمعنى ان المنتمين للاحزاب لا يغيرون مواقعهم واراهم الا نادرا، حالهم مع طوائفهم وعشائرهم. وكل طرف يقف في الخندق المقابل للخصم وهنا هو ابن الشعب من الحزب الاخر. فاننا نرى استمرارية الحالة وبقاؤها لابتزاز الاخر.

16
 
كنا يتهم وريحان أيوب وهوشيار قرداغ يكذبانه
 
 
 
تيري بطرس
 
لا يمكن لاي امة ان يتفق ابناؤها مائة بالمائة في كل الامور، وحتى في الامور التي يتفقون عليها كليا، فانه في الشرح والتفسير سوف تظهر اختلافات حتما. والاختلاف هو تعبير عن مصالح متضادة او مختلفة، لدى الاطراف المختلفة، وهو امر مشروع، اي ان يطرح كل طرف الامور في اطار مصالحه او منظورا اليها من خلال مصالحه او مصالح الشريحة التي دعمته.
في اطار القضية المثارة وهي ان يكون هناك سجل خاص بالناخبين المسحيين، لن تعرف حقائق الامور من خلال التصريحات المختلفة. فالجميع استفادة من الاصوات التي اتتهم من خارج المسيحيين، ولو اردنا العودة الى سجلات التصويت لرأينا ان الاستفادة من التصويت من خارج المكون المسيحي، يكان ان يكون سمة كل القوائم وان كانت بنسب مختلفة. وادناه العدد المخمن لما حصلت عليه كل قائمة من قوائم ابناء شعبنا ، فاذا كانت قائمة البابليون  حصلت على اصوات تبلغ تقريبا 14244 صوتا من المحافظات التي لا وجود لشعبنا فيها او نادر الوجود وهو عدد ضخم حقا، فاننا يجب ان نعلم ان ابناء النهرين حصلت على 4034 صوت والكلدان على 4507 والرافدين على 3342 واتحاد بيت نهرين على 3016 والمجلس الشعبي على 2058 وتجمع السريان على 1191.
اذا، اذا كان حصول قوائم شعبنا على اصوات من خارج المكون، هو خلل قانوني حسب ادعاء اغلبية القوائم، رغم استفادة الكل منه، فعلينا ايجاد وسيلة أخرى باتفاق كل الأطراف وليس من خلال العاب سياسية خبيثة، غايتها الاساسية هو تسيقط الاخرين وضرب مصداقيتها.
يمكن تصور السيناريو الذي وضع لاخراج الاخرين، وكانهم غير راغبين في وضع الية، لعدم تكرار مشاركة الغير المسيحيين  في التصوبت على القوائم المسيحية، هو التالي.
ان فكرة قيام رجال الدين بالمطالبة بتعديل قانون انتخاب الكوتا المسيحية، وتخصيص سجل خاص بالمسحيين لمنع مشاركة الاخرين، هي من بنات افكار السيد كنا،  وان يكون قد ضمن لرجال الدين تقديم مقترحهم  وايصال صوتهم الى البرلمان ورجال الدولة والمفوضية العليات المستقلة للانتخابات. ولكن دون ان يوضح حقيقة الخطوات التي سيتخذها كليا.
هنا هناك احتمال واحد فقط، فالسيد كنا لو كان يريد لمقترحه النجاح، فهو يدرك حتما، انه على الاقل كان بحاجة لموافقة كتلة الكلدان وكتلة المجلس الشعبي، في حالة معارضة البابليون. فانه بذلك كان سيضمن اكثرية ممثلي الكوتا المسيحية  بالاضافة اليه، وكان يمكن ان يمرر مقترحه على الاقل من اللجنة المسؤولة الى مرحلة التصويت. وهو يدرك انهم قانونيا الممثلين الحقيقيين والقانونين للمسيحيين وليس رجال الدين، رغم كل الاحترام والتقدير لهم من قبلنا ومن قبل رجال الدولة العراقية. وهي حسبة بسيطة اعتقد حتى النواب الجدد يدركونها. فكيف عبرت على السيد كنا؟!!!!
ولكن مسارعة السيد كنا الى اتهام زملاءه في البرلمان والذين يمثلون المكون المسيحي بعدم مساندته رغم انهم لم يكن لهم علم يما يجري وحسب قولهم ، حيث ذكروا بعدم علمهم بشأن رسالة غبطة البطريرك والمطارنة، كشف ان نية السيد كنا، اصلا لم تكن تعديل القانون، بقدر ما كانت ضرب ممثلي المكون الاخرين، امام قواعدهم واظهارهم وكأنهم هم من يبحثون عن مصالح شخصية وانية. واعتقد ان الانطباع الاولي هو هذا. ولكن لو حاكمنا وحللنا مسار الاحداث وتسلسلها، وتجربتنا المرة مع السيد كنا واتهاماته للاخرين بالعمالة وبكونهم صنائع او لعبة في ايدي الاخرين، وظهور الحقائق على عكس ذلك. وبخاصة على الاقل اعلاميا من خلال مواقف الاحزاب الاخرى ونخص بالذكر منها المجلس الشعبي وحزب بيت نهرين الديمقراطي، اللذان كانت اصواتهم ومطالبهم اعلى سقفا من الحركة، هذا المسار الذي سار عليه ايضا في بدايته ابناء النهرين.
فالسيد كنا لم يترك احد، خارج اطار اتهاماته، واخيرا طالت اتهاماته حتى حليفه في قائمة الرافدين السيد عمانوئيل خوشابا. وكل هذه التحركات هي لاخفاء تقاعسه وعدم قدرته على تقديم اي شئ لمن يمثلهم في البرلمان. ولاخفاء الشكوك المختلفة التي تحوم حوله.
لا يعقل ان يكون كل ابناء الامة خونة وعملاء وصنيعة الاخرين، وفقط السيد كنا هو النظيف والمستقيم، علما ان اسمه واسماء بعض الاخرين المعروفين ظهرت في قوائم نشرتها الصحف.
واتهامات السيد كنا، تظهر حقا، ولمن لم يصدق لحد الان، ان هذا الشخص لن ولا يمكن ان يغيير طبيعته واسلوبه المبني على تسقيط كل ابناء امته او على الاقل من ينبري للعمل العام. ليكون الصوت الوحيد.
مرة اخرى هل سيبقى ابناء شعبنا اسرى الدعايات والاعلام الكاذب والمخادع، المنشور من قبل هؤلاء ام انه حان الوقت لنحدد الحقائق، ونعرف الوقائع كما هي، وليست كما يتم تصويرها.

17
وماذا سنعمل، ان وقع الفاس على الرأس



تيري بطرس

اطلعت، كما اعتقد انكم اطلعتم على خبر، يقول بان الامم المتحدة، وهنا نعني اجهزتها العاملة في العراق، تدعو الى تطبيق المادة ‏‏140 من الدستور العراقي. الحقيقة ان غاية الامم المتحدة هي اطفاء مواقع الاشتباك والخلاف لبناء دولة قائمة على التوافق، ونبذ ‏حالة الانقسام الحالية في الوضع العراقي. لان احد اهم المشاكل العالقة، والتي اعتقد البعض بان بمجرد مرور المدة المنصوصة ‏عليها، فانه سيتم تجاهل وجود المشكلة بحجة ان المدة الدستورية قد مرت وليس بالامكان العمل عكس ما هو منصوص، ولكن هذا ‏البعض نسى ان الطرف الاخر ادرك ابعاد اللعبة، ولعبها كما يشتهون ولكنه، فأجاهم بانه لم ينسى مطالبه، وفضح المماطلة ‏المقصودة.‏
اقليم كوردستان حدد مطالبه، على ضؤ المادة المذكورة، وهو حددها سياسيا، بمعنى انه يمكن ان يساوم على بعض الاماكن، ولكنه ‏سيحصل على المراد اصلا، وان كان هناك زيادة فلا بأس. اما بغداد فحددت موقفها بالمماطلة وبعد ان فشلت حاولت الرفض، ‏ولكنها مستعدة للمساومة، مقابل دعم الكورد لحكومات معينة.  ‏
وكان الحل الذي طرحته الامم المتحدة بالمنطقة التي تخصنا، اي سهل نينوى، ان يتم تقسيمة الى قسم شمالي يلحق بالاقليم وقسم ‏جنوبي يبقى مع محافظة نينوى. ودخلنا نحن في جدال عقيم، عقيم لان وزننا السياسي لا يمكنه ان يقرر مصير سهل نينوى، بل يعتمد ‏الامر في الغالب على الاطراف الاقوى، وهنا هي اربيل وبغداد، الا ان بعض الاطراف وفي معمة الجدال، اصرت وعملت على ‏نشر ان سهل نينوى يجب ان يكون مع بغداد، مع علمها بالامكانية الكبيرة  لتقسيمه، لان مقترح الامم المتحدة لم يكن سريا، بل نشر ‏علنا لحل مشكلة قائمة. كما ان الواقع الديموغرافي كان لصالح الحاق ولو القسم الاعلى بالاقليم. فالقوش بغالبيتها الازيدية لا يمكن ‏الا ان تصوت مع الاقليم. انظروا اكدت على غالبية القوش الازيدية، لان المسوق لنا القوش كقصبة وليس كناحية، والاستفتاءات ‏تعتمد على الوحدات الادارية، وهنا هي الناحية.‏
كما ذكرت اعلاه بان دورنا ووزننا السياسي الضعيفان، ما كان بامكانهما ان يغيرا واقعا، ولكنهما بالتاكيد كان يمكن ان تؤثر باتجاه ‏تحقيق مصالح شعبنا، لو طرحت بصورة واضحة والاثار السلبية التي ستلحق بنا جراء تقسيم سهل نينوى، وبالاخص، استبعاد ‏قضاء الحمدانية عن بقية اماكن تواجد شعبنا، من ناحية الحفاظ على الهوية والقدرة على المنافسة والحصول على الحقوق الفردية ‏والقومية.‏
ولكن مرة اخرى، ما دفع اطراف معينة للسير بالخيار القاتل لشعبنا، كانت مصالح انية ويمكن القول شخصية، اكثر مما هي حقيقة ‏مصالح قومية، فبالله عليكم، كيف يمكن تحقيق مصالح قومية من خلال تقسيم وتجزئة الشعب، وجعله يخضع لمنظومات قانونية ‏مختلفة، وطرق تربوية متباعدة، ونظاما حكم غير منسجمان، برغم من اشتراكهما في بغداد.‏
هناك اطراف ومن خلال تحالفها مع القوى الموالية لايران في بغداد، ارادت القول للكورد، ان بامكانها وضع العصى في دواليب ‏مخططات حكومة الاقليم، وهي تدرك جيدا، ان حصول الاقليم على القسم العلوي، يعني حصوله على كل ما يبتغيه، فكل الكورد ‏والازيدية، سيكونون في هذا التصور مع الاقليم. وسيخسرون بعض الشبك وابناء شعبنا في قضاء الحمدانية. اذا من كان سيخسر او ‏من سيخسر في حالة تطبيق مخطط الامم المتحدة المطروح من قبل سنوات كثيرة؟؟؟
واذا كان ماضينا مع الكورد مشتركا، وان كان بعضه دمويا وخسرنا الكثير فيه، وان صار مستقبلا ايضا واحدا، كما يقول اليوم احد ‏اكبر معارض الحاق سهل نينوى بالاقليم، وبدون اي مبرر قومي او حتى وطني، فاربيل ودهوك والسليمانية ستبقي عراقية في ‏المدى المنظور، وان كانت بصلاحيات تصل للكونفدرالية. فاين هو المبرر الوطني الخافي علينا اذا.‏
مشكلتنا مع السياسية، ان المخطئ لا يتم محاسبته، او ليس هناك امكانية لمحاسبته، لانه يمسك بمصادر القوة في الاحزاب القائمة. ‏ولكن مشكلتنا الاكبر هي مع الابواق، التي تجمل كل ما يقوله من اوصلنا الى ما نحن فيه اليوم. فهل سنرى الاقلام التي مجدت ‏بالبعض، تعود وتقول الحقيقة وكيف خسرنا من حروب ليست حروبنا، لا بل خسرنا امكانية ان نحافظ على ديموغرافيتنا موحدة. ان ‏نظرة سريعة الى موقع طورعابدين ومديات وماردين في تركيا والقامشلي والمالكية والحسكة وقرى الخابور في سوريا، ومناطق ‏برواري بالا وصبنا ونهلة وسندي وكولاي ودشت سليفاني  وعنكاوا وديانا، واورمي ودشتا اورمي كان يمكن ان يحدد خياراتنا ‏المستقبلية، ان لم يكن لرغبة في التعايش مع الكورد، بل لضمان وحدة شعبنا وامكانية ان يكون قوة ذات تاثير في السياسية الداخلية ‏لاطراف يمكن ان تؤثر علينا سلبا او ايجابا. ‏

18
المنبر الحر / انه عهر سياسي
« في: 16:15 08/06/2019  »
انه عهر سياسي


تيري بطرس


في العمل السياسي، تكون المصلحة هي العامل المؤثر في كل العلاقات السياسية، سلبية كانت ام ايجابية. فالعمل السياسي الناجح، ‏يرمي بالاساس لتحقيق مصالح الفئات التي يدعي السياسي الفرد او الكتلة او الحزب تمثيلها، وليس نشر ايديولوجيات معينة، وقد ‏اثبتت التجارب السياسية المارة علينا، سواء من خلال المشاركة او الملاحظة، ان من وضع الايديولوجية قبل اي هدف اخر، كانت ‏نتيجيته وخيمة العاقبة على من اتبعوه. ‏
ولذا فشخصيا، رايت في الغالب ان التحالف مع بعض القوى السياسية العراقية  وبالاخص الحزب الديمقراطي الكوردستاني ‏والشعب الكوردي عموما، لصالح شعبنا، بالرغم من ان هناك سلبيات كثيرة في العلاقة هذه، الا انها في كل التقييمات كانت ‏الافضل، وحسب رؤيتي. مشكلتنا الكبرى، ليست في العلاقة ونوعها، بل في الخيارات المتوفرة امامنا. فهل الرفض هو خيار حقا، ‏وخصوصا عندما يكون على حساب الوجود مثلا. نعم يمكن ان نرفض اي تعاون مع اي طرف، ولكن يجب ان لا يكون الرفض ‏على حساب شعبنا ومصالحه المشروعة واهمها ثبات وجوده على ارضه وتمتعه بالحقوق المتساوية مع الاخر. يجب ان لا يكون ‏الرفض على حساب تجريد شعبنا من قوى شاهدة على ما يحدث.‏
في التجربة السياسية، نلاحظ ان من اتبع خيار المقاطعة والانسحاب، كان الخاسر الاكبر دوما، وخصوصا حينما كان الانسحاب او ‏المقاطعة، لا تؤثر سلبا على الاخر. ولعل في تجربة دول ما عرف بدول المقاطعة والممانعة، والتي شملت في الكثير من الاحيان ‏سورية وليبيا واليمن الجنوبي ومنظمة التحرير الفلسطينية واحيانا العراق، فهذه الدول طالبت باقصى ما يمكن دون ان تقدم بديلا ‏او مقابلا، لان هذه الدول او المنظمات كان يوجهها الايديولوجية القومية المطعمة بثوابت اسلامية. وكانت ترفض اي مشروع ‏للسلام مقدما ما لم يتوافق مع المعلن حسب ادعاءها من المطالب. وكانت النتيجة الدمار لهذه الدول، لان بديلها الوحيد كان ‏الرفض.‏
ولكن الامر على من يكون في السياسية، حزبا او فردا، هو فقدان البدائل كما ذكرت اعلاه، اي كما يقول المثل الاشوري الدارج ‏ايداثا صيري (اياديه مربوطاتان، كناية عن العجز). السياسي الناجح يحاول ان يوفر له خيارات متعددة، وهذه لوحده يوفر له ‏مزايا وقوة تنافسية امام المنافسين او من يروم التحالف معه. ولكن في العمل القومي هناك الديموغرافية التي يمكن ان تساعد او ‏يمكن ان تقصم ظهر الانسان، فمثلا، عند تأسيس الامم المتحدة، كان موقع ودور الصين، ثانويا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، ‏ولكن ثقلها الديموغرافي فرض نفسه على الساحة، وتم فرضها كقوة من القوى الدولية، وان كان الصوت حينها منح لتايوان ‏باعتبارها الممثلة الشرعية للشعب الصيني. ديموغرافيتنا تقصم ظهرنا في الكثير من الامور وفي الكثير من المواقف.‏
ملاحظة سياسية اخرى، باعتقادي يجب ان نؤكد عليها مرارا، هي بيد من هي المظلة القانونية، التي يمكن للمرء انه من خلالها ‏او في ظلها يمكن ان يحيا بامان واستقرار. في الحقيقة المطلقة وفي العمل السياسي الوطني الصحيح، يجب ان تشمل المظلة ‏القانونية الجميع، لا فرق بين انسان واخر ولاي سبب كان. ولكن في الواقع، والسياسة تتعامل مع الواقع وليس الطموحات ‏والامال، فان هناك حقائق تفرض نفسها، ومنها الخلافات العشائرية والحزبية والقومية والدينية، هذه الخلافات، التي تمنح ‏لاطراف كثيرة امكانية توفير مظلة قانونية لمن يتبعها او يحتمي بها، او يتحالف معها. واحيانا وفي اوقات كثيرة، كانت الخلافات ‏الداخلية، الحزبية (خلافات الحركة الديمقراطية الاشورية مع اغلب احزاب شعبنا، والتسموية) سببا في طلب مظلة قانونية من ‏الاخر، والاحتماء او الاستقواء به على من يعارض او يعادي من داخل الشعب. اي ان الخلافات واحيانا العداء وفرت المساحة ‏والتبرير الكافي للبعض لكي يطلب او يتحالف مع اطراف لكي يحتمي بها من جور او ما اعتقده جورا من ابناء شعبه. ‏
اذا امام الواقع اعلاه، وكون مناطق شعبنا في الغالب هي في مناطق سيطرة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، هذا الواقع الذي لا ‏يمكننا ان نغيره. ولكن يمكن المساهمة في تنويره وتوسيع مساحة التعامل المرن والتسامح والانفتاح فيه. بدائلنا مع الاسف صفر. ‏ولكن كون بدائلنا صفرا، لا يمنح الحق للاخر ان يحاول ان يجلعها او يديمها صفرا. فهذا الامر نعتبره عهرا سياسيا، لانه يقف في ‏الضد من ارادتنا لجعل من يمثلنا ينطق بما نريده ويطالب به. من هنا يجب ان لا نستنكر فقط، بل ندين وعلنا ما تتناقله بعض ‏الاصوات في الحزب الديمقراطي الكوردستاني والتي تدعي بان الكوتا هي مع الحزب او انها ضمن الحزب، او ان اصواتها ‏مضمونة في جيب الحزب الديمقراطي الكوردستاني. وتجريدها من مهمتها الاساسية وهي الدفاع عن مصالح شعبنا وابناءه، ‏بالاظافة الى الدفاع عن مصالح كل ابناء العراق او اقليم كوردستان، باعتبار اعضاء البرلمان العراقي والكوردستاني ممثلين ‏للشعب كله.‏
في اطار الواقع المر، واقع عدم توفر البدائل السياسية، والبدائل المطروحة هي في الغالب بدائل الهروب والانعزال. ارى بان ‏تاثير الاخرين في شعبنا سيضل كما كان منذ وجود من يمثلنا في السلطات، سواء كان في العهد الملكي حينما كان هناك ممثل لنا ‏في مجلس الاعيان يعين بامر ملكي او حينما تواجد ممثلون من ابناء شعبنا في احزاب تسيير السلطة مثل حزب البعث، او منذ بدء ‏تجربة المنطقة الامنة، حيث ان من تواجد كان  دمية لا اكثر، نتيجة للواقع المر، وهو قلة الخيارات، وبالاخص لو اخذنا انه حتى ‏في احيانا كثيرة ومع توفر بعض الخيارات، قام سياسيينا بتدميرها، واهمها وحدة شعبنا امام الاخر، وشعوره الدائم بعدم اللجؤ ‏الى الاخر مهما كانت الظروف. علما ان الانجازات القليلة لشعبنا لم تتم في الغالب بفعل من مثلنا في السلطات، بل بيد من كان مع ‏الحزب الحاكم من ابناء شعبنا. مثال العطل الرسمية والتعليم السرياني.‏
نستنكر وندين مرة اخرى ما يصرح به بعض قيادي الحزب الديمقراطي الكوردستاني، من منح انطباع بان الكوتة هي في جيب ‏الحزب الديمقراطي الكوردستاني، كون مثل هذه التصريحات لا تحترم شعبنا والقانون الذي منحت بموجبه الكوتا، ولا تحترم من ‏يمثلنا في البرلمان العراقي او الكوردستاني. ولكن المطلوب ايضا من ممثلينا في هذه المواقع اظهار ردة فعلها السلبية لهذه ‏التصريحات الغير المسؤولة. نحن حلفاء و لسنا اتباع رغم كل شئ. ‏

19
استشهاد فرنسيس شابو بين اثارة العواطف واحقاق الحق ‏





تيري بطرس

في الاول من حزيران عام 1993، طالت يد الغدر والاجرام، الشهيد فرنسيس يوسف شابو، عضو الكتلة البنفسسجية في المجلس ‏الوطني الكوردستاني. وها قد مرت سنوات طويلة، دون ان يتم معاقبة او كشف القاتل بشكل حقيقي وقانوني موثق، بحيث يتم ‏معاقبته هو او من دفعه للقيام بعمله الغادر هذا.‏
في 3 حزيران عام 2010 نشرت صحيفة هولاتي بالكوردية مقالا ترجمته عنكاوا كوم يقول ((نشرت صحيفة "هاولاتي" الناطقة ‏بالكردية في عددها الصادر بتاريخ 3 حزيران الجاري، خبراً، قالت فيه ان المتهم بقتل العضو المسيحي للدورة الاولى في برلمان ‏اقليم كردستان عن الحركة الديمقراطية الاشورية فرنسيس يوسف شابو الذي كان قد اغتيل في العام 1993، يتجول، طليقاً، في اقليم ‏كردستان وسط استياء شديد من عائلة شابو وحزبه، وفيما اوضحت الصحيفة الى ان رئيس ديوان رئاسة الاقليم يتابع القضية وقد ‏طلب الوثائق الخاصة بذلك من البرلمانيين المسيحيين، اشارت الى رفض زوعا للتصريح بهذا الموضوع وعدم اثارته حالياً‎.‎‏
واشارت "هاولاتي" الى وثيقة من مديرية مخابرات النظام البعثي السابق كانت قد حصلت عليها بشأن ذلك وكانت الصحيفة نشرتها ‏في عددها المرقم 133 الصادر بتاريخ 23 تموز 2003‏‎.‎‏
وجاء في "الوثيقة" ان فرنسيس يوسف شابو اغتيل بتاريخ 1 حزيران 1993 على يد المدعو (خ، ت، ه) وهو من مواليد 1949 ‏سرسنك كان يعمل في المخابرات العراقية العسكرية، ورئيساً لمفرزة مؤلفة من خمسة اشخاص هم كل من (و، م)، (ت، ح، ح)، ‏‏(م، ص) ، (أ، م، م) ، (أ، م، ص)‏‎.‎‏
واوضحت الصحيفة ان ورغم ان 17 عاما مرت على اغتيال شابو غير ان القضية لا زالت متروكة ومنسية والقاتل يتجول بحرية ‏في مناطق الاقليم‎.‎‏
ووفقاً لـ "هاولاتي" فان عائلة شابو وحزبه مستاؤون جدا من كون المتهمين بقتل شابو لا زالوا احرار في منطقة نفوذ الحزب ‏الديمقراطي الكردستاني ولا يبذلون اية جهود في سبيل تقديم الجناة للعدالة‎.‎‏
ونقلت الصحيفة عن ما أسمته بـ "المصدر المطلع" قوله انه لا يوجد اية تسهيلات لأيصال القضية الى المحكمة وان ذلك يحصل في ‏الوقت الذي يؤكد فيه رئيس الاقليم عن ان القانون هو فوق كل شيء‎.((‎‏ انظر الرابط الاول ففي الوقت الذي اشارت الصحيفة الى ‏ان الحركة الديمقراطية الاشورية مستاءة من تجول المتهم بحرية في دهوك دون ان تسميها، الا انها تعود لتوجه الاتهامات الى ‏الحركة ترفض التصريح او اثارة القضية حاليا، رغم ان رئيس ديوان رئاسة الاقليم طالب بالوثائق الخاصة بذلك. ان هولاتي تشير ‏باصابع الاتهام الى النظام السابق في العملية باعتبار الخلية التي نفذت وحسب منشورها يعملون باوامر المخابرات العسكرية ‏العراقية.‏
وكانت هناك اشاعات روجت من قبل البعص بان المقصود بالاغتيال كان السيد يونادم كنا، مستندين الى بيان النعي الصادر حينها ‏من حزب المحافظين الكردستاني، والذي نعى السيد يونادم كنا. وكانت في حينها اصابع الاتهام توجه لهذا الحزب في القيام بالعملية.‏
اليوم، وليس طلبا للثأئر، ولكن لاحقاق الحقيقة ومعرفة من كان يقف خلفها. اليوم وليس للانتقام من احد، ولكن لكي تأخذ الامور ‏مسارها القانوني، اليوم ولان الجرائم لا تسقط بالتقادم وخصوصا السياسية. فانه صار من واجبنا الدفع باتجاه القيام بتطوير عملنا ‏والعمل من اجل ان يقول القضاء كلمته وينصف الضحايا، ويعاقب المجرمون، والا فان يد الشر ستستمر في حصد الارواح والتفنن ‏في التجاوز على حقوق الاخرين.‏
من هنا نطالب كل من الحركة الديمقراطية الاشورية وحزب ابناء النهرين، صياغة مذكرة قانونية، باعتبار الشهيد كان عضوا في ‏الحركة ورفيقا للكثيرين من ابناء النهرين، وتقديمها للسلطات المختصة لكي تقوم باجراء تحقيقاتها المكثفة، وبشكل شفاف وعلني، ‏لكشف حقيقة مقتل الشهيد فرنسيس يوسف شابو، ولكي تتخذ المذكرة صفتها القومية، ولان الشهيد كان يمثل شعبنا في المجلس ‏الوطني الكوردستاني، فاننا نرى ان تقوم احزاب شعبنها كلها وخاصة من تمتلك مقرات في اقليم كوردستان، بالتوقيع على المذكرة ‏لكي تعبر عن رؤية جماعية. ومن المهم ان تذيل المذكرة بتوقيع الامناء العامون للاحزاب الموقعة، واعضاء برلمان اقليم ‏كوردستان حاليا وان تطلب السابقون ايضا. كما يمكن الفرض على اعضاء البرلمان الكوردستاني المشاركة في تقديم الطلب ‏للثضاء باعتبار الشهيد، هو شهيد اول برلمان في اقليم. ‏
ان مطالبة احقاق الحق، هو خطوة في تحقيق العدالة للجميع. خطوة لخلق منطقة مستقرة وامنة ويرفل ابناءها بالعدل والمساواة. انها ‏خطوة لاخارج القضية من اثارة العواطف، والاحقاد، الى رحاب الحقيقة والعدل وانصاف الضحايا


http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=418323.0


20
العلاقات الاشورية الكوردية بين الندية والتبعية
 
 
 
تيري بطرس
على امتداد المساحة المحصورة بين منطقة سلامس في غرب ايران وكوباني وعفرين في غرب سوريا والحدود الارمنية التركية شمالا الى مناطق سهل نينوى، يعيش شعبينا  الكلداني السرياني الاشوري والكوردي على مدى طويل من التاريخ معا. ففي بعض كتابات الرهبان من القرن الخامس والسادس الميلادي، هناك شكاوى من العصابات الكوردية في مناطق الجبلية في محافظة اربيل ودهوك الحالية. ولكن الظاهر ان الكورد لم يكن لهم ذكر تاريخي قوي لضآلة دورهم ومكانتهم في الحضارية حينذاك، ولانهم لم يشكلوا مجموعات قوية متماسكة.
تمر العلاقة بين شعبينا باعتقادي بمرحلتين اساسيتين مختلفتي السمات والاهداف والتطلعات. ففي المرحلة الاولى والتي يمكننا ان نقسمها الى مرحلتين، مرحلة غير معروف بدايتها ولكن على الاغلب كان هناك استقواء كوردي بالعثمانيين السنة، وانتشارا على مساحة واسعة منحت لهم من قبل السلاطين جراء خدمات الكورد لهم وخصوصا في تصديهم للدولة الصفوية الشيعية. ومرحلة تحكمت بها العلاقات العشائرية، كان هناك نوع من الندية بين القوى الشبه المستقلة في شعبنا ونخص بها العشائر السبعة في حكارى والعشائر الكوردية. وكان هناك تقدير واسع لمكانة وموقع عشائر شعبنا ودورهم وقوتهم، حتى راج مثل يقال بالكوردي ان الرجال ثلاثة التياري والشنكاري والزيباري. وللمصادفة انهم من ثلاث اديان فالتياري هو اشوري مسيحي، والزيباري هو كوردي مسلم والشنكاري على الاغلب كان الازيدي.
نعم في هذه المرحلة كان التوازن والندية قائما، لان القانون العشائري كان يتحكم بكل الاطراف بشكل متساوي. وان كان هناك اعتداء من طرف، كان الاخر يرد. ولم يتنازل اي طرف من شعبنا واخص بالذكر العشائر السبعة في حكاري، من اخذ ما اعتقدوه انه حقهم، لا بل ان بعض ابناء شعبنا ممن كان يعيش تحت سلطات الاغوات او العشائر الكوردية (رحتي)، حينما كان يضطر للاخذ بالثار او القتل جراء اعتداء عليه، كان يلجاء الى العشائر السبعة والتي كانت تقوم بحمايته.
لكن مرحلة العشائرية مرت، بحكم التاريخ وبحكم التطورات وبحكم انها لم تعد تحقق اهداف الافكار الجديدة الواردة من اوربا. مثل الاستقلال والانتماء القومي. فالمنطقة كانت غارقة في مستنقع من الجهل والتخلف وكانت التقسيمات على اساس الدين لا تزال سارية.
وتاثرت بها المنطقة وشعوبها بسبب طول مدة اتباع هذا النوع من التقسيم الديني (الطائفي).  فرعاية السلطنة العثمانية وحتى الصفوية، كانوا يقسمون الى مسلمين وغير مسلمين، مسلمون الرعايا من الدرجة الاولى، والاخرين رعايا او يمكن القول اهل الذمة وخاصة المسيحيين واليهود. وكلمة الذمة تعني انهم ذمة من الله بيد المسلمين. واذا كان مانح الذمة غائبا، وهو في الغالب كذلك لمن يريد التجاوز، فالمتصرف بالذمة ياخذ راحته في نوعية التصرف. ولكن هذا النظام وبرغم من قدمه، وتخلفه وكونه غير انساني، الا انه حمى الكثيرين، لانه كان لا يزال يعتمد على اهل الذمة في الانتاج والصناعة ورفد الاخرين بما يمكنهم من سلبه لاشباع رغباتهم. ولكن مع قدوم الافكار القومية من اوربا، وشيوعها في المنطقة، تاثر بها الارمن والترك والكورد وابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ممن اختارو الاسم الاشوري لكي يؤطر عملهم، كما اختار الكورد تسمية الكورد لهذا التأطير، واختار العرب هذه التسمية لتاطير عملهم القومي، علما انه ايضا لا تسمية الكورد ولا تسمية العرب كانت رائجة.
ان انتشار الافكار القومية الوافد، اثر على فكرة نوعية الدولة بعينها، فالسلطنة السابقة والتي كانت شبه دولة، كانت قائمة وبشكل واضح على التقسيم الديني والطائفي، اما الافكار القومية فدعت الى قيام دولة على اساس قومي، يعتمد اللغة ووسع الاتراك المفهوم ليضم اطراف اخرى سموهم اتراك الجبال وهم الكورد الحاليين. ولكن من دون التخلي عن الاسلام كشكل من اشكال توحيد ومزج الشعوب. ومن هنا فتغيير مفهوم الدولة واساس قيامها تطلب دفع الشعب للانتاج لكي يكون هناك امن غذائي يعتمد على ابناء الشعب من القومية السائدة، باعتبار الاخرين ممكن ان يخونوا لانهم اساسا لم يحسبوا من ضمن الاتراك، لا بل امتلاكهم لحركاتهم القومية الخاصة والتي كانت تنادي بما يتعارض وما تطلبه الحركة القومية التركية كان امرا يثير شكوك الترك بهم بدل تفهم احقية هذه المطالب. ان دفع الناس للعمل والانتاج، وتحقيق الامن الغذائي دفع للتخلص من اهل الذمة، لكي حل الاتراك واتراك الجبال محلهم. وامتزاج الافكار القومية بالدين اكد رغبة ا التخلص من الاخرين، كل من لا يماثل السائد، وكانت نتيجتها المذابح المتتالية على ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والازيديين، هذه المذابح التي قلصت من وجود شعبنا وتاثيره، سواء بالقتل او بتحول الناس الى الاسلام والانصهار في بوتقة الاقوى.
وبالرغم ان الحركتان القوميتان الاشورية والكوردية، اصبحتا غير متكأفأتان من حيث الاتباع والتاثير، بعد كل المذابح المقترفة ضد الاشوريين، الا انهما وحتى بعد بعد الحرب العالمية الاولى كانتا نديتان، ويمكن ملاحظة ذلك من دعوة او تجديد لدعوة اقامة دولة اثورية كوردية، من حركات قومية كوردية انطلقت من مناطق السوران والسليمانية بالاخص توفيق بك وهبي ممثل حركة خوبيون الكوردية، وبعض القوميين الاشوريين مثل المرحوم يوسف مالك.
يحاول بعض المحسوبين على الحركة القومية الاشورية ومن باب التفاخر، نر ادعاءا غير سليمة ولاتخدم الحركة القومية الاشورية بنظري، عن تواجد شعبنا، وتضخيمه، فاحدهم وفي منشور نشر مؤخرا، يقول بان الاشوريين كانوا يؤلفون حوالي 65 بالمائة من سكان دهوك عام 1969، وهذا خطاء فاضح وغير سليم ولن يقود الى القيام بعمل سليم اصلا، فكل ما هو مبني على الاكاذيب لن يحقق باعتقادي اي نتيجة سليمة.
صحيح انه من الناحية المبدئية، لا يمكن ابدا قياس الحقوق القومية لشعب ما على مقياس عدد ابناءه، ولكن نتائج العمل السياسي تتاثر بالعدد، فمنتسبي الاحزاب وقدراتهم المادية والفكرية وانشارهم الجغرافي، ومدى تاثيرهم يتاثرون شئنا ام ابينا. في تطور ما قام الاشوريين ومن خلال ابناء العشائر بالعمل من اجل تحقيق بعض الحقوق القومية، منطلقين من تجارب التي مروا بها في الخمسون سنة الماضية، ابان طرح مسألة منح الاستقلال للعراق، خارج اي تعاون مع بقية المكونات التي سارت بنفس الاتجاه مثل الكورد والازيديين. ورغم ان المطالب كانت متواضعة واغلبها كان متحققا لبعض العشائر الكوردية والعربية، الا ان الفكر الشوفيني العروبي المتأثر بالطروحات الطورانية، وتاثير الاسلام في النظرة الى الشعوب الغير المسلمة، قد دفع القيادات السياسية وخصوصا رشيد عالي الكيلاني للدفع للاقتناص من الاشوريين. وكان من نتيجتها خسائر تقدر بالالاف من القتلى ونزوح الالاف من الاشوريين الى سوريا واسقاط الجنسية العراقية عن العائلة البطريركية، لكنيسة المشرق. وانقسام الاشوريين المتاثرين بالفكر القومي الى قسمين، استمر تاثيره الى الان وظهر في الانقسام الاخير في الحركة الديمقراطية الاشورية، حسب ادعاءات البعض.
ولكن الخسارة الاكبر، كانت تحول الحركة القومية الاشورية، من حركة واعدة، يمكن للاخرين التعاون معها، للاستقواء، الى حركة قومية صامتة، بحاجة الى دعم ومساندة، اي تحولها الى حركة قومية ضعيفة. ولكن رغم الضعف، الا ان القوميين الاشوريين لم ييأسوا فظهروا باشكال وانواع اخرى من العمل القومي، وبدأت تظهر احزاب سياسية وان كانت قصيرة العمر. وحمل بعضها شعارات انتقامية، حتى من اطراف اشورية اعتبرت خائنة.
ان الخسارة كانت كبيرة واستمرار تقديمها كان مؤثرا حقا على قدرة الشعب على المقاومة، واذا نظرنا الى ان ابناء بعض الاطراف المذهبية تم تشجيعهم على الابتعاد كليا عن كل ما يتعلق بالمطلب السياسي، واقناعه بالسكوت والصمت، وان كان بعض من ابناء هذه المذاهب قد عبروا نحو افكار اكثر راديكالية وبعيدة عن المطلب القومي الى مطالب سميت مطالب وطنية، حيث شاركوا في الحركة الشيوعية والحزب الشيوعي العراقي مثل بيتر فاسيلي الاشوري وفهد مرورا بتوما توماس والعشرات ممن انتموا الى هذا الحزب.
لم يكن القوميين الاشوريين بالتاكيد مخيرين في الغالب في قراراتهم ونوعية توجهم، فهم كانوا بشر يتأثرون بما حولهم وبما يسمعون ويقرأون. فالحركة القومية، لم تكن خيارا، بل في الغالب فرضا، نتيجة الانقسام المذهبي بين الاشوريين، واحد الانقسامات يعود الى اكثر من 1300 سنة، عند بدايات الحركة القومية الاشورية، من ابناء شعبنا من مختلف الطوائف. كان خيار العمل تحت الراية المسيحية، حينها خيارا غير سليم، فالوضع والمذابح الدينية كانت ستستعر اكثر واكثر. ان السلطنة العثمانية وضفت هزائهما الكثيرة في اوربا وتراجعها، من اجل التخلص من المسيحيين في الاناضول والمناطق الخاضعة لسلطتها، في تعميم للفكرة الاسلامية التي تقول ان المسيحيين اخوة، فاذا كانوا في اوربا ينتصرون فان الانتقام منهم في الاناضول وفي بقية المناطق امر ممكن، علما ان الانتصارات الاوربية لم تحدث تحت الراية المسيحية، بل تحت الراية القومية لكل شعب. لكن تهييج الشعوب ضد المخالف الديني وخصوصا لو توفرت الفتاوي كان امرا سهلا، وهذا ما حدث في الكثير من الاحداث سواء التي سجلت او التي لم تدون ولكن يمكن استشفافها من ضمور التواجد المسيحي في المنطقة.
لقد عمل التقسيم العثماني للناس حسب الملل، تاثيره في الناس، فصارت كل ملة تعتبر نفسها مستقلة في كل شئ الا في خضوعها للسلطان العثماني، الذي كان يوافق على في الغالب على من سيكون رئيسا للملة، وهكذا تم تقسيم شعبنا، ذي اللغة والتاريخ والارض الواحدة، الى اقسام، وملل اعترفت بها السلطنة العثمانية. وتوارث الزعماء الدينين هذا التقسيم وارتضوه ودعموه وحاربوا كل توجه قومي موحد لانه كان باعتقادهم سيقوض سلطاتهم الدينية واحيانا الدنيوية.
في الاعلان عن الحركة الكوردية في 11 ايلول عام 1961، بقياد مصفى البرزاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، وتوجه الاحزاب الكوردية الى استعمال صيغة كوردستان في تسميتها، تم ترسيخ هذه التسمية باعتبارها تسمية وطنية، تشمل كل قاطني ما صار يعرف في ادبيات الكورد بكوردستان. تواجد ابناء شعبنا كعناصر فاعلة في هذه الحركة، واول شهيد قدمته كان المرحوم اثنيئيل من قرية دوري الاشورية. ونتيجة لهذا وتبعاتها، قامت عناصر كوردية عشائرية، معادية لقيادات الحركة الكوردية، الحرب ضدها مدعومة من الحكومة العراقية، بحرق وتدمير الكثير من قرى ابناء شعبنا، واضطر الكثيرين لترك قراهم والالتجاء الى المدن الكبرى مثل بغداد ودهوك والموصل والبصرة وكركوك. لم نحقق كشعب اي نتيجة من دعمنا للحركة الكوردية والحقيقة ان الجميع لم يحقق اي شئ، غير تاسيس مجلس تشريعي بلا صلاحيات فعلية كان فيه بعض ممثلي شعبنا ومجلس تنفيذي لمنطقة الحكم الذاتي. ان التجاء ابناء شعبنا للمدن، كان مؤثرا بحيث ابعدهم عن القرى والعمل المتوفر فيها والذي لم يكن يفي بمتطلبات الاسر، فغالبية ابناء شعبنا ورغم كون بعض سنوات السبعينيات سنوات سلام، لم تدفعهم الامور للعودة الى القرى.لا بل شجعت للخروج من العراق نتيجة الانفتاج اكثر ومعرفة الاخبار عن الهجرة والخوف من التعريب والاسلمة التي بدات واضحة في الخطابات التي بدات بعد حرب الايام الستة عام 1967.
ولكن من ناحية اخرى ان الهجرة الى المدن، دفع ابناء شعبنا وخصوصا الشباب ممن اطلع على الافكار والحركات القومية والثورية العالمية، للتاثر بها. ومن هنا بداء ظهور الاحزاب والحركات القومية الجديدة، من منظور اخر، وهو المشاركة الوطنية واقتطاع حقوق شعبنا في اطار العراق. وبعد ان بدأت هذه الاحزاب والحركات بشكل تبشيري ونشط، تحول الامر الى الرغبة الفعلية في المشاركة في القرار الوطني، وكانت فكرة الكفاح المسلح والمشاركة فيه، لاسقاط نظام الحكم وتحقيق الطموحات القومية. وظهرت البوادر الاولية لهذه الفكرة، لدى اطراف اشورية كان يقودها السيد كوركيس خوشابا ودنخا كيجو القريبان من الحزب الشيوعي العراقي. كما حاول الحزب استمالة اطراف اخرى من خلال انصاره. وهكذا تلاقت اطراف ومنها الحزب الوطني الاشوري، لبلورة العمل ولكن استقر الامر على انصار السيد كوركيس خوشابا وبقايا حزب الاخاء الاثوري المتأسس في كركوك والنشط في جامعة السليمانية مع حضور ضعيف في بغداد.
وهكذا في بداية الثمانينات ظهرت ثلاثة تجمعات اشورية، معلنة للكفاح المسلح، وهي حزب بيت نهرين، الذي انسحب الى سوريا في عام 1984 والحركة الديمقراطية الاشورية والتجمع الديمقراطي الاشوري، الذي تحالف مع منشقين من الحركة واسسوا الاتحاد الديمقراطي الاشوري. كان وضع احزابنا في المنطقة ضعيفا مشاركة وعددا، فمن ناحية الكفاح المسلح، لم يمارسه اي طرف، باسثناء مشاركات بسيطة للتجمع الديمقراطي الاشوري. ومن ناحية العدد لم يزد اي تنظيم منهم عن ثلاثين عضوا في اكثر حالات التواجد. وفي الغالب كانت طروحات بعض الاطراف منسوخة فكرا من طروحات الحزب الشيوعي العراقي مع عبارات قومية. وحسب علمنا لم يتم طرح اي طروحات قومية او مطالب قومية واضحة، باستثناء افتتاحية لجريدة خيروتا التي اصدرها التجمع الديمقارطي الاشوري، التي طالب بضرورة مشاركة الاشوريين في القرار الوطني، تشريعا وتنفيذا.
ان تبعية القرار الاشورية منبعه، الحقيقي هو الواقع الديموغرافي القاتل. صحيح انه في السياسية لا استقلالية كاملة لاي طرف، ولا لاعظم قوى في عالم اليوم اي الولايات المتحدة الامريكية، الا ان التبعية، تظهر في عدم طرح مطالب قومية واضحة، تحشد خلفها الانصار، بل كانت المطالب في الغالب عائمة وتنتظر من القوى القوية التكرم بها، ليتم لاحقا التغني بها واعتبارها انجازا، ولعل مشاركة بعض الاطراف في اول حكومة للمنطقة الامنة وتحقيق التعليم السرياني والاعتراف ببعض العطل التي اعتبرت انجازا، لم تكن الا من قبل الاوساط المسيرة للواقع اليومي، وخصوصا من اعضاء وانصار الحزب الديمقراطي الكوردستاني. فمن خلال متابعتنا للاعلام والنشاط السياسي للقوى الاشورية الوحيدة، حينها لم نرى اي توجه لطرح مطالب قومية حقيقة ولا حتى حق التعليم والتعلم بلغة الام. فتأطير العمل كان نتيجة جهود فردية ومن ثم دعم قوى قومية وخصوصا من انصار الحزب الوطني الاشوري، اختمرت وشكلت وفدا مفاوضا التقى المسؤولين التنفيذين في حكومة المنطقة الامنة لتحقق ما كان مدون في قانون وزارة التربية والتعليم، الخاص بحق المكونات من تعلم والتعليم بلغاتها، وهذا الحق تمتع به التركمان والعرب في المنطقة الامنة دون اي منة من احد.
من كل ما مر بنا يمكن ان ندرك ان عامل الديموغرافيا عامل مؤثر كثيرا في القرار السياسي لاي طرف، وعليه، ولمعالجة الخلل في هذا المجال علينا ان نبحث عن ما يدعم وجودنا في موقع القرار. وليس تشتيت الموجود. ولكن مع الاسف من محاولة استشفاف الامور، نرى بان القوى السياسية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، لا تعير اي اهمية لدورنا في القرار، لا بل يمكننا القول انها رفعت راية الاستسلام، وان لا مجال لاي معالجة امور، وستبقى في دائرة الشكوى، والشكوى لغير الله مذلة.

21
المنبر الحر / بين اپرم الذي رحل
« في: 04:56 02/04/2019  »
                           بين اپرم الذي رحل

 تيري بطرس
صباح يوم الجمعة الموافق 29 اذار الحالي، تلقيت اتصالا من الأخ البرت كيسو، يخبرني بالخبر الصاعق، عن رحيل الصديق ورفيق الدرب الأخ بنيامين اپرم حنا، احد مؤسسي الحزب الوطني الأشوري.
تعود معرفتي الأخ بين كما كان شائعا مناداته، إلى عام 1973 حيث انتميت إلى الحزب الوطني الأشوري، في شهر آب من ذلك العام أو لنقل بعد التأسيس بفترة اقل من شهر. وبعد الخامس من آب من سنة 1974 ترسخت المعرفة اكثر، ففي هذا التاريخ، تم إبعاد السيد وليم شاؤول من قيادة الحزب، وتم الإعلان عن حل الحزب، ولكن الحقيقة ان الإعلان تم لبعض المنتمين ممن شككت القيادة الجديدة بتوجهاتهم. وكنت من الأشخاص المؤيدين لإبعاد السيد وليم شاؤول، حيث كنت قد طرحت شكوكي بمسؤوليته وبما يحكى ويقال عنه في شهر أيار من نفس العام، في اجتماع حزبي منفرد مع الأخ كوركيس ياقو. بعد إبعاد السيد وليم شاؤول عن القيادة، تسنم القيادة الجديدة للحزب والتي تألفت من كل من المرحوم بنيامين ابرم (بين) وكوركيس ياقو (جورج باكوس) ونمرود بيتو، زادت الصلات والاتصالات والتواصل مع الأخ بين وبالا خص انه صار يقود خلايا تهتم بالشأن الثقافي وكانت احداها الخلية المؤلفة من الأخ شموئيل بيتو وسركون ريحانة وانا. وفي تلك السنة، وبعد إبعاد وليم شاؤول من القيادة، أقرت القيادة التوجه إلى النادي الثقافي الاثوري في بغداد لدعم نشاطه والاستفادة من النشاطات والمحاضرات التي تقام فيه. ومقاطعة نادي سنحاريب الذي قام السيد وليم بتأسيسه. ومن خلال النادي والنشاط الطلابي، زاد الاحتكاك بالأخ بين ابرم، فكان بالإضافة إلى كونه ناطقا غير معلن بتوجهات مجموعة كبيرة عرفت بالمستقلين أو الطلبة الجامعيين في النشاطات التي كانت تقام في النادي الثقافي. كان احد المسؤولين الأساسين للطلبة الاشوريين الجامعيين، والتي كان في كل كلية أو معهد هناك مسؤول لهم، أما كان من أعضاء الحزب الوطني الأشوري أو من أصدقاءه. ولذا فان النشاط الطلابي الجامعي الأشوري في بغداد في تلك السنوات وبالأخص من عام 1973_1976 كان بتوجيه من قيادة الحزب الوطني الأشوري.
بين ابرم لم يكن قائدا حزبيا، بل طلابيا واجتماعيا، وكان يتمتع بحضور متميز بالجرأة  ولباقة وسرعة بديهية، تجعله يكون حاضرا في كل المواقف. ولهذه الصفات وخصوصا الجرأة والقدرة على التحدي دون الوقوع في المحضورات التي بدأت تكثر وخصوصا بعد عام 1974، كان البعض يضن الظنون به، أما لعدم قدرتهم على مجاراته في الجرأة واقتحام بعض المواقع وتحديها أو جراء بعض التعليمات الموجهة من أطراف كانت لها ارتباطاتها، وأرادت ان تخفيها باتهام الأحرين.
ففي النشاط الطلابي، وكان ممثلا للطلبة الاشوريين في كليه العلوم بغداد وعاونه في ذلك كل من الأخوة عامر شمشون والاخ  روميل موشي، كان قائدا حقيقيا، في إثبات الوجود الأشوري في الكلية وكان مدافعا شرسا عن حقوق الطلبة الاشوريين وحقهم في تبيان وجودهم في النشاط الطلابي، كحالة خاصة بيهم.
وفي النادي الثقافي الاثوري، وبعد تحول النشاط إلى ضرورة تطوير النادي وترسيخ التوجهات القومية، كان وبمعية الأخوة نمرود بيتو وكوركيس ياقو، القادة الفعليين لدعم المستقلين وخصوصا التيارات القومية الأخري، وبالأخص التيار المتمثل بالأخوة خوشابا سولاقا وابرم شبيرا ونوئيل داود لتغيير قيادة النادي والاتيان بقيادة جديدة اكثر حدية وقدرة على مواجهة التحديات. وكذلك حينما انفصل الحزب وجماهيره عن المجموعة اعلاه واضطر ولاسباب مختلفة لقيادة التوجه لوحده وبدعم جماهيره، مما دعاه لاستلام قيادة النادي. كانت مثل هذه النشاطات تترافق بنشاطات ثقافية وندوات وجدالات مختلفة، وكان الأخ بين ابرم، راس الحربة في اغلبها. مما كان يجعل أي جدال يحسم لصالح توجهات الحزب وخياراته. في كل ذلك مستعملا قدرته الثقافية وميزاته الشخصية التي ذكرناه اعلاه.
وفي بداية الثمانينات ونتيجة لمتغيرات ومتطلبات العمل الحزبي، تم إضافة كل من الأخوة ديفس سركيس واشور سمسون وانا إلى قيادة الحزب، والتي حاولت تنشيط الحزب اكثر، وتم ولأول مرة اقرار جمع الاشتراكات الحزبية والتي كانت محضورة زيادة في الحيطة والحذر ومواجهة قضية المشاركة في الكفاح المسلح، ضد الحكم القائم. حيث نوقشت القضية مرارا، وانقسمت القيادة تقريبا، إلى طرفين، ضم الطرف الأول الأخ بين وكوركيس ياقو وديفس سركيس واشور سمسون والطرف الاخر الأخ نمرود بيتو وانا. الطرف الأول له شكوكه المعقولة والحقيقية والطرف الاخر كان يود الاشتراك رغم تواجد بعض الشكوك، لكسب التجربة والدخول في الحالة الوطنية.
في تلك الفترة تم سوقي مرة اخري إلى خدمة الاحتياط، وطرحت الأمور مرة اخري ولكن بحله جديدة، وهي انه هناك حضور للاتحاد الأشوري العالمي من خلال التجمع الديمقراطي الأشوري، حسب ما وصلنا، ولان حزبنا كان بالأساس فكرة الاتحاد الأشوري العالمي، ولأنة يحقق بعض شروط الأخوة المعترضين، ومنها التواصل مع أبناء شعبنا في المهجر، فقد تم بحث الأمر مرة اخرى، وخصوصا انه تم عرض اسمي من قبل البعض لكي التحق، وهكذا قررت القيادة الموافقة على التحاقي بالكفاح المسلح، على ان أزودهم بالتقييم الأولي في اسرع ما يمكن. في أيار 1984 التحقت بالكفاح المسلح من خلال التجمع الديمقراطي الأشوري، وفي آب من تلك السنة أرسلت التقييم الأولي والذي كان سلبيا جدا. التحاقي بالكفاح المسلح ورغم التحاق الأخ أشور وزوجته الأخت شميران التي كانت ايضا عضوة حزبية، جعلنا ننقطع تقريبا عن الحياة الحزبية الفعلية، لحين بداية التسعينيات من القرن المنصرم أي تقريبا عشر سنوات، وهي كثيرة لحدوث متغيرات وبالأخص ان الأخوة في الحركة الديمقراطية الأشورية الفصيل الاخر، قدم مساجين وشهداء، أثرت كثيرا في توجهات الرأي العام لشعبنا.
ولكن بين الذي كان يمكن ان يكون له مستقبلا كبيرا وزاهرا في بلد يتوجه إلى بناء الأليات الديمقراطية، ولقيادة البلد نحو بر الأمان، كان ايضا ضحية من ضحايا، ما فرضه النظام البائد، من حروب وتكبيل الأيادي وتكميم الأفواه، والأكثر تأثيرا، الحروب المتتالية، التي جمدت النشاط الحزب تقريبا. لكون اغلب المنتمين من الجيل الشاب، ممن شملهم السوق إلى الخدمة العسكرية، وما رافق ذلك من البعد وعدم التناسق في الحضور واللقاء. بين الحامل لصفات الجراءة واللباقة وسرعة البديهية، كان عاطفيا، يهتز لأفل مصاب يصاب به صديق أو قريب، وكانت الدموع تجد طريقها سريعا على خدوده، حينما يسمع بان احد الأصدقاء أو الأخوة قد فارق الحياة.
الحرب لمن لم يعايشها حقا، لا يعلم إنها طاحونة تطحن في كل الاتجاهات، فلس مهما ان تقتل أو تموت بالجسد، بل في كثير من الآحيان تقتل، الروح الوثابة والمبدعة والقادرة على الأتيان بالبديل. وكأن العراقيين أصابهم العقم، من الأتيان بالبديل الاخر، وكانه محكوم عليهم، تناسخ القائم ليس إلا. في ظل مثل هذه الحالات وكونك من أبناء الأقليات، سيتم اختصار دورك إلى الغير المرئي.
وهكذا خلال التسعينيات وبرغم من ان الحزب الوطني الأشوري كان منفتحا لكل الخيارات في التعامل مع القوى القائمة في المنطقة الأمنة، وابدي استعداده لذلك ولكن بخطوات مدروسة، إلا انه تعرض لحملة شعواء طالت قيادته وتاريخه، متهمة إياه بانه عميل البعث وبعد ذلك عميل أطراف اخزي، رغم ان أي من قياداته لم يظهر اسمه في قوائم العمالة أبدا. ولكن الحملة أثرت نفسيا على الكثيرين، وخصوصا إنها أتت من أطراف كان الكثير منها يعتبر من الأصدقاء، أو سكتت أطراف عنها، رغم كونها تعلم الحقيقة، ولكنها سكتت لضمان مستقبلها الشخصي. وهذا الأمر اثر سلبا في الكثيرين، لأنة اظهر المعدن الحقيقي والرخيص لهم.
رحل الأخ بين اپرم، تاركا لنا سؤال ما العمل، في خضم الواقع المرير الذي وصلنا اليه، وخصوصا شعبنا، الذي باتت تتجاذبه التوجهات وتحاول اطرف فيه ركوب الموجة لقيادته نحو المجهول، عكس تطلعاته في مشاركته  كشعب ذو خصوصة حضارية في قيادة البلد. رحل الأخ والصديق بين تاركا إرثا من العمل الصادق والمخلص والمبني على قيم تتميز بنكران الذات.
الف رحمة عليك وتعازينا الحارة لكل الاخوة ممن مروا بالحزب الوطني الأشوري وممن كانوا له اصدقاء وهم كثر وتعازينا الحارة للاحت مريم خنينيا رفيقته وزوجته ولكل افراد العائلة. ورحيلك خسارة لنا جميعا أخي بين. 
رغم محاولاتي المتعددة لم اتمكن من اخراج المنشور بصورة افضل
 

22
لا للبذاءة والكذب، نعم للمؤسسات القومية




تيري بطرس

في الموقف من قناة اي ان بي سات، هناك خلط بين بذاءة صاحب القناة وبعض المقدمين، وبين المؤسسة، التي يمكن ان تنصلح وان ‏تقدم الافضل. في الموقف من الحركة الديمقراطية الاشورية، هناك خلط بين بذاءة وكذب ونفاق بعض قياديها، والحركة كمؤسسة ‏قومية، يمكن ان تكون بصورة افضل، حين زوال المسبب للواقع الراهن. من هنا اختلافي مع بعض الاخوة ممن لا يفرق، وصار ‏لديه اندماج كامل بين المسبب والمؤسسة التي ينتمي اليها.‏
في عام 2015 كتبت مقالة عن السيد نينوس تيرانيان، ومواقفه وكلامه ان صح ما قاله بانه كلام، وانتقدت ممارسة بعض مقدمي ‏البرامج واسلوبهم الفج والغير المتوافق مع روح الاعلام ودوره في نقل الاراء المختلفة، واخضاعها لمنطق المحاججة. ومنذ ‏سنوات طويلة اكتب في كشف الممارسات الخاطئة والجرمية التي تقترفها بعض قيادات الحركة الديمقراطية الاشورية، في ما ‏يخص اشاعة خطاب التخوين والعمالة بين ابناء شعبنا، وطرح تحقيق انجازات كاذبة. ومع الاسف لا يزال البعض متشبثا بها.‏
ولانني شخصيا لست من انصار الثورات، بل اؤمن بالاصلاح والتطوير، وان الاصلاح والتطوير هو نتيجة العمل والتجربة ولا ‏يأتي من الفراغ. ولانني شخصيا اؤمن، بان اي مؤسسة قومية، هي نتاج جهد متعدد الاوجه والاطراف، فانا ارى بان المؤسسات ‏يمكن تطويرها والعمل فيها يمكن ان يكون بصورة افضل، ويمكن ازالة الشوائب منها، بازالة المسببات. من هنا انا ارى بان الخلط بين ‏الامرين اي تجاوزات القائمين على الحركة الديمقراطية الاشورية، وقناة اي ان بي سات،  وبين المؤسستين امر يضر بشعبنا، ‏ويؤدي الى خسارة جهود يمكن ان نستفاد منها.‏
في الحركة الديمقراطية الاشورية، حدث نوع من الانتفاضة، وكان من نتيجته، خروج ابناء النهرين من هيكل الحركة وليس من ‏مسيرتها. وتم لصق اسباب الخروج بفرد واحد، ولم يمتلك من خرج من الحركة الجرأة الكاملة لنقد الممارسات التي ادت الى الكثير ‏من الانقسامات والتجاذبات وحملت اطراف محددة من قبل الحركة وانصارها، اوزار كاذبة لم يؤيدها اي نقد موضوعي او حتى ‏قرار قضائي يمكن الركون اليه، لمعرفة حقيقة هذه الاوزار. في مثل هذا الموقف النصف اصلاحي ان لم نقل المدعي الاصلاح، لم ‏نجد في التحليل الاخير، اي بادرة حسن نية تجاه العمل من اجل رص الصفوف، في اتجاه العمل من اجل تحقيق الحقوق القومية ‏المشروعة لشعبنا، سواء على المستوى الفردي او الجماعي. وكان مؤتمر بروكسل احدى تجليات الوضع المهتز والمهترئ والغير ‏السليم، لقيادات الحركة والخارجين منها والحزبالوطني الاشوري المتحالف معهم. في تحالف لم يكن المشترك فيه، الا ابناء التاريخ ‏مع الداخلين الجدد اليه. او الذين يملكون تاريخا حزبيا مع من لا يمتلكون مثله ولكنهم يمتلكون ارادتهم للدخول المعترك. ‏
في الصراع القائم والذي يراد منه اظهاره وكأنه انتصار لبعض الاطراف ضد الاخرين، نرى بانه من الضروري حتما، العمل من ‏اجل اجتثاث البذائة والكذب ونشر الاحقاد من الاعلام ومن خطاب بعض المحسوبين على الكتاب والمثقفين، مع تشجيع النقد ‏واظهار الحقائق وخصوصا ما فيها من توثيق للحقائق. لكي يدرك ابناء شعبنا اين هي الحقيقة. وخصوصا في مواقف محددة مرتبطة ‏بقضايا قائمة او قامت في الماضي. نحن ندرك ان السياسية بحد ذاتها لا تمتلك حقائق ثابتة، بل ان الموقف السياسي في الغالب هو ‏نتيجة، لمعطيات اخرى. ونفس الموقف يمكن ان نجد حوله اراء مختلفة.  من هنا، نرى بان حرية الراي والموقف، يجب ان لا ‏يكونان ضحية لصراع بين السليم والمنطقي والعقلاني والبذائة ابدا. كما نرى ان الدفع يجب ان يكون باتجاه، تغيير العمل بما هو ‏قائم نحو الافضل. ‏
في حالة الغضب التي تتلبس البعض، ومع رفع شعار لا لقناة اي ان بي سات، نرى باننا لسنا بحاجة لان نتمثل دور الثور الهائج ‏‏(والمعذرة من التشبيه) الذي يريد ان يدمر كل شئ، للوصول الى غاية يمكن الوصول اليها بدون تدمير ولا الهيجان. فشعبنا دخل ‏مرحلة الهيجانات مرات عديدة ولم ينتج عنها شئ ما، بل ها نعيد تكرارها مرارا. وحتى موقف بعض من يخرج عن طوره، ويتحول ‏الى طراح اقوال واتهامات مستهجنة، يمكن احيانه تفهمه من خلال اليأس المسيطر على مفاصل كل مؤسساتنا الدينية والسياسية ‏وبالنتيجة الاعلامية والثقافية. ولكن هذا التفهم لا يعني التساهل، بل العمل من اجل معالجة الامر، لكي لا نسخر اكثر.‏
من خلال الاكاذيب التي ضخت خلال السنوات الطوال ومنذ عام 1991 ولحد الان، اعتقد البعض، اننا قاب قوسين او ادنى من ‏تحقيق الاماني واقامة دولتنا او حتى منطقتنا المعهودة، وكل هذا خارج سياقات الواقع القائم وما يحدث على الارض. واليوم نرى ‏بانه عندما قيل لنا اننا نتعدى الربع مليون انسان في ما سمى حينها المنطقة الامنة، لا نجد في كل العراق الا ما يقارب 225 مائتان ‏وخمسة وعشرون الف مسيحي وليس من ابناء شعبنا كلهم. نصطدم بالفرق الهائل وبالواقع الاخر المخالف لما كان في مخيلتنا. ولا ‏نرى في الغالب الا من قال الحقيقة ونبه لها، لكي نرمي عليه الاتهامات، باعتباره وقف في طريق تحقيق الاحلام ولو في بقت احلام.‏
ثقافة تفتيت المؤسسات، ابتدعها طرف واحد، وضد كل من حاول طرح اسئلة موضوعية، او حتى القبول بالاخرين ممن يعارضون ‏هذا الطرف، تحت شعار تعدد المؤسسات وتنوعها وحسب الاختصاص، وهكذا نرى ان مؤسساتنا النشطة في الثمانينيات ‏والتسعينيات القرن العشرين في اوربا وحتى التي كانت متواجدة في الوطن، قد انقسمت وتكاثرت بالاسماء، في فترة قصيرة ومن ثم ‏خبأت كلها، ولم يعد لها وجود. هكذا نظرة سوقية ورخيصة للمؤسسات القومية، دفعنا اليوم وندفع من جراءه اثمان باهضة. ولعل ‏اهمها اغتراب الاجيال عن المشاركة الفعالة في العمل القومي، الا ما ندر. وبقاء الكنيسة بما يعنيه من ترسيخ التوقع المذهبي ‏والكنسي، الملجاء للالتقاء، وان كا ايضا بخساة الاجيال الجديدة. ‏
تعالو ايها الاخوة، لنقول لمن لا يزال في قناة اي ان بي سات، ان كل من يفرض نفسه معلما للامة منكم فهو مرفوض، ان كل من ‏يتهم الاخرين بتهم كاذبة ويستعمل كلمات بذيئة وغير لائقة، نحن لا يمكننا ان نستمع اليه، لانه يعمل من اجل دمار امتنا، وان كنتم ‏مصرين على الخط التدميري القائم، فنحن ايضا براء منكم. ولكن ان اثبتم حقا انه كان هناك شخصا واحدا فيكم من اخطاء، فنحن ‏نرحب بكم، فلا ناخذكم بجريرة هذا الشخص. وتعالوا نقول لاعضاء الحركة الديمقراطية الاشورية، ان انكشاف الاكاذيب والزيف ‏عن ما يظهره الواقع الحالي، حري بيكم ان يدفعكم الى التخلي عن الكثير من القيادات التي مارست التشويه والكذب، ليس فقط بحق ‏اناس ابرياء، لم تكن لهم غاية الا اظهار الحقائق كما هي، بل بحق الامة كلها، لانه ما طرح كان يرمي الى خداع الامة بانجازات ‏كاذبة وحتى ما تحقق البعض فهو لم يكن من قبلها. ان لم تقوموا بنقد افعالكم واعمالكم الخاطئة، فلا نرجوا منكم اي تطوير وتضحية ‏وخدمة. والجملة الاخيرة موجهة للعاملين في الحركة الديمقراطية الاشورية وابناء النهرين وقناة اي ان بي سات. ‏

23
المنبر الحر / هل سندع ANB sat تتوقف
« في: 02:02 09/01/2019  »
هل سندع ANB sat تتوقف
 
 
 
تيري بطرس
 اعلن الاخوة الإداريين والمشرفين على قناة أي أين بي سات قرب توقفها عن الاستمرار في البث، جراء المصاعب المالية وغيرها، ولرغبة مؤسسها في التفرغ لحياته الخاصة وأعماله. علما ان القناة كانت مؤسسة من قبل السيد نينوس تيرانميان، وكان يتحمل كل مصاريفها وهي كبيرة جدا، ففيها مصاريف البث والاجهزة والابنية الخاصة ومصاريف العاملين.
شخصيا كان لي موقف شديد، ضد بعض اراء  وتوجه القناة السياسي، حيث انه كان واضحا انها تدعم طرف سياسي محدد، وكان لبعض اراء السيد نينوس تاثيرا مضرا ومؤلما لدنيا وخصوصا عندما طالب بقتل وبالموت لاعضاء الدويخ نوشا. ولكن هذا امر، وامر استمرارية القناة امر اخر، فانا ارى ضرورة استمراية هذه القناة من خلال دعمها بالاشتراكات السنوية او الشهرية. لكي تكون الصوت الذي يربط ابناء شعبنا في مختلف اصقاع المعمورة.
ولكن هذا امر وامر ان تتخذ القناة موقفا سياسيا، محددا، وخاصة ضد اطراف معينة سواء من ابناء شعبنا او من جيراننا. ان نقل الحقائق لا تعني العداء، بل تعني البحث عن الراي الاخر، فقد يكون لدى الطرف الاخر مبرراته. ان العداء مثلا الذي تدعيه القناة ضد حكومة اقليم كوردستان، هو في الغالب صدى اراء بعض الاطراف التي ليس لديها اي حلول او قدرة على خلق بدائل لما نعيشه، من الاوضاع المزرية سواء سياسيا او اقتصاديا او واجتماعيا.
ان تدعي القناة انها القناة الوحيدة العاملة في شعبنا، فهذا كذبة صريحة فهناك قنوات اخرى تبث وعلينا عدم نسيانها والادعاء بعكس ذلك، او حتى احتكار العمل القومي، اي احتكار انها القناة التي تمثل الحركة القومية وتطلعات شعبنا. بل احدى اخطاءها الكبرى كما قلنا هو تبعيتها السياسية لطرف باعتباره الطرف القومي الوحيد. ومن هنا وقعت ووقع مؤسسها السيد نينوس تيرانيان في اخطاء كبيرة، اضرت بالقناة وبصورتها، رغم ما قدمه من الدعم المالي لها.
الاخطاء التي وقع فيها بعض من مقدمي البرامج، كان امرا واضحا، فهم لم يكونوا مقدمي برامج، ومحاوريين، بل كانوا يفرضون او ياخذون دور الضيف في طرح الاراء وتوجيه النقاش وجهة محددة. كما ان بعض مقدمي البرامج استخدم تسمية اشورايا كاسم لشعبنا وهي مغالطة كبيرة وغير سليمة وتلاعب، يجب ان لا يقعون فيه، انه فرض راي واعتقاد خاص على الجميع دون الرجوع الى مرجعية قومية.
نعم يجب ان لانذبح هذه القناة، ويمكن ان نقدم لها قدر المستطاع لدعمها،  ولكن امام تغييرات مهمة وواقعية وقادرة لدفع الناس للحوار العقلاني والمؤدي الى خلق راي عام قومي مؤثر. ان احزابنا ليست هي المالكة للحقيقة، من خلال النظر الى الواقع القومي، يمكن القول، ان هذه الاحزاب في الكثير من الاحيان، تغالط الواقع، لتخفي عجزها وعدم قدرتها. السياسية ليست المطالب وتنفيذها، فاذا كان مطلوبا منا تفهم واقع قناة وما تعانيه، فعلينا ان ندرك ان واقع العمل السياسي في الوطن، معقد جدا. وعلى القناة ان تخلق مجال للحوار مع جيراننا او على الاقل ابناء شعبنا ممن يعمل في السلطة من احزاب احرى، خارج شعبنا، لينقلوا لنا الصورة التي لا نراها، او التي لا يتم نقلها لنا. اننا كشعب نعيش مع شعوب اخرى وسنعيش معها، وعلينا العمل من اجل خلق الطرق الافضل لبناء معيشتنا معهم بصورة افضل. وعدم التهجم عليهم من خلال اساليب غير سليمة، وهذا لا يعني عدم نقد وكشف الاخطاء.
ايها الاخوة في اي ان بي، الانتماء القومي ولا العمل القومي  مشروطان بكم وبرايكم، وعليكم ادراك ذلك. وتفهم ذلك ودعم العمل نحو الانفتاح على الاخر، من وسائل الاعلام ومن التلفزيونات الاخرى. انتم لا يمكن ان تحددوا ماهي مصلحة الامة، انها عمل كل فعالياتها. وكل طرف  يرى الامور من منظاره الخاص، فهل ستدركون ذلك. يوسفنا الواقع الذي تمر هذه المؤسسة به، انه كان صرحا نفتخر به، ولكن مع الاسف الخطاء الكبير كان من قبل من تبرع وقدم الكثير له. فهل ستصل رسالتنا اليكم والى ابناء شعبنا.
لندعم وسائل اعلامنا او مؤسساتنا القومية، ولكن على مؤسساتنا ان تعلم مرة اخرى انها لا تمثل طرف. بل تنقل الحقائق والاراء المختلفة.

24
بدون خيانة، بدون عمالة


تيري بطرس
العمل من اجل المصحلة العامة، سواء كان هذا العمل عملا مباشرا، تنظيميا، اداريا، وفي أي موقع، او لو كان عملا تنظيريا، يتطلب الكثير من المعارف والخبرات التي قد لا تأتي بالسهولة التي ينظر اليها البعض، بل قد تحتاج إلى جهود سنوات من الممارسة والأخطاء لكي تجد الخيط الاسود من الخيط الابيض، كما يقال في الكلام الشعبي المتوارد. لانه في بعض الاحيان، حتى الالوان الدالة على الصفاء او تلك الدالة على الغموض والخبث، تتبادل الادوار ويتيه الانسان في القدرة على تحديد أي منها يعبر عن الحالة السليمة ما لم يتمكن من فك خيوط المصالح والتحميلات التي يمكن ان تحمل على كل طرف.
مع الاسف الشديد، ليس لشعبنا، مرجعية قانونية ولا حتى أخلافية معترف بها، يمكن ان تحكم، على اي عمل، قولا او تنظيرا او فعلا ممارسا، انه يدخل في باب العمالة او الخيانة. علما ان أي تنظير لا يدخل في هذا الباب أصلا، لان التنظير هو نشاط فكري ثقافي ويعبر عن حرية الرأي وليس عملا تنفيذيا، خارج إطار قانون او عمل متفق بشأنه. وانه لو كان لنا مثل تلك المرجعية، لاستغنينا عن الكثير مما يقال الآن، وكان يمكن القول إننا كنا استغنينا عن النضال القومي واتجهنا للاهتمام بالهم المعيشي والعدالة الاجتماعية وارتقاء الحريات الفردية والدفع باتجاه العمل الدولي لإنقاذ الإنسانية.
إننا شعب بلا أي مؤسسة قادرة على ان تقوده، وقرارات المؤسسة لها الوقع والمكانة التي يمكن ان تسير بها الغالبية، وبالتالي نحن لإنزال في طور البحث، والنقاش والحوار، ليس حول دورنا في المنطقة والعالم، وليس في دورنا في البلدان التي نتعايش معها وليس في دورنا في إقليم كوردستان، بل حول من يقرر عنا، من له الشرعية للتحدث باسمنا. وفي هذا البحث هناك خلط كبير بين الوطني والقومي وبين النضال الوطني والنضال من اجل التحرر القومي.
                                               
يدرك اغلب المهتمين بقضية شعبنا، ومن له إلمام بتاريخ نضاله القومي، ان قضية التحرر القومي لشعبنا، تم وضعها على الرف منذ ما بعد الحرب العالمية الأولى والنتائج المأساوية التي تمخضت عنها. وصار جل نضال شعبنا هو الحصول على حقوقه في إطار الدولة التي يتعايش فيها. وهذا النضال كان في الغالب، بصورة عاطفية وبلا برامج او مطالب محددة. قد تكون رؤية أشورية لمستقبل العراق الموحد، والمنشورة عام 1994 من قبل نخبة من المثقفين الاشوريين، اكثر ورقة واضحة تعالج الهم ألآساسي لشعبنا والمنقسم بين تواجده الديموغرافي والحفاظ على مشاركته في القرار الوطني والحفاظ على هويته القومية. ولكن مع الاسف بقت شعارات الأحزاب هي شعارات عاطفية اكثر مما هي برامج. كما ان نزول شعار الحكم الذاتي لبى مطلبا مهما ولكن كان ينقصه الكثير، والذي صفى بشعار ليطبق في إقليم كوردستان، وفي مجال تطبيق الحكم الذاتي، شغلتني حقا مسألة تطبيقه واسلوبه، هل سيكون على الارض ام على الانسان، هذه المسألة التي لم يلتفت إليها احد. ولكن حتى مناقشة هذا الأمر لم تكن مقبولة او الناس مهيئة لها،  إلا ان ما يجعل من هذه المطالب، مطالب ضبابية وغير مفهومة  هو التغيير الهائل في ديموغرافية شعبنا في العراق. حيث خسر اكثر من نصف عدده خلال سنوات قليلة، ما بين عامي 2003 و2015 والتغيير الديموغرافي يشمل ايضا سوريا وايران ايضا.
إذا عدم وجود قيادة موحدة، او حتى برنامج موحد، يفتح المجال كثيرا، أمام الاجتهادات المختلفة، في فتح أفاق جديدة للواقع القومي. وبالرغم من ان الطرح الجديد، يمكن ان يسلط الضوء على زاوية جديدة وغير مطروقة لإيجاد حلول للواقع القومي، ولكن المؤسف ان الرغبة في البقاء في حالة الضبابية والمبهمة، فقط لكي لا يتم الإقرار بالواقع والتغييرات القائمة على الارض، يجعل من الكثير من تلك الأطروحات تدخل لدى الكثير من السذج في باب الخيانة القومية، التي لا نعرف لها حدود او مشروع او قيادة شرعية يتم خيانتها أصلا.
يعتقد البعض إننا كشعب (كلداني سرياني اشوري) نكون الثقل اللازم لأماله ميزان القوى لأي جهة اتجهنا او تحالفنا. غير مدركين، إننا في الواقع نكاد ان نكون الحمل الثقيل، والذي يمكن ان ينسى في أي موازنة مصالح سياسية بين الأطراف المتخاصمة. يؤسفني القول أعلاه، ولكن في بعض الأحيان نحن محتاجين إلى الجهر بحقيقة الأمور لكي تعي المجموعات المهللة لصراخات بعض الباحثين عن لقمة او دور او شهرة  على حساب شعبنا وحقوقه ووجوده.
وهؤلاء الباحثين عن دور، لن يهمهم المزيد من التشرذم، ولن يهمهم المزيد من الانقسام، فكل شئ يقيسونه بمقياسهم الخاص، بالفوائد الخاصة المتأتية، ولن يهتموا أصلا بالوحدة وبالشرعية. ففي نقاش مع احدهم، حول الشرعية وعلى وجوب عدم  التجاوز على ما يوحد الأمة وما ورثناه عن الحركة القومية الاشورية، لم يجد مانع من سب الحركة القومية الأشورية واتهامها بالفاشلة. نعم انا مع قراءة الأمور ونقد كل الممارسات ولكن ان تسب حركة قومية واجهت ظروف قومية عصيبة ومحاطة بأعداء من مختلف الأطراف، امر لا يمكن ان يتم قبوله من شخص يدعي العمل من اجل تحقيق المطالب القومية المشروعة.
كتبت مرة حول خوف السياسيين العرب المدعي به من الجماهير ان هي مست دور احد ثوابت الأمة، وكنت اقصد الإسلام، ان هؤلاء السياسيين في تثقيفهم وفي إعلامهم يغرسون توجها معينا، وهو ان الغرب يريد ضرب الإسلام والنيل من مكانته، فكيف لها ان تقوم بتقليص هذا الدور، ناهيك على إنها تسوق خوفها من ثورات الجماهير ان هي مست ذلك. هو نفس الدور الذي يلعبه بعض الأطراف السياسية، التي تزرع الخوف من المحيط، وتصوره كانه مكون من ذئاب متوحشة، لا يمكن التعايش معها. لإيصال رسالتين، وهي ان هذه الأحزاب وقياداتها أبطال، لأنهم يقارعون الظلم والخوف ويفرضون وجودهم بقواهم الذاتية. والثانية ان الهجرة هو خيار سليم. ولكن الهجرة تعني ترك الارض وترك الحقوق وترك المشاركة. فكل هذه لا تمنح للتاريخ، بل للبشر القائم والذي يعيش هناك، ان انتفى وجود الانسان فعلام هي الحقوق.
بقدر ما نحن لا نعيش في جزيرة معزولة، وعلينا التعامل بالواقعية، مع جيراننا وان ندرك حدود تحركنا، هكذا هو الأمر لهؤلاء الجيران ممن يتعاملون مع قوى إقليمه لا ترحم. ولا تتفاهم إلا بالقوة. فالقوى الشيعية والتي فرحت وأمنت ان ايران قوة داعمة لها، ولها ايادي بيضاء عليها، اليوم تدرك ان ايران يمكن ان تقلب الطاولة عليها من خلال القوى التي تستمد قوتها وبالتالي اوامرها منها. وايران تدرك كيف تسوق قوتها لتحصل على النتائج السياسية على الارض. وهكذا الأمر بالقوى الكوردية في الاقليم، ولكن هنا الأمر اشد قسوة، فهذه القوى منقسمة بين من له علاقات قوية مع تركيا ومن له مثل تلك مع ايران. وعلى الطرفين يمكن ان تنقلب الطاولة من خلال غلق الحدود، وخلق حالة من عدم رضا وتذمر قد تطيح بهما. وكما ترون ان العلاقات ليست بالسهولة التي يتم تصويرها في الجلسات او السهرات او حتى الندوات التي تقام لابناء شعبنا.
وبالرغم من ايماننا ان حقوقنا، ليست مرتبطة باي قضية اخرى، على الاقل من الناحية النظرية، ولكن بالحقيقة، علينا ان نكون اقويا، لي بالصراخ بل بالمنطق والعلاقات واللوبيات ليس فقط للضغط على الجيران للحصول على ما نريد، بل لتبادل المصالح ايضا . ان معنى إننا لسنا في جزيرة منعزلة، هو تبادل المصالح، تفهم المطالب، وإدراكها. ان نتفهم جارنا وندرك ما يريد، يعني إنني اعرف حدود قوتي ومقدار ما يمكنني الضغط عليه. ففي ميزان السياسة الضغط الزائد قد يكون مضرا مثل ترك الأمور لتقدير المقابل. كلا الأمرين مضرين، من هنا يجب ان نعرف ما نريد، وممن نريد، وكيف نطرح وماهي القوى التي نمتلكها لكي يتم فرض ما نطلبه ويتم تحقيقه. السياسية بقدر ماهي تعبير عن صراع المصالح، فأنها ليست بغابة، بل لها حساباتها المضبوطة والتي يمكن ان تأتي بالنتائج المرجوة.

 



25
احذية بصلبان، وماء بيبوزي
 
 
 

تيري بطرس
 
قبل ايام تم اعادة، المشهد الذي عرض في عنكاوا قبل حوالي سنتين، بعض احذية وعليها علامة الصليب الواضحة والغير القابلة للنكران، للبيع في مدينة دهوك. والحقيقة انه يمكن الاستنتاج من صورة الصليب الموضوع على الحذاء انه مقصود، لانه صليب متكامل وبالصورة المشرقية، اي ليس بعلامة زائد اواي علامة تشبه الصليب. بل هو كما قلنا صليب متكامل الشكل.
وقبل ايام تم اعادة المشهد المتكرر والممل في محاولة الاستيلاء على اراض وماء قرية بيبوزي، وبيبوزي قرية موغلة في القدم، اي ليس وليد اليوم او بالامس، بل تتواتر الاخبار والتواريخ عن ذكرها منذ امد بعيد. وما بقى في ذهني لحد الان، هو الكتب المقدسة التي تم نسخهها لكنيسة بيبوزي و ما رواه احد الرحالة الانكليز، عندما وصل اليها ودخل كنيستها وشاهد صورة  بائسة معلقة للقديسين على جدار كنيستها، وسمع اهلها وهم يشتكون من انه تم فرضها عليهم من قبل رعاتهم الجدد، لانهم لم يستعملوا الصور ابدا.
ردات فعل الكثيرين، كانت سلبية جدا، وهذا متوقع، وكانت انفعالية وتتسم بالهذر وبتوجيه المسبات او اللعنات او ادخال ابناء شعبنا في المزيد من اليأس والقنوط، والوصول الى الخاتمة التي يريدونها والتي تمنحهم الرضا النفسي والذاتي وتبرر لهم بانه قرارهم في الهجرة كان القرار الصحيح، وبالتالي الوصول الى قناعة ونشرها وهي انه لا علاج ولا تعايش مع الهمج كما يدعون. ولكن اغلب ردات الفعل انحصرت في قضية الصليب وتم نسيان قضية بيبوزي واهلها وماءها، وكان الارض ليست بالمقدسة.  انها مفارقة كبيرة جدا، وتظهر معدننا الذي لا يختلف كثيرا عن جيراننا، وان كان بصورة الطف احيانا. نعم نحن ايضا تثيرنا وتستفزنا القضايا التي تتعلق بالدين اكثر ما يستفزنا الاستيلاء على ارض عائدة لنا.
ان لا يكون لنا رد فعل، فهذا يعني تجردنا من المشاعر بالتاكيد، ولكن ان يكون رد فعلنا متهورا، ولا يرمي الى اي حل، بل يؤدي الى تفاقم الامور اكثر واكثر، ويؤدي بالنتيجة الى ترك الجمل بما حمل، والهروب، فهو ليس رد فعل بل تهورا وجنونا مطبقا حقا.
ان المسبات واتهام الاخر بشتى الاتهامت لن يغير من واقع الامر اي شئ، ولكن رد فعل منضبط، ويؤدي الى نتائج مطلوبة، فهو الرد المطلوب، لانه يرمي الى معالجة الخلل ووضع ضوابط لمثل هذه الممارسات وعلاجات مستقبلية لعدم تكرارها، ووضع قوانين رادعة لمن تسول له نفسه القيام بها مرة اخرى. واذا ادركنا ان وسائل التواصل الاجتماعي قد وفرت طريقة للضغط على المسؤول لدفعه لاتخاذ قرار بشأن قضية ما، لادركنا كم نحن مقصرين في هذا الاتجاه. في اوربا واميركا، وفي اي قضية او مطلب يتم امطار مواقع المسؤولين بما يؤيد موقفا او يعارض موقفا. مما يضع المسؤول اما مسؤولياته الاخلاقية لاتخاذ الموقف الملائم. بينما نبقى نحن نتباكى ونصرخ وبين انفسنا اي المجال الداخلي اي نكرر الشكوى داخليا، لنصل الى نتيجة وهي ان لا علاج للوضع وللناس هناك، ولا امل في التعايش مع امثال هؤلاء الهمج، اي نصل الى النتيجة التي يرد ان يحققها المتعصبين من الطرف الاخر، في دفعنا لنتخلي عن ارضنا ووطننا. وهل هناك نتيجة اخرى غير هذه ينتظرها الداعشي مثلا. ويوجد اطراف تطالب بالضرب بالقوة ويطرح مثال الحديد لا يفله الا الحديد، وهم ايضا في الغالب ممن يعيشون في المهجر، بمعنى انه يطرح شعار للتنفيس عن الذات ليس الا. لانه اصلا لا يطرح بدائل او حتى خطوات للوصول الى القوة التي تفل القوة الاخرى، انه يطرح ويمر ولا يفكر بنتائج ما يطرحه، وعندما تعمل التفكير ولا تجد الارضية المناسبة لما تم طرحه، يكون اقرب الحلول الهرب.
ولاننا ندعي باننا من انصار تطبيق القانون، فلنلجاء للطرق القانونية، والمطالبة باقصى العقوبات لمن تجاوز علينا، وعلينا عدم الاكتفاء بالقانون المحلي بل الالتجاء الى المحاكم الوطنية ان استلزم الامر، وان كنا مؤمنين بان قضيتنا عادلة. وهي طريقة اخرى للحفاظ على الحقوق وبناء منظومة قانونية تحد من التجاوزات علينا وعلى حقوقنا وممتلكاتنا ومقدساتنا.
ان خيارتنا الحقيقية، هي التي تفرض علينا، نوعية توجهاتنا، فمن اختار الهجرة والابتعاد عن الوطن، كجل نهائي ويعتقده، الحل الصائب، ولكنه لا يزال يحن بعض الشئ للوطن، كماض او كتاريخ زاهر، ويريد ان يبرر خياراته ويمنحها الشرعية التي يتم ارضاء النفس بها.  فان خياراته تكون باتجاه وضع المصاعب والعراقيل، ورفع الشعارات المستحيلة التحقيق، ويؤكدها بعدم امكانية التعايش مع المحيط، لانه محيط همجي وغير ودي ولا يمكن اصلاحه.
اما من يرى ان مستقبل شعبنا في النهاية هو في وطنه، باعتبار ان الارض والوطن هو جزء من الهوية، وفي هذا الوطن يمكن ان يتجسد تطوير الهوية وتنميتها وترقيتها. فانه سيعمل ومن هذا المنطلق لدرء المخاطر عن الوطن ومنها التعصب والرغبة في جبر الاخر على الانصياع للاكثرية، وتطبيق القوانين الغير الانسانية او المستمدة من شريعة واحدة. اي كل ما يتعارض مع حقوق الانسان والاقليات الدينية والقومية. وهذا العمل هو عمل طويل النفس وخلال مرحلة التطوير سنجد منغصات ومحاولات للعودة الى السابق، ولكن المسار يجب ان يكون هو الخطوات الى الامام. وانه يجب ان ندرك ان البلدان التي نفتخر بانها دول حقوق الانسان، ودول القانون، نحن حينما نصلها، نتمنى ان تكون كالدول التي هربنا منها، وان تحاول ان تفرض على من نعتقدهم اعدانا قانونها او حتى ان تفرض عليهم التخلي عن معتقداتهم. كما ان هذه الدول لم تصل الى ما وصلت اليه بليلة وضحاها، بل بالنضال وبالجهد وبالتضحيات.
ان اقامة دولة القانون والمواطنة وحفظ حقوق الاقليات، هو الملجاءالذي يمكن ان يمنحنا ذلك المجال الحيوي، لكي نعيش بالسلام وبالمساواة مع الاخرين. ولتحقيق ذلك باعتقادي هناك طريق واحد الا وهو النضال من اجل
العمل مع القوى الليبرالية المتواجدة في المجتمع لنشر الوعي بالحريات والحقوق وبقدسية الانسان.
العمل من اجل تطوير التعليم من البدء، نحو احترام التعددية، والتعرف على الاخر، ومعرفة معاناته ومشاركاته في النضال من اجل الوطن ودوره في رفد المجتمع بالتعددية الثقافية والتنوير والتعريف بنتاجات ابناءه على مختلف الصعد.
بناء دولة المؤسسات التي يتم اتخاذ القرار فيها من خلال المؤسسة السياسية الثابتة، والتي تمتلك الخبرات السياسية والثقافية والتاريخية.
المشاركة في القرار الوطني، وعلى مختلف المستويات، الامنية والدفاعية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية، من خلال وجود ابناء الاقليات في مختلف مؤسسات الدولة، وضمان تواجدهم في المجالس التشريعية والتنفيذية، قادرة على طرح رؤيتها لما يجب ان يتحقق.
بالقدر الذي اطالب الاخر ان يتفهمني، فعلي ان اتفهم الاخر، بالقدر الذي ادعي بانني مدرك وواع لمجريات الامور، فعلي ان ادرك ان هناك دائما من ليس واع كفاية وتدفعه نوازعه وميوله العاطفية او الدينية او العنصرية لعدم ادراك مختلف الامور ويريد ان يفرض ما تدفعه تلك النوازع اليه. من هنا علينا ن نفكر قبل ان نتهم الجميع، او ان نأخذ الجميع بجريرة شخص او طرف او حزب ما. وبالتاكيد قضية الارض والمقدسات والاختلافات الاجتماعية، بحاجة الى الكثير واراء الكثيرين، لتستوي وتكون نموذجا لما نريد، من وطن يعمه السلام والمساواة والعدالة.

26
هل ستكونون اهلا للمسؤولية؟




تيري بطرس
جرت انتخابات برلمان اقليم كوردستان، واعلنت النتائج بعد مخاض عسير، جراء الشكوك التي طالت العملية من قبل بعض ‏الاطراف. ولكن النتائج ظهرت واغلب الاطراف استكانت والظاهر قبلت بالنتائج النهائية. على مستوى الاقليم نود ان نقول، وبرغم ‏ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حاز على 45 مقعدا من مجموع 111 مقعد، وسيكون قادرا على تشكيل حكومة تحضي ‏بالاغلبية، الا اننا نود التأكيد ان هذا النصر، يجب ان يدفع الحزب الديمقراطي الكوردستاني، للقيام بخطوات اصلاحية كبيرة، تؤدي ‏الى تطوير المنطقة اقتصاديا، وسياسيا وتجدد القوانين الضامنة للحريات الفردية والجماعية، ودعم استقلالية القضاء، ومعالجة ‏شكاوي ابناء المكونات الكلدانية السريانية الاشورية، والتركمانية، والمسيحيين عموما والازديين، من انحياز التشريع لصالح ‏الاكثرية الكوردية قوميا والاسلامية دينيا، بما يلغي مفهوم المواطنة، ويؤسس لادارة فاشلة، لا يمكن ان تكون نموذجا لعراق ‏المستقبل ولا لكوردستان المستقبل. فالذي يريد ان يبني دولة، يجب ان يراعي الانصاف والعدالة والحريات لكل فرد في الاقليم. ‏
في هذه الانتخابات والتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، كوتة مكونة من خمسة مقاعد، صار هناك تغيير جوهري، واساسي، ‏وهو كسر قاعدة استحواذ المقاعد من قبل الحركة الديمقراطية الاشورية والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري، اللذين فاز ‏كل منهما بمقعد واحد، اي بنسبة 20% بالمائة لكل منهما، في حين ان الانتصار الاكبر كان لقائمة الوحدة الوطنية والتي فازت ‏بثلاثة مقاعد اي حوالي 60% من اصوات شعبنا. من المفترض وكسياسيين متمرسين، ان تتوقف كل الادعاءات التي رافق الفترة ‏السابقة والتي كانت دعاية انتخابية، يسمح فيها بنبرة اعلى في الصوت واحيانا المزايدة او تضخيم الاحداث. فما حدث قد حدث ولا ‏يمكن لاي احد ان يغيير النتائج الا بعد اربع سنوات. وبالتالي فالسياسي المحنك، ونحن نرى في كل الخمسة الفائزون الحنكة ‏والدراية والعلم وبالتالي الاحتراف السياسي وليس الهواية السياسية. ان يعيدوا ترتيب اوراقهم ويشمروا سواعدهم للعمل ان كان في ‏نيتهم العمل. واول طريق العمل هو ان الكوتة يجب ان تخلق مجالا للحوار والنقاش، ليس عند طرح قوانين للتصويت، بل قبلها، ‏بخلق ورشة عمل لدراسة امكانية تغيير القوانين او ماهي المطلوبة اصدارها لترسيخ حقوق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. ‏وبعد ذلك اي بعد استيفاء مرحلة الدراسة والنقاش وكونها تتلائم مع الدستور العراقي ودستور الاقليم ان وجد، يتم تكوين تحالفات ‏لطرحها للتصويت وان امكن الموافقة عليها وتشريعها. ‏
النواب الخمسة هم ممثلي كل شعب اقليم كوردستان، بالاضافة لخصوصيتهم كونهم كوتة شعبنا، بمعنى انه سيصوتون على كل ‏القوانين التي تسير الامور في اقليم كوردستان، ولذا فعليهم الاهتمام بهذه القوانين ايضا، لانه في الكثير منها قد يتم تمرير فقرات تحد ‏من حريات الاخرين وحقوقهم. اليوم خرجوا ممثلينا من حزبيتهم، وصاروا ممثلي الشعب، او هذا ما يجب ان يكون، ويجب ان ‏تساعدهم احزابهم بتوفير الدعم والمساندة لهم بتوجيههم ولفت نظرهم الى الاهم قبل المهم، وبدعمهم بخلق تحالفات سياسية واسعة ‏تساعدهم في تشريع القوانين المطلوب سنها لكي يحققوا ما الوا على انفسهم، اي انهم جاؤا ليخدموا الشعب. وكل من يقوم بواجبه ‏احسن قيام، سينعكس الامر على حزبه ايجابا، ومن يفشل في مهمته المفروض ان ينعكس الامر على الحزب الذي يمثله سلبا.‏
من الصعب علي ان احسب الشخص الذي يكتب هذا ((كورثة حضارات بابل و آشور ، احفاد سنحاريب و شعباد و شميرام و ‏نبوخذنصر و اشوربانيبال و حمورابي و آسرحدون ، و كورثة تضحيات شعبنا الجسام في مذابح التطهير العرقي في سيفو و سيميل ‏و صوريا و سيدة النجاة و جينوسايد القرن على ايدي ارهابيي داعش .. نقف اليوم في ارض ابائنا و اجدادنا مرفوعي الهامة ثابتي ‏القدم ، بعدما اثبت لنا شعبنا بأنه يدعم الوحدة و كل من يتبناها حقا و ليس زورا ، فالوحدة القومية منهاج حياة و طوق نجاة لابناء ‏شعبنا و ليست شعارا يستنزف في الحملات الانتخابية و بهذا الايمان الراسخ سنعمل جاهدين في برلمان الاقليم لترسيخ حقوق هذا ‏الشعب و هذه الامة‎. ‎‏))  انه غير محسوب على العاملين من اجل شعبي وكاتبها هو انور جوهر عبدوكا. من الصعب على ان ‏احسب الشهيد فرنسوا حريري والسيد سركيس اغاجان، انهم غير محسوبين على شعبي رغم ان الشهيد فرنسوا والسيد سركيس ‏اغجان كان اعضاء قياديين في الحزب الديمقراطي الكوردستاني ولكنهما كانا اول من قدم مشروع بالاعتراف بالعطل القومية ‏كعطل رسمية لشعبنا، وقدما الكثير من الخدمات الغير المنظورة لشعبهم، ولعل ما قدم السيد سركيس اغاجان من انجازات مشكورة، ‏دعمت وجود شعبنا واستمراريته وعيشه بصورة لائقة. كان كافيا لمن يريد ان يرى. اقول من الصعب ان احسب السيد انور جوهر ‏عبدوكا الذي كتب القطعة المشارة اليها اعلاه ولمجرد انه ليس منتمي لاي من احزبنا القومية، انسان غير قومي، فالحقيقة ان ‏الانجاز هو الذي يجب ان يجعلنا نحكم على الانسان وليس الادعاءات الفارغة عن العمل القومي والاعداء.‏
اود ان اوجه رسالة خاصة ولابدأها بالسيد فريد يعقوب، ان ما نشره موقع زوعا اورغ باعتقادي يجب ان يكون اخر مسمار من ‏المسامير الكاذبة والمخادعة والتي تريد ان تقول بانهم فقط هم القوميين، او هم فقط الاتون من البيت القومي. هذا الخطاب التدميري ‏والذي لا يبني، بل يزرع الاحقاد والكراهية بين ابناء الشعب الواحد. فايماننا بالديمقراطية والحريات يجب ان يهدينا الى حقيقة وهي ‏ان كل شخص له مطلق الحق في الانتماء للجهة التي يراها الافضل لتمثيل رؤياه. ومن هنا فاشورية الانسان ليست بالانتماء للحركة ‏الديمقرطاية الاشورية، الاشورية هي في النضال من اجل شعبنا بكل تسمياته وترسيخ هذه الحقوق وترسيخ لحمة الوحدة والتأزر ‏بين ابناءه. ونبذ كل خطاب تخويني وتهميشي. لم يعطي احد الحق لاي حزب او جهة او طرف لكي يفرز، من منا هو الخائن ومن ‏هو الوطني ، ان الاحزاب التي لا تزال تؤمن بان كل من ليس منها فهو خائن وعميل، يجب ان يتم استأصلاها لانها لا تؤمن ‏بالدستور ولا بالمواثيق الانسانية. . ان الذي يقرر من هو الخائن او العميل يجب ان يكون القانون الساري فقط، القانون الذي يسنه ‏البرلمان ، سواء كان البرلمان الاتحادي او الاقليمي. مستندا الى دستور نافذ وصادر بموافقة الشعب. كلماتي للسيد فريد يعقوب هي ‏بسيطة، كن ابن لامتك وليس لحزبك، تحالف مع اخوتك وكلكم اعملوا من اجل تكوين تحالف يمكن ان يساندكم في تعديل اي قانون ‏يراه شعبنا وقواه السياسية، مضرا او لا يفي بمصالح شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. يجب ان تحترموا الاتفاقيات المعقودة حول ‏التسمية المستعملة والشبه الرسمية في الاقليم لشعبنا، اتركوا الايديولوجيا جانبا. وليكن الله معك في العمل مع اخوتكم الاخرين.‏
لي كل الثقة بان تحالف الوحدة القومية، وممثلة المجلس الشعبي، سيتمكنون من العمل سوية، وخصوصا هنا لن تكون هناك ‏منافسات حزبية، بل تقديم انصع صورة لشعبنا ولقواه، ودوره. وان النواب ينطقون ويقولون ما يريد شعبهم منهم ان يقال. نحن هنا ‏لسنا في ساحة حرب، بل ساحة بناء. واي بناء في الاقليم لن يتم، ان تم تهميشنا ككلدان سريان اشوريين. ان الادعاء بمد اليد، لن ‏يحقق اي شئ، المطلوب هو وضع تصورات ومخططات لما يجب القيام به وكيف، ودعوة الجميع للاتفاق على المخطط. مرة ‏اخرى ان اردنا تغيير قانون الانتخابات وخصوصا بما يتعلق بابناء شعبنا حقا، ولم نرد المزايدة، فخطوات تغييره يجب ان تبداء ‏راسأ بعد اداء القسم، وليس في الشهرين الاخرين من عمر البرلمان الحالي. للقول للناس اترون نحن نعمل. لا تناموا لا تناموا لا ‏تناموا، كما نام من سبقوكم، نوم اهل الكهف، ولم نسمع منهم الا الشخير، عدا مرات قليلة، سمعنا اصوات تطالب وكانت من قبل ‏النائب عن ابناء النهرين. وسنكون لكم بالمرصاد، عند اي هفوة او غلطة او تقاعس.‏

27
هل لنا خارطة الطريق للعمل القومي؟



تيري بطرس
قد لا يمكن وضع خارطة واضحة للعمل القومي، عند البدء به، بل يتطلب الامر تجارب كثيرة. وقد تكون تلك التجارب مريرة ‏وتكلف الامة او الشعب الكثير. وهذا الامر يمكن فهمه، لان لا امة تولد متكاملة الامكانيات. ولكن التجارب والتضحيات ستؤدي ‏حتما الى التفكير بوضع ولو اطار نظري لمثل هذه الخارطة. ونحن نقدر القول اليوم، ان شعبنا وبرغم قلة عدده، ورغم ما اصبه ‏من المحن والالام وما قدمه من التضحيات، علي ابناءه واجب العمل من اجل وضع مثل هذه الخريطة، لكي تكون مدار دارسة ‏وتمحيص وتعديل وتطوير. ان خارطة الطريق، تعني اهداف قابلة لتحقيق، وقيادات وتوجهات مهما اختلفت في التفاصيل الا انها ‏متفقة في العام. وليس كما نشاهد ونقرأ اليوم، فهناك تضارب واختلاف كبير في كل شئ، وهذا الاختلاف والتضارب هو بلا اي ‏ضوابط.  ‏
ما الذي يحدد فضاء العمل القومي، الذي في اطاره يكون العمل. باعتقادي ان فضاء العمل القومي، يحدده ثلاثة عوامل رئيسية ، ‏وكل منها يؤثر في هذا الفضاء بشكل ما، سلبا وايجابا، وحينما تكون تلك العوامل قوية ومترابطة، فانها بالتأكيد ستدفع العمل القومي ‏نحو التقدم والتطور. والعوامل الثلاثة هي التاريخ والجغرافية والسكان. فالتاريخ وهو عامل عاطفي فعال في ترابط ابناء الامة، انه ‏يعمل من اجل جعل الامة كلها وحدة واحدة. التاريخ بقدر كونه عامل فعال في توحيد ابناء الامة، الا انه يمكن ان يكون عامل سلبي، ‏كما في حالتنا نحن. فنحن نستند الى تاريخ كبير وعظيم بانجازاته العسكرية التي هي مدار فخر البعض، والاهم انجازاته في مجال ‏دفع مسيرة البشرية خطوات كبيرة الى الامام، اي العلوم والابتكارات المتعلقة بتسهيل الحياة. ان الاستناد الى التاريخ وحدة، لن يأتي ‏باي نتيجة،لانه فخر على شئ مضى، وليس فخرا بانتاج وعمل يؤثر في حياة الناس الحالية، مما يجعلهم يقفون منه موقفا ايجابيا او ‏سلبيا.  ان سلبية عامل التاريخ تظهر بوضوح في حالة، تظافر العاملين الاخرين ضدك، سواء بشكل متعمد او لا والاكثر سلبية هو ‏الاعتماد على التاريخ والنوم في احضانه وكانه يكفينا ان نكون احفاد من صنعه، ولا نعير للواقع اي اهمية. ‏
الجغرافية، عامل مهم في تحديد طريق العمل القومي ووضع رؤية او خارطة الطريق له. فالجغرافية تحدد الحدود التي يتحرك فيها ‏العمل القومي، وبالتالي الجيران او الشعوب الجارة التي يمكن ان تتعامل معها خارطة الطريق، وتحدد طرق التعامل معهم. مبينة ‏الاسباب لهذا التعامل. فالجيران وقوتهم وكيفية انتشارهم، وتاريخهم والمعتقدات المنتشرة بينهم، وحتى البناء الاجتماعي لهم يؤثر في ‏طرق التعامل معهم. ومن هنا اهمية معرفتنا بجيراننا، معرفة حقيقية، علمية، وليس معرفة مبنية على الاحقاد. المعرفة عامل محايد، ‏يمكن الاستفادة منها، لنعرف الاخر وكيف يفكر وماهي عوامل قوته وضعفه. مثلا العدد السكاني الكبير لدى من نعتقده خصما، قد ‏يكون في غير صالحنا، ولكن انقسامه الى عشائر متخاصمة ومذاهب متحاربة واحزابة متنافسة، قد يمكننا من الاستفادة من ذلك.  ‏السكان، وهم مجموعة الناس الذين تهتم بهم خارطة الطريقة، والتي من اجل بناء مستقبل افضل لهم وضعت اسس هذه الخارطة. ان ‏الاهتمام بالسكان وبناء اسس قوية ليكونوا قوة يعتد بها، وزرع الامل من خلال تعويض النقص الكبير في السكان مثلا، بعلاقات ‏سياسية او تحالفات، يمكن ان تضمن حقوق هؤلاء السكان، وكسب ثقتهم بالعمل القومي والمراحل التي يمر بها. امر مهم لنجاح اي ‏خارطة للطريق، تخص عملنا القومي، هو الامل، ولكي نزرع الامل لديهم عليك ان تكون واقعيا بطورحاتك ومطالباتك. ‏
ان كان التاريخ يمكن ان يوحد، فان الجغرافية والسكان يمكن ان تقسم، فحينما ننسب انفسنا لتاريخ واحد يمتد من اور وبابل ونينوى، ‏ويمر بالكراسي البطريركية وما انتجه شعبنا في ظل المسيحية. فان الجغرافية تقسمنا الى ايراني وتركي (نسبة الى الدولة) وعراقي ‏وسوري ولبناني. كما ان الجيران يقسموننا، فان كنا في ايران محاطين بالتركمان (هاوشاري) والكورد، فاننا في تركيا والعراق ‏وسوريا محاطين بالكورد والعرب ولكن توزيعنا على الاكثر هو بشكل جزر في مناطق غالبيتها كوردية حاليا. وتبعا لهذه الامر ‏شئنا ام ابينا، سيكون هناك تاثير كبير لهذا الامر،  ليس على خارطة الطريق، ولكن على واقع شعبنا من كل النواحي. وعندما اقول ‏من كل النواحي، فانه يجب تحديدها ومعرفة نوعية التاثير وكيفيه الحد من تاثيراته السلبية. تاثيراته السلبية، تتاتي من الاهداف ‏المتعارضة لمن نعيش معهم، وهم في الغالب كورد وعرب. وهذا لاحظناه في العراق خلا السنوات الماضية. وخصوصا حينما ‏نكون نحن العنصر الاضعف في المؤثر على الواقع وهو السكان. وعلينا البحث وتقوية العناصر الايجابية ان وجدت. وفي ظل هذا ‏الواقع الجغرافي  المرير ووجود طاغي للكورد، والذي يكاد يمتد من سلامس شمال شرق اورمية في ايران الى كوباني وعفرين ‏في شمال غربي سورية وفي ماردين وديار بكر في تركيا غربا.ومن بحيرة وان شمالا الى سهل نينوى جنوبا، لا يمكننا ان نغمض ‏اعيننا، وان نكذب على انفسنا، ونقول ان الكورد طارئين على المنطقة، وان كانوا قد اتوا بعدنا باكثر من الفي سنة او اكثر. المهم ‏وجودهم القائم وهو وجود قبل قيام الدولة العثمانية على الاقل. ان من يرمي مثل هذه الاقوال يحاول تقليد النعامة، باخفاء راسها في ‏الرمال ضنا منها ان العدو لا يراها.‏
ان وضع خارطة الطريق للعمل القومي، يتطلب اظهار وتبيان ما هو موجود على ارض الواقع، وتحديد العوامل السلبية او ‏الايجابية الموجودة، لكي نحذر السلبيات ونقوي الايجابيات على الاقل.وخارطة الطريقة هي قراءة للواقع كما هو لكي يتم تكوين ‏رؤية موحدة لهذا الواقع مما يخلق وحدة فكرية للناشطين القوميين، مبنية على دراسة موضوعية، وليس على امال وطموحات لا ‏يمكن تحقيقها. ويلغيها الواقع القائم ونوعية العلاقات السيايسة القائمة.‏
بعد ان يتم دراسة ما تقدم بالتفصيل، يأتي وقت تحديد الاهداف المرمي الوصول اليها على المدى القريب او البعيد. والمؤسف ان ‏هناك اتجاهان في طريقة تحديد الاهداف، وهذين الاتجاهين يعملان  في اغلب الاحيان على التضحية بالمصالح القومية لشعبنا، من  ‏اجل ترجيح كفة احد الاتجاهات. واحداها ،هي التمسك بالوطن الحالي كما هو، وهي وان كانت نظرة يمكن مناقشتها، الا انه لا ‏يلاحظ فيها اي انجاز فعلي لشعبنا. وهذه النظرة اتت من الواقع المرير الذي نمر به كشعب كلداني سرياني اشوري او كشعب عراق ‏او سوري. فهي تتمنى بروز قوة الدولة لتحقيق الامن. دون الاخذ بنظر الاعتبار ان تحقيق الامن والتضحية بكل شئ من اجله، لم ‏يحقق اي امن ولم يحقق بناء دولة عصرية، وبالتالي بقاءونا في دوامة من حكومات امنية لم تتطور، ولم تتمكن من وضع اسس بناء ‏دولة حقيقية، ودائما بحجة الامن (داخلي اوخارجي). اما الاتجاه الثاني والمنخرط في التوجهات التي تقول بتقنين الدولة والعمل من ‏اجل تفكيكها الى اقاليم، فانه ايضا، وعلى مستوى شعبنا، لا يعمل بجد لكي يتم انجاز الكثير له. وان كانت بعض المسودات قد ‏خرجت، ولكنها لم تتحول الى قوانين  فعلية يمكن الاستناد اليها، تجربة اقليم كوردستان كنموذج.‏
يحاول البعض الادعاء بفرض ما نريده، لانه حق وقانوني،  ولكن السياسية مع الاسف لا تتعامل مع الحقوق  والقوانين في اخر ‏الامر، انها تتعامل مع موازين القوى. وهذا الامر يكاد المبتدئ بالسياسة يدركه، الا ابناء شعبنا، ممن استهوتهم مقولة الشعب ‏الاصيل. فبالرغم من عدم رغبتنا في المجادلة حول هذه المقولة، الا ان تحقيقها يحتاج الى وعي قانوني ودستوري واجتماعي. ‏وانتشار الوعي بحقوق الاقليات في الاكثريات التي نتعايش معها، اي نفس ما قلناه مرارا بوجوب العمل مع القوى الليبرالية في ‏المنطقة لكي نتمكن من ان نقتنص حقوقنا من هؤلاء الجائعين للسلطة والقوة. ان المطالبة بدعم دولي لتحقيق المطالب ايضا في ‏الكثير من الاحيان يتم تشويهه، حينما يقع المطالب في فخ العنصرية ونكران حقوق الاخر، هذا الامر الذي، يستغربه كل من نطالب ‏بدعمهم. فالمظلوم من المفروض ان لا يتحول الى ظالم وان كان بالكلام. والمؤسف ان المطالبين بالفرض بالقوة، لايملكون اي ‏جزء من هذه القوة، بل يطلبونها من المجتمع الدولي، الذي نحاول نسيانه حينما نطرح مطالب تلغي الاخر، متناسين ان المجتمع ‏الدولي هو مجموعة من الدول، ذات المصالح المتضاربة، وبالتالي علينا ان نكون بمستوى من القوة (في اي مجال) لكي يطمع ‏البعض فيها ويحاول دعمنا لكسب هذه القوة الى جانبه. ‏
ان الاخرمن جيراننا،ايضا محكوم بموازين القوى، ويتصارع لاجل البقاء، يطلب المساندة والدعم، وليس ان نكون حمل ثقيل عليه. ‏وهذا لا يعني ان لا نطالب ولا نعمل من اجل اقرار حقوقنا، بل ان نحدد كيف ومتى. وان نعمل من اجل ايجاد اوراق قوة، يمكن ‏للاخر ان ينجذب اليها، لكي يطلب التحالف معنا. اما البقاء في الحالة الراهنة، فان وضعنا هو كمتسولين على مائدة اللئام ليس ‏الا.اذا نجن في كل الاحوال بحاجة الى حليف قوي، حليف دولي ومحلي اننا بحاجة الى التحالف مع القوى القائمة على الارض، ولا ‏يمكننا البقاء بلا اي فعالية، ساكتين منتظرين متغيرات قد تأتي او لا تأتي. لان الاخرين يسيرون الى الامام او يتعاملون ويطرحون ‏رؤاهم ومطالبهم وهي في حالة حركة دائمة، ولن ينتظروا لحين ان نقرر ان نبدأ. اننا بحاجة دائمة  لان نبحث عن المزيد من نقاط ‏التي يمكن الاستثمار فيها لاجل تحقيق وجود قوي لنا، ولعل نقطة المهجر ان استثمرت بشكل صحيح، باعتقادي يمكن ان تأتي بنتائج ‏جيدة. المهجر الذي يمكن ان يستثمر في البناء وتطوير البني التحتية والبني الاقتصادية الجالبة للاموال والمشغلة للايدي العاملة. ‏ولهذا الامر هناك مهمة للاحزاب للعمل من اجل تطوير البنية القانونية  والامنية للمناطق التي نعيش فيها. ومن واجب الاحزاب ‏حول المهجر هو ايجاد وسائل لجذب الشباب المهجري الى العودة، ومعايشة مغامرة البناء والتطور وترسيخ الجذور. لاخراج ‏العمل القومي من حالة الرومانسية القومية، اي التغني به، الى حالة العمل الفعلي، اي ترسيخ الوجود.‏



28
ان تختلف مع سليمان يوسف نعم، ولكن ان تقف مع اعتقاله فلا
 
 
 

تيري بطرس
يوميا، يحدث في منطقتنا اعتقالات وقتل وخطف، نحن ضد كل اعتقال خارج القانون الذي يساوي بين البشر. وبالتأكيد ضد القتل والخطف بشكل مطلق.   القانون الذي يمنح للجميع الحقوق والحريات ذاتها. وكما نحن ضد اي اعتقال خارج القانون، فاننا  لسنا مع اي اعتقال يحدث في اطار قانون بشار الاسد او اي نظام يفرض حزبه ورأيه وكأنه الرأي الملزم اتباعه. ونحن لسنا مع اعتقال تقوم به جماعات ترى انها الوحيدة على الحق والاخرين مضللون او كذبة او خونة. ولكن في الحقيقة، هناك تمييز واضح بين الاطراف التي تسعى لتطوير المجتمع حقا، وبين من يدعي ولكن يفرض نفسه البديل الاخر للدكتاتورية التي كانت قائمة، بحجة التضحيات والشهداء وحتى بحجة الامر الواقع. فالاطراف التي تقول بالتعددية والديمقراطية وتدعي العمل لتحقيق حقوق الشعب وتطوير المجتمع، تدرك ان غلق كل المنافذ التي تعبر عن ما يدور في المجتمع من الاراء ، لحل مشاكل الواقع، يعني فسح المجال لنمو الاخطاء، ولحدوث انفجارات غير مسيطر عليها، قد تكون وبالا على المجتمع المدعي الرغبة في تطويره. ان من واجب قوات الامر الواقع، ليس فقط حفظ الامن والحقوق والحريات، بل حماية من يقوم بالنقد وهو يعلن عن ذاته، لانه يعبر عن الحيوية في المجتمع وقوة الدفع نحو اصلاح الاخطاء. ان وجود النقاد، للعمل السياسي والاجتماعي والاداري وحتى الديني، يعني بناء مجتمع غير عقيم، مجتمع ينجب ناس احرار، مجتمع يمكن ان يبنى ويعيش التعددية والحريات. مجتمع يعيش في النور وليس في ظلام دامس، مجتمع يمكن ان يصلح اخطاءه بنفسه، ولن ينتظر ايادي خارجية تاتي لكي تفرض عليه الاصلاح.
بالرغم من عدم اتفاقي مع الاستاذ سليمان يوسف في بعض المواقف، الا ان وجود سليمان يوسف في القامشلي، ويدلي برأيه بشكل علني، كان يجب ان يكون قوة لحزب الاتحاد الكوردي والادارة الذاتية واخيرا للاخوة في حزب الاتحاد السرياني وقواته السوتورو. لانه كان يعبر عن التعددية. والسيد سليمان يوسف لم يستعمل البندقية بل القلم. ولكن ضيق افق وعدم القدرة على الرد، بكلام على ما قيل وكتب، تدفع بمن لا يملك اي افق غير الافق الامني الى استعمال القوة والدفع نحو التضييق على المجتمع رويدا رويدا، لحين الانفجار.
في غالبية الدول المتقدمة، هناك تاثير بالغ للشخصيات الغير المنخرطة في العمل السياسي المباشر، مثل الكتاب والصحفيين والفنانين والمؤرخين والمعماريين وغيرهم، ويكون لكلامهم واراهم الدور الكبير في توجيه المجتمع، والاهم خلق نوع من روح الوحدة في اطار التعددية السياسية، روح ايجابية تحفظ تماسك الناس وتجعلهم يسيرون خلف الاهداف النيرة . التي لا يمكن للسياسي بحكم التنافس على المواقع ان يخلقها. ان تجربتنا في العراق، وفي ظل الادراة الكوردية في منطقة كوردستان، قد جعلتنا ندفع الكثير من وحدة شعبنا التسموي والحزبي، بسبب مثل هذه الممارسات التي لحقت بكل قواه السياسية او الثقافية، حيث تم وصمها بالعمالة والخيانة ولم يسلم من ذلك الا مروجي العمالة والخيانة. حيث دخلت القوى المختلفة ليس في حوار او تنافس لاجل الافضل، بل اضطرت هذه القوى التي ارادت إظهار حقائق واراء اخرى، للدفاع عن الذات، فكانت النتيجة صراع تناحري خسرت كل الاطراف وخسر شعبنا، بدلا من ان يحقق الافضل له. والمؤسف ان العمالة والخيانة لم تظهر لدى من اتهم، بل لدى من كان ينشر الاتهامات حسب الوثائق المنشورة.
ان المتطلبات السياسية والجغرافية والوطنية، تتطلب التعاون مع اطراف عديدة، وتتطلب الحوار معها، وقد لا يكون الحوار متوازنا، جراء اختلال موازين القوى، ولكن هذا لا يجب ان يدفعنا للمسارعة لوصم من يتعاون بانه عميل وصنيع. ومن هنا خلافنا مع الاستاذ سليمان يوسف، فنحن لانتفق معه ولا مع اي طرف اخر في توجيه اتهامات لحزب الاتحاد السرياني او حزب من احزاب شعبنا، فاذا كان من حق المنظمة الاثورية الديمقراطية التعاون مع اطراف معينة، وهي تمثل جماهيرها واعضاءها، فهذا الحق ايضا مصان لحزب الاتحاد السرياني للتحالف مع اطراف يرى انها الاكثر قدرة على دعم مطالب شعبنا، وخصوصا ان حزب الاتحاد السرياني يكاد يعبر العشرون سنة من التأسيس، اي عشرون سنة من النضال بين ابناء شعبنا. واذا شعرنا بان هناك تفاهم ما بين المنظمة الاثورية الديمقراطية  وحزب الاتحاد السرياني والحزب الأشوري الديمقراطي لعدم الانجرار الى حرب الشعارات والاتهامات، وهو امر ايجابي يجب ان نثني عليه. فاننا نرى في الاتهامات الموجه لاي طرف بحد ذاته امر لم يعد مقبولا ابدا. ان الجهة الوحيدة التي يجب ان تتهم يجب ان تكون طرفا قضائيا يمكن الثقة به.
ان الوضع الافضل لنا، هنا هو وجود قناة حوار غير رسمية بين الاطراف الحزبية (المنظمة الاثورية الديمقراطية، الحزب الاشوري الديمقراطي، والاتحاد السرياني)، وان كانت جانبية، ليكون هناك توضيح للمواقف المتخذة، ولكي لا تنجر الاطراف الاخرى الى التخمينات ومن ثم اتخاذ مواقف غير سليمة، ويفضل ان تكون هذه القناة مفتوحة لبعض ممثلي المجتمع المدني، من الاعلاميين ورجال الدين والمثقفين الاخرين. باعتقادي انه وضع يمكن ان يقينا الوقوع في اخطاء كالذي حدث باعتقال الاستاذ سليمان يوسف. ومن هنا كانت اهمية منظمات المجتمع المدني، التي يختلط فيها انصار الأطراف المختلفة، في خلق قنوات للحوار ولتبادل الاراء وتفهم اراء الطرف الاخر. هذه المنظمات التي يحاول كل طرف ان يسيطر عليها ويحصرها بمؤيديه .
ولكن في خضم هذا الوضع، برزت حركة واضحة يجب الاشارة اليها بايجابية، وهي حركة التضامن الواسعة مع الاستاذ سليمان يوسف، والتي شملت اغلب تنظيماتنا السياسية والسياسين الافراد وجموع ابناء شعبنا. واذا كان البعض قد تعاطف كيدا بالاخر، فان تعاطف الغالبية كان تفهما لدور الكاتب والمثقف في مجتمعنا عامة  وفي مجتمع القامشلي اليوم خاصة. تهانينا القلبية لكاتبنا البارع عودته للحرية ولدوره الذي نحن بامس الحاجة اليه.

29
نعم لتدخل رجال الدين في السياسة لأنه حقهم الطبيعي
 
 

تيري بطرس
 كثيرا ما نقول لعدم تدخل رجل الدين في السياسية، ونحن بالحقيقة نعني شئ اخر، فصل الدين عن الحكم او عن اجهزة الدولة. فرجل الدين قبل ان يكون كذلك هو انسان، يتأثر بالمواقف السياسية، وله كانسان موقف من الوضع الاقتصادي والبيئي والبنية التحتية ونشر التعليم والثقافة ودورها، والضرائب وكيفية صرفها. ورجل الدين يشارك في الانتخابات وينتخب من يعتقده الاصح، وهو موقف سياسي بامتياز. اذا لرجل الدين كاي انسان يتاثر سلبا او ايجابا بما يفعله او يقوله او يطرحه السياسي، حق ان يدافع عن نفسه او عن أراءه وعن ما يتطلع إليه. من الملاحظ ان السياسية ايضا تقوم بتشكيل الحياة الاجتماعية، ورجل الدين جزء فاعل في هذه الحياة، فاليس من حقه ان يعبر عن رؤيته حول ذلك؟
ولكن بالطبع اسلوب وطريقة رجل الدين قد تختلف باختلاف مواقع طرحه لرؤيته، ان كانت من على منبر الكنيسة او منبر الجامع، او من خلال الحوار في مواقع اخرى. وهذا عائد في الغالب الى رجل الدين نفسه. ويجب ان لا نكون متناقضين ونحلل لمن تتلاءم توجهاته معنا ونحرم لمن يعارض ما نؤمن به. فالسياسة اليوم ليست فقط الاحزاب وشؤون الحكم بل تتخطى لتشمل مجمل نواحي حياتنا.
ولكن لرجل الدين خاصية معينة، وهي انه ملزم ان يهتم برعيته، والتي هي في الغالب من لون معين دينيا او مذهبيا، ولكنها متعددة في مشاربها السياسية ورؤيتها للحياة واسلوب إدارة الامور، و رغم هذا التنوع فان الرعية ليست المجتمع كله، من هنا فان تدخل رجل الدين في الإدارة او الحكومة، ومحاولة إدارة الأمور استنادا إلى مفاهيم إيمانية تخصه، هنا باعتقادي هو الخطاء والخلل (إنشاء دولة ثيوقراطية بشكل صريح  مثل ايران او مستتر كالعراق). لأنه يشرع للتقسيم والمفاضلة على أسس إيمانية او فكرية او حتى مذهبية، وهو ما يخالف فكرة الدولة أساسا، وعندما أفول الدول، بمعنى الدولة الطبيعية، التي تنظر إلى كل مواطنيها مهما كان جنسهم او دينهم او لونهم او لغتهم، نظرة واحدة، ويتمتعون بحقوق متساوية. وليس الدول المستحدثة على أسس دينية مثل الدول المسماة الإسلامية، والتي تكاد ان تنفصل عن الانسانية وتخط لنفسها خط مميز، لحد انها حاولت ان تشرع حقوق الانسان المسلم، ردا على شرعة حقوق الانسان، وحقوق المراة المسلمة، وقانون الارهاب الاسلامي، إلى الخ من المحاولات التي تعني الانعزال عن مسيرة الحضارة الانسانية، بوضع عوائق امام التفاعل والتناغم بين مختلف الاراء والمعتقدات.
وعلى ضؤ هذا، ارى في ما احيط من اللغط حول عدم حضور السيد عمانوئيل خوشابا لدعوة غبطة بطريرك بابل على الكلدان، الكردينال لويس ساكو، وردود الفعل التي احاطت بتوضيحاتهما، نوع من خلط الاوراق وعدم قول الحقيقة. طبعا من حق البطريرك ان تكون له رؤية واحلام ومطالب، ومن حقه ان يحاول ايصالها ونشرها وجعلها لكي تكون مرشدا للاخرين، فهو بالتأكيد يعتقد ويؤمن انه يريد صالح جميع العراقيين وبضمنهم المسيحيين. ولنكن واضحين ونقول ان اعضاء البرلمان في بغداد تم اختيارهم بصفتهم الدينية، وبالرغم من ذلك، فان البطريرك لا  يمكنه او ليس مطالبا بان يحاول فرض أي مطالب عليهم. ولو افترضنا حسن النية وهو متوفر باعتقادي، فان اجتماع البطريرك بممثلي الكوتة المسيحية كدعوة عشاء، طبيعي جدا ولا يمكن ان يتم توجيه اي لوم حول الامر الى غبطته. فكما قلنا ان للبطريرك رسالة واراء ويمكن خبرات ومعلومات، قد لا تتوفر للنواب، ويمكن انهم سيبذلون جهودا كبيرا وزمنا طويلا للوصول اليها. واراد غبطته احاطة ممثل الكوتة المسيحية بها وبنصائح هي على الاكثر عامة وتدعوا للوحدة وعدم التشنج والتعصب الايديولوجي. ولكننا لا يمكننا ان نلوم السيد عمانوئيل يوخنا بسبب عدم حضوره، وقد تكون له اعذاره الحقيقية، التي منعته من الحضور. وخصوصا ان اسلوب الدعوة كان فيه نوع من الاستعلاء، او هكذا يمكن ان يستشف المرء منه، لانها دعوة من قبل البطريرك ولكن من يقوم بها او يوصلها هو نائب زميل.  ويبقى ان السيد عمانوئيل خوشابا باعتقادي انه اخطاء حينما حمل دعوة العشاء او اللقاء ككل اكثر مما يحتمل، فلم نسمع او نقرأ  انه كان هناك مقررات او اتفاقات تمت خلاله. كما ان تذيله ما نشره لم يكن موفقا ابدا، فالمفروض انه كان يجب ان يذيله باسم ممثل كتلته وهو الامر الافضل.
الظاهر ان هناك صراع ما بين الكنائس وان كان خفيا، واشعلته الكنيسة الكلدانية، حينما قررت الخروج من مجلس رؤساء الطوائف المسيحية، والذي فسره البعض انه الرغبة في جعل كل الكنائس تحت إبط الكنيسة الكلدانية او تحت إمرتها، علما ان ما طرحته الكنيسة الكلدانية كان قابلا للنقاش وبيان خروجها كان مبررا الى حد ما،  وكان يمكن مداراة المخاوف من فرض الوصاية وغيرها بوضع نظام يكون مرنا وحافظا لمشاركة الجميع. وخصوصا انه كان هنا مشاركة كيانات مستقلة احداها عن الاخرى، تحت يافطة مسيحية واحدة. عدا فقرة تم التركيز عليها وهي انه بما ان اتباع الكنيسة الكلدانية اكثر من الاخرين فمن حقها، قيادة المجلس. وهي هنا تكرس ما تم العمل به في العراق كله، على اساس الاكثر عددا، في ما يمكن العمل لدعم مساواة المكونات بغض النظر عن العدد. فالكنيسة المشرق الاشورية، مثلا رفضت الوحدة مع كنيسة روما بشروط روما، لانها تعتبر نفسها مساوية لها، رغم البون الشاسع بين عدد مؤمني الكنيستين. وكنيسة روما تتعامل معها على اساس الاحترام والمساواة، وكما قلنا رغم الاختلاف الكبير في الامكانيات. من هنا كان هناك حساسية ما من محاولة كنيسة بابل على الكلدان، فرض رؤيتها على الكنائس .الاخرى
ففي الوقت الذي لا يمكن للكنيسة اي كنيسة ان تمثل كل المسيحيين في العراق، فانه من غير المطلوب او المرغوب ان يكون عضو البرلمان خاضعا لبطريرك معين، فعضو البرلمان لم ينتخب ممثلا لكنيسة ما، بل انتخب ليمثل مجموعة معينة، ويبقى ممثلا لكل العراقيين ايضا حسب الدستور.
من هنا نحن نوافق على القول ان من مهام السياسي ان يكون منفتحا، ويحاول ان يلتقى الجميع وخصوصا من كان بوزن غبطة البطريرك، والتحاور مع كل القوى الممثلة للمكون المسيحي امر ضروري سواء كان هذا التمثيل دينيا او من خلال الاحزاب الممثلة للطموحات القومية للمكون المسيحي. ان عضو البرلمان هو رجل سياسي، ولكي يقوي قاعدته وتحالفاته، ولكي ينجح في ما هو مؤتمن عليه، فهو بحاجة الى العمل من اجل كسر الحواجز التي تحصره في بوتقه ضيقة. ومن هذه الناحية فان ممثلي المسيحيين في البرلمان العراقي لم يرتقوا ابدا الى هذا المستوى. ونود حقا ان يكونوا بمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم. ولذا فيجب ان يخرجوا من البوتقات الايديولجية، وينخرطوا في العمل الجماعي من اجل تحقيق تحالفات حقيقية وعلى اساس تبادل المصالح، ليس لزيادة رواتبهم او ضمانات اخرى، بل لتحقيق الهدف الذي من اجله هم في هذا المحفل. فهل سيدينون ممثلي كوتتنا للاطراف التي دعمت حضورهم هناك ام انهم سيعملون من اجل الطرف الذي يمثلوه حسب الكوتا بالنهاية.
 

30
اختطاف الكاتب الاشوري المعروف سليمان يوسف في القامشلي اليوم مساء

قيام ثلاثة سيارات من قوات السوتورو (الدورونويو) او حزب الاتحاد السرياني، بخطف الكاتب المعروف والناشط القومي ‏والعضو القيادي السابق في المنظمة الاثورية الديقراطية، الاستاذ سليمان يوسف يوسف. وكانت الاتهامات قد وجهت قبل فترة الى ‏نفس الطرف اي الدورونوي حول قيام اطراف بضرب الملفونو عيسى رشيد (رئيس مناهج اللغة السريانية في رابطة نصيبين ‏للكتاب السريان).
للمزيد

 ‏http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,905660.0.html

31
عندما يخطف الخبر الانسان




تيري بطرس

كنت مهتما بالكتابة حول المقالات الاخيرة والتي نشرت حول التصريحات المتبادلة بين غبطة البطريرك مار لويس ساكو والسيد ‏عمانوئيل خوشابا، عضو البرلمان العراقي عن الكوتة المسيحية، حينما سمعت بالخبر المؤسف والمحزن، حول قيام ثلاثة سيارات ‏من قوات السوتورو (الدورونويو) او حزب الاتحاد السرياني، بخطف الكاتب المعروف والناشط القومي والعضو القيادي السابق ‏في المنظمة الاثورية الديقراطية، الاستاذ سليمان يوسف يوسف. وكانت الاتهامات قد وجهت قبل فترة الى نفس الطرف اي ‏الدورونوي حول قيام اطراف بضرب الملفونو عيسى رشيد (رئيس مناهج اللغة السريانية في رابطة نصيبين للكتاب السريان). ‏
لا انكر انني شخصيا كنت ارى ان مواقف الاستاذ سليمان ليست عملية ولا تفتح باب للحوار، وخصوصا في اتهاماته المباشرة ‏لحزب الاتحاد السرياني بانه صنيعة اطراف كوردية. شخصيا بت اعتبر مثل هذه الخطابات قد تجاوزها الزمن، فاذا كان هناك ‏طرف يرى ان تعامله مع دمشق هو الطريق الصحيح، فلما لا نقر بان التعامل مع معارضي دمشق ايضا فيه صحة ما وهو مسألة ‏راي. وخصوصا اننا لا نملك مؤسسة شرعية تنبثق منها المواقف الملزمة للجميع. نحن بتنا ندرك قوة تنظيماتنا السياسية، سواء في ‏سوريا او العراق، وغالبا ما تلجاء هذه التنظيمات للتحالف او الانضواء بصورة ما تحت مظلة اطراف اخرى، لكي تحافظ على ‏وجودها، وامكانية تقديم ما يمكنها تقديمه لشعبنا. ان تجريد هذه التنظيمات او اعضاءها من نياتها الصافية في خدمة ومحبة شعبها ‏باعتقادي امر لم يعد مقبولا، الا من ثبت عليه امر الخيانة. ويجب ان يكون اثبات ذلك تحت شروط صعبة وليس كل من هب ودب ‏يمكنه ان يوجه مثل هذا الاتهام الشنيع لمن يختلف معه.‏
‏ ان الاستاذ سليمان يوسف كان ايضا من معارضي دمشق الاشداء، لا بل يمكن القول انه كان احد اكثر المعارضي جرأة في تحديه ‏لما كانت تقومه الحكومة السورية وانصارها وحزبها حزب البعث العربي الاشتراكي، وهذا منذ زمن سبق قيام الثورة السورية في ‏عام 2011  وكل ذلك وهو متشبث بالبقاء على الارض السورية، رغم القاء القبض عليه مرارا.‏
نشر الاستاذ سليمان يوسف في الثلاثين من شهر اب الماضي وعلى موقعه في الفيس بوك، اقتراحا للحزب الاتحاد السرياني، يدعو ‏الحزب المذكور الى استلام واستخدام مدرسة العروبة الحكومية في وسط مدينة القامشلي وهي تقع في منطقة ذات غالبة سريانية ‏مسيحية، والتي بقت مغلقة منذ زمن والتي تسع لحوالي الف طالب، والتي استولوا عليها. استخدامها كمدرسة لتدريس مناهجهم ‏المقترحة، ولنرى نتائج ذلك، هل سيؤيد الشعب هذه المناهج ام سيرفضها؟ والحق يقال اننا لم نسمع من الاخوة في الاتحاد السرياني ‏اي رد. وباعتقادي كان رايا جيدا، لمعرفة موقف الناس من المناهج وليس فرضها فرضا. ‏
وفي الخامس والعشرين من شهر ايلول، نشر ايضا النص التالي مع تأكيدي ايضا معارضتي للاتهامات الموجهة لحزب الاتحاد ‏السرياني او الدورونوي ((حزب الاتحاد السرياني و(الطُعم الكردي) : ثمة مسألة أساسية تجاهلها ،الأخوة في (حزب الاتحاد ‏السرياني) في طريقة تعاطيهم مع (المناهج السريانية). أنهم لم يفرقوا بين الحالة (السريانية الآشورية الكلدانية) و الحالة الكردية. ‏بالنسبة للأخوة الكورد السوريين ، قبل تفجر الأزمة السورية الراهنة 2011، لم يكن لهم "مدارس تعلم اللغة الكردية"، وليس لهم ‏‏(حرف كردي). لهذا، (المنهاج الكردي) الذي أنجزه (حزب الاتحاد الديمقراطي) بالأحرف اللاتينية، وبغض النظر عن مستوى هذا ‏المنهاج، يعد (مكسب قومي ولغوي وثقافي) مهم للأكراد السوريين. أما بالنسبة للآشوريين(سرياناً كلداناً )، لن نتحدث عن قدم ‏أبجديتهم وعراقة لغتهم السريانية، الكنائس (السريانية الآشورية الكلدانية) كذلك(الارمنية)، لها مدارسها الخاصة وهي تعلم اللغة ‏السريانية والارمنية منذ ما قبل استقلال الدولة السورية . لكن (حزب الاتحاد السرياني) تعاطى مع قضية (التعليم السرياني) كما لو ‏أن هذه (المدارس السريانية) العريقة غير موجودة ولا من مناهج تعليم باللغة السريانية، وهي مناهج جديدة وضعت باعتماد طرق ‏تعليم حديثة، من حيث الشكل والمضمون، تجمع بين (التربوي والاجتماعي والتاريخي والمعرفي). حزب الاتحاد السرياني يريد أن ‏ينسف كل ما هو موجود خاص بالتعليم السرياني، ويفرض مناهجه بقوة السلاح ، ليقول للعالم " انا الذي اسست المدارس السريانية ‏في سوريا ووضعت مناهج التعليم السرياني وما كان يعلم قبلي لم يكن سوى تراتيل وطقوس كنسية دينية". تماماً مثلما فعل في ‏تسعينات القرن الماضي حين أوفد الحزب كوادره من الخارج الى سوريا، حيث تعاطوا مع الساحة القومية وكأنها خالية من ‏‏(الأحزاب والحركات السريانية الآشورية)، وبدأ اعلامهم "الديماغوجي" يروج لهم "على أنهم طلائع العمل القومي الآشوري ‏السرياني في سوريا ولا أحد من قبلهم تناول قضية الآشوريين السوريين"، والحقيقة أن اعلامهم لم يكن حينها سوى بوقاً رخيصاً ‏للنظام السوري‎. ‎إذا ما أصر حزب الاتحاد السرياني على تنفيذ "أجندته الخاصة" على (المدارس السريانية)، سيشعل (فتنة داخل ‏البيت السرياني) من شأنها أن تنسف، ليس ما هو موجود من تعليم سرياني، بل ستزعزع ما تبقى للآشوريين( سرياناً/كلدانا) من ‏وجود في الجزيرة السورية. أخشى ما أخشاه أن يكون هذا هو (الهدف الحقيقي) لحزب الاتحاد السرياني، في هذه المرحلة ‏المصيرية. وقد يكون (قرار فرض المناهج السريانية) لحزب الاتحاد السرياني وسيطرة الحزب على المدارس السريانية بقوة ‏السلاح "طٌعم" وضعه له مُضيفه(حزب الاتحاد الديمقراطي) في ما يسمى بـ "الإدارة الذاتية" اللاديمقراطية، بهدف زعزعة الوجود ‏الآشوري(كلداني/سرياني والمسيحي). يبدو أن (حزب الاتحاد السرياني) غير قادر على بلع وهضم (الطُعم الكردي) ،ولا هو قادر ‏على لفظه والتخلص منه؟؟؟))‏‎
عقبت عليه بالاتي ((باعتقادي أن المنشور ماعدا الفقرة الأخيرة منه. يجب أن يأخذه الأخوة في الاتحاد السرياني بداية للحوار الذاتي ‏ومع الأطراف الأخرى من شعبنا. نعم للحوار)) بغاية افتتاح نافذة حوارية، تعتمد النقاش وتبادل الاراء وطرح البدائل ان وجدت، ‏وعدم التمترس خلف الشعارات القومية والمزايدات التي لن تفيد عملنا القومي ابدا.‏
باعتقادي ان عملية احتجاز حرية كاتب حر بوزن الاستاذ سليمان يوسف هو خط احمر، ما كان على حزب الاتحاد السرياني ‏تجاوزه ابدا، مهما كانت الخلافات التي كان يمكن حلها بخلق قنوات تبادل الراي، وطرح الامكانيات المتوفر.‏
‏ ان حزب الاتحاد الكوردي، والمؤسسات التابعة له، اليوم هو ثاني قوة على الارض السورية، بعد حكومة دمشق، وهو يحضي ‏بدعم الولايات المتحدة الامريكية، وسيدوم دعمها له لحين الاتفاق مع موسكوا على مستقبل ما لسوريا.  ولان الحزب المذكور بات ‏يحكم تقريبا شرق الفرات كلها من اقصى الغرب الى الحدود العراقية، اي ان نهر الفرات هو الحد الفاصل بينهم وبين قوات ‏الحكومة السورية، ما عدا بعض القوات في مدينتي القامشلي والحسكة والتي تتعامل مع قوات سوريا الديمقراطية كقوات امر واقع. ‏فاذا كانت الحكومة وقواتها تتعامل مع قوات سوريا الديمقراطية والقصائل المنضوية فيها ومنها قوات السوتورو كامر واقع، فما ‏بال احزابنا لا تدرك ان من الامور السياسية هو ادارة الامور والتعامل مع القوى الموجودة، لتحقيق المصالح الانية لشعبنا على ‏الاقل. ‏
من على هذا المنبر نضم صوتنا الى صوت كل الاخوات والاخوة التي علت والتي تطالب باطلاق سراح الكاتب سليمان يوسف ‏وباسرع وقت، فحريته من حريتنا كلنال. والحرية تعني حق الاختلاف وطرح البدائل، لا بل ان تمتع الناس بالحرية يفتح اعين ‏الجميع على القصور القائم. فهل سيكون حزب الاتحاد السرياني و قوات السوتورو بمستوى المسؤولية. ام ان لجؤهم لمثل هذا ‏الخيار هو دليل ضعف حجتهم؟

32
تذكير للمرشحين بالوثيقة المنسية وبواجباتهم

 
 
 

تيري بطرس
 
قبل سنة من الان تم اعلان الوثيقة السياسية لضمان حقوق المكونات القومية والدينية في كوردستان، والظاهر ان المسؤولين او من وقع على الوثيقة  والتي هي المجلس الاعلى للاستفتاء، ربطوها فقط بحملة استفتاء اقليم كوردستان، والا ما الذي جعل الوثيقة، تنام في ادراج مكاتب البرلمان القائم.
يمكن القول في هذه الوثيقة، انها تعرضت لهجوم كبير من بعض ابناء شعبنا، واعتقد انه يمكن القول، ان الهجوم قد يكون محقا من نواحي كثيرة، سواء من ناحية الصياغات او حتى النوايا. وطبعا مسألة الظروف المحيطة، قد تكون خير مبرر لاي تقاعس عن تنفيذ او تطوير الوثيقة. من هنا يظهر انه من حق البعض ان يراها كوثيقة انتخابية او ارتبطت بالاستفتاء او وعود او مزايدات انتخابية، لا يؤمن بها احد.
بالطبع ان النتائج التي توختها الوثيقة او ارادتها كمرحلة لبدء تنفيذ ذلك، لم تتحقق بسبب الظروف الدولية وممانعة العراق، من خلال تمكن الاطراف الاخرى من تقسيم القوى الكوردية المختلفة في اخر لحظة، مما سهل تقويض المسعى  لتنفيذ ما حققه الاستفتاء من نتائج، ليس فقط اعلان دولة تحت تسمية كوردستان، لا بل حتى في تطوير الدولة العراقية وتحويلها الى دولة مدنية قادرة على لم كل ابناءها وربطهم باهداف عليا موحدة، وحقوق متساوية.
ولكن ماذا عن الوثيقة بعد مرور عام على اعلانها، هل هي حقا كما قيل عنها، او انها عبارة عن ورقة لا طائل ولا فائدة منها. ام انها مرحلة وخطوة في مسار ترسيخ مفهوم حقوق شعبنا، او الحد الادنى لما يمكن القبول به، بغض النظر عن الموقعين او حتى التنفيذ الحالي.
باعتقادي انه سواء كان ما مذكور فيها اعادة او تكرار لما كان موجود في الدستور العراقي (علما انه لو كان الاستفتاء قد نجح، فانه اقليم كوردستان ما كان سيتعامل بالدستور العراقي)  او المواثيق الدولية، او ورقة حقوق المكونات، فانه سيعتبر اضافة وخطوة اخرى في مسار ترسيخ المطالب القومية. ولكن هذا لا يلغي بالطبع الملاحظات القانونية وحول الصياغات عنها.
مشكلة البعض انه يطرح افكارا لا تتلائم مع الواقع القائم، بالرغم من رومانسيتها القومية. وبدلا من طرح الافكار التي تعتبر خيالية، مثل تغيير تسمية الاقليم والفدرالية المستقلة عن الاقليم والمرتبطة ببغداد، ضمن واقع معقد ديموغرافيا. فان الدعوة الى العودة إلى الوطن وضمانات اقتصادية وقانونية لهذه العودة وترسيخها، باعتقادي سيكون افضل، في حالة تم تحقيق استقرار امني واقتصادي في اقليم كوردستان. وهذه العودة يجب ان تكون بحركة جماهيرية نابعة من ابناء شعبنا.
اليوم مطلوب من مرشحينا، ان يدركوا ان كل خطوة  يجب ان تبني عليها خطوات اخرى اهم وافضل. لا تزال بعض القوى ذات الافق السياسي القصير، والتي تحسب مسألة الحقوق حساب تجار البازار، تعتقد ان اي تمتع بحقوق للاخر، يعني الانتقاص من حقوق الكوردي، وهو امر في غاية السذاجة، وتحويل مسألة السلم الاهلي وفتح افق التطور والتلاقح تحت مظلة الحريات، الى قضية واحد زائد اثنين يساوي ثلاثة. من هنا يجب على مرشحينا الفائرون بالترشيح لعضوية برلمان اقليم كوردستان، ان يرتقوا ليس فقط في قدرتهم على الحوار والنقاش، بل في قدرتهم على فهم الامور والقضايا بصورة اكثر عمقا، من خلال دراسة التجارب الدولية وما حققته الدول التي تتمتع بالسلم الاهلي والتعددية المبنية على المشاركة الحقيقية والفعلية في القرار السياسي. وتنفيذ كل القرارات المتعلقة بحقوق المكونات او الاقليات وحسب القرارات المتخذة وقرارات الامم المتحدة بهذا الخصوص، ومن ثم القدرة على بناء تحالفات قوية داخل البرلمان مبني على المصالح القومية، تتبنى مثل هذا الخطاب. لانه في النهاية هو الخطاب الصحيح لبناء وتطوير الاقليم وادخاله في مصاف الدول او الاقاليم الناجحة. ولبناء دولة مدنية او لنقل اقليم تحكمه القيم المدنية،  بات من الضروري الاهتمام بالتعليم ومراقبة المناهج المنحازة لتاريخ ودين مكون معين لحد التجاوز واعتبار بعض مجرمي الحرب كابطال، وهذا ما ينمي روح العداء في الفرد وعدم القدرة على تفهم حقوق الاخرين، كما انه يعتبر اعتداء صارخ على مشاعر من عان اهلهم من الابادات التي اقترفوها، ولعل ايراد بعض الامثلة امر ضروري، كذكر محمد كور الراوندوزي، وبدرخان بك، وسمكو. فانا لا يمكنني ان افهم كيف لشعب يريد ان يبني دولة عصرية وهو لا يزال يفتخر باناس لم يقدموا حقا لشعبهم امر مهما، هذا ناهيك عن كونهم قد اقترفوا مجازر بحق جيرانهم دون اي وازع من ضمير وبلا أي سبب مقنع كدخولهم في حرب ضد هؤلاء المجرمين.
المطلوب من مرشحي شعبنا الفائزون، في الانتخابات القادمة. متابعة كل القوانين الصادرة، لانها تتعلق بمصالح ابناء شعبنا في الاقليم، وتقييمها ومدى توافقها مع مصالحنا.وهنا لا بد من التنبيه لمن سيكون ممثل شعبنا، للاستعانة بابناء شعبنا ممن يمتلكون خبرات قانونية في معرفة مدى قانونية او قوة وصحة اي امر يراد تشريعه ومدى خدمته لشعبنا. وباعتقادي انه امر مهم يقوم به كل من هو عضو في المجالس التشريعية على مستوى العالم، لانه ليس مفترضا بعضو مجلس النواب ان يكونوا كلهم او اغلبهم  حاملي لشهادة عليا في القانون.ان عضوية البرلمان ليست امتيازا يمنح للبعض، لانه خدم حزبا معينا او شخصا معينا او لانه يمت بالقرابة لفلان او علان، او هذا هو المفروض.    ان كون الانسان عضو برلمان، يعني تمتعه بحصانات معينه تمنحه القدرة لقول رايه والذي يجب ان يكون راي ومخاوف من انتخب باسمهم. لا بل انه يمكنه ان يخرج من تحالفه ان راى ضرورة ذلك لمصلحة الشعب والناس الذين انتخبوه.  
العمل من اجل ترسيخ وجود شعبنا وضرورة مشاركته في كل مفاصل الادارة والامن والتخطيط والتنفيذ السياسي. بالاضافة الى ضمانات ليتمكن ابناء شعبنا من اقامة مشاريعهم الاقتصادية والعمرانية والحفاظ على ممتلكاتهم واعادة المستولي عليها او المتجاوز عليها او تعويض ابناء شعبنا تعويضا مجزيا، وضمان عدم فرض شركاء بالاسم، اي ان ياتي شخص متنفذ ويفرض نفسه شريكا بنسبة معينة قد تصل إلى النصف، في مشروع ما، مقابل السماح باقامة المشروع.
فهل سنرى الوثيقة التي وقع عليها قبل عام من الان وقد صارت وثيقة قانونية باخذ كل الملاحظات التي كتبت عنها. ام اننا سنجد اعضاء خاملين لا صوت لهم ولا دور. هذا ما سوف نراه في قادم الايام فيهم  وفي من يمثلنا في بغداد

33
اسئلة لا تزال تشغلني، فهل انتم معي؟
 
 
 
تيري بطرس
أسئلة تراودني، أحيانا اشعر باننا بتنا في متاهة لا قرار لها، أو إننا لا نعرف الأسئلة الصحيحة لما نعانيه. نحن مرضى بمرض لا يمكننا ان نشرحه لطبيبنا المعالج، قد يكون هو التوصيف الصحيح، ولكن الطبيب هو منا نحن ايضا، إذا لا يمكن لأي احد أخز ان يعالج مرضنا ويفهمه. هناك محطات من المفترض إننا عبرناها، وتمكنا من ان نضع حلولا لها، ولكن الملاحظ ان أسئلتنا ونقاشاتنا لا تزال تدور حولها أو اعتبارها غير محلولة لحد الآن، ان لم نتمكن من ان نضع النقاط فوق الحروف، فإننا سنبقى ندور في هذه الدائرة المغلقة.
بعد نقاش طويل وصراع وحروب، تمكنت أحزابنا ومن خلال تجمع أخراب ومؤسسات شعبنا، من التوصل إلى ان التسمية الثلاثية لشعبنا، هو حل ضروري، ولأسباب منطقية. وهي ان التسميات الثلاثة، هي تاريخية وهي من يتسمى بها جزء من أبناء شعبنا. وكانت التسمية كلداني سرياني أشوري، تسمية تتوافق مع رغبة اغلب القوى السياسية. اليوم يحاول البعض اعتبار هذا الحل هو احد مشاكل شعبنا، علما ان شعبنا لم يكن احسن حالا مما هو الان. ان مخاض التسمية الثلاثية لم ينضج بعد بالتأكيد، ولذا فإننا لا يمكن ان نحمله اي مسؤولية لما ال اليه وضعنا القائم حاليا. ولكن ان اعتقد البعض ان القبول بالتسمية الثلاثية رسميا سيكون البلسم الشافي لكل المشاكل فهو اعتقاد خاص ليس ملزما لأي احد. ولكن التسمية الثلاثية كانت حلا لأحدى المشاكل. والمعروف ان التسمية الثلاثية لا تلزم  اي احد ان يقول انه كلداني سرياني أشوري، بل بمجرد ذكر احدى التسميات اي اي منها ليفهم الموظف الرسمي ان القائل هو من خانة الكلداني السرياني الاشوري في الاوراق الرسمية. ان التغني والتفاخر بهذه التسميات هو لنا جميعا، ولن ينقص من اي احد من الاخرين، بل هو فخر واعتزاز بالكل. ان مطالبة اي طرف، بفرض ولو نظريا احدى التسميات لاي حجة كانت، هي مطالبة عدوانية، بحق، لأنها تعبر عن تجاهل مشاعر وثقافة وتربية الاخر. والمشكلة الأهم والتي لا نوليها اي أهمية، ان مسألة الفرض غير متوفرة لنا، بل تفتح الباب واسعا، لتدخل الاخر في شؤوننا، لأننا سنجاء اليه لكي يدعم خيارنا والذي نريد ان نفرضه على أخينا، مما يسمح له بان يساومنا. اما ان ننتظر من الاخر ان يكون معي وضد اخي ودون ان امنحه مقابل ذلك شيئا، فهذا وهم وسراب وخراب بيوت وجهل بالسياسية وعملها. ان محاولة العودة ومرارا وبدون اي سبب منطقي لطرح هذه الأسئلة التي لا معنى لها، والتي تم حلها على أساس احترام كل الخيارات، على الأقل رسميا، معناه إننا نرضى بعدم الحل وعدم التقدم خطوة إلى الأمام. والدليل ان الكثير ممن يحسب على النخبة المثقفة، لا يزال شغله الشاغل والاهم هو الانتصار لتسمية معينة ومحاربة التسمية الثلاثية التي لا تؤثر على وجود وسعة انتشار اي من التسميات الاخرى. فهل نمنح لانفسنا فرصة للاستراحة من مثل هذه الحروب التي لا معنى لها بحق السماء. ان من يدعي ان التسمية كانت سبب تخلفنا وتراجعنا، عليه ان يعيد النظر مرة اخرى إلى ما قبل نشؤ هذا الجدال. هل كنا افضل أو احسن أو أقوى؟ ام ان الحال كان كما هو الان.
سؤال طرحته سابقا، وهو هل نضالنا السياسي يرمي إلى التحرر الوطني أو إلى الحصول على الحقوق المشروعة وبما فيها المساواة التامة مع بقية المكونات. لأنني حقا في حيرة من امري، ليس لانه ليس لدي جواب على ذلك، ولكن للتخبط الذي نحن فيه. فان كنا حركة مطالب قومية، وعدالة ومساواة، فمن الاولى لنا ان ندرك إننا لن نعيش في وطننا التاريخي لوحدنا، بل مع بقية المكونات الاخرى، وهم العرب والكورد والتركمان. وعلينا ان ندرك إننا لن نحصل على حقوقنا بالعداء لطرف معين بحد ذاته. اي نعم سنعادي من يرفض حقنا، من يرفض مساواتنا، من يتجاوز على حقوقنا. ولكن الوطن الذي نريده والصورة التي نريد ان نجسدها لهذا الوطن، لا يمكننا ان نجسدها دون التعاون مع المكونات الاخرى جميعا، لان اي طرف بإمكانه تعطيل ما نريده في ظل موازين القوى الحالية. إذا الاولى ان ندرك موقع قدمنا وكيف نبني تحالفاتنا، التي قد تؤدي إلى بناء مستقبل مشترك وزاهي للجميع. وان لا نبني تحالفاتنا على اسس ما حدث في الماضي. لنتعلم من التجربة الالمانية الفرنسية قليلا، والتي تركت الماضي خلفها، ونظرت إلى الامام. في العمل السياسي المستقبلي، ليس مطلوبا أو شرطا، ان يكون الطرف الاخر متكاملا من كل النواحي، فنحن لسنا كذلك ايضا، بل هي صورتنا في مخيلتنا فقط، فلنعرف صورتنا لدى الاخر كيف هي. في الوطن، العراق نموذجا، لا زال هناك انا والاخر، انا لا اعلم عن الاخر الا النذر اليسير، والاخر قد لا يعرف عني الا اقل القليل، نحن بحاجة لزرع بذور الانفتاح ومعرفة الاخر، نحن بحاجة إلى ان نلقن الاجيال القادمة كيف تتعايش وتحترم خيارات الاخر وتتقبلها. والامر ليس كن فيكون، نعم ان الامر يحتاج إلى نضال ونضال طويل وعسير، وعندما قلت فلنتعلم من التجربة الالمانية الفرنسية، فلنلعم انها ابتدأت مع نهاية الخمسينيات، ولا زالت بحاجة إلى التطوير والصقل. اليوم الشعارات القومية التي اخذناها من الالمان والفرنسيين، صارت شعارات بالية لديهم، غير مرغوبة فيها، واليمين القومي صار حالة متخلفة.
اما إذا كان نضالنا القومي يرمي إلى التحرر الوطني، بمعنى العمل من اجل تحرير ارضنا التاريخية من المغتصب اي كان وعدم الاعتراف بالوضع القائم. فلا اعلم لماذا كل المناضلين الداعين إلى إقامة أو تحرير اشور، يستقرون في الخارج، اي يتركون ارض اشور، ليناضلوا من المهجر للعودة إليها، علما انهم كانوا هناك اصلا؟ إننا لا يمكننا بأي حال من الأحوال تكرار التجربة اليهودية، فهناك اختلافات كثيرة بين قضيتنا وقضيتهم. كما ان المناضلين القوميين ممن يريدون تحرير اشور، كان بامكانهم العمل وعلنا الان في العراق، صحيح انه لم يكن مسموحا لهم حمل السلاح، الا انه هناك فقط يمكن ايجاد البعض ممن قد يساعدهم بالسلاح ولو من باب اشغال الاخرين ، كما ان الجبال هناك موطئ قدم جيد للاختباء والتدريب والتواصل مع القواعد الجماهيرية. ام ان في المسألة شئ غير مفهوم.
يدرك الجميع، ان شعبنا تعرض للظلم والاضطهاد القومي والديني، وكانت الاحزاب كأحدي الوسائل التي رأيناها ملائمة لإزالة هذا الاضطهاد، اي ان تعمل الاحزاب بكل الوسائل، لرفع المغبونة الواقعة على شعبنا، من قبل الحكومات التي حكمتنا، منذ أنشاء الدول الحديثة ولحد الان. اي ان خيارنا في نشؤ الاحزاب كان خيارا وطنيا، ولكننا ومنذ إقامة المنطقة الامنة ومن ثم سقوط النظام، لم نجد لدى أحزابنا اي رؤية للتحالف مع اي قوة وطنية يمكنها ان تساعدنا أو نتساعد كلانا لتحقيق بعض الاماني المشتركة. فهل بخمسة أعضاء من ثلاثمائة وثمانية وعشرون يمكن ان نغير قانون ما أو نسن قانون ما يا ترى. الم تكن أحزابنا تعيش في قوقعة ذاتية. وأظهرت حقا وفعلا إنها ليست مع خيار التحرر الوطني، لان هذا الخيار يعني عدم اعترافها بالعراق بلدا، ولا من خيار المطالب القومية، لان المطالب القومية تتطلب التحالف والتقارب وخلق ائتلافات عابرة، يمكنها ان تبني العراق المطلوب.
كما قلنا أعلاه، ان الاحزاب القومية انوجدت بالاساس لحل المشاكل التي كان يعاني منها مجتمعنا،ولضمان مشاركة أبناء شعبنا على قدم المساواة مع بقية مكونات البلدان التي نتعايش معها. والدليل ان كل أخراب شعبنا وخصوصا تلك التي تأسست قبل تسعينيات القرن الماضي، تشاركت بهذا القدر أو ذاك في العمل الوطني، بمعنى المشاركة وان كانت صورية في بناء صورة الوطن المستقبلية. وهذا ملاحظ في العراق وسورية. يبقى ان بعض الاحزاب تأسست للمشاركة في ان يكون لها نصيب من الكعكة أو من السلطة، وهو ايضا حق لها. وبالتالي لا يمكن تحميل الاحزاب وزر ما لحق بشعبنا، فما حدث في المذبحة الكبرى اعوام 1914_1918 وما حدث قبلها أو بعدها من مذابح، لم يكن للاحزاب وجود. فاقدم أخراب شعبنا المستمرة هو المنظمة الاثورية الديمقراطية والتي تأسست عام 1957 في القامشلي في سوريا. وهجرة شعبنا من العراق وسوريا سبقت تأسيس الاحزاب. ولكن أخراب شعبنا، ونتيجة لثقل التربية والممارسة الطويلة الامد لمفهوم  الذمي ، شعرت بانها مهمشة أو غير مرغوب فيها من الاطراف الاخرى، لا بل ان كون هذه الاحزاب من المكون الديني المسيحي، كان عائقا كبيرا في ان يتم الثقة بالاحزاب الاخرى، ومن هنا نرى ان الكثير من أبناء شعبنا انضوا تحت لواء الاحزاب الوطنية، أو التي رفعت الشعارات الوطنية مثل الاحزاب الشيوعية أو الليبرالية وبعد ذلك الاحزاب الكوردية التي حاولت استيعابهم من خلال تعديل التسمية إلى أخراب كوردستانية، محاولة منها لجعل نضالها نضال وطني تحرري من ربقة الاخرين. ووجد البعض ممن امن بالبعث وطروحاته وخصوصا في بداية السبعينيات، لحين افراغ الحزب من اي مضمون وطني وحت قومي عروبي وتحوله إلى حزب يخدم النظام واستمراريته.
من الواضح وبالرغم من كل النقد الذي يمكن ان نوجهه إلى أحزابنا، ان مأساة شعبنا الحالية لم تكن من نتيجة عمل هذه الاحزاب، بقدر ما يمكن ان نسجل تقصير كبيرا لهذه الاحزاب في عملها سواء على المستوى الوطني (العراقي،السوري، الكوردستاني) أو المستوى الداخلي وانشغالها في الصراعات الداخلية، وجراء الرغبة في حسم الخلافات الداخلية، تحت بعض الاطراف وخصوصا المتنفذة، والتي حاولت حماية امتيازاتها، إلى احزب وشايات وتشكيل بالاخر القومي، مما اشاع الامر وتحولت بعض الاحزاب إلى رد فعل للدفاع عن الذات للممارسة ذاتها.
في الصراع السياسي واحيانا العسكري الدائر حاليا في العراق،حيث تستعمل كل الوسائل من جميع الاطراف، لفرض أو نيل المزيد من الثروة أو من النفوذ السياسي، يعتقد الكثيرين انه لا امل لنا. وحينما يتم الطرح بهذه الصورة، فان المفهوم يعني انه ليس امام شعبنا الا الهروب. ولكن السياسية هي فن ايجاد الفرص للاستمرار والتطور، ان الوصول إلى انه لا امل، يعني قطع كل خيوط الامل وعدم الرغبة في الاستمرار. بينما لا تزال امامنا حروب اخرى قد يمكننا من خلالها ان نسجل نقاط ايجابية لصالح شعبنا. مثلا ماهي حلولنا لقضية المجلس الاتحادي، ماهي رؤيتنا لشكل ودور المحكمة الاتحادية. كيف يمكننا التأثير في سن القوانين التي تخص حقوقنا وحقوق بقية المكونات أو الاقليات. ماهي الالية التي يجب ان نعمل بها لكي نطبق الاتفاقات الدولية التي وافقت عليها الدولة العراقية، وكيف نفرض على الدولة الموافقة على اتفاقيات دولية اخرى تساعدنا في نيل وتطبيق حقوقنا ونصيبنا من الثروة الوطنية.
يتم اشغال الشعب العراقي عموما ومنه أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، بمقولة المحاصصة، وكانها امر حديث وغير مرغوب فيه، انه اشغال لحين تحقيق المطلوب. والمطلوب بناء عراق أخز، أو حتى منطقة اخرى، غير قابلة لتفريخ الارهاب وتؤمن بالتعايش ومنفتحة على الثقافة العالمية. وبقدر مسارعتنا في الانضواء تحت المنظومة العالمية، أو لنقل الانفتاح على المجتمع الدولي وقيمه، الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، بقدر ما يمكننا الخروج كعراق من حالة الاختناق التي نكبل انفسنا بها. علينا كعراقيين ان نعلن هزيمة ثقافة الصراع الابدي مع الاخر لاجل فرض القيم والثقافات. فالسياسية والمحاصصة صنوان لا يفترقان، السياسية تعني ان تساوم وبالتالي ان توزع الحصص حسب القدرة والقوة. ولكن في اطار قانون يطبق على الجميع، والصراع يكون على توزيع الثروة أو على سن قوانين معينة أو تطبيق اخرى. إذا المحاصصة التي يتم اشغالنا بها، سواء ان كانت طائفية أو قومية أو حزبية، هي من صلب السياسية، ولكن ظهورها بوجه معين اي كان تكون طائفية، يعبر عن الحالة الاجتماعية ومدى تطوره. ونحن ومجتمعنا لا يزال في الحالة الطائفية، فلا يزال الشيعي يخاف من تهميشه مرة اخرى وان كان على حساب لقمة العيش، والسني يحارب لعودة ما كان بيده ويعتقد انه الاولى به، ويخاف من سيطرة الشيعي عليه. من هنا ومن واقعنا الاجتماعي ونوع الصراع الدائر عميقا فيه وعمق مخاوفه، تظهر اشكال المحاصصة. فمثلا في اوربا المحاصصة هي بين الاطراف المتصارعة على توزيع الميزانية او الثروة وماهي اوليات صرفها، لان اغلب الفرقاء المتصارعين على ادارة البلد، قد حسموا امورهم في نوعية الدولة وشكلها والقوانين الاساسية المسيرة لها.

34
حول بيان انسحاب أبناء النهرين الأخير


تيري بطرس
((لقد عانى شعبنا الكلدوآشوري في إقليم كوردستان العراق منذ بداية تسعينات القرن الماضي من مسألة استراتيجية تمس وجوده على أرضه التاريخية بيث نهرين، وهي موضوعة عدم اعتباره شريكا حقيقيا، على الأقل في القضايا التي تتعلق بمصيره.. واقعه ومستقبله وطريقة ونمط إدارته لأموره وقضاياه القومية.)) قبل أي شئ هل احترمتم ارادة شعبنا في اتفاق أخرابة في كون التسمية الثلاثة هي المشروعة والمقبولة في العمل الرسمي وهذا البيان يعتبر عملا رسميا وليس إرادة فرد، عندما استعملتم شعبنا الكلدواشوري،وهل تدركون الباب الغير المسؤول الذي تفتحونه بهذا الاستعمال، أي إعادة الأمور إلى أولياتها؟؟
 السؤال هل كان شعبنا قبل 1991 شريكا حقيقيا في تقرير مصيره مثلا؟ ام انه ايضا كان مغيبا وبشكل متعمد، هل حدث تطور جزئ بعد عام 1991 ام لا؟ من كان السبب في تحوير وتقزيم التطور؟ لنفرض ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني، أراد سلبنا إرادتنا، واستغلال وجودنا في الكابنة الوزارية بالوزير الاوحد، واستغلال وجودنا ككتلة برلمانية في المجلس الوطني الكوردستاني، ماذا فعلنا نحن؟ هل استغلينا هذه الفسحة لكي نطور ونبني على ما تحقق ؟ اليست هذه ايضا اسئلة محقة؟
 منذ سنوات طوال نكتب ونقول بعدم تقديم المشاريع او التغييرات في الوقت الضائع، وهذا الذي قدمتموه حذرنا من انه لا يملك حظا في التفعيل، لانه اتى في الوقت الضائع ايها السادة؟ انها اللعبة المملة والتي  انتقلت من ايام تقديم قوانين تطبيق السريانية في كل مرحلة، حيث كانت تحدث في الوقت الضائع، ولكنها كانت حينذاك تحدث، لاسباب معروفة، ليس حبا بالسريانية ولكن حبا بان هناك بطل ينجز كل شئ وان كان على حساب طرح اليات ومواد تلائم المرحلة الجديدة. ماذا فعلت الكتلة التي مثلت شعبنا في المجلس الوطني لتحقيق توازن، ولكسب الحلفاء، لكي يتم تغيير القوانين؟ وكاني بكم تقولون، كان على الحزب الديمقراطي الكوردستاني ان يلغي تحالفاته ويلغي مصالحه لأجلنا، لأنه فقط حقنا، وهو كان يشعر بانه معرض الي الزوال، هل تتذكرون دخول القوات الإيرانية في السليمانية وبعدها دخول القوات العراقية في اربيل، لقد كانت لعبة يا قاتل يا مقتول، وهكذا كانت التسعينيات كلها صراع وعدم ثقة وعدم قدرة على بناء وحدة وطنية، بل ترسيخ العشائرية، لان الأحزاب بدلا من ان تكون قومية وطنية صارت بهدينانية وصورانية، لا  بل رجعت للتحالفات العشائرية. اين كنتم تريدون ان يقف الحزب الديمقراطي الكوردستاني ايها السادة؟  وكل هذا هو قابل للانتقاد ولكنه كان حالة كوردستانية بحق، حالة في قمة السلبية، تراجعت الامال بمؤسسات دولة وتعميم الليبرالية والمساواة التي كان يمكن ان تعم.
وكانت تجربة التعددية في شعبنا وصمة عار على القيادة المتنفذة في شعبنا، وحتى على الكثير من المؤسسات المحسوبة عليه في المهجر، وكلها مذكورة في مقالات سابقة، حيث صار القومي مقرونا بالحركة الديمقراطية الأشورية. في كل المحافل، وتم تهميش وإبعاد وتجريم الآخرين، ليس لما اقترفوه، وليس لأنهم خانوا، لانه لم اصلا يكن هناك اي محفل قانوني وحقوقي له الحق بوصمهم   بذلك. وبدلا من احتواء الجميع ومشاركتهم، وكانوا معروفين للمتنفذين كثيرا، اتهموا واهينوا وحاولوا اغتيالهم معنويا وماديا. اذا نحن من خرب بيتنا واضعفه، ولم نستفد مما لدينا لتطويره. اصلا لم نبحث في التطوير، اصلا لم نفكر لكي نبحث، فلماذا نضع خطايانا على الاخرين، ونطالبهم بان يكونوا اشوريين اكثر منا، ايها السادة؟. هل قال مسعود البرزاني او جلال الطالباني انهم يناضلون لاجل الاشوريين وتطبيق حقوقهم، ام انهم قالوا انهم يناضلون ويا للغرابة وبنفس الكلمات والشعارات اي كليهما، من اجل ان ينال شعب كوردستان حقوقه. اذا هل كان تحالف المتنفذين مع القوى التي لا تمتلك ثقلا في مناطق تواجدنا، تحالفا صحيحا؟ ولماذا لا تدينون ذلك مثلا؟ لقد مارست الكتلة الاشورية في المجلس الوطني الكوردستاني، ارادتها الحرة مرة واحدة، وهي حينما اعترضت ولاول مرة على توزير السيد نمرود بيتو، فاين كانت قبل ذلك. في اجتماع المكاتب السياسي للاحزاب العاملة في اقليم كوردستان، والذي دعا اليه الحزب الديمقراطي الكوردستاني، بعد هجمات 11 ايلول 2001 والذي حضرته مع الاخ يلدا خوشابا كممثل للحزب الوطني الاشوري، وجلسنا جنبا الى جنب مع الاخوة في بيت نهرين والذي مثله السيد روميو هكاري، قدمنا طرحا مشتركا، وهو العمل من اجل ايقاف المتعصبين المتدينين الذين رأوا في ما حدث وكانه انتصار للاسلام، فصاروا ينادون بالجهاد ويقومون بترهيب ابناء شعبنا، وذكرنا ببعض الممارسات في منطقة سميل كمثال، قالها السيد روميو هكاري لانه كان يجيد الكوردية افضل منا ، كان وفد الحركة ساموط لاموط، لماذا لم يؤيد على الاقل ما طرحناه، وكان جالسا في الطرف الاخر، وكانه بابتعاده عنا سيرسخ اشوريته.
في اي منطقة إدارية يشكل شعبنا الاكثرية، غير قصبة عنكاوا، هل نحن متفقين على مخرج واحد لها، من هي القوة السياسية الاكبر في عنكاوا؟ اذا كيف يمكن المطالبة بممارسة حق اداري خارج اطار القوة السياسية الفاعلة؟ والتجاوزات والتي يجب ان لا يمنح لها احد صك البراءة، اين كنا منها حقا؟ هل حاولنا وضع حل عادل ويمكن ان يحفظ حق ابناء شعبنا ويحقق مطامح الادارة. ام اننا تمنينا ان تبقى التجاوزات لكي يمكننا ان نلطم على اللبن المسكوب. اما مسألة التسمية التي توردونها في بيانكم، فهي قضية شعبنا الخاصة، وليس ملزما اي طرف ان يحلها، ولكن الدولة ملزمة قانونيا بالاقرار برغبة الشخص في انتماءه القومي والديني، على الاقل قانونيا واخلاقيا هي ملزمة. لا بل ان الاقليم كان اكثر انفتاحا ومرونة في مثل هذه القضية حينما وافق على التسمية الثلاثية التي اتفقت بشأنها الاطراف السياسية،ولكنكم وبكل خفة تلغون ذلك في مقدمة بيانكم هذا، هل تريدون من ان نفكر يسؤ نية ونقول لان الاتفاق لم يكن من بنات افكاركم. فان اقر بارادتنا تعترضون، وان لم يقر تعترضون، اختاروا خطا محددا ماذا تريدون؟ اما تأليب طرف على اخر، فنحن كنا سادتها، فنحن تألبنا على بعضنا البعض، وقد مر عنها الحديث في بداية هذا المقال.
الغريب في بيانكم هذا، وكانكم لم تتعلموا ايها السادة، ان الشعب فيه اراء ورؤى مختلفة عنكم. الغريب وكان على بيت نهرين الديمقراطي والحزب الكلداني الديمقراطي والمجلس القومي الكلداني، والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري، ان يسايروكم في كل طروحاتكم، والا فانهم مجردين من شرف الانتماء لهذا الشعب. المصالح تشتت الناس، فاذا كانوا يبحثون عن مصالح احزابهم فانتم البقية تبحثون عن مصالح احزابكم ايضا، وليس هناك احد افضل من الاخر، والمصلحة القومية قد تكون اخر ما نفكر فيه، لانه اساس ليس هناك تحققا للمصلحة القومية، التي يجب ان تنبع من مجموع مصالح كل قوانا السياسية. وانا لعلى يقين انه بقدر معارضتكم للتجاوزات على ممتلكات شعبنا، فان البقية يعارضونها ايضا، لانه امر محق، ولكنهم ليسوا معكم، برمي كل خلافاتنا وانتكاساتنا على الاخرين. علما ان دعم الحليف في العمل السياسي امر وارد، والا كيف كنا نفوز بمئات الاصوات في مناطق شبه مغلقة للاخوة الاكراد في محافظات مثل السليمانية او مناطق من اربيل لا وجود لابناء شعبنا فيها. انه مرة اخرى حل يجب ان نبحث عنه من داخل شعبنا اولا.
يبقى انه من حقكم المقاطعة، كحزب، ولكن من حقنا ان نعطي رأينا بهذه المقاطعة التي نرى انها لا ترتقي الى مستوى تحمل المسؤولية القومية في الحضور والتواجد، في المحافل التي يمكن فيها تسجيل المواقف وطرحها بجرأة، ووضع الاخرين امام مسؤولياتهم في حالة تهميش صوتنا، والاهم ولان وزننا الانتخابي ضعيف في البرلمان الاقليمي والوطني،فمن واجدبنا خلق تحالفات وطنية، مبينة على المصالح وليس على العواطف الاعلامية، لترسيخ حقوق شعبنا. هذا ناحيك عن التجارب السياسية التي يمكن ان يكتسبها ابناء شعبنا من المشاركة. ومعرفة والاطلاع على مشاريع القوانين قبل اقرارها، وان كان ممثلي شعبنا في الدورات السابقة اثبتوا انهم في واد والبرلمان وما يحدث فيه في واحد اخر. حيث كنا وكانوا يتفاجؤن بطرح قوانين للتصويت وهم لا علم لهم بها.
 فلنقل مع الاسف نرى ان ابناء النهرين مدفوعين بضغوطات قاعدتهم الحزبية، قد اتخذوا قرارا، دون ان يكون للقيادة السياسية رؤية او توضيح حول نتائج ذلك. هذا ما يمكن قوله بحسن نية وليس بسؤها. وانا اراه تهربا من المسؤولية، علما ان انسحابهم او عدم انسحابهم، لن يسحب الشرعية القومية من الانتخابات، لعدة اسباب، اولها ان هناك اطراف اخرى مشاركة، ولابناء النهرين علاقات معهم، مثل زوعا والوطني وبيت نهرين الديمقراطي وغيرهم. كما ان قاعدة الحزب الديمقراطي الكوردستاني داخل ابناء شعبنا، قد تغطي على فقدان شرعية المشاركة القومية. وهذه القاعدة لها وجود تاريخي يرقى الى اكثر من ستون عاما.
((مختصر بيان ابناء النهرين، تكرار لمقولة العرب ان الصهيونية سبب تخلفنا وانقسامنا ولكن باسماء اخرى. متى نتحمل مسؤوليتنا وبصراحة لكي يكون لنا عمل سياسي مسؤول))

35
قراءة في ما صرح به مار بشار وما كتبه مار ساكو


تيري بطرس
نيافة المطران بشار وردة معروف من خلال نشاطاته المتنوعة، وحين كان لا يزال كاهنا، كان يطل علينا بمقالات قيمة عن مختلف ‏الامور التي تخص شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. وبعد ان استلم ابرشية اربيل نشط وباعتقادي بشكل متميز لتقديم الخدمات ‏لابناء شعبنا وبالاخص بعد هجمة داعش التي جعلت كل ابناء شعبنا في مدينة الموصل وسهل موصل يترك بيوته وينتقل الكثيرين ‏منهم الى عنكاوا واربيل. قد يكون ظهر بعض الخلل ولكن يجب ان لا ننسى ان حجم المسؤؤلية والتي لا تكاد بعض الدول ان تقوم ‏بها، قامت الكنائس بمختلف اسماءها بتحمل العبء الكبير.‏
ولكن ما ظهر اخيرا من لقاءات او نشاطات قد يثير تساؤلات محقة لدى الكثيرين، ومنها اللقاء الذي عقد مع ممثل الرئيس دونالد ‏ترامب لشؤن الارهاب والسفير الامريكي في العراق. وخصوصا ما تم نقله كاماني لابناء شعبنا او ابناء المنطقة. في المطالبة بحل ‏مسألة المناطق المتنازع عليها وبشكل سلمي ووفق الدستور العراقي (المادة 140). في هذه النقطة باعتقادي ان هناك تساؤل كبير ‏ومحق، ويجب ان يتم طرحه وبحثه، ماذا يعني طرح نيافته، فبالرغم انه طرح سياسي بامتياز، بمعنى ان هناك ممثلون سياسيون ‏لشعبنا، هم كانوا الاولى بطرح مطلبنا السياسي، ولكن الظاهر ان ممثلينا السياسين، استهواهم الدق على طبول المهجر التي لا ‏ترغب في تقديم اي تنازل سياسي لاي جهة، لحين تحقيق اهدافنا القومية المشروعة على ارض الاباء والاجداد وان كان بدون وجود ‏اي شخص منا عليها. من هنا ندرك ان هؤلاء السياسين والمزايدين بالاحرى، قد عزلوا انفسهم عن اي دور في تحديد مستقبل شعبنا، ‏لانهم اصلا استقالوا من السياسية وصاروا يسبحون في الرومانسيات القومية.‏
باعتقادي ان طرح نيافته يتسق مع طموح الاخوة الكورد او الحد الاقصى لما يمكنهم التنازل عنه، اكثر مما يتسق مع طموح ابناء ‏شعبنا وخاصة ابناء سهل نينوى، المنقسم بحكم الامر الواقع، وبحكم طرح الامم المتحدة كحل توافقي دون مراعاة مشاعر ومخاوف ‏وامال ابناء شعبنا. فالاخوة الكورد من خلال الطرح اعلاه، تقريبا يحصلون على اغلب المناطق التي يسكنها الاخوة الكورد ‏والازيدية في سهل نينوى ويتم ضمهم الى الاقليم، فيما شعبنا سيتعرض الى تقسيم اخر، نادينا كثيرا بعدم الانجرار اليه، اي تقسيم ‏سهل نينوى بين المركز واربيل، وفضلنا علنا ضم كل سهل نينوى الى الاقليم، لكي يكون له وزن ديموغرافي مؤثر، ولكي يتمكن ‏من تطبيق كل التشريعات التي ستصدر لصالحه على جميع ابناء شعبنا. ومن خلالها يتمكن من تمتين وحدته القومية.‏
‏ مشكورا اكد نيافته على وجودب حضور قضية المسيحيين والازديين، وتقديم المساعدات المباشرة لهم، ولكن مرة اخرى، سنقع ‏في مطب اين شعبنا وتمثيله السياسي، ولماذا الغياب التام وهناك اطراف يمكن ان تنطق باسمه وفي ظل هذا الاطار او بالتناغم مع ‏نيافته، وبالتالي ستكون من خلال تسميتها اقله عابرة للمذهبيات. ‏
الظاهر ان الامريكين لهم عنوان واحد في اقليم كوردستان، وهو حكومة الاقليم، ومنها يستقون العناوين الفرعية، اي بمن يلتقون ‏ومع من يتكلمون ومن يمثل من، اي اننا لا زلنا من المغيبين رغم تجج البعض بانهم مستقلين وهم يمثلون الشعب. من هنا نرى بان ‏نيافته طرح نفسه ممثلا للمسيحيين، واذا لم يكن لدينا اعتراض شخصي على الامر، ولكننا نرى مخاطر مستقبلية حوله، ومنها ‏تاثيرات ذلك على هويته القومية، وصحة تمثيله من خلال رجال دين غير منتخبين لتمثيل هذه الشريحة، ومدى توافق ذلك مع الاليات ‏الديمقراطية وبناء دولة القانون في اقليم كوردستان. من هنا ومرة اخرى نرى بان احزابنا لم تلعب اي لعبة سياسية، ابدا، بل لعبت ‏العاب شعاراتية لكسب تصفيق، المنافقين والكذابين والمخادعين ممن يركبون الموجات لصالح بروز شخصي ليس الا.‏
نعم اؤيد الرسالة التي اوصلها نيافته، نحن نواجه الان حالة مأساوية، ونحن بحاجة لحل جذري، ولكن ليكن الحل ايضا لصالحنا وان ‏لم يخسر الكورد فيه شيئا. اي لا يجب ان نذهب الى حدود الطموح الكوردي، فاذا كان هناك صالح لنا من تخطي الحلم قليلا فلما لا. ‏تبقي مسألة التعايش التاريخي انا شخصيا لا اؤمن بها، لان التاريخ يكذبها، ولكن هذا الامر لا يعني ان لا نصنع التعايش المستقبلي ‏المنشود. بان نكون حلفاء ونشعر باننا متساوون ونعمل بشراكة تامة لبناء المستقبل، واحدى خطوات ذلك الحوار والعمل الجاد لكي ‏لا تسلخ مدن من بغديدا وكرملس من الارتباط ببقية سهل نينوى. والعمل من اجل تعديل التغيير الديموغرافي في تلكيف وكل سهل ‏نينوى وصولا الى شرق موصل. ‏
المثير ان اجابة الوفد على الكثير مما اثير وحتى على موقف بغداد من (( المسيحيين)) ان الوفد اكد بنقل القضايا التي تمت مناقشتها ‏الى القيادة الكوردية كونها اكثر اهتماما وقربا واصغاء لقضايا المسحيين والازدية، واكد بحمل الهموم الى بغداد وخاصة المتعلقة ‏بسهل نينوى، اي الحل اي الاحتمال الاكبر وهو الحل السابق المقترح من الامم المتحدة، بتقسيم سهل نينوى الى قسمين شمال ‏وجنوبي، ستذهب تلكيف مع القسم الجنوبي، مع ارتباط بحزاني وبعشيقة مع الشمالي. وهكذا سنجد انفسنا مقسمين بين طرفين، كل ‏منهما يدعي باننا اصل العراق، ولكننا اصل بدون فصل. اي انهم لن يحملوه الى صاحب القرار الامريكي والدولي المؤثر، بل ‏سيترك بين يدي بغداد واربيل. واتمنى ان لا تعاد علينا توصية قنصل المانيا في الموصل ابان الحرب العالمية الاولي، حينما رد ‏على رسالة بطريرك كنيسة المشرق، الشهيد مار بنيامين شمعون، ان ننصاع لما تؤمرنا به الحكومة العثمانية وان كان القتل ‏مصيرنا.‏
وقد نوه ماكغويرك في تغريدة له، باجتماع مثمر مع المطران بشار وردة.  ‏
اما غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس ساكو فقد طرح وجهات نظر، قد تختلف عن ما تم طرحه من قبل نيافة المطران بشار ‏وردة، ففي الوقت الذي يركز على الحلول الوطنية والمساواة، فان مضمون ما يطالب به هو بقاء سهل نينوى مع المركز، الذي ‏وعدت السلطة في بغداد بفتح طريقه ولكنها لم تعد او ليست بقادرة على الوعد بوحدته في ظلها.‏
وقد ركز مار ساكو على معاناة المسحيين، ودورهم واحتياجاتهم في اطار وطني لا يلاحظ صراع اربيل وبغداد في نظر الاعتبار، ‏كما في الفقرة المطولة ادناه من مقالته.‏
((كما ان أطرافاً سياسية محلية بعد سقوط النظام، تصارعت على بلدات سهل نينوى المسيحية، بهدف إعادة رسم الخريطة ‏الديموغرافية لصالحها. والساتر الذي يفصل بلدة بطنايا عن تللسقف والقوش هو خير شاهد، بالرغم من وعود الإقليم والمركز ‏برفعه.)) ((يحتاج المسيحيون والأقليات الأخرى الى تطمينات للبقاء والتواصل مع تاريخهم ومواطنيهم. يريدون ان تنظراليهم ‏الحكومة،  بنفس العين التي تنظر بها الى الآخرين، وان تُشعِرهم انهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات. فالمواطنة لا تقوم ‏على أساس الدين والمذهب، انما على قواسم مشتركة.

ثمة أمور تحتاج الى حسم سريع وواضح: كاحترام خصوصيتهم، ومناطقهم، وحمايتهم من أي جهة تستهدفهم، او أي قانون يظلمهم. ‏إنهم يحتاجون الى بناء الثقة بينهم وبين جيرانهم، في المناطق المحررة من داعش، عبر إجراءات عملية: معاقبة الجناة، وتعويض ‏الضحايا، واستعادة املاكهم، ورفع الألغام من حقولهم، واعمار مناطقهم وتحسين الخدمات ليعودوا الى ديارهم. 

الوضع يتطلب استراتيجية مدروسة، لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص، وأيضاً التوعية والتنوير والتربية على ثقافة قبول ‏الاخر، والاحترام المتبادل بين أهل الديانات، في البيت ودور العبادة، والمدرسة والمناهج، والمعلمين، ورفض أية اساءة الى أي ‏مواطن، بسبب دينه او مذهبه او عرقه او جنسه.))‏

من هنا نرى بان هناك اختلافات اساسية في ما طرحه الطرفان، متجاوزين التنظيمات السياسية لشعبنا من جهة، ومن جهة اخرى ‏مقسمين (( المسيحيين)) الى قسمين، في مؤشر قد يحمل بوادر صراع بينهما، وهو الامر الذي سيجعل المسيحيين يخسرون اكثر ‏مما هم خاسرين اصلا.‏


36
سورما خانم بطلة من شعبي
 
 
 
 

تيري بطرس
 
اثار مقطع كتبه السيد نينوس بثيو  في رده على رسالة ابناء النهرين الكثير من ردود الفعل والمقطع هو ((الا أذا كانت المبررات شخصية وشخصنة الامور , لا بل عند البعض منهم الاسباب تعود الى تراكمات متخلفة متوارثة من زمن حكاري وتفاعلت في احداث سميل عام 1933 ويبدو ان البعض لا يزال يحتفظ بها رغم سنوات قضوها في مدرسة زوعا ولكن يبدو انهم لم يستوعبوا درسا أوليا من فكر ومبادئ زوعا.)) متهما بعض من خرج من الحركة واسس فيما بعد حزب ابناء النهرين، بان دوافعهم عشائرية وانتقامية لما حدث في حكاري ومن ثم ابان احداث سميل. وبدلا من نقد هذه العودة الغير الحميدة للماضي، واتهام رفاق الدرب بان ما يسيرهم هو الفكر العشائري وانهم لم يستوعبوا حقا فكر الحركة، كل فترة انتسابهم اليها، وهو اتهام يجب ان يوجه الى قيادات الحركة ان كان الامر صحيحأ، فكيف بهذه القيادات المتمرسة، تسمح بصعود اناس عشائريون ليتبوؤوا مناصب قيادية، دون ان ينتموا حقا الى الفكر القومي العابر للعشائرية. وهناك سؤال يطرح ذاته وهو الم يكون دفع بعض القيادات للامام لاسباب انتخابية ولتحقيق مكاسب محددة، متجاوزين المبادئ والقيم التي ينادون بها.
لو كان تاريخنا قد سار باتجاه ما خططت له قيادته، لكنا اليوم نمدح تلك القيادات ونعمل لها تماثيل واحتفالات التمجيد. ولكن الامر كان مخالف لذلك، فقد كان نصيب شعبنا في النتيجة النهائية الهزيمة، التي انجب انقسام اخر وهو هجرة الكثير من ابناء شعبنا الى سوريا. وانقسام القيادة المتبقية او انكفأها وصمتها.
حسب ما تم تداوله من قبل بعض الشخصيات، في منتصف الاربعينيات من القرن الماضي، تم تأسيس مجموعة للانتقام لضحايا سميل، وكان احد اعضاء المجموعة هو المرحوم جورج (والد الشهيدة ماركريت)، الذي افشى السر، لانه كان مكلفا باغتيال مار يوالها اسقف برواري بالا. والظاهر ان الخطة كانت تقتضي قتل مار يوسف ومار سركيس ومالك خوشابا على اساس انهم كانوا سببا مباشرا في ما لحق بشعبنا. نحن هنا نسرد ما سمعنا، طبعا الخطة كما قلت فشلت وتم القاء القبض على المجموعة واطلق سراحها بعد ذلك، لان المسألة اساسا لم تنفذ. هل كانت هذه المجموعة مستقلة ام انه كان لها ارتباط بحزب خيت خيت الب، هذا ايضا لا يزال في المجهول. ولكن هذه المجموعة كانت من الشباب المندفع واعتقد وبحسب تفكيرنا اليوم، كانت نتائج اعمالها لو تحقق ما خططت له، ستجلب اضرار اكبر لشعبنا ولما حققت شيئا ملموسا. بل كان يمكن ان يستشري  فعل الانتقام بين مختلف اطرافه المتصارعة او المختلفة. اسرد هذه القصة لكي فقط انوه ان الكثيرين ورغم الم سميل وما تلاه، لم يحمل العائلة البطريركية نتائج هذا الحدث. اي نعم كان يمكن ان يتم التقليل او التغيير او اتخاذ اتجاه اخر لما حدث في سميل، ولكن الاكثرية كانت في طرف معين. وبالتالي كانت الشرعية متوفرة، حسب القواعد التي كانت سارية حينذاك. ما يتم سرده في الغالب عن اقوال اشخاص، وتقييماتهم والتي حتما تأثرت بنتائج سميل وتأثرت بالانتماءات وتأثرت بمواقف شخصية. يعتبر استسهالا في الحكم على الاحداث. مثلا مسألة هروب ابناء شعبنا من اورمي، وتحميل سورما خانم نتائجها، استنتاج خاطئ، مبني على اخبار كاذبة، وعلى عدم الدراية بالواقع، فمن هرب لم يكن الاشوريين فقط، بل الارمن ايضا، اي كل المسيحيين، والسبب ان اسلحة وذخيرة المدافعين عن اورمي بدأت تقل تدريجيا، وبعثة اغا بطرس لم يأتي منها خبر ما، والقوات التركية والعشائر الكوردية كانت تقترب تدريجيا، فخيار الخروج والالتحاق باغا بطرس وقواته صار امر واقع، والا كان الناس يشعرون بدونوا اجلهم. ولم يكن خيارا اتخذ براحة بال او بمؤامرة ما.
سرما خانم ونتيجة انها كانت متعلمة وكانت امرأة وتعمل في وسط ذكوري تسوده الافكار العشائرية، فحتما كان هناك تاثير لهذا الامر على بعض القيادات، ولان القيادات كانت عشائرية، فكريا وواقعا، فالمسألة الاهم التي افتقدوها، بعد خلافاتهم هو عدم التواصل، واصرار كل طرف على ما يعتقده. ولكن وبحسب المتعارف عليه، فان البيت البطريركي لم يتخذ قرارات انفرادية، الا في حالات الضرورة القصوى، وعدم القدرة على التواصل، جراء الظروف التي كانت سائدة، سواء من الناحية الامنية او حتى التسهيلات المتوفرة مثل البرقيات او التلفونات.
في منتصف الستينات من القرن الماضي وعند حدوث قضية الانشقاق الكنسي، كتب شخص ما من طرف اتباع التقويم القديم، مقالة نشرت في جريدة الجمهورية، وفي المقالة اتهام مباشر لاتباع المار شمعون وللعائلة البطريركية بانهم كانوا عملاء للانكليز، في مسايرة مفضوحة للفكر القومي العربي السائد حينذاك. ولكن لم يتسأل اي احد ولماذا كانت الوزارات العراقية تسير بمشورة الانكليز، ولماذا كان الملك والجيش يسيرون بمشروة الانكليز، علما ان الانكليز وبحكم انتدابهم على العراق، كانت لهم علاقات مع كل القوى العراقية وخصوصا العشائر العربية والكوردية. وبالتالي كان من الطبيعي ان يكون لهم تلك العلاقة مع القيادات الاشورية. ولكن ما اود الاشارة اليه، ان الرهان الذي كان معادي العائلة البطريركية، يدعون به وهو العراق وطننا وعلينا ان نعمل بما تقرر حكوماته، وان سار في سنوات معينه وكانه الرهان المنتصر، ولكن بالنهاية اثبت ان الدولة العراقية لم تكن ابدا، دولة مواطنيها، ولعل ما حدث منذ بداية الحرب الكوردية في 11 ايلول عام 1961 ولحد الان يثبت ان هذه الدولة لم تحترم مواطنيها ابدا، ولا الت تطلعاتهم اي اهمية. فاغلب قرانا تم حرقها من قبل انصار الحكومة وتحت انظار قواتها، وهكذا تركنا قرانا واموالنا وممتلكاتنا لقمة سائغة لمن بقى على الارض. ولعل ما حدث بعد سقوط النظام الصدامي وما عاناه شعبنا، وبمختلف طوائفة حتى تلك الطوائف التي عرف عنها السلم والخضوع والعمل بحسب ما تقره الدولة والاكثرية العربية، لم تنجو من الفكر الذي اقترف مذابح سفر بلك او سيفو. انه الرهان الخاسر نفسه.
سورما خانم لم يكن لها اي دور، ابان ترك عشائر شعبنا مناطقهم والانتقال الى اورمية، فالقائد كان مار بنيامين شمعون، وكان الدافع ايضا قلة الاسلحة، والمذابح التي كانت قد بدأت بحق ابناء شعبنا في المناطق التي تقع شمال وغرب منطقة العشائر، وكذلك الارمن، وكان فرمان مفتي الديار العثمانية قد خرج بالقضاء على الكفار منذ خريف عام 1914، وحاول شعبنا وقيادته بمختلف السبل عدم الوصول الى نقطة اللاعودة مع السلطات العثمانية، ولكن ما كان يحدث لم يترك اي مجال لخيارات. فكان خيار الانتقال الى اورمية خيار البطريرك والقيادة العشائرية المجتمعة معه.
 برز دور سورما خانم بعد مقتل اخيها مار بنيامين شمعون. فلا اعلم لماذ تحمل وزر امور لم يكن لها يد فيها. انه الفكر العشائري مرة اخرى، الذي يريد تصفية حسابات ضيقة ولا يبالي بحقائق الامور وتسلسلها الزمني.
لا اعلم عن اي املاك او اموال للعائلة البطريركية، فكل ما نعرفه، انه تم اسكانها في قرية بيبدي ومن ثم نقلت الى الموصل، وكانت تعيش كفافا، مع الادراك ان البيت البطريركي كان يعتبر بيت الكل، اي كان وبرغم الظروف يعج بالضيوف من مختلف القرى والعشائر. ولو اطلعنا على ظروفهم في قبرص، لاعتصر قلبنا الما لمعاناتهم، وللضغوط الانكليزية عليهم من خلال تقليص المعونات التي كانت تصلهم. وفي كل الظروف كانت سورما خانم تدير شؤون العائلة بحكم كونها الاخت والعمة الاكبر والمتعلمة والمنفتحة على ما يحدث في العالم. والان كلنا بتنا نعلم ما عانته في سفرتها الى لندن وكيف تم تاجيل مرة تلوة المرة انتقالها الى جنيف، بحكم مصالح بريطانيا الخاصة. والتي لم تكن هي على الاطلاع عليها. او لم تحسب حسابها. ان سورما خانم ابنة لشعبنا وابنة بارة، وهذا لا يعني انها لم تقع في حسابات خاطئة نتيجة لاستماعها لاستشارات معينة، اعتقدتها سليمة. وفي الوقت الذي نطالبها بانه كان من المفترض ان تكون بدرجة القديسة وبفهم وادراك الاهي، اي نظيفة وتدرك كل الامور الخفية،  وكانها لم تكن ابنة زمان ووضع معين. ولم ترى خلال سنوات ثلاثة اخوة لها يموتون باسم القضية وهم على التوالي هرمز الذي اعدم في الموصل، وقداسة مار بنيامين الذي استشهد بفعلة وجريمة سمكو الشكاك، واخيها الاخر مار بولص شمعون. هذا  من ناحية ومن ناحية وضع الامة والعشائر المزري والذي لم تكن تملك لوحدها مفاتيح حل مشاكله.
لقد خرج مالك خوشابا واغا بطرس للعودة الى الديار وكان خروجهم في الخريف، الم يكن خطاء كبير ذلك، وهما يدركان ان الثلوح تكسوا منطقة حكاري من منتصف شهر تشرين الاول، وان لا احد لهم هناك لكي يدعمهم ولو بالمؤن، ولكن انقسموا قبل ان يصلوا. ولذا عادوا خالي الوفاض مع انتحار القائد البريطاني الذي ايدهم. انهما كانا مع جيشهما وكانا قائدين فذين ولهم صوتهم المسموع، لما لم يتمكنا من التوصل الى حل لمعضلة اي اتجاه ياخذون، اورمي ام حكاري؟ الم يكن الموقف مفصليا وتبعته نتائج اخرى؟
اليوم مطلوب ان ندرس ماضينا وان نعطي كل شخص  حقه، ونقيم حقيقة موقفه من خلال الحقائق التي نمتلكها، وقد تظهر حقائق اخر تغير فهمنا للامور،  ولكن التراشق والاتهامات المتبادلة والتي لم تبنى على حقائق الامور، باعتقادي لن يخدم اي شئ ولا حتى الحقيقة التي يتحارب الجميع تحت رايتها. يحكي على الوردي هذه القصة، وهي عن عراقيين كان في اميركا احدهم كان شيعيا والاخر سنيا، وكانا يصرخان ويتجادلان وكانهم على وشك القتل، فسأل احد الامريكان عن سبب الصراخ والجدال، فقال له على الوردي انهما يتجادلان عن ايهما كان على حق على ام عمر، فقال الامريكي فلناتي بعلي وعمر ونسألهم ونعرف الحقيقة، فقيل له ولكنهما ماتا قبل الف وثلثمائة سنة، فرد الامريكي وهل هما مجنونا لكي يتعاركا على امر حدث قبل هذه المدة ولن يغيره اي منهما. جدالنا يشبه احيانا هذا الجدال، انه ليس من اجل الحقيقة، بل من اجل العشيرة، العشيرة التي لم تعد موجودة، لان مبررات قيامها ووجودها زالت بعد ان بتنا نمتلك بيوتا واراض زراعية ونعمل في مصانع او شركات، ونخصع لقوانين مدنية ونمارس عادات اخرى. سورما  خانم ابنة متميزة من بنات شعبنا.

37
نحن ومصباح علاء الدين في يوم الشهيد




تيري بطرس
الملاحظ، ان اي مقابلة تلفزيونية او اذاعية اولقاء امام الجمهور او ندوة، ثقافية او ادبية او دينية تقام او تبث في وسائلنا الاعلامية ‏ومؤسساتنا الثقافية، السؤال الذي يطلب من من تم احضاره للمقابلة او للندوة، الاجابة عليه هو رايه كيف يكون الخلاص من واقعنا ‏المعاش. وكان المحاظر او الذي يتم اجراء المقابلة معه، سوبر مان عصره، وبيده كل الادوية التي تعالج الحالة التي نعيشها. ‏
الواقع ان هذه الحالة هي نتيجة للرغبة في الخروج من حالة الضياع التي نعيشها كلنا بلا استثناء. ولذ نريد حلا سريعا يغيير حالنا من ‏الواقع الراهن الى اخر نتمناه، تتوحد فيه قوانا السياسية ويكون لنا وطن خاص بنا، وتتوحد كنائسنا المتصارعة ويكون لكل شخص ‏منا وضعا اقتصاديا جيدا. ويكون لوطننا القوة والقدرة للدفاع عن ابناءه ضد الاعداء اي كانوا. اي نحن في الغالب نطالب بمصباح ‏علاء الدين المشهور في قصص الف ليلة ولية. وكل هذا دون ان نبذل جهدا وان نناقش وان نختلف في رؤانا وفي خياراتنا. ‏
ولكن مقابل هذا التلهف للخروج من حالة الضياع التي نعيشها كافراد وكشعب، نجد الانكفاء من المشاركة في اي عمل جماعي، ‏سياسيا كان او كنسيا او اجتماعيا ولا تذكر الثقافي اصلا. والسبب ليس المؤسسات بحد ذاتها، بل الادارات والقيادات، التي لم تتمكن ‏من ان توأم بين المطالب والواقع. نعم مطالبنا كبيرة وهي في الغالب محقة، يجب النضال من اجلها، ولكن تحقيقها في رمشة عين ‏امر مستحيل، فيجب خلق القدرة على التفكير المرحلي والتدريجي، والتفكير من اجل الاجيال القادمة وليس بالضرورة الجيل ‏الحالي.‏
ان تقسيم وتجزئة العمل القومي من كل جوانبه امر مهم، فما نريده في المهجر قد لا يلائم الوطن، وما نطلبه في الوطن قد لا يلائم ‏المهجر او ليس مهما له. من هنا الاوليات قد تختلف ولكن الدعم يجب ان يستمر في الحالتين، بمعنى ان المهجر عليه ان يدرك ان ‏بقاءه واستمرارية هويته، يعتمد كثيرا على استمرارية وجودنا في الوطن، وتوفير اسس التطوير والتلاقح الفكري لهويتنا في الوطن، ‏ورفد المهجر بالمنتوج الثقافي وبالتوافقات السياسية والفكرية لترسيخ وحدة شعبنا.‏
ولكن لتحقيق ذلك يجب على المهجر ان يفرض اوليات محددة على الوطن، فتجربة المهجر ان كان هناك شعور حقا بان هناك ‏تجربة، يجب ان توصل للوطن وقواه، وسائل محددة للعمل السياسي الداخلي. فكفى انقساما امام الاخر، نعم للتعددية، لا للتخوين ‏الكيفي، واعتماد اليات قانونية لتحقيق ذلك. للوطن ظروفه الخاصة علينا مراعاتها كما للمهجر، فالتعايش بين ابناء الوطن في الوطن ‏امر ضروري، وكما تم قبولنا في بلدان المهجر وصرنا مواطنين لهذه البلدان، يجب ان ندرك ان شعبنا يتعايش مع شعوب اخرى ‏وعليه ان يبني مستقبله معها، وعلينا دعم هذا التعايش والرغبة في بناء المستقبل.‏
هناك صراعات ثانوية وغير مهمة، ولم يكن من المهم الدخول فيها، وتجربة الشعوب التي سبقتنا كانت كفيلة بان تدعونا للابتعاد ‏عنها، ولكن مع الاسف عانينا مرارتها كثيرا، وعرقلت العمل القومي كثيرا، وشككت فيه في الغالب. ‏
بالرغم من واقعية الشعارات السياسية التي يتم طرحها في بلدان المهجر من قبل القيادات السياسية لهذه البلدان، لحد ان الناس تكاد ‏لا تحس باي تغيير في حياتها اليومية نتيجة تغيير الحكومات، الا ان ابناء شعبنا وفي تعاملهم مع الوطن ومكوناته، لم يدركوا كم ‏للواقعية السياسية من دور في عدم الوصول الى الحالة السوداوية وفقدان الامل التي نعيشها كلنا. ليس مطلوبا منا الدخول في ‏حروب طاحنة، مع احد، ولكن ليس مطلوبا منا ايضا التنازل عن حقوقنا، فكما لنا حقوق للاخرين حقوق ايضا، وعلينا العمل من ‏اجل التنسيق واقامة التحالفات التي تخدم شعبنا. ‏
للحالة القومية او اي حالة تعصبية في ظل الخوف الذي يتلبسنا من الضياع، جاذبية كبيرة ومفهومة. ولكنها جاذبية الهارب الى النار ‏من الرمضاء. ففي اي تحليل سياسي وثقافي ندرك ان الحالة القومية والتعصب القومي، يصيبهما الكثير من الرخاوة واللين في ظل ‏دولة القانون والعدالة الاجتماعية. هذا ناهيك ان امكانية فرض النصر في حرب او صراع قومي ليس خيارا لصالح شعبنا ابدا. لان ‏كل موازين القوى تكاد ان تكون لغير صالحنا.‏
اذا ان رفع سقف المطالب القومية، في احيانا كثيرة هو عامل مهم في تراجع العمل القومي على المدى البعيد، بل ان هذا الرفع يظهرنا بمظهر ‏الشعب العدواني،  علما انه لا يملك اي  مقدرات حقيقية لذلك حتى. بل يجب ان يكون سقف المطالب متوائم مع رؤيتنا لامكانية ‏تحقيقه في مديات قصيرة. مثلا سقف المشاركة في القرار السياسي على مستوى العراق او اقليم كوردستان او سوريا، هو مطلب ‏محق ويمكن تحقيقه من خلال اليات متعددة. (وجود وزراء فعالين، يشاركون في صياغة السياسة اليومية للبلد، وجود قيادات و ‏كوارد فنية وفي مختلف المؤسسات العسكرية والامنية والاقتصادية ) . ان تحقق ذلك يعني خطوات واسعة الى الامام. ومنها ‏الانطلاق الى خطوات اخرى. ولكن كمثال، طرح مطلب  لتغيير او رفض تسمية كوردستان، هو مزايدة سخيفة ولا معنى لها، لانه ان ‏اردنا ان نحقق ذلك بالاساليب الديمقراطية، فان خمسة ممثلي لشعبنا وممثل للارمن وخمسة ممثلين للتركمان لن يغيروا شيئا، في ‏حالة توحدوا. بل يحتاجون الى اكثر من ستون صوت اخرى من الاخوة الكورد. والمجتمع والاحزاب الكوردية ليست مهيئة ‏للدخول في مثل هذه المغامرة، بل كل من يدخل في ظل الحالة الراهنة سيقضي على مستقبله السياسي، اذا كيف يريدون تغيير هذه ‏التسمية؟؟ انها مزايدة وكل من يزايد في ظل عدم الامكانية فهو بالتاكيد، عينه ليست لخدمة الشعب، بل لكسب الكراسي فقط. اما ‏الطريق الاخر وهو فرض التغيير بالقوة، فلا يحتاج للمناقشة، الا اذا كنا نؤمن ان صراخنا في المهجر سيجعل الاخرين يرتعبون منا ‏وينصاعون لمتطلباتنا واوامرنا.‏
في يوم الشهيد، هل يمكننا ان نقول ايها الشهيد، ولاجل دمك الزكي، ولاجل ما تمنيته وتأملته، ها نحن نجلس جلسة مشتركة، نطرح ‏خلافاتنا وما يوحدنا وامالنا، ونناقش بروح الرغبة لبناء مستقبل اخر، من اجل عودة الحياة لقرانا ومدننا، من اجل المشاركة في بناء ‏مستقبل العراق وسوريا واقليم كوردستان. لنطرح ما نريده من حقوق لم نتمكن من ان نتمتع بها وهي حق لنا، ولن يضر احد ان ‏تمتعنا بها. لنحقق دولة مدنية، دولة قانون، دولة المساواة.‏
هل يمكن ان ندرك ان التنوع السياسي الموجود في شعبنا صار جزء من الحقيقة، تاثرا او نتيجة لمصالح فئات واسعة منه مع ‏الاخرين، وهي حقيقة سياسية ولا يمكن التهرب منها. فكل الاحزاب والافراد لها مصالح خاصة يمكن تفهمها، ويمكن ان نعي ان ‏مصلحة الامة بالنتيجة هي مجموعة مصالح مكوناتها. عدى المتعلقة بالهوية القومية، مثل اللغة والديموغرافيا والارض. ‏
ان افتراض اطراف محددة انها تمثل العمل القومي والشعب هو افتراض ذاتي وشخصي وليس افتراضا حقيقيا ولا سياسيا، فكل ‏طرف يمثل جزء من الشعب، او راي شائع فيه، او كما قلنا مصالح مرتبطة مع الاخر. فليس من حق احد محاكمة الاخر، الا في ‏حالة الاتفاق على مبادئ معينة ومحددة وواضحة، فحينها كل من يخرج عن تلك المبادئ يمكن على ضؤها محاسبته.‏

38
كنت اتمنى ان تكون اعمال الحركة مثل هذا، لامدح بها





تيري بطرس

ادناه رابط، لمقابلة تلفزيونية مع فتاة اشورية من ايران، وجدت نفسها ووجدت معنى لحياتها، حينما زارت الوطن او الجزء العراقي ‏من بيت نهرين. وهذا بفعل عمل قام به اتحاد الطلبة الكلدواشوري وبمشاركة مع منظمة كشرو وهناك مساعدة من اتحاد النساء ‏الاشوري والحركة الديمقراطية الاشورية. لماذا هذا العمل مهم ويستحق المديح والاشادة به، لانه قبل اي شئ يحقق احد اهم اهداف ‏شعبنا الا وهو الارتباط بالارض وارتباط ابناء شعبنا احدهم بالاخر. وهو هدف مهم لكي يخلق لنا قوة يمكننا ان نستخدمها في العمل ‏السياسي وندفع بها لساحة العمل وبالاخص الاعلام القومي ومسك الارض. الارض التي ندعي انها لنا، لن تكون لنا بالشعارات ‏والمزايدات التي تتشارك بها الحركة وبعض الاحزاب الاخرى، انها لن تكون بنكران الواقع القائم، ولن تكون بارتفاع حدة هذه ‏الشعارات. بل بالعودة الى الارض والسكن فيها والقبول ببعض التضحيات، من اجل بناء مستقبل اكثر استقرارا وقوة واملا. ‏
لن نحقق اهدافنا بالسب والتجريح وزرع الخوف من الاخر، بل ذلك هو الطريق الاسهل لتسليم الارض لمن نقول انهم استولوا على ‏اراضينا. ان اسهل الطريق وايسرها، هو اعمار الارض واستغلال المعلومات والتجارب المكتسبة في الغرب من اجل تطبيقها في ‏اراضينا وفي بلدنا، وحينها سنقوى وسنكون رقما صعبا يشارك فعليا في رسم مستقبله.‏
الكوتا اليتيمة كما يحلو للخالو  الاركذياقون عمانوئيل بيتو  ان يناديها، لن تقدم شيئا لنا، ان لم نتمكن من ان نصنع منها الجزء الذي ‏يجعل ميزان القوة السياسية يميل للطرف الذي نكون حلفاءه، ولكن بالتشتت الحالي وبالاتهامات المستمرة منذ ان صار زوعا رقما ‏صعبا في شعبنا، لن نكون رقما صعبا. فبالرغم الاتهامات التي يطلقها انصار الحركة الديمقراطية الاشورية، تجاه الاخرين، فمن ‏الواضح ان نفس الاتهامات تدينهم، وليس هناك ادنى شك في ان مقام يونادم كنا لا يختلف كثيرا عن الاخرين لدى القيادات الفاعلة ‏في اقليم كوردستان. لا بل كما قلنا في مقالتنا السابقة، ان الضغط الذي يمكن ان تتعرض الحركة له والذي يمكن فرض القرارات ‏عليها سيكون له سلبيات اكثر لشعبنا، باعتبار ان ما يقرره على الاقل لاعضاء هو منزه، ولكنهم ولكل من يؤيده لن يجدوا اثر ونتائج ‏ما يقترفون الا بعد فوات الاوان. وها اليوم نحن ندفع نتائج ما اقترفته قيادة الحركة خلال اكثر من ربع قرن من اعمال وممارسات ‏كانت وخيمة العاقبة علينا، نتيجة راعاتها مواقف الاخرين، ان لم نقل نتيجة تحالفاتها الغير المنطقية والتي لم تكن تتلائم وتوزيعنا ‏الجغرافي وتواجدنا . ‏
وفي العودة الى منشور للاركذياقون عمانوئيل بيتو، نؤكد على ان حالة الصراخ والهستيريا التي يتم توجيه العمل السياسي بها، لن ‏تفيد احدا حقا. وكاد ان يكون لنا املا بالاخوة في ابناء النهرين لتحسين الاداء السياسي واعمال الوعي والواقعية السياسية في العمل، ‏ولكن مع الاسف ان الجرأة التي تمتعوا بها، دفعتهم الى خط اخر وهو انهم اعتقدوا ان ناصية الحق لهم. مهما فعلوا. ونرجوا ان لا ‏يكون موقفهم معنا كموقف اعضاء ومناصري ومطبلي الزوعا. فالغاية ان كانت كما يدعوا الجميع المصلحة القومية، فنحن ايضا ‏كانت وستبقى غايتنا المصلحة القومية. اذا العمل وواقعه، تعني لنا ان تنتحاسب حول الشعارات المرفوعة، ومنها في المظاهرة ‏الاخيرة وبالاخص الاغنيات المرافقة او الشعارات التي قيلت، والتي لم تكن تتلائم اصلا الهدف من المظاهرة، والتي قلنا ان من ‏حقهم القيام بها لايصال صوتهم ورغبتهم. ولكن لتحقيق ما يصبون اليه قانونيا، عليهم ان يقيموا صداقات مع النواب الكورد، لكي ‏يتمكنوا من ايصال القانون الى رئاسته ولكي يدرج في سجل النقاش ومن ثم تحويله الى اللجان وثم لاتخاذ القرار به في القراءات ‏الثلاثة. كل هذا يحتاج الى حلفاء من الكورد، ممن لن يستهويهم ان نصفهم بالاعداء. وهذا حقهم، وهذا ابسط مسلك للعمل السياسي ‏كان يجب ان نراعيه. وكنا نرجوا ان لا يقع المتظاهرين  ممن يعتبرون انفسهم خبراء الامة في السياسة في خطأ مثله.‏
لقد كان من اسواء ما وقعت فيه المظاهرة خلوها من القيادات من الصفوف الامامية، ولم نعلم هل ان هذا الخلو كان مخططا له، ام ‏انه جاء صدفة لانشغال السيد كنا بالمهمات الوطنية العليا. وهل ما ردده السيد رعد اشايا حول منشور قال احدهم فيه ((كان الحضور ‏جيداً بقيادة( الدرجة الثانيه )من قيادي زوعا بمشاركة المفصولين القياديين في حزب ابناء النهرين ،وغياب الدرجة الممتازه من ‏الاترانايه)). فهل هذا التصور كان مخططا له من قبل البعض، ام انها صدفة فقط، مهما يكن الامر باعتقادي يجب ان يكون هناك بعد ‏هذا نقاش وتوضيح، لانه بالتأكيد ما كان سيتم القبول بالشعارات التي قيلت او الاغاني ان يتم تداولها في المظاهرة في ظل قيادات ‏من الدرجة الاولى .‏
لا اعلم حقا من يقوم بادارة انتقال واجراء الاتصالات بين الشبيبة والطلبة الاشوريين وجلبهم للوطن للمعايشة والتعرف علي الحياة ‏الحقيقة فيه، وهل لقيادة الحركة يد فيها، وخصوصا ان هذه القيادة اثبتت فشلها السياسي الغير الممكن الدفاع عنه باي صورة، اما ‏الصورة في هذه المقابلة فهي تظهر وجها اخر جيد وناصع ويمكن التعويل عليه لبناء مستقبلا افضل. فتحية لكل يد تساهم في مثل ‏هذه الاعمال وتحية لكل تطوير يرسخ من الاستفادة  للمستقبل من مثل هذه البرامج .‏
https://www.facebook.com/shamirammedia/videos/462707874243685

39
حول دعوة الاحزاب لتظاهرة احتجاجية الاثنين المقبل



تيري بطرس
دعت الحركة الديمقراطية الاشورية وحزب ابناء النهرين لتظاهرة احتجاجية، امام برلمان اقليم كوردستان العراق في اربيل. ‏للمطالبة بتعديل قانون الكوتا الخاص بشعبنا في انتخابات برلمان الاقليم. والغاية هي حصر التصويت بابناء شعبنا، والحفاظ على ‏مضمون وقيمة مبداء الكوتا. وذلك لضمان وصول الممثلين الحقيقين لشعبنا. ومن المزمع مشاركة كل من الحزب الوطني ‏الاشوري والحركة الديمقراطية الاشورية وحزب ابناء النهرين في التظاهرة المنوي القيام بها يوم الاثنين المقبل. وحسب توضيح ‏الحزبين الداعيين فانهم قدموا مشروعا لتعديل قانون الكوتا ولكن رئاسة البرلمان رفضت ادراجه في جلسات المناقشة. علما انه كان ‏قد تم ادراج مطلب اخر ليكون النائب الثاني لرئيس البرلمان من ابناء شعبنا، ولكن الطلب لم يحصل على الاصوات المطلوبة، ‏والمسؤولية تقع على ممثلي ابناء شعبنا ممن تغيب عن التصويت يوم ذاك.‏
تم اقرار نظام الكوتا نتيجة للمطالبة به، وهذه المطالبة اتت للادراك ان استنزاف شعبنا بالهجرة، جراء المظالم التي لحقت بهم، او ‏جراء التوزيع الغير المتجانس لابناء شعبنا في اكثريات اخرى، يمكن ان يغبن حقهم في التواجد في المحافل التشريعية والتنفيذية ‏الوطنية. من هنا كانت الكوتا تمييزا ايجابيا وادراكا وطنيا لضرورة تواجد ممثلي شعبنا الذي تعرضت ديموغرافيته للتشويه. وعليه ‏فان الكوتا يجب ان تعبر عن حقيقة ما يتوق اليه الشعب الذي تخصه الكوتا. ولكن المشكلة ان التلاعب بالكوتا ليس وليد هذه ‏الانتخابات التي جرت على مستوى العراق كله، بل ان الانتخابات السابقة كان هناك اتهامات لاطراف تعارض الذي جرى انها ‏استفادت من تصويت الاخرين. ‏
المطلب هو تخصيص صناديق خاصة لابناء شعبنا، سيصوتون هم فيها، ولكن امام المطلب هناك مصاعب قد يمكن ذكر بعضها ‏كامثلة، وهي كيف سنعرف ابناء شعبنا، علما ان  حقل القومية لا وجود له لا في البطاقة الوطنية الموحدة ولا في هوية الاحوال ‏المدنية ولا في بطاقة الناخب البايومترية وكذلك في بقية المستمسكات التي تقوم مقام ما ذكرناه اعلاه. هل ذكر الدين يكفي، وفي هذه ‏الحالة نحن نقر بتحويل الكوتا الى كوتا دينية، لان الدين فقط هو المذكور، وهنا يمكن ان تختلط اصوات الارمن باصوات شعبنا ‏وكذلك اصوات المسيحيين الاخرين من الاخوة الكورد او العرب الساكنين في الاقليم. ثانيا ماذا سيكون الموقف من ابناء شعبنا ممن ‏يريد ان ينتخب قوائم او مرشحين من خارج الكوتا مثلا؟ لقناعات شخصية او حزبية وهو حق مكفول له باعتبار الانتخابات حق ‏لشخص فرد.‏
والظاهر من تقديم طلب التعديل، انه لم يحضى بموافقة ممثلي المجلس الشعبي، او ان الطرفين الذين قدماه لم يستشيرهما اصلا. ‏وهنا خلل كبير في العملية السياسية، يعني ان الحركة الديمقرطية الاشورية وابناء النهرين، يحاولون عزل او انهما عزلوا ممثلي ‏ومؤيدي المجلس الشعبي من اي حراك قومي، ولم يحاولوا سحبهم الى ساحة الصراع من اجل اقرار الحق. طبعا لو كان الطلب قد ‏حصل على موافقة المجلس اوممثليه، باعتقادي لكان تاثير الطلب اكبر بكثير على رئاسة برلمان الاقليم. ولكن احزابنا تبقى اسرى ‏الصراعات والتنافسات الضيقة. فالحركة وابناء النهرين ورغم حاجتهم الضرورية والسياسية والقومية لتأييد ممثلي المجلس ‏الشعبي، الا انهم الظاهر لم يرغبوا بمفاتحتهم. من هنا من حقنا ان نشك في نية الطلب، هل هي لمخاطبة رئاسة المجلس ام لمخاطبة ‏ابناء شعبنا، اي لكسب تاييد قاعدتهم وخصوصا في الخارج؟ يبقى السؤال مطروحا لحين معرفة تفاصيل ما حدث.‏
باعتقادي ان الكوتا ليست امر خاطئا، والمسألة معمول بها في الكثير من الدول، وخصوصا الدول التي تحترم اقلياتها ولا تريد ان ‏تهمشهم. وبالاخص ان الوعي الوطني لم يتجرد من المشاعر الدينية والقومية، التي تدفع الناخب لاختيار بني دينه او قوميته. يمكن ‏ادراج نوع اخر من الكوتا باعتقادي قد يكون حلا افضلا،كمثال الفرض على القوائم الوطنية ادراج ابناء اقليات في قوئمها وفي ‏المراتب الاولى، لضمان وصول عدد كاف منهم، وضمن البرامج الوطنية، وهنا لن نكون بحاجة الى مسألة تخصيص صناديق ‏خاصة، ولكن الامر يتطلب دخول احزابنا تحالفات وطنية وفي الاقليم. ولعل مثال التحالف الكوردستاني والذي دخلته كل احزابنا ‏مرة، وكان هناك ممثل لكل حزب والحركة استحوذت عل مقعدين وحصل الوطني الاشوري على الوزارة. قد يكون مثالا للدراسة ‏والمناقشة للوصول الى مخارج افضل لشعبنا. ‏
من المشاكل الكبيرة التي تعاني منها الاقليات، باعتقادي هو عدم ارتقاء ممثلي الاكثريات الى مستوى، يمكنهم من النظر الى حقوق ‏الاقليات كمطالب وطنية ضرورية. ولعل مسأل التجاوزات والاستيلاء على ممتلكات ابناء الاقليات واستقواء البعض عليهم، من ‏خلال انتماءاتهم الحزبية او القومية او الدينية، يوضح الكثير من المعاناة التي يعانون منها، ولعل اكثر المعاناة ايلاما هي المعاناة ‏النفسية وليست الخسائر المادية، من خلال شعور ابناء الاقليات بانهم بلا سند او دعم. طبعا ان الصراعات داخل الاقليات والتي ‏يمكن بسهولة اثارتها او الاستفادة من نتائجها ايضا عامل اساسي في ضعف الاقليات وعدم قدرتها على مواجهة الاكثريات. ومن هنا ‏باتت ضرورة وجود ممثلين عنهم امرا مهما. ولكن هذا الوجود وان كان مرحبا به، الا انه لم يلغي كل ما ذكرناه من الممارسات ‏التي تحدث ضدهم. وباعتقادي من الضروري الاشارة الى ان الروح الوطنية العابرة للقومية والدين لم تتبلور، ولعل احدى تجليات ‏عدم تبلورها هو الهدر الكبير في اموال الدولة والفساد المستشري وتمكن اطراف معينة من التخلص من اقليات في مناطقها دون ان ‏تتعرص للمسائلة، مثل هروب مسيحي الانبار والموصل ومندائي البصرة والجنوب والفلوجة. ‏
ان دول العالم تحتفي بالتعددية، ولذا تمنح الاقليات حضوارا مميزا، لاظهار عمق غنى حضارتهم وتنوعها. هذا بالاضافة الى ‏قوانينها التي تدعم كل الحريات واستعداد مؤسساتها للدفاع عن الحق مهما كان من يدعيه او يحمله. وعدم انحيازها لاسباب دينية او ‏قومية او جنسية او عرقية. ولكن في بلدنا يتم قمع الاقليات والنساء ويتم الحد من الحريات والتضييق عليها، لان دولتنا بحق ليست ‏دولة المواطنة، في الغالب هي دولة الاكثرية او دولة دين او دولة قومية. ان اظهار تمايزنا ومشاركتنا والتمتع بحقوقنا، لن يتحقق ‏فقط من خلال وجود ممثلين لشعبنا. بل في قوانين تضمن مساواتنا الثقافية والدينية مع الاخرين، بمعنى انشاء المؤسسات التي تهتم ‏بالثقافة واللغة وهي وان كانت موجودة، الا انها تعاني من التهميش والتمييز في الدعم.‏
في الفترة المقبلة ليس امامنا حلول يمكن الاتكال عليها، وذلك لقصر فترة استمرار البرلمان الحالي في اقليم كوردستان، كعادة ‏احزابنا التي لا تقدم مقترحاتها الا في اللحظات الاخيرة، ولان البرلمان الاتحادي قد اجريت انتخاباته، ولن يكون هناك تغييرات ‏كثيرة عليه وباعتقادي بالنسبة لشعبنا لن تكون هناك اي تغييرات حقيقية. وعليه فان الاستمرار في الكوتة الحالية امر لا مفر منه، ‏ولكن التفكير للدورة المقبلة من انتخابات البرلمان الاتحادي وبرلمان اقليم كوردستان بات ضروريا. ومن هنا بات من الضرور ‏الدخول في حوار واتصالات مع من سيكون في البرلمان الحالي لكي يعملوا سويا لتغيير ما يروه ضروريا للتغيير.‏

40
فساد السمكة يبداء من الرأس




تيري بطرس

وهكذا هو فساد الحركة الديمقراطية الاشورية. ان الفساد هو من الرأس ونزولا، فنحن نؤمن ان ‏الكثيرين ممن انتموا الى هذه الحركة، كان انتماءهم بدافع قومي، وانهم ارادوا ان يدعموا امتهم وشعبهم، ‏ولكن الكثيرين ايضا، لم يتمكنوا من ان يرتقوا الى مصاف عضو حزبي واعي بواجبه القومي، بل اعتقد ‏انه بمجرد ان يكون بوقا، او مرددا لما تطرحه قيادته، فهو يقدم خدمات جليلة للامته. غير مدرك ان هذه ‏القيادة في الحقيقة لا تملك ماهو الجديد لكي تطرحه. ‏
قبل سنوات عقد السيد يونادم كنا، اجتماعا مع مجموعة من الشبيبة ممن المندفعين قوميا وممن ارادوا ‏حقا دعم الحركة وهي في مرحلة انطلاقا، وكانت النتيجة انهم ما ان خرجوا من الاجتماع حتى بدأوا في ‏شتم الدكتور سركون داديشو ويشككون في لقبه العلمي وفي انتماءه، بل اعتبروه عميلا. ولانني كنت ‏اعرف المجموعة، واعلم انهم لم يكونوا قد سمعوا بالدكتورسركون داديشو قبلا، ادركت ان السيد كنا قد ‏لقنهم الامر. ‏
قبل سنوات طويلة ايضا، كان السيد يونادم كنا حاضرا في بيت ي و وزوجته م في قرية زيوة الايرانية ‏وهو الان كاهن، ودار الحديث عن كاتب هذه الاسطر والذي كان يعرف باسم نرسي حينها، المهم انه ‏كان هناك من مدح في نرسي، فكان رد السيد كنا ((نعم اعرفه، وانني وفي بغداد كنت قد ارسلت كل من ‏اكنيس جبرائيل (مرزا) وجانيت  وماري لكي يتم تاديبه وتحذريه  من الكلام ضد الحركة)) طبعا الكلام ‏كاذب ولكن من يستمع اليه من الانصار والمؤيدين قد يصدقه ويصبح لديه حقيقة وبطولة قام بها السيد ‏كنا، علما ان السيدات الثلاثة لازلنا عائشات والله يطول باعمارهن، وعلما ان اثنتين ممن سماهن كانوا ‏لا يزالون يعيشون في ظل النظام الصدامي. لم يفكر ولو لحظة في الاخطار التي قد تلحق بهن، وعلما ‏ثالثا انهن ما كان يمكن حتى لو كلفوا باي امر ان يقوموا بذلك،وعلما رابعا ان السيدتان ماري وجانيت ‏لم تكونا عضوتان في الحركة. اذا شخص يطرح الامور بدون تفكير وبلا وعي، ماذا يمكن ان يقال ‏عنه؟ ‏
وقبل سنوات وتحديدا، عام 1997 قام الاسايش بغلق مقرات الحزب الوطني الاشوري، بتهمة تعاونه مع ‏الب كه كه، وبشكوى من اطراف معروفة، وقد رتب السيد كنا ارسال فاكس الى مقر السيد جلبي وباسم ‏مراسل جريدة قويامن ، نصها ان الاسايش قد قام بغلق مقر الحزب الوطني لشكوك في كونه يتعامل مع ‏حزب البعث والحكومة العراقية. و تم الترتيب ان تصل الى مكتب الجلبي خلال تواجد السيد كنا هناك. ‏طبعا قويامن لم تكن تملك مراسلا، والغباء ان يرسل مراسل جريدة الحزب الوطني، خبرا الى المؤتمر ‏الوطني العراقي، ويتهم الحزب الذي يعمل فيه بالعمالة. ‏
في خضم الصراعات التي كان شعبنا يعانيا ومحاولات التهميش، كان جل نضال الحركة الديمقراطية ‏الاشورية، في مؤتمر نيويورك 1999، ان لا يكون لشعبنا اي وجود في المؤتمر الا من خلال الحركة، ‏علما ان الايجابية الوحيدة التي حصلنا عليها في المؤتمر المذكور كانت اقرار المؤتمر بحق عودة كل ‏المهاجرين والمهجرين الى العراق واعادة جنسيتهم اليه، والمقترح قدم بهذا التعميم من قبل السيد نمرود ‏بيتو ممثل الحزب الوطني الاشوري. ‏
لقد حارب السيد كنا وعمل بكل ما يستطيع ليكون الممثل الوحيد لشعبنا في الجمعية العامة وحاول حصر ‏التمثيل به لكي يضمن عدم وجود اي شخص اخر يمكن ان يكشف تحركاته. وكاد ان ينجح في مسعاه ‏لولا نضال الاطراف الاخرى.‏
بين ما فاجاء به الناس الاستاذ سركيس اغاجان هو انه قال ان لجنة تعديل الدستور العراقي لم تتلقي اي ‏اقتراحات من اي جهة اشورية كلدانية سريانية لتعديل الدستور العراقي، ففي الوقت الذي اود التأكيد ان ‏الحزب الوطني الاشوري قد ارسل اقتراحاته الى اللجنة المذكور منذ 17 كانون الاول 2006 ولكن لم ‏يدرج اسمنا في الاسماء المذكورة والتي استشهد بها الاستاذ سركيس اغاجان لاننا لا نمتلك كتلة برلمانية ‏ولا عضو في البرلمان العراقي، والاسماء المذكورة هي للكتل البرلمانية حتى لو كانت ممثلة بشخص ‏واحد مثل الازيدين والتركمان، ولذا فنحن محسوبون في الاخرى من المنظمات ومؤسسات المجتمع ‏المدني. اقول في الوقت الذي فاجاء القول الناس فانا لم تفاجنئ ابدا فهذا ديدنا بالسيد كنا، لا بل الحقيقة ‏ولاول مرة يقولها بنفسه، اي الحركة لم تتقدم بشئ لانه يمثلها وهو موجود في لجنة تعديل الدستور‎. ‎‏ ‏وهذا يتناقض مع الادعاءات التي يقول بها حاليا السيد كنا من انه كان قد قدم وعمل من اجل ادخال ‏حقوق شعبنا في الدستور. وقد برر السيد كنا عدم تقديمهم الاقتراحات بالتالي ((‏‎ ‎نعم لم تكن هناك ورقة ‏الحركة الديمقراطية الأشورية ولكني امثل الحركة الديمقراطية الأشورية فأنا كنائب في البرلمان قدمت ‏كل المقترحات وكل الأفكار و انا جالس في لجنة التعديل (تخيل العبقرية) وحاورنا الكثير من الأطراف ‏ساعات لتثبيت الكثير من حقوقنا كمسيحيين وككلدان اشوريين سريان ... وأعود وأؤكد إن تصريح ‏السيد سركيس غير دقيق والمعلومات التي وصلته غير دقيقة . (في مقابلة مع مراسل عنكاوا ‏كوم)) ‏‎  ‎وهكذا فهو يود القول ان جميع الكيانات التي كانت موجودة في اللجنة لم تتقدم باي اقتراح لانها ‏كانت موجودة في اللجنة ليس بشخص واحد بل بعدة اشخاص، ولكن لا يقول لنا لماذا تم ذكر الاسماء ‏التالية‎.))‎جبهة التوافق العراقية وجبهة الحوار الوطني  والقائمة العراقية و التحالف الكردستاني ‏والمصالحة والتجرير والحركة اليزيدية العراقية  والجبهة  التركمانية العراقية. وايضا تسلمت من ‏جهات رسمية و غير رسمية ومن مؤسسات المجتمع المدني  و آراء عموم  المواطنين. هذا  بالاضافة ‏الدراسات والمقترحات التي تقدمت بها بعثة الامم المتحدة مكتب الدعم الدستوري و مجموعة القانون ‏الدولي)) ولم تذكر كتلة الرافدين؟
في صيف عام 2008 السيد كنا يصف غالبية تنظيماتنا السياسية بالمأجورة، ويدعي انه يعمل مع ‏المنظمة الاثورية الديمقراطية  وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني من اجل عقد مؤتمر يحدد وحدة ‏العمل القومي والخطاب السياسي، ولكنه لا يقول لنا ان كانت غالبية هذه التنظيمات مأجورة فمع من ‏سيعقد المؤتمر؟ وخصوصا وحسب ادعاءه انه متفق مع المطكستا وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني. ‏ونحن ننتظر المؤتمر المذكور لحد الان.‏
لقد قلناها منذ امد بعيد ان السيد كنا لم يقدم شيئا ولن يقدم شيئا، وطالبناه مرارا عند عملية كتابة الدستور ‏ان يبين لنا المقترحات المقدمة من قبله، ولم يفعل اذا ما الغرابة في الامر؟‎
طرح مراسل محطة العراق الحر على السيد كن هذا السؤال، وكان جوابه كما مبين تحت، وهذا في ‏الوقت الذي كان ابناء شعبنا يتعرضون للاغتيال والتهديد سواء في الموصل او بغداد اوالجنوب.‏
‏((ـ  أيـن تضـعون إذن ، بالنسـبة لمـا تفضلـتم بـه ، لجنـة التنسـيق التـي تضـم أحـزاب : الوطني ‏الآشـوري و جمعية الثـقافة الكلدانية و بيـت  نهـرين الديمقـراطي  والمنبـر الديمقراطي الكـلداني ‏ومنظمـة كلـدوآشـور للحزب الشـيوعي الكردسـتاني ، التـي تلـتقي دوريـا فـي أربيـل ؟ ‏‎
ـ  ـ  هنـاك العـشرات مثـل هـذه اللجنـة في أنحـاء العـالم في التسـميات والمسـميات ، والإنتخـابات في ‏الوطـن قـد أعطـت جـوابها ، فمـع كـل احتـرامي للجهـات التي ذكرتـها ، لكـن الإنتخـابات في الوطـن ‏أعطـت الجـواب ، عـندما أدلـى شـعبنا بصـوته وانتخـب قائمـة الرافـدين التـي ضـمت الحركـة ‏ومؤازريـها ، نحـن نـرى بـان ( عـدم اعطـاء شـعبنا اصـواته لـهم ) سـببه أنـهم يـأتمرون بـأوامر ‏خـارج شـعبنا ولا يحتـرمون إرادة شـعبنا))‏
لا يزال تصريح السيد كنا والذي ادعى فيه ان ابناء شعبنا قد خرجوا للاصطياف وليس هربا من ‏الارهاب، حاضرا في الاذهان.‏
في احد اوائل لقاءاتي بالسيد كنا دار هذا الحوار والمسجل في رسالة ارسلتها للاخ اديسون هيدو، وكنا ‏منفتحين جدا لدعم الحركة، ولكن بمثل هذه القيادة، لا يمكن ان يدوم اي انفتاح، ‏
‏((لاختصار الرسالة دعني اختصر المراحل والسنين وانتقل الى عام 1991‏‎.
في خريف ذلك العام قدم السيد يونادم كنا الى مدينة فيزبادن وشرفني بزيارته، وفي حديث جانبي بيني ‏وبينه تحدثنا عن العمل القومي ونظرتنا اليه وخصوصا بات زوعا حزبا علنيا ويعمل في المنطقة، ‏فطرحت عليه ارائي وهي كانت ان نعمل سوية ولكن بشكل تحالف ما وان لم يكن معلنا‎.
قال لماذا لا نتوحد؟ ‏‎
فقلت له ان الحزب لم يكن يوما ضد الوحدة ولن يكون ولكن لكي يتكيف اعضاءنا مع اعضاءكم، فانا ‏ارى ان يكون هناك تحالف ما  اولا ومن ثم نصل الى الوحدة او لنعمل بتبادل الادوار‎.
قال كيف؟ ‏‎
قلت انتم في الجبهة الكوردستانية ونحن حزب لا زال سريا، ولكن وبالتنسيق معكم يمكننا ان نعمل بما ‏يعزز مكانتكم من خلال القيام بانتقاد  الممارسات الخاطئة والتي لا يمكنكم بحكم التحالف السياسي ان ‏تقوموا بها،  وستكون فرصة لكم لكي تظهروا لحلفائكم انكم الافضل ونحقق ما نستطيعه لشعبنا‎.
قال السيد يونادم كنا ان رفاقك في العراق يعرضون اكثر مما تعرض‎.
وكنت حينها لم اتلقى بعد مضمون رسالة الحزب المرسلة في ايار من عام 1991 الى قيادة الحركة، ‏فقلت له انني اوقع على البياض لرفاقي وكل ما يتفقون به معكم فانا ساؤيده. (لاحظ ان الرسالة بما ‏تضمنته من مواقف دعم واستعداد للتنسيق اوصلها الحزب الى قيادة الحركة وتحديدا بيد السيد اشمايل ‏ننو6 حتى قبل ان يلتحق بالحركة معظم قياداتها اللاحقة.. ولكن الحركة ادعت ان الرسالة قد ضاعت في ‏دار السيد اشمايل ولم تصل الى القيادة مما دفعنا لتقديم نسحة منها)‏‎.
وهنا طرحنا صيغة العمل في فيزبادن.. فقلت للسيد يونادم كنا ان خير من يمكنه ان يمثلكم في المانيا ‏حاليا هو الاخ يوسف اوشانا مرخايي7، وهو عضو سابق في الحركة ومن الذين كانوا قد التحقوا بها في ‏الكفاح المسلح وهو من بلغ اعضاء الحركة بالقاء القبض على الشهيد يوبرت بنيامين، وانني زكيته ‏لانني كنت ادرك انه نشط ومتمكن من اللغة الالمانية وله علاقات مع كل تنظيمات شعبنا‎.‎‏)) علما ان ‏السيد كنا طلب مني دعم بعض الاشخاص ممن وضعهم كممثلين لحركته، وهكذا قمت خلال فترة اكثر ‏من سنة بالعمل من اجل ايصال كل بيانات واخبار الحركة للمهمتمين على الاقل في المدينة التي كنا نقيم ‏فيها.‏
اليوم اقولها واكرر ان الخراب والدمار هو بسبب السيد كنا، والاشخاص الذين لا يمكنهم تحمل اي ‏مسؤولية، بل انهم يشعرون انهم بالمسؤوليات التي على عاتقهم وبالمكانة التي هم فيها، فهم مدينون للسيد ‏كنا. لقد وصل الامر بهذه الحركة ليكون المفكر والناطق الرسمي باسمها، شخص لا يردد الا الاكاذيب . ‏

41
نداء لمن يتسائل من نحن
مقالة بيد الدكتور ابروهوم لحدو



  : بقلم الدكتور ابروهم لحدو ُ
  من نحن ً سريان ام كلدان ....؟ سوريويي ام سوريايي، سورويي (صورويي)  وحديثا ، ام سورايي في السويد سوريانسكا  ام آسيريسكا ...؟ ...؟ آشوريون ام أراميون ....  ؟  ـ  احبائي أبناء هذا الشعب العظيم بكل تسمياته : منذ سنوات عديدة وشعبنا يعاني من المناقشة   حول تلك التسميات ... وإحتد هذا النقاش بعد  هجرته من وطنه للخارج .      مرارا ُ لتِئُ س ، ـ من خلال نشاطاتي ومحاضراتي بين شعبنا وتكرارا ماهي التسمية ِ الصحيحة لهذا الشعب ، ولهذا السبب سمحت لنفسي كغ  يرة مني على هذا الشعب بأن أكتب  رأيي بهذا الموضوع ولو بشكل مختصر شديد . ـ بهذه المناسبة اريد أن اقولها بكل وضوح بأننا شعب واحد بكل تسمياته المذكورة فوق ،  وحسب قناعتي ، هذا هو المهم والمثمر لمستقبل شعبنا السياسي . ـ إن وحدة هذا الشعب بكل أسمائه تعود لأسباب كثيرة منها : ـ  يتكلم لغة واحدة وهي اللغة السريانية 1  ـ له نفس التاريخ والمصير المشترك والعيش الجغرافي المشترك 2    آية 10 ـ حسب الكتاب المقدس ، آرام وآشورهم إخوة " انظر إصحاح التكوين  سفر ـ 3 .  " وهم من أبناء سام الخمسة مع لود ، عيلام وأرفكشاد 22 ي ،ابونا إبراهيم نفسه عد ه بعض الارام ر ُ حيث ي يعود أصله الى أو الكلدان قرب ، ين أبا  لهم بابل وذالك قبل هجرته إلى فلسطين .   ـ منذ أكثر من ألفين سنة وهذا الشعب 4 سوريويي ،  ، يسمي  نفسه بتسمية واحدة سوريايي  سورويي ، سورايي . ـ له نفس التطلعات الثقافية والحضارية والسياسية وحتى الدينية حيث ينتمي للمسيحية بكل 5 طوائفها مع العلم هناك سريان غيرمسيحيين مثل المحلمية ، واليزيدية والمسلمين  ، ولكن لا  مجال هنا لمناقشتها . ق 2335 ـ قبل المسيح أسس الاشوريون امبراطورية قوية ذات جغرافية واسعة دامت من  ق م على يد الفرس 539 ق م وسقوط بابل 612 م حتى سقوط نينوى
2
 
   116 .  ( يمكن للقارئ الإطلاع على سلسلة ملوك اشور المكونة من ملكا في الانترنيت   فيكيبدية ) . وبهذا الخصوص شب ه أحد المؤرخين الأوروبيين عظمة وقوة ونفوذ  آشور آنذاك بقوة  الويلايات المتحدة الأميريكية اليوم . ـ بعد سقوط ممالك شعبنا في بلاد الرافدين عاش تحت إستعمار امبراطوريات مختلفة   كالفرس ، اليونان الرومان ، الإسلام العرب ، التتر ، المغول ، والعثمانيين الأتراك  حيث بقي يمارس ثقافته وهويته بدون إنقطاع . ـ بعد إعتنااقه للمسيحية إستعمل التسمية السريانية او سورويي  ,مع إنه هناك بعض ا ستعملت حتى قبل المسيحية والكثير من المؤرخين يثبتوا ُ لمؤرخين يذكر بأن هذه التسمية أ بأن كلمة سريان مشتقة من اللفظة اليونانية آسيريان وسريان وسوريا ومنهم المطران توما  حيث يثبت هذا الإشتقاق مع تأكيد من المؤرخ الفرنسي 9أودو في مقدمة قاموسه صفحة  رينان . ـ السريان اليوم لا يختلفون حول تسمية نفسهم بالسريان والخلاف يكمن عند العودة للإصول  التاريخية قبل المسيح إلى اشور وأرام وكلدو .  ِ رفوا بمملكتهم العريقة ُ فالاشوريون ع ، ـ لا أحد يستطيع إنكار الوجود التاريخي لهذه الأقوام والقوية وذات الحدود الواسعة . أما الارميون فكانوا عبارة عن إمارات مثل آرام دمشق ُ وحماه وحمص . أما آرام النهرين ف ي  قصد به الآراميون بين نهري فرات والخابوروليس بين  .  "هذه 176 الفرات و دجلة  "أنظر كتاب فيليب حته ، تاريخ سوريا ولبنان، صفحة ا ، لا بل عاشوا غالبا  تحت سلطة الاشوريين ، لإمارات لم تشك ل قوة عسكرية مثل الاشوريين والآراميون نفسهم كانوا تجار ورجال أعمال ، وإماراتهم كانت مختلفة ومتناحرة فيما بينها  " بأن الاشوريون 180 ـ 176 ، وبهذا المجال يذكر المؤرخ اللبناني فيليب حته صفحة " في الق رنيين السابع والثامن قبل الميلاد قضواعلى الامارات الارامية ونقلوا كثير من شعوبها  إلا بلاد الرافدين حيث أمتزجوا وانصهروا بالآشوريين .  127 ـ شعبنا يختلف ايضا  حول اصول مملكة الرها بملوكها الاباجرة التي دامت من سنة  ميلادية ، فمنهم من يسميها أرامية ومنهم من يسميها سريانية 243 ق.م الميلاد وحتى والاهم من هذا النقاش هو بأنها لكل شعبنا بكل تسمياته ، فهي رها مار أفرام ، اشورية  وبار ديصان وملافنة  السريان كلهم . ـ البعض من شعبنا يناقش والبعض الآخر يثبت الهوية السريانية الآشورية لطورعبدين وذالك لأن شعبها يسم ي نفسه بالسورويو( سوريويو ) ، وبسبب قربه الجغرافي من نينوى عاصمة الآشوريين وبسبب إنتهاء كلمات لهجته    بالضمة وبهذا تشبه اللغة الاكادية .
3
 
بحيث إن  ، ـ هناك أمثلة كثيرة من التاريخ ، هذه الأمثلة أصبحت قاعدة  مألوفة الإمبراطوريات الحاكمة تفرض لغتها وثقافتها وهويتها على الشعوب المحكومة لدرجة تعريب وتفريس وتتريك وتكريد السريان وهذا ما فعله  ، إصهارها ، وأقرب الأمثلة علينا هو الآشوريون مع إخوانهم الاراميين  في بلادد النهرين وسوريا  بحيث ضموهم وذو بوهم في القومية  والهوية الآشورية . ـ ولنأتي الآن الى جواب سؤالنا المحير  ....!  من نحن  ؟  ما هي التسمية الصحيحة لشعبنا  ... ؟ حسب رأيي وقناعاتي وبناء على الاسباب المذكورة أعلاه تكون التسمية الصحيحة والمنطقية لشعبنا : سرياني ـ آشوري . حيث هذه التسمية تربط الماضي بالحاضر كما تربط  الاسم الاشوري قبل المسيح بالاسم السرياني بعد المسيح . ـ اما التسمية السريانية لوحدها فغير كافية على المستوى السياسي ، لأن بهذا الاسم لم يكن  لهذا الشعب دولة وهوية سياسية . ـ وإذا كان هناك من يسمي أسمه أراميا  ط فهذا غير كافي على المستوى ، او كلدانيا  فق السياسي، لأن بهذه الأسماء فقط لم تتحقق الإستمرارية التاريخية ، ولم تتحقق وحدة سياسية   نت بالهوية الاآشورية ... وإذا أصروا هؤلاء على تلك ِ ور ُ متكاملة  قبل المسيحية إذا ما ق التسميات فيكون الأصح بالتسمية السريانية الأرامية او السريانية الكلدانية . ـ هناك من يدعي بأن التسمية السريانية مشتقة من كلمة سوروس او ( كوروش ) الملك  ومن ثم حرر اليهود الموجودين في السبي ، ق. م 539الفارسي ، الذي إحتل بابل عام      فس ، البابلي موه بعض علماء اليهود بالمخلص   تشبيها  بيسوع المخلص.   ميو بالسوروسيين ، ولكن هذه الفرضية غير صحيحة  وغير ُ وبناء على هذا التفسير س   ولم يستعملها ،  مثبتة تاريخيا  ، شعبنا يوما  ما وهي تخص   اليهود لأن كورش خلصهم ، فهو لم يخلص السريان ، وهذه الكلمة ليست لها علاقة بالسريان والسريانية ، والغاية من ذالك هو تضليل هذا الشعب وإبعاده عن هويته القومية والسياسية والتاريخية ، لا بل أرى فيها سمي  نفسه على إسم شخص مثل كورش ُ شخصيا  إهانة لهذا الشعب العظيم الذي يأبى بأن ي وسيروس . وفي الأونة الأخيرة نرى بأن اليهود يشجعون ال ئ تسمية الآرامية لا حبا  بأول ك الذين يسمون أنفسهم أراميين أو أن يحققوا كيانا  سياسيا  لهم بل لكي يوس عوا نفوذهم وحقوقهم التاريخية إلى ) حيث تقول : " لقد كان 5\ 26 الفرات وذالك إستنادا  إلى آية في العهد القديم ( القوانيين :  أبي اراميا  تائها  " . ـ إن تبني الإسم السرياني الآشوري هوالاصح  كما ذكرنا أعلاه ، ويعتبر مسؤولية سياسية   به تكمن حقوق شعبنا السياسية والتاريخية والقومية وخاصة  بالمحافل ، وحقيقة تاريخية الدولية  .
4
 
  ف ،ـ أما الإسم الكلداني اليوم حيث ، ليس له مطلقا  أية علاقة بكلدان وملوك بابل قبل المسيح  ب.م 1552 أعطي هذا الاسم لجماعة الكاثوليك المنشقين من كنيسة الشرق القديمة عام  وارتبطوا بكنيسة روما ، واطلقوا على نفسهم أسم الكنيسة الكلدانية .  ب 451 رثوذكسية عن كنيسة الشرق القديمة الأم كان عام ُ ـ أما إنشقاق الكنيسة السريانية الأ .م  . حسب مقررات مجمكع خلقدونية  . اما اسم كنيسة الشرق القديمة فبقي على أتباع كنيسة السريان الشرقيين (سورايي ) والبعض  يسميهم بالنساطرة كما يسمي البعض كنيسة السريان الارثوذكس باليعاقبة . ـ قبل حوالي ق أربعين سنة س م ت كنيسة الشرق القديمة نفسها بكنيسة الشر القديمة  للأشوريين ، فهذا كما قلنا أسم حديث حيث أضيف لها الاسم الاشوري . ُ ـ أما أسم الكنيسة الاشورية فلم يوجد عبر  وإذا كان هناك اليوم من يسمي نفسه ، التاريخ هكذا فهذه تسمية جديدة ودخيلة على أسماء كنائس هذا الشعب القديمة . ـ يا أبناء شعبنا الكريم بكل أسمائه التاريخية والدينية والطائفية ،   كفاكم تضيعوا وقتكم  قة بنقاشات جانبية  وتهدروا طاقاتكم الخلا وغير مهمة . يجب أن لا تبدأو . . هل أنت أراميا  او اشوريا  و... و ، بالسؤال والنقاش فأسألو   أولا عن مصيركم ، فهذا هو المهم و لأنه معر ض للخطر والإنقراض .تناقشوا حول العمل والدناميكية لمنع هذا النزيف القاتل ، إن ما يجمعكم هو أكثر بكثير مما يفرقكم ،  فسموا نفسكم بما يجمعكم ، وإعملوا للمحافظة على وجودكم . ـ إن  من  له تاريخ طويل مثل تاريخنا الذي يصل إلى ثلاث ألاف سنة قبل المسيح فمن البديهي أن تظهر له أسماء وقبائل مختلفة ، و  المهم إنكم كنتم واحد  كما ذكرنا سالفا ويجب أن تبقون واحد   ا مع الإحترام والتقديس لكل الأسماء الموجودة بين شعبنا .  ولم ، ـ إن الشعوب التي حكمتنا منذ آلاف السنيين حاولت دوما  أن تنهي وجودنا بكل أسمائنا تفر  ق بين هذا وذاك يوما قت  لونا وهجرونا ، بل يريدون القضاء على البقية الباقية من هذا    ويجب أن لا نرى تلك الأسماء سببا ، الشعب في أرض الوطن بيث نهرين بكل أقسامه ِ لخلافنا ، بل هي ِ  نتاج لقدم تاريخنا الطويل وسبب لغنى وقوة شعبنا وحضارته . ـ هناك أمثلة كثيرة من التاريخ حيث يكون لشعب واحد عدة تسميات . فالألمان  مثلا   : جيرمان ، ألمان ، دويتشك ، توسك  . اليهود : الإسرائيلين ، الصهيونيين ، العبرانيين ، الموسويين . الفرس : الايرانيين ، الميديين ، الساسانيين ، العجم والعجميين . الأكراد : الكورد ، الكورمانج ، زازاي ، صوراني ...
5
 
ـ  يابناء شعبنا العظيم  .  إن وجودكم مهد د بالخطر في الأوطان التي تعيشون بها ، إن ثقتكم  فقدتموها بالشعوب المجاورة والحاكمة لكم ، وإذا أردتم الحفاظ على هويتكم  في  ، الوطن بيث نهرين فليس مجال وحل لذلك إلا من خلال إدارات محلية ، او حكم ذاتي لكم بغض النظر عن قلة عددكم ، لأن هذا العدد اليوم هو نتيجة للسياسات المستبدة والقاتلة التي  ورغم قلة هذا العدد فلكم إرث وثقل حضاري وثقافي وتاريخي ، ست  ضد هذا الشعب ِ ور ٌ م أكثر من الشعوب المحيطة بكم والتي يبلغ أعدادها أضعافكم .  بأنكم شعب عريق يستحق الحياة والعيش ، ـ اخوتي السريان الاشوريون، عيدوا الثقة بنفسكم ، الكريم في وطنه ، ولتبرهنوا لجيرانكم قدراتكم الخلاقة ونزاهة حضارتكم ٌ ولا تنسوا بأن العهد القديم من الكتاب المقدس واقف بجانبكم ، ويثبت قيام آشور بكلمات . " 25 ـ 23 آيات 19 واضحة في سفر أشعيا " رقم  كل العالم ينادي اليوم بالديموقراطية وحقوق الإنسان . والفدرالية ـ الإدارية هي نتاج طبيعي لهذا النظام العالمي ، ولذالك تبقى إدارة محلية  لشعبنا نتيجة طبيعية لهذا النظام . ومثل هذه الإدارة ليست جرم بحق الشعوب التي نعيش معها على أرض الوطن ، وليست إنقلاب على الانظمة الحاكمة ، لا بل هي مسؤولية وطنية وتاريخية لتلك الحكومات لكي تحافظ على كيان هذا الشعب لأنها جزءا  لا يتجزأ من تاريخها وثقافتها وحضارتها ولغتها وجغرافيتها   وإغناءا  لمجتمعاتها المعاصرة .
 
 ܥܡ ܫܠܡܐ ܘܐܝܩܪܐ  عام شلومي ... وايقوري لجميعكم 2016 الدكتور أبروهم لحدو  :فيسبادن  اوكتوبر

42
تسميم الفضاء القومي
 
 
تيري بطرس
العمل السياسي ليس مسيرة خط مستقيم، لا يمكن للإنسان ان يحيد عنها، ان من يروم ان يدخل العمل السياسي، يدرك بلا شك، انه سيخضع، لمؤثرات مختلفة، فالتحالفات لا تتحقق دون موازنة المصالح بين الأطراف المتحالفة. وهنا الضعيف يمكن ان يخضع للضغوط أو حتى للإهمال، وما يدفعه للتحالف هو عدم الإهمال، لان الإهمال يعني اإلغاء وجوده وعدم مراعاة مصالحة كليا. هذه الأمور مفهومة في العمل السياسي. وما يدفع الضعيف هو الامل في ان يقوى، بمختلف الطرق، بعدد الاعضاء، بالاموال والموارد المادية، الاعلام، امكانية المساومة مع اطراف اخرى لتحقيق مصالح اكبر، والمساومة مع الحليف لبناء توازن جديد. من هنا لا استقلالية في العمل السياسي بالشكل الذي يتم خداع ابناء شعبنا به. ومن هنا كنا نود ان لا تكون احزابنا، احزاب شعارات الليل التي يمحوها النهار، بمعنى شعارات الامل التي يزيلها الواقع والقدرات والامكانات.
ومن هنا كانت نظرتنا للعمل السياسي القومي في شعبنا، مبنية على محاولة تفهم ظروف الطرف الاخر، وما هي دوافعه لاتخاذ بعض القرارات او المواقف اوالسكوت عنها. لا يخفى على احد ان الطرف الذي ظهر متكلما باسم شعبنا في بداية التسعينيات من القرن الماضي، كانت الحركة الديمقراطية الاشورية. ورغبة منا في دعمها لم نعلن الوجود السياسي لحزبنا حينها، بل فضلنا ان نتحاور في الخطوة معهم ولكي لا تتقاطع طرقنا ونتجه توجهات مختلفة. وكانت رسالة الحزب الوطني الاشوري في ربيع 1991 ، والتي لم يتلقى عليها جواب، ولكن رغم ذلك دخل الحزب في حوار مع الحركة بعد الكثير من الاخذ والرد، وما دمر هذا الحوار باعتقادي هو خروج وفد الحركة بقيادة نينوس بثيو، والاستقبال الذي لقوه، في الخارج وكان الوفد قد حرر نينوى. المهم ان الحركة كانت في الجبهة الكوردستانية، وكانت في الحكومة المشكلة وكان هذا اعترافا بكوردستانية المنطقة واعتبار الامر مسألة واقعية والتعامل معها على هذا الاساس. من جهة حكومة المقامة حينها في المنطقة الامنة، والمجلس الوطني الكوردستاني الذي كان يضم اربعة اعضاء من الحركة والاخر من الحزب الديمقراطي الكوردستاني كممثلين لشعبنا او الكوتة. قدمت ومن خلال وجود المرحوم الشهيد فرنسوا الحريري والسيد سركيس اغاجان وبمبادرة منهم انضم اليهم لاحقا الممثلين الاربعة وبعض الاخوة الكورد لتقديم مقترح الاعتراف باعيادنا القومية واعتبارها عطل رسيمية لنا. اما مسألة التعليم السرياني، فان حكومة الامر الواقع المقامة في المنطقة الامنة، اقرت في قانون وزارة التربية حق ابناء الاقليات التعلم بلغتهم الام. وكان هذا القانون حجة لقيام بعض الخيرين لفتح صفوف التعليم بلغة الام واعتقد ان اول من عملها كان الاب شليمون ايشو في قصبة سرسنك. وقامت مجموعة من اعضاء الحزب الوطني بالدعوة لعقد اجتماع قومي للمطالبة بالتعليم بلغة الام لكل ابناء شعبنا وتم دعوة الحركة الى الاجتماع، وحضر وفد منهم بالحاح من الداعين. وتم تشكيل وفد ضم بعض الاخوة وحسب ما يرد في ذاكرتي ضمت الاخ يلدا خوشابا وروميل شمشون والمرحوم شمائيل ننو والتقوا في مقر المجلس الوطني الكوردستاني وطالبوا بتطبيق الفقرة المنوه عنها في قانون وزارة التربية. في الانتخابات الاولى التي اقيمت في المنطقة لانتخاب المجلس الوطني الكوردستاني، تم تخصيص خمسة مقاعد لابناء شعبنا وتحت تسمية الاشوريين، ولكن لمرة واحدة، ولكن في الممارسة العملية تقدمت قوائم اخرى من ابناء شعبنا ولكنها تابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني تحت تسميات مثل مسيحي كوردستان والحزب الشيوعي الكوردستاني تحت اسم قائمة الكلدوا اشورية. هنا كان هناك نقاش حول المشاركة في الانتخابات ام لا، وقد طالب البعض بعدم المشاركة لان الاحزاب الكوردستانية مثل الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني يريدون تشويه الحق في ان تكون لنا خمسة مقاعد قومية، بدخولهم تحت تسمية مسيحية، الا ان الحركة اصرت على المشاركة وقام اعضاء الحزب الوطني بدعمهم.
في ذلك الوضع والذي كانت كل المقاييس تقول بان وزن شعبنا السياسي، ضعيف، وكان من المفترض في قيادة الحركة فتح الابواب للحوار والنقاش، ولو من خلال هيئة تحاور في العمل المشترك والياته والشعارات المرفوعة ودور التعدد السياسي في دعم تجربة شعبنا والدفاع عنه، افترضت الحركة الديمقراطية الاشورية انها الممثل الوحيد لشعبنا وليس هناك اي طرف اخر له وجود. ولذا سريعا ما دخلت صراعات مع اطراف متعددة، وهي لم تكن متهيئة اصلا لذلك. فبعض تلك الاطراف ومن منطلقات خاصة لم تمانع ان تمد يدها الى الاقوى، وان تعلن ان الحركة لا تمثلها، منطلقة من مسألة التسمية كمثال. واضطرت الاطراف الاخرى مثل بيت نهرين والوطني الاشوري للنزول الى الساحة، واعلان مواقفها المتطابقة او المختلفة عن الحركة. واشعلت الحركة ومسانديها، وخصوصا في المهجر ممن انتشى بالاخبار والادعاءات المبالغ فيها عن قدرات الحركة وامكانياتها. الى وصم كل احزاب شعبنا وخصوصا الوطني الاشوري وبيت نهرين بالعمالة والخيانة ومحاولة العزل من الساحة القومية وحتى الاجتماعية ومن الساحة الوطنية. وصار من التحق بالحركة وان كان اول مرة يعمل في العمل القومي، مرجعا وقاضيا وموجها، مما ادخل المجتمع في صراعات تمحورت حول الخيانة، لان المنتشين الذي تناسوا او لم تثرهم مشاركة الحركة في حكومة كوردستان العراق او الجبهة الكوردستانية حينها، كما هو الان، وكانهم صحوا وادركوا ان الكوردستانية لا تليق بهم في ظل حالة ضعف شديد يطال احزابنا وكل المجتمع.
لقد كانت محاولة الاغتيال التي اقدمت عليها الحركة والتي طالت احد اعضاء اللجنة المركزية للحزب الوطني الاشوري، احد المفاصل لانها دخلت في محرمات العمل السياسي القومي وتجاوزت كل ذلك الى ان الحركة تريد ان تفرض رايها او نظرتها وبالحقيقة ان تحول الجميع الى الطاعة والا، اي البديل الاشوري للدكتاتورية. والتي لم يكن لها اي دعائم حقيقة على الارض، لان السلطة الحقيقة كانت بيد الاحزاب الكوردية. ولان هذه الاحزاب كانت منشغلة بصراعاتها، فتركت الحركة تتعامل مع ابناء شعبنا وتحاول ان تفرض ارادتها والتي فشلت فيها، لانها كانت ارادة واهنة يكذبها واقع ما يعيشه شعبنا.وخصوصا ما تعرض له الفوج الاشوري، وحوادث طالت ابناء شعبنا وبحالات اجرامية حقيقية لم يتم احقاق حقوق المظلومين فيها، مثل حادثة هيلين ساوا، وادرو خوشابا والعائلة من شقلاوة ومقتل بعض ابناء مانكيش. وهؤلاء القتلى الدين يمكن اعتبارهم شهداء لان قتلهم كان لانهم مستضعفين ومن غير الكورد او المسلمين. من هنا بدأت الصراعات التي اشعلتها الحركة في المجتمع الاشوري بالدخول الى بيتها الخاص من خلال استقالة بعض من قياديها وكوادرها ممن لم ترتضيهم توجهات وسياسة الحركة. علما ان الحركة في كل هذه الحوادث بقت صامته ولم تثر حتى أي نقاش او حوار حولها معلله بانها طرف ضعيف بين وحوش
هذه صورة قلمية لبعض ما حدث وكيف بدأت حالة تسميم فضاء ثقافتنا. فنحن ضحايا نظام دكتاتوري، ورافعين شعار الديمقراطية، لم نتمكن من ان نتحاور بل فرض على الجميع اما الصمت او الصاق التهم به من العمالة الى التهم الاخلاقية وغيرها. واستسهل البعض هذا العمل حينما راى ان البعض يسارع الى الابتعاد وترك الساحة ان تم التعرض له باي تهمة من قبل انصار الحركة. ولكنهم تناسوا ان البعض ممن يتعرضون لذلك، اناس لهم تجاربهم القومية وتاريخهم النضالي وقدرتهم على المقاومة وعدم ترك الساحة للكذبة والمنافقين وخصوصا ممن وجدها فرصة مناسبة لكي يظهر وكانه قائد قومي بدون ان يدرس ولو كتاب في تاريخ الامة او ان يخط ولو قصيدة في حب امته، او ان يتبرع ولو بدولار من جيبه لصالح العمل القومي. وسارع كل من كان في ماضيه شائبة الى الالتحاق بالحركة لكي يزايد الاخرين في انتماءهم وعملهم. وصارت الحركة هي معمل تعميد الناس قوميا، وخصوصا من كان له ماض اسود. ولم ندرك ابعاد هذه التحولات الا لاحقا، حينما ظهرت اسماء البعض وهي ترفل بانها كانت تعمل مخبرة لدى سلطات صدام واجهزته القمعية.
وعندما بداء الانترنيت والبال تاك بالانتشار، تم استغلالها ابشع استغلال من قبل طرف انصار الحركة، فقاد انصارهم هجمات لم تشمل فقط الوطني الاشوري وبيت نهرين، بل امتدت لتشمل كل من حاول ولو ان ينتقد جزيئة بسيطة من ممارسات الحركة. فشمل الانتقاد بطاركة الكنائس والكثير من المثقفين، ولو كان الانتقاد بصورة حضارية لهان الامر بل لرحب به، ولكنه كان سبابا علنيا. ونباح كلاب اكثر منه حوار يفهم. ودخلت المجاميع المنشية باللباس القومي الذي لبسته فجاءة مواقع شعبنا وحولتها من حوار ثقافي ونشاط للبناء الى مواقع للابتذال في احيانا كثيرة.
وفي كل مفصل من مفاصل العمل السياسي كانت الحركة الديمقراطية تقود حملة تشويه كبيرة ضد الاخرين وتختلق تجمعات وهمية تؤيدها وهكذا نرى في مسألة اقرار الدستور العراقي وقضية التسمية وكيف تحولت بفضلهم وبفضل بعض من اعجبته لعبتهم والتي سميتها حينها بالعرضحالجية. الى مهزلة ادت الى تشويه سمعة اهتزاز مكانة شعبنا ونظرة الجميع على اننا شعب يتفهم الحوار الديمقراطي والحريات الفردية.
ولو مررنا بمفاصل اخرى سنجد عين المحاولات سواء في مؤتمر نيويورك او مؤتمر لندن، او تشكيل مجلس الحكم او مؤتمر بغداد لعام 2003 . ولازالت محاولات تسميم فضاءنا الثقافي مستمرة من خلال الحركة ومؤيدوها وانصارها ممن لم تعد لهم خطوة للتراجع لانهم انغمسوا في القذارة والتهجم على الناس بحجة الدفاع عن الحركة الديمقراطية الاشورية التي تلوثت بفعل اعضاءها وعلاقاتهم. والتي كنا نرى بعدم اثارة الكثير منها الا من خلال الاشارة لكي يفهم البعض ويدرك اننا نرمي الى بناء حوار حضاري قائم على تبادل الافكار والاراء للوصول الى حلول معقولة وليس مسلوقة تنبت في راس شخص واحد ومن ثم يحاول ان يسوقها على اعضاء قيادته على انها الافضل لانها الوحيدة التي كانت متاحة.
لم يعد مقبولا ان يصمت الجميع ويعتقد انها معركة كسر العظم، بين هذا الشخص وهذا التنظيم، بل على الجميع ان يدرك ان مسألة تصحيح المسار واقامة اسس الحوار البناء مسؤولية الجميع، وعليهم ان يشاركوا فيها بادانة كل هذه الممارسات الغبية والتي لا تزال مستمرة لحد الان. لقد سكت الكثيرين حينما عملت الحركة على تقسيم كنيسة المشرق الاشورية، برغم من علمهم ان المسألة ستكلف شعبنا الكثير وسنقدم الكثير من التضحيات. فالسؤال الى متى السكوت اذا، ونحن لانزال نقدم هذه التضحيات من خلال تسميم كل مجالات نقاشات شعبنا؟

43
مواقعنا بين الدور الريادي والابتزاز
 
 


تيري بطرس
لا اعتقد ان احد سيختلف معي ان قلت ان عملية الكتابة ليست، المشاركة في حملة التصفيق والمدح والقبول بكل الامور وإظهار الواقع كانه ناصع ولا يمكن ان يكون احسن مما كان. فالكتابة هي رسالة توجه للتعبير عن راي اخر في الحدث او في ما هو قائم.
موقع عنكاوا وبجهود العاملين فيه، كان يمكن ان يكون تلك الواحة التي من خلالها يمكن ان نتبادل الاراء والمقترحات والرؤى والبدائل، لبناء مستقبل افضل لشعبنا، والحقيقة ان الاداريين حاولوا تصحيح الامور ووضع حد لمحاولات استغلال الموقع لتحقيق مأرب او احقاد شخصية او حتى القيام بعمليات اجرامية من خلال التشهير وبناء سيناريوهات او قصص وهمية ضد هذا الطرف او ذاك. الا ان المحاولات باعتقادي بأت بالفشل وذلك،  لاسباب ومن اهمها ان بعض الاطراف رات ان هذا الامر يخدم مصالحها في اسكات وفرض الصمت على المخالفين.
لا اعتقد ان قراء الموقع يجهلون انني من النقاد ذي الصوت الاعلى والاجراء في نقد ممارسات مسؤولينا وفي اي موقع كانوا، فلدي مقالات في نقد ممارسات واراء وطروحات اغلب احزابنا السياسية و ورجال ديننا بمختلف الكنائس، وكان حظ زوعا من تلك المقالات الاكثر لانه يدعي انه الاوحد والاكثر صميمية والاكبر،والبقية اما عملاء للكورد او البعثيين. ورغم كل ذلك كانت علاقاتي مع اعضاء اغلب هذه الاحزاب وبضمنها الاعضاء المدركين والواعيين في زوعا، تسير بخط فيه الكثير من الاحترام والتقدير، وبالأخص لمن فهم وادرك مهمة من يتصدي للكتابة.
ولكن مع الاسف، برضا او بغير رضا، تمكن البعض من فرض انفسهم الناطقين الرسمين باسم احزاب معينة وان لم يمتلكوا صفة رسمية او موقع قيادي. وباتوا يتكلمون باسم التنظيم، لا بل احيانا كشف القرارات مسبقا،وهذا يدل على انهم اما حقا يمثلون مكانة قيادية او انهم موجهون ممن يدرك خفاية القيادة وتوجهاتها، ولعل اكثر الامور كشفا لهذا الدور ما قام به احدهم من كشف نوعية رد قيادة الحركة على رسالة ابناء النهرين قبل فترة، قبل ان ترد هذه القيادة بايام.
انا ادرك صعوبة ان تقوم بادارة موقع كبير كموقع عنكاوا، وان تقوم بارضاء كل المتابعين، ولكنني لا ادرك قبول بعض الاطراف ان يكون الناطق باسمهم والذي يكشف نواياهم وينشر تهجمات باسمهم على الاخرين، مثل هؤلاء الذين لا يمكن الا ان يوصموا بالعار على العمل القومي. فما يكتبوه مجرد اكاذيب في غالبها والتهجم الشخصي ونشر الاتهامات ومحاولة لتشويه السمعة ليس اكثر.
ان ما ما قام به الناطق الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية (احمد سعيد الحركة)،والذي يقابل باحترام وتقدير من كتاب محسوبين على الحركة، بنشره وباسم جديد، ومحاولته تشويه سمعة عائلة اشورية باكاذيب لا تنطلي على احد، بل مجرد ترديد كلام يكذبه واقع العلاقات القائمة وحقيقة دور القومي للكثير من الاشخاص الوارد اسماءهم فيها، يدل بلا شك ان الحركة ليست فقط مشاركة ولكن انحدارها الاخلاقي يسير بتسارع كبير.
اليوم بات مطلوبا، اكثر مما سبق، ممن يرى في نفسه النزاهة القومية، ويرى الانقسامات في الحركة تتوالي وتزداد، ان يعلن معارضته ووقوفه مع الحق في النقد النظيف والتقويم الصحيح والحوار البناء. وعدم ترك الامور بيد الاطفال ممن يفرضون انفسهم الناطقين باسمها، والاعلان الصريح تقاطعهم مع هذه الممارسات التي لا تترك اي مجال للحوار القومي وطرح البدائل. فما يتم العمل به حسب استراتيجية زوعا الاعلامية هو اما نتبع ما تقول او انها مستعدة لكل الممارسات وسوق كل الاكاذيب لتشويه سمعتنا.
 منذ عام 1984 احذر من هذا الاسلوب الهدام للعمل القومي، من خلال فرض اراء وممارسات على اناس غير مقتنعين بها، بادعاء انهم يمثلون الامة، ولم نعلم كيف فرضوا انفسهم ممثلين لهذه الامة. والامة لا تمتلك قوانينها الخاصة ولا مساحتها الخاصة بها. بل بكل سهولة ان من يتعرض لمثل هذه الممارسات يمكن ان يلجاء للقانون الساري ولمن هو اقوى لكي يحتمي به. وخصوصا انه الذي يدير الفضاء العام.
واذا كانوا يعتقدون انهم من خلال ابواقهم سيحققون غاياتهم في السيطرة على كل صوت حر، فانهم وان نجحوا، فان نجاحهم سيكون على حساب امتنا كلها وعلى حساب حقوقها. ان اي منصف او قادر على استكشاف الحقائق، سيدرك ان امور شعبنا تسير من سئ الى اسواء. وبالتالي فان اي دعاوي بالعمل والنضال والانتصارات هي كاذبة، وعلى من يصر على التمسك بالمواقع، ان يترك موقعه لغييره في هذا الوقت الذي هناك غيره يمكن ان يحل محله، قبل ان يضيع من يدنا هذا البديل ايضا. ان التمسك بهذه القيادة المهترئة والتي اتبعت كل اساليب الترهيب والتشويه ضد من عارضها ولو في جزيئة، مستعملة اتباعها ممن لايفهمون الامور ولا يستعملون العقل، لهو المشاركة الفعلية في تدمير امتنا وتشتيتها. واذا صموا اذاننا ليل نهار باعداء امتنا، فهل يريد الاعداء اكثر مما نحن فيه؟!!
ان الممارسات الاخيرة لقيادة الحركة الديمقراطية الاشورية، من خلال ابواقها، تدل بوضوح على انهم قرروا الانتحار الاخلاقي، فعدم لجم هذه الابواق كل هذه الفترة، يعني الموافقة التامة لما يفعلوه ويقولوه. ودليلنا ليس عدم لجم بل ما قاله بعض القياديين خلال كل هذه السنوات سواء في لقاءات او جلسات خاصة.  
تدرك هذه القيادة، اننا لسنا بحاجة الى ورقة حسن السلوك القومي منها، فصدام وامثاله لا يمكن ان يمنحوا ورقة حسن السلوك الوطني، لاي عراقي، مهما كان الواقع القائم اليوم سيئا. فالسلوك القومي السليم والتعامل القومي الصميمي ما كان يجب ان يمر بما مارسته وفعلته قيادة الحركة بحق مسيرتنا القومية كل هذه السنين، فقط لكي تقول انها هي الوحيدة، وان قائدها هو قائد مسيرتنا القومية في التمثل بصدام وبما يتعارض مع المرحلة الديمقراطية والحريات التي تقول انها تدعوا لها.

44
هل ناقشنا الامر من كل جوانبه حقا؟
 
 
 
 
تيري بطرس
 
ذكر الدكتور سرود سليم المقدسي احد ممثلي شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في برلمان اقليم كوردستان، ، عن حزب ابناء النهرين، إنه تم استكمال كل الإجراءات الإدارية اللازمة لتقديم مشروع تعديل قانون الانتخابات في الإقليم والمتمثلة باستحصال العدد القانوني من تواقيع البرلمانيين اللازمة لتقديم أي مشروع قانون، ومن ثم تحويله من قبل رئاسة البرلمان إلى شؤون البرلمان لوضعه على لائحة برنامج العمل للجلسة القادمة لإجراء القراءة الأولى عليه. ولا اعلم هل تتم قراءة القوانين قبل مرورها باللجان المختصة، مثل اللجنة القانونية التي يجب ان تقر انه مستوفي للشروط، ولا يتعارض مع القوانين السارية او مع الدستور
الحقيقة، وبعد ما حدث في انتخابات البرلمان العراقي، وحصول كل قوائمنا على نسب عالية من اصوات عربية شيعية وعربية سنية وكوردية، وكل قائمة بنسب معينة بمعنى ان البابليون كان الاولى في الحصول على اصوات من خارج المكون المسيحي، استنادا الى معرفتنا بنسب تواجدنا في مختلف المحافظات، وقائمة تجمع السريان كانت الاقل، والبقية بين القائمتين. اقول بعد هذا الامر ولان ممثلينا، اتوا من طرف جديد دخل الانتخابات وله تحالفات معلنة وقد تكون غير موفقة ونتائجها غير سليمة لشعبنا، فان الدعوة لتحصين الكوتا حصلت على نوع من التأييد الجماهيري، ولكنه مع الاسف تاييد السائر خلف القيادة واي كانت هذه القيادة.
ان نسير خلف سركيس اغا جان، او يونادم كنا، اوكاليتا شابا او عمانوئيل خوشابا، او صباح برخو او روميو حكاري او جوزيف صليوا، او ريان الكلداني او البطريرك ساكو، فان الامر باعتقادي لن يختلف، ونتائجه ستبقى وخيمة العاقبة لنا ككل. والسبب ليس في هذه الشخصيات، ولكن في طبيعة الامور السياسية التي تتطلب حوارا بناءا وواسعا، وخصوصا قبل المطالبة او حتى طرح قوانين جديدة. لان القوانين ستؤثر على مستقبل ابناء شعبنا كلنا، وبالتالي كلنا مسؤولين او يجب ان نهتم للامر ولا نتركه لرغبات او اجتهادات القيادات وما اكثرها. ان المطلوب هو الحوار الشامل والعلني قبل الاقدام على خطوات قد نندم عليها. وقد نبذل جهدا كبيرا ونصرف طاقات واموال وتكون النتيجة ان الامر لا يتلائم مع القوانين السائدة او الدستور. هنا يجب ان نفرق بين الرغبات والتطلعات والاماني، وبين مسار القضية المنوي طرحها. فانا هنا لا اعطي راي بصحة او عدم صحة ما اقدم عليه ممثلي شعبنا في اقليم كوردستان وممثل الارمن وساندهم بعض النواب. ولكن بالية اي مقترح او نشاط تغييري، ويتعلق بمصير الشعب وحقوقه. ليس من حقي ان اتدخل او ان اطالب بتغيير برنامج اي طرف غير بتحليله وتبيان قصوره، ولكن يبقى الامر منوطا بالحزب المعني، ولكن تغيير القوانين باعتقادي واي قانون كان، يتطلب وعيا اكثر ومشاركة اوسع ونقاش مستفيض، قبل الاقدام على مثل هذه الخطوات.
ان تجربة شعبنا واحزابنا السياسية، يجب ان تكون قد منحتنا خبرات اقوى واكثر، لكي ندرك طرق التحرك السياسي وغاياته. وبالتالي ليس للعمل لصالح شعبنا الكلداني الاشوري السرياني فقط، بل ان نكون قدوة للبقية، ولكي نطبق منهجنا المتأتي من الخبرات وتراكمها، في المجال الوطني او في اقليم كوردستان، بمعنى القوانين الوطنية والكوردستانية.
بعد الغاء تصويت الخارج والكثير من المحطات الوطنية، واعادة الفرز  اليدوي، فانه من المفترض ان تتغير بعض النسب، ولكن ليس الى حد ان يتغير توزيع النواب الفائزين. الا في حالة واحدة وهي ان التزوير حدث عند ادخال بيانات لا تتطابق التصويت الحقيقي.
في خضم التناقضات والتغييرات التي حدثت وتحدث في مطالبنا وتصوراتنا للحالة المستقبلية التي تخدم شعبنا وتؤدي الى الحفاظ على هويته القومية والدينية، نتيجة سرعة المتغيرات على مستوى الوطني العراقي والاقليمي (الشرق الاوسط). ارى انه من الصعوبة بمكان ان نحدد الطريقة المثلى لمتطلبات التصويت وكيفيته. من هنا ان على احزابنا ومثقفينا، التكاتف لخلق وحدة راي في الاساسيات اي ما نطالب به الدولة العراقية او اقليم كوردستان، كشعب وليس كاحزاب. وهذه الحالة لن تقوم الا بعبور الحالة الحزبية وتنشيط العمل الجمعي، الذي يمكن ان يقسم الى اختصاصات محددة. مثلا ما نريده من الدولة، يحدد بدراسة متكاملة، ويتم دفع الاخرين او اللجان او الاختصاصات الاخرى، لدعم ما توصلنا اليه سياسيا، من خلال مشروع قوانين متلائمة مع الدستور العراقي. توفير المستلزمات المادية للتحركات، الاعلام ومخاطبة الشارع العراقي والكوردستاني وشارعنا.
ليس مطلوبا ان يحض كل مقترح بتأييد الكل، ولكن بالحوار والنقاش يمكن تقريب وجهات النظر وطرح البدائل المتوفر والتي تتوافق مع الامكانيات والحالة القانونية السائدة. وهذا يتطلب حقا، ابعاد او التبرؤ من اشخاص يحاولون سحب النقاش الى الصراع الحزبي او صراع الديوك.
ولنناقش شعار تم طرحه قبل فترة وهو تسمية اقليم كوردستان بهذا الاسم، ورغم انني شخصيا ناقشته وابديت اعتراضي عليه في مقالات نشرت قبل سنوات، ولكن هذا الامر شئ كراي شخصي يطرح الامور لتناقش وليتطور النقاش مع تطور الحالة الثقافية والاجتماعية للمحيط المطروح فيه، والطرح كشعار سياسي يطالب التغيير الفوري . السؤال الاهم هل الطرح حقا كان مطلبا قوميا او حتى حزبيا من قبل اطراف من شعبنا وموجه لقيادة اقليم كوردستان، ام ان من ورائه امر اخر، وهو بالحقيقى طرح لخداع الشعب والمزايدة، لان اي نقاش حقيقي حول الطرح كان سيتم سحبه. فمثلا هل الطرح كان للتطبيق ام لاحراج طرف ما، ولو لا حظنا ان تغيير اسم الاقليم مثلا يتطلب موافقة الاكثرية الكوردية عليه، وهذا الامر غير متوفر، لاسباب قومية، بمعنى ان الكورد لازالوا في المراحل الاولى من الشعور بانتصار قومي وتحقيق بعض الامال، فاي نائب او سياسي كوردي كان سيقف معنا، ويعرض مستقبله السياسي للدمار. لا اعتقد انه كان يوجد اي احد. وهو امر منطقي. هذا اذا نحن لم نناقش الامر من ناحية امكانية او وجوب تغيير الدستور العراقي والذي وضع بصورة يكاد من المستحيل تغييره. وممثلينا في الجميعة الوطنية العراقية وافقوا عليه، وممثلنا في مجلس الحكم موافق عليه. من هنا ارى انه يجب علينا ان نفرق بين متطلبات التغيير لشعبنا، وشعارات تطرح من اجل حسم المنافسة الحزبية التي تدفع الحمية بعض الاحيان لطرح شعارات الغاية منها كسب الناس وليس تحقيق اي انجاز حقيقي، وتدخل في خانة الخداع مع الاسف، لان احدى اهم مهام الاحزاب ليس فقط طرح الشعارات والمطالب، بل توعية الناس بالعمل السياسي وكيف يسير وماهي العوامل التي تؤثر فيه. والى اي مدى يمكن ان نطالب، والتعلم التدرج بالمطالب وهي المقولة المعروفة والتي يتفق بشأنها الكثيرين اي خذ وطالب.

45
ابناء النهرين العودة الى البدء



تيري بطرس
نشر حزب ابناء النهرين رسالة تحت عنوان رسالة مفتوحة الى قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية، ومن خلالها الى قواعدها ‏ومؤازريها المحترمين.  وقد ارسلي لي بعض الاصدقاء راي احمد سعيد الحركة والذي رفض الرسالة جملة وتفصيلا، فهو يعتقد ‏بان على ابناء النهرين العودة الى بيت الطاعة. والشئ الجيد في راي احمد سعيد الحركة هو انه يمكن التملص منه باعتباره غير ‏مخول التحدث باسم الحركة في اي لحظة. ولذا نتمنى ان ترد الحركة بايجابية على الرسالة ولكن ان يعي الطرفان ان التسيق مع ‏بقاء الممارسات والاخطاء لن يحل اي معضلة.‏
اود ان اسجل ان الانقسام اي انقسام في اي مؤسسة من مؤسسات شعبنا هو مدعاة للاسي والحزن، فانا شخصيا قد عبرت مرار ‏وقلت ان اي مؤسسة هي ملك لشعبنا، وما تملكه من خبرات وامكانيات هو ملك بالنهاية لهذا الشعب، بغض النظر ان البعض ‏يستعمل هذه الامكانيات والقدرات لغير ما جمعت وراكمت لاجله.‏
((لا شك إن المرحلة الراهنة التي يمر بها شعبنا الكلدوآشوري السرياني وقضيته القومية.. باتت معقدة جدا لا سيما في ظل ‏التجاذبات الداخلية التي يشهدها من جهة، وغياب قيادته السياسية وعدم تحقق الوحدة القومية ولو بأدنى مستوياتها من جهة أخرى. ‏إلى جانب الدور السلبي الذي يلعبه باستمرار حلفاء الأمس في تغذية وديمومة هذا الواقع عبر مختلف الوسائل‎.‎‏))‏
اود ان اعلم من يتم مخاطبته في هذه الفقرة، يا ترى منذ متى لم تكن قضيتنا معقدة جدا، وما دور السياسي، اليس في العمل للتغلب ‏على التعقيدات وفتح الطريق للانجازات؟ ولماذ ننتظر من حليفنا او من ندعي انه حليفنا، ان يقوم بالمهمة بدلا عنا؟ ولماذا نريده ان ‏يتغاضى عن مصالحه، لاجل من؟ هل لاجل عيوننا السود مثلا؟ اود فقط ان اوجه انظار كاتبي هذه الفقرة هل سمعوا بالخطاب الذي ‏ينشره من وجهت له الرسالة؟ لماذا لا نحاول ممارسة العمل بقدراتنا وامكانياتنا وبزيادة وتقوية تحالفاتنا، وحتى لو كنا نعتقد ان ‏حلفاء الامس لم يعودوا كما كانوا بالامس، هل عملنا للتحضير لتحالفات منطقية وقابلة للتطوير ولزيادة ميزان شعبنا في الصراع ‏القائم لاجل حفظ الحصص مثلا؟ ‏
((كل ذلك وغيره من القراءات إزاء واقع شعبنا المؤسف تضعنا اليوم جميعا في موقف مراجعة الذات وإعادة الحسابات بآليات ‏عملنا القومي برمته‎.‎‏)) ‏
اخوتي الاعزاء اسمحوا لي ان اقول انكم لم تراجعوا الذات ابدا. ولا ترغبون من التعلم من التجارب ابدا. لان مراجعة الذات تعني ‏التعلم من التجارب. وتعني حقا اليات جديدة! ‏
((فبنظرة متأنية فاحصة لقضية شعبنا على مدى أكثر من خمسة وعشرين عاما الماضية حتى الآن، فإننا سنجدها بلا شك في تراجع.. ‏لا بل تُعد مأساوية في الكثير من ثناياها، على الرغم من محاولات تجميلها بمنح وإقرار بعض الحقوق هنا وهناك، والتي كانت ‏بمجملها ناقصة أو مشوّهة، ولم ترتقِ إطلاقا لأدنى مستويات طموحاته وتطلعاته المشروعة‎.((
اذا قضية شعبنا في تراجع مستمر، لا بل تعد مأساوية في الكثير من ثنايها، ماهي البدائل التي تم طرحها خلال هذه الخمسة ‏والعشرون السنة، لعدم تراجع ولعدم وصول الامر الى الوضع المأساوي، وانتم كنتم جزء من قيادة الحركة خلال كل تلك المدة على ‏الاقل في الواحد والعشرين الماضية ان لم تكن في الخمسة والعشرون سنة الماضية. ان مراجعة الذات تعني طرح الامور وتحمل ‏المسؤولية. فقط اود ان اعرف كيف يمكننا تشخيص السلبيات بكل هذه العمومية والتي يراد منها رفع العتب، وتحريك بعض ‏الاغصان لعل بعض الهواء يغير الواقع. واذا كانت الحقوق ناقصة ومشوهة، فاين مقترحاتكم لتعديلها وتطويرها؟
((ففي الإقليم.. فقد شهدنا الانتهاك تلو الانتهاك طيلة هذه الفترة بدءا من التعمد في تجاهل مبدأ شراكة شعبنا الحقيقية في العملية ‏السياسية التي شاركنا في وضع حجرها الأساس، ومرورا بهضم حقوقه الإدارية والتجاوز والاستيلاء على أراضيه، وانتهاءا ‏بالتدخل السافر في قضايانا الداخلية.. وغيرها من الملفات الاستراتيجية التي تمس شعبنا في الصميم‎.‎‏))‏
في 29 تشرين الاول 2008 وفي مقالة تحت عنوان لم نقل اننا نريد الحكم الذاتي في السماء، اكدت مرارا على مبداء الشراكة وهذا ‏كمثال، لا بل اننا في عام 1995 وفي رؤية اشورية للعراق الموحد، اكدنا على مبداء الشراكة وحق الفيتو للمكونات، اين كان بقية ‏تنظيماتنا السياسية من هذا الطرح، ليس بالقبول او الرفض، بل بالحوار حوله، لتطويره او اغناءه. اذا كان هناك من اكد ولفت النظر ‏حول الامر. ماهي طرق التدخل السافر في قضايانا من قبل الاقليم، الذي كنتم جزء من تكوينه الاداري والسياسي؟ اخوتي الاعزاء ‏مرة اخرى نحن المخطؤن، نحن كلنا حينما لا يمكننا الحوار. وفي خضم كل ما كان يحدث كما تقولون في فقرتكم اعلاه والتي افهم ‏منها انها حدثت في التسعينيات، كان نضال الحركة متجها الى كيفية، العمل من اجل سد الابواب امام حضور بقية تنظيمات شعبنا ‏على الساحة السياسية، وباخس الطرق، كنشر اتهامات بالعمالة مرة للنظام ومرات للكورد الذين كنتم تعملون معهم وتحكمون معهم ‏وتشاركون معهم في وقف اقتتالهم الكوردي الكوردي، كما سمعنا. في عام خريف 1984 نشرت افتتاحية لصحيفة خيروتا التي لا ‏يذكرها احد علما انها الصحيفة الاكثر نشرا ووضوحا لمضمون حقوقنا، لا بل من ذالك الزمان طالبنا بالمشاركة في القرار كوننا ‏جزء من الشعب العراقي. اقول في تلك الافتتاحية لفت النظر الى ظرورة التعامل مع ابناء شعبنا بطريقة سلسلة وهادئة والا فانهم ‏سيطلبون ان يستظلوا بمظلات قانونية اخرى، حينما يشعرون باننا نقسو عليهم او نظلمهم، وكان ذلك بعد ان رايت البعض يقسوا ‏على ابناء شعبنا لانه يمتلك القوة. ماذا كان توقع البعض من الاطراف الاشورية ان تعمل وحركتكم تحاول ان تسد كل الابواب ‏امامهم بنشر الاكاذيب، هل كان عليها ان تلم جويلاتها وترحل او تعلن الاستسلام، ام انه كان عليها ان توضح وتفند ما تم نشره. ‏ورغم عدم نجاح الحركة في مسعاها الا انها استمرت على هذا المنوال، ومع الاسف لا تزال، وانتم لم تتنصلوا من هذه الممارسات ‏ابدا. والدليل اتهاماتكم التعميمية ضد اطراف شعبنا بعد الانتخابات لانها ترى ما لا تروه.‏
‏((ومن الطبيعي هنا أن نُحمّل المسؤولية المباشرة للحزب الديمقراطي الكردستاني كونه الحزب الحاكم طيلة هذه الفترة‎.‎‏))‏
لا ابدا ليس طبيعيا ابدا، بل الطبيعي ان نتحمل مسؤولية ما عملنا وما لم نعمل، ولنقلها صراحة اننا لم نتحمل مسؤلية ما حملناه من ‏الواجب على اعناقنا، وكنا متلهين باظهار سلطتنا من خلال بعض الالسن الكريه ضد بعض ابناء شعبنا او بعض شركاءنا في ‏الوطن، وبصورة مستفزة.
((أما بالنسبة للمناطق التي تقع تحت سيطرة بغداد، فقد شهد شعبنا وكما تعلمون، منذ عام 2003 الكثير من الاستهدافات والقتل على ‏الهوية وإقصائه من المشاركة السياسية الحقيقية، إلى جانب حرمانه من حقوقه كشعب أصيل.. مما دفعه إلى ترك مناطقه، واللجوء ‏إلى الإقليم.. ومن ثم الهجرة إلى خارج الوطن، وبذلك فقد تناقصت أعداده بشكل كبير.. ناهيك عن معاناة أهلنا في سهل نينوى في ‏ظل غياب الرؤية الواضحة لمستقبل هذه المنطقة بعد المآسي التي تعرضت لها على يد عصابات داعش‎.‎‏))
كل هذا والبعض قال انهم في اصطياف، واذا كان شعبنا مظلوما ومقتولا ومضطهدا في الاقليم كما نستشف من الفقرات اعلاه، لماذا ‏لجاء شعبنا الى الاقليم؟ ولماذا هاجر الى الخارج، ما كان دوركم ودور بقية الاحزاب في ذلك، علما انكم تدركون ان الاقليم في ‏حينها استوعب اكثر من مليون انسان اي تقريبا بمقدرا ربع سكانه، نزلوا فجاءة عليه وهم بحاجة لكل البنى التحتية والمواد ‏الضرورية. فما كان دور احزابنا كلها؟ هل وجهتم نقدا لدورها السلبي واللا ابالي حول المسألة، ولولا بعض الكنائس و منظمات ‏المجتمع المدني الاخر، لكانت قد وقعت كوارث اكبر. لنتذكر ماذا عملت اللجنة الخيرية وكيف عمرت الدور في بداية التسعينيات ‏تلك الدول التي هلل لها البعض،والتي لم يتمن احد ان يعيش فيها، ولكنه وقف وبكل صلافة ضد مشاريع السيد سركيس اغاجان. هذه ‏المشاريع ورغم قابليتها للنقد وللتعديل واقتراح سبل افضل، ولكن احزابنا لم تستفد منها وتقوي الروابط بين الانسان والارض من ‏خلال نشاطات وفعاليات تظهر وجودنا ومشاركتنا في الحياة في الاقليم. ان المشاركة ليس من طرف واحد، بل متبادلة، فكم اشوري ‏تمكنتم من فرضه على الاجهزة الامنية، وعلى حراس الغابات وعلى البشمركة. اعزائي لقد كانت احزابنا بغالبيتها تعيش حالة غربة ‏عن الاقليم، لا بل دفعت نحو ذلك الاتجاه من خلال تعبئة الراي العام وخصوصا في المهجر بهذا الاتجاه.‏
((وانطلاقا من هذه الرؤية لواقع شعبنا المرير الذي فُرض عليه عبر سياسات ووسائل أقل ما يُقال عنها أنها كانت ولا زالت مجحفة ‏وغير أخلاقية، وتلبية لما نشعر يقينا أنه مطلب جماهيري مُلح لا سيما في هذه المرحلة المصيرية والمفصلية من تاريخه‎.((‎
ان ما قلتموه اعلاه ليس رؤية، بل هو مشاركة فعلية في رؤية القيادة الحالية في حركة الديمقراطية الاشورية، بمعنى انها رؤية ‏مشتركة مؤسفة، تظهر انكم بدلا من ان تتطورا، تراجعتم عن الكثير من الامال التي وضعت عليكم. ان نزلولكم وبثقة عالية في ‏الانتخابات ورغم ضم قائمتكم وجوها ذات مصداقية وقدرة وامكانيات، وعدم قدرتكم على النجاح، باعتقادي يجب ان لا يجعلكم ‏تضيعون او تلغون الخطوات الايجابية من نوع الجرأة  والانفتاح على النقد. ما حدث في الانتخابات الحالية حدث قبلها وقبلها، ‏وكانت هناك دلائل على ان نجاح البعض في انتخابات الاقليم والعراق سابقا حدث بمساعدة اطراف اخرى، ونتيجة لحسابات سياسية. ‏واليوم وانتم دخلتم هذه الانتخابات ولكن حصلتم ايضا على اصوات يمكن التشكيك فيها، لانه من غير المعقول ان تاتي هذه الكمية ‏نتيجة اخطاء اليس كذلك، ولكن التشكيك قد يكون بمقدار ما حصل كل طرف. اذا ليس هناك احد افضل من الاخر.‏
((نمد يدنا إليكم صادقين مخلصين لنمضي معا نحو التصدي باتجاه تغيير هذا الواقع نحو ما يصبو إليه شعبنا في تحقيق طموحاته ‏المشروعة، وذلك بالتنسيق المشترك ودون تحفظ في الوطن والمهجر، ولنضع الآليات والفعاليات القومية المناسبة التي ترتقي ‏ومستوى التحديات التي يمر بها شعبنا‎(( ‎
لا غبار على مد اليد، لا بل لا غبار على العمل المشترك او حتى الوحدة في حالتكم مع الطرف الاخر، اي الحركة الديمقرطية ‏الاشورية، ابدا فكلما اجتمعت الاطراف والامكانيات قوت المقدرة على مواجهة الصعاب، ولكن ليس باخفاء الاخطاء والخطايا، انكم ‏لم تعملوا غير ذلك ايها الاخوة، اين المعالجة اين وضع الاصبع على الجرح. ولكن ما يمكن ان يقال هنا ايضا، هو لماذا استثنيتم ‏الاخرين؟ اذا كان الامر هو التنسيق المشترك. اليس مطلوبا ان يتم ضم كل الاطراف تحت خيمة واحدة، بحيث لا يمكن سلبكم ‏شرعية التحدث باسم شعبنا. ان الاخرين ومهما كان رايكم فيهم فهم من ابناء شعبنا، وليس لكم حقا اخلاقيا لتحاولوا ان  تفرضوا ‏غير ذلك. لا بل ان الاخرين سيكونون صيد سهلا لدسائس البعض وذلك لقلة  خبرتهم بالسياسية اليومية في مناطق تواجد شعبنا ‏وخصوصا في الاقليم وسهل نينوى. فاليس من واجبكم ضمهم الى العمل المشترك لكي يتم تنويرهم بما يحدث؟ ‏

46
التحالف مع الازيدية لما لا ولكن‏



تيري بطرس
طرح الاستاذ اخيقر مرخاي سؤال عن امكانية التحالف مع الازيدية، طالما تجمعنا معهم الاضطهادات والمظالم. سؤال مشروع، ‏وكل سؤال مشروع، وليس كما يقول البعض ان السأل يريد نفث السم. وخلال السنوات الماضية وخصوصا، بعد طرح مشاريع ‏الحكم الذاتي والمحافظة، طالبنا مرارا، بالحوار مع الازيدية والشبك لمعرفة ردود فعلهم وما يريدونه هم. علما ان ما يربطنا ‏بالازيدية ليس فقط المخاوف والمظالم التي نتعرض لها، بل ايضا بعض العادات الاجتماعية والانفتاح الاجتماعي والتقاليد المرتبطة ‏بالاعياد والاحتفالات القومية، ونظرة مستقبلية حول الوطن، وهك>ا ايضا مع الشبك. ولكلا الطرفين الشبك والازيدية اشكالية قومية ‏دينية مثلنا.‏
لم نسمع الا مرة واحدة عن لقاء مع بابا الشيخ من مجموعة من احزابنا، دون ان يتم تطوير العمل والنقاش والحوار. واعتقد جازما ‏ان احزابنا لم يكن لديها وليس لديها اي خطة عمل معهم ومع الشبك ايضا، وخاصة ونحن والازيدية والشبك نشكل الاكثرية الغالبة ‏في منطقة سهل نينوى بالاخص. وباعتقادي ان للخيارات السياسية دور في ذلك وخصوصا الصوت العالي في هذه الخيارات. ‏فخيارات الازيدية السياسية محسومة تقريبا بالاكثرية للانتماء الكوردي والتأييد للحزب الديمقراطي الكوردستاني. وان كان هناك ‏استثناء هنا وهناك، اي وجود بعض الازيدية مع الاتحاد الوطني الكوردستاني او وجود حركة قومية ازيدية ولكنها ضعيفة وتتركز ‏في السنجار في الغالب. ‏
اما الشبك فهم ايضا منقسمين ولكن بنوع من التساوي بين السنة والشيعة، او على الاقل حاليا الميل للشيعة، فالسنة او بعضهم ‏يميلون للكورد اما الشيعية فحسموا امرهم اخيرا وتحالفوا مع قوات الحشد الشعبي.‏
ان لم نأخذ هذه الامور بنظر الاعتبار، فان اي حوار قد يكون مضيعة للوقت. والامر الاخر، مطالبتنا للحوار بشرط ان يكون ‏الازيدية حالة خاصة اي لا ارتباطات لهم مع اي طرف بل يمثلون انفسهم وكذلك الشبك، فهم امر يلغي حق الناس في المشاركة ‏السياسة والعمل لتطوير وضعهم من خلال الانخراط في العمل السياسي. واذا علمنا ان الازيدية شاركوا الكورد نضالهم السياسي ‏منذ البدء، لادركنا ان رغبتنا ماهي الا نوع من الاحلام وليست من الواقع. ‏
ولتحقيق اي وحدة قرار او تحالف، ليس مطلوبا ان يتطابق المقابل مع كل ما نرغب فيه، بل الاتفاق على اهداف محددة يمكن العمل ‏عليها وتحقيقها او على الاقل تحقيق نوع من القوى الضاغطة على القوى الاخرى. وهذا بالطبع لا يكون بمعزل عن من يمثل ‏الازيدية والشبك سياسيا. والا فاننا لا نتعامل مع حقائق الامور بل نتعامل مع الاماني، ونتمنى تحقيقها، لكي نخطو نحن الخطوة ‏الاخرى، اي العمل من اجل التحالف، لتحقيق الاهداف المشتركة. للتحالف مع الازيدية هناك طريق او مفتاح محدد وكذلك مع ‏الشبك، وان لم نتعامل مع المفتاح الصحيح، فاننا لا ننوي تحقيق اي شئ الا القول اننا نعمل.‏
ولو ركزنا على الطرح اعلاه واعتبرناه فقط هو المحور الوحيد للتعامل وللحصول على حقوق شعبنا، فاننا مرة اخرى، نحاول ان ‏نخدع انفسنا، متناسين ابناء شعبنا في برواري بالا وصبنا ونهلة وكولاي وسندي ونيروا وريكان وسليفاني وعنكاوا وديانا وارمونتا ‏حيث لا وجود لا للازيدية او للشبك. ان معضلتنا اننا حقا لا نريد ان نرى الحقائق على الارض ونتعامل معها لكي نبني ونركز ‏خطواتنا في المستقبل. ولان بعض الاطراف في شعبنا من  ذوات النبرة العالية والتي لم تقدم الا شعارات المعارضة لما يريد ‏البعض، اي انني اعارض، ودون ان يتم طرح بديل حقيقي وواقعي يمكن البناء عليه، فان اي محاولة من قبل الخيرين للتطرق الى ‏الخيارات وتحديدها، يتم اتهام صاحبه بالخيانة القومية. اي نحن بقينا فقط مع اعارض، ولا شئ من بعد ذلك، ليس هذا فقط، بل ان ‏بعض الاطراف وضعت او اعتبرت ابناء شعبنا في اقليم كوردستان اما انهم بلا قضية او تركت مستقبلهم لما تحدده حكومات الاقليم ‏الحالية او المستقبلية. ووضعت كل صقلها خلف ابناء شعبنا في سهل نينوى في خيار ملتبس. فهي حين تعارض انضمام سهل نينوى ‏للاقليم، تتناسى ان سهل نينوى ايضا مقسم بفعل ما طرحته الامم المتحدة من حلول كحل نهائي للمادة 140 من الدستور العراقي، ‏الى سهل نينوى الجنوبي والشمالي.‏
ان اي عمل قومي في سهل نينوى لن ينجح الا بالاتفاق مع الازيدية او الشبك او احداهما. وهذا الاتفاق بالتاكيد سيشمل الاهداف ‏والمتطلبات والتحالفات. ولكن مهما كان تحالفنا مع اي طرف من الطرفين قويا، فاننا سوف نعاني من حالة ابناء شعبنا في محافظة ‏دهوك واربيل. وهذه هي النقطة التي نريد ان نلفت انتباه ابناء شعبنا اليها منذ سنوات، والتي لا يريد البعض مناقشتها لانها ستؤدي ‏الى انهيار ما يعتقدون انه رؤية  او موقف قومي. في حين انه لم يكن الا مجموعة من الشعارات المعادية لبعض المواقف السلبية، ‏ليس الا.‏
من هنا، ان كانت كل طرقنا، تمر بروما فلما لا نتعامل مع روما مباشرة، ونتحاور معها ونحدد المتطلبات والمطاليب؟ ‏
والبعض الاخر يضع اولية العراق، وما دونه لا يهم، في حين ان كل الاطراف القوية، تضع تصورها للعراق من خلال ما يتحقق ‏لها من دور فيه. ‏
الخلاصة لكي يتم عقد تحالف مع الازيدية على احزابنا ان تكون موحدة، ليس كقيادة او وفد، بل كرؤية مستقبلية، تدرك حدود او ‏قدرة الاخر على التحرك، في اطار القوى التي تحركه والاهداف التي يتطلع اليها. بالنسبة للشبك فهم حالهم هو نفس حالنا نحن ‏والازيدية، اي لديهم انقساماتهم الطائفية التي تحدد بعض خياراتهم، كما لهم ارتباطاتهم السياسية والمستقبلية التي تحركهم. فالاضل ‏ايضا التفكير فيهم، لانه ان اردنا بناء نموذج فعال ومتمكن ومقتدر في سهل نينوى، فعلى هذا النموذج ان يحضى بتأييد الاطراف ‏الثلاثة على الاقل. وبالاخض ان عمم النموذج رؤية اجتماعية منفتحة وبنية قانونية مبنية على حقوق الانسان (هذه الارضية يمكن ان ‏تستمد من الدستور العراقي والدستور المقترح لاقليم كوردستان) الطرفين الذين يغلبان في الكثير من الاحيان التطلعات الاسلامية ‏‏(بابراز الشريعة كمنافس او بديل) على حساب حقوق الانسان في تناقض واضح مع حقائق الامور، فحقوق الانسان تتناقض فعليا ‏مع الشريعة  الاسلامية. ‏
مقالة الاستاذ اخيقر مرخاي
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=877834.0


47
رسالة الى الاستاذ ريان الكلداني




تيري بطرس
الاستاذ ريان الكلداني ‏
الامين العام لحركة بابليون المحترم ‏
تحية وبعد
مبروك لكم الفوز بمقعدان من الكوتة المسيحية، وهنا لا اجادل في من صوت ومن لم يصوت. نتمنى من كل قلبنا ان تتعاونوا ‏واقصد هنا ممثلي الكوتا من اجل خدمة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والمسحيين عموما وكل العراقيين بالطبع. وكما تعلم ان ‏الكوتا تعطي للمكونات او الاقليات التي وضعها او ديموغرافيتها لا تساعد في ايصال ممثلين كفاية عنها الى البرلمان او الاجهزة ‏التنفيذية لكي تظهر مشاركتها ومساهمتها في القرار الوطني، ولكي يكتمل القرار ويكون حقا وطنيا.‏
لا اعلم من هو التابع للسفارات ومن ليس تابعا، فهذه ليست مهمتي، ولكنني ورغم اختلافي مع الكثيير من ممثلي شعبنا في الاداء ‏والممارسة السياسية، الا انني ارى او احب ان ارى ان الغالبية تعمل برغبة في تقديم الافضل لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني ‏والمسيحيين عموما وللعراق ايضا.‏
ان الكوتا المسيحية وكل من شارك فيها هو جزء من الوطن وحضن الوطن ليس توجها سياسيا معينا او توجها طائفيا معينا او ‏توجها قوميا معينا، فالعراق بقدر ماهو عربي شيعي يجب ان يكون سني عربي، سني كوردي، شيعي كوردي، كلداني سرياني ‏اشوري مسيحي، تركماني سني، تركماني شيعي، كاكائي، ازيدي، صابئي مندائي، ارمني. العراق ليس ملكا لاحد، بل هو ملكا لكل ‏ابنائه، ويكون العراق عراقا، حينما يتشارك كل ابنائه في صياغة سياسته الداخلية والخارجية بكل مفراداتها. ‏
من هنا فالمسيحيين جزء من الوطن، بقدر ما الوطن يعي ويعمل من اجل اظهار وجودهم. سيدي هل تعلم انه في ديباجة الدستور لم ‏يتم الاشارة الى الف سنة من تاريخ العراق، اي من سقوط بابل عام 539 ق م والى دخول الغزات المسلمين اليه، وكان هذه الالف ‏سنة لم تكن موجودة، رغم انه وعلى الاقل في خمسمائة سنة الاخيرة من هذه الالف برزت كنيسة المشرق (كنيستي وكنيستكم ) من ‏مركزها في كنيسة كوخي في المدائن الحالية جنوب بغداد، وكانت هذه المؤسسة، تقيم المدارس والجامعات وتشارك في نشر العلوم ‏من خلال ترجمة وتطوير امهات الكتب في ذلك الزمان، لا بل ساعدت ودعمت من خلال مترجميها ومؤلفيها الخلافة الاسلامية في ‏فترتي الاموية والعباسية. ‏
هل يعلم سيادتكم  انه ورغم اقتراف الجيش العراقي وباوامر حكومية واضحة اكبر مذبحة في العراق بعد تأسيسه والتي قتل فيها ‏الالاف من المسيحيين الاشوريين في سميل، لم يتم الاشارة اليها وكذلك لم يتم الاشارة الى مذبحة صورة لعام 1969. هل تعلم سيدي ‏الكريم انه تم اصدار قانون اعتبار التركمان المكون الثالث في العراق وما يتبعه من الامتيازات والحقوق. وهل تعلم انه تم اصدار ‏قانون البطاقة الوطنية وما فيه من الاصرار على اسلمة الابناء دون رغبتهم في حالة اعتناق احد الوالدين الاسلام. وهل تعلم ما ‏حدث لنا بعد اجتياح داعش لمناطقنا ومناطق الاخوة الازيدة، وكان موقف الموسسات الدينية الاسلامية وبالاخص السنية مغزيا، في ‏التعبير عن موقفها منها. ‏
لنبارك للوجوه الجديدة الفوز، ولندفعهم للعمل بشكل متناسق ومنتظم من اجل تطوير حقوقنا وتعزيز مشاركتنا في الوطن وفي ‏قراره. نحن في العراق ليس منة من احد، فالكل عليهم منة من احد لان الاخرين ساهموا في دعمهم ومساعدتهم في الوصول الى ‏الحكم، السنة وصلوا بفعل الانكليز، والشيعة والكورد اليوم بفعل الامريكان. اما نحن فلا نزال في ارض ابأنا واجدادنا، نتلقى ظلم ‏من صاروا جزء من الوطن، ومن صاروا الاكثرية. ونتقبل الاستصغار والنظرة الدونية المتأتية من نظام اهل الذمة البالي. فنحن ‏احفاد الاكدين والبابليين والاشوريين، ولا زلنا نحمل ارثهم. ان المطالبة بالمشاركة الفعالة في القرار الوطني وبما يظهر رؤيتنا ‏ونظرتنا كشعب كلداني سرياني اشوري او كمسيحيين، هو مطلب وطني، لاننا نريد الوطن للجميع وليظهر رؤية الجميع في ‏صورته النهائية.‏
مرة اخرى الف مبروك الفوز، وليكن الوطن على صورة الجميع  ‏
تيري كنو بطرس
‏20 ايار 2018 ‏
 ردا على ما تم نشره في موقع الاستاذ ريان الكلداني على الرابط ادنا، علما ان الرسالة ارسلت من خلال ‏الصفحة بالامس ‏https://www.facebook.com/ryan.aliraqe77/?ref=br_tf

48
لا تحرقوا ما تبقى من خياراتنا
 
 
 
 
تيري بطرس
في التسعينيات تعرضت لازمة صعبة، فبعد ان قامت الحركة الديمقراطية الاشورية رسميا بـتاسيس تنظيم تابع لها في المدينة التي اعيش فيها، وكان الصراع قد احتد بين الحركة والحزب الوطني وخصوصا بعد محاولة اغتيال الاخ روميل شمشون، والتي سبقها عمليات ترهيب بعض الاخوة والاصدقاء ممن ابدوا معارضة او راي اخر او دافعوا عن مؤسسات معينة، مثل الاخ القس عمانوئيل بيتو يوخنا والمرحوم الاستاذ بطرس اسخريا. ولانني حينها وقفت مع ما رايته حق، شن اعضاء هذه الحركة حملة شعواء وغبية تضمنت اتهامنا باننا بعثيون وعملاء للنظام الصدامي. ولان الحركة كانت في اوج ظهورها وكان الناس يعتبرونها المنقذ الوحيد لشعبنا، ، وانها ستقف ضد كل من يعتدي علي شعبنا ويسلب منه حقوق المشروعة حسب ما نشروه. كان الناس يصدقون في الغالب كل ما يقوله هؤلاء الجهلة منقولا من قياداتهم واتباع ما يقال بدون تمحيص ودراسة وحتى تفكير. وخصوصا وانهم حقا امنوا ان الحركة سند وعضد لتحقيق طموحاتهم، ولان عامة الناس فهمها السياسي متواضع ولا تقوم بتحليل اي شئ . لذا فقد ردد بعض الناس ما يقال وينشر. والغاية طبعا كانت اسكات الاصوات المعترضة او الناصحة. ولانه كان زمن اللجؤ فانبعض سار في الركب لانه اعتقد انه بمجرد ان يقول انه من الحركة فانه سيتم قبول لجؤهم وبمجرد القول انه معها فانهم سيعتبرون قوميين مناضلين وسيتم نسيان ماضيهم. في مثل هذه الاجواء شعرت بانني وحيد، او عزلت نفسي لكي لا يسألني الناس  عن ما يدور من الاشاعات والاكاذيب، والتي باعتقادي رغم ادراكي كونها كذلك الا ان الناس في كثير من الاحيان يريدون تلقي المعلومة كما هي وتصديقها وخصوصا من جهة تدعي انها تدافع عن حقوق الشعب بالسلاح وبالقوة ضد الاعداء. لقد كانت حرب او صراع كريه، يتكرر بين الفينة والاخرى وخصوصا من نفس الاطراف وبالاخص حينما يكون هناك مفصل ما. فقبل الانتخابات الحالية، سطرت سؤال للسيد عماد يوخنا، وهو سؤال اردت منه رد يقنعني، واذا باحد من اعضاء الحركة يرد وبدون اي وازع بما معناه كلما قدمت الانتخابات يبداء القس عمانوئيل وتيري بطرس بنفث السموم. واحدى عضواتهم ردت على سؤال عن عدم حضوري لاحتفالهم، بانني قد صرت كورديا.  كل هذا وانا متيقن من ان من نشر وبث وكتب وقال هذه الامور يدرك ويعي بانها اكاذيب وانهم كاذبون لاغير ولكن تم اعلامهم ان السياسية هو فن الكذب. و في الغالب يعودون لابداء الاسف ولكن هذا الاسف يحدث خلف الجدران والاتهامات تنشر علنا. ليس هذا بل ان المثير ان اسمي وكل اصدقائي لم يظهر في اي وثيقة او مصدر او صحيفة تؤيد ما ذهبوا اليه في اكاذيبهم، اي نعم ظهرت اسماء ولكنها لم تكن لنا ولكن ومع كل ذلك لا مكان للخجل لدى البعض. مناسبة هذه المقدمة المطولة عزيزي القارئ، هو ما كتبته على الفيس بوك  ((قرأت الان مقالتين يتهمون أعضاء البابليون بانهم عملاء، وبالامس كان البعض يتهم المجلس بانهم عملاء، وقبله الوطني وبيت نهرين وبيت نهرين وطني، متى سنناقش الأمور خارج اطار الاتهام والتخوين؟)) وكنت قد كتبت ايضا ((ما الذي يدفعني لاتهام 1-اسوان سالم صادق،2-برهان الدين  اسحق ابراهيم،3-فائز عبد ميخا،4-دريد جميل ايشوع،5-بيداء خضر بهنام،6-كارولين كرديج هاكوب،7-اشور يلدا بينامين،8-رعد ناصر شعيا،9-فاضل توما بني،10-رعد يوسف كبرو، بانهم عملاء وانا لا اعرفهم.)) وهذا لا يلغي شكوكي بنتيجة الانتخابا والبحث عن احسن السبل لتحقيق الانصاف فيها، ليس لانني ضد هذا او ذاك ولكن الانصاف والعدالة في نتيجة الانتخابات تأتي بالشخص المطلوب، وان كنت اختلف معه، وان الانصاف والعدالة في الانتخابات تعني بناء البلد على اسس صحيحة وعادلة. والان لنرى بعض المفارقات في مواقف من اجر او سلم عقله لدعايات كاذبة ولا يريدون استعماله في تمحيص الامور. هل سأل بعض ممن كان يملأه الغضب وينشر شتائمه يمينا ويسارا ابان عزل السيد فائز عبد ميخا متهمين الديمقراطي الكوردستاني بانه يريد الاستيلاء على مواقع شعبنا، والاتيان بعملاءه، لماذا فجأ تحول السيد فائز عبد ميخا من مناضل الى عميل؟ في الوقت الذي اكدنا مرارا ان مسألة العزل هي مسألة سياسية ادارية.
اليوم والنتائج لا زالت غير واضحة. لا زلت عند راي، نعم انا لدي شكوك بالنتائج وخصوصا في دهوك واربيل وكركوك، وكذلك في اغلب المحافظات الجنوبية، ولكن شكوكي لا تبيح لي نشر الاتهامات يمينا ويسارا. وان كان للبعض ايضا شكوك وله اثباتات فليقدمها الى الجهات المختصة لكي تأخذ مجراها. وكفى تعبئة الاجواء بالاتهامات المتبادلة وخلف المزيد من التشنجات والتمترسات في شعبنا.
ان اساس الاتهام يجب ان يكون الممارسة، وليس التحالفات، واذا كان يصح اتهام ريان الكلداني بسبب تحالفة او انضواءه تحت راية الحشد الشعبي، فان الاتهام يطال السيد يونادم كنا، بسبب تحالفه مع الحشد وبسبب استلام رواتب مقاتليه من الحشد ايضا. ولكي اكون اكثر وضوحا، شخصيا لست مع الخيار الايراني، ولكن هذا لا يعني قطع العلاقة مع ايران. من هنا، ارى ان لم يكن لدى اي جهة او شخص اثباتات للتزوير او اي ممارسة غير قانونية، فلماذا هذه الاتهامات الجوفاء التي لن تغيير من واقع الأمر أي شئ؟
 اما حول حصول قائمة البابليون على اصوات تبلغ تقريبا 14244 صوتا من المحافظات التي لا وجود لشعبنا فيها او نادر الوجود وهو عدد ضخم حقا، فاننا يجب ان نعلم ان ابناء النهرين حصلت على 4034 صوت والكلدان على 4507 والرافدين على 3342 واتحاد النهرين على 3016 والمجلس الشعبي على 2058 وتجمع السريان على 1191، عدى الدكتور فراس كوركيس . اذا كل قوائم شعبنا حصلت على عدد كبير من الاصوات يمكن المحاججة به من قبل الاخرين. كاحتمال لو الغينا اصوات ثلاثة عشر محافظة بما فيها البصرة والسليمانية، فان النتيجة قد تتغير ولكن بفقدان البابليون لمقعد لصالح اتحاد بيت نهرين، هذا بدون احتساب اصوات المهجر. اذا التغيير لن يكون كبيرا جدا.
باعتقادي ولكي لا نكرر تجارب النحر الداخلي الذي مارسناه على بعضنا البعض، وبدون اي سبب منطقي، فان الحل هو انتظار النتائج النهائية، وفي حالة بقاءها كما هي او حتى حدوث تغيير ما، فانه من الظرور ان يعقد ممثلينا في البرلمان جلسات مشتركة، يحددون فيها المواقف الواجب اتخاذها وخصوصا فيما يتعلق بالهوية القومية (اللغة، والتاريخ، والحضور السياسي والمشاركة الفعالة في القرار الوطني وفي اقليم كوردستان) والديني بما فيها مسألة الزواج والارث ومصير الابناء وحق اعتناق الدين وتركه للشخص البالغ. ان الممارسة هي الحكم في توجيه الاتهام او حتى في التعاون او لا. وليس اي امر اخر. الحشد الشعبي اليوم هي قوة وطنية قانونية مهما كان راينا فيها، فاذا لنتعامل معها على هذا الاساس وان اردنا تجريدها من وجودها القانوني فهناك البرلمان الساحة الفعلية لمثل هذا الامر. عزيزي القارئ خيارات شعبنا قليلة مع الاسف ومع قلتها يحاول الكثير التقليل منها اكثر واكثر او عملوا في الماضي على ذلك. وفي الوضع الراهن يعمل البعض على جلعها نادرة.
 

49
واغلقت صناديق الاقتراع… تمنيات الانفاس الاخيرة






تيري بطرس
لا اعلم لحد الان ماذا ستكون نتائج الانتخابات، ورغم ان المفوضية قد وعدتنا بنشر النتائج خلال ساعات، الا انه لم يحدث ولا نريد ان نستبق الاحداث.
بالرغم من ان هناك حالة عامة، تساهم في تقليل أبناء شعبنا في الوطن، بحيث ان عدده الان قد يكون اقل بكثير مما كان يوم سقوط صدام، الا اننا يجب ان لاننسى مساهمتنا في هذه العملية من خلال اما العجز عن كشف ما يخطط له، سواء من خلال تمرير تشريعات وقوانين مجحفة بحق الاقليات المختلفة، او التحالفات الخاطئة والتصورات الرومانسية والاحلام الوردية لواقع لن يقام بسبب كون ما اشيع مجرد احلام، ليس الا.
باعتقادي ان من اول الاوليات، لمن يمثل شعبنا حقيقة، هو ان يتكلم معهم بالحقائق، الحقائق القانونية، وبالحقوق، حقوق المواطن والاقلوي. اخراج المواطن من حالة ان كل ما يتلقاه هو منة من احد، وليس حق. اخراج المواطن من مرحلة الفكرية الصدامية التي تم زرعها في الناس، والتي لها جذور في الخلافة الاسلامية، من ان المسؤول يملك كل شئ، وكل ما يعطيه فهو منة، وليس حق. مع الاسف لا زال الكثيرين لا يفهمون دورهم ومكانتهم وحقوقهم، في الدولة. والاحزاب مع الاسف لم تقم بالمهمة لانها اهتمت بالقشور وبالامتيازات اكثر مما اهتمت بتوعية الناس بحقوقهم وواجبات الدولة تجاههم. وفشل القيام بالمهمة الاساسية للاحزاب، طال كل الاحزاب العراقية بدون استثناء. وامام هرولة الناس من اجل لقمة العيش، لم يكن هناك أي مجال للنقد والتقويم، والظاهر ان الاحزب القائمة رات في ذلك فرصة لتعميم الجهل السياسي بين الناس وللحصول على الامتيازات الانية.  وهنا تردني حالة حصلت في المانيا، في اواخر ايام هلموت كول، حدثت فضيحة سياسية طالت حزب الديمقراطي المسيحي، وكانت في فترة قريبة من الانتخابات، وكل الإحصاءات وتوقعات الصحف رجحت اصابة الحزب الديمقراطي المسيحي بنكسة قوية، قد تؤدي إلى اضمحلاله. في تصريح لاحد قادة الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الغريم الدائم للحزب الديمقرطي المسيحي، قال اننا نخاف من عدم وجود معارضة قوية قد تحولنا إلى حزب ديكتاتوري. وهذا لكل من اعتقد اويعتقد ان المعارضة لا لزوم لها، ولكل من يعتقد انه فقط من يمثل شريحة او قومية او طائفة معينة. المعارضة اكثر من ضرورية لتقويم العمل السياسي واظهار عيوب الممارسة.
امام خسائرنا الديموغرافية والقانونية وفي مشاركة في القرار الوطني، لم تقم احزابنا او بعضها الا بالتغني بانجازات كان يجب ان تكون حقوق واجبة التنفيذ وليس بقرة حلوب للمكاسب. وبدلا من اظهار حقيقة هزالة الحقوق التي اتت جراء نضال الشعب ومطالباته، ولم تكن ولم تظهر أي مطالب حقيقة لشعبنا في برامج البعض، بل تركوا الأمر لفهم وظروف السيد القائد. ولم يكنهناك أي مخطط لتطوير القاعدة السياسية الواعية للحقوق والواجبات التي يجب ان يرتكز اليها العمل السياسي السليم، بل لوا يتغننون بانجازات لم يشاركوا حقا في المطالبة بها او حتى ادخالها في برامجمهم المستقبلية.
اليوم صار واضحا، ان دور ممثلينا في البرلمان العراقي كان دورا هزيلا، ونظرة بسيطة إلى مشاعر الناس وحقيقة ما يروه في عمل هؤلاء النواب، لتبين ان هذا الدور كان هزيلا وسلبيا. ليس هذا ولكن تمرير قوانين تتعلق بامكانية تغيير هوية الفرد، لأسباب تتعلق بقوانين نابعة من هوية اخرى. يعتبر ضربة كبيرة ليس لعمل البرلمانيين، بل ضربة كبيرة لمفهوم الحقوق اساسا. كما انه يظهر كم ان هؤلاء البرلمانيين كانوا متغيبين عن مجريات الأمور والنقاشات الجارية في اروقة البرلمان ولجانه. وقد يكون اغلب هذا قد حدث للجهل بمتطلبات العضو البرلمان او ممثل الشعب. وكذلك لأسباب كون البرلمانيين يمثلون ثلاث كتل مختلفة. لم يرتقوا إلى ان يكونا ممثلين للشعب الذي انتخبوا ضمن كتلته.
من هنا واستباقا للنتائج التي لا نعلمها، فنحن ندعوا إلى تشكيل كتلة غير رسمية من كل ممثلي الكوتة وكل شخص او عضو اخز من أبناء شعبنا ينتخب إلى البرلمان من القوائم الاخرى. للتباحث الدوري حول القوانين المقترحة وخصوصا المتعلقة بالحريات وبالهوية القومية والدينية. وبتطوير مشاركة شعبنا في الحياة السياسيةـ، لاتخاذ موقف مشترك ودعم طرح موحد، وتسويق الطرح الى الكتل الأخرى من خلال النقاشات والحوارات وان تطلب الأمر دراسات قانونية واجتماعية وتوافق ذلك مع القوانين الدولية الملزمة للعراق والتي تفوق قوتها قوة القانون الدستوري للبلدي.
عنونت المقالة تمنيات النفس ما قبل الاخيرة، لانني اسف حقا انني  اعيش هذه اللحظات التي تظهر سوادوية مصير شعبنا ان لم نتدارك لانقاذه. فهل في ما طالبنا به امر مخالف للعقل السليم. لقد عمل البعض طويلا من اجل عدم توسيع حصة شعبنا، لكي يكونوا هم الوحيدون حاملي هذه الصفة، ونضال شعبنا وعمله عمل من اجل توسيعها، واليوم وجراء التجارب المريرة والتجاوزات المشرعنة من قبل البرلمان، نقول حان الوقت لتغيير اسلوب العمل وتطويره واضفاء قوة مؤسساتية عليه. وكل انتخاب وانتم بخير.

50
المنبر الحر / الاسقاط السياسي
« في: 11:17 07/05/2018  »
الاسقاط السياسي
 
 
 
تيري بطرس
بعد ايام ستقام في العراق انتخابات للبرلمان العراقي. ومن الطبيعي، انه في الانتخابات ان يسعى اشخاص عديدون او قوائم عديدة لتبواء او للحصول على مقاعد فيه. وكل شخص او قائمة تحمل افكار او كما نسميه برنامج يريد تطبيقه. وكل من هؤلاء يحاول طرح هذه الافكار او البرامج على الشعب او الناس لاقناعهم بها، وانتخابهم على اساسها.ونتيجة للصراع بين مختلف القوائم او الاشخاص، يحدث نوع من الصراع، صراع الافكار والاراء ومحاولة تفنيدها او اظهار ما يؤمن به الشخص بانه الطريق الوحيد المؤدي الى النجاح، وتبيان ان برامج الاخرين فاشلة او لا تفي بالغرض او لاتخدم الشعب، بل تخدم فئة قليلة منه، او ان فيها قصور في الرؤية.
هذه الامور مفهومة ومقبولة، لا بل تعتبر جزء من الممارسة الديمقراطية، ليس هذا فقط، بل تعتبر اساس تطور الفكر والممارسة السياسية، لانه من خلال تلاقح الافكار تتطور وتظهر أطروحات جديدة قد تكون اكثر غنى واكثر قدرة على تقديم الخدمات للناس.
المسار الانساني لم يظهر ويكتمل مرة واحدة، لا بل مر بمراحل وثورات وانقلابات وحروب اوصلته إلى ما وصل اليه في اوربا واميركا. وصار ما وصلت اليه بعض الدول الاوربية وخصوصا الدول الاسكندنافية مثالا في رقي الافكار والممارسات والحريات. ولكننا مع الاسف لسنا تلك الدول. فنحن لا نزال نحبوا في مسارنا السياسي رغم ان اول حزب لشعبنا تأسس قبل مائة وسنة من الان وهو الحزب الاشتراكي الأشوري الذي اسسه الشهيد فريدون اتورايا ورفاقه. من هنا فان النقد واظهار مثالب الاخر واخطأه، يحاول البعض اظهارها وكانها اسقاط سياسي. ولكن الاسقاط السياسي بالحقيقة ليس اظهار اخطاء الاخر واكاذيبه بل هو الصاق تهم كاذبة به، هذا هو الاسقاط السياسي.  ومن ناحية أخرى ان الرد على من حاول اسقاطك سياسيا لا يعتبر اسقاطا سياسيا، ان لم ترد في الرد اكاذيب.
في شعبنا ومع الاسف يحاول البعض الايحاء بانه من واجب البعض عدم الرد او عدم كشف الحقائق، وخصوصا في حالة قيام طرف بنشر معلومات معينة مضللة وحتى كاذبة او اخرجت من سياقها العام. هنا باعتقادي من صالح الجميع قيام الطرف الذي تم استهدافه بالتضليل او الاكاذيب بالرد، لانه يتنافس على الحصول على اصوات او على الكرسي او على الموقع. والا فان السكوت سيعتبر علامة الرضى او ان السكوت علامة الموافقة والقبول. ان المطالبة بالسكوت بحجة حماية الوحدة القومية لشعبنا، يعني منح صك ممارسة كل ما يشاء الطرف المبتدئ بالاعتداء، وحمايته من أي رد فعل. لا بل تحمل من وجه اليه الاعتداء وزر الاكاذيب والمغالطات.
منذ سنوات طويلة والالة الاعلامية لطرف معين تستهدف اغلب تنظيمات شعبنا بالخيانة والتبعية والعمالة. علما انه نادرا ما ورد اسماء لاعضاء في هذه التنظيمات في قوائم العمالة او الخيانة او حتى السرقة او الاختلاسات، واغلب من رودت اسماءهم كانوا من اعضاء هذا الطرف او من قياديه. ماذ يجب على الاخرين ان يفعلوا وهم مستهدفون ليل نهار؟؟  الصمت هنا ليس مطلبا معقولا ولا عادلا، وخصوصا ان الطرف الموما اليه، لم يقم بهذه الممارسة مرة او مرتان، بل صارت هذه ممارسة دائمية من لدنه.
في ممارسة لا اخلاقية، وتعبر عن مدى الانحطاط الفكري والسقوط الانساني، لم تتوقف ممارسة هذا الطرف على تخوين او التشكيك بالخط السياسي، لا بل تجريد الناس من انتماءهم القومي او الديني. وكأنهم صاروا هم من يهبون الناس هذا الانتماء وليس الولادة والتربية والقناعة الشخصية. ان شيوع ممارسة التخوين والتسقيط، هذه الثقافة التي ادخلها هذا الطرف في مجتمعنا وبين تنظيماتنا، يعني بلا ادنى شك، محاولة وان كانت غير واعية، لتدمير المجتمع ككل وبالتالي علينا ان نفكر في ابعادها وغاياتها. فعملية اتهام اطراف سياسية اشورية لدى احزاب عراقية، بالعمالة للنظام السابق والتي اتت الوثائق لتؤكد ان قيادة هذا الطرف متورطة فيها، او اتهامها لهم بانهم عملاء الصهيونية والموساد، تؤكد ان هذا التنظيم لا يتورع عن القيام باي شئ لو سنحت له الفرصة، بما فيها اغتيال او قتل اناس ابرياء لبث الرعب في قلوب الاخرين. وتاريخه يؤكد ما قلناه ولسنا هنا بالمزايدين ابدا.
اذا في الوقت الذي نرفض الاسقاط السياسي وبكل اشكاله، فاننا نؤكد على ضرورة الحوار والنقاش حول البرامج والطروحات والانجازات ان كان هناك انجازات خارج اطار الشعارات الكاذبة. ولكن في عين الوقت عدم السكوت عن من يقوم بنشر الاكاذيب والاسقاطات حول الاخرين.

51
المؤامرة التي حيكت في شيوز (شيزي)






تيري بطرس

في زيارته الاخيرة لمدينة ملبورن في استراليا اواخر اذار الماضي، اجرت قناة سهل نينوى التلفزيونية لقاء مع السيد يونادم كنا. تحدث فيها عن مجمل الأمور السياسية والاتهامات المتبادلة وظروف الحركة الديمقراطية الاشورية. وكان احد الاسئلة الاساسية او المحور باعتقادنا هو سؤال عن الاتهام الموجه له ولاخرين بانه متهم بالعمالة للنظام الصدامي. وقد فسر السيد كنا المسألة كالتالي، ان قضية اتهامه حيكت في قرية شيوز (شيزي) لماذا شيزي لا احد يعلم وخصوصا انه وجه الاتهام بشكل غير مباشر إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حينما قال من قبل احد الاحزاب المهيمنة، مع احد المؤسسات المحسوبة على شعبنا. والمؤامرة كلفت عشرة الاف دولار تدفع للصحيفة التي نشرت الخبر. وهي هنا صحيفتان الحوزة والبينة ومن ثم هاولاتي في السليمانية.
طبعا لا تواريخ متى حدثت المؤامرة ولماذا شيزي التي يسكنها عدد محدد من السكان وكل تحرك فيها يمكن ان يراقب، في الوقت الذي يمكن حياكة المؤامرة في دهوك او اربيل والحزب المهيمن يمتلك فيها دوائر ومقرات امنية وحزبية كثيرة. هذا السؤال لن يسأله المذيع طبعا ولا الجمهور الذي قد يسمع. فمهمة السيد كنا طرح معلومات أي معلومات وليس المهم صحتها او دقتها او حتى انها ضمن اطار القصة.معلومات جديدة امام الناس لكي يقول انه يعلم التفاصيل، وخصوصا ان الكثير من أبناء شعبنا قد لا تكون قد سمعت اصلا باسم شيوز. واين تقع وما عدد سكانها. طبعا لم يقل من وفر العشرة الالاف دولار، ولم يقل لماذا خسر قضيته امام المحاكم ضد المهندس خوشابا سولاقا. ولكنه يدعي انه رفع القضية ضد الصحيفة ولكنه سحبها بعد ان اعتذرت ونحن لم نشاهد الاعتذار على صدر صفحتها او حتى في متن الصحيفة، كما يحدث في اغلب الصحف. ولكن لماذا يتأمر الحزب المهيمن على السيد كنا وبمساعدة مؤسسة محسوبة على أبناء شعبنا، ايضا ليس لنا علم بالاسباب، هل لانهم يريدون مثلا ان يلعبوا لعبة استخباراتية لكي يمضون الوقت، وخصوصا ان الحياة بطيئة ويراد تسلية لكي لا نمل منها؟
ولكن السيد كنا يلمح إلى شئ ما، زيارة ما، في توجيه الاتهام لشخص ما بانه كان عميلا، ويأتي بصفة ممثل للبطريرك. في حين ان التسريبات تقول ان بعضهم قال عندما شاهدنا الافلام وهي تنقل ما يحدث في مقرات الحركة، اضطرينا للتعامل. وليبرىْ السيد كنا نفسه يقول بانه لم يكن يعلم بان هذا الشخص كان يعمل مع النظام. في حين ان بعض رفاقه وفي منتصف التسعينيات كان يتفاخر بانه خرج إلى سويسرا لكي يلتقي ممثلي النظام؟ فمن كان البطريرك حينها في بغداد، هل يعني المرحوم عمانوئيل دلي مثلا؟

ويعتبر السيد كنا ان المسألة متعلقة بالتسقيط السياسي، أي ان كل المؤامرة المزعومة هي لاجل تسقيطه سياسيا، ولكن تسقيطه سياسيا كان يمكن ان يحدث بدون كل هذه اللعبة المعقدة وخصوصا بالذهاب إلى شيوز وخيط الحبكة او اللعبة او لنقول المؤامرة. وان الاوراق التي نشرت هي مزورة ، فلنذكره ببعض الاوراق التي وزعها مناصريه بعد سقوط النظام او قبلها متهمين افراد من أبناء شعبنا بالعمالة للنظام ولنذكره بتزوير ما تم سرقته من الاستاذ روميل شمشون في اسنطبول، ولنذكره بتزوير رسائل ومعلومات كثيرة ولنذكره بتزوير تاريخ احزاب شعبنا واتهامات اعضاء الحركة لهذه الاحزاب بالخيانة وهي ليست حزب واحد او اثنين ولنذركه بتزوير رسالة حزب محافظي كوردستان. قبل سنوات استلمت من بعض الاصدقاءاوراق  من اول نظرة تدرك انها مزورة والتي تتهم يونادم كنا بالعمالة وبقبض مبالغ معينة ولان المرسلين كانوا يعتقدون انهم يكشفون السيد كنا ذكرتهم ان الاوراق واضحة التزوير، ولكن من زورها باعتقادي هم اعضاء الحركة او خلية امنية في الحركة لكي تغطي للمعلومات التي نشرت في الصحف (هاولاتي والحوزة والبينة) والتي لم تكن صادرة من دوائر بشكل اوامر او قررات. اذا السيد كنا يزور وينشر ومن ثم يعتمد على ما زور ونشر. والا كيف لحزب مهيمن وله كل القدرات المالية والاستخباراتية وله حتى مندسين في اجهزة النظام من ان يقع في خطاء اسم العراق مثلا هو العراق او عراق. او حتى في اسم السيد كنا هل هو يونادم ام يعقوب اوفي التواريخ وخصوصا انه خصص له موقعا بعيدا عن الانظار وهادئا في شيزي .
واذا كان السيد كنا يشتكي من محاولات التسقيط السياسي الذي يدعي انه ممارس بحقه. ونحن سنقف معه ان اثبت انه تم ممارسة مثل هذا التسقيط بحقة من قبل أي قوة كوردية او عربية او حتى من قبل أبناء شعبنا. ولكن السيد كنا مارس التسقيط السياسي وبامتياز، ولم يترك تنظيم سياسي او شخصية او بطريرك ولم يحاول ان يمارس عليه التسقيط. والروح الديمقرطية التي يتكلم عنها اين كانت كل هذه السنين، من وضع ألعصي في دواليب مسيرتنا القومية. واذ يذكر مؤتمر بغداد، فانه يتناسي انه تلاعب بالنتائج وبالمسيرة التي ولدها المؤتمر. وحاول الاستحواذ على مقدرات شعبنا وفرض نفسه ممثلا وحيدا. من خلال تهميش واتهام كل القوى الأخرى باتهامات شائنة وكاذبة وملفقة. ولدينا مقالات ورسائل تذكر كل ذلك.
السيد كنا يعجبه ان ينسب كل ما تحقق لشعبنا في الإقليم لنفسه ، وهو يعلم ان ذلك ليس صحيحا، مثلا مسألة التعليم السرياني التي حولها إلى بقرة حلوب تجلب له الاموال. فحق التعليم اقر في قانون وزارة التعليم للتركمان والعرب ولنا، وجاء بصيغة حق أبناء الاقليات او المكونات في التعليم بلغتها. وقد قامت حكومة الإقليم بدفع كل مترتبات عملية التعليم وبدعم من اليونسكو واليونسيف. الا نحن حيث ادع السيد كنا ولجنته الخيرية بانهم هم من يدفعون اغلب المصاريف، وجراء النقد والفضح المتوالي تنازلوا تدريجيا وقالوا انهم يتحملون اجور النقل، وحتى هذه ثبت خطأها حيث ان حكومة الإقليم كانت تدفع عن كل طالب 25 الف دينار اجور النقل في حين ان اللجنة الخيرية كانت تدفع للسواق 20 الف دينار لكل طالب أي مرابحة حتى في ذلك بخمسة الاف دينار.
السيد كنا يبيع ليس انصاف حقائق كما اتهموني مرة، بل يبيع سينارهوات يؤلفها من نفسه ليس الا.
 وفي اثناء كتابة الدستور العراقي اتذكر انني كتبت مقالة تحت عنوان العرضحالجية، لكثرة العرائض والرسائل التي كانت ترسل باسماء منظمات وهمية وحقيقة تطلب ادراج صيغة معينة لاسم شعبنا في الدستور، وحينما راي الاخرين او المعارضين ذلك اتبعوا نفس اللعبة، ولكن الانكي ان الكثير من هذه المؤسسات الوهمية او الحقيقية كانت تعيد ارسال صيغ أخرى وحسب ما تقوله الاحزاب وخصوصا الحركة التي بدأت اللعبة الغبية التي جعلتنا اضحوكة امام الاخرين. السيد كنا يقول انا فعلت وانا عملت، وكلنا نعلم ان الفعل والعمل يسبقهما نشر الافكار والاسباب والمقترحات، والحركة والسيد كنا لم ينشرا يوما مشروعا لا للدستور ولا لحقوقنا ولا للتعليم السرياني. لكي يكون حولهما حوار مثلا. وعلى الاقل لكي نقول انهم كانوا يعملون ويخططون. ومن ثم ينفذون، ومرارا ومن على هذا الموقع طالبتهم بابراز مشروعا ما قدموه وان لم يتم الموافقة عليه، دون ان نرى شيئا ما، لقد ظل السيد كنا عضوا في وزارة الإقليم سنوات طويلة وكذلك عضوا في برلمان الاقليم، ولم نرى لهم مبادرة أي نقد او معارضة أي قانون او حدث مثل مقتل الشهيد فرنسيس شابو او مقتل هيلين ساوا او مقتل ادور او مقتل أبناء من مانكيش او مقتل اشخاص من شقلاوة او حتى مقتل بيرس وسمير. الا مرة واحدة وهي حينما عارضوا تعيين السيد نمرود بيتو يوخنا وزيرا للسياحة. ولنقل ان الحركة واعضاءها لا يزالون مستمرين في التسقيط السياسي والاجتماعي والامني لكل من يعتقدون انهم قادرون على تسقيطه. ولنذكرهم انهم حاولوا تسقيط كنيسة وبطريركها من خلال دعمهم المكشوف لمحاولات اشور سورو شق كنيسة المشرق الاشورية.
نقول اخيرا الم تكتفي امتنا من تسويق الاكاذيب وهل بالاكاذيب تبني الامم؟

52
من هؤلاء السبعة اختاروا انتم الخمسة



تيري بطرس

لم ولا اشجع المقاطعة الانتخابية التي يقول بها البعض. ادرك الغاية النبيلة لدى البعض من الدعوة لمقاطعة الانتخابات. ولكن مع ‏الاسف ان اي مقاطعة يمكن تغطيتها بافراد اخرين ومن اي حزب او من المستقلين حتى. ولا يمكن نزع الشرعية عنهم ابدا. لان اي ‏تنظيم من تنظيمات شعبنا لم يكسب شرعية حقيقية لحد الان. صحيح ان هناك صراع، وهناك كلام كثير عن البرامج وعن التكاسل ‏والتقاعس. ولكن المتصارعين لم يتمكنوا من ان يحوزوا تلك الشرعية التي يمكن ان يقال عنها ان في غيابهم، سيكون ممكنا وصم ‏من يشارك في الانتخابات بعدم الشرعية، سواء شعبيا او حتى وطنيا اودوليا.‏
من هنا، اكدت مرارا على مشاركة احزاب شعبنا في الانتخابات، ولو لكسب الخبرات السياسية، او لكي يكونوا شهودا، على ما ‏يحدث من تجاوزات على من يمثلونهم او تجاوز على الدستور والقانون الذي اتى بهم وبكل المجلس النيابي. كما ان اعضاء ‏الاحزاب او الداخلون في القوائم الحزبية، سيبقون اكثر قدرة على معرفة طرق التحرك وعقد التحالفات والدخول في اللجان لكي ‏يمكنهم من ان يتمكنوا من اداء واجبهم. ‏
قد يكون قولي اعلاه من باب الامل او الاماني الكبيرة، في وضع لم يعد يسمح بمثل هذا الخطاب اصلا، ولكن اقول سيبقى لدينا ‏الامل والرغبة في احقاق حقوق شعبنا والحفاظ على دوره ، مهما كانت الظروف.‏
سيكون لشعبنا خمسة ممثلين على الاقل، هذا في حالة عدم فوز اي اخر من ابناء شعبنا من المنضوين في قوائم اخرى. شخصيا ‏اتمنى الفوز لسبعة ولكن يبقى القانون هو الفيصل، وهو يمنح لنا في الكوتا خمسة. والسبعة اللذين اتمنى فوزهم بالتاكيد لن يفوزوا ‏كلهم، ولكن لي وجهة نظر في تمنياتي،  وهي نتيجة متابعة بعضهم وان كان على صفحات الويب او من خلال النشاطات الاخرى. ‏كما اتمنى من من يفوز منهم ان لا نخسره في المجال الثقافي والتنظيري والتنويري. ‏
الاول في خياراتي والذي اثبت انه مؤهل وحاول ان يظهر صوت شعبنا والامه وامالها ووحدتها ، انه الاستاذ جوزيف صليوا سبي. ‏اقول انه حاول، وهو مجرب ولكن تجربته تمنح لنا الامل وان يعاد انتخابه. ومع الاسف حاول البعض الانتقاص منه ونزع شرعية ‏تمثيل شعبنا. انه صوت نحن بامس الحاجة اليه. انه في قائمة اتحاد بيت نهرين الوطني رقم 7‏
الثاني او الثانية، والتي اثبتت ايضا انها صوت صارخ في ساحة شعبنا، ولكنه ليس صوت الصراخ الذي يخفي الجهل، بل صوت ‏معزز بالمعرفة القانونية، هذه المعرفة التي شعبنا بامس الحاجة اليها، انها الدكتورة منى ياقو يوخنا التي دافعت عن حق شعبنا ‏ووجوده وحقوقه في دستور اقليم كوردستان. لي الثقة بان صوتها سيبقى عاليا في الدفاع عن حقوق شعبها. انها في قائمة حزب ابناء ‏النهرين رقم 2‏
الثالث في خياراتي هو الاستاذ كوهر يوحنا عوديش، معرفتي به اتت من خلال مقالاته وكتاباته، شخص يؤمن بوحدة شعبنا ‏وبحقوقه، وله نظرة واقعية واعتقد انه له القدرة على العمل مع الاخرين وان اختلف معهم في الانتماء الحزبي. والاستاذ كوهر هو ‏على قائمة المجلس الشعبي رقم 5 ‏
الرابع هو الاستاذ صباح ميخائيل برخو انه الرقم واحد في قائمة اتحاد ابناء النهرين الوطني. شخص له القدرة على المجابهة ‏والوقوف موقف حاسم وحقيقي. لي الامل انه يمكن ان يكمل التنوع الفكري والتنوع السياسي في شعبنا.‏
الخامس هو الرقم واحد في قائم  حزب ابناء النهرين، انه الاستاذ ميخائيل بنيامين داود شخصية هادئة وملمة ومتابعة لما يهم شعبنا ‏منذ ان كان يدير منظمة نينوى للتكافل الاجتماعي. ‏
السادس هو الاستاذ اوشانا نيسان حزيران. كاتب معروف وكتاباته حفر في الواقع وفضح للمخفي واظهار للحقيقة كما يجب ان ‏تكون. انه صوت من الاصوات التي ارتفعت من اجل فضح الاكاذيب. انه الرقم 5 في قائمة اتحاد بيت نهرين الوطني
السابع هو الاستاذ نينب كوركيس توما (نينب لاماسو) وهو باحث في التاريخ ومتابع لقاضايا شعبنا لا بل صوت للتعريف بهذه ‏القضايا للاخرين. له علاقات قوية ونشطة مع الاوساط الاكاديمية العالمية. انه الرقم عشرة في قائمة حزب ابناء النهرين.‏
الى هنا تمكنت ان اختصر الاسماء وكلها اسماء نفتخر بها. ولكن الذي جربناه ولم يحقق شيئا لا اعتقد انه يمكن ان يقدم الان. واذا ‏كان البعض ممن يقول انه كسب الخبرات وله العلاقات، فاعتقد انه يكفيه المشاركات السابقة وليقدم خدماته وهو خارج الندوة الان. ‏
امنيتي من كل من يتم انتخاب ليمثل شعبنا او ليمثل قوائم اخرى، ان يتمكنوا من ان يخلقوا كتله وان لم تكن رسمية يتم من خلالها ‏التوصل الى الصيغة التي تخدم شعبنا من كل القوانين.  وان يكونوا متابعين لكل ما يمور في المجلس والقوانين منذ ان تكون ‏مشاريع وقبل وصولها الى اللجان. امنيتي ان تكون شعاراتهم قابله للتنفيذ وليس فقط لبيع الاحلام. ‏

53
في حوار مع بعض نقادي

 
 
 
 
 
 
تيري بطرس
في 18 شباط 2018 نشرت على موقع عنكاوا كوم، مقالة عنونتها، الى متى يلاحقنا التاريخ؟ يمكن الاطلاع عليها على الرابط 1ادناه. لقد قمت بالرد على اغلب من انتقد او اضاف الى ما كتبته، ولكن بعض الاخوة استمروا في التعليق ومن باب التسقيط وإظهار الاخطاء او إلصاق اخطاء ب ما تم تسميته تيارنا الفكري وهذه النا لا اعلم لمن تعود، وخصوصا ان من ينتقد لم يظهر تياره او بدائله عن ما يتهم به تيار(نا) الفكري.
طبعا، ويعلم القراء انني كنت عضوا في الحزب الوطني الاشوري ولفترة طويلة ناهزت الستة وثلاثون عاما، لحين تقديمي الاستقالة عام 2009، وخلال هذه الفترة كنت في مراكز مختلفة لهذا الحزب. وحسب استنتاجي فان هذا البعض يقصد بتيار(نا) الفكري بعض الاخوة من اعضاء الحزب والذين كانوا فعالين من ناحية الفكرية ورفدوا الحزب بالافكار والاراء. وما دفعني لهذا الاعتقاد اشارة الى الاستقالة الجماعية ومقارنة بين ما يقوله عن تيار(نا) والقيادة الحالية للحزب الوطني وتوجهات، بما يعني انه يدعم او يزكي توجهات القيادة الحالية. طبعا هو له كل الحق في تأييد او عدم تأيد اي كان، وهذا الحق نمتلكه بالضرورة نحن او انا.
من الصعوبة بمكان الدخول في اي حوار منتج، حينما يتم تشتيته عن دراية وقصد او عن عدم فهم مضمون الحوار اصلا، فنحن عندما نناقش في فضاء مفتوح كموقع عنكاوا دوت كوم، يمكن ان يدخل نقاشنا الكثيرين ممن لا يفهمون الكثير من المصطلحات السياسية والاجتماعية وغيرها، وممكن ان يفهم قضية حوار تنازلا من تنازلات يتم تقديمها، لا بل ان البعض يدخلون الحوار وهو يعتقد حقا اننا نمتلك قوات وامكانيات تدعم مطالبنا كلها، او ان البعض يؤمن بالحب والكره في السياسية. في مثل هذه الحالات لا يمكن ابدا الوصول الى اي نتائج للنقاش.
فهناك اشخاص وبعد ان صارت قرانا شبه خاوية، وقوة شعبنا خائرة، يزداد نهمها للشعارات الاكبر والاعظم والتي تنكر على الاخر حق الوجود. لا بأس من مناقشة اي امر في إطار الحوار كما قلت، ولكن اتهام الاخرين والتهجم عليهم او سبهم او وصفهم بصفات نابية او استصغارية  باعتقادي امر فيه الكثير الغباء حقا. فالكورد لدى البعض محتلين، ولا نعلم كيف هم محتلين ومن اين اتوا وكيف توسعوا بحيث انهم يسكون ارضا تمتد من غرب اورميا الى عفرين ومن اواسط تركيا والحدود الارمنية الى خانقين مثلا. كيف هم محتلين ولنا في التاريخ شواهد على صراعاتنا التاريخية المستمرة. ليس مطلوبا من الكوردي ان يحبني او لا يحبني فهذا الامر لا يهمني، المطلوب هو الاجابة على اسئلتنا الحقيقية اين مصلحة شعبنا. وماذا يجب ان يتوفر لكي احقق هذه المصلحة. وكيف على ان اعمل من اجل ان افرض على الاخر، كورديا او عربيا او تركيا، الاقرار بما هو من صالحنا. ان اغلب طروحات البعض لا تزال تعتمد على الطرح، لكي يرفعون المسؤولية عنهم،  اي اللهم اننا ابلغنا، والسياسية ليست في الابلاغ، بل في طرح موثق ومقونن وله قوة تدعمه.
في حوار اجريته على صفحات الفيس بوك مع بعض الاخوة ستجدونه على الرابط2، طرحت اسئلة واضحة ولكن استنتجت ما يلي  ((الحقيقة التي استقيتها، اننا لا نريد الاجابة على اي سؤال مصيري. لكي لا نتزحزح من مواقفنا. اننا لا نبحث عن مصالح شعبنا، بقدر بحثنا عن ما يعزز صلابتنا وتمسكنا بمواقفنا، مهما كانت تلك المواقف، اننا باعتقادي لم نخرج من مرحلة العشائرية الفكرية على الاقل. هذا الحوار مع بعض السادة المحترمون. لم استعمل كلمات نابية ولا اتهامات ولكن اطرح اسئلة مشروعة، فليقل جميعكم رأيه او رده على هذه الاسئلة في إطار الاحترام وكفى اتهامات بعضنا لبعض دون ان نتقدم ولو أنملة الى الامام، ولاننا بأمس الحاجة لكي نعرف ونعلم. ان  الحوار الهادئ والمبني على المعلومات وياريت من يمتلك إحصاءات صحيحة سيكون طريقنا الى الكشف عن الافضل لنا، ولان السكان هم من سيقررون، اي اعدادهم، اما ميولهم فيمكن الاستنتاج او الحوار بشأنه.)) وقد ابتدأت بسؤال بسيط وهو (اذا الجميع متفقين على حق الاستفتاء واقصد به استفتاء اقليم كوردستان، فماذا يعني استبعاد سهل نينوى منه لنا، ان من يرفع شعار استبعاد سهل نينوى لم يبينوا ماهي فوائد استبعاده من الاستفتاء، انه بالنسبة لي شعار من شعارات التي لا معنى لها)) وكان اول جواب يحمل اتهام بان من يوافق على الاستفتاء هم خدم مسعود البرزاني.  ورغم استمرار في الحوار الا ان اغلب الاجوبة نحت منحى تأمري وتخويني علما اننا كنا في حالة ايجاد اجوبة لاسئلة. وليس في حالة تفسير احداث.
. واليوم اود ان ارد على بعض الاخوة ممن كرر انتقاده او نشره مع نشر بعض الروابط التي تظهر جهد بعض الاخوة وكل حسب اجتهاده في العمل القومي. ولكن ان يتخذ النقد شكل من اشكال التسقيط او محاولة اظهار طرف معين متنازلا او قابلا لتقديم تنازلات قومية اوحتى الخيانة القومية، فاعتقد ان الامور تاخذ مجرى اخر. لا يدخل في باب النقد والإضافة. وخصوصا انني قد كتبت في مجالات مختلفة تحت عنوانين عديدة وكثيرة وعلى مواقع مختلفة ، قد لا يستحضرها القراء، مما يظهرني بصورة التي يريد الناقد ان يظهرها للقارئ. ورغم ادراكي ان هذه المقالة قد لا تصل الى كل من وصلت اليه الروابط المختارة ممن يحاول انتقادي، الا ان تجميع بعض الروابط وما تم التكلم بشأنه بخصوص قضايا شعبنا،  اراه مهما الان. ولان بعض من انتقدني وضمني في تيار لا اعلم عنه بالرغم من وجود تشابهات وطروحات مشتركة مع الكثير ممن تصدى للنشر والكتابة، رغم عدم ادعائي انني قد بلغت مبلغ ما وصل اليه هؤلاء الكتاب من الطروحات والافكار الجيدة او الصياغات الراقية. الا انه من حق من يحسبهم النقاد انه تيار موحد. ان يتم ابراز ما تم سرده  وكتابته والمطالبة بتحقيقة من قبلي على الاقل، لانني لست مسؤلا، عن الاخرين وما كتبوه.
السيد اوجين اوراهم يقتبس من مقالتي المنوه عنها اعلاه، بشكل عام وينشر رابطين من موسوعة الويكيوديا التي هي موسوعة غير موثوق بها بسبب قدرة اي شخص الدخول والكتابة فيها. ويقول ((اتيت بمثال اسرائيل و شبهتها بالمنطقة المضيئة في المنطقة الحالكة السواد ولكنك لم تبين كيف كان تأسيسها مليئا بالصعاب والحروب والدعم الدولي اضافة الى انقسام البيت اليهودي في البدء بين مؤيد ومعارض الى ان اتى الوقت وتقاربت الاراء لتتصاعد الاصوات الموافقة على استيطان ارض الاجداد مرة اخرى لضرورتها المصيرية بشراء الاراضي وبالاستيطان المدعوم عسكريا ودوليا وكان اليهود منتشرين في دول المهجر كما نحن منتشرين اليوم ولكنهم هاجروا الى ارض اسرائيل التي اخذوها بتخطيط وقوة ودعم نتيجة عقدهم المؤتمرات والتخطيط الحكيم وعدم الاستسلام للوضع الراهن بالرغم من قلة عددهم اذا قورن بالدول والاقوام المحيطة بهم وصعوبة الاوضاع.
اسرائيل اخذت ارض اجدادها واستوطنته مجددا وكونت دولة مستقلة بوسط الدول العربية بالقوة وبالتخطيط والدعم الدولي ونبذ اليأس ولم تؤسس دولتها بأن تقبل ان تكون تحت إمرة اي حكومة اخرى في المنطقة ولم تؤسس الدولة اليهودية باستفتاء او نتيجة منية احد عليها وها هي الان رمز من رموز الدول الناجحة بديمقراطيتها وطاقاتها العلمية وعدم يأسها بوجه (الصعاب.))

 نعم اسرائيل اخذت ارضا، بعد ان تشتت الشعب اليهودي او غالبيته لمدة اكثر من خمسة وعشرون قرنا، ولكننا لسنا يهودا، ان الذي حمى واليهود من الانصهار هو الدين،  فكل يهودي هو عبري. ولكن كيف، بالاستناد الى كتاب مقدس،يقول ويؤكد على احقية اليهود على ارض اسرائيل، ولكن الأهم بالاستناد الى فكر وتخطيط متأني ومستمر، دعمت اقلية  كانت موجودة دوما على الارض ، دعمتهم علميا وثقافيا واقتصاديا،  ومهاجرين يمتلكون خبرات علمية وعصرية ولهم تواصل مع العالم.. اسرائيل حينما تم اقرار تقسيم فلسطين كانت فيها اقلية يهودية تشكل اكثر من 14% بالمائة من السكان، اي ثقل سكاني معتبر ، وليس 1% (رغم ايماني ان حقوق الامم والشعوب لا يقاس بعددها) الا ان اقرار الحقوق والاتيان بها الى الواقع يتطلب في الكثير من الاحيان عددا وتوزيعا سليما قادر على خلق تواصل.
، اننا حينما نطالب يجب ان تكون مطالبنا بقدر امكانياتنا، انا شخصيا لي مقالة عنوانها يحق لنا ان نمتلك دولة ، وهذا حق لكل الشعوب. ولكن كيف؟ هل بالمزيد من الهجرة، هل بالتشتت الذي نعيشه في الوطن؟ ام بالتخطيط واعتماد الخطوات المدروسة. وليس طرح الشعارات لكي نقول اننا طرحنا شعارات؟ انا قلت يحق ان يكون لنا دولة، والذي طرحته قبل سنوات وليس الان، هو متقدم عن كل ما تطرحه الاحزاب كلها، وانا فرد واحد، وبعد ما نشرت هذا وغيرها من المقالات الناقدة لممارسات كوردية زرت العراق مرارا وتكرارا ولم اكن خائفا، لكي يحاول البعض ان يظهر لي بطولاته لانه قال كلمة هنا او هناك. ولكن ماذا يعني طرح شعار فقط، ولا امكانية لتحقيقه، اليس ذلك نوع من المزايدة؟ ان نقول مثلا ان تسمية كوردستان هي تسمة قومية، وهي حقيقة وقلناها مرارا ، ولكن هل بالامكان ان نفرض تغييرها اي تغيير تسمية كوردستان حتى لو طالبنا بها؟ على الاقل ديمقراطيا. باعتقادي ان من يطرح هذه المسألة كاولية، هو شخص يزايد او يتلاعب بالعواطف ليس الا، لانه يدرك ان اي تعديل للدستور العراقي يكاد ان يكون مستحيلا ضمن المعادلات الحالية، وهذه التسمية جزء من هذا الدستور مع الاسف. كما انه يدرك ان موازين القوى ليست في صالح المطالب بذلك، وهو يدرك ان المسألة سياسية، وليس هناك احد مستعد ليقدم لنا مثل هذا التنازل والدخول في معمة تعديل الدستور،،دون مقابل سياسي او مصالح اخرى. في حين نحن لا نقدم شيئا فقط نطالب وعلى الاخر الاستجابة. والامر الاخر الذي لا يأخذه هؤلاء المزايدون بنظر الاعتبار، ماذا لو لم يتم تلبيه اغلبية المطالب، هل نحمل جويلاتنا ونهرب، هل نغلق الابواب امامنا. في حواراتي الاخيرة بعد زيارة الوطن، ركزت على هذه النقطة، وهي وجود عدم الوصول الى حالة ان لا حل امامنا. اما مطالبنا او لاشئ، انها حالة انهزامية للسياسي. ولذا كررت وجوب ان يقوم السياسي دائما بتدوير الزوايا، اي زوايةرؤية اي قضية لكي يجد مخرجا، وان لم يكن كل ما اريد.
ويقتبس من مقالتي ايضا متى كان بناء الامم بالتهجم والسب والاستهزاء))
((في اسرائيل هناك الاسرائيلي الذي يكشف حسب فهمه عورات القادة الاسرائيلين ومثالب رموزهم))
 ويقول لي الا ترى تناقضا في هذه الكتابات اخونا تيري؟ فكل شخص حسب فهمه ينتقد الاخر في المواضيع المصيرية وليست بالضرورة كلها تهجم واستهزاء حسب فهم كل شخص ينتقدك وينتقد تيارك الفكري في التعامل مع الامور
ولكنك الاخ العزيز تيري على ما يبدو منزعج جدا منذ فترة بسبب انتقاد الاستاذ (اشور كوركيس) لك ولتيارك الفكري الذي تؤمن به سنين عدة منذ ان كنت في الاترانايا بقياداته السابقة وبقيت على نفس الفكر والمعالجة القومية لشعبنا حتى بعد خروجك من الحزب نتيجة اختلاف قيادات الاترانايا الحالية مع تيارك الفكري واستقالتك في عام 2015 واتخاذ القيادات الحالية للاترانايا منحى اخر في التعامل مع الامور يختلف عن تياركم الفكري

النقد ليس السب ولا التهجم المبني على اسس قومية ودينية، النقد هو ابراز الاخطاء والممارسات الخاطئة والغير القانونية وطرح البدائل. وبالتالي ان بعض ممن يقودون الراي العام في شعبنا، هذا هو ديدنهم. اي التهجم ونكران حقوق الاخر والمطالبة بالغاء وجودهم. في خطاب لن يهتم به احد. ممن نريد ان نحصل على دعمهم ومساندتهم، في خطاب يتناقض مع ما نقوله عن مظلوميتنا. اما اذا كان الاخ اوجين يعتقد ان نقد السيد اشور لي في صفحته قد المني او وضعني في زاوية ضيقة، و انني من يومذاك لم اعد اذوق طعم النوم ابدا. فاقول له لا ابدا. انا لا اتأثر باقوال امثال السيد اشور كوركيس، ولكنني ابكى على حال المخدوعين به وبامثاله، وبامثال من تاجر بالتعليم السرياني وراس السنة الاشورية وغيرها من الانجازات التي لم يقم بها.  للسيد اشور كوركيس كل الحق في نقد اي راي يراه غير سليم، ولكنني مع الاسف ارى ان اغلب اراءه غير سليمة ولا تخدم شعبنا، بل تثير غرائز الانتقام والكره والحقد. والتي بالنهاية لن تقدم الا ما قدمته اراء من كان يقول نفس الامور ولو خفية، مما شجع على الهجرة وعدم القدرة على التعايش وخلق مجالات التواصل وبناء المشتركات التي يمكن من خلالها  بناء مجتمع قوي وقادر على مواجهة التحديات. السيد اشور كوركيس باعتقادي لا يمكنه ان يقدم شيئا حقيقيا لشعبنا، بل هو كالسيد الياس يلدا، لا يمكنهم من طرح مخطط واقعي يمكن الالتزام به، انهم تجار يبيعون الشعارت المرغوبة في زمن يشعر الجميع بالخوف والرعب والمهانة. انهم كالمنظمات العروبية التي لا تبشر الا بالقتل والدمار والتي لم تقتل الا شعبها ولم تدمر الا بلدانها. السيد اشور الذي كان يدغدغ مشاعر البعض بالعراق وبالحركة القومية الاشورية، يمكن ان يتنازل عن ذلك بمجرد ان يشعر بانه يضعف لو تمسك بهما، فالعراق لم يعد يهمه والحركة القومية الاشورية بحسب نظرته، لا تعني اي شئ.
وينقل السيد اوجين الفقرة التالية من رد المحامية ماري بيت شموئيل عن احد الاسئلة التي طرحتها عنكاوا كوم عليها عام 2006.
س4/ نراكم وقوى اخرى من الشعب متحمسين لانضمام سهل نينوى الى للاقليم، ماذا لو أراد هذا الشعب اقليم خاص به في الغد القريب؟؟
ج/ سهل نينوى يضم خصوصيتنا القومية وخصوصيات دينية وثقافية اخرى لها جميعا امتداداتها في الاقليم. فقدر تعلق الامر بشعبنا فان حوالي 150 قرية وقصبة ومدينة له هي في اقليم كوردستان (محافظتي دهوك واربيل) خارج سهل نينوى. فبديهي ومنطقي ان ندعو الى ضم سهل نينوى الى الاقليم من اجل الاتصال والتواصل بين ابناء شعبنا.

 اما انا فاقول ما هو بديلكم عن عدم انضمام سهل نينوى للاقليم مثلا، الم نحظر من امكانية تقسيمة وحسب مخططات الامم المتحدة ولم تجيبونا (واليوم علميا هو مقسم)، قلنا مرارا ماهو تعليلكم لرغبتكم العارمة في تقسيم شعبنا الى جزئين؟ ولم يتمكن احد منكم الاجابة، قلنا هل تضمنون ان كل مكونات سهل نينوى ستكون مع بغداد، ولم نحصل منكم على جواب، قلنا هل تضمنون وحدة سهل نينوى ولم نحصل منكم على  جواب.
والظاهر ان السيد اوجين قد اتعب نفسه كثيرا في ايجاد المقالات التي يحاول من خلالها النيل من ما اقوله او النيل من ما يقوله التيار الفكري الذي يدعي  انتمائي اليه ، و يتطرق لمقالتي المعنونة الوطن في مفهوم الحركة القومية الاشورية الرابط 3.
وماذا في مقالتي هذه، اننا نحاول ان نمد جسور البناء والحوار وتبادل الاراء مع الاخرين، لبناء وطن يضم الكل ولكن الكل بالتساوي وباحترام وبكرامة واحدة. ولو كانت هذه الامور موجودة و مقرة في الواقع لما حاولنا المطالبة او طرح الاراء التي تضمن هذه المطالب، لانها اصلا موجودة .   اننا نحاول ان نبين المصاعب والمعيقات التي تقف امام طروحات او شعارات البعض، والتي يمكن تسويقها لمن لا يفقه المصاعبـ، ويمكن خداع الناس حسني النية بها. اننا لم نقل لا تكونوا حذرين، بل يجب ان نكون حذرين، ولكن الحذر شئ والاضرار بالامة ومصالحها جراء مواقف لا معنى لها شئ اخر. 
ان بعض المعارضين ياتون بامثلة من ممارسات كوردية (احزاب وشخصيات) دلالة على عدم صحة دعوتي للحوار والتعايش. ولكن اقول متى كانت الاوضاع بين الشعوب دائما سليمة، ومن قال ان كل الكورد في ميزان واحد، ومن قال اننا لا ندين مثل ولي مقالات في ادانة ذلك ولكنني لا اعيش ذلك ابدا. بل دائما احاول ايجاد اي بصيص امل، ان قطعت الامل انا قط لا اؤثر كثيرا، ولكن ان قطع الامل حزبا، فانهو طامة كبرى علينا جيمعا.
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,866435.0.html   
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,852650.0.html
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,864145.0.ht
 
ادناه بعض الروابط لمقالات كتبتها في مواقع مختلفة واغلبها في ايلاف تخص بعض القضايا التي ناقشتها لمن يود الاطلاع عليها
]
http://elaph.com/Web/opinion/2016/2/1070724.html
هل ستقوم دولة فاشلة في كوردستان؟ نشر في 5 شباط 2016
http://www.qoraish.com/qoraish/2015/06/سهل-نينوى-ضمن-اقليم-كوردستان-ما-المانع/
http://162.13.70.33/Web/opinion/2016/1/1064874.html
معوقات تقف امام استقلال الكورد في ايلاف 3 كانون الثاني 2016
http://elaph.com/Web/opinion/2016/4/1083017.html?utm_source=feedburner&utm_medium=feed&utm_campaign=Feed%3A+elaph%2Fopinion+%28Opinion+%7C+%D8%B1%D8%A3%D9%8A%29
حكومة اقليم كوردستان والاشوريين الى اين؟ ايلاف 4 نيسان 2016
 
http://elaph.com/Web/opinion/2015/6/1014820.html?utm_source=feedburner&utm_medium=feed&utm_campaign=Feed%3A+elaph%2Fopinion+%28Opinion+%7C+%D8%B1%D8%A3%D9%8A%29
سهل نينوى مع الاقليم/ ما المانع في ايلاف 9 حزيران 2015
http://elaph.com/Web/Opinion/2017/10/1172987.html
الم يحن الاوان للاصلاح في اقليم كوردستان ايلاف 21 تشرين الاول 2017
http://elaph.com/Web/opinion/2015/1/978111.html#sthash.kj4kun7P.dpuf
ان نسامح نعم ان ننسى لا ابدا
http://www.turkmen.nl/b_man6.html
الاكراد وسياسة لوي الاذرع
https://mufakerhur.org/المسيحيون-مطالبون-دوما-بإعلان-الولاء/
المسيحييون مطالبون دوما باعلان الولاء
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=707602.0
عن اي ثائر يتكلم السيد المندلاوي
http://elaph.com/Web/opinion/2015/6/1018290.html
اما ان الاوان لغلق هذا الملف ياحكومة اقليم كوردستان حزيران 2015
http://elaph.com/Web/Opinion/2017/11/1178440.html
هل كنا على خطاء 25 تشرين الثاني 2017
http://elaph.com/Web/opinion/2010/5/557507.htmll
مذابح الاشوريين السيفو متى تنصف الضحية ايار 2010
http://elaph.com/Web/opinion/2015/7/1020544.html
الاشوريون والكورد، التاريخ والديموغرافية 1تموز 2015
http://elaph.com/Web/opinion/2016/8/1102099.html
سميل الرمز الابدي لاضطهاد الاشوريين 5 اب 2016
https://www.facebook.com/atranaya/posts/1302134103134418
قضية نهلة مثالا على التسويف نيسان 2016
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=115454&nm=1
نداء ليكن العراق اولا  15 تشرين الثاني 2007
http://elaphmorocco.com/Web/opinion/2017/04/7965.html
من سينصف الضحايا 13 نيسان 2017
http://www.iraq5050.com/index.php?art=69513&m=1
انشاء محافظة في سهل نينوى، ام الدستور يفتت العراق
http://www.ankawa.com/cgi-bin/ikonboard/printpage.cgi?forum=32&topic=654
سميل منعطف في التاريخ العراقي عنكاوا 4 اب 2004
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=136115.0
رسالة عتاب الى السيد ملا بختيار 30 تشرين الاول 2007
-: http://elaph.com/Web/opinion/2016/10/1112460.html#sthash.lMtqxTbC.dpuf
اين المشاركة في زيارة رئيس الاقليم لبغداد
http://elaph.com/Web/opinion/2012/1/707924.html?entry=opinionaraa
اما في 9 كانون الثاني 2012 فقد نشرت في ايلاف البيان الختامي للجنة التحقيق التي لم تحقق، بخصوص احداث زاخو ودهوك
http://elaph.com/Web/opinion/2014/6/910646.html
واقعية حلم كوردستان الكبرى حزيران 2014
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=855457.0
شعبنا ام العراق او كوردستان عنكاوا 5 تشرين الاول 2017
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=825189.0
شيطنة الجيران والعمل القومي 4 تشرين الثاني 2016
 

54
الثقافة والسلطة... أشوريا
 
 
 
 

تيري بطرس
قد يكون العنوان متعسفا نوعا ما، لأننا أساسا لم نملك سلطة حقيقية وبالأخص خلال الفترة التي يمكن ان تدرج ضمن هذه المقالة. إلا انه لا يمكن ايضا، تناسي او تجاهل البعض  وممارساتهم ممن حاول ان يتمثل او يدعي السلطة (بمفهومها الشرق أوسطي)، وحاول ممارسة دورها الغبي في الاستحواذ على كل الأدوار ووضعها تحت إبطه وتسخيرها لترديد الشعارات السياسية والدفاع عنها والتحكم على الاخرين، من المثقفين.  ولما اشوريا، لانه في شعبنا والجزء منه المؤمن بالاشورية، وتحت يافطة العمل القومي الاشوري، ظهرت اغلب الممارسات التسلطية.
مع تأسيس النادي الثقافي الاشوري، والذي كان بحق حاضنة المثقفين القوميين الاشوريين. برز نوع من الانقسام بين من كان يعتبر نفسه مثقفا، وبمعايير ذالك الزمان، وبين اعضاء اخرين .وكان هذا الانقسام مستندا، الى الدور الذي يؤديه كل طرف، فكان هناك صراع خفي بين المشتغلين بالثقافة ويدعمون الانشطة الثقافية . وبين من كان يدعم النشاط الاجتماعي والفني، رغم ان الفن هو جزء من الثقافة بصورة عامة. كانت هناك نوع من النظرة الفوقية من المحسوبين على المثقفين تجاه الاخرين. واعتبروا ما يقوم به المهتمين بالعمل الاجتماعي والفني ( الحفلات، السفرات، المسرحيات، والامسيات الاخرى). نوع من الترف. رغم انه كان يرفد النادي بالأموال اللازمة لدعم مسيرته ككل. في ظل امتناع النادي عن بيع المشروبات الروحية كبقية الاندية الاجتماعية والثقافية العراقية.
في مقابلة تلفزيونية، اجراها مقدم البرامج المميز يوسف بيت طورو وفي تلفزيون سوريو تي فاو، مع رجل دين من الكنيسة السريانية، يعترف هذا الرجل بانه هو من انشاء وخلق التيار الارامي، ويقول رجل الدين، ان استمد التسمية من الالمان حينما قالو له انتم تتكلمون الارامية. وسبب قيامه بهذا العمل لتعرضه، للتجريح من قبل بعض مدعي الاشورية، ويذكر رجل الدين، ان مدعي الاشورية كانوا معروفين بوضع القلم في جيب القميص كعلامة للثقافة. كما ترون ان الغضب والعناد، يمكن ان يؤدي الى نشوء حالة انقسامية حادة في الشعب. وسبب ذلك، لان المجتمع فيه تاثيرات عشائرية قوية لحد الان وليس لحد وقت هذه الحادثة. وهذه القيم لا اثر لها للقومي والمصالح القومية.
الصراع المنوه عنه اعلاه لوكنا بعقلية اليوم،ولو كنا اكثر تواضعا حينذاك، وقبلنا الاراء الاخرى ولم ندعي امتلاك الحقيقة، لما حدث. ولكن التجارب هي التي تصقل الانسان. وخصوصا انه لم يكن لدينا تجارب قومية اخرى معروفة لنا، الا تجربة اللجنة الادبية للشباب الاشوري في ايران والتي كانت تجربة ناجحة من ناحية النتاج ولكن لم نعلم عن تجاربهم ومعاناتهم ومشاكلهم.
ولكن تجربة جمعية اشور بانيبال كانت ناضجة اكثر، وانفتحت بمقدار اكبر على الثقافة الوطنية، وكان هناك تكامل بين الادوار المختلفة التي كانت تؤديها. ولذا فان صداها امتد ايضا الى مساحات اوسع، وحتى نشاطها واعضاءها كانوا من مناطق مختلفة. علما انه بحسب علمي ليس هناك من كتب في تقييمها لحد الان، وشخصيا لا اقدر ان افيها حقها لانني لم اكن من اعضاءها. الا ان هذه الجمعية ايضا لم تسلم من تسلط السياسي والعمل من اجل الاستحواذ عليها، بمختلف الطرق الغير الشرعية، مما ادى لخمولها لحد انه لا اثر لها  الان في حياتنا الثقافية.
وفي بداية التسعينيات ايضا، تم انشاء المركز الثقافي الاشوري في دهوك. والظاهر انه لم يتمكن ان يقوم بدوره او لم يتم السماح له بذلك. فسريعا ما تم وضع اليد عليه وربطه بالتنظيم السياسي. لكي يكون بوقا لها وليس منبرا للثقافة والتثقيف والحوار المنتج. ورغم استمرار المركز في اصدار مجلته، الا ان تاثيرها كان ضئيلا حقا.  وتحول المركز الى بوق دعاية، ودفع من لم يكن من اعضاء او مؤيدي التنظيم السياسي، دفعهم الى اصدار كراس اوراق من الوطن التي اظهرت تاثيرا نسبيا ولكنه لم يستمر. لانها كانت ايضا بدعم من تنظيم سياسي اخر معارض لمن استولى على المركز الثقافي المؤسس بجهود التنظيم صاحب اوراق من الوطن.
ماذا اراد السياسي القيام به؟ الحقيقة انه لا جواب منطقي، فالثقل والمسؤولية التي كان يمكن ان يتولاها المثقفين، صارت  ايضا جزء من مشاغل السياسي. عمليا وفعليا الموارد التي تتأتي باسم النشاط الثقافي، تذهب لتكون تحت سلطة السياسي. وبذا فهو حين يدعم النشاط الثقافي، يريد ان يقول انه اب وحامي كل المجالات ولا دور لاحد، الا هو. فالسياسي الفقير ثقافيا يحاول ان يغطي فقره، باظهار انه الاب والداعم لمن سماهم بالمثقفين، وهم بالاساس لم يكونوا الا بعض المطبلين للسياسي ولدوره ، وغطاء لممارسة الاخطاء وترسيخها ومبررين باسم الثقافة والمثقفين لكل ما يقوله اويصرح به السياسي. هنا يجب ان لا ننسى دور الكثيرين ممن استساغ اطاعة الحزب باعتباره سلطة قومية على شعبنا، وسلم كل المقاليد لها وكانها منزلة او منتخبة من الشعب. في الوقت الذي كانت كل الامور واضحة، سواء من ناحية التجربة الفعلية والتي هي محك الحكم على قضية ما. او ناحية ان الكثير من ادعاءات السياسي كانت اكاذيب مفضوحة لا تصمد امام حقيقة دور الدولة واجهزتها وذلك للتغطية على سرقات فعلية. كما ان هذه الممارسات والمبررات التي ساقها وساندها بعض المثقفين تتصف بتناقضها مع الاليات الديمقراطية والحريات التي كنا نطالب بها، لا بل سلب الحريات من الناس تحت غطاء الصالح القومي الذي لا احد كان يعلم ماهو، غير السياسي . ناهيك عن ضياع جهد كبير في التلاقي المثقفين مما كان سيخلق اجواء تعمها النقاشات العابرة للشعارات السياسية، لتصل إلى وضع تصورات للكثير من المشاكل اليومية والبعيدة المدى ايضا.
اليوم في اقليم كوردستان لنا، المركز الثقافي الاشوري، المركز الثقافي الكلداني، النادي الثقافي الاشوري. يا ترى ماهو نشاطهم؟ اعتقد اننا لو اتينا بمقياس ما سنجد ان النشاط يمكن ان يكون لاشئ. وهذا واضح وليس تعسفا في الحكم. ولعل احد اهم اسباب ذلك، هو التحكم الايديولوجي، في مثل هذه المراكز. فبدلا من ان تكون مفتوحة للحوار والنقاش، ولا علاقة لادارتها بالتنظيمات السياسية، ولا تتلقى اي اوامر منها، صارت بهذه الطريقة او اخرى بوق دعاية ايديولوجية اما للتنظيم السياسي وقيادته تحديدا.  او في احسن الاحول، مع طرف ضد الاخر في النقاش الغير المنتهي حول التسمية.  
شكا لي محاوري من واقع المركز الثقافي الاشوري، علما انه محسوب على قيادة التنظيم الذي يدعي قيادة الامة. قلت له انفتحوا، افتحوا ابواب المركز للجميع. نعم ليس مطلوبا ان يتحول المركز الى الة ثقافية  او شعلة من نشاط الثقافي القومي، ولكن ليكن توازن، بين مهامه، الاجتماعية والثقافية. ليكن هناك توازن بين انتماء بعض قياداته السياسية وبين حرية الحضور والاعضاء في ادارة نشاطات ثقافية، ومنها نقد التجارب الثقافية او السياسية. ان هذا المركز لو كان قد بقي، يدار بحرية وكان اعضاءه من مختلف التوجهات السياسية والتسموية. لتحول مقياسا لكي يتم قياس الراي العام. ولتحول المركز الى صوت وضمير الناس في ما يعانوه. وخصوصا في التسعينيات وحتى العشرية الاولى من القرن الواحد والعشرون. لانه كان هناك امال في التطور والتغيير. بل لكان قد ساهم في ايجاد حلول حقيقية للكثير من المشاكل التي نعاني منها.
في ما نشرته قبل هذه المادة، والتي عنونتها بالمطبوع السرياني، لم اشر الى ظاهرة مقرفة وغير مقبولة، وهي تدل الى الواقع المزري للثقافة ومدعيها. وهي تسيس المنتوج الثقافي. وليس فقط المؤسسة الثقافية، والتسيس هنا تأتي بمعنى ان بعض المؤسسات الثقافية، تتعامل مع المنتوج الثقافي حسب الموقف السياسي. فمثلا ان كان س اصدر منتوج ما، وهو معروف بانه ينتقد سياسيات الحزب ص، فان ما ينشره او يدعمه او يروج له ممنوع من الدخول الى المؤسسة الثقافية   المحسوبة على ص. عندما تصل الامور الى مثل هذا الوضع، فاننا امام ظاهرة خطرة حقا. ظاهرة يجب ان نتوقف عندها ونقول هل نحن مجتمع سوي ام مريض؟
المثقف هو الصوت المرن والناشط والمتفاعل مع الاخر. انه الصوت الذي نتكلم من خلاله مع الاخر، مع الكوردي والعربي والتركماني. كثيرة هي الشكاوي التي سمعتها في زيارتي الاخيرة. ولكنها تبقى  شكاوي، وليست طروحات يمكن ان تفتح افاق لحلول ولخلق بدائل. ولكن المثقف الحر، والخارج من اطار الطاعة الحزبية المقيتة، يمكنه العمل على الطروحات. يتلاقى العمل الثقافي والسياسي في نقطة انهما يدعيان البحث عن الحلول. ولكن في حين ان دوافع السياسية قد تظهر مصلحيته وانيته، الا ان المثقف يرى العمل فتح افاق مستقبلية لتوسيع الحريات ونشر السلام، وبعيدا عن المساومات السياسية.
نحن اليوم بحاجة الى دور المثقف القادر على كسب الاخرين لدعم قضايانا. مثقفون يعملون من اجل خلق مجال مفتوح للنقاش حول المستقبل الإنساني لأبناء الإقليم، ويعمل من اجل حفظ كرامتهم ويطرح الحلول الممكنة والمنفتحة للتطور لما يعانوه من التجاوزات عليهم وعلى تطلعاتهم، بما فيها مشاركتهم الحقة في صنع القرار.
السياسي ليقدم التنازلات، سيحسب كم صوت سيمنحه هذا او ذاك، ولكن المثقف سيحسبها كم من أفاق التعايش الحر، سيمكن ان نفتح بالإقرار بحقوق الاخر ومساواته مع الكل. ان للطرفين حسابات مختلفة. وعلينا عدم نسيان الحوار مع الاخر وبالأخص مع مثقفيهم وعلمانيهم، لأنه ليس أمامنا إلا طرق محدودة. مع الأسف.

55
المنبر الحر / المطبوع السرياني
« في: 12:50 22/03/2018  »
المطبوع السرياني


تيري بطرس

في حوارات مع الاصدقاء، كنت اقول ان المطبوع الذي لا يغطي على الاقل المصروف عليه، فانه بلا شك، لا يستحق الطبع اصلا. وكان البعض يقول بان الجميع يفعل هذا، أي يمنح المطبوع مجانا. في زيارتي لدار المشرق ولمنظمة كابني ولبيوت بعض الاصدقاء والاقرباء مثل الدكتور روبين بيت شموئيل والكاتب المعروف بنيامين حداد، لاحظت تكدس الكتب المطبوعة، والتي تستحق القراءة والاطلاع عليها. ولكن شعبنا مع الاسف لا يقراء ولا يريد ان يطلع الا على ما توارثه او سمعه، ويصر على ترديد ذلك. وكان ما وصله شفاه لا يأتيه الباطل لا من امامه ولا من خلفه. ونبقى نتشدق بالتطور وبضرورة التمثل بمن تقدم او الاخذ باسبابه، متنا سين ان التطور ليس ملبسا، بل هو افكار ورؤى، لا تأتي من لا شئ، بل من خلال الاطلاع والنقاش والحوار حول ما تم الاطلاع عليه.
كنت أودي خدمتي العسكرية في البصرة، وكان المرحوم الشهيد يوسف توما الزيباري ايضا هناك، وفي زيارة له اراني كتاب ولا زلت أتذكر عنوانه، كان عنوانه انتقال علوم الاغريق إلى العرب. الحقيقة لو كنت قد شاهدت الكتاب في أي مكان لما كان اثارني ولما دفعني لدفع أي مبلغ مقابله اقتناءه، ولكن في تصفحه امر اخر. انه بالحقيقة عن تاريخ جهد أبناء شعبنا في الترجمة والتأليف والتطوير، انه دور شعبنا البناء في تطور الحضارة الانسانية. طلبت منه استعارة الكتاب، فابى وقال يمكنك الحصول عليه في مكتبة اشار اليها، وفي اليوم التالي كنت في المكتبة وكنت اشتري الكتاب، ليس كاي كتاب بل كدرة من الدرر. اتذكر هذا، واتذكر اتفاقي مع اصحاب المكتبات على ان اقوم باستعارة الكتب منهم واعادتها مقابل بدل مادي قليل. لعدم توفر المال او المصروف الكافي لشراء الكتب. واتذكر زياراتي للمكتبة العامة واطلاعي على الكثير من الكتب التي لم يكن باستطاعتي اقتناءها بسبب سعرها، الذي لم يكن باستطاعتي ان اوفره. وهذه لم تكن حالتي وحدي بل الكثير من اقراني واصدقاء، وكان مثار فخرنا واعتزازنا احيانا امتلاك كتاب معين، لا بل كنا مجموعة من الاصدقاء، قد اتفقنا على استنساخ بعض الكتب النادرة وتوزيعها بيننا. واليوم وانا اشاهد المئات ان لم يكن الالاف من العناوين المهمة لمؤلفين رائعين، بذلوا جهودا في نقل معارفهم الينا، وارادوا ان نشاركهم هذه المعارف والمعلومات. كتب متروكة ليتراكم عليها الغبار، لانه لم يعد لنا قارئ. ولكن في الحوار والنقاش والعناد، فكل منا سيصبح ارسطو وافلاطون زمانه ان لم نقل اخيقار و برديصان وططيانوس زمانه.
في زمن الاحزاب الثورية، الاحزاب التي تستهل الحلول وتسلقها سلقا. والتي توفرت لها امكانيات البلد كلها، صار من السهول طبع الكتب. لان هناك منبع لا ينضب ولا يسأل عن المردود، وكانه، المطلوب طباعة ونشر فقط. في هذا الزمن انتشرت ظاهرة منح الكتاب مجانا، وهذه الظاهرة رخصت من قيمة الكتاب وجعلته كاي شئ اخر، ممسحة او صابونة او أي شئ. جردته من ما يحويه من الافكار والجهود والابواب التي يفتحها امام الانسان. وجارت منظمات شعبنا الاحزاب الكبيرة الأخرى في نفس المسار المدمر للثقافة والمثقف.
خلال السنوات الاخيرة، وبهمة الخيرين أمثال الاستاذ سركيس اغاجان، نشرت المئات من العناوين تتعلق بثقافتنا وبتاريخنا وبقرانا وبمعاناتنا، والتي من خلالها يمكننا ان نجدد افكارنا ونطور ما نحمله سابقا. ونناقش الخاطئ منها. ولكن مع الاسف ان كل هذا الجهد يذهب هباء لانه لا يصل إلى هدفه، أي القارئ. او ان القارئ لم يعد يهمه امر القراءة والاطلاع. انني اتسأل، ماذا لو كان اغلب هذا المطبوع قد وصل إلى يد القراء او تم تداوله بينهم. اما كانت حركتنا الثقافية بافضل مما هي فيه الان، اما كانت حواراتنا بارقى مستوى. 
ان احدى وسائل او طرق انقاذ شعبنا وامتنا، يكون من خلال استمرار ثقافتنا وتطويرها ومواكبتها للثقافة العالمية، وهذا لن يحدث الا من خلال دعم المؤلفين والكتاب والناشرين.

يمكنم الاطلاع على موقع دار المشرق الثقافية او موقع الدكتور روبين بيت شموئيل  على الروابط ادناه او موقع المصمم الاستاذ غازي عزيز التلاني للاطلاع على بعض العناوين المطبوعة والتي قام هو شخصيا بتصميم اغلفتها، ناهيك عن العشرات ممن نشرت من قبل دور نشر أخرى او صممت من قبل مصممين اخرين، على الرابط التالي وخصوصا لمن يمتلك صفحة على الفيس بوك
http://www.simtha.com/releases.html
http://www.robinbetshmuel.com/
https://www.facebook.com/groups/ghazi.tellany/

56
المنبر الحر / ولكن ما هو البديل؟
« في: 00:59 16/03/2018  »

ولكن ما هو البديل؟




تيري بطرس

العلاقة بين السلطة والمعارضة، تكاد ان تكون بهذه الصورة (نفس الوجه بتسمية مخالفة). فالمعارضة في الغالب جزء من السلطة، تشارك في تلميع صورتها برفدها بوجوه لتبؤ المناصب المختلفة. أي تشارك في إدارة الدولة، وان كانت المشاركة صورية وهي راضية بالمشاركة هذه. ولكنها في بعض المحافل تتحول إلى معارضة ومعارضة شرسة للسلطة.المعارضة لتلميع صورتها تطرح المطالب التي تؤمن انه لا يمكن تحقيقها بالطرح فقط، والسلطة تدرك ان هم المعارض يكاد ان يكون الاسترزاق ليس الا.
هناك صوت معارض للسلطة القائمة في إقليم كوردستان بين ابناء شعبنا، وتلمست هذا الصوت في بعض لقاءاتي مع بعض الأخوة من المثقفين واحزاب شعبنا، وان كانت حدة المعارضة تختلف من طرف إلى الاخر. ورغم شعوري بصحة بعض النقاط التي اثيرت، و التي يجب حلها، وان عدم حلها، يعطي رسالة خاطئة لشعبنا، وهي ان حقوق شعبنا أخر ما يهمها. وفي الغالب ان المعاناة تحدث من المشاعر، فابناء شعبنا يشعرون حقا انه يتم التعامل معهم وكأنهم من درجة ثانية. وليس كمواطنين لهم كل الحق كما هو حال المواطن الكوردي والمسلم.
اما الأمور الأخرى وقد اثرناها مرارا من خلال ما ننشره، ومن اهمها التجاوزات، والمشاركة في القرار فعليا، وليس كاطار لتكملة الصورة، التي نحب ان نريها للعالم.
ان ما نطالبه وان كان البعض يرى انه تجاوز، فانا اراه انه مطلب حق، يمكن ان يناقش وان يتم الحوار حوله، لان مطالبنا هي بالطرق السلمية وبما يحصن وحدة شعب الإقليم كله، ويمنحه الاستقرار المطلوب للبناء والتطور.
ولكن الغاية من ما ادونه هنا، ليس هذا حقا، بل ما هو البديل ان لم توافق السلطة على مطالبنا المشروعة والمرفوعة، وهل حقا نحن ندرس المطالب وندرس ظروف طرحها؟ وساطرح هنا مثال تسمية الإقليم باسم كوردستان، هو مطلب مشروع لشعبنا. بمعنى ان التسمية يمكن ان تعني ان هذه المنطقة هي ارض الاكراد. وهذا الأمر يخالف الحقيقة، بالرغم من ان الكورد اليوم يؤلفون اكثرية كبيرة في الاقليم. وسابقا طرحت وقلت الا ينزعج الكورد في تركيا من التسمية (تركيا) والم يكن افضل لو سميت بدولة الأناضول لكان قبولها افضل من قبلهم ومن قبل غيرهم من المكونات الغير التركية. انه سؤال مشروع، ولكن بالحقيقة، ليس فقط علينا ان نعمل من اجل تحقيق حقوقنا القومية المشروعة. بل ان نعي شعبنا بالمصاعب والآلام التي قد نواجهها لحين تحقيق ذلك. وان ندرك ان عملية  تحقيق هذه الحقوق، ليست عملية سهلة ويسيرة، وليست متوقفة على قبول هذا السياسي او ذاك. بل ان تحقيق هذه الحقوق يتطلب المرونة والقدرة على الأخذ بالمراحل. فمثلا تم طرح بعض المطالب في الآونة الأخيرة، ولنقل منذ الإعلان عن الاستفتاء في إقليم كوردستان، وبعض هذه المطالب لم يتم تفسيرها لماذا، أي لماذا بهذه الصورة وليس بصورة أخرى قد تخدم شعبنا اكثر. أفول أحيانا اشعر ان بعض الأطراف يطرح المطالب ليس لتحقيقها، بل للادعاء بانه يحرج السلطة، ولو اعلاميا. وللمزايدة في الخارج اكثر مما هو لتحقيق المطلب. اقول هذا، لانني بت ادرك ان اغلب احزاب شعبنا ممن تزايد في المطالب، اعلاميا، لم تسأل نفسها، وماذا سنفعل ان لم تستجب السلطة لمطالبنا؟ اي انها لا تملك اي بديل اخر. كما انها لم تسأل وهل السطلة قادرة على تنفيذ ما نطالب به، ان اتبعت الالية الديمقراطية في الحل؟
لو تمعنا في تجربة الشعب الفلسطيني، قد نستخلص بعض الدروس التي يمكن ان تفيدنا في تطوير العمل السياسي لدينا، وتؤدي إلى ان يأخذ شعبنا دوره الحقيقي في تشكيل اليه لحل المشاكل وتحقيق المطالب. وليس إلى اليه فرض باما او. فالفلسطينيون مستعينين بالعروبة والاسلام والثروات البشرية والمادية التي يمتلكوها، حاولوا وبكل السبل فرض تطلعاتهم وامانيهم على الإسرائيليين. وكانت النتيجة خيبة الامل التي تكررت مرارا مع كل زعيم عربي او مسلم زايدهم في شعاراتهم.
من الواضح ان احزابنا او اغلبها اما انها تعيش حالة اغتراب عن الواقع، او انها لم تعد تعرف اولياتها. وهذا قد يكون عائدا بالاساس إلى الاخذ بالشعارات الكبيرة والتي وان تحققت في الواقع الحالي لما استفدنا منها مع كل الاسف.  لذا بات من الضروري ان يلج ميدان العمل القومي المثقفين الذين يحملون هموم امتهم، ويعون بالحقيقة الواقع المزري الذي تعيشه، والمستقبل المظلم الذي ينظرها ان سارت الأمور بهذا المسار المدمر، حتى لو كانت هذه المشاركة من خلال النقاش الحر ما قبل اعلان المطالب. خلال اكثر من خمسة وعشرون سنة اطالب واظهر اهمية مركز الدراسات الاشورية، الذي كان يمكن ان يرفد السياسي بدراسات اجتماعية وجغرافية وتاريخية واقتصادية، تساهم في توضيح الرؤية امام السياسي، الا انه مع الاسف ان التبني وان حدث، كان تبنيا شعاراتيا ليس اكثر. ولهذا فان السياسي اليوم يكاد ان يكون مجرد طارح راي قابل للنقاش، ولكنه لا يعلم حقيقة النتائج التي قد تظهرها المناقشة الحقيقية للراي المطروح.
ان سياسيينا يكادون في الغالب يضعون امام تطلعاتهم، سد لا يمكن تجاوزه، باصرارهم على شعارات او مطالب محددة، في حين ان السياسية تعتمد على البحث عن المخارج وعن البدائل الممكن الاخذ بها، ان لم يكون هناك  امل او امكانية تحقيق المطالب المطروحة. انهم لا يدركون ان السياسية هي فن تدوير الزواية للخروج برؤى جديدة او طرق جديدة. والمهم في السياسة ان لا تؤدي الى الاستسلام، الذي اكاد اتلمسه الان.
ان أراء اغلب قادتنا السياسيين قد تكون ناتجة عن ما يطلعون عليه من الصحافة السياسية، وليست مبنية على الدراسة وعلى معرفة ما يمور على الارض في الحقيقة. فهل سيدرك الجميع كم هي حاجتنا إلى المثقف او المختص السياسي والاجتماعي واللغوي والتاريخي، قبل ان يتم طرح مختلف المشاريع والمطالب. لكي لا نقع في مطبات نحن بغنى عنها؟

57
الى متى يلاحقنا التاريخ؟

 
 

تيري بطرس
 
احيانا اشعر وكاننا نحن ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري، نهرول بكل سرعتنا، ويهرول خلفنا تاريخنا، حاملا سياطه، مدميا ظهورنا. محاسبا لنا عن كل فارزة او نقطة ننساها في محاربة الاخرين، او في تكذيب تاريخ الاخرين. فنحن نعتقد إننا نمتلك تاريخا عظيما، لا احد يمتلك مثله. وكل من يدعي ذلك او يقترب من قول ذلك فهو دجال مفتري. نهرب الى دول لا تمتلك تاريخا، وتعترف بان الكثير من احداث او رموز تاريخها صناعة اكاذيب ليس إلا. لا بل ان رموزها التاريخية، يتم تعريتها وكشف كل عيوبها. اما نحن فلا نزال متمسكين بما نقل إلينا في البدايات ولا نرغب في توسيع المدارك وفهم الأحداث ومحاكمة القضايا محاكمة عقلية لكي ندرك الصحيح من الخطاء. نحن نعتقد بان ما نملكه هو الحقيقة، ولا حقيقة غيرها. علما انه لا وجود لحقائق ثابته وخصوصا في الأحداث المتعلقة باكثر من طرف. فكل طرف يشرحها حسب ما تخدمه، او حسب ما نقل اليه، او حسب مصالحه الانية.
غالبية ابناء شعبنا الاشوري، تعيش الان في المهجر، وهنا اقول شعبنا كله سواء كان في العراق او ايران او تركيا او سوريا او لبنان، او دول الاتحاد السوفياتي السابق. وفي هذه المهاجر، نكتسب هويات جديدة وإضافية، ونتعايش مع مختلف الناس ومن اي قومية او دين او لون او لغة كانوا. وهذا الظاهر ليس قناعة شخصية او فهم وإدراك لضرورات التعايش مع الثقافات الاخرى. بل الامر مفروض قانونيا علينا. وإلا كيف نقبل هذا التعايش ونحن، ولكي اكون اكثر تحديدا، وجيراننا او شركاؤنا في الوطن، لا يتمكنون من بناء اسس مثل هذا التعايش؟
لازلنا، نتحارب على التاريخ، فالعربي يقول بعروبة بلدنا العراق كمثال، والكوردي يقول بان الكورد اقدم الاقوام، والاشوري، يبز الجميع بانه اساس الحضارة والمدنية في بيت نهرين، والتركماني يذكرنا باستمراره منذ ايام المعتصم ان لم يكن اقدم. كل واحد يريد ان يصبغ وجه البلد بصبغته، ناكرا للاخر اي وجود. والعراق مرة اخرة كمثال، وليد الامس القريب. وقد تكون مس بيل امه الشرعية لا غير.
في سرد التاريخ، لم يتم دراسة ما حدث للناس وللثقافات والتداخلات، الحديث كان في الغالب عن الملوك وعن الامراء وعن بعض العلماء، اما الناس وما كان يحدث لهم، فهو مخفي في صفيحات لم يقم احد لحد الان بتنقيحها، او انها دمرت في الحروب الكبيرة والكثيرة التي حدثت في المنطقة. في سردنا للتاريخ، لا اثر للاوبئة والفيضانات والجفاف، وكأنها لم تحدث ولم تغيير في وجود السكان. فقط سرد لبعض المراحل وتكاد ان تطفر او تلغي سنوات وسنوات من الوجود والاحداث. يا ترى ما اثر الطاعون الاسود على المنطقة، والذي افقد اوربا نسبة كبيرة من شعبها. لا احد يذكر؟ في احد المرات حدث طاعون في منطقة كرخ دسلوخ (كركوك) فامر مطرانها باعادة صوم نينوى (الباعوثة) وبعد ان صام الناس ثلاث ايام بلا اكل وبلا شرب زال الطاعون اوتوقف عن الانتشار، هل سألنا كم نسبة السكان ممن ذهبوا ضحية له؟ وهل علمنا من حل محلهم.
بسبب الحروب والامراض ولاسباب التغييرات المناخية، حدثت تغييرات سكانية، انتقال سكان من منطقة الى اخرى، لا بل ان هذه التغييرات كان تحدث كل ستة اشهر حينما كان اهالي الجبال يهاجرون الى السهول في الشتاء في رحلة سموها كوزي، وفي الصيف الى قمم الجبال في رحلة سموها زومي طلبا للكلاء لحيواناتهم، كما حدثت تغيير في العقيدة والانتماء واللغة. وهذه كانت الحياة في الماضي. لا يمكننا ان نعيد صنعه بشكل اخر. وعلينا التعايش مع ما حدث ونتقبل احداثه ونتاجها.
وانا اسطر هذه الكلمات، وقع نظري على تنبيه الامم المتحدة من اندثار بعض اللغات من الوجود، ومنها لغتنا، اسمتها الامم المتحدة الارامية، والتي نتحارب على تسميتها بين السريانية والاشورية والكلدانية، وهي مسميات لامر واحد. هل ندرك ماذا يعني بالنسبة لنا مثل هذا الامر ان حدث؟ وخصوصا ان رابطنا الأقوى هو اللغة. هذا يعني بكل بساطة ان الجيل الثاني قد يعرف بعض الكلمات والجيل الذي يليه لن يهتم لمعرفة هذه الكلمات لان لا احد يستعملها في البيت، ويعني ضياع الترابط القومي الأقوى، ليس فقط بين الأفراد، بل مع الارض التي نقول عنها إنها لنا تاريخيا. فهل وصلت الرسالة لمن لا يفقه في الأمر شيئا، لمن تسكرهم الشعارات وخصوصا المعادية للاخر وهو في أحضان الاخر؟ هل وصلت الرسالة؟
ان نكرانا لحق الاخرين في التواجد على ما نقول عنها ارضنا، هو رسالة غاية في الغباء، نرسلها لمن يريد ان يدعم قضيتنا، إنها رسالة التناقض التام بين الحال وما نريد. إنها الرسالة التي تتناقض مع توجهات العالم في تعايش الثقافات والناس، إنها رسالة كراهية وحقد، لا يمكن للاخر تقبلها او فهمها. ان المضمون الانتقامي للكثير مما نرسله، كرسالة اعلام وطلب الفهم لواقع معين، هو في عين الوقت الرسالة القاتلة لقضية  شعبنا الكلداني السرياني الاشوري القاتلة، ونحن لا ندرك.
ليس اسهل من التهجم والسب والاستهزاء بالاخر، لانه يقول ما لا نريد سماعه، او لانه يريد ان يصحينا من الواقع المخادع الذي نعيشه، ولكن متى كان بناء الامم بالتهجم والسب والاستهزاء. لا زالت اسرائيل امامنا رغم كل لعنات الايديولوجيين العرب وقادتهم، رغم ما اطلق عليها من القاب ك((اللقيطة))، او رغم اعتبار الصهيونية كمسبة وهي حركة سياسية مثل اي حركات اخرى. اسرائيل وكانها المنطقة المضيئة في المنطقة الحالكة السواد، التي يعمها القتل والدمار الذاتي المستمر، دعوات الدمار التي لم تجد منفذ لها نحو الاخر انصبت على الذات، اولا على الاخر المختلف من الذات في العراق (الكورد، الاشوريون) في سوريا (الكورد، الاشوريون، العلويين تارة ودروز تارة وسنة تارة اخرى) في لبنان (المسيحيين) في مصر (الاقباط) . ومن ثم على الكل. في اسرائيل هناك الاسرائيلي الذي يكشف حسب فهمه عورات القادة الاسرائيلين ومثالب رموزهم، وفضائح تاريخهم، ولكنهم لا زالوا يعيشون ويتقدمون ويعطون للعالم مساهمات عظيمة للتطور والتقدم. في حين ان في بلداننا كل يقفون صفا واحدا خلف القيادات وخلف تاريخ لا يأتيه الباطل لا من امامه ولا من خلفه، ولا احد يجرؤ على الكلام عن مقدساتنا، ونحن وبلداننا لا تزال في تراجع مستمر.
كل العالم المتحضر، يفكر في المستقبل، وماذا عليه ان يعمل من اجل المستقبل. إلا نحن نفكر في الماضي، وماذا علينا ان نعمل من اجل ان لا يتجرا اي فرد الكلام عنه بالسؤ. اما المستقبل فلم يعنينا ولذا نرى ان لغتنا، عنوان وجودنا ووسيلة ترابطنا، تضع من بين اللغات التي في مرحلة الاندثار والضياع.
تحية للنائمين في التاريخ واللاهين عن المستقبل وصناعته والتعايش معه.
 

58
الاستاذ نذار عناي ،نحن شعب واحد، امة واحدة، اثنية واحدة


تيري بطرس

نشر الاستاذ نذار عناي تعقيبا على تعقيبي على ما كتبه الاستاذ لوسيان في الرابط ادناه، ومضمونه هو التالي ((الاستاذ تيري بطرس المحترم بالاذن من الاخ لوسيان
لم يعد خافيا على احد ان اسباب التباعد والاختلاف وحتى التنافر احيانا بين ابناء شعبنا واحزابنا هو كل ما تم عطفه على مصطلح القوميه (التسميه القوميه, العمل القومي, الخطاب القومي) وحتى المصلحه القوميه اصبح تفسيرها متباين طبقا للموقف الاني.
ومن جهة اخرى, يقوم البعض بالبحث عن اي شيء يشترك به ايناء شعبنا بمختلف اثنياته ويبدأ الحفر للتشكيك فيه ويحاول تجطيمه وعندما تفشل محاولاته يتكيء على ماكنة التاريخ التي لا يستطيع احد اثباتها او دحضها. وما زال الحفر مستمر ومنها موضوع هذا المقال.
وفي حين هو واضح ان المقصود ب(الناطقين بالسريانيه) هو شريحه من ابناء هذا الوطن العراق الذين يمكن تمييزهم بحملهم للثقافه السريانيه بما قدمته للبشريه وهو اعتراف واضح بعرفان ما قدم ابناء هذه الشريحه لهذه الارض وهذا الوطن دون الانتقاص من حقوقهم الوطنيه اسوة بالاخرين, ولذلك يقرها العراق علنا وضمن الدستور.
ومما يلفت النظر هو ان حضرتك ايضا قد البست هذه التسميه ثوب قومي وبذلك سوف يستغلها اخرين لكي يلقوا بها تحت مطارق الهدم.
ثم, الا ترى بدلا من ان نتحسس قليلا من هذه التسميه, علينا ان نتألم كثيرا لتسمياتنا القوميه المخجله, وخطابات احزابنا القوميه المتضاربه, واعمالهم القوميه المتناحره....
شعبنا فيه عشرين يحاولون دفع عجلته الى الامام للحاق بركب الانسانيه, وثمانين يمسكون به بل يحاولون ارجاعه الى الوراء!  ابهكذا نوايا ومستوى معرفي نستطيع ان نحلم بمستقبل جيد وحقوق وسياده وكيان؟
مع الاحترام, نذار))
ورغم احترامي واجلالي للنيات الطيبة ولما يرمي اليه الاستاذ عناي الوصول اليه، وهو باعتقادي هم مشترك للكثيرين. وان كان فهمي صحيحا، فوحدة شعبنا (السوراي) (الاتواريي) (الكلدايي) اي اسم لهذا الشعب حسب فهمي سيكون صحيحا وسليما ان اتفقنا عليه. ولكن للاتفاق على ذلك ليس مطلوبا عمل استفتاء والنتيجة التي سنخرج بها ستكون هي المطلوبة. لاننا هنا لا نتعامل مع نتائج الانتخاب المقر قانونيا والمفروض بقوة القانون وادواته، بل بمشاعر وفي احيان كثيرة بتداخل اطراف اخرى ولعب دورا لصالحها باستخدام ادوات مختلفة.  ولكن من ناحية اخرى ورغم قولي بالمشاعر، الا انني ارى بان استعمال التعدد  عبارة الاثني في شعبنا، هو امر يرمي الى المغالطة والوصول الى نفس النتيجة التي يريدها البعض، الا وهي اننا قوميات اوشعوب او امم مختلفة. فالاثنية هنا تقترب من مفهوم القومية وان كانت تشدد على العنصر، الا انها تضم ايضا اللغة والعادات.
فمجموعات سكانية مرتبطة بلغة واحدة، ولها تاريخ مشترك واحد ، وتعيش في منطقة جغرافية واحدة او كانت واحدة لما قبل مائة عام، ولها عادات مشتركة ومتقاربة جدا. ولم تتشكل لها اوطان تختلف مصالحها السياسية والاقتصادية لكي تكون شعوب مختلفة على الاقل من الناحية السياسية. هي بالتاكيد امة واحدة او قومية واحدة وهم من اثنية واحدة. ولذا او التأكيد لمن لا زال يردد اسطوانه الشوفيين العرب من ان الذين يطلقون على انفسهم الاشوريين اتوا من تركيا او من ايران، فانا اشوري ابا عن جد، ونحن متواجدون في منطقة الصبنا بين عمادية وسرسنك منذ مئات ان لم يكن الاف السنين. لا بل يتناسى هؤلاء ان ولاية الموصل كلها كانت جزء من الامبراطورية العثمانية ولم تحسم قضيتها الا عام 1926، ويتناسون ان قضاء جولاميرك كان جزء من هذه الولاية اي هكاري. في الوقت الذي يمكن القول ان القومية او التمسك بالحقوق القومية امر زمني و حديث وقد تجاوزته امم ودول كثيرة، ولكن هذا التجاوز حدث بعد ان نالت كل الاطراف حقوقها وشعرت بالمساواة التامة مما ازال احد عناصر العداء والبغضاء والتفرقة، وولد شعبنا بثقافة متعددة.
في  شعبنا، انا اذهب الى القول ان صراعنا الطائفي، طغى على كل مصلحة اخرى، ولا يزال هو الذي يحرك الامور مع الاسف، ويمكن لاجل هذا الصراع، ان  نضحي بالكثير من الحقوق والمصالح، دون ان تدرك الاكثرية السائرة خلف رجال دين، ممن  يتحركون باسم المكون الطائفي ومصالحه، ولكن غايتهم هو النصر الطائفي او الانتقام الطائفي، ليس الا. من هنا ان توعية ابناء شعبنا بان الاطراف الاخرى والفاعلة سياسيا وثقافيا واجتماعيا، ومن اي طائفة كانوا، ليست غايتهم الانتصار لطائفتهم،بل  هو العمل لاجل الصالح العام، وانهم يعملون من خلال حقل الالغام الموضوع في طريقهم. او المتكون عبر الزمن من الانتهاكات والتجاوزات على حقوقنا جميعا.
لا يمكن باي حال من الاحوال العمل لتحقيق الحقوق المرتبطة باللغة والثقافة والقوانين والمشاركة السياسية لهذه الشريحة المكونة لجزء من الشعب العراقي، دون ان يكون لها اسم. فيجب باي من الاحوال تأطيرها ذلك في اسم مشترك. واقوى التحركات السياسية واقدمها تبنت اسم الاشوري (اتورايا) وهي عابرة بكل المقايسس للطائفية، واعتقد انه من خلال معايشتكم ستجدون تعبيرا لهذا العبور الطائفي في الاحزاب التي تتبني التسمية الاشوري. لا بل يمكن التنويه بان اقوى الاطارف التي هي عابرة للطائفية لا ترى ضيرا في استعمال التسمية الاشورية. ومنها على سبيل المثال المنظمة الاثورية الديمقراطية وهي اقدم فصيل سياسي مستمر لحد الان في شعبنا وتنتشر في سوريا وفي ابناء شعبنا في تركيا. ولكن عيب التسمية الاشورية اواتورايي هو انه بعد سنة 1976 تبنت كنيسة المشرق التسمية ضمن اسمها، وهو نتيجة لارتفاع المد القومي ونتيجة لما كان قد بدء يحاك في العراق من عملية تعريب وفرضه على شعبنا. الا ان التسمية تمكنت من ان تمتد الى ابناء شعبنا من كل الطوائف. ومن هنا بات البعض يعتقد ان تمثل طائفة كنيسة المشرق الباقية على ايمان الاجداد وباستقلالية عن اي كنيسة اخرى. متناسيين مرة اخرى ان الاشورية تضم اليوم ابناء لطوائف عديدة منها الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، الكنيسة السريانية الارثوذكسية، الكنيسة السريانية الكاثوليكية، كنيسة المشرق بشقيها، اتباع الكنائس الانجيلية والروسية.   
ان تسمية الناطقين بالسريانية، كما استشف من خلال ما مررنا به، كان ايضا اضطرارا حكوميا، او هكذا صور لعدم الاتفاق على تسمية توحد، الاطراف كلها، ومع الاسف اننا نرى ان الاطراف المعترضة على التسمية الاشورية، لم تقم لا قبل ذلك ولا بعده، باي تحرك يشم منه انها بصدد المطالبة ولو بالحقوق الثقافية لشعبنا. بل مرت امور كثيرة واضرت كثيرا بالطوائف والكنائس وبقت هذه الاطراف صامته صمت القبور، رغم ان الامر تعلق بتراث ثري ويمتد عميقا في جذور التاريخ وهو شاهد على التواجد والتواصل منذ بداية المسيحية في هذه الاطراف ولتاريخه. وكان ذلك تعرض عشرات القرى للتدمير الممنهج وبما حوته من اثار لا تقدر، وهو امر ان كان له ارتباط بالهوية القومية للشعب، والشعب تحت مظلة الحركة القومية الاشورية لم يبقى ساكتا عنه بل حاول وبكل السبل التعريف به والتنديد به، وللتعريف فقط، فان كاتب هذه الاسطر، قراء قصيدة في مهرجان للجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية في بداية الثمانينات واعتقد انها كانت عام 1980 او 1981 تنديدا بتدمير قرانا وكان اسمها ناطورا داسنخ، حارس سناط، اربط بين اسنخ المدمرة والتي تقع في قضاء زاخو وبين دوري المدمرة التي تقع في برواري بالا. وكانت الاحزاب القومية في الخارج تتحرك للتنديد بالعمل وتقوم بنشر ذلك، في حين ان الكنيسة الكاثوليكية ومع كل الاسف صمتت وكان العملية كانت تجري في ما تخطط له  بعض الاطراف فيها في فرض التعريب. وهذا كمثال. ان تجربتنا مع من وافق على تسمية الناطقين بالسريانية، باعتقادي كانت مخيبة للامل، وذلك لانخراط الكثيرين ممن تبنوا او ادعوا انهم يتبنوها في عملية التعريب والعمل بجد لعدم انجاح تجربة التعليم السريانية حتى تحت شروطهم المتعسفة. ولنقل بصورة اكثرة مباشرة ان قرار ابناء شعبنا ممن يتبنون التسمية السريانية او الكلدانية، لا زال في يد الكنيسة وهو قرار طائفي بامتياز. اي ان الصراع الطائفي والذي لا يخدم شعبنا ووحدته ومستقبله والذي اغلب ابناء شعبنا لا يفقهون منه شيئا، غير بعض المظاهر العامة. والذي يمارس لاسباب لا هوتية  او لاسباب موروثة من الفترة العثمانية، والتي كانت تعترف بالطوائف كملل، هو من انتاج الكنيسة، وعلينا تجاوزه بشكل تام وعلني،ونعتبره امر شخصي وليس قومي.
الحركة القومية لشعبنا تحت التسمية الاشورية وليدة نهاية القرن التاسع عشر في اثناء الحكم العثماني، حالها كحال الفكرة القومية تحت التسمية العربية او الحركة القومية تحت التسمية الارمنية واليونانية والكوردية والتركية. كوننا اليوم مسيحيين لا يلغي اننا كنا مسيحيين ايضا قبل مائة او اكثر من السنوات، ولكن رغم ذلك كان للارمن حركتهم القومية الخاصة وكذلك لليونانيين، اذا شعبنا لم يستحدث ولم يقسم الموجود، اراد فقط ان يعمل كبقية الشعوب تحت راية توحد العشائر والطوائف. للتخلص من الظلم التاريخي الذي كان ممارسا بحق شعبنا وبقية الشعوب تحت نير الحكم العثماني. كان الحركة القومية ردا لحالة الصعف والانقسام في شعبنا. وردا لما تم الحاقه به من المذابح بيد الاقوام الاخرى والتي كانت تنافسنا على الارض او التي رات فينا كفارا وارادت الاستيلاء على ممتلكاتنا او التخلص من ما قد يعيق مخططاتها المستقبلية. هنا باعتقادي يستحسن الاطلاع على ما كانت الحركة القومية التركية تنوي القيام به وقامت به.
نحن باعتقادي من واجبنا العمل على زيادة اللحمة وتمتين كل ما يشدنا لبعضنا البعض، فنحن امام مصير واحد مهما كانت مسمياتنا التي نطلقها على انفسنا اليو. ولكن تاطير العمل في اطار يرسخ حقوقنات ولا يجعلها مجرد اقامة شعائر دينية، ويرتقي بحال شعبنا الى مصاف الشعوب المجاورة لنا، في التمتع بالحقوق والامل بمستقبل نكون فيه متساويين وكل مجالات التطور والتقدم مفتوحة امام ابناء شعبنا. وهذا لن يكون الا في اعتبارنا مكون قومي او اقلية قومية او قومية متساوية الحقوق مع بقية مكونات الشعب العراقي. وفي بحثنا على المزيد مما يوحد ويمتن العلاقة بين الاطراف التسموية او السياسية او الحزبية في شعبنا، فانه بالتاكيد علينا الادراك ان التمترس ليس من صالح اي طرف، كحال من يدرك ان الطرف الفلاني ممكن ان يتنازل من اجل وحدة القرار فيتم استغلال ذلك لمطالبته بالانبطاح والتنازل عن كل ما يؤمن به، دون ان تقديم اي عهود موثقة بان المصير المشترك سيتم الحفاظ عليه وان تطلعاتنا الموحدة سيتم الالتزام بها. ان الاتفاق العام بين اغلب قوانا السياسية والثقافية، هو نحو الاعتراف باللغة السريانية كتسمية وكحقيقة قائمة، واعتقد انه يكفينا اننا نقول السورث والتي هي صياغة تعود لشعبنا وليست وليدة اي مؤامرة من مؤامرات الاستعمار كما يحلو للبعض القول. ولكن ترسخ الاشورية كتسمية قومية، وكقضية سياسية اقليمية، من الواجب ايضا الحفاظ عليه ودعمه، فنحن الكلدان السريان الاشوريين، لسنا من اثنيات مختلفة ان كان احد معاني الاثنية العنصر، بل نحن عنصر واحد منذ القدم، وهذا لا يعبر عن العنصرية لان اساسا الانتماء الاشوري هو ثقافي.اي ان الاشوري هو كل من تكلم السورث، ويؤمن باشوريته. وعلينا ان ندرك اننا لسنا اصحاب الراي والشأن لوحدنا في تسمية شعبنا للاسباب التي ذكرتها اعلاه.
اذا كان لشعبنا قضية قومية وسياسية في العراق، فاننا يجب ان ندرك ان لهذه القضية تاثيراتها السلبية او الايجابية على الاطراف الاخرى من شعبنا في الدول المجاورة. ان هذه الفقرة ورغم تأكيدي مرارا عليها، ارى انها ملغية من تفكير من يؤمن بالكلدانية او حتى بعض ممن يؤمن بالسريانية، طبعا باستثناء الاحزاب التي تؤمن بوحدة شعبنا والتي تحمل في عنوانها الاسم السرياني. انهم بحجة الوطنية، يلغون اي بعد قومي لتحركهم، وهم مستعدون للذوبان والانصهار في العام والاحتفاظ بالمسيحية التي لن تتمكن من ان تقاوم مستقبلا، وخصوصا ان شاعت العلمانية والاختلاط والتجاوزات المستمرة على اراضينا التي بات البعض يعتقد، بما انها عراقية فللحكومة العراقية حق التصرف بها.
ان تسمية الناطقين بالسريانية اريد منها جمعنا، لكي يتم من خلالها قوننه حقوقنا الثقافية، وهي هنا بديل كما اعتقد للتسميات الثلاثة، اي انها تسمية لتحديد طرف معين. ولكن مع الاسف انها لم تكن موفقة كما ذكرنا اعلاه، ولعدم قدرة من ايدها ايضا في اتخاذ مواقف للدفاع عن مضمونه التسمية. فنحن هنا لا يمكن الا ان نقول انه خيار بديل. والبديل يحمل صفات من حل محله في الغالب لمي يؤدي مهامه. وبالتالي كانت مفهوما قوميا نوع ما. لان الحقوق الثقافية هو جزء من المضمون القومي.
لا اعلم لماذا تكون تسمياتنا القومي مخجلة، لو تمكنا ان نتعايش معها ونعتبرها جزء من حالة شعبنا وتاريخه الطويل. ان لب المشكلة لدى الكثيرين في التمترس خلف التسميات، اساسا هو الانتماء الطائفي. فمن المعيب ومن الجهل ان نقوم بتقسيم قرية مثل كوماني الى كلدان واشوريين حسب كنائسهم، او ان نقسم منطقة صبنا، بقراها المختلفة الى كلدان واشوريين بحسب انتماءهم الكنسي. رغم ادراكي ان الحركة القومية تحت التسمية الاشورية تجاوزت ذلك، فالعاملون فيها من كل الطوائف، وكل التسميات الاخرى وهذا يعتبر نجاح كان يجب ان نبني عليه. نحن كمثقفين ان جازلي لي اطلاق الصفة، كان يجب ان نفكر بالنتائج وليس بصراع كان يجب ان ندرك ان نتائجة خسارة لنا كلنا.
ان واجبنا وهو واجب كل انسان ومن اي قومية او شعب، العمل من اجل تطوير العمل والخطاب السياسي لكل المؤسسات التي تعمل في المجال العام. نحن ندرك ضعف هذا الخطاب، ولكن الخطاب يكون نتاج حالة قائمة في الامة، فالامة التي تتوحد خلف قيادة متفاهمة، سيكون خطابها اقوى واكثر رصانة من امة تنقسم على ذاتها. ومع الاسف ان الانقسام كما كررت مرارا هو طائفي بحث وبكل المقاييس. وتدفعه الكنيسة المتغذية من ممارسات واقوال بعض الساسة. نحن كلنا يجب ان ندفع عجلة شعبنا  الى الامام للحاق بركب الانسانيه. ولكن عندما نقول شعبنا سنحتاج الى ان نقول من هو. وتسمية الناطقين بالسريانية لم ترتقي ابدا لكي تكون مضمونا كتسمية لتحديد هذا الشعب. واذا تمكنا او دفعنا كشخص او اشخاص اخرين للقبول والاقتناع بهذه التسمية في اطار يضم شعبنا كله ويحفظ وحدته القومية، فاعتقد سنكون سعداء جدا. لان الاقتراحات المطروحة بحسن نية كثيرة ولكن حينما نريد ان نطبقها تواجهنا عقبات كثيرة مع الاسف. فتسمية سورايي ليست قاصرة، ولا يمكن لاحد المحاججة بانها ليست تاريخية، واعتقد انه يمكن بكل سهولة اعتبارها مضمون لكل تاريخنا من ما قبل المسيحية ولحد الان، الا ان الاتفاق بشأنها ايضا غير مضمون امام الصراع الطائفي المقيت والذي قد يعتبر ان القبول بها هو انتصار لكنيسة ما على الاخرين. تقبلوا تحياتي وارجو ان تقبلوا ما دونته اعلاه برحابة صدر.
مقالة الاستاذ لوسيان
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,865100.0.html



59
الحركة القومية الاشورية ...نماذج من البيانات السرية في السبعينيات القرن الماضي


تيري بطرس

لم يخبو ولم يصمت العمل القومي تحت الراية الاشورية، بعد مذبحة سميل، وبالرغم من التأثير السلبي لهذه المذبحة على العمل القومي بالرعب الذي اضفته على مثل هذا العمل، فاننا نرى في بداية الاربعينيات نشاط قومي في مناطق تواجد الاشوريين وخصوصا في المدن مثل الحبانية وكركوك والبصرة وبغداد والموصل اكثر مما كان في القرى. بل ان نوعية العمل القومي المعتمد على السواعد والقوة العسكرية، تغيير وصار العمل اكثر حذرا وذو اتجاه ثقافي او مهني. ولكن تواجدت منظمات للعمل السري وللانتقام من بعض الشخصيات التي صمتت عن مذبحة سميل، تم الكشف عنها. ومع نهاية الاربعينيات ظهر حزب الاخاء والاتحاد الاشوري والمعروف ب خيت خيت الب. حتى ان كوادر منه شاركت وباسمه في الاضرابات والتظاهرات التي اقيمت في العراق وخصوصا في كركوك. كانت الضربة التالية التي لحقت بشعبنا هي تهجيره من قراه وتدمير الكثير منها مع بداية الحركة الكوردية في 11 ايلول 1961. مما اضطر ابناء شعبنا للتوجه الى المدن والعمل فيها، هم وما كان عليهم من الملابس. ولكن ان كان لهذه الضربة الموجعة اثار سلبية وفتحت الطريق للهجرة خارج العراق، ولكنها ايضا فتحت الطريق الى الوعي التنظمي والحزبي الجماهيري. فمع وصول ابناء مهاجري القرى الى الجامعات، ظهرت بشائر الوعي القومي المتاثر بالطروحات اليسارية وخصوصا بالشعارات الثورية. وكان لانقلاب 17 تموز والمتطلبات لاستقراره وانفراده فيما بعد بالسلطة، ايضا دور في الوعي السياسي والقومي ، فالانقلابيين هيؤا اجواء من الحرية النسبية للنشاطات السياسية. ومن هنا ومن خلال الصراع السياسي بين البعثيين والشيوعييون والبارتيين، ظهر التمايز الاشوري وبرز مطلب العمل القومي باستقلالية عن الاطراف الثلاثة.  ان غاية النشر هي لاطلاع البعض على بعض النشاطات القومية وتجذرها وليس تأكيد المواقف او تجديد الصراعات مع احد. طبعا ان اللغة التي صيغت بها البيانات تلائم الظروف السياسية والثقافية التي كانت قائمة حينذاك.
انشر ادناه بعض النشاطات القومية، واغلبها كانت سرية ونشرها او عممها على اعضاءه الحزب الوطني الاشوري ما عدا الفقرة الاولى والتي هي مقترحات الناطقين بالسريانية – الاشوريين (1973) والتي تخص مطالب الوفد الاشوري المفاوض للحكومة العراقية وبعض الشخصيات القومية الاشورية والتي في الغالب قدمت في اجتماع قاعة الخلد الذي حضره حينذاك نائب رئيس مجلس قيادة الثورة صدام حسين. كما ان هذه المقترحات عممت على اعضاء الحزب الوطني اي داخليا، مما يؤكد ان الحزب كان على علم بها رغم حداثة وجوده حينذاك. طبعا توجد بيانات ومواضيع لاحزاب اخرى قد لا اكون اطلعت عليها، وكذلك توجد للسنوات ما بعد السبعينيات ولكنني اخترت هذه بسبب اقدميتها.


________________________________________
مقترحات الناطقين بالسريانية – الاشوريين (1973)
تحية الى السيد ممثل رئيس الجمهورية المحترم :
حضرات السادة المؤتمرين :
 اننا نثمن دعوة القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي لنا للحضور الى هذا المحل المقدس لمناقشة المشروع الذي طرح من قبل السلطة الوطنية حول منهج الحكم الذاتي لمنطقة كردستان، اننا بهذه العجالة نحيي جيشنا العراقي الباسل الذي يخوض الآن معركة المصير مع جيوش الأمة العربية لتحرير الأراضي المغتصبة من قبل ما يسمى بدولة إسرائيل ركيزة الصهيونية العالمية والإمبريالية ونحيي خطوات السلطة الوطنية بالضرب على مصالح الإمبريالية وذلك بالقرار المتخذ بتأميم حصة الشركتين الأمريكيتين الإمبرياليتين وحيث أن تحرير الأرض المغتصبة يكون كما فعلت حكومة ثورتنا الوطنية على الصعيدين الحربي والإقتصادي واننا لعلى ثقة تامة بانتصار جيشنا العراقي الباسل وجيوش الأمة العربية في معركة المصير، فنحن الناطقين بالسريانية الآشوريين نذكر بهذه العجالة انه منذ القدم وفي عهد أجدادنا سنحاريب ونبوخذنصر قد قارعنا دولتى يهوذا وإسرائيل واننا الآن احفاد اولئك الأبطال الآشوريين، ان ابنائنا المتواجدين في صفوف الجيش العراقي والجيوش العربية الأخرى يمتزح دمهم مع دماء ابناء الشعوب العربية الأخرى لتحرير الأرض المقدسة والمغتصبة من قبل الصهيونية واننا مستعدين جميعاً للتفاني في سبيل قضية وطننا الكبرى. اما بخصوص مشروع الحكم الذاتي لمنطقة كردستان الذي دعينا لمناقشته نتمنى مخلصين لأشقائنا الأكراد التوفيق في تمتعهم بالحكم الذاتي ضمن إطار الجمهورية العراقية.
ونحن بدورنا كممثلين للناطقين بالسريانية من الآشوريين لنا تطلعاتنا القومية ولا سيما بعد ان اخذ على عاتقه حزب البعث العربي الإشتراكي بحل المشكلة القومية في العراق حلاً سلمياً ووفاءً منه بهذا الإلتزام ومن التزام السلطة الوطنية نقترح ما يلى:
اقتراحاتنا على مشروع الحكم الذاتي لمنطقة كردستان
1- نقترح تسمية المشروع بـ (مشروع الحكم الذاتي لمنطقة كردستان والمنطقة الآشورية من الناطقين بالسريانية).
2- جاء في مقدمة المشروع في نهاية صفحته الأولى ما يلي (يتطلب إجراء تعديل دستوري بإضافة فقرة جديدة للمادة الثامنة من دستور 16 تموز سنة 1970 على أن :- تتمتع المنطقة التي غالبية سكانها من الأكراد بالحكم الذاتي وفقاً لما يحدده القانون).
نقترح تعديلها بالصيغة التالية (يتطلب إجراء تعديل دستوري بإضافة فقرتين جديدتين للمادة الثامنة من دستور 16 تموز سنة 1970 التضامن على ان:- الفقرة الجديدة الأولى - تتمتع المنطقة التي غالبية سكانها من الأكراد بالحكم الذاتي وفقاً لما يحدده القانون.
الفقرة الجديدة الثامنة - تتمتع المنطقة التي غالبية سكانها من الناطقين بالسريانية االآشورية بالحكم الذاتي وفقاً لما يحدده القانون.
3- فيما يخص الباب الأول الذي نظم أسس الحكم الذاتي نقترح ما يلي :-
أ- إستناداً الى ما جاء في بيان مجلس قيادة الثورة المؤرخ في 13\9\1972 بخصوص الحدود الإدارية للأقليات القومية وتجمعها في وحدات إدارية يظهر فيها شخصيتها القومية. ونظراً لما جاء في قرار مجلس قيادة الثورة المؤرخ 25\12\1972 حول إعفاء الآشوريين من حوادث سنة 1933 وإعادة الجنسية العراقية لهم. فعليه وحيث ان الناطقين بالسريانية الآشوريين الممثلين (بالآثوريين والكلدان والسريان) هم قومية واحدة، فعليه نقترح أن تكون لنا منطقة خاصة بنا.
بخصوص الفقرة جـ من نفس المادة يضاف إليها ما يلي :-
تعتبر قيود أحصاء عام 1927 هي الأساس بتحديد المنطقة القومية للناطقين بالسريانية الآشوريين للأسباب التالية :-
أولاً: بالنسبة للتعداد السكاني :
أ - أن أحصاء سنة 1927 كان قبل حوادث سنة 1933 وكان هذا الإحصاء أقرب احصاء الى تكوين الشعب العراقي كدولة اعتبر قانون الجنسية ان الإقامة الدائمية من 23\8\1921 لغاية 6\8\1924، يعتبر كل من كان مقيماً آنذاك في حدود العراق عراقي الجنسية بالولادة.
ب- أما سبب عدم اخذنا بإحصاء سنة 1934 فلقد كان بعد احداث سنة 1933 التي بسببها غادر الوطن كثير من الناطقين بالسريانية الآشوريين الى خارج العراق ومثال ذلك خلو 62 قرية في منطقة ناحية القوش وقضاء تلكيف وقضاء دهوك بسبب تلك الحوادث. وحين ان الجنسية العراقية قد اعيدت لهم في عهد الثورة المباركة بقرار مجلس قيادة الثورة في 25\12\1972.
جـ- اما سبب عدم اخذنا بأحصاء سنة 1947 فلقد جاء بعد الحرب العالمية الثانية وحيث انه كان هنالك ازمات إقتصادية و بنتيجة الضغط فقد اضطر قسم كبير من الناطقين بالسريانية الآشوريين الى النزوح الى المدن وكذلك سبب عدم اخذنا بإحصاء سنة 1957 نتيجة نزوح قسم كبير من الناطقين بالسريانية الآشوريين الى المدن وبالأخص الى بغداد والمنطقة الجنوبية، فسكن الأكراد المتسللون من تركيا وإيران على الأخص وحلوا محلهم، ومثالاً على ذلك فان قبل حوادث الشمال كان يسكن بغداد 750 عائلة فقط من الناطقين بالسريانية الآشوريين اما الآن فيزيد عددهم على نصف مليون نسمة.
ثانياً : بالنسبة للمنطقة اقليمياً :-
أ- ان جميع القرى الأميرية اعطيت للناطقين بالسريانية الآشوريين للسكن فيها وكذلك اكثر القرى العائدة للملاكين والخالية من السكان. بدلاً من منطقة حكارى التي كانوا يسكنوها قبل الحرب العالمية الأولى.
ب- في عام 1926 أتخذت عصبة الأمم في جنيف قرار بمنح منطقة الموصل للعراق على اساس منح حقوق الأقليات والذي جاء تأكيداً على قرارها المتخذ في سنة 1925 لمنح حقوق الآثوريين في الموصل طبقاً لما جاء في تقرير لجنة تخطيط الحدود العراقية - التركية.
جـ- اتخذت عصبة الأمم في جنيف قرارها المرقم 69 وبتاريخ 15\12\1932، وبحضور معظم اعضائها قرارها بإسكان الآشوريين في مجموعة متجانسة في الموصل.
د- يقول الدكتور وولفانك فون وايزل في وصفه وبتعبير صادق في مؤلفه (ورثـة الأجيال) القضية كما يلى :- ( ان الملك فيصل -ويقصد فيصل الأول- والحكومة البريطانية وعصبة الأمم كانوا قد قطعوا الوعود بشكل معاهدة مع تركيا في عام 1925 بمنح الآشوريين المسيحيين الحكم الذاتي الأقليمي خال من الضرائب وأية نوع من الغرامات. . . الوعود التي لم يلتزم بها والتي اخذت تغوص في البؤس والشقاء اكثر فأكثر. مهمة كبيرة حتى بالنسبة لعصبة الأمم التي الزمت تركيا بتسليم مقاطعة مهمة في شمال الموصل وتسليمها الى العراق مشترطة ان تكون موطناً قومياً للآثوريين المسيحيين.
بخصوص عن الفقرة (هـ) من المادة الأولى على ان تضاف إليها :-
تكون قصبة دهوك مركز لإدارة الحكم الذاتي للناطقين بالسريانية الآشوريين علماً باًننا سبق وان طلبنا هذا الطلب منذ عام 1932.
اما بخصوص الفقرة -ب- والفقرة -د- فحيثما وردت كلمة المنطقة فيقصد بها كل من المنطقتين -المنطقة الكردية ومنطقة الناطقين بالسريانية الاشوريين. من حيث احكامهما.
اما بخصوص الفقرة -و- فتبقى كما هي.
ب- بخصوص المادة الثانية :
أولاً- تضاف فقرة ثانية للفقرة -أ- وتكون على الوجه التالي :
( تكون اللغة السريانية لغة التعليم في المنطقة وتدرس اللغة العربية إلزاميا  في جميع مراحل التعليم إستناداً الى قرار مجلس قيادة الثورة المرقم 251 والمؤرخ في 16\4\1972.
ثالثاً- تضاف فقرة ثانية للفقرة -جـ- وتكون على الوجه التالي :
(يجوز إنشاء مرافق تعليمية في المنطقة عند تواجد العدد الكافي من القوميات الأخرى غير الناطقين بالسريانية الآشوريين وتكون اللغة العربية إلزامية وتدرس اللغة السريانية فيها).
جـ- اما بخصوص المادة الثالثة والمادة الرابعة فتبقى كما هي.
4 - اما الباب الثاني والباب الثالث نقترح على ان ينطبقا على المنطقتين _ المنطقة الكردية ومنطقة الناطقين بالسريانية الآشوريين.
هذه هي إقتراحاتنا المتواضعة التي نرفعها لسيادتكم المعبرة عن تضامننا مع القوميتين الشقيقتين العربية والكردية وسائر افراد شعبنا العراقي لبناء وطن مزدهر متقدم والى امام.
                                   مقترحات الناطقين بالسريانية
                                            الاشوريين

بيـان حول اللجنة العليا لشؤون المسيحيين

   تشكلت قبل فترة في محافظة دهوك لجنة سميت بـ(اللجنة العليا لشؤون المسيحيين), برئاسة كيوركيس مالك جكو, ويمكن ملاحظة النقاط التالية المتعلقة بهذه اللجنة:
1 - أنها تتنكر لوجودنا القومي عندما تطرحه كوجود ديني مسيحي ليس إلا.
2- أنها تشكلت بناء على قرار وتخطيط من قيادة الحركة الكردية متمثلة في الحزب الديمقراطي الكردستاني وبالتنسيق مع عناصر آشورية مرتبطة بالقيادة الكردية والحزب الديمقراطي الكردستاني.
3 - أن توقيت تشكيلها جاء في وقت بدأت مظاهر التوتر بين القيادة الكردية والحكومة المركزية بالازدياد مما ينبئ بانفجار عسكري وشيك.
4 - أن تشكيلها جاء في أعقاب اتصالات الحكومة المركزية بالقيادات الآشورية ورموزها التاريخية المتمثلة في شخص قداسة البطريرك مار شمعون ومالك ياقو.
من هنا, فان اللجنة هذه لا يمكن لها أن تكون معبرا حقيقيا عن إرادة وطموحات أبناء امتنا لأنها من حيث المنطلق والمبدأ لم تتشكل بغاية تحقيق هذه الطموحات, لا بل أنها تلغي وجود الأمة أساسا وتصوره على انه انتماء ديني ضمن الشعب الكردي, رغم أن هذا لا يلغي حقيقة وجود عناصر قومية مخلصة بين أعضاء اللجنة ذاتها واتجاهات قومية بين أبناء امتنا في محافظة دهوك, بل وان اللجنة هذه ليست إلا أداة لتسخير طاقات أبناء امتنا في شمال الوطن لخدمة أهداف الشعب الكردي ومن دون اعتبار لوجودنا التاريخي وشرعية طموحاتنا وحقوقنا كأمة تنتمي إلى هذه التربة, ومن جهة أخرى فان اللجنة هذه تشكلت لتكون أداة لكسب تعاطف الرأي العام الدولي ماديا ومعنويا مع الحركة الكردية.
إن التعاطف والتضامن والتنسيق بين الأمم المضطهدة لا يعني البتة تشويه قضية أي من هذه الأمم وجعلها فقرة ضمن مفردات قضية الأمم الأخرى وجسرا لها بقدر ما يعني الاحترام والتفهم والالتزام المبدئي المتبادل .

أيها الرفاق..
إن موقف الحزب من (اللجنة العليا لشؤون المسيحيين) يتحدد بالنقاط التالية:
1-أنها لا تمثل بأي حال من الأحوال قرارا آشوريا مستقلا معبرا عن طموحات الإنسان الآشوري.
2- أن تشكيل اللجنة وتسميتها يساهمان في تشويه حقيقة الوجود القومي الآشوري وطموحات الأمة الآشورية, من حيث طرح هذا الوجود على انه وجود ديني فحسب, بما يعني ذلك من أن المظالم القائمة في حياتنا إنما هي مظالم دينية فقط, وكنتيجة نهائية فان طموحاتنا لا تتجاوز الجوانب الدينية. وبالتالي فان اللجنة ترسخ الاضطهاد القومي بحق الإنسان الآشوري ومحاولات إلغاء وجوده بتكريده تارة وتعريبه تارة أخرى.
3 - إن الحزب يؤكد أن اللجنة وقد تشكلت لكسب الدعم المادي والمعنوي من الآشوريين القاطنين في شمال الوطن من جهة, ومن الرأي العام الدولي من جهة أخرى, فان وجودها لن يكون إلا مرحليا يتلاشى وينتهي بمجرد تحقيقها للغايات التي تشكلت لها.
4 - إن تشكيل اللجنة يدلل بوضوح على أهمية النضال المستمر من اجل نشر وتعميق الوعي القومي بين الجماهير الآشورية والتفافها حول أداة النضال القومي المستقلة والتي يمكن لها وحدها أن تعبر عن إرادة جموع الأمة وتحصنها من أية محاولة لاستغلالها من قبل مختلف القوى المحيطة.
أيها الرفاق..
إن العهد الذي قطعناه على أنفسنا هو في النضال من اجل المستقبل الإنساني لامتنا الآشورية, وان المهمة الأولى في هذا النضال هي في زرع وتعزيز ثقة الإنسان الآشوري بذاته ووجوده وامتلاكه الإرادة المستقلة والتعبير عنها بكل الوسائل التي من شأنها خدمة طموحات اشور الأمة...

   ودمتم للنضال...

  عمم هذا البيان على تنظيمات الحزب في تشرين الأول 1973 في أعقاب تشكيل اللجنة.

بيان حول استشهاد
 المناضل مالك ياقو مالك اسماعيل


أيتها الجماهير الآشورية المناضلة
أيها الرفاق المناضلون
عبر مراحل التاريخ وحتى الزمن المعاصر كانت مسيرتنا مسيرة بطولة ونضال واستشهاد لأبنائنا.. مسيرة صراع بين روح الفداء والتضحية من اجل الحفاظ على الهوية القومية وبين روح الشر والغدر بهدف إبادة شعب بأكمله.. شعب عريق امتدت جذوره في ارض النهرين آلاف السنين... صراع بين حب الإنسان المقدس لشعبه وأرضه وبين من لا يحمل هذا الحب.. صراع بين قدرة الإنسان الآشوري على العطاء والتضحية وبين قدرة الدمار والفناء.. صراع بين حب الحياة وقتلها في شعب اجتاز بإرادته وبقيمه كل المراحل القاسية في تاريخه....
اليوم وضمن المسيرة المشرفة لشعبنا.. تواجه امتنا الآشورية العظيمة مصاب جلل باستشهاد بطل ثورة سميل وقائدها المناضل مالك ياقو مالك اسماعيل بأيد غادرة جبانة للنظام البعثي الحاقد...
بهذا التصرف الوحشي يكشف النظام عن جوهره ومعدنه.. وغايته المتسترة في ضرب قضيتنا الآشورية.. مستغلا في ذلك تعاطف البعض من أبناء شعبنا وتأييده للتوجهات التي أعلنها غداة تسلمه السلطة لحل المشاكل القومية وإحقاق الحقوق المشروعة لكل العراقيين بدون استثناء.. وهو تكتيكا مرحليا يمارسه لحين استقراره في الحكم وسيطرته على كل مرافق الدولة...
إن هذه الجريمة الجبانة تشكل وصمة عار في جبين النظام وفي المسيرة الجديدة التي يدعي انه يقودها لخير العراقيين بجميع انتماءاتهم القومية... ولكن كان عليه أن يتخذ من التاريخ عبرة.. حيث فشل الذين سبقوه في إفناء امتنا وزعزعة إرادتنا القومية بالرغم مما تعرضنا له من ماس وظلم واضطهاد وإبادة جماعية كما حدث قبل وأثناء الحرب العالمية الأولى وفي ثورة سميل التي كان شهيدنا أحد رموزها وقائدها...
في الوقت الذي نعزي فيه عائلة الشهيد البطل وشعبنا وأنفسنا.. نعلنها صريحة أن هذه الممارسات الدنيئة لن تثنينا عن مواصلة مسيرتنا القومية لنيل حقوقنا في وطننا بيث نهرين ونعاهد الله والأمة والوطن على ذلك.. والشهادة إكليل يتوج رأس المناضلين..
   المجد والخلود للشهيد مالك ياقو  مالك اسماعيل...
   المجد والخلود لشهداء الأمة...
   عاشت امتنا الآشورية العظيمة والى أمام...
1974

الحركة الطلابية...  ودورها النضالي في المرحلة الراهنة 


ايها الرفاق
الاعتماد على الوسائل العلمية والمدروسة في تحليل الواقع القومي سوف يقودنا ويوصلنا لتجسيد حي ورؤية واضحة للاسس القومية وتاثير مفاهيم الماضي في واقعنا القومي الحالي.. هذا اضافة لتوضيح وترسيخ خصائص المستقبل والتي تتجسد بوعي الانسان الاشوري لواقعه الحالي والذي لا يتلائم ابدا مع الاهداف الانسانية لابناء قوميتنا الاشورية، والظواهر السلبية في مجتمعنااصبحت عائقا في تحقيق اهداف وامال مجتمعنا.. وعندما نؤمن بان هذه الظواهر السلبية في واقعنا هي نتاجلتاثيرات القوى والافكار البسيطة والغير العلمية والتي قسم منها تحمل وعيا وتصورا غير ناضج لابعاد التجربة القومية واحتياجاتها عبر المراحل التاريخية المتداخلة والمتأثرة فيما بينها، ولهذا فعندما يقوم الحزب بمعالجة وتغيير واقعنا القومي فانه (اي الحزب) لا يتعامل مع هذه الظواهر بشكل متجرد عن اصولها، ولكن هذه المعالجات تحمل وعيا وفهما للماضي وامكانات الحاضر وتفور الامكانات النضالية لاحتوائها في للمستقبل.. والحزب فد مارس تجرية نضالية في الوسط الطلابي منذ تأسيسه، وجعل من الساحة الطلابية ساحة نضالية نحو خلق وترسيخ المفاهيم الاساسية للحركة الطلابية الاشورية بتأطيرها بالمفاهيم القومية المكملة للفعل القومي بين الجماهير الاشورية.. وهذا النضال نابع من الايمان بان هذه الشريحة لها من الامكانات النضالية المؤثرة في الحركة النضالية القومية عامة.. وواجب نشر افكار الحزب في الاوساط الطلابية وتجسيدها عبر نشاطات مهنية مختلفة كانت نتاجا لقناعة الحزب بضرورة استنفاذ كل الطاقات المرحلية..
وغاية الحزب من التحرك كان لتحقيق النقاط التالية :
اولا: لتأسيس قاعدة ومرتكز للحركة الطلابية الاشورية المستقلة قوميا باهدافها وسبل عملها.
ثانيا: تنظيم التجمعات الطلابية وتوجيهها من قبل الحزب كقوة تناضل وتعبر عن اهداف الجماهير الاشورية ومجسدة لامالها.
ثالثا: توسيع الساحة النضالية الطلابية الاشورية لتتجاوز وتصل اثارها الى الساحة الجماهيرية باستغلال الطاقات الطلابية في مؤولياتها وواجبات قومية.
والنشاطات المهنية الرسمية كانت تتحقق من خلال موافقات شكلية رسمية بسبب عدم اهتمام هذه الجهات الرسمية وفهمها لضرورة هذه القوة وهذه النشاطات في مجمل الحركة الطلابية العامة.. الا انه وبعد توضح خصائص اساسية للحركة الطلابية الاشورية حاولت هذه الجهات التاثير كليا على النشاطات المهنية من خلال مجاميعها الحزبية لافشال واضعاف خصوصية الهوية القومية التي كان يحققها الطالب الاشوري من خلال نشاطاته.. ولهذا قرر الحزب بعد حوار غير مباشر مع الاتحاد الوطني لطلبة العراق وقف جميع الانشطة المهنية للطلبة الاشوريين لانها فقدت مبررات استمرارها تحت ظروف المعاملة الغير الانسانية والغير الشريفة، ولكي نحافظ باستمرارية الحركة الطلابية بوسائلها ومبادئها القومية.. ووضح الحزب اسباب هذا القرار للطلبة الاشوريين لخلق وتطوير الوعي القومي في هذا الوسط.
التجربة الطلابية وبتعاملها مع الجهات الرسمية في النشاطات الطلابية اكدت وابرزت الاضطهاد القومي الذي مارسته هذه الجهات محاولة منها لقتل كل محاولة قومية انسانية وهذا ما اوضحته السياسية النضالية للحزب بين الجماهير الاشورية في المؤسسات الاجتماعية والثقافية ايضا..
ايها الرفاق
   عندما يعتمد الحزب على وسائل مختلفة للعمل والنابعة من ظروف كل مرحلة يمر بها وفهم العوامل المساعدة لديمومة العمل النضالي، فانه يؤكد برنامجه للعمل في الوسط الطلابي على الاسس التالية:
اولا: وحدة الحركة الطلابية واهدافها.. ويأتي هذا بنشر الوعي النضالي باسس وظروف الواقع وفهم السبل المختلفة لتجسيد هذا الفهم القومي.
ثانيا: العرقة الاساسية بين الحركة الطلابية وحركة الجماهير الاشورية وتعميق الوعي بهذه العلاقة وتعرية محاولات قتل وطمس الهوية القومية، وهذا (اي محاولة قتل) من خلال المؤسسات، وعليه فان اي محاولة لاعادة النشاطات المهنية وفي هذه المرحلة هي محاولة قاصرة لا تتماشي مع واقع جماهيرنا وخصوصية الواقع الطلابي.
ثالثا: الحزب هو من يتحمل الواجب الاساسي لحماية هذا التوسع، هذا من خلال فعالية اعضاءه  وتوسيع قاعدته النضالية، وتحقيق النشاطات التي ليست ضد توجهات الحزب العامة في الوسط الطلابي والعمل وبكل الامكانات للحفاظ على التوجهات العامة ليتلائم مع خصوصية كل كلية او معهد في الجامعات.. ودمتم للنضال
عمم هذا البيان في اوائل عام 1976 اثر محاولات البعص لقبول التوجيه المباشر للنشاطات المهنية الطلابية الاشورية من قبل الاتحاد الوطني لطلبة العراق.
   

بيان حول التعداد السكاني لعام 1977


أيها الرفاق:
عندما يقر الحزب ضمن مبادئه وأهدافه القومية والوطنية ارتباطه الجوهري بهذه التربة, إنما يكون قد اكتسب شرعية العمل كقوة سياسية وطنية تناضل من اجل تحقيق طموحاتنا كآشوريين ومن اجل مصلحة الشعب العراقي ضمن تصور نابع من وعي الدور التاريخي لامتنا وعلاقاتها الحضارية. لذلك فان الحزب أمام كل تجربة قومية ووطنية مطروحة على ساحة العمل عليه تحديد مواقفه والتزاماته على أسس نابعة من إدراك واع للواقع الآشوري وعلاقة التجربة بالطموحات الآشورية بالإضافة إلى تصورات وطموحات الحزب في خلق مستقبل وطني افضل.. من هنا كانت مهمة الحزب في هذه الفترة دراسة مجمل الجوانب المتعلقة بالتعداد السكاني وتحليلها وفق أسس ومقاييس علمية وموضوعية لتحديد الأبعاد القومية والوطنية لهذه العملية.
إن نظرة جماهيرنا وفي طليعتهم الرفاق المناضلين في صفوف الحزب مبنية على الحقائق التالية:
أن عملية التعداد السكاني في غاياتها المتجسدة بتوفير وسائل فعالة لإنعاش الاقتصاد الوطني والقضاء على الاختناقات الموجودة في السوق تخلق واقعا اقتصاديا واجتماعيا اكثر تطورا لأبناء الشعب العراقي, هي خطوة إيجابية ضمن المنظار المبدئي, هذا بالإضافة إلى الجوانب التربوية والاجتماعية. أما الأبعاد القومية المتعلقة بالتعداد السكاني والمرتبطة بالحقوق التاريخية الإنسانية للقوميات الموجودة في العراق, فان الحزب يقف اليوم أمام الحقائق التالية :
1 - إن نسبة الزخم السكاني للآشوريين حاليا هي نسبة مشوهة لا يمكن اعتمادها كأساس لتقرير الحقوق القومية لأبناء امتنا.
2 - إن التوزيع السكاني الجغرافي للآشوريين قد تأثر مباشرة بالظروف التي مر بها العراق في الفترات الماضية, وخاصة فترة الحركة الكردية, حيث أدت ظروف المنطقة إلى هجرة الآشوريين  من الريف الآشوري إلى مختلف المدن العراقية تاركين قراهم اضطرارا والتي سكن من هم غير الآشوريين فيها.
3 - إن عدم إقرار الحقوق السياسية للآشوريين أدى إلى عدم إمكانية القضاء على ظواهر استنزافية أدت إلى استنزاف القوة البشرية الآشورية, وفي المقدمة من هذه الظاهر تأتي هجرة الآشوريين خارج الوطن..
4 - إن إقرار الحقوق الثقافية تحت تسمية الناطقين بالسريانية وليس الآشوريين أدى إلى تعميق حالة الانشقاق الموجودة بين المذاهب التي تنتمي إلى أمة واحدة من (كلدان وسريان واثوريين).
5 - إن ظروف الوطن وسبل حل القضية الكردية تقود إلى أساليب تلحق الضرر الفادح بحقوقنا القومية, حيث إن الحصول على بيانات رسمية حول النسب السكانية في المنطقة الشمالية تقود نحو ممارسات لاإنسانية بحق الآشوريين, حيث يتم إكراههم لتسجيل انتماءهم القومي كعرب أو أكراد للوصول إلى نتائج اكثر خدمة للجهات ذات العلاقة..


أيها الرفاق :
إن تاريخ أية أمة لم ولن تصنعه الأمم الأخرى.. والحزب يؤمن إيمانا مطلقا بان إرادة امتنا قادرة على صنع تاريخها وان الوعي النضالي لأبنائها كفيل بان يوجهها تحت قيادة واعية نحو أهدافها الإنسانية وعبر الأساليب النضالية المختلفة..
إننا نؤمن بان ارتباط الآشوريين بهذه التربة يعني ارتباطهم بوجودهم التاريخي, وبان علاقتنا كأمة بأمم المنطقة هي علاقة حضارية, وانه لا يمكن ممارسة علاقات إنسانية راسخة مع استمرار حالات التزييف والاضطهاد القومي التي تمارسها السلطات بدوافع شوفينية ونظرة قاصرة غير قادرة على إدراك قوانين نهضة الشعوب ومسارها التاريخي...
والحزب يؤكد موقفه تجاه عملية التعداد وعلاقتها بالحقوق القومية لامتنا بما يلي :
أولا : عدم اعتماد نتائج التعداد السكاني المقبل كأساس لتقرير نوع وطبيعة حقوقنا القومية في وطننا..
ثانيا : إلغاء التسمية التي تستهدف تشتيت الآشوريين ألا وهي الناطقين بالسريانية من الكلدان والاثوريين والسريان والتي تفتح الآفاق لجميع الوسائل اللاشرعية للعمل على تشتيت جهود الآشوريين كافة..
والحزب يعتمد طريق العمل الجماهيري أساسا متينا من اجل الوقوف ضد كل معوقات بناء واقع متطور لجماهيرنا ويلتزمه سبيلا لا بديل عنه نحو تحقيق الوجود الحضاري لامتنا..
ودمتــم للنضـــال....

   عمم هذا البيان على كافة التنظيمات الحزبية بتاريخ 10\9\1977 في جميع أنحاء الوطن وقام الحزب بنشاط واسع لتوضيح مضمونه إلى أبناء امتنا..

الانسحاب من النادي الثقافي الاثوري

لقد عمد حزبنا وانطلاقا من مواقفه المبدئية الواردة في المنطلقات النظرية وبرنامج العمل السياسي للحزب, إلى دعم المؤسسات والأندية والجمعيات الآشورية المختلفة عبر المساهمة فيها وبالإمكانات المتاحة لما لهذه المؤسسات من أهمية وتأثير على مسيرة الواقع القومي الآشوري... وامتلك الحزب, عبر كوادره وجماهيره, مكانة مؤثرة ودورا نشيطا وفعالا في العديد من هذه المؤسسات وفي المقدمة منها النادي الثقافي الاثوري - المركز العام - بغداد..
فالنادي الثقافي الاثوري كمؤسسة متخصصة ومعنية بالثقافة الآشورية بجوانبها المختلفة استقطب الشريحة المثقفة من المجتمع الآشوري وبخاصة الطلبة الجامعيين, وتمكن وخلال فترة قصيرة من انطلاقته أن يتبوأ مكانة مهمة ومرموقة في أوساط المجتمع الآشوري عموما والمثقفين خصوصا..

أيها الرفاق
انطلاقا من التوافق بين المنطلقات والمواقف المبدئية للحزب من جهة واهتمامات وأنشطة وبنية النادي الثقافي الاثوري من جهة أخرى قرر الحزب النزول إلى ساحة النادي الثقافي والتوغل فيه ودعم مسيرته..
وبعد فترة قصيرة استطاع حزبكم, عبر كوادره وأصدقائه وجماهيره, أن يحتل المكانة القيادية ضمن تشكيلات النادي بدءا من الهيئة الإدارية والى لجانها المتخصصة, وقد كان ذلك نتيجة طبيعية وحتمية للثقة التي منحتها الهيئة العامة والقاعدة الجماهيرية العريضة للنادي الثقافي إلى رفاقكم العاملين فيه رغم تعددية التوجهات السياسية والفكرية القائمة في وسط النادي..
وتمكن الحزب خلال فترة قيادته للنادي الثقافي الاثوري من توجيه النادي وأنشطته المكثفة بما يخدم المسيرة الثقافية الآشورية وتطلعاتها القومية والوطنية والإنسانية مثلما ساهم في تنمية الشعور والوعي القومي بين قاعدة واسعة من أبناء شعبنا... حتى بات النادي الثقافي الاثوري - المركز العام - بغداد رمزا من رموز الوجود الآشوري في الوطن الأم ومعبرا حقيقيا عن هذا الوجود. إن هذه المهمة التي أنجزها الحزب في النادي الثقافي الاثوري لم تكن بالمهمة السهلة إذا أدركنا الصراعات السياسية والفكرية التي كانت تتفاعل على ساحة النادي وبخاصة مع تيار النظام الحاكم والمتمثل بعناصر وتنظيمات حزب السلطة, حزب البعث العربي الاشتراكي, وما كانوا يتلقوه من دعم..
وأمام عجز النظام من وضع اليد على النادي الثقافي الاثوري بأساليب شرعية ديمقراطية في الانتخابات السنوية للنادي, فقد لجأ أخيرا إلى أسلوبه القمعي في فرض هيئة إدارية للنادي الثقافي الاثوري لا تمثل التعبير الحقيقي عن طموح قاعدة النادي ولم يتم اختيارها ديمقراطيا من قبل أعضاء النادي.
وإذا كان النظام قد ضمن الهيئة الإدارية المفروضة بعض الأسماء لأشخاص فاعلين في المرحلة السابقة للنادي في محاولة منه لتمرير مخططه, فان الحزب يؤكد أن ذلك ليس إلا مجرد إجراء تمويهي وتكتيكي لهذه الهيئة الإدارية وسيتم التخلي عنه في السنوات المقبلة..
لقد درس الحزب الوضع الجديد المفروض على النادي الثقافي الاثوري دراسة مستفيضة من كل الجوانب وتوصل إلى انه لا يمكن له الاستمرار في التفاعل مع النادي الثقافي الاثوري ودعم مسيرته رغم امتلاكه لزخم كبير من الكوادر والمؤازرين في قاعدة النادي ورغم التفاف عموم أبناء شعبنا والمثقفين منهم بصورة خاصة حول الحزب وكوادره وتوجهاته,  ذلك أن النتائج المستقبلية لهذه الممارسة القمعية من النظام ستؤدي لا محالة إلى مسخ الثقافة الآشورية في الوطن وتشويهها إضافة إلى تبعيث وتعريب توجهات النادي ذاته وصولا إلى تهميشه وإلغاء دوره في المجتمع الآشوري ذاته...
ولذلك فان الحزب قرر :
1 - الانسحاب الكامل من النادي الثقافي الاثوري - المركز العام - بغداد ومن جميع تشكيلاته ولجانه.
2 - إيقاف الدعم المعنوي والثقافي والجماهيري للنادي.
3 - فضح الممارسة القمعية التي قام بها النظام في النادي وعبر توضيح  حيثياتها التي ابتدأت بإلغاء انتخابات النادي لعام 1979 وتجميد نشاطاته وملاحقة أعضاء الهيئة الإدارية أمنيا وصولا إلى فرض الهيئة الإدارية الحالية.
أيها الرفاق
إن قرار الحزب بالانسحاب من النادي الثقافي الاثوري وهو من القرارات الصعبة التي يتخذها الحزب في مسيرته, إلا أن رفض الحزب لكل إجراء ينتقص من إرادة الشعب الآشوري ويشوه وجوده الإنساني من جهة, والإيمان بان ساحة النضال والعمل القومي لا تقتصر على هذا المجال أو ذاك أو هذه المؤسسة دون غيرها من جهة أخرى, فرضت إقرار هذا القرار والالتزام به, وان الخسائر التي يتحملها الحزب والأمة نتيجة لهذا القرار ليست إلا خسائر آنية نؤمن بضرورة وإمكانية تجاوزها عبر التزام برامج عمل جماهيرية تتوافق مع الظرف الراهن...
إن المسيرة القومية لامتنا لا تتوقف عند هذه النقطة أو تلك, فإيماننا المطلق بشعبنا ووجوده وإمكاناته يمثل المرتكز والقوة الكفيلة بمواجهة مختلف المحاولات المعادية... فليكن هذا الإيمان دافعا وحافزا للاستمرار بالنهج القومي الذي التزمه الحزب لتلبية متطلبات تحقيق مستقبل الأمة...
فالأمة حية.. والنضال مستمر... والفجر لا محال آت....

 ودمتم للنضال...

60
الوطن في مفهوم الحركة القومية الأشورية
 
 
تيري بطرس
 
خلال ظهور وتنامي الحركة القومية الأشورية، كمفهوم لوحدة شعبنا فوق العشائرية والمذهبية، كان الوطن وارض الوطن وبالرغم من انقسامه بين دولتين (ايران والسلطنة العثمانية) واضحا ، وكانت الحدود التي تقسم الوطن، تقريبا شبه مفتوحة والحكومات وسلطتها كانت في المدن الكبرى. ولم تتعدى إلى القرى والمساحات الواسعة قرب الحدود الا بشكل رمزي. من هنا كان التواصل بين أبناء شعبنا اسهل واكثر قدرة على التفاعل، بالرغم من صعوبة المواصلات.
والوطن كان مركزه العاطفي هو نينوى، فننويه (نينوى) كانت ذاك الفردوس المفقود. والوصول إليها الأمل والغاية، ودونها تهون كل الغايات. ولكن ما لم نتمكن من استيعابه ان الوطن في زمن الاشوريين القدامى، ليس الوطن في نهاية القرن التاسع عشر والعشرون ولا نزال كذلك في بدايات القرن الواحد والعشرون. فإذا كان الوطن في زمن الاشوريين في تصورنا هو تلك الجنة التي كنا نحكمها ونعيش ونتعايش فيها تحت ظل سلطتنا، وهو تصور عاطفي اكثر مما هو حقيقي. فان الوطن في زمننا الحالي، تعيش وتتحكم فيه شعوب اخرى، بفعل أكثريتها العددية. ليس هذا فقط ولكن ظهور المؤسسات الدولية وعقد اتفاقيات عابرة للحدود، جعل من الوطن اقرب ساحة مفتوحة للتعايش. وما ما يحدث الان في الشرق الاوسط، الا بسبب تمنع هذه الدول من  ولوج العصر والعمل بالاتفاقيات الدولية بحجة الخصوصية القومية والدينية.  الأكثرية التي تتحكم بوطننا،  حدثت جراء ما أصابنا من المذابح والقتل والسبي، من قبل جيراننا، حتى فضل الكثير من أبناء جلدتنا التخلي عن انتماءهم الكلي والانصهار في الجيران، للتخلص من الجزية قديما والقتل والسبي في كل أوان، منذ ان تم الاحتلال الاستيطاني لاراضينا. قد تكون بعض الحقائق قاسية، ولكن رغم قساوتها، يجب التعايش معها والعمل من اجل البقاء والحفاظ على الجذوة او الفكر القومي مشتعلا وفاعلا، فعلى الاقل انه من الحيف زوال ثقافة وحضارة بشرية من الوجود. والعمل من اجل الحفاظ على هذه الثقافة هو من واجبنا قبل الاخرين.  ولكن العمل يجب ان ينطلق من القائم، (دون نسيان الطموح).
ارضنا او وطننا، اشور، بيت نهرين، اسماء قد يكون لها وقع جميل ومحبب لنا، ولكن من يمنح للارض الاسم هو الانسان، فان تخلينا عن الارض وتركناها، فالاخر سيفرض اسمه عليها. وهذا الفرض الذي يحاول البعض رفضه، والذي أؤمن انه يأتي من نيات صادقة، ولكنها ساذجة، لن يفيد ولن يغير من واقع الأمر. فهل التسمية هل التي ستمنحنا حقوقنا، ام تواجدنا وفرضنا حقوقنا في القانون السائد؟ فلنفرض ان اسم اقليم كوردستان تحول الى اشور وبرغبة الأكثرية، ما الذي سيتغير بالنسبة لابناء شعبنا المتبقين على ارض الاباء والاجداد، في ظل القوانين السارية؟  لا شئ غير انه قد يشبع نرجسية البعض ممن يعيشون في المهاجر.
ان احقيتنا في الوطن وفي الارض لا غبار عليها، ولكن هذا لا يلغي احقية الاخرين فيها، لان تواجدهم ليس اليوم والامس بل يرقى على الاقل لما لا يقل عن خمسمائة سنة. واذا كنا نريد المجادلة في احقية من يسكن هنا منذ خمسمائة سنة، لماذا نسكت عن من سكن قبلهم بتسعمائة سنة مثلا؟ ولو تتبعنا هذا المسار فان الحروب لن تنتهي من على وجه الارض ابدا. 
ليست هناك ارض خالية من التنوع، والدليل تواجدنا في بلدان الغربة وتمتعنا بجنسياتها وكل ما يتمتع به المواطن الاصيل، اي الذي من اب وام امريكي او سويدي او كندي او الماني وغيرهم. كل المطالب تبقى مشروعة، مادامت لا تلغي شرعية مطالب الاخرين. نعم من حقنا ان نطالب بالحفاظ على ممتلكاتنا واموالنا وان تبقى قرانا واراضينا غير متجاوز عليها، وان يتم التعامل معنا بنفس المعاملة مع الأكثري، سواء كان عربيا او كورديا. ولكن كل مطالبنا يجب ان تصاغ في إطار التعايش والمساواة.
في الدول التي هاجرنا اليها، نتعايش وبفعل القانون الذي يساوي بين الناس، مع مختلف انواع البشر، ان صح ان هناك انواع. ولكن لنقل مع مختلف الثقافات، وهذا الامر مفروض علينا كما قلنا بفعل القانون. لا بل ان أبناء البلد الاصلاء، يتعايشون مع هذا التعدد الثقافي، ويقبلون بغالبيتهم التضحيات التي يتطلبها هذا التعايش. فما المانع من رؤية ذلك في ارض الوطن، وخصوصا ان التعايش هناك تاريخي. اي نعم لنا في التاريخ  صراعات وقتال وتعرضنا للمذابح، ولكننا هنا لا نريد الثأر، بل نريد بناء المستقبل. اذا يجب ان تكون نظرتنا مستقبلية، فاي خطاب يشم منه رائحة الانتقام والكره لاسباب تاريخية او دينية، نقوم بطرحه امام اي محفل دولي، فسنكون من الخاسرين، وخصوصا ان شعبنا يعيش في اغلب دول العالم، بفعل شيوع خطاب التسامح وتقبل الاخر. فكيف في وطن نريد ان نصنعه كلنا سوية.
الوطن ليس شعار يطرح، بل هو معايشة ووجود وتفاعل. ان مطالبتنا بتغيير تسمية كوردستان، كون هذه التسمية قومية، ان كان فيه احقية، ولكن هل فيه امكانية، في احدى مقالاتي ذكرت ان من الحصافة والذكاء السياسيين، ان ندرك حدود مطالبنا وقدرة الاخر على تنفيذها. ولنفترض ان الاخر لا يتمكن بسبب الموازين داخل الكورد انفسهم من التعامل ايجابيا مع مطلبنا، ماذا ستكون ردة فعلنا، ومع الاسف كانت في الغالب ان نترك لهم الارض. انها سياسية اما كل شئ او لا شئ. ولكن الذي يطالب بكل شئ او لا شئ هنا هو الطرف الذي تاثيره على موازين الامور اضعف الاطراف وليس اقواها، لكي يفرض الشروط. رغم ادراكي ان الوطن لا يبنى بفرض الشروط، بل بالتوافقات الاساسية والمبنية على المواثيق الدولية.
اول شروط واساس الشروط للاحتفاظ بالوطن، هو العودة اليه، والاستثمار والبناء فيه، ومن ثم التكاثر على ارضه. هكذا يمكن ان نعمر الوطن، وان نفرض شراكتنا. فهل سنجد في مقبل الايام حركات سياسية تعمل من اجل العودة، ام سنظل نحارب من بعيد على وطن تركناه ومن ثم بكيناه. ان البعض يريد وطنا خاليا من كل من يقول عنهم الغرباء، وان لم يعيش فيه اي اشوري، ولكن المهم ان يكون اسمه اشور. وهكذا احتمال لا وجود له، لا في التاريخ ولا في الجغرافية. وكما اكدنا مرارا ان السياسية والجغرافية لا تقبلان الفراغ. فالارض الفارغة يسكنها الاخر ويزرعها ويتمتع بثمارها. وهذا امر لا يمكن الاعتراض عليه، في اي محفل.

61
الحركة القومية الأشورية...
 
 
 

تيري بطرس
نشرت في الآونة الأخيرة مقالات عديدة لكتاب مختلفين، ولكنها تتفق في الغالب في مسار واحد. إلا وهو تقسيم شعبنا (الكلداني السرياني الأشوري) وشرذمته وإزالة أي اثر للوحدة فيه، رغم كل علامات وحدة التاريخ واللغة والثقافة والمستقبل.
بدأت حركة الوعي القومي لشعبنا منذ منتصف القرن التاسع عشر، بفعل عوامل عديدة شرحناها نحن وغيرنا من الكتاب مرارا. وكانت حركة الوعي القومي هي الرد العملي لحالة الشرذمة التي كان أبناء شعبنا يعانونها. ومنها الانقسام العشائري والمذهبي والمناطقي. ولقد كان الرواد القوميون، باعتقادي منصفون ومحقون في اختيار التسمية الأشورية (ܐܬܘܪܝܐ) كإطار موحد لكل العشائر والمذاهب. بالرغم من إن التسمية الأخرى والموازية وهي السورايي لا تقل عنها صحة واحقيه إلا إن إلصاق التسمية بكنائس معينة كان يمكن أن يجعل بعض الأطراف حساسة منها. ولكن التسمية الأشورية ذات التاريخ الطويل والمجيد والتي تمكنت خلال عمرها الذي امتدت لما يقارب الألف عام، من تأطير هذه التسمية لتطلق على أبناء المنطقة التي حكمتها كلها وخصوصا بين النهرين وما جاورها وخصوصا في الشمال الشرقي والشمال الغربي من بيت نهرين.
بداء الإنتاج القومي الموحد، بشكل المقالات الدافعة لخلق الحماس والتآزر والتألف وتجاوز عوامل الانقسام التي فتت شعبنا. فكانت الصحف مثل ناقوشا وغيرها تعزز هذا التوجه. وبداء الشعراء في نشر قصائد والأغاني الحماسية لدفع الشباب ليكون مشاعل نشر الوعي وتحقيق الآمال والطموحات. وكانت الآمال والطموحات تتمحور كبقية الامم في تحقيق الاستقلال والحكم الذاتي وبناء حالة قومية تحافظ على أبناء الامة وتبني مستقبلهم الامن والقوي ولكل أبناء شعبنا ولاي كنيسة انتمى. كان أمام رواد حركة العمل القومي ما كان يحدث لأبناء شعبنا من المذابح ومنها مذابح بدرخان بك التي شملت مناطق واسعة ابتداء من بوتان وباتجاه الشرق، ولحقتها مذابح أمير راوندوز محمد كورا متجها نحو مناطق شعبنا في حكارى وجنوبا نحو مناطق زاخو وسهل نينوى ومارا إلي مناطق طور عابدين. وقد تم استغلال الانقسامات الطائفية والعشائرية في شعبنا في تحييد بعض أطرافة ومن ثم اكتساحه بعد التخلص من الأطراف الأخرى. وهكذا تم قهر شعبنا وتدمير وسلب ممتلكاته وسبي بناته وقتل واسر الكثير من أبناءه. كانت غاية القوميين تجاوز هذه الانقسامات وخلق حالة موحدة، ولم تكن غايتهم صهر طرف في أخر، بل وحدة، لأنه أساسا لم تكن هناك أطراف تختلف في التكوين لكي تنصهر، بل كانت الغاية تجاوز حالة إلى حالة اكثر  تقدما وقوة ووحدة. وكان خيار التسمية الأشورية (ܐܬܘܪܝܐ) هو الخيار الملائم حسب اعتقادهم. ولان هذا الخيار وبعد أن تم إعادة تعميده بالمقومات القائمة من اللغة المحكية والعادات والتقاليد المتوارثة والتاريخ بما فيه تاريخنا المسيحي المجيد، فانه لم يعد فقط يشمل الفترة الممتدة من 1800 ق م إلى 612 ق م، بل شمل كل الحقبة من الفترة السومرية إلى المرحلة الراهنة.
ولان الوعي القومي هو دعوة وكل دعوة تبتدأ في زمن ومكان معين، وقد تنبت نتائجها في مكان اخز، هكذا كانت حركة الدعوة القومية الأشورية التي ابتدأت في ارمي ومناطق جنوب شرق تركيا الحالية وسهول العراق الحالي. إلا إن أول تحرك سياسي تحت إطار الدعوة القومية، كان في أورميا بتأسيس شوشاطا اومتنايا عام 1895   ومن ثم ما قام بتنظيمه  البطريرك مار بنيامين شمعون، سليل البطاركة الشمعونين من عائلة أبونا الالقوشية العريقة. بعد ذلك في اورميا ايضا، وتلته في عام 1917 تأسيس أول حزب أشوري تحت تسمية الحزب الاشتراكي الأشوري، بقيادة الدكتور فريدون اتورايا. ومنذ ذاك توالت التحركات القومية لشعبنا تحت التسمية الأشورية أو الكلدواشورية، أو السريان الاشوريين، ومحاولة طرح قضية شعبنا أمام المحافل الدولية ولعل من اوائل هذه التحركات، التحالف مع الحلفاء في الحرب العالمية الاولى والجلسة المنعقدة في  اورمي بحضور قناصل روسيا وفرنسا وموفد انكليزي، وتلتها مشروع اغا بطرس في مؤتمر السلام في عام 1919 وما طالب به مؤتمر راس عمادية (ܪܫܐ ܕܐܡܝܕܝܐ) لعام 1932.ورغم المذابح والقتل والتنكيل والإرهاب مثل مذبحة سميل فان الحركة القومية لشعبنا ، لم تخمد، بل استمر وتلونت باشكال مختلفة، اي بصورة نشاط ثقافي أو إنساني أو رياضي ، وكانت اغلبها تحت التسمية الأشورية وفي مختلف مناطق تواجد أبناء شعبنا. ففي إيران ابتدأـ حركة تحديثية قادتها اللجنة الثقافية للشباب الأشوري وقامت بإصدار مجلة كلكامش واصدرت كتب ومؤلفات باللغة السريانية الحديثة المحكية. وهكذا في العراق وسوريا ولبنان وحتى في روسيا لم تتوقف التحركات في إذكاء العمل القومي. في العراق ومنذ الأربعينيات تم تأسيس أحزاب سياسية أشورية مثل حزب الاتحاد والحرية الأشورية (ܚ ܚ ܐ)  وتلته في الستينيات ما عرف باسم الصيعتا وفي نهاية الستينات 1968 انبثق الاتحاد الأشوري العالمي، الذي احدث انبثاقه صدى قوي على مستوى المنطقة، ومن ثم الأحزاب المتواجدة حاليا مثل الحزب الوطني الأشوري وبيت نهرين والحركة الديمقراطية الأشورية و المتغيرون زمنيا وغيرها من الأحزاب الأشورية التي انبثقت في السبعينيات، ومنذ ذاك، كانت هذه الأحزاب تضم مختلف أبناء شعبنا ومن مختلف الطوائف. وفي نهاية الستينيات حدث انقلاب 17 تموز والذي كان بحاجة إلي خطوات وممارسات جديدة لكي تمحي أو تزيل من الذاكرة السجل الأسود لحزب البعث وممارساته في عام 1963، فحدث الانفتاح السياسي وحاولت القيادة السياسية اتباع اسلوب اخر للحوار الوطني مع مختلف الأطراف. وكان عليها أن تتحاور مع شعبنا ولذا فأنها اختارت لذلك أولا قداسة مار ايشاي شمعون، ومن ثم حاورت الاتحاد الأشوري العالمي، ومع وفده برئاسة المرحوم مالك ياقو مالك اسماعيل. ومن هنا خرج البيان الخاص بمنح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية وتم تقديم مطالب شعبنا للقيادة السياسية وبشكل رسمي. وكل هذه الممارسات حدثت باسم الاشوريين بالاضافة الى تحركات جماهيرية وشعبية عملت تحت اليافطة الأشورية ومنها الاندية وحركة الطلبة الجامعيين الاشوريين، التي دخلت حوارات ونقاشات من خلال أعضاءها مع الاتحاد الوطني لطلبة العراق والاتحاد العام لطلبة العراق بصفتها تحرك يمثل الطلبة الاشوريين وكانت تضم من ذاك الحين من مختلف أبناء شعبنا. أو لجان الشبيبة الكنسية التابعة لكنيسة المشرق. كما شاركت احزاب شعبنا تحت التسمية الأشورية في الكفاح المسلح ضد النظام بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، ومنها بيت نهرين و الحركة الديمقراطية الأشورية والتجمع الديمقراطي الأشوري ومن ثم الاتحاد الديمقراطي الأشوري. ومن الطبيعي ان يكون لهذا الحضور والنشاط السياسي  تأثيره على الساحة الوطنية والاقليمة، ولذا فانتشار واتساع دائرة المعرفة بقضية شعبنا تحت التسمية الاشورية اتسعت تبعا لهذه النشاطات، التي كان ولابد ان تكون مؤطرة بتسمية ما ولم يكن امام الرواد الا تسميات محددة للخيار بينها وهي السريانية (سوراي) والكلدانية (كلدايي) او الاشورية (اتورايي). وكل هذه التسميات تعبر عن حالة واحدة ومضمون واحد.
المثير هو انه في بداية السبعينيات وبعد ان تم تثبيت حق شعبنا التعلم بلغته من خلال بيان مجلس قيادة الثورة حول الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية، تدخلت اطراف اخرى ممن لم يكن لها اي اهتمام بالنشر وبتوسيع التعلم بلغة الام بل كانت تشجع صراحة التعريب. تدخلت لكي تفرض رؤياها في التعليم باللغة الادبية والتي لم تكن مستعملة في الحياة اليومية، رغم انه كان يمكن البدء باللغة المحكية والتي تكونت من مختلف لهجات شعبنا، ومن ثم يتم التطوير لتشمل اللغة الادبية او المصطلح تسميتها القديمة. ومن خلال هذا الصراع وصراع الخط وغيره تم وأد التجربة قبل ان تبدأ.
اذا ان الحركة القومية الاشورية ليست وليدة تحرك حزب معين، وليست ابنة 2003 كما يحلو للبعض، بل تمتد جذورها مع انتشار الوعي القومي في المنطقة متأثرا باوربا حال شعبنا كحال الكورد والارمن والترك والفرس. ولكن هذه الحركة مرت بمراحل مختلفة وقدمت التضحيات الكثيرة لكي تتمكن من ان تنموا وتبقى وتحاول ان تثبت شعبنا حرا في ارضه التاريخية. وهذه الحركة لم تولد لتضم ابناء كنيسة معينة وما كان بامكانها ان تنتظر مائة سنة او اكثر لكي تستفي ابناء هذا العصر عن اي تسمية يفضلون لكي تؤطر العمل القومي لكل شعبنا. اذا الاشوريين في مفهوم الحركة القومية الاشورية ليسوا اثنية مختلفة عن من يتسمى بالكلدان او السريان اليوم، الاشوريون هم كل هؤلاء. وان كان لاحد ملاحظات على التسمية فعليه ان يحترم جهد شعبه والتضحيات التي قدمت والمخاطر التي يتعرض لها من خلال كل من يريد ان يزيله من الوجود. لكي يرث ارضه ومكانته وتاريخه. 
ان محاولة البعض اللعب على كلمات ومصطلحات لكي يحاولوا تمرير، ان هناك حقيقة اثنيات مختلفة تقسم هذا الشعب وتحوله الى اقسام متصارعة، هي في الحقيقة المشاركة الفعلية في وأد حلم امتنا او شعبنا في ان يكون حرا وسيد نفسه. وبعد ان ادرك الجميع ان اللغة الواحدة تلمنا وتشملنا، ولا يمكن المجادلة في وحدة تاريخ شعبنا، يحاولون التسويق للتعدد الاثني بحجة ان وحدة اللغة والتاريخ والجغرافية لا تعني بالضرورة وحدة قومية او اثنية.
ان المؤمنين بالاشورية كتسمية تؤطر العمل القومي لشعبنا، لا يمكنهم في اي حال من الاحوال، التمييز بين المنتمين الى الحركة القومية على اساس طائفي او كنسي، لان اي تمييز على اساس ذلك يعني التسليم للطائفيين بالاحقية او مشروعية ما ينادون به. ولكن الطائفيين يمكن ان يقعوا في شر اعمالهم وسيذهب شعبنا ضحية مثل هذا الشر، حينما يتم تجريده من كل فعل قومي حقيقي وخصوصا انهم سيصدمون في تعريف ذاتهم للعالم وللمنتمين الى تحركهم، حينما لا يمكن التمييز بين الناس على اساس الانتماء الطائفي في الحياة اليومية، بل فقط حينما يتجه الى الكنيسة.
لقد قدمت الحركة القومية الاشورية مخارج متعددة لتحقيق وتأطير العمل القومي لشعبنا، وذلك لكي يتمكن من ان يحصل عليها ويجسدها قانونيا وفعليا. وذلك من خلال القبول بالتسمية الثلاثية القانونية، اي (الكلداني السرياني الاشوري) وهذه التسمية هي تسمية تسري في اروقة الدوائر الرسمية وما يخرج منها من الوثائق، ولكنها ليست ملزمة الاستعمال كلما سئل الفرد عن قوميته. فيمكن وبكل بساطة ان يقول كلداني او سرياني او اشوري حسبما يشاء ولكن قانونيا سيتم ادخاله في خانة الكلداني السرياني الاشوري. ان تقسيم شعبنا، سيعني ان امكانية تجسيد حقوقه ايضا سيتعرض لخطر عدم التحقق، لان القانون في الغالب يشترط توافر نسبة معينة من ابناء شعبنا لكي يتم تجسديد المقررات القانونية. او لكي يتم تفعيل بعض الحقوق، مثلا التعليم والتعلم بلغة الام. كما ان تقسيم شعبنا وقد يلحقة تقسيم اسم اللغة وبالتالي امكانية عدم تنفيذ حق التعليم والتعلم. كامثلة لما يمكن ان يحدث في حالة تقسيم شعبنا.
ان البعض لا يزال يعيش في وهم انه الاكثرية، معتمدا على الواقع الكنسي، متناسيا انه حتى هذا الواقع قد تغيير بعد موجات الهجرات المختلفة التي عانى منها شعبنا، وبعد عملية انتشار الوعي القومي بوحدة الكل. واذا كان هذا البعض قد تمكن من حصر ابناء الطائفة في الكنيسة وانها الوحيدة التي تمثلهم، ومع الاسف ان بعض الكنائس لم يكن لها اي مانع في ان يعرف المنتمين اليها على انهم عرب او كورد ليس الا. ان هذا البعض وفي ادعاء كاذب بمحاولة صهر او التهميش، لم يعد حقا يدرك معنى الكلمات او المصطلحات، فهو يقبل ان يكون كورديا او عربيا، بما يعنيه ذلك من احتمالية كبيرة لتغيير اللغة والعادات والتقاليد والانسلاخ من تاريخه واحتمال ذوبانه في هذه التسميات. ولكنه لا يقبل التسمية المشتركة والتي تعني الحفاظ على كل ما يدعية من مميزات اثنية خاصة به. لا بل ان تاريخ الكنيسة التي تمثلهم حسب اعتقاد البعض لا يبرز لنا اي مطالب للحفاظ على اللغة والعادات والحقوق. ولعل موقف الكنائس ابان ازالة اكثر من مائتي قرية لابناء شعبنا ابان الانفال وصمتها المريب، بما كانت تضمه هذه القرى من الاديرة والكنائس التاريخية ويعتبر بحق ارث انساني،  يظهر ان الدفاع عن التمايز الاثني بين مكونات شعبنا الغير الموجود الا في المخيلة، ادعاء كاذب حقا. اليوم وفي الحالة التي يعيشها شعبنا من التشتت ، بات من الضروري الانتباه للمحافظة على لغته وتراثه وتواصله، فابناء شعبنا ان لم يتواصلوا مع بعضهم البعض بمختلف انتماءاتهم الكنسية، فسينصهرون في الشعوب التي يعيشون بينها. وحينها لن تفيدنا الحروب المفتعلة الحالية.
 

62
المنبر الحر / هل من امل؟
« في: 17:17 10/12/2017  »
هل من امل؟



تيري بطرس
خلال الاستفتاء، الذي أجراه إقليم كوردستان العراق، تصاعدت حدة الاتهامات بين مؤيدي او معارضي الاستفتاء من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الأشوري. ولك يكن الصراع عن البدائل و اسبابها ولكنه كان من طرف ما عن البدائل بدون أي مناقشة الأسباب المؤدية. ولنكن صريحين، شخصيا كنت مع الاستفتاء لما كنت أتمنى من خطوات إلى الأمام، يمكن ان يخطوها شعبنا في ظل ما يجري. ولكن نتائج الاستفتاء كانت مخيبة للآمال، بسبب الموقف الدولي. وكان من نتائج المخيبة للآمال هو حدة الاتهامات وخصوصا تخوين معارضي الاستفتاء تحت يافطة معارضة تسمية كوردستان، لكل من ايد الاستفتاء. وما بعد الاستفتاء قوميا كان وبالا علينا من ناحية صمت كل الأطراف، وترك الساحة للسياسيين ليقرروا ما يشاؤون دون رقابة او مناقشة او نقد. واعتقد ان البعض أراد هذه النتيجة. النتيجة جراء هذا الصراع، ان شعبنا لا يزال الخاسر الاكبر ومهما كانت نتيجة الاستفتاء. فحال برطلة وكرمليس وتلكيف وبغديدا، لم يتغير نحو الأفضل ابدا، ان لم يكن قد تضرر اكثر عن  ما كان عليه، وحال برواري بالا وصبنا وعنكاوا وغيرها من مناطقنا في إقليم كوردستان، لم يتغير نحو الاحسن ان لم يكن نحو الاسواء. 
لا يمكن لاي عمل سياسي ان يتقدم وان يتطور دون ان يخضع للمناقشة والحوار. ولو كانت اوضاع شعبنا قد تطورت وتقدمت عن ما سبق، لسلمنا وصمتنا . وسكتنا ب عن قول ما يجول في خاطرنا والمخاوف التي لا تزال تترأي لنا، عن المستقبل الغير المعلوم. وهنا اقول ان من قال بان العلة في تسمية كوردستان اود ان اذكرهم، بانهم كانوا وزراء وسياسيين وزوار، يستلمون رواتبهم ويمارسون سلطاتهم وابهتهم تحت سلطة هذه التسمية وكان الجميع صامتا. مع العلم ان التسمية دستورية، ولن تتغير الا بتغيير الدستور العراقي والذي من الصعوبة اجراء أي تغيير فيه، لانه دستور جامد وكل تغيير فيه يجب على الاقل ان يتفق بشأنه الشيعة والسنة والكورد، واي طرف من هذه الاطراف، يمكن ان يضع فيوته الخاص على التغيير. ان العراق اليوم لم يعد عراق صدام حسين، ان أي محاولة للحكم المركزي وفرض الإرادات، ستعني الاعلان بتقسيمه، واي محاولة لفرض دستور من طرف ستكون النتيجة حتما التقسيم ومع موقف دولي متفهم، او الحرب الاهلية التي لن تترك مدينة واحدة سالمة.
ما دعانا لكتابة هذه الاسطر، هو النشاط القومي الذي جرى خلال الايام العشرة الاخيرة في المدينة التي اسكنها وهي مدينة فيزبادن في المانيا. وكان محور النشاطـ، هو زيارة الاستاذ كبريئيل موشي رئيس المكتب السياسي للمنظمة الاثورية الديمقراطية، اقدم تنظيم سياسي مستمر لشعبنا أي منذ عام 1957. وزيارة الاستاذ يوناتن بيت كوليا السكرتير العام للاتحاد الأشوري العالمي وممثل شعبنا في مجلس الشورى الاسلامي في ايران (برلمان الايراني). كانت الزيارتين بعد ان خرج الاستاذ كبريئيل موشي من السجن في سوريا، وكانت زيارة الاستاذ يوناتن بعد الاستفتاء والنتائج المخيبة، وخصوصا على مستوى شعبنا، من حيث الانقسام والتشرذم الذي لا معنى له.
ان الصمت الحالي والذي قلت انه قد يرضى البعض، ليس دليل أي حيوية او نشاط، بل انه صمت مريب، لانه من وراءه يمكن ان يتم تمرير امور قد تضر شعبنا، ولو لنكن صرحاء انه تم تمرير الكثير في زمن كنا نتكلم ونتحدث ونقول ايضا. لان البعض لا يقيسون مصالح شعبنا بالمنافع التي تاتي بها عليه مواقف معينة، بل بقدر رضا طرف عنها او لا.
الزيارتين المنوه عنها اعلاه، دفعتني للكتابة، فزيارة الاستاذ كبرئيل موشي بما فيها من صراحة وواقعية الحديث عن واقعنا، دفعتني لادرك ان هناك من لا يزال يعرف حدود ومتطلبات شعبنا، ويعي انه ليس بالشعارات تؤخذ الحقوق. ولكن بتوفر واقع مغاير وبتوفر عوامل قوى جديدة تنضاف إلى قوانا، ولذا فان موقف المنظمة الاثورية الديمقراطية والتعايش الذي تمارسه  قوى شعبنا كلها في سورية رغم اختلاف المواقف، هو فعل سياسي واع بان الواقع الحالي يتطلب التعايش رغم الاختلاف النوعي والجذري بين هذه الاطراف، وان خدمة الشعب وتطلعاته ليست منوطة بموقف جامد واحد، بل من خلال تنوع المواقف يمكن ان نخرج من الامواج المتلاطمة بسلامة.
وزيارة الاستاذ يوناتن بيت كوليا، وضحت بعض الأمور، وبالاخص عن النقاشات التي تدار بين احزابنا، وان كنا نعتقد، ان هناك معلومات، غير صحيحة تم ايصالها من قبل البعض. ولكن مرة اخرى، نطرح تساؤلا مشروعا  ،ان كانت معارضة او النقاش حول تسمية كوردستان امرا صحيحا وسليما من الناحية المبدئية،  فلماذا تم السكوت وتمرير الأمر كل هذه السنين ويثار الان؟ ويطرح السؤال الاخر ما الفائد من وجود ممثلي لاطراف سياسية تعارض تسمية كوردستان اصلا في مؤسسات كوردستانية؟ من الواضح ان هناك امور خافية اخرى، خلف معارضة بعض الأطراف، وليست المواقف المبدئية. والا الكل يدرك ان الساسية تتعامل مع المصالح اصلا.
اليوم يعاني أبناء شعبنا في إقليم كوردستان، جراء عدم دفع حصة الاقليم، رغم ادعاءات الحكومة في بغداد. ورغم الواقع الحالي من حصار المركز على الإقليم بشتى الطرق، لا يزال الكثير من أبناء سهل نينوى وبالاخص من المناطق التي تتحكم بها الحكومة والحشد والاطراف المرتبطة به، لا يزالون في الإقليم ولم ينتقلوا إلى مدنهم وقراهم. هذا عدا عن ان الكثيرين قد اخذوا طريقهم إلى خارج البلد اصلا. وبالتالي انه حتى الميزان الديموغرافي الذي كنا نتعامل به قبل اجتياح داعش، قد تغيير لصالح طرف اخر. وهذا يعني ان حتى مسألة المحافظة او الإقليم يمكن ان لا نستفيد منها، لاننا صرنا تعدادا اقل مما كنا، ولسنا نحن من نحدد سياسية الإقليم الداخلية وهو الأمر الذي كنا نتوق اليه ،الا اذا فرضنا حق التصويت لكل أبناء الإقليم واينما تواجدوا.
الكل يدركون ان ما اتفق بشأنه في بروكسل قبل فترة، كان السقف الاعلى لمطالبنا، وهو الذي يكاد الجميع يتفقون عليه، السؤال الان، وبعد ان بات واضحا ان الأمور يمكن ان تبقى على ما هي عليه الان لمدة اخرى، هل ستبقى احزاب شعبنا كل يغني على ليلاه لوحده، ام انهم سيدركون ان ارادوا البقاء والاستمرار والاحتفاظ ولو بأوراق للتعامل، من اجل تحقيق بعض الإنجازات، عليهم الالتقاء، خارج اطار التخوينات والتهميشات وادعاءات البطولة الكاذبة التي لم تأتنا باي جديد.
يجب ان نضع امام اعيننا وفي ادراكنا حقيقة اننا نعيش باكثريتنا مع الكورد في إقليم يتسمى الان دستوريا إقليم كوردستان، ولا حاجة للتعويل لبعض ممن يحاول ان يقول امر أخر خارج اطار الدستور وارادة المكون الثالث الحاصل ولو ضمنيا على حق الفيتو على أي تغيير دستوري. ان من يعترض على هذا الأمر ويعتاش ويكسب ويمارس عمله تحت علم إقليم كوردستان وفي ظل موافقته اليومية عليه وممارسته هذه الموافقة عمليا، لهو يريد تسويق اكاذيب ليس الا. ان ممارستنا للسياسة بشكل شفاف ومتلائم مع ما نقوم به فعليا، لا تعني اننا راضون عن كل شئ، فاختلافنا مع تسمية كوردستان قد يكون طبيعيا ومطلبا يمكن ان نثيره في اي وقت، وخصوصا في الاوقات التي يمكن فيها تمرير مثل ذلك ونملك ليس الأسباب العاطفية والتاريخية، لتحقيق ذلك، بل كلما راينا انه باتت لنا اوراق سياسية كافية تسمح لنا بتحقيق ذلك. ان واقع الإقليم واسلوب ادارته وممارسات القوى الكوردية، باعتقادنا لم ترتقي يوما إلى مستوى التعامل الصحيح او الممارسة السياسية السليمة الرامية إلى بناء وتنمية الوطن والمواطن، وهذا الأمر يتحمله بلا شك اكبر الحزبين وهما الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني. فما تحكم بسياسة الحزبين في الغالب كان الخوف المتبادل، وكانت الاولية لدى الطرفين لمعالجة والتحصين من هذا الخوف. ووقعنا كلنا ضحية لهذا المسار الخاطئ. ان نحدد ونضع الاصبع على الاخطاء لا يعني ان نترك ارضنا وان نرحل او ان نستقيل من واجبنا في تحقيق تطلعاتنا ابدا.
اذا ان ادركنا حقيقة اختلافاتنا، و   ضرورتها وامكانية التعامل معها في اطار موحد، حينها يمكننا ان نضع مسارا صحيحا لخطواتنا، ولدينا الثقة بانه في قدرة الطرفين في الاتحاد الأشوري العالمي والمنظمة الاثورية الديمقراطية في تحقيق وحدة الصف بين الأطراف السياسية لشعبنا، وتغيير الواقع الحالي نحو تحقيق طموحاتنا المشروعة. فهل من امل.

63
هل كنا على خطاء يا حكومة اقليم كوردستان؟


تيري بطرس

لا اعتقد ان هناك من يمكنه ان يتهمني بمعاداة الكورد او حتى حكومة اقليم كوردستان، فانا ادرك واعي ضرورة العيش المشترك، وقد وقفت في الكثير مما انشره وهذا هو مجالي العام، مع الكورد والقضية الكوردية، ودافعت عن سياسية الاقليم وحاولت تبرير بعض الممارسات، بحجة ان الاقليم امام استحقاقات كبيرة ولذا فهو بحاجة إلى حشد القوى للدفاع عنه وعن شعبه. كما انني دافعت وبقوة عن الراي القائل بضم مناطق سهل نينوى إلى الاقليم ولمبررات رأيتها صائبة وتحقق مصالح الطرفين، أي الاشوريين والكورد.
في قضية منطقة نهلة والتجاوز على قراها، كان القضاء قد حسم القضية لصالح صاحب الارض المتجاوز عليها وهو اشوري، ولذا تم ازالة التجاوز وبقرار قضائي. ولكن المفاجئة وفي هذه الظروف العصيبة التي تحيط بالاقليم، ان يقوم نفس الشخص وبالرغم من القرار القضائي، بالعودة إلى البناء والتجاوز ورغم انف القضاء والسلطة وحكومة الاقليم، التي باعتقادي عليها ان تقدم استقالتها لانها ان كانت امام فرد واحد ليست قادرة على فرض القانون، فهل ستستطيع ان تدافع عن شعب الاقليم امام مطامح الاخرين.
ان أي دولة او اقليم يحمل جزء كبير من صلاحيات الدولة، ويحترم ذاته ويحاول ان يكون جزء من العالم المتحضر او يسوق نفسه على انه كذلك، فيجب ان تكون من اولياته تحقيق العدالة، وان لم يتمكن من تطبيق العدالة بشكل مطلق على الاقل ان يطبق ما صدر عن محاكمه والا سيكون السؤال مشروعا، عن ضرورة هذه الحكومة او الادارة؟
كيف يمكن لشخص ان يدافع عن وطنه او ارضه او حتى مبادئه، وهو يشعر بانه مهان وانه يستعمل أداة لتحقيق مأرب الاخرين وطموحاتهم الذاتية. ان ما يعانيه الاشوريين في الاقليم من التمييز والاستعلاء وتجاهل حقوقهم وما يشتكون منه  او التجاوز عليها وبشكل صريح وبلا ادنى خوف من عقاب، حالة يمكن تلمس وجود هذه المعاناة بين الكورد ايضا وخصوصا الفئات الفقيرة والهامشية والتي لا تعتبر جزء من منظومات عشائرية او مسنودة. ان هناك تراتبية للظلم والاضطهاد يمكن وصفها ان الكوردي يمكن ان يظلم كورديا اخر لانه غير مسنود، ولكن الكورد جميعا يمكن ان يظلموا الأشوري لانه اصلا، معتبر حالة يمكن للجمع التجاوز عليه وعلى ممتلكاته.
خلال اكثر من خمسة وعشرون سنة من عمر حكومة الإقليم، لم تحاول ان تبني الناس على روح المواطنة وعلى المساواة وعلى احترام القانون. بل يمكن القول انها حتى لم تحاول، تطمين الناس إلى انها بصدد معالجة الانتهاكات والتمايز الحاصل.
اليوم وامام المأزق الذي وقعت فيه الحكومة ووضعت شعب الاقليم فيه، جراء ما حصل بعد الاستفتاء، فهل تريد الحكومة القائمة ان تترك الحبل لغاربه وكل يمارس ما يبتغيه، أي قتل أي امل في إقامة إدارة تدرك وتعي ضرورة الحفاظ على حقوق المواطنين؟
قبل فترة كانت بعض الأطراف الأممية قد اتخذت قرارا باعتبار الحل لمشكلة التجاوز على الاراضي في منطقة نهله، كحل مثالي يمكن ان يتخذ كمعيار لما يجب ان يتحقق في القضايا الأخرى، ولكن ما يحصل الان لا يعتبر فقط استهزاء بالحكومة والقانون، بل رفع رايه ان القوة هي الحاسمة وهي التي تفرض  إرادتها رغم الحكومة والأمم المتحدة. فبقيام هؤلاء الاشخاص بفرض ارادتهم رغم القول الفصل للقضاء، يعني ان حلم الدولة وحتى الإقليم يكادان يطيران، فالإقليم الذي لاي مكنه ان يحقق العدالة في قضية صغيرة، وهي احقاق حقوق مواطنين في ارضهم الموروثة، كيف له ان يدير ميزانيات ويحدد الاوليات والاهم يحقق العدالة.
ان ما حدث في العراق وسوريا وليبيا  وما يحدث في اليمن،  من تحول بلدان غنية او يمكن القول يمكنها الاكتفاء الذاتي إلى بلدان فقيرة وفي اسفل قوائم الدول التي لا يمكنها توفير مستلزمات العيش لابنأها، كان يجب ان يكون رسالة قوية لحكومة الاقليم لكي تقيم دولة القانون والعدالة، لان اهم ما ادى إلى الواقع القائم في هذه الدول هو غياب العدالة والقانون. وعندما تغيب العدالة والقانون، فلا لوم على المواطنين للتعامل مع أي طرف يوعدها بما تفتقده.
من مظاهر الفساد التي شاعت في العراق والإقليم، يكاد المرء يؤمن ان احد اهم شئ مفتقد لدى الفئات الحاكمة هو روح المواطنة. او روح الانتماء إلى هذه البقعة. فالسرقات كانت على المكشوف، ونظرة واحدة على كشوفات من تم تسجيلهم على انهم من ضحايا النظام وانهم عانوا بسبب معارضتهم له او لانهم كانوا في المعارضة المسلحة، تكفي لكشف الكثير من المسروقات التي تم السكوت عنها، لاسكات المعارضين او الطامحين الاخرين للسلطة. وما ذكرته هو غيض من فيض، ما حدث ويحدث من السرقة العلنية والتي تثبت روح عدم الانتماء للوطن وللارض.
يعيش شعبينا الأشوري والكوردي على هذه البقعة، ولا نريد فتح صفحات والام التاريخ، لاننا نؤمن ان الجغرافية قد جمعتنا وعلينا ان نعيش سويا، وان نتقاسم الافراح الاتراح. ولكن ليكون التقاسم عادلا علينا ان نشارك في القرار سوية. فحديثا ومنذ عام 1961 وليس قبله، قام الكورد بثورة ايلول، ورغم عدم استشارة شعبنا في القرار، كان شعبنا مشاركا وداعما، وقد خسر جراء ما حدث المئات من القرى بكل ما فيها من الثروات الحيوانية والممتلكات الأخرى ونزح إلى المدن وهو لا يملك الا ما عليه من ملبس. وعندما حان وقت القطاف عام 1970 ورغم كل امالنا بتحقق المساواة والعدالة، كان الجني فقط للاخوة الكورد، فالاشوريين لم يحصدوا شيئا يذكر. ويتكرر الامر مرة تلوة الاخرى، واخرها كان عام 1991، فرغم المشاركة الأشورية في دعم السلطات القائمة، الا انه تم تهميش هذه المشاركة، وكان القرار يطبخ في المكتبين السياسيين للبارتي واليكتي. وخلال هذه الفترة تم تسجيل الكثير من التجاوزات الفردية وحتى الحكومية على ممتلكات شعبنا، دون ان يتم تحقيق العدالة لهم، فهناك الكثير من أراض شعبنا قامت الحكومة بالاستيلاء عليها وانجاز مشاريع عليها دون ان تقدم ما يستحقه اصحابها. في  سابقة خطيرة وهي ان اصحابها ممن لا حول ولا قوة لديهم. وفي خطوة لتكريس عامل القوة في الحسم بين الناس.
ان العالم ينظر للدول بمنظار كيف تتعامل مع مواطنيها، فالاتحاد السوفياتي وبكل جبروته وقوته واسلحته النووية، انهار لانه لم يحترم مواطنيه. واليوم وانتم ياحكومة الإقليم وانتم تتركون يد القوة الغاشمة، اليد المسنودة عشائريا وحزبيا، بان تقوم بما تريد بدون حساب او مراقبة، فانتم ترسلون عين الرسالة التي ارسلها الاتحاد السوفياتي وصدام والاسد والقذافي للعالم، انه لا يهمكم امر مواطنيكم سواء ان تحققت العدالة لهم ام لا. ولتدركوا ان ما ستنتظركم هو عين النتائج التي تلقاها من ذكرناه.

64
https://www.facebook.com/FaiqAlSheikhAli/
لمَنْ صوَّتَ مجلس النواب؟!
صوّتَ مجلس النواب في جلسة يوم الإثنين 23 تشرين أول (أكتوبر) 2017م على اختيار مجلس مفوضين جديداً لمفوضية الانتخابات.
ليست الغاية من هذا المنشور الحديث عن الصراع والمخاض والخلاف والمعركة التي دارت داخل البرلمان طوال الشهور الماضية بين طرفين، طرف داعٍ إلى المحاصصة الطائفية والعرقية ومتمسك بها، وطرف يدعو ويعمل دون كلل أو ملل إلى القضاء عليها وإنهائها.
ولا الغاية الحديث ضد المفوضين الجدد، أو الإساءة إليهم، أو التشكيك بعملهم.. لأنه ليس هناك أية مواقف شخصية مسبقة معهم، أو خلاف مع أي واحد فيهم.
إنما الغاية هي القول بأن ال 174 نائباً الذين صوتوا، لم يصوتوا لمجلس المفوضين الجديد، إنما صوتوا لرؤسائهم، صوتوا لقادتهم، صوتوا لترسيخ المحاصصة، صوتوا لاقتسام المغانم، صوتوا لتدمير العراق، صوتوا نكايةً بالشعب العراقي!
هناك شيءٌ مهم لم يلتفتوا إليه.. إنهم صوتوا ضد أنفسهم!
كيف؟
هاهي أسماء المصوتين أنشرها لكم لكي تحفظوها، ولكي تتبعوا كل واحد فيهم في الانتخابات القادمة.. فإن استطاع أن يصعد منهم 10 بالمائة فقط إلى الدورة البرلمانية القادمة، فسوف يكون بيننا عتاب وحساب!
لقد عاقَبَ النواب أنفسهم واجتثوها من الذاكرة الخالدة للشعب العراقي، لأنهم صوتوا ضد أنفسهم..
هذا جواب سؤال: لمَنْ صوَّتَ مجلس النواب؟!
https://scontent.ftxl1-1.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/r270/22688590_1676484309093677_2209086154356098064_n.jpg?oh=82a953b00dd9541dec96632953938fab&oe=5A7AEF22
ادناه الرابط لما دونه النائب فائق الشيخ على على صفحته في الفيس بوك مع قزائم باسماء النواب الموقعين
https://www.facebook.com/FaiqAlSheikhAli/photos/pcb.1676484805760294/1676484229093685/?type=3&theater
وادناه ما نشرته صفحة بغداد نيوز نقلا عن النائب
http://baghdadtoday.news/ar/news/20536/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%86%D8%A7%D8%A6%D8%A8-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%A7%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D9%88%D8%B6%D9%8A%D9%86-%D9%88%D9%8A%D8%A4%D9%83%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8-%D9%84%D9%86-%D9%8A%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A8%D9%87%D9%85--%D8%B5%D9%88%D8%AA%D9%88%D8%A7-%D8%B6%D8%AF%D9%87



65
الم يحن الأوان للإصلاح في إقليم كردستان العراق؟




تيري بطرس
قد تكون بعض الانتكاسات ضرورية، لكي نتعلم ونصحح او حتى نبدأ بإعادة البناء، وباعتقادي ان الكثير من الامم استفادت من نكستها، لكي تعيد صياغة واقعها وتدعمه وتمنحه عوامل القوة التي تجعله يتطور ويأخذ حالة مستقبلية فعالة.
ان الهالة التي يتم منحها لكلمة الاستقلال، باعتقادي اكثر مما تستحقه، فالاستقلال، ليس علما ونشيدا وتمثيلا في المحافل الدولية، إن الاستقلال الحقيقي هو الخبز والأمان والصحة والتعليم والمسكن، انه الشعور حقا بان الإنسان مشارك في المسار الإنساني بدور إيجابي. ويعلم الجميع ان هناك الكثير من الدول، اسمها مستقلة، ولها علمها وسفاراتها وممثليها، ولكنها مرهونة لدول اخزي، ومشاركتها هي صدى لمن رهنت نفسها، من اجل إتمام مستلزمات او أبهة الاستقلال الكاذبة.
اذا هذا الوله الكاذب بالاستقلال، ليس الطريق الوحيد لتحقيق التمتع بالحقوق، بل يمكن ان يتم ذلك من خلال الدولة الواحدة، العراق كمثال، ولكن ليس العراق الحالي، بل عراق كل مواطنيه، عراق الفاعل والقادر على بناء محيط يعمه السلام وتتبادل اطرافه المنافع الاقتصادي والثقافية والتواصل الانساني. وليس العراق المرهون لأيديولوجية قومية احادية، بحجة الاكثرية. فالكثير من الدول عندما وجدت عدم قدرتها على مواجهة التحديات التي يفرضها العصر، عملت من اجل توحيد جهودها للدخول الى العصر القادم بقوة وبقدرات اكبر واكثر. وهذا التوحيد، تطلب التنازل عن صلاحيات معينة لصالح هيئة لا وطنية اعلى، كما هو حال اوربا.
كوردستانيا، ورغم التقدير الذي حضت به تجربة إقليم كوردستان، واختراقها الكثير من المحاذير الإقليمية ومشاركتها في التحالف الدولي لمحاربة الارهاب، كطرف فاعل ومؤثر، وما انجزته في مجال التنمية والبنية التحتية، الا ان كل ذلك يمكن ان يذهب في مهب الريح، جراء خطوات خاطئة وغير محسوبة تقترفها القيادة السياسية للاقليم. ولعل تجربة العراق وسوريا والكثير من دول المنطقة والتي تمكنت ان تخطوا خطوات معينة في مجال التنمية الاقتصادية والبنية التحتية، قد تكون خير مثال لما يمكن لمثل هذه التجارب الناجحة ان تؤدي الى خطوات غير محسوبة تغيير الاتجاه الى التدمير الذاتي، جراء حسابات خاطئة، وعدم القدرة على بناء قاعدة واسعة من ابناء الشعب ممن تساهم في القرار.  هذه القاعدة المستندة الى العلم والمعلومات والبنية المؤسساتية.    على المستوى الشعبي تدرك القيادة السياسية ان هناك تساؤل واسع عن مبرر ان تكون عوائل معينة هي التي تمسك بالقرار السياسي والامني والعسكري، ليس في الاقليم فقط بل في الحزبين الكبيرين، اي الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكودرستاني. والتساؤل ليس موجها لقيادات بعينها، فالكل يدرك مكانة ودور كل من الاستاذ مسعود البرزاني والمرحوم جلال الطالباني، ولكن التساؤل المحق يرمي الى صلب المسائل الحقيقية، وهي اين مشاركة الشعب اذا، وهل يخرج الشعب من سلطة وضغط السلطة الصدامية ليدخل تحت سلطة اخرى توجهه لحساب مراميها الخاصة. وان غلفتها بالشعارات القومية. واذا كان هذا هو الشعور العام لدى الجماهير الكوردية، فسندرك حتما عمق الصدمة لدى ابناء المكونات الاخرى ممن همشوا من اي دور في القرار السياسي والامني والاعلامي. لا بل تم التجاوز على الكثير من حقوق هذه المكونات الانسانية في تحقيق العدالة، لرغبة الاطراف المتصارعة في الاقليم للاحتفاظ  بحلفاءها مهما كان الثمن وكان في الغالب هو التستر على تجاوز  هؤلاء الحلفاء بحق المكونات الغير الكوردية وبالاخص الاشوريين.
لقد ناقشنا الكثير من الامور والقضايا الخاصة بالاقليم على مدى سنوات طوال، وحاولنا تسليط الضوء على ما كنا نراه خاطئا، وحاولنا غض النظر عن بعض الامور، لاعتقادنا ان حالة الصراع مع اطراف مختلفة، تتطلب احيانا السكوت لحين تحقيق حالة من الاستقرار، الا انه بات من الضروري الإدراك ان عدم القدرة على بناء حالة وطنية في اقليم كوردستان، بمعنى اشعار الجميع ان الاقليم ومستقبله هو لكل أبناءه وهو ليس ملكا لمجموعة او لحزب او لقومية معينة. وستتولد هذه الحالة، من خلال اعادة النظر في اسلوب التعامل والمشاركة في القرار. وان تكون هذه المشاركة فعالة وحرة وقادرة على الفعل. فأن النتيجة ستكون مأساوية اكثر مما هو الان، وهذا ما لا نتمناه لوطننا.
باعتقادي انه بات من الضروري ان يتم ايلاء قضية الخلاف بين البهدينان والسوران اهمية اكبر من خلال منح كل طرف ما يعزز ايمانه بانه يقوم بدور وليس مستلب لصالح طرف اخر. وهذا الامر يتطلب مؤسسات حرة ممولة من الحكومة ولها قوانين وطنية وليس اقليمية، بمعنى ليس شرطا فرض شروط لصهر الطرفين، بل يمكن لمنح المجال للطرفين للتطور ضمن الحالة الكوردستانية  وخصوصا ان تاثيرات الحالة تنتقل من الجانب الثقافي الى السياسي. وان تطلب الامر اعادة النظر بشكل الاقليم وهيكليته.
 كما انه بات من الضروري مشاركة المواطنين ذوي الكفاءة بتحمل مسؤلياتهم الوطنية، في اتخاذ القرار وتنفيذه، فالمسؤولية الوطنية ليس من شيم او حق اطراف محددة تنحصر بابناء قيادات او ابناء عشائر معينة. اعادة الاعتبار للمواطنة وجعل القانون حقا فوق الجميع ومسنود بقوة تتمكن من تنفيذ ما تقرره المحاكم المستقلة والتي لا تخضع الا للقانون وتفسيراته.
اذا كنا ننادي بان العراق هو لكل ابناءه، وكفى من تحويله الى غاية لتحقيق اهداف ايديولوجيات معينة، اي ان  على العراقيين ان يكفوا عن دعم القضايا التي لا يتفق عليها العراقيين كاهداف وطنية، والتي تاتي من خلال تبيان دور كل المكونات، فانه من الضروري الان ان يدرك الكورد ايضا ان اقليم كوردستان هو لكل ابناءه، واذا كان من حق الكورد التعاطف مع اخوتهم في البلدان الاخرى، فانه ليس من حقهم تحويل الاقليم الى مرتع او موقع للاضرار بالبلدان المجاورة ودعم حركات او احداث تغييرات في بنية هذه الدول، فاقليم كوردستان يجب ان يبني سياسته على امرين، انه جزء من العراق، والعراق ملزم بعدم التدخل في شؤون البلدان الاخرى بما فيها البلدان العربية.  وان العراق فيه مكونات لها تطلعاتها الخاصة وحين تطبيق السياسة العابرة للحدود بحجة دعم هذا او ذاك، سيصبح من حق هذه المكونات، ان تحذو حذو الكورد او العرب، قد لا يكون لديها إمكانياتهم، إلا إن تصرفات العرب او الكورد ممن يتناسون ان البلد لكل أبناءه، تمنح لهذه المكونات شرعية ما يتطلعون إليه.
واذا كان الأستاذ مسعود البرزاني قد اكد على علمانية الدولة وحق مشاركة المكونات في تحديد وتجسيد سياسية البلد، فانه وحزبه وكل الاحزاب الكوردستانية بالتأكيد مطالبة بتحقيق ذلك وبخطوات اكثر في الاقليم، لان معنى دعوتهم انهم يشعرون بمعاناة من يتم تجاهله في تحديد تصور وطنه. ان هذا التجاهل يعني  بالضرورة ا،شكر ربكم لانكم على قيد الحياة، وكأن كل ما يتمتع به وبضمنها الحياة هي منة ممن بيده مقادير الامور والتوجيهات والقوة، اي ان المقادرير والتوجيهات والقوة ليست ملك للوطن وللمواطن، بل لمن يتصرف بها، وهنا هم في الغالب المكونات الاكبر والمتسلطة او الساسيين وابناءهم.
لقد ثبت ان تراكم عوامل القوة المبنية على مصالح الانية، اي شراء اصوات وبنادق وسواعد، بالاموال او بالتغاضي عن تجاوزات بعضهم بحق الاخرين او الاضعف، او بالاعتماد على المقربين، لن تصنع وطنا، بل ان ما يصنع الوطن هو العدالة وحق المشاركة. ولتحقيق ذلك، فالعدالة بحاجة الى قوة تسندها، والمشاركة بحاجة الى مؤسسات يمكن ان تجسد هذه المشاركة. واليات ديمقراطية تحقق المشاركة.

66

شعبنا، ام العراق او كوردستان



تيري بطرس
قد تكون اكثر المواقف تحديا، حينما نضع انفسنا في موقف الاختيار بين موقفين، وننقسم وكل منا يدافع عن من ينحاز اليه. في الموقف من الاستفتاء الذي طرحه الاستاذ مسعود البرزاني، انقسم شعبنا الى طرفين، قسم يؤيد الاستفتاء والاخر يعارضه، وكان اكثر الحلول نجاعة هو وصم كل طرف الطرف الاخر بالخيانة. واعتقد ان المؤيدين للاستفتاء نالوا النصيب الاكبر من هذه التهمة، من قبل المعارضين، والذين يصفون انفسهم بانهم القوميين والنزيهين. ومع ان الطرفين يقرون بحق الاقليم اجراء الاستفتاء، الا ان الخلاف الاساسي تمحور في الجزئيات مثل الموقف في سهل نينوى، او التوقيت،والذي استنسخناه من المواقف الدولية، التي تعتقد بان اجندتها تتطلب التريث في اتخاذ مثل هذه المواقف، وان كانت تقر ايضا بحق الكورد في تقرير مصيرهم.
اعتقد ان ارض بلا شعب لا تعني لي شيئا، فالارض تتعمر وتحيا بالبشر الذين يسكنوها، ومن هنا ارى ان الارض والتغني بها هو محض كلام فارغ لا معنى له. شخصيا وحسب ذاكرتي كتبت الكثير قبل سنوات ولحد الان مقالات متعددة في موقع ايلاف ، لتسليط الضوء على الواقع في كوردستان العراق، فمثلا، السؤال متى ستكون الضربة التالية ، البلاغ الختامي للجنة التحقيق التي لم تحقق ،هل ستقوم دولة فاشلة في كوردستان، قضية نهلة مثالا على التسويف، قوات اشورية وازيدية في اقليم كوردستان، معوقات تقف امام استقلال الكورد، اين المشاركة في زيارة الاستاذ مسعود البرزاني لبغداد، هل يتحقق حلم الكورد بكوردستان الكبرى، وكل هذه المقالات وغيرها  كانت قبل الاستتفاء بزمن طويل، على الاقل اشهر. وكل ذلك في محاولة لوضع الاصبع على موقع الخلل لتصحيح الامور وتحقيق الحقوق، طبعا من وجهة نظري. ولكن في كل هذه المرحلة لم نرى اي تنويه ممن يعارضون الامر حاليا حول ذلك. ان مرد ذلك انهم لا يريدون التفكير بالامور قبل حدوثها وفي الغالب ان ردود افعاليهم تتاتي من مصالح انية وليس من دراسة مستفيضة حول الامر.
اليوم نحن امام واقع معين، لا يمكننا ايقافه او تغييره بقوانا الذاتية، بمعنى ان قرار القيادة السياسية التي اقرت يوم 25 ايلول كموعد للاستفتاء، قد تم اتخاذه، ولم تكن لدينا تلك القوة السياسية التي تمكننا من تغييره او الغاءه، لانه مثلا لا يحقق مصالحنا، والانكى ان ممثلي شعبنا في البرلمان بكتلتيه الكبيرتين قد وافقوا على الاستفتاء، وهذا يظهر مدى استعداد قوانا السياسية لمثل هذا الموقف. رغم ان قوانا السياسية كانت قد وعدت بتقديم رؤيتها ومطالبها الموحدة. هنا لا يمكنني الا ان اشبه مواقف بعض احزابنا السياسية، بمواقف الدول العربية حيال الصراع العربي الاسرائيلي، فهذه الدول تقف عاجزة عن الاتيان باي شئ، باي انجاز او تغيير او تطوير للسياسات القائمة، وبدلا من ذلك تصروتحاول ايقاف الطرف الاخر من ان ينظر الى مصالحه وموائمتها  مع ما تتطلبه التغييرات الدولية من التطورات اللازمة لتحقيق هذه المصالح.
لا اعتقد بما يروجه البعض من ان السيد مسعود البرزاني قد خطى خطوة الاستفتاء، لانقاذ رئاسته الفاقدة للشرعية، لا اعتقد ان الحكومات المسؤولة يمكن ان تفكر بهذه الصورة، بل لا بد ان تكون قد تمت دراسة الموقف الدولي واتجهات الراي العام، والاهم المصالح التي ستتحقق، من جراء ذلك، فالاقليم ليس مزرعة خاصة لقيادته، واعتقد او انه من المفترض ان قيادة الاقليم والتي باتت تضم اشخاص مؤهلين لادارة الدولة،  فلا بد من ان هؤلاء الاشخاص يضعون مصلحة الاقليم كاولية. وهذا لا يعني عدم وجود اختراقات وتحالفات سياسية نحن لا نرضى عنها.
الكل في عالم السياسة يبحث عن المصالح، على مستوى الافراد والاقاليم والدول والتكتلات ايضا. ونحن هنا يجب ان لانظل في وادي الرقص على ايقاع انغام الماضي، من يريد ان يعيد الماضي عليه ان يقرر العودة والاستقرار والبناء وترسيخ الوجود، فالسياسية والجغرافية لا تقبلان الفراغ، وان فرغت منطقة من اهلها فان الاخرين سيستوطنونها حتما اجلا ام عاجلا. والسياسية ان لم تكن فعالة ومؤثرة فان سياسية اخرى ستحل محلها. اليوم قبل ان نخطوا خطواتنا الفعلية في عالم السياسية، يجب ان نقر بوزننا الديموغرافي وتاثيره في الواقع السياسي، وان نقر بحقيقة قوة وقدرة الوزن المهجري وقدرته على دعم الوزن في الوطن. ومن ثم نطرح الشعارات اونعلن الحروب التي سنكون نحن الخاسرين الوحيدين فيها مع الاسف. ان اصعب حرب يخوضها الانسان هي الحرب مع الذات، حرب معرفة القدرات وتحديدها، حرب صنع السلام، لانها الحرب التي تتطلب الاقرار بالواقع كما هو. ومن ثم الانطلاق نحو المستقبل.
اذا اين مصالحنا في ما يحدث ؟ ونحن ندرك ان موافقتنا او اعتراضنا، لما اتيا بنتيجة ، بشأن اقرار الاستفتاء. علما انه مسجل علينا الموافقة على اجراءه، من خلال ممثلينا في برلمان الاقليم ومن الكتلتين (الرافدين، والمجلس الشعبي). باعتقادي هذا هو السؤال المهم الان، وليس امر اخر. ان دورنا قد يكون مكملا في الزفة المعترضة لقرار اعلان الاستقلال بعد ان تم اجراء الاستفتاء, ولكنه بالتاكيد لن يكون محسوبا.فللدول الاخرى بدائل مختلفة حتى وان خسرت بديل ما فان امامها اخرى. ان واقعنا السياسي المعروف للجميع، والذ تم امتحاننا به في الرسالة المعبرة في القوش وتلكيف وبالية ديمقراطية، كان يجب ان يؤخذ كدرس، لكيفية العمل، ولكن الظاهر ان لا رغبة لبعض الاطراف لتقييم النتائج المتأتية من مواقفهم الغير المفهومة.
اذا بقي العراق متحدا، او لا، اذا تأسست دولة كوردستان ام لا، فالواجب يدعونا الى عدم الهاء الناس بامور قد لا يمكن تغييرها او مطالب لا يمكن تحقيقها، مثل مطلب المثير للعجب باستثناء سهل نينوى من الاستفتاء لان هذا المطلب اساسا يتعارض مع حقوق ابناءه. لان من يقرر هو ابناء سهل نينوى، والامر الاخر كان من المفترض ان يكون التوجه نحو اقناع السكان بالتصويت ل لا او بعدم التصويت اصلا، اذا كانت هذه الاطراف ترى في سهل نينوى مستقبلها فقط.
نحن وبكل بساطة طرحنا الحل الامثل لشعبنا وهو ان يكون سهل نينوى مع بقية ابناء شعبنا في الاقليم ضمن وحدة واحدة. وان تقسيم شعبنا الى اطراف واجزاء، بحجة تحقيق طموحات ناقصة ومرفوضة من الاكثريات في الجنوب، حيث رفض البرلمان العراقي التوصية المبدئية بانشاء محافظة في سهل نينوى.  هوعمل لا يعبر عن القدرة على تحمل المسؤولية القومية ابدا. بل ان المعارضين توجههم عوامل اخرى غير مصالح شعبهم ومستقبله.  الكل بات يدرك ان في سهل نينوى مكونات مثل الازيدية والشبك بالاظافة الى ابناء شعبنا والبعض من الكورد المسلمين والعرب.وكل النتائج تقول بان سهل نينوى وبهذا التوزيع السكاني لا يمكن فصله عن عملية الصراع الدائرة بين اربيل وبغداد. فلا اعلم لماذا هذا الشعار ((الانساني)) استبعاد سهل نينوى من الصراع السياسي؟ هل نحن من نقرر ام السكان؟ واذا قرر شعبنا لصالح الاستبعاد، فهل توافق المكونات الاخرى؟ انها اسئلة لا تطرح ولا تناقش، لكي لا تصطدم الجوقة المهجرية بالحقائق الموجودة على الارض، وخصوصا ان البعض لا يزال محتفظا بالمنشورات التي قالت ان لنا في سهل نينوى ثلثمائة الف صوت انتخابي. اما ما يبرع البعض في طرحة وهو ابعاد سهل نينوى من ان يكون ساحة حرب، فان ساحة الحرب ستكون ممتدة من سنجار الى الزرباطية في الكوت، هذا اذا اندلعت الحرب لا سمح الله. كما ان مثل هذا الطرح يستبعد خيارات المكونات الاخرى التي تفرض نفسها على الواقع السياسي.
لا يمكن القول ان مشاركتنا في الاقليم كانت حسب طموحنا وحسب كوننا مكون، ولكن ان كان ذلك صحيحا بالنسبة للاقليم فان هذه المشاركة في بغداد كانت اسواء بكثير، وما تعرض ويتعرض له شعبنا في الجنوب والوسط والموصل وفي سهل نينوى بعد اجتياحها من داعش، كان اسواء بكثير جدا، ليست هذه دعوة للخيار بين الاسوائين، بل ان الاقليم باعتقادي يمكن ان يتطور بخطوات افضل نحو الاقرار بحقوقنا ان تمكنا من ادارة ملفاتنا بالصورة الصحيحة. وخصوصا ان ابناء شعبنا في الجنوب ومنها بغداد صار قليل العدد واغلبه انتقل الى مناطق سكناه الاصلية في اقليم كوردستان. ان الهدف هو ان نولي الاولية لحقوقنا ومستقبلنا، وليس للوقوف امام طموحات الاخرين. وخصوصا اننا لسنا المؤهلين لنرث الاخرين، بل الاخرين يستولون رويدا رويدا على ما نملك لدفعنا للرحيل ووراثتنا.

67
المنبر الحر / احزابنا الى اين؟
« في: 15:03 17/09/2017  »
احزابنا الى اين؟


كتبت الدكتورة منى ياقو ((حتى وأن تم الإعلان رسميا عن تأجيل الاستفتاء ، الا أن هذه التجربة كانت بالنسبة لشعبنا ، درسا ، أفرز العديد من المعطيات ، التي يجب عدم الاستهانة بها ، و اعادة النظر في سلبياتها بجدية .
#اكثر ما ينقصنا التنظيم
#اكثر ما يضرنا غياب الشرعية
#اكثر ما يحبطني التباعد اللاطبيعي بين الآراء))

لنأتي الى ما تتفق عليه احزابنا كلها، كل احزابنا تتفق على انه من حق الكورد تقرير مصيرهم، استنادا الى ما ورد في المواثيق الدولية. وكل احزابنا وانا منهم كشخص، ندرك ان هذا الحق لا يمكن تحقيقه بالنسبة لنا لاننا نعيش في جزر منعزلة ولكننا نقول به، لاننا شعب. من يعارض الاستفتاء يعارضه ليس لا سباب مبدئية، لان المبدء واحد،وهو ان من حق الكورد تقرير مصيرهم . بل ان المعارضة هي نوع من الاضافة او بالحقيقة التمنى النجاح للاستفتاء بتوفر عوامل اخرى مثل تفعيل البرلمان، والتوافق السياسي او الوقت المناسب. وهناك اطراف لا تناقش مسألة تفعيل البرلمان، الا انه، اي تفعيل البرلمان، من الناحية القانونية امر صحيح. واليوم البرلمان قد فعل وبدليل حضور 77 عضو لجلسة التفعيل، وغياب كوران مثلا لا يسلب شرعية البرلمان، الذي بقى منذ قيامه ولحد يوم تفعيله، خاضعا للمكاتب السياسية للاحزاب المشتركة، بمعنى ان توافقت المكاتب السياسية فالبرلمان يسير بحسب التوافقات وان احتد الصراع بين الاحزاب، نرى البرلما متفككا وبلا فعالية. اي انه بالحقيقة واجهة للاحزاب. ولم يتحول الى برلمان يناقش تفاصيل العملية السياسية والتشريعية. السؤال هل سيؤيد من عارض الاستفتاء على اساس ان الدعوة لم تخرج من البرلمان؟
الخلاف الاكثر اهمية بنظري هو الموقف من سهل نينوى، ومصيره وشموله بالاستفتاء ام لا. هنا وبالرغم من ان من يدعوا الى عدم شمول سهل نينوى باستفتاء، له بعض المشروعية القانونية العراقية، من حيث ان هذه المنطقة وكل المناطق المتنازع عليها مثل كركوك وسنجار ونزولا الى زرباطية، ليست جزء من سلطة الرسمية لاقليم كوردستان، فهل المعارضين يريدون ان يحصنوا الاستفتاء لكي لا يقع في خطاء قانوني ام ان لهم غايات اخرى، لا نعلم، علمان ان نجاح الاستفتاء وتطبيق نتائحه، يعني الغاء اي سلطة للقانون العرقي علي كل المناطق التي جرى فيها. وبما ان السياسة في غاياتها تحقيق مصالح الشعب، يا ترى هل حسبنا نحن مصالحنا كشعب كلداني سرياني اشوري في هذه العملية؟. باعتقادي ان هناك غموض تام حول المصالح. ولنأتي الى قضية كركوك مثلا، ما الذي يضير شعبنا في عملية ضم كركوك الى اقليم كوردستان. لا احد يمكنه باعتقادي الاجابة على هذا السؤال، الا،من يدافع عن عراقيته بغض النظر عن اي شئ اخر. ولكن المطروح انه بعد الاستفتاء لن يبقى هناك عراق الماضي، سيكون عراق اخر، عراق بلا اكثر من نصف شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. لانهم بحكم تواجدهم على ارضهم التاريخية والتي تقع في قلب اقليم كوردستان، سيكونون جزء من العملية، اذا حدثت. في قضية كركوك الا يستفاد ابناء شعبنا في الاقليم من ثروات كروكوك ولنقل استفادة غير مباشرة. مسألة الحرب والقول بانه يتم وضع شعبنا بين فكي كماشة، لماذا يكون التوجه نحو لوم الاقليم، وليس المركز، ولماذا لا نطالب المركز، بالانصياع لارادة سكان اقليم نينوى في خياراتهم. وعدم الانجرار الى الحرب في حسم الخلافات العسكرية، علما ان نقاط الحدود ان تم الانفصال ستكون بطول اكثر من الف كيلومتر لا يتجاز حدود سهل نينوى منها العشرون او لنقل خمسون كيلومتر.  ما راينا في محاولات تشييع سهل نينوى من خلال محاولات تاسيس اكاديمية دينية شيعية او مدارس تسمى باسماء لا علاقة لها باهل سهل نينوى؟ اليس هذا سبيل من سبل فرض الارادة، والا يضع الامر والمخططات المستشفة منه سهل نينوى بين طرفي كماشة الشيعة والسنة؟ اما ان احزابنا المعارضة لضم سهل نينوى للاقليم، لم تدرس المسألة بروية وبروح العمل من اجل مصالح شعبنا، بمعنى انها اخذتها روح الوطنية العراقية والدفاع عنها ولو في منطقة صغيرة في حين ان اغلبهم لو حدث الاستفتاء ونجح وطبق سيكونون جزء من الاقليم، وهنا نرى بان هناك دفاع عن حالة نحن او اغلبنا لن نكون جزء منها. او ان هناك ان في المسألة. هذا ناحيك عن دراسة توجهات السكان والتوقعات بشأنها، هل اخذت احزابنا المعارضة الامر بجدية ام انها تطرح ما توده وان لم يكن له علاقة بالواقع؟
والان لنعيد طرح اسئلة الدكتورة منى
اكثر ما ينقصنا التنظيم،
 ساؤيد الدكتورة منى في قولها، ولكنني اقول الارادة لتنظيم شؤوننا، فحينما نؤمن بان مصلحة شعبنا تتطلب وحدة قرارنا في امر ما، وحينما نؤمن ان هذه الوحدة لا يمكن ان تتحقق دون تقديم تنازلات متبادلة وواقعية، فحينها باعتقادي سيكون امر تنظيم شؤوننا اكثر يسرا. المشكلة ان ابناء شعبنا في غالبيتهم يستنكرون قضية المصالح ويعتبرونها امرا معيبا ومستهجنا، ولذا يبقون اسرى الشعارات المرفوعة والتي قد يرفعها المتخاصمون جميعا، ولكن لو ادركنا ان كل فرد، وكل حزب له مصالحه الخاصة، (افكار، ترجمة التواجد في الحضور في المحافل السياسية والتشريعية والتنفيذية، الاعلام، الدعم الحكومي) ومن مصالح الافراد والاحزاب والمؤسسات تتشكل الصورة الحقيقية لمصالح شعبنا خارج اطار الشعارات. حينما تطرح المصالح ويتم التوافق عليها، حينها سنجد الجميع متوافقين وسيعملون بنظام وسيتبنون طريقة معقولة لاتخاذ القرار.

اكثر ما يضرنا غياب الشرعية
انطلاقا من الفقرة اعلاه، وحينما تنجلي مسألة المصالح، وتتوافق الاطراف المختلفة عليها، حينها فان تنظيم العمل وتوزيعه سيمنحه الشرعية او يمكن بناء هياكل ادارية وتنظيمية لمنح الشرعية القومية لقرار الاحزاب. واعتقد انه لو كان قد اتخذ بما كررناه لتطوير تجمع احزاب ومؤسسات شعبنا، لكانت الشرعية قد توافرت وليس ذلك فقط، بل توافرت الاوليات وخلفيات كل ما يجب اتخاذ القرار فيه، وتوجيه الشعب بوضوح نحو دعم قرارهم. الا اننا لم نجد الارادة الحقيقية لتبنى الطرق السليمة لمنح تجمع احزاب شعبنا سمة الرسمية والتمثيل الحقيقي لشعبنا امام القوى الاخرى. بسبب الخوف من المصالح التي قد يخسرها طرف ما.
اكثر ما يحبطني التباعد اللاطبيعي بين الآراء
في ظل غياب المصارحة لن يفيد اي تنظيم وستنهار اي شرعية، وسنظل ندور في فلك الشعارات القومية والدفاع عنها والتي يرفع نفسها الجميع. من الواضح ان الواقع الديموغرافي لشعبنا فرض على بعض الاطراف اتخاذ الموقف المؤيد للاستفتاء، وبطبيعة الحال الميول والعلاقات السياسية تلعب ايضا دورا لدى الجميع في مثل هذه الحالة. الا ان الاطراف التي تشبثت بعدم تأيدها بسبب عدم ملائمة الوقت او عدم تفعيل البرلمان، باعتقادي لم تقدم اي طرح جدي انه طرح مكرر  من الاحزاب المعارضة الكوردية مثل كوران، فاذا كان مثلا مسموحا لابناء النهرين طرح حجج كوران في معارضة الاستفتاء فلماذا لا يكون لبيت نهرين نفس الحق في طرح حجج البارتي؟ هل طرح حجج كوران يدل على استقلالية وطرح حجج البارتي يدل على العمالة، وعلى اي اسس تقاس الامور ومن يحدد العميل من الوطني القومي الشريف.
اذا نحن ان حققنا المصارحة وحددنا ان لكل منا مصالحه الحزبية ومن خلال ذلك تمكنا من تفعيل تنظيماتنا التي تمنح الشرعية لقرارنا، حينها يمكننا بحث كل القضايا من خلال المحدد من مصالح شعبنا، كم يتوافق هذا الامر مع مصالح شعبنا وكم يتعارض معه، واي قرار سيكون اكثر ملائمة لتحقيق هذه المصالح. حينها ستجد احزابنا انفسها قريبة لبعضها البعض اكثر بكثير مما هي الان. ان المصارحة تعني ان نكون صريحين ايضا مع شعبنا، فكفى ترك الامور لمن لا يفكر بغد شعبنا وبضرورة ان يعيش بسلام مع جيرانه، انهم جيرانه ولا يمكنه التخلص منهم، ولذا فعليه ان اراد الاحتفاظ بوجوده التاريخي على ارضه التاريخية ان يتعايش مع هولاء الجيران، ويبنى معهم مستقبلا افضل.
مرة اخرى اود التاكيد، سرني واسعدني الجراءة التي باتت تتحلى بها طروحات معظم احزابنا السياسية، هذا الجراءة التي بدأها ابناء النهرين، واستلمتها بقية التنظيمات، وها هي كل احزابنا تقريبا شبه متفقة على اغلب المطالب، ولكنها بحاجة لخلق او اعادة بعث في ادوات منح الشرعية لقرارها، ليس في امر الاستفتاء ولكن في كل الامور.
لا زلت اعتقد ان الاستفتاء يمكن ان يتأجل، ولكن لتحقيق ذلك على بغداد ان تقدم تنازلات حقيقية، مثل تحقيق الشراكة في اتخاذ القرار  وانشاء المجلس الاتحادي (الذي على احزابنا ان تفكر به من الان وتضع تصورها له) والمناطق المتنازع عليها ، والتي ان انضمت الى الاقليم فانها ستكون في هذه الحالة جزء من العراق، ومسأل تنظيم الموارد والمصروفات. وعدم كسب الموالين من خلال اموال الدولة، مثل توزيع اراضي الدولة، او منح رواتب تقاعدية لمن لا يستحقها، باسم الشهداء او النضال. واعادة بناء جهاز رقابي يراقب كل العقود التي توقعها الدولة، وجهاز رقابي على الميزانية.

68
عندما عرف السبب، بطل العجب، ولكن رغم ذلك من حقنا ان نتعجب!!!




تيري بطرس


في الممارسة الساسية، وفي الضروف المفصلية، يمكن ان تطالب او ان ترفع من سقف مطالبك، لتحقيق المطالب المشتركة او المرفوعة من قبل اخرين، اذا ادركت ان مشاركتك ضرورية لهذا الطرف. هذا لا غبار عليه، لا بل يمكن القول ان كل قوانا الساسية، سواء باجتهاد ذاتي او بالاستقواء احدها بالاخرى، ظهرت مطالبها متوازنة ومتقدمة وتخدم شعبنا ووجوده على ارضه التاريخية. ولكن معارضة بعض الاطراف للاستفتاء في مناطق معينة كان عقبة او عصيا فهمه لانني شخصيا لم اجد فيه اي مصلحة لشعبنا، بل طرح لا معنى. ولكن اخيرا والحمد لله انبرى السيد كنا لتوضيح ذلك، على الاقل من منطلقات كتلته النيابية وقد صرح السيد يونادم كنا، لوكالة المعلومة ((  إن كتلته “ترفض ما أعلنته مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان بشأن شمول مناطق سهل نينوى بإجراء استفتاء استقلال كردستان”.وأضاف كنا أن “الرفض يأتي لسببين اولهما عدم شمول المنطقة بالحدود الدستورية للإقليم، والآخر الوضع الكارثي للمنطقة وعدم وجود سكان فيها اصلا”. انتهى/25م))
وبموازات ذلك اشتعلت حرب اعلامية بين اعلام الحزب الوطني الاشوري (اترانايا) والسيد عماد يوخنا عضو البرلمان العراقي واحد مقرريه عن كتلة او قائمة الرافدين. وقد اتهم السيد يوخنا الاتراناي بالكذب وان ممثلتهم في مجلس محافظة كركوك قد وقعت على ضم كركوك الى الاستفتاء.
في خضم كل هذه المعارك معركة عدم اشراك سهل نينوى في الاستفتاء وضم كركوك، هناك نوع التناسي او التجاهل او لو تجازنا قليلا لقلنا الضحك على الذقون.فالجميع وكل من ايد مسودة دستور اقليم كوردستان والتي كان من المفترض ان تعرض للتصويت، قد اقر بالمادة الثانية من هذه المسودة والتي تقول ((المادة: 2
أولاً: تتكون كوردستان - العراق من محافظة دهوك بحدودها الإدارية الحالية ومحافظات كركوك والسليمانية وأربيل وأقضية عقرة والشيخان وسنجار وتلعفر وتلكيف وقرقوش ونواحي زمار وبعشيقة وأسكي كلك من محافظة نينوى وقضائي خانقين ومندلي من محافظة ديالى وقضاء بدرة وناحية جصان من محافظة واسط بحدودها الإدارية قبل عام 1968.
ثانياً: تعتمد المادة (140) من الدستور الاتحادي لرسم الحدود الادارية لاقليم كوردستان.
ثالثاً: يتمتع أبناء المناطق المـقتطعة من كوردســتان حال إعادتها اليها بحكم المادة (140) من الدستور الاتحادي بالمساواة في الحقوق والواجبات والضمانات المنصوص عليها لابناء شعب كوردستان في هذا الدستور))

واعتقد ان المادة صريحة بانها تعلن ضم كركوك، واقضية عقرة والشيخان وسنجار وتلعفر وتلكيف وقرقوش والخ والمهم بالنسبة لنا تكليف وقرقوش والشيخان . فاذا كانت كتلة رافدين، لا تريد ضم سهل نينوى او اجراء استفتاء في سهل نينوى، اذا لماذا وافقت على مسودة الدستور وهي واضحة كل الوضوح؟ علما اننا لم نسمع ان هذه الكتلة قد اعترضت على اي شئ في برلمان الاقليم، الاهما مرة واحدة او مرتان واحداها حينما عارضت توزير السيد نمرود بيتو يوخنا. اذا مرة ان الحرب الاعلامية التي اعلنها السيد عماد يوخنا على ممثلة الحزب الوطني الاشوري لم يكن لها اي داعي او مبرر، كذلك هي  توضيحات السيد كنا لا تتوافق مع موافقتهم على مسودة الدستور اقليم كوردستان، او حتى لا تحقق المزايدة المطلوبة لانهم واعضاء كتلتهم موافقين على كل شئ وما الاعتراضات الحالية الا من قبيل المزايدات والرغبة في مواقع حزبية متقدمة على الاخرين لدى القيادة السياسية للاقليم.
لنفترض، ان ما حدث من قبل السيدان كنا ويوخنا، كان نتيجة، لعدم التنظيم وترتيب الاوراق وعدم المشاورة، ولكن بالتاكيد هناك اشخاص يعلمون بذلك، وكان من المفترض ان يخرجوا ولو بتصريح مثلا ان كلام السيد كنا ومنشورات السيد يوخنا اخرجا من سياقهما. اي خطوة للوراء، ولكننا لم نرى اي اثر لذلك، وهذا دليل انهم لم يكونوا يعلمون على ماذا وافقوا سابقا. والمتفحص لتصريحات السيد كنا والتي يقول ان سهل نينوى خالي من سكانه، فهل يعني انه لو كان السكان فيه، لوافق على اجراء الاستفتاء؟ ! 
مرارا شددنا على ضرورة وجود سكرتارية لاي عمل وحدوي اوتنظيم اوتجمع احزاب شعبنا، وقلنا ان من مهامها دراسة القوانين المقدمة ووضع دراسة خاصة حولها ومدى موافقتها معارضتها لمصالح شعبنا ومن ثم اتخاذ الموقف منها على ذلك الاساس. ولكن ما يحز في النفس، يظهر ان اكبر احزابنا السياسية ايضا لا تمتلك سكرتارية تصيغ تصريحات المسؤولين او تعيد تعديلها او تخففها نتيجة لمعلومات، قد يكون المصرح لم يعلم بها او تناساها.واذا كانت لا تمتلك مثل هذه السكرتارية فانه من المؤكد لا تمتلك سكرتارية تتابع ما يحدث في العراق.
الا يوقع مثل هذه التناقضات سياسيينا في المطبات والوقوع تحت رحمة تقديم التنازلات الغير المبررة، نتيجة للمواقف المتنافضة والغير المبررة. وفي العودة الى كركوك، ماهي مصالح شعبنا في كركوك التي ستتاثر نتيجة انضمامها الى كوردستان، وماذا سنخسر؟ ولماذا يتم جعل موقف يتسق مع كل المواقف السابقة وخصوصا الموقف مع مسودة الدستور والمشاركة في الحكومة والبرلمان الذي يقول كل يوم بان كركوك جزء من كوردستان، على انه مساومة وتنازل في حين ان كان هناك تنازل فهو مقدم منذ امد بعيد ودون ان يلتفت اليه احد، وخصوصا عناترة واسود مواقع التواصل الاجتماعي. والكل يدرك ويعي اهمنية كركوك بالنسبة لكوردستان العراق، فهي كما وصفها جلال الطالباني قدس كوردستان. وحتى اذا لم نكن نريد ان نجاري الكورد في مشاعرهم هذه، ما الذي سنجنيه ببقاءها مع بغداد؟

69
ماذا لو حدث الاستفتاء غدا؟



تيري بطرس
طرحت اسئلة على صفحة  الفيس بوك، وكان حوارا مع بعض اصدقاء الفيس بوك حول هذه الاسئلة. الحقيقة التي استقيتها، اننا لا نريد الاجابة على اي سؤال مصيري. لكي لا نتزحزح من مواقفنا. اننا لا نبحث عن مصالح شعبنا، بقدر بحثنا عن ما يعزز صلابتنا وتمسكنا بمواقفنا، مهما كانت تلك المواقف، اننا باعتقادي لم نخرج من مرحلة العشائرية الفكرية على الاقل. صفحتي على الفيس بوك مفتوحة، وسبب جعلي ايها مفتوحة انني اردتها صفحة لادارة الحوار والنقاش في الامور التي تهمني. وخلال اليومين الماضيين حدث هذا الحوار مع بعض السادة المحترمون وهي معروضة لمن يريد الاطلاع عليها. وارجو المعذرة منهم لانني اردت نشرها لكي نزيد من قيمة الحوار ومداه، لعلنا نفتح افقا جديدة في ما نريده. انا لم استعمل كلمات نابية ولا اتهامات ولكن اطرح اسئلة مشروعة، فليقل جميعكم رايه او رده على هذه الاسئلة في اطار الاحترام وكفى اتهامات بعضنا لبعض دون ان نتقدم ولو انملة الى الامام، ولاننا بامس الحاجة لكي نعرف ونعلم. ادخلت تغييرات طفيفة على الحوار وخصوصا حواري من خلال تعديلي بعض الاخطاء ولقب السيدة المشاركة، لعلها لا تريد ان تكشف كامل هويتها. ان  الحوار الهادئ والمبني على المعلوماتية وياريت من يمتلك احصاءات صحيحة سيكون طريقنا الى الكشف عن الافض لنا، ولان السكان هم من سيقررون، اي اعدادهم، اما ميولهم فيمكن الاستنتاج او الحوار بشأنه.


تيري بطرس
Teery Kanno Botros

اذا الجميع متفقين على حق الاستفتاء، فماذا يعني استبعاد سهل نينوى منه لنا، ان من يرفع شعار استبعاد سهل نينوى لم يبينوا ماهي فوائد استبعاده من الاستفتاء، انه بالنسبة لي شعار من شعارات التي لا معنى لها
Yako Ballo ان اتفق على مسألة شيء،وان لا يكون لي رأي في المسألة لانها قائمة رغم انفي شيء اخر. ليس هناك احدا متفق على الاستفتاء سوى خدم مسعود البرزاني،اما الاخرون،فلا حول لهم ولا قوة.لا تحاول ان تخلط الاوراق من فضلك.
Teery Kanno Botros عزيزي ياقو ليس هناك من خلط الاوراق، الجميع يقول بحق الكورد في الاستفتاء لانه حق اممي، أي ليس هناك من معترض، ولكن الاعتراض من البعض يأتي بصفة خجولة، مثل موافقة البرلمان. او بطلب الموافقة على ضمانات لحقوق شعبنا وهو طلب مشروع سياسيا وقانونيا. ولذن يتضمن الموافقة على الاستفتاء ولكن بشروط، وهذه الشروط موافق على اغلبها من قبل كل احزابنا السياسية. اذا الموافقة موجودة. وبالتالي ان شعبنا في إقليم كوردستان سيكون في اطار ما ينتج عن الاستفتاء. وهو الغالبية من حيث الأراضي والسكان. ماذا سنجني كاشوريين من استبعاد سهل نينوى من الاستفتاء. وموازين سهل نينوى باتت معروفة ، اعني ميزان السكان واتجاهاتهم، هل يمكن ان تنورونا مثلا ماذا سنجني كشعب.
Yako Ballo تقول:الاستفتاء حق اممي.لا اناقش في هذا،ولكن:اليس هذا الحق الاممي هو نفسه الذي قال بعدم خضوع قضائي الحمدانية وتلكيف من كل التزامات المناطق المتنازع عليها وخضوعها لمحافظة نينوى؟ترى لماذا اصرار مسعود البرزاني على شمولهما بالاستفتاء؟مؤكد ليس من منطق العقل ان اقول لمن يسمون انفسهم بالاكراد احملوا حقائبكم وارحلوا فهذه ارضي وارض اجدادي،ولكن نفس المنطق يقول:ليس للاكراد اكراهي على القبول بما يخل وابسط حقوق المواطنة،ولكي يكون هناك قاسم مشترك بيني وبينهم على هذه الارض،اذا لا بد من اتفاقات تضمن حقوقي،وهذه الاتفاقيات هي ما سوف يضمن حقوقي مستقبلا.ما نجنيه من رفض الاستفتاء في سهل نينوى يعني انه ليس للاكراد اي موطأ قدم في المنطقة اولا،واثبات وجودنا كشعب له حق تقرير مصيره بحسب المواثيق الدولية الملزمة بحماية الاقليات الدينية والعرقية.مؤكد الاكراد وازلامهم ممن باعوا شرفهم مقابل حفنة قذرة من المصالح لا يقنعهم هذا الكلام لانه يخل بمصالحهم كما تعرف انت واعرف انا.اليس القبول بالاستفتاء معناه القبول بالوصاية الكردية على المنطقة التي اقرت لجان الامم المتحدة منذ سنوات طويلة بأنها ليس ضمن المناطق المتنازع عليها؟
Faeza اخي تيري ياريت تبقى هذه المناطق مع المركز ونخلص من المشكله
الكل يعرف بان الكورد كانو واعتقد لازالو القوميه عندهم اكبر واغلى من الدين فان كان سكان سهل نينوى ليسو كورد ولايريدون ان يكونو ضمن الاقليم فليبقو بعيدا
Teery Kanno Botros
Yako Ballo من المؤكد ان من يقول بضم سهل نينوى الى إقليم كوردستان، سيقول ان من باع نفسه للنجيفي او للحشد الشعبي يرفض وحدة شعبنا تحت ظل منظومة قانونية موحدة، مما يساعد على تخلخل مركزنا في الطرفين، هذا يمكن ان يقال ردا عليكم، ولكننا لا نريد ان ندخل هذه المعمة من الاتهمات المتبادلة والتي لن تقدم او تؤخر في تطور قضيتنا وحقوقنا. ان قولك انه لن يكون للكورد موطئ قدم في سهل نينوى الجنوبي، مشكوك فيه، وهو ليس انجاز قومي لانه سيكون للاخرين موطي قدم، مرة أخرى يرجي الاطلاع على توزيع القوى القومية والدينية والسياسية في المنطقة. اما من ناحية حق تقرير مصير شعبنا، فاعتقد ان المنطق وحسب كل المعطيات واذا اخرجنا الازيدية منها سيبقى فيها أبناء شعبنا والشبك وبعض العرب والكورد، ولو افترضنا اننا صوتنا لتقرير مصيرنا في المنطقة فان الشبك في احسن الأحوال سيطالبون بان ينظموا الى الشيعة او السنة. الا اذا كانت هناك ضمانات اكيدة بانهم يطلبون تقرير المصير. ولكن ما هو معروف ان الشبك يميلون مع القوي في الكثير من الأحيان فهم في الغالب كورد واحيانا عرب. من هذه القراءة أرى باننا لانعرف مصالحنا بصورة حقيقية او ان بعض الموازين غائبة عني او عنكم. يجب ان نقيس خطواتنا على أساس الإمكانيات الحالية والتطلعات المستقبلية. لنضع كل الأمور على الطاولة ومن ثم نحدد، دون طرح أمور مثالية او مبنية على اقوال يفهم منها انها ستحدث في المستقبل دون أي معطيات حقيقية. تحياتي
Teery Kanno Botros
Faeza  عزيزتي فائزة ياريت سار الأمور بياريت، ولكن الأمور دائما تسير بالدراسة وبطرح البدائل
Yako Ballo لابدأ اولا بالسيدة Faeza وبعد ذلك ارجع اليك اخ تيري.تقولين:"الكل يعرف بان الكورد كانو واعتقد لازالو القوميه عندهم اكبر واغلى من الدين".وانا اسألك:اليس الاسلام هو من صنع ما صار يسمى بالاكراد؟دليني من فضلك على اثر مادي واحد على الارض التي يسكنها من تسمينهم بالاكراد عمره اربعة قرون،وانا ادلك على الاقل على مئة اثر مادي تقول ان هذه الارض اشورية.ثم تقولين في تعليق اخر:"ستندمون الكورد يقبلون الاخر".اتمنى انك تمزحين في قولك هذا.بعد الجريمة البشعة التي ارتكبها بكر صدقي(كردي بحسب مقاييسك) بأمر من جمال بابان(كردي من بقايا مرتزقة العثمانيين،ووزير دفاع) وبالتعاون مع المملوكي حكمت سليمان(وزير الداخلية) في سميلي في 1933 التي راح ضحيتها بحدود خمسة الاف اشوري،استولت العصابات الكردية على 159 بلدة وقرية وقصبة اشورية في نوهدرا(دهوك)،ورغم المطالبات الكثيرة بأعادتها الى اصحابها،الا ان من تسمينهم بالكرد يتصرفون كما لو ان اذانهم الواحدة من العجين،والثانية من الطين.هل اذكرك بكيفية مساهمة من تسمينهم بالكرد بأسقاط السلطة الوطنية بزعامة المرحوم عبد الكريم قاسم بتعاونهم مع الصهيونية العالمية بأعلانهم تمردهم بدون اي مبرر؟سيدتي.اتمنى عليك ان تطلعي على الحقيقة كما يجب ان يكون،وليس كما تحبين انت ان يكون.هل اذكرك بجرائم ميركا سور بحق الاشوريين المسيحيين،ام اذكرك بجرائم سمكو الشكاكي؟بماذا تريدينني يا ترى ان اذكرك سيدتي؟هل اذكرك بالاتاوات التي كانت تفرضها عصابات البيشمركة على الاشوريين المسيحيين ايام تمرد البرزاني طاعة لاوامر اسرائيل؟كل الكلام الذي قلته انا مستعد ان اقدم عليه وثائق رسمية تسنده لو شئت.
Yako Ballo والان جاء دورك اخ تيري.ما قلته لم يدهشني مطلقا.عليه اقول:لقد اثبتت الاحداث ان الحالة التعصبية الشوفينية التي ضربت من تسميهم اكرادا منذ 1991 الى اليوم تجبرني الا اثق مطلقا بهم.الشبك لا يمثلون اي وزن في المعادلة السياسية رغم المزايدات التي صارت عليهم سواء من الشيعة او من جماعة مسعود البرزاني،فالشبك فرس بدون اي نقاش،وهم يعرفون ذلك يقينا،واستقرار الدولة العراقية سوف يقطع الطريق امام الذين باعوا انفسهم للبرزاني.
Faeza اخي ياكو نقطتين افكر بهما بعيدا عن التاريخ وبعيدا عن المنطقه لاني عشت عمري في بغداد
ان كنتم انتم اصحاب الارض الافضل عدم دخول الاستفتاء لكن فلنفكر هل وجودكم مع المركز افضل ام مع الاقليم افضل تختارو مصلحة شعبكم
ومايريده
اما الماضي كل ماحصل كان تحت غطاء ديني والوضع الان اغلبية الكورد يعتبرون الاسلام ضرهم ولم ينفعهم انتمائهم للاسلام ايام مصائبهم قديما وحديثا بل باسم الاسلام تمت الكثير مماذكرته
واتمنى ان لايصح الا الصحيح حتى لو كان الصحيح ضد الكورد لاني متعصبه للحق والصح فقط
شمعون لحدو اوسو قيادات بائعة اشور توافق على الا ستفتاء اما الشعب والشرفاء فهم يرددون لا الاستفاء ولا ما تسمى بكر. ستان
Teery Kanno Botros أستاذ شمعون هذا تعميم وليس طرح واقعي فهذه الأحزاب تقراء الواقع وتتكلم من المواثيق الدولية.
Faeza ستندمون الكورد يتقبلون الاخر
Esho Sora Misho من هم " الجميع " المتفقين على حق الأستفتاء ؟ أن كان السكان الأصليين تم تهجيرهم ب مكر ؟؟ وهل يحق ل"الجميع " الأستفتاء على أملاك غيرهم ؟ هل التجمعات البشرية التي انشئت بقصد التغيير الديموغرافي أو بأسباب التهجير لها الحق بتغيير ملكية الأرض؟
Teery Kanno Botros احزابنا وارجو العودة الى جوابي للسيد ياقو بلو.
Yako Ballo لماذا لم تجاوب الاخ ايشو بوضوح؟الا يجري التغيير الديمغرافي على قدم وساق خلال السنوات الاخيرة التي كانت بعض الاحزاب التي تسمي نفسها اشورية في خدمة مسعود البرزاني؟لا اظنني بحاجة الى تذكيرك بأسماء تلك الاحزاب،فأنا واثق تماما انك تعرفها.
Teery Kanno Botros ساعود بعد عشر ساعات تقريبا فانا ذاهب للعمل وليستمر النقاش هو المبررات وليس رفع الشعارات ، القضية الان ويجب ان يكون لنا موقف منها. تحياتي
· Teery Kanno Botros الأستاذ ايشو سورا ميشو، الجميع كما أوضحت في اول رد للأستاذ ياقو بلو. نحن نتكلم عن المستقبل اذا كان هناك مستقبل، التهجير والاستيلاء على أراضينا التاريخية حدث في مراحل تاريخية متعددة، هذه حقيقة نحن لا ننكرها، ولكننا واعتبارا من عام 1973 هجرنا باراداتنا او اغلبنا، وفي عام 1961 تركنا قرانا دون ان نخطط لفعل ما. الجغرافية لا تقبل الفراغ، من ترك ارضه سيأتي اخر ويسكنها ويعمرها. ان نطالب بحقنا وباراضينا التي لنا فهو واجب، ولكن باعتقادي ان نطالب بامور أخرى تقع في خانة الخيال والغير الواقعي والغير الممكن، فهذا يعني اننا لا نبحث عن حلول، بل نبحث عن مبررات للتعجيز. نحن ندرك انه قانونيا لا يمكننا ان نقول للكورد اتركوا راضي شعبنا الاشوري وعودوا الى أفغانستان مثلا، فما دمنا ملتزمين بالعراق، فان العراق اعترف منذ تأسيسه بان الكورد هم القومية الثانية في العراق. ان الاستفتاء اليوم يقع في إقليم كوردستان الذي يعترف به الدستور العراقي والمواثيق الدولية. وعلينا التعامل على هذا الأساس. لا، التجمعات التي أنشئت ان كانت في أراضي تعود لابناء شعبنا تعتبر تجاوزا، اما التي أنشئت في الأراضي الاميرية والتي تديرها الحكومة فهي تعتبر تجمعات قانونية.
Esho Sora Misho أخي تيري،  من خلال ردك يبدو أنك بعيد عن الحقائق والواقع في سهل نينوى المقدسة وأنك معذور بسبب الجغرافيا , ولكن صدقني ما حدث من ظلم ومصادرة الأراضي وتغيير ديموغرافي وأستخدام السلطة والجيش والاموال وارهاب الناس واساليب بعيدة عن الانسانية لحد 8/2014 لا يمكن غفرانها ونسيانها ولا يمكن القبول بنتائجها مهما طال الزمن وعلى مر الأجيال وستتوارث كالجينات, ,,,
George Gorges الاستفتاء و تقرير المصير هو حق لكل الشعوب.
للكرد كما للعرب و الاشوريين و غيرهم.
اما الاحقية التاريخية و القومية و واقع الحال السياسي و الجيوغرافي و الطوبوغرافي و غيرها من العوامل ..لأي من هذه الشعوب..هي مسألة الخلاف.
ماذا لو تم استفتاء في بغداد على الخيار المسلح و احتلال المناطق المتنازعة عليها مع الكرد.. ما سيكون موقفنا؟؟
ماذا لو اذا عرض علينا صفقة من بغداد او اربيل؟؟ ماذا لو ان الصفقتان بنفس الإيجابية او السلبية؟
ماذا لو ان الطرفين يتجاهلون حقوقنا جملة او تفصيلا؟
و نرجع و نتسال. .هل لنا موقف و جواب واحد ام عدة مواقف و أجوبة لكل الأسئلة اعلاه؟
Teery Kanno Botros الأستاذ جورج جورج أسئلة من ضمن ما يجب ان يطرح ويجب إيجاد أجوبة لها من خلال ما لدينا من الإمكانيات والقدرات المادية او السياسية ، نعم علينا الإجابة على كل الأسئلة لكي نعلم موقع قدمنا
Esho Sora Misho المحزن أن يكون أخوتنا هم أصحاب فكرة " الاستفتاء " ضم ما تبقى لنا من موطننا الأصلي الى الغير,
Teery Kanno Botros الحقيقة ان ان فكرة ضم، مطروحة من قبل، وحل الأمم المتحدة كان تقسيم سهل نينوى نصفه الشمالي الى الإقليم ونصفه الجنوبي الى بغداد، اذا علينا ان نعلم أي خيار هو الأفضل لنا، وخصوصا انه بات مدركا اننا لا نشكل حتى في سهل نينوى الأغلبية التي تقرر، بل نشكل الثلث تقريبا ويشكل الازيدية الثلث والشبك الثلث الثالث. فمن سيقرر مصير سهل نينوى. من المفترض ان تكون معلوماتكم افضل مما لدي باعتقادي. يجب ان نبحث هل يذهب أبناء شعبنا في إقليم كوردستان في طريق والذين في سهل نينوى في طريق اخر؟ هل يكون هذا الحل لصالحنا وكيف ومتى، علما ان نصف سهل نينوى الشمالي سينضم الى الإقليم بفعل قوة الازيدية هناك.هذا هو الواقع، كيف نتحرك وماذا نعمل. اما الرفض دون اظهار القدرة على تحقيق ما نرفضه فهو ليس عمل سياسي، انه الرفض للرفض كما كان يفعلون العرب . علينا ان نحصل على بدائل حقيقية وقادرة على الصمود والنجاح والتطور، اين هي في طروحات رافضي الاستفتاء في سهل نينوى؟
Esho Sora Misho نعم الفكرة مطروحة من قَبل ومِن قِبَل أحد أخوتنا المعروف للكل والمروّج لها في صفحات عينكاوا بمقالاته منذ 2004, وتم دعم تلك الفكرة لاحقاً باستخدام أخ أخر شخص شبه وهمي بكل الاموال التي تم ضخها لشراء من كان سهلا شراؤه من الأكليروس والأحزاب والعامة،  يحزننا أن نجادل أخوتنا, وهذا الذي يؤلمنا حقاً أن لا نسمع عن الخيار الثالث تدويل القضية او استحداث محافظة .
Teery Kanno Botros مرة اخرى عزيزي ايشو يجب نركز في مالنا، نعم لتدويل القضية مثلا، ولكن هذا لا يتعارض مع ضرورة إيجاد حلول وعدم الاكتفاء بشعارات. ان تكلمنا عن شعبنا خارج اطار الأرض نعم يمكن، ولكن ان تكلمنا عن الأرض والشعب، هنا عدد السكان هو الذي يحدد، وهنا موجعنا، فنحن لا نشكل اغلبية في أي وحدة إدارية
Oshana Nissan المعارضة طبقا للمفهوم الشرقي يعني ان تعارض كل شيء حتى المعارضة نفسها لتستطيع حمل هوية المعارضة!!!
Teery Kanno Botros للجميع هناك مجموعة أسئلة في ما نشرته وهو للنقاش وليس للعداء فلنطرح مبررات نعم او لا مثلا، لماذا نبقي في ظل شعارات عائمة
Ashour Kuriakus Disho اخي العزيز تيري  :
نحن دائماً نحاول ان نبدي اراءنا حتى نبدو أمام الاخرين تقدميين وتحرريين ليس الا . والا ماذا تبدو هذه الاقوال غير واضحة عندما يأتي مثقف اشوري ويقول ( حق الكور في الاستفتاء ) ثم يتوقف ؟؟؟؟؟...ولا يكمل في الاستفتاء على ماذا؟ وماهي حيثيات ونتائج هذا الاستفتاء ؟؟؟؟ في الاستفتاء على الاستقلال !!!! الاستقلال على أية أرض ؟؟؟؟؟ الاستقلال على أراضي يملكها ويسكنها شعبنا !!!! من غير ان يحددوا حقوقنا مسبقاً في تلك الأرض التي سيحكمونها .ماذا سيكون وجودنا في تلك الأرض ؟ مواطن من درجة ثانية وربما اقل ؟؟ مجرد كلمات أطمئنان نسمعها هنا أو هناك من هذا وذاك من السياسيين ؟ هل لك رؤية محددة ولو بسيطة عن مستقبل شعبنا على تلك الأرض ؟؟؟ هل عندك ضمانات ووسائل لردع الاكراد من تغيير قوانين دستورهم الحالي بعد الاستقلال ؟؟
لماذا لا يتحدث سياسيينا عن أستفتاء يجريه شعبنا في انحاء العالم حول الموافقة او رفض استقلال الكورد .... وهل سيوافق الكورد على استقلالنا ... وهل سيكونوا تقدميين واحرار مثلنا ويقولوا : الاشوريين لهم حق الاستفتاء ؟؟؟؟؟؟
لنكن واقعيين ونتحدث عن النتائج والضمانات ونفكر بعمق ونترك تحررنا الفكري والثقافي ولو للحظة ؟؟؟؟؟؟؟
برايي ان مثقفينا وسياسيينا يحاولون تغطية فشلهم من خلال هذه الكلمات الرنانة والبراقة ( حرية التعبير وتقريرالمصير للاخرين ) ولا يتحدثون عن اية حق لنا في هذه المسألة !!! تحياتي
Yako Ballo من فضلك ارجع الى تصريح النائب عماد يوخنا الذي اصدره قبل ايام عديدة،فسوف تجد فيه ما تسأل عنه،وكذلك بيان الدكتورة منى ياقو عضوة لجنة صياغة الدستور.الموضوع سيدي يتعلق بنا جميعا،وليس السياسيين والمثقفين فقط،فهذه قضية تهمنا جميعا.كلا ليس للاكراد حق تقرير المصير على ارض مغتصبة قبل عقود من الزمان.في 1933 استولى الاكراد على حوالي 160 قرية وقصبة اشورية بعد جريمة احداث سميلي،فهل سيطرة الاكراد عليها في ظروف خاصة يعني استملاكها؟لا نقول للاكراد احزموا حقائبكم وارحلوا،انما على الاقل يجب علينا ان نقول لهم:ما زلنا هنا.ولنا حقوق في هذه الارض نطالب بها،وكل من يعتبر الاستفتاء امر واقع علينا القبول به ليس سوى مأجور غير شريف.نقاوم الاستفتاء بكل الطرق الممكنة،ربما مقاومتنا لن نأتي بنتيجة،ولكن على الاقل لا نقف موقف الشيطان الاخرس.
Ashour Kuriakus Disho
Yako Ballo . نعم استاذي العزيز لقد قرات هذه التصريحات سابقا . ولكن التصريحات فقط ليست كافية نحن بحاجة للمواقف . اتفق معك في ان هذه الارض لنا ... ولكن أحزابنا وسياسيينا كانوا تابعين ولا نسمع لهم الا الصرخات وردود افعال بعد مواقف الكورد أو حكومة المركز ...أنا أيضاً ارفض الاستفتاء. ولكن عن المقاومة هل عندكم اي اقتراح او وسيلة لمقاومة الاستفتاء واستقلال الكورد غير نوجيه الاتهام والتخوين نحن بحاجة الى افكار واقتراحات مع خالص تقديري
Yako Ballo نحن الحلقة الاضعف في سلسلة مكونات الشعب العراقي اليوم،وغير مسموح لنا ان نستحوذ على السلاح،ولعل الاحداث الاخيرة في مقاومة داعش كانت الدليل على ما اقول،فالفصائل الاشورية المقاتلة قامت بجهد شبه خاص،ورفض الجميع دعمها،سواء الشعب الاشوري نفسه او اية جهة اخرى. مواقفنا اليوم تتمثل بأصوات الشرفاء،وتجميع هذه الاصوات وطرحها امام المجتمع الدولي التي تقر تشريعاته بحق مطالبتنا بالحماية الدولية.
Ashour Kuriakus Disho
Yako Ballo أستاذي العزيز  :
لم اكن اود الخوض في هذا الموضوع .. ومنذ بروز هذا الموضوع على الملا لم ادخل في صلبه ... ولكني تجرات للخوض فيه ويبدو انني أخطأت لانه لا يدفعنا الا لأيجاد المبررات والحوار غير النافع من اتهام وتخوين وشحن بعضنا على البعض ..
انا لم اتفق مع الأخ تيري لانه ينشر راياً ويحاول ان يفرضه على الاخرين من غير ان يعطي الأسباب والتحليلات والضمانات على ان شعبنا في سهل نينوى سيتمتع بحقوقه تحت خيمة الكورد بشكل افضل من وجوده تحت حكم المركز . وليس عنده ما يشير الى طمأنة شعبنا في هذا المسعى .
ولم اتفق معك لانك لم تحاول ان تشير الى حقائق واستراتيجيات ومواقف وخطط بديلة فيما اذا أردنا عدم القبول بخيمة الكورد .. ا ن تشبثنا الإعلامي في منابرنا وفيما بيننا فقط بعائدية الارض لن ينفع ... كلنا نعلم بان العراق كله هو أرض أشورية .... وأمريكا أيضا لها شعب اصيل قبل مجيء الغرباء واحتلالها وكل دول العالم لها شعوب اصيلة ولكن يحكمها الغر باء اليوم ..
ومنطق السلا ح والحرب والمقاومة لا يفيد اليوم لان كما قال حضرتكم باننا الحلقة الضعيفة ... واسهل طريقة للتخلص منا سيكون في وضعنا في قائمة المخربين والإرهاب .
ويبدو أن منطق التدويل هو الأفضل لفرض حماية على شعبنا ..... ولكن ماذا فعلت احزابنا في هذا المسار ؟؟؟ هل هناك اتفاق بينها ام لازلنا نعيش الضياع كما كنا دائماً ؟؟؟؟ مع التقدير
Yako Ballo هذه مسؤولية الجميع،وليس مسؤولية الاحزاب وحدها. هناك مشروع محافظة اشور قد اقره البرلمان،والضغط الشعبي سوف يجبر الحكومة على الاسراع في تنفيذه. نعم التدويل اليوم هو الحل الامثل،وهذا ايضا بحاجة ان نلملم اصواتنا الى بعضها.
Teery Kanno Botros الأخ اشور قرياقوس تحية وبعد، قلت للاخ جورج ان طرح الأسئلة وإيجاد الجواب لها سيحدد موقنا، وسيحدد موقع قدمنا. اذا من حقنا ان نطرح الأسئلة لكي لا نبقى اسرى الشعارات؟ انا وضحت راي بواقع منطقة سهل نينوى الديموغرافي والى ماذا سيؤدي هذا الواقع, يعني انا انطلق من معلومات ولست اطرح شعارات. وقد تكون معلوماتي خاطئة، فارجو من يمتلك غيرها ان ينورنا. بالنسبة للاستفتاء يجريه شعبنا، لتقرير مصيره، اين سيقرر مصيره، نحن بحاجة الى منطقة نكون فيها على الأقل اكثرية، وهذا لا يوجد مع الأسف الا في بعض القرى او في قصبات مثل عنكاوا والقوش. ولكنها قصبات محاطة باغلبيات أخرى. ولكن هذا لا ينفي البحث عن حلول أخرى تنصفنا وترفع الضغط القومي للاخرين عنا، مثل إقامة فدرالية في سهل نينوى تضم مكوناته كلها وانشاء نظام حاص يلبي متطلبات شعبنا والازيدية والشبك، ولكن مثل هذه المطالب يجب ان تكون متفق بشأنها مع الازيدية والشبك واحزابنا التي ترفع راية عدم اجراء الاستفتاء في سهل نينوى لم تقم بخطوة واحدة تجاه هذين الطرفين. لكي نعلم توجهاتهما، ولو ان توجهاتهما توضحت بإقالة مدير ناحية القوش وقائم مقام تلكيف. اما بالنسبة لما قال النائب عماد يوخنا ولو انني لم استمر في النقاش حوله الانه مبني على اننا نخطط لنعمل، يعني ان ليس هناك عمل لحد الان.
Gabriel Marko بناء على طلب أصدقاءهم الشيعة والسنة رفعوا شعار استبعاد سهل نينوى عن الاستفتاء.
Yako Ballo من هم؟
Daniel Masho شماس الا ترى مداخلتك لا معنى لها ؟ ممزوجة بحقد بعيدة كل البعد عن السياسة
Sargon Rihan لماذا لا يشارك الشعب العراقي كله؟ فنحن مع الشعب العراقي بكل قراراته. لا تيه المشيتين على شعبنا وكالمثل القاءل " لا رضت برجيلها ولا خذت سيدنه علي".
Teery Kanno Botros لان تقرير المصير هو لمنطقة واحدة وليس لكل الشعب العراقي، ارجو الاطلاع على تجربة جنوب السودان
Matti Raihan الاستاذ ياقو بلو ذكر الحقيقه التي لاغبار عليها  .
Daniel Masho سيد تيري اتعجب من تحليلك حين تنظر الى الاصوات بضد الاستفتاء في سهل نينوى تصورها انها مجرد شعارات لا معنى لها اذا حقاً لا معنى لها فلماذا حزب الحاكم الديمقراطي الكردي يصر على ان تجري الاستفتاء في سهل نينوى و يمهد و يخطط بترهيب و ترغيب الساكنين و الضغط عليهم ، و لا تقول ايضاً هذه شعارات و اشاعات
سيد تيري هذا موقف كل الأحزاب القومية الصحيحة و اغلب اهالي ابناء شعبنا في المنطقة ، ربما حتى هذه لا تتفق عليها هناك احزاب و شخصيات كارتونية هي التي تروج لمشروع الكردي بضم منطقة سهل نينوى الى الاقليم ، انا اسأل برغم انني واثق انك تعرف الرد لماذا تخاف و تعارض ايران و تركيا على استقلال الاقليم اليس هو تهديد مستقبلي لهم ، صدقني الاكراد لهم نفس التخوف حين يرون جزء من ابناء شعبنا مستقلين يحكمون انفسهم بأنفسهم .

Teery Kanno Botros سيد دانيال واذا لم ينظم سهل نينوى الى الاقليم، ماذا سيكون مستقبله؟ وماهي الدلائل التي تثبت ذلك، اقراء مرة أخرى ديموغرافية سهل نينوى، هل تشير هذه الديموغرافية الى اننا سنحقق ما نريده مثلا. اما اذا كان حزبكم كارتونيا فالبقية ابضا أحزاب كارتونية. يعني كفانا من اتهام الاخرين والتصغير من شأنهم, لك صوت وتاثير وعلينا ان نجعل هذا التاثير إيجابي لصالحنا. اين صالحنا مثلا لو انقسم شعبنا مرة أخرى الى جزءين جزء في دولة اسمها مثلا كوردستان واخر في العرق؟

ܓܘܢܝ ܝܘܢܕܡ ܥܒܕܝܫܘܥ الى الاستاذ تيري
بعد التحية
تتكلم في كل الأمور كانك قناة الجزيرة   من هم الجميع المتفقين خون.


Teery Kanno Botros عزيزي كيان أبناء النهرين متفق على ان من حق الكورد اجراء الاستفتاء. هذا واحد
ܓܘܢܝ ܝܘܢܕܡ ܥܒܕܝܫܘܥ عزيزي مع من اتفقوا....
Teery Kanno Botros أما عن موقف كياننا (كيان أبناء النهرين) حول موضوع الاستفتاء، فقد قلنا منذ البداية إن مبدأ حق تقرير المصير مكفول لجميع الشعوب وبضمنها الشعب الكوردي الذي قدم التضحيات الجسيمة لنيل حريته وحقوقه المشروعة، ولكن ذلك لا يمنع من أن نبدي رأينا بكل وضوح وشفافية في الموضوع.. والذي يتلخص بشقين:
الأول: هو أنه ولكي تـُضفى صفة المشروعية على هكذا خطوة، ينبغي أن يتحقق التوافق الداخلي سياسيا، والثاني يتمثل بالجانب القانوني. هذا جزء من بيان أبناء النهرين، وهم موافقين ان من حق اشعب الكوردي اجراء الاستفتاء مع وضع ضوابط او الاتفاق على ذلك من خلال تحقيق مطالب لشعبنا. اذا هم موافقون ولكن. وهذا ما عنيته بانهم اتفقوا على حق الاستفتاء.
Riadh Yalda Oshana الأحزاب المسيحية قبلت بالاستفتاء معتقدة بأنها ستحصل على ضمانات لحقوقها، ولما لم تجد تلك الضمانات عادت تنسحب جزئيا في ان الاستفتاء لا يشمل مناطق سهل نينوى.
انهم يخدعون أنفسهم فالاستفتاء الذي يريده الأكراد يشمل حتى كركوك.
وماذا سيكون موقفه اذا لم يكن هناك لا استفتاء ولا ضمانات؟ ماذا سيكون موقفه اذا لم يكن هناك لا استفتاء ولا ضمانات؟
انها مزايدات فارغة
Teery Kanno Botros اذا علينا أستاذ رياض ان ندرس كل الاحتمالات، من يضمن ان الإقليم وزعامته غدا سيقولون نؤجل الاستفتاء لضرورات الوطنية مقابل إقامة البرلمان الاتحادي وإعادة النظر في الميزانية وفي دور الإقليم في العراق، من يضمن؟، علينا ان نعلم اين نضع قدمنا، لكي نعلم كيف نعمل في المستقبل، كل الأسئلة يجب ان تطرح وكل الأجوبة يجب ان تعرف
Riadh Yalda Oshana هذا هو توجه الانسان الصادق مع نفسه، ولكن الأحزاب هي مجرد مجموعات تبحث عن مصالحها الشخصية متذرعة بدفاعها عن مسيحيي العراق الذين لم يخولونهم ذلك. وبالتأكيد هناك فرق كبير بين الرأي الصادق وبين المصلحة الشخصية.
Sami Bay انت تعرف اكثر من غيرك معنى عدم اﻻستفتاء في سهل نينوى ولكنك كما يقول اﻻخ Yako Ballo هدفك هو خلط اﻻوراق ليس اﻻ
Teery Kanno Botros الأستاذ سامي انا لا اعرف، تفضل نورني، أقول وللمرة الالف نحن نرفض امنا بالله، ولكن الازيدية يوافقون، والكثر من الشبك يوافقون ، واذا جرى الاستفتاء؟ ليس اسهل من الرفض او القبول بدون ابداء الأسباب. انا لست مسؤولا لأخلط الاوراق، انا اكتب راي واقول، لماذا لا استفتاء في سهل نينوى، ما هي خسائرنا، لماذا لا نؤيد توحيد سهل نينوى مع بقية أبناء شعبنا في دهوك وعنكاوا وغيرها. اين المضرة في ذلك، نعم قد يستفاد الكوردي، لكنني ايضا استفاد. تفضل اجبني على أسئلة وليس انت تعرف واني لا اعرف.
Farouk Giwargis يعترف البرزاني بنفسه ويقول .. حينما كنا في بغداد للمشاركة في كتابة الدستور العراقي كان هناك اصرار كبير على كتابة "العراق جزء لا يتجزأ من الأمة العربية"، فقلت في حينها نحن نحترم هذا الأمر، ولكن الكورد والتركمان والمسيحيين ليسوا عرباً،....... انتهى الاقتباس
بمعنى آخر ان الاكراد يرفضون ان تكون ( ارضهم ) وشعبهم جزء من الامة العربية ... طيب .. نحن الاشوريين ايضا نرفض ان تكون ارضنا الاشورية وشعبنا الاشوري لا جزءا من الامة العربية ولا جزءا من ( الاقليم الكردي ) ... والشاعر يقول .. لا تنه عن خلق وتأتي بمثله ..
دعونا نترك شيئا من القضية الاشورية لأبنائنا واحفادنا ، وان لا نفكر بأنفسنا فقط ... لقد مضى على سقوط آشور 2500 سنة .. وبالتأكيد سوف لن تنهض امتنا الاشورية ببيعها والحاقها باقليم الاكراد..
لذلك علينا التفكير بمقومات نهضة امتنا الاشورية من الدستور الاشوري الى حدود الارض الاشورية والنشيد القومي الاشوري ولتكن تلك النهضة بعد خمسين سنة او مئة سنة .. والسنين الطويلة في حياة الشعوب التي تمتلك قضية لا قيمة لها لان القيمة الحقيقية تكمن بالهدف الذي تصبو اليه.
Teery Kanno Botros الأستاذ فاروق كوركيس طرح المقترحات الجميلة والخيالية امر مثير للاهتمام، انت ترفض جيد، ولكن الكردي تمكن من ان يجسد رفضه، ونحن لا نريد ان نعيش على الأرض ولكننا نقول بالارض،. عزيزي أولا لنمسك الأرض وبعدها لك امر حساب. الجغرافية لا تقبل الفراغ، ان لم نسكنها ونمسكها فسياتي اخر ليمسكها واقراء تاريخ الشعوب.

Esho Sora Misho الملكيات الخاصة لا يستفتى عليها  , مدن سهل نينوى ملكيات خاصة وخالصة لشعبنا, لا يمكن للجيران ان يقرروا مصير تلك المدن باي وسيلة كانت لو أتحد شعبنا بمطلب واحد,
Teery Kanno Botros عزيزي ايشو الاستفتاء هوللسكان، وهناك تقبل سكاني للاجراء الاستفتاء، ان الناس الذين صوتوا لاعفاء مدير ناحية القوش وقائمقام تلكيف، لهم ناس خلفهم يؤيدونهم كمثال وهم يؤيدون الاستفتاء. السؤال الذي الح عليه ماذا سنستفيد من تقسيم شعبنا؟ جزء يعيش في إقليم او ما ينتج عنه بعد الاستفتاء والأخر في العراق مثلا ، علما ان الاستفتاء على الاغلب سيحدث وبموافقة الاخرين.
Daniel Masho سيد تيري انت وحدك تكتب و العشرات يشطبون على كتابتك فماذا تفسر هذا ؟؟
Teery Kanno Botros السيد دانيال مشو، انا لست في حلبة صراع مع احد، انا اكتب راي واسأل اسئلة، ولحد الان لم يتم إجابة أي سؤال من الأسئلة التي طرحتها. اذا أتت نتيجة الاستفتاء بنعم لاستقلال الإقليم وقرر الإقليم الاستقلال، سينقسم شعبنا بين دولتين مرة أخرى كما هو مقسم الان بين تركيا وسوريا والعراق وايران . كم سنستفاد من ذلك وكم سنخسر؟ ماذا لو قرر أهالي سهل نينوى من المكونات الأخرى القبول بالاستفتاء في سهل نينوى؟ هناك الكثير من الأسئلة التي طرحت في هذا الشريط ولم نتحاور حولها، لانكم الظاهر تعتقدون انكم في حلبة صراع وليس البحث عن مصلحة الامة. اذا ماهي مصالح شعبنا في عدم اجراء الاستفتاء في سهل نينوى، تفضل اشرح او قل بالنقاط
Esho Sora Misho أخي تيري  : اولا ,, اعرف كيف تم ابعاد اخويَ اللَّذَيْنِ ذكرتهما ولا علاقة للموضوع بعامة الناس من خلف المصوتين, ثانيا : شعبنا مقسم بواقع حال تواجده في الموصل بفداد والبصرة والخابور وايران ولبنان ,, فما الذي سيضاف للتشتت؟ هذا هو واقع الأحتلال والابادات منذ سقوط نينوى. ثالثاً : أن كانت الامور تفرض فرضا بالقوة فلماذاالمشاركة والتأييد !!؟
Teery Kanno Botros عزيزي ايشو، الفرض غير مقبول لانه مغاير لما ننادي به من الديمقراطية، ولكن اذا كان شعبنا مقسم اليس من الأفضل تقليل التقسيم مثلا، والامر الاخر، ما هي فائدة شعبنا في كل هذه المعمعة، نريد ان يتم توضيح الفوائد التي سيجنيها شعبنا من فصل سهل نينوى عن بقية مناطقه. وليس هذا فما هي نسبة نجاح هذه العملية امام وقائع على الأرض تقول بان سيهل نينوى الشمالي سيصوت لصالح الإقليم، ان لم يكن كل سهل نينوى. يجب ان لا نتكلم فقط بما نريد، بل نتكلم بمدى قدرتنا امام الوقائع في تنفيذ ذلك، ومدى استفادة شعبنا من الامر كليا. تحياتي
Esho Sora Misho أخي  : اولا الفرض بالقوة موجود وواقع وسيتكرر , ثانيا : أنظر لأرسالياتنا بعد 2014 في الاردن ولبنان وتركيا ومن وصلوا الى ملبورن وسدني واوربا وسترى اهل نينوى المهجرين الذين تطالبهم بالتصويت , والاعداد الباقية لا تؤثر على النتائج , هذا بافتراض وجود نزاهة ,
Teery Kanno Botros التصويت يجب ان يكون بالحرية، يعني تصوت لنعم او لا وكلا الطرفين يجب ان ينالا نفس الاحترام، هذا مبداء المواطنة. وليس شرطا ان نلبي كل متطلبات السلطة. نعم هناك هجرات كثيرة ونصف شعبنا صار في الخارج، ولكن من هو المذنب الا نتحمل نجن واحزابنا ذنبا في ذلك. واذا كانت الاعداد الباقية لا تؤثر في النتائج، علام هذا الصراخ وهذه الشعارات برفض شمول سهل نينوى بالاستفتاء، يعني هناك تناقض كبير بين ما ندعيه وما هو واقعنا، وطبعا قيادات الإقليم وغيرها من قيادات العراق يعرفون واقعنا افضل منا بكثير
Esho Sora Misho أتستكثرعلينا حتى الصراخ ؟ يا أخي تم سلبنا ونهبنا وتهجيرنا بنية شريرة لأفراغ مدننا. !!
Teery Kanno Botros عزيزي انا لا استكثر على احد أي شيء، انا اتسأل، ان كنت تعرف النتائج مسبقا فعلام الصراخ؟ انت تعرف ان وضعت يدك في الماء المغلي سوف تحترق، فلماذا تضعها ومن ثم تقوم بالصراخ. الصراخ لمن لا يعلم نتائج عمله
Farouk Giwargis أخونا تيري ... لست ادري لماذا تصفون حقنا كآشوريين بأرضنا التاريخية ( بالمقترحات  الخيالية ) ؟؟ من جانب آخر لنقل اننا متفقون معك من أن الأكراد قد جسدوا رفضهم .. ولكن تجسيدهم لذلك الرفض يجب ان لا يكون بأي حال من الاحوال على حساب الأرض الاشورية ...وبتلك الاساليب التي مورست لصالح التغيير الديموغرافي والزحف الكردي على القرى والبلدات الاشورية ... ودعني ازيدك من الشعر بيتا ، وهو ان سرسنك ولغاية عام 1970 كانت فيها عائلتان كرديتان فقط ، وان نسبة الذين هاجروا من سرسنك كانت قليلة جدا ولغاية عام 1996 كانت الكثافة الاشورية اكبر من الاكراد .. وكان الاشوريون من اهالي سرسنك يملكون اراض زراعية ومروج ومراعي على بعد عدة كيلومترات من البلدة ، مع كل المستندات الرسمية .. ولكن ومنذ عام 1961 وبسبب طروف الاقتتال وتعرض الرعاة الاشوريين والمزراعين للعديد من حوادث الاعتداء والقتل .. تركوا استغلال تلك الاراضي ، وقامت حكومة الاقليم في 1996 بأسكان عدد كبير من العشائر الكردية في تلك الاراضي الزراعية وكأنه لم يكن هناك مناطق اخرى واراضي لأسكانهم سوى ارض سرسنك الاشورية ... وطبعا هذا نموذج مشابه للكثير من الممارسات التي طبقت في القرى والبلدات الاشورية الاخرى .. واستنادا الى ردك ، هل يمكن ان نقول ان النظام السابق جسد رفضه لمطالب الاكراد عنما تم قمع الانتفاضة في اعقاب حرب الخليج ؟؟؟؟ ولو فرضنا مجازا ان الحشد الشعبي والجيش العراقي رفضوا انفصال الاكراد وقاموا باحتلال اربيل ودهوك .. فهل يمكن ان نقول اذن ذلك تجسيد لرفض الانفضال ؟؟ .. نحن لسنا ضد استقلال واستفتاء الاكراد لكن بشرط ان يقتصر على الاكراد فقط وعلى الارض العائدة للاكراد اذا كانوا يمتلكون ارضا تاريخية .. وان لا ينسحب ذلك على الارض الاشورية التاريخية والشعب الاشوري .... وللعلم فأن احصاء 57 لمدينة دهوك وزاخو والعمادية وتوابعها كان لصالح الاغلبية الاشورية رغم كل ما تعرض له الاشوريون من مذابح ....
وعليه فأننا نرجو منكم ومن كل الذين يروجون لموضوع عدم تمسك الاشوريين بارضهم التاريخية أن يروجوا للمذابح التي تعرض لها الاشوريين ، وان يروجوا لسياسات التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي التي تعرض لها الشعب الاشوري وان يروجوا للاسباب الحقيقية التي حدت بالاشوريين الى ترك ارضهم واجبارهم على الهجرة ... وذلك اضعف الايمان
مع خالص تحياتي .
Teery Kanno Botros عزيزي فاروق اعتقد انك تعلم انني من القلائل ممن سلطوا الضوء على المجازر المرتكبة بحق شعبنا، ليس على مواقع شعبنا بل في المواقع العربية والكوردية. وانا لا اروج لعدم تمسك أبناء شعبنا بارضه التاريخيه هذه تهمة لا اقبلها ويمكنك مراجعة كل الشريط هل قلت ذلك او دعوت اليه. مقترحات خيالية لانها ترفض، ولا تصنع واقع يعزز الرفض، وانا وانت ندرك ان عدم تعزيز الرفض بالسكن واعمار الارض، فالارض تبقي خالية والجغرافية لا تقبل الفراغ عزيزي، هذا قانون الحياة. لا يمكننا ان نعيش كلنا في الخارج وتبقي أراضينا وحتى التي هي طابو خالية، لا دولة ولا حتى محافظة تحترم نفسها تقبل ذلك. ما تقوله عن كون الاشورين اكثر في دهوك وعمادية وزاخو في احصاء 1957 باعتقادي ليس صحيحا ارجو مراجعة ذلك. إسكان العشائر الريكانية والمهجرين في منطقة سرسنك، امر مثار للتساؤل وهو حقنا، ولكنه ليس مبرر للهروب، فالاقليم مضطر لاسكان المهجر من المناطق التي لا يسيطر عليها، او اللاجئين من دول الجوار، فالعراق اسكن السوريين والاقليم اسكن كل من لجاء اليه. عزيزي ان الإقليم وحدة إدارية واحدة ولوخلافات مع المركز هو مناطق أخرى تمتد من سنجار مرورا بكركوك وسهل نينوى وخانقين وحتى الزرباطية في الكوت. ان كل سكان هذه المناطق سحاولون اشراكهم في الاستفتاء ان جرى، وعلى الاشوريين الرافضين للانقسام ان يقولوا لا للانفصال. ولكن ماذا سيفيد قولهم لنا كاشوريين ولمستقبلنا


70
حقوق شعبنا، وقيادته


تيري بطرس
صار من الواضح ورغم التراشق الاعلامي، بين الاطراف السياسية لشعبنا، ان اغلب هذه الاطراف، قد اقتربت كثيرا في مواضيع كثيرة وخصوصا حقوق شعبنا، في اقليم كوردستان الان او بعد اجراء الاستفتاء. وباعتقادنا ان هذا التراشق الاعلامي، والموجه من طرف واحد على الاغلب، هو نتيجة شعور هذا الطرف ان الاخرين بدأوا في اخذ موقعهم وبالتالي ظهور مشاركة واسعة من مختلف الاطراف السياسية، التي كان يطغي عليها طرف معين، استغل ذلك لتحديد الكثير من المسارات وتوقيتها لتتوافق مع اجندته.
وحقوقنا المتفق بشأنها هي
التعليم بلغة الام
 وهو حق لا يختلف عليه اي طرف، كحق، وان اختلف البعض على الاسلوب والممارسة. ففي الممارسة هناك مدارس او مناطق تدرس كل المواد بلغتنا السريانية، وبعضها الاخر، تدرس مادة واحدة وهي اللغة, وهذه لاسباب معروفة، فتم التضحية بالتعليم بلغة الام على مذبح الخلافات. ويدخل من ضمنها اعادة صياغة مواد التعليم وخصوصا كتب التاريخ، التي فيها الكثير من التجاوز على شعبنا واعتبار بعض ممن اقترفوا بحق شعبنا المذابح مثل محمد كور الراوندوزي وبدرخان بك وسمكو الشكاكي ابطالا. واعتقد انه لو تمعنا في مناهج التعليم سنجد الكثير مما يجب تغييره واضافة الجديد عليه.
العلم
يعتبر العلم هو الرمز الذي يتعرف من خلالها الناس عن الدولة او المنطقة. واستعمل الاقليم علم دولة مهاباد خلال السنوات السابقة، ولكن من الضروري اجراء تغييرات تعبر عن التنوع القومي والثقافي والتاريخي للاقليم.
النشيد الوطني
لا يزال اي رقيب هو النشيد القومي وهو نشيد قومي كوردي وليس حتى كوردستانيا بمفهوم الاحزاب الكوردستانية. من هنا وجوب تغييره واقرار نشيد وطني للاقليم او ما يتبع الاقليم بعد الاستفتاء ان حدث، يعبر عن تاريخ المنطقة والتنوع السكاني والتعددية فيه.
المشاركة في تحديد سياسة الاقليم والمساواة
وهذا يعني تواجد ابناء شعبنا في كل مفاصل الدولة او الاقليم ومشاركتهم في صياغة السياسية اليومية والمستقبلية للاقليم والاطلاع على كافة التقارير الامنية والسياسية والاقتصادية قبل اتخاذ القرار بها، وباعتبارهم طرف مساويا للاخرين من حيث القدرة والحق. ولان المشاركة تعبر عن المصالح ولان الدولة تسير لتحقيق مصالح مواطنيها ولان ابناء شعبنا يشعرون بالغبن اللاحق بهم من تهميشهم، فهم يؤكدون على هذه المشاركة، وان تكون المشاركة في المواقع الخاضعة للانتخابات المباشرة من الشعب، تعبيرا عن مشاركة حقيقية لممثلي ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري. فيما تخضع المشاركات الاخرى الى قانون الخدمة والساري على كل المواطنين، ولكن من الضروي وجود المشاركة في السلك الدبلوماسي والعسكري والامني والاقتصادي والتعليم. وكل ما يتعلق بتحديد السياسة الانية والمستقبلية للاقليم. ويجب قانونيا عدم التماييز في تسنم اي منصب وتحديده لطرف معين او دين معين. الا في حالة .
التجاوزات
على حكومة الاقليم وجهازه القضائي الاقرار بعدالة شكوانا من التجاوزات والاقرار بحق شعبنا بالعودة الى اراضيه وهنا نعني كل الاارض التي كان شعبنا يمتلكها منذ تاسيس الدولة العراقية، او التي كانت ايضا بالطابو الحميدي. ولكن لتجاوز اشكالية معينة يمكن وضع حلول منطقية قابلة للتنفيذ، فلكي لا تترك الارض بورا، ولكي تستفاد الدولة منها باعتقادي يمكن اخضاعها لدائرة خاصة تقوم بتاجيرها لمن يريد الاستثمار فيها لمدة معينة. هذا في حال لم يتنازل صاحبها عنها لصالح افراد اخرين، ولعدم حدوث تغيير ديموغرافي، يجب مراعاة قضية التاجير والتنازل.
التمايز القانوني
وهذه الفقرة قد تدخل ضمن فقرة المشاركة، الا انها ضرورية لقيام دولة المواطنة وليس دولة الدين الواحد، وهنا يجبان نعي مدى الغبن اللاحق بابناء شعبنا من جراء تطبيق معايير دينية معينة في قضايا قانونية وخصوصا ديانة الابناء القصر او حتى القدرة على  اعتناق دين وتعرض بعض من يقوم بذلك من دين الاكثرية للتهدي بالقتل والقاتل بعقوبات مخففة.
الحكم الذاتي
 جميع الاطراف متفقة عليه، ولكن اغلبها لم تضع تصورا حقيقيا للحكم الذاتي وخصوصا ان شعبنا يعيش في ثلاثة مناطق كتجمعات يتخللها وجود قوي للكورد. ان الحكم الذاتي امر مهم لشعبنا، لانه يسمح بان نقوم بانفسنا بوضع الكثير من السياسات المتعلقة بنا، من التعليم الى القوانين والتنمية الثقافية
الاستفتاء حق للكورد
كل احزابنا متفقين ان الاستفتاء وحق تقرير المصير، حق للكورد، كما هو حق لكل الشعوب. بدون مناقشة الالية والخلافات الكوردية الكوردية.
سهل نينوى ومصيره
هنا الاختلاف، وبعض اطراف شعبنا يرفض اجراء الاستفتاء في سهل نينوى، ويدعوا الى عدم مشاركة سكانه في الاستفتاء. هنا نحن امام قضايا متشابكة، يجب علينا ان نوزنها جيدا، ومن ثم نتخذ القرار فيها. اولا ان دعوة عدم اشراك سهل نينوى وسكانه في الاستفتاء، يعني حرمان كرد سهل نينوى من حقهم الطبيعي المقربه اعلاه. ويعني حرمان من يريد ان يلتحق باقليم كمستقبل له، لان هذه هي رؤيته من هذا الحق. الا نقع في تناقضات هنا بين ما نطالب به؟ باعتقادي ان تأييد اجراء الاستفتاء، في سهل نينوى والعمل من اجل كسب السكان لرفض الاستقلال مثلا، افضل، بكثير، وليكون الاستفتاء في سهل نينوى بسؤالين سؤال اخر يطالب بالقبول بالاتحاد مع الاقليم او لا. هنا نضمن حقوق السكان الطبيعية، والانسانية. اما عن واقع سهل نينوى الديموغرافي وتوزيع السكان والتوجهات فاعتقد اننا مررنا بها كثيرا. ولكن هنا نحن امام معضلة اخرى، ان التحاق سهل نينوى بالاقليم، قد يحرمه التحول الى اقليم، الا اذا اقر دستور اقليم او دولة كوردستان المستقبلية بحق المناطق في انشاء اقاليمها الخاصة بها، وهو مقترح باعتقادي سيحضى بالتاييد ليس حبا بنا ولكن لحل مشاكل كوردستان المستعصية ومنها قوة العشائرية والتوجهات نحو الانغلاق اللهجوي واستمرار التاثير الديني الطاغي على البعض الاخر، والخلافات الحزبية العلنية والمبطنة والمستندة الى العوامل الثلاثة اعلاه.
اذا كنا في كل هذه الامور متفقين، واختلافنا على نقطة سهل نينوى على الاغلب، فما المانع من الجلوس واعادة تفعيل الحوار والخروج بمقترحات قوية وقابلة للتنفيذ، وليست مستندة الى الاجندة الخفية لكل طرف، بل الى الحوار المفتوح والمبني على المصالح الحقيقية لشعبنا.
ان اعتماد الاحزاب على تجيش البعض على صفحات النت، من خلال قول نصف الحقائق سيضرنا كثيرا، لاننا لم نتمكن من ان نخلق ادواة القوة، التي يمكننا بواسطتها الضغط على الاخر لنال كل ما نريد. فمثلا معالجة قضية مدير ناحية القوش وقائمقام قضاء تلكيف. لا يعلم الكثيرين ان المنصبين اداريين، وهم خاضعان لمجلس القضاء ومجلس الناحية في البقاء او عدمه، وهم تسنموا مناصبهم على اساس تفاهم سياسي، حينما يزول التفاهم تزول نتائجه. ان انكشاف حقائق الامر باعتقادي يضر اكثر مما ينفع قضايانا ومصداقيتنا، ويظهر جهلنا بالامور ليس اكثر. من هنا نعيد ونقول ان وضع الاوراق كلها على الطاولة، وليس عيبا ان يكون للبعض مصالح مع طرف معين، ولكن معرفة حدود المصالح يجب ان تخضع للمساومة لكي يتم من خلال هذا التنوع تبيان مصالح الامة.
يجب ان ندرك مقدرا قوتنا واين تقع، وان تكون مطالبنا متسقة مع قوتنا، وهذا يعني علينا ان لا نقوم بهدم السقف على رؤوسنا، وهذا يعني مرة اخرى ان نعرف متى نقبل ومتى نرفض. وخصوصا ان اجراء الاستفتاء وعدمه مع الاسف ليس في يدنا، اي نعم نحن منحنا له الشرعية بالقبول بتحديد موعده، ولكنها شرعية مطلوبة لاضفاء الصورة الجميلة عليه من قبل من سيقرر بالنهاية.
ما المانع من اقامة قيادة حقيقية لشعبنا في العراق، لكي تتمكن من تتخذ القرارت المناسبة وتدافع عنها، والى متى التشرذم، وفي كل مرة قلنا الحمد لله انحلت، نرى العقد والتخوين والانقسام يطغيان. ان نظرة واحدة الى واقعنا المزري في العراق، كان يجب ان تدفع الجميع لوحدة الصف والجلوس معا، لايجاد مخارج سليمة لهذا الواقع المرعب لشعبنا، حيث يحس الكثيرين ان نهاية شعبنا قريبة، كشعب على ارضه.

71

  من هم اعداء شعبنا؟

 

تيري بطرس

سؤال يتبادر الى الذهن دائما حينما نسمع من بعض النشطاء وهم يكررون مرة بعد اخرى، هذه الكلمة اعداء شعبنا يريدون القضاء علينا. الحقيقة العداوة ايضا لها مسببات، ولا يمكن ان تظهر بدون اي سبب. ولعل اسهل اسباب العداوة الطمع بما تملك، وقد يتطور الامر بسبب النزاع على ممتلكات او لاسباب دينية او تاريخية. كل هذه يمكن ان تكون اسبابا للعداوة، حتى بين شخصين فردين، ولكن العداء بين شعبين قد يكون كما في حالتنا لاسباب تاريخية. كان يكون مترسخا في عقول احدهم المأسي والحروب والمذابح التي حدثت في التاريخ من شعب ضد شعب اخر. وهذا الامر يمكن تلمسه من شعبنا وموقفه من الشعب الكوردي والسلطة العثمانية والحركة القومية التركية، جراء ما حدث في التاريخ القريب والممتد لمائتي سنة الماضية. والحقيقة لانه الباقي في الذاكرة، او الذي تمكن شعبنا من الاحتفاظ به مكتوبا. ولكن مثل هذه الاحداث حدثت بين شعوب اخرى ايضا، وشعبنا عانى كثيرا في مناطق اخرى، فبعد ان كان الاكثرية في المنطقة المعروفة بالعراق وسوريا الحاليتين تحول الى اقلية، بفعل الضغوط والمذابح والقوانين المجحفة. وكمثال ان الشعب الالماني والفرنسي عانا كثيرا من العداء التاريخي بينهم، لحين قدوم كونراد اديناور والجنرال شارل ديغول وتمكنا من تجاوز هذه المرحلة بحلول مبتكرة وبنشر فكر انسانوي ونشر التاريخ كما حدث وتقبل ما حدث، لانه لم يعد من الممكن تعييره.
نحن كشعب، لا زلنا لا نملك قيادة موحدة ولا دولة لها مصالح محددة لكي يمكن ان تحدد مصالحنا الاستراتيجية وعلى ضؤ هذه المصالح يمكن تحديد العدو من الصديق. في عنوان لمقاله قال الاستاذ انطوان صنا (لا اصدقاء لشعبنا في الوطن)، وهو صحيح، فمن يكون صديقا لجهة لا يمكن ان يستفيد منها باي شئ. نحن مع الاسف حتى القوى التي نملكها والتي يمكن ان نسوقها لنكسب الاصدقاء، نفرط فيها وندمرها. لان عدونا الاول هو نحن!
لنأتي الى الارض التي نتباكى عليها، هذه الارض تركناها في الغالب اثناء ثورة ايلول ضد الحكومات العراقية المختلفة. نعم تعرضنا للاعتداء من قبل اذناب السلطة وخصوصا من قوات الجتا، ولكننا لم نرتبط بالارض. بل تركناها واغلب من هاجر لم يتعرض لظلم مباشر. لنتذكر الهجرة الكبرى التي ابتدأت في عام 1973، حينها شخصيا ورغم صغر سني القيت كلمة في لجنة الشباب الاثوري في كنيسة مار عوديشو على اعضاء اللجنة عن الهجرة ومخاطرها، ولم نكتفي بذلك، كنا كاعضاء للحزب الوطني الاشوري نبشر ضد الهجرة وضرورة التشبث بالبقاء، واذكر ان لم تخني الذاكرة اننا دعونا الاستاذ خوشابا سولاقا لالقاء محاضرة قومية في لجنة الشباب وكانت حول الهجرة ايضا. ورغم نشاطنا كحزب وكلجان الشباب وكالنادي الثقافي، الا ان تلك الهجرة كان لها تاثير كبير في خلخلة اوضاع شعبنا الديموغرافيا. وكانت بلا اسباب مباشرة ابدا. فالحكومة كانت لا تزال في سلام مع الحركة الكوردية والحزب الشيوعي يعمل علنا، والوفد الاشوري كان قد قدم للتفاوض حول حقوق الاشوريين مع الحكومة العراقية، والمار شمعون كان قد رفض وعلنا عرض الحكومة العراقية. الحكومة العراقية اخذت خطوة واحدة نشرت الدعايات وسهلت عملية الخروج، بحيث انها كانت تننح جوازت السفر حتى لمن لم يكن يملك شهادة الجنسية العراقية، وتلقفها شعبنا. من كان سبب هذه الضربة القاضية على شعبنا؟ الم نكن نحن، علما ان المهاجرين في تلك الفترة او غالبيتهم كانوا من المتعلمين، ومن الطبقة المتوسطة.؟
في ظروف الحرب العراقية الإيرانية، تأسس لشعبنا تنظيمات سياسية، كان يمكن ان تكون ذات دور فاعل في تحديد مستقبل افضل لشعبنا، كالحركة الديمقراطية الاشورية وكبيت نهرين وكالتجمع الديمقراطي الاشوري، ومن ثم الاتحاد الديمقراطي الاشوري، هرب الالاف من شبابنا من الحرب والى ايران ومروا بهذه التنظيمات، ولم يلتحق بها الا ما ندر. لو كان لنا الف او اكثر من المناصرين والفعالين الحاملين للاسلحة، لكان ميزان القوة افضل بكثير لنا. ولكن بقى عشرة الى عشرين في الحركة ومثلهم او اقل في التجمع وفقط. علما ان اغلب من عبر الى ايران كان من حملة الشهادات. نعم كانت هناك مشاكل، الا ان الكثرة احيانا تتغلب على المشاكل، ولعل قلة العدد، وقلة الموارد، كانت سببا، لعدم احتسابنا في جبهة جود، والتي قلت في اجتماع مع عضو من اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني، ان لم تقبلوا التجمع، فنحن لا مانع لدينا لقبول الحركة. ولكنا كنا ضعفاء وقليلي العدد.
حينما تحررت المناطق من سلطة صدام، واذا كنا نبكي على الارض التاريخية وحقنا المسلوب، كم منا عاد الى هذه الارض، كم منا اشترا منزل او ارض او اقام مصلحة او مصنع؟ كم حزب من احزابنا العالمة هناك دعا الى استثمار حقيقي في المنطقة، عدا شعار رفعه الحزب الوطني  للدعم ولم يرد ان يسمع احد، لان الجميع انتشوا ببطولات متخيلة تم سوقها. لو كنا على الاقل نشكل عشرون بالمائة من سكان المنطقة الان، لتغييرت موازين كثيرة. لتودد الناس الينا، ولقدموا لنا التنازلات، عشرين بالمائة، ومع الة اعلامية واقتصادية مخطط لها، لكانت عملت الكثير الكثير. ولما حاولنا معالجة خيباتنا بتاريخ مضى وبعضهم لا يزال يتغني به ولكن كل الفرص استزفناها ونحن نهرب.
في السياسة الصداقة تعني المصالح، السياسيين ليسوا رؤساء منظمات حقوق الانسان، انهم يريدون ان يترجم كل شئ الى اعداد، اعداد الاصوات، اعداد البنادق، اعداد الدولارات، من هنا تنبع الصداقة السياسية، اما ان نتصورها كالصداقة بين شخصين فهو وهم، حتى بين شخصين يجب ان تكون الميول مشتركة اي هناك نوعا من المصلحة. فهل فكرنا ويفكر من يدعو الجميع اعداء شعبنا حقا. وباي حق، يسمح كل واحد ان يحدد اعداء شعبنا وكانه القيم على الشعب.
نعم لنا حقوق، ولنقولها بصوت عالي نحن نريد حقوقنا ومساواتنا، ونطالب بمشاركة ممثلي شعبنا في التخطيط وتنفيذ السياسيات، وفي تمكينه من تطوير ثقافته والمحافظة على هويته. ولكن لكي نفرض هذه الحقوق على الاخر، اليس مطلوبا الاتحاد حولها. يقول السيد كنا ان السيد مسعود البرزاني قال له، انه مؤيد لوحدة شعبنا، ولكن ماذا يفعل لو انه في زاخو التقى مطرانا فقال له نحن لسنا منهم نحن سريان، وعنكاوا التقى اخر فقال له نحن لسنا منهم نحن كلدان، الا ينطبق المثل الاشوري علينا كوزا مكاوي كي خارو (الجوز من الداخل يفسد). ابسط مفاهيم السياسية، تقول انه ليس مطلوبا من الاخر ان يكون اكثر قومية منك، وخصوصا هو من شعب وامة اخرى. نحن نطالب الاخرين وبكل انقساماتنا ان يقروا ما نريد، وكل منا وكل تسمية وكل حزب  حسبما يريد.
نحن بامس الحاجة الى الأصدقاء، وليكن شعارنا كيف نخلق الاصدقاءـ وكيف نبني الصداقات، وكيف نكسب الاصدقاء. لكي نتمكن وبمعيتهم ان نبني مستقبل مستقر، قد يمكن لابناء شعبنا الباقين على الارض، من ترسيخ وجودهم وتطويره، ونحن سنكون عضدهم.
ولكن لكي نكسب الأصدقاء، علينا ان نتعلم كيف نتحدث، كيف نطالب، اصدقكم القول، لو اننا قدمنا ملفا كاملا وموثقا باملاكنا الفعلية والمتجاوز عليها وبشكل قانوني، وقلنا ان اصحابها سيسكنوها حالما يتم حل التجاوز، فان الكثير من ذلك سيحدث. ولكن للدول مسؤوليات تجاه شعوبها، الشعوب تريد ان تاكل وان تشرب وان تزرع، فمن الصعب منع انسان من زرع اراض صالحة للزراعة متروكة، لان اصحابها بعيدين عنها، انه امر، لا يمكن لاي دولة ان تتركه. لان اي منتوج يدخل في النهاية في الميزانية بهذا الشكل او اخر.
وفي مسألة المثارة حاليا وهي الاستفتاء، قانونيا العراق منح حق تقرير المصير للكورد، وهناك العشرات من الاتفاقيات بين الاطراف تتضمن مثل هذا البند، ما حدث انه يمكن معارضة الاستفتاء، لانه كما هو حق للكورد، فالرفض كذلك حق للناس للتعبير عن رايها بالموضوع، ولكن عندنا ظهر وكانها هستيريا عدائية. في المقابل كان يجب التاكيد على ان اجراء الاستفتاء وتايدنا له مشروط بتلبية حقوقنا المشروعة. ومنها التجاوزات، وتسمية الدولة والمسأل التربوية وحق المشاركة في القرار والتنفيذ، وتعديل القوانين للتوافق مع تطلعتات شعبنا وهويته القومية والدينة. السياسية وكل سياسي يفهم انه في مراحل التغييرات تحدث المطالبات الكبرى وتحدث المساومات الكبيرة. فهل تحركنا كذلك. يقول السد كنا ان السيد مسعود البرزاني طلب منه ان يجتمع احزاب شعبنا ويحددوا مطالبهم ويقدموها، فهل سيجتمعوا ويحددوا المطالب بشكل واضح سواء على ضؤ بروكسل او المطالب السابقة. وهل سيقدموها وفي علمهم انهم يمارسون عملية سياسية، وليس مثاليات منظمات حقوق الانسان. لنرى هل سنبحث عن اعداء شعبنا، ام علينا ان نكسب الاصداقاء، وبالسياسة. ام اننا بارعون في تضييع الفرص.

72
ماذا قال السيد كنا عن لقاءه مع السيد مسعود البرزاني؟




تيري بطرس
في يوم 7 حزيران اجتمع الاستاذ مسعود البرزاني بعدد من ممثلي الكتل الممثلة في برلمان اقليم كوردستان، وفي هذا الاجتماع تم تحديد موعد اجراء استفتاء حول اعلان استقلال الاقليم، وكان من بين من وقع على تحديد موعد الاستفتاء، السيد يعقوب يعقوب ممثل كتلة الرافدين في البرلمان المذكور. وباعتقادي ما قامت به الحركة من تحركات ومواقف اعلانية للتغطية على ما قام به ممثلها، كله لا فائدة منه، من الناحية القانونية لانه يعتبر اقرارا بالموافقة على اجراء الاستفتاء، ولكن ما يمكن ان تفعله او كان يمكن، هو دعوة جماهيرها لعدم الموافقة في ذلك اليوم كخطوة للتراجع عن موقفها. ولكن حتى هذا الاحتمال تم الغاءه حينما اكد السيد يونادم يوسف كنة على ان صوت شعبنا لن يغيير الامور، وتاكيده المستمر ان الاستفتاء من حقوق الانسان ومن مبادئ الرئيس ولسن في حقوق الشعوب في تقرير مصيرها.  نحن لا نعارض ذلك ولكن لما كل هذه التحركات الاعلامية التي تبين عكس ما تم  ياترى؟ ان تاكيد السيد كنا على حق الاقليم في اجراء الاستفتاء، ولكن ليس على حساب شعبنا، هذا امر اخر، انه مطلب مشروع ولكن هل بهذه الطريقة، هل كنا نحتاج الى كل الاتهامات المتبادلة بين من قال انه مؤيد لانه من حقوق الطبيعية، وبين من قال لا، علما كما قلنا انهم موقعين على تحديد الموعد. كم كان سيكون جميلا، ومهما ان نلتقي قيادة الاقليم ونذكرهم بما ينقصنا او بما يتم تجاوزنا فيه، من الشراكة الى التجاوزات الى الغبن في كل مجالات الحياة الاخرى من اسم الدولة ومن الشعار والنشيد والعلم والتعليم وكتب التاريخ وتوزيع الثروات والقوانين الاخرى. ان مطالبة السيد كنا لتفعيل برلمان الاقليم ومن ثم قيام البرلمان بتشريع الاستفتاء هو نصيحة لشرعنه الاستفتاء وهو القبول به (السيد كنا يطرح كل هذه الامور وغيرها وكانه هو الشخص الذي طرحها او انه المخول او انه الممثل الشرعي للامة، علما ان هذه المطالب والقضايا تم المطالبة من احزاب اخرى ومن كتاب وادباء). اما عن قوله انه طالب باستثناء سهل نينوى من الاستفتاء، في الوقت الذي يكرر مرارا ان اتفاق حكومة الاقليم والحكومة المركزية وبواسطة امريكية على تقسيم سهل نينوى هو مضر بشعبنا لانه يقسم امتنا (امتي كما يقول او شعبي) امر غريب جدا، لانه في نفس الوقت يطالب بعدم اجراء الاستفتاء في سهل نينوى لانه ليس جزء من الاقليم!! الا يؤدي هذا الطلب الى تقسيم ابناء شعبنا الى دولتين وخصوصا لو نجح الاستفتاء واعلن الاقليم عن قيام دولته المستقلة.  وكيف يمكن ابعاد سهل نينوى من الصراع واساسا انه جزء من الصراع، ففيه ابناء شعبنا والازيدية والشبك والعرب والكورد، ولكل طرف من هذه الاطراف مطالب واحيانا مطالب متناقضة ولكل طرف امتدادات خارج سهل نينوى ولبعضها قوى قوية تسندها مثل الازيدية والشبك الشيعة. لا اعلم كيف يمكن ابعاده في ظل مثل هذه الحالة من الصراع السياسي. وهو الامر المهم لدي السيد كنا. نعم كنا نتمنى ان يكون سهل نينوى محايد، ولكنه واقعيا مقسم الى الشمالي والجنوبي، حتى ان القوى التي تعمل في كل قسم لا تعمل في الاخر بشهادة الاستاذ كنا. فكيف يمكن خلق التوازن بين واقعه الحالي وما يطالب به السيد كنا. انه يطالب ولكن ممن لا اعلم. انه يطرح شعارات لكي يقال ان له برنامج وهل هناك من سيحاسب مستقبلا؟

في اللقاء الذي جرى بين الاستاذ البرزاني والسيد كنة، خرج السيد كنة بتصريحات باعتقادي او حسب وجهة نظري ليست متطابقة مع الوقائع. يعني انا اقراء الامر بشكل اخر، ودليلي استمرار وثبات عملية ازاحة السيد فائز الجهوري مدير ناحية القوش، وكذلك استجواب السيد باسم بلو قائمقام قضاء تلكيف، والتي يقول انصاره والكثيرين انها ستؤدي الى ازاحته من منصبه. ولكن رغم قولنا ان المسألة من الناحية القانونية لا غبار عليها، فهذه المناصب تخضع للتوازنات داخل المجالس المحلية، وارسال رسالة حزبية الى هذه المجالس بتغيير الواقع الحالي لكي يتوافق او لا يتوافق مع سياسة معينة، امر سياسي بحت. ورغم ان السيد كنا ايدنا حينما اكد على قانونية الاجراء. ولكنه حاول الانتقاص من ممثلي ختارة او الاخوة الازيدية لاتخاذهم هذا الموقف او ان تسعة من ممثلي مجلس القضاء ممن هم من الديمقراطي الكوردستاني صوتوا ضد السيد باسم بلو، حسموا الامر. والمفروض في سياسينا ان كانوا يريدون ان يغيروا الواقع، او يحسنوه او يتخطوا الحالة الراهنة، ان يخلقوا قنوات حوار مع الاخوة الازيدية والشبك. واليوم حينما يتم لومهم، فاللوم الحقيقي يقع على احزابنا. ولماذا نفترض في الاخوة الازيدية ان يؤيدوننا وهم اساسا ممثلي حزب معين وهو الحزب الديمقراطي الكوردستاني. هنا اقول للسيد كنا و احزابنا ان تحركاتكم بشأن قضية مدير ناحية القوش وقائمقام تلكيف خاطئة ولم تقرواء موازين القوى المسيرة للاحداث بشكل صحيح، ولا اعلم على ماذا كنتم تعولون، على تحريك المهجر في قضية فاشلة قانونيا!. والطامة الكبرى ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وبالوزن الذي يتمتع به سيختار بدلاء من ابناء شعبنا لملاء هذه المواقع، وبالتالي سحب اي شرعية تدريجيا من احزابنا حول قضايانا. اذا على احزاب شعبنا ان تدرك انه حينما تسحب منها شرعية تمثيل شعبنا، فلن يبقى لها دور سوى استلام المعلوم وحسب ما تحدده الاطراف في حكومة الاقليم او الحكومة المركزية. ان ما يطالب به السيد كنا ولو اعلاميا،  هو حق تمثيل شعبنا في مجالس البلديات فعليا ولكن ان يكون هذا التمثيل خاضعا لمرجعيات شعبنا والتي هي خارج اطار اي قانون معمول به الان في الدولة العراقية، لان لا احد عمل من اجل ذلك.
ما قاله السيد كنا حول ان الاستاذ مسعود يعمل لاجل امته، قد يكون صحيحا، لولم يكن يمثل موقع رئاسة الاقليم، التي تعني رئيس لكل سكان الاقليم، وهو ملزم بتوفير العدالة والمساواة للجميع. نحن ندرك وعلينا ان ندرك موازين القوى في الاقليم وبين الاقليم والمركز ودول الجوار، لكي ندرك ونعي خطواتنا، الا انني ارى بان طرح السيد كنه، كان لاظهار نفسه انه المسؤول عن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وانه الوحيد الذي يحمل همومه. وهنا باعتقادي وان كان موقفا اعلاميا، فنرجو الابتعاد عن اظهار الذات على انها فقط المهمومة بالقضية وما الاخرين الا المتاجرين بها، هذا الامر الذي يخلق المزيد من الشكوك في بناء خطاب موحد.
نعم انا مع السيد كنا في قوله، ان العمل مع القوى الكوردية ومع حكومة الاقليم هو واجبنا وحقنا، لاننا امتان متداخلتان، ولكن لماذ نتهم الاخرين بانهم عملاء واذيال للكورد، وهم لم يقولوا اكثر من ذلك؟ هل هي عودة الى العمل الجماعي ام انها نتيجة اللقاء بين رئيس الاقليم وبينه؟. علما ان كل ما قاله السيد كنا عن اللقاء وما جرى فيه، لم يخرج موثقا من الطرفين، اي لم يكن اتفاقا ملزما، انه حوار شفهي، لم ينشر الطرف الاخر شيئا منه. ان تطرق السيد كنا الى الفساد في بغداد واربيل، كما زعم باعتقادي امر جيد ان كان قد قيل، رغم ان قول ذلك بات معلوما ومعلنا من اطراف عديدة. ولكن كما يعلم السيد كنا الذي كان يتباهي بان قواته هي القوات الفاصلة بين البارتي واليكتي حينما اندلع بينهم الصراع المسلح في منتصف تسعينيات القرن الماضي، فهل يعلم وهل حاول اصلاح الفساد من خلال نقد الطرفين ممن حاولوا شراء المساندين والمؤيدين لحسم الخلاف بينهم. ولتبرير ما نشرته قناة ان ار تي هو قبول الحركة بالاستفتاء، يحالو السيد كنا اللعب على الكلمات التي يلغيها الواقع في 7 حزيران الماضي. كما ان المقابلة واقوال السيد كنا وقعت في تناقض، قد يكون غير مقصود، او انه عائد لشطارة السيد كنا في الحديث، بين ما تم الحديث عنه بين الطرفين وبين ما يريد كنا ان يوضحه من القصايا. والتي في الغالب يحاول ان يقول انه بارع فيها. مثل مناقشة قضايا الانقسامات الاخيرة في الاحزاب الكبيرة في الجنوب. كما انه وفي رده او مناقشته مسألة مؤتمر بروكسل، لم يوضح الخلافات ابدا، بل ان النقطة الاساسية التي اخذها عليهم انهم يعملون باجندة اطراف اخرى، صار السيد كنا يعمل بها. والمهم ان المقابلة انتهت بمنح التبريرات الكافية لخطوات الاقليم.


73
المنبر الحر / صمت القبور
« في: 21:01 24/07/2017  »
صمت القبور




تيري بطرس
لماذا اقيل مدير ناحية القوش؟ باعتقادي لا احد يعلم لحد الان، فما تسرب ان الاقالة كانت لمقتضيات المصلحة العامة، اضاف غموض على غموض القضية. علما انها ليست اول مرة يتم العمل من اجل اقالته. قانونيا وحسب ما نشر بعض الاخوات والاخوة، لا يحق للمجلس البلدي منع مدير الناحية من ممارسة مهامه، اذا تم احالة المسألة للقضاء، ويبقى مدير الناحية يمارس مهامه  لحين وصول امر قضائي يؤيد الاقالة او يرفضها. ولكن المشكلة ان الاقالة تمت وتمت الموافقات الادارية، ولا احد يتكلم بالقانون ودوره واحالة القضية اليه ليفصل فيها. ان الحكم على قضية حيثياتها مجهولة امر صعب، نعم يمكن القول ان القرار سياسي، وبدليل سرعة الموافقات الادارية، بحيث يمكن القول انها اسرع معاملة ادارية في تاريخ العراق وقد تؤخذ كانجاز وسبق يمكن ادخالة في موسوعة غنيس. الا انه من ناحية اخرى وحسب علمي ان مدير الناحية، منصب يأتي بالتعيين وليس الانتخاب، وبالتالي فان من صلاحية المجلس البلدي اقالة اي موظف لديه. ولكن القانون سمح لهذا الموظف او اي موظف اخر بالتقاضي واعادة الحق اليه ان كان على حق. وهذه عدة ايام ولم نسمع ان تحويل للامر الى القضاء، ولا نعرف السبب؟. هل الجميع بانتظار حلول اخرى، من خارج القضاء، اي مصالحات سياسية مثلا، ولذا ينتظرون الى اخر مهلة، ام ان هناك امور مجهولة لنا؟ ولكن اللجوء الى القضاء والحكم لصالح مدير ناحية القوش ممكن ان يعزز كثيرا من موقفه ويدعمه.
ولكن الصراخ والبيانات وغيرها، تنحي منحى اخر، او لنقل تدعونا لنفكر بامر اخر اكثر رعبا مما هو قائم الان، ان بعض الاطراف اراد قضية لكي يظهر التزامه القومي او الوطني، ووجد او حاول ان يجد في قضية مدير ناحية القوش الفرصة. وبداء الغمز من ناحية الحزب الديمقراطي الكوردستاني، والظاهر ان اظهار العداء للديمقراطي الكوردستاني، صار عند البعض علامة الالتزام القومي. شخصيا قد استبعد ان تكون هناك محاولات باستغلال الموقع الحزبي لتنحية مدير ناحية القوش، ولكن لا احد سأل من هي الاكثرية في المجلس البلدي، ولماذ صوتت، ولماذ قال البعض؟ مهما قلت فان قرار اقالتك قد اتخذ؟
ان يكون للاستفتاء المزمع اجراءه، دور في اقالة السيد فائز عبد ميخا، باعتقادي امر مستبعد، على الاقل من ناحية اي دور سلبي لمدير الناحية يمكن ان يؤثر في النتائج. لان القاعدة الانتخابية في ناحية القوش هي لصالح الازيدية، وهم على الاكثر يفضلون الالتحاق بالاقليم على ان يبقوا تحت رحمة جيرانهم  من المسؤولين العرب، الذين اذاقوهم المر والويل. اذا هذا الملف وحتى لو اعتقدنا ان مدير الناحية كان يعمل عليه وبخلاف راي المجلس البلدي، يمكن الحكم ان مدير الناحية اختار الانحياز الى الطرف الخاسر مقدما. وهو موقف فاشل سياسيا، بمعنى الاصرار على الهزيمة وتذويق الناس مرارتها، لانه حتما كان يعول على البعض ممن يدعمونه؟ ولكن ان صح مثل هذا السيناريو، ياتينا السؤال الاخر وهو من كان حليف السيد فائز جهوري في خياره هذا؟
هناك احتمالات كثيرة لاسباب الاقالة، ولكن لماذا خفتت الاصوات اليوم ؟ هل كانت عملية ادخال شعبنا في لعبة خاسرة، وغير معروف نتائجها، خطوة سياسية حقا ام انها اعتمدت في اقل الاحتمالات واحسن النيات على العواطف الجياشة؟ بالرغم من ان الدفاع عن انسان مظلوم هو واجب وعمل اخلاقي من الدرجة الاولى، ومن ناحية اخرى هو واجب وطني لانه يرقي الممارسة الوطنية السليمة وبالتالي يبنى الوطن على اسس صحيحة. الا ان ادخال شعبنا في القضية كان باعتقادي محض لاسباب حزبية وتنافسات حزبية مقيته. ولان البعض لا يزال يبني جماهيرته على انه المعادي لمن سرق واحتل وطننا، وانه يصارع الذئاب في وكرهم.  ولانه لا يزال يبحث عن الجماهيرية فحاول وضع المزيد من الحطبف في هذه النار التي لن تفيدنا ابدا، ومع الاسف انجر البعض اليها وكانها مرتع الانتصارات ومنبع الامتيازات والدعم الشعبي الذي لاينضب. ولم يفكر احد بضرورة ترميم العلاقات في المنطقة بين المكونات لان تعايشهما هو تاريخي وحقيقي ومستقبلي ايضا.
كنا ننتظر، بعد موجة الكتابات العاطفية والحزبية، تحليلات واستنتاجات لكل ما حدث واذا بنا نرى الصمت والسكوت، وكان هناك اوامر الاهية الزمت الجميع به، فهل هناك من ادرك انه خسر ولذا فكان توجهه لاسكات الاصوات؟ ام ان في الامر عادة من عادات شعبنا، والتي ذكرناها مرارا وهي انه يثور بسرعة ويصمت بسرعة، دون ان تحقق ثورته اي هدف من اهدافها، الا هم الا اذا استثنينا قضية نهلة والتي لم نتابع كل نتائجها لحد الان.
في الوقت الذي تكون العلاقات مع الجوار في الغالب مشبوبة بالمشاكل والضنون والشكوك، وهذا طبيعي، لان جاري هو الذي ينافسني في كل ما اعتقده لي، وخصوصا الامم التي شابت علاقتها التاريخية الكثير من المأسي والالام. الا ان القيادات التاريخية والمتنورة والواعية من الفئة العليا، تعمل لتوفير كل الوسائل من اجل بناء اسس الحياة المشتركة من خلال الصداقات والقيم والمؤسسات، التي تحفظ العدالة والحقوق المتساوية لكل الاطراف الملزمين بالتعايش. ولادراك القيادات التاريخية ان المشاكل تحدث مع الجوار فهي ولتحقيق اماني شعبها فانها تعمل بكل همة ونشاط  لتدوير المسائل والقضايا المختلف بشأنها مرات ومرات للبحث عن حلول مستجدة، فقط لكي تبنى العلاقة السليمة والتي تسمح لها بالتطور وبالاستقرار. في هذا الوقت نرى ممارسات بعض الاطراف يهدد اسس العلاقة مع جيراننا بمنح بعض الاشاعات بعدا اكبر مما هو وتحويل ماهو حزبي او شخصي الى قومي. فهل في تنحية السيد فائز جهوري اقصاء لشعبنا مثلا، في الوقت ان الذي ياتي من بعده،  سيحمل نفس الصفات وهي ان يكون من اهل القوش وان يكون مسيحيا. واذا كان تنحية موظف يعتبر اقصاء قوميا، فما بالكم بتنحية شعبنا في المفاوضات الدولية والاقليمية والوطنية التي تجري مع الجوار او العالم اوحتى بين مكونات العراق ومن خلالها تتشكل صورة العراق. فيما ان التركما ممثلون في مختلف الادوار؟ ولعل زيارة السيد مسعود البرزاني في ايلول الماضي  لبغداد كانت احد اكبر اشارات اقصاء شعبنا عن المشاركة في البحث عن مستقبله، لان مستقبل الاقليم هو مستقبله ايضا. وحينها سكت الجميع الا من مقالة يتيمة نشرتها في ايلاف. يمكنك الاطلاع عليها على الرابط
http://elaph.com/Web/opinion/2016/10/1112460.html
ان تصغير وتقليل شان قضايانا، من قبلنا يعني اننا وبرضانا نقر بان اكثر ما يهمنا هو مسألة موظف هنا او هناك. وليس المشاركة في القرار السياسي وان يكون لنا دور في صنع هذا القرار من خلال المشاركة في القرار الامني والعسكري والاقتصادي والسياسي العام. اي ان نلم بكل الروافد التي يبنى عليها الوطن لكي نشارك بقوة في هذا القرار. ان عدم مشاركتنا في القرار السياسي وعلى اعلى المستويات، يعني ان دور وزراءنا ونوابنا هو دور ديكور لتجميل الصورة ليس اكثر. وحتى مدير الناحية الخاضع سياسيا للمجلس البلدي كان دورا ثانويا جدا، لانه كان يعمل تحت امر هذا المجلس قانونيا.

74
هل نجح معارضي بروكسل بطي صفحته، رغم مقرراته الناجحة؟





تيري بطرس

لكي نكون منصفين في قرأتنا لما قرره مؤتمر بروكسل وهل حقا، انه حاول تجاوز مطالب احزاب شعبنا، وهل عمل لاجل مصالح واجندة اخرى، مخفية وهل في هذا الامر اي العمل مع او بالتوافق مع اجندة وطنية او اقليمية معينة يعتبر خيانة مثلا؟ سنحاول مقارنة مقررات مؤتمر بروكسل مع ورقة مطالب احزاب شعبنا ونمر على بعض ممن كتب في هذا الصدد لنرى، كم ان ما كتبوه عبر عن ما حدث بالفعل حقا، او ان ما دونوه كان اصطفافا مع طرف بغض النظر عن النتائج وعن حقوق الامة والشعب.
المقارنة ننقل من ورقة المطالب التي يدعى المعارضون انهم يدافعون عنها، وان مؤتمر بروكسل عمل ويعمل من اجل تجاوها. وسنذكر صيغة مكتوبة من قبلنا للنقاط في ورقة مطالب شعبنا لاننا لم نحصل الا على صورة لها، وستكون بالاحمر ونقاط ورقة بروكسل وستكون بالاخضر وما اكتبه او استنتجه او المح اليه سيكون بالاسود.
تقول ورقة مطالب احزاب شعبنا
اولا تفعيل وتنفيذ القرار رقم 16 لمجلس الوزراء في جلسته المرقمة 3 في 21 كانون الثاني 2014
تقول ورقة بروكسل
نطالب بانشاء محافظة لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري مع مكونات المنطقة  وبالطبع وفقا لاحصاء عام 1957 (( ونؤكد على القرار رقم (16) الصادر عن مجلس الوزراء العراقي في جلسته رقم (3) بتاريخ 21 كانون الثاني 2014 الذي وافق على الموافقة المبدئية (الموافقة من حيث المبدأ) على إنشاء واستحداث محافظة سهل نينوى، ولكن ماهو اكثر اهمية ان المطالب هنا تنوه وبشكل صرح على حق المحافظة للتطور والتحول الى اقليم. في اطار الدستور العراقي.
اذا هذا المطلب والمهم لدى المعارضين والذين قالوا وزمروا بانه سيتم تجاهله، على العكس تم التأكيد عليه وليس هذا بل تطوير المطلب ليتحول الى اقليم بما يتضمنه ذلك من صلاحيات تشريعية وتنفيذية ومشاركة في السلطة المركزية ورموزها من الجيش والامن ووزارة الخارجية، لا بل حق فتح اقسام في السفارات تخص الاقليم.

ثانيا مطالبة مجلس الامن الدولي باصدار قراره،  من اجل حماية المكونات في سهل نينوى وتكون لبعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي) حق مراقبة الاوضاع الامنية والتنموية والحد من سياسة سلب الارادة وفرض الهيمنة.
اما بروكسل فتقول ومن الضروري إنشاء قوة واحدة تكون مهامها دفاع عن النفس لسهل نينوى تتألف من سكان سهل نينوى بالتعاون مع التحالف الدولي المتواجد حالياً في العراق. وينبغي دمج جميع قوات الدفاع التي أنشئت بين عامي 2004 و2017 بالقيادة المركزية لسهل نينوى ضمن الهياكل القوات الاتحادية العراقية والشرطة المحلية. وستقود القيادة المركزية لسهل نينوى قوة الدفاع سهل نينوى. في البداية تتكون هذه القيادة مما يلي:
    ممثلي جميع القوات القائمة والتي تم إنشاءها من قبل أبناء الكلدان السريان الآشوريين والإيزيديين والشبك والكاكئيين بين آب 2014 وأيار 2017. سوف تتفق هذه القوات في الوقت نفسه على أنها سوف تتوحد تحت قيادة سهل نينوى وذلك سوف يكون أكثر احترافاً وأكثر مهنياً.
    ممثلو قوات الأمن العراقية والقوات الدولية (المؤقتة).
    يكون القائد العسكري من الرتبة العليا من المكون الكلداني السرياني  الآشوري.
سيقوم الائتلاف الدولي بتزويد وتدريب مباشر لقوة دفاع سهل نينوى بالتنسيق الوثيق مع القوات الأمنية العراقية. ونقترح أن تحافظ دولة أو أكثر من البلدان التابعة للائتلاف الدولي على علاقة طويلة الأمد بقيادة سهل نينوى لدعم الثقة والاحترافية.

والامر المهم ففي الوقت ان ورقة مطالب احزاب شعبنا، قد تم توجيهها الى السيد رئيس الجمهورية، ولا اعلم لما حقا، فان بروكسل وجهها ومن خلال البرلمان الاوربي الذي من المفترض ان يتبنى كل ما ورد في هذه المطالب، ويوجهها الى مجلس الامن علما ان الاتحاد الاوربي جزء فاعل وكبير في المجتمع الدولي، وفيه فرنسا التي تمتلك حق النقض والمانيا الدولة الكبيرة التي تحتسب من الدول الكبرى وان لم تدخل نادي اصحاب الفيتو. كما ان حضور ممثل عن وزارة الخارجية الامريكية ممكن ان يفتح الابواب لتنبني وزارة الخارجية المطالب ومن ثم عرضها على مجلس الامن. علما ان مجلس الامن لا يمتلكه احد، فهو يخضع للمصالح دوله الخمسة وبعض الدول الكبيرة التي يتم الاهتمام بمصالحها سواء من خلال العلاقات الثنائية او من خلال مجلس الامن مباشرة. ان توجيه المطالب الى رئيس الجمهورية، يمنح الفرصة للتنصل وعدم توجيهها الى مجلس الامن. تبقى مجادلة ايهما الافضل يونامي ام التحالف الدولي، العراق في الطرفين، والجهد العسكري هو للتحالف الدولي.
ثالثا بابعاد سهل نينوى من الصراعات السياسية واعتباره شريطا اخضر ( تحييده عسكريا وسياسيا) واعطاء اهله حق ادارة انفسهم وتمكينهم من الدفاع عنه
اما بروكسل فتقول وبما أن المنطقة اعتبرت متنازع عليها بين بغداد وأربيل، لم يساهم الجيش العراقي ولا البيشمركة في الدفاع عن سهل نينوى عند هجوم داعش.
وإذا كان هناك أمل حقيقي في إعادة بناء سهل نينوى وعودة سكانها، فلا بد من توحيد سهل نينوى وتمكين حكمها وأمنها. وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هي الإدارة الذاتية ونتطلع في نهاية المطاف إلى إقامة منطقة الحكم الذاتي. ونحن نرفض جدار برلين على سهل نينوى

قضية تحييد سهل نينوى باعتقادي نوع من اليوتوبيا في الاوضاع الحالية، وخصوصا مع امتداد للسكان من ابناء الكورد والعرب السنة في سهل نينوى، من هنا البناء على تحقيق منجزات وتفعيل القانون، ولا مانع من فرض دولي على الاقليم و محافظة الموصل، بشكل يشمل عقوبات لاي تدخل من قبلهما في شؤون سهل نينوى او التشكيل الاداري القائم في سهل نينوى.
رابعا على الحكومة العراقية الاخذ بالتزاماتها الدستورية والاسراع باعمار المنطقة وتعويض اهلها.
اما بروكسل فتقول يجب على الحكومة العراقية أن تتعهد بالتزاماتها الدستورية وأن تعجل بإعادة إعمار وتأهيل مدننا من حيث البنى التحتية والمنازل المدمرة في سهل نينوى وضمان العودة الآمنة للسكان وتعويضهم عن تعويض عادل من أجل البدء بحياة كريمة جديدة تحميها الدولة العراقية.
لا اعتقد ان هناك اختلاف كبير وان كانت صيغة بروكسل اكثر تطورا
خامسا جراء ما تعرض له ابناء شعبنا على الدولة العراقية ان تتحمل مسؤولياتها بما يؤدي الى معالجة الامور.
بروكسل تقول العدالة شرط مسبق للمصالحة، ويجب مقاضاة كل مرتكبي جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد المواطنين العراقيين. يجب على الأمم المتحدة أن تعمل جنبا إلى جنب مع حكومة العراق وحكومة إقليم كوردستان لجمع الأدلة، والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بحاجة إلى تسهيل بناء محكمة مخصصة لجرائم داعش
ايضا المطلبات قريبان جدا، ولكن مطلب بروكسل اكثر تطورا وتحديدا
سادسا معالجة البرامج التربوية والتشريعية المجحفة بحق شعبنا والتي تقلل من شأنه
بروكسل تقول
من الناحية العملية، يجب أن تشمل مسؤوليات المحافظة جميع القضايا المتعلقة بسهل نينوى التي يمكن التعامل معها على مستوى محافظة سهل نينوى، والتي يجب أن تتضمن على الأقل ما يلي:
التعليم الذي يجب أن يتشكل على نحو يأخذ في الاعتبار التفرد الديني واللغوي لسهل نينوى،وضمان أن-1 تنعكس هذه الخصائص للسكان على جميع مستويات التعليم الموجودة في سهل نينوى. ومن ناحية أخرى، ينبغي للمؤسسات التعليمية أن تكون حرة في إقامة علاقة خاصة مع مؤسسات تعليمية وأكاديمية مماثلة خارج سهل نينوى.
الرعاية الصحية    .
    الخدمات الحكومية العادية مثل صيانة المجاري والكهرباء وإمدادات المياه وجمع القمامة إلخ.
    يجب أن يكون لسهل نينوى الحرية في توفير إمدادات المياه والكهرباء الخاصة بها إذا رغبت في ذلك.
الشرطة (لا ينبغي الخلط بينها وبين الدفاع عن النفس ).
    الحقوق التشريعية في المسائل المشمولة بقانون الأحوال المدنية. يجب أن يكون هناك محكمة واحدة على الأقل في سهل نينوى على نفس المستوى القضائي الموجود حالياً في المحافظات الاخرى. لا يجوز أن تكون محاكم الشريعة موجودة في سهل نينوى نظراً لأن الغالبية العظمى من السكان غير مسلمين.
    يعفى مواطني سهل نينوى من أحكام المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الجديد التي تشير إلى دين حامل الهوية وجواز السفر. وهذا بناء على ضوء الأغلبية غير المسلمة لسهل نينوى. ولذلك ينبغي اعتبار أن الحكومة المحلية الجديدة ستفوض سلطة لإصدار جوازات السفر نيابة عن حكومتها الإتحادية .
الدفاع عن النفس    الإشراف على إعادة البناء، بما في ذلك التمويل.    الإشراف ضمن إطار دستور العراق على حل جميع القضايا المتعلقة بالتغيير الديمغرافي غير الشرعي أو غير القانوني الذي حدث خلال نظام صدام حسين الديكتاتوري بل ازداد منذ سقوطه عام 2003.

وكما تلاحظون ان مطالب بروكسل اكثر تحديا وتاكيد على الصلاحيات التي يجب ان تمتلكها منطقة سهل نينوى.
سادسا نرفض كل الممارسات التي تهدف الى فرض سياسات الامر الواقع على مناطق الاقليات بعيدا عن رواهم وتطلعاتهم المستقبلية ونرفض كل طبخة سياسية لتقسيم المنطقة.
اما بروكسل فتقول وإذا كان هناك أمل حقيقي في إعادة بناء سهل نينوى وعودة سكانها، فلا بد من توحيد سهل نينوى وتمكين حكمها وأمنها. وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هي الإدارة الذاتية ونتطلع في نهاية المطاف إلى إقامة منطقة الحكم الذاتي. ونحن نرفض جدار برلين على سهل نينوى
 وتفول ورقة مطالب  احزاب شعبنا، واما بالنسبة لمطالب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في اقليم كوردستان فاننا كاحزاب سياسية ندرج الاتي
تطبيق المادة (3) بالفقرتين رابعا وخامسا من القانون رقم 5 لسنة 2015 وانهاء مشكلة التجاوز..الخ
((الفقرتان المنوه عنهما اي رابعا وخامسا تنصان رابعا؟ منع اي تصرف او سياسات سلبية من شأنها تغيير الاوضاع الاصلية للمناطق التي يسكنها مكون معين، ومنع كل تملك يهدف او يؤدي الى التغيير الديموغرافي للطابع التاريخي والحضاري لمنطقة معينة، لاي سبب كان وتحت اية ذريعة كانت.)) القانون رقم 5 والصادر عام 2015 من رئاسة اقليم كودرستان تحت تسمية قانون حماية حقوق المكونات في كوردستان- العراق.
اما بروكسل فتقول ونلاحظ أن دستور إقليم كردستان، الذي يشكل جزءا من النظام الاتحادي العراقي، "يضمن الحكم الذاتي الوطني والثقافي والإداري للكلدان السريان الآشوريين" (المادة 35). ونحث حكومة العراق على العمل بهذا النهج والروح  .
ادراج المادة 35 من الدستور المؤقت لاقليم كوردستان وتثبيتها في الدستور الدائم
 وبروكسل لم يدخل في الامر باعتبار ان المؤتمر مخصص لسهل نينوى.
في النهاية تتوجه الاحزاب الى السيد رئيس الجمهورية وتقول اذ نضع بين ايديكم هذه المطالب، فاننا على ثقة بحرصكم على وحدة الشعب العراقي ودستوره، وانكم صوت كل العراقيين وخصوصا المظلومين منهم، الذين عانوا الامرين ويصارعون من اجل البقاء في وطنهم الام ليعيشوا بكرامة وحرية، وشركاء حقيقيون في الوطن. فهل يفعلها السيد رئيس الجمهورية.؟ 
اما بروكسل فهو يتوجه الى المجتمع الدولي كضمانة اساسية لتحقيق مطالبه. 
ماخذنا على ورقة بروكسل انها في الكثير من فقراتها، متكررة وباعتقادي كان يجب اعادة صياغتها، ولكن ما وصل الى ايادينا هو الترجمة الانكليزية، عن المطالب واعتقد ان فيها تخلخل في المفاهيم، كما ان هناك خطاء او انا اعتقده كذلك وهو المطالبة بتطوير المحافظة الى اقليم، ومن ثم العودة للمطالبة بالحكم الذاتي في العراق، فحسب المفهم السائد ان الاقليم هو بصلاحيات اكبر واكثر من الحكم الذاتي. وخصوصا ان الحكم الذاتي هنا مرتبط بالعراق، فلو كانت المطالبة بحق التمتع بالحكم الذاتي فقط، لفهم الجميع انه المطالبة بحق تقرير مصير ولكن بكلمات اخرى، والمطالبة مستقبلية وبعيدة المدى. ولكن فيها ايضا مواقف تلغي اي شكوك لدى معارضي بروكسل، وحتى في الفقرة التي وردت بخصوص وحدة سهل نينوى بالاقليم لتحقيق التواصل السكاني، صيغت بصور اختيارية وليس كامر واقع. وهو موقف يتلائم مع مواقف كل الاحزاب بما فيها المعارضين من الموقف من ضم سهل نينوى او من استفتاء الاقليم باعتباره امر من حقهم القيام،  به. اي ليس امر قطعيا وجوب التنفيذ. ويحدد الامر بالمستقبل وبعد ان يكون سهل نينوى قد ارتقى الى محافظة او اقليم.
اما ورقة المطالب التي قدمتها الاحزاب، فانها تبحث عموم مطالب شعبنا في العراق، ولذا ادرجت مطالب في الاقليم ايضا من ضمنها، الا انها تتوجه الى رئيس الجمهورية وتطالب مجلس الامن. وفي هذا خلل واضح واخلال باستقلال البلد، ولا يمكن للرئيس الوقوع في مثل هذا الموقف، اي ان يقدم بنفسه مطالب جزء من شعبنه لمجلس الامن، فيها انتقاص من سيادة البلد، حتى لو كانت محقة، او على الاقل هذا هو الجاري على مستوى التعامل السياسي والدبلوماسي. كما انه ليس هناك ضمانات اخرى لوصول ورقة المطالب الى الجهات الدولية، رغم ان الاحزاب شكلت وفد التقى باطراف حكومية ومنها رئيس مجلس النواب وغيرهم وكذلك رؤوساء الكنائس للتسويق لورقة المطالب هذه.
والان لنطلع على ابرز ماخذ المعارضون لمؤتمر بروكسل وحسب ما ادرجوه في ما كتبوه على موقع عنكاوا كم، ولان هناك كم كبير من الكتاب، ولنقر ان معارضي مؤتمر بروكسل بعد ان  لعبوا لعبة العاطفة والتخويف من مؤامرة مجهولة وان كانت الاصابع تتجه الى الكورد في انعقاد هذه المؤتمر، قد استفادوا من كسب بعض التعاطف، على حساب مستقبل شعبهم وامتهم. فان اعادة قراءة ما كتبوه ضروري ولنرى على اي اساس استندوا. ولنبداء بالاستاذ شوكت توسا والذي يوجه رساله الى السيد لارس اداكتسون ويتهمه منذ البداية ان دافعه في اقامة المؤتمر هو عمل مؤامراتي وبالتعاون مع كورد في مدينة اوبسالا، لدعم قضية الاستفتاء وثم عقد مؤتمر بروكسل  لقاء اصوات الكورد في الانتخابات القادمة. ويسند الامر الى اخبار وصلته اي معلومات سرية لا يعرفها الا سيادته، والتي اعادت قيادة الحركة  نشرها في بيانها بالامس. ولكن لا احد يقول ما علاقة مؤتمر بروكسل وخصوصا انه لم يقدم شيئا للاقليم بل طالب بوحدة سهل نينوى. وتحويله الى محافظة ومن ثم الى اقليم. ووضع خيار ان رغب في الاتحاد بالاقليم للتواصل مع بقية ابناء شعبنا، كخيار وليس كشرط، وهو خيار ككل الخيارات التي نمنحها الشرعية عندما نقول ان استفتاء اقليم كوردستان هوحق ولكن، ان الانفصال من حقهم ولكن. ففي الوقت الذي اشتكى الكثيرين من ان هناك مشاركات من غير اهل سهل نينوى في المؤتمر، فان السيد توسا يشتكي بان كل المشاركين من اهل سهل نينوى بالرغم من ان عنوان المؤتمر اشر الى مسيحي العراق. ورغم ان عنوان مسيحي العراق ملتبس الا ان انصباب البحث والنقاش حول اهل سهل نينوى يمكن ان يفسر الامور. كما ان الاشارة المقتضبة الى تشريع الدستور المؤقت لاقليم كوردستان، الحكم الذاتي لشعبنا، باعتقادنا تزيد من توضيح الملتبس.
ان ورقة مطالب مؤتمر بروكسل كما وضحت اعلاه، باعتقادي انها افضل من نواحي كثيرة من ورقة مطالب الاحزاب بل متطورة عنها. ورغم ان المطالب لا تخضع لمطالب الاخرين ومتطلباتهم، الا ان ما يسوقه السيد توسا لم يستند الا الى قول مرسل لا تاكيدات عليه. ويا ريت كان قد وضح لنا من اين استشف ان مطالب بروكسل تنسجم مع تطلعات الغير او انها لاجل الغير. ان محاولة الادعاء وتحميل ما قامت به داعش لجهة مجهولة تستقدم قوات وتدربها، وتوجهها لفعل كل ما فعلته هذه العصابات لاجل تقسيم العرق. هو كله مقدمة عاطفية وترديد لاقوال المؤمرات التي نرى بانها تحاك ((هناك))، وكل المؤمرات تصب على راسنا نحن المساكين. ولان المؤامرة كبيرة فانه ياتي باثبات من اقوال احد قادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني يشيد فيه بمواقف الازيديين والمسيحيين والشبك لانهم يؤيدون استقلال الاقليم. ويزيد ويقول على حساب حق وتطلعات شعبهم ، كان حق وتطلعات شعبنا صارت معرفتها محصورة بالسيد توسا فقط، وكل من خرج عنها فهو يخون هذه التطلعات. ويقول السيد توسا مخاطبا السيد اداكتسون (( لقد  نسي المتحدث  الذي اشاد بالمسيحيين  اوبالاحرى تعمد مثلما تعمدتم انتم  في عدم  التطرق  الى  موقف الحركه الديمقراطيه الاشوريه  واشتراطاتها على لسان اكثر من متحدث باسمها))موقف الحركة واشتراطاتها، والاهم اشتراطاتها، وان  من يقراء يعتقد ان الحركة في موقف الاشتراط، ولا يعلم ان اشتراطات ومواقف الحركة وضعتنا في اغلب الاحيان في موقف محرج. سواء بتقديم احصاءات واعداد غير معقولة لابناء شعبنا او للاستهدافات التي يتم استهداف الحركة بها جراء مواقفها التي لم نجد منها في الغالب اي شئ.
ان الاطلاع على مقررات مؤتمر بروكسل يظهر انه كان متقدما على ورقة احزابنا بالتاكيد. وتبقي الادعاءات التي تقول بها الحركة ومؤازريها ادعاءات بحاجة الى اثبات وليس الى الكلام المرسل عن التاريخ والخيانة والمؤامرة. ولكن اذا اردنا تصديق ان هناك مؤامرة، فالمؤامرة الوحيدة القابلة للتصديق، هي مصادقة ممثل زوعا في الاجتماع مع السيد البرزاني على الاستفتاء وموعده من ناحية، ومن ناحية اخرى خروج اعضاء زوعا كمعارضين للاستفتاء. وهذ يمكن القول انها اللعب على الحبلين وعملية خداع الناس العاديين للكسب من الطرفين اي الحزب الديمقراطي الكوردستاني وشعبنا . 
اما الاستاذ الدكتور عبدالله مرقس رابي فيبحث في شرعية مؤتمر بروكسل. والغاية بالتاكيد ليس تطوير الامر، بل من الواضح محاولة نزع الشرعية عن المؤتمرولو شعبيا وبكل الوسائل وان كانت لوي عنق الحقيقة.
في البداية اود القول نعم ان المؤتمر عقد تحت تسمية مستقبل المسيحين في العراق، وقد يكون ملتبسا بعض الشئ ولكن المقررات كانت واضحة فهي تعلقت بمصير مسيحي سهل نينوى، وبالاخص قضاء الحمدانية وتلكيف والشيخان، وهذا الامر لن يؤثر وليس خلل استراتيجي بل ممكن القول خطاء . المؤتمر لم يبحث عن شرعية، لانه يمثل شرعية الاطراف التي مثلها، ومن انسحب منه انسحب اراديا ولم يتم استبعاده، ولحد الان لم يوضحوا اسباب الانسحاب الحقيقية وبشكل واضح، الا من خلال عبارات عمومية لا تعني اي شئ وحتى هذه العبارات مثل ان المؤتمر مسيرا او يحقق غايات اطراف اخرى، والتي نقلت من خلال الاطراف المؤيدة للمنسحبين. لم نجد من خلال قراتنا للمطالب التي اقرها المؤتمر اي اثر لها.  وحضور بطاركة من خارج العراق، كان بسبب الدعوة الموجهة لهم كزعماء لكنائسهم، علما من المفترض انهم على تواصل دائم مع قيادات الكنيسة في الداخل، ومن يحضر من الكنيسة ويتكلم باسمها فاعقتد انها مسألة تتعلق بالكنيسة ذاتها، هي التي تحدد من يتكلم باسمها، وخصوصا ان كل كنيسة هي وحدة قائمة بذاتها. وعلى هذا الامر (اي حضور بطاركة غير عراقيين) يبني الدكتور عبدالله مرقس رابي والذي يقول انه جاء بدون وعيهم، اي ان الناس الذين حضروا للمؤتمر لم يكونوا واعين ماهم فاعلين، ان لهم اجندات خاصة مدعومة، ولا اعلم كيف يتفق اللاوعي مع امتلاك اللاواعي لاجندات خاصة. اتفق مع الدكتور ان المؤتمر يجب ان لا يسمى مصيريا، بل يمكن ان تتبعه مؤتمرات اخرى، قد تطور مما فيه، وقد تجد داعمين اكثر له. ولكن مصير اي شعب، في الغالب لا يتوقف على برهة ما. ولكن الاختلاف هو في النقاط التي تفند عدم مصيرية المؤتمر، فهو يذكر عدم تكافئ الاثنيات، علما ان شعبنا اثنية واحدة بلغة وتاريخ واحد، المختلف هو التسمية والتسمية لن تخلق اثنية. باعتقادي ان تاثير حضور او عدم حضور العراق كدولة او كحكومة، امر ليس بالاهمية الكبيرة وخصوصا ان انعقاد المؤتمر خارج العراق، هو رسالة بان هذا المكون (الكلداني السرياني الاشوري) مغيب في العراق، ويتعرض للتهميش ودفعه لترك وطنه. انه ليس ضد ارادة العراق بالتاكيد، لاننا ندرك التخبط السياسي في العراق. الامر الذي لا يمكنه حتى من تطبيق القانون. ولكن المؤتمر هو صرخة باتجاه العالم لكي ينظر الى مطالبنا ويدعمها بعد سنين طويلة من التناسي من قبل حكومة العراق بالذات. لا اعلم كيف سيكون مؤتمرا دوليا مرة واحدة، انه خطوة في طريق مشاركة ممثلين دوليين، سواء كانوا بصفتهم الشخصية او بصفتهم الرسمية، (السفير العراقي شارك بصفته الرسمية، فهو الممثل الرسمي لدولة العراق في بروكسل ولا يمكن لاحد ان يتكلم باسم العراق وهو حاضر، الا من كان يمثل درجة اعلى منه وموفد بشكل رسمي من دولة العراق ليمثلها عوضا عن السفير. اعضاء البرلمان الاوربي، بالتاكيد استحصلوا على الاقل على تصاريح تسمح لهم بعقد مثل هذا المؤتمر، ومن المفترض ان يقدموا المطالب الى البرلمان الاوربي، وفي حالة تبنيها، فان البرلمان ملزم لطرحها على المستوى الدولي سواء من خلال الدول المنضوية فيه او من خلال رئاسة الاتحاد الاوربي الذي هو عضو فاعل في المجتمع الدولي. ممثل عن وزارة الخارجية الامريكية رغم انه لم يكن من القيادات الا ان حضوره، يعني الاهتمام بالحدث) اذا هناك حضور دولي متعدد وعلى مستويات مختلفة في المؤتمر، ولكنه بالتاكيد ليس على مستوى قيادات الدول، لاننا لا نملك مثله. المؤتمر طرح مطلب انشاء المحافظة، لا بل طرح امكانية وفي اطار الدستور العراقي تطوير المحافظة الى اقليم، وهذا كله ليس لابناء شعبنا في سهل نينوى بل لكل القاطنين فيه، اي ايضا للشبك والازيدية والكاكائية وغيرهم ايضا. اي انه طرح المطالب التي يرى ان تحقيقها سيحقق السلام والكرامة والمساواة لابناء سهل نينوى مع بقية العراقيين، وسيكون لهم سقفا مفتوحا للتطور وحماية الذات. اما عن مصير سهل نينوى وارتباطاته فقد وضح البيان بان الخيار سيكون بيد ابناءه من خلال استفتاء، ولكن بعد اقامة المحافظة على الاقل. اما حول التمكين الامني فهو من خلال القوات الذاتية والتي سيقوم التحالف الدولي بدعمها وتدريبها وتنسق مهامها مع المركز والاقليم وتتلقى مواردها المادية من المركز وستتشكل من القوات التابعة لابناء شعبنا والشبك والازيدية في تشكيل موحد يخضع لقيادة سهل نينوى. ان تشكيل مجلس سهل نينوى سيكون من خلال القوى السياسية والاجتماعية  الموجودة على الاقل في مرحلة ما قبل القدرة على اجراء انتخابات، ولكن في اطار الاليات والاهداف المتفق بشأنها، وليس مطلوبا ان يتم شرح كل التفاصيل الدقيقة لسير المراحل اليومية من خلال بيان واحد. انه امر لم يقم به احد. المؤتمرات تحدد الخطوط العريضة، والمختصين يحددون التفاصيل. وهنا نعني المختصون العسكريون والمختصون بالبنى التحيتة والمالية . بالنهاية اعتقد ان الابواب مفتوحة للاحزاب الغير المشاركة للعودة وللمشاركة بتحقيق هذه الاهداف المعلنة ومحاولة تطويرها. ولكن الاهم من كل ما اثارهما السيد توسا والدكتور عبدالله مرقس رابي، انهما لم يسألا الاسئلة الاكثر منطقية،وهي ماذا لو كانت الاطراف المقاطعة، قد شاركت وحينما كانت ستجد حقا ان المسار يتم اخراجه لخدمة اطراف اخرى، كان يمكنهم الانسحاب واثارة ضجة اكبر واهتمام بالنتائج اعظم. ولم يتم مسألة الاطراف ماهي الاجندة التي دفعتكم للانسحاب.


75
نحو اقامة سكرتارية دائمة لتجمع احزاب شعبنا في العراق



تيري بطرس
يمر العراق والمنطقة بمخاض عسير، انه مخاض لاننا ندرك ان ما سوف يأتي كحلول للمشاكل البنيوية  في المنطقة، قد يغيير وجهها الى زمن طويل. واغلب القوى مدركة لهذه الحقيقة، ولذا فانها تحاول ان تكون في الصورة وباقوى ما يفترض او يجب ان يرى الاخرى. ومن جانب اخر تحاول قوى اخرى، ولتحقيق نفس الغاية، تهميش وتقسيم وجر قوى متحالفة الى طرفها لتقزم منافسيها وترتقي بمستوى وجودها ودورها في اللعبة السياسية القائمة. وان جرى كل ما قلنا بالطرق السياسية، فلا غبار عليه، ولكنه يجري بطرق مختلفة فالحرب تخاض بكل الاسلحة، ومنها التسقيط السياسي من خلال التشهير بنشر معلومات خاطئة او مدسوسة او حتى بالازاحة، فالحرب حين تقع تبقى كل الاسلحة مباحة في زمن المتغييرات الكبرى.
يمكن القول ان هذا الزمن بداء منذ امد طويل، وقد يكون اعلان جورج بوش الابن الحرب على الارهاب بداية هذا الزمن، والذي اعلن فيه بصراحة ان هذه الحرب ستطول الى ان يتحقق النصر فيها. ولكن بالتاكيد نحن لم نصل الى النهاية المرجوة من الحرب لحد الان. ورغم ان شعبنا بقواه السياسية لم يكن له الوزن الذي يؤهله ليكون جزء من هذه التغييرات الجارية او لكي يتم اخذه بالحسبان، الا انه كان من المفترض ان يبحث عن الحلفاء ممن يمكن ان يحققوا ولو جزء من احلامه او تقربه من احلامه في السلام والتمتع بالحقوق المتساوية مع الجميع في ارضه التاريخية. وخصوصا ان مستويات التحالف تتدرج وكان يمكن ان يكون لنا موقع في سلم هذا التدرج.
الخلافات بين القوى السياسية لشعبنا لا تنتهي، وكل خلاف، يتحول بقدرة قادرة الى التراشق الاعلامي بالخيانة والعمالة والرضوخ والانبطاح والبيع، والكثير من المصطلحات السياسية التي شاعت في الخطاب العروبي منذ قرن من الزمان واخذناها نحن منهم كمسلمات سياسية ثابتة لا عيب فيها. ولكن بالتاكيد ان هذه المصطلحات معيبة لانها اصلا ليست سياسية بل سوقية. 
السياسة ولانها فن ادارة الخلافات، فانها بالتاكيد تتقبل الاختلاف، والا لما كان هناك حاجة للسياسة ولسار الكل براي واحد منذ الولادة وحتى الممات. ولما حدث اي تطور وتغيير ولبقى المسار الانساني ثابتا، لان كل تغيير حدث كان بسبب خلاف او اختلاف في الرؤية. من هنا يجب ان ندرك وان نعي ما اكدناه مرارا وهو ان الخلافات قد او في الغالب لا تعني الخيانة والجريمة بقدر ما تعني اختلاف زاية الرؤية، او نتيجة لمعلومات محددة، او حتى لنقل المصالح السياسية الحزبية. والمصالح السياسية الحزبية امر مشروع في السياسية لان الحزب حتما يمثل شريحة معينة لها مصالح معينة يجب ان يؤخذ رايها في نظر الاعتبار. واذا كان البعض ينظر لهذا المصطلح المصالح الحزبية بنظرة سلبية، فلنقر بشرعيتها ونبحث عنها ونمنحها شرعية في حوارنا. لكي يتم تلبية والتسوية بين مختلف المصالح، لانه بالنهاية السياسية تعبر عن ادراة الخلافات على المصالح وليس على افكار خيالية. فخلف كل خلاف، حتى وان كان متعلقا بجنس الملائكة يمكن ان نجد مصالح معينة قد تختفي خلف شعار البحث عن جنس الملائكة.
ولكن كما اكدنا وقلنا مرارا بان خلافات قادتنا التاريخيين في نهاية الحرب الكونية الاولى وبعدها، كان بسبب ندرة او قلة التواصل، واعتمادهم على الاقوال الغير المباشرة وحتى على القيل والقال او اعتمدت على ما نقله اطراف اجنبية عن الطرف الاخر. اعيد واكرر اليوم  ان الوصول الى نقطة بحث الخلافات السياسية القائمة حاليا، بسبب مؤتمر بروكسل او قبله اوبعده، والنابعة اصلا من المصالح المشروعة للاطراف السياسية المختلفة، يتطلب الحوار، وهذا الحوار لن يكون صريحا ومليئا بالحقائق والارقام والقياسات والاوزان، بل في البداية سوفي يختفي خلف الشعارات الكبيرة مثل مصالح الامة والشعب. ولكن بمرور الزمن سيخضع الجميع لمنطق المصارحة ووضع كل الاوراق على طاولة النقاش. وحينها يمكن وضع اللبنة الاولى لبناء هيكلية محددة للوصول الى اتفاقات مفهومة ومحددة،وغير خاضعة لمزايدات المزايدين.
منذ سنوات انادي بتشكيل مؤسسات قومية تستفاد منها كل الاطراف لكي يكون قرارها سليما ومبنيا على دراسات اكاديمية وقانونية، واعتقد منذ عام 1990 او بدايات 1991 طرحت في مسودة المقترحة لتأسيس حزب العمل الاشوري، الذي كان من المفترض ان يكون واجهة او ذراع الحزب الوطني الاشوري في المهجر، مبداء اقامة مركز الدراسات الاشورية، والحقيقة ان كثيرين نادوا ايضا بهذا المقترح، ولكن دون ان يتحقق،وفي الغالب لاسباب حزبية وسياسية ضيقة. ولكن باعتقادي انه حان وقت فتح وتوسيع فسحة الرؤية لكي تدرك كل الاطراف ان مثل هذه المؤسسات ستخدم الجميع وستجعل الجميع يلتقون على طاولة واحدة وامامهم دراسات معمقة  مقدمة حول مختلف القضايا التي يتناقشون فيها.
واليوم ومرة اخرى انني اعيد مناقشة مقترح اخر وهو ضرورة جدا باعتقادي وقد طرحته مرار ، الا هو وجود سكرتارية لنقول لتجمع احزاب شعبنا تلتقي دائما او كل اسبوع على الاقل لكي تناقش خارج اطار الشعارات بقدر الامكان، كل القضايا، وبتجرد، هذه التجرد قد تكون شعاراتيه ايضا، ولكن يجب ان نقول وبدون الخوف من تبيان المصالح، ولا يجب استغلال اعلان المصالح على الاقل على هذه الطاولة، كورقة للتسقيط السياسي. ان مصالح شعبنا في النهاية هي معدل مجموع مصالح الاطراف السياسية فيه، او على الاقل هذا ما يمكن فمهة من التعددية الحزبية.
ان الخلاف على مؤتمر بروكسل، ورغم رقي طروحات الكثير من مسؤولي احزابنا باعتباره ليس نهاية المطاف. الا ان هذه الخلافات ومناقشتها في الاعلام ومن خلال شعارات في الغالب ليست حقيقية، تضر بشعبنا كثيرا، وخصوصا ان الاعلام الموازي او المتحزب والذي ينشر من قبل اشخاص محسوبين على احزاب بعينها، يكاد ان يحولها الى معركة الوجود وكس العظم مع ابناء شعبه ومع القوى الاكبر في الساحة.   ولكن الخلافات  تضره اكثر وهو يرى بان المعارك لتصحيح او لاعادة بناء المنطقة كلها، تكاد ان تحقق نتائجها ونحن نخرج من المولد بلا حمص. اننا كشعب كلداني سرياني اشوري، يجب ومن خلال قوانا السياسية والمنظمات الاخرى التي تشارك هذه الاحزاب هدفها، ان تحارب ولو بالاظافر من اجل ان نكون في صورة الاحدات وان يكون لنا نصيب كشعب من النتائج. مهما كانت تثقتي بالعبادي او بالبرزاني قوية، فانهم بالنهاية  وكبشر وكناس سيرضخون ويميلون الى نسيان مصالحي حينما تحتد المعارك بينهم على مصالحهم او مصالح من يمثلونهم. ولكن ساسي شعبنا المتسلحين ويجب ان يكونوا متسلحين بقرار متوحد، حتما سيحاولون سحب ولو القليل الممكن في معركة المصالح هذه، وهذا القليل هو المقابل للقوى السياسية والاقتصادية والاعلامية التي خصصناها لنفوز بنصيبنا في معركة اعادة بناء المنطقة. ولكن اؤكد مؤة اخرى ان تسلحنا بقوانا الخاصة ان كان ضروريا، اي وحدة القرار، والتحالفات الاجتماعية والاعلامية والانسانية على المستوى الدولي، لن تعفينا او تكون بديل عن تحالفات سياسية على الارض، اي على مستوى المنطقة.
في هذه المعركة السياسية، الكبيرة والتي تتطلب كل قوانا، قد لا  ننجح في خلق اي فرصة والكثير من الاعلام وان كان على صفحات الويب، ونحن بالكاد ننحصر فيه، يتميز او تطغي عليه  اصوات متحزبة عمياء، كل ما تكتبه يصب في خانة كسر اي محاولة لوجود اصدقاء لشعبنا او حتى حلفاء محتملين، من خلال اسطر ينشرونها محملة بكم هائل من الحقد الكلام الغير المهذب والغير المسؤول تجاه قادة هؤلاء الاصدقاء او الحلفاء المحتملين.ولكي لا يكون العنوان سلبيا اقول طبعا لا مانع من توسيع التجربة الى المنطقة والعالم. من خلال وسائل التواصل على الاقل. 

76
التهجم على الاخر، هل هو كافي لاظهار الانتماء الصميمي للمهاجم؟




تيري بطرس

كتب احد الاخوة ((التعايش السليم ليس بأن يتجرأ آغا كوردي ويبني له بيتا في وسط ممتلكات شعبنا ، ثم تحكم المحاكم بعدم جواز ذلك وتقوم بإخراجه بأمر قضائي .. العدالة الحقيقية التي يمكن ان تؤدي الى التعايش السليم هي ان لا يتجرأ الآغا على فعل ذلك أساسا.....))
لنبداء بالسؤال، لماذا اقيمت المحاكم ووجدت بدرجات مختلفة، ولماذا كان هناك قانون يوضح ماهو التجاوز والجريمة والجنحة وغيرها من الافعال الجرمية، ولماذا كان هناك محامون، ولماذ تتفاخر الامم باستقلالية القضاء، حتى التي يبتعد القضاء عن الاستقلالية بعد السماء عن الارض. وجدت كل ما استفسرنا عنه اعلاه، لكي يتم تحقيق العدالة ولكي لا يستقوي القوي بالضعيف، علما ان هذه المؤسسات من اقدم المؤسسات التي تقوم الدولة بمهامها وبمختلف مراحل تطور الحياة البشرية، من الحكم مباشرة من قبل الحاكم، الى ان وصلنا الى نظام المحلفين ودرجات مختلفة من التقاضي.
هل اختفى التجاوز على القانون في الدول التي تدعي بانها المتقدمة، بلا شك انكم ستتفقون معي ان التجاوز لم يختفي، بدليل الكم الهائل من القضايا التي تنتظر البت فيها من قبل المحاكم في تلك الدول. اذا التجاوز على القانون ولاي سبب موجود. لان الانسان يتطلب دائما اكثر واكثر وان كان بايجاد ثخرات او التجاوز على ممتلكات الغير، لكي ينمي ما يملكه، فان ذلك يعني  ان الاغا في المقطع المنقول اعلاه سيتواجد على الدوام، ليس في العراق واقليم كوردستان، بل في العالم اجمع. وبالطبع هنالك امور اخرى ثانوية لا تدفع نحو التجاوز بل تشجعه وتمنحه نوع من المشروعية، وهذا يحدث غالبا في البلدان التي لا تؤمن بالمواطنة، بل توزع الانتماء درجات  كالانتماء الديني او القومي، وهنا تجد الاكثريات مساحة اكبر من القدرة لاستغلال الواقع في تحقيق مكتسبات على حساب ابناء الاقليات، مستندين الى تعاطف الكادر الوظيفي، وباعتبار صاحب الحق من ابناء الاقليات، حالة هامشية يمكن التصرف بها وبما تملك لانه جزء من ممتلكات الاكثرية، وليس شريكا تماما وبالتساوي في الوطن، سواء على المستوى الفردي او المكوني.
في الوقت الذي ندعي الفهم في السياسة، ونتحول الى محللين سياسين، وحتى نصدر الاحكام بحق الاخرين، فاننا اول خطاء نقترفه في التعامل السياسي ان نؤمن او نعتقد ان هناك خير وشر وبشكل مطلق، وبالاخص لو خصينا الخير بانا الفردية او القومية او الدينية والشر بالاخر. هنا نقع في مطب التنميط والرغبة في ازالة الاخر لكي نتمكن من ان نعيش، لانه وفي ظل مثل هذه النظرة،  لايمكن للخير الذي هو انا التعايش مع الشر الذي هو الاخر. وبالتالي نقع تحت طائلة العقوبات لاننا نتهم مجموعة كبيرة ومتعددة المشارب والمستوى الثقافي والاجتماعي بتهم لا يمكن ان يشتركوا فيها او بتعميم التهمة على الكل بسب الانتماء. اي نتحول نحن الى الاغا الكوردي بطريقة او اخرى، وهو الامر الذي  من المفترض ان لا نقبله على انفسنا.
في الوقت الذي لا ادعي ان من استعرت منه المقولة ينطبق عليه عنوان هذه القطعة، الا انه يحز في نفسي ان ارى الكثير من ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني، يحاولون نشر مثل هذه التعميمات الخاطئة والتي تبنى اليأس والقنوط والابتعاد عن العمل القومي، لا بل الهجرة، حينما لا نرى في الاخر الا كل السيئات، وانه غير قابل للاصلاح اصلا. وكل هذ المطالب ونحن ينخرنا الانقسام والنزول الى درك غير مسبوق من التعامل الغير السليم مع بعضنا البعض، سواء على مستوى الاحزاب او الافراد او المسميات او الطوائف. اذا ما نعانيه ويعانيه ايضا جيراننا اوالبعض منهم، والذي يمكن اختصاره بان كل مسببات واقعنا وواقعهم هو الاخر المشترك في الارض، ليس صحيحا ، بل هناك مسببات اخرى ثقافية ومنها القدرة على تفهم الاخر وتفهم مطالبه المحقة وتفهم حقه في العيش والاهم ان نفهم ان الحرية هي هبة ربانية تعطي للكل وكل يتعامل معها بقدر ثقافته. ونحن ينقصنا كلنا في هذه المنطقة ثقافة التعامل مع الاخر في اطار الحرية الجماعية.
كذبة كبرى ومؤلمة، التهمة التي يقوم البعض بتوزيعها على جيراننا الكورد، من انهم محتلين، فهذه الكذبة لن تصمد امام اي بحث او نقاش موضوعي، فليس هناك اي اثر تاريخي مكتوب او حتى محكي او نصب يظهر دخول الكورد الى مناطقنا بفعل الغزو العسكري، واقول مؤلم لان مثل هذه التهمة تؤلم الاخر وتضعه في موضع لا يمكن النقاش حوله، ليس بسس اقحامه، بل لانه يشعر بانه لا داعي للنقاش مع شخص ينكر انتماءه الى هذه الارض وهو يعلم على الاقل ان تاريخ اخر اربعة اجيال عائلته المحكي ،كان يعيش هنا. لا بل ان من ينشر الامر يتناسى ان بعض العشائر الكوردية اصلا هي من من تحول دينيا واثر ذلك في تحولهم القومي، بسبب ظروف المنطقة وتقسيمها على اساس ديني. فالكثير من كتب التاريخ تذكر هجمات العصابات الكوردية على اديرة وقرى لشعبنا منذ قرون عديدة، وعندما اقول هجمات فهي هجمات سرقة ولصوصية وحتى سبي، ولكنه مع الاسف كان قانون ذلك الزمان. ونحن نذكر التاريخ وما حدث فيه لكي نتعلم منه ولكي يكون تاريخا حقيقيا وليس مصطنعا ولكننا لا نعيش التاريخ ابدا.
اننا نضع انفسنا في خيارات صعبة وغير منطقية ولا يمكن الدفاع عنها. ان استماع البعض لما نقوله او نتداوله بيننا او مع قوى اخرى، لا يعني الاقتناع بما نقول، بل هو احترام شخصي ليس الا، وليس هناك من يقبل ان يدخل في جدال تاريخي سفسطائي، لانه اصلا بلا فائدة. الخيارات التي نضع انفسنا فيها هي اما نحن وحدنا او لا نرغب في تواجدنا على هذه الارض بعد الان، الارض التي نقول انها ارضنا وهي منبع تاريخنا ومولد امتنا. ان رسالتنا في الغالب تكون اننا لا يمكن ان نعيش مع جيراننا، ولكننا ارتضينا العيش في بلدان اخرى لا يربطنا بها رابط. وقائمة مطالبنا من جيراننا لا تنتهي  حقا.
كل ما قلته اعلاه ليس دفاعا عن الكورد، بقدر ما هو دفاع عن قضيتنا وطريقة ايصالها للاخر.  وكل ما قلته اعلاه، لا يعني انه ليس لدينا مطالب محقة، ولكن المطالب المحقة يجب ان تسوق بطريقة سليمة وليس بطريقة رفض الاخر، والاخر هو جزء من المنطقة. لان الامم لا يمكن ان تختار جيرانها، بل يجب ان تعمل للتعايش معها.
شخصيا اعتبر مثل هذه المطالب الغير المنطقية، اي ان يتحول الكورد الى ملائكة، ونحن كما نحن، هو الهروب بعينه، انه وضع مطالب تعجيزية وغير منطقية لتبرير الهروب. فلنواجه انفسنا مرة واحدة، او كل واحد منا، ليواجه نفسه حقا، هل هو حقا يؤمن بالتعايش والتفاعل مع الاخر، والنضال سوية لبناء وطن يمكن ان نحقق فيه امال كل ابناءه.

77
العرضحالجية وغيرهم




تيري بطرس
قبل اثنا عشر سنة كتبت هذه الاسطر واردت اعادة نشرها، مع التعليقات عليها، لا اعلم ان كانت تتشابه مع ظروفنا الان، ام لا، باعتقادي انها افضل من شئ جديد، يكتب بورد جديد وبكلمات جديدة ولكنه يعبر عين الشئ عن ما حدث قبل سنوات طويلة. محاولة اسقاط الشرعية من هذا واعطاءها لذاك، تخوين هذا وتمجيد ذاك، نكران هذا وتثبيت ذاك . تلهوا قليلا مع ما حدث قبل اثنا عشر سنة، هذه الاسطر نشرت في ايار 2005 في عنكاوا كوم




TEERY BOTROS

 
عضو خاص           
________________________________________
العرضحالجية

العريضة في اللهجة العراقية كناية عن طلب مكتوب يقدمه شخص الى ادارة او مسؤول، وكان سابقا امام كل دائرة عرضحالجي او اكثر يقوم بسطر مطاليب المواطنين لان اغلبهم كان اميا.
وابناء شعبنا جزء من الشعب العراقي ادمنوا العرائض. ففي بداية الثلاثينات من القرن الماضي تم الاتفاق على ارسال قداسة مار ايشاي شمعون ليمثل شعبنا في المداولات الجارية بشأن استقلال العراق وليضمن حقوقنا في العراق الذي كان على طريق الحصول على استقلاله. الا ان البرقيات وهي نوع اخر من العرائض ولكن طيارة (اي تطير) بين البلدان والمدن لاحقته ومن نفس الاشخاص الذين ايدوه سابقا مدعية بانه لا يمثلهم.. وطارت الحقوق واتت سميل وما لحقها!

لست معاديا للديمقراطية، بل يمكنني الزعم انني وحسب قدرتي قد حاربت، ولو بالقلم او القول وهو اضعف الايمان، من اجل الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية ولكني ادرك ان هنالك فرقا بين الديمقراطية والفوضى، وما يجري الان هو عين الفوضى والتخريب والتدمير والتدنيس!
امة او شعب او قومية سموا ما شئتم، لا تعرف لها اسما وهي امام امتحان مصيري ترفض ان تتفق ان يكون لها اسما موحدا. وهي باعتقادها ان العالم سيتوقف بانتظارها لكي تحدد الاسم ومن ثم يستأنف العالم المسير. وها نعيد لعبة الانتظار التي مارسها العرب لحين قرر العالم ان يفرض عليهم الحل الذي يرتأيه.
فهل ننتظر ان تفرض القوى العراقية علينا الحل الذي سيرونه الاصوب!
انه سوق او بازار المطالب والعرائض.
وكل عريضة تبصم باسماء عديدة ووهمية، والبعض النزير من الاسماء الحقيقية تدرج اسماءهم احيانا بدون استشارة وبدون سؤال وتقدم الى رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة الجمعية الوطنية العراقية تطالب باضافة هذا الاسم او ذاك، وتقول وتؤكد انها تمثل الاكثرية.
(بالمناسبة ان كل تنظيماتنا يدعون تمثيل الاكثرية ففي شعبنا لا يوجد اقلية في الراي ولا يوجد ممثلين لراي الاقلية، فنحن لا نؤمن بالاقليات من كثرة ما اوصمنا (بكسر الصاد) بالاقلية ككل!!!)

ان ما يجري حاليا هو امر في غاية الخطورة  واللامسؤولية والاستخفاف بالهم الوطني والقومي لشعبنا.
ان ما يجري هو اشعال نيران الحقد والكراهية بين مكونات شعبنا.
انه اصرار على الرأي لحد الموت.. وهنا لوكان الموت فرديا لما ناقشناه، ولكنه موت امة وشعب وقومية.
انه اصرار حقود نتن، لا يميز بين حرية الرأي وفرض امر..
انه اصرار: ليأتي من بعدي الدمار!

كل يحاول اخراج شئ من جعبته، ويحاول فرض نفسه منقذا لهذه الامة المبتلية بالمنقذين.
اننا كالغرقى، بدلا من انقاذنا نرى منقذينا المتعددين كل واحد يجر بنا الى جهة ما، لحين خوار قوانا وحينها سيبتلعنا اليم (بفتح الياء) بسهولة ولن تقوم لنا قائمة!

تعالوا واقراوا العرائض المقدمة، انها بنفس المضمون ولكن تختلف بتأييد تسمية معينة، كان تؤيد الاشورية او الكلدانية.
كل يجمع قواه، او ما يسمها قواه، كذبا وزورا وبهتانا من اجل ضرب اخاه في المقتل وهو يحسب انه لن تقوم قائمة لاخيه او عدوه الازلي.
انها حرب البسوس.
كل يستل خنجره المسنون لهذا اليوم التاريخي لكي يضرب ضربته القاصمة وليتنقم من الاحقاد التاريخية ومن عدوه اللدود الذي يقف حجر عثرة امام طموحاته.
وليضرب ضربته المميتة الان، الان وليس غدا!

هل هؤلاء، او من يقوم بمثل هذه الافعال او الاعمال، هم من السياسيين ام من المشعوذين.
هل السياسي يمكنه ان يقدم على امر، يدرك انه سيضر شعبه وامته، ولكن يشبع لديه شهوة الانتقام، من غريمه ومن عدوه اللدود.
هذا الذي يزرعه بعض سياسيينا، او ممن اصطلحنا على تسميتهم بساسينا.
ماذا ننتظر من سياسي يعمل كل جهده ليشوه سمعة طرف اخر من شعبه وباقذر الوسائل، بدءا بالتزوير والاتهام والوشاية والتهديد لا بل محاولة القتل.. كل همه ان يثبت انه الشريف الوحيد، فاتهم البعض بالعمالة للبعث!! والاخرين بالعمالة للصهيونية!! واستعان بكل شخص، لا بل نصب اشخاصا ممثلين لاحزاب هم خارجها او طردوا منها لكي يثبت للاخرين انه يحضى بالتأييد اللازم.
هذه اللعبة القذرة، التي ابتدعها السياسي اللامع والعبقري، ها هي تتوسع وتأخذ مداها. وكل يقول (ما في حدا احسن من حدا) وياروح ما بعدك روح!

انها سياسة الحد القاطع.
فاما انت معي بالمطلق او انت عدوي لحد القتل.
انها سياسة فرض امر واقع والتي اعجب البعض بها وحاول فرضها.
وها هي ردود الفعل لا تأتي فرادا بل جمعا ومن كل اتجاه.
فها هو الدكتور يرد الصاع لمن اتهمه بقائمة مفبركة ومملوءة باسماء نصفها وهمية ومعظم النصف الاخر مسمياات بذات العائدية والبعض الاخر حشر اسمه دون ان يستشار.
انها قائمة او عريضة تعادي العرائض الاخرى ولكنها تشبهها في المضمون.
ومقتلها لن يصيب في من اتهم الدكتور القابع امام كامرته وهو يلقي الكلام على عواهنه، بل سيصيب الامة.
الم يقم غريمه بالمثل؟ فلماذا لا يقدم عليها ايضا! وهو الدكتور الادرى!!
فاذا كان غريمه يمكن ان يصنع من شخص مفرد حزبا اسمه حزب بيت نهرين الديمقراطي، فهو ايضا قادر ان يدعم اشخاصا ليكونوا الحركة الديمقراطية الاشورية - الاتجاه الوطني، خصوصا هم بعدد لا يستهان بهم.
اما مصالح الامة فلتتأجل الان من اجل الانتقام!
ولا بأس ان تكون الامة ضحية هذا الصراع!
ولا بأس ان تزول الامة المهم ان يحقق الانتقام غرضه!
اليس بزوال الامة يزول مبرر ادعاء البعض انه ممثلها الوحيد والاحد!
كما قال احدهم: ان الامة باتت عاقرة بعد ان انجبت القائد الاوحد.
(لعلم البعض انه في عام 1986 عندما انقسمت الحركة وكنت شخصيا حينها في المناطق المحررة مع التجمع الديمقراطي الاشوري  وكجزء من وساطتي ومحاولاتي لانهاء الصراع بين طرفي الحركة المنقسمة على نفسها وتطويقه من الانجراف الى التصفيات الجسدية فقد اقترحت حينها ان يقوم الطرف المنقسم بتذييل اسم الحركة باسم او صفة اخرى للتمييز وللتخلص من اشكالية تشابه الاسماء وحرب ادعاء حقوق التصرف بالاسم وشرعية تمثيل الحركة).

انها حرب تولد حروبا.
فليست حرب اشورية كلدانية، ولا حرب سريانية كلدانية، ولا حرب سريانية اشورية.
انها تولد حروبا كلدانية كلدانية واشورية اشورية وسريانية سريانية، وبهذا ستمتد لتولد حربا زوعاوية زوعاوية و واترانية اترنية وديمقراطية ديمقراطية وكبيتة كبيتة (من كبا بمعنى الحزب) وكوناشيتة كوناشيتة (من كوناشا بمعنى التجمع) (باعتبار احزابنا اما تحمل اسم الحزب او الحركة او كوناشا او تحمل في اسمها كلمة الوطنية او الديمقراطية)!

ما هي الصورة التي نريد ان نقدمها للعالم عن انفسنا؟
اليست صورة مهرجين يتلاعبون بمصيرهم.
اليست صورة اناس حقودين يمتلكهم حب الثأر والانتقام من ذواتهم؟
اليس الاخر، الذي يحمل التسمية الاخرى او ينتمي الى الحزب الاخر، ذات من كياني؟
اليس وجودي مشوها وناقصا دون هذا الاخر؟

كل يحاول فرض حقائقه علينا.. وكل يحاول فرض ايمانه الذي لا يتزعزع علينا
علما ان السياسة لا تتقبل الحقائق المطلقة. وعلما ان السياسة هي مساومة للوصول الى الانسب والاكثر ملائمة، وليس الصح المطلق والجامد.
فالصح اليوم قد يعتبر خطأ غدا لتغيير احد مكوناته او موازين القوى المكونة لما قبلناه صحا.
وهذه هي حركة العالم الصح اليوم، وغدا العمل من اجل الاصح، والعالم دائما في حالة تغير لا تتوقف.
إلا  نحن الجامدين الى الابد، المتحصنون بحصوننا واسوارنا واحقادنا، بعضنا تجاه الاخر!

هل الحالة هذه ايضا من مؤامرات العرب او الاكراد او الصهيونية او الامبريالية؟
اليست بضاعتنا هي التي تعود الينا؟
الم تكن الاسماء من انتاجنا؟
اليست لعبة الاحقاد والانتقام والتفرد من ممارساتنا؟
هل يأتي احد ويدندن في اذان البعض بما يعملوه، وهم في اميركا او اوربا!

اننا غيبنا العقل.. اردناه مستريحا، وفوضنا امر التفكير للاخرين.
وعندما صحا هذا العقل المغيب فانه بدا يضرب في كل اتجاه، فلا رادع يردعه ولا ضمير يستوقفه.
فالضمير نائم في سرير الانتقام والحقد!

تيري بطرس

   
 



(تم تغييره من قبل TEERY BOTROS at 9:27 pm on May 30, 2005)
اخبر الاداريين عن هذا الموضوع

   ________________________________________
عدد المساهمات: 167 | تاريخ الانتساب Aug. 2004 | تاريخ الارسال: 11:11 am on May 18, 2005 | IP


adam ashuraya

 
عضو جديد           
________________________________________
Dear Terry ,                                               That is exactly what we are and the issue of name is made by our stupid hands , or let us say :  we keep mention this issue just to find justifcation in order to hide our naked shapes .

Adam
اخبر الاداريين عن هذا الموضوع

   ________________________________________
عدد المساهمات: 11 | تاريخ الانتساب April 2005 | تاريخ الارسال: 2:45 pm on May 18, 2005 | IP


michaelgewargis

 
عضو           
________________________________________
السيد تيري بطرس  المحترم
اني من المتابعين لما تكتب من مقالات واسهامات جيدة في الحقيقة.ان الشعب الاثوري قدم انهار من الدم تحت امرة الانكليز وبعض من رجال الدين امثال المرحوم مار ايشا شمعون. انالانكليز لو ارادوا اعطاء بعض من حقوقنا ،لم نكن بحاجة  مارايشا شمعون للشاركة في المداولات الدولية.
تقبل فائق احترامي
ميشيل كيوركيس زكريا
اكاديمي مستقل
اخبر الاداريين عن هذا الموضوع

   ________________________________________
عدد المساهمات: 19 | تاريخ الانتساب May 2005 | تاريخ الارسال: 7:42 pm on May 19, 2005 | IP


YOBERT YOUSEF

 
عضو جديد           
________________________________________
حقا يتحقق ما قلتع سيد تيري فكل تنظيم سواء كان كلدانيا او اشوريا او غيره يرسل بيانه ومطالبه بادراج تسمية معينة، وكأن الشغل الشاغل للمسؤلين العراقيين هو تسميتنا، فهنئيا لشعبنا ابطالهم من قيادات لا يمكنها الاتفاق على اسلوب ديمقراطي حضاري للخروج من المأزق الحالي، برأي موحد، اذا كانت التسمية المركبة (الكلدواشورية) قد تم اجهاضها بممارسات زوعا، وكفر الشعب بها، لانه تم تسويقها كانجاز لشخص واحد وحزب واحد، فان ما تقومون به ايتها التنظيمات الاشورية والكلدانية والسريانية هو تجسيد للتفاهة وعدم المسؤلية.
اخبر الاداريين عن هذا الموضوع

   ________________________________________
عدد المساهمات: 15 | تاريخ الانتساب April 2005 | تاريخ الارسال: 7:33 am on May 22, 2005 | IP


nenb

 
عضو فعال جدا           
________________________________________
تحية نضالية وبعد
اهنئك يا اخ تيري على هذه الشفافية بالكتابة الصريحة
وعاشت ايديك............
نينب اترنايا....
اخبر الاداريين عن هذا الموضوع

   ________________________________________
عدد المساهمات: 74 | تاريخ الانتساب May 2005 | تاريخ الارسال: 8:32 am on May 23, 2005 | IP


Ketwa


BANNED           
________________________________________
وانا ايضا اهنئك يا اخ تيري على ايضاحك الزجاجي(لا اريد ان استخدم كلمات غيري ) عاشت ذراعيك((يديك)) المباركة واصابعك الثائرة وقلمك الثائر (ان كان جاف او حبر لا يهم ) وحروف كلماتك المقدسة عاشت نظاراتك التي تبصر نور الهدى ووتخترق الحقيقة (مثل عيون سوبرمان) وليسقط كل العارضحالجية وليسقط نيتشة (الموضوع كبر هواية) ولعنة الله على التفاحة التي سقطت امام نيوتن والموت للنظرية النسبية ولينطفئ الضوء وسرعته لتبقى شعلة تيرة ومصابيحه وليبقى فكره النير يضئ لنا الدرب المعتمة التي اطفئ اضوائها (ي ي ك)ولكن هيهات فان السويج بيد السيد تيري وهو الذي يحدد الظلمة من عدمها   
اخبر الاداريين عن هذا الموضوع

   ________________________________________
عدد المساهمات: 35 | تاريخ الانتساب May 2005 | تاريخ الارسال: 6:14 am on May 27, 2005 | IP


Nabeel Yawanis

 
عضو فعال           
________________________________________
المحترم كيتوا
انني من المتابعين لتعليقاتك وردودك وان عملت بنصيحتي قدم موءهلاتك الى الامم المتحده ولجنه محمد البرادعي لانك تعلم عن كل النظريات القديمه والحديثه.
لان ردودك على المقالات السياسيه ليست مرتبطه الجمل والمعنى.
اتمنى لك التوفيق في عملك الجديد (اذا ماعملت بنصيحه اخ لك في الدم)

نبيل يوانس
اخبر الاداريين عن هذا الموضوع

   





78
هل كان مؤتمر بروكسل، عوضا عن مؤتمر زوعا القومي؟




تيري بطرس

منذ سنوات طويلة، تعدنا الحركة الديمقراطية الاشورية، بان تدعو الى عقد مؤتمر قومي، والحقيقة اننا لم نجد لا اثر لرغبة في الدعوة او لخطوات لتحقيق الدعوة، قبل ان نقول لم نجد اي دعوة او عقد مؤتمر. وبقى فمنا مفتوح، بانتظار قطرة ماء لترطبه في ظل التصحر الذي اصاب كل شئ. اقول زوعا، ليس لتبرئة الاحزاب الاخرى من مهمة عقد مؤتمر قومي او التحضير له من خلال خلق ارضية مناسبة، لجمع اغلب قوانا السياسية والفعالة في القرار القومي، بل لان زوعا هو من بادر وكما قلت من سنوات للقول انه في صدد للدعوة الى مؤتمر قومي في الفترة المقبلة والتي اعتقدها البعض بعد سنة لتطال الى اكثر من عقد كامل، ولذا انتظر الاخرين هذه الدعوة الكريمة والتي لم ترى النور ابدا.
يعقد الان واثناء كتابة هذه الاسطر، مؤتمر بروكسل، وهو سيبجث في اوضاع شعبنا في سهل نينوى والسبل الكفيلة ببقاءهم  وتامين الظروف لديمومة وتطوير هذا البقاء. ولذا فنحن لسنا بصدد تقييم عمل هذا المؤتمر وما سيتمخض عنه، وبالتاكيد لن نستبق الامور، بل لنترك التقييم لما بعد الانتهاء والاطلاع على المقررات ومسارات الاحداث والخطوات المتخذة لتجسيد المقررات. وبالتاكيد يمكن محاولة قراءة ما سيتمخض عنه او التكهن بما سيتمخض عنه من خلال المشاركين واراءهم وخلفياتهم ودورهم في الماضي وحتى في ارتباطاتهم. ولكن كل هذا سيبقى ضمن التخمينات والاراء المسبقة والتي قد لا يعتد بها. الا ان  البيان النهائي الخاص وتسريبات النتائج التي يقال انه اكد عليها، قد تمنحنا الفرصة للقول ان المؤتمر سار بخطوات جيدة للامام وان كنا لا نزال بحاجة الى مؤتمر قومي ليتنبثق من قيادة حقيقية لمسار الامور في العراق على الاقل.
ما وردنا لحد كتابة هذه الاسطر هو الاتفاق على مطلب شعبنا في اقامة محافظة في سهل نينوى تتطور الى اقليم، وهي خطوة جيدة، ولا تغيير في مطالب احزاب شعبنا المتفق بشأنها، بل يمكن القول ان هناك تطور في ابراز طلب مستقبلي لتحويل المحافظة المزمع اقامتها والتي يتفق مطلب اقامتها مع روحية الدستور العراقي، الى اقليم وهو امر ايضا يتفق مع بنود الدستور العراقي. يبقى ان خيار اهل سهل نينوى في الاستفتاء المزمع عقده في الخريف المقبل من قبل اقليم كوردستان، قد يغيير من الكثير من الامور، ومهما كانت المطالب الان، لان العائدية الدستورية للمنطقة قد تتغيير.
ماهو واضح بالنسبة لي ان التحركات الاخيرة والتي استبقت المؤتمر، لم تكن متعلقة اذا بتغيير الاجندة او التجاوز على مقررات ومطالب احزاب شعبنا في اقامة محافظة في سهل نينوى، لان المؤتمر الحالي قد اكد عليها، لا بل طرح بديل اكثر طموحا من المطالب. ولكن علينا ان ننتظر ردود فعل تلك الاحزاب والمنظمات حول موقفها المثير للتساؤل، واسباب رفضها حقا؟
شخصيا وحسب المعلومات التي اعرفها واعقتد انها ليست سرية، بل هي واضحة للجميع، ولا تحتاج لقرأة ما بين الاسطر او الى الة تقوم بتكبير الصورة لتوضحيها. الصورة هي كما يلي واعيدها مرة اخرى والتي اي الصورة لا احد ياتي على ذكرها، بل يرفع شعارات دون مناقشة الوقائع على ارض.
قضاء شيخان، منتهي امر عائديته، منذ زمن طويل، وناحية القوش وتلسقف منتهي امر عائديتها مستقبلا واعتقد انها ستختار الانضمام الى الاقليم. تلكيف كقصبة وناحية وانة باعتقادي ان خيارها سيكون خارج الاقليم، مع الموصل. يتبقى لنا قضاء الحمدانية، والتي ايضا فيها ناحية بعشيقة وبحزاني خيارها الاكثر ترجيحا هو مع الاقليم. الخيار المشوش هو برطلة وبغديدا وكرملس. اذا على ماذا كانت هذه المعركة وهي الممانعة. وما الذي سنربحه في حالة عدم اجراء الاستفتاء في عموم سهل نينوى، علما ان هذه عدم اجراء الاستفتاء، لن تشمل باي حال من الاحوال قضاء شيخان، بل قضائي تلكيف والحمدانية. ولكن من جهة اخرى كيف نحدد حل مشكلة عائدية المنطقة دون استفتاء ما، باعتقادي الاستفتاء ملزم، سواء كان بصيغة مع الاقليم او مع الحكم المركزي، او بصيغة انت مع استقلال الاقليم ام بقاءه في اطارة وحدة الادارية للعراق.
ولكن من يحدد وجوب او عدم وجوب اجراء الاستفتاء في قضائي تلكيف والحمدانية، هل هم نحن (الكلدان السريان الاشوريون) ام مجمل السكان ام الاقليم والحكومة المركزية، باعتقادي ان تحديد موقف السكان سيجري باستفتاء، في كل الاحوال كما ذكرت اعلاه،  وهو قرار يجب ان تتفق بشأنه الحكومة المركزية وحكومة الاقليم. لان الاستفتاء سيكون هو المحك في تحديد ميول السكان. وبالتالي فلا بد من اجراء الاستفتاء. اذا موقف احزابنا ومؤسساتنا يجب حينها ان يتحدد في حشد السكان نحو خيار معين، وهذا هو واجب الاحزاب بالتاكيد، ولكن امام قراءة المكشوف والمذكور اعلاه، ماهي خياراتنا، وماهي الفوائد من الحاق مناطقنا بالاقليم او بالحكومة المركزية؟ هنا باعتقادي علينا ان ندخل بقوة لفرض او لطرح وتطبيق اجندتنا القومية والملائمة لنا وللاخوة الازيدية والشبك. والا سيتم التهامنا مرة اخرى.
يمكن الاستشفاف من خلفيات البيان ان هناك امكانية، او مقبولية من قبل الحكومة العراقية والاقليم لخيار المحافظة ومن ثم تتطور الى اقليم، ولكن هذه المقبولية تبقي ضمن المسكوت او عدم التصريح العلني في الشق الثاني على الاقل. اما في الشق الاول، اي المحافظة، فان مجلس الوزراء العراقي كان قد اصدر قرارا في جلسته المرقمة 3 في 21 كانون الثاني عام 2014 بالموافقة من حيث المبدأ باستحداث محافظة في منطقة سهل نينوى ولكنه لم يقره. من ناحية الاقليم بالتاكيد انه لن يضرها ان تتحول المنطقة الى محافظة وخصواصا انها ستحل اشكالية سكانية وسيكون التحول في اطار التطور الطبيعي للمنطقة.   
نود التأكيد على ان خياراتنا، يجب ان لا تبني على تحالفات سياسية مؤقتة او انية او فرضتها الظروف المنافسة الحزبية داخل شعبنا، بل مصالح شعبنا اولا واخرا. نحن هنا لا نود ان نؤكد مسار الاحداث الى ما لانهاية، ولكن قرأة ما يمكن قرأته وتوضيح ما يمكن توضيحه، من مسارات ليكون لابناء شعبنا رؤية ومعرفة ليمكن له ان يحدد خياراته. وهنا علينا التأكيد ايضا، على وجوب ازالة غشاوة تلك الجهة تحبنا اوتلك لا، من عيوننا، لانه في السياسة لا يوجد حب، توجد مصالح، وكل طرف يبحث عن مصالحه، وهنا الحكومة المركزية تبحث عن مصالح منتخبيها وتريد تطبيق امالهم ومراميهم، وحكومة الاقليم كذلك او المفترض بيهما. حكومة المركزية، ورغم ثقل الكورد فيها الا انها تتحدث باسم عراق معين في تصورها، وهكذا حكومة الاقليم، وعلينا على ضوء ذلك، ان نحدد مصالحنا ونطلب حلفاءنا. هناك حقائق لا يمكن تغييرها، لا يمكن تغيير الثقل السكاني لابناء شعبنا ولاراضيه في اقليم كوردستان، بحيث يوازي او يزيد على ما هو موجود في قضائي تلكيف والحمدانية، وبالطبع لا يمكن تجاهل  الايجابيات التي لنا هناك، وامكانية تحقيق تطلعاتنا، ولكن في نفس الوقت لا يمكن  نسيان مظاهر واحداث وتهميش شعبنا في قرار الاقليم. من ناحية حكومة الاتحادية، وحتى لو تحول سهل نينوى الى محافظة، فان المتحول سيكون جزء من قضاء تلكيف وجزء من قضاء الحمدانية، هذا اذا قام الاستفتاء وقرر الاقليم الانفصال، او قضاء تلكيف وقضاء الحمدانية، في حالة بقاء الامور كما هي الان. ماذا سنجني في كل الاحتمالات هو الذي يجب ان يحدد خيارنا. علما ان تحولنا للمحافظة تابعة للحكومة المركزية، سيضطرنا للقبول بقوانين قد لا تلائم توجهاتنا في حياتنا اليومية بفعل تاثيير الثقل الاسلامي وخصوصا السني. كما ان رغبة بعض الشيعة في الدخول و تشييع وتقوية التوجهات الشيعية في المنطقة نكاية بالسنة، سيكون على الاغلب من خلال قضم ما هو لنا ولنا تجربة في محاولات التي جرت لبناء اكاديمية دينية وحسينية في برطلة سابقا.
 وكما ذكرنا مما تقدم وحسب ما علمناه ونحن نسطر هذه الكلمات، ان ما اتفق بشأنه في مؤتمر بروكسل لم يخرج عن ما اتفق عليه الاحزاب في ما قدمته كمطالب، بل يمكن القول ان هناك احتمال لتطوير المطلب وعلى قواعد الدستورالعراقي لكي يتحول الى اقليم. هناك نوع من الغموض حول القوة المسيطرة او الحافظة للامن، واعتقد انه قد يكون احد اسباب غضب طرف معين وانسحابه، وهو ان المطلب لم يضمن مسبقا او  يحدد قوة تخص تنظيما معينا لكي تقوم بحفظ الامن، بل قوات مكونات سهل نينوى، وهنا يجب القول ان الاقليم استبق في ذلك من خلال انشاء قوات مشتركة من ابناء سهل نينوى. وبالنهاية كان يجب ان يكون الامر كذلك، اي قوات من ابناء شعبنا ومن الازيدية ومن الشبك وكل مكونات سهل نينوى. لان المنطق يقول بذلك والمطالب تنوه بذلك سابقا او الان. الا ان اعتقاد هذا الطرف بانه سيكون القوة الوحيدة، وخصوصا بعدما شارك الحشد في مسك الارض بعد تحريرها ، باعتقادي كان السبب الاكبر للمعارضة.
والرسالة الى من عارض المؤتمر، واضحة اذا لماذا عارضتم، وهل كنتم تريدون ان تكون مقررات المؤتمر جاهزة قبل انعقاده؟ نحن بالطبع والجميع الموافقين والمعارضين لازالوا في مرحلة المطالب، وعند التطبيق سيكون الامتحان، ولكن الوضع بالتاكيد، لم يكن ليتغير في حالة حضور المعارضين الحاليين او عدم حضورهم. ولكن المهم ان تكون اجندتنا متكاملة وتحركاتنا مدروسة وان تكون لنا هيئة تدرس وتقرر وتوفر مستلزمات نجاح ما قررته. وهذه ايضا لما كانت قد تغييرت لاننا بحاجة اليها دوما.

79
من وضع هذه المطالب؟!!!!!!!!!!!!!





تيري بطرس
نشر في صفحات الفيس بوك، المنشور على الرابط ادناه وباسم لجنة نشطاء شباب نينوى، ويطالب ناشريه من الجمهور بالتوقيع عليه كمطلب ودعمه امام الاتحاد الاوربي، لا اعتراض على حق كل شخص في تحديد مطالبه، ونشرها والطلب الدعم لها، فهذه تعتبر من الحقوق الاساسية للبشر. ولكن من حق الاخرين ابداء الراي فيها، وخصوصا انها تنشر باسم الشعب وتحاول طلب دعم الاخرين لها. لان عنوانها هو مطالب الشعب حول قضية المهجرين داخليا من مسيحيي سهل نينوى والموصل..
ويبدأ المنشور بتبيان المعاناة التي يعانيها الكلدان السريان الاشوريين والذين تم تهجيرهم  منذ ثلاثة سنوات من سهل نينوى والموصل. ويطالب ب
اولا _ نطالب ، بأبعاد سهل نينوى عن دائرة الصراع السياسي – العسكري بين بين مختلف الجهات والقوى المحلية والأقليمية والدولية وتحييد هذه المنطقة من الصراعات الداخلية والخارجية ، بغية ضمان العودة الآمنة للمهجرين والعوائل المنكوبة .
ماذا يعني به اصحاب المنشور او لنقل ماذا تعني لجنة النشطاء الشباب في سهل نينوى، بأبعاد سهل نينوى عن دائرة الصراع السياسي؟ ومن يمكنه او يحمل الصلاحية لتحقيق ذلك، في الوقت الذي تتوجه هذه اللجنة الى الاتحاد الاوربي، فهي تمارس نشاط سياسي وتحاول كسبه لصالح رؤيتها، وبالتالي تمارس صراع سياسي، باعتبارها قوة محلية وان لم تكن واضحة الملامح والتوجهات والالتزامات، والمرعب ان تكون ذراع احد الاحزاب وتقوم بعملها تحت هذه اليافطة، وتستثمرها في تحقيق اجندتها السياسية، كما حدث ابان صراع التسمية قبل كتابة وسن الدستور العراقي، حينما لاحظنا انبثاق مجموعات كبيرة من التسميات وكل منها تساند مقترحا معينا، لا بل البعض منها غير اولياتها حسب تغيير الاحزاب الداعمة لها ودون ان تراعي مستقبل الامة وموقفها. اذا، كما هو جائز لهذه اللجنة المجهولة، ان تنادي بمطالب معينة، يجوز للجان اخرى ان تطالب بما تراه هي اوبما يتعارض مع المطالب في العريضة هذه. وبالتالي فان الصراع السياسي موجود، وهو سيكون على اشده بين من يريد ان يكون سهل نينوى مع الموصل ومع من يريد ان يكون جزء من الاقليم. والطرفين موجدان وبقوة وان اراد ابناء شعبنا تحييد انفسهم، فهذا لا يعني ان الصراع لن يقوم. ان مسالة الانتماء والرغبة فيه او نشره، امر ايضا يدخل في مسألة حقوق الانسان، بالاظافة الى ان بعض الاطراف معروفة توجهاتها السياسة او حتى انتماءاتها القومية ولاي طرف يجب ان يحسب. تبقى مسألة فرض نوع من الحياد والسكينة وقيام قوة عسكرية دولية بفرض الامن او بدعم قوات تفرض هي الامن، مطلبا معقولا، لو كانت لكل مكونات سهل نينوى قوات مشتركة تحت قيادة موحدة تحمي السهل من اي تدخل سياسي او عسكري. ولكن ان يتم الفرض دون الحوار مع مكونات سهل نيوى الاخرى وباسم لجنة من الواضح من المقالة انها تخض ابناء شعبنا، فهو من الامور التي يحكم عليها بالفشل قبل ان تبداء. وبالتالي تقديم خسائر متتالية، نتيجة عدم معرفة طرق الحل واساليبة ودهاليزه ايضا. والتي مرارا وتكرارا قلناها، الا هو الانفتاح على المكونات الازيدية والشبكية ومحاولة تكوين راي موحد. علما ان الشبك قبل سنوات وعلنا وبدعم بعض المرجعيات الشيعية حاولوا القيام بعمليات تغيير وفرض اقامة اكاديمية دينية في برطلة. هذا الامر الذي يؤكد عدم وجود الثقة بين مكونات سهل نينوى وان لكل منها اجندتها الخاصة، فماذا استحدث بعد تحرير سهل نينوى، لا اشارات على حدو امر جديد. ان مثل هذا المطلب يدخل في باب ذر الرماد في العيون والقول للناس ا ترون اننا نعمل،ولكن بالحقيقة انه تخريب، فالعمل الذي لانتائج منه، هوتخريب، وبالاخص ان المكونات الاخرى لا علم لها بما يحتوي هذا المحتوى.
ثانيا – يُعتبر سهل نينوى أقليما كحقا من حقوق شعبه ومكوناته الأصيلة، أو حكما ذاتيا تابعا للدولة العراقية شرط تخصيص له ميزانية.
هنا يطالب المنشور من من لا يملك ان يعطي، فهل من حق الاتحاد الاوربي، املاء الشروط، والتي تخالف الدستور اصلا، فسهل نينوى مصطلح جغرافي وليس اداري وهو مكون من ثلاثة اقضية، احداها هو بحكم الواقع جزء من الاقليم من سنوات طويلة (قضاء الشيخان) وتلكيف والحمدانية. فالدستور يقول بامكانية تحول اي محافظة او اكثر لاقليم. وهنا لنا ثلاثة اقضية اثنتان في الموصل والاخرى في دهوك!! ولكن المنشور يتنازل ان لم يكن ذلك يلا الله يخليكم انطونا حكم ذاتي ، ولكنه يعود ليشترط ولكن يجب ان يكون تابعا للدولة العراقية!!!!!!!!!! عجيب غريب، ولكن اين ارادة ابناء سهل نينوى، واين موقف شيخان، وماذا عن شعبكم في الاقليم، وهل تريدون حقا ان يكون التواصل مستقبلا بجواز السفر، كما هو قائم مع ابناء شعبنا في ايران وتركيا وسوريا؟ اما عن شرط تخصيص ميزانية هذا ايضا اشتراط، من اللجنة؟!!!!!

ثالثا- نلفت الانتباه الى ان استمرار موجات الهجرة الى خارج العراق ، يؤدي الى فقدان هذا البلد احدى المكونات القومية والدينية الأصيلة الموجودة فيه ، و أذا استمر الوضع بهذا الشكل ، فسيكون من المستحيل علينا ان نوقف نزيف الهجرة مما سيؤدي الى تخلخل واضح في التركيبة الديموغرافية والتوزيع السكاني في المنطقة ، و ننوه هنا الى ضرورة أيجاب التزام الحكومات بحماية وجود الاقليات استنادا الى المادة 1 من الأعلان العالمي ل حقوق الاشخاص المنتمين الى اقليات قومية او اثنية و الى اقليات دينية و لغوية لعام 1992.
لفت الانتباه امر جيد، ولكن القول انه ان استمر الوضع بهذا الشكل، فسيكون من المستحيل علينا ان نوقف نزيف الهجرة الخ، لا اعتقد ان طارحي المنشور قدموا حلولا لكي يختار منها الاتحاد الاوربي احدها، لكي يتم توقيف الهجرة، ان تخلل التركيبة السكانية هو امر يجب ان يهم الدولة العراقية او الاقليم او نحن، ونقترح حلولا، جمعية لوقف هذا التخلل، لانه بالاساس ايضا ان التخلخل يصيب المكونات الاخرى ولنقلها بصراحة الغير المسلمة اكثرمن غيرها بكثير. ولكن الزام اي حكومات هنا، هل هي اشارة الى تعميم المطلب ليشمل كل اقليات العالم مثلا؟

رابعا- رغم تدفق المساعدات المادية على الحكومة الأتحادية وحكومة الأقليم والكنائس ، بأسم المهجرين داخلياً ، الا ان ما يصل اليهم لا يتعدى النزر اليسير ، قياسا بما هو مرصود لهم من مساعدات الدولية والتخصيصات المالية من الميزانية الأتحادية ، لذا ، و استنادا الى ضرورة اشراك النازحين انفسهم في هذه العملية ، فأننا نطالب بتقديم المنح المالية السريعة و الآنية ، بشكل مباشر ، للمهجرين عبر لجان تمثله سواءً كانوا داخل العراق ودول الجوار .
هنا المنشور يضرب المنشور الكل، عدا الاحزاب، فهل ان المنشور من جهة مرتبطة بحزب سياسي معين، وخصوصا ان الفقرة الاولى كانت الفقرة المفضلة له في بيانات وتوضيحات بخصوص سهل نينوى. ورغم اننا لانود ان نكون محامي الجهات المتهمة بانها توصل اليسير من المساعدات قياسا للمرصود!!! علما اننا ندرك ان الكثير من الكنائس قد قدمت خدمات قياسا الى ما لديها وقياسا ان حكوما لا يمكنها تحمل العبء لوحدها فتلجاء الى طلب المساعدات واعلان حالات طوارئ وكوارث انسانية. ولكن من اين ستشكل هذه اللجان، اليس من ابناء المنطقة، اي من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والشبك والازيدية والكورد والعرب، فمن يضمن عملها بحيادية، وبعض الناس سرقوا مخصصات الاقضية لصالحهم ولصالح اطرافهم ليس اليوم بل منذ تأسيس العراق ؟
خامسا- استنادا الى قرار مجلس الامن المرقم 2250 ، الخاص بأشراك الشباب في تعزيز السلم و الامن ، فأننا ندعو الى تشكيل خلية أزمة يقودها شباب واع مثقف و مستقل ، من منظمات المجتمع المدني وغيرها ، و من النازحين انفسهم ، ليديروا عجلة الازمة ، و تحت غطاء قانوني وحكومي و دولي.
 المقترح عموما جيد، ولكن مرة اخرى ماذا تنون ان تفعلوا، وهل انتم من الممكن ان تديروا الامور بمعية الاخرين، دون ضوابط، وما معنى مثقف ومستقل. وكيف يديروا عجلة الازمة لوحدهم وللازمة وللحالة امتدادات في الاقليم والمركز وعرب الموصل؟ هل نفرض على هذه الاطراف ان يكون ممثليها من الشباب المثقف والمستقل مثلا؟ وكيف نوفر غطاء قانوني حكومي لا نثق حتى في طريقة توزيعها المساعدات، او دولي وهو يحتاج الى بحث يمتد الى مؤيدي الكورد والمركز والموصل؟

سادساً- نطالب اتحادكم بأستحداث صندوق دولي لأعادة أعمار المناطق المنكوبة وتعويض مئات الألاف من الأهالي المهجرين ممن تعرضوا الى التطهير العراقي ( الجينو سايد ) من قبل تنظيم الدولة الأسلامية ( داعش ) والظغط على الحكومة الأتحادية لتخصيص ميزانية سنوية ضمن الموازنة الأتحادية للسنوات القادمة لأعادة اعمار وتعويض اهالي المناطق المنكوبة ..
جيد استحداث صندوق لاعادة اعمار المناطق المنكوبة، وتعويض الناس ممن تعرضوا الى التطهير العرقي (الجينو سايد) ولكن كيف ومن الذي سيحدد الاوليات مرة اخرى ماذا عن المكونات الاخرى؟ من المفترض ان الحكومى تخصص ميزانيات ولكن تخصيص ميزانية خاصة، فبالتاكيد تحتاج الى ظغط ولا ما نع منه، ولكن هنا هو في حالة كون المنطقة كلها تابعة للمركز. 

سابعا - توحيد كافة القوات المسيحية بأدارة خبراء ومستشارين أوربين وعراقيين وإبعادها عن السياسات والأحزاب ودعمها وتسليحها من قبل الأتحاد الأوربي
ماهي سلطة الاتحاد لكي يوحد قوات دينية معينة وهو لا صفة دينية له، انتم اشرتم الى القوات المسيحية، واذا كان ممكنا توحيده، وللاطراف رغبة في ذلك، لان الامر يحقق مصلحة مسيحية، فلماذا لا تقوم بذلك، اليس بسبب القوى المتنفذة مثلا، والتي لا يمكن ازاحة نفوذها بسهولة. لان النفوذ في الغالب مبنى على المشاعر والانتماءات والرغبات ان لم يكن على الفلوس . مع الاسف ان تقيمي لهذا المنشور سلبي لانني حقا اعتقد، ان القيمين لا يقرأون الواقع جيدا، ويعبرون عن الطموحات والامال متناسين ماذا لدينا في الواقع
https://www.change.org/p/eu-boycott-the-so-called-international-conference-on-a-future-for-christians-in-iraq?recruiter=737177744&utm_source=share_petition&utm_medium=email&utm_campaign=share_email_responsive

80
نحن واستفتاء اقليم كوردستان



تيري بطرس
Teery.botros@yahoo.com


 لنقر في البداية، اننا من نكتب في مثل هذه العناوين الكبيرة، لسنا من يقرر نتيجتها. ولكننا نتحاور حول احسن السبل من اجل ان يكون لنا مستقبل افضل، وفي هذا الحوار قد يظهر اختلاف بيننا، وهذا عائد للزواية التي ننظر الى الامورمن خلالها.
 في الاول من تموز عام 2015 كنت اكتب في ايلاف وفي مقالة تحت عنوان (( الكورد والاشوريون التاريخ والديموغرافية، انظر الرابط الاول)) واقول ((ان مساهمتنا الكبرى جميعا هي في خلق المساحة التي يمكن للجميع ان يعيشوا فيها وهم يتمتعون بكل حرياتهم وبكل حقوقهم ومتساويين في الحقوق والواجبات في ظل نظم حكم رشيدة وغير فاشلة و تستمد شرعيتها من الشعب وليس من البندقية. ولخلق هذه المساحة علينا ان نهدم الكثير من الجدران التي بنيت بين هذه الشعوب ومحاولة التنوير بان الاخر ليس فقط ذئبا، بل قد يكون حملا وقد يكون ضحية مثلنا.)) اذا واجبنا الاساس هو خلق تلك المساحة التي لا تتواجد فيها الذئاب المتوحشة والتي لا يهمها الا اشباع غرائزها وان كان على حساب الاخرين.
وفي شباط من هذا العام وفي نفس الموقع كنت اكتب تحت عنوان ((هل ستقوم دولة فاشلة في كوردستان العراق؟ انظر الرابط 2)) والذي قلنا فيه (( على ضؤ ما قلناه أعلاه، فاننا نجد ان اعلان دولة كوردستان، وبالرغم من الإيجابيات التي يتمتع بها الإقليم عن بقية مناطق العراق، لن يضيف دولة بمفهوم الدول القائمة على العدل والحقوق والقانون. بل ستتعرض لمشاكل كثيرة، قد تجعلها تتخبط وتتحول الى ما يشبه الدول المستقلة حديثا مثل ارتيريا وجنوب السودان. فبالاظافة الى ما قلنا في مقالنا السابق والمعنون ب( معوقات تقف أمام استقلال الكورد) فأن مسألة مشاركة الاخرين والذين تم تغييبهم او تحويلهم الى ديكور لتجميل الصورة، هي امر مهم لاستقرار ووحدة المجتمع خلف هدف واحد. ان مسألة تسمية الإقليم بكوردستان قد تكون مثار جدل وخصوصا من الاشوريين والتركمان، وهو حق لهم، ان شعروا ان التسمية تعني تهميشهم، ولكن بالإمكان سياسيا تجاوز ذلك من خلال ضمانات دستورية وقانونية وممارسة فعلية في المشاركة الفعالة في بناء مستقبل الإقليم، وهذه المسألة مهمة لاطفاء القنابل الموقوته التي يحاول البعض التغطية عليها او تناسيها او تجاهلها، معللين النفس بزوال المكون الاشوري من خلال دفعه الى الهجرة او خلق انقسامات تسموية فيه ودعمها، انها قد تغطي على الفشل مؤقتا ولكنها لن تحل المشكلة.)) والذي اي المقال ابين فيه المخاوف من قيام مثل هذه الدولة واسباب ذلك متمنين ان تكون كل الاطراف في الاقليم قد اخذت المخاوف والتحذيرات المنشورة بنظر الاعتبار، فنحن لا نريد لشعبنا في الاقليم الفشل، مهما كان رأينا في الخطوات السياسية او الاحزاب القائمة. امام الوقائع المتوفرة تحت ايدينا لحد الان، فان نتيجة الاستفتاء ستكون معلومة وبنسبة عالية جدا. والاحتماء بامور مثل الدستور العراقي القائم لن يأتينا بجديد او بامور جدية.
باعتقادي المتواضع ان من يحاول ان يرفض خطوة الاستفتاء على اساس ان الدستور العراقي القائم لا يسمح بذلك، تختلط عليه الامور، فالالتزام بالدستور العراقي القائم ضروري لمن لا يزال يقر بوحدة العراق، وحينما يتم الاستفتاء  عن هذه الوحدة بالاساس، وبالنفي او الايجاب، فانه لا يكون للدستورمكانة او موقع في العملية، لان نتيجته ان كانت بالنعم للانفصال، تعني ان المنفصل لم تعد تربطه بالدستور وبما يضمن الدستور ادارته اي علاقة. الا علاقة الجيرة. وان ما سينتج بعد الاستفتاء لن يخضع للمفاوضات على اساس مواد الدستور، بل ان موازين القوى القائمة بين الاطراف المتفاوضة هي التي تحدد ماذا سيقام وكيف.
اما من ناحية الجهة الداعية للاستفتاء في الاقليم، فباعتقادي ان عدم وجود دستور ثابت للاقليم، فالاقليم لا يملك دستور خاص به يلزم السلطات بطريق معين لادارة الامور ويفصل بين السلطات. وحتى لو  تم اصدار القرار من برلمان الاقليم فانه يوجب ان يصادق عليه من قبل رئيس الاقليم، ولكن لنا هنا مشكلة فان رئيس الاقليم منتهية ولايته القانونية، الا انه بحكم الامر الواقع وبحكم قبول الاغلبية بادارته، فانه يعتبر الرئيس القائم حاليا. ولذا فان المحاججة من هذه الناحية ايضا ضعيفة لانها لا تستند الى اساس قانوني قوي وملزم.
هل الغاية حقا هو الاستقلال اي اعلان دولة مستقلة، ام انه يمكن التحرك ضمن المصالح واستعمال الاستفتاء، لتحقيق هذه المصالح، وهل لتحركات السيد رئيس الوزراء العراقي  الاستاذ حيدر العبادي الاخيرة، زيارته للسعودية والكويت وايران، علاقة بالاستفتاء، باعتقادنا، نعم انه يريد، انه قد يريد تحجيم دور السعودية والكويت في دعم الاخوة الكورد للانفصال، باعتبار ان انفصال الكورد هو اضعاف للعرق الشيعي المضطرب على الدوام والمستعد لرمي مشاكله على الجيران. اضافة الى اعتبارات اقليمية ملحة، تحتسب في اضعاف حلفاء محتملين وبشدة لايران. من هنا يمكن القول ان الاستفتاء قد يتولد عنه حالة كونفدرالية، وخصوصا ان الكثير من الساسة في الجنوب يتمنون او يعتقدون ان التخلص من العبء الكوردي، سيريحهم كثيرا ويجعلهم يتفرغون، لغرماءهم التاريخيين.
من حقنا ان نحاول درء المخاطر عن شعبنا، ومحاولة اكتشاف هذه المخاطر للخروج بخطوات او قرارات تحفظ مستقبلنا اوتمنحنا ميزات افضل. ولكن في الحقيقة شخصيا لم اعد اجد مع بغداد اي ميزات او امكانيات تعايش، هذه رؤيتي، لانني لا اجد اي امكانية لتطوير خطاب سياسي، يتقبل الاخر وبالاخض ان فكرنا ان المنطقة في طريقها ان تشهد خضة سنية شيعية.
علينا ان نحدد خياراتنا حسب مصالحنا، والتي يجب ان يتم تحديدها من قبل احزابنا ومؤسسات مجتمع مدني وقيادات كنسية. ويجب ان يتم تحديدها حسب المستقبل وليس استنادا الى الماضي. ويجب ان يكون هذا التحديد مقرونا بدعوة الى العودة الى الارض، والى مكتسبات قانونية في الاقليم، ولعل من اهمها تحقيق المشاركة الفعلية في القرار السياسي الخاص بالاقليم. وليس فقط كما ذكرنا مرارا وجوب اكمال الصورة فقط.
ان تحقق الحوار بين تنظيماتنا السياسية، ومن خلال لقاءات حوارية حقيقية، باعتقادي سيتم اكتشاف حالات ايجابية اكثر، لاتخاذ مواقف معينة. وفي اي حوار يجب ان لا يتم التناسي ان منطقة ابناء شعبنا في سورية تقع في محافظة الحسكة وفي تركيا تقع في امد (ديار بكر) وماردين وهكاري وغيرها، وفي ايران في مناطق من اذربيجان غربي بالاخص حول اورميا. ومع ذلك يمكن تطوير خطاب سياسي بديل كحلول مقترحة، ودعوة حقيقية لاقامة منطقة اقتصادية سياسية مفتوحة تشمل ايران وتركيا والعراق وسوريا، ولكن مع تحلل البنية الوطنية لكل من العراق وسوريا وتملل الكورد القوي في تركيا، قد لا يمنح لمثل هذا المقترح نسبة كبيرة من النجاح.
وفي خضم عملية البحث عن المصالح الجارية في المنطقة، وبعد ان ضحى شعبنا بخيرة شبابه في حروب لم يكن له مصلحة فيها ايام صدام حسين، وبعد ان تم تدمير اراضيه وممتلكاته في ارضه التاريخية، وتم تشويه الهوية القومية لنسبة كبيرة من ابناءه. صار من الواجب البحث عن مصلحتنا الحقيقة، وعدم دخول معارك الاخرين، بل معركتنا نحن ومصالحنا نحن. ومن هنا فاننا نرى مرة اخرى، انه ليس لنا اي مصلحة في تجزئة ابناء شعبنا بين منطقتين او دولتين مستقبليتين. 


http://elaph.com/Web/opinion/2015/7/1020544.html

http://elaph.com/Web/opinion/2016/2/1070724.html


81
ايضاح كيان ابناء النهرين ... لم يرتق الى مستوى الحدث



تيري بطرس
 نشر كيان ابناء النهرين ايضاحا بخصوص عدم حضوره للاجتماع الخاص باجراء استفتاء لاستقلال اقليم كوردستان ستجدونه على الرابط ادناه .
قد اختلف مع اي طرف من اطراف شعبنا، وقد يختلفون معي، ولكن هذا الاختلاف يعبر عن وجهة نظر، قد تكون صحيحة او خاطئة. وهذه الوجهة نظر تعتمد على الزاوية التي ينظر منها الانسان للاحداث اصلا، والاختلاف اذا ليس تعبيرا عن تخوين او تشويه الاخر ورأيه.
في اي قرار بهذا الحجم، من الطبيعي ان تختلف الاطراف، وان تؤثر المصالح الثانوية على الموقف من القرار، وهنا لا نعفي الديمقراطي الكوردستاني من تفضيل المصالح الحزبية في سرعة اتخاذه القرار، لان تاثيرات القرار ليست مستقبلية وما بعد الاستفتاء فقط، بل انية ولها دور في ضخ زخم من التأييد للحزب صاحب المبادرة في مثل هذه الخطوة الغير المسبوقة، على الاقل كورديا. واذا كانت الاشارة الى التغيير وبعض الاطراف الاسلامية التي قاطعت الاجتماع، فبالنسبة للتغيير معروف، ان العلاقة الثنائية وحصرها من قبل البارتي، عامل مؤثر في مثل هذا القرار، وليس عشقا بالعراق ووحدة اراضيه. اما الاسلاميين فانهم من مبداء الديني ان ارض الاسلام واحدة. ولكن هنا يجب ان نؤكد ان الاستفتاء حتى لو حاز على 99% من الاصوات، فانه لا يعني الانفصال حقا او فورا. فهو ورقة يمكن استعمالها على الاغلب في التفاوض مع بغداد، او اخر الدواء.
في النقطة الثانية المثارة، انا مع الاخوة في كيان ابناء النهرين، يا ليت، ان تنظيمات ابناء شعبنا كانت قد اتفقت على رؤية موحدة، ولكن الظاهر انها لم تتمكن او لم ترغب او انها دخلت مرة اخرى في نقاشات طويلة ومملة مما جعل كل طرف يحتفظ برأيه. وخلفية عدم الاتفاق في الغالب ليست عدم وجود ما يمكن طرحه، بل مع الاسف الاستنتاج الوحيد الممكن هو ان الخلافات البينية بين الاطراف والتي هي جزء من تراث عملنا السياسي طغت على المستقبل مرة اخرى!!!، ومن خلال هذ الفقرة والتي تقولون فيها ان عدم تحقيقها، كان السبب الرئيسي لعدم حضوركم الاجتماع. يعني ان موقفكم كان اقرب الى القول نعم، او على الاقل لو كان لكم موقفا مغايرا لقلتموه في الاجتماع مثلا وكان سيكون افضل. ونحن مرة اخرى، مع موقفكم انه كان يفضل ان تكون هناك ورقة لاحزاب شعبنا، تبين المحاضير وما نستشفه من المخاوف من مثل هذه الخطوة، مشفوعة بالمخاوف الحقيقة والتي اتت من مسار سنوات طويلة تمتد من عام 1961 ولحد الان. ولكن الامر لم يحصل وانتم وكل احزابنا تتحملون النتيجة.
اما في النقطة الثالثة اي موقف الكيان من الاستفتاء، فالكيان يقر بانه يقر بأن مبداء حق تحقيق المصير مكفول للجميع، وهي جميلة يمكن القول انها تقول انه مكفول لنا وهو امر حق ويجب ان نؤكد عليه على الدوام. ولكن الاشتراطات التي وضعها الكيان باعتقادي انها يمكن ان تشبه وضع العربة قبل الحصان، او قلب الحالة القائمة والتي باعتقادي انها نتاج اصلا لما يعتقد البيان انه يجب معالجة  هذه الامور قبل ان اتخاذ القرار، ولكن عدم معالجتها والتي اغلبها يتوقف على تعاون بغداد الغير المتوفر اصلا ، كان السبب في اتخاذ هذه الخطوة. ومسألة الشرعية ومحاولة كتلة التغيير الانقلاب على الاحداث واستغلال الخلافات مع بغداد ونتائجها، لصالحها، فهي اي كتلة التغيير كانت في الحكومة وقامت باشعال تظاهرات ضد الحكومة في نفس الوقت، لاظها نفسها وكانها الوحيدة المهتمة بوضع الناس المعاشي. طبعا هذا الاقرار لا يعني ان الطرف الاخر كان ملائكيا، الا ان تاجيل كل الاستحقاقات او المواقف لحين تحقيق التوافق الداخلي المثالي والذي قد يعني بالمنظور الحالي يا قاتل ويا مقتول، ليس موقفا سياسيا. وان دعوة الرئيس البارزاني لمثل هذا الاجتماع هو دليل عدم القدرة على تجاوز الاختلاف بين الطرفين، واعتقد جازما ان الرئيس البارزاني كان سيسعده ان يعلن الاتفاق من منبر البرلمان وهومحاط بكل الاعضاء ايضا. اي انه المخرج الوحيد للوضع الحالي.
بالنسبة للعامل الاقليمي والدولي، باعتقادي انه ليس هناك افضل من الوقت الحالي ، فسورية مشغولة بمشاكلها التي تهدد بنيتها بذاتها،والكورد فيها هم الطرف الاقوى تقريبا، وايران باتت تترقب اقتراب النار من لحيتها وتركيا في وضع صعب جدا، وخلال سنتين الماضيتين قدمت تنازلات كبيرة لصالح تغييرات مست ثوابت لديها، ومنها سماحها بدخول قوات البشمركة الى كوباني (عين العرب) و القول ان تركيا لن تسمج بتمدد الكورد الى غرب الفرات، بمعنى نعم للتمدد في شرقه، واخيرا السماح لقوات سوريا الديمقراطية بالتوسع ومنح صلاحية تحرير الرقة لها.
ان المشاركة او تاييد الاستفتاء كما قلنا ليس ايذانا بالتطبيق الفوري، وثانيا انه كان يمكن ان يتم نقل الفكرة من المخاوف الاقليمية الى المسؤولين، والمطالبة بتاجيل الاستحقاق الى ان يتوفر وضع اقليمي اكثر ملائمة مثلا. من ناحية توفير طرق مواصلات للتعامل مع العالم الخارجي عبر الجيران او اي طريق اخر. اما عن مسألة الاوضاع الاقتصادية، فباعتقادي انها احد الاسباب التي ادت اصلا الى التوجهة للاستفتاء، وهو وضع عراقي من ناحية ويخص الاقليم من ناحية اخرى، وهنا يجب ان لا يخفى ان احد الاسباب كان الفساد المستشري في اجهزة الدولة في الاقليم بسبب الصراع الحزبي المقيت، الذي لم يسمح بتشكيل اجهزة الدولة المستقلة عن الاحزاب السياسية. هذه العملية التي شاركت كل الاحزاب الكبيرة وبالاخص البارتي واليكتي قبل انشقاق التغييرعنه، فيها.
ولنأتي الى مربط الفرس، في تعليقنا هنا وهو اما بالنسبة لموضوعنا القومي.
احيانا كثيرة نكرر اخطاء العرب في عدم القدرة على اتخاذ خطوات او تشكيل راي موحد، و عدم اتخاذ عامل الزمن في الحسبان، وفي نفس الوقت نريد من الاخرين عدم التعجل في اتخاذ القرارت او الخطوات التي تطور وضعهم، لحين ان نتخذ نحن القرار الذي لن يأتي بواقعنا الحالي ابدا (في انتظار غودو) والدليل الفقرة الثانية. ان احزابنا ورغم انهم جميعا تمكنوا منذ اكثر من شهرين بعقد جلسة مشتركة بحضور ابناء النهرين، ووعدهم العمل سوية لتحقيق التنسيق والعمل المشترك من اجل ان يكونوا صوتا واحدا في الاستحقاقت المقبلة والكل كان منتظرا استحقاق الاستفتاء لانه لم يكن سريا، بل استعمل علنا لكي يحقق اهدافا قبل الاقدام عليه وان احزابنا شاركت في اجتماع مع اللجنة المكلفة شؤون الاستفتاء ووعدت بان تقدم رؤية مشتركة . ولكن احزابنا مع الاسف مررت الوقت كله بدون ان تلتقي، وبالتاكيد كل منها انتظرت من الاخرين المبادرة، لحد ان مر الوقت ونحن لم نتخذ القرار!! فالى متى سينتظر الاخرين؟ انه السؤال الموجه لنا كلنا، وعلينا ان نواجه واقعنا بدون اقنعة وبلا اي مساحيق تجميل.
اما حول عدم انسجامنا مع الدولة القومية، نود  ان نقول ان العراق كان بالاساس دولة وطنية، ولكنه تحول منذ بداية الثلاثينيات الى فرض الدولة القومية، من خلال استقدام رموز العمل القومي العربي وتشجيعها ودفعها لنشر مبادئها في كل مسارت الحياة في العراق. نعم ان الدول التي تتحكم بها الايديولجية القومية وخصوصا ان تكون الاكثرية من هذه القومية، ستجد، المكونات القومية الاخرى وضعها فيه صعب. ولكن كيف يمكن معالجة الامور في مثل هذه الحالة، فلنفرض عدم حضور ممثلي كتلة المجلس الشعبي والرافدين، باعتقادي ان القرار كان سيمرر، وكنا سنسجل نقطة، لن تؤثر في مسار الاستفتاء. ولكن ليس شيئا اخر، بل المفترض انه كان ان نحضر وان سنسجل تحفظاتنا لمحاولة جعل نتيجة الاستفتاء تكوين دولة قومية. علما ان الاخوة الكورد متحفظين من مثل هذه الطروحات وبالدليل انهم ومن خلال فهمهم يسمون الاقليم بالكوردستاني وهو مفهوم وطني لديهم وليس قومي. صحيح ان لنا تحفظات عليه ايضا،وهذه التحفظات  في الغالب تاريخية ولكنها لا تعبر عن الواقع الحالي.
ان الانسحاب او عدم المشاركة، قد لا يعني دوما تسجيل نقاط، بل قد يعني خطوة شكلية في اظهار اعتراض ومع الاسف ان هذه الخطوة هي في الغالب ليست لصالح ابناء شعبنا الذي يعيش في الاقليم، بل واقولها متأسفا انها تتناسق مع صراخ اصوات في الخارج اكثر مما هي تعبير سياسي عن تغييرات يمكن ان تحدث في واقع شعبنا في الاقليم. لان السياسة ليست ان تطالب فقط، والا  لكان ممكنا ان نسطر كل المطالب هنا، ولكن لا احد لديه لا القدرة لتحقيقها،و لا ليخطوا ولو خطوة نحو العمل لتحقيقها.
في نقطة المناطق المتنازع عليها، باعتقادي شخصيا ناقشتها مرارا، على صفحات الموقع، ولكن لم اجد طرحا يناقش حقيقة الاوضاع وما ينتج عنه، وما قد ينتج عنه حينما يتوزع ابناء شعبنا بين منطقتين قانونيتين مختلفتين، الا نعيد التجارب المؤلمة والتي عانينا منها حينما تجزاء شعبنا بعد الحرب الكونية الاولى الى ان يعيش اقليات مهمشة في اكثر من خمسة دول. اما حول ان الاوضاع بعد التهجير وغيرها فهي مسألة نكاد ان نعيشها نحن والازيدية والشبك والتركمان وايضا بعض الكورد المسلمين والعرب في المنطقة، فلا اعتقد انها هناك ميزة خاصة لنا فيها. اما نغمة فلنترك لهم الخيار، لا اعلم ما هو دور الاحزاب في الخروج بخيارات ناضجة او العمل من اجل ايصال الناس لاختيار الخيار الانضج لنا في المستقبل؟
مرة اخرى اجد نفسي متفقا مع ابناء النهرين، نعم ان تجربة شعبنا ورغم حمله البندقية مع الاخوة الكورد وحسب امكانياته والتزامه بالمواثيق والعهود، وعدم دخوله لعبة تغيير موضع البندقية على اي كتف، التي دخلتها الكثير من القوى الكوردية لاسباب عشائرية او مصلحية انية، اقول ان هذه التجربة، حملت الكثير من عوامل الشك والشكوى من قدرة الاخوة الكورد في العمل بصورة تحقق المساواة والعدالة حينما تكون السيطرة الكلية لهم. ولكن في الواقع ان هناك سيطرة كوردية  تامة منذ عام 1991 ولحد الان وكوننا جزء من العراق، لا يعني انه تم اتخاذ هذا الواقع في نظر الاعتبار، بحيث حد من تجاوزات المتجاوزين كل هذه الفترة.
اما بالنسبة لحقنا في اختيار ممثلينا فهو حق مقدس، ولكن بشرط، ان لا نضع انفسنا، في موضع من يعملها على نفسه، فالحق الاداري والذي نتغني به، لا يمنح الا في احسن الاحوال لاصغر الوحدات الادارية واذا منح على هذا الاساس يكون الاصلح لنا طبعا، فاذا كان لدينا اغلبية في اي ناحية فمن حقنا ان ندير انفسنا، والا فانه سيتم مواجهتنا باننا لسنا الاغلبية، وعليه ارى في احيانا كثيرة عدم قدرة احزابنا الخروج من الشعاراتية وعدم قدرتهم على تزويدنا بحقائق الوضع الان على الارض. ولتوضيح الامر فلنفترض اي وحدة ادارية ولتكن اصغرها، وهي هنا في العراق كله الناحية، ولنختار ناحية عين نوني، فقرية او قصبة عين نوني لا جدال فيها انها بغالبيتها العظمى من ابناء شعبنا، ولكن لو اخذناها كناحية هل يتحقق فيها هذا الشرط، اي مجمل القرى التابعة لناحية عين نوني  (كاني ماسي) ؟؟.

رابط ايضاح كيان ابناء النهرين
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=842808.0

82
مالذي نقرأه في قصة كارثة برياك بك على القوش؟




تيري بطرس
قبل ان نقراء الاسطر التالية نود ان نلفت النظر الى اصل المقالة التي نناقش على اساسها والمنشورة على الموقع من قبل الاديب والفنان لطيف بولا على الرابط التالي ، والتي نتمنى ان يطلع عليها.
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,841718.0.html
في سجل عوائل القوش واغلب قرى وقصبات الممتدة من مناطق برواري بالا وصبنا الى ان نصل الى سهل نينوى، ستجدون ان الكثير من العوائل تعود باصولها الى المنطقة الجبلية العصية في حكاري وامتدادتها باتجاه الغرب وصولا الى ماردين، واحيانا الى سهل اورمية وقراه.
منطقة السهول هذه كانت منطقة خصبة زراعية، تنتج الكثير من المحاصيل التي كان الجميع بحاجة اليها، مثل الحنطة والشعير والدخن والذرة، بالاظافة الى الفواكه، كما انها كانت مناسبة وخصوصا في جنوبها لتربية الماشية والرعي في فصل الخريف والشتاء، بحيث انها كانت المأوى الملائم للرعي لقطعان الاغنام التي كان يمتلكها ابناء الجبال العصية في رحلة سنوية سموها الكوزي، وعكسها اي عودتهم الى الجبال في فترة الربيع والصيف والتي سموها زومي. هذا التواصل النصف سنوي والدائمي، لم يكن اعتباطيا او بلا اثر رجعي يمتد عبر التاريخ، بل انه كان حركة في منطقة اعتبرت لمن تحرك فيها، انه في ارضه ومناطقه او في وطنه وليس خارج عنه. بدليل انه كان يقوم بها سنويا ومهما حصل، ورغم الكوارث والاضطهادات، لانها الوسيلة الوحيدة لانقاذ حيواناته التي كانت عماد اقتصاده. ومن كان يقوم بهذه الحركة اي الزومي والكوزي، كانوا من ابناء العشائر القوية والتي كانت في صراع دائم مع منافسيها حول الكلاء، بالاظافة الى انها كانت تسير بحسب قوانين عشائرية، فيهخا تماسك العشيرة ووقوفها الدائم مع ابناءها ومع حلفاءها، بغض النظر عن المخطئ او الصحيح.
المثير للاسى، ان المناطق السهلية من برواري بالا نزولا باتجاه نينوى، كانت تتعرض بشكل دائم الى حملات وهجمات الاعداء، وفي حالات كثيرة يذكرها التاريخ او ذكرها ولازالت مطمورة في اوراق لم تعرض، او حتى لم يبقى منها من يتذكرها، لان غالبية هذه الحملات قامت بها العشائر والقبائل التي كانت تعتاش على السرقة والسلب والنهب، وكان تفكيرها منصبا على اللحظة وفي الغالب كانت تقوم بابادات كاملة او لكي من يقع في اياديها، وفي الغالب لم تكن غايات الهجمات الاستيطان، ولذا كان المهاجمين بعد ان يقتلوا يسرقوا ويسلبوا ويسبوا من وقع في اياديهم من النساء والفتياة، يتركون المكان بفوضى وخراب، فيعود المتبقي والمختبئ من اهله اليه ليبدأوا حياتهم الكئيبة من الصفر مرة اخرى.
اما في الحملات الكبيرة والمستمرة فان اغلب الناس كانت تهرب وتلجاء الى الجبال العصية لكي تحتمي بالعشائر وتحمي ذاتها. ولكن مشكلة الجبال العصية انها لا يمكن ان تأوي الكثير، لشحة امكانياتها ولانها كانت تعتمد في غذائها، على التبادل مع السهول، فمنتوجها من الصوف والدهون واللحوم المقددة والمجففة والاغنام والمعز ، كان يتم تبادلها مع الملابس والمنتوجات الزراعية.
الملاحظ، ان هناك دائرة تكاد ان تكون مغلقة، عاش فيها غالبية ابناء شعبنا في هذه المنطقة، الجبال العصية والعشائرية، يتكاثر ابناءها، فيختار الكثيرين الانتقال الى السهول جنوبا، للسكن والزراعة، والسهول في تعرضها للمحن، تلجاء الى الجبال لاجل الحماية، والعلاقة مستمرة من خلال رحلة الكوزي والزومي النصف السنوية.
انا من قرية بيبدي، وكثيرا ما تسألنا من اين اتينا، وكيف سكنا هذه البقعة، ومن خلال ما توارد من الاحاديث، يظهر اننا كنا من راوولا، في تياري، ولكن البعض يعود باصولنا الى اربيل، واربيل من مناطق السهول التي رفدت الجبال بالناس الهاربين من الاضظهاد والهجمات والحروب، واعادت الجبال تصديرهم  عند التكاثرمرة اخرى في ازمان السلام النسبي ليعودوا ويستقروا ويبنوا. علما ان في قريتنا هناك عائلة اخرى من اصول اربيلية ولكنها مررت من خلال نيروا وريكان، وصولا الى القرية. فما الذي دعها للاستقرار في هذه القرية؟ هل هي الاصول المشتركة البعيدة؟ وهناك عوائل من اصول نمياثا, الا ان اغلبية من تم سؤالهم لا يتذكرون ولم يتم ذكر لهم انهم شاهدوا او عرفوا زمن بناء كنيسة القرية القديمة (بني شموني ) والتي بنيت على الطراز القوطي او كمال يقال شعبيا انها من زمن اليونان، علما ان اليونان كانوا في المنطقة قبل ولادة المسيح وليس خلال الفترة. وجود الكنيسة مبنية ولا يتذكر بناءها احد او لم يسمع احد بزمن بناءها، قد يوحي لنا بان الكنيسة اساسا كانت موجودة ولكن اهل القرية، تركوها لسبب ما، واتى من عمرها مرة اخرى.  ولكن لماذا اتى ابناء شعبنا ليعمروها وكان يمكن للكورد ان يستولوا عليها ويعمروها؟ باعتقادي ان السبب، ان غالبية الكورد، ايضا كانوا رعاة ومتنقلين ويعتمدون على امرين في معيشتهم وهي الرعي والسلب والاستيلاء على ممتلكات من يقع ضحيتهم وهم في الغالب من ابناء شعبنا الذي كانت غالبيته تسكن القرى، اي تعمرها وتشتغل بالزراعة بالاظافة الى تربية مواشي بحدود قليلة. الكوردي لم يكن يهتم بالارض والزراعة، لا بل اغلب العشائر وحتى عشائر ابناء شعبنا كانوا يعتبرون الزراعة نوع من الدونية وعمل في يقوم به من هو ادنى من درجة السادة ابناء العشائر. ولعل انقسام ابناء شعبنا بين العشيرتي الاقويا المستقلين والرهتي الخاضعين لسيطرة الاغوات في الغالب الكورد او بعض العرب في منطقة الموصل، وما كانوا يفرضونه عليهم من ضرائب او نسبة من المحصول، يعطي مدلولا لمثل هذا الاستنتاج.
من هنا نود ان نؤكد ان ابناء شعبنا، لم تصهرهم الكنيسة في بوتقة واحدة، بل ان التطورات والاحداث اليومية من الهجمات والامراض المتفشية والتي كانت تمحي الكثير من القرى او اغلب سكانها، كانت عامل مهم لتبادل السكان وبقاءهم على التواصل وشعورهم بانهم جميعا مشتركون بامور كثيرة، بل انهم من اصل واحدة وهو تعبير عن وحدتهم. ما سطرته ليس قراءة مبنية على مصادر تاريخية وحقائق دامغة، بل هو قراءة لما اراه يمكن ان تتطور لتوضيح الصورة في احلك ظروف عاشها شعبنا وخصوصا ما بعد الاحتلال الاسلامي. حيث تركت الكثير من القرى المتقطعة ضحية لتفسيرات وفتاوي ملالي، لم تأتها النجدة وان اتت فانها كانت متاخرة جدا، بحيث لم تفد. ان قراءة هذا التاريخ والكشف عن احداثه، قد يساعدنا في تكوين الصورة الحقيقية لما حدث لشعبنا، الذي كان غالبية كبيرة في المنطقة ولما تحول الى اقلية ضعيف بمرور الزمن. ولذا فالمشاركة المطلوبة هي في دعم فتح هذا الملف الذي قد لا يريد الكثيرين فتحه. فهل سنجد على الاقل توجها لكشف ودراسة ما تخبئة الاديرة والكنائس والكتب التي في حوزتنا وحوزة جيراننا؟

83
ما الذي حققته الرابطة الكلدانية بمقترحها؟


تيري بطرس
الظاهر ان عدد من يدخل على مقالة او منشور معين، في صفحات شعبنا، صار مقياسا للبعض للنجاح والانتشار. ولتحقيق هذا النجاح السريع والمدوي، فاني انصح كل من يتمنى الانتشار السريع،  ان يعنون مقالته بامرين اثنين وسيجد في ساعات قليلة ان المئات قد دخلت وعلقت عليه ان لم تشاركه وتنشره على صفحات اخرى او من خلال الاميل، والامرين هم ذكر شخصية معروفة من شخصيات شعبنا مع الايحاء بالتهجم والنقد السلبي وان هناك امور مخفية ستكشف، او عنون المقالة بتسمية جديدة او نكران تسمية من تسميات شعبنا.
ولندخل من باب حسن النية، ونقول ان الرابطة الكلدانية، اقترحت ((المكون المسيحي)) لاجل جمع شمل كل المسيحين تحت مظلة واحدة تضم اخوتنا الارمن والمسيحين الجدد، ممن اعتنق المسيحية في العراق. ساقر مع الرابطة ان هناك شئ اسمه المكون المسيحي، كوجود مادي حقيقي قائم وحاضر. ولكن باعتقادي ان الرسالة كانت خاطئة سواء في اتجاهها او تبريرها. فالمكون المسيحي له مرجعياته الخاصة، والكنيسة الكلدانية، ولن اناقش صحة موقفها من عدمه، خرجت من دائرة العمل في اطار المكون المسيحي، حينما أنسحبت  من مجلس رؤساء الطوائف المسيحية، وهذا بالطبع لا يعني انها لا يمكن ان تعمل من اجل مسيحي العراق او ان تتكلم في الاطار المسيحي ولكن كل ذلك ضمن صلاحياتها. من الواضح ان  هذا الخروج من مجلس رؤساء الطوائف المسيحية، قد اخل بطموحات قد تراها الكنيسة مشروعة لانها تمثل الثقل الاكبر لمجموع مسيحي العراق، وبالتالي فانها تبحث عن اطار اخر لعملها، اطار اوسع من خلال تسمية المكون المسيحي. اي بصريح العبارة قيادة المكون المسيحي وتحديد اهدافه ومطالبه واليات تحقيق هذه الاهداف والمطالب من خلالها فقط. وبالتالي عمليا فرض انقياد الاخرين لها، وهو الامر الذي لم يتحقق من خلال مجلس رؤساء الطوائف المسيحية.  واذا علمنا ان المجلس السنهاديقي للكنيسة الكلدانية، يدار بالعربية، فباعتقادي ان الكثيرين من حقهم ان يتسألوا الى اين المسير؟
تدرك الرابطة الكلدانية ان طرحها وحتى لو قبل به شعبيا، فان تطبيقة لن يكون دستوريا، لان مسودة دستور اقليم كوردستان تقر بالتسمية الثلاثية، ودستور العراق يقر بالتسمية التركمان، الكلدان والاشوريون، الارمن، وهو اقرار واضح بوحدة المكون المتسمي بالكلدان والاشوريون. وان هناك استحالة في الظروف الحالية لتعديل اي فقرة من الدستور، لانه يعني فتح باب الجحيم امام كل القوى السياسية العراقية، بل فتح باب تقسيم العراق لان ما حصل عام 2005 لن يتكرر مرة اخرى وخصوصا بعد الدماء التي سالت والمطالب التي تجذرت.
وفي تبريرها، تقول الرابطة، ان من حق الكلدان ان يفتخروا باسمهم،وكان هناك من منعهم من الافتخار باسمهم، ولكن هل يعني ان استعمال المكون المسيحي سيمنح لهم حق الافتخار بالاسم الكلداني ياترى؟ وهل من خلال هذه التسمية تتحقق الوحدة المسيحية، ام من خلال الفعل المسيحي المقترن مع الايمان، بان المسيحين كلهم سواسية امام الله وامام مذبح الكنيسة وامام قانون الكنيسة، والعمل لجعلهم دينيا متساويين مع ابناء الديانات الاخرى من المسلمين والازيديين والصابئة المندائيين والكاكائيين.
من المفترض ان قيادة الرابطة الكلدانية، وفيها شخصيات شاركت على مدى طويل في النقاشات القومية والتسموية، ان تدرك ان التسمية الثلاثية، لم تأتي اعتباطا، وقد ناضلت الاطراف المختلفة لكي تصل الى هذا التوافق، رغبة في عدم اشعار اي طرف بالتهميش، وانه وعلى المستوى الفردي يحق لكل شخص ان يقول التسمية التي يرتأيها ، كان يقول انه كلداني او سرياني او اشوري، ولكن في التعامل القانوني واستحقاقاته يتم التعامل مع الاطراف الثلاثة، كأنهم مكون واحد. وهذا يدفعهم للعمل بجدية لاظهار هذه الوحدة، من خلال مشاريع القوانين التي يجب ان تقدم لتجسيد حقوقهم القومية. وبالتالي فان طرح تسمية جديدة يعني اشغال الناس بمثل هذه المسأل علما انها لن تقدم الوحدة المنشودة ابدا. ولكن يبقى لنا حق التساؤل لماذا اذا؟
المعلومات والحقائق المدرجة اعلاه، معروفة باعتقادي، وقد عملت اغلب التنظيمات السياسية لتوضيحها ولترسيخهأ. بل لقد انشغلت هذه التنظيمات او شغلت (بضم الشين)، بهذه القضية التي لا اساس لها، من اجل افهام الجميع ( من قال انه سرياني او من اقر بانه او من امن بانه اشوري) انهم كلهم واحد كامة وكشعب وكقومية، ويحق لهم استعمال الاسم الذي يرتأونه صحيحأ، بدليل ان تجمع الاحزاب يضم تنظيمات بالاسماء الثلاثة. الا ان ما يثير العجب هو طرح الامر الان ونحن لسنا بحاجة اليه، لانه لا يحقق الوحدة المرجوة، اي الوحدة المسيحية. التي يجب ان تتحقق باليات وباسلوب اخر. اي من خلال مجالس منبثقة من المجالس السنهاديقية، وتبحث مسألة الوحدة المسيحية في هذا الاطار، فالوحدة المسيحية لن تحققها التسمية، بل تسوية الخلافات اللاهوتية والادارية في الكنيسة. علما انه كان من المفترض ان تتقدم الكنائس بخطوات اكبر في هذا الاتجاه، فداعش والاسلاميين المتطرفين، لن يفرقوا بين ابناء الكنائس، فكلهم نصارى كفار. وعندما قلنا بخطوات اكبر فنحن نعترف ونقر بان الكنائس وليس فقط الكنيسة الكلدانية هي التي قدمت، بل كل واحدة منها وحسب قدراتها قدمت لحمل جزء من اسباب العوز الذي تعرض له ابناء شعبنا في نينوى وسهل نينوى.
ان محاولة خلط الاوراق، والعودة بها الى نقطة الصفر، اي النقاش التسموي وتقسيم الامة الى امم وقوميات، امر مثير للعجب، بل يثير الكثير من التساؤلات الغريبة والغير البريئة حقا. فاي شخص يدرك ان استعمال التسمية الاشورية لتاطير العمل القومي لشعبنا، لم يكن بحجة ما يقوله البعض، الرغبة في الاستحواذ على كل الحقوق العائدة للجميع لصالح طرف معين، فان استعمال هذه التسمية يرقى الى اكثر من قرن، وقد استعمل من اطراف لم يكن لها علاقة في البدء بكنيسة المشرق، وهذا يجب ان يدركه على الاقل المتعلمون والذين يقرأون تاريخ شعبهم ومراحلة وما مر به. صحيح ان هناك مراحل مر بها نضال الشعب تحمل ابناء كنيسة المشرق الثقل فيه، الا ان التسمية الاشورية اتسع نطاقها وصارت تؤطر العمل القومي ونشاطاته في العراق من خلال اغلب المنتمين الى مختلف الكنائس وفي تركيا وفي سوريا وفي ايران وفي ارمينيا وفي روسيا، وحتى في بلدان المهجر. وبالتالي فان من يقول اشوري تراه يفتخر بالمرحلة الكلدانية والسريانية من مراحل تاريخ شعبنا.
المسألة كان يجب ان تحسم  بعد سقوط النظام الصدامي، ولكن الحسابات الضيقة والمخاوف الطائفية، هي التي وضعت الكثير من الموانع امام الحل. ولكن مع الاسف ان هناك تعمد لافهام من يقول انه كلداني بان من يقف امام طموحاته هو الاشوري. علما ان الطموحات القومية والمرتبطة بالتسمية للطرفين هي واحدة في الاساس. فعلى اي ساس ستختلف الطموحات القومية لابناء القوش او كوماني او ارادن او زاخو او بغديدا، بين من يقول انه اشوري ومن يقول انه كلداني او سرياني؟ وهنا يجب ان لانفترض او نقرر ان ما نريده هو الحقيقة، وباعتقادي ان هناك الكثيرين من ابناء هذه القصبات وغيرها سيجادلون الرابطة الكلدانية في احقية التكلم باسمهم، وهم لا يقرون الانتماء اليها او يقرون باشوريتهم مثلا؟
وليكن معلوما ان الحركة القومية لشعبنا، في كل انحاء العالم لها تواصل وارتباط، والامر مفهوم للقوى العراقية كلها، وشعبنا ليس مستعدا ان يخسر ترابطه وعمله ونقل تجاربه، وبالتالي تجزئته وفرض الانصهار على اجزاءه الضعيفة او البعيدة عن تاثيرات النشاطات القومية. في حين ان هذا الامر ومع الاسف لم ياخذ اي مكانة في تفكير القوميين الجدد ممن يزعم اننا قوميات مختلفة.
من هنا نرى بان طرح تسمية المكون المسيحي، ان ارادت الكنيسة الكلدانية ان ترسخه، فالطريق واضح، هو من خل المرجعيات الكنسية، وفي اطار حقوق المواطنين الدينية، وهنا لا نريد تجريد هذه المرجعيات من انتماءها القومي، فهي بلا شك يمكن ان تشارك في الفعل القومي الموحد كافراد وكرموز ولكن في اطار التسوية القومية التي توصلت اليها الاحزاب السياسية.


84
العيش المشترك هو الحل...رغم تضامننا مع ابن شعبنا المصاب.




تيري بطرس
اوردت الاخبار عن اصابة احد ابناء شعبنا من مدينة عنكاوا بطلق ناري من شخصين سكيرين، ودفاعا عن النفس قام باطلاق النار عليهم مما اصابهم باصابات طفيفة. ولكن المصيبة هي في ردود فعل اهالي المصابين او عشيرتيهما وكذلك في ردود فعل بعض ابناء شعبنا. فرغم وضوح القصة، ان الشاب كان في حالة دفاع مشروع عن نفس امام هجمة من اشخاص غير واعين، فهم يطالبون بالاقتصاص منه. وهنا نحن امام مفترق حاد بين الحق والعدالة وبين فرض التسيب والعنجهية التي تستند الى القوة ولا تهتم لا بالمواطنة وبالعدالة ولا بالحق. وبالاحرى نحن امام مصداقية القائم من اسس الدولة، فان ترك الدولة لمهامها الطبيعية والتي تعتبر هي وحدها المخولة باستعمال القوة وامتلاكها، يعتبر اعلانا بشيوع التسيب والتشرذم. والا فان الدولة مطالبة باتطبيق القانون الذي ينظر للمواطنين على انهم سواسية في نظره.
بين الفينة والاخرى تحدث مشاكل بعضها خطير وبعضها الاخر يمكن تفهمه على انه ممارسات عادية، تحدث في اي مجتمع مهما كانت درجة رقيه ودرجة المساواة القائمة بين مكوناته. فعمليات القتل لابناء شعبنا حدثت في المهاجر حينما قتل العديد منهم جراء تعرضه ممتلكاتهم للسرقة او التعدي او حتى التعدي بسبب سحنتهم او لمشاركتهم في عصابات مختلفة ومتصارعة. ولعل ما حدث في زاخو ودهوك قبل سنوات كان قمة التطرف وعلامة مهمة للمخاطر التي تواجه شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، في حالة لم يتم معالجة الامور وايقاف انفلات الامور وتركها بيد بعض من يصعدون على منابر للخطابة في الناس.
في اقليم كوردستان هناك شعب يتكون من مكونات مختلفة، دينية وقومية، كما ان هذه المكونات ليست متوحدة كليا، ففيها اراء ورؤى مختلفة ومتغايرة وحتى متعادية، وهذه الامور طبيعية، ويجب التوافق على ان وجودها هو اغناء لشعب الاقليم وضروري لاضفاء الحيوية والقدرة على الحوار والتطور عليه. المجتمع في الاقليم ويغلب عليه الكورد بكل قيمهم وتطلعاتهم وعاداتهم، لا يخرج عن نطاق ما شرحناه من حالة التعدد في الروى في هذا المجتمع القبلي العشائري، ولكن فيه شرائح واسعة تدرك ان الخروج عن القبلية والعشائرية هو الطريق الصحيح نحو التمدن والتطور وانشاء ادارة راقية تعمل مع كل المواطنين بسواسية.
ما حدث في عنكاوا قبل يومين، هو جريمة مدانة، واهالي عنكاوا يحذرون من هذه الممارسات السيئة منذ زمن بعيد. ونحن اذا كنا لا نريد ايقاف ارزاق الناس واعمالهم، الا ان وضع حلول جذرية تمنع التعدي على الامنين من اهالي البلدة، وتنظم عمل هذه الاماكن، صار مطلبا اكثر من ضروري، ويجب ان يعتبر في اوليات القيادة السياسية للاقليم، لانه يطال مكون اساسي ولانه تجاوز كل الحدود، وصار يضر الناس في حياتهم اليومية وبشكل خطير.
ان الحرية شئ جميل وقيمة عليا، ولكن الحرية هي للجميع، ولكي يتحقق هذا الشعار الحرية للجميع، اي ان حريتك تقف عن حدود حريتي، فيجب ان يقف القانونه بقوة ويحاسب وبصورة لا مراء فيها ولا تحيز. قمن يستغل الحرية لكي يعتدي على الناس ومهما كان وضعه فانه يجب ان يعاقب، لان عدم القيام بذلك هو ايذان ببدء التشرذم وكل يعمل بالقانون الذي يرتأيه.
ان التصدي للقانون وللعدالة بقوة العشيرة، ان لم يكن يعتبر عملا خارج القانون، فانه بالتاكيد تدمير وتهديم لاسس الدولة والادارة القائمة، ومنح الحق لمن يتم الاعتداء عليهم لكي يختاروا، اتجاههم وطرق اظهار امتعاضهم ولا رضاهم عن ما يمارس عليهم بقوة العشائر، والتي هي قوة غير قانونية وفي الغالب قوة عمياء تنحاز لابن العشيرة بغض النظر عن الحقيقة والعدالة.
اذا كان البعض يعتقد انه مادام بمنأى من محاسبة الدول الغربية، فانه بامان مهما حصل، فهو واهم جدا. وتجارب المنطقة في التجاوز على كرامات وحريات الناس،.واشتراك الدولة في هذه الممارسة او التغاضي عنها، لكون ضحاياها من الفئات الضعيفة،. يظهربوضوح مصير دول المنطقة والى ما وصلت اليه من التشرذم.
ومن جانب اخر، ان البكائية التي يتسم بها خطابنا، والرغبة لايجاد اي مبرر للهروب، باعتقادي امر غاية في الخطورة وعدم المسوؤلية القومية. ففي كل محاولة او اعتداء يكون احد اطرافها من ابناء شعبنا، نولول ونبكي ونشتكي، فان نتائج الامور تتجه صوب ما يخطط له المتعصبون وممن يعتقدون ان وضعهم وامكانياتهم وايديولوجيتهم ستكون هي السائدة، لو تم التخلص من ابناء شعبنا او المسيحيين كما يقال.
في السياسة لا حب ولا عشق ولا كره  وحقد، في السياسية هناك مصالح وعلينا ان نعمل من اجل مصالحنا والتي يجب ان تتوافق مع العيش المشترك، وهذا العيش المشترك هو خيار الاكثرية باعتقادي في الاقليم، ولكن تصور العيش المشترك ودور كل منا فيه، يبقى من اعمال السياسية والاخذ والرد، وسيتطور بالحوار وبتطرو مساحة الحرية العامة.
علينا وكليا وبدون اي حالة شك، ان نحدد خيارنا في العمل لاجل العيش المشترك، ولكن العيش المشترك يجب ان يعني المشاركة الكلية وعلى قدر المساواة في تحديد الخيارات السياسية لمستقبل الاقليم وللحياة اليومية فيه. بما يعنيه تواجد ابناء شعبنا في كل مفاصل الحياة في الاقليم وبقوة مشاركتهم ودورهم وليس كاطار لتجميل الصورة فقط، وعلى ان يكون اختيار الممثلين السياسية لابناء شعبنا حكرا، من قبل ابناء شعبنا لكي يعبروا عن تطلعاته كما هي وليس كما يريد بعض المتنفذين في السلطة. ان وصول راي ابناء شعبنا على حقيقته لقمة السلطة ومشاركته في تنفيذ الاجندة السياسية الموضوعة بالمشاركة التامة يخدم كل الاطراف لانه لن يكون هناك امر مخفي او توجهات او خوف يعمل من اجل تحول طرف الى مهمش.
ان وجودنا في الاقليم وكل المناطق التي يطلق عليها كوردستان وبغض النظر عن ايماننا بالتسمية كحقيقة او عدمها، هو وجود واقعي وتاريخي، لا بل هو اقدم وجود مستمر من عمق التاريخ ولحد الان. وبالتالي ان تحول ابناء شعبنا لاقلية عددية بفعل المذابح التي اقدمت عليها الاكثريات بحقنا، لا يمنح لهذه الاكثريات اي حق في التسلط وفرض الذات والرؤى علينا، بل ان كان هناك حقا وعيا، ببناء مستقبل يعمه السلام ويسيره القانون وروح المواطنة الحقة، فان على الاكثريات ان تعتذر عن ما اقترفت اياديها في التاريخ الماضي وان تمرر سياسيات تعيد الكثير من حقوق الى من تعرضوا الى القتل والسبي والسلب والتنكيل لاسباب دينية او قومية.
من هنا فان تواجدنا في حكاري وطور عابدين وشمال سوريا والعراق والاجزاء الغربية من ايران، وبالشركة مع الكورد وفي بعض المناطق مع الارمن، هو تواجد على اراضينا التاريخية، ولسنا ضيوفا على احد فيها. ان اتساع رقعة هذا التواجد المشترك، وطول الفترة التاريخية المشتركة وتطلعنا المشترك نحو الحرية والكرامة، تدفعنا لتبني خيار العيش المشترك والعمل من اجله. ورفض خيار الهروب والوقوف بعيدا وارسال تهديدات فارغة وكاذبة لمن نشاركهم الارض والسماء والماء. 

85
المنبر الحر / من هو الخائن؟
« في: 19:31 01/05/2017  »
من هو الخائن؟



تيري بطرس
السؤال اعلاه، ليس من صياغتي ولا من وضعي ولا انا اود طرحه بالحقيقة. انه سؤال المرحلة وبمعرفته يكون خلاص الامة. او هكذا يعتقد طارحه! وبالطبع وامام مثل هذه الاسئلة التبسيطية والساذجة، ينبري الكل للجواب موزعين الاتهامات يمينا ويسارا، شمالا وجنوبا، ويعتكر الجو ويتكهرب ويبتداء التضارب وتظهر الميول الغرائزية والعشائرية والطائفية. من هو الخائن، وكان طارح السؤال ينتظر اجابات قانونية واخلاقية مستندة الى حقائق او اتفاق عام شامل لابناء الامة، وكل من يخرج عنها فهو خائن. من هو الخائن، في امة متشتتة منقسمة لا اتفاق فيها على الكثير من الاسس القومية، في امة منقسمة جغرافيا ووطنينا مما يولد ميول وتوجهات وحقائق تفرض نفسها على ابناء الامة كلها، في امة لا يزال البعض يحن للعشائرية وهو يعيش في القرن الواحد والعشرين والعشيرة الواحدة صارت اكثر من عشرين. انه السؤال الذي يراد منه اشعال المزيد من الفتن والمزيد من الحقد والمزيد من التشرذم، وان لم يدرك طارحه ما حال الامة، فانه بالتاكيد هو سؤال السذاجة والتهور بكل معانيها.
امة ليس لها تمثيل شرعي حقيقي، وكل يفترض في نفسه القائد الوحيد والاوحد، امة لا سياج لها يحميها من تسلط قوانين الغير عليها، امة لم تحدد مصالحها العليا،هيئة منتخبة منها، يطرح السؤال من هو الخائن؟ والغاية ليس اظهار الخونة وتسليط الضؤ عليهم، ففي حال امتنا من الصعوبة بل من الاستحالة تحديد الخائن من القومي الصائب، بل الغاية هو فرض الذات، ولتكن النتائح مهما كانت، فالمهم البروز والظهور، وهناك من هو مستعد للتصفيق والمشاركة في مهرجانات ذبح الامة وابناءها. وكأن الخيانة كلمة سهلة ويسيرة يمكن ان تطلق على اي واحد وعلى اي فعل في واقع موصوف اعلاه. الا ان سهولة اطلاق الكلمة  يظهر استعداد مطلقها لامتطاء اي وسيلة لتبيان او اظهار نفسه قائدا جديدا، في امة منهكة بقياداتها الحالية.
سؤال يطرح، وكان الامة قد نالت كل حقوقها، واستكملت مؤسساتها، وبرزت مكانتها في الامم، ولم يبقى الا معاقبة الخونة، ممن كانوا عرقلة في طريق تقدمها. ليست غايتي الدفاع عن واقع الحال، ولكن استسهال الامور والحلول، هو ما يثيرني، لانه بالنتيجة يؤدي الى المزيد من التدهور والمزيد من اليأس والقنوط والتجارب الفاشلة. كم بطل ظهر لنا وفي يده سيف تخوين الكل، مستعدا لتطيير الرؤوس من على الاكتاف وتحقيق هدف الامة، في تحرير الارض والانسان، والارض لا زالت تضيع والانسان يهاجر، والدعوات لقتل الخونة لا زال هو الشعار الرائج.ان الذي يستسهل التخوين، يستسهل القتل والتصفية بحجة او بدونها. فهو وبعده لا يزال في درب اخذ نصيبه من السلطة او الكعكة، بداء بالتخوين، فما بالكم ان تمتع ببعض السلطة.
يسعدني ويسرني ان ارى شبيبتنا وهي تقتحم الطريق، رافعة ادوات العمل القومي، من فكر ثاقب وعلم وادراك وتجرد،وهناك تجارب باعتقادي يمكن الاشادة بها ودعمها ونصحها ايضا، ولكن ان يبدأ البعض عملهم واظهار تفانهيم بتخوين الاخرين، فلا والف لا، فالتخوين ليس الطريق السهل والممتع لتحقيق اماني الامة، فالذي لا يحترم كرامة ابناء امته، لا يمكنه العمل من اجل الامة ابدا. والذي يبتدا بتغيير ثوابت الامة ووعدم احترام تضحيات الحركة القومية ولو من باب انها صارت من ثوابت التي توحدنا، فانه من حقنا ان نضع علامات استفهام حوله.
هناك شعار يرفعه البعض منسوبا لتشي غيفارا، لا اعلم مدى صحته وان كان نسبته صحيحة فهذا يثبت ان تشئ غيفارا ما كان غير افاق ومستهتر ومخادع، والشعار يقول بعبارة ان في مسدسي عشرة طلاقات واحدة للعدو وتسعة للخونة. فالامة التي كل مسدس او مقاتل يجب ان يقتل تسعة منها، لانهم خونة او على الاقل يتوقع ان كل من عشرة هناك تسعة خونة، لا اعتقد ان هناك واقع يمكن ان نتخيله بهذا الوضع، الا اذا كان الخائن هو الانسان الطبيعي وقائل المقولة انسان مشوه التفكير. ولكن بعض ابناء شعبنا يروجون لمثل هذه المقولات، وهم يتمتعون بالسكن والمدرسة والمواصلات والاتصلات وعلى الاقل ضمانات للعيش. في حين ان اجزاء من ابناء شعبهم، يعشون خوف يومي على كل ما يتمتع به اخوتهم. ولن نقول على الهوية والحقوق القومية اذا اعتبرناها ترفا.
واذا قسمنا الامة الى خائن ومخلص، وكل واحد منا له خائنه ومخلصه، فالى اين سيؤدي بنا المسار، وكيف يتحقق الحوار وكيف يتطور البناء والعمل ويسير نحو الهدف. بالشعارات التي بدا البعض يطلقها، ومن خلفهم المصفقين والصامتون، فاننا كامة سندخل الموسوعات العالمية كاول امة كل فرد يعتبر الاخر خائن، ان لم يكن مطيعا للاخر وان لم يكن عبدا لافكار فنطازية. احيانا يكاد المرء يشعر بالخجل حقا، احقا، هؤلاء هم من يعتقد انهم قادة امة او ناشطيها، فكل فعلتهم تكان ان تصب في ان عملهم هو محاولة تشويه وتمزيق ما اتفق عليه، اي انه لم يبداء بحل ما يعيق الامة وما يقف في طريقها، بل يعمل من اجل تدمير ما توحدت الامة خلفه، فالبعض كان يستهدف في زمن ما العلم واخرين باتوا يستهدفون ماهو اكبر من العلم، والكل في سباق ليسجل اولية قيامه بتغيير ما اتفقت بشأنه الامة او قسم كبير منها.
ان كنتم ناشطوم وتعملون لاجل امتكم حقيقة، فالاولى بكم زيادة مساحة اللقاء وزيادة الشعارات التي يلتف حولها ابناء الامة، ووضع مصلحة الامة في زيادة وعي ابناءها بوحدتهم واتفاقهم وقدرتهم على التعايش مع اختلاف تطلعاتهم وميولهم ومنابتهم وانتماءاتهم. ادرك ان هذا الامر صعب ولكن هنا الحل، وادرك ان تصفيه الامة من كل من يقال له خائن امر سهل، لانه لا يتطلب سوى تجاهل وتشويه سمعة وتهميش من يدخل في سجل الخونة، ويعتقد من يفعل ذلك ان استراح واراح الامة، غير مدرك انه يلعب لعبة من نعتقدهم اعداء امتنا في زيادة التنافر بينهم.
في تجربة جيراننا الكورد، مارست القيادات السياسية مع من حارب ضد البشمركة وضد التطلعات الكوردية، وتحالف مع من قتل وشرد واحرق القرى، لا بل البعض شارك وبفعالية في قتالهم، الا انه في المرتين، وهي في عام 1970 و1991، قامت القيادة السياسية الكوردية بالعفو عن من شارك من الكورد في قتالهم، علما ان كل مواصفات الخائن كانت تنطبق عليهم. شعبنا لم يصل لحد ان يحارب بعضه بعضا، وان الخلافات التي بين فصائله هي نتيجة لوقائع مختلفة وظروف ذاتية وموضوعية مختلفة، وبالتالي فهي حتما ستنتج سياسيات مختلفة، ومع كل ذلك، البعض يبتدئ عمله القومي بالسؤال عن من هو الخائن!!!!!!!

86
سيدي الرئيس نريد ان نعيش معا.. ولكن!




تيري بطرس
نقل موقع قناة عشتار الفضائية، كلمة الرئيس مسعود البرزاني، عند استقباله رؤوساء الطوائف المسيحية في اقليم كوردستان، ورفضه لما اقدم عليه اخيرا بعض المسيحيين من حزم امتعتهم والهجرة الى الخارج، وقال سيادته امام الجميع اننا اما ان نعيش معا او نموت معا. وبالرغم من الصياغة الركيكة لجملة ما اقدم عليه اخيرا بعض المسيحيين من حزم امتعتهم والهجرة الى الخارج  (والتي اعتقد انها من كاتب الخبر)، لان الهجرة لم تطال البعض، بل طالت نصف او اكثر من كان في العراق قبل عام 2003.
شخصيا، ليس لدي اي شك بالسيد البرزاني، فهو بالإضافة الى كورديته، هو انسان وطني بمفهوم انه يتفهم الاخرين ويدرك متطلباتهم ويؤمن بحقوقهم، وشخصيا مرة اخرى، العائلة البرزانية ترتبط باحداث تاريخية مع ابناء شعبنا ومواقف زادت اللحمة بينهم ووثقتها. ولنا كل الثقة بهم، كونهم كانوا دوما منفتحين على متطلبات الاخرين. ولكن ولاننا لا نتكلم عن اشخاص بل عن شعوب وامم، وعن سنين ومستقبل، فان ما قاله الاستاذ مسعود البرزاني من اننا اما ان نعيش معا او نموت معا. قول جميل وهو يعبر عن المشاركة الفعلية والوجدانية في اقسى حالتين الموت والحياة بكل ما تعنيه. اود ان اذكر الاخوة في القيادة الكوردية ببعض ما سطرته قبل اثنان وثلاثون سنة في افتتاحية جريدة خيروتا (الحرية) والتي كنا نصدرها في التجمع الديمقراطي الاشوري ((اننا نناضل من اجل التمتع بحقوقنا القومية والمساواة مع بقية افراد الشعب العراقي، ونناضل من اجل الديمقراطية السياسية ومن اجل ان لا تلعب الدولة دور الحامي لفئة او طائفة على حساب القوميات والطوائف الاخرى، فكما نحن مطالبون باداء واجباتنا تجاه الوطن فأنه يحق لنا المشاركة في صياغة سياسته التشريعية والتنفيذية. اننا نعمل من اجل ان نكتب وننشر ونعلم ونتعلم لغتنا القومية، واننا في نضالنا القومي الانساني هذا نرفض أي خيارات مسبقة تفرض علينا وفي أي اتجاه كانت. فلنا حقنا وواقعنا ومبادئنا وعلى ضوئهم نحدد خيارنا، وهو بلا شك خيار وطني قومي تقدمي انساني، ولا بد ان يكون كذالك)). اي باختصار المشاركة، واذا كان بعض ما طالبنا به حينذاك متحققا وشكرا لكل من ساهم فيه، وبالاخص ابناء شعبنا ممن اصروا على حقوقهم. فان هناك الكثير مما لم يتحقق، فحتى مشاركتنا في العملية التشريعية او التنفيذية وهي مهمة لشعبنا، هي مشاركة صورية، وظيفية، وليست اساسية. قد يكون الصراع بين الاقوياء، الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني دور، في تهميش دورنا في العملية التشريعة والتنفيذية، لان القرارات لم تتخذ ابدا في الهيئات الدستورية، المناط بها تمثيل الشعب، والعمل لاجل تحقيق طموحاته، ولكننا بقينا مهمشين، اي انه بالرغم من عدم كوننا جزء من الصراع، الا انه تم تنحيتنا على الهامش.

نحن الكلدان السريان الاشوريين، شعب، يتوق للاستقرار في ظل نظام قانوني واضح، نظام يدرك كل فرد فيه واجباته وحقوقه، ولكن جراء الصراع المنوه عنه اعلاه، وجراء طغيان النظرة العشائرية والتي تتنافي مع فكر الدولة ومؤسساتها، فنحن قدمنا الكثير من التضحيات من هذا المنظور. لا يخفى عليكم ان اغلب اعضاء الاحزاب الكوردستانية هم ابناء عشائر، وهم في عملهم وممارساتهم لدورهم الحزبي، قاموا بتفضيل العشيرة على العيش المشترك وعلى نظام الدولة. قد يكون خطاء شعبنا، انه لم يتمكن من ان يخلق قوة موازية، قوة سرية تضرب وتسكت، لكل من مدت يده احد من ابناء شعبنا بغير حق، قوة كان يمكنها ان تخلق ازمات ومشاكل بين المكونات الاخرى، لاننا نظرنا اليهم على اساس اخوة في الوطن. او تمنينا ببزوغ منطق الدولة على قوة العشيرة ودورها. نعم سيدي الرئيس كم تمنيت في قرارة نفسي ان يكون لنا قوة تضرب وتسكت، ان تخلق المشاكل للاخرين، كما يملك الاخرين، ولكن الضاهر اننا لم نكن بالمستوى المطلوب لكي نكون جزء من اللعبة السياسية الجارية. وقد يكون هذا الموقف الغير المفهوم لشعبنا وقواه، ما سهل على الاخرين القدرة على التجاوز عليه وتهديده واخذ حقه منه وبالعنوة. وعندما وجد ابناء شعبنا ان لا قوة لديهم تحميهم من الاطراف المتصارعة، لبوا نداء الخارج، وامتطوا كل وسيلة للفرار، للحفاظ على ما بقى وهي الحياة
نحن طلاب الحياة، الحياة الجميلة التي يجب ان تعاش، معكم ومع الاخرين، ولان الانسان يناضل من اجل الحياة وليس الموت، لا بل يهب نفسه رخيصة لاجل ان يحيا الاتون من بعده، فان العيش معا بسلام، سيدي الرئيس، يتطلب ان نشعر باننا في وطننا ونشارك في صنع سياسته ونحدد المستقبل الذي يليق بنا جميعا، لا ان نسمع الاخبار والتصريحات من في وسائل الاعلام. كما قلت ان لي ثقة كبيرة بشخصكم الكريم، وقد تكون المرة الوحيدة التي التقينا، وكان ذلك في حزيران او تموز 1985 في ايران بعد ضرب الطائرات العراقية لمنطقة زيوة. غير كافية لمعرفتكم، ولكن تاريخكم كافي لكي يحكم الانسان عليكم وعلى طيبة وصلابة معدنكم الاصيل. ولكن كل هذه الثقة، هي شخصية كما قلت اعلاه، ونحن نريد ان نبني ثقة بين ابناء الوطن، تمتد للمستقبل البعيد، المواطن الكوردي والكلداني السرياني الاشوري والتركماني والازيدي،والارمني متساوون في المكانة والامتيازات والواجبات، المجموعات الكوردية والكلدانية السريانية الاشورية والتركمانية والارمنية، مشاركة بممثليها في صناعة القرار ووضع التصورات المستقبلية. لاننا نرمي الى صنع مستقبلنا (الحياة) معا.
من يضع التصورات الاقتصادية، كم نحن مشاركين فيها، من يدير امننا، كم ضابط وصف ضابط وقيادي في قوات البشمركة لنا، كم نحن ممثلين فيها، كم ممثل لنا في ممثليات الاقليم في سفارات العراق، كم موظف درجة اولى لدينا في الاقليم، هل لا زال لنا معاون محافظ؟ ان المشاركة في الحياة ليست امنية او مطلب مجرد، انها يجب ان تتحول الى مواقع وادارات وقوة لطرح البدائل. سيدي الرئيس نحن كشعب لنا احزاب ومنظمات سياسية، ومع كل تقديرنا لرجال الدين وبمختلف رتبهم، الا ان من يمثلنا في صنع الحياة المشتركة هم هؤلاء السياسيين، وليس رجال الدين. فليشارك سياسيينا معكم ومع قياداتكم وقيادات الاطراف الاخرى، لنصنع المستقبل المشترك.

فلنعمل من اجل ان نصنع مستقبلنا سوية سيدي الرئيس كبشر ومكونات متساوية، ولنرفض ان نختار الموت، بل الحياة التي نصنعها سوية.

88
البيان الختامي للمؤتمر الثامن للحركة الديمقراطية الاشورية



تيري بطرس
تحت شعار
"وحدة الخطاب ومواصلة النضال لمواجهة آثار الابادة الجماعية والتغيير الديموغرافي من اجل تعزيز وجودنا القومي"  انعقد في نوهدرا - دهوك المؤتمر الثامن للحركة الديمقراطية الآشورية - زوعا  للفترة  23-25 آذار 2017 وبمشاركة 340 مندوبا من مختلف القواعد التنظيمية للحركة في الوطن والمهجر.

الجديد والجيد كان مشاركة ممثلي احزاب ورؤوساء احزاب شعبنا والمؤسسات المدنية وشخصيات رسمية، فالخطوة جيدة للانفتاح والتحاور وازالة معيقات الاعتراف والاعتراف المتبادل، التي هي محصورة بين تنظيمات ابناء شعبنا، بمعنى ان عدم اعتراف اي تنظيم بتنظيم اخر، لا يؤثر كثيرا فيهما ماداموا كلهم مستمرون ولهم علاقاتهم مع بقية التنظيمات القومية  والتنظيمات الوطنية. المعيب والمثير للاستهجان، باعتقادي هو مشاركة طلاب المدارس السريانية في مثل هذا المؤتمر الحزبي، وهي مدارس ممولة من الحكومة، واذا كانت بعض اذرع زوعا تقوم بتقديم بعض المنح لانشطة معينة، فهذا لا يبرر تسيس المدارس والتلاميذ، واعادة تجربة نحن العراقيين والسوريين واغلب ابناء منطقة الشرق الاوسط، عانينا منها وهي محاولة امتلاك قطاع معين لحساب حزب يعتبر نفسه الحزب القائد. فالمرجو هو ابعاد التلاميذ من الحزبيات وتشجيع وتطوير مفهوم الانتماء القومي والوطني لديهم. ودفعهم لرفع الرموز القومية والوطنية التي هي اكثر شمولية من الرموز الحزبية. كما يجب ان لا ننسى ان اغلب احزابنا تدعي انها تقبل في صفوفها الناس البالغين، اي على الاقل من بلغ الثامنة عشرة من العمر، اي حين يدرك الصح من الخطاء. وليس بهذه الطريقة التي يفهم منها حشو الادمغة بتوجهات معينة، قد تكون سببا لعدم التلاحم القومي. وهو ما يلاحظ في ابتعاد التلاميذ الذين يداومون في المدارس التي تدرس بالكوردية والسريانية فيها تدرس كلغة فقط.
(وفي الوقت الذي ناقش المؤتمر الشأنين الدولي والاقليم والمرحلة الحالية من الصراع في المنطقة وتصاعد التوترات والحروب بالوكالة واستثمار الظروف المحلية المستمة بالاستبداد والاستئثار بالسلطة ومعاناة الشعوب لتمرير اجندات وبسط الهيمنة بما يخدم مصالح خارجية.) نرى ان المؤتمر يؤسس للممارسات الاستبدادية من خلال مثال استقدام تلاميذ المدارس السريانية للمشاركة في تقديم فعاليات في هذا المؤتمر الحزبي البحت. كما ان ممارسة الاستئثار بالسلطة متهم فيها قيادة الحركة، فاذا ما تم ادانته على المستوى الاقليمي او الدولي، يمارس حسب ادعاءات البعض في الحركة نفسها، وهذا يذكرني بممارسات سلطة البعث، حينما كانت تستنكر وتندد بقيام نظام جنوب افريقيا بازالة بعض القرى القريبة من الحدود الخارجية للبلد، في الوقت الذي كان يمارس النظام نفس السياسة في ازالة القرى الاشورية والكوردية في مناطق واسعة من العراق وخصوصا القريبة من الحدود التركية. والفقرة اعلاه والتالية(وحمل المؤتمرون المجتمع الدولي المسؤولية القانونية والاخلاقية إزاء المآسي التي تعرضت لها شعوب المنطقة، مما يحتم عليه تكثيف حملات مكافحة داعش الارهابي الذي بات خطرا على الامن والسلم الدوليين) باعتقادي هي تكرار ممل لكل ما صدر وما يصدر منذ عقود عن المؤسسات والاحزاب الوطنية والاقليمية، فالمجتمع الدولي الذي نحمله المسؤولية والذي نكاد ان نقول اننا لسنا جزء منه بهذا التحميل السمج. يتحرك على اساس تبادل المصالح، وان تحميل هذا المجتمع مسؤولية ما انتجته ايادنيا من خلال ما نربي به الاجيال من تحزبات وانتماءات ضيقة وفي الغالب النابذة للاخر والذي هو جزء من المكون الوطني. هذا ناهيك عن الحقد والكره الذي ننميه في هذه الاجيال تجال الاخر الاكثر بعدا، فكيف سيتمكن المجتمع الدولي والحالة هذه في تحميل مسؤولية ما نقترفه بحق انفسنا، ان جملة تحميل المجتمع الدولي المسؤولية، هي اغبى فقرة ترد في كل بياناتنا، فلكي نتهم طرف ونطالب بتحمل مسؤولياته علينا ان نعترف اننا جزء منه، واننا نقبل قيمه وتطلعاته. في الوقت الذي كل ممارساتنا في المنطقة كلها تقول عكس ذلك. وتطرقت الفقرة بشكل خجول الى مطلب حقيقي وشرعي وهو المطالبة بان يتم التعامل مع منبع الارهاب بحصر منابع الفكرية للتطرف والتكفير. ولكن لهذه الغاية على المجتمعات التي نحن جزء منها ان تقر بالتعددية وبالحريات الاساسية وبان لا تضع قيود باسم الله على الانسان. وعلى بعض احزابنا ان لا تعتبر نفسها منزلة من السماء وهي الممثلة الحقيقة للامة، لان هذا الاعتبار يخالف الحريات والحقوق الإنسانية.

ان تغلب الروح الانشائية والتوصيفية على بيان المؤتمر الثامني للحركة الديمقرطية الاشورية، يدل بوضوح ان الغاية من المؤتمر كانت في اعادة اضفاء الشرعية باي صورة على قيادة الحركة واستمرارية النهج المتبع لحد الان واعطاءه مقبولية تنظيمية. ففي الوقت الذي سوقت وتسوق في اغلب الاحيان الحركة نفسها على انها جزء فاعل من السلطة القائمة منذ سقوط النظام البائد، نظام صدام، نراها في احيانا اخرى وخصوصا في المواقف السلبية تتخذ موقف المعارض او تنأ بنفسها عن السلطة وخصوصا في الاعلام المهجري. وهذا واضح من الفقرة التالية (  وعلى الصعيد الوطني اكد المؤتمر إن تصاعد هجمات اعداء الحرية والديمقراطية على العراق يهدف اسقاط العملية السياسية وبالتوازي مع فشل القيادات السياسية المهيمنة في بناء دولة المؤسسات، وتسابقها في ممارسة الفساد والاستئثار بالسلطة وتدمير البنى التحتية للدولة، ليتحول المجتمع من منتج خلاق الى مجتمع مستهلك متهالك،). الم تعتبر الحركة نفسها او على الاقل بعض قياديها جزء من السلطة القائمة، وماهي المواقف والاقتراحات والمشاريع المقدمة من قبل الحركة وقيادتها الى الجهات التشريعية او على الارض الواقع  لتطوير او تحسين الاوضاع، وعدم القبول بتحويل المجتمع الى مجتامع استهلاكي مثلا. ورغم ان البيان يمر على ما اقترفه تنظيم داعش بشكل عام ودون التركيز عليه، وهو الامر الواجب اعطاءه بعدا اكبر من التحليل وذكر اسباب بروزه وكيفية القضاء عليه. والتي باعتقادي ليست الاسباب الاقتصادية، وليس ايضا التكالب على السلطة، بل ان هذه الامور منبعها الاساسي عدم وجود رؤية وطنية مشتركة، وبمعنى اخر كل طائفة او مكون له رؤيته الخاص للوطن واراد فرضها، مستغلا السلطات التي بيده لاجل ذلك، دون مراعاة المصالح المشتركة او مصلحة الوطن ككل، هذه المصلحة التي تنبع من الارادة الكلية، والمتكونة من خلال الحوار والنقاش المستمرين، لحين بناء بلد، مستقر على قيم وطنية لا يتنازع عليها، ويحصر النزاع في التغييرات الاقتصادية وتطوير الحريات. اختصار الفقرة والانتقال الى مسألة تحرير الموصل وتقديم الشكر لكل القوى المسلحة وبرغم من الايجابية المتوفرة في هذه الفقرة، الا انني ارى بان هذا الانتقال السريع، كانت نتيجة لضبابية الرؤية لدى صائغي البيان حول الاوضاع الوطنية واسباب ما وصل اليه الامر، وخصوصا ان تمدد داعش كان بشكل مؤامراتي وتم قضم فرق عسكرية كبيرة من الجيش بما امتكلته من الاسلحة والمعدات، وقد يكون السبب رد الدين قيادة الحركة للسيد نوري المالكي ليس الا. والا باعتقادي ما السبب في التعميم والمرور بشكل مبهم على القضية؟ يجب ان ندرك الان ومستقبلا وعلى كل تنظيماتنا القومية ان تقر بان ظهور داعش واحتمال بروز تنظيمات اخرى اكثر دموية، كان احد اسبابه الرئيسية هو الحشو الفكري والتكفيري الذي شمل اغلب التوجهات السياسية والانتماءات الدينية والطائفية. سواء خلال الفترات الماضية او اليوم. وبالتالي ان معالجة الامر يكون بتنقيح الكتب المدرسية من كل ما يشم منه رائحة نبذ الاخر اي ان كان هذا الاخر. والتركيز على اساليب التعايش وتقبل الاخرين كما هم والتفاعل معهم. وعليه ان  من المحبذ ابعاد التربية الدينية من المدرسة والاقتصار على مادة الاخلاق. ويمكن الاستعانة بالتجربة اليابانية، وان كان هناك بد من دراسة الدين، فانه يفضل ان يكون في العموميات، والمفاهيم الا نسانية والتربوية وليس في الخلافيات والتي توصل الى تكفير الاخير والشك في دينه او منبعه. واذا كان البيان اشار الى السقوط السياسي، اي بمعنى ان التجربة السياسية كلها كانت فاشلة، وهو كان يدعي انه جزء منها، فانه لم يقدم حلولا حقيقية لما بعد ذلك، وهنا نود ان نقول حلولا لكي يعود المجتمع متوحدا، ويزول التشضي المجتمعي السياسي القائم. 

كما يجب ان ننوه بان الفقرة الخاصة بالصراع بين الحكومة الاتحادية والاقليم، كانت موفقة في اشارتها بان هذا الصراع قد لا ينتهي الا بنهاية العراق الحالي او التقليدي، فالعواقب التي لا يحمد عقباها، والغير المحددة هنا، هي الاشارة الى امكانية قيام صراع مسلح يمكن ان يؤدي الى المعاناة الكبيرة للعراقين كلهم، وبالتاكيد ان ابناء الاقليات سيكون نصيبهم اكبر. ان عملية التمني بحلول على اساس الدستور باعتقادي غير ملائمة لان اساس الدستور مبني على عدم وجود اتجاه موحد فيه، بمعنى ان الدستور كان يجب ان يمنح المكانة الاساسية للانسان ومتطلبات الارتقاء به وبحاجاته، بينما الدستور الحالي هو تجمع لاغلب الرغبات القومية او ذات الصوت الاعلى وجمعها، بصورة لا يمكن ان تعطي حلولا لاي مشكلة. من هنا فان رؤيتنا القومية والتي يجب ان تكون اساس بناء خطابنا السياسي يجب ان تظهر كحل بديل للصراع الذي نتوقع ان يتفاقم. وفي الموقف مما يحدث في الاقليم نرى بان البيان نجح في ان يخرج من المعمة القائمة هناك، كالشعرة من العجين، انه لم يغضب اي طرف.

اما عن التهميش وبالرغم من انه واقع وله اسبابه الداخلية احيانا، اي نتيجة صراع الكبار، فيجب التاكيد ان التهميش يضرنا كثيرا، واننا مع الوطن والارض والشعب ككل، وبالتالي فان المخاوف التي تظهرها الاطراف من تواجدنا هي بالحقيقة مخاوف في غير محلها، ان كان المراد حماية الوطن والشعب، اما الرغبة في الانحياز لاي طرف لكي يغض النظر، او يرفع الفيتو عن مشاركة ابناء شعبنا بصورة تظهر شراكته الحقيقية في القرار الساسي والامني والاقتصادي،  فهي عملية وضع اسفين في الوحدة الوطنية، التي في الغالب يرها البعض الانصياع لراي واحد، وقرار واحد. ان ظهور صوت شعبنا في هذه المجالات هو اعطاء بديل لواقع الصراع العشائري والمناطقي والطائفي، بديل يرى التطلعات الحقيقية للانسان، بعيدا عن انتماءاته الطائفية والقومية والعشائرية، رغم اننا ننطلق من موقع قومي، ولكنه موقع يطالب باحقاق حقوق حقيقية وليس سلب حقوق الاخرين كما هو قائم الان، لدى الاطراف التي تهمش الجميع، ولا مجال لاشباع نهمها لابتلاع كل مستحقات الاخرين، فقط لانهم ديموغرافيا ضعفاء. ان كل ذلك يمكن ان يكون له المصداقية، حينما يشبع طرف منا لابتلاع كل مستحقات شعبنا او الاشتراط ان يكون هو من يكون في المواقع والا فان الاخرين لا يمثلون امتنا.

وكان البيان موفقا في تخصيص فقرات كثيرة لواقع شعبنا، وهو امر جيد وتطور ملحوظ وايجابي، يعبر عن محاولة الخوض في مشاكلنا الحقيقية، وبالرغم من وجود فقرة افتراضية وهي عن افتراض ان قوات امنية من ابناء شعبنا كان يمكن ان تقف موقفا اكثر صلابة وقوة مع هجوم عصابات داعش وخصوصا بعد ان امتلكت اسلحة تقارن بامكانيات الدولة، ووجود دافع اكبر وهو الهحوم على مواقع (نصارى) مع امكانيات السبي والخطف وغيرها من المغريات. اما عن شجب او الرفض بعض القوانين مثل المادة 26، في المؤتمر يجب ان يقابله الوعد بالعمل من اجل تقديم مشاريع قوانين وفضح القوانين الحالية في المحافل الدولية. تلك المحافل وخصوصا ما يتعلق بحقوق الانسان والذي وقع عليه العراق وصار ملزما التقيد به. ونكرر تأييدنا التقدير العالي لتضحيات جميع القوات المسلحة ومفهوم تخصص ذكر (NPU) في هذا المجال. كما ان تاكيد المؤتمر على استحداث محافظة سهل نينوى هو امر ايجابي وجيد ولكن يجب التذكير ان  الامر يجب ان لا يقف عند هذا الحد، بل ان هذا التأكيد يجب ان يؤدي الى وضع سياسة قومية وطنية يمكن ان تؤدي الى تحقيق هذا الامر، اي خطط وتحركات على المستوى القومي والوطني.  في الفقرة التالية لم اتمكن من التوصل الى المغزى منها،((وعلى صعيد العمل السياسي القومي، فان العمل المشترك ضمن تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية تواصل، ولكن دون ان تتطور آلياته بالشكل المطلوب، مما يدعونا لوحدة الخطاب السياسي .))

على الرغم من انه يمكن الاستشفاف ان الصائغ او كاتب البيان اراد القول، ان العمل القومي المشترك تواصل ولكن دون ان تتطور الياته بالشكل المطلوب لصياغة الخطاب السياسي المشترك، هذا اذا كنت موفقا في قراته. ولكن هذا النقد الذاتي للعمل المشترك والعاملين فيه، باعتقاد تتحمل الحركة الديمقرطية المسؤولية الاولية فيه، فالخطاب المشترك، ليس فقط في النصوص ولكن في الممارسات والظهور بمظهر الواحد وخصوصا في المناسبات القومية وهذا ما لم نلاحظه، بل يمكن القول ان الحركة تعمل لكي تحقق انتصارها على بقية تنظيمات شعبنا، ويكفيها من النصر هذا. ان وضع اسباب المشاكل الداخلية على الوضع القومي الصعب لشعبنا، باعتقادي هو هروب اكثر مما هو معالجة، فالحركة لم تظهر اي نية او جدية (وهي ليست الوحيدة على كل حال) في العمل من اجل معالجة المشاكل التي ادت الى تفاقم المشاكل، لان هم الجميع كان الصراع الداخلي وصراع من القائد ومن العميل. وباعتقادي ان المؤتمر لحد الان لم يوفق في معالجة المشاكل التي ادت الى بروز المشاكل الداخلية وابتعاد الكثير من اعضاء الحركة ومن مستويات مختلفة لمواقعهم.

تمنياتنا للجميع بالموفقية والتطوير والعمل حقا من اجل وحدة القرار القومي وضرورة التشبث بالارض في الوطن، وايجاد مخارج حقيقية للمشاكل التي نعاني منها.

 

89
نظرة من بعيد ... عن خبر التوحيد



تيري بطرس
نشر الكاتب الاستاذ ابرم شبيرا مقالة تحت عنوان مفاجأة سارة جدا:
نجاح محاولات التوحيد بين الحركة الديموقراطية الآشورية وكيان أبناء النهرين ؟؟!! متبوعا بعلامات استفهام وتعجب. يمكنكم الاطلاع عليه على الرابط ادناه.
نود التأكيد ان وحدة اي فصلين باعتقادنا ستكون عاملا ايجابيا في رفد حركتنا القومية، هذا كمبدا، ونزيد، فكيف ان كان الطرفان اصلا، فصيلا واحدا وقد تعرض للانقسام، وبالتاكيد لاسباب تنظيمية او لنقل ادارية. والدليل ان ابناء بيت نهرين لم يدعوا انهم خرجوا لاسباب فكرية او تقاطعات سياسية مع القيادة الحالية. ولذا فاننا سنكون سعداء في عودة اللحمة الى الحركة الديمقراطية الاشورية، ان كان هذه العودة تقوي من فعالية الحركة وتجعل العمل اكثر ديناميكية، وارتباطا بالهموم الاساسية لشعبنا.
ان علامات الاستفهام تقول لنا ان الكاتب يتمنى الامر وليس ما طرحه الا سيناريو يتمناه ولكن علامات التعجب تقوله وماذا لو حدث، وكان هناك احتمال لعدم حدوث وحدة القرار بقدر احتمال حدوثة.
اولا اود ان اسجل اعجابي وتقديري ، للنشاط والبروز والقدرة على اتخاذ مواقف سياسية جريئة وصائبة ومحسوبة سياسيا لقادة ومساندي كيان ابناء النهرين خلال الفترة الماضية. وشخصيا انتقدت بعض طروحاتهم في بداية الامر وخصوصا مسألة التشبت بتاريخ ونضال زوعا. ليس استهانة بنضال وتاريخ زوعا، ولكن لان ما طرح باعتقادي هو تحميل الامور اكثر مما تحتمل، ولاننا او الكثير منا لا زلنا احياء ونحن شهود على التاريخ والماضي المتغني به. وهذا القول لا ينتقص من محاولات او التضحيات التي قدمها من التحق بالكفاح المسلح من كل الاطراف. الا ان تحميل الامر وكانه كان رحلة قومية رومانيسة من التضحيات والانجازات هو اكبر مما كان بكثير حقا. لا بل ان هذا التاريخ لا يزال مرويا ولم يتم كتابته ونقد ما مورس فيه او تصحيح المرويات عنه.
باعتقادي ان انتقادي الاكبر سيكون على الفقرة التي اوردها كاتبنا الكبير والمنقولة من بيان المكتب السياسي للحركة الديمقارطية الاشورية والذي تقول فيه
((...انطلاقا من حساسية المرحلة والظرف الدقيق والمنعطف الخطير الذي يمر به شعبنا، ومن اجل المزيد من التلاحم وتقوية الصف الداخلي لحركتنا المقبلة على مؤتمرها قريبا، فان اللجنة المركزية في اجتماعها الاخير اكدت على اتاحة الفرصة امام أعضاء الحركة السابقين ممن اضطرتهم الظروف الذاتية والموضوعية للابتعاد والعزوف عن العمل التنظيمي او الذين اتخذت بحقهم إجراءات تنظيمية، للعودة والتواصل في صفوف التنظيم لتعضيد المسيرة النضالية من اجل اهدافنا المشتركة)).
ان هذه النقطة التي مدحها الاستاذ ابرم شبيرا، تدل على تجريد كل المعارضين والمعترضين من اي قضية حقيقية، بل في الحقيقة هي تعيد مقولة الابن الضال ليس اكثر، اب عطوف ورحيم، يعفوا عن ابنه العاق. اذا ابناء النهرين والكثيرين غيرهم ممن ترك الحركة، ليسوا اكثر من ابناء ضالين تم العفو عنهم، والاب الرحيم فتح باب بيته لهم لكي يعودوا الى حضنه. اود ان اوضح انني لست ضد ان تكون المواقف التسامحية جزء من حياتنا، لا، بل بالعكس، يجب ان تستشري هذه الحالة، وان تعم، لكي تغتسل القلوب المملؤة بالضغائن، بين من عملوا سوية وانفصلوا لاسباب مختلفة، ولكن التسامح والنسيان اي نسيان ما فات وتبويس اللحي ونحن ابناء اليوم، باعتقادي لن يفيد حركتنا القومية باي شئ. ولن يقدم اي تجربة ثرية يمكن الاستفادة منها. ولذا فان وضع الامور او الاسباب التي ادت الى الانقسام او الانفصال امر مهم. فهل حقا ان السيد يونادم كنا يمسك بكل مفاصل السلطة والقرار في الحركة ام لا، وهل حقا حدثت موالاة للقرابة على حساب الاطر التنظيمية ام لا. ان الاجابة على المعلن من الخلافات، وليس بنعم ولا، بل بدراسة الظروف وهل كانت هناك بدائل اخرى وافضل مما طبق، وماهي ومن السبب في تجاوزها. باختصار، يجب ان نستفيد حتى من خلافاتنا، لكي لا نقع فيها مرة اخرى.
ان التصفيق لمجرد خبر التوحيد باعتقادي هو امر مبالغ فيه، وعملية دفع للتغطية ونسيان الاخطاء ومن ثم هو دعوة للوقع في المزيد منها. ان فتح باب الحوار بين مختلف الفرقاء، وبلا شك ان ابناء النهرين والحركة هم اقرب لبعضهما البعض، بفعل العمل المستمر مع بعضهما حينما كانا تنظيما واحدا، هو امر اكثر من مرحب به، والوحدة التي تنتج من الحوار المبني على الوضوح والايضاح، ستكون وحدة راسخة وقوية، وامامها محاذير لكي لا تقع فيها من التجارب والنقاط التي يجب ان تترشح من الحوار. اي لماذا وصلت الامور بالطرفين الى الانقسام.
تحية لكل جهد يعمل من اجل وحدة قرار شعبنا السياسي ويعمل من اجل توحيد القوى العاملة ووضعها  في مسار واضح هدفا ومسيرة.

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,835245.0.html

90
المنبر الحر / ادارة الخلاف
« في: 23:05 08/03/2017  »
ادارة الخلاف





تيري بطرس
في البداية قسم الانسان، الاختلاف بين الطرفين، الى الجيد والشرير، وكل طرف اعتبر نفسه هو الجيد والاخر الشرير، واعتقد الانسان انه بدون القضاء على الشرير، لن يكون ممكنا القضاء على الشر. ولكن في الحقيقة، ان هذا التقسيم الملتبس، او لنقل القطعي والمبني على الايمان، كان يعني شيئا اخر، ماهو لصالحي او يلائم معتقداتي او عاداتي، هو الصالح وكل ما يخالف ذلك هو الشرير.
ومع تنامي قوة بعض الاطراف وتحكمهم بالاخرين، صار الصالح هو كل ما يتوافق راي السلطة، والشرير هو كل ما يخالفها. ولكن التطور الانساني ادرك، ان الخلاف امر حقيقي وواقعي والاهم انه ضروري، لتطوير الحياة الانسانية وكل ما يحيط بها. سابقا كان الخلاف يؤدي الى الاحتراب والقتال، والفائز تكون وجهة نظره هي التي تسود، ولكن الوعي الانساني ادرك ان المختلف ليس عدوا بالضرورة، بل قد يكون اصدق واكثر نبلا واقدر على تحقيق النتائج لصالح المجموع. من هنا تطورت القوانين والنظم لكي تستوعب وجهات النظر المختلفة، فشاهدنا ومنذ القرن السابع عشر انبثاق مؤسسات تشارك في ادارة البلدان، تضم توجهات مختلفة ومتعارضة، وقادرة على الجهر برأيها، والقرار كان للهيئة الناخبة في النهاية، لمن ستصوت، هذه الهيئة الناخبة التي تطورت ايضا من النبلاء، الى كل من يملك ارضا، الى كل المواطنين رجالا ونساء.
كلنا سمعنا عن التنظيمات الحديدية، فالكثير من الاحزاب اتخذت واشاعت هذه الصفة عن تنظيمها، والتنظيم الحديدي كان يعني ليس انه مستحيل الاختراق فقط، بل ان الجميع على راي وخط واحد، والذي كان في الغالب راي الرفيق الاكبر او السكرتير او الرئيس. ولكن اين اصبحت التنظيمات الحديدية، لقد صارت جزء من التاريخ او كادت. لان هذه التنظيمات لم تسمح بالتعددية في الراي وبحرية قول الراي الاخر المخالف. نعم يمكن ازالة الخلاف، بالتاكيد، من خلال خلق او بناء هيئة اومؤسسة او دولة، تسير برأي الماسك بكل السلطات فيها. ولكن بالتاكيد ان هذه المؤسسة او الدولة، ستنهار وتتمزق لان نسخ الحياة قطعت عنها، ونسخ الحياة لاي شئ حي يرغب في التطور هو التعدد.
ان تقسيم المختلفين الى اخيار واشرار، هو تقسيم ديني، فالدين يعتبر كل من امن به، هو الناجي ومكانته الجنة اي يمتلك الخلاص لانهم اخيار، والاخرين سيكونون في الجحيم وبئس المصير لانهم اشرار، الدين احادي، لا يقبل التنوع، ولذا فحتى ادارة مؤسساته هي هرمية دكتاتورية. الاوامر تأتي من الاعلى نحو الاسفل، من الله ومن ثم الولي او البطريرك او اي تسمية اخرى ونزولا. واي اختلاف او معارضة، هي معارضة لارادة الاهية، ومن يمثل هذه الارادة على الارض. ولن يحل الاشكال الا بالندم والاعتراف بالخطاء (ܡܘܕܝܬܐ موديتا)، واذا اعترف الخاطئ، يحصل على الرضا الرباني. وكما تلاحظون ان الوصف اعلاه، يكاد ينطبق على الاحزاب الحديدية او ذات الراي الواحد والتي لا تقبل التعددية، وان قبلت ببعضها في الجلسات فان اي خروج للراي المضاد لراي القيادة التي هي سادنة الفكر الارثوذكسي، يعتبر خيانة. ولن يحل الاشكال الا بامرين بالفصل من الحزب او المؤسسة واحيانا الفصل من الحياة، او بالنقد الذاتي او الرديف السياسي للاعتراف بالخطاء الكنسي. ان الرضوخ لوحدانية الراي وعدم قبول اراء بديلة او مختلفة هو حكم صادر لجعل المجتمع عقيما، لا يمكنه ان يقدم حلولا للمشاكل التي يواجهها.
بعد ان تطورت الافكار واشاع عصر الانوار قيم الحرية والتعددية، ادرك الانسان، ان الصالح والشرير هو تقسيم ساذج وينطوي على مغزي ايماني نابذ للتعددية، وليس بسعة ورحابة التنوع البشري.  ولذا بدأ مشروع الاقرار بتعددية الاراء او حق الاختلاف، ليس كحق، بل كضرورة لتطور اي مجتمع او كامر واقعي ويتماشي مع الطبيعة وما انتجته.
ولكن المجتمعات المتطورة او التي تفتح ابوابها لكي تتهياء لتقبل التقدم والتطور الحضاري بكل ابعاده، لم ولا تكتفي بالاقرار بحق وحرية الراي، بل بوضع اليات وقوانين لكي يظهر ويبان ويؤثر هذا الحق، والا فان الاقرار لا معنى له.
الاقرار بحق الاختلاف، يعني بالاساس ان المجتمع يخور بحركات غير محدودة، قد تكون بعدد مكونات المجتمع اي افراده، ويعني ازلية تواجد الخلافات والرؤى المختلفة والحلول البديلة ويعني حيوية المجتمع. وبالتالي ان تعايش الاراء والرؤى والحلول البديلة مع بعضها البعض والقدرة على امكانية انضاجها للخروج بقرارات ترضى الجميع او الغالبية، هي مسؤولية كل الاطراف في المجتمع او المؤسسة. ومن الحلول البديلة وضع اليات تتسم بالشفافية او الوضوح التام للجميع لاسلوب اتخاذ القرار وطرق تنفيذه. لكي يكون الجميع في الصورة.
بالطبع لا يمكن ان يتغيير حال الجميع بين ليلة وضحاها، من المطالبين بالراي الواحد، والاصطفاف خلف القائد، وان المخالف اما عميل او مجرم، الى رحاب الاحتفاء بالاختلاف ووضع اليات لعقلنته وقوننته، بل هذا الامر يتطلب حقا بذل جهود يكرس لها المجتمع اغلب طاقاته، لانه في النهاية لخدمته. وهذا الاحتفاء بالمخالف والمختلف يتطلب البدء من الصغر، ولن تظهر اثاره الا بعد سنين طويلة، ولكن المجتمعات التي تريد التطور والبقاء والتماشي مع العصر ومتطلباته، تخطط لسنين طويلة.
من هنا ان ادارة الاختلاف والخلاف، هو احد الاسس للرقي والنضوج والوصول الى قرارات سلمية تضمن تطور المجتمع او المؤسسة.
ولكن بالرغم مما كتبناه اعلاه والذي صار معروفا وممارسا في اغلب بقاع العالم، ولنقل الصراحة، في الدول ذات الانظمة الثابتة والتي يحدث فيها انتقال السلطة بسلاسة ويسر، ولا يتطلب قتل ابناء الوطن وزيادة الارامل والايتام وتدمير كل البنى الاساسية. نرى بعض الاطراف السياسية في بلداننا، تدعي او تربط ذاتها بمذهب ودين وتدعوا وان كان بطرق غير مباشرة الى بناء مجتمع ذات توجهات واحدة، والالتزام الصارم بالتعاليم الدينية وجعل هذه التعاليم النابذة للمختلف مذهبيا ودينيا اساس الحياة. وان ما نراه من تحالفات وتقسيمات السلطة بين المختلفين في بلدنا العراق، ليس اشعارا او اعلانا بقبول الاخر المختلف، بل هو نوع من تقاسم السلطة بين الاطراف المتقاتلة ، اي استراحة المقاتلين ، ولكن خطابها الاساسي يبقى على التحريمات والنبذ، لمن اضطرهم الظرف لكي يتقاسموا معهم الكعكة. وفي اي لحظة شعر احد الاطراف ان موازين القوى تميل لصالحه، فانه ومدفوعا، بما رضعه من التعليمات النابذة والمحتقرة للاخر، سيعمل بكل السبل للقضاء عليه.
قوميا بين ابناء شعبنا، ورغم ظهور تجمع احزاب ومؤسسات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، والذي يعني العمل من خلال قبول الاخر ومشاركته في القرار، ونبذ مفردات مثل العميل والخائن، الا انه من الملاحظ ان ظهور هذا التجمع، كان رد فعل على حدث هز كيان شعبنا حينها وهو التفجير الذي طال كنيسة سيدة النجاة. اي ان تجمع احزاب... ظهر وكأنه لامتصاص النقمة التي كادت ان تطال الجميع. لان تجمع احزابنا، في الغالب هو تجمع لقيادات الاحزاب في لحظات معينة، ولم يتمكن من ان يتحول الى مؤسسة ، تتحاور فيها كل الاطراف، من اجل الوصول الى قرارات مشتركة، ولا حتى القدرة على متابعة ما يحدث وما يقر في الحياة السياسية اليومية في العراق والاقليم، ومدى تاثير ذلك على شعبنا سلبا وايجابا.
بين ابناء شعبنا، هناك خلافات سياسية واحيانا حول التسمية، ولنقر انه يجب التعايش مع التسمية الطويلة والتي حتما سيكون للاجيال القادمة راي حولها، وهو حق لهم يجب ان لا نعتقد انهم يجب ان يسيروا برغباتنا ورؤانا. تبقى الخلافات السياسية، والتي تعني حول اسلوب ادارة الامور. وظهور تجمع احزاب ومؤسسات شعبنا، كما قلنا، كان يعني طرح الروى على مائدة النقاش، للخروج بما هو افضل للجميع. وهذا الامر يتطلب مؤسسة تعمل بشكل يومي، ولنقر بانه كان من الواجب ابعاد الاحزاب من الواجهة وخصوصا اننا لسنا نتنافس فقط على المناصب ومن يجب ان يختار الناس لكي يتولوها، بل نحن نناقش ترسيخ وتمتين وجودنا، ووضعه على السكة الصحيحة قانونيا وسياسيا. ومن ثم لتتصارع الاحزاب بعد ذلك على من يجب ان ينتخب الشعب لكي تمثله وتدير اموره.
سرني هذا الاسبوع ثلاثة امور، اعتقد انها تتعلق بالية ادارة الخلاف، وهي الاجتماع المشترك بين احزاب شعبنا في ظل تجمع احزاب شعبنا وما انبثق عنه من مقررات، والامر الاخر مشاركة ابناء النهرين فيه وهي خطوة مباركة لتمتين الاواصر ووضع الخلافات في اطارها الصحيح، اي لنختلف ولكن لنتحاور، والامر الاخر توقيع بيت نهرين الديمقراطي لمقررات او الندا وهي خطوة تتجاوز خروج بيت نهرين من تجمع احزاب شعبنا لتقول اننا نتفق وان كنا خارجين وكلنا لاجل المصلحة العامة يد واحدة. وباعتقادي انه يمكن اعتبار ما طرح ورقة سياسية ولكنها بحاجة لصياغات قانونية لكي تقدم. وهناك وجهة نظر خاص بي وهي ما تطرقت الورقة اليه وهي قانون ازرداء الاديان، الذي اعتقد انه غير ملائم، ولا يتوافق مع الحريات، وحتى لو شرع مثل هذا القانون، فان البعض ومن موقع القوة وما في الكتب وتفسيرها، سيقوم بازدراء الاخرين، بحجة انها جزء من الايمان او المعتقدات او من اقوال الائمة.


91
الجماعة يريدون المناصب فقط!



تيري بطرس
لنكن منصفين مع انفسنا، ولنقل الحقائق التالية، ولنختار لحظة تاريخية، مفصلية امل الكثير من انه بعدها سيكون الوضع افضل لكل الشعب العراقي ونحن كشعب كلداني سرياني اشوري منه. نحن لا نريد المقارنة بين الوضع ما قبل وما بعد، كافضلية لنظام صدام حسين. فنحن ندرك انه لو اتيح لابناء شعبنا العراقي ومنه ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، الفرصة للخروج والهجرة، لهاجر اغلب ابناء العراق. هربا من الظلم والعزلة الدولية والحالة المعاشية. اذا في التاسع من نيسان 2003 كانت هذه اللحظة التاريخية المفصلية التي كان يجب ان نبتدئ منها بتحسين احوال واوضاع شعبنا العراقي. انا لن ادخل في باب الاتهامات والتخوينات، ولكن من حقنا ان نتسأل. هل حقا عملت الطبقة السياسية التي مثلت العراقيين بما كان يوجب ان تعمل؟ ان لتحسين الوضع من كل النواحي، وخصوصا ان الكثير من المعيقات قد زالت، بالتاكيد لا. ويجب ان لا نبرر، بالارهاب وغيره رغم ايماني المطلق ان البعثيين ومن يواليهم والاسلامويين، ما كان يمكن ان يتم استيعابهم لانهم اخذوا الموقف، مسبقا بمحاربة المحتل وكل من اتى معهم. فهم اعتبروا انفسهم فقط من يحق لهم حكم البلد والى الابد.
شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، جزء مهم من العراق وشعبه، لا بل يمكن القول لا عراق بدونهم تاريخيا على الاقل، فهم من بنوا العراق واسسوا اول مدامك الحضارة فيه لتشع منه الى العالم، وخلال فترة القرون المسيحية العشرة الاولى كانوا بلا شك خلف اغلب الانفتاحات والنقاشات والمعارف والعلوم التي انتشرت، بسب ترجماتهم ومدارسهم ونقاشاتهم اللاهوتية والعلمية. هذا الشعب كان ينتظر ان يتحسن وضعه، وان يعيش ولو كابن للبلد، يشارك في صنع القرار فيه، مساهما في رفده بكل مايجعلوه يقف ويكون في مصاف الدول المستقرة والتي يسودها السلام ونظام حكم ديمقراطي سليم.
اذا كان وضع العراق والعراقيين يسير من سئ الى اسوأ، فهذا بالطبع لا يبرر ان يكون وضع شعبنا كذلك، رغم اننا جزء من الشعب العراقي. من هنا ومن ملامسة الواقع، ندرك، ان وضع شعبنا، ليس فقط هو الذي يسير نحو الاسوا، بل انه بكل مقايس وضع ينبئ بمخاطر حقيقية على وجوده، كشعب ذو خصوصية ثقافية معينة، في ارضه التاريخية. وهنا اذا كنا كلنا مسؤولين عن الواقع الحالي، والذي اعتقد انه لا احد يمكنه ان يعارضني فيه. فان من قال انه يقود حركة المطالبة وتجسيد حقوقنا وبدون ذكر الاسماء، يتحمل هذه المسؤولية بمقدار اكبر. لانه طرح نفسه انه المتصدي لهذه المسؤولية وطالب شعبنا لدعمه وانتخابه لهذا الامر.
واعتقد جازما، ان الكثيرين، يوافقونني الى ما وصفت به وضع شعبنا، ومن هنا فاننا ان لم نكن نضع كل المسؤولية على من يتصدي للمسؤولية القومية، فان جزء كبيرا منها يقع عليه كما قلنا. فهل الحل هو في بقاء نفس الاشخاص مع انهم ياتون بنفس النتائج، ام محاولة تغييرهم، للاتيان بمن يمكنه ان يضع قوة دفع جديدة في مسيرة تحركاتنا في اتجاه ترسيخ حقوقنا؟
طبعا من الواضح ان الكثيرين بدأوا في طرح اراء جديدة، لا بل اراء اجراء واكثر حزما وحلولا اكثر توافقية ، في نفس الواقع الذي تم تصويره، من قبل البعض انهم يعيشون مع وحوش الغابة وعليهم ان يكونوا متأنين في الطرح. ولكن الظاهر ان  ديناصوراتنا او اصحاب الكراسي الثابتة، والمتشبثين بمناصبهم، لا يعجبهم الامر، فيتهمون الاخرين بان غايتهم من الطروحات والمطالب ليس الا المناصب. انها لعبة غبية ولكنها مفضوحة، وهي ان كنتم لا تحبون المناصب فاتركوها لغيركم، فقد نرى بصيص امل اخر، وقد نجد طرق عمل اخرى، وقد نقيم تحالفات اكثر فائدة، مما بات يثقل كاهلنا ويضعنا في موقع اليأس والضياع من ايجاد اي حلول مجدية، لواقع شعبنا المزري.
اي انهم يتهمون الاخرين، في الوقت الذي يتقاتلون ويتشبثون بكل قدراتهم واظافرهم بالمناصب، اليس ذلك مفارقة كبرى، واذا كانت المناصب ليست غايتهم فعلام يدخلون الانتخابات اصلا؟.  واليس من المفارقات الكبرى ايضا ان نبقى ننتخب اشخاص بعينهم، رغم ادراكنا انهم لم يعودوا او اساسا لم يقيموا بواجبهم، بل نزلت الكوارث على شعبنا الواحدة تلو الاخرى وهم لم يتحركوا ساكنين. ومن المفارقات او الطروحات التي يتم الترويج لها، ان اي شخص سيأتي لن يحقق افضل مما هو قائم، اي الحكم المسبق، على ان الواقع لن يتغيير، اذا كان الامر كذلك، فعلام تشبثكم بمنصب باسم شعبنا، مادمتم تدركون انكم ايضا لم تغييروا من الواقع شيئا؟
في المعارضة، وفي الكتابة، يمكن ان تطرح امور كثيرة، شعارات، مطالب، وهذه سهلة، ولكن لكي يقوم السياسي بتطبيق ما يطالب به او ما يرفعه من الشعارات، فلن يتمكن من ذلك الا من خلال المنصب الذي يتسنمه، والا فسيبقى معارضا و الذين في المناصب لن يعملوا بحسب برامج من هو خارج السلطة. هذه حقائق الامور، ومن هنا يمكن كشف النيات والمطالب ، اي حينما يكون جزء من السلطة، وله القدرة للوصول وطرح ما يؤمن به للتطبيق، وليس محاكمة نيات مفترضة من قبل ذوي المصالح الثابتة. ولكن لدينا تنقلب الامور كثيرا، ففجاءة يتم مطالبة الاخرين بان يكونوا رهبانا، لا مطالب ولا امتيازات ولا اي شئ يجب ان يمتلكوا او يكونوا قد امتلكوه، لكي يثبتوا انهم مخلصين، في حين ان البعض ممن لا يزال في السلطة او مشارك في، او متسنم لموقع ما، قد يكون يستلم عدة رواتب ومن مختلف الجهات، ويتمتع بامتيازات كثيرة، وهو خارج اطار المحاسبة، في هذه النقطة طبعا يشترك اغلب القائمين على السلطة اليوم.
صار من المثير للشفقة حقا، اتهام كل من له الجراءة والاقدام، لقول الامور بمسمياتها، بانه طامع او طامح لمنصب، في الوقت اننا نعلم ان التودد لاصحاب القرار هو الذي يجلب المناصب. من المؤسف ان تجري الامور، بصورة تؤكد ان الخاسر الوحيد، فيها هو شعبنا، ومن دواعي الاسف اكثر، ان من يقودون هذا المسار، هو بعض ابناء شعبنا ايضا. ففي الوقت الذس يتم السكوت وفي احيانا اخرى عدم الاهتمام وبشكل لافت للامور، مثل قيام البرلمان العراقي او الاقليمي باصدار قوانين، تكون في غير صالح ابناء شعبنا، وتعمل هذه القوانين لالغاء هويته، وممثلي شعبنا لا في العير ولا في النفير، هم اخر من يعلم. وخلف كل من هؤلاء تنظيم او حزب ما، فهل حقا هناك حزب يعمل من اجل ان يكون في السلطة، ولا يراقب ماذا يحدث في البرلمان؟! او ماذا يطبخ في اروقته ولجانه؟ نراهم في مواقع اخرى يتباهون بانهم يعيشون بين الذئاب الكاسرة التي لا ترحم، ناقلين ومرسخين رسالة يأس وعدم القدرة على التعايش مع المحيط لابناء شعبنا.
ان تغيير الوجوه، هو من صالح شعبنا، فعلى الاقل يمكن ان يحدث خضة ما، او كما قلت تحالفات جديدة، او حضور اكثر فعالية. والامر الاخر ما المانع من ان تقوم الوجوه القديمة بتقديم خبراتها ونصائحها للوجوه الجديدة؟ اليست شعارات الجميع خدمة شعبنا، ام ان خدمة الشعب هي فقط في استلام وبالتمتع الهبات والامتيازات.

92
عرقلة المفاهيم العشائرية للعمل القومي


تيري بطرس
نشر الاستاذ والكاتب خوشابا سولاقا، مقالا بعنوان (طبيعة التركيبة الاجتماعية للمجتمع الاشوري وتاثيرها السلبي على العمل القومي) ويمكنكم الاطلاع عليه على الرابط الاول ادناه. ونحن بدورنا اردنا ان ندخل النقاش من محور اخر لنفس القضية، رغم اننا قد بحثنا الامر بشكل او اخر وعلى هذا الموقع، ويمكنكم الاطلاع على ما كتبناه في مناسبتين على الرابطين الثاني والثالث.
شخصيا، اعتقد ان العشائرية، بمفهومها المؤسساتي ان جاز التعبير كمثال وجوب الامتثال لقرار رئيس العشيرة، او دفع ضريبة معينة سنويا من قبل كل فرد، قد اندحرت ولم يعد لها وجود في المجتمع الاشوري، كاحد نتائج مذبحة سميل لعام 1933، ولكن العشائرية بمفهومها قيم وعادات وممارسات مترسخة، باقية، ولعل هذا هو اهم باعتقادنا ما رمى اليه الاستاذ خوشابا سولاقا. فحتى تواجد العشيرة في منطقة خاصة بها تم تجاوزه من خلال الانتشار في المدن، وقد تمكن شعبنا مثلا في مناطق مثل الحبانية وكركوك من صياغة لهجة مشتركة عامة يشتركون فيها جميعا، وخرج الناس من التقوقع العشائري، في بعض التنظيمات السياسية او الاجتماعية، لان الحتمية فرضت عليهم ان يتجاوزوا كنائسهم بمعناها الضيق او لنقل رعيتهم، لحاجاتهم الى الخدمات الدينية، فتشكلت رعيات مشتركة ومتعددة التكوين من مختلف العشائر ومن غير العشائر، كما ان بعض المؤسسات عبرت العشائرية كالاندية الرياضية وجمعيات الرحمة وجمعيات واحزاب سياسية ظهرت بعد مذبحة سميل بفترة وجيزة لا تتعدى الخمسة عشر سنة. ورغم من مثل هذه التطورات الا ان بعض الاحداث كمثال، قد اظهرت التاثير العشائري او العائلي في بعض القضايا، وهنا نحن لا نريد ان نظهر موقفنا من الحدث ان كان صالحا او خطاء، ولكن لاظهار التاثير العشائري في قرار ما،حيث قام المرحوم جورج والدة الشهيدة مركريت، بافشاء مخطط كانوا قد خططوا له لاغتيال كل من ماريوسف خنانيشو ومار سركيس ومار يوالاها في جميعتهم السرية، لانهم اعتبروهم مسؤولين عن ما لحق بشعبنا ابان احداث سميل، مما ادى الى فشل المحاولة، ويظهر ان خلف الاسباب اسباب عائلية وعشائرية، فمن ناحية كان المرحوم جورج من الجيلوايي اي من عشيرة ما سركيس،ومن ناحية اخرى كان يقرب مار يوالها من جهة زوجته. ان خطوات شعبنا تجاه اخذ زمام امره والبدء من الجديد ، ان دلت على شئ فانها تدل على انه رغم هول ما اصاب شعبنا في سميل، ووقوفه وحيدا، امام فضاعة الجريمة التي اقترفت بحقه، لا بل ان شعبنا او بعضه تعرض للشماتة والاستهزاء من قبل الكثيرين، الا ان سرعة نهوضه وعودة بعض نشاطه العابر للاهتمامات العشائرية والمرتبط بالتسمية القومية الاشورية (اتورايي) ، تدل على ان شعبنا لم يستكن ويستسلم ابدا لما رسم له. بل قد يمكن القول ان ابناء شعبنا المتلزمون قوميا اظهروا  للجميع انهم حماة الاستمرارية القومية واستمرارية المطالب المشروعة. ولكن كل ما سبق و نوهت اليه، لا يعني ان شعبنا حقق الانجازات الكثيرة، لا بل ان ما نعانيه اليوم يدل على ضرورة دراسة تاريخ الحركة القومية الاشورية (ܙܘܥܐ ܐܘܡܬܢܝܐ ܐܬܘܪܝܐ زوعا اومتانايا اتوريا ) مرارا وتكرارا لوضع كل المستجدات تحت مجهر التحليل والتنقيح والنقد.
ان قولنا ان المؤسسة العشائرية قد سقطت بعد مذبحة سميل، لا يعني بالطبع زوال الذهنية العشائرية، او تاثير الذهنية العشائرية في اسلوب عملنا اليومي سواء كان سياسيا او ثقافيا او اجتماعيا. هذا ناهيك عن تاثرنا بالثقافة السائدة في محيطنا، ونحن اهل العراق وسوريا ولبنان، تاثرنا بالتجارب المثيرة للشفقة في المنطقة او لنقل الحركة القومية العربية بمختلف فصائلها. ان تفكيك هذه الذهنية وهذه التاثيرات بات باعتقادي ضرويا ان لم يكن الاوان قد فات عليه. فالاندفاع في اتخاذ القرار والمسارعة لدعمه بدون دراسة وافية كانت احد اهم سمات القرارات القومية في الفترة الماضية، وفي مقابل ذلك كان هناك الاستعجال في الانسحاب والتراجع لا بل التحول الى صف المعارضة لنفس ما اندفع لاجله. وهذا متأتي من الذهنية التي توجهنا والتي انبنت على العاطفة وليس على التحليل، فالتحليل وتبيان المخاوف او التساؤلات، قد يفسر من قبل الاخرين بانه خوف، وهو قرين الجبن لدى ذي الذهنية العشائرية، من هنا تاتي المسارعة في الاندفاع. وفي اول نكسة او ان طال الامر، فستجد التذمر والانقسام ومن ثم العداء، باعتبار ان الانسان جر الى ما هو فيه، وهنا يقوم بالغاء دور الارادة الحرة وكانه كان مضطرا لوقوفه مع ما يعارضه اليوم، وفي الغالب تكون اسباب المارضة ايضا غير مفهومة، تنطلق من اسباب ضبابية، ولكن الاكثر ايلاما، ان الانقسام والتشذر لا يعطي للزمن والجهد المبذول سابقا اي قيمة. اننا هنا في وضع نلغي دور الزمن وتراكمه على عملنا، وان الزمن هو ثروة، يجب ان لا نستهين بها، ونقوم بتدمير ما بذلنا من اجله الكثير، لاسباب لا تكون موضوعة تحت المجهر وتفحص بقدر اكبر من التأييد السابق. العناد والتشبث بالراي، من ما ورثناه من الذهنية العشائرية، فالراي عند الانسان العشائري لا ينفصل عن الذات، فانتقاد الراي كانه انتقاد للشخص ذاته، وهنا تحدث المشاكل وسؤ التفاهم وتتفاقم القضايا، كما ان البعض، يعتقد انه عليم بكل الامور، ولذا فانه ليس بحاجة للنقاش مع الاخرين، معتبرا انه يمثل الصح في كل الامور، وحينما يتم محاسبته، يقول انه لوحده يتحمل المسؤولية، في حين انه لم يعطي الفرصة للاخرين لكي يشاركوه مهمة اتخاذ القرار. ان العمل القومي يتسع للجميع ويتطلب الكثير من الناس والمهمات، ولكنه في المقابل يتطلب طرق تواصل وتبادل الراي متطورة وتلائم الزمن. ولذا فان عملية اتخاذ القرار يجب ان يتم التخطيط لها ووضع اليات لكي تظهر مشاركة الكثيرين فيها، مما يجعلهم يشعرون ان القرار هو قرارهم. ولعل الفقرة اعلاه كانت احد اهم اسباب الخلافات التي حدثت بين رؤساء العشائر عقب استشهاد قداسة مار بنيامين شمعون. فخلال وجوده، كان القرار يتخذ بحضوره او من قبله وخصوصا ان موقعه كان محترما ويحضى بثقة كل رؤساء العشائر. ولكن بعد استشهاده، خلى الموقع البطريركي من شخصية قوية او ذات هيبة، رغم ان سورما خانم لم يكن ينقصها الثقافة والهيبة والخبرة، الا انها امراة وتبقى غير البطريرك. من هنا ان تنافس رؤساء العشائر وعدم قدرتهم على لم شمل الكل، اظهر القرار الاشوري مشتتا، لا بل يمكن القول انه كان احد نتائج المتوخية من مؤامرة اغتيال الشهيد مار بنيامين شمعون.
 محاباة الاقراباء، يعتبر هذا الامر من الامراض المتاتية من الفترة العشائرية، ولان الشعار القومي هو شامل، ويتشارك الكل في تحمل تبعاته، فانه من المفترض ان يتشاركوا في القرار، وطبعا لا يمكن باي حال من الاحوال جلب ابناء الامة كلها لاتخاذ القرار، ولكن النخب المكلفة اتخاذ القرار يجب ان تضم تنوعا من مختلف ابناء الامة، على ان يكونوا بقدرات وامكانيات تسمح بمشاركتهم في اتخاذ القرار. في ستينات من القرن الماضي، اختار الرئيس الامريكي جون ف كندي اخيه روبرت كندي وزيرا للعدل، وحدث نتيجة لهذا الامر الكثير من الاخذ والرد، لانه اعتبر محاباة للاقرباء، ولذا تم وضع اليات وموانع لمنع حدوث محابات الاقراباء، من هنا فاننا في اي ظاهرة سلبية ننتقدها، يجب ان نفكر بالالية التي يمكننا ان نتخلص منها، وان لا نكتفي بالنقد فقط، وهنا لا احمل احد المسؤولية، ولكن بالتاكيد، يتحمل من يشارك في اتخاذ القرار المسؤولية التامة لايجاد الية تمنع محاباة الاقرباء او اي ظاهرة تعتبر معيقا للعمل القومي.
وبما ان الذهنية العشائرية او القيم العشائرية، تتاتي من خلال التربية والتعليم وتطلب صقلها وحشو ادمغتنا بها سنوات من التعليم والممارسات، فاننا بالتاكيد، لن ننتظر ان تزول هذه الممارسات او القيم بمجرد نقدها، بل يتطلب الكثير من العمل الثقافي والتربوي لكي نتخلص منها. ولكننا بالطبع، لم نكن اسياد انفسنا. فتربيتنا التي اتتنا من التعليم، كانت من خلال المدارس الحكومية العراقية او السورية والتي كانت في غالبيتها تقدس الكثير من قيم العشائرية.
الحركة القومية (ܙܘܥܐ ܐܘܡܬܢܝܐ) هي حركة ثقافية اجتماعية سياسية، تعتمد في نشاطها على تعميم هذا النشاط على مجموع من يتكلمون لغة واحدة مشتركة، ويربطهم تاريخ ومنطقة جغرافية وبعض العادات والتقاليد المشتركة، مما يولد لديهم شعورا بانهم مشتركون في المصير ايضا، وبالاخص حينما يشعرون بانهم تعرضوا لويلات مشتركة نتيجة المشتركات المذكورة. وهذه الحركة القومية عابرة للعشائرية لانها تعتقد انهم جميعا يجب ان يشتركوا في القرار الواحد لكي يمكنهم ان يتخلصوا من واقع سلبي ما. ولذا فالحركة القومية تعلن بطريقة غير مباشرة حربا على العشائرية، وتغيير في اليه اتخاذ القرار المصيري ليس للعشائر فقط، بل للامة  المؤلفة من العشائر المختلفة. والمفارقة ان قيادات العشائر الاشورية السبعة كانت مشاركة في النضال القومي بقيادة مار بنيامين، فهل كان نضالا قوميا بذهنية عشائرية؟ من هنا يجب ان نركز على ان من اسباب الغير المحسوبة للانتكاسة وخصوصا في سميل كانت هذه المشاركة، لانها تطلبت رعاية وتوازن خاص انفقد باستشهاد مار بنيامين شمعون.
 
         
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,833120.0.html

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=576761.0

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,612711.0.html?PHPSESSID=asf1j8ghmjputgq4pu811pjpg2

93
هل المطلوب منا ان نعيش في السماء؟!!!!



لست محاسبا على ما تقول،
انت ايضا محاسب على ما لم تقل،
حين كان لا بد ان تقوله   مارتن لوثر كنك



تيري بطرس
غاية العمل السياسي هو تحقيق المصالح، وقد قيل ان الحرب هي السياسية بوسائل اخرى، اي ايضا لتحقيق المصالح، ولكن بوسائل اخرى. السياسة ليست تبشير بالمبادئ، السياسية هي استعمال ادواة القوة في الاتيان بالحقوق او الحصول على المزيد منها، في عالم مضطرب، كل يريد لنفسه اللقمة الاكبر. من هنا وعلى كافة المستويات القومي او الوطني او العالمي، يعمل الجميع  من اجل ان يكون ممتلكا لاكبر عدد من عوامل القوة لكي يكون محصوله وافرا من الحقوق كما ونوعا. وهناك ثوابت في عوامل القوة تؤخذ بنظر الاعتبار وهي الموقع الجغرافي وعدد السكان، ولكن بعض الدول او الشعوب، تمكنت ان تتبوا مراكز متقدمة في عالم المصالح وحساب عوامل القوة بالتعويض عن عدد السكان من خلال التقدم  العلمي والتطور الاقتصادي، وهو عامل مهم في عوامل القوة.
الولايات المتحدة الامريكية، تعتبر احدى الدول الاكثر امتلاكا لعوامل القوة، ولذا فهي تدير العالم، او ان رايها بارز في ادارة العالم، لان النظام الاقتصادي الدولي يمر من خلالها، ولان اقتصادها الداخلي قوي جدا، ولان العلوم والاختراعات فيها متقدمة وتأتي بالمزيد من الاموال، ولان قوتها العسكرية لا تضاهيها اي قوة على الارض، ولتنوع شعبها وموقعه المثالي خارج صراعات العالم القديم، وللحريات الفردية فيها، هذا ناهيك عن امتلاكها الموارد الطبيعية، والارادة. اسرائيل تفتقر الى عامل العدد، ولكنها استعاضت عن ذلك بالتطور الاقتصادي والعلاقات السياسية الطيبة على مستويات مختلفة مع العالم، وميزة انها اول دولة تم انشأها بناء على قرار المجتمع الدولي. وبالتالي فان دعاية سحق اسرائيل او رميها في البحر كذبة سيواجهها العالم كله، وان اختلف مع بعض سياساتها، ناهيك عن قدرتها على تأسيس جيش قوي يعتبر من اقوى جيوش العالم. وقد تدخل بعض الدول ممن امتلك عوامل قوة كبيرة جدا، صراعا خاسرا، الا ان خسارتها مهما كانت ستبقى ضئيلة ولا ترى ولا تؤثر في مستقبلها، كما حدث في فيتنام بالنسبة لاميركا. بعكس ما حدث للاتحاد السوفياتي، حينما كان تدخله في افغانستان احد الاسباب الرئيسية في تفككه.
بعض الشعوب ومنها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، قد لا يمتلكون القدرة او الحرية الكافية، لبناء عوامل القوة المذكورة اعلاه. فشعبنا داخليا متفتت، متوزع الولاءات ومتصارع على امور هي بالاساس واحدة، لانها جزء من تاريخه الواحد. ولكن البعض يعتقد بانه بالقفز واعلان الرغبة لامتلاك عوامل قوة، يكذبها الواقع و اوليات السياسية، يحقق انتصار. فان هذا البعض، بدلا من انتصار المنتشي بالكلمات سيصحو على تجريده من المزيد مما كان يمتلكه من هذه العوامل، التي هي اكثر من ضرورية للتفاوض والحوار السياسي، في طريقنا لتثبيت مصالحنا. ان البعض يعود الى تبسيط العمل السياسي وكانه لعبة في حارة او في بيت واحد، او خلاف عائلي يحل بتنازل كل طرف او ان القوي يفرض ارادته ولكنه لا يؤذي الاخرين لانهم اخوته على كل حال. ان احد نتائج  تبسيط العمل السياسي، هي تدمير القدرة على المقاومة وتيئيس الناس ودفعهم للهروب، في زمن باتت وسائل الهروب كثيرة ومتعددة ويتم تصوريها باشهى الصور. وفي زمن باتت ديمغرافية شعبنا مثار تساؤل كبير.   
كما اكدنا ان العمل السياسي يختلف عن العمل التبشيري، في الغايات والوسائل، فلكي تنجح في العمل التبشيري فاغلب ما تحتاجه، هو سعة الاطلاع قياسا بالمحيط الذي تبشر فيه، وسرعة البديهية، وناس تشعر بان الافق مسدود امامها. من هنا تبدا بالدعوة الى عمل ما وما ينتظر الناس من نجاحه. في العمل السياسي، انك تتحاور وتتفاوض لكي تفرض وجودك وحقوقك بين الاخرين، وانت بحاجة لعوامل قوة كثيرة تساعدك في هذا الامر. اذا من ما مر بنا، ندرك ان الصراخ والصياح والسب والعناد، لن يحققا لنا كشعب اي مردود، والمؤسف ان ما قلته للتو معروف ويقال مرارا وتكرارا، ولكن نلاحظ اللجوء الى هذه الادوات التي تدمر في الكثير من الاحيان عوامل قوة يمكن ان يكون شعبنا قد صرف الكثير من اجل بناءها. وبذلك نعود كل مرة الى نقطة خوار القوى والياس ولا مفر الا الهروب.
ليس في هذه الحياة من هو اقرب الينا من بني امتنا، وليس مطلوبا منا كل ابناء هذه الامة ان نكون كاسنان المشط متساويين بالفهم والقدرة والجهد، فبالتالي نحن ابناء بيئتنا. ونشاهد الامور من زاوية نظرتنا وبما نمتلك من المعلومات، وبالتالي لو كان هذا فهمنا للامور منذ البداية، لكان يفترض ان نكون في موقع افضل بكثير ونمتلك ادواة قوة اكثر بكثير. من هنا اود القول والتأكيد اننا وبجدارة تامة وبعناد ما بعده عناد. سرنا في الطريق مغمضي العيون، نحارب بعضنا البعض، ونكسر همة بعضنا البعض، ونلتجئ للاخر لكي يحمينا من ضربات هذا البعض.
من هنا كان لابد لنا ان نستغل السياسة كعامل اساسي في بناء عوامل القوة، رويدا رويدا،واول مرحلة في هذه الطريق الطويلة هي وحدة القرار لشعبنا،  وان نعلم بان الامور لا تأتي بمجرد عدالتها او المطالبة، فاي حق يتم اخذه او دفع الاخر للاقرار به، يجب ان ندرك ان لهذا الاخر ايضا اوليات او قدرات محددة يخضع لها. وبالتالي فان القبول او الاقرار او التمتع بحق ننتزعه، يجب ان لا يكون بان الاخرمضطر او تحت ضغوط قوية بل يفضل في السياسية اظهار الامور وكانها تفاهمات لصالح الجميع والا فان الطرف المتنازل سيحسب الف مرة قبل ان يقر بما لنا. ولكن من مراقبة العمل السياسي او العمل القومي بصورة عامة، نجد انه ليس المطلب هو المراد في الغالب من يعض من ذوي الاصوات العالية، بل اظهار الانتصار او البطولة او اذلال الاخر. وهذا هو نوع من الامراض النفسية لا اعرف له اسم. فبابسط محاورة يدرك الجميع ان التمتع بحقوقنا ومساواتنا مع الاخر وازالة كل ما يعيق تقدمنا، يجب ان يكون في الوطن، وهذا الوطن له سمات معينة اليوم، وجلب التاريخ ورميه في وجه الاخر لن يفيد، ولن يغيير من واقع الامر اي شئ.  والعامل الاكثر ايلاما اننا نرمي التاريخ في وجه الاخر حينما نحاورهم في الوقت الذي نهرب من مسرح التاريخ تاريكنه ولاعنينه باعتباره سبب مأسينا والامنا.
ان المنطقة التي هي ارضنا التاريخية، تعج بشعوب وملل مختلفة، وخيارنا الهرب يلغي اي خيار اخر لنا في الوطن، فالحقوق والامتيازات والواجبات تطبق على البشر، فان زال البشر لا معنى للحقوق او زال ممارسها على الاقل. وان كان خيارنا البقاء وهذا ما اعتقده لدى الكثيرين من ابناء شعبنا، فالخطوات يجب ان تكون بدعم الوجود وترسيخه والايمان بان التعايش هو فرصتنا الاولى وتدعيم التعايش بخطوات متتالية للاستحصال على حقوقنا في اطار متفق عليه او متوازن مثل التطورات السياسية والاجتماعية للمنطقة او لكل جزء منها.
ان حقي في الوجود يعادله حق الكوردي والعربي والتركماني والفارسي، ويساويه حق المسلم بشيعته وسنته وعلويه والازيدية والمندائية، فهؤلاء كلهم في ميزان العدالة الانسانية كافراد او كمجموعات متساوون في المكانة وحق الوجود. ونحن من القوى الضعيفة، وندرك ان بعض القوى في المنطقة والتي تعتبر من القوى القوية، يجب ان تدرك هذا الحق في الوجود والمساواة. وهذا الادراك لن يتحقق بالسباب والتجريح والادعاء بان الاخر محتل والاخر اصيل. فكلنا اصلاء على هذه الارض رغم التفاوت في الظهور او التواجد. فنحن تحولنا وتغيرنا وتبدلنا، من هذا الطرف الى ذاك بفعل عوامل تاريخية. وما حدث في التاريخ لا احد يمكنه ان يتحمل تكاليفه، فما تم اقترافه بحقنا ابان المذابح الكبرى، ان اردنا الانتقام له، فانه يعني ان يقدم لنا ذابحينا مقابل كل شخص فقد مئة شخص، لان من ذبح لكان اليوم قد تناسل وتكاثر وصار اكثر من مئة.  والاتكال على المعادلة الانتقامية يعني استمرار القتل والقتل المتبادل. ان الحلو لا تأتي ابدا بما يرغبه ويعتقده كل طرف، بل بما ينمي بين الاطراف المختلفة من عوامل الثقة البناءة وترسيخها في ممارسات سياسية وقانونية  وثقافية مقبولة.
الغريب هو ان اكثر الناس تعنتا، ومعاداة الاخر هم من ابتعد عن الساحة الفعلية التي نريد ان تتجسد فيها حقوقنا، رغم التناقض الواضح في مواقفهم، فهم في بلدانهم الجديدة يتعايشون مع مختلف الالوان والاشكال والاديان والقوميات، لان القانون يقر بالمساواة وبالكرامة الواحدة لجميع البشر. ولكن في بلدهم لا يرتضون الا الانتقام لماضي كلنا نقر بما حدث فيه من مأسي والام.
لكي نتمتع بحقوقنا، علينا الادراك التام ان ذلك يجب ان يتأتي بمراحل وليس بمرحلة واحدة، وان تمتعنا بهذه الحقوق سيكون مع الفيسفساء الساكنية القائمة، وليس خارجا في السماء. وان مشاركتنا بفعالية في رفد الحياة الثقافية للمجتمع بطروحات وباعمال ترسخ المساواة والنظرة الواحدة لكل مكونات المجتمع القومية والدينية والجنسية (النساء والرجال)، عامل مهم للانتقال بالمجتمع نحو ازالة عوامل الاحتقان فيه. ان نضالنا في التمتع بحقوقنا، هو نضال مركب ويمكن ان يقوى بمساندة قوى تدعمنا في الاكثريات ممن لا ترى مستقبل لها الا بالتعددية الدينية والقومية. ان نضالنا في هذا الصدد هو حليف كل القوى التي تناضل لاجل المساواة واقامة دولة القانون وترسيخ مفهوم القانون فوق الجميع، وتوزيع السلطة والادارات بشكل يشمل الكل واقامة مناطق للادارة او الحكم الذاتي حتى لو كان على اساس ثقافي قانوني عابر للجغرافيا مثالا.

94
انا والقائد الياس يلدا
عامة الشعب لايعرفون ما يجري  ولا يعلمون حتى انهم  لا يعرفون



تيري بطرس
نحن نصنع من يتاجر بنا ووبامالنا وباحلامنا، والا كيف في القرن الواحد والعشرون، نجد ان هناك اكاذيب مفضوحة، ولكنها تسري على الجميع، ولا احد يعترض، وبالرغم من تساؤلاتي المباشرة وغير المباشرة التي نشرتها، لم اتلقى اي اجابة.
زعم السيد الياس يلدا، وهو ناشر موقع في اليوتيوب، سماه اسريا سات، زعم انه وخلال اتصالاته مع مختلف الحكومات تمكن ان يقنع دول عديدة، بتمويل قيام جيش اشوري يمكنه ان يحرر ويحمي سهل نينوى، وقد اكد انه على اتصال بنوري المالكي الذي وافق على المشروع، وان حكومة اليابان قد وافقت على عقد مؤتمر لبحث القضية. وفي البداية طلب متطوعين من مختلف انحاء العالم. وعندما اطلعت على هذا الطلب ورغم عمري الكبير، قلت لعل وعسى سيستفادون مني في تقشير البصل وغسل المواعين، المهم ان نشارك في تحقيق هدف شعبنا، وارسلت رغبتي العميقة في التطوع مع معلومات معينة تساعد في قبول التطوع، منها مشاركتي في الكفاح المسلح، والمامي التامي بالطبخ وعمل الخبز على التنور، الا انه مما يؤسف له انني لم اتلقى اي اجابة على الاميل. علما ان اغلب ما سمعت عن الاميل كان اسمه منطوقا وغير مكتوب. وقد عللت عدم الاستجابة لطلبي بانه بالتاكيد انهم منشغلون بالمهم والاهم وليس لديهم الوقت الكافي للنظر في الطلبات الغير المهمة من اشخاص لايمكن ان ان تستفاد منهم استفادة قسوى في تحقيق الحلم وهو تحرير منطقة سهل نينوى كنواة لمنطقة تخص شعبنا،  ويتم فيها تجسيد هذا الحلم الذي طالما تطلعنا اليه.
ما جعلني اتشكك بالمشروع منذ البداية ورغم تقدمي بالتطوع (وهذا حقيقة وليس نكته) هو ان ما يقال كان كذب صريح ومكشوف، لان للقيام بمثل هذه الخطوات يجب تهيئة الارضية وهي ان الدول التي ذكرت لتايد المشروع، مثل بعض دول اميركا اللاتينية واليابان وجورجيا، هي دول خاملة من ناحية السياسية الخارجية وخصوصا في منطقة ملتهبة كالشرق الاوسط، ويابان ورغم علاقاتها الاقتصادية الواسعة مع المنطقة، الا ان سياستها في المنطقة تتماشي مع السياسية الامريكية على العموم. والامر الاخر ان اي من هذه الدول لا يمكنها ان تقدم على مثل هذه الخطوات دون تنسيق مع الولايات المتحدة الامريكية التي لم تصرح باي شئ عن هذا. بالاضافة الى قضيتنا القومية، وان كانت محقة، الا انها لم تثر اهتمام العالم لانها ليست من القضايا الاولية التي نعتقدها نحن. وخصوصا من دول اما ليس لديها سياسة خارجية مستقلة او انها اصلا ليس لها اهتمام بالمنطقة وبما يمور فيها.
لم يكن موقف السيد الياس يلدا ما صعقني حقا، بل موقف فعالياتنا القومية وخصوصا المثقفين، من الملائم القول ان التنظيمات السياسية لم ترغب في مناقشة اشخاص يرغبون في الشهرة وهذا حق، ولكن الذي اثارني هو عدم رغبة المثقفين في مناقشة حالة يمكن ادراجها، كحالة مرضية من ناحية ومن ناحية اخرى اعتبارها متاجرة مكشوفة بقضية مقدسة، وجر الناس خلف شعارات كاذبه وبالنتيجة الاستهزاء بهم، لتحقيق شهرة على حساب الحق القومي وعلى حساب عواطف الناس البريئة والتواقة لمثل هذه الامور.
السيد الياس يلدا، بالنسبة لي شخص غير معروف، ولم تكن لي معه اي رابطة او علاقة قد تخلق موقف عدائي معه، ولكنه بالتاكيد، كان انسانا غير صادق كليا، مع شعبه، وهو يدرك عدم مصداقيته لانه لم يقدم الا كلام مرسل، وهذا الكلام كما بينت تنفيه الوقائع والمصالح. وقد نجد الكثير من ابناء امتنا يستغلون حاجات ابناء شعبهم المادية او العاطفية، للتربح منهم وهذا حدث ليس مرة بل مرارا. ولكن خوف المثقف من مواجهة مثل هذه الطروحات المهزوزة، هو المرعب، لانه يترك الانسان البسيط، امام مهب الريح، عاريا من كل سلاح. ليس مطلوبا ان يتم تصديق المثقف كليا، حينما يواجه مثل هذه الحالات المرضية، ولكن عدم السكوت يعني ان هناك من قام بعمله، وعلى المتلقي ان يختار وهنا يجب ان لا يلوم الا نفسه. وهذا الكشف الذي يجب ان يقوم به المثقف يعني منح الثقة بالامة ومتطلباتها وامالها وان هناك من لا ينصاع لكل ما يقال.
بعكس ذلك، ومع الاسف رايت وسمعت التراجع، والصمت وخصوصا في استراليا، حيث كان موقع السيد الياس يلدا، وكاني وبرغم كل الاشارات التي كانت تنبئ على عدم مصداقية ما يقال وان ذلك ليس الا تجارة رابحة بالشعار القومي ومزايدة على احزابنا ومؤسساتنا في الوطن، ان الكثيرين كانوا ينتظروا حقا، ان ينتج منه شيئا. وهي حالة من يفتح فال ليعلم ان كان سيصبح غنيا ام لا، وفي الفال قد يصيب احيانا، ولكن في مثال السيد الياس يلدا، كانت كل المؤشرات تقول بعدم مصداقية ذلك. لا اعلم ماذا سيكون مصير من صدق هذه الامور، وهل كانت مسايرة ام المشاركة في مهرجان الكذب والاستهزاء الذاتي، الا ان الامر بالتاكيد مؤلم، ان كان هناك من صدق الامر وعاش على الوهم وصحى على لا شئ، فاين سيكون هذا، الا يكون اقله في خانة اللا اباليين؟
رغم انتقادي الشديد، لواقع شعبنا ولمسيرة احزابنا في الوطن، يبقى لهم ميزة معرفة الواقع اكثر ممن يتاجر ويتهجم وبلا اي بديل حقيقي، اي نعم يستحقون الملامة كما نستحقها نحن كلنا، ولكن من يلوم، ويفرض نفسه البديل عليه ان يقدم شئ عقلاني وقابل للتحقيق، وليس كما قيل لنا، بانه سيتم تاسيس جيش مدعوم لمحاربة من يحتل ارضنا، ولم يقل لنا كيف واين سيستقر ومن اين سينطلق، وهل الاخرين، يتفرجون الى ان ندخل بيوتهم لطردهم ولن يقوموا باي شئ. انه نوع من الخطاب الديماغوجي المبني على الكره والحقد على الاخر، وعدم القدرة على طرح بدائل قادرة لخلق التعايش وبناء بلد مستقل، انه نفس الخطابات الشوفينية التي لا ترى أي حل الا على حساب الشعوب الاخرى وجثث ابناءهم، وان الانتصار بالنسبة لهم ماهو الا القضاء التام على الاخر اي ان كان هذا الاخر او فرض التبعية والتماثل عليه.





95
انجازات مؤسساتنا السياسية  .... عجيبة غريبة




تيري بطرس
نشر الاستاذ شوكت توسا، مقالا تحت عنوان في مقر الحركه الديمقراطيه الأشوريه , زيونه- بغداد ، مبرزا فيه دور الحركة والسيد يونادم كنا في ايواء اكثر من خمسة وستون عائلة مع توفير ما يمكنه من المستلزمات الضرورية لها،وبلا شك ان هذا العمل يثنى عليه، لانه مشاركة في انقاذ بعض ممن اسرنا التي عانت معاناة شديدة مما حدث لها، وخصوصا انها لم تكن بانتظار هذا الحدث وهذه الهجمة الهمجية من جيرانها. ان من يستنكر او يكذب هذا الدور باعتقادي انسان لا يريد ان يرى او يسمع، بل هو انسان يعمل بحسب اجندته الشخصية العدائية والتي لا تعترف بانجاز او خدمة. ومرة اخرى شكرا جزيلا للحركة لقيامها بمثل هذه الواجبات الانسانية، والشكر موصول للسيد كنا لمتابعته هذه الامور رغم كل انشغالاته وشكرا للجمعية الخيرية الاشورية وشكرا لمنظمة كابني ومنظمة اسيروا ومنظمة حمورابي والكنيسة الكلدانية ومنظمة سميراميس وكل المنظمات التي نعرفها والتي لا نعرفها والتي تقوم بالواجب وحسب قدراتها. وهذا لن ينسى لها على الاقل هناك رب العالمين هو من يقدر على ان يجازي كل هؤلاء العاملين في هذه المجالات.
ولكن من حقنا ان نطرح اسئلة من واقع شعبنا، ومن ما وصل اليه، وليس مطلوبا ان نشكر فلان او علان فقط، بل المطلوب هو ان نحاسب على المنجزات، التي كان من المفترض ان تنجز، اليس هكذا يتم التعامل مع السياسيين في كل مكان. هل سمعتم ان بلدان العالم المتحضر وصحفها ووسائل اعلامها، تقوم بتقديم الشكر والثناء والتقدير لاي مسؤوليها لانه انجز عملا، اساسا هو من صلب الواجب الذي كان على عاتقه؟ لا اعتقد . كان من المفترض ان تكون الملفات السياسية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية، هي الاولية لسياسيينا، لان عدم ايلاءها هذه الاولية هو الذي اوصلنا الى الواقع الراهن.
السؤال الاول الموجه للسيد كنا وكل احزابنا ومؤسساتنا، هو لماذا كان على هؤلاء الناس ان يكونوا هنا، اي نعم في البدء المطلوب الاهم وهو معالجة ظروفهم واحوالهم وتوفير ما يلزم لهم، ولكن الى متى لا نحاسب انفسنا عن سبب وصول الوضع الى الحالة التي سمحت لداعش بالهجوم على ابناء شعبنا، لماذا لا نكشف من المسؤول في شعبنا اولا، وبعد ذلك في الوطن العراق، سواء كانوا كوردا ام عربا. الى متى نهرب من مواجهة المسؤولية وتغليف الامور وتقديم السم الزعاف للناس وكانه قالب من الشكولاته؟
انا اعيش في الخارج، منذ عام 1989، وحينما خرجنا من العراق، خرجنا سوية انا والسيد كنا والكثير مثلنا من قيادات احزاب صديقة اخرى، واتعرض للوم لانني في الخارج وانتقد، ولكن اليس النقد كالمدح، كلاهما فعل مراد تعضيم فعل او الاستهانه به، لماذا يحق لنا ان نمدح فقط، ولا يحق لنا ان ننتقد، وخصوصا ان لنا تواصل شبه يومي مع الوطن والشعب والمشاكل التي يعاني منها؟ وبالاخص هناك نوع من التحريم النقد (التابو)  تجاه طرف سياسي فقط، في حين ان الاخرين متهمون بانهم عملاء ويسيرون باوامر من الغرباء اي ليست لهم الاستقلالية. اسئلة من حقنا ان نطرحها اليس كذلك، والاهم من كل ذلك الا يعتبر المدح في الكثير من الاحيان تشجيعا على ممارسة الفاحشة لا سمح الله، اي تشجيعا على الخطاء والدفع للاستمرار به؟ وهل هناك فاحشة اكبر من الاستمرار في الاخطاء بحق الشعب. انا ايضا انتقد بعض الاقلام المهجرية، وخصوصا من التي اراها تعيش في خيال غير واقعي وتطرح طروحات غير عملية، والتي اراها في الغالب متاجرة بالام ومستقبل شعبنا، ولكن النقد ليس ملزما للاقلام والفعاليات المهجرية، بل هو ملزم للفعاليات التي تعمل في المجال القومي او اي مؤسسة تعمل في شعبنا، والا كيف تتلاقح الافكار وتتطور، هل بالمديح؟
السؤال الثاني، السيد كنا عضو في البرلمان العراقي ومنذ الجمعية الوطنية، ماهي مشاريع القوانين التي تقدم بها لخدمة شعبنا، علما انه ممثل لشعبنا، اي انه على كوتة شعبنا، وبالتالي ملزم لخدمة هذا الشعب، والسؤال موجه للاربعة الاخرين ايضا، ولماذ تمر قوانين وتنشر ويتم الموافقة عليها وهي لا تخدم شعبنا، بل تضره، وهناك الكثير من امثالها، اين هم من واجبهم الاساسي (نقديم مشاريع قوانين لتطوير حقوقنا، والوقوف في وجه القوانين التي تضر شعبنا) لماذا لا يحسون بها الا بعد ان يتم تشريعها، اين هم من ذلك؟ ولماذا لا يتهم التنبيه اليها قبل ان تصدر، علما ان اي قانون لكي يشرع يمر بمراحل متعددة، وقد يتطلب الامر لتشريعه اكثر من ثلاثة اشهر، وقل اثبتنا مرارا ان مواقفنا كلنا مع النواب وتسخين الاعلام تأتي ببعض الثمار.
السؤال الثالث السيد كنا وكل العاملين في الحقل القومي الاشوري، وخصوصا ما اصطلحنا على تسميتهم بجيل السبعينيات، ماذا فعلوا لترسيخ المفهوم القومي الاشوري داخل الشعب، الم تكن ممارسات الكثير منهم سببا في تشرذم شعبنا وحرب التسمية المشؤمة دليل على ذلك، من تم محاسبته على هذه الفعلة، والتي كلفتنا خسائر كثيرة؟ ورغم كل المحاولات الشريفة للوصول الى حلول وسطية ولكن البعض اصر على موقفه، لماذا لا يتم محاسبة من كان سببا في ادراج التسمية بهذه الصورة؟  ومن اصر لاخر لحظة على رايه ولم يتزحزح؟
السؤال الرابع، من المسؤل عن تحول التعليم السرياني الى عملية تجارية،وليست قضية شعبية ننخرط كلنا فيها من اجل تطوير التعليم والتدريس من اجل شعبنا ومستقبله؟. من حاول جعله هذا الحق الذي شارك الكثيرين في تحقيقه، الى قضية عمل شعبي وليس الى حق قانوني يجب ان تتكفل الدولة به؟ ولماذا كان التعليم به محصوار على البعض والاخرين فقط يتعلمونه كلغة فقط. اليست كل هذه معوقات تواجه شعبنا مستقبلا وتقيم بين ابناء الكثير من الجدران التي سنجد صعوبة في تجاوزها مستقبلا؟
السؤال الخامس، ونحن كنا نسير، على الاقل بالامال، نحو دولة ديمقراطية ونحاول ان نعيش التعددية، والحركة كانت في صلب التعددية، لانها كانت تتعايش مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني وحزب الشعب الكوردستاني والحزب الاشتراكي الكوردستاني والحزب الاشتراكي الكوردي وزحمت كيشان والحزب الشيوعي العراقي، لا حظوا كم حزب كوردستاني كان، وهي لم تتقبل التعايش مع اي حزب اشوري، سواء كان التجمع الديمقراطي الاشوري او بيت نهرين او الحزب الوطني الاشوري او الحزب الديمقراطي الكلداني او اتحاد بيت نهرين الوطني وهلم جر وصولا الى ابناء النهرين، فاتهمت الاخرين اما بانهم بعثيين او انهم اكراد؟ وواجبها كان التعايش وتطوير التعاون لخدمة القضية الواحدة.
سادسا، ورغم كل ما نتعلمه او ندعي تعلمه من الدول المتقدمة، وهو انه بالاصل لا وجود لنظرية المؤامرة، بل الموجود هو الكسل عن بحث القضايا من كل جوانبها، فهل حقا ان كل ما لحق بنا كان من مؤامرة الجيران (العرب والكورد) واذا كنا نعتقد انهم يتامرون علينا فلماذا لم نقم بفضح ذلك حقيقة، ولماذا بقينا نستلم منهم رواتبنا وامتيازاتنا ومواقعنا، ولماذ لم نقوم برد فعل على مؤامراتهم؟
سابعا، وصل وهو رقم تقريبي ومتفائل فيه، عدد ابناء شعبنا الى نصف ما كان عليه قبل عام 2003، من نحاسب الكتاب المهجرين، ام السياسين الذين لم يتدبروا الامور بصور تجعل  العدديزيد الى الضعفين من خلال عودة المهجرين وليس اخراج وخروج المتبقي؟ نعم كل القضايا ليست بيدنا، ولكن تعظيم الانجازات والتغاضي عن الواقع المأساوي، هو جريمة بحد ذاتها! وخصوصا ان هذا الوقائع تكاد ان تلغي وجودنا من ارضنا التاريخية؟
ثامنا لماذا تكون ردود فعلنا تجاه ابناء جلدتنا بالهجوم الكاسح، اخر مثال كان ما تم نشره ضد عشتار ومموليها وغيرهم، بدون التأني وهذه الممارسة زوعاوية بامتياز ومنذ عام 1993 تقريبا ان لم نقل قبلها.
اليوم كم من كتاب المنحازين للحركة الديمقراطية الاشورية كتب ايجابا عن بناء مئات بل الالاف الدور السكانية وما رافقها من نشاط سياسي ، علما ان هذه الدور كانت تساهم في ترسيخ وجودنا، وكان من المفترض استغلالها لزيادة زخمنا الديموغرافي، ولكن ما لاحظناه ان تم التهجم على المشاريع ومن ادارها، وبلا وقفة خجل او حتى الشعور بوخز الضمير، واليوم هذه الدور على الاقل بعضها يتم سكنها من قبل من هرب من مناطقنا في سهل نينوى، وكان التهجم الذي قوبل به المشروع شرسا جدا، ودون اي وجه حق، بل لاعتبارات حزبية ضيقة فقط.
اذا التهجم على الكتاب المهجرين وخصوصا من يرفع الصوت في نقد وكشف الاخطاء والتغاضي عن من يهاجم الاخرين ولا يمس الزوعا، او الذي يمدح الحركة (الزوعا) ليس عدلا ولا يراد منه العدالة، بل يراد منه تكبيل الامة وابناءها وتجييرهم لصالح مشروع، لم يقدم الكثير من الاجابات الضرورية لتطوير واقع شعبنا نحو الافضل.


96
بين السياسي والشاعر

منطقتي إما بيضاء أو سوداء ، أفقد شرفي إذا دخلتُ منطقة رمادية .
نينوس نيراري



تيري بطرس
بمنطق الشاعر، الذي يؤمن بان محبوبته اجمل الجميلات، وان الحق يجب ان يتحقق، والعدالة يجب ان تعم، بايمان المؤمن، بان الله الحق والحقيقة، والبداية والنهاية، لا يتقبل الشاعر الصديق نينوس نيراري المنطقة الرمادية، فهي مكان من فقد عذريته وشرفه، انه منطق الفرسان كما قراناهها في قصص الكسندر ديماس الكبير ، شارعا سيفه للذود عن الشرف، في عالم لم يعد يرضى بالابيض والاسود والرمادي، بل لكل لون صار له ظلال ماقبل وما بعد.
اكاد اتماهى مع منطق الشعر لانه الاصدق والاكثر التصاقا بالانسان وبالقيم، ولكن مع الاسف، ان لم نعش ونفهم الرمادي، فالتحول بين الابيض والاسود يعني السقوط، ولكن فهم الرمادي يجعلنا نتقبل ونتفهم الالوان والغايات والاهداف الاخرى. فالرمادي هو اللون الذي يرحب بوحدة الالوان، فيما الابيض والاسود لا يوحيان بذلك، فكل منهما طارد للاخر، صحيح ان الابيض هو مكون من كل الوان الطيف، الا انه في منطق الشاعر، هو لون الصفاء والنقاء. وها انا انحاز للرمادي لانه لون الحياة والمسار والتفاعل والقبول والتراجع والرفض، انه الحياة وواقعها وما تخبئه لنا من المفاجأة.
لماذا اخترت هذه العبارة التي يقولها الشاعر  او حتى اي من معتنقي الايديولوجيات الخلاصية الرافعين لشعار غدا عالم افضل تحت رايتي، لانها بالحقيقة تعبر اصدق تعبير عن كل منا حينما يريد، وحينما يطالب، ولكنها بالنقيض تماما لمن يعمل وينزل معترك الحياة ويحارب من اجل لقمة العيش او فسحة من المساحة تمكنه من ان يتنفس هواء نقي. فهذا الثاني بحاجة الى ان يعيش في الرمادي، لا ان يدعي عشق الرمادي (اللون وليس المحافظة العراقية). فبلا القبول بالرمادي، يعني خسارة دور المساومة والحوار والمناطق الوسطى. عبارة الشاعر، تقول بالحلول الجذرية، نعم العشق، لا يتقبل الا الحلول الجذرية، والعاشق منا من يضع قدما على باب المعشوق،والاخرى في حياض الناس ممن لا يريد ان يغضبهم، يحاول ان يسير الامور بمنطق السياسي، وهو غير مقبول ومنطق الفشل في العشق والحب، الا انه منطق النجاح والاستمرارية في السياسة.  وعلى هذا المنوال، يمكن القول وبمصداقية عالية، انه من الصعب ايجاد شاعر ليكون سياسيا ناجحا، او من المستحيل ايجاد سياسي يكون شاعرا متميزا. فهما يعيشان عالمان مختلفان كليا. الشاعر، دكتاتوري في خياراته لعشقه وولهه، انه متصوف العصر ولكن بحب وحيد احد، او متوحد من متوحيد الكنيسة الشرقية ممن اختاروا العيش في تجاويف وكهوف صنعوها ليعبدوا معبودهم ، الله.  كل ما قلته اعلاه، لا يعني ان السياسي، الراغب في العيش في الخيار الرمادي، هو برئ من كل لوثة، فمن الممكن جدا، ان يستغل السياسي الممكن والطموح، ليكون عنوانا للانتهازية، لا علاقة لها بالحق والادارة الرشيدة للامور، بل في تحقيق طموحات فئوية وضيقة.  ولعل اكثر الامثلة للانتهازية السياسية في شعبنا موقف الاستاذ كنا وخصوصا في مقابلته الاخيرة مع تلفزون ان ار تي ، برنامج استوديو اربيل، في تحالفه الغير المعلن ودفاعه حتى الان عن نوري المالكي، الذي وخلال فترة حكمه تم قتل وتشريد وتهديد الكثير من ابناء شعبنا وللراغب على الاطلاع يمكنه مراجعة منظمة حمورابي لحقوق الانسان و وتقاريرها الموثقة حول ما حل بشعبنا ابان فترة حكم نوري المالكي،كما تم تهميش شعبنا وتعرض خلال هذه الفترة لاكبر ضربة موجعة لن يمحي اثرها بمرور الزمن وهي اخلاء مدينة الموصل ومنطقة سهل نينوى من ابناءه الاصلاء. والسبب كما ظهر ليس لحقوق شعبنا المهدورة فهي كانت اصلا مهدورة، ولكن لعدم الرجوع اليه في التعينات والتوظيفات المختلفة.
اذا السياسي مضظر وبحكم الواقع ان يتعامل في المنطقة الرمادية، ولكن هذا لا يبرر الانتهازية الفردية والتي تظهر للعيان واضحة وضوح الشمس. بل من خلال ما متفق عليه من حقوق للشعب مستحقها، والعمل بخذ وطالب وهو امر مشروع ومفهوم في التعامل السياسي.
العبارة او الجملة، هل تبرئنا، نحن الطالبين لتحقيق احلام وردية، بالتاكيد لا، فما هو قائم من المطالب المشروعة، والتي يولج بابها الشاعر والحالم، ، يجب ان يبشر بها المثقف ويحول حلم الشاعر الى مشروع مفهوم ، وليس كلام مكثف ورمزي، يعانق عنان السماء، مشروع ينتشر في كل المدن والقرى، من خلال جمعيات تساند الطموحات والامال .  ثم يقوم السياسي بتحويلها  الى كلام واقعي من خلال توفير الادوات والمستلزمات اللازمة للبناء.
لنتقبل منطقة الرمادي، فبدونها، لا يمكن ولوج الحوار مع الاخر، والرمادي يمكن ان يكون مسألة داخلية، اي حوار داخلي يتنازل كل طرف عن ما يعتقد انه ناصع البياض، فكل ينظر لخياراته على انها نظيفة وناصعة البياض، ولا يريد ان يلوثها بالوان اخرى، من هنا الحوار يؤدي الى نخلق منطقة الرمادي، ان ارتضينا بها جميعا، تكون منطقتنا البيضاء، تجاه الاطراف الوطنية، وحينما يتحول الخيار الوطني الرمادي، اي حاصل مناطق البيض لكل الاطراف، يحول الرمادي ابيض وطنيا.




97
المنبر الحر / كلنا مع يونادم كنا
« في: 15:40 04/01/2017  »
كلنا مع يونادم كنا



تيري بطرس
عندما يخطئ السيد كنا، فنحن اول من يقول له انك مخطئ، وعندما يتغاضى عن القيام بواجب كان من المفترض ان يقوم به، فاننا سنكون اول من ينتقده ويظهر تقصيره، وعندما يحاول ان يدعم او يعمل ما هو واجب للبرلماني الممثل لهذا المكون وللشعب العراقي ايضا، فانه من واجبنا ان نقول اننا سنكون معك.
في خبر نقلته سومرية نيوز ونشره موقع زوعا اورغ، نبه السيد كنا الى وجود نحو 48 الف قضية تجاوز على املاك مسيحيين واشخاص من مكونات اخرى في بغداد، مبينا ان تلك الاملاك يجري الاستيلاء عليها عبر الالتفاق او التحايل على القضاء، وقد دعا القضاء الى الكف عن اصدار الاحكام غيابيا في قضايا الديون او الاملاك. وقال كنا ان هناك متابعة مع لجنة المصالحة المرتبطة بمجلس الوزراء ،هو قضية املاك المسيحيين التي تم الاستيلاء عليها في العاصمة. واضاف كنا ان هناك اجراءات ومعالجات يتم العمل بها لحسم القضايا، وتم معالجة المئات منها وهناك عدد اخر يتم متابعته. وبما انها قضية عامة تخص كل ابناء شعبنا ومعهم اخوتنا من المكونات الاخرى مثل الصابئة والازيدية، وليست قضية حزبية او ضمن الخلافات السياسية والحزبية حصرا، فاننا بالتاكيد سنحاول ان نكون عضدا للسيد كنا وكل من يدعمه لكي يحقق الهدف وهو تخليص ابناء شعبنا من ان يكونوا مستهدفين لاي طامع بما جمعوه بكدهم طول عمرهم.
نحن نشكر السيد كنا لتسليطه الضوء على احدى المسائل العويصة التي تواجه المسيحيين وابناء الاقليات الاخرى في العراق. ونحن ندرك او الغالبية باتت تدرك ان غياب الخوف من رد فعل المسيحي او ابناء الاقليات الاخرى يجعله هدفا محتملا لكل محاولات الاحتيال الممكنة، وقد ذكر السيد كنا احداها، كان يقوم شخص بتزويج ابنه ويريد ان يسكن بجانبه او قربه، فيطلب من جاره المسيحي بيع داره، فان لم يوافق المسيحي، فانه سيستهدف بقنبلة صوتيه تجعل المسيحي يخاف على عائلته، فيرضخ ويبيع بابخس الاسعار. ان اي سياسي من سياسي شعبنا او رجل دين من رجال ديننا، يقوم بتسليط الضوء على ممارسات سلبية او يطالب بوضع حد لمثل هذه الممارسات او يقدم خطوات عملية وقابلة للتنفيذ لتخليص ابناء شعبنا من عوائق ومصاعب تلحقهم جراء كونهم من مكون معين، يجب ان يتم دعمه ومساندته على الاقل في مطلبه وموقفه هذا.
وننبه انه اذا كان هذا الكم الهائل من المحاولات الاجرامية للاستيلاء على ممتلكات ابناء الاقليات فقط في بغداد، فيا ترى كم هو العدد في العراق كله، وكم هناك محاولات اخرى في مناطق مسكوت عنها؟
في عملية الاستيلاء على ممتلكات الاقليات وبالاخص الغير المسلمة، تتداخل امور كثيرة، وهنا لا بد ان نقول ان مثل هذه الجرائم قد يقع ضحيتها المسلمون السنة او الشيعة ايضا، ومن قبل نفس مكونهم، حينما يرى مقترف هذا العمل الاجرامي الفرصة السانحة، كان يكون مسنودا او ان الضحية ضعيفة ومقصوصة الاجنحة كما يقال شعبيا. الا ان شيوع الظاهرة وللحد ان ضحاياها صاروا باكثرية واضحة من ابناء المكونات الاقلية، فانه بالاضافة الى الاسباب التي نوهنا عنها وهي ضعف الضحية والشعور بالاستقواء لدى من يقوم بالعملية، وشيوع نظرة اجتماعية الى مكونات معينة انها لا تريد اذية احد، في مجتمع يستمد الكثير من قيمه من القيم البدوية والعشاائرية التي تبيح وتقبل الاسلاب اي الاستيلاء على املاك الغير وخصوصا من غير العشيرة ومن غير دين.كما ان هناك هذا التوجه الايديولوجي الذي يعتبر ايضا انه يحق وهو حلال الاستيلاء على ممتلكات الكفرة. وهذه نظرة قد لا يتجراء الكثيرين الاعلان عنها ولكن الكم الهائل من الضخ الشعار الديني الذي يكفر الكثيرين، له تاثيره الكبير في تبرير مثل هذه الممارسات التي تلحق الاذي الكبير بابناء الاقليات. فهذا الضخ الاعلامي يتاثر به ابن الشارع العادي ويتاثر به القاضي الذي يتم وضع القضية بين يديه. والاذي الي يطال ابناء الاقليات ليس اذي مادي فقط، كما يتراي للبعض، لا بل اذي نفسي كبير يخلق شرخا كبيرا بين المواطنين، لا بل يمكن ان يحول ابن الوطن القانع بالقانون كمظلة للحماية الى عدو للوطن ولمن استغل طيبته وركونه الى حماية القانون.
من هنا علينا ان ندعم الخطوات القائمة لتسليط الضوء على ما يمارس على ابناء شعبنا من الجور والظلم وغالبا من قبل افراد من الشعب ومن جيرانهم الاقربين، وعملية تسليط الضوء يجلب باعتقادنا ان تقترن بتقديم مقترحات معينة ليتمكن السياسية من الاخذ بالصالح منها لكي يسير بخطوات معينة نحو الامام. وبالطبع ان خيار الدولة المدنية، والتي يكون القانون الواحد هو الفيصل في الحكم بين المتخاصمين، مع اخذ الظروف الحالية واضطرار الكثيرين للهجرة وترك دورهم وممتلكاتهم لانقاذ انفسهم. اي تايد وقف الحكم في قضايا لا يكون الطرف الاخر حاضرا، فهذه الحالة يمكن القيام بها حينما يكون هذا الطرف قد علم وبشكل رسمي بانه مدعي لسماع اقواله في قضية تقام ضده، وانه سيأتي وغير خا   ضع لاي ضغوط تجعله يرضخ لمطلب من يريد الاستيلاء على ممتلكاته. وهذه الحالة لن تتحقق في دولة شاع فيها السلاح وصار رخيصا بحيث ان اي واحد يمكنه ان يحصل عليه، كما ان هذه الحالة لا يمكن ان تتم في دولة تنتشر فيها المليشيات المسلحة والتي تتناسل وباسماء دينية ولاهداف تعبوية كما هو معلن ولكنها تقوم بفرض قانونها ورؤيتها ومفاهيمها التي تتعارض مع مفاهيم المواطنة.
ان مطالبة السيد السيستاني باصدار فتوة يحرم فيها عمليات الاستيلاء على دور ابناء الاقليات، هو مطلب مقبول نوعا ما، ولكنه لن يأتي باي نتيجة كبيرة لان من يقوم بهذه الافعال او يريد القيام بها يمكن ان يستعين بفتاوي رجال دين اخرين افتوى بصحة ذلك، وخصوصا ان الاخوة الشيعة ليسوا ملزمين بفتوى امام معين، والاخوة السنة اصلا لا تهمهم فتاوي السيستاني.
من هنا ايضا يجب تحريك المسألة دوليا، ووضع العراق امام مجهر دولي يراقب هذه التصرفات، ويقدم بها تقاريري موثقة، وجرائها يتم التعامل مع العراق او يتم محاسبته قانونيا ودوليا، سواء من قبل الامم المتحدة او كدول متفرقة. ان عدم تعرض العراق كدولة وعدم محاسبة العراق وعدم طرح الامر على المسؤولين الذين يزورون البلدان الاجنبية، يعني ان العراق يمكن وان اراد حلها، تاجيل الامر لحل امور قد تكون للفئة الحاكمة وللطبقة الادارية اهم بالنسبة لها، في حين ان مثل هذه الامور بالنسبة لنا تعتبر امرا مهما في تحديد مسألة بقاءنا او عدم بقاءنا كابناء للعراق. هذا ناهيك عن مفهوم العدالة الذي يجب ان يسري على الجميع لتحقيق الاستقرار.

98
أي تجاوزات تكشفها كتلة الرافدين؟




تيري بطرس
في بيان تلقته السومرية نيوز امس، كشفت كتلة الرافدين عن تجاوزات تحصل في بعض المناطق المحررةق ومنها رفع اعلام اقليم كوردستان. وقال القيادي في الكتلة ومقرر مجلس النواب عماد يوخنا ان (( على السفارة الاميركية في بغداد ان تراقب وتتابع الاتفاق الامني المبرم بين بغداد واربيل ولاسيما الخاص بتحرير نينوى، مبينا ان هناك تجاوزات تحصل بين الحين والاخر، مما يزرع القلق والخوف داخل نفوس الاهالي هناك من تقسيم سهل نينوى الى قسمين))  واضاف يوخنا ان ذلك نرفضه، مطالبا بتطبيق الاتفاقية دون المساواة وبعيدا عن الخلافات بين بغداد واربيل، وتابع يوخنا ان هناك مضايقات بحق قوة وحدات سهل نينوى الذين شاركوا بالتحرير ومسك الملف الامني هم وعوائلهم حيث يتم مضايقتهم واهانتهم من قبل سيطرات الاسايش في اقليم كوردستان، داعيا السلطات في اقليم كوردستان الى مراقبة ومعالجة مثل هكذا تجاوزات كونها لا تخدم العمليات العسكرية والاتفاقيات ولا تخدم التاخي والتعايش بين مكونات الشعب العراقي وجدد يوخنا رفضه لسياسة الامر الواقع، لافتا الى ان تعدد القرار الامني وقوات امنية لم تكن من ابناء المنطقة كان احد الاسباب الرئيسية لتسليم مناطقنا لداعش، واليوم لا نريد ان ينعاد ذات السيناريو، وطالب يوهنا المجتمع الدولي بدعم مطالبه اذا كانت هناك نوايا لابقاءهم متمسكين باراضيهم داخل العراق
اعلاه هو ما نشرته عنكاوا كوم عن السومرية نيوز منقولا من بيان لكتلة الرافدين وما صرح به السيد عماد يوخنا. ونحن هنا نود نقول اننا من جانبنا ايضا نستنكر ما تقوم به الاسايش بحق منتسبي وحدات حماية سهل نيوى وعوائلهم حسب ما ذكر السيد يوخنا، الا اننا نود ان نذكر ان مسألة تقسيم سهل نينوى ليست حديثة بل تم نشر احتمال حدوثة ابان المناقشات بشأن المطالبة بالحكم الذاتي، وذكرنا مرارا ان عدم المطالبة باقامة منطقة للحكم الذاتي او لنقل محافظة مرتبطة باقليم كوردستان، ولان المنطقة تعتبر من مناطق المختلف عليها، فان الاقليم، ان لم ينجح في ضمها اليه، فانه سيقوم بالمطالبة بضم المناطق ذات الغالبية الكوردية الازيدية وبعض مناطق شعبنا ممن تميل الى الاقليم اليه، وان الاحتمال الاكبر لتحقيق ذلك، ان يطالب الاقليم باستفتاء المناطق على اساس الوحدات الاصغر وهي النواحي، وبالتالي ضمان انتزاع مناطق بعشيقة وبحزاني وكل قضاء الشيخان او عين سفني وناحية القوش من قضاء تلكيف على الاقل. وهذه العملية ستكون في اطار الحلول الدستورية التي لا يمكن الاعتراض عليها، الا من خلال كسب اهالي المناطق اعلاه لصالح حلول اخرى، وهو امر شبه مستحيل في ظل ظروف توزيع القوى الحالية. هذه الامور معروفة لاي عارف بامور السياسية ومساراتها، وكما قلنا انها نوقشت من قبلنا في مقالات عدة وليس مقالة واحدة، لا بل ذهبنا بعيدا وطالبنا علنا بضم المناطق الى الاقليم لضمان وحدة ابناء شعبنا في ظل سلطة قانونية واحدة، لعدم خلق مؤثرات جديدة تبعدهم بعضهم عن البعض، مثلامن خلال مؤثرات قانونية وثقافية. هذا عن ان وزننا الديموغرافي سيكون اقوى في الاقليم ومن خلال الاقليم سنتمكن من ان نحصل على حصة اكبر من المناصب سواء على مستوى الاقليم او الحكم الاتحادي. والمناصب هنا هي نوع من الحصول على الحق او جزء من الحق من الميزانية وجزء من الحق في المشاركة في خلق وبناء القرار السياسي للدولة الاتحادية والاقليم.
لا اعلم مدى اطلاع اعضاء كتلة الرافدين او السيد يوخنا على الاتفاق وبنوده بين الحكومة الاتحادية والاقليم، لكي يناقش بنوده  ويطالب بالمساواة (لا اعلم مساواة من مع من). ولكن ما استنتجناه من مسار الاحداث ونوع الاصطفاف الذي اصطفت عليه قوات المشكلة من ابناء شعبنا، ندرك مع الاسف الشديد ان لا احد من احزابنا كان على اطلاع وافي على تفاصيل الاتفاق المبرم بين بغداد واربيل. وبالتالي ان المطالبة بتطبيقه امر مثير للاستغراب، هل ان المطالبة تتعلق برفع العلم فقط ام امور اخرى اهم مثل وضع اليد على منطقة ما  وادارتها. كما ان ما ورد في البيان حول تجاوزات تحصل بين الحين والاخر والتي تزرع الرعب في الاهالي، غير مفهوم ويبقي مبهما وهل هناك عودة للاهالي ولكن التجاوزات التي تقوم بها الاسايش او البشمركة تعيق الامر؟ ليس واضحا لانه ليس لنا علم بعودة  الاهالي لحد الان الا لزيارة مناطقهم.  كما ان ما ذكره البيان ((لافتا الى ان تعدد القرار الامني وقوات امنية لم تكن من ابناء المنطقة كان احد الاسباب الرئيسية لتسليم مناطقنا لداعش)) لم يوضحه فكيف تريد ان تكون القوى الامنية في حين ان هناك اتفاق بين بغداد والاقليم لتقسيم المنطقة، ونحن اذا نؤيد ان تكون القوى التي تحفظ امن المنطقة من ابناءها، ولكن في ظل الحاقها بنينوى هل تضمن كتلة الرافدين ان يتحقق ذلك، ام انه سيتم حتى تجريدهم القدرة على العمل السياسي وسيعيدون التعامل مع الاهالي من خلال اصحاب الاردية السوداء والارجوانية.
مشكلة البعض هو الظهور الاعلامي، وخصوصا ان توفر الامان، والا كيف نريد ان نستفاد وان نستفيد، ان لم يكن من خلال تبادل االحوار وان كان على صفحات النت، حينما اكدنا مخاوفنا من ان بغداد واربيل قد تكون في طريق لتقسيم المنطقة تهجم علينا البعض، وكان ما تقوله الحركة الديمقراطية الاشورية منزل من سبحانه تعالي، واليوم تعود كتلة الرافدين التابعة للحركة الى ترديد ما قلناه، قبل فترة وقاله غيرنا ايضا.
ان اللجؤ الى مطالبة السفارة الامريكية لتكون القيم او الحكم بين الطرفين المتنازعين وهو باعتقادي دور تقوم به السفارة لانها رعت الاتفاق، امر غير مجدي وخصوصا في ظل عدم الاطلاع على الاتفاق وبنوده وفي ظل كون السفارة راعية له اصلا. كما ان دعوة المجتمع الدولي اي مجلس الامن والقوى الدولية الاخرى مثل الاتحاد الاوربي، امر مشكوك فيه ان يلقى اي استجابة في ظل الانقسام الواضح في توجهات القوى المتعددة لشعبنا. وبالتالي ان كان البيان للاعلام فهو لم ياخذ حقه او اي اهمية له، الا هذه المقالة اليتيمة.
ان الحلول يمكن ان تكون اكثر قوة لو تكلمنا بصوت واحد وخصوصا ان المسالة هنا هي محددة، وليست مسالة شعاراتية، يمكن المنافسة فيها، بل هل نريد سهل نينوى موحد، واي سهل نينوى في ظل تنافس بغداد واربيل عليه، وماهي النتائج التي سنحصل عليها لو كان جزء من بغداد او اربيل، علما ان بغدا واربيل بلد واحد، ولكن هناك صراع قوى وصراع امتيازات، وهو سيستمر في كل قانون اتحادي وكل ميزانية اتحادية. باعتقادي ان الصراع على سهل نينوى ومحاولة او الادعاء الحاقه ببغداد، ستكون نتيجته الالتحاق باقليم نينوى المنوي اقامته ولكن باجنحة مكسورة او مناطق مسلوخة والمذكورة اعلاه. لانه لايمكن عمليا ربط سهل نينوى بالمركز الا كاقليم او كمحافظة، ولكن محافظة قوية تمتلك قوة ضغط، ولكن مرة اخرى ما مصلحتنا في ذلك، ونخن نبعدها عن عنكاوا وارموتا وبرواري وصبنا وزاخو؟

99
المنبر الحر / يونادم كنا يشتكي!
« في: 02:05 28/12/2016  »
يونادم كنا يشتكي



تيري بطرس
اشتكى الاستاذ يونادم كنا من الصراع بين بغداد واربيل حول مناطق الاقليات، وخصوصا في مناطق سهل نينوى محملا هذا الصراع كل اسباب ما تعانيه هذه الاقليات. ولكوننا متفقين مع الاستاذ كنا في تحميل بغداد واربيل ما لحق بالاقليات من انتهاك وقتل وتدمير البنية والسلب والسبي، لانهما تقاعستا عن حماية ابناء الشعب وهما موكلتان قانونيا بحماية كل ابناء الشعب بدون اي تفرقة، الا ان شكوانا تختلف عن شكوى الاستا كنا، في نقطة مهمة وهي اننا نشتكي منذ زمن طويل وحاولنا طرح حلول كان يمكن ان تكون مقنعة وقادرة على خلق ساتر حماية قوي وخصوصا في منطقة سهل نينوى. بينما كان خيار السيد كنا الواضح هو الاتكال على موصل ومن يتحكم بها، في تحالف غريب عجيب، رغم كل التاريخ الذي يشهد بان الحركات السنية تحمل في طياتها توجهات شوفينية عنصرية مستندة الى دين وقيمه وثوابته التى زادتها تحالفات هذه الحركات مع الجوار الكاره لاي تنوع وتقبل اي تعدد.
لا تزال الصورة في مخيلتنا حينما رفع الاستاذ كنا الدستور العراقي عاليا بعد اكتمال التصويت عليه والتوقيع على مواده،والذي يضم في ما يضمه المادة الشهيرة (140) والتي تقول ((أولاً – تتولى السلطة التنفيذية اتخاذ الخطوات اللازمة لاستكمال تنفيذ متطلبات المادة (58) من قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية , بكل فقراتها . ثانياً – المسؤولية الملقاة على السلطة التنفيذية في الحكومة الانتقالية , والمنصوص عليها في المادة (58) من قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية , تمتدوتستمر الى السلطة التنفيذية المنتخبة بموجب هذا الدستور , على ان تنجز كاملة ( التطبيع , الاحصاء , وتنتهي باستفتاء في كركوك والمناطق الاخرى المتنازع عليها , لتحديد ارادة مواطنيها ) في مدة اقصاها الحادي والثلاثون من شهر كانون الاول سنه الفين وسبعة.))
اما المادة 58 من قانون ادارة الدولة فتقول ((أ‌)- تقوم الحكومة العراقية الانتقالية ولا سيما الهيئة العليا لحل النزاعات الملكية العقارية وغيرها من الجهات ذات العلاقة، وعلى وجه السرعة، باتخاذ تدابير، من اجل رفع الظلم الذي سببته ممارسات النظام السابق والمتمثلة بتغيير الوضع السكاني لمناطق معينة بضمنها كركوك ، من خلال ترحيل ونفي الافراد من اماكن سكناهم ، ومن خلال الهجرة القسرية من داخل المنطقة وخارجها، وتوطين الأفراد الغرباء عن المنطقة ، وحرمان السكان من العمل ، ومن خلال تصحيح القومية. لمعالجة هذا الظلم، على الحكومة الانتقالية العراقية اتخاذ الخطوات التالية.
1.   فيما يتعلق بالمقيمين المرحلين والمنفيين والمهجرين والمهاجرين، وانسجاماً مع قانون الهيئة العليا لحل النزاعات الملكية العقارية، والإجراءات القانونية الأخرى، على الحكومة القيام خلال فترة معقولة، بإعادة المقيمين إلى منازلهم وممتلكاتهم، وإذا تعذر ذلك على  الحكوم  الحكومة تعويضهم تعويضا عادلا.
2. بشأن الافراد الذين تم نقلهم الى مناطق و اراض معينة ، وعلى الحكومة البت في امرهم حسب المادة 10 من قانون الهيئة العليا لحل النزاعات الملكية العقارية، لضمان امكانية اعادة توطينهم ، اولضمان امكانية تلقي تعويضات من الدولة ، او امكانية تسلمهم لأراض جديدة من الدولة قرب مقر اقامتهم في المحافظة التي قدموا منها ، او امكانية تلقيهم تعويضاً عن تكاليف انتقالهم الى تلك المناطق .
3. بخصوص الاشخاص الذين حرموا من التوظيف او من وسائل معيشية اخرى لغرض اجبارهم على الهجرة من اماكن اقامتهم في الاقاليم والاراضي ، على الحكومة ان تشجع توفير فرص عمل جديدة لهم في تلك المناطق والاراضي .
4. اما بخصوص تصحيح القومية فعلى الحكومة الغاء جميع القرارات ذات الصلة ، والسماح للاشخاص المتضررين، بالحق في تقرير هويتهم الوطنية وانتمائهم العرقي بدون اكراه او ضغط
.
(ب)- لقد تلاعب النظام السابق ايضاً بالحدود الادارية و غيرها بغية تحقيق اهداف سياسية . على الرئاسة والحكومة العراقية الانتقالية تقديم التوصيات الى الجمعية الوطنية وذلك لمعالجة تلك التغييرات غير العادلة. وفي حالة عدم تمكن الرئاسة الموافقة بالأجمـاع على مجموعة من التوصيات، فعلى مجلس الرئاسة القيام بتعيين محكم محايد و بالاجماع لغرض دراسة الموضوع وتقديم التوصيات . وفي حالة عدم قدرة مجلس الرئاسة على الموافقة على محكم، فعلى مجلس الرئاسة أن يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تعيين شخصية دولية مرمـوقة للقيام بالتحكيم المطلوب.
(ج)- تؤجل التسوية النهائية للاراضي المتنازع عليها ، ومن ضمنها كركوك ،الى حين استكمال الاجراءات أعلاه، وإجراء إحصاء سكاني عادل وشفاف والى حين المصادقة على الدستور الدائم. يجب ان تتم هذة التسوية بشكل يتفق مع مباديء العدالة، آخذاً بنظر الاعتبار ارادة سكان تلك الاراضي.))
اذا الصراع بين بغداد واربيل كان موجودا منذ البدء وتم قوننته، وبهذا فانه كان معروفا لكل الناس، ولكن الشئ الذي عمل على التاثير السلبي للصراع علينا، هو ان خياراتنا وتحالفاتنا كانت غير صحيحة وغير سليمة، لا بل المشكلة اننا كاقليات بقينا في الغالب دون اي خيار وتم ادخالنا في هذا الصراع دون ان ننتبه الى اننا الخاسرين الوحيدون، فالكورد لهم مناطقهم وحتى لوخسروا ناحية او منطقة فانهم يعتبرون فائزون بما حملوا. اما الشيعة والسنة، فالمنطقة اساسا النفوذ الشيعي فيها ضعيف باستثناء بعض القرى الشبكية ومنطقة تلعفر واعتقد ان السنة كانوا سيكونون فرحين لو تمكنوا من التخلص منها، لانها كانت ستكون عاملا معرقلا  لهم ولخططهم وخصوصوا استحواذهم على اغلب موارد المنطقة لهم ولمناطقهم. او حتى ليكونوا سدا وعاملا مهددا لتحالفاتهم الاقليمية مع تركيا او الاردن او السعودية.
لقد كان واضحا ان الاخوة السنة او قياداتهم لكي لا نعمم لا يمتلكون مشروع الدولة المدنية، ولا يؤمنون بالحقوق ومساواة المواطنين، وتجربة حكمهم في العراق ودول الجوار لهي خير مثال، اما ما كان شائعا في المنطقة من نوع من التعايش السلمي، فهذا الامر كان نتاج تاثير الثقافة التي زرعها المستعمر والتي اتت بنتائج انية ولكن بمجرد  رسوخ واستدامة السلطة للمكون السني في المنطقة وبقدر ابتعاده عن فترة انشاء الدولة وتاثير البدايات المنفتحة، وتوفر بترو دولارات، انقلب المكون من مشارك في بناء دولة مدنية الى ترسيخ مفهوم ايديولوجي للدولة مشبع بقيم البداوة والقيم الدينية، لا بل ان الدولة ومن خلال التعليم والاعلام والشعارات المرفوعة صارت في غالبية المنطقة، تخدم الدين وليس المواطن.
واذا كانت موازين القوى قد فرضت على قوانا السياسية خيار التحالف مع طرف ما، فانه من المؤسف ان هذا الخيار تحول الى الاتكال على هذه  القوى . لا بل وضعت ثقتها العمياء بهذه القوى في الاستحصال على حقوقنا، ولو كان الامر توقف هنا لكنا قد جنينا بعض الفتات من الدواعش ولكن الامر ان هذا الاتكال لم يكن الا لاسباب غير واضحة وان اتكالنا كان متعدد ايضا، فنحن شعب ديمقراطي يحب التعددية حتى في اسياده.
اذا شكوى الاستاذ كنا في غير محلها لنا، لاننا كنا نعرف على الاقل العنوانين الرئيسية في هذا الصراع القائم بين بغداد واربيل، وهي في غير محلها لانها من طبيعة السياسية، اي ان الصراعات موجودة على الدوام والسياسية تحل هذه الصراعات، وكل طرف في هذه الصراعات يحاول ان يتمسك باكثر ما يمكن من عوامل القوى لكي يكون الميزان لصالحه. وكان يفترض بنا ان نكون اكثر وعيا بطبيعة تحالفاتنا، والى ماذا نرمي من هذه التحالفات.
من الواضح ان الاستاذ كنا حدد شكواه، بمنطقة واحدة، ولم يشمل ابناء شعبنا الذي هو جزء من شعب اقليم كوردستان، لانه خارج هذه المعادلة ومحسوم امره ضمن المعادلة، من هنا، الا يشعر بعض سياسيينا والكثير من رجال ديننا الذين كانوا يعشقون بغداد، انهم اخطأوا وهم بحاجة الى اعادة النظر في مواقفهم. وخصوصا اننا خسرنا الكثير ومع الاسف اننا قد نخسر الاكثر في اطار تقاسم مناطق النفوذ الحالي، والتي وضعت السيد كنا في سلة بغداد على الاقل على المدى البعيد.
السؤال الذي ينطرح هنا وتم طرحه مرارا، ماذا عملنا لكي نجمع عوامل القوة التي تساعدنا، ليس ضد من يروم بنا الشر، بل حتى مع حلفاءنا، الجواب واضح وضوح الشمس هو التراجع، ليس عن حقوق تمتعنا بها، بل التراجع شمل اننا بتنا مهددون في حياتنا وسلب ما بقى لدينا. ان الديكورات الحالية والتي رغم ضعفها ورغم كل التقدير لمن انتسب لها، يمكن ان تزال باوامر عليا وليست بحاجة الى قوة ما، وهذا يدركه كل من يعمل في حقل السياسة الان. انا لست ممن يطالب بمطالب غير واقعية وغير ممكنة، بل اضع النقاط فوق الحروف لكي تظهر بعض الحقائق لكي ننتبه لعل وعسى.
ان  ما يشيع حاليا من محاولات لتحقيق مصالحة وطنية تحقق الاستقرار للعراق، باعتقادي ستسير نحو تقاسم اكثر وضوحا للمنافع بين الاطراف الثلاثة اي الكورد والشيعة والسنة، هذا اذا تحققت المصالحة ولم يتم اجهاضها بفعل التدخل الاقليمي، لان العراق هو في لب الصراع الاقليمي القائم بين الشيعة  ممثلة بايران وحلفاءها والسنة ممثلة بدول الخليج وتركيا وحلفاءهم. ان هذه المصالحة قد همشت او بالاحرى نبذت الاقليات ولم تضع لهم  ولمخاوفهم ولتطلعاتهم اي اعتبار، بدليل ان اي من ممثلي هذ الاقليات لم يظهر في الصورة، وقد يتم استدعاءهم للمشاركة في اخذ الصورة النهائية، اي بعد ان تكون كل التفاصيل قد حددت وهم سيكملون الصورة فقط. وهذا نابع ايضا من ضمور عوامل القوى لدى هذه الاقليات وما كانت تمتلكه تم استنزافه في الصراعات الثانوية او الهجمات التي استهدفتهم.
 

100
السلطات التي ابتلينا بها


تيري بطرس
المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وبين الناس المسرة، بهذه العبارة يستقبل العيد، عيد ميلاد السيد المسيح، ولكن نحن حقا، كيف نستقبله، نستقبله بالخوف من الاتي، لانه مجهول لنا كليا، فنحن ارتضينا ان نكون لاعبا يلهو في ملعبه فقط، وعملنا كل مافي وسعنا لتقسيم ملعبنا اقساما واجزاء. والاغرب ان قياداتنا او المتسلطون فينا، هم ونتيجة تيههم وانشغالهم بصراعاتهم البينية، اضاعوا علينا الكثير الكثير،واليوم يعتبرون ان ضعفهم ليس نتيجة سياسات وممارسات حكومية اما مبرمجية او على الاقل مهمشة، بل نتيجة هذا الذي يلعب في ملعبهم ولكنه يلبس رقما اخر.
السطلة تختلف، باختلاف الشعوب ومكانتها وزمنها، فالسلطة قد تكون الحكومة، او قائد الشعب كما يقال او زعيمها او الشخص الاقوى او الحزب الاقوى او بالنسبة لنا ايضا السلطة تتمظهر ايضا في الموقع في الترتيب الكنسي. السلطة غريبة، انها تتمثل بكرسي ما، يجعل الاخرين يعتقدون في الجالس عليه، انه الامر الناهي، او ان كلامه درر وجواهر او ان لهذا الكلام مفعول العمل وقوة التنفيذ. السلطة احيانا تجعل من يتسلط يعير الناس بما انجزه وحققه، فصدام لم يعير الشعب العراقي فقط، بل عير حتى رفاقه، في قاعة الخلد حينما ساقهم للاعدام، قائلا، ماذا كنت تملكون قبل الثورة، فسلطة صدام اتت مما قيل لنا انها ثورة بيضاء. ولكن في الخفاء كانت الدماء تسيل والكل ساكت، وهيهات لمن ينطق. والا كيف قتل مئات الالاف ممن قيل انها معارضة للحكم الوطني، هذه الصفة الوطني التي لم نعلم لحد الان ماذا تعنيّ!! وكيف هجر مئات الالاف ممن شكك في وطنيتهم، وتم سرقة ممتلكاتهم وحتى اوراقهم الثبوتية، وكيف تم تدمير الالاف من القرى والحروب والانفال والمقابر الجماعية، والثورة، منذ اليوم الاول اصطبغت بالدماء. ومن خلف صدام ليس بافضل منه، فكل من في السلطة، يريد من العراقيين ان يعبدوه قائدا مغوارا واماما معصوما والا فالا يتذكرون احوالهم في ايام صدام.  عجيب امر السلطة، وكان راكبها يمتلك كل ما في الوطن، حق له، يرثه ويورثه، وما على المواطن الا التسبيح بمكرمات القائد الفذ، حتى لو كان من خسر ثلث العراق بين ليلة وضحاها. انهم كلهم يتهمون الشعب بانه ناكر جميل، انجازاتهم في اشاعة الموت في وطن مصطنع، يحالو الكل التمسك به في الاعلام وسرقته في الخفاء.
ان حاولنا نقد السلطة والمتسلط، القائد او الرمز، يقال لنا الا تشكرون ربكم، الم ياتي وياتي ويحقق ويحقق، وهكذا تتوالد السلطات ومنجزاتها، فنوري سعيد وعبد الكريم وعبدالسلام وعبد الرحمن واحمد حسن البكر وصدام حسين واياد علاوي وابراهيم الجعفري ونوري المالكي و حيدرالعبادي، كلهم انجزوا للعراق ما لم ينجز احد، ولا نعلم من كان هذا الاحد، والدليل ان العراق يتراجع ويتراجع، فبعد ان كانت سجونه تظم اللصوص صار اللصوص حكاما والمعارضين في السجون، ووصل الامر ان السلطات والمعارضة تتباري في قتل المواطن، انه القتل ان كان القتيل شيعيا او سنيا او كورديا او اشوريا او ازيديا اومندائيا، ويقال وحدة وطنية وانجازات ثورية وعدالة اسلامية.
في بيتنا الداخلي، بيتنا الكلداني السرياني الاشوري، ان لم نسبح بانجازات المتسلطين فاننا سنعتبر من المارقين، وان لم نذكر انجازاتهم وليت هناك انجازات، فاننا سنعتبر من الحاقدين. يقول الكاتب الياباني نوبواكي نوتوهارا عن العرب ونحن والكورد محسوبون عليهم في عالم الثقافة والسياسية والجغرافية مع الاسف ((عقولنا في اليابان عاجزة عن فهم أن يمدح الكاتب السلطة أو أحد أفراد السلطة. هذا غير موجود لدينا على الإطلاق. نحن نستغرب ظاهرة مديح الحاكم، كما نستغرب رفع صوره في أوضاع مختلفة كأنه نجم سينمائي. باختصار، نحن لا نفهم علاقة الكتاب العرب بحكوماتهم.))
وكل من يطلق صرخة او اقتراح او مشروع، يعتبر ما يطلقه اخر الانجازات، وكل ما عداه هراء، وكل من لم يؤيد مقرحه هو من التابعين والذين يقبضون من الاجنبي. وقادتنا السياسيين، والكثير من الدينيين يقبضون رواتبهم وليس راتبهم، من عدة جهات وفي الغالب من يتهمون الاخرين بالتبعية لهم. وكل صرخات قادتنا انقاذية. ولكن الشعب الذي لا يفهم ولا يعي المرحلة وما يمر به العالم. تكاد مقولة مؤلف كتاب مأساة الاشوريين ستافورد الذي قال ان الاشوريين لم يعو الانهاك الذي اصاب العالم بعد الحرب العالمية الاولى، مما صعب عليه ان يولي قضيتهم الاهتمام، تتكرر مرة تلوة المرة، ولكن هذه المرة بقول من قادتنا السياسين والدينين.
بالامس اطلق غبطة مار وليس ساكو ندائه، ولا اعلم لمن اطلق النداء، ولماذا يتم اطلاق مثل هذه النداءات في الهواء ولا تبحث في جلسات مصارحة وحوار.  والى متى تكون الحلول المقترحة، نداءات اعلامية، وليست دراسات ومقترحات واسباب وموجبات. انها رغبة السلطة والتسلط، ورغبة القول اني فعلت وقلت ولم تسمعوا، انها طريقة مخاطبة القطيع وليس الشعب والاراء والافكار وتنوعها.
 ان كان احد ما ممن يعتبر نفسه جزء من السلطة ويمتلك القوة، فاما عليه ان يبرهن على قوته مع الاخر وان يبرهن على سلطته بجمع الكل ويضعهم امام الامر الواقع، فاما القبول بمخارج موحدة لمشاكلنا، مع اقتراح هذه المخارج المبنية على الدراسات وليس على الاهواء، او كفى من هذا الهراء. ان قيادة شعبنا اكبر بكثير من كنيسة او بطريرك واحد، واكبر من حزب وقائد واحد، ان قيادة شعبنا وحلول واقعية لمشاكل تتطلب جهد الكل على ان يتبلور من خلال الية و اهداف مشتركة، وكل طرف ياخذ جزء، ولكن ما يحدث ورغم كل ما حدث نشعر ان التنافس والصراع بين الاحزاب وقادتها وبين الكنائس واباءها له الاولية، ونداء غبطته ياتي من هذا المنطلق ليس الا، انه صراع من الاقوى في شعبنا الضعيف، وليس صراع من اجل ان نكون كلنا اقوياء مع اخوتنا في الوطن، ان نكون بمساواة شركاءنا في الوطن.
ان سرعة تراجع غبطة مار لويس ساكو عن اهدافه المعلنة، دلالة على عدم رسوخها، بل كانت لغايات اقل ما يقال عنها، انها جزء من ادوات الصراع مع الاخر، من نفس المكون المسيحي، وبالاخص مع كنيسة المشرق التي دخلت حوارا مع روما، وليس مع بطريرك بابل على الكلدان، انه باعتقادي كان لب الصراع المخفي لدى غبطته، فهو اراد الاحتواء، لاظهار قوته ومن ثم قدرته على اعادة الكنيسة الكلدانية الى وضعها قبل خمسون عاما، حينما كانت الاقوى والاكثر قدرة، وصوتها اكثر دويا. ولم يدرك غبطته، ان مشكلة كنيسته وكل الكنائس الاخرى، وضعفها، ليس في مع من تتحاور كنيسة المشرق، بل من بقى من ابناء الكنائس ومن اعضاء الاحزاب ومن مؤازري الجمعيات لكي يرفدوا هذه المؤسسات بالدماء والقوة.
المكون المسيحي، ولكن اي مسيحي، المسيحي المشرقي، الكاثوليكي بمعنى التابع لروما، الارثوذكسي، المسيحي من اتباع الكنائس الانجيلية، المسيحي الكوردي، المسيحي الارمني، ما معنى المكون المسيحي، وماذا ستكون مطالبه؟ اليس منطقيا، اننا وان لم نتمكن من توحيد قوانا تحت تسمية قومية، ورغم كل التنازلات المقدمة، من الاكثرية الوحدوية، (التي تؤمن بانتماءها القوميا الواحد)  بتبني التسميات المركبة، لغرض تحيق الوحدة، هذه الوحدة التي اوليناها الاولية على كل شئ، اليس منطقيا ان نقول المكون المسيحي المشرقي، ليس مكونا مسيحيا تابعا لروما،وليس تابعا لانطاكيا، وهذه امثلة، وصراع المذاهب لم يخبو بعد، بعكس الصراع التسموي الذي الهيتموا الشعب به، لحد انه قرف من كل شئ، وكانه كان هدف البعض.
تباء لسلطة تعتقد انها تدير مجموعات من فاقدي الارادة، وخراف تسير حسب ارادة راكبي كرسي السلطة،تباء لسلطة تعتقد انها تمتلك البشر ولا تدبر امورهم وتحل مشاكلهم. تباء لسلطة لا تعتقد انها تخضع لقانون الخطاء والحساب.

101
ظل صراع بغداد_ اربيل في شعبنا/ حرق المساكن مثالا





تيري بطرس

بثت قناة عشتار مقابلة مع عائلة زعمت ان دارها تم حرقها بعد تحرير بغديدا، وذكرت الام والابن، انهم زاروا بيتهم ونظفوه وحضروه لكي ينتقلوا اليه، ولكن في زيارة اخرة بعد ايام وجدوه محروقا بما فيه. والشهادة مصورة وليست استنادا الى مصادر مجهولة. وعليه نشر كل من الاخوة الاساتذة انطوان صنا وكامل زومايا مقالتين بهذا الخصوص بعنوان (من له مصلحة بحرق وتدمير مساكن المسيحيين في بلدات سهل نينوى بعد التحرير ؟!!) و(بالوثائق من المستفيد من حرق دور المسيحيين في سهل نينوى المحرر؟) وتم تاكيد الحادث من قبل منظمة صورا ،و سرعان ما تم الرد علي هذه الادعاءات من قبل وحدات حماية سهل نينوى ببيان هجومي كاسح متهما كل من ادعى هذا الامر انه من الجهات ((المنحازة والمشبوهة باختلاق تلك اكاذيب" )) ولم يكتفي البيان بل اورد  ((وأوضح البيان والذي تلقى موقع (عنكاوا كوم) نسخة منه أن "الجهات التي لا تستحق الذكر ومن خلفهم قناتهم المنحازة والمشبوهة التي شوهت وتحاول تشويه الحقيقة بالكذب والافتراء وتلفيق الامور، عادوا معاً واختلقوا اكذوبة حرق منازل في بغديدا بعد تحريرها، والموضوع يتمحور حول بيت واحد لأحد عناصرهم التي تركت سهل نينوى دون قتال وسلمت سلاحها وتركت اهلها")).  وزاد بيان وحدات حماية سهل نينوى حيث قال (("الجهات التي لا تستحق الذكر ومن خلفهم قناتهم المنحازة والمشبوهة التي شوهت وتحاول تشويه الحقيقة بالكذب والافتراء وتلفيق الامور، عادوا معاً واختلقوا اكذوبة حرق منازل في بغديدا بعد تحريرها، والموضوع يتمحور حول بيت واحد لأحد عناصرهم التي تركت سهل نينوى دون قتال وسلمت سلاحها وتركت اهلها". )).
اما امر وحدات حماية سهل نينوى العميد المهندس بهنام عبوش، فقد نفى الامر ذاكرا انه مجرد فقاعة اعلامية من قبل جهة سياسية تضررت مصالحها. واذا عدنا الى تصريحات امر وحدات حماية سهل نينوى وامر لواء حراسات سهل نينوى العميد عامر شمعون نجد ان قواتهما موكلة تحديدا بمسك الارض بعد تحريرها، اي انها اقرب الى قوة حراسات خاصة.
مما حدث وسرد لحد الان، ندرك انه لم يتم تقديم اي مستمسك محدد، يشير الى الان امر احراق المنازل، كان ذو ابعاد تستدعي كل هذا التهويل والتضخيم، مرة اخرى نريد ان نؤكد تضامننا مع من تم حرق دراه قبل او بعد تحرير المنطقة، ولكن التهويل من الامر من خلال ابراز حادثة واحدة، باعتقادي يفقد المصداقية، بناشر الخبر اولا واخيرا، ولكن بيان وحدات حماية سهل نينوى يشير ومن دون ان يدري الى سبب اخر قد يكون للحرق، فهو يتهم حراسات الكنائس بالهروب من امام داعش، في حين انه متحالف مع جيش كان لدية اكثر من فرقة ومزود باسلحة متكاملة بما فيها الدبابات والمدفعية، هرب من امام نفس القوة، والامر الاخر يشير في بيانه ان صاحب الدار كان من مؤيدي التيار الذي نشر الخبر . غامزا من قناة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري.
وبالعودة الى تصريحات امري الوحدتين، ومعرفة حدود صلاحياتهم ومناطق انتشارهم، وما افصح عنه العميد عامر شمعون، من ان الخيارات السياسية فرضت عدم مشاركتهم في مسك الارض في منطقة بغديدا وبرطلة، ومع ما ذكره العميد بهنام عبوش من ان هناك امكانية لانتشار قواته في تلكيف، ندرك ان التوزيع مفروض حسب التحالفات السياسية على الارض وليس اكثر. بمعنى اخر ان وحدات حماية سهل نينوى التي تتحالف مع الحشد الشعبي والجيش العراقي، لها الحق فقط في الانتشار في المناطق المناطة بهذين الطرفين العمل فيهما. و ولواء حراسات سهل نينوى، فان مناطقها تمتد من باقوفة وصعودا بالسهل مع بعشيقة وبحزاني التي هي من حصة البشمركة.
ولكن بالتاكيد ان بيان صورا وما ذكرته قناة عشتار لم يكن يستدعي كل هذه الردود المتشنجة، من قبل وحدات حماية سهل نينوى وقائدها، لولا المصالح التي قد تتضرر نتيجة ذلك، وخصوصا ان القائد السياسي لداعمي هذه الوحدات في رحلة تبشيرية وداعما لما يقال انجازات. ولكن بيان وحدات حمياية سهل نينوى يثير مسألة اخرى وهي من قد يكون الجاني في حرق الدار اذا، وخصوصا لو ادركنا ان قائد هذه الوحدات يبرر للشرطة الوضع، ذاكرا انها حديثة وليست لديها خبرات كبيرة. علما انه لا يتوقع ان تقوم داعش وان كانت مليئة بالمجانين ان تقوم باختراق كل المنطقة من اجل احراق دار واحدة فقط؟ فهل ان للانتماء السياسي لصاحب الدار دور في ذلك؟
صراع بغداد واربيل القويتين بمنظور قوانا، يجد منفذا له، في مثل هذه الصراعات التي لا تخدم شعبنا، فاذا كان الطرفين محدودي الدور ومتمثل هذا الدور بالحراسات فقط او مسك الارض، وان ما يحدد مستقبل ودور الاخرين متوقف على قرار بغداد واربيل وبالتاي مصالح الطرفين، فعلام كل هذا الصراخ والاتهامات المتبادلة. الجواب، هو ان التنفيس عن احتقان الكبار كثيرا ما ياتي من خلال الحلفاء الصغار.
في هذا الصدد يذكر المبشر الانكليزي قصة الاغاويين الكورديين، واللذين كان كل منهما لديه خادم يهودي، ففي يوم ما ضرب احد الاغوات خادم الاغا الاخر، وكان هذا الاغا يحب خادمه كثيرا، ولكنه تهيب من اثارة حرب عشائرية كبيرة بسبب خادمه ولذا لم يقم باي اجراء، فضل خادمه يذكره بمعاناته مما لحق به، ففكر الاغا الكوردي وقال لخادمه، ما رايك لو نضرب نحن ايضا خادم الاغا. ان ما نوهت اليه يمارس كثيرا في عالم السياسية وخصوصا سياسة بعض الكبار وهو منقول من عالم الحرب الباردة، حيث تقوم حروب بالوكالة بين اطراف اصلا لا مصلحة لها فيها، ولكنهما اندفاعا في تحالفاتهم، وخوفا على مصالحهم الانية، قد يقعون في المحضور.

102
الحملة ضد غبطة مار لويس ساكو




تيري بطرس
الانسان لا يتمكن من متابعة كل الامور، ولكنه يلتقط، ما يهمه او يعتقد انه فهمه من خلال الاطلاع على مقالة او راي ما. وخلال الفترة الاخيرة شاهدت عناوين عدة واستنكارية حول من يقوم بالتهجم على غبطة مار لويس ساكو، بطريرك الكنيسة بابل على الكلدان، ومن خلال اطلاعي على مقالة الاستاذ عبد الاحد سليمان بولص كنت اعتقد ان من يتطاول هم بعض ممن لايتفقون الراي مع غبطته من ابناء الكنيسة الكلدانية، لهذا السبب او ذاك. ولكن من خلال الاطلاع على مقالة الاستاذ جاك يوسف الهوزي وفتحي للرابط المرافق لمقالته، اطلعت على بعض الردود والتي اعتقد جازما انها ليست مشينة فقط بحق غبطته ولكنها مضرة بمستقبل العلاقات بين طرفي كنيسة المشرق وبين حاملي التسميتين الكلدانية و الاشورية. وان مثل هذه التعليقات تزيد من الشروخ وتعلي من الجدران التي شيدها الزمن واحداثه بين ابناء الامة والشعب الواحد. ومن خلال اطلاعي على اسماء المعلقين وجدت اسم الدكتور الجيلو وهو شخصية اكاديمية ولكنه يتصف بالعنجهية والتعصب، اما بقية الاسماء فهي لاشخاص ليس لهم دور قومي يذكر. ولكن ايضا وجدت اسم القس توما كانون وهو من كهنة كنيسة المشرق الاشورية وشخص اخر باسم مستعار يستنكران ما تم توجيه ويطلبان المعذرة.
لا اخفيكم القول انني امتعضت كثيرا حينما سمعت المقابلة التي اجريت مع غبطته  في قناة الشرقية قبل فترة من الزمن، وخصوصا نوع اللغة المستعمل حين الكلام عن الاشوريين، فالسامع يدرك، ان هناك نوع من الاستصغار والاستنكار عند كلامه عنهم، وبالاخص حينما يتم التركيز على هذا المقطع. ومن هنا اود ان اوجه نصيحة مخلصة لرجال الدين والسياسيين بعدم الاسترسال في الحديث وكاننا نجلس في دورنا او كاننا نعرف التاريخ كله او نريد ان نوجه الناس لمعرفة التاريخ كما نعرفه، ان مثل هذه الامور لا تقدم اي خدمة لشعبنا، وخصوصا ان شعبنا بات مؤديلج واغلب الناس باتت لديها قناعات ثابته، ناهيك ان التاريخ يمنح للجميع ادلة كافية لكي يتمسك كل برايه. كما ان ما اورده البعض من رد البطريركية او صفحة البطريركية والذي تقول فيه (( نسى هؤلاء الحثالى ان غبطة البطريرك ساكو كان اول من ارسل خمسين الف دولار الى الكنيسة الاشورية في الحسكة لمساعدة العائلات الاشورية المختطفة. يبدواننا كلما اردنا توحيد المسيحيين يعود الاشوريين يضعون صعوبات .....الله يسامحهم ويهديهم)) في هذا الرد، طبعا البطريركية تخطاء عدة اخطاء، ومنها اعتبار ثلة من الناس قد لا يعدون على العشرون ولا يتسنمون اي موقع او مسؤولية قومية او حزبية او كنسية، على انهم يمثلون الاشوريين من شعبنا،  وهذا خطاء باعتقادي يجب عدم الوقوع فيه،وخصوصا من صفحة تدعي الكلام باسم البطريركية. ثانية هل من صالح صفحة تدعي الكلام باسم البطريركية استعمال كلمة حثالى، وهل من واجبها ان تعيير الاشوريين لانها قدمت خمسين الف دولار، لمن الم يكن للمسيحيين، الم يكن لابناء كنيسة شقيقة وبعضهم يتبعون الكنيسة الكلدانية؟ باعتقادي هذا الرد اساء الى البطريركية اكثرمن مما يسوقه البعض ممن ليس لهم اي موقع او مسؤولية ولكنهم يكتبون في الفيس بوك.
اود التأكيد ان ما يتجه اليه البعض وخصوصا الاستاذ جاك يوسف الهوزي، من كون هؤلاء مدفوعين للقيام بمثل هذا الامر، باعتقادي انه تحميل الامر اكثر ما يحتمل، وهنا لا اعني عدم استنكار ما ورد على لسانهم، ولكن اعتبار ذلك موجه من مراجع سياسية او غيرها، فهذا الامر باعتقادي غير وارد، بل ان اغلب من يكتب في مثل هذه الصفحات من المتطرفين الاشوريين ممن لا يعجبهم العجب، وممن يريدون تحرير نينوى وهم في اوربا واميركا، او ممن يؤمن ان العالم كله اجتمع ليخيط مؤامرات ضد الاشوريين خوفا ورعبا من صحوتهم !. مع احترامي لمشاعرهم وامانيهم وميوليهم، ولكن احزابنا العاملة في الوطن في الغالب لا تؤيد طروحاتهم، لانها عامل تخريب للعلاقات مع مكونات شعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) وكذلك مع الجيران.
ان مقام غبطته، يجعل من اي كلام يقوله معرض لتفسيرات متعددة، وخصوصا في وضعنا وانقساماتنا التسموية، وحتى حول الحلول المطروحة، وعليه، فان ردود الفعل ستأتي متباينة، فنحن في قارب واحد، ونحن شعب واحد وامة واحدة، ومن لا يرضى عن اي قول وفي حالة الاستقطاب الحالية، سيقوم بالتهجم على القائل، وبالاخص نحن او اغلبنا لا يفصل بين القائل وما قال مع الاسف.
اليوم وامام سعة وكثرة صفحات التواصل الاجتماعي، وقدرة اي شخص للكتابة، وخصوصا من يكتب بلا مسؤولية قومية، وبلا اي ضوابط يضعها او وجوب احترام المقابل مهما كان رايه، لانه انسان اولا واخر ومطلوب من احترام كرامته. على الجميع ادراك ان مثل هذه الحالات ستحدث ولكن علينا ان نكون واعين ومنضبطين وان لا نترك الامور او هؤلاء الناس  ياخذوننا نحو غاياتهم والتي قد تكون تدمير الاثنين، فليس اسهمل من ان نقوم بالتسجيل في الفيس بوك، باي اسم، وان نكتب بما يلائم، وضد من يعارض، كان نكتب اسمنا اشور كبارا  ونتهجم على كل من يقول انه كلداني او انعرف انفسنا بكلدايا اصلايا ونتهجم على من يقول انه اشوري. ان هذه اللعبة لعبت علينا مرارا وخصوصا بعد انتشار الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي.

 رابط صفحة البطريركية
http://saint-adday.com/?p=15221

103
ماهي ضرورة بيان الحركة الديمقراطية الاشورية الصادر اخيرا؟



تيري بطرس
الحوار والكلام بما فيهما من نقد وتحليل وتبيان الايجابيات والسلبيات، هي من اهم وسائل السياسية. لكي تتمكن من ان  توصل رسالتها من خلال افهام الناس واقناعهم او التوصل الى تسويات لمشاكل ومعيقات معينة. ولكن مع الاسف، ان خرج الحوار عن اطار التصفيق والتجميل والمديح، لدى البعض، فان ذلك لدى البعض يعتبر هجوما وذما. احاول في الكثير من الاحيان الابتعاد عن الدخول في النقاشات الجارية، ليس ترفعا، بل لان الملل اصابني من كثرة تصنيف الناس بين مؤيد وعدو، اي اما تكون مؤيدا او مصفقا او محسوبا عدوا، على الاقل لفئات معينة، في شعبنا مما يخنق الحوار ويلغي دوره في بناء ثقافة سياسية وتصحيح الأخطاء الممكن ان تقترف الاخطاء من الطرفين الناقد ومن تم انتقاده. قد يتأتى ذلك في الغالب من اعتبار مؤيدي تيار او شخص ان من يؤيدوه كامل في كل النواحي، ولكن هذا الاعتبار هو المدخل الحقيقي الى الدمار حقا.
 قبل فترة صدر بيان من المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية بتاريخ 22 تشرين الثاني 2016، انظر الرابط ادناه. وتمت الاشارة اليه من خلال المديح والتمجيد من قبل البعض، ولكنني حقا لم اجد فيه اي جديد، او اي امكانية لكي نقومه ايجابيا كليا على الاقل كما فهمت من المقالات التي تناولت البيان.
وبما ان البيان، صدر عن المكتب السياسي، فكنت اعتقد انه لا بد ان يكون له أهمية سياسية وضرورة ملحة، ويتعاطي مع امور في غاية الاستعجال وخصوصا ليس هناك مستجدات مهمة، غير عمليات تحرير القائمة حاليا ومنذ مدة. الوهلة الاولى قلنا بالتاكيد سنجد قرارات مهمة ومتغيرات سياسية ولذا اضطرت قيادة الحركة ممثلة بمكتبها السياسي الى اصدار هذا البيان. وبعد ان اطلعنا عليه، وجدنا ان البيان لم يرتقي الى اي مستوى من المستويات المؤمل بها ولا المطلوبة لتنظيم دخل حوارا قوميا، لاجل تحقيق منجزات قومية من خلال وحدة الصف مع كل الاسف، فاللغة القديمة وعملية طرح الاخرين جانبا، مع تجنب المساس بالاقوياء، لا زالت لغة البيان.
فاللغة الانشائية التي تم صياغة البيان بها، لم تخفي ابدا، الرغبة في الادعاء بوحدانية قيادة العمل القومي، وحتى اللغة التصالحية، او اللفتة لاعفاء البعض والسماح لهم بالعودة الى صفوف الحركة، اتت بصيغة نوع من المنية  والذي يقرا البيان سيفهم ذلك وكان المكتب السياسي يسامح من اساء واقترف الاخطاء فقط ( ويمكن ان يفهم انه عفو خاص).وليس من باب روح تصالحية، ترمي الى تصحيح جذر المشاكل التي تسببت في ابتعاد نخبة من الكوادر القيادية ومن مختلف مستويات الاعضاء  في الحركة الديمقراطية الاشورية، عن مسرح العمل او ايجاد مسار خاص بهم.
فالبيان يحي القوات الامنية بكافة صنوفها ومسمياتها مع اللغة المتوافقة مع الجميع الى اخر الفقرة، لا اعتراض مهم على هذا المقطع، وان كان المطلوب ان يكون البيان اكثر تحديدا، في تهديد المكونات او الاقليات والتهديد الجدي لوجودها من قبل مثل هذه التوجهات سواء كانت عسكرية او فكرية.
ان الانتصارات التي تحققت على يد ((الجيش والبشمركة والحشدين الشعبي والعشائري)) لماذا لم تستكمل الفقرة وتضاف اليها التالية ((والقوات الخاصة بشعبنا وبالاخوة من التركمان والازيدية))،  كما ان التاكيد ان الانتصارات تحققت بفعل التفاهمات التي لم نعرف كنهها والى ما ترمي وهل حقا، ستؤدي الى تقسيم سهل نينوى الى جزئيين، جزء تابع للاقليم ويتمثل بمناطق  القوش الى تلسقف وباطناي ومن ثم بحزاني وبعشيقة والبقية يكون تابعا للمركز او اقليم نينوى المنوي تأسيسه. وهذه باعتقادي المتواضع ستكون خسارة كبيرة لنا كشعب ولاحزابنا السياسية التي ستتم لجمها او تقزيمها من لعب اي دور في المناطق التابعة لاقليم نينوى مستقبلا استنادا الى تاريخ العلاقات في المنطقة. من هنا فالبيان وان كان ايجابيا مع التفاهمات، الا انه لم يوضحها ولم يتطرق اليها، وكان التفاهم ومهما كان، هو المهم وليس مضمون التفاهم.  صحيح انه بيان حزبي وبه خاصية حزبية وهي معالجة مشاكل تنظيمية حدثت في الحركة قبل انعقاد مؤتمرها القادم، ومن هنا نتفهم التفات البيان الى وحدات حماية سهل نينوى وايلاءها اهمية خاصة، الا ان ذلك ورحية الحوارات القومية كان لا بد ان تظهر من خلال إضافة هذه الجملة ((قوات شعبنا الاخرى مثلا ))، وخصوصا ان البيان تطرق الى الطلب من الجميع المشاركة في اعادة الاعمار ولمنع التغيير الديموغرافي وتوفير الامن والامان لاهلنا العائدون. اما عن استكمال الاجراءات الادارية والقانونية لانشاء محافظة سهل نينوى، فانه ايضا واجب وطلب مشروع، ولكن من خلال بيان باعتقادي امر غير ملائم، وقد يفسر على انه رفع العتب، فمادامت احزابنا وقوانا قد اتفقت على العمل المشترك وحتى على العمل لتوحيد قواها العسكرية، فانه كان من المطلوب هو طرح الامر في اجندة  الاجتماعات الدوية وتفصيل الامر الى فقرات وكل اجتماع يختص بتحقيق او انجاز او بحق احدى هذه الفقرات. طبعا هذا في حالة كوننا متيقنين ان التفاهمات التي جرت بين اربيل وبغداد لم تتجاوزنا وتقوم بقسمة ما تحقق مصالح الطرفين.
اؤيد فقرة ان تكون اللجنة المختصة ببحث امور التجاوزات متضمنة ابناء شعبنا وخصوصا بعض المختصين بشؤون الاراضي وتقسيماتها والقوانين الخاصة بها. ولكن هنا ايضا ورغم لغة البيان الترحيبية، الا انه المطلوب ان يكون الطلب جماعيا بهذا الخصوص لان تأثيره اكبر، وهذا يصعب تحقيقه، مادامت الحركة وبعض قيادييها، يضعون الفيتو على احد الفصائل الاكثر نشاطا في هذا المضمار ونعني به كيان ابناء النهرين. ان معالجة الحركة لهذا الخل من خلال التكرم او ما يفهم منه انه تكرم للعفو عنهم وامكانية عودتهم، هي معالجة خاطئة كليا، وليست في مكانها، ان المسألة ليست عفى الله عم سلف، بل هناك امور وسياسيات وممارسات حدت بهؤلاء للخروج، علما ان احد رموز الحركة وهو سكرتيرها الاول السيد نينوس بثيو دعاهم الى تأسيس منبرهم او حزبهم الخاص، مظهرا تفاهما حول المسألة.
الفقرة الاخيرة والخاصة بتهميش شعبنا، باعتقادي ان الاستنكار والتصدي الانشائية غير مؤثرة، صحيح ان هناك تهميش سياسي، ولكن العامل الفاعل في العمل السياسي هو موازين القوى، وحتى في الديمقراطيات، تلعب موازين القوى دورا فاعلا، في البروز على المسرح السياسي والاخذ بدور قد يكون اقوى من الدور الديموغرافي احيانا. ونحن فرطنا في موازين قوانا، والاخر اخذها فرصة لكي يستسهل تهميشنا.

104
وترجل قاطيني عن جواده، في وداع خونكو اشمائيل



من يكفكف الدمع يا اشمائيل، البعد حارق والسنوات تبعد اكثر، والشعارات تتحارب وتتناحر بدل ان تتعانق. لما حل كل ذلك، الم نشرب الكأس بحب الصداقة، الم نقضي الليالي في التسامر حول التاريخ والعمل، الم نوصل المناشير من تحت الطاولات، ولكن لما وهذه ال لما تكاد تخنقني، لما اصطفينا كل على جانب. الم ننادي البعض بخونكو (1)، وهي دلالة المحبة والود الفائق، لما لم تتلاقي الاذرع في العمل، كما تلاقت الافكار والامال... اسئلة تبقى تحيرني وتجعلني ادور في دائرة فارغة من المتاهة الغير المفهومة.
لما لم نتمكن من ان نعيش خلافاتنا كما عشنا لقاءنا على حب واحد، لقد عشقنا القضية وكانت تدخل في تفاصيل كل دقائق حياتنا، وكان حبا وولها، عشقا كانه عشق لا نرتوي منه من كثرة ما تحدثنا عنه، الا ان طرق الحب الصوفي قد ابعدتنا، ابتعدت طرق بعضنا عن البعض وابعدتنا المسافات حينما اضطر البعض لترك الساحة هناك، حيث القلب والمرتع والامل.
اخر لقاء، قبل سنوات كان في اربيل، حينما سلمت وابتعدت، كنت اعتقد اننا سنتحاسب او نتناقش او نتعاتب، ولكنك اسرعت بالابتعاد، ياه ياله من زمن، ما يفعل بالانسان، يتغيير كل منا باتجاه، تغيير الشكل والملمح، وتتغير الافكار والطرق، ولكن الانسان يبقى يحن للماضي، ويبقى هذا الماضي ناصعا، لم يتلوث بالمصالح وانا وانت. كان بودي ان نتعاتب وان نكتفي لكي نجلس ونعيد الماضي الذي لن يعود، برحيلك لن يعود، الم تخن املي على الاقل، فرحلت قبل ان نحاول؟
الى كم قاطيني (2) كبارا، نحن بحاجة؟ الم تفكر ولو لحظة، قبل الرحيل، كم نحن بحاجة الى كل يد وكل ساعد وكل تجربة. يكثر الان الكثير من خلكو (3)، اين ما التفت ستجد خلكو ما، مدعي بالبطولات والانجازات، ولكن عندما تنظر الى الساحة يا خونكو، ستجد الهباء...
ستجد قوافل المشردين والهاربين تتلاحق، وانا منهم خونكو، وانا منهم، ولكن ما تصورت انك ايضا سترحل؟ فمن يحل محلك، صحيح قلناها مرارا، ان من يرحل سيجد الكثير ممن يتسابق لكي ياخذ مكانه، كم اتمنى ان يكون هذا اللي قلناه وصدقناه صحيحا، كم اتمنى ذلك.
في كل صوب من حياتنا سنجد ليليثا، وان كانت ليلثا الجان سهلة ومعروفة، فالاصعب الليلياثا التي هي منا وتنبت بيننا وتتسمى باسمنا، وكل ليليثا بحاجة للبطل قاطيني، لكي يقضي عليها بالعلاج او الخلاص. فهل كان هذا موعد رحيلك خونكو؟
خونكو، لا زال العمل بحاجة الى الايادي والعقول، ولا زال بحاجة الى قاطيني، يقوم له بقوة وجرأة، لما استسلمت وترجلت وتركت الساحة خالية.
ادور والف والكلمات تخنقني ... فلا قدرة لي بعد اعذرني خونكو
فما اقترفته بحقنا كان كبيرا كبيرا... رحلت والحقل والبيدر بحاجة اليك
تيري


1 خونكو هي تصغير لكلمة خونا الاخ والتصغير هنا دلالة المحبة
2 قاطيني بطل ملحمة شعبية اشورية
3 خلكو هو ابن خالة قاطيني وهويمثل الادعاء والتفاخر الكاذب وعدم المقدرة

105
شيطنة الجيران، والعمل القومي


تيري بطرس
تطرقت منذ وقت الى لب موضوع هذه الاسطر، ولكن قد يكون في الاعادة افادة.
لا يمكن لاي شعب ان يعيش بمفرده، غير محاط بجيران او ان يتعايش معهم، شعوب العالم، باتت تفتح ابوابها لكل الشعوب والثقافات لكي تدخل بلدانها، من اجل خلق بيئة للتعايش والتعاون والتعارف والاهم التفاعل. منذ امد بعيد، قد يكون قرون طويله، نحن نعيش مع جيراننا من العرب والكورد، كيف اتوا، قد يكون بالغصب او الاعتداء او زحفوا تدريجيا، المهم انهم هنا. في القرون الوسطى او حتى في مراحل المسيحية الاولى من تاريخنا يشتكي بعض الرهبان من هجمات الكورد عليهم، في مناطقهم النائية، وهذا دليل على تواجد الكورد منذ زمن قديم او اقدم مما نعرف، ولكنهم موجودون، لم نعش بسلام وتكاتف ومحبة على الدوام نعم، وبعكس حالة النفاق الاجتماعية التي يقول بها قادتنا من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وقادة الاخوة الكورد، لقد حدثت بيننا حروب، ومعارك وسلب ونهب وسبي وفرض عقيدة ومذابح وفي الغالب كنا نحن الضحايا. ولكن هذه كانت حالة الشعوب المتجاورة كلها، هذه الحالة كانت نابعة من مفاهيم سياسية اجتماعية اقتصادية، كانت سائدة، فالاقتصاد لم يكن اقتصاد انتاج ووفرة وتصدير، بل في الغالب كانت مبنيا على الانتاج الذاتي وبالات لم تتطور من زمن الامبراطوريات، وكان القوي يفرض نفسه على هذا الانتاج باخذ القسم الاكبر منه ان لم يكن كله، كان القوي ايضا يفكر بيومه فقط. وكان كل طرف يعتقد ان الاخر مهدد له في الوجود، ولكي يعيش فلا بد من ان يزيل الاخر او يبيده.
في عام 1921 تاسس العراق، وصرنا نحن والعرب والكورد والتركمان وغيرنا مواطنو هذه الدولة، ورغم اعتراضنا نحن والكورد والازيدين على منح الاستقلال للعراق بدون ضمانات، الا ان عصبة الامم وبريطانيا المنتدبة، اوصت وقبلت بتعهدات الدولة العراقية المقدمة بهذا الخصوص. ثرنا على الغبن، فتم ذبحنا في سميل وغيرها وشارك بعض جيراننا في الذبح باسم الجهاد، وثار الكورد، فتم قمعهم وحرقت قراهم في بارازان وغيرها، الدولة العراقية لم تعامل كل مكوناتها بالعدالة، ولا هي تعاملت مع من ادعت النطق باسمهم كذلك، فالقمع لازم الكل وان كان بوتيرة اقل مما هي الان. تعاملت الدولة مع مفاهيم خاصة وغير وطنية وفرضتها كحقائق على الشعب، وكانت العروبة، احدى اكبر اخطاء الدولة. فهي وغيرها من الدول المجاورة اراد فرضها كاساس لبناء العراق،وعلى الجميع قبولها، والا  وصم بالخيانة والعمالة، وكل من طالب بحق واظهار تماييزه، اتهم بانه يريد خلق اسرائيل ثانية. وكان العروبة صارت مقياس للعدالة والحق والصواب وكل ما عداها خيانة. وهنا نود ان نقول للاخوة العرب اننا لا نعادي ما يؤمنون به، ولكننا نعادي فرض ايمانهم ومعتقدهم علينا. وقد جارى الكثيرين هذا المسار، وبعض ابناء شعبنا، زايد العروبة والعروبيين وصاروا بين ليلة وضحاها من ابناء الغساسنة وخلفاء المناذرة. وصار التعريب ديدنهم وشعارهم وهدفهم، جريا مع سياسات الدولة العراقية والتي في الحقيقة طوعت العروبة لتتلائم مع الطائفية المخفية. في اواخر عقد الاربعينيات والخمسينيات، حاولت الدولة ترسيخ المفاهيم الوطنية، ولكن ارتفاع المد اليساري المطالب بالتغيير الشامل والحرب الباردة، ادت في النهاية الى انقلاب 14 تموز 1958، ورغم كل الشعارات والروح الوطنية لزعيمها عبد الكريم قاسم، الا ان الانقلاب لم يؤدي في الحقيقة الا الى بداية نخر مفهوم الدولة، وترسيخ دور الاحزاب حاملة الشعارات القومية، وتبعية السياسية الخارجية والداخلية لشعارات العروبة. كما ان زيادة دخل الدولة من النفط بعد الارتفاع الجنوني في اسعاره، ادى في الحقيقة الى احياء الشعارات المريضة لقيادات الامة العربية، في توسيع رقعة انتشار نفوذها، فبدا بشراء الصومال وجيبوتي وجزر القمر، ومن لم يتمكن حاول القيام بنشر الاسلام كطريقة من طرق نشر النفوذ. وكانت الحرب العراقية الايرانية، تدخل في اطار نشر العروبة المغلفة  وتاثيراتها. وكل هذا حدث مع زيادة القمع الداخلي، وباتجاهاته المتعددة، فباعتقاد زعماء المنطقة ان كل شئ كان قابل للبيع والشراء حتى الولاء، ولذا فمن لم يشترى، قتل او سجن ومن حالفه الحظ هرب.
اذا المنطقة غير مستقرة، لا سياسيا ولااقتصاديا، والمكونات المكونة لها بدلا من ان يتم خلق كل عوامل التعامل والتفاهم بازالة الغبن الواقع على بعضها، او على كلها بشعارات تخص البعض منها، حدث العكس، فرغم الامال التي صاحبت خروج دول الانتداب، الا ان الواقع الذي حدث ان الدولة عاشت على ما اجترته من  انجازات دولة الانتداب وحينما انتهى ما اجترت عليه، بدات عوامل النخرفي الدولة والمجتمع. وتسارع ذلك مع رفع شعارات لا تلائم العصر، بمحاولة السيادة على مناطق واسعة اعتمادا على ثروة، يستخرجها وينتجها ويصنعها الغير.
عراقيا وككل المنطقة او اغلبها، تم غلق كل منافذ التغيير، وترافق ذلك مع ارتفاع مد عنف الدولة ضد المعارضيين، ولم يبقى للدولة خيار اما السير وراء القيادات المترهلة والتي قادته الى الجمود وخسران كل ثرواته في مغامرات دعائية، او الانقلاب والتفجير ولو بواسطة الاجنبي. وكانت الاعمال الارهابية المتتالية هي مفتاح التدخل في المنطقة، والتي لن تصل الى حالة من الثبات والاستقرار الا بعد مساومات صعبة، يشارك فيها المتمكنون والذين يمتلكون القدرة على الاستمرار والتواصل.
وكان من احد تجليات الممارسات الدكتاتورية والشوفينية، اقامة المنطقة الامنة في شمال العراق، والتي لم يستطع النظام اختراقها الا بطلب من قياداته لحسم صراعهم على السلطة، او لحسم صراعهم الناتج عن المخاوف المتاتية من النظر الى الخصم على انه عدو ان لم تتغذى به لتعشى بك، وان المخالف هو لا محال خصمك الذي سيزيلك ليس من كرسي لا تمتلكه شرعا بل من الحياة.
نتج عن اقامة المنطقة الامنة، اقامة الادارة الذاتية وظهور اقليم كوردستان العراق تدريجيا، ولكن ظهر على مستوى شعبنا، بروز للحركة الديمقراطية الاشورية، كفصيل مشارك مع الاحزاب الكوردية في مرحلة الكفاح المسلح، مما رسخ وجوده، وتمكن من ان يظهر كناطق باسم ابناء شعبنا، بعد زوال التنظيمات المشاركة في الكفاح المسلح الاخرى.
لا يمكن القاء اللوم كله على الحركة الديمقراطية الاشورية لوحدها في النتائج المخيبة للامال التي تحققت لشعبنا، بالرغم من انه قانونيا حاز على نتائج يمكن ان تحتسب له ولقواه ولمساندة بعض الاطراف الوطنية مثل القيادات الكوردية. الا ان الاعلام الاشوري بقى اسير الماضي، ولم يرتقي الى مستوى طموحات شعبنا، لا بل في كثير من الاحيان كان الاعلام مسيرا لتحقيق المصالح الحزبية والفئوية الضيقة، اكثر مما هو في خدمة الاهداف البعيدة المدة لشعبنا، بغض النظر عن المصالح الحزبية الضيقة. هنا لا بد ان ننوه ان شعبنا ككل شعوب العالم فيه الخير والشرير فيه الجيد والسئ وفيه الواقعي والحالم. ولذا فاننا لا نود ان نقول بوجوب ان يكون الجميع على نغمة واحد مطلبا ومسارا وممارسة، فهذا مطلب مستحيل لم يتحقق لاي شعب في العالم. ولكن كان من المفترض، ان تكون قواه الاكثر خبرة والاعلى صوتا، هي تلك التي تتبني نظرة مستقبلية، تفهم ابعاد التعايش وضرورته. نحن هنا ايضا لا نود ان نقول ان جيراننا كانوا من الملائكة، ولكن وصمهم كلهم بالمجرمين امر مخزي ومعيب وطريقة سمجة وغير مقبولة للتعايش.
لجيراننا مصالح، قد تختلف عن مصالحنا، وارتباطات قد تتعارض مع ارتباطاتنا، وهم بشر لهم ميول قومية ودينية وعنصرية وشتى ما فينا، اذا كان علينا ان ندرك انهم يهتمون بمصالحهم اولا واخيرا، وعلينا ان نهتم بمصالحنا، واولها وحدة البيت القومي، والوقوف موقفا موحدا امام التحديات التي تتعلق بهويتنا وبحقوقنا القومية المشروعة. ولكننا دخلنا صراعات حزبية كانت تهدف ليس الى تبيان اخطاء الاخر، بل الكثير من هذه الصراعات كانت غايتها الاقتناص منه والقضاء عليه وكانه عدو. وكان علينا ان ندرك ان الاخر سيستفاد من ذلك، لاننا قدمنا له الورقة، والغير العاقل هو من يرمي ورقة يستفاد منها.
ولكن الاكثر ضررا لقضيتنا القومية في العراق او الوطن، وبضمنها سورية لان الاحداث انتنقلت الى سوريا بتفاصيلها رغم تبيان سلبيات العمل القومي في العراق، هو ان المحيط والذي نعيش فيه ونعمل معه ونستلم الوزرات والادارات فيه، معادي لنا، ويريد القضاء علينا، وان بقاءنا مرهون بتنظيم معين فقط، وهي رسالة تهدف الى ترسيخ دور التنظيم ولكن تشيطن المحيط وتجعله عدوا.
ونتائجة النهائية وامام الاختلال الديمغرافي، اذا ما الفائدة؟ ما الفائدة من العمل القومي، اذا كان المحيط الكوردي والاسلامي عدو لنا، ونحن اقلية مستضعفة لا قدرة لها. هذا هو الاستنتاج، الذي شاع وانتشر، وغاب عن بالنا دورنا وتحالفاتنا في العمل السياسي من اجل تحويل الحياة اسهل من خلال سن القوانين المسهلة للحياة وللمرسخة للمساواة والعدالة، غاب عن بالنا كيفية العمل من اجل نشر الحقائق فقط و اشاعة روح التعايش وتوسيع رفعة الحياة المشتركة من خلال المؤسسات البانية للمجتمع المدني القادر على التاثير على البنى العشائرية والدينية الرجيعية والتي لا تقبل التنوع. كل هذا غاب وحل محله الشكوى واللعنات والاتهامات ونشر روح التحدي والمزايدة الكاذبة.
هل تأخرنا في ايجاد الحلول، رغم ان مثل هذه المضامين نشرت سابقا كما ذكرت اعلاه، هذا عائد لنا؟ هل يمكننا ان نخلق حركة من اجل العودة الى الوطن؟ ان تمكنا من فعل ذلك، فاننا سنسير بالطريق الصحيح، عودة الى الوطن، مع مفاهيم جديدة للتعايش مع الجار، مفاهيم انه جار باقي، واني به وهو بي، واني اؤيد طموحاته على ان لا تتجاوز حقوقي. نعم يمكن فهل نحن لها. لا يمكن قيادة العمل القومي من الخارج، نعم يمكن ذلك، ان تعلق باهداف محددة بهذا الخارج، كالحفاظ على الهوية وترسيخها واستمرار العلاقات الاجتماعية، وتطوير المؤسسات الضرورية لهذا الخارج (المغتربات) ولكن الوطن بحاجة لسواعد وعقول جديدة، الوطن بحاجة للديموغرافية لكي يمكن ان نطبق في الحد الادنى الحقوق التي نطالب بها، ولكي نطور في حقوقنا التي نستحقها.

106
مبروك، خطوة في الاتجاه الصحيح ياقوانا السياسية

تيري بطرس
تابعت قبل قليل وقائع توقيع ممثلي قوانا المسلحة والتي تتألف من الدويخ نوشي و وحدات حماية سهل نينوى وقوات سهل نينوى وحراسات سهل نينوى وبحضور لا فت من الكنيسة من خلال حضور نيافة المطران مار يوحنا بطرس موشي مطران الكنيسة السريانية الكاثوليكية،التي نقلها لنا مشكورين وكعادتهم فريق روش، اتفاقية العمل من اجل توحيد هذه القوى من خلال قيادة واحدة.
وكانت المفاجأة التي سبقتها هي قيام الكنائس العائدة لشعبنا، بتوجيه بيان تحية ودعم لعمليات تحرير محافظة نينوى لجيش العراق والبشمركة الابطال ولم يتناسي قوانا المسلحة المشاركة في هذه العملية البطولية.
نقول ان يأتي الامر متاخرا افضل من ان لا ياتي ابدا، وهذان الامران كانا من الاخبار المفرحة، التي كان يترقبها اغلب ابناء شعبنا. ولكن التجارب قد علمتنا ان الكثير من الحبر يسال ولكن نتائجه تبقى على الورق، وقد عانى شعبنا كثيرا من هذه التجارب، تجارب الاتفاقات والتي لا ترى النور، وشخصيا كنت مشاركا في الكثير من مثل هذه الاتفاقيان واحد اوائل هذه الاتفاقيات التي شاركت فيها كانت التي وقعناها في مدينة اورمية في ايران بين التجمع الديمقراطي الاشوري والحركة الديمقراطية الاشورية في ايلول من عام 1985 والتي لم ترى النور لاسباب كثيرة ولعل اهمها عدم وجود الرغبة لدى اطراف معينة او للتمصل من ضغوط واقعة باتجاهات معينة.
من هنا اود التاكيد، ان واجب الموقعين ليس فقط نشر التصريحات الرنانة،والتي قد تكون حقيقة المشاعر، ولكن العمل الجاد لتطبيق ما تم التوقيع عليه، لان الكثير من الاخبار المفرحة ان ظهر انها كاذبة يكون وقعها على الناس كهزيمة او اشد منها. ان شعبنا يشعر انه انهزم، انهزم لان ديمغرافيته تقل تدريجيا في وطنه الام، وانهزم لان وزنه السياسي تبعا لديموغرافيته يقل وينحدر، وانهزم لان مناطق واسعة من اراضيه وقراه ومدنه، تم استباحتها من قبل تنظيم داعش، وهو ليس تنظيما عسكريا فقط، بل رؤية فكرية تتعلق بنوع الحياة وطرق العيش، مما يعني صعوبة التكيف معها وتقبلها، الا بالاندماج فيها وهذا يعني الانسلاخ عن الهوية او الهروب.
من الان على الكنائس ان تتحضر لمعركة اعادة الممتلاكات والكنائس التي تم الاستيلاء عليها، او تحويلها الى مراكز للعبادة للمسلمين، ان هذه المعركة قد تكون من المعارك التي ستحدد حقا هوية الدولة العراقية، فمن التاريخ ومن انتشار الفكر الاسلاموي، نعلم انه لا يجوز وحسب شرائعهم اعادة ما تم الاستيلاء عليه او تحويلة الى مساجد او جوامع بحجة ان الارض اسلامية. انها معركة ليست من اجل المباني ولكن من اجل ضمان عيش الهويات الاخرى بحرية تامة في وطنها، لان الارض و الوطن هو لكل ابناءه، وليس لطائفة منهم، كما يريد ويردد الاسلاميين. وهذه المعركة يجب ان تدعم من قبل الاحزاب، من خلال البرامج والقوانين والعلاقات السياسية الوطنية والاقليمة والدولية. لانها تتعلق بهوية العراق كما قلينا وباحتمالات العيش المشترك فيه مستقبلا. فتجاربنا مع الدواعش المعلومين والمخفيين تعلمنا انهم يريدون فرض مفردات هويتهم على الجميع، ولكن الاختلاف هو في الاسلوب، ففي حين ان الدواعش في الموصل يفرضون بحد السيف وبالقوة، فان دواعش بغداد والبصرة، يريدون ذلك خطوة خطوة، خمور، ملابس وقوانين معطلة ومعرقلة، الى ان يضعون الانسان بين خيارين، اما الاستسلام التام او الهروب.
احزابنا التي نخرتها الانقسامات والتجاذبات، صارت خيارتها محدودة، لان القوى الاخرى شمرت عن شعاراتها وتريد ان تفرض ما تراه مستقبلا، والباقي هو تحديد حدود رؤيتها. اذا انكشف المستور او كاد، وعلينا ان نحدد خيارنا من ضمن ما متوفر. ولو اعدنا قراة توزيع القوى المهاجمة لتحرير الموصل، سنجد، ملامح تقسيم الادوار والحدود، والمؤسف ان سهل نينوى يكاد ان يقع ضمن منطقتين، وهو امر يجب ان نكون حذرين منه، لان تقسيم سهل نينوى الى منطقتي نفوذ، سيقصم قوانا وسيجعلنا اقليات غير مؤثرة فيه ايضا. من هنا على قوانا ان تدرك ان السياسية هي لعبتها والعمل من اجل توحيد سهل نينوى امر ضروري، توحيده تبعيا واداريا ونوعية الادارة فيه ايضا.
اذا الامر يتطلب اكثر من توحيد البندقية، الى توحيد الرؤية وسبل الوصل اليها، فهل لدينا القدرة على المقاومة لانجاز المطلوب؟

107
لكي لا نكون اسرى للخيال الجامح


تيري بطرس
خطابنا القومي، يتميز بانه يحتوي على متناقضات عديدة وفي ان واحد، ولكي نتوجه بهذا الخطاب الى الاخر، يجب ان يكون مفهوما وذو هدف واضح، ويتسق هذا الهدف مع الامكانيات والوقائع القائمة على الارض. في السطور التالية ساتطرق الى نقطة مثيرة وقد تثير حمية الكثيرين لنشر اتهامات شتى ، ولكن ان نعرف ماذا نريد، وان ندرك قدراتنا وامكانياتنا، افضل الف مرة من ان نعيش اسرى اوهام الخيال الجامح للبعض ممن يتلاعبون بمقدرات وبعواطف ابناء شعبنا، لا لغرض ما، الا لاشباع نرجسيتهم التي لن تنفعنا في شئ، غير الاصطدام بجدار الواقع والصحو على مرارته.
نحن في خطابنا القومي نقر بالعراق وطنا، ولم نحدد، ماهو موقعنا في الوطن، وحتى مطالبنا بقت بشكل ضبابي غير محدد لحد ان اي شئ يتم تقديمه يمكن ان يفسر على انه تحقيق لهذه المطالب. وبدون مواربة ومديح الذات والماضي، ارى بان افضل طرح قومي تم طرحه كان، رؤية اشورية نحو مستقبل العراق الموحد، التي نشرتها نخبة من المثقفين الاشوريين في منتصف تسعينيات القرن العشرين، لانها عالجت امور شعبنا بصورة شاملة في العراق ويمكن ان تكون مناسبة لواقع اقليم كوردستان ايضا،وهي المساواة القومية بين المكونات، مع الاحتفاظ بالية ديمقراطية الاكثرية بالمرور وان تاخذ دورها ايضا. كما ان هذه الرؤية اولت الاهمية الاكبر للانسان وثقافته او لمكونات هويته القومية وما يؤثر فيها اكثر مما اولته للارض. فهذه الرؤية حاولت التاسيس للنظر الى المكون الواحد على انه وحدة واحدة، اينما كان موقعه ومكانه على ارض العراق. ولكنها لم تجرده من هويته الوطنية والجغرافية والطبقية.
ان ايلاء الارض اهمية مبالغ فيها، في الوقت الذي بات ابناء شعبنا اقلية غير منظورة ويتم تجاهلها، باعتقادي هو الهاء، عن البحث عن حلول اخرى، وهو واجبنا اولا واخرا، لان الاخر سيرضى بهذا الالها، لانه يؤدي بالنهاية الى فقدان الامرين، الارض والتمتع بالحقوق الطبيعية لكل انسان ولكل مكون (قومي او ديني). اننا بمحاولتنا التركيز على الارض وما نقوله عن سرقتها واحتلالها، متناقضين في هذه الحالة فقط عن ما قرره المشرع العراقي حين تاسيس العراق، لهو ديماغوجية فارغة ولا معنى لها الا العيش في احلام الوردية.
ولاننا اكدنا على حقوق الانسان ايضا، فاود التأكيد، ان هذه المقالة وما فيها من رؤية للنقاش، تؤكد بان من واجبنا ومن حقنا رفض اي تجاوز على ممتلكاتنا الشخصية، واعتبار ذلك جريمة يجب ان يعاقب مقترفها باشد العقوبات، لان الغالبية من هذه التجاوزات تحدث بسبب استسهال مقترفها الافلات من العقاب وامكانية خروجه من جريمته بكسب ولو قليل لم يكن يمتلكه، باعتبار صاحب الحق ضعيف ويمكن مساومته على ممتلكاته. اننا هنا امام واجب المطالبة للاتيان بقضاء وقضاة وقانونين ينطبق عليهم شعار العدالة التي هي الميزان المتساوي والعيون المعصوبة، اي التي لا ترى في الخصوم الا قضايا وقانون واحد يطبق على الجميع بغض النظر عن الانتماء القومي والديني والعشائري.
ان ما اطرحه، ليس ورقة تفاوضية مع اي طرف، بل هو محاولة لتدوير خياراتنا، واختيار الافضل في وضعنا القائم، وبالتالي ليس له علاقة، بطرح يمكن المساومة عليه اثناء التفاوض، لانه لم يتم اختياري لان اقود اي تفاوض او حوار مع الاخر، انها افكار شخصية احاور ذاتي بها وحين تتبلور اخرجها للقراء للمشاركة والحوار حولها.
من هنا اود القول انه حان الوقت لمداورة خياراتنا، والبحث عن الافضل والاكثر قدرة على التطبيق، اننا باعتقادي كشعب اشوري، لازلنا قادرين على ان نكون الجزء الاكثر جراء على طرح حلول تخص كل العراق وكذلك الاقليم، لانه يهمنا جدا ان نكون وان تكون هذه الارض معطاة ومدار فخر كما كانت سابقا.
لقد تطور العالم، ليس اميركا وكندا واستراليا، هذه البلدان التي تعتبر اصلا بلاد الهجرة، بل حتى اوربا ام الفكر القومي والتعصب للعرق وللمورث الثقافي، بحيت باتت ليس كل مدينة بل احيانا اغلب القرى تضم خليطا واسعا من مختلف القوميات والاديان والاعراق البشرية. وان كل هؤلاء يعيشون في ظل قانون واحد يحمي المساواة والعدالة بينهم، ولا يميز بين القادم والوطني الاصيل. ان المسار التاريخي هو لهذا النموذج، لانه النموذج الاكثر تقبلا وتطورا. ونحن حتى في الوطن وفي المدن الكبيرة، بعد ان كنا خلال القرون الماضية، نعيش كل مكون في منطقة خاصة او غيتو خاص، فرض علينا العصر الاختلاط والتجاور والانفتاح.
بات علينا ان نعمل من اجل تاسيس الدولة المدنية، بالرغم من ان اغلب ابناء شعبنا مع هذا الخيار عاطفيا على الاقل، الا ان انخراطهم فيه نادر حقا. هذه الدولة التي تحمي مكوناتها وثقافتهم وحريتهم. وذلك من خلال اولا ان يكون كل المواطنين متساويين واحرار، يتمتعون بكل الحريات المنصوص عليها في شرعة حقوق الانسان. وان يحق للمواطنين من ابناء المكونات، التمثيل ليس فقط في المجالس التشريعية، بل ايضا ان يعاد النظر في المجالس الاتحادية، ويمكن التفكير في مجلس للاقليم يكون مساويا في صلاحياته لبرلمان اقليم كوردستان، يكون تمثيل المكونات متساويا مع الكورد والعرب، ولا يمكن تمرير قانون يعترض عليه اكثرية من ابناء مكون واحد. ويكون للمؤسسات الخاصة بالمكونات (او الاقليات) الدور الاكبر في تحديد السياسية الثقافية والتعليمية في مكونهم. ان ما نطرحه بالحقيقة لا يتعارض مع المطالب المحقة في الحكم الذاتي او المحافظة، فطرحنا يتعلق بصورة عامة من خلال العراق كمنظومة قانونية او اقليم كمنظومة قانونية قائمان بذاتهما يمكن ان تضما اقليات او مكونات او اشكال ادنى من المنظمومات مثل الحكم الذاتي او المحافظة. ان نشر مثل هذه الرؤية الغاية الاكثر اهمية لها، هي اعادة الاعتبار للواقع القائم واعتباره الاساس في بناء بلدنا، وعدم الذهاب بعيدا في رفض كل الاخرين، مما يجعلنا في الغالب غير قادرين على طرح رؤى واقعية سياسيا، يمكن تطبيقها وتحضى باحترام وتقدير الاخرين سوى من نتحاور معهم داخليا او خارجيا.
Teery.botros@yahoo.com


108
الضرب بالحذاء من ابتدأه؟


في 27 كانون الثاني عام 2005 نشر موقع ايلاف لي مقالة بعنوان النتائج المأساوية للاعلام الغبي، وكان قد سبقها وتلتها مناوشات وتهجمات وانتهاكات من التهديد بالقتل والسباب، وكان اخرها قبل حوالي سنة ما ذكره شخص يتباكي على الاخلاق والى اين وصلت، قد اتهمني ليس مرة بل مرات عدة وفي مقالة واحدة وعلى صفحات هذا الموقع، بانني يهودا سخريوطا، لانني نشرت مقالة بعنوان تساؤلي وهو هل يستحق الوزير سركون صليوا السجن حقا؟ وعلى الرابط ادناه، وهي مقالة في الدفاع عن سركون وأبناء شعبنا من المسيحيين وان لم تتبع سياقات الاعلام الغبي، بل سلكت طريق طرح الأسئلة والمشاعر . ولأن المقالة اخذت طريق غير منحاز كليا للسيد سركون صليوا كما فعل زبانية تنظيمهم، اشبعوني سبا واتهامات كاذبة يتحمل بعضها أعضاء تنظيمهم في المانيا.
الم يكن اتهام الناس بانهم عملاء وزبانية وبائعي النفس أيضا نوع من الضرب بالحذاء واسواء، الم تكن التهديدات وطلب السكوت، نوع من الضرب بالحذاء، الم يكن تزوير تاريخ الناس، ضربا بالحذاء، الم الم الم، هناك الكثر من الأسئلة التي تبدا بألم ولا تنتهي، فهل يعي المتباكين على ممارسة مارسوها كل هذه السنين في صفحات النت والبال تالك والتلفزيونات والصحف المكتوبة، الى أي درك أوصلونا؟

اليس من حق هذا الشعب ان يلتقط الانفاس ويعود الى الهدوء والتأني في معالجة اموره، خارج نطاق التخوين والاسقاط؟ من الذي فرض علينا ان نحارب بعضنا البعض، رغم كل ندأتنا في التأني وفي مناقشة الأمور وليس التسفيط، الخلقي والقومي مستغلين عاطفة الناس وجهلهم بامور كثيرة مثل السياسة والإدارة ونظم الحكم.
هل حقا ان بعض المتألمين والمستنكرين لما حدث، شعروا الان بدونية هذه الوسيلة، ولم يشعروا بدونية افعالهم، في تسقيط اغلب العاملين في المجال القومي.
انه لمؤلم حقا، ان يشعر الانسان فقط حينما يصاب هو او رمزه، اما توجيه التهم لاغلب قوى شعبنا بانها عميلة ومتكالبة ومتواطئة وبائعة الضمير وانها تستحق كل ما يصيبها، واعتباره عاديا، هو العار بعينه؟ نعم انه عار، ويدل على ان البعض لم يتعلم ولا يريد ان يتعلم من الدرس ابدا.
في ضل الوضع البائس لشعبنا، ومستقبله الغامض، لا يتعلم البعض ويدركوا ان اخطاءهم قادتنا الى نصف ما نحن فيه على الأقل، وهم لا يزالون يرفضون ان يعملوا سوية وان يخططوا سوية وان ينفذوا سوية مع اخوتهم، بل بالأمس كان احدهم يزايد ويطرح شعارات كاذبة وهو يعلم من اين يأخذ راتبه الشهري، ولن نقول اكثر. ان شعبنا (مع الأسف) كله ضرب بالحذاء أيها السادة  ولم تحسوا، حينما فجرت كنيسة سيدة النجاة، ولم تحسوا حينما هجروا أهلنا في الموصل وتلاهم أهلنا في سهل نينوى، وحينما همشوا في اغلب القوانين سواء في العراق او الإقليم، كل ذلك لم يسترعي انتباه احد، واعتبره البعض إنجازات قومية. واليوم ينتفض هذا البعض، لمجرد ان انسان مشحون تصرف بغباء وعدوانية.
سنجد صدق انصار السيد كنا في استنكارهم لمثل هذه الممارسات المدانة، حينما يدينون ما اقترفوه بحق الاخرين، وحينما يعالجوا اعلامهم، الذي لا ينقل في الغالب الا الأكاذيب بحق بقية أبناء شعبهم لابناء شعبهم ان كانوا لا يزالون يعتبرون انفسهم من شعبنا، وبحق أبناء شعبهم للاخرين.
النتائج المأساوية للاعلا الغبي
elaph.com/AsdaElaph/2005/1/36692.htm
هل يستحق الوزير سركون صليوا السجن حقا؟
http://elaph.com/Web/opinion/2015/11/1053963.html

109
مآل احزابنا القومية




تيري بطرس
(ملاحظة كتبت هذه المقالة بعد الاستفتاء على الدستور العراقي أي قبل حوالي عشر سنوات من الان، والموافقة الشعبية عليه، ولم ادخل أي تغيير عليه، لانني اعتقد انه لا يزال صالحا بصورة عامة،ولان المقال كان يحمل طروحات جديدة، تخالف ما كنت فيه من التزامات حزبية،  لم انشره لانني اعتقدت انه سيثير الكثير من اللغط واتهامات بالتهرب وغيرها. انه تاريخ من الأفكار كان يجب ان ترى النور، وارى انه حان الأوان لنشره، يتبقى ان المقال على المستوى الوطني ورغم التأكيد على الاصطفافات المذهبية والقومية فيه، الا انني كنت أرى املا ما بعد الاستفتاء على الدستور (نشرت مقالات كثيرة حول الدستور قبل الاستفتاء عليه يمكن الاطلاع عليها في ايلاف او في عنكاوا كوم)، وان ما تضمنه من مواد تتعلق بالدين لن تكون عائقا امام الرغبة في بناء البلد على أسس سليمة، الا ان الأيام كذبت امالي). كما ان فيه بعض الآراء التي نشرتها واحداث ذكرتها في مقالات سابقة. انشره وفي ذاكرتي الاتهامات المتبادلة بين احزابنا حول من منها استعان باصوات كوردية للصعو، وبمعنى ليس أصوات كوردية رات في احزابنا انها تمثل طموحاتها، بل أصوات جيرها هذا الحزب او ذاك لاحزابنا لكي تضمن وصولها الى البرلمان الاتحادي او الكوردستاني.

المقال
ان اغلب احزاب شعبنا الاشوري صورت  نفسها في ادبياتها وشعاراتها السياسية على انها احزاب تحرر وطني وقومي،بعيدا عن واقع الامر، فلهذه الاحزاب كان يوجد صوتان، صوت يتكلم مع القوى المهيمنة واحزابها وصوت يتحث الى الجماهير الآشورية، الصوت الاول يتحدث عن التعددية والديمقراطية والمشاركة، والصوت الثاني يتحدث عن هذه القوى المهيمنة ديموغرافيا واحزابها كأعداء سالبي الحقوق، وبالتالي يوجه الفرد الاشوري الى ان التعايش معها مستحيل، كما ان اغلب احزاب شعبنا لم تعر للتقسيمات الحدودية اي انتباهة وكأنها غير موجودة، وبالتالي كان خطاب هذه الاحزاب ملتبسا ومخادعا.
لا يخفى على القارئ اللبيب ان الحدود المرسومة حاليا هي حدود شبه دائمة ان لم نقل انها دائمة، وقد تم اقامة دول وطنية تسورها هذه الحدود، ولهذه الدول قوانين ورموز وتتعايش فيها شعوب بلغات ولهجات واديان مختلفة، وشعبنا جزء من هذه الشعوب، كل هذه الشعوب شعرت بنوع من التقارب وان كان خفي غير مدرك، الا انه يلاحظ في المأكل والسحنة واللهجة والطرب، بقدر ما كان هذا التمازج قليل الا انه كان كافيا لزرع نوع من التباعد بين ابناء شعبنا المتعايشين في البلدان المختلفة، ولان اغلب هذه الدول كانت على الدوام في حالة عداء فتوجد قطيعة بين مكونات شعبنا تقدر بعشرات السنوات، زادتها الطفرات الحضارية والتطورات التكنولجية التي قربت بين ابناء الوطن الواحد وباعدت بين ابناء الشعب الواحد والمقسم بين دول متعددة، فالاشوري الايراني ظل لسنوات طويلة يطرب للغناء الفارسي ويتلذذ بألاكل الفارسي ويسمع اشعار الشيرازي وهذا الشئ نفسه للاشوري التركي والعراقي والسوري والارميني والجورجي والروسي، اذا خلال كل هذه السنين كان هنالك واقع يتكون ونحن في الواقع الغيناه من حساباتنا، لأننا الغينا الحدود من مخيلتنا، نحن اردنا الواقع كما نشتهي وليس كما هو.
ان خطاب التحرر الوطني والقومي، يطالب بوضوح باقامة دولة تخص شعب ما لكي يحقق ذاته ويسن القوانين النابعة من تراثه وتخدم تقدم شعبه، ولكي يستغل موارد بلده لاجل هذا الشعب، ويعتبر اي قوى اخرى انها قوى استعمارية او يلمح لذلك، وبالتالي عليها الخروج وتسليم الارض للشعب وممثليه، طبعا هذا الخطاب نجح جزئيا في الدول العربية والافريقية واميركا اللاتينة وبعض الدول الاسيوية، اقول جزئيا لان اغلب هذه الدول كانت ظروفها افضل في المرحلة الاستعمارية عنها في مرحلة الاستقلال، بالطبع خطابنا السياسي شبه احزابنا بالاحزاب الوطنية او الحركات او المؤتمرات التي قادت هذه الشعوب الى الاستقلال واستعمل نفس لغتها ومصطلحاتها، وهنا ايضا كنا نخادع انفسنا وكنا نعيش في واقع افتراضي من صنعنا، فالحركات التي سميت بحركات التحرر الوطني، كانت تعيش في شعوبها التي كانت الغالبية، وكانت هذه الغالبية تاريخية وحقيقية وموجودة وملموسة، واضفت ممارسات هذه الحركات نوع من الشرعية عليها لأنها ما ان حررت جزء من الارض الا وسارعت الى تشكيل مجالس محلية لأدارتها، كما شكلت نوع من الجيش وسلطة سياسية وحتى سلطة تشريعية، والاهم انها استفادت من الانقسام بين القطبين ( الولايات المتحدة الامريكية، والاتحاد السوفياتي) ومن قرار الامم المتحدة بضرورة التخلص من الاستعمار.
أما نحن فأقلية في وطننا الممتد بين كل الأوطان الحديثة، وهذه الأقلية ضعيفة ولم تتمكن من ان تخلق لنفسها حلفاء يعتدون بهم، وبالاضافة الى كوننا اقلية فاننا ديموغرافيا موزعين بشكل ينشرنا على مساحات واسعة لا يمكن بأعدادنا الحالية ان نسيطر عليها، من ناحية اخرى فشلنا في اقامة اي مؤسسات شعبية على المستوى القومي، لكي تدعي اوتتمكن من الدعوة بتمثيلها لشعبنا وتتمتع بمصداقية قومية واقليمية ودولية، بل ان الخلافات الحزبية المبنية في الغالب على شخصنة المواقف السياسية اخذتنا في منحى التباعد مأخذا خطيرا لم تتمكن هذه الاحزاب من التخلص من هذا المنحى التباعدي لدرجة ان الواقع المفروض عليها والذي حدد واجبها الفعلي والاساسي وخصوصا في العراق وبوضوح تام لم تقم بادائه بأي صورة ولو بالحد الادنى من الايجابية، اي انه كان اداء سلبي بشكل تام، ومن الشائع ان ما تضمنه الدستور العراقي ولو بشكله لم يكن نتيجة لأداء هذه الأحزاب بل نتيجة للنفس الديمقراطي والعلماني لبعض الاحزاب الوطنية ونخص بالذكر التحالف الكردستاني والشيوعي العراقي والقائمة العراقية (مجموعة اياد علاوي).
اذا كان من المفترض ان تدرك أحزاب شعبنا دورها الحقيقي لكي تتمكن من وضع برامج عملها الصحيح بما يحقق أعلى مردودية لفعلها، لكن بعض احزابنا الاشورية أرتدى لباسا لا يلائمه على الاطلاق من خلال تضخيم دوره و اعطاء فعالية مخادعة لهذا الدور سواء على المستوى القومي أو الوطني، وكانت على الدوام تكذبه وقائع الامور الا ان الاصرار على هذا المنهج، جعل كل أحزابنا تدور في حلقة فارغة من التحالفات والتحالفات المضادة والمثير فيها انها لم تكن ثابتة في اي مستوى من المستويات، وأحزاب أخرى شاركت في عمليات تضليلية تدعى انها أحزاب كبيرة وأخرى صغيرة، وأطراف ثالثة او بالحق عدة اطراف شاركت في خلق انقسامات او ادعت وجود هذه الانقسامات ومنحت لبعض الافراد شرعية الادعاء  بتمثيل لا يستحقها، في حين ان بعض التسميات المؤيدة لهذا الطرف او ذاك كان وهميا عللى الاغلب، بل ان اطراف حزبية لم تكتف بالمشاركة في تشويه سمعة اطراف اخرى كذبا وزورا، بل طرحت نفسها جهة استخباراتية في شعبنا لصالح جهات وطنية لكسب مواقع هزيلة، بل لجأت الى التهديد بالقتل او محاولة فعله، كل هذ الممارسات السلبية لم تجعل احزاب شعبنا تقف ولو للحظة لكي تقيم دورها الحقيقي وقدراتها الحقيقية وخطابها الحقيقي، وكان الدور الحقيقي لاحزاب شعبنا في العراق بالأساس هو تسجيل حضور شعبنا في شكل واضح وجلي في دستور العراق العتيد، ونعني بتسجيل حضوره، تحديد الكثير من الضمانات لتحقيق حقوقه وبالاخص وحدته التي فقدناها نتيجة الاداعاءات السابقة.
ان وقوع أحزاب شعبنا تحت وهم انها حركة تحرر قومي، ولو على المستوى القومي، جعلتها تبتعد عن اقامة تحالفات سليمة على مستوى الاوطان وبالاخص العراق، وحتى التحالفات التي عقدت كانت علاقات تبعية او تحولت بفعل الاخطاء والتضخيم الى علاقة تبعية ودور هش، انسحب على كل احزابنا وبالتالي شعبنا، لانه اذا كان هناك من هو مستعد للتضحية بالكثير من اجل سحق او تهميش الاخرين، في ظل اغماض العيون والتستر عن كل ممارساته من قبل قوى محسوبة على مؤسسات شعبنا في معادلة مقيتة وغير شريفة للتستر على الخطايا، فستدور الدوائر ويقوم من يكون اكثر استعدادا للعب هذا الدور ولكن بالعكس.
اليوم وفي العراق تم وضع الدستور بالشكل الذي خرج به، من تقسيم شعبنا الى كلدان واشوريين، بفعل مباشر ومتعمد واحمق، من اطراف حزبية مصرة على محاولة التهميش والادعاء الفارغ والغبي بتمثيلها لقرار شعبنا، في الوقت ان القاصي والداني، والاغرب ان القوى الوطنية ايضا تدرك دور وقدرة هذ الاطراف، لا بل انها تدرك وبشكل اكثر قربا من الواقع الحجم الحقيقي لشعبنا وكل فعالياته.
اليوم صار حقيقيا ان ادعاء احزابنا او تصوير نفسها بانها حركة تحرر وطني، صار حقيقة اكذوبة كبرى بالمشاركة، لا بل التلهف للمشاركة وبكل السبل في اليات وضع الدستور العراقي، وفي مفاصل السلطة تثبت هذه الاحزاب انها كان من المفترض ان تكون صادقة مع نفسها وجمهورها وان تكون اولياتها واضحة في العمل الوطني المشترك لاقامة دولة يمكن لشعبنا ان يعيش ويتمتع بكل حقوقه كشعب وكأفراد فيها.
على الررغم من اعلام بعض الاطراف يدعي ان هذه الاطراف هي وطنية لا بل يدعي ان لها سبق الريادة في الربط بين الهمين الوطني والقومي الا ان الحقيقة الناصعة، والتي اختبرت في السنوات الماضية، ان اغلب هذه الاطراف استعملت هذه الدعوة لتسويق نفسها اعلاميا لدى الاطراف الوطنية الا انها فعليا واعلاميا في شعبنا مارست العكس.
اليوم والدستور العراقي تم التصديق عليه بشكله الراهن، ما هو دور احزابنا في العراق اولا وفي بقية دولنا الوطنية وفي المهجر؟
عراقيا
صار من المؤكد ان الشعارات القومية لن تجدي نفعا بعد الان الا لمكابر، فالبرامج ودور احزاب شعبنا يتمحور في اطارين لا ثالث لهما، اولها التقدم بمشاريع قوانين استنادا الى نصوص الدستور ليتمتع ابناء شعبنا بحقوقه المنصوص عليها دستوريا، وتوفير الخدمات الضرورية لمناطق تواجد ابناء شعبنا، في خارج هذين الاطارين لا اجد اي دور لاحزابنا السياسية، اما النضال لتعديل الدستور في شكل افضل فهو دور الا انه يتطلب التأني ونفس طويل واعادة النظر بكل الواقع المعاش.
قلنا انه بعد سن الدستور ستسقط ورقة النضال القومي وستبرز ورقة النضال المطلبي الخدمي بالخصوص، وتحقيق هذه الامور يتطلب اقامة تحالفات واسعةاو محاولة المشاركة فيها، سواء بالانتماء الفعلي او بشكل اقامة جبهات، الا ان الاحتمال الثاني لن يكون فعالا ولن يكون ممثلي شعبنا ان كان لنا مثل هؤلاء الممثلين عامل جذب لدخول هذه التحالفات، بل سيكونون كديكور تزيين لا اكثر، لانهم سيكونون اقلية، ولكي يكون لهم دور مستقبلي ومؤثر يجب ان يتحول القانون الانتخابي والوضع السياسي والاقتصادي ما يماثل الدنمارك، اي حالة وجود احزاب عديدة لا يمكنها تأليف حكومات الا بالتحالف مع احزاب اقلية يمكن ان تقدم لها تنازلات فعلية، وهذا الوضع بعيد الاحتمال امام الاصطفاف القومي والمذهبي الحالي.
اما الاحتمال الأوفر حظا، فهو الحضور الفعلي في المشهد الوطني من خلال المشاركة الفعالة في تأسيس احزاب وتحالفات وطنية ذات برامج اقتصادية وقادرة على الاجتهاد لصالح توسيع الحريات الفردية والتضييق على الافكار الرجعية والطائفية وذات اللون الواحد، توجهات قادرة على ادخال العراق وشعبه في حركة الواقع العالمي ومتطلباته وميزاته، فهذه المشاركة وهذه الفعالية هي المسؤول الاكثر فعالية لخدمة شعبنا وبشكل محسوس وفعال، لانها ستكون مستندة الى قاعدة وطنية واسعة ومدعومة من قبلها، فالتقوقع القومي وان كان مبررا في شكل ما لحد اليوم، الا انه انتفت الحاجة لذلك كليا، ويجب ان نعود الى الواقع الفعلي الذي منه سنستمد قوتنا وقدرتنا على التغيير نحو الاحسن.
الاحزاب الاشورية في اراضي وطننا الاخرى
لا اعتقد أو اؤول على اي دور فعال لشعبنا في كل من ايران وتركيا، لضألة عددنا في البلدين، الا انه يمكن استشفاف دور ما في سوريا، ولكن ان اعدنا تجربة العراق في سوريا فالنتائج ستكون اكثر مدعاة للاسف، فأبناء شعبنا في سوريا منقسمين مذهبيا منذ امد اكثر بعدا مما هم في العراق، والانقسام اللهجوي اكثر عمقا بل له تأثيرات ملحوظة على طريقة الكتابة، وعلى الرغم من كل هذا نقول ان التغييرات المقبلة على سورية يجب ان تضع احزاب شعبنا هناك امام مسؤلياتهم الحقيقة، واعني المسؤليات الوطنية والقومية، فالمسؤليات القومية تعني اقامة تحالف واسع من كل الاطراف وبدون اسثناء بين هذا كبير وذاك صغير، هذه عمره خمسون سنة والاخر سنة، لان التجربة والممارسة والقدرات هي التي ستحدد مقدار قوة كل طرف، فلعبة الاتهامات والاتهامات المتبادلة ولعبة التهميش التي مورست في العراق، اثبتت ان الطرف الذي يحاول ممارستها هو الطرف الاكثر استعدادا من اعداء شعبنا (مهما كانت تسميات هؤلاء الاعداء واغلبهم مختلق لاكساء ضعفنا )  لالحاق اشد الضرر به، وهذا التحالف يجب ان يستند على تحديد الحدين الادنى والاعلى من الحقوق الواجب اكتسابهالشعبنا، وحدة التسمية، وحدة الطرف المفاوض، والمستند الى قاعدةواسعة من التأييد.
وطنيا يجب ان يتم الادراك التام ان لا مجال لشعبنا ليتمتع بحقوقه ان لم يتحالف مع اطراف غير اقصائية، تؤمن بالمواطنة اساسا للحقوق وليس الدين او القومية، و تعترف بالتمايز القومي واللغوي والديني كمكنونات تزين الوطن وتتساوي في القيمة والحضور.
وبعد ان تنجز مهمتها الاساسية كطرف قومي ووطني، يمكنا أن تتوحد مع اطراف وطنية اخرى للعمل من اجل وطن سوري رحب ومنفتح لكل الاديان والقوميات وكل مواطنيه سواسية امام القانون واحد اهم مظاهر هذه المساواة هو الحريات الاساسية وحريةالتعلم بلغة الام وحرية الاحتفاء بكل مظاهر الانتماء القومي والديني.
المهجر وفضحيتنا الشعبية والحزبية
في المهجر تجلت فضيحة احزابنا السياسية، فاغلبها لا يمتلك اي معلومات قانونية وسياسية وادارية وجغرافية وحتى ديموغرافية، فاغلبها لم يدرك الفرق بين حق التمثيل وحق الترشيح، ولا عن الاحزاب الوطنية والتي نتحالف والتي يجب ان نبتعد هن التحالف، ولا حتى عن التوزيع الديمغرافي لشعبنا والمناطق الادارية الخاصة به، ولا حتى عن موقع برطلة وعين نوني او شقلاوا، ولا حتى عن اعدادنا وتوزيعنا الطائفي، ومدى الذين يؤمنون بماننادي به من الشعارات واللافتات.
في المهجر تم بيع انجازات وهمية، واعتبرت مكاسب عظيمة من تحقيق طرف اصلا لم يحاول تحقيقها الا متأخرا، وبدفع من جهات اخرى، فأول من ابتداء التدريس بالسريانية هو القس شليمون ايشو في سرسنك، واول من بشر شعبيا بضرورة التدريس بلغتنا هو الحزب الوطني الاشوري وكوادره بندوة اقيمت في دهوك وترأسها السيد روميل شمشون شموئيل عضو اللجنة المركزية للحزب حينذاك، وحضرها بعض كوادر الحركة تحت الحاح شديد، واول من زار البرلمان للدفاع عن ضرورة تدريسها كان وفدا مشتركا من الاترنايي والحركة، والامر من هذا كله ان الاخوة التركمان في الاقليم تمتعوا بما تمتعنا به وهم لم يكن لهم ولو ممثل واحد في البرلمان او في الوزارة والاكثر مرارة انهم تمتعوا بما تمتعنا به واكثر وهم مقاطعين حكومة الاقليم على الرغم ان الحزبين الكرديين عرضوا على التركمان نيابة رئاسة الوزراء، والاشد مراراً انهم ولا الاخوة العرب في الاقليم لم يتاجروا بعملية التدريس بلغتهم مثلما تصرف ولا يزال يتصرف طرف اشوري بها، على الرغم انه في شعبنا، قاطع اكثر من نصف عدده التعليم باللغة،  بسبب تحزيب العملية.
وفي عملية مقززة تم تصنيف كل شئ فالشهداء ومن يمتلكهم، والنضال من له شرف التسمي به، لقد فتح بازاراًً كبيراً لبيع كل شيء، مقابل لا شيء، إلا اكاذيب سوقت بمهارة يحسد عليها اكبر مروجي الاعلانات التلفزيونية، وتم وضع كل الامال وكل الامكانيات والقدرات لخدمة طرف، ولكن هذا الطرف خذل الجميع وباعهم ولا يزال الوهم الكبير.
المهجر كان الطرف الامن الذي التجاءنا اليه هربا من الظلم والاضطهاد (الديني، القومي، السياسي) ولكننا كجالية مهجرية وافراد واحزاب مارسناها بحق بعضنا البعض وبلا خجل وبلا تساؤل عن احقية ما ندعيه من تعرضنا للظلم، ونحن نمارسه بحق اقرب الناس الينا الا وهم من ابناء شعبنا، ففي فترة من الفترات، صارت تناغماً كبيرا بين المهجر والاوصياء الجدد على شعبنا او الذين ادعوا انهم اوصياء، لحد ان المهجريين او غالبيتهم صدقت ان اي اشوري (كلداني، سرياني) لا يتحرك في العراق الا بأمر من الاوصياء الجدد، ولم يسأل احد ولكن اين أحهزة الدولة، او يسأل وهل نناضل من اجل ان يكون شعبنا عبدا لحزب، او عاريا من قانون يستره امام محن الزمن، كانت اكبر عملية للضحك على الذقون، وقد اعجب وتغنى بها البعض، اعني هذا التكاذب الذي ما كان يجب ان يصمد امام اي سياسي نبيه او حتى نصف سياسي، ولكن العملية اثبتت اننا حقا لا نفهم من السياسة شيئا، واننا حقا لا نفهم في حقوق الانسان والشعوب شيئا.
وعلى ضوء هذه التحركات، انقسمت تنظيمات شعبنا وضعفت، وحصل من سوق الشهداء على حصة الأسد من كل الدعم بأكاذيب رخيصة ومفضوحة، مما جعل الساحة لا تسمع الاصوتهم، وحتى هذه الفرصة لم يستحسنوها بل فرطوا بها، فلم يخرج من تحت عباءاتهم ما ينم عن رغبة حقيقة لتصحيح المسارات السياسية، لانهم اصلا لم يكن لديهم اي وعي وادراك بذلك، فلم نشاهد مؤسسات سياسية راقية ولا مراكز دراسات ترفد السياسي بالدراسات الرصينة ولا مراكز اعلامية توعي الشعب بالمخاطر وتوجهه الى التعايش والالتحام الوطني.
خرجنا من المهجر باحزاب مهلهلة لا قواعد حقيقية لها، لا بل لا فكر سياسي لها، غير مواقف متشنجة احداها ضد الاخر، احزاب تؤمن بمطلقات لا تعمل بها السياسة والسياسيون بل رجال الدين.
واليوم المهجر المثخن والمطعون، عليه ان يفكر، ما الذي سيقدمه لشعبه في الوطن، الوطن بحاجة لزيارة المهجري، لاستثماره، لنشره مبادئ الديمقراطية والتسامح والقدرة على التكيف مع المتغييرات، والقدرة للخروج من الاوهام والعيش في رحاب الواقع انطلاقا للمستقبل.
 المهجر في الواقع بحاجة الى مؤسسات ثقافية اجتماعية عصرية تساعد الفرد منا لكي يندمج في مجتمعه وان لا يذوب، لكي تخلق تواصل مع الوطن من خلال زيارات شبابية واستثمارات تجارية سياحية، المهجر لم يعد ضرورة للسياسي في الوطن، بل المهجري هو ضرورة للوطن لاعادة التواصل.
ملاحظة لم اذكر الاحزاب التي تتسمى بالكلدانية او الارامية، لانها حديثة العهد، ولانها حتما تسير على منوال اشقاءها الاحزاب الاشورية، فهي نتاج ثقافة واحدة لاننا ابناء شعب واحد، وان كره الكارهون.

110
ماذا لو كان المعتقل.... ليس سركون لازار صليوو؟




تيري بطرس
في مقالة نشرتها على ايلاف (انظر الرابط) وبسبب خطاء مني تأخر النشر يوم واحد، ولكن نشر الايلاف لا يكون مباشرة، كما نفعل في عنكاوا دوت كومو لذا يتاخر النشر أحيانا يوما. ولكن لماذا نشرت في ايلاف، ولم انشر في عنكاوا، حيث في ايلاف هناك نوع من فلترة للمقالات، فاما تنشر أولا، بينما في عنكاوا دوت كوم ينشر المرء وبعد ذلك يتم خضوع المنشور للرقابة وخصوصا حينما تحدث شكوى ما. ولكن النشر في ايلاف ميزة أخرى، وهي انها مفتوحة للعرب كلهم من المغرب الى العراق وكل المهاجر، وبالتالي تنقل قضيتك مدى أوسع، لأننا بحاجة لمعرفة الاخرين، بمعاناتنا ومشاكلنا، وهذه تتمة للرسالة التي يجب ان نؤديها. فيما عنكاوا كوم هي خاصة بشعبنا وأبناء العراق الاخرين.
لا اعتقد ان ما نشرته يمكن ان يلام عليه، فانا لم اتخذ موقف القومي المتعصب، أي ان اتعصب لابناء قومي سواء كانوا على خطاء او صح، وطبعا التعصب أساسا ليس موقفا صحيحا، ولا هاجمت بلا هوادة الحكومة العراقية، ولكنني طرحت أسئلة، محورية وانتقدت وبينت مكامن الخطاء وافترضت حسنة النية أيضا، ولكني مع ذلك أوصلت الأمور الى ان العقوبة تم استسهالها لكون المدان مسيحيا، بلا دعم. وخصوصا في مقدمة المقال والفقرة الأخيرة .
ما فعلته في ايلاف وما فعله الاخوة ممن انتقد القرار او انتقد الهرولة للنقد القرار او طرح تسأؤلات حوله، كلهم ادوا واجبا، تجاه هذه القضية التي تهم شعبنا، ليس لان المدان هو ابن شقيقة فلان او لانه ابن علان اولانه كان وزيرا، بل مهمة لندرك مدى حماية المظلة القانونية لابناء شعبنا امام ما يمكن ان يتعرضوا له.
 واذا كان للسيد الوزير السابق مؤيدين ولحزبه انصار يقومون باثارة قضيته، أو ان البعض وجدها فرصة لكي يتملق اشخاص اوحزب من خلال هذه القضية، فسؤالنا الوجيه والحقيقي هو ماذا عن من ليس له كل ذلك؟ في معيار الانتماء القومي سركون لازار واي فرد اخر من أي قرية ومن أي مدينة في العراق ومن أي اب او ام  هما بنفس المقياس، وبالتالي واجب الدفاع عنهم هو نفس الواجب. ولكن السؤال مرة أخرى، وبمعيار حقوق الانسان والانتماء القومي والانتماء الوطني والانتماء لحزب يرفع شعارات قومية هل من الواضح من المسيرة السياسية لحزب الوزير المدان ان أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في نفس المعيار.  ان السؤال المطروح هو لانصار حزب الوزير المدان أولا، وبعد ذلك لابناء شعبنا وخصوصا لمن عاصر تاريخ الحركة الديمقراطية الاشورية، منذ تأسيسها ولحد الان.
كل انسان له حق في الحياة والتمتع بالعدالة حينما يتعرض لاي مسألة، وكافة الحقوق المنصوص عليها في كل المواثيق الدولية، وسركون لازار صليووا من حقه ان يتمتع بكل ذلك، ومن حقه ان لا يتم حجز حريته ولو لشك بسيط في حيثيات القضية، وعلينا كلنا ان نحارب من اجل ذلك، ولكن هذا يجب ان يكون موقف انساني ووطني وقومي، بمعنى ان ما نفعله لاجل سركون لازار صليووا يجب ان نفعله لاجل أي شخص اخر، وأول واجباتنا ان نعمله لاجل أبناء شعبنا. بحيث لا نتهمهم بتهم كاذبة، ولا ان نحاول ان ننال منهم ومن شرفهم او ان نقضي عليهم. الحرية هبة من الله، وهي هبة ذات قيمة عالية، وقيمتها تكاد تعادل الحياة بذاتها، عندما نريدها لشخص ما يجب ان نريدها لكل انسان وخصوصا الانسان ممن ندعي اننا نعمل من اجلهّ!!
وفي الذاكرة مواقف كثيرة، لمن اهان أبناء شعبه، ولمن حاول القتل ولمن حاول تشويه سمعة، ولمن اتهم، انها كلها في الذاكرة، ويمكن ان يعاد نشرها، ولكن مرة أخرى، في الوقت الذي يجب ان نقف وان يقف الكل مع سركون لازار صليووا، يجب ان يعيد البعض النظر في المسار وممارسات في هذا المسار. والا فان سركون لازار صليووا ليس استثناء مما يعانية وعاناه أبناء شعبنا، والكثير منهم تعرضوا لاكثر مما تعرض له، فمنهم من قدم حياته لانتماءه القومي او الديني وكان البعض يصرح ويقول اننا او ان المكون ليس مستهدفا، هل تتذكرون من صرح بذلك في قمة تعرض المسيحيين لضربات موجعة. نحن مع حرية سركون ومع حقوقه كمواطن، يجب ان يعادل له حقه ان كان له حق مسلوب، ويجب ان يستعيد حريته ان كان لم يتجاوز القانون، أوان لا يعاقب حتى يتم معاقبة الحيتان الكبيرة، ولكن المؤسف ان البعض الان تذكر ان سركون مستهدف لكونه مسيحيا؟
 

http://elaph.com/Web/opinion/2015/11/1053963.html

111
الملك الامازيغي يوبا الثاني والاشوريون




تيري بطرس
الامازيع شعب عريق واصيل تواجد في المنطقة الممتدة من جزر الكناري الى منطقة مرسي مطروح المصرية، ومن بحر الأبيض المتوسط الى عمق الصحراء الكبرى. والامازيع شعب يتوزع على قبائل ولغتهم تنقسم الى احدى عشر لهجة رئيسية مختلفة ويسمى خط الكتابة عندهم التيفيناغ وهو مستنبط على الأكثر من الخط الفينيقي، أي ان الأساس في الخط السرياني والتيفيناع مشترك باعتقادنا، ومن هنا يمكن ان تتواجد كلمات مشتركة وذلك لاشتراك لغتنا مع الفينيقية بالأساس السامي ، وتعدد اللهجات ليس بغريب لو لاحظنا المساحة الشاسعة التي كانوا يسكنونها. يعاني الامازيع معاناة شبيه بما نعانيه نحن الكلدان السريان الاشوريين، من التجاهل التام للتاريخنا، فيكاد التاريخ يعتبر في هذه البلدان مع الاحتلال الإسلامي وما سبقه كان حسب المؤرخين العرب استعمارا رومانيا ليس الا. لقد منح الامازيغ للعالم شخصيات مشهورة ولعل القديس اوغسطين اشهرها وياتي ملكنا يوبا الثاني بالمرحلة الثانية وهناك اخرين مثل
وبالرغم من ان الامازيغ لم يتوحدوا كدولة امبراطوية كبرى، الا انهم حضوا بدول عديدة في المنطقة، ولعل الملك المثقف يوبا الثاني والذي خكم من عام 53 ق م الى 23  م والذي تربى في قصر الامبراطور الروماني وتعلم ثقافتهم ولغتهم واللغة الاغريقية والذي استهواه السفر والتنقل والاطلاع على ثقافات وحضارات الشعوب الأخرى. هذا الملك الف الكثير من الكتب وفي مختلف مجالات العلم في ذلك الزمان ولكن مع الأسف لم يصل منها الى أيدينا حاليا أي كتاب، ولكن معرفتنا بالكثير من كتبه كانت من خلال المقتطفات التي نقلت عنها في الكتب اليونانية والرومانية.
وخلال سفرة له الى بلاد النهرين، واطلاعه على الثقافة والحضارة وأسلوب الحياة في البلاد، الف كتابا في جزئين عن حضار وثقافة الاشوريون، بمعنى انه كان شاهد عيان للحياة في المنطقة. والكتاب اسمه حضارة وثقافة الاشوريون او اثار اشور.
انشر هذا المختصر لمن يهمه متابعة البحث.


112
تذكرات القديسيين والذبائح والتعازي




تيري بطرس
في أي موقع واي مكان، للعلاقات الاجتماعية ورسوخها وتطويرها دور كبير في الحفاظ على تواجدنا كشعب من خلال ابراز عاداته وتقاليده، وهي مطلوبة ويجب تشجيعها.
ولكن العادات والتقاليد أيضا تتطور، فمثلا كنا مكبلين في حالات الوفاة باليوم السابع والأربعين وما كان يتحمله اهل المتوفى من مصاريف ومتطلبات تثقل كاهلهم وتضيف الى همهم هما اخر، الا انه في بداية السبعينيات اقر مثلث الرحمات مار يوسف خنانيشوع، ابطال هذه الممارسات وتمسك ابناء كنيسة المشرق بهذا البطلان ولعل أهمها ان عائلة مثلث الرحمات اول من تمسك بها حينما انتقل مار يوسف الى الاخدار السماوية، حيث لم يقوموا باقامة اليوم السابع او الاربعين، وهذا مما شجع الناس للاقتداء بهم ولا ننسى دور الشبيبة حينها في دعم هذه التوجهات التي كانت تساعد في رفع الكثير من المتطلبات الغير الضروية عن كاهل الكثيرين. ولكن الامر صار ومالتزم به المتمكن والغير المتمكن.
نحن في الغربة نعاني كثيرا في إيجاد مواقع او صالات للقيام بالكثير من ممارساتنا الاجتماعية، وذلك لأننا، بالقيام بهذه العادات ومن خلال تقديم الطعام والشراب نترك الكثير من الفضلات في مثل هذه المواقع مما يجعل أصحابها يمتنعون عن تاجيرها مرة أخرى لنا. علما ان الجميع غير محتاجين لهذا الاكل لانه موجود في بيتهم في الغالب وقد يرمون الكثير من الاكل يوميا في القمامة. او اننا من كثرة شوقنا لبعضنا البعض ولعدم قدرتنا على الالتقاء نقوم بنسيان انفسنا في هذه الصالات متجاوزين مواعيد السماح باستعمالها لنا، مما يدعوا أصحابها لعدم تاجيرها لنا مرة اخرة، ومن هنا صار إيجاد مثل هذه الصالات امر تكتنفه الصعوبة.
  واحيانا نقوم بصرف مصاريف كثيرة لاجل أناس لا يحتاجونها، التزاما بعادات نجد انه من الصعب الفكاك منها، لانها صارت جزاء من ميرات الاسرة او العادات المنتظر القيام بها. مثل تذكارات القديسين. وكلنا نعلم ان القديسيين لن ياكلوا منه وحتى من ياكل فانه أيضا يمتلك مثله في البيت. صحيح ان لمثل هذه المناسبات دور اجتماعي، ولكن الا يمكن تطويرها؟
فبدلا من كل هذه المصاريف والمصاعب باعتقادي اننا يمكننا من خلال التكاتف الاجتماعي ونشر الوعي بضرورة الحفاظ على مجتمعنا وعاداته ولكن بصورة اكثر ملائمة لمتطلباته الحالية، ان ندعوا المتمكن ممن يصادف ان احد افراد اسرته قد انتقل الى جوار ربه،  ان يقتصر الاحتفال على تقديم القهوة او الجاي فقط، ولنعلم الناس ان تقوم بتقديم المصاريف المتوقعة الأخرى الى جهة دينية اجتماعية اوسياسية او ثقافية تعمل بين أبناء شعبنا. اننا بهذه الطريقة ندعم الغاية الأساسية من الممارسات التي نقوم بها وهي دعم وديمومة استمرار شعبنا وقضيته وعاداته ولكن بصورة افضل.
هناك الكثير ممن لا يثق بهذه المؤسسة او تلك، ولكن بالتأكيد انه لا يوجد انسان لا يثق بكل المؤسسات المتواجدة في شعبنا، ان اغلب المؤسسات الاجتماعية والدينية والثقافية في الغرب تتلقى معونها من خلال مثل هذه المعونات التي تقدم من ناس لاجل أرواح موتاهم، اونتيجة توصية المتوفى بنقل أمواله الى مؤسسة معينة، مما يجعل هذه المؤسسات قادرة على أداء واجبها، رغم ان بعضها قد يسئ التصرف بما ياتيه، ولكن الناس لا تزال تثق باهداف وممارسات هذه المؤسسات. اننا من هنا ندعوا أبناء شعبنا للوعي بضرورة دعم مؤسساتنا وعدم الانتظار ان تخلق هذه المؤسسات إمكانيات وقدرات من لاشئ، فكل المؤسسات لا تخلق أموالها من ذاتها بل ممن يعينها سواء من الأعضاء او من الخيرين ممن يتبرع لها. ان المتوفي لا يحتاج للاكل ولا الناس الحاضرين لامتلاكهم مثله، ولكن المؤسسات التي تحافظ على روح الشعب وثقافته، والناس التي لا تجد ما تأكله او التي في ضائقة ما، فانها بالتأكيد بحاجة لكثير من الأمور يتوفر لها من مؤسسات المساعدة هذه. ان روح المتوفي بحاجة للدعوات اكثر من اطعام الشبعان أصلا.
وهذا الامر بالضبط ينطبق على الاحتفالات والتذكرات التي تقام للقديسين والتي تصرف فيها أموال يمكن ان تساعد مؤسساتنا لكي تقوم بواجبها في خدمة المحتاج اليها، ومن هنا باعتقادنا ان الكنيسة بحاجة اكثر اليها من القديسيين التي تقدم باسمهم.
نعم للاحتفالات الجماعية، والتي نحتفي فيها بالاعياد القومية والتي يتجمع فيها الناس للتعارف ويمكن فيها للشباب للتعارف والتزاوج ويمكن ان ترفع من معنويات افراد المجتمع ومن ترابطه، ولكن يا حبذا لو لم ننافس مؤسساتنا في الاشراف عليها. وهذه الدعوة موجهة لمن يريد ان يكسب مال إضافي من خلال استغلال هذه المناسبات، مثل أعياد الميلاد والفصح وراس السنة  الميلادية اوالبابلية الاشورية او نوسرديل او سولاقا. 
ليس مطلوبا منا ان نكون متواجدين في كل موقع ونشرف عليه لكي تكون لنا الثقة به، ان مثل هذه الروحية المهزوزة والتي تثير المزيد من الانقسام والشك بين افراد المجتمع، يجب ان تزول، وبما اننان نتعامل مع متطلبات اجتماعية وحاجات إنسانية فكل مؤسسة مسؤولة امام ربها او أعضاءها وهم باعتقادنا ليسوا اقل مسؤولية منا.
فهيا يا اخوتي لنضع معايير افضل لترابطنا الاجتماعي، ولندعم مؤسساتنا وكل حسب رغبته وميوله. والنقاش مفتوح لمقرحات افضل ولكن بهذا الاتجاه وليس باتجاه التشكيك في كل مؤسساتنا، بل بتطورير المقترحات وتطوير اليات الرقابة في هذه المؤسسات بذاتها ومن خلال أعضاءها.   

113
حروب الهوية والتسمية



تيري بطرس
في 17اب 2005 أي قبل حوالي عشر سنوات كتبت مقالة بعنوان صراع الهويات وعلى الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=6890.0
وبين 2005 و2015 عشر سنين، عقد واحد، ونحن لا نزال ندور في فلك الجهل والصراع الغير المجدي والذي اوصلنا الى الحالة التي نحن فيها، جراء التعصب المذهبي المزروع فينا لكره من هو اقرب الناس الينا. كل الناس تخطاء، وكل المجموعات يمكن ان تخطاء، وهكذا الشعوب والأمم، ولكن لا يتم التشهير بها على الدوام وبخطأها وكانه عار دائمي لا يزول ولا يمحى لاي سبب. ولنفترض ان دعاة التسمية الاشورية اخطأوا، في الخيار الصائب، وهذا ليس راي بل افتراض، لانني اعتقد يقينا انه كان الخيار الصائب, ليس لأننا من صلب اشور بانيبال او شميرام او اخيقار الحكيم، بل لان الامم لا تفكر بالابوة الجينية حينما تتكلم عن تراثها ومفردات هويتها. فيقينا ليس فقط لا يوجد عرق خالص صافي، لم تخالطه دماء أخرى، بل لا توجد هوية قومية خالصة تخص امة ما وحدها، بل اللغة والعادات والتقاليد والامثال وطراز البناء والازياء كلها تتاثر بما لدى الاخرين وقد تكون بعيدة ولكن التاثير وصل، وهذا الامر لا يعيب الهوية او مجموع الأمور التي نقول عنها الهوية، لانه الامر الطبيعي وبالعكس هوان نكون منعزلين منغلقين عائشين على ما تلقيناه قبل اكثر من الفين وخمسمائة سنة.
تمتد سلسة التوارث في شعبنا الى ما يقارب الاربعة الاف سنة او اكثر، فنحن نعتبر انفسنا وهذا الاعتبار محق من أوجه كثيرة، ورثة للحضارة السومرية والاكدية والامورية والاشورية والبابلية، ولكننا لا نعتبر الكيشيين جزء من هذه الوراثة مثلا، لانهم جاوا من خارج بيت نهرين. ولا نعتبر ثلاثمائة السنة التي حكمنا فيها اليونان من اسكند المقدوني وورثته جزء من هذه الوراثة ولا نعتبر حكم الميدين والفرس جزء منه كما اننا لا نعتبر حكم المسلمين جزء من المكون  لهويتنا التاريخية.
الشعب الذي عاش في بلاد الرافدين (سومر، اكد، بابل ، اشور) كان شعبا واحدا بلغة واحدة او هكذا انتهي مع بداية الالف الثالث قبل الميلاد، لغة وثقافة وهنا لا يمكننا الجزم بعدم وجود لهجات لانه الامر الطبيعي ان تكون هناك لهجات تتاثر بالمحيط. في تلك الفترة ولبدايات القرن الثامن عشر بعد الميلاد لم تكن معروفة، مفاهيم القومية والوطنية والدولة والاستقلال. كان الناس يتبعون حكامهم اكثر مما يتبعون أي شيء اخر. ولكنه كشعب تعرض لمتغييرات كثيرة وسردت بعضها وان كان يحكم نفسه في الامور اليومية، خصوصا الدين والعمل اليومي واللغة المستعملة. باعتقادي الأمور الأكثر تاثيرا وتغييرا في مساره التاريخي هو سقوط بابل عام 539 ق م. حيث فقد استقلاله السياسي. هنا اود ان ادخل في عجالة الى امر حدث خلال هذه الفترة او ادع البعض انه حدث، وهو تبني أبناء بلاد النهرين اولنقل الكلدان والاشوريون، اللغة الارامية، باعتقادي ان النظرية غير منطقية، قد يكون هناك تبني للخط الارامي وهو امر ممكن، وخصوصا لو علمنا ان من كان يعرف القراءة والكتابة في ذلك الزمن كان عدد محدود من الناس، قد لا يتجاوزو الواحد من الالف او اقل، وان عملية تبني هذه أدخلت كلمات جديدة في اللغة لا بل ان المثقفين يمكن انهم وكحال مثقفي اغلب الازمان أرادوا ازهار مهاراتهم فكتبوا بلهجة من كتب قبلهم بهذا الخط، ولكن ان نقول ان الشعب وهو في الغالب الاعم امي ويسكن أماكن متباعدة ولم يمتلك الاراميون أي سلطة سياسية او عسكرية او حتى ميزات أخرى، فهو امر من المستحيلات وما اقتناع البعض به الا استسلاما لحل يغنيهم عن البحث والتدقيق. من هنا ان لغة الشعب استمر ولكنها تدريجيا طعمت بكلمات أخرى لم يتم استعمالها في اللغة الاكدية الاشورية، ولكن للسنين تاثير على الحجر فهل لا يكون له تاثير على امر حي كاللغة، وما وصلنا اليوم من هذه اللغة تاثر بالمحيط وبالتطورات وبلغة الكنيسة أيضا. والامر الاخر الذي لايؤخذ بنظر الاعتبار، ان الشعوب او القبائل الاشورية والكلدانيةوالامورية والارامية والعبرية، من اصل واحد ولغتهم في ذلك الحين كانت قريبة باعتبار ان ما دخلها من مفردات كان قليلا وذلك لان التغييرات الفكرية والعلمية كانت نادرة في ذلك الوقت، من هنا نقدر ان نقول ان ما نستعمله من اللغة اليومية الان هو الامتداد الطبيعي للغة المستعملة في تلك الازمان ولكن مع الاخذ بنظر الاعتبار الظروف والتاثيرات والمدة الزمنية الطويلة بنظر الاعتبار.
 والامر الاخر اعتناق شعبنا التدريحي ولكن المتسارع للدين المسيحي. في ما بعد اعتناق الدين المسيحي، تغييرت أمور كثيرة، صارت الاخوة الايمانية اقوى من أي اخوة أخرى، رغم ان المسيحيين الأوائل لم يشترطوا الايمان لاقامة العلاقات الاجتماعية التي أساس الترابط بين الناس، فحتى الزواج كان يحدث بين الناس من مختلف الأديان لحين استيلاء المسلمين على هذه المنطقة. لا بل ان المسيحية في القرون الأولى كانت تشترط فهم الدين والقناعة التامة به لقبول الانتماء اليه، وعلى الأقل في كنيسة المشرق حيث كان لكل طفل شخص نسميه قريوا وهوليس الاشبين الشائع بل الاب الروحي، كان هذا الشخص الذي يتعهد بتعليم الطفل مبادئ الدين وكان يصير تلقاءيا الاب الثاني للطفل. ولكن الانتماء الديني، اثر في شيوع تسمية جديدة اوبالاحرى تسميتين، سورايا والتي تعني اتباع من اتى من سوريا الحالية، إشارة الى المبشرين الأوائل قدموا من ما نسميه اليوم سوريا (ومن هنا ليس مهما باعتقادنا الدخول في تفاصيل تسمية سوريا لانه ليس مهما كثيرا)، والتسمية الأخرى والمتاتية من كتاب التوراة، وهي الارامي، والتي كانت تعني في الغالب الغير المؤمن بالاه اليهود، يهوه او ايل او الها او الله،. هنا ورغم ان الدين المسيحي لم يكن سياجا خالصا يمنع الاختلاط والتزاوج مع الاخرين، الا ان الناس بدات باطلاق التسمية سورايا لكل معتنق للدين المسيحي، واراميا لكل من بقى على عقيدته السابقة. وظهر للمسيحيين في المشرق او في المناطق التي كانت تحت حكم الفرثيين او الفرس، قيادة من نوع اخر، قيادة يتوجهون اليها في شؤونهم الدينية، قيادة تتحكم بترسيخ مفاهيم مركزية مثل الصلاة الموحدة والطقس الموحد والزي الموحد، وحتى الاكل والصوم. ولكن هذه القيادة لم تحاول ان تستغل طاعة الناس لها، لكي تتحول الى قيادة سياسية، بمعنى ان تشكل لنفسها قوة ودولة وتحمي المؤمنين والتابعين لها، رغم سهولة امتلاك الأسلحة وانتاجها في ذلك الحين. وليس من الطبيعي ان نقول ان المسيحية اثرت فينا فقط من الناحية الدينية، بل يمكن انها اثرت في أمور كثيرة من مفردات لغوية وكما قلت تقسيم الناس الى سورايا وارامايا، كما ان معتقدات الناس السابقة اثرت في المسيحية حينما تم تبني الكثير من الأعياد والاحتفالات الدينية والشعبية السابقة واضفاء صبغة  مسيحية عليها. وكان المتغيير التاريخي الاخر هو الاحتلال الإسلامي، هذا الاحتلال فرض على الناس تقسيما جديدا، اهل الذمة من اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى والصابئة، ومن لم يكن منهم فام الإسلام او القتل، اهل الذمة عليهم الجزية، وهذه الجزية كانت تتبع اهواء الحكام وبيت المال، فان كان خاويا فتزيد، ولان الناس كانوا فلاحيين في الغالب، ولان الإسلام كان يمنح مزايا كثيرة للرجال خصوصا، الزواج والطلاق، الاسلاب والغنائم، والتخلص من الجزية، والاهم ان المسلم كان يمكن ان يامر الاخرين ممن هم غير مسلمين ويستغلهم لانه بحكم الدين صار سيدا. واذا كنا نقراء عن مشاركة المسيحيين السريان في تقدم الحضارة الإسلامية، فهذا في المدينة حيث كانت الحاجة الى خبراتهم العلمية والثقافية ماسة. ولكن في القرى والكفور كان يمكن لاي ملا او مفتي ان يفتي بكفر الاخر ويعمل به ما بشاء والاخبار ما كانت تصل الا بعد ان يتحول الكثيرين وبعد التحول كان يمنع عودة من اعتنق الإسلام تحت أي ظرف الى عقيدته السابقة. وحدثت تاثيرات دخلت في صلب الايمان أيضا فمسألة الصور التي تشددت فيها كنيسة المشرق مثلا كانت بتاثير من الإسلام، ومسألة تعميد الأطفال كان بتاثير من القوانين الإسلامية التي تبيح قتل كل او فرض الإسلام على كل من ليس من اهل الذمة. ولكن التاثير الأكبر الذي حدث مع الاستعمار الإسلامي كان تقسيم الناس حسب اديانهم، ووضعهم في درجات متفاوتة. وهذا التقسيم لم يكن تقسيما طبيعيا أي ان الناس تنتمي الى اديان مختلفة ويكون هناك تقارب بين ألمنتمين لدين معين اكثر مما بين أبناء الأديان المختلفة. بل كان التقسيم قانوني. صحيح ان تاثير الدين في تقسيم المجتمع بداء مع الزارديشتية والمسيحية ولكن كما قلنا في الإسلام صار قانونا، يفرض القيم والقوانين والممارسات الإسلامية كامر واقع يجب الالتزام بها، لا بل ان أبناء بعض الأديان مثل المسيحيين واليهود تم الفرض عليهم ارتداء زي معين (راجع قوانين عمر) وخصوصا في ازمنة بعض الخلفاء مثل عمر بن عبد العزيز او المتوكل. ولكن كانت هناك ميزة ما لا تزال باقية، فالخلافة العباسية مثلا كانت تتعامل مع المسيحيين على الاغلب من خلال بطريرك كنيسة المشرق، لانه كان في بغداد، او ان الولاة كانوا يتعاملون مع البطاركة ولكن في ظل تعامل قانوني واحد.
 ومع استيلاء الدولة العثمانية وفرض سيطرتها على المنطقة، كان التعامل مع المسيحيين من خلال البطريركية اليونانية في البدء، اللا انه في ما بعد، تم ترسيخ نظام الملل، حيث تم التعامل مع كل ملة كجهة مستقلة عن الاخريات. وخلال اكثر من ثلثما ئة سنة من نظام الملل، ترسخ مفهوم الانقسام والتباعد بين بين أبناء امة وشعب واحد. وعلى الرغم من ان الكنيسة الكلدانية لم تنقسم من كنيسة المشرق فعليا الا بعد عام 1780 ميلادية، الا ان التفسيم الملل ومحاولة البعض ترسيخ الانقسام بخلق أسس وهمية سواء دينية او اجتماعية له، جعل البعض يعتقد ان هناك تمايزا حقا بين المكونات الطائفية لشعبنا.
نعم ان كنيسة المشرق ضمت شعوبا من أصول مختلفة، ولكن المتكلمين بالسورث هم شعب واحد، هم سوراي او اشوريون او كلدان، وعندما أقول او فهذا معناه ان أي تسمية من هذه التسميات تليق بهم. واليوم لا معنى ابدا لصراع التسميات، لان أي من هذه التسميات هي لنا ومن انتاج شعبنا وجزء طويل او قصير من تاريخنا، والمفترض ان نحتفي بها، لان ازالتها من دفتر ذكرياتنا اما ستجعل منا ذو اصل مجهول او تترك فراغا مبهما في المسيرة التاريخية لشعبنا. اليوم لا هناك خيار تم اختياره لتاطير الحركة القومية لشعبنا وهو الاشوري، وكان يمكن ان يتم اختيار الكلداني او السرياني، ولكن لنفترض ان الاشوري تم اختياره نتيجة للصيت الذي احدثته الامتشافات الاثرية فما الضير من ان يفكر الناس من الاستفادة من مرحلة مراحل تاريخهم لنيل حقوقهم، وهنا نحنة نتحدث في أواسط القرن التاسع عشر وضروفه الفكرية والعلمية والتواصل. علما ان التسميتين الاخرتين كانتا مستعملة في تسمية الكنائس، كاستعمال بطريرك بابل على الكلدان اوتسمية الكلدان وعلى الاغلب ان البابا   أوجين الرابع عندما اصدر براته بوجول تسمية المتحولين الى الكاثوليكية بالكلدان في 7 آب من سنة 1445 م، انطلق من حقيقة ما وهي ان الكنيسة كانت في الغالب تعرف لدى الدوائر الغربية باسم الكنيسة المسطورية، فمن المحال تسميتهم النساطرة الكاثوليك، ولذا اختار تسمية كلدان .وكذلك ان تسمية السريان كانت مستعملة في اسم الكنيستين السريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك، من هنا فان حضور الاشورية كانت الأقوى في الخيار. وليس الأصول الجينية للناس.
الحركة القومية تحت المسمى الاشوري، هي حركة في الغالب علمانية على الأقل من حيث نظرتها لابناء شعبنا من مختلف الطوائف المذهبية في المسيحية. وليس ممكنا لها ان تكون كذلك في نظرتها لبقية المذاهب والأديان وان حاولت التطور نحو ضم او محاولة ضم الاخوة المندائيين والازيدية، واعتقد ان المحاولات جارية وعلى على المستوى الفكري على الأقل. وهذه العدم إمكانية متأتية من الإمكانيات الواقعية لهذه الحركة امام إمكانيات العرب والكورد وليس من الحد من الطموح الحقيقي لها.
لو نظرنا الى مضمون الحركة القومية الاشورية، فان هذا المضمون يؤكد على حقائق معينة وهي ان خلاص شعبنا او امتنا هو في العمل بصورة جماعية او(وحدة) من اجل التخلص من تحكم الاخرين بنا، وللتخلص من المذابح والاعتدات التي تطالنا،واستغلال خيرات بلدنا لصالح شعبنا. ولكن مما تتكون امتنا، في هذا المنظور، انهم كل المتكلمون بالسورث او لشانا سوريايا واحيانا سمى باسم لشانا كلدايا او اتورايا وه مسميات لنفس الشئ. وبالتالي فان تعريف مضمون الهوية الاشورية أعلاه يعني ان الاشورية حددت الاطار الفكري الواضح لها، اعتمادا على اللغة وليس على الكنيسة وليس على التسمية أيضا. واليوم عندما يأتي الكلداني ويقول ان الاشوري يسرق تراثي او لا يعترف بوجودي، فهذا يعني ان تقول للاشوري عليك ان تتنصل من كل تاريخك وكل مفاهيمك القومية، وتبنيها على أسس جديدة. ولكن الكلداني في الاخر حينما تضطره سيعود ويعترف ويقول ان الكلدان هم كل من تكلم الكلدانية او بالأحرى السورث. وهنا عاد الى مضمون الاشورية دون ان يتبنى التسمية فقط.
في حوارات متعددة مع بعض الاخوة من المتبنين للتسمية الكلدانية، حاولوا باعتقادي تبرير وجود الكلدان بمعزل عن الاشوريون، ففي حوار سابق مع الاستاذ حبيب تومي قبل سنوات قال ان كلدان سهل نينوى أتوا هجرة من وسط وجنوب العراق الحالي ابان القرن الرابع عشر الميلادي، طبعا هذا غير ممكن فالناس تهاجر في الغالب طلبا للامان، ومن استقراء التاريخ نلاحظ ان اهل المنطقة خلال القرون المذكور كانوا يتعرضون لسلسلة من الاعتدات والهجمات والمنطقة برمتها كانت ساحة للصراعات المختلفة، مما اضطر الكثريين للجؤ الى الجبال العصية للحقاظ على انفسهم وعلى معتقداتهم، في حين ان وسط العراق وجنوبه بالاخص كان الكثر امانا، عدى بغداد. والامر الاخر ان الكثير من الساكنين في قرى ومدن سهل نينوى سيجدون لهم أصول من قرى الجبال، او ان اجدادهم أتوا من اشيتا او غيرها من مناطق الجبال، وحينما نخضع مقولة الكلداني والسراياني للامتحان امام هذه الحقيقة ونتسأل مالذي غيره الناس فيهم لكي يتغيروا من الاشوريون الى الكلدان، في الحقيقة لاشئ الا المذهب الديني، باعتبار ان كنيستهم كنيسة المشرق اعتبرت في الغالب كل المسيحيين اخوة.
اذا اذا كانت تفاصيل او أسس اومفردات الهوية واحدة، فلما التسميات المختلفة؟ هنا هو السؤال، واعتقد ان الإجابة الواقعية له انه بسبب الكنيسة اوبعض الكنيسة التي حاولت ان تلغي أي دور او تطلع سياسي لابناء شعبها، سيرا على مخطط غريب ان مهمة الكنيسة هي الحفاظ على الدين وليس القومية، متناسين ان من مهمة الناس الحفاظ وتطوير مفرادت هويتهم القومية التي اليها ينتمون وان يتمتعوا بخيرات بلدهم ويطوروا وبشكل مستقل ثقافتهم ويسنوا قوانينهم التي تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم . والتعريف المتطابق للهوية الكلدانية والاشورية، والتوجه العام لاغلب أبناء الكنيستين (الكلدانية والشرقية بفرعيها) للاعتراف بالتسمية الاشورية كاطار، يعني وضع محتوى الحركة القومية تحت التسمية الكلدانية امام إشكالية كبيرة وهي الهوية أساسا. لان السؤال الأساسي المتأتي سيكون اذا كانت مفردات الهوية متطابق او متشابه لحد اكثر من 95% فلماذ هذا الانقسام وتشتيت الجهد، هل فقط لاجل التسمية والتسميتان من تراثنا، ومن تاريخنأ، لا بل ان الحركة القومية الاشورية تفتخر وتضم الكلدان ضمنها وتعترف بالمرحلىة الكلدانية وتفتخرببابل كافتخارها بنينوى، في حين انكم تلغون المرحلة الاشورية من تاريخكم وتعتبرونهم اغراب ليس الا؟ هذا ناهك عن ان كلدان ايران يعترفون بهويتهم القومية الاشورية وكم لا باس به من سريان تركيا وسوريا، لا بل ان التحرك القومي السرياني يستمد قوته من تراثه الاشورية واغلب التنظيمات السياسية العاملة في هذا الطيف من شعبنا تعترف بالتسمية الاشورية لوحدها او تستعمل التسميات الثلاثة (الكلداني السرياني الاشوري) او (السرياني الاشوري). والامر الاخر ان الكثير من كلدان مناطق زاخو وصبنا ومانكيش ودهوك ونزولا الى سهل نينوى يعتزون بانتماءهم القومي الاشوري، فهل من اللائق اطلاق تسمية المتأشور عليهم وهم يفتخرون بنفس الهوية التي تدعون الدفاع عنها؟ انها أسئلة محورية باعتقادي على من يتصدي للعمل بالتسمية الكلدانية اوبالحركة القومية الكلدانية ان يعالجها. ان الهوية ليست كلمة نطلقها وكفى، انها مفهوم واذا كان مفهوم الهوية لدى كل أبناء شعبنا واحدا فعلام الصراع المستديم لاجل تسمية هي بالاول والأخير جزء من تاريخنا وعلينا ان نتصالح معها، وعلام الاستمرار فيه وترك معالجة الأمور الأكثر الحاحا، مثل تثبيت حقوق شعبنا ودعم شعبنا للتشبث بالأرض وترسيخ مفاهيم الهوية المشتركة لديه. ان التسمية الثلاثية والتي لم تلقى رضى الكثيرين هو اتفاق للحفاظ على الحد الأدنى من حقوقنا ووجودنا في ظل الصراع التناحري الغير المجدي والذي يحاول البعض ان يجعله اما قاتل او قتيل. وخصوصا بعض الموتورين ممن يحاربون لاجل فتات المصالح الفردية واقسام من الكعكة لغايات شخصية، وليس لترسيخ الحقوق وتثبيت مفرادات الهوية التي يظل يستعملها كمفردة ولكنها لديه فقط عنوان واحد هو التسمية.   

114
المنبر الحر / اين حلمنا.... ؟
« في: 23:49 18/10/2015  »
اين حلمنا.... ؟



تيري بطرس
الادعاء بالوطنية، ليس وطنية، فالوطنية والشعور بالانتماء، لارض نسميها (الوطن) ومجموعة بشرية نسميها (الشعب) لن يخلقا وطنا ولا شعبا. ان ما نمارسه في الغالب هو تقليد لما نشاهده ونراه لدى الاخرين. صحيح ان تواجدنا في ما سمى لاحقا العراق، خلق منا لملوم، يتوحد حول اكلة الباجة واليابسة والتشريب والعصبية والصراخ، ولكنه لم يتعد ذلك، ان ما وحدنا هو الغرائز وليس الامال والاحلام والقيم العليا. انها أزياء نلبسها ويمكننا تغييرها حينما تتغير المودة. فالوطن يتطلب وجود مواطنين متساويين في الحقوق والواجبات، مواطنين احرار في التعبير عن ذواتهم.
لا اعلم حقا منذ متى تم استعمال كلمة الوطن، بمفهوها الذي يعني ذلك السياج الذي يضم مجموعة سكانية تديرهم مؤسسات معينة. فكلمة الوطن العربية قد تقال لاي مكان نشاء في الانسان، وتربى وله فيه ذكريات، ممكن ان يكون واحة في الصحراء، ممكن ان يكون مجموعة  من الخيم تقام، قرية صغيرة، ولكنه بالتأكيد لم يكن مؤسسات وتشريعات وحدود.
في العراق نادينا باننا شعب عراقي، وزايدنا بعضنا على البعض في هذه المناداة، ولكننا عملنا كل جهدنا الى تحطيم معنى الوطن والمواطن والشعب. فكما قلنا الوطن والمواطنة يتطلبان المساواة، ونحن في عملنا الوطني رفضنا المساواة وقمنا بفصل مجموعات قومية وطائفية وحزبية ونعتناها بالخيانة، وهذا لم يقتصر على طرف معين، بل كل طرف شعر بقوته مارس ذلك وبكل همة وإصرار.فقد تم وصم النخبة السياسية في العهد الملكي بانها عميلة الاستعمار وخصوصا البريطاني، والشوعيون توسعوا قليلا وقالوا انها أي النخبة عميلة الامبريالية والاستعمار، اما القوميين العرب فقالوا عملاء الاستعمار والصهيونية. كل هذا والعراق ما كان قد مر على تأسيسة الا سنوات قليلة، لنقل اقل من أربعون سنة، أي لتاريخ استلام الحكم من قبل طبقة من العسكرتارية ومن والهم من الأحزاب. أي ان تجربته كوطن وكدولة وكموؤسسات تنموية غاية في القصر وما كان يمكن نعتها او وصفها بتلك الصفات. وعلى ذكر هذه الاتهامات، أتذكر وانا في صف المعارضة المسلحة في عام 1985 ان احد أصدقائي قال ان صدام حسين عميل لامريكا، فرفضت مقولته وكان يستند الى شهادة قبل ان رئيس اركان الجيش سوري قالها نقلا عن جمال عبد الناصر. طبعا الكل يعلم ان من حق رئيس الدولة ان يتحاور مع أي طرف ليحقق رؤيته او واجبه تجاه مصالح وطنه، مهما كان راينا الخاص بهذا الرئيس اكان دكتاتوريا شوفينيا كصدام او ديمقراطيا ليبراليا. اننا استرخصنا شعبنا ومسؤولينا والاهم اننا استخرصنا كلمات مثل العميل والخائن لمجرد الاختلاف في الجزئيات. واستخرصنا اهم أسس قيام الدولة حينما تحول كل واحد منا قاضي وشرطي، وخصوصا الأحزاب السياسية التي حكمت البلد وارادت التخلص من معارضيها ولم تكن هناك اهم من تهمة الخيانة والعمالة.
ولكن الشيوعيون والقوميين وغيرهم من مدعي الوطنية، هللوا لما مارسه رشيد عالي الكيلاني وبكر صدقي بالاشوريين في مذبحة سميل عام  1933 ، وكل من موقعه، فبعضهم لانهم اعتبروا بكر صدقي تقدميا لانه قال العرب جرب، وبعضهم لانهم اعتبروا ان الاشوريين كفار نصارى يستحقون الموت لانهم يتطاولون للمطالبة بحقوقهم في بلد إسلامي، ولم يكفيهم انهم يعيشون في هذا البلد دون ان يتم اخذ الجزية منهم. والبعض بحجة انهم انفصاليون. وهؤلاء كلهم نعتوا الكورد بانهم يريدون إقامة إسرائيل ثانية، ونعتوا قيادات الكورد بانها عميلة للامبريالية والصهيونية، وليس هذا بكافي، بل ان ان خصوم القيادة الكوردية من الكورد انفسهم، مارسوا ونعتوا القيادة باشد ما نعتتها الأحزاب العروبية (القومية) والوطنية (؟) والإسلامية (المؤمنة أي التي تحافظ على شرع الله وكان الله عاجز لاحيل له ولا قوة). وهكذا كان العراقيين مع مواطنيهم اليهود ابان الفرهود او بعده مرورا بحملات الإعدام في بداية انقلاب البعث عام 1968.
ولكن ا (الكلدان السريان الاشوريين)، موضوع مقالنا هذا، لم يقصروا في نعت بعضهم البعض باشنع الصفات والنعوت والاتهامات، فهم القوميون والمناضلون والذي يعملون من اجل نيل حقوقهم المسلوبة من قبل العرب والكورد والفرس والترك، لم يتوانوا في الباس معارضيهم صفات الخيانة والعمالة، مرة للحكومات القائمة ومرة لمعارضيها ومرات للاستعمار البريطاني.
الحرب مشتعلة بين مؤيدي ومعتنقي التسميات على حساب الانسان الحامل لنفس الإرث، ويتم التراشق بالاتهامات، والكل خسران، لا يجد له مأوى، الا في ديار الغربة ولعل اأمنها الأكثر بعدا عن (الوطن). يتم اتهام الاشوريين من قبل أصحاب التسميات الأخرى، بانهم صنيعة الاستعمار الإنكليزي، تسمية وقضية وهدفا، وينسون هؤلاء ان انغماسهم في التعريب وتقديم التنازلات لم ينقذهم ولم يفدهم ولم يترك لهم ما جمعوه بكد الجبين. والغريب ان من بين معتنقي التسمية الاشورية من يتهم احد الأطراف بانهم عملاء الإنكليز، وكانوا هم الطرف الوطني، وينطبق عليهم المقولة نفسها، التي تنطبق على مؤيدي التسميات الأخرى، اما الطرف المتهم بالعمالة فهو يتهم متهميه بانهم كانوا عملاء الحكومة؟ هذه التبادلية من الاتهامات والاتهمات المتبادلة، والتي تجعلنا نشعر بان لنا قضية او اننا نمتلك مبادئ، كانت او بالأحرى هي طريق الانتحار الجمعي عراقيا وقومياته واشوريا وتسمياتهم.
مع قيام انقلاب السابع عشر من تموز عام 1968، وخلال سنتين، اتخذ الانقلابيون توجها، اكثر انفتاحا، سواء كان الامر لتركيز سلطاتهم، او ان كان حقا وعيا منهم بحقوق الاخرين، الا ان هذا التوجه، جعلهم يقرون بيان 11 اذار، والجبهة الوطنية والحقوق الثقافية للتركمان والناطقين بالسريانية. وكان لشعبنا حقوق يجب ان تقر، ونتيجة لان شعبنا المؤمن بالاشورية كان الا كثر تنظيما فتمكن من الحصول على البث الإذاعي باسم صوت الاشوريين (قالا اتوريا). باقي اخوتنا من أبناء التسميات الأخرى لم يطالبوا بان يكون لهم صوتهم الخاص، بل انصب جم فعلهم على تغيير هذه الصوت الاشوري الى إذاعة الناطقين بالسريانية، وان تكون احدى نشرات الاخبار باللهجة الالقوشية. وعندما تم الضغط والعمل من اجل تعليم اللغة في المدارس، تدخلت نفس القوى من اجل ان يكون التعليم باللغة السريانية القديمة، وليس بالحديثة، رغم ان اغلب المتدخلين لم يكن يعير اللغة أهمية أصلا، وهكذا تم طبع الكتب ووضعت على الارفف، وخلال المؤتمر الذي اداره صدام حسين حينما كان نائبا في قاعة الخلد، كان القائليين بانهم اشوريين هم من طرح ترسيخ حقوق شعبنا وصولا الى الحكم الذاتي، مما حدى به للقول على هذا يجب ان نطالب بالاندلس (في مغالطة متناسيا انهم أي العرب كانوا محتلي الاندلس ولكن الاشوريين هم مواطني العراق الاصلاء) وفي تلك الأعوام صدرت مذكرتين تطالبان بحقوق شعبنا احداهما باسم الاشوريين والأخرى باسم السريان الاشوريين ووزعتا على الناس خفية او من خلال تنظيمات سياسية اشورية. وهكذا كان عام 1992 حينما تم إقرار التعليم باللغة السريانية، تدخل البعض من اجل ان يكون تعليم السريانية بالسبريتا أي القديمة ، أي المستعملة في الكنيسة والتي لا نستعملها في حياتنا اليومية، علما ان اغلبهم لم يدفع ابناءه للتسجيل في المدارس التي تعلم بالسريانية بل بالتي تدرس بالكوردية، والمفارقة ان التعليم المسيحي كان بالعربية، لاناس لا يتكلمونها، وليست لغتهم الام. واتذكر حادثة تعبر عن مدى غبن احدنا للاخر، ففي تلك المرحلة اقامت وزارة التربية مهرجان سمى بمهرجان افرام حنين، ودعت اليه الخبراء والعلماء والباحثين في هذه العالمين مار افرام القديس والشاعر المعروف وحنين بن إسحاق الطبيب والمترجم المعروف في العصر العباسي. واتصلت اطراف بنا في لجنة الشباب الاشوري في كنيسة مار عوديشو في منطقة الصناعة، لمشاركة جوقتنا في هذه المناسبة، وقد وافقنا برحابة الصدر واتذكر ان الاب فليب هيلاي قام بتدريب إضافي للفرقة، ولكن مع الأسف يوم المهرجان وفي الكلمة التي القيت والتي القاها احد المطارنة تم ذكر الكنيسة الكلدانية والكنيسة الارثوذكسية كحاملة للتراث الافرامي، وتم تجاهل كنيستنا، مستغلين غياب رجال كنيستنا من الدرجات العليا واقتصر الحضور حينها على نيافة مار سركيس، وحينها قلت وبصوت واضح ان لم يتم الاعتذار والاشارة الى كنيسة المشرق فاننا سنترك المهرجان، وبعد اخذ ورد والقول بانهم نسوا تم الاعتذار لكنيستنا وشاركنا في المهرجان ولكن الامر ترك خصة لأننا ادركنا ان الامر لم يكن نسيانا بل تناسي.
مادفعني لكتابه هذه الاسطر، هو عودة البعض وخصوصا في ظل فشل محاولات الوحدة الكنسية، والتي لم يحاول احد فيها ان يوحد أصلا. الى التخوين المتبادل، دون مراعاة لواقع الظروف التي مرت بها الامة والشعب في تلك الأوقات والتي تكاد ان تتكرر حاليا أيضا.
لا اعلم عن أي وطن ووطنية يتحدث البعض، هل الوطنية والوطن يتجسدان فقط في الحكومات العروبية، وفي السلطة التي تنبثق من بغداد فقط، ام ان الوطن متساوي بكل مناطقه من البصرة الى زاخو ومن رطبة الى خانقين. وتتساوي هذه المناطق بالمكانة وبالدور في تشكيل الوعي الوطني. ان ما حدث هو ان البعض اقر بالواقع القائم حينذاك، ليس لان من فرض الواقع كان وطنيا، بل لانه كان الأقوى. اليوم الوطن والشعب والتسميات كلها معرضة لتتناثر وتسير مع هبات الهواء.
صار من حقنا ان يكون لنا تصور للوطن وللعلاقة بين مكوناته، ومن حقنا ان نناقشها وبكل حرية مع الاخرين، لكي يتم اخذها بنظر الاعتبار، والا في أي حالة فرض تصور لم نشارك فيه، يعني ان الوطن ليس صالح لنا وحينها وبعض النظر عن الإمكانيات والقدرات، من حقنا ان نلجاء لكل السبل لترسيخ حقنا في ارضنا، لانها ارضنا كما هي ارضهم وهذ الهم تعني العرب والكورد والتركمان.
للذي هو مستعد ان يخون الاخر من أبناء شعبه سواء كان من هذه الكنيسة او تلك،  من هذه التسمية او تلك، الاحرى به ان يحاول ان يظهر قدراته وامكانياته في اخذ الحقوق التي يدعيها من بين انياب من اخذها منه وليس من المشابه له في الواقع والمعاناة.
التاريخ لا يقراء على أساس العميل والخائل والوطني البطل، التاريخ يقراء بعرض الواقائع وأسباب اتخاذ القرارات المختلفة من اطراف كان يجب ان يتوحدوا في قرارهم. وحينها يمكن ان ينصف الكثيرين. ان عملية التسقيط التي احترفها البعض لن تتوقف عن حد، بل انها ككرة الثلج تكبر وتكبر تأخذ معها الجميع الى الهاوية. اليوم أرى ان افضل السبل لتحقيق رؤية مشتركة للوطن كلدانيا سريانيا اشوريا، هي البحث عن مصالحنا العامة المشتركة، ماذا نريد، وليس ماذا نعمل لكي يسكت الاخرين عنا، ماذا نريد وكيف نحقق ما نريده، طبعا هذا اذا تمكنا من ان نقوم بذلك وشعبنا في ارض الوطن وليس في المهاجر.

116
مار كوركيس الثالث صليو... البطريرك الحادي والعشرون بعد المائة


تيري بطرس
في يوم الجمعة المصادف 18 أيلول 2015 تم انتخاب غبطة مار كيوركيس صليوا، مطران العراق وروسيا، ليتسنم منصب البطريركية ويكون البطريرك الحادي والعشرون بعد المائة لكنيسة المشرق الاشورية. ونحن اذا نبارك لغبطته هذا الاختيار، فاننا نتمنى له ديمومة الصحة والعمر الطويل لخدمة الكنيسة وتقدمها وترسخها في حياة ابناءها وثباتها كشاهدة على الايمان والصراع مع الشر أينما كان.
الكنيسة ليست مجرد مجموعة من الابنية، بل هي مجموع المؤمنين، بخط وعقيدة واحدة، ومن هنا فالكنيسة تتعامل مع أناس لهم ميول مختلفة ومصالح وامال عديدة، ان التوفيق في هذه الأمور ليس امرا سهلا ولكنه في عين الوقت ليس مستحيلا، فالمؤمنين اليوم وفي عصر الاعلام المفتوح وارتقاء مستواهم العلمي وتنوع اختصاصاتهم ومعارفهم العلمية والأدبية واللغوية، يفرضون واقعا اخر على رجال الكنيسة، بالتأكيد انه ليس واقع الاستجابة التامة لكل ما يصدر عنهم او حتى احالته الى رب العالمين في قولنا اعملوا ما يقولون ولا تعملوا ما يعملون. ان الناس لم تعد ترى في رجل الدين الشخص المقدس المنزه، وليست مستعدة لتراه بهذه الصورة، بعد ان تم تشويهها من قبل الكثيرين. فالكثير من رجال الدين او الكنيسة اعتبروا تسنمهم منصبا او موقعا في الكنيسة صك مفتوح لاصدار الأوامر والبعض لممارسة امراضه النفسية في السيطرة والقيادة والا فالويل لمن لا ينصاع (حتى انني اشبه علاقة بعض الأساقفة مع الكهان بعلاقة ضباط الجيش العراقي بنواب الضباط وضباط الصف الذين كانوا يواجهون صخط الضباط وسخط الجنود). وعليه نرى ان تكون للكنيسة ومجلسها السنهاديقي موقف واضح من هذه الأمور، وان يقوم رجال الدين بفهم ان واجبهم ليس توجيه الأوامر بل الاقناع، وان الكنيسة ليست المجال لممارسة السلطة، بل لترسيخ الايمان واظهاره باجمل صورة. ولم شمل المؤمنين حول أمور أساسية وليس خلق حزازيات بينهم لاجل تسيرهم، ودفع الأساقفة لتحقيق الإنجازات الممكنة في الابرشيات التي يرؤسوها.
الكنيسة منقسمة منذ البدء قهذه حقيقة، لانها أصلا لم تكن متوحدة، في يوم من الأيام، ولكنها في البدء لم تكن مؤسسة، لها كادر متفرغ وسياسة تسير على نهجها، في البدءكانت ايمانا صافيا وبلا أي تعقيدات ولكن تطور الأمور وانتشار التفاسير والاجتهادات توجب ان تكون لها قيادة ومجالس وسياسة وتفسيرات محددة. ولكن كنيستنا المشرقية، منقسمة منذ اكثر من خمسمائة سنة ومن ثم تجدد الانقسام الثاني منذ اكثر من خمسون سنة، ان هادي الكنيسة وقائد ربابنتها، عليه ان لا يقف عند انه الصح والاخرين خطاء، فهذا موقف ايماني صرف لا ينظر للانقسامات من باب اختلاف الرؤى والمصالح.  من هنا نتمنى من غبطته حينما يتسنم مركزه، في السابعوالعشرون من الشهر الجاري، ان ينظر بعيون اكثر انفتاحا ورؤية اكثر تفهما لما يعتقده ويؤمن به الاخرين، على غبطته ان يعطي صورة كلية لمدبر الكنيسة كلها، وان ينظر من كل الاتجهات والمواقع ليرى، علاقة المؤمنين بعضهم مع بعض رغم اختلاف الكنائس، لكي لا يتجاوز المؤمنين الكنائس يوما وتجد الكنيسة نفسها انها في واد والناس في واد اخر. مع الكنيستين الأخيرتين، الكلدانية والمشرق التقويم القديم، يربطنا الكثير وليس الايمان المسيحي بل التاريخ واللغة والتراث والليتورجيا ووو وكوننا شعبا واحدا، وعليه انه من واجبنا ان نرى شعبنا في الضفة الأخرى كيف يفكر وماذا يريد. من هنا نجد ان يقود غبطته توجها نحو الوحدة، بمفاوضات وليس بشروط، والبحث عن مخارج وليس اما او، وهذا سيكون ممكنا لو كانت هناك لجنة او مجموعة تتحاور وتتفق على إيجاد مخارج لكل ما يستعصى على الحل لتعرضه على أصحاب الشأن وحينما ينضج حلا يمكن ان تعلنه. يجب ان نتجاوز عقبة الايمان الحق والقويم، فكلنا بالمسيح مؤمنين. وكل منا له اخطاءه وخطاياه وليس هناك من معصوم، ان شعبنا وكنيستنا المشرقية تتمنى ان تكون واحدة، لكي نتمكن من ان نتوحد مع كنائس شعبنا الأخرى، ممن لم تكن أصلا من كيسة المشرق.
هنالك الكثيرمن الأمور التي قد تكون صحيحة، وانا قد اتفق معها مع غبطته، ولكن ليس كل صحيح صائب، فالاصرار على المواقف الأيديولوجية والفكرية، بحجة كونها صحيحة قد يضر أبناء شعبنا وهم في نفس الوقت أبناء كنيستنا اوابناء كنائس شقيقة، وقد يخلق ياس وقنوط، ان التعامل في المجال العام هو تعامل مصلحي بالأساس، ماهي المصلحة، وأين تقع وماهي افضل النتائج، انيا وعلى المدى البعيد. يحضى غبطته بالتقدير الواسع من لدن أبناء الكنيسة ومن أبناء كنائس أخرى، وهذا التقدير هو راس مال جيد، يمكن استثماره في مجال تحقيق نتائج افضل لكنائسنا ولشعبنا. في مقالة سابقة أدرجت الكثير من الأمور التي أرى انه يجب ان تتوافر في بطريركنا الجديد، وأتمنى ان تتحقق لدى غبطته، فهذا اول من انتخب لدرجة البطريركية وهويحمل شهادة جامعية، وله خبرات ثقافية وادبية وتعليمية، وهو اول رجل دين بدرجة عالية خصص وقتا لتتبع اثار كنيستنا وشعبنا والقى محاضرات مختلفة في مواقع متعددة وتمكن من إقامة مكتبة للمطرانية، (للعلم ان اكبر كتاب في المكتبة هو كتاب الخودرا العائد لقريتنا بيبدي) وغبطته اهتم بالشباب وبانشاء مجموعات للاناشيد الدينية والتعليم بلغتنا الام. ولعل من اهم ما اقدم عليه كان قبوله ان يرسم مطرانا للعراق وهو في المهجر، كانت عودته واستقراره في العراق، مبعثا لفخرنا ولاعتزازنا. حينما عاد غبطته كنا قد شكلنا وفدا وذهبنا لاستقباله في مطار بغداد الدولي، وكانت اول مرة نشاهد الباب الذي يفتح من مجرد الاقتراب منه، وكان معنا الصديق المفقود في حرب العراقية الإيرانية الشماس دانيال بنيامين فكان بين الفينة والأخرى يخرج قدمة من الصف لكي يفتح البابـ مثيرا سخطنا خوفا من قيام الموظفين بطردنا.
عاد مار كوركيس الى العراق وكنيستنا بوضع غير سليم، وتمكن من ان يعمل وبجد ورغم الأوضاع المعروفة من سيطرة النظام ووضعه حصارا غير معلن على كنيستنا وكل مشاريعها، الا انه حقق إنجازات باهرة في مجال البناء او بناء الانسان والمؤمن المرتبط بالكنيسة ورفدها بكهنة واساقفة شباب. تعاون مار كوركيس مع الجميع، وحينما حاول البعض في حواراتنا الشبابية الشكوى منه وانه يتعامل مع بعض المحسوبين على البعثيين، أتذكر انني  قلت ان كلامنا قد يعجب مار كوركيس ولكنه يريد أفعال واعمال ونحن ليس لدينا أي روابط وعلاقاته تساعده في مهمته، والحقيقة ان غبطته كان مهتم بتحقيق إنجازات وهو بالأساس كان بتعامل مع أبناء الكنيسة  ويستغل قدراتهم وامكانياتهم لهذا الغرض.
ما سيكون عثرة في مسيرة مار كوركيس قد يكون القدر الهائل من الاستقلالية التي كان يشعر بها بعض الأساقفة، ونرجو ان يكون هناك توازن بين الأوضاع العامة ومراعاة ظروف كل ابرشية وبين الالتزام بقوانين موحدة ويمكن الشعور فيها ان الكنيسة حقا فيها وحدة القرار. والامر الاخر باعتقادي ان أي محاولة للمقارنه بين غبطته وقداسة مثلث الرحمات مار دنخا، قد لاتكون في صالحه رغم امكانياته، وذلك لاختلاف  الظروف، ظروف شعبنا بالاخص، لانه بات اكثر تشتتا، واكثر بعدا من الكنيسة، ولان مار دنخا تحرك في حقل كان قاحلا حقا، واي انجاز مهما كان صغيرا، ظهر وبان. ان قدرات مار كيوركيس وخبراته باعتقادنا كفيلة بان تبعد  الكنيسة عن الوقوع في مازق كثيرة.
من الطرائف التي سمعتها عن غبطته، ان بعض أعضاء اللجنة المركزية للطائفة الاثورية (هكذا كانت تسمى) قدموا له احد أعضاء الامن العام والمعروف باسم ادور، وكان يتحدث باللهجة السوادية المستعملة لدى أبناء شعبنا في الغالب، فقالو نقدم لك الأخ ادور، فرد غبطته ولكنك الست كامل من الرمادي وكان هذا اسمه وهو من عشائر الرمادي، فوقع في ايدهم وانكشف الرجل انه لم يكن ادور ولا غير، بل من الامن العام لمراقبة تحركات الاشوريين وليكن عينا على الكنيسة وما يجري فيها.
الف مبروك اختيار مار كيوركيس ليكون راعيا للكنيسة، وكلنا امل اننا سنجد راعيا يمكنه ان يخلق علاقة اكثر صميمية بين الكنيسة كمؤسسة وبين المؤمنين، علاقة متناغمة ومتكاملة وترمي للبناء، وان تكون روحه المتواضعة خير معبر لتحقيق إنجازات في مسار وحدتنا القومية والكنسية.


117
من سيكون البطريرك الجديد؟



تيري بطرس

ابتدأ من يوم غد سيعقد المجلس السنهاديقي لكنيسة المشرق الاشورية، جلساته بغية العمل من اجل انتخاب اب جديد للكنيسة، اب يكون سليل مار ادي ومار ماري وما شمعون برصباعي وما اوا ومار طيماتيوس الكبير ومار يوالاها الثالث والكثير من الإباء  الافذاذ ممن جلسوا على هذا الكرسي الرسولي الكاثوليكي.
اود ان اشير انني كنت من الداعين للوحدة ومهما كانت التضحيات، ولكنني لست ممن يقومون بالانتقال والتغيير والتهجم حينما لا يتحقق حلمه، فاكيد ان حلمي قد اصطدم بوقائع مريرة كنت اعلم عن بعضها ولكنني منيت النفس بتجاوزها، لأننا نرمي الى تاصيل دول الكنيسة والكرسي البطريركي، ولكن وقع ما كان متوقعا، وهو ان الوحدة ما بين الفرعين الأقرب لكنيسة المشرق لم تتحقق، وكل سيحاول اثبات انه الاحق، ولكن الحقيقة ان لا احد يملك الحقيقة كاملة. ومستقبلا أتطلع من البطريرك الجديد لكنيسة المشرق الاشورية ان يحاول ان يلم بأسلوب المفاوضات وطريقة اجراءها وهذه التطلع موصول لكنيسة المشرق القديمة، لان التفاوض ليس فرض شروط او محاولة الاستقواء او التطلع للاستحواذ، ان التفاوض هو للوصل الى تحقيق الاهداف المشتركة، وهنا هي كثيرة وان كانت كل تلك الأهداف ووصاية السيد المسيح وما يتعرض له انساننا من محاولة سلخه من واقعه ومن هويته ليست كافية فما هو الحدث الذي سيجمعهم مرة أخرى يا ترى. اليوم خسرنا فرصة كان يمكن الاستفادة منها، ولكن تشبث البعض بمواقعهم رغم ان الوقائع تقول انهم لم يعود بمقدورهم إدارة الأمور، قد أوصل الأمور الى هذه النهاية، ولكن مرة أخرى أقول ان الانسان لا ينجح من الخطوة الأولى او الثانية، بل يجب الإصرار على ولوج طرق جديدة للوصول الى الغاية المرجوة، ولعل من أهمها محاولة المشاركة في فعاليات وحوارات ايمانية ونشاطات شبابية مشتركة.
قد لا يكون شخص البطريرك بذاته مهما، فكل المشتركين في السنهادوس قادرون ومتمكنون ونكن لهم التقدير والاحترام، ولكن الأهم هي  تطلعاته ومرونة اسلوبة وانفتاحه على الأطراف المختلفة وقدرته على الاخذ والعطاء، وقدرته على التطوير والبناء  وهذه كلها يمكن ان  نستدل عليها من تاريخ المنوي انتخابه. الحقيقة ان انتخابات المجلس السنهاديقي، وبما انها مفتوحة، أي ان الكل مرشح وليس هناك استثناء يجعلنا ان ندعو الجميع ان يكون خيارهم منصبا لصالح الكنيسة، الكنيسة كمؤسسة والكنيسة كمؤمنين، ولذا فاننا ندعوهم لتجاوز كل الحسابات الانية والعمل والفعل من اجل انتخاب بطريرك، يتمم مسيرة قداسة المرحوم مار دنخا الرابع، ويعيد ما حدث في عام 1976 حينما تجمعت كل العوامل لتجعل الجميع ينتخبون قداسته لهذا المنصب المهم والذي اثبت وبكل جدارة انه كان جدير به، رغم كل ما مر على الكنيسة والأمة والبلدان التي كان يعيش فيها المؤمنين. ندعوهم لاختيار رجل يؤمن بالعمل المؤسساتي وله خبره في هذا العمل، لانه من الان وصاعدا سيكون من المستحيل الحفاظ على الكنيسة ووحدتها الإدارية دون العمل المؤسساتي المنظم.
لقد تمكن قداسته من تطوير وإعادة العمل بتقليد الإباء في عقد المؤتمرات، لتطوير الكنيسة واخذ المشورة ومشاركة الجميع في القرارات التي تهم الكنيسة والمؤمنين، ولكن يبقى على من يخلفه ان يطور هذه العملية التي تؤدي الى بناء مؤسسة متمكنة وقادرة، وهي عملية ليست بالهينة ولكنها تتطلب التجارب والانفتاح وفرض الالتزام بالقوانين المسنة من قبل الجميع.
ان عملية اختيار البطريرك هي تتمة واجب أعضاء المجلس السنهاديقي، في اختيار مرشد، وقائد يقود الجميع في المهمات الصعبة، وخصوصا ان كنيستنا ومنذ تأسيسها قبل الفي عام، كانت تعيش هذه الظروف الصعبة، لانها أساسا لم تعش مع حكام من ابناءها او من حكام يؤمنون بايمانها، لقد عاشت حقا في غابة يحيط بها قطعان من الذئاب من مختلف الأنواع والألوان،ولكنها مع كل ذلك صمدت. فمن هو القادر على اتخاذ القرارت الملهمة للجميع، ومن هو الذي تمكن من ان يثبت للجميع انه تمكن من ان يبني من لاشئ واقع يشار له بالبنان. اننا يا اخوتي في المجلس السنهاديقي بحاجة اليه، وبحاجة اليكم لكي تتمكنوا من ان تختاروا حسب ما هو الأفضل للكنيسة.
لا يخفى على الجميع الواقع المأساوي الذي يعيشه أبناء شعبنا في العراق وسوريا والمهجر، ان انتخاب بطريرك يمكنه الحوار وتبادل الرأي والاخذ والعطاء مع مؤسساتنا السياسية بروحية بناءة وقادرة على تراكم الخبرة والامكانيات، ومع القوى السياسية الوطنية في العراق وسوريا، لهو امر مهم ان يؤخذ بنظر الاعتبار، لان البطريرك يكاد ان يكون احد اهم الأشخاص ممن يتم اخذ رأيهم بنظر الاعتبار، لاعتبارات تاريخية واجتماعية وواقع حال الانقسام السياسي في المنطقة فانه من المهم الالمام بلغة والتاريخ السياسي والجغرافي والتكوين الاجتماعي للبلدان التي نتواجد فيها بكثرة وخصوصا العراق وسوريا.  ان بطريركا مثل هذا يمكن أيضا ان يواجه أي حملة تضليلية ضد معتقدات الكنيسة، كما حدث مع قداسة مار دنخا، ففي الوقت الذي كان يستقبل على اعلى المستويات في الكثير من البلدان التي كان يزورها الا انه لم يسايرها في أي  ادعاء ودافع بصلابة ومهابة عن معتقدات الكنيسة، وشخصيا شهدت له مثل هذه المواقف حينما رفض مهاجمة النظام الإيراني ورفض اجراء مقابلة مع صحيفة الثورة العراقية لهذه الغاية، وحينما فند طروحات بعض رجال الدين المسلمين الذين كانوا يدعون ان النبي محمد هو المقصود بالروح القدس او فارقليطا، في عام 1989 في كنيسة مار كوركيس في طهران. داعيا المؤمنين للافتخار بايمانهم وان يدافعوا عنه من موقع المعرفة والعلم وليس التعصب.
ان تجديد الطقوس والممارسات الكنسية امر يفرضه العصر ومتطلباته، وعلى الايمان ان يتماشى مع إمكانيات وظروف الناس، ان التجدد هو سمة الحياة ولا يمكن لاي مؤسسة لا تجدد ذاتها ان تستمر، وعليه من الضروري ان يتم اخذ إمكانية القادر على التجديد مع الحفاظ على الاصالة، في نظر الاعتبار ان اردنا كنيسة قادرة ومتمكنة وتسير بحسب ايمانها ومقرراتها وليس بتلميحات وايماءات واوامر من خارج الكنيسة ومن خارج المجلس السنهاديقي والذي يعتبر اعلى سلطة في الكنيسة. 
من الواجب باعتقادي ان يؤخذ، بنظر الاعتبار قدرة البطريرك على التعايش مع التكنولوجيا الحديثة والالمام بالعلوم والاحداث السياسية المتسارعة والتفاعل معها، لان كل هذه الأمور تساهم في صياغة القرار واتخاذ الموقف السليم، ان انعزال البطريرك عن الحياة وعدم قدرته على التفاعل مع مجريات الأمور على المستوى العالمي وخصوصا ان كنيستنا باتت عالمية، بكل معنى الكلمة ليس فقط لتعدد الأمم  فيها بل لان مؤمنيها ينتشورن في اكثر من أربعين بلدا في العالم. من هنا ان وضع هذه النقطة في نظر الاعتبار سيساهم في ترسيخ دور الكنيسة في حياة الناس ويجعلها محور هذه الحياة.
ان اخذ تجارب الكنسية وخدمات المنوي اختياره امر ضروري أيضا لكي يمكن للبطريرك الجديد الحورا مع الكنائس الشقيقة والتي تختلف عن كنيسة المشرق ببعض الطروحات اللاهوتية والتاريخ الكنسي والحوارات الدينية والمذهبية.
ان تجارب الشبابية وا لاهتمام بهم ورعايتهم والعمل من اجل جذبهم للمعايشة الايمان من خلال الكنيسة امر ضروري لربان السفينة (الكنيسة) كي يمكن ان يسير بها في عباب البحار المتلاطمة. فبواسطة عضلات وعقول هؤلاء الشباب سيمكن ان تنتقل كنيستنا من جيل الى الاخر، وليس بالعناد والجمود. اننا نتمنى ان نرى بطريركا تقوده همة الشباب وخبرة وحنكة الشيوخ، بطريرك يمكن ان يخدم لفترة تمكنه من ان يسير بسفينة الكنيسة نحو الطور والتقدم والمشاركة بين المؤمنين والكهنة.
فلتهبكم الروح القدس من نورها نورا يمكنكم من انتخاب من يمكنه ان يقود كنيستنا الى بر الأمان، والرب معكم.

118
عندما يتغلب التكتيك على الاستراتيجية ،الاشوريين مثالا
او هل للمثقفين دور في وقف التداعيات السلبية؟



تيري بطرس
قبل أيام نشرت مقالة صغيرة في التنبيه لخطورة ما نشره وبثه الأستاذ سليمان يوسف سليمان، وقد وصفته بالناشط، ولكن بالحقيقة للرجل تاريخ طويل في النضال مع التنظيمات الاشورية وكان عضو المكتب السياسي للمنظمة الاثورية الديمقراطية لحين انفصاله وتاسيسه التجمع الديمقراطي الاشوري، بالإضافة الى نشاطه الإعلامي وفي ظل النظام السوري من خلال منابر عديدة تواصل معها ومنها صحيفة ايلاف التي كان ينشر اغلب مقالته على صفحاتها، حتى انه كان من اجرأ من انتقد النظام وممارساته واعتقل لهذا السبب.
المقالة هي لتنبه أبناء شعبنا لما يمكن ان يحدث ان صح ما نشره الأستاذ سليمان يوسف لا سمح الله، واليوم اطلعت على ما تعرض له الأستاذ أسامة ادور موسى وهو أيضا ناشط اعلامي وكادر من كوادر المنظمة الاثورية الديمقراطية، من تهديد واعتداء في السويد اضطرت الشرطة السويدية معها، ان تنقله الى مكان مجهول لحمايته ومطالبته بالسكوت لكي تضمن سلامته. ان كل جريمة السيد أسامة ادور موسى هي التنبيه لشرور وممارسات النظام السوري وهذا بالتوافق مع المعارضة السورية المدنية وتضم معها الاخوان المسلمين.
في الحالتين هناك أمور يجب ان تتوضح للجميع ولناخذ الدروس.
النظام السوري والمؤيدين له في خارج الوطن، وهم بغالبيتهم من هاجر وطلب اللجؤ على أساس انه مضطهد في سورية ومن نفس النظام، فما تغيير كان فقط جلوس الابن في محل الاب. ولكن ما غير موقفهم من النظام الى التأييد، ان نظام الأسد في كل الماقييس كان افضل من نواحي معينة مع المسيحيين عموما من نظام صدام وكانت هذه نقطة لصالحة في نظرهم، والامر الاخر ان المعارضة لم تبقى تلك المعارضة السلمية والسياسية التي يمكن ان تجذب الناس لها، لمطالبها الديمقراطية  وللحريات، فهم تظم بين أعضاءها فصائل غاية في التشدد وان لبست ثوب العفة والديمقراطية وهي الاخوان المسلمين مفقسي كل التنظيمات الإرهابية، وهي ان نجحت في اسقاط النظام فانها ستدعي تمثيل الأكثرية السنية وتفرض بعض اشد القوانين تاخرا. و من هنا أيضا كانت نقطة الافتراق الثانية مع المعارضة، ولصالح النظام. والنقطة الأساسية كانت انبثاق فصائل غاية في التشدد تمارس القتل والإرهاب باسم الإسلام ضد كل معارضيها وبضمنهم أبناء شعبنا وكل المسيحيين والأقليات الأخرى، وكانت هذه النقطة مفصلية لان هذه التنظيما مثل النصرة وداعش استولت على مناطق واسعة جدا ليس من سوريا بل في العراق أيضا مؤسسة شبه دولة عابرة للحدود السابقة بانية او املة في بناء دولة ذات نظام إسلامي صرف لا يقبل فيه الامن امن بما تؤمن به. وكلنا شاهدنا ممارساتها وما اثارته وما تعلق بشعبنا فقد كانت ضرباتها عنيفة ومؤذية حقا وخصوصا في مناطق سهل نينوى والموصل والحسكة وبعض المناطق المعزولة الأخرى. هذا هو الوضع من ناحية النظام ومؤيديه وأسباب تايدهم له.
المعارضة، في كل النظم السياسية توجد معارضة للنظام القائم وتكون بديله في حالة رغبة الشعب تغيير الحكومة، وهذه الرغبة محددة في فترة معينة يستدعى الشعب لابداء رايه مؤيدا او معارضا، وتضمن الحكومة العملية بحرية تامة ودون تدخل منها الا في توفير افضل السبل لكي يظهر موقف الشعب واضحا وصحيحا. في بلداننا العراق وسوريا كمثال، استدعى الشعب مرة تلوة الأخرى لتأييد استمرار نفس الحكم والا فالويل لمن يعارض. ومن هنا حدث اختناق وتراكم المشاكل وابتعاد النظام عن الشعب وعن مطالبه لا بل تذمه من هذه المطالب وكان تحقيق أمور معينة هي منة منه للشعب. ان تراكم المشاكل وتكميم الافواه وعدم منح فسحة للحرية ولابداء اراء أخرى دفع الكثيرين لمعارضة الأنظمة، وكان عليها ان تبحث عن حلفاء، والحلفاء ليسوا دائما تحت الطلب بل يتطلب التحالف التنازل عن أمور معينة لصالح تحقيق  وضع افضل من الواقع الأفضل. وباعتقادي ان المنظمة الاثورية الديمقراطية كانت محقة في سعيها لضمان مستقبل شعبنا في حالة نجاح المعارضة في الوصول الى السلطة، وكانت محقة في فتح الأبواب للحوار مع الأطراف وأحزاب شعبنا وان لم يكونوا من نفس الأطراف وكان كل طرف متحالفا مع مجموعات أخرى. ولكن موقفها في البداية رافقته من بعض كوادرها ممارسات سلطوية او محاولة فرض الذات على الجميع وكانهم هم الممثل الوحيد لشعبنا.
بالرغم من انني لا أؤيد نظرية المؤامرة ولكنني أؤيد قيام اطراف معينة من الاستفادة من وضع ما لتحقيق مصالح معينة او حتى الانتقام من طرف ما. وهذا ما دفع تركيا الطامحة لتكون البلد القيادي في المنطقة لتغامر في تاييد الإسلاميين ودون تدقيق في مراميهم حقا، ودفع السعودية العربية للانتقام من نظام بشار الذي وصف حكام العربية السعودية بانصاف الرجال. وللتخلص من نظام يعادي السنة او على الأقل ليس سنيا ويملك روابط مهمهة مع ايران البلد الكبير والشيعي. وكلنا راينا وسمعنا الحرب السنية الشيعية والأسلحة التي تستعمل فيها واقلها تكلفة هي القنوات الإعلامية التي صارت تعد بالعشرات، لم تعد تهاجم النظام ورئيسه بل تفكك المذهب الاخر وتشيطنه، لجعل إمكانية الحرب واستمرارها قائمة والسلام والتسامح امر مستبعد.
الاشوريين في ظل هذا الوضع، تعددت خياراتهم، وهذه الخيارات كان من المفترض ان تكون تكتيكا، لصالح استراتيجية تعمل من اجل ابراز دورهم وضمان حقوقهم في ارضهم التاريخية. وان يكونوا شركاء حقا في رسم سياسية الوطن بما يراعي حقوقهم ومتطلباتهم. فمن من كان ضمن المعارضة المدنية والتي تتركز في الخارج وتعمل ضمن الياتها، ومنهم من كان مع المعارضة القريبة من النظام والتي لاتزال في سوريا ومنهم من كان مع تحالف قوي مع قوى كوردية تتحالف مع النظام في منطقة وتحاربه في مناطق او حسب الواقعة. ولكن من المهم التنبيه أيضا، ان الخيارات لم تكن مفتوحة امام التنظيمات الاشورية السريانية، ابدا، فهذا هو الواقع وعلينا ان نقبل ببعض متطلباته.
ضمن هذا التوزيع، على تنظيمات شعبنا ان تدرك ان متطلبات العمل اليومي تتطلب وتقبل الاختلافات ولكن على هذه الاختلافات ان تكون محصورة في اطار الحوار والتوضيح والتبيان وليس التهديد. وان كل التكتيكات اليومية او الخيارات الغير المريحة للجميع هي خيارات لاجل الوصل الى تحقيق حقوق شعبنا وضمان مستقبله أساسا. ومن هنا كان من المفترض عدم الوصول الى مرحلة التهديد بالقتل او التصفية بين الأطراف المختلفة في أبناء شعبنا. لان الجميع بالنهاية يعمل لاجل قضية واحدة وان اختلفت الخيارات الانية.
ولكن الطامة الكبرى في كل هذا الامر، لم تاتي من من يعيش حالة الكر والفر ويعيش الصراع بشكل يومي وحامي، بل من مثقفي شعبنا ممن لم يتمكن من ان يستوعب خطورة الحالة، وضرور الانتباه لها والعمل وان كان بالقلم من اجل وقف تداعياتها، بل تم التعامل معها وكانها قضية غريبة او غير مهمة. نعم البعض ابدى اهتماما ولكنه انصب على التاريخ وعلى بعض القضايا التي اتيت بيها من التاريخ وليس على الواقعة الخطيرة والتي ان استفحلت لا سمح الله فان مداها لا يعلم الا الله الى اين يصل. وبالأخص ان شعينا في سوريا أيضا لا تزال تعشش فيه بعض الانتماءات العشائرية، وقضية التسمية وتحريم أعضاء المنظمة الاثورية الديمقراطية من دخول الكنائس في أواخر الثمانينات لاتزال في البال و كانت تستند على الأسس العشائرية. فالطرف المعادي لطروحات المنظمة الاثورية الديمقراطية استند الى قاعدة عشائرية تسانده وترى في أعضاء المنظمة اشخاص كفروا بمسيحيتهم ويعبدون الثور المجنح.
التطورات التي حدثت في السويد والتي تعلقت بالسيد أسامة ادور موسى، تتسق مع ما حذر منه الأستاذ سليمان يوسف سليمان. فهل سنرى تحركا من مثقفينا قبل احزابنا لاجل وضع حد لما يحاول البعض ان يزرعه في شعبنا، فشعبنا وواقعه الديموغرافي لا يمكن ان يفرط بالمزيد ويتنازل عن المزيد، لانه حقا لا يمتلك ما يتنازل عنه غير وجوده برمته.

119
هل اخذتم تصريحات سليمان يوسف مأخذ الجد، يا أحزاب شعبنا؟





تيري بطرس
قبل أيام صرح الناشط السياسي والإعلامي  الاشوري السوري السيد سليمان يوسف سليمان، بخبر صاعق  وهو ان هناك جهات اشورية تخطط لاغتيال شخصيات سياسية اشورية انظر الرابط. رغم الخلافات التي دبت بين مختلف الأطراف الاشورية لم يتطور الخلاف الى محاولة القتل او الاغتيال لاسباب سياسية الا في فترات محددة وبعدد محدد قد لا تتجاوز أصابع اليد الواحد، ولعل اشهرها كانت اغتيال عائلة بيت نمرود في بداية القرن الماضي والتي اتهم البعض بها قداسة الشهيد مار بنيامين شمعون رغم عدم وجود ادلة قاطعة في الاتهام، ومحاولة اغتيال الأخ روميل شمشون التي خطط لها بعض أعضاء قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية عام 1994. ان الانزلاق الى هذا المعترك وهذا الدرك، سيضر شعبنا كثيرا، لانه باب جحيم يفتح له ولا قرار له. فهذه الممارسة يمكن ان بدأت ان تتيح للاخرين القيام بهذا العمل أي اغتيال شخصيات سياسية او اجتماعية او حتى دينية اشورية والقاء التهمة على طرف اشوري، أي منح غطاء للاخرين للقيام بهذه الممارسة البشعة في شعبنا، وهذا ما حذرنا منه منذ عام 1995 في رسالة كتبتها حينها للأحزاب الاشورية في اعلامها بالمحاولة الفاشلة لاغتيال الأخ روميل شمشون، حينما كنت مسؤولا لقيادة التنظيم الخارجي للحزب الوطني الاشوري.
طبعا الاتهامات موجهة لجهة وان لم يتم تسميتها، الا انها معروفة لان ما صرح به الأستاذ سليمان يوسف كشف المخبئ. وشخصيا ورغم تاييدي لبعض توجهات هذه الجهة سواء على المستوى الإعلامي او الجماهيري، الا انني من هنا احذر النزول الى هذا الدرك، لانه يعني ما وضحته أعلاه ويعني تهجير من تبقى من أبناء شعبنا وإيجاد مبررات جديدة لهذه الهجرة.
ان كل من انجز خطوة ما صحيحة في العمل القومي او خطوة اخذت صيتا ومقبولية وتأييد من الجماهير، لا يعني باي حال من الأحوال ان يأخذ لنفسه موقع الامر الناهي والمقرر المنفرد على مستوى الامة. ان القوي والمقتدر والصحيح، هو من يحافظ على الإنجاز بمحاولة جمع كل القوى حوله ودعمه، بالحوار وبالتفاهم. وهنا نحن ندرك ان اغلب الأطراف الاشورية من المنظمة الاثورية الديمقراطية والحزب الاشوري الديمقراطي والتجمع الاشوري الديمقراطي ميالة للحوار وللتعاون، وان كان من خلف الكواليس أحيانا، المهم ان يكون هناك تعاون واعلام الجميع بالحقائق والأسباب التي أدت الى اتخاذ قرار ما. ان الاخوة في الدورونوي وكل المنظمات العسكرية والمدنية المختلفة، ملزمين بالتنسيق والتعاون مع الجميع، حتى ان كانت خياراتهم مختلفة او مخالفة للاخرين. ان تعاونهم مع طرف كوردي معين وتحالفهم الغير المعلن في أحيان معينة وفي مواقع معينة مع الحكومة السورية، يجب ان لا يدفعهم ابدا الى فرض هذا الخيار الذي قد يكون مدمرا لشعبنا. وكما هو ملاحظ فالاخوة الكورد موجودين مع الطرفين. وفي أي حال سيتم دعم الطرف الذي مع الجهة المنتصرة لكي يتمكنوا من ان يفرضوا شروطهم ومطالبهم.
من هنا اود ان أوجه رسالة أخرى الى أحزاب شعبنا لاعلام الطرف المعني بان أي خطوة في اتجاه تصفية الخصوم، تعني خصومة مع الكل، لا بل اتهام مباشر بمحاولة تدمير وتهجر شعبنا لترك أراضيه لصالح اطراف يتحالف معها محليا. ان قيام احزابنا بايصال رسالة قوية لهذه الجهة يعني الكثير في هذه اللحظة. ولكن وها قد مرت اكثر من خمسة أيام دون ان نلاحظ تحركا اوتوجها باتجاه وضع الأمور في نصابها ومحاولة قطع دأبر أي محاولة قد تؤدي الى احتدام الصراع بين الأطراف الاشورية، يستفيد منها الاخرون. فهل ستسارع أحزاب شعبنا الى قطع دابر هذه الخطوة المدمرة؟ وهل سنسمع من الاخوة المعنيين ما يفيد بانهم متعاونون مع الجميع وسيعملون لصالح شعبنا من خلال العمل السياسي والعسكري، وانهم م المستحيل ان يمارسو التنمر او الاستقواء على شعبنا لفرض خياراتهم وانهم يستنكرون اي ادعاء بانهم مشاركون ولو في التفكير بمثل هذا الامر. اننا بانتظار ذلك انشاء الله والا.....

 





 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,790135.0.html



120
خيانة بعض السياسيين لناخبيهم!!


تيري بطرس
في مقابلتها مع محطة ANB Sat فجرت الدكتورة منى يوخنا ياقو قنبلة باعتقادي لم ياخذها احد ماخذ الجد او الاهتمام او يفسرها ويحللها ليكشف ابعادها. ولكن قبل ان ادخل في تفاصيل القنبلة اود ان اشير الى بعض الطرق البالية التي يتبعها بعض مقدمي الحوارات في مؤسساتنا الإعلامية، وهي النفاق للمقابل وهذا واضح من البعض فحينما يكون الضيف ممن يوالونهم، فانهم يبدون الاحترام في طريقة الأسئلة ويمنحونه الوقت الكافي ليرد على اسئلتهم، ويستمعون كتلامذة نجباء لما يتفوه به الضيف، اما ان لم يكن كذلك فالبرنامج في الغالب يكون مقدمه ومحاوره هو نفس الشخص ويكاد الضيف الحقيقي منسي او يسمح له ليقول بضع كلمات ويتكفل مقدم البرنامج بالبقية. المفترض في مقدم مثل هذه الحوارات اما ان يقول ما سمعه او ان يسأل عن الأمور وليس مسموحا له أخلاقيا ان يقول ارائه الشخصية ويحاول فرضها على الضيف او يحاول ان يجعل الضيف يوافق عليها. هذه المقدمة عامة لمثل هذه الحوارات وليست مقصورة فقط على الحوار الذي اجري مع الدكتورة منى فقط.
قالت الدكتورة منى ان السيد يعقوب كوركيس (جوني) عضو برلمان إقليم كوردستان عن قائمة الرافدين واخرين من نفس القائمة، في العلن يصرح بانه مع تسمية كلدان سريان اشوريين ولكنه في المسجات التي أرسلها لها يقول بانه عليها ان تتبني تسمية كلدواشوري انظر الرابط ادناه. لكل منا رأيه بالموضوع واختياراته وافضلياته، فانا شخصيا افضل التسمية الاشورية لانني اراها الأفضل تمثيلا لنضالات شعبنا وتاريخه الطويل ولتاريخه السياسي. ولكنني لا ارفضل بل اقبل التسمية الثلاثية كحل لاشكالية يعاني البعض منها لان المهم لدي وحدة شعبنا وامتنا، وحتى التسمية كلدواشوري ليست مرفوضة لدي ان كان اتفاق بشأنها حقا. مسألة التسمية هي اطار يضم ويعبر عن مضمون واحد وهو ان هذا الشعب له  هوية واحدة لغويا وتاريخيا وجغرافيا. ولكن ان أكون مسؤلا سياسيا وتنظيمي يدعي ودخل الانتخابات وهو يدعي انه مع التسمية الثلاثية والوحدوية، ولكنه في السر يحاول ان يغير اتجاه الأمور الى حل حزبي تعني الكثير، تعني ان هذا الشخص غير موثوق به، او ان حزبه كان يتلاعب بالجماهير التي انتخبته، لانه يقول انه انتخب بسبب نضاله وطروحاته وليس لاسباب شخصية، واحدى الطروحات المركزية في شعبنا كانت قضية التسمية.
شخصيا قد لا احمل السيد يعقوب كوركيس (جوني) المسؤولية، وها انا انتظرت عدة أيام ولم أرى تصحيحا او توضيحا من القائمة التي يمثلها لهذا التغيير المفاجئ في الطروحات التي تاتي من خلف الأبواب، ولكن القائمة ورئيسها هم من يتحمل المسؤولية الأخلاقية أيضا. لا بل ان الثقة المتزعزعة في مواقف الحركة الديمقراطية الاشورية وقيادتها تثبت مرة أخرى وبشهادة موثقة انها تحاول اللعب على الحبلين في شعبنا فيما هي مع الاخرين تسير حسب ما تمليه مصالحها الذاتي كحركة وليس كشعب. ان مثل هذه التصرفات تعني ان أي اتفاق او مواقف موحدة، مع الحركة مثار شك، من ان هذه الاتفاقات او المواقف يمكن ان تعمل الحركة عكسها وحسب مصالح الحركة وليس مصالح الشعب كما اسلفت.
ان للخيانة ممارسات متعددة، فمن يخون وطنه بنشر اسراره، ومن يخون من خلال بيع هذه الاسرار، ومنهم من يدعم العدو عمليا لمصالح مالية او مواقع، ومنهم من يخترق صفوف شعبه ويحاول ان يشتته ويضعفه. وما مارسه السيد جوني هو محاولة خداع الكل فمثلا لو نجحت المحاولة وانصاعت الدكتورة منى لما ارسله لها. لكان الانهيار في الصف القومي تام وعلى مختلف الأصعدة، أولا لانه لم يكن هناك أصلا مثل هذا الطرح فكيف اتى؟ وكانت الدكتورة منى فقدت مصداقيتها القومية والشخصية، لانها طرحت امرا غير متفق عليه، ولكانت الحركة أظهرت انها يمكن ان تحقق ما تريده وان لم يريد الكل ذلك، ومهما كانت العواقب، وهنا لكان الخلاف تحول الى صراع مر وخيانه بطعم العلقم لشعبنا وقواه السياسية. فهل يمكن حقا الاعتماد على مثل هذه الشخصيات في خدمة العمل القومي، وهل يمكن الوثوق بهم وبمؤسساتهم السياسية؟، انه سؤال موجه للجميع.
الدكتورة منى تطرح أمور أخرى مثلا مسألة ممثل شعبنا في المجلس الوزاري  وفي مفوضية الانتخابات حيث ان ممثلنا هناك اختاره اليكتي وليست احزابنا السياسية. علما اننا في الاعلام لم نسمع اعتراضا على ذلك.

http://www.ankawa.org/vshare/view/7910/drmuna/

121
تنويهات على ما قبل وما بعد انسحاب منى يوخنا ياقو


تيري  بطرس
تمكنت الدكتورة منى يوخنا ياقو، من طرح معاناتها بصورة أحدثت حراكا سياسيا يمكن ان يسجل لها وليس لغيرها. ومع الأسف رأينا ان اغلب مؤسساتنا السياسية حاولت ان تستفيد من مواقفها من خلال ابراز ما قالته وما مارسته وكان هذه المؤسسات كانت تدعم السيدة ياقو.
في ردود فعل لما قالته سابقا سواء في مقابلتها مع إذاعة اس بي اس او مع محطة أي اين بي او تصريحاتها، نشر تجمع أحزاب ومؤسسات شعبنا مقترحاته لتعديل الدستور (الرابط 1) والظاهر فيها انها كانت محاولة مستعجلة للتغطية على القصور وعدم القيام بواجبه في دعم الدكتورة منى يوخنا ياقو، وهذا يمكن ملاحظته من الاطلاع على المقترحات التي لم تاتي متناسقة ولا مدروسة ولا اعتقد انها صيغت بصورة قانونية، انها مجرد مطالب يمكن ان يتضمنها أي بيان او مقالة تنشر هنا وهناك ليس الا.
فمثلا الفقرة 2 من الديباجة ليست واضحة وباعتقادي ان الأفضل ان تصاغ، بصورة يتم فهم المقصود منها وهو ان المكونات التي يتكون منها شعب كوردستان العراق متساوية في كل شيء. ماذا نعني بضمان دستور ديمقراطي مدني تعددي، ما صفاته ومواصفاته؟ كان يجب بدلا من ذلك شرح وتحديد المواصفات التي تجعل الدستور ديموقراطيا ومدنيا وتعدديا، واعتقد انها مذكورة لاحقا، الا ان الناشرين لم ينتبهوا لها، ولهذا فان وضع دراسة بدل من نشر هذه المقترحات التي لم ترتقي حتى الى صفة المقترحات، كان سيلغي التكرار وان كان بعبارات أخرى. الفقرة ثالثا قد لا تكون ضرورية ان تم مراعاة الفقرة 2 من الديباجة لانها إعادة وتكرار لها، وانصح القائمين على اصدرا مثل هذه البيانات الانتباه الى عدم استعمال كلمة وغيرهم، لأننا باعتقادي عانينا منها، ان نحاول ان نذكر الجميع افضل من غيرهم. سادسا أيضا غير موفقة باعتقادي، فالافضل هو يحق لكل مكون ان يتعلم ويعلم بلغة الام. سابعا يدخل في باب الحريات التي يجب ان يضمنها الدستور وهو حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية.  المادة التاسعة 3 أولا ايض يدخل في باب الحريات التي يجب ان يمتع بها أي فرد، لانه بالتأكيد لن يخصص ان الحريات لهذا المكون او ذاك.  وثانيا أيضا يجب ان يتم النظر فيها وخصوصا مسألة ازدراء الأديان، لان كلشئ يمكن ان يدخل ضمنها حتى نقدا بسيطا لممارسة تاريخية قبل الف عام. الفقرة 5 من المادة التاسعة تكاد ان تكون مكررة عن الفقرة3. الفقرة 8 ثانيا ليس مكانها الدستور فهي تقع ضمن المعالجات والقرارات والقوانين الأخرى. الفقرة 9  أولا تكرار لما سبقها. باعتقادي التسلسل غير واضح بين الفقرات والمواد وهي أمور تنظيمية، كما ان الورقة فيها أمور تتعلق بقوانين يجب سنها وهي رد أيضا للائحة حقوق المكونات.
كان اول رد فعل لانسحاب الدكتور منى، بيان الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في أقليم كوردستان حول أنسحاب ممثلي المكونات من لجنة كتابة مسودة الدستور (انظر الرابط 2). الحقيقة البيان اتى بصورة جيدة وداعمة لحقوق المكونات كما يفترض به/ ويسرني ان انشر فقرة مطولة منه ((نحن في الهيئة المستقلة لحقوق الأنسان في أقليم كوردستان, وأنطلاقا من إيماننا بحماية مباديء حقوق الأنسان والدفاع عن حقوق جميع المواطنين بدون أستثناء, ومن ضمنها حقوق المكونات التي تعتبر من أحد الأركان الأساسية في العمل بمجال حقوق الانسان, نرى أنه من الخطأ عدم الأخذ بنظر الأعتبار الفروقات والأختلافات الدينية والقومية للمواطنين في مسودة الدستور لهذه المكونات الأصلية التي تعيش على أرض كوردستان وأهمالهم وعدم أعطائهم الضمانات الدستورية للتمتع بحقوقهم وحرياتهم الاساسية وفق ماقررته المواثيق الدولية والأعلان العالمي لحقوق الأنسان والأتفاقات الدولية بخصوص حماية حقوق المكونات الاصلية وبالأخص تلك التي وقع عليها العراق وهو طرفا وملزما بتنفيذها وأن المكونات ساهموا ويساهمون في بناء الأسس الأجتماعية والتأريخية والثقافية في الاقليم وأعطوا تضحيات كبيرة لبناء الأسس الرصينة لتحقيق الديمقراطية, لذا على لجنة كتابة مسودة الدستور أن تتعامل مع أبناء هذه المكونات وفق مباديء حقوق الانسان وكونهم مواطنين أصحاب حق ويجب أن يتمتعوا بحقوقهم كشركاء في الوطن الواحد.)) أي يمكن القول ان الهيئة قامت بواجبها وفي الوقت المفترض، ونحن نشكر الأستاذ ضياء بطرس على سرعة مبادرته هذه.
أتى رد فعل الثاني وكان إيجابيا بامتياز وحاملا تحليلا صائبا وطارحا ألامور والحقائق بلا مواربة وكان هذا بيان أبناء النهرين (انظر الرابط3) وادناه فقرة من البيان ((إن الخطوة الشجاعة والمسؤولة التي أقدمت عليها الدكتورة منى يوخنا ياقو ممثلة شعبنا في لجنة إعداد دستور إقليم كوردستان العراق.. بانسحابها من جلسة مناقشة مسودة الدستور المنعقدة يوم الثلاثاء 11 آب 2015، والأسباب التي أعلنت عنها ودفعتها لاتخاذ ذلك الموقف.. يعبّران وبصورة جلية عن حال واقع شعبنا والمعاناة التي يعيشها في الإقليم.
وبذلك تكون قد اختزلت كل المناشدات والبيانات والتي سبق أن عرضَتها مختلف فعاليات شعبنا ولسنوات طوال وفي مراحل مختلفة منذ عام 1991 من أن هناك تهميش واستعلاء على شعبنا، وعدم جدية في التعامل مع ما يطالب به من حقوق مشروعة كشعب عريق يعيش على أرض آبائه وأجداده منذ آلاف السنين.. عانى فيها الكثير من الويلات والمصائب وقدم آلاف الضحايا دفاعا عن وجوده وخصوصيته وحقوقه المكفولة وفق كل الأعراف والمواثيق الدولية.
إن ما يختلف هذه المرة هو أن كل المناشدات والمطالب التي تقدمت بها فعالياتنا السياسية مهما كانت تفاصيلها وأساليب عرضها.. تم تجاوزها ولم تأت بثمارها على أرض الواقع، وكل ما خلفته في أفضل الأحوال بعض الجلبة بين أوساط شعبنا في الداخل والخارج.. وأحيانا قليلة في بعض الأروقة الدولية.
أما موقف ممثلة شعبنا في لجنة إعداد دستور الإقليم، وبسبب رسميته وحساسيته، والإصرار على هذا الموقف في حال استمرار الوضع على ما هو عليه وعدم التعاطي بجدية معه، فسيخلق واقعا مؤثرا كثيرا على الأوساط الرسمية والسياسية في الإقليم))
اما رد فعل تجمع تنظيمات شعبنا السياسية فقد اتى مكررا وانشائيا على العموم  ولا اعتقد ان فيه جديد (انظر الرابط 4)
وكان اخر رد فعل تصريح الاتحاد الاشوري العالمي (انظر الرابط 5) وكان أيضا انشائيا ولم يرتقى لمستوى البيان السياسي ابدا.
على الرغم من الضرورة الملحة لمثل هذه البيانات، لانها توجه الراي العام وباي اتجاه يسير، وعلى الرغم من اننا نود ان نشكر كل من ساند خطوات الدكتورة منى، الا انه لازم علينا ان نذكر احزابنا السياسية والتي يقع على عاتقها الثقل الأكبر ان البيانات في العمل السياسي ليست كفاية ابدا. فنحن ندرك ان احد أسباب التجاهل الذي قبلت به الدكتورة منى ليس لانها انثى او لانها ضعفية او لاي سبب اخر، بل لادراك أعضاء اللجنة انه ليس هناك وكما نقول بالمثل ظهرا يسندها، ليست هناك قوى يمكن ان توثر في الموازين تساندها. أي بمعنى اخر اخوتي الأعزاء كان يجب ان تفكروا بخطوات ملموسة لكي تقولوا للجميع اننا كلنا واحد، خلف الدكتورة منى لاجل الحصول على حقوقنا، ولاننا ندرك اسباب تجاهلنا فاننا نعلن الاتي كمثال
أولا تشكيل مجلس قيادي لكل التنظيمات تحت مسمى واحد, مثلا قاصوعرانا (الى العمل) تكون قيادته متواجدة في مكان واحد تتخذ قرارات موحدة، يمكن ان يحل هذا المجلس القيادي بعد التمكن من تحقيق مطالب شعبنا الواقعية.
ثانيا توحيد الفصائل المسلحة ووضعها تحت قيادة المجلس القيادي
ثالثا توحيد الاعلام واقتصاره على نشرة مؤقتة (تسمى باسم ذات مغزى مثلا زدقن)
رابعا العمل الفوري على ضمان توقيع العراق على كل المواثيق والقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الأقليات القومية والدينية. حيث لا يخفى على الجميع ان الاتفاقات والقوانين الدولية لها الأولية على القوانين الوطنية.
خامسا الالتزام بعدم قيام أي طرف في الموافقة على أي مشروع دوستور خارج اتفاق ما اتفقت عليه الأحزاب الوحدوية
سادسا تشكيل وفد موحد يلتقي بالهيئات الدبلوماسية وخصوصا التابعة للدول الكبرى ودول الجوار يشرح الأمور بالتفصيل، ويكسب دعما وضغطا على الإقليم لكي يغيير توجهاته وتنازلاته امام القوى الرجعية والاسلاموية.
سابعا تفويض اطراف قادرة ومتمكنة سياسيا لنقل معاناة شعبنا ومخاوفه الى الدول الاوربية وهيئاتها التشريعية والتنفيذية والاتحاد الأوربي. وان تكون تلك الأطراف متحدة قالبا وقلبا مع طروحات المجلس القيادي.
ثامنا خلق تواصل يومي مع أبناء شعبنا ودفعهم للتضامن والاعلان عن رفضهم لاي محاولة تهميش لشعبنا، بما فيهم أعضاء الأحزاب الكوردستانية.
تاسعا بناء تحالف مع الاخوة التركمان والازيدية ومعرفة نقاط الالتقاء والى مدى يمكن العمل سوية لتحقيق الأهداف المشتركة
عاشرا تحديد الحد الأدنى للمطالب، مثلا القبول بتسمة كوردستان مقابل العلم والنشيد القومي، كمثال للحدود الممكنة والمساومات المتاحة.
ان القيام باعلاه وضمن خبطة إعلامية يمكن ان يؤثر وياتي بثمار ويدعم مواقف ممثلتنا في لجنة صياغة الدستور. فهل سنرى تحركا؟



1_http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=789110.0
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,789003.0.html2

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=789209.0
 _http://www.atranaya.net/?p=20675
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,789249.0.html

122
مؤسساتنا السياسية وصرخة الدكتورة منى ياقو



تيري بطرس
استمعت كما استمع الكثيرين الى المقابلة التي أجرتها إذاعة نوهدرا التي تبث من استراليا، مع ممثلة شعبنا في لجنة صياغة دستور إقليم كوردستان الجديد، وتعرفنا على مدى البون الشاسع بين ادعاءات مؤسساتنا السياسية والحقيقة، مع اهم وثيقة تهم شعوب إقليم كوردستان ليس اليوم بل على مدى المستقبل البعيد، لانها تحدد مستقبلهم وسبل عيشهم وحقوقهم وواجباتهم. والذي علمناه ان المؤسسات السياسية في وادي وسير عملية صياغة الدستور في واد اخر كليا، فلحد الان ثبت ان هذه المؤسسات كلها، لا بل حتى التي رشحت الدكتورة منى ياقو لتتبوأ هذا المنصب المهم والمصيري، لم تعر مهمتها أي اهتمام، ووضعت كل الثقل الفكري والمعنوي عليها، مما جعلها مقصوصة الجناحين وتشعر بانها وحيدة في معركة مصيرية مهمة. وباعتقادي ان مؤسساتنا السياسية، فشلت في تحديد مهمتها بين ان تطالب بحقوق شعبنا وبين ان تضمن مصالحها السياسية والتي تجنيها في الغالب على حساب الشعب او على حساب المؤسسات الأخرى من شعبنا.
من قراة ما حدث عند ترشيح الدكتورة منى ياقو، يتضح ان المؤسسات المشتركة في هذا الترشيح لم يهمها النجاح في مهمتها بقدر استغلال الامر إعلاميا لغرض تسويق الذات والقول انهم مهتمون للامر، والا لنسأل مع الدكتورة عن الدعم المقدم لها، من ناحية المقترحات والدراسات او الدعم السياسي من خلال خلق تحالفات لاقرار ما تطرحه. الم يكن من المفترض ان يقوم كل حزب بتكوين خليه تهتم بقراة وتقديم المقترحات الى قيادة الحزب والذي بدوره كان من المفترض ان يناقشها في تجمع مؤسسات وأحزاب شعبنا، ومن ثم تقوم الدكتور بتقديمها مقرونة بالاسباب والمبررات ومصاغة بلغة قانونية. وللعلم ان كل هذا لم يحدث وهذا علمناه من حديث الدكتور مع الإذاعة. وهو امر يرتقى الى جريمة بحق شعبنا، فاذا لم تكن مهمة الأحزاب والمؤسسات ضمان مستقبل الشعب، يا ترى ما هي مهامهم اذا؟ ان الدكتور منى بحاجة الى الدعم السياسي من خلال خلق تحالف ومساندين من أعضاء اللجنة، وهي بحاجة ماسة وكبيرة لتحديد مقدار التنازلات التي يمكنها ان تقدمها من خلال التفاوض، لانها ليست مستعدة ان تكون الضحية التي يمكن ان ترمي عليها أسباب الفشل. والظاهر ان الأحزاب والمؤسسات تدرك انها لا يمكنها ان تتفق وان تنجز أي شيء، ولذا فانها تريد رمي فشلها على الاخرين.
من خلال الاطلاع على بعض التعليقات على مقترحات التي قدمها الدكتورة الى القراء والتي اعتبرها جيدة عموما، لابداء الراي بها، وجدت ان اغلبها ركز على التسمية، وانني هنا أقول للدكتور ليس امامنا الان وامام عدم رغبة البعض في الحل والمجادلة لغرض عدم الوصول الى أي حل، لحين خسارة اخر فرد من أبناء شعبنا هناك، فعداء البعض للكلداني او للاشور او للسرياني فاق عداءهم لمن ذبحنا ولمن قتلنا ولمن تجاوز على حقوقنا. ان مسألة التسمية وباعتقادي اعلنها تجمع مؤسسات وأحزاب شعبنا، وهي التسمية الثلاثية، ويجب ان تمرر لكي نتمكن من ان نمرر حقوقنا، وكل من يعترض على هذه التسمية اما انه جاهل بما يراد منها او يريد فرض ما يؤمن به فقط ومهما كانت النتائج. ان التسمية الثلاثية، تثبت أمور مهمة وهي وحدة الشعب الذي ابتلى بالتسميات، والامر الاخر ان هذه التسميات تاريخية وترتبط بمراحل من تاريخ شعبنا، وان التسميات لا تعني ان دماءنا صافية من اشور او من بابل او من اورهي. بل تعني حملة هذا التراث كله والافتخار به وبدون تفرقة. التسمية الثلاثية باعتقادي، ان تم شرحها في مبررات اتخاذها ستحمي وحدة الشعب والأمة، وتمنح الخيار لكل انسان حينما يسأل عن انتماءه ان يذكر احد هذه التسميات الثلاثة لكي يدرك السامع انه من هذا المكون. ليس مطلوبا مني ان أقول انا كلداني سرياني اشوري، فقط ان أقول احداهما مفهوم قانونيا انني من المكون الكلداني السرياني الاشوري وتسري علي كل ما يقره القانون لنا. اما متى ستحل المشكلة، باعتقادي ان الأجيال القادمة سيحلوها واتركوها لهم ولا تحددوا انتم ما تريدونه منهم. ان بعض أبناء شعبنا مستعدين للقبول بزوال تواجدنا من ارض الوطن، ولكنهم ليسوا مستعدين ابدا للجلوس مع اخيهم الاخر الا مستسلما ورافعا الراية البيضاء، انهم استسلموا لمن اضطرهم للرحيل ولترك الوطن، ولكنهم ليسوا مستعدين للحوار مع من يمكن ان يشتركوا في بناء مستقبل واعد ومشترك لان أسس الهوية القومية لديهم واحدة كليا ولا تختلف الا التسمية. ولكنه مع كل ذلك ولاجل عيون التسمية مستعدين لتدمير الهيكل على الذات، على وعلى اعدائي.
يبقى الإشارة الى ما اعتبره اعتراض الدكتورة على ضم دستور إقليم كوردستان لسهل نينوى حسب المسودات المقررة، اود الإشارة الى ان اعتراض بعض أبناء شعبنا على ذلك يبقى بالنسبة لي غير مفهوم، فاساسا أبناء شعبنا لم يحكموا او يديروا يوما سهل نينوى، فحتى المخصصات التي كان يجب ان تصرف عليه من الميزانية المركزية لم تصل او لم يستفد منها أبناء سهل نينوى من أبناء شعبنا، والصراع عليه في الآونة الأخيرة كان بين السنة والشيعة والكورد، ولكل منهم مبرراته او من يعتمد عليه، وكان أبناء شعبنا هم من المهمشين لدى الكل، في تقرير مصير سهل نينوى، اليوم علينا ان نفكر بمصالحنا ضمن العراق، اليس من الأفضل ولو قانونيا ضم كتلة أبناء شعبنا في سهل نينوى على الكتلة المتواجدة في إقليم كوردستان، حيث سيزيد ذلك من وزننا الديموغرافي وتاثيرنا في القرار السياسي للإقليم ومن خلاله على المركز، ان الاصلح بقاء شعبنا مشتتا بين منطقتين قانونيتين وفي كلاها هو مهمش؟ اما مسألة تغيير اسم أربيل الى هولير باعتقادي هو خطاء يقترفه القوميين الكورد، فهولير هي تسمية حديثة، وليس لها ذلك العمق التاريخي الذي لاسم أربيل ان أربيل تعتبر من احدى اقدم المدن لا يزال يسكنها البشر ومحتفظة بصيغة قريبة من تسميتها القديمة، فمهما حاول الاخوة الكورد تغيير هذا الامر فان التاريخ لا يسكت عن اظهار ذاته وحقائقه. كان من الأفضل بقاء تسمية أربيل لانه يبرز هذا العمق التاريخي ويبرز الاستمرار الإنساني والتنوع البشري فيها، اما هولير فانا اعتقده حقا خسارة اكثر مما هو كسب.
هل فات الوقت، ام انه بات على مؤسساتنا السياسية ان تصحوا، لعل وعسى يمكنهم ان يمرروا شيئا مفيدا لشعبنا. قلتها مرارا، وساكررها هنا، ان من يدعي العمل لشعبنا عليه ان يقدم ما يؤيد ذلك من خلال تغييرات قانونية او دستورية طالب بها ليس إعلاميا بل من خلال وثائق ودراسات قدمت وان لم يتم الاخذ بها.
اشتكت الدكتورة منى من قيام البعض بتمرير بعض المطالب من خلال اخرين او بتجازها، وهنا أقول انها عادة مستأصلة، وهل نسينا حرب العرائض التي اقدمنا عليها قبل إقرار الدستور العراقي،وهل نسينا ان بعض المؤسسات كانت تغيير عرائضها وحسب تغيير الراعي السياسي لها، مما جعلنا اضحوكة امام الاخرين، ان البعض يريد تكرار المسالة لانه لايهمتم بمصير وبمكانه شعبه، انه يهتم بالانتقام من الاخر سواء كان كلدانيا اوسريانيا او اشوريا. ان عملية الخداع الذاتي التي يقودنا البعض اليها تقول بحل مشكلة التسمية عراقيا، علما ان أبناء شعينا في ايران وتركيا وروسيا وأرمينيا وجورجيا وسوريا ولبنان والمهجر لهم دور كبير في ذلك، وهو دور الحاسم.
يمكنك الاستماع للمقابلة على الرابط التالي
http://nohadraradio.com/2015/07/interview-with-dr-mona-yaco-iraq-member-of-the-committee-preparing-the-constitution-of-the-territory-northern-iraq-government-27-7-2015/
 الاطلاع على مقترحات الدكتورة منى على الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,786669.0.html
لقاء الدكتورة مع محطة ANB
http://www.ankawa.org/vshare/view/7746/drmuna-youkhana/

123
اما ان الاوان لغلق هذا الملف يا حكومة اقليم كوردستان؟



تيري بطرس
ان اساس بناء الدولة القوية والمحترمة هو العدالة، فان انتفت العدالة، سمح لايادي التخريب ان تعمل عملها باستغلال الشعور بالظلم وخصوصا ان ارتبط بالتمايز القومي او الديني. ورغم ان اقليم كوردستان العراق ليس بدولة مستقلة، الا ان ما يديره هو جهاز الدولة، بكل ما تمتلكه، من السلطات القضائية او التشريعية او التنفيذية، والافراد ممن يتبأون مناصبهم في هذه السلطات موكولون لادارة شؤون المواطنين بالعدل وبلا اي تمييز ولذا فانهم يستلمون امتيازاتهم الخاصة بما فيها رواتبهم من ضرائب مباشرة او غير مباشرة تستوفي من المواطنين جميعا. اي انهم (المسؤولون) موكولون بواجب من قبل الشعب، وهذا هو دور الانتخابات، تجديد التوكيل. ولكن ان انتفت العدالة في اي ممارسة، يستوجب اخلاقيا، ان يتنازل القائم بالمهام عن مهمته ليأتي غيره.
يعاني الكثير من المواطنيين في الاقليم من ظاهرة التجاوز على ممتلكاتهم من قبل اشخاص، يمتلكون قوة في السلطة او دعم خفي فيها بحيث ان البعض منهم يتمكن من التملص حتى من قرارات صادرة عن القضاء وهو قمة الاستهتار بالوطن والمواطن، حينما لا يحترم قرار قضائي. وباعتقادي ان التجاوز يطال الكثير من السكان ممن ليست لديهم باعتقاد المتجاوز تلك القوة لردعه، لان المتجاوز هنا لا يفهم بقوة القانون، بل بالقوة المجردة والمتأتية من منصب او ثروة. ولكن ان اقترن التجاوز على الاملاك باستغلال ضعف طرف لكونه من المكونات الغير الكوردية، او الغير الاسلامية، فهنا سيكون الالم والضرر اكثر واقدر على ان يتم استغلاله، لاشغال معول هدم مشروع الدولة العادلة، وبالتالي خلق بؤر توتر دائم يتطلع لمساعدة الاخرين لتهدئته.
قد ينظر البعض بعين الاستصغار، لمواطن من المكونات، لا بل ان البعض من خلال التجاوز ووضع اليد مقدما ينمي النفس بهجرة ابناء المكونات ومن ثم سيكون هناك امر واقع اخر، هذا قد يكون تفكير بعض الاطراف في مفاصل السلطة من المواقع الدنيا، ولكن على القيادات التنفيذية والتشريعية والثقافية ان تنتبه لمثل هذه الافكار المدمرة لتكوين المجتمع. صحيح انه لم يتم لحد الان القيام بدراسة اجتماعية وسياسية وثقافية لما آل اليه وضع العراق نتيجة اخراج اليهود منه، ولكن لونظرنا الى ما آل اليه الوضع نتيجة اخراج عشرات الالاف من الشيعة الفيلية والشيعة الاخرين والكورد والاشورييون ممن اتهموا بانهم ليسوا عراقيين، لادركنا التخريب الوطني والشرخ الذي من الصعوبة ان يندمل، فبعض من ابنا واحفاد من قامت حكومات البعث بطردهم منذ اوائل السبعينيات القرن الماضي واستولت على ممتلكاتهم، عادوا لوطنهم ولاسترجاع ممتلكاتهم التي سلبت منهم ولكن الكثير منهم رجعوا بخفي حنين، بالاظىفة ان الكثير في الوطن اعتبرهم غرباء. وهناك كم هائل من الدعاوي والعداوات التي نشأت نتيجة ذلك. هذا يمكن ملاحظته بنظرة مبسطة، فكيف لو عملنا دراسة علمية على تاثيرات الامر على واقع الوطن من كل جوانبه؟ من هنا نحذر القيادات التنفيذية والتشريعية من اخذ الامر بالسهولة التي يتبين عليها، ونقول للمثقفين ان ياخذوا دورهم لكي يبينوا ماذا يعني ذلك.
في فترة ما راجت ومن خلال الحوارات الثنائية، محاولة لادخال مسألة التجاوز في اطار الصراع الحزبي بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، او بينهما وبين الاسلاميين، بمعنى ان اي طرف لا يريد ان ياخذ خطوات تصعيدية تجاه هذه الامور وعلى الجميع الصبر، لكي لا تقوم عشيرة المتجاوز بالميل الى الطرف المنافس، ويخسرون السلطة، وكان تبريرا مقنعا لحين، ولكن السؤال الى متى؟
قد يعتقد بعض الاطراف ان مثل هذه المواضيع التي ينظرون الهيا باستصغار، لا تهم احد، ولن يسمع صرخة المظلوم احد، وقد يكونون محقين في ان عدم الانصاف لن يزول من مظلوم ما، ولكنهم يخطأون في ان الكثير من الدول لا تستغل مثل هذه الملفات في فرض الكثير من القرارات التي قد تلغي سيادة البلد اصلا، ومنها هز السلطة القضائية التي يجب ان يشعر كل المواطنين انها هناك لحمايتهم. وقد لا تثير الكثير من الدول مثل هذه التجاوزات علنا، الا انها تستغلها احسن استغلال في جلسات التفاوض وخصوصا اللقاءات الفردية بين الزعماء. ومن هنا فان الكثير من الدول والتي تتفاخر بان نظامها القضائي مستقبل وهي كاذبة، تقوم بتكذيب نفسها وتلحس قرارات القضاء وتلغي استقلاليته بقرار من رئيس السلطة التنفيذية (في الغالب الرئيس)، لانه وجه بحقائق ما يحدث حقيقة. ومن هذه النقطة والممارسة التي يعتقدها البعض غير مرئية يمكن ان يبداء مشروع انشاء الدولة الفاشلة ومسلسل التراجع والتخبط وهز الثقة بالسلطة والاقتصاد!
صار من الواضح ان تعلل البعض بان الاشوريون (المسيحيين) يضخمون الامور، والتجاوز لا يشكل 53 قرية كما يدعون، انه تبرير سمج ومؤلم للضحية لانه يقر بالتجاوز ولكنه يقلل من شأنه، لنفترض انها ليست 53 قرية بل هي اربعون، فهل يتغيير المفهوم الاخلاقي للتجاوز؟، ولنفترض انه ليس هناك عشرات القرارات الصادرة من القضاء برفع اللتجاوز بل هناك قرارات عديدة، فهل هذا لا يعني ان السلطة القضائية فقدت هيبتها؟
بات من المهم لحكومة الاقليم حل مثل هذه الامور ان كانت ترى ان امامها مهام اخرى لترسيخ الحقوق والوضع وتطويره، وقد يكون احد الحلول بالاقرار التام بكل تجاوز واذا كان يؤثر على المتجاوز ماديا او اجتماعيا فيجب رفعه فورا، اما اذا امكن وضع الامور انه بدلا من بقاء الارض بورا في حالة عدم وجود من يستغلها، فيفضل ان يستغلها اي مواطن في انتاج المنتوجات الزراعية لحين عوده صاحب الارض او الملك المتجاوز عليه، وان على المتجاوز اقرار بانه لن يقوم باي تغيير في الملكية سؤاء بالزرع او بالقطع او البناء، وانه سيترك الارض او البناء حال عودة صاحبها او احد من ورثته، في مدة اقصاها انتهاء الموسم الزراعي او ثلاثة اشهر للبناء. فاعتقد ان الذي يتم التجاوز على اراضيهم سيكونون مطمئنين ان ارضهم ستعادل لهم وان الارض لن تبقى بورا بل سترفد الاقتصاد بالناتج.
في كل المنطقة من لبنان الى ايران تقريبا، هناك قرى خاصة بكل مكون رغم تجاورها، وخلال الفترة الممتدة من عام 1961 وقبلها في بعض الاحيان، تم الاستيلاء على قرى بكاملها كان يمتلكها ابناء شعبنا في العراق، نتيجة مسلسل الحروب والثورات، ونعتقد جازمين انه من حقهم اعادة املاكهم التي فرض عليهم تركها، ونعتقد بان المقترح اعلاه قد يكون حلا وخصوصا ان ضمن قضائيا اي صار قانونا ملزما للجميع ولكل الحكومات المتعاقبة التي ستحكم الاقليم، وقد يكون مخرجا للكثير من القضايا التي تثار وستثار على مستوى العراق كله نتيجة حملة التهجيرات التي حدثت فيه.

124
تلميحات غير سليمة حول الايزيدية والمسيحيين


تيري بطرس

  في حوار قال احدهم ان بعض الازيدية صاروا يعتنقون المسيحية بعد ما مارسته داعش بحقهم، فقلت انها خسارة للانسانية وللعراق.
الحقيقة انا من المؤمنين بحق التبشير، لانه يعبر اصدق تعبير عن عمق الايمان، ولكن التبشير يكون بطرح الرؤى والاراء، وقد يحتوى على ما يفند الاديان او المعتقدات الاخرى، وقد قامت في التاريخ البشري حركات واديان باستعمال سبل بشعة وكريه لفرض العقيدة او المعتقد او الدين على الاخرين، مثل تخييرهم بين الموت او الانتماء او التجويع او السبي او الاسر او فرض ضرائب باهضة بحقهم تجبرهم على التخلي عن ما يؤمنون به لاجل التخلص من ما يفرض عليهم.
لقد تطور العالم وتطورت المفاهيم، وبات استعمال القوة والترغيب او الوعيد لفرض عقيدة ما امرا مكروها ومرذولا، وبات من يستعمل هذه الاساليب يوصم بالتوحش، الا ان التناقض الذي يقع فيه البعض هو من كون اغلب المنظمات الانسانية، والتي تهرع لمساعدة المنكوبين في الاصل منظمات دينية، ورغم ان تجاربنا ومشاهداتنا عن هذه المنظمات تؤيد انها تبقي محايدة في الغالب ولا تحاول استعمال المساعدات كاغراء لجذب الناس للانتماء الديني، لانه بات مدركا ان من يغيير عقيدته لاجل لقمة عيش او لوضع اكثر رفاهية، سيقوم بتغيير ما اتخذه لو تم اغراءه بما يزيد عن ما هو متوفر له.
هناك امور لم يتم توضيحها في ما ذهبت اليه السيدة فيان دخيل، عضو مجلس النواب العراقي، والتي اتهمت بعض المنظمات باستغلال المساعدات للتبشير بين الازيدية بالدين المسيحي، وهي هل انه يتم قطع المساعدة عن من لا يستسلم لهم، او يكون هناك تمييزا بين من يعتنق او من يرفض، او ان ما تقوم به هذه المنظمات هو مجرد دعوات عامة او خاصة لاعتناق المسيحية مع بقاءه هذه الدعوات ضمن نطاق العادي اي كونها لا تترافق مع اي تهديد من اي نوع، كان تكون دعوات لحضور محاضرات او قراءة بعض الكتب مع ترك الانسان حرا في الحضور او القراءة او لا.
من خلال التجارب التي تمتلكها تلك المنظمات، باعتقادي انها لا يمكن ان تفرض معتقدها وباي وسيلة على احد، فهذه المنظمات هي نتيجة المجتمع الاوربي العلماني التي تؤمن بحرية العقيدة، وان كنت مخطأ فنرجو ممن لديه ما يثبت خطأي ان ياتينا بادلة تثبت ذلك، وسنكون اول من سيرجم هذه المنظمات لفعلتها الشنعاء.
قد لا يفهم الكثيرين مخاوف الازيدية، فالازيدية ليست ديانة فقط، بل تكاد ان تكون هوية دينقومية للازيدية، نتيجة لمعايشتهم في محيط عدائي اقترف بحقهم اكثر من سبعون مذبحة خلال مائتي سنة الاخيرة. ورغم ان اغلبهم يقول بكورديته، الا انه تبقى الازيدية او الهوية الازيدية ملجاء وهوية خاصة، تدفعهم في احيان كثيرة للتماييز عن الكورد المسلمين حتى قوميا. وان انسخلاخ الازيدي عن ديانته يعني خروجه عن المكون كليا، واذا علمنا ايضا ان الازيدية هي ديانة يتوارثها الابناء عن الاباء وليست ديانة تبشيرية، لادركنا حقا مخاوف الازيدية من التبشير فيهم باي دين. وقد يكون المسيحيين الاشوريين جيرانهم الاقرب اليهم من ناحية المخاوف هذه، ورغم ان الاشوريين يفصلون بين انتماءهم الديني والقومي بشكل واضح نظريا، الا انهم في الواقع لا يتمكنون من فعل ذلك اضا بشكل فعلي، فكل اشوري منهم يخرج عن انتماءه المسيحي بكاد ان يفقد انتماءه الاشوري القومي ايضا بسبب عدم ترحيب الاشوريين به ضمنهم.
الدين واي دين، يتطور وينتشر بالتبشير به، وليس بفعل الولادات، لانه بقدر ما يكتسب يفقد بفعل الموت والتخلي الاخرين عنه لقناعات جديدة. ومن هنا فمعضلة الازيدية هي في الخيار ان يكون دينا تبشيريا، ويوسع قاعدته الايمانية او ان يبقى دينا منغلقا على عدد محدود من الاتباع والذين في الغالب تربطهم علاقات اسرية.
من الواضح ان الديانة الازيدية امام معضلة، فعليها الخيار والا فانها مهددة حقا، وخصوصا في المهاجر حيث لا وجود لمجتمعات ازيدية كبيرة تحتضن الناس. ولكن قبل الاقدام على الخيار الاكثر عصرية وهو قبول دخول الاخرين الى الدين الازيدي،على الازدية ان يقوموا باعادة صياغة ونشر وتفسير عصري لكتبهم الدينية وكتابة وتفسير الشعائر الدينية، لكي لا تبقى امام اجتهادات مختلفة واغلبها يثير تساؤلات اكثر او يثير الشكوك. هذا ناهيك عن ادخال تعديلات تطال بنية المجتمع الازيدي المبني على نوع من الطبقية الدينية، وجعله مجتمعا مفتوحا يمكن لاي شخص فيه الارتقاء في المناصب الدينية وعدم ابقاءها حكرا على التوارث، وهذا يتطلب انشاء بعض المدارس الدينية التي تلقن رجال الدين المستقبليون، الدين على صحيحة وتفسيرات للاسئلة وطرق اداء الشعائر. ولتقريب التجربة هذه نقول ان كنيسة المشرق الاشورية كانت ومنذ القرن الرابع عشر وبعد المذابح التي اقترفها المغول والامارات التركمانية الاخرى، قرار بان تكون المناصب الدينية بالتوارث، حيث تقوم كل عائلة رجل دين وخصوصا الاساقفة والمطارنة والبطريرك، بتربية ابن اخ رجل الدين تربية دينية ويخضع للتعليم الديني، ليرث منصب عمه عند الوفاة، ولكنها تمكنت التخلي عنه منذ السبعينيات القرن الماضي. ومن هنا باعتقادنا ان ادخال مثل هذه التحديثات سيقوي المجتمع الازيدي ويجعل الديانية خاضعة لمجلس من شخصيات متعلمة تعيش عصرها، وتتمكن من الدفاع عن معتقدها امام تهجمات الاديان الاخرى او انتشار الالحاد.
ان الهجوم الذي استشعرته على المسيحيين من خلال كلام السيدة دخيل او من خلال الناطق باسم الوقف الازيدي في اقليم كوردستان، باعتقادي غير مبرر وغير صحيح، فالتهديد المبطن بان العلاقة الازيدة المسيحية يمكن ان تتاثر، يطال مسيحي العراق حتما وليس المنظمات التبشيرية او الكنائس التي تدعمها، ودليلنا ان السيدة النائب والناطق ذكرى بالعلاقة الجيدة في الماضي بين الطرفين. ومن هنا يجب ان نطرح تساؤل مشروع ان كان ما قالته السيدة فيان دخيل والناطق باسم الوقف الازيدي، له بعد اخر سياسي، لاشغال الازيدية والاشوريون المسيحيين بمشاكل ثانوية؟ كما ان من حقنا ان نتسأل يا ترى هل كان منطلق التصريحات حقا مخاوف حقيقية ومستند الى حقائق دامغة ام ان خلفه نوع من الاستقواء بدفع من جهات اخرى.
المسيحيية كديانة تبشيرية تقوم بما هو واجبها، ورغم ايماني الشخصي ان المسيحيين لا يحتاجون للمزيد على كوكب الارض، ففيهم كفاية لكل الامور الجيدة والسيئة بعددهم الذي يفوق المليارين من الناس، الا ان المسيحي العقائدي لن يتنازل عن واجبه في التبشير بما يعتنقه، ولكن المهم ان يكون ضمن اطر المتفق عليها، اي بالحوار والنقاش وليس باستعمال الضغوط والوعيد والترهيب. وبالمقابل على الازيدي ان يقوي موقفه، وان لا يكون في مهب ريح كل من يأتي ويقتلعه من جذوره، اي الثقة بالنفس والانتماء، وشخصيا لا اشكك في ذلك، وخصوصا بعد ان هب الازيدية للدفاع عن انفسهم وبقوة ورغم قلة الدعم. ولكن كلام المصرح به، هكذا يوحي.
بالنسبة لي كاشوري وعراقي ارى ان ضياع الازيدية من العراق يعني ان هناك عراقا اخر، عراق قاحل لا يتقبل ابناءه الاصلاء، عراق يسير رويدا رويدا نحو هاوية الانغلاق. ولكي لانخسر مكونا يشكل ثراء للعراق، ارى بان اول الامور الواجب الاخذ بها هو الاصلاح الداخلي، ففي الماضي كان مستحيلا اجراء مثل هذا الامر، لان المخاوف كانت كثيرة، ولكن اليوم باعتقادي ان الازيدية كديانة مطالبة بان تطرح نفسها للعالم كرسالة لا تخاف ولا ترتعد امام الاديان الاخرى

125
الاشوريون يصعدون الى السماء




تيري بطرس
العنوان اعلاه، ليس مطابقا تماما لما تحويه هذه المقالة، الا انه اي العنوان كان يطرق على عقلي وكانه يحث على الظهور ومهما كانت المبررات. هل هناك علاقة عكسية بين الضعف وتصاعد المطالب، بمعنى هل كل ما يضعف المرء او الشعب، تتصاعد مطالبه، وبما لا يتوافق مع قدراته الادارية او السياسية او الديمغرافية، انها حالة الصعود الى عنان السماء، حينما لا تتناسب المطالب مع القدرات و واقع الحال. في بداية السبعينيات من القرن الماضي، وعند تأسيس لجنة الشؤون المسيحيين، والتي ارتبطت بقيادة الثورة  الكوردية، وكانت برئاسة المرحوم كوركيس مالك جكو، التحق بعض الشباب بهم وكانوا مندفعين جدا ويدعون الى تحرير نينوى، فقال كلمته، كوري كافانا (قرية اشورية وكانت قريته) ضاعت من ايادينا، وهؤلاء يطالبون بنينوى!!!
جدليا، لا يمكن باي حال من الاحوال، تجريد الشعب الاشوري من حق امتلاك دولته الخاصة (وهذا وضحته من خلال مقالة نشرتها بعنوان ،ان من حقنا ان نمتلك دولة)، لانه حق طبيعي لكل شعوب الارض، ولانه مقر امميا بمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، ولكن الحق القانوني والحق الطبيعي ليس ملزمان سياسيا، وخصوصا عند عدم توافر، مستلزمات معينة لتجسيد هذا الحق. ومنها التواصل والتواجد الديموغرافي على بقعة ارض معينة، والارادة ووجود اجماع او شبه اجماع على ذلك. ومع الاسف ان الخطابات التي يقول بها هذا البعض لا تساعد على ظهور الاجماع ابدا.
يجادل بعض الاشوريون من ابناء جلدتنا، بان الارض تاريخيا هي للشعب الاشوري، وهذا قد لا يمكن نكرانه، وخصوصا حينما يقترن الكلام بصفة تاريخية، ولكن مرة اخرى السياسية لا تتعامل مع ما كان بل مع ما هو واقع والمثل الاشوري يقول ما ترجمته لا تقل ابي واباك، بل قل حملي وحملك (ما تقدر على حمله).  ويحاول البعض تشبيه قضية شعبنا بقضية الشعب اليهودي او العبري، ولذا فانه لا مانع لديهم من هجرة ابناء شعبنا كلهم، ومن ثم عودتهم المظفرة، وهنا هم يتناسون ان اليهود، قبل تطبيق مبداء المطالبة بالدولة، بنوا اسس واقعية لقيام دولتهم، واهما كان تواصل سكاني جغرافي وحضور ديموغرافي معتبر، وبنية اقتصادية وعلمية  اقوى مما لدى جيرانهم العرب، هذا ناهيك عن قوة عسكرية قوية توحدت جميعها تحت قيادة واحدة، عدا منظمات متطرفة صغيرة ولكنها فاعلة.  ففي زمن قرار الامم المتحدة بتقسيم ارض فلسطين، كان عدد اليهود بحدود 14% من السكان، وقد قرروا بغالبيتهم ومن خلال ممثليهم المطالبة بدولتهم الخاصة. 
بل يطالب البعض وبما ان الارض تاريخيا اشورية، فليس من حق اي كان ان يسكنها او ان يستافد منها وان بقت فارغة او غير مستغلة، وهذا تعامل قروي ساذج، ينقل التعامل مع الممتلكات الفردية في قرية ما الى مدى اوسع وهو التعامل مع اراض شاسعة وخصبة. فبالرغم من عدم واقعية المطروح، لان الناس لن تنظر الى اراض فارغة صالحة للزراعة وهي تبور وتخرب، كما ان اي دولة مسؤولة لن تقبل ذلك، لانه يعتبر تخريبا اقتصاديا متعمدا. من هنا فان الدولة المسؤولة وان لم تمنح الارض كملكية خالصة للفلاح، الا انها ستعمل على الاستفادة منها، لانها بالنهاية استفادة جماعية، وهذا واضح في التعامل مع ممتلكات اليهود العراقيين الذين هجروا في نهاية الاربعينيات وبداية الخمسينيات القرن الماضي، فحولت الى عرصات تباع لسنوات محددة وبعدها تعود للدولة. وليس لي علم حقيقي عن اراض شعبنا في تركيا، وكيف تصرفت بها الحكومة التركية، حقا، ولكن حسب معلومات متناقلة فان الحكومة التركية ايضا تؤجرها لمدة تسعة وتسعون عام لشخص يقوم باستغلالها لصالحه ومن ثم تعود للدولة او تصبح ملكاصرفا للشخص المؤجر وهذا عائد للقانون الساري المفعول.
من هنا نستنتج ان حكومة اقليم كوردستان لا يمكنها قانونيا التصرف بالممتلكات الفردية لابناء شعبنا الاشوري، وخصوصا بالبيع او الشراء او غيرها، الا لدواعي مثل المصلحة العامة. وحينها عليها تعويض المتضرر او ورثته او وكلاءه تعويضا مجزيا. ولكن نحن هنا لا نناقش مثل هذه الاوضاع، بل نناقش، الوضع القانوني او الفضاء القانوني الذي تخضع له الارض التاريخية تلك، فحتى لو افترضنا، اقرار الجميع وهذا حاصل من خلال الحوار النفاقي الشائع، عندما يقر الجميع بان الاشوريين هم الاقدم وهم اصل الوطن وغيرها من التعابير، فان الامر الواقعي لا يتغيير، لان القانون الحاكم هوالقانون الذي وضعته القوة المسيطرة على الارض فعليا.
طبعا وقانونيا ايضا، علينا التكلم بالقانون وليس بالعواطف التي لا تعرف الحدود، لا يمكن تجريد الكورد من مواطنيتهم ولا من كونهم اصلاء، اولا ينهم متواجدين قبل وجود الدولة العراقية وهي قبل كل من كان موجودا قبل تاريخ معين كمواطن،والامر الثاني اننا  لو ادركنا ان الكثير منهم هم من ابناء شعبنا او المسيحيين الذين كانوا يقطنون هذه البقاع، ونتيجة اعتناقهم الدين الاسلامي، تجردوا من لغتهم واغلب عاداتهم، وهو امر مؤسف، الا انه حدث لان اللغة التي نتكلمها لها خصوصية مسيحية، وقداسة اتت من كون كل كتبنا الدينية بهذه اللغة. فهل تسقط الاصالة بالتحول الديني، حينها ستسقط اصالتنا لاننا تحولنا الى المسيحية. مرة اخرى القضية ليست رفع شعارات وخداع السذج الذين لا يمكنهم معرفة الحقائق، بل في الغالب تسيرهم العواطف. ان من واجب السياسي ان يواجه شعبه بالحقائق وليس من واجبه ان يخدرهم ويوعدهم بالجنة وهم ينزلقون الى الجحيم. لقد فعلها من قبل بعض الحكام والنتائج مرئية امام اعيننا على طول وعرض المنطقة.ان البعض يتهمني بتهم شتى، ولكن لا مجال للعواطف في عالم السياسة البارد حتى الانجماد. انه عالم المصالح والتوازن بينها، ولذا فعلى الاشوريين ان يعملوا من اجل الحد من الخسائر وزيادة المكاسب، وليس من واجبهم لعب دور القاضي من يستحق ومن لا يستحق، وبالاخص ان لا احد مستعد ان يستمع اليهم.
مشكلة بعض الاشوريين، ليست كيف تتقدم امتهم ويستقر شعبهم ويتطور مفهومهم للحقوق، بل هي كيف ينكرون على الاخرين حقوقهم، في تكرار للموقف التركماني السابق، في حين ان في العالم وفي العراق وفي بيت نهرين متسع من المكان ليتمتع الجميع بحقوقهم. فالكورد تطوروا في طرح مطالبهم السياسية، من اللامركزية الادارية الى الحكم الذاتي ومن ثم الفدرالية والان هم بحكم التمتع بالكونفدرالية ويطرحون الانفصال ليس كخيار نظري، بل كامكانية واقعية، والدولة الاكثر تضررا او عداء لمثل هذا الانفصال (تركيا) تستقبلهم وتسمح بدخول قواتهم وبالاسلحة وبرموزهم القومية اراضيها لكي يعبروا الى كوباني، في حين ان نفس الدولة جردتنا كلنا نحن الاشوريون والكورد والشيوعيين وغيرهم من اسلحتنا لكي تسمح لنا العبور الى ايران، ونحن مهددين بالابادة، الى ايران ابان الانفال عام 1988، فهل يستوعب البعض مدى التغييرات الحاصلة؟
من هنا عندما نطرح اراء بخصوص مستقبل الاشوريين، ليست الغاية، افادة الاخرين والقبول بان يصيبهم الضرر او دعوتهم للسكنية والاستسلام، ولكن نحن نطرح الممكن والذي يمكن لهم فيه ان يستفاد، دون ان ننكر ان الاخر ايضا قد يستفاد. اليوم مطلوب من القوى السياسية الاشورية ان تعمل من اجل توحيد رؤياها الحقيقة، وكفى لها ان تلعب اللعبة الخبيثة المتكرر والتي تلحق الكثير من الاضرار بمستقبل الاشوريون، فبعض الاطراف ، يقبل بكل ما يملي عليه، ولكنه في المهجر يلعب ورقة التعصب والعداء للاخر، ليس هذا بل المزايدة في العداء لكسب بعض الاصوات. يجب ان ندرك ان مستقبل الاشوريون اهم من كل احزابهم وقياداتهم، وهي التي اتت لخدمة الشعب ولتحقيق اماله المستقبلية وليس العكس.

126
سهل نينوى ضمن اقليم كوردستان .... ما المانع؟




تيري بطرس
نسب الى السيد حنين القدو، احد ممثلي الشبك، ان الكورد يحاولون ان يغيروا هوية سهل نينوى بمنح هوية كوردية له، واستنادا الى هذا التصريح الناري والذي لا يتناسب مطلقا، لا مع الزمان ولا مع الاحداث والواقع القائم في سهل نينوى، بعد احتلال داعش له، خرجت تصريحات وتعليقات اشورية تندد بالمحاولة الكوردية المزعومة. ومنطقيا ومن خلال تفحص مطلقي هذه التصريحات والعليقات، رغم انهم يختفون اغلبهم خلف تسميات اخرى، يدرك الانسان انهم ليسوا من اهل سهل نينوى، بل ممن يستهويهم النقد لاجل النقد او ممن لهم فوبيا خاصة من الكورد.  فالكورد لا يمكنهم تغيير هوية سهل نينوى وان شاؤا ذلك، التغيير ياتي من اهل سهل نينوى انفسهم، حينما يجدون انفسهم اقرب لاقليم كوردستان من البقاء ضمن محافظة نينوى او الارتباط مع بغداد، الحل الذي اعتقد ان السيد حنين القدو يروج له لاسباب ايديولوجية ومذهبية خاصة بيه.
السيد حنين القدو معروف الاتجاه والهوى، وهذا حق له، ولكنه ان اعتقد انه يمثل سهل نينوى او الاكثرية فيه او حتى الاكثرية الشبكية، فهو باعتقادي خاطئ لان الامور تتغير ولم تعد شعارات السابقة تغري احدا.
شبكيا هنالك نسبة كبيرة منهم، باتت وبعد ممارسات داعش القمعية والارهابية وخصوصا تجاه كل مكونات المنطقة، تفكر بان التعايش وضمان الحقوق، مع اطراف تؤمن بالتعددية افضل بكثير من الركض وراء شعارات طائفية تجعل الجميع في فوهة مدفع يقتل الاخرين وينفجر بذاته. فالشبك المنقسمون بين السنة والشيعة باعتقادي راوا حقيقة ممارسات الاطراف الدينية فكل من يمتلك القوة وباسم اي طرف سيقوم باضطهاد قسم منهم بلا ادنى شك. فرغم ان بعض الشبك مدعومين بتحالفهم مع التحالف الوطني، ارادوا اظهار قوتهم على الاشوريين (المسيحيين) من خلال فرض بناء حسينيات واكاديميات دينية في مناطق المسيحيين، ودون وجه حق او حتى دون وجود ضرورة لها، الا انهم تلقوا وخصوصا الشيعة منهم ضربة كان يجب ان تصحي السيد قدو وغيره، بان تحالفاتهم خاطئة وخالية من اي بعد مستقبلي.
اشوريا، يكاد المرء يحتار بطروحات بعض الاطراف المعارضة ليكون سهل نينوى جزأ من اقليم كوردستان، رغم ان ذلك وبامتياز مصلحة قومية لهم وللاقليم، الا ان التاريخ المشترك والملئ بمواقف خيانية ضدهم من قبل بعض الاطراف الكوردية، يقف في وجه اي نظرة مستقبلية وبناءة لديهم. وهذا الامر يعني خنق اي مبادرات او توجهات متعددة بما يوفره ذلك من اوراق سياسية يمكن ان يلعبوها في طروحاتهم السياسية مع مختلف الاطراف.
لنفترض ان سهل نينوى سيكون من نصيب الحكومة المركزية،وهذا ما يطالب به البعض، وهذا يعني حتما سلخه من محافظة نينوى والحاقه ببغداد مباشرة، ليس كاقليم خاص، بل تشكيل  خاص. ان ما طرحته هو الاحتمال الاكبر او الاكثر قدرة على التطبيق اوحتى الاكثر طرحا. سيدار حسب رغبة الفئة الحاكمة والتي لا يستبعد ان تبقى ذات توجهات دينية مع افق ضيق، واذا كانت هذه الفئة قد دعمت سابقا عملية تحويل مناطق شعبنا لصالح طائفة معينة من خلال بناء مؤسسات دينية لا حاجة لها اصلا وفي مواقع تعود لمسيحيين، وحينما كانت مناطق سهل نينوى تتبع محافظة نينوى، فكيف سيكون الحال لو تبع بغداد؟!! كما ان الامر سيواجه نفس الصعوبة مع بعض السنة العرب في حالة طلب انظمامه الى اقليم كوردستان.
سألت شخصية دينية رفيعة مرة، لماذ تطالبون بضم سهل نينوى لبغداد، فقال لا اعرف ولكن هكذا يقولون! الواقع انها اجندة فئوية وليست مصالح قومية تلك التي تدفع بهذا الاتجاه، فكل من له اطلاع ولو قليل على الواقع الديموغرافي لابناء شعبنا الاشوري لادرك بلا اي شك، ان انضمام سهل نينوى لاقليم كوردستان هو افضل الحلول لشعبنا، لان امتداد شعبنا هو في الاقليم وليس في بغداد، بغداد كانت محطة، استوعبت مهاجري القرى التي تم حرقها في الغالب من قبل القوات الحكومية او المتحالفة معها والتي سميت فرسان صلاح الدين (شعبيا سميت الجتة). وانضمام طرفي شعبنا المتواجدين فيه وفي قراهم واراضيهم الاصلية والذين في سهل نينوى سيقوي موقعهم الديموغرافي.
ماذا لو التقت المصالح في المقترح الذي لم يتبناه احد رسميا لحد الان، اي ربط سهل نينوى باقليم كوردستان؟ ولانني لا اعلم المصلحة الكوردية حقيقة الا بضم مجموعة من القرى الكوردية  والازيدية الى الاقليم باعتبارهم كوردا، فاترك جواب الامر وشرحه للاخوة الكورد.
لا احد يمكن ان ينكر ان هناك تغييرات ديموغرافية قد حدثت بفعل ما قامت به داعش من احتلالها للمنطقة ودفعها كل من لم يواليها الى الهجرة والهرب. ولكن الاختلاف قد يحدث عن حجم هذا التغيير وما طاله كل مكون من مكونات سهل نينوى من المسيحيين والازيدية والشبك والمسلمين الاخرين من السنة. وحيث انه لم يكن هناك اكثرية غالبة  في منطقة سهل نينوى ومنذ زمن بعيد، بعد ان طاله التغيير الديموغرافي ابان حكم صدام حسين، فالواقع كان يقول ان الايزيدية والكورد وبعض الشبك والمسحيين سيؤيدون انضمام سهمل نينوى الى اقليم كوردستان. لانهم يدركون ان مصالحهم الاقتصادية والقومية هي مع هذا الارتباط، وعلى اساس هذه الرؤية اي ان هنالك غالبية محسوسة تؤيد هذا الانظمام، نقول ونستقرأ مصالحنا كاشوريين مسيحيين، لو تحقق هذا الانضمام.
ان تشكيلة سكان سهل نينوى ستبقى كما هي في الحالتين، ان تبع لبغداد او انظم لاقليم كوردستان، والخيار ليس اشوريا خالصا، بل يتوزع على الاطراف الثلاثة بالتساوي او بحدود متقابة وهم المسيحيين والازيدية والشبك، من هنا نرى ان موازين القوى حاليا هي لصالح هذا الانظمام وليس للالتحاق ببغداد. وعلى كل ان اقليم كوردستان هو جزء من العراق حاليا، والامر لا يعني خروجا من العراق على المدى المنظور.
لكن الاهم ان التوزيع الديموغرافي للاشوريين المسيحيين سيكون غالبه محسوبا على الاقلي، مما يعني القدرة على البروز السياسي ونيل الحقوق والمطالبة بمشاركة حقيقية في القرار ومن خلال الاقليم في القرار العراقي. ان هذا الامر لا يعني مزيدا من الوظائف للمسيحيين، بل يعني القدرة على التاثير على توجه البلد، بما يضمن حقوقهم الثقافية والتعليمية والاقتصادية والقانونية.
اليوم علينا ان نعلن رؤيتنا وما نراه صائب لابناء شعبنا، وان لا نخاف او نرتعب من مجموعة من حملة شعارات تاتي بصخب كثير ولكن مردودها صفر، وان لا نقول انهم يقولون ذلك، لانه لا يوجد في الحقيقة من يتمكن من ان يقف امام المنطق الصحيح في سبل نيل حقوقنا. فهل سيتم تبني شعار سهل نينوى مع اقليم كوردستان اشوريا؟

127
لقد كنتم على قدر المسؤولية


تيري بطرس
لقد كان البعض على استعجال، لانتخاب البطريرك الجديد الذي سوف يحمل المسؤولية الثقيلة على عاتقه، بعد انتقال مار دنخا الرابع الى الاخدار السماوية، هذا البعض قد يكون بعضان وليس واحد، واحد يريد ان يرى راسا للكنيسة لكي تستقر وتسير الامور، والبعض الاخر، كان يريد استعجالا لكي يتهم لاحقا، ولماذا استعجلوا، ولم يمنحو الفرصة للحوار الوحدوي.
اليوم يتبين انكم يا اباء الكنيسة الاجلاءاستمعتم الى الحقيقة النابعة من ضميركم الصافي، ولم تمنحوا فرصة للصائدين في المياه العكرة، لكي يزيدوا من التباعد بين ابناء الكنيسة من الطرفين، ولا لخلق مجال اخر لجر البعض الى انقسام اخر بحجة ان الاباء لم يمنحوا الفرصة المطلوبة، ليس حبا بالكنيسة وبالوحدة، بل رغبة من هذه الاطراف لاضعاف الكنيسة، لانهم يعتقدون انهم بضعف الكنيسة سيكونون اقوى. ولكنكم خيبتم ضن الابليس وضربتموه من حيث لا ينتظر.
الكنيسة واعني كنيسة المشرق الاشورية، ستسير كما سارت خلال الاربعين يوما الماضية، فكل اباءها يقومون بواجبهم وكل من موقعه، وعليه فعجلة العمل في الكنيسة ستسير ونعتقد ان مار ابرم يمكنه وبقدرته وتاريخه ومكانته ان يمنح الكل النصيحة الصالحة للمسيرة لحين انتخاب اب الاباء في المستقبل القريب انشاء الله.
فثلاثة اشهر من التاجيل لا تعني اي شئ، مقابل الفرصة الممنوحة لوحدة الطرفين، فبقدر سمو رسالة الوحدة، وكونها مطلبا مهما لغالبية ابناء الكنيسة، الا ان الوعي بهذا الامر وضرورته وانصياع اباء الكنيسة للحق كان باعتقادي مثار اعجاب وافتخار وزهو لدى كل من سمع قرارهم بتاجيل انتخاب بطريرك جديد للكنيسة.
ان هذا القرار يدل بلا ادنى شك على قوة الكنيسة وثقتها بنفسها وبانها تختار الطريق الصحيح، طريق الاباء الكبار مثل مار شمعون برصباعي ومار اوا ومار طيماتاوس الكبير ومار يوالاها الثالث ومار بنيامين الشهيد  الى الاب الكبير ومجدد الكنيسة مار دنخا الرابع. ان هذه الثقة لم تأتي من فراغ، بل اتت من المشاركة والمعايشة التي يعيشها اغلب الاباء مع شعبهم وعاشوها مع معلمهم الارضي مار دنخا الرابع.
كنيسة تمكنت ليس من بناء صروح معمارية، وليس من رسامة اساقفة متنورين ومتعلمين، بل ان تكون في قلب المجتمع في اغلب المناطق، فالكنيسة تقوم بتوجيه المجتمع وتبني كوارده في صروحها التعليمية وتتشارك افراح ابناء الرعية في نجاحاتهم، وتتشارك مع من تعوزه الحاجة من خلال منظمتها القائمة لمساعدة المحتاجين وتتشارك في اعلامهم وتوجيههم من خلال اصواتها الاعلامية. كنيسة كهذه تدخل العصر من مختلف ابوابه، كنيسة قادرة ومقتدرة، ولن يفزعها ان يتاجل انتخاب بطريركها لمدة لاجل غاية اسمى وهي تحقيق امر يسوع المسيح، عندما قال كونوا واحدا.
اليوم تخطو الكنيسة خطوة واسعة نحو الوحدة وتمنح الفرصة لكل الاطراف لكي تمعن التفكير في ما الت اليه امور شعبنا وكنيستنا وكم ان وحدة الشعب والقرار ضرورة للناس العاديين في حياتهم اليومية وصراعهم من اجل البقاء، ان الوحدة هنا هي ذلك الامل والشعاع الذي يمنح للناس الطمائنينة من ان الامور يمكن ان تكون افضل.
لنرفع السواعد من اجل تحيقيق هذا الانجاز الاولي، ولنتمكن من ان نكسر الموانع والعقبات، وان نضع حلولا لكل المعيقات، الرب سيكون معكم مادامت غايتكم صالحة وهل هناك اصلح من تحيق وحدة كنيسة. في مواجهة اي معيقات يمكن ان يكون الانفصال والعودة الى ماكان اسهل الحلول، ولكن اصعبها وافضلها واكثرها تلائما مع الحق والايمان، هو استمرار الحوار من داخل المنظومة الواحدة، وعدم منح الفرصة للشيطان لكي يخرب في بستان الرب.
الف تحية لكم ايها الاباء ونحن نراقب خطواتكم، بكل محبة وحذر 
رابط البيان الختامي للمؤتمر السنهاديقي لكنيسة المشرق
http://www.ishtartv.com/viewarticle,61362.html

128
وثيقة هنري كامبل بانرمان المزعومة ... والخداع الذاتي



تيري بطرس

هنري كامبل-بنرمان Sir H.Compbell Bannerman ،هو رئيس الوزراء البريطاني من حزب الاحرار للاعوام 1905-1908، قدم استقالته من منصبه بسبب المرض، وهو اول من لقب برئيس الوزراء.
كنت اقلب قنوات التلفاز، واذا بقناة كوردية تنقل مؤتمرا بالعربية عن النكبة (ذكرى تقسيم فلسطين) وشخص فلسطيني يحاضر عن مؤتمر عقد عام 1907 لتقسيم المنطقة، ومصادفة بعدها بيوم اطلعت على فديو لشخص خليجي وهو يتحدث عن مؤتمر كامبل بانرمان المنعقد حسب زعمهم عام1907 ويقول مرات عدة لا تنسوا عام 1907. الفلم شوهد منذ نهاية نيسان الماضي اكثر من سبعمائة وخمسون الف مشاهدة، وتم مشاركته اكثر من تسعة واربعون الف مشاركة وهناك عليه وفي مختلف المشاركات مئات الالاف من التعليقات التي تؤيد وتؤكد على مضمون الفلم.
  وبدأت عملية البحث فوجدت امور كثيرة ومنها ان السير هنري كامبل بانرمان حسب المنشور دعا سبع دول اوربية ليس من بينها المانيا وهي ايطاليا وفرنسا والبرتغال واسبانيا وبلجيكا وهولندا بالاضافة الى بريطانيا الى مؤتمر مهم. وقد اطلع السيد كامبل بانرمان المؤتمرين بان الحضارة الغربية في طريقها الى الانحدار!،فسألهم ان كان ذلك يرضيهم ؟وبالطبع ابدى الجميع عدم رضاهم، وهنا طرح عليهم ان المنطقة التي ستقود الحضارة هي المنطقة الممتدة من الخليج الفارسي الى المحيط الاطلسي، حسب دراسات جامعات اوربية عديدة، لانها تضم شعب يتكلم لغة واحدة يعتنقون دينا واحد بغالبيتهم، وان كانوا اليوم فقراء يتقاتلون على قطرة ماء. ولذا فقد اقترح عليهم مجموعة من خطوات لوقف اي تقدم لهذه المنطقة ولتبقى قيادة الحضارة العالمية بيد الدول ذات التراث المسيحي. ومنها الحد من تزويد المنطقة بالعلوم والعمل على بقاءها متاخرة ومنقسمة وتتصارع على خلافات حدودية والاهم اقامة حاجز بين شقها الافريقي والاسيوي لكي لا يمكنها ان تتوحد، وان يكون هذا الحاجز مرتبطا بالغرب محتاجا له بشكل دائم ويكون بؤرة لخلق المشاكل الدائمة للمنطقة.
في عام 1907 كانت الدولة العثمانية لا تزال قائمة، وكانت هنالك على الاقل اربعة دول في المنطقة قائمة ولها قياداتها وان كانت متحالفة او واقعة تحت سلطة الانتداب، وهي المغرب وتونس ومصر وسلطنة عمان.  اي واقعيا كانت المنطقة منقسمة لا بل ان التاريخ لا يذكر ان المنطقة كانت موحدة تحت ظل دولة واحدة، فحتى في عز الدولة الاموية وبدايات الدولة العباسية، كان الولاة المعينون يتمتعون باستقلالية واسعة جدا ولم تستمر هذه المرحلة طويلا، فنشأت دويلات مستقلة عن المركز في بغداد . قامت الامبراطورية العثمانية بالاستيلاء على غالبية مناطق البقعة، ووحدتها ولكنها وحدتها ايضا مع مناطق في شرق اوربا وتركيا الحالية، اي ان وحدتها في المرحلة العثمانية لم تكن دليل على ان المنطقة موحدة في ظل حاكم شرعي من ابناء المنطقة ويعبر عن تطلعاتها. ومن هنا فان اتهام الاستعمار بمحاولة تقسيم المنطقة لتحقيق مصالحه الخاصة، مسألة تقع في مجال خداع الذات اكثر مما هي حقيقة. رغم ان كل طرف يعمل من اجل تحقيق مصالحه لانه مدفوع غريزيا بذلك، الا بعض المثقفين العرب ممن يدعون العمل لمصلحة البشرية من خلال زرع كراهية الاخر والانتقاص منه. الامر الذي يخفيه البعض ممن يروجون لمقولة الوطن العربي والامة العربية، هو ان في هذه المنطقة شعوب قبل العرب وهذه البلدان والمناطق تعود لها تاريخيا والعرب ما هم الا مستعمرين في الغالب ولكن مستعمر عمل بكل جهد على اجراء تغييرات في عقيدة وانتماء وثقافة المجتمع الاصلي. ففي شمال افريقيا المنطقة كانت مكتضة بالامازيغ وفي الشرق من العراق وسوريا ولبنان هناك الاشوريون. وعلى سبيل المثال يقال ان الخليفة العباسي المامؤن حينما كان يتجول حول بغداد كان يصطحب مترجما لكي يترجم له من السريانية او النبطية الى العربية. لان المنطقة كانت مسكونة باهلها. في حين ان الاستعمار الحديث لم يحاول ان يغيير في عقيدة الناس باي وسيلة الا التبشير وهو متاح لديهم ايضا، ولم يحاول ان يبيد الناس ممن عارضوه، بل تفاوض معهم واقر بمطالبهم سريعا.
من جملة ما ينسب الى التقرير انه اقر بضرورة الحد من تزويد المنطقة بالمعارف والمعلومات والعلوم لكي لا تتطور، ولكي لا تكون البديل للحضارة الغربية. في هذا القول مغالطات عديدة، فبزعم الكثيرين ان مصدر العلوم والاكتشافات والاختراعات هو القران وبعضهم يضيف نهج البلاغة، فان مصدر العلوم هو العرب ولكن الغرب تمكن من ان يستلها من هذه الكتب، اي بمعنى ان الغرب فهم الاسلام افضل من ابناءه. والمغالطة الاخرى ان الدراسة والتعلم في الغرب مفتوحة وتمنح للجميع، بدليل ان هذه المعرفة تمكن البعض ان ياخذها ويطورها وينافس الغرب فيها وفي ما نتج عنها من اختراعات واكتشافات.
والتركيز على زرع جسم في الجسد العربي لكي لا يتوحد، كذبة اخرى تشهد الاحداث التي تمر بالمنطقة، فخلال  ما يقارب القرن لم تتمكن الدول القائمة بعد رحيل الاستعمار من توحيد شعبها، بل كل ما فعلته هو زرع المزيد من الاحقاد والانقسامات بين مكونات الشعب الواحد، وخلال كل هذه الفترة لم تتمكن دولتان مجاورتان من التوحد، مثل سوريا والعراق، او مصر وليبيا او غيرها، فهل منعتهم من ذلك اسرائيل ايضا ؟
من الواضح ان مثل هذه المخططات والوثائق التي يتم الادعاء بها هي اكاذيب يختلقها البعض وخصوصا القوميون والاسلاميون لكي يبرروا تخلفهم، ويبرروا حقدهم على الاخر. فرغم الابحاث والجهد التي بذلها مفكر قومي معروف كانيس صايغ، فانه لم يقع على مؤتمر او وثيقة خارجة عنه بهذا المضمون.
فقط اريد من القراء الكرام تخيل احوال المنطقة قبل قدوم الاستعمار، ولنتسائل كم كلية او جامعة كانت قائمة في المنطقة الممتدة من المغرب الى الخليج، الم تكن هناك فقط الجامعات والكليات التي كانت تدار من قبل الدول المستعمرة او التي ارادت نشر نور العلم في المنطقة؟ كم كان طول الطرق المرصوفة والسكك الحديد الممدودة في هذا البقعة، كم عدد الاسرة والمستشفيات القائمة؟ كيف كان يدار القضاء وكيف كان يولي الحكم في الكثير من ولايات العثمانية؟ وليقارنوا ذلك فقط بعد ثلاثين سنة من قدوم الاستعمار، اي ليقارنوا الحال بحال المنطقة في الثلاثينيات من القرن الماضي. فانهم سيجدون البدء بتعبيد طرق المواصلات واستخراج الثروات التي لم يكن يعرف بها اهلها ولا  بفوائدها، وتعدد المستشفيات والكليات والجامعات وانتشار التعليم، وبدا خروج النساء الى الحياة العامة، وبدء ترسيخ قيم وقوانين تقود الدولة وتنصف الافراد وهذا كله بفضل هذا الاستعمار، ونحن هنا لا ننكر انه عمل لاجل مصالحه، ولكنها كانت مصلحة مشتركة، وبدليل ان الدول بعد ان تحررت حسب زعمها من الاستعمار وتمكنت من امتلاك القرار المستقل، الشئ الذي عملته هو تدمير كل البنى التحيتة وبنية وحدة الشعب وتدمير الثروة الوطنية من خلال التسلح، السلاح الذي تم استعماله ضد ابناء البلد ممن تجراء ونادى وطالب بحقوقه كانسان وكمكون.
السؤال الذي يتبادر الى الذهن دائما، لماذا انساق الناس والشعوب والحكام الى هذه المخططات وهم يعلمون بها اذا؟ الجواب بالتاكيد سيكون انه ليس هناك مخطط ، الا في خيال الناس التي لم تجد اي سبب لتخلفها الا خلق عدو مختلق يعمل ليل نهار ضدهم، اما بسبب دينهم او قوميتهم او ثروتهم او عقولهم الفذة.

129
هل ستنجحون يا اباء الكنيسة في مهمتكم المقدسة، الوحدة؟




تيري بطرس
هناك في الحياة بعض الاشخاص يطبعون العصور وليس العصر بطابعهم، لانهم يتمكنون من انجاز امور قد يجدها الاخرين صعبة او مستحيلة. وهذا لانهم يمتلكون رؤية للحياة تقول بالغاية والاسلوب المتوافقان. بمعنى ان كانت الغاية خير فبالتأكيد ان الوسيلة ستكون خيرة.
في مقال لنا سابق، سألنا سؤال قد يكون افتراضيا ولكنه اساسي وهو هل يمكن ان يكون قداسة مار ادي بطريركا للكنيسة؟ الحقيقة ليس الهدف شخص قداسة مار ادي او غيره، بل الغاية هي عودة وحدة الكنيسة التي ابتلت بانقسام غير معقول وغير مبرر، وبسبب تعنت كل الاطراف حينها، لانهم اخذوا الامور بشكل شخصي وقبلي، اكثر مما هو مجال للحوار وتبادل الاراء والاتفاق وخصوصا ان الامور التي سيقت حجة للانقسام كان يمكن الحوار حولها او تأجيل الاخذ بها لحين الاتفاق. مما ساهم في تدخل اطراف عديدة لاضعاف الكنيسة والطمع في توجيه ابناءها الوجهة التي كانوا يريدون.
في شرقنا ونحن جزء منه ثقافة، وان كنا نعيش في الغرب، نعتقد ان الانتصار على الاخر هو اعلانه الاستسلام ورفع الراية البيضاء والقبول بكل ما يتم املائه عليه، ولكن في ثقافة وممارسة من يطبع العصور باسمه، الانتصار يعني التوافق على كل الامور بشكل شفاف وواضح وان تاجل امور يمكن تاجيلها لان، الغاية اسمى. الانتصار ليس شخصيا بل هو انتصار الكل على حالة تعوق تقدم وتطور الكل، من هنا فالانتصار الحقيقي هو الذي يجمع قدرات الكل وبتراضي تام ويتم وضع هذه القدرات لتحقيق حالة اكثر ايجابية واقدر على تحقيق تغييرات في الواقع الحالي.
اود ان اقدم اعتذاري لاباء الكنيس ان كان يستشف من كتابتي هذه على انه تدخل في شؤونهم، فما اقوله ليس الا راي متواضع من شخص محب للجميع من اجل مستقبل افضل لنا جميعا.
الغاية من الوحدة، هي تقوية وضم كل الجهود معا لاجل تحقيق غايات اعلى، بمعنى ان الوحدة في اي مجال تحاول فتح افاق غير محدودة للمستقبل، مع توفير الجهود لهذه الافاق من القدرات الفكرية والمادية وغيرها. الوحدة لا تتحقق بانتصار طرف على اخر، رغم ايماني ان اباء الكنيسة من الطرفين ليسوا في وارد التفكير بالانتصار بمعناه الارضي، بل هم يريدون  الانتصار لقيم الايمان المسيحي والانتصار على الشر الذي تمكن من ان يتسلل الى الكنيسة ويقسمها بمعونة ابناء لم يتمكنوا من ان يتحاوروا. الا ان التنبيه منه ومن محاولة الشر الاستمرار في محاولته لاعاقة او تاجيل او نسيان العمل الوحدوي، امر ضروري لاننا في الاول والاخر بشر من دم ولحم. و ان امنا ان روح القدس ترفرف حامية تجمعنا. 
اسعدني خبر اللقاء الذي تم في شيكاغو بين اباء من الكنيسة بطرفيها، فاللقاء مهما كان سيكون باعتقادي وسيلة لتقوية الاواصر وفهم الاخر وفهم تطلعاته ورؤيته، ولكي لا يكون لقاءا استعراضيا، بل لقاءا مثمرا ومنتجا، وهو الذي نتوخاه منهم لان اباء الكنيستين قد اثبتوا مرارا انهم بقدر المسؤولية، وانهم يدركون جسامة المهمة التي يتولونها، ومدى تاثيرهم في المؤمنين سلبا وايجابا، وحسب الوضع، فلذا فاننا نتوق الى ان يتم الخروج بافضل النتائج من خلال ما نتطلع ونتمنى ان يكون واقعا. وبالطبع انني مدرك بشدة ان هناك اخوة اخرين يمكنهم ان يساهموا ويغنوا القضية بافكار وطروحات ايجابية لوضع حد لقضية اشغلتنا نصف قرن ولم ننل منها غير السلبيات، واقصد بها قضية انقسام الكنيسة الذي حدث عام 1964. ان حل هذه القضية باعتقادي سيكون الباب الذي يمكن منه العبور الى التعامل بايجابية وثقة اكبر من الشقيق الاخر من الام الواحد اي الكنيسة الكلدانية، واللتي ايضا هي جزء من كنيسة المشرق.
باعتقادي ان غاية الوحدة اسمى من انتخاب بطريرك جديد للكنيسة حاليا، وخصوصا ان هناك بوادر لتطوير اللقاء ليكون حوارا جادا، وهذا معناه ان العمل من اجل انعقاد المجلس السنهاديقي المقدس بمشاركة الطرفين، والبحث في كل المشاكل ووضع تصور لحلها والاتفاق عليه، بصورة شفافة وواضحة، يمكن ان يسهل عملية انتخاب بطريرك جديد يقود الكنيسة بعد وحدتها، ليس كدخيل على طرف بل كبطريرك شرعي مستمد قوته من المجلس السنهاديقي الموحد. والمشاكل العالقة هي في الغالب مشاكل ادارية ورمزية، اما الادارية فهي تواجد مطارنة واساقفة وكهنة في منطقة واحدة، بل احيانا وجود زخم منهم او اكثر من الحاجة، وهنا اود ان اقول اننا بحاجة لكل ابناء الكنيسة والامة بالتاكيد، ولكن لادارة رعية او ابرشية وغيرها وبامكاناتنا الحالية وتشتتنا الحالي نرى ان الزخم كبير والكنيسة تتحمل الكثير لاجل ذلك، وانه في الغالب كان نتاج التنافس الغير الطبيعي بين الطرفين. باعتقادنا انه يجب حل المسألة ووضع حلول لازمة لها، ومنها الابقاء على الكهنة كما هم الان، ومحاولة توزيع بعض الاساقفة على مناطق لا يتواجد فيها اساقفة ومطارنة، كلبنان وروسيا مثلا، والعمل من اجل تكليف البعض بالتفرغ لادارة مؤسسات تابعة للكنيسة مثل اسيرو، او مكتب للدراسات واعادة النظر في التراث الكنسي. مع الانضباط وعدم رسامة اساقفة جدد لحين استقرار الوضع الاداري على طبيعته وضرورة المستجدات الت قد تفرض رسامة البعض مستقبلا. كما يمكن بالطبع الاستماع الى رغبة البعض بالتقاعد لكبر السن او اسباب اخرى ولكن برغبة شخصية خالصة.
تبقي بعض الامور الرمزية والتي اتخذت كسبب للانقسام مثل مسألة التقويم، باعتقادي يجب ان يتم مناقشة الامر من خلال مصلحة المؤمنين اولا واخيرا، وليس من خلال فكرة وحدة بوحدة، اي تنازل هنا مقابل تنازل هناك، ورغم ان فكرة الاحتفال بعيد الميلاد على التقويم الغريغور وعيد القيامة على تقويم اليولياني، فكرة مطروحة وقابلة للتنفيذ، وخصوصا ان عيد القيامة يقع دائما يوم الاحد، مما يعني توفر يوم واحد للاحتفال بدل يومين . من هنا نرى بان اخذ الامور بذهنية المناقشة الحرة قد تجعل مسألة ايجاد الحلول لمثل هذه الامور يسيرة وغير معقدة. اما الامر الاخر فهو بعض التغييرات البسيطة التي اجريت على الطقس فهي باعتقادي امر فرضتها التطورات ويمكن التعايش معها وخصوصا ان الطرفين يتشاركان كثيرا في تناول القربان المقدس بدون حساسيات.
اليوم اباء الكنيسة بطرفيها، هم امام انظار ورقابة المؤمنين الذي يتوقون للوحدة، صحيح نحن لا نريد وحدة شكلية بل وحدة حقيقة تضع كل الامكانات في اتجاه واحد، وهو اتجاه دعم المؤمنين امام ما يتعرضون له في كل مجال، سؤا الاضطهاد والتمييز في اوطانهم الاصلية او محاولة الانسلاخ عن الايمان والكنيسة نتيجة شيوع وانتشار الايديولوجيات المعادية للدين. ولذا اقول لاباء الكنيسة، انكم يا اباء الكنيسة مطالبون بتقوية الكنيسة وبدعم ونشر رسالة السيد المسيح التي اكدت على المحبة والتسامح، وخصوصا مع بعضكم البعض من خلال اشاعة روح المحبة المسيحية في، كما انكم مطالبون بعدم التبرير والاصرار على اراء وفرض مواقف، كما انكم مطالبون بوحدة تستمر وليس وحدة تخلق شرخا اخر.
كما فتح انتخاب قداسة مار دنخا حينها امام الكنيسة افاق جديدة، ففي اربعين عام تمكنت الكنيسة وتحت ادارته وبمعونة الرب واخوته من تطوير وتوسيع امكانيات الكنيسة واعادة الامل الى ابناها بان كنيستهم كنيسة فاعلة في حقل الرب، نقول ان انتقال قداسته الى الاخدار السماوية قد تفتح باب الوحدة، ليس كما قد يضن البعض من انه كان ضد اتمام الوحدة، بل لانه عمل بكل اخلاص من اجل ذلك وهناك شواهد كثيرة على ذلك. فانتقال قداسته قد حل عقدة لم يتمكنوا حينها من حلها، وها قد حلها الله حينما اختاره الى يمينه في مملكته العليا.
اننا في هذا الوضع المؤلم وخصوصا بعد التشرد واحتلال مناطق شعبنا وتهجير واسر الاخرين، نتطلع لخطوات نستمد منها الامل، لكي يستمر دم الحياة يجري في عروقنا، ولا نستسلم لامر نعتقده محتوما وهو زوالنا ككنيسة وكشعب.   

130
الصورة التي جعلت البعض يطالب باعدام دويخ نوشي




تيري بطرس
في السياسة، هناك فصل بين الحدث واسبابه، فمثلا خبر احترق المصنع، يمكن ان ينشره اليميني واليساري والليبرالي والقومي العنصري، ولكن سيختلفون حول اسباب الحريق في التحليل لحين اثبات الوقائع حقائق معينة ادت الى احتراق المصنع. ومثال اخر هو الاستقلالية، الاستقلالية هو الامر الذي لا يمتلكه احد في السياسة رغم ادعاء البعض بها، ولكن البعض يصر على استعمال هذا المصطلح وكانه يمتلك استقلالية القرار حقا، والاخرين لا، وهذا كذب غير مقبول في الاستعمال السياسي. لانه يخدع الناس والذي يخدع مرة يخدع اكثر من مرة ايضا، والذي يخدع الناس لا يمكن ان يخدمهم والذي لا يمكن ان يخدم الناس فهو ليس الا كاذب. ومن يستنكر على الاخرين الحوار مع الاخر، والتعاون معه لانه قوة على الارض، ولكنه يتحالف مع طرف اخر ويقبل ان يكون على الاقل ضيفا على طرف ويتلقى منهم المساعدة، وهذا الطرف ايضا ليس من ابناء امتنا بل من ابناء امة التي تعاون وتحاور معها الطرف الاول، فهو يخدع الامة مرة وثانية وثالثة. وانه لا يتعلم مما لحق بنا.
بالرغم من تقييمي الايجابي لاغلب ما قاله السيد كنا(الرابط رقم 2) ، ولكن المقارنة بين هذه المقابلة التي اجراها السيد نينوس تيرنيان والمقابلة التي اجراها بعدها بايام مع السيد عمانوئيل خوشابا سكرتير الحزب الوطني الاشوري(الرابط رقم 1)، تظهر النفاق والكذب من طرف السيد تيرنيان ومصدر معلوماته. فهو يركز كثيرا على انه يعلم وله خبرة بالعلم العسكري ولكنه لا يعلم ان هناك انفاق يمكن ان تحفر او ممرات او سواتر، كما انه وحسب علمه العسكري يجب ان يكون الدويخ نوشي متسخي الملابس ومتطينين وهم يرمون لكي يتأكد من انهم يقاتلون والا فهم غير ذلك ويطالبهم هم والوحدات التابعة للمجلس الشعبي وحزب بيت نهرين واتحاد بيت نهرين بشهادة الاستقلالية واظهار عدم ارتباطهم ومصدر تمويلهم وكونهم يعملون لاجل امتنا، ولكنه يقول وبملء الفاه انه يدعم وحدات حماية سهل نينوى، التي تديرها الحركة الديمقراطية الاشورية، ويقر بكل ما يقولوه وما يدعوه وبدون تمحيص او شهادة. ، ولا اعرف لماذا ، ولا اعرف شخصيا من اين يمكن جلب هذه الشهادة، هل من السيد مسعود البرزاني ام السيد جلال الطالباني او من السيد يونادم كنا.
السيد تيرنيان يلعن الدويخ نوشي نعم وبكل صلافة يلعنهم، وهم على الاقل ذهبوا تطوعا ومؤمنين بهدف واحد يعتقدون انه يخدم بقاءهم على اراضيهم، وهم على بعد اقل من ثلاثة كيلومترات من العدو، ولكنه يجاهر بمساندته لقوات حماية سهل نينوى وهم يدعون نفس الهدف ولكنهم يتدربون في جمجمال وعلى بعد العشرات من الكيلومترات ان لم نقل اكثر من مائة. والسيد نينوس تيرنيان يفتخر بمن هم مع الحشد الشعبي و وحدات حماية سهل نينوى (لا اعلم كم وحدة هم؟)  ولكنه ينكر على الدويخ نوشي العمل لانهم يجلبون العار والخطر على امتهم وشعبهم حسب اقواله!!! وبكل صراحة وغضب وعنجهية يقول انا كنينوس انكركم، وكان على الامة واحزابها ومؤسساتها ان تستأذنه في كل عمل تقوم به وكانه قائد الامة وليس مذيعا، لا بل يطالب بتسليم الدويخ نوشي الى دولة يمكن ان تحاكمهم ويقول ويجب ان يتم اعدامهم ولكن دون ان تنزل دماءهم على الارض لكي لا تتسخ الارض، فهل رأيتم حقدا مثل هذا؟. ساعة من المقابلة حاول السيد نينوس تيرنيان وبكل السبل اظهار المقابل كاذبا، ولم يقم بعمله الاعلامي وهو تقديم المعلومة للمتلقي او المشاهد، بل حاول تلقين الناس بما يريد هو. وهذا الامر يعتبر كفرا بالعمل الاعلامي المستقل الذي يدعيه وكل عمل اعلامي يحترم نفسه. السيد تيرنيان اثارته قيام احد قيادات الدويخ نوشي وهو الاخ البرت كيسو بتقديم هدية الى غبطة مار ميلس وهي عبارة عن درع او شعار الدويخ نوشي، وكانه عمل يشكل كفرا، فكيف يجيزون  لانفسه القيام بهذا العمل ومن هم لكي يقوم بتقديم الهدية؟؟؟؟؟!!!
في مقابلته مع السيد كنا ،يوافق السيد نينوس تيرنيان السيد كتا على كل ما يقول وخصوصا وجوب وجود تحالف مع القوى الفاعلة على ارض وخصوصا جيراننا الكورد، الذين استعان بهم بريمر لحماية منطقة سهل نينوى وحسب السيد كنا، ولكنه يتهجم على الحزب الوطني والدويخ نوشي متهما اياهم بانهم لعبة او يسيرون وحسب رغبات حكومة الاقليم، فهل في هذا عمل اعلامي حقا، وهل في هذه المقارنة مصداقية ما؟ كما انه يوافق السيد كنا عندما يستغرب من قوله القوات، ولكنه لا يسأل عن وحدات وليس وحدة حماية سهل نينوى؟. السؤال الذي يتبادر الى الذهن ماهو المعيار الذي يقيس به السيد تيرنيار عمل الحركة والحزب الوطني، ولماذا لهذا حرام وللاخر حلال، رغم عدم ثبوت تلقي اي مساعدة من الحزب الوطني من قبل حكومة الاقليم ومن الحزب الديمقراطي الكوردستاني غير التعاون اللازم، الذي تستلزمه كونهم ضد جهة واحدة وهي داعش، فيما ثبت ان وحدات حماية سهل نينوى التي نحترم اندفاع وتطوع افرادها، انها تتدرب في مواقع تابعة لليكتي ولا نعرف كمية المساعدة التي تتلقاها منه، وان لم تثر المسألة لدينا اي تساؤل لانه من الطبيعي ان يتعاون الحلفاء ضد العدو المشترك. 
السيد تيرنيان يقول وبتايد ضمني من السيد كنا ان الدويخ نوشي لا يتعدون الخمسة عشر شخصا، رغم ان هؤلاء الاشخاص يتبادلون القيام بواجب الحراسة على محور بيقوبا اي كل مجموعة تبقي اسبوعا او اكثر، لتحل محلها مجموعة اخرى. وهذا هو الامكان ولا يمكن جلب افراد وهم لا يحملون اسلحة، ولكن لو وفرنا الاسلحة ووحدة القرار والتخطيط النزيه، فاننا يمكن ان نجلب الاخرين وان نكون قوة يحسب حسابها في القرار لتحرير المنطقة، وبالتالي المطالبة السياسية مقابل ذلك. ولكن الظاهر ان القوة سبعين هي التي تحدد توجهات الناس وليس القرار القومي؟
السيد نينوس تيرنيان يستشهد بالفيس بوك ويقول هناك من يقول في الفبس بوك ان صورة الدويخ نوشي وهو بجانب قتلى الدواعش تضر امتنا، ولكن عندما يقول السيد عمانوئيل خوشابا ان هذه الصورة جلبت لايكات بالالاف وتم نشرها تكرارا ومرارا (شخصيا انا لم اعد نشرها لانني لا احب نشر صور القتلى) وهنا تثور ثائرة السيد تيرنيان ويصرخ ويهدد ويتوعد بقطع المقابلة، لانه لا يمكنه ان يقوم بمقابلة من شخص يستند على الفيس بوك. اي انه اراد حجة لكي يقطع المقابلة. السيد تيرنيان في الوقت الذي كان وديعا ويسمع كالطالب النجيب للسيد يونادم كنا، فانه ومنذ بداية المقابلة مع الاخ عمانوئيل خوشابا، ارادها مقابلة لتكذيبه وتكذيب الدويخ نوشي، وكلمة الدويخ نوشي كان يستعملها وخصو صا في المقابلة مع السيد كنا، وكانها تسمية غريبة ويصعب عليه نطقها لانه لا يعرفها او يجدها غير لائقة وهو المذيع بلغتنا، لغة الام. ورغم استنكار السيد تيرنيار لنشر هذه الصورة الا انه لم ينطق باي شئ في الصور الدعائية التي  نشرتها وحدات سهل نينوى وهي ليست صحيحة ولاننا نعلم بانهم لم يدخلوا اي مواجهة مع اي طرف انظر(الرابط رقم 3)
السيد تيرنيان وغيره من مقدمي البرامج او المقابلات، لا يتوقف دورهم على الاستفهام ودحض بعض الامور وحسب معلومات ثابته، لا بل يحاولون توجيه وتعليم وتثقيف المقابل اي الذي يقومون باجراء مقابلة معه وابداء اراهم الشخصية ورؤاهم حول المسألة، وهو الامر الغير المسموح في الشأن الاعلامي ، لا بل غالبا ما يستحوذ المذيع على الوقت الاكبر من المقابلة وخصوصا حينما تكون مع شخص ليس من توجهاتهم.
ولكن لماذا هذا التهجم، الظاهر ان مشاركة الدويخ نوشي في التصدي للهجوم على محور باقوفة قبل ايام، حيث تم ايقاف الهجوم، والذي كان من خلال سيارات مفخخة وارهابين تم قتل عدد منهم وتم نشر صورة للدويخ نوشي بجانب الارهابيين القتلى او انكشاف قضية التدريب في جمجمال البعيدة وتحت حماية القوة سبعون كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.ومن هنا فالسيد تيرنيان  يلوي عنق الحقيقة ويحاول اتهام الدويخ نوشي وصورهم بانها كانت  سبب اجتياح منطقة الخابور، اي ان الهجوم الذي حدث في خابور وكان قبل هجوم داعش في محور باقوفة، سببه الصورة التي صورت في باقوفة!!!!!!!!!!!!!!  ولكنه لا يقول لنا اذا كانت كل المصائب اتتنا بعد نشر الصورة ام قبلها. وفي الوقت الذي يرحب بوحدات حماية سهل نينوى ويفتخر بمن هم مع الحشد الشعبي، يقول ان الدويخ نوشي سيكونون سببا في تدمير امتنا وهجوم الارهابيين علينا ومرة اخرى دون اي معيار او سبب مقنع غير الحقد والكره المزروع او الرغبة في مسح الاخرين ومحاولة التماهي معهم، وكان ما حدث في سهل نينوى والموصل والخابور وخطف المطرانين وذبح المصريين والاثيوبين وتهديد اقباط سينا بالذبح ، كان رسالة معطرة وهدية محلاة من الارهابيين لامتنا ولمسيحي المنطقة. قبل فترة قال بعض المتعاطفين مع النظام السوري ان تحالف الاشوريين مع الكورد هو سبب هجوم داعش على قرى الخابور، انهم يبررون كل شئ ولا يريدون لشعبنا الا ان يظل خانعا. ولكن السيد تيرنيان لا يقبل حتى بهذا بل يريد ان يتجرد الاخرون من كل قيمة وكل انتماء لانهم ليسوا من وحدات حماية سهل نينوى.
اليوم كان يفترض بكل قوانا السياسية ومؤسساتنا الاعلامية وكنائسنا، ان تقف موقف واضح، وموحد لان وجودنا مهدد حقا وليس توقعا، وكان من المفترض اصلا عدم القيام بانشاء فصائل ووحدات عسكرية متعددة، بل العمل وبشكل سريع لتوحيد الخطاب السياسي، واقامة منبر واحد يتكلم باسم الكل، ولكن هذا التشرذم والذي برره الكثيرون خدم مصالح اطراف عديدة على حساب مصالح الامة والشعب. والاخطر بات واضحا ان بعض قوانا ولاجل تحقيق انتصارات صغيرة على خصومها في الامة مستعدة ان تدمر مستقبل الامة ووجودها. فاغلب قوانا بات يرى ان خصومه من ابناء الامة هم الاعداء وليس داعش ولا الاخرين.

https://clyp.it/luo02nyt_ 1 المقابلة مع الاستاذ عمانوئيل خوشابا السكرتير العام للحزب الوطني الاشوري
 2 https://www.youtube.com/watch?v=EOZGAoZNYeQ _ المقابلة مع السيد يونادم كنا السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشوري وهي قبل الاولى
http://shoebat.com/2014/12/14/new-militia-now-risen-thousands-christian-warriors-enlisted-take-arms-destroy-islamic-terrorists-christian-lands/ نشرة دعائية لوحدات حماية سهل نينوى يظهر افراد مع قتلى من العدو ولم نعرف متى حدث ذلك، لماذا لوحدات سهل نينوى مسموح نشر هذه الصور منذ تاريخ 14 كانون الاول 2014 وليس مسموحا لدويخ نوشا نشر صور حقيقية. انها تظهر حقيقة من هو التاجر اليس كذلك؟
السيد نينوس تيرنيان وهو يظهر حقده وغضبه من الدويخ نوشي وبعد حديث مع السيد كنا
https://www.facebook.com/1239794/videos/vb.1239794/10104143949912963/?type=2&theater
هناك مقطع صوتي والظاهر انه سبق المقابلة مع السيد كنا وفيه  يدعو السيد تيرنيان صراحة الى اعدام الدويخ نوشي. يرجى ممن يتمكن من نشره في تعليق على المقالة ان ينشره، لانني لم اتمكن من فعل ذلك.

131
لكي تكون مسيحيا صالحا، يجب ان تكون مسيحيا ميتا


تيري بطرس
يحاول بعض ابناء جلدتنا، من الاشوريين وبعض من يؤمن بما ندعي الايمان به، ان يبرر للمأسي والقتل والسبي والاستيلاء على الاموال والاملاك، التي مورست بحق الاشوريين وكل المسيحيين سواء اثناء الحرب العالمية الاولى او ما بعدها او ما قبلها. فهم يقولون مثلا عن اجتياح قرى خابور ان السبب هو دخول مسلحيين ومحاولة الهجوم على قوات داعش، كما قالوا ان سبب مقتل اكثر من نصف مليون اشوري وبما يقارب الثلاثة ارباع الميلون، كان سببه تعاطف او محاولة التحالف مع روسيا القيصرية! في حين ان الاشوريين من اتباع الكنيسة الكلدانية والسريانية ل يكن لهم اي فعل سياسي وكانوا مستكينين وخاضعين كل الخضوع لمصيرهم. لا بل ان اتباع كنيسة المشرق لم يتحركوا ويعلنوا العصيان الا بعد ان بدأت تباشير القتل تطال كل المسحيين من مختلف التوجهات وبلا تفرقة بين مسيحي ومسيحي. ان الذين يحاولون التبرير هم ورثة لواقع قانوني واجتماعي ساد البلدان الاسلامية، وهو ان المسيحيين اهل الذمة، اي ذمة بيد المسلمين منحها لهم الله ويحق لهم التصرف بها (وخصوصا ونحن ندرك ان الله كالضمير المستتر فقط له اشارة ولكن الوجود في الغالب لا، لدى اغلب المؤمنين). والذين يبررون ذلك يمنحون الشرعية لاستيلاء داعش او السلطنة العثمانية او الغزو من اي كان الحق في معاقبة الشعوب التواقة للحرية، لا بل انهم يبررون ان للمنتصر الحق في فعل كا ما يريد.
وانا اقراء رد فعل الفاتيكان على مقتل الاثيوبيين في ليبيا، شعرت ان ما يتم اقترافه، من هذه العصبة المجرمة (داعش) في الحالة العراقية والحالة على مستوى المنطقة. هو عمل لدفع العالم لخوض حرب ضروس قد تتحالف فيها اوربا مع ايران، وان كان اضطرارا، ليس حبا بالمسيحيين ولكن حفاظا على المصالح ولوقف مسيرة جيران الدم. فداعش والقاعدة ايضا وبعض التنظيمات الاسلامية السنية، تحاول وبكل صلافة الدفع بالاحقاد الى اقصى ما يمكن سواء مع المسيحيين او الشيعة. ومع الاسف العالم السني موقفه يكاد ان يكون داعما سواء بالاعلام او انواع اخرى من الدعم، لهذه الاطراف مما يعني جر السنة الى حروب لا طائل من ورأها. فرغم كل ما حدث في الموصل من قتل وسبي وتهجير وسرقة ممتلكات الشيعة والمسيحيين والازيدية والشبك، فرد فعل المسلمين السنة وقياداتها كان تبريريا وكان القول المكرر ان داعش لا تمثل الاسلام!! ولكن تجاوز او سرقة حدثت من قبل الحشد الشعبي او من قبل المندسين (مع رفضنا له)، نرى ان الاعلام المحسوب على السنة يثير المسألة ويضخمها ويعطيها ابعادا لا تتفق مع الحدث او مع ما حدث قبلها وبفترة قصيرة لاتتجاوز الاشهر. ولا يزال يفعل ذلك وهو اي الاعلام يرى ما يحدث في الانبار.
الاشوريون هذه الايام، وهم مسيحيو الديانة، يحتفلون مع اخوتهم الارمن واليونان بالذكرى المائة للمذابح الكبرى التي شهدتهامناطق تواجدهم في تركيا الحالية بالاخص، وخسروا الكثير ونسبة تكاد تقارب نصف عددهم في هذه المذابح، قتلا او سبيا او تغيير العقيدة تحت ظل التهديد بالقتل. ولان الاشوريين لم يستقروا  ومنذ اواسط القرن التاسع عشر، فهم يخرجون من مذبحة ليدخلوا اخرى، حالهم كحال الازيدية، ولانهم وجدوا من برر ومن بينهم هذه المذابخ لانه كان لا يزال يعيش مفهوم اهل الذمة، فان صوتهم ظل خافتا ولحد الان لم يعترف بما تم اقترافه بحقهم الا من عدد قليل جدا من الدول.
ان البعض يعتقد ان المسيحي لكي يستمر في العيش في هذه البقعة والتي كانت له وهو يعيش فيها حتى قبل ان يولد السيد المسيح، الاشوريون والارمن واليونان، هم السكان الاصليون لهذه المناطق واقدم من كل الشعوب الاخرى. يجب عليه ان يكون شخصا بلا طعم وبلا رائحة وبلا لون، اي بالمختصر ان يكون قنوعا ويحمد الله ليل نهار على ماهو فيه، وعلى انه لم يأتي اسوأ مما هو فيه.
المسيحي المشرقي ليس اوربيا، ولا صلة له باوربا، وتطلعه للاوربا هو تطلع كل انسان يعيش حالة تخلف ويريد ان يتطور ويصل لما وصل اليه الانسان في تلك البقاع. وبالتالي معاملته او معاقبته على ما يدعي البعض على المرحلة الاستعمارية او على ما حدث في الاندلس او للاضظهاد الذي تعرض له الهنود الحمر احيانا،  هو تحميله او تحميل كل المسيحيين المشرقيين وزر ما قام به غيرهم.
والمسيحييون وهم سكان هذه البقعة الاكثر قدما، وحتى التاريخ لا يذكر زمن قدومهم، يحاولون ان يكونوا جزء منها، من خلال مشاركتهم ليس في تقدم الخدمات في محلات شرب الكحول او المشروبات الروحية كما يقول العراقيين، او كخدم طيبين، مع احترامنا للعمال في المهنتين، بل كاناس متنوعي التوجهات والاختصاصات والخبرات. وهذا يعني ان يكون لهم راي في السياسية وسبل تمشية امور الدولة وحقوق المواطنين. والا فكيف تستقيم المواطنة مع طلب الصمت وشكر الله على الحال وعلى انه ليس اسواء مما هو الان. اننا نطالب بان نكون مسيحيين احياء وليس صخور صماء يمكن وضعها في معارض، يمكن التفاخر بها.
هذه الايام هي ايام الاحتفالات بالذكرى المائة للمذابح التي اقترفت بحق الارمن والاشوريين واليونان، فهل سيعي ابناء المنطقة المغزى من ذلك، هل يعون ان الناس لا يمكن لها ان تنسى الظلم والاضظهاد، قول ماثور متوارد لدى الاشوريون يقول وان قتلتمونا فان الصخور ستصرخ فيكم. وعليه يجب ان نخاف صراخ الصخور، وان نخاف استغلال الاخرين لهذا الصراخ، وان نخاف اكثر صراخ المظلومين، فان صراخهم لا يمكن ان يجعل المنطقة تشعر براحة الامان، فالاضطرابات ستخرج من بين شقوق الارض، لكي تعلن تمردها على ما حدث. وعلى الدماء التي لا تزال تسقي ارض المنطقة بدلا من الماء.
من الرخص والسفاهة ان نبرر ان ما يحدث وهو يمتد على مساحة واسعة تشمل دول عدة، على انه احداث فردية، او غير مرتبطة بمنطومة فكرية تغذي التوجه الدموي الموجه ضد ابناء الاديان الاخرى، واحيانا ضد ابناء الطوائف الاخرى من نفس الدين. والا  كيف يمكن مثلا تفسير تصريح للنائب رئيس الجمهورية العراقية، عندما كان رئيسا لمجلس النواب العراقي وهو يرد على سؤال حول رايه بمطالبة بعض المسيحيين بمنطقة الحكم الذاتي (المطالبة لم تكن في الحقيقة للمسيحيين وليست كذلك، بل للمنطقة الجغرافية المسماة سهل نينوى) فكان رده انتوا (انتم) المسيحيين يجب ان لا تروحوا (تذهبوا) زائد. وهو تصريح يعبر عن كم هائل من الحقد والعنصرية الدينية ليس من مواطن عادي لا يفقه في تخريجات الكلام، بل من قبل مسؤل يعتبر ثالث ارقى مسؤول في الدولة او وصف مكتب رئيس الوزراء العراقي حينها المسيحيين بالجالية المسيحيية.
المطالبة بالعدالة والحقوق والاعتراف بالتجاوز، هي سمة من سمات المواطنة، وليست حكرا على ابناء فئة معينة، والا ما معنى الحريات والديمقراطية والتعددية التي نتغنى بها. ولكي تشعر النفوس بالطمائنينة والسلام مع الذات والاخر، فيجب الاقرار بما حدث وليس طمسه وتبريره، ويجب اشعار الجميع ان الوطن للجميع ومن حقهم التقدم والنضال من اجل مطالبهم، وليس تعييرهم بانهم بافين على الحياة بفضل الاخرين، لانهم لم يبيدهم كلهم، او اعتبارهم جزء من ديكور لتجميله.
فهل سنجد انتفاضة في المنطقة كلها، تقول الوطن للجميع والاقرار بما حدث من ظلم وتجاوز،وترسيخ مفهوم المواطن وبدون تمييرز ديني او عرقي اوجنسي، وترسيخ مفهوم السلام والتسامح من خلال تدريس الاحداث التي جرت وتجري على اناس ابراياء لا ذنب لهم الا كونهم من اتباع دين او من قومية اخرى؟

132
ي
يوخنا امتا.... ارتحل عنا، وبقيت التساؤلات



تيري بطرس
عرف بهذا الاسم يوخنا امتا (الامة)، والحقيقة لا اعرف له اسم اخر غيره، شخص ضعيف البنية، يتكلم بعشق عن الامة والتضحية، ولكن  مثار التساؤل ايضا، واليوم كل يرحل ويحمل معه جزء من الذاكرة، المسجلة والغير المسجلة، منها ما سيصبح تاريخ ومنها سيطويه النسيان.
في الخامس والعشرون من كانون الثاني عام 1974 توفي مالك ياقو مالك اسماعيل، والذي كان قد وصل العراق على راس وفد من الاتحاد الاشوري العالمي. وكنا نحن الشباب اعضاء الحزب الذي عرفناه لاحقا باسم الحزب الوطني الاشوري، من قام بالمهام التنظيمية لمراسيم الدفن التي جرت في كنيسة مار زيا في كرادة المريم. وبالتالي كنا مسؤولي السيارات التي قامت بنقل الناس لحضور مراسيم الدفن والتي حضرها الالاف من ابناء شعبنا. طبعا لم يكن كل المشاركين في تنظيم المراسيم من اعضاء الحزب، الا ان اعضاء الحزب هم من كانوا يديرون الامر، وقد استعنا بكل لجان الشباب واعضاءها في الكناس حينذاك. وكان من نصيبي ايضا ان اكون مسؤولا على احدى السيارات، وكان من المفترض ان يقوم مسؤول السيارة (من سيارات النقل الكبيرة والتي كانت تستوعب حوال اربعين نفرا او اكثر) بالكلام عن المرحوم مالك ياقو ودوره في العمل القومي، واستغلال الامر للتبشير القومي. بعد ان قمنا بالواجب واعدنا الناس الى مناطقهم، ناداني شخص لم اكن اعرف، وابدى اعجابه بما تكلمت به في السيارة وطلب مني ان نلتقي مستقبلا، اثار شكوكي هذا الاندفاع من شخص لا تعرفه، وقمت بابلاغ احد الاصدقاء في لجنة الشباب الاشوري في كنيسة مار عوديشو وكان في الان نفسه عضوا في الحزب وهو الاخ المفقود في حرب العراقية الايرانية الشماس دانيال بنيامين، بشكوكي حول الشخص وعلينا ان نكون حذرين منه. وهذا كان يوخنا امتا الذي عرفته بهذا الاسم منذ ذلك اليوم.
لا اعلم ارتباطات يوخنا امتا القومية، كان يكتب شعرا ولكن انتماءه بقى لغزا، رغم انه كان من الموصل وكان في الموصل مجموعة من الشبيبة القومية، وكان الكثير منهم يعملون في لجنة الشباب الاشوري في كنيسة ماركوركيس في الموصل, وبع   ض الطلبة الجامعيين وطلبة الاعداديات. ولكن علاقته يمجموعات الموصل كانت سيئة، وكان الاعتقاد انه يميل الى مجموعة السليمانية، ولا اعرف هل كان لقرابته مع السيد يونادم كنا دور في ذلك ام لا ام انه كان ادعاء منه ليس الا.
اعلم انه ترك العراق لفترة ما، وكان في لبنان وهناك الظاهر كان البعض يعاديه، وعاد الى العراق، والعراق في بداية الحرب العراقية الايرانية، والتقيت به مرة اخرة، وادعى انه مع حركة تحرير اشور، وكانت حديثة الانبثاق في شيكاغو من عدد محدود ممن خرج عن احزاب اخرى او عن الاتحاد الاشوري العالمي. وابدى رغبته للالتحاق بالحركة الديمقراطية الاشورية، ومرة اخرى يفاجأنا يوخنا امتا، فما كنا نقوله همسا، ها هو يقوله وبكل صراحة وبدون خوف او وجل، وتزداد الاسئلة.
في عام 1984 التحقت بالكفاح المسلح وفي شهر تموز كنت في زيارة الى مقر الحركة الديمقراطية الاشورية، على الزاب، ونحن واقفان انا والسيد نينوس بثيو (سكرتير الحركة) خرج يوخنا امتا لعمل ما وما شاهدته صعقني حقا، لقد كنت قد سمعت بعض تفاصيل عن ما ال اليه مصيره، في سجن الحركة، ولكن ما رايته، جعلني اقول لنينوس اذا كان مذنبا لماذا لم تقتلوه، وتركتوه بهذه الصورة، لقد كان شبه اعمى، عينيه غائرتان في محجريهما، فقال وهو يمر بنا هل ترى اخ تيري ، نعم رايت وتألمت ان يكون مصير انسان بهذه الصورة، ولكي يبرر نينوس القسوة والوضع، الصق به تهم اخرى، غير تهمة العمالة للنظام.
وما علمته من قصة يوخنا امتا انه التحق بالحركة وكان قد اعلن لهم ان النظام جنده لكي ياتي ويلتحق بهم (لكي ينقل اخبارهم او يقوم بالتخريب لم اعرف بالحقيقة المهمة الموكل بها) ولكنه كان قد اعترف مسبقا، وبالتالي كان الخيار اما قبوله كعضو موثوق او الطلب منه البقاء بعيدا عنهم. ولكنهم وبالتفاف غير نزيه القوا القبض عليه، وتم سجنه وتعذيبه وتكليفه بمهمات شاقة هو وغيره من المساجين الاخرين. المؤسف ان من انقلب عليه كانوا اصدقاءه او معارفه من الموصل. والبعض يقول انه تم اعتقاله باوامر اتت من الداخل. وفي تطور دراماتيكي، تمكن يوخنا امتا وغيره من السجناء من اقناع حرسهم والهرب والالتحاق بالنظام مرة اخرى.
ويوخنا امتا رغم دوره الهامشي كما هو واضح لدى الاطلاع على هذه القطعة، الا انه كانت له علاقات ومعرفة ليس سطحية ولكنها في احيان عميقة بالنشطاء القوميين، ورغم ذلك فان نزوله وتسليم نفسه للسلطات لم يؤثر على سجانيه ومن عذبه ومن اهانه.
في منتصف التسعينيات ارسل لي من شيكاغو قصة مقتل شقيقته، والتي اتهم فيها فصيل اشوري بالتسبب بها، طالبا مني نشرها، ولكنني لم افعل. والقصة التي كتبها بخط يده لا تزال في محفوظاتي، قد ياتي يوما لنزيح عنها غبار الزمن.
ليرحمك الله يوخنا، وليحاسبك على حسانتك وسيئاتك، فانه نعم المحاسب. ولتعذرني في عليائك لانني قد لم اتمكن من مد يد العون لك. ولكن هل سنستفاد من دروس الماضي،
دروسنا ودروس الاخرين؟ فرغم كل الالم وكل ما لحق به لم يشي باحد، وهذا واضح للكل.

133
هل سيتم اختيار قداسة مار ادي لقيادة الكنيسة؟


تيري بطرس
في السبعينيات من القرن الماضي، كانت لا تزال اثار الخلافات التقويمية والعشائرية حية ولها تاثيرها، ورغم العمل القومي الجبار الذي قاده الشباب حينذاك واثمر حالة من التعايش وكسر الحواجز، الا انه لم يتمكن اي الشباب القومي من انجازات خطوات اخرى في طريق ازالة العوائق والصعوبات امام العمل القومي ومنها مثلا قضية الكنيسة وانقسامها الجديد والذي ابتداء عام 1964، ورغم اللقاءات التي اجريت مع طرفي النزاع واقرار الطرفين اوزعماءهم ان الانقسام لا معنى له حقيقة، الا ان الانقسام ظل وبقى لا بل استحفل وانتقل الى المهجر نتيجة اخطاء اقترفتها الكنيسة ورجالها وخصوصا كنيسة المشرق الاشورية والاحزاب السياسية، التي حاولت الدوخول الى الساحة لاستلام مهام ودور الكنيسة.
في كل حوارات كنيسة المشرق الاشورية وكنيسة المشرق القديمة، كان عائق وجود بطريركين عائقا مهما ووجد انه من الصعب تجاوزه، وقد يكون احد اسباب ذلك عدم الثقة في ادارة احد الاطراف من قبل الطرف الاخر، او لاسباب اساسها عشائري محض، لاتزال ونحن في بداية القرن الحادي والعشرون وبعد ان تركنا مناطقنا العشائرية التي نسبنا اليها باكثر من مائة عام تؤثر فينا سلبا.
وكان احد المخارج التي تم مناقشتها ان يكون للكنيسة بطريركين متساوين بالارادة وان ينتظران ما يقرره الله وحينها سيبقى بطريرك واحد ومن ثم تسير الكنيسة على هذه الخطى.
ونحن اليوم نودع قداسة مار دنخا الرابع الوداع الاخير، وامام  المجلس الكنسي وقتا وان كان قصيرا، فهو اقل من شهر باعتقادي، لانتخاب من يجلس على كرسي البطريركية، نضع امام انظار الاكليروس والمؤمنين هذا الاقتراح.
 ورغم ايماني واعتقادي ان في كنيسة المشرق الاشورية، رجال يمكن لهم ان يديروا الكنيسة بدرجة عالية من المسؤولية وان يخدموها وينقلوها خطوات الى الامام، ولكنني امام احدى الخطوات التاريخية لوحدة قسمين من الاقسام الثلاثة لكنيسة المشرق، اقف واقول لماذا لا نمنح الفرصة لهذا الخيار التاريخي والرباني لكي نحقق ارادته؟
سيقف الكثيرين مرددين الكثير من الاقاويل والاعتراضات وان الوقت ليس وقتها، ولكنني ارى بانه لم يبقى لنا وقتا اصلا،  كشعب وككنيسة، ادرك المنافسات الطبيعية وادرك التضخم الكبير في الهيكل الاداري للكنيسة، ولكن امام الارادة الواحد، لاجل عودة الوحدة، فان الكثير من الجهد والتضحيات يجب ان تبذل. نعم ارادة الوحدة وارادة التقدم والتطور يجب ان تكون موجودة، ويجب ان تدفع الجميع من كلا الطرفين لكي يتم تسجيل اسمهم في التاريخ الناصع من تواريخ كنيستنا وهو تاريخ عودة اللحمة والوحدة بين الطرفين، مع وضع كل الضوابط والاسس الكفيلة بان تكون الوحدة عاملا في تطور وتقدم الكنيسة  وليس في تشرذمها مرة اخرى. ويجب ان يتم الادراك ان من يكون في موقع البطريركية سيتمكن من خلال تكاتف جهود كل اعضاء المجلس السنهاديقي من التغلب على كل محاولات البعض استغلال اخطاء الماضي للتاثير عليه.
ان التاريخ لا يرحم من لم يستغل الفرص المواتية احسن استغلالا، انها فرصة الاهية، وهاهو الرب يقول لقد منحتكم الفرصة التي قلتم بها، فهل ستتمكنون من التغلب على شكوكم ومخاوفكم احدكم من الاخر؟
لنحصن موقع البطريركية والمجلس السنهاديقي من كل التاثيرات الخارجية، وليكن في خدمة تحقيق كلمة الرب، وخط الكنيسة، وهذا لن يكون الا بتظافر الجهود، من اجل اعلاء شان الكنيسة والامة ايضا.
انها صرخة وارجو ان لا تكون صرخة عاطفية، بل ان يعمل العقل قبل العاطفة، ولكن يجب ان لا ننسى ان العاطفة تعبر اصدق تعبير عن حقيقة الانسان ولحظته. وان يتم دراسة المقترح وانه يمكن تاجيل انتخاب بطريرك جديد باعتقادي بعض الوقت ان كان الامر جديا. والا فان انتخاب بطريرك جديد سيكون مدار تساؤل حول احقية رغبىة ابناء الكنيسة في الوحدة، وخصوصا ان ما يفرق الكنيستين، لم يعد له وجود، فلا النظام الديكتاتوري موجود، ولا اختلاف التقاويم ولا الصراع من اجل هذا اوذاك، لاننا كلنا اليوم في سلة واحدة، هي سلة التي يلعب بها الهواء وفي اي لحظة قد تطير بها هبة قوية منه. 

134
المنبر الحر / شعب يعشق الكذب
« في: 14:05 31/03/2015  »
شعب يعشق الكذب




تيري بطرس
رجاء اخواني، اتوسل اليكم، اقبل ارجلكم قبل اياديكم، انيروني والى الدرب قودوني، لكي اسير، لكي اصل، لا لا لا فقط لكي انقذ الذات.
القى غبطة مار لويس ساكو كلمة في مجلس الامن، وبدماء ابناء شعبنا، وبالصامدين في ارض الوطن، وصلنا الى مجلس الامن وان لم تكن جلسة رسمية، بل جلسة استماع، واشتعلت المنابر، من ناكر ومن مستنكر ومن عارض ومن معترض، اغلبهم اما استنكروا ان يمثلنا رجل دين او عارض الكلمة، ولم يسأله احدهم لماذا مثلنا رجل دين ولم يمثلنا مثل فيان دخيل؟ اما من عارض الكلمة فقد ارادها كلمة مدوية مثلما دوى صوت حذاء خورشوف في الجمعية العامة للامم المتحدة في ستينات القرن الماضي، او مثلما دوى صوت القذافي وهو يمزق ميثاق الامم المتحدة، او مثل صراخ قادة العربان في الاستنكار والانكار. ولم يلاحظ ان الرجل يلبس جبة رجل دين مسيحي، ولكن الاهم ماذا خلفه؟  لكي تكون كلمته اقوى، من هم الذين يدعموه، غير الدماء التي سالت والالاف التي هجرت، كل ادواته كانت تعب وجهد وجوع وخوف المهجرين من سهل نينوى وخابور، لم تكن له اسلحة ولا دبابات ولا مئات الالاف يحزمون امتعتهم وهم عائدون الى ارض الوطن، لكي يحموا الارض والعرض كما يدعون. والغريب العجيب انه كلما ابتعد احدنا عن الوطن كلما كان صوته واعتراضاته اكبر واكثر صدى، وكلما كانت شروطه اصعب ومطالبه اضخم. انها حالة غير معالجة الظاهر في علم النفس او انني على الاقل لم اطلع عليها لكي اسميها، نعم انها حالة مرضية.
انا لعلى يقين انه لو كان غبطته وحاشا من ما اساقوله، انه لو كان قد سب وهدد وتوعد بالويل والثبور لكل من تمد يده الى الاشوريين او الى الكلدان او الى السريان، وكان يجب ان يقولها ثلاثتها، ويظيف اليها الاراميين، فان الناس كانت ستصفق خلفه وتتغني باسمه، وان لم تكن تلك الكلمات تتجاوز تلك القاعة او حتى وان لم تكن تصل الى عقول السامعيين، وكيف لها ان تصل والمتحدث يهدد ويتوعد وشعبه يهرب من عصابة!!! ولكن المتربصون والمنتقدون، ليس لديهم الا الرد وان كان كلاميا وليس حلا.
لقد كانت كلمة غبطته وكلمة النائبة فيان دخيل وحتى كلمة الوزير اللبناني باسيل متناغمة وتعبر عن واقع حال ومطالب ممكن تحقيقها، وفي مثل هذه الظرف ،المهجر، ومشكورا خرج وحاول ان يساعد، واني لعلى يقين ان اغلب المعترضين حتى لم يخرجوا للاعتراض ولم يساعدوا باعتبار ان لا الخروج للاعتراض ولا المساعدات تجدي، لانهم يؤمنون بالقوة، قوة عاتية تدمر وتعلن تاسيس واقامة اشورستان او كلدستان او سريانستان، ولكن ان لا يشاركوا هم فيها، حينها كنا سنراهم وكل من جهته يريد ان يقول ان الشئ ناقص ما لم نكن نحن وتسميتنا الاولى والوحيدة هي المذكورة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
من كان من المفترض ان يمثلنا؟ اي برلماني؟ ممثل عن الحركة ام عن المجلس الشعبي، وحينها كنا سنشاهد ونعيش حرب اخرى على صفحات الويب. المشارك يصرخ وينادي ويؤكد ان العالم يؤيد زعامته للامة وتمثليه لها، والغير المشارك يبرر الامر بمؤامرة دولية للحد من دوره الطليعي. اذا من الطبيعي ان تدعوا فرنسا شخصا تعرفه على الاقل.
نحن ندرك ان الله لا يرضى الجميع، فللناس مواقف مختلفة عنه، وهكذا للمسيح والرسل والانبياء، ولو كانوا قد ارضوا الناس لما كانت هناك حاجة للاتيان بهم او على اقل بهذا الكم منهم، فما بالك في السياسية، التي تعبر عن المصالح؟ ولكن في اعتراض المعترضين او غالبيتهم لا مصالح ولا هم يحزنون، انه الرغبة الدفينة في الانتقام، ولاننا لم ننتقم على الارض، فكان من المفترض ان ينتقم غبطته عنا في المجلس باستعمال لغة التهديد والوعيد متوعدا ان الله سينتقم منهم وسيرسل ابابيل وسجل وصواريخ ليدمرهم ويدمر مدنيتهم.
لقد تناسينا اننا نهرب من الوطن، ومن ابناء الوطن، ونستقر في اوطانا غريبة، نرفضها ويقتلنا الحنين الى ماضينا القريب وليس البعيد، ماضي الكسل والنميمة والانقسامات والخصومات التي لا تنتهي والتي في غالبها بلا معنى.
نحن لا نريد قادة، في الغالب نريد اشخاص يتحلون بعقل ثاقب، وقوة خارقة وحشود وجنود واسلحة على ان لا نكون منها او ندعمها، ولا احد يسأل كيف يمكن لاحد ان يقودنا ونحن هذه حالنا. نحن شعب مثل شعوب المنطقة، تعلمنا ان نعيش عالة، وان لا ندعم اي حالة تدعم وجودنا. فعلى ابسط الامثلة، ان الناس بدلا من ان تشتري سي دي المطرب تستنسخه، اي نقول له لا تتعب نفسك ولا يهمنها جهدك، وهكذا بالنسبة للكاتب وللحزب الذي نطالبة ولا ندعمه وللكنيسة التي يجب ان تطعم الفقرا وتوصل صوتهم وتحقق حقوقهم ولكن بلا دعم منا، السنا شعب عالة على شعوب العالم.
ايها السادة قوة القائد، هي من قوة القاعدة، وذكاء القائدة من ذكاء القاعدة، اي نعم يلعب القائد في الغالب دور في تحشيد وتجميع القوى من خلال حوارهم وجعلهم يجتمعون على المشتركات المهمة والانية، ولكن قائد بلا قاعدة، لن يشتريه احد بابخس الاثمان.
لكي تكون لنا قيادة قوية يجب ان نكون كافراد وكمؤسسات اقوياء، نرفد القيادة  بما يدعم مواقفها، ومع الاسف اننا لا نصل الى نقاط التلاقي الوسطى لكي نتمكن من ان نصب كل جهودنا في ساقية واحدة. نحن افراد لا نرضى باي سلطة وباي تنظيم، نحن حتى لا يصح فينا ان نقول اننا عشائر، لان للعشائر ايضا تنظيم، اننا حطمنا عشائرنا ولم نصنع امة بل صار ينطبق علينا المثل، رمانة تضرب على الارض كل بذرة منها تذهب باتجاه.
في خضم كل هذه الاخبار المحزنة نسيت ان اقول لكم كل اكيتو راس السنة البابلية الاشورية وانتم ..................



135
مار دنخا التفاني والنجاح


تيري بطرس
منذ نهاية السنة الماضية عانى قداسة مار دنخا الرابع، نتيجة المرض والجهد المبذول، واليوم سلم الراية، راية العمل والجهد لمن يخلفه في هذا الموقع المهم والذي يعتبر استمرارا لموقع ما بطرس ومار توما وما ادي ومار ماري وما شمعون البرصباعي.
لا احد ينكر التركة الثقيلة التي استلمها قداسته، ففي عام 1976 حينما اختير لادارة الكنيسة بعد مقتل مار ايشاي شمعون، كان وضع الكنيس يرثى لها، فلا قساوسة اكفاء ولا اساقفة مهيئين ولا مطارنة يملؤون  مراكزهم. كانت الكنيسة تدار بهمة ثلاثة او اربعة اساقفة، لا يربطهم رابط. وكنيسة لا تعيش العصر ولا اي عصر، بل كانت استمرارا بهمة تاريخها ورعاية الله. فبطركها منفي منذ امد طويل، وتنخرها الانقسامات التي لا اول لها ولا تالي، والعشائرية كادت ان تذهب بها.
كان مار دنخا ورفيق دربه المرحوم مار نرسي من رعيل الاساقفة الذين فتحوا اعينهم على العمل القومي العصري، فكانوا جزء من الته الجبارة لضخ الهمم والشعور بالمسؤولية والعمل والاندفاع، ورغم ان قداسته كان يكرر ان العمل السياسي هو للسياسيين، الا انه دعم وساند وبشر برسالة امتنا الواحدة، التي يجب ان تتحد وان تتقدم، لانه لم يجد اي تناقض بين واجبه الديني وانقاذ شعبه وتراثه وضمان استمرارية رسالة المسيح بيد ومع هذا الشعب.
كان الغضب ياكل منا ونحن نرى حال كنيستنا، ولا يد لنا في تطويرها، اننا كنا متلهفين لذلك، وكنا نعتقد ان التطوير هو وصفة جاهزة، فبمجرد ان نفكر فيها سيمكن تطبيقها، كنا شبانا تحركنا العواطف النارية والرغبات المتسرعة، لاننا اعتقدنا باننا زائلون لا محال.
 قبل انعقاد المجلس السنهاديقي لاختيار البديل عن قداسة مار ايشاي شمعون، اتذكر ان الاخ نمرود بيتو سئلني عن من باعتقادي سيكون البطريرك الجديد، فقلت له سيكون مار دنخا لانه ليس لنا بديل اخر، فالاخر مار نرسي محر وقة اوراقه مع الحكومة العراقية لانه متهم بالتعامل مع الكتائب، وهكذا كان، لم يكن تنباء بل لانه كان حقا الخيار الوحيد المتاح والذي اثبت نجاحه، والذي كان يمكن ان يتواصل مع الكنيسة في العراق. 
اليوم كنيسة المشرق لها بدائل وخيارات ونترك ذلك للمجلس السنهاديقي، لانه الافضل من الذي يختار، ولن نحدد اي مواصفات وشروط او مطالب فكلهم في نفس الميزان، لانهم ابناء نفس العائلة، كنيسة المشرق.  واليوم كهنة واساقفة ومطارنة الكنيسة باتوا يحملون شهادات عليا وقدرة عالية على التواصل ومخاطبة ابناء الكنيسة وابناء الشعب والاخرين، فكل منهم مؤهل لادارة الكنيسة لان لكل منهم موقعه الاداري والديني.
كان اول لقائي بقداسته بعد ان رسم بطريركا وكان لقاءنا غير وديا، فكنا نحن محمولين بالكم الهائل من المعاناة والمخاوف والرغبة السريعة في تغيير الواقع، لقد تعرضنا لتدمير القرى وتهجيرها وتعرضنا للتضييق في عملنا الشبابي، الا اننا تمكنا ان نتواصل وان نحصل على دعمه على استمرار لجان الشباب، ولكن بتنازلات معينة، وفي المرة الثانية شأت الصدف ان ياتي قداسته قبل بدء الحرب العراقية الايرانية، وكنا نلتقى ان لم اكن شخصيا دائما ولكن بوجود اخوة اخرين بشكل يومي، بحجة حراسته وصارات حوارات كثيرة ونقاشات. اتذكر ان صحيفة الثورة العراقية ارادت اجراء لقاء صحفي معه، ولان الاوضاع كانت سيئة مع جمهورية ايران الاسلامية، ولانه ادرك المخزى من المقابلة لانه جرت مع اخرين، فرفض اجراء لقاء ورفض ايضا التصريح باي شئ يشم منه تهجم على جمهورية ايران الاسلامية، فخرج قرار يطلب بمغادرته الاراضي العراقية وخلال اربعة وعشرون ساعة، كنا حوله، وحاولنا ان نعرف ردة فعله، فقال يجب ان اخرج لانني ايراني الجنسية ولكن سابقى مدى اكبر وبقى ايام اضافية كتحدي للسلطة، وكان موقفا جعلنا نشعر بالفخر حقا، لانه واخيرا  هناك من تحدى السلطة التي كانت قبل اشهر تحاول ان تفرض تدريس تفسير القران لابناءنا الطلبة. هذه الفرض الذي رفضناه بالتمرد ورفع الصوت وعدم الذهاب الى المدارس، والذي كان لموقف المرحوم مار بولص شيخو ايضا دورا مساعدا في الغائه.
لم يقبل قداسته تجيير الكنيسة لاي عمل خارج اطار مؤسساتها، حاول البعض استغلالها او الضغط عليها لكي تمنحهم صك العمل القومي الوحيد، لم يتمكنوا، لان الكنيسة وقداسته نظروا لكل ابناءها ولكل الاشوريين نظرة واحدة في العمل القومي. وهكذا وجراء قصر نظر البعض حاولوا التهجم على قداسته وعلى الكنيسة ومطارنتها واساقفتها، الا ان الكنيسة لم تستسلم، وصارت في الخط المرسوم، لم تترك مبادئ الايمان المسيحي، ولا العمل القومي الصالح والخير للجميع.
لقد التقيت قداسته مرارا وفي مناطق مختلفة، اتذكر لقاءنا في طهران عام 1989، تحدثنا عن العمل القومي، والكفاح المسلح، ودور الكنيسة، حيث قال لي ان الكنيسة لن تتدخل في عملكم السياسي، ولكننا اشوريين كلنا نتعاطف ونشارك في تقوية وجودنا وكل من موقعه، كنت عازما على ترك طهران والخروج بعد ان تيقنت ان لا مفر امامي فاما البقاء هناك او الخروج، فقلت له انني انوي الخروج، الى اي منطقة يمكنني، فقال لي بما يعني انه يعذرني على الخطوة، ادرك انكم احرقتم جسوركم مع النظام ولا مفر لكم الان وليس في مقدروكم العودة.
لقد تمكن قداسته ان يعيد الدماء الى الكنيسة، ليس من خلال كوكبة من الشباب من تبوا مناصب عليا فيها، وليس من خلال كسر السياميذا بيوبالا، وليس من خلال النشاط الثقافي والادبي الذي عم ابرشيات الكنيسة، بل ايضا من خلال العلاقات التي اقامها مع الكنائس الشقيقة مثل كنيسة المشرق التقويم القديم والكنيسة الكلدانية والكنيسة السريانية الارثوذكسية، وبقية الكنائس الشقيقة. اقام علاقات ودية وندية مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ومع الكنيسة الارثوذكسية الروسية. واهم عقابات واجهها في مهمته في فتح صفحة ناصعة بين كل الكنائس كان الموقف المؤسف للكنيسة القبطية.
نعم حدثت نكسات وانتكاسات، ولكن يسجل لقداسته طيبة قلب متناهية، وايمان مطلق بان الجميع صالحين، ورغبة حقيقية في مسامحة الجميع، ولكن مع الاسف لم يكن الكثيرين على مستوى هذه الروحية الطيبة.
ماذا نقول لرجل حياته كانت انجازات مستمرة، هل نقول يرحمك الله، ام نقول لقد عملت ووفيت وستبقى ذكراك خالدة في عقول وقلوب ابناء وبنات امتك بمختلف كنائسها، فلمثلك كتب الخلود، ونم قرير العين، وليكن من يخلفك بهمتك ووعيك ويبنى ما بنيت ويعمر ما نويت. والف رحمة على روحك الطاهرة كه سي.

136
المنبر الحر / خنجر اسرائيل
« في: 13:26 22/03/2015  »
خنجر اسرائيل



تيري بطرس
خنجر اسرائيل، عنوان لكتاب اصدره عام 1957 الكاتب الهندي ر.ك. كرانجيا، واعيد نشره قبل سنوات، يزعم مؤلف الكتاب وجود خطة اسرائيلية لتقسيم العراق الى عدة دول. وشخصيا قرأت في مقابلة مع وزير خارجية النظام البعثي حينها السيد طارق عزيز مع مجلة اليقضة الكويتية انه قال مبررا الحرب ضد ايران ان هناك مخطط لتقسيم العراق الى دولة شيعية وسنية وكوردية واثورية (اشورية) . وطبعا لو عملنا بحث حول المؤامرات المزعومة او لنقل الحقيقية لتقسيم العراق وسوريا والمنطقة كلها، سنجد الالاف من المقالات التي تدعي وجود مخطط بريطاني قديم، او امريكي، او صهيوني او مشترك، لتحقيق التقسيم، واغلب هذه المخططات يتم تنفيذها لحماية اسرائيل، حسب الادعاء طبعا. وهذه المخططات مكشوفة للجميع بدليل ان حولها كتب وابحاث ومقالات صحفية.
عندما تعلن الدولة س او عدد من الدول معاداتها للدولة ص، فان ص وبغض النظر عن الشرعية او اي امر اخر، بل من باب الشعور بالمسؤولية والواجب، تتخذ احتياطياتها المختلفة، كان تشتري او تنتج الاسلحة اللازمة للتصدي لهذا العداء المعلن، او ان تعمل جاهدة لتكون جزء من حلف اقتصادي سياسي عسمري يحميها من مغبات الاعتداء من قبل الاعداء المعلنين، او ان تعمل من اجل جمع معلومات استخباراتية وسرية حول وضع س او الدول المعادية، يمكن بواسطتها تغيير المعادلة في هذه الدول او العمل من اجل خلخلة الوضع فيها بحيث لا تستطيع القيام باي شئ ضد ص. هذه وغيرها من الخطوات من بديهيات العمل السياسي المسؤول، وباعتقادي ان الجميع يعرفه، ولكن علام صراخ الدول عن مؤامرات صهيونية لعرقلة التنمية والتقدم، وعرقلة الوحدة العربية والاسلامية، اذا هم يدركون انهم مستهدفون من الدولة الصهيونية بدليل اعلانهم العداء المطلق لها.
اليوم تنتشر الدعايات والاجتهادات التي تقول ان العراق وسورية ومصر والعربية السعودية وليبيا ستنقسم، مرة يعزون الامر الى الصهيونية  او الى برنارد لويس او الى جون بايدن نائب الرئيس الامريكي اوباما وهلم جر من سلسلة المتهمين بهذه الجريمة الكبرى!!! ولتحقيق غاياتهم الاجرايمة يقومون ((المخططون)) باشعال نيران الفتن الطائفية والصراعات القومية. ومن هنا فان الكثير من المحللين السياسين العرب او المفكرون القوميون والاسلاميون، يشيرون الى الحركات المطالبة بالمساواة والعدل والانصاف بان هذه الحركات تريد تنفيذ المخططات الصهيونية. وعلى سبيل المثال المقاومة اللبنانية التي اندلعت ضد تصرفات وتجاوزات منظمة التحرير الفلسطينية والتي قادها حينها حزبا الكتائب والاحرار، نظر اليها على انها حركات ترمي لفصل لبنان عن جسده العربي والمحيط الاسلامي، لان من قاد هذه المعارضة كان يرمي الى وضع الامورفي نصابها والاحتكام الى قانون الدولة اللبنانية والاهم انه كان مسيحيا. بدليل انه لم ينظر الى ما قام به الملك حسين في شهر ايلول عام 1970 من القضاء وطرد كل التنظيمات الفلسطينية من الاردن مع ما رافق ذلك من قتل وسجن الكثير منهم، كتحرك معادي للوجود العربي الاسلامي، بل خلاف سياسي قابل للحل. ويمكن ادراج امثلة اخرى فحصار المخيمات وما رافق ذلك من قتل وتجويع الفلسطينيين من قبل منظمة امل الشيعية الاسلامية، وما رافق حصار حافظ الاسد للمخيمات الفلسطينية والمجازر التي اقترفت حينها لم يتم مماثلتها مع ما تم اقترافه في مخيمي صبرا وشاتيلا والذي اتهمت به القوات اللبنانية مع اعتبار ان النتائج كانت واحدة وهي القضاء على اناس اغلبهم ابرياء لا ذنب لهم.لا بل كانت حدود الدول العربية ذات التوجهات القومية والمتاجرة بالقضية الفلسطينية مثل مصر وسوريا والاردن حدود امنة لاسرائيل على رغم غنى وقوة جيوش والعدد الكبير لسكان هذه الدول قياسا الى لبنان، الا ان الاستقواء كان على لبنان لانه كان دولة متعددة في تكوينها وكان يراعي هذا التعدد حتى في سياسيته الداخلية والخارجية، والاهم انه كدولة رسميا لم يتاجر بالشعارات القومية، وان كانت خدمات البلد للشعوب في الدول الشرق اوسطية اكبر من اي دولة اخرى . 
في الوقت الذي يمكن ملاحظة وبوضوح تام التعامل المزدوج في الفعل ذاته كما اوضحت اعلاه، وحسب دين او احيانا قومية او مذهبية الفاعل، فان الصراخ يعم ما يسمى العالم العربي بالتعامل المزدوج من قبل الاخرين؟ ففي الوقت الذي تم وصم لبنان بانه بلد الطوائف وليس وطنا لكل ابناءه وقد يكون في ذلك بعض الحقيقة، من حيث ان الطوائف القوية تستحوذ على اغلب المناصب والمصالح في البلد، وهو امر معلن وهناك اتفاق وطني عليه. في ذلك كانت اغلب الدول العربية تتغني بانها دول لكل ابناء الشعب وانها ترمي لتحقيق الطموحات القومية للامة العربية وبعضها كان يرمي لتحقيق عوة الاسلام،ولكنها في حقيقة الامر كانت    دول طائفية بامتياز ولكن بشعارات قومية او دينية، ليس اليوم بل منذ ان بدات مرحلة الثورات والانقلابات. ففي الوقت الذي تمكنت وبقرار فوقية من سلخ اعداد من مواطنيها لكونهم يهود، فانها تدريجيا همشت ابناء الاديان والمكونات القليلة العدل من المشاركة في القرار الوطني، ويلاحظ انه بعد مرحلة الانقلابات تم تهميش المسيحيين في العراق وسورية ومصر، كما م تهميش الكورد في العراق وسوريا.
وكما اشرت فان اي مطالب ذات نبرة قومية او دينية اعتبر من قبل هذه الدول عاملا لاضاعف الدولة ووحدتها وتوجهها العروبي والاهم عاملا في اضعافها تجاه المعركة العربية المركزية. وفي ظل مثل هذه المفاهيم الشمولية والتي ارادت صهر الناس بالقوة في اطار قومي واحد، وارتقى لاحقا في العراق وسوريا الى حزبي وحيد، تعمقت مشاكل المكونات الاخرى في هذه الدول، وازدات المعاناة اليومية، فمن تسفير مئات الالاف من الشيعة العرب والكورد ومن الاشوريين والارمن في العراق في بداية التسعينيات بحجة اصولهم الايرانية، الى فرض العروبة بشكل قانوني في العراق وسوريا على البلد ككل، بحجة انها قومية الاكثرية. وفي العراق وثاناء تاميم النفط تم بشتى الطرق تعريب شركة النفط العراقية IPC ، من خلال دفع الموظفين الغير العرب لتقديم تسنقالاتهم مقابل بدل نقدي بسيط. وتم تبعيث الجيش والاجهزة الامنية وحتى الكثير من الكليات من التربية والتعليم. ويمكن على هذا المنوال عد الكثير من الممارسات التي اقترفت بحق المكونات الاخرى مثل الانفال وتدمير الالاف من القرى الكودرية والاشورية وحصر سكانها في مجمعات خاضعة للرقابة والاذلال اليومي. ان ما تمارسه منزمة مثل داعش اليوم مورس قبلا ولكن في ظل تكتكم اعلامي وصمت دولي تام.
اي ان هذه الدول وبدلا من احباط المؤامرات المزعومة من قبل الصهيونية، من خلال منح الحريات والاقرار بالحقوق القومية والمساواة بين الافراد بغض النظر عن الدين والقومية واللغة، رسخت وجعلت من مطالب المكونات المختلفة محقة اكثر ودفعتهم للالتجاء لكل الطرق لحماية الذات المستلبة.
انه بالحقيق ليس خنجر احد، انه خنجر الانظمة التي ابتلت بها المنطقة، انه خنجر دقع الامور وبالقوة في اتجاه معين وقسر الناس عليه دون رغبتهم. ان ما يحدث للمنطقة هو نتاج الشعارات العروبية والاسلاموية ليس اكثر، انه الخنجر الذاتي  والذي ضرب بعمق في خاصرة الاوطان التي يدعون الدفاع عنها.



137
شكرت الرئيس اوباما، لقد وجدت حلا لمشكلة البطالة
[/color]


تيري بطرس
قبل ايام صرحت السيدة ماري هارف نائبة الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية، قائلة انه لا يمكن ان ننتصر على داعش من خلال قتل عناصرها، بل يجب تأمين الوظائف لانهم فقراء. ومن خلال المتابعة ادركنا ان تم حل المشكلة بسرعة كبيرة لا بل انه كانت اسرع حل لمشكلة الفقر هذا،فقد تم ايجاد فرص عمل لائقة وتتوافق مع قدرات عناصر داعش، هي التي رايناها بعد هذا التصريح، انها قامت  باجتياح القرى الاشورية في الخابور، دلالة انها تجيد عملها بشكل تام، لانه يتوافق مع كل فرص العمل التي اتيحت لها في مدينة الموصل وتلعفر وسنجار وسهل نينوى وغيرها من المناطق، اي ان العمل توافق مع الخبرات المتراكمة، وهنا نعي ان الادارة الامريكية لم تطلق مبادرتها الا بعد دراسة معمقة، لقابليات وقدرات عناصر داعش، لابل ان عناصر داعش لم تكتفي بالهجوك على القرى الاشورية فقط، بل انها اتجهت الى المتحاف والمواقع التي تبين حضور اجداد اهالي القرى الاشورية في التاريخ وموقعهم فيه، فهدمت التماثيل الكبيرة وسرقت الاثار الصغيرة لبيعها في مزادات العالم، وهي ايضا خبرة مكتسبة من التجارب السابقة.
من يسمع مقترح اعلاه من حقه ان يعتقد  ان الولايات المتحدة الامريكية ليست على خريطة كوكب الارض، او ان مسؤوليها اغبياء لهذه الدرجة التي يعتقدون فيها ان الفقر هو سبب الارهاب! لانه ببساطة  بمقارنة الدول التي يتصدر ابناءها في صفوف المنظمات الارهابية لادركنا، ان الهند والصين وفيتنام والفليبين وتايلند وبورما والكونغو الديمقراطية واثيوبيا وتنزانيا وغيرها من الدول التي فيها نسبة الفقر كبيرة جدا، لم ترفد المنظمات الارهابية باعداد تذكر. لا بل ان اعضاء المنظمات الارهابية هم من الدول المتوسطة الدخل الى غنيها كدول الخليجية او بعض العربية او الدول الاوربية حيث ان السكن والماكل والطبابة مؤمنة بشكل متساوي لاغلب المواطنين. فهل هذا يدل على ان المسؤولين اغبياء حقا،ام انهم  يتغابون ويحاولون ان يقولوا نحن ندرك ان ما  نقوله غير صحيح واغلبكم يدرك ذلك، ولكن متطلبات تمرير بعض القضايا والوصول الى غايات معينة يتطلب هذا.
بالامس سمعت محللا سياسيا يبرر انتماء الاوربيين من اصول اسلامية  للتنظيمات الارهابية، ويعزوه الى خيبة الامل التي لحقتهم من جراء الواقع المرير الذي يعيشونه ( وكانهم جلبوا قسرا الى اوربا، او انهم كانوا في بلدانهم يعيشون الرفاهية التامة)، فكل ما سمعوه عن الحياة في اوربا ظهر انه كان كاذبا، فهم يعانون شظف العيش والتمييز العنصري، مما دفعهم للانتماء الى هذه المنظمات، وهذا تبرير نمطي جاهز الظاهر اعجب الكثيرين لانهم حاضرون لكي يقولوه او ليرموه كاتهام في وجهك حينما تبدي عجبك من انتماء اشخاص من اوربا للتنظيمات الارهابية، ولكن لا احد يقول ولكن لماذ لا يمارس الهندوس والفيتناميين وغيرهم من الاسيويين او الافارقة ممارسات ارهابية ، وهم يعانون نفس معاناة المسلمين في اوربا؟ هل ان كرامة المسلم اعلى او في مستوى ارقى بحيث لا يقبل المسلم لنفسة ذل العيش في اوربا، فيثور ويعمل من اجل الانتقام على هذا الواقع المرير؟ام انه قد يكون تبرير اخر يمكن طرحه لفهم الاشكالية، ولكن ستواجهنا اسئلة اخرى، اذا كان الانسان المسلم ارقى في مستوى الكرامة الانسانية، اذا لماذا لا يثور على حكامه او على التنظيمات الارهابية المخالفة له و التي تتحكم فيه، وهو يطالب ليل نهار بانصاف من المجتمع الدولي، وهذه ظاهرة تكاد ان تكون شائعة في المنطقة العربية، وان لم تصدقوني عودوا للمقابلات مع السوريين الثائرين على الاسد، او الليبيين الثائرين على القذافي، او التونسيين الثائرين على بن علي وهكذا الامر لاهل غزة التي لا يثور ثوارها الا لكي يلعبوا لعبة اقليمية لصالح طرف وهو بالتاكيد ليس اهل غزة؟
والحجة الجاهزة الاخرى، التي  يطرحها الساسة العرب وبدات بعض الدوائر الاوربية تروج لها، ان الارهاب هو نتيجة لاحتلال اسرائيل للاراض الفلسطينية، طبعا لو طبقنا هذا الامر لكان على الكورد والامازيغ والاشوريون، واهل جنوب السودان، وكل الشعوب التي تشعر بان اراضيها محتلة ان تقوم باعمال ارهابية، من قتل وذبح وسبي النساء  وخطف الطائرات، ولكننا نلاحظ ان هذه الشعوب لم تلجاء لتلك الاساليب، فاما انها قاومت الجيوش التي ادخلت في صراعات لصالح القوى المسيطرة او انها اتبعت الطرق السياسية، ومثالنا الاخر الصين الشعبية التي تعتبر تايوان جزء منها، وندرك انه بمقدور الصين اتباع طرق عديدة لكي تحارب تايوان ومن تعتقد انه يدعم تايوان، الا ان الصين لا تزال تتبع الطريق السياسي لحل المشكلة رغم صعوبته وطوله. ومرة اخرى هل ان للعرب والمسلمين ميزة انسانية اعلى من البقية، لكي يبررون اتباع هذه الطرق البشعة ويحاول البعض دعمهم في ذلك، يقينا لا، المسلمين مثلهم مثل بقية ابناء المعمورة، اناس وبشر يحق لهم ما يحق لغيرهم وينطبق عليهم ما ينطبق على غيرهم، ولكننا نرى ان في الامر ان.
وانتنا تقول ان الدول الاخرى، لم تعد تهتم بمصير المنطقة، ولا بتطلعات اهلها الذين اثبتوا مرة تلو الاخرى، انهم لن يتمكنوا او لا يرغبوا ان يكونوا جزء من المجتمع الدولي ويقروا ما اقره وما توصل اليه، ليس من قيم انسانية موحدة، بل من وسائل وطرق لعلاج الاختناقات الاقتصادية والسياسية، فالناحية الاقتصادية والتي يلمح اليها البعض انها سبب الاحباط ولجوء الناس الى الارهاب، يتم معالجتها في المجتمعات الاخرى، بالحد من الزيادة المفرطة في السكان، لكي يكون للتنمية معنى وقدرة على اشباعهم وتوفير حاجاتهم من الصناعات والبنية التحتية، في حين ان حكام المنطقة وبتحالف غريب مع رجال الدين، دعموا وبشدة زيادة السكان وبشكل متسارع، اما للمنافسة الداخلية، مثلا زيادة سكان سوريا من السنة والعلويين، او لتحقيق طموحات مريضة كشعار السيطرة على العالم من خلال العدد الكبير من السكان. ان هذا العدد الهائل من المواليد دخل الحياة والدولة غير متمكنة من توفير اي شئ له، غير شحنه بحالة عداء ضد اعداء الاسلام والامة، وقائمة الاعداء تتوسع او تضيق حسب الامكانيات وليس حسب حقائق وحقوق. والامر المرير ان هذه الدول ورغم هذه الشعارات تصبح اسيرة للديون الخارجية المتراكمة والمتزايدة. اما الناحية السياسية فقد وضحنا بعض معالمها في الاسلوب المتبع من قبل الصين في حل مشاكلها مع الاخرين، في حين نرى ان العرب والمسلمين في الغالب يلجأون الى العنف، رغبة في الوصول الى نتائج سريعة ولكن ومع تكرار التجارب الفاشلة في هذا الطريق، نرى انهم يدعون له مرة بعد اخرى، بحجة انهم لا يخافون الموت.
شكرا سيدي الرئيس باراك اوباما، وشكرا للادارة الامريكية، التي لم تقل لنا انها تريد ان تغسل يديها من مشاكل المنطقة، لكي تحلها الفوضى الخلاقة، فالحل هو ان يتعلم اهل المنطقة كيف ينزعون اشواكهم بايديهم، وما الدعوة الى توفير الوظائف الا دعوة مبطنة لعلاج المشاكل وللحد من رمي المواليد كيفما كان، والكف عن تربيتهم على ان العالم كله يستهدفهم لانهم يحملون الاسلام هوية لهم. رغم ان هذا الحل قد يكون نقمة على الشعوب القليلة العدد، لان قدرتها على المماطلة تكاد ان تنفذ، ان لم يخرجها العالم من هذه المعمعة.

 

[/font][/size][/b][/b]

138
اول فلم بالانكليزية عن حياة الدكتور الشهيد فريدون اتورايا سيعرض في ايار القادم في دور العرض، ابطال الفلم امريكان ومخرجه اشوري اسمه هنري جار له افلام عديدة ويحكي الفلم قصة معاناة الاشوريين ابان الحرب العالمية الاولى


http://www.ankawa.org/vshare/view/6749/freydun-atouraya/

139
  وحدة القرار الاشوري باتت ضرورة ملحة



تيري بطرس

خلال استضافتها من قبل برلمان بلادها لمحت وزيرة خارجية السويد السيدة ماركوت فالستروم الى تايدها اقامة دولة كوردستان. ونحن نقول ان الكورد كاي شعب اخر على وجه هذه المعمورة يستحقون دولتهم الخاصة، وخصوصا انهم اثبتوا شعورا عاليا بالمسؤولية، من خلال مشاركتهم في تحالفات دولية سواء بشكل مباشر كما هو قائم الان لمحاربة القوى الارهابية، او بشكل غير مباشر حين تم اسقاط احدى اعتى قلاع الدكتاتورية في المنطقة والمتمثلة بنظام صدام حسين، او من خلال تمكنهم السباحة بنجاح في بحر السياسة المتلاطم في المنطقة.
ولكن تاييدنا لهذا الحق الطبيعي والمقر من قبل الامم المتحدة من خلال اقرارها بحق الشعوب في تقرير مصيرها، يجب ان لا ينسينا ان اقامة مثل هذه الدولة سيكون عاملا سلبيا في نظر شعوب اخرى تشارك الكورد العيش في المنطقة ومنها شعوب تسبق الكورد في الاقامة وتاسيس وجود حضاري فاعل وكبير مثل الاشوريين والارمن، لو لم يتم اتخاذ اجرات سريعة وحقيقية لطمانتهم وضمان مشاركتهم في القرار السياسي، ليس من خلال دمى سياسية بل من خلال ممثلين حقيقين لهذه الاطراف ليتم التاكد من اقرار الضمانات المطلوبة قانونيا وسياسيا واجتماعيا واداريا.  ولكن وفي خضم التعدد السياسي للاشوريين خصوصا، والصراعات التي بينهم لاسباب اغلبها واهي، فان ظهور مثل هؤلاء الممثلين قد يكون صعبا ويمكن التشكيك في مصداقيتهم، ان لم يعملوا من اجل ترسيخ وحدة قرارهم السياسي وتحديد سقف معقول وملبي لطموحات الناس العاديين للمطالب القومية الموحدة.
والخوف ليس من نصيب الاشورييون والارمن فقط، بل بمكن ان يكون كورديا وخصوصا ما عانته الاقليات الكوردية من الازيدية والعلوية وعلى يد السنة من الكورد وبالاخص ابان عهد الامبراطورية العثمانية، وما عاناه الشيعة الكورد كبقية الشيعة من تهميش ابان تحكم السنة المباشر او الغير المباشر، صحيح ان الحكم هنا سيكون كورديا، في حالة اقامة دولة كوردستان، ولكن تجارب التاريخ وعمق الانتماء الطائفي لكل الاطراف، سيكون عاملا مهما لدفعهم للمطالبة بامور تحفظ مصالحهم وتحمي وجودهم وخصوصيتهم الدينية او المذهبية، من هنا فان اقامة الدولة ليس شعارا يطلق، بل ان تاييد هذا الشعار. ولذا من المفترض ان يتم دفع كل المكونات لكي تلتف حول المطلب وتدعمه وتسوقه في المنظمات الدولية والدول الكبرى.  ومن هنا يجب العمل من اجل ان لا يكون اعلان دولة كوردستان  خاضعا لموازين القوى على الارض، اي الامر الواقع، كما حدث في ارتيريا او الجنوب السوداني . ولذا فالمفترض من مختلف المكونات الاشوريون والارمن والعلويون والازيدية العمل من خلال تحالف واسع، ليس لايقاف عجلة اقامة الدولة، بل لاجل الحفاظ على المصالح العليا لهم من خلال دفع المجتمع الدولي لكي يتمكن من استحصال على تعهدات ذات مصداقية عالية و قابلة الوثوق وملزمة قانونيا  من الدولة المنوي اقامتها، لمنح المكونات كامل الحقوق للمشاركة الفعالة في القرار والتمتع بالحريات التامة للحفاظ على خصوصايتهم وتطويرها، لكي نتمكن ان قطار الدولة الجديدة سيسير نحو التقدم والاستقرار .
ولكن قبل الوصول الى هذ المرحلة على القوى السياسية لهذه المكونات وبالاخص الاشوريين العمل من اجل، ان يكون خطها وخطابها السياسي من الوضح بمكان، لكي يدرك الكل انهم عازمون على ان يكونوا اسيادا في ارضهم ولن يقبلوا باقل من المساواة التامة في الدولة المنوي اقامتها. وهذا الخطاب ليس عنصريا وليس استسلاميا كما قد ينظر اليه بعض الاطراف من الكورد او الاشوريون، بل هو واضح ويحقق الغاية التي نصبو اليها في الحفاظ على الذات ودولة ذات مصداقية لا تحتسب بين الدول الفاشلة. فرغم قولنا ان الكورد استحقوا احترام المجتمع الدولي، الا ان المجتمع الدولي في الحقيقة لم يتفحص الواقع الداخلي والعلاقات ما بين مكونات ابناء اقليم كوردستان كمثال مستقبلي. ولو تفحص هذا المجتمع هذه العلاقات لشاهد الخلل الكبير ولصالح احزاب متنفذة من ناحية ومن ناحية اخرى لصالح الاسلام السني والذي يكاد ان يسيطر على المجتمع وتوجهاته وفرض رؤياه عليه، ليس من خلال الاقناع العقلي بل من خلال الفرض والارهاب المعنوي وغيرها من الاساليب المرفوضة في المجتمعات ذات الصبغة التعددية، متكأنا على تحافه القوي مع القوى المحافظة المتمثلة برؤساء العشائر (الاغوات).
ان من اسهل الامور بالطبع سطر اماني ومطالب على الورق ولكن تحقيقها في الواقع هو الامر الاكثر صعوبة لانه يتطلب وقبل اي شئء الانتصار على الذات، وهذه موجه لقيادات التنظيمات الاشورية (الكلدانية السريانية الاشورية) في العراق وسوريا وتركيا بالاخص، بقدر توجهه الى القيادات الفاعلة في المجتمع الكوردي. واعني الانتصار على الذات الادارك التام ان كل قائد ليس هو وحده في الساحة، وان التعنت والتمترس لن يحققا لاي منهم اي شئ، بل التقدم خطوات وليس خطوة واحدة نحو تفعيل العمل المشترك وبناء قيادة فاعلة وموحدة لطرح الخطاب المشار اليه اعلاه. اما كورديا فيجب ان يتم الادراك ان مستقبل الشعب وسلامته منوطان بالسلام الداخلي، المبني على انتشار واسع للتعليم المدني المنفتح على العلوم العصرية والثقافات المختلفة، واقلمة اظافر وقدرات رؤوساء العشائر ومحاولتهم جعل القيم العشائرية بديلا للقانون المدني الي يجب ان يظلل الجميع.
خلال سنوات طويلة امتدت من عام 1991 ولحد عام 2003 كان القول الفصل في الاشوريين منوطا بطرف واحد، وهو الحركة الديمقراطية الاشورية، التي تمكنت من تسويق خطاب ديماغوجي، يلعب على العواطف اكثر مما هو انجاز حقيقي وواقعي يمكن تلمسه والبناء عليه. وبقدر ما كان سقوط النظام بابا لتوسيع الامكانات والمصالح الحزبية للحركة الديمقراطية الاشورية، الا انه من جانب اخر كان للاطراف التي تم الحجب عنها او تحجيمها والتي كانت ابتدات العمل العلني مع بداية التسعينيات من القرن الماضي ايضا، مثل الحزب الوطني الاشوري وحزب بيت نهرين ، ومن ثم اتحاد بيت نهرين الوطني، القيام بخطوات واسعة نحو الظهور ونشر خطاب سياسي مغاير لما كانت تروجه الحركة.
ان تجارب الاشوريين مع وحدانية القرار السياسي  بيد طرف معين اظهر كم يمكن ان يكون هذا القرار ضعيفا وقابلا لتقديم تنازلات كبيرة وخصوصا لو ارتبط بعمق وسعة المصالح التي يتم التعامل معها، حيث ولاجل عيون المصالح الشخصية والانية يتم التضحية بمصالح قومية قد تتعلق بوحدة الشعب ومستقبله. كما اظهرت ان التعددية الحزبية المتعادية وذات الاجندات المختلفة ليس بالضروري ان تكون قومية، لم تساعد الا في تقليم اظافر الحركة الديمقراطية الاشورية وخصوصا بعد ظهور المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري المدعوم ماليا وبقوة والذي حقق انجازات مهمة لصالح الناس ومنها بناء الاف البيوت في القرى المدمرة لعودة اهلها اليها.
اذا الاشوريون  امام مفترق طريق حقيقي، وهو احتمال التوجه نحو دعم مطلب الكورد في اقامة دولتهم المستقلة والتي قد تضم في مراحلها الاولية كوردستان العراق وكوردستان سورية ومن ثم كوردستان تركيا دوليا، انه تغيير جيوسياسي كبير، على الاشوريين  ان يكونوا بمستوى المسؤولية التي تلقيها عليهم اللحظة الراهنة، والمسؤولية تقول انه بقدر احتياجهم للاخر فان الاخر ايضا محتاج اليهم، وانهم  يمكن ان يلعبوا  ورقتهم  السياسية بذكاء لو تمكنوا من حشد قوتهم  السياسية الداخلية والخارجية خلف هذه الورقة. فداخليا على الاقل يجب تفعيل تجمع احزاب شعبنا ووضع اليه لاتخاذ القرار والمشاركة فيه وتخصيص سكرتارية له تتابع الشؤون الخاصة به وقراراته. كما انه من الضروري ان يكون في البداية هناك تنسيق بين القوى العسكرية المختلفة للاشوريين، وتبادل المعلومات العسكرية والسياسية والاستخباراتية، وامكانية القيام بعمل مشترك ومدروس يمكن ان يسجل في بدء خانة تحرير مناطق شعبنا التي تم الاستيلاء عليها من قبل داعش.
لقد تلاعبت في السنوات الاخيرة بعض الاطراف التي يمكن ان نحسبها على المغامرين اكثر مما نحسبهم على النشطاء السياسين بعواطف الاشوريون من خلال استحاضرهم الماضي وشحن الناس بالكراهية للاخر لاسباب قومية او دينية او بسبب ما وقع فيه، ولكن هذه الاطراف لم تقدم اي شئ لهم، الا  هذا وكمية هائلة من الصراخ والكلمات البذيئة بحق الاخر والتي لا تكون الا مجرد افراغ الشحنات المحتبسة في غير موقعها. على الاشوريون ان يعيدوا ضبط ايقاع مجتمعهم في الداخل والخارج، في الوطن والمهجر، والوقت الحالي مهئ لهذا وخصوصا ان كل التنظيمات الاشورية في العراق وسوريا وتركيا تتشارك مع اطراف كوردية في مواقف مشتركة كثيرة، وبالتالي زوال الكثير من الشكوك التي كانت تنتاب بعض الاطراف من هذه المواقف. فعلى مستوى سوريا ايضا تقيم المنظمة الاثورية الديمقراطية والحزب الاشوري الديمقراطي والتنظيم السرياني علاقات جيدة وتحالفية مع الاطراف الكوردية. وفي المهجر يكاد التوجه العام ينحصر بما يقرره الاتحاد الاشوري العالمي الذي بداء دوره ونشاطه يعود الى الواجه وبقوة اكبر من السابق. 
 

140
ان نسامح نعم .... ان ننسى لا، ابدا
[/b][/color][/size][/font]


تيري بطرس
منذ بداية هذه السنة 2015 بدأت النشاطات المختلفة وفي مختلف بقاع العالم للتذكير بالمذابح التي اقترفت بحق الاشوريين خلال الحرب العالمية الاولى والتي سميت بسيفو اي السيفا وقطلعما اي ابادة الشعب، مذابح ابتدأت منذ 12 تشرين الثاني عام 1914 عندما اعلن السلطان محمد الخامس الجهاد والانظمام الى المحور وتاييد ذلك من خلال فتوى شيخ الاسلام بالجهاد ضد الكفار، واستمرت حتى نهاية الحرب في عام 1918. ذهب ضحيتها وحسب الارقام المتداولة (مليون ونصف المليون من الارمن، سبعمائة وخمسون الف اشوري (سريان وكلدان ونساطرة) ومائة الف يوناني. ترمي النشاطات من اجل تذكير العالم بهذه المذابح البشعة التي اقترفت ضد ابناء شعبنا وتركته عاجزا لعقود طويلة عن لملمة جراحه، لا بل تركته اقلية غير قادرة على المطالبة وتحقيق حقوقها المشروعة. ان النشاطات السياسية والاعلامية والجماهيرية ترمي الى نيل الاعتراف بحق شعبنا الواضح بما لحق به، وضرورة معالجة الاثار السياسية على الاقل لما حدث، وحقه في نيل اعتذار رسمي عما لحق بحقه، من قبل من يدعي تمثيل استمرارية السلطة والدولة المسؤولة عن حملات الابادة الجماعية.
               
ليس من السهل تحمل وزر الظلم والاجحاف الذي لحق بشعبنا، هذا اعتراف قد يكون مقلوبا وغير مفهوم لدى البعض، ولكن الضحية تشعر بثقل الالم المستمر لما لحق بها، وحينما لا تجد منافذ للتنفيس عن الامها او معالجة اثار الالام حينها يتحول الامر الى مرض يستعصى معالجته، مرض قد يتحول الى كره للعالم كله، لانه لم يحاول ان يمد يد المساعدة لمن احتاجها ولا يزال يحتاجها، لكي يعبر الطريق المظلم الذي وضع فيه. ولتوضيح بعض امثلة المعاناة اليومية وعلى مستوى الشعب ومطالبه بالخصوص، اطرح مثال يتم تعييرنا، كلما طالبنا بحقنا في المشاركة في تقرير مصير بلدنا، باننا اقلية، يا ترى لو لم يكونوا قد قتلوا هذا العدد من ابناء شعبنا خلال هذه المذابح والمذابح التي سبقتها والتي تلتها، هل كانوا يتمكنون من تعييرنا هكذا؟  والمرارة تكون اشد حينما يعيرك من شارك اباءه او اجداده في قتل شعبك بهذا الامر، دون ان يرف له جفن، اي نعم في الحوار الجانبي قد يقر شخص ما بان ما حدث كان جريمة، وقد يبرره بان الدافع كان دينيا، ولكن حين التطبيق على الارض يتم محاسبتك وتفصيل حقوقك على اساس انك اقلية، هل تدركون مدى الالم الذي يمكن ان يستشعره الانسان حينها؟
نحن ندرك ان لا معنى ابدا للانتقام حتى لو قدرنا عليه، لانه لن يعيد لنا قتلانا ولا يضاعف اعدادنا، ولكننا نرمي الى الحصول على العدالة، التي تقول اي نعم لقد تعرضتم ظلما لكل هذا ولتفادي استمرار ذلك ومعالجة اثاره، نتشارك جميعا معكم في وضع اساس قانوني يحميكم من غول وشره الاكثريات التي بين الحين والاخر تستل سيف الايديولوجية الدينية وترميه في وجوهكم مهددين وجودكم. هل هذا كثير، سؤال اوجهه للعالم كله عالم القرن الواحد والعشرو ن. ولعل الاحداث خلال السنوات الاخيرة في العراق وسوريا وغيرها من المناطق وما احاط الاشوريين والازيديين خير دليل على ما اقول.
يا ترى هل كان هناك مبرر للهمجية هذه، لهذا القتل المجاني، لهذه الابادة المجنونة، اذا كان يحق لنا ان نسأل حقا عن مبرر، لمثل هذه الممارسات التي لا تبرير لها؟ الحقيقة المؤلمة ان ان المدافعين عن موقف السلطنة ومن شاركها من العشائر، يحاول اما نفي احتمال قتل هذا العدد الكبير من الناس، اي بمعنى انهم يشككون في العدد، وهذا يذكرني بما قاله حسن عبد المجيد وزير الدفاع العراقي في زمن صدام حينما قال وهو يفند دعوة الكورد بانهم قتلوا منهم في الانفال مائة وثمانون الف انسان، قال ولماذا هذا التضخيم ان القتلى لا يتجاوزون المائة الف! اي ان المهم ليس القتل بل العدد، ولكن يتناسى الكل ان القتل هو جريمة تحرمها كل الشرائع الدينية والارضية، اما البعض الاخر فيحاول الايحاء ان الارمن كانوا يتأمرون على السلطنة، متناسين انه لا يمكن ان ينضم شعب كامل في مؤامرة بهذه الضخامة، وانه لا يمكن ان يتم قتل كل هذه الاعداد لهذا السبب، وان السلطنة لم تكن من ممتلكاتهم بل كان الارمن والاخرين شركاء و اصحاب ارض وكانوا مهانون ومظلومون ومن حقهم البحث عن حقوقهم، ولكن ماذا عن الاشوريين وعن اليونان، ماذا عن الحملات الابادة على الازيدية والتي تجاوزت السبعين حملة، ولماذا لم يلاقي العرب نفس الامر وهم كانوا يتامرون علنا. اذا كل محاولات التبرير تبقى واهية عن هول المذبحة البشرية التي اقترفت بحق بعض الشعوب الاصيلة لهذه المنطقة، بل تبقى هناك اسباب ايديولوجية وتعاليم دينية تحث وتسمح بذلك.
         
لا يمكن لاي شعب ان يفقد ذاكرته او يمحيها لان معنى ذلك هي محو وجوده اساسا، معنى ذلك عدم التعلم من التجارب المتعددة، ورغم ان البعض يقول ان شعبنا لم يتعمل من اغلب تجاربه المريرة التي مر بها، مرة تلو الاخرى ويثق بالوعود التي تقال له شفاها، فاننا نقول ان شعبنا لن ينسى ولا يمكن ان ينسى ابدا ما تم اقترافه ، اي نعم يمكن ان يسامح وان يعمل من اجل بناء وترسيخ الاسس السليمة لقيام حالة يمكن الجميع ان يتعايش فيها بمساواة تامة، ولكن على الاخرين الاقرار والاعتذار عن ما تم اقترافه، عليهم ان يقروا بان القوانين والفتاوي التي ادت الى ذلك لن يتم العودة اليها مرة اخرى وبشكل يمكن الوثوق به. ولعل اول الاوليات لخلق حالة التعايش الحقيقي بين كل المكونات هي ابعاد الدين عن التربية المدرسية وعن السياسة اليومية وجعله مسالاة شخصية بحتة، وان تكون الدولة حامية للجميع.
                  
      




141
                   الاشوريون وصراعاتهم... رغم السيف المسلط على رقابهم



تيري بطرس
لم تكن اشوريتي نتيجة لعمل قمت به ولا لانجاز توجت به حياتي ولا ابداع انتجته قريحتي، ان اشوريتي اتتني بالولادة من اب وام اشورية، وفي قرية اشورية ليس الا. ولكن من الصعب توضيح ما هي الاشورية، هل هي اللغة المحكية والتي نسميها ال سورث، ام هي الدبكات والملابس والامثلة والتاريخ ام هي الارض بجبالها ووديانها وانهارها، ام هي كل ذلك مع الشعور بالارتباط باناس على بعد منك بهذا المسافة او تلك يتمتعون او يمارسون ما تمارسه وتتمتع به من ميزات محددة يحسها المقابل.
سمعت كما سمع امثالي من اباءنا او امهاتنا  او الاكبر سنا، اننا بعد ان صرنا مسيحيين لم نعد اشوريين لاننا تركنا عبادة الثيران او الاصنام رغم ان تاريخ الاشوريين لم يحتو على الاصنام ولا عبدو الثيران ولكن من اين اتى هذا اليقين عند الناس البسطاء عن تحولنا من اتوراي (اشوريون) الى سورايي (سريان) او مشيخايي (مسيحييون) لا احد يدرك ذلك، ولكنه كان يقينا وتحذيرا لعدم العودة الى عبادة اخرى. اذا حتى لدى الاميين هناك ارتباط بينهم وبين الاشوري القديم قطعه الايمان الجديد، ولكن الفلاح الامي لا يمتلك ادوات توضيح الامور بشكل فلسفي كما يفعل بعض المثقفين الذين ابتلينا بهم ، انه رواية  من اناس ان راوا  صفحة مكتوبة بالسورث (السريانية)، لا فرق بالسبريتا (الادبية) او السواديتا (المحكية) لقبلها وحاول ابعادها عن الايدي او ان تدوسها الارجل لاعتقاده انها مقدسة تخص الانجيل او كتب الصلاة، لانه لم تكتب بلغتنا الا كتب الصلاة او هكذا اعتقد غالبية الناس. اذا انهم يفسرون كل شئ بالايمان، انه فخر الايمان المسيحي ولكنه لا ينكر اصالة الجذور.
من المعيب ان نحاول ان نثبت اشوريتنا او كلدانيتا او سريانيتنا بهذه السوقية المبتذلة التي تملاء صفحات مواقعنا. من المعيب ان اعتبر ان سركون الاكدي او الثاني او اشور بانيبال او نبوخذنصر او حمورابي حملة مشعل النضال والوعي القومي والوطني في زمن لم يكن له لهذه المفاهيم وجود اصلا ومن الغباء اسقاط المفاهيم السياسية والايديولوجية والدينية على واقع اخر مختلف كليا.
 قبل سنوات تم صلبي والتهجم علي لانني قلت انه لا يمكنني ان اثبت انني من اولاد ملك اشوري او حتى من اولاد البستاني الذي كان يعمل في حديقته، وزاد التهجم على حينما قلت ان دماءنا مختلطة، نتيجة لاختلاط الشعوب المنطقة من مختلف القوميات والاديان، من لدن ادعياء القوميين الجدد، المحملين بكم هائل من المفاهيم العنصرية والتعصب النابع من واقع مرير، لا يرى حلا الا في التشبث اكثر واكثر بالانغلاق والمزيد من التعنت وطرح الشعارات المستحيلة.
 الدعوة الاشورية لم تكن يوما دعوة عنصرية، لانها لا تعتمد على نقاء الدم والعنصر والسحنة، بل الاشورية هي حركة اجتماعية سياسية انقاذية ما بعد العشائرية، اجتماعية لانها ارادا تغيير بنية المجتمع بحيث يكون الولاء لشئ اعلى من العشيرة والكنيسة انه المصالح القومية العليا، تلك المصالح التي تنخلق وتترسخ بتطور الحركة القومية والتي تحقق الحماية والامان لكل ابناءها، وسياسية لانها اتبعت اسلوب العمل السياسي من خلال اقامة منظمات واعلام وتبشير ومطالب سياسية واضحة اعتبرت الحد الادنى للحفاظ وتطوير المكون القومي بكل كنائسة وتسمياته وعشائره وقراه وجباله وسهوله ، ارادت جمع العشائر والافراد من ابناء القرى في جبال المنطقة وابناء سهول الموصل واورميا الذين تربطهم اصرة اللغة والعادات والتاريخ المشترك، والدين الواحد والذين تعرضوا لموجات القتل والاضطهاد والتنكيل المتتالي والمتعدد في مراحل التاريخ، في كتلة موحدة ترتقي في مصالحها الى حماية الذات بشكل مشترك وبناء مستقبل افضل لها. وكان على هذه الحركة المابعد العشائرية والتي انطلقت من مثقفين من ابناء السهول او ممن تعلم في المدارس واطلع على ما يختمر في الشعوب الجارة مثل الاتراك والكورد والارمن والعرب، ان تختار اسما يربطها ويؤطر عملها الثقافي والسياسي، اسما يحاول ضم كل هذا الخليط المنعزل عن بعضه البعض والمتصارع احيانا بعضه مع البعض، رغم تعرضه للمذابح والتنكيل والاهانة من قبل الجوار. وتم اختيار الاشورية (اتورايا) تيمنا باقوى واطول فترة من العمل السياسي والاستقلال لشعبنا في الماضي وتيمنا بما هو مغروس في اقوال الفلاحيين الاميين وماهو ثابت في مراحل من التاريخ الكنسي، وكان الاعتماد في عمل هذه الحركة على العشائر في الاغلب كقوة لان هذه العشائر كانت منظمة هرميا ولانها كانت تمتلك استقلالية نسبية ولانها كانت تمتلك السلاح ولانها كانت تعتبر من قبل الجيران قوة يحسب حسابها (الاكراد كانوا يقولون في مثلهم بما معناه الرجال في المنطقة ثلاثة التياري والزيباري والشنكاري) (وهذا الاعتماد ايضا شاركنا فيه كل من العرب والكورد). وكان يمكن ان يتم اختيار الاسم الكلداني (كلدايا) او السرياني (سورايا) ولا اعتقد ان المعنى والاصرة والتاريخ كان سيختلف فيهما شئ ما. ولكن على الارجح انه تم استبعاد تسمية كلدايا وسورايا لانهما استعملتا في تسمية احد كنائس شعبنا بهما كنيسة بابل على الكلدان (الكنيسة المنشقة عن كنيسة المشرق والتابعة لكنيسة روما)، والكنيسة السريانية الارثوذكسية في حين ان التسمية الاشورية لم تستعمل كاسم مرادف لكنيسة الا  بعد عام 1976 وهو خطاء ان كان له مبرر حينها فكل المبررات قد زالت الان ليعود اسم الكنيسة كما كان. لاحظ ان تسمية الاشوري بمعناها حركة قومية تؤطر العمل السياسي لشعبنا، تم استعمالها ما بعد منتصف القرن التاسع عشر، رغم ان الناس العاديين كانوا يعتقدون انهم تركوا الاشورية باعتناقهم المسيحية، وهذا يتوافق مع استعمال التسمية الكوردية كتسمية قومية لعشائر ومجموعات بشرية ذات سمات لغوية معينة ومع ادراج التسمية العربية كتسمية قومية لشعوب ومجموعات بشرية عديدة.
للشعب الالماني، والذي نمت فيه الحركة القومية منذ ابنثاق هذه الدعوة اوربيا . في التاريخ اسماء عديدة ولا يزال بعض الجيران يطلقونها عليه، مثل الجرمان والالمان ولكنهم هم يقولون عن انفسهم الدويتش، في الانكليزية لايزالون يطلقون عليهم الجرمان، والفرنسيين الالمان، والسويديين التسك، ولكنهم لا يعانون من اي مشكلة لانها مسألة طبيعية ان يكون لشعب ما تسميات تاريخية مختلفة، لاسباب طبيعية، مثل ارتقاء بعض الاسماء مرحليا، او ان تكون اسماء قريبة من جيران معينين بالنسبة لهم يشمل الاسم كل من ينطق لغة معينة او يمارس عادات وتقاليد معينة.  وهكذا بالنسبة للفرنسيين ولاغلب الشعوب التي اتجهت منحا قوميا في مسيرتها. ولكن لعدم نضوج الحركة القومية الاشورية حالها حال العربية والكوردية، وخصوصا ان الحركة القومية الاشورية لم تتمكن من ان تقيم دولتها ولا مؤسسات قومية قوية ، لا بل تعرضت لمذابح كبيرة افقدتها اكثر من نصف شعبها مع تنوع اسباب المذابح. صارت مسألة التسمية احد المسأل التي يحاول البعض الاتجار بها وكانها الاساس وليس المكون الحامل لها هو المهم، ان الحركة القومية الاشورية كبقية الحركات القومية المجاورة، تطالب بالوحدة في كل شئ ويكاد ان يرعبها التعدد، ولو لا حظنا العمل الحثيث لتوحيد مؤسساتنا بمختلف توجهاتها او توحيد الخط او توحيد اللهجات لادركنا مدى حساسية الحركة القومية الاشورية نحو التعددية، لانها كما قلنا لم تقم دولتها وتسن قوانينها وتتطور طبيعيا كما تطورت الحركات القومية في اوربا بالخصوص، كما ان هذه الحركة لم تمتلك اقتصاد قومي يوحد الناس في مصالحهم ويوفق بينهم وبين مشاربهم المختلفة.
شئنا ام ابينا فان حوالي اكثر من الف سنة من الحكم الاسلامي على المنطقة ورغم انه كان حكما صوريا بمعنى ان حضوره كان دوريا في فترات الغزو واستحصال الجزية والسبي وخصوصا في القرى المنعزلة ، الا ان تقسيمه الناس على اساس الدين، وتمييز اصحاب دين معين اقتصاديا واجتماعيا بمميزات افضل من غيرهم ترك اثره في الناس وفي تصورها لشكل تكوين الشعوب والدول. ومع قيام الدولة العثمانية باضفاء صفة الملة على بعض الكنائس واعتبارها كهيئة مستقلة عن الاخرين ومنح زعيم الكنيسة صفة الممثل لهذه الملة مع منتصف القرن السادس عشر. وخلال القرون الاخير ترسخ هذا التقسيم حتى كاد ان يكون حقيقة ثابتة ولا نزال نعيش اثاره وتداعياته لحد الان في التراشق الاعلامي المثير للاشمئزاز، رغم ان الكل الان امام مصير واحد لا يخيرهم ولا يبشرهم الا  بالزوال الابدي.
نحن نعيش في حالة يمكن ان يقال عنها الزمن السريع او المتسارع، بما يتضمنه من المعارف المختلفة والتطورات ومعرفة التفاصيل اليومية للاحداث، مما يسمح للناس بقياس الزمن بصورة طبيعية، في حين ان اجدادنا وغالبيتهم كانوا الى فترة قريبة يستعملون نفس المحراث ونفس الكانون والتنور وكور الحدادة المستعمل في زمن اجدادهم في نينوى وقراها او بابل ونجوعها، كان الزمن ثقيل، ولو اضفنا عليه الكوارث والامراض والاوبئة المختلفة لادركنا ان الناس كانت تعتبر اربعين سنة بطول قرن او اكثر، لان اغلبهم كانت ذاكرتهم ترتبط بحدث معين ، كان يقولوا من زمن المرض او من زمن ذبح الثور الاحمر او من زمن مذابح بدرخان بك. في هكذا حالة والتي عاشها اجدادنا قبل مائة سنة واكثر، كانت اغلب القرى مكتفية ذاتيا والتبادل بينها لا يجري الا بالمناسبات وكان الوضع الامني خلال اكثر من الف سنة محفوفا بالمخاطر السرقة  والسلب والقتل لاجل مجرد سلب قميص، وزاد الامر تعقيدا مع الماذبح المغولية  واخلاء الكثير من المناطق من ابناء شعبنا ونال الخلاص من التجاء الى الجبال العصية. اذا الناس كانت لا تتحرك لانها لا تهوي السفر، بل كانت تستقر وتتازر في قراها خوفا من الغريب ومن ما ياتيه. في مثل هذه الحالة لا يمكن انتاج فكر قومي ولا وطني ولكن الديني بقى لانه كان يمنح الطمأنينة لما بعد حياة العذاب والخوف المعاشة، ولان ممثل الدين ظل معهم يعايشهم ويعاني مثلهم في قراهم والاهم انه كان الوحيد الذي يفك الخط  اي المتعلم. وهذه كانت حياة اغلب الناس سواء ابناء شعبنا او من تحول الى الاسلام او من بقى من الاديان الاخرى، والحالة التي حاول الناس تنظيمها كانت التحالف في عشائر والتحصن في مناطق صعبة الوصول اليها، مثل مناطق حكاري لابناء شعبنا، والعشائر بمختلف اديانها وقومياتها سنت قانونها الخاص بالحق بالسلب في ما بينها مما رسخ حالة عدم الاستقرار والحروب المستمرة. ولكنه حمى الافراد في مجموعة لن تتخلي عنه ابدا ومهما كان ما فعله في قول يردده العرب انا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب. ولكن بفعل الصدمة الاوربية وما اتت به من معارف وعلوم وابحاث حدث شرخ كبير في العقلية الجامدة والتي لم تتغير منذ مئات السنين، صدمة جعلت الناس تتسائل وتبحث عن طريق مماثل لعل وعسى ان يغيير من واقع الحال.
لا نزال نجتر ما رضعناه من الثقافة العربية، ونسميه اشورية، فها نحن نحاول اضفاء صفة الدولة العصرية على حالة لا يمكن تسميتها بهذه التسمية الا مجازيا، فصحيح ان الاشوريين القدماء احتلوا مناطق واسعة،ولكن هذا احتلال مؤقت وموضعي، ارتبط بوضع ممثلي السلطة في موقع القيادة ولكن الناس العادية لم تتاثر بوجود هذا او ذاك من الحكام، وفي اغلبها وخصوصا في القرى والمناطق البعيدة عن الجيوش التابعة للحكام، لان الاحتلال لم يحول معتقدات الناس او لغاتهم او حتى القوانين التي يسيرون بها، والمهم للاحتلال كان الجزية التي كانت تجبى باسم الملك وليس الدولة. وهذا الامر ينطبق على اغلب ما نسميه الامبراطوريات والدول مجازا، لغاية نشؤ الدولة العصرية والدول القومية مع بداية القرن السابع عشر. ولا يزال مجال فخرنا هو الجيش القوى وليس الاستمرارية والعدالة والعصرنة، لقد كانت الامبراطوريات والدول ما قبل ظهور الدول الوطنية تنسب كل شئ للحاكم وحتى الاراضي كانت ملكا للحاكم وليس للرعية وكان يمكن للحاكم التصرف بها حسبما شاء، اذا اين الدولة القومية؟.
قبل اكثر من مائتي عام كان الانسان العادي يفتخر بدينه وبعشيرته وقريته وال بيته في مناطقنا المتراجعة الى الخلف في كل مجالات الحياة. ولم يكن هنالك تسميات مثل (امتا) او (الامة) او (مله ت) او حتى لم تكن هناك كلمات مثل (عما) او(الشعب) او(گه ل) كانت هناك رعية السلطان، واستمدينا هذه المصطلحات لكي نخرج من تحت عباءة السلطان ونتحول الى احرار وقلنا الامة العربية والكوردية والاشورية، اذا اغلب اسقاطات الاشوريين او حتى بعض العرب عن وجود الامة بمفهومها السياسي قديما، ليس صحيحا، والا لما كانت هناك عشائر ومذاهب متصارعة لحد انها حاولت التخلص احداها من الاخرى بدفع الغريب للاعتداء من حسبته غريمها ،  ولذابت في الامة منذ امد طويل، ان التعاطف كان على اساس الديني والمذهبي وكان المذهب يعتبر السياج الحامي للانسان . والامر لم يكن خطاء او تخلف بقدر ما كانة حالة معاشة من الكل، حيث ان المفاهيم الاجتماعية والسياسية تتوالد نتيجة لتطورات اقتصادية ايجابية وهي حالة لم نعشها.
صار من المفهوم ان التطورات السياسية ووصول المؤثرات الاوربية والنتائج التي حققتها بعض الشعوب التي انتهجب المفهوم القومي مثل اليونان والالبان والصرب وغيرهم مثالا يحتذي للارمن ومن ثم لكورد والعرب والاشوريون، مع التنبيه ان التسميات الثلاثة الاخيرة استعملت بعد الوعي بدور الامة والقومية في تحقيق انتصار للشعوب وتحررها.
اليوم شعبنا الاشوري مشرد في اربعة اصقاع العالم، وفي موطنه، كايران صار اقلية لا تذكر وقراه باتت خاوية، وفي تركيا الحال هو كذلك، وكانت قد بقت لشعبنا قوة في العراق وسوريا، ولم يتمكن الوطنان من استيعابنا، وان تدعنا نعيش في ظل اثارنا التي نتفاخر بها. وقامت داعش مؤخرا باخر اجتياحاتها لاخر مواقعنا الثابتة والمستمرة، ولا يزال البعض في مرحلة المزايد،  طارحين شعارات لا يمكن تحقيقها لان ادوات التحقيق قد تم ازالتها وهي البشر او من خلال التلاعب بالتسمية والاصرار المتعمد على اظهار التفوق المرضي والفرض الطفولي على ابناء الامة.
ولو تتبعنا مسألة القوات المسلحة والتي هي علنية، وردود الفعل عليها لادركنا مدى المزايدة الكلامية حولها، فرغم ترحيبنا الشخصي بها وبانها تقدم امل جديد لشعبنا ولاصراره على البقاء والمشاركة في الجهد الفعلي لتحرير الارض كمقدمة للمشاركة السياسية لما بعد ذلك، فان البعض يزايد بان تكون هذه القوة مستقلة كليا عن اي تعامل او مشاركة مع الاخرين في حين انه ليس لها تلك الموارد ولا القدرات المادية والسياسية واللوجستية  لكي تحقق ذلك، كمل ان عملها في اطار وطن تقر به يستلزم التعاون والتشارك مع القوى الوطنية الاخرى، وبحكم ذلك فهي مضطرة للتعامل مع القوى المحلية وتنسق لكي تكون في الصورة.
نحن كشعب او تسميات او كنائس، نحاول بكل الطرق ايجاد وتضخيم ما يفرقنا ويبعدنا بعضنا عن البعض، في حين ان الشعوب الاخرى ترى ان الاختلاف طبيعي ولكنهم يحاولون ايجاد ما يوحدهم، فحتى اوربا امام تضخم دور اميركا واقتصادها لم ترى الا العمل من اجل ما يوحدها لكي تتمكن ان تتنافس في عالم اليوم، والكل يعلم مدى قرب اوربا واميركا الحضاري. فهل نتعلم؟

 


142

 قيادات العراق، هل تلبون مطلبا محقا؟
 


تيري بطرس
 
 
نشر الاخوة في كيان ابناء النهرين بلاغا صادرا عن اجتماعهم في تاريخ 9 كانون الثاني الجاري، وفيه تقييم لما حدث بعد 10 حزيران وطرح رؤى لما بعد اعادة تحرير المناطق التي استولت عليها داعش، بسهولة حتى ان الدواعش باعتقادي لم يصدقو ما حصلوا عليه وبهذه السهولة الغير المسبوقة.
بداية  باعتقادي انه يجب ان نكون اكثر واقعية في نظرتنا للامور، فما حدث لم يكن احتلال منطقة، بل كان انهيار دولة ومعها تمت عملية تهجير وعلى اساس طائفي مقيت تم فيها اعادة وضع شروط الاحتلال الاسلامي الاول للمناطق التي تم  الاستيلاء عليها. وهي اما اعتناق الاسلام للازيدية او  الموت او الهرب وللمسيحيين الجزية او ترك كل شئ واللوذ بالنفس من ما ينتظرها. وقد اصاب الاخوة الشيعة ايضا ما اصاب الاخرين ولكن لم يتم التعرض لنساءهم بالسبي.
 امام الهروب الجماعي لمئات الالاف من الناس وبدون اي امكانيات وامام انهيار الدولة العراقية، فان واقع المعالجة كان يمكن ان يكون اسوا بكثير لولا وجود حكومة الاقليم وما قامت به منظمات المجتمع المدني والكنائس. اما احزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري فباعتقادي ان امكانياتهم معروفة ومحدودة امام مثل هذا الزخم الكبير والغير المسبوق، زخم كادت كل امكانيات الاقليم امامه وكانها لا شئ. اي نعم من الواجب تعلم تقييم الامور دائما والبحث عن الخلل في كل ما حدث ولكن تسليط الضؤ على بعض الايجابيات كان من الضروري ايلائها اهمية خاصة، وخصوصا موقف الكنائس الجامعة كلها على المطالبة بالحماية الدولية والمنطقة الامنة،وهو موقف غير مسبوق، لا بل ان بعض رجال الدين ولاول مرة صرخ وبكى واشتكى من ان الحالة هذه مستمرة منذ اكثر من 1400 سنة في بادرة تقول انه لم يعد للسكوت بعد الان من مبرر، وهي خطوة باعتقادي جيدة لطالما قلنا واكدنا عليها وهي ان الكنيسة ورجالها ليسوا مطالبين بان يكونوا جزء من جوقة المنافقين، بل عليهم تسليط الضؤ على الوقائع كما حدثت والا لن تكون هناك معالجة.
وسلط البلاغ الضؤ على تعدد التشكيلات العسكرية لشعبنا، ودور هذا الامر في اضعاف موقف شعبنا وتحول الامر من امكانية قيام تشكيل عسكري فاعل يمكن ان يحمي مناطق سكنى شعبنا الى مجال للتنافس الحزبي والصراع المدعوم من الاكثريات. وفي هذا الصدد طالب البلاغ بتشكيل مجلس عسكري يعمل من اجل ادارة هذه التشكيلات وضمان وحدتها وكونها تخدم الهدف الذي تشكلت من اجله وهي الحفاظ على الامن في مناطق سكنى شعبنا، تحت ادارة هيئة سياسية مشتركة من قبل اغلب تنظيماتنا السياسية. هنا نود ان ننوه ان هناك بالفعل تشكيل مثل هذا وهو تجمع احزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ولكن يراد له التفعيل وضم اطراف اخرى اليه لم تكن موجودة حين تشكيله. لانه بالفعل لم يعد الامر قابلا لتشكيلات جديدة  تكون بديلة للقديمة بالاسم وليس بالعمل. المسألة هي في وضع خطط واضحة في تدرجها لتحقيق الاهدف وتوزيع الاهتمامات بالاظافة الى لجان تختص بامور محددة وتقدم لقيادة تجمع احزاب شعبنا لاقرارها وبضمنها لجنة تشرف على الشأن العسكري تسليحا وسياسة العمل والتدريب والتعاون والتراتبية، مع ترك الشأن العسكري الصرف بيد قيادة محترفة وقادرة على تقديم الافضل. 
ولكن المقترح الاكثر اهمية في البلاغ كان باعتقادي ما طرحه من مطلب معقول ومتوازن ويتلائم مع الدعوات القائمة في عصرنة وبناء العراق الجديد الخالي من الظلم والاضظهاد، كان في طرحهم للاكثريات لتحمل مسؤولياتها الاخلاقية والانسانية في حماية الاقليات والحفاظ على خصائصها وموروثها الحضاري، وكان من خلال  الدعوة الى اخراج منطقة سهل نينوى من المناطق المتنازع عليها والقيام بعمل مشترك بين حكومة بغداد الاتحادية وحكومة الاقليم لقيام تشكيل اداري يتمتع بصلاحيات تمكنه من الحفاظ على امن وتطوير الحياة اليومية لسكانه ويضمن مشاركة ابناءه في بناء مستقبل العراق بارادتهم الحرة كشريك فعلي، سواء سمينا المنطقة محافظة مستقلة او منطقة الحكم الذاتي. ولكن وقبل كل هذا او بالتوازي معه لدينا سؤال معقول وهو هل ستتمكن تنظيماتنا السياسية ومنها تكتل ابناء النهرين في تجاوز الخلافات والعمل بروح المسؤولية لبناء مستقبل افضل لشعبنا، ام اننا من خلال هذه البيانات نرمي الى رمي المسؤولية على الاخرين باعتبارنا اننا حذرنا واقترحنا؟
 
 
 
ادات العراق،

144
المشاركة في اللعبة السياسية








تيري بطرس
لم يشارك شعبنا، سواء من خلال افراد منه او من خلال تنظيماته سياسية، في اي قرار سياسي يتعلق باي قضية اجتماعية او سياسية او اقتصادية او قانونية، على مر تاريخ العراق، سوا النادر منها وهي المتعلقة بقضية التسميات وغيرها التي تم معالجتها بحسب اجتهادات انية ومصالح تعتمد على موازين قوة، لم تكن تعبر تعبيرا حقيقيا عن مطالبات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
لا يخفى على احد ان احقاق حقوق اي شعب، لا تعتمد على اقرار فقرة من الفقرات، بل تعتمد على مجمل المتطلبات الحياتية لشعب ما، وفي الوقت الذي لا يمكننا فصل الكثير من المتطلبات الفردية لكل ابناء العراق، وخصوصا من ناحية الاسعار والرواتب وتوفر الخدمات الاساسية، الا انه حتى في مثل هذه المتطلبات قد يكون هناك تباين ما، وخصوصا ان اغلب ابناء شعبنا يحسب من الطبقة الوسطى, هذا ناهيك عن المتطلبات المتعلقة بالبنية الثقافية
شعبنا من ضمنه، اقرار اقامة المنطقة الامنة ومن ثم اقامة ادارة لتمشية الامور في المنطقة، حيث كان هناك امل ان يكون لشعبنا والاجتماعية والقانونية والسياسية.
كانت اولى بوادر اشراقة مرحلة جديدة في تاريخ العراق وتاريخ وقواه السياسية المتمثلة حينها بالحركة الديمقراطية الاشورية، دور كبير، يتلائم مع قوته ليس العددية فقط، بل قوته المهجرية المتطلعة الى الدعم والمساندة، الا انه مما يؤسف له، انه تم استنزاف هذا الدور من خلا اشعال صراعات داخلية غير ضرورية ولا بنائة.
من  خارج المشاركة السياسة حينها حاولت اطراف في العمل من اجل رفد، المؤسسة السياسية القائمة، سواء البرلمان او المجلس التنفيذي او القيادات السياسية، باراء ومطالب لتحقيق بعض المطالب التي تساعد في مشاركة شعبنا السياسية، الا ان المشارك السياسي باسم شعبنا كان في واد اخر، ولم يعر هذه المحاولات اي انتباه، بل اختصر اغلب عمله في الشأن الداخلي وتصفية حسابات وصراعات وهمية، لم تكن اي منها تمتلك واقعا مجسدا. 
لقد هللنا ودعمنا واغلبنا وبقدر المستطاع لاقامة المنطقة الامنة واقامة حكومة اقليمة ادت فيما بعد الى قيام حكومة الاقليم، وكذلك دعمنا وفرحنا بتغيير النظام الذي اتى من خلال الدعم الخارجي، ولكن هذين التغييرين لم يحققا لشعبنا المشاركة في القرار السياسي لقيام عراق تعدد يضمن حضورنا في المشهد السياسي والاجتماعي. ولم يتمكن العراقيين من الاستفادة منهما في اعادة تشكيل عراق يتطلع الى المستقبل، بل ان ما حدث هو انفجار لكل المخاوف المتبادلة وخروجها من قمقمها وتطلع كل طرف الى القضاء على الطرف الاخر. وظهر بوضوح هذا الامر من خلال محاولة اطراف من السنة والشيعة للتخلص من الاقليات المتواجدة بينها مثل ابناء شعبنا والازيدية والصابئة المندائية ومن ثم الالتفات للتخلص من الدخيل في الاكثرية من الطائفة المقابلة. وتم تهجير ابناء شعبنا من البصرة ومناطق في الانبار ومناطق من بغداد وديالي واستهدفوا بضراوة في الموصل، وفي الاقليم كان ما حدث في زاخو ومناطق من دهوك، انذارا باننا نعيش في حالة يمكن ان يقوم الغوغاء فيها باستهدافنا بسهولة تامة، اي ليس لنا اي غطاء وحتى المعالجة لم ترتقى الى مستوى المخاوف والوقائع.
على رغم من كوننا مكونا صغيرا عدديا، مقارنة بالشيعة والسنة والكورد، الا انه يبقى اننا مكون متميز، وكوننا مكونا متميزا بميزات خاصة به،كان يتحتم مساواته في الدستور مع بقية المكونات ليمكن القول اننا نرمي الى بناء عراق جديد خال من الظلم والتهميش. الا انه تم تجاوزنا كليا واقصاءنا ليس اعتمادا على الالية الديمقراطية، فهم يقولون بمشاركتهم  كلهم رغم اختلاف قوتهم العددية. فيما تم محاولة تعديل وضع الاخوة التركمان من خلال القانون الصادر من  البرلمان باعتبارهم المكون القومي الثالث بعد العرب والكورد. وعليه فمن واجبنا العمل بكل الطرق لتحقيق مساواة مكوننا مع المكونات الاخرى حفاظا على مصالح ابناءه، وهذا يتحقق بمشاركتنا بفعالية في اللعبة السياسة اليومية  الجارية في العراق كله و الاقليم ايضا وعلى مختلف الصعد. ففي السابق كان ممثلونا في السلطة التشريعية او التنفيذية الاة صماء حين تعلق الامر بتوزيع السلطة وقوتها وتحديد الاوليات الوطنية والميزانية وحتى العلاقات الداخلية او الخارجية، هذه الامور التي تؤثر تاثيرا كبيرا في دورنا في الوطن، وهنا تذكرني صورة تكررت مرتان وهي ان بعض ممثلوا شعبنا لم يرفعوا اصبع الاعتراض الا حينما بينوا معارضتهم لتوزير احد ابناء شعبهم من غير تنظيمهم.
وعلى الرغم من ما ينشر من ان اللعب مع الكبار يفقد الصغار كل مقومات استقلالهم، الا انه بات واضحا ان سكوتنا وصمتنا والقبول بالفتات لم يرضى عنا الاطراف الاخرى، التي تحاول قضم كل ما نملك لحد تجريدنا من كل مقومات  الحياة. ولذا فانه بات اليوم مطلوبا منا تقوية دورنا في العملية السياسية، لكي نتمكن من تقوية وتطوير حقوق شعبنا ومكانته بين مكونات العراق، وهذه التقوية ستكون بمختلف الطرق واحداها تكوين قوى خاصة بشعبنا، باعتبار شعبنا قوة واحدة وان اختلفت اطرافه سياسيا.
واذا كان الدستور العراقي قد تم تلغيمه ويصعب اجراء اي تغيير فيه، فاننا يجب ان نتحرك على الابواب المتبقية لكي نتمكن من تقوية دور شعبنا وقوته السياسية، من خلال وحدتنا والعمل كحلية واحدة لتشكيل المجلس الاتحادي على اساس المكونات وليس على اساس الاقاليم والمحافظات، وهذا يعني ان يكون ممثلوا كل المكونات متساوية القوة التصويتية والمكانة وان يكون هنالك ضمانات مثل حق الفيتو وان اعتبره البعض معيقا، او وضع قوانين دستورية ملزمة لا يمكن المساس بها من اي طرف، مثل ميثاق حقوق الانسان واعتباره جزء من الدستور بكل مكوناته، مان الاسس الديمقراطية والحريات الفردية والمساواة في كل النواحي يعتبر من القوانين التي لا يمكن المس بها في مختلف المراحل. بالطبع مع مووازاة ذلك بالمطالبة بمشاركتنابفعالية في المؤسسات الدستورية الاخرى مثل المفوضية العليا للانتخابات في العراق او في الاقليم، او غيرها  من المؤسسات السياسية المستقلة.
لقد تبين ان العرب بشيعتهم وسنتهم والكورد على الاقل قد وضعوا استراتيجية خاصة بهم، وهي لا عراق بدون كامل حقوق مكونهم، وهو حق تمام لا يمكن المجادلة فيه، وعليه مثلهم من حقنا ان يكون لنا دور لاننا جزء من العراق، وما نريده لا نسرقه من الاخرين، بل ان عدم الاقرار بما نطالب به يعني سرقة حق مشروع لنا ومنحه للاخرين. 
 


145
لماذا علينا دعم الدويخ نوشى


تيري بطرس
لا اود مقارنة تجربة الدويخ نوشي، بتجارب كوبا ويوغسلافيا وغيرها ممن ابتدأت باعداد قليلة ولكنها حققت نتائج كبيرة، ولا اقارنها بثورة  11 ايلول الكوردستانية  التي انطلقت بشكل متشرذم وباسلحة الصيد ولكنها فرضت نفسها على النظام وعقد معها اول اتفاق للحكم الذاتي لكوردستان العراق. هذه تجارب لها خصوصيتها، وللدويخ نوشى خصوصيتهم ايضا، ولكن التساؤول المشروع وللجميع، هل يمكن لاي تجربة، ان تتطور وتقوى دون ان تحتك بالواقع؟ بما معناه هل يمكن ان يكون لنا قوة من الف كما هو مخطط او اكثر من العناصر بما يتضمنه ذلك من تراتبية عسكرية وادارية وتدريب متنوع ورواتب واسلحة واعاشة ومعلومات استخباراتية ولوجستية، ان يخرج كل ذلك دون ان تكون هناك عملية بناء يومي مرتبطة بالتعامل مع الواقع بكل تفاصيله. باعتقادي المتواضع ليست هناك اي قدرة ان يخرج اي تنظيم مسلح يحاول العمل من اجل بعث روح الامل والمشاركة في الشعب لصنع مستقبله، فجاءة وضمن الواقع الحالي لشعبنا. في الغالب ان تسليح مثل هذه القوى يكون في البداية من الشراء من السوق ومن ثم من ما يتم اخذه من العدو، وبعد ذلك يكون العود قد قوى لكي يتم عقد تحالفات وتبادل المساعدات.
انها حالة كحالة المطالبة بالحكم الذاتي، حينما طالب البعض ان يقدم مقدموا المشروع كل التفاصيل الدقيقة للمشروع، بما كان يعنيه من اخراج كل الاوراق التفاوضية من يدهم وكشفهم امام الاخر بدون سلاح الاخذ والرد وبناء القوى الداعمة للمشروع. نعم من حق الناس التساؤل ولكن ليس من حق الكل ان تعرف كل التفاصيل الدقيقة لانه يعني انكشاف كل الخطط والخطوات للاخر ومنها العدو الذي يقراء كل ما ينشر. لقد حاول داعم فكرة الدويخ نوشى ومنذ البداية تفادي اخطاء الماضي من خلال الاعلان الصريح ان القوة ليست حزبية، بما يعني انه يمكن تطويرها وجعلها قوة شعبنا، قد لا تجاري القوى الاخرى وقد تحتاج الى تحالفات على الارض سواء مع التحالف الدولي او مع القوى الوطنية، ولكنها ستكون القوة التي ستقول لكل من يحاول ان يخطط لمستقبل المنطقة نحن هنا، لقد ضحينا وقدمنا الكثير ومن حقنا ان نتشارك في رسم صورة هذا المستقبل.
لم تكن القوة العسكرية اي قوة، وما يصرف لها  من ميزانيات الدول، لغرض المباهاة والفخفخة الفارغة، بل القوة هي لتحقيق اهداف سياسية، البندقية يجب ان تخدم تحقيق الهدف السياسي، ويجب ان لا تكون كبندقية سورو كرا او كليانا الانتقامية، انها ضمن مخطط بناء قومي لشعبنا متفق عليه من قبل قواه السياسية. وضمن البناء الوطني للعراق المستقبلي، هذا العراق المستقبلي الذي سيتطلب الاخذ والرد لكي يكون واقعا ملموسا.
انا اعي ان يكون لبعض الاشخاص مخاوف، فهذا من طبيعة الحياة ويطرحوا اسئلة والخيارات، ولكن ان يحاول البعض ودائما تدمير اي تجربة او مقترح، بحجج مثل قلة عددنا او انقسامنا، او عدم رحمة جيراننا معنا في اي منعطف مما يعني انهم سينتقمون منا شر انتقام، وكان ما فعله النجيفي حينما هددنا مباشرة او ما فعلته داعش او ما فعلته ثلة من المتظاهرين الكورد في زاخو كان عملية رش ماء الورد علينا. الصمت والسكون ورفع اليد علامة الموافقة بشكل دائم لكل ما يريده لنا الجيران، لم يفيدنا ابدا، وان كان القتل والتنكيل يحدث تدريجيا وليس مرة واحدة، ولكنه الان لم يعد يرضى بالتدريج الذي كان يرضى البعض من ابناء شعبنا، بل هجم ودمر وقتل وسبى. اذا الاستكانة والصمت والقبول بفتاة الاخرين لم يعيد يفيد، فمن اراد ارضا وارادة حرة ومستقبل من صنع يديه عليه ان يتقدم خطوة الى الامام.
هل يمكن تحويل المجتمع الى خلية تعمل من اجل تحقيق الهدف القومي؟ قد لا يكون الامر منظورا في العمل السياسي، ولكن من خلال البندقية المسؤولة يمكن تحقيق ذلك، وخصوصا لو ارتفعت البندقية عن الصراعات التي تحدث بين السياسيين والاعلاميين. لان البندقية تعني الدم، وتجربة الاشهر الماضية اثبتت ان الدم كان اقوى رابط بين ابناء شعبنا، نعم سيتحول المجتمع خلية لحمياة الدويخ نوشى، كيف سيكون الحامي محميا، هنا هي المعادلة التي يمكن ان نحققها، بقيام المجتمع باطلاع الدويخ نوشي وموؤسساته على المعلومات التي تهمه في عمله وفي تحقيق المردودية الكاملة لنشاطه. ويقوم الدويخ نوشي بحماية الناس المفترض فيهم ان يحموهم.
اذا هل سنرى احزابنا تدخل في اطار تحالف قومي حقيقي يتمييز بالخطوات التالية
1_ قيادة سياسية تحدد الاهداف والوسائل التي يجب اتباعها
2_ مجموعة تفاوضية متمرنة تكون ممثلة للقيادة السياسية ومدركة لمتطلباتها وتدخل المفاوضات المختلفة لتحقيق ما تخطط له القيادة السياسية. ما تتوصل اليه المجموعة التفاوضية من حلول نهائية يتم الموافقة عليه والتوقيع عليه من قبل القيادة السياسية كمجموع او ماشخاص مخولين
3_ قيادة عسكرية تشرف على الشأن العسكري وتعمل من اجل توفير المستلزمات المطلوبة، لكي يتمكن من ان يحقق ما تخطط له القيادة السياسية.
4_ كل حزب من احزابنا يطرح اشخاص مختصين بالحوار القومي الوحدوي، يكونوا متحررين من كل الاجندة ولكن يكون واجبهم الاجتماع اسبوعيا على الاقل مرة واحدة مع كل ممثلي احزاب شعبنا، ويتم في هذه الاجتماعات طرح الاختلافات والتناقضات والمخاوف ودون اي تدوين ولكن من خلال الحوار، لكي يصلوا تدريجيا لحالة ادراك كل طرف مخاف الاطراف الاخرى, ويمكن حينها وضع اليات لازالتها او التخفيف منها.
5_ محاولة وضع الاعلام في توجه واحد فقط وهو العمل من اجل استحصال على حقوقنا المشروعة بكل السبل وكل السبل تعتبر مشروعة امام محاولة استئصال شعبنا.
المستقبل كفيل بتطوير كل الاليات والانشطة، ولكن فقط يجب ان نبداء لكي يمكن تطوير الامر، ولكن البقاء في الحوار النظري لن يمكننا ان نطور اي امر .  ِ

146
لا للمناوشات بين الوطني والحركة.... نعم للحوار ووحدة القرار



تيري بطرس
لا يخفى على المتابع ان هنالك نوع من تجدد الصراع والخصام بين الحركة الديمقراطية الاشورية والحزب الوطني الاشوري ظهر جليا في الاونة الاخيرة، على خلفية دعم الحزب الوطني الاشوري لقيام فوج الدويخ نوشي مما دعا الحركة والتها الاعلامية للرد على هذه الخطوة باسلوب اقل ما يقال انه لم يغيير من العقلية المسيرة للحركة، لا بل ترسيخ الادراك لدى المراقب ان هذه الحركة او ما بقى منها لن يتغييرا مهما اصابتنا من المحن. وكان الرد الاولي والذي اتسم بالاسترجال ووضح ان الغاية لم تكن خلق بديل افضل من الدويخ نوشي بل محاولة الادعاء بانهم يقوم بامر مماثل من خلال تسجيل اسماء اشخاص بحجة انهم يحضرونهم لقيام قوات خاصة بشعبنا!!!. ولعل من تابع دعاية عن المقاتلين التي حاولت الحركة واعلامها نشرها من خلال نشر صور بعض مقاتلي الحركة في مقر القوش والتركيز عليهم، وبمساعدة بعض الاطراف الاعلامية يدرك ان الغاية لم تكن خلق بديل افضل ولا بديل ايضا، بل ضرب الخطوة التي خطاها الحزب الوطني الاشوري ليس الا.  وكان دخول حزب بيت نهرين المنافسة ايضا امر غير موفق بالطبع، لانه اعلن عن صراع خفي بين الاطراف الثلاثة من اجل البروز ليس الا.
فبتاريخ 22 تشرين الثاني الامس الاول صدر بلاغ عن اجتماع ضم اعضاء في تجمع تنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية بلاغ يكاد ان يختصر بانه رفع عتب، للتقاعس الملاحظ في عمله منذ تأسيسه لحد الان، ولعل مرد هذا التقاعس هو استمرار اعتبار البعض انفسهم القوى المهيمنة وقبول الاخرين بهذه الهيمنة الشكلية وعدم التحرك والقيام بالمبادرات السياسية لانقاذ ما يمكن انقاذه من الوضع المزري الحالي لشعبنا.
فبعد ان شبه الاجتماع في بلاغه ما تعرض له شعبنا انه يعتبر ابادة جماعية، نرى  ان مجلس الوزراء في قراراه رقم 10 ليوم 18 تشرين الثاني 2014 وفي الفقرة الثامنة يسبق اجتماع التجمع  ويوافق (( الموافقةعلى اعتبار ماتعرض له المكونات(الايزيدي والتركماني والمسيحي والشبكي)، والمكونات الاخرى على يد عصابات داعش الارهابية، جريمة ابادة جماعية.))
وقد اكد اجتماع التجمع على وقوف احزابنا القومية في مواجهة الهجمة الارهابية  لهذا الواقع المرير، كما اكد على التواصل والاستمرار في النضال  من اجل تحرير كام لمناطقنا ومدننا. الا انه يبقى لنا ان نخمن كيف سيقوم بهذه الخطوات ولكن سيكون من المؤسف والمحزن ان نجد ان ما طرح لم يكن الا املاء فراغ في البلاغ وليس خطط موضوعة وجاهزة لتحقيق ما يصبوا اليه شعبنا قبل تجمع احزابنا ،وسيسعدني ان اثبت التجمع عكس ما اقول.
في الوقت الذي يؤكد البلاغ على الحماية الدولية نرى ان السيد يونادم كنا في تصريحاته  لاذاعة العراق الحر بتاريخ 22 تشرين الاول يرفض هذه الحماية كليا. فاننا نرى ان الحركة تتلاعب ليس بالحركات السياسية ولكن بالمصير الكلي لشعبنا من خلال لعب الدورين، ففي شعبنا وقواه تقول بعكس ما يقول صوتها الذي يتنسم المنصب الاول الا وهو السيد كنا، للقوى الوطنية او الدولية وخصوصا في المواقع المهمة كلقاء مع الاتحاد الاوربي.
وفي المقابل نشر الحزب الوطني الاشوري وبنفس التاريخ بيان مفندا حضور اطراف اخرى اجتماع التجمع ذاكرا منها الحزب الوطني الاشوري وحركة السريان المستقلة ومنظمة كلدواشور للحزب الشيوعي الكوردستاني، مستنكرا محاولة المجتمعين الغاء او تناسي دور الدويخ نوشي، الذين يحاولون من خلال عملهم في الخطوط الامامية ترسيخ مفهوم مشاركة شعبنا في تحرير مناطقه. و معتقييم وتقديم  الشكر والتقدير للقوى الاخرى ((وقيم الاجتماع دور القوات المسلحة العراقية من الجيش والبيشمركة والحشد الشعبي وقوات العشائر في محاربة داعش وتحرير مناطق مهمة من أرض الوطن.)) وتناسي ولو تنويها بالدوريخ نوشي، رغم ان الدويخ نوشي هي قوة صغيرة وباسلحة بسيطة ولكنها تتنامي وتتتطور وكان من المنتظر ان تقوم كل الاحزاب بمحاولة مساندة ودعم هذه القوة بكل امكانياتها، والتفاهم مع الداعمين الاساسيين في سبل ادارة العمل او تقديم الدعم لكي تكون ممثلة لكل قوانا، وليس الدخول في محاولة مفضوحة للتغطية عليها من خلال الدعوة للتسجيل للتطوع او الادعاء بانشاء قوى مماثلة ستكون غير فعالة ان لم تتمكن من توحد قدراتها وتوجهاتها وخططها العسكرية هدفا واسلوبا وتنظيما.
ان ما يهمنا في هذه العجالة ليس فقط نقد طرف معين بذاته، ولكن فضح عملية الادعاء بالعمل القومي الكاذب من اي طرف كان. وهنا يجب ان لا نعفي الحزب الوطني الاشوري من الخطاء والانعزال واعادة تجربة الحركة السابقة من خلال القول انه حاول وعلى الاخرين اتباعه، او انه خطا الخطوة وعلى الاخرين اتباع ما يقوله، فالعمل السياسي ليس بهذا التبسيط، ابدا، بل العمل السياسي يتطلب اناة وصبر طويل وعدم غلق الابواب بحجة ان الاخرين لا يودون العمل. ان تجاربنا مع الحركة ومع من يود ان يماثلها طويلة،  وصعبة وعلينا عدم تكرارها مطلقا.
عند سقوط النظام العراقي، ارتفعت اصوات قوية وكثيرة، تطالب بخروج العراق من جامعة الدول العربية، فسألني صديق ان كنت اعتقد ان العراق سيخرج حقا من جامعة الدول العربية، فقلت انا افضل ذلك ولكن ليس كل ما نرغبه يتحقق، لانه لا يزال للجامعة العربية دور تلعبه وان كان جعل اغلب الاطراف تجلس على طاولة واحدة. اقول ذلك وانا لا افضل خروج اي طرف من تجمع احزاب شعبنا، بل تطويره ومنحه الثقة وجعله قراراته ملزمة وليس ملزمة للجميع عدا السيد كنا. ومن هنا في تعقيب عقبت به على احد الاخوة في الحزب الوطني الاشوري قلت على الحزب عدم غلق باب الحوار السياسي ابدا. اننا ملزمون وبحاجة للحوار الدائم مع منح انفسنا الحصانة التامة لنقد ما نراه خطاء وغير صحيح، وعلينا التعايش مع الاختلاف، فاذا كان الاختلاف الديني والقومي والسياسي في العراق مفروضا علينا ونتغني كلنا بالتعايش معه ومنحه صفة البستان الملئ بازهار جميلة، فمن الظروري التعايش مع اختلافاتنا التي تعبر عن رؤيتنا او مصالحنا المختلفة.
من هذا المنبر اوجه تحية تقدير واحترام للاخوة منتسبي الدويخ نوشا قواعد وقادة والى الحزب الوطني الاشوري الداعم وكل الداعمين الاخرين، ولكنني اطالبهم بعدم الانعزال عن الحراك السياسي الذي تم تكوينه لانه لايزال الوحيد القادر على لمنا، وهذا لا يعني عدم تطويره، ومن جانب اخر اطالب الاخوة في الحركة الديمقراطية الاشورية الوقوف موقفا ثابتا من حقوق شعبنا وعدم ترك الامور لتفسيرات مزاجية وانية من قبل البعض المحسوب عليهم. واحي روح الوحدة والدعوة الى العمل المشترك لدى كل الاخوة الاخرين وخصوصا نداءات الاستاذ سعيد شامايا، مطالبا بضم الاخوة في ابناء النهرين في التجمع باسرع وقت وعدم تضيع الفرص في حوارات سفساطية لا معنى لها، فالاخوة في كيان ابناء النهرين صار لهم كيانهم الخاص بهم وقد يتفقون مع هذا الطرف او ذاك ولكنهم بالتاكيد سيكون لديهم رؤياهم التي ستغنى اراء الجميع.




147
هل سنسمع عن كنيسة كلدواشورية قريبا؟


تيري بطرس
الاخبار التي لا تسر تنتشر بسرعة تكون اكثر مصداقية في كثير من الاحيان من امالنا واحلامنا التي تتطاير باي هبة هواء وليس بهبوب رياح وعواصف. تذكرني بحالنا ونحن نساق لخدمة العلم فكان كل خبر عن تاجيل التسريح رغم انتهائنا من الخدمة يثبت مصداقيته سريعا وكل خبر عن قرب التسريح تطيره رغبات القيادة السياسة.
تتطاير المناوشات الاعلامية بين انصار غبطة مار لويس ساكو وانصار نيافة الاسقف سرهد جمو، دون توقف ودون ان يكون هناك اي مجال للراحة ولدراسة الامور بروية وتفحص وخصوصا من المحسوبين على الطرفين وبالاخص انصار الاسقف المثير للجدل.
في مثل هذه الحالات تتحكم في الانسان الدوافع الذاتية وكل نقد وان كان ملطفا وهادئا يعتبر اهانة للذات التي يعتبرها الشخص المعني فوق الشبهات. لست بوارد الحكم على اي من الطرفين لانني قد لا اكون مطلعا على الحيثيات كلها، ولكن هناك تساؤل مشروع، هل حقا ان البطريركية قامت بنشر تحذيرها للرهبان والكهنة من الذين تركوا مواقعهم دون ان تبلغهم بذلك قبلا وبطرق اخرى؟ لا اعتقد ان السياقات وردت هكذا، بل المعقول والمنطقي ان يكون قد سبق كل هذه الضجة مفاتحة وتواصل ولما لم يتم التوصل الى حل، لجأت البطريركية الى الحل الاخير وهو الانذار من خلال الاعلام. لكي يطلع الناس على مجريات الامور.
  من تتبع الامور واضح ان نيافة الاسقف يريد تصعيد الامور وايصالها الى نقطة اللا رجوع، مدفوعا برغبة او الهام انه المنقذ، نفس الرغبة والالهام التي جعلت صديقه الحميم اشور سورو يندفع بلا اي تروي رغم كل التحذيرات نحو المحذور وهو محاولة تقسيم كنيسة المشرق، وبالتالي خسران اي مصداقية يمتلكها في طروحاته السابقة، لا بل ان الاخبار الواردة من الابرشية تقول ان نيافة الاسقف جمو قد قام بايقاف كهنة ورهبان لانهم لم يطيعوه في غايته ومرماه.
لكل انسان في الحياة رسالة، والانسان السعيد هو الذي يجد رسالته المتوافقة مع قدراته وامكانياته، ونحن لا ننكر على الانسان مثل ذلك، بل الامر قمة التوحد الانسان ككائن والمبادئ الانسانية، ولكن المستنكر في الامر هو اخضاع المجتمع او الهيئات بالقومة لمضمون رسالة من المفترض ان تكون سلسلة وتتبع الطرق الشفافة والاقناع بالحوار والتحاور واللجوء في حالة الاختلاف عند هيئة القرار الى التصويت الذي يحسم.
ولكن ما نراه هنا هو عملية فرض القناعات شاء من شاء او ابى من ابى، مستندا الى تحقيق انجازات فردية او مادية ما. وخطورة هذا المسلك الدكتاتوري هو انها تؤدي الى تقسيم وشرذمة المؤسسة المؤتمنين عليها وهي مؤسسة عائدة للمجتمع الذي ضحى من اجلها. وهو نفس مسار اشور سوروا فهل سنرى ايصال الامور الى المحاكمة وخسارة الكنيسة اموال طائلة وشعبنا ورعيات الكنيسة بامس الحاجة اليها؟
نيافة الاسقف، وقف مع صديقه الموقوف اشور سورو، وغايتهم وحدة كنسية باي سبيل وباي طريقة وان كانت طريقة لا تتوافق مع طرق الرب، بل تتجه الى سلك المسالك السياسية والالاعيب السياسية الرخيصة. وهذا يلاحظ من تقلبات نيافة الاسقف مار سرهد جمو الذي نعت الكلدان بانهم بهولي لانهم لايدركون  اشوريتهم الى النقيض الاخر بان الكلدان ليسوا اشوريين مدفوعا بغضب وغيض من عدم استسلام الناس لطروحاته وخصوصا بعض الاشوريين. والوحدة التي ينادي بها ستاتي بنفس النتائج التي اتت بها وحدة زميله الموقوف والمفروض على الكنيسة الكلدانية  اسما، والذي يقيم بضيافته. ستؤدي الى تقسيم الموجود بما يزيد من ضعف المؤسسة ان لم يكن اضمحلالها. ان هذه الممارسات التي نراها تذكرنا بشعارات زعماء العرب ممن نادوا بالوحدة ولكن نتائج اعمالهم كانت وبالا علي من ارادوا توحيدهم، وطريقة عملها تذكرنا بما مارسه بعض المطارنة والاساقفة ممن وصل بهم الامر الى  تغير ديانتهم جراء التعنت والرغبة الجامحة في تولي قيادة الامور وبكل السبل. كما تذكرنا بذلك المطران الذي رفض منح رعيته الاعفاء من الصوم، حينما عم الجوع المنطقة جراء القحط، فرى الناس ان اسلامهم افضل من موتهم والاستسلام لهذا التعنت، هذه الصورة وان اختلفت في الزمن وطريقة الحدوث ولكن النتائج هي نفسها، وهي تدمير المؤسسة وتشرذم المجتمع بسبب اعتقاد البعض انهم الاهل للقيادة وتمشية الامور والا فمن بعدهم الدمار.
لا يحتاج الامر في الغرب لاعلان استقلالية اي مؤسسة من الناحية القانونية، الا الاعلام وتسجيل المؤسسة كهيئة مستقلة ولها ادارة معينة. ولكن الدخول في معركة قانونية حول ملكية الممتلكات قد ترهق الاطراف المتخاصمة ماديا، ولكنها سترهق الناس العاديين اكثر ووضع شعبنا الذي لا يرحم في العراق وسوريا. ونتائج ذلك قد تكون وبالا على الكنيسة والايمان المسيحي ايضا، من هنا فالمفروض ان يتم وضع كل الامر في الحسبان، وخصوصا ان تجربة كنيسة المشرق الاشورية لا تزال طرية، وشهودها احياء.
الاستاذ لوسيان يطرح تساؤل مشروع وهو ولكن ماذا يريد نيافة سرهد جمو؟ اعتقد انني حاولت قدر الامكان الاجابة على ما خطر بذهني من قراءة الاحداث، ولكن هذا لا يعني ان لا نلتفت الى ما يعتمر في الذات او شخص نيافة سرهد جمو او  صديقه اشور سورو، فلا اعتقد شخصيا بخلوهما من اي حس انساني والروح الوحدوية، ولكن هذا الحس الانساني والروح الوحدوية ملتبسة ماخوذة برؤية ذاتية مضمونها انهم الوحيدون الذين يتمكنون من تحقيق حلم كنيسة المشرق وشعبنا بالوحدة. وفي هذا تجاوز على الاخرين وتجاوز على الحقيقة وتجاوز على الروح المسيحانية في طرح الامور وانتظار النتائج والعمل من خلال المؤسسة بالطرق الشرعية، مثل الاقناع والتبشير.  ان هذا الاندفاع وبلا تروي سيؤدي حتما الى الاصطدام لانه اندفاع غير منضبط يمكن ان يسحق الكثيرين تحت اقدامه. انه دعوة لاتهام الاخرين بكل ما يشين دون الاخذ في نظر الاعتبار ان الاهداف لن تتحقق بمجر رفع الشعارات. فخلف الشعارت البراقة تختبئ الكثير من النيات السيئة. ونحن اذا نحاول ان نبرئ نية الاسقفين من اي سؤ، ولكن الاستمرار في توجهمها يعني انهما حقا ينويان نية سيئة بالنتيجة، ومضمونا اما انا او من بعدي الطوفان.
لا اعتقد ان الكنيسة الكلدانية او اي مؤسسة اخرى من مؤسسات شعبنا ليست بحاجة للاصلاح، ولكن الاصلاح المتوافق عليه، الاصلاح المبني على قدرة عليه من الحوار الحر الخلاق، وليس ما يحدث او حدث،اما ان تتبعوني لانني انا الصح او اخذ حصتي وارحل. ان الاصلاح يحدث بالحوار وطرح البدائل والاقتناع ولا اعتقد ولا احد يعتقد انه يحدث بمجرد طرحه، لو كان الامر بهذه السهولة لما عانينا كانسانية من كل هذه التقلبات التي طبعت تاريخنا بالدماء. فالداعي للاصلاح يجب ان يدرك ان ما يعتمر في داخله يتوق له الكثيرين ولكنهم يرون الطريق باسلوب اخر.
 


148
الموت .....من وحي وفاة المرحوم نورالدين القس زيا


هذه ليست سيرة ذاتية للمرحوم نورالدين القس زيا بوبو، فهناك بالتاكيد من هم افضل مني لكتابة مثل ذلك لانهم كانوا اقرب اليه مني، ولكنها حوار مع الذات ومع الموت ومع الخلاف والاختلاف.
تعرفت على المرحوم حوالي عام 1974 او 1975، حينما كنا نعمل في لجنة الشباب الاشوري في كنيسة مار عوديشو في منطقة كراج الامانة او الصناعة، حيث علمنا من خلال الاخ شموئيل بيتو ان بعض الشباب في الموصل قد اسسوا لجنة للشباب ايضا، لذا  فعند سفرنا الى الموصل يرحلة مكلفين بها من قبل لجنة الطلبلة الجامعيين الاشوريين في بغداد، للالتقاء  بالطلبة الجامعيين في جامعة الموصل ودعوتهم لاحدى نشاطاتنا، استغلينا المناسبة للتعرف على اعضاء لجنة الشباب وباسم لجنة شباب مار عوديشو. التقيت هناك بالمرحوم والسادة ميخائيل ججو واشمائيل وبعض الوجوه الاخرى. هذه كانت فاتحة تعارفنا ولقاءاتنا الذي استمر متقطعا رغم اشتراكنا في مرحلة الكفاح المسلح، لان الخلافات السياسية والتنظيمية كانت حاجزا للالتقاء بين الاصدقاء الذين ربطهم الكفاح لاجل تحقيق اهداف الامة.
اليوم رحل نورا كما كنا نناديه او الدكتور هرمز كما بات يعرف في الكفاح المسلح، رحل وحمل معه كل الالام وكل الذكريات بمرها وحلوها، كما رحل الكثيرون وكما بات منتظرا لنا، اننا الى هذا الدرب سائرون، ولكن السؤال الذي سيبقى يتردد في ذهني، ماذا عن خلافاتنا، هل كانت تستحق ان نتقاطع، ان ننتقد بحدة. في نفس الفترة 1973_1975 تعرفت وعرفت وعرفني اغلب العاملين في المجال القومي اليوم، في تلك الفترة كانوا وكنا في نظر بعضنا البعض عضد وساعد ورفيق الدرب وان لم نكن في تنظيم موحد، كان يكفي ان نرفع شعارات العمل من اجل الامة، وان نتغنى بمجدها وتاريخها التليد لكي نكون جزء من الجوقة الصداحة في هذا الحقل الملئ بالالغام والمخاوف.
لم نختلف نحن من كنا في تنظيمات مختلفة، والتي لم تتاسس وتتنوع على الاساس الايديولوجي، فكلها كانت قومية وكفى، لم تكن هنالك طرق مختلفة، لانها كانت تبشير اكثر مما هي طرق وممارسة وطقوس وشعارت. الامة، حقوق الامة، بعث الامة، كنا شباب ماخوذين بالخوف من المدينة على الاكثر خوف البسانه لمن ولد فيها، لانه جعلنا في محيط اخر محيط يختلف عنا كليا (دينيا وقوميا) بعد ان كان عالمنا القرية واهتماماتها او العابها، كبرنا على الخوف والرعب والفقر، بعد ان تركنا قرانا التي احرقت وخسرنا كل ما كنا نملك لانه لا يمكن ان تنقل الحقل والبيدر وحتى الماشية تركت لمن كان الاقوى. اذا سرعان ما دب الخلاف وبتنا نسمع نغمات اخرى هذا عميل وذاك حائن، وهذا مساوم وذاك بائع. وصرنا نتفادي احدنا الاخر، لان اللقاء معناه المزيد من الغضب والمزيد من الاتهامات والمزيد من التباعد، المنتمون لمسيرة  الامة الواحدة ياكلهم الانقسام والتشرذم، ولم يقف عند هذا الحد، لقد تجاوز التشرذم وشق رفاق الامس من مختلف الاتجاهات، وخلط الاوراق، وبقينا نخسر.... نخسر جهدا ونخسر قوة  ونخسر الامال امل تلو الامل... ووصلت الخسارة الى كياننا ذاته، فهاهم الاصدقاء والاخوة والرفاق يتركون اوراقهم وخلافاتهم وجدالاتهم ويرحلون تاركين للفراغ لكي يملاء المساحة.
ذات يوم قلت لصديقي... اعتقد باننا سنرضى يوما بصفة المسيحي... لست ناكرا لمسيحيتي ولكن كان فخري واعتزازي اشوريتي كلدانيتي سريانيتي... شخصيا كنت اعشق قراءة تاريخ كنيسة المشرق، لانني كنت اراه نتاج شعبنا، وكنت اراه دورا ثانيا تلعبه امتنا في المسار البشري، ولكن هذا العشق كان اشوريا بامتياز ولم يكن مسيحيا كليا،رغم ان مسحيتنا  تلونت بمعتقدات لاهوتية نابعة من ارض النهرين، من حضارة بابل ونينوى، ولذا فالمسيحية كانت عندي تنازل عن البعد الحضاري لقضيتنا القومية وحصرها في البعد الديني، اي ممارسة طقوس. ولن تهتم بالعلم واللغة والمشاركة السياسية والقانون. لقد كان قولي هذا انكسارا وهزيمة لما مارسته وامنت به، وها نحن ننهزم من الحياة. واحد تلو الاخر، نحمل كل ما نعتقده ونؤمن به ونرحل ونترك خلفنا الصمت....
معاركنا خلافاتنا ... هل كانت قدرا محتوما؟ لكي يتمكن الزمن من ان يرسم بريشته خطوطه البيضاء في شعرنا ويظلل تجاعيد وجهنا، لكي نكسب حكمة لم نتعلمها من الكتب التي كنا نتبادلها، بلهفة واحيانا بسرية؟ ام انه طيش شباب لم نخرج منه الا نازفي الجرح وخاسري العمر. هاهي موصل مرتع نورا تستباح ولا يسمح له بان يواري فيها، وهاهي بغداد التي كنت ازرعها شعارات بعرق الجبين لكي تنبت،وانا عنها ببعيد، كلانا سافر وارتحل ولم يحقق شيئا بل خسر الكثيرواولهم العمر....
ماهي التجربة التي سننقلها للاخرين، في مجادلة على صفحات الويب قلت لاحدهم ان للقضية الاشورية ملفات دولية يجب ان لا نفرط بها، لاننا كسبناها بدماء ودموع وجهد ابناء شعبنا، فقال بما معناه اللعنة على قضيتك وملفاتك الاشورية، هل هذا ما سوف ناخذه معنا اللعنة؟ نم صديقي في راحة ابدية فانت خرجت من دائرة اللوم والعتب الذي لايزال يهطل علينا، نم قرير العين في انتظار رحمة السماء. 
 
تيري

149
ما الذي يريده السيد كنا؟






تيري بطرس
bebedematy@web.de




في عملية التماهي مع المحيط الاسلامي السائد، في تخوين وتجريد الانسان من معتقده او ايمانه الديني، من خلال فتاوي تطلق هنا وهناك، قام السيد كنا وانصاره بمحاولة لتجريد السيد فارس ججو عضو مجلس الوزراء من معتقده الديني المسيحي، بخفة تقودها اللحظة الراهنة والرغبة في اثبات الذات المجروحة ليس الا، وبلا ادراك للعواقب المتاتية من كل هذه الممارسات اللامسؤولة.
في الوقت الذي يمكن اثارة التساؤلا التي لم يتم الاجابة عليها حول، عملية التوزير، علما ان اسم السيد فارس ججو لم يكن ضمن الاسماء الثلاثة المقدمة من الاكثرية في الكوتا المسيحية، وهو تساؤل سياسي ومعرفي مشروع، فان ما يمارسه السيد كنا هو خارج نطاق كل هذا اطلاقا.
قبل فترة خرج السيد كنا بمطلب يعتبر نوعا ما تعجيزيا او مطلبا للهروب الى الامام، وهو ان قائمته تطالب بمنصب سيادي، ورغم تاكيدنا ان مثل هذا المطلب يمكن ان يعتبر مشروعا، لان شعبنا مكون من مكونات الشعب العراقي ويحق له ما يحق للاخرين، ويجب عدم التنازل عن ذلك ابدا، الا ان المطلب من الناحية السياسية اعتبر مطلبا غير واقعي، لان المناصب وان كانت تمنح للطوائف والمكونات ولكنها تمنح حسب قوتها الانتخابية وقوة تحالفاتها الوطنية والاقليمية، والسيد كنا لا يمتلك اي منها، وان كان هناك بعض التعاون او تمرير بعض المطالب الصغيرة، فان ذلك ليس من باب التحالف بقدر ماهو تعاطف مع الغبن الواقع حقا على شعبنا، تمكن السيد كنا ان يستحوذ عليه.
 وحينها قال السيد كنا انه لن يشارك في اي حكومة لا تمنح لشعبنا منصبا سياديا فاما نائب رئيس الوزراء او وزير الخارجية، اي انه حدد ما يريده حصرا، وانه لن يقبل باقل من ذلك. وحينما علقت على ذلك بانه مطلب للتهرب ولادراكه بانه لن يطال الوزارة ابدا، ابدى الكثيريين من مؤيدي السيد كنا امتعاضهم، وكالعادة اتهمت من البعض باني حاقد على زوعا! والسؤال المشروع هو، اذا كان السيد كنا قد قال وبام لسانه انه لن يقبل باقل من وزير الخارجية او نائب رئيس الوزراء، اذا لما كل هذه الضجة على منصب وزير العلوم والتكنولوجيا، وهي وزارة غير مهمة اطلاقا خلافا لما ينشره البعض، فالوزارة واهميتها تعتمد على مدى الخدمات التي يمكن ان تقدمها للناس او دورها في الشأن اليومي الوطني، نعم قد تكون مثل هذه الوزارة مهمة في حالة ان مجلس الوزاء يكون قد اقر في بيان منح الثقة فقرة مهمة لتطوير العلوم والتكنولوجيا في العراق ومنح للوزير والوزارة المخصصات المناسبة والصلاحيات التامة. وفي بعض البلدان ان ميزانية تطوير العلوم والاختراعات تستحوذ على مابين الثلاثة والخمسة بالمائة من الدخل القومي. وباعتقادنا ان مثل هذا الامر لن يحدث وسيتوقف دور الوزارة على الدور الشخصي للوزير، والذي ان لم يتم معالجة خلل الميزانية والصلاحيات لن يتعدى دور تشريفي ليس الا، كدور من سبقه من وزراءنا. 
تتلاعب قائمة الرافدين التي تمثل السيد كنا ونهجه بالكلمات، لكي تحاول ان تعطي مشروعية لدعاويها الغير المنطقية، فهي تتناسى ان السيد فارس ججو ترشح عن الكوتا المسيحية وانتخب عنها حاله حال زعيم الرافدين السيد كنا، واخذ مركره بالاصوات التي كسبها من شعبنا حاله حال قائد الرافدين، اما اذا كان ينوه عن امكانية تصويت الشيوعيين من غير ابناء شعبنا له، فهذا ايضا حاله حال اعضاء الرافدين الذين فازوا باصوات بعض الاخوة الكورد في منطقة سوران.
قائمة الرافدين ورغم علمها انها لا تمتلك الاكثرية في الكوتا المسيحية التي تبيح لها تسنم الحقيبة المخصصة للمسيحيين، فانها لم تتعاون ولم تحاول ان تتفق مع بقية اعضاء الكوتا حول الوزير الذي يجب ان يتم اختياره ومن اي قائمة يجب ان يكون، وقائمة الوركاء المحسوبة على الشيوعيين، حاولت من خلال المرجعيات الدينية الضغط على الرافدين لكي يتم الاتفاق المسبق وعدم شوشرة الامور كعادة زعيم الرافدين، الا انه لم يرضى، واعتقد انه من خلال بعض العبارات والالعاب البهلوانية يمكنه ان يغيير الامور ويوجهها الوجه التي يريد. الكل يعلم ان هناك منصب وزاري للمسيحيين، منذ الكابينة الاولى التي تم تاليفها بعد عام 2003، وكان السيد كنا هو الذي يستحوذ عليها، لاسباب تطرقنا اليها مرارا، الا ان السيد كنا كان مستعدا وبالتحالف مع ممثل الكوتا الازيدية  لكي يمنح المنصب للازيدية. ورغم ايماننا ان الاخوة الازيدية لا يقلون عنا حقا، ولا يقلون عنا مظلومية بل قد يفوقوننا في المعاناة، الا ان المستحقات الدستورية او الجاري العرف بها، لايمكن التلاعب بها بهذه الرعونة، ومن اجل ثاقبات ان اللاعب متمكن وقدير. ولو كانت الخطوة قد نجحت لرأيت انصار تخوين الاخرين يصفقون لزعيم الرافدين ويجعلوه بطلا ايضا.
غاية قائد قائمة الرافدين هي العمل من اجل القول انه الممثل الاوحد، للكلدان السريان الاشوريين (المسيحيون) واذا كان قد تنازل عن وحدانية تمثيله في اقليم كوردستان جراء اخطاءه السياسية، فهو رغب في الحفاظ على ذلك في الحكومة الاتحادية وباي ثمن، ولهذا اراد القول انني اللاعب الوحيد والاوحد. 
ان موقف السيد كنا من عمل السيد سركيس اغاجان ومحاربته له يندرج في هذا البند، وهو انه لا اخر بعدي في الساحة المسيحية، فكل الخيوط لدي وبيدي، ورغم ان السيد اغاجان قدم الكثير من الخدمات لابناء شعبنا، الا انه لم يتمكن من ان يستغل ذلك سياسيا ابدا، ولذا بقى السيد كنا اللاعب المشاغب الذي تنطبق عليه المقولة يا تتركوني العب او اخرب الملعب. ولان الاخرين يعون ان الملعب هو ساحة ومصالح ومستقبل ابناء شعبنا، حاولوا ادارة الامور مع زعيم قائمة الرافدين. وهلم جر من موقفه في الوقف المسيحي والتنازلات التي اضطر الى تقديمها لاجل تحقيق غايته، او الموقف من كنيسة المشرق واحزاب شعبنا.
يكاد ما يعمله السيد كنا مع السيد فارس ججو يتطابق مع اصدرا فتوى بعدم مسيحيته، ولنفترض انه نجح في مسعاه هذا سيكون السؤال التالي وكيف ستحلون الاشكالية في امر واقع ان كتلة الرافدين وكتلة المجلس الشعبي كلتيهما تمتلكان صوتين في البرلما؟ وعضو البرلمان يساوي الاخر في الصوت القدرة ولاحقية، وبن يتم اللجوء الى قياس الحجم لكي تضمن الفوز من خلال حجم النائب الزميل عماد يوخنا، اذا، الحل سيكون باللجوء الى دعم الكتل الاخرى وتحويل الامر اليهم للحسم بشأنه وبالتالي اضطرار الطرفين  للقبول بالشروط المفروضة عليهم لنيل دعم الاخرين، اليس هذا هو منطق السياسية وتبادل المصالح، ام ان داعمي المجلس الشعبي سيحولوه الى عميل وداعمي الرافدين (حركة السيد كنا) سيتركونهم يتصرفون بحريتهم؟ الحقيقة الثابتة والتي لا تقبل الجدل ان السيد كنا كان سيقبل بالاتيان بوزير ازيدي ليحل محل الوزير المسيحي، لانه يدرك ان المصفقين له سيستمرون بالتصفيق، ولن يردعهم اي رادع او اي تنازل او اي تناقض، مثلما لم يردعهم سابقا. مرة اخرى اننا ندعم الوجود الازيدي بكل قوة ونتمناه ولكن ليكن هذا الوجود كحق لهم ثابت لانهم يستحقونه عن جدارة لانهم مكون من مكونات العراق. 
ان عملية خداع شعبنا، والتي يقودها السيد كنا وكل من والاه، ستجعل الشعب يقدم المزيد من التنازلات ان كان بقى تنازل لم نقدم عليه بعد، او انها اي الخداع، ستنهي شعبنا لاجأ كله وليس جزء منه. كان ديدن السيد كنا حول الامور الواجب الاتفاق بشأنها المماطلة والتسويف، بدعم اطراف في الغالب لم يعد يربطها بالوطن رابط، او اطراف من شعبنا هي منتمية الى دول الجوار في اصولها، ولنذكركم بمسألة التسمية ووحدة قرار مؤسساتنا السياسية وعدم التدخل في شؤون الكنائس. نعم انه كان مع الوحدة حينما كان يدرك انه بالوحدة  سيتمكن من تحقيق امتيازات لصالح حركته.    












150
هل خطونا الى الامام حقا؟


تيري بطرس
bebedematy@web.de
لو كان ما سمعته في مقابلات في قناة العربية  مع غبطة مار لويس ساكو وفي الميادين مع قداسة مار اغناطيوس افرام الثاني قد سمعته من قداسة مار دنخا الرابع، لاعتبرت المسألة عادية، فكنيسة المشرق الاشورية تحمل ارثا كبيرا في مشاركة هم الناس الساسي، حيث قدمت بطريركها شهيدا لتحقيق امال الناس في مستقبل امن ومضمون ومخطط له من الشعب نفسه. ولكن ما سمعته حقا كان خطوة كبيرة جدا الى الامام، انها خطوة تفوق ما قامت به احزابنا عندما  اقامت تجمع احزابنا، ان ينوه البطاركة الى حق الشعب ليس في حماية دولية ومنطقة امنة، بل الى حقهم في الدفاع عن انفسهم، يعني ان الامور تتطور الى حقيقة راسخ وهي لا ثقة باحد الا بابناء شعبنا انفسهم لكي يحموا انفسهم ويخططوا لمستقبلهم.لا بل ان يناقشوا ويطرحوا ما تطالبه احزابنا السياسية، كانت الخطوة الاخرى الجديدة في الخطاب التعبوي الجديد والاكثر دعما ومساندة كان انهم مقتنعين باننا شعب واحد وعلينا ان نعمل كلنا معا. ايها السادة قيادات احزابنا واعضاءها، البطاركة اكثر ثورية منكم الان والشعب يطالبكم ويقود خطواتكم ولستم انتم من تقودونه، اذا العمل واجب والوحدة واجبة لان اللحظة مصيرية، عندما يتم الاعتراف وعلى اعلى المستويات في الحكومة العراقية وحكومة الاقليم بان شعبنا لم يعد يثق باحد لحمايته، فهذا يعني نضوج حالة الحماية الذاتية وشمول عدم الثقة حتى بعض الاصدقاء.
قبل فترة اقدم الحزب الوطني الاشوري لتشكيل نواة قوة مستقلة للدفاع عن شعبنا، كما اقدم الوزير جونسن سياوش استقالته، وشاهدنا قيام الحركة الديمقراطية الاشورية لتسجيل الناس في قوة لم تحدد مهماتها لحد الان، واليوم البطاركة والكثير من الشخصيات تحاول ان تخطوا او تدعوا الى ان نتمكن لحماية انفسنا بانفسنا، وهي علامة نضج سياسي، ولكن الاكثر اثارة في كل هذا ان الشعب الذي كان يساند في الغالب طروحات الصامتين والقائلين بانه لا  علينا، ويجب ان لا نعمل ما يزعل جيراننا، هذا الشعب انتفض على نفسه، وقال كفى. بغديدا التي قدمت الكثير من ابناءها لحماية الوطن في الحرب العراقية الايرانية كما قيل حينها، بغديدا التي كانت قريبة من الموصل واهلها والقرى العربية حولها، بغديدا التي سكتت على التجاوزات واستملاك اراضيها، بغديدا التي علمت ونشرت الثقافة لما حولها، كل هذا لم يشفع لها، لقد وقفت مسيحيتها، شوكة في خاصرة الاخرين وارادوا تغييرها رغم كل ما قدمت وكل ماتنازلت عنه وكل ما سكتت عنه، وقصة بغديدا تنطبق على كرملس وبرطلة وتلكيف وهلم جر الى ان تصل الى نيروا وريكان مرورا بكل قصبة وقرية وبيت لابناء شعبنا.
ضربة قاسية تلقاها شعبنا في كنيسة النجاة، جعلت احزابنا تجتمع وان لم تحقق الكثير ونحن نعرف ان عدم تحقيق الكثير لان البعض يريد ان يسجل كل الامور باسمه وان يكون هو اما البقية الا تكملة الصورة، كما يفعل الاخرين بنا كشعب، والظاهر اننا لا نصحوا الا بعد الضربات الكثيرة، والظاهر ان حال الشعوب هو كله هكذا، فالكورد لم يشكلوا جبهتهم الكوردستانية الا بعد ان بدأ يظهر للعيان ان الحكومة العراقية في طريقها لسحق الكل عام 1987،  وهكذا صحت مجاميع شعبنا كلها، وهكذا صارت النقاشات التافهة والتي لا تتعلق بالمصير ولا بالكيان خلف ظهورنا، وبات المصير المهدد من قبل الدواعش(لان هناك دواعش اخرى ولكن بلباس مدني وليس شرطا بلباس افغاني.) هو هم الجميع وهي خطوة جبارة الى الامام.
شعبنا من تجاربه الماضية، والمذابح الكثيرة التي اقترفت بحقه، كان يتطلع الى حكم القانون، وكان ساكتا صامتا، لا بل حاول الاندماج بعضه في الحالة الوطنية الغالبة، اعتقادا منه انه بهذه الطريقة يمكنه ان يحمي مستقبل اطفاله، ولكن هيهات، فخطبة جمعة واحدة قد تغيير مزاج الناس وتحولهم من جيران طيبين الى ذئاب مفترسة، ويمكنكم الرجوع الى احداث سنوات قليلة ستجدون ما قلته صحيحا ومكررا مرات عدة. وحالة خلل امني واحدة يتحول ماتملكه، الى ممتلكات مشروع محاصصتها مع الاخرين، ان لم نقل يتم فرهدتها، فالفرهود ليس مختصا باليهود فقط، ففي كل مرحلة وكل زمن وكل عقد تمت فرهدتنا، وبدأنا من الصفر. وحينما كنا نذكر هذه الحقائق، كان الاخرين يقولون علينا ان لا نلفت نظر الاخرين، وكاننا كنا ننتظر مستقبلا مظلما، ولكننا كنا نتمنى ان يكون بعيدا، او نعمل ليكون اليوم الاسود في ابعد ما يكون، ولم نكن نفكر بالمستقبل الزاهر ابدا.
احدى مشاكلنا الاساسية كانت اننا نريد ان نصنع المستقبل لاولادنا كما نريده نحن، او كما عاشه اباؤنا واجدادنا، ولم نكن نفكر ابدا ان نخلق جيل جديد، يمكنه ان يصنع مستقبله ولذا فعلينا ان نهئ له الفرص، ومنها الحرية والامان، كنا نعيد ما نشاهده في جوارنا، فالكل مشغول بكيف يحعل الاجيال القادمة تعيش كما كانت الجدود تعيش، فلدى الاجداد فقط، العلم والثقافة والعدل والايمان القويم، ونحن حاولنا تقليد ذلك.ولكن، اي نعم لنا لغة وتراث نفتخر به، ولكن لنا مستقبل يجب ان نعيشه، المستقبل الذي نبنيه بادوات املتكناها من الماضي، وهي لغتنا الجميلة وتراثنا الادبي وتقاليدنا المفعمة بالعنفوان والتحدي.
انه التحول الدراماتيكي الاساسي في شعبنا وهو تحول ان تركناه لعامل الزمن سيكون لصالح الدعوة الاخرى وهي الهجرة، اذا وضعنا شعبنا امام خيارين، فايهم تختارون يا قادتنا؟ من حقنا كسياسين وكاناس عاديين ان نطالب بالانتقام، فما قام به البعض، كان خيانة صريحة وبلا مبرر غير امتلاكنا هوية مخالفة، هوية دينية وثقافية والاهم مسالمة، ان الانتقام وبعد الذي حدث سيكون دافعا للكثيرين للدخول في كتائب عسكرية يمكن ان يتم تهيئته وتحويله من رد فعل اهوج الى فعل يمكن ان ينبنى عليه حقوق وضمانات وقوانين لمستقبل افضل.
خلال السنوات الماضية تم تبشيرنا بان الدول العظمى ستقوم بتبني قضيتنا، وان اليابان ووووو مستعدون لمساعدتنا، وان هناك افواج تتدرب للقدوم الى العراق، ورغم انني كنت متشككا في الامر ولكنني اطرح الامر واقول الم يحن الوقت لقدوم بعض الطلائع، وخصوصا ان هناك مظلة قانونية على اقل مثل دويخ نوشي التي قامت على عاتق مجموعة من الشباب ويمكن توسيعها وتطويرها، ومفارز الدويخ نوشي حتما بحاجة الى التدريب والاجهزة والمزيد من المقاتلين كما انها بحاجة للدعم المادي؟ اذا احد الصعاب لدخول اي شخص قد زال والغطاء قد توفر، وقيادات سياسية على مستوى عال تقول بانه حق لنا، وانها مستعدة لدعمه، والاهم ان بطاركة كنائسنا يباركوه وبشكل واضح جدا، لانه لم يعد لدينا ما نخسره.
موقع الدويخ نوشي في الفيس بوك https://www.facebook.com/pages/%D8%AF%D9%88%D9%8A%D8%AE-%D9%86%D9%88%D8%B4%D8%A7-Dwekh-Nawsha/691995807561137?fref=ts
صور لمقاتلين من شعبنا الدويخ نوشي

 
 
[/font][/size][/color][/b]


151
استثمار التفكير الايجابي، استقالة جونسون سياوش، ومفارز قتال الحزب الوطني مثالا

تيري بطرس
bebedematy@web.de

بعض الخطوات قد تكون بدائية او اولية ولكنها بمعناها تكون فاتحة الطريق لحدث كبير يمكن ان يغير مجري التاريخ لفئة بشرية هي بامس الحاجة الى الامل والتغيير. بمن ابتدأت المسيرة الكبرى التي قادها ماوتسي تونغ؟  قد لا نعرف ولكننا ندرك ورغم كل ما جرى ان الصين ما كانت لتكون هذه القوة الجبارة لولا هذه المسيرة. ابتدأت مغامرة فيدل كاستروا بعدد محدود من المقاتلين الذين كان يربطهم كره نظام باتيستا، ولكنه انتهى بعد اقل من اربعة سنوات رئيسا لكوبا، ليدخل العالم الى اخطر ما واجهه في الازمة المعروفة بازمة الصواريخ الكوبية. وليتغيير وجه كوبا الى الان، ومرة اخرى قد تختلف الرؤى حول نتائج الحديثين ولكن لا يمكننا الا ان نقول ان الحدثين غيرا كثيرا من واقع كان، وصار اخر بشكل كلي.
ندرك كلنا مدى قلة الصلاحيات التي يتمتع بها وزراءنا سواء في حكومة الاقليم او الحكومة المركزية، حتى ليكاد المنصب ان يكون شرفيا دون اي اثر سياسي. ولكن وفي حكومة قوية مثل حكومة الاقليم وبرئاسة رئيس وزراء مثل السيد نجيرفان البرزاني، باعتقادي الاستقالة هي صرخة الم قوية اطلقها الاستاذ جونسن سياوش في وجه كل المسؤولين في الاقليم، صرخة تقول ان شعبي يقتل دون ان تأبهون له، صرخة تقول انني لست على استعداد للتغطية على ما يجري لشعبي. انه تفكير ايجابي ودافع قوي للشعب حينما يجد ان المسؤولين يتركون مواقعهم حينما لا يسمع صراخهم او صوتهم. ان الشعب حينها يدرك ان هؤلاء المسؤولين حقا يعملون او على الاقل يحاولون.
طبعا ان استثمار الخطوة لا يمكن ان يتحقق لو تم طرح البدائل وتسارع الناس للقبول، بل الخطوة القادمة للاستفادة مما اقدم عليه الاستاذ جونسن سياوش هي الاتفاق على برنامج مماثل لما يريدوه الاخوة الكورد على مستوى العراق وهو المشاركة، اي نعم نريد المشاركة في القرار السياسي على مستوى الاقليم وهو حق مشروع، لشعبنا لانه شريك وليس جالية او ضيف. ان شعبنا ابن لهذه البقعة من الارض وقدم لاجلها الكثير، والشراكة في القرار السياسي هو اقل مما ينبغي، طبعا الشراكة لا تعني ان نتخلي عن الحكم الذاتي لشعبنا في الاقليم، فالخطوتين تدعم بعضها البعض.
في اول دخول عصابات داعش الاجرامية الى مدينة الموصل كتبت على صفحتي في الفيس بوك وتنشر على صفحتي في التويتر، لقد حان وقت انشاء مفارز قتالية، بعد اكثر من سنتين من التلميح الى ضرورة ان يفكر شعبنا باساليب نضالية اخرى.
 لست من المعجبين بالكفاح المسلح وبالسلاح اصلا، لانني خبرت الامر ولكن احيانا يضطر الانسان للجؤ الى خطوة لا بد منها، لكي يفرض نفسه في ميزان القوى، لكي يفرض قراره، لكي يشعر العدو والصديق ان المقابل ليس كلام وضرورة لتاطير الصورة فقط، بل جهة فاعلة قادرة ومتمكنة.
الخطوة التي اعلن عنها الحزب الوطني الاشوري بارساله مفرزة قتالية وان كانت صغيرة هي خطوة صحيحة وصحية لاظهار المشاركة في الجهد المضاد للفعل الاجرامي البربري الداعشي، فالقرى التي احتلت هي قرانا، والناس الذين طردوا من الموصل هم اهلنا، والفتيات المسبيات هن بناتنا واخواتنا، والقتلى هم ناسنا. فاذا لم يكن اليوم فمتى؟  الخطوة بحاجة لدعم مادي ومعنوي من الكل وكذلك بحاجة لدعم بالخبرات، طبعا لا يمكن لمفرزة تتألف من عدد محدود من المقاتلين (دويخ نوشا) ان تحقق الكثير، لان تحقيق فعل قتال فعال يحتاج الى استخبارات وادارة وبنية تحتية من خطط وخطوط مواصلات وخلفيات تدعم الصنف القتالي بالاضافة طبعا الى اسلحة ونوعيتها، ولكننا نقول اننا في البداية، والمطلوب ان نفكر ايضا بكيفية الانغراس في خطوط العدود او من يشتبه بانه سيكون عدوا لمعرفة نواياه وامكانية القضاء على الفعل الاجرامي قبل وقوعه.
هاتين الخطوتين خطوتين اصيلتين يمكن البناء عليهما ويمكن للاخرين الالتحاق بها ودعمها وتطويرها وتحويلها الى مسار شعبي يحضى بالدعم والمساندة. الخطوتان على نقيض تام لما يقول به البعض خلال الفترة القليلة الماضية، من الادعاء بانهم الوحيدون ممن يقدمون المساعدات وان صادف وكان هناك طرف اخر يقوم بالمساعدة في المكان يذكروه والا فانهم يدعون انهم الوحيدون الواقع يرينا ولمن لم يعمى بصره ونيته انه كذب وافتراء والغاية من قول ذلك غاية خبيثة جدا، فالكل يدرك ان اغلب الاطراف تساهم وكل حسب قدرتها، فاذا كانت الجمعية الخيرية الاشورية تساعد 160 عائلة وهي مشكورة على ذلك فان منظمات اخرى تساعد اكثر واخرى اقل، وكان المفروض وفي الاجواء التي نعيشها ان يقال ان كلنا في الساحة نعمل وبقدر استطاعتنا لدعم صمود شعبنا!
وعلى نفس المسار فبعد ممانعة والوقوف موقف الضد من طرح مشروع المنطقة الامنة والحماية الدولية والمطروح منذ سنوات، فجاءة تطرح الحركة موقفها الداعم لهذا الامر وكلنا شكرنا ذلك، ولكن ان تدعي بانها هي التي طرحته، فهذا ليس نوع من التغابي ولكنه وضع القدم على الرقاب والقول ترضون او لا ترضون فنحن نقول ما نريد وهو فعل داعشي بامتياز تجاه احزاب شعبنا ومنظماته، والاكثر مرارة ان الحركة تبشرنا بان مشروعها في الاروقة الدولية، دون ان يطلع عليه اي كان. علما ان الورقة المطروحة في البداية وبقراءة  سريعة وجد فيها اخطاء كبيرة. ان هذه الخطوات والممارسات مرفوضة وغير منطقية وفي هذا الوقت بالذات الذي شعبنا بامس الحاجة الى وحدة القرار والتوجه واظهاره بانه صف واحد تجاه ما يحق به. الا ان الحركة الديمقراطية الاشورية تظهر عكس ذلك وباصرار عجيب على كسر معنويات شعبنا في مرحلة هو بامس الحاجة الى ارتفاع المعنويات عاليا. ان تطرقنا لهذه الممارسة المرفوضة هو لادراكنا ان فاعلها يدرك انها غير سليمة ولكنه يحتمي بنفس ما قلته اعلاه ان شعبنا ليس بحاجة لاثارة هذه الامور اي اظهار الاخطاء الان، علما اننا قلنا مرارا يجب ان تتوقفوا عن هذه الممارسات، وان ممارستكم لها يعني الاصرار على الهدم والفرض على الاخرين السكوت والا. ولكننا لسنا من جماعة والا ايها الاخوة.




152
تنويعات مؤلمة على جرحنا

تيري  بطرس
bebedematy@web.d e

اخلاء موصل من مسيحيها، ليس اضطهادا لنا فقط، ولكن صفعة على وجوهنا جميعا، انه حالة قد تعيد الصحو لنا، ولكنها ايضا قد ترمينا في جبب النسيان الابدي. منذ ان وفدت المسيحية الى مابين النهرين، لم تخلى هذه المنطقة والتي سميت في التاريخ الكنسي بابرشية اتور (اشور) من المسيحيين، بل اعتبرت منبع المسيحية ومن هنا انتشرت لكل الشرق.
ما حدث لم يكشف فقط كم ان شعبنا لم يكن مستعدا لمثل هذه الكارثة، بل كشف اننا عراة من كل ما يكسينا. كلنا، المشكلة الاكبر ليس ان ما حدث في الموصل امر جلل وكبير فقط، بل اننا نحارب على عدة جبهات تمتد من حلب الى الموصل ومن بغداد الى امد. وفي الملمات نفكر فقط بموضع معين ونحاول ايجاد علاج  موضعي لهذه الحالة وكاننا لا نعي الحالات الاخرى. لا بل من منا يصرخ متألما لما حدث في الموصل وهو كذلك بلا شك، لم يعر انتباها لما يحدث لشعبنا في سوريا وغيرها. وهذا ان دل على شئ فانما يدل على ضعف او انعدام الروابط بين مكونات ابناء شعبنا، مكوناته المذهبية والاقليمية، وبالتالي انعدام التفكير بالمصير الكلي بل كل يبكى على حاله.
يجب وفي هذه الظروف العصيبة، ان نعي ايضا، ان هذه المنظمة الاجرامية مارست نفس الاجرام بحق اخوتنا من الشيعة والازيدية وكل من خالفها، وعليه فانه يجب ان ندرك اننا لسنا وجدنا في المعاناة، وهذا باعتقادي يمكن ان يكون دافعا اكبر للاخوة الشبك وخصوصا الشيعة منهم وكذلك الازيدية  لكي يعملوا معنا من اجل اقامة محافظة لنا جميعا يمكن ان تحمينا اقتصاديا وسياسيا وقانونيا وثقافيا. وان لا يرتضوا لكي يكونا لعبة في ايدى الاخرين.
في مثل هذه الظروف، يحاول الكل ان يعملوا من اجل خلق وحدة قرار يشترك الكل في دعمه وتحمل مسؤوليته، الا الاخوة في الحركة الديمقراطية الاشورية، فان الحركة على الاغلب تكون في موقعها الذي لا يتزحزح وهو انها الكل.قبل ايام وانا اسمع لشخص من الحركة الديمقراطية الاشورية وهو يتكلم لقناة ANB من العراق واعتقد ان لقبه او اسمه الثاني موسى، حاول تجيير كل النشاطات وكانه تقوم بها الحركة الديمقراطية الاشورية، والاخرين لا شئ. بل وبعد يوم من طلب السيد نجيرفان البرزاني دعم المجتمع الدولي لامكانية ايواء مسيحي موصل، وهذه بادرة جيدة لان الاقليم يأوي اكثر من مليون مهاجر نصفهم من سوريا، والميزانية متوقفة منذ سبعة اشهر، الا ان السيد موسى قال ان الاقليم ومسؤوليه منشغلين بامورهم واهتماماتهم الخاصة، يعني ولو بادرة شكر للجهود المبذولة والتي هي ضمن الامكانيات، لكي يمكننا ان نطالب بالمزيد ان توفر. من حق وواجب مؤسساتنا ان تراقب الخطاب الاعلامي والعامل لبناء جهد موحد او لتقديم خدمة لشعبنا لكي لا يتم استغلاله وللمرة الالف لمصالح ذاتية او حزبية، من هنا ادعو الاتحاد الاشوري العالمي ان يقوم بهذه المهمة وان يتجاوز عجزه ومحاولة ارضاء الكل، فهذه العملية كانت دوما على حساب شعبنا، من حق شعبنا ان يتم ابراز من يعمل حقيقة ومن لا يزال يكذب ان وجد، فالناس بحاجة لامثلة تدعم صمودها. على ان يتم تشكيل هيئة تدرك وتعي الامور السياسية وان لا يمكن التلاعب بها من خلال مصطلاحات فضفاضة.
عمل مشكور وجيد انعقاد اجتماع للمثلي شعبنا في البرلمان العراقي وبرلمان اقليم كوردستان، نريد المزيد وتحرك على مستوى الدولة، بكل مؤسساتها، ليس استجداء ولكن اقرار للحق، باعتقادي يمكن ايجاد اوراق يمكن ان نلعبها، وخصوصا ان المنطقة مهيئة للتغييرات او يطمح البعض للتهيئة لذلك ما لم تتحقق شروطهم، لماذ لا نفكر بطرح فكرة المشاركة القومية كحل توافقي لمشاكل العراق، بمعنى ان كل المكونات متساوية في الحقوق والواجبات بغض النظر عن العدد، كما هي حال المواطنين، واقتراح الية تحقق المشاركة في القرار السياسي التنفيذي والتشريعي والقانوني كمثال نفض الغبار عن الهيئة التشريعية الثانية او مجلس الاتحاد من خلال ان يكون تمثيل المكونات العراقية متساويا وبصلاحيات قادرة على تعطيل اي قانون يمكن ان يؤثر سلبا على احداها، الاصرار على ان تسكيل محافظة خاصة باقليات سهمل نينوى مع توفير الحماية الامنية الكاملة لها .. نعم لطرح الرئيس العراقي الاستاذ جلال الطالباني المطروح سابقا بان يكون احد نواب الرئيس من ابناء شعبنا، او بالاصح نائب رئيس الوزراء ان بقى منصب رئيس الوزراء بهذه القوة، لضمان معرفة التحركات وايصال المطالب والرؤى الخاصة بشعبنا الى مركز القرار، كما يمكن التاكيد على ان تمثيل شعبنا في مجلس الوزراء العراقي او اقليم كوردستان يجب ان يكون فعالا ويكون تمثلا سياسيا حقيقيا، اي المشاركة في القرار السياسي رسما وتنفيذا، ويعتبر ممثل شعبنا ركنا اساسيا من مجلس الوزراء الاتحادي والاقليم، يجب حضوره في اتخاذ القرار ان لم يكن لاي سبب طارئ.  تمثيل ابناء شعبنا في القوى الامنية (الجيش، الشرطة، اجهزة المخابرات واجهزة وزارة الخارجية وكل تشكيل دستوري عراقي امني واقتصادي وسياسي.) كما ان التحركات السياسية الخارجية يجب ان تتكثف، وباعتقادنا يمكن التحرك على مستويات عدة، ومنها تشكيل وفد من ابناء شعبنا في الولايات المتحدة الامريكية وكذلك في بريطانيا والمانيا وفرنسا واستراليا ولبنان والاردن كعضو في مجلس الامن، مدعوم من احزاب شعبنا، ليطرح القضية، من باب طلب دعم سياسي ومالي لشعبنا مع ايضاح امكانية وجود الية يمكن الركون اليها في تلقي الدعم المالي وايصاله للمستفيدين، ويلتقي بالمسؤولين التنفيذين لهذا الغرض. الدعم السياسي يكون لطرح قابل التنفيذ ينقذ ابناء شعبنا في العراق وسوريا من ما يمكن ان يحدث. يجب ان تدرك قوانيا السياسية ان المنطقة لن تستقر على المدى القريب، وانه هناك احتمالات كبيرة لتتطور الحالة الى حرب متحركة الاهداف والتحالفات ايضا، في السياسية كل الامور جائزة.
1400  سنة من الاخوة بين المسلمين والمسيحيين،  هذه اللازمة الكاذبة المنافقة التي يدركها الكل متى نتخلص منها. ايها السادة والله لدي اصدقاء وصديقات مسلمون، هم بالنسبة لي غاية في الروعة والصفاء. ولكن هذا لا يعني ان اظل اكذب ليل نهار، واذا كانت صداقتهم لي على شرط استمراري بالكذب، فبلا هذه الصداقة. لا ادري من من هؤلاء ممن يرددون مثل هذه العبارة قراء تاريخ العلاقة بين شعوب المنطقة، من قراءة ماذا كان يفعل حكام المنطقة من الخلفاء والامراء بمعارضيهم وحتى بمنافسيهم من الاخوة. هل قراء الكثيرين الشروط العمرية، وهل يعلمون ان اي ملا صغير كان يمكن ان يفتي بالجهاد وبتكفير كل من لم يكن مسلما، وهل يعلمون ان بعدما كانت الفتوى تطبق وحتى لو تم الشكوى لدى الخليفة، فانه لم يكن قادرا باعادة الحق، لان من اعتنق الاسلام باي وسيلة ليس من حقه العودة الى دينه القديم، وهل قراوا عن المذابح المتتالية التي اقترفت بحق شعبنا وبحق الازيدية. فاذا عن اي اخوة نتحدث هنا، اننا نعطي في الغالب انطباع باننا ننسى ما حدث لنا ونتسامح معه ومهما كان. على الجميع ان يدركوا المسيحيين والمسلمين والازيدية والعلوية والشيعة والسنة، التاريخ على حقيقته، وهذا ليس حقدا، بل لكي نتعلم منه كم من الظلم تم اقترافه بحق الانسان الاخر.   
بعض الاصدقاء والصديقات يطالبونني بالعمل وليس بالكلام ولا بالكتابة، الحقيقة لا ادري ما هو نوع العمل الذي يمكنني القيام به غير هذا، وانا ايضا اطالب الكل بالعمل وليس بالكلام واعيد ما قاله الاخ لوسيان  بانه من واجبنا كلنا ان نتحمل المسؤولية ولا ان نرميها على قادتنا فقط، فهم ليسوا قادة بدوننا، والمؤسف اننا اما انتخبناهم برضانا او بعدم انتخاب منافسيهم او بتقاعسنا، فلامر مردود علينا كلنا. خلال الايام الماضية اصابتني حالة وكأنني اعيش في واقع غير مرتبط بارض صلبة بل حالة مائعة، وكاني في اي لحظة يمكن ان اسقط او تأتيني ضربة غير متوقعة، اصابني نوع من الصمت الداخلي وضياع الاتجاهات، لقد انصدمت رغم انني كنت اتوقع ما يحدث ولو بشكل مغاير فقد قلت للكثيرين ا ن هذه المنظمة تنتظر ان تستقر وسوف تتخذ اجرات ضدنا.. فاذا كانت قد قتلت الشيعة وهجرتهم وقتلت الازيدية وهجرتهم فهل اننا كنا ننتظر معاملة تفضيلية. ورغم كل هذا كان وقع الصدمة كبيرا جدا.[/img]







[/size][/color][/b]

153

ماذا عن ارادتنا المشتركة، عن بدائلنا؟





تيري بطرس
bebedematy@web.de




لايمكن لاي شعب ان يحقق انجازات مهمة وحقيقية، ان لم تتحد غالبية قواه السياسية والاجتماعية والثقافية في اطار يؤدي الى استنهاض هم كل مواطن نحو الهدف المعلن، فما بالنا ونحن لا نواجه هجمة خطرة قد تزيل كل وجود لنا في ارض شعبنا الاصلية فقط، بل هناك توقع واسع ان المنطقة قدتنخرها الانقسامات والتغييرات الجغرافية ان لم يكن بشكل رسمي ولكن بشكل فعلي او امر واقع، ولذا قلنا في مقالنا السابق ان ما بعد 10 حزيران لن يكون كما قبله، كما كان ما قبل 6حزيران 1967 ليس كما قبله بل طالت المنطقة تغييرات واسعة وتوجهات جديدة سادت الفكر السياسي.
بغض النظر عن ما سيقوله غلاة الاشورية من ان شعبنا هوصاحب الارض وان ................... من الخطاب الممل والمكرر والذي لن يستفاد منه شعبنا شيئا، ماذا علينا ان نفعل، هل نفتت جهدنا ونتطلع صوب بغداد او جنوبا اكثر لكي ياتينا الانقاذ، ام علينا ان نفكر بالبدائل الواقعية القائمة او التي يمكن ان تكون بدائل في حالة اننا لم نخسرها. حاول البعض وبسذاجة لعب الورقة اعلاه من خلال اتهامات وجهت لاطراف معينة بالاعتداء على ابناء شعبنا، وبالرغم من اننال ندين مسبقا كل اعتداء واهانة او اعاقة او اي مؤثر يؤثر سلبا على ابناء شعبنا وطموحاته، ولكن تحميل الامور ما لا تتحمل ومن ثم اعادة تفسيرها بحادثة منعزلة ان كانت قد حدثت فهي مدانة بالتاكيد، باعتقادي لعبة غبية ولا تقدم ان لم تؤخر.  
باعتقادي كان موقف البشمركة في حالة قضية بغديدا سليما من ناحية النيات وقاموا بواجبهم كما صمد الكثير من ابناء شعبنا في قصبتهم دفاعا عنها او اصرارا على البقاء على ارضهم. وهذا لا يعيب وقوع اخطاء في الممارسة او في التخطيط او التصريح. ولكن بالتاكيد ان حراس الكنائس المتسلحين باسلحة بسيطة  لا ينتظر منهم مواجهة جيش يقوم باستعراض استيلائه على الدبابات وصواريخ سكود، وله دوافع دينية مقيتة ضد الاخر. من هنا هل يمكن لقياداتنا وبعيدا عن اي مزايادات يونادمية او غيرها لتحقيق رؤية موحدة يمكن العمل عليها ام لا؟ هذا هو السؤال الذي علينا الاجابة عليه؟ 
لقد تم طرح مسألة حق تقرير المصير لشعب كوردستان ليس الان ولكن مرارا وكل الاحزاب الوطنية العراقية قد اقرت هذا الامر ضمن اتفاقياتها مع الاحزاب الكوردستانية، وان كانت في ذلك الزمن تعتقد انها تمارس لعبة لن يأتي زمانها، فها هي السياسة الخاطئة والغير الحكيمة للسيد رئيس الوزراء العراقي الاستاذ نوري المالكي تصلنا بسرعة البرق الى هذا الاستحقاق، ان لم يكن واقعيا وممكن التطبيق دوليا، فهل هناك مانع من تحققه على الارض بشكل امر لا مفر منه دون الاقرار العلني به؟ 
لقد طرح السيد رئيس اقليم كوردستان الاستاذ مسعود البرزاني، وبشكل مباشر حق شعبي اقليم كوردستان تقرير مصيرهم من خلال استفتاء يقوم به البرلمان وان وافق هذا البرلمان على نتيجة الاستفتاء، التي تتفق غالبية المحللين على انها ستكون لصالح اعلان الاستقلال، فانه سيكون ملزما لرئاسة الاقليم والحكومة تحقيق ذلك باعتباره رغبة الشعب. 
اين نحن من ذلك؟
قد لا يعرف الكثيرين ان غالبية اراضي شعبنا وقراه واصول سكانه هي من ضمن حدود اقليم كوردستان الحالي، اي عدا سهل نينوى، وكان موقف البشمركة خلال هذه السنوات موقفا جيدا ولصالح ابناء شعبنا في سهل نينوى من ناحية توفير الحد الادنى من الامن والاستقرار فيه. والموقف الاخير في بغديدا كان اخر شهادة على ذلك، الاقليم يطالب بضم هذه المناطق الى اقليم كوردستان باعتبارها امتدادا حغرافيا وسكانيا لاقليم كوردستان، بالطبع ليس كل ما يشتهيه المرء يدركه، فالمساومات السياسية قد تفرض التخلي عن هذا المطلب او ذاك لصالح تحقيق مطلب اكثر اهمية، ان سهل نينوى ليس ايقونة مقدسة في اجندة الساسة في اقليم كوردستان في حالة عرض مطالب او تحقيق مطالب اخرى. 
ولكن في حالة تمكن هؤلاء الساسة من الحصول على تاييد حر ونتيجة لتوافق المصالح من قيادة مشتركة من احزابنا، فاني اعتقد ان هذه القيادة او الساسة لن يفرطوا في هذه الورقة التي يمكن استعمالها دوليا لصالح تحقيق مصالحهم، وهذا لا يعني الاستسلام لمطالب الساسة الكورد، بل محاولة وضع رؤية لمستقبل دور شعبنا في صنع القرار وطريقة ادارة اموره لو تحقق الامر. 
من هنا لو كان سياسينا جادين عليهم اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق الاجماع والكف عن الصراع الطفولي الذي تطرحه اطراف في الحركة الديمقراطية الاشورية، وكانها صاحبة الفضل بعد موافقتها على طرح الذي تمر تكراره من عدة اطراف في شعبنا وعلى مدى سنوات وكانت هي الوحيدة مع بعض الاطراف الانفصالية في شعبنا تعترض عليه. ان على قيادة تجمع احزابنا ان تجتمع وان لا تنتظر دعوة البدء من هذا الطرف او ذاك، بل يكفي ان يقوم احدهم بالتحرك لتحقيق الاجتماع وذلك لفقدان التجمع اهم اسس الوحدة وهوي السكرتارية الخاصة به، تقود العمل في مثل هذه الحالة. 
فهل ننتظر من السيد ضياء بطرس مثلا بصفته المتعلقة بحقوق الانسان في الاقليم دعوة هذه الاطراف للاهتمام بمصير الانسان الذي تدعي هذه الاحزاب الدفاع عنه، ام ان انها ستتمكن من تجاوز هذا العائق وتجتمع بحضو كل الاطراف بما فيها ابناء النهرين والحزب الديمقراطي الكلداني وتقرر الصالح والموقف الواجب اتخاذه. 
وبعيدا عن اي امال كاذبة فانني اقول ان الامور الحالية او التي نراها على بالصورة الحالية، قد تختلف تفاصيلها كليا بعدة فترة قصيرة، فقد تظهر قوى جديدة ترث الحالية او تزول دعاوي لصالح اخرى، ولو اعدنا النظر لما حصل من الاحداث في لبنان بعد 13 نيسان عام 1975 ولحد الان سنجد العجب من التحالفات التي قامت بين الاطراف المختلفة والتغييرات التي حصلت على ارض الواقع. من هنا نقول ان تحصين وجود شعبنا وتقويته وامكانية ان يكون له دور مستقبلي وطني واقليمي امر ضروري لكي نخرج من المنتظر باوراق اقوى وليس بخسائرة قد تقودنا الى خسارة الوجود.

















154
المنبر الحر / زوعا تطور نوعي
« في: 18:38 01/07/2014  »
زوعا تطور نوعي








تيري بطرس   
bebedematy@web.de
اطلعت على البيان الصادر في 27 حزيران 2014 عن اجتماع اللجنة المركزية للحركة الديمقراطية الاشورية المنعقد في دهوك. لا اخفيكم القول انني شعرت بنوع من الارتياح حيال ما ورد فيه، بقدر شعوري بالاسى والحزن لتاخر الكثير من المواقف الايجابية سنوات طويلة، وخصوصا ان هذه المواقف تم المناداة بها، ولم تكن تختلف عن الواقع الحالي الا بان الوجه الحقيقي للارهاب تبين بشكل مباشر ولم يتخفي بالف برقع وبرقع.  ليس بالضرورة ان تتفق ارأنا لحد التطابق كما درجت عادة اللقاءات العربية، والتي تدعي تطابق وجهات النظر، بل من الضروري ان نتفهم دوافع الاخر في نقاط الاختلاف. وليس من الضروري ان نتحد في كل الامور، ولكن المصير ليس قابل للاختلاف، وليس كل ترحيب بخطوة ما، على انه اعلان لنسيان الماضي. ولكن ما نراه ايجابيا يجب ان يدرس ويقوم وينشر وينقد ايضا في النقاط التي نراها غير متوافقة مع الظروف او حقائق الواقع.
الحقيقة التي يجب ان يدركها اغلب سياسينا، هي ان الارهاب نتيجة وليس وليد صدفة، انه نتيجة ثقافة كره الاخر ورفضه، وما الادعاء بقبول هذا الاخر الا كذبة كبرة، تؤكدها حقائق التاريخ الملون بلون دماء شعوبنا المختلفة عن الفئة الحاكمة. وبالتالي فان الصراع الذي برز علنيا وبشكل مباشر، ليس وليد مخططات خارجية، وانما هذه المخططات استفادت من واقع حال، لم تحاول اي حكومة في المنطقة معالجته على مدى ما يقارب اكثر من تسعون سنة هو عمر الدولة العراقية. فالصراع السني الشيعي كان على الدوام هو البوصلة التي تحدد سياسة المنطقة، وان تغلف احيانا وتلبس شعارات توحيدية تحت راية الامة العربية. كما ان الاختراق الامني الذي نحب ان نردده وكانه حالة شاذة لواقع وطني جميل وبراق، هي حالة اعتيادية في ظل التوجهات الطائفية والصراع الطائفي الذي يلبس كل تحرك سياسي في المنطقة من اكثر من الف سنة. ان احد مشاكل العراق المزمنة هي عدم وجود رؤية وطنية حقيقية، بل كل طرف يحاول ان يفرض رؤيته على انها رؤية وطنية مستعينا بالقوى الخارجية او بالقوات المسلحة التي كان يجب ان تبقى بعيدة عن اي صراع داخلي لو امنا حقا برؤية وطنية موحدة. فالاختراق هنا هو تعبير عن الخوف على ما بات شبه هوية، فرغم مشاركة العرب السنة والعرب الشيعة باللغة الواحدة والكثير من ما يوحد، الا ان صراعهم الطائفي له الاولية، والتحالف مع الاخر من نفس الطائفة كان هو الافضل والاكثر قبولا.  ان محاولة عرب السنة فرض واقع قومي عروبي على العراق، ومحاولة سلخ العراق من عراقيته، لم تكن بدوافع قومية صرفة بل، كانت بدوافع طائفية للانتصار على قوة الشيعة العددية والمعنوية لقربها من حليفها المذهبي الايراني. ان ما حدث في الموصل وفي المحافظات السنية لم يكن وليد صدفة، بل وليد مخطط داخلي يرمي لاقتلاع الشيعة وقوتها السياسية والعودة الى ماكان قبل عام 2003 وساعد على ذلك الاخطاء الكارثية للقيادة الشيعية. فاهتمام الشيعة كان منصبا على المناسبات الدينية اكثر مما هو على العمل من اجل بناء هوية وطنية عراقية عابرة للهويات الطائفية والقومية من خلال تبني نموذج وطني يظم كل هذه المكونات مع تمتعها بكامل حقوقها القومية والدينية. وهيهات ان يعود الماضي ولذا نقول لمن يريد ان يرجع عقارب الساعة الم ما كانت عليه قبل 10 حزيران الفائت انه مجرد احلام يقضة ليس الا، فالعراق سيؤرخ بما بعد 10 حزيران 2014.
 ورغم ايمان ابناء شعبنا التام بالقانون وسلطته، وكونهم اول من يرحب بشيوع تطبيق القانون، الا اننا يجب ان ندرك ان سلطة القانون لن تكون مطبقة وقادرة على حل مثل هذه الاختراقات دون حلول جوهرية لمشاكل العراق البنيوية. ومنها بالتاكيد العمل على النظام الفدرالي التام والكامل. وتشريع كل القوانين المسهلة لذلك. ولتحقيق كل الغايات على الشيعة وقواها السياسية عدم استعجال الامور وكان لا يمكن للواقع ان يكون افضل مما هو عليه. بل على كل القوى السياسية ان تؤمن بمرحلة طويلة من المشاركة الفعلية في القرار السياسي، وذلك لانعدام الثقة بين الاطراف السياسيسة، تلك الثقة التي تسمح بتشكيل حكومات الاكثرية السياسية. ولعل من اهم الامور التي يجب توافرها  لتشكيل مثل هذه الحكومة ان لا نجد فيها احزاب مثل الاحزاب الاسلامية بشيعتها او سنتها او الاحزاب القومية بكل تلاوينها، بل احزاب وطنية عابر للقومي والطائفي. وهذا لن يتحقق الا بعد ان يتمتع كل العراقيين وتتمتع كل المكونات العراقية بكامل حقوقها الفردية والجماعية.
ماذكرناه اعلاه يعرفه اغلب ابناء شعبنا، وان لم يكن الكثيرين يقدرون على التعبير عنه، وعليه باعتقادنا ان الدعوة الى المنطقة الامنة، والمحمية بقوات دولية ومشاركة من ابناء شعبنا لانهم ابناء المنطقة وهم الذين يعرفون الصديق من غيره، يجب ان تكون حالة طارئة لمعالجة الامور بصورة جدية اكثر. ان النظام الفدرالي يجب ان يفسح المجال لشعبنا لكي يمكنه العمل من اجل الحفاظ على ارثه الحضاري وتطلعاته المستقبلية، من خلال ادارة شؤونه بنفسه، قانونيا وتنمويا وثقافيا. وبالتالي ان تشكيل المحافظة المطالب بها صار امرا مفرغا منه، اي يجب ان يتحقق، ولذا فان دعوة الاخوة الشبك، للتخلص من اعتمادهم على حليفهم الطائفي صارا امرا ضرويا والاعتماد على الذات وبمشاركة معنا ومع الاخوة الازيدية لتحقيق حلم المحافظة  المختلطة والمسالمة والتي تعمل لكي تخدم ابناءها تنمويا وقانونيا وتربويا.
نعم ان المنطقة الامنة ضرورية ولكن علينا النظر ابعد من ذلك ايضا وهذا حقنا، استنادا الى ارادتنا المشتركة والى المواثيق الدولية ومنها حق الشعوب في تقرير مصيرها، ولذا فان المنطقة الامنة والتي ليست سجنا كما ادعى البعض، بل حالة خاصة لما بات يهدد الوجود، يجب ان تسمح لتطويرها الى حالة قانونية ادارية وتنفيذية ضمن الفدرالية العراقية المستقبلية.
يبقى ان انوه انني لم اطلع كفاية على ((اعلان الامم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الاصيلة)) الذي استند البيان اليه، حيث لفت نظري انه صادر من الجمعية العامة وليس كقانون ملزم من مجلس الامن، اي انه اتفاق غير ملزم الا لمن وقعه، وليس ارادة المجتمع الدولي، كما افسره انا بطبيعة الحال ولمن له معلومات للاستزادة فاهلا بها. كما ان مسألة الشعوب الاصيلة بالنسبة لنا ستكون ذات اشكالية ممكن ان يحاججنا بها البعض، ولكن مسألة ارادة شعوب متميزة تتعرض للتهديد باعتقادي سيكون امرا مهما الاشارة اليه.
ولكي تتظافر جهود الجميع من اجل تحقيق اهداف شعبنا، على الحركة وانصارها، الانضواء في العمل الجماعي وتحت الراية القومية لشعبنا والاحتفاظ برايتهم لاحتفالاتهم الخاصة، لانه بات امرا مدركا للجميع ما الغاية من توزيع هذه الراية على الجميع ابان احتفالات وغيرها، انها نفس الغاية الاقصائية التي يقوم بها كل من يعتقد في ذاته الامكانية والقدرة الاخلاقية لممارستها. انه نداء من اجل انخراط كوادر واعضاء زوعا في العمل القومي بشكل لا يجعل لهم ميزة لا مبرر لها اصلا وتحت اي دعاوي اعلانية وليس اعلامية.
ويا حبذا لو خرج المسؤول الاول للحركة الديمقراطية الى العلن وبشكل تصريح بالصوت والصورة مؤكدا تغييرات حقيقية في مسيرة زوعا ومنها التعامل مع كل فصائل شعبنا باحترام بما فيهم ابناء النهرين.
تحياتي لكل جهد يبذل في الطريق الصحيح ومنتظرا المزيد من الاراء لدفع المسيرة نحو الافضل
بيان الحركة الديمقراطية الاشورية
http://zowaa.org/index.php?page=com_articles&id=1164#.U7LQrPl_vh5




















155
المنبر الحر / ما علينا فعله....
« في: 00:27 28/06/2014  »
ما علينا فعله....








تيري بطرس
bebedematy@web.de
منذ اكثر من سنتين ومن خلال ما نشرته او من خلال بعض لقاءاتي  بدأت بترديد مقولة استغلال طاقات شعبنا الاخرى او البدء بعمليات نضالية اخرى او طرق واساليب اخرى للنضال والعمل القومي، لا يمكن للانسان ان يقول كل ما يريده في كثير من الاحيان، لان قول الاشياء كما يراد منها يعني فتح عيون الاخرين على كل وسائلك وطرقك للوصول الى هدفك، اي نعم الغايات الشريفة تتطلب الوسائل الشريفة والطرق السليمة، ولكن لم يترك لنا طريق لكي نسلكه اصلا، لكي نختار هل هذا طريق سليم ام لا، يتوافق مع القانون او لا، او هل يجب ان تكون كل وسائلنا معلنة ومعلومة للجميع ام لا، علما ان الجميع يتبع اساليب متعددة وغيرة معلنة للحصول على المعلومة ومحاولة فرض الارادة لتحقيق مصالح قومية، ولكن الجميع اعلاه، مرتبطة بتفاهم عام يدرك كل المشتركين فيه ابعاده لكي لا يقع الممارس تحت طائلة الخيانة القومية او المصلحة الذاتية. 
لتحقيق انجازات سياسية، يراد ديمغرافية قوية تعوض عن تشتت القرار القومي،  ولاننا مشتتين قوميا بين المذاهب والكنائس واحيانا المطارنة والاساقفة من الكنيسة الواحدة، ولم يترك لنا جيراننا اي ديمغرافية يعتد بها، لكي نؤثر على القرار السياسي. 
المثير في عمل احزابنا السياسية هو عدم بحثها عن وسائل وطرق للعمل القومي، طرق ووسائل غير مطروقة، بل انها استسلمت لواقع انه ليس بامكانها فعل اي شئ. وهنا انا لا اناصر الدعوات الثورية والتي تحارب الطواحين او التي تمنح شعبنا امال قد تتبخر مع اول ضؤ لشمس النهار، وتكون نتيجتها الانهيارات المتتالية. بل فقط القدرة على استغلال طاقات شعبنا وامكانياته وتنظيمها ومعرفة طرق ووسائل استغلالها، لخلق واقع يمكن ان ندخل منه الى رحاب العمل السياسي في طرح المطالب وفرض الشروط. الواقع الحالي جعلنا كلنا متبوعين شئنا ام ابينا للقوى الكبرى في العراق وفي سوريا، دون ان يكون في مقدورنا عمل شئ ما، واذا كان واقع السلام والامال ساعدت على ذلك، فان قرأتنا لما سيحدث في المنطقة كان يجب ان يدفعنا لكي نجد وسائل اضافية للخلاص او للدخول في اللعبة السياسية بقوة اكبر. 
ليس الوضع اليوم مختلفا كثيرا عما كان عام 1961، حينما هرب ابناء شعبنا تاركين قراهم، ابتدأ الهروب من قرى نيروا وريكان وجرف معه مناطق برواري بالا وصبنا ومنطقة زاخو وتدريجيا بقية المناطق وخصوصا مناطق ما بعد جبل كارا ونهلة، اتذكر وانا طفل صغير في تلك الليلة التي قررنا الرحيل، لقد اشيع ان اهل القرية كلهم سيرحلون، دون ان ندري الى اين، فمن امتلك السيارة رحل الى سرسنك ومنها الى دهوك وبعضهم وصل بسرعة الى وموصل وكركوك وبغداد، وبعضهم اختار الكهوف أي ان اهل القري او شيوخها لم يجتمعوا ويقرروا او يستعينوا بشخصيات قومية لاتخاذ القرار بل هم وكل واحد لوحده ونتيجة لاشاعة.وهكذا  يهرب اهل موصل ويسحبون خلفهم مناطق سهل نينوى، مع اي تقدم للقوى المرعبة لشعبنا، دون ان يكون لشعبنا قوى سياسية او عسكرية تهديه الى الطريق الصحيح. ان الناس العاديين خائفيين، صحيح ان هناك اصوات من خلال نشاطها ارادت تهدئة الامور الا ان هذه الاصوات تحركت فرديا ولم تقم بدور قيادي. صار الاعتماد كليا على البشمركة في الدفاع عن الذات، وحينما نستعين بالبشمركة علينا ان ندفع ضرائب معينة من المواقف السياسية، فالبيشمركة هم قوى تعمل ضمن تسلسل من القوى لتحقيق اهداف معلومة وليست قوى الخير تضحي لاجل التضحية او لاجل انقاذ من سيعض اليد التي مدت له نحن لا نتعامل مع عالم مثالي من صنع الخيال، نحن اول من لا نقر به في التعامل ما بيننا فكيف سيكون الوضع مع الاخر؟
الحقيقة ان الاحزاب لم تتراجع عن دورها  بل غابت بشكل يكاد ان يكون كليا من الساحة، وهذا التراجع او الغياب في توجيه الناس الى الخطوات الواجب اتباعها اعزوه لسببين، اولا لعدم امتلاكها معلومات عن مسار المستقبل ولو القريب وذالك لهشاشة تنظيمها وهشاشة علاقاتها التحالفية مع الحلافاء الوطنيين، ولعدم امتلاكها اي استراتيجية لتحريك الجماهير او للتشبث بالارض. اذا الناس وتحت ظل اشاعات مضخمة تتخذ قرارها وكل واحد لوحدها ويستفاد من يلم كل الاحداث وتسقط كل النتائج في سلته ، . 
في عمر الشعوب قد تكون الاحداث الجارية لحظات اودقائق، ولكن كل الدقائق واللحظات مصيرية، لان التهاون في اي ممارسة قد تكون نتيجته وخيمة العاقبة على مستقبل الشعب برمته، وهذا ينطبق على الدول القوية والكبيرة وليس فقط على مصير شعوب ضعيفة مثل شعبنا. من هنا نرى بانه لا يزال من الممكن ان نتخذ مبادرات سياسية واقتصادية وغير معلنة  لكي نقوي موقفنا وموقف شعبنا السياسي في اللحظة الراهنة، ان اي هروب هو ترك المزيد من الارض والقرى والمدن فارغة سيملائها الاخرون، وحينما  يرغب اصحابها بالعودة اليها  فان خروج الاخرين سيكون بشروط وقد تكون صعبة، لانه سيكون هناك واقع اخر.
المبادرة السياسية يجب الاسراع في انضواء كل التنظيمات السياسية لشعبنا، تحت مظة تجمع احزابنا السياسية، وتشكيل هيئات قيادية متعددة فيه، القيادة العليا تكون من ممثل عن كل تنظيم سياسي يضع السياسات العليا للتجمع، وهيئة تنفيذية تكون كل طاقات الاحزاب تحت ادارتها وتحدد المسار اليومي ويكون كالمجلس التنفيذي، يضم مسؤولي القوى الفاعلة والعلاقات الوطنية والتواصل اليومي مع الشعب، والاعلام والعلاقات الخارجية وغيرها من المهام التي يجب ان تفعل وتوحد مثل الاعمال الخيرية والدعم الحكومي . الاعلان عن تشكيل حرس خاص يتم الحصول على دعم مادي وتسليحي وقانوني وتدريبي  له، او تطوير الحراسات الحالية ودعمها باسلحة وتدريب ومعلومات لكي تقوم بالواجب في حماية مناطقنا التي المحاذية لمناطق التوتر. 
ان محاولة البعض تركنا في منطقة اللا قرار بشان القضايا الخاصة بعائدية المناطق، وان لم يكن مضرا من ناحية معينة ولكننا لم نستغل هذا اللا قرار في زيادة حصتنا، بل كان وكما تم توضيحه خوفا وليس قرارا  مدروسا، لم يعد مثل هذا الموقف باعتقادي سياسة سليمة ان لم نقل تجاوزها الزمن، ولكن لا باس من التاكيد على شروط او مطالب يجب تحقيقها ومنها تشكيل محافظة خاصة بمنطقة سهل نينوى والحكم الذاتي لمناطق شعبنا في اقليم كوردستان وخصوصا من النواحي التربوية والقانونية والادارية، والمشاركة المتوازنة في ادارة اقليم كوردستان سياسيا وتنمويا. هذه بعض رؤس نقاط يمكن ان تناقش وتغنى للبدء من جديد، فحقا ان الواقع الحالي ينبئ بانه لا شئ موجود، فهل نبدأ؟ 

156
المنبر الحر / لقاء قداسته وغبطته
« في: 16:18 16/06/2014  »
لقاء قداسته وغبطته








تيري بطرس
bebedematy@web.de
في تعليق لي على مقالة الاستاذ الدكتور ليون برخو حول وحدة كنيسة المشرق، قلت لا اعتقد ان الكنيسة ستتحد قريبا، رغم ان املي هو عكس ما اعتقد، ولكن ما نشر عن اللقاء اظهر ليس انه لا اعتقد كانت صحيحة، ولكن ان الطرفين يعيشان واقعين مختلفين تماما.
كنيسة المشرق الاشورية
منذ ان تبواء قداسة مار دنخا كرسي البطريركية في الكنيسة، وللمطلع والذي عاش اوضاعها يدرك، انه حدثت تغييرات جوهرية في امور كثيرة داخل الكنيسة، فمن ناحية تم رسامة كوكبة من الاساقفة المتعلمون والذين لهم تجارب حياتية ويجيدون لغات متعددة ويحملون شهادات  في احتصاصات متعددة ومن ثم دخلوا سلك الكهنوت عن قناعة ورغبة في المشاركة في انقاذ الكنيسة (لدي اتباع كنيسة المشرق الاشورية تمثل انقاذ الكنيسة كعملية للعمل القومي باعتبار الكنيسة كانت اقدم مؤسسة قومية حافظت على اللغة والتراث الفكري للامة) ومن الملاحظ ايضا ان اغلب الاشخاص الذين دخلوا سلك الكهنوت وتبواوا مناصب المطران او الاسقف، كانت لهم اتجهات قومية، اي دعم تطلعات الامة في انقاذ نفسها وتحقيق طموحاتها ومساواة ابناؤها ببقية مكونات الاوطان التي يعيشون فيها وخصوصا في الاوطان التاريخية (العراق، سوريا، لبنان،تركيا، ايران والاتحاد السوفياتي السابق). كما ان الكنيسة التي لم تكن تمتلك الا كنائس قليلة بعد تدمير ما كنت تمتلكه في القرى، تمكنت ان تقوم بتجديد وتملك ابنية لاداء الطقوس وللقيام بالمهام الادارية والتربوية. لم يتعرض قداسته الى اي انتكاسة حقيقية او تذمر او محاولة للتمرد باستثناء محاولة اشور سورو التي اثرت كثيرا نتيجة تداخلات كثيرة وخصوصا من قبل فصيل سياسي معين، مما استوجب تقديم تضحيات كبيرة لانقاذ ممتلكات الكنيسة من محاولة السرقة المفضوحة. وكانت نتائج هذه المحاولة التفاف اكبر حول قداسته والكنيسة وفشلا كبيرا للمحاولة وبالاخص الامال التي وضعت عليها. ولكن هذا لا يعني عدم مواجهة الكنيسة ككل مؤسسات التي تتعامل بالشأن العام واحيانا بالمصير بعض الخلافات او البرود في العلاقة بين اعضاء مجلسها السنهاديقي.
من جهة اخرى تعرضت كنيسة المشرق كبقية كنائس المنطقة، الى عملية هجرة ابناءها وبكثرة وبحالات تكاد ان تكون جماعية من مناطق سكناهم الاصلية اي الشرق الاوسط، نحو المغتربات في اوربا والولايات المتحدة الامريكية واستراليا ونيوزيلندا. بحيث ان  ثقلها الرئيسي صار في المهجر وما الوطن الا ثقل معنوي. وقد وقفت الكنيسة موقفا عاجزاء ومرة اخرى مع بقية الكنائس امام هذا المد الذي يكاد ان يقلعها من موطنها الاصلي، ولكن مشكلة كنيسة المشرق ان قيادتها قد هاجرت ايضا بحيث ان مقرها صار في الغرب تاركة الوطن رغم ان الوطن او ان بقع منه يمكن العيش والعمل والتحرك فيه. وطدت كنيسة المشرق الاشورية وجودها في الهند ودول الاتحاد السوفياتي السابق، فصارت لها بالاضافة الى الهند رعيات في هذه الدول مع وجود كهان متفرغين لها. ولعل جولة قداسة مار دنخا الرابع الاخيرة كانت خير دليل على ان الامور هناك تسير بشكل مرضي جدا، ولكن يجب عدم التأويل على ذلك في اتخاذ القرارات او التاثير على قرارات مثل اعادة اللحمة والوحدة مع كنيسة المشرق الكلدانية او مع كنيسة المشرق القديمة. فالعلاقة مع كنيسة روسيا ليست مفتاحا لحل المشاكل، وتكاد الامور الجارية الان تتشابه في الكثير من التفاصيل وقد تتشابه مع بعض النتائج ما حدث في نهايات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ان وحدة الكنيسة هو تطبيق لقول الرب يسوع المسيح كونوا واحدا، وليس فقط لحسابات سياسية وقوى فقط، ورغم ذلك يجب ان ندرك محدودية الدور الروسي الدولي والكنسي في الشرق، فحتى اكبر الانظمة المدعومة روسيا مثل النظام السوري لم يكن يوما يعامل شعبنا معاملة جيدة ولن نقول يتمتع شعبنا في ظله بحقوقهم. فاذا جهرت داعش والمنظمات الاسلامية الاخرى بكفرنا وبوجوب قتلنا وتدمير الكنائس والمعابد العائدة لنا، فان نظاما مثل نظام بشار الاسد، حاول ازاحتنا وابعادنا من خلال الاستيلاء المنظم على ممتلكاتنا وتجفيف المياه التي تسقي اراضينا وفرض التعريب علينا. ولان طموحات روسيا صغيرة فقد تقبل بمبادلتنا بتحقيق تلك الطموحات او اقل منها. ان الكنيسة الروسية تسير في فلك تحقيق طموحات الدولة الروسية وما انتساب السيد بوتين واعلانه اعتناق المسيحية، الا صورة في تحقيق التكامل الشرقي بين الكنيسة والدولة. في الغرب قد يحدث ذلك ولكن بصورة اكثر تلطفا، فهناك مساحة لتحرك الطرفين بشكل مستقل.
ولعل بروز ظاهرة لجوء كهان من كنيسة المشرق الكلدانية الى الكنيستين الشقيقتين (الاشورية والقديمة) كان من الامور الملفتة للنظر وللتحول الذ طراء، بعد سنوات من استقرار الوضع على ما استقر عليه منذ مطلع القرن الماضي، وقبلها من هجرة كهان كنيسة المشرق الى الكنيسة الكلدانية، طلبا للامان والعلم والامل. ونعتقد ان سبب ذلك يعود بالاساس للترهل الذي اصاب الكنيسة الكلدانية، والتطور الحاصل في كنيسة المشرق الاشورية وبروز الدور القيادي لقداسة مار دنخا الرابع، والتقدم الذي احرزته القضية القومية تحت الراية الاشورية على المستويات الوطنية والدولية، بحيث اشعر هؤلاء الكهان انهم يتنقلون في بيتهم الواحد ولكن مع الطرف الذي يسير مع المستقبل.
في تحركات قيادة الكنيسة من البطريرك والمطارنة والقساوسة، يلاحظ، ان هناك نوع من تبادل الادوار او لنقل اعطاء انطباع خاص للمؤمنين يقول ان لم تكن لنا دولة فلنا كنيسة تقوم بمهام الدولة، وهو نوع من املاء الغرور اكثر مما هو حقيقة، ولعل المتتبع لهذه التحركات سيلاحظ ذلك بشكل جلي، وباعتقادي ان بروز قيادة مار دنخا كان لانها قدمت انجازات ملموسة نوعا ما للكنيسة ، ولدغدغ هذا الشعور انه ان لم يكن لنا رئيس فلنا بطريرك بمستوى الرئيس. يقابل الرؤساء ويتصرف كتصرفهم ويستقبل كاستقبالهم.
كنيسة المشرق الكلدانية
قد يكون تراجع دور كنيسة المشرق الكلدانية، ابتداء حقا مع السبعينيات من القرن الماضي، حينما لاحظ بعض الشباب ان الكنيسة تبتعد تدريجيا عن اللغة والتراث،وقد تكون لصرخة المرحوم مار بولص شيخو عندما شعر بمدى تراجع الخدمة بلغتنا السريانية واحلال العربية محلها، انذارا لواقع خروج الامر من ايدي قادة الكنيسة. فمن ناحية هناك حزب مسيطر على مقاليد كل الامور في البلد، وهذا الحزب يقوم بتعريب المجتمع، ووجد التعريب دعما من بعض رجال الكنيسة التي ارادات ان تساير الواقع كما هو وكما هو مفروض، وليس مسايرته لانتظار فرصة التغيير. وبرز التهلل في البناء الهيكلي للكنيسة بعد وفاة المرحوم مار روفائيل بيداويد وانتخاب مار عمانوئيل دلي. فمن ناحية ان الكنيسة التي اعتبرت ملاذ يلجاء اليه الفقير والجائع والخائف، صارت لا تتمكن من الدفاع عن ذاتها وتراثها ولغتها امام هجمة العربية والعروبة، بحيث ان ابناء الكنيسة بغالبيتهم في سجلات وفي احصاء النفوس سجلوا انتماءهم القومي عربي بالنسبة للمدن الكبرى وبعضهم كردي وغالبا بتوجيه من رجال الدين، بخلاف ابناء كنيسة المشرق الذين سجلوا الانتماء القومي الاشوري رغم ادراكهم انه سيتعرض للتغيير او انهم قد يتعرضون للمضايقة. كما ان عدم قيام الكنيسة بالتحدث عن تجاوزات النظام من خلال تدميره العشرات من الكنائس القديمة والاثرية، اثر على سمعتها ومكانتها كملاذ للضعيف. اذكر ان الكنيسة الكلدانية عند التحضيرات لمهرجان حنين وافرام في بداية السبعينيات من القرن الماضي لم تجد من فرقة تنشد لها السورث، ولذا لجأت الى فرقتنا الفقيرة والحديثة في كنيسة مار عوديشو التابعة لكنيسة المشرق الاشورية والتي قام الاب المرحوم فيليب هيلاي بتدريبها لهذه الغاية، وفي اثناء تقديم المشاركين حاول اداريي المهرجان تناسي مشاركة كنيسة المشرق او حتى امتلاكها ومشاركتها تراث مار افرام، مما حدا بنا الى انذارهم بان فرقتنا ستنسحب من المشاركة ان لم تعودوا وتذكروا اسم كنيستنا واشتراكها بتراث مار افرام مع بقية الكنائس الاخرى وهذا ما حدث حقا حيث خرج قارئ الكلمة الرئيسية واعتذر عن سقوط اسم كنيسة المشرق. اقول ان الكنيسة الكلدانية حينها وبنوع التفكير السائد حينها ما كانت مستعدة للاستعانة بفرقة فقيرة وحديثة من كنيسة لا تريد ذكر وجودها اصلا في احتفال دولي لولا عدم امتلاكها فرقة تنشد بلغة الام. وكانت هذه مفارقة للكثيرين.
قد اكون من اوائل من انتقد عمل مار لويس ساكون حينما كان اسقفا لكركوك، واعتقد انني كنت من اوائل من رحب بتسنمه منصب البطريرك، ارى فيه ولحد الان رغبة  مسيحية صادقة للوحدة الكنسية. ولكن الوحدة لا تحققها الرغبة الصادقة بها، فهذه الرغبة يشترك فيها الكثيرين. بل ازالة العوائق الواحد تلو الاخر. بالتاكيد ان كنيسة المشرق ستجد من الصعوبة منذ البدء ان نطالبها بالتنازل عن استقلاليتها، وكرسي البطريرك، ومنذ قداسة الشهيد مار بنيامين شمعون يمثل هذا الوهج المتالق والمتمثل بانه رمز لاستقلال شعبنا، نعم انه تداخل السياسية بالدين، ولكن هكذا كانت الامور في الشرق حينها ولاتزال سارية في النفوس والعقول، لا بل ويمكن القول ان جل اساقفة  وقساوسة كنيسة المشرق الاشورية اتوا من عن الطريق القومي الى هذا الموقع الحساس، وهذا ليس انتقاصا من ايمانهم، بل لادارك الكثيرين ان احد وسائل خدمة الشعب، هو دعم مؤسسة كنيسة المشرق. لا اعلم مدى تاثير قضية اشور سورو في هذا المسار، الا انني اعتقد ان لها تاثير سلبي وكبير، ورغم قناعتي التامة ان قداسة مار دنخا ميال بطبعه وتربيته للتسامح ونسيان الماضي، الا ان بقية الاساقفة قد لا يجارونه في ذلك وخصوصا ان اشور سورو الحق اضرارا بالغة بكنيسة المشرق، اضرارا مادية ومعنوية، ولم يقدم اعتذارا عنها لحد الان، ورغم ذلك قامت الكنيسة الكلدانية باحتضانه ودعمه ومساندته، واذا كنا لا نريد له اي ضرر او سئ، ولكن مثل ذلك يفتح الباب لكل طارق. فالمفروض في الكنيسة الكلدانية وهي تريد ان تطرق باب الوحدة ،ان لا تكون قد تورطت في هذا الموقف الصعب، كان حل قضية اشور سورو هو بالتجائه الى اي دير او البقاء كشخص عادي يمكن ان يتدبر اموره كبقية الناس. لقد كان واضحا ان كفة الميزان كان يجب ان تكون لصالح العمل الوحدوي ولصالح التقارب مع كنيسة المشرق الاشورية وليس تفضيل شخص الحق كل هذه الاضرار بالكنيسة وبمكانة البطريركية على المسار الوحدوي. ان الالتجاء الى الاخلاق المسيحية والعفو ونسيان الماضي، ليس عملا صالحا او منطقيا في حال اشور سورو الذي تم تصوير حل قضيته كانها عملية فرض على كنيسة المشرق الاشورية.
مطالبنا مشروعة
مع ادراكنا لصعوبة المسار الوحدوي، وخصوصا ان هناك تراكمات كثرة عبر القرون، الا ان  السير به باعتقادنا مطلب مشروع، ولكن طريق الوحدة يجب ان يبتداء بلجنة خاصة مؤلفة من اشخاص مؤمنين حقا بهذا الهدف، تتم مناقشة كل الامور، بشفافية والرغبة في حل اي اشكالية تحدث. بما فيها قضية اشور سورو. وليس بزيارات غير مهيئة ومنتظرين من الاخر ان يتفهم وضعنا، ان الكل الان في وضع صعب وابناء رعية كنيسة المشرق في الوطن بوضع اصعب بكثير، ولو حقا كانت لنا الرغبة الحقيقة بالوحدة، علينا ان نضع خارطة الطريق لها ونزيل المعيقات وليس فرض امر واقع او قد يحسبها المقابل عملية لوي الاذرع. مع ادراكنا ما للوحدة القومية من اهمية، ومع وعينا الاهمية التي توليها كنيسة المشرق لمثل هذه المسألة وتاريخية هذا الاهتمام، الا اننا نعتقد ان ادراج وحدة التسمية كان امرا يسبق الامور الاخرى، وقد يكون الرمي في ساحتكم كما فعلتم انتم. كما ان ابراز رد مار ابراهيم ابراهيم الذي يؤمن بتعدديتنا القومية بما يتعارض مع ايمان اغلب الوحدويين، باعتقادي كان ردا غير موفق، على مسألة اثارة توحيد التسمية. والافضل باعتقادنا ان تكون عملية الوحدة، بالاضافة الى تشكيل اللجنة المذكورة اعلاه، ايضا وبشكل مباشر بين كنيسة المشرق الاشورية وكنيسة روما. وهذا ما اراد ان يوصله فديو الاستقبال الذي نشرته كنيسة المشرق، اي ان الطرفين المستقلين والمتساويين بالمكانة والدرجة، مار دنخا الرابع وبابا روما يمكنهما التحدث بهذا الشأن. ومع جل تقديري لهذا الرأي ارى ان واقع شعبنا يجب ان يتخطي الكثير من الاشكالات وان يتم الالتهام بطريقة تعيد ثقة الناس بقياداتها الدينية، كما ارى ان غبطة مار لويس ساكو مهموم بهذا المصير والذي يريد ان يحميه وبكل الطرق.       




157
واقعية حلم كوردستان الكبرى

تيري كنو بطرس
bebedematy@web.de

(( المقالة ادناه كانت قد نشرت قبل التطورات الاخيرة في العراق ولكنني اعتقد انها تبقي صالحة كفكرة لما بعدها))
حق الشعوب في تقرير مصيرها، هو مبداء اقرته الشرعية الدولية او المجتمع الدولي، اي نعم كل مبداء يتم تفسيره حسب المصالح الذاتية للدول الكبرى، ونتيجة لصراع المصالح بين هذه الدول يتم تنفيذ هذا المبدء بمديات مختلفة . والشعب الكوردي كبقية شعوب العالم لا يمكن ان يتم حرمانه قانونيا واخلاقيا من مبداء مقر من المجتمع الدولي. قد نختلف مع بعض القيادات الكوردية في التصرف والاداء والقول وحتى في التجريم، ولكن لا يمكن باي حال من الاحوال ان نختلف مع الشعب الكوردي في رغبته التمتع بحق اصيل من حقوقه. وبقدر اتفاقنا مع حق الشعب الكوردي فاننا نود ان نؤكد ان توق الشعب الكوردي لهذا الحق يجب ان لايكون على حساب الحق الاصيل والمماثل لبقية  الشعوب المتعايشة على نفس البقعة  مثل الشعب الكلداني السرياني الاشوري والا فان الشعب الكوردي يقر بعدم استحاقه لحقه. هذا من الناحية المبدئية، والتي باعتقادي من الصعوبة مناقشتها او تفنيدها. ولكن نحن هنا نتناقش امكانية تطبيق مبداء ما من خلال الواقع الحالي والمنظور.
لماذ تتوق الشعوب لحكم نفسها بنفسها، قد يكون لاشباع الرغبة في التساوي مع الاخرين، وقد يكون بسبب الشعور بالظلم والاضطهاد والتماييز. اذا باعتقادنا ان هذه الرغبة في غير الحالتين ستكون مرضا اكثر مما هو نضال لتحقيق طموح مشروع، والاحتمال الاول ايضا لا يجب ان يقدم له كل هذه التضحيات لاجل تحقيق مساواة في الشكل وليس في المضمون اي مساواة في الحقوق التي يجب ان يتمتع بها الانسان (المواطن).
تتميز الحركة الكوردية، بانها ثرية في المطالبة بالانصاف والعدالة، فهذه الحركة يرقي عهدها الى منتصف القرن التاسع عشر، رغم ان بعض الحركات الكوردية اتسمت بطابع التعصب الديني، عانى منه جيرانهم والاقدم منهم على الارض اي الاشوريين بمختلف تسمياتهم المذهبية والمناطقية، ولعل ما حدث في تحركات بدرخان بك ومحمد كور الراوندوزي وما حدث ابان المذبحة الكبرى والمعروفة بالسيفو ضد الارمن والاشوريين (السيف) خير دليل لاستغلال الدين في محاربة الجار الواقع تحت ظلم اكبر (ديني وقومي) وليس لتحقيق الاماني القومية للشعب الكوردي اولشعوب كوردستان.
في القرن العشرين نضجت الحركات الكوردية، وصارت تطالب بمطالب قومية ووطنية، ووصل الامر احيانا ببعض المثقفين للمشاركة في اقامة تحالف كوردي اشوري لتحقيق الطموحات القومية المشتركة. ولكن بعد تاسيس ما سمي بالدول الوطنية ، العراق وتركيا وايران  وسوريا صارت المطالب القومية تؤطر ضمن اقليم الدولة بحد ذاتها، اي كمثال صار مطلب الكورد (اللامركزية بداية ثورة ايلول 1961، ومن ثم الحكم الذاتي في نهايتها، والحكم الذاتي الحقيقي في ثورة كولان 1975، والفدرالية بعد اسقاط النظام الصدامي) ولكن كل هذه المطالب صيغت ضمن العراق الواحد او الموحد، ولم يتم طرح ما يفيد بتقسيم العراق، رغم ان المطالب الكوردية ارتبطت بالاعتراف بحق الشعب الكوردي في تقرير مصيره. الذي هو اعتراف بحق الكورد بالاستقلال التام ولكن المؤجل من قبل كل القوى العراقية.
رغم من حالة الضعف التي تنتاب اغلب الدول التي تضم كوردستان (العراق وايران وتركيا وسوريا) وهو ضعف يشاهد بشكل واضح في العراق وسوريا، ولكن تركيا وايران ايضا تعانيان من ضعف في بنيتها ووحدتها الوطنية واستقرار مجتمعها يكاد يؤدي بهما الى التهلهل وضعف المركز لصالح الاقاليم والتوجهات القومية والمناطقية. كما ان الدولتين وباعتبارهما كيانين ضمن منظومة الدول التي تريد ان تبقى على وجودها واستمرارية هذا الوجود، تدركان ان عليهما ان يقدمان تنازلات مؤلمة (قانونية وتنظيمية) لكي تضمن هذا الاستمرار، ولكن تخافان من اي خطوة خاطئة قد تقودهما الى ما لاتحمد عقباه وهو الحرب الداخلية والانقسام.
ليس خافيا على احد ان نشؤ الدول على اساس قومي قد يكون احد اسباب الحروب المستمرة، فمطالب هذه الدول بحقوقها الدائمة  والمقدسة لا تنتهي. مما يعني استمرار الاضطرابات والحروب. ولكن هذا لا يعني ان تكون الامم والاقوام غير متساوية او بعضها يتسلط على الاخرى ابدا، بل يعني امكانية التعايش في الدول القائمة ولكن بان يكون لكل الامم كامل حقوقها وتضمن مساواتها ومساوات ابناءها مع بقية المواطنين وبلا اي تفرقة، مساواة في الحقوق والواجبات.
ان اعادة تشكيل الشرق الاوسط، قد لا يتطلب فقط سنوات طويلة اخرى لكي تهئ اذهان الناس على تقبل المخطط المطلوب، ولكنه بالتاكيد يتطلب انهارا من دماء ابناء المنطقة، ودمارا فوق ماهي مدمرة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية. ولذا فان الوصول بالشعوب الى حالة يكون الانقسام والتقسيم وديا وبلا اي ضغائن، يمر بمرحلة طويلة من حالة الدول المتعددة الاقوام والتي تعيش بمساواة تامة مع بعضها البعض. ولكن الاحتمال الاكبر ان هذه الشعوب ان عاشت بمساواة تامة وغير منقوصة وتشارك في صنع خيارات وطنها، تدريجيا سترفض الاحزاب القومية وتتحول الى الاحزاب المطلبية، مما يخلق انقسام  مجتمعي جدي عابر للقوميات والاديان داخل الوطن الواحد. انقسام مبني على المصالح الاقتصادية وفقط الاقتصادية وزيادة مساحة الحريات ليس الا، انقسام مصلحي لا تقسيم الدول، ولكنه يعمل لتحقيق مصالح هيئىه الناخبة او الوطن.
ولتقريب الصورة سنضع مثالا (لو تمتع الكورد كمثال في العراق وايران وتركيا وسوريا، بكل الحقوق التي يطالبون بها، وهي التعليم والتعلم بلغتهم، واعتبارها لغة رسمية، وتمتعوا لحقوق المواطنية وكل المناصب مفتوحة لهم ولغيرهم، وكانوا مشاركين حقا كافراد او جماعات في وضع سياسية بلدهم وصياغتها بما يضمن مصالح ابناء الوطن، وكانت القوانين تعبر عن طموحاتهم وطموحات كل المواطنين وليست لخدمة ايديولوجية معينة) فهل من الضروري ان يقدموا تضحيات كبيرة لتحقيق الاستقلال اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان وضعا كما وصفناه اعلاه سيخلق تواصل مفتوح مع بقية الكورد المتواجدين في ايران او تركيا او سوريا؟ باعتقادنا انه رغم ان السؤال افتراضي ولكن يمكن القود ان الكورد لن يتجهو الى الانقسام والتقسيم لتاسيس دولة كوردستان الكبرى. كما ان وسائل الاتصال الحالية تعبر الحدود بدون استئذان، تجعل من الكثير من مهام الدولة متحققة دون ان يتعايش الانسان في دولة واحدة.
ان التجارب التي مرت بها الحركة الكوردية، وبالاخص حالات الاقتتال الداخلي، والمجتمع الذي لم يعبر من المجتمع العشائري الى المجتمع المدني، سواء برغبة القيادات السياسية او بفعل عدم الاستقرار وضغط المحيط الخارجي، تؤكدان ان هنالك صعوبات داخلية جمة في تحقيق حلم الدولة كردستان الكبرى، فليس بخافي على الجميع ان منطقة بحجم كوردستان العراق والتي تشكل حاليا ثلاثة محافظات فقط، لديها صعوبات كبيرة في الانصهار والتأقلم للعيش في كيان يدار من مركز واحد. فالصراع الحزبي والذي ان تحول الى صراع سلمي في غالبه، يكاد يخرج من قمقمه ليتحول الى صراع عسكري قوي، وهنا الطامة الكبرى في لجوء كل طرف الى اطراف خارجية معتبرا نفسه في حرب من اجل الوجود والبقاء امام عدو، لا يريد هزيمته بل ازالته.
ان واقعية حلم كوردستان تتمثل في ايجاد مخارج غير تقليدية، بمعنى ان التهديد احيانا باللجوء لاعلان الدولة ومن ثم اقامة كوردستان الكبرى، امر محفوف بالمخاطر ليس على القيادات الحالية فقط، بل بالمخاطر على الشعب الكوردي وكل الشعوب المتعايشة معا في هذه البقعة. ان منطقة كوردستان العراق والتي قد تكون المرشحة اكثر من غيرها لاعلان ذاتها نواة الدولة الحلم، محاطة من كل الاطراف بجيران لا يرغبون في وجودها اصلا، اي نعم قد يستفادون من هذا الوجود كما في الحالة الراهنة، ولكن ان تتحول لمنطقة استقطاب لبقية الاجزاء، يعني سلخ مناطق واسعة من هذه البلدان وضمها الي الدولة الوليدة، ليس هذا بل مناطق غنية بالمواد الاولية. ستستعمل مستقبلا كاحد عناصر القوة في السياسة الخارجية مثل المياه.
والمخرج او المخرجان المتوفران حاليا امام اقليم كوردستان هما اما العودة الى ما صرح به في منتصف الثمانينات احد قادة الاتحاد الوطني الكوردستاني، من انه لا مانع من انضمام كوردستان العراق الى تركيا، لا نه يقرب وحدة الشعب الكوردي، وهو مخرج قد ترحب به تركيا على الاقل حاليا، في ظل وضعها مسألة الدخول الى الاتحاد الاوربي على الرف، ولكنه سيجد معارضة دولية واقليمية (ايرانية، سورية قبل العراقية). مما يعني ان تحقيقه محفوف بالمخاطر الكثيرة. والمخرج الاهم والاكثر قدرة على الاستمرارية والترحيب الدولي، باعتقادي ان تقوم القيادات الكوردية، وضمن خطة دولية متناسقة، بحملة دولية اقليمية غايتها، انشاء منطقة اقليمية سياسية واقتصادية مفتوحة،  تظم العراق وايران وتركيا وسوريا وقد تضم مستقبلا لبنان واسرائيل، تلتزم القوانين الدولية وحرية التبادل التجاري وازالة الحدود البرية وحرية التنقل والاستثمار. ان جل دول المنطقة وخصوصا العراق وايران وتركيا وسوريا بحاجة لتحرك جديد وكل لاسبابه الخاصة، ليخرج من حالة الجمود الحالية، الى حالة منفتحة وسلسلة وبدون عمليات التدمير القائمة. ان قيادة مثل هذه الدعوة سيعني انفتاح الكورد على بعضهم البعض وسهولة التنقل والانتقال وسهولة تبادل الخبرات لتطوير مناطقهم وتنميتها. قد يتطلب امر كهذا وقتا ولكنه وقت مهم لهظم كل التطورات التي تصاحب انشاء واقرار هذه الخطوة.
ان امرا كهذا ان تحقق، سيفرض على ايران الخروج من حالة الجمود والانغلاق الايديولجي ولكن ليس كخاسر بل كمشارك لتاسيس الافضل، اي انه سيفرض على المشاركين الالتزام بقيم معينة ومنها الحريات الفردية والالتزام بالاتفاقيات الدولية والبحث في السياسية ليس عن انتصارات ايديولودجية، بل عن الفوائد الاقتصادية. وسيجعل حل مشكلة سوريا اسيهل ايضا، لانه سيطرح ضمن حل دولي لكل الاقليم، وسيكون تنازل الطرف الحكومي مع القضاء على الارهاب والتعصب، اسهل بكثير من ترك الامور لتقرر القوة المجردة مجريات الامور. ان مثل هذا الحل سيخرج المنطقة من الاحتقان الطائفي لانه سيشكل من اعداد متساوية تقريبا من كلا الطائفتين الكبيرتين وهي السنة والشيعة وطوائف اخرى مثل العلوية . اضافة الى المسيحيين والازيدية والزارداشتية وغيرهم.
نطرح هذا المقترح ونحن نرى انغلاق اقليم كوردستان العراق على ذاته، رغبة او دفعا، وقيام الحكومة المركزية بالتهديد والوعيد وكانها لم تستفد من كل تجارب الماضي المأساوية، ورغم كل وعودها بالحل الفدرالي وحق تقرير المصير.
 ان وجود قيادة اقليمية واسعة الافق ومنفتحة على العالم والتطورات الجارية فيه، وتدرك قيمة حقوق الانسان والجماعات، لقيادة الاقليم المقترح، وبالاخص رسم السياسة الخارجية والاقتصادية واسلوب لحل المشاكل الداخلية، سيكون باعتقادنا افضل وسيلة للخروج من عنق الزجاجة الدائمي الذي نعيشه فيه منذ امد طويل.

158
بابلو تقود احزابنا السياسية!



تيري بطرس
bebedematy@web.de

التظاهر قبل ان يكون ظاهرة حضارية وجميلة ومعبرة هو حق مكفول لكل من يشعر ان حقه مغبون، واهل بابلو وقبلهم اهل عنكاوا وغيرها من قرى وقصبات شعبنا تحركت حينما شعرت حقا ان حقها مغبون، وعلى الجميع الوقوف مع الحق لحين احقاقه. ولكن الوقوف مع الحق ليس ابدا تاييد كل موقف بل محاولة توضيح ابعاده المختلفة لكي يكون موقف ابناء شعبنا قويا وواضحا ولكي لا ينتكس.
من الملاحظات الاولية التي تبينت لنا ان هناك خلاف بين اهالي القرية حول التجاوز ومن شارك فيه، حيث هناك اتهام لمختار ولعضو هيئة الاختيارية، كما ان هناك تداخل بين الاراضي المروية والاراضي الديم، ولهما طرق مختلفة ووضعية قانونية مختلفة.
عدم دراسة الامور قبل اثارتها يعني اما ان من اثار الامور جاهل بحيثياتها  وبالتالي انه له مصالح اخرى خلف اثارة المشكلة او انه حقا مندفع عاطفي ولكنه بالنتيجة سيخسر قضيته وسيجعل الاخرين يشعرون باحباط تام وتراجع عن تايد مثل هذه القضايا.
بعد التظاهر ركبت بعض الاحزاب الموجة، لعل وعسى، وكان تصريح السيد جوني كوركيس الناري وزيارة ابناء النهرين وعضوة البرلمان وحيدة ياقو للقرية ظاهرة ملفتة وكان القضية هي بنت اليوم.
 لا اعرف بماذا خرج الزائرون والداعمون، ولكن الملاحظ ان تصريح الحركة الديمقراطية جناح السيد كنا كان متوازنا ويمكن ان يفسر باي شكل تريده، فهو يضع امكانيات الحركة القانونية (محامي) تحت خدمة المشتكين، ويهدد ويتوعد ولكن بدون التورط في اتهام اي طرف بشكل مباشر. اي انه وضع الامر منذ البداية في اطاره القانوني وليس اكثر، علما ان تنظيمه كان عضوا في الحكومات المتعاقبة كل تلك الفترة ولم يشر الى هذه التجاوزات الا بعد ان خسر المشاركة.((مقطع من تصريح السيد جوني كوركيس وكنا في وقت سابق وحسب الاتفاق مع ابناء القرية قد كلفنا احد محامي قائمة الرافدين بمتابعة الموضوع من جوانبه القانونية ولكن يبدو ان الأمر قد وصل الى طريق مسدود.وفي الوقت الذي نبدي فيه استعدادنا للذهاب مع ابناء القرية الى ابعد نقطة في القضية فإننا نوكد ان هذه الممارسات تظهر مرة أخرى عجز الجهات الحكومية في المحافظة وحكومة الإقليم عن تحقيق العدالة وكبح جماح المتنفذين المدعومين من قبل شخصيات حزبية وسياسية وهؤلاء المتنفذين ليسوا سوى واجهات تقف خلفها هذه الشخصيات الجشعة التي لا تشبع.وفي هذه المناسبة نؤكد بأننا لن نرضخ ولن نسكت على هذه الممارسات وسندافع عن أرضنا وقرانا مهما كلفنا الأمر.
ان ما يحدث الآن في قرية بابلو ليس سوى حلقة في سلسلة التجاوزات الصارخة التي طالت أراضي شعبنا وقراه منذ تسعينات القرن الماضي , ولم تعالج الحكومات المتعاقبة في الإقليم اية مشكلة بخصوص التجاوزات على الاراضي لعدم الجدية وفقدان الإرادة السياسية وغياب العدالة لإنصاف ابناء شعبنا. ويبدو لنا ان الحكومات والقيادات السياسية والحزبية في الاقليم تكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بحقوق شعبنا))
الظاهر ان بعض ابناء القرية انتبه ان هناك عملية تصيد واستفادة من التجاوز الحاصل، ليس فقط من قبل المتجاوز بل من قبل اطراف في شعبنا، ومنها الاحزاب او بعضها على الاقل، وبالتاكيد ان عملية الاستفادة حصلت في الخارج حيث ترفع الشعارات التي ترعب العدو وتوعده بالويل والثبور وويلك يالغازي.  فنشرت محاولا وضع الامور في اطارها او ان الانقسام بين ابناء القرية وضعهم اقرب الى المتجاوز منه الى ابناء القرية.
لقد اختلف اقتصاد القرى في كل اقليم كوردستان عن ما كان عليه قبل ستون وسبعون عام السابق، حيث ان القرى كانت مقسمة من حيث الزراعة الى مناطق مروية (ويتم في الغالب زراعتها بالمنتوجات الحقلية والبستنة او احيانا بالرز (الشلب) والسمسم والذرة . و وديمية(ويتم الاستفادة منها في الزراعة وخصوصا الحنطة والشعير والالحمص ومنتوجات اخرى) ومناطق غابات وتعتبر عائدة للقرية تستفاد منها لجني المحاصيل التي تنبت من ذاتها ويتم رعي المواشي فيها ويتم الحصول على الخشب الضروري ايضا. وفي الغالب ان المناطق المروية والديمية او اغلبها كانت بطابو باسم عائلة او شخص وتنتقل وراثة، يحق توريثها اما الاخيرة فكانت على الاغلب يتم تقفسيمها كعرف بين عوائل القرية ولكنها تعتبر من ممتلكات الدولة وكذلك كل ينابيع المياه واين كانت تقع. ما قلته ليس من لدني او اجتهادي بل هو قانوني، واتمنى ان يدلوا الاخوة بدلوهم لتبيان حقيقة الامر قانونيا لاغناء القضية ولكي نفيها  حقها ونتمكن من الخروج بحل سليم للمشكلة وكل المشاكل المتشابهة ولكي لا نخرج خالي الوفاض كل مرة نواجه ذلك من دون ان نعلم. واغلبه بسبب الجهل بالقانون الساري. علما ان القانون الساري قد شرع في بداية السبعينيات من القرن الماضي مع بعض التعديلات عليه.
لم يعد الرعي يمارس في اغلب قرى المنطقة (الاشورية وحتى الكوردية) وكذلك الزراعة فانها زراعة فاشلة سواء بسبب القوانين المسيرة للاقليم او بسبب مزاحمة الجوار الرخيص مما يبعد الزراع عن الزراعة مادموا لا يستفيدون من منتوجهم الزراعي في دعم امكانياتهم المادية. كما ان صغر مساحات الارض الزراعية الطبيعية ورغم انها لم تقسم بين الورثة منذ زمان بعيد بسبب هجرة الكثير من العوائل او اقسام كثيرة منهم وضروف الحروب وعدم الاستقرار، ولو قسمناها اليوم لتحولت الى قطع صغيرة جدا لا تفي باي منتوج الا المنتوج المنزلي.
نحن هنا امام اشكالية قائمة، قومية ووطنية، القومية تقول بانها اراض شعبنا ويجب عدم التفريط بها، والوطنية لا تعترف بهذا الامر بل تخضع للقانون الساري، والقانون الساري هو ما تم سنه منذ اكثر من نصف قرن ولكنه يدار بيد سلطة الاقليم القائمة بحسب الدستور العراقي.
الدولة تسير بالاقتصاد، والكثير من المخطط له لتسيير امور الدولة عدا النفط، هو السياحة، وباعتقادي ان اغلب قرى شعبنا تتمتع بمواقع سياحية جيدة (موقع، مياه والبنية الاجتماعية المنفتحة) امام تركنا لقرانا فارغة لن تتمكن الدولة من ان تقول انه لا يهمها الامر، بل هي تبحث من خلال القوانين المسهلة لعملية نشر الاستثمارات لخلق فرص عمل وجلب العملة الصعبة، واجد انه من الصعوبة بمكان ان يتمكن قانونينا وسياسيينا وحتى اعضاء البرلمان امام الحجج التي قد تطرح امامهم لو حاججو السلطة في خطواتها.
قد يكون كلام مختار قرية بابلو بهنام زيا عبدو البازي مدخلا لحل ما ((وبين عبدو الذي يعد مختارا للقرية منذ عام 2006 بان أحقية التصرف بتلك المساحة " تعود لأهل القرية كونها تعتبر مرعى للأغنام، ومكانا مخصصا للحطابة، ومحرماً من محرمات القرية "
مشيرا إلى " تعويض أهالي قرية  ( كزو ) الكوردية المجاورة لقرية بابلو التي تجاوز عليها المشروع ببضعة أمتار وتعويض أصحابها  بمبالغ سخية "متسائلا مختار القرية حول " جواز التصرف بمرعى قرية بابلو واعتباره ارضا تابعة للمالية في الوقت الذي بضعة أمتار من قرية ( كزو ) يعوض أصحابها بالمبالغ السخية رغم إنها من نفس صنف الأرض صخرية غير قابلة للزراعة ؟؟؟ ")) اذا يحق المحاججة بانهم الاولى بهذه الارض لانها تاريخيا تعود لهم ومستعملة لاغراض القرية الزراعية، ومن هنا يمكن بحث الاولية وحلها كتعويض مجزي يعادل ما تم تعويض ابناء القرية الكوردية في حالة تشابه الاملاك وقانونيتها او ان  نفكر بان نقوم بانشاء شركة تستفاد من هذه المواقع وتستثمرها على ان يتم دعمها سياسيا وقانونيا من قبل احزابنا وممثلينا في البرلمان. ومن هذا الباب يمكن الدخول الى الضغط على حكومة الاقليم لفرض توظيف وتشغيل كل الايدي العاملة الغير المستوعبة مع ضمان توزيعهم على كل الادرات المتعلقة بالحياة اليومية  للاقليم.
اذا اذ كانت دعاوينا قومية حقا، فيجب قبل ان نصرخ في المواقع ونتهم ونسب، ان نضع خطط قومية قابلة للتنفيذ لكي نستثمر الارض ونثبت الانسان، اما ان نترك الارض خالية ونطالب الاخر بعدم الاقتراب منها، فاعتقد انها ستكون قضية خاسرة. واذا كانت دعاوي احزابنا قومية حقا، فان عليها ان توضح لابناء شعبنا الواقع القانوني كما هو وليس المسارعة الى دفع الناس الى اخذ خطوات خاسرة. فالحزب الذي لا يقول حقية الامور للناس يكون كاذب او تاجر بجهودهم.
الحياة ومتطلباتها، ستفرض الكثير من المتغييرات ليس علينا ولكن على جيراننا ايضا، هل خططنا لها؟ ام اننا نريد ان تتوقف الحياة حيث نريد؟ احد اهم وسائل انتصار اسرائيل على جيرانها العرب اعلاميا ودبلوماسيا، هو تشبثها بالتطور وبمتطلبات التطورات الاقتصادية والاجتماعية، في حين ان اعداءها لم يقدموا الا الماضي والبقاء على الحالة التي كان عليها قبل مائة او خمسون سنة. حينما ندرك هذه الحقيقة علينا ان نفكر بالبدائل، المفترض ان تفرض لكي نحمي الهوية والذات والطموحات المشروعة. لن تبقى قرية او قصبة او مدينة لشعبنا كما كانت قبل مائة سنة، نعم سيدخلها الاخرين من جيراننا لمتطلبات العمل للجاذبية الاجتماعية او الاقتصادية او البيئية او حتى لنظافتها مقارنة بالاماكن الاخرى. الا في حالة وجود منطقة للحكم الذاتي مما يحد من ذلك ولن يوقفها ولكن الارض والانسان سيكون في اطار قانون مسن لحماية الهوية والتطلعات المستقبلية .
في عام 1995 نشر الحزب الوطني الاشوري فكرة او كما سماها رؤية اشورية لمستقبل العراق الموحد، وكانت على اساس تجاوز مسألة الارض والاهتمام بالانسان وهويته، للخروج بهوية عراقية متعددة تتمتع بكل حقوقها في اي بقعة عراقية. كان يمكن ان تكون تجاوزا لحالة الخوف من فقدان الارض او استغلالها او الاشتراك في الاستفادة منها. ستبقى المكونات القومية والدينية الاقل عددا مرتعبة وخائفة من التغييرات الحاصلة، وستبقى لا تمتلك الثقة بهذه التغييرات، لان القوى الكبرى في العراق (الشيعة والسنة والكورد) يتحركون تحت شعارات الهيمنة والتحصن القومي والطائفي. ان منح المكونات الثقة ومشاركتها حقا في القرار السياسي والتنفيذي وعلى كل المستويات سيزيل الكثير من المخاوف، وسيعيد بناء الوطن على اساس من الثقة. كما ان منح هذه المكونا الثقة بان المحافظة على هويتها هي مهمة وطنية وليست فقط ذاتيه، سيكون له اثر فاعل في مشاركتها العمل الوطني، وسيكون مدخلا لحل الاختناقات المتكررة.
للعودة الى القانون الساري يرجى مراجعة الرابط ادناه
http://www.iraqld.com/LoadLawBook.aspx?SP=ALL&SC=301220051440056&PageNum=1#BkMrkR_241020076360043


159
المنبر الحر / وفاز السيد كنا...
« في: 15:36 20/05/2014  »
وفاز السيد كنا...


تيري بطرس
bebedematy@web.de

لا اعتقد انه كان هناك من يعتقد ان السيد يونادم كنا سيخرج من الانتخابات خالي الوفاض، فالسيد كنا رقم صعب ضمن موازانات القائمة في شعبنا، حيث تمكن من استثمار الوضع للاستمرار والبقاء تحت شمس الاعلام في شعبنا.
 لنقر ان ما نكتبه في صفحات الانترنت قد لا ياخذ اي مساحة في القرار الخاص لابناء شعبنا لتحديد من ينتخبونهم، لا بل ان الكثيريين ممن لهم ماخذ على السيد كنا وتنظيمه، يضخون اصواتهم له في اخر دقيقة لاعتبارات انية وعدم الثقة بالاخر. فالة السيد كنا الاعلامية قد تمكنت من وضع اغلب الاخرين في خانة اعداء امتنا او المتعاملين معهم او ان قرارهم خاضع لهؤلاء الاعداء المفترضين، والناس مستعدة لسماع مثل ذلك وخصوصا انهم يلاحظون ذلك في عدم رغبة هؤلاء الاخرين القيام بالتهجم على جيراننا لانهم لا يريدون اعطاء انطباع خاطئ بان غايتهم هي العداء بل العمل لمصلحة الشعب، كما يسوق اعلام السيد كنا في الخارج. يقول المثل العراقي الجذب المسفط افضل من الحقيقة المخربطة او على هذه الصورة. فالصورة التي منحها السيد كنا لتنظيمه دغدغت مشاعر الكثيريين ممن يؤومنون بالقوة والبروز القومي، اي الذين تقودهم العواطف الرومانسية القومية وليس حقا الانجازات الحقيقية على الارض. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ان هناك استسلام شبه مطلق لمقولة ان السيد كنا لوحده في مجموع اكثر من ثلاثمائة عضو في مجلس النواب لا يمكنه ان يحقق امرا، ولكن انتخابه افضل لانه الاكثر خبرة! هذه المقولة التي لا تستقيم مع السياسة والعمل السياسي وغاية المواطن منهما اي تحقيق النتائج على ارض الواقع.
لم اتمكن من ان احدد مجموع الاصوات التي حصلت عليها قوائمنا كلها واعتقد انها تجاوزت المائة الف، اي انه تم اضافة ما مقدراه اكثر من ثلاثون الف صوت لاعلى مدى وصل اليه مجموع اصوات ابناء شعبنا،وهذا خبر مفرح ان كانت كل هذه الاصوات هي لشعبنا حقا، لانه يدل على المشاركة الشعبية تتوسع نتيجة توسع الخيارات امام الانسان. ولكم الملفت في الامر ان اصوات السيد كنا قد تقلصت بوتيرة عالية ففي حين انه حصل على ما يقارب الاربعين الف صوت عام 2005 حيث فاز على المقاعد التعويضية، فانه في انتخابات عام 2010 قد فاز ب 28078 صوت، وفي الانتخابات الحالية فاز ب 9023 صوت ورغم اختلاف انظمة وطرق الانتخابات الا ان الفارق واسع وبين بين الارقام المختلفة. كما يجب ان لا ننسى ان خسارة مقعد عن الانتخابات السابقة مؤشر اخر على التراجع.
والان لنضع تصورات للعمل حسب اجندة السيد كنا ما بعد الانتخابات، واقصد بها على مستوى شعبنا على الاقل، ونحن هنا لا نقول بالمقترحات او المشاريع التي سيقوم بطرحها، فهذا لا يمكن ان نتوقع منه ان يفعل مثلها ابدا، لانه مستكين الى سكوت الكل على انه لا يمكن ان يفعل اي شئ ضمن مجموع اكثر من ثلثمائة عضو من قوميات ودين اخر، لا بل قد يضيف البعض الله يكون في عونه ضمن هذا القطيع من الذئاب، متناسين اربعة نواب اخرين يمثلون شعبنا وان كان الثلاثة الاخرين من غير حزب السيد كنا. بل نوعية التحالفات التي ينوي عقدها ومع من.  
كان تحرك السيد كنا لافتا، قبل اعلان النتائج مباشرة، ومن الواضح ان قيادات الاطراف المشتركة في الانتخابات قد بلغت بالنتائج قبل اعلانها بفترة قد يكون يوم او يومين، ولذا نرى مسارعة السيد كنا للالتقاء بقيادة الحزب الشيوعي العراقي. ولا اعتقد ان اللقاء كان مجرد مصادفة او زيارة عادية، بل عملية جس النبظ ان لم يكن الاتفاق على توزيع المناصب ما بعد الانتخابات. فالحزب الشيوعي المبعد من المشاركة الفعلية في الحكومات بفعل ضعف قوته الانتخابية، قد يكون بتصور السيد كنا خير من يقبل بالمساومات المطلوبة، ولكن المطلوب من السيد كنا هو موقع الوزارة في الحكومة العراقية العائد للمكون المسيحي، التي سينافسه فيها المجلس الشعبي والحسم قد يكون بيد ممثل الحزب الشيوعي. في مثل هذه الحالة وبعيدا عن كون الحكومة حكومة اكثرية او مشاركة وطنية، فان السيد كنا سيحاول استمالة الحزب الشيوعي لدعم مطلبه بالوزارة مع دعم الشيوعيين في استلام الوزارة في اقليم كوردستان وخصوصا ان الحزب الشيوعي اعلن او على الاقل المشتركون معه في التحالف الانتخابي بانهم سيقومون بدور المعارضة ولن يشتركوا في الحكومة؟ ولكن الحسابات ستتغيير لو كانت الحكومة حكومة المشاركة الوطنية، حينها قد يفضل الشيوعيين المشاركة ودفع حلفائهم الفائزين الى البرلمان العراقي للدخول للوزارة. وهم ضامنون مشاركتهم في حكومة اقليم باسم الحزب وليسوا حتما بحاجة للمساومة على منصب بغداد، حينها ستتعقد المسالة بالاظافة ان حكومة المشاركة الوطنية قد تدفع كتلة البارتي القومية لدعم ممثل عن المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري. فصديقا لها افضل من صديق للمالكي وهذا الاحتمال وارد قد يدفع الحزب الشيوعي لدعم ممثل عن المجلس الشعبي لانه مدعوم من كتلة مدنية علمانية مثل البارتي. طبعا تحرك السيد كنا تحرك سياسي لا غبار عليه، لو حسبنا الامور بالمنظار الحزبي فقط. بمعنى انه يحاول ان يضمن لحزبه المشاركة في كل المفاصل الممكنة وبتحالفات متعددة تتلائم مع الوضع، وبالنهاية انه لا يفكر بالتحالف مع اطراف شعبنا لان ذلك قد يخسره الوزارة المفترضة.
المشكلة التي قد تواجه السيد كنا خلال الايام المقبلة هي فوز ابن اخته السيد سركون لازار صليو، حيث سيركز المهاجمين جل هجومهم على هذه النقطة، ولكن في الحقيقة هي ليست مشكلة بالنسبة له لو سارت الامور كما يشتهي وحصل على الوزارة، لانه حينها يمكن وبسهولة ان يقوم بتوزير شخص اخر من خارج العائلة ليقوم بتكذيب المعارضين، وشخصيا انني لا استبعد لشخص ذكي مثل السيد كنا ان لا يلجاء للعبة اخرى  لو سمحت القوانين وتمكن من الاحتفاظ بالمقعد الثاني فانه سيقوم بابقاء ابن اخته وزيرا واختار شخص اخر من غير العائلة وعلى ان يكون قادرا لتوسيع قاعدته السياسية او الانتخابية مستقبلا وقد يكون من منطقة سهل نينوى على الاغلب.
ضمن التصور اعلاه لا مكان لمصالح الشعب في الاجندة، بل هو الصراع من اجل البقاء تحت الضؤ ومهما كلف الامر، وعدم تحقيق اي شئ للشعب في النهاية مبرر قائم وقلناه اعلاه والناس يمكن ان تسمعه وتصدقة لان التاريخ يقول ان جيراننا المسلمين لم يقروا يوما بحق من حقوقنا، ولكن لا احد يمكن ان يقول ولكن ما دور السياسة ايها السياسي؟

160
خطابنا هل يساعد على الهجرة؟



تيري بطرس
bebedematy@web.de
منذ سنوات ونحن وغيرنا يدق ناقوس الخطر على وجودنا في ارض الوطن، ونحاول ويحاول كل الخيريين لتوضيح الاسباب واعطاء الاراء لعل وعسى، ولكن صرخة غبطة البطريرك مار لويس ساكو واعلانه الكنيسة الكلدانية كنيسة منكوبة، باعتقادي كانت اقوى لانها صدرت من اكبر مؤسسات شعبنا واكثرها تاثيرا، وبالتاكيد ان ما يقوله ليس رد فعل اني لفعل معين، بل هو نتيجة للمعاناة الحقيقية، والا ما صدرت.
المطلع على تاريخ شعبنا في القرون الاخيرة، سيجد تمازج الاصول العشائرية المختلفة في قرى السهول والوديان بين الجبال، وسيجد ان حركة الهجرة والتحرك من منطقة الى اخرى لازم شعبنا منذ زمن بعيد قد يكون الى ما قبل مذابح التتر بحق ابناء كنيسة المشرق. فمن الواضح ان هناك حركة واسعة من منطقة اربيل الحالية او حذياب باتجاه جبال حكارى العصية، ولكن لان حكاري كانت قليلة الموارد فانها اعادت تصدير ابناءها الى السهول، ولكن بمجموعات صغيرة. ولكن هذه الحركة او الهجرة كانت في اطار الوطن التاريخي لشعبنا وفي البيئة ذاتها، ليس هذا بل ان الهجرة حدثت جماعيا في الغالب، اي مجموعات وان كانت صغيرة فانها كانت معا، مما ساعد على الحفاظ على اللغة والدين، بعكس الحالات الفردية التي تتعرض للانسلاخ، كما ان هذه الهجرات لم تغيير ادوات الانتاج او المهنة فهم حافظوا على عملهم الزراعي والروعي. وكما هو واضح ان هذه المنطقة الجغرافية التي تمتد من اورمية الى منطقة طورعابدين ومن شمال وان الى منطقة السهول حول مدينة الموصل، اعتبرت منطقة واحدة بالنسبة للشعب وكان يتحرك فيها عاديا في رحلة كوزي وزومي السنوية للرعي. وما الحدود الحالية بعمر الزمن الا من صنع لحظة ليس الا. والغريب ان البعض يعيب على بعضنا انه ليس عراقيا لان اجداده كانوا يرحولن صيفا الى جبال حكاري وشتاء الى سهول الموصل، ولكنه يفتخر بالملك فيصل الحجازي وغيره الالباني او الفلسطيني.
سكتت الكنيسة طويلا على الهجرة وعلى الوجود وعلى ما تعرض له شعبنا وخصوصا حينما كانت المؤسسة الوحيدة لشعبنا، ونحن في هذه الايام التي تتوافق مع الذكرى التاسعة والتسعون للمذابح التي اقترفت بحق شعبنا في الاراضي التركية الحالية، وبتخطيط مسبق من السلطة العثمانية ورجالات السياسية فيها، خسر شعبنا في تلك المذابح ليس ممتلكاته واراضيه بل خسر سبعمائة وخمسون الف فرد منه بين قتيل وضائع. ونزول شعبنا من جباله الحصينة الممتدة من اواسط الاناضول الى المنطقة الواقعة في شمال الموصل في القرى او قريبا من القرى العائدة لشعبنا او المناطق الممتدة من حلب الى القامشلي في سوريا الحالية، وكان قسم من شعبنا قد تم تهجيره انقاذا له ولعقيدته من الاعتداء المتكرر من المناطق القريبة من بحيرة وان وبحيرة اورمية الى روسيا في اواخر القرن التاسع عشر باتفاق بين كنيسة المشرق والكنيسة الارثوذكسية  الروسية. وبعد احداث سميل هاجر قسم لا بأس به من ابناء شعبنا الى منطقة الخابور الواقعة في سوريا حاليا.
موجة الهجرة التي قصمت ودمرت شعبنا كانت في اوائل الستينات حينما تعرضت قراه الى عملية حرق واعتداء في الغالب من قبل القوات المسمية فرسان صلاح الدين (جتة، الجحوش) مع بدء الحركة الكوردية عام 1961، ، ان هذه الموجة تمتعت بخصائص عديدة ولافتة، فهي برغم من كونها حدثت جماعيا وكانت داخليا من ناحية انها حدثت في العراق، الا ان قرى لا بل مناطق مثل (نيروا وريكان وبرواري بالا ومناطق زاخو وصبنا وبري كارا ونهلة) بغالبية سكانها هاجرت دون ان يكون لابناء شعبنا قيادة واضحة تحدد المسار له او تدخل في مفاوضات مع احد الاطراف لكي تحد من الخسائر. وكما قلنا ان الهجرة اعتبرت داخلية،  ولكنها كانت خارجيا بمقياس الوطن القومي الذي عاشه شعبنا منذ مذابح المغول. وبرغم ان ابناء شعبنا حاولوا السكن قريبين من بعضهم البعض، الا ان المدينة واثارها والاموال التي اتت وباي طريقة كانت، جعلت الكثيرين يتمسكون بالحياة فيها، هاربين من حياة القرى الصعبة والتي كان تحفها المخاطر الكثيرة. قد يكون عامل افتقاد شعبنا لقيادة مسموعة عامل كبير في انسلاخ الانسان من الارض. فهذا الانسان الذي صارت جزء من ذاكرته الهروبات المتتالية، وعمليات البناء من الصفر كل مرة، وعدم وجود قيادة تعيه باهمية البقاء والنضال، لم يعد لديه عامل الارض مهما، لان عملية انقاذ النفس من خطر القتل والفقر، صار اهم. وبناء على ذلك وفي اول بوادر صعود التوجه القومي المتعصب والرافض للاخر وخصوصا بعد حرب تشرين 1973، والتي سبقتها عمليات واسعة لتفريغ المؤسسات المهمة من غير العرب وخصوصا شركات النفط، ورغم تغليف الامور ببعض المظاهر الديمقراطية، نرى في عام 1973_1977 موجة هجرة واسعة من ابناء شعبنا المتمكنين ماديا الى خارج العراق، وخصوصا بعد عمليات تهجير من سموا بالتبعية. وبعد ذلك كانت الحروب المتتالية كفيلة بقلع كل من حاول التشبث بالارض والوطن. ومن العوامل التي ساعدت باعتقادنا هو ان رجال الدين ايضا استساغوا العيش في المدن، ولم يشجعوا الناس للعودة بل الكنيسة كلها لم تتحدث عما حدث ويحدث وخصوصا ابان عملية ازالة القرى وكل ما فيها من الاثار التاريخية وخصوصا الاديرة والكنائس القديمة.
في ظل الصراخ القومي والديني للشريك المجاور، لم يهتم احد لا بالمشاعر ولا بالمخاوف، التي انتابت شعبنا او بقية المكونات الغير الاسلامية ولا العربية، لا بل ان بعض الاطراف قد رأت في عملية هجرتنا حلا لمعضلة ما، ولم تنظر للمسألة انها افقار للوطن من غناه الحقيقي. لم يهتم احد ان التاريخ الماساوي للمعايشة وخصوصا اعتبار الاقليات الدينية في المنطقة ضيوف يجب ان يقدموا الشكر للغالبية على استضافتهم . هناك ملاحظة جديرة بالاهتمام لم يتم فحصها بدقة ودراستها، وهي عندما يكون هناك اي تخلخل للسلطة او ضعف، فان جماهير الاكثرية كانت تقوم بالهجوم وبابتزاز الاقليات المسيحية واليهودية التي كانت تعيش في المدن، وهذه العملية لم تحدث مرة واحدة في تاريخ العراق والمنطقة بل تكررت مرارا، ومن هنا كان الميل الطبيعي للاقليات للسلطة القوية، هذا لا يعني ان السلطة كانت تحمي الاقليات، ولكنها كانت اذكى في الاستفادة منهم ومن اموالهم وامكانياتهم، ان ادعاء ان المكونات عاشت بسلام هو ادعاء كاذب ويخفي خلفة عملية نفاق مكروهة.
ولكن كل ما ذكرته اعلاه شئ وحلولنا للمشاكل التي نعانيها، يكاد ان يكون امر مساهم في عملية التهجير وافراغ الوطن من اصحابه. ان خطاب بعض تنظيماتنا السياسية، يكاد ان يكون محرضا على الهجرة من حيث يدري او لا يدري، فرغم ان وضعنا ليس مثاليا، الا ان تعايشنا مع الكورد بعد عام 1992 كان ممكنا وكان يمكن ان يتطور بصورة افضل. فخطاب احزابنا او بعضها على الاقل في حين كان توددا لحد النفاق الى الكورد، فانه في الخارج كان يصور انه صراع وقتال وفرض الوجود، وحينما كان يصيب شعبنا اي مكروه كمقتل او اختطاف فرد واحد، كان صراخ هذه التنظيمات يعلى في الخارج متهما الجميع باضظهاد وصعوبة التعايش. في مجال اخر كانت مؤسسات اخرى تعمل وبجد من اجل شرذمة قوى شعبنا، بسبب العناد وان ادى الامر الى تاخر شعبنا في مجالات كثيرة. ولعل مسألة تعليم اللغة او التعليم بها، خير مثال على ذلك حيث ان الخلافات بين بعض الاطراف، جعل الغالبية تقتنع بتعلم اللغة فقط وليس التعلم بها كل المواد.
تتركز في خطابات القوميين الاشوريين وحاليا القوميين الكلدان نغمة اعداء شعبنا، وبالرغم ان هذه النغمة يختلف معناها لدى الطرفين، الا ان انتشارها، يمنح للانسان العادي بانه مهدد اربعة وعشرون ساعة يوميا من مؤامرات يقوم بها اعداء شعبنا المفترضين. دون ان نمنح لانفسنا فرصة ونتسال لماذا اعداء شعبنا؟ وهل حقا ان شعبنا بالقوة والسطوة والسيطرة التي تفترض في ان يكون له اعداء؟ ولكن الحقيقة ان النغمة ما هي الا رفع المسؤولية الذاتية عن الواقع الحالي او جزء منها على الاقل. لقد قام اعداء شعبنا بما قام به في تاريخناالقريب والبعيد، وهذه العداوة كانت في الغالب لاسباب السلب والنهب مغلفة بادعاءات دينية، وتحدث بين الحين والاخر جراء استحكام القيم العشائرية والدينية والقومية اعتدات في الوقت الحاضر ايضا ولكنها بوتيرة قليلة، الا انه يتم التضخيم فيها كثيرا والامر المأساوي ان هذا التضخيم لا يخدم وجود شعبنا، بل ينقل وبالا علينا حينما يصل الامر للقول بانه لا مفر من الهرب.
رغم السلبيات التي رافقتها، قد تكون الخطوات التي قادها السيد سركيس اغاجان من اهم الخطوات التي حاولت المعالجة الحقيقية لواقع النزوح ومحاولة جمع الناس والشعب ليكون له صوت قوي، وليتمكن بالتالي من فرض مطالبه على ارض الواقع، الا ان اغلب الاطراف وقف موقف المتفرج او انتظار الاستفادة الذاتية، فلم يتم تحريك نشاط حقيقي لترسيخ نتائج هذه الخطوات. سؤال قد يتباد الى ذهن الخييرين وهو ماهي المساهمة الاقتصادي او الاجتماعية او الثقافية التي قادتها احزابنا ومنظماتنا وخصوصا المهجرية التي تتباكي على الوجود وتنشر الاتهامات المختلفة، اقول ماهي الجهود التي صرفتها في الوطن لترسيخ الوجود؟ الجواب سيكون بالتاكيد سلبيا جدا. 
شعبنا لا يعيش وضعا مثاليا، ولكن صار اقلية بفعل عوامل تاريخية معروفة للجميع، ولا يمكن اعادة التاريخ الى الوراء، ولكن يمكن قراءته والاستفادة من تجاربه المريرة على شعبنا وكل شعوب المنطقة. شعبنا مهدد بوجوده، لارتباط الوجود بالوطن، اذا كيف يمكننا العمل وماهي الخطوات التي يجب ان نبتداء بها لكي نحصن الوجود القائم، ليس ديمغرافيا بل سياسيا وحقوقا وامتيازات.

161
رجاء لا تمنحوا المساكن للفقراء



تيري بطرس
bebedematy@web.de
لا اعرف من بداء هذه البدعة، ان تقوم الدولة او رئيسها او اي مسؤول فيها بمنح او بالادعاء بمنح المساكن للفقراء، ولكن الظاهر انها وظواهر مرضية اخرى شائعة في مجتمع منطقة الشرق الاوسط، مثلا القيام برعاية الاحتفال الجماعي بالزواج، بدعوة ان الشباب لا يملكون الاموال لكي يتزوجوا، او اقامة الموائد الكبيرة لاطعام الناس في المناسبات ولاحظوا هي فقط في المناسبات وخصوصا في رمضان وكانه لا فقراء الا في رمضان.
الفقراء موجودون في كل زمان ومكان، حتى في اغنى الدول واكثرها استقرارا، بالنسبة للدخل الفردي سنجد اناس انهم اقل دخلا من المتوسط، وهم سيعتبرون في نظر القانون فقراء، وعلى الدولة ان تقوم بمساعدتهم لتلبية احتياجاتهم الطبيعية  التي لا يمكنهم تحقيقها.
ان قيام اشخاص او مسؤولين بتوزيع قطع اراض او مساكن من ممتلكات الدولة والتي تعتبر جزء من ثروة الشعب، باعتقادي خطاء ان لم يكن جريمة، ولا يحل المشكلة ابدا، بل قد يفاقمها كثيرا لانه يعلم الناس على الكسل، وعلى العطاء وكانه منحة شخصية وليس حقأ. قبل مدة وبعد ان سمع الاستاذ نوري المالكي رئيس الوزراء بمأسأة العائلة المسيحية والتي كانت تعيش حالة مزرية، قيل ونشر في الاعلام انه وهبها منزلا، الحقيقة لم نرى ولم نجد في الاعلام ما يؤيد او يفند ذلك، بل دخل على الخط السيد سركون صليوة وزير البيئة وادعى بانه اسكنهم في الفندق لحين ايجاد منزل لائق لهم في بادرة لنفي غير مباشر لما قام رئيس الوزراء، وكلا الطرفين استغلا ذلك للدعاية الانتخابية. اي ليس تادية دولة لواجبتها تجاه مواطنيها.
الدستور العراقي يقر في مادته الثلاثون بحق الناس في المسكن ((المادة (30):
 أولاً :ـ تكفل الدولة للفرد وللأسرة ـ وبخاصة الطفل والمرأة  ـ الضمان الاجتماعي والصحي، والمقومات الأساسية للعيش في حياةٍ حرةٍ كريمة، تؤمن لهم الدخل المناسب، والسكن الملائم.
ثانياً :ـ تكفل الدولة الضمان الاجتماعي والصحي للعراقيين في حال الشيخوخة أو المرض أو العجز عن العمل أو التشرد أو اليتم أو البطالة، وتعمل على وقايتهم من الجهل والخوف والفاقة، وتوفر لهم السكن والمناهج الخاصة لتأهيلهم والعناية بهم ، وينظم ذلك بقانون )).
  وهذا يعني ان تقوم الدولة بتوفير المسكن لمن لا يستطع ذلك، وهذا يشمل كل مواطن بلغ الثامنة عشر، ولكن توفير المسكن لا يعني منح مسكن ليصبح ملكه، لا فهذا هي اموال الدولة  وحل مؤقت لمشكلة ستكون مزمنة لانه يشجع الاتكالية ويدفع الناس للاعتماد او انتظار الدولة لتحقيق كل شئ لهم، هذا ناهيك عن ان امكانية انتشار الفساد واستغلال الامر لغايات اخرى من قبل شخصيات في السلطة.
الحل الامثل هو تشجيع الشركات للبناء العامودي والناس للسكن في الشقق السكنية متعددة المساحات، مع توفير كل مستلزمات ذلك من الماء والكهرباء والمجاري والتهوية الصيفية والشتوية. وقيام الشركات بنفسها بادارة المسكن من ناحية النضافة والاهتمام بالحدائق والممرات واعتبار ذلك جزء من الايجار، ان السكن العمودي سيكون ارخص ايجارا، ويشجع الناس للاستقلال عن الاسر وبناء الذات، كما ان الدولة ستتمكن من خلال الضرائب والموارد التي ستحصلها من الشركات لبيع الاراضي او ايجارها، موارد لدفع ايجارات الناس التي لا يمكنها دخلها من دفع ايجاراتها، ان مثل هذا الطرح يشجع الناس ايضا للتطوير ومحاولة التوفير للحصول على المسكن الخاص.
نجد في الاخبار ان السيد فلان قام بتوزيع اراضي او قطع سكنية او دور او غيرها وكانها ملكهم الخاص، ما يوزع هو من ممتلكات الدولة لا يمكن لشخص مهما علا شنه التصرف بها، الذي يتصرف بها هو القانون وليس غيره، ان تنسيب منح هذه الامور لاشخاص يمنحهم حصانة ومكانة لا يستحقونها، لا بل قد يغير في توجهات الراي العام لصالحهم وهم يعتبرون من الناحية القانونية لصوص ليس الا.
اذا مرة اخرى لا لمنح المسكان ولا لمنح اي شئ من اموال الشعب والدولة باسم اشخاص مهما علا شأنهم، لا بل وضع قوانين استنادا الى مواد الدستور لحماية وكفالة كل العوائل الفقيرة والغير المتمكنة. اي نعم ان اقامة مؤسسات وتنظيمها وتدريبها سيستغرق وقتا طويلاـ ولكن هذا لا يمنع من وضع الاسس لبناءها الان قبل الغد، وفسح المجال لمنظمات المجتمع المدني وخاصة الجمعيات الخيرية الاهلية من القيام بدعم الاسر المعوزة وتوفير اموال لها لكي تفي حاجاتها الضرورية مثل المأوى والملبس والمأكل. واعتقد انه يمكن سن قوانين سريعا لتنشيط المجتمع بهذا الاتجاه مع وضع اليات مراقبة ملائمة، ستكون افضل واكثر ملائمة والاهم ستكون قانونية وسيعود نتاجها للوطن وليس لاشخاص يجيرونها لمصالحهم الخاصة. ومن هنا يمكن ان تبداء عملية حل مشاكل الفقر ولو بحده الادنى مثل عدم القدرة على توفير الحاجات الضرورية. وليس بتمثليات لا غاية من وراءها الا الشهرة ومحاولة كسب السمعة او تنظيفها او تنويم الضمير بان ما اخذ بغير حق يصرف بحق.
على الدولة ان تاخذ بيدها عملية التخطيط الاسري، ليس قسريا بل بالتوجيه والتربية والاعلام، ان ترك مثل هذه الامور بيد رجال الدين  وتحت توجيهاتهم سيجعل بلدنا يتراجع ليس من الناحية الاجتماعية بل الاقتصادية ايضا. رجال الدين او بعضهم يريدون صنع سجن كبير الكل يسيرون فيه حسب قوانين يقولون انها من الله، ولكنهم ومع الاسف يعيشون على هواهم وحسب ما يتراى لهم دون خوف من الله. ان تفاقم حالة العزل الاجتماعي القائمة حاليا، سيجعل الانسان الذكر غريبا عن الانسان الاخر الاخر الانثى، لا يتحكم في العلاقة بينهم رؤى وفكر وعلاقات اجتماعية مثل الصداقة والعمل والدراسة، بل الشهوة الحيوانية التي لا يضبطها اي شئ نتيجة حالة الاغتراب المعاشة. سيتحول الانسان وفي الاغلب الذكر لانه الاكثر تحررا بحكم القيم الاجتماعية الى انسان تم تجويعه لمدة طويله ومن ثم طرحه في وليمة لا يدري ان كانت ستستمر ام انها ستنتهي بعد لحظات.
ان حالة الانفجار السكاني التي يشجعها رجال الدين، ولغايات غبية وعدوانية في الغالب كاكتساح العالم والسيطرة عليه بالعدد الكبير، حتما ستولد ازمات اجتماعية كثيرة ليس في السكن فقط، بل ايضا في الماكل والملبس والتعليم والنقل وهلم جر. والحل ليس بمسكنات مما ينشر احيانا بل بوضع خطط علمية قابلة للتطوير والتنفيذ. ومنها التشجيع على الحد من النسل على الاقل في المراحل الحالية والتي لا تتوفر فيها المعلومات الكافية عن واقع وحال المجتمع، وبعد السيطرة على مكامن الازمات، يمكن العودة الى تشجيع الاسر الكبيرة ومن خلال القانون ايضا.

162
المنبر الحر / قبل اعلان النتائج
« في: 13:03 01/05/2014  »
قبل اعلان النتائج

تيري بطرس
bebedematy@web.de

لا اريد ان اخمن من الفائز، اود ان اهنئ اي منهم كان، وللخاسر اقول انشاء الله في المرة القادمة.
قبل ان تعلن نتائج الانتخابات، ونعلم من فاز ومن لم يفز، دعونا نلقي نظرة على ما فاتنا وعلى التربية الحديثة التي اكتسبناها، دعونا فقط ندرك ان الانظمة  الديمقراطية بما توفره من الحريات تتيح النقد واعطاء البديل، وانها تبين البدائل ان لم يكن البديل للواقع الراهن، وان الحرية امر اساس ولكن الحرية ليست في المسبات والاتهامات الرخيصة والاكاذيب التي ستنفضح بعد يوم او يومين او شهر. التكنلوجيا تتيح الكثير ومنها تركيب الصور، وللحقيقة فانني بت اخشى نشر اي صورة او اي تهمة لانه من كثرتها بتنا ندرك انه من المستحيل ان يرتكبها انسان، والصور تتركب بما يعقل ولا يعقل، اقول للموالاة وللمعارضة، ان كانت الغاية الحكم والسلطة، فهنيئا لكم سلطة على شعب حولتموه الى مجانين يحارب بعضه بعضا، وليس اناس يتحاورون ويختلفون ويتعايشون. هنيئا لكم ارض يباب لا ينبت فيها ثمر ولا زرع ولا ينتج منها منتوج، كل ما فيها دمار وقتل ودماء تسيل بلا نهاية.
اعارض سياسات نوري المالكي، واؤيد الاتجاه الليبرالي المدني، ولكن هذا شئ والصاق كل التهم وبما لا يعقله العاقل بالسيد المالكي امر محير وامر يجب ان نتلافاه، فالامر قد ينقلب لان الناس ستتسائل هل حقا انه امر حقيقي؟ اتذكر حينما سلم الدكتور اياد علاوي رئاسة الوزراء كتبت مقالة عنوانها شكرا دكتور علاوي، وعندما اصر على ان يكون رئيس الوزراء بعد الانتخابات حاججتهم بانه ليس من حقهم لانهم لايؤلفون الكتلة الاكبر في البرلمان، ولكن كل هذا لا يعني ان الدكتور علاوي قديس او ابليس، انه والمالكي بشر يخطأون ويصيبون وعلينا محاسبتهم على ذلك فقط، لنتركهم يتعايشون في الوطن مع القدرة على اللقاء رغم الاختلاف. ان ابلسة الخصم وتحويله الى مجرم سارق لص، يعني اننا لا نريد السلطة الا لنا وباي اسلوب اتت. ان عراقية الفرد لا تقاس بحزبه وطائفته ودينه، اليس هذا هو الموجود في الدستور اللذي وافقتم عليه جميعا؟ قد ترتفع نغمة الخلافات وتحتد، في زمن الانتخابات، ولكن ليس مقبولا هذا التخوين الذي شمل الكل، وبالاخص الكل القادر العامل. ولا اعتقد انه بهذا الاسلوب يمكننا ان نحل مشاكل بلدنا ابدا. من الواضح ان بعض الشيعة يريد الانتقام للماضي، وبعض السنة يريد الانتقام للحاضر، على الاطراف المختلفة ان تحاصر الطرفين، وحينها سنكون قد خطونا نحو حصر الارهاب، هذا اذا كنا نريد عراقا موحدا. ليس من المعقول ان يقوم انصار السيد المالكي تخوين كل من يختلف معهم، فالعمل الوطني والسياسة التي ندعي ممارستها وجدت لحل الاخلافات من خلال مقاربات عديدة، وليس من خلال الفرض بالقوة، والا لكان صدام حسين باقيا ولم يكن هناك افضل منه ليفرض الامور بالقوة! الامر اعلاه صحيح ويجب ان نعمل من اجل ارساء اسس العمل الديمقراطي وبناء الامور على اساس قبول التعددية، وتدريجيا وضع كل الامور بشكل قانوني يتم تثقيف الشعب به، على كل فرد ان يعرف حقوقه وحقوق الاخر، حدوده وحدود الاخر، فالساحة ليست مستباحة لكل من يريد، واذا لم نكن نريد دولة القانون (اعني دولة يسود فيها القانون وليس ائتلاف دولة القانون برئاسة السيد نوري المالكي) فاي دولة نريد؟ ان الالية الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية لا تنتعش وتثمر الا في دولة يسودها القانون، القانون فوق الجميع.
على مستوى شعبنا، نكرر نفس الامور والسنا عراقيين وشرق اوسطيين، تشيع بيننا نفس الثقافة السياسية؟ قد نختلف مع فلان او علان ولكن الصاق كل التهم بهم مسألة يجب ان ننتبه اليها، فاذا كنا دعاة المطالبة بحقوق الشعب، فاي شعب هو هذا الذي نحول نصفه جالسين في حضن الكورد، والنصف الاخر في حضن العرب وبعضهم سارق ولص وغيرهم خونة، هذا لا يعني انه لا يوجد مثل هؤلاء في شعبنا ولكن ان نوزع الاتهامات يمينا ويسار وبلا ضوابط قانونية واخلاقية فالامر يجب ان يؤخذ ماخذ الجدية، ويحق لنا ان نتسأل اذا انتم ونحن وهم (لصوص وخونة وبائعي) الا يحق لي ان اسأل اذا من اجل اي شعب نعمل؟
نحن نسير الى متاهة لا قرار لها، ولكننا لكي نتخلص من الواقع المر، والانقسام العبثي والاتهامات الغبية، على قيادات احزابنا ومؤسساتنا ان يرتقوا الى مستوى المسؤولية، وان يقروا بان الوضع الراهن لا يؤدي الا الى المزيد من التشرذم. والتقدم من الشعب واعلان الاعتذار عن كل ما بدر منهم. انا لا اعرف كيف يجيز حزب لنفسه اتهم خصومه مرارا وتكرارا بكل التهم العفنة والكاذبة، ان يجلس معهم ويحاورهم ويناقشهم ومن ثم يعود مرة اخرى الى نفس النغمة، ليس مرة واحدة بل مرارا، الا يرى هذا الحزب ان معزوفته باتت مملة وتاثيراتها السلبية لم تعد تتحمل. في كل الدول الديمقراطية يكون الحزب هو المدرسة الاولى لتعليم الناس الحقوق والواجبات، يكون الحزب المدرسة التي تعلم ان القانون فوق الجميع، ولذا فاعضاء الاحزاب يدركون حقوقهم وواجباتهم، والغريب انني عاشرت اناس من شعبنا منضوين في احزاب الدول الديمقراطية،ويمارسون ممارساتهم في النقد والطرح، ولكن حينما ياتون الى قضايا شعبنا يفتون ويحرمون لغيرهم الحق في طرح الراي. ولذا بت مقتنعا ان الاحزاب او بعضها على المستوى القومي او الوطني العراقي ترغب في اعضاء لا يفقهون في مسألة الحقوق والواجبات ولا في حدودهم القانونية، لان الامر يخدم قيادة هذه الاحزاب التي تعتقد بانها خالدة في مواقعها. في نهاية الحرب العالمية الثانية كان على تشرشل ان يجتمع مع ستالين لعقد معاهدة يالطا، وقد حضر وجلب معه منافسه وزعيم حزب العمال للمؤتمر، فسأله ستالين عن سبب احضار منافسه وهو ليس في الحكومة، فقال له تشرشل نحن اجرينا الانتخابات ولا اعرف من منا سيفوز، واحضرته لكي يكون على  اطلاع على كل الامور لانه قد يكون رئيسا للوزراء غدا. نحن بحاجة لروحية تدرك بان المسؤول يعمل لاجل الشعب وهو يستلم راتبه ومكانته وشهرته لهذا السبب فقط، وعليه ان يدرك ان الشعب من حقه ان يغيير رايه فيه وان ياتي بالبديل عنه، فهل هذا ما نلاحظة خلال فترة الانتخابات او حتى خلال اغلب الفترات العادية، الا نشعر بان كل سياسي يريد القضاء على غريمة قضاء تاما.
في الكثير من الحالات، يمكن لخصم ما ان يقضي على خصمه او على قيادة خصمه برمتها وخصوصا في حالة الحروب بين الشعوب والامم، ولكن لا يقدمون على هذا، لانهم يدركون ان القيادة في الغالب هي الاكثر خبرة والاقدر على اتخاذ القرارات، ولو قضوا عليها، فعلى الاغلب ان الكوادر الاقل خبرة ستكون اكثر تهورا ورغبة في الانتقام، وبالتالي المشكلة ستكون اكثر عصيا على الحل. الا نحن فنحن نريد ازالة الخصم من الوجود ومحوه هو وانصاره وكل من يدافع عنه، طيب اذا كان هذا هو حالنا فمن سيكون الشعب وكيف سنخلق وحدة الشعب التي ندعي بها. وشعبنا مقسم  بين الزعامات. البعض يريد النحر والقتل والابادة ولا يتورع عن استخدام مثل هذه الكلمات، وكانه هو وقائده منزلين من السماء. وكانه لم يكن قبل يوم او يومين يطالب بازالة الدكتاتورية الغاشمة ومنح الحرية للشعب، الا يحق لنا ان نتسأل اذا عن اي حرية كنا نتحدث؟
مرارا حذرنا من فلتان مسالة الخصومات والاختلافات وتحولها الى خلاف متزمت وكم ستمون نتائج ذلك وخيمة العاقية على شعبنا وعلى عملنا السياسي، واتذكر انني استعملت تعبيرات مثل اننا لا نسيطر على شعبنا، وشعبنا لا يسير بحسب قوانين من وضعنا، وان شعبنا ووضعه بهذه الصورة يمكن ان يختار اي شئ، وقد وصلنا الى ذلك، وصلنا الى درجة ان كل واحد يمكن ان يستند الى قوة ما ويعلن انه منقذ لشعبنا وهوفي الحقيقة يبحث عن مصلحة ذاتية وانية، لان قوى الشعب التي تريد حقوقه مشتتة ومتنازعة لا بل متعادية، وكيف لا ونحن نقول عن البعض ان مصير فلان مزبلة التاريخ. في العراق الان هناك ظاهرة الفرصة المواتية، اي ان البعض يدعي الوطنية والغيرة وكل الشعارات المرغوبة ليس لانه يؤمن بها، بل لانه يعتقد ان المرحلة فرصة سانحة ليضرب ضربته ويشلع بالتعبير العراقي،وها الامر نجده لدى البعض من ابناء شعبنا، وقوانا السياسية هي من منحت لهؤلاء الفسحة لكي يلعبوا في ساحة شعبنا.
فهل سنرى بعد الانتخابات عودة الوعي للجميع والاعتذار عن كل هذه الامور التي تحدث وحدثت في شعبنا، والوعد بعدم تكرار تجاربنا الخاسرة ليس لاحزابنا بل لشعبنا ايضا.

163
قرن من المذابح، الا تكفي؟



bebedematy@web.de
تيري بطرس
في خريف عام 1914 اصدر مفتي الديار العثمانية فتوى بجواز قتل الكفار، وفي نيسان 1915 بدأت الحملة الحكومية الرسمية لتصفية تركيا من الكفار، وابتدأت المذبحة البشعة بقتل المسيحيين اينما كانوا، في استانة او غيرها من الاراضي التركية من الحدود التركية الفارسية والى مناطق الاوربية، راح ضحيتها اكثرمن مليون ارمني وسبعمائة وخمسون الف اشوري ومائة الف يوناني. هذه المذبحة بالنسبة لشعبنا تعتبر من المذابح الكبرى التي تعرض لها، وهي محاولة استئصال شعب، ليس من اراضيه بل من الوجود. يذكر التاريخ القريب مذبحة بدرخان بك التي كلفت شعبنا حوالي اربعون الف شخص ومذابح محمد كور الراوندوزي التي كلفت شعبنا بحدود عشرة الاف من الضحايا ومذابح 1895_1905 متنقلة وفي عدة مناطق ومن ثم مذبحة سميل 1933 والتي قام بها الجيش العراقي بامر من الحكومة العراقية ومذبحة صورية لعام 1969. قدمنا ضحايا اخرى في الانفال بحدود مائة وخمسون فرد من قرى نيروا وريكان وكاني بلاف وباز وكوندي كوسا وغيرها من القرى.
في اغلب هذه المذابح، تم ذبحنا على اساس الدين، لاننا كنا مسيحيين، وليس لعوامل سياسية او مخاطر انية، وليس لتحقيق طموحات قومية نحن كنا عائقا فيها. فشعبنا وقياداته وخلال الازمنة الاخيرة كان يعي الواقع ويدرك انه محاط ببحيرة اسلامية، هويتها وشعارها الاساس مستمد من الدين والاخوة عنده ليست في الوطن بل في الدين. اي لم يكن  هناك مفهوم للوطن، في الذهنية الاسلامية حينذاك ولحد الان على نطاق واسع في التوجهات الدينية. وليس بخاف ما قاله قبل سنوات مرشد الاخوان المسلمين من انه يفضل مسلم من ماليزيا ليحكمه عن المسيحي المصري!!  
يحاول البعض اتهام قيادات شعبنا بانها جرت الشعب الى مغامرة لتحقيق طموحها في الزعامة، متناسيا اصلا ان قيادة شعبنا وبالمفهوم العثماني التقليدي كانت هي الزعامة اصلا، ومتناسيا ان ابناء شعبنا من الطائفة السريانية والكلدانية اصابهم عين الامر الذي اصاب اتباع الكنيسة الشرقية، لا بل ان ابناء الكنيس السريانية تم القضاء على حوالي الثمانون بالمائة من اتباعها في مناطق تركيا الحالية، كما ان ابرشيات كاملة للكنيسة الكلدانية ابيدت عن بكرة ابيها، وهذا حدث قبل ان يتحرك شعبنا في منطقة حكارى، وكان انين القتلى والسبي من مناطق تركيا الحالية يصلهم.
نعم كل الدلائل تقول ان شعبنا وبكل طوائفه كان يستشعر ما يحدث للطرف الاخر ويسمع ولكنه لم يكن قادرا على اتخاذ موقف المساند وذلك لاختلاف القيادات ولانه كان منقسما بفعل كونه جزر منفصلة يفصل بينهم الكورد. وبفعل العامل الديني الطاغي كان الكورد قد اشتركوا وساندوا ودعموا المخطط العثماني في الضغط المستمر على المسيحيين الكفرة، وكان هناك تشجيع مستمر لدفع المسلمين للانتقام من المسيحيين جراء اي خسارة تتكبدها الدولة العثمانية على حدودها الغربية والشمالية منذ منتصف القرن الثامن عشر. ورغم ان السلطات العثمانية كانت تدرك وتعلم ان المسيحية لا تلعب اي دور في السياسية الاوربية، بدليل انها كانت معبئة بالمستشاريين الالمان والفرنسيين، الذين كانوا يساندون العثمانيين في تطوير قدرارتهم التسليحية والعلمية. الا ان هذه الدولة اصرت على اعتبار ما يحدث هو حرب بين الاسلام والمسيحية ليس الا. ان بث مثل ذلك ساعد في الهاب المشاعر لدى الطبقات الفقيرة والامية للانتقام ولسبي النساء والفتياة ولاخذ الاسلاب والممتلكات التي كانت بحوز المسيحيين السكان الاصليين لهذه المناطق. فكان شائعا انه يمكن ان تقتل لاجل قميص ترتديه حتى منتصف الخمسينيات القرن الماضي فكيف ونحن نتكلم عن اوائله. ولذا فان اثارة طمع الفقراء بممتلكات المسيحيين كان احد الطرق لنشر ولتوسيع رقعة القتل.
رغم كل المحاولات لابادة شعبنا من الوجود، فشعبنا لايزال موجودا، ولا يزال رافعا اصبعه في اعين سالبي حقوقه، وبالفم الملان يقول هذه كانت لي، ويجب ان يعود الحق لاهله. والطواغيت بدأو لايجاد المبررات، فنحن هنا لسنا هواة انتقام بل طالبين العدالة. وما لم تتحقق العدالة فلن تنام عين اشورية. اليوم تمر السنوات على المذبحة التي راح ضحيتها نصف شعبنا، في جبال حكاري وطور عابدين في ماردين ومديات في القرى وسهول اورميا، في الطريق الى بعقوبة، جثث ابناء شعبنا كانت مرمية، ليس لسبب، بل لانهم ولدوا وهم مسيحيين، وكل من تمكن من اداء شهادة لا اله الا الله ومحمد رسول الله انقذ رقبته ولكن خسر وجوده السابق، وتحول الى ذئب لينهش في القطيع. تعذروني اخوتي ولكن هل يمكن وصف ما تم من بقرالنساء الحوامل والتلذذ باغتصاب النساء والفتياة الصغيرات وقتل المجاميع بطرق مختلفة من السحل وتجريب كم رجل تقتل طلقة واحدة والصلب والنساء عاريات والهروب الجماعي، ومن هرب مات جوعا او عطشا في البوادي، اكلوا الجيفة ولحم الموتى وشربوا الدم لكي يستمروا في الحياة، وهل يمكن ان تنسى كل هذه الاهوال دون عدالة وبلا تبرير.
نتذكر ليتذكر المستفيدون من ما فعله الاجداد، وليتذكر العالم الابادة المنسية، نتذكر لنعيد الهمة ولنطالب بما هو لنا، نطالب بضمان حقنا في الوجود كامة فاعلة تدير نفسها بنفسها ووفق قوانينها. نطالب بالاعتذار عن كل ما اقترفته السلطنة العثمانية من وريثتها تركيا وبالتعويض المادي والمعنوي عن شهداءنا وممتلكاتنا. نطالب بكل من شارك بالاعتذار مقرونا بالافعال. نطالب بان تدرس المذبحة لكل الاطفال ومن مختلف القوميات لكي تكون درسا ولكي لا تتكرر، نطالب بان تكون المذبحة يوما للتذكير الجماعي بالافعال الخسيسة والاعمال الدنيئة وبالدعوة الى التفكير في الاخر وقبول الاخر والتضحية من اجل حقه في الوجود. نطالب بتطوير المنهاج الدراسي والاعلام لكي نبني مجتمعا متعدد الثقافات وعابر للقومية المتعصبة والدين المسيطر والعشائرية المقسمة للمجتمع والفراضة لقوانينها التي تخالف قوانين الدولة المدنية، دولة المواطنة. شعبنا يستحق ان يتمتع كبقية الشعوب بكل الحقوق، ولا ينتقص من هذه الحقوق عدده الذي كان الجيران سببا في نقصانه، ولذا فان قيام الجوار بالتكفير عن ما فعلوه في الماضي امر مطلوب لبناء ارضية التسامح والتعايش.  
فلم وثائقي عن الابادة الاشورية
1 https://www.youtube.com/watch?v=wV4MV3fnnuk
2 https://www.youtube.com/watch?v=dQA0GxjeKkY
3 https://www.youtube.com/watch?v=hpJ2f1KPI3M

164
بعض مؤسسات شعبنا تعيش الانفصام


تيري بطرس
bebedematy@web.de

اقر المجلس القومي الاشوري في الينوي يوم 25 نيسان يوما للغة الاشورية (ܝܘܡܐ ܕܠܫܢܐ ܐܬܘܪܝܐ) لا غبار ان يكون لنا يوما نتذكر فيه اهمية لغة الام، ونتذكر الابداعات الثقافية والادبية بلغة الام، ولكن ان يقوم المجلس المذكور بامرين مخالفين في ان واحد، فهو الامر المحير حقا.
عندما اقر الاتحاد الاشوري العالمي يوم 7اب يوما للشهيد الاشوري، واقر العلم القومي الحالي، كان الامر اوليا مؤسساتيا، بمعنى انه كان المؤسسة القومية الوحيدة التي كانت متواجدة بفعالية  في ساحة شعبنا وكان اهم تنظيم سياسي لشعبنا حينها وهي المنظمة الاثورية الديمقراطية من مؤسسي الاتحاد الاشوري العالمي، وتاكيدت ريادته ان كل التنظيمات او المؤسسات القومية والاجتماعية وغيرها ارتبطت به، كما تاكدت ريادته من حالتين مترابطتين وهي الهجوم الذي قاده النظام العرقي ضده في بداية الامر من خلال المجلات والصحف الموالية والتي كانت تصدر في لبنان، ولعل من عاصر المرحلة يتذكر مقالات عديد نشرت في مجلة كل شئء حول الامر، حتى اتهم انه يتم تمويله من سي اي أي وبمبلع ستون مليون دولار سنويا. ولكن بعد فترة قامت الحكومة العراقية بفتح باب المفاوضات معه كممثل شرعي لشعبنا من خلال مبعوثه المرحوم مالك ياقو مالك اسماعيل. كل هذه الامور جعلت الشعب يتقبل ما اقره الاتحاد الاشوري العالمي واخذته كرمز قومي يتم الافتخار به.
اما المجلس القومي الاشوري في الينوي، فبعد ان صم اذاننا بانه يقوم بدعم تدريس اللغة الام (السريانية) في العراق من خلال دعمه للجنة الخيرية الاشوري وبالاصح الحركة الديمقراطية الاشورية . فانه يقر في الينوي يوم اللغة الاشورية، الحقيقة انه من حق هذه المؤسسة الاحتفاء بلغة الام وكل مؤسسة اخرى، ولكن هل يحق لها تجاوز التطورات السياسية والاتفاقات التي تم الاتفاق عليها من قبل كل الاطراف الفاعلية سياسيا في العراق، باستعمال تسمية السريانية للغتنا، واعتباره امرا منتهيا، باستعمال التسمية الاشورية للغة؟
ولتحديد مثل هذه الامور ليس بالامكان ان يتم اتخاذ قرارات فردية دون مراعاة رؤية الاخرين، وكان بالاحرى ان يتم مفاتحة كل الاطراف السياسية والثقافية ومنح فترة لمدة سنة على الاقل ليتم اتخاذ قرار ملزم لكل الاطراف وليكن شرف الفكرة من قبل المجلس القومي الاشوري فليس هناك مانع، ولكننا اليوم نمر بتطورات سياسية وثقافية وبعضها يستعمل كانجازات حزبية يدعمها المجلس المذكور ((وهي في الحقيقة انجاز قومي ووطني، ولكن تم تجييره ))، كانت تحتم على الجميع التشاور في مثل هذه الامور التي تهم الجميع. ان المجلس القومي الاشوري نشاطه محدد في الينوي قانونيا وليست له علاقة عمل مع اي جهة لشعبنا في مناطق اخرى، وان كان الاهتمام المشترك يمكن ان يؤدي الى نشؤ نوع من تبادل الخبرات، ولكنها لا تتعدي الى تحديد مثل ذلك لشعبنا كله، الا اذا اعتبر المجلس القومي ان اشوري الينوي هم الاكثرية وهم اللذين يقررون وهو يقرر عنهم لانه يمثلهم سياسيا وثقافيا، ولا داعي لاخذ راي مؤسساتنا الاخرى.
اعتقد جازما ان هناك امرين دفعتا لمثل هذه الخطوة، وهي اولا لاظهار الذات على انها تختلف مع الحركة الديمقراطية الاشورية، بعد ان تلطخت سمعة هذا المجلس بهذا التحالف الغير الاخلاقي قوميا، وبعد فشل حركة السيد اشور سورو التي دعمها المجلس، واعتبار ذاته اقرب الى كنيسة المشرق. والامر الاخر باعتقادي هو تغلب العاطفة على الدراسة ووضع الامور في نصابها. فاول سؤال كان يجب ان يسأله من مرر القرار لو كان قد خضع للدراسة والمناقشة هو هل يحق لنا ان نتخذ مثل هذا القرار؟ واذا اتخذناه ما هي الانعكاسات السلبية او الايجابية له؟ وقد بينت اعلاه انه لم يكن لهم حق اتخاذ مثل هذا القرار، رغم انني اؤيد الفكرة من الاساس، اي ان يكون لنا يوما نحتفل به جميعا للغة الام على ان نتفق او نسير براي الاكثرية حول التسمية وهي السورث بلغتنا وبالعربي السريانية. وان لا يحدد يوما مثل 25 مثلا بل يمكن القول مثلا اخر احد من شهر نيسان وبذا نظمن ان يكون الاحتفال في يوم التعطل لاغلب مناطق تواجد شعبنا.
ان تحسين السمعة وتقديم الانجازات يجب ان لا يكون على حساب وحدة شعبنا، حتى لو اعتبرنا ان النية حسنة خلف الامر ولكن ياما جرائم ارتكبت تحت غطاء النية الحسنة، اليوم وغدا وبعده، يجب ان نتعلم ان ندرس قراراتنا وخصوصا التي تتعلق بشعبنا كله، والتي ممكن ان تؤثر على عوامل وحدته، وليس مطلوبا ان نكون انفعاليين فنحن هنا لسنا شخص بل المفروض مؤسسة لها كوادر واشخاص متفرغين لادارتها.

165
الاعتذار هل سيكون جزء من ثقافتنا؟




تيري بطرس
bebedematy@web.de

يرد الى ذهني مقطع من اغنية قد تكون منسية للمطرب شليمون بيت شموئيل، يقول فيها ܛܠܘܒ ܦܚܠܬܐ ܩܢܝ ܡܚܒܬܐ اعتذر واحصل على المحبة. وانا اراقب سجالاتنا التي لا تنهتي ولا تتوقف وتدور حول الامور دون ان تمسها، اجد ان الكثير من الامور هو حقا عناد وعدم القدرة على قول انني اخطات او انك على حق في هذا او ذاك. في سجالنا حول دور الاسقف المشلوح من كنيسة المشرق والملتحق اخيرا بكنيسة روما الكاثوليكية اتهمني احد السادة صراحة بالطائفية، دون ان يبين اين كانت طائفيتي هل في قولي ان له كل الحق في التحول، ولكنني اعترض على الاسلوب والطريقة ووضحت بعض الممارسات على تلك الطريقة. وفي سجالاتنا عن التعليم السرياني، والذي لايزال البعض يعتبره انجازا للحركة الديمقراطية الاشورية، يصل الامر بالبعض للقول ان الكل في العملية السياسية يكذبون والكل يسرقون، بمعنى ان من حق الحركة الديمقراطية الاشورية ان تكذب وان تسرق. لم اناقش ان كان الاخرون لا يكذبون او لا يسرقون وقد يفعلوها ولكنهم حتى هذه القدرة لا يملكون!
الاعتذار فعل يراد منه افهام الجميع ان هناك خطاء تم اقترافه وتم الاعتذار عنه بنية عدم تكراره، اي ان الدرس من التجربة المعتذر عنها قد تم استخلاصه وصار معلما يمكن ان يضرب به المثل. الاعتذار هو فعل الثقة بالنفس وبالروحية الجديدة المستوجبة لهذا الاعتذار، ففعل الاعتذار يتطلب العلنية، في كثير من الاحيان قام البعض بالتهجم علي بدلا من نقد ما اقوله، وعندما اواجههم لا اتلقي منهم الا كلمة اني اسف، سؤاء بشكل مباشر او من خلال رسالة شخصية، هذا ليس اعتذار، هذا معناه خجلا من كذب ولاكن الكاذب لا يقدر او ليس بمستوى الثقة التامة بالنفس لكي يقول انني اعتذر عن ما بدر مني تجاه الشخص الفلاني في الموقف الفلاني. لا يمكنني كشخص ان اكن حقدا ضد احد من الناس ومرارا قلت انني انادي الناس بما يقولون عن انفسهم، يعني الاستاذ او الذي يقول انه استاذ معلم مدرس نناديه رابي وبكل سهولة وبلا اي مغصة لان ذلك حقه علينا، لانه حقا يربي اجيال. ولكن الحقيقة انني اجد من الصعوبة احيانا ان انادي السيد يونادم كنة بكلمة رابي ليس انتقاصا منه او من شخصه بل لانه باعتقادي لا يستحقها، فلم اجد منه ما يدل على انه يقوم بتربية الاجيال، ولكن احترام الشخص واجب ولذا اقول ميقرا اي المحترم ولذا فانني اجد من الصعوبة ان اقول الاسقف مشفوعا بلقبه لاشور سورو، لانه لم يحترم هذا اللقب اولا.
للحصول على المسامحة يجب ان يكون هناك اعتراف و اعتذار، من المعيب ان يطالب احدنا بان يسامح الاخر دون ان يقوم هذا الاخر بفعل الاعتراف والاعتذار، والا حتى في المسيحية ما معنى ܡܘܕܝܬܐ التي ترد في ثقافتنا المسيحية، اليست الاعتراف وبعد الاعتراف والتي هي طريق للاعتذار يحصل المؤمن على المسامحة. في بعض الكنائس هناك اعتراف شخصي للكاهن  مثل الكنيسة الكاثوليكية والتي باعتقادي انها بدات الابتعاد عنه، واستعاضت بالاعتراف الشخصي مع الله والذي يحدث صمتا وجماعيا ومن ثم يقول الكاهن بالطلب من الله ان يلبي مطلب الجميع في الحصول على العفو والغفران. قد تختلف السياقات حينما يكون الخطاء جراء تساهلنا في اداء واجباتنا الدينية، ولكن الخطاء الذي يكون ضحيته اناس وقيم وقوانين، فسياقه شئ اخر، انه القانون الحامي للجميع، ولكن لانه لا يوجد في شعبنا قانونا يحمي الجميع وصادر بارادة شعبنا، ولان شعبنا لا تزال تطغي عليه العواطف، فان الاخطاء تستفحل وتتفاقم وليس لها حلا لاننا نقوم وكل مرة بمساحمة الفاعل ونسيان الحدث والامر وكانه لم يحدث. وهكذا تكون ذاكرتنا قصيرة ومثقوبة وتخر منها كل الامور. ولذا فان تكرار تجارب الاخطاء المقترفة وعمدا يتكاثر ويستفحل ولا يمكن حله عن طريق عفى الله عما سلف. ونحن اذا لا نطالب بصلب المخطئ ولكن عليه لكي يكون عضوا عاملا وفاعلا في المجتمع ان يقر باخطائة ويعتذر عنها مع التاكيد بعدم تكرارها، فهل هذا هو الحاصل، ام اننا نريد من نؤيده ان يحضى دائما بالعفو والغفران والمسماحة ونسيان الاخطاء والهفوات. ودائما المسيحية حاضرة لكي تبرر لنا فعل هذا، فهل حقا بهذه الصورة تبنى المجتمعات وتتطور؟
الامة او الشعب يطلب من القائمين على اموره او الذين يدعون ذلك، الحقيقة، ان يتم مصراحتهم بالحقيقة، الحقيقة التي من خلالها يمكن تبيان مدى مطابقة الواقع مع الطموح في ظل الامكانات المتاحة. ومصارحة الناس بالحقيقة تنمي الوعي الجمعي المشترك والقدرة على الفهم وزيادته. كما ان معرفة حقيقة الاوضاع تزيد من اللحمة بين مختلف الاطراف، لانها حينها تتحرك في وضوح وليس في شبه ظلام. هل كان السياسيون معنا صادقون؟ وهل كان السيد اشور سورو معنا صادقا؟ وهنا اتي بهذه الامثلة لانها تحاول او حاولت ادعاء خدمة الشعب او العمل من اجل الوحدة.
لناتي لمسألة التعليم السرياني كمثال، لقد كانت الدعايات السابقة تقول ان التعليم السرياني يسير بدعم كامل من الحركة الديمقراطية الاشورية، ودعمهم امتد لتوفير الابنية، طبع الكتب رواتب المعلمين والنقل ومساعدة الطلاب المحتاجين. امام معضلة نجاح التعليم السرياني وعدم فشله والكذب الفاضح في ما نشر، كان من الصعوبة ان تكون واضحا وحادا،وخصوصا ان بعض الامور سارت بين الاطراف المختلفة دون خروجها للاعلام، ورغم توضيحاتنا المختلفة حول التعليم الا ان المتاجرة به استمر لسنوات طويلة وشاركت اطراف مختلفة في كذبة التعليم السرياني، مدركة مدى الاهمية التي يوليها القوميون وكل من له شعور قومي تجاه تعليم اللغة. اذا التعليم السرياني وحسب اعلام الحركة الديمقراطية الاشورية كان مدعوما لحد 90% منها ان لم يكن اكثر في البدايات. في عام 1974 قررنا في لجنة الشباب الاشوري في كنيسة مار عوديشو جعل التعليم مجانيا وحققنا ذلك ولكن كيف، قمنا بدعوة بعض الاباء المتمكنين للتبرع للتعليم وقمت انا والاخ المفقود الشماس دانيال بنيامين بالسفر الى كركوك حيث التقينا بالسيد بابا مركو الذي تبرع لنا بالقرطاسية من مخازن تربية كركوك، ونقلناها الى بغداد، هل يختلف التعليم السرياني بالصورة التي صورتها الحركة عن ما قمنا به في لجنة الشباب الاشوري في كنيسة مار عوديشو، من حيث المضمون وليس من حيث السعة؟ باعتقادي لا، علمان ان التعليم السرياني حق ومقر قانونيا في قانون وزارة التربية كحق. ولكن لجهل الكثيرين بالقانون وبحقوق المواطن، اعتقدوا ان مجرد السماح بالتعليم هو امر اساسي ولا باس لكي يتحمل المهجر التكاليف، ولكن اين حقوق المواطن، ولماذا الطالب الكوردي والتركماني والعربي توفر له الدولة كل المستلزمات والطالب الكلداني السرياني الاشوري لا؟ لم يسأل احد هذا السؤال رغم اننا سألناه كثيرا واتهمنا باننا اعداء الحركة لمجرد توضيح مثل هذه الامور. الامور بدأت تتوضح وخلال متابعتي للاعلام بدا اعضاء الحركة واللجنة الخيرية الاشورية التابعة لها يقولون ان الحركة تمول جزئيا نقل الطلاب وبعض الفوتو كوبي لبعض المواد والتمويل الاخر ياتي من وزارة التربية، ولكنها لا تقول كمية الجزء بحيث انها بدات تعاني كثيرا جراء عدم دفع وزارة التربية لما يترتب عليها دفعه، اي ان صار من الواضح انها لم تتحمل كل ما ادعته بل جزءا يسيرا من تمويل النقل فقط ان كان حقيقة ايضا. طبعا بما نقوله قد نثير ثائرة الكثيرين ممن يقولون علينا السكوت واخفاء المسكوت عنه، وكان شعبنا صار اداة لتسويق اكاذيب الناس عليه. اليوم باعتقادي وبعد التطورات الاخيرة بات مطلوبا الاقرار بالحقائق كما كانت، ليس عن التعليم بل عن العلاقة مع بقية مؤسسات شعبنا السياسية والدينية والثقافية ، وكل من لم يقر سيكون مشاركا في تسويق الاكاذيب. وكل من يخاف من مكاشفة الناس بالحقيقة يعني انه يتستر لكي يخفي مشاركته في سرقة الشعب واعتباره غبيا لانه صدق ما سوق له باسم الشهداء والنضال وغيره.
هل يصح ان يعتبر من خدع الناس واعتبرهم اغبياء ان يكون قائدا لهم، انه السؤال الذي على الناس الاجابة عليه، وبالاخص من يدعي انه مثقف. هل يصح ان من يشارك في مؤسسة ما واختلف معها لاي سبب ان يسرق ممتلكاتها. باعتقادي ان كل العالم تحاكم من يفعل ذلك، الا نحن او بعض نحن ممن نطالب بالتسامح والعفو والغفران دون ان يقوم من مارس ذلك ولو بنقد ذاتي ولو باعتذار ولو بقول الحقيقة! هل يمكن ان ننتطور ونبني ونراكم الخبرات امام هذه الحالة، باعتقادي لا.

166
ماذا وراء الاكمة، في دعوى زوعا ضد بلو؟




تيري بطرس
bebedematy@web.de
بتاريخ 13 شباط 2008 كتبت مقالة وعلى صفحات عنكاوا تحت عنوان ((بين ما يحدث في تلكيف وكركوك، اي دور يلعب شعبنا؟)) وعلى الرابط الاول ادناه تطرقت فيه الى ما ينشر وما يشاع عن قيام السيد باسم بلو قائم مقام تلكيف ببيع اراض شعبنا ونوهت الى امكانية حصوله على غطاء لقيامه بهذا العمل مستغلا عدم تواجد مدير بلدية في القضاء. في حينها تلقيت هجوما شمل بين ما شمل السباب والانتقاص والادعاء باني اعادي الحركة الديمقراطية الاشورية، ومهما فعلت هي، فاني مستعد لمهاجمتها وطعنها. السؤال الذي اود ان اطرحه على الاخوة في الحركة الديمقراطية الاشورية، مالذي استجد لكي تقوم الحركة اليوم بالشكوى ضد السيد بلو؟ هل كان السيد بلو عندما كتبت المقالة المنوه عنها شخصا اخر وغير متورط في عمليات البيع في قضاء تلكيف ولكنه تغيير عكسيا بفعل مقالتي. او عملها انتقاما لما كتبته مثلا؟ اسئلة كثيرة تراودني وانا اطلع على تصريحات اعضاء الحركة بتقديم السيد بلو للمحاكمة وقيامهم من خلال حليفهم المقرب النجيفي باصدرا امر اداري لسحب يد السيد بلو وتكليف السيد دريد حكمت طوبيا بادارة القضاء وهو ايضا من كوادر الحركة الديمقراطية الاشورية مجموعة السيد كنا. انظر الرابط 2  و3وكان السيد عماد يوخنا عضو البرلمان العراقي قد صرح ((أنه أرسل عن طريق مكتبه الى هيئة النزاهة الاتحادية جميع المستمسكات التي تتعلق بقضايا فساد تخص بيع عقارات واراض زراعية تعود لمواطنين مسيحيين في قضاء تلكيف لفتح تحقيق وبيان ملابسات التلاعب والتزوير الحاصل فيها. وأضاف "بعد التحري والتحقق من شكاوى مواطنين في القضاء تبين بالفعل حدوث تلاعب في بيع عقارات دون علم أصحابها الشرعيين كون اغلبهم خارج العراق وبطرق ملتوية من قبل مسؤولين كبار وموظفي دائرة التسجيل العقاري والادعاء العام في قضاء تلكيف. واشأر يوخنا الى أن هذه الافعال الخطيرة تدخل ضمن أطار التغيير الديموغرافي للمناطق التي فيها تواجد تاريخي للمكون المسيحي. وكان النائب عماد يوخنا أتهم في وقت سابق كبار المسؤولين الاداريين في قضاء تلكيف وبالتعاون مع اخرين في محافظة نينوى بتزوير وبيع املاك تعود للمواطنين المسيحيين المهاجرين دون علمهم بعد ورود شكاوى عديدة من مصادر مطلعة)).
والغريب ان اتهامات السيد يوخنا تطال الكثير ايضا ولكن الايقاف وسحب اليد طال السيد بلو فقط !! ولكن الاغرب في كل هذا ان عمليات التحقيق والتحري طالت حوالي ستة سنوات منذ ان نشرنا مقالنا اعلاه او ان المقال المشار اليه لم يثير اي تساؤل لديهم الا بعد تلقيهم اخيرا شكاو من المواطنين! باعتباري لم اكن مواطنا في حساباتهم .  ولكن باعتقادنا ان عملية سحب اليد ليست لها علاقة ببيع الااراضي التي لا بد ان تشارك فيها اطراف اخرى وقد يكون السيد بلو الواجهة لاطراف اقوى بكثير، اي انه استعمل لكي يحقق مصالح اطراف قامت بحرقه حين حاول الخروج عن طوعها. الامر المثير ايضا والذي يمكن ان نطرحه في هذه العجالة هل حقا ان اي من هذه الاطراف تهتم حقا بمصير وبممتلكات شعبنا حقا؟ الناشط السيد وليم وردة احد كوادر الحركة السابقيين ومرشح حاليا لانتخابات مجلس النواب العراقي يكشف للزمان انظر الرابط 4 ((  كشف وليم وردا رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان العراقية ان مليشيات وعناصر منتمية للسلطة ومدراء اجهزة حكومية استولوا على منازل للمسيحيين في منطقة الكرادة التي يقيم فيها كبار المسؤولين وتقع فيها مقرات الاحزاب الحاكمة والمحروسة جيدا من الشرطة والجيش. وقال وردا ل الزمان ان هؤلاء جميعا وبالتواطؤ مع عناصر في السلطة وصفهم بالفاسدين قد استولوا على منازل تعود ملكيتها للمسيحيين هاجروا في الخارج او لايزالون يقيمون في العراق تحت تهديد السلاح او تعرض عوائلهم للقتل أو الخطف في منطقتي الكرادة والدورة في بغداد. وأوضح وردا في تصريحه ل الزمان ان الاستيلاء بالقوة شمل أراض خلاء قال المستولون ببناء منازل عليها. وكشف وردا ان عمليات الاستيلاء على منازل المسيحيين وأراضيهم امتدت الى الموصل حيث تجري عملية الاستلاء بالتواطؤ مع مديرية العقارات ومحامون يقومون باصدار وكالات قبل هجرة مسيحيين او وفاتهم لوكلاء بالتواطؤ مع تلك المديريو فضلا عن المحامين يتيح لهؤلاء الوكلاء التصرف بالملكية المنقولة وغير المنقولة للمسيحيين الذين يجري الاستيلاء على جميع ممتلكاتهم بما فيها منازلهم وأراضيهم.))
اذا من حقنا ان نتسأل  عن الحمية التي اصابت الجميع وراحوا فيها يتسألون عن مصير اراض شعبنا الامر الذي سنؤيدهم فيه لو انه اثير ودعم وسند حين كشفناها او في الفترات الاعتيادية. هناك عملية تصفية حسابات في ملف السيد بلو اكثر مما هو اهتمام حقيقي بمصير وبممتلكات شعبنا، ولو لم تكن هناك خلافات جدية بين حركة السيد كنا والسيد بلو نتيجة خروجه عن طوع السيد كنا، ولو لم تكن هناك انتخابات مقبلة لما سمعنا عن ملف ممتلكات شعبنا، اذا اسأل عن الانتخابات في هذا الملف واسأل عن الانتقام وليس عن الحقيقة ومصلحة الشعب، فاين كانت مصلحة شعبنا وشعبنا يعاني من الملفين كل هذه الفترة، لا بل ان تصريحات بعضهم حاولت ان تنكر اي محاولة او اثر للاستيلاء على اراض شعبنا.
ولكن سؤال قد يثار في الان نفسه، اذا لماذا كانت رد فعل انصار السيد كنا بهذه الانفعالية ضد السيد بلو؟ وخصوصا انه بات معروفا انهم لا يهتمون باي مصلحة قومية اصلا، وملف التعليم السرياني بات مفتوحا وصارت حقائقه متاحة للكل بعد ان بح صوتنا من التنبيه للمتاجرة الحاصلة فيه. هنا من حق القارئ ان يشكك في الامر حقا وخصوصا ان الحركة كانت اكثر من اغلب احزابنا ممن عانى من الخروج المدوي لكوادرها، وخصوصا ان الغالبية منهم قدمت استقالات مقرونة بالنشر العلني للاستقالة، ولكن السيد كنا وانصاره كانوا يتركون مجالا للتراجع وامكانية للعودة للتعاون بحجج مختلفة ومنها التاريخ النضالي الذي وضحنا جوانب منه في مقالاتنا حول الكفاح المسلح. الحقيقة انني لا اعرف السيد بلو شخصيا، ولم اشعر بحسب اهتماماتي في الاطلاع على اي قدرة ابداعية فكرية او خطابية او حتى تحرك سياسي مشهود له. ولكن الامر الذي يثير انصار السيد كنا انهم يعتبرون السيد بلو صنيعة السيد كنا، وواجهتهم في منطقة مهمة وخصوصا القوش ذي المكانة المميزة ليس في موقعها الجغرافي والسكاني بل في تاريخها النضالي والتزام اهلها القومي. ان انشقاق السيد بلو يعتبر محاولة لغلق ابواب كثيرة في سهل نينوى امام انصار السيد كنا وفتحهها امام معارضيه. ولكن يمكن ايضا الاستنتاج ان مفاتيح عمليات تلكيف كلها موجودة ايضا لدى السيد بلو، وبالتالي وقبل ان يتغذى بهم وينشر معلوماته عنها وعن من ساهم بها، قاموا بالتعشي به واحراق اوراقه وتسهيل تهمة الانتقام امام اي محاولة منه لنشر تفاصيل تضر انصار السيد كنا.
مرة اخرى اقول لا تبحثوا عن المصالح القومية في تصريحات الحركة جناح السيد كنا، لانهم ليسوا اكثر من شركة مساهمة يدعم كل طرف الاطراف الاخرى ماداموا يستلمون الحصة المقررة، ولكن حبات المسبحة تتشتت حينما تتضارب المصالح. وكمثال واضح هو قيام اتحاد النسائي التابع لهم بدعم السيد الوزير سركون صليوا وهو الموقع على اكثر القوانين رجعية بحق المراءة.
1
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=167678
2  
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,733144.msg6232461.html#msg6232461
3
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,732898.msg6231579.html#msg6231579
4
http://www.azzaman.com/?p=67825


167
شعبي يحتفل براس السنة القومية





تيري بطرس
bebedematy@web.de

لكل الامم والاقوام والطوائف والمذاهب مناسبات خاصة تستمد مشروعيتها من احداث التاريخ، وتبين مدى عمق العلاقة بين الافراد المحتفلين وبين ماضيهم المشترك. قد تكون هذه الاحتفالات مفرحة ومسرة ومدعاة لعقد جلسات الطرب والفرح على اصوات الغناء والدبكات المختلفة مثل احتفالنا بعيد راس السنة الاشورية البابلية، او مدعاة للاسى والاسف ويعقد فيها ندوات وجلسات لاستخلاص الدروس والعبر والبحث عن انصاف الضحايا والحقيقة، كالاحتفال بيوم الشهيد في 7 اب من كل عام كرمز لكل شهداء شعبنا وخصوصا في القرون الاخيرة.
لكل زمان ولكل مكان احتفاله، ففي السابق عندما كنا نعيش في القرى كان الاحتفال في الغالب يكون بوضع قبضة من الحشيش الاخضر في اعلى الباب الخارجي للدار، لم تكن هناك حفلات رقص واحتفالات الاكل والمشرب في الغالب لان الاول من نيسان كان يقع بين ايام الصوم الكبير، ولذا فقد غطى خشوع وتقشف الصوم على الاحتفال بعيد راس السنة القومية او مقدم الربيع او اي تسمية يمكن ان تتلائم مع هذه المناسبة الجليلة.
الرسالة الاولى التي يرسلها احتفالنا بهذه المناسبة، هي اننا واحد واينما كنا، واحد في الانتماء الى بيئة وتاريخ وحضارة ولغة. واحد في الفرح والالم، ليس هناك فرق بين من يعيش اوكان يعيش في سلامس واروميا او ارمينيا او جورجيا او روسيا او براور او صبنا او حكارى او طور عابدين او سهل نينوى. اننا واحد على الاقل لان احتفالنا بهذه المناسبة واعتبارنا انها لنا، ملكنا، تاريخنا، مهما قسمتنا الكنائس والجغرافية والعشائر.
الرسالة الثانية تقول اننا من بين النهرين او الانهر او الرافدين، وان كنا في استراليا التي فيها الان يحتفل بالخريف او جنوب اميركا او اي منطقة اخرى، واننا نتطلع لان تجمعنا هذه الارض الاصيلة، كما تجمع الام ابناءها، او كما تجمع الدجاجة فراخها.
الرسالة الثالثة وكما اجمع السابقون على وحدة الاحتفال فان من يعترض اليوم وبعد وعي حقيقي بان وجودنا وبقاؤنا واستمرارنا مرهون بوحدتنا ومنها وحدة ممارساتنا وليس تجزئة المتوحد، تحت اي ذريعة كانت. وان اي تجزئة للمتوحد يعني الرغبة في تركنا منخوري القوى امام هجمات الاعداء والتي لا يمكن وقفها الا من خلال وحدتنا العابرة للتجزئة الكنائسية والعشائرية والجغرافية.
والرسالة الرابعة تقول انه مهما اختلفنا، فلنا من المشتركات اكبر من اختلافنا، وتوحدنا هو لاجل ترسيخ المشتركات وتطويرها لانها بمثابة اسس استمرارنا وديمومتنا.
انها رسالة العمل القومي، التي تعمل بجد لزيادة طرق واساليب وايام الاحتفالات المشتركة، عبورا لترسيخ الوحدة وتجاوز الانقسام الذي حدث لاسباب طبيعية او اقتصادية او مذهبية. العمل القومي الذي ناضل لكي يجمع ابناء الامة ورغم همومهم اليومية ومخاوفهمعلى مائدة واحدة، لكي يتناولوا قربانهم المشترك، قربانهم المستمد من جسد امتهم ودمها والساري في شراينهم واوردتهم. انهم يعودون في كل احتفال توكيد هذا الانتماء الصميمي وهذا التلاحم لاجل استمرار بقاءهم واستمرار رفد ابناءهم باسباب التمسك بالقربان القومي.
ان احتفالنا باعيادنا القومية المفرحة والحزينة، كرازة  مستمرة للبقاء والتمسك باجمل ما فينا وتبشيره للعالم، ها اننا ورغم المحن مصرون على البقاء، مصرون على ان نكون تحت الشمس، مصرون ان نصنع وان نرفد العالم بكل ما في طاقتنا لكي تعي الانسانية انها مدينة لنا، وانها بنا ستحمل هذه الصفة (( الانسانية)) وبدوننا ستوصم بالهمجية.
احتفلوا يا ابناء شعبي باعلامكم الجميلة وباغانيكم الرائعة وبدبكاتكم القوية، واثبتوا للعالم انكم تحتفلون بالفرح، فشعبنا ليست كل ايامه حزينة بل يمتلك اياما للفرح والسرور وقمته اكيتو، راس السنة الاشورية البابلية. ففي مثل هذا الايام كانت نينوى تحتفل بايامه الاثنى عشر وفي بابل كان شارع الاحتفالات يتزين لمقدمه. قد تكون مدننا وقرانا قد سرقت منا، ولكن الاحتفال لم يتمكن احد ان ياخذه منا، بل اختلسه البعض لانه ادرك ان للفرح قوة موحدة اكثر من الحزن.
كل عام وشعبي يحتفل باكيتو وهو اكثر سرورا واقدر على فعل الخير لذاته وللاخرين. سنة جديدة في تقويم استمرارنا وتقدمنا وتوحدنا، سنة مباركة وسعيدة، يا شعبي اينما كنت.  

168
الجبن الاعلامي لبعض تنظيماتنا زوعا وموتوا عمايا نموذجا


تيري بطرس
bebedematy@web.de

لكل حزب ان يتخذ مواقف وقرارات وتوجهات بما يتوافق مع معتقداته، والا ما معنى ان نقيم او نؤسس احزابا سياسية ان لم تقم باتخاذ مواقف تعبر عن الغاية من التأسيس؟ ولكن بعض احزابنا تتخذ موقفا، وبدلا من شرحه ان كان في اتخاذه ثمة تساؤلات، وهو امر يجب ان يرحبوا به لانه دلالة على المتابعة والاهتمام، نراهم في كثير من الاحيان يلجؤن الى التبرير والنفي والاختفاء خلف ادعات كاذبة.
موتوا عمايا يحاول تبرير موقفه من عدم حضور ممثليه في جلسة التصويت على ميزانية العراقية، من خلال التبرير واتهام عنكاوا دوت كوم، وكان على الناس ان تدرك وتعي الاسباب الخفية او الكامنة في القلوب، هذا اذا كان التغيب لاسباب كامنة وغير معروفة اصلا. ان التغيب عن جلسة برلمانية كموقف ليس عيبا بل هو ممارسة سياسية يلجاء اليها الكثيرين، وعدم اقرار الميزانية الا بعد تعديلات يرتأيها الاقليم هو موقف يجب ان يتم شرحه للجماهير وليس الهروب منه والصاق التهم بوسيلة اعلامية غايتها نقل الخبر والتحليل ومن مختلف المصادر وبمختلف القرأات. شخصيا لا ارى عيبا في التغييب لعدم اقرار الميزانية بالصورة التي يعتقد الاقليم انها تضر به وبسكانه وابناء شعبنا جزء من سكانه، فصحيح نحن لسنا كورد، وقد لا نتفق مع الاحزاب الكوردية في بعض التوجهات ولكن ليس عيبا ان نتفق معهم في امور كثيرة اخرى. بل ان مشاركة بعض ممثلي ابناء شعبنا في الجلسة وبما يوحي باستعدادهم للتصويت عليها هو مدار تساؤل اساسي وهو هل بهذه المشاركة يريدون معاقبة ابناء شعبنا في الاقليم من خلال تقليل الميزانية او من خلال بعض الاجرات المتخذة كوقف صرف الرواتب للضغط على ابناء الاقليم سياسيا. اذا كان الحري بالمجلس الشعبي ان يشرح موقفه ويبرر حقيقة تغيبه برغبته عدم المشاركة في تقليص موازنة الاقليم مما يعني الاضرار بابناء شعبنا ايضا وليس الكورد فقط، الا ان الظاهر ان المجلس الشعبي يراقب ردود فعل شعبنا من خلال ردود فعل  انصار زوعا، وكانه يريد ان يقنعهم وهم لن يقتنعوا ولو احرق اصابعه العشرة شموعا لهم ان جاز التعبير. نحن ندرك ان ممثلي شعبنا الخمسة لا يملكون التاثير الكبير في اقرار اي قانون فما بالك بالميزانية لان التاثير هو للكتل الكبيرة (يمكن ان يكون لهم تاثير كبير في حالة تساوت كفتي المعارضة والمؤيدة، ولكن في هذه الحالة سيتعرضون لضغوط حائلة)، ولذا فانهم سيعبرون من خلال تصويتهم على امرين مدى خدمة قاعدتهم التمثيلية او من خلال التحالف القائم والذي من المفروض انهم مقتنعون به. نختلف مع المجلس الشعبي بامور ولعل من اهمها وقد قلناه صراحة ترشيح ممثلي عنه من المنتمين للحزب الديمقراطي الكوردستاني وهو امر لا نراه خطاء بل خطيئة، ليس كرها بابناء شعبنا المنتمين لهذا الحزب فلنا اصدقاء نجلهم منهم، ولكن باعتباره حزبا سياسيا يجب ان يقرر ان يرشح اما من كوادره او ممن يراهم مؤهلين لخدمة توجهاته السياسية الاساسية، اي المتعلقة بشعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) اما تلك المتعلقة بسياسة مع من نتحالف  فان الممثل المنتخب سيلتزم بها لان حزبه ملتزم بها ولسنا بحاجة لضمان ذلك من خلال الاتيان بمن هم في الحزب الحليف.
زوعاويا وايضا من خلال موقف السيد الوزير سركون صليو، فقد قرر ان يصوت لصالح قانون الاحوال الشخصية الجعفري، لا اعرف ما هي مبرراته الحقيقة لذلك، وخصوصا ان هذا القانون من المفترض انه لا يتعلق بنا ومبني على امور فقهية وليست قانونية مما تدرس في كليات الحقوق والتي لا يفقه بها الا المختصين، فاذا كان تماشيا مع رغبة الاخوة الشيعة فان الكثيرين من الشيعة لم يوافقوا عليه، لانه يخالف حقوق الانسان، وان كان رغبة في دعم المالكي فان الامر باعتقادنا لم يتحقق لان القانون سيرسل الى مجلس النواب وهناك سيكون اقراره النهائي. ولكن بمجرد التصويت لصالح القانون، سيدرك الانسان العادي انه لم يطلع عليه وكان من المفترض ان يحدث ذلك، لان فيه الكثير من المواد التي تجعل من الغير المسلم، وكانه درجة اقل او ان القانون ينظر اليه على انه ليس بمساواة مع المسلم وهو الامر الذي يخالف الدستور العراقي. وعدم اطلاعه على القانون وتفاصيله باعتقادنا هو كسل واخذ الامر بماخذ التساهل والاستهبال وكانه يقول ان الامر  لا يعنيني وخصوصا انه ليس متعلقا بنا هذا اذا احسنا النية، الوزير او عضو البرلمان مهما كن انتماءه الحزبي او الديني او القومي هو ممثل لكل الشعب العراقي وعليه ان ياخذ الامر بهذه الصفة بالاضافة الى صفته القومية او الدينية او الحزبية. علما انه من المفترض ان تقوم سكرتارية رئاسة الوزراء بتزويد كل وزير بنسخ كاملة عن مضمون القوانين والقرارات والاسباب الموجبة لاتخاذ هذا القرار او اقرار هذا القانون وارساله الى مجلس النواب ورغم ادعاء البعض ان القانون غير ملزم ولكن رغم ذلك فيه ثغرات دستورية كثيرة. علما ان الاعلام قد قال ان مجلس الوزراء قد اقر قانون مقدم من وزير العدل. ان البيان الذي نشره السيد امير على حسون مدير عام دائرة التوعية والاعلام البيئ في وزارة البيئة نقلا عن السيد الوزير لم يكن الا لعب على الكلمات لخداع الناس وموقف الوزير فصل حسب المواقف او حسب مصالح انية ولكن في الاعلام يتم تغطيتها ومحاولة التنصل منها بالتضليل وليس بالدفاع عن الموقف وعن الاسباب الموجبة التي راها لتايده اقرار القانون في مجلس الوزراء. في الوقت الذي يحاول الزوعا مغازلة دولة القانون ودعم مواقفها، فانه ولاسباب انتخابية انية يحاول التنصل من هذه المواقف في جماهير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وخصوصا في المهجر، لادراكه ان دولة القانون واغلب الكتل العربية لم تعد تحضى باي مصداقية لدى ناخبينا.
ليس المطلوب من السياسي اتجاهه حسب اهواء الناخبين او المستعمين، فكفانا من عملية صنع حالة معينة، ومن ثم الاتكال عليها لرفض اي امر اخر، بما يذكرني بالحكومات العربية ومواقفها، التي دعمت وقوت وساندت التوجهات الاسلامية لكي يلتهي الناس بالدين ، وعند الحديث عن حقوق الانسان والديمقراطية ادعت هذه الحكومات ان في اي تحول ديمقراطي سيتولي الاسلاميين الحكم ومن ثم مناقضة كل المواثيق الدولية ودمار الاقليات والحروب الطائفية. ان البعض منا يخلق لدى المستعمين انطباعا معينا عن الجار وهو غالبا عدو، وبعد ذلك ياتي ليبرر اتفاقه مع من صور على انه عدو ولكن بصورة مربكة واحيانا مفجعة.  نريد سياسي يدافع عن مواقفه ويعطها الابعاد الحقيقة ويكسب الناس لرايه بقوة الاقناع والحقيقة التي يمتلكها وليس بقوة التمثيل والخداع وزرع المخاوف.

170
ليس الانقسام في التسمية.... بل في النيات






تيري بطرس
bebedematy@web.de

مهما قلنا في مأساة شعبنا قد تكون قليلة، وخصوصا ان الواقع ومعطياته تنبئ بمخاوف كثيرة اشرنا اليها مرارا، ولكن المأساة الاكبر هي في بعض ابنائه، وهذا البعض هم من كل الاطراف مع الاسف، انهم ممن ينحون مناحي التطرف اما في المطالب سواء مع المحيط او من بعض ابناء الامة الواحدة. فباعتقادي المتواضع، ان التسمية ليست عائقا في تعليم اللغة السريانية، وليست عائقا في ان ندير انفسنا بانفسنا، وليست عائقا، لكي يتم ضمان حقوقنا كشعب ومكون عراقي بالتساوي مع بقية المكونات الاخرى. والتسمية الاشورية لم تكن عائقا بل عملت وعمل من حملها لتحقيق هذه الغايات، وباعتقادي المتواضع ايضا، حاول معتنقي هذه التسمية بقدر الامكان ان يكونوا عادلين في توزيع وتنويع المستفيدين دون ان يعملوا من اجل تجاهل ابناء المنطاق المختلفة او الكنائس المتعددة او التسميات الشائعة. واذا كان لنا ممثل واحد في مجلس الاعيان وهو بطريرك الكنيسة الكلدانية ابان الفترة الملكية، وبصلاحيات محدودة، فان اليوم لنا خمسة ممثلين في البرلمان العراقي  ومثلهم في برلمان اقليم كوردستان، رغم عدم رضانا عن ادائهم ولكن سبب هذا العدم الرضا هو سياسي وادائي وليس بسبب التسمية. وهؤلاء الخمسة ليسوا كل طموحنا. وبالتاكيد ان تواجد هؤلاء كان نتيجة لنضالات شعبنا بمختلف مكوناته وتسمياته.
قد اكون كررت المقولة التالية اكثر من مرة ولكن الحاجة تتطلب ذلك بلا شك علما انها ليست مني بل حقيقة معترف بها . ((الفكر القومي هو نتاج التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي حدثت في اوربا،)) فبدا من وثيقة الماكنكارتا ( Magna – Carta) أو الشرعة الكبرى والتي أصدرها عام 1215 الملك جون، المعروف باسم جون بلا أرض على أثر الثورة التي أعلنها الأرستقراطيون ورجال الدين بعد أن أخذ حكم الطاغي يهدد مصالحهم. فما كان منهم إلا أن تمردوا على سلطته ونشروا لائحة ضمنوها مطالبهم، ولم يعودا للطاعة إلا بعد أن رضخ الملك ووافق على الاعتراف لهم بالحقوق الواردة في لائحتهم. بداء تحول الدولة او ما نصطلح عليه الدولة من اقطاعية خاصة بالملك وبما يريده ودون اي ضوابط وقوانين الى ما نعرفة اليوم من تكوين الدولة كمؤسسة تقدم خدماتها للشعب وتحكم ببواسطة ممثلي الشعب ولخدمته وتحت رقابته، علما ان الدولة كانت قد عرفت مسبقا حكم الاستقراطية ابان حكم اليونان والرومان ولكنه انقطع وتراجع الى حكم رجال الدين والملوك الغير ملزمين باي عهد او وثيقة تحدد مدة وصلاحية الحكام، فالحكم كان للاقوى وهنالك اسطورة الملك ارثر وفرسان المائدة المستديرة التي تنبئ بالتحول نحو الدولة الحديثة تدريجيا، ولعل اهم  تطور نحو الدولة الحديثة كان معاهدة وستفاليا التي انهت ثلاثون عاما من الحرب الدينية في اوربا. وقد مرت هذه الدولة بمراحل تطلبها الوعي الثقافي والتطورات الاجتماعية والامكانيات الاقتصادية. فمع انتشار الصناعة ونشوء مجمعات سكانية خارج الاقطاعيات وغير خاضعه لها، تكون شكل اخر من السكان وهوما نسميه الشعب المهتم بمصيره وبمستقبله وصار يجتمع في اطر ومقدسات جديدة نابعة من مصالحه، ومنها الوطن الذي كان قبلا دوقية او امارة او منطقة، فصار بلدا واسعا يحكمه الملك، محدد الصلاحيات وبمشاركة مجالس للنبلاء ورويدا رويدا تمكنت الطبقات الادنى من دخول معترك السياسة ممثلة لتطلعاتها. ولكن هذا الدخول لم يكن وليد صدفة او منة من الطبقات الاعلى، بل نتيجة مغاض عسير حدث في المجتمع، ادى الى بروزة الطبقة الجديدة والتي سميت البرجوزازية الصغيرة او الطبقة الوسطى، مالكة المال والمصانع وقائدة المجتمع وحاملة لتطلعات وشعارات جديدة. ان توسع الطبقة البرجوازية تطلب اولا توسيع رقعة الوطن، وتوسيع رقعة الوطن تطلب ظهور توجهات جديدة وشعارات ملائمة وكانت القومية (لغة واحدة وتاريخ واحد ومصالح مشتركة وارادة واحدة) هي الدين الجديد والبديل الاحدث لتوسيع وتقوية الوطن وانتشار رقعة الاستعمار او الفتح الجديد.
اذا المفهوم القومي لم يكن بالنسبة لاوربا او حتى لبعض دولها الاكثر تخلفا مثل رومانيا واليونان ويوغسلافيا والبانيا، قميصا يلبس بل مخاض وتطور اجتماعي ثقافي قانوني، تطلب التغيير السياسي، في حين انه بالنسبة لتركيا والقوميات المتعايشة فيها مثل العرب والكورد والاشوريين كان نوعا ما ذلك القميص الذي يلبس لانه استهواهم اكثر مما كان تطورا في البنية العليا لمجتمعاتهم. اي نعم رفعت الحركات القومية للشعوب الواقعة تحت الاستعمار العثماني نفس الشعارات التي رفعتها الحركات القومية الاوربية، مثل الوحدة الوطنية والاستقلال ومنعة الوطن وقداسة الامة ومحاربة القوى الظلامية او المتخلفة مثل الاقطاع والاوستقراطية، ولكن اصلا لم يكن لهذه الشعوب اقطاع انتج ثقافة متميزة او حالة منفصلة عن الشعب كليا. فحتى الاقطاعي او الاغا في هذه المجتمعات وبرغم من القوة التي كان يمتلكها، فانه كان اجتماعيا ودينيا واقتصاديا فقيرا وذا قدرات محدودة. يمكن ان نستورد سيارة ونتمكن من ان نقودها، ولكن المفاهيم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي  هي وليدة المجتمعات وخبراتها، من الصعب استيرادها وتطبيقها بحذافيرها على مجتمعات اخرى، لان لكل مجتمع ظروفه وبيئته الخاصة. الا ان النجاحات التي حققتها اليونان ويوغسلافيا وبقية مستعمرات السلطنة العثمانية في اوربا، دفعت الكثير من الشعوب الى تبني النموذج الاوربي، هذا النموذج الناضج والعابر للطائفية الدينية والعلماني الحقيقي والذي لم يكبله خوف من الانصهار في البوتقات الاخرى. وحاولوا تطبيقها على شعوب لم تكن تمتلك ولو مصنع لصناعة الابر او لدباغة الجلود، فكل شئ كان محليا وعائليا والناس تعيش في اطار قبائلها وتقدس قيمها. وفي حين ان الحركة القومية هي البديل الفعلي لسيطرة العشائر والقبائل والاقطاع، فان حركاتنا القومية واعني بها (العربية والكوردية والاشورية) استعانت بالقبائل وقواها العسكرية، لهدم قيم القبيلة! هنا يجب ان نوضح ان هذه الحركات القومية، ترافقت مع محاولة للتخلص من ربقة الاجنبي، ففي حين ان الكل كان يحاول التخلص من الاستعمار العثماني والفارسي، فان الاشوريين كانوا ينون التخلص من القوى العشائرية الكوردية الضاغطة والتي وخلال اقل من قرن دمرت وقتلت مئات الالاف منهم امتدادا من طورعابدين غربا الى اورميا شرقا ومن بحيرة وان شمالا الى مناطق سهل نينوى جنوبا.
كان المجتمع في مناطق سكنى شعبنا مقسما عشائريا، وكل عشيرة تعتز بتسميتها ومناطقها، لا بل ان الاعتزاز بالتسمية العشائرية وتقديسه هو من القيم الاساسية للعشيرة، ومن المعقوات الكبيرة لتوحيد القوى في بوتقة واحدة، وكان من المستحيل ان يتم توحيد او وضع فرد من عشيرة تحت قيادة عشيرة اخرى. وكان شعبنا منقسما طائفيا، وكان الاسم الداخلي الاكثر استعملا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر هو سورايي، وبالرغم من ان للاسم مفهوم ديني واضح سوراي كانت تضم الاشوريين (النساطرة والكلدان والسريان) والارمن وهذه هي المكونات المتجاورة. ولكن الارمن لم يطلقوا على انفسم هذا الاسم بل نحن من شملهم به. وكان من الممكن ان يكون الاسم الذي يوحد الجميع في مظلة قومية فالاسم ليس القومية، بل هو العنوان لتجليات موحدة تجمع اناس مشتركين فيها كاللغة والتاريخ والارض والمصالح المشتركة، ان اللغة تصنع المصالح المشتركة كصناعتها للعواطف والتقارب. اختار الكورد هذه التسمية لتاطير عملهم القومي بديلا للتسميات العشائرية او المناطقية مثل الكرمانج والسوران، ورغم ان تسمية كوردستان استعملت في ما بعد القرن السابع عشر وانتشرت في القرنين الاخيرين، الا ان الكورد لم يعرفوا انفسهم كحالة قومية بل كانت انتماءاتهم العشائرية والمناطقية هي الطاغية، وللباحث المتفحص يمكن ملاحظة ذلك حتى الان وخصوصا ابان حدوث خصومات وتصدعات سياسية التي يغلب عليها التوجه المناطقي والعشائري. كما اختار العرب هذه التسمية التي كانت مرادفة للمكر والسرقة والتخلف، لاهل المدن مثل بغداد ودمشق وبيروت، الا ان القوميين تمكنوا من نشرها واستيعاب الاجيال القادمة تحت مظلتها مع منحها بعدا تاريخيا. ومما ساعد في نشر الفكرة القومية العربية ان اوائل القوميين العرب قادوا الدول التي تاسست في المنطقة ونشروا ايديولوجيتهم من خلال اعلام وقوانين هذه الدول، حتى انهم حاولوا فرض الانتماء القومي العربي لغير العرب مثل الكورد والاشوريين والبربر والاقباط. وكان نجاحهم الاكبر مع الاقباط والمارونيين اللذان خدما التحرك القومي العربي، وكان جزاهم الانقلاب الكبير ضدهم في لبنان وفي مصر ايضا.
لا يمكن الجزم حقيقة لماذا اختار اوائل القوميين الاشوريين هذه التسمية بالذات كاطار عام يضم الكل اي كل متكلمي السورث، ولكنه اجتهاد وليست حقيقة مثبتة، قد يكون لان التسميات الاخرى مثل الكلدانية والسريانية (كلدايي وسورايي)  كانت ترتبط بالكنائس اما الاشورية فلم ترتبط بالكنيسة الا بعد اكثر من مائة عام من بدا انتشار الوعي القومي ولمعالجة ضغوط محددة والتجاوز عليها كمحاولة التعريب الضاغطة والبدء في ازالة  وتهديم القرى. ولكن في ظروف الانقسام الطائفي والعشائري وتاثيرهما لحد الان سواء بشكل مباشر او غير مباشر، يمكننا ان نقول وبثقة كبيرة ان اي خيار اخر، كان سيواجه مقاومة وممانعة كالتي احدثها خيار التسمية الاشورية. لا بل يمكن احتساب ان التسمية الاشورية ورغم من المعيقات والاضطهادات التي عاناها معتنقوها فانها انتشرت اكثر وتمكنت من ان تعبر الطوائف الى كل ابناء شعبنا، ليس كافراد كما كان حين البدء بل بتحركات سياسية منظمة وبتوجهات ايديولوجية مختلفة.
في التاريخ وخصوصا الغير المكتوب، يمكن طرح استنتاجات عديدة حول اي قضية، وستكون مقدار صحتها متقاربة لحين اكتشاف وثائق تدعم طرح معين. فهل الاشورية التي عاشت ونسب اليها اشخاص وكتاب وبطاركة لم تكن موجودة حقا، وهل النسب هو للارض كما يدعي البعض، اعتبر السؤال ساذجا جدا، فالناس اما تنسب الى الارض او ان الارض تنسب الى الناس وفي كلا الحالتين هم امر واحد، فالسكان القاطنين او المولودين في اتور (بالعربي اشور) هم اشوريين بقدر كون الارض اشورية لان من يسكنها يطلقون على نفسهم اشوريين. ان المحاججة في هذا الامر تكاد تدخلنا في نقاش سفسطائي لن ياتي بنتيجة، فاغلب الشعوب وابناء القوميات التي نتاعيش معها او حتى الاوربية لم يكن يطلق على نفسه التسمية القومية التي يحملها اليوم، فاغلب جيراننا كانوا يعرفون باسم مناطقهم التي هي جزء من التراب القومي او باسم العشائر او باسم العوائل. سؤال من كان العباسييون؟ ومن كان الامويين؟ هل كانوا عرب ام قريش، وهل الشعب كان امويا ام عباسيا، وهل كان هناك احد يطلق على نفسه تسمية العربي ام انه كانت هناك تسمية اعرابي الرديفة للبدوي، اي نعم اخذ البعض اسم العربي مثل المتصوف الشهير ابن العربي ولكن هذا استثناء يثبت القاعدة، وهو يماثل ططيانوس الذي عرف بالاشوري او البربري في احيان اخرى.
هل يمكن اعادة تسمية الشعب مرة اخرى؟ اعتقد ان المجنون هو من يمكن ان يطالب بذلك، في واقع الانقسامات الطائفية وترسخها، وفي واقع ان شعبنا بكل مكوناته وتسمياته ليس تحت سلطة تشريعية واحدة او الاكثرية العديدة او حتى اكثرية معتبرة، لكي يمكن اخذ القرار بهذا الشأن، وترسيخه وتثبيته. وعندما اقول ان تسمية سورايا ويقابلها بالعربي السرياني وبالانكليزي Assyrian  هي قريبة من الحل، لا اقول بالاخذ بها وتثبيتها لانه ليس قرارا بل راي، والقرار بهذا الشان يتخذ من هيئة او مجلس تقر بشرعيته على الاقل شرعية معتبرة.
بالطبع البعض قد لا يتفق حتى مع اننا شعب واحد او قومية واحدة، والبعض حاول ان يجتهد وقال باننا شعب واحد ولكننا قوميات متعددة، ولم نعرف لاي سبب او استنادا الى ماذا؟ غير الرغبة الشخصية، ان استمرار المناحكات والانقسامات حول الامر، يعني تفتيت لقوانا المفتتة اصلا، وليس ذنب الرواد الاوائل انهم لم يسألوا من اتى من بعدهم باكثر من قرن ونصف القرن عن الحل او ان يستفتوهم او ان يتركوا المسألة عالقة لحين الاتفاق، فلقد كانت حركة تبشيرية ،اعتمدت على المتطوعين من المتعلمين والقادة الاجتماعيين. والمهم ان غايتها كانت توحيد الصف تحت راية واسم واحد للتخلص من الظلم الازلي الذي كانوا يعيشون تحته لمئات السنين. ليس المهم هل التسمية الاشورية الافضل ام لا، وليس المهم هل هناك تواصل دائمي بين جيلنا والجيل الذي عاش في نينوى لتحقيق المطالب ولترسيخ الذات والتمتع بالحريات والحقوق، انها امور للدراسات التاريخية والاكاديمية ويمكن ان تتغير باكتشاف اي وثيقة جديدة، لا بل ان وثيقة يمكن ان تقلب الامور راسا على العقب في الدراسة التاريخية، ولكنها في الواقع قد لا تغيير اي شئ.  هناك شعوب تدرك ان الكثير من اجزاء تاريخها هو اسطورة ولكنها تقراءه وتقول انه تاريخها، وحتى تسميات شعوب اخرى او دول اتت مصادفة ونسبت لاشخاص لم يكن هم من المقصودين او المحققين لاكتشافها مثال اميركا التي سميت باسم امريكو او من قال ان اميركا هي ارض جديدة وليست الهند الغربية كما اعتقد كرستوف كولومبس. هذه الامور لا تؤثر في واقع الشعب ولا تدفعه الى الامام او الى الوراء، الذي يؤثر هو انضواءه تحت راية واحدة لتحقيق طموحاته، وقد اثبتت الاشورية انها الاصلح لانها عبرت الطوائف والتجمعات والدول الاصلية لشعبنا. اي انها تحاول تحقيق مصلحة مهمة لشعبنا وهي الوحدة في اطار تسمية معينة مما يساعد لتحقيق الوحدة في رسم الخيارات والاساليب ايضا، نحو الانطلاق لتحقيق الاهداف  القومية.
بقدر افتخارنا بالمرحلة الاكدية والعمورية والاشورية والبابلية الحديثة، فاننا نفتخر  بالمرحلة المسيحية وبانجازات شعبنا في اطارها من فتح البلدان بكلمة الرب والصليب، الى الجامعات والمدارس والترجمات التي ربطت قديم العالم بحديثه، اننا كشعب واحد مهما كانت التسمية التي نرتضيها، ندرك اليوم ان انتماءنا لهذا الشعب هو انتماء لثقافة تمتد جذورها الى بابل ونينوى مرورا بنصيبين واورهي . انه تاريخنا كله، ومن العجب ان البعض يقول بزوال او محو الاشوريين من الوجود وهو كان شعبنا يعيش في مدن وقرى تمتد على مساحة واسعة، ولكنه يقول بان اشوري اليوم هم من الاسباط العشرة، لا افهم كيف يزول صاحب الارض ومالكها ويبقى من كان يعتبر عبدا او مجلوبا للعمل؟ هذا اذا كانت في الامكان جلب كل هذه الاعداد الضخمة بامكانيات المتاحة في ذلك العصر؟
من الامور التي يتم تناسيها او عدم التطرق اليها لان الكثير من النظريات ستتهاوي وسيحل محلها الاقرار بالمصلحة وهو الاهم، ان ابناء شعبنا في القرون الاخيرة تعرضوا لحملات قتل وقمع وتجريد من الممتلكات وخصوصا في مناطق سكناه في الجنوب وخصوصا في الخط الرابط بين اربيل وموصل وزاخو، وهذه الحملات لم تقتصر على حملات بدرخان ومحمد كور بل شملت الصفويين ومعارك الامراء المختلفة والمماليك، وكل هذا كا يؤدي الى انهيار قوى شعبنا ودمار ممتلكاته، ومن خلال تتبع انساب ابناء اغلب البلدات نجد انها تعود الى العشائر المتحصنة بجبال حكاري، وبانتقال الناس من حكاري العصية ولكن الفقيرة بين فترة واخرى لم يتغيير لدى السكان اي شئء، لانهم انتقولوا ليعيشوا مع اقربائهم البعيدين والذين سبقوهم في القدوم، والمتغيير الوحيد الذي حدث هو الانتماء الكنسي.
ان الخبرة  السياسية التي امتلكتها الاحزاب العاملة تحت اليافطة الاشورية، ساعدت كثيرا في اتجاه هذه الاحزاب  نحو الاخذ بان مصلحة الشعب ومستقبله هو اهم من مقدسات ايديولوجية، ولذا فاننا نرى ان الاحزاب ذات التجربة هي التي اتفقت وقررت القبول باي صيغة تحفظ وحد الشعب، وتجعل كمه الاكبر كتلة موحدة ليتمكن من اتخاذ القرار في تحديد المستقبل. في حين ان الاخرين ممن لا يؤمنون بوحدتنا القومية يرتضون باي قسمة حتى لو كانت اقل مما هي حاليا نكاية بالاشورية. علما ان حملة التسميات الاخرى وخصوصا حين الاصرار على  المطالبة بتقسيم شعبنا وتفتيته، سيتعرضون الى مازق كبير وهو من هو الكلداني او السرياني، فالاشورية حسمت الامر من زمن طويل بتحديد الاشوري انه كل من كانت لغته الام السريانية (السورث) وبكل لهجاتها، هل سيكون تعريف الكلداني والسرياني شبيها ومتطابقا معه، وهو المرجح، اذا لما تعريض الشعب لهذا الصراع الغير المجدي والذي لايمكن حسمه بكل الوسائل اليوم، بل يمكن ذلك حين امتلاكنا لسلطة تشريعية ونابعة من اكثرية معتبرة.

171
النجيفي يهدد المسيحيين


تيري بطرس
bebedematy@web.de

قد يكون من حق السيد اسامة النجيفي ابداء رايه في كل المواضيع التي تطرح ومنها موضوع انشاء محافظة في منطقة سهل نينوى، ولكن ليس من حقه مطلقا ان يهدد مكون من مكونات الشعب العراقي وبشكل مباشر، قائلا لا تروحوا زائد. ان هذه العبارة وبقدر ما تحمله من التهديد، فانها تنبي بالاستخفاف والنظر الى الجهة الموجه لها على انها لا تستحق اي شئ ولا تفقه اي شئ ايضا.
 وفي مجال تعليقه على الدعوات لانشاء محافظة في سهمل نينوى وما ذكره مجلس الوزراء من تاييد من حيث المبداء لاقامة مثل هذه المحافظة، جدد رئيس البرلمان العراقي، أسامة النجيفي، رفضه الدعوات لتأسيس محافظة جديدة في منطقة سهل نينوى ))للمسيحيين((. ووصف النجيفي في كلمة له بمحافظة نينوى التي كان  يزورها قبل ايام هذه الدعوات بـ«الخطيرة لأنها ستعيد الخلافات الدينية والمذهبية داخل المجتمع العراقي». وأضاف النجيفي أن «هناك دعوات غير دستورية وغير مقبولة تصدر عن بعض الجهات السياسية وترمي إلى إنشاء محافظة للمسيحيين في منطقة سهل نينوى» وأشار النجيفي إلى أن «وجود محافظة خاصة للمسيحيين سيضر بمستقبل وأمن المسيحيين واستقرارهم، ويؤثر سلبا على اندماجهم في المجتمع الموصلي الذي عاشوا في كنفه منذ قرون» كما اعتبر أنه «من غير المعقول أن نقبل مثل هكذا دعوات، لأنها مرتكزة على أسس مذهبية ودينية» لا ادري حقا هل يحاول السيد النجيفي الضجك على عقولنا او اعتبارنا اغبياء وممسوحي الذاكرة لكي  يقول بانها تعيد الخلافات الدينية، هل يقول ذلك باعتبار العراق يهناء بامن مثالي وليس فيه صراع سني شيعي معلن، ام يعني ان المسيحيين سيتعرضون لما ترعضوا له في حالة تاييدهم لاي مشروع سياسي يرفضه مثيري الفتن الطائفية؟ الا يعلم السيد النجيفي ان دوره هو توضيح الامور ووضعها في القالب القانوني واطفاء اي محاولة لخلق بؤر الصراع لان ما تم طرحه يمتلك كل صفات المطالب المحقة والمشروعة ومتوافقة مع الطرق الدستورية.  علما انه لا يوجد اي مشروع لاقامة محافظة للمسيحيين كما يزعم بل محافظة لمنطقة سهل نينوى بمكوناتها من الكلدان السريان الاشوريين والازيدية والشبك.
. لا اعرف كيفة تكون دعوة انشاء اقليم نينوى التي دعا اليها او هدد بالدعوة اليها اخية السيد اثيل النجيفي او دعوات لاقامة اقليم سني وهي علنية  ومعروف اصحابها ، دعوة دستورية بينما الدعوة لتشكيل ادراي يضمن التوزيع العادل للثروة والتنمية دعوة غير دستورية.  ، من الواضح ان قول الحقيقة لم يعد يهم احد، فبالامس تعرض مسيحيو الموصل واطرافها لحملة قتل وترهيب ومحاولة سلخهم من مناطقهم، حتى ان السيد النجيفي اكد في تصريحاته عام 2010 ان الكورد هم المسؤولين عن ارهاب المسيحيين وقتلهم وله وثائق تثبت ذلك ولا زلنا ننتظر وثائقه التي يظهر انها ليست مهمة بقدر اهمية مصالحه السياسية والطائفية، هذا اذا كان يمتلك مثل هذه الوثائق اصلا.  فعن اي استقرار واندماج يتحدث؟. وعندما يعود وبركز «من غير المعقول أن نقبل مثل هكذا دعوات، لأنها مرتكزة على أسس مذهبية ودينية» فانه  يحاول لوي عنق الحقيقة فهو يعلم ان المحافظة لكل سكان منطقة سهل نينوى وبكل مكوناتهم ولكنه يريد اثارة الاسلام السياسي ضد المسيحيين لان احزابهم تدعم اقامة مثل هذه المحافظة. وأوضح النجيفي أن «أبناء نينوى من المسيحيين إنما هم مواطنون من الدرجة الأولى ولابد أن يبقوا في أرضهم التي كانوا ولا زالوا يعيشون فيها بسلام جنبا إلى جنب مع إخوانهم من المسلمين وبقية المكونات والأطياف الأخرى». عجيب وهل اعلن المسيحيين الحرب ام انهم يقدمون ومعهم المكونات الاخرى وبالطرق الشرعية لاعادة التشكيل الاداري للمنطقة وبما يؤدي الى تحسين وتطوير مناطقهم وعن اي سلام يتحدث السيد النجيفي، هل يعتقدنا مفقودي الذاكرة ولم نقراء التاريخ بما فيه من حملات القتل والاهانة والاستيلاء على الاراضي وتوزيعها على العرب لتعريب المنطقة، ان السيد النجيفي يريد من المسيحيين ان يبقوا يعيشوا تحت قانون اهل الذمة، حينها فقط يرضى عنهم.
من الواضح ان السيد النجيفي الشخص الذي يرأس المؤسسة التي من مهامها المحافظة على الدستور والقوانين  لا يستوعب الاليات الديمقراطية والحريات الفردية،. ففي حفل الاستقبال الذي اقيم له وحضره السيد مظلوم ماروكي ممثل المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري، كان  رده على شكر السيد ماروكي لنية الحكومة انشاء محافظة في منطقة سهل نينوى بكلمة لا تقال الا في الازقة وبين الزعران وموجه بشكل مباشر الى المسيحيين ككل وكلمته الغريبة والمستهجة هي (( لا تروحوا زائد)) وبقدر كون الكلمة غير لائقة لانها تفترض في الاخر الجهل والتعدي على الاخرين فهي تحمل من التهديد المبطن ما تحمله، فهل يمكن الوثوق حقا بمسؤول وعلى هذه الدرجة من المسؤولية يقول ذلك او يتكلم بهذا الاسلوب، لكي يحقق العدالة التي هي اهم واجب المسؤول وخصوصا رئيس اهم مؤسسة تهتم بتطبيق الدستور.
 والسيد النجيفي القيم على تطبيق الدستور والقانون، يدرك جيدا انه غير محق بشأن تاسيس محافظة للمسيحيين، فليس هناك اصلا مثل هذه الدعوة، بل الذي يروج لذلك هم من يريدون عدم قيام مثل هذه المحافظة، فالمحافظة هي لابناء قضائي تلكيف وبغديدا، بكل مكوناتهم من الكلدان السريان الاشوريين والازيدية والشبك. وسكان هذه المنطقة فقط يحق لهم قانونا الادلاء برأيهم النهائي في هذا الشأن.
  وللتذكير فقط نقول ان السيد النجيفي كان قبل اربع سنوات اي في كانون الثاني عام 2010 قد طالب المسيحيين بان يكونوا اقرب للحكومة المحلية في الموصل وليس هذا بل ايضا ان لا يدخلوا اللعبة السياسية بالاظافة الى ما ذكرنا عن قوله انه يمتلك وثائق تثبت اتهامه للكورد بالتسبب في حملة قتل وارهاب المسيحيين، هذه الوثائق التي كان من المفترض به كقيم على القانون والدستور وتحقيق العدالة والموازنة بين السلطات ان يقوم باطلاع القضاء والحكومة عليها لاتخاذ الموقف اللازم.
في الحالتين اي قبل اربعة سنوات ام الان، نستشف تهديدا مبطنا للمسيحيين، فالمسيحيين اذا كانوا لم يندمجوا لقرون خلت، فهل يمكن ان يندمجوا الان، وخصوصا بعد تعرضهم لحملة لاقتلاعهم من مناطقهم في مدينة الموصل او القصبات المجاورة؟  ان السيد النجيفي لا يبكي على المسيحيين ومستقبلهم، بل عى حصة سكان المنطقة التي كان هو او اخيه يتصرفان بهما كما يشاءان، وليس كتوزيع عادل، من خلال التعينات او المشاريع التنموية.  
نحب ان نذكررئيس البرلمان المحترم ان مناطق واسعة قد اخذت من نينوى واضيفت الى محافظات اخرى مثل صلاح الدين، لا بل ان محافظة دهوك برمتها كانت جزء من لواء الموصل قبل عام 1970،وقد سلخت اغلب هذه الاراضي وخصوصا ما الحق بصلاح الدين بقرارات حكومية وليس بالارادة الشعبية، فلماذ يريد المحافظ الوقوقف ضد الرغبة المعلنة من قبل البعض انشاء محافظة يمكن ان تنصفهم تنمويا واداريا على الاقل، علما ان لا المحافظة ولا الاقاليم هما خارج العراق. ان المسيحيين او الكلدان السريان الاشوريين والازيدية والشبك من يطالب باقامو المحافظة لتحقيق تنمية وتطوير البنى التحتية وتوزيع النصيب من ميزانية الدولة الخاص بها بشكل عادل ومنصف، افلا يستحقون ذلك وهم مواطنين عراقيين يطالبون بالوسائل الديمقراطية وليس بالمفخخات؟ علما ان تمتعهم بحق تشكيل محافظتهم لن يضير احد الا الطامع باملاكهم او الذي يعتقد ان المسيحيين والازيدية ما هم الا اهل الذمة وبعض الشبك من الروافض وبالتالي ليس لهم من حقوق غير الواجبات.
واليوم مجلس الوزراء يقرر انشاء محافظة تلعفر وهي جزء من الموصل وذي غالبية تركمانية، دون ان يرف للسيد النجيفي جفن ما، ولكن عندما ياتي الدور لاحقاق حق بسيط وذو شأن اداري وتنظيمي للكلدان السريان الاشوريين  والازيدية والشبك، فحينها يصرح ويعترض. هنا ندرك ان النجيفي حقا لا يهمه اي شئ غير مصالحه السياسية وثقافته الدينية التي تربى عليها، فانشاء محافظة تلعفر يحضى بتاييد تركيا احد حلفاءه الاقليميين، وقرار مجلس الوزراء يقول باقرارها وليس من حيث المبداء، ومع ذلك لم يتكلم او يعترض. ولكن محافظة في سهل نينوى يصيب ثقافة من تربى ان غير المسلمين ليس لهم الا حق الطاعة، بشرخ كبير.

172
اللقمة التي نتصارع عليها.... مطلوب ورشة عمل


تيري بطرس
bebedematy@web.de

قرر مجلس الوزراء العراقي بجلسته المنعقدة  بتاريخ 21 كانون الثاني 2014 وفي الفقرة الثانية على
 أ- الموافقة من حيث المبدأ على تحويل اقضية  الطوز , والفلوجة ،وسهل نينوى الى محافظة على ان تعرض على مجلس الوزراء بعد استكمال المتطلبات اللازمة .
  ب- تشكيل لجنة برئاسة السيد وزير الدولة المختص وعضوية ممثلين عن وزارات  العدل والبلديات والامانة العامة لمجلس الوزراء ، تتولى وضع ضوابط ومعايير معتمدة  لتحويل القضاء الى محافظة .
اما في الفقرة الرابعة فقد قرر.    الموافقة على مشروع قانون استحداث محافظة تلعفر في جمهورية العراق ، واحالته الى مجلس النواب استنادا الى احكام المادتين (61/ البند اولا و80/البند ثانيا ) من الدستور .
ومن الواضح ان قرار استحداث محافظة تلعفر حصل على الموافقة النهائية، وهو يحضى بقبول الكورد والشيعة ويعارضه النجيفيان (رئيس البرلمان ومحافظ نينوى) وبما ان الكتلتين الموافقتان ومعهما الكثير من الكتل الاخرى تمتلك اغلبية في البرلمان، فان قرار استحداث محافظة تلعفر سيسير بطريقه نحو التطبيق.
هناك اعتراض لتشكيل محافظة التلعفر، من قبل النجيفيان، وبالرغم من ان هذا الامر هو حق دستور لاهل تلعفر، الا ان اسامة النجيفي القيم على تطبيق الدستور ودستورية القوانين والقرارات، يبدي اعتراضه على الامر، ونحن هنا نتحدث عن الشخص الثالث في الدولة، وليس اي نائب اخر، مما يوحي لنا بان خلف الاكمة امر اخر. اعتراض الكورد هو على طوزخورماتو، ويشاركهم الاعتراض محافظة صلاح الدين، وفي الوقت الذي يمكن ان يتعلل الكورد باسم السكان الكورد لاهل القضاء، فان اعتراض محافظة صلاح الدين هو امر مردود لانه اساسا كانت طوزخورماتو جزء من محافظة كركوك قبل ان يسلخها النظام السابق ويلحقها بالمحافظة المستحدثة صلاح الدين. بالطبع يمكن فهم لعبة الكورد، في صورة العمل السياسي، الممانعة ومن ثم الموافقة مقابل شروط، ومنها الحاق محافظة كركوك وبشكل تام باقليم كوردستان، مقابل دعم التركمان في الحصول على محافظتين (تلعفر وطوزخورماتو) ولكن بماذا سيتم مراضاة النجيفي او القوى المعارضة لتشكيل محافظة سهل نينوى، علما ان تشكيل المحافظة ايضا حق دستوري ولا يحق لاحد الاعتراض عليه، الا من اهلها، هنا علينا ان ننتبه للامور بشكل جيد لكي لا نجد انفسنا الا وانه قد تم التضحية بنا على مذبح مراعاة القوى السنية او العروبية لكي يغضوا النظر عن امور اخرى.
بعد اقرار مجلس الوزراء اعلاه، نشر موقع زوعا اورغ النباء منسوبا الى السيد سركون صليوا وزير البيئة، وبما يوحي بين السطور ان ما تحقق هو انجاز زوعاوي، مع العلم ان اقرار المطلب هو من قبل تجمع احزاب ومؤسسات شعبنا، وكان على كل من يتواجد في مجلس الوزراء ان يقوم بتقديمه بشكل رسمي لانها مهمته. ولتحقيق او تثبيت الامور كما ارادت الزوعا اكد انصارها على انه انجازها، وهذا الامر اثار حفيظة الاخرين وهم محقين به وخصوصا ان هذه ليست المرة الاولى التي يتم سرقة جهود كل تىطراف وتنسيبها لطرف معين دون وجه حق، وبما يعمل من اجل تفتيت العمل القومي المشترك.
كل هذا الصراع والاخذ والرد، والمحافظة لم يتم الموافقة عليها لا في مجلس الوزراء ولا في البرلمان، بل هي مسألة مبدئية، يمكن وضعها في الادراج وتناسيها وكانها لم تكن، ويمكن ان تخضع للاخذ والرد والمساومات المختلفة، في اطار الصراع السياسي والقومي والطائفي المستحكم بالمسار السياسي العراقي.
من الواضح ان الجسم السياسي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، عمل بجد من اجل تحقيق هذا المطلب، لا بل يمكنني القول ان مسار المطالبة بالحكم الذاتي سار بموازة المطالبة بالمحافظة، من قبل الخييرين ومن يوم رفع شعار المطالبة بالحكم الذاتي، ولكن نتائج العمل لا تزال غير واضحة ولا يجب الاطمئنان الى مسألة المبدائية ابدا.
من الواضح ايضا ان شعبنا قد لا يشكل الاغلبية في قضائي تلكيف والحمدانية ولكنه قد يشكل اكبر مكوناتها، ولكنه يتشارك السكن مع الاخوة الازيدية والشبك وبعض الكورد المسلمين والعرب.  امام الحقيقتين اعلاه وهي عدم الاطمئنان للمسألة المبدئية وتعدد الانتماءات القومية والدينية والطائفية لسكان المنطقة، والتجاذبات التي من الممكن ان يخضعوا لها (مخاوف واغرءات) من واجب تجمع احزاب شعبنا ان كقيادة وكاحزاب منفردة ان يعي الجميع ان تحقيق هذه الخطوة هو من عمل الجميع وعلى الجميع العمل من اجل تحقيقه. وعليه من واجب تجمع احزابنا ان يشكل خليتا عمل للعمل من اجل تحقيق هذا المطلب المحق. والخليتان تكونان
1_ خلية لدراسة واقع المنطقة وتحقيق متطلبات ملائمة المنطقة لتكون محافظة جديرة بادارة شؤونها وتطوير قدراتها. وهذا يتطلب الدراسة القانونية والسكانية والتنموية، والعمل ليكون الواقع ملائما للمعايير التي ستوضع لاحقا، حسب قرار مجلس الوزراء علمان ان تلعفر تم اقرار ان تكون محافظة دون ان تمر بمرحلة موائمتها للمعايير التي لم توضع بعد.
2_ خلية دبلوماسية مهمتها تعميق التواصل مع الاخوة الازيدية والشبك، وقواهما السياسية ومحاولة الوصول معهما الى مشتراكات وتصورات عامة لمستقبل المحافظة المزمع اقامتها، ودفع هذه المكونات لوضع ثقلهما في صالح اقامة المحافظة. ان احدى طرق مشاركة المواطنين في العمل الوطني، هو جعل الجميع يشعرون بانهم مشاركون في المسؤولية واشعار الجميع انهم يتمتعون بخيرات الوطن. وبالتاكيد ان اقامة المحافظة في منطقة سهل نينوى سيكون دافعا قويا لخلق المشاركة الوطنية وطريقة ملائمة لزيادة التمتع بخيرات الوطن واحدى الطرق لتوزيع الدخل الوطني.
لقد تربت اجيال عراقية كثيرة على ان البناء الوطن يكون من بغداد، وقرار الوطن يكون من بغداد وقيادة الوطن تكون في بغداد، لقد حان الوقت لكي يكون بناء الوطن من كل بقعة فيه، وقيادة الوطن تنطق من كل قرية فيه وقيادة الوطن مشتركة تعبر عن كل مافيه.
لاتزال المكونات الكلدانية السريانية الاشورية والازيدية والشبكية تتعرض لضربات ارهابية بحجج اختلاف الدين او المذهب، ولا تزال تتعرض للتهميش لنفس الاسباب، باعتقادنا انه حان الوقت لكي يقوم الاخوة الازيدية والشبك بوضع يدهم بيد الاشوريين الكلدان السريان، من اجل بناء اطار عراقي يضمهم ويتمتعون فيه بحرية صياغة القوانين التي تسيرهم ووضع الخطط التنموية التي تفيدهم وتزيد من قدراتهم المادية والمعنوية. ويكون امنهم بيدهم مما سيساهم في تعزيز امنهم وامن الوطن.
منذ الان يحاول البعض وضع العربة قبل الحصان، ويشترط الاجابة على اسئلة ستاتي الاجابة عليها لاحقا، ولا يمكن الاجابة عليها حاليا، لان الاطار القانوني والاداري للمحافظة لم يتشكل لحد الان، اذا مسألة تسمية المحافظة ومسألة توزيع الادوار والمناصب والارتباط تاتي بعد الاقرار الرسمي لحدود المنطقة الادارية مما سيسهل كل الامور.
تحية لكل يد ساهمت في العمل من اجل الوصول الى هذه اللحظة ولكن التحية الاكبر ستكون لكل من يساههم في تحقيق هذا الامر على ارض الواقع.

173
المنبر الحر / ولا زلنا متخوفين...
« في: 14:09 22/11/2013  »
ولا زلنا متخوفين....


تيري بطرس
bebedematy@web.de
    الفرق بين واقعنا كاقليات دينية او قومية او طائفية في هذه المنطقة في زمن الدكتاتوريات وزمن ما بعد التحرر والثورات والربيع، هو اننا في زمن الدكتاتوريات كنا نلعق جراحنا ونصمت على الامنا ونداري دموعنا لكي لا يلاحظها احد، ويشك فينا ويعتبرنا معارضة محتملة. اليوم بتنا نتمكن من ان نتكلم عن وجعنا والامنا ونصرخ ليس لانه مسموح به لنا، بل لان الالم والوجع تخطى كل حدودهما وما عاد بمقدور احد الصمت.
ينقل الاستاذ خضر دوملي عن الاجتماع الثالث لتحالف الاقليات والمنعقد في دهوك (( الفقر والارهاب، اعمال العنف والهجرة، التهميش والتميز في التعامل ومنح الوظائف، القتل على الهوية، الفشل الحكومي في التعاطي مع حقوقهم، والتفكير بأن ما يفعلونه من اجل هذا البلد لايقابله الا الاهمال، هذه هي مخاوف الاقليات، ورغم ذلك متمسكون بوطنهم، و يصرون على اصلاح القوانين والتشريعات حتى تتلائم وتطلعات مستقبل افضل لجميع ابناءه. ))
اذا كان هناك فرد مسيحي قد اخطاء في نظر القانون، فان المسيحيين كلهم، قد عقبوا نتيجة هذا الخطاء. فاذا كان منير روفا قد هرب بطائرته الميك 21 الى اسرائيل، فان المسيحي صار ممنوعا عليه ان يكون طيارا. هذا المثال سقته لكي يدرك البعض ان ابناء شعبنا ومعهم كل المسيحيين الاخرين نالوا جزاءهم جراء ما اقترفه شخص واحد ولا يزالون اي انهم عقبوا جماعيا لجريمة فردية هذا اذا اعتبرنا الامر جريمة. واذا كان هناك يهودي متعاطف مع الافكار الصهيونية، فان اليهود كلهم قد اجرموا جراء ذلك، وتم سلخهم من وطنهم وهويته ورميهم خارجه ليس لشئ، الا لكونهم يهود وهذا كان حال الاشوريين المضطرين للهرب من مذبحة سميل، ولا اعتقد ان حال الازيدية والمندائية بافضل منا.
لو قلت لاي عربي او مسلم ان هؤلاء الارهابيين هم مسلمين لقال لك اللازمة المعروفة انهم لا يمثلون الاسلام، وقد يكون في قوله صحة، ولكن الخطاب الطاغي هو خطابهم فما العمل، هل على العالم ان يرمي المسلمين خارج المنظومة الانسانية او خارج الكرة الارضية؟ نحن وكل العالم باعتقادي لا يريد ولا يمكنه ضميريا ان يحاكم كل المسلمين بجريرة ما قامت به مجموعات اسلامية متطرفة. ولكن هل المسلمون والعرب منهم يتعاملون بنفس الطريقة مع الاخرين؟ واذا قيل لك ان الارهاب يطال المسلمين ايضا، فالمسألة هنا لا تهم الضحايا الغير المسلمين، لان واجب القضاء على الارهاب واقع على عاتق المسلم، الذي يرضى بالتفسير المتزمت والقابل للتاؤيل والتهوين من الاعمال الارهابية ومنحها صفة الجهاد المقدس.
   ابان المناقشات التي جرت اثر طرح مشروع الحكم الذاتي، تبارى الكثيرين مبرزين عراقيتهم وخوفهم على العراق الموحد، في ذات الوقت الذي كانوا يتوددون لاقليم كوردستان وقيادته والاحزاب الحاكمة فيه. لقد حسب البعض الحساب الخاطئ ( اذا كنا حسني الضن بهم) وهو انهم في تقديم شعبهم وحقوقه هدية للاخرين للحفاظ او بدعوة الحفاظ على وحدة العراق، فان العراقيين ومنهم الارهابيين سيدعونهم يعيشون براحة بال ولن يضطهدوهم او قد يقدمونهم كنماذج للعراقي الاصيل، فما حصل لا هذا ولا ذاك. وعندما تقدم اصحاب الاردية المشهد طارحين رغبتهم بقاء شعبهم بدون اي حقوق الا ما تكرم به قريحة حاكم بغداد، لم يعر احد الامر اهتماما باعتبار ان اصحاب الاردية السوداء او القرمزية او احيانا البيضاء اساتذة في تقديم التنازلات تلو التنازلات للحكام على حساب ابناء الشعب.
هل لبسنا دور الضحية بحيث لا يمكن الفراق منه؟ باعتقادي انه كان لازما ومنذ زمن طويل الخروج من التاريخ ومعاناتنا فيه، الخروج من بوتقة اهل الذمة، وانتم  ضيوف، واننا سنعمل على حمايتكم، كان علينا الخروج منها والتقدم للعمل من اجل مطالبنا التي تجعلنا حماة انفسنا. مستندين لقوانين تدعمنا وتدعم كل من يقال له الاقليات في الحفاظ على الذات. يجب ان يدرك الجميع ان مقتل واحد منا ليس كمقتل واحد من العرب او الكورد، ممن يمتلكون بدائل، لقد قتل منا المئات الالاف في الازمنة القريبة لحد تحولنا الى طلب الحماية من الانقراض، والا  قولوا بربكم هل ان مقتل بقرة يماثل مقتل دب من دببة الباندا في حسابات كل العالم، والمعذرة من التشبيه ولكنه للتقريب.
منذ سنوات ونحن نصرخ وبح صوتنا من الصراخ يا ناس يا عالم نحن نتعرض للانقراض ولا مفر لنا الا ان نؤسس لذاتنا في وطننا، ولم يسمع احد الا من كان مثلنا ضعيف القدرات ولم يتمكن من ان يخدع الناس بالشعارات.
لقد ارعبوا شعبنا ان الارهاب يستهدفنا لاننا نطالب بحقوقنا، انهم من لا يزالوان يعيشون في دولة الخلافة، ويعتقدون ان الناس اثنان مؤمن وكافر، ونحن اهل الذمة من الفئة الثانية غالبا ومعطوف علينا حينما نحتاج لتقديم الزكاة. لقد كان الارهاب في صلب الفكر وصلب الشعارات والممارسات على الدوام، وزاده الاعلا م وحشية وتاثيرا، ولكن سبايا ومغتصبات وقتلى السنوات الطوال لم يسمع عنهم احد، لانه لم تكن هناك كامرة تصور كل حدث، لم يكن هناك هذا الجوع الاعلامي، لكي يضطر لابراز معاناتنا، وسكوتنا وتقبلنا وقولنا نحن في حماهم، وحتى بعد ان اصطنعت الاوطان الجديدة بقى الفكر ضمن اطار نحن في حماهم ولم يتطور مع مفهوم الوطن الجديد ومفهومه في اطار المجتمع الدولي.
وينقل الخبر الذي نشرته عنكاوا كوم عن الاستاذ ميخائيل ((  يقول ميخائيل بنيامين عضو التحالف عن مركز نينوى للبحث والتطوير بأنه :لاتزال للتشريعات اثر كبير على واقع الاقليات وشعورهم بأن هناك تهميش بحقهم، وابرز الامثلة على ذلك هو موضوع اسلمة القاصرين فهذه تحتاج الى وقفة تشريعية جادة .ويضيف ميخائيل "موضوع التشريعات موضوع مهم وهي واحدة من الامور المهمة التي تساعد على ضمانة حقوق الاقليات وفق التشريعات الدولية التي تخصهم والتي تشمل حماية ثقافتهم ولغتهم ووجودهم ، لذلك في الكثير من الاحيان عندما تكون هذه الاجراءات ضعيفة تكون سببا للهجرة والاهمال".))
ولكن السؤال من سيقوم بتغيير التشريعات اذا كان ممثلي الاسلمة السياسية والايديولوجية والذين ينظرون للاخر من خلال منظار المؤمن والكافر، والذين يعتقدون ان تعاون الدول الكبرى معهم هو ان الله سخرهم لخدمة اجندتهم من حيث لا يدرون، هل سيقبلون بتغيير التشريعات مالم يدرك حقا ان مصالحه ستتضرر ان لم يرعى مصالح الاخرين؟
لقد اثبت المنتمين لليتارات الاسلامية انهم الاكثر براغماتية من كل التيارات الساسية، لقدرتهم على تأويل مئات الالاف من الاحاديث النبوية  الصحيحة او الغير الصحيحة لمصالحهم الذاتية، ولرغبتهم الشديدة في التشبث بالسلطة والمال والجاه، ولذا فانها وبحكم هذه التوجهات التي تحكمها من غير ان تعلن عنها، فانها مستعدة لتقديم التنازلات وتقديم المخارج اللازمة من الايات والاحاديث وتجارب السلف. وعليه فبدلا المهادنة والمسكنة التي اظهرها بعض سياسينا ورجال ديننا المسيحي بالاخص، كان من المفروض زيادة الضغط ونشر القضية على اوسع نطاق ممكن لكسب الحلفاء ودفع الامم المتحدة لاظهار موقفها تجاه معاناة الاقليات.
انه من الثابت ان التجارة بالعراق الموحد والوحدة الوطنية لا تقي المعوز كما لم تقيه تجارة فلسطين والوحدة العربية، والمعوز هو نحن الذي وصلنا الى شفير الانقراض التام، ولذا بات علينا ان نعلن ان وحدة العراق والعراقيين لن تمر على جثتنا، وحقنا يجب ان يصان كما نريده وبلا نقصان، واقران القول بالفعل من خلال وحدة قوية بين الاقليات، تلغي التدخل المذهبي والذي حاول سحب بعض الاطراف بحجة الانتماء المذهبي المشترك لتقوم بالاستيلاء على ممتلكات اقليات اخرى. بات واضحا ان ارتماء بعض الشبك في الحضن الشيعي واستغلال ذلك للاستيلاء على ممتلكات الكلدان السريان الاشوريين، لن يقي الشبك من مصير الاقتتال السني الشيعي الذي سيقسمهم الى طرفين متناحرين في اسواء الاحوال او تعرض طرف منهم لانتقام الارهاب بحجة مساندتهم للطرف المناوئ في احسن الاحوال.
ان المشاركة الفعالة في المطالبة بالحكم الذاتي الخاص بالاقليات وخصوصا الكلدان السريان الاشوريين والازيدية والشبك في المنطقة المشتركة، لن يكون فقط صمام امان لهم بل سيكون صمام امان لاقليات يمكن ان تحتمي بهذه المنطقة. امام المستقبل القاتم الذي ينتظر الاقليات العراقية، عليهم ان يضعوا الجميع امام الحقيقة المرة وهي ان كل الخيارات مفتوحة امامهم، فلا معنى لوطن دون وجودهم معززين مكرمين كمواطنيين يتمتعوا بكامل حقوق المواطن، ومنها حق الاحتكام لتشريعات نابعة من عاداتهم وتقالديهم وتطلعاتهم. ان غلبة المكون الكلداني السرياني الاشوري والازيدي على المنطقة سيضمن تطبيق شرائع علمانية وحريات واسعة مما يسمح للشبك بالعيش في حرية والاحتفاظ بكامل حقوقهم ومشاركتهم الكاملة في الادارة.
انه اخر الحلول لمشكلة الاقليات العراقية او غالبيتها، وهذا بالطبع لا يتنافي مع النضال المستمر لكي تتحكم القوانين المدنية والمواطنة مسار الحياة اليومية للعراق لان الامر سيضمن حقوق الجميع وليس كما يقال ان الاكثرية هي لهذا المكون، وعليه فان الدولة ستسير بحسب هذه الاكثرية، الام الامر في العراق، هو استيلاء مجموعة من السياسين لقرار الاكثرية المذهبية دون ان يكون لهذه الاكثرية قرارها المستقل والحقيقي.

174
عن اي ثائر يتكلم السيد مندلاوي؟




تيري بطرس
bebedematy54@web.de

نشر الاستاذ محمد مندلاوي مقالة على موقع صوت كوردستان تحت عنوان (سمكو شكاك ثائر كوردستاني ارعب محتلي كوردستان واذنابهم في حياته ومماته)
في مفارقة او مغالطة يستعملها من يريد تعميم ما يراه حقيقة، هو استعمال اسماء حالية لمناطق لم تكن تعرف بذلك وفرض الحالي وكانه واقع تاريخي قديم. وبالرغم من ان التاريخ يحمل كما هائلا من الحقائق التي لم تقال، او لم تستكشف، الا ان الغاء الاخر استنادا الى الواقع الحالي وظروفه امر في غاية الابتذال والعنصرية. فلو قلنا مثلا كان الهنود الحمر في القرن السابع الميلادي في اميركا يفعلون كيت وكيت، فنحن في الحقيقة نحاول تعميم تسمية اتت بعد اكثر من ثمانمائة سنة وفرضها على عصر لم يعرفها احد، ان عدم معرفتنا لاسم اميركا حينها لا يجيز ان نعممها وكانها التسمية الصحيحة، او قولنا ان الاقوام السامية اتت من الجزيرة العربية، فنحن نحاول فرض تسمية لم تكن موجودة على منطقة، مع فرض احقية العرب بها. وهكذا بالنسبة لكوردستان، التي هي تسمية حديثة قد لا يتجاوز تاريخ استعمالها القرن السادس عشر الميلادي، في حين ان كلمة اتور ومرادفها العربي (اشور) استعملت لمنطقة الموصل وحواليها منذ التاريخ واستمر استعمالها في التاريخ الكنسي او التقسيم الكنسي للابرشيات، حيث كانت ابرشية اتور واحيانا تدمج مع حذياب احدى الابرشيات الاساسية في تاريخ كنيسة المشرق.
لا نود الدخول في سجال مع السيد محمد المندلاوي، فهو يريد ان يثبت ان الكورد لهم الاحقية في معاقبة اي شخص او جهة او قائد باي عقوبة، ان خرجوا عن طوع الكورد لانهم يعيشون في كوردستان. طبعا هنا مغالطة اخرى، فالتسمية الجغرافية لمنطقة لا تعني ابدا انها تحت سلطة او قانون واحد يسري عليها وعلى قاطنيها، فاقليم كوردستان الذي بداء كامر واقع جراء سحب النظام السابق للادارة وكل ما يحفظ النظام، له قوانينه التي فرضها هذا الواقع، وله قوانينه التي اتت نتيجة الاتفاق العراقي على وضع معين تم الاتفاق عليه في الدستور وهو الفدرالية، ولحد الان فان اقليم كوردستان وبرغم انه الاكثر استقرارا وتقدما وامنا، الا انه من الناحية القانونية، يتبع دولة عاصمتها بغداد، وهناك محافظة كوردستان في ايران، ولا وجود لشئ اسمع كوردستان له قانون ساري على الجميع. ففي ما حدث ابان اغتيال قداسة مار بنيامين شمعون والذي كان مدعوا وبشكل رسمي من قبل سمكو شكاك للتباحث في التعاون الاشوري الكوردي وتم قتله غدرا. وهناك ادلة واضحة ان قتله كان دفعا من قبل الحكومة الايرانية اي ان سمكو عمل بامر من الحكومة الفارسية. اي ان سمكوا كان يعمل بامرة وبفعل دفع من قبل الحكام الفعليين للمنطقة، ولم يكن يطبق ارادة ولا قانون كوردستان. لا بل ان البعض يذهب الى ان الانكليز دفعوا حكومة فارس للقيام بذلك، بسبب اتصالات مار بنيامين شمعون مع الثورة البلشفية في روسيا.
لا اعلم ماهي الانجازات التي قدمها سمكو الشكاك للقضية الكوردية، فهل كل رئيس عشيرة اراد ان ؤفرض ارادته مستعملا مصطلحات تدغدغ مشاعر البعض، يعني انه كان يعمل لاجل احقاق حقوق الامة، فلو طبقنا ذلك لما كان هناك افضل قائد للعرب وللعراق وللكورد ايضا من صدام حسين! في واقعة كان يمكن ان تغيير مجري تاريخ المنطقة ونوعية العلاقة بين شعبين يتعايشان جارين في القرى والمدن على امتداد منطقة من سلامس في ايران الى مناطق طور عابدين في تركيا ومن بحيرة وان وارمينيا شمالا الى سهول نينوى في العراق، قام الشكاك باغتيال حلم كان سيحقق لهذين الشعبين الاستقرار والتقدم وفرض وجودهما التاريخي على الارض.
لا اعلم مدى علم واطلاع السيد مندلاوي على حقيقة المشاركات الاشورية في النضالات المشتركة مع الكورد؟ اكاد اجزم ان السيد مندلاوي لا يعلم ان اول شهيد لثورة ايلول كان اشوريا واسمه اثنيئيل شليمون ومن قرية دوري في برواري بالا، ولا زال ابناءه مشتركين في هذا النضال المشترك سواء مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني او الحزب الشيوعي الكوردستاني واذا سالهم السيد مندلاوي عن انتماءهم القومي لقالوا وبكل فخر انهم اشوريين. وهكذا الامر لاخوة الشهيدة ماركريت التي لقبت بجان داراك كوردستان، والشهيد البطل هرمز مالك جكو الذ كان قائدا لقوة اشورية متحالفة مع الثورة الكوردية وقتله الجيش السوري الذي دخل لدعم الجيش العراقي لاخماد ثورة ايلول، ان ابن اخاه موجود في دهوك ليذهب ويسأله عن انتماءه القومي؟ هل يعلم ان السيد مندلاوي ان الشهيد فرنسوا الحريري كان اشوريا ويفتخر باشوريته وان لم يكن يصدقني فليذهب ويسأل ابنه الوزير السابق الاستاذ فوزي الحريري، وهل يعلم ان السيد ريبوار يلدا عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني هو اشوري ويفتخر باشوريته، وهل يعلم ان هناك مئات الشهداء والمناضلين ممن شارك في ثورة ايلول او كولان من الاشوريين ولا يتسع المجال هنا لسرد كل اسماءهم، وهل يعلم ان كاتب هذه الاسطر كان عضوا في التجمع الديمقراطي الاشوري الذي كان احد الاحزاب المتحالفة مع الاحزاب المعارضة لنظام صدام حتى وقوع الانفال عام 1988؟
تاريخ شعبنا طويل ومر بمراحل وتعرض ايضا للتشويه، واليوم يريد ان ياخذ السيد مندلاوي ما يؤيد اعتقاده ومراميه، ولكنه تناسى ان الشعب الكوردي تعرض ويتعرض لمثل ما نتعرض له على يد كل متعصب ورافض للاخر وغير منصف. حينما اجادل بعض ابناء شعبنا بشأن الكورد يرمون في وجهي رابطا لما يسمى الكتاب الاسود الكوردي، لا بل يجادلني البعض بالصيغة التي اكتبها للاسم الكوردي، فهل حقا ان الكورد او قياداتهم بهذا السؤ الذي يعرضه هذا الكتاب الاسود مثلا؟ وهل حقا ان الكورد ليسوا الا اتراك الجبل كما قال الاتراك لعقود طويلة؟
ليس لدي اي اعتراض لنشر الدراسات التاريخية والبحوث تتعلق بشعبنا الاشوري، ولكن ان اعتمد مصارد ايديولوجية اي بمعنى لاشخاص كانوا او هم منخرطين في حركات لا تؤمن بحق الاخر في الوجود، فهذا امر مثير للعجب من كاتب كوردي ويدعي النضال من اجل احقاق حقهم ومطلبهم المشروعة. فالحسيني والدرة وطه باقر وسوسة واخيرا الدكتور المزيف الشماس كوركيس مردو وغيرهم ممن اوردتهم يناهضون وجود الكورد ايضا، انهم اناس كل شئ لديهم عروبي وعلى الجميع الاقرار بذلك.
مرة اخرى لن اجادل بتاريخية وجود الاشوريين الحاليين وعلاقتهم بالاشوريين القدامى لانه جدال مبتذل، كجدال وجود الكورد او عدم وجودهم، لا بل ان كل مطلع منصف للتاريخ سيجد في هذا التاريخ الالاف من الامثلة على وجودهم، سواء سموا نساطرة (النسطورية كلمة اطلقت على تابعي كنيسة المشرق التي كان مقرها في الدائن ومن ثم في بغدا وثم في اربيل والقوش، وهذه الكنيسة امتد نشاطها من اواسط الصين الى البحر الابيض المتوسط ومن تركستان الحالية الى المحيط الهندي وضمن ما يقارب الثمانين مليون شخص ابان عصر الباطريرك مار طيماثيوس الاول الذي عاصر المهدي والهادي والرشيد من خلفاء العباسيين،وهذه الكنيسة ضمت شعوب مختلفة بالطبع) او اشوريين او سريان، حيث بعد المسيحية شاع استعمال تسمية السريان التي هي اصلا تحريف يوناني ل اسيريان.
الغاية من كل فعل من المفترض ان تكون لاجل زيادة الثروات وتطوير ممارسة الحقوق واحترام كرامة الانسان. اريد ان اناقش مدى معرفة السيد مندلاوي بحقيقة المجازر البشعة التي اقترفها كل من بدرخان بك ومحمد كور الراوندوزي، وهل كانت حقا في مسار خدمة الحركة القومية الكوردية، ام انها دخلت في خدمة الباب العالي وسياساته، ونتيجتها لم تكن الا سلب وقتل وسبي وسرقة وقد قتل الاول ما يقارب العشر الاف اشوري والاخر اكثر من ذلك بكثير. هذا تاريخ  وحدث ومسجل، لا يمكننا الاختلاف فيه وانما قد نختلف في مسبباته ودوافعه. ماذ سيكون موقف الاشوريين الذين ترفض وجودهم اصلا وهم واقع قائم بغض النظر عن رفضكم او عدمه، هل يمكنهم حقا ان يقبلوا ان يتم الاعتراف بهم ابطالا، وعلام هذه البطولة؟ هل لانهم قتلوا وسبوا من بني جلدتهم كل هؤلاء الناس؟ يقال ان علي حسن المجيد قال لوفد الجبهة الكوردستانية الذي تفاوض مع الحكومة العراقية، عندما ذكروه بان 180 الف كوردي قد قتلوا في الانفال فقال يمعودين شدعوة، كلهم مئة الف، كم هو مؤلم مثل هذا الجواب اليس كذلك؟ وكان مائة الف ليست شيئا، ليست روحا، ليست بدنا، وكانها شئ اي شئ تافه!!! هل نبني لهذه الثقافة التي شرعها امثال على حسن المجيد ام نريد ان نبني لثقافة ترحب بالاخر وتمنحه المساحة التي يستحقها في الحياة العامة، ونرفض المساس بمشاعره واهانة كرامته.
لا اعلم ان كان السيد مندلاوي قد عاش في الغربة ام لا، لكي نقارن احتفاء الناس في الدول الديقراطية بالتعدد والتنوع ونحن نمتلكها تاريخيا ونريد فرض النوع الواحد اعتمادا على حقيقة القوة العددية والتي اتت نتيجة تعرض الطرف الاخر للمذابح المستمرة.
السيد مندلاوي يعيد ما بثته ونشرته الثقافة العروبية، من ان قيام العرب ضد العثمانيين ثورة ولكن فعل الاشوريين نفس الشئء هو تمرد او عض اليد التي احسنت اليهم؟ هل للسيد مندلاوي ان يفسر هذا التناقض المشين او الكيل بالمكياليين الواضح؟ بالتأكيد سيجد ذلك في المفهوم الاسلامي للسلطة وللامة، فالسلطة هي من الدين والارض والوطن هي للمسلمين والامة الاسلامية وما باقي الناس الا اهل الذمة في احسن الاحوال او كفار حينما يريد الحاكم؟ انهم من خلال هذه المقولة وهذا الكيل يقولون الا يكفيكم اننا تركناكم تعيشون في كنفنا، وكاننا كنا احياء ولم نكن كيس الذي تجبي السلطات منه اموالها، لاننا كنا الفئة المنتجة. السيد مندلاوي يكرر ذلك في عصر يقال فيه اننا مواطنون ويهددنا باطاعة القيادة الكوردستانية في زمن الديمقراطية والتعددية، وكان مفهوم المواطن والمعارض والمؤيد ينطبقان على الكورد فقط، اما الاخرين فعليهم الصمت والشكر الدائم لانهم لا يزالوان احياء.

175
المنبر الحر / سمكو واحزابنا ونحن
« في: 15:39 16/10/2013  »
سمكو واحزابنا ونحن



تيري بطرس
bebedematy@web.de

 بلا شك، ان سمكو وبدرخان بك ومحمد كور وغيرهم مجرمون، وهم مجرمون لانهم قتلوا ودمروا وسبوا واستولوا وفرضوا دينهم على الاخرين بالقوة، لقد فعلوا كل ما فعلوه دون اي غاية ان كان من وراء القتل والسبي وفرض المعتقد غاية. لقد كانت دوافع بدرخان ومحمد كور دينية وباسم الاسلمة والاسلام فعلوا ما فعلوه، واستعانوا بملالي السؤ لتبرير قتلهم لابناء شعبنا، ولان شعبنا اساسا لم يقف في طريقهم وطريق اهدافهم السياسية ان كان لهم مثل ذلك.
اتذكر انه في عام 1990 كان على ان اواجه اللجنة الخاصة بمنح اللجوء في المانيا، وكان مترجمي شخصا كورديا من سوريا، وقد تناقشنا حول العلاقة بين شعبينا وذكرته بما فعل بدرخان ومحمد كور وسمكو، قال لي انهم فعلوا ما فعلوه باسم الاسلام وليس باسم القضية القومية الكوردية، انه تبرير ولكنه تبرير العاجز والضحية لا تفيدها التبريرات، انها تريد الضمانات والحقوق. وخلال السنوات التالية التقيت باخوة من الكورد استنكروا واعتذروا عن ما فعله هؤلاء المجرمين، لانهم يدركون مدى الالم الذي سببه ذلك ولا يزال لنا.
في غمرة ما حدث بعد فعلة محافظة اربيل او الجهة التي قامت بهذه الفعلة الاجرامية الشنعاء، تعال صراخ بين ابناء شعبنا  يتهم الكورد، بلا استثناء، وطبعا هذا الصراخ الغير المسؤول والغير المنضبط والذي يجلب العداوات اكثر من ان يحل الاشكالات، لا يعبر الا عن الضحالة الفكرية لقائله وعدم شعوره بالمسؤولية. اننا هنا نريد حل اشكاليات ونصل الى حالة يمكن ان يتم طرح اي شئ على طاولة المحاداثات دون ان ينجرح او يتالم المقابل. ولكن كيف والتمترس القومي هو ملجأنا الاخير؟ والحقيقة ان الكورد لم يكونوا هم المتهمين بل طال الاتهام حتى احزابنا التي سكتت ولم تثر مثل هذه الامور التي تلحق بشعبنا الكلداني السرياني الاشوري افدح الاذي وخصوصا في مشاعره حينما يجد ان من قتله ومن سبى بنات شعبه وفرض عليهم اعتناق دين بالقوة، يتم وبكل بساطة الاحتفاء به من خلال تسمية الشوارع باسمه او تدريسه كقائد تاريخي للحركة القومية الكوردية!
سؤالي لابناء شعبي وهو بسيط ومعبر وارجو ان لا يحسب في خانة  حب الذات وتعظيمها، كم من ابناء شعبنا اطلع على مقالنا بهذا الخصوص في صوت كوردستان، والاهم كم منهم علق تايدا او رفضا او تصحيحا على المقالة وفي الموقع المنشور، لكي يدرك الاخوة الكورد اننا حقا، مهتمين للامر ومتالمين منه ولسنا في فورة غضب تزول كما زالت غيرها. اذا السؤال اليس ما حدث يخصنا كلنا، ويجب ان نتكاتف لاجله كلنا، هنا لا يوجد خلاف سياسي، بل حدث واقع وكل شعبنا يتألم لذكره. هنا لا حزبيات لا حركة ولا الوطني ولا بيت نهرين ولا المجلس الشعبي ولا المنبر الكلداني ولا المجلس القومي ولا ولا، انها يجب ان تكون وقفة لاجل عدم تكرار ذلك، ولكن ليس بالصراخ وبالسب والتشهير ونكء الجروح. يجب ان نكون اذكياء في اثارة ما نريد اثارته، لكي نتمتع بالمزيد من الحقوق، من حقنا المطالبة بالمساواة التامة مع الكورد، ولكن المسألة ليست تلك، بل كيف نطالب بذلك. كان عنوان احدى مقالاتي من حقنا ان تكون لنا دولة، وهذا حق مشروع من خلال الاقرار بحق الشعوب في تقرير مصيرها، ولكن هل نحن مستعدين له؟ تنظيميا وفكريا واقتصاديا وعلاقات سياسية وغيرها من الامور؟ يقينا لا، ولذا فان حقنا سيبقى في الادراج المغلقة ولن يخرجه الا ابناء شعبنا حينما تتوفر لديهم الارداة المدعومة بمقومات النجاح.
لا يزال الاخوة الكورد يسبقوننا في مضمار السياسة، ولكن ليس ذلك فقط بل في مضمار القدرة على تفهم الاخر ومعاناته وان كان اللوم يقع عليهم، ان اقرارنا بهذا لا يعني انهم الافضل انسانيا منا، لا ليس هذا المراد، لان الناس كلها سواسية ولها نفس الحقوق ونفس القيمة، ولكنهم تمكنوا ان يستغلو ظروفا لتحقيق بعض ما يصبون اليه، ولديهم نخبة كبيرة منفتحة وقابلة وراغبة لولوج العصر بكل مفاهيمه، وان كانت قيود المجتمع المحافظ تخنقهم ايضا.  اي نعم التجربة الكوردية مليئة بالاخطاء والمخاوف وخصوصا الخوف من العودة الى نقطة الصفر والاحتراب الداخلي، ولكن هم يعملون ويجب ان نشجعهم لكي يعملوا الى تصحيح الامور، لكي لا يقعوا في المحضور. لو تقاتل ابناء شعبنا لا سمح الله، فان الخاسر سيكون نحن، ولكن لو تقاتل العرب في ما بينهم او الكورد في مابينهم فاننا ايضا سنخسر، المعادلة اليوم هي هكذا ولا يمكننا ان نعبر عليها ونتناساها هكذا وبكل بساطة. ان رهاننا يجب ان يكون لدعم عملية البناء الجارية في اقليم كوردستان، لانه ليس لدينا رهانات اخرى في احسن الاحوال. وتشجيع ابناء شعبنا للاستقرار والبناء وترسيخ الوجود في ارضهم التاريخية، وتاريخية ارضهم لا يمكن ان يسلبها منهم احد الا هم، حينما يتركوها بامل عودة اجيال قادمة بعد مائة اوخمسون سنة. ومن هنا فان دعم دعوة غبطة مار لويس الاول ساكو للعودة يجب ان تؤخذ بجدية، وليس بالاستهزاء، والا ما معنى ان ندعو للعمل القومي تحت اي يافطة كانت؟ دعم الدعوة من خلال منح اقتراحات قابلة للتحقيق وليس فرض مطالب تعجيزية مثل بناء فلل وفرص عمل تدر اموال كثيرة وحريات تامة. ولذا ركزنا في مقالات كثيرة لدعم تجربة الرائدة التي قادها الاستاذ سركيس اغاجان، وقلنا ان كنا قوميين ونعمل لاجل مستقبل شعبنا وترسيخ وجوده، علينا ان نملاء البيوت التي تبنى ونعمر القرى ونزيد الورابط بينها، لكي تظهر قوة شعبنا وقدرته ومكانته للجميع، ويمكنكم العودة اليها فهي لا زالت في موقع عنكاوا كوم.
عندما تعاملنا بمن وليس ماذا، خسرنا الكثير الكثير، وهذه الصرخة ليست وليدة اليوم بل ايضا قلناها مرارا وتكرارا، والمثل الشامي المعروف ناكل العنب والا نقتل الناطور امامنا، لا بل اننا اكثر الشعوب ضربا للامثال واقلها عملا بها.
اذا ماذا ايضا علينا عمله غير اللعن ونكء الجراح واتهام الاخر باشنع التهم. انها فرصة قد نستفيد منها في المطالبة بتشكيل لجنة ذات صلاحية واسعة تضم مكونات اقليم كوردستان من الكورد وابناء شعبنا والازيدية والتركمان،  تتشكل بقرار من البرلمان تعمل كلجنة استشارية تكون فوق المسالة واعضاءها ثابتون في مناصبهم ولا يمكن ازاحتهم او فصلهم الا بقرار من اغلبية برلمانية، اعضاءها يكونون من ذوي الماضي الناصع ويمتلكون خبرات في الشؤون العامة ويعرف عنهم الالتزام بالمساواة والحريات الفردية والجماعية. غايتها مراجعة الدستور والقوانين والتعليمات الوظيفية لوضع ضوابط وطنية موحدة لكل الامور، لازالة كل ما يعيق ابناء المكونات الغير الكوردية من التمتع بحقوقهم كمواطنين متساويين و تكون من مهامها الاشراف على المناهج الدراسية بكافة اللغات ونتقيتها من كل ما يهين الشعوب والاديان الاخرى. وليس من المستبعد تطويرها لحث المجتمع للاخذ بقيم العدالة وازالة التمايز وتطوير حريات المراة وجعل القانون هو الفيصل في حل كل المشاكل وليس العرف العشائري.
لا يخفى على الجميع الدور السلبي الذي يلعبه بعض رجال الدين وخصوصا الاسلامي من خلال خطبهم النارية والتي تكفر الاخرين، وترفع الوازع الانساني لدى السامع من قتل الكافر وهدر دمه، وما يمثله مثل هذا الخطاب من رعب وخوف دائمي لابناء شعبنا والاخوة الازيدية، ولان السلطة في الكثيرمن الاحيان لا تتعامل مع مثل هذه الخطابات التي تجعل المجتمع يعيش قلقا دائميا وخوفا مبطنا من احداث جسام يؤدي اليها، وذلك لان السلطة تقيس بميزان اطالة استمراريتها في الحكم، ولذا تغض النظر عن ما يحدث باعتبار مخاطره بعيدة الاحتمال او غير مؤثرة على وجودها، فان تواجد مثل هذه اللجان امر بات ضروريا لكي يتم وضع حد لعمل زرع الكره والحقد بين ابناء المجتمع على اساس ديني.
الشعوب الحية هي تلك التي تستفيد حتى من مأسيها وتحولها الى خطوات في طريق النجاح، فهل نستفيد نحن من ما يحيق بنا من الماسي والمشاكل ونحولها الى خطوات في طريق نجاح شعبنا في اثبات حضوره في الساحة الوطنية والعالمية؟ انه منوط بنا الاجابة عليه اليس كذلك؟

176
المنبر الحر / رد مختصر لاحدهم
« في: 14:53 09/10/2013  »
رد مختصر لاحدهم



تيري بطرس
bebedematy@web.de
لم يعد مفهوم الدولة المعاصر، انها مجموعة من الرجال المدججين بالسلاح تفرض على الناس الضرائب اوتسوقهم للحروب باسم الدين او القومية او الاقطاعية او غيرها. بل ان مفهوم الدولة تطور عن المطالبة بالمشاركة في القرار السياسي وكل قرار اخر من خلال ممثلين منتخبين، الى ان تقوم الدولة ليس بحماية المواطن من الناحية الامنية من العابثين بالامن ومن الاعداء المفترضين في الخارج، الى مؤسسة تقوم بتوفير اسباب المعيشة والسكن والصحة للمواطن والمقيم ولو في حدها الادنى. اي صار هذا التوفير والذي يسمى الضمان  الاجتماعي احد ركائز الدول الحديثة واسباب ديمومتها واستقرارها، اي اساس من اسس الحفاظ على امنها الداخلي.  من  هنا نرى تأكيد الدول المعاصرة على حماية المواطن ووضع القوانين لترسيخ اسس الحماية هذه. اذا الضمان الاجتماعي ونتيجة لنضالات الشعوب لم يعد منية من الدولة للمواطن بل واجب  مكلفة به من قبل المجتمع، وليس هناك مكان للتعيير المواطن به، باعتباره حقا دستوريا. ومن يحاول ان يعيير مواطن اخر في هذا المجال يعتبر ذلك اعتداء على حق دستوري، ويجب ان يحاكم على هذا الاساس.
قد يكون العمل من ضرورات الحياة، لا بل من المؤكد انه احد ضرورياتها، والقيام به هو بقدر ما هو واجب كل انسان سوي، فان للعمل مردودات اجتماعية ومادية ويساعد في ارتقاء الاقتصادي الوطني  ولذا فان على الدولة تشجع مواطنيها للقيام به من خلال توفير كل مستلزمات المساعدة للقيام به،  الا ان عدم القيام به لا يعتبر جرما ابدا، وبالاخص في حالة عدم توفر فرص العمل او القدرة على المنافسة لاي سبب كان. 
لا يخفى على احد ان الناس وقدراتها في مختلف المجالات مختلفة وليست متساوية، وهذا الامر مفهوم تربويا ونفسيا، ولذا فمحاسبة الناس تكون حسب قدراتها التي لم تستغلها في دعم مجتمعها.
شخصيا لم ولا اخجل من اي عمل اقوم به ما دام في اطار الحاجات الضرورية للمجتمع، بمعنى يمكن لاحدهم ان يتاجر بالمخدرات ويمتلك الاموال والثروات الاخرى، كما يمكن لاخر ان يتجاوز القانون في عمله ويستلم الراتب من جهتين مختلفتين او اكثر دون ان يصرح بذلك، او دون ان يدفع الضرائب، فهؤلاء سيملكون الثروات حتما ولكن هل هي قانونية؟ اذا لم نقل اخلاقية؟
يتهمني السيد اونيل بانني لا اعمل وجل وقتي على الحاسوب ومع الجعة (يعني سكير وبطال) لا اعرف السيد اونيل شخصيا هل هو من هولندا او من نيوزيلندا وسعة علاقاتي الاجتماعية تسمح لي بان اعرفه لو اردت، ولا اعرف ماذا يعمل وكم هو عمره وهل صحيح ان اسمه اونيل ام انه اسم ابنه؟ وياتي ويتهمني بامور لم تتهمني بها الدولة التي انا مواطن فيها؟ وليس هذا بل هو مجهول الهوية ولكنه يدعى الهوى لطرف ما.
كشخص شاركت العمل القومي بكل تلاوينه واتجاهاته، بمعنى انني اكتب في المجال القومي وانتقد كل ما اراه خاطئا من وجهة نظري القومية، وقمت بتعليم اللغة الامة في العراق وفي ظروف صعبة وكنت احرم النفس من قيلولة الظهيرة بعد العمل لكي التحق لتدريس صفوفي المختلفة في بغداد، وفي البصرة وفي المانيا ايضا مارست التعليم، وقد شاركت في تسيير وادارة مؤسسات تخدم العمل القومي من كوني قياديا في اللجان الشبابية الكنسية ولجنة شؤون الطلبة الجامعيين الاشوريين وعضو حزب وقياديا فيه ومشارك في مرحلة الكفاح المسلح، ومشارك في مؤتمرات وندوات ونشاطات تعريفية بالعمل القومي ووضع شعبنا، هذا مرور سريع لما يمكن لانسان ان يقوم به في العمل القومي، وانا قمت بالعمل المباشر والمساند والمخطط. واليوم باتي شخص لينتقدك، فهذا حقه طبعا وانا اقره على حقه، ولكنه لا ينتقدك لرايك بل لانك تخالف راي جهة محددة معينة يدعي الدفاع عنها، ولا ينتقد اراك حول هذه الجهة وخطاها بل ينتقدك لاسلوب معيشتك المدعي به. والسيد اونيل يعيش لاجئا او صار مواطنا في دولة غربية يتمتع بكل ما يتمتع به مواطن هذه الدولة، ولكن لتحقيق نفس الشئ لابناء شعبه من استقرار اقتصادي واجواء الحرية وممارسة الديمقراطية ، يريد منا ان نسلم بما يقوله هو او الطرف الذي يتبعه، ويقينا لو انني كنت قد دافعت عن فصيله السياسي هذا لما انتقد اسلوب معيشتي المدعي بها، واصلا لما ادعي ان اسلوب عيشي هو هكذا، لا بل لجعلوا مني اية قومية وايقونة يشار لها بالبنان.
امثال السيد اونيل كثر في شعبنا، فما ان تنطق بنقد ظاهرة ما او حدث او قول  وكان هذا النقد موجها للطرف الذي يؤيده لانبرى لك مدافعا عن هذا الطرف مستعمللا كل الادوات من المسبات والى عدم الشكر لما قدمه هذا الطرف، واعتبار كل نقد هو عداوة وبغض، ولكن اتهام اطراف معينة باتهامات كاذبة، وكذبتها تحالفات الاطراف التي يؤيدوها، لا تعني لهم الا الحقيقة، والدليل انهم يكررونها ليل نهار وفي كل مفصل شعروا ان فصيلهم المدلل يخسر شيئا او جزاء، انهم عميان القلوب والعيون، لكي لا يروا الاشخاص التي كانت تؤيد نفس الجهة وهي تنسل هاربة ومبتعدة عن كل ما يربطها به. ولا زال كاتب هذه السطور عند  موقفه الاولي وهو ان على قيادة الحركة لكي تكون حقيقة جزء من العمل القومي السليم الاعتراف الواضح والجلي والاعتذار عن كل الممارسات التي اقترفتها ضد شعبنا ومؤسساته السياسية والكنسية وشخصياته، في الوطن او المهجر، بضمنها عملية توظيف التعليم السرياني لسحب الاموال من المهجر. هذا قلته بهذه الصيغة اوبغيرها مرارا ومنذ منتصف التسعينيات وساقوله مادامت هذه المجموعة مصرة على اكاذيبها واتهاماتها وممارساتها، لانني لا ارى في مثل نشر هذه الاكاذيب الا طريقة لزرع الشكوك في العمل القومي، وجعله عملا لاجل اعاشة المتسلقين والمطبلين.
يقال ان الاعتراف بالخطاء ليس فقظ فضيلة ولكنه شجاعة والطريقة الوحيدة للبدء من الجديد، وها ان الحركة الديمقراطية الاشورية مقدمة على انعقاد مؤتمرها الجديد، وبكل محبة وصدق التي تعرفها قيادات الحركة في للجميع وخصوصا للمخلصين في عملهم، التي امتلكها ، ادعوهم لازالة هذه اللوثة التي لوثوا بها هذه الفترة من عملنا القومي، بالقيام بالاعتراف بالاخطاء التي اقترفوها وبشكل لا يشمل اي لبس او تفسير اخر، ويتحملوا مسؤلية ذلك، لان نتائج هذه الاخطاء دفعها شعبنا من هجرته وعدم استقراره. واليوم قيام بعض قواه السياسة ومنها الحركة باستجداء اصوات من الاطراف الكوردستانية الاخرى لدعمهم، الا تدل هذه الخطوة على الانحدار الاخلاقي وعدم اللثقة بالنفس والضرب من الخلف للاطراف القومية الاخرى التي لم تمارس ذلك؟
امثال السيد اونيل وغيره ممن واجهتهم في مسيرتي ورحلوا وانزوا وصمتوا سيكون مصيرهم اعادة قراءة الوضع والتفكير جيدا، واتمنى من كل قلبي ان لا نخسر اي شخص او ان ينزوي اي شخص او ان يصمت اي شخص، ولكن في عملية ترويج الاكاذيب وبعد معرفة الحقائق تكون النتائج بهذه الصورة المؤسفة والمؤلمة ليس الا. لا يجد هذا الشخص او امثاله ما يعيرونيي به الا عملي البسيط او قدراتي المالية المتواضعة والتي افتخر انها لم تدفعني للتسول او الكذب او الكسب باسم اقامة حفلات لهذا الطر فاو ذاك او باسم الارامل والايتام او التعليم السرياني، او يعيرونني بان صديقي المريض، عجبا وهل المرض عيب او ليس حالة تصيب كل انسان مثل الموت والولادة والفقر والغني وغيرها من حالات الانسانية. العيب كل العيب ان نسترخص حياة انسان والاكثر ايلاما ان نسترخص حياة من ندعي الدفاع عنه؟ فالسيد اونيل او الفصيل الذي يدعي الدفاع عنه، والذي صم اذاننا بكل دعاويه حول الدفاع عن شعبنا وحقوقه وحقوق الانسان، لا يتورعون عن المشاركة في استهداف انسان في حياته او صورته او سمعته، او لا يتورعون عن استهداف مؤسسات شعبنا في شرفها ووحدتها. والان لنرى الواقع مع من يتحالف الطرف الذي يدعمه السيد اونيل، انه يتحالف مع المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري، من هو هذا المجلس في خطاب الحركة ماضيا، انه صنيعة كوردية لوقف مسيرة الحركة الم يكن كذلك، والم يعود كذلك خلال فترة الانتخابات، يتحالف مع حزب بيت نهرين الم يكن ايضا صنيعة كوردية لوقف مسيرة الحركة والم يعد كذلك خلال فترة فرز نتائج انتخابات اقليم كوردستان، الحزب الوطني الذي كان بعثيا وكورديا وصار حليفا واليوم في خانة الاعداء لانه متحالف مع الاخرين، وهلم جر. السؤال الذي طرحناها هو ماهي النتائج المأساوية التي نجنيها من العودة الى خطاب الاتهامات التخوينية في كل مرحلة نختلف فيها ولو جزئيا، والمصيبة ان هذه الاتهامات تأتي من طرف الحركة ومؤيدوها في كل مرة ويضطر الاخرون للرد. فان رديت تتهم بانك تثير الفتن، ولكن لا يقال لم بداء لماذ تثير وتجدد الفتن كل مرة تشعر ان وضعك يهتز وتتهم من تحالفت معهم مع انك تقوم بتجاوز كل الخطوط السليمة والمقبولة.
ان حالة البعض هي تحويل الحزب الى عشيرة فانا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب مع حزبي في كل الظروف، وهل بهذه الطرق نبني حركة قومية سليمة وصادقة وقادرة على تجاوز المحن؟ اذا اين فقرة النقد والنقد الذاتي التي يتفاخر بها كل تنظيماتنا القومية؟ واذا كانت مسيرتنا القومية ومنها مسيرة الحركة ليست بحاجة للنقد فلماذا واقعنا القومي بهذا السؤ لدرجة اننا نتباكي على وجودنا ولدرجة ان من اقر بحقنا بالكوتا بات يطالب بتقليصها لاننا لا نستحقها؟ هل سأل الطبالين امثال السيد اونيل هذا السؤوال، ام ان جل همهم هو التطبيل لتنظيمهم الهش، واذا كان وضعيا على احسن ما يرام لماذ يلجاء تنظيمهم لتسول اصوات دعمه من الاخرين ويقوم باتهمات تطالب حلفاءه بهذا الامر؟.
هل يدرك السيد اونيل انه كان بمقدوري ان استلم راتبا تقاعديا كما يفعل سادته لمشاركتي في مرحلة الكفاح المسلح لو كنت ممن يتلهفون على المال والاموال، ورغم انه حق ومقر قانونا الا انني لحد الان لم استلم اي شئ، علما انني كنت عضوا قياديا في تلك المرحلة وغيري ممن اعرفهم مثلي، ولكن اعرف من الطبالين والزمارين ممن يستلمون ذلك دون وجه حق فقط لكي يكونوا ادواة لقمع ولاسكات الاصوات التي تريد تصحيح الامور، باسم الشهداء والنضال القومي؟
هذا السيد يهددني بتفاصيل اللاحقة ولكنه يصلي للمخلص اي مخلص انتم تؤمنون به؟ وهل في ما كتبته شئ يليق بالمخلص وهل المحبة التي تتشدق بها تعني نشر الاكاذيب ومحاولة تشويه السمعة الشخصية واتهام الاخرين كل الاخرين بالخيانة والعمالة وفقط ان سادتكم هم الشرفاء، سيدي انشر كل ما تمتلك ولكن اياك ان تنشر الاكاذيب كما هي عادتكم وكما عهدناكم. 

177
هل شعبنا فاقد لذاكرته حقا ؟



تيري بطرس
bebedematy@web.de

انا اسف ولكن هذا السؤال توارد على ذهني وانا اقراء رد لاحد المعلقين الذي يقول انك تكتب ولم تأتي بنتيجة من كتاباتك، لانه لم يكن الوحيد بل الكثيرين يقولون ذلك وان لم يكن بهذا المباشرة انهم يقولوه حينما يصرون على ترديد اكاذيب تم فضحها، فاما هو لا يعلم بها لانه دخل الحوار متاخرا او لانه متحزب ومهما اتيت باثباتات لن يؤيدك، وهذا كان حال الكثيرين لحين ضرب مصالحهم او استعادة الوعي لديهم.. ان تجاربنا في الغربة كان من المفروض ان تساهم في وفع مستوى وعينا، واعتبارنا لحقوق الانسان والفرد والحريات والحوار، ولكن مع الاسف ان البعض يريد ان يفرض قوميا نفس الممارسات التي ندعي اننا هربنا منها.
لو وضعنا الحقيقة في صلب كل ما نخطوه، فبالتاكيد سنرى امور كثيرة مثيرة للعجب والقرف في ان، مثيرة للعجب انه في كل مفصل من مفاصل حياتنا فجاءة تظهر اسماء وهمية تثير الكثير من اللغط وتهاجم هذا او ذاك، قد لا يكون لهذه الاسماء انتماء او قد تكون من الاطراف الدخيلة او تكون مدفوعة لتخريب العلاقات بين احزاب وحتى افراد شعبنا، هذه كلها احتمالات يمكن ان تحدث في السياسية والسياسة فن لا شرف فيه، بمعنى ان بعض ممارسية يطبق مقولة ميكافلي الغاية تبرر الوسيلة، فكل الوسائل مباحة وكل الطرق مشروعة لتحقيق الغاية والغاية هنا قد تكون تركيع شعبنا وجعله اداة في يد الغير لتحقيق ماربه. ومثيرة للقرف ان هؤلاء ذوي الاسماء الوهمية لا يعملون من اجل النقد ومناقشة الكاتب او ناشر الخبر او حتى الخبر وتفاصيله، بل يناقشون بزة الكاتب واسم ابيه وجده، ويناقشون افتراضات هم افترضوها واعتقدوها حقيقة دون ان يناقشو من اين استمدت افتراضاتهم سمة الحقيقة.
وحالة اخرى تتكرر في النقاش وهي حالة من دخل الحوار متاخرا او من يعرف ان المقابل يمتلك اثباتات ولكنه يريد انكارها ويصر على ذلك، ليس لانه يمتلك نقيضا لها، بل لانه متحزب لدرجى عمى البصر والبصيرة. مثلا هناك حالة محاولة القتل التي تكلمنا عنها مرارا وتكلم عنها من استقال من الحركة (اي ايدها)، وسجن وحوكم احد المتسببين بها وهو المنفذ او المتلقي الاخير للاوامر (وهي حالة اثبات قانونية اخرى) وتم تهريب الراس الكبير(تم تهريبه الى اربيل التي كانت خاضعة لليكتي حينها) وتم طرد احد الكوادر للتغطية على الحدث، كل هذا موجود ولا يزال البعض ينكر والحركة لم تتحمل المسؤولية القانونية والاخلاقية، ونحن هنا لا نبحث عن انتقام بل عن الاعتراف لكي لا تتكر الاكاذيب. والبعض يطالبنا بان ننسى لانها مجرد احداث ماضية وعفى الله عما سلف، ولكن نفسه او مؤيد هذا البعض لا يزال يكرر الاكاذيب التي تم تلفيقها وتنسب الى ما قبل اربعين عاما، اليس في ذلك تعجبز ومحاولة اسكات طرف فيما الاخر يعمل ما يشاء؟
 مثال اخر حالة وسم الجميع بالعمالة هل هي حالة طبيعية وخصوصا انها تصدر من طرف واحد ضد الاخرين، كل الاخرين وحسب المواسم، يعني هل كانت لينا ازريا مثلاعميلة الى ما قبل شهرين حينما كانت عضوة في الحزب الوطني وصارت امتانيتا لما دخلت قائمة الرافدين، لماذ نحاول محاكمة وادانة المعتدي عليه ونطالبه بعدم اثارة الامور حفاظا على الوحدة المزعومة والتي لا يحافظ الطرف الاخر عليها ابدا، والدليل الكم الهائل من الاتهامات لقوائم شعبنا الاخرى في المنعطف الذي تلى الاعلان الجزئي للنتائج ، ليس من من منطلق الخلاف السياسي بل اتهامات بالعمالة وبانهم صنيع وبانهم وبانهم.....................
اعتقد ان جل القراء سيوافقونني القول ان الهيئة الناخبة في شعبنا ليست ثلاثة عشر الف صوت وهي الاصوات التي حصلت عليها تقريبا الاطراف الثلاثة، لا بل ان احد ساكني عنكاوا وهو السيد انور جوهر عبدوكا يقول ان الهيئة الناخبة في عنكاوا هي بحدود 12 الف صوت علما ان 17% صوت لقوائم شعبنا و83% صوت للقوائم الكوردستانية. اي ان الهيئة الناخبة لشعبنا في كل اقليم كوردستان لا بد ان تكون اكثر من ضعفي ما موجود في عنكاوا على اقل تقدير، وهو تقدير مناسب، السؤال اين ذهب 75% من اصوات شعبنا اذا؟ واذا كنا وبكل بساطة نتهم وهذا ما يحدث ممن يدعي انه مؤيد للحركة الديمقراطية الاشورية، تجمع احزاب شعبنا والذي زوعا متحالف معهم بانهم ادوات كوردية، ونلمح بان ابناء النهرين هم مدفوعين من قبل الاكراد ليوقفوا سدا منيعا في مسيرة الحركة، فمن بقى من شعبنا هو مخلص لشعبه؟ ليس هذا بل في الكثير من الاحيان تاتي تشكيكات، من يدعون انصار الحركة من ناحية الشك بابوة او ام من لا يصوت لزوعا بانه ليس من رحم الامة او انه صنيع كوردي او ان اباه كوردي او انهم عملاء كورد. السؤال الذي يطرح نفسه هل قام احد من قادة الزوعا او من متنفذيها باسكات هذه الاصوات النشاز والتي تنثر السم والانقسام بين ابناء الشعب؟ والاهم هل سدت الحركة الديمقراطية الاشورية على كل هؤلاء هذا الطريق الملئ بالتخوين والتدمير والتقسيم من خلال اعترافها واعتذارها عن كل ما اقترفته اياديها او ايادي او السنة بعض قادتها ومسؤوليها من جرائم واكاذيب بحق ابناء شعبها ومؤسساته الذي تدعي انها تقوده للتحرر والتقدم. لماذ يبقى هذا الباب مفتوحا على مصراعيه مسببا الالام الكثيرة لشعبنا؟ انه السؤال الذي لا يريد مناصري زوعا الاجابة عليه، ويلتفون الى زي او اخطاء الكاتب الاملائية او انه كان في يوم ما او انه يكتب كثيرا او في احسن الاحوال يشككون في ماضيه، يعني تكرار الخطاء بالخطاء وليس اصلاح، ووضع اللبنات الاساسية لخلق الاجواء السليمة بين ابناء شعبنا ومهما اختلفت ميولهم للتحاور والنقاش الهادي على اسس البرامج والخطط واساليب العلم. انهم يبدأون الهجوم والتشويه وحينما ياتيهم الرد يطالبون الراد بالسكوت للحفاظ على الوحدة التي لم يحافظوا عليها ابدا.
نحن هنا نطالبهم بنقد وتفنيد كل ما نقوله، بالراي  بالوثائق، باي اسلوب حضاري للحوار، وحتى مناقشة ماضي الشخصي لو كان فيه ما يشين، ولكن ليس من خلال الادعاء بل اقران القول بالاثباتات الغير القابلة للكذب، بمعنى ان تكون حقيقية وان لا تكون باسم طرف هو مجهول الهوية لا يمكن محاسبته؟ فشخص يقول انه يكتب من اقليم كوردستان ويخاف ان يعلن عن اسمه لانه يخاف من العقاب الكوردي، فهذا بالتاكيد كاذب، لان حركته تصرخ صباحا ومساءا ان فلان مسير من قبل الاكراد او من الحزب الديمقراطي وان الدميقراطي الكوردستاني يريد ان يسيطر على الكوتا وغيرها من الاتهامات ، لا بل اتهامات السيد سالم كاكو، كانت قوية لدرجة يمكن ان تجر المتهمين الى التحقيق، ولم نرى اي شئ، اذا من يقول ذلك فهو كاذب، وهذا منطق الاشياء اليس كذلك؟
لكي نطور الحوار وليحقق نتائجه المرجوة فعلينا ان نحوله الى حوار معرفي وان كان بعض الاشخاص مجهول الهوية فانه يمكن مراعاة ذلك لاي سبب ان تمسك باسس الحوار اي الاخذ والعطاء وليس السب واتهام الاخرين بنسبهم وتنسيب اكثر من نصف شعبنا الى ان امهاتهم حملت بهم من غير اباءهم، نعم هذا هو الاستنتاج الطبيعي الذي يمكن ان نخرج به من اتهامات كل من يدعي انه من مؤيدي الحركة، لكل من ايد او دعم او ترشح على قوائم الغير التابعة لهم.  
في تحرك جديد، ظهر ان هناك مجموعة من قيادات وكوادر واعضاء في الحركة الديمقراطية الاشورية، تبدي اعتراضها على خاسلوب بعض القادة المتنفذين  وممارساتهم، وتطور الامر الى وصول الامر الى الفروع ومن ثم اعلان قائمة مستقلة عن قائمة الحركة، شخصيا لم اتدخل رغم انه حدث يثير نقاشا وحوارا يمكن الولوج منه الى الكثير من المفاصل او العوائق التي تقف في طريق شعبنا نحو تحقيق اهدافه، ليس هذا بل ان بعض هؤلاء القادة والكوادر لي سابق معرف وصداقة معهم، مما كان يستوجب بنظري التفاعل مع الحدث، الا انني لم اتدخل، لحين حدوث حوار مع احد الاصدقاء الاعزاء الذي اقنعني بان اعتراض اعضاء الحركة صحيح وليس خلفه لعبة وانهم في طريقهم حتى الى الانفصال ولكن مشكلتهم قد تكون في الشخص الاول، وقال انهم يميلون الى وضع شخص من القيادات التاريخية والمشاركة في الكفاح المسلح، وحينها ادركت ان من حقي وواجبي ان اضع نقاط اساسية امام المجموعة لكي تنجح عليها اتباعها واحداها كان نصحهم بعدم الاتيان بسخص من هذه المرحلة لان فيهم من هو الاقدر باعتقادي لاسباب ذكرتها. هذا الحدث واقع في امتنا وليس تمنيا، ورديت عليه وووضعت تصوراتي حوله، واتاني الرد من السيد جورج هسدو، ولكن الرد لم يلبي كل ما طرحته بل تمحور حول البقاء في ارث ونضال الحركة وتاريخها وهذه الامور التي شخصيا ارفضها لانها مبنية  باعتقادي على اوهام الا اذا احتسبنا سنوات طويلة من خداع الاخرين من ابناء شعبنا (تنظيمات ومؤسسات وجماهير)، بمقولات وادعاءات وتحقيق انجازات كاذبة مثل مقولة التعليم السرياني، فرغم ان التعليم السرياني هو هدف ويلبي احد طموحات شعبنا المشروعة في ان يتعلم ويدير وينشط بلغته التي هي اقدم لغة عراقية مستمرة لحد الان، الا ان طريق تسويقها كان فيه نوع من استهبال وخداع لغرض حلب ابناء شعبنا باسلوب اقل ما يقال فيه انه رخيص ويؤدي الى فقدان الثقة المستقبلية بالعمل السياسي. سؤال بسيط هل حقا اثارت الجبهة التركمانية غبارا وطروحات ومزايدات كما اثيرت في عملية التعليم السرياني، علما ان التركما او قواهم السياسية الاكثر لم تعترف بتجربة اقليم كوردستان الا بعد سقوط النظام ولكنها تمتعت بكل المزايا التي يقرها القانون في التعليم بلغتهم. واذا كان التعليم السرياني حق وهو كذلك لماذا تحمل شعبنا تكاليفه وهكذا سوق الامر في السنوات الاولى لحين ان قمنا بفضح الممارسة الغير المنطقية، فالدعاية الاولية كانت ان الحركة تتكفل بكل شئ في التعليم السرياني، والحقيقة لم تكن كذلك. نحن نشكر كل من ساهم في دعم التعليم السرياني وكل من نشط في مجالة ولكن تسيس التعليم اخره وجعله جزء من حلقات المساومة بين الاطراف المتناقضة والمختلفة، فالكنيسة الكلدانية اصرت ان يكون التعليم المسيحي بالعربية، علما ان غالبية سكان الاقليم في البيت لا يتكلمون العربية بل يتكلمون السورث وهذا في تحد لقانون التعليم السرياني، لا اعلم هل لازالت كذلك ام جعلته بالسورث وهو المنطقي والعادي ام لا.
اذا المسألة هي حوار حول حدث بين طرفين مختلفين في الاسس والابعاد، ولم يختلق من لا شئ بل تم التاني بطرح الراي رغم انشغال الجميع به، ولكن المسألة مرة اخرى هي ان من يتكلم باسم الحركة وخصوصا ممن يدعم خط السيد كنا، فهم لا يدخلون الحوار ويناقشوا الافكار ويطرحوا البدائل، بل يدخلوا لكي يشككوا في ماضي المحاور او الكاتب او في انتماءه القومي او الديني او حتى في نسبه الابوي. هذا هو اسلوبهم وهذه هي طريقتهم، فهل هذا حوار وهل هكذا نتقدم؟
يا ترى متى سيكون لنا رادع اخلاقي محدد يوقفنا من كتابة السيل الهائل من عوامل التفتيت والانقسام والتشرذم؟

178
عزيزي السيد هسدو من منا متشبث بالتاريخ؟



تيري بطرس
bebedematy@web.de
نشر الاستاذ جورج هسدو مقالة بعنوان الى تيري بطرس المبشبت بعباءة بالتاريخ على الرابط ادناه، ونود ان نوضح اننا لم نرد في حينه لكي لا يقال اننا كنا بصف اي طرف من الاطراف المتنافسة وخصوصا الرافدين وابناء النهرين، ننشر الرد ادناه متمنين ان يكون كافيا للرد على اغلب تساؤلان السيد هسدو.
اذا كان البعض يود التشبث بالماضي ويمنحه عبقا ومكانة سواء في الممارسة او الفكر، ولكنه يبرر خطواته بتعميم اعتذار او نقد ذاتي خجول، لخطوات خاطئة، لكي يرضي ذاته، فانني ارى في ذلك، بوادر سؤ نية قبل ان تكون سهوا، لان الذي حدث في الماضي تعلق بخسائر فادحة عاني منها شعبنا بسبب مواقف وخطوات اطراف سياسية يجب ان توضح بشكل جلي وواضح ولا تقبل التفسيرات. نحن هنا لسنا في ساحة الانتقام، بل في معركة من اجل تصحيح الاوضاع و ضمان عدم تكرارها. فلو على سبيل المثال تابع القارئ او الاستاذ هسدو تعليقات التي يزين بها مدعي تأييد الزوعا اخبار نتائج الانتخابات الاخيرة في اقليم كوردستان وان لم تكن رسمية لادرك الهوة التي سقطنا فيها. فعيب ومصيبة ان نتهم نصف ان لم نقل اكثر من ابناء شعبنا بالتكريد والعمالة وبيع الذات، ليس لسبب بل لانهم لم يمنحوا صوتهم لاحدى القائمتين الرافدين او ابناء النهرين. قد تقول اننا لسنا المذنبين في ذلك، وقد تقول انهم من يريدون الصيد في الماء العكر او كما يعلق الاخوة اللبنانين مشاكلهم على طرف ثالث، باعتبار انهم منزهين عن اقتراف الخطاء، ساوافقكم الراي ولكن من سمح لهم او لاؤلك المحسوبين على شعبنا ان يمارسوا هذه اللعبة التفتيتية والتشرذمية وبعضه وباسماءهم الوهمية صار يكتب منذ سنوات دفاعا وتبريرا لمواقف الحركة الديمقراطية الاشورية. ولذا فان خطوة شجاعة بتحديد الاخطاء والاعلان عن التبرئ منها وخصوصا محاولة تفتيت مؤسسات كنسية وقومية واتهامات كاذبة طالت احزاب قومية لا يزال انصار الحركة الديمقراطية الاشورية التي تصورن على انكم لستم ضد فكرها وتاريخها، ينشروها في كل مفترق ولو جزئ مثل الانتخابات. ولو كانت هذ الحركة قد اقرت او انتم اقريتم بكل ما فعلتموه من الاخطاء في هذا التاريخ لكان من الممكن الفصل والقول انهم حقا اطراف ثالثة.
اني اعتذر لو كان عنوان مقالتي المعنون ب(الى الخارجين من تحت عباءة السيد كنا) قد جرح مشاعر اي شخص، ولكن طغيان وجود السيد كنا وتصريحاته وتنقلاته وضمور الصوت الاخر كل هذه المدة على اخبار الحركة  الديمقراطية الاشورية لا يمنح للانسان الا ان يقر بان الجميع كانوا تحت عباءته، وخصوصا لو لاحظنا ان السياسية المعوجة والمنوهة عنها في فقرات من بيانكم، قد استمرت لسنوات طويلة وشخصيا لدي عشرات المقالات حول امور مثل ( مجلس الحكم،المفوضية العليا للانتخابات، الاعلام المخزي، والمجلس السياسي، والدستور العراقي، والتمثيل القومي،والحكم الاتحادي، وحتى في توزير السيد سركون لازار وغيرها الكثير) وهذه المواقف لم تكن لخلافات شخصية بين شخصي الضعيف وقيادات في الحركة كما تدعي بل لسبب تجاوز لاحظته منذ البدء على الحق القومي لشعبنا ولم تكن كرها بمعاوية وليس حبا بعلي ولا بسبب قناعات سلبية مترسخة ان جل ما اعلنته هو التجاوز الحاصل على حقوق شعبنا ومحاولة التلاعب الاعلامي بهذه الحقوق وعدم الرغبة او القدرة لطرح حلول لها. ومرارا قلت واكدت انني اريد مقترح او مشروع قانون قدمته الحركة لكي اتمكن من احدد انجازاتها ولم ياتني الجواب، وحتى لو لم ينفذ هذا المشروع، لكي اشير اليه بالبنان والهلهولة ايضا وجل ما قدمته الحركة كانت مذكرتها حول تعديل دستور اقليم كوردستان وليتها لم تفعل، وقد نشرت عنها تحت عنوان (قراءة في مذكرة المكتب السياسي للزوعا ) وهذا ما تؤكدون عليه  اي عدم قيام الحركة باي خطوة ولو في اتجاه تقدم مشاريع قوانين او اقتراحات في بيانكم ولكن متأخرين سنوات طويلة. سؤال بسيط هل الزمن الذي فصل بين ما طرحته من انتقادات للممارسات الحركة والخطوة التي اتخذتموها والانتقاد الخجول الذي قدمتموه له قيمة واعتبار؟ . فاذا كنتم توصفون ما فعلته انا بانه نتيجة(قناعات سلبية مترسخة، بعضها مر عليه أكثر من ثلاثة عقود، بخصوص الحركة الديمقراطية الأشورية وعدد من قياديها الأوائل، وهو لا يتحفظ (اي انا) من إعلان موقفه هذا كما لا يتردد في النيل من أية قضية يكون محورها زوعا )،  فهو يدل على اما انكم تقومون بالكيل بالمكيالين، لانكم في بيانكم الاخير تؤكودن على ما اكدت عليه شخصيا مرارا وتكرارا ولكنكم متاخرين جدا بعد ان خسر شعبنا الكثير، او انكم تتنصلون من المسؤولية القومية لعدم سماعكم الاصوات التي نبهت منذ البدء الى خطورة التصرفات والممارسات القائمة باسم الحركة الديمقراطية الاشورية.
واذا كانت مواقفي مستندة الى موقف شخصي وعداء مستحكم وقناعات سلبية مترسخة، فما الذي يمنع ان تكون مواقفكم مستندة الى نفس المعايير وخصوصا انكم كنتم في احتكاك مباشر وكنتم كقيادات ضمن التسلسل المنطقي لتبواء المراكز التنفيذية او التشريعية في الدولة، ويمكن القول انكم حرمتم منها. بينما انا كنت قد غسلت اليد من اي طموح شخصي منذ ان هاجرت البلد مضطرا.
خلافي اذا معكم ومع الحركة لم ياتي لاسباب شخصية وهذا يدركه كل اعضاء الحركة من القيادات والكوادر وحتى الاعضاء والمؤازرين، لانني اتعامل معهم بمودة وباسلوب راقي على المستوى الشخصي ولم احاول ان اجرح احدا او ان اقوم بعمل يلصق شئ شأنا باي شخص، لانه امر لا يليق بي اصلا وليس لانه غير ممكن الاتيان من قبلهم.
لقد المني جدا عندما سمعت وتاكدت ان الحركة او بعض قياداتها كانت وراء محاولة اغتيال الاخ روميل شمشون العضو القيادي في الحزب الوطني الاشوري، لسبب بسيط وهو كم من الوقت امتنا بحاجة اليه لكي تنجب ابناء مثل روميل شمشون لم يرتاح طول عمره من تقديم خدمات لشعبه وامته، ليس روميل وحده بالطبع بل الكثير من الاخوة في الحركة الديمقراطية الاشورية ايضا، ويمكن تعميم السؤال عندما نعلم ان قيادات في الحركة مارست العنف والتشهير بابناء شعبنا وخصوصا الناشطين منهم في المجال القومي او الكنسي، والسؤال الذي طرحته دوما هو الام الاشورية تنجب ابن ابنان او اربعة (من الذكور والاناث) فاليس من واجبنا العمل على ضمان الحفاظ على حياتهم وصون كرامتهم بدل من ان نقوم نحن بهدر الحياة والكرامة، اذا كنا حقا دعاة عمل قومي؟
في واقعة حدثت في مجال نشاطي الحزبي حينما كنت عضوا في الحزب الوطني الاشوري قبل سنوات، كان احد الاعضاء في حزبنا قد تعلق بفتاة اشورية بنية الزواج لبناء الاسرة، واعتقد انكم ستؤيدونني ان احد اهدافنا هو تشجيع الشبيبة لكي تتعارف وتحب وتشكل اسر قوية ومتماسكة لانها اساس امة فاعلة، وعندما علمت اسرة الفتاة انه من الحزب الوطني وانها اي الاسرة كانت تؤيد الحركة خيرت الشاب بين الخروج من الحزب الوطني وبين الزواج من ابنتهم، وعندما اتصل مسؤوله بي شارحا الوضع، سألت ان كان العضو لا يزال متعلقا بالفتاة فقال مسؤوله نعم، فقلت ان الاجدر لنا ان نبني اسرة على الحب من ان نحتفظ بعضو كسير القلب، هذه قصة قد تقول انها قصص فردية تحدث، ولكنها نموذج لما حاولت الحركة  التي لازلتم تدافعون عن تاريخها ومبادئها زرعه في مجتمعنا من عملية تخوين وترهيب واساءة سؤا على مستوى الاسر او المؤسسات القومية، ولعلك بعيد عن المؤسسات التي تم تخريبها وتقسيمها مع او ضد علما ان اي واحدة لم تكن ضد بل كانت اغلبها تحاول الحفاظ على استقلاليتها التنظيمية.
انتم الان خارج تنظيمات زوعا بحكم الامر الواقع، بعد ان تم فصل اغلبكم، والظاهر ان قاعدتكم من الاعضاء اقل مما هي للسيد كنا ومؤازريه، اذا فهل انتم زوعا من خارج زوعا مثلا، وكيف يمكنكم التاثير على المواقف وطرح البدائل وايصالها الى القرار السياسي دون ان يكون لكم اليه وهي التنظيم السياسي؟ هل تعتقدون ان تشبثكم بزوعاويتكم ستكون سببا لعودتكم الى زوعا يونادم ولكن بقوة اكبر؟ لا اعتقد ان هناك ما يؤيد ذلك على ارض الواقع، ولذا طرحت فكر ان تكونوا حزبا سياسيا مستقلا وغير متشبتث بارث الاخطاء والجرائم، ولم اقل ارث الشهداء يوسف ويوبرت ويوخنا. ولكن هذا الحزب يجب ان يكون حقا جديدا فكرا وممارسة. علما انني اؤيدكم ان فضاء شعبنا مزدحم بالاحزاب والتنظيمات السياسية وليس بحاجة الى تنظيم تقليدي جديد. ولكن حلا لما هو واقع في الحركة لم ارى الا ان اؤيد راي السيد نينوس.    
في ظل الامثلة التي سقتها لكم، هل كان رايكم في مقالتي التي نقدتموها، لا بل تجاوز النقد الى ترديد اتهامات اعضاء قيادات زوعاوية بحقي مثل (.. لكن ربما من الصعب على مناضل (منزوي) مثل السيد تيري الذي هجر الساحة الفعلية للعمل القومي منذ عقود أن يستوعب أنه من الممكن أن توجد قيادات شابة مستقلة برأيها ومحافظة على مصداقيتها ضمن تنظيمات شعبنا السياسية، وأنا أعذره في ذلك لأن حالة مثل هذه قد تكون الأولى من نوعها لكنها بالتأكيد لن تكون الأخيرة وربما لن يكون زوعا التنظيم الوحيد الذي سيشهدها)، يعبر حقا عن فهم واع لما عنيته وابعاده. كما انني لا اعرف ما هي مقاييس الساحة الفعلية للمشاركة في العمل القومي، وهل مشاركتي في الاجتماعات واللقاءات القومية والنشاطات السياسية والاعلامية يعتبر انزواء حقا؟ ام انه ليس من السهل الطعن ب تيري كنو بطرس ولذا فلم تجدوا انتم ومن اختلفتم معهم الا هذه التهمة ان كانت كذالك لكي تلقوها بحقي؟
تتهموني بمحاول ذبح الزوعا، حينما طالبت بالقيام بعملية نقد ذاتي لممارسات ادت الى ذبح احزاب ومؤسسات شعبنا، هل انتم من حملة الدماء الزرقاء يسهل عليكم ذبح الاخرين ولا يحق للاخرين لتبيان مصداقيتكم الاعتذار عن ما لحقهم منكم؟ لا بل ان سلسلة ما طالبتكم به عندكم لم يرتقي بعضها لمستوى الخطاء. فاذا اين التغيير في الشأن القومي وفي العلاقة مع الاطراف القومية الاخرى؟
تتهمون اطراف بانها لعبت دورا مخزيا في الحراك القومي لشعبنا، وليكن، فلنحدد هذه الاطراف ودورها المخزي هذا ومن ثم لنطالبها بتقديم اعتذار حقيقي عن ما لعبت به، وليس اطلاق تهم على علاتها، ولكن من بداء ومن استفاد، ورغم ادعاءه بالمشاركة في العمل القومي المشترك، نراه وباصوات واسماء وهمية يعود الى اتهامات باطلة وسخيفة في كل مفترق لزيادة الشرخ بين العاملين في المجال القومي، لانه ديدنهم في تقسيم الناس اما معهم او ضدهم.
ما افهمه من حراككم ان بقى على هذا المستوى وبهذه التبريرات وبهذا الالتزام وتقديس ما تسموه ارث الحركة وفكرها، هو انكم تتشبهون بشخص يريد ان يعري لص ما ويتهمه بالسرقة، ولكنه مصر على الاستفادة من المسروقات، دون الاعتذار للضحايا وليس اعادة المسروقات.

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=689755.0


179
الكفاح المسلح 5 ....دروس وعبر



  تيري بطرس
bebedematy54@web.de

لو بقينا في اطار اللي يجيب نقش عوافي، وهو قول عراقي دارج، فاننا لسنا بحاجة لسرد التاريخ ولا لكتابته ولا لتحليله او الاتعاض به. ولان القول اعلاه يشجع اللصوصية وكل ماهو مخالف للقانون ويمنحه شرعية اجتماعية، فان انتظار تقدم اجتماعي وسياسي وحقوقي يعتبر امر محالا.
قد يسمع البعض عن الكفاح المسلح، ويقوم بوضع تصورات ويسير به الخيال نحو وضع سنياريو مفعم بالبطولات ومحاولات اقتحام حصن العدو الصدامي، او عمليات بطولية في عمق القوات الحكومية او انتشار ما خلف خطوط هذا العدو. بالطبع البعض متعمدا يحاول وضع صور رومانسية عن ما كان يحدث في ما اسميناه الكفاح المسلح. والذي يعتبر البعض ان من شارك فيه هو البطل لا بل ان البعض يعتبر كل من لم يدعوا من البدء اليه يعتبر خائن وان شارك فيه بعد شهر او سنة. واخرين يعتبرون الكفاح المسلح ماركة مسجلة باسم طرف واحد فقط، دون ان يقدموا تبريرا اخلاقيا او مقنعا لذلك.  ففي الكفاح المسلح الذي لم يحدث، بل حينما تم اقتراح القيام بالعمليات العسكرية رفضته قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية المؤقتة، يتم اليوم بيع تلك المرحلة وكانها انجازات وبطولات وتضحيات، واذا كنا لا ننكر تضحية الناس من خلال قبولها العيش في اوضاع اقل ما يقال انها كانت بائسة من كل النواحي، الا ان البطولات تبقى عملية تسويق اكاذيب ليس الا.
نعم لقد عشنا اياما واشهر دون ان نعرف طعم اللحم او السكر او احيانا الشاي، بل ان ملابسنا كنا نغسلها وننتظر لكي تنشف ونعود للبسها، نعم عانينا الفقر والعوز وكل ذلك لاجل تحقيق شئ ما لاجل امتنا، ولكننا بالتاكيد كلنا كنا في خندق واحد. واذا كان البعض يتهم الاخرين بانهم كانوا او اتوا من اجل عرقلة عملهم، فليقدموا ولو دليل ان هذا الامر حدث، وان كان البعض قد يمتلك مثل هذه النية، ليس بسبب قوة عملهم واتساعه، بل جراء المنافسة الطبيعية ليس الا. واذا لم يتمكنوا من ايجاد ولو موقف واحد ادى الى عرقلة عملهم، فهل بامكانهم اعلامنا عن سبب عدم تطور هذه العمل وانحصاره في اطار ما بين عشرون وثلاثون شخصا؟ رغم الالاف من الهاربين من اتون الحرب ورغم القاء القبض على عدد من الاعضاء واعدمام البعض الاخر؟ نعم كنا كلنا في خندق الحالمين ولم نكن في خندق الفاعلين، فاليس الكذب على الشعب طريق الخاسرين او الطريق المؤدي الى الخسارة والضياع؟
والمؤسف ان من يتغني بالكفاح المسلح لم يقدم انجازا واحدا، ليس عسكريا بل فكريا، وهذا المجال كان متاح بحكم حرية الراي والنشر بغير قيود تقريبا وخصوصا لجهة تطوير المطالب القومية واخراجها من العمومية الشعارتية الى خطط وبرامج واوليات. واذا كانت خيروتا قد خطت خطوات في هذا المجال فان بهرا بقت اسيرة الشعارات ليس الا. والتطور الحقيقي التالي لم يحدث الا مع طرح شعار الحكم الذاتي من قبل السيد سركيس اغاجان، والذي حالو البعض وبكل قوتهم اجهاضه.
قد يتسأل البعض وما تريد من هذه السلسة اليست  عملية هدم لانستفاد منها؟، والجواب هو في واقعنا العراقي قبل الاشوري، يا ترى لو كان نضال شعبنا من خلال احزابه اتسم بالمصادقية، وقول الحقيقة ونقد الخطاب الايديولجي المانح لصفات الوطنية والقومية وحتى الايمانية لفئة ونزعها عن الفئات الاخرى، هل كان سيكون واقعنا بالمأساوية التي نعيشها؟ اذا الخطاب النقدي ليس للهدم كما بين وقال البعض، بل هو عملية تفكيك، للمروج والمزور لوضع الحقائق والبناء عليها. فاذا كنا مثلا لم نشارك في الكفاح المسلح بصورته الحقيقية وبما يتطلبه من المشاركة الفعالية في كل ما يحرر الارض او يؤذي العدو، فما هي الغاية اذا من ترويج خطاب كاذب عن هذه المشاركة  وبشكل يدغدغ خيالات الفئة البسيطة والمسحوقة والواقعة تحت الضغوط، اليس اقناعها بقبول واقعها وانتظار الفرج من من لم يقدم حلا لمشكلة يوما ما؟
بين ان تخاطب الفكر والانسان الثقف والذي يحلل الامور لكي يصل الى استنتاجات صحيحة ويدعم الخطوات الحقيقة القابلة للتحقيق ولخدمة تطلعه الانساني المشروع، وبين الخطاب المروج لكسب الانتخابات في شرقنا بون شاسع. وفي الغالب كان الرابح فيه هو السياسي الشعبوي الذي يدغدغ مشاعر  واحاسيس الناس وان كان لا يقدم على خطوات حقيقية لحل مشاكلهم وبناء مستقبلهم. ان هدم الهوة بين المثقفين والعامة ليس بنزول المثقفين وخطابهم الى مستوى ترويج الاكاذيب بل العمل من اجل الارتقاء بالوعي العام نحو ادراك الفرق بين الخطاب الشعبوي الكاذب وبين الحقائق التي تساهم في ترسيخ المطالب الواقعية والمتدرجة والقابلة للتنفيذ.
قد يتم تبرير الهجرة الواسعة من الوطن برغم من مشاركة احزابنا في السلطة والمعارضة والنشاط السياسي لابل والمساهمة في اعادة بناء بنية تحتية مقبولة، بانه اتجاه عام جراء المخاوف وعدم الامان والازمة الاقتصادية، ولكن اليست هذه الامور من صميم العمل السياسي، اي اليس حل مثل هذه الاسباب هو من صيمم العمل السياسي؟ ففي الوقت الذي يبرز الخطاب الشعبوي البطولات المزيفة وينشر الاكاذيب عن البطولات الكاذبة، فانه يبرر التقاعس وعدم المقدرة لتحقيق التغييرات المطلوبة لكونه اقلية وهو وحده لا يمكنه تحقيق المطلوبّ!! اليس تناقضا فاضحا ذلك، ولكن الانسان العادي لا يمكنه برغم حسه من ان يلاحظ هذه المفارقة او يحولها لسؤال عن الادعاءات بالقوة والقدرةوالشجاعة الممتلكة. هنا ايضا مفارقة اخرى وهي تحويل الصراع السياسي الى صراع عسكري ولو في مخيلة الانسان العادي، الذي يمكنه ان يحسب ان الواحد لا يمكنه ان يفوز على اثنين فكيف اذا كان الواحد مقابل الخمسة والتسعين؟ ولكن المثقف يدرك انه ليس هناك صراع قوى عسكرية بل صراع قوى سياسية وصحة التحالفات وانشاء مراكز قوة داعمة للخطاب السياسي العقلاني، هذه الامور التي تدعم المطالب السياسية.
لقد شارك الكثير من المحسوبين على مثقفي شعبنا في ترويج ظاهرة البطولة والشجاعة والانجازات على الشعب، ورغم ان الواقع يكذب كل ذلك، فاخطر ما اصابنا هو المزيد من الهجرة مقابل المزيد من الحرية، اليس تناقضا فضا هذا؟ والمزيد من الهجرة مقابل المزيد من بني تحتية تهئ الامان للناس، هذه البني التحتية التي حوربت وتم التشهير بها لانها لم تكن انجازا لمن يبيع البطولات الوهمية. فبدلا من نقد القوى السياسية العاملة في الوطن والمهجر لعدم دعمها ترسيخ الوجود الانساني والكثافة البشرية بكل السبل والتي وفرتها عملية اعادة  بناء القرى، نرى ان المثقفين او المحسوبين على طرف البائع للاوهام القومية يتهجمون عليها ويشككون في نواياها ولا يحاولون الاستفادة منها، لتحقيق الترسيخ القومي على الارض التاريخية لشعبنا!!
هل شعبنا فاقد للذاكرة حقا؟ ام ان ادوات النقد والتحليل ليس بملكه، ولذا يتم تمرير كل الهزائم والانتكاسات عليه، على انها انتصارت؟ ان هذا السؤال ينطبق على العراقيين كلهم، والدليل عمق التجارب المرة التي مر عليها ولكنه يعود ويمنح ثقته لنفس الجهات التي جعلته يعاني كل ما يعانيه اليوم، من خلال خلق اعداءوهميين له، مرة اعداء الدين واخرى القومية وثالثهما الوطن المهدد والطائفة المستباحة ولايزال شعبنا العراقي ضحية هذه اللعبة الخبيثة عليه. ام ان الدور الحقيقي للفئة المثقفة مفتقد، بل تنازلت عنه وصارت تشتهي ان تلعب ايضا دور الضحية والبريئة لكي تبرئ نفسها من دورها في تنوير الناس؟. لقد تمكنت الفئات المثقفة من قيادة معارك كادت ان تنجح بها، ومنها حقوق المراءة والانفتاح الاجتماعي والتذوق الفني واشاعة روح المدنية بين الناس، الا ان نفاق هذه الفئة للطغم الانقلابية الحاكمة واستسلامها لخطابها الديماغوجي، اعاد عقارب الساعة الى الوراء، فنرى اليوم هذه المثقف يبرر التطاحن الطائفي وسلب حرية المراءة باسم الشرف والانغلاق الفكري بحجة حماية الموروث، هذ الحالة الموصوفة اعلاه هي حالة كل العراقيين وشعوب المنطقة وسار خلفها او اتبعها بعض من ابناء شعبنا. فهم باعتقادهم ان تمجيدهم لفئة ما يعني ان شعبنا صار يمتلك قوة تنافس قوى الاخرين في المنافسة السياسة والعسكرية، ولم يكن يدرك انه يساهم في ترسيخ الوهم وترسيخ سيطرة الدجل على شعبنا مقابل وضع ودعم تصور عقلاني مبني على حقائق الواقع وطموحات المستقبل.
ارجو ان اكون قد ساهمت بقول الحقيقة ولو من وجهة نظري لكي نضع جميعا تصور للعمل المبني على الحقائق وليس الاوهام ولكي نساهم في دفع مجتمعنا للمشاركة في دعم ما يخدمه ويخدم تطوره وليس في ما يخدم احلام يقضة يحطمها الواقع ويؤدي الى استنزاف المزيد من ابناء شعبنا من ارضه ووطنه.

180
الكفاح المسلح 4....جريمتا قتل في التجمع





تيري بطرس
bebedematy54@web.de

عند وصولنا الى المقرات في العراق، اطلعت اعضاء القيادة على الامور التي جرت في ايران خلال فترة بقاؤنا هناك ، وبعد ان لا حظنا ان نيسان كان في كل موقع يطرح شيئا مخالفا لما وقعنا عليه في اتفاقية اورمي، مثل الادعاء بان الحركة اخيرا اتت الى طريق الصواب، واننا سنتحد لكي نصير حزبا واحدا، صحيح ان الهدف كان كذلك ولكنه كان يجب ان يمر بمراحل وليس كما كان يريد نيسان ان يفهم الناس، كما ان الحركة ماطلت في اللقاء لتطبيق بنود الاتفاق، لذا قمنا انا والاخ جورج بالعمل من اجل اصدار العدد الثامن من جريدة خيروتا للنشر . كانت قيادة الحركة في حالة انقسام حول الاتفاق، وسبب ذلك حسب ما عرفت فيما بعد شعور قيادة الحركة ان ياقو (يونادم كنا) وقع الاتفاق دون مشاركتهم، وبعد نشر العدد الثامن من خيروتا، اضطر الجانبان لتحديد الموعد وتشكيل الوفد المفاوض، ومن جانب التجمع تكون الوفد من شموئيل و جورج وانا، اما من جانب الحركة فقد تألف الوفد من كل من سركون واشور ويوخنا اعضاء قيادة الحركة،حيث كانوا قد جمدوا السكرتير نينوس، اتفقت انا و جورج على عدم معارضة طروحات الحركة، وحتى البيان الصادر بالمناسبة صاغه اعضاء الحركة دون تدخل منا الا في الشكليات، وسبب ذلك اصرار نيسان على الوحدة الفورية، وهذا كنا نؤمن ان الحركة سترفضه، وخصوصا، اذا علمنا اوضاع التجمع المادية، حيث ان نيسان كان قد حسب على التجمع ما يبلغ واحد وعشرون الف دولار امريكي كديون، بالاضافة الى تصريح نيسان الى احد المقاتلين، بأنه يقوم بالاتحاد مع الحركة لتخريبها من الداخل، والذي كنا نؤمن بأنه سيفعله. امر ايجابي حدث او شعرت بانه قائم ان العلاقة الشحصية بيننا انا وجورج وممثلي الحركة كان جيدا وسليما وكان افضل بكثير مما كان بيينا وبين شموئيل العضو الاخر في لجنة الحوار ممن التجمع والذي كان وكانه في عالم اخر غير عالم النقاشات والحوارات القومية. وبعد صدور البيان المشترك بين التنظيمين، بدأت المماطلات مرة اخرى، وفي هذه الفترة قام نيسان بالاعتداء بالضرب على احد اعضاء اللجنة التحضيرية للتجمع وهو السيد تيدي توما، وسيق الى مقر التجمع كسجين، دون ذنب يذكر، وعندها لم اتمالك الا ان اقدم انا وبعض الرفاق الاستقالة الجماعية، ولشكنا في رد فعل نيسان، قمنا بطبع عدة نسخ من الاستقالة، معنونة الى احزاب اشورية  ووطنية، دون ان نوزعها، كحماية لاي رد فعل طائش، وقد طلب نيسان راي  الحزب الديمقراطي الكوردستاني  لالقاء القبض علينا، الا ان الديمقراطي رفض ذلك ونصحه بالحوار معنا، مما اضطر نيسان الى التصريح بانه لا يسمح له ان يعاقب المسيئين، واضطر للحوار و التسأول عن مطاليبنا، فحددناها في ان يكون الهدف هو الموافقة على اقامة جبهة مع الحركة ولس الاتحاد الفوري، وتوسيع القيادة وعودة المجمدين الى العمل، وعدم المساس باي فرد في التجمع دون قرار من اللجنة التحضيرية، لا بل قلت له حتى ابن اخيك او ابن اختك ليس لك الحق في معاقبته دون العودة الينا في حالة مخالفته لامر ما. واضطر نيسان للقبول بذلك، الا ان الصدف تلعب الدور في الكثير من الامور وبدلا من التباحث حول الوحدة ومتطلباتها وتشكيلاتها مع قيادة الحركة، تأزم الوضع داخل الحركة بحيث كان لابد من ان يسافر وفد قيادي الى ايران للقاء ياقو، وهنا استلمها نيسان فرصة، للدعوة الى سفر وفد من التجمع ايضا  الى ايران، ورفضت انا  الفكرة، لاننا يمكن ان ننتظر عودة وفد الحركة والاهم ان نقوم بالمفاوضات بوجود القيادتين اي بعد عودة قيادة الحركة كلها مع قيادة التجمع، الا ان نيسان وبعض الموالين له اصروا على رايهم مما ولد مرة اخرى حالة الانقسام في اللجنة التحضيرية، واضطررنا للموافقة على سفر الوفد، لكي لا نتهم بعرقلة العمل الوحدوي، وحدد الموعد بعد العيد. وفي تلك الفترة حضر ادسون الشخص المكلف بتمثيل التجمع في ايران دون سابق معرفة او دعوة لحضوره، وعندما استفسرت منه عن سبب مجيئة قال انه لم يسمع منا اي شئ ولذا فقد حضرة لمعرفة ما يجري.  وللتحضير للعيد رغب نيسان الذهاب الى كاني بالاف واسطحب معه ابن اخته وادسن واخ ادسن دكسن، وكانوا قد خططوا للقيام بصيد ومن ثم الذهاب الى كاني بلافي، ولكن بدلا من صيد الخنازير حدثت جريمة قتل جراء الاستعجال والتعب والارهاق. صباح اليوم التالي حضر نيسان الى المقر واتي جورج وايقضني وقال ان نيسان هنا وهو مضطرب جدا، قمت وشاهدت نيسان جالسا في مكان الطبخ وعندما سألته عن ما حدث ولماذا عاد، قال ان فيليب ابن اخته قتل دكسن، اسرعت واخذت معي بعض المقاتلين وذهبت الى موقع الجريمة كما وصفه نيسان، ووجدت القاتل والقتيل واخيه وعندما اجريت تحقيقا اوليا، ادركت ان الامور تسير نحو الطيش والتعب والارهاق، فالقتيل ما كان من المفروض ان يمر من امام المكان الذي جلس فيه القاتل، بل كان يجب ان يقوم باحداث الجلبة لكي يجعل الخنازير تفر وتمر من امام القاتل، وهو سيقوم بالرمي عليها، ولكن الذي حدث عن دكسن القتيل مر من هناك محدثا جلبة وصوت كما يحدث حينما نمر في احراش، ولان الوقت كان في الصباح الباكر حين يتحول الليل تدريجيا الى النهار، ولان القاتل كان مرهقا ونعسانا، فقد رمى ولكنه بعد ان رمى ادرك انه قتل دكسن، عندما صرخ دكسن  اي في الوقت الضائع، ولخوفه فانه بقى في مكانه لحين حضور البقية والاستفسار عن ما حدث، فارشدهم الى مكان الرمي وعندما ذهبوا هناك وجدوا جثة دكسن. كان نيسان قد اوصاني باخذ الجثة الى قارو(قرية اشورية في النروة) ودفنها هناك، ولكنني رغبت ان ادفنها في مكان يمكن لاهله ان ارادوا ان يزوروها، كما ان ابقاء اخيه هناك فترة قد يجعله ينسي المه، ولذا اخذتها الى هيس حيث واريناها التراب.  
نقلنا الجثة واخ القتيل انا وبعض الاخوة  الى قرية هيس، مؤملا بان زيارة الاهل قد تمنح لاخ القتيل الراحة النفسية، لانه كان يتهم نيسان صراحة بأنه وراء القتل، وبعد مواراة الجثة التراب، تركت اخ القتيل في القرية بمعية الاخ جورج طالبا عدم حضوره الى المقر لحين مجئ اهله، وارسلت الى جميع القياديين للحضور الى مقر التجمع، وفي اليوم الرابع تجمعوا وبمعيتهم اخ القتيل، وعند استفساري عن سبب اتيانهم به قالوا  انه اصر على ذلك وفي الحال طلبت اجتماع رسمي طالبا وضع القاتل في سجن الحركة ( لانه لم يكن لدينا سجن) ورفض طلبي بل استهزاء به ولكنني اصريت على نزع الاسلحة الا الضروري منها وشكلنا لجنة تحقيقية مولفة من شموئيل وجورج وكيوركيس وانا، وبعد التحقيقات في الحقيقة لم نجد أي قرينة لاتهام نيسان وبالاخص ان القاتل والقتيل محسوبان على نيسان، ولكن اخ القتيل اصر على اتهام نيسان، مما اضطرني الى ان اقول له انك تعرف انا ضد نيسان واساليبه وممارساته، فقط قل لي لماذ تتهمه وما هي الاسباب، فلم يذكر شيئا وقبل غلق التحقيق، ونحن في فترة غذاء، استل اخ القتيل البندقية الوحيدة التي كان مسموحا بها في المقر، بعد سحب الاسلحة،  كان احد الاخوة قد تركها جانبا ، وقام بالرمي العشوائي فينا فقتل الاخ عمانوئيل اثنئيل من اهالي قرية دوري والعضو الجديد في التجمع، لقد كان الاخ عمانوئيل ورغم الفترة القصيرة لوجوده، دور في خلق اجواء من الضحك والسرور من خلال نكاته وتعليقاته الجميلة، كنا جالسين انا وهو ونيسان في موقع واحد حينما مرت الطلقة بيني وبين نيسان واصابت هذه الانسان البرئ . واصيب نيسان اصابة طفيفة حينما التف القاتل علينا من الطرف الاخر، وادرك نيسان الامر فقام مسرعا ورمى نفسه على القاتل وهنا اصابته طلقة بشكل طفيف، ولان موقعنا كان على حافة تل فتدحرج ادسن (القاتل) والتم عليه بعض الاخوة المتواجدين ، وحاول اقرباء نيسان ضرب الرامي  ولكنني صرخت فيهم طالبا عدم ايذاءه. وفي هذه المعمة من الصراخ قامت مفرزة من الحزب الديمقراطي الكوردستاني باحتلال مقر التجمع، معتقدين ان الخلافات السابقة بين اعضاء التجمع سبب الاطلاقات، وقفت الى جانب الاخ عمانوئيل الذي كان يلفظ انفاسه الاخيرة ، وحين توضحت الامر لاعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني وارسلنا معهم ادسن كمقبوض عليه تركوا المقر. وحين بدأنا الحوار من سيقوم بنقل الجثة، لم اجد لا نيسان ولا غيره ليأخذ الموقف الشجاع وينقل القتيل الى القرية التي يقيم فيها اخوته، لكي يتم مواراته التراب، وبرغم الجرح الذي كان في قدمي من رحلتي السابقة، اخذت معي الرفيق جورج وكيوركيس خوشابا الذي كان يقيم في  نفس القرية التي يسكنها الشهيد عمانوئيل، ولان للقتيل اخوة في الحزب الشيوعي  فقد  قمنا باعلام الحزب الشيوعي لياخذ الاحتياطات اللازمة. كما ارسلت الى الحركة بالخبر طالبا المساعدة، فلم يخيبوا ضني بل سارعوا للمساعدة، فجاء عضوين قياديين وهما كل من الاخوة سركون ويوخنا ورفيقين اخرين معنا وهما الشهيد بيرس واعتقد الاخ اخيقر ان لم تخني الذاكرة، وفي طريقنا الى القرية وقبل الوصول، طلبت من كيوركيس ان يسبقنا اليها لمعرفة وتهيئة الاجواء مع الشيوعين لكي لا تحدث مذبحة رغم اعلامنا للمقر في زيوا، الا انني وبعد مسيرة مدة معينة وجدته بانتظارنا قرب القرية دون ان يقوم بالمهمة، مما اضطرني لتقدم المسيرة ونقل الجثة الى الكنيسة، وكان الشيوعين قد عرفوا بالقضية من خلال برقية من مقراتهم، فحضروا وطلبوا منا ترك القرية لاتهم قد لا يقدروا على السيطرة على الموقف وبعد الاخذ والرد بيني وبينهم وكان من طرف الشيوعين الصديق زيا (ابو ميسون)، اضطررت لترك القرية الى قرية اخرى،مع كل الذين معي من اعضاء التجمع اي جورج وكوركيس.وبعد فترة التقيت باهل واخوة القتيل ووعدتهم ببذل قصارى جهدي لكشف الحقيقة، لقد المني حقا فقدان الاخ عمانوئيل، فهو ليس فقط قريب لي، ولكنه كان خلال تلك الفترة قد تمكن ان يدخل قلب كل واحد منا.
 وعدت الى مقر التجمع وهنا طلبت نقل القضية الى الاحزاب الوطنية لان التجمع فقد مصداقيته في حل المشكلة، وشكلت لجنة تحقيقية بناء لطلب التجمع من التجمع والحزب الديمقراطي الكوردستاني  والحزب الشيوعي حيث كان المحقق من جانبهم الرفيق ابوشهاب المرحوم(حكمت حكيم)، ورفض طلبي لادخال الحركة في اللجنة التحقيقية مرة اخرى. وبعد جلسات عدة سلم المحقق الديمقراطي نفسه للسلطات العراقية ونقل المحقق الشيوعي الى منطقة اخرى ولم نخرج بنتائج، وهنا وجدها نيسان فرصة لطرح فكرة السفر الى ايران مرة اخرى، وبعد فشلنا انا وجورج في ثنيه عن الاقدام على هذه الخطوة، اشترطنا ان يسافر لمدة شهر واحد وان لم يعود مع الوفد خلال هذه المدة فأننا سنعتبر مستقيلين، وبعد شهر او اكثر تيقنا من عدم عودة نيسان تركنا المقر انا والاخ جورج، وهذا كان في الشهر السادس من عام 1986 وفي اب عاد احد الاخ وهو بيوس عوديشو  من ايران وبعث لي رسالة للحضور ومناقشة الامور والمستجدات وعدت الى المقر ولم أري مستجد جديد غير الوعود الفارغة، وهنا علمت من ياقو ان الحركة تعاني مشاكل داخلية وكان بعض قيادي الحركة قد نقلوا الى الاخ بيوس انهم يودون الانشقاق، وهم كل من اعضاء قيادة الحركة ( سركون واشور ويوخنا) وعندما عرفت ذالك كانوا قد انتقلوا الى مقر الحزب الشيوعي العراقي، واصدروا بيانهم الذي يتنصلون فيه من بيان الحركة الخاص بالاجتماع السنوي. وهنا دخلنا انا والاخ بيوس عوديشو مفاوضات مع الطرفين ومع الحزب الشيوعي العراقي وبالاخص المرحوم توما توماس  لحل الاشكال الا ان المنشقين اصروا على انشقاقهم، لعدم ثقتهم بياقو، وبعد جهد اقنعنا المنشقين وياقو ونينوس، بأن يعمل المنشقين بأسم الحركة مع تذيل الاسم بصفة ما واقنعت ياقو باستقدام المنشقين الى مقر التجمع الذي صار بجانب الحركة، وكانت الصفة هي الاتجاه الوطني، اي الحركة الديمقراطية الاشورية _الاتجاه الوطني، لكي تبقي الخلافات الاشورية في البيت الاشوري، وعندما حضروا الى مقر التجمع حاولت اقناعهم بأنني مستقيل من التجمع فعليا وان لم يكن رسميا، وانا ادعوهم لتسلم التجمع وخصوصا بأن المتبقين من قيادي وهم كل من ابو فينوس (كوركيس خوشابا) وابو دقلت (بيوس عوديشو) باعتبار ان نيسان ذهب ولن يعود وشموئيل بحكم المنتهي دون اي تقديم للاستقالة من التجمع، يقاربونهم فكريا حسب الملاحظ، الا انهم رفظوا ذلك. في نهاية ايلول 1986 تركت مقر التجمع نهائيا..
استقر الاخ جورج في هيس وانا بقيت اتردد بين هيس وكاني بلافي وان كنت اقضي اغلب الاوقات في كاني بلافي. دائما يظهر معدن الانسان في حالة حرجة، وليس في حالة ان يكون محاط باقرباءه وناسه. ولهذا فان بعض الناس حينما رأوا باننا لم نعد مرتبطين باي اتجاه سياسي او تنظيمي في المنطقة استغلوا غيابنا واستولوا على بعض ممتلكاتنا وحينما عدنا وطالبناهم بذلك رفضوا، صحيح ان هذه الممتلكات لم تكن ذا قيمة عالية الا ان الموقف هو الذي يظهر كم ان بعض الناس قيمتهم ضحلة جدا.
 في جولة قام بها اعضاء الحركة وكان يقودهم الدكتور هرمز، وفي قرية موسكا، قام الدكتور او اعضاء المفرزة بالاعتداء على الاخ ادد من المنشقين واخذ بندقيته منه، وهذا كان خارج التفاهمات التي قمنا بها، اي ان يحتفظ كل فريق بما لديه من الاسلحة وان يدع كل فريق الاخر ليعمل بحرية. وكان هذا من المواقف الغير المنطقية، بل يمكن القول خطاء لا يغتفر، لانه اوقع الحركة في حرج كبير وانتقاص من المكانة، فمن الطبيعي والحال هذا ان يلجاء المعتدى عليه الى سلطة ما لكي ياخذ حقه، ولذا لجاء الاخوة الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني شارحين الموقف، فما كان من الحزب الديمقراطي الا ان ارسل مقاتلا واحدا الى مقر الحركة واخذ البندقية منهم واعادها الى الاخ ادد. انها نتيجة يمكن ان يعلم بها اي شخص، لا اعرف كيف مارستها الحركة وعندما التقيت نينوس انتقدته بشدة على هذه الممارسة وقلت له كم كلفكم كل ذلك، من موقف ومكانة. في حين ان الاخوة المنشقين حينما كان الموقف بيدهم وحكوا لي انهم قد جردوا نينوس من صلاحياتهم، طلبت منهم عدم ايقاع اي اذي به، فوعدوني بذلك ووفوا بوعودهم ولم يتعرض اي شخص من مخالفيهم لاي اعتداء حينما كانوا مسيطرين على المقر.
 وفي صيف 1987 اختمرت فكرة قيام الاتحاد الاشوري الديمقراطي بين التجمع والحركة الديمقراطية الاشورية ـ الاتجاه الوطني ولقد عرض علينا ( الاخ جورج وانا ) الدخول الى الاتحاد كطرف ثالث ولكننا رفضنا، لاننا رأينا ان مؤسسي الاتحاد يجمعهم خيط واحد فقط وهو عدائهم لياقو والذي امنا انه ليس جامع صالح للعمل القومي، كما رأينا ان الاتحاد والحركة قد يقعون في خلافات ونحن كمستقلين اقدر على حل خلافاتهم، بالاظافة الى ان الاوضاع العامة كانت تتجه نحو السؤ يوما بعد الاخر
كنت في قرية هيس عند الاخ جورج عندما دخلت خلتي خاوا وحفيدها نيسان عندنا (وهي امراءة عشت عندها فترة وكان بيتها مفتوحا للكثير من الهاربين من الحكومة ووالدة المرحوم ملكو والاخ عوديشو) ، تعجبت من هذا الدخول الغير المنتظر، فمعلوم لدي ان خلتي خاوا والتي كانت تناديني باسم اخي دائما، انها تنزل الى بغداد لزيارة ابناءها او للمعالجة ولكن ان تأتي الى هيس فامر غريب حقا، وعندما سألتها عن سبب قدومها، ذكرت ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني_ لجنة محلية العمادية قد انذرتها بالاستيلاء على بيتها، وفي الصباح اليوم التالي تحركت معهم الى المقرات وعند وصولنا طلبت مقابلة مسؤول الفرع وكان حينذاك السيد نجيرفان (ليس نجيرفان البارازاني) ونحن هناك فاذا المرحوم توما توماس يخرج من عندهم وعندما استفسر مني عن سبب حضورنا ذكرت له سبب حضورنا فقال لا اعتقد انكم ستنالون ما تريدون. المهم دخلنا على مسؤول الفرع وعند استفساره عن حاجتنا، قلت له انني هنا لكي اطلب ان تخصصوا بيتا لخالتي خاوا، وعند استفساره عن السبب وهي تمتلك بيتها الخاص، قلت لقد استولت لجنة العمادية على بيتها، بحجة ان ابناءها في بغداد، والحقيقة ان الرجل وفي الحال كتب كتابا الى اللجنة المحلية امرا بعدم المس ببيتها واعادته لها. لقد كان بيت خلتي خاوا مفتوحا للكل ليس للهاربين بل ايضا للمفارز الكوردية والشيوعية والاشورية دون اي تفرقة، لقد كانت المرحومة خلتي خاوا تعشق ارضها وتقول دائما لقد ترك لي زوجي هذه الارض لكي اتركها لاولادي ولذا كانت تحارب بكل قدرتها للحفاظ على ارضها.
كنت اعتقد ان سنة 1987 مرت علي على الاقل بسلام رغم كل الاحداث التي صادفتها، ومنها ابتداء القصف الحكومي العشوائي على القرى وقيام المروحيات العراقية باصطياد الناس المتنقلون في المنطقة وخصوصا المناطق القريبة من الخط الفاصل بين المناطق المحررة ومناطق التي تحت سيطرة الحكومة. او هكذا منيت النفس، رغم اشارات لم افهمها في ذلك الحين، وهي تساؤل الكثيرين عن قدوم اهلي لزيارتي او قول المرحومة بفرو (قتلت هي وابناءها في الانفال) بانها زارت اهلي، وهي لم تعتاد ان تفعل. ولكن في الشتاء القارص لعام 1988 قدمت والدتي لزيارتي من خلال الذهاب الى قرية جديدي وعبو النهر الى باز حيث تعرضت للسقوط في النهر، وعندما وصلت الى دار المرحوم كليانا والاخت الس في كاني بلافي، صعقت او بالاحرى اصابني نوع من الشلل او الانفصال من الواقع، فاول مرة اشاهد والدتي مكللة بالسواد، علما ان عادتنا في البيت اننا لم نكن نلبس السواد حتى في اقسى حالات الحزن، في الذهول الذي اصابني حاولت ان اخمن ماذا حدث، لم اتمكن، لقد اشار احدهم لي عن ماذا حدث فقد اشرت الى والدتي التي اتتني بالاسودـ فبررت في البداية بمقتل احد اقرباءنا في الحرب، ولكنها رويدا رويدا كشفت عن الضربة التي تلقيتها، وهي ان والدي قد فارق الحياة، وهم لا يدرون اي سبب ، فقد اوتي به الى الكنيسة ولم يشاهده الا عمي وكان الدم يغطيه. كل الناس تموت، ادرك ذلك، ولكنني شعرت بالحزن والمهانة والاذلال العميق، فهذا الوالد الذي يمتلئ قلبه بالحنان والمحبة والطيبة، وهذا يشهد به كل من عرفه، والذي كنت اعتمد عليه واعتبره سندي الابدي في تحقيق احلامي، رحل وانا بعيد عنه، صحيح انه ما كان بمقدور مساعدته، ولكن على الاقل كان بمقدوري ان اتلقى عزاءه كاي ابن. لقد ترك رحيل والدي في قلبي جرحا لا اعتقد انه سيندمل، لا بل لقد طبع حياتي بحزن ابدي يتخلل في ثنايا روحي.
بدأت السنة حزينة ولكنها لم تبقى كذلك فقط بل حولت المنطقة الى اتون من النار المستمرة، ففي الربيع سمعنا كلنا عن ضرب حلبجة بالكيمياوي، وصار مؤكد ان دورنا اتي بلا شك، تمكنت قوات المعارضة من تحرير عين نوني (كاني ماسي) ولكن سرعان ما اعادتها القوات الحكومية، وليبداء القصف العشوائي اليومي لكل القرى وخصوصا بالمدفع المسمي النمساوي، لقد كانوا يقصفون المقرات احيانا ولكن القصف الان صار يومي وفي القرى، وصارت الناس تخرج من بيوتها مع انبلاج خيوط الفجر وتذهب الى الجبال، قمنا انا والاخ جورج في هيس بترتيب مكان كنا نسميه وكر الدببه لكي نقيم فيه من الصباح الى العصر حين نعود الى قرية هيس في بيت الاخ صبري الذي كان الاخ جورج ينزل فيه.
كنت لا ازال متنقلا بين كاني بلافي وهيس، وحينما التقيت السيد يونادم كنا في كاني بلاف، قال لي في حديث جانبي ان اتى نمرود (نمرود بيتو) الان فاننا سنقبل ان يكون عضو قيادة الحركة وانك ستكون عضوا قياديا مرشحا، فقلت له لو اتى نمرود الان  الا تعتقد باننا سنجعله يكون ضمن قائمة الهاربين الى ايران كما نحن مرشحين لذلك؟، كان ذلك ونحن واقفان نتحدث بيننا بجانب دار المرحوم الشماس سادة في كاني بلاف.
بعد استعادة القوات العراقية للفاو في منتصف نيسان 1988 صار واضحا ان دورنا اتي بلا شك، لا بل ان التهديدات الحكومية ونوعية القصف المركز والتمكن من استعادة مناطق من المعارضة، كانت تنبئ بذلك، وصار الناس تتحدث عن مصيرها ومصير عوائلها. بتنا نعرف بان النهاية معلومة، اردت البقاء لاخر لحظة، كنت اعتقد بانني ساتمكن من الهرب في اي لحظة، ولكن اصرار الاخ جورج وزوجته شميران اضطرني لمرافقتهم في رحلة ايران الثانية. وهكذا اتفقنا مع الاخوة سركون ويوخنا واشور على ان نغادر سوية الى ايران، وكانت غايتي ان اذهب واعود. وفي منتصف شهر تموز تحركنا نحو ايران في الطريق المعتاد، ولكن بعد عبورنا نهر الروشين حصرنا نحن ومجموعة كبيرة من الهاربين ومنهم قيادات احزاب اخرى وكان معنا هناك بعض الاخوة من قيادات الحركة كالسيد يونادم كنا، ومسؤول حزب زحمت كيشان الاستاذ قادر وهكذا بقينا حوالي خمسة عشر يوما في وضع محرج فتركيا لم تسمح لنا بالعبور عبر اراضيها والقوات العراقية قاطعة الطريق امامنا. وكان معيننا في ذلك ان الحكومة الايرانية من خلال الباسداران قامت بتوفير الخبز للجميع حتى تمكن الحزب الديمقراطي الكوردستاني من اقناع الحكوة التركية لفسح المجال لنا للذهاب الى ايران من خلال اراضيها، تم فتح الطريق، بشرط تسليم اسلحتنا الفردية، وهكذا كان والتي اعيدت لنا حين دخولنا مرة اخرى الاراضي الايرانية .  
في نهاية تموز حاولت كل العوائل الهرب باي اتجاه، واغلب ابناء شعبنا وعوائله اتجهوا نحو تركيا، لانها كانت الاقرب، وبعضها صدق الوعود الحكومية وسلم نفسه، وكانت نتيجته معروفة وهي قائمة من القتلى والمفقودين لحد الان سموا بضحايا الانفال.
ملحق 1
خيروتا العدد الثامن تشرين الثاني 1985
   على درب الحريـــــــــــــة
مع بداية القرن العشرين، كان النشاط القومي متبلورا من خلال النشاط الثقافي او من خلال فعاليات القيادة الاشورية التي كانت متمثلة حينذاك برؤساء العشائر ورئيس الكنيسة الشرقية الاشورية، وبرغم من قصور هذه القيادة عن استيعاب كافة ابناء شعبنا الاشوري والمرتبطون بمذاهب دينية اخرى على وجه الخصوص، الا انه كان هناك شبه اجماع فيها وكانت بقيادة شهيد الامة الاشورية مار بنيامين شمعون، وقد تمكنت هذه القيادة من اتخاذ مواقف قومية واضحة من خلال وقوفها ضد السلطة العثمانية الرجعية، وقد كان موقفها هذا بناء على الوعود التي اعطيت للشعوب المستعمرة من قبل السلطات العثمانية، كالاكراد والعرب والارمن والاشوريين، الا ان خيانة بريطانياوالدول الكبرى واشتراك بريطانيا في تدبير مقتل مار بنيامين شمعون، كانت الضربة القاصمة لطموحات شعبنا الاشوري وقد تمكنت بريطانيا من خلق انقسامات في القيادة الاشورية بواسطة التهديد والترغيب.ان هذا الانقسام كان احد اسباب انتكاسة ثورة الشعب الاشوري في عام 1933 ، وجراء هذه الانتكاسة ارتفع شعار الوحدة الاشورية وقد كان في حينها موجها لرؤساء العشائر الاشورية والكنائس الاشورية، ومع ازدياد الوعي القومي الاشوري جراء التجارب التي مر بها نضال امتنا وظهور تيارات سياسية تنادي بالعمل القومي الموحد على اساس فكر قومي يلغي العشائرية والطائفية، فقد ظهرت احزاب اشورية قومية في المهجر، كما تطور الوعي القومي الاشوري في العراق وارتبط هذا الوعي بالعمل الوطني، وكان وليد هذا الوعي تكون التجمع الديمقراطي الاشوري والحركة الديمقراطية الاشورية على ساحة الكفاح المسلح رافعة شعارا وطنيا هو اسقاط النظام الحاكم، والديمقراطية للعراق. واذا كان شعار الوحدة الاشورية لازال قائما، فأنما يعني وحدة التنظيمات الاشورية سواء منها الموجودة في الساحة النضالية في العراق او في المهجر، ولوعينا بضرورة الوحدة والمطالبة الجماهيرية بها، فقد انعقدت اجتمعاعات بين التجمع والحركة تمخض عنها اتفاقا موقعا بين الطرفين في 5 \ 9 \ 1985 وبموجبه يعمل الطرفان على توحيد نضالهما بعمل قومي موحد وبنظام داخلي واحد، واننا اذ نخطو هذه الخطوة القومية، انما نعبر عن وعينا لاهمية العمل الموحد في اضافة زخما نضاليا اخر للحركة الوطنية، كما ان الوحدة سوف تقرب العمل القومي الاشوري من تحقيق اهدافنا القومية المشروعة. واننا بهذه المناسبة ندعوا كافة الاحزاب الاشورية الى توحيد صفوفها وامكاناتها للعمل من اجل تحقيق اهدافنا وفضح النظام الشوفيني القائم في بغدادودعم نضالنا الوطني، كما اننا ندعوا ابناء شعبنا الاشوري لحسم موقفهم المتردد وضم جهودهم الخيرة الى جهود كافة الخيرين من ابناء وطننا من اجل الاسراع في اسقاط النظام الغاشي العفلقي .
ولمصادفة نشر المقالة مع ذكرى مذبح صورية ننشر اعادة مرة اخرى لمقالنا في عام 1985 صورية جرح يلتئم بالحرية
                  
صوريــــا ... جرح يلتئم بالحرية

16 أيلول 1969 يوم ككل الأيام... لم تشرق الشمس فيه من الغرب..... ولم تمطر السماء  صخورا، كان يوما هادئا جميلا في قريتي صوريا، الرجال في حقولهم والنساء في بيوتهن والأطفال في لهوهم...
في 16 أيلول كانت الشمس ساطعة.. والبساتين عامرة.. وإذاعة بغداد تذيع أناشيد البطولة والبعث الذي جاء بإرادة الشعب.. والثورة البيضاء.. والمكاسب التي سوف يحققها للشعب، والديمقراطية التي سوف تتحقق والحقوق التي سوف تمنح من قبل قيادة الحزب.
كل هذا وشباب صوريا الحبيبة يحلمون بالحبيبة... وشاباتها يتغامزن بقلوبهن البريئة... وهن يحضرن لزفاف صديقة.... واليوم الموعود قريب... سوف يصدح فيه المزمار ويدق الطبل ... وينقلن العروس بدبكات آشورية إلى بيت عريسها...
ولكن ماذا حدث؟....
جاء صوت من بعيد كأنه من العالم الآخر.... يأمر بجمع أهالي القرية... وانقبضت القلوب، ترى ما الذي جرى؟ وتجمع القس والشيخ والشاب والشابة والطفل والام الحامل... والسؤال لا زال على الوجوه.... ما الامر؟
وزأر الصوت، صوت عبد الكريم الجحيشي((لقد وقعنا في كمين للعصاة وانتم تأوونهم وعليه فقد أمرت القيادة بالانتقام منكم)) وبكى الشيخ، مرت أمامه صورة سميلي وبكر صدقي وملك غازي وحاول القس إن ينطق فجاءه أخمص احدى البنادق... وبكى الطفل .. والذئب لبس صورة الإنسان.. هولاكو عاد من الماضي... انهم آشوريين، ومن يهمه حياة آشوري، 67 من الضحايا العزل في صوريا التي صحت على الآمال والشمس الساطعة... في لحظات سكتت الحياة في صوريا ..
في 16 أيلول لم تنم نفس في صوريا كما نامت في كل قرى ومدن بلدي وانما وجدت جثث مرمية... ووقف العالم ساكتا... انهم آشوريون ودمهم مستباح. ها قد صلبت صوريا على مذبح تمسكها بلغتها وعاداتها في ظل نظام ينادي بالاشتراكية والتقدمية.
يا صوريا... أيتها الحبيبة، انت خطوة في المسيرة... وهل يتذكر أبناء شعبي غير مذابح... انذكر مذابح شابور الثاني... ام مذابح المتوكل أو مذابح هولاكو والمير محمد كور، ام مذابح المسيرة المؤلمة بين اورمية وبعقوبة أو مذبحة سميل...
أنت يا صوريا خطوة أخرى في المسيرة وانت ضريبة تمسكنا باشوريتنا.
كل هذا والعالم (المتمدن) صامت صمت القبور..
الا يستحق مقتل 67 بريئا سطرا في أجهزة الإعلام العالمي..
انت أيتها الحبيبة خطوة في صحوة الامة... انت جرح يلتئم بالحرية. وبرغم كل محاولات الأعداء فان أمتي لا تزال تعيش وتحيا المبادئ.. المحبة.. الإخاء..
يا صوريا الحبيبة انهم يخافون حبنا للسلام... يخافون حبنا للديمقراطية.. يخافون انفتاحنا .. يخافون نضالنا .. وروحنا الأبية لأنها روح اشور .... روح التقدم لنيل الحق...


نشر في العدد الثامن - تشرين الثاني - 1985 من جريدة (خيروتا)
 الناطقة بأسم التجمع الديمقراطي الاشوري والصادرة في المناطق المحررة من سلطة النظام العراقي


حلقة 3
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=692871.0
حلقة 2
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=691162.0

181
الكفاح المسلح3....سفرة ايران المؤلمة




تيري بطرس
bebedematy54@web.de

في ربيع 1985 التحق الاخ عمانوئيل يوخنا الاخ الغير الشقيق لنيسان يوخنا، كنت امل منه الكثير فهو قريب لنيسان وقريب لنا من ناحية الاخرى من النواحي التنظيمية وعلى الاقل بعض الافكار القومية، لانه اساسا كان عضوا في الحزب الوطني الاشوري، لا بل انا وهو كنا في فترة ضمن خلية واحدة.
وفي تلك الفترة فاتحني السيد كوركيس خوشابا، بانه يمكن ان يقود انشقاق في الحركة ، اذا ضمن اننا سنتحد مع المنشقين، كان وضع التجمع غير سليم، ولم نكن نعلم قابليته على الاستمرار، ولكن كون مثل هذا الطرح يطرح، يعني ان الحركة ايضا قابلة للخرق بسهولة، وليس بمقدوري الرفض مقدما، لان علي ان احفظ خط رجعة، فقد يكون مثل هذا الطرح مطروح للاخرين ايضا، وبعد التشاور مع الاخر اشور (جورج) اتفقنا على رفض الطرح لان نتائجه لا تخدم العمل القومي، وخصوصا ان وصع التجمع غير سليم، ، ولذا فقد طلبت اجتماعا للقيادة وكان هناك كل من شموئيل،وتيدي وطرحت ما طرحه السيد كوركيس خوشابا، ولكنني اعقبت بانني اعتقد ان مثل هذا الطرح غير سليم ولا يخدم لاعتبارات عديدة اولها ان وضع التجمع ومستقبله في ظل غياب نيسان غير مضمون، فعلينا ان لا نعمل لتفتيت الحركة ايضا، وهكذا اتفق الجميع معي وابلغت السيد كوركيس بقرارانا.
فجاءة في شهر ايار وصلتنا برقية من ايران، تقول بان على التالية اسماءهم الحضور الى ايران لعقد لقاءات مشتركة، وكان الاسماء هي انا، وعمانوئيل يوخنا، وبيوس عوديشو (ابو دقلت)، وكوركيس خوشابا العضو المجمد في قيادة التجمع، وعزيز (شموئيل يونان) وكلدو (الياس بيت شموئيل)، لا اعرف كيف تم تنسيق هذه الاسماء، وخصوصا بالنسبة لعزيز وكلدو، فعزيز لم يكن في التجمع وكذلك كلدو، ولكن الظاهر ان نيسان يعتبر كل من سار معه فترة او ناقش او حضر ندوة يعتبره عضوا، مما اوقعنا وخصوصا انا في مطبات مرارا، اما بالنسبة للاخ كلدو (الياس بيت شموئيل) فقد علمت ان المطرب المعروف شليمون بيت شموئيل، اخ كلدو قد اخبر نيسان بالتحاق اخيه بالتجمع، اي انه لم يعلم التطورات اللاحقة، ولذا فنيسان اعتبره ضمن التجمع. كان الاخ الشهيد ايشو بودغ قد التحق وقد اوصاه الاخ نمرود بيتو بالالتحاق بنا، الا انه  في تواجده في موسكا تم تغيير قناعته، باعتبار انه سيخدم قضية الوحدة اكثر. وهكذا التحق بالحركة، وعندما علمت استدعيته وسألته فقال انني اعتقد انني سافيدكم وسافيد الوحدة هناك اكثر. لم اعترض على خياره لانني اعتبرته خيار شخصي.
المهم واجهتنا في البداية صعوبة اقناع السيد كوركيس خوشابا، للسفر معنا الى ايران، فشخصيا كنت، ارغب في تنويع القيادة وعدم تركها بيد اشخاص ليس واضحا ميولهم ودوافعهم، وبالاخص ما سمعته خلال هذه الاشهر من بقائي في التجمع. فبناء التجمع الهيكلي حسب النظام الداخلي يسمح بتعدد التنظيمات ، كما يسمح بانتماء الافراد، ولكن الحقيقة ليس هناك تنظيم معلن مرتبط بالتجمع، فانا وجورج رغم انتماءنا الى الحزب الوطني الا ان التحاقنا اعتبرناه فرديا. المهم تمكنت من اقناع السيد كوركيس بالذهاب معنا بعد ان وعدته ان اي محاولة لمسه ستكون مقابل استقالتي، حقيقة انه كان غير واثق من نيسان ومن تصرفاته، وكان يعتقد ان الدعوة هي نوع من كمين له، وخصوصا ان له سوابق من نيسان ومحاولة نيسان العمل لمعاقبته، باي وسيلة.  
استقر الوضع على ان نسافر كلنا سوية وهكذا سافرنا انا وعمانوئيل يوخنا وكوركيس خوشابا وعزيز و بيوس عوديشو ومعنا مرافقان اثنان وهما فيليب ابن اخت نيسان وجوني. بعد مسيرة عدة ايام وصلنا الى ايران، تركاور ومركاور امامنا واول سهل التقيناه، هذا التاريخ الذي اطلعنا عليه امام الاعين نلمسه، ودخلنا الى زيوا في ايران. كان وضع التجمع المالي سئ جدا، فخلال السنة الماضية تمكنا من تسيير امور التجمع من خلال حوالي الف دولار مرسلة من قبل نيسان من تبرعات اشوري ايران، وبعض التبرعات التي تقدم بها بعض ضيوفنا طوعا، في الذهاب الى ايران. كان كل منا معتمد على نفسه، وكان لا يزال لدي مبلغا من المال وهو الذي استعملته في ايران لكافة مصروفاتي وخصوصا بعد تركنا زيوا، واذكر ان نيسان قام بدفع مبلغا ماليا لابن اخته المقاتل معنا، فعز علي ترك المقاتل الاخر فدفعت له، فجاء نيسان وحاسبني باي حق تدفع للمقاتل مبلغا دون ابلاغنا، فسألته عن ما دفعه لابن اخته، فقال انه من جيبه فاجبته وانا ايضا من جيبي دفعت له. وخلال الفترة الطويلة التي قضيناها في ايران والتي تجاوزت الثلاثة اشهر، تمكنا من تدبير امورنا من خلال قضاء الكثير من احتياجتنا بنزولنا ضيوفا على بيوت بعض اعضاء التجمع مثل بيت المرحوم عم زيا واخوته اوالاخ جنان في اورمي وغيرهم.  
كان الوضع في ايران مشابه لما وجدته حين التحقت بالتجمع، فخلافات التجمع والحركة على كل لسان، لا بل هي محور الحديث، بين العوائل الاشورية. كان الوضع غير سليم وغير قابل للهظم، فما كان يجري من الحوارات داخل التنظيمين تجده في اليوم نفسه على السنة الناس. ولاننا كنا وفدا ولانه كان من الواضح اننا سنبقى مدة غير قليلة ، كان علينا ان نؤمن ارازاقنا ومنامنا، فالايام الاولى قضيناها ضيوفا لدى من سبقنا من عوائل الاخوة هناك، وفي يوم المخصص لاستلام الارزاق الذي وعدنا به الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حدث قصف وحشي على المنطقة التي كنا فيها، اتذكر انني واحد المقاتلين كنا في مركز الحزب الديمقراطي الكوردستاني، على الشارع العام في زيوة ،حينما بداء هجوم الطائرات العراقية، والواضح ان المقاومات الايرانية التي كانت على التلال المحيطة لم تفعل اي شئ، فالطائرات كانت تقصف بكل راحتها، وقام المقاتل الذي كان معي بسحب اقسام بندقيته الكلاشنكوف لكي يرمي بها الطائرة فمنعته، لان الامر كان يعني انتحارا مؤكدا، بعد انتهاء القصف خرجنا فاذا القصف اودى بحيات العشرات من الاطفال الذين كانوا في المدرسةالقريبة منا، وكانت الاشلاء تجمع بالايدي لكي يقومون بدفنها. كانت عملية اجرامية تضاف لجرائم النظام الصدامي المتتالية، واظهرت العملية مدى حرية سلاح الجو العراقي في الاجواء الايرانية، كما اظهرت مدى ضعف المقاومة الايرانية، وضعف الباسدران الذي كلف بحماية هذه المناطق (كان الاخ جوني وهو مقاتل في التجمع يقول انه لن يحتاج الا لعصا (سريوقي)   لكي يكنسها). بعد القصف هاجر الكثيرين زيوا، وبقينا نحن عدة ايام الا ان وجودنا لم يعد ينفع. في تلك الفترة التقينا السيد مسعود البارازاني لتقديم التعازي، لم يحدث اي حوار ذي معنى، لان الوضع حقا كان محزنا واليما. وقام التجمع باصدرا بيان بهذه المناسبة، وكان البيان سبب التعارف بيني وبين المرحوم فرنسو الحريري وسبب الخلاف بيننا ايضا، حيث اعترض على بعض الفقرات التي فيه، ودافعت انا عن نص البيان، باعتباره صادر عن جهة اشورية. مع تقدير الكبير لشخص المرحوم فرنسوا الحريري، والدعايات الكثيرة التي احيطت حول دعمه للتجمع، شخصيا لم التمس اي دعم ملموس منه للتجمع. بعكس الدعم المقدم من الاستاذ سركيس اغاجان للحركة الذي شمل الدعم السياسي والمادي.  
لم تحدث محادثات مباشرة بين التجمع الديمقراطي الاشوري والحركة الديمقراطية الاشورية، فاول لقاء لي مع السيد كنا في ايران، كان لقاء تضمن عتابا مريرا عندما قلت له، ان العمل القومي السياسي الذي امنا به، من خلال عملكم هنا جعلتم نفسي تلعب منه، فرد لست انا المسؤل انهم اصدقائك، ولكن من الواضح انهم لم يكونوا اصدقائي، فقد عاني من تصرفات الحركة واتهاماتها الكثيرين ولم نكن الوحيدين في ذلك، اي يمكن ان نقول انها صارت عادة مستأصلة في الحركة اتهام الاخرين كل الاخرين بالعمالة والخيانة. وعندما قلت كيف تقبل بنشر اسماء اعضاء الحركة في الاذاعة قبل محاكمتهم،قال انه لم يفعل لقد قاموا بذلك من ذاتهم. الحقيقة لم تكن في الحالتين كذلك بالطبع.
بعد فترة لم تطل ولعدم قدرتنا على تجاوز الخلافات في التجمع، انسحب عائدا كل من الاخوة عزيز وكوركيس خوشابا وعمانوئيل وبيوس وبمعيتهم المقاتلان المرافقان لنا، حيث قاموا بجلب عوائلهم تباعا الى ايران، بقيت انا من اجل لعل وعسى، حاول نيسان استمالتي من خلال وعدي بان اكون ممثلا للتجمع في ايران او سوريا. وكنت اقول له دائما ان هذه الامور تحسم في المقر، الخلافات بيني وبين نيسان تراكمت لتتحول الى نوع من النفور النفسي، فحقيقة لم اكن احمل اي كره شخصي لشخصه، فهو ككل ابناء شعبنا طيب ولكنه مصر على تجاوز القرارات والتكلم اينما كان. من الامور التي جعلت الشك يتعالى وياخذ مكانه بيني وبين نيسان قوله لاحد المقاتلين انه يعمل من اجل الوحدة مع الحركة لكي يستولي عليها، هذا بالاظافة الى انه صار من الثابت لي انه ليس لنيسان اي اتصال بتنظيمات شعبنا في المهجر، فقد كان له لقاء معها حين قدومه اول الامر، فاعتقد ان هذا يعني دعما له. ولبساطته فان كل ما كان يدور من نقاش وحوار واقتراحات في الاجتماعات التي عقدناها كان يتحدث بها مما اوقعنا في مواقف محرجة. وكانت اغلب دعوات الاجتماعات تاتي عبر نيسان والتي كان يبلغنا بها في فترة قصيرة ودون ان نعرف مضمونها، ومنها دعوة اتتنا من اطلاعات الايرانية (المخابرات او الامن الايراني) فقال لي لدينا اجتماع ولم اعرف مضمون ذلك، ولكن هناك عرفت بانه علي ان اتكلم، وكان المترجم بيننا وبين الاطلاعات احدى العاملات في اذاعة اورمي الاشورية. وانحصرت الاسئلة عن التجمع والعلاقة مع الحركة. واذكر انه تم طرح مقترح علينا لتحويل التجمع الى حزب مسيحي فرفضت رفضا مطلقا، وقلت لن نتمكن من العمل في محيط اسلامي تحت مسمي مسيحي، نحن نفتخر بمسيحيتنا ولكن عملنا هو قومي، وسؤال عن امكانية الوحدة مع الحركة، قلت اننا منفتحين على الامر ونعمل من اجله، وسؤال عن في حالة بقاء ايران في اراض عراقية، قلت له وبصراحة اننا لن نوافق على ذلك وسنعمل بكل قوة بل سنحارب من اجل اخراج اي قوة تحتل جزء من اراضينا، وحول مطالبنا، لم نطلب الكثير لانه حقيقة كان الامر مفاجاة لي فركزت على المعالجة الطبية، والقدرة على السفر من خلال ايران وامور لوجستيكية، فوعدونا خيرا ولحد الان نحن ننتظر الوعد.
كنا انا والاخ كوركيس يلدا ذاهبين الى كنيسة مريم العذراء في اورمي لحضور القداس، حينما سمعت ان الحركة تقيم قداس لاحد شهداءها، وعندما ذهبت علمت ان الشهيد هو الاخ الشهيد ايشو بوداغ الذي استشهد وهو يعبر نهر الحياة، عندما انزلق واصطدم راسه بالصخرة. بعد عودتي بفترة وفي كاني بلافي حضرت والدته وسألتني عن الحادثة فرويت لها ما حدث كما سمعته، وكانت قد سمعت اقاويل عن قتله مع سبق الاصرار والترصد، فنفيت علمي واساسا استنكرت مثل ذلك.
من الامور التي اعجبتني واسعدتني جدا، كان حضورنا للمهرجان الصيفي الذي يقيمه الاشوريين في اورمي وكل مرة في قرية، ويتميز بالمنافسات الرياضية، ولكن الاكثر اثارة لي كان مشاهدة العلم القومي لشعبنا وهو يرفرفر حرا في المهرجان، ولا يزال المهرجان يقام كل سنة.
اول لقاء من اللقاءات الرامية الى توحيد العمل، كان بدعوة من ممثل شعبنا في المجلس الشوري الاسلامي الايراني السيد اتور خنانيشو، ولكن اللقاء الذي تضمن كل النوايا الحسنة، لم يخرج باي نتيجة، وتبعه بعد ذلك لقاء بدعوة من اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني ولكن ايضا خرج بدون نتيجة، واذكر انه في هذا اللقاء طرحت عليهم مسألة ضرورة قبولنا في الجبهة الوطنية الديمقراطية وحينما تعللوا بوحدتنا،قلت اننا في التجمع ليس لنا اي اعتراض لقبول الحركة في الجبهة، حينما لا نجد مخرج لوحدتنا. واللقاء الاخر كان بدعوة شخصية من شعبنا وهو الشهيد سوران، حينما دعانا الى غذاء وكنا انا والسيدكنا والمرحوم نيسان وهو، وايضا كان الاجتماع عبارة عن  مجاملات ليس اكثر، الشهيد سوران كان كادرا متقدم في الاتحاد الوطني الكوردستاني تم قتله بعملية غادرة وخيانية وهو من اهل عنكاوا.  
في واقعة اخرى، رميت نفسي بنفسي الى السجن دون ان ادرك او بالاحرى دون ان اتخذ احتياطياتي، ففي احد الايام وانا في بيت الاخ جنان، ترك لي يوسف اوشانا من اهالي بليجاني رسالة وهو يقول بانه ذاهب الى المحافظة، ومن خلال الرسالة شعرت بانه خائف، ولذا فلم اترك الامر فذهبت راسا الى المحافظة، ودخلت على احد الموظفين الكبار والمدعو الماصي وبالفارسية والانكليزية شرحت انني ابحث عن قريبي وذكرت اسمه وانه اتى الى هنا، فطلب الموظف مستمسكاتي فلم يكن لي اي مستمسكات، ورغم لقاءاتي ومنها اللقاء مع اطلاعات ايران، فانه امر في الحال  لالقاء القبض علي باعتباري متجاوزا غير شرعي للحدود، وبقيت في سجن ثلاثة ليالي وفي اول يوم اتوني بمترجم فشرحت له الوضع وبمن اتصلنا من الحكومة الايرانية، وطلبت منه على الاقل نقلي من هذا المكان الى سجن اخر لحين معرفة الحقيقة ، فتم نقلي الى سجن للسياسيين وكان زميلي فيه احد الاكراد من جريكي فيدائي، وبعد يومين من ذلك اطلق سراحي مع منحي اجازة لمدة عشرة ايام وتوصية ان اردت اكثر فعلي الحضور لتمديدها. طبعا غيابي كان سيثير المشاكل والاقاويل، ولذا فخرجت ودرت على اغلب البيوتات التي اعرفها وشرحت لهم الامر، وعلمت ايضا ان الاخ يوسف اوشانا قد نقل الى اوردكاه خوي (مركز اللاجئين في خوي).  
وفي شهر5 ايلول 1985 تمت دعوتنا كتجمع وحركة من قبل المرحوم رسول مامند سكرتير الحزب الاشتراكي الكوردستاني للقاء يعقد في فندق حافظ، وعليه ذهبت انا ونيسان ممن جانب التجمع وكان هناك على ما اتذكر السيد كنا و اعتقد الدكتور ان لم تخني الذاكرة ووقعنا على اتفاقية  تنص على اقامة لجنة مشتركة للعمل على توحيد التنظمين.
بعد توقيع اتفاقية اورمي لم يعد من حاجة للبقاء اكثر ولذا عزمنا على العودة باسرع ما يمكن، ولكن قبل سفرنا بعدة ايام، اتاني نيسان وقال ان دكسن وادسن سياتون معنا، وان ادسن سيكون ممثل التجمع في ايران لان له اقامة ويعرف الفارسية ومتعلم، عارضت عودة المرحوم دكسن لانني كنت قد ابعدته عن التجمع لعدم التزامه بالاوامر ولكنه اصر وان علي ان اسامحة ولن يكرر افعاله كما ان علي ان انسى ذلك، في النهاية وافقت على طلبه، وحتى لو لم اوافق فان اتى من سيعترض؟ وخصوصا اننا ملزمون كمفرزة ان نقبل اي شخص يرمي العودة الى الوطن. ولكن قبل يوم من سفرنا طلب المرحوم زيا نيسان وهو من اقرباء نيسان ووالد عضو قيادة التجمع خزقيا (انكيدو) حضوري عندهم في قزل عاشق، وعندما ذهبت لاودعهم واستفسر عن ما يرغب اطلاعي عليه، اخذني جانبا وقال لي انصحك بعدم الذهاب، انني خائف عليك لانهم ينون بك الشر، قلت له ليس بمقدور ان ابقى،لان خياري الاخر في حالة البقاء كان التسليم للحكومة الايرانية والتسجيل كلاجي، ولذا قلت علي الذهاب وليكن ما يكن.
 وهكذا انطلقنا حاملين كنزنا الثمين اتفاقية اورمي  الى ارض الوطن. في الطريق كانت المفرزة صامتة فلا حديث ولا ضحك ولا قفشات كما يحدث في مثل هذه الرحلات لكي ينسى الواحد تعب الطريق، كان من الواضح ان نيسان ودكسن وادسن يؤلفون مجموعة واحدة، ونحن الاخرين مجموعة، تم اختيار اخيقر ابن نرسي وهو من اهالي كاني بلافي كدليل للمفرزة، ولا ادري على اي اساس، ولكن المفترض ان يكون هناك من يعرف الطريق افضل من الاخرين، في نهاية نزولنا جبل المسمي كجلا اي الاجرد، لانه كذلك لشدة البرودة فيه، توجد قرية اخذنا من هناك اكلنا والذي كان عبارة قطه من  خبز، ولكنني وانا اكل الخبز وجدت ان نيسان قد دبر له ايضا بصل اخضر،كنت اعتقد في تلك اللحظة انه يتمتع بها وحسدته عليها، وتمنيت لو كان لي ايضا بصيلات لكي اكلها مع الخبز، انه لم يكن الا بصلا ولكن كانت له قيمة عندما لا تمتلكه . كانت الطريق قد تغيير نوعا ما، وخصوصا بعد عبور دشتي برازكري وفي المنطقة الفاصلة بين حياة ونهر رويشين. كان علينا ان نعبر الى داخل الحدود التركية لكي نبتعد قدر الامكان عن المواقع العراقية، وهذا كله ليلا، في منطقة ما تاه الدليل، واخطاء الطريق، فبدات التعليقات المسيئة والمثيرة للاعصاب من قبل دكسن عن اخيقر، فقلت عليكم التزام الهدوء وانتظروا لكي نجد الطريق الصحيح، هنا ثارت ثائرة دكسن ورفع البندقية في وجهي وقال من انت لكي تؤمرنا، وبسرعة سحبت الاقسام ورفعت بندقيتي في وجهه وقلت ان كنت رجلا حاول ان تسحب الاقسام، وفي تلك اللحظة ظهر لي معين وهو اكرم سنخيرو اسخريا من قريا عين نوني، ورفع بندقيته وقال من يحاول ان يؤذي نرسي فسارميه، وهنا تدخل نيسان محاولا تهدية الامور، وبعدها سرنا الى المقر، في رحلة دامت 39 ساعة من المسير دون توقف. هنا تذكرت تحذير العم زيا لي، فعرفت انه على الاقل ان دكسن تباهي او هدد بانه سينتقم مني لطردي اياه من التجمع. وان نيسان كعادته لم يهتم للامر فكاد الامر يقع ولكن سرعة ردي وموقف الاخ اكرم حسما القضية بسرعة لكي يدرك الاخرين انهم حتما سيخرجون خاسرين في اي مغامرة. وصلنا في وقت متأخر الى المقرات، فقلت للاخ جورج اين تنام فدلني على مكان نومه ورميت نفسي على الاسفنجة ولم اصحوا الاصباحا اليوم التالي.

مرفق 1 افتتاحية العدد الخامس من جريدة خيروتا

على درب الحرية ( افتتاحية جريدة خيروتا العدد الخامس اوائل شباط 1985 )
منذ ان قامت الدولة العراقية في اعقاب ثورة 1920 الوطنية، والعراق مر بمراحل حكم مختلفة، من الحكم الملكي المسنود من قبل الاستعمار البريطاني والامبريالية الامريكية الى النظام الجمهوري بعد ثورة 14 تموز 1958 التي وان قامت بانجازات هامة على صعيد السياسة الداخلية والخارجية وخصوصا الغاء اتفاق الامن المتبادل مع الولايات المتحدة الامريكية والخروج من حلف بغداد وكتلة الاسترليني وتمتين العلاقة مع الاتحاد السوفياتي والبلدان الاشتراكية واصدارها للقانون رقم 80 لعام 1960 ، الا ان ثورة 14 تموز تعرضت للانتكاسة بسبب معاداتها للديمقراطية ودخلت مرحلة من الردة وخصوصا بعد انقلاب شباط 1963 الفاشي والمسنود من الامبريالية والرجعية المحلية واعقبه في عام 1968 انقلاب استلم على اثره السلطة وبشكل كامل حزب البعث الذي وان رفع في البداية شعارات تقدمية ومعادية للامبريالية الا انه في النهاية قد كشف عن وجهه القبيح بضربه كافة القوى الوطنية واقام دكتاتورية شوفينية. وقد عانى شعبنا ابناء                 الاشوري جراء هذه السياسة الشوفينية التي اتبعتها النظم المختلفة افضع انواع الاضطهاد، فقد حرم عليه النشر بلغته والتعبير عن ارادته والمشاركة في صياغة سياسة البلد وحرم على الكثيرين التمتع بحق المواطنة وطعنوا بأسمى مشاعر الانسان تجاه وطنه، وتم تشويه تاريخهم ومورست بحقهم سياسة غايتها وضعهم في مفترق الطريق مابين القبول بالتعريب القسري والهرب خارج الوطن، وتدخلت الحكومات في امور دينهم واستغلت ضروف ثورة ايلول من قبل الحكومات وعملاءها لحرق العشرات من القرى الاشورية. ومنذ اعلان قيام الجبهة الوطنية الديمقراطية ( جود) والتي شخصت احد اهم اسباب اسباب عدم الاستقرار في تاريخ العراق الحديث من خلال سيادة الانظمة الدكتاتورية والشوفينية المعادية لتطلعات الطبقات الكادحة وتطلعات القوميات المتعايشة فيه، فرفعت عاليا شعار البديل الديمقراطي، كان لا بد لشعبنا ان يعلن مساندته للجبهة الوطنية الديمقراطية (جود) من خلال طليعته الثورية التجمع الديمقراطي الاشوري، ان اعلان اقامة البديل الديمقراطي يعني حق كافة ابناء الشعب العراقي بمختلف فئاته وقومياته في بناء عراق المستقبل بمؤسساته التشريعية والتنفيذية وسواء على صعيد السياسة الخارجية او الداخلية ومن خلال ممثلي هذه الفئات و القوميات الحقيقين.
واليوم اذ تخطو الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود) خطوات واسعة بضمها فصائل ثورية تقدمية جديدة معادية للنظام الدكتاتوري اليها، وتوسيع قاعدتها الجماهيرية، فاننا نتطلع الى اليوم الذي سوف يكتمل ذلك بدخول الممثلين الشرعيين لشعبنا الاشوري الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود)، وكشف عملاء السلطة الذين يدعون تمثيل شعبنا الاشوري من اجل مصالحهم الذاتية .

مرفق 2 افتتاحية العدد السادس من خيروتا
يصدر هذا العدد من جريدتك اخي الاشوري، جريدة خيروتا، المعبر عن تطلعاتك القومية، مع اطلالة العام الاشوري الجديد، عام 6735 ، فلا يسعنا هنا الا ان تقدم لشعبنا الاشوري ازكى التهاني متمنين لشعبنا الوحدة والتضامن لاجل التخلص من ربقة النظام الفاشي الحاكم في بغداد، وانهاء حربه القذرة ، قادسية العار، والعمل الجاد من اجل اقامة ائتلاف وطني يضم اوسع قطاعات الشعب العراقي وتحقيق هدفنا القومي المشروع في احقاق الحقوق القومية المشروعة لسعبنا الاشوري، وبهذه المناسبة الجليلة لا يسعنا الا ان نؤكد بعض المنطلقات الاساسية للتجمع الديمقراطي الاشوري، لقد قام بقيادة النضال القومي الاشوري في البداية رؤوساء دينيين ورؤوساء العشائر، وبرغم التقدير الذي يكنه شعبنا لبعض من هولاء الرؤساء امثال الشهيد البطل مار بنيامين. الا ان نضالنا القومي تعرض الى الانتكاسة وذلك لكونه ارتبط بمدى بقاء هذا الشخص او ذاك على الوفاق، وفشلت هذه المرحلة مع استشهاد مار بنيامين وتشتت الشعب الاشوري وتضارب مصالح رؤساء العشائر . وكان جراء هذا الانقسام فشل ثورة 1933 التي قام بها شعبنا ضد بريطانيا وعملاوها، ولكون  نضال الامة الاشورية، هو نضال قومي انساني تحرري، وهذا ماتقره اكثر الاحزاب والمنظمات الاشورية ولكون الكثير من الاشوريين المهجرين الى خارج العراق واللذين تحدهم رغبة شديدة في العودة الى الوطن، قد اقاموا منظماتهم السياسية لتحقيق ذلك كانت هناك قناعة واسعة بين ابناء شعبنا الاشوري بأن الوصول الى تحقيق اهدافنا القومية المشروعة يتلخص في ما يلي:
1 ـ تشكيل قيادة جماعية لشعبنا وان تكون هذه القيادة ممثلة لاكبر عدد من الاحزاب والمنظمات الاشورية والتي تدعوا صراحة الى نبذ الطائفية والعشائرية.
2 ـ ان تكون هذه القيادة نابعة من الشعب الاشوري وان لا تعمل الا بما يحقق هدفه المشروع، وان تكون مستقلة الارادة والقرار.
3 ـ ان تحقيق الحقوق القومية المشروعة يتطلب النضال من اجل اقامة حكومة ديمقراطية في العراق، منتخبة من الشعب وان يكون الاشوريين ممثلين في كافة المجالس التشريعية والتنفيذية.
4 ـ ان احد اسباب انتكاسة نضالنا القومي هو السياسة البريطانية الاستعمارية المعادية لطموحاته، وعليه فان شعبنا يعادي كل شكل من اشكال الاستعمار.
وجراء هذا كله فقد انبثق التجمع الديمقراطي الاشوري وكان انبثاقه في سياق التطور التاريخي للامة الاشورية، وقد جاء قيام الجبهة الوطنية الديمقراطية( جود) عامل محفزا على ذلك، وقد اكد التجمع الديمقراطي الاشوري على المبادئ الاساسة التالية:
1 ـ ان يضم اكبر عدد من الاحزاب والمنظمات الاشورية التقدمية.
2 ـ ان يناضل من اجل احقاق الحقوق القومية المشروعة لشعبنا الاشوري.
3 ـ العمل من اجل وحدة الشعب الاشوري ونبذ الطائفية والعشائرية.
4 ـ التجمع الديمقراطي الاشوري هو المعبر الحقيقي عن طموحات الشعب الاشوري، يرفض اية وصاية ويرفض ان يكون صدى لاي ان كان.
5 ـ العمل على فسح المجال لكل اشوري هاجر خارج الوطن جراء السياسات العنصرية التي اتبعتها ضدهم الحكومات السابقة للعودة الى الوطن .
6 ـ العمل على اعادة الاشوريين الذين هجروا من قراهم قسرا .

            على درب الحرية، افتتاحية جريدة خيروتا العدد السادس نيسان 1985  
المرفق 3
      
افتتاحية العدد السابع من خيروتا
          خيروتا العدد السابع حزيران 1985
         على درب الحرية
ان شعبنا الاشوري ليس طارئا على هذه الارض، ليس دخيلا كما يكتب وينشر بعض الكتاب العنصريون، ان شعبنا سكن هذه البقعة منذ الاف السنين واقام امبراطوريات ودول استمرت مئات السنين وشارك في بناء الحضارة الانسانية، وبقي شعبنا متواجدا في ارضه وقدم لاجل استمرار بقائه الملايين من الشهداء، ورغم المذابح والتنكيل والمحاربة التي عومل بها شعبنا، فأنه ضل وفيا لمبادئه ولقيمه وتقاليده. ان هذا لا يعني عدم تأثره او تأثيره ببقية الاقوام، ان بقاء شعبنا في هذه البقعة وبرغم المذابح المتكررة لحمله على تغيير عقيدته او لغته لم يكن الا لارتباطه بالارض ولوعيه ان تاريخه ومستقبله مرتبط بهذه الارض. ولكن وبرغم دخولنا القرن العشرين واستقبالنا لسنواته الاخيرة، فلا زالت المحاولات جارية لطمس هوية شعبنا وبشكل صريح.
ان افضع ضربة وجهت الى شعبنا في السنوات الاخيرة هي تهجيره من قراه التي عاش فيها مئات السنين الى المدن التي شعروا فيها بغربة والاهانة والمذلة، مما افقدهم ارتياطهم الصميمي بالارض، فهاجر الالاف وطنهم الاصلي رغما عنهم تاركين اراضيهم وماضيهم لاعنين يوم مولدهم فلا السلام سائد ولا الكرامة مصانة، وكل يوم تخرج السلطات الحاكمة باسلوب جديد لاذلالهم واحباط همتهم، فما فائدة وطن لست فيه مكرم وحر، فهاجر شعبنا وراء وهم الحرية والكرامة. اننا نعي ان لا كرامة لانسان الا في وطنه ولكن اين هي بالنسبة للاشوري؟ ان حبنا لوطننا ليس تصنعا وليس شعارا في ساحة الشعارات وانما حبنا له وليد حبنا لهذه الارض التاريخية المقدسة, ففي كل شبر اقام اجدادنا مدينة او مدرسة او دير او كنيسة وتركوا ذكرى انتصار او مذبحة اقترفت بحقهم، اننا نحب وطننا لأننا ابناء شرعيين لهذه الارض ولكن حبنا لوطننا يجب ان يكون مرتبطا بمدى توفر الكرامة لنا، فلسنا مستعدين ان نستمر في تقديم التضحيات وواجبات المواطنة دون ان يكون لنا فيه أي حق، وحقوق شعبنا واضحة وجلية، فلسنا نطالب بما هو ليس لنا، ولسنا نطالب الا بما هو اقل ما يحق لنا كأمة.
اننا نناضل من اجل التمتع بحقوقنا القومية والمساواة مع بقية افراد الشعب العراقي، ونناضل من اجل الديمقراطية السياسية ومن اجل ان لا تلعب الدولة دور الحامي لفئة او طائفة على حساب القوميات والطوائف الاخرى، فكما نحن مطالبون باداء واجباتنا تجاه الوطن فأنه يحق لنا المشاركة في صياغة سيايته التشريعية والتنفيذية. اننا نعمل من اجل ان نكتب وننشر ونعلم ونتعلم لغتنا القومية، واننا في نضالنا القومي الانساني هذا نرفض أي خيارات مسبقة تفرض علينا وفي أي اتجاه كانت. فلنا حقنا وواقعنا ومبادؤنا وعلى ضوئهم نحدد خيارنا، وهو بلا شك خيار وطني قومي تقدمي انساني، ولا بد ان يكون كذالك.
                                          
  


182
الكفاح المسلح 2_ انجازان للسيد كنا!



تيري بطرس
bebedematy54@web.de

(ملاحظة اننا بذكرنا لهذا التاريخ، فهو تاريخنا ويجب ان يعرف، ويرجي الاطلاع على مقدمة الجزء الاول،والامر الاخر، انه ليست غايتنا جلد احد، وفي الوقت نفسه ليست غايتنا مديح وتلميع احد)
    عند وصولنا الى كاني بلاف، وصل المرحوم والدي، واخبرني بان الاخوة يقولون، علي ابلاغ الحركة ان السيد فريديك اوراها، صرح لروميل موشي بان الامن كلفه العمل عل اعادة  يونادم يوسف وعليه تم اطلاق سراحه ليقوم بهذه المهمة، المعلومة كانت مهمة وخلال اربعة  عشر يوما تقريبا من الجولة لم يكن لدي اخبار عن المقر، فحاولت الاتصال بركيزة الحركة في كاني بلاف بنو ولكن لم ينفعني واكددت عليه في حالة مرور اي قيادي من الحركة عليه ابلاغي، وصل الدكتور هرمز (نورا القس زيا) وابلغت ما علمته، فرد ببرود انهم يعلمون بذلك، المهم اديت واجبي، وكان السيد يونادم واعتقد فريدريك قد سافرا الى ايران. حيث تسنم السيد يونادم منصب مسؤول العلاقات الخارجية.
تابعت مسألة الاخ يوسف من قريتنا والذي شاهدته ملقي القبض عليه من قبل الحزب الشيوعي العراق، وكان سبب القاء القبض كما رواها لي، وقد سهل علي ابن خالتي خيري (عوديشو انويا) امور اللقاء . ان الحزب الشيوعي اقام مفرزة في القرية والقى القبض على ضابط مجند ارمني، وعندما حاولوا اخذه مانع واعترض وحاول الهروب، فقتلوه في القرية، وهنا كمختار كان لا بد ان يبلغ لان هذا واجبه وخصوصا ان القرية في النهار والى العصر كانت تحت سيطرة الحكومة. اخذ الحزب هذا التبليغ كتعامل مع الحكومة بمعنى العمالة. الا ان يوسف لم يبقى فتم اطلاق سراحه بعد فترة ايضا. طبعا من المفترض اننا نعمل لاجل الشعب، وعلينا ان ندرك ضروفه ولانعرضه لقسوة النظام، فاصلا لم يكن من الواجب اقامة السيطرة في القرية لان ذلك يعرضها لانتقام الحكومة.
كان اول عمل قام به السيد يونادم كنا في ايران والذي اصابنا كلنا بالصدمة والذهول، هو الاقرار الرسمي بان المقبوض عليهم هم من تنظيمات الحركة، من خلال رسالة الى سكرتير الامم المتحدة خافير ديكويلار والمعلوم للجميع ان وثائق الامم المتحدة كلها علنية، يعني حتمية اطلاع الحكومة العراقية عليها، والمثير ايضا ان نسخة من الرسالة ارسلت الى اذاعة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، التي اذاعتها بنصها. الاحزاب الاخرى تقوم في مثل هذه الاحوال بنشر اسماء المعتقلين وتقول، اعتقلوا لمعارضتهم الحكومة او لاسباب مجهولة ولاتقر بانتماءهم لها، لانهم قد ينكرون للتخلص من العقوبات وهو امر مسموح. وكان ذلك خطاء كبيرا ولكنه سوق انجازا،وكل ذلك قبل ان يتعرضوا للمحاكمة ،ونتيجة لذلك كان شعبنا في المهجرومؤسساته في حالة غليان مطالبا الحكومة العراقية باطلاق اعضاء الحركة. ولانه ليس في يدي دليل مقنع، الا انني لا استبعد قيام الحكومة العراقية استعمال تلك الادلة لاثبات التهم ضد المقبوض عليهم، ولرفع الضغوط عنها من الخارج.
لم يحدث تطور في العلاقة بين التجمع والحركة، ولكن الحركة بالقبض على كوادرها صارت اكثر شهرة، وقد تسرب من جلسة في مقر الحركة ان السيد نينوس بثيو اجاب على استفسار من احد المقاتلين عن مصير المقبوض عليهم، فقال انه قد يتم قتل اثنين او ثلاثة وهذا سيساعد في نشر صيت الحركة، هذه التسريب نشره الاعضاء الذين بدات الشكوك تراودهم او ممن كانوا قد خرجوا من الحركة ولكن بقت لهم صداقات فيها.
في شهر تشرين الاول قمت بجولة اخرى وايضا في المسار السابق، ولكن هذه المرة  نزلنا الى قرى نهلة واتذكر انني التقيت فيها بكوادر الحركة وكان هناك خلاف مع شخص من اهل هيزاني (شاب) والخلاف كان بين شخص يحمل اسم ناصر من مقاتلي الحركة وبين هذا الشخص من هيزاني، ولذا فالحركة القت القبض عليه وحاولت اخذه بالقوة، وهنا تدخلت ونصحت المسؤول بترك الشاب لان الناس غاضبين من هذا التصرف، وانهم قد يشكونهم الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني، فاصر مسؤول الحركة على رايه، فاضطر والد الشاب الى الشكوى الى شمال زبير اغا مسؤول محلية عقرة، فارسل هذا احد المراسلين في المقر، واخذ الشاب من بين ايدي اعضاء الحركة دون اي اعتراض. لقد كان تصرف غير سليم وفي بيئة عشائرية، لها صلات مختلفة ولها تقاليد وممارسات يجب احترامها. المرفق، كما انه اظهر ضعف الحركة امام القوى الكوردية واستقواءها على ابناء شعبها. (1)
في عملية القاء القبض على رفاقهم وتعذيبهم واهانتهم بتهم مثل اليسارية الاشتراكية او الرغبة في الذهاب الى اوربا او اي خلاف، كان هؤلاء الرفاق مجردين من اي سند او دعم لان اغلبهم كان من المدن، لا بل يمكنني القول ان الرفاق الذين قبض عليهم وعذبوا وغطسوا رؤسهم في الماء للاعتراف لتهم مجهولة، تقبلوا الامر ولم يشتكوا لانهم كانوا يعون ان سيشتكون على ابناء شعبهم وكما نقول (ܪܘܩܬܐ ܕܒܪܝܠܝ ܝܠܗ)، ففظلوا السكوت عن التشهير بالحركة.  في طريقنا الى المقرات التقينا باحد الاخوة ممن كان يود الالتحاق بالحركة، وطلب منا ان ناخذه معنا، فاوصلناه الى مقر الحركة كما اراد. وفي تلك الفترة او قبلها ايضا وصل شخص كان قد اتى الى العراق من اميركا ولم يكن يحمل الا كرين كارد، وعلمنا انه مرسل من قبل بطرس جبرائيل وقد قالها بنفسه ولانه ظهر من خلال اجوبته انه شخص يود الوصول الى اميركا، ولا علم له بما نسب الى بطرس جبرائيل ، فهو  مرسل لكي يتمكن من الهرب والوصول الى اهله في اميركا، لان بقاءه يعني سوقه للحرب، وليس مرسلا للتجسس. شخص بسيط، فسألناه ماذا اتى به، فقال انه يريد الالتحاق بحركة مام نيسن، فقال له احد الاخوة هناك حركة وهناك تجمع، فخيروه الاخوة ان يختار ما بين مام نيسن والتجمع او الحركة، في النهاية قال انه يريد الالتحاق بالحركة، كان في ضيافتنا ليومين، فقام اعضاء التجمع بايصاله الى مقر الحركة. 
خلال هذه الفترة اي خريف 1984 وشتاء 1984_1985 لم تحدث امور مميزة، فالخلافات بين الحركة والتجمع انتقلت الى ايران، من خلال مؤيدي الطرفين هناك ومناصريهم . في خريف التحق الاخ كلدو (الياس بيت شموئيل) بالتجمع في الوقت الذي كنت فيه في جولة ميدانية، لم يتمكن من التأقلم مع اجواء التجمع، فذهب الى الحركة والتحق بهم، علما انه كان معروفا لديهم ايضا وزامل الشهيد يوسف والسيد كنا في جامعة السليمانية، في الحركة تعرض لاستواجاب وشكوك بسبب علاقة الصداقة التي كان له مع اعضاء الحزب الوطني، قمت بزيارته في مقر الحركة ورحبت به، وشئ واحد كنت اقوله لمقاتلي الحركة ممن كانوا يتركونها، ثقوا ان كان التجمع والحركة على خطاء فالامة في مشوارها محقة وهذا ايضا قلته للالياس لازيل اي التباس لديه انني قد اكون غير راضي عن موقفه. وفي وقت ابعد التحق الاخ اشور سمسون (جورج) وقبل دخوله الاراضي المحررة طلب من مفرزة للحركة ان يتحرك معهم، فرفضوا وقالو له ان التحقت بالحركة نعم، ولكن ان نوصل لكي تلتحق بالتجمع فلا، مما اضطرى للاستعانة بمفرزة للحزب الديمقراطي الكوردستاني. طبعا مثل هذه التصرفات لم تكن مقبولة، فالجميع يساهم في ايصال الملتحقين ولاي حزب انتموا وحتى الهاربين من الجيش او ظلم النظام. طبعا مثل هذه الممارسات قد تحدث نتيجة تفسيرات من اشخاص ليس لهم موقع تجربة او خبرة. ولكن ما كان يجب ان تحدث بيننا، لانه اساسا التجمع لم يقم باي عمل عدائي ضد الحركة وما كان يمكن ان يقوم بذلك في وجودنا الاخ جورج وانا.
المهم ان وصول اشور فتح لي نافذة اخرى للتواصل مع الحركة، فبسبب نقاشاتي السابقة، كان هناك نوع من البرود في هذه العلاقة وان لم تكن ابدا عدوانية، ولذا اتفقت مع الاخ جورج على استمرار علاقته مع الحركة بصورة طبيعية ودعمها بنشاطات مشتركة مثل الرياضة.  فخلال قدوم العيد الميلاد استغلينا المناسبة وقمنا انا وجورج بزيارة المقر وتقديم التهاني ولكن لم نستقبل  من قبل القيادة، مما اثار الانتقاد لهم من قبل المقاتلين، ومن الامثلة التي كان يسوقها مقاتلي الحركة، ان نرسي رغم كونه عضو قيادي يشارك في الحراسات والاعمال اليومية من الطبخ والعجن والخبز وجلب الخشب. وليس كما اورد احد الملثمين بان مقاتلين اعترضوا على عدم مشاركتنا في الحراسات.
في شباط 1985 تم اعدام كوكبة الشهداء يوسف ويوبرت ويوخنا، وكانت ضربة قاصمة لاننا خسرنا شباب من الصعب ان نجد من يحل محلهم. اعتقدت شخصيا ان اعدام الابطال الثلاثة قد يدفع المئات ان لم يكن الاف  لكي تلتحق بالكفاح المسلح، ولكن اعتقادي خاب. فلم يلتحق الا عائلة القس زيا دوباتو التي وصلت قبل ذلك بفترة  وعائلة الخال توما والد الشهيد يوسف.
اعدام هذه الكوكبة من الشهداء جعل صيت الحركة يمتد في كل انحاء العالم فالدم الاشوري المراق دفع الكثيرين للتعاطف وتعضيد، التنظيم الذي انتسبوا له، ولكن في الداخل او في المنطقة المحرر، بدأت تثار اسئلة وشكوك ومخاوف. المهم ان التجمع خرج من حالة الصراع بفعل التبريد وعدم منح فرص لزيادة حالة الصراع. ولكن الصراع زاد بين الخارجين من الحركة والاعضاء المتبقين في الحركة.
والحركة لم تعدم وسائل لنقدها وللتهجم عليها، مثلا مسأئلة تهديد القس سركون بالقاء القبض عليه، التي اثارت الكثيرين، لانه كان من الصعب على اي حزب ان يقوم بهذه الخطوة لكونه رجل دين. والمشكلة الكبرى انهم لم يحاولوا القاء القبض على احد من المناطق الخاضعة للحكومة، بل كانوا يقومون بذلك ممن كان ياتي الى المنطقة لكي يقدم بعض الخدمات الدينية كمثالنا هنا، ومسألة الشماس من اهل بشمياي، فكان المشاع ان سجنائهم اكثر من مقاتليهم تندار.
كما تم خلال هذه الفترة اعتقال مسؤول الحركة في نهلة من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني بحجة الاتصال بالاحهزة الامنية،حيث كان يتم ارسال رسائل بيد فتاة اسمها فوزية وهي لا تعرف مضمونها، وبعد خروجه واجراء التحقيقات معه من قبل قيادة الحركة، قال بانه فعل ذلك نتيجة التعليمات من قبل السيد نينوس والسيد الدكتور هرمز، وعندما سئلا عن ذلك قالا انهما كان غير جادين فقط للتسلية. وهكذا عاني شخص من الاعتقال واسائة السمعة لانه خضع وعمل بالاوامر التي ظهر انها كانت للتسلية. 
كان العمل الاخر الذي اقدم عليه السيد كنا ولم اعرف به وبنتائجة الا في التسعينيات من القرن الماضي، ان بعض من تعاطف مع الحركة ممن كانوا ضمن تنظيمات الحزب، قام بتسريب رسالةالاخ نمرود بيتو سكرتيرالحزب الوطني الاشوري السابق الى عمه وهو كان سكرتير الاتحاد الاشوري العالمي، فاتصل السيد كنا ببعض معارفه ودفعهم لنقد والضغط على السيد اسحق يوانس سكرتير الاتحاد الاشوري العالمي لتقديم استقالته باعتبراه افشى سرا، علما كما ستلاحظون ان المقترحات جيدة وتلائم ظروف ذلك الزمان، ومن الطبيعي انه ما كان يمكنه ان ينشرها باسم الحزب فاتخذ من تواجدنا في منطقة الكفاح المسلح غطاء لارسال الرسالة تحت تسمية الشباب الاشوري المقاتل في شمال الوطن العزيزضد العنصرية والتخلف / تشرين الثاني / 1985، . ونتيجة لما قام به السيد كنة من التحريض وتشويه صورة المرسل، وضغوط من امن بذلك، قدم السيد اسحق يوانس استقالته  وتبعت نتائج ذلك انقسامات في الاتحاد. باعتبار ان من ارسل الرسالة عميل بعثي، ولم يتمكن الاتحاد من عقد مؤتمرا سنويا الا بعد اكثر من عشر سنوات، وتدور الدوائر ويسقط البعث وتظهر فقط اسماء معينة معروفة كعملاء. لقد عملت بعض الاطراف في الحركة وعلى الدوام من اجل الاستيلاء على مؤسساتنا وتوجيهها بما يضمن مصالحها، وان فشلت فانها تعمل من اجل تقسيمها بين مؤيد لها ومعارض وهذا تحقق لها بعد استشهاد الشهداء الخالدين، لان الكثيرين لم يعد لديهم اي شك في تصرفات وممارسات الحركة، وهل يمكن الشك في من قدم اغلى شئ من اجل الامة؟  (المرفق 2)



المرفق 1
افتتاحية العدد الرابع من صحيفة خيروتا ردا لممارسة البعض العنف مع ابناء شعبنا

لقد عانى شعبنا الاشوري وخلال عهود طويلة من مختلف صنوف الاضطهاد، سواء ما كان منها ديني او قومي وجراء هذه الاضطهادات تحف في شعبنا بعض مظاهر السلبية كالانعزال عن المشاركة في الحياة السياسية من خلال احزاب تمثل طموحاته، ان الاضطهاد الديني والقومي الذي مارسه الحكام في مختلف العهود تجاه شعبنا ترك مظاهر جلية وواضحة في ابنائه فنراهم يميلون الى السكينة والقناعة وعدم  اتخاذ أي موقف واضح من السلطة والهروب من مواجهة المشاكل التي تواجههم على الصعيد القومي. واليوم اذ نعلن كاشوريين مشاركتنا مع كافة الاحزاب والقوى الوطنية والقومية التقدمية في النضال من اجل ازالة الكابوس الذي يخيم على انفاس ابناء شعبنا العراقي والمتمثل بنظام صدام الدموي وحربه القذرة التي شنها على الجارة ايران والتي ادت الى مقفل مئات الالاف من ابناء شعبنا وتدمير اقتصاده وارتهان سيادته الوطنية لصالح الرجعية المحلية وعقد تحالفات مشبوهة مع الانظمة الرأسمالية والرجعية، فأننا مطالبون ببناء شخصية الفرد الاشوري على اساس الثقة الكاملة بالنفس وعلى اساس ربط مصيره بمصير الارض والوطن ومن خلال الممارسات السليمة تجاه هذا الانسان واعطاه الصورة السليمة للنضال وهي ان نضالنا جاء لتخليصه من كل انواع الظلم والاضطهاد وليس مطلوبا منا اليوم ان نكون البديل الجديد للظلم مهما كان الشعار الذي نرفعه فالانسان المظلوم لايفرق بين ظلم واخر سواء كان اشوريا او غيره . ان الجماهير الاشورية تتطلع الينا بحذر وهدوء لما لم نكسب ثقتها ونثبت لها بأننا المدافعون حقا عن طموحاتها الشرعية، لن تمنحنا ثقتها والجماهير بوعيها واحساسها الصادق والنابع من تجربتها التاريخية، لا يمكن ان تخطئ في التمييز مابين من يعمل من اجلها ومن يعمل من اجل مصالح انية وذاتية.
والمسؤلية التاريخية الملقاة على عاتقنا كممثلين لشعبنا الابي تجعلنا نتعامل مع كل حالة على انفراد وان نحللها التحليل السليم وبالتالي سيكون حكمنا صائبا وملائما مع واقع امتنا الاشورية. منذ بداية القرن الحالي انفض الكثير من الروابط وتحلل التماسك الذي كان يعرف به شعبنا ولم يعد هناك حلال وحرام في الممارسة اليومية للفرد الاشوري واصبح كل فرد يقدس رأيه الشخصي واصبح ينظر الى مصلحة الامة من خلال مصلحته الخاصة، فالفرد المتمثل بهذه الصورة والذي تربى عليها لا يمكن ان يكون نصيرا لنا من خلال استعمال القوة معه وانما من خلال افهامه الخطاء والصواب واين يكمن الخطاء والصواب في نظرته وماذا نمثل تحت ولمن نعمل.


                        على درب الحرية
                     افتتاحية جريدة حيروتا تشرين الثاني 1984
                        العدد الرابع
   
المرفق 2
رسالة الاخ نمرود بيتو سكرتيرالحزب الوطني الاشوري الى الاتحاد الاشوري العالمي عام 1985
رسالة الى مؤتمر الاتحاد العالمي الآشوري 1985

ايها المجتمعون الكرام

نستمحيكم عذرا ان كنا قد تطفلنا على مؤتمركم هذا واعذرونا ايضا ان لم نذكركم جميعا بأسماء احزابكم وتنظيماتكم لانها في الحقيقة باتت كثيرة بحيث بدأنا نفكر فيها وكأنها لعبة جديدة استهوتكم في بلادكم بلاد الديمقراطية وكأن انشاء حزب جديد او تنظيم جديد بات من السهل كأن تنظم حفلة او سفرة عائلية واصبحت اكثر تسلية للبعض بأن استطاع ان يحقق ما كان يحلم به في بلد العنصرية وحتى في الحلم به مع نفسه فقط كان يخافه لأن فيه اذية وفيه تضحية وهو بغنى عنها ولكن في بلد العم سام فكل شيء مسموح وان خسر فأنه سوف لا يخسر شيئا سوى القليل من الثرثرة ولكن في الاخر سيرجع الى زوجته واطفاله فاذن حتى المفاهيم المقدسة باتت عندكم تسلية ولكن من حيث ما نحن فيه من ازمة قومية نناديكم وبضمير قومي حي لا يعرف المساومة على الحق مهما طال الزمان بان ما انتم فيه. مآساة لنا جميعا ومن هذا المنطلق بمجرد ان طرأت سمعنا انباء مؤتمركم هذا قررنا المساهمة فيه بتقريرنا المرفق هذا مبينين فيه وجهة نظرنا تجاه الوضع بصورة عامة ونرسله اليكم من مقرنا في ايران بواسطة احد اشخاصكم في استراليا كان عنوانه متوفر لدينا، ونرجو ان لا يفرق هذا عندكم فالمهم عندنا ان تطلعوا في استراليا على ما نحن فيه باية وسيلة كانت، ونعتذر منكم ايضا بأننا كتبنا التقرير باللغة العربية لأننا نؤمن بالمبدأ القائل الغاية تبرر الوسيلة فالمهم عندنا ان تفهموا قصدنا باية لغة كانت واخيرا نرجو ان تعذروا لنا لهجتنا تجاهكم لأن من يتألم لا بد ان يشتكي وشكوانا هي ما انتم فيه اليوم ودمتم ذخرا وقربانا لأمتنا العريقة والموفقية والديمومة لكل مخلص شريف والموت لكل جبان ولئيم.

التقرير

ليس هناك من شك بأن الحق التاريخي للآشوريين متمثل منذ القدم في ارض ما بين النهرين بما لها من صفة كون النشوء القومي الآشوري الأول بدأ من هناك وترعرع عبر كل شبر فيها حتى يومنا هذا وبما تتركه ذكراها من معزة في نفوس ابناءها فهذه الحقيقة الأصلية لا تخضع لأي جدل بين اي اثنين من الآشوريين في أي بقعة من العالم ويعتبر التشكك فيها كفرا وخروجا عن القدسية القومية، فأن هذه هي الحقيقة لهو لزاما على كل اشوري اين ان وجد ان يعمل من اجل اليوم الذي تستطيع قوميتنا ان تقرر مصيرها بنفسها وعلى ارضها وبدون اية وصاية غريبة عليها.
لألقاء نظرة تحليلية على واقع الاشوريين في العالم واين هم من الحقيقة المقدسة اليوم كان لزاما علينا النظر اليهم من منظورين كي يكون بمقدورنا اعطاء كل منظور ما عليه من واجبات وحقوق، ولكن في المحصلة النهائية فالآشوريون امة واحدة لا تتجزأ بمجرد تواجدها الجغرافي والمبدأ واحد مهما تعددت قنوات الجهد المبذول، فضمن تحليلنا نعتبر اشوريي العراق اي ما معناه الذين لا يزالون يقيمون في العراق منظورا والاشوريون في المنفى بما فيها جميع الاقطار منظورا اخر.
اشوريو العراق يمكن اعتبارهم اساس قضيتنا القومية كونهم يعيشوا على ارض الصراع التاريخية اولا. وثانيا احتكاكهم الدائم مع عناصر صراعنا من العرب المتمثلين في السلطة والتي تتعارض مطالبنا القومية مع مبادئهم القومية ومع مطامحهم السلطوية، والاكراد الذين تتداخل حقوقنا القومية مع مطامحهم المتمثلة في الحدود القومية لهم، فاذن صراعنا القومي في العراق مزدوج تتفاعل فيه المطامح والمتغيرات السياسية الاقليمية والدولية، فمن مجرد النظر الى هذه الصراعات يمكن التكهن الى عمق المآساة القومية التي يعيشها ابناء امتنا، ولكن ليس فقط بالنظر الى عمق الصراعات وقوة عناصر الصراع تتولد عندنا الردود التخاذلية بان ما نطمحه مستحيلا ولكن ليكن شعارنا بان ما نطمحه حق تاريخي وليس حقا خلقته ظروف آنية او مزايدات سياسية، علينا التخلي عنه متى ما زالت مسبباته، فحقنا تاريخي والالتزام والتضحية من اجله واجب مقدس وان لم نحققه اليوم فلسنا بعجلة من امرنا فليكن بعد عقد من السنين.
كان الصراع القومي الآشوري في العراق الى نهاية الستينات صراعا داخليا اي لم يكن قد تعدى حدود قوميتنا فكان صراعا بين جيلين، جيل تعاظمت عنده روح الاستسلام والرضوخ للواقع المفروض نتيجة لطبيعة الحياة والظروف اللاقومية التي عاشوها، وجيل شاب بدأ يعي حقيقة الامور ويرفض كل ما هو غريب على اصالة وجودنا وفي خضم هذه الصراعات كانت هناك منافذ عديدة تعددت من خلالها تيارات سياسية بعيدة كل البعد عن طموحاتنا القومية ومن هذه المنافذ تعددت مخططات سلطوية لعينة خلقت الانشقاقات المذهبية والعشائرية، وما ان جاءت السلطة البعثية الى الحكم في نهاية الستينات حتى بدأت افعالها العنصرية اكثر عنفا لتغيير واقعنا القومي الى اشكال وهياكل مهزوزة يمكن توجيهها خدمة لمخططاتهم، وبالتالي تجزأة الكل الى اجزاء متناثرة يمكن السيطرة عليها بسهولة فكانت عى سبيل المثال لا الحصر هجرة الاشوريين وبأعداد كبيرة جدا بعيدا عن الارض الام نتيجة رد فعل غير مدروس من الاشوريين اكبر انتصارا للمخطط البعثي العنصري.
ولكن نقولها بثقة عاليه بان من بقي من الاشوريين في العراق كان كافيا لردع مثل هذه المخططات العنصرية الخبيثة فبدأت طلائع قومية تبرز في قطاعات واسعة من الاشوريين وبالأخص الطلبة الذي يعتبرون بحق محور الصراع، فبرزت قيم قومية ذات طابع سياسي مبطن بالتوجه نحو نبذ كل فكرة بالانتماء الى اي جهة سياسية معينة مهما كانت المبررات والاحتفاظ بالاستقلال السياسي شعارا قوميا فنشطت الفعاليات الطلابية وبدأت تمتد الى خارج الحدود الطلابية فوصلت الى الكنائس وجميع التواجدات الاشورية مستغلة اي ثغرة لتنفذ من خلالها لتكرس واقعا مختلفا عما كان عليه سابقا، فازدهرت على اثرها لغتنا الاشورية والتي هي احدى دعائم الانبعاث القومي الأصيل وكثر عدد الاشوريين الذي حصلوا على شهادات علمية واخذت فكرة القولبة السياسية لجميع الفعاليات الاجتماعية طابعا تصاعديا، وعبر كل هذا الصراع المحتدم لم تكن السلطة غائبة اما بشكلها المباشر او عن طريق عملائها، ولكن كانت دائما تفكر مليا قبل ان تفعل اي فعل حازم فكانت تلجأ الى التهديد تارة والى الفعل المباشر تارة اخرى، الى ان وصلت ابعاد الصراع مرحلة لا يمكن السكوت عنها من قبل السلطة فتدخلت بشكل مباشر وسافر فقضت على جميع النشاطات الطلابية والكنسية والاجتماعية الاخرى وبدأت ممارستها العنصرية اكثر وضوحا كأن حاولت في التعداد العام لسكان العراق في 1977 وبشكل علني الضغط على الاشوريين بأن يكتبوا عربا، بعد ان نجحت مع اخواننا الكلدان ولكنها اصدطمت بالحقيقة الدامغة عندما رفض معظم الاشوريين الموافقة على هذا الفعل المشين وكم من حوادث اصطدام حدثت في هذا اليوم اللعين، وبعدها جاءت محاولة السلطة بفرض دراسة القرآن في المدارس الاعدادية للطلبة الآشوريون ولكنها اصطدمت بجدار صلب بعيدة كل البعد عن حسابات السلطة، بعد ان حاول الكثير من الطلبة تمزيق القرآن امام اعين الطلبة والاساتذة وبدأت التجمعات الطلابية تتواجد في الكنائس لتأخذ ردا سياسيا مناسبا ولكن سرعان ما احست القيادة العنصرية بالخطر فسحبت القرار موجهة اللوم في تطبيقه الى اجهزتها التنفيذية في وزارة التربية، ولكن مثل هذه التبريرات لم تعد تمر على الشعب الاشوري بعد ان اختبر التوجهات العنصرية للسلطة، وبعدها جاءت اللعبة المشينة الاخرى الا وهي سحب نموذج من الدم من كل طالب اشوري فقط، في جميع المدارس وجوبهت بالرفض من الطلبة بكل شدة بعد ان وصل الوعي القومي عندهم الى درجة فكروا بأنه من المحتمل ان تكون هذه الابر مواد تسبب العقم وتمنع الانجاب مستقبلا، وهذه التي سردناها في تقريرنا هذا قسم ضئيل من الافعال العنصرية البربرية تجاه قوميتنا، وبالرغم من هذا كله لا زال الوعي القومي اساس حياتنا في العراق وطموحنا حلم لا ينتهي بانتهاء مآساة او فعل موجه وخاصة بعد ان اصبح كل بيت اشوري معقلا بوجه العنصرية بعد ان اندلعت الحرب الدموية اللعينة وبعد ان قدمت اغلب العوائل الاشورية قرابين دموية من اجل ان يبقى ارتباطنا التاريخي بأرضنا قائم بالرغم من اننا ندفع الى هاوية الموت بدون اي رغبة فهذه هي قمة المأساة وهذا هو الاستشهاد بأن تدفع الى فعل رغما عنك فأي اضطهاد اكثر من هذا.
فعندما نقول بأن الاشوريين في العراق هم عزم امتنا في التحرر فأننا ننطلق من النقطة الصحيحة، فكان بمقدور اغلبهم ايضا ان يلجأوا الى اي بلد اخر لينعموا بالملذات وما اكثرها وليرفعوا من الشعارات القومية الجوفاء ما يحلوا لهم ولا عندهم عندئذ من سائل او مضطهد ولكنهم لم يفعلوا هذه وفضلوا ان يموتوا يوما وهم اسودا من ان يعيشوا عمرا بكامله ثعالب.
نعم ونقولها نعم بأصرار لقد وصل الوعي القومي عند اشوريي العراق مرحلة ان بدأ يعلن كعمل سياسي له مبادئه وله التزاماته وما اعدام شبابنا الثلاثة وسجن الاخرين الا بداية المطاف ولكن بالرغم من هذا كله فأنهم سائرون بالدرب الصحيح مستعدون لأي فرصة سياسية لاستغلالها واثبات وجودنا القومي الاشوري وما على الباقين من الاشوريين الا ان يفعلوا ما يوازي هذه التضحيات والتخلي عن جزء يسير من المنافع من اجل مصلحة الأمة وابعاثها.
اما المنظور الثاني وفق تحليلنا فهم اشوريو المنفى واسمحوا لنا ان نسرد الحقيقة كما نراها وان قولها صراحة من المرارة ما تغضب البعض ولكن لا بد من قولها لكي يكون بعلمكم بأن ما من حقيقة تخفي ونحن نعرف جيدا ما يجري عندكم وما خلقته الحرب الزائفة من اوهام وخلافات لان ما من فرد اشوري له من مفهوم الحرية الاصيل سهما، لان اغلبكم هجر ارض الام مناديا الحرية، وموقعه من الحرية اليوم كموقع العبد عندما تكون له الحرية في اختيار اسياده ولكنه في الاخر فهو عبدا، فهذا وضعنا ايضا اليوم فالحرية التي نبغيها هي ان نكون اسياد انفسنا لا ان تختار من بين الاسياد احدا.
فأغلب الاشوريين في المنفى اليوم، ان صح القول، هم ضحية الاضطهاد في العراق وان كنا قد ذكرنا في بداية التقرير هذا بأن معالجة الاضطهاد بالنزوح والخروج من ساحة الصراع خطأ فادح وخسائره لا تحصى على مستوى مصير الامة ووجودها على الخارطة السياسية لعناصر الصراع، ولكن لنقبل اليوم بهذا الوضع جدلا ونقول اين هم اشوريوا المنفى من هذا الاضطهاد؟ ما الذي يخططون له لازالة آثار الاضطهاد؟ اين شعاراتهم القومية من ارض الواقع؟ اين هم من حقيقة انفسهم كآشوريي اليوم؟.. وكثيرا كثيرا من التساؤلات نطرحها اليوم امامكم مع علمنا المسبق بواقعكم والذي بدأت حشرة الارضة تدب فيه من كل صوب لتتركه واقعا منحلا تتعاظم فيه الصرعات النفوذية والمناصب الكرسوية والخلافات المذهبية العشائرية، كأن عندكم ايضا سلطة عنصرية تفعل فيكم كل هذا وكأنكم لستم في بلاد كل محرم عندنا مباح لكم، فاذن مشكلتكم هي مع نفسكم.. ما انتهيتم من ظلم الاضطهاد حتى بدأتم تضطهدون نفسكم بنفسكم وهذا اسوأ الاضطهادات.
ولا نحب ان نطيل في العتاب عليكم لأننا في اخر الامر امة اصيلة لا يمكن ان تخذلها الصعاب وتثنيها عن عزمها، وغايتنا من هذا التقرير والذي تطفلنا فيه اساسا على اجتماعكم هذا، ولكن الحقيقة هي ان غيرتنا القومية دفعتنا الى الكتابة اليكم آملين ان تكون فاعلة خير، كوننا اساسا خارج نطاق صراعاتكم ولا يهمنا غير ان نراكم موحدين ثابري العزم لوضع اساس لعمل قومي عالمي مستغلين فيه كل منفذ وكل وسيلة كانت لارساء مفاهيم عمل نضالية جديدة من اجل مستقبل امتنا الاشورية، ونود ان تكون مساهمتنا المتواضعة هذه بطرح مقترحاتنا لعمل قومي عالمي ان تنال رضاكم وموافقتكم، ولا نبغي من وراء هذا كله ان نكون ذوي فضل عليكم لأنه واجب لزام علينا قبل ان يكون جهدا من وراءه منافع خاصة.
ومقترحاتنا نلخصها بقدر ما يمكن لانكم اعلم بظروفكم منا ونحن بظروفنا منكم:
1ـ بالنسبة لأي عمل سياسي اشوري في العراق نفضل ان يكون مستقلا في عمله الان نتيجة الظروف السياسية الدموية التي يعيشها القطر حاليا وهذا اسوأ الايمان على الاقل في الوقت الحاضر لان لا مخافة الان على انحراف اشوريي العراق في مخططات تصفوية ضد الامة الاشورية لان حقيقة السلطة واضطهادها بات واضحا جدا.
2ـ اما بالنسبة لآشوريي المنفى فان التعدد المفرط في عدد الاحزاب والتكتلات السياسية بات امر يقلقنا جدا، وان لم نكن يوما ضد الحريات السياسية، ولذا نقترح ان تحاولوا الخروج من اجتماعكم هذا على الاقل بالحد الادنى من الاتفاق وان كان ممكنا الوصول الى اتفاق بأعلان وحدة الاحزاب الاشورية العاملة في المنفى تحت لواء واسم واحد وليكن (الحركة الاشوريه العالمية) على ان تحتفظ جميع الاحزاب ضمن الحركة باساليبها الخاصة في العمل واسماءها الخاصة وتشكل قيادة موحدة من جميع الاحزاب لتدير نشاط الحركة بعد ان يتفق على منهاج عمل سياسي للحركه ولا نريد الخوض في تفاصيل هيكل ونشاط الحركة وان لدينا تصور واضح عما يجب ان يكون عليه الهيكل ولكن هذا نتركه لكم لانكم ادرى ونحن متأكدون بظروفكم.
3ـ ان تحدد الحركة هدفا سياسيا واضحا لعملها المستقبلي وان تلتزم به جميع الاحزاب المنتمية للحركة و ان اختلفت في اساليب عملها و لذا نقترح ان يكون الهدف السياسي للحركة هو (حق الشعب الاشوري في تحقيق مصيره بنفسه و على ارضه) ونحن اساسا متفقين عليه ونعمل من خلاله لانه في حقيقة الامر طرحا مقبولا لدى الرأي العام العالمي اولا وكونه مرن سياسيا ثانيا بالنسبة لنا كآشوريين لان من خلاله نستطيع ان نتدرج تصاعديا في مطالبنا بعد ان نكون قد حققنا الخطوة الأولى، ولكن طرحها وبهذا الشكل الارتجالي يثير التشنج عند العديد من الفعاليات السياسية في قطرنا كالأكراد والاحزاب المعارضة الاخرى والتي من الممكن ان يكون التحالف التكتيكي معها الان لمصلحتنا، ولا نريد الخوض في تفاصيل هذه الطروحات لانه يتطلب منا مجلدات.
4ـ تشكيل صندوق نقدي اشوري عالمي تتولى ادارته هيئة تشكلها الحركة الاشورية العالمية المزمع الوصول اليها في مؤتمركم هذا ويمول هذا الصندوق وفق حصص تثبت وتعتبر اجبارية بالنسبة لجميع الاحزاب المتحدة في هذه الحركة.
5ـ استغلال مبالغ من هذا الصندوق في دعم النشاطات السياسية للحركة ومحاولة استثمار مبالغ في مشاريع اشورية يديرها ويعمل فيها اشوريي المنفى بدلا من ان يعاني معظمهم من البطالة في اغلب الاحيان.
6ـ المحاولة في التغلغل في الاعلام العالمي لنشر حقيقة الاضطهاد القومي الذي نعيشه ومحاولة تشجيع التأليف والكتابات الاشورية بجميع اللغات ومحاولة نشرها بكل الوسائل.
7ـ محاولة تأسيس جامعة اشورية عالمية في اي بلد مناسب تراه الحركة يديرها اناس مشهود لهم بالكفاءة وليس هناك مانع من ان تكون متخصصة في اكثر من مجال كالدراسات الاكادمية والدراسات العلمية تخصص فيها مقاعد مجانية الاشوريين اما بالنسبة لغير الاشوريين فوضعها كأي جامعة اعتيادية اخرى.
8ـ اما بالنسبة للأحزاب في عملها فيمكن توجيهها بصورة تدريجية بالكف عن اسلوب العمل البرجوازي البيروقراطي المتبع حاليا في عملها واتباع اسلوب الاتصال المباشر عن طريق هياكل تدرجية مخطط لها لكل حزب حسب ظروف عمله لأن الاسلوب الحالي وهو الاتصال الجماعي والمنقطع، الا في المناسبات، فقد اثبت عقمه منذ زمن.
9ـ محاولة طرح القضية الاشورية بصورة واضحة ودقيقة بعيدة عن الاقنعة المذهبية والكنسية وان كانت كنيستنا في جوهرها جزء لا يتجزأ من القضية القومية وقصدنا هنا ان يتركوا رجال الدين في اختصاصهم الا من رغب في ان يكرس عمله كرجل دين كعمل وواجب قومي بشرط ان لا يحاول رجال الدين ايضا تشويه معالمنا القومية بحجة اختصاصهم لأن عهد قيادة الكنيسة للأمة قد بدأ فعلا بالانكماش.
10ـ القيام بافعال مضادة ذات قيمة معنوية مؤثرة لدى الرأي العام موازية لقوة اي فعل اضطهادي تجاه شعبنا في العراق لخلق موزانة سياسية معنوية بالنسبة لنا، اما عدم القيام بحجة الخوف علينا من الاضطهاد فأننا وليكن بمعلومكم قد تجاوزنا مرحلة الخوف لان قسوة الفعل خلقت منا اناس مختلفين ولم يعد يهمنا من الحياة شيئا الا انتصار قضيتنا.
11ـ محاولة الضغط على حكومات بلدانكم لمنع الهجرة الاشورية مستقبلا لان في هذه الهجرة هدرا لقوة شعبنا وخاصة بعد ان تضع الحرب اوزارها وتنتهي.
12ـ محاولة بناء علاقات وطيدة مع الحركة الكردية في شمال العراق بعيدا عن النعرات الدينية والطروحات العنصرية كأن يطرح البعض منكم اليوم بأن الأكراد اشوريون مسلمون فهذه نظريات طوبائية عقيمة لا تنفع ولو بقدر خردلة في دفع قضيتنا بل العكس تضرها لأن الاكراد عنصر اساسي في حساباتنا وعليكم افهامهم ولو على الاقل في الوقت الحاضر بأننا لسنا منافسين لهم بل العكس بان قضيتنا مشتركة ضد عدونا الاساسي ومضطهدنا.
13ـ اما ان كان هناك منكم من يؤمن بأننا سوف ننال حقنا بالأساليب السلمية فأنه يبني قصورا في الهواء فالخيار العسكري لا بد منه بعد ان تكتمل جوانبه الفكرية والسياسية والاقتصادية لكونه النتيجة النهائية لاي فعل سياسي اشوري فان كانت هذه الحقيقة فالتحضير لها لا بد منه من اليوم فلذا نقترح الاتصال بالدول او الحركات التي تتفهم وتستوعب قضيتنا ايمانا او مصلحة مثلا لبنان القسم المسيحي لافساح المجال لفتح معسكرات تدريبية مستمرة لشبابنا المؤمن وان كان ممكنا يكون دخول هذه المعسكرات اجباريا لكل اشوري منتمي الى احزاب الحركة.
14ـ وهذه النقطة الاخيرة نعتبرها من الاهمية بحيث اذا استطعنا تحقيقها فأننا نقترب من هدفنا بسرعة وهي محاولة اقناع تركيا باثارة مشكلة الموصل كونها نقطة البداية لقضيتنا ومحاولة افهام تركيا وخاصة بعد المشاكل التي تعانيها من تواجد القوات الكردية على الحدود معها ومطامح الاكراد التوسعية داخل تركيا بأننا أامن شعب يمكن الاعتماد عليه في تشكيل حزام امني لتركيا لان مطامعنا التاريخية تنحصر داخل الاراضي العراقية وفي الاخر فانها منفعة متبادلة لكلا الطرفين، وان كان ممكنا ان تثير تركيا المشكلة من حيث وجهة النظر التي اعطيت فيها الموصل للعراق على اساسها وهذا ما يقلق الحكومة العراقية جدا وخاصة اذا اثيرت الان في زمن الحرب.
وفي الختام نأمل بان تكون مقترحاتنا هذه واقعية وان كان بودنا الخوض في التفاصيل اكثر ضروريا لتفسير وجهة نظرنا للأمور ولكن باعتقادنا ليست هذه الامور بخافية عليكم وان كانت صراعاتكم قد اخذت مساحة شاسعة من اهتمامكم ولكن صراعاتكم هذه فيما بينكم تزيد من الامنا اضعافا لاننا نأمل فيكم قوة لا يستهان بها تستطيع ان تعمل الكثير ان ارادت ذلك وبامكانكم ان تحذو حذونا ونحن في بلد الظلم والعنصرية قد تجاوزنا كل الصعاب المذهبية والعشائرية ضمن امكاناتنا المحدودة جدا نسبة اليكم وبدأنا بمقارعة العنصرية بالسلاح في شمال قطرنا الحبيب ولا يهمنا الان شيء سوى ان تستطيعوا ان ترصوا وتوحدوا صفوفكم بوجه الحمى العنصرية الشرسة وتأخذوا من التضحية الفريدة من نوعها في تاريخنا الحديث باعدام شبابنا الثلاثة درسا يعلمنا معنى الحياة ومعنى الايمان الصلب بالقومية وقدسيتها ولتجهدوا انفسكم قليلا وتسألوا الى اي مذهب وعشيرة مختلفة كانوا هؤلاء المناضلين الثلاثة ينتمون..
لتعلموا كم صغيرة هي هذه الاشياء التي زرعها وغرسها في ادمغتنا اعداء القومية الاشورية اذا كان الايمان والاخلاص والتفاني اساس المبدأ وليكن الدم الزكي لهؤلاء الشهداء قربانا نجدد من خلاله العهد على المضي قدما في سبيل تحقيق اهدافنا وماءا مقدسا نعمد انفسنا من جديد كآشوريين بعد ان نسينا اشوريتنا وشغلتنا عنها خلافات باهتة سخيفة.. وليكن الله في عونكم في ان تجدوا حلا قوميا لما انتم فيه يرضي ضمير الامة الحي ويرضيكم والله يوفقكم.
ودمتم للنضال

الشباب الاشوري المقاتل في شمال الوطن العزيز
ضد العنصرية والتخلف / تشرين الثاني / 1985

الجزء الاول

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,689734.0.html

183
الكفاح المسلح من اين الى اين؟ 1




تيري بطرس
bebedematy54@web.de
اود ان انوه انني هنا اكتب او احاول ان اكتب عما عشته وما علمته به في اطار عملي ونشاطي القومي. قد تكون هناك تجارب اخرى لم اعاشرها او لم اسمع بها او انها تجارب ضبابية غير واضحة لي، فارجو المعذرة، ليس في نيتي غبن حق احد، ولا التطاول ولا نسيان دور ولا فرض دور. قد استعمل صيغة انا، وهي لانني المتكلم ومن المنطقي ان تحتفظ ذاكرتي بما قلته وعملته شخصيا اكثر مما تحتفظ بما فعله الاخرين.  تزوير التاريخ هو غباء بعينه، لان التاريخ لا يصنعه شخص واحد، بل الناس، ومن هنا نعلم ان للتاريخ شهود اخرين سيدلون بشهادتهم، ونتائج ستتكلم عن العمل، ولكن يبقى تحليل وتفسير الاحداث خاضعا لراوي التاريخ ومعلوماته واتجاهاته.  
في عام 1981 فوتحنا، نحن في قيادة الحزب الوطني الاشوري، ليس بصفتنا هذا الاسم لان الاسم لم يكن معروفا، بل لادراك من فاتحنا اننا قوة سياسية منظمة، وكان من فاتحنا هو السيد كوركيس خوشابا (ابو فينوس) من خلال كلامه مع الاخ نمرود بيتو السكرتير السابق للحزب الوطني الاشوري، بمسألة الكفاح المسلح، وانهم مجموعة لهم اتصال مع الحزب الشيوعي العراقي، ويرغبون منا الانظمام اليهم في التوصل الى صيغة ما لاعلان الكفاح المسلح والانضمام الى المعارضة العراقية في منطقة كوردستان العراق. طبعا القرار بمثل هذه الامور لا يتخذ في لحظتها، فقد تطلب الامر لقاءات وجس النبض وخلال تلك الفترة علمنا ان السيد كوركيس خوشابا ومجموعته قد فاتحوا السيد يونادم كنا ومجموعته من بقايا حزب الاخاء الاثوري والذي كان قد انحل حسب معلوماتنا عام 1976.
من خلال النقاش في قيادة الحزب كانت القيادة منقسمة بين الاكثرية التي تريد تحقق شروط معينة قبل الاقدام على مثل هذه الخطوة، وهذه الشروط، كانت ضمانة قبولنا في جبهات المعارضة العراقية، وضمان التواصل مع المهجر الاشوري، الامرين الذين لم يتمكن محاورينا من الايفاء بها، مما جعل اكثرية قيادة الحزب ترفض المشاركة في اعلان الكفاح المسلح، وكان راي وراي الاخ نمرود بيتو مع المشاركة بغض النظر عن تحقق ما طلبناه ام لا.
كان اول شخص التحق بالكفاح المسلح على اساس فتح الطريق وكسب الخبرة لمن سيلتحق به، هو الاخ شموئيل يونان (عزيز) وهو للمفارقة كان عضوا في الحزب الوطني والاكثر مفارقة انه كان ضمن خلايا التي كنت اديرها وحدثت بيننا مناقشات مشحونة و نارية هو للدفاع عن خيار الكفاح المسلح وانا لنقل صورة قرار القيادة التي كنت ملتزما به رغم انني صوتت لصالح قرار الالتحاق بالكفاح المسلح. وقد التحق الاخ شموئيل يونان بالحزب الشيوعي العراقي لهذا الغرض. وكان من فتح الطريق له هو المرحوم ابو امل (دنخا كيجو) الذي فقد في احداث انتفاضة 1991.  علمت بعد فترة ان السيد كوركيس رشو(نينوس) وشخصين اخرين سيلتحقون ايضا، وقد نقل الخبر لي السيد روميل موشي الذي كنت مسؤوله الحزبي ايضا، وهو الان عضو المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية، اذا اننا بعد اتمام مهام الاجتماع قال لي ان لديه معلومة ولكنه اقسم على الاحتفاظ بها، فغضبت وقلت له اننا في اطار عمل لو انكشف فاننا سنقتل جميعا، يعني ما نعمله هو الاكثر سرية وانت تقول انك تريد الاحتفاظ بالمعلومة لانك اقسمت، فقال لي عن ان السيد كوركيس رشو (نينوس، السكرتير السابق للحركة الديمقراطية الاشورية) صديقه من ايام كلية العلوم قد قال انه وصديقين سيلتحقان بالكفاخ المسلح واذكر ان اليوم كان الجمعة وان سفرهما كان سيحدث يوم الاثنين. حدثت في تلك الفترة نقاشات وصراعات وانقسامات بين مؤيدي الكفاح المسلح ونحن المعارضين. ولكن المؤيدين بالنسبة لنا كانوا معروفين لان جل نقاشهم كان معنا وباعتبارنا قوة منظمة ولها صيتها ومكانتها وخصوصا في المؤسسات الجماهيرية، كما ان اعضاءنا عرفوا بالتزامهم ونشر الوعي القومي، لذا كانوا مستهدفين من قبل مؤيدي الكفاح المسلح لكسبهم ، فقد حاولوا التاثير علينا من خلال اقناعنا بخطوة الكفاح المسلح. والنقاشات كانت تحدث على مستويات مختلفة، وقد شارك فيها الكثيرين، وكتنظيمات عرفنا بها، مثل مجموعة المتغيرون زمنيا، التي علنا رفضت الا ان اثنين من اعضاءها التحقوا، بالكفاح المسلح من خلال الحركة الديمقراطية الاشورية، ولكنهما لم يبقيا لخلافات حادة. ولحد الان اذكر تجمعا غير عقلاني حقا عقد في دارة المرحوم لازار الجماني، جمع عدد يتجاوز العشرين شخصا وتم هناك ايضا مناقشة مسألة دعم الكفاح المسلح. ولكنني شخصيا والتزاما مني بقرار القيادة ابديت اعتراضي وبحسب الحجج التي كنا نسوقها حينها. واذكر ان الحزب كان قد قرر تقديم دعم مادي وحسب الامكانيات للكفاح المسلح من خلال احد اعضاءه، واعتقد ان الامر حدث مرة او مرتان، رغم موقنا المعارض للكفاح المسلح. كنا نتابع خطوات الكفاح المسلح بصورة دائمة، واتذكر ان اول عدد وصلنا من جريدة بهرا وكان من اربعة صفحات، قرأناه في تواليت النادي الوطني الاشوري، حيث كان كل واحد من ياخذ العدد وبحجة دخول التواليت كان يقراء العدد او مقتطفات منه. في عام 1982 كنا في سفرة انا والاخ اشور سمسون (حاليا في دنمارك) حينما التقينا بالسيد يونادم كنا في احد اسواق كركوك، ودعانا لبيته وحدث ايضا نقاش حول الكفاح المسلح ولانني شخصيا كنت من مؤيدي الطرح تركت الحديث يجري بين الاخ اشور والسيد يونادم كنا. وفي نفس تلك السنة تم دعوتي للالتحاق بخدمة الاحتياط، ورغم انشغالي الا انني تابعت مسألة الكفاح المسلح وللصدفة كنت في فترة قصيرة منها في كركوك. ولكنني لم احاول الالتقاء باي احد لان الوضع كان نوعا ما مرتبكا وخصوصا بعد القاء القبض على السيد يونادم كنا لفترة بحجة دعم الكفاح المسلم ومن ثم اطلاق سراحه، كما ان تجربة الكفاح المسلح وبقيادة الحركة اصابها تشوه من بعد الانقسام الذي حدث فيها وانتقلت شضايا الامر الى بغداد وتحولت الى نوع من العشائرية. وفي خريف عام 1983، نقل الاخ عضوة قيادة الحزب الاخ ديفس سركيس انه التقى بالاخ عمانوئيل يوخنا شمعون، وانه يقول ان اخاه قد حضر من اميركا وهو مزكي من الاتحاد الاشوري العالمي، وطرح لماذا لا نلتحق معه، وقد طرح كاقتراح اسمي شخصيا للالتحاق، وعند مجئ في اجازة وكنت حينها قرب جبل كردمند، نقل الاخ بنيامين ابرم الخبر لي، وطرح مسالة التحاقي فقلت بانني حاضر، وفي يوم المحدد لسفر كانت القيادة مجتمعة دوني  لانني كنت انتظر الشخص الذي سياتي لكي نسافر سوية، حين اتى الخبر من ان القيادة لم تتفق بعد، وهكذا تأجل سفري من.
في ربيع 1984 تم نقلنا عسكريا الى اربيل لاعادة التنظيم والراحة ، حينما تم جمع كل من يحمل صفة (خريج ) للالتقاء بامر الفيلق الاول، وفي هذا الاجتماع كان علينا ان نكون مستمعين فقط، وما سمعناها كان ان الجيش بحاجة للمتعلمين للانخراط في جهاز للتنصت على العدو، ولكن على الجميع ان يكونا محل ثقة، وطلب تسجيل اسماءنا والعودة الى وحداتنا، ادركت ان موقفي يضعف، من ناحية الضغوط لفرض الانتماء، ففي الوقت الذي تمكنت وانا في جبهات القتال من التنصل وبمواجهة مع المسؤول الحزبي للفوج، حينما طالبني بالانتماء للحزب، فقلت له وبنوع من الصراخ ان المدفعية الايرانية التي تهطل علينا لا تميز بين الحزبي والغير الحزبي، فرد ان هذا جواب استفزازي فقلت هذا جوابي، اقول ان الواقع تغيير ولذا فانني صممت على الهرب من الجيش باي طريقة، وفي اقرب وقت، وفي ايار وفي منتصفة كنت اتمتع باجازة عادية استغلتها للالتحاق. فسافرت الى دهوك وهناك وبمحاولة ومساعدة من الاخ الشماس حينذاك عمانوئيل بيتو التقيت بالمرحوم دنخا كيجو، الذي اخبرنا ان الطرق صعبة الان بسبب تقدم قوات الجحوش (الجتا). ولذا فعزمت السفر الى القرية (بيبيدي) وبقيت ليلة هناك وفي الليل سمعت عن مفرزة قد وصلت القرية، فالتقيت بها وكانت مفرزة شيوعية، ومن خلال النقاش السياسي الذي دار بيننا كانت وجهات نظرنا مختلفة في امور معينة، ومع ذلك اتفقت بانني ساسير معهم والتحق بالمعارضة. ولكن في الصباح التالي وهو يوم 19 ايار 1984 اتي الي الاخوة وليم وساو وبنو وخلو من ابناء القرية وقالوا انهم سينقلونني الى كاني بلاف بالسيارة لانهم روا انني اختلفت مع المفرزة وكانت لهم مخاوف من الذهاب معها، وهكذا تم نقلي بالسيارة الى كاني بلاف ودون معوقات تذكر وكانت اخر نقطة تفتيش الحكومية متساهلة جدا. وفي ظهير ذلك اليوم كنت في كاني بلاف. انتظر للالتحاق بالتجمع الديمقراطي الاشوري، الذي سمعنا ان له اتصالات مع الاتحاد الاشوري العالمي.
كنت متلفها للالتحاق بالتجمع، لانني خطوت خطوة، وكان علي ان اعرف مقري ومكاني لاعرف ماذا يحدث، فالقرية غريبة علي والناس لا معرفة لي بهم، ولكنني عرفت بان التجمع لا يملك مقرا، وان المقر الذي بني في كاني بلاف مهجور، وكانت النيه بناء مقر اخر في زيوة على الزاب مع مقرات الاحزاب الاخرى. كان نيسان يوخنا خارج كاني بلاف ولم التقي به اول الايام، ولكن الصدفة الحسنة انني التقيت باخوة اعرفهم وهم كل من بطرس (عمانويل ديمتري) ووردة، وهما كانا من تنظيمات الحركة ممن تركوا العمل بعد معاناة معهم. وكان معهم ايضا الاخ تيدي، والاخوة لم يقصروا فقد ضيفونا لديهم وازالوا الكثير من الحرج الذي كنت اشعر به. كانت النقاشات الدائرة هي حالة صراع مستديم بين انصار التجمع وانصار الحركة، واغلب النقاشات كان يدور حول اتهامات بالعمالة للحزب الديمقراطي الكوردستاني موجهة من الحركة للتجمع الديمقراطي الاشوري. في الوقت الذي لم اكن اعرف احد في التجمع، كان اعضاء قيادة زوعا والكثير من كوادرها من اصدقائي ومعارفي في بغداد، ولذا فانني كنت اعتقد بانهم سيجدون وصولي امر مفرح رغم انتمائي للتجمع، الا انني انصدمت باول لقاء لي مع مفرزتهم في كاني بلاف، فقد كان باردا بمعنى انني لم اعد صديقهم، لهذا الامر كانت الامور قد احتدمت، بين الحركة والتجمع وكان الخلاف واساسه مدار حديث اهالي القرية من الرجال والنساء.
كانت الحركة قد انقسمت فعلا دون اعلان ذلك، فمجموعة ابو فينوس (كوركيس خوشابا) كانت خارج الحركة ملتحقة بالتجمع وان كانت على خلاف مستعصي مع السيد نيسان يوخنا، فبعد مقتل زيا في موسكا ونتائج كونفراس كوندي كوسا، تفتت الرفاق ووصل رذاذ تفتتهم الى المدن وتنظيمات الداخل، كما ان الحركة كانت قد فقدت شهيدين في معركة غير متكافئة وفي غير زمانها، وهما كل من الشهيد جميل متي  وشيبا هامي، وكما نقل لي السيد نيسان يوخنا والذ كان متواجدا في قرية هشيركي ان اهل القرية علموا بنية الجحوش الدخول الى القرية، ولذا فقد خرج الهاربون وكذلك البشمركة ولكن الشهيدين بقيا وحاولوا المقاومة مع اعداد تتجاوز المائة فتم قتلهم. وبهذا خسرنا شابين كان يمكن ان يقدما الكثير. وهناك شخص تمكن من النجاة لانه اخفى نفسه في زريبة الحيوانات.
في عرس احد ابناء القرية وهو الاخ ابرم نيسان ننو، وكان عضوا في التجمع، كان قد وصل الشماس عمانوئيل بيتو(لاحقا خوري) لمعاونة القس الذي كلل العروسين، وبعد ان قاموا بواجبهم، عاوا الى دهوك، وحينما سمع اعضاء الحركة ارسلوا مفرزة الى كاني بلافي بدعوة القاء القبض عليه لانه كان عميلا بنظرهم، وهذا حدث ايضا لما وصل الى دركني للقيام بخدمة دينية بعد سنوات. كان في تحركات الحركة واعضاءها نوع من التمثيل ومحاولة ابراز الذات والاهم اتهام الاخرين كل الاخرين بالعمالة والخيانة.
لم يكن في نيتي احداث اي اصطدام مع الحركة واعضاءها، وكان املي كبيرا بتقريب التنظيمين، ولكن التصلب والعناد التي هي صفات لدينا اغلبنا، لم تترك لنا مجالا للوصول الى حلول مرضية، والامر المهم ان عملية اتهام الاخرين ونعتهم وبغضهم تدريجيا تنتقل الى داخل البيت، انها دائرة مغلقة من الكره الذي لاينتهي حتى باستسلام المقابل واعلانه التخلي ان ارائه الشخصية واتباعه القادة.
وصل نيسان وتعرفت عليه ولم اكون اي انطباع معين، لانني في الايام الماضية كنت قد سمعت الكثير، اجتمعنا في مقر التجمع المهجور، وتم اناطة مسؤولية الاعلام لي. وظهرت في اول اجتماع ان نيسان منزعج جدا لحد انه كان يريد الانتقام من كوركيس خوشابا وعزيز، ولانني كنت حديثا ولكن كان هناك امال معقودة على بانني يمكن ان اسحب ناس بعدي، كان صوتي مسموعا، فاقترحت تشكيل لجنة لمعرفة اسباب الخلاف. فنيسان صور الامور ان كوركيس اراد التخلص  منه بسحبه للذهاب الى كرماوا والتي كانت تحت سلطة الحكومة، وكوركيس كان متواعدا مع شخص لكي ياتي ويلتي به، وكان قد وضع امال كبيرة على هذا اللقاء لتوسيع التجمع. والحقيقة ان كوركيس كان صادقا، فقد كان من المفترض ان يقوم الاخ نمرود بيتو بالسفر الى هناك والالتقاء به، ولكن لم يتحقق الامر، وهذه المعلومة عرفتها لاحقا، ولكنني كنت اشعر بان الامور لا تتطلب الانتقام اوي اي قررات حدية ولذا فالقرار الي خرجنا به كان التجميد لفترة محددة. اعتقد ان القرار لم يعجب نيسان ولكنه تقبله، لانه لم يكن امامه خيار اخر بعد اعلن ثقته بي. كانت التحضيرات لسفر نيسان الى اميركا قائمة فالحديث كان كله حول الامر، ولذا فانه خلال ايام سافر الى ايران ومنها الى اميركا. وبالمطالبة المتكررة من قبلي تمكنا من الذهاب الى المقرات والعمل من اجل بناء مقر جديد لنا يتالف من غرفة القيادة، وغرفة للمقاتلين وغرفة المؤنة، لم نعمل لنا سجن.كما فعلت بقية الاحزاب. قام الاخ سامي (خاي ) بجهد مميز في العمل من خلال صب القوالب الطينية واقامة التنور، وعلمنا العجن والخبز الامرين الذين اجدتهما خلال فترة قصيرة. كنا نعمل على جبهات عدة، فامامنا العمل اليومي لبنا المقر وعلينا اصدار العدد الثالث من جردة خيروتا المظلومة والتي لا ياتي احد على ذكرها في صحف شعبنا، رغم انها اول من نادت بخطوات ومطالب مميزة لشعبنا. وكان على العمل من اجل تليين المواقف بين الحركة والتجمع، ولذا فقد نصحت المقاتلين بالتعامل الجيد مع الاخوة في الحركة، ولكن المشكلة لم تكن بين المقاتلين،بل المشكلة كانت في القيادة، ففي اول لقاء بيني وبين سكرتير الحركة السيد نينوس عدنا الى حوارنا القديم، الكفاح المسلح وضرورته ونيسان وخلافاتهم ونظراتهم تجاه. خرجت من اول لقاء مصدوما، مصدوما عندما شاهدت يوخنا اومتا وهو شبه اعمي وسجين بلا سبب مقنع. فرغم مواقفنا تجاهه وخصوصا في الداخل، حيث كان على اتصال مع كل الاطراف، دون ان تدري من اي طرف هو، الا انه كان يقول انه من حركة التحرير زوعا دخورارا، ذهب الى لبنان واختلف هناك وتعرض للضرب، وعاد الى العراق والتحق بالحركة واعترف لهم بان الامن هو من ارسله لكي يتجسس عليهم، ان الاعتراف يعني النية الصافية وخصوصا ان اعتراف اتى من قبله ولم يكن نتيجة للضغط او اي شئ اخر. اذا لم يكن هناك داع لسجنه وتعذيبة وعندما قلت لنينوس عنه اتهمه بتهم اخرى. خرجت من اللقاء باننا على طرفي نقيض.
ونحن نعد لاصدار العدد الثالث من خيروتا والتي حاولنا ان تتزامن مع يوم الشهيد الاشوري في 7 اب، تواردت الاخبار عن حملة اعتقالات في صفوف شعبنا، وعلمت بانها طالت على الاغلب تنظيمات الحركة الديمقراطية الاشورية. ولذا فقد اعدت خبرا متوازنا وهو ان النظام قام بحملة اعتقالات واسعة بين ابناء شعبنا من الرافضين لسياستة . كان هذا هو المطلوب في تلك الفترة لان اي شكل اخر كان يعني مساعدة الحكومة لتثبيت التهمة عليهم.
في منتصف اب تقريبا ونحن قد انهينا العدد الثالث من خيروتا، وانتهينا من بناء المقر، اقترحت زيارة مقر فرع الحزب الاشتراكي الكوردستاني، وكان مسؤول الفرع كه كه قادر، ذهبنا انا وشموئيل ونحن جالسون نتحاور دخل علينا السيدان يونادم كنا ونينوس (كوركيس رشو)، وبعد السلام وبعض الكلام سالت يونادم ان كان سليحقه اخرين بالالتحاق بنا، وهنا لم اكن بعد على علم من هم الاشخاص الذين تم القاء القبض عليهم، فقال بالنسبة لجماعتنا، نعم، اما بالنسبة لجماعتكم فلا اعلم. اخذت معي بعض الاخوة من المقاتلين، وبدأنا في جولتي الاولى. مررنا فيها بقرى كوردية وقرى ابناء شعبنا بيبيدي كانت اول محطة لنا ومن ثم مناطق الزومي لاهل نهلة ومن هناك الى اطوش حيث تعرفت  هناك الاخ نمرود من الحزب الديمقراطي الكوردستاني وكان هناك شخص هو ركيزة الحزب الديمقراطي الكوردستاني في القوش واستفسرت منه عن امكانيات دخول الموصل او الوصول الى الضابط عبد الكريم الجحيشي ومن اطوش انتلقنا الى ميزي ومن هناك وعبر كلي نزلنا مرة اخرى الى منطقة صبنا قرب سكريني وداويدية وكوندي كوسا، ومن ثم عدنا الى دهي وكاني بلاف، استمرت جولتنا بحدود الاسبوعين. كان خلاف التجمع والحركة من  اوليات الناس، من الطرائف التي عشتها وسمعتها ان مفرزة للحزب الشيوعي كانت تقوم بندوة في المحل الصيفي لاقامة اهل نهلة (قوبرانا)، المحاضر استرسل في ما سيقومون به لو اتوا الى السلطة، مستشفيات ومدارس واعمال وشوارع، وفجا’ دخلت امرة هي توطوط كصوت بوق السيارة، الناس تسألت ماذاحدث لك  قالت قوموا سيارة الشيوعيين وصلت. وفي ليلة قضيتها ايضا هناك كانت صاحبة البيت ترحب بنا ترحيب شديد وانها ستوفر لنا كل الراحة والنوم المريح، والحقيقة ان الدواشك كانت نظيفة ودافئة في برودة جبل كارا، الا انني لما وضعت اللحاف على راسي كان طرفه مبلللا  وبدلت الى الطرف الاخر وهو كذلك، والظاهر ان ابنة ربة البيت قد بالت على اللحاف فكان من نصيبي ان انام بلحاف مبلل.

184
الى الخارجين من تحت عباءة السيد كنا



تيري بطرس
bebedematy54@web.de
كثرت في الاونة الاخيرة كتابات من يخرج من تحت عباءة السيد يونادم كنا، معلنين  خلافهم واعتراضهم ونقمتهم بسبب ممارساته  وخصوصا استأثاره بكل الامور في الحركة الديمقراطية الاشورية. ليس هذا بل توزيع المغانم لاهله المقربين ومنح المناصب القيادية لمن يثق به وليس لمن يمتلك الخبرة والمؤهلات انظروا مقالنا العيد وكريستوف يلدا وسركون لازار على الرابط(1) المنشور في 22 كانون الاول 2010.
في 28 ايلول 2006 نشرت مقالة تحت عنوان لماذا تفتت التجمع الديمقراطي الاشوري وبقت الحركة الديمقراطية الاشورية تجدونه على الرابط (2) عزيت السبب لان الحركة امتلكت الشهداء و شخصا مثل السيد كنا، ولكنني اعقبت ايضا وقلت ان السيد كنا سيكون سبب الرئيسي لانحدارها.
لا اتمنى لاي مؤسسة من مؤسسات شعبنا التراجع والانحدار، وهذا وضحته مرارا، بل ادعوا الى تقوية ودعم  هذه المؤسسات الكنسية والسياسية والاجتماعية والثقافية ورفدها بالخبرات، لانها ثروة من ثروات شعبنا، لقد بذلت جهود وصرفت اموال لبناءها وكل هذه الجهود والاموال اتت من شعبنا وتبرعاته. وبالتالي فانا لست سعيدا بانقسامات او الانسحابات من الحركة الديمقراطية الاشورية اذا كان ذلك يعني تشرذمها وتفتتها لا سمح الله، لان ذلك يعني اضعافها او زوالها، ولكن التراجع والتشرذم لن يزولا بالامنيات التي اطلقها بل بالمعالجة التي يجب ان يقوم بها المعنيون، وشخصيا لا يمكننا فعل شئ بهذا الاتجاه.
لا اخفيكم علما انني اعتقدت في البداية ان مسألة الانسحابات والنقد الموجه للسيد كنا وتسببه بتراجع الحركة وتجاوزاته للنظام الداخلي، ان كل ذلك هو جزء من لعبة انتخابية يريد السيد كنا ورفاقه   من خلال توزيع الادوار  لمحاولة كسب الناس اليهم  وخصوصا من صار خارج اطار تاثير الحركة او لم يعد محسوبا مؤيدا لها.  فاذا لم يمنحوا صوتهم للسيد كنا فانهم سيمنحوها لمعارضيه باعتبارهم من ورثة الحركة وباعتبارهم ضد السيد كنا، وفي النهاية ان الطرفين سيتحدان بعد الانتخابات ولن يعدما مخرجا لذلك كالمصلحة القومية والحزبية وغيرها من الشعارات التي تباع بابخس الاثمان في منطقتنا.
 ان ولع السيد كنا بالبروز والالعاب السياسية وحصوصا مع رفاقه واحزاب شعبنا، امر يجعله يتقبل النقد وحتى الجارح وحتى الاتهامات، لا بل يسعده تكاثرها وخصوصا في فترات الانتخابات، لان هذه الامور تجعله على السنة الجميع وفي ذاكرتهم. وما زادني شكا قيام بعض الاطراف بنشر بعض الوثائق التي تتهم السيد كنا بالعمالة وهي جديدة من ناحية الشكل اي ليست التي نشرت سابقا، ولكنها تؤكد الاتهامات السابقة بالعمالة، العملية التي تتكرر مع كل انتخابات . اقول ان نشر مثل هذه الوثائق ومن ثم القيام بنقضها وبسهولة اللايحاء للناس ان السيد كنا مستهدف من قبل جهات استخباراتية متعددة لمواقفه القومية الصلبة وطبعا سيتم اتهام جهة ما حسب مقام المتلقي . هو امر مخطط للكسب الانتخابي فقط ومهما كانت التهم فالامر لا يهم. ولذا فانني حقيقة ربطت بين الامرين وانتخابات برلمان اقليم كوردستان. ولكن نقاشا مع احد الاصدقاء جعلني اقول ربما هناك حركة عودة الوعي لدى البعض، بعد الغوص عميقا في مستنقع لم ينتج منه اي شئ غير الادعاءات التي لم تغني ولم تسمن. بل هناك اتهام ضمني يمكن توجيهه للخارجين عن طوع السيد كنا، بانهم شاركوا وغطوا طويلا على الممارسات التي ادت الى النتائج الماساوية التي يعيشها شعبنا. فحينما كنا ننتقد ممارسات وبعض التصريحات الغير المسؤولة للسيد كنا، كان بعض اعضاء قيادة الحركة شبهونا باننا كالواقفين على قارعة الطريق والمستعد لرمي الناس السائرة بالحجارة.
قد اتفق مع السيد نينوس بثيو بشئ واحد، وهو ان كان معارضي السيد كنا يريدون حقا، ان يزيحوه وان يحلوا محله سواء في الحركة او كحزب بديل، فلم يعد امامهم الا القيام بتشكيل تنظيم جديد، يضمهم ويؤطر عملهم المستقبلي. ولكن لتحقيق هذا الامر لن يكون مقبولا فقط اتهام السيد كنا بالتجاوز على النظام الداخلي، فهذا التجاوز هو القاعدة وليس الاستثناء، لكي يمكن ان يتم تبرير انقسام الحركة، فالناس لن تنطلي عليها مثل هذه الامور او لن تقتنع اصلا بذلك، فاذا كانت تجاوزات السيد كنا هي السبب في ابتعادهم عن الحركة، اذا لماذ سكتم عليها كل هذه المدة؟ ام انتم ايضا صرتم مثل السيد المالكي الذي يقول انه كان يعرف بعلاقة خصومه بالارهابيين وهو ساكت على ذلك، ولم يتحرك الا لما هددت مصالحه السياسية وليس لما هدد الوطن في بقاءه  والمواطن في حياته. ان اعطاء مبررات واهية للانقسام في الحركة يعني ان المنقسمين سيكونون نسخة اخرى لما هو قائم بالتاكيد. وليس بناء جديد يرمي لخدمة الامة ورفدها بالافكار والمخارج الجديدة.
اذا ما على الخارجين عن طوع السيد كنا عمله؟
ان الخارجين لازالوا شيئا مبهما، من هم كم عددهم من يقودهم، كل ذلك قد يكون مجهولا للكثيرين، ولذا فعليهم الخروج الى العلن واعلان رؤياهم ومعتقداتهم وحلولهم المقترحة للواقع الحالي، وليس السكوت والصمت والاكتفاء بالهجوم. من المهموان يكون لهم قيادة واضحة ومحددة، تنطق باسمهم. لكي يتعرف الناس عليهم ويهظموا افكارهم ان كان لهم منها. بمعنى ان نقد والتهجم على السيد كنا لن يصنع حزبا، فالحزب يحتاج لرؤى وطريق واضح وقيادة. وهذه القيادة يفضل ان تكون من الكوادر المتعلمة والمثقفة، لاننا لسنا في الجبال الان، بل نعمل في الدولة واجهزتها ومتطلباتها وتعقيداتها، ولذا فان الاحتمال للجؤ الى قائد ممن شاركوا في الكفاح المسلح بحجة امتلاك التاريخ النضالي، اعتقده امرا مجحفا بحق الكثير من الاخوة المتعلمين وممن لديهم دراية بالشؤون السياسية والادارية. والامر المهم ان التاريخ النضالي هذا الذي يتم التشدق به هو تارخ مبني على الاكاذيب والتضليل وليس على الحقائق، مما يسهل الطعن به والتشكيك فيه. من هنا ان الناس بحاجة الى من يتفهم مخاوفهم ويقدم لهم مخارج معروفة وليس الى اصنام تعبد، ولعل السيد كنا هو افضل من لعب هذا الدور بلباقته وسرعة بديهيته المعروفة، وان كان لغايات غير سليمة او لتسويف القضايا.
لقد تم تسويق الكثير من الاكاذيب حول التاريخ النضالي، وبالطبع ان الكثيرين عاشوا تلك التجارب ، ومنهم كاتب هذه الاسطر، وشخصيا لم اعشها بشكل هامشي، بل كنت في قلب اغلب الاحداث وخصوصا المتعلقة باحزاب شعبنا، مطلعين على الامور كما حدثت في الواقع وليس في الصور، وعليه فان تاريخ البعض فيه ما يشين اكثر مما يدعم ويساعد. اي نعم لقد ساعدت الدعاية والتسويق الكثيرين ممن لم يكن لهم علم بما حدث للاعجاب بهذا التاريخ الافتراضي ، ولكن الحقائق لابد ان تظهر ولو طال امدها، وليس علينا ان نقول لحين ظهور الحقائق، فاننا يمكن ان نستثمر هذا التاريح. هذه عملية مخادعة للناس ومنذ البدء، الامر المقبول هو نقد كل الممارسات الخاطئة والتي لطخت تاريخ الحركة الديمقراطية الاشورية. ان الاستناد الى الاكاذيب لتسويق الذات يعني ان لا تغيير مطلقا، في الممارسة والاهداف والسلوك فقط بالاشخاص. فهناك اتهامات طالت اشخاص بعينهم، وبعضهم القي القبض عليه لفترة لاسباب قيل انها للتعامل مع اجهزة النظام، واشيع ان التعاوم المزعوم كان بامر من قياديين وبررواها بانهم قالوا ذلك من باب التفكه وليس كامر كقضية السيد بنخس. وهناك قضية القاء القبض على السيد كنا في كركوك عام 1983 بتهمة دعم الانفصاليين وخروجه بعد احد عشر يوما، ماذا عن استشهاد جميل ورفيقه شباط 1984، قضية انقسام الحركة عام 1986، قضية سجن والاعتداء على رفاق الدرب، مسألة السيد فريدريك اوراها وتفاصيلها، وكيف تم كشف كل التنظيمات بسرعة كبيرة وتم القاء القبض على اغلبهم علما ان بعضهم كان يملك اكثر من اربعة وعشرين ساعة للهرب وبعضهم كان على تخوم المناطق المحررة وعاد منها الى المدن؟، ماذا عن اعدام الشهداء يوسف ويوبرت ويوخنا، هذه احداث في حياة الحركة ادت الى زرع الشكوك العميقة في اغلب اعضاء القيادة اثناء الكفاح المسلح، هذا الكفاح الذي لم يتم القيام به ابدا من قبل الحركة على الاقل، وعندما رغب البعض في دفع الناس لمواجهة هجمات جحوش النظام صار سببا في مقتل اناس ابرياء كانوا بعيدين عن الحركة. كل هذه هي اسئلة تطال الحركة وتاريخها ابان فترة الكفاح المسلح. اما فيما بعد عام 1991 فيجب توضيح المواقف الغير السليمة مع تنظيمات شعبنا، كمحاولة اغتيال السيد روميل شمشون، ومحاولة الاعتداء على اشخاص من ابناء امتنا، وحل الفوج الاشوري وتصرفات الحركة في مؤتمرات المعارضة العراقية وخصوصا محاولتها الوقوف سدا منيعا لعدم دخول اي فصيل من فصائل شعبنا ساحة المعارضة وبكل السبل الغير المشروعة، هذه العملية التي كلفت شعبنا الكثير من الشكوك وعدم الثقة والتهميش، ممارسات الحركة تجاه كنيسة المشرق،استعمال الحركة مستمسكات  ضد اشخاص ومقامات معينة لكي تفرض عليها السير بالنهج الذي ترتايه، مواقف وغايات الحركة على المستوى الوطني وخصوصا خطابها الديماغوجي ضد الكورد في الخارج وخصوصا بعد عام 2003 . هذه ممارسات خلقت شرخا داميا في امتنا وبين مؤسساتنا وتسمياتنا، مماطلة الحركة في القبول بالتسمية الثلاثية رغم قبول اغلب تنظيماتنا السياسية بها. على من يدعي معارضة السيد كنا ان يقف منها موقفا، ويوضحها وينتقدها صراحة وينبذها من الممارسات السياسية وبشكل مطلق.
ان الذي يبتدئ من الصفر وليس له ماض سياسي معروف، قد لا يكون مطالب باي اعتذار ويكتفى منه بتوضيح رؤيته لمسارات الاحداث وطرق تحقيق الاهداف المعلنة، ولكن من شارك وعمل ضمن فريق عليه الكثير من الاسئلة، عليه الاجابة عليها وليس فقط تغيير اليافطة او عنوان المنزل.
ان شعبنا بالتاكيد بحاجة لكل جهد ينصب في مسار تحقيق اهدافه، وباعتقادي ان الابواب مفتوحة لذلك، ولكن علينا جميعا ان نبتدئ بصورة سليمة وصحيحة ومحصنة بقدر الامكان لكي لايتم خرقها او التشكيك فيها. عندما دعم شعبنا قائمة الحركة الديمقراطية الاشورية في انتخابات اقليم كوردستان عام 1992 لم يدعمها لنهج ولعمل او لبطولات قامت بها، فهذا كله كان مجهولا وغير معروف واساسا غير موجود، ولكنه دعمها لانها كان الوحيدة التي نزلت معركة الانتخابات، وشعبنا كان مشوقا لمن يقول له انه يريد تمثيلهم، وشعبنا بات يملك اليوم عدد لا باس من العناوين السياسية وتوجهاتها ويمكنه ان يختار، هذا ناهيك ان اعداد شعبنا بدات في التناقص نتيجة الهجرة المستمرة، كما انه يتم تهميشه يوما عن اخر ورغم تعدد الاطراف السياسية. كل هذا قد يجعل مهمة العمل السياسي ومتطلباته اصعب. الا اذا تمتع بميزة الصراحة المطلوبة ممن خاض التجربة ويحاول اعادتها مرة اخرى.  



http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,468469.msg4988590.html#msg4988590

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,57927.msg197515.html#msg197515


185
الموت على مذبح الايديولوجية



تيري بطرس
bebedematy54@web.de

يحكى ان عشيرة من عشائر  شعبنا  ابتلت بفترة قحط وانقطاع المطر، فعم الجوع وكان ذلك في فترة الصوم الكبير(صوم للمسيحيين يدوم خمسون يوما وفي السابق كان يصوموه بالاكل النباتي ومرة واحدة في اليوم بعد ناقوس العصر)، الناس جوعى والحيوانات ابتدات بالنفوق، فذهب كبار رجال القبيلة الى مطران المنطقة طالبين منه اعفاءهم من الصوم للاسباب التي وضحوها، فابى المطران ذلك واصر على رايه رغم رجاء رجال العشيرة. وعندما ابتدأت الخسائر تزاداد اقر الرجال اعتناق الاسلام دينا، وهكذا ابتداوا ياكلون من حيواناتهم بدلا من تركها تموت ويموتون هم ايضا. ويقال ان العشيرة كبرت والان تسكن مناطق كثيرة في تركيا وسوريا. وهكذا وعلى مذبح العناد وجمود الفكر خسرنا بشرا وارض.
قبل سنوات قرات لاحد كتابنا وهو يطالب بان يكون لنا حزب عقائدي مثل حزب البعث. لكي يقود الامة نحو الانتصارات، ويصهرها في بوتقة واحدة، لم اعرف لحد الان ماهي انتصارات البعث وكيف تمكن من خلق امة قوية، فبعدما كان العرب يتهمون الاستعمار بتقسيم الامة العربية، وبفضل نضال البعث وغيره صاروا يحاربون لبقاء بلدانهم موحدة، هذا اذا كانت تهمهم وحدة بلدانهم. ونقراء في الاونة الاخيرة الكثير مما يكتبه البعض فارضين قراتهم ومعتقداتهم على الجميع قولا وكتابة وفي الانترنت فقط طبعا وليس في الواقع، لانهم لو كانوا في الواقع بقوة ما يكتبون لنصبوا المشانق لابناء امتهم مثلما فعل اصحاب الايديولوجيات الثورية والقومية والنقية والمنقذة.
 وفي الاونة الاخير ظهر نبي اشوري في الانترنيت وعمل قناة في اليوتيوب، مبشرا بتشكيل جيش اشوري لتحرير مناطق شعبنا وبموافقة دولية واقليمية، والتحضير والتدريب كما يقول مستمر. ولا اعرف هل انا اعيش في عالم اخر بحيث لا يمكنني فهم الاحداث ام، انه حقا هناك متغييرات اقليمية ودولية وديموغرافية تسمح لمثل هذا الشخص بقول كل ذلك وعلنا ودون اي....
بالامس قرأت رسالة الدكتور سركون داديشو رئيس المؤتمر القومي الاشوري الى الاستاذ مسعود البارازاني رئيس اقليم كوردستان.. لم تعد لدي القدرة على التعليق لانه سيكون اكيد مبتذلا، بابتذال واقعنا الذي يعرفه الجميع ولكن البعض لا يزال يتاجر ببضاعته القديمة والكاسدة بلا شعور بالمسؤولية ولو الانسانية.
الفكر امر مطلوب لتوضيح الطريق والغاية والاسلوب، ولكن ان يكون كل شئ ضحية للفكر ، وبمعنى اعمق ان نضع انفسنا سدنة فكر معين ونحن من  نحدد الصح والخطاء وكل من يخرج عن رؤيانا فهو خائن، عميل، بائع لذاته، جبان، فهنا الفكر لن يبقى كذلك بل هو سجن والقتل والنبذ باسم الرؤياء.
يناقشني البعض حول معارضتي لتغيير حرف في تسمية شعبنا الاشوري بالسورث اي (ܐܬܘܪܝܐ الى ܐܫܘܪܝܐ) ويجادولنني بانها الاصح وبان برابولا الكاتب الفلندي اقرها وان Assyrian التي كتبها اليونان تعني ان الاشورايي هي الاصح، واخيرا يقولون بانها لم تثر اي معارضة، او انها والاتورايا نفس الشئ. وانا لم اناقش صحة ذلك ام عدم صحته، انا اناقش مدى قدرتنا على تجاوز كل ثوابتنا الاساسية وبعمل فردي، وهو الاستهانة بشعبنا وبفهمه وبتضحياته.
في كل الكتب القديمة والتي اتتنا مكتوبة بالحرف السرياني (ܐ،ܒ،ܓ ܘܫܪ) وهي الكتب التي يمكننا قراتها (بكسر القاف) ولفظ حروفها بشكل صحيح، لاننا لازلنا نستعمل نفس اللفظ للحروف كما كان منذ ان انبثقت هذه الحروف. توجد تسمية شعبنا وارضنا بصيغة (ܐܬܘܪ، ܦܠܢ ܡܢ ܫܒ̣ܛܐ ܐܬܘܪܝܐ، ܡܪܥܝܬܐ ܕܐܬܘܪ) وهذه الكتب يرقى بعضها الى حوالي الفين من السنين، لا بل ان بعض المؤرخين العرب ذكرها بالعربية ايضا اتور او اثور. علما بان كلمة اتور في الغالب تاتي بشكل اثور لاسباب تتعلق باللغة السريانية الادبية التي تحتم تركيخ الحرف القابلة للتركيخ، الذي ياتي ما بعد حروف البدول(ܒ،ܕ،ܘ،ܠ).اذا يرقي استعمال تسمية اتور وبهذه الصيغة الى ما قبل 2000 سنة لانه ليس معقولا ان هذه صيغت وعم انتشارها وسميت المناطق بها رأسا، علما ان مستعمليها هم الاقرب زمنيا الى ما كان مستعملا في زمن نينوى وبابل، وعلمان ايضا ان التغييرات الثقافية وتاثيراتها كانت نادرة في ذلك الزمان.
قبل ان تبداء الحركة القومية تحت التسمية الاشورية (ܐܬܘܪܝܬܐ) منذ حوالي مائة وخمسون سنة، كان شعبنا مقسما الى عشائر، ومناطق، فالناس كانت تنسب نفسها لمن تخاطبه بالسورث الى المناطق والعشيرة مثل القوشنايا، تيارايا، اورمجنايا، نحلايا (من انحل)، وهكذا، ولكنهم وبين انفسهم كانوا يسمون انفسهم سورايي، صحيح ان السوراي كانت احيانا تميل الى الوجهة الدينية، وهذا ناتج الى انهم كانوا محكومين من قبل نظام يقسم الناس الى اديانهم. الا ان توسع استعمالها وبين ابناء شعبنا وشمولها كل الكنائس وكل المتكلمين بالسورث منحها نوع من التسمية القومية.لسبب ما، وقد يكون بسبب ان الكنيسة الكلدانية عرفت تحت هذه التسمية والسريانية ايضا ومنذ ذلك الوقت، فضل الرواد القوميين استعمال تسمية اتورايا وبالعربي اشوري، عن التسميتين الاخرتين، وهنا نحن نتحدث عن بدايات الحركة القومية، التي كان يجب ان تؤطر تحت تسمية معينة. حالنا حال جيراننا من العرب والكورد، اللذين مرا بنفس المراحل، فقد عانى العرب من اتخاذ هذه التسمية لتاطير عملهم القومي، بسبب استهزاء اهل المدن بهم، كما ان الكورد كان لهم تسميات اخرى تعبر عنهم مثل كلمة كرمانج، ولكن الحركتين القوميتين وبسبب القوة التي امتلكتاها، القوة العسكرية والمادية (وظائف، امتيازات) فقد استقر استعمالهما وانتشر وتم القبول به كامر واقع، لحد ان متطلبات الحياة الاساسية كان يمكن ان تمنع عن اي شخص لا يعترف بذلك، سواء بشكل متعمد او بفعل القوانين السارية . في حين اننا لم نمتلك مثل ذلك، وحينما نطرح مشروع الحكم الذاتي او المحافظة، يتم محاربته بمختلف الحجج اما باننا تقسيميون او اننا لا نطالب الحد الاعلى مثل الاكراد.
في كل الكتابات سواء كانت ادبية اوسياسية التي ظهرت منذ وصول المطبعة ونشر الصحف والكتب، كتب اسم شعبنا بصيغة (ܐܬܘܪܝܐ) واذا ادركنا ان التسمية الاشورية (ܐܬܘܪܝܐ) احتاجت الى تضحيات وجهود ثقافية وتبشيرية مختلفة لكي تنتشر، واذا ادركنا ان قبول التبشير يكون اسهل من تغييره وبالاخص ان تسمية اتورايا وضعت كتسمية جامعة ما فوق المناطقية والعشائرية، واذا ادركنا ان وسائط تواصل ابناء شعبنا في القرنين الماضيين كانت اسهل، بمعنى ان الحدود لم تكن مانعا للتواصل، كما ان السورث كانت لغة التخاطب وهي الوسيلة الاكثر فعالية في نشر وبث الوعي القومي والسياسي، واذا ادركنا ان ابناء شعبنا بعد قرنين من العمل القومي بات البعض منهم يكتب ويقراء بالعربية،والاخر بالانكليزية، وغيره بالفارسية او التركية او الفرنسية او السويدية. لادركنا ان كل المبررات التي تمنح لكتابة اسم شعبنا ب(ܐܫܘܪܝܐ) ليست فقط كاذبة، بل هي عملية اجرامية بحق شعبنا ونضاله وتضحياته وثوابته. فغدا قد ياتي كاتب او مؤرخ اخر ويقول بقراءة اخرى فهل علينا ان نبدل تسميتنا القومية يا ترى مرة اخرى. الا يدل استعمال البعض لهذه الصورة من التسمية ب شين وليس تاء اوثاء على استرخاصهم للثوابت وان كل واحد ممكن ان يجتهد وان يطبق اجتهاده في حقل هو عام ويخص كل ابناء شعبنا، ممن يعرف وعرف نفسه باسم اتورايا. عملية هي عملية واضحة ان استعمال اشورايا لن تضيف لحقوق شعبنا ولا لامانيه ولا لقوته ولا لتوجهاته السياسية اي جديد، اذا مرة اخرى ما الداعي الى استعمال هذه الصيغة الشاذة، غير بذل جهود لنشرها بديلا عن التسمية الصحيحة (اتورايا). وهذا قد يخلق شرخ في القسم المؤمن باشوريته بين من يؤيد اتورايا ومن يؤيد اشورايا.
انا لم اناقش كيف كان الاشوريين في زمن نينوى يعرفون انفسهم، ولا تهمني ايهما الاصح، المهم هو ان نتمكن من ان نحافظ على ثوابت معينة، ولا نمنح لاي شخص الحق في التلاعب بها. لانه لن تبقى هناك امة او شعب او اي شئ بلا ثوابت لا يمكن التلاعب بها. وهنا اقول وبملئ الفاه لو كان لنا مجلسا قوميا منتخبا من قبل ابناء شعبنا او على الاقل غالبيته واقر استعمال اشورايا لما كان لدي مانع، ولكن ان يقوم كل شخص وباجتهاد شخصي باستعمال ما يريده، فهل هناك اكثر من هذا ما يريده اعداء امتنا. قبل سنين حاول البعض التلاعب بالوان العلم القومي لشعبنا، ونحن وقفنا نفس الموقف، اي لا يجوز وباجتهاد فردي او حتى نتيجة خطاء وعدم القدرة على الاعتراف به بعد ذلك، ان نقوم بتغيير ثوابت اجتمع حولها شعبنا واخذها كرمز تعبر عنه، دون الرجوع الى الية متفق بشأنها. والامر المؤلم في هذا الشأن، ان لا تغيير التاو الى شين ولا تغيير تسلسل الالوان في العلم يمنح اي اظافة لشعبنا من ناحية الحقوق والقوة والاندفاع، بل انه سيقسم المتوحد، اي الذين هم اساسا متوحدين تحت التسمية اتورايا والعلم المعروف بتغيير اي منهم دون وجود اليه متنفق بشأنها. فهل  سيعرف المتلاعبين برموز شعبنا اي اتجاه خطر واجرامي يتجهون؟
البعض يجادلني ويقول ان هذا التغيير لم يثر اي اعتراض، والناس تستعمل الاثنين، ها انا ومنذ ان بداء استعماله اقول انه خطاء، واعتقد ان الكثيرين يتفقون معي في ذلك، ولكن ليس كلهم يكتبون او يصرحون بما يؤمنون به، ليس هذا بل الطامة الكبرى ان هؤلاء المجادلين يمنحون لانفسهم ولغيرهم حق تمرير اي شئ على الشعب ان لم يعترض، وينسون دور الاحزاب والمثقفين والطليعة القومية التي من واجبها التنبيه للمخاطر، في كل ما يحدث ويطرح ان كان فيه خطر حقا، وهنا انا اقول انكم بمثل هذه الممارسة تبنون لتقسيم امتكم مرة اخرى وبوعي تام لانه تم تحذريكم من  ذلك.
هذا امر واستعمال التسمية المركبة (كلداني سرياني اشوري) شئ اخر، انه ليس تسمية ولا تلاعب بها، انه حل للحفاظ على وحدة شعبنا الذي ورث هذه التسميات ولم يخترعها له احد، لذا فان كل شخص من ابناء شعبنا من مختلف التسميات سيحتفظ بالتسمية التي تتفق مع ضميره وتوجهاته والحقائق التي يعرفها، ولكن امام القانون و امام الحقوق وامتيازاتها (اللغة، منطقة للحكم الذاتي، تبعية قانونية) سيكونون تحت مظلة واحدة وهي (الكلداني السرياني الاشوري) (ܟܠܕܝܐ،ܐ̄ܣܘܪܝܐ، ܐܬܘܪܝܐ).
انه عمليه قول للجميع انكم واحد من جهة، ومن جهة اخرى تسهيل قوننة حقوقنا التي يجب ان نتمتع بها، وعدم السماح لمن ياخذ تعددية التسمية كحجة لعدم الاعتارف بوحدة شعبنا وامتنا وحقوقها المشروعة، او يحاول من خلال هذه التعددية الدخول لخلق صراعات تلهينا عن التمتع بحقوقنا القومية.

186
سميل..  منعطف في التاريخ العراقي




تيري بطرس

لم تكن الجريمة النكراء التي اقترفت في سميل نتيجة لحدث اني غير محسوب، بل ان كل الشواهد والوقائع تؤكد ان ما جرى في سميل جرى التخطيط له من قبل وزارة رشيد عالي الكيلاني، بغرض فرض سطوته من خلال كسب تعاطف العرب والمسلمين، فمن ناحية صورت الوزارة العراقية نفسها حامية العراق والعروبة ومن ناحية اخرى صورت نفسها انها حامية دار الاسلام من الكفرة الذين يريدون تقسيم البلد. انها في عملها هذا كانت ترمي لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب مصلحة البلد، والتعايش السلمي فيه.
فلو نظرنا بتمعن الى مطالب الاشوريين في ذلك الحين لادركنا مدى بساطتها وعدم تعارضها حتى مع مفهوم تلك الوزارة الى الوحدة الوطنية..
فالمطالب الاشورية، والتي كانت مطالب تفاوضية، انحصرت في ما راه الاشوريون ضرورة لتحقيق اسكانهم بشكل متجانس يضمن امنهم (هذا المطلب ادرج جراء التجربة التاريخية والتي عاشها الاشوريين، حيث تعرضوا لاكثر من مذبحة خلال اقل من خمسين عاما ادت الى فقدانهم اكثر من نصف عددهم على ايدي جيرانهم).. لم يناقش هذا المطلب باستفاضة، بل ان الاشوريين لم يلتقوا بالخبير المعين لتحقيق هذا الاسكان..
كما ان المطلب الاشوري الاخر، وهو مخاطبتهم جميعا من خلال بطريرك كنيسة المشرق قداسة مار ايشاي شمعون، وان كان يتعارض مع اسس المواطنة وحق الدولة في مخاطبة كل مواطنيها بغير توسط احد، الا انه كان مطبقا مع الاكراد والعرب، فقد كانت الحكومة العراقية قد سنت قانون العشائر والذي ينظم العلاقة بين الدولة والعشائر والذي كانت الدولة بموجبه تخاطب ابناء العشائر من خلال رؤسائها، في كل الشؤون سواء المتعلقة بالضرائب او السوق الي الخدمة العسكرية او حتى القبض على المطلوبين للعدالة، فلماذا لم يستجاب طلب الاشوريين هذا؟ الم يكن امرا مريبا وهو حق يتمتع به اصغر رئيس عشيرة كردية او عربية، وخصوصا ان الاشوريين الشرقيين كانوا قد حصلوا على مثل هذا الحق منذ مئات السنوات في ظل الدولة العثمانية.
كما انحصرت المطالب الاخرى في مسائل تنموية مثل بناء المدارس او المستشفيات وغيرها من المطالب المشروعة والتي كانت ضرورية للمنطقة باسرها ويستفاد منها الاشوريين والكرد على حد سواء.
ان استدعاء مار ايشاي شمعون الى بغداد ووضعه في الاقامة الجبرية، والطلب منه ان يوقع على وثيقة يقر بموجبها قبوله بخطط اسكان الاشوريين دون ان يطلع عليها ودون ان يناقشها، امر غريب وغير مسبوق، وتوازى هذا الامر مع الحملة التي قامت في الصحف العراقية ضد الاشوريين الدخلاء وعملاء المستعمر الانكليزي والكفرة (كذا)، في الوقت الذي كانت الحكومة العراقية في كل امورها تستشير الانكليز حتى انه كان في كل وزارة عراقية (وطنية) مستشار انكليزي، يدلنا بوضوح ان ما حدث في سميل كان امرا مخططا، على الاقل بين بعض الوزراء العراقيين، فرغم رسائل الملك فيصل الاول والتي حثت على التعقل والتريث وعدم الانجرار الى خطوات غير حكيمة اصر الوزراء على خططهم مستندين الى تاييد ولي العهد الغر الامير غازي، والذي امتلا غرورا بمدائح العروبيون، والخلفية الاكثر احتمالا لسبب ما حدث هو الخلفية التربوية التي اخذها هؤلاء المسئولين العراقيين الذين تلطخت اياديهم بالدم الاشوري البريء، فجلهم كانت له ثقافة اسلامية وترعرع في ظل الحكومة العثمانية التي كانت تقسم الشعوب الى ملل، وتعتبر المسيحيين اهل ذمة لا يستحقون اية حقوق غير تقديم الواجبات لقاء الحماية الممنوحة لهم من قبل الدولة (العارف بتاريخ شعبنا في ظل الدولة العثمانية يعرف نوعية هذه الحماية!!)، كما ان اغلب الساسة لم يهضم مسالة قيام الاشوريين بالتعاون مع الحلفاء ضد الدولة العثمانية في الوقت الذي كانوا هم اول من فعل ذلك، ونجد مثل هذا الاتهام للاشوريين في اغلب كتب المؤرخين العراقيين العرب، فالاشوريين متهمين بـ(عض اليد التي حمتهم) حسب مزاعم هؤلاء المؤرخين، وانه لا يحق لهم التعاون مع اية جهة، ولكن الامر ذاته اعتبر تحررا من قبل العرب!!!
ان التقاء عوامل التربية والمصلحة النابعة من مثل هذه التربية في شخصية رشيد عالي الكيلاني، ادت الى مذابح سميل، واللجوء الى الجيش لحسم المسالة ومنح القاب البطولة لمجرمي سميل واقامة حفلات التكريم لهم، فتح شهيتهم للدخول الى المعترك السياسي من اوسع ابوابه، فتغيرت امور كثيرة، بعد ان كان العراق مؤهلا للسير في طريق التغيير الديمقراطي، صار تدخل العسكر في تشكيل الحكومات العراقية والقيام بانقلابات عسكرية او انقلاب القصور (كما اصطلح على تسميته)، امرا مالوفا، كما ضاقت مساحة التسامح بين التيارات المختلفة، فكل تيار يستعين بضابط ما لتحقيق مبتغاه في السلطة ويعمد للتنكيل بخصومه بكل الصور والاشكال، ومن هنا زاد الاحتقان في العراق ولم يعد للتسامح الوطني من مجال فكل طرف يعتقد انه بافناء خصومه سيقيم دولته التي رسمها في المخيلة بالحديد والنار، وهذا الاسلوب المعتمد على المؤامرات السرية والتصفية الجسدية والحكم بالحديد والنار ومن على ظهر الدبابة، اصبح الاسلوب المعتمد في التغيير الحكومي للعراق، مما اوصله الى الحالة الراهنة. فلو ان الحكومة العراقية ابان احداث سميل  كانت تمتلك حس وطني سليم، وذرة من اللياقة الدبلوماسية ورغبة حقيقية في تحقيق وحدة وطنية وانسجام عام لتمكنت من ذلك وفقط من خلال حوار بناء غير معتمد على الفرض القسري.
ان الاشوريين وفي ظل ظروف اقامة الدولة العراقية كانوا شانهم شان كل الاقليات العراقية متخوفين من المستقبل ولم يكونوا مستعدين لقبول كلمات الاطمئنان التي كانت تقال لهم، بل كان يحدوهم الامل بضمانات تشريعية ترى نتائجها على الارض، فمثل هذه الكلمات كثيرا ما منحت لهم وكانت نتائجها المذابح والقتل والتدمير.
ان ما وصل اليه العراق اليوم هو بلا ادني شك احد النتائج لما مورس من سياسات انتقامية واستاصالية في حل مشكلة الاشوريين. فعندما تتعطل لغة الحوار ويتم اللجوءالى البندقية والدبابة لفرض امر واقع في بلدنا وعلى مواطنينا تكون النتائج بقدر المأساة التي نراها في العراق والتي افرزت مثل هذا النظام القائم


تموز 1996 نشرت في صحيفة الزمان اللندنية كما اعيد نشرها في كتيبنا الموسوم افاق ..مقالات في السياسة المنشور عام 1997
ليعذرني القراء لانها من قديمي ولكون المناسبة لا تتغير بل المعلومات التي نزداد في تملكها حول اي حدث، فانني رايت انه من المناسب اعادة نشرها
تيري


187

الاستاذ ادم دانيال هومه... لدي اسئلة محقة





تيري بطرس
bebedematy54@web.de
ليس دفاعا عن الاستاذ ابرم شبيرا، لانني اعتقد انه الاحق والاولى ووالاقدر من ان يقوم بذلك، ولكن لان مقالتكم اثارت لدي بعض الاسئلة وبعض الوقفات التاريخية فنرجو ان يتسع صدركم لما اكتبه، لان اغلبه جاء من صميم المي للواقع المر الذي نعيشه.
اعتقد انني قريب من المنظمة الاثورية الديمقراطية، ولا اقول تاريخيا، بل بعد الهجرة والتقاء ابناء شعبنا من مختلف مناطق تواجدهم. ورغم اعتقادي انني امتلك معلومات كافية لمهتم بالشأن السياسي (غير تامة) عن المنظمة وتاريخها كاي مطلع عام وغير اختصاصي بهذا المجال، الا انني اول مرة اعرف المعلومات التي تم ذكرها، وحسب علمي لم يتم سردها من قبل او انه فاتني الاطلاع عليها. نتمنى من المنظمة الاثورية الديمقراطية الالتفاف الى تاريخها ونشره بصورة صحيحة لكي لا يبقى مجرد اقوال وهذا الامر ينطبق على كل مؤسساتنا السياسية وغيرها، حيث ان اغلبها يكتنفه الغموض وبعضها ياخذها الخيال الجامح لاختلاق بطولات واعمال جبارة. ان عدم سرد الحقائق التاريخية حول تاسيس ومسيرة احزابنا ومؤسساتنا سيترك مجالا واسعا لاي احد لكي يكتب ما يريده.  ليس من ذنب اي شخص لم يعرف الحقيقة ان لم تكن منشورة، وليس مطلوبا من اي انسان ان يرتحل العالم ويجوب الدول لكي يكتب مقالة. ولكي تكتمل الصورة فنتمنى ان يكون هناك نشر وتوثيق لكل الامور. فرغم ان الحزب الوطني الاشوري ذكر مرارا وتكرارا ان امر تأسيسه مرتبط بزيارة مالك ياقو للعراق عام 1973 وبرغبة من الاتحاد الاشوري العالمي حينها، الا ان الاصوات المشككة والراغبة في تشويه الحقائق استمرت على تسويق زيفها، ولكنها انكشفت ولم اكن قد سمعت بها الا بعد ان سمعتها قبل ايام بمناسبة تأبين الشاعر المرحوم نينوس احو حينما بثت قنا anb  احتفال تكريمه وذكر المعلومة الاستاذ ابكر معلول بشكل عام ودون التركيز عليها.
 لفت نظري هو مقترح المرحوم جورج يونان في تقديم يوم تاسيس المنظمة من 14 تشرين الاول الى الخامس عشر من تموز، اتذكر ونحن في نقاش حول يوم تأسيس الحزب الوطني الاشوري في بداية الثمانينيات، ان احد الاخوة اقترح ان نسحب يوم التاسيس من 14 تموز الى 1 نيسان لكي يتوافق مع العيد قومي لشعبنا (راس السنة)، ولكننا رفضنا المقترح حينها لان 14 تموز كان يوما وطنيا ايضا. علما ان تقديم وتاخير مثل هذه المناسبات قد لا يؤثر في رمزيته ابدا.
من المؤسف اننا لا نزال في جدالاتنا العقيمة والتي لم تقدم ولم تؤخر ابدا. فمن الواضح ان تأسيس الحزب الاشوري الديمقراطي، اتى بعد جدالات حول التسمية وخصوصا اللغة منها، علما انه في العراق كان قد تم حسم الامر رسميا وليس شعبيا لصالح اللغة السريانية. وفي بداية التسعينيات انحسم الامر بشكل عام لصالح تسمية اللغة السريانية. اي انه تم تقسيم تنظم ناجح ويظم على الاقل ابناء شعبنا من طائفتين ولهجتين فقط بسبب تسمية اللغة علما ان التسمية السريانية (سورث، سوريايا ،سورايا) هي جزء من مورثنا الحقيقي وليس المستورد، ولم تتمكنوا من حل المشكلة بالحوار بل كل طرف تشنج وتعصب لموقفه، وخلق نتيجة لذلك حزبين يطغي على احدهم المتكلمين باللهجة الغربية، ويضم الاخر غالبية تكاد ان تكون تامة للمتكلمين باللهجة الشرقية، ومعلوماتي هي من اختلاطي واطلاعي ومزاملتي لاعضاء  في الحزب الاشوري الديمقراطي، وهذا كان في عام 1976 او كما يذكر الحزب الاشوري الديمقراطي عام 1977 كعام لتأسيسه اي لم يكن بسبب مؤتمر بغداد.
 المثير للعجب ان كاتبا وناشطا قوميا بوزنكم لا يزال يدخل نقاشات حول التسمية القومية لشعبنا، والكل يدرك ان هذه التسمية المقترحة والتي يتوافق اغلبنا عليها هي تسمية دستورية قانونية، بمعنى ان الشخص غير ملزم بان يقول انه كلداني سرياني اشوري، فقط عليه ان يذكر احد هذه التسميات الثلاثة، لكي يحتسب من الشعب الواحد. او الامة الواحدة التي اختلف ابناءها حول تسميتها.
 ان هذا الحل هو لكي يتمكن ابناء الامة من التمتع بحقوقهم ولكي يتمكنوا من ان يقوننوا حقوقهم. نحن في معضلة حقا، بين المتعصبين والغير القادرين او الراغبين للبحث عن حلول منطقية وغير ايديولوجية. فباعتقادي ان سيادتكم وانا وكل من يؤمن بالتسمية الاشورية (ܐܬܘܪܝܐ) كتسمية صحيحة لشعبنا، يؤمن ان من يطلقون على انفسهم التسميات السريان او الكلدان ما هم الا اشوريين. ولكن مع الاسف ان الحركة القومية الاشورية لم تتمكن من ان تقنع كل المنتمين لهاتين التسميتين بهذا الحل، لا بل ان بعض حاملي هاتين التسميتين اشتاط واعلن نفسه امة او قومية اخرى لا علاقة لها بالاشورية. وكما يعلم حضرتكم ان الامة الاشورية لم تكن تمتلك لا المدارس ولا القانون ولا الوظائف ولا الاهم الفلوس لكي تعلم الناس وتفرض حقائقها على الجميع، ليس هذا فقط، بل ان النشطاء القوميين الاشوريين ومنهم انا وانتم، لم نتمكن من قلب موازين القوى لصالح التسمية الاشورية، اي نعم حدثت اختراقات ولكن المشكلة بقت. ليس هذا ولكن من يريد ان يتصيد في الماء العكر، مجاله مفتوح، وله كل الحق، فليس مطلوبا منا ان نفرض على الكوردي والعربي ان يحترم وحدة شعبنا ووحدة تسميته، حينما لا نحترم نحن ذلك، سواء انا او انت او اي ناشط كلداني او سرياني. نحن نعاني ونحاول ان نفتح افاق لايجاد حلول للحفاظ على مستقبل هذا الشعب ووجوده، وباعتقادي انتم ايضا، ولكن كل منا من طريق مختلف وقد يكون متضاد وقد يكون مؤدي الى الخراب. ليس لامة او لاي واحد الحق في ان يقول اما يتفقون معي او ليذهبوا الجحيم، ففي السياسية والعلوم الاجتماعية عموما لا حقائق سيدي، بل مصالح. ان مصلحتنا هي في وحدتنا وفي تقوية اواصر وعناصر الانتماء القومي، لدى الجميع، واذا كنا بعنادنا وبمحاولة فرض ما نعتقده انه الصحيح نؤدي الى المزيد من التفكك، فيجب ان لا نلوم من نسميهم الاعداء.
لقد عانى الاخوة الكورد هذه الحالة لفترة وجيزة حينما اصر البعض على اعتبار الكورد الفيلية قومية مستقلة سموهم الفيليون، ولكن الحركة القومية الكوردية تمكنت من الانتصار وجذب الفيليين الى صفوفوهم وهم الشيعة، ليس هذا بل جذبت هذه الحركة الضاضائين وهم من العلوية. ولهم مشاكل اكبر ان هناك تقريبا صعوبة بالغة لان يفهم احدهم الاخر. فهل نتعلم من تجاربهم. هل يمكن ان نحدث تقاربات ليس بفرض ولكن بالاقناع وبفتح افاق لحلول تؤدي مستقبلا لان يشعر الجميع حقا ان هذه التسميات ماهي الا تجليات لحالة واحدة؟  نحن في الحركة القومية الاشورية، نفتخر ببابل وبما انجزته، وفخرنا لا يوازيه فخر حينما نشير الى المرحلة المسيحية والتي في جلها كانت تحت التسمية السريانية. فلماذا لا نقبل هذا الحل القانوني والدستوري والذي لا يفرض على اي احد استعمال تسمية معينة بحد ذاتها، بل ان ناتج التسميات الثلاثة سيكون في المحصلة العامة موحدا. وسيكون الادراج في الاستمارات الرسمية خانة كلداني سرياني اشوري وكل من يؤمن باحدى هذه التسميات يدرج نفسه فيها. وبهذا القانون سيحفظ وحدتنا وعلينا وعلى الجميع العمل على تمتين روابط الوحدة وازالة ما علق من التجاذبات الطائفية والمناطقية او التمكن من استيعابها في الحالة الموحدة.
نحن في الغالب نعيش في دول تمكنت من استيعاب حالة التعدد الثقافي (القومي والديني وحتى اللون والجنس) ونحن سعداء في هذه الدول لانها تحترم خصوصيتنا، لا بل ان بعضها يخصص منح لتطوير عوامل الخصوصية مثل تدرس اللغة. فهل سيصعب علينا ايجاد حلول نحترم فيها الشخص الذي تربى في اسرة وقالت له انك كلداني او اخر سرياني او اخر اشوري، لكي يشعر الثلاثة انهم من امة واحدة اصلا؟
عندما حضر مار ايشاي شمعون، نعم احتفلنا به، واكاد اجزم ان شعبنا خرج عن بكرة ابيه لاستقباله، ولايمكن دحض او نكران دوره القومي، ولكن بالنتيجة ماذا تحقق؟، رغم ايماني ان شخص واحد لن يتمكن ان يفعل اي شئ، لا بل ان صدام وزبانيته قد سيروا سياستهم الجديدة والتي تقول انهم غير جماعة الحرس القومي بل انهم من انصار حقوق الجميع، لكي يثبتوا ذاتهم ومن ثم شاهدنا النتائج المأساوية التي حلت على رؤوس كل العراقيين. ان عوامل نجاح الامة وتقدمها تعتمد على امور اكثر بكثير من التسمية او شخص جرئ اوشجاع، لان الشجاعة قد تحتسب تهورا احيانا لو لم تكن في مكانها. عوامل تقدم الامة تبنى على الارداة والشعور الجمعي بان هناك مكون واحد مضظهد، ان اراد ان يعيش حرا، فعليه ان يتوحد خلف شعار واحد وخلف قيادة قادرة على كسب ثقته. وهذا ما لم يحدث في تاريخنا الحديث، تهيأت الفرصة بعد انشاء المنطقة الامنة، الا ان من كان يتولي الامور والتهريجات في المهاجر ودات الفتجربة لتحولها الى تجربة استعراضية ليس الا.
ولمعلوماتكم فان الحزب الديمقراطي الكلداني تأسس قبل عام 2003، وقد شارك ممثل عنه في مؤتمر لندن من خلال الوفد الكوردستاني عام 2002، وان ما ذكرته من الاحزاب والتي تأسست يعد سقوط النظام اتت بعد الهبة الديمقراطية والتي كان كل طرف يحاول ان يكون موجودا في الساحة، ولو كانت التسمية الاشورية قد اخذت مداها وتوسعت في الشعب كله لما شاهدنا هذه التنظيمات اصلا. كما ان الاتحاد السرياني والتنظيم الارامي ايضا هما ما قبل عام 2003.
باي حجة او قانون يمكن قلع الكورد من الارض التي نقول انها لنا، علما اننا ندرك ان اول ذكر تاريخي للكورد يكاد يكون ما بعد القرن السادس عشر، اي بعد معركة جالديران. هل يمكن قلعهم وارسالهم الى افغانستان مثلا؟  لانهم ليسوا من اصل المنطقة؟ وهل يمكن فعل الامر ذاته مع العرب واعادتهم الى الجزيرة لانهم جاؤونا محتلين؟ ليس من حق احد ان يقتلعنا من جذورنا لاننا نحمل تسمية معينة فوجودنا ليس وليد اليوم بل هو حقا اصيل والاقدم، اذا حجة ان سيتم قلعنا وارسالنا الى شمال الخليج او لنلتحق بالمسيحيين في الغرب هي حجة ضعيفة وخصوصا ان الغرب لم يعد يربط ذاته بالمسيحية الا كمضمون تاريخي وتاثير ثقافي. لكن المشكلة اننا نهرب ونترك لنتلحق بالامان. رغم اننا وبمختلف التسميات ومعاركنا الدونكيشوتية مع بعضنا البعض ومع الاخرين، فاننا جميعا في قارب واحد نحو المجهول، اي نرضى به ولا نتقبل ان نتفاهم مع بعضنا البعض.
عزيزي الاستاذ ادم دانيال هومه، ما الفرق بينكم وبين الدكتور حبيب تومي الذي يرى ويسمع ويقراء ويعرف، اننا نتكلم لغة واحدة وتاريخنا هو واحد وتقاليدنا وتراثنا هو واحد، ومع ذلك يقسمنا الى قوميات مختلفة، ويتعمد ان يجمعنا باسم الشعب المسيحي ولكن يكتب مكوناته هكذا (الشعب المسيحي من الكلدان والسريان والارمن والاشوريين او الاثوريين), بالنتيجة هي انكما في مركب واحد، لانكم تصرون على تحقيق امر واحد هو تقسيم شعبنا، فالدكتور حبيب تومي يصر على هذا التقسيم شئنا ام ابينا، وانت تصر على فرض اعتقادك على من لا حق ولا قدرة لك لتفرضه. وحينما لا تملك القوة ولا المال ولا الارادة واي وسيلة اقناع وتحاول الفرض، فالاخر سيلتجاء الى الاقوى منك. ومن يقول انك تمتلك الحقيقة، هل سألت نفسك ذلك، لماذا لا نمنح للاخر حقا في امتلاك جزء من الحقيقة؟ هل استوعبنا تجارب الذين حاولوا فرض حقائقهم علينا، من تعريب العراق وسوريا؟ اليست النتائج واضحة امام اعييننا

188
نينوس احو يربط ولادة المطكستا بولادة الاترنايي



تيري بطرس
bebedematy54@web.de

ليس نينوس احو، اي كان، لقد كان مالئ دنيانا منذ زمان، شعرا وسياسة وايمان، وحدة وعمل ونضال، من حقه علينا ليس ان نتذكره بل ان نصنع له في قلبنا ايقونة تبقى ابد الدهر، لهذا الابن البار لامته ولشعبه. قبل سنوات اقيم احتفال تكريم للمرحوم نينوس احو في شيكاغو، فتكلم بعض اصدقاءه المقربين ذكرياتهم عنه، ولانني هذه الايام اتابع الاخبار وخاصة ما يتعلق بالمرحوم الذي التقيت به مرة او مرتان في المدينة التي اقيم فيها. فكان نصيبي ان اشاهد ما تبثة قناة ANB، حيث قامت مشكورة ببث الاحتفال الذي اقيم على شرفه، فكان ان وقعت على معلومات انعشت ذاكرتي وكانت خافية على وعلى الكثيرين فربطتها ببعضها البعض لتكون صورة قد توضح نوعا ما كان غامضا في اذهان الكثيرين.
نينوس احو الذي كان مع بعض رفاقه من عمره قد قاد اول انقلاب على قيادة المطكستا في منتصف ستينات القرن الماضي، نينوس الذي قررت القيادة  ارساله مع ثلاثة من رفاقه لاوربا لكي يتواصلوا ولكي يحموا المطكستا، نينوس الذي كاد يقع ضحية عملية خطف للطائرة التي استقلها من بيروت الى المانيا والتي قام بها الفلسطينيون. رفاق نينوس ممن شاركوا في المؤتمر الثالث للاتحاد الاشوري العالمي والمنعقد في المانيا كانوا هم من طلب ان يقوم الاتحاد الاشوري العالمي باختيار علما قوميا والاحتفال بعيد اكيتو ويوم الشهيد في 7 اب. نينوس الذي ما ان وصل الى شيكاغو، الا وكان منخرطا بفعالية في النشاط القومي ويقوم مع قيادة الاتحاد الا شوري بوضع اللمسات الاساسية لبرنامج لحزب اشوري سمى حينها باسم حزب اشور (كبا داتور ܓܒܐ ܕܐܬܘܪ) ليقوم مالك ياقوم الذي اختير ليكون رئيس اول وفد اشوري حزبي سياسي يفاوض الحكومة العراقية باسم الاتحاد الاشوري العالمي  بتأسيسه في العراق، كل تلك المعلومات وغيرها تقاطرت علينا ونحن نستمع الى هذا الاحتفال الذي اعادت قناة  ANB ببثه اليوم .
في 14 تموز 1973 تم الاتفاق على تأسيس الحزب الوطني الاشوري، في جلسة ضمت مجموعة من الشباب الاشوري، واعتقد ان من بينهم كان كل من وليم شاؤول، بنيامين ابرم، كوركيس ياقو، ديفس سركيس، جارلس شمشون، عامر شمشون، ومجموعة اخرى، من الشباب. ولكن الذي كان الجميع وانا شخصيا انتميت الى الحزب بعد اقل من شهر وبالتحديد في 11 اب الى الحزب، نعرف ان اتصالنا وعلاقتنا الاساسية هي مع مالك ياقو ومع الاتحاد الاشوري العالمي، ولكن ما لم نعلمه التفاصيل وكيف تكونت.
لقد لعبت الرغبة في الحفاظ على سرية العمل، دورا كبيرا في عدم الاحتفاظ بالكثير من المعلومات او الادبيات او غيرها، لحد انني لا ازال اتذكر شكاوي والدتي مني ومن قيامي باحراق اوراق في تواليت المنزل ونظراتها الغريبة عن معنى ذلك.
في بدايات الحزب وعندما كان المرحوم مالك ياقو على قيد الحياة اتذكر اننا عقدنا اجتماعات في الدار التي خصصت له وان كان طابعها المعلن زيارة شبابية ومن هذه الاجتماعات واحدة عقدناها مع سام اندروس الذي كان في حينها السكرتير العام للاتحاد الاشوري العالمي. واذكر اننا امطرناه (وليم شاؤول و كوركيس ياقو وديفس سركيس وعمانوئيل يوخنا وانا) بالاسئلة التي تركزت على الموصل ومستقبلها ونوعية الاتفاقات التي تم عقدها مع تركيا حولها وماهم فاعلون في هذه القضية وتعهدات البريطانية لشعبنا. لقد كان وضعا جديدا للسيد السكرتير العام باعتقادي نتيجة  ما وجدته من ردود فعله. اعتقد انه كان من الصعوبة له ان ينتقل فجاءة، من اجواء العواطف القومية والتغني بالامة وامجادها، الى منطقة كان يعتقدها خاملة قوميا، وفجاة تظهر الاسئلة المعقدة والتي تنبئ ليس بالتغني بالامجاد القومية، بل تحاول ان تحفر في المسكوت عنه لاجل احقاق حق في الوطن.
ما سمعته من السيد ابجر معلول في تسجيل الاحتفال الذي عقد لاجل تكريم الشاعر نينوس احو والذي اعادت بثه قناة ANB  اليوم في اطار برنامجها التكريمي ، كانت هي الومضة التي اعادت ترتيب الامور  بهذا الشكل. ولكن من دون ان ندري نكاد ان نكون احدنا صنيع الاخر، الاخر من ابناء شعبنا الذي اثر فينا وان لم نكن نعلم المصدر حقيقة. حيث ذكر ان نينوس احو اشترك مع قيادة الاتحاد الاشوري في وضع اللمسات على برنامج لحزب سياسي اشوري على مالك ياقو ان يقوم بتاسيسه خلال فترة وجوده في العراق,
في 25 كانون الثاني 1974 توفى مالك ياقو، وبعد التجمع الجماهيري الغير المسبوق الذي قاده الحزب لاجل مواراته التربة، وكذلك احتفال في يوم الاربعين الذي اقيم في نادي المشرق، وما نجم عنه خصوصا بالنسبة للطلبة الجامعيين حيث تمكن الحزب من انتزاع ادعاء السيد سامي خوشابا بكونه ممثل الطلبة الجامعيين الاشوريين واعتبار السيد نمرود بيتو هو ممثل للطبلة الجامعيين. ظهرت حالات تردد في بعض الاخوة من اعضاء الحزب، لان الحزب صار بلا ظهر اوسند يستند اليه باعتقادهم. والحزب دخل في المحظور حينما اقصى ممثل الاتحاد الوطني وفرض ممثلا من اعضاءه ليتكلم باسم الطلبة الجامعيين. وكان التراجع من قبل السيد وليم شاؤول ايضا  حينما بدأ يقترح تحويل الحزب الى منظمة شبابية ومن ثم نادي خاص، رفضت فكرة تحويل الحزب الى منظمة شبابية لا مستقبل لها، اما النادي فقد تم قبول الفكرة حينما سوقها السيد وليم شاؤول كاداة لحماية الحزب، ولكن ظهر ان السيد وليم شاؤول يريد التخلص من العبء لانه ايضا اعتقد انه وحده لن يمكنه ان يسير بهذا العمل ويتحمل مسؤلياته. وكان الانقسام في بداية عام 1974 حينما قرر بعض الشباب الانقلاب على وليم شاؤول والسير بالحزب والعمل السياسي مهما كلف الامر. في تكرار لما حصل في المطكستا ولكن دون ان نعرف بتجاربهم. والامر الاخر ان انقلاب شباب المطكستا على قيادتهم كان بسبب اتهامهم لها بالتقاعس وعدم العمل، ولكن اعضاء الحزب الوطني انقلبوا على وليم شاؤول لاسباب الشكوك التي بدات تراودهم به وخصوصا اثناء عملية تشيع المرحوم مالك ياقو وما تلاها، وكذلك بسب محاولته تحجيم العمل الحزبي الى مجرد نادي.
نعم لقد وضع الاتحاد الاشوري العالمي والمرحوم مالك ياقو ومن ساهم معهم في وضع الخطوط العريضة لاقامة حزب في العراق، في وضع البذرة، ولكنهما لم يتمكنا من رعايتها ودعمها، والغريب ان الحزب في نهاية السبعينيات كان قد ارسل احد اعضاءه وهو الاخ دانيال ريحانة الى اميركا ليعيد الاتصال ولكن وصول الاخ تأخر كثيرا لانه مر في ايطاليا وتقدم بطلبات اللجوء لكي يصل. وعندما وصل اعتقد ان قيادات الاتحاد تفأجات من علمها بوجود حزب سري لا يريد ان يعلن عن نفسه علما انه بعض الاطراف اعلنت ذاتها في الكفاح المسلح. لا بل تفاجأت لانها لم تكن تعلم خلفيات الامور، واذا كان وضعنا في العراق لا يسمح لنا بالاحتفاظ بتسجيل الاحداث لانها كانت ستكون وثائق ادانة ضدنا، لا اعرف لماذا لم يحتفظ الاتحاد الاشوري العالمي بما شارك فيه وخطط له.
كم سيكون جميلا لو تمكنا من وصع صورة اقرب لحقيقة ما حدث، في تاريخنا، سيكون عاملا مساعدا لازالة الكثير من الغموض والكثير من سؤ الفهم، وسيدعم على الاكثر عملنا القومي.
تطورو انتقال النشاط القومي
 اذا كانت زهريرا دبهرا اول صحيفةتصدر و تكتب بالسورث، فان ناقوشا قد تكون اول صحيفة قومية، ولكن بالتاكيد سيكون لمجلة كلكامش الدور المحوري ليس للتبشير القومي ولكن ايضا لربط ابناء شعبنا من مختلف البقاع بعضهم ببعض، وهكذا كان دور الجامعة السريانية التي اصدرها الملفونو فريد نزهة في ارجنتين. دون ان ننسى المرور بالمعلم الاول نعوم فائق واشور يوسف دخربوط شهيد الصحافة الاول والشهيد فريدون اتورايا. كل هذا الحراك ، ومن مختلف الاطراف والامكنة، وان لم يكن له اتصال مباشر الا انه كان له تاثير غير مباشر في اماكن ما كان يعتقد انه وصلها. فمن يقوم حقا بوضع الصورة الاقرب للحقيقة، اعتقد انها مهمة كلنا وليدلي كل منا بما يعرفه دون زيادة او نقصان ودون خوف.   

189
لن نعيش بالشعارات والمزايدات



تيري بطرس
bebedematy54@web.de

اقول وكلي الم، نعم نحن لن نعيش، لاننا قاب قوسين او ادنى من الموت، فاستمرارنا في الحروب الدونكيشوتية، حول امور يمكن حسمها مستقبلا، ومزاياداتنا التي لا تبنى على اي اساس، لهي دليل انحدارنا المأساوي في وقت يضربنا الارهاب ومصالح الاقوياء ويجبروننا على ترك كل ما نملك، طالبين الامان والامان فقط.
احدهم، ياتيني بمقالة منسوبة الى مصادر عديدة اسميا، عن مؤامرة كوردية صهيونية لاعادة يهود العراق او يهود اقليم كوردستان الى العراق، مبينا ان الاكراد يتأمرون، ولكنني لم افهم حقيقة على من يتأمرون في هذه الحالة؟
فيهود العراق هم ابناءه الاصلاء حالهم حال الاشوريين الكلدان السريان، فاول وجبة منهم قدمت للعراق قبل سبعمائة سنة قبل الميلاد، يعني الف سنة قبل قدوم العرب من الجزيرة، وقد تم طردهم مع اسقاط الجنسية العراقية عنهم لا لسبب، بل فقط لكونهم يهود، وتلقفتهم اسرائيل اناس مستويين ومتمكنين ومقتدرين. اذا لسنا بحاجة لمؤامرة ولطبخ طبخات او نشر تبريرات، فاليهود ليس من حقهم العودة الى بلدهم العراق فقط، بل ومن حقهم استلام تعويض مجزي عن ما لحق بهم من الام الغربة واعادة كل ممتلكاتهم اليهم،وتقديم اعتذار علني واقرار بعدم تكرار ما حدث بحقهم. واذا لم نكن بهذا المستوى فان ادعاءاتنا القومية والوطنية والانسانية باطلة وكاذبة.
انها مسألة السذاجة، فمن ناحية نتهم الحركة الصهيونية بالعمل من اجل تهجير يهود العراق وكل العالم لكي ((تغتصب)) فلسطين مجاراة للفكر القومي العربي، ومرة نقول انهم يتأمرون للعودة الى العراق وهو وطنهم ومن حقهم العودة اليه. انها مفارقة ان نقول ان الكورد يحاربوننا ولكننا نقول انهم يتامرون لجلب يهود من اصل اقليم كوردستان؟ فاما الكورد يريدون تنويع مجتمع اقليم كوردستان او انهم عنصريين لا يريدون احد ان يشاركهم في السلطة والثروة والوطن، يجب ان نفهم اليس كذلك؟
نختلف مع بعض الاحزاب الكوردية، وقد تختلف طموحاتنا مع طموحات الشعب الكوردي وتتناقض، ولكن علينا ان نعمل من اجل الحصول على حقوقنا دون ان نبخس حق الكورد بحقوقهم. والمؤلم اننا نبخسهم هذا الحق في مقالات قد لا يقرأها الا عدد محدود من الناس، ونقوم بعمل تنفيس لغضب مكبوت، دون ان نقوم بفرض حقوقنا على الكورد وغيرهم، ودون ان نقوم بتوجيه غضبنا ان كان محقا واؤمن ان جله محق الى طريق لخلق وسائل وامتلاك ادوات لنفرض حقنا على الاخرين. اننا نحارب بعضنا البعض، وكل منا يستل سيفه حاملا انجيل الحق، عاملا من الاخرين مسخا لا يفهمون، ان لم يكونوا عملاء واتباع للاخرين. ولكن حاملي رايات الحق لا يقولون لنا ماذا سنفعل، بل فقط يسقطون جم غضبهم وسبابهم وحقدهم على الاخر، وهذه كلها لن تنتج بديلا، غير التنفيس والذي لن يستفاد منه في النهاية الا من يقف في وجه شعبنا وحقوقه المشروعة.
نعير الكورد بانهم وافدون، وهذا اسفين يدق في اساس مطالبنا القومية، فالقانون العراقي الاساسي عرف العراقي بانه كل من كان في العراق بتاريخ معين (كل عثماني مولود هو ووالده في العراق – الذي لم يكتسب الجنسية التركية او جنسية احدى البلاد الاخرى التي كانت تكون الدولة العثمانية  بصلة اقامته، عادة من 23 / اب / 1921 الى 6 / اب / 1924 في تركيا او احدى البلاد الاخرى التي كانت تكون الدولة العثمانية يعتبر مكتسبا الجنسية العراقية وفق المادة الثامنة ب))  هناك مواد اخرى لو اطلعنا عليها لما سمحنا لانفسنا التكلم عن من هو عراقي ومن هو غير عراقي لو كنا حقا نفتخر بالعراق وبعراقيتنا. ونتهم الكورد باحتلال مناطقنا، وهنا نحن لسنا نغالط انفسنا بل نخدع الذات وخداع الذات لم يكن ابدا طريقا لتحقيق المطالب، بل كان طريقا للضياع والتيه كما هو حالنا. وكما قلت هنالك مواد كثيرة في قانون الجنسية العراقية المرقم 24 لعام 1924 يسمح للكثيرين بالتجنس وقد استقاد الكورد والعرب منها لكي يتجنسوا بالجنسية العراقية، اما نحن فقد بقينا نرفع الشعارات ونلوم الاخرين بانهم غرباء، وكان مذبحة سميل والعوائق التي وضعت امام تجنسنا ضربة حتى لحاملي الجنسية العراقية من خلال فرض تعهد الاثوريين علينا كشرط لحمل الجنسية العراقية. والغريب ان بعض من يكتب ناكرا عراقية الكوردي، يتفاخر بجنسيته الاسترالية او الامريكية او الالمانية والتي استحقها لمجرد بقاءه في تلك البلدان لمدة ما بين سبعو وخمسة سنوات. فهل هذا الشخص مستعد لكي يعيره السويدي او الالماني او البريطاني بانه ليس من هذه البلدان، الن يعتبر ذلك موقفا عنصريا وشوفينيا؟ كم من المواقف المزدوجة نعيش وكم اكاذيب نروج؟
كانت الاحزاب الكوردية في بدايتها قومية صرفة، وكانت تستعمل في توصيف احزابها كلمة الكوردي، ولكنها ومنذ الاربعينيات باتت تستعمل كلمة كوردستاني، وهو مفهو وطني بحسب الكورد، ويشمل كل من سكن المنطقة التي تعرف لديهم بكوردستان. وهذا الفهم اخذ بعده العملي من خلال مشاركة ابناء شعبنا في الحركات الكوردية (ثورة ايلول لعام  1961 او ثورة كولان  وخلالهما عرف انواع مختلفة من طرق المشاركة، مشاركة هرمز مالك جكو والتي كانت مشاركة الى حد كبير مستقلة ولكنها متحالفة مع الحركة الكوردية، مشاركة اعضاء اخرين مثل ماركريت وغيرها وكانت في صلب الحركة الكوردية اي تتلقي الاوامر من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وبعد 1974 تم تاسيس لجنة شؤون المسيحيين والتي كانت برئاسة المرحوم كوركيس مالك جكو وهي ايضا كانت تعتبر من هيئات الثورة الكوردستانية ولم تكن مستقلة عن مؤسسات الحزب الديمقراطي الكوردستاني. لقد نجح الكورد في تسويق نظرتهم للامور من خلال زخم المشاركات الغير الكوردية وخصوصا الا شورية وبعض العربية وتحالف مع الحزب الشيوعي العراقي بمختلف انتماءات اعضاءه. ليس هذا بل ونتيجة للتحالف الموضوعي بين الاحزاب الكوردية والحزب الشيوعي العراقي واحزاب شعبنا الحركة الديمقراطية الاشورية والتجمع الديمقراطي الاشوري وحزب بيت نهرين، كان شعار الحكم الذاتي الحقيق لكوردستان العراق جزء مهما من شعارات احزابنا المرفوعة حينها.
نتيجة للوعي القومي المتجذر بين ابناء شعبنا، ورغم كل التحالفات والانتماءات فانهم لم ينكروا انتماءهم القومي ومهما كان المنصب الذي تسنموه في الحركة الكوردية، والا مثلة الواضحة من هرمز مالك جكو وماركريت جورج وفرنسوا الحريري والعاملين حاليا، لا بل ان البعض منهم يزايد ويرفض التسمية المركبة ويصر على الاشورية.
اذا التقت رؤية الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبعض ابناء امتنا في القدرة على العمل ولكن دون الانصهار في البودقة الكوردية، لا بل بمكن القول ان دفاع الاشوريين المنتمين للحركة الكوردستانية عن انتماءهم القومي كان في احيانا كثيرة صلفا وحديا. وما ذكرته اعلاه ليس دفاعا ولا تايدا ولكنه واقع وحدث.
من هنا ندرك ان المزايدين وحملة الشعارات القومية المتطرفة وبالاخص المعاديين للكورد والمؤيدين للعراق وكانهم في الخط الامامي للدفاع عنه، ليسوا الا مطلقي اصوات غوغائية لن تقدم ولن تؤخر في مسار حركتنا القومية التي تمر بازمة كبيرة، جراء الهجرة والانقسام المذهبي المدعوم كنسيا وشركاء الوطن.
 قد يجادلني البعض ويقول انه لو لم يكن الكورد موجودين لكان وضعنا احسن، وهو افتراض لا يمنح اي خيار اخر، فلو لم يكن الكورد موجودين، لكان هناك التركمان، او لكان هناك الفرس او العرب. فهل حالنا مع هؤلاء كان ماضيا افضل او سيكون مستقبلا افضل؟ يمكن استنباط الجواب من الاحوال الحالية. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى، متى كانت الامم تختار جيرانها او شركاءها في الوطن؟ لا اعتقد ان هناك امة اختارت جيرانها او شركاءها، ولكن كل الامم تتبع سياسات تتوافق مع وضعها لكي تتمكن ان تعيش او تتعايش مع الجيران.
ولكن ما العمل؟
العمل هو في تمتين الوحدة الداخلية، وتمتين هذه الوحدة لن يأتي بفرض رؤية على الاخرين، بل ياتي من خلال الحوار وليس لدينا الا بدائل قليلة يمكن اتباعها لكي يكون الحوار ناجحا. برغم كل ما تعرضنا له، من حملة تقتيل وارهاب واهانة وتجاوز، الا ان الفاعل لم يشعر باي رد فعل منا غير الصراخ وطلب العون. كما قلنا وكررنا مرارا، ان اقامة الامة  من خلال قواهاالسياسية  تحالفات وطنية سليمة هي ورقة يمكن ان تكون من اوراق القوة لدينا، يمكن استعمالها في المفاوضات واللقاءات، ولكن الاعتماد الكلي على ذلك ليس خطاء بل جريمة كبرى. لان الاخرين ومهما كانوا حلفاءنا، فانهم في مفترق الطرق، سيختارون مصالحهم. وفي الاغلب الحلفاء الاقوياء لا يستسيغون حلفاء ليس لهم من عمل سوى الصراخ وطلب النجدة، بل حلفاء يضيفون الى قوتهم قوة محسوسا بها. ومن هنا على قوانا السياسية ان تستنبط طرق واساليب لاشعار الاخرين باننا لسنا تلك اللقمة التي يسهل هظمها، وليس شرطا اعلان ذلك والتباهي به، بل مجرد وصول الرسالة فان المرسل اليه سيفهم. وكل هذا لا يستدعي انكار احقية فلان او علان في الوطن، لان انكار حق الناس في وطنها الذي عاشت فيه اجيال واجيال هو موقف شوفيني عنصري، ونحن نعاني من مثل هذا الموقف، فكيف لنا ان نمارسه. ناهيك ان هذا الانكار ليس من السياسية، بل مواقف صلبة تعبر عن اناس متشنجين ليس الا، والمرير في الامر ان المقابل يدرك ان من يقول بذلك لا يملك اي شئ لكي يؤثر فيه. فيما تبني ورقة ايصال رسائل وردود قوية دون كتابة عنوان المرسل، تدل على الحنكة والدراية وزرع الف عامل للحذر والحيطة لدى الاخر.
في ظل موازين القوى الحالية، وادراكنا ان بعض ابناء شعبنا، مستعد لعمل اي شئ لتحقيق مصالحه الذاتية مستغلا ثغرات تاريخية ومذهبية لا يمكن لشركأننا رفضها بشكل تام، علينا ان نكون ارقى مستوى وان لا نمنح لشركاننا لكي يضروننا من حيث لا يدرون، او من خلال الاقرار بانها جزء من حقوق الانسان او القوميات او غيرها. ولكن هذا الذكاء لا يعني ان نسب وان ننكر وان نطعن بدون بسبب بهم.  ان البعض ومن خلال مجالسهم الوثيرة يفتون ويعتقدون بان على الكل ان يتبع ومن لا يتبع فهم مستعدين للتهجم عليه واتهامه بشتى الاتهامات دون ان يرف لهم جفن. ولم يقل لنفسه اي واحد من هؤلاء وماذا فعلت لكي اصحح الامور، كم بيت دخلت وكم رسالة اطمئنان ومحبة وثقة اوصلت، وكم شرح تاريخي مبني على الحقائق وضحت.
ففي الوقت الذي لا يهشون ذبابة تقف على انفهم، نراهم يهددون ويمنحون الصفات الوطنية والقومية او يسلبونها كيفما شاؤوا ومن يبحث عن الكعكة وعلى حساب وحدة شعبنا ومستقبلة، يزدادون شراهة وشراسة.

190
هل تقسيم العراق خط احمر حقا؟



تيري بطرس
bebedematy54@web.de

كلنا سمعنا عن ميثاق منظمة الوحدة  الافريقية والتي خلفها الاتحاد الافريقي بسعي القذافي لاضفاء لمسته على افريقيا، حيث كان ينص في احدى فقراته على الحفاظ على الحدود الموروثة من الاستعمار، كضمانة لعدم نشوب حروب مستقبلية بين الدول الحديثة الاستقلال. ولكن الظاهر ان الدول توقع على شئ وتعمل شئ اخر، فكانت حرب الاوغادين التي اشعلتها الصومال ضد اثيوبية بحجة اعادة الاراضي الصومالية السليبة. من حرب الاوغادين والتي انتصرت فيها الصومال في البداية الى خسارتها بعد اشهر وخسارة البلد كله وتحوله الى مجموعة من القبائل المتقاتلة، رأينا انهيار الاتفاقيات والمواثيق التي عقدت ابان الحرب الباردة، فتلتها تقسيم اثيوبيا واستقلال ارتيريا واليوم السودان الجنوبي والسودان لا يزال مرشحا لمزيد من التقسيم.

في القارة التي اعتبرت اكثر المناطق استقرارا، وهي قارة اوربا، توالت التغييرات التي لم تطل الدول الصغيرة او ذات القدرات العسكرية المحدودة، بل طال الامر الدولة الاكثرة قوة والتي امتدت قوتها لتشمل العالم باسره، ونعني بها الاتحاد السوفياتي، حيث تفكك الى جمهورياته الخمسة عشر، وانقسمت جيكوسلوفاكيا الى دولتين ويوغسلافيا الى مكوناتها الستة لا بل شمل التقسيم صربيا نفسها قائدة الاتحاد اليوغسلاقي حيث استقطعت منها كوسوفو.
قد يكون تقسيم دول اسهل مما يتصوره البعض، وخصوصا الدول الصورية، اي التي هي على صورة الدولة وليست دول بحق وحقيقة. والظاهر ان الفلسفة السياسية تعد لتصور اخر لعالم اخر، فالعالم الموروث عن الحرب الباردة لم يعد قادرا على الايفاء بمتطلبات الاستقرار الطويل الامد، ولكن لتحقيق هذا التصور، يجب ان نمر بفترات من عدم الاستقرار حتما.
فالدولة ليست فقط العصى الغليظة، اي القوة المجردة من جيش واجهزة الامن، الدولة هي الكرامة والقوانين المراعية لحقوق الناس والمجموعات السكانية، والاقتصاد والثقافة السائدة والتي تشعر الجميع باختلاف انتاءاتهم وميولهم انهم يعيشون في بيئة مناسبة وفي مناخ كافي من الحريات وضمانات كافية للعيش بكرامة وعدم الخوف من المستقبل المجهول. الدولة هي مجموعة من اجهزة غايتها الاساسية خدمة المواطن، وحتى حماية الوطن تكون ضمن هذا السياق، لان اجهزة الدولة تاخذ شرعيتها من رضاه.
ولكن يا ترى ما هي الاسباب الحقيقية لتفتت الدول. قد لا يكون هناك سببا رئيسيا واحدا، بل مجموعة من الاسباب، تكون ما يسمى بالدول الفاشلة، اي الدول التي لا تقوم بواجبها تجاه المواطن، واجهزتها مهترئة وغير قابلة للتطوير. واسباب تحول الدول الى دول فاشلة تتاتي من الجمود واستيلاء اطراف بعينها على الدولة ومواردها، التعصب والشوفينية الدينية والقومية. وباعتقادي ان كل هذه الاسباب متواجدة في العراق كتواجدها في الصومال والسودان والاتحاد السوفياتي السابق ويوغسلافيا وتستثنى جيكوسلوفاكيا لانها انقسمت برضا الطرفين وبصورة سلمية تماما.
فالعراق تحكمت به الايدولوجية العروبية منذ زمن غازي الاول، لا بل ان مذبحة سميل التي طالت شعبنا حدثت لسبب رئيسي واحد هو تحكم الشوفينيون العروبيون والاسلاميين بزمام الامور وتسييرهم السياسية بحسب ميولهم الدينية والقومية وليس بحسب المصالح الوطنية التي تكون المحصلة المشتركة لمجموع مصالح كل المجموعات السكانية فيه. والعراق عانى ويعاني الحروب الاهلية منذ عام 1961 ولحد الان ولم ينعم براحة الاسنوات قليلة بداية السبعينيات من القرن الماضي. والعراق بعد تراجع التوجه القومي امسك بزمام الامور فيه التوجه الديني، والذي يريد ان يسير الدولة واجهزتها بحسب معتقدات وايمان الدين الغالب لا بل الطائفة الغالبة ايضا، اي انه بالحقيقة لا تغيير حقيقي بمعنى ان الوطن بقى ساحة للتجارب الايديولوجية الفاشلة. وهذا الامر خلق صراعا دمويا طائفيا مبنيا على احقاد الماضي الطويل. والمؤسف ان هذا الصراع ورغم الاصوات التي ترتفع منبه من نتائجه الوخيمة العاقبة على جميع العراقيين، الا ان شيطنة الاخر، لا تترك مجالا للتفاهم والحوار فكل حوار هو مضيعة للوقت ومحاولة لتلميع الذات بانتظار الجولة القادمة.
الحرب الاهلية، والظلم والاضطهاد، عدم القدرة على خلق اجواء ايجابية لبناء الثقة، اي الحوار المفقود، استناد اسس الخلاف ليس الى مصالح حقيقية للناس، بل الى احداث التاريخ والولاء الاعمى. ضمور الطبقة الوسطى، ماسكة قبان الوسطية الاجتماعية والثقافية والداعمة للحريات الفردية. كل هذا ينذرنا بان العراق وبيد العراقيين مساره الى التفتت والانقسام. ولكن الانقسام ايضا له انواع، فالنوع الجيكو سلوفاكي والاتحاد السوفياتي، حدث باتفاق الاطراف المختلفة ولم يتم اراقة الدماء فيه، الا ما ندر في مثال الاتحاد السوفياتي. والنوع اليوغسلافي والسوداني، اللذان رافقهما سيل من الدماء والاحقاد المتجددة قد تكون انذارا لمستقبل مظلم مستمر.
اذا باعتقادي الشخصي، ان تقسيم العراق ليس خطا احمر كما يحلو لمن في السلطة ان يقول، بل يكاد ان يكون الحل، لان ايادي العراقيين هي التي وجهت الامور ولا تزال توجهها بهذا الاتجاه، اتجاه التقسيم وليس كما يدعي فطحال السياسة لدينا ان الاستعمار والصهيونية وغيرها من يعمل من اجل ذلك، قد يكون لهذه الاطارف مصلحة في تقسيم العراق، ولكن بالتاكيد، ان يعمل ويبني الاسس للتقسيم هم العراقيين ومواطني كل دول الجوار الذين هم ارقام في دولهم وليسوا مواطنين لهم راي وتطلع مشروع.
لازالة احتمال التقسيم والانقسام والتشرذم يتطلب الامر اعادة بناء الدولة على اسس جديدة كليا، بناء اسس المصلحة والمصالح المشتركة، اخراج الصراع السياسي من طابعه القومي من خلال منح الحقوق القومية التامة لكل الاطراف مع منحها الحق في تكوين مناطقها الخاصة للحكم الذاتي او اي نوع اداري يعمل من اجل الحفاظ على خصوصياتها الثقافية، فقد ثبت ان محاولة تعريب المجتمع العراقي بات بالفشل، فقد رفضها الكورد والكلدان السريان الاشوريين والتركمان، والاطراف الثلاثة تطالب بحقها المشروع الذي يكفله نيثاق الامم المتحدة والمواثيق والاتفاقات المبنية عليه. ان منح الحقوق القومية، سيجعل مهام الاحزاب القومية غير ذي فائدة، ولذا فستضطر الى تغيير نهجها نحو العمل السياس لتحقيق مصالح الناس من منظور وسطي او يساري او يمني، وهذا الامر سيخلق احزاب وطنية عابرة للانتماء القومي والديني، بل مهتمة بالشأن اليومي ويتحقيق التقدم في مجال الحريات والضمانات للحياة الحرة الكريمة. والنضال من اجل الحقوق القومية سيكون امرا مضحكا وغير ذي معنى في ظل دولة المساواة التعددية الحضارية والثقافية.
ان الوطنية في ظل مثل هكذا نظام لن تكون بالشعارات وبمحاربة اسرائيل او الكفار او الاعداء القوميين، بل سيكون معيار الوطنية، دفع الضرائب واحترام القانون واحترام حرية الاخر، مما سيشيع في المجتمع ثقافة تسامحية واجواء منفتحة متقبلة للتغيير والتطور والافكار الجديدة. ان بناء مثل هذه الاجواء سيعيد بناء طبقة وسطى تدعم هذه التوجهات وتكون ضمانة لوحدة الوطن. وطن للجميع.
صار من الواضح ان احد اسس انقاذ الوطن هي ابعاد الدين من ان يكون عاملا مؤثرا في الحياة العامة والمشتركة للمواطنين، بمعنى ان الدين يجب ان يبقى امرا فرديا فقط، ان التزويقات اللفظية ومحاولة تغطية فشل التجارب الاسلامية في السودان وايران والسعودية وباكستان، بات امرا مقرفا، انه محاولة عبثية لفرض دين معين على الجميع، والحقيقة هي ان هناك خوفا على الدين اكثرمما هي رغبة في تحقيق حياة تسودها العدالة والرخاء. ان كل محاولات الرامية لفرض القوانين الاسلامية تتاتي من خوف المسلمون على الاسلام وليس خوفهم على الناس. ولانهم جعلوا الاسلام كل شئ في الحياة، على الاقل لفظيا وليس بشكل حقيقي، فانهم يدركون ان ما صوره من قدرات وامكانيات لقيادة العالم في ظل توجه اسلامي امر ليس فقط مستحيل بل هو ضد الارادة الحرة للانسان وضد المسار الانساني المبني على تطوير وزيادة مساحة الحرية.
ان التمسك بالاسلام ، ليس معيقا من الناحية المذهبية، اي، اي اسلام نتبع، بل معيقا من كونه غير مجمع بشأنه، ولان قوانينه تستند الى ايات مقدسة، وبالتالي لا يمكن معارضته والا  وصم الناس بالكفر، والكفر في الاسلام مقرون بالقتل. ولذا فان التوجهات الاسلامية، مالها اما ان تختفي لتحقيق متطلبات الحياة الحرة والسعيدة، وسيرا على النهج العالمي في ابعاد الدين عن الدولة، اوسيحاول فرض ذاته على الجميع مهيئا كل الظروف لتفتت الدول التي يقودها الى ولايات ظائفية متحاربة باسم الله وتحقيق شرعته.
 

191
هل من ايجابيات في الحالة الراهنة؟


تيري بطرس
bebedematy54@web.de

قد يكون هنالك شيئا ايجابيا في الحالة الراهنة لواقع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، نعم ورغم تفاقم الصراعات والمشاحنات ودخول البعض باسلوب، اقل ما يقال عنه انه استفزازي متعمد، فان الوجهة الاخر للعملية يقول ان هناك اهتمام بالمصير، ونتيجة لهذا الاهتمام يكون الصراع ملتهبا، وكلما كان الواقع مريرا فالصراع قد يكون اكثر اشتعالا ولو من خلال الكلمات.
تجربة مر بها شعبنا، وخصوصا اتباع كنيسة المشرق (الجديد والقديم) تشبه التجربة التي يمر بها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري حاليا مع انتخاب غبطة مار لويس الاول ساكو لسدة البطريركية، هي تجربة انتخاب قداسة مار دنخا الرابع لسدة البطريركية عام 1976. خلال الاعوام التي سبقت انتخاب قداسة مار دنخا وبالاخص العامين الاخيرين كان واقع كنيسة المشرق التقويم الجديد ماساويا بحق، فهي لا تمتلك الا ثلاثة اساقفة فعالين، وكان الثلاثة الاخرين اما غير  مطلعين على واقع الامور (الاساقفة الايطاليين) او منزوين، وكانت اثار جريمة اغتيال قداسة مار ايشاي شمعون لا تزال واضحة ومؤثرة على الجميع، وخصوصا بعد بروز الدور القومي والمكانة الشعبية له وللمرحوم مالك ياقو مالك اسماعيل. هنا جاء انتخاب قداسة مار دنخا كانه الناقوس المبشر بفجر الجديد، ليس لابناء كنيسة المشرق ذات التقويم الجديد، لا بل حتى لابناء كنيسة المشرق ذات التقويم القديم. وقد ترسخت الحالة بعد قدوم قداسته لاول مرة الى العراق واختلاطه مع مختلف الاطراف وخصوصا الشبيبة منهم، حيث فرض حالة من الامال على الجميع، لم تعكرها الا حادثة النادي الثقافي الاثوري، والتي ان اعتقدنا بحسن نية من خطط لها، الا اننا نعتقد انه كان تخطيطا غير سليم وغير ملائم ابدا، وقد يكون لعامل عد امتلاك الخبرة لمثل هذه الحالات دورا في ذلك، لكي لانغبط من خطط لهذا الامر، وحينها بين الكثيرين منا اعتراضه على اسلوب الذي اتبع في المسار. واذكر لحد الان ان الشهيد يوبرت بنيامين الذي كان جالسا خلفي قام يصرخ مستهجنا الممارسة وانا عملت على تهدئته، وان كانت الحالة تتطلب الاستهجان والاستنكار، الا ان الوضع كان قد فلت من اليد ليس الا.
كانت الحالة القومية والوعي المتجدد والمتاثر بالجوار واليسار خصوصا من الناحية التنظيمية، وبروز تكتلات قومية متعددة، الداعية للعمل السياسي من اجل تحقيق المطالب القومية، هذه المطالب القومية التي كانت في الغالب ضبابية، مترافقة مع حالة الياس من الانقسام الكنسي وواقع كنيسة المشرق (التقويم الجديد)، واقع ضاغط على الجميع، ما فرض نوع من انسداد الافق، ولذا فان انتخاب مار دنخا جاء وكانه المفتاح الذي جعل الجميع يشعر بالارتياح والنظر بالايجابية للمستقبل. في الجزء الكلداني من شعبنا لم تكن هناك ردود فعل للعملية، لان الشعور القومي باي صيغة كان محدودا، اي الشعور بالاشتراك مع الاخرين، وهذه المحدودية كانت ضمن نخب تدرك مشاركتها لاخوتها المصير والمستقبل كما الماضي، الا انها لم تكن قادرة على الخروج من سطوة الكنيسة.
اليوم توسعت القاعدة القومية، والتوسع جعلها شعبية اكثر من السابق من ناحية الكم، وان كانت ذات تاثير اقل من ناحية الفعل، لاسباب عديدة، فالتوسع شمل الطرف الكلداني الذي ينخرط في العمل القومي المشترك لانه بات مدركا حقا باننا حالة واحدة ماضيا وحاضرا ومستقبلا. هذا التوسع والحالة التي كانت فيها الكنيسة الكلدانية في السنوات الاخيرة، حالة اللا قرار، وهي من اكبر مؤسسات شعبنا ليس في المنتمين اليها بل في نوعية القيادات، او هكذا نظر اليها شعبيا، بان قياداتها متمكنة ومنفتحة ومتعلمة. جعل من انتخاب غبطة مار لويس الاول ساكو ذالك المفتاح لفتح افاق جديدة في واقعنا المزري، او هكذا نظر الى الامر ليس في الطرف المسمي الكلداني بل في الطرف المسمي اشوري وسرياني ايضا، رافق انتخابه حالة من الشعور بالامل وبان باب المستقبل لازال مفتوحا.  
ولذا فانه لو نظرنا الى الكم الهائل من الطروحات التي تطرح في المنابر الاعلامية، وقارناها مع حالة، ان الكتابة لم تعد تكلف اي شئ غير جهاز كومبيوتر، والحرية والتواصل التي وفرتها الانترنيت، يمكننا ان نفهم ان توسع المدى معقول ومفهوم. وحتى رد فعل الانقساميين يمكن تفهمها اذا نظر اليها من ناحية الاهتمام بالمصير، فالانقسامي ايضا دوافعه تكون الخوف من المصير، ولكنه ينظر من ناحية التقوقع والانعزال مع بعض الدوافع الانتقامية لدى  البعض، ولذا فان طروحات الانقساميين ليست بالضرورة سلبية دائما، بل قد تكون فيها ايجابية لدفع العض ممن لم يحسم خياره للانخراط في النشاط القومي وان كان مع الطرف الانقسامي، لاننا ندرك ان الوعي التاريخي والواقعية التي يتطلبها العمل السياسي، ستدفع الغالبية لادراك حقيقة اننا واحد ومصيرنا واحد، ولنيل حقوقنا يجب ان نعمل معا.
من هنا ليس فقط انتخاب مار لويس ساكو كبطريرك، هو حالة يجب استغلالها ايجابا لصالح شعبنا ومؤسسة كنيسة المشرق بكل فروعها، بل حتى تواجد الاحزاب تحت التسمية الكلدانية، لانه ليس كالتجربة اليومية والخروج من بوتقة الشعارات من معلم ومعيد الامور الى نصابها.
كما ان حالة  ما بات واضحا ان كل الاطراف باتت غير قادرة على  الاحتفاظ بالمتعصبين الشوفيينين والحاقدين فيها، بل باتت تدرك المخاطر التي يحيقها هؤلاء بقضيتهم، مهما سمينا القضية، اذا الغالبية تدرك انها تحتاج الى الهدوء لكي تتمكن من وضع تصوراتها في صورة واقعية، ولتحقيق هذا الامر ليس لها الا ان تتخلص من الابواق النشاز، والتي يمكن لها لو وضع الامر بيدها التضحية بالشعب من اجل الشعارات. هي حالة ايجابية ترسخ مفهوم العمل السياسي المبني على المصالح المشتركة وليس الشعارات، لا بل ترسخ مفهوم العمل القومي الموحد مستقبلا.

192
نذر الحرب الاقليمية قادمة... ما نحن فاعلون؟



تيري بطرس
bebedematy54@web.de

في مثل هذا الوقت من عام 2002 كنا نصيغ مذكرة عن حتمية وقوع الحرب واقتلاع النظام العراقي، وفيها مناشدة كل تنظيمات شعبنا الفاعلة حينها، للقيام بصياغة رؤية مستقبلية مشتركة، وصل نص المذكرة ولكن لا حياة لمن تنادي، وتلتها لقاءات واجتماعات وفضيحة مؤتمر لندن في نهاية ذلك العام، فضيحتنا نحن، وكيف ظهرنا فيه، او جعلنا نظهر، من خلال تصرفات واتهامات وتقديم اسماء مؤيدين لاستبعاد الاخرين، ولكن في النهاية تم التوافق على صيغة معينة ليس لتحقيق رؤية او فرض مطالب، بل التوافق لمن تكون القيادة، ولكن من كان من المفترض فيهم القيادة لشعبنا، غيروا الدفة واستغلوها ولصالح طرف محدد وقيادة لطرف مستعدين كل الاخرين.
تتعرض المنطقة لتيارات متصارعة، تنذر بقيام مواجهة ساخنة، ستكون نتيجتها حتما تغييرات ديموغرافية وسياسية، بالمحصلة يمكن القول ان منطقتنا، منطقة الشرق الاوسط مستوية بشكل تام لتقبل تغييرات في الخريطة، واعادة تشكيلها على اسس جديدة ولعل متابعة ما يحدث على مستوى الشارع وبدء الاعلانات عن الياس من الوضع وعدم القدرة على الاستمرار فيه، وان الاخرين يشاركوننا لقمتنا لهو اكبر دليل على استواء الناس لتقبل التغييرات.
 المواجهة القادمة، ستكون مواجهة طائفية بامتياز، شيعية سنية، وكل طرف سيحاول كسب الحلفاء لتقوية موقفه وفرض شروطه. انها الحرب المؤجلة منذ تواجه الامام علي مع الخليفة الاموي الاول معاوية بن سفيان، حرب بين طرف اعتبر خاسرا وشعر بالظلم واستبعد من المشاركة، لا بل انه في بلدان معينة يعتبر رديف الكفر. وبين طرف كان هو المتمتع بكل امتيازات السلطة وفارضا شروطه وقوته على الجميع.
يقال ان الذكي هو من يتعض بتجارب الاخرين، ولكن الظاهر ان الشعوب والافراد لا يتعضون ولا يتعلمون الا من تجاربهم الخاصة، والا لما كنا نعيش هذا المخاض المؤلم لاعادة تشكيل المنطقة، مخاض يتشكل من التفجيرات والقتل والدمار والعودة بالمنطقة الى نقطة الصفر من ناحية التنموية. في الحرب العراقية الايرانية والتي اندلعت عام 1980 كانت نصيحة الكبار واضحة، فسكرتير الحزب الشيوعي السوفياتي ليونيد برجنيف قال انها حرب اللامعنى، والرئيس الجديد والقوي للولايات المتحدة الامريكية رونالد ريغان، قال انها الحرب التي ستنتهي بلا رابح ولا خاسر، ولم يفهم البلدان الرسالة والنصيحة، واستمرا في حربهما حتى وصل سعر برميل النفط الى عشرة دولارات، ولكن ليس دولار عام 1973، بل دولا ذي قيمة هابطة ما كان يساوي الا  ربع قيمة ذالك الذي كان حين ابتدأت حملة الارتفاع الجنوني لاسعار النفط.
الشعوب لا تصل لغاياتها، او لنقل المخططات لا تحدث بين ليلة وضحاها، بل هناك صبر وانتظار الفرص السانحة، لكي تاخذ اتجاهها والخطوات تتخللها مراحل استراحة لبعض الوقت ولكن الامور تسير باتجاها المخطط له. والغريب ورغم ان الكل في المنطقة يدعي بان الاعداء يريدون تقسيم المنطقة، الا انهم يهيئون الارضية الكاملة لهذا التقسيم. فالشيعة في الخليج، يعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية، وهم مستنفرون ومعبون للانتقام للاذلال التاريخي. ومهما قلنا وقيل لنا، فاننا ندرك انهم في العراق كانوا مستبعدين من رسم سياسة البلد، سواء ادعت الطغمة الحاكمة بعلمانيتها الكاذبة ام لا. والانتقام الشيعي العراقي من الظلم والاضطهاد لم يتحقق بشكل كامل، ليس لانهم لم يكونوا مهيئين له، بل لان مرجعيتهم وخصوصا السيستاني كان ضدها، فهل يتمكن هذا الرجل من الوقوف امام المد الطاغي للاعلام المناؤي والشاحذ للكراهية والحقد على الطرف الاخر، الشيعي ضد السني او العكس والطرفين ضد الاقليات الدينية الاخرى، من الطوائف الاسلامية  الاخرى او الغير الاسلامية؟
صار الامر اكثر وضوحا، ففي الوقت الذي هللت الشعوب العربية علنا للقنبلة الذرية الباكستانية وسمتها القنبلة الذرية الاسلامية، (تم التراجع عن التسمية لاحقا بفعل ضغط بعض الاطراف المتنورة) فان هذه الشعوب ترتعب من مجرد احتمال ان تمتلك ايران قنبلة ذرية، والسبب بات واضحا، انه الطائفة، وليس الخوف من انتشار الاسلحة النووية. فلو كان الخوف من انتشار الاسلحة النووية، لكان الاولى ان يخاف من امتلاك الباكستان وخصوصا وباكستان بلد هش، تتحكم فيه القوى المتعصبة و توجهه اجهزة الاستخبارات ومصالح الطبقة العليا في الجيش. فهل يتم غض الطرف في النهاية عن امتلاك ايران لقوتها النووية، لادراك القوى الدولية ان هدفها النهائي سيكون لتصفية حسابات بين ابناء المنطقة من كشمير والى المغرب؟ ان جواب السؤال سيأتينا تباعا.
موازين القوى بين الطرفين غير واضح، ورغم ان الطرف الشيعي هو اقل عددا من السنة، الا انه اكثر تنظيما ومعباء لامتلاك الفرصة وعدم تضيعها مرة اخرى. في حين ان السنة مشتتين ومنقسمين داخليا، منقسمين بين الفئات الفقيرة التي تم انهاكها والطبقات الغنية والتي لا حدود لغناها، ومنقسمين بفعل عوامل الانتماء الجغرافية والمستوى المدني. صحيح ان دول الخليج حاولت تجاوز بعض الامور من خلال اقتراح انضمام خاص للاردن والمغرب الى مجلس التعاون الخليجي، الا ان النتائج على المستوى الشعبي لم تكن مبشرة بالخير، لخوف اهل الخليج من هجمة او لنقل مشاركة المغرب والاردن لثرواتهم. من ناحية ايران فانها ليست فقط مستندة الى اقليات معبئة، بل كل المؤشرات تدل بوضوح لقدرتها على اختراق المجتمعات السنية ونشر التشيع فيه. ممها يهئ الظروف لها لكي تخترق المجتمع وتعلم كل ما يحدث فيه. ولعل القنبلة الاكبر في الدول الخليجية وهي خط التماس وخط المواجهة المباشرة، انهم يضمون اقليات كبيرة تزيد على عدد السكان، انه تخلخل ديموغرافي كبير، واذا علمنا ان هذه الا قليات لا تتمتع باي حقوق، رغم ان غالبية افرادها يعيشون في هذه الدول من سنوات طويلة تتجاوز الثلاثين سنة، فاننا ندرك ان هذه الدول لا تقوم على قاعدة صلبة، بل هشة ايضا. ان الطر ف السني القوي في المنطقة هو تركيا، ولكن تركيا تحتوي على اقلية علوية تقارب العشرين مليون شخص، واقلية كوردية نصفها علوي، لها تطلعات قومية واضحة. ان تركيا تحاول معالجة وضعها الداخلي من خلال تقديم تنازلات تحفظ لها مكانتها وموقعها، وتجعل اقلياتها تؤمن بمواطنيتها، فهل تتمكن من ذلك؟
اما من ناحية الشيعة، فالامر تقريبا مشابه من ناحية احتواء البلدين الرئيسيين (ايران والعراق)، على اقليات سنية، ورغم خمول السنة في ايران، الا ان بوادر تمردها او تفعيلها بدات بالظهور منذ امد بتحرك اهل بلوشستان، يتحرك الكورد على اساس قومي وليس طائفي رغم كونهم غالبيتهم من السنة، ولكن لا نعتقد انهم لن يستغلوا الامور او الصراع لتحقيق طموحاتهم. ان ساحة المواجهة الرئيسية هي الان العراق وسوريا، فالانتصار فيهما لاي طرف يعني وضوح مسار الصراع، لان المنتصر فيها سيمتلك على ادوات كثيرة  لتقويته. نتيجة الحرب السنية الشيعية ستكون كما قلنا تغييرا في البنية الاساسية للمنطقة، بنية ديموغرافية والخريطة السياسية وحتى على اسس الاعتقاد والايمان، حيث ستظهر حتما طبقة علمانية قوية ستجعل للدين مكان واحد هو الجامع او الحسينية.
على ضؤ ما قد يحدث لا سمح الله، ولكن نذره تاتي كل يوم واضحة من خلال التفجيرات التي تتعمد لاثارة الشعور الطائفي او من خلال قنوات الاعلام التي تشحد الناس وتملا ادمغتهم بكره الاخر وحيونته. لتسهيل تقبل اعلان الحرب والجهاد ضده لحد اقتلاعه.  سؤالنا ما نحن فاعلون، لكي لا نخسر كما خسرنا في عملية تغيير النظام العرقي لا بل تغيير هيكلية العراق ايضا.
اليس على شعبنا وقواه ان ينظران الى ابعد الامور لكي نتمكن من وضع مخطط استراتيجي او لنقل انقاذي، يحمينا من ما ينذرنا به المستقبل الاتي. ويشمل وضع المخطط، اقرب حليف لنا، ان كنا نعتقد بان اي طرف منهم يستحق لقب حليف، او ترسيخ الوضع الداخلي وتقويته ليتمكن من مواجهة العاصفة والخروج باقل الخسائر الممكنة، وزيادة موارد قوتنا من خلال معرفة الاخرين ونقاط قوتهم وضعفهم، وبدء ظهورنا كعامل فاعل وان لم يكن معلنا في تسيير دفة الاحداث بما يركز من مواقعنا ويقوي وضعنا ويحد من خسائرنا. 

193
نحو مؤتمر كلداني ناجح


تيري بطرس
bebedematy54@web.de

قد يعتبر البعض ما اكتبه تطفلا مني، لشأن لا يخصني. اقول وكيف لا يخصني مؤتمرا يهتم بجزء من شعبي ان لم يكن كله، والا ما فائدة كل ما كتبته ان لم يكن لشعبي بكل مسمياته الجميلة والتاريخية. نعم كانسان وكناشط قومي لدي افضليات واعتقادات قد يوافقني عليها البعض او لا، ولكن كل ما كتبته وكل مجال نشطت فيه كان يرمي الى خدمة شعبي بكل التسميات لانه شعبي وهكذا احببته ولكنني ساتمنى ان اعمل الافضل له.
خلال اكثر من اربعون سنة من العمل التنظيمي السياسي الحزبي. وفي مختلف المواقع والحالات، عضوا عاملا، كادرا متقدما، عضوا قياديا، العمل السري، الكفاح المسلح، المهجر والاجتماعات المهجرية، مع مختلف الاطراف، وجدت اننا معشرة الاشوريين الكلدان السريان، نتميز بميزة فريدة، وهي اننا سريعوا القبول بالافكار الجديدة، وخصوصا الداعية الى تأسيس منظمات منشقة، او جديدة بحجة ان القديمة لم تعد تفي بالغرض او ان القيادة المتحكمة بها تسيرها لمصالحها الشخصية، ولكن بعد فترة النشاط والاستجابة السريعة والعمل نخمد ونبرد ونعود ليس الى حيث كنا، بل نجد اننا فقدنا القديم ولم نقتنع بالجديد الذي عملنا له.
اننا مولعين بنظريات المؤامرات، فاحيانا نحن ضحايا التامر الاشوري واخرى الكلداني وثالثا الارامي، والكوردي والعربي وياخذنا الخيال الى ان الصهيونية بالتحالف مع الامبريالية العالمية والماسونية تتامر علينا لكي لا نظهر ونقوى ونقود العالم الى السلام والمحبة. ولكننا لم نسأل علام يتأمر الاخرين علينا؟ هل لقوتنا ام لثروتنا ام لقوة تاثيرنا في مجريات الامور؟!!!
هناك مصطلح شائع بين اليهود وخصوصا ابان فترة الدعوة القومية ضد من حاول او نظر لافشال الدعوة القومية اليهودية وهذا المصطلح ((اليهودي الكاره لنفسه))، ونحن فينا الكثير من ذلك مع الاسف، انا لا اقول ان لا  تخالفني  او تبين نقاط الضعف في مشروعي او خطابي ولكن ان تحكم عليه بالعدم وبانه وسيلة للفناء او للتخلي عن الدين، فهذا هو القتل وهذا هو الكره. ولذا اخوتي المدعوون والمجتمعون في المؤتمر الكلداني القادم، نحن ننتظر منكم الكثير لشعبنا، واول شئ هو دعم تواجد شعبنا على ارضه التاريخية، والحصول على حقوقه القومية، وبما اننا نقر باننا قومية فان لنا حق تقرير المصير استنادا الى القانون الدولي. وكل حق ناخذه في هذا الطريق هو واجب على عاتق كل منا، ولذا فان المطالبة بالحكم الذاتي او المحافظة هو حق يجب ان نتمتع به وواجب علينا يجب العمل من اجله. اذا ليس الفناء في المطالبة ببعض الحقوق ولكن الفناء في الخنوع والقبول بالامر الواقع، دعونا لا نكون اليهودي الكاره لذاته، فقط لاننا لانحب التسمية الفلانية، دعونا لكي نساعد شعبنا للاستمرار في البقاء بتوفي كل السبل له لتحقيق وتطوير البقاء.
ثقوا ان كل خطوة للامام تخطونها، هي خطوة للامام لكلنا، من يسمون اشوريين ليسوا اعداءكم ولم يكونوا بل هم منادين بمبادئ قومية مثلكم ولكنهم اجتهدوا وقالوا اننا كلنا واحد، واختاروا التسمية الاشورية وهذا الاختيار لم يكن نابعا من توجه طائفي او عشائري، بل بكل بساطة لان له عمق تاريخي مستمر ولانه في ذلك الحين لم يستعمل في اي توجه طائفي او كنسي. ولذا فهم (ان صحت هذه هم، لانهم انتم وانتم هم وكلكم سريان) لم يسرقوا ما ليس لهم. ان من يقول بالاشورية سبقكم كثيرا بالعمل القومي، وهم قد وقعوا في اخطاء عديدة، لم تكن لهم تجارب ولم تكن لهم معارف، لقد حفروا في جبل غريب عنهم انه العمل السياسي، وهؤلاء الاشوريين سواء شئتم ام لا فانهم الاقرب اليكم من اي جهة ومن اي فئة ومن اي طائفة، ولذا فان دراستكم لتجربتهم والاخطاء التي وقعوا فيها، فائدة جمة لكم. من خلال متابعتي لعمل التنظيمات تحت التسمية الكلدانية وجدت انها تقع في نفس اخطاء التنظيمات التي تعمل تحت التسمية الاشورية والسريانية، وهذا يدل على اننا واحد. ولكي لا يغضب البعض لنقل اننا الاقرب الى بعضنا البعض .انهم بقعون في خطاء تكرار ولادة الاحزاب والمؤسسات والانقسامات الاميبية والاتهامات عينها.
ايجابيا عملت الحركة القومية تحت التسمية الاشورية، على امور كثيرة ايجابية، ولعل من اهمها
الاهتمام باللغة السريانية ونشرها باستغلال اي فسحة اتيحت لذلك، الكنائس، الاندية وغيرها
الاهتمام بالفن والتراث ونشره  وكل ما يتعلق بالفلكلور والازياء ونشر المعرفة التاريخية ودراسته، على الاقل دراسة اولية لرفع الوعي القومي
الاهتمام بالادب وخصوصا الشعر القومي الحماسي وتاريخ الادب وابداعات الشعب الادبية والعلمية والفلسفية
الاهتمام بالنشاطات الشبابية ومن خلال اعلاه نشر الوعي القومي والتمايز والوعي السياسي.
تاسيس الاحزاب السياسية وكان اولها الحزب الاشتراكي الاشوري عام 1917 واقدم الاحزاب الاشورية المستمرة تاسس في 15 تموز 1957 المنظمة الاثورية الديمقراطية التي اسسها الاخوة الاشوريين السريان في سوريا وتركيا. والحركة السياسية تحت التسمية الاشورية ضمت منذ البدء اطراف من مناطق وكنائس مختلفة لشعبنا بمختلف تسمياته، فهل الحركة القومية الكلدانية القدرة على هذا الاختراق؟ ام انكم حسمتم خياركم ان هناك اشوري متميز وهناك كلداني متميز وكل واحد له انتمائه القومي الواضح؟
لتكن باكورة عملكم الاهتمام باللغة السريانية ونشرها والعمل على توسيع مجالها، فهو الطريق الافضل لنشر الوعي بالذات وبتمايزها عن الاخر.
اخوتي لقد ملينا من الانشاء والبيانات المتطابقة والتي كانها نسخت احداها عن الاخرى، ولن تميزها الا بعد قراءة الاسم، عليكم وعلينا العمل بخطوات عملية، تشعر المتلقي انه امام عمل مبرمج تمنحه الثقة للانخراط فيه، وليس خطابات عن عظمة الاجداد والواقع يكذبه. فواقعنا وواقعكم يكذب كل تغني بالماضي، لا بل يجب ان نخجل من الادعاء بالانتماء لهذا الماضي. اخوتي شارك الاشوريين سابقا على الاقل ولحد الان للبعض في مؤتمرات وندوات وسفرات توعية ونقل المناشير وتوزيعها وكل النشاطات التي يتطلبها رفع الوعي القومي واستحصال حقوق شعبنا، ولم يستلموا اموالا من احد، بل كان النشطاء يتحملون ذلك من جيبهم الخاص، وانا لعلي ثقة انكم تقومون بنفس الشئ، فهذه ضريبة يدفعا الرواد، ولكن هذا لم يكن وليس كفاية لانجاح اي عمل سياسي يرمي لتحقيق الحقوق المشروعة لاي شعب. لكي نستحصل على حقوقنا علينا التمتع بعوامل قوة، يمكن ان تغيير موازين القوى لصالح اي طرف تحالفنا معه، هذا اذا لم نستطع امتلاك عوامل قوة تفرض نفسها كقوة مستقلة يحسب حسابها في العمل السياسي. فهل نحن سائرون في هذا الطريق. وهل ابداء الخنوع والاستسلام والمسكنة يعتبر عامل قوة، ام اننا نعتبر حملا ثقيلا على الاخرين؟ الجواب لكم جميعا.
سادتي الاعزاء عندما اسمعكم او اقراء لكم لا استشعر اي اهتمام منكم لابناء شعبكم في ايران او تركيا او سوريا، وكان الوجود الكلداني محصور في العراق وفي المهاجرين من اصل العراقي (العراق صنيع اتفاقية سايكس بيكو وتعديلاتها) ولعلم بعضكم  ممن يرددون المقولات العربية الفاشية عن  الاشوريين جاوا العراف من دول الجوار ،ان اخوتكم الاشوريين وان كان بعضهم في حكاري فان حكاري كانت تابعة لولاية الموصل وان اهل حكارى كانوا يقضون ستة اشهر من السنة في السهول الدافئة داخل الحدود العراقية الحالية. هل تعملون من اجل الكلدان ام من اجل كلدان العراق؟
الاشوري يقول بكل بساطة ان الاشوري هو كل من تكلم السورث وامن بانه اشوري، يا ترى هل نقول ان الكلداني هو كل من تكلم السورث وامن انه كلداني، وهنا سنجد ان المشكلة ليست في تعدد القوميات، بل في تعدد التسميات، ويمكن الاتيان بامثلة عديدة من قرى تتكلم نفس اللهجة وهي منقسة الى اشوري وكلداني، اليست ىهذه اشكالية في الهوية القومية؟ كيف يمكن معالجتها؟ ودون معالجتها سيكون هناك الكثير من اللغط حول الهوية وماهية الهوية. علما عندما نقول الهوية القومية فاننا نعني (اللغة، والتراث، والتاريخ، والمصالح المشتركة، والعادات الاجتماعية )
اخوتي للنجاح لسنا محتاجين لعدو وان كان افتراضيا، بل نحن بحاجة لقضية مكتملة العناصر، قضية يمكن الدفاع عنها وكسب الراي العام القومي والعالمي معها. قضية شعب مضطهد ونحن نمتلكها، ولكننا لم نصدر قضيتنا بشكل صحيح، لا بل اننا كنا اكثر الاعداء لها بجهلنا وبانقساماتنا وبتركنا الغريب الغريب لكي يتحكم فيها. نحن بحاجة  لوضع برامج اوليات، هل من اولياتنا القضاء على العدو الاشوري المغتصب، علما ان الاشوري لا يضعكم في موقع العدو، بل يقول بكل بساطة ان الاشوري والكلداني هما مسميان لشئ واحد. ام لترسيخ الوعي القومي المميز ام ام. بلا برامج واضح لا قضية ولا نجاح.
اخوتي نجاحكم هو نجاح للاشوري والسرياني وفشلكم لا سمح الله فو فشل لكلنا، فلنعمل للنجاح.


194
واخيرا ظهر ان سرجون هو قاتل الامام الحسين بن على  في واقعة الطف....




تيري بطرس
bebedematy54@web.de
في مقطع فيديو على الرابط ادناه انتشر على الفيس بوك يقول السيد مقتدى الصدر بان سرجون (لم يحدد اي سرجون) هو قاتل الحسين بدفع من الامبراطورية البيزنطية. من الواضح ان سرجون هذا من ابناء شعبنا الاشوري (فالاشوريين فقط هم من يسمون بهذا الاسم)، فهل يراد ياترى تحميل شعبنا مقتل الحسين بدفع من الامبراطورية البيزنطية، التي كانت تكن العداء للاسلام والمسلمين حسب ما يريد السيد مقتدى الصدر ان يفهمنا؟. وسرجون هذا ولانه مدفوع من قبل هذه الامبراطورية فلا بد ان يكون له دافع ديني، وخاصة نحن نعلم ان الامبراطورية البيزنطية كانت مسيحية. الى ماذا يريد ان يصل السيد مقتدى الصدر بخطابه هذا؟ هل يريد ان يقول ان السنة براء من دم الحسين، نحن نعتقد بذلك؟ فليس معقولا ان يتحمل كل السنة ما اقترفته ثلة معينة، قد لا تكون مؤمنة اصلا وقد تكون عملت هذا لاجل مصالح دنيوية وليس لاسباب دينية مذهبية وخصوصا انه في تلك الظروف ما كان الانقسام المذهبي قد حدث ولا تجذر، لا بل من الواضح ان الصراع كان على الخلافة وهو امر سياسي ولم يكن له بعد امانس فلسفس. فاذا ماكان حقا يريد تبرئة السنة من هذا العمل، فنحن معه قلبا وقالبا ولكن ليس برمي التهمة على الاخرين، بل باعلان براءة السنة من الفعلة والدعوة الى التاخي والتعايش.
 الظاهر ان السيد مقتدى الصدر نسى ان مسيحي العراق حينها واغلب الشام لم تكن تتلقى الاوامر من بيزنطا او قسطنطينة، بل كانت في حالة عداء مستحكم بسبب الخلاف الطائفي. والغريب ان السيد مقتدى الصدر يماشي النظرية الشعبية التي تملاء اجواء المنطقة عن عداء الغرب للاسلام من خلال ربطه بعض الاحداث في العصر الحديث بما سبقها في العصور القديمة، كمثال تلميحه الى ان الغرب يعادي الاسلام منذ ذلك الزمان ولحد الان. بسبب عدم تقبل الفكر العربي  والاسلامي ان صحت التسمية المؤامرات والخلافات الداخلية فيحاول رميها دائما على الاخر؟ لسنا في حالة الدفاع عن الغرب، ولكن المؤسف ان شخصا بمكانة السيد مقتدى الصدر، يسير بما يقوله مئات الالاف ان لم نقل الملايين، يحاول نشر مثل تلك التلميحات المضرة ليس بالوحدة الوطنية، ولكن بفكر الانسان العراقي من خلال اشاعة نظريات تافهة لا قيمة لها، الا حشو الادمغة بخرافات تجعلها عاجزة على التفكير والتحليل والاستنتاج. فحديث التاريخ عن قتل الحسين بيد عبيد الله بين زياد، ومن ثم تحميل السنة هذا العمل كل هذه العصور والعداء المستحكم بين الشيعة والسنة بسبب ذلك، يجعلنا ندرك المحن التي يمكن ان نتعرض لها جراء هذا التفسير الملتوي والذي للاسف لا يستند الى اي حقيقة تاريخية.
المريع والمثير ان من يقومون برمي كل السلبيات الى مؤامرات الاخرين يرمون الى  وضع صورة خاصة عن العالم وتاريخه، فهم يتهمون الروم والفرس مثلا بعداء الاسلام والعرب، ويسحبون هذا العداء للوقت الحاضر، ولم يقل احد من احتل بلد الاخر، من اعتدى على الاخر، فتاريخيا كانت العراق ومنذ اكثر من الف عام من ظهور الاسلام تحت حكم الفرس بمختلف مراحلهم، وكانت سوريا في الغالب تحت حكم روما ومن ثم بيزنطا، فمن منح العرب الحق في الادعاء بان هذه الارض لهم؟ انه سؤال مشروع وتاريخي ولا اريد سحبه للان، ولكن من حق الجميع ان يسأل لو اردنا محاكمة التاريخ. كيف يليق ان نتهم الاخرين بالعدو ونحن الذين سرنا اليهم واحتلينا بلدهم؟ انه سؤال مشروع اليس كذلك؟. فحتى لو افترضنا انهم كانوا مكلفين من قبل الله بنشر رسالة الاسلام، فهل في ظل العقل العصري والمعارف الحالية، يمكن تكرار الحجة المكرر وهي ان بيزنطا وبلاد فارس كانت عدوة للعرب المسلمين؟ وهل حقا يمكننا ان نتهم الله وما يريده، بكل ما حدث في استيلاء العرب على هذه الاراض من اعمال السيف والقتل بالبشر وسبي النساء  والاستيلاء على ثرواتهم بحجة نشر الاسلام.
 ان نظرية المؤامرة لا تستقيم والكم الهائل من الخلافات والصراعات التي اندلعت بين المسلمين من المذاهب المختلفة، ولا التي اندلعت من اجل الاستيلاء على الحكم ولا الاساليب البشعة والممارسات التي لا يمكن للعقل تقبلها بين مختلف الفرقاء المتصارعين على السلطة، مثل قطع الراس وارساله الى الامير او الوالي او الخليفة وهي ممارسة مورست مرارا وتكرارا في تاريخ الحكم الاسلامي وفي مختلف مراحله، كما ان شواء الخصم في التنور او تقطيعه وهو حي او سلخ جلده وهو حي او سحله في الدروب لحين الوفاة  تكررت في الخلافات بين الامراء والخلفاء المسلمين. وفي مقارنة ذات دلالة فانه في تاريخ العراق ما قبل دخول الاسلام وولنقل من 2340 ق. م والى سنة 661 م والتي تقارب ثلاثة الاف سنة يذكر التاريخ عن مقتل حوالي 18 ثماني عشر حاكم، بينما من سنة 661 م والى سنة 1966 والتي تبلغ حوالي 1300 سنة هناك اكثرمن 60 حاكم ووالي وخليفة تم قتلهم واغلبهم بطرق بشعة والكثير منهم من قبل اقرباء لهم (الابن، الاخ) والخلافاء الراشدون قضى اربعة منهم بالقتل وعثمان بن عفان تركت جثته ايام دون دفن.. واذا تركنا القادة والولاة والخلفاء، واتينا الى علماء الدين فان اصحاب المذاهب الاربعة كلهم ذاقوا السجون والتعذيب والاهانات. ومعروف مصير الحلاج والبرامكة . اما عن الاقليات وما عانته فهي كانت ضحية في اي فترة عمها الاضطراب وفلت القانون، فكان الناس يقومون بالهجوم على حارات الاقليات ولحين استقرار الوضع كانت ممتلكاتهم تسلب وبناتهم تغتصب وهذه العملية حدثت مرارا وتكرارا في تاريخ المنطقة بعد الحكم الاسلامي (وليست وليدة اليوم فقط). وفي القرنين الاخيرين تعرض الازيدية لمذابح كثيرة بتهمة عبادة الشيطان، وتعرض الاشوريين السريان للمذابح المتتالية في سنوات 1836م و1843 م و1895 و1914_1917 ومذبحة 1933 في سميل و1969 في صورية.   السؤال الذي نطرحه على السيد مقتدى الصدر وغيره، هل كان الاستعمار والاستكبار العالمي يد في كل ذلك؟ ام ان على الشعوب وقادة المنطقة البحث في مكان اخر عن العنف الدموي المستشري في المنطقة، لمعالجة الامر بشكل دائم. ويمكن العودة للاستزادة من هذه الحوادث الى كتاب الاستاذ باقر ياسين (تاريخ العنف الدموي في العراق)
نعتقد ان الوجود والانتماء مهزوزان لذا فان الاغلبية وغالبية قادة هذه الاغلبية، تشعر على الدوام ان الاخرين يتامرون عليهم، وانهم عملاء لطرف ما، لا بل انهم في اتهاماتهم لم يتركوا احد من تهمة العمالة . فلو مررنا مرورالكرام على تاريخ العراق الحديث، لظهر الاتي، الاشوريين عملاء المستعمر، يتامرون لتقسيم العراق، الكورد عملاء الصهيونية يتامرون لتقسيم العراق، التركمان عملاء تركيا يريدون سلخ لواء الموصل والحاقه بتركيا، الشيعة الصفويين يريدون تقسيم العراق والانضواء تحت السلطة الفارسية المجوسية، السنة يريدون بيع العراق وثرواته للعرب.
اذا ليس هناك متامر وان كانت السياسية تبحث عن المصالح دائما، بل هناك اناس ليسوا مؤهلين لادارة الدول وكل همهم هو السلب والنهب والغنائم في حروب متتالية، وليس العمل من اجل خلق ثروة وديموتها وزيادتها. فكل العالم في نظر الفكر الذي ساد ويسود المنطقة هو مشروع للاحتلال والاخضاع ونشر الدين واخذ الجزية والاسلاب والغنائم منه. وليس ادل على ذلك من عودة الفتاوي التي تقول بالجهاد والفتح للاملاء خزائن الدولة. ولن تفيد بعد الان القول ان فلان لا يمثل الانفسه، فالتاريخ يقول والاحداث تبين وانتشار الفكر الجهادي والذي يقسم العالم الى دار سلام ودار حرب دليل على ذلك.


لمن اراد الاطلاع على الفلم عليه ان يفتح الرابط التالي
https://www.facebook.com/photo.php?v=10200932297219436


195
وحدة كنيسة المشرق... اراء و رؤى


تيري بطرس
لا اود ان يعتقد احد ما، ان ما اطرحه هو تدخل في شؤون الكنيسة، بل هي رؤى لما يمكن وما يجب ان يحدث، في نقاش حول اهم مؤسسة من مؤسسات شعبنا مستمرة لاكثر من 1700 سنة. وهي مؤسسة عراقية ايضا لم يقم العراقيين بالاحتفاء بها بما تستحقة وبما قدمته للبشرية من خدمات جليلة. وكأي كائن حي، تعرضت مؤسستنا الحية لامراض عديدة لم تاتها من روحها النقية، بل بفعل الانسان الذي لا يقبل التطور او التعايش مع العصر او حتى حينما لم يتمكن من  ان يستنبط طرق جديدة للحياة. من كوخي الكنيسة القديمة في ساليق وطيسفون (ܡܕܝܢ̈ܬܐ) (المدائن) جنوب شرقي بغداد اديرت الامبراطورية الروحية والتي امتد حدود تواجد مؤمنيها من البحر المتوسط والقدس غربا الى اواسط الصين وجزر جنوب اسيا والهند وكازخستان الحالية شرقا ومن اواسط تركيا الحالية الى جنوب جزيرة العرب الحالية. هذه المؤسسة الدينية التي لم تستعمل في التبشير بايمانها الا الكتاب المقدس وعلامة الصليب وما يحمله المبشر من العلوم والمعارف، هذه الامبراطورية التي يقال ان عدد المنتمين اليها ايام طيماتيوس الاول كان يربووا على الثمانين مليونا. لم تكن دولة ولم يكن لها جيش او سلاح ولكنها كانت عابرة للدول. بل وقامت بما لم تقم به الدول فجامعاتها في نصيبين واورهي وجندي شابور ومدارسها في كل دير وكنيسة واشهرها الدير الاعلى قرب الموصل، غنية عن التعريف وعن ما قدمته للانسانية في علوم الفلك والرياضيات واللاهوت ونقل وترجمة علوم الاغريق الى السريانية ومن ثم تم نقله بواسطة علماء السريان الى العربية.
انتشر الايمان المسيحي شرقا وغربا وشمالا وجنوبا. لقد كانت روما وهي اعظم مدينة في ذلك الزمان قبلة لكل من يريد ان يكون امميا، كما انها كانت العاصمة التي تتحكم في الارض التي انبثق منها الايمان المسيحي، ولذا فلا عجب ان يكون لروما مكانة خاصة في تطلع اصحاب الايمان لنشر ايمانهم فيها، ولذا فان وجودها في التراث المسيحي امر مفهوم ولكن ليس بمفهوم الزعامة والريادة، وحتى لو قلنا ان الزعامة هي لبطرس (شمعون) الرسول، ولكن ليس هناك حقائق دامغة على كون بطرس فيها، والامر الاهم هو ان البطرس هنا هو الرمز، لبناء هيكيلية ادارية وقيادية تنشر الايمان وتهتم بالمؤمنين. ودليلنا على ذلك هو ان كل الرسل والتلاميذ والمؤمنون قاموا بالتبشيربالدين استنادا الى اجتهادهم الخاص ولم ينتظروا تعليمات من بطرس او اي ممن خلفه، كما منحوا العماد للمؤمنين دون انتظار صلاحية من احد غير ايامنهم وغيرتهم، ولعمري ان منح العماد وتقديم القربان المقدس هما اقدس ممارسات التي يمارسها اي رجل دين من بابا روما الى اصغر كاهن في كنيسة في قرية منسية.
ولذا فان الكنائس انتشرت كما بينا اعلاه ليس كتجمعات صغيرة بل وايضا كهيكلية ادارية وقيادة دينية هرمية يراسها اسقف برتبة بطريرك ويعتبر الاول بين الاساقفة. وسمي في بعض الكنائس بطريرك وبعضها بابا. اثرت الانقسامات السياسة والبعد الجغرافي والثقافة في تنوع الكنائس واثرت التراث الحضاري والفلسفة في تفسير الدين وخصوصا بالنسبة لمعرفة الله (الاقانيم الثلاثة) ويسوع المسيح من الناحية اللاهوت والناسوت
منذ نهاية القرن الثاني تلبورت هيكلية كنيسة المشرق (ܥܕܬܐ ܕܡܕܢܚܐ) ، وبالتاكيد ان الناس الذين انتموا اليها او كانوا ضمنها، كانوا يمتلكون بعد حضاري سابق، حملوا اثرا منه في معتقدهم الجديد، ولعل اكثر الاثار اثرا هي المعتقدات السابقة ونظرة الناس للكون والحياة وما بعدها.فكلمات في الاديان القديمة واعياد واساطير حورت عن معناها واسباب حدوثها لتلائم الايمان المسيحي كما ان مؤثرات ايمانية سابقة بقى تاثيرها وان تغيير في الايمان الجديد. مثلا من الشائع ان كنيسة المشرق لا تستسيغ وضع التماثيل والصور في دور العبادة، وهذا الامر وان استند الى ما ورد في التوراة والوصايا العشرة المكتوبة على الحجر بيد موسى النبي، الا انها ايضا مستمدة من التراث والعمق الحضاري والديني لما قبل المسيحية، فالمعروف ان العراقيين القدمى لم يقيموا التماثيل لالهتهم، بل مجرد رموز تمثلهم، وهذا الامر انتقل الى المسيحية لديهم والالهة عندهم غير مرئية وسماوية، ولذا فانهم يميلون الى الفصل اكثر بين الناسوت واللاهوت في المسيحية. وفي السنوات الاخيرة اعترفت المسيحية كلها بالتاثيرات الثقافية في فهم المسيحية، ولذا فانها صارت اكثر تسامحا مع بعضها البعض، لا بل ان المسيحية فتحت افاقا مع الاديان الغير المسيحية مثل الاسلام واليهودية من اجل الانسانية والتاخي الانساني وقبول مبداء التعدد الايماني وحق الناس في ممارسة ايمانهم بالصورة التي يرونها الاسلم لهم. على ضؤ انفتاح كنائس على الاديان الغير المسيحية واعترافها بالاخوة الانسانية وبحق ممارسة الايمان بالصورة التي يراها المؤمن وبحقهم التعبير العلني عن ايمانهم، نجد انه من الغريب ان المسيحية لم تتمكن من ان تصنع وحدتها الخاصة! بل يمكن القول ان بين اطراف منها وممن يقول عن ابناء الديانات الاخرى انهم اخوة لهم، يتهم كنائس معينة بالهرطقة والكفر مع انها تشترك مع بالايمان بالاقانيم الثلاثة وبالخلاص من خلال يسوع المسيح وبالقيامة وغيرها من التعاليم المسيحية الاساسية وخاصة التي وردت في صلاة فعل الايمان (بشرارا كير همنينان).
 لا يخفى ان الحوارت الوحدوية بين الكنيسة المشرق وكنيسة روما ليست وليدة اليوم، وليست وليدة الانقسام الذي قاده بعض رجال الدين وبموجبه تم انتخابا يوخنا سولاقا بطريركا جديدا او بديلا، وليست كذلك وليدة بعثة بروصوما الذي ارسله ملوك المغول لبناء وحدة مسيحية وتم التماطل فيها لسنوات لحين انقلاب المغول الى اعتناق الاسلام وما حدث بعدها من الذبح الشامل والتدميرالشبه الكامل للوجود المسيحي في الشرق، بل هي منذ القرون الاولى للمسيحية وحتى حينما كانت كنيسة المشرق خاضعة للامبراطورية الساسانية والاسلامية فانها تحاورت مع كنيسة روما في الوحدة ولكن هذه الحوارات كانت دائما تقف عند الخلاف اللاهوتي والفهم الخاطئ لكلمة القنوما التي لا مثيل لها في اللغة اليونانية والتي فسرها البعض پرصوپا Person  وعدم قدرتهم على فهم التنوع الثقافي وادخال الامر في عمق الايمان والهرطقة والكفر. وجدت جاليات وابرشيات كنسية تابعة لكنيسة المشرق في منطقة سوريا الحالية وقبرص وفلسطين وحتى مصر، وبالمقابل وجدت كنائس تابعة لروما مذهبا وهيكليا في هذه المناطق، ولا بد انه كان هناك حوار يومي وتعايش وحوار، الا اننا لا نرى له اثر وقد تاتينا الايام بما يغني معلوماتنا من خلال الكشف عن المزيد من الكتب والوثائق الغير الموثقة. يقول السيد المسيح ليكن الجميع واحدا كما انك انت ايها الاب في ةانا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني يوحنا 17:21 (( ܕܟܠܝ ܗܘܝ ܚܕ̄ ܕܐܟ̣ܝ ܕܐܢ̄ܬ ܒܒܐ ܒܝܝ ܝܘܬ ܘܐܢܐ ܒܝܘܟ̣ ܝܘܢ ܕܐܘܦ ܒܝܢ ܗܘܝ ܚܕ̄ ܕܗܡܢ ܥܠܡܐ ܕܐܢ̄ܬ ܫܘܕܪܝ ܝܘܬ؛ ܝܘܚܢܢ 21̄ -17))
، هكذا يوصي السيد المسيح تلامذته، وهو يعنينا اي كل من اعلن ايمانه المسيحي، ولكنه بالتاكيد لم يقل اتبعوا روما، ولم يقل ان من سكن روما هو خليفة بطرس هامة الرسل. الذي قال ذلك هو موقع روما السياسي والاقتصادي، لانها كانت قلب الامبراطورية الرومانية. كانت اسقفيات روما والقسطنطينة وانطاكيا والقدس والاسكندرية تعتبر المراجع الرئيسية للمسيحية، ومن المفترض ان تكون كنيسة المشرق تابعة لكرسي انطاكيا، الا اننا لا نلاحظ التاثير الانطاكي في سير الامور بل نجد وكان الكنيسة ومنذ البدء استقلت بنفسها واتخذت قراراتها ولكنها من جانب اخر حاولت ان يكون ايمانها متوافقا مع الكنائس الخمسة، وذلك من خلال الرسل المرسلة لهم ومن خلال ترجمة الكتب اللاهوتية والدينية التي نشروها. اذا كنيسة المشرق كانت مستقلة اداريا ولكنها عملت جاهدة للتوافق مع بقية الكنائس في الايمان وصيغته فهي شاركت في مجمع نقيا  اول مجمع مسكوني تعقده الكنيسة الجامعة او مجمع 318 اب الشائع لدى العامة والذي انعقد عام 315. في الصراع اللاحق بين بطريرك قسطنطينية نسطورس وبطريرك الاسكندرية قيرلوس، لم تتدخل كنيسة المشرق، لا بل ان وفودها لم تصل الا متاخرة، ولكنها لم تحرم نسطورس كما فعل البقية لانهم لم يجدوا وبحسب تعاليمهم ما يشينه. وكما اسلفنا فاليوم اغلب الكنائس لا تجد في تعاليم نسطورس ومعتقدات كنيسة المشرق اي هرطقة بل هي رؤية منبثقة عن ثقافة وتقاليد الشعب الذي انتشرت فيه.
امام معضلة الانقسام، وقول السيد المسيح ليكن الجميع واحدا، والطموحات البشرية، علينا الادرك ان ما كل ما يبتغيه المرء يناله، على الاقل في المدى القريب، ولكن فسح الطريق لذلك امر ممكن من خلال طرح البدائل والمعيقات والتصورات القابلة للنقاش، على الاقل لخلق جو مرحب بوحدة الكنيسة وليس اتجاه الوحدة او تفاصيلها الذي يبقى في النهاية من مهمة اباء الكنيسة.
ولكن علينا ان نحدد نقاط الارتكاز او الثوابت التي يجب ان تبقى في الذهن عن مناقشة التصورات المحتلملة للوحدة براينا. ان مفهوم ان بابا روما وبصفته اي لكونه في روما فهو خليفة بطرس مفهوم تجاوزه الزمن ولم يعد يشكل اي نقطة للحوار، بمعنى انه امر لم يعد مقبولا  ولا يمتلك اي مصداقية ايمانية . كما ان الصاق تهمة الهرطقة بكنيسة المشرق او اي كنيسة اخرى في ضؤ اعتبار ابناء الاديان الاخرى اخوة في الانسانية وابناء الله لم يعد له من معنى وخصوصا ما يمتلكه المؤمنون في الكنائس المختلفة من مشتركات كثيرة. ان كرسي البطريركية في كنيسة المشرق يساوي كرسي الباباوية في روما من حيث القيمة الروحية والرسولية والشرعية الدينية. ان كنيسةالمشرق الكلدانية تتبع الكرسي البابوي وهي في النهاية ستمتثل لقرار هذا الكرسي في اغلب امورها. ولكن وصية الرب يسوع المسيح كونوا واحدا يجب ان تتحقق. اذا امام الوحدة لكي تتحقق احتمالات مختلفة او اخراجات متعددة.
هل هناك من داع لبقاء كنيسة المشرق الكلدانية عن كنيسة المشرق، على ضؤ اعتراف كنيسة روما بصحة ايمان كنيسة المشرق؟ انه احتمال من احتمالات الوحدة، اي ان تعود كنيسة المشرق الكلدانية لايمانها ولترتبط بكنيسة المشرق، وهو سيكون مقبولا من كنيسة المشرق بالطبع باعتباره مطلبها الدائمي، سواء الان ام ما قبل اعتراف روما بصحة ايمانها. ولكنه احتمال بعيد المنال باعتقادي، فهذا يعني خروج كنيسة المشرق الكلدانية من ارتباطها بكنيسة روما بشكل تام واتخاذه القرار المستقل في امر بهذه الاهمية وهو ما لم تقم به منذ ثلثمائة سنة العمر الافتراضي للكنيسة المشرق الكلدانية. ولكنه قد يفيد في سحب كنيسة المشرق بعدئذ للارتباط بكنيسة روما. ولكنه لن يعاني مصاعب في تغيير هيكلية الكنيسة.
هل هناك من داع لبقاء كنيسة المشرق مستقلة وبعيدة عن كنيسة روما كبرى كنائس المسيحية، بعد اعتراف روما بصحة ايمانها، باعتبار ان كنيسة المشرق لا تتهم اي كنيسة اخرى بالهرطة في العصور الحديثة؟ اي ان تحيقيق كونوا واحدا، لا يتطلب الكثير لكي تعلن كنيسة المشرق قبولها بالارتباط بالكرسي الرسولي في روما، وهذا يعني اتحادا فوريا وبلا اي مشاكل وسلسا مع كنيسة المشرق الكلدانية. ولكن امام مثل هذا الاحتمال خطوات براي يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار. واهمها ان تحتفظ كنيسة المشرق بصورة ايمانها كما هي وليس هناك داع لتغييرها، وان تحتفظ بالخصوصية وبالاستقلالية في رسامة وسيامة كل اباء الكنيسة بمختلف رتبهم وحتى البطريرك، الذي لن يحتاج الا الى مصادقة البابا او الكرسي الرسولي كامر واقع وليس خيارا. وان تحتفظ بمؤمنيها في اي بقعة من العالم وان يتم التعاون بين كنيسة المشرق وكنيسة روما في اي تعاون او اشكال يحصل او دعم يقدم. وان يكون القاصد الرسولي في البلدان ذات التقليد المشرقي مثل العراق وايران وسوريا من اتباع كنيسة المشرق اي ترشحه كنيسة المشرق ويعينه الكرسي الرسولي ممثلا له، طبعا يقوم بالتنسيق مع الكرسي الرسولي في مهامه. ان يكون لبطريرك كنيسة المشرق الحق في المشاركة في انتخاب من يتبواء منصب البابا وان يكون له الحق في ان يرشح نسفه او ان ينتخب لهذا المنصب. وبما اننا نؤمن ان روح القدس يتدخل في اختيار الافضل، فلنترك روح القدس يعمل  ويختار ولا نحدد مساره ونحدد خياراته. ان محاولة تحديد هذا المنصب بمنطقة جغرافية معينة هو عمل منافي لروح الايمان المسيحي ولعمل روح القدس. وفي هذا الاطار يمكن توسيع قاعدة الهيئة ادارة الكنيسة وخصوصا الموظفيين الثابتين والذين لا يتطلب استبدالهم باستبدال ساكن الكرسي الرسولي، وان يكون لكنيسة المشرق ممثلين في الهيئات المختلفة التي تدير الكنيسة الجامعة.
والاحتمال الثالث للوحدة براي هو الوحدة من خلال التعددية، ولكنها وحدة مهزوزة نوعا ما مالم تؤسس لنفسها شكل مؤسساتي يمكن ان نبثق منه قرارات ملزمة. وهذه الوحجة تعني اجتماع البطاركة بما فيهم بابا او كل من يلقب بالبا بشكل مؤسساتي لاتخذ قرارات تهم العالم المسيحي من الناحية الدينية.
وفي كل هذه النقاش لم نتناسى كنيسة المشرق ذات التقويم القديم، فهذه الكنيسة لا تختلف عن كنيسة المشرق ذات التقويم الجديد في الايمان وفي الطقس ولكنها تختلف عنها اداريا، وبالتالي فان الامور الادارية هي العائق في تحقيق الوحدة وعدم رغبة البعض بها لاسباب لا ترتقى ابدا الى ضرورة الوحدة. اننا نتطلع الى تحقيق هذه الوحدة باقرب فرصة، وحل اي اشكالية خلافية من خلال استنباط طرق ومفاهيم جديدة للادارة والتطوير.

196
الكنيسة الكلدانية.... ضربة معلم


تيري بطرس
نرجو المعذرة لاي التباس او سؤ فهم للعنوان اعلاه، لانني لم اقصد به التجاوز وتشبيه الكنيسة  بمن يضرب ضربته لكي يجني ثمارا من متاع الدنيا، ولكنني اقصد به ضربة معلم يريد تعليم تلامذته درسا لكي يسلكوا الطريق السليم والصحيح. فالبيان الصادربتاريخ 20 نسان 2013  وعلى الرابط ادناه يمثل درسا بليغا لكل العاملين في المجال القومي بمختلف تسمياتهم وليس لمن يعمل تحت التسمية الكلدانية فقط. وقد جاء البيان بعد طول انتظار من البعض، ولكنه جاء بيانا ذكيا ومتميزا . وقد بدا البيان باستنكار مواقف ترمي الى الضغط على البطريركية لاتخاذ موقف معينا. وعندما عرف القومية بانها جماعة متجانسة تشعر بالانتماء الى تراث وتاريخ واحد ولغة واحدة وجغرافية واحدة مما يشكل لها هوية خاصة، فان البطريركية وبلا شك تقول لنا كفى انقساما فكلكم واحد، ولو ربطنا هذه الفقرة بالفقرة التي تخص التسمية لادركنا ان الكنيسة ترمي بالحمل على النشطاء القوميين، وبين السطور هناك اتهام لهم بان اي تقاعس عن العمل الموحد والمتجاوز لمسألة التسمية فالسياسيين والمثقفين والكتاب يتحملون المسؤولية. وقد عرف البيان دور الكنيسة في المجال القومي بالحفاظ على التاريخ واللغة والتراث والوجود والتواصل والتطور، وبذا فان الكنيسة عادت الى دورها الرائد في الحفاظ على لغتنا وهو دور كانت قد وضعته على الرف منذ ومن بعيد، ونرجو ان نرى تطبيقا لهذا ليس من خلال الدورات الصيفية، من خلال تشجيع التعليم بلغتنا لخلق جيل يتحاور بها وليس بالعربية كما نفعل نحن اضطرارا. كما تم البط بين الحفاظ على الوجود والتراث مع التطور، وهو الامر الذي نعتقد اننا بحاجة اليه، لكي نعيش ايمانا يماشي العصر وخصوصا في بعض التفاصيل التي جعلت الكنيسة تخسر مؤمنيها.
ان البيان المنوه عنه مطلوب دعمه والعمل على زرع بذور خيره في الجميع، لانه حقا يندرج ضمن البيانات البناء والواضحة والتي ترسخ الوجود وتدعوا الى العمل وليس فقط الشعارات ومحاولات النيل احد من الاخر، الامر  الذي شاع مؤخرا. ويطالب القوميين ليس فقط قضية ولكن خطة عمل في المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية لترفع من شأن من تدعي التكلم باسمهم.
باعتقادي المتواضع ان البيان قد جاء استكمالا للخطوات الهادئة التي اتخذها غبطة البطريرك، وهي ترمي لترسيخ دور الكنيسة وقيادتها في المجتمع، ليس من باب اخذ التوجهات المثيرة  التي تتراوح بين اقصيين، بل من خلال مواقف ترسخ وحدة المجتمع وتحاول ان تزرع قيم الوحدة والمصلحة العليا فيه. ومن جانب اخر ربط البيان بين المشاعر القومية وبين الناس برباط لا يمكن انتزاعه، بمعنى ان الشعور القومي شعور اصيل وطبيعي وغير عدائي بذاته، وابرازه حق، ولكن ليس على حساب الوحدة. فالهوية التي عرفها البيان اتت كما هو متعارف عليها، نتيجة للغة والتاريخ والتراث، وليست نتيجة لتسمية، هذه المشكلة العويصة والتي يمكن حلها ان توفرت النيات الحسنة وعرف الناس مدى المعيقات فيها، والناتجة عن وضع شعبنا في المنطقة وتوزعه على بلدان عديدة لا تحترم هويته. كما انها بالتاكيد ناتجة ان تشويه تاريخنا الذي شاركت فيه جماعات عديدة.
وكما يجب ان يكون، فان البيان حدد دور الكنيسة الاولي وهو نشر رسالة السيد المسيح وبكل اللغات، وهو العودة الى دورها القديم حينما بشرت العرب والكورد والارمن والكازاخ والصينين والهنود وكل بلغته، لانها كنيسة عالمية وجاءت لتوصل الخلاص الرباني للجميع ولتنشر السلام والمحبة والتاخي في كل اصقاع المعمورة. ولكنه لم ينتشلها ويخرجها من مجتمعها الذي ظهرت فيه وكانت احد اقدم مؤسساته المستمرة منذ القرن الميلادية الاولى، من خلال التاكيد على دور الكنيسة في المجال القومي كما مر بنا. ان التبشير والتي هي مهمة الكنيسة، ليس مقتصرا على من لا يؤمن برسالة الرب يسوع المسيح، بل هي مهمة يومية مع المسيحي ايضا لكي يعيش القيم المسيحية وكم هي ضرورية لخلاص نفسه. ولذا فان الكنيسة مطالبة بالتبشير بلغة مفهومة وقريبة من الناس وان ترسم كهنة مبشرين يعيشون مع الناس وليس كهنة لاداء واجبات او طقوس او في بعض الاحيان لملئ الجيوب كما يحدث لكثير من رجال دين كنائسنا كلها.
مرة اخرى اقولها لنحتفي بهذا البيان المتوازن، من خلال العمل وتقديم البدائل لما نعيشه في الواقع الراهن، والذي هو محفوف بالمخاطر كما يعترف به البيان. ان استمرارنا في الحرب التسموية سيعني اننا نترك شعبنا عرضة لكل الهجمات ولكل الاحتمالات بانتظار حسمها، علما ان البعض لا يريد ان تحسم لحين تقديم المزيد من الخسائر او لحين ترنحنا.





http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,660371.msg5981081.html#msg5981081

197
كيف تسرق الامة من قبل احزابها؟



تيري بطرس
الرمز القومي قد يكون من انتاج شخص او فكرة مجموعة محددة، ولكن هذا الرمز لا يتحول الى رمز قومي، ما لم يتخذه ابناء الامة علامة لهم لاظهار نوعية انتماءهم. فالعلم الامريكي ذي الخطوط الثلاثة عشر البيضا والحمراء مع نجوم بيضا في مربع ازرق، صار رمزا للولايات المتحدة الامريكية من قوة ومكانة وموقعا جغرافيا وكذلك الامر مع تمثال الحرية، العلم والتمثال لم يتحولا الى رموز بذاتهما بل الشعب وتبنيه لهما في نشرهما والفخر بهما جعلهما رموزا لاميركا الدولة والشعب، ولذا فانه في الاحتفالات القومية، ذات الطابع الفدرالي وحتى الولاياتي يكون العلم في مقدمة والاكثر بروزا من اي رمز من الرموز المحلية او ذات خصوصية محددة ضمن الولايات المتحدة الامريكية، لا بل انه قانونيا مفروض على كل مؤسسة رسمية او شبه رسمية ان تضع العلم وتبرزه في مكان ملحوظ في احتفالاتها.
باقتراح من الاتحاد الاشوري العالمي تم تصميم العلم الاشوري الحالي من قبل الفنان جورج اتانوس، وخلال بضع سنوات صار العلم رمزا لنضال شعبنا ولتواجده في اغلب مناطق العالم، حتى في العراق التي عرفت بنظامها القمعي دخل العلم الاشوري من خلال الوانه واحيانا تصميمه الاساسي، ولكنه رسميا رفع في المقرات الحزبية في مرحلة الكفاح المسلح، حيث تم وضعه في مقرات الاحزاب المشاركة حينها وهي الحركة الديمقراطية الاشورية والتجمع الديمقراطي الاشوري وحزب بيت نهرين الديمقراطي واخيرا الاتحاد الديمقراطي الاشوري. ومنذ بداية التسعينيات رفع العلم رسميا في مختلف النشاطات القومية وفي مؤسسات اشورية مختلفة، احزاب اتحادات وجمعيات وغيرها. ومنذ عام 2003 رفع ايضا في كل مناطق تواجد شعبنا ومنها بغداد والموصل وكركوك والبصرة. علما انه كان لشعبنا الحرية في رفعه وابرازه في تجمعاتهم في ايران ولبنان منذ البدء وفي سوريا في السنوات الاخيرة.
راس السنة البابلية الاشورية او اعياد اكيتو، هو عيد قومي ووطني، قومي لانه جاء من الاجداد وووصل للاحفاد ومنذ القدم يحتفل شعبنا به بوسائل مختلفة تتفق مع الظروف وحالة الشعب. فامهاتنا ورغم الاهوال والماسي التي عاشها شعبنا، لم ينسين ان يلصقن باقة من الحشائش الخضراء في مقدمة الباب في اول يوم من نيسان، لتذكرنا بقدوم الربيع وبدء دورة الحياة الجديدة، وليقلن لنا نحن مستمرون رغم المحن. وفي زمن الدكتاتورية كانت الشبيبة القومية تتفنن في طرق الاحتفال براس السنة والمناسبات القومية الاخرى، لكي تبقى في ذاكرة الاجيال ولتشحذ الهمم والالتفاف القومي حول الهدف. وفي تلك المراحل لم يكن للتحزب معنى، فالكل كانوا في خانة القوميين، والكل كان متفقا على رموز شعبنا الموحدة. ووطني لانه عيد يشمل كل مكونات شعبنا لانه جزء من تراثهم العريق وان كان مغيبا بفعل ما يغلف الحياة من شيوع الرؤى القومية العربية والدينية الاسلامية التي ترى في ان المجد والعلى ي تاريخ البلد يبتداء باستيلاء المسلمين عليه وكل ما سبقه هو من الكفار لا يعتد به.
جميل ان تخرج جماهير شعبنا في احتفال ومسيرات باعيادها القومية، فهذا الخروج هو دلالة التمسك بالهوية، ولكن الاجمل ان تكون مناسبة الاحتفال ظاهرة ومبرزة. وان يكون الهدف من الاحتفال وهو اظهار وجودنا والاصرار على نيل حقوقنا القومية، من خلال وحدة الرموز على الاقل. نحن لا نقول بالغاء رموز الدالة على الاحزاب، فلكل حزب الحق في ان يكون له رمز او لون دال عليه، ولكن على الحزب ان يظهر رمزه ولونه في احتفالاته الخاصة ولكن ايضا عل ان يكون العلم القومي في المقدمة ويسبق اي رمز اخر. لان الحزب يدعو للعمل من اجل ابراز ونيل حقوق شعبنا ورمز شعبنا هو علمه. اي ان سبب وجود الحزب هي دعواه بان اتى ليحقق مطالب الشعب بنيل حقوقه القومية المشروعة، وبالتالي على الحزب ان يظهر انتمائه لهذا الشعب كاولية وليس كحالة ثانوية كما نراها في مختلف احتفاليات شعبنا. لا بل ان الشعارات التي تقال تكون حزبية في الغالب (عاش الحزب او التنظيم الفلاني) وليس عاش شعبنا، انها تذكرنا بمرحلة الحزب الواحد والذي كان يدعي انه من علم العراقيين لبس الاحذية! فكم كان سيكون جميلا لو ان الاحتفال شمل فقط رفع العلم القومي، ولا فتة واحدة فقط  لكل تجمع او حزب او مؤسسة او قرية تعلن مشاركتها فيه، دون ان تحاول فرض رمزها الخاص على الجميع.
ففي احتفالات راس السنة البابلية الاشورية التي اقيمت في دهوك شاهدت ما شعرت انه صراع رموز الاحزاب مع الرمز القومي، وكاني بها اي رموز الاحزاب تقول للرمز القومي تنحي لكي نحل مكانك. وهذا العمل يشعل الصراع على وراثة الشعب وليس من اجل تقديم خدمات وتحقيق منجزات له. اي نعم هذا ما يستنتج، ان البعض يريد ان يرث الشعب ويمنحه رموز جديدة منبثقة ليس من رؤياء بل من كبرياء متضخمة تعتقد بانها الادرى بما يمثل شعبنا. وفي هذا ورغم الهدوء الحالي في العلاقات الحزبية، الا انه ينمي الشعور الحزبي والتمايز وحق فرض اجندة معينة  على الشعب وباسم الشعب ورغما عنه. قد لا يكون الناس العاديين ملمين بالابعاد السياسية والاجتماعية والفكرية لما يحدث، والغالب ان اغلبهم يمارسون ذلك بحسن نية ولكن من يخطط ويوزع ويحاول فرض لونه ورمزه على الاحتفالات القومية بحجة الاكثرية، يخطط لامور في غاية الخطورة، وهو الاستيلاء على الشعب وباسم الشعب. لا بل تعطيل ملكة التفكير وترسيخ التسيير وكلنا شئ واحد ولا فرق وغيرها من مفردات القطيع في الشعب.
في الاحتفالات التي اقيمت في الكثير من البلدان والتي لم يكن فيها لاحزاب شعبنا دور فيها، برز العلم القومي كاساس والرمز الاول ولم ينافسه الا بعض اعلام الاحزاب الخجولة والتي لم تحتل منصة الاحتفال، الا في الاحتفالات التي كان لاحزاب شعبنا دور كانت اعلام الاحزاب في المقدمة والعلم القومي يتوارى خجولا من هيمنتها.
في سوريا ورغم ان الاحتفال اقيم ايضا وبوحدة الاحزاب المختلفة الا انه برز العلم القومي في المقدمة ولم يكن لرموز الاحزاب دور ما.
عندما تطغى الايديولوجية الحزبية، وتحاول فرض مفهومها الخاص لماهو قومي وماهو غير ذلك، وتحاول فرض رؤيتها الخاصة ورموزها المستحدثة باي حجة كانت، فحينها علينا ان نتوقف ونعيد حسابتنا لاننا نكون قد وصلنا الى مفترق الطريق بين ماهو مشروع ومحق باسم الامة والشعب، وبين ماهو تسويق لتحقيق مارب خاصة مغلفة بمصالح الامة.
لنعد حساباتنا لكي ندرك الى ما اوصلتنا اليه التحزبات ومحاولة فرض الاجندة الخاصة وشحذ الامة نحو اتجاه لا يخدم مصالحها. بل يعمل فيها تمزيقا وتشويها وشكا. التمزيق لا يكون في تعدد الاراء التي هي حالة صحية، بل من خلال رفض الاخر اصلا. وتشويها لايكون من خلال التجديد وتسهيل الامور ومعايشة العصر التي هي مستلزمات العمل السياسي السليم، ولكن وباسم معايشة العصر والغالبية يكون الاستيلاء على الامة وجرها الى متاهة لن تخرج منها الا وهي اكثر ضعفا وتشتتا. وشكا لا يكون في البحث عن مسببات كل قرار وغاياته، الامر المطلوب من كل ابناء شعب يوصم نفسه بانه مثقف، بل اصلا في النوايا المسبقة.
الاحزاب ولدت لكي تجمع مختلف الناس ممن يحملون توجهات سياسية متقاربة للانخراط سوية في العمل لتحقيق الاهداف المشتركة. ولكن للاحزاب دور اخر وخصوصا الاحزاب القومية المطالبة بالحقوق الاساسية، وهو توعية الناس بحقوقها ورموزها وضرورة احترامها. فبعد اكثر من عشرين عاما من تجربة اقيم كوردستان، والتي تغنينا فيها بان حقوقنا مصانة وقد تم الحصول عليها بهمة هذا الحزب او ذاك، نجد وفي بيان تجمع الاحزاب ان شعبنا يعاني من التهميش والتجاوز وعدم قوننه حقوقه؟ هل في ذلك اي درس؟


198
ا
الامال المعقودة على غبطة بطريرك الكنيسة الكلدانية




تيري بطرس
اغلبنا ابدى فرحه وسروره بعد سماع خبر اختيار مار لويس ساكو مطران كركوك ليكون البطريرك الجديد لكنيسة بابل على الكلدان، الفرح والسرور مردهما الى ان الواقع الذي عاشته الكنيسة الكلدانية كان ينحدر بسرعة، جراء مواقف البطريرك السابق المتذبذبة والخلافات التي عصفت بين مطارنة الكنيسة، حيث انه كان من الصعوبة جمعهم لعقد مجمع سنهاديقي لحل المشاكل. من الطبيعي ان تواجه اي مؤسسة مشاكل ومعيقات، لان المؤسسات لا تعيش في الفراغ، بل تعيش في واقع ملئ بمختلف التوجهات. فواقع مؤسساتنا الكنسية او السياسية او الثقافية، يتاثر بالمحيط سلبا وايجابا، والحقيقة ان المؤثرات السلبية بدات تطغي كثيرا ومنذ امد طويل على عمل مؤساتنا ويمكننا ان نعيدها الى نهاية السبعينيات القرن الماضي.
الفرح والسرور، باعتقادي لن يحقق اي نتيجة لنا، صحيح من المطلوب اشاعة الامل وكما قيل اشعال شمعة افضل من لعن الظلام، ولكن خلق اوهام كاذبة ونشر شعارات مضخمة وغير واقعية ايضا غير صحيح لانه ياتي بنتائج سلبية اكثروخصوصا ضمن الواقع الحالي لشعبنا. فشعبنا ليس صانع الاحداث، بل يتاثر بها في الغالب، وهذا التاثير هو سلبي مع الاسف.
غبطة مار لويس الاول ساكو ، هو من ابناء شعبنا، وليس منفصلا عنه، وبالتالي هو بقدر حمله لهموم الرعية وعموم مسيحي العراق، فانه بالتاكيد لا يمكن ان يكون سوبر مان او الرجل الخارق. في ظل اوضاع مزرية من كل جانب. المطلوب ليس التمني وترك الحمل على الرجل، بل المشاركة الفعالة في دعم التوجهات السليمة المعلنة. ان كنيسة كلدانية قوية وسليمة هي خدمة لكل منا من اي كنيسة كان. كنيسة تعرف تراثها وتصلي بلغتها وتنشر تاريخها، هي خطوة جبارة نحو اعادة الاصالة المحدثة بقيم العصر ومتطلباته.  ان المشاكل التي تعاني منها مؤسسة الكنيسة الكلدانية، ستاخذ من وقت البطريرك مار لويس الاول الكثير، لان البعض منها ترسخ وصار كعادة او امر مفروغ منه، وتوجهه لمعالجة هذا الملف، اي الفساد المالي والاداري في الكنيسة بحاجة لدعم المثقفين والمتنورين من ابناء الكنيسة. نعم الطيبة مطلوبة ولكن الحزم ايضا مطلوب ولكن للكلمتين معاني وحسب المتلقي، ولذا فان المطلوب الاكبر هو وضع قانون عام تسير بموجبه كل الامور الادارية والمالية، لكي ننتهي من حالة عبئ بالجيب.
 ولكن من اهم الملفات التي تهم جموع ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، هو ملف الوحدة وهو ملف صعب ويتطلب جراءة واقدام. ولذا فان خطوة البطريركية في العودة الى التقويم القديم في تحديد عيد القيامة، امر محمود ويقع في خانة الخطوات التقاربية. ولكن من الواضح ان كنائسنا بكل تسمياتها ستقوم بالاحتفال بالعيد بحسب المنطقة والشائع. اي انه يمكن ان يحتفل ابناء كنائسنا بالعيد الكبير في العراق وسوريا وايران والهند وتركيا  ودول الاتحاد السوفياتي بالتقويم القديم، اما من هم في المهاجر فانهم سيحتفلون بالعيد وفق السائد في بلدانهم. اذا العيد والاحتفال به ليس الا خطوة، وهي الاسهل، فالصعب في الوحدة او حاليا هو الارتباط بالكنيسة الكاثوليكية، ففي الوقت الذي لا تمانع فيه كنيسة المشرق من اقامة الروابط مع الكنيسة الكاثوليكية بمختلف المجالات، الا انها تنتظر من الكنيس الكاثوليكة ان تنظر اليها ككنيسة شقيقة، اي الوحدة من خلال التعدد مراكز القيادة في الكنيسة (اذا جاز لنا استعمال كلمة القيادة) في حين ان الكنيسة الكاثوليكية (كنيسة روما) تنظر للامر من منظار اخر هو ان تتبع كنيسة المشرق كنيسة روما اي تقر باولية البابا كرئيس وحيد للكنيسة مكان بطرس الرسول (شلموتا). اما من ناحية الكنيسة الكلدانية فتنر كنيسة المشرق اليها على انه يجب ان تعود الى المنبع والاصل، اي ان تفك الكنيسة الكلدانية ارتباطها بكنيسة روما وتعود للاصل. ولذا فان الملف شائك، فبرغم ان حوار الوحدة القائم منذ سنوات هو اصلا بين كنيسة المشرق وكنيسة روما، وتكاد ان تكون الكنيسة الكلدانية مغيبة عنه،  الا انه يهمها كثيرا لانه يتعلق بمصيرها ايضا. من وجه نظر شخصية، انني لا ارى عيبا او نقيصة في ارتباط كنيسة المشرق بكنيسة روما من ناحية الاقرار باسبقية بابا روما ومنحه الشلموتا، وطلب تثبيت البطريرك الكنسي المنتخب لكنيسة الكمشرق منه، ولكن في اطار قبول كنيسة روما لكل التراث الكنسي المشرقي، والذي بالتاكيد يتطلب التطوير ومراعاة مماشاته مع العصر ومتطلباته، ان تحقيق ذلك سيعني ازالة العوائق امام وحدة الكنيسة الكلدانية مع كنيسة المشرق، ولن يتبقى الا التعدد في منصب البطريرك. ان ما طرحته كراي شخصي اجد انه من الصعب على البعض تقبله، لانه قد يعني لهم اقرارا بموت كنيسة المشرق او التوقيع على صك موتها، ارى ان الامور ليست كذلك، وخصوصا لو درسنا الامور ووضعنا مخارج سليمة وتحركنا بنية صافية. ان وحدة كنائسنا حتما ستخلق واقعا جديدا مفعما بالامل، ومن واجبنا الدفع باتجاهه، والوحدة ليست عملية انتصار احد على الاخر، بل هي عملية تلاقي عند ننقاط تحقق فيها مصلحة الكل من خلال تنازل الكل عن شئ ما.
باعتقادي انه صار من الواجب على الكنيسة، الاقرار بحق الشعب في الحفاظ على هويته، وان تخرج من دائرة ممارسة النفاق الوطني الجارية على قدم وساق في العراق والمنطقة عموما، انني ادرك ما المخاوف التي التي تدفع لذلك، وهذه المخاوف هي نتيجة للتجارب التاريخية المؤلمة التي عاشها شعبنا، الا ان الكنيسة عليها ان تقول وبصوت عال ان للشعب الحق في الحفاظ على خصوصيته الحضارية وبناء المؤسسات التي تحقق له ذلك، كما هو قائم للاخرين، وهذا القول يجب ان تقوله على كل المستويات، لانه يتطابق مع الشرائع الدولية والتي وقعت عليها بلداننا، ولكي لاتعزل نفسها الكنيسة في بوتقة الشعب الواحد او اللغة الواحدة، فأليس من الضرر رسامة كهان او قساوسة مهمتهم التبشير بالمسيحية كما كان يفعل اباءنا قديما وبناء كنائس تمارس شعائرها بلغة من تم تبشيرة وتعميده كمسيحي. ولكن ليس تغيير لغة الشعب لكي تتوافق مع الاكثرية مهما كانت هذه الاكثرية. والاقرار بحق الشعب في الحفاظ على هويته يعني القبول بما تطالب به قواه السياسية في اقامة محافظة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري مع المكونات الاخرى مثل الازيدية والشبك، او منطقة الحكم الذاتي، علما ان ليس هناك احد طالب بمحافظة للمسيحيين، فنرجو من الجميع رجال الدين او الصحافيين عدم الاجتهاد في هذا الامر ومنح المطالب القومية السياسية صبغة  دينية. فاذا كنتم لا تريدون محافظة للمسيحيين قولوا على الاقل اننا لم نسمع من يطالب بذلك. وليس منح تبريرات لرفضكم دون ان يطالب احد بذلك. انكم بذالك تؤدون مطالب قومية سياسية محقة، باسم الدين، اليس هذا تدخلا في السياسة من بابه الاوسع؟.


199
عن اية حركة وطنية يتحدثون؟


تيري بطرس
هذا هو السؤال الذي وجهه لي احد المعلقين، وتعقيبه ((سؤالي للسيد تيري بطرس ، هل أنت جاد بقولك إن الحركة الوطنية لم تتبلور في العراق لحد الآن ؟ !
إذا كنت جاهلاً بالتاريخ السياسي للعراق فمن المستحسن البحث أولاً عن الحركة الوطنية في العراق قبل  الإسترسال باللغو الفارغ . هذه البعض من الوقائع التاريخية :
من كان وراء إضراب عمال الموانئ في البصرة أيام العهد الملكي ؟
ماهي القوى التي قادت إضراب عمال السكك ؟
من الذي نظم وقاد وثبة كانون المجيدة ؟
وماذا عن إضراب عمال شركة النفط البواسل في كَاورباغي بكركوك ؟
وغيرها الكثير ... وأختمها وسؤالي الأخيرلك ما هي الدوافع الدينية ، الفئوية أو عشائرية والتي فجرت ثورة 14 تموز المجيدة إن لم تكن جبهة القوى الوطنية والتي تعاونت مع الضباط الوطنيين الأحرار في إنجاح ثورة الشعب والجيش .
نعم كل هذه الإنجازات التاريخية الخالدة كانت من قبل قوى الحركة الوطنية وليس غيرها)) .

ولكن ماهي الحركة الوطنية العراقية؟ هل تمكن احد من الاجابة عليها، ام ان البعض يحاول اختصارها بتاريخ الحزب الشيوعي العراقي، وهل حقا ان الحركة الوطنية لاي بلد تختصر في حزب ام في مجمل النشاط السياسي والثقافي والاجتماعي المؤدي الى تطور الواقع الى الافضل؟ويا ترى هل نحن تطورنا الى الافضل؟ واذا كنا حقا تحركنا نحو الافضل حقا فما هي دلالات هذا الافضل؟ وهل يمكن اختصار الحركة الوطنية في مجموعة من التظاهرات والاضرابات وفي انقلاب عسكري استعان بالاحزاب ليضفي على نفسه شرعية ديمقراطية، وارتدى لباس الثورة، وبالحقيقة حاول انجاز بعض مشاريع مجلس الاعمار ولكنه خرب البلد من كل النواحي. والحقيقة ان الدوافع وراء انقلاب 14تموز عام 1958 ليست واضحة ابدا، غير استغلال الموقع والمكانة في الجيش لتحقيق استلام السلطة وفرض الذات على الشعب كقادة لثورة لم تحدث اي تغيير ايجابي للمجتمع. واذا كانت عملية قتل الملك الشاب وعائلته وحتى نوري سعيد وتمثيليات محكمة الثورة ، تعتبر ثورة، فان اي عملية اجرامية يمكن تعدادها في الثورة ايضا. اما عن مشروع الاصلاح الزراعي والذي بنتيجته كان وبالا على الاقتصاد والبنية الاجتماعية والديمغرافية للعراق، حيث نزح عشرات الالاف من الارياف نحو المدن، فان كان هذا المشورع يعتبر انجازا فالفيضانات والزلازل ستعد من الان وصاعدا انجازا.
وان كان الانقلاب لمحاربة الاستعمار والتخلص من تاثيره، كما ادعي، فماذا حصلنا بعد ذلك، الم ياتي اليوم الذي ترجت كل الاطراف العالم لكي يخلصها من ابن وطنها الذي سرق القيادة وجعلها له ملكا خالصا، ليس القيادة، بل البلد كله، ليس ذلك فقط بل وادخله حروب لا ناقة للوطن بها ولا جمل. ولو قارنا نتائج نشاط الحركة الوطنية في العراق، بما في الاردن والكويت والامارات والمغرب، لادركنا كم كانت وخيمة العاقبة نتائج عمل الحركة الوطنية هذه؟
لا بل ان اول تقسيم طائفي للسلطة وبشكل واضح حدث في انقلاب 14 تموز عندما تم تشكيل مجلس السيادة من سني وشيعي وكوردي، نحن هنا لا نحاكم نيات الزعيم عبد الكريم قاسم، ولكننا ننقاش وقائع حدثت، قد يكون الرجل فوق التجاذبات ولكن هذا لا يعني ان نعطي صفات انشائية ونستمر بالصاق شعارات  على حدث نحن ندرك انها لم تعد صحيحة.
ان التزام قوالب معينة وعدم الخروج منها، واعادة تكراراها ورميها في وجه من يعتقد البعض انه لا يفهم او لم يطلع على الحقائق، لن تصنع حقائق وتغير الواقع. الذي يعمل على التغيير هو الحركة الدائمة وبتناسق في مسيرة تكون نتيجتها تحقيق ايجابيات للمجتمع من خلال النشاط الثقافي او السياسي او الاجتماعي.
ان حصر الحركة الوطنية بتاريخ الحزب الشيوعي العراقي، هو الدليل على انعدام هذه الحركة وعدم فعاليتها واثرها في بناء الشخصية الوطنية العراقية. الحركة الوطنية من المفترض ان تصنع شخصية وطنية يشترك فيها غالبية العظمى من العراقيين ، وتكوين راي عام يتجه نحن هدف عام مشترك، واشاعة ثقافة اجتماعية سلمية عامة تطغي على التوجهات القومية والمذهبية والدينية للمجموعات المختلفة. انه الدليل على كم هي هذه الحركة الوطنية فقيرة ومهلهلة وذات لون واحد، في حين ان المفترض في الحركة الوطنية ان تضم الوان الشعب وتطلعاته . حركة وطنية اول ما شعرت بقوتها سحلت ابناء الشعب في كركوك والموصل، حركة وطنية كان شعارها اعدم اعدم لكل من خالف توجهات معينة في فكرها.
هل يمكن ان يقال ان العراق امتلك حركة وطنية، ونحن ندرك ان العراق وتفيير الحكومة فيه حدث اما بانقلاب عسكري او تدخل خارجي، وهل يمكن ان يقال ان البلد يملك حركة وطنية وفيه يتم اقصاء واضطرار مجموعات سكانية الى هجرة بلدها خوفا ورعبا، وهل يمكن ان يمتلك بلد حركة وطنية يتم الصاق تهمة الخيانة والكفر بالمخالف؟. هل يمكن ان يقال ان العراق امتلك حركة وطنية، وفيه تم ذبح ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وقتلهم في سميل وصورية دون اي محاكمة او تحقيق للعدالة، لا بل ان بعض المحسوبين على الحكرة الوطنية قد يبرر ما حدث. حركة وطنية سمحت قيمها بان تحدث الانفال والحلبجة وغيرها، حركة وطنية لم تنتج الا تدمير القرى و تجريد الجبال والوديان والاهوار من نباتها ومياه وانسانه. قد يقال ولكنها ليست من انتاج الحركة الوطنية، وجوابنا ولكن اي القيم الوطنية التي انتجتها الحركة الوطنية، والتي يجب ان تطغي على الميول الحزبية والقومية والدينية؟ ميول تقول بتقديس حياة الانسان العراق مهما كان دينه وقوميته ومذهبة وحزبه، هل حقا نحن مارسنا ذلك، وهل مارست الحركة الوطنية اذا كانت موجودة  ذلك؟  
انه التاريخ الذي نحن بحاجة الى نقده والبعض الى اعادة قراته قراءة منصفة وغير ايديولوجية، بل قراءة معتمدة على النتائج الحقيقية للحدث.
في بلدنا، عندما لا يتمكن الكلداني السرياني الاشوري اوالمسيحي او المندائي او الازيدي او الكاكائي او اليهودي من معايشة حالته وبفخر وباعتزاز وبحرية ، اليس من حقنا ان نسأل اذا اين الحركة الوطنية؟ الم يكن من واجب الحركة الوطنية هذه ان تجعل من الاحتفاء بهذه التنوع وادخاله في المشروع الوطني؟ من خلال الحريات والضمانات التي كان يجب ان توفر لهم.
في بلدنا عندما يقتل السني الشيعي وعندما يخاف الكوردي من الاثنين، وعندما تنعدم الثقة بين الاطراف، اليس من حقنا ان نسأل عن الحركة الوطنية، اين هي؟
الحركة الوطنية هي واقع على الارض يجب ان يعاش، وليست شعارات لم تحقق امرا. واذا تم اخراج كل الافعال الوارد اعلاه وانقلاب بكر صدقي وثورات العشائر وحركة رشيد عالي الكيلاني ومل سمي بالمربع الذهبي  من تاريخ الحركة الوطنية، فماهي اذا الحركة الوطنية؟ وبئس الحركة الوطنية التي انتجت هذا.

200
المنبر الحر / مناقشات حول الوحدة
« في: 18:33 18/02/2013  »
مناقشات حول الوحدة



تيري بطرس
لعل الكلمة الاكثر استعمالا في حديثنا السياسي سواء كشعار حقيقي او مضلل هل كلمة الوحدة (ܚܘܝܕܐ ܚܘܝܕܐ تكتب هكذا ولكنها تقراء خويادا، حويادا او حويودو) الوحدة مطلوبة لاعتقاد القائل بها ان لها نتائج ايجابية كبيرة . الوحدة المطلوبة بين مختلف مكونات شعبنا ومسمياته، ليست عملية الحاقية، كما يطالب بعض الاشوريين، كما انها ليست عملية تبعية الاقل للاكثرية كما يدعي بعض الكلدان، بل هي خلق قناعات راسخة ان الاخر هو انا بصورة ما، وان ما يصيبه يصيبني انا، وان مستقبله وبقاءه هو ضمان لبقائي ولمستقبلي، وقد يكون ما قلته ايضا ضمن الشعارات ولكن الذي نريده ان يكون هناك توجه عام مشترك نحو هدف واحد. ولكن كيف يمكن خلق هذا التوجه المشترك نحو اهداف معلومة للجميع؟  بالتاكيد ان للتربية والتبشير القومي دور في هذا، فعندما يتمكن المبشر القومي ان يقنع الكل انهم في سلة واحدة في النهاية، رغم عوامل الاختلاف التي يراد البعض ابرازها، عندها يمكن ان نقول اننا خطونا للوحدة. نحن لا نعاني ازمة اقتصادية، او مشكلة بنية تحتية او مشاكل اجتماعية فقط مثل بقية العراقيين او غالبية العراقيين، بل نحن نعاني حالة ان مستقبلنا كناس افراد وكمجموعة متجانسة ثقافيا ولغويا وتاريخيا ولها عادات متقاربة، يتم صياغته حسب متطلبات الاخرين ورؤيتهم، بمعنى اننا نعاني استعمارا من نوع اخر، استعمار من شركائي في الوطن، من خلال هذا الاستعمار يحاولون تجريدي من هويتي او على الاقل مسخها، من خلال افعال مقصودة او من خلال تجاهل وجودنا. عندما لا يكون قراري بيدي، فان الاخرين سيوجهون مستقبلي حسب مقتضيات مصالحهم. الوحدة ليست الغاية لذاتها، بل لتحقيق نتائج ندرك اننا لا يمكننا تحقيقها الا بها. غاية الناس الحرية والسعادة. ونحن نرى سعادتنا في قدرتنا العيش بحسب مفهومنا للحياة النابع من وعينا والمبني على تكويننا الثقافي او الحضاري. عوامل الاختلاف بين ابناء شعبنا طبيعية وهي اقل من بقية الشعوب المجاورة، وعلينا التكيف معها واعتبارها تنوعا جميلا. فاذا كان للتاريخ تاثيره فان للجغرافيا ايضا تاثيرها، فلنتقبل التاثيرين.
خلال اكثر من اربعة عشر قرنا، نحن نعيش حالة خاصة يتم فيها تقسيم الناس حسب معتقداتهم الدينية، وتتوزع الحقوق حسب هذا التوزيع، ومنذ القرن السادس عشر نعيش حالة تقسيم ديني ومذهبي، حيث ان كل مذهب يعتبر ملة مستقلة بذاتها. يكون راسها البطريرك في حالة المسيحيين. بالنسبة لابناء كنيسة المشرق من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، التقسيم المذهبي لم يترك بين ابناءهم فوارق لغوية او تاريخية او اي فوارق يمكن على اساسها اعتبارهم منقسمين، الا رئاسة الكنيسة التي يرتبطون بها، لان التحول من مذهب الكنيسة المشرق او مذهب الكنيسة السريانية الى الكثلكة حدث ببطء وبمرور الزمن واستمر من منتصف القرن الثامن عشر (اذا لم نحسب مرحلة يوحنا سولاقا لانها قصيرة ولم تنجح وكان فيها تذبذب) حتى بدايات القرن العشرين، حينما استقر الوضع على ما هو عليه الان. التغيير الاكثر ملاحظة هو ما تم زرعه من عوامل نفسية وهرطقة الاخر في ابناء الكنائس المختلفة.  طبعا للتغيرات التي حدثت في الطقس تاثير ولكن يمكن تفهمه، لان الكنيسة الكلدانية والسريانية الكاثوليكية كانت اقدر على التغيير ومماشاة العصر ولكن مع الاسف ان هذا الامر تعدى التغييرات الضرورية مثل تقصيرة فترة القداس وامكانية عمله في اي فترة من النهار وليس فقط الالتزام بالفترة الصباحية وغيرها من التغييرات التي تتطلبها الحياة العصرية الى تغييرات طالت لغة القداس. ان اربعة قرون من شعور البطريركية بموقعها وقدرتها في الحكم والتحكم بمصير الناس ليس روحيا بل فعلا، جعلها تجد صعوبة كبيرة في التنازل عن هذه الصفة. ولذا فان هذه البطريركيات تحاول قدر الامكان الابقاء على سلطتها من خلال تنمية الشعور بالاختلاف عن الاخر.  ففي الوقت الذي نجد ان ابناء شعبنا في الغالب يتالفون ويتشاركون في الكثير من القضايا اليومية، وفي الوقت الذي يدعي اباء الكنيسة ليل نهار الى الاخوة المسيحية الاسلامية، فانهم ينمون بين المسيحيين من ابناء شعبنا عوامل الاختلاف والتنابذ واحيانا التحريم  .
الوحدة لا تعني العودة الى نقطة الصفر ومن ثم نبداء من جديد، وهذا ما يريده البعض وهو خطر لانه يضع شعبنا وامتنا في الفراغ ومتاهة الجدال العقيم والذي قد لا ينتهي الا بانتهاء كل اثر لاي شخص يحمل ارث هذا الشعب، ان الوحدة تعني ان اتفهم الاخر، واحاوره في قناعاته من باب الرغبة في الوصول الى حل يرضينا كلانا. اننا شعب لا يمتلك دولة او مؤسسات تشريعية شرعية، لكي نتمكن ان نقوم بوضع تسميات جديدة او فرض قوانيين محددة لشعبنا. كل ما حدث كان تبشيرا واقناعا استمر لقرن ونصف القرن.
 نحن جزء من انظمة توجه لتحقيق مصالح الاخرين، في العراق بقسميه او سوريا او ايران او غيرها من الدول، وبالتالي نحن مسحوقون قانونيا. ان الرجوع الى نقطة الصفر التي يلمح لها البعض والبدء من الجديد، يعني حقا ان كل طرف من اطراف شعبنا سيكون ضحية لقوانين بلده ولاجتهادات ابناءه الخاصة والفردية، فالتواصل بين اطراف شعبنا في بلدان الجوار يكاد ان يكون مقطوعا والتاثير الثقافي منعدما. قد  يعتبر البعض ابناء شعبنا في دول الجوار امر خاص بهم، ولكننا هنا لا نتكلم عن دولة نتكلم عن شعب او امة كلهم مرتبطين ببعضهم البعض، ويتوقون حقا لمستقبل افضل ويا حبذا لو كان مشتركا. اما المهاجر فامرها امر اخر فوضعها سيكون اخطر بكثير ومن ملاحظة حالة شعبنافي المهجر وانقساماته والتي عادت الى الحالة العشائرية واحيانا العائلية، فاعتقد انه لا يمكن التوسم خيرا في مستقبلنا كشعب يمتلك هوية محددة. ليست غايتي تحريم النقاش او ابداء الاراء في بالقبول او الرفض في ما هو موجود، فكل الامور قابلة للنقاش، ولكن في شعبنا يتعدي الامر الى تطبيق، بمعنى ان كل من اتته فكرة ما يطبقها، ولن يعدم اي شخص من ايجاد مناصرين لفكرته، وهكذا نتوه في دائرة الانقسامات المتتالية التي لا حد لها.
من الضروري اخذ الخبرة في الشأن القومي بنظر الاعتبار، فرغم التضحيات التي قدمها القسم المؤمن بالتسمية الاشورية في ظل هذه التسمية ولتحقيق الطموحات القومية، ورغم كل الرموز القومية التي انبثقت من خلال نضال الشعب ومؤسساته السياسة في ظل هذه التسمية، الا ان القوى السياسية الكبرى فيه ولاجل وحدة الشعب وعدم فسح المجال للاخرين لتحديد مستقبلنا، بل ان نقوم نحن بدرج خياراتنا، قد قبلت حلول ماكان يمكن الاعتقاد انها تقبلها، نتيجة لهذا التاريخ ولمعرفتها انها تمتلك امتدادات مؤثرة وفعالة يمكن ان تكسبها الاكثرية، والسبب هو الخبرة.
ولتقريب مفهوم الخبرة في العمل القومي، والنضج لمعرفة الاثار الضارة للانقسام ، اسوق هذا المثل الشخصي. بعد صدور قرار منح الحقوق الثقافية في صيغة الناطقين بالسريانية، وفي حوار مع العم المرحوم تيدي شموئيل والد الفنان المعروف شليمون بيت شموئيل، سالني عن راي في القرار وانا شاب في مقتبل العمر ابديت انزعاجي من كلمة الناطقين بالسريانية، فقال لي عمي خلي يكوللنا قرج(نور)  بس يوحدونا، عمي تيدي وفي عام 1948 عندما استخرج الشهادة الجنسية العراقية وفي ظل خوف الكثيرين من التصريح باشوريتهم لان ذكرى مذابح سميل كانت قريبة اصر على ان يدون لقبه في هذه الوثيقة تيدي الاثوري، وانا المنزعج من تسمية الناطقين بالسريانية، ادركت بعد خبرات وبعد سنوات في العمل القومي تضمنت سنوات من العمل السري والكفاح المسلح والعمل المهحري، بت ادرك كم ان شعبنا بحاجة الى وحدة حقيقية تلمه وتجعله ينتشل نفسه من ما بات ينتظره من المخاوف الحقيقية. الاحزاب التي بدات كلها متمسكة بايديولوجيتها الخاصة والمتزمتة والتي كانت تعتقد انها فقط تمتلك الحقيقة المطلقة والتي ستنقذ الامة، ادركت كما الافراد ان الحقيقة لدى الكل وللكل ويمكن التعايش مع الاختلاف والتعددة، بشرط الاحتفاظ بحد معين من اسس الوحدة ولعل في اهمها اللغة والمشاريع السياسية .
ان تجاوز حالة التسمية بالاتفاق على  التسمية (كلداني سرياني اشوري) هو حل معقول وخصوصا لو ادركنا ان الحل لا يمنع من استعمال اي من المفردات الثلاثة لتعني كل شعبنا فرديا، بل ان التسمية الثلاثة هي تسمية قانونية، بمعنى ان النصوص الرسمية الخاصة بشعبنا ستدرجها ولكن في التفاعل او الافادة او لاي غرض يتعلق بما تاتي به التسمية من فوائد او الاحصاءا فان الفرد الذي يقول انه كلداني او الذي يقول انه سر ياني او الذي يقول ان اشوري سيدرجون في خانة (كلداني سرياني اشوري). طبعا ادرك وقع التسمية الثلاثية لدى البعض وقولهم لا يوجد شعب يمتلك مثل هذه التسمية، ولكن لشعبنا خصوصية خاصة ومشاكل عويصة يجب ان تحل لكي ينتقل الى المراحل الاخرى في تقوية وجوده وترسيخه، وليس مطلوبا منا الوقوف وعدم التحرك لحين حل المشكلة بانتصار كلمة واحدة. ان الشعوب الحية تجد حلول لما يعوق حركتها نحو المستقبل، وعلينا ان، نتحرك نحو المستقبل وهذه التسمية لن تعيق هذا تحركنا جميعا نحو هذا المستقبل.
كان من المؤمل ان يكون طرح مشروع الحكم الذاتي كاحد العوامل الداعمة لوحدة شعبنا، من خلال خلق كتلة كبيرة تؤمن بهذا الامر، ومن مختلف التوجهات والتسميات، والحقيقة انه بدات بوادر لذلك، وباعتقادي المتواضع ان مثل هذه المشاريع تكون اكثر تاثيرا في خلق رايا مشتركا وموحدا وترابطا قويا من الكثير من المقالات ومن البحوث. وكما قلت راينا اثار التفاف كبيرة من مختلف الاطراف حول المشورع، وهذا كان عامل دفع لبروز توجهات وحدوية قوية ومؤثرة. ومن المفارقات ان نرى ان هذا المشروع او مشروع المطالبة بالمحافظة لكل الاقليات المتعايشة في سهل نينوى، الذي تلاه، تلقى الاعتراضات من الاطراف المتزمتة لكل الاطراف التسموية. واذا كان البعض يعتقد ان الوحدة خلقت من خلال الاموال التي يقال ان الاستاذ سركيس اغاحان اغدقها على المؤتلفين، فاعتقد ان الامر موهوم او خاطي بالمرة، فلو لم تكن هذه الاطراف حقا مؤمنة بان مصير شعبها واحد لما تالفت وتشاركت، مع الملاحظة ان الاطراف هذه كانت لها ماضي في العمل القومي وفي فترات ترتقي الى سبعينيات القرن الماضي ان لم تكن قبل ذلك، والاطراف المعترضة اغلبها حديث في الساحة القومية، وليس لديهم من سلاح الا الادعاء بان من عمل كل السنوات السابقة باع القضية، في تكرار ممل للخطابات العروبية، التي لم نحصد منها نحن والعرب والكورد الا المذابح والمقابر الجماعية وتدمير البلدان، ورهن ثرواته لتسويق الشعارات.
التعليم بالسرياني يعتبر اساس من اسس وحدة شعبنا، فالشعب الذي يتعلم بلغة واحدة ستتقارب ميوله ومشاربه وحتى ردود افعاله. ولذا نجد ان بعض الاطراف حاربت او وقفت موقف المتفرج في عملية التعليم السرياني، وبالاخص الاطراف الغارقة في طائفيتها او الاطراف المتعصبة لتسميتها. وتمجيد التعليم بلغة الام يجب ان لا يلغي تحفضاتنا على بعض الممارسات التي رافقته، كتحزيبه كمثال الامر الذي اضر التعليم كثيرا. ولمن يرمي لتحقيق الوحدة فعليه ان يدعم التعليم السرياني بكل جدية لانه سيخلق الوعاء الموحد والعابر للكثير من الحواجز المصطنعة التي تزرع امام وحدة شعبنا.
ابراز ثقافتنا وميزتها وخصوصيتها، يعتبر من اسس المهمة في ترسيخ وحدة شعبنا، صار لشعبنا الان مؤسسات حكومية اي مدعومة من الدولة، لهذا الغرض مثل مثل مديريات الثقافة السريانية او مديريات التعليم، من واجب هذه المؤسسات ابراز خصوصية ثقافتنا وغناها، وعمل مؤتمرات وعقد ندوات من مختلف الاطراف لكي يختلط مثقفونا ويتشاركو التصورات والحلول والحوار. هذه المؤسسات اتت نتيجة لنضال شعبنا من اجل استعادة ولو بعض حقوقه التي سلبت منه غدرا، وصرفت لاغناء ثقافة ولغة واحدة. اليوم صار هناك نوع من الاعتراف بحقنا في ان تقوم الدولة برعاية لغتنا وثقافتنا لانه واجب عليها كونها لغة وثقافة مواطنيين لهذا البلد، ليس هذا فقط بل مواطنين ولغة وثقافة سادت قرون عديدة في المنطقة ونبعت في ارض النهرين.
التاريخ وبالاخص التاريخ ما بعد المسيحية، يتميز تاريخنا في القرون الاولى للمسيحية وحتى القرون الوسطى بانجازات حضارية كبيرة، فعلى مكستوى التعليم كانت كل كنيس وكل دير يعتبران مركزا للتعليم، وتم تاسيس جامعات لتعليم ليس فقط اللاهوت، بل علوم مثل الرياضيات والطب والفلسفة، مثل جامة نصيبين وجامة اورهي وجامعة جندي شابور، ومدارس ذاتصيت عالي مثل الدير الاعلى، يعتبر شعبنا شعبا مميزا، لانه اسس الحضارة في الازمنة القديمة منذ سومر واكد ولانه لعب دورا مهما في حلقة انتقال العلوم اليونانية وما استنبطه علماءنا الى العرب وهم نقلوه الى اوربا، فلو لا علماءنا لما تمكن العرب من الاطلاع على علوم وفلسفة اليونان، فعلماءنا كانوا المترجمين وناقلي هذه العلوم. ان التاكيد على هذا الدور وابرازه هو بالتاكيد ليس فقط تاكيد لدور شعبنا ولغرس مفهوم الوحدة فيه بل هو تاكيد لدور وطننا العراق في هذه المهمة، لان ادارة هذه الجامعات والمدارس كانت بيد كنيسة المشرق التي كان مقرها في ساليق وطيسفون (المدائن) ومن ثم بغداد وبقيت في العراق وامتداداته. ان افتخارنا بتاريخ كنيسة المشرق وهو تاريخ يشرف بحق، لان كل منجزاته اعتمدت على التبشير وبطرق سلمية حيث لم تكن هناك دولة تحمي هذه الكنيسة، لا بل يمكن القول انها كانت محكومة بيد اطراف معادية لها، ورغم ذلك توسعت ووصل عدد مؤمنيها لثمانين مليون في زمن البطريرك مار طيماتيوس الاول. 
الانخراط في العمل السياسي لاي من تنظيماتنا ولاي تسمية كانت، عمل ضروري براي لانه يصقل الانسان ويزيده خبرة بتاريخه وبحاضره، والاهم يجعله قريبا من الاخرين من خلال الحوارات اليومية او النقاشات. العمل والنشاط سيدفع الجميع نحو منتصف الطريق، سيدفع الجميع لادراك كم ان كل فرد وكل فئة في الشعب غالية ومهمة. وهكذا ايضا الانخراط في كل المؤسسات الثقافية والاجتماعية امر مهم ويؤدي الى نتائج مهمة. قد نجد معيقات نتيجة كوننا من مستويات ثقافية مختلفة او من مناطق مختلفة، الا ان الايمان والعزيمة والرغبة في الخدمة العامة يمكن ان تخلق مجتمعا حيا موحدا.
في الحبانية وكركوك، هناك حياة معاشة  وتجربة مميزة، في هاتين المدينتين ما كان يمكن تمييز الافراد من لهجاتهم، وخصوصا الاجيال المولودة فيها، لان الغالبية، ولاي كنيسة او من اي عشيرة او منطقة  انتموا، كانوا يتكلمون لهجة موحدة. لو تفحصنا لهجات شعبنا سنجدها كلها تنبع من مصدر واحد، ومن الطبيعي ان تتنوع لهجاتنا فشعبنا يعيش في منطقة واسعة تمتد من سلامس في ايران شرقا الى طور عابدين في تركيا ومن جنوب الموصل جنوبا الى ارمينيا وجورجيا شمالا، ولكل الشعوب لغاتها ولهجاتها، وقد نتعصب الى لهجة ما، ولكن كما قلت لو تمعنا في كل لهجة سنجد انها تنبع من ذاك الاصل التي تنبع منه لهجتي. وتنوع لهجات شعبنا لا يمنع ابناءه من التفاهم ابدا، الذي يمنع حقا هو الوقوف موقفا مسبقا في رفض الاخر، وعدم معرفة اللغة قراءة وكتابة. والحال ان الكثير من الكلمات التي نعتقد انها غريبة علينا ونعتقدها دخيلة الى اللهجة الفلانية، هي في الواقع من اصل اللغة ومترادفة اهملناها واحتفط بها الاخرون، كما اهملوا هم ما يعنيها في لهجتي واحتفظنا نحن بها.
     

201
تأملات ما بعد انتخاب غبطة مار لويس روفائيل الاول


تيري بطرس

في عام 1976 وفي المؤتمر السنهاديقي الذي عقد لانتخاب بطريرك لكنيسة المشرق (التي عرفت لاحقا باسم كنيسة المشرق الاشورية) وبعد انتخاب  قداسة مار دنخا الرابع، لمنصب البطريرك، تم اضافة التغيير او اللاحقة الاشورية الى اسم كنيسة المشرق او الكنيسة المقدسة الرسولية الشرقية. ونحن اذا صفقنا لهذه الاضافة، لاننا كنا نمر ببداية مرحلة المد التعريبي وفرضه بكل السبل على ابناء شعبنا، وانخراط اطراف ومؤسسات في هذا المد بدافع المصلحة الذاتية، الا انني شخصيا ارى اليوم اننا بامس الحاجة الى العودة الى التسمية القديمة للكنيسة اي بعدم اضافة اللاحقة الاشورية عليها. ولكي يكون معلوما للجميع ان التسمية الاشورية التي اضيفت الى اسم الكنيسة لم تكن حديثة او ابتداع من قبل المؤتمر السينهاديقي هذا، فالتسمية موجودة في منذ القدم، وحتى الكنيسة استخدمتها كتسمية لابرشية كبرى هي ابرشية اشور (اتور بالسورث) وكان يديرها في الغالب مطران، واحيانا كانت ابرشية اشور وحذياب تتحدان في ابرشية واحدة. كما ان الكثير من اباء الكنيسة ينتسبون الى اشور وتذكرهم الكتب بصفتهم هذه.
اننا ندرك ان للحماس القومي ضروراته ولكن للعقلانية القومية ايضا ضرورتها، فلكل مرحلة هناك ضرورة ومصلحة مهمة اكثرتفرض التغيير والقبول به. فاذا كان الواقع الذي كان يعيشه شعبنا وارتفاع المد القومي وانتشاره من ايران الى العراق وسوريا ولبنان وبلدان المهجر، وخصوصا بانتشار صيت الاتحاد الاشوري العالمي وانتشار الرموز القومية وافتتاح اذاعات تبث بالسورث ولها برامج قومية (اذاعة اورمي، اذاعة بغداد التي ابتداءت بتسمية قالا اثوريا ومن ثم تم تغييرها الى قالا سوريايا، واذاعة قصر شيرين) ومؤسسات ثقافية تخص شعبنا، كما ان ادراة الكنيسة الشرقية من قبل جيل جديد تربى في ظل الشعارات القومية المابعد عشائرية، قد ساهم كل ذلك في اتخاذ قرار تغيير التسمية لدعم التوجه القومية والحفاظ على مده وعدم القبول بالتنازل عن الانتماء القومي تحت اي ضغوط كان. واذا كانت اسباب التغيير صحيحة او لا فانه اليوم بتنا ندرك ان شعبنا  يدفع اثمانا باهضة لهذا التغيير واستمراره.
كما ان تطور التوجهات في الكنائس الاخرى والتي منبعها كنيسة المشرق، باتجاه عدم الذوبان او القبول بالتعريب، وارتفاع الوعي بالتمسك بالهوية القومية وتحت ظل اي تسمية (خصوصا من ابناء الشعب)، ونتيجة لاستغلال البعض التسمية الاشورية لتحويلها الى انها تمثل تسمية طائفية، نرى ان تكون كنيسة المشرق وقيادتها بمستوى المسؤولية للعودة الى التسمية كنيسة المشرق لانها الاكثر ملائمة لتحقيق مصلحة الكنيسة والاكثرية الشعبية التي تنتمي اليها.
ان البعض يحاول ان يبتدع وبعض البدع ليس خطاء بل كفرا وضلال، والمعذرة من هذه الصيغة الدينية، الا انها واجبة حينما ندرك ان الشعب المنقسم سيتم تقسيمه مرة اخرى من خلال هذه البدع، ولذا استوجبت هذه الصيغة. ان تقسيم الشعب المنقسم اصلا جريمة كبرى تحت اي حجة كانت، وعليه فعلينا التنبه من هذا واحترام تضحيات شعبنا، وعدم استرخاصها  (تضحياته من الشهداء او الانتاج الثقافي والادبي والفكري). وعليه ان تهيئة الفرصة والاسباب للبعض للاستمرار في الالعاب البهلوانية وطرح امور على انها حلول، هي عملية مشاركة فعلية في جريمة قتل شعب وامة.
هناك تحول نأمل ان يكون ايجابيا في الكنيسة الكلدانية، بانتخاب البطريرك مار لويس روفائيل الاول، وايجابيته الاساسية ان الجميع سيتعاملون مع شخص واضح، له افكاره الخاصة، وهذا يساهم في انماء نوع من الحوار ونتمنى ان يكون بناء باتجاه وحدة شعبنا القومية والدينية، القومية من خلال وحدة شعاراته السياسية والمؤسسات المطالبة بحضوره السياسي وتحقيق طموحاته في ترسيخ الوجود في ارض الاباء وتعزيز لغتنا في كل ممارساتنا في كل مؤسساتنا، والوحدة الكنسية من خلال ايجاد مخرج لمسألة التبعية او الاستقلالية عن كنيسة روما مع الابقاء على اللاهوت الكنسي كما كان في كنيسة المشرق كاساس قابل لتطوير والنشر واظهار الميزة الخلاقة لهذا القسم المسيحي المشرقي الذي عاش الاضطهادات لاكثر من الف سنة وظل وفيا ليس لمسيحيته فقط، بل ايضا لحبه للبشرية من خلال نشره العلم والمعرفة في كل موقع تواجد فيه.
باعتقادي ان اتخاذ كنيسة المشرق الاشورية قرار العودة الى تسمية المشرق مع ازالة الاشورية عنها سيساعد او يدعم التوجهات التقاربية ويدعم البطريرك الجديد الذي نريده بالتاكيد بطريركا قويا لوحده او مع اخوته من البطاركة الاخرين. وسيكون الموقف اكثر فابلية للتطور والتفاعل، لو تمكنت الكنيسة الكلدانية من تغيير اسمها الى الكنيسة الشرقية الكاثوليكية، وبرغم ايماننا ان كل الكلا نئس الثلا ثة كاثوليكة بالمعنى اللغوي اي جامعة، الا انه بات مفهوما ان الكاثوليكية بمعناها الشائع تعني كنيس روما والمنضوين تحت رئاستها.
ان الاصرار من قبل الكثيرين على البقاء في مواقعهم والطلب من الاخرين تقديم التنازلات يعني البقاء على موقفنا الداعم للتحلل والانقسام، في الوقت الذي تاتينا الضربات من كل جانب، وشعارات باتت تقال علنا عن رغبة البعض منا القبول بالذوبان في الكل او الهجرة. وكلا الامرين يصيبنا في المقتل. ان كل شخص قد يعتبر نفسه انه على حق وهذا مفهوم ولكن اعتبار النفس انها على حق لا يعني انها فعلا كذلك، بل يعني انها لم تدرك الاخرين وما يفكرون فيه على حقيقته.

اذا كنا كلنا في مركب واحد، وهو مركب تتقاذفه الامواج وتضربه العواصف لحد اننا كلنا بتنا مدركين ان مصيرا مظلما ينتظرنا لو لم نجد مخرجا لما نحن فيه، فاذا علام التكبر واعتبار البعض الذات انها الوحيدة المخلصة والبقية على ظلال؟
انه سؤال قد لا يكون موجها لشخص محدد او لمؤسسة محددة، بل بات ضروريا توجيهه للكل، لان الكل يشارك في حالة الممانعة من التقارب وزيادة اللحمة بين الاطراف المختلفة من شعبنا.
وعلى ضؤ تقديم غبطة مار عمانوئيل دلي استقالته، لدينا سؤلا يطرح نفسه الم يحن الوقت ليتقدم بقية البطاركة في كنيسة المشرق باستقلاتهم وهم قداسة مار ادي الثاني وقداسة  مار دنخا الرابع؟ لتجديد شباب قيادة الكنيسة، وليتبواء على كرسي القيادة اجيال شابة لم تدخل متاهات الخلافات والخلافات المتبادلة وخصوصا الخلافات التي كان لها طابعا شخصيا، وبالاخص ان كل من البطريركين يقود الدفة منذ اربعين سنة او اكثر. واذا كانوا قد قدموا شيئا فلهم الشكر والتقدير ولكننا نعتقد انه لم يعد باستطاعتهم تقديم المزيد. ونريد ان نقول وقد قلناه لقيادات كنيسية سابقا ان مؤسسة الكنيسة اهم من الاشخاص مهما كان تقديرنا لهم ولما انجزوه.
كنيسة المشرق الاشورية نقلت كرسيها البطريركي بشكل رسمي الى الولايات المتحدة الامريكية (شيكاغو)، وهي في هذا الوحيدة من بين شقيقتيها، الم يحن الوقت اللازم ليعود الكرسي البطريركي الى الوطن، وخصوصا ان الوطن بات اكثر حرية من ناحية الكلام والنشاط، مستثنين الاعمال الارهابية؟ واذا كانت للكنيسة حقا في زمن صدام لعدم العودة لانه كان يضغط باتجاهات معينة، وراينا محاولات ضغطه عند حضور قداسة مار دنخا الرابع الى العراق اثناء ابتداء ازمة الخلاف العراقي الايراني، حيث طلب منه اجراء لقاء مع جريدة الثورة او اصدار تصريح يدين الخميني، وعندما رفض الامرين تم اصدار قرار بضرورة خروجه من العراق خلال اربعة وعشرون ساعة، واذكر ان قداسته بقى اكثر بكثير من ذلك في تحد غير معلن للحكومة العراقية. اقول ان الاسباب الموجبة ايضا قد زالت، وعلى قيادة الكنيسة ان تشعر الجميع انها معهم في ما يعانون وما يخافون وما ياملون.
سنبقى ننتظر من كل كناءسنا ان تكون كنيسة واحدة، الكنيسة المقدسة الرسولية الشرقية او كنيسة المشرق، ولكن قبل ذلك نطالب الكنائس الثلاثة التخلص من حالة الجزر المستقلة عقائديا وطقسيا واداريا وسلطة روحية في كل واحدة منها، بمعنى ان نرى في كل كنيسة نسقا موحدا يسير الجميع على هدية وليس كل اسقف او مطران او احيانا كاهن كما يشتهي وليس كما يحدد القانون.
سنبقي ننتظر الحد من عملية رسامة الاساقفة والمطارنة بدون حاجة فعلية، بل في الغالب هو وضع اناس عاطلين عن العمل في موقع ليقوم الناس باعالتهم مع المعذرة لهذا التشبيه الا انني لم اجد افضل منه، واتمنى ان ارى وقف الحملات المنادية بوقف انتقال رجال الدين من هذه الكنيسة الى تلك، عدى من مارس جريمة بحق كنيستة كما فعل السيد اشور سورو (مار باوي) لان انتقال الكهنة لاسباب خلافات ادارية لا يمكن معالجتها بسبب الطبيعىة الدكتاتورية لبعض القيمين او لاسباب ايمانية و ضميرية مثل الزواج وغيره، داخل وعاء كنيسة المشرق افضل من خسارتهم نهائيا.
فهل سنرى ما نتمناه وننتظره يتحقق حقا؟

202
المنبر الحر / لن اقول، الم اقل
« في: 00:32 17/12/2012  »
لن اقول، الم اقل



تيري بطرس
ان واقع شعبنا، لا يسمح لنا حتى لكي نقول، الم نقل، لانه واقع مؤلم ومرعب وبكل هذا لم ااتي بجديد... لانني قلته وكررته ومن يعود الى ما كتبته خلال السنوات الثلاثة الاخيرة سيلاحظ تكرار تحذيري من الواقع المزري والمطالبة بحلول جذرية، والتحذير لم يكن من قبلي بل شاركني الكثيرين في ذلك، الا ان صوتنا كان صراخا في البرية، لم نسمع لهو الا صدى. طبعا الحلول لن تاتي من شخص او من حزب او كنيسة ما، بل المطلوب ان يتشارك الجميع في رسم ما يمكن ان نقول عنه خارطة الطريق، للخروج من الواقع الحالي.
ولكن اقول للبعض اذا، نحن لم نكن من من يجلسون على قارعة الطريق ويرمون السائرون بالحجارة كما اتهمتمونا ، بل كنا نذير مسبق مما يحاك وسوف يلحق بنا. اذا ان بنوة الامة وكما يقال ان فلان جاء من رحم الامة، ليست كلمات انشائية تقال، بل خوف على الامة ورعايتها وتقديم ما يمكن تقديمه لها. ان رحم امتنا كان واسعا وانجب، ونحن لا ننكر امومة هذه الامة على احد، كما تم نكرانها علينا لاننا كنا نحاول ان نضع الاصبع على الجرح، اي نعم كنا ندرك ان ما نفعله مؤلم، وكان مؤلما لنا اولا، ولكن الالم افضل  بكثير من الضياع والتيه الحالي، نعم انه تيه عندما تحاول ان تجد مخرجا ولكن كل الطرق تجدها مسدودة، الم يقل المثل الصديق الوفي هو من ابكاك وليس من اضحكك! اليوم لم يعد امام الامة الا الذهاب خلف من فتح باب التيهان والضياع، او من  يحلو له الضحك على الامة بمشاريع خيالية عن الجيش والثورة والاقليم الذي سيقيمه المالكي لنا. بما اننا قسمنا الامة بين من هو من رحمها ومن هو من .....الامة.  اليوم علينا الاجابة وماذا انجب هذا الرحم، او نكشف المستور ونتلهى بكيل الضربات احدنا للاخر لحين ان تخور قوانا او ما تبقى من القوة، لكي تكتمل مسيرة الضياع.
اسماء تقال وتنشر وتطالب، هل هي حقا تطالب ام انها بالتنسيق مع ذاك، قد نسقت لكي تعطي خط رجعة ومن ثم القول كم انت كريم ومسامح يا ابن الامة يا من ولدت من رحمها الطيب؟ كم  اود فقط ان اواجه كل هذه الاسماء، لماذا النطق الان، هذا اذا كان النطق عن رغبة وليس تنسيقا، الم يشاهدوا التخريب والتدمير منذ ان بدات حرب الاتهامات والتشكيك والادعاءات، لا بل شاركوا في كل ذلك، لا بل قال البعض انهم يدفعون اليه خوفا على مناصبهم وادراكا منهم انهم لن يتمكنوا من ان ينافسوا الموجودين على الساحة، فكانت موقفهم واتهاماتهم خط دفاع عن الذات ومصالحها في اوج حاجة الامة الى الوحدة والخروج بصوت واحد امام الاخر وقبل ان تنخر فيها حرب داحس والغبراء. الم يشاهدوا التعليم كيف تم تخريبه والاحزاب وكيف تم تخوينها ومؤسسات الامة وكيف تم تدميرها، وكل هذا وسكتوا، فلماذا النطق الان؟ انه السؤال المراد الاجابة عليه.
احدهم يتهمني دون ان يسميني بانني اتهمت، لا سيدي انا لم اتهم، فليس واجبي ان اتهم، انا طرحت المتوفر وطرحت الاسئلة المستنتجة منها، وحينها رميتوني بكل ما يرمي الخائن، حتى اسميتموني المدعو، وانا املك اسما وعنوانا.  هل يحق لي ان اطالب اليوم بشئ؟ لا سيدي انا لن اطالب لانه ما بقى شئ لنطالب به، حتى ماء الوجه اريق من كثرة الاكاذيب وعمليات الخداع والتدليس وشارك فيها من هو بحكم المثقف مع الاسف.
يعيب البعض على فلان انه راغب بمنصب، عجيب هذا، يحق لبعضهم ان يتسنم منصبه مرارا وتكرارا ويمنح لابن اخته ما فاض عنه، ولكن عيب على الاخرين المطالبة بمنصب لكي يشاركوا في عملية البناء، عجيب ان هذا الابن الاخت يهدد بانه سيقدم استقالته مالم يرضخ تنظيمه لارادته، وكانه كان من صناع التنظيم ولم يكن الا صبي التحق ككل من التحق ولنكن حسني النية، بسبب شعوره القومي وليس لاي سبب اخر، ووجوده او عدم وجوده ما اضاف يوما ولا سوف يجرد التنظيم يوما من شئ ما. عيب حقا ان نتهم الاخرين بما فينا نحن، ومنذ متى كانت الرغبة بمنصب تهمة؟، ولو كانت كذلك لما تسنم احد منصبا. ولكن كتاب الدعاية والطبالين يريدون ان يقولوا انهم حراس الاخلاق والسيرة الحسنة والعمل الصالح، وكل ما جرى لم يسترعي انتباههم ولم يجعلهم يجردون اقلامهم لوقف النزيف الذي استنزفنا.
كان الصراع مريرا او هكذا خيل للبعض للاستحواذ على الماضي، فعندنا خسروا الحاضر، تصارعوا على الماضي، ومن كثرة رغبتهم في هذا الاستحواذ، حاولوا تجريد الاخرين من اي ماض، بكل الوسائل والطرق، والاخرين لم يكن لهم في الامر يد، غير انهم قالوا ما شاهدوا وما سمعوا، واليوم خسروا الحاضر والماضي، لانهم  تحالفوا مع من لا يهتم باي ماضي وباي حاضر، بل يهتم بانا، ولان هذه الانا لديه تكبر، وتبعات العمر تعمل عملها، فالانا بحاجة الى متكئ لكي ترتفع وتصعد يشاهدها الاخرين او يشيرون لها بالاصبع. هكذا البعض يصير اداة، وعندما تنتفي الحاجة منه اما ترمى او يقال ان لها صريرا مزعجا او كلبا نباحا.  
بكل عزيمة واصرار حاول البعض ان  يقلد وان يكرر اسواء تجارب الاخرين، ففي حين ان صدام كان مثار كل الاستهزاء والحقد ورمز كل الشر، فان البعض اصر ان يقلده بكل شئ مع فارق الامكانيات ساحة العمل، ودائما كل الاتين من رحم الامة يبتداون بالاخرين الى ان ينتهي مسلسل التصفية في بيتهم، الم يبتداء صدام بالقيادات الشيعية ومن ثم السنية وبعدها انتقل الى الاحزاب التي تحالف معها وسماها الوطنية او الديمقراطية واخيرا قيادات حزبه الى ان وصلت الى بيته، هذه هي محصلة متشابه ومتكررة يمارسها الثوريون الملتصقون بالشعب والسامعين لانينه والحاسين بمشاعره كما يقولون لنا او قالوا، هل تريدون امثلة اخرى. اما النخبويون فانهم لا يقتلون ولا يمنحون لانفسهم امتيازات اتت مع مولدهم ولا شعورا وحسا متميزا، بل يقدمون انفسهم اناس عاديين يتطلعون للافضل وضمن مخطط محدد، ان النخبويون لا يطرحون انفسهم سوبرمانات بل اناس يناقشون برامج وقدرات وامكانيات يضعونها على الطاولة.  
العيد اتي وراس السنة مقبل، واتخذناها رموزا للفرح والتمني، ولقلب صفحة لنبدء صفحة جديدة، ولكن يا ترى ماذا يمكننا ان نتمنى لامتنا ولابناء شعبنا، وماذا سنقول لمن اعتقدوا في انفسهم انهم فقط من رحم الامة وما الاخرين الا من ..... الامة. يصعب لنا حتى اطلاق التمنيات الجوفاء، في زمن الكذبة يكذيون على الملاء وبصوت عال وبلا خجل، والاقسى والامر انهم يدركون ذلك ولا تزال الاكاذيب تنطلي على البعض.، في زمن الحروب الدينكيشوتية التي يعلنها البعض لا امال لدينا  الا ان ينقلب حالنا الى الافضل ليس لدراسة ومخطط لدينا، بل كامل عن حدث عجائبي قد يغير الحال.

203
الجهد القومي من اجل المواصلة وتحقيق المطالب




تيري بطرس
قبل سنوات نشرت مقالة على موقع ايلاف تحت عنوان العرب ضاهرة صوتية، والعنوان كان منقولا على ما اتذكر من كلمة لرئيسة وزراء اسرائيل غولدا مائير، ولكن الذي يحزنني ويعصر قلبي الما هو اننا ككلدان سريان اشوريين ايضا ضاهرة صوتية، والدليل الكم الهائل من الصراخ والعويل الذي نبثه على مواقعنا وصحفنا وفي جلساتنا الحزبية والاجتماعية على الحالة التي وصلنا اليها او كلما اصبنا مكروه، من غير ان نحاول ان نستشف اي طريقة للخروج من الحالة المستعصية هذه . خارج اطار التسميات والفعل القومي تحتها، كان الحزب هو احد الاساليب التي امنا باننا من خلالها يمكن تحقيق امالنا القومية المشروعة. ولكن تجربة الاحزاب ورغم ان اقدم حزب مستمر لدينا احتفل هذا العام بذكرى تاسيسه الخامسة والخمسون، الا ان الدلائل تقول بعدم امكاننا فعل ما كنا نصبواليه، اي صحيح ان تم ترسيخ الفكر القومي والوحدة القومية والمصير المشترك بين الكثير من ابناء شعبنا وهذه خطوة جيد جدا، كان من المفترض ان تقود لخطوات اخرى، الا ان هذا الترسيخ للمصير المشترك، جاء بعد ان تخلخل وضعنا الديموغرافي وترافق مع بروز اصوات المغامرين بمصير الامة، لاجل احقاد تاريخية لا يمكن ان تعيد لنا شئ.
ان ما شغلني حقا في مسألة الانتماء للحزب هو الخبرة وتراكمها ونقلها لاجيال التي تلينا، لكي لا نبداء دائما من نقطة الصفر كما هي عادتناو اجتماع القوى نحو هدف مشترك عام ، ولكن كان ايضا ما يسترعي انتباهي هي النفس القصير للعمل القومي المؤسساتي، ففي الوقت الذي تتسارع الجهود لبناء مؤسسة جديدة ضد مؤسسة قائمة، نجد ان البرود يصيب من كانوا بالامس من اشد مناصري قيام المؤسسة الجديدة، بعد فترة قصير ويلحق الجديد بالقديم من حيث كونه رقما او جعجة بلا طحين، وهكذا تتناسل مؤسساتنا دون ان نتقدم انملة واحدة للامام. والمؤسسة القومية او الحزب من المفترض بهما ان يضعا خطة للعمل السياسي، تمر بمراحل متعددة، قد تكون متداخلة ولكن تكون واضحة. ويعلم اعضاءه او ابناء الشعب في حالة المؤسسة القومية على ضبط النفس وعدم التهور لكي لا نفتقد الكثير من اجل الانتقام او التسارع.
المسألة باعتقادي عميقة الجذور في شخصية الفرد الكلداني السرياني الاشور ي، ففي الوقت الذي يعتبر ابن شعبنا قياسا لابناء الشعوب المجاورة الاكثر تفانيا واخلاصا للعمل الوطني وفي ظل مؤسسات الدولة (العراقية او الكوردستانية، حاليا او سابقا العراق كمثال وليس الاستثناء) نراه في ما يخص امته تملاءه الشكوك والضنون ويرفع الصوت عاليا الاعتراض على كل صغيرة وكبيرة. ابن شعبنا يكون مخلصا مع مؤسسات الدولة لانه لا يزال يشعر بان الدولة ليست دولته، بل هو يعمل من اجل الراتب وليس لانه حق له، وهذا موروث شرقي باعتبار الدولة هي دولة المسلمين. اما في ما يخص مؤسساتنا فانه يشعر ونتيجة للغبن الطويل ان ياخذ كل شئ مرة واحدة، اي التقدير والاحترام والجاه المفتقد جراء خدمته الاخرين بتفان وعندما لايجد ذلك حسب اعتقاده، فانه يبداء يتصور بان الاخرين لا يقدرون قيمته وقيمة انجازاته واراءه وتضحياته رغم انها قد لا تتعدى الصراخ من جانب ومن جانب اخر يريد من المؤسسة ان تشعره بالفخر والاعتزاز والامان، كبديل للدولة الضائعة. وعندما لا يتوفر الامران نتيجة لكون اغلب المنتمين لهذه المؤسسات من نفس الطينة، لانهم نتاج نفس البيئة، يبداء التذمر والتفكير بالبديل، وعندما يكون توفير البديل سهلا كما في الغرب فكلما اجتمع سبعة اشخاص يمكن عمل مؤسسة ما، فحينها تتكاثر هذه المؤسسات التي لا يستفاد  منها الا في التكثير من الاسماء ليس الا. والامر الاخر ان الانسان الشرقي دكتاتور صغير، هو قامع ومقموع، هو دكتاتور في اسرته وهو عبد للسلطات الدينية والعشائرية والسياسية، والعمل القومي المؤسساتي وبالرغم انه عابر للعشائرية والدين، الا انه يبقى مجالا غير مكتمل النضوج من حيث ادراك الفرد، ان العمل الجماعي هو نتيجة لبلورة راي مجموع من الناس وليس بالضرورة ان يكون رايا مائة بالمائة حسب ما اعتقد، انه ذوبان الفردية المطلقة في العمل الجماعي لاجل تحقيق اهداف مشتركة لايمكن للفرد الواحد تحقيقها، ولكنه لا يلغي الشخصية الفردية.
النفس الطويل في العمل القومي هو ما ذكرني به الاستاذ سيزار ميخا، واضيف معرفة كيفية تقديم المطالب وعملية الضغوط المتراكمة والمتعددة والمتدرجة القوة، التي هي من الاساليب المشروعة في السياسة، وهي بعيدة عن العنف، ان عملية النفس الطويل في العمل السياسي تتاتي من تقسيم المراحل، ووضوح كل مرحلة عن ما سبقتها، والانتقال من مرحلة الى اخرى بعد هظم الاولى، وتثقيف الجمهور على قبول التاني والتريث ولكن بفعل مستمر في التقدم. النفس الطويل تعني ايضا ابعاد الاهداف الخيالية او التي يمكن ان تخلق اعداء  لقضيتنا لايمكننا مجباهتهم، وتعني تجميع عناصر القوة والدفع بها في عملية الضغط المستمر والمتصاعد لتحقيق مصالح شعبنا.  ليس عيبا ان نقول لا نستطيع الان او ليس المجال او الاوان لهذا الامر الان، ولكن الجريمة الكبرى هي في ان ندخل معتركا ونحن لم نوفر له ادوات الفوز، والجريمة هي ان نقول المستحيل ايضا. عملية الضغط المتصاعد تعني استعمال وسائل متعددة ومختلفة القوى لتحقيق هدف او اهداف مشروعة قوميا. وان استعمالها يؤدي الى تحقيق النتائج المرجوة منها.
ولكن هل حقا نحن متوحدون في مطالبنا، ام ان الاخر يستغل الاختلافات حتى ولو كانت بسيطة ومحدودة لكي يضع هذ المطالب في سلة المهملات، بحجة عدم وجود قرار او مطلب موحد للجميع، وهذا الامر قد يكون احيانا صحيحا ولكن نحن ندرك ان كل الاكراد وكل الشيعة وكل السنة وكل التركمان لم يكونوا يوما ما متوحدين وملتفين حول طرف واحد في شأن مطالبهم القومية، اذا المسألة فيها استهانة ايضا، والاستهانة متأتية من كوننا ضعفاء، وكل من يقول غير ذلك واهم. فساستنا لا يزالون يحددون حق الاخر من خلال قوته ومدى قدرته على التاثير السلبي عليهم، واذا تاكدوا من اننا يمكننا ان نؤثر سلبا على تطلعاتهم في حالة لم نحصل على حقوقنا المشروعة، فحينها سندخل في معادلاتهم وتفكيرهم.
ولكن ليس كل موقف او طرح مغايير او له نوع من الشعبوية يعتبر موقفا بطوليا او قوميا، وكمثال ما نادى به الاستاذان خوشابا سولاقا وابرم شبيرا مؤخرا من الطلب الغير المباشر بتقديم الاستقالات او بمعنى اخر كسر الكراسي وعدم الالتصاق بها في اتهام غير مباشر للسيد يونادم كنا، نعم ان مثل هذه الخطوة كان يمكن ان تكون مؤثرة وفاعلة في البدايات وحينما تم تهميشنا انذاك من قبل حلفاءنا، ولكن علينا دراسة الظروف وهل حقا انها ستكون كذلك الان. في انتخابات عام 1992 التي اقيمت في المنطقة الامنة في شمال العراق (لاحقا اقليم كوردستان) كان قانون الانتخابات يخصص 5 مقاعد للاشوريين (الكلدان النساطرة والسريان)، ولكننا لا حظنا انه حتى هذه المقاعد الخمسة تم تنافسنا عليها من قبل الاحزاب الكوردستانية تحت يافطة مسيحية، وحينما رفع بعض الاخوة شعار الانسحاب من الانتخابات، لان ما تفعله هذه الاحزاب غير قانوني، فالمقاعد مخصصة للاشوريين وليس للمسيحيين، ولكن تم اسكات كل الاصوات المعترضة وتم اتهام وتشويه صورة وسمعة البعض الاخر، حينها لو كنا قد مارسنا هذا الحق، لرضخت الاحزاب الكوردستانية لمطالبنا المحقة لانها كانت بحاجة ماسة  للغطاء الاشوري  في ذلك الحين.  ولكان اي بديل يمكن ان تلجاء اليه الاحزاب الكوردستانية مكشوفا ومتهما جماهيريا ولا يملك اي مصداقية. لقد كان تواجد ممثلي عن شعبنا في البرلمان والحكومة حاجة ضرورية للحكومة وللجبهة الكوردستانية لانه يوفر لها حق القول بتوفر الحريات للقوميات الاخرى، وخصوصا ان هذا الحق كان مصانا للتركمان ايضا ولكنهم لم يمارسوه رغم اغراءهم بمنصب  نائب رئيس الوزراء. اقول اننا لو لم نستعجل المناصب لكان وضعنا قد تحسن كثيرا، ولكان ذلك نموذجا يحتذى به بعد ذلك. اليوم وبعد 2003 ودخولنا في صراع داخلي مقيت تحت شعار التسمية وغيره، لن تعدم الاطراف السياسية الاخرى من ايجاد البدائل المختلفة والمستعدة لمنح الشرعية لكل ممارسات الحكومة تحت التسمية المسيحية. وعندما اقول الاطراف السياسية اقصد كل الاطراف المتصارعة، من العراقية والكوردستانية الى الاطراف الاسلامية.
المسألة ليست دائما بطرح حلول، فهناك الالاف من الحلول يمكن ان تطرح، ولكن اي منها سيكون صائبا عند التطبيق، هنا هي المسألة. فالمسائلة ليست بالبديل، بل البديل الذي يحقق النتائج، والا لتحول المطروح الى الهروب الى الامام، وللمساومة والبروز الشخصي ليس الا.
ان ما يلحقنا من الضربات المتتالية، وقد تكون العملية مخططة لكي نتعلم السكوت والصمت، هو اساسا لسبب عدم قدرتنا من خلق وحدة داخلية تمتلك القوة الكافية لتمشية سياساتها، لا بل اننا فتتنا ما كنا نتملكه من القوة والسمعة التي كان البعض يهابها، في مجابهاتنا الداخلية والعقيمة. كما ان الرعب بات ياخذنا في كل خطوة يتخذها الاخرين، بحيث بتنا نتوجس مؤامرة ضدنا خلف كل فعل. والمشكلة الكبرى اننا نحمل قوانا السياسية اكثر مما تتحمل، ففي الوقت الذي نتغنى ليل نهار بالعراق وطنا ابديا ليكاد السامع ليضن اننا كنا ولا زلنا مترفهين في هذا العراق، وكأننا لم نتعرض للتعريب والتنكيل والقتل والاهانة ولم تتعرض ممتلكاتنا خلال كل عمره الى السلب والنهب ودون ان نطالب باي تغيير فيه لصالحنا، فاننا كشعب لم ننخرط في عملية التحول التي حدثت، بسبب الدور السلبي لبعض الكنيسة ولمن حاول ان يبقي رهانه على عودة القديم كما كان وان بوجوه اخرى. ففي الوقت الذي لم ندعم قوانا السياسية بالافراد والمال والخبرة، نطالبها بان تكون سوبر مان وتغيير الحال لصالحنا مع بقاءنا في قوقعتنا الخاصة. يبقى ان الخطاب القومي لشعبنا كان بين حالين الوطني الكاذب والذي يدرك الجميع ذلك من خلال ممارسات الواقع اليومي، والقومي المزدوج الرسالة، اي بين الاستقلال الذاتي والتخلص مرة واحدة من كل ذل التاريخ، وبين الخطاب الوطني المتلبس والذي يساير كل طرف حسب توجهه وكاننا نمار السياسية وفي الحقيقة اننا كنا نمارس الرياء والتذلل ليس الا.
بات من الضروري ان تكون لنا حقا قيادة موحدة نابعة من الرغبة الحقيقية في وجودها وليس اضطرارا كما هو الحال الان، تراعي الداخل العراقي والسوري والتركي والايراني ودول الاتحاد السوفياتي السابق والخارج المهجر، المهجر يعمل من اجل الداخل لكي يتمكن الداخل من ايصال رسالة البقاء والاستمرار الى الخارج. ولكن هذا ايضا مقترح وليس مخطط تفصيلي، ولكي يكون هناك مخطط تفصيلي على القيادة الموحدة ان تجلس وتحدد الاوليات، وباعتقادي ان اولى الاوليات هي بقاءنا على ارضنا ووطننا، والبقاء ايضا ليس شعارا، بل ممارسات وحقوق يجب ان تستخلص. اننا شعب مقسم الى دول هي اراضيه التاريخية وعلينا ادراك ذلك بوضوح تام وبلا اي لبس، اي نعم لكل جزء منا خصوصيته التي يجب ان نراعيها، ولكننا نعاني من الهم المشترك وهو الاضطهاد اليومي والتهيديد الحقيقي لوجودنا، ولذا فعلى الجميع ادراك ان لنا مشاكلنا القومية المشتركة والتي لا يحق لنا البت فيها دون مشاركة بقية اجزاء شعبنا، فكل مشكلة لها مجالها الخاص في الحل ولنقاش، ولكن كل جزء من شعبنا يشعر ويحس ويتالم لما يتعرض له بقية الاجزاء وعليه ان يدعمه ان امكن. فكان من المفترض الان في كل تنطيماتنا ان تولي اهمية خاصة لمعاناة شعبنا في سوريا وان تمد يد المساعدة للاخوة العاملين والناشطين السياسيين هناك لكي يتمكنوا من الخروج من الحالة الراهنة بانجازات معينة لشعبنا، وان لم يكن على الاقل الخروج باقل الخسائر الممكنة. 
ان العالم ليس مستعدا لسماع اشخاص او تنظيمات يدرك انها لا تمتلك اي مصداقية شعبية او حتى سياسية، والسماع هنا ليس التنصت لما تقوله، فالادب يحتم ان يستمع الناس اليك حينما تتحدث، ولكن الاستماع يكون بوضعنا على الخريطة  السياسية، وبان لنا الحق الكامل في ان يكون لشعنا الحقوق التي ينص عليها القانون الدولي.
قد يطالب البعض العودة الى نقطة الصفر في كل شئ، ورغم ايماني المطلق، بان وحدة شعبنا، هي اسمى من كل شئ، الا ان التهور ايضا في المطلب قد يؤدي الى نتائج كارثية، وخصوصا ان العودة الى نقطة الصفر هي ظلم فادح بتارخ حركتنا القومية، وخطوة في المجهول والدخول الى سفسطة قد لا يمكننا الخروج منها الا وابناءنا يكفرون بنا وبكل اسماءنا ورموزنا.
اذا ان خلق اردة ونفس طويل والقدرة على مواصلة الضغط لتحقيق مطالب شعبنا، عملية بنائية تبدا من الصفر وتنتهي بتحقيق المطالب وهذا عمل يتطلب انخراط جهود اغلبية ابناء شعبنا في الجهد اللازم انخراطا فكريا وجهدا ماديا وعمل عضلي ايضا. 

205
زعماءنا لم ولن يكونوا قديسين ولا مجرمين



تيري بطرس
في النقاشات التي دارت على صفحات عنكاوا كوم، اثيرت امور باعتقادي خرجت من كونها دراسة تاريخية، الى كونها موقف ثابت لا يتغيير بمرور الزمن وان ظهرت عليه حقائق جديدة.  ان التاريخ ورجالته هم جزء من موروث الشعب، ولابناءه الحق في دراسة هذا الموروث واعطاء وجهة النظر فيه، ولايجب هنا اتهام احد لانه لم يطلع على وثائق قد لا تكون متوفرة او متداولة، وبرغم من بعض الوثائق قد تظهر حقائق جديدة، الا ان الموقف يجب ان يكون النقد والتصحيح وتبيان الاخطاء لاستخلاص الدروس، فمالك خوشابا ومالك ياقو واغابطرس وسورما ومار بنيامين شمعون وغيرهم صاروا ملك شعبهم وهم لم يعودوا ملك عشائرهم وعوائلهم، لانهم ليسوا رموزا لهذه العوائل بل رموزا لشعبهم. ان واجبنا اليوم هو الخروج من دائرة الاتهامات والاتهامات المتبادلة، وخصوصا لزعماء لم يعد بوسعهم ان يخطأوا، لانهم رحلوا عنا.
كان شعبنا ولا يزال ينقسم الى طوائف دينية متعددة وكان ينقسم الى عشائر(عشيرتي) والفلاحين العاملين في القرى تحت رحمة الاغوات الاكراد او العرب او غيرهم حسب موقعهم (رهتي) ومن عشائرنا البارزة تياري العليا وتياري السفلى وباز وديزى وكاور وتخوما وجيلو. هذان التقسيمان الطائفي والعشائري والفلاحي اثر في شعبنا كما اثر في شعوب المنطقة التي تعاني نفس مشاكلنا وقد يكون بصورة اقل وذلك لكثرة عددهم مما هيأهم للسيطرة على بعض المقدرات التي تمكنوا من استغلال حزء منها في تمتين هوية قومية اكثر وضوحا منا.
قيادات شعبنا كانت قيادات العشائر، باسثناء اغا بطرس الذي يمكن ان يقال عنه انه صنع قيادته بنفسه، الا انه ايضا كان من ابناء العشائر، وبالتالي ان قولنا ان قيادتنا كانت عشائرية كمكون وحتى كتفكير وانتماء لا يتنافي مع الحقيقة ابدا. لانهم كانوا ابناء بيئتهم ولا يمكن لومهم على ذلك، لا بل ان القيم العشائرية كانت مطلبا ومقياسا للقوة والرجولة والكرامة وحتى ابناء شعبنا من الرهتى كانت تحاول التمثل برجال العشائر في مواقف معينة كالثار مثلا.
الحركة القومية، هي حركة سياسية ثقافية اجتماعية، وهي حركة عابرة للعشائرية، تعتبر العشيرة والقيم العشائرية معيقات تقف في وجه تطور حركة قومية سليمة ومعاصرة. كررنا مرارا اننا استوردنا الحركة القومية كاطار لعملنا القومي، ولكن لم تكن حالة مختلقة عندنا نتيجة تراكمات ثقافية واقتصادية وقانونية، استوردنا نموذجا ناجحا في اوربا، كان نتاج حركة اقتصادية واجتماعية وثقافية محددة ومستمرة لاكثر من ثلاثة قرون، ونحن والعرب والكورد والارمن والترك اخذنا هذا النموذج دون ان نمر بالمراحل التي مرت بها في اوربا. وبالتالي كان علينا ان نخلق اطار قومي يشعر الجميع حقا بالانتماء اليه وينمي لديهم الامان والتطلع للمستقبل الزاهر. الحركة القومية وعدت بذلك، ولكن النتائج كانت مخيبة للامال. العشيرة واستمرارها ليست معيقة لحركة قومية ناشئة بل هي معيقة للدولة الوطنية ايضا، المؤسسة التي بنيت على مقياس حركة قومية او وطنية عابر للعشائر ولا يمكنها بالحقيقة التعايش مع القيم العشائرية. والمفارقة الكبيرة في شعبنا ان تقسيماته العشائرية والفخر بها لا تزال متداولة رغم ان ابناء العشائر لا يمارسون اي من قيمها ولا يعيشون بيئتها، ولهذا دلالة كبرى وهي تعني فشل الحركة القومية في ان تكون البديل للعشائرية، والامر الثاني ان الشخص العشائري وغيره لا يزال مفتقدا للامان ولمستقبل مطمئن، بالرغم من انخراط الكثير من ابناء شعبنا في اطار الحركة القومية من خلال الاحزاب او المؤسسات الثقافية والخيرية والاجتماعية وغيرها.
اذا كانت لدينا قيادات عشائرية تقود حركة بمطالب قومية، وهو امر صعب جدا ان يحقق نتائج، ولكن الواقع كان كذلك فان القوة كانت بيد هذه القيادات، وبيد الكنيسة الشرقية التي كانت كل العشائر السبعة تنضوي فيها او تاتمر وتعترف بقيادة المارشمعون لها، وهو نظام ولد نتيجة  لاوضاع شعبنا، وكان نظاما ناجحا لانه ولد من الحاجة اليه، فتمكنت العشار من المقاومة به لاكثر من ثلاثة قرون، الا ان هذا النظام كان بحاجة الى تجديد وتطوير يلائم التغييرات التي حدثت في المنطقة. ومنها محاولة السلطنة العثمانية فرض سطوتها على الجميع. فالعشائر التي كان يمكنها مجابهة العشائر الكوردية، لم يعد بامكانها مجابهة هذه العشائر المدعومة من السلطنة، ان رغبة السلطنة في توسيع رقعة سيطرتها الداخلية وخصوصا الممالك الشبه المستقلة مثل العشائر السبعة، ترافقت مع فقدان هذه السلطنة لمناطق واسعة في اوربا نتيجة لثورات هذه البلدان الاستقلالية، ومن هنا كان هناك ميل ليس لتوسيع رقعة دافعي الضرائب، بل الميل للانتقام من المكون الديني المماثل للذي حقق انتصارات في ساحات اخرى.ان سرعة التطورات وانعزال العشائر السبعة عن العالم جعلت من الصعوبة عليها هضم التطورات الحديثة سواء على المستوى الافكار او العلوم او الادارة.ولذا فقد بقت على نظامها القديم.
اما القوميين المثقفين والغير المنتمين للعشائر وكان اغلبهم اما من منطقة اورمية او جورجيا او طورعابدين فهم كانوا يمتلكون القلم والثقافة الحديثة ولكنهم لم يمتلكوا القوة، والحال كان يتطلب القوة وتجييش الناس. ولذا فان انخراط الماربنيامين شمعون في الحركة القومية منحها تلك القوة، التي كانت بحاجة لها، لتحقيق امال الامة في الاستقلا ل الذاتي. وهذا يشبه ما حدث للحركة القومية الكوردية، بقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حيث تم منح قيادة الحزب للملا مصطفى البارازاني القائد العشائري والذي كان يمتلك ماضيا نضاليا، لكي يمنح مصادقية اكبر لحركة المثقفين الكورد، المنادية بالمطالب القومية الكوردية ولكي يمدهم برجال العشائر المسلحة.
يقال ان للنصر الف اب، ولكن عند الهزيمة الكل يتنصل منها، وعندما انهزمنا في اورميا، تحت ضربات قوات السلطنة العثمانية، كل حاول وضع المسؤولية على عاتق الاخرين، وكانت العائلة الشمعونية اكثر ممن تحمل وزر الاتهام، بحجة انها هربت وتركت الناس في مازق، ولكن في الحقيقة ان هذه العائلة كانت بلا قائد حقيقي، فحتى سورما خانم لم يكن لها تلك القوة او الدراية للتصرف في مثل هذه الحالات، حالات العدو يطوق المدينة والقادة العسكريين بعيدن عن الناس، فهرب الناس من الموت المحقق لينقذوا ما يمكنهم انقاذه.
في مقالة سابقة تطرقت الى ان اتهام مالك خوشابا بالعمالة امر غير صحيح، واتذكر انني قلت لاحد اصدقائي عام 1985 انه لو كنا كلنا توحدنا خلف مالك خوشابا لكان مصيرنا افضل، ولكن عين الامر لو كنا كلنا توحدنا خلف العائلة الشمعونية، ان اكثرما اضرنا في الحقيقة انقسامنا، ليس الى رايين فيهما اختلاف ولكنهما سيمارسان عين الشئ عند احتدام الامور، بل الى فريقين متعاديين، وان لم ينشب بينهم قتال ولكن الاخر من كان يتربص بشعبنا استفاد كثيرا من هذا العداء.
من الممارسات العشائرية الاعتزاز بالراي والتعصب له واحيانا التضحية بكل شئ من اجل اظهار الفرادة والتمييز، وهذه حالة او ممارسة عشائرية، ولكن في العمل القومي يتم وضع مصلحة الامة فوق كل شئ، ومصلحة الامة هي ما يتفق  بشأنه، ولكن ما حدث ان البريطانيين والفرنسيين ارادوا الاستفادة القصوى من شعبنا في تحقيق مصالح معينة، فمقابل ما وعدت بريطانيا شعبنا به وخصوصا قبل واثناء الحرب العالمية الاولى وحتى قبول العراق في الامم المتحدة، كانت فرنسا ايضا تحاول ان يكون لها نصيب من جهد شعبنا لترسيخ سلطتها في الجزيرة وبعض مناطق حنوب تركيا من خلال وعودها لبعض رؤساء الاشوريين مثل مالك قمبر. في مؤتمر ريشا داميديا (سري اميدي) اتفق القادة مجتمعين على مطالب معينة وكان الموقعون عليها كل من (المار شمعون ايشا، المطران يوسف خنانيشو، الاسقف زيا سركيس، الاسقف يوالاها، ملك خوشابا ملك يوسف، ملك زيا ملك شمزدين، ياقو ملك اسماعيل، ملك خنانو التخومي، زادوق بيت مار شمعون) ولم يكن بينهم سورما خانم وان كانت تعتبر المستشارة الخاصة لمار شمعون وموجهته، بعد تقديم المطالب انقسم القادة، وكانت النتائج مأساوية، والتي يعلم بها الكل. وفي مثل هذه الحالة الكل يحاول التنصل، والبعض اتهم العائلة الشمعونية بانها عميلة الاستعمار والانكليز، سيرة على ما تم بثه من قبل الحكومة العراقية التي كان لها في كل وزارة مستشار بريطاني، لا يقرر الوزير الا بعد اخذ رايه. ان العائلة الشمعونية كونها قائدة ووريثة ما بنيامين شمعون، وحافظة النظام الموروث والذي لم يتم  تغييره بعد، كانت تمثل هذا الطرف من شعبنا الذي اعلن ثورته من اجل مطالبه القومية، وتحالف مع اطراف دولية، وكان هذا كله بعلم جميع قادة شعبنا وقادة عشائره، وبالتالي فان اتصال العائلة بالحلفاء واخذ مشورتهم على الاقل من كان يتعاطف منهم مع قضايا شعبنا، كان امرا حتميا، لكن الخطاء هو ان الاتصالات لم تكن بصورة معلومة بالتفاصيل للجميع، ان قيادة شعبنا لم تكن على ادراك تام لدور اقامة مؤسسة حقيقية تضم كل القادة لكي يتم فيها اتخاذ القرارات. والاخرين اتهموا مالك خوشابة بالعمالة للنظام العراقي رد على اتهام العائلة الشمعونية وسورما تحديدا، والنتيجة دفع شعبنا الثمن الكبير، ليس باستشهاد الالاف من ابناءه وما يترتب عليه ذلك من الناحية الديمغرافية حينذاك وترتب عليه الان ايضا، بل من الناحية  السياسية حيث شل الرعب شعبنا لسنوات عن المطالبة السياسية، ناهيك عن ازدياد تقسيم شعبنا الى اجزاء جديدة. وهذه الحالة وهذا الدرس نعيشه بامتياز منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي ولحد الان، حيث ان انقسام قوانا السياسية حزبيا وطائفيا وتاثيرات العشائرية، دفع ثمنها شعبنا من ابناءه المهاجرين وتقلص حجمه ديمغرافيا وتهميشه سياسيا. التوصيف يكون دائما اسهل من العلاج، ولكن من واجبنا وصف وتحليل الاحداث كل من وجهة نظره لكي يمكننا ان نتعض وان نتوقف من الوقوف مواقف ثابتة وحدية ولا تقبل النقاش. من الملاحظ ان عدم قدرة قادتنا حينذاك واليوم ايضا من معرفة ما يدور في اروقة السياسة الدولية وحتى الوطنية، يمنعهم من اتخاذ القرارات الصحيحة. احداث سميل كانت ضرورية لتحقيق طموحات بعض القادة العراقيين من الذين رضعوا الثقافة العثمانية، والتي كانت ترى  في المطالب الاشورية انقلاب تاريخي على مفهوم اهل الذمة، الذي وان لم يكن في القانون العراقي الا انه كان في ذهنية بعض القادة السياسين والعسكريين العراقيين. فالحكومة كانت قد اتخذت اجراءات محددة لاضعاف الاشوريين، ومنها حجز مار شمعون في جمعية الشبان المسيحيين ومنها مطالبته بالتوقيع والموافقة على الاسكان كما ارادت الحكومة ودون ان يعرف ابعاده. هذه الحكومة لم تكن تعلم ما هي مشاعر ومخاوف المارشمعون وهو وشعبه خارج من مذابح كبيرة قلصت نصف عدد اتباعه ومن ابناء شعبه من الكنائس الاخرى. ان الخيارات قد تكون خاطئة لفترة قصيرة ولكنها قد تكون على المدى البعيد صحيحة والعكس ايضا صحيح، فخيارات قادتنا كلهم ثبت انها كانت خاطئة لانها ادت الى ضعف الشعب ولم تؤدي الى تقويته  (قوة القرار السياسي والاقتصادي والعسكري). فالعراق الذي اعتقده مالك خوشابا الملاذ الاخير لشعبنا وعلينا القبول بما يراه قادته، لم نتمكن من العيش فيه بحرية وامان منذ تاسيسه، فكنا نحن ضحايا الخلافات السياسية وضحايا الخلاف الكوردي العربي الذي جعلنا نخسر قرنا وممتلكاتنا في مناطق دهوك ومناطق اخرى من اربيل، ونحن ام نكن جزء من الصراع.
ان الارتقاء بمفهوم الانتماء القومي وبناء مؤسسات تقرر قوميا بعد دراسة وفهم لابعاد كل قرار، هو درس يمكن استخلاصه من تجربة خلاف قادتنا السياسين منذ ما بعد الحرب العالمية الاولى ولحد الا ن. ان كل قائد من قادة شعبنا كانت له مصادره التي يعتمد عليها، سواء كانت هذه المصادر انكليزية او فرنسية او عربية او امريكية، ولكن لم يتم يوما وضع ما تزوده هذه المصادر في دائرة نقاش جماعية وكل يعطي ما لديه من المعلومات، اي ان انقطاع التواصل وعدم الثقة هي علة من عللنا المستمرة، والتي لا نزال نعيشها، فكل قائد من قادتنا يعيش في برجه العاجي وهو يعتقد بانه يمتلك الحقيقة الكاملة، ولا يريد ان يزود الاخرين بها خشية من ضياع النصيب من الكعكة او خشية من مشارك الاخرين في النصر .   

206
غزوة  بغداد وحقوق شعبنا بين المستكي والزحلاوي



تيري بطرس
bebedematy54@web.de
في الغزوة المظفرة التي قادتها القوات الامنية ضد مراكز الارهاب، والتي اتت بنتائج ايجابية للامن الوطني وقد شاهدنا هذه النتائج في الايام الماضية بارتفاع عدد التفجيرات الارهابية ردا على غزوة السيد رئيس الوزراء وقواته، غيضا وحقدا لهذ النتائج المفرحة.
ولقد انهالت التعليقات المختلفة  منها المنددة ومنها المؤيدة لهذه الغزوة ولهذا الانتصار الساحق لقواتنا الامنية وكل حسب توجهه الايديولوجي وليس حسب مصالح الوطن العليا، وكان للامر تاثيرات اقليمية ودولية حتى ان اغلب وسائل الاعمال نشرت خبرا عن العملية العسكرية البطولية.
وصورت العملية البطولية وكانها ضد المسيحيين وكان المسيحيين ليس لهم من شغل الا احتساء الخمور والجلوس في البارات والتلهي بالمازات المختلفة، والحقيقة ليست كذلك ابدا، لان المسألة تدخل في صميم الامن القومي. وذهبت بعض الانباء على ان السيد شهروردي ممثل اية الله الخامنئي هو من حرك او جعل الغل يغلي في صدر السيد رئيس الوزراء مما جعله يامر بتنفيذ الصولة البطولية، ولكننا متاكدين ان الامر ليس كذلك، لانه لا يعقل ان يتمكن حاكم دبي من اقناع الامام الخميني في اوج الثورة الايرانية بان دبي عندما سمحت باحتساء الخمور على اراضيها فلانها دولة تعتمد على السياحة في دخلها، ولا يتمكن السيد المالكي من اقناع السيد شهرودي بان وجود الخمارات في العراق هو مصيدة للارهابيين وبالاخص منهم الارهابيين السنة لانهم يتخذونها مركزا من مراكز الاجتماع والتلاقي والتخطيط.
ولكن هناك اقلام حاقدة صورت العملية، وكانه محاولة لاسلمة البلاد والعباد، طبعا في محاولة للصيد في الماء العكر، لتخريب العلاقات التاريخية والاخوية بين المكونات والالوان الجميلة للشعب العراقي، فالعراق هو مسلم بكل ما فيه بمسلميه وبمسيحية وبمندائيه وبازيديته، لا بل ان الغير المسلمين بتفاخرون اكثر من المسلمين بانتماءهم للبوتقة الحضارية الاسلامية، التي حمتهم وضمنت بقاءهم ووجودهم، عبرالعصور من كل المخاطر والاعداء، ولذا تراهم ليل نهار في شكر دائم لبقاء عزة الاسلام والمسلمين.
وقام اعداء الوطن بنشر مغالطات عن العملية ومنها ان بعض الافراد قد هشم وحطم وكسر صورة غبطة الكاردينال مار عمانوئيل دلي الكلي الاحترام، متناسين انه لا يمكن لمثل هذا الامر ان يحدث، لان اهل العراق يعشقون الكاردينال، لمواقفه الوطنية الواضحة والتي يؤكدها في كل مناسبة يتم القول فيها ان هناك اعتداء على المسيحيين، وبالتاكيد ان من قام بالعملية هو احد من مخالفين او ممن يختلف مع غبطة الكاردينال في امور كثير ومنها حال المسيحيين العراقيين. وهل سينسى العراقيين حكمة غبطته عندما سؤل عن المسيحيين فقال اسألوني عن العراق وليس عن المسيحيين! كما ان تهشيم صورة غبطته لن يؤثر عليه سلبا ابدا، لانه يدرك انه شوكة في عيون من قام بذلك، ووجوده في العراق يكفي لكي يكون كذلك.
اما عن ما قيل دعوة من قبل البعض لرحيل المسيحيين، فانها بالتاكيد كذبة كبيرة فان الدعوة كانت مترافقة مع موجة الحرارة العالية وقيام العملاء الخونة بقطع الكهرباء، ولذا فالدعوة كانت لسفرهم للسياحة والاصطياف في اوربا واستراليا وهي دعوة تلتقي مع تلك التي قال بها ممثلنا في البرلمان العراقي، من ان المسيحيين ذاهبون الى سورية والاردن للسياحة والاصطياف وليس هربا من الارهاب. الا انه في هذه المرة تم اختيار والسويد واستراليا للسفر لاسباب باتت معروفة للجميع.
                                                 ++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
بكل المقاييس لا يمكن اعتبار ما قامت به هذه القوات، الا ضربة في الصميم للحريات الفردية والجماعية، وهو امر يتناقض مع فقرات وروحية الدستور العراقي، الذي يؤكد على هذه الحريات، وبكل المقاييس يعتبر ما تم اقترافه جريمة واستهتار وفرض    قيم من قبل الاخرين مستقويين باجهزة الدولة.
ولكن ما يجب الحذر منه ليس حقنا في الدفاع عن الحريات الفردية والجماعية، ولكن هو ان يتم تحويل هذه العملية القذرة، والتراجع عنها او عن بعض مفرداتها الى هالة ووسام وتمجيد للحكومة ولبعض من يتسلق على مثل هذه الامور، وتصوير ذلك على انه مكرمة للمسيحيين واعترافا بحقوقهم.
لا يخفى على احد ان الكثير من المسيحيين لا يحتسون الخمور، من منطلق شخصي، ولكن لم يكن يوما ما احتساء هذه الخمور ميزة مسيحية او ممارسة مسيحية، لانها ممارسة انسانية بحق فهناك الكثير من المسلمين وغيرهم يحتسون وبقدر اكبر من المسيحيين وهذا حق شخصي لهم، مالم يكونوا بهذه الممارسية يعتدون على حقوق الاخرين. وليس في الممارسية اي اهانة لاي شخص او دين، لان احتساء الخمور وجد قبل الاديان واستمر معها، وحتى في الحضارة الاسلامية كان الكثير من الشعراء والادباء وحتى الخلفاء يحتسون الخمور.
حقوق المسيحيين هي في امور اخرى اهم بكثير من شرب الخمور، انها في مشاركتهم بصفتهم القومية (الكلدانية السريانية  الاشورية) في صياغة سياسة البلد، لكي تعبر عنهم ايضا، ان حقوقهم هي في ضرورة تواجدهم في وضع قانون يسمح لهم بتطوير ثقافتهم ولغتهم ويزيد اللحمة والروابط بينهم، وفي تواجدهم في كل مراكز القرار السياسي والامني والاقتصادي والقضائي وكذلك في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ، ليس بصفة افراد محددين بل بصفتهم القومية، من حقوقهم ان تتواجد كل مؤسسات الدولة الخدمية في مناطقهم وان يمكنوا ويتمكنوا من ادارة هذه المؤسسات بانفسهم، وان تخصص لهم الدولة النسبة المعقولة من مواردها لادراة هذه المؤسسات وتطويرها، مع احتساب نسبة كافية لازالة المظلومية التاريخية التي لحقت بهم من جراء تجاهل مطالبهم القومية وجراء تعرض قراهم وممتلكاتهم للسلب والنهب والتدمير مرات عديدة. من حقهم اقامة جامعات تجمع ابنائهم في اروقتها لكي يتمكنوا ان يعيشوا سوية ويخلقوا الروابط في في ما بينهم، وينموا مهاراتهم الفردية والجماعية بما يظهر روحيتهم وارثهم الحضاري.
ما قامت به قوات رئيس الوزراء، ما هو الا تغطية لفشل امور كثيرة فما كان منه ومنهم الا الضرب في الضعيف، وهنا الضعيف هم المجتمع المدني، وهي رسالة منه لتوجهات اسلامية اخرى، تقول لهم ها انني حامي الاسلام والمسلمين من كل ما يشوهه. ولكن ما لا يعرفه رئيس الوزراء وغيره، ان عملهم هذا يقول بحق الاخرين التحول الى العمل في الظلام، وهنا ستتحول بيوت كثيرة الى مصانع تورد انواع الخمور الى الناس التي ستظل في حاجتها، ولنا في ايران درس فهل تعلمنا منه؟

                                    +++++++++++++++++++++++++++++++++++
ولمن يريد ان يطور في انتاج الخمور وخصوصا العرق ويحوله الى ويسكي هذه التجربة التي عملت بها في فترة ما.
 بعد عملية تقطير العرق، ويفضل ان يقطر مرتان، تقومون بوضع السكر في جدرية او اي اداة يمكن وضعها على الناري الهادئة، ويتم تقليب السكر وهو على النار الى ان يتحول الى سائل الكراميل، ومن ثم يوضع فيه معطرات مثل الفانيلا، ويخلط السائل مع العرق المقطر لكي يتحول لونه الى لون الكراميل اي لون الويسكي وهذه لن تكلف الا جهدا قليلا ولكن يمكن مضاعفة سعر العرق الجديد بحجة انه ويسكي، والناس ستشتري، لان اغلبها سمع عن الويسكي وعرف لونه ولكنه لم يذقه وهذه الطريقة اكثر امانة من التهريب من خارج الحدود. وعلى عناد يا رئيس الوزراء. كما ان ما قامت به القوات الحكومية قد يكون ذو فائدة للعوائل التي يقضي معيلها وقت طويلا في البارات والاندية، ولكنه الان وبتوفر الويسكي او العرق القجخ سيحتسيها في البيت مع العائلة وفي جو من الراحة والتندر والضحك ومع مزات تحضرها الزوجة، وبذا ستعود العلاقات العائلية الى قوتها ايام لم تكن هناك تلفزيونات ولا موبايلات ولا ام نيت . وعسى لو كرهتم امرا وهو خيرا لكم كما يقول رسول الاسلام.

207
ردود فعلنا دائما تكون متأخرة ... ماهو السبب ياترى؟


تيري بطرس
bebednaya@gamail.com
اعتقد انه كان في عام 1975، عندما قرر الحزب الوطني الاشوري، تكوين خلية حزبية خاصة بالاظىافة الى مهمة اعضاءها في خلاياهم الاصلية كاعضاء حزب، فانهم هنا سيكون التركيز عليهم على التثقيف بشكل عام، لخلق كوارد مثقفة متمكنة في امور متعددة، وهنا يذكرني ان النقاش في احد المرات جعلني اطرح ضرورة ان يكون للحزب جهة معينة تتطلع على كل اعداد التي صدرت او التي تصدر من جريدة الوقائع العراقية، لكي يكون لنا تصور قانوني عن حقوقنا، لم تسمح الظروف لنا او الامكانيات لتحقيق امور كثيرة في حينها، ومنها الخوف من الانكشاف وعدم القدرة المالية والاماكن الامنة لحفظ المواد، الا ان الوضع لاحزابنا ومؤسساتنا حاليا يختلف، فلكلها مقرات واجهزة الاتصالات والمواصلات وحتى الوضع المالي لهم هو افضل بكثير مما كان سابقا، الا انه يبقون في امور كثيرة، مشلولي الارادة او هو عدم الوعي في اهمية امر ما.يدفعني لقول ذلك هو السجالات الاخيرة التي حدثت بين بعض سياسيينا، بمناسبة خروج البرلمان العراقي بقانون الوقف المسيحي والازيدي والمندائي، وكذلك هو تواجدنا في المفوضية العليا لانتخابات وقرار اعتبار التركمان القومية الثالثة. لذا فقد بات من الضروري ان يقوم احزابنا كمجموعة بمتابعة عمل البرلمان الاتحادي وبرلمان اليم كوردستان متابعة دقيقة في كل نقاشاته، ودراسة كل ما يجري في اروقة البرلمانين وتاثثير ذلك على حقوق شعبنا.
مشكلتنا مع ساستنا العراقيين ومنهم ساسة ابناء شعبنا انهم يعتقدون بغباء ابناء الشعب، ولذل فمن حقهم الادلاء بكل ما يخطر بالبال او ما لا يخطر بالبال، والتصريحات التي اتحف بها السيد عماد يوخنا النائب عن قائمة الرافدين وعضو لجنة خبراء اختيار اعضاء المفوضية في البرلمان لموقع عنكاوا، يعتبر مما لا يخطر بالبال فهو يقول ((ان المقعد التاسع من مقاعد المفوضية هو من حصة الاقليات حسب قرار المحكمة الاتحادية ومقرر اما اذا كان هناك تجاذب لخلق توازن سني شيعي فاننا احق بالمقعد التاسع ونتمسك بحقنا ونصر على تنفيذ قرار المحكمة الاتحادية الملزم لجميع الاطراف والسلطات في تمثيل المكونات الصغيرة في جميع الهيئات واشار  يوخنا الى ان بعض النواب التركمان من التحالف الوطني والعراقية وهذا ما يثير الاستغراب  ضد زيادة عدد اعضاء المفوضية من تسعة اعضاءالى خمسة عشر عضوا، ردا على ما صرح به ارشد الصالحي من الجبهة التركمانية العراقية الذي قال للسومرية نيو ز ان الجبهة لن تسمح بتشكيل المفوضية دون تمثيل التركمان وان التاخير ليس بسبب المكون التركماني.   عنكاوا كوم 14 اب  2012))
لا اعرف حقا سبب غضب السيد يوخنا من تصريحات السيد ارشد الصالحي، فللسيد الصالحي الحق في ما يقول وما يريد وما يتمنى، لا اعرف لماذا يعتقد السيد يوخنا ان التركمان ومنهم السيد الصالحي يقفون في وجه حقوقنا، او يسرقون ما لنا وما ليس لهم وخصوصا انه يقول ان المقعد التاسع مقر لنا.  ان موقف نائبنا المبجل يذكرني بموقف الجبهة التي يرأسها الصالحي حينما ركزت نضالها على رفض كل ما يطالب به الكورد، لا بل وضعت نفسها كسد منيع امام تحقيق مطالبهم، وكانها لم تقم اي ((الجبهة)) للحصول على مطالب التركمان كمكون من مكونات العراق. وهذا الموقف يذكرني ايضا بمواقف بعض احزابنا ومناضلينا، حينما عكسوا الاية المعروفة اي النضال من اجل حقوق شعبنا الى النضال لكي لا يحصل الكورد على حقوقهم او مطالبهم. والغريب ان السيدين يوخنا والصالحي يستشهدان بالمحكمة الاتحادية، في دعواهما، كما ان السيد الصالحي باتت في يده ورقة اقوى وهي قرار البرلمان باعتبار التركمان المكون الثالث وهوقرار ايجابي للتركمان لانه يتعامل معهم كتركمان وليس كسنة وشيعة. وبالاستناد الى قول السيد عماد يوخنا فانه لوكانت المحكمة الاتحادية قد قررت ضرورة تمثيل الاقليات فانه بات من الضروري ان يكون هناك تمثيل للازيدية والمندائيين ايضا وفي كل المؤسسات الاخرى المتشابهة في كون قرارتها تتعلق بكل مكونات العراق.
ان نضال شعبنا هو مع الدولة العراقية واجهزتها المختلفة لكي يتم تطويع قوانينها مع مطالبنا كمكون عراقي يتساوي مع بقية المكونات في المكانة والحق وكذلك مع اقليم كوردستان واجهزة الدولة في الاقليم، ومع كل القوى السياسية العراقية بمختلف مشاربها لكي تقف موقفا يؤيد مطالب شعبنا ولكي تدرك ان السلام والاستقرار والعدالة لن تتحقق، بتجريد شعبنا من حقوقه المشروعة، ومتطلبات تحقيق هذه الاهداف ومنها حق شعبنا الطبيعي في التواجد في المفوضية العليا للانتخابات، وهذا لا يكون برفض حق مكون اخر لانه طبيعيا يعني رفض مطلبنا ايضا بل الترحيب به لانه يخلق اساسا قانونيا للمطالبة بتواجدنا في مؤسسات اتحادية اخرى، ويعني الارتكاز الى مقومات القوى على الساحة وحينها يجب ان نقر بانه صار للتركمان مقومات قوى على الارض اقوى مما لشعبنا، سواء بالمساندة الاقليمية سياسيا وماديا، او بالواقع السياسي حينما اصدر البرلمان العراقي قراره المعروف باعتبار التركمان القومية الثالثة للشعب العراقي، وبالتالي الحصول على الاستحقاقات التي يتطلبها مشاركتها المكونين الاخرين (العرب السيعة والسنة والاكراد) في كل الاستحقاقات التوزيعية  من المناصب والاموال بما يعادل قوتهم العددية او قوتهم السياسية، وهناك فرق بين بين الامرين. وهو ما يؤكد السيد الصالحي ايضا، ((وهدد الصالحي بـ"اللجوء إلى المحكمة الاتحادية لتكون هي الحكم بيننا (اي التركمان) وبين البرلمان خلال التصويت على المفوضية"، معتبرا أن "التوازن الجديد في العراق ليس مقصورا بين الشيعة والسنة والكرد، وإنما بين الشيعة والسنة والكرد والتركمان، بحسب ما اقره تصويت البرلمان يوم 28 تموز الماضي، باعتبار التركمان مكون من مكونات العراق الأساسية". انظر السبت 11 آب 2012   13:44 GMT السومرية نيوز/ كركوك)). وعندما يؤكد السيد يوخنا على حقنا في التواجد في المفوظية العليا للانتخابات يقصد شعبنا ولكنه بالحقيقة يقصد زوعا، لانني على يقين انه لو لم يكن استحقاقا لزوعاكما بات يعرف توزيع المغانم بين زوعا والمجلس الشعبي لما اتعب السيد يوخنا نفسه بهذا الامر ودليلنا انه وغيره لم ينبسوا ببنت الشفة حول مجريات اصدرا قرار البرلمان لاعتبار التركمان المكون الثالث للشعب العراقي. وهناك تسأل مشروع اخر يرد في هذه المناسبة وهو كيف مرر البرلمان قراره باعتبار التركمان المكون الثالث للشعب العراقي، وامام ابصار وانظار ممثلي شعبنا، لماذا لم يحولوا الامر الى قضية راي عام؟ ولماذا لم يجندونا كلنا لاجل تمرير وجود شعبنا في نفس القرار، نحن ابناء الشعب الذين لا يمتلكون الوقت الكافي والقدرة على الاطلاع على مجريات الامور، اليس مطلوبا ممن يمثلنا ان يطلعنا على ما يجري او ما يخطط له من خلف ظهورنا؟ علما ان القوانين والقرارت يجب ان يوصي بها من قبل مجموعة من اعضاء البرلمان وان يحال الى اللجان ومن بعدها يقر بقراءات متعددة.
ومن  هبات سياسينا ورجال ديننا انهم، ينتفضون دائما بعد ان تكون الامور قد اخذت صفتها القانونية، اي ان العودة عنها سيكون صعبا جدا لانه قد يتطلب تحالفات ومساومات جديدة، هذا بالنسبة لصالح الكتل المؤثرة، فكيف الحال بالنسبة لكتلة ممثلينا التي تمزقها الخلافات. وهذا ما رايناه من هبة تجمع احزاب ومؤسسات شعبنا وبعض رجال الدين، ممن حاول الاعتراض على قانون الوقف المسيحي الازيدي المندائي الذي صدر واقر وكان ممكن الاعتراض عليه اثناء كتابته او اثناء مناقشته في اللجان او حتى اثناء اقراره بقراءات متعددة، فاين كان نوابنا من ذلك، واين كان ممثلو الكنيسة. اذا من حقنا القول اما ان هؤلاء النواب لم يكونوا موجودين ولفترات طويلة، او انهم لا يفهمون اصول عملهم، او انه تم مساومتهم لمصالح شخصية، وما الهبة الاخيرة والتي اتت في غير اوانها الا، لذر الرماد في عيوننا نحن ابناء الشعب البسطاء.  مرة اخرى التهنئة للاخوة التركمان للنجاحات الاخيرة، وعلينا الاقتداء بهم لتحقيق نجاحاتنا الخاصة وهي ليست منة من الدولة بل حق معتصب لا يريد الاخرين تحقيقه لنا لاسباب دينية وقومية بحتة.

208
سميل صرخة اشورية..... لايزال صداها يتردد حتى الان



تيري بطرس
bebednaya@gmail.com
مؤلم حقا، ان يتم تجاوز اول مذبحة تحدث في المنطقة بعد قيام الدول الحديثة ،مذبحة، لم تكن نتائجها كارثية على الاشوريين فقط، بل تجاوزت هذه النتائج لتاسيس ثقافة العنف وحل المشاكل السياسية بهذه الطريقة في العراق وفي المنطقة. مذبحة شارك فيها الجيش العراقي الذي اظهر بطولته ببقر بطون النساء الحوامل لمعرفة جنس الجنين، او القتل الاطفال ورفعهم على اسنة رماح البنداق، او الطلب من الناس تسلق منحدر ورميهم بصليات من البنادق هذا ناهيك عن اغتصاب الفتيات، مؤلم ان يحاول البعض ايجاد تبريرات لكل الذي حدث، للهستيرية التي خلقتها السلطات العراقية وريثة الاساليب العثمانية في النظر الى مواطنيها على اساس الدين، والمغلفة بالعنصرية العروبية الكاره للاخر. في اجواء من التزييف وابلسة الاخر وتحويله الى عدو للوطن وهو اول من قدم ضحايا دفاعا عن حدود الوطن، وردا على مطالب بسيطة وغير معقدة للاشوريين، تم اقتراف مذبحة سميل في اب عام 1933 وفي 7 منه تحديدا يحتفل اشوري العالم في كل مكان بيوم الشهيد. مذبحة راح ضحيتها الالاف من النساء والاطفال والشيوخ، ولم يتمكن الجيش العراقي من قتلهم الا بعد ان خدعهم من ان كل من يسلم سلاحه سيكون في امان، وهكذا اطمأنت الاسر الى ان الجيش هو حامي لهم ولم تكن تدري انه يدبر لهم مكيدة فدخل اولا الى قرية سميل وقتل فيها كل من وجده حيا. علما ان الحكومة العراقية لم تكتفي بالهجوم الاعلامي على الاشوريين وقياداتهم واتهامهم بمختلف التهم، ومنها انهم عملاء الانكليز، في الوقت الذي كان في كل وزارة مستشار انكليزي. بل انها كانت قد اصدرت اوامر باعلان ((الجهاد)) ضد الاشوريين. كان خالي جونا من قرية كاني بلاف يذهب الى مختار القرية الكوردية المجاورة ليستفسر منه عن الاخبار، فيقول له خافو خافو (بترسن، بترسن) ويجاوبه ولكننا متنا من الرعب، وفي قريتنا كانت النسوة والبنات والاملاك قد تم توزيعها بين ابناء القرية  المجاورة لكي لا يحدث بينهم خلاف. 
سميل لم تعد قضية مذبحة واحدة، بل صارت رمزا لكل المذابح التي تم اقترافها بحق ابناء شعبنا، ولكي يعلم البعض ان هذه المذابح ليست منسية ولا يمكن نسيانها في ظل التبريرات وكلمات التعاطف التي لا معنى لها، مع استمرار غبن الحق واستمرار تعرض ابناء شعبنا الى مختلف انواع الاضطهادات ومنها تجاوزه كشريك متساوي في ادارة شؤون الوطن. سميل هي رمز الغبن التاريخي، ولذا فستظل دائما هذا الناقوس الذي يقرع لينبهنا الى ما تعرضنا ونتعرض له بسبب انتماءنا القومي والدي
سميل قصة سنرويها ولن نمل من روايتها، لانها تذكرنا بمذابح محمد كور الراوندوزي  خلال اعوام 1831_1836 ومذابح بدرخان بك امير بوتان 1843_1846 ومذابح عامي 1895 و1896 والمذبحة الكبرة للاعوام 1914_1918 والتي راح ضحيتها ما يقارب 750 الف قتيل، ومذبحة عامودا 1937 ومذبحة صورية عام 1969، وحملات استهداف المسيحيين في العراق منذ سقوط نظام صداك. العالم يعلم ان خلال القرن التاسع عشر كانم نحو 33% من سكان السلطنة من المسيحيين واليوم لا يتجاوز عددهم في تركيا الا حوالي 1%.
سميل رمز للعمل السياسي القومي وللمطالب القومية المشروعة، انها دافع للتشبث بهذه المطالب وبالعمل من اجلها وبكل السبل، سميل القرية المنسية صار يتردد اسمها في اربعة اصقاع العالم في هذه الايام من كل سنة، ليس بكاء على الشهداء ولكن اصرارا على الحقوق واستمرار المطالبة بها.
سميل حقيقة ورمز لحقائق دامية اخرى، ولكن البعض لا يزال يحاول التبرير، وعدم الاعتراف وهو المؤلم وهو الامر الذي يجعلنا نفكر ان عدم الاعتراف يعني القدرة على استمرار الحدث باشكال وانواع اخرى. لو كانوا قد اعترفوا بجريمتهم في سميل، لما حدث في العراق امور كثير، لما كان انقلاب بكر صدقي، الذي اخذه الغرور بجريمته لما قدمه له وزراء بغداد من تكريم وتقدير. ولما حدثت حركة 1941 ولما حدثت الانفال والحلبجة. وما بين كل هذه الاحداث من القتل والسحل وتدمير الاف القرى بما فيها من ثروات حيوانية وزراعية.
سميل وسام عار على جبين المؤسسة العسكرية العراقية، وعلى جبين المؤسسات التربوية العراقية التي لم تدرس الواقعة ولم تشر اليها، انهم يريدون نساينها او تناسيها، وهم يعتقدون انهم بهذا يلغونها من التاريخ، الا اننا مصرون على اخذ حقنا والتعريف بها وادانة مقترفها والاعتذار عن كل ذلك لشعبنا. هؤلاء الذين يطالبون بالثائر والانتقام لاي حادث او جريمة تقع ولو في ارض الواق واق، ولكنهم يحاولون طمس اكبر جريمة وقعت في وطنهم وبيد مؤسساتهم. سميل واخفاء الدور القبيح للجيش العراقي فيها فضيحة للعراق الديمقراطي، وفضيحة للثقافة العراقية التي شاركت في طمس ذكرها. سميل تقول للكل هذه هي حقيقتكم عارية لتعرفوا ان ما يوجهكم لم يكن انسانيا ولا وطنيا، بل موقفا عنصريا.... عنصريا
سميل كانت من جانب اخر، ضحية للخلافات الاشورية الاشورية ايضا، مجتمع قادته ثقتهم ببعضهم عند الحضيض، ويمنحون الاذن للغريب. مجتمع ما كان قد تمكن من التخلص من القيم العشائرية، والولوج في رحاب العمل القومي العابر للعشائرية. ان سميل ستبقى ذلك الدرس الذي يجب ان يدرسه كل اشوري ليعرف ما سيفعله الجوار حينما نكون ضعفاء ومنقسمين لحد العداء وليس مختلفين مستعدين للحوار.

209
يا لبؤس رجال الدين المسيحي في مقابلاتهم التلفزيونية!


تيري بطرس
bebednaya@gmail.com
الاعلام يبحث عن الحدث، ويحاول ايصال كل جوانبه الى المتلقي، ووضع مسيحي المشرق (عراق، سوريا، لبنان، مصر، اردن، فلسطين) وما يتعرضون له هو حدث جاذب للقراء او للمشاهدين. وخصوصا ان هذا الوضع قد صبغ بالدماء وباوضاع ماساوية من الهجرة والاضطهاد اليومي والتهديد المستمر وفرض القيم والزي الاسلامي عليهم. ولان المنطقة برمتها مبنية على التوزيع الطائفي، ولانه لا تزال التقسيمات العثمانية التي قسمت الشعوب الى ملل حسب هذا التوزيع. فقد صار رجل الدين المسيحي العنوان الابرز لمعرفة شؤون هذه الطائفة الدينية وان كان بالحقيقة لا يعبر عن ما يجري في الشارع من الافكار والطروحات.
 يشعر المرء احيانا بالرأفة على رجال الدين المسيحي وهو يشاهدهم في المقابلات التفزيونية، لانهم يحاولون حمل العصا من الوسط، فلا يزعلون هذا ولا ذاك، في تناقض واضح مع رسالة المسيح التي تقول نعم نعم او لالا، بل قد يلجأون الى تبرير تعرض اتباعهم الى الاضظهاد بمختلف الحجج الواهية. وما يحز في النفس ان غالبية رجال الدين المسيحي يحاولون مدارة الامور لتصل الى حد التضليل ان لم نقل الكذب. فالاستغراب الذي يقعون فيه عند وصف ما يحدث الان علما كما يقولون انه كان هناك تعايش اسلامي مسيحي رائع لم يعكره امر، هذه الكذبة الجميلة التي يحاولون نشرها وهم يدركون ان التاريخ مصبوغ بالدماء، سواء كانت هذه الدماء على المستوى العام مذابح عامة معروفة التاريخ والفعلة والمحرض ومتبنية من الدول، او حركة اضطهادات نائية وهي الغالبة والمستمرة والمستندة الى فتاوى ائمة او ملالي منعزلين ولكن نتائجها كانت تيقى الى ابد الدهر. وهنا لا ننكر وجود علاقات على المستوى الفردي قد يمكن وصفها بافضل من الرائعة بين منتمين لمكونات مختلفة دينيا او قوميا، ولكن المشكلة لم تكن فردية ابدا، بل تتعلق بالعقل الجمعي والجمهور عندما يهيج.
التبرير الذي يطغي على كلام رجال الدين المسيحي مرده في الاساس الى ضعف المجتمع المسيحي وكونه بغير سند اقليمي او دولي بالاضافة الى ان الانقسامات المذهبية في المجتمع مترسخة ولها مفعول سلبي تجاه وحدة القرار والمصير. ففي الوقتا الذي يعمل رجال الدين المسيحي لكي يكونوا هم الناطقون والامرون والمستشارن بشان المسيحيين في المنطقة، فانهم ومن خلال خلافاتهم جعلوا المسيحيين وبمرور الزمن ضعفاء اكثر واكثر. انهم لا يتكلمون عن الحقائق وعن ما يتعرض  او تعرض له ابناء رعياتهم، ولا عن المطالب المشروعة كمواطنين ان لم نقل كمكون متميز، انهم بالاحرى يحاولون استجداء التعاطف وحق مارسة بعض الشعائر ليس الا، وهذا يفهمه كل من يستمع اليهم او يشاهدهم في المحطات التلفازية.
في ما يسمى الربيع العربي او حتى اي وضع سياسي تم فيه تغيير السلطة القائمة، كان المسيحيين يقعون بين طرفين كل منهم يريدهم معه، وان لم يكن فهم يعتبرون خونة ، وهذا يدركه رجال الدين المسيحي الذين اوقع في يدهم فهم لا يعرفون اي خيار يختارون، لانهم بالاساس اضاعوا خيارهم الخاص لصالح السلطات العروبية القائمة. فمعظهم كان يفتخر بعروبته وتاريخه العربي ونضال العرب وحقوقهم، لقد تماهو في العروبة لحد نسيان كل تاريخهم ولغتهم وحتى عاداتهم وتقاليدهم.  متناسين او محاولين نسيان او طمرالحقيقة التاريخية وهي ان العرب المسلمين لم يعودوا يريدنهم الا بعد ان يغيروا دينهم وليس فقط لغتهم وقوميتهم. وفي الخيار الاخير ايضا كل طرف يريدهم من مذهبه.
ان الوضع القائم مزري حقا، ففي الوقت الذي كان يتعرض المسيحيين في العراق ومصر للاضظهاد بسبب دينهم، كان احد رجال الدين المسيحي في مصر يفتي بعدم امكانية دخول الاشوريين الجنة لانهم نساطرة، متناسينا انهم معه يؤمنون بالرب الواحد و بالثالوث المقدس وبالمسيح والاناجيل. لا بل متناسيا شهداءهم من اجل الايمان وجاعلا من ذاته اله اخر يمنح الجنة لمن يشاء ويحرمها لمن يشاء في تقليد لفتاوي الائمة والملالي المسلمين التي تمنح الجنة والحور لمن تشاء وتحرمها لمن تشاء.
صار من الواضح ان رجال الدين المسيحي لن يتركوا محاولاتهم العرجاء من اجل التكلم باسم المؤمنين، وفي الشؤون السياسية والاجتماعية وغيرها، انهم لن يتركوا هذا الدور الغبي الا بعد زوال اخر مسيحي من المنطقة، لا بل انهم يضعون العصى في دواليب الاحزاب السياسية والمنظمات التي تحاول احقاق حقوق الشعوب التي تدين بالمسيحىة كاحد اوجه هويتها وليس وجهها الوحيد، كالاحزاب القومية الاشورية في العراق وسورية وبعض المنظمات القبطية في مصر، من اجل المكانة التي ورثوها من التوزيع العثماني، والتي كانت تتكلم مع الشعوب والملل من خلال رجال الدين، من اجل ذلك فان هؤلاء رجال الدين مستعدين للتضحية باخر مسيحي في المنطقة.
كل نداءات الاخوة وابناء الوطن الواحد والنضال المشترك لم تعمل لانقاذ مسيحي واحد، بل كان البعض يتاجر  بها لاجل فرض المزيد من الاذلال على المسيحيين، ان ما هو مطلوب ليس ان ان يتحول رجل الدين المسيحي الى كاذب ومنافق ومستجدي العواطف، المطلوب كلمة صادقة وقوية وهي اننا شعب (في كل بلد تواجدوا فيه) ونريد المساواة وماعدا ذلك فان كل خياراتنا ستبقي سليمة، وباعتقادي ان قول ذلك لن يزيد من معاناتنا ابدا. يجب ان نقف ونقول كفي لاذلال دام قرونا، ان الايمان يتطلب الكرامة وليس المذلة والهوان، فلا ايمان بلا كرامة.
صار من الواضح ان الضعيف لن يكون له مكانة في المنطقة، وعلى رجال الدين المسيحي الكف عن الالتزام بالضعف واعتباره رمز قوة، لان الضعف باعتقادهم يمثل الطبيعة المسيحية المسالمة. السلام والمسالم يجب ان يكون قويا ليس فقط لكي يحقق حقوقه ولكن لكي يتمكن من ان ينصح الاخرين بالطريق الصحيح، والاخرين لن يستمعوا له ان كان ضعفيا. لقد كان واضحا امامنا المصير الذي ال اليه يهود بلداننا، الذين ضحت بهم هذه البلدان بسبب الفلسطيين لان الفلسطينين كانو يتشاركون بغالبيتهم مع العرب بالاسلام.  الم يكن الافضل ان تعمل بلداننا للاحتفاظ بمواطنيها اليهود، لانهم اولا مواطنيها وثانيا لكي يفشلوا المشروع الصهيوني كما اسموه. ولكن التوجه في هذه البلدان هو الاسلام اولا فكانت النتيجة ان اكثر من نصف مواطني اسرائيل هم من البلدان العربية التي طردتهم لانهم يهود وهم المواطنيين الاصلاء لبلدهم وذنبهم كان ان دينهم كان يهوديا.
علينا العمل وبقوة لكي يكون المواطن وكرامته اولا. وهذا لن يكون باظهار التعجب الكاذب عن ما حل بالمنطقة التي يقال ان ابناءها كانوا يعيشون كاخوة ويتقاسمون الرغيف!ولا اعلام مع من ومتى تم تقاسم الرغيف؟، مع اليهود مع الازيدية مع العلوية، مع المندائية، السنة مع الشيعة او الشيعة مع السنة، ان التكاذب الذاتي لن يوصلنا الى نتيجة، بل قول الامور بصراحة تامة، وهو ان هناك استهداف لمعتنقي الاديان الاخرى، وحتى داخل الاسلام هناك صراع تناحري بين الشيعة والسنة. وعليه فالاماني والاستجداء وغيرها لن تنفع، الذي ينفع هو القوة واظهارها، ان يكون المسيحي ليس قويا بايمانه، ولكن قويا بارادته في البقاء على ارضه وباحقاق حقوقه وبكل السبل، حتى سبيل القوة المجردة . واذا كان البعض يعتقد اننا ضيعنا البدائل فاعتقد ان بديل القوة هو افضلها والاكثر ملائمة مع فهم المنطقة ومع مسارات الامور. ان المنطقة وبهذه الصورة متوجه لا محال لحروب اهلية في كل بلد وبين تحالفات من بلدان مختلفة وعلى اساس طائفي واضح، والامر سيطول وقد ياخذ سنين لحين استقرار المنطقة على ضؤ موازين القوى، الناتج بعد اجهاد الجميع واستنزاف امكانياتهم. ولذا فالعمل من اجل تقوية المجتمعات التي المسيحية هي احد مظاهر هويتها يكون بان تكون قوية من الداخل وتمتلك الادوات الكافية للرد على اي اعتداء بحيث يقنع الجميع ان استهداف هذا المكون هو خسارة للمعتدي باكثر مما هو للمعتدي عليه. ان مجالات القوة تكون متعددة بلا شك، ولعل اولها وحدة الصف وووضع اوليات وبرامج وخطط لتحقيق الاهداف. المنطقة صارت مستودع للسلاح بكل انواعه، واذا كان للاخرين الحق في امتلاكه فانه يحق لنا ذلك، على الاقل دفاعا عن الذات امام كل تهديد جدي وللرد على كل محاولة استهداف. لن ينفعنا التغني بالاوطان، فالاوطان التي لا تقبلنا وتعمل بعض الاطراف فيها على اقتلاعنا، ليست اوطانا بل مقابر جماعية وعلينا ان نجعل منها حقا اوطانا.





210
لطيف بولا ورائعته نشيد الشعب


تيري بطرس
bebedematy54@web.de

عندما يمر شعب ما بظروف ماساوية، تماثل ما يمر به شعبنا (الانقسام الطائفي والتسموي والمناطقي والحزبي والهجرة التي تنخر فيه، والظلم الذي يلحقه لانه اقلية قومية ودينية في منطقة وبجوار اطراف لا تقر بمظلومية احد، بل تفرض عدالتها السوداء) فان المواقف الايجابية تكون قليلة والابداعات الفنية من ادب وفن تكاد ان تنعدم، ولكن عندما تسمع انشودة الشعب للفنان المبدع الاستاذ لطيف بولا، فان الانسان حتما يغير رايه ويقول شكرا ان لنا من يرفد شعبنا بهواء نظيف يمكنه من ان يتنفس ويستمر بالعيش.
ان الاستمرار بالعيش هو مشكلتنا الملحة والانية، لان الذوبان والضياع صار هاجسنا المرعب. والابداع الفني والادبي هو احد شواهد هذا الاستمرار، وبعكسه التهريج واستغلال العواطف القومية بنتاجات تهريجية يعني ان البعض يرقص على الالام الشعب ليكسب المزيد.
 
لا اعرف الاستاذ لطيف شخصيا ولكن اول مرة التقيت به من خلال مشاهدتي لاحد البرامج في قناة عشتار، كنا نتندر بين انفسنا انا وزوجتي حول ان اغلبية كلمات المتكلمين صارت عربية بينما يدعون انهم يتكلمون السورث، حينما ظهر لقاء مع الاستاذ لطيف بولا وكانت المفاجاة حينما شعرت بفخر ان المتكلم لم يستعمل في كلامه اي كلمة عربية وكان يتكلم بلهجة اهل القوش المحببة واليوم التقي في اليوتيوب بفنان غزير الانتاج كما ونوعا، كما لم اعرف به لانني لا اتابع كثيرا الحركة الفنية، ونوعا لان اداءه في الاغاني والاوبريتات كان قريبا للقلب اما في قمة ابداعه نشيد الشعب، فقد  اخذنا الى ان نتلون بكل الوان الشعب واماله وتاريخه المجيد.
كان للغناء حاله كبقية الفنون والاداب دورا مهما في نشر الوعي القومي والوحدة القومية وتجاوز حالة الانقسام الطائفي والعشائري الى رحاب العمل المشترك لانقاذ الانسان وثقاته المهددة. فلا زالت الاغاني القومية مثل روش جونقا ويا اخوني وجونقي سوكل ونشرا دتخوما تصدح بها الاف الحناجر التواقة لوحدة شعبنا ولمستقبله المشرق، واتت بعدها اغاني ومطربون شاركوا في هذه المسيرة الكبيرة من رفد الامة باغاني رافقت حركته القومية السياسية. ومن هذا القبيل هي هذه الاغنية ان لم تكن بسبب قربها من الموروث الشعبي فقط، ولكن ايضا بسبب القدرة على امكانية تمثيلها وتحويلها الى عمل فني راقص  ، والاهم لكونها اغنية قومية سياسية رائعة كلمة ولحنا.
لست ناقد فنيا ولا ادبيا لكي اقيم العمل الذي اطربنيوسمعته ولا ازال بشكل يومي، الا انني انسان انتمي لهذا الشعب وددت ان اتقدم بشكري لهذا الفنان المبدع والذي ارجو ان ينال مكانته التي يستحقها وان تنتشر اغانيه في شعبنا.
لقد سبقني الاستاذ يعقوب ابونا في الترحيب بالنشيد فشكرا له ايضا وهو شكر واجب لمن سبق وقيم.




يمكنكم الاستماع الى النشيد على الرابط

http://www.youtube.com/watch?v=yVv-lceVvdg&feature=share

211
عائلة اشورية في مهب الريح


تيري بطرس
bebedematy@web.de

كم نحن ضعفاء، اي ريح تاخذنا وترمينا الى المجهول، نشعر باننامعلقون بين الارض والسماء، فلا السماء تنجدنا ولا الارض تحمينا، نحن كرة يتم التقاذف بها في لعبة طويلة ومؤلمة ولا نهاية لها. ننتظر من اهل السماء العون، يعملون فينا سكاكينهم  تقسيما وتحريما ونطلب من اهل الارض الغوث فلا سامع ولا معين. لذا فالعنوان يمكن ان يكون شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مهب الريح.
في قرية اشورية فلاحية تضم حوالي اربعين بيتا تقع غرب العمادية، وفي بيت من الطين والحجارة مكون من غرفتين ويحوي الجد والجدة والاب والام وثلاثة من الاعمام وزجة العم واربعة من الاخوات، عاش الطفل، الاب والعم يعملان في مشروع سد دربنديخان، والجد شرطي متقاعد، مما سمح للعائلة ببناء دار واسعة وكبيرة وصار لكل من الاب وعائلتة والعم وعائلته والعمان الباقيان غرف خاصة وغرفة للجد والجدة وصالة كبيرة وطويلة مفتوحة صيفا على بستان التفاح. انتقلت العائلة الى القصر هكذا سموه وكان كانه قلعة كبيرة، مبنيا بالسمنت والحجارة الكبيرة. ينتقل الطفل الى دربنديخان ليبداء دراسته في الصف الاول، ولكن يكمل الصف في قريته بعد منتصف السنة. يسمع الطفل اسماء كثيرة ولكنها مثيرة للنقاش، الملك، عبد الكريم قاسم، جمال عبد الناصر، المهداوي، ويقسم الطفل العالم، عالمه الصغير  على هؤلاء الكبار، فاكيد ان الملك هو ملك العالم وهو في بغداد، وعبد الكريم يحكم في الموصل وعبد الناصر في ديانا لانه سمع عن ديانه لكون عمته تسكن هناك. وقبل ان يبداء سنته الثانية تندلع حرب بين الاكراد والحكومة، طائرات الجيتس تقصف كل المناطق، وفي القرية لم يكن من مسلح الا ان الطائرات الجيتس كانت تقصف وتمشط بالرشاشات عشوايا فقط لزرع الرعب في قلوب السكان. وكادت ان تقتل زوجة العم وهي ترضع طفلها، عندما مرت شضية عبر زجاج النافذة. وبعد ان بدء نزوح بعض اهل القرية، تقرر الاسرة الرحيل الى سرسنك، لانهم سمعوا ان جتة او فرسان زبير اغا تبعث الخراب في كل المنطقة، وفي الليل تجتمع الاسرة في سيارة العم وترحل الى سرسنك، تاركة كل شئ من الاملاك والممتلكات، فبالكاد تكفيهم السيارة وتركت ايضا الحيوانات والمنتجات الزراعية. ولكن بعد ايام صارت سرسنك ايضا مهددة، فالقرية التي رحلوا عنا اخبارها مرعبة فقد احرقت وتم حبس الكثير من شباب القرية ممن لم يهرب في حوش وهددوا باحراقهم مالم يعطوا كل ما يمتلكون، ولم ينقذهم من المصير المحتوم الا شخص من جتة الديوالي،   فتم القرار الرحيل الى دهوك، وفي دهوك يخسر الطفل سنته الدراسية الثانة لانه لم يكن يمتلك شهادة النقل المدرسية، وفي السنة الثانية يعبر الى السنة الثالثة من دراسته. في صيف تلك السنة وبعد استلام البعث السلطة عام 1963 تقرر الاسرة العودة الى القرية، لظهور بوادر وقف اطلاق النار، ولان الاب لم يتمكن من الحصول على العمل، لانه كان مكتوبا في دفتر خدمته العسكرية المهنة فلاح، ولكي يغيرها احتاج الى مصاريف وواسطات كثيرة، ولذا فكان قرار العودة الى القرية للتخلص من معاناة العيش على الراتب التقاعدي للجد. في صيف 1963 ترجع الاسرة الى القرية، ولكن بعد احد عشر يوما تاتي الاخبار باندلاع المعارك بين الحكومة والاكراد مرة اخرى، ومرة اخرى ياتي اسم الجتة المرعب والذي لا يرحم. فتقرر الاسرة الرحيل الى القرية الكوردية حتى تتبين الامور، ولكن الاخبار تسؤ ويقال بحتمية وصول الجتة الى القرية الكوردية، وبالتأكيد لو عرفوا بان الاسرة من الاشوريين (فله) فلن يرحموهم، وهكذا انتقلت الاسرة الى قمة الجبل في راس عمادية (ريشا داميديا) وهناك افترشت الاسرة الارض مزاحمة الحشرات والحيوانات الصغيرة على ظل شجرة، بقت الاسرة تعيش في العراء فترة تعرضت الام فيها الى لسعة العقرب، وتعالجت بالصبر الى ان شفيت، ولكن الاخت اصيبت بدمل كاد ان ينخر ساقها، لو لم تقم الجدة بنقلها الى قرية دوري حيث تمكنت الخالة اجي من معالجتها شعبيا من مرض كاد يؤدي الى عوقها. وبعد الشعور بان الامر سيطول قررت الاسرة الانتقال الى قرية ايات حيث ابنة عم الجد هناك. ولكن الامن يؤدي الى التفكير بالجوع، ولذا فان الاسرة وجدت ان عدم استلام الجد الراتب التقاعدي لعدة اشهر قد انهك الاسرة وكادت كل المدخرات تنفذ، فليس للاسرة من مورد، والمساعدة لا يمكن ان تأتي من احد، حيث المنطقة محاصرة. فبعض الامور الترفيهية تم نسيانها ومنها الشاي مثلا لعدم القدرة. كان رجال الاسرة العاطلين يرحبون باي دعوة للمساعدة في العمل في القرية لانه يساعد في توفير لقمة العيش اقلا لهم ويقلل من مصروفهم في البيت. يتذكر الطفل طعم البرغل المطبوخ بامعاء خروف كم كان طيبا، حين اكله في حملة عمل جماعي (زبارا)، لانه كان قد نسى طعم اللحم. قبل نهاية الصيف تقرر الاسرة الاقتراب من قريتها مرة اخرى، ولذا فمن ايات تنتقل الى قرية كوماني بمسيرة استغرت ساعات النهار الطويلة، وفي قرية كومان الواقعة على الجهة الشرقية من عمادية، تجد الاسرة ملاذها في غرفة من غرف مدرسة القرية وشغل الغرفة الاخرى البشمركة الكوردية.
في غرفة شبه مظلمة وباردة جداوخصوصا في الليل، خارت قوى الاسرة، فقررت الرحيل ولتقترب اكثر من قريتها، ولذا قررت الرحيل الى روبار اميديا، وهكذا تحركت الاسرة من كوماني نحو قرية مرستك ومن هناك الى جنوب عمادية للالتفاف والاتجاه غرب عمادية، وهناك تم رمي الاسرة بالمدفعية وتفرق افراد الاسرة كل فرد احتمى تحت صخرة وانتظرت الاسرة طويلا، لقد كان ذلك اليوم 18 تشرين الثاني عام 1963، يوم انقلب عبدالسلام على رفاقه من البعثيين والحرس قوميين الشوفيين، وصلت الاسرة ليلاي الى روبار اميديا، وطلب الجد من حجي حسن ان يمنحه موضعا للمبيت لحين التمكن من التنقل الى قريتهم، وقد لبى الرجل الطلب ومنحهم ما نسميه صوبيثا، وهو مبنى في الغلب مبني من اغصان الاشجار المحاكة على شكل قطع كبيرة نسميها رابيثا وجمعها رابياثا (الباء تفظ كp)، وهي تحمي الانسان من الهواء البارد و الحار وخصوصا حينما تكون لبخت بالطين مما يمنحها سمكا ويخطي ثقوب الرابيثا و تحمي من الحيوانات الكبيرة مثل الذئاب والدببة وغيرها ولكن يبقى فيها من الثقوب الكثيرة التي تسمح بدخول الهواء البارد.  وعاشت الاسرة فيها كل الشتاء مترقبة الربيع او الصيف. ويقوم الاب بالمخاطرة ويسافر الى القرية ومنها ينطلق الى بغداد، لعل وعسى، وهناك يجد عملا في الكوت براتب ثلاثون دينارا شهريأ ويقرر ورغم ضألة المبلغ نقل الاسرة او على الاقل البعض منهم الى بغداد، وهكذا تم نقل الام والابن والثلاثة من الاخوات والعم الصغير الى بغداد. ثلاثون دينارا كان الاب يصرف منها عشرون حق المبيت والاكل في الفنادق في الكوت، وعشرة دنانير للعائلة تدفع نصفها ايجار الغرفة. ولكن الاب والام يناضلون ويعملون ويكدون من اجل سد رمق اطفالهم، ليس هذا بل يدفعونهم للدراسة. في بغداد سنة وبعد اخر تزداد امكانيات الاسرة وتتوسع مساحة وعدد الغرف المستأجرة وخصوصا ان العائلة زادت بالولادة اثنان ونقصت واحدة بالوفاة بالفشل الكلوي. في منتصف الستينات كان الابن في العاشرة حينما عاد الى المدرسة بعد ان خسر عامان من الدراسة، وهو يعود من المدرسة الى البيت استوقفه اطفال الدربونة سائليه بالعراقي اشلون تجي من المدرسة بالسيارة  لو مشي فيكون جوابه اجي برجلي لانه وجد صعوبة في فهم كلمة مشي. في مثل هذه الحالة اغلب الاباء مشغولين لسد رمق اسرهم، واغلب الامهات اميات، لا بل ان بعض الاسر كانت تشغل اكثر من فرد لكي تعيل افرادها وباشغال مختلفة من الخدمة في البيوت او المطاعم او الاعمال الصغيرة، لان الواقع كان بأسا حقا. ولم يكن واقعا يبشر بولادة حركة فكرية قومية
من خلال قراءة هذه المسيرة المستعجلة لهذه العائلة الاشورية او سمها الكلدانية او السريانية، لا فرق، ماهي الاستنتاجات التي يمكن ان نخرج بها.
اولا_ ان ابناء شعبنا ليس في بداية الستينيات من القرن الماضي فقط، بل تقريبا كل عشرة او خمسة عشرة سنة من المائة وخمسون العام الماضية اضطروا الى البدء من الصفر من لا شئ، اي انه خلال اكثر من قرن ونصف من معرفتنا وملاحقتنا لما كتب ندرك انه لم يكون هناك تراكم للثروة المادية المجلبة للقيم وللثقافة وللصحة ، اي ان الاباء لم يتركوا لابناءهم شيئا لكي يبنوا عليه ويطوره. فكل ما كانوا يبنوه ويتقاسموا البعض منه مع جيرانهم كرشوة لاستمرار البقاء، كان الجيران في الغالب وفي كل حالة هيجان او اضطراب يقومون بالاستيلاء عليه مع قتل وسبي بعض من افراده، قتل الرجال وسبي النساء.
ثانيا_ كل الخسائر التي لحقت بمجتمعنا واسره وافراده، تحملها هو اي انه لم يعوض عنها منذ زمن بعيد، وبالتالي لا يمكن القول بانه كان هناك دولة حقيقية حتى في السنوات التسعين الماضية، بل ان الدولة كان تاخذ موقفا عدائيا وجماعيا سواء على اساس جغرافي او قومي من السكان، ونلاحظ ذلك من القصف العشوائي الذي طال مناطق واسعة من الشمال العراقي منذ اربعينيات القرن الماضي ولحد جرائم الانفال، ولو توسعنا اكثر لظهر ان الدولة وباجهزتها قد شاركت في العمل من اجل ابادة مجموعات سكانية بعينها (المسيحيين والازيديين، كمثال).
ثالثا_ رغم ترك ابناء شعبنا لحالهم وعدم مساعدتهم حكوميا، لا بل الوقوف في طريقهم لكي يساعدوا انفسهم، (عملية فرض شرط تغيير المهنة لتشغيل الاب كمثال)، والعمل على خلق انقسامات داخلية كعملية تشجيع انقسام الكنيسة والدخول طرفا داعما لهذا الطرف اوذاك عام 1963_1970. الا انه يمكن القول ان شعبنا تمكن ان يقف على رجليه او غالبيته مع بداية السبعينيات وتمكن من ايصال بعض ابناء الى الجامعات مما كان يعني احداث نهضة حقيقية والعمل من اجل الحصول على الثروة من الدولة او نصيب من الثروة. وكذلك بدء بروز نخبة مثقفة حاولت التفكير في الهم الجماعي والواقع المأساوي لشعبنا، والذي ساعد في ذلك وجود اعداد لا باس بها من ابناء شعبنا سكنت الحبانية وكركوك وبغداد  والبصرة طورت مؤسسات ونشاطات شبه قومية (الاندية الاثورية، جمعيات المساعدة الاثورية وعلى اساس قومي عابر للعشائرية).
رابعا_  ان خضوع شعبنا لدول تسيرها مصالح شعوب اخرى، مثل العراق وسوريا وتركيا وايران، وجعله يدفع الكثير لتحقيق اجندة هذه الاكثريات، وجعلت شعبنا يقدم الكثير من الضرائب والخسائر التي ما كان يجب ان تدفع اصلا، لو كان له مشاركة حقيقية في رسم سياسة الدولة، لا بل يمكن القول ان الدولة بهذه الصورة ما هي الا لصوصية لصالح الاكبروالاكثر عددا وليس مؤسسة تدير الوطن وتديرمصالح شعبه.
خامسا_ ان شعبنا وكونه في الغالب قرويا، لم يكن شعبا متجانسا ولا يزال ينقصه هذا التجانس القومي، ليس ابناء التسميات المختلفة فقط، بل حتى بين الابناء المنتمون الى تسمية واحدة. ومما زاد في عدم التجانس بروز الدور السلبي لبعض الكنائس من التجانس والاختلاط والتعاون، ووقوع احداث مثل مذبحة سميل، كما ان العشائرية لاتزال تؤثر في سلوكنا وفي نظرتنا لامور كثيرة في حياتنا العصرية، رغم ان الظروف المهيئة للعشائرية قد زالت منذ ومن بعيد. ورغم تركنا للكثير من الممارسات العشائرية الا ان الخلافات على اساسها او المدعومة منها يمكن ان تندلع في اي لحظة. ولذا نرى ان الروابط القرابية هي الاقوى وليس الفكرية على مستوى المجتمع عموما. وقروية وعشائرية شعبنا نراها في القيم العليا التي يتم حسابها كحسابات بيت او سيارة او حتى نادي، يمكن تغييرها بسهولة ويمكن المطالبة بذلك كحق، في حين ان القيم العليا مثل القوانين المنظمة للجمتع او  المسيرة للحركة القومية واسسها في حالتنا هي نتاج تاريخ طويل من النضال والعمل الدؤوب، وفي النهاية ان هذه القيم لا تؤثر سلبا في حقوق الافراد، وبالاخص اذا نظرت الى الناس بسواسية وبغير تحيز.
سادسا _ علينا ان ندرك ان العمل القومي هو الاطار الذي تمكن شعبنا بكل قواه من ايجاده لوحدة هذه المجموعات العشائرية والقروية والطائفية المتنافرة، وهو اطار ايجابي، لا بل الافضل كحل، لانه ينظر للجميع نظرة واحدة، ولا يمكنه تحيرم او الانتقاص من اي طرف فيه، الاهم الا اذا نظر البعض الى الاطار القومي كحالة عشائرية عليا. كما ان الاطار او الحركة القومية تطالب بحقوق يهتم وتهم الكل ضمن هذه الحركة او المجتمع كله، مثل الاهتمام باللغة وتطويرها، الاهتمام بالثقافة عموما وترسيخها، والاهتمام بالانسان ومتطلباته المادية و الصحية وتوفيرها وعدم غبن اي شخص. وان يعيش الفرد في اطار قوانين نابعة من تراثه وتخدم مصالحه. 
سابعا _ تاثرت حركتنا القومية وبالاخص المجموعات التي نبعت بعد السبعينيات من القرن الماضي بالخطاب الايديولوجي اليساري والعروبي، علما ان العروبي مستورد في غالبيته من اليسار وفيه توجهات شوفينية وممارساتيه ماخوذة من الحركات الفاشية الاوربية مثل حركة فرانكو والفاشيين الايطاليين والنازيين الالمان. وعليه فان البناء الفكر ي للحركة القومية شابه الكثير من النواقص والمحاذير التي كانت تعانيها الحركات اليسارية والعروبية، وبالاخص عدم الاعتراف بالاخر والنظر بقدسية الى المبادئ والاهداف ومحاولة قولبة المجتمع بالقوة.
نحن حنا نحاول التوصيف وطرح بعض الاستنتاجات، لادراكنا ان الحركة القومية لشعبنا قد اصيبت مرة اخرى بانتكاسة كبيرة، وعلينا ان نحدد اسباب ذلك، في ايجابية ما وهي ان من شاركوا في دفع العمل القومي لا زال الكثير منهم على قيد الحياة، اي انهم لم ينتهوا كما انتهت المجموعات السابقة دون ان تترك اي تجربة موثقة، ولذا فان المطلوب هو التوثيق من ناحية، ومن ناحية اخرى بدء وضع الاصبع على مكامن الخلل، ولا اعتقد ان هناك من يعتقد انه لم يكن في حركتنا القومية خلل ما، ونحن نشاهد المأساة الحقيقية لواقع شعبنا ومستقبله. 

212
للتاريخ طعم، ولكن اي طعم؟


تيري بطرس
bebedematy@web.de
اولا اود تقديم اعتذاري للاستاذين الكبيرين سعيد شامايا واخيقر يوخنا، ونتمنى ان لا يعتبرا مقالتنا سجالا واتهاما ولكنه باعتقادي توضيحات تاريخية يمكن ان يساهم في معرفة ما مر بنا من احداث، وكل ما كتبته في الاونة الاخيرة كان ضمن هذه الفكرة، ولانني اعتبرت ان البعض اخطاء في قراءة الماضي. صحيح اننا نطالب بان لانعيش الماضي، ولكن معرفة الماضي من واجبنا لعل وعسى نتمكن من معالجة الحاضر.
للتاريخ طعم، نعم ان للتاريخ طعما ويكون لذيذا تذكره، ويكون الذ حينما نمنحه صفات معينة ودرجة كبيرة من القداسة والنزاهة، تشعرنا بنشوة الانتصار. انها لحقيقة ان غالبية الاشخاص لهم نيات صافية، ولذا فانه حينما يخطؤن يكون الخطاء في الغالب نتيجة لعدم دقة الحسابات، ولكن تبقى ان الاخطاء قد يتحملها الكثيرون دون ان يكون لهم يد في هذا الخطأ. ان تغنينا بتاريخنا الشخصي يجب ان لا يكون مبررا لنسيان اخطاءنا واخطاء الاخرين والا لن نستفاد من هذا التاريخ الا كقصة تروي. لا اقول بعدم ذكر الاحداث التاريخية وكتابة ما حدث فانا معه ، ولكن تمجيد تاريخ، لم ينتج الا الفشل، فانه امر مؤلم، كان تغني في مأتم. حقيقة اننا لسنا من صنع جل تاريخنا، لان قدرة الصنع لدينا كانت ضئيلة في الغالب، بل ان تاريخنا صنعه الاخرين وحسبما يشاؤن، الا ان ذلك لا يبرر سكوتنا عن الاخطاء ووضع النقاط على الاحرف. كما ان تغليف تاريخنا بمصطلحات معينة، لن يصنع منه تاريخا ذو انجازات قومية، اللهم، الا اذا اردنا الادعاء انه بسبب حمل الفترة او المرحلة او الحركة صفة معنية كان سببا لتجمع الاعداء لخنقها منذ المهد! ان واقعنا المؤلم حاليا يشي باننا لم نقم بعمل جيد، هذا اذا كنا قد اقمنا بعمل ما حقا؟ فالنجاح يعني التطور والترسيخ والتقدم، ولنقس موقعنا اليوم بما كنا عليه قبل اربعون عاما، بماذا سنخرج؟ ولعل اهم مقياس لنجاحنا ولفشلنا، هو مدى خوفنا اليوم وقبل اربعين عاما من انصهارنا وزوالنا؟
لايزال الغموض يكتنف مسيرة العمل السياسي الاشوري وبالاخص ما بعد مرحلة مذبحة سميل. هذه المرحلة التي اتسمت بالخوف وباللايقين، ولذا فاننا نرى الاستاذ خوشابا سولاقا في مقالته على موقع عنكاوا كوم يقول ((وسأذكر لضرورة الأمانة التاريخية إرضاءً للتاريخ والضمير بأنه لم يكن هناك أي تنظيم سياسي حزبي أو حركة سياسية قومية على هيئة حزب منظم موجودة ومعروفة وعاملة في النادي الثقافي الآثوري ولا حتى خارجه في المجتمع على حد علمي إلا من كان له إرتباط باجهزة النظام الفاشي لنهاية عام 1976 وهي السنة التي بنهايتها غادرتُ النادي بعد أن تيقنتُ من عدم إمكانية إستمراره على ما كان عليه سابقاً مستقلاً بقراره الى حدٍ كبير ، ومن يدعي العكس فاليأتي ببرهانه المادي ووثائقه ويدحض ما قلته ويؤكد على العكس من ذلك وسأكون له شاكراً ومعتذراً في نفس الوقت))، طبعا هناك لغم في مثل هذا القول وهو القول على هيئة حزب منظم  فمهما قلت فانه سيكون من السهل التشكيك برايك، وذلك لاسباب ان حركتنا السياسية لم تترك شيئا معلنا ولم  يتم تدوين سجل تاريخها كما هي وليس كما يريد البعض، لان  حركاتنا السياسية كلها كانت سرية وتعيش حالة الخوف والرعب من سميلي ثانية. الحقيقة ان اول ما يرد الينا من حركات سياسية بعد سميل هو تحرك مجموعة من ابناء شعبنا وبشكل منظم لتحقيق هدف واحد، وهو الانتقام من مذبحة سميل ليس من الانكليز والعرب ولكن من بعض رجال الدين ممن تم الاعتقاد بانهم كانوا سببا او تراخوا في العمل ضد القيام بمذبحة سميل، وهذه المجموعة يعرف منهم المرحوم جورج والد الشهيدة ماركريت، والتي قررت (المجموعة) اغتيال كل من المطران مار يوسف خنانيشو والاسقفان مار سركيس ومار يوالاها، وكان المرحوم جورج مكلفا لاغتيال مار يوالاها، الا انه افشى السر وتم القاء القبض على الاشخاص المعنين ولم ينفذ المخطط.  هنا من الواضح انه كان هناك تحرك سياسي ما ومنظم ولكنه لم يستمر لانه ركز على هدف معين الانتقام. اما التحرك الثاني فيأتي في نهاية الاربعينيات ايضا، ولا ندري مدى قربه من التحرك الاول، الا انه كان موجودا . يقول الاستاذ داود دبيت پاگه Bet Paga دمار بيشوع في كتابة اشوري من بيت نهرين _ تاريخ سفر حياة خاص والمطبوع في شيكاغو عام 1984 بالسورث انه انظم الى حزب خيت خيت خيت الب (خوبا خويادا خيروتا اتوريتا) وهنا ثلاثة خيت وليس اثنان وكان مؤسسه وقائدة الاسطى موشي ومن اعضاءه يذكر ساوا هسامو والاستاذ زرو والاستاذ روئيل وشمشون وردا وقد شارك الحزب في انتفاضة تشرين لعام 1952 مع الحزب الديمقراطي الوطني، كامل الجادرجي  وحزب التقدمي الاشتراكي محمد حديد والحزب الشيوعي العراقي حيدر افندي وحسن علي وحزب خبات الكوردي وبالطبع حزب خيت خيت خيت الب اسطة موشي. والكاتب اي الاستاذ داود ينتهي به المطاف في الحزب الديمقراطي الكوردستاني منذ عام 1961 الى عام 1974 ويمثل مع مجموعة شعبنا في مقر الفرع الخامس في بغداد للحزب المذكور ويقول اننا كنا في الفرع الخامس كل من (زياالبرواري من عين نوني، وعمانوئيل من ارادن، وبيجن زومايا، وشمشون داود، وشموئيل اربيلي المعروف ب ش ه والشماس كوركيس برواري،   ودنسا هريري ويذكر بانه والمرحوم شموئيل الاربيلي كانا يقوما بالاطلاع والموافقة على كل ما يكتب في الصفحة الاشورية.
واعتقد انه هناك اختلاط على السيد خوشابا سولاقا عندما ذكر ان السيد ايشو دنخا يقيرا والسيد يوسف نمرود كانون كانا من اعضاء خيت خيت الب، هذا اذا كان يقصد خيت خيت خيت الب، ولكن على ما اذكر ان المرحوم توما توماس ذكر في احدى مقابلاته انه كانت هنالك  مجموعة باسم اللجنة (صيعتا) كانت تضم شبابا من بغداد وكانت قد نظمت نفسها لدعم تحرك الشهيد هرمز مالك جكو، وهو الاقرب باعتقادي لرابي يوسف نمرود كانون والاستاذ ايشو دنخا يقيرا وتاريخ اعتقالهما. وعلى كل ان رابي يوسف والاستاذ ايشو دنخا يقيرا يمكنهم ان يفيدونا في هذا الامر ويضيئا المخفي من هذه المرحلة. اما الحزب الاخر الذي نشاء خارج النادي فقد كان الحزب الذي حاول كل من القس حاليا شليمون ايشو وكوركيس خوشابا وغيرهم انشاءه ولكنه انكشف وتم القاء القبض عليهم وانتهى الحزب. اما الحزب الاخر الذي تاسس في بداية السبعينيات فقد كان حزب الاخاء الاثوري وقد اسسه المرحوم توما هرمز ايشو و انا شخصيا علمت به ودعوت للانتماء اليه في خريف عام 1972، وقد حل الحزب كما شعرنا في عام 1976 . وهاك حزب كان يظم مرة  اخرى كوركيس خوشابا والنقيب بطرس وغيرهم وهو من فكر وعمل من اجل الكفاح المسلح وتألف مع مجموعة الشهيد يوسف توما والسيد يونادم كنا وكونا الحركة الديمقرطية الاشورية، بالاظافة الى طوكاسا اتورايا مشخلبا زوننايا وكان يظم كل من المرحوم حنا يوخانيس نيسان ؛ الأستاذ طيماثيوس حنا ؛ الأستاذ عبد المسيح ، عوديشو بوداغ ؛  وشمشون كليانا  ؛ ومختار قرية تلسقف حنا حنوش ، والكسندر برشم  ، أدور يوآرش ،  شمائيل ننو ، رابي شمعون ميخائيل ، والدكتور زيا اسحق لاجين ، والمهندس خوشابا سولاقا  وآخرين غيرهم.
 اما عن الحزب الوطني الاشوري، فانه  لم يخفي تاريخه، ولم يخفي ان وليم شاؤول كان عضو في قيادته ومن مؤسسيه، لانه تاريح وليس هناك ما يعيب ان يخرج احد ما مهما كان هذا الاحد عن خط ما، ويخالفه او تدفعه مصالحهه او مخاوفه اوقناعاته نحو اتجاه يخالف الاغلبية. ولذا فليس هناك من عيب في القول ان وليم شاوؤل كان عضوا قياديا في الحزب من تاريخ تاسيسه في 14 تموز 1973 الى 5 اب 1974 حيث تم تشكيل قيادة لا تضمه وتم اعلان حل الحزب لكل من كان يشك في ولائهم وحتى لوليم شاؤول نفسه. وتفرق الجميع كما تم الاعلان عنه للبعض، الا ان البعض الاخر استمر وبسرية اكثر في العمل الحزبي.   الحزب عرف نفسه في السنوات الاولى بتسمية الحزب فقط ( اي كبا وكان التعليل ان التسمية ليست ضرورية بل هي قد تساهم في متابعة وكشف الحزب). طبعا يكرر الاستاذ خوشاب مقولة ان عمالة وليم شاؤول كانت معروفة للجميع، لا ادري لماذا هذا التعميم وهذا الاستسهال في الاتهام، فحتى لو مثلا اتفقنا ان وليم كان عميلا، فكيف لنمرود بيتو مثلا ان يعرف ذلك وهو القادم من دهوك الى بغداد ومجتمع بغداد غريب عنه. وكيف لكوركيس يعقوب ان يعرف او نحن وكان الاكبر عمرا  في هؤلاء الشباب لا يتجاوز الثانية والعشرون من عمره، اي بدون تجربة سياسية مسبقة، ناهيك ان مجتمعنا في بداية السبعينيات لم يكن منفتحا على بعضه البعض وخصوصا ممن عاش في مناطق لم تكن معروفة بتواجد ابناء شعبنا فيه بكثرة مثل الدورة والصناعة والبتاويين والنعيرية. انه لفخر للحزب الوطني وقيادته حينذاك ان تتمكن من ان تزيح السيد وليم شاؤول وان تبقي العمل وان تطوره وخصوصا في المجالات المهنية مثل الطلبة الجامعيين ولجان الشبيبية. وبقية الامور وكيف تم التضييق علي نشاطاتنا معروف لمن يريد ان يعرف وخصوصا ان احزابا تاريخية مثل الحزب الشيوعي العراقي والحزب الديمقراطي الكوردستاني لم تتمكن ان تصمد امام تغول السلطة البعثية، فكيف بمؤسسات شعبنا المستهدفة من كل الاطراف. واذا كان الاستاذ خوشاب يعلم منذ عام 1976 بما سيحدث، فاننا تأخرنا في معرفة الاستنتاج الى عام 1978، بعد ان شاهدنا مؤسساتنا واحدة تلو الاخر تحاصر وتضع امامها العراقيل المختلفة.
في الوقت الذي يذكر فيه الاستاذ ابرم شبيرا انه كان هناك تحالف انتخابي مع الطلبة الجامعيين اوممثليهم نمرود بيتو وبنيامين ابرم وكوركيس يعقوب، فان الاستاذ خوشابا سولاقا يمر على الامر مرور الكرام ويجعل الفوز في هذه الانتخاب كانه امر من صنع طرف واحد، وهذا يخالف الحقيقة،  فالحقيقة رغم انه يضع الجميع في سلة تيار الشباب القومي التقدمي المستقل، الا اننا اغلبنا يتذكر كلمة الاستاذ ايشو دنخا يقيرا بعد اعلان النتائج والتي قدم  فيها وبشكل علني وهو الامر الذي لم نكن نريده اصلا، شكره للطلبة الجامعيين للدعم الذي قدموه. هل سال احد من كان هؤلاء الطلبة الجامعيين ومن نظمهم وكيف؟ ولماذا كان هناك ثلاثة اشخاص يتكلمون باسمهم؟، ولماذا كانوا يعقدون اجتماعات وينتخبون ممثلين وقد ذكرت بعض منهم سابقا؟، وقلت انهم كانوا في الحزب الوطني الاشوري وهم احياء الله يطول في اعمارهم يمكن الرجوع اليهم وخصوصا البعض ممن صار يدعم احزاب اخرى لزيادة في المصداقية. اذا الحزب كان موجودا وقد تاسس منذ الاعلان عنه،وعدم معرفة الاستاذ خوشابا بالامر ليس معناه عدم وجود شئ، بل يكون السبب ان الاستاذ خوشابا لم يطلع على الامر لكونه سريأ، وقد كان احد اعضاء الحزب ومن سنته الاولى جار الاستاذ خوشابا الاستاذ وليم تمو المقيم حاليا في كندا. اما عن براهين كتابية فلا اعتقد ان نشر وثائق وهي نشرت او على الاقل البعض منها يمكن ان يقنع الاستاذ خوشابا بها لانه يمكن بسهولة القول ومن يقول انها كتبت حينذاك؟ ولكن بالتاكيد الالتقاء بمن اوردت اسماءهم عدة مرات يمكن ان يقنع الاستذا خوشابا بالامر. ولكن الاغرب حين يقول الاستاذ خوشابا انه لم يسمع بالحزب الا بعد عام 2003، لان الحزب كان معلنا في اقيم كوردستان منذ عام 1997 وقبل الاعلان سبق تشكيل نخبة من المثقفين الاشوريين التي كانت تتكلم باسم الحزب وذلك منذ عام1993 ، واصدرت كراس من الوطن كمطبوع يمثل توجهها.  
الامر الاهم من كل ما مررنا به، هو استخلاص الدروس ومعرفة الظروف الموضوعية التي تكون دائما في اوليات قائمة اتهامنا لها للتراجع القومي وكذلك والاكثراهمية معرفة الظروف الذاتية، التي ادت الى هذا التراجع. ان معرفة حقيقة ما مر به شعبنا والارهاصات التي عاشها، وعدم محاكمة الاوضاع بمنظار اليوم، بل بدراسة الواقع كما كان ومن ثم استخلاص التجربة منه لكي يمكن ان نصلح ما يمكننا اصلاحه، ان امكن ذلك.

مقالة  الاستاذ خوشابا سولاقا على الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,579023.0.html
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,576955.msg5600292.html#msg5600292 مقالة شوقي يوسف بهنام   عن طوكاسا اتورايا مشخلبا زونانايا

213
هل كان هؤلاء عملاء حقا؟



تيري بطرس
bebedematy@web.de

العميل هو شخص الاكثر اهمية في كل مكان وزمان للمؤسسات المنتجة للبضائع هكذا يعرف العميل بالحقيقة، ولكنه في اللغة العربية له مفهوم اخر، العميل هو الجاسوس، او الذي ينقل ما يقوله ويخطط له الناس او الحكومة او اي جهة  الى الحكومة الوطنية  او الحزب الحاكم ، او الدول الاجنبية مقابل اموال او موقع او للحماية او للايمان الايديولوجي . والمفروض في العميل ان يكون عين النظام والحزب والدول الاجنبية في الشعب والمؤسسات المعنية او الدولة، يحصي عليهم انفاسهم. وبهذا المفهوم فالعميل ليس من يتجسس لصالح الدول الاخرى فقط، بل هو من يتجسس داخل الدولة وعلى شعبها لصالح النظام والحزب او الفئة الحاكمة. وهو مفهو ملتبس فمن ناحية ان الدولة التي يفترض بها حماية المواطن وحريته وقدرته على قول رايه بكل حرية، تكون في الكثير من الاحيان هي التي تقوم بخرق ذلك من خلال عملاء او جواسيس داخليين، ليس لمعرفة توجهات الناس لتغيير الخاطي او الغير المقبول، بل لقمع كل ما لا يلائم توجهها الديني او الايديولوجي او الاقتصادي. ومن ناحية اخرى ان هذا المفهوم يخرق الانتماء الوطني، بمعنى ان معرفة ما تخطط له الدول او المنظمات الاجنبية لتحصين الوطن من كل النواحي هو موقف وطني بامتياز يجب ان يقابل بالترحيب والتقدير، ولكن في بلداننا الشرق اوسطية او ذات السلطة الدكتاتوية كان مفهوم العميل هو الشخص الذي يلبي رغبات السلطة بالضد من اماني الشعب او الشعوب او الطوائف او حتى الاحزاب. وكما ترون ان مفهوم الوطن والشعب الواحد بالكاد ان يكون موجودا في فكر وممارسة السلطات او حتى المعارضات المختلفة التوجهات، هنالك معي او ضدي، ولكي احمي نفسي من اعدائي فعلي ان اتغدى بيهم قبل ان يتعشوا بي، ومعارضة اليوم ان استلمت السلطة ستمارس نفس الشئ.
حضر الشماس كوركيس بيت بنيامين داشيتا الى العراق في اوائل الثمانينات من اميركا، ولذ رتب لنا الاخ الدكتور وليم اشعيا لقاء معه ضمني والاخوة روبن بيت شموئيل واشمائيل ننو واخوة اخرين وفي الحوار معه احتد النقاش بيني وبينه حتى قال لي المثل العراقي الايد الي ما تكدر ددوسها بوسها، في مثل ظل هذا الواقع وهذه المفاهيم تعامل الكثيرين مع واقع شعبهم، شعروا انهم ضعفاء وليس لديهم امكانية ما للمقاومة ولذا فعليهم التعامل مع الواقع كما هو، وهذه الثقافة موجودة واقر انها ثقافة استسلامية ولكنها لا تعبر عن كره بقدر تعبيرها عن الاستسلام لواقع مرير. ففي حين ان الاقرار بالواقع مطلوب لتوضيح الامور ومعرفة الابعاد، الا انه يجب ان نفكر بالحلول المطلوب. لقد عاش اغلب ابناء شعبنا تحت ظل حكومات لا ترحم ابدا، ولذا فان ردود افعالها كانت في الغالب حذرة جدا، لانها تدرك العواقب، وتدرك ان التضحيات في شعبنا غالية ومحسوسة جدا. وعليه فاننا حينما نتحدث عن العمالة والعملاء فنه من واجبنا ان نأخذ هذه الامور بنظر الاعتبار، كما اننا يجب ان ناخذ الضحايا الذين كانوا نتيجة عمالة فلان او علان او الاخطار التي تعرضت لها الامة نتيجة اعمالهم. لكي تستقيم الامور ونحدد حقيقة موقف شخص ما. وليس طرح الامور على علاتها واتهام الناس والتضحية بهم وتجريحهم وجعلهم يعيشون حالة الالم الابدي من خلال عدن تفهم الناس لهم. فهل يمكنني في ظل مثل هذا الحوار ان اقول ان الشماس كوركيس رحمه الله كان عميلا وهو الذي خدم ثقافتنا من خلال كتبه وشعره وكذلك لغتنا من خلال مطبعته، رغم انه صار استسلاميا لواقع معين خلال السنوات الاخيرة من عمره، نتيجة لخبرة او ياسا او لتاثره بصهره اقليمس كنجي.
يقول احد كتابنا ان السيد وليم شاؤول كان يعرف حتى الاطفال في شعبنا، على انه عميل، لنفترض حسن نية الكاتب في مثل هذه العبارة، ولكن هل حقا ان السيد وليم شاؤول بهذا المفهوم كان عميلا، فالعميل من المفترض ان يكون سريا، وان لا يعرف به احد، والا  كيف به ان ينقل ما يقال امامه او من خلال موقعة الى الجهات التي يعمل لها بالسر؟، او كيف للناس ان تثق به وهي تدرك انه عميل؟. فاهم مفهو في العمالة هو السرية التامة، لان العمالة ليس ممارسة دور الشرطي القمعي او حتى الوظيفي. اذا ان معرفة الناس بان الشخص الفلاني يعمل لصالح جهة معينة وبالضد من مصالح الشعب او الامة او المنظمة او اي اطار يمكن ان يجمع مجموعة من الناس، يعني الغاء امكانية القيام بهذا الدور وانتفاء مفهوم العمالة. ومن هنا نرى ان الكثير من الدعاوي التي الصقت باناس بانهم عملاء النظام لم تكن لها حقيقة من الواقع، الا ان هؤلاء الناس ربما كانت لهم رؤية اخرى، غير السائدة، وقد تكون هذه الرؤية سليمة او غير سليمة، ولكن من حق الناس ان تكون لهم رؤياهم الخاصة وان يطرحوها ويروجوا لها، وبالاخص في حالة عدم وجود توافق يضم غالبية المنتمين للاطار المعين. وحتى في هذا الحالة فان الاقلية لها حق قول رايها ولكن بالعموم ان الاطار الضامن للمختلفين، سيسير براي الاكثرية مع احترام حق الاقلية ومخاوفها. وهنا اتحدث عن وليم شاؤول في السبعينيات وليس في التسعينيات من القرن الماضي، فما اتهم به في الولايات المتحدة الامريكية انه صار عميلا للنظام العراقي عام 1996 وهو لم يذكر ذلك في الاوراق الرسمية التي تطلب ذكر مثل هذه الامور. ان الصاق مفوم العمالة بوليم شاؤول مثلا هو اتهام مباشر لمن يطلقه في الغالب، فكيف لشخص عميل وكريه لحد ان الاطفال في الشارع تعرف عمالته ويعرف اسرارا كثيرة ولا يقوم بكشفها. ولو عرف من يعمل لاجلهم انه يحفي كل تلك الاسرار لكانت عقوبته شديدة القسوة.
لقد شاع وعلى نطاق واسع الصاق مفهوم العمالة بمالك خوشابا يوسف، لانه اتخذ موقفا مغايرا لما اتفقت الاكثرية عليه، ومالك خوشابا لم يخفي اعتراضه، وخطاه الاكبر كان الخروج عن الاجماع في مؤتمر ريشا داميديا بعد ان كان متفقا على كل مقرراته، وهذا الخطاء لا يعتبر عمالة بقدر ما يعتبر خطاء فادح، ليس بالنتائج ولكن بالممارسة السياسية التي تسمح بالاختلاف ولكنها تدعوا الى الاتفاق العام في حالات معينة للحفاظ على المصالح العليا. هنا سنواجه امرين مهمين وهما تحديد مفهوم المصالح العليا، وهل كان قوميا او كنسيا او عشائريا. فاذا كان قوميا وهو مفهوم ملتبس هنا، لان قطاعات واسعة من ابناء الامة كان مغيبا من مؤتمر ريشا داميديا، وبالاخص ابناء شعبنا من المتسمون بالكلدانية والسريانية، هنا سنجني على حركتنا القومية بمنحه هذه الصفة. اي نعم الاندفاع والفخر يدعياننا لفعل ذلك لان مثل هذه المؤتمرات وبالقوة التي اظهرتها كان مدعاة ولا تزال للاعتزاز، الا انه يجب الاقرار بانها لم تضم مختلف التوجهات في الامة، وبالتالي كان ينقص المؤتمر الكثير لكي يحقق التمثيل القومي. اما كنسيا فالظاهر ان كل الحاضرين للمؤتمر اعلاه كانوا من كنيسة المشرق من اتباع المارايشاي شمعون، ومالك خوشابا كان الوحيد الذي لم يكن من هذه الكنيسة، فهو كان من اتباع الكنيسة الانجيلية، والمؤتمر لم يضم كلدان ولا ارثوذكس او كاثوليك سريان في صفوفه، وهنا ايضا نقع في مطب ان المؤتمر لم يكن شاملا. اما عشائريا فالواضح ان المؤتمر كان يمثل مصالح عشائر على الاغلب، لانه ضم رؤساء العشائر ورجال الدين الكبار، فمثلا كان تمثيل برور وصبنا من خلال ماريوالاها وهو اسقف بروار، وغيب مرة اخرى دور اهل السهول والمدن  والقرى الكبرى فيه. اذا يمكن القول ان مؤتمر ريشا داميديا كان مؤتمرا قوميا اوليا وفيه نواقص عديدة، بالرغم من ان مقرراته كان سيستفاد منها كل قاطني قضاء دهوك في حينها بالاظافة الى ان مقرراته لم تكن بعيدة عن الواقعية السياسية. وكان المؤتمر سيؤدي الى خلق كتلة موحدة وقوية برئاسة مار ايشاي شمعون، توازي قوة اطراف اخرى في المنطقة كالعشائر الكوردية. من هنا يمكن القول انه تنطبق على موقف مالك خوشابا مفهوم المصالح المغايرة وهو مصطلح سياسي بامتياز، اي يجب اخذه بنظر الاعتبار في الممارسة السياسية كامر واقع ،كما  انه راي ان موقفه يحقق مصالح الاغلبية وليس موقف الاخرين، ولقد حاول ان يراهن على مفهوم الدولة العراقية الحديثة، مضحيا ببعض الامور التي اعتبرها مؤقتة، ولكنه اعتقد انه رهانه سيكسب الامة الكثير مستقبلا. والواقع ان رهان الطرفين الذين خرجا من مؤتمر ريشا داميديا متفقين واختلفا لاحقا لم يحقق اي شئ، فرهان العائلة البطريريكية كان من نتائجه اللاحقة ما حدث في سميل (على ان لا يفهم اننا نحمل نتائج المذبحة لهذه المواقف، لان قضية سميل ونتائجها يتطلب دراسة الوضع الوطني العراقي والجوار والوضع البريطاني والوضع الاشوري) ورهان مالك خوشابا افرزته الايام ايضا فاشلا لانه بالحقيقة كانت هناك صورة للدولة،ولكن لم تقم في العراق منذ تاسيسه دولة المواطنة ونتائج ذلك نراها الان. من هنا نرى بان محاولة البعض الصاق تهمة العمالة بمالك خوشابا ليست صحيحة وليست سليمة واضرت العمل القومي كثيرا. ان قولنا هذا لا يمنع من توجيه النقد لمواقف اتخذها مالك خوشابا او عائلة مار شمعون او مالك ياقو ، ولكن فهم الاتجاه على انه موقف سياسي نابع من رؤية خاصة يجعل مفهوم العمل القومي اوسع مما حاول او يحاول البعض تحديده. يبقى ان نقول انه من الواضح ان مالك خوشابا لا تنطبق عليه مفاهيم العمالة، هذا الشخص الشجاع والذي يدرك الجميع شجاعته في حروب اورميا وفي عملية اخذ الثأر، الا ان هذه الشجاعة تبقى شجاعة عشائرية، التي ترى الحق في صالحها وتاخذ قرارها دون ان تاخذ الكثير من الامور في الحسبان، وخصوصا ردة فعل الاخرين والتضحيات التي  بمكن ان يتطلبها الموقف الشجاع. ويستوي في هذا الامر كل زعماء العشائر او الذين من خلفيات عشائرية قريبة. ويحضرني هنا قول مالك ياقول لنا في اجتماع ضمنا نحن اعضاء لجنة الشباب الاشوري في كنيسة مار عوديشو معه في عيد الميلاد عام 1973 انهم كانو يستبسلون في القتال من اجل تحرير جبل ما ولكنهم ما كانوا يعملون لاجل وضع مجموعة لكي تحتفظ به، اي ان عملية التحرير لم تكن لتحرير تربة وطنية بل عملية كر وفر عشائري، والفخر والصدى الذي يحدثه الانتصار الذي لم يكن تحسب نتائجه ولا فوائده.
في السبعينيات ايضا كان من الشائع ان يطلق على المرحوم شليمون بكو، رئيس اللجنة المركزية للطائفة الاثورية (كما سميت) بانه عميل للحكومة العراقية، هنا كما ترون كلمة عميل للحكومة (هناك انفصال واسع بين العراقيين بمختلف انتماءاتهم القومية والدينية والسياسية والحكومة) لم يشعر العراقيين ابدا ان الحكومة تمثلهم او تمثل وطنهم، ان المعارضة والتي كانت على الدوام غالبية الشعب ولكن هذه المعارضة مختلفة الاتجاهات ومتعادية في الغالب، تتفق على ان من يعمل او يتعاون مع الحكومة هو عميل لها، ليس الشخص المدني الذي يعمل ويؤمن بمشروع الدولة القائم، بل حتى المنتسب الامني الذي تتطلب منه وظيفته القيام بالمهام الامنية مثل اعتقال المجرمين او متابعة اللصوص وغيرها كان يعتبر عميلا للحكومة ولم يعتبر يوما موظفا يؤدي واجبا وطنيا. لان جميع العراقيين واعتقد جازما السوريين واللبنانين يختلفون حول مفوم ماهية الوطن والمواطنية لحد العداء.
لقد كان السيد شليمون بكو رئيسا لهيئة مدنية ارتضتها الكنيسة لنفسها لادارة شؤونها، وهي اللجنة المركزية للطائفة الاثورية، وبحكم منصبه كان عليه ان يلتقي ويتلقى توجيهات الحكومة، ولم يدعي يوما بانه يقوم بثورة قومية او احياء الامة انه ارتضى لنفسه ادارة ماهو موجود، وباحسن السبل الممكنة مع مراعاة متطلبات الاخر الذي لايمكن ان تعارضه لاختلال موازين القوى الفاضح. ولكن نحن القوميين ولاننا رفعنا راية الامة والمطالبة بحقوقها وتحدي كل العالم من اجلها، حاولنا ان نضع الجميع في سلتنا، فاما ان يكونوا مثلنا في اندفاعنا وتهورنا احيانا او هم ليسوا بالامتنايي (بقوميين). وبالرغم من كل ما لحق بالسيد شليمون بكو وغيره بقوا يحفظون الود ويحترمون العلاقات الاجتماعية والاهم كان يهمهم الانسان الذي كان الكثيرمن القوميين مستعدين للتضحية به على مذبح الشعارات. 
ان من اهم ما نخرج به هنا هو ان مفهوم الامتانيا او القومي قد تم تضيقه وجعل منه مفهوما اقصائيا وحدد من قبل تيارات قومية مختلفة، ولم يكن واسعا ورحبا ليضم مختلف الاراء والتوجهات، ان مفهوم الامتنايا صار مثل المفاهيم الايدولوجية الاخرى التي يتم تحديدها فوقيا من قبل قوى ترى بان لها وحدها الحق في تحديد من هو القومي الصحيح، بالضد من رغبات وتطلعات ابناء الامة بمختلف مشاربهم، الامر الذي نعانيه اليوم من النظرة المسبقة والمتشككة بالراي الاخر. ليس عيبا ان نعيد النظر بتاريخنا وندرسه على ضؤ ما بتنا نمتلكه من ادوات فكرية ومفاهيم سياسية حديثة، ولكن العيب ان نبقى اسرى للماضي بدعوة محاولة نسيانه، وكان البعض من خلال دعوة نسيان الماضي يحاول ان يمني الاخرين بانه قدم لهم ما لا يستحقون.
ان التركيز على الشخصيات الواضحة، والتي اعلنت مواقفها ورؤيها مهما اختلفنا معها، قد سمح لمن كان عميلا حقيقيا لحزب البعث واجهزته ولكل من حاول ان يندس في مجتمعنا محاولا زرع الخلافات والاحقاد، ان يقوم بمهامه دون ان يردع او يكشف. لان توجيه التهم لمن ينادي بموقف مغاير قد جعل الامة تلتهي عن حقيقة تعرضها لهجوم غير مرئي ادواته قد يكونون من ابناء الامة وكل ذلك مقابل مكانة او مال او اضطرارا ايضا.
ان من الاخطاء الكثيرة التي اقترفت في حق مسيرة حركتنا القومية هو قطع التواصل، وافتراض كل جهة انها تمثل الحقيقة، وعدم القدرة على سماع الراي المخالف، وهذا الامر يمنحنا الحق في القول ان الكثير من المفاهيم العشائرية والقروية والتي تخالف المدنية التي تتؤام مع الحركة القومية، ماتزال فاعلية في حياتنا اليومية رغم اننا بتنا نلبس احدث الازياء الاوربية. الامم الفاعلة تستفاد حتى من المخالفين ممن يعيشون على هامش الحياة فهي تحسب لكي امر حسابه، ولا تضحي بابناءها بسهولة وبيسر، بل تتمسك بهم وتمنحهم فرص العيش وقول ما يريدون، لانهم بالنهاية يريدون الخير لامتهم

214
عندما تم تحويل النادي الثقافي الاثوري من شهيد الى ميت يطويه النسيان




تيري بطرس
bebedematy@web.de
كتابة التاريح هي كتابة وجهة نظر مستندة الى حدث وزاوية الرؤية الكاتب، ونسيان الماضي من المحال لان الماضي هو مخزون تجاربنا  وخصوصا لو استعمل لاخذ الدروس والعبر ولم يكن للانتقام والثار . بل يكون من المفضل قول كل وجهات النظر حول هذا الماضي وعدم الارتكان الى رواية وحيدة.  ان مطالبة البعض بنسيان الماضي وكأنه لم يكن  امر خطر على ذاكرة الشعب وعلى الرغبة في الاستفادة من الدروس والعبر. ولكن على ان تركز عملية العودة الى الماضي على  حالة نقد الممارسة وليس الشخصنة . ان من يدعونا لنترك الماضي هي دعوة لبناء  اسس الجهل والبدء من الصفر كل مرة. فعندما يتم اتهام كل من قال بغيرالرواية الوحيدة بانه لا يريد تهدئة الاوضاع ونسيان الماضي فهذا لا يعني انه هناك امور مخفية لا يراد لها ان تخرج فقط، بل فرض الصوت والرواية الواحدة من اجل تلميع الذات النرجسية ليس الا، كما ان الداعي لاخذ روايته للحدث فقط كمعيار للحقيقة، فانه بالحقيقة يدعو  لخلق حالة البلادة الفكرية والجمود والاتجاه نحو نزعة دكتاتورية في رواية التاريخ واضفاء دور القداسة وامتلاك الحقيقة على النفس.
 ان الشخص الذي يعتبر نفسه رمزا وقائدا ومؤسسا لتيار فكري عليه ان يكون اكثر  تواضعا ويقر بحقائق الامور ولا يستل قلمه ليهجم على من خالفه الراي في تفاصيل الاحداث، وخصوصا لو كان المخالف كما قال هذا البعض شخص ثانوي او هامشي. ان رواية التاريخ والاحداث من وجهات نظر مختلفة تعني حوارا خلاقا وليس سيفا يستله البعض للطعن والثار، و في مقالنا المعنون (عندما تم فصلي من النادي الثقافي الاثوري) لم نحد عن قول الحقيقة من وجهة نظرنا وكان الاحرى بمن لم يقتنع بها ان يناقشنا بتفاصيلها وليس بتسفيه كل شئ مع اخفاء الحقيقة الاخرى عن القارئ، فكم كان سيكون جميلا لو حاورني السيد شبيرا بطرح الرؤية الاخرى للحدث، او ان يطرح المخفي عني وخصوصا انني كنت من الهامشيين كما يقول ورغم  هامشيتي فانه يبدو انني واصدقائي الثلاثة قد اقضينا مضجع  السيد شبيرا وجعلناه يخرج عن الاطر الصحيحة للتعامل مع الراي المخالف والذي كان سائدا في النادي منذ تاسيسه فعمل كل ما بوسعه لفصلنا من النادي، او كما يظهر ان المقالة اعلاه قد اخرجته عن طوره ولذا نراه يحاول الضرب في كل الاتجاهات دون ان ينجح في تبرير اي شئ، وكأن به يقول ومن هذا لكي يتجرأ ويكتب عن تاريخ النادي الثقافي الاثوري .
لا تزال الصورة ماثلة في مخيلتي حينما دخلت على اعضاء الهيئة الادارية وبعد ان سلمت على الجميع تساءلت ان كانت هنالك محاكمة، فرد السيد شبيرا انه ليس هناك اي محاكمة، وكان النقاش عن قولي بان الهيئة مفروضة، فاصريت على قولي وبدلائل، وعندما طالبوني بان اعمل معهم في اللجان، قلت انتم تقولون انكم جئتم برغبة الاكثرية، وعليه فانني اعتقد من المفترض ان تسندكم هذه الاكثرية من خلال دخولها اللجان لدعمكم، وانني واحد من اكثر من ستمائة عضو فاعتقد ان حالي مثل حال الكثيرين ممن هم اعضاء ولكنهم لا يعملون مع الهيئة الادارية.
كم كا سيبدو راقيا لو قال السيد شبيرا نعم انه حدثت هناك اخطاء في المسيرة لعدم امتلاك كل ادوات المعرفة، وكما كان سيبدو عظيما لو قال لنناقش كل تاريخنا الحديث برؤية جديدة، لنستخلص دروسا وعبرا لنمنح الاجيال الجديدة، ادوات العمل القومي النظيفة من كل التوجهات الاقصائية والتخوينية والتحزبية. كل ذلك كان سيبدو انفتاحا على طريق رحب يسع الجميع ويرحب بالجميع, انفتاحا يحاول ان يجد حلا لمعضلة شعبنا الحالية والتي تهدد وجوده. ولكن السيد شبيرا عاكس كل شئ واعتبر مقالتنا اساءة لتاريخه القومي ولم يعتبره رؤية خاصة يمكن النقاش حولها. ان السيد شبيرا يقول انني كنت هامشيا في النادي، ولكن حتى للهامشي حق في قول رايه وفي سرد روايته من موقع هامشيته. يقول الفيلسوف الالماني الامريكي هربرت ماركوز ملهم ثورة الشباب الاوربي عام 1968 ((بعد ان تمكنت الراسمالية من تدجين الطبقة العمالية فلم يبق في المجتمع من قوى للتغيير الاجتماعي والسياسي الا الطلاب والمهمشين)). اذا حتى للمهمشين دور يا سيد شبيرا.
من الاسس التي اعتمد عليها كتاب عنكاوا بالاخص هي ايراد رابط المقالة المراد نقدها، لكي يعود القارئ اليها ان رغب او اخذ مقاطع لكي يفهم القارئ ، وهذا ما لم يفعله الاستاذ ابرم شبيرا وكان به يقول ليصدقني القراء في ما اقول فانا لا اقول الا الحقيقة. ولكنها حتما بئس الحقيقة تلك التي يقول بها، لانه نزل بي اتهاما ومنها انني  ادعيت بانني كنت عضوا فعالا ورئيسيا ومن الشخصيات البارزة في النادي وهذا ما لم اقله، بل قلت انتميت للجنة الثقافية ولجانها الفرعية او انه اعتقد انني بمجرد ان بحثت وكتبت في امر يخص النادي الثقافي الاثوري، كان تطاول وزعم مني انني من من مشاهير وقيادات النادي. ان قيام الاستاذ ابرم شبيرا بنقد مقالتي دون ان ياخذ الا فقرة واحدة منها او حتى دون ان يشير الى رابطها، يؤكد بلا شك نيته السيئة والمسبقة في تسفيه المقالة وخداع القارئ ليس الا.
ان الارتباك الذي يتهمني به يظهر من خلال مقالته التي حشاها باحداث وقصص ليس بينها رابط  واشارات الى احداث يتهم فيها اطراف لم يتمكن احد من اثبات من قام بها، فقط لكي يقول للقارئ انه يمتلك المعلومات الكافية، واذا كان الكاتب يعتقد ان العنوان لا ينطبق على المتن في مقالنا فليقل لنا كيف وكيف ان مقاله هو ردا لما قلناه في مقالنا عندما تم فصلي....، والا سيكون النقد كله سفاهة في سفاهة وترديد لاقوال لا معنى لها وسب وانتقاص من المقابل دون ان نناقشه، وباعتقادي المتواضع ان مقالتي  مترابطة وتفي بالغرض الذي نشرت من اجله الا وهو نقد وتوضيح الاخطاء في الممارسة القومية.
 وبعكس ما يتهمني فقد دخل السيد شبيرا وكأن في  نيته تصفية حساب قديم معي ويريد ان ينهيه بمقالة واحدة والدليل الكم الكبير من المعلومات المشوشة والغير المترابطة عن وليم شاؤول ونادي سنحاريب العائلي ومحاولة تفجير سيارة وليم وعملية توزيع المناشير ومالك ياقو والاترناي وزوعا وغيرها . وهي كلها احداث وقعت وكلنا علمنا بها ولكنه ينسبها ويوزعها كيفما شاء خياله الجامح، لا بل ان ادخال الخلاف بين الاتراناي والزوعا في صلب المقالة يرمي من خلاله  الى توسيع دائرة الخلاف، كما ان معلوماته حول تبني الاترناي للتسمية المركبة او الموحدة خاطئة وتدل دلالة لا شك فيها انه غير متابع للقضايا والامور القومية. لان الجميع يعلم ان الاترنايي قد حاولوا حل المشكلة منذ المؤتمر الثاني وفي مؤتمر بغداد عام 2003 طرحوا التسمية الثلاثية كحل منطقي وفي اجتماع نادي اشوربانيبال وكان اخر ملاذ لايجاد الحل قبل طرح الدستور العراقي للتصويت وجه الاترنايي نداء عاطفي حار من اجل الاتفاق على التسمية الموحدة  ومعلوم من رفض كل ذلك. ان كل ما ذكرته اعلاه يدل دلالة لا شك فيها انه لم يدخل الحوار لتصحيح معلومات خاطئة لدى من ينتقده، بل دخل في صراع، وفي نيته تصفية الحسابات بادخاله امور كثيرة على مقالته ليس لها من داع، الا اعتقاده ان ذكر مثل هذه الامور سيعني القضاء المبرم وفرض الصمت المطبق على الكاتب. اما عن حشر اسم الكاتب ابرم شبيرا فهي عملية تعريف ليس الا و اشرت الى نفسي ايضا ولا اعتقد ان فيها اساءة لان كل من قرأ المقالة يفهم انني اقصده بذكر ابرم شبيرا وحتى من دون كلمة الكاتب. كما ان ذكري له  كان لانه الشخصية الرئيسية في عملية فصلي، ليس من ناحية اتخاذ القرار فقط، بل واقولها للمرة الاولى من ناحية الوشاية، لنقله كلاما قيل على مسمعه وضمن اطار الاحترام وحرية ابداء الراي التي كانت قائمة في النادي الثقافي الاثوري، الى داخل الهيئة الادارية وتحويله الى خلاف تناحري وبالاحرى الثأر لعملية فصله من الهيئة الادراية السابقة . الثأر من هؤلاء المهمشين كما يعتقد لانهم اصدقاء او مؤيدين للاكثرية في الهيئة الادارية السابقة والتي قامت بفصله، علما انه لم يكن لهؤلاء المفصولين من سلطة على الهيئة الادارية او حتى دور في عملية فصل السيد شبيرا منها.
ونحن اذ لا نحاول ان نكمم او نعمل من اجل ان يصمت السيد شبيرا وهذا ليس واجبنا او دورنا على كل حال، الا اذا كان يعتبر نفسه فوق النقد وفوق التصحيح والتوضيح وكل نقد لممارسة شارك فيها يعتبر انتقاصا شخصيا  منه. فعندما اقول في مقالتي  قررت الهيئة الادارية فصلنا نحن الاربعة من عضوية النادي لمدة سنة ولسبب لا اعرفه لحد الان والقرار لم يستند الى اي فقرة من النظام الداخلي ايضا، وكان اخر عهدي بالنادي الثقافي الاثوري. وهو المقطع الوحيد الذي استشهد به من المقالة .... يقول السيد شبيرا ((أعتقد بهذا يجانب السيد تيري الحقيقة والواقع أو يتجاهل ذكر أسباب فصله التي كانت واضحة و "قانونية" وإستناداً إلى النظام الداخلي للنادي لأنه في تلك الفترة لم يكن له ولرفاقه شغلاً شاغلاً غير الإساءة إلى الهيئة الإدارية وخلق البلبلة وبث إشاعات في كون الهيئة الإدارية مفروضة من قبل الجهات الأمنية وغيرها من الإشاعات المغرضة ضد النادي وهيئته الإدارية خاصة بعد فشل جهودهم في إغلاق النادي. فطبعاً في مثل هذه الحالة لم يكن أمام الهيئة الإدارية إلا فصل السيد تيري ورفاقه... فهذه هي أسباب فصله فإن لم يكن يعرفها فليعرفها الآن كما كان يعرفها المئات من أعضاء النادي في تلك الفترة))انتهى الاقتباس هل في ما سبق كله سبب من اسباب لفصل انسان امن  على قول رايه كما يعتقد وكما كان جار في النادي منذ البداية وهل يريدني ان اتي بامثلة من تاريخ النادي كانت هناك مواقف اكثر حدية ولا تستند الى الحقيقة ولم يتخذ فيها مثل هذا الاجراء. وهل لاحظتم ان السيد شبيرا يجعل النادي والهيئة الادارية واحدة اي يحول الموقف من الهيئة الادارية وكأنه موقف من النادي، كيف كنا ضد النادي ونحن نعمل فيه وفي لجانه وندفع اشتراكاته ونحمل مجلته الى معاهدنا والمدن التي كنا فيها نخدم العسكرية، على الاقل بالنسبة لنا كان الامر يستند الى واقعة حقيقية، كما ان نقاشنا وفي جلسة تضم اصدقاء يعتبر من الامور العادية التي تتطلبها روحية النادي وهدفه، ولكن نقل النقاش وتحويله الى صراع تناحري يا اما انا او انت واستعمال ادوات القمع في حسم النقاش كما حدث هو الذي يعتبر من الامور المستهجنة.  والذي لا افهمه كيف لا تكون الهيئة الادارية مفروضة وقد طلب من الهيئة الادارية الاجتماع وبحضور الملازم خليل واخرجت الورقة وقرأت الاسماء التي يجب ان تدير النادي خلال الفترة المقبلة، ماذا يعني ذلك؟ منذ متى كانت اسماء اعضاء الهيئة الادارية القادمة تكون بقائمة يقراءها ضابط امن؟  ومتى شاهد السيد شبيرا انتخاب الهيئات الادارية في النادي تنتخب باكملها بالتزكية؟ اننا نورد هذه المعلومات ليس لانتقاص او لتشويه سمعه اي شخص، فنحن كنا ولا نزال نكن لكل الاخوة في النادي التقدير الكبير، ونرى انهم اجتهدوا ونحن اجتهدنا وكل منا كانت له غاية واحدة وهي الوصول الى حالة انقاذ النادي او انقاذ ما يمكن انقاذه او القيام بخطوة لدفع الوعي والفعل القومي باتجاه التجذر، وفي هذه الحالة كنا ندرك نحن ان النادي بدلا من ان يموت كمؤسسة لا يشعر بها احد، كما يحاول النظام مع مؤسساتنا الاخرى ، فانه من واجبنا ان نعلنه شهيدا يخلد وموقفا يؤجج العمل القومي، الا ان السيد ابرم شبيرا وفي كل سردياته يحاول ان يكون هو البطل والاخرين اما عملاء او مشبوهين او هاربين من تحمل المسؤولية، او ان يتجاهلهم وكانه لا وجود لهم، ويدرك الجميع الان ان النادي ذهب بصمت وموت بطئ وكما ماتت مؤسسات اخرى حسب ما ارادته السلطة والسيد شبيرا ودون ان يحس بهم احد.
 ان من حق كل انسان كتابة التاريخ من الزاوية التي كان يراها او التي بات يراها الان ولكن ليس من حق احد فرض رؤيته الاحادية والمبتورة والمليئة بالرتق على الناس، ان حالة التوافق القومي القائمة الان لا تجيز لاي كان محاولة طمس الحقائق  او الاساءة الى جهات ما، مستغلا هذه الحالة وعدم الرغبة في الدخول في نقاشات وحوارات ساخنة. لو كان السيد شبيرا قد فتح وقرا الموضوع المنشور تحت عنوان ((فرحة لم تكتمل... فمن يتحمل المسؤولية؟)) للسيد الياس متي منصور والتعليقات عليه والتي اكدت اغلبها على ان التوجه الحكومي كان الى محاصرة كل المؤسسات ووضعها تحت سيطرته وبكل السبل وما حل بكل مؤسساتنا الاخرى كان خير دليل على ذلك، لما تحمل مشقة كتابة ما كتبه من تاريخ وتبريرات لا تقنع الا الذي لا ولم يريد رؤية الحقيقة القائمة امام اعينه.
بين الفينة والاخرى يذكر السيد شبيرا كتاباته في المثقف الاثوري وتعرضه للمحاسبة بشأنها من الجهات الامنية وكانه الوحيد الذي كان يكتب فيها، دون ان تقوم هذه الجهات بمحاسبة رؤساء التحرير الذين يعتبرون مسؤولين مباشرة عن كل ما ينشر في المجلة وهناك كتاب كثر كتبوا ونشروا اكثر وبجراءة اكبر ولم نسمع منهم انهم حوسبوا. ليس لان النظام لم يكن يحاسب بل لان المجلة ومحدودية انتشارها والتزامها بالمعايير الموضوعة ابعدت عنها المحاسبة، وشخصيا كان لي مساهمتان في المجلة حيث قمت بنشر مقالة تحت عنوان برصوما بين الحقيقة والافتراء (وهي مقالة في تبرئة برصوما مما نسب اليه وتبرير موقفه بخطوة لانقاذ شعبه وكنيسته) وترجمت قصة الكاتب الفرنسي الفونسو دوديه الى السورث وهي من قصص الرومانسية القومية وعنوانها الدرس الاخير وكانت في الفترة التي بدات فيها السلطة بالتضييق على تدريس اللغة في الكنائس والمساهمتين تعتبران من المساهمات ذات التوجه القومي ولم يتم مساءلتي عنهما (السيد شبيرا نشر بحسب علمي عدة مقالات ومنها (( العلوم وتصنيفها العددان 13 و14 يتعلق بالعلوم واسباب قلة او ندرة توجه الطلاب من ابناء شعبنا نحو العلوم الانسانية،  والاعياد في حضارة وادي الرافدين، وهو استعراض لاطروحة ماجستير الطالبة راجحة عباس العدد 16، و رحلة طويلة مع المثقف الاثوري وهي مقالة في استعراض مجلة المثقف الاثوري والمصاعب التقنية والمادية التي تواجهها العددان 17 و18 ,العلاقات السياسية للدولة الاشورية استعراض بحث او اطروحة ماجستير للباحث وليد محمد صالح فرحان العدد19_20)) في كل هذه المقالات التي وقعت تحت يدي ليس ما يمكن ان يحاسب عليه الكاتب امنيا، نعم نحن نشكره ونقدره على الكتابة ليس في المثقف الاثوري فقط ولكن لانه اصدر كتب ولان له مشاركات في مواقع شعبنا ايضا، وكل من ساهم في تطور الوعي الثقافي والقومي والسياسي لابناء شعبنا مطلوب منا ان نذكره بالخير لهذا الفعل وهذا ما نقدمه للسيد شبيرا . الا ان الادعاء بالتعرض للمحاسبة والمضايقة بسبب وبدونه لا يخدم الحقيقة ولا يخدم من يدعيها بالاساس لان الامور حتما ستنكشف يوما ما. علما انني لم ادخل في تفاصيل حياة السيد شبيرا ولم اتهمه باي تهمة ولا حتى نوهت بها ، بل انني اعلنت اننا كنا من المساندين للمجموعة التي كان يحسب من ضمنها، وانها كانت مجموعة قومية ولكن في الوقت ذاته ذكرت الحقيقة الاخرى والتي هي دوره في عملية فصلي من النادي، ولم اذكر ذلك لاي غاية غير التذكير بوقائع تاريخية وصارت دزءا من التاريخ وليس لها موقع في ذاتي كحالة يمكن ان تجعلني احقد على اشخاص كنت ولا ازال اكن لهم كل المودة والتقدير مع احترام الخيارات المختلفة، كما قلت انه كان من اعضاء الهيئة الادارية المفروضة وهي حقيقة لا جدال فيها ويمكن النقاش حول لماذا قبل البعض بالفرض من عدمه، ولكن في نفس الوقت علينا ان نستخلص من التجربة  الدروس. اما اذا كان بعض الاطراف يعتبرون انفسهم الرواد القوميين ومن الذين صبوا الاسس القومية والسياسية كما يدعون وليس من بعدهم ولا قبلهم مثيل فانا لا يمكنني تأييد على مثل هذه الطروحات التي تفتقر الى المنطق والعقل والحقيقة التي تقول ان الامة في حالة فعل دائمي وكل مرحلة لها رجالها او شخوصها، وان الكثيرين ممن يدعون الادعاءات الكبيرة تكون اقدامهم قد غاصت في كثير من الاحيان في وحول اسنة.
مهما كان راينا انا والسيد شبيرا بالسيد وليم شاؤول، فانه يبقى حقيقة اثرت بهذا القدر او ذاك، سلبا او ايجابا في مسيرة العمل القومي والمؤسساتي، ولذا باعتقادي ان نكون اكثر حذرا من سوق اتهامات بلا طائل وبلا معنى غير اظهار البطولات الفارغة ولو لم تكن كذلك لما كان حال شعبنا بالبؤس الذي هو فيه.  فلو كنا ابطالا ونناطح الاعداء ونفرش الطريق ورودا ورياحين امام شعبنا لخطونا الى الامام كل هذه السنين وليس الى الوراء، والامور والنهايات بنتائجها وليست بادعاء المدعين. من الغريب ان كاتب يعتبر نفسه من النخبة المثقفة يسمي السيد وليم شاؤول بالمجرم رقم واحد، وفي الوقت الذي لا ادافع عن السيد وليم شاؤول فانني اسال الكاتب ما هي معاييره في تصنيف المجرمين الى رقم واحد ورقم اثنين، وثانيا هل يحق له ان يسترسل في اتهامات لشخص دون ادلة كان ياتي لنا لاسماء كانت ضحية (حقيقية) لاجرام السيد وليم شاؤول مثلا  هذا لم يذكره السيد الكاتب وغيرها من الاتهامات الكثيرة، ولكن معلومة واحدة او اكثر قد تساهم في توضيح بعض الامور وقد تجعل السيد شبيرا يغير رأيه او يتبنى راي اكثر واقعية، والمعلومة هي هل يعرف السيد شبيرا ان السيد وليم شاؤول كانت لديه نسخة من النظام الداخلي لحزب الاخاء الاثوري ، وهل يعلم ان وليم شاؤول قد حاور قيادات لاتزال حية في حزب الاخاء الاثوري حول العمل المشترك، السؤال الاكثر اثارة هو لماذا لم يقم وليم شاؤول بتسليم ما يملكه من معلومات مهمة عن الاخاء الاثوري وعنا نحن من كنا (من ترك العمل معه والسيد شبيرا ورفاقه) نلعنه ليل نهار الى السلطات الامنية يا ترى؟ ولكنه ينقل اكاذيب  مدعاها ان السيد ابرم شبيرا قد سب واحقر وزير الداخلية، او ان السيد شبيرا كان هو ورفاقه من فجروا انابيب النفط في كركوك؟ امور اخرى مثيرة للشفقة وتستلزم الاثبات ومنها الادعاء باخذ المجلة من النادي وتحويلها الى نادي سنحاريب او مسألة تفجير بونيد سيارة التي يقول السيد شبيرا ان احد اعضاء الحركة قال له في حينها (هذه الحينها مثيرة) انهم من قام بالعملية علما ان العملية حدثت قبل تاسيس الحركة، كما ان السيد نمرود بيتو رئيس النادي الثقافي  قد القي القبض عليه ومن داخل  النادي لاتهامه بالتسبب بعملية تفجير سيارة وليم شاؤول وهذا الامر يعرفه السيد شبيرا . او مسالة المناشير التي  قاموا فيها بدور شرلوك هولمز لمعرفة من كاتبها ويقول انه كان وليم بعد مقارنة خط كتابتها بخط احدى دفاتر وليم الجامعية والتي كانت بالتاكيد لدى مكتبه ال  اف بي اي الخاص. علما ان السيد ولسن مروكل وهو احد اعضاء لجنة الشباب الاشوري في كنيسة مار كيوكيس في الدورة وحاليا يقيم في شيكاغو قد قال لي في حينها انهم (ولم يحدد حينها من يقصد بانهم من بالضبط) من وضعها ولكن بالتاكيد انه كان واحدا منهم، وهو لم يكن محسوبا على اي طرف الا انه كان قوميا.
وعند سرده لتواجد المرحوم مالك ياقو مالك اسماعيل، نرى الكثير من الاعاجيب، كامكانية ان يقوموا هم بتحذير مالك ياقو ورفاقه من ان يقوم بعض الاشوريين المندسين بوضع سماعات وكاميرات مراقبة، لا اعلم هل كانت موجودة ام لا في ذلك الزمن، وهل ان مستوى الوفد وشعبيته كانت تسمح بمثل ذلك، وخصوصا لا نستبعد ان الحكومة كان يمكنها ان تزرع واحد من عملاءها داخل مقر اقامة مالك ياقو وبكل سهولة، مستخدمة الترهيب والترغيب بامتيازات مادية. طبعا هذا كان في عام 1973 وكانت الفترة هي الفترة الاكثر انفتاحا في تاريخ البعث مع كل القوى الوطنية، في تلك الفترة ادرك السيد شبيرا وبعض رفاقه ان الحكومة تريد استغلال الوفد لتحقيق غايات ومنها ضرب الاكراد، ولكن بعد ستة سنوات وبعد المزيد من انفضاح النظام وسياساته نرى ان السيد شبيرا يؤمن بان الحكومة والجهاز الامني يريدان الخير للنادي ولذا يتعاون معهما ولكن ليس لانقاذه، بل لجعل موته موتا بطيئا وغير مسموع به.
من الملاحظ انه من خلال سرد السيد شبيرا انه يحاول القيام  بوضع اسفين بين الكوادر القديمة للحزب الوطني الاشوري والقيادات الحالية من ناحية, كما يحاول ان يسئ الى تاريخ الحزب الوطني من خلال طرح امور كاذبة وغير حقيقية، فهو ومن خلال السرد يجعل قبول الحزب الوطني الاشوري بالتسمية المركبة وكانها قد اتت متاخرة جدا وكما قلت بان الحقيقة ليست كذلك ابدا ويمكن الرجوع لادبيات الحزب الوطني الاشوري بهذا الشأن للتاكد من ذلك، كما ان علاقات الحزب مع كل احزاب ومؤسسات شعبنا بنيت على اساس الاحترام المتبادل، وكانت ولاتزال العلاقات قوية، ولكن هذه العلاقة شابها الكثير من اللغط والكثير من الخلاف مع الحركة الديمقراطية الاشورية، ومرد هذا الخلاف يعود بعض منه  الى الخلاف بين اعضاء الحزب واعضاء الاخاء الاثوري حول ظروف عمل كل منهما وخصوصا ان تركيز الاخاء ونشاطه كان في جامعة السليمانية واما الحزب الوطني فقد انتشر في كل جامعات العراق مع ان الثقل كان في بغداد وكذلك عند اعلان الكفاح المسلح وبعضه اتى لاحقا، ولكن اول من ارسل رسالة تاييد للحركة كان الحزب الوطني الاشوري في ايار 1991 وهي منشورة ويمكن الرجوع اليها او يمكن طلبها من ممثلي الحزب. وعندما يحاول السيد شبيرا تمرير هذه المغالطات فاما انه  يحاول المس بطرف سياسي ولو من خلال التنويهات الغير الصحيحة او انه لم يطلع على الامور على حقيقتها ويدلي باراء عنها، وهي كارثة بعينها لشخص يوصف نفسه بمن صب الاسس او المداميك القومية.
 طبعا يدرك السيد ابرم شبيرا ان المجموعة الطلابية التي كانت نشطة والتي كانت تقوم بكل النشاطات لحين منعها من قبل الاتحاد الوطني العراقي كانت لجنة الطلبة الاشوريين الجامعيين والتي كان يقودها ممثلين لكل الجامعات والكليات والمعاهد في بغداد وكان اغلب هؤلاء الممثلين من اعضاء الحزب الوطني الاشوري ونذكر منهم نمرود بيتو وبنيامين ابرم وكوركيس ياقو واكنس مرزا وماري تيدي وروبن تيدي وسامي لازار وجارلس شمشون وعامر شمشون ونمرود يوسف وشموئيل بيتو ولازار روئيل وكوركيس اوشانا وفوزي توما وسركون ريحانة  وتيري كنو بطرس (الكاتب) وغيرهم كثيرين وكل الذين ذكرت اسماءهم وغيرهم كانوا اعضاء في الحزب الوطني الاشوري، فمن كانت اللجنة الاخرى، اليس هؤلاء السادة والسيدات من كان  يقوم بالنشاطات وغير موازين القوى في النادي لصالح التيار القومي.
من خلال مطالعة مقالة السيد ابرم شبيرا نجد انه يقدم الكثير من التبريرات للحكومة ويضع الاخطاء على الهبئة الادارية للنادي، ولكن التساؤل المشروع اذا كانت الهيئة الادارية للنادي الثقافي الاثوري تقع في مثل هذه الاخطاء، فهل وقعت بذلك ايضا لجان الشباب في الكنائس، ولجنة الطلبة الاشوريين الجامعيين، والجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية واتحاد الادباء السريان، وجمعية الفنانين الناطقين السريانية والمجمع العلمي للناطقين بالسريانية، ام ربما ان الجمعيات الاخيرة اخذت بجريرة اخطاء الهيئة الادارية في النادي الثقافي الاثوري!!!... وللتاريخ صفحات مطوية من الواجب فتحها لكي نستفاد ونعيد النظر بما حدث ويحدث’

215
عندما فصلت من النادي الثقافي الاثوري في بغداد



تيري بطرس
bebedematy@web.de

في بداية السبعينيات من القرن الماضي، كان النشاط القومي في اوج تالقه، فالمجموعات القومية، كانت تتنامي وتتطور. فرغم ان شعبنا تلقى ضربة كبيرة مع بزوغ الستينيات ضربة ادت الى تركه قراه وارضه، جراء عمليات الحرق والتهجير والسلب التي مارس اغلبها الميشيات المدعومة من الحكومة العراقية والتي كنا نطلق عليها ال(جتا) او الجحوش. الا ان ابناء شعبنا المعروفين بالتفاني والرغبة في تحقيق الافضل، تمكنوا من ان يرتقوا في مدارسهم ويدخلوا الجامعات بسرعة قياسية. في هذه الفئة الشابة تم اعادة بعث الوعي القومي من خلال منابر وتجمعات عديدة. اقول اعادة بعث الوعي بمعناه الدعوي والتنظيمي. لقد كانت لزيارة المرحوم مار ايشاي شمعون وما رافقها من مظاهرات واحتفالات وتجمعات جماهيرية غير مسبوقة اثرا فعالا في التواصل الاجتماعي وزيادة الروابط الفكرية واللقاءت المختلفة. وقد تاسس النادي الثقافي الاثوري في تالك السنة وكان الشرارة لحدوث تغيير ثقافي وخلق وسط اخر لاختلاط ابناء شعبنا، ولكنه وسط ملئ بالاسئلة والحوارات التي تبحث الاجابات عن المصير والمستقبل. شخصيا ورغم صغر سني الا انني قد حضرت مناسبة استقبال مار ايشاي شمعون وكذلك حفل افتتاح النادي الثقافي الاثوري الذي اقيم في النادي المشرق على ما اذكر، وكان حضورنا في هذه المناسبة لدعم النادي الجديد.
ولكن اول حديث جدي، عن الانتماء والعمل القومي المباشر، كان في خريف عام 1972 مع المرحومان توما هرمز وابنه الشهيد يوسف وكان حينما دعواني الى الانتماء الى حزب قومي وكان اسم الحزب حزب الاخاء الاثوري، ولكن انقطاع الاتصالات وكون الشخص المرشح لادارتنا لم يتصل بنا، فقد تغييرت وجهتي وبعض الاصدقاء ممن كانوا يترقبون العمل القومي المقترح. ففي ربيع عام 1973 علمت بان هناك مجموعة من الشباب تزمع العمل من اجل تدريس لغة الام، ولذا فعزمت الذهاب لتعلمها وهكذا كنت في خلال شهر ايار من تلك السنة عضوا في لجنة الشباب الاثوري في كنيسة مار عوديشو مع مجموعة من الشباب يعتبر الكثير منهم اليوم قادة في مواقعهم وموجهين في مجال اختصاصهم القومي. وفي نفس الصيف اتصل بي بعض الاصدقاء وعرضوا علي الانتماء الى حزب قومي يقوم بالعمل لتحقيق مطالب شعبنا العادلة، وهكذا في 11 اب 1973 كنت عضوا مرددا للقسم في الحزب الجديد الحزب الوطني الاشوري، والذي كان يتعاون مع المرحوم مالك ياقو مالك اسماعيل، وحضر اجتماعا لنا بعض مرافقيه وزوراه وخصوصا من الاتحاد الاشوري العالمي.
كان الانتماء للنادي الثقافي الاثوري حلما يراود اغلب الشباب القومي، فقد كان منبرا لطرح الافكار والنشاطات القومية، ولذا فاول ما تخرجت من الاعدادية عام 1974 ، قدمت اوراق انتماء وتم قبولي وكان رقم هويتي 549 ان لم تخني الذاكرة. وبرغم نشاطي الحزبي وفي لجنة الشباب التي كنت حينها سكرتيرا لها، فانني اتخذت منحا ثقافيا في نشاطي في النادي، بمعنى ان اكون في اللجنة الثقافية وفروعها من اللجان الاخرى. كما دخلت دورتين لتعليم اللغة السريانية، لتطوير امكانياتي اللغوية وخصوصا من ناحية القواعد (ممن تعلمت علي اياديهم في هذه الدورات كان الاستاذ يوسف نمرود كانون والاستاذ القس المرحوم ايشو القس عوديشو والشماس الاستاذ عوديشو ادم). كان انتمائي للنادي خطوة في توسيع علاقاتي القومية، ولكن خطوة الانتماء كانت ايضا عمليا سياسية بامتياز. لانه في تلك الفترة بدات بالظهور اختلافات بين جيل الشباب وبين الجيل الاكبر في النادي، اتخذت طابعا اتهاميا للجيل الاكبر في السن بانه يمالي الحكومة، جيل الشباب الذي كان متمثلا بالسادة خوشابا سولاقا وابرم شبيرا وشليمون بيت شموئيل ونوئيل داود وادم بثيو وبنيامين زكريا وغيرهم الشباب المندفع، وبين الاكبر سنا مثل الدكتور سركون ايشو سابر والسيد ولسن ملهم نرسي اللذين كانا يتناوبان رئاسة النادي، وبالطبع كانت ميولنا مع مجموعة الشباب لانهم الاقرب لنا في الافكار والمرحلة العمرية. ولذا فان دخولنا وبمجموعة كبيرة في النادي ومن الاتجاه القومي غير موازين القوى لصالح التيار القومي الحركي.(هنا اود تسجيل تقديري للديل المؤسس النادي وبالتاكيد ان عملهم كان بدافع قومي خالص، الا ان العمل القومي والسياسي يتطلب تحركات واختلافات ولذا فانني لا اقصد من خلال هذه المقالة اتهام اي احد باي تهمة). وكان التغيير الاول حينما تمكن الحزب الوطني الاشوري وبالتحالف مع المجموعات القومية من الاتيان بالسيد  ايشو دنخا يقيرا وهو من القوميين رئيسا للنادي الا ان الامن رقن قيده لنشاطه القومي السابق، وحل محله السيد روميل جورج.
صار معروفا ان الاتجاه الفائز في انتخابات النادي الثقافي كان الاتجاه القومي الحركي وعرفوا علنا بالمستقلين او بالطلبة الجامعيين احيانا، الا انهم كانوا معروفين من خلال المتفاوضون باسمهم والذين كانوا كل من السادة نمرود بيتو وبنيامين ابرم وكوركيس ياقو. وصار توجه النادي قوميا صرفا، فحتى بعض الشعارات التي كانت ترفع لذر الرماد في العيون لم يعد لها مكانا في النادي، ولكن من جهة اخرى انتشر صيت النادي على مستوى الوطني وخصوصا على مستوى المفكرين ولادباء والشعراء، من خلال مهرجانه الشعري السنوي او من خلال معرض الكتاب والمهرجان الادبي التي كان يتم اقامتها خلال الاسبوع المصادف لذكرى مذبحة سميل. كان النادي مجالا للحوار والنقاش وتبادل الاراء بين ابناء شعبنا من مختلف الاتجاهات السياسية، فكان هناك اعضاء في الحزب الشيوعي العراقي واعضاء في الحزب الديمقراطي الكوردستاني واعضاء في حزب البعث والقوميين الذين عرفوا بالمستقلين وكانوا ايضا من مختلف الاتجاهات (الحزب الوطني الاشوري، حزب الاخاء الاشوري، مجموعة القوميين الذين كانوا قبلنا في النادي وقد اتيت على اسماء بعضهم وتيارات قومية اخرى، وكانت السمة المميزة بين هذه التيارات هي تقاربها في الطروحات. كان الحوار ساخنا وكل طرف يحاول اظهار اسباب لقناعاته، ولكن بالتاكيد كانت هنالك ملاحظات فارقة وهي التبريرية التي كان المنتمون لاحزب البعث والشيوعي والديمقراطي الكوردستاني يظهروها لانتماءاتهم حينما كانوا يتناقشون مع القوميين. لقد اظهر الكثير ممن انتموا لهذه الاحزاب معدنهم الاصيل حينما كانوا عونا او حاميا او على الاقل  لم يكونوا حجر عثرة امام القوميين، في حين ظهر ان بعض المنتمون للتيار القومي، لا يمانع من طعن اخوتهم من الخلف لاسباب تافه احيانا.  وفي الانتخابات التي حدثت في نهاية سنة 1978 تم تاجيل الانتخابات في ساعة متاخرة من بعد منتصف الليل بعد ان طالت المدة وقدمت بعض الاطراف اعتراضات في مصداقية الاعضاء، كل هذا حدث لان الجميع كان يدرك ان المستقلين في طريقهم للفوز مرة اخرة. ولذا وبعد منتصف الليل قرر الحاكم المشرف على الانتخابات تاجيلها.
امام تغول السلطة وتمكنها من ازاحة القوى المنافسة كالحزب الديمقراطي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي، كان من الواضح ان دور شعبنا ومؤسساته ات وان استقلالية مؤسساته باتت مهددة. لم يكن امام هذه المؤسسات سوى الانبطاح واعلان الاستسلام التام لارادة السلطة الفاشية، التي ابرزت انيابها بشكل واضح وبلا مواربة. فتم الضغط على النادي الثقافي الاثوري في الموجع وهي المادة. كانت الموارد المالية للنادي الثقافي الاثوري تاتي من مصادر عديدة ولعل اهمها الاشتراكات والتي كانت ربع دينار شهريا لكل عضو، وريع الحفلات والسفرات وريع بيع مجلة المثقف الاثوري، ووارد بعض الاعلانات التي كانت تنشرها الحكومة العراقية على صفحة مجلة المثقف الاثوري على قلتها والتي استعملت للضغط على المجلة وتوجهها. ولزيادة الموارد المالية تم الاقتراح بتغيير فقرة من النظام الداخلي والتي تحدد قيمة الاشتراك السنوي، الا ان الحكومة من خلال الامن العام ودائرة الجمعيات تعنتت في منح الترخيص للقيام بذلك. ، فلم يسمح بتغيير النظام الداخلي الا بشرط ان يسمح لجميع العراقيين الانتماء للنادي اي ازالة خصوصيته القومية. ولم يمنح ترخيص لاي نشاط يجلب الموارد المادية، ولذا فان النادي كان يترنح. وكانه  يسير الى الموت البطئ، فكان الاقتراح المثير وانني شخصيا كنت قد اقترحت مثله، بحل النادي في صورة علنية وامام الجميع وتحميل الحكومة اسباب ما ال اليه الوضع، بعد ان اغلقت كل مجالات العمل امام النادي، وقامت بالقاء القبض على بعض اعضاء الهيئة الادارية بحجة الذمة المالية ولكن تم اطلاق سراحهم بعد ذلك. ولذا فقد عملت القوى القومية على المباشرة والتحضير للقيام بهذه الخطوة وجعلها صفعة للنظام واجهزته، الا ان التحضير لمثل هذه الخطوة كان يتطلب نشر واعلان النية على مدى ما، ولذا فقد علمت الاجهزة الامنية بهذه الخطوة، وقبل تنفيذها، حضر ممثل لجهاز الامن العام الى النادي وقال لاعضاء الهيئة الادارية تريدون تصيرون ابطال بروؤسنا. ولذا فقد قدم قائمة باسماء من يقترحهم للهيئة الادارية الجديدة، وهكذا فرضت هيئة ادارية من اطراف بعثية وبعض القوميين ممن اعتقد انه ينقذ ما يمكن انقاذه، ولكنها لم تتمكن من الاستمرار اكثر من سنة لان الامور بدات تتضح حتى لهم بان لا مخرج وان الامر محسوم حكوميا باتجاه معين.
ولكن فرض الهيئة الادارية لم يعني اننا سكتنا، بل بقينا نناقش الامور القومية وموقفنا من الهيئة الادارية المفروضة، لقد وصلت الامور الى اتهامات واتهامات متبادلة وصراع وانقسامات في كل صف نتيجة هذه العملية. كان مصير النادي واضحا ولم يكن امرا مخفيا، الا ان البعض اراد ان يظهر نفسه بطل الانقاذ، ولكنه تحول وبعد سنة الى الفرار والخروج من  النادي، ولعل من المفاخر التي كان النادي يفتخر بها انه كان ممنوعا في النادي بيع واحتساء المشروبات الكحولية (المشروبات الروحية)، الامر الذي كان يرفد الاندية الاخرى باموال كثيرة وحضور دائم. ولكن بعد سنة من فرض هيئة ادارية تم السماح بذلك وبذا صار النادي الثقافي الاثوري مثاله كمثال الاندية الاخرى، مجال لتمضية الوقت بالتسلية او بالشرب.
في احدى الامسيات وكنت جالسا مع قريبي عوديشو انويا (من انصار الحزب الشيوعي العراقي عرف بين الانصار باسم خيري) وكنا نتناقش وحضر الى مجلسنا كل من الاخوة عمانوئيل بيتو (الخوري عمانوئيل بيتو) والاخ روميل شمشون والاخ ليون سمسون ومن خلال نقاشنا تطرقنا الى مسألة الهيئة الادارية الجديدة، وحينها حضر السيد ابرم داود شبيرا (الكاتب ابرم شبيرا) وجلس الى طاولتنا وبقينا نتحاور وكان السيد شبيرا ممن اختيروا لادارة النادي من قبل الامن العام. وبعد ايام قرانا اعلانا من الهيئة الادارية يطالب كل من تيري كنو بطرس (الكاتب) وعمانوئيل بيتو وروميل شمشون وليون سمسون بالحضور الى الهيئة الادارية في توقيت محدد. بالنسبة لي وبعد تسرب ما تنوي الهيئة ممارسته، دخلت على الهيئة الادارية وسلمت عليهم، ولاني كنت اعرف مسبقا ما يريدون، قلت لهم الظاهر ان هناك محاكمة ما، فقال احدهم لا ليس هناك من محاكمة بل هو نقاش ليس الا.  وناقشوني بالحديث والاراء التي قيلت في مجلسنا وكان السيد شبيرا حاضرا فيها، فقلت هذا راي، انني لم انتخبكم ولا احد انتخبكم، اذا انتم مفروضون على النادي. وطالبوني بالعمل مع هيئات النادي، فقلت انكم ترفضون ان نقول لكم انكم مفروضون علينا، وهذا يعني انكم منتخبين، فنرجو ان تستعينوا بمن انتخبكم ليعمل معكم. كما ان النادي فيه اكثر من خمسمائة عضو، فهل كلهم يعملون في هيئات النادي؟. وبعد يوم او يومين خرج نص قرار الهيئة الادارية بفصلنا نحن الاربعة من عضوية النادي لمدة سنة ولسبب لااعرفه لحد الان والقرار لم يستند الى اي فقرة من النظام الداخلي ايضا، وكان اخر عهدي بالنادي الثقافي الاثوري.
بالطبع ان الحزب الوطني الاشوري لم يكن على طول الخط على الصح، لا بل من الاخطاء التي مارسها ويمارسها كل احزابنا في المنطقة، هي انهم يتخذون القرارات المسؤولة عن المؤسسات التي يوجهونها او التي يسيرونها في اجتماعاتهم الحزبية، وهذا باعتقادي مكا شعر به بعض الاعضاء القوميين ممن لم يكن عضوا في الحزب الوطني الاشوري، فاي اقتراح كان ياتي من احد اعضاء الحزب كان يلقى ترحيبا من بقية اعضاء الحزب ودون نقاش كثير، مما اثار حفيظة الاخرين، واعتبروه سرقة للنادي، الا انه ومع الاسف ان هذه الممارسة مستمرة ولحد الان في مختلف مجالات حياتنا السياسية العراقية او القومية. ان مثل هذه الممارسات جعلت الاخرين يعتقدون انهم امام مؤامرة كبيرة لا يعرفون من اين تبداء والى اين تنتهي، وهم محقين بمخاوفيهم ولكن تضخيمها كان الامر المقلق وخصوصا تحويل المخاوف الى عداء شخصي مقرف، وتصيد الاخطاء الصغيرة وتحويلها الى خطايا واستعمال كلمات غير لا ئقة للتعبير عن حالات عادية مثل كلمة (السرسري التركية وتعريفها) التي انتشرت وتحولت الى نكتة بين الاطراف كلها. كل هذا جلعنا ندفع جهدا لاجل امور ما كان يجب ان تحدث وقدمنا الكثير من التضحيات وحاول البعض طمس وغبن جهد الاخرين وحتى دورهم  ووجودهم.

216
الكتابة ليست فعل انتقام، اراء عن السورث


 


تيري بطرس
bebedematy@web.de
 
لنتحاور في الاختلاف، فما شئ في الحياة يمكن الاتفاق بشأنه مائة بالمائة. الكاتب اي كاتب يقوم بابداء رائ حول مسالة ما، وهذا حق مقدس، مالم يجرح الاخر. في النقاشات التي حدثت مؤخرا واشعلها الاستاذ اخيقر يوخنا بنشره ما ورد في كتاب الدكتور احمد سوسة، وما شعرت شخصيا انه تايد لما في الكتاب من قبل الدكتور ليون برخو، ولايماني ان ما ورد في الكتاب المذكور والمنشور لاول مرة في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، ليس صحيحا او لا يصمد امام المسالة العقلية، شاركت في الحوار مبينا وجهة نظري وشارك ايضا الاستاذ ابرم شبيرا. لتحقيق غايات ومصالح  سياسية وان كانت نبيلة من تبني مسالة ما، مسالة فيها وجهة نظر، اي انني اشعر ان موقف طرف ما في السياسية الدولية قوي وصوته مسموع، ممكن العمل على تقوية الاواصر معه، لكي اقوي من مواقفي وازيد من من دعم طموحاتي بمحاولة ايجاد مصالح سياسية حقيقية. ولكن الاعتقاد ان مؤازرة طرح الدكتور سوسة قد يمنحنا دعم من طرف ما، اعتقد انه موقف غير سليم، لان الطرف الذي نعتقد انه يمكن ان يدعمنا لهذا الامر، يعرف ان الامر لا حقيقة له. وهذا الطرف معروف عنه تاييده لما يحقق مصالحه اولا واخيرا وهذا لا يعاب عليه. ولكن يعاب علينا الاتكال على شئ معروف حقيقته وعدم جديته، لدرجة التشكيك باسس قضيتنا القومية. ليس حقيقيا اننا كلنا من صلب اشور وكلدو، ولكن بنفس صحة ما قلته ليس حقيقيا وبدرجة كبيرة اننا كشعب احفاد الاسباط العشرة. ولكن الاصح اننا ورثنا لغة وعادات وتقاليد كلدو واشور.
هنا لا اود ان اطرح نفسي معلما او مانحا لاي كان صفة الانتماء الصميمي او الخيانة، فهذا ليس من واجبي وليس من حقي، ولكن الاعتراض على طرح ليس اتهاما، بل هو حقا مشروعا لي كما كان حقا مشروعا، لمن طرح اولا.
لا يمكن الاعتراض ابدا على ان اللغة هي احد تجليات الانتماء القومي، فاللغة المحكية هي التي تميز، هذه الجهة عن الاخرى في الوهلة الاولى، هذا الطرف عن الاخر، هذه الامة عن غيرها، وبسماع اللغة المحكية يمكن تصنيف الناس قوميا، كان يقال هذا كوردي لانه يتكلم اللغة الكوردية في البيت او لان لغته الام كوردية، او هذا عربي لان لغته الام عربية، او هذا كلداني او سرياني او اشوري لان لغته الام سورث.
هنا نختلف عن الاخرين بتواجد ثلاثة اسماء لها بعد قومي، بغض النظر عن مدى تايدنا او رفضنا، ونتفق مع اسرائيل في ان لها شعب اسرائيل والامة اليهودية واللغة العبرية، اي تختلف تسميتها اللغوية عن تسميتها القومية التي يغلب عليها التسمية اليهودية. (اليهودية بالاصل دين، الا انه يتم منحها بعدا قوميا، لان الاسرائيلية مواطنة لدولة اسرائيل تضم اليهود والعرب والدروز،وكلمة العبري تاريخيا لها بعد قومي الا انها اليوم تستعمل لتعني اللغة). وكلمة السورث التي صاغها شعبنا  اسما للغته وكل من يسمع هذه الكلمة السورث يدرك بلا مواربة اننا نتكلم عن لغة، ولسنا بحاجة لان نقول لغة السورث كاللغة الكوردية او اللغة العربية او اللغة الاشورية او اللغة الكلدانية، فالسورث مدلولها لغوي اساسا.
ولكن حقا من اين اتت السورث؟ سؤال منطقي من حق الجميع سؤاله والبحث عن الاجابة عليه، ومهما تكون الاجابة، باعتقادي، وبعد البعد التاريخي لحركتنا القومية تحت التسمية الاشورية، ولما حققته ولما لها من ملفات سياسية في اروقة المحافل الدولية، فقضية الاجابة على هذا السؤال، من اين اتت السورث، ستكون نتيجة دراسة اكاديمية لن تلحق الضرر بقضيتنا القومية، ان لم تدعم هذه القضية، وتحت اي تسمية سارت. السورث ستستمر وبتحقيق حقوقنا القومية ستدعم وستتطور، وكلما تحقق انجازسياسيا ما لشعبنا، سيكون حضور السورث اكبر واكبر.
من الواضح ان السورث لم تأتي من الفضاء الخارجي، وعلمت لشعبنا، في لحظة قصيرة او تم تعليمها من خلال اعطاء ابناء شعبنا دواء ما او زرقه بابرة ما فتعلم الشعب السورث، السورث، لغة تعايش معها شعبنا منذ مئات السنين ان لم يكن منذ الاف السنين. المؤسف ان اقدم ما وصلنا من السورث هي قصائد من القوش (قرات عنها ولم اشاهدها)، لكاتب من بيت اسرائيل (عائلة القوشية قديمة) تعود للقرن السابع عشر. في منتصف القرن التاسع عشر تم نشر اول صحيفة بلغة السورث من قبل المبشرين الامريكان تحت تسمية زهريرا دبهرا، ومن ثم توالت الاصدارات الصحفية والادبية والفكرية والتاريخية  بهذه اللغة. اللغة المصطلح تسميتها سورث سبريتا او سورث عتيقتا هي كما هو معروف لهجة اهل اورهي، وبقت هذه اللهجة لانه تم كتابتها ووضعت لها القواعد وتطورت خطوط الكتابة المختلفة من الاسطرنجيلي الى الشرقي او كما يسميه البعض النسطوري والخط الغربي. فيما بقى الخط المندائي على حالته القديمة ولم يتطور لانه لم يستعمل كثيرا في الكتابة اليومية، كما حدث للخط الاسترنجيلي. تبقى اللغة المكتوبة اكثر قابلية للاستمرار والصفاء من اللغة المحكية، لان للغة المكتوبة حراسها من الكتبة وضوابطها من القواعد وفي لغتنا تم اضافة القداسة على اللغة، وقد تكون الصفة الاخيرة هي لعنة من لعنات ما اصابنا. ورغم كل ذلك نجد في اللغة الادبية او السورث عتيقتا الالاف من الكلمات اليونانية وخصوصا في مجالي العلوم واللاهوت، وقد نجد كلمات فارسية ايضا،وهما اللغتين الاكثر تاثيرا في شعبنا قبل ظهور العربية.
اما اللغة المحكية فتتطور بلا ضوابط، وكل شخص يتكلمها بحسب المؤثرات التي دخلت عليه، وفي لغتنا السورث المحكية نجد المؤثرات تتوزع جغرافيا، فالمناطق الواقعة في سهل نينوى، نر بوضوح التاثير العربي، حتى من خلال لحن الكلمة، اما في الوسط مثل منطقة صبنا وبروار وزيبار وسندي وكولاي فنجد التاثير الكوردي في لغتنا، وفي حكاري والمناطق المجاورة نجد تاثير الكلمات الكوردية و التركية. رغم ان مناطق حكاري كانت مستقلة وشبه حصينة من دخول الغرباء. وفي الشرق في منطقة اورميا نجد التاثير التركي والفارسي ويميل لحن الكلمة الى الفارسية من الاطالة الممنوحة  لنطق الكلمة، وهذا يعني ايضا ان السورث اثرت في المتكلمين بهذه اللغات ايضا. ما ذكرته حدث من خلال مئات السنين، ولم يحدث في ليلة وضحاها كما بينت اعلاه، وحدث خصوصا بعد ان كان تاثير الاقوام الاخرى علينا هو الغالب، لانهم صاروا اقوى منا في امور كثيرة. اذا تطورت السورث المحكية بلا ضوابط، واللغة اي لغة تتعدد فيها اللهجات وهو امر طبيعي في السورث المحكية، التي قد تكون لهجة من لهجات شعبنا كما كانت لهجة اورهي، وتطورت واستحوذت على مساحة واسعة، نتيجة لعوامل سهولة الاستعمال. او انها خليط من لهجات مختلفة تطورت بلا ضوابط لحين وضع قواعد لها في منتصف القرن التاسع عشر وتطوير هذه القواعد في خلال القرن العشرين.
من خلال ملاحظة الكلمات نجد انه لو اخرجنا الدخيل الغريب الذي اتى بتاثير من الجوار، فان ابناء شعبنا يتكلمون لغة واحدة. لا يمكن بتاتا نسب هذه اللغة الى الاقوام التي اتت مناطقنا، سؤاء كمهاجرين مثل الاراميين او اليهود، ولاسباب شرحناها سابقا، ونختصرها، ان المهاجر يتعلم لغة البلد القادم اليها وهو الامر الطبيعي، وخصوصا ان الهجرة وان كانت جماعية فهي تحدث بشكل موجات صغيرة تتوغل وتتوزع بين السكان الاصليين لكي تتمكن من ان تعيش، وخصوصا ان المنطقة لم تحتل من قبل الاراميين واليهود، فكلا الطرفين جاء اما مهاجرا او مجلوبا كاسير هذا طبعا ان اتفقنا ان الاراميين والاشوريين شعبين مختلفيين كليا. ولكن المنطقة احتلت من قبل الفرس والماديين واليونان، فلماذا لم ياخذ شعبنا لغتهم في الكلام اليومي، رغم ان المرحلة اليونانية لم تكن قصيرة او الفارسية الميدية وكانت لهم الغلبة والتمكن الحضاري ؟
هناك ملاحظات يمكن قولها عن ان اللهجات المختلفة اتخذت احيانا مرادفات خاصة بها لمعنى معين، فكلمة ܨܵܠܹܐ وܢܵܚܸܬ وܫܵܦܸܥ لها مدلول واحد هو النزول، اي هي مترادفات لمعنى واحد، الا اننا نرى بان ابناء شعبنا من سلامس واورميا والى صبنا يستعملون الكلمة الاولى وفي مناطق زاخو وما جاورها يستعملون الكلمة الثالثة، اما في مناطق سهل نينوى وعنكاوا فيستعملون كلمة الثانية، ولكنها قاموسيا تعود للغة واحدة. وهذا هو الحال مع كلمة ܚܵܐܸܪ ܘ ܓܲܫܸܩ ܘܚܵܙܹܐ واذا بحثنا في قاموسنا اللغوي سنجد من امثال هذه المرادفات التي اختصت بها لهجة من لهجات شعبنا عن الاخرى.
في مفارقات لغتنا المحكية، نجد كامثلة غريبة وغير مفهومة، ان تصريف فعل المضارع المستمر هو واحد في لهجة القوش وما جاورها واورميا وما جاورها مع اختلاف ان حرف الكاف الذي يسبق تصريف الفعل يكون في لهجة اورمي ممدا بحركة الزلامي الطويلة وفي لهجة القوش يكون بلا حركة مع تسكين الالف بحركة الفتحة، اما لهجة تياري ومنطقة بروار وصبنا فلا وجود لحرف كاف في التصريف بل هناك حرف الياء .
كمثال ܟܹܐ ܐܵܟ̣ܠܸܢ لهجة اورمي ܟܐܲܟ̣ܠܸܢ لهجة القوش ܝܐܵܟ̣ܠܸܢ المفارقة اننا هنا لا نخضع لتراتبية جغرافية معينة، في تغيير نطق الفعل، كما هو واضح خضوعنا لهذه التراتبية في لفظ حرف ܚ خاء او حاء، حيث ان مناطق طور عابدين تنطق كل ܚ حاء الا في ما ندر من الكلمات، ولو اتجهنا شرقا وجنوبا فاننا سنجد ان ܚ تقلب خاء مرة وحاء مرة اخرة وكامثلة ܚܡܪܐ ܚܒ̣ܠܐ ܚܬܐ ܐܚܘܢܐ ܚܡܐ ܚܡܝܪܐ ܚܘܫܒ̣ܐ ܚܠܡܐ ܚܙܝܐ ܡܫܝܚܐ ܡܫܚܐ  ܚܕܘܬܐ ܘܫܪ اما في كلمات اخرى واغلبها معنوي فتنقل الى حاء مثل ܚܘܒܐ ܫܘܒ̣ܚܐ ولو اتجهنا الى الشرق والشمال الشرقي فانه يندر استعمال ܚ كحرف حاء الا في اسم حنا المذكر ولكن في المؤنث يبقى خنا. كما اننا لا نخضع لتراتبية جغرافية مثلا في لفظ حرف التاو سينا حيث يلفظه كذلك المركايي من منطقة التياري او حكاري وابناء شعبنا في منطقة عقرة (عقرايي) وابناء شعبنا في منطقة سنندج (سينايي) حيث يلفظون كلمات مثل بيتا او كتيتا بيسا كسيسا الخ، كما نخضع لهذه التراتيبية في لفظ حرف التاء ثاء حيث يشيع التاء في منطقة سلامس واورمية وكاور وتركاو ويكاد حرف التاوي يلغى في لهجة باز وجيلو ولكنه يعود في بعض لهجات تياري ويتحول الى شين ومن ثم ليعود يصورة ثاو في لهجات تيارية ومنطقة بروار وصبنا والى سهل نينوى بشكل ثاو. (الثاء هو تحوير للحرف التاء في لغتنا السورث السوادية ويكون بوضع نقطة تحت حرف التاء) اما الشين والسين فهما حرفان اصيلان. في اللغة السبريتا يكاد يكون كل حرف تاء ثاء لان القاعدة تقول بتركيخ كل احرف ال بيت وكمل ودالت وكاب وتاو(ܒ، ܓ، ܕ، ܟ، ܬ݂،) ان وقعت بعد احرف البدول اي البا والدل والواو واللمت.
اللغة التي ورغم كل الماسي التي مر بها شعبنا ورغم تباعد مناطق سكناه، ورغم ان الفراغات بين هذه المناطق كانت مسكونة بشعوب اقوى، ويعتنقون دينا يمنح لمعتنقه ميزة التحكم والسيادة، فقد بقى ابناء شعبنا يتكلمون بها، وهذا يعبر عن اصالتها وعن اهميتها، واحدى مفارقات لغتنا ان من بدل دينه من المسيحية الى الاسلام فقد غير لغته ايضا، اما الى الكوردية او العربية.
من خلال استقراء الواقع وراي الكثير من اللغويين، اعتقد ان السورث، هي لغة شعبنا منذ تواجدنا على هذه الارض، مع اخذ التطورات بعين الاعتبار وخصوصا انها لم تكتب، واعتقد ان شعبنا قد عانى من ازدواجية اللغة الادبية واللغة المحكية منذ ذلك الزمن، فالشعب كان يتكلم لغته التي تختلف عن اللغة الموروثة عن الاكديين، او بالاصح كانت لغة اللشعب قد تطورت وتغيرت لانها لغة محكية ولم تكن مكتوبة، فيما اللغة الاكدية بقيت لانها كتبت بالخط المسماري، والظاهر ان تاثيرها كان قليلا على الناس لان القلة النادرة كانت تعرف القراءة والكتابة في ذلك الزمن. اقول هذا استنتاجا، وليس نتيجة لدراسة اكاديمية او رجوعا لمصادر معينة. فنحن حقا شعب خضع لاستنتاجات الاخرين، ممن فرض ان شعبنا غير لغته في القرن السابع قبل الميلاد باللغة الارامية، وهذا الاستنتاج اخذ بعده كحقيقة ثابتة، ولكنها غير مثبتة، بل هو ترديد لاقوال اللاحق عن السابق دون عناء البحث عن حقيقة الامر، لانه من المستحيل الايمان بان شعبا اميا وموزعا على مساحة واسعة مع اخذ صعوبة وسائل الاتصالات والمواصلات في ذلك الزمن بالاعتبارقد غير لغته خلال فترة قصيرة، كالتي تقال لنا اي خلال فترة محددة ودون اي مغريات مثل الوظيفة او الفرض او الجبر.
كما كنا نعتبر اللغة الادبية سبريتا لغة مقدسة مع منحها بعدا بانها لغة السيد المسيح، كان الامر نفسه هو مع اللغة الموروثة عن الاكدية، فهي كانت لغة الهيكل ولغة الادب ولغة الكتابة اللغة المقدسة. التي يعرفها القلة، والتي لا تفسد بلسان العامة من الناس، فهي محفوظة من مئات السنين، يعلمها الادب للابن ويرثها الكاهن ممن سبقه ويتعلمها الملوك وابناءهم لكي تزداد معارفهم.
لغة السورث المحكية هي لغة من الاكدية ولكن مع الاعتراف انها اخذت دورها في التغيير والتطور اللامحدود بفعل انها لم تكتب، دائما كان لشعبنا لغة اخرى للكتابة، هذه حفظت وبقت ثابتة، فيما اللغة المحكية تطورت بلا حدود. لا يوجد اليوم من يتكلم لغتنا الا ابناء شعبنا، ومن يتكلم الارامية في قرى قرب دمشق، هي نوع اخر لا صلة له بلغتنا السورث الا في كلمات محدودة. ان ماكان ابن نينوى وبابل يتكلمونه في الشارع لم يبقى كما كان ولكنه وصلنا بهذه الحالة، التي نتكلمها اليوم. ولندرك جميعا اننا نتكلم عن فترة زمنية نقارب الاربعة الاف سنة من التغيير المستمر.

217
هل كان يسوع المسيح اشوريا؟



تيري بطرس
bebedematy@web.de


المتتبع لما كتبته منذ زمن طويل يدرك الاهمية التي اوليتها للغة في تحديد الانتماء القومي  الرابط(1 كمثال)، ولكن ان يتعلم الاخرلغتنا وان نقول بعد ذلك انننا اخذناها منه، فهذا هو الامر الغريب والعجيب.
 يدرك الجميع ان اليوناني اليوم لن يفهم اي شئ لو تكلمنا معه باللغة التي كانت متداولة زمن ارسطو وافلاطون والاسكندر الكبير، ويدرك الجميع ان الطليان لو تكلمنا معهم باللغة اللاتينية لما فهموا شيئا لو لم يكونوا قد درسوها، ويدرك الجميع ليس هذا فقط بل ان الانكليزي قد يجد صعوبة كبيرة في فهم اللغة التي كانت متداولة ايام شكسبير، وطبعا انا لست بعالم لغة، ولا حامل شهادات عليا في اي اختصاص، ولكن هذه حقائق يجب ان نقر بها لانها هكذا ببساطة.
شخصيا لا اؤمن ولا اعتقد ان المنطق ممكن ان يقبل ان شعبا ترك لغته وغيرها بلغة اخرى، قد تترك خط الكتابة كما فعلت تركيا في زمن الاتاتورك، وحالة الجزائر وبعض الجزر المنعزلة والتي اتخذت لغة المستعمر كلغة لها، هي حالات استثنائئية تثبت القاعدة ليس الا، بل يمكن القول ان اللغة المحكية في الجزائر بقت هي هي خليطا من العربية والامازيغية ودخلت عليها المصطلحات الفرنسية الحديثة، وعند التحدث في الامور الثقافة والسياسية والمسائل العلمية يتحول الحديث في الغالب الى الفرنسية. ولكن يجب ان لا ننسى انها لغة المستعمر التي فرضت بقانون وعلمت بقانون، وكان المستعمر يمتلك القدرة للوصول الى اغلب مناطق التي استعمرها، وكان يدرك مفهوم الدولة والحدود لانه اساسا من واضعيها وكان شرطا للتوظيف والارتقاء تعلم اللغة الفرنسية.
في حالة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، كان تواجد هذا الشعب في منطقة بيت نهرين وهي تمتد من بحيرة اورميا شرقا الى مناطق الفرات في الغرب ومن منابع الفرات ودجلة وبحيرة وان شمالا الى اغلب العراق الحالي جنوبا. هذا الشعب كان يمتلك لغة واحدة وسميت باللغة الاكدية ،و سادت بعد زوال الممالك السومرية. وهي نفس اللغة التي تكلمها الاشوريين والبابلين مع فارق اللهجة التي تفرضها الظروف الجغرافية والجوار والابتكارات الحديثة، طبعا لم يزل السومرين بلحظة وضاعوا، بل اندمجو في الشعب الواحد وتركوا اثرهم بالتاكيد في اللغة والعادات والتقاليد الشعب النهريني . هذا الشعب النهريني او  الاشوري الكلداني السرياني لم يكن يعيش في مدن فقط يمكن السيطرة عليها، بل كان يعيش في قرى متباعدة وكان هذا الشعب يمارس حياته اليومية من خلال مزاولة الزراعة والتي كانت هي مهنة الغالبية، وكان الشعب بالتاكيد في غالبيته اميا، ينقل تجارب السلف الى الخلف. ولم يكن يعلم بما يجري في المدن واعمال الملوك، الا حين جباية الضرائب او المطالبة بالمشاركة في الحملات العسكرية. هذا ليس عيبا بل حالة كانت اغلب الشعوب والامم تعيشها.  بل عاشتها الغالبية من الامم حتى العصر الاخيرة، كمثال حالة الامبراطورية العثمانية، التي اتت بعد اكثر من الفين من السنين من سقوط الامبراطورية الاشورية او البابلية الثانية (الكلدانية). اذا السؤال هو كيف تاتي لمثل هذا الشعب الممتد من اورميا ومرورا بالجبال المنيعة الى مناطق طورعابدين، وجنوبا الى مناطق جنوب العراق، ان يغير لغته، خلال فترة قصيرة وهو لم يكن خاضعا لفعل قسري، كما في الحالة الجزائرية مثلا؟ الجواب ان اللغة اصلا في الامبراطورية الاشورية وهي اللغة الاكدية، اما انها كانت قريبة جدا من لغة القبائل الارامية لان الاثنين من منبع واحد، ولم يحدث فيها تغييرات كبيرة بل اظافات تطلبتها البيئة والابتكار الحديث، او الاشوريين والبابليون استلهموا الخط ذو الاحرف الاثنين والعشرون وبقوا على لغتهم. ولكن لغتهم تلك قبل اكثر من الفين من السنين ومع الحروب والدمار الذي لحق بالمنطقة مرارا وتكرارا ومع تعدد المحتلين والدخلاء، كما ان اتخاذ لهجة اورهي كلغة رسمية للكنيسة والنشر وممارسة الطقوس الدينية بها اثر في اللغة المحكية . لم  تبقي لغتنا كما كانت فهي ككائن حي تطورت كما تطورت بقية اللغات وتفاعلت مع الجوار، علما ان اغلب اللغات الاخرى كان لها فعل استمرار من خلال بقاء مراكزها السياسية ثابتة وغير مدمرة. كروما مثلا التي استوعبت كل ما انتجته روما واثينا واسبرطة. نعم ان اللغة التي نتكلم بها هي لغتنا، وهي ليست لغة اليهود الذين تم جلبهم كاسرى وكعبيد الى مناطقنا. فالحر لا ياخذ لغة العبيد بل العكس يحدث على الدوام. ومن هنا يمكن القول ان الاشوريين اللذين تم نقلهم الى منطقة الجليل في فلسطين، وكونهم اسيادا من قبل المحتل، فالمفروض انهم فرضوا لغتهم على الاخرين؟ ليس هذا فقط بل ان  بعض المؤرخين يقولون بنقل جل او كل اهل الجليل وبهذا فانه يبدو منطقيا ان نستنج ان الاشوريين الذين تم جلبهم الى هذه المنطقة لم يكونوا مضطرين لتبديل لغتهم لانهم يعيشون في مناطق خاصة بهم. ولو علمنا ان الشعوب حينها ما كانت بحاجة كبيرة الى تبادل السلع، لان كل قرية كانت على الاغلب مكتفية ذاتيا في كل شئء والا فكل منطقة كانت حتما مكتفية ذاتيا، لادركنا امور حقيقة انها مثير، وهي ان اهل الجليل في فلسطين كانوا اشوريين حين ولد السيد المسيح، وبالتالي فان نسبه الوارد في انجيل متي قد لا يكون حقيقيا بل رمزيا، وان يوسف ومريم الاب والام المفترضان ليسوع المسيح هم من اصل اشوري. وبالتالي ان يسوع المسيح سيكون اشوريا.
يؤمن البعض ان الاشوريين قاموا بنقل ما لا يقل عن اربعمائة الف يهودي الى دولتهم، ولنكن منصفين ونقول انهم نقلوا على دفعتين او ثلاثة، فهل معنى ذلك ان الجيش الاشوري كان يمتلك تلك القوة والقدرة على نقل مائتنا الف شخص بين رجل وامراة وطفل لمسافة تتجاوز اكثر من الف كيلومتر، وسيرا على الاقدام، لان الجيش بالكاد كان يمتلك احصنة وعربات لمنتسبيه، لا بل ان غالبية الجنود كانت تسير مشيا. فما هي القوة التي امتلكها هؤلاء ليتمكنوا من نقل كل هذا العدد ولهذه المسافة، وفي زمن كانت الاوبئة تفتك بالناس وخصوصا في التجمعات الكبرى، علما ان انتقالهم من الجليل في فلسطين الى الاراضي الاشورية في الجبال كان يستغرق اسابيع عدة ان لم نقل اشهرا. والامر الاخر لماذا سبا الاشوريين والكلدان بعدهم اليهود فقط؟، انه سؤال منطقي من المفترض الاجابة عليه، وخصوصا ان الاشوريين والكلدان احتلوا بلدان اخرى، مثل مصر ومناطق الساحل الشرقي للبحر الابيض المتوسط ومناطق في ارمينيا وقلب الاناضول ومادي وغيرها، فلماذا كان الاصرار على نقل اليهود الى مناطقهم دون الشعوب الاخرى؟، الا نرى في القصة امرا غريبا وتضخيما كبيرا او محاولة رمزية لتفسير التشتت اليهودي. والسؤال الذي لايسأله احد كيف زال الشعب الذي جلب هؤلاء الاسرى، وبالتاكيد كانت له قدرة البقاء اكبر ممن اسرهم لانه كان صاحب الارض وصاحب الثروات. وبقت الاسر المجلوبة كاسرى اليس كل ذلك افتراض مثير للغرابة؟ من هذه الاسباب واسباب اخرى ارى ان نظرية غرانت والتي تبناها سوسة غير صالحة وغير منطقية. اي اخضاع الاحداث للمناقشة المنطقية والعقلية، وليس لانني مختص في التاريخ وهذا امر لم ادعيه ابدا.  والان لناتي ببعض الامثلة مما كتبه الدكتور احمد سوسة، ونناقش ذلك ايضا من خلال المنطق والعقل، ولنرى الى ماذا سيقودنا نقاشنا.
 يقول الدكتور سوسة في مقدمة الكتاب مايلي (( ان التاريخ القديم ليهود العراق يكون صفحة مظلمة من تاريخ الحضارة البشرية جمعاء افلح اليهود من طمسها لاكثر من الفين وخمسمائة عام، اذا دونوا في الاسر في بابل تاريخا زائفا لاصل اليهود ونسبهم وعلاقتهم بالاقوام الاخرى وبالعالم القديم وفق اهوائهم ورغباتهم الدنيوية ونزعاتهم الدينية، وقد قبل العالم كله هذا الزيف وظل الباحثون والكتاب يرددونه وكانه حقائق تاريخية، حتى ظهرت الاكتشافات الاثارية الحديثة فكشفت لنا زيف الادعاءات اليهودية، كحقهم في ارض العرب وما الى ذلك من الادعاءات الوهمية.)) اولا لماذا تاريخ اليهود في العراق يكون صفحة مظلمة في تاريخ الحضارة البشرية، هذا الامر لم يقله لنا الدكتور سوسة، بل قرره واصدر حكمه على هذا التاريخ دون اي نقاش، ثانيا من قال ان الارض التي يقول اليهود بانها ارضهم التاريخية هي ارض عربية؟  ولماذا علينا ان نصدق كل ما قاله المؤرخين العرب من ذوي النزعات القومية العربية؟ وما هي الادعاءات الوهمية الاخرى؟ اليس من الطبيعي ان يتاثر اليهود المجلوبين اسرى بتاريخ وملاحم واساطير البابلين وهم اي البابلين اكثر تقدما ورسوخا في الحضارة والمدنية من اليهود الذين اتوا بابل، وهل التاثر ونقل التاثير وهو يحدث غالبا بشكل غير مباشر وقد لا يشعر الانسان به، بل يعتقد ان ما ينقله هو ايمانه الخاص، يعتبر خدعة ام انه مشاركة وجدانية وطبيعية؟ واذا كان التوراة قد دون في بابل اليس من المعقول ان نقول ان ما ورد عن تهجير الاشوريين لليهود كتب ايضا في بابل حسب الدكتور سوسة، وانه كتب فقط لتفسير وجود اليهود في منطقة اشور وحدياب. ويقول في المقدمة ايضا (( ولم يكتف الصهاينة بالادعاء ان فلسطين وطنهم منحها لهم ربهم يهوه والادعاء بان العراق موطنهم الثاني، بل راحوا يدعون ان شبه جزيرة العرب وطن اليهود ايضا ومنها ذهبوا الى فلسطين ففتحوها (كذا). وهذا الفتح كان سببا في نشر الثقافة والحضارة في فلسطين (كذا).)) من الواضح ان الدكتورسوسة يحاول بكل السبل ان يسخف الدعوات اليهودية في الارض الموعودة، والكتاب اساسا وضع لهذه الغاية ووضعه كلمة (كذا) وهي حرف استهجان، اذا اليس من المعقول ان نستنتج ايضا ان الدكتور سوسة يحاول بكل الطرق ان يجعل منا نحن على اننا كنا يهود ومن اتى الى فلسطين لا علاقة لهم بها؟  انظروا الصقحة 15 من الكتاب يقول فيها (( ان اقدم وجود لليهود في العراق يرجع الى عهد الامبراطورية الاشورية العراقية الاخيرة  الذي دام ثلاثة قرون من عام 911 _ 612 ق م وذلك حين حرر الاشوريون فلسطين من اليهود في عدة حملات قاموا بها على فلسطين ونقلوهم اسرى الى شمال العراق في اماكن جبلية نائية واحلوا محلهم اقوام من مختلف مناطق الامبراطورية الاشورية)) انظروا الى مصطلح حرر الاشوريون فلسطين، ماهوالعقل السياسي والتاريخي  الذي يسمح لنفسه بمنح الاحتلال الاشوري لفسلطين صفة التحرير، غير العقل العروبي الذي يبرر لنفسه كل شئ وينكر للاخر نفس ما يبرره لنفسه؟ وهل كانت فلسطين جزء من اشور لكي يحررها الاشوريون؟ انه العقل الذي يقول ان الاشوريون هم عرب وبالتالي فانهم كانوا يحررون ارضا عربية، وبهذا يمنح الدكتور سوسة للعروبة بعدا تاريخيا ليس لا تستحقه بل تغمط حق بقية الشعوب في تاريخها ووجودها. بل هو يقرر ان هذه الارض كانت عربية قبل قدوم العرب، وان اليهود المتواجدين في فلسطين قبل اكثر من ثلاثة الاف من السنين كانوا محتلين لها، وهذا هو المفهوم الاخر لكلمة تحريرها من قبل الاشوريين، فهل حقا ان ما كتبه السيد سوسة هو الحقيقة ام انه ايدولوجية تبريرية ونوع من النفاق للفكر العروبي الشمولي والتماهي من دعوات الاسلام في الارض الاسلامية. انظروا الى ما يقوله في الصفحة 19 (وتنسب التوراة التي دونها الاحبار اليهود في وقت لاحق الى موسى زورا ان الاله ((يهوه)) اله اليهود امره بان يحتل فلسطين الارض الموعودة بعد ابادة سكانها، شيوخا ونشاء واطفالا ليحل اليهود محلهم فيها)) دون سند من التوراة انه يمرر المعلومة وكانها حقيقة مطلقة، والامور الاخرى تنسيب كتابة التوراة الى الاحبار اليهود، وليىس الى كلمة الله. والمثير انه يفصل بين اله اليهود يهوه واله الاخرين او الله بالعربية، وهي امور لا يقرها حتى الاسلام الوسطي المتعايش مع الاخرين. والله كما نعلم وجه موسى الى فلسطين لينقذ شعبه من الفرعون، وكان فيها الكنعانيين وليس العرب. ومن الصفحة 27  لناخذ هذه الفقر(( وهذا ان دل على شئ فانما يدل على ان ما سمته التوراة بمملكة اسرائيل لم يكن اكثر من قبيلة لم ترتفع الى مستوى المملكة او الدولة، واستعمال هذا المصطلح للدلالة على القبيلة كان ولا يزال شائعا عند العرب منذ القديم كبيت داود مثلا عند اليهود)) فهو هنا ينكر ان يكون لليهود دولة باسم دولة اسرائيل ليزيل عن اسرائيل الحالية الصفة التاريخية، من ناحية اخرى يريد ان يقنعنا ان الاشوريين قد سبوا من القبائل اليهودية ما يربوا على اربعمائة الف نسمة ومن جهة ثالثة يظيف تسمية العرب على اليهود وعلى الاشوريين من خلال تاكيده ان استعمال مصطلح بيت متبوعا باسم ما هو استعمال عربي في حين انه استعمال عم المنطقة التي تكلم اصحابها بمختلف اللهجات السريانية. وفي الصفحة 28 يورد الدكتور سوسة عن سرجون الثاني ما يلي (( وفي السنة الاولى من حكمي حاصرت السامرة واستوليت عليها. ونقلت الاسرى من تلك المنطقة ما يبلغ عددهم 27,290 نسمة وقد عثر الخبير الاثاري بوتا سنة 1843 بين اطلال مدينة سمأل (زنجرلي) عاصمة الاراميين في شمال غربي سورية على مسلة سرجون الثاني نقش عليها باللغة الاشورية وبالخط المسماري تفاصيل الحملة الاشورية على اسرائيل التي انتهت بالقضاء عليها وحمل اليهود الى الاسر في اشور.)) من هذا المقطع نفهم ان المؤلف يعترف بانه كان وجود لاسرائيل التي حاول تفنيد وجودها في ما سبق الاشارة اليه، وان ما نقله سركون هو اسرى وليس سبا يهود بالجملة، والاسرى كانت تستعمل للمحاربين، وان عددهم حوالي 27,290 اسير لكن لا يقال كم وصل منهم الى ارض اشور، واين تم توزيعهم، وبالتاكيد ان الاسير كان اما يباع كعبيد او يجعل منه عاملا في الاراضي التابعة للملوك والمعابد. وهنا لا اشارة الى عملية تبادل للسكان، كما ان الشكوك كبيرة بعدد الاسرى وهذا لانه من الناحية المنطقية اذا كان هذا عد الاسرى فكم كان عدد الجيش الاصلي، ومن ناحية كم كان عدد السكان، ونحن نتحدث عن اكثر من الفين وسبعمائة سنة من الان.
اما في الصفحة 31 فينقل عن الملك سنحاريب الذي يصف انتصاراته على يهوذا مايلي ((اما حزقيال اليهودي فلم يرضخ لسلطتي فحاصرت 46 مدينة من مدنه الحصينة عدى القرى المجاورة التي لا يحصى عددها واستوليت عليها كلها باستخدام انواع الالات الحربية والمنجنيقات مما ساعدنا على  الاقتراب من الاسوار واختراقها. وقد اخذنا منهم (يضع المؤلف كلمة اليهود بين قوسين للتاكيد عليها) 200,150 نسمة رجالا ونساء، اطفالا وشيوخا، مع حيواناتهم من الخيول والبغال والحمير والجمال، كبير وصغير، لا تحصى، هذه كلها غنائم استولينا عليها. هو شخصه (حزقيال) جعلته حبيسا في اورشليم في قصره كالطير في القفص واحطته باكوام من التراب للتضييق على كل من يحاول الخروج من المدينة. سلمت مدنه التي استوليت عليها الى ((ميتيني)) ملك اشدود و((بادي)) ملك عقرون و((سيلبيل)) ملك غزة)) ((وفي عهد اسرحدون اسر الحيش البابليين منسي ملك يهوذا وارسلوه الى بابل مكبلا بالقيود راسغا بالسلاسل سنة 672 ق م وبعد مدة رفق به اسرحدون وارجعه الى اورشليم فبقى خاضعا له))  
هنا ايضا مفارقات قد لا تصمد امام المناقشة، فمثلا المعروف عن الملوك الاشوريين جلبهم للقادة والملوك الذين هزموهم الى بلدانهم لكي يبقوا في الاسر ولا يحاولوا التمرد مرة ثانية، ولكن هنا نرى الامر بشكل مغاير، فحزقيال يبقى في قصره وفي مدينته، ويؤتمن عليه من قبل جيرانه. وبالنسبة للعدد المفترض للاسرى وقد ناقشناه سابقا فاننا نراه كبيرا جدا حتى ضمن امكانيات اليوم كما ان عدد مدن يهوذا هو عدد مرتفع جدا وخصوصا انه يستثني القرى كما قراتم،طبعا يفهم ان هذه المدن تقع في منطقة يهوذا فقط اي جزء من الضفة الغربية، فهل يوجد في كل فلسطين بضمنها غزة حاليا 46 مدينة ليكون في حزء منها هذا العدد . وفي فقرة اخرى نرى جيش بابل في زمن اسرحدون ياسر منسي ملك يهودا ولكن اسرحدون يراف به ويطلق سراحه، الا ترون في كل هذا نوع من تركيب جمل لا علاقة لها بالحقيقة. فمن هو جيش بابل، ولماذا يكون تحت امرة اسرحدون ملك نينوى، اليس من المفترض ان يكون الجيش واحدا في ظل قيادة ملك واحد؟
في الصفحة 32 يذكر احمد سوسة الاماكن التي تم نقل اليهود المسبيين اليها لنقراء الفقرة (( اما الاماكن التي نقل الاشوريين اليهود المسبيين اليها وهي تقع ضمن حدود شمالي العراق وضمن تركيا وايران الحالية، وتعمد الاشوريون توزيعهم على هذه المناطق للحيلولة دون تجمعهم وتكتلهم في مكان واحد ومحاولة رجوعهم الى فلسطين كما اشرنا الى ذلك)). ولان الفقرة طويلة فاننا ننصح بالرجوع اليها في الصفحة  32 والصفحة 33 .حيث يذكر المؤلف مناطق نقل اليهود منسوبة الى التوراة وهي حلح وخابور نهر جزان وهارا ومدن مادي ويقول ان المناطق الثلاثة تقع في حوضي نهر الخابور والبليخ وهذ المناطق تقع كلها في مناطق  شمال شرق سورية وهي تبعد عن مناطق تواجد النساطرة في مناطق سهل نينوى وجبال حكارى. وهارا هي حران التركية. اما مدن مادي فهي تقع قرب همدان او نهاوند وهذه المناطق تبعد مئات الكيلومترات عن المناطق الطبيعية لتواجد ابناء شعبنا سواء في منطقة السهل او مناطق الجنوب وحتى عن منطقة اورمية. وبعد ذلك ينتقل وكان ماقاله حقائق مترابطة في نفس الصفحة يقول ((وقد كون اليهود المسبيون الى جبال شمالي العراق لهم قرى  بين السكان الاكراد في المنطقة، وبقوا منعزلين عن يهود فلسطين واليهود في البلاد الاخرى، فقلدوا الاكراد في نمط معيشتهم حيث صاروا يمارسون الاعمال الحقلية الزراعية وتربية المواشي تحت حماية رؤساء القبائل الكردية))
فمن سكنهم قرب نهرب الخابور في سوريا وليس خابور العراق علما ان الدكتور يقول ان هناك خابور اخر قرب بابل لم نقع على ذكر له، والمناطق المجاورة وحران التركية وهمدان الايرانية وهي مناطق متباعدة وبعيد ايضا عن مناطق سكن الاشوريين الى كون لهم اليهود قرى بين سكان الاكراد، طبعا هنا اما ان الدكتور يطفر عصورا عديدة، اي منذ القرن السابع قبل الميلاد الى القرن الثامن عشر او التاسع عشر الميلادي، دون توضيح لهذه الطفرة الزمانية، ودون توضيح لمصير السكان الاصليين الذين تحولوا بقدرة قادر الى اكراد. فاليهود في فلسطين لم يكونوا فلاحين، ولا حتى خلال كل الفترة الممتدة من سبيهم الى ظهور الاكراد في القرن السادس عشر والسابع عشر، حيث تعلم منهم اليهود الزراعة وطريقة الملبس. مرة اخرى لماذا بقى اليهود وزال السكان الاصليين، هذا السؤال الذي لم يجب عليه احد، ولماذ تحول اليهود الى المسيحية وبقى بعضهم على دينهم، وتجاور الطرفين في المسكن وتشاركوا في الملبس وطرق المعيشة. وللعلم فان الاشوريين في القرون الاخيرة انقسموا حالهم كحال بقية شعوب المنطقة، الى العشائر، التي لم تكن تمتهن الزراعة بل فقط الرعي، والفلاحين، العشار تمتلك القوة العسكرية والرعية هي التي تعمل في القرى وكانت غالبية القرى تقع في مناطق الاغوات الكورد، والقليل منها يقع في مناطق العشائر الاشورية. اما اليهود فقد كانت لهم قريتان معروفتان هي صندور قرب دهوك، وقرية بيت تنوري في برواري بالا كان يقال لها ايضا بي هوذاي او بيت اليهود، وقد توزع بقية اليهود في مناطق سكن الاكراد والاشوريين، وخصوصا في المدن، حيث مارسوا التجارة على الاغلب. وان طبيعة المنطقة وطبيعة ان الصناع هم من مصدر واحد فرضت تشابه القماش ونوع الملبس على الجميع.
وفي نفس الصفحة يقول الكاتب ((ومن المهم ذكره في هذا الصدد ان هذه الجماعات من اليهود المسبيين الى شمالي العراق، على الرغم من مرور حوالي 2800 سنة على دخولهم العراق، كانوا قبل هجرتهم الى فلسطين  يتكلمون بلغتهم الارامية عند سبيهم الى المناطوق الكردية وهي نفس اللهجة الارامية التي يتكلمها المسيح، وكانت تعرف بالترجوم ويقصد بها الفرع الغربي من اللغة الارامية التي كان يستعمل في منطقة فلسطين واليها ويقول الدكتور هنري فيلد في كتابه انثروبولوجية العراق ان شيوخ قرية صندور اليهودية الكردية في شمالي العراق يؤكدون ما تناقلوه عن اجدادهم من ان اصلهم من يهود فلسطين الذين نفاهم الاشوريين في زمن سنحاريب ملك الاشوريين وهم ساكنون في قريتهم ولم يتركوها الا في مناسبتين حين اجبرتهم بعض القبائل الكردية على مغاردتها بصورة وقتية)) الغريب انه يراد لنا ان نصدق بان اليهود قبل السبي وبعده باكثر من 2800 سنة ظلوا يتكلمون لغتهم التي جلبوها معهم من فلسطين، كما يراد منا ان نقتنع ان السيد المسيح تكلم لغة هؤلاء اليهود رغم مرور حوالي ثمنمائة سنة على انفصالهم عن ارضهم وكان اللغة بقت ثابته رغم ان متعلميها كانوا قلة نادرة في ذلك الزمان. علما ان لغتنا التي نتكلم بها والتي تكلم بها اجدادنا في زمن غرانت والتي نطلق عليها سورث او ( سورث سواديتا) هي نفس اللغة لانه في زمن غرانت بداء تدوينها والكتابة بها ومن ثم تم وضع القواعد اللغوية لها. وبالتالي لا تغيرات تذكر فيها غير تغيير بعض الكلمات الدخيلة. ولغتنا لها ارتباط  بالسريانية الشرقية التي هي جزء من الارامية الشرقية وليس الغربية. وللغتنا ارتباط بارث بيت نهرين الثقافي واللغوي، فتصاريفها وبناءها القواعدي يختلف عن اللغة السريانية الشرقية المستعملة في الكنيسة اي التي نطلق عليها اللغة الادبية ( سورث سبريتا). وللعلم ان اليهود في العراق  تكلموا بها ايضا ولم يتكلموا الارامية الغربية او الفلسطينية كما يدعي المؤلف، لا بل لا يزال البعض يتكلمها في اسرائيل وخصوصا من كبار السن. (( وفي الصفحة 56 يقول الكاتب والدليل على ان اكثرية اليهود الذين سباهم الاشوريون الى منطقة شمالي العراق والى جبال تركيا وايران اصبحوا بحكم المفقودين نتيجة تنصرهم، ان اليهود الذين تمركزوا في بابل من سبي الكلدانيين فيما بعد لم يشيروا في كتاباتهم الى وجودهم في جبال كردستان، وسبب ذلك انهم كانوا يعتقدون انهم اندمجوا بمحيطهم الوثني واخذوا بالوثنية ديانة اهل المنطقة التي حلوا بها وقد سبقت الاشارة الى ذلك))
لا حظ ان الكاتب يقول بنقل اليهود المسبيين الى شمالي العراق وجبال تركيا وايران، في حين انه كان قد قال سابقا بنقلهم  الى خابور الواقع في سوريا وحواليه بالاظافة الى تركيا وايران وانهم اصبحوا شبه مفقودين نتيجة تنصرهم. ولكن المفارقة الكبيرة التي يقع فيها اعترافه بان اليهود المسبيين الى بابل لم يتصلوا باقرانهم لاعتقادهم انهم اندمجوا في محيطهم الوثني، فاي من الرايين يجب ان نصدق، فاليهود الذين تحولوا الى الوثنية لم يعودوا  يهودا بالمعنى الديني، اما المعنى القومي فقد ضيعه لانه اندمج بالمحيط الوثني اندماجا وليس لانه اتخذ من الديانات الوثنية دينا له فقط وتعلق بلغته، علما ان المفهوم القومي لم يكن معروفا حينذاك ولم يؤخذ به كاساس لوحدة الناس. فاذا الوثني وان كان من اصول يهودية فحال اعتناقه المسيحية لن يقال له انه كان يهوديا وصبا الى المسيحية بل يقال صبا من الوثنية الى المسيحية.
ولتبرير قلة عدد اليهود المتبقين في العراق والذين سافروا بغالبيتهم الى فلسطين ب 13000 ثلاثة عشر الف، يعتقد ان سبب ذلك لانهم تحولوا الى المسيحية انظر ص 57 ، ولكن مرة اخرى لا يوجد من يسال ولكن اين السكان الاصليين، الذين جلبوا هؤلاء الاسرى؟ لا احد، الدكتور غرانت وخلفه الدكتور سوسة سائرين الهوينا لتثبيت نظريتهم دون ان يقولوا شيئا عن مصير السكان الاصليين لا بل على حسابهم!!
في صفحة 58 و59 يناقش احمد سوسة تحول المسيحيين الى مذهب المعروف بالنسطوري في المحافل المعادية لمذهب كنيسة المشرق، والذي يقول بطبيعتين في المسيح دون اندماج، بمعنى الطبيعة الالاهية والطبيعة الانسانية اللاهوت والناسوت. ويقول انهم عرفوا بالنساطرة،وهي تسمية لم تقل بها كنيسة المشرق ولم تعترف بها، رغم انهم لم يحرموا نسطورس، ولكي اكون اكثر صدقا بعض الكنائس التي اقيمت في بغداد والموصل كتبت على واجهاتها الكنيسة النسطورية ولكنها بقت محدودة ولم تكن رسمية لان التسمية الرسمية للكنيسة كان الكنيسة المقدسة الرسولية الشرقية، ويطرح انهم عرفوا بالتيارية، وهذا ايضا مخالف للحقيقة فاتباع الكنيسة التي كانت تضم غالبية مسيحي العرق الحالي وتركيا الحالية وكل مسيحي من ابناء شعبنا في ايران لم يكونوا يعرفون بهذه التسمية، فالتيارية هم عشيرتين كبيرتين من مجموع العشائر الاشورية، ولكن كان هناك اتباع لهذا المذهب تحولوا الى الكثلكة والارثوذكسية في القرنين الاخيرن واتباع بقوا على كنيستهم ولكنهم ليسوا تيارية. واحد المفارقات التي ياتينا بها الدكتور سوسة انه يقول ان الاثوريين او الاشوررين هي تحريف لكلمة السريان، ولكن غالبية كتاب شعبنا ولغويه يقولون بعكس ذلك، اي ان السريان هي تحريف من الاشورية ويمكن العودة الى القواميس اللغوية  لتوضيح ذلك. والدكتور سوسة يعود الى النغمة المحببة للمؤرخين العراقيين من امثال الحسيني والدرة، من ان اطلاق التسمية الاشورية او الاثورية كان مؤامرة لتحقيق غايات استعمارية انكليزية، هذه النغمة التي كذبتها الايام ونضال شعبنا في كل المجالات وكذبتها حقيقة المطالب المتواضعة لقيادات شعبنا، وفضحتها الممارسات اليومية للحكومات العراقية المتعاقبة، حيث لم ترحم تلك الحكوما الانسان العراقي الذي ادعت انها تدافع عنه وعن قيمه، فكيف بها مع المغاير من امثال الاشوريين والكورد والتركمان. ويدخل الدكتور سوسة في شرح الانقسامات اللاهوتية المسيحية ولا يجد كما يقول افضل من منيف الرزاز القيادي البعثي ليعتمد عليه في شرح هذه الانقسامات التي يشرحها منيف الرزاز معتمدا على ايديولوجيته العروبية ليس الا، انظر الصفحة 89.
في الصفحة 91 وفي شرحه لتطور الكنيسة الشرقية يقول ان برصوما (يكتبه بار صوما) والذي يمنحه لقثب زعيم النسطوريين توجه الى فارس ليحموه من الروم، والغريب ان الدكتور سوسة يقول ان الملك الفارسي فيروز جعل النسطورية دينا  لكل المسيحيين في بلاد فارس. فاخذ مؤيدوا نسطورس بقيادة برصوما يجبرون الاثوريين (هكذا ذكر اي ان الاثوريين كانوا موجودين في القرن الخامس الميلادي) بالحديد والنار، على تقبل تعاليم نسطورس. شخصيا كنت قد كتبت مقالة في مجلة المثقف الاثوري في عام 1977 تحت عنوان ((برصوما بين الحقيقة والافتراء)) لنفي هذه التهمة عن برصوما التي لم تثبت عليه حقا.
في الصفحة 107 يقول الدكتور سوسة ((وتعرف اليوم اللهجة الارامية الغربية ب (السورث) ما يزال بعض المسيحيين ((والصحيح وبعض المسلمين ايضا)) في القرى الواقعة شمال شرق دمشق يتكلمون بها وقد خالطتها اللغة العامية الدارجة فتاثرت الى حد بعيد في الفاظها باللغات التي سادت تلك المنطقة ولم تزل هذه الارامية مستعملة في اربع قرى واقعة في الشمال الشرقي من دمشق وهي معلولا ونجعة وجب عبدين وصيدنايا ومع ان هذه اللهجة وليدة الاحتكاك بين اللهجتين الغربية والشرقية فانها تعتبر من اللهجات الشرقية الا انها تعد بقية حية من الارامية. والى وقت قريب كان اليهود القاطنون في شمالي العراق يتكلمون بالارامية)) هنا يخلط الدكتور سوسة الحابل بالنابل فمرة يقول ان لغة القرى قرب دمش تعرف بالسورث وهي ليست كذلك فالسورث هي اللغة التي يتكلم بها ابناء شعبنا في العراق وتركيا وايران وشمال شرقي سورية وحتى لهجة طور عابدين يمكن ان تنظاف اليها لقربها من السورث ويقال لها سوريويو، الا ان لغة القرى القريبة من دمشق هي لغة ارامية قديمة وهي الاقرب للغة السيد المسيح، كما ان يهود العراق تكلمو السورث التي تعلموها من ابناء العراق الاصليين وليس لغة قرى دمشق.
في الصفحة 121 يقول الدكتور سوسة ((ترجع المرحلة الثانية لوجود اليهود في العراق في تاريخ العراق القديم الى ما قبل حوالي 2500 سنة (اوائل القرن السادس قبل الميلاد)، وذلك حين جاء بهم الكلدانيون اسرى الى بابل في حنوبي العراق)) ولا اعتراض لنا على هذاولكن وضعناه هنا للعلم، ولكن الدكتور سوسة في الصفحة 125 ينقل التالي ان (( نبوخذنصر شن حملة على يهوياقيم لانه تمرد عليه، ولكن يهوياقم توفي وخلفه ابنه يهوياكين الذي استسلم لنبوخذنصر، فسبى نبوخذنصر كل يهود اورشليم وكل الرؤساء وجميع جبابرة الباس عشرة الاف صبي وجميع الصناع والاقيان، لم يبقى احد الا مساكين الشعب الارض، كما سبى يوهوياكين وامه ونساءه ورجاله من اورشليم الى بابل.  اما السبسي الثاني فقد كان بسبب خيانة صدقيا الملك المعين من قبل نبوخذ نصر وعم يهوياكين، وفيها شن نبوخذ نصر حملة كبيرة ادت الى تدمير اورشليم وسلب كل مافيها وجلب حوالي 50.00- اسير وهؤلاء كما الذين سباهم الاشوريون كانوا يتلكمون اللهجة الارامية الخاصة بهم -الترجوم))
وفي الصفحة 126 يقول المؤلف مايلي ((والمهم ان نلاحظ ان الكلدانيين خلافا لما قام به الاشوريين من تشتيت الاسرى وابعادهم الى مناطق جبلية المنعزلة نائية، جاوا بسباياهم من الاسرى اليهود الى مركز الدولة (بابل) واسكنوهم في جوار مدنهم وقراهم مما مكنهم من التجمع في المنفى والاستمرار في ممارسة تقاليدهم وطقوسهم الدينية وتكوين مجتمعهم الخاص بهم. وقد اكتسبوا لغة الكلدان ثم اللغة العربية التي حلت محل اللغة الارامية التي كانوا يتكلمون بها.)) اما في الصفحة 129 فيقول الدكتور سوسة (( ويعتبر اليهود بابل وطنهم الثاني. الا ان شروط المواطنة الاساسية وهي الوطن الواحد والتاريخ الواحد والتراث المشترك غير متوفر فهم اسرى رهن العبودية لدى الكلدانيين))
في الوقت الذي نرى في السرد العام للكتاب ان الاشوريين قد شتتوا اسراهم وسباياهم الى مناطق متفرق ومتباعدة وهي ليست نفس مناطق تواجد من بقى من شعبنا، نرى ان الاسرى والسبايا يتمكنون من البقاء والاستمرار لا بل فرض لغتهم على السكان الاصليين حسب الدكتور احمد سوسة. ولكن اليهود المتجمعين في مناطق قريبة في بابل يتعلمون لغة الكلدان ومن ثم العربية ويصبحون بمرور الزمن مستعربين، رغم انهم متجمعين وحافظوا على معتقداتهم. انه منطق معوج ومتناقض، فالكلدان والاشوريين كانوا يتكلمون لغة واحدة وان تعددت اللهجات بين مدينة واخرى، وهم كانوا في واقع حضاري وثقافي واحد، فكيف لاحد الطرفين ان ينصهر في سباياه واسراه في حين انصهر الاسرى والسبايا في الطرف الثاني، على الاقل من الناحية اللغوية؟  
يقول الدكتور سوسة في الصفحة 139 (( اما عدد الذين عادوا برعاية زربابل، فقد جاء في سفري عزرا ونحميا ان عددهم كان 42360 نسمة وهذا عدا عبيدهم وامائهم الذين بلغوا 7337 نسمة وحيواناتهم من خيول وبغال وجمال وحمير. ولكن الراي الحديث لا يميل الى الاخذ بهذه الاعداد لاتسامها بالمبالغة. ويرجح المؤرخين ان الذين رجعوا انحصر في اولئك الذين لم يفلحوا كثيرا في الارض الجديدة والمتعصبون لاعادة بناء الهيكل )) اذا الاسرى والسبايا صار لهم ثروات واماء ولكن الدكتور يقلل من اعداد العائدين، ويحصر في من لم يندمج في الحياة الجديدة التي من المفترض ان تكون قد مر عليها سنوات طوال والمتعصبين، ولكن كيف لمن لمن يفلح ويندمج ان يمتلك اماء وبغال واحصنة؟ وان الدكتور يحاول تقليل عدد العائدين ويتهمهم بالكسل والتعصب، لكي يرضي نفسه ليس الا في ان لا حق ليهود في ارض فلسطين، ولكن في صفحة اخرى انظر صفحة 143 يقر الدكتور سوسة بعودة الاف اخرى من اليهود الى فلسطين بقيادة عزرا.  
في الصفحة 140 في وصف ثراء اليهود وتقدمهم في بابل يقول الدكتور سوسة ((وقد ذكر في صفائح العقود ، اي العقود التجارية، تاريخ اليوم والشهر والسنة التي فيها العقد. وبلغ هذا المعهد قمة عزه في الغنى والنفوذ في عهد الملك نبوخذنصر (605_562 ق. م.) ويبدو ان مؤسس هذا المعهد عاش في عهد الملك سنحاريب سنة 658 قبل الميلاد اي نحو قرن.)) ففي الوقت الذي يقول الدكتور سوسة ان وجود اليهود في بابل يرقى الى عهد السبي البابلي في زمن نبوخذ نصر، نرى هنا انه يقول ان مؤسس المعهد المالي الراقي قد كان في زمن الملك سنحاريب.
مع اقرارنا باهمية الاسماء في الدلالة على الهوية القومية، فاننا يجب ان ندرك ان الوعي بالانتماء القومي هو الذي يفرض الاسماء، فمن عاش محيطا دينيا وغلبت عليه الامية ولم يكن له من منبع للاسماء الا اسماء الاقران والاباء والاجداد او ما يكرم به كاهن القرية، لا يمكنه ان يستنبط الاسماء من واقعه ومن لغته لانه اساسا لا يعرفها، وان عرفها تكلما فان المحيط يفرض الاسماء لاسباب دينية وللذكرى وللشعور باعادة احياء شخص حبيب على القلب. من نا حيتي كتجربة في هذا المضمار، سميت ابني باسم كنو وهو اسم والدي ويعني يوخنا ولكنه معدل ومحور بحسب لغتنا ونطقنا لاغلب الاسماء، ابني الثاني سميته كشيرا، ويعني المجتهد وهو اسم معنى، ولكن اختي خابرتني من بغداد قبل عماده، انها شاهدت العم كوركيس في حلمها وتعتقد انه مار كوركيس وطلبت ان اسميه كوركيس وهكذا رضوخا سميته في العماد كوركيس، اما ابنتي فسميتها كنارا. المتتبع للتطور الوعي القومي في ابناء شعبنا، سيجد ان الاسماء كانت بغالبيتها وخصوصا اسماء الذكور من الكتاب المقدس بعهديه، ولكن التطور في الوعي القومي بداء يفرض اسماء قومية فعادت  اسماء سركون ونينوس واشور وشميران وغيرها، ولكن نافستها في ما قبل منتصف القرن العشرين الاسماء الاجنبية لاننا بدانا نختلط بهم، فشاهدنا اسماء جورج واليزابيت وهي الصيغة الاوربية لتسمية ايلشوا عندنا، واسماء الممثلون الاجانب، وبعد هجرتنا الى المدن نجد اسماء سمير وعادل وسميرة، عودة الوعي القومي واستقواءه في سبعينيات القرن الماضي اعادت الاسماء القومية وخصوصا اسماء الملوك الاشوريين، ولكن صاحبها تطور بترويج الاسماء المعتمدة على المعنى، مثل اتا، كنارا، دومارا، كشيرا، اترا، اترن الخ،. واذكر اننا كنا في شبابانا عندما كنا نعمل لجان الشبيبة الكنسية والتي كنا نسميها لجنة الشباب الاثوري مرفقا باسم الكنيسة، كنا نعمل جهدنا لتوعية الاباء والامهات باهمية التسمية ونقترح عليهم تسميات من تراثنا القومي او من اللغة. لو لاحظنا جيراننا الكورد، فاننا سنجد اغلب اسماءهم قبل خمسين سنة وما يزيد، من الاسماء الاسلامية ، ولكن لان نجد شورش، وافين، ودلبر. وهكذا بالنسبة للاسماء الفارسية والتركية فهل معنى ذلك ان الكورد والترك والفرس لم يكونا قوميات قبل استعمالالتسميات القومية ومن ثم صاروا قوميات بعد ذاك؟. اذا مسالة الاسماء مرتبطة بالوعي القومي، والمحيط المعاش والتجارب التي تحيط بالانسان. اما بالنسبة لاسماء البطاركة فانني اقر انني بنيت كلامي عن اسماء البابوات عل بعض الاسماء التي هي مشتقة من الكتبا المقدس مثل جون ويوهان وبول، والتي هي المرادفات لاسماء مثل بولص ويوحنا. ولكن بالنسبة لبطاركة كنيسة المشرق والتي لم تكن قومية بل عالمية، فقد كانت الاسماء بغالبيتها معتمدة على اسماء قديس واباء الكنيسة والاسماء الاولى كانت في الغالب من الكتاب المقدس بعهديه، والخلف كرر اسم سلفه في الغالب.
  اما عن اللغة ودورها فلا احد ينكرها، ولو لم نعي اهمية اللغة لما رفعنا منذ زمن طويل شعار لغتك وجودك يجب ان تحافظ عليها (ܠܫܢܘܟ̣ ܝܠܗ ܐܝܬܘܬܘܟ̣ ܘܠܐ ܕܢܛܪܬܠܗ)̤ وهو الوعي الذي جعلنا في شبابنا نفني الكثير من وقتنا في تدريس اللغة ونشرها بين اطفال ابناء شعبنا في بغداد والمهاجر وهو الوعي الذي جعلنا نكتب عدة مرات ونصرخ طالبين عدم اهمالها وخصوصا في الكنيسة الكلدانية والسريانية الكاثوليكية التي صارت اغلب قداديسها بالعربية، ويمكنكم العودة الى ما كتبناه في هذا الصدد.
يعيب على الدكتور ليون برخو انني لا افرق بين اليهودية كدين واليهودية كقومية، لا ادري كيف استنتج هذا؟ علما انني ذكرت في بداية مقالتي السابقة التالي ((في نهاية السبعينيات صدر كتاب ملامح من تاريخ يهود العراق للباحث العراقي احمد سوسة، وقد تم سحبه من الاسواق بعد صدوره لانه في بعض الفقرات منه يؤيد ولو ضمنيا ادعاء اليهود بالانتماء القومي)).   علما ان اليهودية بالاساس هي دين، والقومية مرتبطة باللغة العبرية والتراث العبري والتاريخ اليهودي، شئ مهم هنا ان اليهودية مندمجة تقريبا، فلا يهودي خارج اطار الامة والقومية الواحدة، فاساس القومية هنا الدين المشترك والشعور بالانتماء الى الشئء الموحد، فالامريكي اليهودي والروسي اليهودي والاسرائيلي اليهودي يشعرون بالانتماء ليس الى الدين اليهودي المشترك فقط، بل الى المصير المشترك، برغم ان اللغة الواحدة قد لا تربط بعضهم الى بعض.
والظاهر ان الدكتور ليون برخو قد اعتقد انني بذكري الحركة القومية الاشورية واتخاذ هذه التسمية كتسمية للعمل القومي المشترك المافوق العشائري والمذهبي، اختلطت عليه الامور، فاعتقد انني اناقش التسميات، لا انني كنت اناقش ما طرحة غرانت وسوسة، من محاولتهما اثبات ما لا يمكن اثباته. وهو ان اصل ابناء شعبنا من ابناء كنيسة المشرق بكل اجزاءها هو من سلالة الاسباط العشرة. والامر الاخر الذي اختلط على الدكتور ليون برخو، هو اعتقاده انني اعني الحركة الديمقراطية الاشورية، حينما ذكرت الحركة القومية تحت التسمية الاشورية، فشتان ما بين الامرين. الحركة الديمقراطية الاشورية هو فصيل سياسي حاله كحال حزب الديمقراطي الكلداني  و حزب بيت نهرين الديمقراطي والحزب الوطني الاشوري والمجلس القومي الكلداني والمنبر الديمقراطي الكلداني والاتحاد الاشوري العالمي والمنظمة الديمقراطية الاشورية وتجمع السريان المستقل وانا لست معنيا بالدفاع عن وجة نظر اي منها مطلقا، وكل من ذكرتهم يؤلفون روافد في الحركة القومية لشعبنا ونحن نسميها الحركة القومية الاشورية، والتي تبتداء منذ منتصف القرن التاسع عشر والى الان، وتظم بالاضافة الى الفصائل السياسية حركة ادبية وثقافية واجتماعية ظمت اسماء لامعة في هذه المجالات رسخت الوعي القومي والمطلب السياسي المرتبط بها.
لا ادري هل يمتلك الدكتور ليون برخو ادراكا حقيقا بالحركات القومية وبمراحل تطورها، لكي يطالبنا باثبات حضور التسمية في تراثنا اللغوي. اولا ان التسمية ترد كتسمية لمنطقة نينوى وكابرشية كنسية حاضرة في اغلب الاوقات، ثانيا ترد التسمية حين ذكر بعض الشخصيات من هذه المنطقة، ثالثا ترد التسمية في بعض الاشعار والميامر الكنسية. ولكن هذا ليس الاساس، الاساس هو دائما الشعور والوعي القومي، فعندما قلت انه لو تم اختيار التسمية الكلدانية او السريانية للحركة  القومية لما اختلف المضمون، اي لبقى جوهرالمطلب والاهتمام القومي واحدا، فانا كنت اقول ان التسمية ليس هو الامر الجوهري.
 قبل مائتي سنة ماكان احد يعتبر المانيا شئ ما، ولكن الحركة القومية التي ولدت ادباء ومثقفين وسياسين، ادخلت اسم المانيا وفرضته كاسم للامة التي تم توحيدها. والوعي القومي مرتبط اساسا بمراحل في تطور المجتمع. فمتى وصل هذا التطور مرحلة ما ستتغير المطالب بما يفرض تغيير الوسائل تحقيقها. وحركة شعبنا القومية تاثرت كمثيلتها الكوردية والعربية والتركية بالحركات القومية الاوربية والنجاحات التي حققتها. وهي حركة ترمي توحيد الصف والارتقاء بالانسان الى الشعور الواحد المشترك المبني على التراث واللغة والتاريخ المشترك. وعبور المرحلة العشائرية التي تنمي الانقسام وتضارب المصالح على الاساس العشائري.
الدكتور ليون برخو يريد منا ان نكون مثل الطليان واليونان وغيرهم في ذكرهم واهتمامهم ومعرفتهم بتراثهم ورموزهم القومية، دون ان يدرك ان خلف كل هؤلاء تقف دول تمتلك موارد مالية ضخمة والاهم تمتلك حق تشريع وفرض القوانين، الامور التي لا نمتلكها والتي تحاول الحركة القومية لشعبنا الحصول عليها، وهذا كان احد الاسباب المهمة لتايدي لمطلب الحكم الذاتي. وثالث الامور اهمية تمتلك هذه الدول استقرارا مؤساستيا مسترم في العطاء وتقديم الخدمات المعرفية لابناء الشعب، اما نحن فلم نملك حتى استقرارا اجتماعيا، بمعنى اننا كنا كل بضعة سنوات نحمل اغراضنا ونولي وجهنا هاربين من مذبحة او حرب او اضطهاد ما، فهل هناك مقارنة بيننا وبين الطليان واليونان.

واخيرا اود ا اقول للدكتور ليون برخو  شكرا لتقييمكم لما كتبته باعتباره يفتقد اسس المقال الصحيح من حيث البناء والمضمون ومنكم نستفيد استاذنا الموقر.
1
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,32504.msg105555.html#msg105555
مقال الدكتور ليون برخو
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,564889.0.html
مقالنا السابق
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,563946.0.html
كتاب الدكتور احمد سوسة
http://www.mediafire.com/?3mtj5lxrm2kmonl
بعض الاسماء الالمانية من الكتاب المقدس
Ada, Aaron, Abraham, Adam, Anna, Andreas, Balthaser, Bartholmoäus, Benjamin, Daniel, David,Debora, Delila, Elias, Elisabeth, Ester, Eva,  

218
 
بين سوسة واخيقر يوخنا وليون برخو

تيري بطرس
bebedematy@web.de


في نهاية السبعينيات صدر كتاب ملامح من تاريخ يهود العراق للباحث العراقي احمد سوسة، وقد تم سحبه من الاسواق بعد صدوره لانه في بعض الفقرات منه يؤيد ولو ضمنيا ادعاء اليهود بالانتماء القومي. واذكر انني كنت امتلك نسخة منه، الا ان تنقلي الدائم ضيع علي كتب كثيرة، لانني تركتها حيث جمعتها في بغداد. ولكن اتذكر انني قمت بالرد على كتاب احمد سوسة حينها وعلى صفحة النشرة الجدارية للنادي الثقافي الاثوري لاننا كنا نعتقد انه لن يسمح لنا  بنشرها على صفحات مجلة المثقف الاثوري، وكان الرد على حلقتين وجاء تحت عنوان ((نشر الغسيل للتاريخ البديل)).
نشر الاستاذ اخيقر يوخنا مقالة عن جزء من كتاب الدكتور احمد سوسة ستجدون على الرابط الاول وقام الاستاذ الدكتور ليون برخو بالرد والتنويه عليه ستجدونه على الرابط الثاني، واقوم بتوضيح وتفنيد بعض ما قاله الدكتور احمد سوسة والطبيب المبشر غرانت.
اولا اود التاكيد ان الدكتور احمد سوسة كان يحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة المدنية وليس بالابحاث التاريخية. وهو مهندس مشهود له بالكفاة ولكن الدخول الى البحث التاريخي يتطلب امور كثيرة واولها بالتاكيد ليس الانتقام من الماضي، وهذا ما اعتقده في الدكتور احمد سوسة فهو ينتقم من ماضيه اليهودي ليس الا من خلال اغلب كتبه التي تتعلق باليهود، وقد تكون هذه عقدة من يترك دينه ويعتنق دينا اخر، فهو يحاول بكل الطرق ان يثبت انه اعتنق دينه الجديد عن قناعة وايمان خالص ويحاول التماهي مع دينه بكل الطرق واحدها ابراز كرهه لمعتقده ولابناء معتقده القديم. وقد اعتمد الدكتور احمد سوسة  في كتابه على نظرية غرانت وهو مبشر وطبيب امريكي جاء ليبحث عن مصير الاسباط اليهود العشرة. اي انه مهمة غرانت كانت محددة بالبحث عن اسبط اليهود، وكان ان وجد ابناء شعبنا في الجبال العصية من منطقة حكاري. واعتقد ان عوامل الاشتراك اللغوي، وكون يهود المنطقة في غالبيتهم يتكلمون السورث وهي نفس لغة ابناء شعبنا، وافتخار ابناء شعبنا المتديين بانبياء التوراة قد الهمت غرانت الى استنتاج ان ابناء شعبنا هم من الاسباط اليهودية الضائعة.
نظرية سوسة والتي استمدها من غرانت وشان غرانت هو شان ويكرام فكليهما مبشر. وغرانت يضع اسبابا عدة لاعتقاده بان الاشوريين من اهل الجبال واهل السهول في منطقة الموصل هم من بقايا هذه الاسباط. ولكن قبل البحث عن الاسباب التي يستند اليها الدكتور غرانت، علينا ان نمر على ما يعتقده الدكتور احمد سوسة في كتابه المنوه عنه اعلاه والذي يمكن الاطلاع عليه بطبعته الجديدة والتي نشرتهخ ابنته السيدة عالية على الرابط الثالث ادناه.
لمن يقرا كتاب احمد سوسة سيجد انه مدفوعا باسلامه وعروبته، يحاول ان يجد مبررا ويمنح مصداقية لكل ما تقوله العرب ويؤمن به الاسلام او يضع تصورا ناصعا للاسلام، ومثال ذلك تهجير اهل الجزيرة من الذين فظلوا البقاء على دينهم المسيحي واليهودي. كما سنجد انه في الوقت الذي يعمل على محاولة جعل كل ما يؤمن به اليهود مثل ارض الميعاد وبيت المقدس والتاريخ اليهودي في ارض فلسطين او من خروج ابراهيم من اورد ورحلته عبر حران نحو فلسطين وتسخيفها وجعلها اكاذيب تاريخية، فانه يدافع بكل صلابة عن كل ما تؤمن به الايدولوجية العروبية والاسلاموية بما يبرر له ايمانه الجديد وتحوله عن ايمانه القديم. ولذا فاننا سنرى الاتهامات الدراجة عن الصهيونية ومشاريعها في ارض العرب. لا بل انه يعرب (يجعلها عربية)  كل الاقوام التي سكنت المنطقة قبل قدوم العرب بما يتوافق مع نظرية البعث الفاشي للتاريخ دزن الاهتمام لمشاعر ابناء المنطقة من غير العرب. فاذا ان المطلع على مضمون الكتاب وهو البحث عن تاريخ يهود العراق، وفيه فصول عن تاريخ المسيحية فيها معلومات صحيحة واخرى خاطئة، سيجد كما هائلا من التوجه الايديولوجي المناقض للبحث العلمي الصحيح.
امر اود التاكيد عليه انني من المؤمنين ان الحركة القومية الاشورية، منذ انطلاقتها مع منتصف القرن التاسع عشر، وبتزامن مع الحركات القومية للعرب والكورد والارمن والتركمان، لم تؤكد على العنصر في وجودها وتطورها، بل اكدت على الدوام ان الانتماء القومي هو شعور الانسان معتمدا على اللغة والتراث والعادات والتقاليد والتاريخ المشترك. وبهذا فاننا نقر ونؤمن انه حدث تداخل بين ابناء القوميات والاديان المتعايشة على هذه البقعة، ولعلنا لن نغالي ان قلنا بان ابناء شعبنا فقدوا العدد الكبير منهم نتيجة اضطرارهم لاعتناق اديان اخرى مما سهل اندامجهم القومي في الكورد والعرب والتركمان. ليس ذنب الحركة القومية الاشورية، ان المنطقة كانت تعيش حالة من فرض شرط الدين على اي تحرك سياسي فهذا كان نتيجة لواقع سياسي معاش اكبر منها. وهو ان الدول التي كانت تتحكم بمصير شعبنا كانت تضع الدين كاولية لها، وتقسم الناس حسب اديانهم وطوائفهم اي  الامبراطورية العثمانية والامبراطورية الفارسية، الاولى سنية والاخيرة شيعية. لقد دفعت شخصيا ثمنا غاليا لايماني ان الحركة القومية الاشورية لا تؤمن بنقاء العنصر والمحتد، بل تؤمن بالروابط الثقافية والحضارية الاخرى التي مر ذكرها كاساس للانتماء القومي. من خلال التهجمات التي لقيتها من بعض الجهلة وراكبي الموجة القومية الاشورية بالذات. واعتبار الارادة كاحد اسس الانتماء القومي لا يعني ابدا تقسيم الامة والقومية والشعب الواحد الى عدة اقسام بحجة الرغبة، فلا وجود لشئيين متماثلين في الحياة ولكن لهما تسميتان مختلفتان. ولعل من المفيد القول ان المصلحة العليا لكل ابناء شعبنا من مختلف التسميات هي الوحدة والاصرار عليها، لانه بهذه الوحدة سنتمكن من ان نضمن حقوق كل الاطراف، لا بل ان المستقبل سيثبت ان الوحدة ستنجب شعبا لا يمكنه ان يفصل بين مكوناته حسب التسميات الدارجة حاليا، لان الوحدة ستخلق الاندماج وكسر السدود والحدود المصطنعة. بين الاطراف المختلفة لشعبنا. ان المفاهيم الاجتماعية كالتي تتعلق بتطور المجتمعات والسياسية والقانون تقبل تاويلات كثيرة، وبالاخص ان كان دافع البعض مصالح انية ضيقة، ولكن ارادة الشعب الواحد هي التي ستفرض نفسها في الاخر. ويحضرني هنا سؤال وجهته مجلة العربي الكويتية في تحقيق اجرته عن كوردستان العراق في بداية السبعينيات من القرن الماضي الى الزعيم الكوردي مصطفى البارازاني فسالت المجلة السؤال التالي، يقال ان اصل الكورد من الشيطان، فرد الزعيم الكوردي بما معناه مهما كان هذا الاصل فالكورد موجودين. المهم ان نثبت اننا كشعب متواجدين ولنا مصالحنا ورؤيتنا التي يجب ان تؤخذ في الحسبان.
ان افتخار الحركة القومية الاشورية بالتاريخ والرموز التاريخية في المرحلة الاشورية وما قبلها في زمن الاكديين والبابليين ومن ثم المرحلة البابلية الجديدة، ليس تقديسا، بل هو افتخار بالجذور وبمنح النفس امتدادا عميقا في هذا التاريخ، كما يفتخر اليونان بتاريخهم وكما يفعل الطليان به.فنحن لا نقدس الثور المجح ولا اسد بابل ولكننا نرفعهما كرموز لشعبنا مثل بقية الرموز. ولا كن لا يمكن النكران على وجود من يحاول تشويه ذلك من خلال اضافة حالة من القدسية لا بل حتى تنسيب الاله الينا، ولكنها حالة شاذة ليست واقعية ان لم نقل انها حلا مخدرا لواقع باس نعيشه، هذا الحل يحاول جعل الناس تعيش واقعا غير واقعهم وبالتالي الهاءهم عن مهمة الدفاع عن هويتهم والحفاظ عليها وتطوريها، باعتبارهم ابناء الالهة ولن يصيبهم اي مكروه.
ان الحركة القومية الاشورية، كان يمكن ان تاخذ اي تسمية اخرى دون ان يتبدل مضمونها كالكلدانية او السريانية بمعنى السورايي، لان هذه التسميات لها مدلول واحد، وان كان الاخير اقرب الى السورث. ولكن من اختار وروج للتسمية الاشورية لم يكن ويكرام كما يشيع بعض المضادين ان لم نقل كارهي التسمية الاشورية، كانت مجموعة من ابناء امتنا نشرته وعممته في نضالها السياسي والادبي والثقافي، كما فعل جيراننا الاخرين وقدمت لاجل ترسيخ التسمية القومية المافوق المذهبية والعشائرية الكثير من التضحيات. واعتقد ان المهم في هذا هو مضمون الحركة القومية، الا ان العودة الى الصفر ومحاولة تاسيس جديد سيدمر حركتنا القومية ان لم نقل انه سيساهم في تبديد كل شئ وهو الامر الذي يبتغيه البعض ممن عاش وترعرع في وكر الايدولوجيات القومية للشعوب الاخرى. ولذا فان المحاولات السياسية الجارية حاليا، وهي الحفاظ على وحدة الشعب في الوثائق القانونية والعمل على ترسيخها في الواقع المعاش من خلال انجازات سياسية وثقافية موحدة، هي خطوات مناسبة لتحقيق حضورا قوميا موحدا لشعبنا، وان كان المطلوب اكثر وخصوصا من ناحية ترسيخ البقاء وتشجيع العودة. ولعل من الواجب التذكير ان حالتنا هذه مر بها العرب والكورد، حيث ان التسميتان الكوردية كتسمية قومية حديثة وكذلك العربية، هذان التسميتان لم تجدا القبول في البداية بل جابهت الرفض والاستهزاء ولكن بهمة ابناءها ترسخت ووحدت الشعوب وحققت نتائج لهذه الشعوب، فهل سيكون ابناء شعبنا بهذه الهمة ايضا؟
ولكن على ماذا يستند الدكتور كرانتاو بالاصح غرانت وهو بالمناسبة دكتور بمعنى الطبيب
1 اللغة المشتركة التي يتكلمها النساطرة ومن تكثلك منهم ايضا واليهود في المنطقة. بعد اكثر من خمسة وعشرون قرنا من التعايش في منطقة واحدة، هل كان يفترض ان يبقى اليهود على لغتهم التي جلبوها معهم من فلسطين؟ وهل كان على الاشوريين ان يبقوا على لغتهم التي كانوا يتكلمون بها ايام نينوى، انه امر عجيب ان نستنج مثل ذلك ونحن ندرك ان اليهود في اي منطقة عاشوا فيها تكلموا لغة تلك الشعوب، ومثالنا على ذلك ان الكثير من يهود مناطق سوران كانوا يتكلمون الكوردية ولا يزالون وهم في اسرائيل يتكلمونها ويتغنون بها، كما كان حال يهود بغداد والبصرة حيث انهم كانوا يتكلمون العربية حتى في بيوتهم وهم لا يزالون يحنون اليها. فهل معنى ذلك ان العرب والكورد قد يكونون من الاسباط العشرة ايضا؟ واذا كان الجواب لا فعلى اي اساس يجب ان نقول ان اهالي جبال حكاري مرورا الى سهل نينوى هم من اصل الاسباط العشرة؟ ان المنبع اللغوي المشترك بين الاشوريين واليهود (اللغة العبرية) والعرب هو معروف ويمكن معرفة اسسه وتفاصيله، ولكن هذا المنبع لا يسمح لكي نقول انهم من كانوا حتى في الازمنة القديمة يتكلمون لغة واحدة، وهو ما يوحي به غرانت، بل كانوا يتكلمون لغة اقرب الى بعضها البعض لانها كانت اقرب الى الاصل وهو الامر الذي ينطبق على العربية ايضا.
2 يقول غرانت ان انعزال النساطرة في المنطقة الجبلية، يدعم استنتاجه في انهم من الاسباط العشرة، لانه هذه كانت حالة اليهود والاسباط العشرة، وهو استنتاج خاطي لان كل مجموعة دينية في المنطقة انعزلت عن الاخرى وكانت تمتلك قراها الخاصة، الا في المدن التي اشترك فيها الجميع ولكن لكل طائفة كان هناك حي خاص بكل طائفة دينية. وكل طائفة دينية كانت تعتقد في الاخر انه كافر ونجس ولذا فان الاختلاط بين الاقوام والاديان كان شبه منعدم في تلك الفترة. هذا ناهيك عن ما كان يدركه ابناء شعبنا من انهم ان لم يتاكتفوا ويتقابوا ويتحصنوا فانهم سيكونون اهداف سهلة لهجمات الاخرين.
3 يستشهد غرانت بان اسماء البطاركة واسماء اغلب النساطرة (هو يعني النساطرة الذين كانوا حينها وكذلك الذين تحولا الى العقيدة الكاثوليكية في منطقة الموص وتركيا) هي اسماء يهودية. وهذا صحيح لان اغلب الاسماء اتت من الكتاب المقدس المنبع الوحيد لايمانهم، وهم كانوا يعتبرون الاسماء في التوارة والانجيل هي اسماء مقدسة، ولكن لو قارنا الاسماء الاوربية فاننا سنجد ان اغلبها مستمد من هذه الكتاب المقدس نفسه ولكن بتحريف تتطلبه اللغة، وكذلك اغلب اسماء الباباوات تتوافق مع اسماء المذكورة في الكتاب المقدس، فهل هذا يعني ان اصلهم يهودي وخصوصا انهم واليهود يتكلمون اللغة الواحدة، سواء في المانيا او بولونيا او روسيا وهلم جر. كما ان الاسماء التي يوردها كبطارقة لكنيسة المشرق تتوافق مع التقليد الحذيابي ولا تتوافق مع تقليبد ساليق وطيسفون.
4 يقول غرانت بالتشابه البيلوجي بين النساطرة واليهود، طبعا هذا التشابه موجود ايضا مع الكورد والعرب في المنطقة، لان السحنة والمظهر تاتي نتيجة البيئة نوع الماكل وغيرها من الامور التي تفرض البيئة ان تكون متشابهة. وخصوصا لو ادركنا ان جميع الاقوام كانت تلبس لبسا متشابها، لانه كان يخرج من منبع واحد وعلى الاغلب كان صناع النسيج اما من ابناء شعبنا كالكيرسنايي او من اليهود.
5 يقول اليهود انهم والنساطرة من اصل واحد، يجب ان لا ننسى ان المسيحيين عموما في المنطقة وخصوصا في منطقتنا كانوا يعتقدون بابوة ابراهيم لهم، وهي ابوة ايمانية وليس من النسل، وهنا يذكرني القس جولو الذي خطب مرة في كنيسة مريم العذراء التابعة لكنيسة المشرق في السبعينيات في خضم الشحن الايدولوجي ضد الحركة الصهيونية، خطب وقال ليسوا اليهود اسرائيليين بل نحن الاسرائليين، وتم طلبه الى الامن ومسألته عن ما قال، فذكر وقال لان اليهود لم يتبعوا حقا يعقوب اي اسرائيل بل نحن من تبعناه عندما امنا بيسوع المسيح. اما قول اليهود انهم والنساطرة من اصل واحد فهو قد يكون صحيحا لو علمنا ان الكثير من ابناء شعبنا في منطقة حذياب قد تهودوا، ولو علمنا ان الكثير من اهل حذياب قد فر الى الجبال الحصينة في منطقة حكار بعد قدوم هولاكو والامارات التركمانية المتصارعة.
6 اتصال الحواريين باخوتهم من يهود المنطقة، وهو الامر الطبيعي، فالحواريين الذين بشروا المنطقة بيسوع المسيح كانوا من اليهود، وكانوا يعتقدون ان اول من يستحق نعمة الرب يجب ان يكون اليهود ومن ثمة الاخرين، ناهيك عن عامل اللغة والمعرفة المسبقة بايمان الاخر وكتبه وهو الامر الذي فعله مار بولس ومار بطرس في تبشريهم فانهم كانوا يبتداون التبشير في اول الامر في الجاليات اليهودية في المدن التي مروا منها وكذلك في روما. ولذلك فكنيسة المشرق لا تنكر ان اول من امن واعتنق، لا بل وادار الكنيسة في المنطقة كانوا من اصول يهودية، اي من يهود المنطقة، سواء كانوا من من جلبهم الاشوريين او ممن اعتنقوا اليهودية بعد ذلك مثل امراء امارة حذياب. ولكن الشعب اعتنق بعد ذلك المسيحية وصار غالبيته من اتباعها وكان في كنيسة المشرق اقوام عديدة من ابناء شعبنا واليهود سابقا والعرب والكورد والفرس والتركمان والتتر والهنود والصينيون وغيرهم من شعوب اسيا.
7 مركز البطريرك هو كمركز الربيين من ان سلطته مستمدة من الرب، وكل بطريرك او راس كنيسة يعتاقد ان سلطته مستمدة من الرب، لانها تمنح له بمراسيم دينية وباتفاق في مجلس محدد. وعند قدوم غرانت كانت الظروف العشائرية في المنطقة قد فرضت على بطريرك كنيسة المشرق ان يكون زعيم العشائر لكي لا يكون هناك صراع فيما بينهم، وبالاخص ان السلطنة العثمانية كانت تعترف به زعيم الملة كبقية البطاركة. كما يجب ان لا ننسى ان الكهنوت في المسيحية لم يكن وراثيا ولا حتى في كنيسة المشرق الا بعد منتصف القرن السادس عشر.
8 يقول غرانت ان العادات الاجتماعية من الحرفة والثار والضيافة والزينة  والزواج هي واحدة كما كانت لدى اسباط العشرة، طبعا لا يمكن ان ننكر انه قد يكون هناك تاثر بما جلبه اليهود معهم عندما تم سبيهم ودخل في الحياة اليومية للاشوريين ، فهذه مسألة طبيعية ان تتاثر الشعوب بما يجاورها لغة وملبسا وماكلا وحتى زينة، فكيف بمن يعيش بين ظهرانيها. ولو ادركنا انه في تلك الازمنة كانت الحرف محدودة وبالتالي ان كل الشعوب مارست نفس الحرف الضورية لحياتها، مثل الزراعة (التي لم تمارسها العشائر الاشورية باعتبارها مهن وضيعة) والرعي والحياكة (عرف بامتهانها الكيرسنايي) والحدادة والبناء(التي امتحنها البزنايي). لا بل ان العشار الكوردية والعربية تتشابه مع العشار الاشورية في الكثير من القيم كما قلنا في رفضها امتهان الزراعة والاعتماد على الرعي والسلب والثار والانتقام.
الرابط الاول مقالة الاستاذ اخيقر يوخنا
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,563204.0.html
الرابط الثاني مقالة الدكتور ليون برخو
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,563667.0.html
نسخة من كتاب احمد سوسة ملامح من التاريخ القديم ليهود العراق
http://www.mediafire.com/?3mtj5lxrm2kmonl
امة الحضارات والجهاد للفريق عفيف البزري، فيه فصل عن ادعاء غرانت وسبي اليهود
http://www.uop.edu.jo/download/research/members/Chapter_7.pdf

219
المنبر الحر / انجيل تركيا
« في: 02:05 29/02/2012  »
انجيل تركيا



تيري بطرس
bebedematy@web.de

اعلنت الحكومة التركية عن العثور على نسخة قديمة من الانجيل و تعود الى ما قبل الف وخمسمائة سنة (لم يتم تحديد هل هو انجيل احد الرسل ام العهد الجديد كاملا) الا ان الصورة التي رايناها من خلال الافلام الفديووية ترجح انه انجيل من الاناجيل وليس كتاب العهد الجديد الكامل المؤلف من اربعة اناجيل ورسائل الرسل مع رؤياء يوحنا. وقد ذكرت الحكومة التركية انها استولت على هذا الكتاب من مجموعة من تجار المخدرات وصححت الخبر الى مجموعة من العصابات والتي كانت تحاول تهريبه وبيعه للخارج عام 2010، والانجيل مكتوب باللغة السريانية وبالخط الشرقي او النسطوري كما يردد البعض. وتقدر الحكومة التركية ثمنه بما لا يقل عن 2.4 مليون دولار.  وبعدها انتشرت شائعات تقول بان الانجيل هو الانجيل الاصل لانجيل برنابا المنحول والذي رفضه حتى المسملون، ومن هذه الشائعات من زعم ان الانجيل يحوي نبوءة عيسى بالنبي محمد.
تم التراجع عن بعض ما اشيع عن ما يتضمنه الانجيل، ولكن الخطوط العامة للخبر لا زالت كما هي، وشخصيا انني سعدت اول الامر بهذا الخبر، لانه يحمل لي انباء كثيرة سعيدة، ومنها ان الخط الذي كتب به هو الخط الشرقي بما يضمن اقدمية هذا الخط الذي نكتب به وبما يضمن ان هناك استمرارية لغوية وكتابية منذ القدم لما نتكلمه الان. كما ان وجود مثل هذا الانجيل لو كان حقيقة عمره المفترض لاعتبر اول انجيل بلغتنا واقدم، الا ان اول ما صدمني في هذا الانجيل هو انني قرات فيه وفي الصفحة التي يتم تصويب الكامرة عليها، ان هذا الانجيل قد كتب عام الف وخمسمائة بعد المسيح وليس عام خمسمائة كما يستشف مما صرحت به الحكومة التركية. لا بل ان بعض التقديرات تقول بانه عمره قد يرتقي الى الفين من السنين. وحتى في القول بان الانجيل قد كتب عام 1500 كما هو مكتوب على صفحته التي يتم تسليط الكامرة عليها. يمكن التشكيك به والقول  انه غير صحيح لان المسيحيين المشرقيين لم يستعملوا التاريخ الميلادي الا في الازمنة المتاخرة جدا، حيث كانوا يستعملون التاريخ اليوناني والذي يسبق التاريخ الميلادي ب 311 سنة والذي يبتداء بتاريخ وفاة اسكندر المقدوني.كما ان  الخط والصيغ القواعديه وبعض الكلمات المستعملة يمكن ان يسند هذا الراي اي انه قد كتب في العصور المتاخرة او قد يكون في ما بعد عام 1500 بعد الميلاد بكثير، ان لم يكن تزويرا حديثا ،لاستغلال بعض الناس وبيعه على اساس انه قديم. والامر الذي قد لا يدركه الكثيرين ان الكنيسة الشرقية التي تستعمل هذا الخط في كتابتها كانت في القرون الاولى تستعمل الانجيل الذي صاغه الفيسلوف ططيانوس والمعروف بالدياطسرون اي الاربعة في واحد، وهو مصاغ بحيث يظم كل الاحداث والاقوال في الاناجيل الاربعة في كتاب واحد. ولم تتخلى عن الدياطسرون الا في القرنين السابع والثامن الميلادي بشكل كامل، وبالتالي فالسؤال المشروع من اين لكنيسة المشرق مثل هذا الانجيل ولماذا لم يتم ذكره في التصنيفات المختلفة . ولكن هناك امور اخرى نكتشفها من هذه الصفحة وهي ان بعض الكلمات والتصاريف هي من اللغة السوادية اي المحكية او السائدة وليس من اللغة الطقسية للكنيسة. كما انه يشك كثيرا في ان الدير الاعلى والذي يقع في مدينة الموصل بقى مسكونا خلال هذه الفترة، اي عام 1500ميلادية. 
الظاهر ان الحكومة التركية قد تسارعت كثيرا في اعلانها، ولم تعرض المخطوط على من يقراء اللغة السريانية ولو بالحد المتوسط وليس الخبراء. ومن هنا نرى بان مثل هذه المسارعة كانت خلفها اعتبارات اخرى لا تتعلق بالعلم وبالحقيقة وبالتوثيق.
وكامثلة على اخطاء لغوية لايقع فيها الا المبتدئ كلمة (ܒܫܡܬبشمت) وترد هكذا في المحخطوط كما تلفظ في اللغة الدارجة ، في حين ان المبتدئ باللغة السريانية يدرك انه يجب ان تكتب (ܒܫܡܐ ܕ بشما د) الدال هي للاظافة او التعريف. كما ان صورة الصليب المستعملة ليست هي التي كان ابناء كنيسة المشرق يستعملونها. وكلمة (ܦܝܫ ܟܬܝܒ̣ܐ بيش كتيوا) وهي بصيغة دراجة محلية للمبني للمجهول   وليست كما نستعمل في الكتب الطقسية  (اتکتو،نكتو، نصخ). كما ان كلمة  ܐܗܐ اها (هذا) او حتى لو قرات ( ܐܢܝ̈اني) (هذه) هي من اللغة الدارجة. وفي السطر الاخر (ܥܠ ܐܝܕܬܗعل ايداتي) لكي (ياتي بالمد في نهاية جمع كلمة الايادي) اي  بحركة الزلامي الطويلة او الكسرة الطويلة استعمل الهاء ولم يستعمل نقطتي الجمع مع حركة الكسرة الطويلة وتنتهي بالالف كما هي العادة( ܥܠ ܐܝܕܬ̈ܐ. وهي (اي ايداتي) صيغة لغوية حديثة كما ان جمع كلمة ايداتي والتي تعني ايادي خاطئ للمبتدئين فكيف للرهبان يقومون بنسخ كتاب الانجيل وبخطوط ذهبية. واستعمال اسم رباني اي الرهبان هو ايضا استعمال شعبي وليس لغوي مثل ديرايي. وهناك ضعف في كتابة سنة كتابة او نسخ الانجيل حيث يكتب (شتة البا وخمشما دمارن) سنة الف وخمسمائة لسيدنا وهي اي سيدنا الاسم الشائع للسيد المسيح، حيث يظهر الضعف في عدم استعمال اداة الربط بين السنة والعدد وفي حال الرغبة في عدم استعمال مثل هذه الاداة وهي في الغالب حرف الدال، يمكن جزم كلمة سنة من شيته الى شيت.
قد لا يمكن الجزم بانه ليس هناك انجيل منحول، ولكن بالتاكيد ان مثل هذا الانجيل لا يستعمل في الكنائس المعروفة والرسولية بخاصة. ولكن اصرار البعض على ان الانجيل محرف ومحاولة في كل مرة اثباته او الادعاء به امر في غاية السذاجة ان لم نقل الغباء. لان الكنائس كانت قد انقسمت لاهوتيا قبل مجي محمد، وبالتالي ان اي طرف كان سيقوم بتزوير او تحوير الانجيل لتقبل النقد الشديد وهجوما مستمرا من الاطراف الاخرى. ان الانجيل الذي اعلنت عنه الحكومة التركية لا يمكنه ان يصمد باعتقدانا امام اي نقد عادي فكيف لو تم دراسته لغويا ومضمونا. وهذا النقد اسوقه وانا لم اطلع الا على صفحة واحدة منه فكيف الامر لو اطلعنا على كله. قد يكون الامر باعتقادي كما قلت هو عمل لاجل استغلال بعض من تجار ومقتني التحف والكتب القديمة به وبيعه بسعر مرتفع وهو الامر المرجح، اي ان الكتاب ليس عمره الف وخمسمائة عام وحتى خمسمائة عام.


220
السنة الاكدية البابلية الاشورية.........



تيري بطرس
bebedematy@web.de

لفت نظري خبر عن تحضير منظمات شعبنا في شيكاغو للاحتفال بالسنة البابلية الاشورية. ان الاحتفال بالمناسبات القومية، هو محاولة لجذب الانتباه للهم القومي ولزيادة وتقوية الروابط التي تربطنا البعض الى الاخر. وهو من ناحية اخرى تاكيد دائمي على وحدة الشعب الاساسية امام الاختلافات اليومية والتي تحدث نتيجة مصالح متعددة. فباحتفالنا براس السنة نوجه رسالة مشتركة الى كل ابناء شعبنا باننا واحد مهما اختلفت بنا دروب السياسية، والى الاخر لنقول له اننا هنا، وعلى الجميع الادراك باننا موجودين كما ان مصالحنا وحقوقنا يجب ان تصان.
ولكن لاننا شعب يغلب عليه التعنت والمجابهة لاسباب صغيرة وتافهة احيانا، فكثيرا ما استغلت مناسباتنا القومية، لزرع المزيد من الشقاق والتنافر. لا يخفى على احد ان حركة شعبنا القومية تحت التسمية الاشورية، كانت السباقة في تاكيد ونشر الاحتفال بمناسبات قومية، لتحقيق الوعي المشترك. قد تكون هذه الحركة قد اخطات في حساب بعض الامور، ولكن بالتاكيد انها كانت ترمي لهدف سامي وليس لزرع التشتت. وبالتالي، لا يمكن لومها لانها تسارعت، فهذا كان ايمانها حينذاك وما كانت تمتالك اله لرصد الزمن لتدرك ان الاختلافات ستكون حادة لاسباب لا منطقية، ولكن يمكن الاستفادة من الاخطاء حيثما وقعت بتصحيحها وتعديلها والبناء على المواقف الصحيحية التي اتخذتها.
عندما نحتفل بالسنة القومية لشعبنا، نذكر سنة محددة، وهذا التاريخ افتراضي، فاي تاريخ لم يسجل منذ حدوثة واستنادا الى تاريخ سابق موثق، فسيكون افتراضيا. وحتى السنة الميلادية التي نحتفل بها يكاد الجميع يجمع على انها افتراضية، وتختلف عن تاريخ مولد السيد المسيح بسنتين او اكثر. فما بالكم بسنة نحن نعتمد فيها على سنوات ميلادية، وتبعد عنا بالاف السنين. كل هذا لا يلغي اهمية السنة القومية وضرورتهات في خلق الوعي الجمعي بالوحدة من خلال احتفال بهيج يوجه رسالة للكل بحضور شعبنا الدائم في هذه المعمورة رغم كل ما لحق ويلحق به. ولكن علينا ان ندرك ان تحقيق المصالح وتحقيق الاهداف هو الاهم وهو الموجه لكل ما ننوي عمله.
ولاننا لا نستعمل تاريخنا القومي في الحدث اليومي، كمثال، لا نقول انني ولدت في 1/4/6702 كمثال او ان اقول ان لدي موعدا مهما في اليوم الفلاني مستعملا التاريخ القومي، لانه صار امرا عاديا اننا بتنا عالميا نستعمل التاريخ الميلادي كاستعمال مفهوم من قبل الجميع رغم افتراضيته. ان استعمالنا لهذا التاريخ هو فقط في يوم الاحتفال، وان عدم ذكره لا يؤثر على مدلول المناسبة ولا على بهجتها. وعليه اقترح الغاء استعمال ذكر تاريخا محددا للسنة القومية، ولن يعيب هذا الامر احدا، فنحن نحتفل بمناسبة احتفل بها اباءنا واجدادنا ولقدم هذا الاحتفال ومروره بعصور مظلمة فقد فقد مدلوله التقويمي وتحول الى رمز لعيد فقط.
ان ابتعادنا عن الامور التي قد لا نمتلك عنها اجابات حقيقية هو امر مهم لترسيخ مفهوم عقلاني للعمل القومي بعيدا عن المزايدات العاطفية. كل امة وكل شعب يمتلك قصصه وملاحمه القومية، والكثير من الاحداث في تلك القصص والملاحم هو من الخيال، ولكن هذه القصص وهذه الملاحم لا تكون سببا في خلق الانقسام والتشرذم، بل تكون سببا في شد اواصر التقارب والتلاحم بين ابناء الامة الواحدة. وخصوصا في الاوضاع التي تجابه فيها ظروف مصيرية حقا، تهدد وجودها وبقاءها كامة وشعب حي.
انه اقتراح اقدمه للجميع، اقتراح  لن يؤثر سلبا في رمزية المناسبة ولا في الاهداف التي نرمي الى تحقيقها، انه اقتراح لكي لا نقع في مطب التبرير والاتيان بامثلة وامور غير حقيقية لكي نحاول ان نفسر ما لا يمكن تفسيره. ان نحتفل بالسنة البابلية الاشورية، او باحتفال اكيتو، بدون ان نذكر السنة. فهذه السنة هي استنتاج قد يكون منطقيا، ولكن بالتاكيد ليس واقعيا وليس حقيقيا، هذا بالاظافة الى ما يخلقه من سؤ فهم لدى ابناء شعبنا. فلنحتفل براس سنتنا دون ان نحدد عددا محددا، فالاحتفال كان ساريا كل تاريخ شعبنا وباساليب مختلفة وبسيطة احيانا، كمثال ما كانت امهاتنا تفعله حينما كن يلصقن قبضة من الحشائش المنزوعة من الحقول بابواب البيوت تيمنا بالربيع وبنيسان. فهن كن يحتفلن براس السنة على طريقتهن ودون ان يذكرن او يعرفن السنة التي هن فيها.  

221
المنبر السياسي / هل نحن امة؟
« في: 19:39 18/09/2011  »
[/size][/font][/color][/b]

222
اصوات لا يهمها  انقراض شعبنا!




تيري بطرس
bebedematy@web.de

شخصيا كنت ولا ازال من انصار الحكم الذاتي لشعبنا مع الاخوة الازيدية والشبك لاسباب شرحتها مرارا ، وكذلك لتداخل مناطقنا والاشتراك في المعاناة ومن المظالم التاريخية. بالنسبة لشعبنا فله امتداد واسع في محافظة دهوك وبعض مناطق اربيل ايضا ولذا فانه بحاجة لحل هناك ايضا.  ولكن ان اكون مؤيدا لفكرة الحكم الذاتي، لا يعني ان اعارض فكرة المحافظة، وخصوصا انها تتضمن مطلب تفعيل المادة 35 من مسودة دستور اقليم كوردستان.
صار من المتفق بشأنه ان خطر الانقرا   ض محدق بشعبنا، نتيجة لما يتعرض له من التشتت المتعدد الاسباب. وعلينا جميعا ان نتجاوز الكثير من الصعاب والخلافات لكي نخلق الارضية المناسبة لحماية شعبنا من الخطر المحدق به. وعدم ادخاله في تجارب المغامرين ممن يريدون استلهام تجارب شعوب قد لا تتماثل مع ظروف شعبنا. والتجربه التاريخية لشعبنا، تؤكد وبلا اي شك انه تعرض على مدى تاريخه الطويل للقتل والسلب والنهب. وقراءة في تاريخ المنطقة سيرينا ان شعبنا كان على الدوام الضحية التي يجب ان تدفع خسائر الاخرين، فالحروب الرومانية الفارسية كنا نحن من ندفع ضريبتها، والحروب بين الامراء المختلفين والامراء او الولاة المتعددين والمتنافسين في المرحلة العباسية نحن كنا ندفع ثمنها، فالخاسر والرابح من هذه الحروب كان يكر بمدن وقرى ابناء شعبنا ينهبها ويدمرها ويتركها خرابا، لكي يعوض ما تعرض له من الخسائر. وما حدث ابان الفترة المغولية وصراع الامراء المغول دليل على ان شعبنا دفع الثمن لانه كان صاحب الارض وكان المنتج على هذه الارض وخصوصا في المنطقة السهلية، ولعل فشل ثورة مالك شليطا حينها دليل ان شعبنا عانى الكثير منهم لحد الاقدام على ثورة ضد المغول للتخلص من ظلمهم. وبعدها وخلال الصراع الفارسي العثماني لم نسلم من انتقام الطرفين وان لم نكن جزء من اسباب الحرب بينهما. والباقي معروف ومكرر ومعلن من المذابح المختلفة.
بعد سقوط بابل عام 539 فقدنا الحكم كشعب، وصرنا تحت امرة الاخرين، لم يكن حكم قوي حتى الامارات التي امتدت الى حوالي نهاية القرن الثالث الميلادي في اورهاي، كانت قواها تعتمد على الحليف الذي تحالفت معه، واما الامارات الجبلية وان حمت جزء من شعبنا فانها انهارت مع نهاية القرن التاسع عشر جراء الضربات المتتالية، من قبل الاغوات الاكراد مدفوعين بالرغبة في الاستيلاء على ثروات شعبنا باسم الجهاد وقتل الكفار.
كذب من قال ان شعبنا كان يعيش بامان واخوة مع المكونات الاخرى، فكل كتب التاريخ الموثق بها، تذكر المذابح المتتالية والضرائب الباهضة التي كانت تستوفي من ابناء شعبنا، لحد ان بعض المؤرخين يذكرون ان ابناء شعبنا كانوا يفدون كنائسهم واديرتهم والبقاء على دينهم بين فترة واخرى، وبين امير واخر باموال طائلة. وما اكثر الامراء الذين تقاسموا مناطق شعبنا، لحد ان تم انهاك شعبنا من كل النواحي حتى ارتضى في النهاية وخوفا على الحياة ان يعتنق الاسلام لكي ينقذ النفس. وكان لايزال شعبنا يعامل كعبيد يجب ان يخدم السيد خلال القرون الاخيرة. ومن كان منهم يرفض حياة العبودية وخدمة السيد العربي او الكوردي كان عليه ان يلجاء الى حماية المليكي في حكاري.
تمكن شعبنا ان يصنع قيادة عالمية امتد تاثيرها من اواسط الصين الى البحر المتوسط ومن اواسط اسيا الى الجنوب في الهند ومناطق عمان والجزيرة العربية، من خلال كنيسة المشرق التي يقال ان تعداد المنتمون اليها بلغ في فترة العباسية ما يقارب الثمانون مليونا، ولكن هذا الكم الهائل من السكان، والخبرات الزراعية والصناعية والثقافية التي امتلكوها، لانهم كانوا في غالبيتهم من العاملون في هذه المجالات، لم يتم تحويلها الى قوة سياسية، وهو امر مؤسف جدا. الا انه حقيقة يجب علينا التكيف معها وبسبب ذلك كان شعبنا يدفع الضرائب الباهضة من مكونه. ومن ناحية اخرى تم انهاك شعبنا من خلال ممارسة الرهبنة، ففي احدى القرى يقال انه كان يوجد حوالي تسعون طفلا، تمكن الرهبان من اقناع اكثر من ثلثهم لدخول سلك الرهبنة، ويقال ان جبل االحمرين كان يسمى جبل الالاف لكثرة الرهبان فيه، هذه القوة بالرغم من ان بعضها انتج منتوجا ثقافيا وزراعيا ، الا ان غالبيتهم كانت تعيش في الكهوف والمغاور منقطعين للعبادة وتعذيب الذات لكي يلتحقوا بالجنة. بهذه الحال كان شعبنا بين طرفين ينتزعان منه ما يمكنهم، الاعداء من خلال القتل والتشريد والسرقة والسلب ومن ثم اعتناق الاسلام للتخلص من كل ذلك، وبين حالة الغير المسؤلة في تجنيد اعداد ضخمة من الرهبان بشكل غير عقلاني ولا معقول. في مراحل معينة تمكنت الكنيسة من اتخاذ مواقف قديرة ومسؤولة لانقاذ شعبها ولعل حركة برصوما في القرن الخامس كانت احداها وتحريم حركة المصلين كانت الاخرى، ولكن في اغلب الاحيان كانت الكنيسة ورغم كل الثقل والرعية الكبيرة وسهولة اقتناء السلاح وسهولة امتلاك مناطق معزولة. تقف موقفا جبانا مؤداه انها تحضر لدولة السماء، وهكذا فقدنا الارض وما فيها ولا اعتقد اننا كسبنا السماء. فالسماء لا يكسبها المتخاذلون المتكاسلون والذين يبكون كالاطفال منتظرين حنو امتهم (العرب والكورد) لكي تحنو وتتعطف عليهم وتعاملهم كالاطفال اليتامى. وترمي الفتات الذي قد يزيد ولكن الشراهة لا تترك اي مزيد. ان من يبكون في انتظار العطف ويدعون ان العراق كله وطنهم، اود ان اسألهم كيف سيكون وطنهم وهو سيفرغ منهم، واذا كانت الاحصائيات تقول بان نصف شعبهم قد غادر خلا السنوات السبع الاخيرة، فعلى اي وطن يتباكون. هل يريدوننا ان نصدق حقا انهم وطنينون لحد التضحية بشعبهم، من اجل ان لا يزعل السيد العربي، الذي تعلم ان يلتهم كل شئ في الوطن، دون ان يترك للاخرين اي شئ؟ ا م اساسا انهم لا يعرفون لشعبهم كيانا له حقوق كبقية بنى البشر؟
مخجل امر هؤلاء الذين يزايدون بالوطنية ويتهمون المطالبون بحقوقهم بالانفصال والتقسيم، ولا يسألون  انفسهم، ان كان تقسيم العراق الى الوية ومن ثم المحافظات ومن ثم تقسيم محافظات الى اكثر من محافظة او اقضية ونواحي تقسيما للعراق؟ ام انهم مستعدون للسكوت عن كل ما يفعله السيد العربي ويؤمر به، ولكنهم يعتبرون مطالب مشروعة، لشعبهم ولشعوب متعايشة ومضطهدة ومهمشة مثله، بالمشاركة في الثروة الوطنية والسياسة الوطنية، انفصالا. عجيب تبرير السيد العربي ان مشاركة (المسيحيين) في السياسة وتعاطفهم مع هذا او ذاك يعرضهم للتهميش وللمظالم، هذا السيد العربي هل نسى ان هؤلاء (المسيحيين) مواطنيين في البلد ومن اولى واجباتهم المشاركة في العمل السياسي لكي يتقدم البلد ويتطور. ان الامم الاخرى تصرف الملايين لكي تدعو مواطنيها للمشاركة في الحياة السياسية. تباء لمسؤول في الزمن (الديمقراطي) يطالب مواطنيه بعدم المشاركة السياسية، ولا يقوم بعمل قوي لوقف كل من يريد ان يفرض عليهم خيارات محددة وخارج عن قناعاتهم. ماذا كان سيكون مصير مثل هذا المسؤول السياسي لو كان في ديمقراطية حقيقة ياترى؟ انهم لا يزالون يروننا عبيدا، نركع تحت اقدامهم ونطلب الرحمة، وليس مواطنين من حقهم الدخول في السياسة والمساومة والمطالبة. اننا مامورين وعلينا الطاعة، هكذا يريدنا السيد العربي.
في الوقت الذي كان يجب ان يكون احد اكثر الامور اشغالا للحكومة المركزية والحكومة الفدرالية في اقليم كوردستان وادارات المحافظات، العمل من اجل وضع الخطط السياسية والادراية والاقتصادية، لانقاذ مكونات اصيلة في الشعب العراق مثل ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والشبك والازيدية والمندائية والكاكائية، نرى هذه الحكومات ملتهية بصراعات سياسية تافه وتعتبر معاناتنا ومخاوفنا من الامور الثانوية، هل يريدوننا ان نلتحق بيهود العراق الذي خلى منهم، علما انهم كانوا احد مكونات العراق ومنذ اكثر من الفان وسبعمائة سنة؟  
المحافظة المزمع انشاءها ستكون احدى محافظات العراق المتعددة، وستكون لها ميزانيتها الخاصة التي ستصرف لادارة شؤون ابناءها وبالتاكيد لن تذهب مخصصات منها لدعم اعمال ارهاب لا ضد الكورد ولا ضد السنة ولا ضد الشيعة، لانها ستخضع لمراقبة المكونات كلها، ولكن الاهم ان القوى الامنية واجهزتها ستكون من ابناء المحافظة، وبالتالي ستحمي كل مكوناتها. وكون هناك محافظة في سهل نينوى لن يجبر احد لترك عمله وبيته وقريته لكي يلتحق بهذه المحافظة. فالعراق كله وطننا كما هو وطن الكورد الحاصلين على الفدرالية ويعيش اكثر من مليون منهم في بغداد، وكما هو وطن البصراويون واهل ميسان واهل الانبار واهل الموصل. وحيث ان الكربلاء مثلا تقطنها غالبية تصل لحد 99% من الشيعة، والانبار لنسبة تصل 99% من السنة وغيرهما من المحافظات، لا يعتبر ذلك عنصرية وتقوقع فيما مطالب ثلاث مكونات مختلفة وستضم منطقتهم بعض العرب والتركمان والكورد المسلمين، يعتبر ذلك تقوقع عنصري، يخالف الدستور؟ عجبا لمن يتطوع للدفاع عن الاخرين وهم يسلبون حقوق شعبه، هذا اذا كان يعتبر نفسه جزء من شعبنا اصلا، فليس كل من حمل اسما  من اسماءنا المعروفة يعتبر جزء منا.ان هذه المحافظة ستكون اغنى المحافظات بالتنوع، ولكنها ستكون افضل المحافظات بعدم قدرة اي طرف الاستقواء على الاطراف الاخرى، وبالتالي ستعمل بشكل سليم في السياسية التي هي تبادل المصالح والمساومة لتحقيق العدالة للجميع.
مرة اخرى ان الثروة الوطنية لا تمنح الى الافراد بشكل مباشر، بل تمنح من خلال تسنم مواقع ووظائف وما فيها من رواتب ومن خلال الخدمات التي تقدمها الدولة من خلال مؤسساتها المختلفة. ان تشكيل محافظة خاصة باهل سهل نينوى يعني محافظا من ابناءها، ومديريات مختلفة بما فيها من الموظفين من ابناء المحافظة، وبالتاكيد ان ابناء المحافظة ادرى بمتطلباتهم التنموية من غيرهم. وهكذا يمكن ان نخلق حركة تنموية مراقبة جيدا لكي لا يكون هناك اسراف وتبذير من مختلف الاطرف المشاركين في ادراة المحافظة
.

223
الطائفية متاصلة في المنطقة



تيري بطرس
bebedematy@web.de

 المراقب للاوضاع السياسية العربية، سياخذه الذهول مما يراه ويسمعه من المفارقات العجيبة والغريبة.
لنسمع هذا الاسلامي وهو يصرخ امام ميكروفونات الفضائيات، اين حقوق الانسان؟، اين اميركا؟ اين اوربا؟ وقد يضيف اين الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي احيانا، انه انسان يتعرض للاضظهاد ومن حقه ان يستنجد، بمن يخلصه من المعاناة، ولكن في اول امتحان بسيط حول حقوق الانسان، فانه سيفشل فشلا ذريعا، فهو يؤمن بحق الاعتقاد والايمان عندما يعتنق احد من الناس الاسلام وليس العكس، بينما ان بعض من يستنجد بهم يؤمن بالمطلق بحق الناس في اعتناق ما يروه متوافقا مع ذاتهم. وهذا الانسان المضطهد، ليس مستعدا في اي لحظة ليسامح من اضطهده، او لكي يتعايش مع الافكار الاخرى والاديان المختلفة. انه يحرم البهائية، ويوصم الازيدية بعبدة الشيطان، ويكفر المندائية والمسيحية وينعت اليهود باولاد الخنازير حالما يشعر بانه قوي ويمكنه ان يفرض ما يعتقد. ان ما يمارسه هذا الاسلامي ليس فقط مفارقة مذهلة، بل مثار شك ان المنطقة يمكنها ان تتطور وان تستفيد من الزخم الحالي لتطوير منظومة الحريات الفردية والجماعية. والمفارقة الاكبر تاتي من اتباع الكثير من الاحزاب الغير الدينية، فهم يفكرون ويمارسون مثل الاسلامي. لا بل ان غالبية ابناء الشعوب العربية الثائرة والتي تطالب بالتدخل الاجنبي لانقاذها من دكتاتورية الحاكم، مستعدة للقبول بدكتاتورية الحاكم حينما يكون من طائفتها او قوميتها او دينها. وهذا يعني ان الثورات ستتكرر كل مدة من زمن. لان كل قومية او طائفة تريد الوصول الى الحكم لتمارس دكتاتوريتها الخاصة. في اعادة لمشهد الصراع الاموي العباسي وغيره من الصراعات في المنطقة منذ تاريخها الاسلامي.
ولا يمكن اقناعنا ان هذه العقلية هي نتاج المخططات الاستعمارية والصهيونية وغيرها من شماعات نعلق عليها مشاكلنا. بل هذا الامر يمكن ملاحظته وبوضوح كامل حينما نقراء تاريخ المنطقة، فكل التغييرات التي حدثت ومنذ امد بعيد، كانت للانتقام الطائفي.
لنقارن موقف العرب والمسلمين بشكل عام، من صدام حسين وموقفهم من القذافي، فبالرغم من الاثنين كانا مغتصبي للسلطة، وبالرغم من الاثنين عرفا بانهما شخصان مهوسان بالحكم والقوة والعمل من اجل تدمير العلاقات البينية العربية، والتمسك بنظام دكتاتوري شديد القسوة على مواطنيه.  وبالرغم من ان الزعيمين قد اقترفا جرائم كثيرة ولا تغتفر بحق شعبيهما، وبالرغم من ان صدام حسين احتل دولة مستقلة، وعمل على وضع المنطقة على فوهة النار، ومن نتائج اعماله تدمير ثروات كثيرة. وبالرغم من ان الزعيمين لم يتركا اي بارقة امل في التغيير من الداخل، وبالرغم ان التدخل في البلدين، قد حدث بقرار من الامم المتحدة، والقرارين احاطتهما شكوك متبادلة. الا ان موقف العرب وجامعتهم مع الحالتين كان مختلفا، فهم كانوا ضد ضرب صدام، ومع ضرب القذافي، وهم كانوا في الضد من تحرير الشعب العرقي وهم مع تحرير الشعب الليبي، وهم في غالب اعلامهم كانوا مع الصدام ولكنهم الان ضد القذافي. وفي الوقت الذي نتمنى النجاح للشعب الليبي ونهنئة بحريته، فان من حقنا ان نسأل لماذا؟
 والجواب اللماذا الكبيرة، هي نتيجة للفكر الطائفي والمذهبي المتسلط على مفاصل اغلب المؤسسات العربية، من كيان الدولة الى المؤسسات الاخرى المرتبطة بها او تكوناتها مع المؤسسات المتماثلة. نعم ان العرب لم تقف مع العراق، لان الاقلية العربية السنية، كانت ستفتقد موقعها، ويكون للشيعة والكورد موقعا اكبر او متماثلا، وهذا الامر كان يقض مضاجع الكثير من القادة العرب، وهم كانوا مستعدين للتعايش مع صدام، بكل ما اقترفه وخصوصا بعد ان قلم الغرب اظافره. ولكنهم لم يكونوا مستعدين لان يمنحوا الفرصة للشعب العراقي لكي يحيا بحرية. ولذا فانهم بادروا بدعم الارهاب والارهابيين لكي يزحفوا الى العراق من كل المنافذ، وعملوا كل ما بوسعهم لاشعال حرب اهلية فيه. وكان لغباء البعض دور في ذلك مع الاسف، رغم تجربة 1991 المريرة.
اذا الى متى لا يفيق العراقيين والعرب، ويبقون غافلين عن الحقيقة الواضحة، والتي تقول ان النظام الطائفي مغروس في كينونة الانسان العراقي والعربي بالاخص، لانه يتعلم من الصغر تكفير الاخر، سواء كان من دينه ومن غير طائفته او من الاديان الاخرى. النظام الطائفي الذي فرض انشاء احزاب طائفية منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي مثل الاخوان المسلمين وما ارتبط به من الاحزاب في بقية الدول العربي  كالحزب الاسلامي، وحزب الدعوة وبعده المجلس الاعلى وما تناسل منهم من الاحزاب الطائفية التي تمثل المذهب الشيعي، هذه الاحزاب التي لا تظم الا  ابناء طائفة واحدة. لماذا لا نرى هذه الحقيقة ونبحث عن مسبباتها في دواخلنا وفي تاريخنا وفي تربيتنا؟، لماذا نلجاء لاتهام الاستعمار والامبريالية والصهيونية؟، رغم ان المنتوج منتوجنا مائة بالمائة.
النظام العربي اثبت طائفيته وبجلاء لا نظير له، انظر موقفهم من الاحداث في البحرين، وسوريا واليمن، ففي البحرين هم صامتون ساكتون، رغم ان الشعب ثار وطالب بالتغيير، لان المطالبين بالتغيير هم من الشيعة. ورغم انني شخصيا لم استسغ اسلوب العمل في البحرين واعتبرت ما يقوم به المعارضون تجاوز كبير للوحدة الوطنية، ويكادون يقعون في المحضور الوطني من خلال ميلهم الواضح لايران. وفي سوريا ورغم ان نظامها دكتاتوري ولا يمكن الدفاع عنه مطلقا، الا ان الواضح ان النظام العربي انحاز الى السنة، ضد العلويين، وليس ضد الدكتاتوريين، ولو كان كذلك لاصلح حاله وبقيه الانظمة التي ترهلت ولم يعد مقدرا لها ان تتصلح. اما النظام اليمني فالواضح ان بقاءه واستمراره، هو بسبب المخاوف من الحوثيين وان تشدد شوكتهم بعد انتصار الثورة.
هذا هو النظام العربي عاريا، من كل ورقة التوت تستر عيوبه. نظام ينخره الفساد ويدرك كل من فيه انه يقوم على اساس الاشخاص وما يمتلكون وليس على اساس دول قائمة على مؤسسات راسخة. مؤسسات تحدد السياسات والخيارات على اساس المصالح والقانون وليس على اساس خيارات شخص.
ان الاوضاع بهذه الصورة منذرة بالاتي وهو الاعظم، انه انهيار الدول القائمة، لانها قائمة على استلاب ارادة الافراد والجماعات لصالح مجموعة معينة متدثرة بغطاء حزب. انه من الواضح ان الاستعمار الذي اتى ولم يسكن منطقتنا كان افضل من قراءة الصورة، ولذا فقد عمل من اجل اعطاء كل طائفة كيانها الخاص وخصوصا في سوريا، والظاهر ان سورية متجهة للعودة الى هذا الخيار لانه سيكون الخيار الافضل، في ظل الصراع الطائفي الذي تم غرسه منذ القدم وتم اليوم ربطه بمصالح وبحقائق على الارض.  الدول العربية برمتها، تم سد باب التغيير فيها، فكل ملك اورئيس وصل لسدة الحكم، عمل لكي يبقى ابد الدهر.، واذا كانت الكويت والسعودية قد تمكنتا من الخروج من النفق المظلم حين وفاة الامير جابر والملك فهد (رحمها الله)، فان خيارات الانفلات من هذا النفق الضيق يضيق بمرور الزمن اكثر واكثر وينبئ بحرب داخل الاسرة الواحدة يطال الوطن كله، لان هذه الدول وغيرها لم تضع الية حقيقية ومتفق بشانها لانتقال سلس للحكم فيها. وما اسهمل اشتعال النار في هذه الدول حين ندرك ان الطائفة الشيعية الكبيرة والطوائف القريبة منها مثل الاسماعيلية والزيدية، بقت مهمشة ومبعدة وفقيرة. انه الوطن المبني على قياس شخص واحد، وليس الوطن الذي يتسع كل ابناءه.    

224
الازمة السورية ودور تنظيمات شعبنا


تيري بطرس
bebedematy@web.de

اندلعت الحالة الثورية التي تعم الكثير من البلدان المنضوية في الجامعة العربية، من حالة احراق البوعزيزي لنفسه في تونس، وخلال ايام تمكنت تونس من التخلص من رئيسها الذي حكمها من خلال الاجهزة الامنية، رغم كل التقييمات الايجابية التي كان تحضى بها تونس من نواحي عدة. لو تفحصنا الحالة التونسية جيدا، فاننا بلا ادنى شك سنجد، ان الواقع التونسي، مثل مستوى التعليم والانفتاح الاجتماعي ونوع من التعددية السياسية والفكرية، والانفتاح على اوربا، كان عاملا حاسما في تقصيرة فترة الاحتجاجات ضد الرئيس زين العابدين وفي الان ذاته كان عاملا مهما في عدم قيان حرب اهلية ومحدودية العنف الحكومي المستعمل. وهذا الامر يمكن ايضا ان يلاحظ في مصر، فمصر رغم الامية والفقر، الا انها كدولة لا زالت تحترم الذات وتعتبر نفسها نموذجا في المنطقة ساعد الجيش في اتخاذ القرار المناسب لانقاذ مصر من الاسواء.  الا ان تمكن الفكر الديني المتعصب من التغلغل فيها ومحاولة السيطرة على الدولة وتوجيهها، سيكون سببا في انحلال الدولة وتحولها الى امارات متحاربة على نفسها، ان لم تعي الدولة الامر وتتلافاه، لكي تبقى الدولة ذلك الجهاز القائم بخدمة الجميع من خلال منظور واحد وهو مصريتهم . ولكن المفارقة ان مصر وليبيا وسوريا واليمن، كلهم قالوا نحن لسنا تونس. في اشارة ضمنية الى انهم دول قوية وتونس دولة ضعيفة، حسب مقاييسهم لقوة الدولة والتي كذبتها سريعا الاخبار المتتالية من هذه الدول. اي نعم صدقوا، فهم ليسوا تونس، لان الحدث التونسي ان حدث، فسيكون الدمار والقتال والخراب. ولعل الجميع يتسأل عن سبب تطور الامور في سوريا وليبيا الى قتال وكان الحكومة في حالة حرب مع الشعب، الذي تدعي حمايته وتمثيله والعمل من اجل تحقيق امانيه! انها اسباب تدخل في صلب تكوين النظام السياسي القائم، والتي لا تسمح لاي معارضة او تعتبرها كفرا وجحودا ونكران نعمة. ان هذه الحكومات لا تعرف شعبا حرا ولا تعرف كلمة مواطن، بل تعرف قطيع من الرعاء لا غير، وان استعملت مصطلح المواطن فانه لذر الرماد في العيون، ومن مظاهر الادعاء الثقافي والانفتاح الفكر. ولكن في الحقيقة فانهم يتعاملون مع هذا المواطن كحاجة، كشئ عليه الطاعة والخضوع لرغباته فقط والادلة كثيرة ولعل الصور التي تاتينا يوميا من ليبيا وسوريا واتتنا من العراق سابقا تكفينا.  كان من الواضح ان اي انتفاضة في سوريا سيتم مجابهتها بالعنف والشدة المفرطة. لان النظام السوري يؤمن انه قطع كل خطوط الرجعة مع شعبه، فالقضية كانت يا نحن او هم، نحن هنا هي الفئة الحاكمة وهم تعني الشعب، دون اي التحام بين الشعب والقيادة، اللازمة التي اوجعوا ادمغتنا بها.
وضع شعبنا السرياني الاشوري في سوريا، صعب ، لانه يتم وضعه امام خيارات صعبة، سواء من قبل الطغمة الحاكمة او المعارضة، او حتى من قبل بعض من ابناء شعبنا. حيث يتم وضعهم امام خيار تكرار تجربة العراق بحقهم، او بين خياري تايد نظام علماني (كما يدعي) ،وبين نظام اسلامي يكفرهم ويعمل المزيد من اجل تهميشهم، ولو استمعنا الى بعض من يدعي المعارضة مثل الشيخ العرعور، فانه وبلا شك، فالوضع لا يطمئن. وكما قلنا فالوضع في العراق ومصر، هو صورة مقيتة لما ال اليه اوضاع اتباع الاديان الاخرى او ابناء القوميات الغير العربية والكوردية. ولمن يحاول منح صك البراءة للنظام السوري مستغلا ما حدث في العراق ومصر، نقول ان هذا النظام لم يدخر جهدا في العمل من اجل تعريب ابناء شعبنا، وتعريب البلد، وفرض التبعيث والتعريب عليهم، ليس هذا بل انه حاربهم في اسلوب خطير اخرفي الخابور كمثال، حيث تم الاستيلاء على ماءهم، حينما منح قطع اراض كبيرة لمؤازريه قرب راس العين، منبع نهر خابور، حيث قام هؤلاء المؤازرين بحفر ابار ارتوازية وسحب ماء العين ومن ثم تم تجفيف نهر الخابور، وتدمير الزراعة التي هي المورد الوحيد لاغلب مناطق شعبنا، وبالاخص سلسلة القرى الواقعة على ضفتي الخابور، وما الهجرة الواسعة لابناء شعبنا الا نتيجة للسياسات الاقتصادية والتنموية والتعامل مع الشعب لهذا النظام.
الحقيقة انه من الصعب علينا سواء كاشوريين سريان كلدان او كمسيحيين تقبل العيش في ظل نظام يقوم بتكفيرنا كالانظمة الاسلامية، التي يمكن ان تقوم في المنطقة، لان هذه الانظمة تلغي المواطنة المتساوية. ولكن القبول بالواقع القائم وعدم تغييره وهو قد وصل الى عنق الزجاجة، امر غير مجد لان العملية ستكون وكانك تقف في وجه مسيرة تاريخية واجبة التحقق. ان النظام الدكتاتوري وبممارساته واسلوب حكمه قد هيا الواقع لمثل هذه الحالة. لا بل انه سبب وصول الامر الى هذه الحالة التي لا يمكن فيها ايجاد حلول لمشاكل البلد الا من خلال ثورة تقلع النظام وقد تثيرمشاكل اكبر، نتيجة للاحتقان الطائفي المزمن الذي ادخلت البلد اليه. ففي الوقت الذي يتشدق فيه النظام السوري وسبقه النظام العراقي البائد بالعلمانية. فان الوقائع تكذب كل ذلك وتؤكد انها من رسخت الولاء الطائفي والعشائري والاسروي، حيث وضعت لنفسها اسيجة حماية متعددة. لا بل انها من باب الحماية للنظام وراسه قامت باشراك الاخرين في جرائمها لتوزيع دم الضحايا على العشائر والمذاهب والاديان المختلفة، وهذا النمط وجدناه واضحا في العراق وسوريا البعثيان.
 ان نجح النظام السوري في تجاوز الحملة القائمة لتغييره، وهو امر مشكوك فيه، فانه سيخرج مثخنا بالجراح، ضعيفا واهنا، سيخضع لقوى اقليمية وسيساوم القوى الداخلية وخصوصا الاسلامية لضمان بقاءه او العفو عنه (من الغريب ملاحظة ان الانظمة القومجية مثل نظام صدام وبشار والقذافي والتي تدعي محاربة الامبريالية والصهيونية والصليبية، قدمت عروض مغرية للدول الغربية مقابل ضمان بقاءها في السلطة ولكن لم يتم الاستجابة لطلبها لان مفعولها انتهى، انها صارت اكسباير). ودلائل تقديم النظام التنازلات معروفة وواضحة، فالاحتجاجات لم تكن قد بدات حتى قدم النظام العروبي السوري التنازلات العديدة لاستمرار بقاءه، الا ان القوى التي قدم لها التنازلات تلقفت المعروض، ولم تعطه صك الامان، لانها تدرك انه سيقدم المزيد والمزيد ومن ثم سيرحل غير ماسوف عليه. ولذا علينا ان ندرك ان النظام راحل وان بقى بالصورة في نهاية الامر، وعلى هذا الاساس يجب ان تعمل احزابنا.
على القوى السياسية لشعبنا السرياني الاشوري ان لا ترضى بوضعها امام خيارين احلاهما مر، رغم ادراكنا ان وضعها ليس سليما لاسباب ديموغرافية وخريطة المنطقة الاقليمية، الا انه عليهم التعلم من تجربة شعبنا المريرة في العراق، والخسائر التي تكبدناها جراء عدم العمل سوية وعدم الاتفاق على اولياتنا، رغم اننا في العراق تمتعنا بفترة قدرها اكثر من عشرة سنوات، كان يمكننا خلالها ان نهئ امورنا بصورة افضل، الا اننا انتظرنا وخسرنا الكثير من الاوراق ولم نتعلم من تجارب الاخرين الا بعد ان اكتوينا بالضربات المؤلمة. ان على قوانا السياسية في سوريا، قد لا يتمتعون بهذا الترف، ولكن عليهم  ان يتجاوزوا  ذلك كله، لان معاناتنا في العراق كانت معاناتهم وعاشوها لحظة بلحظة، وهي خبرة يجب ان لا يفرطوا بها.
يجب ان ننوه بان هناك تحركات جيدة، ولكن المطلوب ان نعمل من اجل تقوية اوراقنا السياسية، لتعوضنا عن الخلل الديموغرافي، من خلال طرح المبادرات الوطنية التي تضع حلول لمستقبل سوريا يعمه السلام والوئام والاستمرارية. والحلول يجب ان تدرك ان حال سوريا يجب ان يتغير وان تقوم دولة على انقاض شبه دولة، دولة مؤسسات، تراعي فيها التعددية الدينية من خلال ابعاد الدين عن السياسية، مع طرح كل الانظمة الدينية القائمة كمثال لسؤ الحال وانغلاق الافق والانعزال عن العالم.  ودولة تقر بالتعددية الاثنية للبلد من خلال ازالة اسم العربية من اسم الدولة وكل ما يترتب عليه، وانفتاح التعليم الرسمي على لغات الامم المكونة للشعب السوري. دولة تكون محور لارساء دولة القانون في المنطقة، ودولة تكون جسرا بين هذه الدول، لانها دولة قادرة على ربط العراق بلبنان، ليس جغرافيا فقط، بل حضاريا واقتصاديا. لقد كانت مرحلة الاستعمار هي افضل مرحلة تمكنت فيها هذه البلدان من تطوير بنى مشتركة مثل خطوط انابيب النفط\ن التي خلقت مصالح مشتركة وفرضت حوارا دائما حولها، وهو الامر الذي فشلت في تحقيقة، هذه الدول في الفترة المسماة بالاستقلالية رغم طول الفترة الثانية قياسا بالاولى.
ان الاوان لاحزاب شعبنا ان تدرك مع من تتحالف ولماذا، فالتحالف بالنتيجة هو لتحقيق اهداف محددة وليس لان الاطراف المتحالفة تعشق بعضها الاخروكل الاطراف السياسية تدرك ذلك، ولذا فان القول ان تحقيق مصالح شعبنا وحقوقنا المشروعة سيكون اساس تحالفنا، لا يضر المكانة الوطنية لهذه الاحزاب، لان من تمثله او تدعي تمثيله هو جزء من الشعب السوري. واذا طالبهم الاخرين بالتنازل فالتنازلات يجب ان تكون متبادلة فالوطن هو للجميع، والمعايير الثقافية والحضارية والحقوق والحريات الفردية لاتخضع لاي مقياس سوى مقياس المساواة التامة.
ان اي تطور ايجابي وخطوة لتحقيق بعض طموحات شعبنا السياسية في سوريا، هو مكسب لكل الشعب في اي مكان كان، ومن الجدير ذكره ان الواقع السوري قد يمنح لابناء شعبنا وقواه السياسية ثقلا اكبر مما هو في العراق. وعلى هذا الاساس فدعم قوانا السياسية المتحدة في سوريا هو واجب كل كلداني سرياني اشوري، اينما كان، سواء كان هذا الدعم ماديا او معنويا.
ان ملاحظة وفهم اللعبة الاقليمية امر مهم للتخطيط ولتقوية اوراقنا السياسية، ولعل اكثر الامور المهمة هي مراقبة التحركات التركية، وفهم ابعاد اللعبة التي تلعبها، لكي تتمكن قوانا من تحديد افضل المخارج والطروحات لتحقيق اماني شعبنا الانية والمستقبلية. ان المبادئ تلهم الناس، ولكن الواقع يفرض عليهم التعامل مع متغييرات عديدة، ولكي لا يكون شعبنا ضحية مبادئ حالمة، علينا ان نخضع مطالبنا واهدافنا القريبة والبعيدة المدى لميزان النقد وتخضع للامكانيات المتاحة.


225
انه حق، ولكنه دستوري ايضا


تيري بطرس
bebedematy@web.de

التحركات الاخيرة لوفد تجمع تنظيمات شعبنا في بغداد كانت جيدة لو اعتمدنا على ما نشرته وسائل الاعلام المختلفة. وكانت ردود فعل التي تلقتها هذه التحركات لحد الان مبشرة وواعدة. طبعا من المنتظر ان تتوسع التحركات لتشمل كل الكتل السياسية، وذلك لحشد التايد للفكرة. ولنا الثقة ان الوفد متمكن من ان يقوم بواجبه وان يطرح الفكرة بضرورتها القومية لشعبنا، لانها فكرة انقاذ شعب تحيق به كل عوامل المؤدية الى الاندثار والانصهار، مما سيؤدي الى زوال شعب يعتبر بحق حامل اقدم ارث العراقيين بشكل اكثر صفاء من الاخرين.

نحن كلنا مقتنعين ان استحداث محافظة او اي منطقة ادارية هو حق دستوري، كفله الدستور العراقي ومنحه مخارج قانونية، ولعل اهمها استفتاء اهالي المنطقة المشمولة بهذا الاستحداث ولم يمنحه لرئيس مجلس النواب او للمحافظ، والا ما معنى الارادة الشعبية وان السلطة منبثقة عن الشعب وارادته. واذا كان هناك من يحاول وضع خطوط حمر، وكأن محافظة نينوى هي ملكية خاصة، فنقول ان الامر لا يستقيم مع المفهوم القانوني لدولة يسيرها القانون وليس ارادات اشخاص مهما كان موقعهم. ان محاولة فرض الارادات ولوي الاذرع دون اي وازع اخلاقي او قانوني، امر مثير للاستغراب من اناس يدعون محاربة الظلم، ويدرك ان اهل المنطقة لهم مطلق الحق في العمل بما يحقق مصالحهم وهو في ذات الوقت مصلحة للوطن وللمكونات المتعايشة وبالضرورة، والامر لا يلحق اي ضرر بمكونات محافظة نينوى الاخرين، الا اذا قلنا ان المعترضون يسرقون خيرات المحافظة لصالحهم ولصالح من يواليهم، حارمين ابناء نينوى وسهلها من حقوقهم الطبيعية. يدرك الجميع ان معاناة الكلدان السريان الاشوريين والازيدية والشبك، ليست وليدة اليوم، بل تعرضت هذه المكونات ليس فقط للتهميش والنبذ، بل تعرضت في تاريخها القريب والبعيد، للمذابح العديدة، وتعرضت للشك بالولاء للوطن، بل تعرضت لفرض امور كثيرة عليها، لكي تساير اغلبية ما، وان ما تعرضت له كان على يد جيرانهم الاقربين وكانت لاسباب دينية اوطائفية او قومية، ونكران هذه المعاناة يعني ان الناكر مستعد للاستمرار بها ولو بوسائل اخرى، انه دين تاريخي على الجيران الوفاء ولو  بقسط قليل منه، وهنا القسط القليل هو تشكيل محافظة تقيهم التعرض للظلم والتهميش. وبالرغم من التأييد المستحصل من قوى وطنية مختلفة، الا ان على الوفد القائم بالتفاوض وطرح القضية على نطاق البحث ان يدرك، ان الاقوال قد تختلف عن الافعال، ففي النهاية تسير السياسة وفق المصالح وليس المبأدي. وهنا علينا ان ندرك ما هي المصالح التي يمكن ان يضحي بها العاملون من اجل الوقوف بوجه طموحات ابناء المنطقة المشروعة والمتوافقة مع القانون القائم. وعلينا ان نلم بحقيقة مواقف الكتل التي ابدت موقفا متفهما من القضية، وان كانت هذه المواقف اولية و فقط لذر الرماد في العيون، او انها لتحجيم بعض الاطراف، ولكن حين يحين الجد، قد تختلف مواقفها، تبعا لمصالح فئوية.

صار من مستلزمات من يعارض الفكرة انها محاولة لتقسيم العراق، وكان انشاء دهوك وصلاح الدين والنجف كان تقسيما للعراق بداية سبعينيات القرن الماضي، او ان الفدرالية القائمة في اقليم كوردستان، والمطالب بها في الجنوب او البصرة او الانبار هو تقسيم للعراق، او ان القوي يحصل على ما يريد وما على الضعيف الا انتظار الفتات.  ويقول البعض ان  ((المطالبة  باقامة المحافظة ستعيد الخلافات الدينية والمذهبية داخل المجتمع، وان هذه المطالبات ستؤثر في اندماج المسيحيين في المجتمع الموصلي، والالمحافظة المطالب بها هي على اساس ديني ومذهبي و ابناء نينوى من المسيحيين انما هم مواطنون من الدرجة الاولى ولابد ان يبقوا في ارضهم التي كانوا ولا زالوا يعيشون فيها بسلام جنباً الى جنب مع اخوانهم من المسلمين وبقية المكونات والاطياف الاخرى)) من الواضح ان كل ما سبق هو ادعاءات كذبتها الممارسات بحق شعبنا ليس اليوم بل على مر التاريخ، وكان الخلافات المذهبية الشيعية السنية منذ معركة الجمل، كانت بسبب هذه المطالب. ان المحافظة التي ستظم الكلدان السريان الاشورين والازيدية والشبك، بالتاكيد لن تكون محافظة على اساس ديني او طائفي ولو كانت كذلك لكانت صلاح الدين والرمادي والنجف وغيرها على نفس الاساس لانها تظم اقل عدد من تلاوين المجتمع العراقي مما يظم سهل نينوى،  فكيف يقبل بها الدستور؟ ومن الواضح ان تحركات السيد النجيفي هو العمل من اجل واد الفكرة من خلال الالتفاف عليها بكل السبل ولو من خلال بعض رجال الدين المسيحي وهذا وواذح من مسارعته الانتقال الى نينوى والالتقاء ببعض رجال الدين المسيحي، الذين ننتظر منهم درجة عالية من الوعي والادراك والتفاعل مع نبض من يخدمونهم دينيا، ان تحويل معاناة ابناء شعبنا الى مشكلة توظيف فقط هو عملية اعتبارنا مجموعة يمكن ان يضحك عليهم ببعض عبارات المجاملة والتعاطف .

 انه من الواضح ان المتمسكين بالنوع البروسي من الدولة، اي الدولة المركزية المستندة في قوتها على جيش جرار، لا يمكنهم تغيير افكارهم، ولا ان يروا ان اغلب دول العالم وحتى الغير الفدرالية، باتت تمنح اقاليمها صلاحيات واسعة، وتوزع صلاحيات المركز الى الاطرف، لكي تضيف حيوية على الدولة. ولكي تتحقق حقوق الاطراف المختلفة، سؤاء كانت هذه الحقوق، الحقوق الطبيعية في توزيع الدخل والتوظيف وتقديم الخدمات الاخرى، او الحقوق القومية من تعليم اللغة وتطوير المفاهيم القومية وانسنتها من خلال ممارسة الهوية بلا خوف وبلا رعب، من الضياع والانصهار او من التهدي والوعيد.

ان وضوح طرح الوفد القائم بالتفاوض، والذي نتطلع ان يردف باشخاص مؤهلين، من اختصاصات مختلفة، ومنها القانونية والاقتصادية والادارية وشؤون التعايش الاثني، يعمل من ويزود الوفد بالنصائح والتوضيحات، مع الاستمرار في التعاون والانفتاح على كل مكونات محافظة نينوى، وليس فقط مكونات سهل نينوى، وان كانت بعض الاطراف تعارض الفكرة،  الا انه يجب ان لا تفتت في عضدنا وتجعلنا نتراجع عنها. ان التواصل مع المعارضين امر مهم لمعرفة تحركات كل الاطراف وميل مصالحها. ان تطوير المنطقة اقتصاديا وسياحيا وعلميا، سيكون دعما للعراق ولكنه بالتاكيد سيكون دعما للمناطق المجاورة ايضا وبالخصوص بقية مناطق محافظة نينوى واربيل ودهوك، نتيجة لترابطها من نواحي كثيرة. وعلى هذه النقطة يجب ان يحدث التركيز، ان المنطقة بالاظافة الى امكانية ان تكون منطقة سياحية وصناعية و مركز للطبابة المتطورة، فانها ستكون رئة العراق الاكثر انفتاحا، مما سيعطي انطباعا جيدا للعراق  كله، هذا بالاظافة الى الانطباع الذي سيخلقه قيام العراق بالعمل الجاد والحقيقي لحماية كل مكوناته، لدى العالم والامم المتحدة والمنظمات الانسانية والحقوقية الدولية، ان تحقق الامر سيكون ذلك اظافة لقوة العراق في المجتمع الدولي، لان قوة الدول لم تعد تقاس بقوة جيوشها.

من المهم بالتأكيد ان لا يلعب الاختلاف بين الاطراف المختلفة حول امور معينة، دورا سلبيا في الوصول الى طموح شعبنا، يجب ان نتعلم التعايش مع الاختلاف والوصول الى الاهداف العليا التي لا اختلاف عليها. وبهذا الصدد هناك ترحيب من قبل الجميع بظم جهود كل الاطراف لدعم الفكرة، لانها فكرة من اجل انقاذ شعبنا والازيدية والشبك، من فرض قيم وعادات عليهم، تؤثر سلبا في تطوير الذات القومية المستلبة منذ امند بعيد، بفعل الفرض السلطوي، للسلطات المختلفة.

226
انسحاب الحزب الديمقراطي الكلداني... هل من جديد في اللعبة المملة؟



تيري بطرس
bebedematy@web.de

في بيان مؤرخ في 5 اب الجار ونشر لاحقا، اعلن الحزب الديمقراطي الكلداني لابناء امتنا الكرام بكافة مسمياتهم انسحابه من ((ما اسموه تجمع احزاب شعبنا)) ويؤكد البيان ان الدخول في هذا الذي اسموه تجمع احزاب شعبنا، كان لرغبتهم لتحقيق اهداف ومصالح شعبنا العليا. ويؤكد البيان على ان الحزب قد قدم ورقة عمل تؤكد على نبذ النقاط الخلافية وان الاخرين قد وافقوا على ذلك لانهم لم يناقشوه. ويرى الحزب انه تم جلب اشخاصا فقط لملء الفراغ على حساب الاخرين والاكثر ايلاما مجئ بالبعض المحسوب على اكبر الكتل المسيحية (ويقصد الكلدان)، ويذكر بعد ذلك جهات محسوبة على الكلدان، ممن جعل من الكلدان سلعة تباع وتشترى! والبيان يهدد ويتوعد ويحذر من انه لا يمكن ان يقبل في صفوف الكلدان من يخون قوميته وينكر اصله مهما كانت الاعذار!! ويذكر البيان اسبابا اخرى منها مذكرة المؤيدة للتسمية المركبة ويوم الشهيد واحتفالات اكيتو او راس السنة القومية، وقضية رئيس ديوان الوقف المسيحي والاديان الاخرى. ويطالب البيان بتصحيح كل ما اعلاه والا فانه منسحب من ما اسموه تجمع احزاب شعبنا.
ذكرت مرة معاناتنا ابان المعارضة المسلحة من بعض الاطراف، فالاحزاب الاسلامية تدعي انها تمثل الشعب، لان الشعب باكثريته مسلما، وحزب البعث الموالي لسوريا، كان يقول انه يمثل الاكثرية بدليل ان الاكثرية عربية وان حزب البعث المنافس والذس سيرثوه بكل ما يملك من اموال واعضاء فيه خمسة ملايين عضو. ولم يسأل احدا من فرضهم للنطق باسم الاسلام او العروبة، وكانهما تكتلان مرصوصان لا خلافات ايديولوجية واقتصادية واجتماعية فيهم، وهنا نقول للحزب الديمقراطي الكلداني، اي نعم من حقك ان تسمي نفسك ما شئت وان تعتقد بما شئت ولكن ليس من حقك، منح الاصالة او سحبها، او منح الكلدانية او سحبها كيفما شئت. فالمتسمون بالكلدانية حالهم حال المتسمون بالاشورية والسريانية فيهم افكار مختلفة وميول متعددة ويعيشون حالات اجتماعية متباينة تحدد خياراتهم السياسية والفكرية.
المعروف ان الحزب الديمقراطي الكلداني، كان قد ميز نفسه في البداية بطرح يمكن النقاش حوله وتطويره والالتقاء في مناطق وسطى كما تتطلب السياسة، ومن طروحاته انه كان يؤمن باننا امة وشعب واحد ولكن التسمية الكلدانية هي الصحيحة، وهذا واضح ايضا في بداية بيانه المعلن، حينما يخاطب جميع ابناء امتنا بكل مسمياتهم، فهنا هو يعلن فعل الايمان الحقيقي بوحدة الامة والشعب والقومية لانها مصطلحات لشئ واحد ولكن باختلاف المناسبات خصوصا لدى شعبنا، ويشاركنا في هذه الحالة الشعب الكوردي. ولكن اثار الدفع والضغط ومحاولة زرع الفتن مهما كانت النتائج وخيمة العاقبة للجميع من قبل البعض، واضحة حينما يميز البيان بين الكلدان والاشوريين والسريان، ويجعل من نفسه المدافع عن الكنيسة الكلدانية. ولعل من الامور الخطرة في البيان هو العودة الى استعمال مصطلحات غير موفقة واقصائية وعفى عليها الزمن مع زوال الحكومات الدكتاتورية ومع ما نشاهده من رمي الحكام في مزابل التاريخ.
اذ كنا نحن الناس المتواضعين ممن لا حول ولا قوة لهم، اذا كنا نحن ممن ينتظرون الرحمة من قياداتنا الباسلة والعظيمة، ندرك ان حال (الكلدان السريان الاشوريون) لا تسر العدو، ان كان من هناك عدوا لنا، بصفتنا كلدان سريان اشوريين، بمعنى ان كنا محسوبين  اصلا على خلق الله في العراق او جواره. لا ادري من يحاول ان يقنع بيان الحزب الديمقراطي الكلداني، الذي يقدم رجل ويؤخر اخرى، بين ان يكون مع الكل او ان يحاول فرض شروط بعض الموتورين من المحسوبين كتابا فقط انفصاليين، و في الحقيقة   يمكن ان ينطبق عليهم وصف مهاكب الامة ، لانهم اما لا يرون ما يحدث او لا يدركون اي منحدر ستنحدر امتهم باي تسمية سميت، لو استمر الحال على هذا المنوال.
هل يدرك من صاغ هذا البيان من هو الكلداني الاصيل والذي يحسب نفسه منهم ويسحب الاصالة عن كل كلداني يخاف مستقبل امته وشعبه، انه ذلك الفلاح والعامل والمراءة والطفل والشيخ ممن يتمسكون بارضهم وبارتباطهم بها مع محافظتهم على خصوصياتهم القومية التي لا تختلف عن الخصوصية القومية لمن تسمى بالاشورية او السريانية. واذا كان البعض يود التلاعب على كلمات مثل الهوية القومية الكلدانية واللغة الكلدانية والتاريخ الكلداني وغيرها من كلمات التي يعتقد انه بترديدها سيمنح للكلدان خصوصية قومية متميزة عن الاشورية والسريانية فهو واهم، لانه بعدم فهمه وحدة شعبه القومية والمصلحة الحقيقة لارتباطهم سوية وبوحدة قوية لصنع المستقبل المشترك، يصرح بدون شعور بانه لا يفهم في المفهوم القومي والعمل القومي اي شئ. لا بل ان هذا البعض يعلنها وبصريح العبارة ان مستقبل الكلدان ليس هو المهم بل المهم هو الانتصار على الاشورية، لانها الغريم وليس من اغتصب الارض وذبح الشعب وعرب الناس.
كان على الحزب الديمقراطي الكلداني وهو المؤمن باننا شعب وقومية واحدة وان تسميتنا الصحيحة هي الكلدانية وليست الاشورية ان يكون  اول من يجب ان يدرك ان التسمية القطارية، هو اضطرار لتحقيق وحدة القرار، فالذي يؤمن بان تسميته كلدانية ليس مضطرا للتخلي عنها، وهكذا الامر بالنسبة للاشوري والسرياني وهو حل لما يعانيه شعبنا في سوريا وتركيا ايضا من الاشكالية، وهو حل مؤقت لحين ازالة الحساسيات التسموية والاتفاق على تسمية واحدة. انه حل يحفظ وحدة الشعب ويرسخ حقوقه في قوانين هذه البلدان، ولكن هل يتم افهام الجميع بهذه الصورة، ام يتم اعلامهم بان هناك غالب ومغلوب، في الامر، وهو الامر الغير الصحيح انما يردده مضللي ابناء امتهم لاجل تنفيذ احقاد فئوية شخصية لا غير.
هل يريد اصحاب هذا البيان ان يقسم شعبنا قانونيا بين الكلدان والاشورين ويبقى السريان خارج السرب، وهل سيضمن اصحاب البيان وجود عدد كافي من الناس لفرض تطبيق القوانين الدستورية، وهل يفهم اصحاب البيان اصلا ان من يتغنيى بالكلدانية المنفصلة عن ذاتها الاشورية والسريانية، يذبحون اول ما يذبحون الكلدانية، ولكن الحقد والتعصب لا يربهم الا ان هناك اشوري مغتصب لحق كلداني بادعاء كاذب وغير صحيح، لانه لو تحقق المطلوب وسارت الامور بشكل سليم فان تحقيق طموحات شعبنا ستجعل من الكل واحدا ولن تميز الكلداني عن الاشوري والسرياني لانهم سيتكلمون لهجة موحدة فوق اللهجات القروية وسيتوزعون في كل قرانا ومدننا ويختلطون مما سيخلق وحدة لا تقسمها الكنائس.
اننا ندرك ان شعبا، بقى مئات السنين، خاضعا للاخرين، يفرضون عليه قوانيهم ومفاهيمهم وحتى عاداتهم وقيمهم ولغتهم، شعبا كان هذا حاله، فانه بلا شك يحمل نقاط ضعف قوية، مما جعله غير قادر على مقاومة عوامل الضعف، ويكون قابلا لمسايرة الاخرين للحفاظ على الوجود. الا ان على القادة ان يدركو ان حقوق الشعب، هو الاهم ويتجاوزوا الانقسام الكنسي المقيت، في كل الامور وان يزيدوا من عوامل قوته ومنعته وليس اثارة المزيد من عوامل الضعف فيه، وخصوصا ان هناك اتفاق على ترك الامور المستعصية لنحل مستقبلا، وان هناك اتفاق على التسمية القطارية كحل مؤقت لحين الاتفاق على الاصلح. بضعفه شعبنا تمكن في مراحل من تحقيق انجازات كبيرة ومهمة، ولعل مجرد بقاءه رغم كل المذابح التي تعرض لها هو اعجوبة من اعاجيب التاريخ، لان من استهدفه كان يحاصره من كل الجهات، ورغم ذلك استمر يعطي بقوة مدد الاستمرار للاجيال الاتية. ولكن امراض العصر ولعل الهجرة احداها كانت ضربة موجعة جدا، ومغرياتها الكاذبة والواقع الامني والاقتصادي يهدد مستقبل الشعب بكل تسمياته. وهو امر استمرينا في قوله ويدركه الجميع.
ان بيان الحزب الديمقراطي الكلداني يحاول ان يفرض شروطه من موقع المدرك لكل الاخطار التي تحيق بشعبه، وان لم يكن مدركا فهنا الطامة الكبرى. اي نعم يجب ان يكون مدركا، لكل موازين القوى السياسية، وان يكون واعيا لاسلوب العمل السياسي الذي يتطلب الاخذ والعطاء وابقاء التواصل، لان هذا هو واجب الحزب السياسي و بدون ذلك لن تقيم لشعبنا قائمة.
انها لعبة مملة هذه، الاستمرار في ترديد امور يرددها الانسان العادي الغير الملم بحقائق الامور، وكيف تكونت، وكيف يمكن اليوم ان تفرض على شعب يعيش في خمسة بلدان يعتبر عيشه فيها موطنا اصليا، وبلدان اخرى في العالم تبلغ اكثر من اربعين بلدان، ان يفرض من العراق شروطا عليهم، في امور بقوا يستمرون على ممارستها، انه عدم اهتمام بمصير اكثر من نصف شعبنا من سوريا وتركيا وايران ولبنان او من اصولها. ان محاولة العودة الى نقطة الصفر في كل الامور والغاء الانجازات التي هي ميراث للشعب كله  وقدم الكثير لاجل ترسيخها، يعني الدخول الى دائرة من الجدالات لن تقدم لشعبنا الا المستقبل المظلم. لا احاول ان افرض معتقداتي، ولكن يجب ان ندرك ان الحوار والحوار هو الحل. وسبحان من لا يخطأ.

227
يوم الشهيد الاشوري ... يوم تجديد العهد




تيري بطرس
في مثل هذه الايام عام 1933 خططت الحكومة العراقية المدعومة بالمستشاريين البريطانيين، لوأد المطالب المحقة لشعبنا بجريمة بشعة بحق الشعب الاشوري وبعض قيادته الدينية والسياسية. الحكومة العراقية التي كان اغلب عناصرها من بقايا العاملين في الدوائر العثمانية ممن تخرج في مدارس السلطنة ورضع من تعاليمها ومفرداتها وقيمها. فمفردة الكافر التي كانت تقال بين حين واخر للمسيحي وقيمة الجهاد التي كانت تعلن على هذا الكافر وغيره، كانتا من الانتشار لحد ان استعمالهما كان عاديا، فما كانوا يدعون اليه من المواطنة، كان مشروطا في اللاوعي بالدين الواحد وباستعمال لغة قريش ليس الا.
جراء المطالب القليلة والمحقة للاشوريين، والتي لم تتجاوز حتى مطالب بعض العشائر الكوردية و العربية، تم التحضير وتهيئة الرائ العام لاعلان الجهاد وارتكاب المذبحة التي راح ضحيتها حوالي خمسة الاف من الاطفال والنساء والشيوخ. جريمة اقترفت فيها كل الفضائع من بقر بطون النساء الى الذبح الى التلهي بعدد الذين يمكن قتله برصاصة واحدة بعد صفهم واحدا بعد الاخر الى اغتصاب الفتيات والنساء الصغيرات السن، ناهيك عن السرقة وحرق الممتلكات وتهجير الاف العوائل الى خارج العراق. ولا يزال بعض اهالينا يتذكرون كيف ان الرعب اخذ منهم في انتظار دورهم للذبح والقتل، لولا همة وشجاعة مدير شرطة العمادية المرحوم عزرا ، الذي اخفى البرقية المرسلة من بغداد وتدعوا  للجهاد لثلاثة ايام كانت كافية للالغاءها بعد الضجة العالمية. لقد كان ابناء شعبنا ضحية، ليس فقط للنظرة الضيقة للمواطنة، والمرتبطة بالدين، بل كان ضحية للرغبة في بناء دولة على النمط البسماركي، دولة قوية لا يشوب وحدتها اي خلاف. وحدة من صنع مخيلة بعض الشخصيات التي اعتقدت انها صانعة للتاريخ.
جريمة تم تقليد من اقترفها اوسمة الشرف، واحتفل بهم في شوارع بغداد، وهكذا صار من اقنرف هذا العمل البشع مباشرة بطلا للعراق وللعروبة وللاسلام. ولانه احتفل به بطلا، فقد قاد اول انقلاب عسكري في الشرق الاوسط، فارضا سلطته من خلال فرض الوزارة التي يريدها.
جريمة لو كان هناك عاقل وعمل من اجل ايجاد حل عقلاني لها ، لتغييرت خريطة العراق، ولتم حل كل مشاكله بالطرق السياسية، ولكان للمنطقة وجه اخر، وجه حضاري تعددي حقيقي، وليس الوجه الكالح والمدمي الذي يواجه به العالم.  الم يرسل الملك فيصل الاول برقيات المناشدة للحكومة لكي تحل المشكلة بالتعقل والروية، انه كان يدرك ان من يحاول التصدي للمشكلة لا يعمل العقل فيها، فكيف بعاقل يحاول فرض قبول مشورع على قيادة لم ترى منه شئ؟
نعم وبحق ان جريمة سميل فتحت الباب ليس فقط للانقلابات العسكرية فقط، بل فتحت الباب للدكتاتورية والعنف وكل ما عاناه العراق من ويلات ومذابح والمقابر الجماعية.
ولان من قام بهذه الجريمة ، كانت الدولة الحديثة، والدولة التي نالت اعتراف عصبة الامم، ولان الجريمة البشعة حدثت بعد اقل من سنتين من اعلان استقلال العراق، ولان الاستقلال كان مشروطا بضمان حقوق الاشوريين والكورد والازيدية، فقد اختير اليوم الاكثر دموية في الجريمة وهو يوم السابع من اب/ اغسطس من كل عام كيوم رمزي للشهيد الكلداني السرياني الاشوري، يوم تخلد ذكرى الشهداء الاشوريين، كلهم. فالشهداء الذين سقطو في مذابح 1836 ، وشهداء الذين سقطوا في مذابح 1843  ، وشهداء مذابح 1895 وشهداء بداية قرن العشرين، وشهداء المذبحة الكبرى من عام 1914 الى عام 1917 وعددهم حوالي 750 الف نسمة، وغيرهم من الشهداء الفرادي والمجموعات مرورا بشهداء قرية صورية لعام 1969 وبشهداء القرى المسلوبة والمحروقة وشهداء الانفال، كل هؤلاء نحتفل بهم وبتضحياتهم في هذا اليوم. في كل مكان يتواجد فيه الكلدان السريان الاشوريين، من روسيا ونيوزلاندا شرقا الى الامريكيتين غربا، ويمثل الاحتفال المركزي في العراق، قمة كل الاحتفالات القومية التي ستقام.
ان استذكار الشهيد الكلداني السرياني الاشوري، هو استذكار دائم للحقوق المسلوبة. وهو تجديد للعهد، لتحقيق هذه الحقوق، تجديد عهد سنوي يمارسه كل من وعي معنى الشهيد. الشهيد ليس كل من وعى القضية، ونال اكليل الشهادة لاجلها فقط، بل كل من خسر حياته لانه يحمل هذه الهوية المركبة، القومية والدينية، هذه الهوية التي نسير بها ويعرفنا الكل بسببها، مميزين مختلفين ولكن ليس بعداء بل بلون المحبة وبثقل التاريخ وبجمال التراث وروعة البيئة وحسن استقبال الاخر. 
يوم الشهيد ليس يوما لابراز الذات، وذكر الانجازات الوهمية والمنافسة بالقوائم، فكل قطرة دم اهدرت من شعبنا، بسبب هويته هي قطرة غالية وعزيزة ويجب تذكرها وتقديرها، انه يوم الشهيد، يوم الذي يجب ان نقول فيه، ان دماءكم ايها البررة، تصرخ في وجوهنا لكي نثار لكم، ليس بالقتل، ليس بالتدمير والتخريب، بل بالعمل الجاد لتحقيق الاهداف وللحفاظ على الذات القومية والتميز، كحالة يعرفها العالم ويدركها ويعترف بها وبكل ثقلها التاريخي وانجازها الدافع للانسانية في درب الحضارة.
انه اليوم الذي يجب ان تتوقف فيه الالاعيب السياسية والبهلوانيات ويعمد الى الجميع الى العمل الجدي، لانه اليوم الذي عمد بالدم الزكي والبرئ. انه اليوم الذي يجب ان يدرك الجميع فيه ان على الامة ان تجتمع لانقاذ ابناءها ومستقبلها من الزوال من القتل والتهجير والتصهير، انه اليوم الذي يجب ان تستيقظ الضمائر النائمة في احضان اجندة تدعي انقاذ جزء من الهوية وترك الاخرى، لانها هوية كافرة، لان يكف البعض عن جعلنا شهودا للمسيح في بيئة غريبة، وليعمل الجميع ان نكون شهودا لذاتنا ولايماننا في ان.
الشهيد الكلداني السرياني الاشوري لم يكن غازيا قاتلا سالبا، بل كان انسانا بكل معنى الكلمة، انسانا عاملا في حقله، او في صنعته او مرحبا بشوشا بضيفه، او مقدما خدمة انسانية لمن احتاجها، لقد كان النتاج الحقيقي للمنطقة من كده، فالاخرين كانوا غزاة والسلب كان لهم مهنة، بل عنوانا للفخر والعز. كان شهيدنا يقدم الخدمات الكثيرة لمجتمعه، ودونها ما كان لهذا المجتمع من الاستمرار والبقاء، فمنه خرج من كان يداوي العلل ومنه خرج من كان يتصل بالعالم ومنه خرج من نقل ما انتجه العالم. الا انه رغم كل ذلك عندما كانت تتصاعد العنصرية والبغض كان هو الضحية.
اليوم علينا ان نعمل بكل قوة للحد من التعصب الاعمى قوميا كان ام دينيا، لانه احد سبل بقاءنا، ولكن ذلك يجب ان لايمنعنا من العمل على تحقيق حقوقنا كشعب وامة متساوية مع الاخرين

228
هل تتجه المنطقة الى حرب سنية شيعية؟



تيري بطرس

في كانون الاول عام 2004 ، وعند زيارته للولايات المتحدة الامريكية، وفي مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، عبر الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الاردنية الهاشمية عن مخاوفه من اقامة هلال شيعي يضم كل من ايران والعراق وسوريا. في المقابل عبرت السعودية عن مخاوفها من التعامل مع الرئيس الباكستاني اصف زرداري لكونه شيعيا كما نشر موقع وكيليكس. واكد الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك عن شكوكه في الشيعة من كونهم موالين لايران وليس لاوطانهم. مما تقدم وما تقوم به المجموعات المسلحة المحسوبة على سنة العراق او تنطلق من مناطقهم، يؤكد ان هناك تخوف كبير من السنة في المنطقة من توجهات الشيعة. وهذه التخوفات ليست دون اساس فالعداء الشيعي السني عمره تقريبا من عمر الاسلام. ولقد عانت الاقليات الشيعية في المناطق السنية الكثير من التمييز والتهميش. وهنا لا بد لنا ان نذكر ان الشيعة ليسوا براء من العداء للسنة، ففي ايران يعاني السنة الكثير من الظلم والتمييز. ولعل اكثر الحروب الدائرة بين الطرفين علنية، نجدها في الفضائيات التي تنموا كالفطر من الجانبين لفضح الطرف الاخر ليس سياسيا، بل وحتى مذهبيا، ليس الان فقط بل من صحابة النبي محمد ولحد الان.
بعد احداث البحرين، ظهر واضحا ان الوضع لم يؤخذ كاحداث داخلية يمكن التعامل معها والتكييف مع نتائجها، بل اخذت كتهديد حقيقي لامن المنطقة، وللواقع الجيوالسياسي القائم، من قبل الدول الاعضاء في مجلس التعاون لدول  الخليج العربي، والجماهير السنية في المنطقة. في المقابل هللت الاطراف الشيعية ومنحت للمظاهرات صفات الثورة الاسلامية وتلقت دعما اعلاميا كبيرا وتغطية واسعة من قبل الاعلام الايراني كقناة العالم وقناة المنار الحزب اللهية. ومن بعض الاطراف الشيعية العراقية في خطوات طائفية صريحة تضر المصلحة العراقية ككل.
في بداية حزيرات الحالي عرضت اعترافات اعضاء تنظيم الجيش الاسلامي حول مجزرة التاجي البشعة، مسببة احتقان طائفي كبير، خيم على الاجواء السياسية في العراق برمتها. وبات واضحا ان هناك طرفين متقابلين، طرف شيعي يظم اغلب القوى الشيعية وبعض الافراد من السنة، والطرف المقابل يضم القوى السنية المتسترة خلف اسم القائمة العراقية وتضم رئيس الوزراء الاسبق الشيعي الدكتور اياد علاوي.
بين الطموح السياسي والاحتقان الطائفي الداخلي المخيم على الوضع، تنغلق اسس التعامل السياسي، وتتصاعد التهديدات والتهديدات المقابلة، مؤدية الى الجمود السياسي وتمترس كل طرف بمواقفه، مما يسهل الانفجار ومن ثم التمزق الداخلي وما يتبعها من حرب اهلية شيعية سنية، تذهب بالوطن وبامال الشعب. 
نحن امام مسارين، وكليهما قد يؤدي الى حرب طائفية، المسار العراقي الذي سيتغذى بالمسار الاقليمي المحتقن، والذي ينتظر ايضا عود كبريت لتشتعل المنطقة، من لبنان الى ايران جارفة المنطقة كلها الى حرب لا تبقى على شئ. فالدول كلها تبدي استعدادا لمثل هذا السيناريو المفزع. ان دعم ايران لحزب الله وسوريا والحوثيون لم يكن الا محاولة لتقوية اوراقها في المنطقة وبالتالي فرض شروطها ومن ثم رؤيتها. والمنطقة التي تظم غالبية سنية لم تهظم هذا التوجه وان كان تحت يافطة معاداة اسرائيل التي باتت يافطة مهلهلة ولا تحضى بالمصداقية، وخصوصا بعد الثورات العربية على حكام، لم يجدوا في الدفاع عن كراسيهم الا ان بقاءهم هو ضمانة لاسرائيل. من الجانب الاخر بدات القوى السنية في المنطقة بجمع مقومات قوتها وذلك بمحاولة ضم الاردن والمغرب الى مجلس التعاون لدول  الخليج العربي، رغم ان الدولتين لا علاقة لهما بالخليج وحتى بناءهما الاجتماعي والاقتصادي ليس قريبا مما سائد في دول الخليج العربي، بل من الواضح انه كان لدواعي عسكرية وسياسية، وخصوصا ان جيشي الاردن والمغرب جيشان قويان وموقفهما السياسي اكثر انفتاحا ويملك مصداقية في الغرب .
عراقيا ان لم نعد الى العقلانية والتعامل السياسي والمساومة بطريقة تلتزم اسس العمل السياسي الحقيقي فاننا بالتاكيد مقدمون على حرب اهلية مدمرة. ورغم الثقة بان القوى الكوردية لن تتورط في مثل هذه الحرب، الا انه لا يستبعد ان تنفذ تهديدها بالانفصال وان كان غير معلن، بمعنى ان تترك الطرفين السني والشيعي لكي يصفوا حساباتهم الغير العقلانية خارج المناطق الكوردية، وفي النهاية ستقرر هذه القوى موقفها من موقف اقوى كثيرا مما هي عليه الان رغم قوة موقفها الحالي. الخطوات التي يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار، هي ان سقف طموحات القائمة العراقية ورئيسها الدكتور اياد علاوي، اعلى بكثير مما يستحق، وموقف التحالف الوطني بشان رئاسة الدكتور علاوي لمجلس السياسي هو موقف سليم فلا يمكن لعلاوي او اي اخر ان يتراس مجلسا يضم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس اقليم كوردستان لان هذا يجعله في موقع اعلى من كل هؤلاء. ولذا فان تسمية بسكرتير هو الافضل والاكثر توفيقا. ان هذا المجلس يجب ان يكون جل واجبه هو وضع التصورات العامة لمستقبل العراق، من النواحي السياسية والاقتصادية وعلاقاته مع الجوار. اي ان يخلق توافق شعبي حول مواقف عامة ويترك الاختلاف في التفاصيل للاحزاب السياسية، بمعنى ان اي حكومنة عراقية ومن اي حزب او توجه كانت لا يمكنها ان تخرج من هذا التوافق العام، كما هو الامر في الدول ذات المؤسسات الراسخة.
طبعا ان شعارات القائمة العراقية في علمانية الدولة ومدنيتها وابعاد الدين عن التاثير في العمل السياسي، شعارات تستحق المساندة والدعم، ولكن مع الاسف ان هذه الشعارات بات الناس في شك منها، لان اغلب قيادات القائمة العراقية، مغرقة في طائفيتها، ومواقفها القومية المتقوقعة على الذات وعلى شعارات البعث البائد. ان تحالفات العراقية، اهتزت كثيرا، وخصوصا بعد ان ظهر ان بعض عتاة الارهابيين كانوا قريبين منها، وهي مطالبة بتوضيح حقيقي وليس هروبا الى افتعال ازمات اكبر مع الاطراف الاخرى، كما ظهر في  البيان الاخير للاستاذ علاوي الذي لم يكن موفقا البتة. من الجانب الاخر يظهر ان تصعيد الاطراف الشيعية والمطالبة باعدام المجرمين المشاركين بمجزرة عرس التاجي البشعة والمدانة بكل المقاييس، هو الاخر تصعيد غير موفق ويتجاوز القانون ومساراته. فرغم بشاعة الجريمة، الا انه يجب ان نحترم مسار القانون واتباع كل الطرق التي تجعل القضية غير مشكوك فيها، وغير قابلة للاستغلال السياسي من هذا الطرف او اخر، بل تجعل كقضية لمحاربة الارهاب والجريمة المتلبسة لشعار محاربة الاحتلال والمتغطية بالاسلام.
من هنا على جميع الاطراف العراقية ان تتوخي الحذر والحيطة في مواقفها، لانها ستكون خاسرة كلها والعراق سكون الخاسر الاكبر. اما اقليميا فان ايران مهما كان الوضع باعتقادي ستبقى دولة موحدة رغم انها قد تخرج ضعيفة،  وسيكون ذلك سببا لاهتمامها بشانها الداخلي لفترة طويلة، لان اثار الحرب ستكون كبيرة عليها وعلى الجميع.ولكن دول المنطة الاخرى مهددة بشكل كامل بالتقسيم والتشرذم، الى مكونات اصغر، فما سمى دول وطنية كما هو الوضع الراهن اثبت فشله، لانه اعتمد على قيام طائفة معينة باستلام السلطة وتسير دفة الدولة حسب مصالحها وحرمت البقية من دورها ومن حصتها في الثروة الوطنية او منحت لها الفتاة ليس الا. والواضح ان القيادات السياسية لهذه الدول عملت بدرايتها ام بدونها على وصول الوضع الى حالة الاحتقان الحالية. من خلال حرمان الاطراف القومية والدينية والطائفية الاخرى من المشاركة في القرار  السياسي، بشكل قانوني او بغيره. لا بل وصل الامر الى حصر القرار في ايدي عائلة او عشيرة واحدة (العراق في عهد صدام، سوريا، ليبيا، مصر بشكل ما، والدول الخليجية). فكان الجمود والاحتقان صفة للوضع. ولكن السياسة وحقوق الناس لا يقبلان الجمود ابد الدهر، مهما كانت الشعارات المرفوعة.  ورغم الفرص الكثيرة للتغيير التي كان بالامكان استغلالها، الا ان القيادات ظلت تعتقد انه يمكنها تسير دفة العمل كما تريد، ولعل الخلاف الكبير بين قيادات السعودية والادارة الامريكية مرده الى هذا، اي عدم رغبة القيادات في التغيير، فبات التغيير مطلبا جماهيرا، لا يمكن لهذه القيادات الا الانصياع له، او مواجهته بالحديد والنار، وياقاتل او مقتول كما نشاهد في ليبيا واليمن وسورية.
ان التصعيد السني الشيعي له سبب غير معلن لبعض الدول الا وهو ابعاد الاستحقاقات السياسية اي التغيير بحجة مواجه الاطراف التي تريد الشر بالوطن. حتى لو كان الوطن ومصيره هو الضحية. وهنا يقصد بالاطراف المعادية بالنسبة لغالبية  الدول العربية الشيعة، الشيعة الذي منحوا الكثير من اسباب الشك في نواياهم تجاه المنطقة. لانهم ساروا خلف التصعيد السني اعلاميا وسياسيا وطائفيا، من خلال التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى باسم الطائفة، ولعل وضع البحرين كان اكثر وضوحا في هذا المجال.
وفي ظل هذا الوضع المشحون لا يبقى في العراق للاقليات وللقوى العلمانية الحقيقية والليبرالية، من دور، بل ان البعض التبس عليه الامر وخصوصا بعض العلمانيين وصار محسوبا على الدكتور علاوي وان كان لا يرمي الى ذلك، بل ان اختلاط الاوراق والمطالبات المختلفة والمتزامن هي التي تعطي هذه الرسالة الخاطة، او ان ادعاء العراقية بالدفاع هن هذه المطالب هو السبب، حتى وصل الاختلاط الى اعتقاد الجماهير الشيعية الى ان مطالب القوى العلمانية باطلاق سراح بعض المساجين هو دعوة لاطلاق سراح الارهابيين ومنهم مجرمي مجزرة التاجي. ان هذه القوى مطالبة بفصل موقفها وتمييزه ووضع حدود واضحة بينها وبين المطالب الطائفية المدعومة اقليما. وحصر المطالب بالوضع الوطني.  اما وضعنا نحن كاقليات قومية ودينة، فهو وضع مرتبك، وعلى سياسيينا دراسته وعدم الاستعجال في اي تحالف مع القوتين اللتان تسحبان العراق الى حرب طاحنة لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
في الطائفتين السنية والشيعية وعل مستوى المنطقة كلها، تتواجد قوى علمانية وليبرالية ولكن صوتها سيكون ضعفيا في الوضع المشحون الحالي، نحن نتمنى من ان تتمكن من الوصول الى مستوى القرار لانه فقط بيدها سيكون الانقاذ، الا ان التمني شئ والواقع شئ اخر مع الاسف.   

229
مفرحة اخباركم ...........




تيري بطرس
كنا جالسين في حضرة المرحوم مالك ياقو مالك اسماعيل عام 1973 ومما اتذكره مما كان يتحدث به، هو انهم في الكثير من الاحيان، كانوا يقومون بامور لاثبات القدرة وليس لتحقيق نتائج، وذكر لنا مثلا الاستيلاء على جبل من الاعداء، ولكن لم يتم الاحتفاظ به لانهم لم يكونوا بحاجة له اصلا.
اليوم يجب ان ندرك ان العمل السياسي هو الانجازات الحقيقية التي تقدم للشعب لكي يتمكن من ممارسة ذاته، او لكي يزيد من امكانياته المادية او لكي يتمكن من ممارسة حريته، وضمن اطار الدولة. موجب ما ذكرته هو ما علمناه من قيام المجلس النيابي بتعيين ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية وليس من بينهم واحد من ابناء شعبنا او حتى من التركمان، وهذه خسارة ليس لنا فقط بل للعراق كله، لانه بهذه الخطوة تم حسم التنوع العراقي بالمكونات العربية (السنية والشيعية) والمكون الكوردي. ليس لدينا ما نقوله غير ذلك. ومن الواضح ان هذه الممارسة لا تتلائم مع روح الدستور العراقي، وكل ما لا يلائم هذه الروحية والتي تقول بان الوطن شراكة، علينا العمل من اجل ازالته، لا بل علينا العمل من اجل تغيير الدستور عندما ندرك انه يقف عائقا امام تحقيق طموحاتنا القومية المشروعة ويكون عاملا في تهميشنا الوطني.
ومن الواضح ان قوانا السياسية لم تدخل المعركة اصلا، لم تتهياء لها، من خلال التفاوض مع القوى التركمانية التي كانت ايضا تطمح لمثل هذا الامر، للاتفاق على النواب والدخول في المعركة بشكل موحد، كان ياخذ ابناء شعبنا نائب رئيس الجمهورية والتركمان نائب رئيس الوزراء او بالعكس، فلو دخلنا هذه المعركة لكان لها صدى اسع في الواقع السياسي العراقي، ولكانت خطوة نحو ترسيخ اقدامنا على الجبل العراقي الذي نحاول اقتحامه والذي صار لنا عصيا على الاقتحام، بتهمة كوننا اقلية لاحول لها ولا قوة. ان دخولنا المعركة مشتركة مع القوى التركمانية كان يعني اعطاءها بعد وطني كبير، ومحاولة العمل من اجل عدم تهميش مكونين اساسين من ابناء الشعب.
نحن لم ندخل معركة هذه الوظيفة السيادية ولذا لن تكون لنا تجربة حول اسلوب التمتع بها وهو حق لشعبنا وللتركمان ايضا، لان اشغال هذه الوضيفة السيادية يعني اننا مشاركون في الوطن. اي نعم قد يكون للوضيفة موقع رمزي، لانها لا تتمتع بصلاحيات كبيرة، ولكن لها موقع اخلاقي ارشادي للدولة ولمؤسساتها، وبالتالي كان من المفترض العمل من اجل نيلها لكي تبقي سابقة يستند عليها. علينا ان نعمل من اجل اقتحام المواقع والوصول اليها لانها حق لنا، وليس فقط دخول حروبها وعدم الاهتمام بالنتائج، وفي الحالة هذه علينا ان نخلق تحالفات مختلفة تلائم كل حالة منها نوع المعركة السياسية التي يجب ان ندخلها، على ان لا ننسى معركتنا الاستراتيجية في العمل من اجل تكوين محافظة خاصة بابناء شعبنا وبالمشاركة مع الازيدية والشبك.
من الواضح ان التوزيع المناصب ليس فقط السياسية الكبيرة، يخضع لنظام المحاصصة، بل الامر امتد ليشمل كل مجالات الحياة، وبهذا فنحن نخسر الكثير، ليس الموارد المادية فقط على ضرورتها، بل الشعور بالكرامة وبالمساواة وبالمواطنة. لا تقوم الدول بتوزيع الاموال على الناس وحسب حصة كل منهم من الدخل القومي، بل تقوم بتنفيذ المشاريع الخدمية والانتاجية وتخطط للمستقبل، والمواطنين يستلمون حصتهم من هذه الخدمات، كحق الا ستخدام او كمقابل مادي عن القيام بالاعمال المنفذة، وعندما تعزل انسان عن القيام بالعمل لانه من الدين او القومية الفلانية، فهذا معناه اهانته في كرامته الشخصية او الفرض عليه لكي يعتنق او يغير ايمانه او قوميته. وهنا لا دور للمواطنة بل الدور كله للعقيدة. صار من الواضح ليس تحديد العنواين الرئيسية لمطالبنا بل ايضا النزول بها الى التفرعات، والاتفاق على ذلك، والعمل من اجل تحقيقها، وبشكل موحدة وتحت تسمية موحدة. 
لا اخفيكم ايها الاخوة بسعادتي بمانسمع، ولكن الفرح لا يعني التصفيق، يعني الدعم والدفع واظهار مواقع القصور والنقص، قبل ان يكون حبورا ورقصا ورفع كؤوس الاحتفال. في مقالات سابقة طالبت بالعمل من اجل توحيد الموسسات الشبابية والطلابية والنسائية والادبية والثقافية. والتي هي الان اذرع للاحزاب المختلفة، ليس الا، وتحويلها الى مؤسسات تهتم بشانها الذي تاسست من اجله، من خلال الاهتمام بتطوير المعرفة القانونية والابعاد المستقبلية. في ظل تنوع سياسي عام يفسح المجال للقاء الاعضاء من مختلف المشارب السياسية والمناطقية واللهجوية والطائفية. مما يخلق ارادة موحدة وشعورا بوحدة المصير. ومثل هذا العمل لا يتم من خلال نشر اعلان او دعوة اعلامية، بل لقاءات اولية واتصالات للوصول الى الادراك الواعي بابعاد الخطوة في مختلف مراحلها، ومن ثم الاعلان عن الخطوات التقاربية مما يخلق الشعور الايجابي بين ابناء الشعب.
لن تعيش الامة بلقاءات زعماءها، بل بالانجازات المتحققة، وواقع امتنا يشي باننا خسرنا الكثير، والسبب نتحمله كلنا قبل ان يتحمله الذي حاول قتلنا وترهيبنا، لان الاخير معروف لنا ان لم يكن بالتحديد ولكن الماضي المؤلم يعلمنا الكثير عنه. صار مطلوبا انجازا والبناء عليه لكي نخلق استمرارية وامل وقوة دافعة لهذه الامة التي ليس لها اي جهة داعمة الا ابناء شعبها. فاذا كان للاخرين من يفكر في ردود افعالهم، فاننا نكاد ان نكون ملغين من مثل هذا الترف، الذي تقدم الامم الاخرى من اجله التضحيات الكبيرة، اعني ان تؤخذ ردود فعلها بنظر الاعتبار المسبق. ليس ما اقوله محاول زرع الياس ولكن وضع الامور في نصابها وقول الحقيقة المرة لكي ندرك ما نحن فاعلون.

230
الطريق سليم، فلنعمل من أجل الاستمرار فيه




تيري بطرس
بتاريخ 5 أيار الحالي نشرت عنكاوا كوم خبر عن زيارة وفد مشترك من أحزاب شعبنا للسيد أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي

         
لو كان الناس يثقون بعضهم بالبعض الآخر، لما وجد شيئا اسمه السياسة، فالسياسية هي فن إدارة الأمور، بحيث يشعر كل من هو في نطاق القضية أنه جزء من الكل وان حقه غير مغبون. في السياسية لا يقول أحد إنه لا يثق بالآخر، ولكن السياسة وجدت لإزالة أي مؤشرات عدم الثقة. الناس لا تتعامل مع الأنبياء ولعل الأنبياء أيضا تعاملوا بالسياسية في أحيانا كثيرة مع الناس لكي يصلوا إلى هدفهم. لو وضعنا مثلا السيد ابلحد افرام مع مجموعة من الناس من غير أبناء شعبنا، فأنا أشعر أنه سيتكلم عن شعبنا واحتياجاته وحقوقه، ولو وضعنا غيره من قادة شعبنا لكان الأمر كذلك، ولكن هذا اعتقاد، ولكي يكون هناك يقين، فعلينا كسياسيين إيجاد مخارج للوصول إلى اليقين من خلال طرح صيغ ندير بها أمورنا بحيث نكون كلنا مشتركين في الأمر بهذه الصيغة أو تلك، لكي نشعر كلنا أننا في الصورة الحقيقية، أننا تعطي ما نؤمن ونعتقد به.
الصيغة الحالية لعمل أحزاب شعبنا هي العمل من أجل الخطاب الموحد، وهو أمر جيد، وهذا يعني أنهم يجتمعون ويتباحثون للوصول إلى مخارج موحدة من قبل الجميع، بعد طرح كل الآراء على الطاولة، ليس هذا فقط، بل إن أن الخطاب الموحد يعني أن نخاطب الكل كواحد مشترك، وهذه الخطوة كانت جيدة ومفرحة لأنها في الطريق السليم.
طبعا السادة المشاركين في هذا اللقاء وإن شاء الله الله في اللقاءات المقبلة، يدركون أهمية توزيع النقاش وطرح الأمور والزوايا التي يجب أن يتم طرح الأمور من خلالها وكل واحد يطرح من زاوية معينة لكي يكتمل الطرح، حيث سيتمكنون من فرض احترامهم على السامع. ولكن الأهم هو أن سلوك هذا الدرب يعني سلوك الدرب الصحيح.
حقا نحن لسنا في زمن الأفراح والمسرات، بل إن ما نعانيه لهو أمر مرعب، لو تصورنا في كل صباح ونحن نصحي من نومنا، فإن أول ما يخطر على البال هو أننا كشعب مهدد بوجوده، فكيف سيكون يومنا يا ترى وهذه أول ما نفكر به في صباحنا؟ والمخيف في حالنا أن خياراتنا ليست كثيرة، لأن أوراق لعبنا قليلة، من المؤسف أن أقول ذلك، ولكنه الواقع. والاعتراف بالواقع هو الأساس للعمل من أجل المستقبل، بلا شك أن هنالك خطوات إيجابية اتخذت منذ أن توافقت مؤسساتنا السياسية في خلق آلية وإن لم تكن ثابتة ومؤسساتية للعمل، وكل عمل يبدأ بخطوات أولية. طبعا هنا لا أطرح بدائل انتحارية كما يقول بها البعض وهي الهجرة ومن ثم اكتساب القوة وبعدها العودة في إعادة تجربة اليهود، التي لن تفيدنا وليست ملائمة لنا أبدا، وأساسا نحن في الوطن ولنا جاليات كبيرة في الخارج منذ أكثر من قرن وتتغذى بالمهاجرين الجدد، فهل تدعم الجاليات العمل القومي؟
صار لدينا لجنة إعلامية وهذا جيد، إذا ليكن لنا وفد موحد للتفاوض، بمعنى أن يكون هناك أشخاص محددين لا يتم تبديلهم بين الفينة والأخرى، لكي يكون لنا أشخاص متمكنين ويمتلكون خبرات متراكمة.
صار من الواضح أن العمل القومي في بلدان المهجر لا يرتقي إلى العمل القومي في الوطن، بمعنى يجب أن يكون رديفه في العمل، يعاونه ويدعمه، ويستمد منه الأمل. الظاهر أن كشعب، الانقسامات والصراعات الداخلية تثيرنا أكثر للعمل، أي أن جل جهدنا يمكن أن نبذله لمعاداة غريمنا من أبناء أمتنا، أكثر مما نبذ الجهد لدعم الخطوات الإيجابية والوحدوية. وهذا أمر خطير قد يرقى إلى أن دعاوانا القومية هي دعاوي فوقية وأننا لا زلنا في مرحلة الصراعات العشائرية/ الحزبية التي ترتقي لدينا إلى كونها أهم من المصير القومي. من المؤسف الإقرار بان الانقسامات وحالة التشرذم وواقع شعبنا في العراق يلعبان دورا مهما في الحالة السلبية التي يقفها شعبنا في المهجر، فالانقسامات الحزبية والتسموية والانتماءات الوطنية، ومن ثم دخول العامل العشائري وحتى الكنسي في دعم هذه الانقسامات، كان له دوره في تحجيم دور المهجر وإضعافه. اليوم على مؤسساتنا القومية أن تتخذ خطوة أساسية في دعم الشعب ومواقفه السياسية في الوطن بكل السبل، ولكن بأخذ السلبيات التي جرت سابقا بنظر الاعتبار. أي ألا يصل التحزب إليها ويكون الشعب هو الضحية مرة أخرى.

من الواضح أنه صار من الواجب اقتران الخطوات التقاربية الحالية بخطوات أكثر جذرية في المؤسسات القومية المهنية (الطلبة، النساء، الأدباء) وتحويلها إلى مؤسسات واحدة وتعمل على أساس مهني ولا تسير بمنهج حزبي، برغم من إقرارنا بحق اي حزب في الترشح لقيادة هذه المؤسسات كسبيل لإظهار إمكانياته وقدراته ولكن ضمن إطار العمل الموحد والغير الحزبي، أي المبني على دراسة القضايا والخروج بقرارات ذاتية وليس إملاءات حزبية. إن خطوة كهذه تعني أن الأطراف العاملة في الوطن جادة في عملها الوحدوي، فالعمل الوحدوي عندما ينبني على أساس القاعدة الموحدة سيبني قيادة موحدة وواعية لوحدتها ومتعايشة معها بتجارب وخبرات متراكمة. تبقى كلمة وهي عدم إرهاق هذه المؤسسات بمصاريف هي مظاهر أكثر مما هي أداء دور في تطويرها، مثل إصدار صحف أو مجلات أو ما يرهق ميزانيتها ولا يأتي بنتائج إيجابية.

231
المنبر السياسي / شعبنا إلى أين؟
« في: 22:15 03/05/2011  »
شعبنا إلى أين؟



تيري بطرس
أهداني الأخ القس عمانوئيل بيتو مشكورا، نسخة من كتاب سورما خانم من تأليف كليبروبيل يعقوب وترجمة الأستاذ نافع توسا مراجعة وتقديم الأب الدكتور يوسف توما مرقس ومن منشورات مجلة الفكر المسيحي، والكتاب يتحدث عن دور هذه السيدة في تاريخنا ومعاناتها الشخصية والمظالم التي تعرضت لها، سواء من القربى أو من المنافسين والطامحين. لن أدخل في تقييم الكتاب فاي كتاب باعتقادي يضيف لنا شيئا أو أشياء جديدة فما بالك بكتاب يتكلم عن سيدة يمكن أن يقال عنها إنها حقا تعرضت لظلم كبير ولم يتم تقييمها ضمن إطار الإمكانيات المتوفرة أو الظروف المحيطة (انصح القراءة بالاطلاع عليه) هذه السيدة التي كانت حقا مهتمة بمصير شعبها، وحاولت بكل السبل الممكنة والمتوفرة ،العمل من أجل إنقاذه، والمثير أن هذا العمل كان حقا نابعا من وعي قومي كامل وان شابته مسيحية وإيمان قوي لا يتزعزع، رغم أنه يمكن أخذ مأخذ على العمل القومي لسورما خانم إلا أنه يبقى أن نقرأ ونقيم ضمن الاطار والواقع الذي عاشته. تبقى هذه السيدة طوال مسيرتها مشغولة بسؤال أساسي، وهو ايا ترى هل بمقدورها أن تعمل شيئا لشعبها؟ لكي تنقذه من المصير المحتوم والذي كان يؤرقها وهو الزوال والذوبان. إنه نفس السؤال الذي يشغلنا ويؤرقنا منذ ذاك ولحد الآن ولا نكاد نجد له إجابة، وكلما اعتقدنا أننا وصلنا إلى تلك الإجابة من خلال طرح مشاريع مثل الحكم الذاتي أو المحافظة تخرج لنا ومن أبناء شعبنا، أطراف تدعي اهتمامها بمصيره وتحاول نسف كل ما ندعي له لكي لا يبقى شعبنا مرتبطا بتراثه وتاريخه وعاداته ولغته، ولكي ينصهر في بوتقات أخرى ناسيا ماضيه وميزاته وخصوصيته حتى في النظرة إلى مسيحيته، هذه الخصوصية النابعة من هذا التاريخ وفهم التاريخ.
في مقالة لي قلت إن شعبنا قبل عشرة سنوات أو مائة أو مائة وعشرة، هو نفسه، ونفس المعاناة ونفس المشاكل ونفس الانتكاسات وبنفس المخاوف ، نعم أيها الإخوة بعد أن خرج شعبنا مثخنا بالجراح بعد الحرب الكونية الأولى وتم ابادة أكثر من نصفه ، صار الجميع يعيرنا بقلة عددنا ويتم نسياننا ويتم هضم حقوقنا بحجة أن الألعاب السياسية وصراع القوى لم يكن لصالح شعبنا’، هنا تذكرني عبارة لكاتب إنكليزي يقول فيها إن الآشوريين لم يتفهموا التعب والإرهاق الذي أصاب الحلفاء بعد الحرب، مبررا تناسي حقوق شعبنا، بكل بساطة. كان على قيادات شعبنا ألا تطالب بأي شيء لان الحلفاء قد أخذ منهم التعب والإرهاق وكان على هذه القيادات أن تراعي ذلك وألا ترهقهم بطلباتها، وهذا الأمر وبكل تفاصيله يتكرر الآن من قيادات العراق ، فهي في خضم صراعها على الحصص وتوزيع المغانم في ما بينها، نر ان هذه القيادات متبرمة من أي مطلب لشعبنا مهما كان بسيطا أو مهما كان يساهم في ترسيخ الوحدة الوطنية.
لن أخدع شعبي وأطرح عليه اتخاذ مواقف لا تنسجم مع قدراته وإمكانياته، لان إيماني بالعمل السياسي يقول لي إن أي شعب تلهى بطرح الشعارات فإنه سياكل القشور ولن يصل إلى أي هدف، ولعل واقعنا الحالي هو نتيجة لأننا سرنا خلف الشعارات الكبيرة فضيعنا الكل. ولكن الإشكالية الأساسية التي من واجبي طرحها أمام الجميع هي أن كل الأمم تتطور وتتقدم ومن خلال هذا التطور والتقدم تواجه مشاكل ومعيقات جديدة، ولكننا بقينا أسرى نفس المشاكل ولا زلنا ندور في نفس الدائرة المغلقة، والتي لم نخرج منها، ألا وهي الالتهاء بما يقسمنا وبما يفرقنا وبما يجعلنا أجزاء صغيرة قابلة للبلع وللالتهام ولكي ترمى كحالة معيقة أو معرقلة ولا فائدة يرجى منها. اذا الا  ينطبق علينا وصف اليهودي الكاره نفسه هذا الوصف الذي وصف به بعض اليهود ممن وقفوا حجرة عثرة في تحقيق طموحات شعبهم؟
 نعم ممكن لهذا الوصف أن ينطبق على أطراف متعددة في شعبنا، ومن الزاوية التي ينظر فيها المرء للامور، إلا أنه بالتأكيد ينطبق على كل فعاليات شعبنا السياسية والكنسية، حينما تجد أن مصير الشعب محفوف بالمخاطر لا بل بالزوال والانصهار، ولكنها تبقى أسيرة أمور لا تقدم ولا تؤخر لا بل إن جل هذه الأمور هي مخاوف وهمية وصراعات تافهة.
من خلال متابعة ما يحدث في المنطقة ((العربية)) من المغرب إلى العراق، ثبت لدينا أننا نعيش قي إقطاعيات أكثر مما نعيش في دول تسيرها المؤسسات الدستورية، فالقضاء مخترق، والسياسية رعناء وشخصية ولا تعمل من أجل الوطن، والجيش أداة في يد القابض على الحكم، والأمن جهاز يعمل من أجل ترسيخ سلطة الحاكم ، لقد عملت قيادات هذه البلدان كل ما من شأنه لكي تبقى في السلطة ولأطول فترة ممكنة، الغريب أن هذه الأنظمة رغم اختلافها وخلافاتها (من اقصى اليسار الى اقصى اليمين المدعي فقي الحالتين)  فإنها كانت تلجأ إلى الحكومات الغربية لضمان استمرارها، بترسيخ خوف الغرب من أن من سيخلفهم ومن سيتول الحكم بالآليات الديمقراطية هم الاسلاميين، لقد صنع كل حاكم إسلامييه الخاصين لكي يقوم بإرهاب الدول الغربية من مجرد التفكير في تغييره، لا بل لدعم بقاءه بالدعم المالي والعسكري والسياسي. وهذا إن لم يكن عمالة سياسية فهو بالتأكيد عهر سياسي.
قامت الحكومات العربية بشد المجتمع نحو الخلف، من خلال تشجيع الممارسات الإسلامية بكل صورها، العبادات والملبس ونشر الفكر الديني والغيبيات وكل ذلك لسبب وجيه واحد ألا وهو البقاء لأطول فترة ممكنة في السلطة. ماتت السياسية في هذه البلدان وحضرت القوة في كل مناحيها. وإذا كان العرب قد تأذوا من هذه السياسات رغم كون كل ما فيها عربيا أو ينطق بها، فكيف حال أبناء الأقليات ضمن هذه الشعوب؟ لقد عانت هذه الأقليات معاناة كبيرة ثقافية وسياسية واجتماعية وحتى دينية من خلال حصر حريتها الدينية بممارسة الشعائر وضمن ما تسمح به السلطة. إن شعبنا يحمل إرث كل هذه المعانة بالاظافة إلى انقساماته الأميبية والغير المفهومة في الغالب وعلي الأكثر نتيجة للاضطهاد الأكثري.
في خضم كل هذه الصراعات يظهر الشعب الكردي ممسكا بزمام أموره وبثقة عالية، ففي أغلب بلدان تواجده يكاد أن يكون العامل الذي تتودد إليه الأطراف الأخرى لكي يكون موقفها أقوى، وهذا ملاحظ في العراق وسوريا، وفي تركيا التي كان محرما قبل بضع سنوات التكلم عن الكورد، بات الاعتراف بالقضية الكوردية ووزنها أمرا عاديا، ولعل محاولة رفض بعض مرشحي حزب السلام والديمقراطية (الحزب الكردي) والتراجع عن ذلك يدللنا على مدى قوة الطرف الكردي في المعادلات الوطنية و الإقليمية، ويدللنا على قدرة الكورد على اللعب السياسي .
الواقع الراهن لا يتطلب الاستسلام، ولكن علينا أيضا عدم الركون إلى السكينة وانتظار غودو الذي لن يأتي أبدا، بل يتطلب من قوانا السياسية اتخاذ خطوات تقلب ولو جزء من المعادلات لصالح شعبنا ولو من خلال تقديم تضحيات حزبية لصالح الشعب وحقوقه. إن البكاء على ديموغرافتنا الضعيفة لن يفيد، لقد كان أمامنا فرص طيبة إلا ننا لم نستغلها إلى أن ضاعت، اليوم مطلوب ألا نضيع فرص أو يجب أن نخلق الفرص لكي نتواجد في الساحة بقوة أكبر.المؤسسات السياسية والدينية مطالبة باكتشاف الحلول المطلوب الوصول إليها، لأنها مهمة هذه المؤسسات أولا وأخيرا، أن كانت هذه المؤسسات في وارد التفكير في إنقاذ شعبها؟

232


طالع على الشرق الاوسط، ليوم 8 شباط 2011 ،هل يمكن استنتاج ما حول ذلك؟ ليس لدي تعليق اخر

طالباني يصر على اختيار نائب تركماني له.. ويطلب من البرلمان تعديل القانون

بغداد: حمزة مصطفى
قدم الرئيس العراقي جلال طالباني أمس طلبا إلى البرلمان العراقي لتعديل قانون نواب رئيس الجمهورية بحيث يرتفع عددهم إلى أربعة نواب بدلا من ثلاثة بهدف إتاحة الفرصة لترشيح شخصية تركمانية لشغله. وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن «التعديل يتضمن إضافة نائب رابع إلى نواب الرئيس الثلاثة، وترشيح شخصية تركمانية لتوليه إنصافا لهذا المكون القومي الذي عانى لسنوات طويلة من حيف النظام الاستبدادي». وأشار بيان الرئاسة أن «رئيس الجمهورية رشح ثلاثة أسماء لشغل مناصب نواب رئيس الجمهورية وفقا لقانون نواب رئيس الجمهورية الذي صوت عليه البرلمان خلال الفترة الماضية وهم عادل عبد المهدي عن التحالف الوطني، وطارق الهاشمي عن القائمة العراقية، وخضير الخزاعي عن التحالف الوطني».

من جهته أكد رئيس حزب القرار التركماني فاروق عبد الله في تصريح خاص لـ «الشرق الأوسط» أن «هذا الإجراء الذي أقدم عليه الرئيس جلال طالباني يهدف إلى إنهاء الجدل الخاص بهذا الموضوع والذي ظل مستمرا منذ أقل من شهر بخصوص الكيفية التي يمكن معها منح منصب النائب الثالث لرئيس الجمهورية للمكون التركماني». وردا على سؤال بشأن الأسباب التي حالت دون حصول التركمان على هذا المنصب على أساس كونه استحقاقا قوميا قال عبد الله «إن الوضع الانتخابي وطريقة احتساب النقاط وغيرها من الأمور حالا دون أن يتمكن التركمان من الحصول على هذا المنصب»، مشيرا إلى أن «هدف التركمان هو ليس فقط إكمال نصاب عددي داخل مجلس الرئاسة أو شيء من هذا القبيل بل لأنهم يريدون أن يلعبوا دورا حقيقيا في هذا البلد وهذا لا يمكن أن يتحقق دون مشاركتهم بفاعلية في المناصب السيادية العليا».

وحول الكيفية التي يمكن معها التوصل إلى اختيار المرشح المناسب لهذا المنصب قال القيادي التركماني إن «الرئيس طالباني قدم طلبا بهذا الخصوص وهو ما يتوجب على البرلمان العمل به لأن الهدف بالأساس هو إنصاف المكون التركماني، علما بأن التركمان موجودون في كل القوائم الانتخابية وكل الوظائف ويخدمون بلدهم بكل إخلاص ونزاهة». وفيما إذا كانت هناك شخصية تركمانية مرشحة لهذا المنصب وما إذا كانت المحاصصة الطائفية داخل القومية التركمانية ستلعب دورها في اختيار المرشح على هذا الأساس، قال عبد الله «إن مثل هذا الموضوع هو الآن موضع بحث لكن التركمان سوف لن يختلفوا بهذا الشأن وهناك أكثر من شخصية تركمانية مرشحة لشغل هذا المنصب».

وكان البرلمان العراقي قد صوت في التاسع من يناير (كانون الثاني) الماضي على مشروع قانون اختيار نائب أو أكثر لرئيس الجمهورية بالأغلبية والذي حدد ثلاثة نواب للرئيس، من دون التصويت على الفقرة الخاصة برواتبهم. وينص مشروع القانون على أن يختار رئيس الجمهورية عند تسلمه مهامه الدستورية نائبا أو أكثر وطرح هذا الترشيح على مجلس النواب للمصادقة عليه بالأغلبية عند تحقق النصاب. كما نص مشروع القانون على أن يمارس نائب رئيس الجمهورية الصلاحيات التي يخولها رئيس الجمهورية له من الصلاحيات المنصوص عليها في المادة (73) من الدستور وأي صلاحية رئاسية أخرى واردة في الدستور.

وفي سياق متصل أكد المتحدث باسم «الجبهة التركمانية - القيادة الشرعية» أن التركمان في مدينة تلعفر التابعة لمحافظة نينوى سينظمون اعتصاما احتجاجا على تهميشهم وعدم منحهم منصب نائب رئيس الجمهورية. وقال إلياس نوري إلياس في تصريح صحافي إن التركمان سيقدمون شكوى إلى رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وإلى هيئات دولية، وسينظمون اعتصاما في تلعفر، بسبب حرمانهم من منصب نائب رئيس الجمهورية. ولم يحدد إلياس موعد هذه التظاهرة.
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=607371&issueno=11760


233
تمييع مطالبنا، اقتراح رئيس الجمهورية مثالا






تيري بطرس
من الواضح أن تطلعاتنا كشعب، يمتلك مقومات حضارية ثقافية، ومخاوفنا الجدية كأبناء للعراق، لا تأخذ من وقت القيادات السياسية إلا الوقت المخصص للقول إن المسيحيين هم أبناء العراق الأصليين، ونستنكر ما يتعرضون له!! ولكن في الواقع هناك تجاهل تام لكل ما يطلبونه وما يضمن وجودهم لا بل يمكن القول من خلال استقراء ما يحدث على مستوى تحقيق مطالب شعبنا أن البعض يريد التخلص من هذا الهم المسيحي إلى الأبد لأنه يحمل ثقافة مستنيرة قد يعدي الآخرين بها . ولعل ما اقترحه الأستاذ جلال طالباني رئيس جمهورية العراق، كان خاتمة المطاف نحو تمييع مطالب أبناء شعبنا. إننا إذ لا نشكك في نيات أحد ومنهم السيد رئيس الجمهورية، إلا أنه من حقنا أن نتساءل هل إن المسيحيين، هم جالية أجنبية أو مجموعة من الأطفال الغير المؤهلين لأدار شؤونهم أو أنهم مجموعة من المعاقين، يراد العمل من أجل تنظيم شؤونهم وإدارتها لأنهم عاجزين عن ذلك بسبب عوقهم العقلي أو البدني. كما أنه من حقنا أن نتساءل إن كان مقترح (مكتب لاادرة شؤون المسيحيين) هو فقط لإشغال الناس به فترة ومن ثم يضع في درج النسيان؟
من الملاحظ أن هناك تمييع لكل ما نطالب به كمجموعة سكانية لها خصوصية ثقافية ولغوية وحضارية معينة، في حين أن الأطراف السياسية تهتم بمصالحها السياسية وتعمل كل ما تستطيع من أجل هضم حقوق الآخرين، من خلال توجيه البلد ومستقبله على أساس موازيين القوى، ومبدية الاستعداد لممارسة كل شيء من أجل تحقيق ذلك.
لا يمكن أن نبرئ الذات مما ما يصيبنا، فهذه الحقيقة يجب أن تكون دوما أمام أنظارنا وإلا فإننا غير مستعدين لأي إنجاز، وستبقى حقوقنا ومطالبنا ترمي في سلو المهملات، ولن يكلف الآخرين أنفسهم أكثر من طبطبة على الظهر وإبداء الحزن الكاذب. فالانقسام التناحري الذي مارسته أطرافنا السياسية بعضها ضد الآخر، ورغم النداءات المختلفة والاقتراحات المتعددة، جعل هذه الأطراف خاوية القوى، هذا من طرف ومن الطرف الآخر، قيام بعض الأطراف الكنسية بالعمل لحسابها الخاص، وتحقيق أجندتها العاملة لحرمان شعبنا من حقوقه القومية والعمل من أجل حسابه كأقلية دينية لا غير، ولعل تصريحات بعض الأطراف عن أن شعبنا لا يريد تقسيم العراق، ويعمل من أجل وحدة العراق، رغم أن أي طرف من شعبنا لم يطالب بالتقسيم، في رد غير مباشر على مطالب شعبنا المحقة في الحكم الذاتي، وهو ليس تقسيما بل إنه أقل من الفدرالية المطبقة، والنغمة المكررة هذه تتناغم مع دعوات الأطراف القومجية العربية وبعض الأطراف الإسلامية، التي لا ترى في الوطن إلا هوية دينية وقومية معينة. نحن لا ننكر أن يكون لرجل الدين رأيا سياسيا، فهذا حق إنساني، ولكن أن يحاول التكلم باسم المؤسسة أو الشعب، فهذا ليس مطلوبا ويجب أن يتم وضع الحد له. إن شعبنا أمام المذابح التي يتعرض لها، بات بحاجة لعملية إنقاذ حقيقية معتمدة، على وضوح مطالبه في قيام صيغة تمكنه ليس من ادارة شؤونه فقط، بل لصياغة مستقبله، من خلال قدرته على تشريع القوانين المسيرة لشؤونه، وإنفاق ميزانيته في ما هو ضروري ويعزز وجوده ويحفظ امنه. على رجال الدين أن يدعم المطلب المحق لشعبنا، وإذا كان عاجزا عن ذلك، فعليه أن يستقيل من ادعاء أنه يبشر برسالة المحبة، فهل هناك محبة أكثر من ضمان حياة ومستقبل وثقافة من يتعرض للذبح الدائمي، لا ذنب له غير أنه يحمل هوية أخرى؟
لا يمكن تجاهل التطورات الإيجابية الأخيرة في موقف مؤسساتنا السياسية والتي يجب أن تدعم وتساند، ولكن في إطار مؤسساتي اكثر وضوحا، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى دفع التطورات الإيجابية لكي تترسخ من خلال تقديم الاقتراحات لتطوير ذلك.  وعليه بات من الضروري قيام لجنتين من قبل تجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الآشورية، إحدى اللجنتين تكون مكلفة بالتحاور مع المكونات الازيدي والشبكي المندائي، لخلق وحدة في الطروحات والتقديم باقتراحات محددة، وجعل مقترح إقامة منطقة الحكم الذاتي مطلبا جماعيا وجاذبا، هذه المنطقة التي ستكون الإدارة فيها مشتركة، وتلتزم بالقيم العلمانية وحقوق الإنسان ولكنها ستعمل على الحفاظ على مميزات المكونات كلها في إطار من التعايش المشترك. وخصوصا أن الجميع بات يدرك أن هناك محاول لفرض ألوان معينة وكل في منطقته، على أساس موازين القوى كما قلنا. أما اللجنة الأخرى فتناط بها مسؤولية الاتصال بالمكون التركماني لشعبنا، ومحاولة إخراج التركمان من قوقعة رفض كل الطروحات أن استفاد منها الكورد، إلى رحاب تحقيق مصالح جميع المكونات العراقية وخصوصا المهمشة، ودفع التركمان لتبني نفس مطالبنا من خلال تبيان خطورة السياسيات التي تنتهجها بعض الاطراف، وعلى التركمان عدم الركون الى تركيا، فتركيا ممكن من اجل مصالحها الوطنية ان تضحي بتطلعات تركمان العراق . على أن تكون اللجنتان مخولتان ولها القدرة للدخول في حوارات معمقة مع هذه الأطراف، وأن تتسلح بالأجوبة لكل الأسئلة التي يمكن أن تطرح، وأن تضع في حسبانها العمل من أجل المصالح، مصالح كل الأطراف، وتبيان محاولات الأطراف الحوتية في هضم وقضم كل ما يحق للآخرين.

234
العيد وكريستوف يلدا وسركون لازار




تيري بطرس
العيد
بعد أيام سنستقبل عيد ميلاد رسول المحبة، رسول القيم الإنسانية. ولكن هل بقي في القلب مكانا للفرحة والسرور كما كان في سابق الأيام، ماذا يمكننا القول في هذه العيد؟
إخوتي أخواتي أبناء شعبنا، أعزيكم بمن فقدتم وهم كانوا كثيرين وغاليين علينا وعليكم، فقدناهم ليس لان الموت حالة طبيعية والحياة تستمر رغم ذلك، لا، بل فقدناهم لأنهم كانوا يحملون هذه الهوية التي نحملها، لأنهم كانوا يقولون عن أنفسهم أنهم مسيحيين، ولأنهم كانوا يفرحون ويسرون بالاحتفال بعيد الميلاد هذا. أعزيكم لان المزيد منكم ومنا في طريق الجلجلة نحو المجهول، تتقاذفهم أمواج البحار وعواصف السماء وترميهم شذرا مذرا، في كل الأصقاع، بلا رابط بلا هوية بلا أي شعور بالكرامة الإنسانية. لا يمكن في مثل حال شعبنا أن نهنئ أنفسنا، وعلي آي شيء نهنئ ذاتنا، على واقعنا العصيب، ومستقبلنا المظلم وطريقنا الممتلئ بالمصاعب والمخاوف والرعب. ولد في النفس أملا ضئيلا، حينما رأينا اجتماع القيادات السياسية لشعبنا، قلنا لعلي وعسى، والأمل لا يخبو سريعا، ولكن ما نلاحظه، أن ما يمارس كانه يمارس وشعبنا يرفل بكل مظاهر العز والتقدم والسلام، من خلال البطء وعدم الجدية في طرح الجديد، ولعل الكل لا يملك جديدا، وهنا هي الطامة فالكل في دائرة مغلقة من اللف والدوران. عيد وبأي حال عدت أيها العيد.
هل سنستفيد من طاقات أبناء شعبنا
في مؤتمر لندن للمعارضة العراقية طرحت على بعض الإخوة فكرة أن يشارك كل أبناء شعبنا ومن مختلف التنظيمات السياسية المتواجدين في المؤتمر في اللقاءات الخاصة بشعبنا، ولكن فكرتي لم تلقى النجاح أو التأييد حينها. والمعروف أن لشعبنا أبناء متمكنين وقادرين ولهم مواقعهم الخاصة والمؤثرة التي يمكنهم من خلالها خدمة الشعب وإيصال رسالته ومطالبه ودعمها والدفع بها إلى مواقع القرار.
سررت واعتقد الكثيرين من أمثالي بإعادة انتخاب الأستاذ كريستوف يلدا لعضوية المجلس القيادي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وهنا إذا أهنئه على منصبه وموقعه هذا، فإنني مدرك أن إمكانيات وقدرات وخبرات الأستاذ كريستوف يلدا تؤهله تماما لأي موقع يتسنمه من ناحية ومن ناحية أخرى أن أبناء شعبنا معروفون بأنهم مبدعون حينما يجدون أنفسهم في الموقع الملائم والقادر على الإنتاج والتطوير.
ولكن ليس الأستاذ كريستوف يلدا وحده من هو في موقع مؤثر يمكن أن يخدم شعبه وتطلعات الشعب من خلال هذا الموقع، ففي الحزب الديمقراطي الكوردساني يجد ووجد الكثيرين ومنهم المرحوم الشهيد فرنسوا الحريري والأستاذ سركيس اغاجان ، اللذان قدما الكثير لشعبهما ولا يمكن نسيان الخدمات والإنجازات البانية للعيان التي قدمها ويقدمها الأستاذ سركيس اغاجان، كما يوجد الأستاذ فوزي الحريري ، وكذلك في الحزب الشيوعي وحاليا يتواجد البعض من أبناء شعبنا في مواقع ادارية وقيادية في الدولة من خلال علاقاتهم مع أطراف سياسية أخرى كمستشار السيد المالكي السيد جورج باكوس. إننا نتطلع من هؤلاء الأبناء والذين نعتقد أنهم يحملون الكم الكبير من الهم القومي، وتطلعهم أصيل، لا بل يمكن القول إن انتماءهم إلى هذه الفصائل العراقية والكوردستانية إنما جاء في أغلبه لتحقيق تطلعاتهم القومية. إننا مدركون أن يكون لهؤلاء الأبناء راي واعتقاد خاص، ولكن الواقع القومي وما يتعرض له شعبنا من حملة إبادة منظمة ومحاولة قلعه من أرضه بكل الوسائل، تتطلب منهم ارتقاء إلى موقع الموحدة والدافع للامور إلى تحقيق طموحات شعبنا الحقيقية وعدم النظر إلى من طرح أو دعا إلى تحقيق تلك الطموحات. إن أحد أسباب عدم تقدمنا هو وجود خلافات غير منطقية تعرقل دفع مطالب شعبنا إلى الأمام بين بعض من هذه الأطراف، وتصفية الخلافات الخاصة من خلال المواقف القومية، مما يجعل شعبنا يدفع الكثير، والمطلوب ليس إلا أن ينظروا إلى مطالب شعبهم بغض النظر عن خلافاتهم.
إننا إذا نهنئ الأستاذ كريستوف على منصبه هذا نعيد أملنا بان نراه يخطو المزيد من الخطوات في طريق التقدم والارتقاء في مواقعه وأن يكون تلك اليد المساعدة لتحقيق آمال شعبه.
سركون لازار
قبل فترة اطلعت على ما كتب عن محاول السيد يونادم كنا ترشيح السيد سركون لا زال ليكون الممثل المسيحي في مجلس الوزراء، والظاهر أن من كتب ذلك كان من صفوف الحركة الديمقراطية الآشورية أو ممن يعرف بواطن الأمور فيها. ففي الوقت الذي نهنئ السيد سركون لازال على منصبه هذا، متمنين أن يجعله في خدمة وطنه وشعبه، وخصوصا أن وزارة البيئة باعتقادي مهمة رغم أنها ليست كذلك في العرف السياسي العراقي، لان البيئة آخر اهتمامات الناس وخصوصا الحكومة، وبالأخص أن الحكومة الظاهر قد نضفت البيئة مسبقا بغلقها الأندية ومنعها الكحول وتقيدها للحريات الأساسية للإنسان، وقريبا إن شاء الله فرضها الملبس الموحد نساء ورجالا وبذا فإن البيئة ستكون نظيفة لأنه لن يكون فيها المخالف. إلا أنني أود القول إن البيئة في العراق مدمرة حقا، ومن دمرها هي الممارسات الحكومية السابقة وخصوصا في زمن الطاغية وما أعقبها في زمن حرية القتل والتدمير والتخوين. ولذا فاعتقد أن السيد سركون لازار ممكن أن يجعل وزارته موقعا لإظهار قدراته وإمكانياته، والتي يمتلكها أبناء شعبنا لأنهم مجدون في العمل وتقديم الأفضل، ومن هنا اقترح على السيد سركون لازار أن يخدم العراق من خلال برنامج واسع لتشجير وإصلاح المنطقة الواقعة غرب الموصل نحو الحدود السورية، باعتقادي أنه لو تشاركت الحكومة العراقية وحكومة إقليم كوردستان وحكومة محافظة الموصل في خطة لتشجير هذه المنطقة الواسعة، فإن خير ذلك سيعم المنطقة الشمالية كلها. وهذا أمر يتعلق بالبيئة ويتعلق بإعادة المنطقة إلى طبيعتها كمنطقة زراعية ومجلبة للخير، بدلا من تركها تزحف على ما تبقى من أراضي العراق.
ولكن ما لفت نظري في توزير السيد سركون لازار، أننا لا نتعلم من الدروس، فحسب علمي أن السيد سركون لازار لن يضيف لنصيب الحركة الديمقراطية الآشورية سياسيا ولنصيب العمل القومي أمرا جديدا، وهذا ليس انتقاصا من شخص السيد سركون لازار، بل إن الواقع يقول ذلك. ففي أي عملية سياسية هناك حساب ربح وخسارة، وتوزير السيد سركون لازار  وإن كان حقا للحركة يمكن الادعاء به، إلا أنه كما قلنا من خلال حساب الربح والخسارة السياسية لن يضيف أي شيء على حساب وحدة وتمتين العمل القومي أو حتى على حساب الحركة كتنظيم سياسي. يمكن القول إن الوزارة قد منحت لشخص مقابل خدمات قدمها ويراد تكريمه، ولكننا وحسب متابعتنا لم نجد أي جهد متميز من قبل السيد سركون لازار، إلا إذا تم اعتبار ذلك كعربون شكر للسيد يونادم كنا، جراء تصريحاته الغير المنطقية والغير الملائمة لواقع ما يتعرض له شعبنا. وهذا يذكرنا بتوزير السيد أنور جبلي شابو الذي لم يقدم أي رسالة سياسية إلا محاولة تكريم أشخاص من خلال ذلك. إن شعبنا بأمس الحاجة إلى عوامل زيادة رقعة ولحمة تحالفه في هذه الظروف، وعليه باعتقادنا أنه من خلال مثل هذه الممارسات يمكننا أن نقدم رسالة سياسية  لشعبنا وهي أننا كلنا واحد ونعمل بيد واحدة من أجل انقاذ شعبنا، ومع الأسف أن توزير السيد سركون لازار انصب في خانة الحجي شيء والعمل شيء آخر، فهل نعود ونقول إن الثلج لن يترك عادته وسيبقى باردا.

235
سيروا ولا تنظروا للخلف





تيري بطرس
قد يغري القرار الأحادي، بكونه سهل الاتخاذ، وقد يصيب هذا القرار مرة ولكن بالتأكيد سيخطئ القرار الانفرادي مرارا وهذا ما تعلمناه من كل التجارب السياسية لشعبنا وللشعوب المحيطة بنا،والقرار الانفرادي يعني الانقسام والتشرذم، ومنح الآخر اليد للدخول إلى البيت الداخلي.إن معاناة شعبنا خلال السنين الماضية، وإن لم يكن سببها الرئيس انقسام وتشرذم وتقاتل قوانا السياسية، إلا أن استمرار هذه المعاناة، واتخاذها أبعاد كثيرة وزرعها لليأس والقنوط والدفع للهروب، كان سببها بالتأكيد هذا التشرذم والتقاتل والانقسام.
لا يوجد موقف سياسي معين يفرض على القائد السياسي اتخاذ قرار بشأنه في تلك اللحظة، وان وجدت مواقف معينة تتطلب قرار، نتيجة لتطور المناقشات، فالسياسي يدرك من خلال الحوارات التي أجراها مع زملائه من حزبه أو من الأحزاب الحليفة، التوجه العام للقرار، وبالتالي عليه الالتزام بهذا التوجه، ولا أعتقد أن الأمة وقواها مستعدة أو تطلب الانتقام من سياسي اتخذ قرارا كان متسقا مع التوجه العام ولم يكن يتضمن كل ما تتمناه الأمة. ومن هنا نود التأكيد، أن على السياسي أي سياسي ألا ينجر لأي سبب كان لدعوات الانفراد مدفوعا بسهولة اتخاذ القرار، أن هذا معاناة العودة إلى المربع الأول أي العودة إلى التشرذم والانقسام. وألم يكن الانفراد سببا للانقسام ؟
قد تشعرون أحيانا بان الوضع غير قابل للتغير، أو أن قوتكم لا تستطيع ذلك، ولكن لو تحاورتم، ووضعتم الأمور على الطاولة، أنني متأكد من أنكم ستجدون الحلول، ليس الحول السحرية، بل الحلول الواقعية القابلة للتنفيذ. سيروا بخطى ثابتة وان كانت هادئة، ولكنها يجب أن تكون مصممة على بلوغ الأهداف الآنية والبعيدة المدى. ثبتوا وقدسوا اجتماعاتكم، لا تتركوها للظروف، بل يجب أن يكون هناك سبب دائمي للاجتماع وإن كان استكان شاي. ولكنني متأكد بان وضع شعبنا الحالي، يتطلب الاجتماعات الدورية،على مستوى القيادات أو على مستوى الهيئات واللجان المتخصصة.وبالتأكيد أن المقترحات المطروحة والأفكار المتداولة على الساحة القومية لشعبنا أو على الساحة الوطنية (العراقية، الكوردستانية) تتطلب الاجتماعات الدورية والنقاش المسؤول، وليس فقط لأغراض التقاط الصور. إن إيجاد سكرتارية لإدارة الاجتماعات والتحضير لها أمر مهم، لان الانتظار دعوة لعقد الاجتماعات من طرف ما منكم، قد تجعل العمل القومي مرتهنا بقرار هذه الجهة، ولكن سكرتارية تصب فيها كل المقترحات المطروحة للنقاش المقبل، ستجعل الجميع على دراية بما هو مطلوب التحاور فيه، وستجعل الجميع أمام مسؤولياتهم تجاه تحقيق ما مطلوب منهم وعدم التهرب من التحضير له.
لقد شاهدتم وسمعتم حالة الانشراح والفرح التي تلت لقاءاتكم، أنها حالة بسيطة أمام حالة الالتفاف من حولكم مرة أخرى أن واصلتم وعملتم بجد وبنشاط وبإطار موحد. فلا تبخسوا شعبكم فرحة ينتظرها. الشعب ليس بحاجة لقائد، بل لقادة، ليس بحاجة لكادر واحد بل لكوادر، أنه بحاجة لكل الأيدي الخيرة والتي تعمل من أجل سب الجهد كله في مصب واحد، اسمه مصلحة الشعب والوطن. الوطن حالة مجازية، الوطن ليس الأرض فقط، بل هو القانون والاقتصاد والكرامة، ولذا نرى الناس تتناقش وتتحاور وتتألف لأجل صياغة الوطن بالصورة التي تراها هي، فما هي رؤيتنا لوطننا ونحن ضمنه، هل وضعنا تصورا موحدا، أنه عمل جبار يتطلب النقاش والحوار البناء وليس تصريحات آنية ومرتجلة. تصورا يمكننا أن ندافع عنه أمام شركاءنا ويمكننا أن نحققه وننجح به، ويكون لشعبنا املأ يصبوا ويعمل لأجله موحد القوى.
انتم تحت المراقبة، ستاتيكم اقتراحات وانتقادات ومحاربة ايضا من البعض، فاعلموا انكم لستم بالهة بل بشر، وان البشر يخضعون لمؤثرات كثيرة، وما يجعل البشر يعون الحقائق، هو النقد والاراء المخالفة، اذا كونوا اهلا للمهمة وسيروا ولا تنظروا الى الخلف، لا تحنوا لايام القرار الانفرادي والحزبي وكل ينفرد بجزء من الامة، الامة ستبقي امة واحدة ولها مصالح عليا موحدة، وهذه المصالح هي اعلى من مصالح الاحزاب والشخصيات.

 

236
وإني أرشح الأستاذ سعيد شامايا
 




تيري بطرس
في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، طرح مشروع سياسي باسم رؤية آشورية لمستقبل العراق الموحد. باسم نخبة من المثقفين الآشوريين، الواجهة التي كان يعمل بها الحزب الوطني الآشوري لحين عمله الرسمي. وكان المشروع يرمي إلى إبراز وتحقيق مشاركة المكونات العراقية كلها في صنع قرار بلدها، من خلال تصور شكل قانوني لعراق المستقبل، يضمن  حق تمثيل المكونات القويمة والدينية في العراق في المجالس التشريعية، بما فيها مجلس النواب ومجلس القوميات أو الاتحادي، ومجالس المحافظات، كان المشروع يحاول وضع مستقبل القوميات والمكونات بيد أبناءها، وان كانوا مشتتين في العراق كله. وذلك بحصر القوانين الخاصة بهم والقوانين التي تتعلق بمستقبلهم بأصوات ممثليهم، ومنح هؤلاء الممثلين نوع من سلطة الفيتو على أي قانون يروه يلحق الضرر بهم. اليوم باتت المشاريع المطروحة تتجاوز هذا المشروع، وخصوصا مشروع الحكم الذاتي، حيث يضمن هذا المشروع الحماية القانونية لأبناء شعبنا ومكونات العراق التي تتمتع بهذه المشاريع، ليس من الناحية الأمنية، ولكن الأهم من ناحية الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري لهم.
لا شك أن اجتماع ممثلي مؤسساتنا السياسية المنعقد في مقر الاتحاد الآشوري العالمي في أربيل، يعتبر خطوة متقدمة لكل ما حققته هذه المؤسسات، ففي الوقت الذي لا يمكننا فيه  نكران التطور الحاصل في مضمون الطروحات، إلا أنه كبشر وكسياسيين، نطمح للمزيد، ومن هذا المزيد، أن تمتلك مؤسسات شعبنا كبداية سكرتارية خاصة باجتماعاتها وأن تكون هذه الاجتماعات دورية، وأن تتطور لتحقيق آلية اتخاذ القرار المبني على الدراسة والتوصيات المتعددة لقرار واحد، مع إعطاء الأسباب الموجبة لكل توصية. إن تقارب هذه الأحزاب يمكن أن يتطور من خلال تشجيع أعضاءها على المشاركة في اجتماعات مشتركة وخصوصا اجتماعات التثقيف الحزبي، وليطرح كل حزب رؤيته للامور كما هي وليس مطلوبا أن يتم تغييرها ولكن المطلوب طرحها مع الأسباب الداعية لهذا الطرح وتخضع للمناقشة الديمقراطية والمتأنية والحرة من قبل المشاركين. إن هذه الخطوة الإجرائية ستقوي من عوامل التقارب من قبل القاعدة الحزبية وستخلق مستقبلا مشتركات أكثر بكثير مما نتصور، وصولا إلى خلق ذهنية مشتركة موحدة، لا تختلف إلا في التفاصيل الإجرائية.
ولعل من التطورات الإيجابية المترافقة مع هذه الاجتماعات  والتي برأي أنه من حق مؤسسات شعبنا أن تتلقفها، وتعمل على تحقيقها أيضا، ما طرحه الرئيس مسعود البارازاني من اقتراح أن يمثل أحد نواب رئيس الوزراء والجمهورية من أبناء شعبنا ومن التركمان. إنها خطوة ليس فقط لتعزيز الوحدة الوطنية، بل هي سابقة في الاعتراف بمكانة شعبنا، وبحضوره في المشهد العراقي كعنصر أساسي الآن وفي المستقبل وليس فقط في الماضي.
وأملي من السادة المشاركين في اجتماعات مؤسسات شعبنا الارتقاء على الحزبيات والنظر إلى مستقبل الشعب وترسيخ وجوده. إني أقر بحق كل إنسان في أن يتبوأ منصبا ما، ولكن في حالة شعبنا، سيكون أمرا عظيما ومفخرة وخطوة لنظهر كقوة موحدة في قرارها، حينما يرون الآخرين أننا وبإرادتنا اخترنا من نتطلع ليمثلنا في موقع سيادي ومتقدم.
إن شعبنا بحاجة في الوقت الحاضر إلى إظهار هذه الوحدة في الأمور التنظيمية والإجرائية، وهو بحاجة من كل من يتبوأ منصبا كبيرا، أن يحول منصبه هذا إلى مؤسسة قومية، تظهر مشاركة مكونات شعبنا السياسية في قرار هذا المنصب. ولذا فإنني أتطلع إلى أن يتفق ممثلي مؤسسات شعبنا إلى أن يضعوا التصورات الخاصة حول منصب نائب رئيس الجمهورية أو نائب رئيس الوزراء، بحيث يشاركون كلهم في الاطلاع على حيثيات الأمور ويشاركون في تقديم الرؤية لكل ما هو مطروح وخصوصا أن النائبين  سيكون لهم الحق في إقرار القوانين الموافق عليها من قبل البرلمان العراقي. وهنا من الأفضل وضع تصور عام يقول بان كل شخص تسنم منصبا وطنيا، كنواب الرئيسين، أعضاء البرلمان وأعضاء مجالس المحافظات أن يحيطوا أنفسهم بمستشارين من مختلف الميول السياسية، ومن الاختصاصيين بالأمور القانونية وممن يمتلكون خبرات محددة في مجال أعمال معينة تحددها نوعية عضوية الشخص في موقعه.
إن منصب نائب رئيس الجمهورية، سيكون منصبا فخريا، أي أنه ليس تنفيذيا ولا يمارس الصلاحيات الكثيرة، لان صلاحياته نابعة من صلاحيات منصب رئيس الجمهورية والتي لا توازي صلاحيات رئيس الوزراء. وباعتقادي أن من يتبوأ مثل هذا المنصب، عليه أن تتوفر فيه شروطا معينة، مثل التعال عن الانقسامات الحزبية، والارتقاء بالمفهوم الوطني ليس فقط إلى المشاركة الفعلية، بل إلى تطوير حريات الإنسان الفردية. وإن يكون شخصية عامة، بمعنى أن نشاطها السياسي والاجتماعي قد وفر لها أن تتطلع إلى المجتمع كوحدة واحدة. كما يجب أن يكون من الناس الذين يؤمنون بوحدة شعبنا فعلا وليس قولا، وعلى شعبنا بقواه السياسية الارتقاء لكي يكافئ مثل هذه الشخصيات، ليكونوا قدوة في العمل الوحدوي. ومن هنا فاني أدعو الاجتماع إلى العمل الحثيث من أجل ترشيح شخصية باتفاق الجميع لمنصب نائب رئيس الجمهورية والذي قد يكون من نصيب شعبنا، كبادرة رئيسية لوحدة العمل. ومن هنا فإنني أقترح اسم الأستاذ سعيد شامايا لمثل هذا المنصب، لما يحمله مثل هذا الترشيح من دلالات قوية لترسيخ وحدة الشعب، ورسالة قوية أن شعبنا لا ينسى العاملين من أجله مع الاقرار بحق الاستاذ سعيد شامايا بالقبول او الرفض والتاكيد ان ما دونته اعلاه هو راي الشخصي وغير ملزم لاحد.
طبعا قد تتوفر الفرص أعلاه في أشخاص كثيرين في شعبنا، ولكن هذا راي الخاص. والاهم فيه أن يدرك من يتسنم المنصب وغيره أنه مدين لهذا المنصب للشعب وليس لحزبه أو لطائفته أو لتسميته أو لقريته، مع احترامنا لكل ذلك.
إن تلقف المطروح وتحويله إلى المنجز السياسي هو من واجب المؤسسات السياسية لشعبنا، وعندما يتم الإقرار باستحقاق شعبنا لموقع معين من قبل الآخرين فهذا دلالة قوية على تفهم دور وموقع شعبنا، قد لا يكون على المستوى الثقل الديمغرافي، ولكن على مستوى الدور الحضاري ودلالات وجدونا في مثل هذه المواقع على صورة الوطن.
لقد أثبت الإخوة الكورد وفي مرتين متتاليتين على وعيهم الديمقراطي ونظرتهم المستقبلية لوطن التعايش والمشاركة الفعلية، من خلال دعمهم لمطلب الحكم الذاتي ومن خلال طرح وجودنا نحن والتركمان في مواقع سيادية ليتمثل العراق بكل أبناءه فيها. ولكن الاكتفاء بالطرح وعدم المتابعة من قبلنا أو ترك الأمور للحظة الأخيرة، قد يضر العمل القومي الموحد، ويخضعه لاجتهادات فردية وآنية تكون سببا لتشرذمه. إنني هنا أطلب من السادة قيادات الأحزاب والمؤسسات المشاركة ليكونوا صانعي ممثلي شعبهم وليس حصر التمثيل فيهم، صانعي بمعنى، مقترحي ودافعي الكفؤين لتسنم المناصب والمواقع وعدم حصرها بهم كعملية توزيع الحصص. ويا حبذا لو تعلمنا كيف يمكننا من وضع شروطا أو مواصفات لكل منصب وموقع قبل أن نطرح الاسم، فحينا سيمكننا ذلك من الخروج من البوتقة الحزبية إلى رحاب الشعب كله.
سنتمنى منكم المزيد والمزيد، لان غاية الحياة هي التطور وليس الجمود، ولان واقعنا لا يقبل الجمود.

237
اجتماع حاشد ودعوات لم ترتقي لمستوى المسؤولية....





تيري بطرس
مرة اخرى تثبت تنظيماتنا السياسية انها دون المستوى، ولم ترتقي للمطلوب منها، ورسائلها لم تكن بالمستوى المطلوب. فالتجمع الكبير والحاشد، كان من المفترض ان يبني على ما تحقق لحد الان في مسودة دستور اقليم كوردستان، ويشدد على مقولة الحكم الذاتي، كمطلب اساسي.  الا انه تحول الى الحل التوافقي الاشادة بطرح مام جلال حول تشكيل محافظة للمسيحيين. وهذا واضح لمن يقراء ما خرج به  الاجتماع من نتائج. والمعلوم ان المحافظة تفتقر الى امر اساسي ومهم لشعبنا حاليا ومستقبلا، وهو الصلاحيات التشريعية التي تتوفر في الحكم الذاتي. وهنا كنا نتطلع لامتلاك مثل هذه الصلاحيات التي لا ترهن امور اساسية تتعلق بمستقبل شعبنا بايدي الاخرين، بل بايدي ممثلي ابناء شعبنا وممثلي مشاركينا من القوميات الاخرى في منطقة الحكم الذاتي. اما من ناحية الرسائل السياسية التي كان يمكن ان تنطلق من هكذا تجمع فانها بالتاكيد كان يمكن ان تكون اقوى واكثر جدية، لو لم تقترن فقط على بعض عبارات الشكر والترحيب، بل الى النقد والاتهام. ان التجمع كان يمكن ان يخرج ايضا بتشكيل وفود تتوجه الى كل قيادات العراق، مقدمة وحاثة على تحقيق المطالب المشتركة.
لحد الان لا نعلم مدى جدية ما تحقق وما يتطلع اليه ليتحقق، فالتجارب السابقة في مؤتمر لندن 2002 ومؤتمر بغداد 2003 لا تبشر بالخير، والخوف هو ان تتمكن نفس الجهة من تجاوز الكل والاتكال على التجمع لتحويل الامور الى مكاسب حزبية خاصة، ضاربة بعرض الحائط بالمصالح القومية العليا.
ولكن من تعليقات بعض المشاركين، يلاحظ، ان هناك نوع من التراجع عن مطلب الحكم الذاتي، استجابة لمتطلبات تحقيق وحدة الصف. رغم ان مطلب الحكم الذاتي، قد خطى خطوة غير مسبوقة بدرجه في مسودة دستور اقليم كوردستان. مما يعني انه لو اقرت المسودة، فان ممثلي اقليم كوردستان في البرلمان العراقي مضطرون لتاييد المطلب لو طلب درجه في الدستور العراقي. ومن ناحية اخرى، تم دفع مطلب او مقترح مام جلال في تشكيل محافظة خاصة بشعبنا (؟)، وهو مقترح عارضه السيد كنا في تصريحات سابقة، موضحا انه غير دستوري. ان دفع مطلب انشاء محافظة خاصة بشعبنا، يتطلب ادراك امور عدة مهمة، ومن اهمها كما وضحنا عدم امتلاك المحافظة لاي سلطة تشريعية، وهو الامر الذي يحتاجه شعبنا لخلق شرعية قانونية ودستورية لشعبنا ولاول مرة في تاريخه منذ سقوط الامارات الاشورية في الحرب الكونية الاولى. ولكن ابعاد مطلب المحافظة مشجع نظريا من ناحية انه (مطلب انشاء المحافظة) يتظمن مستقبلا املا كبيرا في تحولها الى اقليم مستقل، حسب النص الدستوري. ولكن لتحقيق مطلب انشاء المحافظة يتطلب ايضا مساندة ودعم من حلفاء اقوياء في البرلمان العراقي، ويتطلب الدخول في مفاوضات لتحديدي الارتباط الاولي للمحافظة، وخصوصا ان هناك امكانية ان تشكل المحافظة مناطق اخرى مثل السنجار ومناطق سهل نينوى وبعض المناطق التنابعة لمحافظة دهوك، وفي هذه الحالة علينا ان ندرك ان المطلب لو تحقق فهو يعني الارتباط باقليم كوردستان، ويعني ان الغالبية قد تتحول لكي يكون الازيدية هم  الغالبية. ورغم ان ابناء شعبنا والازيدية لا يمتلكون ذاكرة عدائية تاريخية في ما بينهم لا بل يمكن اعتبار الطرفين قريبين جدا لبعضهم البعض من حيث ما تعرضوا له تاريخيا من المصائب والويلات، ومن الناحية الاجتماعية جراء الانفتاح الاجتماعي وعدم بروز مستقبلا مخاوف من ابتلاع احدهم الاخر، الا ان الامر المثير للصعوبات ان تحويل المحافظة الى اقليم، سيصدم بقوى كثيرة سترفض ذلك لاسباب مصلحية. ولكن كل ما قلناه يعتبر من الامور النظرية، فالواقع ان الدفع باتجاه تمشية مطلب المحافظة جاء كحل وسط بين المطالب الاخرى، ولم يكن بسبب احتمالية تطويره، فالمعارض الاساسي لمطلب الحكم الذاتي عارض ايضا مطلب المحافظة في تصريحات مرتجلة وغير موفقة.
هناك امور اخرى كان من المفترض ان يتطرق اليها الاجتماع وهو تكوين هيئة دائمية، لتكون استشارية في اول الامر لكي تجتمع دوريا وتضع الدراسات والاوليات وتعرضها للاجتماع الدوري لقادة الاحزاب او ممثليهم. الا ان الاجتماع الدوري ترك كنوع من الخيار الغير المحدد بزمن وبالية محددة. والملاحظ ان المخاوف الثنائية التي رافقت الاجتماعات التحضيرية، قد سرعت في تشكيل الهيئة السياسية للمجلس الشعبي التي توسط فيها كاسكا، وهو امر كان يفضل عدم الاسراع فيه، وتركه لما بعد اجتماع القادة ليظهر كامر عادي ولكن اعلانه قبل اجتماع القادة يبرز مخاوف الاطراف بعضها من البعض وخصوصا، ان التجارب السابقة للعمل الوحدوي تثبت استفادة طرف ما لوحده من هذه التجارب. وقد ذكرنا اثنين منها، ولكن لا ننسى تجربة المجلس الشعبي والاحزاب، حينما ضرب المجلس الشعبي بعرض الحائط اتفاقاته مع الاحزاب ورشح من رشح للانتخابات البرلمانية، انها وغيرها من التجارب تتطلب وضع اليات سليمة لممارسة العمل السياسي الموحد، وكفى من تبويس اللحي ونسيان الماضي وتكرار التجارب الفاشلة والتي تخلق المزيد من عدم الثقة بين الاطراف السياسية لشعبنا.
تبقى مطالب اللجنة البرلمانية التي اعتبرت مهمة وحضيت بدعم الجميع، ولكن الملاحظ، ان هذه المطالب لم تكن مطالب نوعية بل هي امور متحققة في غالبيتها او في الامور التي يمكن ان تتحقق، مثل تعويض ذوي الشهداء، فهذا الامر متحقق لانه يتم تعويض ذوي الشهداء حسب القوانين الجارية. والمطلب (تشكيل مركز متابعة في مكتب القائد العام وفي نينوى يضم ممثلين عن المسيحيين لتطويق اي توترات فضلا عن توحيد المرجعية الامنية – الاستخبارية في بغداد ونيوى) لا يمكن ان يحقق نتائج معينة، لان ابناء شعبنا ليسوا طرفا في اي توترات، بل هم يتعرضون للهجمات من اطراف شبه مجهولة، اما عن توحيد المرجعية الامنية فهو يتحقق بتحقيق الثقة وتوحيد الادارة في نينوى خصوصا، وفي بغداد فليس له مدلول خاص الا كتنظيم المسالة الامنية وفيها وجهة نظر وليس معنى ذلك انه يحقق شيئا ملموسا من الحماية لابناء شعبنا. اما حول  (اعادة فتح ملفات التحقيق في الجرائم السابقة وتشكيل لجان للتحقيق في الجرائم الجديدة وخاصة ما يتعلق بجريمة استهداف كنيسة سيدة النجاة)، فمعلوماتنا تقول انه لم يتم غلق اي ملف ولكن لم يتم التوصل الى اي نتيجة لحد الان في كل ملفاة استهداف ابناء شعبنا بما فيها مقتل المطران فرجو رحو، التاكيد عليها لكشف كل الحقائق امر جيد، ولكن الامر مطالب بالمتابعة الدورية من قبل ممثلي شعبنا في البرلمان الحالي كما كان من المفترض في من كان يدعى تمثيلنا في البرلمان السابق متابعة مجريات التحقيق في الجرائم السابقة.( ايقاف تصرف الدوائر البلدية بالاراض المفروزة في بلدات سهل نينوى بقرارات تعسفية تتناقض والمادة 23 من الدستور واعادتها الى اصحابها الاصليين واصدار تعليمات بمنع بيع الدور والاراضي في سهل نينوى لغير سكانها الاصليين وتقييد البيع تحت التهديد في بقية مدن العراق لحين زوال الاسباب الموجبة) فهذا المطلب ولاول مرة يرتقي الى مطلب خاص ويجب متابعته ودعمه لانه يخص وجودنا وديموتنا في ارضنا، وهو للحقيقة ارتقاء في التوجهات والتفكير واالادراك بان قضيتنا ليست قضية مواطنة فقط مع ادراكنا لاهمية ذلك. بل ان قضيتنا هي قضية قومية وحقوق قومية. (والتوجيه بتشكيل امرية قوات شرطة محلية تختص بحماية البلدات و مناطق سهل نينوى ومن ابناء هذه البلدات وكل في مناطق سكنه وبما يكفي لمسك الارض وحماية امن المواطنين وفك ارتباط شرطة حماية دور العبادة عن تشكيلات حماية المنشات وتطويرها عددا وعدة وتجهيزا وتسليحا وتدريبا كوحدة جديدة مرتبطة بوزارة الداخلية ودعم عملها بقوات ساندة في هذه المرحلة)  هذا المطلب اذا تحركنا وفق توجهات البعض فهو غير دستوري، ولكن المسالة ليس دستورية المطلب ام غير دستوريته، بل هي ان لنا الاولية الاولى وهي حماية شعبنا، وهذه الحماية تتحقق بطرق ووسائل عديدة، ولكن الوسيلة الامنية مهمة، وهنا فان المطلب يلائم التوجه القائم على المطالبة بالحكم الذاتي، ولا يلائم الواقع الحالي او مطلب المحافظة االا اذا حدثت تغييرات دستورية او قانونية كأن يكون في قانون وزارة الداخلية استثناءات محددة، فكل هذا اللف والدوران وما يمكن ان يثار حول ذلك من نقاشات يمكن ان تحل في تثبيت المطالبة بالحكم الذاتي، حيث سيكون لمنطقة الحكم الذاتي قوات امن خاصة وغيرها من الصلاحيات التي طالما تم شرحها مرارا. مرة اخرى نرى ان مطالب اللجنة البرلمانية لم ترتقى الى مستوى ما يتعرض له شعبنا، ومستوى طموحاته، ومستوى يحقق له مستقبل امن، يجعل ابناء شعبنا يعيدون الثقة بالوضع وبالمستقبل.   

238


إن تاتي متأخرة أفضل من أن لا تاتي، ولكن





تيري بطرس
في خبر نشر على مواقع أبناء شعبنا، يبدو أن مؤسساتنا السياسية قد فاقت أخيرا وقررت الاجتماع والتحضير لتوحيد الخطاب السياسي ولنأمل بالقيام بعمل مشترك، قد يساعد في إنقاذ ما يمكن إنقاذه في زمن القتل المباح.
هذه الخطوة كانت مطلوبة منذ زمن بعيد، وقد كانت الظروف وما يتعرض له شعبنا من عمليات قتل وتهجير وإرهاب، تتطلب من مؤسساتنا السياسية الالتفاف لهذا الواقع المأساوي، إلا أنها تمادت في صراعها الغير المجدي مما خلق حالة يأس وقنوط ولذا فالهروب وترك الوطن كان من أبرز الحلول التي لجاء إليها شعبنا. لست ممن يرقصون لأقل صوت يصدح معلنا إيقاع للرقص، فما سمعناه ماضيا كان كثيرا، ولم يتحقق منه شيئا، ولذا فالتحفظ أمر بات جزاء من ردود فعلنا، وان كنا نتمنى أن نكون مخطئين هذه المرة، مثلما تمنينا ذلك مرارا.
إذا جلستم معا، ونتمنى أن تكونا قد تناسيتم الخلافات، ونتمنى كثيرا من البعض أن يعملوا بالمثل الفرنسي الذي يقول ليتحرك لسانك في فمك عشرة مرات قبل أن تتكلم، لأن الكلام الكثير ليس دلالة على الوعي والحصافة والعلم، فهو أحيانا سيف بتار ومقصلة لحقوق وتجاوز لحقائق أساسية وسياسية أيضا. السياسي الحصيف مطلوب منه أحيانا أن يكون دبلوماسيا كبيرا، إن لم يكن قد تحضر لشيء ما فعليه ألا يقطع بالقبول أو الرفض، بل يمكنه أن يقول كلاما كثيرا ولا تؤخذ فيه عليه أي سلبية. يجب أن يدرك الجميع أن حقوق شعبنا أغلى من الدستور، ويجب مطاوعة الدستور ليتمتع شعبنا بحقوقه وليس العكس، وهذا ما فعلته كل الشعوب التي ناضلت لأجل تحقيق طموحاتها القومية، أنها طاوعت الدستور لمبررات نضالها، وإلا لما كانت هناك حاجة للنضال ولاستمر الحال كما هو دون تغيير.
إذا وعدتنا مؤسساتنا السياسية بأنها ستحضر لاجتماع أقطابها، لتحقيق وحدة الخطاب، ومن جانبنا فنحن نرجو لهم النجاح في تحقيق هذا الهدف، لان الرقاب لم تعد تحتمل انتظار أوان قطعها.
اليوم صارا مطلوبا ليس أن نجلس، ولكن أن نعمل، وأن نعمل بسرعة، وبادراك واع، لان الوقت لا يمنحنا أي فرصة فالشعب ينسل ويرحل، وهذا الشعب بحاجة لبارقة أمل، لأنني لا أعتقد أن إنسانا عاقلا يمكن أن يترك وطنه وأرضه وهو يتمتع بالكرامة الإنسانية، من الحريات الأساسية والأمان والوضع الاقتصادي السليم.
صار من الواضح أن الإخوة المتقاتلون لم يتمكنوا من محو أحدهم الآخر، لكي يستفرد أحدهم بالكعكة لوحده، وهذه حقيقة سياسية وواقع كان من المطلوب معرفته من قبل الجميع وقلناه مرارا وتكرارا، وحروبنا التي ادخلنا أنفسنا فيها والكثير منها لم تكن حروبا بل جرائم بحق أنفسنا، وتعطيل لمسيرتنا ووضع العصي في دواليب حركة شعبنا نحو التمتع بحقوقه الأساسية في زمن تأسيس العراق الجديد. وكل ذلك حدث بغباء سياسي مطلق، وحدث والجميع يدرك هشاشة وضعنا من ناحية الترابط وإمكانية لعب الآخرين فيه وعلي ساحته، وبدلا من تحصين الوضع لجعل الغالبية الكبيرة تسير وفق اتجاه محدد لكي يعرف الجميع أن الشعب له إرادة واحدة جامعة، حولنا انفسنا إلى مجموعات متفرقة وكل مجموعة تهرطق الأخرى.
فهل سنتعلم ونخطو نحوتاسيس مجلس سياسي يحدد المسار العام لحركة شعبنا، ويحدد الاهداف العليا، ويجعل كل المسارات تلتقي في توجه واحد داعم لأهداف شعبنا العليا؟.
من الواضح أن التفرقة لم تخسرنا الكثير وتضعف موقفنا فقط، ولكنها جعلتنا لا نتمكن من التفاهم ومعرفة نيات الآخر، ودواع توجهاته، وبالتالي إمكانية مناقشته، ولذا فالخلافات كانت تتحول إلى معارك إعلامية واتهامات تتطاير على صفحات الصحف والمواقع الإلكترونية.
إذا لنلتقي ونحدد أسلوب علمنا المشترك، ولنحدد مسار عملنا، وقد صار من الواضح أن هناك أكثرية كبيرة جدا في شعبنا تؤيد وتعمل وتؤمن بوحدة الشعب الواحد وبكوننا أمة واحدة، والأكثرية أيضا تؤيد الهدف المعلن في حق شعبنا التمتع بالحكم الذاتي، الضامن لتطوير ثقافتنا ومجتمعنا في إطار قوانين نسنها بأنفسنا، ولو على المستوى المحلي. لنضع أهدافنا وطموحاتنا على ضوء دراسات سياسية اقتصادية ولا نتركها لتفسيرات وتصريحات انية. إن التعاون والعمل المشترك، يتطلبان إدراكا واسعا بان هذا التعاون يعني جعل الأمة ومؤسساتها تعيش حالة من الوفاق، إن لم نطمح إلى الوحدة في الكثير منها، وهذا يعني كف أيدي البعض المعرقلة والمهددة لأي عمل وحدوي في بعض المؤسسات، مستغلة معلومات معينة ومهددة بكشفها. الوحدة في إي مؤسسة من مؤسسات شعبنا هي تقوية للشعب ككل وصيانة وحفاظ لطاقات مهدورة من الانقسام.
اليوم صار الفشل ممنوعا، وان فشلتم هذه المرة، فما سيلحقكم سيكون اللعنة والرجم. ولذا فلا تعولوا على محازبيكم، لأنه لن يكون لهم من وجود عن قريب، لان الفشل يعني زوال الشعب. وإذا زال الشعب فلمن العمل، وليس هناك أحد مستعدا لكي يعمل من أجل المناضل فلان أو البطل الفلاني أو المكافح العلاني، الكل، يعملون وينتمون لأنهم يريدون خدمة شعبهم وبقاءه وديمومته، فإن زال مبرر العمل زال معه سبب الانتماء والتحزب. ونتمنى ان نسمع خيرا هذه المرة، وان نشاهد تطورا ايجابيا نحو وحدة اندماجية لبعض الاطراف لان مبرر كثرة اطراف معينة وتحمل نفس الاهداف لم يعد مقبولا

239
ما لنا هو لكم وما لكم هو لنا



تيري بطرس
عنوان المقالة أعلاه هي كلمة قالها نيافة المطران مار سرهد جمو قبل سنوات في محاضرة له، وهو يعني ما للكلدان هو للآشوريين وما للآشوريين هو للكلدان. بمعنى آخر أن المتسمين بالتسميتين بالإضافة إلى السريان يمتلكون نفس المميزات التي تجعلهم شعب واحد وأمة واحدة. يحلو لبعض الإخوة من الكتاب الكلدان استعمال كلمة الهوية الكلدانية، بمعنى هوية منفصلة ومختلفة عن الهوية الآشورية أو السريانية، ودافعهم لذلك باعتقادي هو إشاعة استعمال المصطلح (الهوية الكلدانية) لكي تصبح حقيقة واقعة ومنفصلة ومختلفة عن الآشورية وسريانية. تطرقت إلى المسالة مرارا ولكن ما يحز في النفوس أن وضوح المسألة وهي أن لا وجود لهوية آشورية أو كلدانية أو سريانية بشكل منفصل إحداها عن الأخرى، لم يدع البعض إلى ترك ترديد ما المغالطة هذه لغاية في أنفسهم وليس لحق في حرية الرأي. وبقول آخر إن الهوية الكلدانية والهوية الآشورية والهوية السريانية هي مسميات لحالة واحدة لا غير. وإن الإصرار على فصل هذه الحالة هو الإصرار على التقسيم والتشرذم وهو ليس في صالح إي من الأطراف المتسمية بالأسماء الثلاثة. لا بل أن الإصرار على تقسيم الحالة يدخل في باب العمل من أجل خدمة أهداف غريبة يجب العمل على إيقاف هذا العمل ووصمه بعبارة الخيانة القومية ولا يمكن إلا أن يكون كذلك. بعض مشكلتنا كلنا أما نكون مع على طول الخط أو نكون ضد على طول الخط. فلنأخذ المطران سرهد جمو كمثال، فهو بالرغم من اندفاعه نحو العمل القومي الموحد في التسعينيات إلا انه تراجع وتحول إلى الضد تماما، قد يكون السبب تصرفات بعض المنادين بالأشورية وممارساتهم، ولكن كل ذلك ما كان يجب أن يكون سببا لمعاقبة الأمة كلها، والمعاقبة تحدث حين الإصرار على التقسيم القومي. إن المواقف المتطرفة بين حديها الاقصيين دليل على عدم النضوج السياسي لدى شعبنا عموما بما فيهم القيادات الفاعلة وقد يكون كاتب المقالة منهم أيضا. وقد يكون دليل حمل جينات معينة نشترك كلنا فيها تجعلنا نؤمن بانا أو.
أنا من قرية بيبيدي (بيباد) وهذه القرية أغلبية سكانها أن لم نقل كلهم يقولون بأشورية الانتماء (اتوراي) وليس ببعيد عنا هناك قرى همزيي واينشك، وبيناثا وارادن وغيرها من القرى وهم يقولون أو بعضهم يقول بأنه كلداني والبعض يقول آشوري، السؤال كيف يمكن تمييز الآشوري عن الكلداني في هذه القرى أو قرية كوماني التي يقول نصف أهلها أنهم كلدان والنصف الآخر أنهم آشوريين؟ أو ما هي الفوارق بين كرملس وبغديدا، وكيف يمكن تمييز الكلداني عن السرياني هنا؟ أن الأسئلة التي أوردتها هي أسئلة حقيقية، علينا الإجابة عليها أن كنا نعتقد حقا أن الكلدان والسريان والآشوريين ليسوا قومية أو أمة واحدة. لان تمييز أو الإحساس بالفرق بين قوميتين أو أمتين للناظر أو للسامع يحدث أولا من خلال اللغة، وبعد ذلك تدخل العادات والتقاليد والتراث والتاريخ. المشكلة أن أصحاب التسميات أعلاه كلهم يمتلكون نفس الشيء، في اللغة والتاريخ والعادات وحتى المخاوف. إذا لما الإصرار على اعتبارنا أمتين وقوميتين؟ وما هي الخدمة التي يمكن أن نقدمها لامتنا في حالة تحقيق الفصل والانقسام، لأي طرف كان؟ وخصوصا لو نظرنا إلى الأمر ببعد نظر وليس الآن، حيث يعتقد البعض أنهم قد يحصلون على قطعة من الكعكة. عندما قلت مرة إن دعاة القومية الكلدانية أمام مفصل أساسي لتعريف الكلداني الذي ليس هو بأشوري أو سرياني في أن ذاته انتقدني البعض ولكن المسألة حقيقية إلى ابعد الحدود فالدعوة إلى الكلدانية كقومية مستقلة ستجد نفسها أمام واقع من الصعب عليها أن تتعامل معه وهي تعريف من هو الكلداني، الآشورية خصمت المسألة وعرفت الآشوري انه كل من يتكلم السورث ويؤمن باشوريته، إي انها (الآشورية) وسعت مدلول الانتماء القومي باللغة وضيقته بالإيمان. هل ستنحصر الكلدانية بقرى ومدن سهل نينوى، أم تمتد لتشمل دهوك وماذا عن منطقة صبنا، وما موقف من منطقة زاخو، التي غالبية قراها وقصباتها تقول بالكلدانية ولكن اصولها عشائر تقول بأنهم آشوريين، أو حتى ماذا عن عوائل في قرى سهل نينوى وهي ليست قليلة من أصول عشائرية تقول بالأشورية، فهذه العوائل لم تغير شيئا في واقعها لا اللغة ولا العادات ولا التقاليد ولا التاريخ عدى الانتماء الكنسي. ماذا عنها وهي لا تبتعد عن أصولها العشائرية الا مائة أو أكثر من السنوات؟ انها إشكالية حقيقية. والجواب ليس متاحا لدي أو حتى لدى دعاة الكلدانية المنفصلة عن الآشورية.
بين كل قرية وآخرة تجد اختلافات طفيفة في اللغة أو في طريقة اللفظ، فنحن مثلا لا نستعمل كلمة ايزى التي يستعملها أبناء ارادان ونحن نستعمل بدلا عنها ايكا بالجم المفخمة، وبالطبع كلما ابتعد القرى بعضها عن البعض سنجد اختلافات أكثر وضوحا، وهذا من طبيعة الأمور، فأهل موصل قد لا يتحدثون مثل أهل بغداد وهم بالكاد سيفهمون بعض الكلمات التي يقولها البصراوي، مثل جيور أو مسودن إلا أن هذا لا يمنع من كونهم كلهم من العرب، ولكن لو قارنا بين إي واحد من العراق وبين آخر من مغرب فإننا سنجد أن الاختلاف من الكبر لحد أن اعتبار الطرفين من قومية واحد يكاد أمر لا يمكن تصديقه. ولكن ما بيننا لا، هناك تطابق تام، حتى في الكلمات المستعملة والتي قد نختلف عليها، فمثلا كلمة (ܨܠܗ) صاله
بالزقابا و (ܢܚܬ) ناخت و (ܫܦܥ) شابع هي كلمات مترادفة من عين القاموس اللغوي قاموس السورث، وهكذا في كلمات أخرى تستعمل أحدها في اورميا بصورة ما وفي الجبل بصورة أخرى وفي السهل بمرادفة ثالثة، أن لغتنا غنية، ولعدم استعمالها في مجالات الحياة الأخرى، اضطر الناس إلى اختصار الكلمات المستعملة، لان الاستعمال كان لأغراض محددة تطلبها حياة الريف والزراعة. وصار كل مجموعة واختارت بعض الكلمات وألغت كلمات أخرى، بالحقيقة لم تلغيها بل يمكن القول إن استعمالها تحور وصار بصيغ معينة. مثال كنت في بداية الثمانيات جنديا في اربيل ومن خلال زيارتي لعنكاوا سمعت شخص يقول (ܣܡܟ̣ܠܝ) سمخلي ونحن لا نستعملها إلا في صيغة اسم الفاعل بشكل (ܣܡܟ̣ܐ) سمخا الذي هو حامل أو مثبت أغصان الدالية أو إي شجرة أخرى من السقوط أو من الكسر نتيجة الحمل أثمار كثيرة. إي أن الكثيرين الغوا استعمال بعض الكلمات بصياغات تامة نتيجة عدم الاستعمال وعدم الحاجة، وبتكور الزمن ظهر ذلك كاختلافات في اللهجة رغم أنها طبيعية وتتواجد أكثر منها في لهجات اللغات الأخرى.
إن دعوة البعض أن دعاة الآشورية يستفيدون من الكلدان، أمر باطل أساسا، لأننا أساسا غير متفقين علي تعريف معين للأشوري أو الكلداني لكي يمكن الفصل بينهما، فمن يقبل العمل مع الأحزاب التي في اسمها التسمية الآشورية يتم إطلاق تسمية متأشور عليه. إن إطلاق الصفات المراد بها التقبيح والإهانة ، لن يصنع أمم منفصلة، بل أحقاد وصراعات تدفع الأمة ثمنها من مستقبلها. وحتى لو رأينا بعض الشخصيات من المعروفة بأنها من التسمية الآشورية بارزة في مرحلة ما وهي مرحلة بعد إقامة الملاذ الأمن وبعد السقوط، إلا أن ذلك لن يستمر، لان الأمة في حالة التجدد والاختلاط والتواصل، ستفرز قياداتها التي تؤمن بها والتي لن يمكننا في المستقبل التفريق بينها علي إي أساس كان.
أثارت مقالة للسيد اخيقر يوخنا  تراشقا كبيرا وأخذ ورد، علما انها تكلمت عن احتمال حدث في التاريخ، وهذا الاحتمال والحدث ليس مرتبطا بالكلدان آنذاك فقط بل بالآشوريين حينها وكل الأقوام وحتى بشعبنا في التاريخ المتأخر عند قدوم الغزاة التتر وغيرهم واحتلالهم لمناطقنا. ولكن لان البعض لا يزال في مرحلة العواطف من العمل القومي، قام بنشر المقالة الموما إليها ونسخها وأعطاها أبعادا غير حقيقية والغاية منها واضحة وهي زيادة عوامل الفرقة بين حاملي التسميات المختلفة من امتنا. وعندما أقول البعض يعمل بمرحلة العواطف فانا أقصدها تماما، فالعمل القومي لدى شعبنا مبنى علي العامل الثقافي وليس علي العنصر فالأشوري اليوم ليس ممكنا أن يقول إنه أصيل ومن أحفاد الآشوريين القدامى وإذا كان الآشوري غير قادر علي مثل هذا الادعاء فبالأحرى أن الكلداني الذي لا يتواجد علي ارضه التي سكنها في القدم أيضا غير ممكن أن يقول إنه سليل الكلدان القدامى. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أن كل دعاة العمل القومي من الآشوريين والكلدان، يتكلمون عن أجدادهم المدعيين وكان هؤلاء الأجداد طليعة العمل القومي، متناسين أن الأيديولوجية القومية حديثة الظهور وهي نتاج التطورات الاقتصادية وبروز الطبقة الوسطى (البرجوازية). إي أن عدم وجود الطبقة الوسطى يلغي عمليا وجود المفاهيم القومية، إلا إننا نحن في الشرق أخذنا المفهوم القومي ونشره بيننا المتعلمون الأوائل باعتبارهم طبقة وسطى للمجتمع من ناحية القيم وليس من ناحية الرغبة في زيادة الرقعة المحمية لصرف المنتجات الصناعية. لقد عانى شعبنا الاضطهادات والقتل والذبح ووجد في النظرية القومية ملاذا لإنقاذ نفسه، وهذه النظرية سواء أخذت التسمية الآشورية أو الكلدانية أو السريانية لن تغيير من حقائق التاريخ، من حيث مدى اختلاط شعبنا بالشعوب والأمم الأخرى سواء بسبب عمليات الغزو أو بسبب الدين المسيحي. حيث إننا كمسيحيين اعتبرنا الانتماء الديني كأساس من أسس وحدتنا والقدرة علي إقامة علاقات المصاهرة. إن إسقاط وعينا على أجدادنا هو كفر بنا وبهم، فلا اعتقد أنهم حاربوا يوما لأجل العمل القومي ولإنقاذ أبناء الأمة المضطهدين، بل حاربوا لتوسيع رقعة ممتلكاتهم، ولم يتوانوا من نقل أبناء أمتهم إلى مناطق بعيدة والإتيان بالغرباء وإسكانهم حول عواصمهم. ولعل أقرب مثال يمكن أن نستدل به لأنه مذكور في كتب التاريخ هو القرون الوسطى في أوربا حيث كانت المملكة تعتبر ملكا شخصيا للملك، يستقطع منها ما يشاء ويمنحه لمن يشاء، فإذا كان هذا هو المفهوم للدولة وللوطن وللشعب في القرون الوسطى وبعد تهذيب المسيحية فما بالكم قبل أكثر من ألف سنة من القرون الوسطى وقبل التهذيب المسيحي.
كلما بحثنا في دعوة البعض ممن يقول إن الآشوريين قومية مختلفة عن الكلدان أو بالعكس فإننا سنجد خلف ما نبحث عنه مصالح آنية وذاتية لا بل أنانية مقرفة. أن المتعصبين من الطرفيين يحاولون اختزال أمتهم لأجل اختزال المشاكل التي يعتقدون أنهم سيواجهونها، وهي عملية قتل معنوية، تعني أن الإنسان ممكن أن يبتر جزء من أمته فقط لكي يتجاوز خلاف ما. وهذا الأمر سيقود القائمين به بعد ذلك لبتر أجزاء أخرى كلما وجه بعقبات وهكذا دواليك لحين أن يبقى وحيدا. أن بعض الآشوريين وبعض الكلدان يعتقدون في الآخر حجر عثرة أمام تقدمه، في حين أن الآخر الذي هو أنا هو ساعدي وعوني وقوتي التي استند إليها، والتي بها أواجه الكل سواء عدديا أو فكريا أو اقتصاديا.
المتابع لما يحدث في ساحتنا الثقافية سيجد حرب سجال يا قاتل يا مقتول، والقاتل والمقتول هم واحد أن كان لنا عينين لتريا وأذنين لتسمعا وقلبا ليخفق. أن زوال الداعين بالأشورية وذهابهم إلى الجحيم لن يزيد من حقوق من يقول
بالكلدانية أنملة واحدة، لا بل قد يكون دافعا لسرعة زوال وانصهار الكلدان وبالأخص أن عوامل انصهارهم كثيرة ومنها موقف الكنيسة المساعد للتعريب. مؤسفا أقول ذلك ولكن بعض الحقائق مؤلم ويجب أن يقال.
إنني مدرك وقد قلتها مرارا أن شعبنا وبإمكانياته وقدراته الضعيفة من الصعب أن يواجه العواصف التي تأتيه من كل صوب وجانب، وخصوصا مع انعدام وجود قيادة سياسية بحجم المسؤوليات والمخاطر التي يواجهها شعبنا. ولذا فان البعض واستسهالا لقدرات وإمكانيات قيادات شعبنا يمكن أن يتخذ إي موقف وإن كان عداءيا من مستقبل الشعب ويمنح لهذا الموقف أبعاد تدخل في باب حرية الرأي. المؤسف حقا أن الحرب المستعرة هذه لا تلاحظ أن الشعب كله بكلدانيه وآشوريه وسريانيه يكاد كل عشر سنوات يفقد نصف عدده في الوطن والموجود في الخارج إلى الانصهار يتسارع مأخوذا بالثقافة الطاغية للمهجر.
           

240
المنبر السياسي / خبر وصيغتان
« في: 17:02 23/09/2010  »
خبر وصيغتان





تيري بطرس
1_ ((قائمقام قضاء تلكيف يلتقي السفير الأمريكي في العراق
  زوعا- خاص      التقى السيد باسم بلو قائمقام قضاء تلكيف عضو قيادة الحركة الديمقراطية الآشورية بالسيد "جيمس جيفري" سفير الولايات المتحدة الأمريكية في العراق . يوم الإثنين الموافق 20-9-2010 م وذلك خلال زيارة السفير الأمريكي لمحافظة نينوى .
وجاء اللقاء في اجتماع ضم ممثلي الأقليات في محافظة نينوى , وناقش الاجتماع أوضاع الأقليات في العراق عموما وسهل نينوى بشكل خاص وما تتعرض له الأقليات من عمليات القتل والخطف والتهجير وكيفية إيجاد السبل والحلول لها .
وأكد السيد القائمقام خلال حديثه على تطبيق المادة  (125) من الدستور العراقي لضمان حقوق جميع الأقليات . وكذلك نزيف الهجرة المستمرة لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري والعمل على إيقاف هذا النزيف . هذا وجرى الاجتماع في مبنى محافظة نينوى وبحضور رئيس فريق إعمار محافظة نينوى PRT .))
2_((  وفد الأقليات العراقية بضمنهم ممثل الاترنايي يلتقي السفير الأمريكي في محافظة نينوى

التقى وفدا من ممثلي الأقليات الدينية والعرقية في محافظة نينوى يوم الإثنين 20 من أيلول الجاري ضم كل من السيدة إيفلين انويا عضو مجلس محافظة سابق والسيد سعد طانيوس عضو مجلس محافظة نينوى الحالي والسيد باسم بلو قائمقام تكليف والسادة قصي عباس ممثل الشبك وسالم عرب ممثل التركمان وخديدا ممثل الايزيدية أعضاء مجلس محافظة نينوى، التقوا بالسيد جيمس جيفري سفير الولايات المتحدة الأمريكية في العراق ورئيس فريق الإعمار PRT في محافظة نينوى بمبنى المحافظة، ودار خلال هذا اللقاء حول الأقليات التي تعيش في المنطقة والمشاكل التي تواجهها وآلية تجاوز الصعوبات من أجل خلق العيش الرغيد لهذه الأقليات، وقد أثارت السيدة إيفلين انويا عدة نقاط خلال اللقاء منها ضرورة دعم الأقليات في بناء مناطقهم ودعمهم  السياسي وعدم إبقائهم على هامش العملية السياسية التي تتحكم بها القوى المتنفذة حتى في قرارات التي تتعلق بشؤون الأقليات((

هذان الخبران يتعلقان بحدث واحد، ولكنه أتى ليعبر عن أسلوب وثقافة وموقع وحتى غاية كل ناشر. الخبر الأول منقول نصا (كوبي باست) من موقع زوعا اورغ عدا تغيير بسيط وهو نوع الخط أو حجمه، نشرته الحركة الديمقراطية الآشورية. والخبر الثاني أيضا كوبي باست من موقع اترانيا دوت كوم (لا أعلم ما هي الحكمة من تغيير اورغ في العنوان السابق إلى كوم هنا؟) ومع تغيير يتعلق بحجم الخط ،وقد نشره الحزب الوطني الآشوري.
في النص الأول أو الصياغة الأولى للخبر نرى أن الحركة الديمقراطية الآشورية قد أهملت ذكر المشاركين الآخرين في الاجتماع، وكأنهم لم يكونوا موجودين، وحصرت الوجود والفعل بالسيد باسم بلو. يمكن تفهم تركيز الناشر على السيد بلو، ولكن أن يتم إلغاء الآخرين. فهو أمر له دلالته المثيرة للانتباه. وهي هنا إلغاء الآخر وإلغاء دوره والعمل من أجل إزالته من الذاكرة فعلا وعملا. أي أنهم ليسوا موجودين كأحياء وبالتالي لا عمل لهم ولا نشاط. السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو لماذا؟ لماذا مثل هذه الممارسة والحركة تدرك أن الآخرين كانوا موجودين وحاضرين ولم تتمكن من إلغاء حضورهم مثلما نجحت مرات أخرى وفي مواقع أخرى؟ السبب لدي واضح.
ولكنه سؤال مطلوب من الكل الإجابة عليه ولكن ضمن الواقع الحالي والموصوف في نص الخبران الأول والثاني أيضا (( وبخاصة ما تتعرض له الأقليات من القتل والتهجير ووضع الحد لها)). إذا كنا نحن نلغي أحدنا الآخر في الإعلام وفي الدور والوجود فهل يحق لنا أن نحاسب الإرهابيين؟!! ألم يكن مطلوبا من ممثلي الحركة والوطني الآشوري والمؤتمر الشعبي المدعوون لهذا اللقاء توحيد مواقفهم ومطالبهم ليكون موقفهم أقوى؟ لا بل ألم يكن من الأفضل لقاء ممثلي كل القوميات وتحديد المطالب المشتركة وتقديمها بصيغة موحدة ومن ثم تقديم كل قومية مطالبها ورؤيتها الخاصة؟ ألا تعتقدون أن الأمر سيكون مؤلما أن يقوم أحد منا بإلغاء ذكر الآخر، وبالتأكيد ليس نسيانا ولكنه تعمد مقصود وليس له تبرير أبدا، إلا الرغبة في الاستحواذ والتلميح إلى الآخرين بأنه لا وجود لأحد إلا أنا. إنني متأكد 100% أنه لو لم يكن ممثلي المؤتمر الشعبي والوطني الآشوري في هذا الاجتماع لذكر نص الخبر المنشور على زوعا اورغ ممثلي باقي القوميات إى الازيدية والتركمان والشبك. أليس من حقنا أن نتساءل كيف يمكننا وضع حلول ومقترحات لوقف استهداف شعبنا ووقف نزيف الهجرة دون أن نلتقي أو نتحاور؟، وكيف سيمكننا من أن نفرض مصداقيتنا على الآخرين ونحن نذهب بآراء متعددة لا بل متضاربة؟. لا بل إننا نحاول إلغاء الآخر من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري الذي نتبجح بالعمل من أجل مستقبله!!
في الاجتماعات السابقة (الاجتماع التاسيس للجنة المختصة بشؤون الاقليات)) والذي عقد مع يونامي والتي بموجبها تشكلت لجنة رسمية معروفة الأعضاء لم يكن للسيد باسم بلو من اهتمام إلا معرفة كيف تم دعوة الحضور والذي فيها  تشكلت اللجنة المختصة الأقليات. وفي الاجتماع الأول المنعقد في مقر قضاء تلكيف بتاريخ 27 أيار 2010 ورغم أهمية المواضيع التي طرحت ومنها مطالبة إحدى ممثلات شعبنا بتأسيس جامعة في بغديدا، ورغم تطرق هذه الممثلة إلى الظروف الأمنية الصعبة وضرورة وضع حد للفلتان الأمني ونوقشت أمور تخص صميم متطلبات شعبنا، فإن ممثل الحركة السيد باسل بلو لم ينبت ببنت شفة. ولكن في الإعلام يدعون المطالبة بتأسيس جامعة في بغديدا، ما الأمر؟ اعتقد عليكم أن تبحثوا عن الأرباح، وإلا لماذا في أحد أهم الاجتماعات والتي حضرها ممثل للحكومة الفدرالية وحكومة الإقليم وممثلين عن محافظة نينوى، عندما يطرح نقاشا حول ضرورة بناء جامعة في بغديدا، يصمت ممثل الحركة ولا يدافع عن الفكرة وخصوصا هي للصالح العام. هل بهذه الطريقة يدافعون عن حقوقنا ويبنون مستقبلنا؟
ولكنه هنا وفي هذا الاجتماع يعود إلى النغمة المحببة لقلب الحركة الديمقراطية الآشورية وهي تطبيق المادة 125، ولا يقول أحد، كيف لشعب تمكن من أن يستحصل على حقوق أكثر  تقدما واعتبارا ويمكن من خلالها التمتع بميزات كثيرة لا تتوفر له حاليا. مثل إقرار مسودة دستور إقليم كوردستان بحقه في الحكم الذاتي، أن تعود أجدى قواه السياسية للمطالبة بتطبيق مادة تمنح حقوقا اقل؟ أليس أهم واجبات الأحزاب البناء على المستحصل لتقويته والمطالبة بالأكثر؟ هل هو اعتراف بان شعبنا يرفل بالحريات الفردية ويتمتع بالأمن والاستقرار ويخدمه موظفين يتكلمون لغته ويحمي أمنه رجال شرطة من أبناءه ويحل الخلافات بينهم قضاة منهم وقوانين مستمدة من تراثه وتطلعاته؟ ولذا فلا حاجة للمطالبة بالجكم الذاتي.
لقد كان درج حقنا في الحكم الذاتي أول انتصار سياسي حققه شعبنا رغم كل عوامل الإعاقة التي حاولت وقف الأمر، ولعل أهمها أتى من بعض أبناء شعبنا ممن لم يتقبلوا أن يحقق الآخرين ما عجزوا عن تحقيقه أو لكي لا يكتشف زيف ادعاءهم بتحقيق إنجازات سياسية. وأطراف أخرى نظرت بعيدا ورأت أن شعبنا أن تمتع بحقه في الحكم الذاتي فإنه لن يبقى إقطاعية لهم وعامل زهو وفخر لأنهم يسوقونه حيثما يشاؤون. إن الخطوة التالية لهذا الانتصار كانت الذهاب إلى بغداد والعمل من أجل إدراج نفس الحق في المادة 125 لكي تتوافق مع تطلعات شعبنا في المزيد الحقوق والمزيد من الصلاحيات لإدارة الذات وتطويرها. بعض المداحين والطبالين يقولون كيف نطالب الحكم الذاتي وهو غير موجود في الدستور، وكأنهم اكتشفوا المستور، ولا يدرون أن الناس تطالب بما ليس موجودا لكي يدرج أما الموجود فيطبق.
إذا الأهمية الأساسية لحضور السيد بلو الاجتماع هو العمل من أجل ضرب أو تنحية حق الحكم الذاتي. والظاهر أن قيادة الحركة صارت مهمتها الأساسية والفعلية العمل من أجل تجريد شعبنا من حقه والعمل بكل الطرق لعدم التطرق إليه. وهذا إنجازا كبيرا سيسجل لهذه القيادة وسيقوم البعض بتجميله ومنحه المبررات دون أن يرف لهم جفن. وفيما أثارت السيدة آفلين  انويا عدة نقاط خلال اللقاء منها ضرورة دعم الأقليات في بناء مناطقهم ودعمهم  السياسي وعدم إبقائهم على هامش العملية السياسية التي تتحكم بها القوى المتنفذة حتى في قرارات التي تتعلق بشؤون الأقليات.  وهي نقاط أساسية يمكن العمل عليها والضغط على الحكومة والقوى السياسية لكي يتم مشاركة القوى السياسية للأقليات في القرارات السياسية التي تمس مستقبل البلد. كان السيد باسم بلو واضعا نقطة أساسية في تفكيره وهي طرح فكرة تطبيق المادة 125 والتي هي من مهام البرلمان العراقي ويمكن لممثلينا في البرلمان العمل عليها. ولكن كما قلنا الغاية لم تكن هذه بل الغاية كانت محاولة لنسف مسألة الحكم الذاتي لكي لا يقال إن فلان حقق شيئا.




1_ http://www.zowaa.org/nws/ns7/n210910.htm

2_ http://www.atranaya.com/index.php/2009-09-03-01-39-31/44-2009-09-03-01-34-45/255-2010-09-23-08-03-44.html

241
لا ليست يدنا تحت الحجر






تيري بطرس
يحاول البعض أن يقوم بدور الأستاذية لأحزابنا القومية العاملة في العراق، ويقومون بمطالبتهم بأمور تعجيزية، غير مقبولة سياسيا لأنها تعتبر انتحار سياسي لهذه الأحزاب أو حتى للأمة. وعند عدم الموافقة للسير في طريق الانتحار فإن التهمة جاهزة (عملاء، ذيلييون، في أحضان الأكراد، حزيبات) أي إعادة إنتاج نفس الخطاب العروبي القومجي والذي لم يقدم للعرب والعروبة غير الهزائم السياسية والحضارية. إن التلاعب بعواطف الناس من خلال استحضار التاريخ وويلاته، لزرع المزيد من عوامل الحقد والكره بين مكونات الشعب العراقي وبالأخص مع الإخوة الكورد، ليس له نتيجة أو هدف، إلا دفع المزيد من أبناء شعبنا للهجرة والعمل من أجل تفتيت آصرة الارتباط بالأرض والوطن.أي نعم إن التاريخ يجب أن يقرأ ولكنه لم يكن أبدا صالحا ليكون الفيصل في تحديد الخيارات السياسية الحالية أو المستقبلية. ففي الوقت الذي يعمل بعض الكتبة من أجل الدفاع عن العراق والعروبة ويستحضرون تجربة حماس التي تعتبر بنظرهم بطولية لكي تسير أحزابنا على منوالها. في هذا الوقت يطرحون شعارات التحرر القومي، بما يدغدغ مشاعر الناس التي لا تدرك حقائق الأمور والتي لديها جهل سياسي بواقع الحال لشعبنا أي أن الأمرين في سلة واحدة التحرر القومي (أي الاستقلال) والدفاع عن العراق حسب متطلبات القوميين العرب المتطرفون، الذين لا يرون العراق إلا بروسيا يسير كل أموره شخص من بغداد. إن هجرة شعبنا من قراه ما بعد عام 1961، يتحملها بالأساس النظام العراقي القائم حينذاك، حينما لم يفرق بين من أعلن العصيان على الحكومة (ثورة أيلول الكوردية) وبين الناس العاديين. فالثوار الذين أعلنوا العصيان على الحكومة لم يكونوا في كل القرى بل في قمم الجبال، ولكن رد فعل الحكومة أنها قامت بقصف القرى وتدميرها. وأرسلت أعوانها من القوات المرتزقة إلى هذه القرى لتستبيحها وتدمرها وتقتل الكثير من أهاليها. مما أرغم السكان لترك قراهم إلى المدن مثل دهوك والموصل وكركوك ومن ثم بغداد، وهذا في الغالب بالنسبة لشعبنا لأنه لم يكن منظما فكل فرد فيه قرر واختار الطريق الذي رآه صالحا. أما بالنسبة للكورد ففي الوقت الذي كانت قوات المرتزقة من بعض العشائر الكوردية، فإن أنصار ثورة أيلول كانوا من عشائر أخرى، وبالتالي فإنهم احتموا بعشائرهم. إذا كان أبناء شعبنا يقبلون بالعراق وطنا، فعليهم القبول بالنتائج السياسية لهذا القبول، وهذا لا يعني أن لا نقوم بتحسين موقعنا في الوطن، والمطالبة بالحكم الذاتي هي عملية تطوير واقعنا وقدراتنا وموقعنا في الوطن العراقي بما نعتقد أنه يعيد العدل إلينا. والذين يتباكون على قرانا وأراضينا التي بقيت غالبيتها خالية من بعد عام 1961، حاولوا وبكل السبل الوقوف ضد ما قام الأستاذ سركيس اغاجان من عملية بناء القرى والدعوة للعودة إلى هذه القرى. بحجج واهية ومنها أنه يريد أن يمنح الأراضي للكورد. وكان هذه الأراضي الآن ليس جزء من إقليم كوردستان المعترف به عراقيا. ومن ناحية أخرى فإن دعواتهم هذه تصيب في مصلحة الكورد التي يدعونها هم.لأننا بتركنا لهذه القرى وعدم العودة إليها فإنها ستصير  خالية وتستملكها الحكومة لمن يدفع أكثر!! وحينما تجابههم بهذه الحقيقة، يهربون ويريدون تمثيل التجربة اليهودية في التشتت والعودة. والتي لا تلائمنا البتة( أي مرة أخرى نحن بين الخيار بين تجربتين أما حماس أو اليهود). وإذا كان أصل الكورد من أفغانستان أو بلاد الواق واق كما يقولون، فإن الكورد اليوم هم جزء من شعب العراق ومن العراق الوطن الذي يدعون إلى وحدته. لا بل يدرك المطبلين والمزمرين أن الكثير من هؤلاء الكورد كانوا من أبناء شعبنا غيروا هويتهم القومية بعد اعتناقهم الإسلام، هذا الاعتناق الذي حدث جراء المذابح والقتل والضرائب الباهظة مثل الجزية.
إن آشور لم تكن يوما محددة بسهل نينوى، فآشور التاريخية تشمل مناطق تقع في تركيا وإيران وسوريا، ولكن حينما تريد أن تناقش هؤلاء، فإنه يقولون بأنه من هناك ابتدأت، أي أنهم يتركون كل آشور، لكي يهتموا بمنطقة البدء، والحقيقة ليست لأنها قلب آشور، والبقية إلى الجحيم، بل إن من يحاول إثارة مثل هذه الأمور يعيش أحقاد لا تخدم شعبنا وهو أو هم مستعدون أن يضحوا بكل المتبقي من الأرض والشعب أيضا فقط لكي لا يستفيد الكورد في قضايا أخرى ولو كانت استفادة ثانوية. ولكنهم من ناحية أخرى يحاولون جعل شعبنا وقوانا السياسية رأس حربة لتحقيق أماني الآخرين. ففي الوقت إلي تقر كل قوانا السياسية في العراق بالتعايش مع كل مكونات الشعب العراقي. وعلى قدم المساواة، إلا أننا جميعا ندرك أن إدخالنا في معمعة العداء لهذا أو ذاك ليست من صالحنا لأننا أساسا دعاة وحدة العراق ودعاة الإقرار بالحقوق القومية لكافة مكونات العراق.لأجل عيون البعثيين ومن والاهم هم مستعدين أن يقفوا رأس حربة لمحاربة الكورد ومهما كانت التضحيات. إنني أتسأل عن أي شعب يدافعون هؤلاء الذين مثالهم حماس وحزب الله وصدام.
لا يخفى على أحد أن الدستور العراقي وبكل عيوبه، هو أفضل من الدستور الصدامي. ورغم مآخذنا الكثيرة على الدستور والذي منح موقعا كبيرا للدين، وغبن شعبنا حينما غيبه وغيب ما تعرض له أسوة ببقية مكونات العراق. إلا أننا يجب أن ندرك أن شعبنا يتحمل الكثير في ذلك، ومن ذلك ما أدخلنا فيه المطبلين والمزمرين وبعض الأطراف التي عملت لأجل مصالحها الآنية وخصوصا في
مسألة التسمية وتبعاتها. فقياسا لدستور صدام هناك ذكر لشعبنا وإن كان مقسما، وهناك اعتراف بحقوقه الدنيا.ومن هنا يحاول أنصار الحكم الذاتي إضافة الحق في الحكم الذاتي لكي تتطور ممارسة حقوقنا.  
إن البعض لا يعلم أن الاتحاد الآشوري العالمي ومنذ البدء لم يفصل العمل في المهجر عن الوطن، والدليل عمله العلني في إيران، وافتتاحه الإذاعة الآشورية في قصر شرين التي كانت موجه لآشوري العراق. وكذلك قيامه بارسال وفد برئاسة مالك ياقو مالك إسماعيل للتفاوض مع الحكومة العراقية عام 1973، وقيامه في عام 1974_1975 بمساعدة الحركة الكوردية ولجنة شؤون المسيحيين فيها. فاين كان ابتعاد الاتحاد الآشوري العالمي عن العمل في الوطن؟ ولا يزال الحزب الوطني الآشوري الذي كان ثمرة عمل الاتحاد الآشوري العالمي في العراق، موجودا وشاهدا على نشاطات الاتحاد الآشوري العالمي في العراق (جزء من الوطن).
المشكلة لدى بعض الكتبة هي توزيع ألقاب الشرف والنضال ورحم الأمة والبنوة الشرعية حسب متطلباتهم ورغباتهم الشخصية، كقيامهم بالتخوين والتشهير وبث الأكاذيب ضد من لا يعمل بطروحاتهم الغير العقلانية.
إن المأخذ قد تكون كثيرة على أحزاب شعبنا العاملة في العراق، ولكن لا أعتقد أن أي أحد من هذه الأحزاب برر النقص في عمله بتريد المثل الآشوري (ايدا دخو كيبا، أي اليد التي تحت الحجر) وهو  مثل يردد لتبرير التقاعس عن العمل. إن أحزابنا تعمل وتطرح المطالب التي ترى أنها قادرة على تحقيقها، ويمكنها أن تحشد الجماهير خلفها. إلا أن الكتبة من مقلدي الصراخ العربي، يرددون هذا المثل، لإظهار أن شعبنا وتنظيماته لا حول ولا قوة لهم جراء الاستحواذ الكردي على مقدراتهم. وهو الأمر الذي تنفيه الكثير من المواقف المشرفة لهذه الأحزاب. ومنها الإصرار على مطلب الحكم الذاتي، والمطالبة بإزالة التجاوزات وإعادة الحقوق.
من حق الاتحاد الآشوري العالمي كمنظمة قومية أن يطرح ما يراه صائبا، وقد نختلف معه ولكن كيل الاتهامات والسباب، ليس عملا سياسيا بل هو مرض خطير يستشري في الأمة لكي لا تلتقي قواها السياسية المفترقة، وزيادة في الافتراق، تعمل أطراف معينة من أجل شخصنة الاختلافات، لكي يكون التباعد أبديا.
ولكن حق الاتحاد الآشوري العالمي هذا، لا يعني أن ينسى دوره الحقيقي في أن يعمل من أجل أن يكون المظلة القومية لكل فعالياتنا، ولكي تتحقق فيه الشرعية القومية على المستوى العالمي. وهنا نؤكد أن تحقيق ذلك سيكون بإقامة شرعيات قومية وطنية تلتقي كلها في الاتحاد الآشوري العالمي.
إن لقاء قيادة الاتحاد الآشوري العالمي مع حكومة إقليم كوردستان، والقوى الكوردية، هو أمر طبيعي وبالعكس أن عدم لقاءها يعتبر شذوذا، فشعبينا يعيشون في كل الدول المجاورة سوية، وعلينا أن ننظم هذا العيش على أسس صريحة وبما يخدم الطرفين، فاين العيب والخطاء في ذلك؟  
أن احزاب شعبنا قادرة على فعل الكثير وصنع المعجزات، ولكن لتحقيق هذه القدرة، فعليها أن تلتقي وأن تكون واضحة وصريحة، وليس اللقاء من أجل أن يلعب أحدها على الآخر، أن هذا النوع من اللعب ندرك أنها قادرة عليه. إنها مطالبة اليوم بان تلعب على الواقع المزري وان تجمع عوامل لتغييره نحو الأفضل. وبالتالي فإنها أن فعلت ستثبت للكل أن يدها ليست تحت الحجر.

242
الزوعا بين حضن الامة و شرعية الولادة





تيري بطرس
قد لا يكون مطلوبا من المثقف إيجاد حلول لمشاكل الأمة، ولكنه بالتأكيد مطالب بوضع اليد على العلل والأخطاء وهو مطالب بعدم التستر وقول الحقيقة.
تحت عنوان حلف غير مقدس بين التحجر الآشوري والتعصب الكلداني، وردا لما ذكرته في مقالتي شبيرا ينتقد الزوعا لكي يمدحها يقول في فقرة خصني بها ودون ذكر الاسم ما يلي.
((إن الحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا) لاعباً أساسيا في حركتنا القومية وفي المطالبة بحقوقنا القومية وهي حقيقة إن لم أقرها إنا وغيري فنحن عمياء لا ندرك الحقيقة الموضوعية. فزوعا مولود شرعي للأمة الآشورية بجميع تسمياتها المختلفة ولكن ليس المولود الوحيد كما يعتقد البعض الذين أصابوا بمرض (فوبيا زوعا) يرتعبون ويصابون بالحمى عن ذكر اسمها أو الكتابة عنها حتى ولو كان انتقادا لها وبيان أخطاءها. لقد سبق وأكدنا مراراً وتكراراً أن أي حزب مهما كانت قوته وعظمة نضاله لا يمكن إطلاقاً أن يمثل مصالح الأمة جميعاً، فهذا ضرب من الخيال. فنحن نحتاج إلى عدد معقول من الأحزاب السياسية النشطة وليست الورقية التي لا شغل لها ولا عمل إلا الجلوس على قارعة الطريق ورمي المارين الناشطين بالحجارة. فالديمقراطية التي نتغنى بها ليل نهار يستوجبها تعددية حزبية حقيقية ولكن هذا "العجز الحزبي" في أمتنا لا يمنعنا أبداً أن نشيد بزوعا كرائد في الساحة القومية السياسية ونأمل أن نجد قريباً أحزاب أخرى تحمل المعنى العلمي والواقعي للحزب السياسي وناشطة إلى جانب زوعا عند ذاك سنبدأ بالكتابة عنهم تقييماً ونقداً كأسلوب علمي وواقعي في فهم حقائق أمتنا وأحزابها السياسية. لقد سبق أن قلنا بأن الأمة التي لا يكون لها أحزاب قومية، بكل معنى الكلمة للقومية، نشطة وفاعلة ستكون إرادة الأمة مرهونة بإرادة الآخرين)).
 وفق السيد شبيرا في وصف الحركة الديمقراطية الآشورية بلاعب أساسي في حركتنا القومية والأدلة على ذلك أكثر من أن تذكر جميعها. ولان البعض لا يريد أن يفهم فإننا مضطرون لذكر بعضها تكرارا وإن كان مملا. والغاية ليست الانتقاص من مكانة أو موقع الزوعا أو أي أحد آخر، ولكن سيبقى الهدف وضع الأمور في نصابها لعلنا معا يمكننا أن نجد مخارج لواقع الأمة المأساوي، والذي انحدر إلى مديات مرعبة في السنوات الأخيرة. ويكفي الواقع الحالي والتشرذم والهجرة لكي يجعلنا نصمت عن ذكر إنجازات أو مدح هذا أو ذاك. وخصوصا لو كان هذا الذي نمدحه حقا قد لعب دورا أساسيا في وصول شعبنا وأمتنا إلى الواقع الموصوف أعلاه. نود أن نذكر البعض أن اللاعب الأساسي هذا قد تاجر بالتعليم السرياني وهو لم يقدم لهذا التعليم ما يدعيه، وهذه حقيقة معروفة للجميع، وحتى الانتقال بالتعليم من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة ومن ثم الإعدادية، قد حدث في الفترة الحرجة، أي دائما قبل الدخول إلى هذه المرحلة بفترة صغيرة في حين أنه كان مطلوبا متابعة الأمر منذ البدء بالتعليم بالسورث، لكي يكون هناك منهج متكامل، وكان غريبا في التعليم بالسورث أن التعليم المسيحي استمر لسنوات باللغة العربية. والأغرب أن التعليم بالسورث قد تفتت وتقزم حينما اختار الكثيرين أن يكون تعليمهم بالكوردية وأن يكون التعليم بالسورث مقتصرا على حصة واحدة. وهذا نتيجة لسوء إدارة التعليم ولتحزيبه. والمولود الشرعي (ماذا تعني عبارة المولود الشرعي المستقاة من أدبيات القومجيون العرب أصلا) قد عمل بجد وبنشاط كبيرين لأجل تشويه سمعة التنظيمات القومية الأخرى، ولأنه كان شرعيا وليس لقيطا فقد سمح لنفسه بمحاولة إهانة أبناء حينما صرح ونقل وقال وبشر بأنه يقوم بتمويل التعليم بالسورث، كما أهانه حينما حاول القتل لإسكات الأصوات المعترضة على ممارسات معينة. وهذا يذكرني حينما قام البعض بفصلي أنا والإخوة عمانوئيل بيتو وروميل شمشون من النادي الثقافي الأثوري في بغداد عام 1979 مستندا على عكازة الأمن العام العراقي وبختراع تهمة لم يوجد مثلها في اي محفل او تجمع او نادي اي عدم التعاون مع الهيئة الادارية المفروضة من الامن العام، لأنه أتى بأمر منهم لكي يقوم بتاديب القوميين الاشوريين الذي نعتهم ممثل الامن العام حينها بانكم تريدون تصيرون ابطال، ويذكرني بان احدهمالف كتابا عن نفس النادي وقام بطمس مرحلة كاملة من عمر النادي لكي لا يذكر اشخاص يعتبرهم اعداء له. وهذا المولود الشرعي والذي يعتبر لاعبا أساسيا مارس التالي في لعبه الأساسي داخل الأمة.
1 _ تشويه سمعة التنظيمات القومية ومحاولة شق صف البعض منها والعمل بجد لشق كنيسة المشرق، حيث إنه عمله هذا أدى إلى خسائر هائلة بالأموال مجمعة من أبناء الشعب لكي لا تتعرض الكنيسة لسرقة ممتلكاتها، وقد قاد حملة السب والقذف التي طالت الكل!
2 _ والمولود الشرعي وبرغم تنبيه الكل على ضرورة التوصل إلى حل في مجال التسمية، ورغم الاجتماع الأخير في جمعية آشور بانيبال وألذ اعتبر الفرصة الأخيرة قبل تقديم مسودة الدستور العراقي للتصويت، فقد أصر على موقفه وأدى هذا الإصرار لتفتيت وحدة شعبنا في الدستور العراقي!
3_ والمولود الشرعي حارب مطلبا أساسيا وحقا مشروعا لشعبنا في الإقرار بالحكم الذاتي، متهما الآخرين بأنهم عملاء للكورد!
4 والمولود الشرعي، شرع أسلوب إرسال العرائض المطالبة بأمر معين مما حدي بالآخرين لسلوك أسلوبه المشين، أود أن أسألك أن كنت تعلم ماذا فعل المولود الشرعي حينما أراد إبعاد تنظيمات شعبنا عن مؤتمر المعارضة العراقية المنعقد نهاية عام 2003، ماذا فعل قبل المؤتمر حينما جمع تواقيع البعض ممن يؤيدونه لكي يقول إنه الممثل الوحيد لشعبنا، وحينما بادأت التحضيرات الفعلية لانعقاد المؤتمر، أسأل السيد الجلبي وممثل المجلس الإسلامي الأعلى حينها، ماذا قال قائد المولود الشرعي عن بقية تنظيمات شعبنا؟ أريد أن أسألك ماذا فعل المولود الشرعي قبل وأثناء مؤتمر نيويورك المنعقد عام 1999 وكيف صنف تنظيمات شعبنا، وكيف كان يصرخ أحد أعضاء وفد المولود الشرعي بالسباب والتهديد لكل تنظيمات شعبنا؟
5_ المولود الشرعي، سرق تمثيل قوانا السياسية في مجلس الحكم وحركه لنفسه، ماذا قلت بشأن ذلك،وأنت تدرك والكل يعلم أنه صعد إلى قيادة المعارضة العراقية كممثل لقوانا السياسية في مؤتمر لندن وليس كممثل للمولود الشرعي. وهذا الممثل حصر مل شيء في يده وفي يد المولود الشرعي، ولم يقبل التعاون مع أحد إلا بشروط مذلة، رغم أن الكل لم يكن لديه أي مانع من التعاون مع المولود الشرعي.
6_ المولود الشرعي يسمح لنفسه بفرض نفسه ممثل الأمة ولكنه يرمي الآخرين بأنهم يرمونه بالحجارة. لا أدري من منح لهذا المولود الشرعي أن يعتبر نفسه أكثر آشورية أو كلدانية أو سريانية مني، فله في مجال العمل القومي مثلما لي بالضبط، وبالأخص كل مسؤول فيه، ما أراه خطاء وخطيئة سأقوله وسأصرح به. لكي يتعلم المولود الشرعي الديمقراطية ، التي تقول بحق كل شخص في قول ما يراه ولكن ليس من حقه تطبيق ما يراه ما لم يستند إلى إرادة الشعب، من خلال مؤسسات منبثقة من هذا الشعب.
   
7_ المولود الشرعي والمطبلين له ينشرون عبارة (فوبيا الزوعا) ولا أحد في الأمة يخاف المولود الشرعي ولا يرتعب منه، لو كنا نخافه لما انتقدناه، ولو كنا نكرهه لما انتقدناه هو أو الآخرين، ولو كنا نخافه لما قلنا ما لا يستسيغه. والفوبيا لا تعني أن نقبل به كما هو وإلا فنحن لدينا فوبيا الزوعا كما يفعل المسلمون، عندما يعتقدون أن نقد الغرب للإسلام هو نتيجة فوبيا، وليس نتيجة الأعمال الإرهابية ومصادرة حقوق الإنسان وحقوق المرأة باسم الإسلام. فنصيحتي للابن الشرعي أن يقرن عمله باسمه الذي يحمل كلمة الديمقراطية والتي بمعناه أنه يؤمن بالحريات. وألا يوصف ناقديه والذين يحددون مجال النقد ولا يعممون مثلكم حينما توصفون كل أحزابنا بأنها ليست أحزاب لأنها مرة ليس لديها محطة تلفزيونية فضائية،وأخرى ليس لديها مقرات وهلم جر من الطروحات السالبة لحق الناس في تحديد شخصياتها وشخصية تنظيماتها. شخصيا أنا كنت عضوا في الحزب الوطني الآشوري منذ 11 آب 1973 ولحد 16 آب 2009 اي لمدة ستة وثلاثون عاما وكنت في مواقع مختلفة من هذا الحزب ولكنني لم أسمع توصيفات مثل هذه للأحزاب، رغم أن واجباتي في مراحل مختلفة كانت تدعوني للاطلاع على الهياكل التنظيمية للأحزاب الأخرى أو الاطلاع على تعاريف أو تشكيل الأحزاب.هنا في ألمانيا يخضع الحزب لقانون الأندية، ويحق لكل مجموعة أن تشكل نادي على ألا يقل عدد أعضاءها عن سبعة، ويتم التعامل معها باحترام وبتقدير كما يتم التعامل مع الأندية (الأحزاب) التي لديها الآلاف الأعضاء. اذا البعض يعتقد ان يؤمن ان الناس لديها رهاب الزوعا، لانه يعتقد ان زوعا قوة لا يستهان بها، فمن ينتقدها يخاف من قوتها، او يخاف على نفسه منها، فهل هذه التوصيفات تلائم مولودا شرعيا يا ترى؟
8_ المولود الشرعي وبشهادة غالبية المطلعين قد شرع ثقافة التخوين والسب والقذف وبلا أي خجل.
9_ المولود الشرعي لا يرعبنا، ولكنه يجعلنا نشعر بالمهانة عندما يدعي قيامه بإنجازات ويعمم ذلك، دون أن يذكر هذه الإنجازات، ويتهم الآخرين بأنهم لم يقدموا للأمة أي شيء، والمرعب في الأمر مشاركة بعض الكتاب في نشر مثل هذه الأكاذيب عن إنجازات غير معروفة. والأكثر أسفا، أن تحقيق الإنجازات يقترن بهروب الشعب وبتراجع الالتزام القومي وبتراجع حتى مجموع المصوتين لقوائم شعبنا كلها وأولها المولود الشرعي.
10_ المولود الشرعي لم يخجل ولم يستحي، وهو يحارب مشاريع كان يمكن أن تجعل موقع شعبنا الديموغرافي أقوى بكثير مثل مشاريع الأستاذ سركيس اغاجان التي تقول عنها بيوت من الكارتون، لا أدري متى كان يجب أن يقوم أحد ببناء الفلل الفاخرة لأناس يراد منهم العودة والسكن في مواقعهم الأصلية، وبدلا بالمطالبة بتطوير العملية ودعمها لأنها بالتالي تخدم تواجدنا في أرضنا التاريخية، حارب المولود الشرعي ذلك، بحرب دنيئة حقا. لان المبالغ لم تسلم لقيادته لكي يتصرف بها، ويمنحها لمؤازريه.
أين شرعية الولادة لمن مارس كل ذلك وغيره في أمته؟. واذا كانت هذه الاعيب اللاعب الاساسي في امتنا فيا ترى ماذ يجب ان تكون الاعيب اللاعبون الثانويون؟ قيل شر البلية ما يضحك.



243
شبيرا ينتقد الزوعا لكي يمدحها....





تيري بطرس
كان حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادته وبالأخص أمينه العام ورئيس جمهورية العراق صدام حسين يتعرضون للنقد وللتهجم لكل مواقفهم من قبل كل وليس أغلب التنظيمات العراقية. لأن هذه التنظيمات كانت ممنوعة ومقموعة ويزج بأعضائها في السجون، إن لم يكونوا يعلقون على أعواد المشانق. ولكن هذا لا يعني أن هذا النظام ورئيسه كأنا على حق، أو أن عملهم كان عملا صالحا أو أن عدم ردهم كان لأنهم منشغلون بتطوير الوضع. بل لأنهم انشغلوا بتحصين مواقعهم وتصفية كل من يشتمون منه رائحة المعارضة أو حتى عدم الرضا عن أمور بسيطة أو نقد لفقدان بعض الأمور المهمة مثل الكهرباء. إذا ليس كل من لا يرد على نقد ما، منشغلا بالعمل وتقديم المنجزات.
 رغم أن الحركة الديمقراطية الآشورية لا ترد دائما باسم مكتبها السياسي بل يقوم بالرد عنها الكتاب الموالين لها وهم ليسوا مقصرين في الرد وترديد الأكاذيب عن الإنجازات والسب والتخوين وغيرها باسم الحركة الديمقراطية الآشورية!! أما عن تركيز الانتقادات للسيد يونادم كنا، فهو بسبب كثرة تصريحاته والمطبات التي يوقع نفسه والشعب فيها. فبالله عليكم هل كان من الممكن السكوت عن التصريحات المهينة لشعبنا والتي قال إن شعبنا يصطاف في سوريا والأردن وليس هاربا من الإرهاب، أو أن الإرهابيين يستهدفوننا بسبب التبشير بالمسيحية، أو أن الآشوريين قد أخذوا تعويضاتهم من الحكومة العراقية وليس من حق أحد التكلم عن التجاوزات.أو أن الحكم الذاتي مطلب شوفيني وعنصري، وان الحكم الذاتي سيشجع الأعمال الإرهابية ضد شعبنا، هذه وغيرها من التصريحات التي لا يمكن لأحد أن يهضمها، ومن الواجب نقدها وتحليل ما خلفها من الدوافع، لكي لا تتكرر وتتفاقم.
إنني إذا اتفق مع الأستاذ شبيرا، أن أي نقد يوجه لعمل ما فإن غايته الأساسية هي الإصلاح وطرح البدائل لتقويم ما تم انتقاده بنظر الناقد، ولم يكن النقد يوما ممارسة هواية ومحاولة للشهرة. ولكن في مقابل النقد الذي يقوم به البعض لممارسات وأعمال وتصريحات مسؤولي الحركة الديمقراطية الآشورية، نرى السب والقذف والتشهير ونشر الاتهامات الكاذبة ليس على مستوى الكتاب الموالين للحركة، بل على مستوى المكتب السياسي  والتثقيف الحزبي، مما يعني زرع بذور الكره والحقد ضد الآخرين في أساس بناء العضو الحزبي.
تحت عنوان (الحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا) كيف ننتقدها ونقيمها؟) نشر الأستاذ أبرم شبيرا مقالة يمكن القول فيها إنها نقد لأجل المدح، وليس نقدا لأجل الإصلاح، وبالأخص إصلاح واقع شعبنا وتطوير قدراته ووامكانياته وعوامل القوة والبقاء فيه. لكي يتمكن من أن يتجاوز المصاعب الحالية ويدخل اللعبة السياسة وهو متسلح بقدرات وإمكانيات عالية تمكنه من استحصال حقوقه المسلوبة.
فإذا كان مفهوم السيد شبيرا للعمل وللقوة هو ((عوافي لمن يجيب النقش))، فنحن لا يمكننا أن نتحاور أو أن نتناقش، لان في هذا القول هو الاعتراف أن اللعب على الحبال المتعددة وممارسة كل شيء لأجل الفوز بالأولية وإن كان على حساب كرامة وحصانة العمل القومي. أمور مقبولة وممجدة في فكر السيد شبيرا. أو أن الإنجازات للشعب وضرورة تحصين وحدته وتطوير إمكانياته، ليس لها أهمية بقدر أهمية أن يكون الحزب باقي ويتمكن من الفوز على بقية تنظيمات شعبه. ويستحوذ على إمكانيات مالية وتبرعات على أسس إنجازات وهمية. فهذا هو المهم وهذا هو المقياس. وهذا المقياس لعمري لا يختلف شيئا عن مقاييس الأحزاب التي أوصلت شعوبها إلى التهلكة. والتبشير بالإنجازات الغير الحقيقية عدا أنها غير صحيحة ويجب كشفها، لان من ينشرها يريد المتاجرة بعمل كاذب، فهي تعني أن الذي يقوم بذلك مستعد لكل الأمور من أجل أن يكون الأول. وبالتالي أخلاقيا على جميع مثقفي شعبنا كشفها، لأنها مقياس خاطئ وغير سليم. وليس ببعيد قول السيد شبيرا بانه لا يعترف باي حزب لا يمتلك نحطة تلفزيونية، هذا بع امتلاك الزوعا محطة اشور الاسلامية.
كنا ننتظر من كاتبنا أن يدخل في صلب الأمور وهو السياسي والقانوني، أي أن يدخل في حقل الإنجازات لشعبنا وحقل العمل الحزبي. وأن يطلعنا حقيقة على ما قدمته الحركة الديمقراطية الآشورية لهذا الشعب، أو طالبت به، في المواقع التي احتلتها، وخصوصا في البرلمان الإقليمي أو المركزي، وليس فقط الادعاء بالعمل، ففي الوقت الذي يصف الدور التي أقامها الأستاذ سركيس اغاجان بأنها بيوت من  ((إعادة" أعمار البيوت "الكارتونية" في أرض الوطن)) ويضع كلمة الإنجازات بين قوسين دلالة الشك فإنه لم يذكر إنجازات الحركة وان ذكرها فبالشكل التالي (إن إنجازات زوعا ليست معنوية فحسب بل هي حقائق ملموسة.... ماذا عن التعليم السرياني والصعوبات والتحديات التي واجهتها  أثناء إقرارها وانتقاله إلى المرحلة الثانوية والأقسام الداخلية للطلاب والخدمات التي وفرتها لهم. إن هذه الإنجازات هي الأهم أما بالنسبة للمهم فهي لا تعد ولا تحصى ولا نريد التفصيل فيها) إنجازات لا تعد ولا تحصى ونصف شعبنا خرج من الوطن والنصف الباقي ينتظر الفرصة، يا ترى أي نوع من الإنجازات كانت هذه لكي توصل الشعب إلى درك إلياس من الوطن ومن السياسية ومن الأمل بالمستقبل؟ إذا اختصرت الإنجازات مرة أخرى بالتعليم السرياني، وهنا الإنجاز صار أكثر تواضعا مما سبق، حيث كان في البداية أن عملية التعليم السرياني تتحملها كلها الحركة الديمقراطية الآشورية، من حيث الرواتب والقرطاسية والترجمة والأقسام الداخلية والنقل. طبعا بعد ان تم كشف أن كل ذلك لا يدخل في باب الحقيقة وأنها متاجرة رخيصة لكسب عواطف الناس، تغيرت إلى نغمة متواضعة وحتى هذه النغمة ليست صحيحة. لأن الحركة لم تساهم في تشريع قانون تعليم الأقليات ولم تواجه اي صعوبات، فالتركمان الذين لم يعترفوا بحكومة إقليم كوردستان ولم يكونوا في الجبهة الكوردستانية، ولم يقبلوا أن يتبوأ منصب نائب رئيس الوزراء لكي لا يعترفوا بالحكومة القائمة في المنطقة الآمنة إي في الإقليم حينها، قاموا بالتعليم وكانت حكومة الاقليم تدفع كل التزاماتها تجاه التعليم لأنه مقرر في قانون الدولة كحق. وإذا كانت الحركة تتحمل مصاريف للتمتع بحق منصوص عليه في القانون! لماذا لم يقم أعضاء المجلس الوطني الكوردستاني الأربعة من الحركة بدورهم ويطالبوا بان تقوم الحكومة بدعم التعليم السرياني أسوة بدعم التعليم الكردي والتركماني؟ أليس ذلك تصرفا غير مسؤول وتهاون بحقوق شعبنا؟ولكن علامة الاستفهام الأكبر تبقى أن يتم تبرير ذلك والمرور عليه مرور الكرام من قبل مثقف وكاتب مثل السيد شبيرا الأمر الذي يجعلنا نتساءل لمصلحة من؟ ولم يقل لنا السيد شبيرا ما هو المهم والذي لا يمكن أن يحصى من إنجازات الحركة.
. وبعكس ما يطلبه الكاتب من الجميع الالتزام به.  من أن النقد الموضوعي والتقييم لتجربة الحركة وممارستها، فإنه وبجرة قلم يعبر عن كارتونية الدور التي أقامها الأستاذ سركيس اغاجان ويلمح إلى دعم الحزب الديمقراطي الكوردستاني كانه أمر يجعل من هذه الدور وغيرها من الإنجازات وقناة عشتار أمور مشكوك فيها. ومن ناحية أخرى يسحب البساط من تحت أقدام كل الأحزاب ويعلنها إما أنها على الورق أو أنها لم تقم بأي إنجاز أو عمل لصالح الأمة. ولذا فهي لا تتلقى أي لوم أو نقد. وبهذا فهو يتخلى عن كل المقدمات التي أعطاها لمفهوم النقد والتقييم، مع وضع ضبابية خاصة لمفهوم العمل والإنجاز. ونحن إذا ندرك أن هناك فرق شاسع بين مفهومي الحزب والدولة، وبالتالي بين واجباتهما وخصائصهما، إلا أن السيد شبيرا يريد منا أن نسد أعيننا وأن نغلق مداركنا وأن نصدق كل ما قيل عن إنجازات الحركة وكأنها حكومة قائمة بذاتها. لا بل إن الإشارة إلى هذه الإنجازات وبشكل عمومي يعني محاولة خداع الجماهير وتركها تصدق كل ما يقال دون إن يقوم بتوعيتها وتوجيهها وتوضيح الحقائق لها كواجب للكاتب. لأنه بالأساس وبهذه الصفة من المفترض أن يقوم ببث رسالة صادقة، أو تحمل كما من الصدق وخصوصا في المفاهيم العامة والتي يتفق الناس عليها وبالأخص المدركون للامور.
الحزب أو الحركة أو التنظيم السياسي، ليس من واجبه إدارة التعليم أو بناء الدور أو فتح السواقي أو تقديم المساعدات، أن هذه هي إما من واجبات الحكومة المؤتمنة على أموال الشعب . أو  من واجبات منظمات المجتمع المدني، التي تقدم المساعدات دون اشتراطات سياسية. ولكن حتى في هذه المجال فإن ما تدعيه الحركة مضخم جدا إن لم يكن غير حقيقي وهو تسويق إعلام كاذب سيكون خطره كبيرا على أمتنا من خلال خلق عدم الثقة المزمنة بكل عمل قومي. من واجب الأحزاب تنظيم الشعب وتوعيته بحقوقه وبواجباته كمواطن، ومن واجب الحزب أن يقوم بدراسة الظروف العامة ويحدد إمكانية تقديم مقترحات لقوانين لتحسين أحوال المواطن وزيادة رقعة حريته وحقوقه (فمقابل الحكم الذاتي المطالب به، تصر الحركة على الإدارة المحلية المتحققة أساسا، ومقابل وحدة الشعب تتفق الحركة مع الأستاذ ابلحد افرام على إبقاء الحالة كما هي في الدستور العراقي) . ومن واجب الحزب أن يكشف مكامن الخطاء في ممارسة الحكومة أو الحكومات ومكامن تقصيرها، ويشحذ همم الناس لكي تدرك هذه الأمور وتنتقدها لتغييرها. ومن واجب الحزب عندما يكون في السلطة أن يعمل من أجل أن تقدم الدولة الخدمات الأفضل للمواطن وأن تعمل الدولة على صياغة قوانين لتحقيق الحقوق والحريات وتطوير الأداء الاقتصادي  وتوفير فرص العمل. هذه هي واجبات الأحزاب، فهل يدلنا السيد الكاتب عن عمل الحركة في هذه المجالات؟
 يعود السيد شبيرا لتمثيل الحركة بحزب البعث وبطروحاته التي سببت لنا الدمار والخراب ويطلق شعارات مثل أن الحركة ولدت من رحم الأمة، وبالتالي فإن البقية إما أنهم متبنيين من قبل الأمة أو أنهم ولدوا من مكان آخر وأنه بالتأكيد ليس رحمها. فهل يدلنا السيد شبيرا عن مفهومة لهذا الشعار السمج أو من أي عضو من أعضاء الأمة ولدوا الآخرين؟ والشعار يعني من منظار آخر أن على البقية ألا ينتظروا أن يتساوا بالحركة ولو من الناحية المعنوية، لأنهم ليسوا من رحم الأمة. وهذا الشعار يمكن أن يدخلنا في مجال التفاضل بين أبناء الأمة أيضا فالأستاذ يونادم كنا يمكن أن يقال إنه ولد من رحم الأمة، أما مار دنخا ومار عمانوئيل دلي ومار ادي وسركيس اغاجان ونمرود بيتو وروميو حكاري وسعيد شامايا وصباح برخو وابلحد افرام وضياء بطرس فإنهم لم يولدوا من رحم الأمة، وبالتالي لا يمكن أن يتساوى ويجلسوا مع السيد كنا لحل مشاكل الأمة. فالمولودين من رحم الامة حاولوا التوسط للقاء احد اباء الكنيسة وحين قيل لهم انه يسيئ الظن بكم، قالوا نحن اعضاء الحركة الجيدين ولسنا من الاشرار، اذا حتى المولودين من رحم الامة فيهم الاشرار وخصوصا لقيم الامة.
إن النقد الخجول لفضائية آشور، دون أن يمر إلى أسباب قيام هذه الفضائية ببث البرامج الإسلامية والتركيز عليها ليس أمرا عادلا، لان غايته القول إنني أنتقد السيئ. ويقينا يدرك السيد شبيرا أن السيد كنا وبعض قيادي الحركة هم شطار في البازار، فقناة آشور التي يتم جمع المساندين لها وتجمع منهم التبرعات، تتلقى تمويلا من أطراف عروبية وإسلاموية، وهي مضطرة لمدارة ذلك، وليس ببعيد تصريح أحد قيادي الحركة من ان القناة ليست حرة في بث دعايات لقائمة الرافدين!! عندما حاول أن ينفي أن نجاحهم كان بسبب الدعايات التلفزيونية. أما عن نقده لموقف الحركة من الكنيسة، والقول إن لقاء السيد كنا بالبطريرك مار دنخا قد أزال سوء الفهم أو بعض الغموض في مواقف الحركة. فالحركة كلها كانت منغمسة في دعم حركة الأسقف الموقوف آشور سورو، حتى وصل  الأمر بالحركة وبذراعها اللجنة الخيرية أن تقوم بتوزيع مواد وتبرعات للأهالي في محافظة دهوك باسم مار باوي، وهو تصرف غريب جدا، أن يقوم أسقف أو جهة بتوزيع مساعدات في أبرشية غير تابعة له وباسمه وليس باسم الكنيسة أو البطريرك، ودون إذن راعي الأبرشية، وهذا حدث بعد توقيف الأسقف الموقوف. أليس هذا الموقف وحده كافيا لإثبات أن الحركة رمت بهذا العمل ليس إلى تقسيم الكنيسة في أميركا، بل نقل الحركة التقسيمة إلى العراق أيضا؟  طبعا لن ننسى الحملات الكريهة من السباب والتي طالت أغلب رجال الكنيسة من البطريرك مار دنخا إلى المطارنة والأساقفة، والتي كان يشارك فيها أعضاء متقدمون في الحركة بل قل قيادات تاريخية فيها ومن مختلف الكنائس.  إذا نقد السيد شبيرا للحركة ليس نقدا كاشفا لمكامن الأخطاء ومعطيا بدائل حقيقة لتطوير زوعا والذي بالنهاية غايته تفعيل العمل القومي. وخصوصا في محاولات المستمرة للحركة لتقسيم أغلب مؤسساتنا، وأنني متاكد أن السيد شبيرا يدرك محاولات الزوعا لفرض ممثلين معينين لتمثيل أحزاب في شعبنا كانوا مفصولين منها. والسيد شبيرا لا بد أنه يدرك ما حدث في مؤتمر لندن نهاية عام 2002 والدرك الذي أوصلنا إليه السيد كنا فقط لكي لا تتمثل الأحزاب الأخرى مثل حزب بيت نهرين والوطني الآشوري. وهو يدرك أن السيد كنا بعد أن وقع على وثيقة لندن قام باستغلالها ليس لتطوير العمل القومي وتوحيده، بل للاستحواذ على كل شيء، فبعد أن كان مقررا أن يكون السيد كنا أو السيد ألبرت يلدا ممثلي احزابنا مجتمعة وليس ممثلي حزب واحد في قيادة المعارضة، لحس السيد كنا توقيعه وألقى كلمة في مؤتمر صلاح الدين بداية 2003 باسم الحركة في مخالفة صريحة لما اتفق عليه. إذ إن السيد كنا متمكن فقط من لوي ذراع تنظيماتنا السياسية، حتى وإن كان ثمن ذلك انقسام الشعب وتشرذم القوى السياسية وتدهور مكانة أمتنا، والمثال الحالي واضح للجميع.
إذا كان واقعنا الحالي يتطلب نقد كل الأحزاب وكل مؤسساتنا الأخرى، فإنه بالضرورة يتطلب ليس نقد بل التهجم على ممارسة الحركة لان كل السلطات والمواقع التي كان يمتلكها شعبنا آلت إليها. ولم يشاركها أحد في هذا الأمر، إذا هي المسؤولة الأولى عن التدهور الفظيع لواقع شعبنا في الوطن. والنقد يجب أن يكون قويا لأن الحركة وبكل المواقع التي استولت عليها، تمكنت من شرذمة العمل القومي وترك التنظيمات السياسية في حالة غياب والمعلومات التي كانت تصلها كانت تاتي من الأحزاب الوطنية الأخرى. هل هذا صحيح؟ لماذا لم تكن الحركة هي القناة، لكي لا نمنح الفرصة للآخرين لتحديد اتجاه شعبنا. إن كل الإمكانيات كان يمكن أن تصب في ساقية واحدة، وكان يمكن تحقيق ذلك، وحدثت محاولات عديد، أثبتت التنظيمات الأخرى مسؤوليتها العالية في ذلك، ولكن الحركة وقف موقفا غير مسؤول إن لم نقل مسيء لشعبنا ولمستقبل وجوده في الوطن. مثل الموقف في الاجتماع في جمعية آشور بأنيبال، حيث أصرت على التسمية الكلدوآشورية، وهي تدرك ان هذه التسمية قد انتحرت او نحرت بفعل ممارسات الحركة منذ اختتام مؤتمر بغداد وتاليا، مما ادى الى تقسيم شعبنا في الدستورالعراقي. ليس هذا بل قيام الحركة بحشد الناس وإرسال العرائض المؤيدة لمواقفها والتي لم تكن ثابتة، مرة كلدوآشورية، وآخر كلدوآشورية سريانية، مما دفع التنظيمات والشخصيات المعادية لوحدة شعبنا للسير في نفس الدرب.
ويأتينا السيد شبيرا بمثال شكوى الأحزاب من تحزيب جهاز الشرطة في قضاء تلكيف، ولا يقول إنه كان مطلبا وطنيا لأنه رفض تحزيب جهاز الشرطة هو مطلب ديمقراطي، فالتحزيب قاده قائمقام قضاء تلكيف السيد بلو والذي هو عضو في اللجنة المركزية للحركة من خلال موقعه في قضاء تلكيف. وفي هذا الأمر هو استغلال أموال الدولة التي هي أموال كل الشعب من أجل دعم تنظيم واحد ضد التنظيمات الأخرى، وهو مخالفة قانونية كان يجب أن يتوقع السيد بلو أنها لن تلقى قبول الآخرين.

يتعمد السيد شبيرا أن يقول إن القضية القومية كلها كانت على عاتق الحركة، وهذا مخالف للحقيقة، فقضيتنا القومية تحملتها كل تنظيماتنا السياسية، ونقلتها إلى المجال الوطني والدولي، وكلها شاركت في هذا المجال، ونذكر منها التجمع الديمقراطي الآشوري وحزبي بيت نهرين الديمقراطي والوطني الآشوري، من خلال لقاءاتهم ومن خلال مشاركة أطراف منها في الكفاح المسلح ومنذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وكان كاتب هذه السطور مع المعارضة العراقية الكوردستانية والوطنية الأخرى فيها. وقد شارك في أول مؤتمر للمعارضة في فينا السيد ألبرت يلدا، وفي مؤتمر بيروت شارك السيد يونادم كنا، وفي مؤتمر نيويورك شارك نمرود بيتو وسركون داديشو بالاضافة إلى السيد كنا وفي مؤتمر لندن شارك بيت نهرين والاتحاد الآشوري العالمي والوطني الآشوري والحركة. إذا كل التنظيمات شاركت في تطوير ونقل القضية القومية إلى المجال الوطني والدولي أيضا من خلال مواقعها وإعلامها الداخلي والخارجي ومن خلال لقاءاتها السياسية. أقول للسيد شبيرا أين التقييم الحقيقي إذا؟
تبقى قضية استمرار تبوء السيد كنا لموقع المسؤول الأول للحركة، نعتقد جازمين أن التغيير قد يعمل من أجل التطوير، ولكن في هذا المجال باعتقادنا أن الحركة وأعضاءها هم المسؤولين الأساسين عن بقاء أو عدم بقاء أي مسؤول فيها، وعلي الآخرين التعامل معهم لأنهم يمثلون الحركة التي انتخبتهم. وهذا لا يعني أنني أؤيد السيد شبيرا في ما منحه من إمكانيات للسيد كنا، لان الإمكانيات الحقيقة هي لمن يحقق شيئا على الأرض للشعب، وهذا لم يفعله السيد كنا، الذي أثبت شطارة فذة في إظهار انتصاراته على تنظيمات شعبنا، والتي لم يبقى أحد منها ولم يتلقى ضربة أو إساءة من قبل الحركة كتنظيم أو كمسؤولين.


244
اندماج حزب شورايا في الاتحاد الآشوري العالمي




تيري بطرس
من المتوقع أن يتم الإعلان بعد أيام قليلة في احتفال يقام في مدينة فيزبادن/ألمانيا عن اندماج حزب شورايا في الاتحاد الآشوري العالمي. ونحن كأصدقاء للطرفين وكمتابعين، نقدم لهم التهاني القلبية على هذه الخطوة التي قد تقلل شيئا من الاحتقان الحزبي بين مؤسساتنا السياسية، وقد تقلل من زحمة الأحزاب التي تمتلئ فضائنا، اندماج يمكن أن يمنح نفسا لأطراف مختنقة من ثقل الضغط التي تمارسه بعض الأطراف على هذا الفضاء، لأنها تكاد تقول إنه ملكها الخاص.
خارج إطار التهاني والتبريكات والإيمان بنزاهة الخطوة، نود ننوه بهذه المناسبة عن أمور ذكرناها مرارا  وأن نقرأ، بشكل عام إلى ماذا يرمي هذا الاتفاق؟ وماذا سيقدم من خطوات أو إنجازات أو طروحات جديدة تجعل غيم عملنا السياسي ينقشع ويظهر بصيصا من النور في هذا الظلام الدامس؟.
يجب ألا  نخفي الوقائع، وإلا ستكون أحكامنا خاطئة جدا، والواقع الذي يعيشه شعبنا هو واقع مأساوي، فرغم أنه يتعرض لعملية بشعة تستهدف أبناءه في وجودهم كأفراد أو كثقافة، ورغم أنه تم تجاهل الكثير من حقوقه وتم تهميشه في أغلب القرارات المتخذة في البلدان التي يكون قسما منها ليس كجالية قادمة لأسباب معينة ومنذ زمن قصير كما هو حالهم في بلدان الغرب، بل إن أبناء شعبنا في العراق وإيران وتركيا وسوريا ولبنان وبلدان الاتحاد السوفياتي القديم يعتبرون أبناء أصلاء لهذه الأوطان المشكلة على أراض تاريخية لشعبنا. شعبنا يعيش واقع مأساوي وتحيق به مخاطر غير مسبوقة. ورغم ذلك نجد أحزابنا أو بعضها يدعي الإنجازات وتقديم الشهداء لكي يترسخ الوجود على الأرض! أن موقف أحزابنا السياسية لم يرتقي أبدا إلى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها، فهي لا تزال تدور في دائرة الصراع الداخلي رغم التوصيف السابق لحالة شعبنا. وإن المتمكن منها ليس متمكنا أو مقتدرا للحصول على حقوقنا، بل تمكنه وقدرته هي في لجم وتخريب محاولة الأحزاب الأخرى من شعبنا، ليس إلا. ولو تتبعنا محطات من تاريخ العمل السياسي من عام 1992 ولحد الآن سنجد مواقف كثيرة مخجلة اتخذتها بعض الأطراف، وكانت غايتها تهميش أطراف أخرى من أبناء شعبها، وهذا على حساب حقوق الشعب وعلي حساب التنظيم القائم بهذه الممارسات أيضا لأن القائمين بهذه الممارسات يقللون من احترام مجمل العمل السياسي لشعبنا. ولكن الباء أسرى ماضي العلاقة بين تنظيماتنا السياسية، لا يعتبر عاملا مساعدا في تقديم الحلول الناجعة للمخاطر التي تحيق بشعبنا في الوطن واي جزء من الوطن.
يجب الإقرار من قبل الجميع أن الجميع متواجدين في الساحة السياسية بهذا القدر أو ذاك، وهذا التواجد يتحتم أخذ الجميع بنظر الاعتبار، وأشاركهم في صنع الحلول والقرارات، ولو كنا فعلنا الأمر منذ عام 1992 أو مع المحطة التالية 2003 لكنا قد تجاوزنا مشاكل كثيرة. حتى لو كانتا واجهتنا لكنا تصدينا لها بتمكن واقتدار وبتقديم الحلول التي لا يمكن للأطراف الوطنية رفضها، ولا يمكن لمن تسول نفسه التخريب من الخارج أن يقوم بأي محاولة. إن الإقرار بوجود الكل على الساحة، لا ينعني التغاضي عن الأخطاء، والأخطاء قد تكون أخطاء عمل، أي أثناء العمل ممكن الوقوع في الأخطاء وهذا يمكن تفهمه، وخطايا مورست عن سابق تصميم وترصد، وهذه يمكن أخذ الحيطة منها وممكن كشفها كأخطاء وخطايا يجب التنبه لها وعدم تكرارها.
 
لقد صار واضحا أن مسألة التسمية، والتي اقترح لها حلا وهو التسمية الثلاثية (( وهذه التسمية ليست تسمية للشعب بل حل لتعدد تسميات الشعب، ولكنها تسمية دستورية وقانونية فكل من يقول إنه كلداني أو سرياني أو آشوري يقع حتما في خانة الشعب (الكلداني السرياني الآشوري )  وتبعات ذلك القانونية والحقوقية. وسيبقى كل فرد عندما يسال يقول إنه كلداني، أو سرياني أو آشوري حسب قناعته،وهذا لا يتعارض مع الحل المتخذ بأكثرية أبناء شعبنا في العراق وأبناء شعبنا من الأصول العراقية في المهجر. إذا هذا الجدال باعتقادي يتم تجاوزه سياسيا وان بقي ثقافيا وجداليا مستمرا، كممارسة لحق من حقوق الإنسان في طرح الأفكار والطلب لتحوز الرضى من الكل.
إن تحديد الهجرة كعامل خطر جدا في وجود شعبنا وبقاءه كشعب يمتلك خصائص ثقافية وحضارية معينة، يمكننا من أن نعلن أن تقاربنا هو لوضع الحلول الناجعة لمسألة الهجرة وترك الوطن، وهنا قد يحدث اختلاف في تحديد أوليات الحلول، إلا أنه أمر طبيعي ولكن باتباع الحوار الديمقراطي ونقد الآخر مع احترام رأيه، وعدم تسفيه الآراء فقط ، حينها باعتقادي، سيكون ممكنا أن نتوصل بأسرع ما يمكن للحلول المطلوبة، وهي في الغالب حلول وطنية، مثلا الإقرار بحق شعبنا في منطقة للحكم الذاتي، توسيع دائرة تسليح الشعب من خلال دمجه في القوات المسلحة ولكن المختصة بحماية مناطق أبناء شعبنا, لأنه أساسا مستهدف لهويته القومية والدينية.  لقد قام السيد سركيس اغاجان بعمل عظيم من خلال إعمار دور سكنية في قرانا، وعلي قوانا السياسية استثمار ذلك، لدعم تواجد أبناء شعبنا في هذه المناطق التي تتمتع بنسبة عالية من الأمن ولكنها تعتبر مناطق غير جذابة اقتصاديا، لأسباب عدم استتباب الأمن في العراق عموما، ولمحاولة فرض هوية دينية على العراق، ولعدم استقرار الوضع الحكومي كحكومة وطنية تعمل للجميع. إن دور أحزابنا السياسية ليس فقط الدعوة إلى زيادة الاستثمار في هذه المناطق، ولكن إجبار الحكومات المركزية والاقليمية على الاستثمار وخلق فرص العمل، من طرح مشاريع سياسية آنية أو القيام بتظاهرات، كما أن تنظيم العمل السياسي وتنسيقه وتطويره في هذه التجمعات من القرى والقصبات والأقضية وحتى المدن الكبرى، سيظهر عملنا القومي بقوة أكبر، ويضطر الحكومة لأخذه بنظر الاعتبار وخصوصا لو جير المهجر لدعم هذه الخطوات الموحدة.
يعتبر المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري والحركة الديمقراطية إلا شورية الآن أقوى تنظيمين في شعبنا، وهذا ما أظهرته الانتخابات ولكن الآخرين أيضا متواجدين وكل منهم أظهر قوته وحسب إمكانياته. كان يمكن للمجلس الشعبي أن يكون أقوى إلا انه سار على نفس مسيرة الحركة طالبا من الآخرين التضحية بالوجود وبكل شيء باسم المصلحة العامة، في حين أنه لم يتنازل عن خطوة أساسية لتحقيق هذه المصلحة وهي الاستشارة وإعطاء الحق للآخرين لكي يتقدموا ويطالبوا ويعترضوا، بل فرض نفسه أنه هو المدرك للمصلحة العامة وعلى الجميع اتباعه. إن هذه الحالة الشاذة التي يتبعها كل من يشعر بقوته لسبب من الأسباب يجب أن تنتهي، فالمصلحة العامة هي مفهوم عام مشترك لمسلحة الشعب وأولياته وتصاغ من قبل كل القوى، أو أغلبها، وحينها يقال عنها مصلحة غالبية أبناء الشعب. إن القوتين أعلاه ورغم الزخم الذي تمتعتا به، ورغم الدعم الشعبي، ولكنهما تصرفتا كقوتين صغيرتين حينما حاولتا فرض الرؤى الخاصة
بهما ومحاولة تهميش الآخرين. رغم إدراك الكل أن مثل هذه الممارسة ستقود إلى التشرذم والتنافس، مما يخلق الأرضية المناسبة لتدخل الآخرين في القرارات الخاصة بشعبنا وحتى في
رؤية شعبنا للوطن ولمصالحه. ومن المفارقات الملفتة التي رافقت العمل السياسي لشعبنا، رؤيتنا لهاتين القوتين الكبيرتين في شعبنا وهي تحاول وباستماتة الحصول على دعم الأحزاب الأخرى من خارج شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) ولو على حساب شعبنا أو لتهميش القوى السياسية الأخرى في شعبنا. ولعل ملاحظات الحركة الديمقراطية الآشورية على مسودة دستور إقليم كوردستان، وتصريحات بعض مسؤولي المؤتمر الشعبي حول التحالفات مع القوى الكوردية بدون أي دعوة رسمية تعتبر خير مثال لهذه الممارسات المضرة بشعبنا، وإذا كانتا هذه هي ممارسات القوى التي تعتبر نفسها قوى كبرى في شعبنا فلا عتب على القوى المهمشة.
إن ضمور الوعي السياسي لدى أبناء شعبنا، وهو أمر مؤسف له جدا. رغم ادعائنا أننا شعب يضم أكثرية مثقفة، يساعد على تمرير أكاذيب كثيرة عليه. إن هذا الضمور أو قلة الوعي السياسي كان ملاحظا في الكثير من المواقف، فشعبنا ورغم إدراكه أن أطراف بعينها كذبت عليه، إلا أنه لم يقم بمعاقبتها. إن مثل هذا الأمر لن يخدم أي طرف، لأنه باب يمكن أن يدخل منه الآخرين وينالوا من حقوقنا ويزرعوا الشكوك حول مطالبنا. مستغلين قلة الوعي السياسي، وحالة  السكينة والخوف من الإرهاب، لتمرير كل شيء. إذا المطلوب من أحزابنا ليس المشاركة والتغطية على قلة الوعي السياسي، لأنه يخدمهم حاليا، بل الارتقاء بهذا الوعي وبدور الدولة والمواطن،  لأن ذلك سيحصن الفرد منا، وسيجعله مدافعا شرسا عن حقوقه وتطلعاته.
المطلوب اليوم وهذه الخطوة تتحقق كمثال أن نعمل من أجل خلق طاولة مستديرة يمكن للجميع الجلوس عليها وبدء حوارا ونقاشا بكل شيء لوقف حالة التدهور الحالية، وإعادة بناء الثقة بين المواطن والأرض وبين هذا المواطن والقوى السياسية. إن الطاولة المستديرة ستقوم مقام المصفاة، ليس مصفاة للقلوب فقط بل مصفاة لكثرة الأحزاب أيضا. إن إعلام الآخرين من القيادات السياسية بخلفيات بعض الأمور التي قد لا يكونوا مطلعين عليها، سيحصن هذه القيادات من اتخاذ مواقف قد تضر العمل القومي، ولكن تهميش القوى السياسية، إحداها للأخرى سيعني بناء السواتر واتخاذ القرارات وحسب المعلومات التي يمتلكها كل طرف، مما يعني اتخاذ قرارات متناقضة ومتعادية، وبالتالي انشطار القرار القومي وضعفه. إذا الطاولة المستديرة وما ينبثق عنها من حوار ومؤسسات بات أمرا ضروريا جدا، إن لم يكن الأوان قد فاته. إن بقاء الشعب وقضيته أهم من الأحزاب واسمها، هذا ما يود ان يقوله حزب شورايا  لنا، فهل سنستفيد من هذا القول؟
في مداخلة لي في يوم الشهيد الآشوري التي أقامها نادي بيت نهرين الآشوري في مدينة فيزبادن، بينت تشاؤمي من الوضع مما اضطر بعض الإخوة لتفكيري بان أمتنا التي سقطت منذ أكثر من ألفين وخمسمائة سنة لن تنصلح أحوالها بين ليلة وضحاها، ولأنني شخصيا كنا استعمل هذه الحجة في الكثير من الأحيان، إلا أنني أود أن أبين أن الوضع الان أخطر من أن ننتظر، لان المسالة لم تعد تتعلق بالحقوق، بل تتعلق بالوجود، أو كما قال شكسبير على لسان أحد أبطال مسرحياته أن نكون أو لا نكون هذا ةضعنا اليوم.
ختاما وإذ نهنئ السادة في الاتحاد الآشوري العالمي وحزب شورايا بهذه الخطوة، نتطلع إلى جميع قوانا السياسية لتقديم التنازلات المطلوبة للوصول إلى
حالة يسموا فيها الشعب وحقوق فوق حقوق الحزب والفرد، وهذا بالتأكيد لن يتحقق دون الجلوس على طاولة واحدة.[/size][/font]

245
لنتقا تل حتى اخر كلداني سرياني اشوري




تيري بطرس
سنقاتل بعضنا البعض، سنزرع الحقد  والكره، سنقوم بكل ما من شانه ان يزيل الاخرسواء كان هذا الاخر اشوريا او كلدانيا او سريانيا. اما نحن او هم، انها حرب وجود وليست حرب حدود ومن ينتصر فيها فهو الذي سيبقى على وجه البسيطة. فاذا لنحارب بعضنا بعض حتى اخر قطرة دم تجري في عروق كل كلداني سرياني اشوري، فليس امامنا مفر الا هذا الخيار. بعد ان استولى الاخرين على تراثنا وتاريخنا وجعلونا تابعين لهم واخذوا حصتنا من المناصب والاموال والجاه. ما سبق هو حديث  وخيار البعض وهذا هو ما يطلبه ويعمل من اجله هؤلاء، فهل نحن بحاجة لاخرين لكي يحاربوننا او لكي يعملوا من اجل غبن حقا من حقوقنا؟
المتتبع لبعض السجالات الدائرة والتي تدور، سيعتقد ان الكلدان او الاشوريين او السريان  هم امم كبيرة جبارة تمتلك القدرات الاقتصادية  والعسكرية، تمتلك دول تتضارب مصالحها وتمتد هذه المصالح لتشمل العالم كله. وقوة الكلدان السريان الاشوريين ودولهم لاتضاهيها الا الولايات المتحدة الامريكية، ولكن ينقص الولايات المتحدة الامريكية العمق التاريخي والحضاري ووووو التي نمتلكها والدليل توزعنا على معظم اقطار العالم.
الكل بات يعلم ان شعبنا ليس لدية المقدرة على دخول الحروب، لا السياسية ولا العسكرية، فشعبنا دخل حرب عسكرية وسياسية مضطرا اعوام 1914_1917 وخسرها، وخسر معها ما يضاهي 750.000 نسمة من الشهداء جراء المذابح المقترفة بحق المسيحيين والتي شملت ايضا الارمن واليونانيين والعرب المسيحيين, ودخل شعبنا حرب سياسية عام1933 ، ليضمن وجوده ومكانته وحسب الوعود المقدمة ولكن حولت الى عسكرية خسرشعبنا فيها الكثير من الشهداء والكثير ممن هاجر الى سوريا. و بعدها خمدت الحركة القومية او مرت بمرحلة سبات وعادت فانتعشت مع بداية السبعينيات من القرن الماضي، الا ان شعبنا لم يدخل اي حرب لا سياسية ولا عسكرية الا حرب التسمية الموحدة والحق بالحكم الذاتي والتي نجح فيها برغم من كون متحدا جزئيا.  لانه تمكن من ادراجها التسمية الموحدة والحق في مسودة دستور اقليم كوردستان، هذه المسودة التي لم تطرح للاستفتاء الشعبي، وعدم طرح المسودة لم يكن بخطاء من شعبنا. وعدم تمكن شعبنات من ادراج التسمية الموحدة والحق بالحكم الذاتي في الدستور العراقي كان لاسباب واضحة وهي مشاركة من لا يؤمن بوحدة الشعب وبالحكم الذاتي في اللجنة الخاصة بالتعديلات الدستورية.  الا ان حربنا السياسية الاخرى والتي خضناها لدرج التسمية الموحدة في الدستور العراقي قبل اعوام كانت بحق حرب همجية وكانت غايتها التخريب والتدمير الذاتي نكاية بالاخر من التسميات الاخرى وقد نجحنا فيها نجاحا كبيرا، فكانت العرائض تتوالي والتصريحات تتعاقب والمقالات تنهمر، وقد تمكنا بهذه الحرب من ضمان عدم امكانية تطبيق اي حق لشعبنا يقره الدستور، لان تطبيق الحقوق سيتضمن اليات ووسائل وديمغرافية موحدة.عدى هذه الامور لم يخض شعبنا حربا سياسية بمعنى الحقيقي للكلمة، وما تم اقراره من حقوق كان بفعل توافقات الكبار او بفعل الرغبة في اظهار الايمان بالديمقراطية والتعددية التي كانت شعار التسعينيات.
 اليوم ومن خلال هذه السجالات التي يتم سحبنا اليها يريد البعض تدمير اخر ما نمتلكه من قوة للبقاء، كشعب حي في وطننا او في العالم. اي ليست غايتها الدفاع عن حملة تسمية معينة من شعبنا، ابدا، ان غايتها هي تشرذم الشعب والامة لكي لا تقوم للامة القيامة ابدا. انهم يدفعون الشعب لترك الوطن والارض لانهم يدركون ان شعبنا ان لم يعيش في وطنه، فالمهجر بالنسبة له هي مقبرته الحتمية، وبهذا فهم يخدمون من يدعون انهم استولوا على اراضينا وقرانا ومن حيث يدرون. يرفع البعض شعارات ومنها من خلال المهجرسنعمل للعودة، كما عاد اليهود، متناسيين ان اليهود عاشوا في عصور غير عصرنا، وتميزوا بميزات لا نمتلكها، وتمتعوا بامتيازات لن يكون بمقدرونا ان نتمتع بها، والانكى متناسين انا لنا وجود الان في الوطن، فالافظل العمل عى دعمه وتطويره ورفده بكل ما يساعده على البقاء، وليس طرح مشاريع خيالية لا يصدقها حتى من يطرحها.
شعبنا يتضال في الوطن، وبقدر تضاله تضمحل ممارسة حقوقه (حتى التي اقرت له) اي انه لن يبقى فائدة منها. وكل مناداتنا تدور حول اخذ الحيطة والحذر والعمل من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه وترك الحروب العبثية والغبية. لان الجميع اقولها وبكل صراحة الجميع (كلدان، سريان، اشوريين) امام مصير واحد وهو مصير اسود، مصير اسود لشعب يصر على الموت، وبعض ابناءه يعمل على الاسراع في هذا الموت. لانه حاقد على الاخر، ويعتقد انه الصح والاصح. بالرغم من انه بات الكل يدرك ان السياسية لا تعمل بالصح والاصح بل تعمل بالمصلحة، ومصلحتنا العليا هي اليوم، بقاء وتطوير قدرت وامكانيات ابناء شعبنا في الوطن، توطئة لعودة الاخرين.
البعض يطرح الكلمات قد يصدقها بعض ممن لاعلم لهم بها، وعلى اساسها يبنون جدران نفسية بين الاطراف الحاملة للتسميات المختلفة، ومن هذه الكلمات ((الهوية)) ان لهذه الكلمة نغمة ومن يستعملها يضفي على نفسه امام القارئ او السامع صفة العالم ببواطن وخلفيات الامور، اي انه فطحل زمانه واليه تعود كلمة الفصل الاخيرة. الهوية القومية الكلدانية، الهوية القومية الاشورية، الهوية القومية السريانية، كلمات او مصطلحات تعني شئ واحد، لانه لا اختلاف بين هذه الهويات، مادامت مستندة الى لغة السورث وتاريخ طويل يمتد من اور الى اليوم وعادات وتقاليد ودبكات وامثال ومواقع العز او الانكسار.  اذا هي بالحقيقة هوية واحدة لا غير، ولكن عندما يصرخ البعص انكم تريدون تغيير هويتي الكلدانية او الاشورية او السريانية، فانه يثير مكامن خوف في نفس البعض ممن لا يفهم حقائق الامور، والا كيف يمكن لحامل الهوية والمفتخر بها ان يغيرها او يستولي عليها؟ انه الموقع المفضل للانقساميين والمشرذمين يسحبوننا اليه لانه الوحيد الذي يمكنهم التحدث حوله وعنه . فهم حقا قد اثبتوا وللمرة الالف ان مصير الكلدان او السريان او الاشوريين لا يهمهم والذي يهمهم هو هذا السجال المقيت وهذه الروح الانتقامية من ذاتهم ومن شعبهم.  والدليل انهم لم يقدموا ولو برنامج معين لتثبيت الوجود وترسيخه. وكل ما تمكنوا من ممارسته كان هذا الصراخ والرعب الذي يبثونه بين ابناء الشعب من اخوتهم حاملي التسميات الاخرى. الشعب ينساب ويخرج تاركا الارض التي عليها بنيت الحضارة التي يفتخر الكل بها، والكل ينسبها للتسمية المفضلة لديه، ونحن نتحارب الى اخر نفس من اجل تجزئة وتشرذم من تبقى على ارض الوطن!
يحب الانفصاليين ان يفهموا الامور بطريقة مغلوطة وغير سليمة وفيها الشئ الكثير من سؤ النية، لان هدفهم اساسا مبنى على النية السيئة وعلى افتراضات عشعشت في اذهانهم ليس الا. الكل يدرك ان العمل القومي لشعبنا برز مستقلا تحت التسمية الاشورية، منذ امد طويل، وكانت هناك تنظيمات سياسية تحمل هذه التسمية تعمل مع المعارضة العراقية وهي الحركة الديمقراطية الاشورية منذ 1982والتجمع الديمقراطي الاشوري منذ 1983 وحزب بيت نهرين الديمقراطي منذ 1982 والحزب الوطني الاشوري منذ 1992 بواجهة النخبة ومن ثم علنيا 1997 واتحاد بيت نهرين الوطني 1997 وغالبيتهم استعملت التسمية الاشورية لكل شعبنا لان هذه الاحزاب ورثت ارث الحركة القومية لشعبنا تحت هذه التسمية ما عدى اتحاد بيت نهرين الوطني الذي استعمل منذ البداية التسمية الثلاثية (الكلداني السرياني الاشوري) . وبالتالي فان بروز وشيوع التسمية، لم يكن على حساب التسميات الاخرى، بل كان لانها استعملت بشكل يومي في العمل السياسي والاعلامي. لا بل ان بداية السبعينيات برزت التسمية في مذكرتين عام 1973 قدمت للحكومة العراقية لاحقاق الحكم الذاتي لشعبنا. واستعمال هذه التسمية اعطي دائما بعدا قوميا عابرا للانتماءات الطائفية، حتى بعد اظافة التسمية الاشورية على كنيسة المشرق في عام 1976. اذا ليس نقاشنا حول فصل الامة والشعب، فنحن نؤمن بوحدانية الامة والشعب، وليس نقاشنا عن صحة اي من التسميات، لان كل التسميات قد تكون صحيحة او قد تكون مغلوطة، بهذا القدر اوذاك. ولكن همنا هو بقاء هذا الشعب الحامل لهذه التسميات. وتوعية الناس ان معاناة شعبنا ليست بسبب من يحمل التسمية المغايرة، بقدر ماهو عدم وحدة الشعب وسهولة تجازوه وهدر حقوقه او عدم الاعتراف بها. ان عملنا الذي يجب ان نقوم به ونستمر في بذل الكثير من اجل ترسيخه هو التشبث بالارض والوطن والارتقاء بحقوق شعبنا الى ما يتمتع به اخوتنا العراقيين الاخرين. اننا ندرك ان لا شعب دون خلافات، ولكن الخلافات التي يطرحها البعض تعني العودة الى  نقطة الصفر والنقاش حول كل امر من جديد وتغييب ابناء كثيرين من شعبنا من هذا النقاش، اي خلافات دائمة وتشرذم مستمر. كل الامم تعمل من اجل الارتقاء بنقاط التوافق بين ابناء الشعب لكي يكون هناك ذهنية موحدة ومشتركة، وبين ابناء شعبنا من المشتركات الكثير، ومنها اللغة والتاريخ والتراث وتقاليد الافراح والاتراح والارض المشتركة والدين المشترك وتفصلنا المذاهب واللهجات وهي مفهومة للكل. الا ان اعداء وحدة الشعب مصرين على النغمة الانقسامية وهي ليست من الحريات ابدا، انها جريمة بحق الشعب ومستقبله، نعم انها جريمة، واي جريمة.

246
الحركة القومية لشعبنا ومحاولة اعادتها الى نقطة البدء



تيري بطرس
يطالبنا البعض باثباتات تاريخية لبدء الحركة القومية الاشورية منذ قرن ونصف القرن وليس منذ مائة عام. بالطبع مثل ذلك لا يكون في مقالة سياسية تاخذ صفحة او صفحتان، ولكنها بحاجة الى كتاب ودراسات وتوثيق لمراحل العمل القومي، والتطورات التي لحقت به من مختلف الاوجه، سواء كانت تلك التطورات في المواقف السياسية او الطروحات الفكرية او المدى الجغرافي لتوسع الحركة القومية الاشورية. والحركة القومية الاشورية كاي نشاط سياسي اجتماعي ثقافي، لم تنبثق كاملة ومتكاملة منذ ولادتها. لان هذه الحركة هي نشاط حي ينمو ويتطور، بقدر ما يمنح من اسباب النمو والتغذية المساعدة للتطور، وهي هنا النشاط الفكري وتكامل اوجه الانشطة الفكرية والسياسية والاجتماعية لتحقيق الهدف المنشود، الا وهو ان يتمتع الشعب بكل تسمياته بحقوقه المتوافقة مع المقدرة ومع الامكانيات والظروف الاقليمية والدولية.
لم تنتشر الكتابة باللغة السوادية (المحكية)  الا لغاية اساسية وهي توصيل المعلومات الى الناس وكانت اهم تلك المعلومات هي نشر الفكر القومي وتطوير وعي الناس بكيانهم وبذاتهم، فهذه زهريرا دبهرا التي خرجت كاول صحيفة ناطقة باللغة المحكية تصدر منذ عام 1849 في اورمية، لكي تربط الناس بعضهم ببعض وتنشر الا خبار والاحداث، وكل لك لخلق ذهنية موحدة تساعد على خلق شعور عام انطلاقة نحو العمل القومي المشترك (1). المتتبع لظهور العمل القومي، لا يعتقد ان الناس صحت فجاة وادركت انها تنتمي الى القومية الفلانية، ونادت بنفس اللحظة بتأسيس الاحزاب وطرحت الشعارات السياسية وتحدد متطلبات واهداف العمل القومي. الامور لا تسير هكذا، بل انه لا بد لخروج مثل هذه الامور من ان تتبلور الافكار وتتطور وهذه تاخذ وقتها وقد يتطلب ذلك سنوات طويلة وخصوصا ان اتت من مناطق منباعدة، كالحركة القومبة الاشورية. ففي الوقت الذي كان يعقد في اورميا المؤتمر القومي اثناء الحرب الكونية الاولي، كان النشاط القومي لاشور يوسف خربوطي والملفان نعوم فائق في طور عابدين ينشر تباشير الدعوة القومية، الموحدة. وبالطبع لا احد يمكنه اقناعنا انه كانت هناك اتصلات مباشرة بين من حضر المؤتمر القومي وبين شهيد الصحافة اشور يوسف خربوطي والملفان نعوم فائق. الا انه يمكن ان نستنج ان الطرفين قد تاثروا بدعوات سابقة وتطلب الامر سنين لكي يتوصلوا الى الحالة التي كانوا يعشونها.ولا احد يمكنه ان يقنعنا ان الوفود الثلاثة التي حاولت ايصال مطالب شعبنا في مؤتمر فرساي نسقت امرها قبل وصولها الى هناك. وهذه الامور هي حقائق يمكن تتبعها في الحركات المتشابهة والموثقة مثل الحركة القومية العربية والكوردية القريبتان منا. فقبل انتشار التسميات القومية للعرب والكورد والاشوريين، كانت التسميات العشائرية والقبلية والمناطقية هي الرائجة والسائدة، ففي مناطق واسعة كان الكرمانج هي التعبير الاخرالمقابل للكورد ولكنه يستثني السوران والهورمان وغيرهم، لا بل يمكننا القول ان الزيباري والدوسكي والهركي وغيرها كانت اكثر رواجا وتعبرعن واقع قائم قوي. وكانت هذه العشائر والقبائل من القومية الواحدة تتحارب في ما بينها لاسباب مختلفة، وهكذا بالنسبة للعرب الذين وجدوا في البداية صعوبة في تقبل كلمة العرب التي كانت تعتبر انها تعبر عن البدو المتخلفيين، بنظر بعض ابناء المدن المفتخرين بالقاب عشائرهم او مدنهم. ان الحركة القومية عملت على ارتقاء الناس وتوحيدهم لاجل اهداف ومصالح اكثر واعلى من اهداف ومصالح العشيرة والقبيلة، وبالتالي توقفت الحروب العشائرية او تقلصت بقدر نمو الوعي القومي والتجرد من الانتماء العشائري. ولان الوعي القومي هو بالاساس نتاج التطورات الاقتصادية وتطور الطبقة المتوسطة الاوربية جراء ذلك، مما خلق الارضية المناسبة لظهور الدعوة القومية، الا ان الدعوة القومية في بيئتنا لا ينتقص من شأنها كونها لم تمر بهذه المراحل، لانها كانت بغاية تحقيق اهداف سياسية بحتة وغايتها الاستقلال واستخلاص الحقوق والتخلص من الظلم الديني والقومي والطبقي.
اهتمت الحركة القومية الاشورية، بنشر الوعي القومي ووحدة الانتماء بين كل ابناء شعبنا سواء كانوا من اتباع كنيسة المشرق (التي لم تطلق على نفسها التسمية النسطورية الا في العراق حيث عنونت بعض الكناس ولكن التسمية الرسمية كانت كنيسة المشرق واضيفت الاشورية عام 1976 تقديرا لدو الشعب الاشوري في ديمومة واستمرار الكنيسة) واتباع الكنيسة الكلدانية والسريانية الارثوذكسية والكاثوليكية واتباع الكنائس الانجليكانية والارثوذكيسة الروسية. ولانها كانت قوية في مناطق اورمية منبع الحركة الثقافية العلمانية الخارجة من سيطرة الكنيسة، فقد انتشرت هذه الحركة هناك وعمت كل ابناء شعبنا بكل كنائسة.
ولكن الحركة القومية الاشورية والتي تشمل في نضالها كل اقسام شعبنا وكل تسمياته، ويمتد نشاطها في العراق وسوريا وايران وروسيا وتركيا وارمينيا وجورجيا ولبنان ودول المهجر، كانت بحاجة لبعض الرموز التي استنبطتها من تاريخنا النهريني، مثل العلم الذي سمي بالعلم الاشوري نسبة الى الحركة التي تبنته، ويوم الشهيد ورجال تحتفي بهم وهم يظمون خليطا واسعا من رجال ونساء الامة ومن بينهم على سبيل المثال لا الحصر (مار بنيامين شمعون، نعوم فائق، اشور يوسف خربوطي،يوحنا الدولباني، ديفد بيرلي، يوسف مالك من تلكيف، ادي شير، توما اودو، اوجين منا، بيراسرمس، مالك ياقو، مالك خوشابا، سورما خانم، فريدون اتورايا، اغا بطرس،القس بولص بيداري ) وكثيرين غيرهم وهم كما ترون خليط من الكلداني والسرياني ومن اتباع كنيسة المشرق والكناس الانجيلية والروسية الارثوذكسية. وفي تبني الحركة القومية الاشورية للعلم فانها كانت تتبني رمزا اخذ بعده القومي والسياسي والشعبي، اي انه صار حقا رمزا للحركة القومية، ولم يكن ملكا لحزب او لشخص صممه. وبالنسبة ليوم الشهيد الذي يصادف في 7 من اب فان تبنيه، قد اقترن لكون المذبحة حدثت بامر واضح من دولة في عصبة الامم وبعد انشاء الدول الحديثة ولكون الدولة القائمة بهذه المذبحة حاصلة على ضمانة من بريطانيا لكي تراعي حقوق مواطنيها الفردية والجماعية. وبالتالي فان اختيار يوم السابع من اب ارتبط بحدث سياسي يمكن ان يستغل لاثارة مشاعر ومواقف لصالح الحركة القومية المطالبة بالحقوق السياسية لشعبنا. اي لم يكن اختيارا اعتباطيا كما يعتقد البعض. انه محاكمة للنظام العالمي المساند لاستقلال دول لضمان حقوق الدول الكبرى، دون مراعاة حقوق الشعوب التي عانت الويلات المختلفة وعلى مدى عصور.
ان ما مارسته الحركة القومية تحت التسمية الاشورية، كان امرا طبيعيا لتطوير وترسيخ الوعي القومي لكل ابناء شعبنا. ولم يكن مطلوبا منها الانتظار لزمن اتي يمكن للبعض ان يصحى من سباته ويثور ويقرر انه المنفصل الاخر، ويطالب باستشارته في مضمون الرموز القومية والا فالويل والثبور!. واذا كنا نقر بحق كل انسان في ابداء الراي بكل شان قومي من التسمية والرموز والتاريخ والاحداث والاهداف، الا انه وفي كل التاريخ لم تسجل لجهة او لمجموعة من الاشخاص ان قامت بتغييررمز ما بما تعتقده صحيحا ، ان لم يستند التغيير الى شرعية قومية . الا في حالة شعبنا وامتنا، حيث حاول طرف تغيير العلم الشائع، وقات اطراف بمحاول تغيير الاسم القومي، واطراف اخرى لم تكتفي بذلك بل غيرت العلم والاسم والمناسبات والسنوات لكي تثبت انها متميزة، وهي لا تدري انها تقلد وبتشويه ما تم فعله قبلها. ان الرموز القومية لم تستند في بدايتها الى شرعية قوية، وهذا امر حقيقي، ولكن هذه الرموز عندما تبناها ابناء الشعب الواعيين بانتماءهم القومي الواحد، امتلكت شرعية شعبية وتاريخية بحيت باتت رموز لكل العمل القومي وبمختلف الاتجاهات السياسية وفي كل مناطق تواجد الشعب، واذا كان بعض الشعب لم يشعر بها لانه انعزل عن العمل القومي بفعل مؤثرات معينة، فانه كان  من المفضل العمل على ترسيخها لديهم وتبشيرهم بها لانها اتت من نيات صادقة ولم تاتي لاسباب عدائية لاقسام الامة الاخرى، لان هذه الاقسام اصلا لم تجد لها دور قومي بصفتها حاملة لتسميات اخرى. وكان يمكننا الاعتزاز بها كرموز قومية لامتنا الواحدة، لانها لا تؤثر سلبا على راي اي منا، ولكن ذلك غير ممكن في حالة واحدة وهي الاصرار على الانفصال والتمايز واعتبار النفس الاخر المغاير. وفي وضع شعبنا وامتنا وبكل تسمياتها يعتبر ذلك بحق انتحار جماعي.
ان محاولة البعض العودة الى نقطة الصفر في تبني الرموز القومية، لا يمكن ان يفسر الا بانها محاولة لتجريد الفعل القومي من قوته المعنوية ومسيرته. لا بل ان ادخال الشعب في متاهات النقاشات حول الرموز يعني الهاء الشعب وادخاله في صراعات ثانوية لتقسيمه وتشتيته، وخصوصا ان الشعب يمتلك الرموز اصلا، وهي من تراثه وليست غريبة عن تاريخه المشترك. ان الرموز بالحقيقة لا تقر شئا اكثر من اقرارها لوحدة الامة والشعب، ماضيا وحاضرا ومستقبلا. وان اي تلاعب بها هو تلاعب بهذه الوحدة، وخصوصا ان شعبنا لايمتلك شرعية قانونية تبيح له التغيير الرموز، هذا من ناحية  ومنناحية اخرى ان هذه الرموز ليست خاصة بشعبنا في العراق فقط، بل هي ملك شعبنا في كل ارجاء العالم. وتغيير الرموز القومية هو تلاعب بوحدة الشعب، امر يدركه جيدا بعض الانفصاليين ومن يقف خلفهم ويدعمهم. انني اعتقد انه في حالة تحقق الحكم الذاتي لشعبنا حينها يمكن ان يجري تغيير لبعض الرموز القومية والتي يمكن ان نطلق عليها التسمية التي ستطلق على منطقة الحكم الذاتي، كافتراض، علم سهل نينوى، ويوم الشهيد لسهل نينوى، كافتراض مرة اخرى وليس كاقتراح. ان السير في درب الانفصاليين يقودنا الى امر واحد وهو الرضا بالتسمية المسيحية كخيمة جامعة لنا، وبالتالي التجرد من كل الحقوق القومية والسياسية المرتبطة بترسيخ وتطوير الهوية القومية الواحدة.
اننا في العراق كنا نحتفل بيوم الشهيد منذ السبعينيات وان كان بشكل رمزي وسري، فلجان الشبيبة في الكنيسة والتي كانت اغلبها مسيسة، ويدير الكثير منها اعضاء في الحزب الوطني الاشوري، كانت في يوم الشهيد تقدم محاضرات خاصة ويتم تعطيل التدريس اشارة الى انه يوم عطلة، ويقتصر اليوم على ذكر الحدث الذي ارتبط به يوم الشهيد، اما النادي الثقافي الاثوري، فقد غطى على الاحتفال بان عمل في نفس الاسبوع اسبوع ثقافي شمل المحاضرات ومعرض كتاب ومهرجان شعري. اذا ان الحركة القومية تحت التسمية الاشورية قامت بامور تعتبر بحق قضايا لخدمة وترسيخ الوعي القومي الموحد. واذا كان البعض يعيب عليها تبنيها التشسمية الاشورية، فانه اجتهاد الاباء المؤسسون للحركة القومية وكان عليهم الخيار وخيارهم سليم. ولكن يبقى ان نقول ان الاساس في كل هذا هو الانسان وحقوقه السياسية وحماية وتطوير هويته. ولو بحثنا عن الحقائق في الامم الاخرى ورموزها، لوجدنا الكثير من الاكاذيب في تحديد التسميات والمناسبات، ولكن تلك الامم لا تغير هذه المناسبات لانها صارت جزء من ذاكرة الشعب، والاهم فيها رمزيتها وما تقدمه هذه الرمزية وليس مدى قربها من الحقيقة او بعدها عنها.
ولو سرنا على منوال التقسيميين من كل الاطراف، فانه من المرشح، ان تظهر لنا في كل فترة مجموعة ما وتقوم بتغيير كل شئ وتطالبنا بالبدء من جديد، لان هذه المجموعات قد تختلف مع القائم في تحديد اساس من اسس وجودنا كالتسمية كان تعتقد ان كوننا اكديين هو الاصح، او السومريين، او اراميين وهلم جر من التسميات التي يمكن ان نستمدها من تاريخنا الطويل. لا بل وصل هوى ببعض التقسميين لعدم الرضا عن تسمية الله ووجوب تغيره الى اشور، وكاننا بهذا التغيير سنعيد بعث الامبراطورية الاشورية او اننا حلنا كل مشاكلنا الديموغرافية والسياسية والاجتماعية ولم يبقى لدينا الا مشكلة اسم الله، وهذا يذكرني باحد الاخوة من اتباع شهود يهوة حينما حاول اقناعي بمذهبهم وقال لي هل تعلم ان اسم الله ياهو، قلت له نعم لانه حقا واهبكل شئ فهو ياهوا اي مانح وهذا نعرفه نحن من لغتنا وكنيستنا. ان سذاجة التقسميين والمتطرفين من كل الاطراف، تجعلهم يجدون الحلول للواقع المعقد لامتنا وشعبنا، من خلال المزيد من الترشذم والمزيد من التمترس، والمزيد من الطروحات اللاعقلانية. وهذه حال الامم التي لا تجد حلا لمشاكلها فانها تجدها بلجؤها الى اللامعقول والى الاسطورة وتعظيم الذات وكانها بهذه الامور الغيبية تنقذ نفسها، وهي لا تدرك انها تسارع الى الانتحار قبل حلول موعد الموت الطبيعي او قبل امكانية ايجاد العلاج الحقيقي!!!!!!!!!

1_للاستزادة حول الصحيفة وتاريخها ودورها، يرجى مراجعة الكتاب القيم بعنوان بكر المطبوعات (يوخرا دطويعاته) للكاتب روبن بيت شموئيل، والصادر عام 1999 عن منشورات بيت شموئيل

247
التعداد العام للسكان، وموقف سياسينا، ابلحد افرام ساوا مثالا!





تيري بطرس
أود أن أقدم شكري للأستاذ ابلحد افرام، الأمين العام للحزب الديمقراطي الكلداني، لطرحه موضوع التعداد العام للسكان، لأنني كنت أود أن اكتب عنه، إلا أن خوفي من عودة الصراع التسموي والتعصب والتمترس كل في موقعه منعني من ذلك، رغم أهمية الموضوع. والشكر للأستاذ افرام لا يعفني من نقد ما طرحه وما يطرحه بعض الإخوة المؤمنون بالتسمية الكلدانية أو بالقومية الكلدانية المنفصلة عن بقية تسميات شعبنا.
عندما يكون الحقد والتعصب ديدنا( والعبارتان ليست موجهة للاستاذ ابلحد شخصيا ولكنها واقع حال في الكتابات التسموية)، فإن حال أمتنا لن يكون بخير، والواقع الحالي ينذر باسوأ الاحتمالات، ليس فقط لمن يدعي أنه آشوري، بل على الكل، فالهجرة والتشرذم لا تطال من يقول بالآشورية فقط، بل تشمل كل أبناء شعبنا، والمؤسف ليس في العراق، بل في كل المنطقة, المنطقة التي هي أرضنا التاريخية وفيها امتزج التاريخ والإنسان، ليكونوا هذا النموذج الذي يقال عنه إنه آشوري أو كلداني أو سرياني.
الآشوري، يقول إننا جميعا آشوريين، ويعني بذلك أن من يتسمى بالسرياني أو الكلداني أو الآشوري، فهذا الإنسان الآشوري، لا يطالب باستعمار إخوته، ولا بالاستيلاء على حقوقهم، ولا بالتعالي عليهم، فهو عندما يقول ذلك يعبر عن تربيته القومية المستمدة من إرث الحركة القومية التي أطلقت على نفسها التسمية  الآشورية والتي ابتدأت قبل مائة وخمسون سنة. فرواد العمل القومي اختاروا الآشورية كتسمية لتأطير حركة العمل القومي، ليس لسبب معين، فهؤلاء الرواد كانوا من كنائس مختلفة، وشيوع التسمية الآشورية لم يأتي بليلة وضحاها بل بالنضال والنقاش والتنوير والتثقيف (كحالة توحيدية مقابل التشرذم العشائري والمناطقي). حينها لم يخرج أحد ليطرح التسمية الكلدانية أو التسمية التي  كانت رائجة وهي سورايي، هذا التسمية التي كانت أحيانا تتطابق مع المسيحي في وجدان الإنسان الآشوري العادي. وليس جدلنا اليوم أو بالحقيقة يجب أن لا يكون أن كانت التسمية الآشورية صحية أم لا، فالمسال لا تؤخذ بهذا الحسبان. بل  هل تؤدي الواجب في وحدة الشعب أم لا، وباعتقادي المتواضع أنها التسمية الأكثر شيوعا، وتضم مختلف المذاهب الدينية لشعبنا، باختلاف التسميتان الكلدانية التي تتطابق مع الكاثوليكي المتحول من كنيسة المشرق. والسريانية التي فيها الكاثوليك والأرثوذكس ولكن الكاثوليك هم من تحول من أبناء كنيسة أنطاكية الأرثوذكسية لمذهب كنيسة روما. والآشورية كالكلدانية وكالسريانية هي مرحلة من مراحل تاريخ شعبنا لا بل أطول المراحل، وأغناها وأكثرها فاعلية واستمرارية ليس كمرحلة هلامية بل كسلطة سياسية وثقافية.وبالتالي فاتخاذها تسمية لتأطير العمل القومي لم يكن أمرا خاطئا، بل كان خيارا من بين خيارات عدة وكلها تستحق أن يؤطر العمل القومي بها لو اتخذها الرواد كتسمية لشعبنا. والشعب ورواد العمل القومي ما كان بإمكانهم الانتظار إلى ما بعد مائة وخمسون عاما لكي يظهر من يجادل بالتسمية المناسبة، فظروفهم وما كان يتعرض له الشعب والتغييرات الجغرافية السياسية التي كانت قائمة، من حرب التحرير الأوربية وحرب القرم وانتشار الوعي القومي، كلها فرضت نفسها على أبناء هذا الشعب من اورمي إلى أمد (ديار بكر) ومن بحيرة وان إلى مناطق نينوى لكي ينهض ويشمر السواعد للانتفاض ولاقتناص الفرص لتحقيق وحدة ومستقبل الشعب.
الكلدانية، هي إشكالية حقيقية اليوم مقابل الآشورية، فالآشورية واضحة المعالم، والآشوري سواء كان من أحزابنا القومية أو حتى من انتمى إلى الحزب الشيوعي أو حزب البعث أو الحزب الديمقراطي الكوردستاني، فإنه لم ينكر اشوريته، وهذا عائد لترسخ الفكر القومي تحت التسمية الآشورية حتى في من تعامل مع النظام السابق. أما الكلدانية فهي كما قلت إشكالية حقيقية، فمن هو الكلداني؟ حقا؟ هل أنا كلداني؟ ولماذا لا أكون كذلك، وأنا أفهم وأتفاهم مع كل كلدان الشرق الأوسط بلا أي صعوبة، بل قد أجد أن تفاهمي مع كلداني من أية قرية من قرانا أسهل من تفاهمي مع آشوري جورجي أو روسي أو اوكرايني وهلم جر، وهو كتفاهمي مع أبناء قريتنا، ونحن نمارس نفس العادات ونفتخر بنفس التاريخ وننتمي لنفس الأرض . إذا ماذا يمنع من أن أكون كلدانيا، وأنا أتكلم مثلهم (نخن أهل منطقة الصبان نتكلم لهجة واحدة وأكثرية قرى الصبان تتبع الكنيسة الكلدانية) فهل أهل هذه القرى من اتباع الكنيسة الكلدانية هم كلدان وأنا وأهل دهي من الآشوريين أو أن نصف أهل كوماني هم كلدان والآخرين هم آشوريين أو أن أهل بغديدا سريان وأهل كرملس كلدان. ما هو مقياس الكلدانية هنا، هل هو الإرادة الفوضوية؟ بمعنى أنني أنكر انتمائي أنا وأخي إلى أمة واحدة، لمجردة إثبات إرادتي؟ وهل يجوز ذلك في علم السياسية المبني على التراكم المصلحي. حيث الصراع الداخلي يكون للمصالح المختلفة داخليا، ولكن الكل يتوحدون ضد الخارج عندما يحتدم صراع مصالح القوميات. وضمن هذا السياق ما هو الفرق إذا بين الهوية القومية للكلدان عن الآشوريين، لا أعتقد أن هناك من سيجد أي فروق تذكر، غير التسمية التي فرض علينا صراعها التناحري.
في الوضع الراهن والذي قلت بأنه وضع مأساوي لشعبنا، هل حقا كان يصح طرح مسألة التسمية بهذه الصورة التي يجعل الكل يخسر؟ أما كان بالإمكان الانتظار لحين الحصول على الحقوق وخلق شرعية قانونية يمكن أن تحدد التسمية الأصح؟ ماذا نقول لمن يهاجر وينصهر في بوتقات المجتمعات الأخرى، هل تفيده اشوريته أم كلدانيته.
ما كان بالإمكان الاستغناء عن الآشورية، لأنها تسمية أخذت مداها السياسي والثقافي، على الأقل في المرحلة الراهنة، بمعنى كان يمكن التعايش معها، لأنها جزء من الهوية كما هي الكلدانية والسريانية. لا بل إن الدلائل كلها تقول إن شعبنا بخصائصه ومميزاته القومية من لغة وعادات وتقاليد والارتباط بالتاريخ، لم يبقى إلا في المناطق التي كان يعيش فيها من كان يتسمون بالآشوريين . لنترك التاريخ للتاريخ وللمؤرخين ولنتكلم عن مصالح شعبنا الذي أؤمن أن الاستاذ ابلحد يؤمن بأنه واحد ولا تفرقه إلا التسمية.  أمام المعضلة التي نعيشها، وأمام تشتت شعبنا في بلدان أصلية عديدة (تركيا، عراق، سوريا، إيران لبنان، روسيا، أرمينيا) واعتقد أنه مثلي متلهف لوحدة هذا الشعب كله تحت خيمة واحدة حتى وإن كانت تسموية. هذا الشعب الذي بغالبيته يقول إنه آشوري وبالأخص بالسورث (اتورايا) هل من مصلحتنا أن نتحارب وننقسم ونترك شعبنا بلا حقوق وبلا تجسيد لهذه الحقوق على الأرض، إلى أبد الدهر أو إلى أن نتوصل إلى حل لمعضلة التسمية؟ أليس من واجب السياسيين وضع حد للصراعات والارتكان إلى حلول يروها أما مؤقتة أو الأمثل لكي يتمكن شعبهم في العيش بحرية ويتمتع بحقوقه ويضمنها في الدستور؟ لا بل ورغم انتشار واتخاذ الآشورية مداها في ميادين السياسية والثقافية والسياسةالدولية كقضية لشعب، فإن المتسمون بالآشورية في العراق وبغالبيتهم كانت ميالة إلى الحلول الوسطى، وهذا ليس خوفا على امتيازات شخصية أو لكي تستحوذ على حقوق المتسمون بالكلدانية، لا ،ولكن لان غالبية المتسمون بالآشورية آمنوا بان وحدة الشعب أهم من كل شيء، وان قضيتهم ليست فقط متعلقة  بأبناء شعبنا في العراق فقط، بل تتعلق بأبناء شعبنا في كل من سورية وإيران وتركيا، وعلى حملة مشاعل العمل القومي أن يدركوا هذا الأمر، أنها ليست قضية من هو مواطن عراق فقط، أي قضية وطنية عراقية، بل قضية قومية لشعبنا بكل امتداداته، وهذا الأمر مفقود كليا في منظار العمل القومي تحت التسمية الكلدانية.
أم أن الصراع الفحولي وإثبات الرجولة هو ديدن كل سياسينا، وكل يقف عند رأيه والشعب ينساب من بين أيدينا، ليس إلى مكان معلوم بل ينساب إلى المجهول. إذا ما رأيك لو خرج آخر وطالب بتثبيت التسمية الآشورية في الخانة القومية، وثالث بتثبيت تسمية أخرى، هل بهذا الأسلوب تسوس أمور الأمة والشعب، ومتى كانت السياسية خيارين لا ثالث لهما، أما معي أو ضدي؟ أليس المفروض بكم كسياسيين يؤمنون بوحدة هذا الشعب، كما استشف من مقالتك، أن تعملون من أجل إبراز هذه الوحدة وتجذيرها،  لكي يتمتع الشعب بثمارها؟
مرة أخرى اتركوا التاريخ للمؤرخين ولوضع مريح يمكن أن يقرروا فيه هم ما يروه الأصح والأصوب، وبرأي أن التاريخ سيأتينا بأمثلة كثيرة تقول بأن تسميتنا الأصح هي الآشورية وكذلك سيأتينا بمثلها ليؤكد أن تسميتنا الأصح هي السريانية أو الكلدانية، فإذا كنت تعتمد على ما قاله في قصيدة له ماروثا الميافرقيني فإن التفسير ذلك وبكل بساطة سيكون أن حتى الكلدان ستفسر (بمفهومها اللغوي وليس بمعناها تسمية للشعب، أي أصل معنى التسمية الكلدانية والتي تعني المنجم أو الساحر) أي أن حتى المنجمون والسحرة تعجبوا لهول ما روا. أليس هذا معقولا، رغم أنني لا اتبنيه ولكنه تفسير من ضمن تفاسير معقولة  أخرى. ففي هذا الإطار ناتئ بمثال قصيدة الشاعر كوركيس وردا الاربيلي في القرن الثالث عشر والتي يذكر فيها مايلي ((يذكر مار ماري البطريرك بأنه آشوري (اتورايا) من الجنس الطيب النسب وعوديشو اتورايا من الجنس الأصيل،ومار مكــّـيخا اَلْغَيُور، الرجل الحقّ والصالح الذي تدرّج في آشور، وتجثـلق حسب القانون وَإِيلِيَا المجيد، ربيب المعلمين في آشور باعثة العلم،وعوديشوع الإناء المختار، من آشور البلد البهي.اخذ الامثلة  من مقالة للأستاذ آشور كوركيس إذا هذه الأمثلة كلها من قصيدة واحدة)). وتعال مجادلات تاريخية والشعب يعاني.
إنها اللحظات الأكثر أهمية في تاريخ شعبنا وفي تاريخ سياسيه، لكي يثبتوا أنهم حقا عند مستوى المسؤولية، ولكي يتجاوزوا معضلة التسمية ومعضلة أن الكل يريد أن يكون هو القائد الفعلي، إلى العمل من أجل آخر محاولة لإنقاذ الشعب مما ينتظره، أمام مقصلة الهجرة الفاتحة فاها لكي تبيد الشعب.
إذا أيها الشعب، أن تبقى منكم البعض في الوطن، فنرجو ونستعطفكم العمل من أجل إبراز وحدتكم، واعملوا لكي تخرس كل الأصوات المشتتة لكم، واثبتوا أنكم شعب واحد وأمة واحدة، واختاروا التسمية المعبرة عن ذلك.
إن التسمية المركبة، التي أخذ بها لم يقل أحد أنها تسمية الشعب، بل قال الجميع إنها مخرج، للحصول ولتأطير حقوق شعبنا لحين الاتفاق على التسمية الموحدة، وهذا يمكن أن تجدونه لدى كل مؤيدي التسمية المركبة، ولكن البعض يصر على القول إنهم اختاروا تسمية مركبة لشعبنا في ظاهرة غريبة حيث لا يوجد أمة أو شعب له ثلاثة تسميات مركبة. إن شعبنا وقواه اختارت الحل الأمثل لكي يتحرك المسار السياسي والحقوقي للشعب ولكي لا يكون تأطير الحقوق الدستورية والقانونية أسير الأسماء وصراعه، ولكن بما نلاحظه وصار يدركه الكثيرين أن البعض ممن يصر على تسمية معينة وإلا فلا، هذا البعض لا تهمه مصلحة الشعب ومستقبله، فالمهم لديه أن يعمل برأيه مهما كانت العواقب.

248
لماذا لم افرح بالخبر السار؟




تيري بطرس

أقر سينودوس الكنيسة الشرقية القديمة، الاحتفال بعيد الميلاد (المجيد) في 25 كانون الأول من التقويم الغريغوري، بدلا من 25 كانون الأول من التقويم اليولياني (التقويم الحديث وهو لا يزال حديثا لدينا برغم من أن اعتماده لدى الدول الغريبة بما يقارب الخمسة قرون، والتقويم القديم، والتقويمان أتت لنا من الغرب، وليس أي منهما تقويما شرقيا محضا، برغم أن التقويمات بالأساس هي إنتاج شعبنا من أيام بابل ونينوى).
تفرح النفس في هذا الزمن الأغبر، بأي خطوة إلى الأمام، أي خطوة تزيل الحواجز، وتفتح الجسور، ولكن السؤال المرير هو إذا لماذا ليس الوحدة الاندماجية الكاملة ليس بين الكنيسة القديمة والكنيسة العاملة بالتقويم الجديد منذ أمد بل مع الكنيسة الكلدانية أيضا. لماذا لا وقد زال أهم سبب لانقسام الكنيسة الكلدانية ألا وهو الاختلاف اللاهوتي، حينما اعترف الفاتيكان بصحة إيمان كنيسة المشرق، أي صحة إيمان آباء وأجداد الكنيسة الكلدانية.  كما أن الكنيستين القديمة والشرقية الآشورية لا تختلفان في اللاهوت، إذا ما هو سبب عدم الوحدة، وهذه الوحدة قد تغيير الكثير من الموازين وتحولها لصالح شعبنا؟ شخصيا قد لا يهمني ان اتحدت الكنائس ام لا، ولا يمكنني ان احدد ايهما الاصح، فرب الكنيسة هو الديان، وقد يمكنني التعايش مع تعدد الكنائس والمذاهب، ولكن عندما تؤثر سلبا على مستقبل شعبنا وامتنا، فهنا ومن هنا تهمني المسألة.
نعم يا آباء الكنيسة، لقد تعب الشعب من خلافاتكم، واختلافاتكم، لا بل إن خلافات الشعب الأخرى حولها إليكم، واتخذ منكم سندا في دعمه في هذه الخلافات. لقد تعب الشعب ويشعر بأنه مبتلى بالكنيسة، فالكنيسة اليوم لم تعد عونا، بل حملا ثقيلا على كاهل أبناء الشعب والمؤمنين. فالفقر المدقع والهجرات المتواصلة والحروب العديدة، لم تترك للشعب قوة تمكنه من دعم مؤسساتنا في ترفها الانقسامي الأميبي. وفي ترفها في مداراة الآخرين في حين أن شعبها مهجر ومهاجر ومضطهد ويتعرض للقتل والترهيب.
في عام 1964 حدث الانقسام الذي ميز بين كنيستين القديمة والكنيسة ذات التقويم الحديث، وكان السبب والحجة، تغيير التقويم، واعتبر الأمر وكانه خيانة للمقدس، وكلنا يعرف أن التقويم ليس من المقدسات، بل هو ضابط ومبين الأحداث التي وقعت، والكثير من هذه الأحداث هي رمزية، ورمزيتها لا تسلب منها قدسيتها، إلا أنها ستبقى رمزية وعلينا التكيف مع ذلك، ومنها الميلاد ورأس السنة وعيد القيامة فهي ترمز إلى هذه الأحداث أكثر مما هي تسجيل الحدث لحظة أو يوم وقوعه.
في انقسام الذي حدث عام 1964 وكانت الكنيسة كلها قد احتفلت لعيد واحد سوية بالعيد على التقويم الغريغوري، انقسمت الكنيسة بسبب التقويم، ولكن تداخلت أمور أخرى في هذا الانقسام، العشائرية (التي لم نكن نعيشها، بل نعيش تبعاتها)، وأعيد فتح جرح سميل وما حدث فيها، واستحضر الانقسام الذي حدث بعد مؤتمر ريشا داميديا (سري اميدي). لا بل إن أطراف الحكومة العراقية حينها ومن أحزاب سياسية عريقة تدخلت بهذه الطريقة أو تلك للتشجيع على الانقسام وكل كان يريد حصة من ذلك.
واليوم نقول الحمد لله قد وضعنا خلفنا، سبب الانقسام، وبتصويت حوالي 90% من المؤمنين، وهذا حسن وجيد، ولكن السؤال المهم ما هو مبرر البقاء منقسمين، والكنيسة هي واحدة الآن بالتقويم وباللاهوت، ولم يبقى سببا إلا تراتبية الإدارية وهي أيضا حلت، سابقا بالقبول بوجود بطريركين لحين أخذ الله أمانته ومن ثم تعود الكنيسة إلى نظام البطريرك الواحد. سابقا قلنا إن سبب تجذر وبقاء الانقسام هو النظام الصدامي الذي لا يقبل بهذه الوحدة أو أي تطور نحو الوحدة، ولكننا الآن في السنة السابعة بعد سقوط صدام، ألم نأخذ زمام الأمور بيدنا بعد؟ أم أن هناك صدام داخلي فينا يعمل من أجل بقاء الانقسام، مستغلا مسكه لنقاط ضعف على أطراف معينة، مهددا بإثارتها أن تحقق الاتحاد؟ إذا أين الروح المسيحية والروح القومية في الحالة هذه؟
وهذا الأمر ينطبق أيضا على الكنيسة الكلدانية، لماذا لا تعود إلى مشرقيتها وإلى نصفها الآخر، وروما لم تعد تعتبر نسطورس وتيادورس وديادورس هراطقة، يجب أن يلعنوا ليل نهار، لا بل إن الروح المسيحية لم تعد تتقبل لعن الناس، واتهامهم بالهرطقة وبغيرها من الاتهامات لمجرد الرؤية المغايرة. فكيف بحرمان كنيسة عاشت وحيدة وفي فم الذئب لكل سنوات عمرها ولكنها ظلت وبقت وان خسرت الكثير من قوتها.
اليوم نحن كشعب وككنائس نعيش الأزمات المتتالية، وما أزمة الكنيسة الكلدانية الأخيرة وسبقتها أزمة كنيسة الشرقية الآشورية وسبقتها أزمة الكنيسة الشرقية القديمة، إلا أزمة واحدة أنها أزمة أمة وشعب يريد الوجود، أي البقاء حيا ويحاول بكل السبل العمل على البقاء على الحياة، كالغريق الذي يحاول أن يمسك بأي قشة أو يضرب يمينا ويسارا بيديه لإنقاذ نفسه، نعم إن شعبنا وخوفا من الضياع تراه أو ترى كل فرد فيه يحاول ويعمل من أجل هذا الإنقاذ ولكن، كل طرف يحاول منفردا وحيدا منعزلا عن الآخر، لان الثقة قد فقدت بين الأطراف كافة. والدليل هو سيل الاتهامات والاتهامات المتبادلة بين مختلف الأطراف المختلفة.
بعد أن بدأت كتابة هذه المقالة نشرت مقالات أخرى تتعلق بما كنت أنوي الكتابة فيه عند سماعي لنبأ قرار سينودس الكنيسة القديمة الاحتفال بعيد الميلاد بحسب التقويم (الحديث). هذه المقالات كانت لنيافة مار لويس ساكو مطران كركوك والأساتذة أنطوان صنا وليون برخو والشماس جورج ايشو   . وقد نلتقي أو نختلف معهم، ولكن الجميع بات مقتنعا أن هناك أزمة قوية، ولكن تحديد الأزمة بطرف ما باعتقادي هنا هو الخاطئ، فالأزمة شاملة كاملة وهذا ما أشرت إليه في مقالة سابقة بعنوان (هل هي مشكلة الكنيسة الكلدانية....؟ والتي نشرت على موقع عنكاوا بتاريخ 29 ـ 10ـ 2009 ).
إن الكنيسة بدعوتها أنها رسالة محبة، وأنها ترمي لإنقاذ أرواح الناس من المصير المؤلم ما بعد الدنيا الفانية، ولأنها تنزه نفسها عن المصالح المادية، ولأنها أصلا من جذر واحد، أجد أنه من الضروري على الكنيسة بشقيها الثلاثة أن تعمل على
1 _ الوحدة الاندماجية، والعودة إلى تسمية كنيسة المشرق الأصلية. التسمية الآشورية التي أطلقت على كنيسة المشرق في عام 1976، أدت واجبها في حفاظ الشعب على هويته القومية، امام الهجمة القوية من الايديولوجية العربية القومية، والعودة إلى التسمية الأصلية، لن يعني انسلاخ أبناء الكنيسة من انتماءهم القومي، كل ما في الأمر أن التسمية الأصلية ستعود جامعة الأطراف الكافة تحت خيمتها.
لن تكون الكنيسة الجديدة بحاجة ماسة لكي تكون تحت خيمة كنيسة روما، بل ستكون (ويجب تشجيع ذلك ) كنيسة شقيقة لها ضمن كنيسة المسيح، وان رغبت الكنيستان المشرق وكنيسة روما في الوحدة الاندماجية يديرهما كرسيا بطريركيا واحدا فلا أعتقد أن الأمر سيلقى معارضة من حيث المبدأ.
2 _ لقد اغتربت الكنيسة أو البعض منها من الشعب وتبنت اللغة العربية في طقسها وهو أمر أدى إلى التأثير السلبي على الانتماء القومي لأبناء الشعب، ولأن أبناء هذا الشعب بغالبيته هم من أمة وشعب واحد ( أي من هذه التسميات تبقى صحيحة كلداني سرياني آشوري)، ولذا فالعودة إلى الطقس بلغة السورث هو أمر جدير بالتقدير والاهتمام لا بل الواجب.
3 _ ترك الأمور السياسية للسياسيين مع الحث على الوحدة، والوصول إلى القواسم المشتركة (وحدة الشعب والأمة، وحدة التسمية، وحدة اللغة المستعلمة في الكتابة والقراءة ).
4 باعتقادنا المتواضع، وان لا اعتبره شرطا، أن إيمان كنيسة المشرق في توضيح طبيعة المسيح (أقنومين وطبيعتين) لا يزال صالحا، وبالأخص أن كلمة الأقنوم لا يوجد مثيل لها في اللغات اليونانية أو اللاتينية، فإيمان كنيسة المشرق يكاد يقترب جدا من إيمان كنيسة روما، والخلاف هو لغوي وله بعد تراثي، فإذا كان من حق كنيسة روما وقسطنطينة والإسكندرية أن تتأثر بتراثها الثقافي وتستعين به لتوضيح الإيمان ومدلوله، فهذا الحق ينطبق على كنيسة المشرق.
إن الوحدة بين الكنائس الثلاثة تعني زرع وبعث الأمل من جديد لدى المؤمنين، ويعني أن هذه الكنائس تبحث حقا عن مخارج حقيقية لأزماتها المتتالية، ويعني زج كل الشعب المبتعد في دعم عملية الوحدة. كما أن عملية الوحدة، ستحد من عمليات رسامة الكهنة والأساقفة والمطارنة، وكل كنيسة بالتنافس مع الكنائس الأخرى مما يضيف عبء مالي كبير على الكنائس. إن عملية الوحدة ستختصر من مثل هذه المصاريف وسترشدها، وستعيد أبرشيات كبيرة إلى حضن الكنيسة الأم.
كما سيسمح للكنيسة لتعود إلى أصالتها في أنها كنيسة للناس وبالناس من خلال المدارس والمستشفيات التي تقوم بإدارتها، فكنيسة المشرق لم تكن أبنية وبطاركة وبعض الكتاب، بل كانت جامعات ومدارس وأديرة تنشر العلم في كل مكان، مثل جامعات نصيبين وأورهي وجندي شابور ومثل مدرسة الدير الكبير وكل الأديرة والكنائس التي كانت منبع للعلم والمعرفة

249
هل اغتال خالد طاهر همزاني  ومفرزته الشهيد فرنسيس شابو؟





تيري بطرس

في يوم الأربعاء 23 تموز من عام   2003 كشفت صحيفة هولاتي الكوردية في العدد 133 أسماء قائد وأعضاء المفرزة المخابراتية (مفرزة كانت تتعامل مع المخابرات الصدامية) الذين اتهموا باغتيال الشهيد فرنسيس يوسف شابو، واتهمت الخلية بأعمال تخريبية واغتيالات أو محاولات اغتيال لشخصيات أخرى. ومن جانب آخر عرف أن أحد أفراد المفرزة وهو المعروف باسم وحيد الكوفلي بأنه منتمي إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني بالاضافة إلى مشاركته في هذه الخلية.
واليوم تعود نفس الصحيفة لإثارة المسألة ولكن من باب آخر انظر الرابط رقم واحد، ألا وهو أن الأشخاص المشتركين في هذه الجرائم ومنها جريمة اغتيال الشهيد فرنسيس شابوا وهم كل من  (خالد طاهر همزاني، ووحيد مجيد ( الملقب بوحيد الكَوفَلي) وطاهر حسين حسن ومحمد صديق وكرم مجيد محمد وأحمد محمد صديق. لازالوا أحرارا ويتجولون في إقليم كوردستان بكل حرية. ونحن إذا نؤكد أن الحي أبقى من الميت، بمعنى أن العدالة وإحقاق الحق قد يتأجلان لبعض الوقت، وخصوصا حينما يتعلق الأمر بحياة الكثيرين.  إلا أن تحقيق العدالة لا يد أن يتحقق يوما، لان من واجبات الحكومات التي تحترم ذاتها وصفتها تحقيق العدالة. والغريب أن أسماء المفرزة المسؤولة عن مقتل عضو أول برلمان لإقليم كوردستان، وهو يعتبر أول شهيد لهذا البرلمان، معروفة للقاصي والداني ومعلنة منذ أكثر من سبعة سنوات، إلا أن أعضاء الكتلة التي كان ينتمي إليها الشهيد لم يتحركوا لإثارة المسالة في أروقة البرلمان (المجلس الوطني الكوردستاني) وكل ما فعلوه هو السكوت عن إثارة أي مسألة هناك، وإثارة العداء الإعلامي لأطراف سياسية  في الخارج.
فالمعلومات التي أوردتها والأسماء التي ذكرتها معروفة للكل ونشرت في موقع عنكاوا منذ  الثاني من آب 2003  باسم منكيشي انظر الرابط رقم 2. ولكن الأسئلة التي يمكن أن تطرح هي من نوعين، أسئلة للإخوة في قيادة الحركة الديمقراطية الآشورية، وأسئلة لأبناء شعبنا ممن منحوا أصواتهم لقائمة الرافدين.
السؤال المهم لقيادة الحركة، هو ما هي الإجراءات والخطوات المتخذة لأجل إحقاق العدل بالنسبة لقضية مقتل الشهيد فرنسيس يوسف شابو، وما هي الظروف التي حالت دون إحقاق العدالة في هذه القضية المهمة؟ علما أنها أثيرت أكثر من مرة من أطراف متعددة. سأعود وأقول إن الظرف السياسي قد يتطلب تأجيل تحقيق العدالة أحيانا ، وخصوصا في البلدان التي تميل وتهتز لأقل شيء، أي ليس للبلدان التي تعتز بكرامتها وتقوم بواجبها في تحقيق العدالة لمواطنيها مهما كان الأمر، أما في بلداننا التي تهتز لأقل حدث، ويتم تهديد الوحدة الوطنية لأجل اي شارب، فالأمر مفهوم، ولكنه مفهوم لمدى معين وليس لابد الدهر.
أما السؤال الموجه إلى جماهير شعبنا فهو، هل حقا أن شعبنا الذي يدعي الهرب من الظلم والاضطهاد والحكام الطغاة، والحكام الذين كذبوا علينا ليل نهار، يقبل على نفسه أن ينخدع بالروايات البطولة والتصدي لمن تسول له نفسه التعدي على حقوقنا وكرامتنا، بينما في الحقيقة أنه ليس بقادر على إثارة أمور في اروقة البرلمان؟ .نحن ندرك أنه ليس مطلوبا من الحركة الديمقراطية الآشورية أن تتهور وان تقدم تضحيات كبيرة لأجل إقرار حق، يمكن أن يؤخذ في مرحلة لاحقة، حين يستتب الأمن ودولة القانون، ولكن من جهة أخرى أليس مطلوبا منا جميعا، وأولها الحركة أن تكون واضحة مع الجماهير وألا تتلاعب بمشاعر هذه الجماهير وتحول هذه المشاعر تجاه العداء للجورا وهي أو الأمة كلها ليست بقادرة على التعامل مع حالة واحدة وهي إحقاق حق اغتيال شخص وليس ككل الأشخاص، بل مسؤول وممثل للشعب ؟
لقد كان خطاب الحركة الديمقراطية الآشورية مأساويا على مستقبل أمتنا، فمن ناحية تدعي العمل القومي، وإحقاق الحقوق القومية، ومن ناحية أخرى تشيع خطابا ديماغوجيا معاديا للجوار ولأقرب الحلفاء حاليا لشعبنا، لا بل داخليا وقفت مع أبواق ممن يحنون للنظام السابق في موقف مضاد للحق الشرعي لشعبنا بالحكم الذاتي، بينما هي لا تتمكن من أخذ قاتل عضو قيادي فيها إلى المحاكمة، لا بل إنها تطالب بعدم إثارة المسألة لان الظرف غير مواتي! أن موقف الحركة المضاد للحكم الذاتي، كان سهل التنفيذ والتطبيق، لأنه بمجرد وجود صوت معارض لحق منطقي وواقعي وقانوني وشرعي للشعب من داخل الشعب نفسه، كاف لإثارة علامات استفهام حول هذا الحق لدى الآخرين.
السؤال الآخر ألم  يكن الآخرين أكثر صدقا مع شعبهم حينما طرحوا الإمكانيات والقدرات الحقيقية وعلي ضوءها كانوا يتحركون، وعلي قدر هذا الإمكانيات كانوا يطرحون خطابهم السياسي، ولكنهم من خلال هذه الإمكانيات، يتطلعون للأكثر؟ أن مأساة شعوبنا الشرقية أنها تنخدع ليس لمرة بل لعشرات المرات بالخطابات العدائية والدينكيشوتية دون أن تلتفت حولها وتقيس مدى إمكانياتها، أنها مأساة كبيرة ألا نتعلم من تجارب الجوار ولكنها جريمة عظيمة بحق نفسنا حينما لا نتعلم من تجاربنا.
إن التخلص من المواقف العاطفية، والاحتكام للحقائق والإمكانيات في تحديد من يتكلم باسم شعبنا، هو من واجب الأحزاب السياسية، لان من مصلحتها، لا بل من أهدافها المعلنة هو تطوير إمكانيات وقدرات الشعب المادية والاقتصادية والفكرية، أن الشعب الذي سيبقى أسير الشعارات، يمكن أن ينخدع  من قبل أي طرف، ولكن الشعب المتسلح بالمعرفة وبالقدرة على فرز الصالح من الطالح، ومن فرز من يستعمل الشعارات ومن يستغل عواطفه عن من يعمل ويحدد السقوف بقدر الإمكانيات، هو الشعب المؤهل للتقدم وللاستقرار ولأخذ مكانته اللائقة بين شعوب العالم.
الشعوب قد لا تموت من مواقف معينة، ولكنها بالتأكيد تتأخر عن الركب، حينما تلتهي بالصراعات الثانوية، والداخلية في حين أن هذه الصراعات تكون في غالبيتها مفروضة من أطراف لا مصلحة لها في أن يكون الشعب سيد نفسه، وهذه الأطراف تكون في الغالب من داخله، فالأطراف الخارجية تكون أكثر وضوحا وتحديدا، أما الأطراف الداخلية فتتلبس اشكال وأنواع مختلفة من الحجج. وعليه فإن بعض الأطراف المشاركة في تاييس  الشعب وإيصاله إلى حافة القنوط والهروب، هي تلك الأطراف التي تعمل من أجل إشاعة خطاب ظاهره ثوري تغييري ذو نبرة قوية ومعادية للقوى المتحكمة بالقرار السياسي للمنطقة أو الوطن، ولكن هذا الخطاب في خفاياه هو استسلامي خنوع تبريري. والمؤسف أن بعض الأطراف التي اتخذت الصفة القومية والوحدوية، ورغم تقديرنا لها أن كانت صادقة، إلا أن الممارسة السياسية تبين لنا بوضوح أنها تقيس هذه الصفات بمقاييس المصلحة الذاتية وليس بمقياس مصلحة الشعب المستقبلية.
لو أردنا حقا لشعبنا أن يعود للعب دور يلائم وزنه ومقدرته السياسية ودوره التاريخي، علينا كشعب أن نعيد الاعتبار للمنطق وللعقل وللحوار العقلاني، الحوار الذي يضع الإمكانيات والقدرات في كفة ويضع الطموحات والخطاب السياسي في الكفة الأخرى لكي يتوازنو. إن واقع شعبنا في العراق، لا بل في المنطقة كلها، يدلنا على أن شعبنا هو في طريق الخسران، وهو في طريق ترك الأمور للآخرين، إن لم يكن ترك الأرض والوطن كله لهم، في مثل هذه الظروف، نحن لا نلتهي بالخلافات الثانوية فقط، بل إن البعض منا يعمل على تهديم مؤسسات قومية لها من الثقل التاريخي والأيديولوجي لدى شعبنا، كما لها من الدور الحافظ لمميزات الشعب. وعليه نرى أن الأمور حقا تقاس بمقاييس مختلفة وغير منطقية في شعبنا، أرى أننا تعلمنا طعم الهزائم وأننا تربينا على تغيير الهزائم إلى إنجازات وانتصارات، فبكل المقاييس نحن شعب لا يزال يخسر من مواقعه ومن مكانته منذ أمد طويل، أنه يخس ديموغرافيا ويخسر دورا سياسيا، ويخسر اقتصاديا، ديموغرافيا، كانت نسبتنا تقارب الكورد قبل نهاية القرن التاسع عشر، أما اليوم فالوضع مختلف جدا! الدور السياسي، فبعد أن كنا نطالب بوضع مناطق تواجدنا تحت الانتداب الأوربي مقدمة للحصول على الاستقلال التام، (مؤتمر الصلح في فرساي) اليون البعض يحارب حتى الحكم الذاتي، وهو طموح سياسي وليس مخطط حربي. واقتصاديا، كان شعبنا بغالبيته محسوبا على الطبقة الوسطى وخصوصا بعد بداية السبعينيات من القرن الماضي، أما اليوم فشعبنا يحتسب من الطبقة الفقيرة، والمهن التي لم يكن يمتهنها أبناءه وخصوصا الأطفال، صارت ممتهنة وعادية فيه.
إذا ما هي مقاييس التقدم والتراجع لدينا، بكل صراحة نقول إن التشرذم هو المقياس الأساسي للتقدم، بالدليل أننا بيضنا يفقس كل يوم عن حزب أو اسم أو كنيسة جديدة، بشعارات براقة، وأحلام كبيرة، دون أن يتم السؤال كيف يمكن لكم هذا؟





http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,418323.0.html1_1

2http://www.ankawa.com/cgi-bin/ikonboard/topic.cgi?forum=32&topic=175

250
رسالة مفتوحة للاستاذ يونادم كنا [/color]




تيري بطرس

  الأستاذ يونادم يوسف كنا السكرتير العام للحركة الديمقراطية الآشورية وعضو مجلس النواب العراقي  المحترم

تحية وبعد
أستاذنا المحترم، قد لا أكون الشخص المناسب لكتابة هذه الرسالة لسيادتكم، وهذا واضح من الكم الهائل من الاختلافات بين شخصكم الكريم والمعروف وشخصي المجهول. الرسالة يمكن أن توجه أيضا إلى الأستاذ سركيس اغاجان، والأستاذ نمرود بيتو، والأستاذ روميو هكاري، والأستاذ ابلحد افرام والأستاذ سعيد شامايا، والأستاذ ضياء بطرس والأستاذ كوركيس خوشابا والأساتذة كثر والله يزيد، إلا أن اختياركم في رأس العنوان هو لخلافاتي الفكرية والمماراساتية مع سيادتكم أكثر من الآخرين. هذا بالإضافة إلى قدرتكم على لم الناس سواء كنتم على الخطاء أم على الصواب ولعل أكثر ما يدعوني لإرسالها لسيادتكم هو فوزكم الكبير بثلاثة مقاعد من أصل خمسة هي كوتة المسيحيين.
تبقى للإنسان أمنيات يود تحقيقها وحواجز يريد عبورها لكي يصل لما يبتغي، وجل ما أبتغي هو وحدة شعبنا القومية بكل تسمياته وتمتعه بحقوقه القومية التي تمكنه من أن يعالج الإشكاليات التاريخية والطائفية والرمزية، انطلاقا لتحقيق غايات أسمى وهي معالجة التشوهات في شخصيتنا القومية بفعل الموروث الدكتاتوري للأنظمة السابقة، وفترة السلطنة العثمانية التي أقرت تقسيمنا إلى ملل مذهبية ولكل منها شخصيتها المستقلة عن الأخرى. ومن غاياتي أيضا تطوير ثقافة شعبنا وتجليات انتمائه القومي الموحد، وتطوير بنى اقتصادية وإنمائية وبنى تحتية لبناء غد سعيد لأبناء شعبنا. وهذه كلها لن نتمكن من أن نحققها إلا بتوفر سلطة تشريعية وتنفيذية خاصة بشعبنا تمتلك سلطة فرض القانون وسلطة التشريع باسم الشعب وليس الحزب، وتكون السلطة غير قابلة للتجريح والتشكيك بشرعية تمثيلها لمكونات شعبنا في العراق. ولكن قبل هذا وذاك، أيضا لن نتمكن من تحقيق أي شيء ما لم نعبر الحواجز ونكسر الموانع ونلجم الألسن ونتوقف من تلطيخ الآخرين.
أمام كل ما نراه ونشاهده ونسمعه من الاستنزاف الذي يعاني شعبنا منه، وخصوصا الهجرة، ووقوفكم جميعا، أحزاب ومؤسسات وشخصيات وكنائس موقف العاجز عن وضع حدا لها، لا بل يتم تبريرها من قبلكم جميعا. وأمام ما يمثله ذلك من التهديد الفعلي لوجود شعبا باسمه الكلداني أو السرياني أو الآشوري، ليس في الوطن فقط، بل إن المهجر يعيش حالته القومية لأن الشعب موجود في الوطن، وان انتهى من هناك شعبنا فإنه سينتهي من العالم، قد تبقى ذكريات ودعوات للانتساب إليه برهة من الزمن ولكنها، باعتقادي لن تقاوم العوامل الجارفة للانصهار في بوتقة الشعوب المتعايش معها.
وأمام الجمود السياسي السائد بين تنظيماتنا السياسية وعدم شعورها بالمسؤولية الملقاة على عاتقها، وموقف الحركة الديمقراطية الآشورية الخطير والسلبي من المشروع المطروح، والذي لا أزال على اعتقادي أنه لأسباب شخصية بحتة، وتأثير هذا الموقف وإمكانية استغلاله للعبور إلى المستقبل العراقي بتجاهل كل ما يحقق طموحنا القومي ومنه توحيد التسمية مرورا بإحقاق حقنا المشروع. مستغلين الاستقطابات الجارية والقائمة والمبنية على مصالح وأماني وأحقاد شخصية سيدفع شعبنا ثمنها، من وجوده وبقائه كشعب. الأحقاد الشخصية التي ساهمتم بترويجها وزرعها حتى وصلت إلى أصغر خلية في شعبنا وهي الأسرة.
وأمام ما استشفه من أن بعض مواقفكم تنطلق من واقع انتقامي سيدفع شعبنا ومؤسساته ثمنها، لاعتقادكم أنكم أولى بتمثيل شعبنا، كتنظيم سياسي أو كشخص، ويؤسفني ما أقوله ولكنني أقول ما أشعره وما استقرأه من مواقف آنية ومستقبلية بكل صدق، وما اعتقده أن البعض يعمل به وهو علي وعلي أعدائي وأعدائه هم من أبناء شعبنا.
وإنني وخوفا على الذات تحب وتطمح  لرؤية أحلامها تتحقق، وخوفا على الذات من عدم الاستمرار في العيش والحياة أبد الدهر من خلال الأبناء والأحفاد والاهم الهوية ومن خلال ما تستشفه هذه الذات من أن رسوخ أركان وهوية الأمة مهدد . وأمام كل الوقائع أعلاه وهي حقيقية، فالصراع الأساسي في شعبنا فرض من قبل البعض على  شعبنا على أساس أنه صراع داخلي وياقاتل ويا مقتول.
أتوجه إليكم بهذه الرسالة، وإن لم أكن الشخص الملائم لذلك، لكي تدرسوا مواقفكم من كل جوانبها وتستنبطوا مخارج جديدة لهذه المواقف، لكي تتمكنوا من التحاور مع بقية مؤسساتنا السياسية بلغة الحوار البناء وإلغاء لغة التجاهل عندما تعتقدون أنكم منتصرون ولغة والاتهام حين تحشرون في الزاوية، التي لم تخدم أمتنا ولا خدمت الحركة الديمقراطية الآشورية ولا شخصكم الكريم، قد تكون هذه اللغة قد خدمت الاستقطاب، وهو ما اتهمتكم مرارا به، إلا أنه استقطاب العناد وليس استقطاب إيجاد المخارج لشعبنا.
وإذا كنتم تعتقدون أن النتائج الأخيرة للانتخابات البرلمان العراقي، تكذب ظنوني. فسأذكركم بتجربة صدام الذي اعتقد أنه انتصر على الكل، ولكنه خسر العراق، وخسر الأموال وخسر الأبناء، وتمكن فقط من ترسيخ التخلف والتراجع في كل مفاصل حياة المجتمع العراقي. وإذا كان حال العراق هذا وهو يعتبر بلد مستقل، ويتخذ قراراته الخاصة، فكيف سيكون حال شعبنا، وهو يتعرض للإرهاب الديني والقومي، وهو يستنزف من أبناءه العشرات يوميا إلى المجهول، وهو يتعرض للمساومات وتفرض عليه القرارات. أقول ليس الرجل التاريخي من ينتصر على خصومه من أبناء شعبه، ويترك الشعب عاريا من أي احتمال للتغيير وللبديل، بل الرجل التاريخي هو من يصنع مستقبل شعبه، ليس الرجل التاريخي من يفوز بمعارك معينة وإن كان الشعب ضحيتها، بل الرجل التاريخي هو الذي يفوز بالمعركة الكبرى وهي ضمان مستقبل أمن ومستقر لشعبه، مع ضمان استمراره حرا قدر المستطاع في خياراته.
إن حالة إيجاد الأنصار بالاتكاء على الاتهامات والتخوين وبالاتكاء على العداء للجوار قد تفيد للتنظيم السياسي ولكن بالتأكيد وأمام الواقع المعاش، والتهديد الفعلي لوجودنا كشعب في أرض الوطن، والتهديد الفعلي لدوركم في مجلس النواب (دور كل ممثلي شعبنا) وأمام ما نستشفه من مواقف شعبنا ومن إدراكنا أن المهجر بات يرقص على حالة عداء لأطراف ولا يهمه مستقبل الشعب، أي أن البعض هيج المهجر موجها أنظاره إلى حالة عداء معينة تاريخية وليست واقعية، فإن العملية باعتقادنا، تعطي الرسالة الخاطئة لمستقبل شعبنا وهي أن الهم الأساسي هو الانتقام للماضي، وليس لصنع المستقبل بل المهم هو الآني ولنترك المستقبل للمجهول.
بالتأكيد أنكم تدركون أن كاتب هذه السطور لم يكن يوما أجيرا لديكم ولا لدى نمرود بيتو لا لدى سركيس اغاجان ولا لدى ابلحد افرام، ولا لدى أي أحد من قيادات الطبقة السياسية لشعبنا ، ولكنه وبكل فخر كان على الدوام أجيرا من أجل التطلع لتحقيق الآمال والطموحات المشروعة لشعبه، وبالتالي أن دوافعي هي حقا الخوف الحقيقي على وجود شعبنا، وان كنتم تعتقدون في الآخرين النية الصادقة وأنهم في الآخر ومن منطلق هذه النية سيقبلون بما تفرضه من مواقف عليهم، باعتمادكم على سياسية حافة الهاوية التي أجدتم لعبها مرارا وتكرارا وعلي تجاربكم الماضية، فإنني أؤكد لكم أن هذا الأمر لن يحدث والآخرين سيسرون بما قرروه كحمليكم المسؤولية التاريخية لعدم محاولتكم الوصول إلى نقاط التواصل معهم رغم كثرة المبادرات بهذه الاتجاه من قبلهم. وإذا كانت نتائج الانتخابات الأخيرة قد أتت لصالحكم، وهي مفاجأة لي ولكم، فباعتقادي أن انتخابات واحدة لم تصنع شعب، ولكن الجهد المبذول في الفوز كان لغاية واحدة وهي إثبات شرعية حق التمثيل لشعبنا المسمى المسيحي. وهذا الحق في التمثيل وان أكدته الكراسي الثلاثة ولكنها لن تلغي حق المقعدين الآخرين، إلا أنه من ناحية أخرى، فقد تم إدراكه أن شعبنا له ممثلين منتخبين ولكنهم ليسوا مختلفين بل هم في حالة عداء سافر. وشكرا للأستاذ كنا هذه الجملة يمكن أن يقولها أعداء شعبنا إن كان له مثل هؤلاء الأعداء.
وعليه فإنني أقترح عليكم المقترحات التالية
أولا _ التخلص من الشعور بأنكم من تفرضون شروطكم على الآخرين، والتحول إلى باحث عن مخارج لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أمام التحديات الخطرة لمستقبل شعبنا.
ثانيا _ الانفتاح على لجنة تنسيق أحزاب شعبنا والمجلس الشعبي وترك الاتهامات إلى الحوار المشترك لان الطرفين المذكورين أعلاه هم مع وحدة شعبنا وأنتم كذلك حسب الادعاء وإن لم يكن حسب الممارسة، لا بل المشاركة معها فعليا للوصول إلى الهدف المشترك، وعدم فسح المجال لتقسيم شعبنا من قبل البعض ممن يهددنا بالكثرة الديمغرافية وإن لم تكن هذه الكثرة أجيرة لدى أحد.
ثالثا _ التعامل مع المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، وكلنا ندرك أن المجلس بحاجة للتطوير لكي يكون واجهة تمثل جهد شعبنا، ولكن ليكن التطوير من الداخل وليس كشروط مسبقة.
رابعا _ وحيث إن حق التمثيل قد تحقق في إقليم كوردستان وبواقع خمسة مقاعد وهو تمثيل قومي، وقد تحقق حق التمثيل في برلمان العراقي ولكنه تمثيل مشوه لأنه بصفة دينية، فنحن ندعوكم إلى التعامل مع كل قوانا السياسية لأجل تحقيق التمثيل القومي، والوصول بمشروع الحكم الآتي إلى التشريع واعتباره الحق الأدنى لما يمكن القبول به.
خامسا _ منذ المؤتمر السابق وليس الأخير للحركة الديمقراطية الآشورية ترفعون راية  الدعوة إلى مؤتمر شامل لفعاليات شعبنا من تنظيمات سياسية وغيرها ولم تتمكنوا من تحقيق ذلك، فما تملكونه من المؤسسات لكي تشارككم صارت معروفة بلونها ولن تخدع أحد، وهذا دليل أن الآخرين لم يعد لهم أي ثقة بهذه الدعوات، ولا يجدون فيها مخرجا لحل إشكاليات شعبنا،واعتقد أنكم تدركون مخزي ذلك جيدا.
سادسا _ نرجو صادقين أن تكونا قد تعلمتم الدرس المهم، إلا وهو أن بناء الأمة والشعب وحتى المجد السياسي، لن يمر من خلال محاولة تهديم مؤسسات أو شخصيات شعبنا. وأن نتمكن كلنا في حشد إمكانياتنا للبناء وإعطاء البديل بالنموذج الآخر وليس بهدم الموجود.
وختاما أقول الأستاذ يونادم كنا، ورغم أني مدعو لديكم أي لست معروفا فإنني ومن منطلق إيماني القومي، ومن منطلق خوفي على مستقبل شعبي سطرت ما أعلاه ولا اعتبره اللهم أني بلغت فاشهد، ولا اعتبر ما سطرته أيضا وقوفي من نقد وكشف أي خطاء أره في مواقف الحركة الديمقراطية الآشورية وقيادتها لان نقدي لأي ممارسة سياسية في شعبنا اعتبره ضمن صميم التزاماتي تجاه شعبي.
تيري كنو بطرس
فيزبادن ألمانيا

251
الهدر في طاقات شعبنا



تيري بطرس
bebedematy@web.de

إذا كان الصراع هو أحد السمات الأساسية للتطور في كافة المجالات وبالأخص في المجالات الإنسانية، كالقضايا السياسية والاجتماعية وما يتعلق بها من التربية والقوانين، فإن الصراع الذي لا طائل منه يسمى بالصراع الهدام. الصراع  أو التناقض بين الطروحات والحوار بين المتناقضين، هو الوجه الآخر للصراع والتناقض الموجود بين الجيلين، وهو أيضا وجه آخر للصراع الموجود بين مصلحتين أو بين رؤيتين.
كل أمة أو شعب تتواجد فيه بؤر للصراع أو للتناقضات المختلفة، أي بعبارة أخرى أن الصراع أو التناقضات الموجودة في المجتمع هي من البديهيات الفلسفية، فلا تطور ولا تقدم إلا بوجد مثل هذا الصراع أو تصادم الآراء أو المصالح.
دخل شعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) في المرحلة السابقة صراعات يمكن أن تقسم إلى قسمين من أنواع الصراعات وهما الصراع الذي يمكن أن يبنى عليه والصراع الهدام والذي يعمل من أجل هدر طاقات الأمة والشعب. فالصراع التسموي ومن وجهة نظر الوحدويين كان صراعا هداما، فرض عليهم من قبل المتشبثين بآراء تقسيمية أو آراء تحاول فرض واقع معين من غير أخذ إرادة الآخرين بنظر الاعتبار. أو فرض من قبل أطراف لا تؤمن بوحدة شعبنا وأمتنا، وهذا العدم إيمان يتناقض مع كل الحقائق التاريخية والاجتماعية، ولكنه لا يتناقض مع أمرين لا شك فيهما وهما المصلحة الآنية لمن لا يؤمن بوحدة شعبنا، ومع التخندق الطائفي ورؤية مصلحة الأمة من منظار معين أو تشخيص مصلحة الأمة بأشخاص محددين من لون طائفي معين.
ويمكن درج الصراع والاختلاف حول الحكم الذاتي من وجوه عديدة على أنه كان يجب أن يكون صراعا إيجابيا، لو بقي الاختلاف أو الرفض من نواحي قانونية أو تفسيرية أو قلة المعلومات، ولكن عندما تحول إلى الاختلاف إلى الرفض المطلق لمسألة الحكم الذاتي من قبل البعض، عندها تحول إلى صراع إرادات تستقوي بالآخرين من أجل إنجاح أو فشل المشروع، فرفض الحكم الذاتي كمبدأ أساسا هو جريمة ارتكبت بحق شعبنا لأنه رفض لتطور في المفاهيم الحقوقية لشعبنا أو رفض لتطوير حقوقنا وصلاحيات منظومة هذه الحقوق.
عندما نتجول في المدن الغربية، نلاقي محلات أو مواقع عمل أو مصانع عائلية وغيرها، ونجد غالبا أن الكثير منها قد تأسس قبل قرن أو قرنين والبعض ممن وجدتها صدفة كان قبل أكثر من ثلاثة قرون، هذا على مستوى الأمور المادية والاقتصادية. أما في الأمور الثقافية، فلن ااتي بمثال من شعبنا، بل بمثال من الشعب العربي الذي يقدر بأكثر من مائة وخمسون مليون فرد، مع الغنى الذي تتمتع به بعض الدول العربية، كمثال وجد أن ما ترجمه العرب طيلة ما عرفوا هذا الفن (أي منذ أن بداء به الملافنة السريان) ولحد الآن لا يعادل ما تترجمه أسبانيا في سنة واحدة، هذا في نطاق الترجمة فقط وليس في نطاق مجالات الإبداع الأخرى، فلو كان حال العرب هكذا؟ فما حالنا يا ترى؟ أنه السؤال الصعب، فنحن لا نزال نتصارع أن كانت (ܚ) تقرأ حاء أو خاء مع العلم أن الاثنتين صح أن كتبنا الكلمة كتابة صحيحة ف(ܚܡܪܐ) صحيحة أن قراءة خمارا أو حمارا، والأكثر مرارة من كل هذا أن 99% من شعبنا لا يزال أميا بلغته السورث.
ومن المثال الأول سنجد أننا قد لا نملك دارا عمرها مائة عام، وان وجدت فستجد أن أهلها قد تركوها مرات، بحيث إن مردود العمر والتوارث قد زال هنا أيضا. لا بل إن شقاء العمر أو جهد الإنسان في تراكم ثروته قد أزيل ومحا من الوجود في مناطقنا، لأن هذا الجهد تم سلبه وتدميره وجعل الإنسان يعود القهقرى مرارا وأن يبدأ من الصفر تكرارا.  وللتذكير فقط فسنأتي بأمثلة من إخوتنا عرب العراق، فما تناقله التاريخ لنا يرينا أن ما يعرف بالعراق الحالي تعرض للاحتلال أو الأصح للاستيلاء عليه من قبل الترك، (سلاجقة، الخروف الأبيض، الخروف الأسود، والعثمانيين) والفرس مرات عديدة، وأنه حينما كان الفرس يحتلون العراق كانوا يدمرون مساجد السنة وبعكسه حينما كان الترك هم من يستولون على العراق كانوا يدمرون حسينيات الشيعة، هذا في مجال المعابد الإسلامية فقط، فكيف الأمر مع الممتلكات الأخرى؟وكيف الأمر مع ممتلكات أصحاب الأديان الأخرى؟
لقد كان شعبنا عرضة لهدر طاقاته الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وبالتالي هدر مجمل قوته، من قبل الآخرين ومن قبل أبنائه أيضا. ولو فسرنا هدر طاقات وإمكانيات أبناء شعبنا من قبل الآخرين بأنه عمل عدائي، فما تفسيرنا للهدر الذي قمنا به ومنذ أجيال لطاقات شعبنا وبأنفسنا؟ فمنا من استحلى التعريب، وغيرنا حاول وبالقسر وضع جدران وأسيجة بين أبناء الأمة تحت حجج المسميات والمذاهب، وغيرنا أدخلنا صراع لحظة الصفر، أي وضع شعبنا تحت نير المخاوف الدائمة ما لم يؤخذ كل ما يقوله بالحسبان، وهو وضع خطير يعادل الدكتاتورية وإن كان بغير سلطات الأمن والجيش، أنه وضع يجير قدرات الأمة ومستقبلها لأجل قرارا فرد أو مجموعة أو تنظيم لها قدرة الوصول إلى مراكز القرار والعمل ولو بغير رغبة الشعب، ولعل مثال الحكم الذاتي كان  خير مثال للتعامل الغير السليم مع تطلعات شعبنا، وألذ يكاد أن يذهب أدراج الرياح جراء الصراعات الحزبية.
إن قولنا بعدم هدر طاقات شعبنا في صراعات ثانوية لا تجدي،وخصوصا أن هذه الصراعات أو أغلبها معروف النتائج مسبقا ولو بالاطلاع على تجارب جيراننا.ولكن هذا القول لا يعني عدم وجود النقد والتقويم وطرح البدائل، فهذه كلها من مستلزمات الرأي والرأي الآخر، ولكن يعني التفهم للآراء والمصالح المختلفة وعقلنتها وإدخالها في آليات محددة، يمكن أن تقي الأمة من صراعات هدامة يكون فيها الكل خاسرين، فحتى الرابح الاني سيكون خاسرا على المدى البعيد. ولذا فنحن عندما نؤيد التحالف مع القوى الكوردستانية كمثال ونقر بأنه الأقرب إلينا، فإن الأمر، بالمقابل لم يعني ولا يعني أبدا أن

نكون صوتا مضمونا يقر بكل ما يقروه دون فحص وتمحيص، فمهما تلاقت مصالحنا، جراء المشاركة في الأرض، والظلم التاريخي المشترك، وحتى جراء الصراع التاريخي المتبادل، إلا أن هذه المصالح يمكن أن تختلف في أمور أو جزيئات محددة وعلينا أن نعمل من أجل مصالحنا أولا، لأن هذه المصالح وتحقيقها سيضمنان بناء وطن مشترك ذو روحية تعددية ونظام ديمقراطي. ولذا فإنه من المدرك في كل القوى السياسية الناضجة أن يقوم كل طرف بالعمل من أجل ضمان مستقبله وضمان مستقبل من يدعي تمثيلهم، وعليه فإننا نرى كمثال أن رد المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري على دعوة الأستاذ مسعود البارازاني حول انضمام ممثلينا في البرلمان الى كتلة التحالف الكوردستاني من خلال بعض ممثليه كان ردا مستعجلا وينمي على عدم وجود الخبرة  السياسية الكافية، في حين أن رد السيد كنا، كان أكثر حصافة ورؤية لتحقيق مصالح معينة، رغم انه يعتبر انقلاب 180 درجة عن ما قيل في فترة الانتخابات. هذا طبعا لا يلغي انتقاداتنا للسيد كنا في أمور أخرى.
أعتقد أن ما قلته في ما سبق، بات معروفا بشكل أو بآخر لكل أبناء شعبنا، ولكن المسألة لم تكن في كونه كذلك أم لا. بل المسألة هي في تفعيل المعرفة وتحويلها إلى فعل إيجابي يساهم في وقف هدر طاقات شعبنا، وعدم المراهنة على الانتصارات التي تؤدي إلى إزالة الغريم والذي هو في الغالب من أبناء شعبنا من الساحة، وتفعيل قوى التلاقي وصنع القرار القومي الموحد، هذا القرار الذي يمكن أن يجد كل واحد أو واحدة من أبناء شعبنا نفسه فيه. سيبقى في شعبنا من هو مستعد للدخول إلى حلبة إثبات الذات على حساب الأمة ومستقبلها، ولأن أمتنا أو شعبنا لا يمتلكان شرعية قانونية أو شعبية تحمي الأمة من المغامرة والمغامرين، فإن الآخرين وأعني بهم شركاءنا في الوطن سيتعاملون مع كل من يدعي أنه يمثل جزء من الأمة، ولو من باب الحريات وحق الفرد في اتخاذ المواقف التي يراها تنسجم مع أفكاره، ولكن في حالة وجود شرعية شعبية أو قانونية يعتبر غالبية الشعب أنها تمثلهم، فإن مجالات مثل هؤلاء المغامرين تبقى محدودة جدا إن لم تكون غير عبارة عن مغامرة ساذجة. إن الشرعية الشعبية أو القانونية ستقي الأمة من تلاعبات كل من يدعي العلم أو معرفة الشيء، وستقي الأمة مغامرات كل من يريد أن يطبق ما يراه ويعتقده صحا مما يساهم في شرذمة الأمة وخلق نقاط تناقض تهدر جهد الأمة في ما لا طائل من وراءه.
اليوم ونحن في بداية القرن الحادي والعشرون الميلادي، ونحن في الثلث الثاني للقرن السابع والستون للسنة البابلية الآشورية فهل سنتمكن من خلق الآليات الضرورية لوقف هدر جهد الأمة، وتحويل الجهد كله لأجل البناء؟ أنه سؤال على كل منا الإجابة عليه.




252
صندوق الاقتراع أصدق أنباء من القلم




تيري بطرس
bebedematy@web.de


قال أبي تمام
السيف أصدق أنباء من الكتب             في حده الحد بين الجد واللعب
لقد ناضلنا وعملنا سنين طوال من عمرنا، لأجل أن يأتينا يوما نختار فيه من يمثلنا بأنفسنا ومن خلال صناديق الاقتراع. نعم لم نبالي بالأيام والسنين التي كانت تسير الهوينى، وتتركنا خلف الآخرين في كل مجال من مجالات الحياة، لأننا كنا نعتقد بان الحياة يصنعها من يضحي ويعمل لأجل القيم العليا، وبالتأكيد أن هذا الاعتقاد هو اعتقاد صائب على المستوى العام أو على مستوى المسار البشري، ولكن لو قسناه على مسار فرد واحد لكان مخيبا للآمال.
النظام الديمقراطي، يعني تغيير السلطة، بوسائل محددة ومعروفة للجميع وتستوعب الكل فيها، بمعنى أن قانون اعتلاء كراسي السلطة هو واحد وعام ولا يستثنى أحد، لأسباب تتعلق بالجنس أو اللون أو اللغة أو الدين. ويعني كذلك أنه نظام غير متكامل بل هو مهيئ لتقبل كل الطروحات مادامت لا تعمل على عزل أي مجموعة معينة من حقوقها الوطنية. ولكنه في نفس الوقت وضع آلية محددة لتطبيق هذه الطروحات وحددها بأن يكون من خلال البرلمان الذي مثل الشرعية ويمثل أنه القيم على الدستور وعدم تجاوزه، لأن النظام الديمقراطي احتكم في حل كل المشاكل التي يواجهها والتي يقر بأنه سيواجهها، إلى منظومة مبادئ تسمى الدستور ومنه تنبثق كل القوانين. والانتخابات لها غاية واحدة وهي تجديد الطاقم السياسي، بمعنى اعتلاء أناس جدد أو الإبقاء على من كان في السلطة، وكل الناس تتنافس لكي تعتلي كرسيا فيها ولكي تحاول تحقيق برامجها. إلا أبناء شعبنا فالكل متهم بأنه يعمل لأجل الكرسي، أي أن له رغبة للجلوس على كرسي من كراسي السلطة، وهذا الاتهام يوجهه في الغالب من يعمل لنفس الهدف. وكان هذا السعي عيب لفلان ومباح لطارح الاتهام. لا بل وصل الأمر بالبعض إلى حد الدعاية لكي لا يتم انتخاب أي شخص من أبناء شعبنا وكانه عار لنا أن نشارك في سلطة بلدنا!!!

كل التبريرات التي تقال، قد تبقى كاذبة أمام حقيقة ما يقوله صندوق الاقتراع، فلنحني لما يقوله ونقبل بما أقره ونعمل من أجل إصلاح الخلل فينا قبل أن نصلحه في الآخرين. أي نعم فلو لم نكن قد أخطأنا لغير صندوق الاقتراع رأيه، ولقال ما نبتغي، لأننا نعمل من أجل أن يختارنا صندوق الاقتراع، وليس لأي غرض آخر. فالناس تضع فيه اسم من تعتقده الأفضل، حتى لو كان هذا الأفضل بالحقيقة جلاد الشعب، ولكنه بالتأكيد قد سوق بضاعته بشكل جيد، وقيل عراقيا الكذب المرتب أفضل من الصدق المخربط.
ليس المهم من يفوز لو كنا حقا نؤمن ونعمل من أجل الحقوق العادلة لشعبنا الواحد، ولكننا كلنا في شك من هذا الأمر، فحبال التواصل بين الكل مقطوعة، وقد أثبتت الحركة الديمقراطية الآشورية أنها الأفضل، والأقوى والأكثر جماهيريا. لماذا؟ لأنها تمكنت من أن تفرض خطابها على الجميع، فكل شيء مباح لها وحرام على الآخرين، وكل الوسائل مسموح بها لها وحرام على الآخرين، والشعب أيدها في ذلك، والدليل أنه انتخبها، رغم علمه وإدراكه أن الحركة قد قصرت كثيرا في خدمة الشعب، رغم الدعم اللامحدود الذي قدم لها، كل الآخرين يمكنهم القول إنكم لم تدعمونا ويمكن لهم التنصل من كل شيء، لأنهم حقا لم يتلقوا الدعم من الأمة، لان الأمة بقيت مشغولة بوليدها المدلل والوحيد، ولكن الحركة لا يمكنها ذلك. هذا بالحقيقة ولكنها تجد صدى لتبريراتها ولها القاعدة الصلدة التي لن تتخلى عنها، فالناس مقتنعون وكفى المؤمن شر القتال، والمؤمنون هنا لا يريدون سماع أي نغمة أخرى. إنها عملية تبرئة الذات من أي جهد، على الأقل أمام المرآة حيث سيبرر كل منهم لذاته  أنه ساند ودعم ولكن الآخرين خانوا.
المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، والذي استساغ الخطاب الزوعاوي في اتهام الآخرين بأنهم يرغبون بالكراسي، لم يقل لنا ولكن لماذا رشح أشخاص إلى البرلمان ليحتلوا هذه الكراسي، إن كان هو في غنى عنها. إن سياسة الكذب والخداع التي اتبعها البعض ونجح فيها، ليس من المضمون نجاحها على الدوام، والدليل أن فرض المجلس على الأحزاب الانسحاب من خلال فرض مرشحين دون أي تشاور من هذه الأحزاب أضر المجلس وأضر بهذه الأحزاب، لأن الناس فكرت أن كنتم اليوم تتصارعون على الكراسي فغدا ما أنتم فاعلون، فاما تقاعست الناس عن المساندة الكافية أو حولت اتجاهها إلى الوجهة الأخرى رافضة الاثنين.
ائتلاف عشتار الخاسر الأكبر باعتقادي، لأنه كان الأضعف من كل النواحي المادية والإعلامية والاهم من الناحية الايدولوجية، حيث انه والحركة والمجلس متفقون على الأيدولوجية العامة عدى مسألة الحكم الذاتي، ولذا فالناس لم تختار هذا الائتلاف لان بديلها موجود لدى الآخرين، والمعروفين على الساحة ولهم دعم وإعلام أكبر. إن هذا الائتلاف وبتركيبته الحالية كان يمكن أن يكون بيضة القبان، أو الحارس الأمين للتطلعات القومية المشروعة،هذه التطلعات التي صارت ضحيةللإعلام وللمواقف الوسطية ومن ناحية أخرى لعدم وجود مبادرات خاصة يمكن أن تثير الجماهير وتجعلها ولو أن تعطي الإذن للنغمة الجديدة. ولكن هذا لا يبرر أن نتهم الشعب بأنه عشائري أو أنه جير صوته لفلان أو للعلان، فتبريرات السيد نمرود بيتو في إذاعة س ب س غير مقبولة وغير سليمة ولا تتماشي حتى مع خطاب الحزب الوطني الآشوري باعتقادي.
كل هذه أقوله ولكن اليوم نحن أمام موقف مهين لشعبنا، نعم أنه مهين لأن الشعب إن كان حقا 73 ألف نسمة فهي طامة كبرى وإن كان مليون أو أكثر فالطامة أكبر وأعظم، وأعظم الكبائر هي أن نحتفل بهذه المصائب كلها رقصا ودبكات ونحرا للآخرين. إذا مع وجود خمسة قوائم وشخصيتين مستقلتين، ومحطتي تلفزيون فضائي نحن تمكنا من أن نحشد 73 ألف شخص، السؤال أنه لو سرنا بهذا المسار يا ترى فبعد أربعة سنوات هل سنتمكن من أن نحشد 20 ألف؟ أنه السؤال الذي بقيت أحاول لفت أنظار الجميع إليه خلال السنة الماضية.
إذا صار لنا في البرلمان العراقي ممثلين وعددهم خمسة، وصوتهم الموحد هو الذي يقرر تمثيلنا، وتشتتهم يعني تشتت أمتنا في الميول والتطلعات، في حين أن 43 ممثل للتحالف الكوردستاني يضاف إليها دون أي تردد أصوات التغيير والإسلاميين ليكون المجموع تقريبا 57 صوت في البرلمان العراقي، أي أن الكورد في الأمور الداخلية مختلفين ولكنهم أمام بغداد صوت واحد، فهل سنتمكن نحن من خلق هذه المعادلة الصعبة؟ وخصوصا أنها الآن أسهل لان الممثلين الخمسة تابعين لجهتين اثنتين فقط؟ أنه السؤال الواجب الإجابة عليه الآن.
أمة لن تمارس حقوقها وتشعر أن هذه الحقوق ليست شعارات رومانسية بل إنها تجلب الراتب والمنصب والمستقبل، يمكن أن تعيش، ولكن أمة عيون أبناءها تتطلع إلى الخارج وإلى الشتات فمصيرها الضياع، وواجبنا جميعا اليوم أن نضع أيادينا في يد البعض لكي نعمل من أجل أن يبقى أبناء شعبنا في الوطن، الضمانة الأكيدة لبقاء شعبنا محافظا على ذاته وهويته.  فهل يمكننا أن نتعاون من أجل وضع برامج حقيقية لتحقيق هذا الأمر، أم أن الاتهام الموجه والذي يقول إن الأحزاب لا يهمها مصير الشعب، بل الذي يهمها هو الكرسي، سنثبت أنه صحيح؟
مرة أخرى نعم لصناديق الاقتراع، ونعم لخيار الشعب وليعيد الخاسرون حساباتهم من جديد وأولهم أنا، ولكن على المنتصرين، أن يدركوا أن الساحة لم تخلى لهم يعملون ما يحلوا لهم، فالعيون لهم بالمرصاد لاي هفوة او خطاء، ستسجل وستنشر وتحلل، ولن نقبل ماذا سنفعل خمسة من مجموع 320 فهذا أيضا تبرير العاجزين كما كان تبرير ماذا يعمل واحد من مجموع 275 وهو لم يكن واحد بل اثنان، وكان تبرير العاجز أيضا.


253
بعد هدوء دوي المعارك



تيري بطرس
bebedematy@web.de


من المعقول أن نقول المعارك، وأن تكون لنا معارك انتخابية عمل حضاري، ومعركتنا أو معاركنا الداخلية كانت لأجل تقديم الأفضل، وكل يعتقد أنه الأفضل، وهذا من حقه، ولكن كلنا اعتمدنا على آلية صناديق الاقتراع لتحديد الأفضل، وإذا كنا قد بررنا لأنفسنا مرة أو مرتان أسباب الإخفاق أو التقهقر، ولكن لابد أن يأتي اليوم الذي نقر بان الآلية هي ميزان حق يجب أن نقر به، سواء كقرار أو كمحطة لإعادة البناء والتطوير.
متى سنعمل لأجل أن يكون شعبنا هو الفائز بعد كل معركة من معاركنا؟ أنه السؤال المنطقي، لأنه من الواضح وخلال السنوات الماضية، كان شعبنا هو الذي يدفع ضريبة المعارك الفاشلة التي دخلناها. اليوم المطلوب أن نعمل جميعا لأجل وقف حالة التدهور الحاصلة سواء من خلال وقف الهجرة التي تستنزف شعبنا وتضعه في أتون المجهول، أو من خلا بعث أمل جديد يعيد له الشعور بالكرامة وبان المستقبل سيكون أفضل بكثير مما كان الماضي القريب أو البعيد.
هل يمكن للشعوب أن تخطيء في خياراتها، نعم وهناك الاف الأدلة التي يمكن الإتيان بها، والتي تثبت هذا الجواب الصارم والحاد، ففي الوقت الذي كانت قوات الاحتلال الأسباني تدخل مناطق البيرو الحالية قبل أكثر من خمسمائة سنة، كان السكان الأصليين متصارعين، وكل واحد من أطراف الصراع يستقوي بالأسبان، وفي الوقت الذي كانت قوات محمد الفاتح تدك أسوار القسطنطينية كان أهلها منقسمين حول جنس الملائكة، وفي الوقت الذي كانت القوات الإسلامية العثمانية تقضم من مناطق الإمبراطورية البيزنطينية، كانت القوات الصليبية تحتل القسطنطينية وتعمل فيها يد الخراب والدمار مما سهل على محمد الفاتح احتلالها بعد قرن من ذلك، وكان خيار الشعب العراقي في الوقوف مع ثوار 14 تموز خيارا قاتلا، ادخل العراق إلى مرحلة عدم الاستقرار والمستمرة لحد الآن، وهكذا كان خيار الشعب المصري تأيد ثوار 23 تموز (يوليو) خيارا انتحاريا ظل الشعب المصري يدفع ثمنه لحد الآن. ومع كل ذلك، ليس أمامنا إلا أن نتحكم إلى صناديق الاقتراع، لكي نحدد من الفائز، الشعب اختار وعلينا التسليم باختياره، وعلى شعبنا تحمل مسؤولية اختياره، بالمراقبة وبالنقد وبالنصح.
مساء يوم الأحد 7 آذار انتهت مرحلة ولتبدأ مرحلة جديدة، في حياة شعبنا وفي حياة مؤسساتنا السياسية أيضا. في حياة شعبنا لأنه سيعود إلى عمله وإلى هدوءه هذا إذا كان أصلا منشغلا بالمعارك التي انشغلنا بها، ومؤسساتنا عليها أن تبدأ من جديد، عليها أن تنفض عن نفسها غبار المعارك، وما تعلق بها من أدران الانتخابات وأن تعود إلى الخطاب الصافي والخالي من التضخيم والتكبر والزهو الفارغ وروح الانتصار على الآخر من بني جلدتنا. هناك من دخل الانتخابات ومعه الأموال والإعلام الفضائي وهناك من دخلها وليس معه غير شرو نقير أو  لقاء هنا أو هناك، أو ورقة تنشر. ولكن مع كل ذلك يجب أن يكون موقفا واضحا في تهنئة الفائز أي كان، فالفائز هذه المرة يمثلنا مسيحيا أو قوميا أو أي شيء آخر لأنه أتى من الكوتا مهما كان رأينا بهذه الكوتة وبتسميتها، وكذلك يجب علينا تهنئة أبناء شعبنا ممن سيفوزون في القوائم الأخرى، وأن نعمل معهم من أجل تطوير القوانين لأجل الحصول على ما يمكن الحصول عليه من الحقوق لشعبنا.
إذا لا بد أن يكون هناك منتصر ومهزوم، أو غالب ومغلوب، في الانتخابات، لأنه ليس من المعقول أن ينجح الكل، ولعل هذه الحقيقة تعني للفائزين أنه يمكن أن يأتي يوم ويكونوا هم الخاسرين، وعليهم أن لا يغيبوها عن بالهم، ونرجو أن يكتب كل من فاز هذه الحكمة ويضعها على طاولته وهي لو دامت لغيرك لما وصلت لك.
اليوم وبكل المعايير فإن شعبنا وبكل المقاييس اختار الاتجاه الوحدوي، وعلى الجميع العمل من أجل ترسيخ هذا الاتجاه وتطويره ودعمه، لأنه خيار الحقيقة والمستقبل، وبهذا فإن شعبنا أثبت أنه وفي لتاريخه ولمستقبله، وان وحدته أعمق من كل عوامل النخر التي زرعت بين أبناءه، وهذه خطوة أخرى نرجو أن يعيها من يريد بشعبنا السوء والتشرذم.
اليوم أن كنا نعمل من أجل شعبنا، فعلينا التخلي عن الخطاب التخويني الذي يطلقه البعض، لأهداف حزبية أو آنية، أن اليوم مطلوب منا أن نبني أواصر الوحدة والتقارب بين أبناء تنظيماتنا السياسية لأنها كلها أبناء بررة للحركة القومية لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري، هذه الحركة التي برزت منذ منتصف القرن التاسع عشر وقدمت مئات الآلاف من الشهداء على منبر تحقيق أهداف الأمة. إن الشعب قال كلمته لأجل الوحدة، فكم بالأحرى الأمر مطلوب من قبل تنظيماتنا السياسية لكي ترد الجميل لهذا الشعب.  إن الخطاب التخويني قد خلق هوة كبيرة بين القوى السياسية لشعبنا، والذي ابتداء بهذا الخطاب معروف، ولكن النوم في ما حدث في الماضي أيضا يعتبر نوع من إبقاء الحالة الغير المنطقية لشعب يكاد أن ينتهي من الوطن، يسير نحو الهاوية التي تكاد أن تلغي وجوده. فهل من المعقول أن يكون هذا مصير شعبنا ومن يقول إنه يعمل من أجل الشعب، ملتهي بصراعات ثانوية وغبية ومهلكة. حق لفائز أن يفرح، لان أداءه كان جيدا ، ولكن الفرح شيء واعتبار الخاسر أنه خارج الشعب شيء آخر، وهذا أثبتته الأيام والسنين الماضية، وكلنا شهود عليها. إذا على الفائزين مد يد التعاون والعمل المشترك والحوار أولا مع الآخرين من أبناء شعبنا، لكي يكونوا دعما لقوى الشعب بالرأي والنصيحة، ولكي يؤمنوا أن صوتهم مسموع، عكس السنوات الماضية، والتي كل واحد قبع في برجه الخاص ومن هناك كان يتكلم باسم الشعب والشعب عنه بعيد، وبعد ذلك مع الآخرين من أبناء العراق.
النسبة المنخفضة لادلآنا بالأصوات، تعني إما أن أبناء شعبنا بغالبيتهم غير مقتنعين بنا كسياسيين أو أنهم بكل بساطة لم يعد الأمر يعنيهم، وفي كلا الحالتين فشعبنا هو الخاسر، لأن أكثر من نصفه خارج المعادلة السياسية، وهذا النصف كان يمكن أن يصنع المعجزات لو تمكنا من أن نجعله يضع جهده وإمكانياته مع الآخرين. إذا لنفتش عن الأسباب، وهذا من مهام مراكز البحث والكوادر العليا من أحزابنا، عليهم معرفة أسباب تخلف أكثر من نصف شعبنا عن دعمنا، لأنه أمر مهم لتدارك الوضع المتدهور.
مرة أخرى وقبل إعلان النتائج، مبروك للفائزين من أبناء شعبنا بعضوية البرلمان العراقي، سواء كانوا ضمن الكوتة أو خارجها، ونتمنى من الجميع أن يعملوا وكأنهم في خلية نحل واحدة، لأجل تحقيق أماني الشعب وضمان مستقبل أبناءه والحفاظ على هويته، ولكن كل ذلك لن يتحقق دون أن يكون هناك شيء اسمه الحوار، فهل سنشهد بعد هذه الانتخابات حوارا حقيقيا بين كل قوانا السياسية وخارج إطار الاشتراطات الغبية والتي لا معنى لها في واقع اليوم.




254
ماذا فعل يونادم وابلحد في البرلمان العراقي؟






تيري بطرس
bebedematy@web.de


كان لدى ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الدورة الحالية للبرلمان العراقي اربعة ممثلين بغض النظر عن التسمية التي يستخدمونها في التعبير عن انتماءهم القومي لشعبنا وهم: السيدة وجدان ميخائيل والسادة ابلحد افرايم وفوزي الحريري ويونادم كنا، وبعد توزير السيدة وجدان ميخائيل والسيد فوزي الحريري بقي لنا السيدان ابلحد افرام ويونادم كنا.
واليوم وبعد اربع سنوات نتوجه مع جميع العراقيين لانتخاب برلمان جديد.
وهذا بالتاكيد، وكما هو السياق المنطقي لكل الامم والشعوب، يتوجب القيام بجردة حساب بما قدمه ممثلينا في البرلمان العراقي وبالاخص تجاه الامور المتعلقة بخصوصيتنا القومية والدينية.
فرغم ايماننا ان اي تقدم وتطور على المستوى العراقي ككل فانه سيحسب ايجابا لنا جميعا، عربا وكوردا وكلدان سريان اشوريين وتركمان وارمن، الا ان ما تعرض له شعبنا الكلداني السرياني الاشوري خلال الحقب الطويلة المنصرمة، من محاولة استلاب هويته القومية وسلخ الكثير من الاراضي العائدة له من خلال التجاوزات على هذه الاراضي سواء بالقوة او بقوة القانون او قوننة التجاوز، هذا عدا ان شعبنا لم يتمتع بحقوقه القومية او حتى بالمشاركة الفعالة في بناء البلد من خلال خصوصته القومية، بل ما حدث ان البعض تم قبولهم ضمن المشاركين في العمل الوطني بصفتهم عربا او كوردا  او كمجرد مسيحيين لا غير، يجعلنا نتوقع من ممثلينا في البرلمان ان يركزوا همتهم وجهدهم على هذه الامور ويقدمون مبادرات ومشاريع قوانين ويعلنون ويطالبون بمواقف تدعم شعبهم وتزيل الغبن عليه وتخفف من معاناته.
فهل كان السيدان يونادم وابلحد بهذه المسؤولية؟

لدى ابناء شعبنا الكثير مما يمكن ان يقولوه، ايجابا او سلبا.
ايجابا يمكنهم التفاخر بانهم كانوا على الدوام مع السلام والتسامح، وهم دوما مستعدين ونتيجة لثقافتهم التي تتشبع بقيم التسامح وتقبل الاخر، من التفاعل مع العالم والتطورات الجارية فيه بشكل ايجابي، فالحرام عندهم ليس بالافكار بل بالممارسات الي تؤذي الاخر، ابناء شعبنا هم بحق الجزء الاكثر التصاقا بهويته المنبثقة من هذه الارض، فالعرب او من صار يؤمن انه عربي، جاءت جل مركبات هويته من خارج حدود هذا الوطن، والكورد تكاد كل مركبات هويتهم القومية من خارج هذا الوطن والتركمان كذلك، الا شعبنا الذي تكون وترعرع وراكم مكونات هويته القومية من اللغة والعادات والتقاليد والتاريخ كلها انبثقت من هذا الوطن الذي نسميه العراق ومنه شاعت واتشرت الى الجوار.
سلبا، يشعر ابناء شعبنا ورغم انهم يمثلون امتدادا حقيقيا لما قبل الميلاد على هذه الارض، اي يمثلون امتدادا لحضار سومر واكد وبابل واشور والفترة المسيحية النشطة ثقافيا، الا انهم يشعرون انهم مغبونون من شركاءهم في الوطن، لان الشركاء اقوياء وهم صاروا ونتيجة للمذابح المقترفة بحقهم اقلية ضعيفة، علما ان المذابح اقترفت بحقهم من بعض شركاءهم بهذه الحجة او تلك. وما حدث لهم في الاونة الاخيرة في بغداد الدورة وفي الموصل وفي مناطق اخرى الا نماذج صغيرة لما تم اقترافه في السابق.

في الدورة المنتهية للبرلمان العراقي تم حصر تمثيلنا بالسيدان افرام وكنا، وتم اختصار وجودنا بالهوية الدينية مع احترامنا لهذه الهوية، الا اننا نشعر ان هذه الاختصار ما هو الا مقدمة لالغاء الهوية القومية التي نفتخر بها والتي لها تجليات في عالم السياسة ولها وقع في الذاكرة من التاريخ الطويل لشعبنا.
ورغم ايماننا ان عضو البرلمان العراقي يمثل كل العراقيين، الا ان البرلمان العراقي اختصر التساؤل عن اي امر يخصنا بهؤلاء، مما عنى ان البرلمان وفي جعل العراق دائرة انتخابية واحدة للمسيحيين (؟) تجاوز الدستور وهو القيم عليه لاجل مصالح عضوي البرلمان ، افرام وكنا.

نسال: ماذا قدم عضوي البرلمان لشعبنا من انجازات او حتى من لفت انبتاه البرلمان لما يحدث للشعب؟
دعونا نستعرض الدورة البرلمانية ومن خلال المحاضر الرسمية لها والمنشورة على موقع البرلمان والموجودة لاطلاع الراغبين والمتابعين، وهذه الجلسات الرسمية هي الفيصل والحكم في ادار اعضاء البرلمان وليس ما يدعونه في منابر اعلامية او جلسات خاصة او حزبية او دعائية.
فعلى سبيل المثال، وفي الوقت الذي كانت السيدة سامية عزيز تحارب كلبوة باسلة من اجل حقوق الكورد الفيلية، ولم تترك فرصة الا واستغلتها للتعريف بما لحق بالكورد الفيلية من مظالم، كان عضوي البرلمان، وقد بدأها السيد افرام ولحق به راكضا ولاهثا السيد كنا باطلاق تسمية المسيحيين على ابناء شعبنا محولين شعبنا من مكون قومي له حقوق قومية سياسية الى طائفة دينية تتعرض للاضظهاد لاسباب دينية، ولا ينقصها شئ الا زوال هذا الارهاب، وفيما عداه فكل شيئ بخير!!
ففي عمليات التهجير التي حدثت في الدورة ببغداد لم نر من عضوي البرلمان ما يحرك ساكنا، وكأن الامر لا يعنيهم، ولا يريدون تسليط الضوء على معاناة شعبنا. (راجع جلسات محاضر البرلمان)
وفي الوقت الذي تم قراءة بيان استنكاري واحد من قبل السيد ابلحد افرايم حول مقتل القس رغيد ورفاقه الشمامسة الشهداء (( انظر الدورة الانتخابية الاولى، السنة التشريعية الثانية، الفصل التشريعي الاول، الجلسة رقم 34 بتاريخ 5 / 6/ 2007 م)) فاننا نرى ان احداث الموصل ايضا لم تحرك فيهم شيئا الا بعد ان طرحها السيد فرياد راوندوزي مستنكرا هذه الاعتداءات ومطالبا الحكومة بالتدخل وتقديم العون.
حينها وحينها فقط تذكر السيد كنا نفسه فانبرى السيد كنا للقول ان معلومات الراوندوزي قديمة.
اذن يا سيد كنا لماذا سكت عن اثارة الامر قبل السيد الراوندوزي؟
ادناه نص من محضر الجلسات البرلمانية بهذا الخصوص:
((السيد فرياد راوندوزي:-
في الآونة الأخيرة تصاعدت وتيرة الأعمال الإرهابية والعنف ضد العوائل الكردية والمسيحية في الموصل فقبل يومين تم ترحيل(36) عائلة مسيحية من محافظة نينوى إلى قضاء الحمدانية وتم قتل أثنين من الشباب المسيحي وحسب المعلومات الواردة إلينا أن هذه العوائل تعيش في العراء ولم تقم السلطات هناك بتقديم أي مساعدة لهم كما تم ترحيل (72) عائلة كردية من مختلف مناطق الموصل وبالتحديد منطقة المنصور ووادي حجر وطردوا إلى ما وراء منطقة فايده من محافظة دهوك وهم أيضاً يعانون ولم تتمدد يد العون لهم. وفي الوقت الذي نستنكر فيه هذه الأعمال الإرهابية التي تهدف إلى زرع الفتن بين الكرد والعرب وسائر الشعب العراقي فنحن نطالب الحكومة ومن خلال هيئة الرئاسة بالتحرك لمساعدة العوائل المنكوبة في منطقة الحمدانية وفايده وتقديم المساعدة لهم.
-  الشيخ خالد العطية:-
تبلغ هيئة الرئاسة التقرير والمطالب التي تقدم بها السيد العضو إلى الحكومة لمتابعة المطالب.
-  السيد يونادم كنا:-
 أنا أحب أن أوضح أكثر المعلومات التي تقدم بها السيد العضو فرياد هي قديمة. أن العوائل التي هجرت خلال (48) ساعة الماضية تجاوزت(200) عائلة وهم في ثلاث مناطق الآن أربيل وتلكيف والحمدانية وأمس ناشدنا دولة السيد رئيس الوزراء ولكن للأسف لم يتخذ أي أجراء منذ أمس والى حد الآن. وفي الحقيقة هناك فلتان أمني في الساحل الأيسر في الموصل فهناك قتل على الهوية وبدون ضمير وتوزع بيانات بأسم الأحزاب الإسلامية ومشكوك في أمر من يقف ورائها فهي أصلاً خطة مبرمجة ومتعصبة فالقتل على الهوية والتهجير على الهوية فنناشد السيد رئيس الوزراء بفرض القانون ووقف التهجير في المدينة.
- السيد أسامة النجيفي:-
العمليات التي تستهدف أي مكون في محافظة نينوى هي عمليات إجرامية ومن يقوم بهذا العمل هو مثير للفتنة ويجب أن يستهدف ويقضى علية أياً كان. وأحمل ألإدارة المحلية في الموصل مسؤولية الحفاظ على جميع أهالي المحافظة وعدم السماح باستهداف أي شخص سواء كان كردياً أو مسيحياً أو يزيدياً أو مسلماً وهذا واجب الحكومة وعلى قيادة عمليات نينوى أن تفعل ذلك وكل من يسعى إلى قتل أو طرد أي شخص من أي مكون يجب أن يحاسب. وندعو جميع أهل الموصل لعدم السماح لمن يريد أن يثير الفتنة وعدم السماح له بذلك. أرجو التحرك السريع من دولة رئيس الوزراء ومن الإدارة المحلية وهي تتحمل مسؤولية أي عمل يحدث هناك.)) ((الدورة الإنتخابية الأولى، السنـة التشريعية الثالثة، الفصـل التشريعي الثاني، الجلسة رقم 14، الجزء الثاني، )الخميس (9/10/2008))

 وكل هذا يحدث، في حين ان التحرك خلف الكواليس كان لاجل المكاسب الحزبية فقط، حيث عمل السيد كنا على انشاء او تطويع اعضاء الحركة حصرا في سلك الشرطة بغاية الاستفادة المادية والاعلامية والامنية الحزبية منها. وعندما اعترضت احزاب شعبنا على تحزيب سلك الشرطة والمتطوعين فيه وطالبت ان يكون باب التطوع مفتوحا للجميع وان تكون الشرطة نظامية ولا ولاء حزبي لها، فانه وعوض تصحيح الامور وتوسيع التطوع فان السيد يونادم عمل على ايقاف التطوع كليا والغيت فكرة ومقترح تشكيل هذه القوة الامنية رغم وجود الحاجة اليها وتوفر التخصيصات والملاكات لها.
التجارب اثبتت ان البعض وحتى في اقسى الظروف فانه لا يهمهم الا مصالحهم الشخصية والحزبية.
ولعل مسألة احتساب العراق دائرة انتخابية واحدة للمسيحيين بكل ما يعنيه من مواطنة منقوصة ومن درجة ثانية من جهة، ومن فرص ضخ الاصوات من قبل الاخرين في جميع المحافظات (حتى التي ليس فيها وجود لشعبنا او تمثيل كوتا له فيها) بغاية التحكم بنتائج الانتخابات للمسيحيين من جهة اخرى وبما يفرغ الكوتا من محتواها وهو امر غير دستوري وغير قانوني، الا انه اقر من قبل البرلمان، كان خير مثال على العمل من اجل المصالح الذاتية. والسيدان افرام وكنا قبلا المواطنة الدونية من الدرجة الثانية وقبلا بتفريغ الكوتا من مضمونها وقبلا بفتح باب ضخ الاصوات من خارج شعبنا للتحكم بالفائزين لانهما ببساطة لهما مصلحة شخصية وحزبية في ذلك، خاصة وان كلا منهما له شركاءه من القوى السياسية من خارج شعبنا لدعمه انتخابيا.

ليس هذا فحسب، بل هناك الكثير من القوانين التي يمكن لابناء شعبنا ان يستفادوا منها ولم يشارك عضوي البرلمان في اي نقاش بخصوصها مثل ذلك قانون تعويض الانتفاضة الشعبانية الذي تحول بجهد الخيرين لقانون تعويض العراقيين من عام 1958 وذلك يعني ان ابناء شعبنا ممكن ان يطالبوا بالتعويضات التي لحقت بهم من ذلك التاريخ، وبالاخص تقديم الشهداء وحرق القرى وتدمير المزروعات.
السؤال المشروع هو: اليس هناك احتمال بقيام هذا او ذاك بالالتفاف على حقوق ابناء شعبنا واضعا يده على التعويض عوضا عنهم!!!

كلنا يتذكر ما قام به السيد كنا من التهجمات على المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، ولكن المثير للعجب ان لا السيد كنا ولا السيد افرام نطقا ولو بكلمة واحدة رغم طول الفترة التي تم فيها مناقشة قانون هذه المفوضية بقراءاته المختلفة، او حين مناقشة تنسيب مدراء الاقاليم والمحافظات.
ان حرب السيد كنا كانت اعلامية فقط وبين ابناء شعبنا فقط، مثلما انتصارته هي دونكيشوتية اعلامية.
كذلك نتذكر المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات التي نقضت فيما نقض من مواد هذا القانون من قبل الرئاسة،، فانه واضافة الى اللامبالاة التي عكسها السيد يونادم كنا حيث كان في جولة لمتابعة اعماله واستثماراته في دول المهجر ولم يعر اي اهتمام بالامر رغم نقض الرئاسة للقانون والمادة 50، فان المحاضر الرسمية لجلسات البرلمان تثبت ومن اقوال رئيس اللجة المكلفة بالامر ان السيد كنا تقاعس عن اداء واجبه ولم يقدم اي اقتراحات او مطالعات بشان المسالة.
ادناه النص الحرفي والرسمي من محاضر جلسات البرلمان:
(( السيد أبلحد أفرام:-
يقرأ بيان بخصوص أوضاع المسيحيين في الموصل.
السيد يونادم كنا:-
اليوم وبعد مرور شهر تقريباً من التصويت على المادة(50) ومن اليوم الثاني الكل تكلم عن المعالجة. وأود أن أعلم مجلس النواب الموقر أن طبع البطاقات الانتخابية معطل إلى حد الآن رغم مصادقة رئاسة الجمهورية وألامم المتحدة تنتظر من مجلس النواب المعالجة.
أولاً: أناشد مجلس النواب الموقر واللجان المختصة على أنجاز هذا الامر والمشكلة لا تزال قائمة هي بين الكتل البرلمانية من تمثيل الشبك واليزيدية من عدمه، هذا جانب. الجانب الاخر من بعض الكتل على حجم التمثيل. النقطة الثانية تفضل بها النائب أبلحد أفرايم. نناشد الحكومة ومجلس النواب أن لا تمر هذه الحادثة هكذا (14) قرن وأبناء مدينة الموصل ليس بينهم مشكلة فهذا الامر الذي حصل ليس طبيعياً فهو صفحة من أجندة خطيرة والمفروض من ألقي القبض عليهم أن يعلم الجميع ماذا حصل. ويستدعى السيد وزير الدفاع والسيد وزير الداخلية والقائمين على التحقيق ويدلوا لمجلس النواب ما في معيتهم من معلومات وفضح الجهات ومن يدعم هذا ألإرهاب والإسراع بتعويض العوائل المهجرة والنازحة.
-  د. محمود المشهداني:-
أذاً يوجه نداء لحل المشكلة بالسرعة الممكنة.
-  السيد بهاء الأعرجي:-
أن اللجنة التي كلفت من هيئة الرئاسة هي نفسها اللجنة القانونية والأقاليم واللجنة التي شكلت من هيئة الرئاسة للنظر في مشكلة الأقليات والمادة (50) هي من اللجنة القانونية ولجنة الأقاليم واجتمعنا ثلاثة اجتماعات وآخر اجتماع كان بحضور ممثلي الأقليات وتقرر بإحالة هذا الموضوع إلى ممثلي الأقليات لتزويد اللجنة بتقرير بما يتفقوا عليه ومضى عشرة أيام والسيد يونادم هو رئيس هذه اللجنة ولم يقدم لنا شيء. وأنا أعتقد أن ممثلي الاقليات هم الذين تأخروا، فعليه أن لا يلقى باللوم على مجلس النواب ممكن أن الأقليات أخذت تخضع إلى كتل أو أحزاب كبيرة لكي تعرقل الانتخابات وتأخير مسألتهم. ((الدورة الإنتخابية الأولى، السنـة التشريعية الثالثة، الفصـل التشريعي الثاني، الجلسة رقم 16، الثلاثاء (21/10/2008) م))

اما عن مشاركة السيد كنا في اللجنة الدستورية وما انبثق عنها من تقسيم شعبنا فلعلها تعتبر الطامة الكبرى، فالسيد كنا حاول على الدوام العمل لوحده، ولم يشارك الاطراف الاخرى في اي شئ مما اظهره ضعيفا ولذا امكن تجاوزه وتقسيم شعبنا، بكل ما يترتب على ذلك من شرذمة وضعف وتناحر وهدر للجهد والوقت في حروب وصراعات داخلية يتحمل مسؤوليتها الاداء البرلماني والسياسي للسيدين يونادم وابلحد.
فلو كان ولو لمرة واحدة استعان باراء الاحزاب والاطراف الاخرى وشاركها معه في تقديم المطالب لتغيرت امور كثيرة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، مسالة المادة 50، او انشاء شرطة من ابناء شعبنا، او قانون الانتخابات والكوتا الممنوحة لشعبنا والتي تحولت بقدرة قادر الى الكوتا المسيحية مثلما تحول شعبنا معها الى شعب من درجة ثانية ومختلف بوضعه الدستوري المتكافئ مع بقية المكونات العراقية عندما اصبح هو وحده من ينتخب على اساس الدائرة الواحدة وهذا كله لاجل ان يزيد السيد يونادم والسيد ابلحد حظوظهما في الفوز.
فالمعلوم انه لو كان شعبنا سينتخب اسوة ببقية العراقيين وليس كدائرة واحدة فان السيد كنا المترشح عن بغداد والسيد افرام المترشح عن دهوك، وفي ظل المنافسة الحالية فان حظوظهما كانت اقل بكثير، ولكن ومع الدائرة الواحدة والاصوات التي سيتم ضخها من خارج شعبنا فان حظوظ السيدين تزداد وهذا هي زبدة عملهما واهتمامهما.
اما مصلحة الشعب وثبات القانون ومساواة ابناء شعبنا بكل الاطراف كمقدمة لمساواته في قوانين اخرى، فلتذهب الى الجحيم مادام افرام وكنا مستفيدان.

هناك قوانين اخرى مهمة تم مناقشتها واقرارها مثل قانون المحافظات غير المرتبطة باقليم الذي كان السيد كنا قد وعد في عام 2007 انه عند مناقشته فانه سيقدم نصوصا وتشريعات تضمن حقوق شعبنا فيه على ضوء المادة 125 ولكن كلام الليل يمحوه النهار حيث لم ينبس ببنت شفة او يقدم اية مبادرة او مطلب او نص عن شعبنا لتضمينه في هذا القنون المهم، وقانون هيئة المسالة والعدالة والقوانين الخاصة بالمهجرين لم نرى فيها للسيدين افرام وكنا اية مداخلة تعبر عن خصوصية شعبنا، عدا مداخلة السيد افرام حول زيارته للمهجرين من شعبنا والذين يحصر، كما زميله يونادم، تسميتهم بالمسيحيين ملغيا الخصوصية القومية لشعبنا.

كما ان مسالة التجاوزات على الملكية لم تثر من قبل السيد كنا مطلقا، عدا اشارة مهمة لها من قبل السيد افرام وبخصوص مناطق في تلكيف وحمدانية وغيرها، والتي باتت معروفة بتستر السيد قائمقام قضاء تلكيف (وهو عضو قيادة الحركة) عليها ودعمها حاليا.
((السيد ابلحد افرايم:-
سأتكلم بإعتباري عضو في اللجنة (140) المنبثقة عن مجلس النواب العراقي الموقر عن المسيحيين ولهذا ارجو إعطائي ولو دقيقة زائدة لأنه هدرت حقوقنا في كثير من الحالات. الشيء الذي لا ينكر هو ان النظام ترك ارثاً من الأزمات والمشاكل لنا، عليه يجب علينا الإجماع على حلها بنفس عراقي وليس بإستفزازات من هذا الطرف أو ذاك لأن حل المشاكل هذه ليست لصالح هذا المكون أو ذاك أو ضد هذا المكون أو ذاك وإنما هي لمصلحة وحدة العراق وشعبه. حصل التعريب ولا يمكن لأحد ان ينكره ولولا قلة نسبة العرب في بعض المناطق التي عربت لما حصل التعريب وهذه حقيقة لا يمكن لأحد ان ينكرها. ذكروا الإخوان ان المادة (140) فعلاً انها لا تنحسر في كركوك وإنما هنالك مناطق في نينوى وفي كربلاء وخانقين وسنجار واطراف الموصل ومخمور وغيرها حصل فيها التعريب والتغيير الديموغرافي لأسباب شوفينية وسياسية. بما اني ممثل عن المسيحيين فسأحصر كلامي بالمظالم التي الحقها النظام في هذا المجال بالمسيحيين بمختلف انتماءاتهم العرقية والطائفية. منذ استيلاء النظام على السلطة كشر عن انيابه تجاه المسيحيين فقام بموجب القرار (195) لسنة 1968 بالإستيلاء على جامعة الحكمة تحت مبررات غير منطقية، إضافة الى تأمين ما لا يقل عن (80) مؤسسة تعليمية مسيحية في بغداد وبضمنها ثانوية العقيدة التي تقع في ساحة التحرير ومدرسة الإبتكار في شارع فلسطين والعشرات من المدارس الأخرى ابتداءً من البصرة الى اربيل فدهوك. للأسف الشديد اللجنة التنفيذية وهي اللجنة (140) قفزت على المناطق المسيحية في اطراف نينوى التي عربت وتم تغيير ديموغرافي فيها لأنني شاهد عيان كنت خريج إعدادية تلكيف بعد ان رحلنا من دهوك الى تلكيف بسبب الثورة الكردية. وأنا خريج إعدادية تلكيف لسنة (1969-1970) وكان عدد العوائل العربية في تلكيف لا يتجاوز (18) عائلة وحالياً (5500) عائلة عربية في تلكيف بينما كان المسيحيين (2300) عائلة وحالياً فقط هنالك (700) عائلة مسيحية وكذا في الحمدانية وكرمليس وبرطلة ومناطق اخرى هذا في القديم أما ما حل بالمسيحيين في الموصل فهذا بحث آخر ليس خاضعاً لهذه اللجنة. اصدر النظام السابق قرار بإسم قرار مجلس قيادة الثورة المرقم (117) لعام 2001 وبموجب هذا القرار استولى على اراضي زراعية لسكان هذه المناطق من المسيحيين ووزعها على العرب بمبررات منها قوى الأمن الداخلي والجيش الشعبي والشهداء والجيش العراقي وبهذه الطريقة تم تعريب هذه المنطقة وإحداث تغيير ديموغرافي فيها ولدي مستمسكات عديدة مقدمة من سكان المنطقة بضمنها منطقة الحمدانية وتلكيف وكرمليس وبرطلة وغيرها سوف أقدمها الى اللجنة في اقرب وقت ممكن. وللأسف الشديد قامت رئاسة مجلس الوزراء بإيقاف العمل بالمادة (117) لكن مدير بلدية الحمدانية ومدير بلدية تلكيف ومدراء  التسجيل العقاري اتصلوا بالعوائل العربية المعنية وأخبروهم بصدور قرار كهذا من مجلس الوزراء وعليهم مراجعتهم بالسرعة الممكنة من اجل تسجيل اراضيهم في مديرية التسجيل العقاري وإنهاء هذه الحالة المعلقة قبل ان تحس بها الجهات المعنية في مجلس الوزراء. التعريب حصل في عدة محاور بترحيل السكان الأصليين وجلب سكان عرب وإسكانهم في هذه المناطق ومن ثم فصل وحدات إدارية عن مناطق لهذا الهدف وربطها بمحافظات أخرى ومن ثم فرض القومية العربية على بعض القوميات الأخرى.
الدورة الإنتخابية الأولى، السنة التشريعية الثانية، الفصل التشريعي الثاني، الجلسـة رقم 32، الأحد (2/12/2007) م))

ناهيك عن عدم تضمن عمر البرلمان العراقي في دورته الحالية اية مبادرات نوعية من السيدين يونادم وابلحد بشان خصوصية شعبنا وهويته وثقافته ووجوده، فعلى سبيل المثال لا الحصر لم يبادر ايا منهما الى الدعوة لمراجعة مناهج التربية والتعليم في المدارس العراقية وبما يضمن تعريفا سليما ووافيا بشعبنا وهويته وثقافته.
بعكس ما توثقه جلسات البرلمان من مبادرات لاعضاءه من مختلف المكونات وقراءتهم وتوثيقهم لبيانات ومواقف خاصة بامور تخص مكونهم، مثل ذكرى الانفال، والتي طالت ابناء شعبنا ايضا، او يوم الشهيد التركماني، او الضرب الكيمياوي او استشهاد الصدر، وغيرها نرى غياب ذلك تماما من قبل من ادعى تمثيلنا في البرلمان، دون وجه حق.

مفارقات
1_

       الجلسة رقم ( 25 )،الاحد 16/7/2006
السيد ابلحد افرام:-
لدي ايضاً تعقيب على كلام الأخ فوزي، حيث قال (الكلدوآشورية) وهذا مخالف للدستور. كما ترون فالامر له اهمية كبيرة لدى السيد افرام، لحد انه الغى التسمية التي يطالب بها واستعمل الصفة الدينية!!!
2_ا لدورة الإنتخابية الأولى ،السـنة التشريعية الثانية،الفصـل التشريعي الثاني،الجلسة رقم ( 4 )،السبت (8/9/2007) م
الآن الى الفقرة الثالثة تقرير التعديلات على الدستور.لا كنا ولا افرام له مداخلة. كما ترون فالاخوة كنا وافرام لا يهمهم ما يحدث للدستور، فالمهم هو الوجود الشخصي واستمراره، او يعتقدون ان الدستور ما هو الا ورقة مكتوبة ولا يعتد بها؟
3_
الدورة الانتخابية الاول، الجلسة التشريعية الثانية، الفصل التشريعي الثاني، الجسلة رقم 20، بتاريخ 30/10/2007 اثارة النائب السيد عامر مهدي مايلي (( صدر كتاب من اعلى سلطة تنفيذية من مجلس الوزراء وهو سابقة خطيرة وهذا الكتاب يعتبر المكون المسيحي جالية، فيرد عليه رئيس الجلسة الشيخ خالد عطية،انت تريد تضيف موضوع على جدول الاعمال، دعونا نلتزم بجدول الاعمال ممكن غداً انشاء الله تطلب الحديث عن هذا الموضوع وتتحدث. الآن القراءة الاولى لمشروع قانوني الخدمة الجامعية ومخصصات حملة الشهادات العليا. كما ترون فان النواب الاخرين قد احسوا بالغضب التذي اعتر شعبنا من وصفه بالجالية، علما ان السيدين كنا وافرام كانا في نفس الجلسة ولم يعقبا بشئ، شكرا للسيد عامر مهدي، رغم ان رئيس الجلسة وبطريقة غير مباشرة يقول له وانت ياهو مالتك.  
4_ مداخلة الاستاذ يونادم كنا في ترحيبة بوفد ممثلي المجلس الوطني الكوردستاني الدورة الانتخابية الاولى، السنة التشريعية الثانية، الفصل التشريعي الثاني، الجلسة رقم 21 في 1 /11/ 2007  ((السيد يونادم كنا:- في البدء أرحب بالوفد الكريم السيد عدنان المفتي رئيس برلمان أقليم كردستان والسيد فاضل ميراني والأخوة الأعزاء. أن المشكل ليس كما يشار اليها بهذه البساطة أنها أزمة مع البككة والجذور التاريخية تعود الى نهاية الحرب الأولى وأتفاقية سيفرو وأتفاقية لوزان والتي نقضت ما تم الاتفاق عليه في أتفاقية سيفرو ثم أتفاقية أنقرة (5 حزيران 1926) وما الى ذلك وهي مشكلة شعب في تركيا ومسألة حقوق ومطالب واليوم ليس من حقنا أن نتدخل في هذا الأمر لكن هذه نتائج وتبعات لهذا الأمر والأخ عدنان المفتي قال تاريخها (25) سنة والآخر قال أن المشكلة في البككة ولكن ليس فقط هذا السبب وهناك مسائل آخرى. وكنا قبل هذه الأحداث بأسبوع في أنقرة مع الاستاذ فاضل الميراني والسيد الرئيس جلال الطلباني وآخرين صرحوا عن نقاط عديدة آخرى فكلها اليوم تختزل في البككة وأن هذا غير صحيح وغير دقيق وأن المفروض ان تعالج المشكلة سياسياً قبل كل شيء في عام (1992) عندما أعلنا في اقليم كردستان العراق النظام الفدرالي وكون الأقليم جزء لا يتجزء من العراق لم يكن هناك اي حزب قومي عربي أو وطني عراقي عدا الحزب الشيوعي والحزبين الكرديين الرئيسيين وبعد اعلان الفدرالية أعلن حزب العمال الكردستاني حرباً شعواء على الأقليم وتكرر في (1996) وتكرر مرات عديدة قبلها. وأن المشكلة ليس في البككة وأن المشكلة سياسية وأن الجارة تركيا تستعد الى تداعيات الأزمة بين تركيا وأيران وقد تسعى الى ضغوطات الى تغيير مسارات أتجاه القرار في مسائل داخلية هنا وانا لا أقول يجب ان تؤخذ بكل جوانبها وليس من جانب واحد وأن يؤخذ الأمر بجدية أكبر ويتقرر تحرك وفود الى جامعة الدول العربية والى الأتحاد الأوربي ونؤيد ما جاء في كلام السيد رئيس برلمان أقليم كردستان وأن تتشكل هكذا وفود وأن تحاصر الأزمة وتتحرك الوفود لأحتواء الأزمة ولا أعتقد أنه يرتكب هكذا الخطأ الكبير أن يتم غزو بجيوش على هذه المناطق ومع ذلك معاقبة الشعب العراقي وشعب كردستان بحجة البككة ليس صحيحاً وأن يفرض حصار اليوم أو غداً على الأقليم وعلى العراق بيننا وبين تركيا وأنه أكثر من عشرة ولايات تعتاش على هذه التجارة وما يقارب الى عشرة مليار دولار سنوياً على حجم التداول التجاري والى ذلك من الاضرار الكبيرة والتي تضر الطرفين واؤكد على حركة الوفود لأحتواء الأزمة)) المفارقة ان السيد كنا يلغي صفة الوطنية عن حركته، رغم ان كل تنظيماتنا وان كانت قومية الا انها وطينة بذات الوقت، كما ان دفاعه اعلاه يلغي كل ما يقوله وانصاره في الخارج، بل انه يكاد ان يكون ملكيا اكثر من الملك اليس كذلك؟
4 _ الفصل التشريعي الثاني، السنة التشريعية الثانية الجلسة 37 ((- السيد يونادم كنا:-
أود أن أعرض على المجلس الموقر مسألة لها أهمية إقتصادية وأمنية وسياسية والتي تخص الهاتف النقال والتي كانت تحت تسمية أثير والتي كانت موزعة فيه على ثلاثة جماعات وهي مساهمين عراقيين والتي تسمى شركة دجلة ومواطنين كويتيين والتي تسمى مؤسسة الخرافي بنسبة (32%) و(MTC) الدولة الكويتية (30%) ولكن بعد المزايدة الأخيرة وخروج شركة عراقنا من المزايدة باعت شركة عراقنا الأسهم الى الأثير وبالتالي شركة الخرافي أنسحبت وباعت أسهمها الى(MTC) حيث أصبحت أسهم شركة الموبايل (62%) من الأسهم والشركة العراقية بـ (38%) من الأسهم وهذا خلل أقتصادي بأحتكار شركة واحدة عائدة الى أحدى دول الجوار وأقيمت دعوة ضد(MTC) الكويتية في لندن والتي قامت بشراء بدون موافقة الطرف الثالث والتي هي شركة دجلة العراقية و(MTC) الكويتية تطلب (525) مليون دولار حتى تعطي حصة المستثمر العراقي من هذه الأسهم و(525) مليون دولار مبلغ ضخم لا تستطيع شركة دجلة أن تدفعها حتى تبقى القرار بيدها ومجلس الأدارة لها وليس من الصحيح أمنيناً ولا أقتصادياً أن يصار الى هذا الواقع. وأنا مقترحي محدد وليس أمنياً ولا اقتصادياً أن يصار الى هذا الواقع واقترح على الحكومة أن تشتري الأسهم وتبيعها الى المستثمر العراقي وترجع أدارة المجلس الى العراق.
- السيد جلال الدين الصغير:-
أنا مع السيد يونادم كنا ولكن يجب أن نناقش القضية بصورة فنية ويجب أن يحال الموضوع الى لجنة فنية وكذلك بحضور السيد وزير الأتصالات لبحث هذه القضية بصورة فنية محترفة ولا يمكن أن نتورط بنقاشات كيفما أتفق ولكن يجب أن يوجد الفنيين في هذه القضية.
- د. محمود المشهداني:-
تشكل لجنة من رئاسة السيد رئيس اللجنة الأقتصادية وعضوية عضو من قبل لجنة العمل والخدمات وعضو من قبل اللجنة المالية وعضو من قبل اللجنة القانونية ويقدم التقرير خلال أسبوع لأتخاذ التوصية.
- السيد يونادم كنا:-يستدعى وزير الأتصالات السابق.
. السيد اياد السامرائي.2. السيد حيدر العبادي.3. السيد وائل عبد اللطيف.4. السيد عبد الله صالح.5. السيد كمال الساعدي.
6. السيد محمد علاوي.7. صفية السهيل.
وهؤلاء أختصاص وفنيين وهم عصب القرار وتشكل اللجنة من رئاسة السيد حيدر العبادي ولا أريد أي تدخلات سياسية لأن هذا موقف وطني وسياسي وتقني وأن الأصرار على هذا الأمر أن فيه تدخلات سياسية وموقف سياسي وأنا لا أريد تدخلات في سياسية في هذا الموضوع))  والنتيجة ظهرت في .(( محضر الجلسة (44) من الفصل التشريعي الثاني السنة التشريعية الثانية،  الأحد 27 كانون الثاني 2008، السيد كمال الساعدي:-في الحقيقة وفيما يتعلق بي لم تمارس أي ضغوط من أي طرف لا قطاع خاص ولا عام والنقطة التي أثارها السيد يونادم كنا في أن الحكومة الكويتية يمكن أن تهيمن على هذه الشركة وفي الحقيقة قد وصلت معلومات لا دليل عليها في أن الحكومة لا تمارس هذا الدور بشكل مباشر ولكن عبر وسطاء والذي يعرفون بالسوق وأنا لست مختص بالسوق الأقتصادية لكن بخصوص عملنا أنه يمكن للحكومة أن تكون لديها وسطاء اما بالشكل القانوني أن هذه الشركة مطروحة للأكتتاب العام ليس هناك مساهمة حكومية رسمية أكثر من النسبة التي ذكرت أما أن يكون للحكومة الكويتية أو غيرها لديها أسهم لهذه الشركة أو غيرها عبر وسطاء أو غيره فأن هذا شيء طبيعي وخصوصاً وكما أشار إليها السيد محمد علاوي بأن النسبة التي تحسم خلال الأربع سنوات لصالح العراق سواء كان شريك أستراتيجي بنسبة (25%) أو من خلال المساهمين من الشعب بنسبة (20%) هذه قضية محسومة خلال الأربع سنوات.)) اراد السيد كنا ان يطرح قضية وطنية قد تجلب له صيتا كبيرا، الا انه الظاهر كان مستعجلا ولم يدرس الملف بشكل جيد، فخرج منها وهو الغلطان، ماذا كلفته من المصداقية لدي الاخرين السؤال للجميع؟
5 _ الدورة الإنتخابية الأولى، السنة التشريعية الثانية،الفصل التشريعي الثاني،لجلسة رقم   ( 29 )الأثنين (26/11/2007) م
- السيد ناصر الساعدي:-
يقرأ بيان حول منح رتبة الكاردينالية لغبطة البطريرك مار عمانوئيل الثالث. ( مرفق، وهذا كان المنتظر من الاخوة النواب العراقيين وليس من من يدعي تمثيلنا.
6_ الدورة الإنتخابية الأولى،السنـة التشريعية الثالثة ،الفصـل التشريعي الأول،الجلسة رقم ( 16 )،الأحد (11/5/2008) م السيد هاشم الطائي:-يقرأ مشروع قانون أنتخاب مجالس المحافظات والأقضية والنواحي
السيد عباس البياتي:-
أعتقد فيما يتعلق بالتركمان لدي ملاحظة منهجية بخصوص هذا القانون، أي ملاحظة وأي اقتراح واي ورقة تقدم فيها اسم التركمان كأقلية نحن نرفض هذا الأمر. نحن نعتبر أنفسنا قومية ثالثة وسوف ننزل الى الانتخابات ونتنافس مع الآخرين كتفاً لكتف. وعليه أطلب من اللجنة حذف اسم التركمان من اي مقترح يرد الى اللجنة ويرد فيه اسم التركمان كأقلية ولم نخول لا شخصاً ولا جهةً بأن يدرج أسم التركمان مع الأقليات. نحن قومية ثالثة رئيسية في هذا الوطن وسنتنافس مع الآخرين تنافساً حراً شريفاً في ظل النظام الديمقراطي))، هذه  هي الثقة وهذه هي المواقف القومية التي لم يختلف عليها اي ممثل تركماني في البرلمان سواء كان من قائمة المجلس الاعلى او حزب الدعوة او التحالف الكوردستاني.
7 _الدورة الإنتخابية الأولى،السنـة التشريعية الثالثة،الفصـل التشريعي الثاني،الجلسة رقم ( 21 )، الجزء الرابع )
الخميس (30/10/2008) م
   - السيد احمد المسعودي:-
موقفنا في الكتلة الصدرية واضح جداً فنحن مع ما يتفق عليه الأقليات، سوف ندعم الأقليات على ما يتفقون عليه وليست لدينا أي مشكلة في عدد المقاعد. نحن في الكتلة الصدرية موقفنا ثابت مع دعم حصول الأقليات على حقوقهم وسوف ندعمهم في حالة التصويت. شكرا الكتلة الصدرية، ولكن ما هو موقف السيدان كنا وافرام؟
8 _ الدورة الإنتخابية الإولى،السنـة التشريعية الثالثة،الفصـل التشريعي الثاني،الجلسـة رقـم ( 38 ) المفتوحة،( الجزء الرابع )،الخميس (15/1/2009) م
- السيد عز الدين الدولة:-
عندما ذهبت هيأة الرئاسة الى تركيا التركمان والأيزيديين والمسيحيين، هل هم ممثلين في البرلمان العراقي؟ عندما ذهبت هيأة ممثلة من (25) شخص هناك ممثلين للتركمان والمسيحيين. يجب أن تختصر هيأة الرئاسة من نفسها وتعطي المجال الى الآخرين وتسير مسألة الموازنة.
- السيد بهاء الأعرجي:-
بخصوص سفرة تركيا أنا أعتقد أن هيأة الرئاسة أبلغت كل الكتل بتقديم مرشحيها لهذه السفرة وإذا كان هناك خلل فهو في رئاسات الكتل وليس في هيأة الرئاسة. اذا تغيبنا عن الوفود الرسمية هو بسبب تقاعس من يدعي تمثيلنا اليس كذلك؟




255
تصريح الاستاذ نمرود بيتو الامين العام للحزب الوطني الاشوري







السومرية نيوز/ دهوك
أعلن الحزب الوطني الآشوري العراقي، الجمعة، أن تظاهرات واسعة ستنظم غداً احتجاجاً على الممارسات التي يتعرض لها المسيحيون في الموصل، مطالباً بحماية دولية، إذا لم تتمكن الجهات المسؤولة من حماية المسيحيين. 

وقال الأمين العام للحزب الوطني الآشوري، نمرود بيتو يوخنا، في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "مجموعة من الأحزاب المسيحية قدمت مذكرة إلى محافظ نينوى في شهر كانون الثاني الماضي، لوقف الهجمات التي يتعرض لها المسيحيون لكن المحافظة والحكومة المحلية لم يتخذا وللأسف، أي إجراءات لوقف الهجمات ضد المسيحيين في الموصل"، مشيراً إلى أن المسيحيين"يتعرضون إلى هجمات منظمة ولأهداف محددة"، بحسب قوله.

وأضاف يوخنا، أن تظاهرات واسعة ستنطلق غدا السبت، في قضاء تلكيف، شمال الموصل، "احتجاجا على الممارسات ضد المسيحيين"، والتي تهدف بحسب قوله "إلى إخلاء الموصل من أحد المكونات الأصيلة لهذه المدينة".

ولفت المسؤول المسيحي إلى أن "ممارسات الإقصاء موجهة أيضا ضد القوميات والأديان الأخرى في المنطقة كالشبك والإيزيديين والكرد"، مبينا انه "يقف وراء هذه الأعمال، أصحاب مفاهيم شوفينية وعنصرية، يتسترون بمفاهيم أصولية وسلفية"، بحسب تعبيره.

وطالب الأمين العام للحزب الوطني الآشوري الحكومة العراقية، والأمم المتحدة، وقوات التحالف، بـ"التدخل لوضع حد للعنف الذي يتعرض له المسيحيون في الموصل"، مضيفاً أنه "في حال لم تتمكن الجهات المسؤولة من فرض الأمن في الموصل، فلتفرض على الأقل حماية دولية على منطقة آمنة لحماية المسيحيين من الإبادة"، بحسب تعبيره.

وتشير مصادر المجلس الكلداني السرياني الآشوري في مدينة القوش، 30 كلم شمال الموصل، إلى أن نحو250 عائلة مسيحية، لجأت إلى مدن القوش، باتنايا، قرقوش، برطلة، كرمليس، تلكيف، وتلسقف، وبعشيقة، في سهل نينوى، متوقعاً أن تشهد الأيام المقبلة إرتفاعاً في عدد العوائل النازحة من الموصل، فيما أعلن عضو مجلس محافظة نينوى عن قائمة عشتار، أن "نحو ثلاثة آلاف طالب وطالبة جامعية من الطائفة المسيحية، علقوا دراستهم في معاهد وجامعات الموصل بسبب تلقيهم تهديدات من الجماعات المسلحة".

وكانت مدينة الموصل شهدت منذ مطلع العام الحالي العديد من عمليات استهداف المسيحيين، كان آخرها يوم الثلاثاء الماضي حيث قام مسلحون مجهولون بقتل ثلاثة مسيحيين من عائلة واحدة، في هجوم على منزلهم غرب الموصل.

يذكر أن محافظة نينوى، ومركزها مدينة الموصل 350 كلم شمال بغداد، تعد من المناطق الساخنة أمنياً بحسب تقارير وزارة الداخلية العراقية، وشهدت نهاية عام 2008 وفي 2009، تهجيراً قسرياً لعدد كبير من الأسر المسيحية في عدد من مناطق المحافظة


http://www.alsumarianews.com/ar/1/3457/news-details-مسيحيو%20الموصل%20يتظاهرون%20غدا%20ضد%20"الهجمات"%20التي%20يتعرضون%20%20....html

256
تباء للالاعيب السياسية



تيري بطرس
Bebedematy@web.de
 
قبل ايام صدر من المجلس القومي الكلداني نداء لاجتماع كل قوانا السياسية، لاجل تدارك وضع ابناء شعبنا في الموصل، وما يتعرضون له نهارا جهارا من عمليات الابادة المخططة وتحت انظار الحكومة العراقية والحكومة المحلية لمحافظة نينوى وحكومة اقليم كوردستان. وتحت ضلال الاتهامات المتبادلة بين الاطراف المختلفة عن المسؤول عن عمليات الاستهداف هذه. ففي الوقت الذي كان السيد اثيل النجيفي وقبله اخيه السيد اسامة النجيفي وتبعهم السيد يونادم كنا في ندوته في استوكهولم بالاعلان عن امتلاكهم الملف الخاص بقتلة شعبنا، غامزين من طرف الكورد محملينهم المسؤولية وان كان ضمنيا، نرى ان عمليات القتل تستمر وتتعاظم، والملف العتيد لا يزال في الحقائب الدبلوماسية للسادة الموما اليهم اعلاه، ولا ندري الى متى سيبقى الملف في هذه الحقائب؟ هل الى ان ينتهي اخر مسيحي في ارض نينوى؟
 كانت اجابتنا للاخوة في المجلس القومي الكلداني، انكم لو اردتم حقا ان تجمعوا قوانا السياسية وان لم تكن غايتكم انتخابية، فالمفروض منكم تشكيل وفد عالي المستوى من مجلسكم الموقر وهو يجب ان يلتقى ويزور كل التنظميات السياسة لشعبنا ويطالبهم بتحديد موقفهم من الدعوة وتوقيتها، ومن يتقاعس ينشر اسمه ويعلن تقاعسه، الا ان المجلس وحسب معلوماتنا  اكتفى بالاعلان اعلاه ولم يقم باي خطوة اخرى تؤكد جديته في ما دعا اليه، وهذا يحدو بنا للقول ان ما قام به المجلس القومي الكلداني لم يكن الا لعبة سياسية انتخابية بائسة وعلى حساب ما يعانيه ابناء شعبنا ليس الا.
واليوم نقرأ عن عقد ندوة صحفية في الموصل، وهي لعبة انتخابية ذكية و تتلاعب بعقول ابناء شعبنا، فالسيد كنا سيذهب الى فندق يتم حراسته بشكل جيد، ومن قبل حلفاءه من انصار السيد اثيل النجيفي، واللعبة مكشوفة الاهداف والمرامي، انها تقول ان السيد كنا خاطر بنفسه وفي المدينة التي يقتل فيها المسيحيون فهو يعقد ندوة صحفية بلا خوف ولا وجل. ولكن الاسئلة المشروعة التي يجب ان تطرح هل حقا ان الندوة الصحفية للسيد كنا كانت بمستوى الحدث، وخصوصا وهو كان قد اعلن عن امتلاكه ملفا عن القائميين بقتل المسيحيين. الم يكن من الافضل تقديم الملف الى المحاكم العراقية، او الى الامم المتحدة والحكومة الامريكية والاتحاد الاوربي لكي يطلعوا على الحقائق ويتخذوا الخطوات اللازمة.
بالتاكيد ان التنديد والتصريح واتخاذ مواقف مشتددة مع الحكومة العراقية وفضح الممارسات وعدم الاستكانة الى الاقوال المعسولة، هو واجب كل منا، فقذ طفح الكيل، ليس اليوم فقط، بل منذ زمن بعيد، منذ زمن كان السيد يونادم كنا يحاول ان يبرر لقتلة شعبنا فعلتهم، فمرة بحجة التبشير المسيحي ومرة اخرى بحجة ان ما يتعرض له المسيحيين هو جزء مما يتعرض له كل العراقيين، ومرات ان ما يقال هو تضخيم ليس الا . ان محاولة مسك العصة من وسطها في معمة ما يحدث لشعبنا ولكل مسيحي العراق، امر يعتبر في غاية الانتهازية وحماية المصلحة الذاتية. اليوم علمنا ان السيد كنا عقد مؤتمرا صحفيا، ولكن لماذا وحده، الم يكن من الافضل ان تقوم كل قوانا السياسية بعمل موحد لكي نظهر للعالم صوتنا الواحد وارادتنا المشتركة، وفي مثل هذه الحالات كان سيظهر من هو مع شعبه ومن هو مع مصالحه الذاتية. ان ما يقوم به السيد كنا هو دعاية انتخابية بليدة قد تنطلي على الكثيرين، ولكنها يجب ان لا تنطلي على ابناء شعبنا ممن اكتووا بنار القتل الممنهج لهم خلال السنوات الماضية.
إذاً وجدها اخيرا السيد كنا!! فالحملات التي تستهدف ابناء شعبنا لها اجندة سياسية.
ولكن هل قال احد انها لاسباب السرقة او غيرها؟، وهل تبين ذلك من الملف الموجود في الحقيبة ام انه اكتشاف جديد ولذا عقدت المؤتمر الانتخابي هذا. ان توجيه الاتهام للحكومة، والعودة الى مناشدة نفس الحكومة لهو امر غريب، فمرة القوات مخترقة، واخرى تطالب بقوات جديدة سيدي، ومن يضمن ان لا تكون ايضا مخترقة هذه المرة ايضا وخصوصا ان تتشكل من نفس المكونات؟ عجيب غريب امر سياسينا هذا، فبعد الايحاء والاعلان عن الندوة الصحفية، توقع الناس ان يقوم سيادته بكشف معلومات جديدة، وان يتابط ذراع كل القوى السياسية لابناء شعبنا في رسالة تقول انهم متحدون في مواجه ما يتعرض له ابناء شعبنا، ومن خلفهم علم شعبنا الموحد بجانب علم العراق، ولكن الذي رايناه هو ترديد لما يمكن ان يقوله ابسط انسان عادي غير مسؤول. ان السيد كنا قد وضع كل ثقته بالسيد النجيفي صاحب نسخة من الملف المشهور، ولذا فهو يطالب لهم بصلاحيات امنية اكثر, وكان  السيد النجيفي منقذ شعبنا ولا ينقصه لتحقيق الغاية الا المزيد من الصلاحيات والمزيد من القوات.
ان حضور السيد كنا ومعه بعض اعضاء قائمة الرافدين ومن خلفهم شعار الحركة الديمقراطية الاشورية وهو يدعي تمثيل شعبنا، يظهر بوضوح الانتهازية والصيد في الماء العكر الذي مارسه السيد كنا. نحن لواثقون انه لو كان هناك احد اخر من السياسيين قد صرح بما صرح به السيد كنا من اتهامات مختلفة ولمرات عديدة لاحزاب شعبنا، لقامت قيامة كل الاطراف وكل وسائل الاعلام، ولكن عندما يصر السيد كنا على ممارسة دوره المنفرد وشعبنا في الموقف العصيب الذي يعيشه وخصوصا في الموصل، وعندما يصر وهذا الوضع الذي شرحناه على الاستمرار في اتهامات التي  تكذبها وقائع وممارسات السيد كنا وتحالفاته السابقة، فالامر يعني ان الرجل مستعد ومن اجل كرسي في البرلمان عن القيام بكل شئ.
اذا المطلوب في الموصل ولتحقيق الامن لشعبنا خطوات عملية ومحددة
اولا _ استقدام قواتا دولية لحماية ابناء شعبنا وبموافقة كل الاطراف المحيطة والفاعلة في الموصل، وهي الحكومة المركزية، حكومة اقليم كوردستان، الحكومة الملحلية في الموصل، ويقدم لها كل الدعم لتحقيق هدفها في الحماية ومنها تقديم كل الدعم الاستخباراتي.
ثانيا_ تقسيم مجلس محافظة نينوى الى اطراف متساوية في القوة ويتمتع كل طرف بحق النقض، وهذه الاطراف هي العرب السنة، الشبك، المسيحيين (الكلدان السريان الاشوريين)، الازيدية ، الكورد، التركمان.
ثالثا _ الفرض وتحت طائلة القانون على كل من السادة اسمامة واثيل النجيفي والسيد يونادم كنا لنشر الملف الذي يدعون امتالاكه والتحقيق في صحته، وكشف كل من شارك او تامر على استهداف المسيحيين.
رابعا_ المنع منعا باتا فرض اي قيم دينية سواء بالنشر اوبالقوة او بالفرض باي نوع كان، وتمنع الخطب الدينية او السياسية التي تستهدف الانتقاص او توجه كلمات نابية وعنصرية الى المكونات الاخرى باي شكل كانت.
خامسا_ العمل من اجل اخراج كل القوى الاصولية والتي تحاول فرض القيم الخاصة بها، واخراج الاسلحة وكل ما يساهم في ترهيب الطلبة في جامعة الموصل وبقية المدارس، ويتم دعم نشر القيم الوطنية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان. يتم دعم تشكيل اتحاد لطبلة الجامعة مختلط ويضم كل القوى، ومن يحاول فرض رؤياه يتم محاسبته.
سادسا_  تشكيل الاجهزة الامنية من الشرطة والامن والاستخبارات من مختلف مكونات شعب محافظة نينوى، وان يكون قرارها مركزيا من خلال مشاركة ممثل عن كل مكون لحين تحقيق الامن والاطمئنان لجميع ابناء نينوى.
سابعا_ من حق كل طرف ان يطرح طروحاته السياسية ومطالبه، وليس من حق احد المصادرة على هذا الحق مادام ضمن الحفاظ على وحدة العراق
.


257
رحيل مار نرسي رفيق درب قداسة البطريرك




تيري بطرس
bebedematy@web.de

الاحد الرابع عشر من شباط، غيب الموت غبطة المطرافوليط والقائم باعمال  البطريركي مطران سوريا ولبنان واوربا، مار نرسي د باز، عن عمريناهز السبعون من عمره. حيث ولد غبطته في 17 ايار من علم 1940. رسم كاهنا في 23 اذار 1968 وفي نفس السنة نال الدرجة الاسقفية وذلك في 28 تموز على يد قداسة مار ايشاي شمعون، ونال درجة المطرافوليط في 17 تشرين الاول من عام 1976 على يد قداسة مار دنخا الرابع.
في اعوام 1973 _1976 مرت كنيسة المشرق بايام صعبة جدا، فكان المؤمنين غير واثقين من صمود كنيستهم، نتيجة للخبطات القوية التي تلقتها، في هذه الفترة، فكانت استقالة قداسة مار ايشاي شمعون ومن ثم ايقافه ومقتله وغيرها من الامور، مثار شجن وحزن عظيم في الكنيسة. كان للكنيسة غبطة مار يوسف خنانيشو والذي كان يحضى باحترام وتقدير كبيرين جدا من ابناء الكنيسة ومن الكنائس الاخرى لا بل حتى  من بعض رجال المعروفين على المستوى المناطقي من الاخوة المسلمين. ان مكانة مار يوسف التي وصلت لدى البعض لحد تقديسه وهو حي، لم تشفع للكنيسة وللمؤمنين. وغالبية المؤثرين حينها في الكنيسة  وقراراتها كانوا من كبار السن، وفي بداية سنة 1973 كانت الكنيسة قد فجعت بوفاة (؟) نياقة الاسقف الشاب مار يوالاها، والذي كان الكثيرين يتنبوا له بمستقبل كبير وخصوصا وهو كان على علاقة جيدة مع الحركة الكوردية، كما ان شبابه وصغر سنه كانا يحملان الناس للتطلع لكي ياخذ موقعا كبيرا في الكنيسة واصلاحها وكذلك في العلاقة مع الدولة وخصوصا وهو يمتلك نوع من الدور السياسي. وفي تلك السنة كان غبطة مار يوسف قد رسم الاسقف الشاب الاخر مار ابرم خامس  ، وكان هناك الاسقف الشاب الاخر مار سركيس، اذا رغم ان الكنيسة كانت تدار بشكل عام من رجال كبار في السن، الا انها كانت تمتلك اربعة اساقفة شبان، حين حدثت الاحداث التي جعلت الكنيسة تشبه تلك السفينة التر تتلاطمها الامواج. تم ادراة الكنيسة في البداية كل اسقف من موقعه، الا ان ما كان مثيرا حقا هو قيام اللجنة المركزية للطاائفة الاثورية (هكذا كان اسمها، رغم ان الاثوريين او الاشوريين لم يعترفوا يوما انهم طائفة) قامت في تلك الفترة وبحركة التفافية غريبة وهي عقد اجتماعات تدعوا لها ابناء الشعب وفي مناطق متعددة من بغداد، والغاية المعلنة منها الاعتراض على قرار الاساقفة في ايقاف قداسة مار ايشاي شمعون، بحجة تضحياته للشعب وللامة. كنا في تلك الفترة لا زلنا شبانا مندفعين، الا اننا احسينا برائحة المؤامرة من خلف هذه الدعوات وخصوصا وانها موجهة من اللجنة المركزية التي كانت حينذاك تعتبر من قبلنا انها اداة الحكومة في تسيير شؤون الكنيسة، فقرر الحزب الوطني الاشوري وخوفا من حدوث انقسام اخر يشبه انقسام1964 ، ان يقف بالمرصاد لهذا التحرك، ولذا فعقد الحزب العزم على  ان يلقن مخطط اللجنة المركزية درسا كبيرا وفي منطقة كانت تعتبر نوعا ما عقر دار الحزب اي في المنطقة التي كان له فيها نفوذا كبيرا وهي منطقة كراج الامانة (تل محمد، الصناعة). وعند دعوة اللجنة المركزية لاجتماع في النادي الاثوري الرياضي، حضره جمع غفير من الناس، وتركنا للجنة المركزية المجال لكي تشرح مخططها، ومخططها كان عدم الانصياع لاوامر الاساقفة والدعوة لعودة قدارسة مار ايشاي شمعون، لانه ضحى لاجل شعبه وامته، وكان الحزب قد وضعني كراس حربة في المواجهة، ولذا فقد طلبت الاذن بالكلام وعندما سالتهم ان كان احد منهم يفقه بالقوانين السنهاديقية، فصمت الجميع، وللخروج من حالة الحرج هذه طرح احدهم وقال اننا اذن اتفقنا على اعادة مار ايشاي شمعون، فقلت له وللجماهير اننا لم نتفق على شئ وهلموا نحرج، وعندما بدانا بالخروج خرجت الجماهير كلها ولم يبقى الا اعضاء اللجنة المركزية ممن اشترك في ادارة الندوة، وهنا اخذني نائب مسؤول الهيئة الادارية لكنيسة مار عوديشو حينها الفريد ريهانة وقال لي ان حركتكم كانت سياسية ققلت له لا سياسية ولا هم يحزنون، الا ترى انهم يريدون تقسيم الكنيسة مرة اخرى؟ اذكر هذه الامور لاقول للقارئ الكريم كم كانت الايادي المختلفة والاهواء المتضاربة تحاول ان تنال من كنيستنا في ذلك الوقت، ولكن وبهمة الثنائي قداسة مار دنخا وغبطة مار نرسي واخوتهم الاساقفة، تمكنوا من اخراج سفينة الكنيسة  من الامواج العاتية التي كانت تحاول ان تزعزعها،  والرب لا ينسى كنيسته ابدا.
ما ميزالاسقفين الشابين لحمل المسؤولية الكبيرة، وهي ادارة كنيسة تتوزع على بلدان عدة، وهذه البلدان في الغالب متعادية في ما بينها وبالاخص، العراق وسوريا وايران ولبنان، والمهجر الامريكي، ان الاسقفين مار دنخا ومار نرسي كانا يقيمان في بلدين فيهما نوع من الحرية السياسية والدينية، وكان من السهولة لهما الاتصال ببعض المناطق وان لم يكن اغلبها. اي ان الاسقفين تشعبا من الحياة الحرة ومن الانفتاح وليس الانغلاق الذي تطبعت به الحياة في العراق وسوريا بالاخص. كما ان الاسقفين كانا بحق نتاج تبلور الوعي القومي ما بعد العشائري او ما بعد المسلح، وعي قومي يريد لملمة الامة ومعالجة الجراحات ويقر بالتغيرات القائمة ويريد ان يدخل العصر بخطابه ونظرته، ولذا فقلما نجد كلمة او خطاب او مشاركة لقداسة مار دنخا وغبطة مار نرسي ومن تبعهم من المطارنة والاساقفة، الا وكان هناك فيها مكانة للامور القومية والاهتمام بالترابط القومي ووحدة العمل للحقاظ على الانتماء والهوية القومية كحفظنا على الهوية الدينية.  
من كنيسة الامل المفقود، الى كنيسة تتقدم بخطى ثابتة نحو التطور والتقدم، من كنيسة كان يعاب عليها انها لا تمتلك الا اساقفة ومطارنة تقليدين، لا يعرفون الا فك الحرف السرياني، الى كنيسة لا اسقف ولا مطران فيها دون ان يحمل شهداة اكاديمية بالاضافة الى الدراسات الكنسية من اللاهوت واللغة وتاريخ الكنيسة المسيحية ومقارنة الاديان، خلال  33 عاما خطت الكنيسة خطوات كبيرة رغم من طعنات بعض الابناء والرغبة المحمومة لهذا البعض لكي يوجهوا ادارتها بحسب رغبتهم وطموحاته، بحيث تكالبت مرة اخرى قبل اعوام قليلة اصوات وقوى مختلفة لم تكن لها من غاية الا تفتيت الكنيسة او اركاعها، الا ان الابناء الجدد للكنيسة ممن امتلكوا قوة الايمان الديني والقومي، كانوا اقوى بارادتهم المستمدة من ارادة رب الكنيسة.
اليوم يغيب عن الكنيسة والامة بجسده غبطة المطران مار نرسي ديباز، ولكن بروحه وبالاشعاع الذي اضافه هو وقداس البطريرك في الكنيسة، ستتقدم الكنيسة بصورة افضل وبخطوات اسرع، لان رب الكنيسة معها في كل مصاعبها. اليوم نقول رحمة الله عليك يا مطراننا الجليل، وليكن مكانك بصحبة القديسين والابرار، ومن هناك ترنو برحمة على شعبك ورعيتك، مادا لهما حبل المودة والتلاقي والامل.
من حقنا ان نقول لقد كنت احد اعمدة الكنيسة، ولكن ذاك العمود الذي يترك مكانه للاخرين لكي يحلوا محله ويزيدوا ويطوروا وليس العمود الوحيد والاخير.
تعازينا الحارة الى كنيسة المشرق، والامة برحيل احد رجالاتها الكبار، ونحن لعلى ثقة بان الامة المنجبة ستنجب غيره وغيره، تعازينا لعائلة غبطة المطران مار نرسي، بمصابهم ومصابنا.


258
الانتخابات على الابواب، فمن نختار؟




تيري بطرس
bebedematy@web.de

الانتخابات هي مفصل من مفاصل في العملية السياسية المستمرة في اي بلد، الانتخابات جاءت ضرورتها لكي تحدث التجديد في الطاقم السياسي، ولكي يعيد الشعب ميثاقه الاجتماعي مع اطراف اخرى او مع نفس الاطراف السابقة ان كانت قد عملت بصورة جيدة. اذا توصل الفكر السياسي الى نتيجة ما وهي لزوم اجراء الانتخابات لتجديدالعهد الاجتماعي والسياسي بين العاملين في المجال السياسي وبين الشعب، فسابقا كان الطاقم السياسي يبقى بدون تغيير وان حدث التغيير فكان يحدث لارادة الحاكم المطلق، ولكن الفكر السياسي الحديث توصل الى الية الانتخابات الدورية وعهد بالقرار، قرار التغيير الى الشعب.
اذا ان الطاقم السياسي يعود الى الشعب لنيل الثقة منه لكي يجدد استمراره او لكي يقبل بالتغيير، وعلى شعبنا، الكلداني السرياني الاشوري، ان يشارك بقوة وبكثرة في الانتخابات المقبلة، لكي يظهر وعيه السياسي وامكانياته ودعمه اللامحدود للتغيير السياسي، ولكي يظهر قوته السياسية ولكي يقول انه شعب حي فاعل وليس شعبا معطلا بلا هدف سياسي.
المشاركة السياسية الواسعة تعبر عن الارادة الحرة في الفعل من اجل المستقبل، فهلموا  للمشاركة ولاحداث التغييرات المطلوبة، ولتحطيم الجمود في حياتنا السياسية الناجمة عن التقاطعات المختلفة والمصالح المتعددة والتحالفات الخاطئة.
اليوم ندعو ابناء شعبنا للتصويت وللتغيير، تغيير النبرة التي كانت تتكلم باسمنا، ندعو الى اختيار نبرة جديدة، تظهرنا مطالبين بحقوقنا، ليس كمنة من احد، لا بل استحاق عراقي يجب ان يقر، لان العراق بدون تمتعنا بحقوقنا، يعني عراقا متخلفا وعراقا يتقهقر الى الوراء، ويعني استمرار عملية ذبحنا وقتلنا وان كان بطرق اخرى.
اليوم يجب ان يفكر كل ابناء شعبنا بمستقبلهم الجماعي، اي ان يفكروا كمجموع، وليس كافراد منقسمين مشتتين تتقاذفهم الاهواء الفردية والشعارات التي لا تخدمهم كامة واحدة، امة صاحبة ارث حضاري وثقافة مميزة، وبالتالي مصالح مشترة كثيرة، قد لا تكون هذه المصالح مادية، ولكنها بالتاكيد هي ضرورية للحفاظ على الذات من الانصهار والضياع.
اليوم نحن كلنا مطالبين باظهار صوتنا الموحد، صوتنا المجلجل، صوتنا الذي يؤخذ بالحسبان، لانه صوت المطالب بالحق والحقوق، صوت يمكنه ان امن وان قرر ان يحركا جبالا وليس جبلا، فكيف لا يمكنه حماية الامة واخذ حقوقها.
اليوم لنتوجه الى المطالبين بحقوقنا الحقيقية التي تضمن حمايتنا الجسدية والروحية والثقافية، نتوجه بالدعم لمن يتحدى كل المعيقات ويطالب بضمان حقنا في الحكم الذاتي، المتمتع بالصلاحيات التنفيذية والتشريعية. لا العاملين لدعم اجندة الاخرين والمدارين لتطلعات الاخرين من خلال غبن الامة وعدم المطالبة بحقوقها، لاجل مصالح انية ووقتية ولاجل ضرب الاطراف المقدامة في الشعب.
لتكن لنا الجراة للتغيير ولقول لا لمن خذلنا، ان التغيير هو لصالح الامة ولصالح من قمنا بتغييره، لانه سيدرك انه لن يتمكن من ان يستمر في تقاعسه، لان الامة لن تختاره، وهو لصالح من سنأتي به، لانه سيدرك انه مراقب وكل خطواته محسوبة، والامة لن تتسامح معه في حالة لم يقم بواجبه.
لنختار من يؤمن ان امتنا امة منجبة، وليست امة عاقر، امة لها ابناء كثر وليست امة ذات ابن، واحد، امة تمد يدها لكل الامم القريبة والبعيدة، راغبة بالسلام وبالمودة، ولكنها امة لا تستكين لظلم الظالمين، وسياتي يوم ترد الصاع صاعين.
انتخبوا المستقبل، ومن يرفع شعارات المستقبل، ولكي يكون مستقبلنا جيد، فعلينا ان ننتخب من     يمتلك تحالفات سياسية تساعده وتعينه لتحقيق المطلوب، ليس من دمر كل التحالفات ولا يمتلك صديقا، الا المشبوه بقتل ابناء شعبنا او المشارك بغض النظر عن القتلة لكي لا تخرب تحالفاته السياسية.
انتخبوا من لا يمكن ابتزازه، بهذا الملف او ذاك، ومن لا يمتلك ما يخاف منه ولذا فهو قد يساوم ويداري على حسابكم وعلى حساب مستقبلكم.
انتخبوا من يؤمن بوحدة شعبنا، بكل تسمياته، من يؤمن بحقنا كشعب كلداني سرياني اشوري، وكمسيحيين في ان نعيش على ارض الاجداد احرارا واندادا للبقية، وان يؤمن بان عصر وزمن المواطن الخنوع والذليل قد ولى وزال.
انتخبوا الانسان الجيد، والانسان الجيد ليس كل من اجاد الكلام المعسول، بل من قرن الكلام بالعمل، من ضحى وقدم الاخرين على نفسه لكي تتوحد الامة، ومن صارع التقسيم وعمل بكل جد لكي لا تنجح محاولات التقسيميين.
انتخبوا يا ابناء شعبنا، فبالانتخابات نجدد، وقد ولى ويجب ان لا يعود زمن راكبي الدبابات
.      [/font
] [/b]

259
الحركة الديمقراطية الاشورية تبدا الدعاية الانتخابية قبل موعدها!![/color]





تيري بطرس
bebedematy@web.de

حددت المفوضية المستقلة للانتخابات في العراق، موعد بدأ القوائم بالحملة الانتخابية ابتداءا من يوم 7 شباط الحالي. الا ان الحركة الديمقراطية الاشورية قد بدات هذه الحملة الدعائية منذ وقت وما جولات السيد يونادم كنا الى المصطافين في سوريا والاردن والمستجممين في دول اوربا الغربية الا بداية واضحة لهذه الحملة الدعائية. فان يقوم السيد كنا بالتنقل بين هذه الدول في جولات طيارة، لهو امر له غاية وبالتاكيد ان الغاية ليست الزيارة والتفقد، بل من الواضح انها غاية انتخابية ولاجل كل صوت يحصل عليه فالرجل مستعد ان يبذل الجهد الكثير لاجل ذلك. وماقلناه يسجل لصالح الرجل، فحشد الناس للتصويت له ولبرنامجه هو امر صائب ومطلوب من كل مرشح ،وان كان البرنامج في مسيرة السيد كنا هو كليشة تنسى في اليوم التالي لوضع الاوراق في صناديق الانتخابات.
ان كان في هذا التحرك مخالفة ما للوائح وقوانين الانتخابات بحسب ما تتطلبه المفوضية المستقلة للانتخابت او لا، ليس من اختصاصنا او من اولياتنا، ولكن ما يطرحه السيد كنا وما يقوم مسانده بطرحه، هو الامر الذي يهمنا، لان هذه الاقوال فيها كم هائل من المغالطات والضجك على العقول والتجاوز على حقوق ووجود الاخرين، بلا اي خجل. وهنا يخطر ببالنا سؤال مشروع، اذا كان شخص او اشخاص من ابناء شعبنا، يمارسون ذلك مع ابناء اخرين لنفس الشعب او مع الشعب كله، فهل نحن في التهجم والقيام بمعارضة صدام وحكومته وحزبه كنا على حق؟ انه سؤال مشروع عندما نرى ما مارسه صدام ضد شعبنا وقوانا السياسية يتم ممارسته ولكن من شخص وفصيل سياسي يقول انه يعمل لاجل تحقيق اهداف شعبنا.
لا بديل عن السيد كنا   
في الطرح الداعي لاعادة انتخاب السيد كنا يتم طرح انه لا بديل عنه، مستندين الى ان اي شخص اخر يحل محله لن يقوم باي شئ مثله، لابل يقال انه امتلك خبرة سياسية ونضالية من عمله مع قوى المعارضة ومع الحكومات المتعاقبة. هنا هناك مغالطة وجريمة بحق شعبنا، فالمغالطة ان كل شخص يحل محل السيد كنا لن يقوم باي شئ مثله مثل السيد كنا، لانه يتم الحكم مقدما على اي شخص بانه لن يقوم باي شئ، وهذا الامر غير اخلاقي ايضا، فكيف نحكم على شخص من دون ان نختبره، في حين اننا اختبرنا السيد كنا منذ سنوات طويلة، سواء كعضو في المجلس الوطني الكوردستاني او كوزير في الحكومات المتعاقبة في اقليم كوردستان، او كعضو في مجلس الحكم، او كعضو في الجمعية الوطنية ومن ثم البرلمان الحالي. وهذا الاختبار ومحاضر جلسات البرلمان العراقي تقول انه فشل في تقديم اي شئ، ليس كمنجز، بل كمقترح او كمشروع لكي لا نبخس السيد كنا حقه.  والقول ان كل شخص يحل محله لن يستطيع تقديم اي شئ هو اعتراف ضمني بان السيد كنا لم يقم باي شئ ولكن بشكل غير مباشر. اما الجريمة في القول اعلاه، فهو في جعل الامة عقيمة ولا يمكنها ان تنجب اي شخص بعد ان انجبت السيد كنا، وهنا تحضرني لافتة من ايام البعث كانت قد علقت في شارع السعدون، وكان مكتوب عليها (( لقد اجتمعت الامة العربية كلها وانجب صدام حسين)) فما تمثله هذه اللافتة من معاني حسية ومن معاني العجز فيها الكثير للتندر، ولكن ماذا نقول للمنافقين؟
وماذا يمكنه ان يعمل؟
حينما يطرح سؤال عن ماذا عمل السيد كنا كل هذه السنوات، يطرح بالمقابل وماذ يمكنه ان يعمل وهو وحده ضمن 275 عضو؟ طبعا هو سؤال يراد منه الضحك على عقول الناس، من خلال تبسيط الامور، ولكن لا احد يسأل ماهي التحالفات السياسية التي تمكن السيد كنا من عقدها، لكي تفيده في خدمة طموحات شعبه، او على الاقل لكي تفيده في تحقيق بعض العدالة لهذا الشعب المضطهد؟ اليس من واجب السياسي ان يبحث عن عوامل تساعده في تقوية موقفه، وتساعده على  تمشية بعض طموحاته و طموحات شعبه المشروعة؟ ولكننا بالتأكيد لقادرون على معرفة ما علمه السيد كنا لتحطيم كل التحالفات السياسية الممكنة لشعبنا او لوقاه السياسية. ولا ندري هل كان السيد كنا ينتظر ان يقوم الله تعالى بالايحاء لاعضاء مجلس النواب لتغيير مواقفهم وللنظر الى شعبنا وحقوقه بمواقف اكثر تفهما؟، ونحن في طرحناالسؤال وماذا فعل؟ انما نطرح ماهي الافكار والمشاريع التي قدمها وان لم يكن البرلمان موافقا عليها، فهل له ان يدللنا على هذه المقترحات والافكار والجلسة التي قدمها فيها، ومن حشد من الناس لدعمه، وكيف اخرجها لتؤثر في مجلس النواب؟ ولكننا بالتاكيد قادرون على الاتيان بامثلة كثيرة لقيام السيد كنا باجهاض مواقف وتصريحات وحقوق لشعبنا، ولعل مسالة التسمية واحدة منها، وموقفه من طرح المنطقة الامنة في  حينها، وموقفه من الحكم الذاتي وامور غيرها يطول المجال لسردها.
استقلالية القرار
هناك طروحات وشعارات ترفع من قبل اعضاء ومساندي الحركة الديمقراطية الاشورية، هي بحاجة للتحقق منها ومعرفة حقيقتها او مصداقيتها. فاستقلالية القرار يمكن ان يدعيها اي شخص او جهة او مؤسسة، ولكن بالحقيقة انه لا وجود في عالم السياسية ما يمكن تسميته استقلالية القرار بالمطلق، هناك احزاب ومنظمات تدعي الاستقلالية ولكنها تمارس عكس قناعاتها، مثال ذلك الحزب الديمقراطي المسيحي في المانيا الديمقراطية او احزاب ومنظمات عراقية ايام صدام حسين مثال الحزب الديمقرطي الكوردستاني الثوري وغيرها، وهذ ه معروفة. ولكن في النظام الديمقراطي وفي وقت تتوفر البدائل للاحزاب لتحديد تحالفاتها وتغييرها، فان استقلاية القرار لا يمكن ان  تسلب من اي طرف. فرغم الهجوم والتهجم الذي قادته الحركة وانصارها ضد القوى الكوردية وبالاخص الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الا ان الحركة لا تزال تعمل بحرية كاملة في اقليم كوردستان ولا تزال تستلم مخصصاتها والرواتب التقاعدية لاعضهاءها ممن كانوا اعضاء في مؤسسات مختلفة من الوزارة او المحلس الوطني وغيرها، وهذا الامر معروف للجميع، ويمكن للاحزاب الاخرى ان تنحو منحاه، ويرتفع صيتها في المهجر الواقع تحت تاثير الفوبيا الكوردية. الا ان هذه الاحزاب تشعر بمسؤوليتها المستقبلية تجاه شعبها وتريد للشعب استقرارا وتطورا وبناء على ذلك المزيد من الحقوق. اذا ان اخذ المواقف التهريجية والغير المدروسة والغير النافعة للمستقبل المنظور للشعب، لا يعني استقلالية القرار بل يعني التهريج السياسي ليس الا.
فعملية خلق الاعداء هي ابسط ما يكون، تصريح ما عمل يمكن ان يجعل الجميع اعداء لنا، ولكن غاية السياسية هي زيادة الاصدقاء وتقوية الصداقات، ليس على حساب الامة والوطن، نعم، ولكن من اجل تحقيق اهداف الامة والوطن.
نسيان الماضي او البدء من جديد
يطرح على الجميع نسيان الماضي والبدء من جديد في كل استحقاق انتخابي، ومع ترحيبي بنسيان الماضي على اسس صحيحة ، اسس مع ضمانات بعدم عودة الممارسات السابقة مثل التخوين والسب وتمزيق المؤسسات،. الا بحق الله عليكم ماذ يدفعنا لنسيان الممارسات التي ادت الى ما ادت اليه من خلق العدوات وتمزيق شمل الاسر والمؤسسات، لشخص يمكن ان يكررها ليس مرة بل مرات عديدة، ودون ان يرف له جفن، انهم يلعبون على العواطف، ويراهنون على ذاكرتنا الضعيفة!!!!!  فاقل ما كان مطلوبا من الحركة الديمقراطية الاشورية فعله بعد دعمها العلني لحركة الاسقف الموقوف اشور سورو هو اجراء تغييرات قيادية وتغيير الخطاب الموجهة للامة، الا ان كل ذلك لم يحدث، فما تعتمد عليه الحركة حاليا هو رصيدها او المتبقي من رصيدها، وتراهن فقط على ابقاء هذا الرصيد في حالة الشحد والالتزام بالحركة وقيادتها الحالية. الا ان ما هو قائم حاليا او منذ بعض الوقت هو ان قاعدة الحركة في انحسار مستمر، ويساعد على ذلك الكشف عن المزيد من الاخطاء والمراهنات التي راهنت علهيا الحركة.

معاداة الحركة ويونادم كنا
الحركة الديمقراطية الاشورية، فصيل من فصائل شعبنا، ولكنه الفصيل الاكثر ادعا، والحقيقة الاكثر استحواذا على المراكز السياسية والادارية التي هي من حق شعبنا، ونتيجة كون زعيم الحركة عضوا في مجلس الحكم فقد استحوذ على المركز الذي سيكون مدار انتباه الجميع للسؤال عن احتياجات شعبنا، وهنا كان اول مدك دك في جسد امتنا، عندما اعتبرت الحركة نفسها، المسؤولة عن شعبنا وهي تقرر باسمه، دون التشاور مع القوى السياسية الاخرى في ما يهم الشعب، وخلق الشك والريبة وعدم الثقة. فما منح للحركة من دعم غير مسبوق، وخصوصا بعد مؤتمر لندن والذي على اساسه اعتبرت او جيرت مقرراته لصالحها لكي يتم اعتبارها احد القوى التسعة المعنية بقانون تحرير العراق ومزايا هذا القانون، كان سيجعل منها اقوى قوة في شعبنا لو ادارت الامور بحنكة سياسية ودراية، ولكنها لجأت في كل امورها على الخداع والمراوغة . ان مسار الحركة وممارساتها خلق لديها الكثير من الخصوم ممن ينتقدوها بمرارة عالية، وهذا النقد ودون ان يعود اعضاء الحركة الى ممارسات حركتهم وقيادتها وعملها الدؤب لتقسيم شعبنا وقواه وتفتيت كل عوامل القوة فيه، يفسر على انه معاداة للحركة وزعيمها السيد يونادم كنا.
رموز شعبنا
عند نقدنا لممارسات وعمل السيد كنا، يطالبنا البعض باحترام رموز شعبنا، ورغم من حق هذه الرمز علينا من الاحترام والتقدير لشخوصهم وليس لمواقفهم، الا اننا نتسأل هل ان السيد كنا يختصر رموز شعبنا، ام ان مار عمانوئيل دلي، ومار دنخا ومار ادي، وسركيس اغاجان، ونمرود بيتو وروميو حكاري،وسعيد شامايا وابلحد افرام، وضياء بطرس، وكوركس خواشابا والمطارنة الاجلاء وغيرهم من الاساقفة، هم وما يمثلون من رموز شعبنا، اذا نحيل القراء الى كتابات وتصريحات اعضاء الحركة بحق هذه الرموز، ويمكننا الاتيان بمئات الشواهد التي لم يحترم فيها مناصري ومؤازري الحركة وحتى قياداتها رموز شعبنا.
في ختام هذه الفقرات والتي يمكن التوسع فيها كثيرا، نقول ان لشعبنا ان يشحذ ذاكرته، وان لا ينسى وكفى من عفى الله عما سلف، وخصوصا لمن عمل  وبجدعلى تقزيم شعبنا وتحويله الى مجرد طالب صدقة من الاخرين وليس حقا.
 


260
اثيل النجيفي يهددنا ويفرض خياراته علينا!!!



تيري بطرس
bebedematy@web.de


اجرى مراسل عنكاوا كوم لقاء مع السيد اثيل النجيفي محافظ نينوى (الرابط ادناه)، وتركز اللقاء حول ما يتعرض له مسيحيي الموصل واحداث برطلة الاخيرة. واذا يقول السيد المحافظ ان استهداف المسيحيين هو لغايات سياسية، بمعنى لاثار المشاكل ولاظهار الحكومة ضعيفة وغير قادرة على حمايتهم.  ولتحقيق الامن للمسيحيين يطالبهم بان يكونوا اكثر قربا من الحكومة، وهنا لا ندري هل يقصد الحكومة المحلية ام الحكومة المركزية، ولكن من سياق الكلام يفهم انه يقصد الحكومة المحلية في نينوى. ومن الواضح ان السيد المحافظ يربط الحماية بالقرب من حكومته والتي يقول انه يعلم ان غالبيتهم تؤيده او صوتت له. ولعلنا لاول مرة نسمع مسؤول حكومة في بلد يدعي الديمقراطية يربط حماية المواطنين بموالاة او بالقرب من الحكومة، وهذا معناه ان من انتخب اكثر من ثلاثة عشر من اعضاء مجلس المحافظة، وهم من قائمة عشتار وقائمة نينوى المتاخية، اي حوالي ثلث شعب المحافظة، لن يحضوا بالحماية لانهم انتخبوا القائمة المعارضة. السيد المحافظ يتخلى عن مسؤولياته التي تسنم منصبه لاجل القيام بها، وهو بهذا لا يستحق هذا المنصب، وبصراحة تامة ان موقف المحافظ يظهره عنصريا مهما كانت اللغة التي استعملها دبلوماسية، لانه اساسا اشترط الحماية مقابل القرب من الحكومة وليس كواجب رئيسي من واجبات المحافظ. نحن نطالب بوضع هذا الامر وامور غيرها في هذه المقابلة امام انظار الحكومة العراقية ومجلس النواب العراقي لنعرف ما رايهم بديمقراطية الاشتراطات؟
والسيد المحافظ لا يكتفي بتفجير قنبلة واحدة بل لديه اخرى، وهي اشارته الواضحة الى دور للاقليم او للكورد في استهداف المسيحيين، ونحن اذا نؤمن ان استهدافنا يرتقي الى الابادة التامة واقلاع شعب من ارضه، فاننا نطالب حكومة الاقليم برد واضح وشفاف عن حقيقة مشاركتها في استهدافنا، اننا كمواطنين للاقليم نطالب الحكومة بضرورة كشف كل الامور المتعلقة باستهداف اخوتنا في الموصل، فلا الضمير ولا العقل يقبل ان يتم تهجير واقتلاع ابناء شعبنا واخوتنا من مسيحيي الموصل لاجل تحقيق اجندة سياسية لهذا الطرف او ذاك. ولا يبخل علينا السيد المحافظ بالنصائح، فهو يريدنا ان ننعزل عن وطننا وان لا نقول راينا وان لا نشارك في السياسية، عندما يقول وعليهم ان يعتزلوا جميع المتصارعين. انها اغبى نصيحة من مسؤول سياسي وحكومي لمواطنيه، فبدلا من تشجيعهم على المساركة السياسية والتصريح برايهم كما يتم العمل في كل الدول، هنا يريدنا السيد المحافظ ان نسكت ونصمت وان  لا نطالب باي حق لكي لا يسحقنا المتصارعين. ان السيد المحافظ يرى السياسة صراع، ولكنه صراع دموي وليس صراع الافكار والطروحات واقناع. وفي هذا الصراع لا باس من ان يتم استهداف المسيحيين كنتيجة عرضية لصراع القوى الاكبر وخصوصا ان تعاطف البعض منهم مع خصم السيد النجيفي رغم ان غالبيتهم معه حسب تصريحه في المقابلة،و تيمنا بما كان يفعله الجبارات الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفياتي، ولكن الدولتين كان ضحايا صراعهما من مواطني الدول الاخرى، اما ضحايا صراع المحافظ والكورد فهم المسيحيين حسب تصوير المحافظ الفذ.
  مرة اخرى نحب ان نذكرالمحافظ الفذ ان مناطق واسعة قد اخذت من نينوى واضيفت الى محافظات اخرى مثل صلاح الدين، لا بل ان محافظة دهوك برمتها كانت جزء من لواء الموصل قبل عام 1970،وقد سلخت اغلب هذه الاراضي وخصوصا ما الحق بصلاح الدين بقرارات حكومية وليس بالارادة الشعبية، فلماذ يريد المحافظ الوقوقف ضد الرغبة المعلنة من قبل البعض في تحقيق الحكم الذاتي، علما ان لا الحكم الذاتي ولا كوردستان العراق هما خارج العراق. ان المسيحيين او الكلدان السريان الاشوريين بالاصح هم من يطالب بالحكم الذاتي وهو للحفاظ على هويتهم المستلبة من القوى العربية، افلا يستحقون ذلك وهم مواطنين عراقيين يطالبون بالوسائل الديمقراطية وليس بالمفخخات؟ علما ان تمتعهم بهذا الحق لن يضير احد الا الطامع باملاكهم او الذي يعتقد ان المسيحيين ما هم الا اهل الذمة وبالتالي ليس لهم من حقوق غير الواجبات.  
قد تكون المسيحية وطقوسها وعادات المسيحيين غريبة في الناصرية والكوفة والكوت لان المسيحية قد انقرضت من هناك منذ زمن طويل، ولكن في الموصل المسيحية مستمرة منذ القرن الاول للميلاد ولحد الان ولم يكون هناك اي فترة خلت الموصل من اهلها الاصلاء، فلا ادري كيف يتحفنا المحافظ بتفسيره الفذ ان الشرطة قد تجد صعوبة في تفهم عادات المسيحيين وطقوسهم، ان وجود ضباط مسيحيين في شرطة الموصل هو امر يجب ان يكون عاديا وممارسا ويجب تشجيع المسيحيين للانخراط في مثل هذه المؤسسات الوطنية، وليس اظهار ضابط مسيحي وكانه انجاز وفكرة فذة. والملاحظ ان السيد النجيفي يطرح نفسه كعلماني، وبهذا فانه كان يجب ان يدرك ان ممارسات المسيحيين وعاداتهم وطقوسهم معروفة للمواصلة وليس فيها ما هو غريب او عجيب او مثير.
وفي احداث برطلة يحاول المحافظ اظهار نفسه حلال المشاكل في حين يعلم الجميع ان الاحزاب التي يذمها السيد المحافظ او بعضها ومنها المجلس الاسلامي  والحزب الوطني الاشوري والحزب الديمقراطي الكودرستاني وتجمع السريان المستقل والشخصيات البرطلاوية من ابناء شعبنا هم من اطفؤا نار الفتنة التي اثارها عضو مجلس المحافظة عن قائمة المحافظ قصي عباس الشبكي الذي تراس المظاهرات والذي هدد ووعد. اما تحرك المحافظ فلم يرى له اثر برغم من انه من صميم عمله. ويدرك المحافظ وغيره ان المسيحيين عموما واهل برطلة خصوصا ليسوا ممن يحاولون خدش مشاعر الاخرين او المس بمعتقداتهم. ولكن لغاية في نفس يعقوب تم اثارة المسألة. ان الاستاذ المحافظ، ينطبق عليه لمثل القائل لا يرحم ولا يخلي رحمة الله تنزل، فهو لا يوفر الامان لمواطيني محافظته من المسيحيين وخصوصا في مددينة الموصل رغم قوله ان غلبيتهم صوتت لقائمته، ولا يريد تدخلا دوليا، مرددا ما صرح به نصرالله عندما هدد مسيحيي لبنان بمصير مسيحيي العراق حينما قال ان الجيوش الاجنبية لم تتمكن من ان تحمي اقامة قداديسهم في الكناءس وكان مسيحيي العراق هم من دعا القوات الاجنبية الى العراق. وعن علاقته برجال الدين واحزاب شعبنا يكشف السيد النجيفي علاقته الوحيدة مع الحركة الديمقراطية الاشورية وسكرتيرها العام.  والظاهر ان ما تردد من ان ال  النجيفي يقومون بتمويل محطة تلفزيون اشور ليس صحيحا فحسب بل ان التحالف اقوى بين الطرفين اي الحركة الديمقراطية الاشورية وال النجيفي ويرمي الى تحقيق غايات سياسية مثل افشال الحكم الذاتي منطلفين من غايات مختلفة، فالحركة التي ارسل سكرتيرها العام الى الاستاذ سركيس اغاجان اخيرا انه مستعد لقبول بكل صلاحيات الحكم الذاتي شرط ان يتم تغيير تسميته الى الادارة الذاتية، موغلة في المخطط وانها استلمت ثمن ذلك مسبقا. وما رسالة السيد يونادم كنا الشفوية الى سركيس اغاجان الا محاولة لافشال المشروع باساليب اخرى واظهار نفسه انه حقق انتصارا بتبني مشروعه للادارة الذاتية والمتحقق اصلا. اما ال النجيفي ومن يدعمهم ويسير معهم فهم يريدون الاستيلاء على مناطق شعبنا الخصبة وتوزيعها الى مناصريهم كما فعل مثالهم الاكبر صدام حسين سابقا، هذه هي نتائج التحالف السئ بين سكرتير الحركة وال النجيفي. والسيد المحافظ يرقع مسؤوليته بحكم وظيفته عن نفسه ويضع المسؤولية على الجميع في محاولة مرة اخرى لتمييع القضية.
الظاهر ان السيد المحافظ لا يزال يعتقد ان تحالفاته السياسية واستمرار مجلس محافظته اهم من حياة المسيحيين ولذا فانه يخفي الوثائق التي يمتلكها والتي على اساسها يتهم الكورد باستهداف المسيحيين، ان من وواجب المحافظ المؤتمن على حياة مواطنيه ان يظهر كل الحقائق وينشرها لكي ياخذ الجاني جزائه ولا يكرر جرائمه، ان من واجب المسؤول هو احقاق الحق وتطبيق العددالة، وليس اخفاء الادلة للحفاظ على تحالف او المشاركة في مجلس المحافظة، وكل قاضي نزيه يعلم ان المحافظ اخفى ادلىة تدين الجاني لاجل تحقيق غايات سياسية فانه سعاقبه وسيعتبره متسترا ان لم يعتبره مشاركا في الجريمة.





http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,380580.msg4411707.html#msg4411707

261
امنياتنا واحدة يا سيد كنا ولكن!!!



تيري بطرس
bebedematy@web.de


نشر موقعي تلفزيون الحرية وراديو سوا، وهما من المؤسسات الاعلامية التي تلتزم الحرفية والموضوعية ولها من المصداقية اضافة الى كونهما غير تابعتان لاية جهة سياسية عراقية، في يوم الجمعة المصادف 15 كانون الثاني 2010  ما يلي:
(رجح النائب المسيحي في مجلس النواب يونادم كنا والمشمول بقرار الاستبعاد من المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة بحسب قوانين هيئة المساءلة والعدالة، رجح وقوف دوافع سياسية وراء قرارات الهيئة. ودعا كنا في الوقت نفسه الهيئة التمييزية المشكلة من قبل مجلس القضاء الأعلى والمكلفة بالنظر في طعون المرشحين المستبعدين، إلى الأخذ بنظر الاعتبار المواقف السياسية الايجابية للمرشحين.
وقال كنا في حديث مع مراسل "راديو سوا" إن "هناك توجها لدعم مشروع المصالحة الوطنية وإعادة اللحمة إلى نسيج المجتمع وربما هناك دوافع سياسية أخرى عدا الجوانب القانونية".
وأشار كنا إلى إمكانية استثناء بعض المرشحين المشمولين بقرارات هيئة المساءلة والعدالة بناء على الصلاحيات المخولة لرئيس الوزراء "نظرا للمصلحة العامة".
يشار إلى أن هيئة المساءلة والعدالة كانت قد استبعدت نحو 500 مرشح للانتخابات من مختلف الكيانات السياسية لارتباطهم بحزب البعث المنحل، الأمر الذي أثار جدلا واسعا حول قراراتها في الأوساط السياسية والشعبية.)1

من الواضح ان السيد كنا في هذا التصريح يؤيد التوجهات العاملة لدعم مشروع المصالحة الوطنية واعادة اللحمة الى نسيج المجتمع، وهو موقف وطني وسليم ولا غبار عليه وكلنا يجب ان نساهم في هذا العمل، لان نسيج المجتمع العراقي قد اعتراه الانقسام والتهرء بسبب عدم استقرار الاوضاع السياسية منذ اقامة البلد كدولة واحدة مع نهاية الحرب الاولى، ومما زاد في ذلك الانقلابات العسكرية المؤطرة بالايديولوجيات الشمولية، والراغبة لقسر المجتمع للسير في مسار واحد لاغير، لاغية كل الحريات الانسانية ومحولة المواطن الى الة  تسيرها الغرائز ليس الا.

ولكن ما يثير العجب ان مدى حرص السيد كنا لعودة اللحمة الى نسيج المجتمع والمصالحة الوطنية، يقابلها في الطرف الاخر، اي في مجتمعنا الكلداني السرياني الاشوري، العكس تماما. فالسيد كنا لم يكن يوما حريصا على المصالحة واللحمة في نسيج المجتمع. فالذي يبدي هذا الحرص في المجتمع العراقي يعتقد ان السيد كنا كان عاملا طوال عمره على تحقيق المصالحة في المجتمع الاصغر (بالعدد) الذي ينتمي اليه والذي يدعي ليل نهار انه يمثله. فالسيد كنا لم يترك امرا الا ومارسه او اقترفه لكي يقسم نسيج المجتمع ولكي يدمر العلاقات الاجتماعية السلمية والسليمة ويحول المجتمع الى خندقين متناحرين: من معه ومن ضده، ولكن لم يكتفي بذلك بل عمل من اجل ان يحول بعض مؤيديه الى كائنات مسعورة تنهش جسد الامة عاملة على تدمير كل مؤسساتنا زارعة الحقد والكراهية بين ابناء العائلة او القرية او الكنيسة او المجتمع او الشعب الواحد.
ولكي لا يكون الكلام على عواهنه وفقط استرسال في توجيه التهم الى السيد كنا وبعض مساعديه او مؤيديه، فاننا سنشير بالمختصر الى التهم التي وجهت الى بعض مؤسساتنا والشخصيات العاملة على الساحة القومية والوطنية من قبل حركة السيد كنا ومؤيديه.
الحزب الوطني الاشوري، يسمى في ادبيات الحركة بحزب البعث الاشوري!! وتتهم قيادته بالعمالة للبعث (ولم يظهر اسم ايا منها في قوائم الاجتثاث) ومن ثم يتحول الى حزب قومي بعد مؤتمر لندن والى انتهاء مؤتمر بغداد!! ومن ثم يصبح حزبا عميلا للكورد!! (انظر الكراس التثقيفي السابع للحركة، واعلام وتصريحات مؤيدي الحركة)
حزب بيت نهرين الديمقراطي وسكرتيره روميو حكاري، يتم اتهامه  بانهم عميل الكورد، لا بل ان هويات البارتي هي التي يحملوها (رغم ان امتيازات الحركة في اقليم كردستان هي اضعاف امتيازات بيت نهرين وجميع الاحزاب)
حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني، يتهم بانه صنيعة كردية وعميل للكورد .
اتحاد بيت نهرين الوطني، اتهم بانه صنيعة حزب العمال الكوردستاني.
المرحوم فرنسو الحريري ، اتهم بانه كوردي
سركيس اغاجان، متهم بانه كوردي.
سركون داديشو، اتهم بانه عميل لصهيونية
البطريرك مار دنخا الرابع متهم بكرديته بل ومنحته الحركة لقب دنخا البارزاني، وكنيسته كنيسة المشرق تابعة للاكراد
دعم ومؤازرة حركة السيد اشور سورو لانشقاق الكنيسة ووصل الدعم الى درجة ان منابر الحركة في غالبيتها كرست او توحدت مع منابر اشور سورو لسب كنيسة المشرق وسب قيادات كنيسة المشرق وقيادات سياسية في شعبنا وقيادات عراقية اخرى
كما وانه وبشكل ملفت للنظر قامت اللجنة الخيرية الاشورية بتوزيع مساعدات انسانية لابناء شعبنا باسم مار باوي (اشور سورو) وقبل انعقاد المجمع السنهاديقي الذي تم ايقاف  اشور سورو فيه، في سابقة خطيرة ان توزع مساعدات باسم اسقف في رعية لا تعود له وسابقة ان توزع المساعدات باسم اسقف ولا توزع باسم الكنيسة او البطريركية كما جرت العادة. (يمكن الرجوع لهذا الغرض وبشكل توثيقي الى موقع شرارا فور يو shrara4u.com)
ناهيك عن دعم صعود اشخاص غير مؤهلين لادارة بعض المؤسسات لكي يتم التلاعب بهم وتسييرهم حسب رغبة قيادة الحركة.

وفي العودة الى نص الخبر المنشور نقول للسيد كنا ان اعادة اللحمة الى المجتمع وترسيخ المصالحة الوطنية لا يمكن ان تتحقق بنسيان الماضي من قبل الضحايا، والا كان مطلوبا من شعبنا ومن الارمن نسيان مذابح السيفو وسميل وصوريا والانفال، ومن الكورد نسيان حلبجة والانفال، ومن الشيعة نسيان جرائم الاهوار، وغيرها من الحالات في تاريخ الشعوب والاوطان.
المعادلة لها طرفان، الجاني والضحية، فعلى الجاني وهو، في موضوعنا، كل بعثي شارك في تاذية ابناء شعبه او ساهم في الاجهزة الامنية المختلفة للنظام السابق ان يتقدم بطلب المغفرة والاعتذار عن ما اقترفوه علنا، ومن ثم على الضحايا ان يعفوا ويسامحوا.
هكذا تتحقق المصالحة وتندمل الجروح، وليس بان تنسى الضحايا الامها ويتمتع الجناة بالحرية والمناصب وبالجاه والسلطة والاموال.
الذي يتمنى عودة اللحمة والمصالحة للمجتمع العراقي، كان الاحرى به ان يعمل من اجل المصالحة في المجتمع الذي يدعي انه يمثله، ويعتذر عن ما اقترفته يداه بحق الشخصيات والمؤسسات العاملة في شعبنا، واني لعلى يقين ان مجتمعنا ومؤسساتنا ستغفر ان طلب الجاني  المغفرة وقدم الاعتذار الر سمي والعلني لذلك.

ان من شروط المصالحة والعفو في كل بقاع العالم هي ان الجاني يحصل على العفو بعد الاعتراف والاعتذار ولكن يستبعد من كل منصب رسمي يتعلق بادارة شؤون الناس على مدى الحياة.
في مقالة عنونتها بـ(جواسيسهم وجواسيسنا)2 ونشرتها على مواقع عدة وبتاريخ 4 تشرين الاول 2006 طالبت السيدين يونادم يوسف كنا ونينوس بثيو زيا بالابتعاد عن قيادة الحركة ولو مؤقتا لكي تتمكن الحركة من العمل بحرية وهي حرة من وصمة الاتهامات التي تساق بين فترة واخرى، ولكي لا تخضع بسبب هذا الملف وهذه الاتهامات الى الابتزاز من القوى السياسية المتنفذة في الساحة العراقية ويتم بالنتيجة التفريط بحقوق شعبنا ثمنا لهذا الابتزاز. الا ان المطالبة ذهبت ادراج الرياح فقرار الحركة كان ان بقاء شخص افضل من بقاء مؤسسة او حتى امة!
حقيقة الامر ومصيبته انه ورغم خروج تصريحات مختلفة تقول بان اسم السيد كنا ليس ضمن المشمولين بالمساءلة، الا ان السيد كنا نفسه اقر ضمنيا وبصراحة فائقة بانه من المشمولين بالمساءلة والعدالة.
وهذا واضح من سياق دعوته: (ودعا كنا في الوقت نفسه الهيئة التميزية المشكلة من قبل مجلس القضاء الأعلى والمكلفة بالنظر في طعون المرشحين المستبعدين، إلى الأخذ بنظر الاعتبار المواقف السياسية الايجابية للمرشحين.)، مثلما هو واضح في دعوته لعدم الاكتفاء فقط بالجوانب القانونية في الاستبعاد بل واخذ المصلحة العامة في الاعتبار!!
ومن ناحية اخرى عندما نقرأ تصريح احد معاوني السيد كنا لجريدة الزمان العراقية والذي يقول فيه:
(وقلل النائب المسيحي يونادم كنا من التاثيرات الفعلية لورود اسمه في قائمة الخمسمئة مرشح الذين طالبت هيئة المساءلة والعدالة شطبهم من قوائم الترشيح.) ولم يذكر المتحدث باسم النائب كنا ورود اسمه في هذه القوائم الا انه اضاف (انها قوائم تفتقر بحسب قوله الي المصداقية فليس كل من تعامل مع النظام البائد واجهزته مشمولا بالاجتثاث)، واضاف ان (النائب كنا كونه رئيس قائمة الرافدين المسيحية واحد نائبين اثنين مسيحيين فقط في مجلس النواب الحالي فان الغاء ترشيحه من هيئة المساءلة سيفسر علي انه استهداف سياسي للمسيحيين العراقيين بعد استهدافهم في حملات العنف والارهاب).3
 اي ان لا خوف على السيد كنا لانه احد المسيحيين الاثنين في مجلس النواب وبالتالي ان استبعاده سيكوم محسوبا ضمن عملية تهميش المسيحيين، لا بل انه يقول ان ليس كل من تعامل مع النظام البائد مشمولا بالاجتثاث في الاقرار الضمني بتعامل السيد كنا مع البعث ولكن ولكونه مسيحي من بين مسيحيين اثنين في مجلس النواب فان ذلك يمنحه حصانة ما.
والاخطر في الامر التساؤل المشروع عن ماهية "المواقف الايجابية" التي يدعو السيد كنا اخذها بنظر الاعتبار لاعفاءه من الاستثناء.1
فالتساؤل مشروع يفرض نفسه، وهو عن معنى المواقف الايجابية ضمن النظام الديمقراطي، فالمفروض ان كل المواقف ايجابية سواء مل كان منها مع الحكومة او معارضا لها.
ولكن القراءة الواضحة لهذه الجملة تعني امور كثيرة فبالاضافة الى نغمة التوسل التي فيها، فان التساؤل هنا يكون عن الغاء دور القضاء واللجوء للاحتماء بمواقف طرحت او سوف تطرح لو تم تجاوز الامر، وهنا يحق لنا التساؤل عن الموقف السياسي الذي دفعه السيد كنا في اعفاءه من الاستثناء في الانتخابات السابقة والمقبلة؟
وهل ان معارضته للحكم الذاتي هي الثمن وانها اتت لهذا السبب ام لسبب ان الحكم الذاتي لم يكن من بنات افكاره؟ وهل هناك اثمان اخرى سيدفعها شعبنا قربانا لاعفاء السيد كنا من الاستثناء؟
ففي الوقت الذي يذكر السيد كنا ان هناك دوافع سياسية وراء ورود اسمه، ومن ثمة الاقرار الضمني، فانه يظهر اطمئنانا لموقفه معتمدا على السيد رئيس الوزراء في انقاذه من الورطة، اي مرة اخرى خارج الاطار القانوني الذي يجب ان يعتمد في مثل هذه الحالات لتبييض الصفحة، بل يلجأ الى السياسة وحيلها مستغلا وضع المسيحيين وما يتعرضون له وتهميشهم في المعادلة السياسية.




1 - http://radiosawa.com/arabic_news.aspx?id=2140165&cid=24

2- http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=printpage;topic=58727.0

3 - http://www.azzaman.com/indexq.asp?fname=2010\01\01-15\98.htm&storytitle


262
الياس والتوصيف السلبي ليس حلا!!





تيري بطرس
Bebedematy@web.de
في الوقت الذي نؤيد الاستاذ اشور كيوركيس بانعدام الثميل الاشوري  في مراكز القرار الدولة العراقية، ليس لاننا نسحب الانتماء القومي ممن يشارك في هذه المراكز بهذا المستوى او ذاك، ولكن  الانعدام كان بسبب عدم وجود خصوصية قومية لاي منصب بحكم القانون، وبالتالي فان الخصوصية التي منحت للشيعة او للكورد لم تكن لانهم حقا يمثلون قانونيا هاتين الشريحتين من ابناء العراق، بل كان الامر هو مجرد تصنيف صحفي او لان من تم احتسابه كممثل لهاتين شريحتين دافع عن مطالب وامانيهما ليس الا. بالطبع يمكن سوق اتهامات كثيرة ضد الدولة العراقية في موقفها من شعبنا، ولكن يبقى سؤال مهم يفرض نفسه،وهو هل تكلمنا مع الدولة بصوت واحد، ونحن نقول باننا نعمل لاجل صالح نفس الطرف. الناس لا تهمهم خلافاتنا ولكنهم يريدون سماع مطالب واحدة وغير متناقضة منا لكي يمكنهم التعامل معنا،
لا يمكن نكران التجاوزات الحاصلة على شعبنا من ناحية تجاهل مطالبه المشروعة، ولكنها مشروعة بنظرنا فقط، لا بل ان الامر في هذا كله ان هناك اطراف عديدة من هذا الشعب تستنكر او تتنازل عن هذه المطالب ليس لشئ، بل لكي تحارب الاطراف الاخرى من نفس الشعب. ان سوق الاتهامات والصاقها بالاخرين عملية سهلة. وتبرئة الذات النرجسية والمتعاظمة، قد تريح ضمائر البعض لاعتقادهم انهم قاموا بالواجب، ولكن دائما هناك قول ماثور يقول ما هكذا تساق الابل...
ان ما لحق بمسيحيي العراق وكل اقلياته الاخرى من المندائيين والازيديين وحتى الشبك، ليس بسبب تحالفات سياسية خاطئة او لمواقف ومطالب سياسية، انه الفكر التكفيري والرافض للاخر، والذي يرى الاخر شرا يجب ازالته، وهذا الامر ملاحظ في ما يجري بين السنة والشيعة، لا بل يمكن القول ان بعض السنة وضيوفهم كانوا السباقون في عمليات القتل على الهوية ولا يمكن تبرئة بعض الشيعة من ذلك وخصوصا الانتقام من البعثيين من ذوي المناصب الكبيرة والتي كانت في غالبيتها سنية، ان الاسلام السياسي لم يرتضى ببقاء الاقليات الدينية الا نتيجة للجزية الكبيرة التي كان يحصلها منهم. ولكن بعد نشوء الدول الحديثة وظهور الثروات المعدنية وغيرها فانه لا يريد الاقليات لانهم يحملون الرسالة الاخرى المغايرة والتي تتسم غالبا بالمسالمة والتسامح وهذا ما يرعب الاسلام السياسي. واذا كان السيد نصرالله قد ضرب مثلا بحال مسيحيي العراق لكي يدخل الخوف والرعب في قلوب مسيحي لبنان لكي يقدموات تنازلات كبيرة لصالح بقاء السلاح في يد حزب الله، فهدذا يدل على نوعية الايديولوجية المقيتة التي يعتنقها هذا الحزب وغيره من الاحزاب الاسلاموية.
نعتقد ان امكانيات الاشوريين باتت معروفة لابناء الشعب، وهذه الامكانيات كانت معروفة لكل القوى العراقية، ان محاولة خداع الذات بطرح وجود ديموغرافي وامتلاك قوة سياسية يمكن ان تقلب الموازيين على الساحة الوطنية، لم يخدع احدا الا ابناء شعبنا وبعض الكتاب ممن اعتقدالامر صحيحا. ولذا فهم قد بنوا في مخيلتهم امال وطموحات كبيرة اكبر ليس من قدراتنا، بل اكبر من قدرات العرب والكورد مجتمعين. ولذ نرى في طرحهم غياب الموضوعية. ان رد فعل الاشوريين على ما تم اقترفه بحقهم من المذابح واستهداف دور العبادة بالسيارات المفخخة او القصف، ان وجد من برره فان الاخرين تحركوا بقدر الامكانيات المتاحة، فالتحرك شمل الساحة الدولية والوطنية والحكومة وحكومة الاقليم، ولكن بالطبع ان التحرك لم تأتي ثماره بقدر المراد، وذلك لاسباب معروفة، وهي سرية الجماعات القائمة باستهداف المسيحيين، او استهدافهم  جراء الصراع القائم بين الاطراف المختلفة لكي يخلقوا ضجة وشك بالاستقرار الوطني من ناحية ولاعتقادهم ان استهداف الاقليات مامؤن من رد الفعل المعاكسة نتيجة لضعف الطرف المستهدف.
ان الحماس للنزعة القومية ليس هو المطلوب، فالحماس لهذه النزعة يجب ان يواكبه معرفة الوسائل لتحقيق متطلبات النزعة القومية، ان النزعة القومية ليست لذاتها بل هي لتحقيق امور وتغييرات على الواقع، ومن جهة اخرى ان هذه النزعة القومية المدعى بها، لم تمنع اكثر من نصف الشعب الاشوري من ان يفضل الانتماء الطائفي الكنسي على الانتماء القومي!!!! وان النزعة القومية الاشورية تذكرني بالادبيات العربية ومنها التي تقول (( سلوا عنا ديار الشام ورياضها، والعراق وسوادها، والأندلس وأرباضها.. سلوا عنا حفافي الكنج وضفاف اللوار ووادي الدانوب.. إن عندهم جميعاً خبراً من بطولاتنا )) هذا وليس اكثر.  ان النزعة القومية هي نزعة ماضوية وليست مستقبلية،  بقت للتغني بامجاد الماضي التليد، ولم تتحول الى ورشة عمل لصناعة المستقبل.
((والذي أثبته التاريخ أن ما قبل السقوط تشتد الكبرياء وجنون العظمة والاتكاء على الاسم القديم اللامع والتاريخ الرائع، من مقالة خالص جلبي بعنوان علم المستقبل والانبياء الكذبة)) ان خطر الاندثار والذي اكدنا عليه مرارا خلال هذه السنة، بدلا من ان يدفعنا لتقوية اوراقنا السياسية والاقتصادية والديمغرافية، من خلال الاشادة بما نتج من عمليات البناء وتعمير القرى التي قادها الاستاذ سركيس اغاجان، والعمل من اجل ان تملاء هذه القرى بابناء شعبنا وان نخلق اليات تواصل وثبات على الارض التي هي لنا، وان نخلق حركة سياسية متينة تبنى على اكتاف الشباب الواعي والمدرك للمراحل في العمل السياسي.  ومن خلال وحدة الخطاب الحقيقي ووحدة القرار السياسي من خلال خلق الية للتفاهم وللخروج بالقرار السياسي. بدلا من كل ذلك نلجاء الى الانفرادية وتدمير المنجز والتشكيك بالنيات، والغرق في منجزات الماضي ومحاولة تصوير كل من لا يدعوا الى هذا الماضي وكانه العدو الحقيقي للامة والشعب، في الوقت ان الدعوة الى الماضي وما امتلكناه فيه ليست دعوة للعمل بل هي دعوة للتخدير والنوم الهنئ لحين مجئ اوان الاندثار.
لا يمكن باي حال من الاحوال تحميل الاشوريين وسياساتهم ما حصل لهم في المذابح المغولية تيمورلنك وما بعده، او ما اقترفه الصفويين، ومن ثم بدرخان بك او محمد كور، في كل هذه المذابح قدم الاشوريين ليس مئات الالاف من الضحايا، ولكنهم قدموا ضريبة اخرى وهي تشتت اوصال الامة، وفقدانها الذاكرة الموحدة، لا بل فقدانها التواصل والقيادة وان كانت دينية في مراحل مختلفة. وفي الحرب الكونية الاولى كان موقف قسم من ابناء شعبنا مناوئ للطموحات القومية قادته بعض الكنائس، وعندما اضطرت كنيسة المشرق لاتخاذ موقف الانحياز الى الحلفاء ابان الحرب، كان ذلك تحت ضغط المذابح التي كانت قد ابتدات منذ عام 1914. ان نتيجة هذا التحالف كانت في غير صالح الاشوريين، لان الاشوريين دخلوا التحالف مرغمين وليس من باب كونهم قوة تمثل ميزانا بين القوى الاخرى، فالاشوريين كانوا قوة مقابل القوى العشائرية الاخرى اي نعم، ولكنهم ما كانوا بقادرين على تهديد وحدة اي دولة، وعندما كانت الدولة العثمانية تر يد ارسال سالة الى اي جهة من خلال اضطهاد المسيحيين ما كان عليها الا وان تحرك رئيس عشيرة ما لتحقيق ذلك. وفي مسالة سميل كان الموقف الاشوري الاساسي يميل الى السلم، ولكن فرض عليهم القتال فرضا، لتحقيق اجندة معينة، وايصال رسائل الى اطراف اخرى كالكورد مثلا. اذا اين السياسة الاشورية الظريفة، واذا كان هذا في الماضي فاننا نحن نتحمل نتائج ما حدث في هذا الماضي، وبدلا من محاولة العمل من اجل تصحيح المسار، والوصول الى مرحلة يمكننا فيها ان ندخل التحالفات السيايسة من باب قوة من القوى وليس مضطر اخاك، يحاول البعض العودة بنا الى الماضي والتغني به واستعمال اساليبه وادواته.  ان الصراخ ليس هو المراد، وهنا لا نود كظم الغضب، بل لنقول تحويل الغضب الى العمل المنسق الذي يسند كل جزء منه الاجزاء الاخرى من خلال التنسيق والتطوير والاليات العصرية للعمل السياسي. اذا باعتقاد البعض ان تاسيس الاحزاب هو لتواكب الواقع الاليم وليس لكي تعمل من اجل تغيير الواقع الى حالة افضل، ان تاسيس الاحزاب  بلافتات غير اشورية ضمن شعبنا ما كان يمكن ان يحدث لو لم تكن هناك من داخل الشعب ما يدفع الى ظهورها، ان اتهام الاخرين دائما بما نعتقده سلبا في شعبنا ينفيه الواقع الاليم الذي نعيشه، ان الواقع ان لم يكن من صنعنا فاننا بلا شك ساهمنا في صنعه من خلال منح الفرص للاخرين للتدخل في شاننا الداخلي. واذا كان هنالك من وعي وادراك بان قيام مؤسسات سياسية في شعبنا بلافتات غير اشورية، قد عمل على زيادة خيبة الامل، فكان من المفترض ان نقوي المؤسسات العاملة بلافتات اشورية ونمنحها الدعم، ليس الدعم المادي حصرا، بل الدعم بالفكرمن خلال الانفتاح السليم على مكونات شعبنا، وتقبل حالة تعدد المذاهب الدينية وتجلياتها من الاسماء والممارسات السياسية لتكوين راي عام يؤمن ليس بوحدة الشعب فقط، بل لكي يؤمن ايضا بقدرته اي الشعب ومن خلال قيادته الواعية الى اتخاذ القرارات السليمة. ولعل مسألة التسمية كان احداها، فالتسمية المركبة الثلاثية لا تغبن اي تسمية اخرى، ولا تلغي اي منها، اي نعم ان المؤمنين بالتسمية الاشورية هم الاكثرية في شعبنا على مستوى العالم، وهم يؤمنون قاطبة بان من يقول انه كلداني او سرياني ما هو الا اشوري، ولكن هذا الايمان كان بحاجة الى صقل وكان يجب ان يدخل بودقة الصهر من خلال العمل المشترك لكي يترسخ الايمان بوحدة الشعب، وهذا ما رفضه وما حاولوا تفهمه وبالاخص من اطراف محسوبة على التسمية الاشورية.  والبعض من هذا الطرف لم يرعى ولم يعمل من اجل تقوية الطرف الاشوري، بل عمل بكل الطرق على اضعافه من خلال تسمية اشورايا المشتقة من الاه اشور والذي ما عاد يربطنا به رابط بعد ان امنا بالسيد المسيح. في مسعى ايديولوجي مقيت لا يعطي اي انتباه لما سيحفره بين ابناء شعبنا من انقسام اخر وخصوصا ان شعبنا موزع على مختلف دول العالم وهو خاضع لقوانين وتاثيرات هذه الدول وثقافاتها. وباسفاف غير مبالي بشرعية الحركة القومية الاشورية التي ابتدات العمل ولا زالت بغالبيتها تحت لافتة التسمية اتواريا النابعة من ارض اشور ( ارعا داتور). ان قتل هوية الارض والشعب ساهم فيها الكثيرين ماضيا بدون وعي ونتيجة لانفماسهم في الفكر الديني غير مبالين لمسالة الشعب، وهم لا يعابون لانهم كانوا ابناء جيلهم ولم يحاولا قراءة المستقبل، ولكن ما نقول للبعض ممن يعيش في هذا العصر ويستعمل ادواته ويرى الخطر المجدق بشعبه المهدد بالانصهار والتلاشي والاندثار، وهم يعودون القهقري الى التمترس بالماض، وخلق العداوات بين شعبنا والشعوب المجاورة غير مبالين لميزان القوى، لا بل يمكننا القول انه كلما مال ميزان القوى لصالح الاخرين، نرى هؤلاء يزيزدون جرعة العداء الهسنيري والمسعور اكثرواكثر.  
ان العهر السياسي ان كان موجودا لدى البعض فهوحقا موجود لمن يركب مركب الشعارات العدوانية وهو لم يوفر اي طلقة او حتى ساتر ان لم نقل رجال مدججين بالسلاح لكي يحارب من يريد ان يعملهم اعداء دائميين لشعبنا، فهم يريدون ان نقر بمن يحددوه عدوا لنا، والا فالويل والثبور فاننا في قواميسهم خونة وعبيد الاخرين.ان ديمقراطية العراق هي ضمانة لتحقيق ولثبات ما نحققه من الحقوق، والمناداة بالعراق الديمقراطي جاء نتيجة لتجارب مريرة عاشها العراقيين جميعا، ولم يكن شعارا براقا اخر، ولكن الديمقراطية ايضا لها اوجه متعددة ومراحل مختلفة، ولذا فاذا كانت الديمقراطية العراقية تحمل عيوبا كثيرة فهذا لا يعيب الديمقارطية بذاتها ولكنه يعيب ممارس الديمقراطية. اما عن الحكم الذاتي فالظاهر ان البعض لا يريد ان يفهم ان اقليم كوردستان هوجزء من العراق، وان العراق بلا اقليم كردستان لن يكون عراقا، وان تحقيق الحكم الذاتي هو احدى الضمانات الاساسية لتطوير الهوية القومية وتجلياتها على ارض الواقع، لا بل انه يمكن القول ان تحقيق الحكم الذاتي يمكن ان يكون البوتقة التي ستصهر مكونات شعبنا المختلفة في بوتقة واحد نتيجة العمل المشترك، اما اذا كان هذا الجزء سيكون مع الاقليم او ليس ضمنه فاعتقد انها مسألة ليست اساسية بقدر ما هي المصلحة من ذلك، ومن الواضح ان تجميع كل مناطقنا في منطقة ادارية واحد هو الافضل لنا، لانه يحقق وحدة التاثير في القانون الموحد ، ونتيجة الثقة المشتركة التي لن تتحقق بالصراخ وبكلمات التخوين والمسبة.
ان ما عاناه الانسان الاشوري يفوق التصور في بشاعته، واذا كان البعض يدعي ان القضية الاشورية قد انتهت عام 1933 مؤسسا للاحباط ومسقطا كل عمل قومي وحتى النية من وراء قيامه من اي  صفة ايجابية، فاصلا بين ما عانه الفرد الاشوري و ما يحيطه من الظروف المعقدة وبين الاحزاب وقياداتها وكانها يجب ان تكون من طينة السوبر مان او من خارج الطبيعة الانسانية. ان تقصير الاحزاب الاشورية بلا شك واضح، فهي ورغم تحذير الخيرين ومسبقا (المذكرة السرية للاترناي لكل من الحركة الديمقراطية الاشورية وحزب بيت نهرين الديمقراطي في حزيران 2002 رغم انها كانت متأخرة) الا انه من الغير المنصف رمي كل ما يعانيه شعبنا على عاتق الاحزاب، فالقضية الاشورية ان صح التعبير لا تزال تعاني منذ الحرب العالمية الاولى حين دخلت كقضية في مباحثات الدول، ليس لثقلها بل لانها كانت تستغل من قبل القوى المتنفذة للحصول على مكاسب معينة.
كان مؤتمر لندن ونتائجه وسقوط صدام وما تلاه مناسبة حقيقية لتصحيح الاوضاع، الا ان البعض حاول استثمار المسألة للصالح الخاص، ومع الاسف انخدع الكثيرين بما طرح حينها، فالقضية لم تكن قضية التسمية وغيرها، ان التسمية كانت محاولة للدخول الى خلق وحدة قومية متينة بطريقة سياسية مرنة وليس من خلال الفرض والقهر، اللذان يطالب بهما البعض متجاهلين الواقع ومتطلباته وامكانياته. ان دخول البعض من الاشوريين هذا المعترك كان خطاء فادحا، فهم بدلا من ان يقووا من احتمالات انشار التسشمية الاصح وهي التسمية الاشورية لكي تأخذ مداها، فانهم جعلوها تسمية كباقي التسميات لا بل حاول بعض الغلاة تغييرها وايجاد مبررات ايدولوجية غبية لتغيير التسمية بالسورت من اتورايا الى اشورايا مخلقين سببا اضافيا للانقسام داخل المقتنعين بالتسمية الاشورية.
وبالرغم من ايماننا انه كان يمكن خلق تفاهم بين طرفي المعادلة القومية (الداخل والخارج، الاطراف التسموية، الاطراف المذهبية) لو صحت النيات وان الاستفراد ومحاولة اظهار الذات كالمنقذ الوحيد وعدم استشارة الاطراف المهمة والتي اظهرت تفهمها للتسويات الداخلية كان سببا لتشرذم البيت الداخلي على الاقل بقواه السياسية العقلانية.
ان من اسهل الامور هو توجيه الانتقادات ووصف الامور باقبح الصفات وخصوصا ووضعنا لا يسر العدو، ولكن وضمن المعادلات السياسية والديموغرافية الغير المناسبة لشعبنا، سيكون وضع الحلول لكل ما نتمناه امر في منتهى الصعوبة ونحن منقسيمين ومتشرذمين بهذه الطريقة العجيبة الغريبة. ان البكاء على سهل نينوى والبكاء على انه سيتم تكريده، يكاد ان يكون الاغنية المفضلة للبعض بعد ان فقدت اغنية وحدة العراق التي تهددها فدرالية اقليم كوردستان بريقها. والمتباكين يدركون ان الاقضية الثلاثة التي تسمى بسهل نينوى (الحمدانية، تلكيف، الشيخان) لن يحسم امرها شعبنا حتى  وان كان بكامله يقر بالتسمية الاشورية وباكمله ضد مسألة انظمام الاقضية الى اقليم كوردستان، فالشيخان التي سلخها النظام من دهوك والعقرة كذلك تم عمليا اعتبارها من الاقليم ومنذ عام 1992 اوما قبلها حين تحديد المنطقة الامنة. اما القضائين الاخرين فسيتم تحديد مصيرها تصويت الاهالي وبهذه الطريقة سيكون من الواضح ان بعض النواحي من القضائين سيكون ميلها للانظمام الى الاقليم لانها تكون بغالبيتها ازيدية او كوردية اسلامية، فلنأخذ ناحية القوش مثلا والتابعة لقضاء تلكيف، فحتى لو صوت كل الالاقشة ضد الانظمام وهو امر مستبعد جدا فان الاكثرية الازيدية في الناحية ستقرر مصير القوش، وهكذا نواحي اخرى ضمن القضائين، وبالتالي فان منطقة سهل نينوى ونتيجة لتطبيق المادة 140 ستنقسم الى قسمين كل قسم خاضع لمنطقة معينة. فمن الخاسر في هذه المعادلة الغريبة التي يريد البعض منا القبول بنتائجها المسبقة وعدم العمل من اجل ان يكون كل شعبنا في اطار منطقة ادارية سياسية قانونية موحدة، انهم يطالبوننا بان نعيد تجربة تقسيم شعبنا بين الدول، صحيح اننا هنا في دولة واحدة، الا ان تاثير مفعول القوانين على الشعب سيكون مؤثرا ناهيك عن القبول باستمرار تعريب قسم من شعبنا. اما الانظمام الى الاقليم والنمتع بالحكم الذاتي سيكون حلا افضل من الكل المطروح حاليا، لانه سيعني التمثيل الحقيق للشعب، وانبثاق سلطة فعلية وان لم تتمتع بكل صلاحيات الاستقلال، الا انها ستتمتع بصلاحيات كثيرة في المجالات التربوية والقانوية والامنية والاقتصادية المحلية لكي تبنى وتعبر عن المواطن من ابناء شعبنا وبقية الشعوب المتعايشة معه. فوصف مشروع الحكم الذاتي بالمشروع الكوردي، ليس سببا ولن يكون كذلك لكي يتم تركه والركون الى المجهول والى المطالبة باقليم اشور، هذه الاقليم ذو الاكثرية الغير الاشورية فابناء شعبنا لوحدهم لا يكونون الاكثرية في هذا الاقليم، كما ان المط\البة باقليم اشور ليس لها سند ودعم من اي طرف وطني لحد الان، انه شعار رفع لكي يدغدغ احلام البعض مع عدم توفر اي امكانية لتحقيقه، والامر الاخر المهم ان تحقيق الحكم الذاتي لن يلغى الطموح في تطويره الى مستوى الاقليم ولكن بعد نضج الامور السياسية والاقتصادية وان كنا اذكياء حتى الديموغرافية.  
ان محاول تصوير مسألة مشاركة ابناء شعبنا في السلطات التنفيذية والتشريعية بالمشاركة في البرلمان الكوردواسلامي، يعني المطالبة بانعزال شعبنا عن المشاركة في مراكز القرار، صحيح انني شخصيا لست مسرورا لنوعية المشاركة، ولكن الانعزال لم يكن في يوم من الايام الطريق الصحيح للتمتع بالحقوق، بل هو الطريق الواضح نحو المزيد من الانعزالية ومن ثم الهجرة وغيرها من النتائج الوخيمة العاقبة التي يمكن ان تلحق بشعبنا لو سرنا في الطريق الذي يرسمه بعض الرومانسيين القوميين من المتاثرين بالشعارات العروبية التي لم تجلب للعرب الا الخراب والدمار، ولحقنا منها ما لحق. ان الالية المتوفرة اليوم للتغير هي الالية الديمقراطية وعلى ابناء شعبنا المشاركة فيها بفعالية ولكن عليهم اختيار الافضل لذلك.
ان عدم رضانا عن الواقع الحالي يجب ان يدفعنا للبحث عن كل ما يساعجدنا لتغيير الواقع وليس للابتعاد والانعزال، ورغم من الماخذ على تجربة اقليم كوردستان، الا ان التجدربة تبقى الافضل في العراق، ودعمها يعني دعم مستقبل العراق الافضل، وهذا لا يعني البتة دعم الاطراف المتطرفة في اي تكوين عراق سواء كان قوميا او دينيا.المقالة هي رد على ما ورد في مقالة الاستاذ اشور كيواركيس المنشورةعلى الرابط التالي

http://www.assyrian4all.net/akhne/index.php/topic,15997.0.ht  


263
المنبر الحر / الى اين المسير؟
« في: 01:13 01/01/2010  »
الى اين المسير؟



تيري بطرس
bebedematy@web.de

في بدء نشاط الناس تحت لافتة الامة اي منذ اكثر من قرن ونصف القرن، اختاروا الامة لانهم كان يعتقدون ويؤمنون ان الكنيسة قد قسمت الشعب الواحد الى شذر واقسام متناحرة ومتباعدة تكاد ان تنحاز الى الخصم لكي تفوز على القريب. ولكن الفعل القومي ومنذ البدء تعرض للانتكاسة، فقسم فضل الكنيسة على الامة، وفي خضم الصراع وانتهاك كرامة الامة والفرد، ساومت بعض الكناس الانسان  على حياته، فاما معي او انت عدوي، والعمل القومي لم يكن قد نضج تعرضت الامة لابشع مذبحة في تاريخها الا وهي مذابح 1914-1017 ويخطئ من يحمل قادة الامة سببها، لان المذابح كانت قد شرعت اصلا منذ خريف عام 1914 باعلان مفتي السلطنة الجهاد ضد المسيحيين، اي قبل انحياز قياداتنا السياسية والعشائرية والبعض الدينية الى صفوف الحلفاء بكثير، ولم يكن في وسع هذه القيادات الاستكانة الى وعود المسؤولين العثمانيين الصغار وهم يعلمون بان الفتوى وبان السياسية في نظر هؤلاء ماهي الا الخداع.
بين كل كبوة وكبوة، كان بعض ابناء الامة ينهض لتحمل المسؤولية، ولكن الغريب اننا لم نتعلم من تجاربنا وليس من تجارب جيراننا، لم نتعلم كيف نتحاور ونتناقش، ونعطي لاخينا الاخر الاسباب الحقيقية لما قمنا به، فبالرغم من قبولنا كل ما يقوله الاخر ونطيع ما يفرضه علينا، الا اننا بين ابناء شعبنا وامتنا نريد ان نطاع وان نفرض عليهم كل شئ دون القبول ولو بعلامة استفهام. اذا انا وانت  والف وباء وتاء وثاء  كلنا للغريب الاخر اذان صاغية وحضور للتنفيذ، ولكننا غير مستعدين لخلق الية لنوصيل ارانا وحقائقنا ومعلوماتنا للاخر من ابناء شعبنا، لكي يعلم اسباب ما عملناه وما قلناه، وهكذا نحن مع الاخر من غير الامة ساحة مستباحة ومع ابن الامة نبني جدرانا ونقيم اسيجة ونخلق عداء. ان العلل الكبرى للتناحر داخل الامة هو انقطاع الاتصال والتواصل، واعتبار كل واحد نفسه انه المخول الوحيد للتكلم باسمها والتسيب وعدم الاعتراف باي ثابت في الامة، هذه الامور تعتبر الشر الذي ينخر في الامة والشعب، فهل من رجال يتصدون لهذا الشر لكي يبنوا مستقبل الامة الواحدة.
من جيراننا اخذنا اسوا ما فيهم، فالعالم يتقدم ويخطو الخطوات الكبرة الى الامام، اما محيطنا فهو وبكل المقاييس يتراجع الخطى نحو الخلف، وانا اختلف مع البعض ممن يعتقد ان الاسلام صار الهوية السياسية للمنطقة، قد يكون كذلك لسنوات قليلة ولكنه سينهزم كانهزام الفكر القومي العروبي الشوفيني. ان الاسلام وفرضه كقانون على البلد، يعني حرب شيعية سنية لن تتوقف الا والعراق اشلاء.
  نحن اخذنا سياسية الثبات على الموقف، وتخوين كل من يخرج بجديد والاعجاب بالماضي، الحاضر والمستقبل اما هما غير موجودان في مخيلتنا، او اننا نحاول ان نجيرهما للماضي، فويل لامة حاضرها ومستقبلها هو ماضيها.
خلال السنة الماضية نشرت اكثر من مقالة تحذر من المستقبل المظلم الذي ينتظرنا كاشوريين او ككلدان او كسريان او كمسيحيين، في وطننا الاصلي، وحذرنا من ان المهجر يعيش الهوية القومية لان الوطن يمدهم بالقوة، وحين يخلو الوطن من ابناء الشعب، فمصير المهجر هو الذوبان السريع، ولكن لم ارى اي شعور بالمسؤولية من لدن قادتا في الاتجاهين الكنسي والسياسي.
نحن بحاجة الى ثورة في الممارسة السياسية والكنسية على السواء، في الممارسة السياسية ثبت بالبرهان القاطع ان لا احد يمكن ان يلغي الاخر، ولكن القطيعة مدمرة، ليس للاحزاب ولكن للامة، بما تزرعه هذه القطيعة من الجروح والالام والضعف في بيتنا الداخلي. كل الامم عندما تجد انه ان اوان النهوض، لا تتهرب من دفع الواجب، بل تدفع وبسخاء من اجل المستقبل، فهل ان احزابنا مستعدة لدفع ثمن واحد للامة التي تدعي الدفاع عنها، الا وهو الترجل من حصان الكبرياء؟
تدرك كل كنائسنا اننا شعب واحد وامة واحدة، وان ما يقسمنا ليس اللغة ولا التراث ولا التاريخ، بل ان ما قسمنا هو التبعية الكنسية، ولكن بعض الكنائس مستعدة للذهاب بعيدا في تقسيم وشرذمة الامة. ان الكنيسة التي تعمل لنشر رسالة المسيح، من واجبها البحث عن خلاص شعبها، ليس فقط روحيا، بل شعبها كشعب يعيش وياكل ويشرب ويتمتع بما وهبه له الله من الغنى سواء بصورة مميزات او بالثروات، فلو زال الشعب بمميزاته هذه لما بقى للكنيسة دور مميز، على الاقل هذه الكنبسة التي تقول انها تحمل تراث كنيسة المشرق. ان المسيحية يمكنني ان اجدها في كنائس اخرى، ولكن المسيحية المشرقية لا اجدها الا في ورثة كنيسة المشرق، ولقد كات كنيسة المشرق وفية للمسيحية عندما قدمتها بلغة الامم، ولكن هذه الكنيسة لم تتخلى يوما عن لغة شعبنا، لا لصالح العربية ولا لصالح الكوردية او التركية او الفارسية!!!
نعم ايها السادة من ارباب الجبب الملونة  ومن اصحاب الكرافات المزينة، انه جرس الانذار، هل يهمكم امر امتكم ام لا؟ ان الساعة اتية ولا مفر منها، فهل سنعمل من اجل العلاج؟ ام سنستمر في تطاحنا الفارغ والخاسر والطفولي الحالي؟



264

السيدة تريزا ايشو ومدافعها الصوتية!!!



تيري بطرس
Bebedematy@web.de


(هل أن القس عمانوئيل متأهل لغسل ارجل تلاميذه؟) تحت هذا العنوان نشرت السيدة تيريزا ايشو مقالة في هجومها الكاسح والمستمر والملئ بالحقد وبالضغينة  ضد الاب والصديق عمانوئيل بيتو يوخنا ومنظمة كابني التي يديرها الاب عمانوئيل بيتو يوخنا وضد الحزب الوطني الاشوري (الاترنايي). وعندما اقول الملئ بالحقد والضغينة فانا لا اتجاوز الحقيقة في مواقف السيدة ايشو البتة. فالاترنايي غير محصنين من النقد ولا اعتقد ان الاب عمانوئيل او منظمة كابني اعلى من النقد، لان الاترنايي يعملون في الحقل الجماهيري والاب عمانوئيل شخصية عامة من خلال كونه كاهن ومن خلال مسؤوليته في منظمة كابني. ولكن النقد شئ والتهجم شئ اخر، بمعنى انها لم تاتي بامر حقيقي هاجمته بل تلفيقات وكلام مسترسل من غير اثبات حقيقته.
المعلوم ان الاب عمانوئيل بيتو كان عضوا في الاترنايي مثل كثيرين كانوا اعضاء في هذا الحزب ولكنهم ابتعدوا عن العمل التنظيمي بسبب ارتداءهم الثوب الكهنوتي (اساقفة وكهنة). بل يمكننا القول ان انتماء الاب عمانوئيل وغيره للحزب الوطني وانخراطهم في العمل القومي من خلال المؤسسات التي كان الحزب يديرها او يقوم بتوجيهها هو الذي دفعهم للانخراط في العمل الكنسي باعتبار الكنيسة احدى ارقى واقدم مؤسساتنا والتي يجب ان نقوم بدعمها بالدماء الجديدة والافكار.
ان كل شخص مهما كان موقعه من البطريرك الى الشماس يمكن ان يتعاطف مع بعض الطروحات السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية وليس فقط الدينية، ولكن زج مؤسسة الكنيسة في الانحياز لطرف سياسي او اقتصادي او اجتماعي قد يكون غير مرغوب لانه سيجعل المؤسسة كلها في مهب النقد والانتقاص، او حتى ان يقوم الكاهن او رجل الدين بالتمييز في تقديم الخدمة على ضوء التعاطفات السياسية, وبالطبع فان الاب الفاضل عمانوئيل بيتو لم يعرف عنه ذلك. اي انه لم يستعمل منبر الكنيسة او هيئاتها ونشاطاتها في تفضيل هذا على ذاك اعتمادا على ميوله السياسية، بعكس اخرين من لون معروف ممن باتوا يرددون اسم مرجعيتهم السياسية او تنظيمهم السياسي في الخدمات الكنسية اكثر من اسم السيد المسيح (احد كهنة شيكاغو مثالا).
ورغم ان الاب عمانوئيل بيتو كان راعيا لرعية كنيسة المشرق الاشورية في المانيا لعدة سنوات وقدم استقالته من ادارتها لاسباب ادارية، فان السيدة ايشو تدعي انها لا تعرف ان كان يدير او يقوم بادارة ابرشية ما او لا.

من عنوان المقال نستشف ان السيدة تيريزا تضع نفسها الامر الناهي للكنيسة في خياراتها وفي اختيارها لمن يديرون الامور فيها فهي تفضل هذا على ذلك ودون ان ان يرف لها جفن وان تراجع نفسها وتقول على اي اساس او اي معيار، غير معيار اعتقادها ان هذا او ذاك هو هو ضد طموحاتها الشخصية او لانه نشر ضمن نشاطه الثقافي والفكري وثيقة معلنة ومعلومة للجميع، وهي علنية لانه حكم صادر من القضاء، وكل حكم يصدر من القضاء يكون علنيا وهو احد شروط استيفاءه القطعية، وتعتقد السيدة ايشو اننا كلنا لا نفهم . او قد لا تدري هي هذه الحقيقة وتعتقد بان الوثيقة الخاصة بنفاذ محكومية الشخص المذكور سرية وما كان يجب نشرها لان الشخص الذي تمت ادانته هو قريب لها، وهذا الشخص يعمل ايضا في الحقل العام وعلى الناس معرفته لكي يدركون من يحاول ان يتكلم باسمهم او يدعي العمل من اجلهم. 
وبجرة قلم تقوم السيدة ايشو بتوجيه سلسلة اتهامات وتلفيقات ضد الاب عمانوئيل بيتو مثل: (تفضيله النخبة على عامة الشعب، او انحيازه للاترنايي الذي اوصاه السيد المسيح بعدم الانحياز لهم فهم من صلبوه!!، واتباعه سياسة فرق تسد لانه بالتاكيد استعماري!، وتشتيت خراف السيد المسيح من خلال مقالاته الموجهة ضد فصيل سياسي الا وهو الحركة الديمقراطية الاشورية (دون ان تتساءل ولو لبرهة عن ممارسات الحركة ضد الاب عمانوئيل وغيره من رجال الكنيسة والامة)، وجريمته الكبرى في مدح الاترنايي ومواقف كثيرة في مخيلة السيدة ايشو لا تتسم بروح التسامح والقيم المسيحية  وتعاليم المسيح مع الكنيسة الكلدانية الشقيقة، والاكثر تجاوزا للقيم المسيحية كان برايها التشهير (من خلال تبيان حقيقة) السيد جيفارا زيا قريب السيدة ايشو الذي حوكم بتهمة الفساد المالي). انظروا كل هذه الاتهامات التي تسوقها وبدون اي اثبات غير اقوال واقوال تحتاج للاثبات  وللتاكيد ولبعض الخجل من طرح هكذا امور بلا ادنى دراية او اثبات.
ولكي تنتقم السيدة ايشو من الاب عمانويل بيتو وليس نقد اعماله او تصريحاته او نشاطه الفكري، تقول وتؤكد انه كان هناك خلاف بينه وبين الكنيسة وتم توقيفه على اثرها ولم تسمع السيدة الكريمة بانه تم اعادته رغم انها زارته وتعرفت عليه وتدري  وتعلم انه كان كاهنا للكنيسة في المانيا لعدة سنوات ووضع اللبنة الحقيقة للرعية من الناحية الادارية وجمع المؤمنين وتنظيم سجلات الكنيسة. وسبب ايقاف الاب عمانوئيل في اواسط التسعينات يوم كان ما زال في العراق معروف للكل، فقد راجع الطبيب في دهوك لانه احس بالم معين ونصحه الطبيب بسرعة ايجاد العلاج له لانه مصاب بمرض عضال، ولان غبطة مار كوركيس كان في بغداد والقس لا يمكنه السفر اليها من دهوك في بداية التسعينيات 1993 على ما اذكر، فقد طلب الاذن من الخوراسقف للسفر والعلاج، والمعتقد ان الخوراسقف لم يعلم غبطة المطران بالمعلومات  الصحيحة فقام المطران بايقاف القس لانه خرج من رعيته وقام بنشاط في رعية اخرى، ولكن بعد ان علم غبطة المطران بحقيقة الامور تم رفع الايقاف، وعين الاب عمانوئيل كاهنا لرعية مار شمعون برصباعي في المانيا لعدة سنوات ومن ثم استقال من ادارة الرعية لاسباب ادارية ولكن استمر باقامة القداديس اينما سمح له الوقت وطلب منه ذلك، هذه المعلومات يعرفها القاصي والداني ولكن السيدة ايشو والبعض يستمر في تجاهلها ومحاولة النيل من الاب عمانوئيل بترديد اكاذيب ملفقة ضده تحقيقا لحقد لا مبرر له غير الاعتقاد بانهم فوق النقد وفوق الامة وعلى الجميع مدحهم ليل نهار، بالحق وبالباطل.
القس عمانوئيل كان له رعية في المانيا، وشملت كل المانيا والنمسا وهو معلوم للسيدة تيرزا جيدا، وهو قدم للرعية ما كان يعحز الكثيرين عن تقديمه بالرغم من حواجز كثيرة مثل اللغة الالمانية، وفعل كل ذلك متطوعا دون ان يستلم من الكنيسة اي قرش بل كان يعيش وعائلته على مبالغ الاعانة الاجتماعية.
كما انه وخلال سنوات عمله في منظمة كابني قدم الكثير لشعبنا والكنيسة في العراق، ليس كنيسة المشرق الاشورية فقط بل كنيسة المشرق القديمة والكنيسة الكلدانية والارمنية وغيرها، اضافة الى العشرات والعشرات من البرامج والمشاريع الزراعية والاجتماعية والاعمارية كما ان العشرات من الطلبة ممن ساعدهم على اكمال دراستهم الجامعية من خلال منظمة كابني ودون تمييز من طائفة كان او حزب او عشيرة. وهناك الكثير من الكنائس المبنية في مختلف مناطق ابناء شعبنا من نهلة وبروار ودهوك وسميل وسهل نينوى وغيرها تشهد على اعمال كابني ومديروها مثل الاب الفاضل عمانوئيل والاستاذ بطرس اسخريا وسركون القس والمهندس عدنان وغيرهم من الجنود المجهولين العاملين بكل تفان وتضحية من اجل توفير ما يمكن توفيره لتطوير منحى من مناحي الحياة لابناء شعبنا.
 
السيدة ايشو تريد ان تمارس دور المعلم لاباء الكنيسة وتريد ان تحدد معاييرها عليهم في كيفية خيارهم لمن يرقى لدرجة كهنوتية معينة فهم برايها غير مدركين لما يفعلون، لا بل تحاول الاصطياد في الماء العكر وتمارس دور المعلم للكنيسة وتقترح اسماء اخرى نحترمها ونقدرها، حيث ينسيها حقدها (او ربما جهلها بالسياقات الكنسية) ان الرسامة الكهنوتية لدرجة الاركذياقون هو قرار اسقف او مطران الابرشية الذين من حقهم ان يختاروا ويرسموا من كهنتهم الى الدرجة التي يعتقدون بمناسبتها لاداءهم وفي الوقت والمكان الذي يرونه مناسبا لصالح الكنيسة وابرشيتها.
اختيار الاب عمانوئيل لدرجة الاركذياقون وتنسيبه للعمل في ابرشية لبنان وتحت ادارة غبطة المطران مار نرساي هو نتاج قناعة المطران لاداء الاب عمانوئيل في سنوات خدمته الكنسية المعطاءة التي تزيد عن الثلاثين عاما بين لجان الشبيبة الكنسية ومن ثم شماسا ومن ثم كاهنا في الكنيسة، مثلما هي نتاج قناعة المطران مار نرساي والكنيسة بان الاب عمانوئيل هو مؤهل لهذه الرتبة والمهام المترتبة عليها لما له من قدرة على الحركة والديناميكية اضافة للخبرة التي امتلكها في مجال النشاط الانساني الذي تحتاجة الكنيسة وخصوصا بعد تاسيس (اسيرو) المنظمة الانسانية الخاصة بالكنيسة.
فهل ان السيدة ايشو تدرك عن احتياجات الكنيسة وعن القس عمانوئيل اكثر مما تدركه الكنيسة ومطارنتها ممن يعمل تحت ادارتهم الاب عمانوئيل لثلاثة عقود ونيف؟
ما هو موقع السيدة تريزا الذي يفرض على الكنيسة المشرقية الاشورية ان تستانس برايها في قرار رسامة الاب عمانوئيل؟
اذا كانت تعتقد السيدة تريزا ان علاقة قرابتها مع السيد جيفارا زيا المحكوم بالفساد المالي تلزمها بالدفاع والتستر عليه فهذا شانها، ولكن بالتاكيد فان ليس ايا من ابناء شعبنا او كنائسنا ملزما بذلك.
قيام السيدة ايشو بمحاولة بائسة للتاليب على الكنيسة من جهة وممارستها لدور المعلم لاباء الكنيسة المشرقية الرسولية من جهة اخرى في الوقت الذي تجهل فيه سياقات الكنيسة وتجهل المعلومات والحقائق (مثلا اعتقادها او ادعاءها ان الاب عمانوئيل هو خارج الخدمة الكنسية!!) هو تجاوز لحدود ابداء الراي، ومرة اخرى السبب هو الحقد والضغينة ليس الا.
والكاتبة تتهم الكنيسة بالتخطيط لامور مجهولة حين ترغب في تعيين القس عمانوئيل في احدى الابرشيات وكانه من المفروض ان يتم الاستفسار منها قبل ان تقوم الكنيسة باي خطوة. السيدة تريزا تعتقد عن نفسها ان الكنائس والمنظمات والاحزاب هم تحت سيطرتها.
بالامس امرت الحزب الشيوعي العراقي لكي لا يتحالف مع الاترنايي وخصوصا منظمة كلدو واشور في الانتخابات الماضية. واليوم تطالب وتتدخل في من كان يجب ان يقوم برسامة القس عمانوئيل واين ولاين، وكانها الامر الناهي في كل ذلك.
انه تمادي في التدخل بما لا يمكن التسامح معه او قبوله، انه اساءة الى كنيسة رسولية عريقة من شخص يمنح لنفسه حق التدخل والوصاية والتاليب.

وفي محاولة ساذجة للقول ان الاترانايي استغلوا المساعدات للدعاية الانتخابية في انتخابات برلمان الاقليم وترديد استنتاج الاستاذ اسكندر بيقاشا، نرى ان ما تقوم به السيدة هو محاولة لاعتبار الاستنتاج حقيقة بل وتمنحه صفة الفضيحة!! في حين انه ليس الا استنتاج شخصي من السيد بيقاشا وتم تفنيده في حينها من قبل كاتب ينتمي الى قائمة منافسة لقائمة الاترانايى، ونضيف هنا في تفنيد النقطة ان توزيع المساعدات تلك كان محصورا على النازحين وهو ضمن برنامج واسع لكابني في مساعدة النازحين، والجميع يعلم ان النازحين الى محافظة دهوك لم يكن لهم اساسا حق المشاركة في الانتخابات.
اما بحثها الذي اطلقته فيبقى بالحق والحقيقة محاولة بائسة ودون وازع من الضمير لايقاف عمل منظمة عملت وقدمت الكثير وبالمستندات وبالصور والافلام لابناء شعبنا.
السيدة تريزا بينما كانت تقوم في مقالها (قبل عدة اشهر) بالرد على من طالب في حينها بالاشراف والمشاركة في المبالغ التي صرفها الاستاذ سركيس اغاجان للبناء وللمساعدات، ورغم قناعتنا جميعا ان غاية هؤلاء المطالبين كانت تحقيق المزيد من التقسيم والشرذمة، الا ان معالجة السيدة تريزا للامر جاء مثيرا للاستغراب ولم يكن الا للتخريب عندما اقحمت كابني في الامر وطالبت ان يكون لهؤلاء حصتهم في عمل كابني التي تقوم بتمويل برامجها من خلال منظمات انسانية دولية ومن خلال نشاط وعلاقات الاب عمانوئيل وامتلاكه المصداقية التي اكسبته ثقة هذه المنظمات. علما ان اسلوب عمل كابني هو على اساس البرامج بمعنى ان التمويل ياتي محددا بالقيمة ومجال الصرف للمشاريع ولا يمكن التصرف به بغير ذلك.
هذا الاقحام القسري لكابني هو نتاج الحقد والضغينة الشخصية والا ما مبرر ورابط اقحام كابني في مطلب قدمه البطريرك دلي الى رئيس اقليم كردستان للاشراف على برامج التمويل التي ينفذها السيد اغاجان.
طبعا تحاول الكاتبة منح المصداقية لنفسها بقولها انها ذكرت خفايا منظمة كابني والتي لا تتعدى وشاية كاذبة قامت بها السيدة ايشو ليس الا، والامر الاخر ان كابني ليست اساسا منظمة كنسية او كاثوليكية بل هي منظمة مستقلة وتقدم برامج المساعدات للمنظمات الانسانية المختلفة (وليست فقط كاثوليكية) وهذه البرامج تطرح من قبل بعض الكنائس او من قبل كادر المنظمة مع التخمينات المالية والجدوى وتاييد الاسقف او المطران المسؤول (في حال كون البرنامج كنسيا) وهذا يحصل مع كل الكنائس التي تقوم كابني بتنفيذ مشاريع في ابرشياتها.
ان التاليب بتشويه الامور الذي تمارسه السيدة تريزا يعكس حجم الحقد في قلبها الذي يجعلها تشوه الامور بشكل مضحك لا يفوت الانتباه اليه حتى على طلبة الروضة!! فهي تخلق من مخيلتها وبغاية معروفة اسما لكابني هو Catholic Aid Program
رغم ان الجميع يعلم ان اسم المنظمة هو (Christian Aid program) وان الرابط الذي تورده هي بنفسها في مقالها يذكر الاسم الصحيح لكابني اي (Christian aid program).
ان محاولة تشويه عمل كابني الذي يشهد له الجميع من ابناء شعبنا ومن بقية المنظمات الانسانية العاملة في محافظة دهوك وسهل نينوى وكركوك وصولا الى محافظة واسط هي محاولة بائسة تعكس حقد القائمين بها ونواياهم.

السيدة التي لا تجد ما تكتبه فتكرر الاتهامات متهمة الاب عمانوئيل بيتو بانه نشر الافكار التقسيمية ولا ادري كيف يكون ذلك والاب عمانوئيل ومنظمة كابني عملت مع كل الكنائس ولكل الكنائس دون تمييز كما ساعدت الكثيرين ودون النظر الى اي انتماء لهم.
بل وان الاب عمانوئيل يمتلك علاقات احترام وتقدير متبادل مع كافة (اؤكد كافة) تنظيماتنا ومؤسساتنا القومية من المطكستا وبيت نهرين والاترانيي والمنبر الكلداني والاتحاد الاشوري العالمي واتحادات الاندية في المانيا والسويد وغيرهاز التنظيم الوحيد الذي له علاقة سلبية مع القس عمانوئيل هو الحركة، ونقول: وهل للحركة علاقة ايجابية مع الناشطين القوميين ممن لا يدينون لها بالولاء؟ فالمسالة اذا ليست علاقة القس مع الحركة بل علاقة الحركة مع القس وعموم الناشطين القوميين والمؤسسات والاحزاب القومية والكنائس ممن يمارسون ذاتهم ويحددون مواقفهم دون تبعية ووصاية من الحركة. نتساءل: هل حقا ان السيدة ايشو تجهل ام تراها تتجاهل ما قامت وتقوم به الحركة من ممارسات سلبية بحق رموز وقيادات شعبنا وكنائسنا وناشطيه ومن بينهم القس عمانوئيل؟

 الاب عمانوئيل مارس حقه ونشر اراءه ومواقفه من قضايا كنيسته وشعبه ووطنه وبكل جراة وشفافية وبالحجج والبراهين والادلة والارقام والتوثيقات ومن دون اية اساءات او بذاءات شخصية بعكس من كتبوا ضده باسماء ملثمة تارة وصريحة تارة اخرى ولم يكن عندهم سوى السباب والشتائم والتهم الجاهزة دون اي نقاش او حجة منطقية. بل وقد دعا الاب عمانوئيل المختلفين معه في الراي الى مناظرة رزينة وشفافة وصريجة ولم يتقدم احد للمناظرة بل استمروا في رمي الحجارة والشتمية والهرب والتخفي.

المهم لدى البعض هو تسطير الكلمات لا غير، واعتقد ان البحث عن الشهرة يجب ان لا يكون بالتسلق على اكتاف الناس الاكفاء من بين ابناء شعبنا.
تقول السيدة تريزا: (وارفع رجاءي وطلبي وبأيمان مطلق بالرب يسوع المسيح وبمحبة ونقاء ايماني بكنيسة الرب يسوع المشرقية الى مار دنخا الرابع الكلي القداسة والاسقف مار عوديشو أوراهم وغبطة المطران مار ميليس زيا أن يعدلوا عن هذا الترفيع) انظروا الى هذا الطلب الغريب والذي لا يعبر الا عن حقد ليس الا، فكل ما ذكرته الكاتبة في ما سطرته لم يتعد اقوال كثيرة بحاجة الى برهنة واكاذيب تعرف حقيقتها الكاتبة قبل غيرها ولكنها مصرة على ترديدها.
والغريب انها تطالب بعرض ترقية كاهن الى رتبة ادارية على التصويت وكان كل المؤسسات تعرض ترقية مسؤوليها للتصويت، انه حقا طلب غريب يدل على جهل الكاتبة بنسق العمل في المؤسسات الكنسية. والاغرب ان قداستها تطالب القس المسكين بان يكون مستعدا للاعتراف ولكن بماذا فهذا لا نعلمه لانه عند السيدة ايشو التي حقدت على القس ليس لشئ بل لامرين لا ثالث لهما، اولها اعتقادها ان الاترنايي هم سبب عدم تسنمها مسؤولية اوربا للمجلس الشعبي والتي ذهبت حينها للسيد جبرائيل مركو وللعلم فانا شخصيا عندما سئلت من الاصدقاء عن رايي قلت ان الارجحية باعتقادي يجب ان تكون للسيد جبرائيل مركوا، وسبب ذلك انه يقيم في السويد والسويد هي الانشط في مجال العمل القومي لشعبنا حاليا، والامر الاخر ان للسيد مركو علاقات سياسية ومعرفة بكل تنظيمات شعبنا بمختلف اتجاهاتها بعكس السيدة ايشو التي تقيم في الدنمارك والنشاط القومي في الدنمارك محدود، كما انه ليس معروفا للسيدة ايشو علاقات بكل تنظيمات شعبنا عدا الحركة والاترنايي.
والثاني هو ان الاب عمانوئيل نشر وثيقة ادانة السيد جيفارا زيا (وهو قريب عائلي للسيدة ايشو فهو ابن عم زوجها) علما ان الاب عمانوئيل لم ينشر الوثيقة الا بعد ان اصرت السيدة ايشو على براءة السيد جيفارا وتحدت ان كان هناك وثيقة تثبت ادانته ودعت الاب عمانوئيل الى نشرها ان كانت موجودة وبعكسه فان الاب عمانوئيل يشوه سمعة السيد جيفارا، مما اضطر الاب عمانوئيل الى نشر الوثيقة. الغريب ان السيدة ايشو وحتى بعد ذلك ورغم انها من طالب بنشر الوثيقة فانها عوض التراجع عن ادعاء تبرئة السيد جيفارا تهجمت على الاب عمانوئيل ونشره للوثيقة!! والله حيرتونا.
هذين الامرين هما سبب نشر كل هذه الاكاذيب وهذه المدافع الصوتية، فلو كان الاب عمانوئيل فعلا قد تصرف باي شئ خاطئ فكيف كان سيكون موقفها يا ترى؟



265
من اجل ان لا تكون دماءنا رخيصة




تيري بطرس
bebedematy@web.de

اليوم صار الكل يدرك ان استهداف ابناء شعبنا، وان كان من ضمن استهداف كل العراقيين، الا انه يحمل خصوصية خاصة، فالصراع الدائر بين بعض القوى العراقية، هو صراع مصالح ومحاولات كسر عظم يقوم بها كل طرف ضد الطرف الاخر، من اجل زيادة المكاسب او من اجل ان يكون مشاركا بقوة في اللعبة السياسية الدائرة في العراق، الا  شعبنا وقواه السياسية التي حاولت ان تحقق انجازات سياسية من خلال حركة مطلبية سياسية باقامة تحالفات سياسية مع مختلف القوى العراقية. وعليه فمن الغريب حقا ان يتم استهدافنا ونحن على هامش اللعبة السياسية ولسنا ذلك الطرف الذي يقوي من اوراق اللعبة السياسية لدى الاخرين، صحيح نحن نجمل ونجعل كل طرف يتحالف معنا طرفا ينظر اليه على انه يماشي العصر ومتطلباته ولكننا كنا الطرف الاكثر مسالمة وبالطبع بالاظافة الى الاخوة الازيدية والمندائيين.
ان استمرار استهداف ابناء شعبنا وهو بغالبيته القاطبة مسيحي وبقية مسيحي العراق، واستمرار بقاء الفاعلين وبقية الفاعلين الذين استهدفوا ايضا المندائيين والازيدية مجهولي الهوية وقيام الحكومة او ادعاءها بتنفيذ حكم الاعدام بمن قتل الشهيد المطران فرج رحو وبسرعة قياسية لم تمنح الفرصة لمعرفة من يقف خلف الجريمة وغيرها من الجرائم، يعطينا او نحن مضطرين لتوجيه الاتهامات الى اطراف حكومية اما بالتستر على الفاعلين خوفا او مساومة لتحقيق اجندة معينة.
العراق الحالي يعتبر موطنا تاريخيا لشعبنا، لا بل يعتبر النقطة الاساسية التي انطلق منها شعبنا وتطور وتوسع وحقق الانجازات الحضارية سواء في فترات الاكديين او العموريين او الاشوريين او البابليين، وبالتالي فان بقاء شعبنا في هذه الارض رغم كل ما عاناه فس القرون الاخيرة، بدل دلالة على مدى الالتصاق بين الانسان والارض.
ان ما تقوم به بعض الاطراف من استهداف لشعبنا بغية بناء دولة اسلامية صافية و خالية من الاخر، هو باعتقادنا مقدمة للتصفيات الداخلية التي ستاتي لاحقا، اي ان الذي يستهدف المسيحيين اليوم والصابئة المندائيين والازيدية، فانه سيستهدف غدا الشيعة او السنة او الكورد، ون ثم ان صفت للسنة فان حالة التصفيات ستطال ابناء المذاهب السنية المخالفة وهكذا لو صفت للشيعة، اي ان الاطراف التي تريد لنا الرحيل او الزوال، لن تنتهي مشاكلها بزوالنا او انتهاء وجودنا في ارضنا وبلدنا. ان تصفية المسيحيين وغيرهم لن ينهي مشاكل العراق، مشاكل العراق تنتهي عندما يتم الاقرار بالمواطنة الكاملة لكل افراد الشعب رجالا واناثا، مسلمين ومسيحيين وصابئة وازيدية وغيرهم، عربا وكوردا، كلدن سريان اشوريين، وتركما. وبالتساوي القومي والديني باعتبار القوميات والاديان ماعيير متساوية مهما كان عدد المنتمين اليها. ولتحقيق ذلك على الاحزاب الدينية والقومية المختلفة ان تقر باعادة صياغة الدستور العراقي بما يتوافق والتطلع للمستقبل وان لا يكون هذا الدستور وثيقة لتحقيق الحماية لاطراف دينية او قومية او مذهبية على حساب الاخرين.
نحن كنا متأكدون وصار الكثيرين مقتنعين باننا مستهدفين لحملنا الهوية الدينية المسيحية، ورغم كثرة الاستهدافات والاعتداءت الا انه لم يبرز لحد الان اي نتيجة للتحقيقات الحكومية لكي ينير الظلمة الحالكة التي تحيط بالضحايا واهاليهم وشعبنا وكل مسيحي العراق والعراقيين المتعاطفين مع محنتهم. فاذا كانت الحكومة تعمل من اجل طرح التفجيرات على التحقيق الدولي، لانها لم تعد قادرة على وقفها ووقف القوى القائمة بها، فهذا الحق ينطبق علينا، وعلينا كلنا اليوم ان نقف موقفا موحدا، ونطرح الامر بشكله القانوني والسياسي ونعمل للاتصال بالقوى الدولية لتحقيسق الامر .
ان سياسيينا اليوم امام الامر الواقع، امام يوم الحقيقة، امام واقع لكي لا يتهموا بانهم يطرحون الامور للانتخابات او  للاستهلاك الاعلامي. ان طرح السيد يونادم كنا قد جاء متاخرا وبعد طروحات اخرى بنفس الاتجاه، ولكن ان ياتب الامر متاخر افضل من ان لا ياتي ابدا.
الطروحات السياسية الايجابية يجب ان توحدنا موقفا وان لم نتوحد بكل الامور، او بكل المواقف، فهل نتطلع الى ان نرى هذا الموقف الموحد، من اجل ان لا يعتقد البعض ان دماءنا رخيصة وحياتنا مستباحة.  ان وحدة الموقف تعني لنا ان تقوم كل الاطراف بتقديم نفس الطلب وبنفس المضمون، وعدم الانتظار للجلوس وتحقيق المصالحات الحزبية التي نعتقد بانها بعيدة عن التحقيق. لاننا كشعب وكتنظيمات سياسية لازلنا باعتقادي في مرحلة اعتبار المخالف في الرؤية  على انه عدو يجب التخلص منه. اليوم يجب ان يبتداء التحرك من داخل العراق وينطلق الى الخارج، الامم المتحدة والاتحاد الاوربي وكل المنظمات الدولية ذات الشأن، ايها الاخوة اننا مهددون بالابادة التامة والشاملة، فهل سنعمل من اجل انقاذ رقابنا من الذبح؟!!!!!!!!!!!
[/color


266
المنبر السياسي / المؤسسة
« في: 17:43 14/12/2009  »
المؤسسة





تيري بطرس
bebedematy@web.de

المؤسسة عبارة عن تشكيل اداري يحتم اتخاذ القرار بطريقة مفهومة ولصالح هدف المؤسسة ويحول دون ان تلعب الفردية والعواطف دور في عملية اتخاذ القرار. ان عملية اتخاذ القرار هو العمل الاعلى او الاهم في اي نشاط اجتماعي سياسي تقوم به جهة معينة، لانه على ضوء ذلك تحدد النتائج المتعلقة بالناس او بمجال نشاط المؤسسة. ويمكن ان يقال للدولة مؤسسة الدولة او مؤسسة البرلمان او مؤسسة رئاسة الوزارء او مؤسسة الكنيسة او تطلق على حزب او جمعية معينة او تجمع تتوافر فيه شروط الهيكل الادراي وتوزيع المناصب والصلاحيات وتنوع روافد اتخاذ القرار.
على ما اذكر انني اطلعت على ان غبطة البطريرك الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي قد الف كتابا او كانت رسالة نيل الدكتوراه وعنوانها المؤسسة البطريركية في كنيسة المشرق، ورغم ان طبيعة العمل والانتاج والهدف في الكنيسة مختلف بالطبع عن غيره من المؤسسات السياسية والاقتصادية والقانونية، الا ان استعمال مصطلح المؤسسة هنا هو حقا مثير للاهتمام وخصوصا انه يتعلق بمؤسسة هي جزء من مؤسسة اكبر، اي المؤسسة البطريركية التي هي جزء من مؤسسة الكنيسة ككل وهذه المؤسسة تاسست منذ القرون الثلاثة الاولى للمسيحية اي حين الفت الرسالة كان عمر المؤسسة يقار الالف وستمائة عام على الاقل. فالكنيسة عندما نقر ان روح القدس هو ملهم القرارات في المجامع وبالاخص المجامع المقدسة، فهذا يعني نزع الصفة الانسانية عنها رغم ان من وضعها واقرها هم اناس وبشر مثلهم مثلنا، ولكنهم يحملون رتبا كنسية اتاحت لهم المشاركة في القرار. وكل قرار تتخذه الكنيسة ويحضى بالاجماع يعتبر ملهما من روح القدس لانه يعبر عن روح الوحدة والمحبة (ان اجتمع اثنان باسمي فانا ثالثهم) او( ان اجتمع اثنان بالحب فانا ثالثهم). ولقديسة مكان كل رجل دين وبالاخص من مرتبة الاسقف والتي تضم (الاسقف، والمطران والبطريريك)  فان الكثير من القرارات تتخذ بحسب رؤية البطريرك الذي يعتبر الاب المقدس والذي يعتبر ان روح القدس شاركت في اختياره لهذا المنصب الكبير وخصوصا ابان مرحلة الوحذة والهدوء في الكنيسة. ولكن ورغم كل ما قلناه فاننا نعتقد ورغم عدم اطلاعنا على رسالة الدكتواره اعلاه، نعتقد ان القرار في البطريركية المشرق لم يكن يتخذ بحسب راي البطريرك وحده، بل كان هناك نوع من الدراسة من قبل لجان متخصصة تضع نتائج بحوثها امام البطريرك والمجمع المقدس ليتخذ القرار فيها بعد ان تحدد الخيارات التي ترى هذه اللجان وجوب اتخاذها او الخيار الاهم من بين الخيارات المتعددة.
الدولة هي المؤسسة الاكبر، ولكنها تضم مؤسسات اخرى تابعة وتعمل بتناغم مع مؤسسة الدولة، اوبالحقيقة ان مجموع المؤسسات العاملة تكون مؤسسة الدولة، والمهم في كل هذه الامور هو دراسة اسلوب اتخاذ القرار في مؤسسة الدولة او المؤسسات التابعة. فلو تتبعنا مثلا اسلوب اتخاذ قرار احتلال الكويت من قبل دولة العراق، لراينا ان القرارا اتخذ خارج اطار مؤسسة الدولة، لان المؤسسة كلها طيعت لرغبات رجل واحد هو صدام حسين في مراحل معينة وليس كل المراحل وليس كل القرارات ابضا. ( اي حتى سريا لم يتم عمل دراسة محايدة و مستفيض للنتائج المترتبة على هذه الخطوة رغم من كونها خطوة مفصلية في عمل اي دولة)
اذا ما هي ملامح النظام المؤسساتي التي تبيح لنا ان نطلق على منظمومة ما انها مؤسسة؟ بالتاكيد هي عملية اتخاذ القرار والهيكلية التي تتكون منها المؤسسة  والتي تبيح لها اتخاذ القرار بشكل معين او التي تمنح للقرار شرعيته وانه خارج من المؤسسة ويمثلها. فلو اتينا بمثال المؤسسة التشريعية الامريكية المتكونة من مجلسي النواب والشيوخ كاحد المؤسسات المتطورة والمتكاملة والخاضعة للقوانين، سينجد ان اي قرار يتخذه مجلس النواب لن يكون شرعيا وان صوت عليه بالاجماع، ما لم يحضى بموافقة مجلس الشيوخ، طبعا بالقرارات التي ينص الدستور عليها وجوب تصويت مجلسي الكونكؤس عليها. ولكن هل يمكن طرح مشورع قرارا على جلسة مجلس النواب وبدون سابق معرفة ويؤخذ القرار به (كما يحدث احيانا في البرلمان العراق)، انه القرار او اي مشروع قرار او قانون يجب ان يحضى بموافقة عدد معين من النواب ومن ثم يحال الى اللجنة المختصة وبعد ذلك يحال الى اللجان القانونية لكي يدرس من ناحية كونه دستوريا ام لااو ملائمته القوانين السارية او ان كان يجب ان يزيل او يلغي قوانين سارية . اما اللجنة المالية فتدرسه من ناحية تبعاته المالية وان كان في الميزانية مخصصات لتفعيل القانون ن وكل لجنة وحسب اختصاصها وبعد ان توافق اللحان المختصة يعرض على مجلس النواب ويتم اقراره،ولكن كل ذلك لن يكون كافيا فيجب ان يكون القانون معروفا للعامة ويتم مناقشته في وسائل الاعلام ويبدي الناس رايهم به. ان اقرار الكونكرس بمجلسيه لقانوان ما لا يعني خاتمة المطاف فللرئاسة التي لها مصادر معلومات متعددة تاتيها من الخارجية ومن الدفاع ومن بقية المؤسسات التابعة لها، ولذا ان لم توافق عليه الرئاسة فلن يكون القانون ساريا الا اذا توافرت اكثرية الثلثين له، علما ان الرئاسة تعلم عدد مهما من اعضاء الكونكرس بمسببات اعتراضها على قانون ما وغالبا قبل اتخاذ القرار به لكي لا تستعمل الرئاسة الفيتو على القانون ويتحتم الحصول على الثلثين لتخطي الفيتو، اي حصول عملية شد وجذب بين الرئاسة والكونكرس .
هذه الامثلة المسبقة والمطولة هي لتفسير مفهوم المؤسسة، وبهذا كما ترون فان المؤسسة هي ارقى انواع الهياكل الادراية والتي تخرج القرار المتسق والمدروس والذي يحقق الغايات والاهداف .
ان تنظيماتنا السياسية ان ارادت ان تكون مؤسسة بحق عليها ان تدرس وان توضح عملية اتخاذ القرار فيها وتخضعه لمراحل متعددة لكي يخرج قرارها متسقا مع هدف وجودها، واول شروط اتخاذ قرارسليم هو ان يتم دراسة القضية المنوي اتخاذ القرار فيها دراسة محايدة ويتم توضيح ابعادها والمؤاثرات الخاضعة لها والقرارات المتعددة الممكن اتخاذها ومخاطر وايجابيات كل قرار، ومن ثم يعرض كل ذلك على الاطراف الاخرى كالمالية ان كان له تبعات مالية لتبدي رايها والاعلامية لتوضح دورها والتنظيمية وغيرها من لجان ومكاتب متخقصصة ومن ثم يعرض على القيادة التي حينها يمكن ان تدرس الخيارات المتعددة وتتخذ القار المناسب بعد ان تأخذ مرحظات المكاتب المتخصصة بنظر الاعتبار.  ومن ثم تعمم ذلك على المكاتب لكي يقوم كل مكتب بدوره في التنفيذ. هذا ما نفهمه من العمل المؤسساتي، وقد يكون فهمنا خاطئ وغير سليم وقد تكون هناك مفاهيم اخرى نحن لسنا على اطلاع عليها، ولكن يحق لنا ان نطالب باعلامنا بها على الاقل لاننا ابناء هذا الشعب ومن واجب قياداتنا ان تنورنا لكي نكن على دراية، وليس التهكم علينا والقول اننا لا نفهم في العمل المؤسساتي!!!!

 

267
كيف يكون لنا خطاب سياسي وهذا حالنا؟




تيري بطرس
bebedematy@web.de

في تسعينيات من القرن الماضي نشرت مقالة تحت عنوان الخطاب السياسي الاشوري، وقد اعدت نشره في كراس يحتوي بعض المقالات تحت عنوان افاق مقالات في السياسية عام 1997 وقد اعدت نشر المقال في موقع عنكاوا كوم وموقع ايلاف (انظر الرابط ادناه) . بعد نشر المقال كثر الحديث عن الخطاب السياسي لشعبنا ووحدته وهو امر جيد اعزوه للشعور العالي بالمسؤولية ولارتقاء الوعي القومي والخروج من شرنقة الشعارات العامة والولوج الى مرحلة التحديد والبرمجة. في المقالة المنوه اعلاه حاولت تحديد بعض المواقف والخطوات الواجب اتخاذها ليكون لنا خطاب سياسي موحد.ان الدعوة لوحدة الخطاب السياسي ليس دعوة المترفين او دعوة لذر الرماد في العيون، بل هي دعوة تتلائم ومفاهيم العصر والتطورات الحاصلة على مفاهيم الحريات والديمقراطية، وبالتالي فضرورة الدعوة تعني ان نكون واعين لابعادها ومتطلباتها. ونحن نؤد القول انه من المؤكد لا يمكن ان يكون لشعبنا خطاب سياسي وقواه السياسية مشتتة ومنقسمة لا بل يمكن القول متعادية، ان الخطاب السياسي الموحد لا يولد في بيئة مليئة بالمؤامرات والدسائس والشك، بل يولد في بيئة يكون الوضوح عنوانها والاحترام وسيلتها  لان القوى السياسية الراغب في وحدة الخطاب السياسي تكون قد وصلت الى مرحلة من  النضج بحيث تدرك ضرور وحدة الخطاب ولذا ترعا العملية بكل حذر وجدية. ان الخطاب السياسي الموحد يعني ان يكون لشعبنا وبغالبية قواه السياسية ان لم يكن كلها، اهداف عامة مشتركة، مثل الحكم الذاتي كمثال وليس كتحديد وهو متوفر نوع ما اليوم، الا ان الخطاب السياسي الموحد ولكي يصل السامع من القوميات والشعوب الاخرى، يجب ان يكون واضحا ومعروفا ومحددا. وانه من الصعب بمكان ان يتولد خطاب سياسي من قوى سياسية متشرذمة، لان الواقع يقول ان السياسية تعني تحقيق مصالح وليس رفع شعارات عاطفية هلامية. بمعنى اخر ان وحدة الخطاب تتطلب وحدة الصف ووحة المسؤولية والمشاركة في القرار.
ان السامع لكي يدرك خطابنا السياسي الموحد، عليه ان يجد التناغم في الطرح، ليس في التفاصيل حتما بل في الممارسة والشعار المرفوع. العربي او الكوردي او الاجنبي الذي نتصل به، عليه ان يدرك ان الجميع متفقين على الهدف ولكنهم قد يختلفون في بعض الوسائل، حينذاك سيحترم قرار شعبنا، وقد يدعمه ويقر به. ولكن في ظل الواقع الحالي ارى ان لا احد ولا حتى نحن مؤمنين باننا حقا نعمل من اجل شئ واحدة وليس لاجل الهدف الواحد. خطابنا السياسي لكي يكون فعالا، عليه ان يكون مباشرا، لانه يخدم الحق الذي نؤمن به، فالخطاب السياسي ليس مجموعة من الكلمات نتفق على ترديدها، بل هو ممارسة يومية نقوم بها ونمارسها.
ان التعامل بالفوقية وبلغة المنتصر مع بني جلدتنا، عندما نجد اننا اكثر قوة من الاخر، يعني اننا نريد ان نقيم تحالف المنتصر والعبيد، وليس تحالف الخطاب الموحد، ان العبيد يمكن ان يرددوا ما يلقنهم اياهم الاسياد، ولكنهم يدركون انهم ليسوا الا عبيد، وسيبقون يعملون ليل نهار  للتخلص من صفة العبودية، لانه مسار انساني لا محيد عنه، وهنا ندرك ان من يمارس لغة المنتصر ويحاول ان يتكلم بها ويفرض شروطا على الاخرين، هو من يخلق للتشرذم والتفرقة والتناحر. ولذا راينا الدول المتقدمة بعد الحرب الكونية الثانية او الدول الغربية بعد تحلل الاتحاد السوفياتي والكتلة الاشتراكية، انها تعاملت مع الخصوم بطريقة حضارية وليس بطريقة الغالب والمغلوب، بطريقة الحوار وتبادل الخبرات والمعلومات وليس بطريقة فرض، فاذا كان حال الدول فكيف يجب ان تكون العلاقة داخل الامة الواحدة والشعب الواحد. 
الخطاب السياسي يتكون من معرفة التفاصيل العامة لما نخاطب به ابناء شعبنا وابناء الشعوب الاخرى، وبهذا فالهدف المراد الوصول اليه سيكون هدفا شعبيا ويمكن ان يستمر العمل عليه حتى وان غاب من دعا الى تحقيق هذا الهدف، بمعنى ان التواصل والاستمرارية في العمل من اجل تحقيق الاهداف لا يكون مرتبطا باشخاص معينين، بقدر ارتباطه بحالة شعبية مستندة على تحالف واسع يوحده المعرفة والمشاركة في القرار والحوار.
ان رفع شعارات الوحدة او الخطاب الموحد لن تجلب لنا اي تقدير ما لم نعمل من اجل ذلك، والادعاء بالعمل من اجل ذلك ستفضحه الايام وسيدفع شعبنا ثمنه وبالتالي انه من المفترض ان نكون قد كوننا خزينا من المواقف المطلوب اتخاذها مستندين الى تجاربنا وتجارب الشعوب المجاورة. ان اعادة وتكرار التجارب الفاشلة لن ينتج الا الفشل المتكرر وبالتالي زيادة الياس والهروب من العمل السياسي ان  لم يرافقه الهروب من العمل القومي ومن الوطن ايضا.



http://www.elaph.com/AsdaElaph/2004/11/19666.htm

268
الاستاذ وسام كاكو من الملام ؟



تيري بطرس
bebedematy@web.de

تحية وبعد
اود ان اوضح انني اردت ان تكون هذه الاسطر رسالة شخصية لكم، لعل وعسى نحاول ان نعمل شئ وهو وقف الانحدار السريع واصلاح ما يمكن اصلاحه، الا انني عجزت عن الحصول على عنوانكم البريدي، كما لم يحصل لي الشرف في الحصول على عنوان احد المتنفذين ممن يمكن ان يوصلوا الاسطر هذه لمن يهمه الامر.
كما اود ان اوضح انني لا اعرف الاستاذ سركيس اغاجان شخصيا ولم يحصل لي شرف التعرف عليه، ودعمي له ولما قام به، كان من باب تقيم وتقديم الشكر لمن ادى واجبا او قدم خدمة كبيرة لشعبه والشعب في امس الحاجة اليها. لا بل انني انتظرت من هذه الخدمة ان تتطور وتكون الارضية الاساسية لتطوير وترسيخ وجودنا في الوطن وان ينخرط الجميع فيها لتحقيق طموحات شعبنا الحقيقية بما فيها وحدته وتحقيق الحكم الذاتي. وبالتالي فان نقدي لما قاله الاستاذ سركيس اغاجان اتى من باب الانتباه الى ان هناك خطاء ما، وهذا الخطاء لا يتعلق بتعلق المؤمن بما يؤمن به، ولكنه ينحصر في الاساس على كلمة عدم التخطيط، والتي ارى انها غير ملائمة ولا يمكن لها ان تبني لنا مؤسسات او تحقق وحدة الراي او القيادة.  
برغم من انكم قد ختمتم مقالتكم المعنونة يستحق الاستاذ سركيس اغاجان مثل هذا التنجني؟ بانه سيليه قسم ثان، الا انني ومن باب النقاش وددت نشر هذا التعليق قبل نشركم القسم الثاني لكي نتمكن ان نتحاور لكي نصل الى بر الامان، نحن الشعب وليس انا وانتم.
لقد انتقدت الاستاذ سركيس اغاجان على ما قاله، بعد انتظار اكثر من خمسة ايام، عسى ولعل احد يفسر ويرد، وكنت مساء يوم نشر الترجمة قد ارسلت اميل للاخوة التالية اسماءهم وهم الاستاذ شمشون خوبيار، والاستاذ الشماس جبرائيل مركو والاب القس عمانوئيل بيتو، وحسب معلوماتي ان الشخصين الاولين قريبين من الاستاذ سركيس اغاجان، اقول في اميل كما منشور في المقالة ((ارى ان ما تم نشره على موقع عنكاوا كوم وعلى الرابط التالي هو خطير وخطير جدا، ان ماطرح امر غير منطقي ويؤسس للتشرذم مع الاسف، هل من خطة للتراجع او للتلطيف؟))، علما انه ليس معروفا لي كيف اتصل لا بالاستاذ سركيس اغاجان ولا باحد ممن هم على مقربة منه، لانه وحسب علمي لم يتم نشر ايميل او عنوان اشخاص يثق بهم وويقومون بنقل ما يصل اليهم على سيادته بدون تزويق او حذف او اهمال.   اذا نحن اردنا ان نصل الى الحقيقة ولم يتبرع احد لكي ينير الدرب لنا، كيف لنا مثلا ان نعرف ان السيد سانجرس قد حور وقولب ما قاله الاستاذ اغاجان؟، لماذ لم يوضح مكتب الاستاذ اغاجان ذلك حال نشر المقابلة او التحوير لكي نعرف الحقيقة؟، لماذا لم ينشر موقع عشتار مقالتي مع انني ارسلتها لهم موضحة ان الكاتب قد استنذ مثلا الى مقالة محورة؟ واصلا لماذا لم يرسلوا توضيحا بذلك وعنواني مدون في المقالة؟، هناك الكثير من الاسئلة التي يمكن ان تقال وتسأل في هذا المجال، هل نعتمد على حسن النية فقط وننتظر لكي تخبرنا الايام بالحقيقة؟، ام انه مطلوب من المحلل الساسيي ان يكتفي بتبيض ومدح الاشخاص ام انهم مطالبون بطرح الاسئلة الصعبة؟، كيف لي ان اعرف ان السيد ساندرس قد حور المقابلة وفسرها كما يحلو له؟، وانا ارسلت الاميل استفسر هل اقول اشكو، ولم  يكلف احد نفسه بالاجابة مع العلم ان الاجابة ما كانت تكلف الا ثلاثة دقائق من الكتابة او اقل وكل ابناء شعبنا حتى اصغرهم موقعا ومكانة وثقافة مثلي يستحق نظرة عطف ويجب اخلاقيا ان يتم الاجابة على اسئلته الغبية اليس كذلك؟.
انا شخصيا عند المعيقات والصعاب الجاء الى الله وابنه الفادي ربنا يسوع المسيح وعلى ذلك فانا لا ارفض ولا انكر امكانية ان يعمل السيد المسيح العجائب من خلال اشخاص يختارهم لهذه المهمة، ولكن لو طرحنا الامر بعقلانية ما، الا يمكن ان نقول او ان يقول البعض ان السيد المسيح يعمل من خلال يونادم كنا  والروح القدس تعمل من خلال نمرود بيتو والله نفسه يعمل من خلال ابلحد افرام وكل قديس مختص بالعمل من خلال احد قادتنا الاشاوس، اليس معقولا مثل هذا الطرح، واليس ممكنا؟. اذا الاستناد الى الغيبيات امر خطر ويفتح الباب على الجحيم وليس على الجنة دائما.
اذا لو كان الامر غير صحيح او محور لوجب التصحيح، وهذا ما طالبت به منذ اليوم الاول وبشكل لا يؤثر سلبا على الاستاذ اغاجان، ولكن الانتظار لحين اخذ الامور ماخذا خطيرا ومن ثم التوضيح من خلالكم، اعتقد انه امر خطير وغير سليم، ليس تشكيكا بشخصكم الكريم، كلا بل لان السلبي اخذ مكانه في الجمهور ولان مثل هذه الامور تحدث مرارا وتكرارا وهذا الامر يعطي انطباع ان مكتب الاستاذ اغاجان والمحيطين به غير مدركين للامور او يعيشون في واد والشعب في واد اخر، او هم اصلا لا يهتمون لهذه الترهات التي تقال وتكتب فهي لن تقدم ولن تؤخر والاحتمال الاكثر سواء انهم يعملون باوامر من جهات اخرى ليس بينها الاستاذ سركيس اغاجان. وكيف لنا نحن عباد الله ان السيد اغاجان قد اباح لكم بمكنونات صدره وقال امور وتطالبنا ان نعرفها دون ان نطلع عليها.
سنأتي لبعض التفاصيل وارجو ان يكون الامر مدعاة لطرح التساؤلات الحقيقة ولتدارك ما يحدث وبشكل قاطع وليس في هذا اي انتقاص من مكانة الاستاذ سركيس اغاجان او غره، بل هو لمعرفة موقع كل منا في معمة العمل لاجل شعبنا ومستقبله.
اولا_ في اجتماعات التي تعقدها اللجنة التحضيرية كثيرا ما يطرح بعض الاشخاص مواقف وامور يقولون انها منقولة عن الاستاذ سركيس اغاجان، هل تدري ماذا يحدث بعد نقاش وحوار، واتى وقال احد ما انه ينقل راي الاستاذ سركيس اغاجان، انه يحدث انقلاب في اللجنة التحضرية، فالغير الحزبيين يصدقون الامر ويغيرون مواقفهم رغم الوصول الى اتفاق سابق، السؤال من هم الاشخاص محل ثقة الاستاذ سركيس اغاجان، ولماذ هذه الضبابية في تحديدهم، ولماذا لا يلتقي الاستاذ سركيس اغاجان مع قيادات احزاب شعبنا ويوضح رؤيته والابعاد السياسية ومتطلبات العمل ويعمل بتوافق مع هذه الاحزاب، هل تعتقد ان الاحزاب يمكن لها ان تغيير رايها يوميا وبحسب التسريبات المنسوبة للسيد اغاجان، وهل حقا ان الاحزاب بهذه السلبية؟ وهل يعتقد السيد اغاجان مثل العامة ان سبب واقعنا وتأخرنا هو احزاب شعبنا مثلا ايضا؟ وهو امر غير صحيح كما تعلمون لان واقعنا نتاج قرون قبل ولادة اول حزب سياسي لشعبنا. واساسا ما هذه العزلة الغير المنطقية، صحيح ان السياسي انسان مسؤول ولايمكن ان يلتقي الجميع لانه لن يكون له وقت للتفكير او لعقد الاجتماعات والحوارات، ولكن ايضا ان يكون منغلقا ولا يمكن التواصل معه ابدا الا من خلال اطراف تدعي انها على اتصال به، سيجعل من الاخرين مريدين او اتباع لقديس ينتظرون منه الالهام والتوضيح دون عمل العقل.
ثانيا - مسالة الحكم الذاتي وتدركون انني حاولت كثيرا الكتابة في هذا الشأن لكي نكون رؤية مشتركة وكلما كتبت فيه، كنت اخاف كان الرعب ياخذني لكي لا اخرج كاذبا امام قرائي على الاقل، لان الاستاذ سركيس اغاجان لم يجلس يوما مع قيادات مسؤولة اعلنت مسبقا دعمها لمطلب الحكم الذاتي، ولم يشرح لها ما يمتلكه من اوراق القوة وماهي الاطراف المساندة وماهي الابعاد المختلفة لمطلب الحكم الذاتي والاحتمالات العديدة له، طبعا من وجهة نظره لكي يتم تحديد ووضع الحلول لكل المعيقات والاتفاق على الاخراج الاعلامي والفكري لمسألة الحكم الذاتي ويتم الاتفقا على الخطوط العريضة للتحرك وللتراجع عندما يتطلب الامر. وهذا ليس طلبا لوضع كل التفاصيل قبل اقرار الحكم الذاتي كما يطالب البعض.
ثالثا - كيف يتكون الخطاب الموحد دون لقاء، هل ترى لاحزابنا السياسية ان يتم الاملاء عليها، فاذا كان الاستاذ سركيس اغاجان يملي فان يونادم كنا لا يطلب اكثر من ذلك، وان الكورد ايضا يمكنهم ان يملوا، والا باي تفسير يمكن ان نفسر قيام المجلس الشعبي ترشيح اعضاء في الحزب الديمقراطي الكوردستاني كممثلين لشعبنا في برلمان اقليم كوردستان علما انه كان متحالف ا مع اكثر من ثلاثة احزاب تعمل منذ سنوات طويلة في العمل السياسي، مع احترامنا الشديد لشخوصهم. وكيف نفسر دخول قيادة المجلس الشعبي على اجتماع اللجنة التحضرية وقولهم لممثلي الاحزاب انهم قرروا ان يؤلفوا قائمة  انتخابية باسم المجلس لانتخابات برلمان العراق لان قواعدهم والكنيسة ولجان شؤون المسيحيين تطالب بذلك ( لجان شؤون المسيحيين هم من ابناء شعبنا ممن يعمل ظمن تنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني، كيف يكون المجلس الشعبي مظلة لتنظيماتنا السياسية وهو يعمل من اجل او لاجل تسيير سياسة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، مع اقرارنا اننا نعتبر انفسنا حلفاء للحزب الديمقراطي الكودرستاني ولكن الحليف شئء والمسير شئ اخر) . علما ان تجربة انتخابات برلمان اقليم كوردستان طرية وسلبياتها واضحة فلو كان المجلسي قد تحالف مع الاحزاب لضمن اربعة مقاعد على الاقل مع وجود اشخاص سياسيين يدعمون مطالب الحكم الذاتي والتسمية الموحدة.
رابعا كيف يقول الاستاذ سركيس اغاجان  انه ترك كل شئ للجنة التحضرية وقيادة المجلس وللمرة الثانية تقرر الدخول في انتخابات منفردة، فلو كان الامر كذلك لكان قد امر بعدم تدخلهم في هذا الشان ولحدد على الاقل انه يجب ان يكون هناك تحالف من الاحزاب او اتفاق بين الاحزاب والقيادة الحالية للمجلس مثلا، وكيف يقال انه لا يتدخل وقد تم فرض الاستاذ انطوان صنا والسيدة سوزان والاستاذ كوركيس مالك كنواب له، مع احترامنا لشخوصهم ايضا ولكن كيف ولماذ ياتي التكليف مبهما وغير معروف المصدر والعمل هو علني وتحالفي؟.
خامسا _ عند اعتكاف الاستاذ سركيس اغاجان او مرضه وقطعه كل اتصال مع الجميع او على الاقل هذا ما فهمنا، تم وضعنا في الموقع الصعب، فلا ندري ما العمل ولا ندري كيف يفكر. لقد تبؤا الاستاذ سركيس اغاجان موقعا قل نظيره بين ابناء شعبنا بالرغم من كونه منتميا للحزب الديمقراطي الكوردستاني، ولكنه بحسب وجهة نظري لم يتمكن من استغلال هذا الامر لصالح تحقيق طموح ابناء شعبنا من خلال خلق تواصل فعال بينه وبين الشعب، فسلم الامر برمته للجنة شؤون المسيحيين الذين هم من اعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وهنا تساؤول مشروع هل هناك عمل من اجل ان يمثلنا الحزب الديقراطي الكوردستاني واننا سنتمثل بلجنة شؤون المسيحيين، اي اختصار قضيتنا واسمنا بالدين وهويته فقط. والا ما هي القوة التي تمتلكها هذه اللجان لكي تفرض على المجلس الشعبي المرشحيين للانتخابات. وتفرض عدم تعامل المجلس مع الاحزاب في هذا الخصوص.
سادسا - لقد قدمت اقتراح تشكيل لجنة سياسية لشعبنا تضم كل القيادات السياسية وبجدول مفتوح ويكون لقاء للتداول وللنقاش الحر، لكي نكسر حاجز التحريمات والفيتوهات وغيرها بين الاطراف المختلفة، ولتكن قرارات هذه اللقاءات غير ملزمة، اعتقد انه لا يمكن ان نفرض على حزب ما قرارا ما، ولكن يمكن اقناعه بالحوار وبالتشاور، ولكن لحد الان وحسب علمنا ان الاستاذ سركيس اغاجان لم يتحاور ولم يستشير اي قيادة من قيادات شعبنا، ماذا حققنا ولماذا نتمسك بشئء لا يمكن معرفة اتجاهه ويوجه من قبل الاخرين، فلو كنا نريد التوجيه المبلاشر من الحزب الديمقراطي الكوردستاني لصرنا اعضاء فيه. ولكن لاحزابنا شخصيتها وكيانها، صحيح انها ضعيفة لاسباب كثيرة ومنها ضعف موقعنا الديمغرافي والصراعات الداخلية المقيتة . والتي كنا نعتقد ان انبثاق المجلس الشعبي كفيل بتجاز هذه الخلافات، ولكن ظهر ان من يمسك بدفة القيادة في المجلس تحول الى طرف في الصراعات وبات يقرر الاقتناص من الاحزاب السياسية، وكما قال احدهم بعد ان خرج بعض ممثلي الاحزاب احتجاجا على اسلوب قيادة المجلس والتي قالت انها قررت تشكيل قائمة خاصة بالمجلس للانتخابات دون التشاور مع الاحزاب، قال شكرا لله لقد تخلصنا من مشاكلهم!!!!!!!!!!!!!
سابعا – مرة اخرى نريد ان نعرف كيف يمكن لبعض الاشخاص التواصل مع الاستاذ سركيس اغاجان، مع العلم ان المسؤولين المهمين اللذين من الواجب اللقاء والتحاور معهم هم مسؤولي الاحزاب لكي يتم تذليل الصعاب التي تواجه العمل المشترك، وكل عمل مشترك يواجه مثل هذه الصعاب، ولكن ان يقوم ممثلي الاحزاب بالاتصال بمكتب السيد اغجان ويرد المكتب بانه لا يملك الوقت او غير مستعد للقاء فان هذا يعني ترك الامور لتسير كيفما كانت وهذا ابسط الايمان. اليس من حق هذه الاحزاب ان تنشر ما تراه صحيحا وهي ترى ان قيادة المجلس تعمل مرتين متتاليتين نفس الخطاء الذي اعترفت به في المرة الاولى.
ثامنا- لقد استنفذت كل السبل، وكان اخرها تسريب خبر احتمال انسحابها من المحلس قبل 24 ساعة من الانسحاب المعلن، هل قام احد اعضاء اللجنة التحضرية او قيادة من قيادات المجلس او الاستاذ سركيس اغاجان او اي من الاشخاص المسؤولين والمتنفذين بخطوة لمعالجة الامر، علما ان الاحزاب حاول الاتصال بالاستاذ سركيس اغاجان ولكن دون جدوى، فماذا نستنتج؟!!!!!!!!!!!
تاسعا- مرة اخرى نقول ان السياسية هي العمل اليومي المتعلق بالانسان، بكل ما يهمه هذا الانسان، من ماكل ومشرب وطموح وامال ومحبطات، نعم نطلب من الله ومن يسوع المسح، ولكن علينا العمل مع المشتركين معنا بالهموم، وبالتالي فالعمل السياسي يتعلق اساسا بالعمل مع الناس والناس فقط، ان اردنا ان نتطور ونتكاتف وتنوحد.
تاسعا- في كل حواراتي ومناقشاتي طرحت انه لا يوجد في الميزانية العراقية او اي ميزانية اخرى تخصيصات باسم مجموعة سكانية وخصوصا ان الدستور لم يلحظ ذلك، فالتخصيصات تاتي حسب الابواب والمشاريع والاقاليم ولمحافظات، وتصل ليد المواطن اساسا كرواتب او مشاريع خدمية  او اعفاءات ضريبية او تحمل فرق السعر. ولقد اعلن الاستاذ اغاجان والمقربين منه احتمالات عديدة، او نوه بتلك الاحتمالات وحتى التصريح الاخير والذي يقول ان الميزانية هي من اموال اقليم كوردستان، لا تخول احد ان يتطاول، فالميزانية هي اساسا للمواطنين وليست لكي تقرضها الجرذان او لكي تخزن في خزائن البعض، والشعب هو مالك الثروة وليس احد اخر. اذا لماذ يتبجج اعضاء لجان شؤون المسيحيين بانهم يعملون ويتحملون المسؤولية وغيرهم يريد ان يقطف الثمار؟ الم يكن من الافضل ان يقوم الاستاذ سركيس اغاجان بدعوة بعض او كل مسؤولي الاحزاب ووضعهم في الصورة وتحديد الاوليات على الاقل في المرحلة الاولى لحين تاسيس شرعية قومية وشعبية منتخبة او تستقطب ثقة كل الاطراف السياسية العاملة في الوطن؟ من دون ان تستفاد الاطراف السياسية من الاموال بشكل مباشر اي شئ.
عاشرا – هذه بعض الاسئلة التي يجب ان نحاول العمل عليها، وعلينا ان ندرك ان المجلس الشعبي ان ارادا ان يكون خيمة فعليه ان يكون خيمة لمؤسسات شعبنا وليس خيمة لاشخاص.
 
     

 
 



269
استاذ اغاجان، لا تؤسسوا للتشرذم رجاء!!!!




تيري بطرس
Bebedematy@web.de

في 8 تشرين الثاني نقل موقع عنكاوا عن صحيفة ناشيونا الاماراتية ان الاستاذ سركيس اغاجان قد قال لمراسلها انه لا يخطط وان السيد المسيح هو الذي يخطط في شخصه ويصف المراسل الاستاذ اغاجان بانه شخص متدين جدا. انتظرت ان يقوم موقع عشتارمثلا بنقل الخبر او تكذيبه او توضيحه ولكن لحد اليوم لم اجد اي شئ بهذا الخصوص، وبالتالي فان الخبر كما نقل هو خبر قريب من الصحة، وهو يلقى الرضى.
ليس بوسعي ان احدد من هو المؤمن ومن ليس كذلك، فانا لا امتلك هذه القدرة او بالاحرى الحق. ويمكن ان يكون هناك شخص اعتقده انا جاحدا غير مؤمن ولكن الله يختاره للنطق باسمه او الله يختاره لكي يظهر مقدرته وعجائبه فيه وقد اجد في شخص ما كل صفات الايمان ولكنه بالحقيقة منافق كافر وانا لا ادري. وعليه فالمؤمن وغير المؤمن ومن يحددهم هي من اعمال الله وحده . وهناك قصة ذلك الشخص المؤمن والذي تعرض الى الغرق بفعل الفيضان، وكل من قدم له يد المساعدة رفضها، وقال انه بانتظار معونة الله، حتى غرق، وعند مقابلته لله جل جلاله عاتب الله انه لم يمد له يد المساعدة رغم ايمانه الشديد، فقال الله له لقد مددت لك يد المساعدة عدة مرات ولكن لم تستجب، الم ياتي شخص بزورق يريد انقاذك وانت رفضت، الم ياتي شخص بطائرة وقبلهم شخص اتى سباحة ولكنك رفضت، حتى غرقت، واعتقد ان الله اراد ان يوضح ويقول انني امد المساعدة لبنى البشر من خلال البشر انفسهم انني اوحي لهم لكي يقوموا بفعل الخير. اذا نحن لا نرفض او نستهجن ان الله وابنه الفادي وروح القدس يمكن ان يعملوا من خلال البشر، لا ابدا، ولكن باعتقادنا لكل امر مكانه ومقامه، وبالتأكيد ان السياسة ليس مقامها.
كل انسان يمكن ان يقول ان ما يفعله هو موحي من الله، لانه بحسب علمي ان الله وان تكلم فهو سيتكلم لكل واحدا بمفرده. صحيح ان عمل الله هو الخير ولايمكن ان نلصق به عملا شريرا، الا ان الاعمال ليست كلها بخواتمها قريبة، فبعض الاعمال لا تظهر خواتمها الا بعد فترة طويلة. الله او السيد المسيح وهو الاقنوم الثاني لله، يمكن ان يظهروا  وان يعملوا من خلال الغني او الفقير من خلال المراة او الرجل من خلال الابيض او الاسود او الاصفر، وهناك قصة معبرة عن عمل الله من خلال البشر، تقول ان المتوكل الخليفة العباسي قد استدعى يوما بطريرك الكنيسة الشرقية ، وقال له الا تقولون ان من يمتلك ذرة خردل من الايمان فيمكنه ان يحرك الجبل من هنا الى هناك، فرد البطريرك بنعم، فقال اذن امنحك فرصة ثلاثة ايام لتحرك هذا الجبل والا فالويل لك ولشعبك، والمتوكل معروف بانه كان من الخلفاء الشديدي القسوة على المسيحيين. خرج البطريرك من لدى الخليفة مهموما مقهور وظل هكذا لا يدري ما يفعل، وفي الليلة الثالثة تراى له الملاك وقال له لما لا تستعين بفلان، وفي صباح اليوم التالي بحث البطريرك عن الفلان، فوجده شخص فقير ذو عين واحدة ويعمل اسكافيا (اشكبا بالسورث) وطلب منه مساعدته في تنفيذ رغبة الخليفة فذهب معه وطلب من الجبل ان يتحرك، فتراي للخليفة ان الجبل تحرك وهكذا اعفى الخليفة البطريرك  من العقاب وتخلص المؤمنون من موجة تشدد تطالهم لفترة. وكما ترون فان الله لم يعمل من خلال البطريرك، رغم انه كان اب الاباء، بل عمل من خلال اسكافي فقير وغير متعلم. هذا كله يمكن ان يحدث، وبالتالي فانه في مجال السياسية يمكن لاي شخص ان يقول ان ما يقوم به هو تنفيذ لارادة الرب، فكيف سنعلم الصح من الخطاء، في هذه الحالة، وخصوصان لو زين الشيطان ما يفعله المدعي بزينة حسنة وجميلة، الا يمكن ان يخدع الشعب كله؟ والامر الاخر الملاحظ والواجب لفت النظر اليه، ان الاحزب الاسلامية الشيعية والسنية وحتى المنظمات الارهابية تقول انها تعمل لتطبيق شرع الله وان بعض هذه الاحزاب والمنظمات يقودها رجال دين ذو سلطة ومقام ولكن هذه المنظمات والاحزاب تتاقل في ما بينها، فكيف نفرق بينها من منها حقا مع الله ومن منها مع غيره. وهذه اشكالية حقيقية في المجتمع الاسلامي المنقسم حتى التطاحن بين هذه الاطراف المتصارعة باسم الله.
من خلال تطور البشرية تمكنت من خلق انظمة لتسير شؤونها، وابعدت الدين ومؤسساته عن الشؤون العامة، وخصوصا المتعلقة بالدولة، وبالسياسة اليومية، اي نعم ان الكنيسة والدين لا يزالان مؤثرين في الانظمة الاخلاقية، او في تحديد الاخلاقي من غيره على المستوى الفردي والجماهير، الا ان الكنيسة لا تتدخل في تسيير الشان السياسي اليومي، والذي يقوم بذلك هم رجال منتخبون لهذا الشان، وقراراتهم تاتي من خلال عمل دراسات مستفيضة لكل امر وتحديد خيارات متعددة لكل فعل، السياسي ومستشاروالقائد السياسي في النهايةيختارون خيارا من هذه الخيارات التي تكون البيروقراطية قد حددتها، والبيروقراطية ثابته لا تتغير بتغيير الحكومات لانها اساس الدولة.
لو افترضنا، رغم ان هذا الافتراض بات او بتنا نعتقد انه حلم، انه عقد اجتماع موسع حضره كل من سيادتكم ويونادم كنا ونمرود بيتو وابلحد افرام وروميو حكاري وسعيد شامايا والدكتور كورئيل و ضياء بطرس وكوركيس خوشابا وهل نسيت احدا، وجلستم وقررتم شيئا لصالح امتنا وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، وطبعا بعد دراسة ونقاش وحوار، وفي اليوم التالي اتى احدكم والغى القرار وقال ان الله قد اوحي لي بان قرارنا السابق، كان خاطئا، ماذا سيكون موقف البقية، الن يعتبروا ذلك وهم محقين وكانه لعب بعقولهم واستهانة بهم. وماذا لو قال شخصان او اكثر ان الله قد اوحى له بحل وكان حل كل من الشخصان او الثلاثة مخالفا للاخرين؟  ان الله في السياسة يمكن ان يقوم بذلك، لان السياسة هي تعبير عن مصالح وهذا ابسط تعريف لها، اي انه حتى الله في السياسية سيكون اكثر من واحد.
ان اي امة ناضجة وتعيش عصرها، تعتمد الدراسة والفكر والحوار في تحقيق مبتغاها، والامة التي تعتمد على الله فقط، سيكون حالها كحال الغريق الذي اتينا على قصته في مقالنا هذا.  ان الله قد قال ان اجتمع اثنان بالحب فانا ثالثهم، اي انه يحضنا على الاجتماع، ليس لكي نتشاجر بل لكي نتحاور، وهو جل جلاله سيمدنا بالمعونة والدعم ويوحينا الى القرار الصحيح. ولكن ان قال كل منا انه يستمد قراره من الله او يسوع المسيح او الروح القدس، فاعتقد ان قرارات شعبنا ستكثر وستكون بعدد ما موجود على هذه البسيطة. ان الاعتماد على الروح القدس والقرار الفردي، يعني التاسيس للتشرذم استاذنا المبجل، ولنا فيك ثقة يا استاذ سركيس اغاجان فلا تخذلنا بمثل هذه الطروحات التي لا تبنى امة!  لقد حاولت مرارا ان اطرح تصورا لتحقيق ولو امل بسيط لشعبنا الا وهو الوصول الى قيادة موحدة له، ولكن مع الاسف لم تجد طروحاتي اذان صاغية، ليس طروحاتي بل ان الامر لم يكن من اوليات اي طرف كما يظهر. لا بل ان ما تم نقله عنكم كان يذهب بعيدا عن ذلك، الى الفردية المطلقة ليس الا، وهو الامر الذي يعني ان المجلس الذي اشرفتم على تاسيسه والذي حاز على تايد الكثيرين، ليس تملقا او تزلفا، بل املا في بناء جديد ومتكامل بعد ان خذلنا (بضم الخاء) مرارا، اقول ان مجلسكم صار جزء من مشاكلنا وليس حلا لها، وانكم صرتم جزء من المتصارعين في حلبة شعبنا ليس الا.
وانا اكتب هذه المقالة قرات عن ان بعض الاحزاب تهدد بالانسحاب من التحالف مع المجلس الشعبي، وفي نفس يوم نشر ترجمة المقابلة معكم اي عصر يوم 8 تشرين الثاني ارسلت الى ثلاثة اشخاص التعليق التالي واثنان منهم قريبين منكم والتعليق كان مع رابط موقع عنكاوا الذي نقل ما قلتموه قلت لهم (ارى ان ما تم نشره على موقع عنكاوا كوم وعلى الرابط التالي هو خطير وخطير جدا، ان ماطرح امر غير منطقي ويؤسس للتشرذم مع الاسف، هل من خطة للتراجع او للتلطيف؟). ولكن مع الاسف كل الاطراف صممت على الصمت، لنا الله، لنا الله وليس لنا غيره وعليه اتكالنا .
 

270
هل ادافع عن الكورد فقط؟


[size=12pt]تيري بطرس
bebedematy@web.de

قال لي صديق انك تدافع عن الكورد كثيرا!!!!!!!!!
اول اوليات انتمائي او اكثر هوية من الهويات التي امتلكها مثار فخري واعتزازي هو انتمائي القومي، وهذاعائد بالطبع الى كوني من حملة الفكر القومي ومن المساهمين في نشره والعمل من اجل تبيانه واظهاره والتمتع بالحقوق تحت ظلاله. انتمائي الاشوري او حسب التسمية المركبة الكلداني السرياني الاشوري، كان دائما هو الفخر والاعتزاز، ولكن هذا لا يلغي الهويات الاخرى التي اعتز بها وهي الهوية الدينية المسيحية والفرعية منها من اتباع الكنيسة الشرقية، والهوية الوطنية الكبرى العراقية والفرعية منها الكوردستانية وخصوصا انني اقر بالتغييرات القائمة في العراق. ولو بقينا نعدد الهويات التي يمتلكها كل واحد منا لملئنا الصفحات منها.
عانى شعبنا من اضطهاد مركب، قومي وديني، وقد شاركت الشعوب المجاورة وبعض قياداتها في هذا الاضظهاد، فشعبنا الذي كان يسكن اغلب مناطق العراق، نجده قد اختفى من مناطق الجنوب والوسط بعد القرن السابع عشر، والوجود الحالي هو من من هاجر من المناطق الشمالية طلبا للعمل او بعد ابتداء الصراع بين الكورد والحكومات العراقية المتعاقبة بعد عام 1961. ولو جئنا الى القرنين الاخيرين، فان ابناء شعبنا في مناطق حكاري واورمية وطور عابدين والكثير من مناطق تركيا الحالية وبعض مناطق شمال العراق الحالي قد تعرضوا الى مذابح يندي لها جبين البشرية، وقد شاركت في هذه المذابح قوى كوردية مستندين الى فتاوي تبيح قتل الكفار ولعل فتوى مفتي الامبراطورية العثمانية  في عام 1914 ومشاركة الكورد في الخيالة الحميدية خير مثال على ذلك.
اما سميل (مذبحة 1933) فقد حدثت وباوامر حكومية عراقية واضحة. وهذا صار من التاريخ الذي تعلمه الاكثرية من ابناء شعبنا، والدخول فيه هو من المقدمات التي لم يعد لها فائدة فورية لشعبنا. بمعنى ان العمل من اجل اقرار الشعوب وقيادات هذه الشعوب بذنبها عن ما اقترفته بحق شعبنا امر مطلوب ولكنه ليس اولية الاوليات لشعبنا. فهذا الامر باعتقادي سيدخلنا في متاهات نحن بغني عنها حاليا، لانه سيعني دخولنا في تجاذبات تفقدنا الاصدقاء ولا تكسبنا شئ في ظل موازين القوى الحالية. وبهذا الخصوص باعتقادي ان الشعوب المجاورة ستصل الى المرحلة التي ستقر بما اقترفته بحق شعبنا من تلقاء نفسها. او بعد تنفيس الاحتقانات القومية والدينية التي تمسك بالوقاع القائم. ان التمتع بالحقوق القومية والفردية سيجعل الشعوب المتعايشة كافة اكثر قبولا لنقد التاريخ وتبيان الاخطاء والاعتراف بها.
ان اولية الاوليات لابناء شعبنا هي ضمان حقوقهم الاساسية، الحقوق التي يتفقون عليها وكمساند لمطلب الحكم الذتي اقول الضمان الدستوري لحق الحكم الذاتي يجب ان يكون الاولية ومن ثم العمل من اجل تجسيد هذا الحق على ارض الواقع وتحصين هذا التجسيد. هذه هي اولية الاوليات بالنسبة لشعبنا حاليا وفي المستقبل المنظور.
اذا نعود الى الجملة التي قالها صديقي، والتي قال فيها انني ادافع عن الكورد، مضيفا انهم لا يستحقون ذلك. طبعا هذا راي صديقي وانا احترم رايه مادام الطرح في سياقات الحوار. ولكن هل انا ادافع عن الكورد فقط، لقد نشرت مقالات كثيرة في الدفاع عن الشيعة، وتكلمت كثيرا عن معاناة الكورد الفيلية، وعن ما لحق بيهود العراق وعن الازيدية والصابئة المندائيين. فانا دافعت عن كل مكونات شعبنا العراقي، لا بل انني دافعت عن برائة اغلب السنة من جرائم النظام الذي اظهر نفسه حامي السنة في العراق.
ولكن لماذا يثير الدفاع عن الكورد هذا الضجيج وهذا الاستنكار، باعتقادي انه يعود لعاملين اساسيينن هما الايمان وهو صحيح بان هذ الارض التي صار يطلق عليها تسمية كوردستان، كانت اشورية في يوم من الايام ولكن نلاحظ انني قلت كانت وكل واحد منا سيقول كذلك، و كانت بالماضي ولم تعد كذلك. ومهما ادعينا بان الاخرين استولوا عليها، فان المسؤول الاول عن ضياعها هو نحن، لاننا ابحنا للاخرين اخذها منا، ولم نعمل من اجل الاحتفاظ بها، وعندما اقول لم نعمل بمعنى العمل بشكل جماعي ومخطط. والسبب الاخر هو ان الكورد لم يستولوا على اراضينا ولكنهم شاركوا في ذبحنا ايضا، وفي كلا الحالتين فان الكورد لم يكونوا وحدهم من عمل ذلك ضد شعبنا، فالموصل لم تخلى من ابناء شعبنا من قبل الكورد وهذا الامر ايضا بالنسبة لكرخادسلوخ (كركوك)، ومناطق بلد وسامراء وتكريت ونزولا نحو الجنوب. 
الماضي وخصوصا ماضي هذه المنقطة ملئ بالماسي. وماضي البلدان التي هاجرنا اليها وخصوصا في الامريكيتين واستراليا، والتي تاتينا اكثر الانتقادات منها ليس بمختلف عن ماضينا، فهذه البلدان كان فيها شعوبها الاصلية، وقد تم استعمارها والعمل من اجل استعباد شعوبها واخذ ما كانوا يملكونه،  والكثير منا يتنعم بخيراتها ولم يسأل اي منا عن حقه في التمتع بخيرات عائدة للاخرين؟
الكورد كما اكدنا مرارا ليسوا كلهم قديسيين، ولكن يصح القول انهم ليسوا كلهم سيئيين، وتجربتهم تعتبر بكل المقاييس انهم الافضل تفكيرا والاكثر منهجية في العمل. على الاقل في المنطقة التي نعيش فيها. ولكن هؤلاء الكورد هم جيراننا في الارض ومشاركيننا في التاريخ، ومن الصعب الفصل بيننا، لا بل ان مصالحنا متداخلة، وهنا مربط الفرس، فالمصالح المتداخلة يمكن ان تؤدي الى عداء وممكن ان تؤدي الى تعاون ومشاركة. والعداء بين اي شعبين لم يجلب لهم الخير ولكن التعاون والتحاور هو الاسلوب الانجع لتحقيق مصالح الجميع، وهذا ما ندعوا اليه. ان انجاح تجربة اقليم كوردستان يعني بناء عراق قوي، يعني العمل لاجل مستقبل اكثر استقرارا. ان العيش في الماضي لن يجلب لنا غير النوم العميق وليس العمل والابداع ونحن بحاجة للابداع في كل مجالات حياتنا ومنها المجال السياسي. ان محاول فرض التقولب علينا وعلى ممارساتنا لن يفيد غير الاخرين ولن يضر غيرنا.
تجربة اقليم كوردستان تحمل سلبيات كثيرة، ومنها المحسوبية وعدم الفصل الحقيقي بين الحزب والادارة واساءة استغلال السلطة والفساد بكل اشكاله، ولكنها ايضا تحمل بوادر ايجابية، منها الاستقرار الذي يمكن ان يؤدي الى التطور في المجال الادراي و السياسي، والحريات المتوفرة، والانفتاح السياسي، ولاول مرة وجود معارضة داخلية قوية ستؤدي الى المسألة وهي خطوة تدل على ثقة القيادات السياسية بنفسها وباستقرار الوضع والتطلع الى المستقبل بثقة. كما ان اقليم كوردستان خطى خطوات اكبر باتجاه الاعتراف بالاخر من بقية مناطق العراق، ففي الوقت الذي كانت اغلب مناطق العراق من جنوبه وشرقة وغربه نابذة للاخر المختلف. كان الاقليم هو الرئة التي استوعبت الجميع. وهذا يعني الثقة والتطلع للمستقبل. اما الاجراءات الامنية المتخذة لحماية المنطقة فاننا نعتقد انها ضرورية وليست امور ثابتة بل هي نتجية للاوضاع القائمة ليس الا، فطبيعة  المنطقة ورغبة القيادات السياسية لجذب الاستثمارات المالية في مختلف القطاعات الاقتصادية، تتطلب منها الانفتاح وتسهيل الامور الا في الحالات التي يتطلب الامن ذلك، لان التدهور الامني يعني التدهور في كل مجالات الحياة.
ان بدائل شعبنا السياسية التي قمنا وبغباء كامل بتدميرها نتيجة الرغبة القوية لكل طرف للاستحاذ على القرار السياسي لشعبنا وابعاد الاخرين ان لم يكن اسكاتهم وتدميرهم، لا تترك لنا الكثير من الخيارت المتاحة امامنا. فما يتم الترويج له في المهجر خصوصا ليس الا دعوة للانتحار الجماعي مستندين الى سياسيات اطراف لا تذكر لهم حقيقة الامور، ولكشف غباء وضحالة تفكير هؤلاء ندعوكم للدخول في نقاش معهم ليس الا.
واذا كان الماضي هو المحك في بناء علاقاتنا السياسية فان القوى الاخرى لم تكن بريئة من دمنا، سواء كانت تلك القوى تركيا الوريثة للسلطنة العثمانية او العرب السنة او حتى الشيعة، ونظرة الى الممارسات الاخيرة من البصرة والى بغداد ترينا ذلك بوضوح. ان ما يجب ان يحدد اسلوب ومن يكون الحليف لنا حاليا او في المستقبل، مصالح شعبنا والمصلحة فقط. لان العمل السياسي يرمي الى تحقيق المصالح وليس اي شئ اخر. شعبنا صار جزء من اقليم كوردستان، وهو جزء من العراق، وعلينا ان نعمل من اجل تطوير العراق كله بكردستانه ايضا، وهذا التطوير لا يجب ان يشمل الاقتصاد او الصناعة او التجارة او البنية التحتية فقط، بل يجب ان يشمل البنى الفوقية ايضا مثل القانون والثقافة، لتحقيق المساواة التامة بين المكونات وبين الافراد. انه مستقبلناوعلينا العمل من اجله. ان كنا نريد حقا ان نستمر في التواجد على اراضينا التاريخية. ان تحقيق التاخي بين الشعوب والعمل من اجل ان يعم السلام بينهم لن يرى النور ما لم تتمتع هذه الشعوب بحقوقها الجماعية والفردية. وغاية كل انسان سوى هو ان يعم السلام في بلده وفي كل انحاء العالم. ان الشحن القومي والديني ورفع راية العداء للاخر لن يجدي نفع لنا او للاخرين. وفي الوقت نفسه لا احد يدعى بان شعبنا يرفل بكل ما يبتغيه او حتى بما يحق له اصلا، ولكن الحقوق والتمتع بها لا يكون بلحظة واحدة او بومضة بصر، وانما تؤخذ رويدا وريدا، وحتى لو تم اقرارها دستوريا، فان تطبيقها يستوجب زمن يعتمد طوله وقصره، على الثقافة السائدة في المجتمع وعلى تحقيق الامن والاستقرار والتطور الاقتصادي والطبقة السياسية السائدة.
واخيرا اعتقد انه ان كنا نحن نعتقد باننا مظلومين وهذا الامر حقيقي، فان ازالة الظلم لا يتطلب المزيد من العداء بل البحث عن العلاج والترياق، وفي واقعنا هذا سنجد الكثيرين ممن ينطبق عليهم المثل وعلى نفسها جنت البراقش. لا الكورد ولا السنة ولا الشيعة بحاجة الى الدفاع عنهم، ان من يجب ان ندافع عنهم هم كل مكونات شعبنا وكل تجربة ننتظر منها الخير والتطور وفيها بصيص من الامل[/size].
[/color]  [/b]

 

271
الانتخابات القادمة وكوتا المكونات القومية




تيري بطرس
bebedematy@web.de


تشهد العملية السياسية في العراق استحقاقا وطنيا كبيرا هو الانتخابات البرلمانية القادمة والمقرر اجراءها منتصف كانون الثاني القادم.
وكما في كل انتخابات فانه لا بد من قانون تنظم على اساسه الانتخابات من مختلف الجوانب، كما انه القانون الذي على اساسه تقوم المفوضية العليا للانتخابات بتهيئة مستلزمات الانتخابات من اوراق وسجلات واحتساب  للاصوات والمقاعد وغيرها..
ومع تعثر اقرار القانون فقد انشغلت الساحة العراقية، بتصريحات وحوارات ومقالات، باسباب هذا التعثر المعلنة منها والمخفية وباتت ما تسمى مجازا بـ"عقدة كؤكوك" والفشل في الاتفاق عليها تصنف على انها اكبر المعيقات.

المقال هذا لا يتناول هذه "العقدة" بل يتناول ما بات غير ذات اهتمام لدى احزابنا ومؤسساتنا ونخبنا المثقفة والقومية، الا وهو الكوتا لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
فالاهتمام الاعلامي الواسع بقضية كركوك يبدو انه انسى قيادات احزابنا ومؤسيساتنا ونخبنا موضوع كوتا شعبنا حجما والية.
وهذا بحد ذاته يكشف مدى ضعف الوعي السياسي والحرص والمتابعة المسؤولة لما يهم شعبنا قوميا ووطنيا، مثلما يكشف هشاشة تكوين هذه الاحزاب والمؤسسات.

لن استعرض المزايدات التي نقلتها بعض التصريحات لبعض الاخوة المسؤولين في بعض هذه التنظيمات والمؤسسات عن حجم الكوتا فمنهم من طالب بعشرة والاخر بـ 15!! فمطالبات بهكذ اعداد من المقاعد وحجزها لمكون بات حجمه الانتخابي معروفا وبات مشكوكا في قدرته على تجميع اصوات تقرب من االعتبة الانتخابية لمقعد واحد هي مطالبات لا تحتاج الى اي تعليق، ويمكن تصنيفها ضمن مطالبات الاستهلاك الداخلي على قاعدة اللهم اشهد اني قد طالبت!!

ما اريد الاشارة اليه هنا هو ما بات مطروحا عن الكوتا بما يجعلها ممكنة التحقق الا وهو 5 مقاعد بحسب توصية مجلس الوزراء والتي تم تبنيها لاحقا من اعضاء شعبنا "المسيحي" في البرلمان.
فتحديد العدد ليس نهاية المطاف بل ربما بدايته!!
فالية الانتخاب لهؤلاء الخمسة تحدد اداءهم البرلماني لاحقا من حيث انها تحدد من سيكونوا وما هي اجنداتهم؟

ومن النقطة هذه ومفترق الطريق هذا ياتي اتهامنا اعلاه لاحزابنا ومؤسساتنا ونخبنا القومية بضعف الاداء السياسي واللامبالاة والهشاشة السياسية والتنظيمية.
فهناك فارق شاسع بين ان يتم انتخاب كوتا شعبنا كدائرة واحدة تستقبل جميع الاصوات من كل المحافظات العراقية والمهجر وبين ان تكون الكوتا محددة على اساس المحافظات بمعدل مقعد واحد لكل من المحافظات التي لشعبنا فيها وجود (دهوك، اربيل، نينوى، بغداد وكركوك).
ما هو الفارق؟
بداية لا بد من االقول انه وباستثناء بغداد فان بقية المحافظات لها خصوصيتها واستحقاقاتها السياسية في المرحلة المقبلة، سواء القومية منها مثل تطبيق الحكم الذاتي كما اقره دستور الاقليم، او تواصل ديموغرافيا شعبنا بين الاقليم وسهل نينوى (تطبيق المادة 140 على مناطق سهل نينوى)، او وطنية منها كما هو الحال مع كركوك وضرورة تطبيق المادة 140 عليها.
ومن جهة اخرى فان بناء البرلمان العراقي وانتخابه على اساس دوائر المحافظات يمنح خصوصية قانونية وعملية لكتلة كل محافظة في مجلس النواب العراقي.

من هنا فانه من المهم ان يكون لنواب شعبنا في مجلس النواب العراقي القادم انتماء وخصوصية على اساس المحافظة ايضا.
فمن حيث الانتخاب يجب انتخاب ممثل شعبنا في كل محافظة من ابناء شعبنا في تلك المحافظة، وينتج عنه الاداء البرلماني حيث سيعكس ليس فقط وجود شعبنا في تلك المحافظة بل ايضا مطالبات شعبنا ومواقفه من الاستحقاقات السياسية والقومية لتلك المحافظة وكما اوردناها اعلاه.
اما ان يتم انتخاب ممثلي شعبنا في البرلمان من خلال دائرة واحدة تضم اصوات الوطن بكل محافظاته واصوات المهجر فان ذلك سيعني احتمال وارد جدا بان لا يكون بين هؤلاء الاعضاء اي احد من دهوك او اربيل او نينوى مثلا
فيا ترى كيف يمكن لهم حينها الحق التحدث باسم شعبنا في هذه المحافظات واستحقاقاتها (الحكم االذاتي والمادة 140 وغيرها)؟؟
وكم سيكون معنيا البغدادي او البصراوي من ابناء شعبنا بتطبيق المادة 140 مثلا؟؟
انه من المهم جدا ان يكون تمثيلنا في البرلمان على اساس المحافظات وان يتم اختيار ممثل شعبنا في كل محافظة من ابناء شعبنا في تلك المحافظة.

قد يعترض معترض هنا ليقول: وماذا عن المهجر؟
فنقول ان هناك معالجتان لهذه الاشكالية التقنية.
فاما ان تعالج تقنيا من خلال تعليمات الانتخابات من المفوضية بان يصوت كل ناخب مهجري للمحافظة التي ولد فيها،
او في حال عدم تمكن المفوضية من ذلك لاسباب تقنية فانه يتم تخصيص كوتا لشعبنا من مقعد واحد من المقاعد التعويضية للمرشح الذي يفوز باغلب اصوات المهجر والمحافظات التي ليس لشعبنا فيها كوتا وبذلك لن يهدر شعبنا ايا من اصواته.

وختاما، نقول انه ليس غريبا او مصادفة ان نجد معارضي الحكم الذاتي ومعارضي المادة 140 يطالبون بكوتا شعبنا على اساس تجميع كل الاصوات في دائرة واحدة لان ذلك سيتيح تجريد شعبنا من المحافظات التي لها هذه الاستحقاقات من اختيار ممثليه والتعبير عن مطالبه ومواقفه من هذه الاستحقاقات.
وليس غريبا ان القوى العراقية التي ترفض حقوق شعبنا في الحكم الذاتي وترفض تطبيق المادة 140 نجدها تدعم جعل كوتا شعبنا ليس على اساس المحافظات.
ولكن الغريب ان نجد احزاب ومؤسسات ونخب وناشطي شعبنا المؤمنين بوحدته وحقه في الحكم الذاتي غائبين عن قول قولهم في هذه المسالة المفصلية والمحورية خاصة وان مجلس النواب العراقي القادم هو من سيتولى اقرار العديد من الاستحقاقات السياسية والتعديلات الدستورية.
فهل ينتبهوا الى غيابهم وغفوتهم قبل فوات الاوان..

272
هل هي مشكلة الكنيسة الكلدانية...؟




[size=12pt]تيري بطرس
bebedematy@web.de

ليسمح لي القراء لكي ابدأ المقال بذكر تجربتين او مثالين قد يراهما بعيدة عن عنوان المقال، الذي باعتقادي انه ايضا بعيد نوع ما عن مضمون المقال بشكل عام.
 الانسان قد لا يشعر باي خطر او ضرورة التنبه للمخاطر عندما يكون امنا، او عندما يكون غير واعيا بالمخاطر، ولكن الانسان الواعي يحاول التحوط للمخاطر لكي يتلافيها.
عندما قدمت الى المانيا، تم تنسيبي للعيش في قرية، كان من حسن حظي انني التقيت باحد من ابناء شعبنا  من ايران صدفة، وهو عرفني على العائلة الوحيدة من ابناء شعبنا التي تعيش في تلك القرية وهي من لبنان. عائلة ابو جورج التي قبلتني كاحد اصدقائها وخففت عني الغربة كثيرا. ولكن رغم كل ذلك وانا في عمر الخامسة والثلاثون كنت اشعر بعدم الامان وبرغبتي التامة للتنقل الى مدينة يعيش فيها ابناء شعبنا بكثرة وهي مدينة فيزبادن، رغم ان فرص العمل فيها اقل، ان الدافع الخفي لتنقلي هو خوفي من الضياع من اضطر ان اتجرد من انتمائي تدريجيا، خاطعا لمتطلبات الحياة المختلفة، ان انتقالي كان يحل لي مشكلة، رغم انني كنت قد اصبحت وبعد تجربة سنوات الكفاح المسلح وتجربة الحرب العراقية الايرانية، شخصا محدود العلاقات الاجتماعية بمعنى انه كان يكفيني ان تكون لي علاقة بعدد محدود من الناس ولكن الشعور بالعيش بقرب عدد كبير من ابناء شعبنا كان يطمئنني كثيرا.
في اعوام السبعينيات من القرن الماضي تعرضت كنيسة المشرق/ التقويم الجديد لنكسة كبيرة، ولانني من اتباع هذه الكنيسة شعرت وشعر الكثيرين منا بان الكنيسة تواجه ازمة وجود، الا ان الرعب لم ياخذنا، قد يكون السبب اننا شعرنا بان لنا بدائل لا سمح الله لاي مكروه قد يصيب كنيستنا، وبدائلنا كانت كنيسة المشرق/ التقويم القديم او الكنيسة الكلدانية التي كنا ننظر اليها بانها مؤسسة كبيرة وراسخة وتتمتع بمكانة كبيرة ويديرها اناس كفء من البطريرك المرحوم مار بولص شيخو الى المطارنة والكهنة والذين كان الكثيرين منهم يحملون شهادات عليا في اختصاصات مختلفة، هؤلاء المطارنة الذين كانوا مثار اعجابنا وفخرنا في ان.
اليوم نقراء مقالات مختلفة من اطراف عديدة تنتقد وتكشف عن اخطاء وممارسات غير سليمة في الكنيسة الكلدانية. واغلب هذه المقالات تكتب من قبل اشخاص لهم وجود فاعل في هذه المؤسسة العريقة. ليس هذا فقط، بل ان ما نقراءه ونسمعه وما يتسرب الينا اظهرت الوجه الاخر للكنيسة الكلدانية، اعني الوجه الضعيف المنقسم على الذات. ولكن باعتقادي  انها ليست الكنيسة الكلدانية فقط التي تواجه وواجهت مثل هذه المشاكل، فهذا الموسم كان موسمها، وقبلها كان موسم كنيسة المشرق/ التقويم الجديد.  والتي لا اشك ان بعض رجالات الكنيسة الكلدانية كان مشاركا في تقديم الدعم لجهة معروفة ارادت تقسيم الكنيسة،  لتحقيق انتصارات قد تخدم التطلعات المستقبلية لهم. و بالحقيقة كانت هناك ايضا اطراف سياسية منغمسة في هذه العملية اي عملية الاساءة لكنيسة المشرق الاشورية وكانه كان هناك اتفاق بين بعض رجالات الكنيسة الكلدانية والطرف السياسي من اجل ان يكون الطرف السياسي هو القائد الاوحد ورجل الدين المنقذ الكنسي ومحقق الوحدة الاوحد، وكل هذا ليس بالعمل الدؤب وتقديم الخدمات وتحقيق الانجازات، لا بل عن طريق المؤامرات، ومهما كانت الغاية المعلنة للمؤامرة شريفة، فانها ستبقى مؤامرة وكل مؤامرة هي عمل دنئ.  وقبل الكنيستين الكلدانية والمشرق الاشورية كان هذا الامر يحدث في  كنيسة المشرق/ التقويم القديم. ولكن مهلا، انها ليست الكنائس فقط، فقبل الكنائس او بعدها، كانت الازمة في الاحزاب، الحركة الديمقراطية الاشورية، بيت نهرين وهلم جر، ولكن مهلا ايضا ان الازمة ليست في الكنائس والاحزاب فقط، بل تشمل مؤسساتنا المختلفة من الثقافية والاجتماعية التي كان صوتها في الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي عاليا وتقوم باعمال مشهود لها. اذا نحن نعيش الازمة وبامتياز، نعيش ازمة خانقة لا تتيح لنا ان نرى ابعد من انفنا، نعيش ازمة لا تسمح لنا باستنباط الحلول لمشاكلنا. انها ازمة الانسان الخائف المرتعب الهارب، هذا الانسان الذي يتبنى اي يحل ياتيه لانه يعتقده حبل نجاة ولو كا هذا الحل يضر باطراف اخرى قريبة من هذا الانسان، او لوكان هذا الحبل هو نفسه حبل مشنقته، وحتى يكتشف الانسان مدى سؤ تقديره يكون وقت قد مضى وتراكمات قد حدثت وصعوبات قد خلقت.اننا ندور في فراغ قاتل فقد استنفذنا كل ما يمكن من الجهد لتحقيق شئ ما، ولم يبقى لدينا غير اللهاث وراء سراب شعارت غبية.
 في بداية تسعينيات القرن الماضي وبعد اقامة المنطقة الامنة، ظهرت الحركة الديمقراطية الاشورية، ولكونها في الجبهة الكوردستانية ونزلت مع احزاب الجبهة الى المنطقة، التحق بها الكثيرين، وزاد من اندفاع الناس للانتماء اليها توزير احد قياديها، وحضيت الحركة بتعاطف الجميع، ودعم الجميع، ولكن لم يقل احد ان هذا التعاطف والدعم هما شيك مفتوح لها، وكان عليها ان تعمل من اجل ان يكون لها دعم ثابت وقوي ومستمر، ولكنها بدلا من ذ لك، ولكونها قد حصلت على مكاسب كثيرة بدون اي جهد يستحق ذلك، فقد خسرت التعاطف تدريجيا ووقعت في اخطاء لا يرتكبها مبتدؤ السياسةـ فكانت محاول قتل السيد روميل شمشون العضو القيادي في الحزب الوطني الاشوري مثال احد التخبطات التي وقعت فيها الحركة دون اي سبب واضح ومبرر لو كان لنا الحق ان نعطب مبرر اصلا لقتل اي انسان. وكانت المتاجرة بالتعليم السرياني التخبط الثاني حيث ان التعليم بلغة الام هو حق قره برلمان اقره اقليم كوردستان لشعبنا وللتركمان وللعرب رغم وقوف الجبهة التركمانية بوضوح ضد الاقليم وعداءها للاقليم. وكان الخطاب المزدوج التخبط الثالث، ولعل اكبر التخبطات التي وضعت الحركة نفسها فيه هي عملها الدؤوب على تقسيم كل مؤسسات شعبنا ومحاولة الاستيلاء عليها  وتسييرها بحسب ارادة اعضاءها، حتى انه لم تسلم مؤسسة من مؤسسات شعبنا من هذا الامر، فكان اعضاء الحركة المنتمين حديثا الى صفوفها يضعون انفسهم في موضع الناهي والامر للجميع دون احترام سياقات العمل المؤسساتي، وخصوصا ان للكثير من هؤلاء الاعضاء المنتمين خلفيات غير سليمة ويمكن التشكيك بنياتهم وبغاياتهم استنادا الى هذه الخلفيات وقد ثبت التاريخ ذلك فعلا. اذا نحن وبايدينا سرنا على درب التدمير الذاتي، وباصرار عجيب وغريب ولا نزال، حتى جعلنا من انساننا الة صماء تسير وبلا شعور في طريق التدمير الذاتي، ويمكن استكشاف ذلك من خلال نماذج مختلفة وعلى مستويات متعددة، فالحوار اصبح مقطوعا، وبدل من ذلك شاعت لغة التخوين ، كل هذا وكان العمل القومي لشعبنا صار بالمقلوب. كانت الثقة التي منحت للحركة من قبل الشعب توجب عليها العمل من اجل ترسيخ مفاهيم الوحدة والتفاهم وخصوصا انها ظهرت وتمتعت بالمفاهيم الجديدة التي سادت مع مطلع التسعينيات وانحلال الاتحاد السوفياتي. ان عملية التحارب الداخلي والتي قادتها الحركة الديمقراطية الاشورية ضد تنظيماتنا السياسيةن وبالاخص بذلها الجهد الكبير والمسترم لدى كل الاطراف السياسية العراقية لعزل حوب بيت نهرين الديمقراطي والوطني الاشوري، وخصوصا في المؤتمرات الوطنية وبالاخص مؤتمري نيويورك عام 1999 ومؤتمر لندن عام 2002 ورغم فشلها في ذلك، الا انه بين عن ان تنظيماتنا يمكن ان تخترق وان تسير نتيجة للصراعات البينية. وادركت القوى السياسية العراقية بان الحركة يمكنها ان تقبل اي شئ فقط من اجل ان لا يكون هناك شرك لها باسم شعبنا، ولذا فقد خسرنا نسبة المعتمدة لشعبنا وخسرنا التسمية الشائعة وخسرنا الكثير وبشكل متتالي. هذه امور حدثت ولكن يجب استعادتها لكي نعي الدروس ونعي ان الانقسام والتحارب الى ماذا يؤدي.
في الوقت الذي كانت كنيسة المشرق بفرعيها، لا تنكر الهوية الثقافية والحضارية لشعبنا عملت اطراف عديدة في الكنيسة الكلدانية والسريانية الكاثوليكية على تشجيع التعريب، واذا كان مفهوما انها مارست  ذلك او غضت النظر عن ذلك بسبب وقع الحكومات الديكتاتورية، ولكنها مارست العمل ذاته حتى بعد تحرر العراق من حكومة البعث. فبدلا من لم الشمل وخصوصان ان كنيسة روما قد ازالت حاجز الاختلاف المذهبي واعترفت بصحة معتقد كنيسة المشرق. فلا يزال موقفها منوحدة الشعب والامة وتخبطها بين اننا امة واحدة الى التمسك والعمل من اجل الفصل الاسماء في الدستور، لا بل هناك من يدرك ويعي ان الكنيسة او بعض رجالاتها كان وراء ابتعاد تنظيمات كلدانية عن العمل الوحدوي.
لقد ساعدت الكنيسة الكلدانية ايضا حالها كحال الحركة في تشديد الصراع داخل الشعب، بدل من ان تعمل  من اجل استغلال ثقلها في ترسيخ روابط الوحدة والتعاضد، كنيسة المشرق رغم التزامها بالتسمية الاشورية ومنذ زمن بعيد، حتى انها قدمت احد بطاركتها شهيدا على مذبح العمل القومي تحت الراية الاشورية، الا انها لم تتدخل في خيارات السياسيين وكان لهم خيار حر في الراي والطرح والاتفاق، عكس الكنيسة الكلدانية التي رعت الانفصاليين ودعمتهم في زمن الشعب كان يعاني من ازمة كبيرة، ولعل اكبر هذه الازمات كانت ازمة فقدان الامل بالمستقبل!
ان وضعنا، بكل تسمياتنا هو في خطر واضح، واذا كان طرفا يعتقد بانه الفئة الناجية، فعليه دراسة الامور بشكل واضح، لكي يدرك انه لا محال في طريق الزوال، وهنا لا اعني زوال مسيحيتنا ولكن زوال هويتنا القومية وزوال لغتنا وعاداتنا وتقاليدنا والروابط التي تربطنا.
ان الامر الواضح هو ان يقوم الكل وكل من جانبه باعادة النظر في ممارساته دراسة مقدار السلبيات التي ادت اليها مواقفه.
انه بات واضحا ان دور الكنائس السياسي الوحيد المسموح به حاليا ومستقبللا هو مباركة وحدة امتنا وشعبنا وحسب خيارات السياسيين، فالكنائس التي تدعو ليل نهار الى وحدة العراقيين ووحدة الفلسطينين ودعت الى وحدة الكورد ابان الاقتتال ووحدة الصوماليين ، مطلوب منها ان تتخذ موقفا شريفا من شعبها الواحد وان كانت لا تقدر على العمل الوحدوي فلتدعوا اليه، انها دعو مسيحية، اليس كذلك؟
انه بات واضحا ان على الاحزاب ان تدرك ان الاخطاء غير مسموح بها، فاا كان الخطاء غير مسموح به نتيجة لدقة الوضع، فان التخطيط لاقتراف الاخطاء يعتبر جريمة بحق الشعب والامة، فهل سيكون لهذه الكلمات وقع في اذان البعض، ام ان هؤلاء سيسرون في مخططاتهم دون النظر الى واقع شعبنا.
امنحوا الامان لشعبكم ايها السادة، او اعملوا على الاقل لاجل ذلك، ان شعبكم سيرى ذلك وسيقدر ذلك.[/size]
[/color][/b]


273

لمن تبنى هذه الجوامع؟




تيري بطرس
Bebedematy@web.de

نشر الاستاذ داوود يوسف وثيقتين احداها صادرة عن رئاسة ديوان الوقف السني لمحافظة نينوى، تطالب فيها مديرية  بلدية نينوى بتخصيص قطعة ارض في قضاء الحمدانية قصبة كرمليس ليقوم السيد حسين علي سعيد ببناء جامع عليها وعلى نفقته الخاصة.  والوثيقة موقعة من قبل السيد ابوبكركنعان بشير مدير الوقف السني وكالة، وصادرة بتاريخ 3/ 8/2009، ومرسل نسخة منها الى مديرية بلدية الحمدانية لنفس الغرض، والهندسة مع اوليات والسيد حسين علي سعيد للمتابعة. هنا نقول ان كان السيد حسين على سعيد بهذا الرغبة في تقديم تبرع لتحقيق غاية دينية لصالح المؤمنين فلماذا يجب ان تتحقق هذه الرغبة على حساب اراض تابعة لبلدية لا يوجد مؤمنين من هذه الديانة فيها؟ ولماذا يجب ان تتحقق على ارض مستقطعة من اشخاص اخرين؟ اليس من حقنا ان نشكك في ان الدافع ليس ايماني خالص .
 والوثيقة الاخرى صادرة عن مديرية الوقف الشيعي في محافظة نينوى ومرسلة الى مديرية بلدية محافظة نينوى وهي تطالب بتخصيص ارض في مركز قضاء الحمدانية  بغديدا (قره قوش) لبناء مسجد وحسب طلب الاخوة المؤمنين لعدم وجود مسجد لاتباع اهل البيت وللصالح العام والوثيقة صادرة بتاريخ 27/ 8/ 2009 ، وبتوقيع السيد علي ولي احمد الحيدري مدير الوقف الشيعي وكالة ومرسل منه نسخة الى المؤسسات الاسلامية للمتاببعة. وهنا من حقنا ان نتسائل عن اي صالح عام يتحقق من بناء مسجد، وعلى ارض مستقطعة من بلدية مدينة ليس فيها من سكان المدينة من هو مؤمن بهذه الديانة؟
هذه هي التفاصيل المهمة لهاتين الوثيقتين واللتان تتزامنان مع الحملة القائمة لتخصيص اراض من منطقة بغديدا وكرمليس (مدينتان يسكنهما ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وهم مسيحيين من الطائفة السريانية الارثوذكسية السريانية الكاثوليكية في بغديدا، وكرملس يسكنهما ابناء طائفة الكلدان الكاثوليك) لتوزيعها الى اشخاص من غير اهل المنطقة. والواضح من هذه الممارسة هو الرغبة في احداث تغيير ديموغرافي لصالح مجموعة سكانية معينة، فالمخطط الواضح بتخصيص اربعة الاف قطعة ارض من اراضي بغديدا، يعني جلب ما لا يقل 20000 عن عشرون الف شخص الى المنطقة وهو عدد كافي لاحداث التغيير المطلوب وخصوصا لو علمنا ان العملية قد ابتدات في زمن النظام السابق، عندما استقطع اراض واسعة من هذه المناطق ومنحها لمنتسبي اجهزته القمعية.
من حق كل عراقي ان يسكن في اي منطقة عراقية واي مدينة هذا صحيح، ولكن ليس من حق اي شخص احداث تغيير ديموغرافي لغاية تغير مستقبل المنطقة.وهذا هو الحاصل بالاثباتات.
 الجوامع والمساجد هي دور عبادة، من حق المتعبدون من السكان اقامتها لتقديم خدماتها لهم، ولكن ان لم يكن هناك سكان ابدا في مثل قصبة كرمليس، فما الحاجة الى اقامة جامع في قرية كل سكانها من الكلدان الكاثوليك، فلمن هذا الجامع؟ اليس امرا مثيرا؟ وهكذا بالنسبة لبغديدا، فالمعروف ان من يسكنها من اخوتنا المسلمين هم بغالبيتهم من الموظفين المعينين هناك، وبغدديا لا تبعد عن قرى ومناطق فيها جوامع الا كيلومترات قليلة فلمن المسجد اذا؟ ولماذا تتزامن الاحداث مع بعضها البعض؟ فالمعلومات المتداولة ان هناك مبالغ طائلة قد وصلت وخصصت لاحداث التغيير الديموغرافي لصالح العرب في هذه المناطق، وذلك للتاثير على مستقبل المنطقة. وهذا الامر مخالف للدستور العراقي  استنادا للمادة 23 الفقرة ثالثا ب التي تنص على (يحظر التملك لاغراض التغيير السكاني) .
من الواضح ان للاخوة الشيعة العب او الكورد الفيلين الذين رحلوا منذ بداية  السبعينيات من القرن الماضي الحق في العودة والحق في اعادة ممتلكاتهم والحق في اعادة عراقيتهم.  وهذا الحق مصان ونحن نتعاطف معهم ونؤيدهم وهم بالفعل قد عادوا بغاليتعن وان لم تكن كل مشاكلهم قد حلت، والامر قد حدث لغرض تحقيقاي الطرد لغرض احداث تغيير سكاني. وهذا الحق مصان للاخوة الكورد ممن اخرجوا من كركوك وغيرها من المناطق، لانه حق انساني قبل ان يكون دستوري، السؤال الذي نود توجيهه الى السادة المسؤولين في زمن اعادة الحقوق المسلوبة لمن سلبت منه. لماذايتم سلب الحق المتبقي لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري؟ هل في المس والسلب والسرقة حسابات قوى؟
ان شعبنا في مطالبته بحقوقه فهو يعمل من اجل ان يكون عراق الغد عراق مستقر، فلا يعقل انه في بلد يطبق الفدرالية يتم نكران حق شعب بالحكم الذاتي، وكلنا بات يعلم ان مثل هذه الامور لا تنتقص من قيمة العراق والعراقيين شيئا. بل الحقيقة تعزز من وحدة وصلابة الدولة العراقية، لان الدولة ستكون قائمة على الحرية  والعدالة وليس على الغصب والفرض.
الحقيقة المؤلمة والتي نراها ونتلمسها يوما بعد يوم، ان القوى السياسية العراقية وبالاخص الاسلامية والقومية العروبية منها لم تتعلم من دروس الماضي اي شئ، فلازالت الامور تدار باسلوب الاستقواء والمؤامرات الخفية لتحقيق الاغراض والاهدف.  فيما قوانين العراق تسمح بالقول وبالفم الملاءان بما يختلج في الصدور. ان الاستقواء يالمال الذي ياتي من الخارج لدعم توجهات دينية، هو عامل خطير يهدد الوحدة الوطنية العراقية التي يجب ان تبنى على المساواة والعدالة وحق المكونات في الحفاظ على ذاتها وهويتها.
البلد الذي لا يمكن ان يقر لاقلياته بالوجود وبالظهور وبالفخر بمميزاتها، هو بلد محكوم بالتفتت، فالاقليات وان كانت اليوم ضعيفة، فهي لن تعدم وسيلة لكي تجد من يساعدها على الصمود والبقاء، وهنا هو ما هو خطر من هذه الاساليب التي ترغب في هظم حقوق الاقليات مرة بحجة كونها اقليات ومرات اخرى بحجج دينية باعتبار العراق بلد اسلامي، وغالبا بحجة اعتبارهم كفرة ومشركون. فهل من المنطق دفع الاقليات القومية والدينية الى الزاوية الضيقة وتحديد خياراتها ما بين الهجرة او الصمت على كل ما يمارس ضدها؟ باعتقادنا انه خيار المراهنين على اما عراق عربي اسلامي او لا عراق، ان مثل هذا العراق يعني عراق الحروب المستمرة، فالاسلام ايضا ليس واحدا، ولا حتى الاسلامي السني ليس واحدا، ان عدم قبول العراق المتعدد والمبني على مبادي الحرية والقيم الديمقراطية، يعني ان لا استقرار في العراق ابدا.
الملاحظة الاخيرة التي احب ان اسجلها هنا، وهي اننا نرى الاقليات القومية والدينية مثل الكلدان السريان الاشورينن والصابئة المندائيين والازيديين الاكثر تشبثا بالعراق، فيما القوى الاخرى تتصارع علنا على الحصة الطائفية ومهما كانت النتائج، ولا من يقول لهم على عيونكم حاجب!!!!
يمكن مشاهدة الوثيقتين على الرابط التالي[/size
][/color][/b]


http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=356094.0





274
لجنة الشباب الاشوري في كنيسة مار عوديشو، لجنة المميزون




تيري بطرس
bebedematy@web.de


قبل ايام وصلني ايميل يعلمني بان النادي القومي الاشوري في شيكاغو اختار الاخ روميل شمشون شموئيل رجل العام جراء عمله الدؤوب ومثابرته، كانت هذه البادرة وغيرها من المبادرات التي قيمت اشخاص من ابناء شعبنا يربطهم رابط النشاط والفعالية في لجنة الشباب الاشوري في كنيسة مار عوديشو، ناقوس اعادني الى هذه اللجنة ونشاطها وبعض الفعالين فيها في مستويات مختلقة من حياة شعبنا.
تأسست لجنة الشباب الاشوري في كنيسة مار عوديشو في ايار عام 1973 وقد تم تأسيسها من قبل يوسف تيادورس زيا (المطران مار ميليس حاليا) ومايكل بيروتا (القس مايكل الان) ونمئيل نوتالي (لاحقا شماس)، وانظم اليها تباعا كل من دانيال بنيامين، وليم دنخا، مارتن هارون، ادمون تمو، روبين تيدي بيت شموئيل، تيري كنو بطرس، عوديشو يوسف توما (لاحقا شماس)، عمانوئيل بيتو (القس عمانوئيل بيتو حاليا)، شموئيل بيتو، ناتن يوخنا، خامس هرمز (الاسقف مار اسحاق)، عمانوئيل هاويل، زهير داود،روئيل، جميلة اوشانا، ابرم البازي (لاحقا شماس)، ادمون عمانوئيل (لاحقا شماس)، روبرت شمشون، كريم يوسف (لاحقا شماس)، كنعان موسيليني (لاحقا شماس)، انيتا جوزيف، وردية ايشا، يونية ايشا، الس دنخا، خاوا كنو، شميران بنيامين، مارينا ازريا، اكلنتين كينا، دكلص شموئيل (القس دكلص في الكنيسة الانجيلية) اكنس جبرائيل، ماري بيت شموئيل، سويتلانا بنيامين، دورس ابرم، جاكلين قوسن، اسحق بيجان، بلندينا وردة، انورهاويل، اوشانا هرمز، يورم اوشانا، يوخنا اوشانا (ملك)،يورم داود، البرت يوخنا، سعد يوخنا، يوئيل نوتالي،ادوين دعين نوني، عمانوئيل البرواري، شميرام نيكولا، نينوى نيكول، هلين، صونيا جان، انيتا جان، مارلين جان، نينا ، روميل شيبا، نينوس، البرت بابا (البرت اوشانا)، سركون بابا، مارلين خنينيا، مادلين خنينيا، اشور ايشو، عوديشو شمشون،  برخو شمشون، بسي شمشون، اوريانا شمشون شموئيل، نوئيل خزقيا، كلبرت اويقم، سامي نسطورس (لاحقا شماس)، زيا كوريال، زيا نسطورس، سركون بولص (ليس الشاعر المعروف بنفس الاسم) ارتين، لندا بولص، ليدا بولص، شموئيل زيا، بطرس ليون، توني ليون،سركون زيا،كوركيس شمشون، فريدون ممو. هذه بعض الاسماء التي تحضرني  من الذين نشطوا في لجنة الشباب الاشوري في كنيسة مار عوديشو في مدة حياتها القصيرة والتي بلغت ستة اعوام من العمل العلني. وبعد قيام اللجنة المركزية للطائفة الاثورية بحل لجان الشباب اثر الشكاوي من تطلعاتها ونشاطاتها القومية، تحولت في زمن سكرتارية الاخ دكلص شموئيل الى العمل السري او الشبه السري، حيث انها كانت تعقد اجتماعات دورية وتتخذ القرارت وخصوصا بشأن التعليم الصيفي وتنفذ القرار وكانه من بناة افكار المعلمين الذين كانت تختارهم لجنة الشباب. علما  ان هولاء الاخوة والاخوات لم يعملوا كلهم بصورة دائمة ومستمرة.

      
ولدت لجنة الشباب الاشوري كحاجة ضرورية لربط الشباب بالكنيسة، ولبث الوعي القومي والديني في الشبيبة التي خرجت الى ساحة التطلعات والنشاط والتي بدات تظهر ميولا للقيام بنشاطات اجتماعية ثقافية وقومية، وكان ظهورها متوافقا مع بروز الوعي القومي بعد صدمة الهجرة الجماعية من القرى الى المدن، وبعد تجاوز مرحلة الفقر والعوز التي طبعت السنوات الاولى من الهجرة الجماعية لابناء شعبنا. فوصول الشبيبة الاشورية الى الجامعات واختلاطهم بالطلبة العراقيين من مختلف الميول وبروز القضية الفلسطينية ومنطمة التحرير، والحرب الفيتنامية اجج المشاعر المختلفة وخلق نشاطا فكريا من مخلف الاتجاهات. وكانت الشبيبة قد وعت بعض الدورس فلجات الى بث  الوعي القومي والعمل المنظم بمختلف مراحلة. فكانت باكورة النشاطات الفعلية بعد مرحلة الانقطاع التي طبعت حياة شعبنا منذ احداث سميلي المأساوية، هي النادي الثقافي الاشوري، وان كان قد سبقة النادي الرياضي الاثوري ذو الانجازات الرياضية الكبيرة. وبعد النادي الثقافي الاثوري ، ظهرت لجان الشبيبة وفي نفس السنة تأسس الحزب الوطتي الاشوري، وكان قد سبقه في التاسيس حزب الاخاء الاثوري في السليمانية وكركوك. هذا النشاط المتداخل رافق ايضا وصول وفد الاتحاد الاشوري العالمي ولاول مرة الى العراق للقيام بالمفاوضات مع الحكومة العراقية، وكان يقود الوفد المرحوم مالك ياقو مالك اسماعيل، والجدير بالذكر ان الحزب الوطني الاشوري كان يعقد بعض الاجتماعت في بيت مالك ياقو وان كان يغلفها في الظاهر بوفود شبابية تقدم دعمها لمالك ياقو.
تميز نشاط لجان الشباب في السنتين الاولىيتين بنوع من التخبط  وخصوصا من الناحية الادارية، الا انها انطلقت في عملها واستمرت نشطة وبشكل متميز لحين حلها رسميا وليس فعليا، ولكن بعد قرار الحل تحول نشاطها الى التدريس والاهتمام به الى سنة 1982 وسوق اغلب اعضاءها الذكور للخدمة العسكرية. فكان نشاطها الاسبوعي هو القاء المحاضرات في مختلف الاهتمامات والتي كان يلقيها اعضاء اللجنة وخصوصا اللجنة الثقافية والدينية والتي كانت تركز على تاريخ شعبنا وبعض المظاهر الاجتماعية والسياسة الغير المباشرة. ولكن اللجنة استقدمت شخصيات اخرى لكي تلقي محاضرات فيها ومنهم الشهيد يوسف توما هرمز وخوشابا سولاقا ونوئيل داود والفنان المتميز شليمون بيت شموئيل وغيرهم، وكان كل يحاضر في مجال اهتمامه, كما قامت اللجنة بعمل علاقات متينة مع لجان الشباب الاخرى وبالاخص في كنيسة مريم العذراء في النعيرية وكنيسة مار قرداغ في كمب الكيلاني وكنيسة مار كوركيس في الدورة وكذلك لجان الشباب في الموصل وكروكوك وديانا، حيث ذهب وفد من لجنتنا وضم كل من الاخوة روبين والشماس دانيال وروبرت وادمون وروميل ومنح للجنة الشباب في ديانا وهودينا كتب للتدريس بلغة الام . وكان للجنة علاقات متميزة مع النادي الثقافي الاثوري المركز العام وخصوصا بعد استلام القوميين الشباب لمسيرة النادي وخصوصا في فترة رئاسة السيد نمرود بيتو، كما كان للجنة الشباب علاقات مع الجمعية الثقافية السريانية وخصوصا من خلال بعض اعضاءها ذوي الاتجاهات الثقافية. ومن نشاطات اللجنة القيام بعرض مسرحيات مختلفة وخصوصا في اختتام الدورات الصيفية واقامة المهرجانات الشعرية السنوية ومعارض الكتاب، حيث امتلكت اللجنة مكتبة وان كانت فقيرة الا انها زودت الاعضاء ببعض الكتب وحثتهم على المطالعة، علما ان اللجنة كونت مكتبتها من خلال اقامة المهرجانات واشترطت لحضورها التبرع بكتاب واحد لكل من يود الدخول. وقامت لجنة الشباب بخطوة غير مسبوقة حيث قامت ومن عام 1974 بتطبيق مجانية التعليم، اي ان اللجنة وفرت الكتب والقرطاسية للتلاميذ، وتمكنت من تحقيق ذلك من خلال مؤازرة بعض اعضاء الهيئة الادارية للكنيسة ومؤازرة بعض اولياء الطلبة وشخصيات من شعبنا ممن كان عملهم متصل بهذه النشاطات، حتى اننا قمنا بالسفر الى كركوك والالتقاء ببعض الاشخاص ممن زودونا ببعض القرطاسية من مخزونات تربية كركوك. ولا يمكننا نسيان دور اعضاء لجنة الشباب في مواقف تاريخية، ومنها دورها في محاربة قرار الحكومة العراقية بفرض تدريس تفسير القران على الطلبة المسيحيين، حيث عقدت اجتماعات مع مختلف لجان الشباب، والطلبة المشمولين بالقرار وتم التهديد بمقاطة التعليم وعدم استلام الكتاب وفي حالة فرض استلامه كان الطلبة يرمونه وبذا خلقت حركة احتجاحات كبيرة وصلت الى مسامع الحكومة مما اضظر الحكومة لسحب تدريس الكتاب لغير المسليمن، ومشاركة اللجنة بفعالية في التوعية بضرورة تسجيل الانتماء القومي بصورة صحيحة وعدم الخوف، وقد دخل اعضاء اللجنة في كل بيت لهذا الغرض. كما ان اللجنة وبعد عدم موافقة الكنيسة الشرقية على طبع التقويم الكنسي يظم صور رئيس النظام، قامت اللجنة بطبع تقويم بسيط لتعريف ابناء الكنيسة بالاعياد والمناسبات الدينية، ووزعته لجميع ابناء الابرشية.  ولعل لجنة الشباب الاشوري من اوائل المؤسسات التي احتفلت بيوم الشهيد، حيث كان التعليم في ذلك اليوم يقتصر على التعريف باحداث سميل ولجميع الطلبة.
هذه اللجنة، ورغم عدد اعضاءها المحدود الا انها  ابرزت شخصيات فعالة في مجتمعنا وعلى مختلف الاصعدة. واذا كان من حق الجميع علينا ذكرهم الا اننا نطلب المعذرة لمن فاتنا ذكر اسماءهم، ولكن بالتاكيد سنبتداء اولا برجال الدين ومن مختلف الرتب
1- غبطة مار ميلس مطرافوليط استراليا ونيوزلندا، كان يقوم بتدريس لغة الام واعطاء المحاضرات الدينية في لجنة الشباب، واليوم هو احد ابرز اعلام كنيسة المشرق وهو رجل نشط ومثابر وقام بانجازات باهرة في ابرشيته، وخصوصا انشائه مدارس وبيت للمسنين وتنشيط الرعية وربطها بالكنيسة دون نسيان الدور القومي بحدود ما يمكنه رجل الدين القيام به، حاصل على اوسمة عديدة ولعل ارفعها من الملكة اليزابيت الثانية لدوره الكبير. شارك في ادراة لجنة الشباب في البداية.
2- نيافة مار اسحق اسقف دهوك وروسيا، كان عضوا نشطا في لجنة السشباب لكنيسة مار عوديشو ومن ثم انتقل الى لجنة الشباب في كنيسة مريم العذراء في النعيرية. وقام هناك بتدريس لغة الام، والان يقوم بنشاطات فعالة في بناء ابرشيته، وقام بالتدريس وتنشيط العمل في بعض مرافق الكنيسة.
3- القس عمانوئيل بيتو يوخنا، قام بتدريس لغة الام في اللجنة، مؤلف عدة كتب تتعلق بمختلف اوجه المتعلقة بشعبنا ما بين الكتب التي تتعلق بحفظ تراثنا الى كتب تاريخية وفكرية ولغوية مثل قاموس زهريرا بالمشاركة مع القس شليمون ايشو، كما شارك في مهرجانات شعرية عديدة وقدم قصائد كثيرة دينية وقومية واناشيد للاطفال. كاهن خدم في اول رعية في سميل وخدم في مختلف المناطق وكان اخرها المانيا، والان هو نشط في مجال الخدمة الانسانية من خلال منظمة كابني منظمة المساعدة المسيحية في شمال العراق، وقد حصل على وسام تقديري لجهوده هذه من منظمات المانية، ويعمل الان في منظمة اسيرو الانسانية والخاصة بكنيسة المشرق الاشورية والتي تقدم خدماتها للجميع وبدون تمييز. سكرتير لجنة الشباب الاشوري من اب 1977 لغاية اب 1978
4- القس مايكل بيروتا عبدالله، قس في كاليفورنا، كان نشطا وفعالا في مجال تدريس اللغة السريانية. شارك في ادارة لجنة الشباب في البداية.
5- القس دكلص شموئيل، نشط في مجال التدريس وكان ناشطا سياسيا في الثمانيات وبداية التسعينات لحين رسامته كاهنا في الكنبسة الانجيلية حيث اقتصر نشاطه على الجانب التبشيري المسيحي، اخر سكرتير منتخب للجنة الشباب الاشوري عام 1979 قبل حلها رسميا
6- الشماس نمئيل نوتالي كان نشطا في مجال تدريس اللغة وقدم قصائد شعرية مختلفة ولكن لفترة قصيرة. شارك في ادارة لجنة الشباب في البداية.
7- الشماس دانيال بنيامين من الشباب النشط والفعاليين في اللجنة من مفقودي الحرب العراقية الايرانية.
8- الشماس عوديشو يوسف توما نشط في مجال كتابة الاوبريتات والتمثليات والاشعار، شارك في مهرجانات شعرية عديدة، وقام لسنوات بتدريس اللغة السريانية وهو عضو قيادي في الحزب الوطني الاشوري. سكرتير لحنة الشباب الاشوري من اب 1978 لغاية اب 1979
9- الشماس نوئيل يوسف، نشط في تدريس اللغة السريانية، حاصل على شهادة الدكتواره في مجال الفيزياء.
10- الشماس كريم يوسف، تميز بصوته الجميل، ونشط في مجال الاعمال اخيرا
11- الشماس ابرم البازي والشماس ادمون عمانوئيل ناشطان كنسيا في الولايات المتحدة الامريكة.
12- شميران بينامين نشطت في مجال تدريس اللغة في الوطن والدنمارك وحصلت على وسام تقديري  وجائزة الاندماج التي تمنح من قبل مركز ملتقى الثقافات الدنماركي للعام 2006 جراء نشاطها في اقامة الجسور بين الدنماركيين الجدد والاصليين\ن وتعريف ابناء الدنمركين الجدد باصولهم الحضارية ، وتمكنت بجهود كبيرة من التوفيق بين عملها ونشاطها القومي المتعدد وبيتها، وهي زوجة الكاتب القومي اشور سمسون. كما انها كادر متقدم في الحزب الوطني الاشوري.
13- روبن بيت شموئيل، نشط سياسيا وثقافيا منذ سبعينات القرن الماضي، درس اللغة والقواعد لسنوات عدة، شاعر مبدع له مؤلفات تاريخية توثيقية ادبية ودواوين شعرية عديدة، حاصل على ماجستير باللغة السريانية من جامعات هولندية،، كان نشطا في المجال الطلابي ، كان عضوا قياديا في الحزب الوطني الاشوري لسنوات عديدة. سكرتير لجنة الشباب الاشوري من اب 1976 لغاية اب1977
14- ماري بيت شموئيل محامية ونشطة قومية في المجال الطلابي الجامعي وعضوة قيادية في الحزب الوطني الاشوري.
15- روميل شمشون مارس تدريس اللغة في كنيسة مار عوديشو في بغداد  والبصرة، عضو قيادي في الحزب الوطني الاشوري لغاية عام 2003 ناشط ساسي اجتماعي ثقافي في شيكاغو.
16- نمرورد يوسف نشط في المجال الطلابي الجامعي وتعليم اللغة والنتاجات الادبية وبخاصة الشعر والمسرح، وهو ايضا من المبدعين في هذا المجال وله قصائد كثيرة وشارك في مهرجانات كثيرة داخل وخارج الوطن.
17- يوئيل نوتالي نشط في المجال القومي وعضو قيادي في حزب بيت نهرين الديمقراطي جناح اميركا.
18- البرت اوشانا نشط في المجال القومي والسياسي كادر في حزب بيت نهرين الديمقراطي  
19- جاكلين قوصن نشطت في مجال تعليم لغة الام وكانت عضوة في الحزب الوطني الاشوري الذي رشحها لتمثله في اول برلمان عراقي منتخب ومن ثم اختلفت مع الحزب.
20- اكنس جبرائيل، نشطة في المجال الطلابي الجامعي وكانت عضوة في الحزب الوطني الاشوري، حاليا هي تعمل مع الحركة الديمقرطية الاشورية.
21- دورس ابرم نشطت في مجال التاليف الشعري .
22- تيري كنو بطرس، نشط في مجال تدريس اللغة في مارعوديشو البصرة والمانيا، عضو قيادي في الحزب الوطني الاشوري منذ عام 1980 لغاية عام 2003، كان عضو قيادي في التجمع الديمقراطي الاشوري من عام 1984 لغاية 1987، عضو في مؤسسات اشورية مختلفة، مارس كتابة الشعر وشارك في عدة مهرجانات شعرية مارس الكتابة السياسية. سكرتير لجنة الشباب الاشوري لمدة ثلاثة عشر شهرا من تموز 1975 ولغاية اب 1976 .
وكما ترون فان ربع اعضاء اللجة او اكثر كانوا من المميزون في مجال ما متعلق باحد اوجه خدمة شعبنا، وهي نسبة كبيرة في مؤسسة صغيرة لم تكن تملك موارد مالية الا تبرعات اعضاءها او موارد نشاطاتها، وبالاخص حفلة راس السنة التي كانت تجلب الاصدقاء والمؤازرين، ودعم بعض اعضاء الهيئة الادارية للكنيسة لهم ونذكر منهم الاخ ديفس سركيس العضو القيادي في الحزب الوطني الاشوري حاليا، والمرحوم مام شمشون شموئيل الذي وقف يساندنا في اصعب المراحل وغيرهم.
 اننا وبهذه المناسبة نطالب هؤلاء الاشخاص الواردة اسمائهم اعلاه وغيرهم ممن شاركوا في مؤسسات شعبنا، لكي يستمروا في نشاطهم ويقدموا المزيد لشعبهم، لا بل ليخلقوا مؤسسات جديدة يحتاجها شعبنا، لانهم مؤهلين بحكم خبرتهم منذ الشباب، ولانهم مؤهلين لانهم تعلموا التضحية منذ البدء، لاجل المبداء ولاجل المستقبل الافضل. والدعوة هي لكل ابناء شعبنا قاطبة، فكم نحن بحاجة للعمل!!!!!!!!!!!!
الى كل احبتنا الاعزاء، هذا ايضا جزء من تاريخنا، والواجب يدعونا للاستفادة من التواصل الذي تمكنت التقنية الحديثة من خلقه وسهلته لنا، لكي نكتب تاريخ هذه المؤسسات التي خدمت شعبنا في نطاق معين، ان ارشيف الكثير من مؤسساتنا يضيع ويطويه النسيان اليوم نحن مطالبين بابرازه للجميع وتبيان دوره،
  لانه جزء من ذاكرتنا الجمعية

275
بين سياسية القوة و قوة السياسية



تيري بطرس
bebedematy@web.de

وقعت وتقع معظم الشعوب بين خيارين، لا بل يمكن القول ان الخيارين هم دائما امام الشعوب لكي تختار احداهما، وهما سياسية القوة اوقوة السياسية. وسبب ذلك ان السياسة فعل يومي وقرار دائمي مطلوب التحضير له والتعامل معه لان البقاء بدون قرار معناه الفراغ، ولان السياسة لا تقبل الفراغ فاما اتخاذ القرار او ان يملاءه اخرون. ولذا فالقرار هو اما او بين الخيارين اعلاه في كل فعل.
عندما نقول ((سياسة القوة)) نعني ان الشعوب تختار ان تستعمل القوة في فرض سياستها، او فرض الحصول على ما تعتقده حقا لها. وتبني هذا الخيار يتاتى من وصول او اعتقاد شعب معين انه وصل الى خاتمة المطاف واستننفذ كل الطرق والسبل ولا خيار امامه الا ذلك اي استعمال القوة. وبالطبع ان تبني هذا الخيار ليس عملية سهلة تعتمد على قرار يتخذ، بل على تحضير الذات ولفترة طويلة لكي يمكن ان يترائ لمتخذ القرار ان استعمال القوة هو اسلوب ناجع ويحقق الاهداف وبخسائر معقولة تعوض عن خيار الاستمرار بالخيار التفاوضي. والتحضيرات المطلوبة تعتمد على واقع الشعب، فالشعوب التي تمتلك دول خاصة بها، لها خيارات تختلف عن الشعوب المشتتة والتي لا تمتلك الدول ومواردها. وعليه فالشعوب التي تمتلك الدول عليها ان تحضر بنية تحتية قوية لدعم التحركات لسهولة استعمال القوة،وعليها بناء اقتصاد قوي يدعم خيار القوة، وعليها ان تحقق وحدة داخلية متينة ليكون كل الشعب داعما لخيار القوة، بالاظافة الى ضرورة ان تقوم الدولة بعقد تحالفات قوية ومستديمة مع الدول الاخرى ليكون دافعا قويا لدعم المطالب السياسية التي فرضت استعمال القوة، وان يكون للدولة او الشعب هدف واضح ومحدد من استعمال القوة. ولا ننسى بالطبع توفير القوة النيرانية والرجال المتدربون للقيام بتنفيذ سياسة القوة. 
اما في حالة الشعوب التي لا تمتلك دول خاصة بها ، فانها تختلف ايضا بين الشعوب التي تمتلك اكثرية عددية طاغية في منطقة ما او على قطعة ارض ما ولكن تلك المنطقة او قطعة ارض تدار ويتم تسيير شؤونها بيد دولة اخرى او يديرها شعب اخر لمصالحهم الخاصة. وهذه الحالة عرفت بالاستعمار، سواء كان استعمارا جارا مثل تيمور الشرقية و ارتيريا او استعمارا عابرا للقارات والمعروف للجميع كاستعمار افريقيا وبعض دول الشرق الاوسط واسيا. فحينها الامر لا يتطلب الكثير للبدء في استعمال سياسة القوة لاجل تحقيق الهدف وهو تحرير الارض والشعب من المحتل، ولكن برغم من سهولة القرار الا انه لنجاح الشعوب في الانعتاق والتحرر، من الضروري تحقيق الوحدة الداخلية والتمتع بعلاقات قوية خارجية وحلفاء اقوياء ودائميين.
 او ان الشعب لا يمتلك الاكثرية العددية . عندها  فان استعمال القوة يتطلب امور كثيرة، ولعل اولها تحديد الهدف المراد تحقيقه، ولذا فاننا في تحديدنا هدف لشعبنا للوصول اليه، فاننا سنسهل من عملية اتخاذ القرار المناسب بهذا الخصوص.
شعبنا ومع الاسف منقسم ذاتيا في تحديد الهدف، فبالرغم من ان هناك اكثرية كبيرة، تتجاوز 90% تؤمن بوحدة الشعب ونسبة تبلغ قرابة 70% تؤمن بحقه في الحكم الذاتي، الا ن الاصوات المعترضة ورغم عدم وجود اسباب حقيقية للاعتراض، فانها يمكن ان ترفع صوتها وتستمد الدعم من خارج شعبنا، نتيجة لتضارب المصالح بين الاطراف الوطنية الاخرى.  وبالتالي فان تحديد الهدف يصطدم بتصارع الارادات نتيجة للمواقف الشخصية ليس الا. وعل كل حال فان تحديد الهدف بالمطالبة بالحكم الذاتي والذي يستقطب اغلبية واضحة من ابناء شعبنا، لا يتطلب اتخاذ قرار سياسة القوة بل انه يتطلب قوة السياسة والتي لا نلاحظها حاليا في المطالبين بالحكم الذاتي.
ان سياسة القوة هو مطلب من يرفض كل الحلول ويحاول ان يدخل في صراع على الاقل اعلاميا وفي شعبنا بالذات وليس في المنابر العائدة لمن نود التصارع معه. وبالتالي فحسب الملاحظ ان المطالبين او الداعين لسياسة القوة يريدون الهاء شعبنا بهذا الصراع المزعوم لحين خروج اخر كلداني سرياني اشوري من العراق، وحينها ستتحقق النبوءة التي يبشرونا بها وهي ان الذين يتصارعون معهم يريدون الاستحواذ على اراضينا التاريخية.
وعندما اقول حسب الملاحظ، لانني لم اجد لحد الان اي خطوات حقيقية يحس معها الانسان ان هؤلاء في طريقهم لتاهيل انفسهم لاستعمال سياسة القوة، ولعل اهمها توفير قاعدة ديموغرافية يستندون اليها في رفدهم بالرحال والنساء لادامة سياسة القوة وترفدهم بالمساعدات المادية وتوفر لهم مناطق تعاطف تحميهم من اعداءهم المفترضين. هذا ان لم يكن لهم اسلحة سرية ستقضى على كل اعداء الامة!!. ان وضع شعبنا الحالي لا يؤهلة لا لتحرير اراضي بالقوة لان الاراضي المحررة يجب ان تملاء بالسكان، ولا يمكن لوضعنا ان يتمكن من ارهاب الاخرين لكي يقدموا تنازلات سياسية نطالب بها. ولذا فسياسة القوة، هو ادعاء فارغ وكاذب ويرمي لتحقيق اجندة الاخرين للاستحواذ على اراضينا وصهرنا في المغتربات ليس الا.
ليس امامنا الا قوة السياسة، نعم علينا ان نعمل من اجل اتباع سياسة قوية، وهذه السياسة القوية تتأتي بخلق راي عام طاغ خلف شعاراتنا السياسية، اي يجب ان نوحد شعاراتنا او خطابنا السياسي وباعتقادي ان الحكم الذاتي والتسمية الموحدة سيعتبران امران مهمان ويمكن شحذ الناس خلفهما حاليا لو توفرت الارادة السياسية للداعين بالحكم الذاتي، وعدم الاعتماد على بعض الكتاب المؤيدين للامر، بل يجب النزل الى الارض وافهام الناس حقيقة المطالب .  ولكن قوة السياسة لا تعتمد على موقفنا نحن كشعب كلداني سرياني اشوري وتوفر وحدة القرار والارادة والمال كما يدعي البعض فقط، ، بل تعتمد على ما يقوي من مواقفنا السياسية على المستوى الوطني، لاننا نريد استحصال هذه الحقوق في العراق الوطن. ان اي تغيير سياسي ومهما كان صغيرا يجعل القوى السياسية تصطف مع او ضد وحسب المصالح الذاتية لتلك الاطراف. وهذا الامر هو من طبيعة السياسة، التي هي تعبير عن المصالح وليس تعبيرا عن الاحلام الرومانسية. ان تحقيق الحكم الذاتي لشعبنا وبعد الانجاز الكبير في ادراج هذا الحق في مسودة دستور اقليم كوردستان، يتطلب ايجاد حلفاء اظافيين، بحكم ان اعضاء البرلمان الاتحادي من قائمة التحالف الكوردستاني ملزمين التصويت على المطلب لانه مقر في دستور الاقليم، وهذه مهمة سياسيينا ومفكرينا ومثقفينا الذين من واجبهم دعم المطلب في كل المحافل السياسية والاجتماعية والثقافية والنقابية في العراق، ليكون مطلبا عراقيا عاما.
ان تحقيق مطلب الحكم الذاتي هو امر ضروري جدا لشعبنا، انه مسألة حياة او موت لشعبنا ومن اجل الوصول اليه فكل التنازلات الداخلية اي التي يجب ان تحدث بين تنظيماتنا السياسية لاجل الوصول اليه امر مرحب به وواجب على كل المسؤولين السياسين القيام به باعتقادي. اليوم، لان غدا لن يكون هناك سياسي من شعبنا لانه لن يكون هناك شعب (نا)، فهل سيعمل سياسيينا من اجل انقاذ انفسهم ودورهم ان لم يفعلوا لاجل انقاذ شعبهم؟ هل سيعملون من اجل بناء سياسة قوية، تعتمد على الارادة الواحدة والهدف الواحد والعمل المشترك؟ وهل سيعملون من اجل ايقاف كل الاصوات النشاز المنطلقة هنا وهناك لالهاء شعبنا عن تحقيق حقوقه والعمل من ارضه بحجج واهية وغير منطقية؟ فهلموا جميعا لبناء سياسة قوية تستند الى مواقف قوية وايمان راسخ ودعم شعبي ثابت، واتركوا دعاة الحروب الدونكيشوتية والتي لا نراها ونسمع بها الا في الفضاء الافتراضي.
 
 
 


276
المجلس الشعبي نحو مؤتمره الثاني



تيري بطرس
bebedematy@web.de

علمنا كما علم الجميع عن البدء بالتحضيرات لعقد المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري مؤتمره الثاني ومنها انتخاب رئيس اللجنة التحضرية ونائبة بالاظافة الى انتخابات مسؤولي واعضاء اللجان التي تهئ لعقد المؤتمر.
هناك خطوة ايجابية يمكن ملاحظتها وهي مشاركة الاحزاب كمسؤولي او اعضاء في اللجان المنبثقة، ولكنها براينا لا زالت خطوة خجولة وغير حقيقية، وكاني بمسؤولي واعضاء المجلس الشعبي لا زالوا تحت تاثير الدعايات التي تنسب كل ما يعانيه شعبنا للاحزاب.  ففي الوقت الذي لا يمكن اعفاء الاحزاب السياسية من الاخطاء والخطايا، الاا انهم سيبقون الاكثرة قدرة على التفكير الجماعي للخروج بتوصيات ومخارج مقبولة لواقعنا المأساوي. هناك نجاحات سياسية لا يمكن اغفالها تحققت وتنسب الى المجلس الشعبي، وهي التسمية الموحدة والحق بالتمتع بالحكم الذاتي لشعبنا في دستور اقليم كوردستان.  وهي بحق نجاحات سياسية وحقيقية وليس في بازار المزايدات، الا ان فعالية رئاسة المجلس او الكثير من اعضاءه لا يمكن ان تجير لهم هذه النجاحات، وعليه فادراكنا مصدر النجاح لا يلغي ابدا التنويه بالنجاح ودعمه وكان موقفا بناء من اغلب تنظيماتنا السياسية لدعم هذه المطالب. وهذا ايضا يحسب لهذه الاحزاب ولموقفها في تقديم المصلحة العامة على المصالح الحزبية، رغم ما تعرضت له هذه الاحزاب من الضربات التي كيلت لها وخصوصا في مسألة الانتخابات برلمان اقليم كوردستان او ماهو جاري العمل به في المشاورات القائمة لتاليف حكومة الاقليم. فرغم ان التحالف المعلن بين الطرفين الاحزاب والمجلس انحصر في نقطتين وهما دعم مطلب الحكم الذاتي والتسمية الموحدة، الا اننا نعتقد ان الاحزاب كانت تتطلع الى الاكثر، وهذا الاكثر لم يكن بسذاجة البعض وهي دخول الاحزاب في المجلس واعتبار نفسها جزء منه دون اي ضمانات او اسس لمعرفة اتجاه الامور. فالاحزاب كانت تتطلع للمشاركة الحقيقية في قرارات المجلس ليس اتخاذا بل در اسة وتقويما ايضا.
نحن نرغب كاغلب ابناء شعبنا النجاح التام للمجلس ولكن، هذه الرغبة تصطدم براينا بامور عديدة، نحن نراها سلبية حقا في مسيرة المجلس. ان المجلس بتشكيلته الحالية كان يظهر وكانه شكل هلامي لا لون له ولاطعم، رغم ان القييمن على المجلس راعوا امور اعتبروها وهم محقين في ذلك كالتوزيع الطائفي والجغرافي وفي بعض الاحين العشائري لابناء شعبنا لكي تتوفر له شرعية اكبر. الا ان الادءا ونقص الخبرة السياسية بدا واضحا وخصوصا ان المجلس لم يحظى بماكنة اعلامية حقيقة تسوق لكل خطواته بشكل تحليلي وتبشيري، وكمثال توضيحي رغم الاخطاء المميتة التي وقع فيها السيد يونادم كنا سياسيا، الا انه بقى يسوق لما يراه ويعطيه بعدا قوميا ايجابيا، ليس لان مواقفه كانت صحيحة ابدا، ولكن لان قاعدته الحزبية بررت له ونظرت ودافعت برغم كل شئ عن خطواته. فالنجاح المدوي الذي تحقق باقرار التسمية الموحدة والاقرار بحق شعبنا في الحكم الذاتي بقى تسويقه خجولا وغير ذي بال هذا عدى عن كتاباتا بعض المؤمن بهذا الانجاز والتي لم يتبين تاثيرها جماهيريا لان اغلب ابناء شعبنا لا تقراء الانترنيت. فقناة عشتار التي كان من المفترض ان تكون في موقف داعم لهذا الانجازات كانت في وادي وعمل المجلس في وادي اخر. ظهر اعضاء المجلس بشكل واضح انهم لا يملكون زمام امرهم وهذا كان في غير صالحهم ابدا، ولذا الحينا منذ البدء على تاسيس المجلس السياسي لابناء شعبنا يتجاوز الخلافات السياسية ويكون المطبخ السياسي الحقيقي لاي قرار ينبثق باسم شعبنا، ويستحصل القرار على الشرعية من خلال دعم المجلس له ومن خلال دعم القواعد الحزبية. كان من المفترض وبرغم شراسة المعادين للحكم الذاتي او المعادين للتسمية الموحدة ان يكون ما تحقق خطوة اساسية في اكتساح الساحة السياسية لشعبنا، لان ما تحقق كان امرا حقيقيا وتطورا مستقبليا واعدا، الا ان من لم يحقق شيئا تمكن من ان يزور لنفسه انجازات ومن حقق امور اساسية صار وكانه يخجل من ابراز المتحقق.
من خلال متابعة مسيرة المؤتمر الاول نلاحظ ان الداعين الى المؤتمر تمتعوا بصلاحيات واسعة ونظرة غير موفقة للامور، فالصلاحيات الواسعة جعلت من غالبية حضور المؤتمر من لون سياسي معين او متعاطف من هذا اللون، وهم في غالبيتهم من اليساريين او من من عمل ضمن تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي، ونحن اذ لا نبخس الاشخاص حقهم ومكانتهم ولا نريد ان نجردهم من انتماءهم، ولكن بلا شك كانوا مدفعين بالرغبة في انجاز شئ، ولكنهم وقعوا في مطبات سياسية منذ البد ولعل اهمها كان استبعاد الاحزاب بحجة ان الحزب الفلاني لم يحظر، ولم يتعض البعض وكرر العملية ابان الانتخابات برلمان اقليم كردستان حينما منح مقعاد مضمونه لهم بسهولة للاخرين . وكان اغلب من قاد العملية حينها لا يمتلك الخبرة الكافية لادارة الدفة في معمة الخلافات الحزبية والطموحات الشخصية التي لبست ثوب التسميات والعمل لصالح الاخرين.
ياليت لو عمل المؤتمر تحت شعار لنعمل من اجل عودة الامل، فالواقع الحالي ورغم الانجاز المشار اليها، هو واقع ينبئ بمستقبل مظلم، وذلك لامرين لان المؤتمر وكل الاحزاب المؤتلفة معه لم ترتقي الى مستوى المسؤولية من حيث ادارة الاعلام وخلق تواصل مع شعبنا يبين حقيقة المنجز، والامر الاخر هو الوضع الاقتصادي والذي ليس بيد المجلس ولكن كان يمكن التقليل من شانه من خلال التواصل البناء وربط القرى والقصبات بالقضايا المشتركة والملحة مما كان سيخلق لديها ولدى ابناءها شعور بالقوة وبالامل.
اذا لكي يكون المؤتمر الثاني ناجحا ومثمرا ليس عليه ان يقلع نفسه من جذوره بحركة انقلابية تلغي كل ما تم، كما تعودنا في الحركات الانقلابية، بل بناء الذات لمواجهة الاستحقاقات السياسية والاقتصادية والتنموية وبناء قاعدة اساسية لعودة الناس وخلق الهجرة المعاكسة. بالطبع هذه الشعارات جميلة ولكنها لو نفذت فسيكون للمجلس الشعبي دورا تاريخيا مشهودا ولن ينسى ابدا، ولاخراج هذه الطموحان من اطارها الشعاراتي يجب ان نقترح بدائل اساسية وواضحة للعمل المستقبلي، يمكن ان تنقاش وتطور ويعمل بها لتحقيق الامل المنعقد على المجلس الشعبي ومؤتمره الثاني.

اولا _ الدعوة الى اقامة المجلس السياسي لشعبنا يظم، بالاظافة الى السيد سركيس اغاجان، ممثلي عن الحزب الوطني الاشوري، حزب بيت نهرين الديمقراطي، المنبر الديمقراطي الكلداني، اتحاد بيت نهرين الوطني، تجمع السريان المستقل، الحركة الديمقراطية الاشورية، حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني، المجلس القومي الكلداني، بالاظافة الى كل وزراء شعبنا في مجلس الوزراء العراقي ومجلس وزراء اقليم كوردستان، والنواب في المجلسين الاتحادي والاقليمي. ويؤسس المجلس بمن حظر مع الاستمرار في الدعوة لمن يتغيب او لا يحظر. تكون مهامه رسم السياسات العامة المتفق بشانها ودعمها سياسيا واقتصاديا. يتم فرض العزل السياسي لكل من يرغب او يعمل من اجل تجزئة شعبنا ويوصم بالخيانة مع سبق الاصرار والترصد، ويكون هناك مفهوم واضح لوحدة شعبنا . ويشمل ذلك اي كان ذلك رجل سياسة او دين او مفكر، لان الامر لا يتدخل في باب الحريات، بل في باب التقسيم والتهديم والتدمير واضعاف موقف شعبنا السياسي والامني.

ثانيا _ العمل بصيغة الراي المعلن والواضح، وكفى العمل باسلوب الرسائل والتلميحات والمواقف الشخصية والتي لا تنفع شعبنا. عندما التقيت السيد فوزي الحريري وزير الصناعة في برلين مرافقا للسيدر ئيس الوزراء في زيارة الى المانيا قلت له رجاء يجب ان لا يكون شعبنا ضحية للخلافات الشخصية، نحن نعاني من ذلك منذ امد طويل، واكرر ان الخلافات الشخصية يجب ان توضع خارج غرفة المناقشات، فنحن نعاني من الخلافات الشخصية التي صنعها السيد كنا مع كل قادة ومسؤولي تنظيماتنا السياسية في العراق حصرا، ونعاني من الخلافات القائمة بين اطارف فاعلة في الاحزاب الكوردستانية وهي من ابناء شعبنا، لحد انني احيانا افكر بان الخلا ف متعمد ومصطنع اكثر مما هو حقيقي لاسباب سياسية معينة، وخاصة بالحزب المنتمين اليه.

ثالثا _ تاسيس لجان حقيقية يتعلق عملها بمستقبل وجود شعبنا على ارضه التاريخية، ويتعلق عملها بالاسلوب الامثل لتحقيق طموحاته، وليس لجان شكلية، تغير رائيها بمجرد تغيير راي القائد، وهنا نحن امام حالة يجب ان تتحقق وهي معرفة الجميع الاهداف وبشكل تام. وحتى في حالة وجود خيارات متعددة للهدف يجب ان يكون الامر واضحا.

رابعا _ القيام بعمل مشترك بين كل تنظيماتنا السياسية وهو امر من الصعوبة التامة ان يرفضه اي تنظيم الان، وهو العمل الجاد، اعلاميا في البدء لحث المهاجرين في الدول الجوار للعودة الى الوطن، ففي الوطن على الاقل يمكن توفير المسكن المجاني ويمكن توفير بعض الدعم، ويمكن حث الناس على تفعيل دورها في بناء مشاريعها الاقتصادية او الخدمية على الاقل.

خامسا _ اذا كانت عشتار اي المحطة الفضائية على علاقة بالمجلس فعليها على الاقل تبني طروحاته السياسية وطرحها اعلاميا، فالملاحظ ان عشتار لا تزال تؤثر العمل السهل وهو تنفيذ برامج بالعربية وكفى الله المؤمن شر القتال، ان عشتار تسير في وادي والمعلن من برامج المجلس في وادي اخر، فلا هي تعمل على تحقيق وحدة شعبنا من خلال مخاطبته بلغته المفهومة، ولا هي تنقل رسالة ابناء شعبنا الى اجزاء شعبنا في دول الجوار والمهجر، فحتى البرامجح الترفيهية تنتج باللغة العربية وهنا لا اختلاف بينها وبين اي قناة عربية، وبالتاكيد سيختار الناس القناة العربية ذات الامكانيات الاكبر.

سادسا_ يتم دعوة المندوبين المختارين ولكن قبل ذلك يجب تزويدهم بالتصورات للامور التي ستطرح في المؤتمر بما في ذلك الامور التي يتم تحضيرها مسبقا، لكي يتمكن المندوبين من اغناء المؤتمر بملاحظاتهم.
سابعا_  وعلى ضوء ما تم طرحه باسم المجلس وهو المطالبة بان تكون هناك كوتا لشعبنا بواقع خمسة عشر كرسيا في البرلمان العراقي الاتحادي، ارى ان الامر شخصيا انه كان مزايدة اكثر مما كان قرارا خاضعا للدراسة ولامكانية التحقيق، نرجو الابتعاد مستقبلا عن مثل هذه الطروحات التي لا تخدم شعبنا، بل قد تظهر مسؤولينا انهم في واد وشعبهم في واد اخر. 

اتقدم بهذه الملاحظات راجيا ان تؤخذ كراي يرغب في تطوير الموجود وليس هدمه، ونحن بانتظار اراء اخرى ونتمنى ان تحدث مناقشات عملية لخدمة مستقبل شعبنا.



277
بكل غباء نحاول هدم تحالفاتنا وهي احد عوامل قوة لدينا!





تيري بطرس
bebedematy@web.de

تعمل كل الاطراف التي تدخل اي لعبة سياسية الى ان تكون قوية لكي تفرض ارادتها او تحقق مبتغاها، فالعمل السياسي كان على الدوام صراع ارادات، والناجح فيه هو من يجمع عوامل مختلفة لزيادة قوته وامكانياته . واذا تغاضينا عن القوة العسكرية والاقتصادية ووحدة القرار لانها امور معروفة في قوة اي طرف. فان التحالفات وزيادة القوى الصديقة بصفقات سياسية او غيرها يعتبر من الامور المهمة في قوة اي طرف سياسي (سواء كان هذا الطرف حزب او شعب ). شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من الشعوب التي هضمت حقوقها، وتعرضت شخصيتها القومية للاستلاب، لا بل ان هذا الشعب مهدد في وجوده، ووجود شعبنا مرتبط بارضه التاريخية، ارض بيت نهرين، بمعنى ان استمرارية الوجود تتطلب استمرارية بقاءنا على ارضنا التاريخية، وتاريخية ارضنا امر لا يمكن نكرانه من قبل اي طرف. اذا لا خيار امام شعبنا واعني الخيارات الواقعية وليس تلك التي تعانق السماء في في خياليتها، لا خيار للحفاظ على اللذات القومية الا بالبقاء على الارض، لان الخيارات الاخرى والتي تعتمد على الهجرة تعني انصهارنا وضياعنا، ومظاهر ذلك واضحة في الجيل الثاني من المهاجرين، حيث انهم عندما يتكلمون لغة الام السورث يقومون بترجمة مايريدونه من لغة البلد المهاجرين اليه الى السورث مع ابقاء الصيغ القواعدية للغة المترجمة منها، وعلى سبيل المثال اطفالنا في المانيا يترجمون العبارة التالية  Ich habe Hunger   ايش هابا هونكير، والتي تعني اني جائع الى انا لدي جوع او انا اتلي كبنا ܐܢܐ ܐܝܬܠܝ ܟܦܢܐ ܡܝܢ ܓܝܒ ܐܢܐ ܟܦܝܢܐ ܝܘܢ  وعليه فالجيل الذي يليه سيكون اكثر ضياعا وخصوصا مع تواجد حالات الزواج المختلط، وفي هذه الحالة سيكون البيت كله امام حالة ضرورة التكلم بلغة البلد مع استثناءات قليلة في زواج ابناء الجيل الاول من الاجنبيات او الاجانب فيمكن التاثير وتعليمهم لغة الزوج او الزوجة ولكن في الجيل الاول فقط.
اذا صار من الضروري الادراك الواعي ان بقاءنا في الوطن هو مسالة حياة او موت بالنسبة لشعبنا، وهذا الادراك يخصنا نحن وحدنا اي شعبنا وعلينا العمل بكل السبل لتحقيق الامر واعنيها بكل السبل، ومن ثم الانطلاق الى الخطوات التالية والتي اهمها تحصين هذا البقاء وزيادته.
ارضنا التاريخية بيت نهرين، تشمل اجزاء من ايران والعراق وجنوب شرق تركيا واجزاء من سوريا، هذه البيت نهرين لم تعد قائمة، ولكنها تاريخيا امر في مخيلتنا كلنا وهي مبعث فخرنا واعتزازنا، ولكن هل نكتفي بذلك؟ السؤال يشمل كل منا وبالاخص السياسين، السياسين لانهم يعملون من اجل دفع الشعب لتحقيق اهدافه، ولانهم يتعاملون ببرودة مع الامور، اي انهم لا يتركون للعواطف لكي تتحكم في تصرفاتهم، ما يتحكم في تصرفاتهم هو المصلحة الانية او البعيدة المدى، ومصلحتنا الانية هي ضرورة ثباتنا على ارضنا التاريخية.
هذه الارض التي حددنا معالمها اليوم تظم شعوب اخرى وباكثرية وصرنا نحن فيها اقلية، لسنا هنا في صدد بحث لماذا صرنا اقلية، فهذه قلناه وقاله غيرنا مرارا وتكرارا، ان ما يهمنا وببرودة تامة هو معرفة حقيقة اساسية وهي اننا اقلية ضعيفة وتنخرها الانقسامات وكل حاوي جديد يخرج من جيبه مزمارا ويزمر لحنا يرقص عليه اجزاء من شعبنا مسمين انفسهم باسم جديد وقومية جديدة. هذه الاقلية الضعيفة والتي تنخرها الانقسامات والتي بعض رجالها يدعو وبلا خجل لتقسيمها وتشتيتها وهو يعي حالتها ومدى خطورة هذه الحالة. عليها ان تعمل لكسب عوامل قوة لكي تبقى ثابتة على ارضها ولبقاء ديمومتها.
بهذه الصفات التي منحتها والتي هي منتهى المأساة والتي هي في بصفة صفعة لكل منا، والتي سادرجها وهي اننا لسنا قوة ديمغرافية ولا حتى يمكن التعويل علينا للكسب الانتخابي، وهذا اظهرته الانتخابات المتتالية، والنتائج تقراء من قبل الخبراء وتقدم لقيادات الاحزاب العراقية، لكي يكون على دراية بالواقع ويتعاملوا معه، لان السياسية لا تعرف المجاملات، السياسية والتعاملات السياسية تستند على عوامل قوة عارية من اي تملق وتزويق، ولكن مع كل ذلك يمكننا ان نبداء وان نمتلك عوامل القوة التي يمكننا ان نساوم الاخرين بها لكي نرسخ وجودنا ونثبت حقوقنا.
اننا الاخر، الاخر الكلداني السرياني الاشوري، الاخر المسيحي: هل يمكن تسويق ذلك، نعم ولا، فلنفترض لماذا لا يمكن تسويق اننا الاخر الكلداني السرياني الاشوري. غدا سيلتقي اغلب قيادات شعبنا ويقرون انهم سيتقدمون وبروحية واحدة وبمسؤولية مشتركة للمطالبة بتحقيق ما نسعي اليه ولنقل الحكم الذاتي والتسمية الموحدة، شئ جميل سنصفق لهم ونقدم التهاني وندبج المقالات بالوحدة وبالاخوة ووو، فجاة في اليوم الثاني نقراء ان ممثلين لشعبنا تقدموا وقالوا انهم غير راضين عن كل ما يطالب السابقون به، فهم قومية مستقلة وهم عراقيين ولا يرغبون باي تمييز، سنصاب بالقنوط والياس،  ولكن مالذي يمكن ان تفعله القيادات العراقية، اما انها وهذا اضعف الايمان ستقول اذهبوا وحلوا مشاكلكم كما قيل لنا في مؤتمر لندن لعام 2002 وغيره من اللقاءات والمؤتمرات، او سيقومون وبكل سهولة بالغاء وجودنا وعدم الاهتمام بما نطالب ويما نريد. اذا ليست كل قيادات العراق بالوعي الكافي باهمية التعددية الثقافية والحضارية للبلد، فما يقال عن المسيحيين او غيرهم في الاعلام من انهم حزء اساسي من الشعب، هو قول شئ ولكن العمل من اجل هذا الجزء الاساسي شئ اخر وخصوصا في العمل السياسي الذي يتطلب لوي الاذرع في احيان كثيرة او مساومات مستمرة وعلى ماذا سيساومون علينا. اما تسويق  حالتنا المسيحية فوضع كنائسنا وتصريحات رجال ديننا تكفي لتنبؤكم بالذي سوف يحصل لو تقدمنا بهذه الصفة، فالبعض يعتقد انه يمثل الاكثرية وهو مخول التحدث باسم المسيحيين في حين انه هناك خوف من انقراض المسيحيية بصفتها الكلدانية السريانية الاشورية، ويمكن ان تبقى بصفتها الانجيلية والتي تاتي ببعض الثمار في الكورد وبعض العرب. اليس ما قلته توصيف يدمي القلوب، لمن همه شعبنا ومستقبله؟ لمن همه الحفاظ على هويتنا؟
في خضم كل هذا الواقع المرير، يحاول البعض ترسيخ صداقات وتقوية علاقات مع اطراف تعتبر اليوم وبالحق قوة اساسية في العراق الحالي، وهذه القوة هي الكورد. والكورد يدركون انهم لا بد ان يتطلعوان لان يكونوا جزء من العالم، العالم المؤمن بالتعددية، المؤمن بالحريات، وبالاخص فقد عانوا التهجير  وهضم الحقوق والغربة، وقد ساعدتهم الشعوب واطياف واسعة من القوى السياسية في اوربا عندما اطلعت على واقعهم ومعاناتهم. اذا يمكن ان نبداء مع الكورد، وهم جيراننا في الارض، لكي نتمكن من ترسيخ الوجود، ولنترك التحدث عن الارض السليبة، فما تم سلبه سلب منذ امد بعيد وهو مقبول ان يكون مسلوبا عراقيا، فلماذا لا يقبل ان يكون عراقيا كوردستانيا؟ وعلى كل حال فالتسميات التي اعطيت على الارض هي حالة عراقية اي ان العراق هو الذي منحها ولا يمكننا ان نغيرها، والا علينا تغيير العراق. من المؤسف ان يلجاء البعض لتدمير المحاولات الخيرة لبناء علاقة وطيدة بين قوانا السياسية وشعبينا.  وهنا لا اود ان احاول قمع الراي وحق ابداه ولكن لكل وضع متطلباته. واليوم السياسي ليس ملزمما بالعمل بما حدث في التاريخ، وهنا لا يمكن نكران مشاركة الكورد في الماذبح ضد شعبنا، وبكل تسمياته، وتحت اليافطة الاسلامية واعلان الجهاد، ولكن ذلك ليس من مهام السياسي حاليا، ان مهمته الانية هي الثبات على الارض. ولكي نحقق ذلك علينا ان ندرك ان صداقتنا مع القوى الكوردية هو امر اكثر من ضروري، لانها الوحيدة التي يمكن ان نتعامل معها وخصوصا وهي تحمل تطلعات لبناء عراق علماني ودولة القانون.
فحملة الشعارات لا يهمهم مصير شعبهم، واين سيكون ملجاءه وماهي التحديات التي ستواجهه، انهم غارقين في احقادهم، يستلون سيف دونكيشوت الخشبي لمحاربة اعداءهم المفترضين من اوربا واميركا واستراليا وغيرها من البلدان البعيدة.
       

278

اين الاجندة الكوردية مع مسيحيي العراق؟




تيري بطرس
bebedematy@web.de

تحت عنوان مسيحيو العراق: بين التخلي العربي والاجندة الكوردية ، نشر الاستاذ سليمان يوسف يوسف مقالة في موقع عنكاوا وعلى الرابط في  نهاية المقال، لا ادري باي تصنيف اصفها غير انها تخلط الامور والاحداث بغير اسبابها. فعنوان المقالة المثير ينبي بان مسيحيي العراق خاضعين لاجندة مرسومة من قبل الكورد، وان العرب حماة المسيحيين والمدافعيين الصلدين عنهم قد تخلوا عنهم في الاونة الاخيرة عراة ضعفاء يرسم مستقبلهم من قبل اجندة كوردية عدائية. واذا يبتداء الكاتب المقالة بقصة السيدة ريتا عزيز فهو يقع في المطب الاول، فريتا تعرضت الى ما تعرضت له في مناطق عربية وبايدي منظمات اسلامية عربية.  واذا كان الكاتب قد صورة القصة كمحنة لكل مسيحي العراق، لانها تلخص مأساتهم في العراق الذي يقول عنه العراق الفدرالي وبصورة تهكمية، فان الكاتب يرمي الى منح سبب الفوضى الى دخول القوات الامريكية وتحرير العراق من صدام وزبانيته. ويمنح لهذا الدخول الذي يسميه الغزو التسبب في ايقاض الصراع الطائفي والنزعات العرقية وتهديد مستقبل العراق بحرب اهلية. من هنا نود ان نقول للاستاذ الكاتب ان توصيف الوضع المعروف ومنح اسباب غير  الاسباب الحقيقية لما يحدث في العراق هي عملية مغالطة ان لم تكن تغطية للسبب الحقيقي والذي هو تمكن فئة معينة من السيطرة على العراق ومنذ تاسيسه وابعاد كل الفئات الاخرى من المشاركة في صنع قرار بلدها، ما لم تكن خاضعة تماما لمصالح الفئة القابضة على زمام السلطة.فمذبحة الاشوريين معروفة الاسباب والدوافع، وضرب الحركة المطلبية الكوردية منذ الاربعينيات معروف، وعمليات السحل والقتل المتبادل وتدمير ممتلكات الدولة وتهجير مئات الالاف من العراقيين بظمنهم فئات من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، والشيعة العرب والكورد الفيلية الى ايران بحجة اصلهم الايراني، ودكتاتورية السلطة، وعمليات تدمير الاف القرى الكوردية والاشورية، كل ذلك وغيره لم يكن سببا كافيا لكي يهدد مستقبل العراق الموحد؟!  
  هناك من يحاول ان يكون استاذا على الجميع عندما يربط مصير الكلدان السريان الاشوريين والازيدية والمندائيين والشبك بمصير الدولة العراقية، هذه الدولة التي لم تحترم يوما وجود هذه الاقليات منذ تاسيسها ولحد الان، فالدولة هي التي دمرت البنى التحتية لهذه الاقليات وقد ذكرنا بعضها، والبعض الاخر نود ان نذكر بها وهي ان العراقيين كلهم كانوا يعرفون عن بابلو نيرودا ولوركا وهمنغواي ودستوفيسكي وهيغو ولكن هؤلاء العراقيين لم يعرفوا عن ميشائيل لازار وعن يوسف قليتا اوتوما اودو او مئات الشعراء والادباء من ابناء شعبنا او ابناء الاقليات الاخرى وخصوصا من كتب بلغته الام.  لا بل طال امر تغيبهم حتى في بعض تاريخهم فالفترة المسيحية المزدهرة ثقافيا وعلميا في المدن التي هي ضمن العراق او كانت ضمن التاثير او خاضعة لتوجهات ادارية وسياسية وثقافية لقيادات كانت تتخذ من مدن تقع في العراق الحالي مقرا لها كجامعات اوروهي ونصيبين وجيندي شابور والدير الكبير وعشرات المؤلفين والكتاب والفلاسفة لم يتم ذكرهم ولم ينوه عنهم وكان العراق كان ابان الامبراطوريات القديمة وبعث مرة اخرى ابان الغزو العربي الاسلامي. . وقد تعرضت باقي الاقليات لعمليات اضطهاد مبرمنج ومنها تغيبها من مناهج التعليم وتغييب التعليم بلغاتها وعدم الاعتراف بوجودها ولعل عملية الاحصاء السكاني لعام 1977 خير مثال عندما تم الضغط على الجميع لخيار اما عربي او كوردي للتسجيل في حقل القومية. وعند ذكرالكاتب لتعرض شعبنا للارهاب من قبل تنظيمات ارهابية يذكر الامر وكان الارهاب وليد صدفة ما وليس كعملية ناتجة عن واقع تربوي سياسي. ان الارهابيين هم نتاج تربية الدولة التي قسمت مواطنيها حسب الولاءات الطائفية والعشائرية والدينية والقومية، فعائلة رئيس النظام كانت الاولى في كل شئ، بالثروات والمناصب والبروز الاعلامي، وهي الاقرب لمجال القرار السياسي، ومن ثم عشيرة الرئيس ويليها اهل قريته ومحافظته، ومن ثم الحزبيين السنة وان كان فيهم بعض الشيعة ومسيحي واحد فهؤلاء كانوا من مستلزمات تكملة الصورة، فهذا المسيحي لم يرفع صوته معترضا عندما تم فرض تدريس تفسير القران على جميع الطلبة من السنة الرابعة ومافوق. الذي اعترض كانت الشبيبة القومية وبالاخص تلامذة المدارس من مختلف المراحل واعضاء لجان الشبيبة الاشورية. ان الحملة الايمانية التي قادها النظام خلقت من مجرمين عتاة ارهابيين دينيين، حينما اخرجت من السجون كل من تخطت علومه او حفظه لمدى معين من سور القران الكريم، فخريجو السجون المؤمنين الجدد غيروا مهنتهم من السرقة والقتل والاغتصاب الى اغتصاب المجتمع برمته.
اذا ان محاولة تصوير ان الاقليات حضت بحماية الدولة العراقية هو امر بعيد عن الواقع، فالاقليات لم تحضى في يوم من الايام بحماية ما، كل ما في الامر ان ما تعرضت له هذه الاقليات في السابق، بقى مكتوما وغير مبرز في الاعلام او تم تغطيتة على اساس مبداء سيادة الدولة على شعبها وارضها.
نعم هناك منظمات ارهابية سنية وهناك توجه شيعي لاستئصال الغير المسلمين من مناطقهم في البصرة وبعض بغداد كمثال، الا انه لحد علمي لم نرى منظمات ارهابية كوردية، كل ما قيل من قبل السيد النجيفي لم يتم التاكد منه، وكل ذلك بقى ضمن حملة الاتهامات المتبادلة بين الكورد والسيد النجفي وحلفاءه، وهذا لا يعني ان الكورد قاطبة لهم توجه لقبول الاخر، لا ولكن بكل المقاييس لم نلاحظ وجود منظمات ارهابية كوردية تعمل لاستئصال المسيحيين او المندائيين او الشبك والازيدية الذان يعتبران على نطاق واسع او بغالبية انهم كورد من الناحية القومية ولكنهم يؤمنون بدين او بمذهب اخر، عدا منظمة مرتبطة بالقاعدة.
واذا كنا نتفق مع الكاتب حول استهداف ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، وتقديمه الشهداء الكثر في هذه المعمعة التي يعيشها العراق، واذا كنا نحمل الحكومات العراقية المتعاقية والقوى السياسية العراقية بغالبيتها مسؤولية ما يتعرض له ابناء شعبنا، لان لا الحكومة العراقية ارتقت الى مستوى المسؤولية الوطنية لوقف مثل هذا الاستنزاف الدائم لمكون اصيل واساسي في العراق، ولا الاحزاب السياسية الكبيرة وقفت موفا حازما من استهداف ابناء الاقليات الدينية والقومية. كان على هذه الاحزاب ان ترتقي الى مستوى العمل المباشر اعلاميا وتنظيميا وسياسيا لوقف الاستهدافات التي اساسها تصفية او ازالة مكون من مكونات الشعب العراقي، وان لا تكتفي ببيانات الاستنكار المتكررة والمملة. ان حالة الانفلات التي يعيشها العراق والعراقيين هي نتيجة لزوال الشعور الوطني الحقيقي، الرابط الذي يربط بين المواطنين، لان العراق بالحقية كان منذ تاسيسه كبلد عام 1921 يعتبر من حصة طرف واحد، ان استشراء ظاهرة العنف وان لم تكن غريبة عن العراقيين او المناطق التي يتكون منها العراق الحالي، الا ان استمرارها رغم التمدن والرقي وارتفاع نسبة التعليم لهو مثار تساؤل كبير، عن العلة التي تجعل العراقيين مستعدين لهذا التحارب لحد افناء الاخر.  
لا ادري وامام السرد اعلاه متى كان عرب العراق مهتمين او حماة المسيحيين؟ لكي يعاتبهم الكاتب لتخليهم عن المسيحيين؟  واذا كنا ننظر الى العرب بمختلف مذاهبهم كعراقيين اشقاء في الوطنية فمن المفروض ان ننظر الى الكورد بنفس الصفة، لو كان لدينا ادراك للمفاهيم الوطنية. ولكن الظاهر ان الكاتب تاخذه نظرته السلبية تجاه الاكراد وبشكل عام الى تجريدهم من وطنيتهم العراقية، وهم المكون الثاني في العراق من ناحية العدد والمكون الاقوى من الناحية السياسية والاكثرة قدرة على الانفتاح على العالم دون هواجس دينية. وهذه الحالة نرى عكسها لدى اغلب التنظيمات السياسية العربية سواء الشيعية وهي بغالبيتها دينية او السنية الدينية منها او القومية العروبية، التي تنظر للعالم الخارجي كتهديد لها وبالاخص لدينها.
يظل الكاتب يردد الاجندة الكوردية دون ان يوضح لنا ما هي الاجندة تلك لكي نتحاشاها، ونعتقد ان المسألة هي ترويج خطاب سياسي ديماغوجي اكثر مما هو ترويج معلومات وتنبيهات لمنعنا من الوقوع في مطبات معينة.
لقد كان مطلب المنطقة الامنة ضروريا في اعوام 2005 و2006 ،ولو كان قد تحقق في حينها لكانت لنا الان قوة سياسية وامنية يمكن ان تكون ضمن الحسابات السياسية للعراق بكل مكوناته. ولكانت هذه المنطقة اللبنة الاساسية لمنطقة الحكم الذاتي، الا ان المقترح رفض من قبل البعض لمصالح سياسية انتخابية انية والبعض الاخر رفضه سيرا على نهجه القديم في التملق للعرب العراقيين وبالاخص للسنة. وها هو شعبنا لا يزال يدفع اثمان كل ذلك، بحجة حماية العراق الموحد وكان الاقرار بالحكم ذاتي لابناء شعبنا هو الذي يهدد وحدة العراق، ونحن نقول ان اقرار الحكم الذاتي لشعبنا يرسخ الوحدة الوطنية لانها ستكون مبنية على خيارات وعلى الكرامة والحرية، وليس على الغصب . اليوم وهو ليس متاخرا جدا، بات مطلوبا ان نتخذ موقفا سياسيا نابعا من مصالح شعبنا، وهذا الامر لا يهدد وحدة العراق، والا لكان استيلاء السنة على السلطة كل هذه الاعوام اكثر تهديا لوحدة العراق، وتكالب الاحزاب الطائفية والقومية على توزيع المغانم هو اكبر تهديد لوحدة العراق والاقرار القانوني بحق انشاء الاقاليم الفدرالية هو المهدد الحقيقي لوحدة العراق، وليس مطالبتنا بحق مشورع هو المهدد لوحدة العراق. من حق الكورد ان يعملوا ما يروه صالحا لشعبهم، لا بل ان القيادة الكوردية اثبتت انها الاكثر حصافة وقدرة على التحاور والنقاش للوصول الى الحلول المنشودة، وكانت القيادة الكوردية بمستوى المسؤولية حينما شرعت ابواب المنطقة لكل المظطهدين وبالاخص الصابئة المندائيين وابناء شعبنا للعودة الى مناطقهم التاريخية وفتحها للمجال للقيام بنشاط اعمارية وتنموية وخيرية لمساعدتهم.
واليوم اثبتت القيادة الكوردية انها الاكثر حصافة حينما اقرت لشعبنا الكوتة البرلمانية بصفتنا القومية الامر الذي يبدوا انه لا يسر الكاتب رغم رفعه الشعارات القومية الاشورية، فهل نستغل المسألة لتحقيق ذلك  في الدستور العراقي ايضا؟ وهل سنعمل من اجل ترسيخ ما تحقق في دستور اقليم كوردستان على الارض، وزيادة الحقوق وتطويرها، ام سنعمل على تشديد حروبنا الداخلية على التسمية والقيادة من اجل ضياع ما تحقق؟
يظل البعض يتغنى ويروج لسهل نينوى وكان المنطقة هي بيد شعبنا، وهو الذي يديرها ويحفظ فيها على ذاته، متناسين ان هذه المنطقة تضم خليطا من الكلدان السريان الاشوريين، والشبك والازيدية والكرد المسلمين والعرب، كما ان المنطقة تعرضت لحملة تعريب مستمرة ابان زمن النظام السابق، والمنطقة الان هي تابعة لمحافظة نينوى وتسير بتوجيهاتها في كل الامور، ثقافيا وسياسيا وتنمويا، فعلى ماذا يتباكى البعص ويقول ان الكورد يريدون الاستحواذ على سهل نينوى؟ وهم يمثلون ثقلا معتبرا فيه من خلال الازيدية وبعض الشبك. بالطبع لا نتوقع حدوث مجابهات عسكرية او حرب الجبهات بين العرب والكورد، واذا كان سهل نينوى هو منطقة بين الطرفين فهو يضم الطرفين ككل مناطق التماس التي تمتد لاكثر من الف كيلومتر لا يشكل منها سهل نينوى الا اربعين كيلومتر كاكبر احتمال. وبغض النظر عن ان حكومة الاقليم ساعدت المسيحيين ام قامت بواجبها تجاه مواطنيها حيث الغالبية هم من ابناء الاقليم وتواجدوا في المدن مثل بغداد والموصل والبصر بعد عام 1961 باعداد كبيرة، الا ان المحير في الامر هو ان القيام بالواجب يعتبر استمالة لتحقيق اجندة، وعدم القيام باي واجب تجاه ولو كمواطنبين عراقيين، يعتبر خيانة، فهل هناك موقف بين الموقفين كان يجب ان تقفها قيادة الاقليم لكي يرضى عنها البعض، ومع الاسف لا ينيرنا الكاتب عن ماهية الموقف المطلوب وقوفه؟
يدرك الكاتب ويدرك الجميع ان وجود شعبنا بغالبيته العددية هو في محافظة دهوك ومن ثم نينوى واخيرا اربيل، اما تواجده في المحافظات الاخرى فقد زال او كاد ان يزول بعد ان كانت مدن الجنوب والوسط في القرون الوسطى مسكونه بهم، وما الوجود الحالي الا نزوحا من المحافظات الثلاثة التي مر ذكرها. وبالتالي فان هناك رابط مصير يربط بين شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والكورد، ورابط الجوار الجغرافي الذي لايمكن فصله، حيث تتداخل القرى بعضها ببعض لحد يصعب فصلها. وعليه فانه من المفروض تنمية وجودنا ودعمه في هذه المحافظات التي نمتلك فيها اراضي عائدة لابناء شعبنا ونملك نوع من الارتباط الوجداني بالارض، وان اقرار اقليم كوردستان بحقنا في الحكم الذاتي يعتبر تطورا ايجابيا علينا استثماره، لالحاق بقية مناطق تواجد شعبنا بالاقليم لاسباب منطقية ووجيهة، ولعل اولها ان يتم لم شعبنا في منطقة ادارية سياسة قانونية واحدة، وثانيا زيادة ثقل شعبنا الديمغرافي في الاقليم وصولا الى ترسيخ سياسيات معينة والضغط على الاقليم لترسيخ سياسيات محددة في العراق، ومنهات تطوير النظام السياسي الى نظام علماني كامل، والسبب الاخير ان منطقة سهل نينوى وكما ذكرت سابقا ليست تحت ادارتنا ولا نمثل الثقل الذي يجعل الاخرين يدورن في فلكه، بل ان عرب محافظة نينوى يحاولون فرض املاءاتهم على المنطقة، وبالتالي فالمنطقة ليست ملكا صافيا لنا وهي لا ترتقي الى مستوى تجمعاتنا السكانية في اقليم كوردستان في كل المجالات، فعلام البكاء على سهل نينوى والخوف من انضمامه الى اقليم كوردستان؟ بالاضافة الى ان اقسام من منطقة سهل نينوى هي بحكم المنظمة الى اقليم كوردستان وخاصة قضاء الشيخان وناحية القوش ومنطقة بعشيقة وبحزاني فهل ان تقسيم السهل ايضا بين محافظة نينوى واقليم كوردستان يحقق شيئا من امانينا الغير المفهومة؟        
 


http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,336772.0.html


279
هل نحن بقدر المسؤولية؟



تيري بطرس
bebedematy@web.de

الانسان مطلق انسان، هو كائن راقي وبكل المقاييس والافكار والاديان، يعتبر الانسان ارقى كائن حي، وفي الاديان هو صورة الله على الارض او خليفته، لهذا الانسان كرامة وحقوق، يجب ان تصان وان تحفظ ومنها حرية التعبير وحرية ان يعيش كيف ماشاء على ان لا يعتدي على حقوق الاخرين، وهذا ما اصطلج عليه حدود حريتك تقف عند حدود حرية الاخر. بمعنى ان الحرية ليست فوضى، بل الحرية مسؤولية ورقي.
كل انسان يعمل من اجل تطوير ذاته، امكانياته المادية والثقافية والروحية ، وهذا حق مصان للانسان، عندما نقول مصان فاننا نعني الدول التي تحترم حقوق الانسان وليس تلك التي تتشدق بهذه الحريات، وتتشدق بانها مهد الحضارة، وان دينها يامر بالعمل بالمعروف والنهي عن المنكر.
كل مجموعة من الناس تشترك في مميزات معينة كاللغة والتاريخ والتراث والارض تطبعت بمميزات نفسية وروحية جعلتها تتوق الى التمايز والعيش المشترك والتراص والوحدة، اما اذا كانت هذه المجموعة قد تعرضت الى المذابح وحرب ابادات من قبل الجوار والغالب انه كان ديني التوجه، فان عوامل التراص والوحدة تزداد وتشتد، ولكن ان كان مصير هذه المجموعة محفوفا بالمخاطر ويهدد وجودها امر ماثل للنظر، فان هذه المجموعة ان كانت تحمل شعورا انسانيا واخلاقيا وروح المسؤولية، فانها تتغاضى عن الكثير من الخلافات والاختلافات في التوجهات والمصالح للوصول الى العامل المشترك وهو انقاذ المجموعة لذاتها مما يحدق بها من خطر حقيقي وفعلي وهو منظور ومعاش.
لا اعلم هل انا اغالي بمخاوفي ام انها الحقيقة والتي لا يحب الاخرين الاقرار بها، لانهم ملتهون في الصراعات الداخلية والضربات تحت الحزام للاخر من ابناء المجموعة ذاتها؟ يشعر الانسان احيانا بملل وقرف لحد الغثيان مما يرى ويشاهد ويعايش من الابتذالات التي تمارس في اطار مجموعتنا السكانية، انه الابتذال الذي لا يبال بالام الناس البسطاء، انه الابتذال الذي لا يهتم بمصير المجموع، علما ان اقسام المجموع لن تعيش بذاتهات، وكل منها تستمد مقومات وجودها من الاخر.   
مجموعتنا السكانية منقسمة على ذاتها ليس بالتوجهات السياسية والمطالب القومية، والتي يمكن تفهمها، ولكن هذه المجموعة منقسمة على ذاتها،لانها لا تدري هل هي مجموعة واحدة من البشر؟ اي هل يمكن اطلاق تسمية القومية عليها ام لا؟ ام انها قوميات؟ او هذا ما يوحي لها من قبل البعض؟
ولذا فاننا نلاحظ ان اعضاء المجموعة تتحارب وتتقاتل لحد افناء الاخر او الذات بالنهاية، ان مجموعتنا مستعدة ان تستمع للاخر والذي من الواضح انه ليس من مجموعتنا، وان تتلقى منه الاوامر والتعليمات، ولكن اي طرف في مجموعتنا ليس مستعدا لسماع الطرف الاخر، سواء كان هذا الطرف تسمويا ام حزبيا. ان اطراف في مجموعتنا مستعدة لتستعرب ومستعدة لتستكرد، ولكنها ليست مستعدة للتوافق مع الطرف الاخر على حل وسط ولو مؤقت!!!
نتصارع ونستعمل مصطلحات الصراع القومي، ومنها الهوية القومية، الهوية القومية مصطلح مركب، بمعنى انه لا يوجد شئ محدد هو  الهوية القومية، فكما ان هوية الانسان التعريفية تتضمن الاسم، واللقب والطول ولون العنين والتوقيع وموقع الميلاد ومكان السكن، كذلك هي الهوية القومية، فانها تتكون من مفردات عديدة، وهي اللغة، التاريخ، العادات المشتركة ،الموقع الجغرافي والموروثات الاخرى من الامثال والدبكات والملابس والمأكل، قد تشترك في بعض صفات الهوية مع الاخرين، ولكنك تختلف في بعضها الاخر، فنحن نشترك في الماكل مع الكورد، والعرب والترك والفرس، وقد يمتد الاشتراك الى مناطق ابعد ليصل ارمينيا واذربيجان واليونان من نواحي الاكل، وبعض الدبكات الشعبية وحتى الامثال التي تتداولها هذه الشعوب مترجمة الى لغاتها، ولا يمكن تحديد اصل لها، الا الموثوق والمنقول من بعض الحكماء المعروفين والمحددين كاخيقار الذي ترجمت كتبه وانتشرت اقواله لدى كل الشعوب المجاورة. البقعة الجغارفية، هي عامل مهم في تحديد الانتماء وهنا نحن امام مفارقة فهذه البقعة التي نسميها بيت نهرين يتصارع على تسميتها شعوب وامم، فمن يسميها كوردستان، وعامل الثقل الديمغرافي والسياسي عمل لصالح التسمية الاخيرة في بعض الناطق، وفي مناطق اخرى هناك تركيا، وهناك ايران وسوريا والعراق، وكلها كانت تقريبا بقعة واحدة الى ما قبل اقل من مائة عام وسمى بالسلطنة العثمانية. الشعوب لا تتحدد مكان سكانها او بقعتها الجغرافية كقفص، فالتداخلات موجودة في كل المناطق، ولكن تبقى عوامل تحدد ميزة محددة وصارخة للهوية القومية وتبقى الابرز وهي اللغة، فنحن كما اشرت رغم اشتراكنا مع الشعوب الجارة في الكثير من الامور الا انه يبقى للغتنا السورث ميزة واضحة وصارخة على الهوية الواحدة. اذا دخول البعض والمناداة بالهوية الخاصة تمييزا عن الهوية الاخرى هو هراء في هراء، فنحن كلنا نمتلك هوية قومية واحدة، ولكن داخل الهوية القومية هناك تمايزات يمكن ملاحظتها وهي اللهجات المختلفة، وفي بعض اللهجات نجد يتكلمها اكثر من مجموعة من مجموع مجموعتنا. وقد يلاحظ التنوع في الملابس ولكن هذا الامر ايضا عائد الى عوامل الجو ونوع العمل وعموما كل منطقة جغرافية كان لها تمايز في الملابس وفي بعض المناطق كانت طريقة ارتداء القبعة او العمامة او اي غطاء للراس يدل على الانتماء العشائري، وبالتالي عندما نقول بالهوية القومية لن نقول ان هذه الهوية جامدة غير مرنة بل بالعكس فيها مرونة وتغييرات معينة من منطقة الى اخرى.
اللغة عامل مهم ولذا فقد عملت اطراف محددة على محوه او التقليل من شانه وجعله غير مهم في حياتنا اليومية، من خلال ان عملنا يتطلب اللغة الرسمية ومدراسنا تتطلب ذلك، وكنيستنا يمكن ان تتكيف مع ذلك، فالله لم يتكلم لغة محددة وكل اللغات سواسية مادام الايمان قويما، ولذا نرى ان البعض يشعر حقا باغتراب من انتماءه الحقيقي والصميمي وهو الانتماء القومي الكلداني السرياني الاشوري. ولذا فهذا البعض يصر ويلح على تقسيم الامة وهو مستعد للتوسل الى الغرباء لكي يحققوا له هذه الغاية. مدفوعا ليس باي مصلحة للمنقسمين بل من الوا   ضح مدفوعا بما يسمى الكرامة الشخصية، اي ان يدفع الشعب ثمن هدر كرامته الشخصية المهدورة تصورا وليس حقا، من وحدته وبقاءه. اي نعم البعض ولانه يعتقد انه يراس باعتقاده اكبر مجموعة من التي تشكل مجموعتنا السكانية فهو باعتاقده انه الاولى بان يستشير بمصيرها، وهو الذي يجب ان يحدد مستقبلها، ولذا فهو تقدم خطوة اضافية بالطلب في ان يتشارك في ادارة المال المعتقد انه من نصيب شعبنا!!!!
الى اين نحن سائرون؟ نحن سائرون الى حتفنا وهذا ليس تخويفا وترهيبا، بل هو الحقيقة، فشعبنا بغالبيته يتحول الى المهجر، والمهجر هو ذلك المصهر الذي سيحول ابناء شعبنا الى الانصهار في الشعوب المضيفة لهم. هذا ان لم نتخذ الاجرات السليمة والفعالة لانقاذ ما يمكن انقاذه. يؤسفني تريد هذه الجملة اكثر من مرة ولكن الواقع بقول ذلك، فبدلا من الالتهاء في الصراعات الغير المجدية والغير المنتجة على قياداتنا السياسية اتخاذ الخطوات اللازمة لتوحيد المطالب وخطوات العمل والتوقف الفوري عن سوق الاتهامات احداها ضد الاخرى، فقد اثبت كلها انها فعالة على الارض وان كان بقدر يختلف احداها عن الاخرى. لن يفيدنا التمترس والانعزال والاعتكاف بل ما يفيدنا طرح بديل يمكن قبوله من الجميع، لعمل شئ ما، يمكن ان يقال له انه انقاذي. برغم كل المصاعب وكل الاتهامات التي سيقت تمكنت احزابنا ولو بعد جهد كبير من الاتفاق في مؤتمر لندن عام 2002 واليوم مطلوب العمل ذاته، لكي لا يتسرب الشعب من بين ايدينا وتبقى لدينا قيادات من غير شعب. 

280
المنبر السياسي / الحسم
« في: 20:51 15/08/2009  »
الحسم




تيري بطرس
bebedematy@web.de

في ردي على الاب البير ابونا في مقالة عنونتها الاراميون انها لمهزلة، وفي فقرة اؤكد على انسانية الحركة القومية لشعبنا، وان هذه الحركة لم تنادي بنقاء الدم وبالعرق الصافي وما اليها من طروحات الحركات القومية الشوفينية، اثارت هذه الفقرة حفيظة البعض ممن ثقل عقلهم يوازي ثقلعقل ذبابة، ان لم يكن اقل.  فنادى البعض لا بل هدد بمنعي من الكتابة في عنكاوا كوم، ولذا بقيت اياما وليال اقدم ساق واخر اخرى هل اتجراء وانشر ام لا، وهل حقا لمن هددني السلطة على عنكاوا كوم وادارتها حقا، ومن فرط خوفي وهلعي لم اتمكن من الاتصال بالاخ امير المالح، لكي لا يفاجئي بخبر منعي من الكتابة في موقعهم الكريم الذي صبر علي كثيرا، لا بل قال الشخص انه قام بازالة كل كتاباتي من الموقع ومن فرط تصديقي له دخلت على الموقع لكي اتأكد (طبعا اظهرت كذب من قال ذلك ولكن من يكذب مرة لن يستحي من الكذب مرارا).  والاخر نادى بتكسير ذراعي ومنهم ممن كانت حماستهم ابعد فطالبوا بازالتي من الوجود. ما ذكرته في المقالة المنوه عنها هو من الحقائق العلمية والتاريخية والتي لا تقبل الجدل، ولكن لان عقل البعض هو صغير وليس له القدرة على التحليل والتفكير والاستنباط، فقد فسر الامر وكانني اقول ان ابناء شعبنا هم ابناء حرام، اي ان الامهات وكل الامهات قد اقمنا علاقات خارج اطار الزواج، بهذا التفسير الساذج والبسيط والمبتذل يتم تفسير مناقشات تاريخية وثقافية تدور بين اي كاتبين. وتم منح بعد جديد لما كتبته وهو انه لصالح الكورد، لانني بتشكيكي بالاصل المفترض لشعبنا فانا اخدم الكورد، ولذا فقد اجتهد احدهم وقال انني كتب مقابل اموال اتلقاها من اعداء الامة!!!!
 في مناقشات اخرى لا حظت مناداة البعض بان الامة لن تتقدم وتتطور ما لم يقوم القوميين الحقيقيين (تأكدوا من الحقيقيين، الذين هم في غالبيتهم في المهجر،اما  من هم  في الداخل فلا بد من ان يتعرضوا للضغط من قبل الاخرين وبالاخص من الكورد) بازالة كل العملاء والماحورين من الوجود وقائمة العملاء والمأجورين تمتمد لتشمل الحركة الديمقراطية الاشورية والحزب الوطتي الاشوري وحزب بيت نهرين الديمقراطي والاتحاد الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري، هؤلاء هم الاهم، ولكن بالنسبة للقائل قد يضيف طرف او يزيل اطراف حسب موقعه وانتماءه، ولا من يتسأل اذا كان كل هولاء هم من المأجورين والخونة والمستكردين فمن هم القوميين اذا؟ الا يحق لاي اخر ان يضيف اسماء اخرى؟ اليس كذلك؟ وتعالي يامة تطوري وتقدمي وليس فيها جهة لم تنجو من العمالة والتاجير والخ.
اذا هذا هو واقع شعبنا، كل من تمكن من الكلام بكلمتين في اي موقع، سمح لنفسه ان يفتي، اي نعم يفتي لان ما يقال هو شبيه بالفتاوي بالقتل وبازالة وتدمير وغيرها من عبارات عدم قبلو اي راي او اي شخص اخر. ان ما يدعوا اليه هذا البعض هوان يتصارع ابناء الامة او ما تبقى منها لكي يتم الحسم وتصفيتها من ما يعتقده البعض بالادران، وهو بالحقيقة يدعو للتصفية الذاتية ومنح حتى القليل الذي يتم المطالبة به للاخرين المدعوون بالاعداء، فبالله عليككم لو تحقق ما يريده هذه البعض فمن يرثنا؟ اليس من نقول ليل نهار انهم اعداءنا؟.
لن تخوفني مثل هذه التهديدات ولا اعتقد انه من الصحيح نشر مثل هذه المصطلحات في الامة وبين الفصائل السياسية، اي ان تتعامل مع بعضها البعض بهذه الوسيلة المبتذلة، ولكن ان يقوم قيادي في تنظيم معين بتوجيه اتهام لقيادي في تنظيم اخر وفي موقع ليس للاخير اي دور، نعتقد انه من المهم ان يتمكن انصار القيادي من تنبيه على تكرار اتهاماته للاخرين بانهم ماجورين او مسيرين او غيرها من العبارات التي لا تترك اي مجال للاخر الا الرد والمطالبة بلجم اللسان وليس طرح كل ما يخطر على البال وكان الباب مشروع لكل ما يريد ان يقوله دون حساب ورقيب وعلى الاخرين التسليم وقبول ذلك كمكرمة. وعليه فان من لم يلجم لسانه مرة واخرى فلن يكون بحاجة للسرج بل للبردعة، لانه لا يدرك او لا يفقه الدرك الذي يوصل اليه الحوار السياسي من الابتذال. واذا سكتنا عن القيادي فليس عجبا ان يستشري الامر في الاوصال ويقوم بالتهديد وبالاتهام كل من هب ودب ايضا.
من يمنح لكل منا هذه القدرة على الرغبة التامة في ازالة الاخر من ابناء امتنا، انها ليست الثورية بالتأكيد،فالثوري لكي يبرر ما يقوله وما يدعوا اليه فانه يضع بدائل عن القائم بدائل جميلة ورومانسية مثل العدالة الاجتماعية وازالة الفقر والظلم والعدوان ونشر السلام، اي خلق جنة على الارض، بل ان ما يمنح لهولاء هذه القدرة او هذه السوقية والابتذال هو العقم الفكري .
واقع شعبنا توضح اكثر بعد الانتخابات. لقد حاولت الاجتهاد والاستنتاج من هذه الانتخابات والانتخابات التي سبقتها عن واقعنا الديمورغرافي  والذي هو اساس لتحقيق وللتمتع بحقوقنا في احد اجزاء ارض النهرين، وهنا هو  العراق وكان كالتالي، واذا لم نتمكن من تحديد العدد الحقيق لشعبنا فعلى الاقل نحاول والمحاول اتت كالتالي، فهي (اي المحاولة) وان لم تبين العدد الحقيقي لابناء شعبنا، الا انها بينت بما لا لبس فيه العدد الفعال من هذا الشعب، وهو اذا جمعنا مجموع ما حصلت عليه قوائمنا في البصرة وبغداد ونينوى واقليم كوردستان لظهر انه 41417 اي ما يقارب العتبة الانتخابية لعضو واحد في مجلس النواب العراقي. وبالطبع تقول بعض الاطراف ان الاخوة الاكراد قد ساندو المجلس الشعبي بالاصوات وهي بحدود المئات واحد الكتاب يقدرها بثلاثة الاف ولنقول انه صحيح، فان عدد ابناء شعبنا الفعالين سياسيا لصالح حقوقهم القومية هو بالتالي 38417 والرقم نتركه للاستاذين يونادم كنا وابلحد افرام ليقروا بصحته ام لا. طبعا نقول ابناء شعبنا الفعالين باعتبار شعبنا عراقي وله غيرة وطنية اكثر مما هي قومية وبالتالي فان عدد مماثلا قد صوت في المحافظات واقليم كوردستان لصالح قوائم اخرى، وشخصيا قرات راي لاحد ابناء شعبنا يقول انه صوت لقوائم اخرى من خارج شعبنا في انتخابات اقليم كوردستان. اذا فان عددنا سيكون 76834 ستة وسبعون الف وثمنمائة واربع وثلاثون شخصا، ولاننا ككل الشعب العراقي ننفر من السياسية فلنقول ان حوالي الخمسون بالمائة من شعبنا ذهبت للانتخابات، والخمسون بالمائة البافية والتي يحق لها الانتخابات قبعت في البيت تشاهد المسلسلات التركية، وبذا يكون عدد ابناء شعبنا التقريبي هو153668 مائة وثلاثة وخمسون الف وستمائة وثماني وستون، ولنقل ان الذين دون سن الانتخابات يمثلون نصف عدد الشعب الموجدود على الارض باعتبارنا شعبا شرقيا ولودا، فان عدد ابناء شعبنا يقدر بحوالي 207336 مائتين وسبعة الاف وثلثمائة وستة وثلاثون، هذا هو العدد التقريبي لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري موزعين على العراق بطوله وعرضه، في مجموع يقارب الستة وعشرون مليون نسمة عراقية.
طبعا هذه الامور لن تستهوي احد، لان البعض سيقول انني اكشف للاخرين واقعنا او انني استصغر من وجودنا، واستباقا لكل ذلك اقول لست انا بل انهما السيدان كنا وابلحد افرام الذان يعتقدان اننا في اقليم كوردستان اقل مما نحن عليه وتم اضافة اصوات اخرى الى شعبنا، ليس لكسب الانتخابات فقط، بل لرفع السقف الانتخابي، والذي كان 3933 وهما يريدان انه كان يجب ان يكون اقل، وهذه الاقل، لاقل انا انهما كان يقصدان 3000 وبالتالي فانهم يعتقدون ان عدد الناخبين من ابناء شعبنا لا يتجاو ال 15000 الخمسة عشر الف ناخب، اي ان ابناء شعبنا لا يتجاوزون الثلاثين الف في كل الاقليم بصغارهم وكبارهم، فهل انا الذي يحاول خلق التشاؤم وتصغير من وجودنا ام المصالح الحزبية.
امام هذه المناقشة بين ما يطرح من حلول لبتر ابناء الامة ومن واقع اضمحلال وجودنا في الوطن، ما العمل؟
لا اعتقد ان الحسم يجب ان يكون ضد ابناء الامة، الحسم يجب ان يكون مع الواقع المر، ومع المستقبل المنظور، اي ان نتخذ خطوات فعلية لوضع الترتيبات لحل الاشكاليات اعلاه، لان وجودنا كشعب كلداني سرياني اشوري، هو في الوطن وليس في المهجر، ان صفاء دمنا، وعراقة نسلنا، وكوننا من صلب اشور بانيبال او نبوخذنصر او غيرها لن ينقذنا من الذوبان في المهجر، ومن لا يخاف من معرفة الحقيقة فهو اما جاهل او انه مستعد ان يبيع الامة ومستقبلها من اجل مصالحه، ويوسفني ان اوجه مثل هذا الاتهام، ولكن ما الذي يجعلنا نجتمع ونضع الحلول لمستقبلنا ان لم تكن المخاطر المحدقة بنا؟
للذين يعتقدون ان دماءهم صافية مصفية ورثوها من تغلتبلاصر وشلمانصر ونبوبلاصر، اقول ان هذه الدماء لن تفيدكم من الضياع ان لم تكونوا انتم فالدور لابناء او لاحفادكم، والذكي هو من يحتاط للمستقبل وليس الذي يحاول  الصراخ وتهديد عبادالله مثلي لا يملك من الدنيا غير رائ يعتز به.
اقول ان لا الكلداني ولا الاشوري ولا السرياني سيبقى، ومحاولات الحثيثة والتي يحاول البعض العمل عليها لكي يحققون مبتغاهم في فصل شعبنا لن تنقذ اي طرف، وهذا الامر ليس مخفيا عليهم ولكنهم ينطلقون من نفس المنطلق اعلاه وهو انهم يريدون الحسم والتصفية وليذهب المستقبل والحاضر الى الجحيم، مادمنا قادرين على الحسم مع بعضنا البعض.

 

281
هل تمكنوا من خلق الشعور الوطني على جثث شهداء سميل؟




تيري بطرس
bebedematy@web.de

كانت نبرة الصحف العراقية عالية في صيف عام 1933، مطالبة بمعاقبة هؤلاء الاثوريين عملاء الاستعمار، الاثوريين الدخلاء واحيانا التيارية وغيرها من التسميات. هذا العراق الذي كان قد نال استقلاله قبل حوالي تسعة اشهر، هذا العراق الذي اقر بانه سيحترم حقوق الاقليات لكي ينال هذا الاستقلال، رغم معارضة الكثيرين ومنه ابناء شعبنا والازيدية، فالعراق ما كان مهيئا ابدا للاستقلال من كل النواحي. فالطبقة السياسية التي كانت تسير اموره هي طبقة متخلفة تنخرها الانقسامات العشائرية والطائفية ورغم ان اغلب اعضاء هذه الطبقة كان يتفاخر بانتمائه العروبي، هذا الانتماء الجديد والغير الواضح، فكان الانتماء العروبي مرغوبا لان فيصل الاول من رعيله الاول والامير غازي من مسايريه، وكان البعد الاسلامي للانتماء القومي هو الغالب. ومن ناحية اخرى كان العراق لملوما ان صح التعبير، فالالوية الثلاثة التي دمجت في بلد واحد سمى العراق، لم تكن مرتبطة ببعضها البعض برباط وطني متين، فما كان ارتباط البصرة بالموصل الا كارتبطها  بطرابلس الغرب كمثال، فالموصل كانت ترتبط اكثر بحلب منها ببغداد او البصرة، والغالبية من ابناء لواء الموصل حينذاك (يشمل اليوم محافظات نينوى واربيل ودهوك والسليمانية وكركوك واجزاء من صلاح الدين) كانت تتطلع الى الشمال فالاكراد كانوا يتطلعون للتوحد مع اخوتهم في القومية في تركيا في منطقة مستقلة وعرب الموصل كانوا مع البقاء مع تركيا والتركمان كان خيارهم تركيا، اما ابناء شعبنا الخارجين للتو من اكبر مذابح القرون الاخيرة (في مذابح 1914-1917 قدم شعبنا حوالي 750 الف قتيل) فكانوا يتطلعون لانصافهم ومنحهم حق ادارة امورهم في مناطقهم التاريخية والتي تشمل منطقة حكاري ومناطق في غرب دجلة وجنوبا الى مناطق سهل نينوى . اذا حتى ولاية الموصل بذاتها لم يكن توجه سكانها عراقيا مائة بالمائة، والتوجه العراقي عندما دعمه شعبنا فانه دعمه جراء وعود بان يحصل على حقوقه الكاملة وخاصة ادراة نفسه بنفسه.
اما البصرة فانها وبرغم كونها تابعة للسلطنة العثمانية فان علاقاتها كانت اقوى مع منطقة عربستان الحالية وخصوصا الاغلبية الشيعية اما السنة فتوجههم كان جنوبا، اكثر مما هو نحو الشمال اي بغداد.
نتيجة للواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي للدولة العثمانية، فان المواطنين كانت تربطهم رابطة الدين، وهنا كان الاسلام هو الرابطة التي ربطت كل هذه الشعوب بعضها ببعض، وكلنا نعلم مدى اهمية ما تناقله السلاطنة العثمانيين من انهم استلموا البيعة من العباسيين، وبالتالي كانوا هم بنظر الشعب او المسلمين على الاقل الامتداد الطبيعي للخلافة العباسية.
كان واقع ابناء الديانات الاخرى مختلف تماما، ففي المناطق المعزولة والبعيدة عن الاضواء مثل مناطق تواجد ابناء شعبنا بين حكاري شمالا وسهل نينوى جنوبا وطور عابدين غربا وسلامس شرقا، كان الشعب واقع تحت نير من الظلم والاستغلال اليومي وبشكل بشع جدا، نستثني من ذلك العشائر في حكاري حيث كان مناطقهم عصية ويتمتعون باستقلالية نسبية، حتى انه كان من الصعب على الغريب دخول مناطقهم الا برضاهم، وهذا الامر زال نسبيا بعد هجمات بدرخان بك والي جزيرة بوتان الذي قام بمذبحة كبرى بحق ابناء شعبنا في حكارى خصوصا.اما المناطق ذات الاكثرية المسيحية او القريبة من انظار الاوربيين فكان الوضع افضل كثيرا.
تحت تاثير مثل هذه الاوضاع تربى اغلب القيادات العراقية التي سلمت لها زمام ادارة دفة البلد، ولذا فانهم كانوا ينظرون الى ابناء الديانات الاخرى نظرة دونية ويحملونها منية بقاءهم على دينهم لحد الان. اذا كانت هذه هي النظرة في الحالة الطبيعية فكيف ستكون في حالة مطالبة ابناء الديانات الاخرى بحقوقهم وان كانت بصورة مبسطة مثلما طالبت قيادات شعبنا في مؤتمر رشت اميديا (سرى اميدي).
كانت القيادات العراقية متبخترة بلقب بروسيا العرب الذي اشاعه بعض القوميين العرب،ولاثبات قوة العراق وقوة جيشه واثبات ان اللقب ينطبق على العراق وعلى قيادته فكان لا بد من ان يزج الجيش في معركة يربحها وهو مطمئن وخصوصا ان الجيش القوي كان معيار قوة الدول في ذلك الوقت.
نعتقد ان سرد تفاصيل ما حدث خلال ذلك الصيف اللاهب في بغداد والعراق بات معروفا لمن يريد ان يعرف.  ان الاشوريين ما كانوا يطالبون بمطالب تعجز الدولة عن الاقرار بها، وان الاشوريين كانوا قد سلكوا الاساليب الديمقراطية  في المطالبة، وان اغلب ما اشيع عن التحركات الاشورية العسكرية كان كذبا ويراد منه تحقيق مخطط تم وضعه باحكام لاجل تحقيق امر واحد وهواثبات قوة الدولة وضرب الجهة التي يمكن تاجيج المشاعر الاسلامية تجاهها وهنا كان من الواضح ان الاشوريين هم الطرف الامثل لتحقيق ذلك. ان الاشوريين كانوا قد اضعفوا من قوة علاقاتهم ببريطانيا عندما قدموا استقالا ت جماعية من الجيش الليفي، وبالتالي كان الخوف من الاعتراض البريطاني على ضرب الاشوريين غير موجود لدى القيادات العراقية، هذا ناهيك عن ما يعتقد على نطاق واسع من ان المخطط اساسا كان برضا المستشاريين البريطانيين  الذين ما كانت وزارة عراقية تخلوا منهم.
اذا كان قرار ضرب الاشوريين ليس لاجل انهم اعلنوا عصيانا على الدولة، وليس لانهم يطالبون بمطالب سياسية، بل ان ما عجل في ضربهم، هو الخلفية العصبية والثقافية للقيادة العراقية، والتباهي بقوة الجيش، وبرغم من ان الجيش لم ينجح في المواجهة الحقيقية، بل نجح في مواجهة العزل والنساء والعجائز، الا انه تم اقامة الاحتفالات بانتصاره على اعداء الوطن (هكذا قيل)، وصار بكر صدقي بطلا للعراق كله هذا الذي سيتحول بعد اربعة سنوات خائنا يستوجب قتله من قبل العروبيين الذين هللوا لانتصار جيش العراق على العزل والنساء والاطفال. نعم كانت سميل نقطة حالكة السواد في التاريخ العراقي، لانها اسست للقوة في حل الخلافات السياسية، ان ما حدث في سميل اسس لما حدث في العراق من انقلاب ما سمي بالمربع الذهبي وما حدث على جسر الشهداء وما حدث في كركوك والموصل، وما حدث في ضرب الحركة الكوردية ابان ثورة ايلول او ثورة كولان او الانفال او الحلبجة، ان ما مارسه الجيش العراقي وبعض القيادات السياسية في العراق ابان احداث سميل اسس لعملية رفض الاخر لحد الغاءه ماديا او معنويا، وكانت الدماء التي اريقت في العراق منذ صيف عام 1933 فاتحة لما حدث في العراق تاليا ولازال الامر عند البعض مستمرا.
ان مناداة البعض بوطنية المؤسسة العسكرية هو نفاق في نفاق فالمؤسسة العسكرية لم تكن بالوطنية لانها شاركت في الخلافات الاهلية او السياسية وحاولت حسمها لصالح فئة دون الاخرى، وقد تلطخت يد المؤسسة العسكرية بالدماء الزكية لمختلف الاطراف العراقية، وهذا عائد لان المؤسسة العسكرية العراقية لم تبنى على مفاهيم وطنية صائبة بل كانت اداة في ايدي حملة ايدولوجية معينة، هذه المؤسسة التي زجت باباناءها في حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل مثل حرب 1948 وحرب 1967، هذه المؤسسة التي شاركت في حروب خارجية فاشلة جلبت الدمار للوطن والشعب، مثل حرب الخيلج الاولى والثانية. لا يمكن باي حال من الاحوال ان يقال عنها انها مؤسسة وطنية. واذا كنا لا ننزع الشعور الوطني من كل ابناء المؤسسة فاننا نعتقد بان منح هذه المؤسسة هذا الاستحقاق هو باطل وغير اخلاقي امام ما اقترفته بحق الوطن والمواطنين.
هذه الممارسات من قبل الطغمة الحاكمة منذ عام 1933 ولحد الان، الحكام وان تبدلوا الا ان تعاملهم مع الوطن ومع المواطنين بقى يدور في فلك واحد الا وهو ان على العراقيين ان يكونوا ضحايا على مذبح الطموحات الفردية والمعتقدات الايديولوجية للحكام، وان لم  تتبدل الامور فان الشعور الوطني للفرد العراقي لن يكون شعورا وطنيا حقيقا بل سيظل على الدوام شعورا مرتبطا بالعشيرة او الطائفة او الانتماء القومي. ان الشعور الوطني سينموا بقدر شعور المواطنين ان الوطن لهم جميعا وليس لفئة معينة فقط كما هو حاصل لحد الان مع الاسف. ان الموسسة السياسة العراقية لا تزال تتعامل مع الاخرين بقدر قوتهم وليس بقدر حقهم الطبيعي، ولذ فهي مستعدة للتنازل امام القوى الارهابية والتسترعلى الكثير من الامور لكي تلقى رضى هذه القوى.
لقد كانت مذبحة سميل تاسيس لعدم الانتماء للوطن العراقي وسيبقى هذا العنوان يرافق العراق ما دام غير قادر على حل الاشكالات الحقيقية التي تواجحه بتفهم وادراك ضرورة حل الامور بعقلانية وبتفهم وليس على اساس منح صفات محددة للوطن على الجميع الاقرار بها والا!
فالعراق يجب ان يكون العراق وليس عراقا عربيا او كورديا اواي شئ اخر، ان اردنا ان نتمتع جميعا في وطننابحقنا وان تكون هناك روح وطنية حقيقية، الوطن الذي يضطهد فئة ما على اساس قومي او ديني ليس له الحق في مطالبة هذه الفئة بتقيدم واجبات المواطنة له.

282
احيانا اللسان بحاجة الى لجام!!




تيري بطرس
bebedematy@web.de

يقول المثل الفرنسي ((قبل ان تقل كلمتك، دع لسانك يتحرك في فمك عشرة مرات))
نهنئ من فاز في هذه الانتخابت متمنين من الجميع العمل في خدمة ابناء شعب اقليم كوردستان وابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والعمل من اجل قوننة حقنا في الحكم الذاتي وتطوير المؤسسات الخاصة بتراث وثقافة شعبنا، وان نرى المزيد من ابناء شعبنا وهم يحتلون مراكز سياسية وادارية وعسكرية في كل ارجاء العراق، لكي يكون لهم صوتا في تسير شؤون بلدهم. ونتمنى من الخاسرين اعادة النظر باساليب العمل وبالخطاب الموجه، والانتقال خطوة الى الامام بنقد الذات وليس تعليق الفشل على شماعات الاخرين. 
بعد ان سرت شائعات وبقوة عن فوز قائمة المجلس الشعبي بثلاثة مقاعد، وقائمتي الرافدين والحكم الذاتي او الكلدان المتحدة (واحدة منهما) بمقعد واحد لكل منهما(شخصيا لا اعرف الحقيقة لحين نشر ذلك من قبل المفوضية العليا للانتخابات)، شمرت السواعد للهجوم وكان تصريح السيد كنا ومقالتين تبريريتين للفشل الواضح الذي منيت به قائمة الرافدين، بالاضافة الى التعليقات البذيئة بحق الاخرين والتي امتلات بها بعض مواقعنا الالكترونية. الفشل ليس امام قائمة المجلس الشعبي، لان الامر يمكن تبريره بالمال وبالاعلام وبتصويت الكورد لصالحها، ولكن تساويها بعدد المقاعد وان لم يكن بعدد الاصوات مع قائمة الحكم الذاتي او قائمة الكلدان المتحدة، الاولى  تظم الحزب الوطني الاشوري ومنظمة كلدواثور للحزب الشيوعي. فالامر هنا يجب ان يتم الحذر منه، فقائمة الحكم الذاتي، هي افقر القوائم الاربعة وهي اقل القوائم من ناحية الدعم الاعلامي وهي اخيرا رافعة لشعارت غير مستحبة من الكثيرين ومنها رفع التجاوزات والمطالبة بتثبيت وتحقيق الحكم الذاتي ومحاربة الفساد وغيرها من الشعارات التي لا تلقى ترحيبا من السلطات او من بعض الجهات المتنفذة، كما انها تضم الغريم الدأئم للزوعا الحزب الوطني الاشوري والذي يحمل قاموس الحركة بحقه صفحات من الكلمات الغير اللائقة . ويمكن القول بالنسبة لقائمة الكلدان المتحدة الامر نفسه. وعندما نقول الفشل فاننا هنا لا نجافي الحقيقة ابدا فالفشل هو بمقدار ما طرحته هذه القائمة من الامال الكبيرة عن مكانتها لدى ابناء شعبنا، ولكن للحقيقة ويجب ان تقال ان اي تنظيم سياسي لو كانفي مكان الحركة او قائمته لكان الفشل اكبر من هذا بكثير، وهذا يسجل لبعض قياديها الذين يعرفون كيف يلعبون الاوراق المتبقية لديهم بمهارة لصالح حركتهم او تنتظيمهم وليس بالضرورة ان يكون اللعب لصالح الشعب.
ولعل في رفع شعار محاربة الفساد ورفع التجاوزات كانت ضربة لقائمة الرافدين التي تتهم الاخرين بالتستر على التجاوزات . حيث هنا ان قائمة الحكم الذاتي تقول بها ولكنها تدعو الى حلها في اطار القوانين السارية او استحداث قوانين لمعالجتها، وليس فقط طرح الامور للاستغلال الاعلامي ولكسب اصوات عالية  الصراخ وبذيئة اللسان في المهجر. وهي الرد الكافي لما ذكره تلميحا السيد كنا وتكرارا لما قاله تنظيمه سابقا بحق الاخ نمرود بيتو، فكيف يرفض نمرود بيتو وجود التجاوزات في حين ان القائمة المشارك بها الحزب الذي هو سكرتيره العام ترفع هذا الشعار. وفي الوقت الذي كنا قد رددنا في حينها على مثل هذه الاقاويل وبينا ان نص ما ذكره الاخ نمرود بيتو هو انه قال ان الحكومة لم تتجاوز على اي اراضي لان السؤال كان عن تجاوزات حكومة الاقليم. بل ان الحكومة اخذت بعض الاراضي للصالح العام وعليها دفع تعويضات محقة لاصحابها. ولكن السيد كنا يتناسي ما صرح به لجريدة الشرق الاوسط حينما قال ردا على اتهام البعض بقيام تجاوزات على اراضي شعبنا، قال بالحرف الواحد ان ابناء شعبنا استلموا تعويضات عن اراضيهم من الحكومة السابقة، اي عليهم السكوت عن اثارة مثل هذا الامر.
ففي تصريحات مسبقة ونارية وهجومية استبق السيد يونادم كنا الفشل الكبير لقائمته، في تحقيق ما وعدت وما ادعته خلال السنوات الاخيرة، وهذا يذكرنا بتصريحاته في اميركا والتي اتهم الجميع بانهم مأجورين. فالعضوان المتواجدان عن الحركة في المجلس الوطني الكوردستاني حصلا على عضويتهما من خلال التحالف الواسع الذي اقيم عام 2005 وضم الحزبين الكبيرين الحزب الديمقراطي الكوردستان (حدك) والاتحاد الوطني الكوردستاني (اوك)، وضم فيه جميع احزاب شعبنا حينذاك وهي حزب بيت نهرين الديمقراطي والحزب الوطني الاشوري والحركة الديمقراطية الاشورية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني والجمعية الثقافية الكلدانية. وتم شرح الامور عدة مرات وكيف تسلمت الحركة مقعدين ولماذا منحت الوزارة للحزب الوطني الاشوري. طبعا كان من المؤمل ان يتسلم كل حزب مقعد واحد الا ان وساطة قوية من قبل الاتحاد الوطني الكوردستاني منحت المقعد المخصص للوطني الاشوري الى الحركة ووعد الوطني بمنحه وزارة في الكابينة المقبلة.
اليوم جرت انتخابات والنتيجة الرسمية قاب قوسين او ادنى، وفي كل تحليلاتنا كمؤيدين لقائمة الحكم الذاتي لم ندعي الا بان قائمتنا قد تفوز بمقعد واحد، ولم نقل اكثر، لاننا قرانا الساحة بشكل جيد ومنطقي، وعليه ففوزنا اوفشلنا في الفوز باي مقعد هو امر خاطع لظروف محددة وهو اي الفوز او الخسارة لن يغير من تحالفاتنا ومن شعاراتنا ولكنه بالتأكيد سيكون مدعاةلاعادة دراسة الواقع واسلوب العمل ومرونته. الا انه بالتأكيد لن يكون مجالا لاي تخوين بحق الاخرين.
في الانتخابات السابقة لعضوية مجلس النواب العراقي، دخلت قائمة الرافدين حلبة المنافسة وقد فاز السيد كنا بعضوية مجلس النواب، ولكن كلنا نعلم ان هناك اصوات حصل عليها السيد كنا من ابناء شعبنا العراقي من العرب والكورد وكانت واضحة وهي تقارب ال653 من داخل العراق فقط، اي الاصوات الغير المشكوك بانها من غير ابناء شعبنا، لا بل تفاخر مساندي القائمة بهذه الاصوات باعتبارها تمنح للقائمة بعدا وطنيا. وكانت القائمة نزلت حلبة المنافسة في كل العراق، فهل يعني ذلك تجريد السيد كنا من انتمائه القومي؟، وهل يعني ذلك ان قائمة الرافدين فازت بعمليات احتيالية على الاخرين؟ 
كلنا ندرك ان الامور لم تسر بشكل  تام مائة بالمائة، وكنا نتمنى ان يكون لشعبنا صناديقه الخاصة، ولكن هذا مخالف لتعليمات الامم المتحدة التي تتحرك المفوضية حسب تعليماتها او حسب نصائحها، اذا اين العلة؟. نود معرفة لماذا يحاول انصار الرافدين تشويه الامور وجعلها كلها سوداوية هل كانت  المناطق الكوردية او القرى الكوردية القريبة من مواقع ابناء شعبنا تمتلك صناديقها الخاصة، وصوتوا فيها لقوائم ابناء شعبنا، هل الارقام التي اعطيتموها لعدد الناخبين من ابناء شعبنا تستقيم مع اعداد ابناء شعبنا في الاقليم والبالغة قبل اكثر من خمسة عشر سنة نصف مليون شخص حسب تصريحات السيد كنا لصحيفة المانيا؟ افلا يعقل ان هذا النصف مليون يكون قد زاد وصار على الاقل ستمائة الف نسمة؟
ان الدخول الى دائرة الكذب، نتيجته هي التعايش مع الاكاذيب المستمرة، فكل يوم كذبة جديدة للتغطية على الكذبة السابقة، الى ماذا يقودنا هذا الامر؟، انه سؤال مشروع، هل قامت الامم وحققت غاياتها باكاذيب على الذات؟ ام بمصارحة الذات؟
ان نصيحتنا للاخوة في قائمة الرافدين وللحركة هي مراجعة الذات، والخروج من الهالة الكاذبة التني يحيطونها بانفسهم، ومد يدهم لابناء شعبهم، ولقواه السياسية لكي يتمكن الجميع من بعث الامل وزرع ابتسامة الثقة بالمستقبل على وجوه ابناء شعبنا الباقين على ارض الاباء، وليس بناء المزيد من السواتر والعداوات مع المحيط.
وعليه فانني احيل القراء الى مقابلة السيد كنا لقراءتها ومن ثم الحكم على التصريحات الغبية لهذا الشخص، الذي عودنا بين الحين والاخر ان يتفوه بمثل هذه التصريحات بحق ابناء شعبنا وقياداته السياسية دون ان يضع لجاما على لسانه ويتركه يقول ما يشاء، وكاني بالسيد كنا هو ان اللسان يقود صاحبه وليس العكس. ان المشارك في قيادة وقيام تجربة ديمقراطية كما يدعي عليه ان يكون ديمقراطيا ويتقبل الاخرين ويتعامل معهم باسلوب جيد ولباقة، وليس بنشر الاتهامات والتلفيقات.  كما احيل القراء للاطلاع على مقالة السيد فوزي البازي على على موقع عنكاوا وبعنوان قائمة الرافدين فازت باصوات شعبنا وقائمة المجلس باصوات السلطة ، لمعرفة حقيقة الارقام التي ذكرها، وهي ارقام خطرة، عندما يذكر بان عدد ناخبي شعبنا في كل قضاء زاخو هو الفا ناخب، اي ان عدد ابناء شعبنا هو ما يقارب الاربعة الاف نسمة في كل قضاء زاخو بنواحيه وقراه وبضمنها مدينة زاخو، فهل هذا الامر حقيقي؟
واخيرا اود ان اقول لناشري هذا الخطاب التخويني والتكفيري والباني للاحقاد، ونحن احوج ما نكون الى علاقات محبة ومودة وتقارب، انني مستعد قريبا ان انشر مقارنة تاريخية ونصوصية بين ما تم اتهام الحزب الوطني الاشوري (اترنايي) والمؤسسات التي مثلته من قبل الحركة وبين ردود الحزب عليها موثقة بصور مما صدر، لكي يعرف الجميع من البادئ، وبظمنها الاتهامات الموجهة لكافة تنظيمات ومؤسسات شعبنا من قبل الحركة الديمقراطية الاشورية وبعض مؤازريها، واحيلكم مرة اخرى الى shrara4u.com  لمعرفة جزء من ممارسات اعضاء ومناصري ومؤازري الحركة الديمقراطية الاشورية.
كل خاسر قد يبحث عن تبريرات لخسارته، في اوربا تتحمل القيادة الخسارة وتجري تبديلات على الطاقم، اما في بلادنا فان الخاسر يرمي بنيرات غضبه على من يقدر، وبذا يزيد من التباعد والتنافر اكثر مما هو موجود. يدرك السيد كنا ان لا المجلس الشعبي ولا قائمة الحكم الذاتي ولا قائمة الكلدان المتحدة يمكنهم ممارسة اي ضغط على ابناء شعبنا لتوجيههم باتجاه معين، لان هذه القوائم لا تملك من السلطة شيئا لكي تفرض امر ما، ولكنه يدرك انه لا يستطيع توجيه اي نقد حقيقي للسلطة لانها ستتعامل معه بصورة قانونية، ولذا نراه والسيد ابلحد افرام يتنصلون من اي شئ قد يثير غضب الاخرين مركزين نقدهم للقوائم التي نافستهم حصرا. 

283
الحركة الديمقراطية الاشورية على الضفة الاخرى




تيري بطرس
bebedematy@web.de

في المؤتمر الرابع للحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا) والمنعقد من 28 حزيران الى 2 تموز 2006، دعت الحركة الى عقد مؤتمر قومي (للاتصال والتواصل وفتح الحوار مع مؤسساتنا القومية من أجل السعي لإنضاج موقف موحد وصولا لخلق أرضية مناسبة لعقد مؤتمر قومي واسع يلم شمل المهتمين بالشأن القومي ووحدته ومستقبله.) وفي المؤتمر الخامس المنعقد 28-30 حزيران 2007 جرى التأكيد على الدعوة لعقد مؤتمر قومي.
اي اننا ومنذ اكثر من ثلاثة سنوات نسمع عن دعوة الحركة لنيتها عقد متؤتمر قومي، وخلال هذه الفترة اي السنوات الثلاثة او اكثر حدثت مبادرات عديدة لعقد مؤتمرات قومية، ونذكر منها مؤتمر عنكاوا المنبثق منه المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري، ومؤتمر هنكلوا المنعقد في نيسان 2006 في مدينة هنكلو الهولندية واجتماع بروكسل الذ تم العمل عليه بتأن شديد، لكي يكون ناجحا ويجمع الجميع على الطاولة الواحدة، الا انه من الملاحظ ان الحركة وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني هما الوحيدان اللذان رفضا كل هذه المحاولات للاجتماع مع كل قوى شعبنا، صحيح انه تواجدت اطراف رفضت اجتماعا واحدا من هذه الاجتماعات الا انه لا يوجد طرف رفض كلها،الا الحركة الديمقراطية الاشورية  رغم دعواته المتكررة لعقد مؤتمر قومي.
خلال الفترة التي سبقت اقرار البرلمان الصيغة النهائية لمسودة دستور اقليم كوردستان، والتي من المزمع طرحها للاستفتاء على الشعب، تعرض شعبنا لمحنة قوية كادت ان تعمل على تجزئته القومية من الناحية القانونية على الاقل وان ما كانت بقادرة على تجزئته الواقعية، خلال هذه الفترة حدثت اتصالات مع اطراف عديدة من الحركة متجاوزين الخلافات السياسية وطالبين الاهتمام بالازمة التي تعصف بشعبنا، راينا من لدن الحركة موقفا سلبيا، واقصى تعاون تمكنا الحصول عليه من الحركة هو ان يضم عضوي الحركة في المجلس الوطني الكوردستاني صوتيهما الى المطالبين بالحفاظ على وحدة شعبنا.
وخلال الفترة الماضية احتدمت معركة شرسة بين الوحدويين من ابناء شعبنا وبين التقسيميين، راينا ان اغلب الكتاب المحسوبين على الحركة سكتوا عن الدخول ومساندة الوحدويين بل وقفوا متفرجين على ما يحدث وكان الامر لا يعنيهم ابدا، ليس هذا فقط بل ان قيادة الحركة السياسية لم تتحرك في اي اتجاه. وكاني بها تنظر ان يقوم الخصمان بتصفية احدهما الاخر وتستلم الدفة هي بدون اي مجهود، انني لا اعتقد ان الحركة كانت تنتظر حظور السيد سركيس اغاجان لانقاذ الموقف، لانها اساسا لا تحمل اي ود تجاه السيد اغاجان ، باعتباره بالنسبة لها سارقا لجهودها وللاضواء التي كانت مسلطة عليها. وعلي عكس ادعاء انصار الحركة الان، فان المعركة فرضت على الوحدويين، وكان يمكن ان تعصف بامال الوحدة الدستورية كما حصل في الدستور العراقي، وكان الموقف يتطلب تراص الصفوف لكي يتم اظهار قوة الطرف الوحدوي برغم خلافاتهم السياسية، وهذا لم يحصل، فكل الوحدويين يومنون باننا شعب واحد وامة واحدة ولكن نحتاج احيانا الى خوض معارك لتحقيق ذلك وخصوصا ان هناك من يتربص بهذه الوحدة وهو من ابناء شعبنا اي يفرض عليك مواقف لابد لك فيها من موقف واضح وقوي ! والتعلل بان الشعب موحد مهما كانت تسميته بواوات او بدونها بفوارز  او بدونها، امر مثير للاستهزاء حقا ويدل على الجهل ليس الا، فماذا عن التطبيقات القانونية على الارض لمثل هذا الامر، انه ليس واضحا في الخطاب الزوعاوي.والامر الاخر الذي يقول بان التسمية ووحدة الشعب هو امر يعود لارادة الجماهير، ولكننا حقا نعلم ان غالبية الجماهير تؤمن بانها شعب وامة واحدة ورغم ذلك فالدستور العرافي جزءهم، وبسكوت زوعاوي ان لم بالمشاركة لو صدقنا ما نشره موقع النهرين مؤخرا.
والامر المثير الذي لا حظناه، انه في قمة الازمة الدستورية (نسبة الى ما ضمته المسودة الاولى لدستور اقليم كوردستان) وفي قمة طرح مبادرات سياسية ومخططات للتحركات المقابلة لعدم القبول بفرض التقسيم على شعبنا، كان انتقال الحركة وبعض قياديها الى الضفة الاخرى من نهر دجلة وفي سوريا واصدارها البيان المشترك مع المنظمة الاثورية الديمقراطية والحزب الاشوري الديمقراطي، وهوبيان مبهم في مسألة حقوق شعبنا حيث انه لم يأتي على ذكر الحكم الذاتي صراحة، رغم ان المنظمة الاثورية الديمقراطية تويد واعادت تأيد حق شعبنا بالحكم الذاتي بعد درجه في مسودة دستور اقليم كوردستان ببيان ترحيبي بالانجاز، ورغم ان الحزب الاشوري الديمقراطي هدفه الاساس كما هو واضح من بياناته هو الحكم الذاتي. اذا كانت الغاية هي المؤتمر القومي، اما كان الافضل لقيادة الحركة اللقاء مع الاطراف الفاعلة على الارض العراقية اولا ومن ثم اللقاء مع الاخوة في قامشلي او خابور.
تنطرح اسئلة مثيرة حول ما تطالب به الحركة وما تعمله، فهي من ناحية تدعو الى مؤتمر قومي، وهو حق لها، ولكننا كمتابعين للشأن القومي من حقنا ايضا مناقشة ما عملته من اجل ما تطالب به، وما يمكننا ان نستشفه من تحركاتها المعلنة والغير المعلنة. فهي في الوقت الذي تعير جميع مؤيدي الحكم الذاتي، بانهم لم يتمكنوا من ان يخطوا خطوات ذات شأن في هذا المجال، فهي ومنذ ثلاثة سنوات لم تتمكن من ان تحقق هدفها في عقد مؤتمر قومي باي معنى من المعاني  وهو امر اسهل من تحقيق خطوات في مسألة الحكم الذاتي الذي تتداخل فيه عوامل قومية ووطنية واقليمية. وعلما ان مسألة الحكم الذاتي خطت خطوة كبيرة الى الامام بدرج الحق في مسودة دستور اقليم كوردستان. والعملية الداعية الى الحكم الذاتي لم تتطلب اكثر من ثلاثة سنوات في حين ان الكورد قاتلوا اكثر من عشر سنوات وقدموا مع بقية شعوب اقليم كوردستان الالاف من الضحايا ومئات من القرى المدمرة لاجل الاقرار بالحكم الذتي لمنطقة الحكم  الذاتي.
فاذا كانت قيادة الحركة تدعو للمؤتمر القومي منذ منتصف عام 2006، وخلال هذه الفترة تم عقد اجتماعات وطرحت مبادرات لتحقيق هذا الامر، اذا لماذا لم تشارك الحركة في كل هذه الشاطات وتطرح رؤاها وحلولها المقترحة لمستقبل شعبنا؟ هل تريد الحركة ان تعقد مؤتمرها بدون حضور بيت نهرين الديمقراطي و الوطني الاشوري واتحاد بيت نهرين الوطني والمنبر الديمقراطي الكلداني وتجمع السرياني المستقل وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري؟  فنحن وحسب معلوماتنا، ان الحركة لم تتحرك على هذه الاطراف لعقد ما تبتغيه من مؤتمر قومي، فاذا السؤال هو مع من تريد الحركة عقد مؤتمرها القومي؟  ونحن ندرك ان اغلب مشاكل شعبنا هي في القسم العراقي، وتبقى مشكلة التسمية والارتباط بين الوطن والمغتربات وبين ابناء شعبنا في اجزاء الوطن المختلفة ومخاطر الاغتراب من مهام كل احزاب شعبنا في العالم، فنحن في العراق لسنا نعاني من مشكلة التسمية فقط والتي هي مشكلة تتعلق بشعبنا في العراق وسوريا وايران ودول الاتحاد السوفياتي السابق ولبنان والمهاجر، بل من مشكلة الخطاب السياسي والهدف المشترك والهجرة المستنزفة لطاقات شعبنا.
اما ان الحركة تريد مؤتمرا بحسب مقاساتها، وهذا لن يكون مؤتمرا قوميا، بل مؤتمر زوعاويا بتسمية قومية، او هناك امور اخرى خلف الكواليس، تضطر الحركة للطرح هذا العنوان كشعار رئيسي لحركتها. ونحن نعتقد بالامر الثاني، لانه توفرت مجالات عديدة ومبادرات صادقة ومخلصة للحركة لو كانت تريد حقا ان تشارك الاخرين العمل القومي. فلو اردنا حقا مؤتمرا قوميا جامعا، فانه لن يكون الا اذا اتفقت جميع الاطراف على تفاصيله، وللاتفاق يجب ان يكون هناك حوار، واذا قلنا ان الحركة لم تدخل في اي حوار حقيقي مع اي طرف، الا مع المنظمة الاثورية الديمقراطية وهو حوار لم يصل الى نتيجة، فاننا نتعجب من استمرار طرح الشعار دون الاقدام ولو على خطوة واضحة بهذا الاتجاه. لقد كانت مبادرة اجتماع بروكسل مبادرة متكاملة وكان يمكن للحركة المشاركة فيها، الا انها لم تشارك لكون اجتماع بروكلسل قد حدد ضمن اجندته مناقشة التسمية الثلاثية والمطالبة بالحكم الذاتي. ويمكن الاطلاع على رفض الحركة حضور اجتماع بروكسل على الرسلة المرسلة من احد اعضاءها وهو مسؤول في تنظيم الحركة في احد الدول الاوربية، وكان الرفض باسلوب ركيك وبمستوى لا يليق بالمشاركين وبالداعين لاجتماع بروكسل، اذا الحركة لم ترفض الاجتماع رغم الاعداد الجيد له فقط، بل حاولتا التقليل من قيمة الداعين والحاضرين، حيث لم تكلف نفسها قيادة الحركة ارسال رسالة توضيحية او حتى ارسال رسالة ترفض المبادرة، بل كلفت شخص لا يحمل اي صفة قيادية للقيام بالمهمة.   
مشكلة الحركة هي انها لا يمكن ان تعيش دون خلافات واتهامات، فرغم ان الفترة  هي فترة انتخابات ويكثر فيها الضرب تحت الحزام، الا ان الحركة كانت السباقة لخوض هذه الممارسة، فالحركة لم تقم بتكذيب الخبر المنشور على موقع النهرين، الا بعد ان تكلم بشانه في ندوة سياسية انتخابية، وكان المتحدثين هم سبب نشر الخبر وليس التسريبات القيادية او غيرها، وكان رد مكتب السيد يونادم كنا بشأن بثه على قناة عشتار وهي تغطي ندوة ولم تكن القناو فعلا مسؤولة عنه، غاية في السؤ، ودون ان يكلف نفسه مسبقا تكذيب الخبر عند نشره على موقع النهرين لكي لا يؤخذ به . والاغرب انها بعد ان تم التنويه الى قيام اعضاءها بتمزيق لافتات الدعايات الانخابية للقوائم المنافسة لها حينها تذكرت ان لها لافتات ممزقة، الا يمكن القول ان التمزيق حدث بيد اعضء الحركة لكسب التأيد واظهار الذالت كضحية؟ علما ان الجميع كانوا ضحايا للحركة في فترة ما. والامر المثير للاشمئزاز هو قيام السيد سامي زيا الذي يكتب على الدوام في بعض المواقع المؤيدة للحركة او دفاعا عن الحركة، بنشر خبر عن انسحاب قائمة الحكم الذاتي من المنافسة ساندة الخبر الى السيد نمرود بيتو الامين العام للحزب الوطني الاشوري ووزير السياحة في اقليم كوردستان، دون ان يكون قد اتصل السيد سامي بالسيد نمرود بيتو، فبركة خبر هو عار من الصحة من كل النواحي. فهل ان الحركة حقا تعمل بهذه الممارسات على عقد مؤتمر قومي؟ ومع من. ولاجل ماذا؟
انها اسئلة تفرض نفسها على الكل، والمطلوب من الحركة الاجابة الصريحة عليها، وليس الهرب والتبرقع بشعار المؤتمر القومي الذي لا يمكن لطرف هو على خصام مع الجميع الدعوة اليه. ان الحركة تجعل اعضاءها يعيشون واقع افتراضي وليس حقيقي وعلى هذا الاساس يناقشون ويتحاورون، وهم يعتقدون ان الواقعالافتراضي هي الحقيقة.
ان الحركة الديمقراطية الاشورية ليست على الضفة الاخرى في مسألة لقاءاتها، بل انها على الضفة الاخرى في جل مواقفها السياسية بالنسبة لكل قوى شعبنا، ولاغلب ابناء شعبنا في العراق، فهل تدرك ذلك، ام انها بحاجة لانتكاسة اخرى وقوية لتدرك ذلك؟ انه السؤال؟

284

مروة الشربيني تقتل في المانيا ونحن ندفع الثمن في العراق




تيري بطرس
كان يوم الاحد المصادف 12 تموز الجاري احدا داميا اخر لمسيحي العراق، ذكرهم باحاد اخرى، مرت ومررنا عليها مرور الكرام، تم استهداف سبعة كنائس بالتفجيرات وقتل فيها عدد من الابرياء ممن لا ذنب لهم، هذا اذا اعتبرنا ان وجود الكنيسة هو ذنب بحد ذاته يجب العمل على ازالته.
قتلت السيدة مروة الشربيني من قبل متهم الماني من اصل روسي، في حادث جنائي، فقد المتهم اعصابه لانه اعتبر انه خاسر للقضية المرفوعة ضده، والخاصة باهانته المراءة بسبب ارتداءها الحجاب، فارتداء الحجاب الذي يعتبر ممارسة شخصية ويتعلق بحرية الانسان ذاته، لم تكن وقفا على السيدة الشربيني، بل ان مئات الالاف من النساء ذات الاصول المسلمة او حتى الالمانيات المعتنقات للاسلام يمارسنها وبكل حرية ويمكن مشاهدة لابسات الحجاب في كل شوارع المدن الالمانية لا بل حتى في شوارع القرى الصغيرة ، وليس هناك من تضييق علي ذلك سوى في مدارس بعض الولايات التي تعتبر الحجاب رمزا دينيا، وهي تمنع الرموز الدينية في كل مدارسها بما فيها الصليب او القلنسوة اليهودية. الشاب الذي قتل السيدة الشربيني قد يكون مهوسا او عنصريا او من المهمشيين ولكنه بالتأيكد لا يمثل المجتمع الالماني، وبالرغم من ان القضية لم تأخذ ابعادا كبيرة في الاعلام الالماني، ليس بسبب كون القضية تجعل المسلم هو الضحية كما يردد البعض، بل لان القضية اعتبرت هياج متهم يعرف انه خاسر لقضيته، فما كان منه الا ان طعن الشاكية وهو امر يحدث وان كان باساليب اخرى او بحوادث قليلة، والامر مفهوم من الاعلام لانه لا يجذب القراء لانه امر عادي. ان القضية لم تؤخذ كقضية عنصرية، اي لم تؤخذ باسبابها الاصلية لان المحكمة كانت اخذت بها.  بالطبع ان تعرض حياة انسان للهدر امر مرفوض ومدان، ولكنه امر يحدث كل يوم بسبب عدم قدرتنا على التكهن بردود فعل كل الناس وفي كل الاوقات.
الا انه من الواضح ان مسيحي الشرق الاوسط باتوا يدفعون ثمن كل ما يحدث من ممارسات ضد المسلمين في اوربا سواء كانت محقة ام لا. والمسلمون مهما فعل احدهم بالاخر من القتل والتدمير، ينظرون للاخر على انه يستهدفهم كدين، وان لم يكن كلك، والا بالله قولوا لي ما الذي يدفع الرئيس الايراني لكي يستدعي السفير الالماني في ايران ويبدي استهاجنه لمقتل السيدة الشربيني، وهل يفعل كل ذلك مع مقتل اي مواطن لبلد في بلد اخر؟
سبعة كنائس تتعرض للاستهداف ويقتل فيها عدد من الابرياء سواء من المسيحيين ام غيرهم، السؤال لماذا؟ الجواب واضح هو استهدف المسيحيين لانهم كذلك، وليس لانهم يمثلون تهديدا لاي كان، والامر الاخر المهم هو اننا نعتقد انه كان ردا لما حدث في المانيا، فالتاريخ والاحداث تعلمنا ذلك، الم يستهدفوننا يوم نشر الصور الكاريكاترية لنبي الاسلام، والم نستهدف يوم صرح  البابا اواستشهد بما دون في كتاب نشر قبل قرون والم نستهف لما حدث في الشيشان؟. وكل ذلك يحدث وليس هناك خصومة شخصية بين مسلم ما ومسيحي ما بل يحدث بتخطيط مسبق؟
صار من الواضح انه لا يمكننا ان نقوم كل مرة بترديد فعل الايمان الوطني، ففعل ايماننا الوطني واضح بانجازات هذه الاوطان التي لم تاتي الا على ايدي ابناء اقلياتها، هذه الاقليات التي تعيش حالة رعب دائمي من اي انة قد تفسر على خطاء، هذه الاقليات التي لا تخضع لقانون ما وكل من هب ودب يمكن ان يمارس قانونه الخاص عليها ويستشهد باية او بقول وياما اكثرها. اليوم مطلوب ان يواجه مسيحي العراق وغالبيتهم من ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري، بموقف سياسي واضح يكون الحد بين سهولة استهدافهم وضرورة بتر مثل هذا الامر الى الابد، وهذا الموقف يجب ان لا يكون بكلمات تطمينية من رئيس الوزراء او رئيس الجمهورية او اي شخص اخر، الموقف المطلوب هو ان يتم الاقرار القانوني بحق هذا الشعب في ان يتمكن من ادارة ذاته في مناطقه التاريخية وان يبني مستقبله ضمن المستقبل العراقي، وان يحمي امنه بقوات امنية من ابناءه وان يحدد خياراته الثقافية والقانونية ذاتيا. ان تمتع الشعب الكلداني السرياني الاشوري بالحكم الذاتي هو احد الردود العملية للاستهداف السهل والمتكرر عليهم من كل من هب ودب. النقلة الثانية في ايقاف كل ما تتعرض له الاقليات الدينية بالاخص ومنهم الازيدية والصابئة المندائيين، هو بكبت الخطاب الديني المسيطر على الاجواء في العراق، من خلال معاقبة كل من يعمل على اعتبار ابناء الديانات الاخرى وبما فيها ابناء الديانة اليهودية كفارا او حتى اهل ذمة، بل يجب ان يتم التعامل معهم كمواطنيين كاملي المواطنية. والعمل على نشر تثقافة التسامح وتقبل الاخر، والانفتاح على الثقافات الاخرى وتطوير مناهج التعليم بما يتوافق مع التعددية الحضارية والسياسية والنظام الديمقراطي. رفض مقولة العراق بلد اسلامي وهذا ينطبق على كل البلدان الاسلامية، فالبلد هو لكل ابناءه وكل مواطن يراه بما يؤمن ويجب عدم فرض قيم دينية باي شكل من الاشكال على الجميع مثل ما يمارس في شهر رمضان من مظاهر جعل الجميع يدعون الصوم وعدم الاكل والشرب في المطاعم  (الافطار العلني) وغيرها من المظاهر الاسلامية المفروضة بالقوة على جميع مواطني الدولة بغض النظر عن دينهم. تشديد العقوبات لكل من يعمل من اجل اقرار امر يعتقده امرا ملزما دينيا، والعمل من اجل ازالة كل المظاهر التي تدعي ان الاسلام مستهدف من قبل الاخرين، اي جعل كل العالم عدوا للاسلام.
من خلال ردود فعل بعض الشخصيات المسيحية نرى انه لا تزال هذ الشخصيات لم ترتقي الى مستوى التحديات التي تواجهنا، فالسيد كنا يعتبر استهدافنا هو استهداف للحكومة لانها فاشلة، وكاننا في جيب الحكومة ونمثل الثقل الاساسي فيها، وهو فهم قاصر ومحاولة ابعاد الانظار عن الفاعليين الحقيقيين، كما يدور في نفس الفلك غبطة البطريرك عمانوئيل دلي عندما يحاول تعميم الامر وكانه مصاب للجميع، صحيح ان الجميع مصابين وضحايا للارهاب الا ان المسيحيين ليسوا مشاركين في اعمال ارهابية ضد اي طرف، واعتقد ان الوحيد الذي اقترب من الحقيقة كان نيافة الاسقف لويس ساكو عندما حدد هدف الارهابيين بانه اخلاء العراق من المسيحيين وارهاب من يفكر بالعودة لكي لا يعود. امام الحقيقة الماثلة اعلاه، نود القول اننا ضحايا وكنا ضحايا لعصور طويلة لحملنا هوية دينية مغايرة، اليوم مطلوبان نصون ذاتنا ونحمي مميزاتنا بالتطلع للمشاركة في صنع عراق مغاير وليس عراق الاسلاميين، بل كل العراقيين، عراق يمكننا فيه ان نحمي هويتنا ونطورها بكل حرية، عراق ليس مطلوبا منا فيه كل يوم ممارسة فعل المداهنة لاثبات وطنينتنا، بل الاقرار القانوني والفعلي بمواطنيتنا وبكل حقوقنا، وان كانت الدولة غير قادرة على حمايتنا فنحن بقادرين على ذلك، ولكن ضمن اطار قانوني شرعي يمد الدولة بالقوة ولا ينتقص من قوتها، انه مرة حل سياسي قانوني اداري، انه الحكم الذاتي
.



bebedematy@web.de

 

285
الاراميون.... انها لمهزلة!!!!




تيري بطرس
البير ابونا ليس كاتبا حديث الدخول الى بوابة تاريخنا المديد، فكتبه مثل تاريخ كنيسة المشرق وتاريخ الادب الارامي وغيرها كانت لنا مراجع نتعلم منها ونستقي المعلومات حول تاريخنا المجهول، والبير ابونا رغم كل النقد الذي يمكن ان يوجه له سيبقى من الشوامخ في عصرنا وحامل مشعل التنوير، وسيفوز بشرف انه اجتهد وقال ما يراه صوابا. لا يمكننا ان نشكك في نزاهة وغاية البعض من طرح تسميات معينة لشعبنا كحل لما نعانيه من مشكلة التسمية، الا انه تبقى لنا كلمة ونظرة نقدية لهذا الجهد. اولا نحن لسنا في مركز القرار حيث ان رفضنا لمتقرح هو من باب الراي الاخر، والامر الاخر ان ما اقترح لم يكن هو المقترح الوحيد والماخوذ كحل نهائي ونحن اتينا على رفضه رغم  قبول الغالبية.
اذا انا لن اناقش المراحل التاريخية التي طرحها الاب البير ابونا لانها حقيقية ولا اعتقد ان هناك من يشكك فيها، ولكن الخطاء احيانا يكون في فهم مضمون الامر منذ البداية، والظاهر ان الاب البير ابونا يعتقد اننا عندما نقول بالقومية الاشورية او الكلدانية السريانية الاشورية، فاننا نقول باننا من صلب هولاء الرجال والنساء ممن خلقوا الحضارات او المراحل التاريخية او السياسية التي تطبعت باسمهم وان دماءنا صافية نقية وهي من دماءهم، وهذا غير صحيح، اي نعم نحن ابناء الحضارة ولكن لسنا نؤمن ان هناك دماء زرقاء او دما نقية تجري في عروقنا من هؤلاء، ولكن هناك بالتأكيد تواصل حضاري وثقافي، والمضمون القومي هنا لا يحمل اي طابع عرقي بالمفهوم العنصري فالمفهوم القومي المبني على العرق هو مفهوم نازي وليس مفهوما انسانيا، الانتماء القومي هو الانتماء الى ثقافة ولغة وتقاليد اجتماعية  وقيم تنتمي وتمتد في التاريخ لتتواصل مع سومر واكد وبابل واشور والسورايي بعد المرحلة المسيحية. ونحن لسنا باعتقادي من السذاجة ان نقول باننا من عرق الاشوريين القدماء وكلنا يدرك ما حدث لبلدنا والمراحل التاريخية التي مر بها والاختلاطات التي حدثت نتيجة المراحل التاريخية الطويلة ونتيجة لسواد فترة من المسيحية ضمت ابناء شعبنا المتكلم بالسورث، جعلت القيمة الدينية هي العليا وهي العامل الاساس في التزاوج والتواصل، نحن ندرك ان المسيحية المشرقية ضمت شعوب عديدة وهذا الامر سهل اختلاط الدماء وسهل اقامة علاقات اجتماعية عابر للغات ولكن المسيحية ايضا سهلت انصهار الكثيرين في بوتقة ثقافية حضارية معينة. وبالتالي قد يكون هناك من هو من اصل فارسي او تركي او افغاين وعتنق المسيحية وانصهر في البوتقة الثقافية لشعبنا فابناءه وسلالته سيكونون من ابناء شعبنا حتما، كما هو حال المئات من ابناء شعبنا ممن اعتنق الاسلام وانصهر في البوتقة العربية او الكوردية.
بالطبع ان عدم الادعاء باننا من العرق الاشوري يقابله عدم قدرتنا على الادعاء باننا من العرق الارامي، وخصوصا ان الارامي سيبقى بشكل ما هلامي غير معروف وغير محدد بشكل دقيق، مثل امكانية تحديد الاشوري والاكادي والبابلي والسومري. كما ان اللغة التي تربطنا اليوم بالكاد فيها بعض الكلمات التي يمكن ان ترجع الى الاصل المصطلح عليها بالسريانية الادبية وهو فرع من الارامي كما يقال، ولكن بالتاكيد ان اللغة اليومية (وهنا لا نقصد الدخيل) وتصريفاتها تختلف اختلافا كبيرا عن السبريتا؟
ان مسالة تسمية شعبنا والتي ينبذها الاب البير ابونا، وهي تسمية الثلاثية، الكلداني السرياني الاشوري، تبقى ايضا اشكالية في الفهم، فلحد الان لم يدعي احد اننا نصنع قومية جديدة بهذه التسمية كما يدعي البعض، لحد ان البعض قال بصنع هوية جديدة، ولكن الكل يدرك ان هناك من يقول انه اشوري (اتورايا) والاخر يقول انه كلداني (كلدايا) وغيره يقول ان سرياني (سورايا) وهذه التسميات وان اختلفت، الا ان الداعين بها جميعهم من قومية وامة وشعب واحد، بدليل وحدة اللغة والتاريخ والتراث والارض والقيم، ولكن لان شعبنا لم يحضى بموسسة سياسية تحكمه في مرحلة المد القومي، وبالتالي لم تقم طبقة حاكمة او مؤسسة حاكمة بترسيخ تسمية واحدة تضم كل هؤلاء، فان هذا الشعب بقى يتارجح بين هذه التسميات ولاسباب تمسك الكنيسة وعدم رغبتها دمج ابناء كل هذه الكنائس وبناء الكنيسة  سورا حول المنتمين اليها لحد ان بعض الكنائس كانت تعتبر ان الدخول الى كنائس اخرى يعتبر من المحرمات. فالطرح الواجب باعتقادي ليس بطرح اقتراح تسميات ليس لها اي قيمة وجدانية لدى ابناء شعبنا، سوى عدد ضئيل من بناء شعبنا في سوريا ولبنان وهو ايضا امر حديث لا يتعدي السنوات العشرة او الخمسة عشر الماضية. ان زيادة الاسماء المتداولة يعني زيادة التشتيت والتشرذم، ويعني صعوبة الاختيار، وبالتالي فاننا نعتقد ان النية السليمة وان توفرت فان نتائجها تبقي وخيمة العاقبة ولن تساهم في ايجاد اي حل.
لا يمكن الركون الى ما يطلقه بعض المؤرخين من ان اللغة الارامية قد حلت محل اللغة التي كان يستعملها ابناء شعبنا في اشور وبابل، فالواقع ان الاشوريين و البابليين وقبلهم الاكاديين، لم يكونوا فقط ابناء مدينة بابل ومدينة اشور فهم كانوا من ابناء المدن وابناء الارياف، ولو علمنا ان الريف كان مكتفيا ذاتيا حينذاك من كل شئ، فالتواصل بين المدن والقرى وحتى بين القرى بعضها البعض كان صعبا وغير يومي، مما يعني انه لا يمكن فرض لغة  شعب اخر بالتغلغل المدعي به، وكيف يمكن ذلك والشعب بغالبيته امي لا يقراء ولا يكتب، ان ما اخذه الاشوريين من الاراميين كانت الابجدية الفينيقية والتي كتبوا بها بعد ذلك. فتركيا واذربيجان وتركمانستان وغيرها من الشعوب لم تتغير لغتهم لما استعانوا بابجدية مختلفة.
من المهم الادراك ان مسألة التسمية لشعبنا هي مسألة تهم كل ابناء شعبنا وليس فقط ابناء شعبنا في العراق او من ذوي الاصول العراقية، والا فاننا سنعمل على تسمية شعبنا في كل بلد باسم معين مؤسسين لتقسيمة من حيث ندري او لا ندري، ومن هنا يجب ان نعرف ان التسمية القومية وان كان يجب الاستئناس براي الخبراء ولكن على القوميين ان يتصدوا لها ويحسموها، لانه من الظاهر ان البعض لا يعير اي اهمية لوجود شعبنا او لامتدادته في دول الجوار مثل ايران وتركيا وسوريا  ولبنان ودول الاتحاد السوفياتي السابق، هل هو امر مقصو ام لا، بحسب اعتقادي، نعم انه امر مقصود لدى البعض. ان وضع التسمية الثلاثية يسمح لشعبنا في سوريا بان يستعملها لانها ستكون حلا لاشكالية الاشوري السرياني هناك، وكذلك في تركيا وايران وهي مستعملة في الولايات المتحدة الامريكية منذ زمن، لا بل ان الاستاذ غسان شذايا قال في احدى مقالاته الاخيرة ان الخارجية الامريكية اوصت باقناع الاشوريين والكلدان للدخول تحت تسمية توافقية واحدة، لكي لا يغبن حقهم، والمؤسف ان الغريب يريد لنا الخير ونحن نرفسه بعناد واستهتار. اليس اقرار مسودة دستور اقليم كوردستان بالتسمية الثلاثية وبالحكم الذاتي وردود فعلنا على ذلك دليل على ما قلته.
انها حقا لمهزلة ان يصر البعض ورغم كل التوضيحات على وصف التسمية الثلاثية بانها اختلاق قومية جديدة، ان من ينادي بذلك باعتقادي ليس جاهلا، بقدر ما هو شخص يحاول ان يمرر اجندة معينة لتقسيم شعبنا او لجعله يدور في دوامة الشك وعدم الاستقرار لحين ان يقوم الاخرين بتنفذ ما يريدون ونبقي نحن خارج كل الحقوق وكل ذكر. فالمتسمي بالاشوري لم يسرق من الكلداني شئ، ولا يمكن للمتسمي بالكلداني ان يسرق شيئا من الاشوري، فالمانح هنا هو الاخر وهو الامر المؤسف، اي اننا لم ناخذ حقا بقدر ما نلعب لعبة من اخذ هبة من جهة وعليه ان يشكرها ليل نهار، ولكن في داخلنا نتصارع على هذه الهبة لمن تكون وكيف تقسم.
يطبل البعض ويزمر على النصيب من الكعكة، ويقول ويدعي بان المتسمون بالاشورية هم من يستحوذ على النصيب الاغلب وكان هناك نصيب لشعبنا تم تحديدة واخذه البعض لانفسهم وحرموا الاخرين منه، في الوقت الذي نعلم جميعا ان القائم حاليا هو تحالفات حزبية سياسية ليس الا.  ونصيب شعبنا سناخذه في منطقة الحكم الذاتي، وهو لن يكون نصيب كل شعبنا بل فقط القاطنين في هذه المنطقة وسيشاركنا في هذا النصيب الاخوة من الازيدية والشبك القاطنين في منطقة الخكم الذاتي. اما بقية ابناء شعبنا فنصيبهم هو من نصيب المحافظات والاقاليم التي يسكنوها، والدستور العراقي واضح في هذا المجال، عندما يقول بتوزيع الثروات على المحافظات والاقاليم حسب نسبة سكانها وليس على الاقوام والاديان والطوائف، والكل يدرك هذا الا انهم يريدون زيادة لهيب الخلافات والتخندقات وشعارهم هو على وعلى اعدائي، واعدائهم هم ابناء شعبهم، لانهم لم يتمكنوا في يوم من الايام القول للاخر اف.
لو كانت النيات صافية حقا، لتجمعنا حول طاولة مستديرة وقررنا الحل، الا اننا في اي وقت تجمعنا كان نصيب البعض العناد ومحاولة فرض واقع لا يمكن القبول به، الا وهو تقسيم شعبنا مستندين الى مسألة النسبة السكانية للبعض ومتناسي مرة اخرى ان الثروات لا توزع على القوميات. مادامت الاكثرية والوقائع تقول اننا شعب وامة واحدة، ان السنوات تمر والاعتراضات تقدم وليس هناك بادرة لحل، وعندما تم الوصول الى هذا الحل، انبرت الاقلام لطرح مقترحات جديدة، وسلسلة المقترحات لن تنهي، فاليوم يطرحون الارامي وغدا الاكادي وبعده السومري و غيره النهريني، الامم تحصر خياراتها الى الحد الذي يمكن فيه ان تختار ما بين امرين او ثلاثة، ونحن كشعب ومن كل الاطراف وبغالبية واضحة  اخترنا التسمية الكلداني السرياني الاشوري، وبملء الفم نقول انه ليس الخيار الاسلم ولكنه الخيار الممكن، لكي نحصل على حقوقنا، ولشعبنا والاجيال القادمة منه حق تغيير ذلك، فنحن لن نستولي على المستقبل ايضا، ولحين ذلك فالكلداني يمكنه ان يقول انه كلداني ردا على سؤال عن هويته والاشوري كذلك والسرياني مثلهم، الا انهم من الناحية الحقوقية والقانونية شعب واحد لاغراض تحقيق الحقوق القومية والاحصاء وغيرها من متطلبات وحدة الامة. ان البعض باعتقادي يخاف من المستقبل ومن خيار الاجيال القادمة، انهم بهذه الحرب المعلنة على وحدة شعبنا يريدون ان يستولوا على المستقبل ايضا!!! 
ان التسيمة سواء كانت كلداني او سرياني او اشوري او كلداني سرياني اشور او كلداشوري، فالهوية القومية وتجلياتها هي ذاتها في كل هذه الاحوال، ومن يقول بغير ذلك فهو جاهل ليس الا.



bebedematy@web.de

286
رسالة جوابية من مسعود بارازاني الى غبطة مار عمانوئيل دلي

صلاح الدين
1  تموز 2009 ميلادية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تلقينا رسالة غبطتكم المرقمة 39 / 09 والمؤرخة في 25/6/2009 والتي تطلبون منا ان لا نوافق على المادة الخامسة من دستور اقليم كوردستان، والذي وافق عليه برلمان اقليم كوردستان بغالبية مطلقة، وسيعرض للتصويت انشاء الله بتاريخ 25 تموز 2009.

غبطة مار عمانوئيل الثالث دلي الجزيل الاحترام
كما تعلمون فانني مع الجميع صريح ومباشر وخصوصا مع غبطتكم لانني اكن لكم تقديرا شخصيا لانكم بطريرك كنيسة غالبية المسيحيين من ابناء كوردستان، والصراحة امر مطلوب لكي تستقيم الامور، ويستقر الاقليم ويتطور المجتمع وياخذ كل انسان حقة كانسان وكمجموعة سكانية.

في حملة للقوات العثمانية لالقاء القبض على عمي المرحوم عبد السلام بارازاني، اضطر للجوء لدى الشهيد مار بنيامين شمعون بطريرك الكنيسة الشرقية، وحين وصول القوات الباحثة عن عمي الى قرية قوجانس مقر البطريرك، تم اقتيادهم الى ديوان البطريرك. وعندما استفسرالبطريرك عن الغرض من مجيئهم طلبوا منه ان يساعدهم في القاء القبض على عبدالسلام بارازاني، وسألوا ان كان قد راه في الاونة الاخيرة. ولان عمي عبد السلام كان في الديوان، ولان مار شمعون كبطريرك يجب الا يقول سوى الحقيقة، فانه تمكن بذكاء وحكمة ان يجيبهم دون اللجوء الى قول ما هو غير صحيح، فقال لهم: انه راه كما هم رأوه.
ففهموا انه لم يراه، في حين انه قال الحقيقة لانه كان يراه كما هم يروه وهم لا يعرفون شخصيته.
اسوق هذه القصة لغبطتكم لاقول لكم اننا على علاقة بالشخصيات التي ناضلت لاجل شعبكم من زمن طويل ونعرف الكثير من الحقائق عن شعبكم. وانني اتساءل هل يعرف غبطتكم لماذا تم اعدام مختاري قرية بيباد وارادن (توما يوسف وريس بتو) بيد السلطات العثمانية خلال الحرب العالمية الاولى؟ الم يكن بحجة تعاونهم مع مار بنيامين شمعون للحصول على حقوق شعبكم، رغم ان الاثنين كانا من اتباع كنيستكم الكلدانية، حيث وحسب ما نقل لنا انهم كانوا يرسلون الرسائل والمعلومات في خشبة محفورة تستعمل للاسناد عند المشي يضعون الرسائل داخلها وينقلها شخص الى مار بنيامين شمعون.
ان كل ما نعلمه من حركة شعبكم انها كانت تعمل تحت التسمية الاشورية، وهذا ما علمناه ممن عملوا معنا بصفتهم القومية مثل هرمز مالك جكو والقس بولص بيداري وهو كان من كهنة كنيستكم وطليا وكوركيس مالك جكو وفرنسو حريري وفرنسيس شابو والكثيرين.
كما اننا مطلعون على رسائل موقعة من قبل البعض ممن يؤيدون وحدة شعبكم ووحدة تسميته واليوم انقلبوا عليها. ومن بينها رسالتكم الى مجلس الحكم الذي كنت شخصيا عضوا فيه حيث اكدتم في رسالتكم حينها على انكم شعب واحد.
واننا على اطلاع على اطروحتكم لرسالة الدكتوراه والتي تؤكدون على الوحدة القومية للكلدان والاشوريين.
وقد اطلعنا على وثائق اخرى بالصوت والصورة يؤكد فيها بعض الرؤساء الروحيين لكنيستكم ومن اعضاء مجمعها السنهاديقي على وحدة شعبكم، برغم انقلابهم اليوم على هذه الوحدة.
السؤال من يضمن بانني ان قمت بالطلب من البرلمان لاعادة التصويت على الدستور مرة اخرى انكم لن تغيروا رأيكم من المخالفين للوحدة الى الوحدويين، وتطلبون مني مرة اخرى ان اطلب اعادة التصويت على الدستور؟
خصوصا انها ليست سابقة، فبعد تقسيم شعبكم وحسب طلبكم في الدستور العراقي، قام البعض ممن طلب التقسيم بتوقيع وثائق بان الكلدان السريان الاشوريين شعب واحد وانتم كما تعلمون ان الدساتير لا تتغير كل يوم وحسب كل طلب، ناهيك ان ما تطلبه مني امر غير دستوري وغير قانوني.

غبطتكم كنتم قد صرحتم ان الكلداني الذي يقول انه اشوري هو خائن، والاشوري الذي يقول انه كلداني فهو خائن، وبعد ذلك اكدتم انكم شعب واحد وانكم اخوة وانكم شئ واحد، وقبل فترة اقترحتم التسمية الارامية حيث اكدتم ايمانكم بانكم كلدانا واشوريين وسريان شعب واحد واستخدمتم التسمية الارامية له، اي ان مشكلتكم هي مشكلة التسمية ليس الا.
اما سلفكم المرحوم مار روفائيل بيداويد فقد صرح واكد على انكم واحد وانكم كلكلم اشوريين وكان يدعو الى الوحدة الكنسية.  
غبطتكم وانا نعلم علم اليقين، ان الكلدان السريان الاشوريين هم من شعب واحد وقومية واحدة، وحضرتكم وانا نعلم انكم من قومية واحدة، ولكنكم الظاهر مستعدون لتجاوز كل الحقائق الناطقة والقائلة بوحدانية امتكم، لاجل ما تتعرضون له من الضغط، ورغم ان النبي عيسى يوصيكم بقوله كونوا واحدا. فان لم تكونوا واحدا مع كل هذه الحقائق التي تدل على وحدتكم فكيف ستحققون وحدة الكنيسة وهي تتعلق بخلافات لاهوتية وليتورجية وثقافية وطقسية؟

تريدون فصل الاسماء بواوات، وافهم من رسالتكم ان الكلدان هم من قومية مغايرة. ولكن ماذا اقول لابناء كرملس وبغديدا اللتان تتكلمان حتى لهجة واحدة، كيف نميز السرياني البغديدي من الكلداني الكرملسي؟
ماذا اقول لابناء قرية كواني (كوماني بلغتكم)؟ كيف اميز الكلداني منهم عن الاشوري، وهناك مئات الامثلة.
فهل تساعدني غبطتكم للتمييز بينهم؟
ان كانت الطائفة الدينية هي المميز، احيلكم الى اننا الكورد فينا السنة والشيعة والازيدية والكاكائية والاخيرتان ديانتان منفصلتان عن ديانة غالبية الكورد التي هي الاسلام، كما انه صار لنا اخيرا كورد مسيحيين، فهل يجوز فصل كل هؤلاء الى امم وقوميات مختلفة؟ ام انه لا يجوز لاننا الان اقوياء، ويجوز عندما يحكمنا دكتاتور  يفرض ما يشاء؟
اما اذا كان التقسيم على اسس لهجوية فانا اتيت لكم بامثلة من شعبكم من لهجة واحدة ويتسمون باسمين مختلفين، اما شعبنا الكوردي ففيه عشرات اللهجات حتى ان بعض العشائر تكاد لا تفهم ما تتكلم به عشائر اخرى او مناطق اخرى.

غبطة الكاردينال دلي الجزيل الاحترام
كاخوة وشركاء مع شعبكم وحريصين عليه اوصيناكم مرارا بحل مشاكلكم الداخلية فيما بينكم، وعدم تحكيم الاخرين فيها. وها هي السنوات تمر والعراق يريد ان يتقدم، وان يضع منظومته القانونية ويستقر فهل على العراق والعراقيين انتظاركم الى ابد الدهر لكي تحلوا خلافاتكم؟
ان التخبطات التي تعانون منها هي بسبب تحكم الصغار والمغامرين بمصيركم، ولشدة الطائفية التي تستحكم علاقات بعض رجال كنائسكم، فانكم تضيعون الفرص تلو الفرص، لا بل يستحق ان يقال لكم الاساتذة في تضييع الفرص وضرب المصالح وتدمير العلاقات. فبدلا من ايقاف نزيف الهجرة الذي ينخر مجتمعكم وشعبكم ويكاد يقضي عليكم وعلى خصالكم القومية ويفرغ اراضيكم التي تنتمون اليها تاريخيا، نراكم تسارعون لتفتيت الاواصر والوشائج القومية وتتحاربون على تسميات وعلى واوات وعلى مناصب مفترضة ضاعت من هذه الطائفة لصالح تلك.
ابهذا الاسلوب تدار الامور ويتدارك المرء للمستقبل ويحمي الشعب؟ ان هجرتكم وهجرة شعبكم تعني القضاء التام على كل الكلدان والسريان والاشوريين، فهل اوقفتم الهجرة اولا ومن ثم الالتفات لحرب التسمية؟
شخصيا اصدرت التعليمات الواضحة بعدم استخدام مصطلح الاقليات للتعبير عن ابناء القوميات المتعايشة في كوردستان، وهذا كان تعبيرا للاحترام الشديد والحرص التام الذي نلتزمه تجاه هذه القوميات وبينها ابناء شعبكم. واننا مستعدون لتقديم كل ما هو ممكن من تشريعات وقوانين وبرامج لحماية هويتكم وتطويرها، ولكن يجب على مرجعيات ومسؤولي شعبكم ان يتحلوا بهذا الحرص والمسؤولية.
اننا حقا على حيرة مما تفعلون من استنزاف لجهودكم وتشتيت لطاقاتكم وتفتيت لشعبكم.
اننا نتمنى ان تلتزموا العمل من اجل مستقبل اجيالكم من خلال الحكمة لاختيار الصالح العام، وهل هناك افضل من الوحدة للخير والصالح العام؟

مع تمنياتي بالموفقية.

هذه رسالة افتراضية تخيلت ان فخامة الاستاذ مسعود بارازاني ارسلها الى غبطة البطريرك الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي، جوابا على طلب الكاردينال تقسيم شعبنا في دستور اقليم كوردستان.


تيري بطرس
bebedematy@web.de

287
المحن تصنع الرجال



  تيري بطرس
في البدء اود ان اعتذر لبنات ونساء شعبي ممن يتوفر فيهن الكثير من سمات القيادة وتحمل المسؤولية، وما عنوان المقالة الا كتعبير دارج، فالمحن تصنع الانسان المسؤول رجلا كان ام امراة.
بعد سقوط نظام صدام كان المؤمل ان نحقق الكثير نتيجة للتوافقات التي تلت اجتماع لندن عام 2002، فالكل كان يعتقد ان الطريق مفروش بالورود، وانه مادمنا قد اتفقنا فانه لا احد يمكنه ان يقف في طريقنا، الا ان الواقع اظهر غير ذلك، فانقلبت الامور وتغييرت التحالفات، ولم تعد فصائلنا بقادرة على عقد ولو اجتماع واحد مشترك، فحتى مؤتمر بغداد عقد بعد مغاض عصير واخطاء قاتلة، الا انه طار بكل نتائجه ولم يكن لهذه النتائج من اثر غير تذكير طرف ما به بين الحين والاخر معتبرا انه اكتسب الشرعية منه.
عدا الانقسامات التي نخرت فصائلنا والتجاذبات التي حركتها، فقد تعرض شعبنا لمحنة كبيرة وهي محنة الاعتدات المختلفة عليه من اطراف عديدة، وجبن ردة فعل اطراف كثيرة على هذه الاعتداءت، فبعض الاطراف حاولت منح هذه الاعتداء مبررات وهمية بل انها وقعت اتفاقات وبيانات مع اطراف دينية من غير المسيحيين ترمي سبب الاعتداءات صراحة او تلميحا الى النشاط التبشيري لبعض المسيحيين من غير ابناء شعبنا، وكانه على شعبنا ان يدفع ضرائب كل ما يقوم به اي مسيحي صيني او امريكي او كيني. 
لقد مر شعبنا ومنذ عام 2003 بمحن مختلفة، كان من المفروض ان تصقل الكثيرين وتجعلهم يرتقون بفكرهم وممارساتهم الى مستوى ما يتعرض له شعبنا، ولكن التجربة اثبتت ان البعض لم يتعلم ولن يتعلم وانه فقط يريد اقتناص الفرص السياسية مستغلا العاطفة الوحدوية للبعض غير الا.
اما المتعصبين من الطرفين في شعبنا، فان المحن ليس لم تصقلهم، بل يمكننا القول ان المحن اظهرت كم ان معدنهم رخيص وتافه ومملوء بالعفونة، فاظهرتهم وهم لا يهتمون بتقوية شعبهم بحجج تافهة واظهرتهم وهم يفرحون لاي محنة يتعرض لها شعبهم لكي يلصقوها بطرف معين بدون اثباتات، انهم ليسوا مسكونين بالتاريخ كما كنانعتقد، بل انهم مسكونون ببطولات وهمية وهم يعتقدون انهم يحاربون الكل لاجل شعبهم ولكنهم بالحقيقة يحاربون شعبهم ويشيعون فيه اليأس والقنوط لمجرد ان اكاذيبهم ظهرت للملاء وانهم لم يحققوا شيئا غير زيادة مساحة الحقد والكره لديهم وليس لدى كل من له نظر وراى.
فعشاق التسمية من اي طرف كانوا، مستعدين للتضحية بالشعب وبحقوقه لاجل التسمية التي يعشقونها، علما انه بات واضحا ان كل تسميات شعبنا تظهر في التسمية الحالية، وعلما ان التسمية لاتخلق امة جديدة كما يشيع البعض، بل ان شعبنا واجه مشكلة واراد حلها فكان هذا افضل الحلول. اليوم يطرح التقسيمين مسألة الحصص ولكنهم يتناسون ان لا حصص لاي طرف، فالوزير المستوزر يكون من حصة الحكومة ويتم توزيره لان سياسيته تتوافق مع سياسية الحكومة او لانه ينتمى لجهة تدعم توجهات الحكومة او لان الحكومة بحاجة لخبرته الشخصية، لم يسرق طرف من شعبنا حصة من الطرف الاخر، ونحن نتمنى ان يكون من الطرف التقسيمي عشرة وزراء فهم وباي تسمية كانوا سيحسبون علينا، ويجب ان يكونوا كذلك. هل منع من يتسمون بالاشوريين حكومة المالكي من تعيين وزير ممن يتسمون بالكلدانيين، بالتأكيد لا، هل منع المتسمون بالاشوريين كابينة حكومة الاقليم من تعيين وزير ممن يتسمون بالكلداني بالتأكيد لا، ولكن حسابات بعض المتسمين بالكلدان خاطئة ومدمرة كحسابات بعض المتسمون بالاشوريين ، فاذا كان بعض الاشوريين يدعون امتلاك التاريخ والشهداء، فان بعض الكلدان يدعي التكلم باسم الديموغرافيا، انها تقول ان الكلدان يتكونون ب80% من مسيحي العراق وعليهم ان يمتلكوا هذه الحصة من كل المسؤوليات الممنوحة لمجموع المسيحيين في العراق، في الوقت الذي لا يمكن ان توزع المناصب كلها اوبعضها حسب التوزيع الطائفي،  بل ان اغلبها توزع حسب الكفاءة والتحالفات السياسية. والامر المحير ان كان هذا البعض من المتسمين بالكلدانية يرغب في الاستزادة من المناصب لماذا لا يطلب هذه الزيادة من الحكومات، ولماذا يعتقد ان المتسمون بالاشورية هم من سرق حقهم؟ انه منطق غريب اليس كذلك. ولنا ان نتسال الان، ماهي قومية السيدة جنان بولص مرشحة رقم 1 لقائمة الحكم الذاتي، وماهي قومية المرشح الرقم 1 لقائمة المجلس الشعبي الدكتور ثائر عبدالاحد اوغسطين، وماهي قومية  المرشح رقم واحد لقائمة الرافدين السيد سالم توما كاكو، هل هي اشورية ام كلدانية ام متأشورة، وبالتأكيد تدركون قومية كل مرشحي قائمة الكلدان الموحدة. ماذا لو فاز في كل قائمة الشخص الاول فيها هل سيقول المؤمنين بالوحدة ان المتسمون بالكلدانية استولوا على  كل الحصص، ام الناس ستدرك ان الجميع من نفس الشعب وهم لخدمته كلهم، ولا نستبعد ان يقول المتعصبين للاشورية ذلك، لان المتعصبين من الطرفين قد التقوا باننا من قوميتين مختلفتين فقط لكي يحتفظوا بالتسميات بعيدة عن بعضها الاخر، وكلا الطرفين يحاول سحب اغلب ابناء شعبنا للهجرة، ان الطرفين لا يهمهم الشعب وهويته واحتفاظه بارضه التاريخية، بقدر اهمية كسر انف الغريم وهو من ابناء الشعب، ولو ضحوا بالشعب كله، انهم ورثة صدام وفكره الشمولي وايدولوجيته العقيمة. ان الغبن هو الغبن الواقع على الشعب كله، وان قصور الاحزاب المسماة بالكلدانية وعدم قدرتها على مماشاة الاحزاب المسماة بالاشورية، يجب ان لا تدفع وحدة شعبنا وامتنا ثمنه باي حال من الاحوال. ان التمتع بما تحقق كفيل خلال فترة قصيرة من نشوء احزاب من غير التسميتين، وتتبني تسميات معنوية  تعبر عن وحدة الشعب كله (ككبا دخويادا ((الاتحاد))،او كبا دسوعرانا((العمل))، او كبا دسورا((الامل))، وبالتالي لن يشعر اي طرف بانه مغبون لانه لن يكون هناك كلداني سرياني اشوري يمكن فصلهم عن بعضهم البعض. وهو المراد وهو الواجب العمل من اجله، وليس الصراخ ونشر المذكرات من جهات معينة وباسماء متعددة. انكم تخربون ايها السادة انكم تجعلون منا اضحوكة امام الكل، انك تقولون اما ما نريد او يجب ان يخسر الكل، وهنا الكل هم الكلدان السريان الاشوريين، وليس المتسمون بالاشورية فقط. 
ولكن مقابل كل هؤلاء وهذه الاخطاء والخطايا، يبرز رجال ونساء من بين ابناء شعبنا عركتهم الايام وقوت معدنهم المحن، الوا على انفسهم تحقيق طموح وحلم ابناء شعبهم المبتلي بالانقسامات والواقع تحت ظلم تاريخي كبير، وقد ادركت الجماهير طبيعتهم وصلابتهم وحب الانتماء الاصيل لديهم وايمانهم الصادق بقضية شعبهم، فكانوا السباقين في الدعوة لوحدة الشعب والسباقين لمحاولة ترميم ما نخره الزمن بين مكونات شعبنا التسموية او الطائفية، اليوم يمكن ان نبشر شعبنا بان مثل هؤلاء الرجال والنساء قد ظهروا ولا خوف على مستقبل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، فهذ الشعب لم يعد عاقرا كما حاول البعض تصويره، بل ولودا وباجيال اكثر قدرة على تجاوز المحن، وباجيال اكثر قدرة على هضم العصر ومتطلباته، ان شعبنا حي بابناءه الاحياء، وليس بالاموات او من الاموات المبصرين، الذين يريدون اقتناص الفرص على حساب وحدته.
ان النصر هو لوحدة الشعب، مهما حاول المتضررون من هذه الوحدة. ايها الاخوة المتسمون بالكلدان من ابناء شعبنا، لم يكن المتسمو بالاشوريين اعداكم ابدا، ايها الاخوة المتسمون بالاشوريين لم يكن المتسمون بالكلدان اعداءكم مطلقا، فانتم واحد ومن يقسمكم هم اصحاب المصالح. المطلوب مرة اخرى ان نكون بمستوى المسؤولية التاريخية، وان نقف صفا واحدا، كلنا معا، ومن يعتقد انه مغبون عليه بالوسائل الطبيعية والحوار وليس بتهديد وحدة الشعب. ماهي حقا اهمية الواو الزائدة التي يصر عليها البعض؟، ان اهميتها لديهم هي لاعتقادهم الساذج ان المناصب والاموال توزع حسب الحصص معينةن كان نقول ان الشيعة لهم 55% بالمئة من الاموال والسنة 15% والكورد والكورد 20% وحلم جر وكلنا  يعلم انه لا يوجد مثل هذا التوزيع في ميزانية الدولة، ان اي قراءة لما يطرحه بعض التقسيمين يظهر سذاجة المبررات لتقسيم شعبنا وامتنا. فلنرتقي الى مستوى الرجال والنساء العظام ممن عملوا لاجل الوحدة ولاجل الشعب ولاجل الامة الواحدة.




bebedematy@web.de

288
انه ليس انتصارا... انها الحقيقة



تيري بطرس

خلال الفترة الماضية عشنا قلقا حقيقيا من ان تنتصر ارادة البعض ممن تمكنت نوازع معينة لديه، ويتحقق حلمهم في تشتيت شعبنا الى مكونات صغيرة لا يمكن لها ان تواجه المخاطر فتضطر الى الانصهار والذوبان في المهاجر او في الوطن، انه لو تحقق ذلك، فكان سيعني ان شعبنا في الداخل بكل التسميات كان سيتعرض للتهميش القانوني والتشتت الديمغرافي والتحلل من اي ارتباط بين اجزائه. ولعل الخوف الاكبر من ان شعبنا ونتيجة لهذا التشتت فانه ما كان بقادر على حماية مفرادت هويته القومية، وحتى الدولة ما كانت مستعدة لرفد هذه المفردات بالدعم اللازم للضمور الديمغرافي والصراع الممكن النشوء بين المكونات.
ان تحقيق وحدة التسمية يعني بالضرورة وحدة المؤسسات الحكومية المنبثقة لتعزيز هويته القومية، مثل المديريات الخاصة باللغة والثقافة والاعلام والتراث، يعني وحدة المؤسسات المحافظة على خصوصيته القومية مثل القوانين المسيرة لهذه الحياة والمطورة لها، ولان هذه الامور كلها من المستقبل بغالبيتها، فان ابناء شعبنا في هذا المستقبل هم من سيختار ممثلي شعبنا الناطقين باسمه ونعتقد جازمين ان الشعب ان كانت لديه بعض الحساسيات الجغرافية او الطائفية في اتخاذ قراره سابقا الا انه وضمن تمتعه بحقوقه الكاملة او الامل بنيل كل هذه الحقوق جراء السماح الدستوري لذلك، فان الشعب سيتوجه لدعم الاطراف الاكثر نزاهة وقدرة على تمثيل وتحقيق تلك الحقوق بغض النظر عن الطائفة والجغرافية والتسمية.
ان ما تحقق هو انتصار على الذات، ولكنه بالتأكيد ليس انتصارا على الاخر من ابناء شعبنا، انه تحقيق الحقيقة التاريخية والاجتماعية والتراثية والواضحة على الارض، فمبروك لشعبنا هذه الانتصارات ولكن هذا لن يكفي، بل باعتقادي انه يجب:

اولا: في كل المجتمعات هناك اطراف تتخذ خطوات جراء حسابات خاطئة، او لقراءة غير سليمة، ولكن كل المجتمعات والشعوب، تجد انه في زمن الانتصارات يكون هناك مجالا واسعا لنسيان كل الضغائن وكل ما شاب المرحلة السابقة، وتفتح هذه المجتمعات ذراعيها لكل ابناءها للعودة الى الوحدة والبناء على اساسها.

ثانيا: ان للوحدة التي تحققت بمساعدة ابناءها الخيرين والتي شخصيا تابعنا بعض او اغلب ما جرى لكي تتحقق، مسؤوليات اضافية اكثر من التشرذم، ففي التشرذم يمكننا رمي كل السلبيات على هذا التشرذم ولكن بتحقق الوحدة الدستورية والقانونية، على مؤسساتنا السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية الارتقاء الى مستوى هذه الوحدة، تصرفا وقولا وحلما ايضا.

ثالثا: في تعديل الدستور العراقي، صار ملزما على النواب الذين هم من اقليم كوردستان، لكونهم مؤمنين بدستور اقليم كردستان ان يدعموا توجه شعبنا للوحدة وتصحيح الخطأ الكبير المقترف بحق شعبنا في الدستور العراقي، وعلى ابناء شعبنا من قيادات الاحزاب السياسية واعضاء البرلمان العراقي البناء على ذلك وتوسيع دائرة المؤيدين لوحدة شعبنا.

رابعا: العمل من اجل تحقيق الحكم الذاتي الذي نص عليه دستور الاقليم في الواقع، ولكن ليس دون دراسة وتهيئة الارضية المناسبة لذلك، ومنها تهيئة الكوادر القانونية والتعليمية والتربوية، ووضع الدرسات المستقبلية ويجب الوضع في الاعتبار ان دستور الاقليم يتبنى ضم سهل نينوى الى الاقليم مما سيساهم في ربط كل المناطق التاريخية لشعبنا ويسهل التفاوض وادراة الامور. وهذا ما كان حزبنا الوطني الاشوري حريصا على تبنيه والدعوة اليه منذ عام 2003.
ولكن بمقابل ذلك يجب ان يكون لنا تواصل فعال وايجابي مع المكونات الكوردية الازيدية والشبكية في سهل نينوى ليكون هنالك تصور واضح ومتتفق عليه بشأن المستقبل.
لا شك ان هناك من عارض، ومن منطلقات معينة، الحكم الذاتي لشعبنا.
اليوم، ومع اقرار الحكم الذاتي نعيد طرح ما طرحناه سابقا في ان ينضم الجميع تحت خيمة  واحدة من صنعهم جميعا ويناقشوا الامور بهدوء وبروية وبروح اخوية.
ان المسيرة يجب ان لا تعود الى الوراء.
المسار هو فعل مستنقبلي فعلينا التزامه والسير فيه بروح ملئها المسؤولية القومية والوطنية.
ان اقرار الدستور لحق شعبنا بالحكم الذاتي هو انجاز تاريخي يجب استثماره لتمتين وحدتنا القومية ولتحقيق مصالح ابناء شعبنا في الحياة الحرة الكريمة.
ونكرر القول، ان هذا الاقرار ليس مطلقا دعوة، كما يحاول البعض تشويه مطلب الحكم الذاتي، ليترك ابناء شعبنا المناطق التي يسكونها حاليا والانتقال الى المنطاق المطالب بها للحكم الذاتي، فسيبقى العراق كله وطننا وسيقى اقليم كوردستان كله وطننا.

خامسا: العودة للمناقشة الصريحة ممن استهدفوا وحدة شعبنا ولتكن بين القيادات من الطرفين ولتكن خلف الجدران، لكي يتم ضبط ايقاعها ولكي لا تخرج الى التجريح والذم، بل مناقشة مبنية على مصالح الشعب وليس الى ما قاله التاريخ او لم يقله، فلنصنع تاريخنا الجديد وكفانا ارتهانا لما مضى، انه قد يكون لمن عارض وحدة شعبنا لحد الان نوع من الحق وعلينا الاستماع اليه بصبر وبوضوح لكي نصحح الاخطاء، الشعوب تصحح اخطاءها ولا تبتر ابناءها. وضمن هذا الاطار يجب ان يكون مفهوما ان للدراسات التاريخية والاكاديمية احترامها ومن حق كل باحث ان يدافع عن وجهة نظره ويطرح ما يستنتجه من قراءة التاريخ دون ان يغير من واقع وحدة شعبنا شيئا، كما ان استعمال التسميات التاريخية في اسماء المنظمات السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية هو امر يجب ان يؤخذ كامر عادي لان هذه الاسماء كلها تعود لشعب واحد.

سادسا: خلال الفترة الماضية كانت لاحزابنا ماخذ كبيرة على الممارسات والعمل غير المؤسساتي واسلوب اتخاذ القرارات في المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي حاول ان يكون طرفا حزبيا كالاحزاب الاخرى، متنازلا عن دوره بانه الية واطار عمل جماعي.
وعليه اننا نرى هنا المناسبة الملائمة ليعود المجلس الى دوره الحقيقي، كنوع من البرلمان او مجلس شعبي يعمل من اجل ان تكون كل الاحزاب داخله وتعمل من خلاله على وضع دراسات وتصورات لما يجب ان تكون حياتنا المستقبلية في العراق واقليم كوردستان ويعمل بكل قواه السياسية على تطبيق هذه التصورات في قوانين الاقليم والعراق كله.
كما عليه ان يكون الاطار الملائم لدراسة كل ما يصدر او يكون موضع للصدور من قوانين في البرلمان العراقي او برلمان الاقليم وتكون متعلقة بتطلعات شعبنا، ليتم تقييمها وتعديلها ووضع المعالجات لها قبل تشريعها.

سابعا: لقد كان نزول المجلس الشعبي منفردا حلبة الانتخابات احد الاخطاء الكبيرة، فهو نزل وكانه ينافس نفسه، ووضع الاحزاب السياسة المتحالفة معه امام موقف لا يحسدون عليه.
ان قرار المجلس الشعبي بدخول الانتخابات منفردا ورفضه دخولها بقائمة موحدة لمرشحين يتم الاتفاق عليها بينه وبين الاحزاب المتمثلة فيه والتي تلتزم ذات البرنامج السياسي من وحدة شعبنا وحقه في الحكم الذاتي، وضع هذه الاحزاب التي وفرت الشرعية السياسية للمجلس امام خيارين:
فاما ان تعمل وما ينسجم مع ما تؤمن به، ومع ما ينسجم مع واجبها ودورها، وبينها المشاركة في الانتخابات. او ان تتخلي  عن هذا الدور.
ولذا فقد اضطر حزب بيت نهرين للانسحاب مبديا اعتراضه على تعدد القوائم بهذه الصورة المشوهة.
كما ان الحزب الوطني الاشوري ومنظمة الكلدو اشور للحزب الشيوعي سارا بالمشوار الذي يمليه عليهم واجبهم وهو الدخول في حلبة المنافسة المفروضة عليهم.
ناهيك عن ان وسائل الاعلام التابعة للمجلس والاحزاب المتحالفة معه مغيبة عن ذلك كليا، فلنا ان نتساءل ما هي غاية التحالف ان كان البعض في المجلس يمارس كل ذلك؟ ومن اين يستمد المجلس قراره ان لم يكن من ذاته؟

ثامنا: ان طرح ماخذنا على المجلس الشعبي تعني اننا نريد تطويره بما يساعد في اداء مهامه، وعليه فاننا ننتظر من المجلس ان يولي الامر الاهمية وليس طرح تبريرات غير مقنعة حتى لاعضاءه كما هو حال اختيار ممثلي قائمته.

تاسعا: العمل الجاد على توحيد التنظيمات الشبابيية والطلابية والنسائية والمهنية الاخرى في اطار موحد، كمنظمة شبيبة اكد، واتحاد نساء سومر، واتحاد نصيبين الادبي، انها مقترحات يمكن تطويرها لكي لا تنقسم هذه المنظمات ولكي يتعلم ابناءنا العمل سويا رغم تعددية انتماءاتهم الحزبية والمناطقية والطائفية. لقد اقر الاخرين بوحدتنا، فهل سنعمل على تمتين ذلك ونترك التمترس والاصرار والتعصب لما نؤمن به فقط.

في الختام هذه اراء يمكن التطوير فيها، يمكن مناقشتها، ولكن بالتاكيد ان شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بتحقق هذه الخطوات في دستور اقليم كوردستان يكون قد خطى خطوات الى الامام، وعلينا العمل من اجل ترسيخ هذه الخطوات وتطويرها واخذ الزمان بنظر الاعتبار في قراراتنا وعدم التهاون في عملية هدر وقت شعبنا في مهاترات لن تفيده ولن تغير ما تحقق.


bebedematy@web.de

289
الخلافات السياسية والظرف الحالي!!




[font=Times New Roman] تيري بطرس
لو لم توجد الخلافات والاختلافات، لما وجدت السياسة.. ولو لم توجد التفاسير المختلفة للامور لما وجدت القوانين.. ولو لم يكن هناك اقرار بحق الناس في النظر للامور كما يعتقدون لما وجدت الاحزاب.. ولكن تاتي ظروف معينة ومن صلب السياسة تتطلب وحدة القرار ووحدة الراي ووحدة الصف.

لقد طرح الحزب الوطني الاشوري مرارا رايه بمسألة تسمية شعبنا (والمعذرة للعودة الى النغمة الكريهه، ولكن الظرف الصعب ووجوب الدخول الى الموضع يتطلبان ذكر هذا الامر) اقول ان الحزب الوطني الاشوري اكد على انه مع اية تسمية توحد شعبنا، لقد نظر الحزب الى مسألة وحدة شعبنا كحجر الزاوية في تمتعه بحقوقه ودوره في المعادلة السياسية للوطن. ولن ادخل في المبررات الداعية الى الوحدة، لان الوحدة تصرخ في وجوهنا وتقول انها واقع وحقيقة، ولكن في السياسة لا حقيقة الا المصلحة وشتان بين مصلحة شعب وفئات متطفلة عليه وتتكلم باسم جزء منه وهي قد لا تمثل الا طيف ضئيل.

لقد شارك حزبنا في مؤتمر بغداد لعام 2003 وقدم فيه رؤيته وتحليله ودعوته لتبني التسمية الثلاثية الشاملة وهذا ما يحسب ايجابا في خانة قدرة الحزب النخبوية على القراءة السليمة للواقع واستقراء المستقبل، الا انه وانطلاقا من حرصه على وحدة الصف والجهد ايد قرار اكثرية المؤتمرين باعتماد التسمية الكلدواشورية.
ولكنه عندما تبين من مجريات الاحداث والوقائع اللاحقة ان التسمية الكلدواشورية لم تلق الارتياح من اكثرية شعبنا ولم يتم قبولها من شعبنا ومؤسساته على انها المخرج، اعاد الحزب طرح نفس مبادرته التي كان قد طرحها في المؤتمر وهي العودة الى التسمية الثلاثية الشاملة كحل قانوني ودستوري للمسألة.  والحزب يؤمن ان الشعب بعد سنوات من العمل المشترك ومن تمتعه بحقوقه السياسية كافة فانه لن تكون لديه اية حساسية من اية تسمية يمكن ان يختارها، وسيكون اختياره حرا ومبنيا على الوعي والادراك، ولن يكون هناك اي تاثير طائفي في اختياره. والى ذلك الحين فان كل ابناء شعبنا على مستوى الاشخاص او المؤسسات يستخدموا التسمية المفردة التي يشاؤوا استخدامها كلدانية كانت ام اشورية ام سريانية، او يستخدموا التسمية الشاملة.
وهذا ما طرحه الحزب ايضا في اخر الاجتماعات التي عقدت حينها في جمعية اشور بانيبال.
ولذا فانه لاحقا عندما طرح المجلس الشعبي التسمية الشاملة كان الحزب معها لان الحزب كان سبق وان طرح اعتمادها على انها المخرج الامثل ولان اولوية الحزب هي تحقيق الوحدة فهي الضرورة الاولى.

اليوم، هناك مؤشرات الى ان تسمية شعبنا في مسودة دستور اقليم كوردستان قد يتم صياغتها بشكل يفهم منها انه شعوب او قوميات متعددة. ومن الضروري الادراك ان هذا الامر، ان صح، لن يجعلنا نرضخ ونستسلم، بل علينا القيام بما هو ضروري لتصحيح المسار وافهام كل من يشارك في هذه العملية ان ذلك يعتبر خطا احمر، وانه اعتداء صارخ على شعبنا ومستقبله، لا بل ان الامر هو مشاركة فعلية في اضطهاده وغبنه ومع سبق والاصرار، اي سيعتبر جريمة تدخل كعلامة سوداء في تاريخ شعبنا.

ان عموم ابناء شعبنا وتنظيماته، وبينهم حزبنا الوطني الاشوري، يكن للحركة الكوردية تقديرا واسعا، بدليل مشاركة الكثير من ابناء شعبنا في هذه الحركة وفي مختلف مستوياتها، وفي حركة ايلول كان اول شهيد لها هو الشهيد اثنيئيل شليمون من قرية دوري. ولكن التقدير ايضا يتناسب مع ما يطرح ويقر، ونحن نرى ان تأييد اي قيادي كوردي لعملية تجزئة شعبنا هو موقف غير ودي وغير سليم وسيقارنه الكثيرون بافعال الخيالة الحميدية وسمكو الشكاكي.
ان مسايرة بعض الطائفيين والموتوريين والانتهازيين، سيكون كوضع شعبنا امام استفهام حقيقي عن حقيقة موقف قيادات الشعب الجار من شعبنا، وعن غايته في تفتيت  شعبنا، بعد ان اخذت منه المذابح والمظالم المستمرة الكثير.

خاصة وان المخرج المطروح باعتماد التسمية الثلاثية الشاملة ليس اقصاء او الغاء لاية تسمية يستعملها ويفتخر بها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
ان حجة الداعين لتقسيم شعبنا باننا نحن الوحدويين نريد الغاء وطمس الكلدان هو اكذوبة مفضوحة، فجميع احزابنا ومؤسساتنا القومية التي تدعو الى تثبيت وحدة شعبنا دستوريا تعتمد التسمية الثلاثية الشاملة (الكلداني السرياني الاشوري) والتي تبتدا بالتسمية الكلدانية. فاين الالغاء والاقصاء والطمس اذن.
كما ان حجتهم بان دعوتهم هي رد على دعوة بعض الاطراف الاشورية المتطرفة هي حجة مردودة. فنحن لا ننكر وجود شخصيات او اطراف اشورية متطرفة في مسالة التسمية ولكنها غير موجودة في الساحة الجماهيرية او الاعلامية او السياسية لشعبنا في العراق، وكل القوى والمؤسسات والشخصيات الفاعلة اشوريا في شعبنا هي تلتزم اعتماد التسمية الشاملة الكلدانية السريانية الاشورية في الدستور والتشريعات
.


اليوم بات ضروريا ان تعمل كافة احزاب شعبنا ومنظماته المؤمنة بوحدته على توحيد خطوات العمل، واستغلال كل الامكانيات والقدرات لافشال ما يتراى في الطريق.
ان اذية شعبنا وتدمير مستقبله، غير مقبولان البتة. وعلى مؤسساتنا السياسية العمل على هذه النقطة ولتترك خلافاتها الاخرى.
لقد انتظرنا كثيرا مؤمنين بانه لا يمكن ان يقدم اي طرف على ارتكاب جريمة ما تم عمله في الدستور العراقي، الا ان للبعض مصالح سياسية انية ويعتقدون ان هذه المصالح لا يمكن ان تمر الا بتفتيت شعبنا.

من الواضح ان المشكلة داخلية، اي هي داخل شعبنا، وعلينا حلها داخليا، وقد قدمنا كل ما يمكن من التسهيلات لحلها، بقبول كل التوافقات، ولكن كان هناك اصرار من طرفين، يمثلون اقلية على السير بهذا المسار الانتحاري، حتى وصل الامر ببعض منهم لكي يقول انه لا امل بشعبنا في الوطن، اي انهم يرتضون ان نكون شعبا مهجريا، اي انهم ابصموا على قرار موتنا كشعب، ولكنهم لم يتمكنوا ان يتنازلوا لتحقيق وحدة الشعب وبعث الامل في امكانية استقراره في ارضه التاريخية.
اليوم نطالب ونعتقد انه ظرف غير ممكن التهاون معه، لاجل اتخاذ خطوات عملية وسريعة للرد على ما يمكن ان يتم اقترافه، باعتقادي ان كل الخطوات قابلة للاتخاذ، لاننا امام حقيقة مؤلمة وهي تهديد وحدة شعبنا، ولنذكر الاخوة الكورد، انهم لم يستسلموا امام من هدد وحدتهم بسلخ الفيلية او الازيدية منهم، انه ظرف مماثل ومن حقنا اتخاذ ما نراه ملائما ان كان الاخرين مستعدين لتهديد هذه الوحدة.
لقد تم اقتراف الجريمة في بغداد يوم اقرت في الدستور العراقي المنوي تعديله، علينا عدم القبول بتكرار الامر والانطلاق لتعديل وازالة واحقاق الحق في ما تم عمله في الدستور العراقي. فهل نتمكن من العمل على هذه النقطة الان؟ انه سؤال موجه للجميع.
[/font]


bebedematy@web.de

290
الخلافات السياسية والظرف الحالي!!!




تيري بطرس
لو لم توجد الخلافات والاختلافات، لما وجدت السياسة.. ولو لم توجد التفاسير المختلفة للامور لما وجدت القوانين.. ولو لم يكن هناك اقرار بحق الناس في النظر للامور كما يعتقدون لما وجدت الاحزاب.. ولكن تاتي ظروف معينة ومن صلب السياسة تتطلب وحدة القرار ووحدة الراي ووحدة الصف.

لقد طرح الحزب الوطني الاشوري مرارا رايه بمسألة تسمية شعبنا (والمعذرة للعودة الى النغمة الكريهه، ولكن الظرف الصعب ووجوب الدخول الى الموضع يتطلبان ذكر هذا الامر) اقول ان الحزب الوطني الاشوري اكد على انه مع اية تسمية توحد شعبنا، لقد نظر الحزب الى مسألة وحدة شعبنا كحجر الزاوية في تمتعه بحقوقه ودوره في المعادلة السياسية للوطن. ولن ادخل في المبررات الداعية الى الوحدة، لان الوحدة تصرخ في وجوهنا وتقول انها واقع وحقيقة، ولكن في السياسة لا حقيقة الا المصلحة وشتان بين مصلحة شعب وفئات متطفلة عليه وتتكلم باسم جزء منه وهي قد لا تمثل الا طيف ضئيل.

لقد شارك حزبنا في مؤتمر بغداد لعام 2003 وقدم فيه رؤيته وتحليله ودعوته لتبني التسمية الثلاثية الشاملة وهذا ما يحسب ايجابا في خانة قدرة الحزب النخبوية على القراءة السليمة للواقع واستقراء المستقبل، الا انه وانطلاقا من حرصه على وحدة الصف والجهد ايد قرار اكثرية المؤتمرين باعتماد التسمية الكلدواشورية.
ولكنه عندما تبين من مجريات الاحداث والوقائع اللاحقة ان التسمية الكلدواشورية لم تلق الارتياح من اكثرية شعبنا ولم يتم قبولها من شعبنا ومؤسساته على انها المخرج، اعاد الحزب طرح نفس مبادرته التي كان قد طرحها في المؤتمر وهي العودة الى التسمية الثلاثية الشاملة كحل قانوني ودستوري للمسألة.  والحزب يؤمن ان الشعب بعد سنوات من العمل المشترك ومن تمتعه بحقوقه السياسية كافة فانه لن تكون لديه اية حساسية من اية تسمية يمكن ان يختارها، وسيكون اختياره حرا ومبنيا على الوعي والادراك، ولن يكون هناك اي تاثير طائفي في اختياره. والى ذلك الحين فان كل ابناء شعبنا على مستوى الاشخاص او المؤسسات يستخدموا التسمية المفردة التي يشاؤوا استخدامها كلدانية كانت ام اشورية ام سريانية، او يستخدموا التسمية الشاملة.
وهذا ما طرحه الحزب ايضا في اخر الاجتماعات التي عقدت حينها في جمعية اشور بانيبال.
ولذا فانه لاحقا عندما طرح المجلس الشعبي التسمية الشاملة كان الحزب معها لان الحزب كان سبق وان طرح اعتمادها على انها المخرج الامثل ولان اولوية الحزب هي تحقيق الوحدة فهي الضرورة الاولى.

اليوم، هناك مؤشرات الى ان تسمية شعبنا في مسودة دستور اقليم كوردستان قد يتم صياغتها بشكل يفهم منها انه شعوب او قوميات متعددة. ومن الضروري الادراك ان هذا الامر، ان صح، لن يجعلنا نرضخ ونستسلم، بل علينا القيام بما هو ضروري لتصحيح المسار وافهام كل من يشارك في هذه العملية ان ذلك يعتبر خطا احمر، وانه اعتداء صارخ على شعبنا ومستقبله، لا بل ان الامر هو مشاركة فعلية في اضطهاده وغبنه ومع سبق والاصرار، اي سيعتبر جريمة تدخل كعلامة سوداء في تاريخ شعبنا.

ان عموم ابناء شعبنا وتنظيماته، وبينهم حزبنا الوطني الاشوري، يكن للحركة الكوردية تقديرا واسعا، بدليل مشاركة الكثير من ابناء شعبنا في هذه الحركة وفي مختلف مستوياتها، وفي حركة ايلول كان اول شهيد لها هو الشهيد اثنيئيل شليمون من قرية دوري. ولكن التقدير ايضا يتناسب مع ما يطرح ويقر، ونحن نرى ان تأييد اي قيادي كوردي لعملية تجزئة شعبنا هو موقف غير ودي وغير سليم وسيقارنه الكثيرون بافعال الخيالة الحميدية وسمكو الشكاكي.
ان مسايرة بعض الطائفيين والموتوريين والانتهازيين، سيكون كوضع شعبنا امام استفهام حقيقي عن حقيقة موقف قيادات الشعب الجار من شعبنا، وعن غايته في تفتيت  شعبنا، بعد ان اخذت منه المذابح والمظالم المستمرة الكثير.

خاصة وان المخرج المطروح باعتماد التسمية الثلاثية الشاملة ليس اقصاء او الغاء لاية تسمية يستعملها ويفتخر بها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
ان حجة الداعين لتقسيم شعبنا باننا نحن الوحدويين نريد الغاء وطمس الكلدان هو اكذوبة مفضوحة، فجميع احزابنا ومؤسساتنا القومية التي تدعو الى تثبيت وحدة شعبنا دستوريا تعتمد التسمية الثلاثية الشاملة (الكلداني السرياني الاشوري) والتي تبتدا بالتسمية الكلدانية. فاين الالغاء والاقصاء والطمس اذن.
كما ان حجتهم بان دعوتهم هي رد على دعوة بعض الاطراف الاشورية المتطرفة هي حجة مردودة. فنحن لا ننكر وجود شخصيات او اطراف اشورية متطرفة في مسالة التسمية ولكنها غير موجودة في الساحة الجماهيرية او الاعلامية او السياسية لشعبنا في العراق، وكل القوى والمؤسسات والشخصيات الفاعلة اشوريا في شعبنا هي تلتزم اعتماد التسمية الشاملة الكلدانية السريانية الاشورية في الدستور والتشريعات.

اليوم بات ضروريا ان تعمل كافة احزاب شعبنا ومنظماته المؤمنة بوحدته على توحيد خطوات العمل، واستغلال كل الامكانيات والقدرات لافشال ما يتراى في الطريق.
ان اذية شعبنا وتدمير مستقبله، غير مقبولان البتة. وعلى مؤسساتنا السياسية العمل على هذه النقطة ولتترك خلافاتها الاخرى.
لقد انتظرنا كثيرا مؤمنين بانه لا يمكن ان يقدم اي طرف على ارتكاب جريمة ما تم عمله في الدستور العراقي، الا ان للبعض مصالح سياسية انية ويعتقدون ان هذه المصالح لا يمكن ان تمر الا بتفتيت شعبنا.

من الواضح ان المشكلة داخلية، اي هي داخل شعبنا، وعلينا حلها داخليا، وقد قدمنا كل ما يمكن من التسهيلات لحلها، بقبول كل التوافقات، ولكن كان هناك اصرار من طرفين، يمثلون اقلية على السير بهذا المسار الانتحاري، حتى وصل الامر ببعض منهم لكي يقول انه لا امل بشعبنا في الوطن، اي انهم يرتضون ان نكون شعبا مهجريا، اي انهم ابصموا على قرار موتنا كشعب، ولكنهم لم يتمكنوا ان يتنازلوا لتحقيق وحدة الشعب وبعث الامل في امكانية استقراره في ارضه التاريخية.
اليوم نطالب ونعتقد انه ظرف غير ممكن التهاون معه، لاجل اتخاذ خطوات عملية وسريعة للرد على ما يمكن ان يتم اقترافه، باعتقادي ان كل الخطوات قابلة للاتخاذ، لاننا امام حقيقة مؤلمة وهي تهديد وحدة شعبنا، ولنذكر الاخوة الكورد، انهم لم يستسلموا امام من هدد وحدتهم بسلخ الفيلية او الازيدية منهم، انه ظرف مماثل ومن حقنا اتخاذ ما نراه ملائما ان كان الاخرين مستعدين لتهديد هذه الوحدة.
لقد تم اقتراف الجريمة في بغداد يوم اقرت في الدستور العراقي المنوي تعديله، علينا عدم القبول بتكرار الامر والانطلاق لتعديل وازالة واحقاق الحق في ما تم عمله في الدستور العراقي. فهل نتمكن من العمل على هذه النقطة الان؟ انه سؤال موجه للجميع.




bebedematy@web.de

291
هل سيتمكن المتعصبون منا؟



تيري بطرس
المتعصب هو من يعتنق فكرة معينة، ويعتقدها الفكرة الوحيدة الصحيحة والواجب اتباعها والعمل بموجبها، ولان الفكرة او الراي او المعتقد تندرج ضمن المفاهيم الانسانية، وتتاثر بالبيئة ودرجة التعليم والمستوى الاقتصادي، وكون حامل الراي رجل ام امراءة، والدين المعتنق والكثير من الامور التي تعمل على صقل الفكرة باتجاه معين، ولذا من الصعوبة بمكان اعتبار الفكرة اي فكرة صالحة لكل زمان ومكان. فالفكرة تكون صالحة لشخص ما لانه ينظر اليها من زاوية معينة، ولو تغير موقع الشخص او احد المؤثرات التي تصقل الفكرة لتغيير موقف الشخص الحامل لها. ليس هناك من يعارض اعتناق الناس الافكار والمبادئ المسيرة لحياتهم، لا بل ان اعتناق الافكار يعني امكانية النعلم والاخذ بتجارب وبمقترحات واراء جديدة، ولكن محاولة فرض فكرة معينة على انها تمتلك وحدها المصداقية، هنا هو الخطاء الذي يمكن ان يقود الى الجريمة.
 كنت استمع لشخص مؤمن بالتسمية الاشورية، وهو يحاول ان يقنع الاخرين بان ما يؤمن به هو الصحيح، وهو في بيئة تستعمل التسمية الكلدانية، ماذا استنتجت، الذي استنتجته من هذه المحاولة امر شديد الخطورة حقا، فالشخص الموما اليه لا غبار على ما يؤمن به لانه احد حقوقه الاساسية، ولكن ان يحاول الشخص تحوير موضوع النقاش القائم لكي ينطلق في التبشير بما يؤمن به، وفي بيئة هو يعتقد انه يعرف كل تفاصيلها، هو امر غريب ومثير لردود فعل قوية حتى ممن قد يكون يؤمن بما يؤمن به هذا الشخص. فقد انصب الهجوم على الشخص لانه حاول تحويل النقاش الى امر مقيت وغير مرغوب في الحالة العراقية لشعبنا (وهي مسألة التسمية) هذه الحالة التي لا يحاول البعض فهمها، ولذا تراهم في كل تجمع يعودون الى نفس النغمة مثيرين ردود فعل سلبية جدا. فبدلا من اقناع المستمعين بالراي يتحول الامر الى استهجان وكره وبناء سدود وجدران اضافية.
وفي مجال اخر كنت استمع الى محاورة تضم مؤمن بالتسمية الكلدانية وهو يجابه مؤمنين بالتسمية الاشورية، لقد رايت العجب العجاب، كل المؤمن بالتسمية الاشورية صاورا جبهة واحدة ضد هذا المسكين، ولكن فور خروجه من المكان، تغييرت اللاجواء الى صراع كنسي وحزبي وتسموي من شكل اخر بين المتوحيدن السابقين . هاتين الحالتين سنجدهما لدى المتعصل الاشوري والكلداني والسرياني والارامي وهلم جرا.
سمعت شخصا يقول ان الكلدان هم في العراق اغلبية، ونحن نعي انهم قومية خاصة ولا علاقة لهم بالموجودين في سوريا او تركيا او ايران فلكل من هؤلاء قوميته الخاصة، ان عيشنا في العراق خلق من حالة خاصة بنا، كما هي حال الشعب السوري والشعب العراقي والشعب المصري ولكنهم  كانوا عرب، كلام متعصب جديد، وكلام يسوق للجهلة، الذين لا يفهمون ولا يفرقون بين المفهوم السياسي للدولة وكل مواطنيها يمكن تسميتهم بالشعب العائد لتلك الدولة، فالشعب الاسرائيلي مثلا يتكون من العبرانيين او اليهود ومن العرب (مسلمين ومسيحيين) ودروز، هذا الشخص كان في عام 1998 قد قال في احتفال عام لا تقولوا كلداني ولا تقولوا اثوري ، ما هو الكلداني وما هو الاشوري ، انهم واحد، فكلنا كلدان وكلنا اشوريين، وهي مسألة وقت سنعلن وحدتنا!!! ولكن الرياح تغييرت، فصار ينكر ليس وحدة شعبه في كل بقاع العالم بل وحدة شعبه في العراق. انه يريد ان يتخلص من كل من لا يؤمن بما ينادي وبما يخطط. لماذا انكر علاقة الكلدان باخوتهم في سوريا وفي ايران، لانه سمع من قال ان المتسمون بالاشورية هم الاكثرية، ومسألة التسمية مسالة قومية ولكل ابناء شعبنا حق ابداء الراي فيها في اي مكان كانوا. هكذا هي حلول المتعصبين والمتزمتين، سريعة قاطعة لا تترك مجالا للتردد والتفكير والتمعن.

المتعصبين من كل الاطراف وصلوا الى نتيجة واحدة، وهي ان المختلفين في التسمية لا يمكنهم ان يعيشوا تحت سقف واحد، ولا بد من الانفصال، فهذا هو ديدن كل من يتعصب لما يؤمن به، انه اختزالي، بتار. في اي موقع اومجال يجد نفسه محاط بالاسئلة المشككة بما يطرحه، يكون موقفه الاختزال ورفض الحوار، لا بل رفض قبول الاخربل رفض قبول من يوؤمن بجزء من الحالة التي يؤمن بها. ان هذه العملية هي عملية مستنمرة، فالاختزال لا يطال  غير المؤمنين بالفكرة المحورية بل يشمل لا حقا بالافكار  النابعة من الفكرة المحورية، وبالتالي فالمتعصب يمكن ان يبقى لوحده لو لم يمتلك السلطة والمال اللذان يجلبان المريدون والانصار، والبعض من المتعصبين صار يتفنن في الهروب من الحوار والنقاش العقلاني الموصل الى تحقيق مصالح الشعب، برفضه النقاش ضمن الاطار العام للوضع العراقي لشعبنا بما يحمله من دساتير وقوانين وهيكلية الدولة. ان المتعصب لفكرة يؤمن بها هو مشروع دكتاتور لا يقبل الجدل، انه مشروع دكتاتور مع وقف التنفيذ، ليس لانه لا يريد، بلا لانه لا يملك ادوات فرض رايه، فلو امتلك السلاح والجيوش لاستعملها في فرض ما يؤمن به. ان الوحدة الملاحظ بها لدى بعض المتعصبين هي نتاج بعدهم عن بعضهم البعض، انهم في داخلهم اناس مهزومين ولذا فانهم يشتبثون باراءهم الرافضة للاخر. في اي مجال يجتمع فيه المتصبون او المتزمتون فانه يلاحظ سرعة بروز التناحرات وليس الخلافات. فالمتزمتون لا يعرفون الخلاف بل كل خلا ف لديهم هو تناحر، يجب العمل على القضاء على من يثيره وبتره منذ البدء لكي لا يستشري في الجسد، انها العبارات المفضلة للمتزمتين دينيا او فوميا او حزبيا او قل ماشئت، فالمتزمت اشوريا او كلدانيا او شيوعيا او مسيحيا او مسلما او بن لادنيا كلهم سواء في سواء، يرون العالم ساحة قتال يجب الفوز فيها وتبشير العالم بالفكرة المنقذة او التي ستدخلهم الى الجنة. 
ان حالة المتزمتون او المتعصبون في شعبنا، تذكرني بحالة حوار الطرشان، فكل يتكلم بما هوى وما اراد دون ان ينتبه او يشعر او يتفاعل او يفهم ما يقوله الاخر، انه ليس حوارا بل هو ديالوج مع الذات ليس الا، لانه لا يريد ان يتطور وان يتفهم وان يتغيير.
المتزمتون ملجأهم التاريخ، والولوج في صفحاته، واقتطاع ما يرغبون منه والبعض التزوير باسمه، ناسين ان الناس تتكلم بالمصالح وليس بالحقائق، فالحقائق الدينية والعلمية ليس مجالها السياسية، ان مجال السياسية هو تحقيق اقصى المصالح باسلم السبل، فالغاية من العمل من اجل شعبنا هي تحقيق مصالحه وبالاحرى مصالح ابناءه وضمان ذلك مستقبلا، ولذا فالشعب او الامة يجب ان تعمل او تقرر كل ما يحقق مصالحها دون التزام التاريخ، التاريخ هو دروس وعبر وليس برنامج مستقبلي قابل للتنفيذ، ان من يتلهى بالتاريخ سيكون نظره متجها نحو الخلف على الدوام، ولكن الحياة تسير نحو الامام.
المؤسف حقا ان يكون دور المتعصبين في شعبنا بهذا الثقل حيث تمكنوا من ان يحوزوا على  مواقع ومسؤوليات مكنتهم من ان يحوزوا على الصيت الاعلامي، انهم يدفعون الشعب والكثير من المساكين الى مواقعهم متجاهلين انهم  يضحون بالكل من اجل الجزء الذي اعتقدوه  هو الصحيح وهو الذي يجب ان يسود. كما قلنا فالتعصب لمبداء او فكر او قوم او دين، يقود الى جريمة، واليس جريمة كبرى تقسيم شعب وامة الى اجزاء يسهل انصهارها وزوالها؟


bebedematy@web.de

292
[
b]تناقضات العمل القومي بين حركة التحرر الوطني و حركة المطالب القومية[/b]





تيري بطرس   
من المجحف به قيام بعض الاطراف باللعب على مشاعر ابناء شعبنا، ففي الوقت الذي يسوقون للوحدة الوطنية في رفضهم للحكم الذاتي، رغم ان الحكم الذاتي لشعبنا لا يتعارض مع وحدة تراب الوطن، وهو هنا العراق. ومن جانب اخر ورغم قبولهم بالحل الفدرالي للمشكلة الكردية لا بل العراق الفدرالي، بما يعنيه من امكانية تشكيل اقاليم فدرالية اخرى مستقبلا واستنادا الى الدستور الساري، فان هذا البعض والمتشكل من طرفين متعاديين في النظرة والاتجاه، يطالبون بمطالب في مناطق معينة هي من مطالب التحرر القومي او بما يعني الاستقلال.
مضمون حركة التحرر القومي والاخذ به كحل لمشكلة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، يعني اعتبار كل القوى التي تستولي على اراضينا التاريخية باتساعها او حتى لو افترضنا بحدها الادنى، هم مستعمرون، والواجب هو العمل على طردهم واحلال ابناء شعبنا محلهم وتشكيل سلطة سياسية جديدة تعبر عن الواقع الجديد. اي ان مفهوم التحرر الوطني او القومي يعني ان يتم اعتبار العرب والكورد مستعمرون، وبالتالي الواجب ازاحتهم واحلال ابناء الارض الاصليين محلهم. ان نشر مثل هذه المفاهيم الخاطئة والمثيرة للاشمئزاز، يعني في ما يعنيه زرع بذور الياس والقنوط من العمل القومي بوضع اهدف مستحيلة التحقيق، مما يجعل من عمر العمل القومي للفرد من شعبنا عمرا قصيرا. هذا ناهيك ان متطلبات تحقيق او العمل من اجل التحرر القومي غير موجودة، فمثلا لا توجد في الحقيقة ارض خالصة يتواجد عليها شعبنا لوحده، ولها حدود مع الجوار الاقليمي، وهو امر اساسي للشروع بحركة التحرر القومي، ناهيك عن الوحدة القومية المصابة بشروخ التسميات والانقسام الطائفي مما يمنح الخصوم او الاعداء المفترضين حيزا واسعا للتدخل في الشأن القومي، لا بل ان بعض الاطراف تلجا الى الخصوم او الاعداء المفترضين للتقوي بهما، والاكثر ايلاما ان اجزاء كبيرة من شعبنا حاولت مؤسسات معينة سلخهم من انتماءهم القومي، وفضلوا في الغالب الانتماء المصلحي الاني، ولذا فاعتبروا انفسهم جزء من الاكثريات وليس لهم شأن بدعاوي العمل القومي. امام كل هذه العوائق، يلجا هؤلاء الناس الى البتر، وسحب الانتماء القومي من الغالبية العطمى من ابناء شعبنا، مانحين شرف هذا الانتماء لاقلية من الشعب، غير مدركين او غير مهتمين بالارض التي يتركوها من ارض الاباء.!! ومن ناحية اخرى فان  هذا الخطاب المزدوج يكشف عن ازدواجيته وقصر نظره حيمنا يخص البعض بتهمة الاحتلال ويبرء الاخر من ذلك، وفق مصالح انية ضيقة وحسابات سياسية مبنية على انه لا يصح الا ما كان سابقا متحققا، وكل ما يطراء فهو طارئ ومستحدث وخارج اطار المعقول. والسابق ليس العودة الى الاف السنين الى الخلف، وتذكر الامبراطورية العظيمة، وليس العودة الى الفتوحات المسيحية بما واكبها من حركة علمية وثقافية خدمت البشرية ودفعتها لتصل الى ما وصلت اليه اليوم. بل العودة الى ما سبق التغيير الاخير، اي العودة الى نظام وسلطة سياسية شبيه بنظام صدام وان لم يقولوا ذلك، حينما يطالبون بالمركزية.و اقصى مطامح العودة هي العودة الى فترة السلطنة العثمانية، مانحين تركيا السلطة الوطنية على جزء كبير من اراض شعبنا. ان تلوين الشعارات بطلب المساواة مع الكورد والعرب، امر مثير حقا ومفرح حقا، ولكن هنا لا يطالبون بالمساواة القانونية بين الشعوب الثلاثة، بل الامر هو المساواة بما حصل عليه الاكراد والعمل من اجل اقامة الفدرالية الخاصة بشعبنا، متناسين ان شروط الفدرالية هي ان تكون هنالك محافظة او اكثر، وهذا غير موجود، ومتناسين التداخل الكبير بين اراض ابناء شعبنا واراضي جيراننا الكورد بما يجعل اقامة اي حدود ادارية مستقلة امر شبه مستحيل، ومتناسين انه لتحقيق هذا المطلب هناك امران يجب ان يقوم بها شعبنا، اما العمل من خلال الاليات القائمة، وهي اليات ديمقراطية يضبطها الدستور الساري، وهذا الامر يحتاج الى اصدقاء يساندون هذا المطلب، والكورد ليسوا مستعدين ليكونوا في هذه الحالة الاصدقاء لانهم سيعملون على تجزئة مناطقهم بانفسهم، والسيدان يونادم كنا وابلحد افرام وان بقيا يصرخان ويتعاركان كل وقتهم من اجل تحقيق هذا الحلم فانه لن يسمع احد صوتهما، ولا نعتقد ان السنة والشيعة من العرب سيساندوننا في مطلبنا لانهم بحاجة لقوة الكورد في البرلمان اكثر مما هم بحاجة لعضوي البرلمان من ابناء شعبنا. او العمل بالقوة والفرض، وهو امر فندنا امكانية القيام به لعوامل ديموغرافية واضحة، الا ان اكنفينا بالقوة المستعملة في اعلامنا الداخلي والا اذا كان هدف البعض محاربة الواقع الراهن لحين خروج اخر فرد من ابناء شعبنا وترك الساحة خالية لمن يقال انهم استلوا على اراضينا!!     
ان ما يطرح من تشبيه وضعنا بحال الفلسطينيين هو دعوة الى التشبه بالفاشل، فرغم من ان هناك احدى وعشرون دولة ساندت ودعمت وايدت بكل الوسائل القضية الفلسطينية،سواء بالاموال او الدعم السياسي الذي امتد الى اكثر من سبعة وخمسون دولة اسلامية، الا ان واقع الفلسطينيين تحول من بؤس الى بؤس اشد، ومن تقسيم مناطقهم بين الاردن ومصر الى تقسيمها وحسب الايديولوجيات بين منطقة حمساوية ومنطقة فتحاوية، مع ما رافق ذلك من عمليات قتل بشعة مارسها كل طرف ضد الطرف الاخر، بما اظهر الاسرائيلي قياسا بهما انسانا وديعا ورحوما. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى، ان هذا التشبيه يعود الى نغمة الاحتلال، اي الى اثارة مسألة التحرر القومي والوطني. متناسين دعواتهم الدائمة لوحدة العراق بمركز قوي، ليس لان المركز القوي هنا يمثل الحل الناجع لمشاكل العراق الحالية، بل لاعتقاد هذا البعض ان المركز القوي سيحد من مطالب الكورد الى حدها الادنى، وكأني بهم يقولون ان لم نتمكن من الحصول على ما حصل عليه الكورد، فلنعمل او لنبشر بالحد من طموحات الكورد، وكان كل المشاكل القومية تحل بهذه الصورة الخيالية والاعتباطية. والجماعة عندما يدعون الى العراق الموحد لا يدركون ان هذا العراق هو الذي شرع الاقليم الفدرالي ومنحه شخصيته القانونية، بما سمح لبقية الدول لكي تفتح لها قنصلياتها في عاصمة الاقليم اربيل.
منذ تأسيس العراق الحالي وهو يدار من قبل المركز، اي من بغداد، حتى سرت نكتة ان لا يحق تعيين فراش (الفراش هو من يقوم بنقل الاوراق بن الموظفين واحيانا يقوم بعمل الشاي وجلب متطلبات الموظفين، وهو اصغر مرتبة في سلم العمل الوظيفي) في اي دائرة وفي اي مدينة دون موافقة بغداد، وباسم بغداد استولت اطراف عديدة على السلطة، واستغلتها لتحقيق مأربها، ونشر ايديولوجيتها، لا بل تم استغلال اموال العراق لاجل نشر الايدولوجيات المتطرفة والارهاب، وتم استغلال هذه الاموال لتدمير العراق وقتل ابناءه دون استشارة العراقيين، وباسم الامة الواحدة ذات الرسالة الخالدة .
ان تغيير واقعنا القومي امر مطلوب وكل التنظيمات تعمل او تدعي العمل من اجل ذلك، ولكن هذا التغيير لا ينطلق من فراغ، بل يجب ان ينطلق من مسلمات معينة، وواقع شعبنا في العراق ليس سليما البتة، لا بل ان هناك تهديدات جدية لوجوده، وهناك اهمال لمتطلباته، وهناك تهميش لدوره، والمؤسف ان لعبة التهميش التي نشعر بها كشعب من ضمن الشعوب العراقية، مارسناه احدنا ضد الاخر، في بادرة منحنا فيها الشرعية للبقية لتهميشنا، فعندما نكون مستعدين لقتل ابناء شعبنا، فليس من حقنا لوم الاخرين على قتلهم لنا، بل اننا نمنح الشرعية لقتلة شعبنا، وعندما نتجراء على بث الاتهامات الكاذبة احدنا ضد الاخر، فيجب ان لا نستغرب اتهام الاخرين لشعبنا كله او تهديده كله للشك به لامتلاكه هوية محددة.
 ان تغيير واقعنا القومي في العراق كان يجب ان يكون السابقة التي منهات ينطلق شعبنا في بقية رقع تواجده من ارض بيت نهرين،ولكن المزايدين وطرحة الشعارات البراقة والتي لا تستقيم مع اقوالهم ذاتها، لا يتركون مجالا للهدوء وللبناء ولتراكم الخبرات والامكانيات ولهضم ما يتم تحقيقه للانطلاق الى  الافضل. 
يجب ان يتم تعرية مثل هذه الخطابات الديماغوجية، والتي لا يمكن ان تمنح لشعبنا اي بصيص امل بقدر ما تساهم في بث الياس، لقد وصل الامر بالبعض لدرجة انهم لا يمانعون من ان يترك كل شعبنا اراضيه وممتلكاته ومؤسساته فقط لكي لا يعترف بواقع سياسي قانوني قائم. انهم بحق قتلة الشعب وراميه الى المجهول، فهل ان شعبنا بوجود امثال هؤلاء بحاجة للاعداء؟؟




Bebedematy@web.de

293
ابويا مايكدر الا على امي




تيري بطرس
مسكين شعبنا هذا، مسكين شعب كل من هب ودب يريد ان يحدد مستقبله وبلا اذن واستأذان من احد، لا بل واحيانا ان من يريد تحديد مستقبله، لم ينظر اليه يوما كشعب، بل كرعية تركها لمختلف قطعان الذئاب تنهش فيه على شرط ان تترك له رقعة ليتحرك فيها. مسكين هذا الشعب ذو الحضارة والتاريخ المديد، يتحول الى مجرد طائفة دينية، يستكثر عليها ابسط حقوق الامم وممن من بعض المحسوبين علي الشعب.
كل من تكلم عن الحكم الذاتي من المؤيدين والمطالبين، قال اننا نريد الحكم الذاتي لشعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) ولم يطالب اي شخص بالحكم الذاتي للمسيحيين، وكل من ايد هذا الحكم الذاتي ودعمه وطالب به، صرح مرارا وتكرارا ان الحكم الذاتي هو للشعب الكلداني السرياني الاشوري وليس للمسيحيين، الا ان هناك اصرار عجيب وغريب على تشويه المطلب، لا بل ان هناك اصرار غريب على التلفيق علنا من خلال القول الحكم الذاتي للمسيحيين او لما بات يعرف بالشعب المسيحي، نعم اقول ان من يردد هذا القول  يدرك انه غير صادق، ولكنه يصر على عدم قول الحقيقة كما هي، لان هناك بون شاسع بين ان يكون الحكم الذاتي للكلدان السريان الاشوريين وان يكون للمسيحيين، لانه نبه مرارا وتكرارا من قبل الكل!  نعم ان الكلدان السريان الاشوريين بغالبيتهم العظمى مسيحيين ويجد بينهم ممن بات لا يؤمن باي دين، بفعل تواجد مثل هؤلاء الشخصيات ممن هم مستعدين للتضحية بمصلحة الشعب ومستقبله من اجل سلطة زائفة، ويوجد من بينهم (ابناء الشعب) من صار يؤمن بمذاهب يكفرها البعض، الا انه مصرون على ايمانهم بامتهم، ولذا فان المطالبة بالحكم الذاتي لم تكن يوما لغاية مسيحية او لهدف مسيحي بل، ويعلم من يردد المغالطات ان الحكم الذاتي هو لحماية الهوية القومية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ولحماية مصالحه الاقتصادية وحماية قيمه الاجتماعية.
اذا لماذا هذا الاصرار على نشر مثل هذه المغالطات. لان بهذا الاصرار يحق للبعض التدخل والقول بالقبول او الرفض، وهنا نقصد مؤسسات بعينها، فلو سار الحكم الذاتي بحلته الاصلية وهي بصفته القومية وليس الدينية لما كان لهذا الطرف اوذلك حق التدخل، لانه سيكون خيارا لامة وشعب ومؤسساته القومية، وليس لمؤسسات تدعي العالمية او المافوق القومية وما بعد الوطنية.
الغريب ان من يؤمن بانه مافوق قومي وما بعد وطني، يأتي الى مقولة الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ويظهر وطنيته الجياشة وغيرته اللامحدودة على وطن مدعي بان الحكم الذاتي سيكون القشة التي ستكسر وحدته المتينة والقوية!!!، وياتي بعض المسيحيين لتفتيتها بمطالبتهم بالحكم الذاتي المسيحي، عجيب امر هؤلاء وغريب حقا. انهم يزحفون لملاقاة سدنة وعرابي العراق الفدرالي مقدمين لهم ليل نهار  ولاء الطاعة، متعاملين معهم كتعاملهم مع الصنم الراحل، ولكنهم في مقولة الحكم الذاتي يرفضون حكما ذاتيا لما سموه حكم ذاتي للمسيحيين، اطلقوا عليه صفة المسيحيي لكي يرفضوه، لانه سيكون بصفة دينية وهم حجاب الدين ومن حقهم التكلم باسمه، وهم ينقلون رسالة رياء الى الاخرين مصوريين انفسهم وطنين وغير طائفيين، ولكن داخل شعبهم هم في قمة الطائفية، مستعدين لتفتيت الباقيس منه الى شراذم واجزاء واصناف وملل.
اليس عجبا ما يمارس وما يقال وما ينشر؟ الايكف هؤلاء من ترديد هذه المقولة السمجة التي لم يقل بها احد ولم يطالب بها احد؟ اشخاص يتباهون بعروبتهم وبانهم من نسل بني تغلب وانهم قدموا الشهداء لاجل العروبة وديمومتها وعزتها ولاجل ان تفرض قيمها على الكل، يتناطحون ليل نهار معترضين على الحكم الذاتي للمسيحيين وما من احد قدم مشروعا بهذا الخصوص! والا ليأتونا بهذا المشروع الذي يرفضونه!!
الا يكفي شعبنا مهاترات ومهاترين، لا يهمهم مستقبله ولا يتشرفون بانتمائهم لماضيه، يساومون ويضعون شروطا باسمه؟
هؤلاء الذين سكتوا على تدمير القرى، التي كانت ميراثا للاجيال، هل كان سكوتهم عملا بما في الاناجيل او بما يرضاه الدين؟، الم يخافوا من ترك الناس لممتلكاتهم واراضيهم واليوم صاروا يرتعبوان من كون البعض قد يفكر في تغيير مسكنه لمنطقة تلبي طموحاته واماله وتحمي مستقبله، وان لم يكن الحكم الذاتي يشترط ذلك. ام ان الحكومات المتعاقبة مارست التدمير والقتل والحرق ولذا فكان لابد من السكوت، لان هذه الحكومات  مارست ما مارسته تطبيقا لما في الاناجيل، وعملا من اجل ان يزيد اجر البعض في العالم الاخر كلما زادت الضحايا من ابناء الشعب المسكين ؟
هؤلاءالذين صمتوا على تدمير الكنائس والاديرة بما فيها التاريخية والتي كان يجب ان تعتبر تراثا وطنيا لوطنهم الذي يتباكون عليه، ام ان ازالة هذه الكنائس كان شرطا لفصل الناس عن تراثهم ولتسهيل تعريبهم، فسكتوا لان ذلك كان يدخل ضمن مخططاتهم، ومخططات حكوماتهم التي سكتوا عنها وعن افعالها؟
هؤلاء الذين لم تنبس لهم بنت شفة في حملات استهداف المسيحيين، ام ان المسيحيين يجب ان يكونوا على الدوام الضحايا الابديون وانه يجب عليهم القبول بما قسم لهم ويرضوا قبولهم في جنة الوطن وان كان لهم جحيما؟
هؤلاء ممن لم ينبري اي منهم ولو بقول استنكارا  لتهجير مسيحييهم، ام ان على المسيحيين حمل صليبهم والهجروة بين الفينة والاخرى والبدء من الجديد على الدوام لكي لا تقوم لهم قائمة ويكون لهم قيادات ومؤسسات قومية، لكي تبقى الكنيسة هي الناطقة باسمهم؟
هؤلاء عندما يطالب الكلدان السريان الاشوريين بحقهم الطبيعي في وطنهم، يتسارعون لرفضه باسم المسيحيين!!!
من قال ان الهوية المسيحيية التي يحملها اغلبية الكلدان السريان الاشوريين هي دلالة للخنوع وللمذلة وللهوان، ومن قال ان المسيحيية هي بان نكون عرب وان نكون مستعدين لتقديم التضحيات، فيما الاخرين كل الاخرين، عربا وكوردا وتركمانا، مسلمين شيعة وسنة، يعملون على ترسيخ حقوقهم، حتى لجاء البعض الى الارهاب مضطرين الجميع لقبولهم كمفاوضين عن طائفتهم، فارضين شروطهم، مادين يدهم لكل دول الجوار طالبين مساعدتهم، كل هذا كان للجميع مشروعا ومقبولا، وللكلدان السريان الاشوريين، كل مطلب هو تفتيت للوطن. بالرغم من المطلب قدم بالسبل السلمية وبالطرق الديمقراطية.
من طالب بحكم ذاتي مستقل، وما معنى المستقل التي يطرحها البعض، هل يعلم هذا البعض عن الحكم الذاتي لمنطقة كوردستان العراق؟الذي كان من المفروض ان يتم تطبيقه في سبعينيات القرن الماضي، الم تكن تجربة عراقية؟، اذا لماذا يحاولون الايحاء مرارا وتكرارا بانهم لا يفقهون و يصرون باعطاء الحكم الذاتي صفة تقسيمية؟ اسئلة تلد اسئلة، واجبوتها يجب ان تأتي من هذه الجهات العاملة من اجل تحطيم امال الشعب ووضعه بين فكي كماشة اما القبول بالمرجعية الدينية له او الهجرة والزوال.
ان هؤلاء لا يمكنهم ان يقوموا باي عمل ايجابي لشعبهم، وكل ما يمكنهم عمله هو العمل على تحطيم مستقبله، انهم لم يتمكنوا من الدفاع عن الشعب وحتى عن عقيدته، ابان حكم الطاغية، عندما حاول ان يفرض تدريس القران (باسثناء المرحوم غبطة مار بولس شيخو الف رحمة عليه، والشبيبة الواعية في كنائس المشرق) وحتى ابان الحملات التي استهدفت المسيحيين، ولكنهم وبكل برودة اعصاب مستعدين لتدمير وتخريب وتسويف مطلب مشروع يحمي ثقافة الشعب ووجوده المتميز.
اليوم صاروا يتكلمون بالهويات، وهم قد استهانوا بالهوية التي عليهم حمايتها، الهوية المسيحية، هذه الهوية التي هم مؤتمنون عليها بحسب ارديتهم السوداء، يتكلمون عن هوية كلدانية وهوية اشورية وهوية سريانية، ياللعجب !!! كل هذا يظهر كم هم على دراية بزواريب التقسيم والتدمير، والا ليقولوا لي بماذا تتميز الهوية الكلدانية عن الاشورية او عن السريانية، او بالعكس؟
مسكين شعب منح قيادته لمثل هؤلاء!!!!!    



bebedematy@web.de

294
نتضامن مع حبيب تومي... ولكن



تيري بطرس 
استلم الكاتب الاستاذ حبيب تومي رسالة على بريده في عنكاوا كوم، رسالة او في الحقيقة جمل تتكون من شتائم مقززو وتعبر عن انسان لا يمكن ان يحسب في عداد البشر، فكلنا يمكن ان نختلف مع بعضنا البعض ولكن ان تصل ردود فعل الى هذا المستوى من السفالة ويؤسفني استعمال مثل هذه الكلمات فان ردود الفعل هذه ستكون حتما مدمرة لاي تلاقي انساني ناهيك ان مثل هذه الردود لا تحترم الكرامة الانسانية. ولكنني اقول  لكاتبنا الاستاذ حبيب تومي انه ليس الوحيد ممن  تلقى مثل هذه التفاهات ومثل هذه الردود، فهناك الكثيرين ممن تلقى مثلها وبالتالي فالمسألة تعد ممارسة عادية او شبه عادية في مجتمعنا، لاننا سمحنا للبعض او تغاضينا عن ممارسات البعض بحجج واهية ولكن نتائجها لم تدمر احد اكثر مما دمرت شعبنا وزرعت فيه ممارسات لا تمارس الا في المجتمعات التي لا يمكنها ان تدعي الانتماء الى العصر وتدعي امتلاك ثقافة ناهيك عن اداءها بانها ورثة الحضارة الاشورية الكلدانية الاكدية او المسيحية، كما ان هذه الممارسات بدات تجني ثمارها العفنة لمن مارسها فبدات الاصوات تعلوا وتستنكر ما يتم عمله ونشره وقوله.
 لقد كان اتباع اسلوب الشتائم والسباب من اجل اسكات كل الاصوات المعارضة والمشككة والطارحة لعلامات الاستفهام.  ويؤسفني ان اكثر ان من يرد بهذا الاسلوب يختفي دائما تحت اسماء غير معروفة مدعيا الدفاع عن طرف سياسي واحد فقط، لا بل ان بعضهم تفاخر بمثل ذلك ويمارسه علنا وكانه بهذه الطريقة سيقدم خدمة لتنظيمه، فالانسان المستعد للسب وللكذب ولتسويق اتهامات ضد الاخرين لاعتقاده ان ذلك يخدم فكره او تنظيمه او حتى شعبه، هو انسان مجرد من كل ما يتصل بالثقافة.
 قبل فترة اتصل بي خالي المتواجد في استراليا طالبا مني عدم الكتابة عن طرف ما لكي لا يستغلها البعض من اجل كيل السباب والشتائم لي ، ففي الوقت الذي احترمت راي خالي العزيز، لانني ادركت انه نابع من الم حقيقي لما يقال وينشر عني بين او من خلال مؤيدي هذا الطرف، الا انه تبقى هناك مسالة اكثر اهمية من السباب وضرورة ايقافها، هذه المسألة هي مصير ومستقبل شعبنا الذي تتلاعب به الايادي تحت مسميات مختلفة. ولمن يرغب الاطلاع على المسبات التي يكيلها انصار هذه الطر للجميع وعلى مختلف مستوياتهم الدينية او السياسية عليه زيارة موقع شرار فور يو، لكي يسمع ويعي ويعرف المستوى الثقافي ومدى احترام الكرامة الانسانية لدى هؤلاء.
حبيب تومي كاتب معروف انا اؤمن انه من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ولكنه يؤمن بانه ابن لشعب وامة اخرى اسمها القومية الكلدانية وهذا حقه، ولكن ليس من حقه ان يعمل على تشطير شعبنا الى مسميات متعددة بحيث تصل وتتحول الى ميكرو امم فلا ترى ولا يحس بها احد ولا احد يهتم بوجودها او ياخذها في الحسبان او ان رغبتوا في الميزان السياسي، معتقدا انه وامته الكلدانية يمثلون 80% من الكلدان السريان الاشوريين، وبالتالي فان امته وقوميته سيكون لها شان بمعزل عن الاخرين، غير مدرك ان اللقب الميكور سيظل سيلتصق بامته كباقي الطرفين الاخرين، فال80% من مجموع ماذا هذا هو المهم. اقول انني على خلاف بين مع الاستاذ حبيب تومي، ويمكن ان اقول انني بت لا اقراء الكثير من المقالات التي اشم منها الروحية التقسيمية لشعبنا، فحبيب تومي باعتقادي هو اخطر تقسيمي في شعبنا، وهو يتميز عن الاستاذ منصور ياقو مثلا، بانه لا يؤمن اصلا اننا امة واحدة، فلديه ان المدعين بالاشورية او السريانية ما هم الا مثل الاخوة الارمن بالنسبة للكلدان هذا اذا اخذنا العامل المسيحي بنظر الاعتبار. اما الاستاذ منصور ياقو وحسب ما فهمته من مقالاته فهو بالعكس يؤمن باننا امة وشعب واحد ولكن التسمية الصحيحة لهذه الامة والشعب هي التمسية الكلدانية  وهذا من حقه طبعا.
حبيب تومي اتضامن معكم بكل قلبي وبكل عقلي واشعر بالامكم، لانني تألمت كثيرا مما تلقيته قبلكم، ولكن هل تشعر يا سيدي بالم المتسمين بالاشورية وهم يروك وانت تصورهم ك.....، احتاجوا لويكرام او غيره لكي يطلق عليهم هذه التسمية، نعم سيدي شعب يمتد في دول الاتحاد السوفياتي السابق وايران وتركيا وايران وسوريا ولبنان والمهاجر، يومن انه اشوري، حتى ان كان هذا الايمان يشوبه الشك فهم يعتقدون بصدق ايمانهم، وانت سيدي تدوس على كل مشاعر هؤلاء وتنعتهم بانهم من انتاج ويكرام ليس الا، الا تمارس نفس الفعل معهم، اي انك تسبهم ولكن تحت راية الراي.
ليس عيبا ان نختلف،لا ليس عيبا  ولكن العيب كل العيب، ان نحاول زيادة شرخ الانقسام وزيادة عوامل التباعد، وزيادة مساحة اليأس لدى ابناء شعبنا وتقليص مساحة الامل، العيب ان نعمل سكيننا في جسد الشعب مقسميه الى فئات واقسام وكل من هذه الاقسام هو مكرو امة، فاذا كان الكل مكروشعب، فما بالك باجزائه؟ العيب كل العيب ان نرى ابناء شعبنا وهم يحملون امتعتهم ويهربون الى المجهول، الى حيث الانصهار والزوال ونحن نتحارب بالمسميات ونتحارب بالاحزاب ونتحارب بالكنائس ونتحارب باللهجات، فهل في ذلك من عدالة سيدي حبيب تومي.
هل حقا كان الاشوريين سببا في تحديد العمل القومي تحت التسمية الكلدانية، ونحن ندرك، ان القسم المتسمي بالكلدانية من شعبنا كان يضم اكبر نسبة من المتعلمين، وكان يضم اكبر عدد من الشخصيات في الاحزاب الاخرى اي التي لم تكن من احزاب شعبنا، فمن صدهم عن العمل القومي تحت التسمية الكلدانية، هل كان الاشوريين هم من فعل ذلك؟ لماذا واتت الكثيرين الجراءة والشجاعة للعمل مع الحزب الشيوعي العراقي او الحزب الديمقراطي الكوردستاني او حزب البعث العربي الاشتراكي؟ ولم يمتلكو مجرد الرغبة في العمل القومي الكلداني؟ اسئلة كثير يمكن ان تطرح، وشروحات يمكن ان تساق فهل تمكنتم من اعطانا رايا واضحا على ذلك، كل ما فعلتموه هو انكم صورتم الجزء المتسمي بالاشورية من امتكم وكأنهم بعبع واقف بالمرصاد لكل عمل خير لصالح الكلدان، وبذا حاولتم زرع المزيد من التباعد والفرقة بين جميع الاطراف المكونة لامتنا.  ان المتسمين بالاشورية يؤمنون وسيظلون يؤمنون بانه لا وجود لامم مختلفة او لشعوب مختلفة بل نحن والكلدان والسريان امة وشعب واحد بمسميات مختلفة، فهل هذا الايمان الذي يكاد ان يكون شاملا لدى كل المتسمين بالاشورية، وقف حجر عثرة في طريق العمل القومي الكلدني؟
اذا تضامني معكم استاذي وان لم يكن مشروطا، لانه يتعلق بالكرامة الانسانية الواجب احترامها، وبالاخص نحن من ديست كرامتنا من قبل الكل، نحن من شردنا من وطننا، نحن من ذبحنا وقتلنا ومن اغتصبت نساؤنا وخطفت بناتنا، كان يجب ان نعي وان نشعر بالمسؤولية وان نفهم ان اهانة اي شخص هو من المحرمات فكيف وان كان هذا الشخص من بني شعبي وامتي وان لم يقر هو بذلك. نعم استاذي اتضامن معك ولكن ما هي عقوبة شخص يعمل على تشطير امته الى امم وشعبه الى شعوب، ام اننا لا نملك قوانينا الخاصة، ويمكن لكل منا ان يفتي بما يشاء تحت ستار الحرية؟
اتضامن معكم واقول مع فولتير انني مستعد ان اقدم حياتي ثمنا لكي تقول رايك، ولكن هل في تجزئة شعب يعاني ما يعانيه، ومهدد بوجوده وبكل التسميات التي يتسمى بها، هو قول راي ام انه اللامسؤولية ان لم نرد ان نطلق تهمة ما؟
اعود واقول ان استشراء مثل هذه الممارسات، كانت بسبب سماحنا لها كلنا، او تسامحنا معها كلنا، فهل سنعمل من اجل اعادة الحوار السليم الى منتدياتنا، وهل سنعمل من اجل فلترة كتاباتنا واقوالنا من المسبات والاتهامات، لانه صار هناك من يتفنن في تفسير الاتهامات التي تقال مثل تفسير  المأجورين و المرتزقة و يعملون مقابل ثمن مسبق او عملاء او بائعي النفس او غيرها من التهم التي تم تسويقها وقامت الكثير من مواقعنا بنشرها بدون اي مراجعة او تنبيه لان مثل هذه التهم تقع في خانة الاتهام الكاذب والاهانة او اليست مثل هذه التهم مسبات ايضا وخصوصا انها لا تطابق الواقع ولا يمكن اثباتها؟ فهل سنقوم باعادة النظر بخطابنا وباسلوب حوارنا، وبالاخص الجهة المتهمة والتي لها سبق وريادة في مثل هذه الممارسات بحيث صارت كل الاطراف المتطرفة في شعبنا تتغذي منها وتسلك سبيلها.
في منتصف التسعينيات من القرن الماضي نشرت مقالة بعنوان التخوين، حاولت ان اشرح فيها مضار استشراء مثل هذه الممارسات على شعبنا، واليوم نرى نتائج ذلك جلية، في الانقسامات الاميبية في شعبنا وفي كل اتجاه، فهي سنرى حركة عودة الوعي ام اننا يجب ان نستسلم للواقع المرير وينزوي كل منا في منزله، ويقول ياروح ما بعدك روح.



bebedematy@web.de

295
استاذ خوشابا سولاقا: لنعمل من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه




تيري بطرس
نشر الاستاذ خوشابا سولاقا مقالة على موقع عنكاوة بعنوان (رؤية استراتيجية للماضي والحاضر من اجل المستقبل القومي لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري).
والذي يهمنا منها بقدر تعلق الامر بموضوعنا هي الفقرة الخاصة بالمحور السياسي القومي والتي يقول فيها:
((ثانيا: المحور السياسي القومي
انطلاقا من ايماننا بالنهج الديمقراطي وبالتعددية الحزبية والسياسية وقبول الاخر وعدم الايمان بسياسة الاقصاء والتهميش والاستئثار بالقرار السياسي على المستوى القومي والوطني لابناء شعبنا، والايمان بان الشعب مصدر السلطات عليه بالتالي عدم الايمان بمصادرة اراء وحرية الاخرين من العمل السياسي على الساحة القومية. لذلك يتطلب من المؤسسات السياسية لابناء شعبنا التي تمتلك قرارها السياسي المستقل في هذا المجال فتح الحوار الصريح والصادق مع بعضها وبدون شروط مسبقة لاجل توحيد الرؤى والاراء وبالتالي توحيد الخطاب السياسي لها على المستوى القومي والوطني للعمل المشترك..
اما تقرير الحكم النهائي في كل شان قومي بحق اي طرف من الاطراف السياسية العاملة على الساحة القومية وتقييمه يكون من حق جماهير الشعب وليس ذلك من حق اي طرف سياسي -كائنا من يكون- ان يجعل من نفسه بديلا للجماهير، ومعيارا لتقييم الاخرين، هذه الرؤية في العمل السياسي تعتبر قمة الممارسة الديمقراطية في العمل السياسي الجماهيري الايجابي.)) انتهى الاقتباس
اولا، اود ان احيي هذه الروحية الجديدة لدى الاستاذ خوشابا سولاقا، ولكن الذي لا زلت بحاجة الى الاستفسار عنه، هو هل ان ما طرحه الكاتب هي رؤية شخصية ام انه توجه حزبي حيث ان الكاتب عضو في قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية، فمن خلال اطلاعي على مواقع الحركة او القريبة منها لم اجد المقال منشورا، ولذا فانه لا يمكن الاستنتاج الصحيح ان كان هناك تطور في توجهات الحركة الديمقراطية الاشورية في القبول بالاخر وعدم الايمان بمحاولات الاقصاء والتهميش والاستئثار بالقرار السياسي، ام لا.
لا اود ان تعتبر مداخلتي هذه على مقالة الاستاذ خوشابا سولاقا تهليلا ومسارعة لاعتقاد البعض انني اعتبر ما جاء فيها تغييرا حقيقيا في ممارسات الحركة الديمقراطية الاشورية وبعض قياديها، الا ان تجاهل الطروحات الايجابية امر غير منطقي وغير سليم ايضا.
التفاعل مع الايجابي ودفعه لكي يتطور ويقحم الساحة ويعمل على اخذ مساحة السلبي امر من واجبنا كلنا العمل عليه، وخصوصا انه بات واضحا ان شعبنا وبكل مؤسساته السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية يعيش حالة ازمة خانقة لا يمكن ان تبقى مستحكمة برقاب ابناءه. بل يجب ان يعمل الجيمع من اجل فك عقدة هذه الازمات واولها يكون بحل الازمة السياسية بحكم ان السياسة تتعامل مع المصالح المباشرة وليس مع قيم دينية لاهوتية او مع بنى فوقية تكون نتيجة لتطورات ثقافية سياسية اجتماعية وبالتالي تحتاج الى زمن وامكانيات اكبر.
لا اعتقد اننا بحاجة لطرح مبادرات جديدة، فالامر لا يتعلق بالمبادرة ونوعها وان كنت ساعيد كتابة بعض المقترحات المساعدة ولكننا بالضرورة بحاجة الى الفعل المباشر اي اولا القناعة بانه لا بد من الخروج من عنق الزجاجة الحالي والا فالجميع خاسرين، والامر الاخر العقلانية وعدم محاولة استغلال روح العمل الجماعي من اجل فرض اشتراطات تنسف العمل المشترك.
من ناحية المبادرة وكيفية تنظيمها فانني لا زلت على اعتقادي بانه من الضروري ان يكون هناك مجلس سياسي يضم الشخصيات الاولى في احزاب شعبنا المؤمنة بوحدته القومية برغم تعددية اسمائه التاريخية، بالاضافة الى الشخصيات التي لها مراكز قوية في الاحزاب الوطنية العراقية مثل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي وحركة الوفاق العراقي وغيرها، مع ضم الوزارء الاتحاديين والاقليميين واعضاء البرلمان الاتحادي والاقليمي الى هيئة المجلس السياسي.
ان الغاية من توسيع هيئة المجلس السياسي هي الاستفادة القصوى من تواجد ابناء شعبنا في مختلف مفاصل السلطة واستغلال هذا التواجد للعمل من اجل تطوير اداء شعبنا ونشر تطلعاته وما يرمي اليه وتنفيذ المتفق عليه في المجلس السياسي.
المجلس السياسي لشعبنا يجب ان يعمل من اجل رسم السياسية العامة، ويقوم بتوزيع الادوار بين اعضاءه، ويكون بمثابة الهيئة السياسية العليا ويرتبط مع الحفاظ على استقلاليته المؤسساتية برئاسة بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي يجب ان يتخلص من محاولته مجاراة الاحزاب السياسية ليتحول الى ورشة من لجان تختص بامور معينة وتكون اداة تشريعية وقانونية  واختصاصية، لتنفيذ مقررات المجلس السياسي.
ان عدم وضوح عمل مؤسساتنا وحدودها يكاد يكون احد العوامل الاساسية للارتباكات والتشنجات التي يصيب بها الجسم السياسي لشعبنا، لا بل يمكن القول ان عدم الوضوح هذا كان سببا لاعتبار البعض انفسهم القيميين على شعبنا ومقدراته، والظاهر، وللاسف، ان هذا البعض يعتقد انه لا بد لكل شعب من تجاربه الخاصة ووجوب دفعه للضرائب الباهضة لكي يتعلم فالشعوب، بحسب هؤلاء، لا تتعلم الا من تجاربها الخاصة!!!
ان التعددية السياسية التي نتغنى بها جميعا يجب ان تظهر بتعددية الرؤى الحزبية ولكن هذه التعددية تتوحد بخطاب موحد تجاه الاخر العراقي من خلال المجلس السياسي. 
المسألة المهمة التي يجب ان نسارع الى تنفيذها، هي التطبيق الفعلي لمبادرة جميع قيادات الصف السياسي المؤمن بوحدة شعبنا، واخراجها من بوتقة التنازلات الشخصية، واعتبارها حالة خاصة انقاذية يجب تجاوز الشكليات فيها والعمل على برنامج محدد وباسلوب مرن قابل للتنفيذ، وترك التراكمات السلبية لممارسات البعض، ليس على اساس عفى الله عما سلف، بل على اساس الاهم ومن ثم المهم.
نحن ندرك اليوم ونعي ان تدخل بعض الاطراف في مسائل لم يكن من واجبهم التدخل فيها، ومحاولات هذا البعض الاستيلاء على قيادات مؤسسات عريقة او توجيهها بما يلبي مصالحه، كان موقفا تدميريا وغير مقبول.
وعلى هذا المنوال تحركت نفس الجهات لتسيير مؤسسات ثقافية واجتماعية، وكل من وقف بالضد من هذه الممارسات اتهم باشنع التهم.
الا ان معالجة ذلك اليوم يجب ان تمر من خلال الحوار وادراك الجميع انه لا سبيل لتكرار تلك الممارسات الخاطئة البتة، فكل مؤسسة من مؤسسات شعبنا يتم تقسيمها او يتم العمل على عرقلة عملها، يعتبر ذلك عرقلة لعمل شعبنا وتطوره في جانب من جوانب الحياة التي يجب ان نهتم بها كلها.
بالطبع كل المؤسسات السياسية لشعبنا، وكل الشخصيات الوطنية لشعبنا العاملة في الاحزاب الاخرى، ليست ملزمة ان تأخذ شهادة الاستقلالية او القرار المستقل من اي طرف اخر، فالكل يتأثر ويؤثر، وكل مجال من مجالات الحياة يؤثر بهذه النسبة او تلك في القرار المتخذ، وعليه ان تجاوز ذلك، والتنازل عن كرسي الاستاذية المانحة لشهادات استقلال القرار السياسي امر يجب ان يكون من اولى اوليات الاطراف الراغبة في العمل الجماعي، والاستفادة من زخم وامكانية ابناء شعبنا في قيادات الاحزاب الوطنية.
ان مشكلة اخراج شكل ومضمون الدعوة امر سهل ويمكن الاتفاق عليه، لو حسنت النيات وعرفنا حقا الواقع البائس الذي نعيشه، وهذا الواقع هو بالضرورة من نتاج عمل البعض، لانهم عملوا بكل جهدهم على تشتيت العمل القومي، واتخذوا القرارات من وراء ظهر الاخرين، واليوم وصل شعبنا الى حافة الهاوية، فيجب على السياسة ان تفعل فعلها وتتجاوز بعض الامور مرحليا على الاقل لانقاذ الكل.
وددت ان تكون هذه المقالة رسالة شخصية للاستاذ خوشابا سولاقا الا ان تعذر حصولي على عنوانه البريدي جعلني احولها الى مقالة للمناقشة العامة ولعل في ذلك فائدة اكبر.



bebedematy@web.de

296
المنبر السياسي / التحجر
« في: 18:32 10/05/2009  »
التحجر



تيري بطرس
التحجر من الحجر، والحجر قد يكون صغيرا او كبيرا الا انه صلب وثابت الشكل تقريبا على مدى ذاكرة اجيال، ولا يغيير شكله الا بفعل مؤثرات خارجية، كان نأتي معولا ونضربه به ونفتت الحجر.
ولكن الملاحظ ان بعض الحالات التحجرية لا تتغيير رغم قوة المعاول التي تضربها، ولعل حالة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري احدها وبامتياز، فناقوس الخطر الذي يدقه الكثيرين من الابناء الخييرين لهذه الامة، والذي يقول ان مصيرها الى الزوال وان الزمن سيطوي صفحتها في ما طوى من صفحات امم كثيرة زالت ولم تعد موجودة، لا تجدي نفعا، ولا تغيير في حالة المتنفذين شيئا.
ولعل اهم المخاطر المحدقة بالامة هي الهجرة المرعبة من ارض الوطن (ايران، تركيا، عراق، سوريا ولبنان)، ولن ندعي العلم بالمجهول حينما نقول ان الهجرة وخلو ارض الوطن من ابناء شعبنا يعني زوال الميزة الثقافية والحضارية لوجودنا، ويعني اننا سنتحول الى مواطنين البلدان التي سنهاجر اليها ولكن يلحق ببعضنا او بالجيل الذي سيلينا فقط، سابقا من ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري، هذا اذا بقى من سيفتخر بهذا الانتماء والنسبة. اذا الخطر واضح ليس لعبد الله فقط ولكن للكل والمعالجة مطلوب الا ان التحجر والتيبس والجمود وحالة التيهان وكلها صفات تنطبق على حالتنا، لا تسمح لنا بان نخطوة خطوة الى الامام واتخاذ المبادرات الشجاعة لانقاذ شعبنا من المصير المحتوم، ان الجميع ينتظرون اللحظة الحاسمة حينما يغرس نار غله وحقده في صدر غريمه معلنا انتصاره المبين ولكن ليس على جثة الغريم بل على جثة الشعب. فالحالة ليست هل نحن ثلاثة ام واحد فقط، بل الحالة هل سنتواجد في المستقبل المنظور بمنظار الشعوب ام لا، والحالة لا تتعلق بالواحد بل بالثلاثة، اي لن تكون هناك فرقة ناجية، ولم نسمع بانه تم تبشير احدها بالنجاة والحكم على الاخريتان بالزوال.
المعالجة هي سياسية اولا واخرا، انها تتعلق بتوحيد الصف، وترك التفاهات والتافهين على الطرف، والعمل من اجل خلق الامل بالمستقبل، وحث الشعب على البقاء، وهذا لن يتحقق الا بلقاء القوى السياسية الفاعلة والقادرة على تجاوز حالة التشرذم التسموي والطائفي والتاريخ النضالي، لكي تلتقي وتعمل بجد، والا ما فائدة الاحزاب السياسية والعمل السياسي اصلا، ان  لم تكن سببا لايجاد تقاربات وقراءات جديدة للوضع يمكن من خلالها الخروج من عنق الزجاجة الحالي.
ان ما اقوله قد يتناقض مع قراءة البعض، من ان الخارطة السياسية الموزعة حاليا والتي قد يطيب للبعض قراءتها لانها باعتقاده تمنحه فرصة للبروز على حساب الاخرين، اقول ان ما اقوله لا يتعلق بنتائج الفوز والخسارة في انتخابات مجلس النواب الكوردستاني، بل يتعلق بمصير الشعب، بمعنى العمل لانقاذ الشعب من الزوال، وان زال الشعب فانه حتى هذه المقاعد لن تبقى.
ان معاول البعض والعاملة لتفتيت الشعب او حتى ما تبقى منه، لا تعني غير التدمير الذاتي وحينها لن تفيد النسب الداخلة في البازارات السياسية احد.
والمشكلة الحقيقية لا اراها انا شخصيا في معاول الهدامين لوحدة الشعب، المؤمن بها، والعامل من اجلها والطامح  لتحقيقها اليوم قبل الغد، بل المشكلة هي في المدعين بالايمان بهذه الوحدة، فهم الاكثر اضرارا لها من خلال انقسامهم وتشرذمهم وعدم تمكنهم من التوصل الى القواسم المشتركة، وكانهم يعتنقون مبادئ دينية لا تقبل الخطاء وكل ما عداه فهو كفر والحاد، وليسوا رجال ونساء عاملون في السياسية التي تقبل الحوار والتحاول والتشاور للوصول الى القواسم المشتركة وبالاخص في المرحلة الحالية والمتسمة بالميوعة وفقدان الهدف، والخوف الكببر من المستقبل المنظور. فعدم ايجاد المخارج للوضع الراهن من قبل احزاب شعبنا السياسية وبالاخص المؤمنة بوحدته، يعني ان هذه الاحزاب والمنظمات والمجالس والحركات وكل التسميات قد استقالت من السياسية وتحولت الى مؤسسات تحمل مقدسات لا غير، وليس منظمات تعمل من اجل تحقيق مصالح منظورة لشعبها او لاعضاءها، انها تعمل من اجل جنة المبادئ، في حين ان الشعب ينساب رويدا وريدا من بين اياديها الى جحيم الضياع والانصهار، فلاجل من تعمل اذا؟
بالطبع لا يمكنني ان اضع نفسي في موقع المعلم لهم، ولكن هو مجرد تساؤول منطقي من قبلي، ان كنا نتمكن من التحاور والوصول الى مخارج منطقية لكل الامور مع الاخرين، وان كنا حتى في بعض الاحيان مستعدين للتنازل عن حق لنا من اجل خير الاخرين او لاجل خير الوطن او لمجرد عدم القدرة، فمتى سنتمكن من ان نعمل مع بعضنا البعض لخلق امل بمستقبل افضل لشعبنا في ارضه التاريخية؟ متى سنعمل من اجل تحطيم الحواجز وتحريك المياه في بركتنا الاسنة؟ السماء لن تأتي بالحلول الجاهزة لنا، لا بل انه من الظاهر ان السماء او بعض ممثليها على الارض تشارك في العمل المنظم لتفتيتنا وتهديد وجودنا فالمساء قد قررت الظاهر انها ليست بحاجة لنا، اذا فلنعمل من الارض وبمبادئ الارض وبما تتطلبه الارض، والسماء حينها ستهرب لملاقتنا ان كنا مشتاقين لها، فحينها سيكون الخيار لنا. 


bebedematy@web.de

297
ما هكذا يدعم اصل العراق!!!



تيري بطرس
ماكدت ارى ردي على مقالة الاستاذ الدكتور سيار الجميل على صفحات صحيفة الصباح البغدادية، وبعنوان ردا على مقالة الدكتور سيار الجميل العدالة في توزيع المظالم، ولمن يريد الاطلاع عليه ان يفتح الرابط التالي:
http://www.alsabaah.com/20090425/pdf/p12.pdf
حتى تفاجات بمقالة الدكتور كاظم حبيب والتي هي بعنوان (رأي في الحكم الذاتي والشعب الكلد- آشور- السريان في العراق)، لقد كانت مقالة الدكتور كاظم حبيب بالنسبة لي حقا مفاجأة غير سارة، فالاستاذ كاظم حبيب ليس ببعيد عن معرفة واقع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، والتهديد الجدي الذي يطاله ليس كافراد بل كشعب ذو خصوصية حضارية ثقافية، فمشاركات الاستاذ كاظم حبيب في نشاطات ابناء شعبنا وخصوصا المقامة في برلين عديدة ويشكر لها ولمواقفه السابقة في تفهم حقوق شعبنا. ولكن المفاجاءة كانت في ايراده مبررات يدرك الدكتور وكلنا ندرك ان هذه المبررات غير صحيحية وما حدث لم يكن بسبب مطالبتنا بالحكم الذاتي، فالمطالبة بالحكم الذاتي بدات منذ ما بعد منتصف عام 2006، على الاقل المطالبة الاخيرة، ولا نقصد المطالبات التاريخية. وكان قد سبق هذه المطالبة الهجمات المتتالية على ابناء شعبنا ودور عبادتهم وتهجيرهم من البصرة والانبار والدورة، عدا عمليات التصفية التي سبقت ذلك في الموصل، والدكتور يدرك جيدا ان الارهابيين والمتعصبين قوميا، ليسوا بحاجة لمبررات لقتل ابناء شعبنا، فنحن نقتل بجريرة ما يقوله بابا روما، او بجريرة رسوم كاريكارتيرية رسمها دنماركي غير مؤمن اصلا، ونقتل بجيرة صراع مسيحي اسلامي في اندونيسيا او جراء الصراع في شيشان، او قتل اليهود لفلسطينين في اسرائيل يتم الثأر منا. ولم يتكلم ولم يطلب احد من بابا روما لكي لا يتكلم لكي لا يعاني ابناء شعبنا وبقية المسيحيين من ردات فعل الارهابيين. او غيرها من المواقف.  ولكن عند قتل المسيحيين او من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وهو العمل المستمر والدائمي نطالب بالصمت والسكوت وان لا نرفع صوتا باي مطلب لحماية مستقبل شعبنا محملينا مسؤولية ما يراق من الدماء البريئة لابناء شعبنا. انه حقا منطق غريب، انه منطق السكوت والصمت عن الشكوى وعن بحث الحلول لكي لا نستثير الارهابيين، اذا لنترك شعبنا يهاجر رويدا رويدا ويضيع في المهاجر، وليرثتنا من يتواجد في العراق من العرب والكورد، فهل هذا هو المطلوب؟
اذا كنا نحن مهددون لمطالبنا السياسية، فما مبرر عمليات قتل المندائيين والازيدية، ما مبرر قتل الشيعة على يد تنظيمات سنية والسنة على يد عصابات شيعية. ان الارهاب والارهابيين لن يعدموا حجة لاذيتنا والنيل منا وحجة مطالبتنا بالصمت عن اي مطالب قومية مشروعة بحجة للحفاظ علينا فيها بالنسبة لنا ان، وليعذرنا الدكتور ان قلنا ان الحجج ليست بريئة مطلقا.
لماذ تسيئ علاقتنا بالشعبين العربي والكوردي، جراء مطالب قومية لا تسرق من احد، بل هو مطلب لتنظيم اداري سياسي يحمل مميزات تساعد شعبنا في البقاء ليس الا. فهل ما هو حلال للاكراد والعرب حرام علينا؟، هل لهم حلال ترسيخ حقوقهم القومية والدينية والطائفية، وهم غير مهددون كثقافة وكحضارة في وجودهم، وحرام علينا؟، اليس منطقا غير سليم ما يطرح علينا لكي نتخلى عن مطلب مشروع وانساني ومحق في اطار كل الاتفاقيات الدولية .وهل تغيير الخارطة الادارية لمنطقة سيثير العرب والكورد؟ الم تتغير خارطة محافظة الموصل، حيث استقطعت منها كل محافظة الدهوك، واقضية منها الحقت بمحافظة صلاح الدين، لماذ سكت العرب على هذه الاستقطاعات، هل لان الحكومةكانت حينها مسيرة من قبل حزب عروبي ؟، وهل ان ما يقوم به طرف قوي امر محق وما يطالب به شخص ضعيف وخائف على الذات، يستحق الرجم والاستهزاء؟
اخر ما كنا نتوقعه من الدكتور ان يعتبر ان حق اقامتنا في الحدود العراق الاتحادية ، كانه منى النفس بالنسبة لنا، او كأنه حق مسلوب منا في السابق، وجاء التغيير بعد 9 نيسان 2003 واعاده لنا.
 في البصرة كنا موجودين ولكننا انحسرنا وبات عددنا قليلا جدا، وفي الرمادي تم ابعادنا، وفي الكرخ من بغداد يحتفل بين الفينة والفينة بعودة الامن ولكن اهلنا لا يحسون به، ان وجودنا في العراق وحق التمتع بهذا الحق هو حق لكل مواطن عراقي، فاذا كان الحق مباح للكوردي فما بالكم تتغنون بالفدرالية، كحق للكورد، فهم باعتقدي وبحسب المنطق السائرون عليه،  ليسوا بحاجة للفدرالية وليعود العراق الى سابق عهده بلا فدرالية ولا هم يحزنون. ولتتوقف كل المطالبات العربية والتركمانية والكوردية، بضمان حقوقهم.
في الدستور العراقي، تم تقنين الصراع من خلال المادة 140، وهي تخص كل المناطق المتنازع عليها، وللغرابة او لحسن الحظ فكل مناطق شعبنا تقع ضمن اختصاص المادة 140، فهل هنا سيكون الصراع التناحري، وسنؤخذ بجريرة مطالبنا، في حين ان هناك صراع على محافظة بكاملها وهي محافظة كركوك، وصراع على منطقة سنجار وهي اكبر من سهل نينوى، وصراع على خانقين ومندلي وزرباطية، فهل حل هذه الاشكاليات والتي تتعلق بالارض، وهي لن تؤثر على الهوية القومية الكوردية او العربيةن بمعنى ان عادت عائديتها لاقليم كوردستان فان العرب لن يفقدوا هويتهم القومية وان بقت في وضعها الحالي فان الكورد ايضا لن يفقدوا هويتهم القومية وكل المناطق بالتالي هي ضمن العراق الاتحادي، هذا العراق الذي عندما يصل الامر الى الحديث عن حقوقنا يرجع وبقدرة قادرة الى اكثر الاشكال من المركزية المتزمتة. ولكن نحن المهددون بزوالنا من على وجه الارض كشعب وكهوية تتراكم على رؤسنا التهديدات ليس من الارهابيين فقط، بل ايضا من المحسوبين اصدقاء شعبنا، ومن حملة مشاعل التنوير والليبرالية الاجتماعية على الاقل ان لم نقل السياسية. اذا مسألة الصراع علي المناطق تم حسم الية حلها وهي مدونة في الدستور، واذا بقت في المناطق العربية او التي سميت بالعربية او اذا الحقت باقليم كوردستان فهي ستبقي عراقية خالصة. ولكن كل ما في الامر انه ستقوم في المناطق الخاصة بشعبنا مؤسسات تشريعية وتنفيذية وهياكل ادارية من القضاء والشرطة المحلية ودوائر الدولة الضرورية الاخرى، ستكون لغة التخاطب الرسمية فيها السورث (السريانية المحكية) وسيكون للمنطقة مؤسساتها النابعة من شرعية مؤسساتها التشريعة لادارة العملية التربوية والعلمية وتصحيح مسارت معينة ووضع الحل النهائي لمشاكل عويصة تواجه شعبنا مثل التسمية، اي ان الميزانية الخاصة بالمنطقة ستلاحظ تخصيص اموال تصرف لتطوير ثقافتنا وتعمل لشد لحمتنا القومية المشوه بفعل ما مورس بحقنا عبر التاريخ الماضي والذي انتم سيد العارفين مضمونه.  .
ماهي المشاكل التي ستخلقها المطالبة بالحكم الذاتي، فوق كل المشاكل التي يعانيها العراق، من الارهاب والتدخلات الاجنبية وخصوصامن قبل بعض دو الجوار، والصراعات الطائفية والقومية. ان  الاطراف المشتركة في هذه الصراعات والمشاكل تستعمل كلها السلاح والمفرقعات والتهديدات لتحقيق غايتهأ، عدا المطالبة بالحكم الذاتي لشعبنا والذي يسير بما رسمه الدستور العراق وروح الديمقراطية، فهل كل ما سبق ترياق للعراق والحكم الذاتي هو الطعنة النجلاء له؟
ان مسألة اين سيكون الحكم الذاتي، سيتم حسمها بالتصويت الشعبي المنوص عليه ايضا في الدستور العراقي حين الرغبة في تحديد عائدية منطقة ما. وعلى العرب في محافظة الموصل، والاكراد في اقليم كوردستان استمالتنا بتقديم مميزات سياسية واقتصادية لمنطقة الحكم الذاتي ان ارادوا ضم مناطقنا، والشعب بالتاكيد سيختار الحكم الذاتي في المنطقة ذات المميزات الافضل. ولكن من الثابت ان منطقة الحكم الذاتي ستكون في العراق، وهذا تدركونه جميعا ومن الثابت ان منطقة الحكم الذاتي ستكون منطقة تضم خليطا من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والكورد الازيدية والشبك والعرب والكورد المسلمين.
ان احد اسس بناء العراق الديمقراطي هو ان يكون لكافة مجموعاته السكانية او مكوناته وبذات الحقوق، والسيد سركيس اغاجان في مطالبته بالحكم الذاتي وبمساعدة اكثرية تنظيمات شعبنا السياسية وجمهرة كبيرة من مثقفينا ورجال ديننا وبقية ابناء الشعب بنساءه ورجاله وشبابه، فانهم بالتأكيد يساهمون في بناء العراق الديمقراطي التعددي الخالي من عوامل عدم الاستقرار، وهنا يتبادر الى ذهني السؤال التالي هل ترون حقا ان استقرار العراق مناط فقط بوقف شعبنا مطالبته بالحكم الذاتي؟
ان ارهابنا بالبعبع العربي والمد الاسلامي يجب ان يزيدنا اصرارا على المطالبة بالحكم الذاتي، البوتقة التي يمكن منها ان تنطلق اسس حمايتنا واستمرار شعبنا على ارضه التاريخية، ان ارهابنا بهذه الامور دليل على عدم حسن النية، فالمطلوب هو لجم التعنت العروبي والتهور الاسلامي لكي يكون البلد وشعبه مهياء للدخول في حوار شامل لحل كل مشاكله بالاسلوب الحضاري وليس بالترهيب والوعيد.



bebedematy@web.de
 

298
توضيح من تيري بطرس




من  متابعتي لكتابات وحوارات ابناء شعبنا، لاحظت ان هناك سؤ فهم وتفسير غير سليم لعنوان مقالتي الاخيرة (الاخوة دعاة الكلدانية لا تستعجلوا الامر) والتي يمكن الاطلاع عليها على الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,291446.0.html
 وحيث انني في مقالات سابقة وكثيرة اكدت على ان التسمية الكلدانية هي تسمية تاريخية وهي تخص شعبنا ونعتز بها كما التسمية الاشورية او السريانية، فاني استغرب التفسير الخاطئ لعنوان المقال خاصة وان نص المقال ومضمونه واضح.
ان مواقفي ومواقف الحزب الوطني الاشوري معروفة للجميع، فنحن لا نؤمن ولا يمكننا ان نؤمن بان الكلدان والاشوريين والسريان هم من ارومة او شعوب او قوميات مختلفة، بل هم شعب وقومية واحدة وعلى هذا الاساس نحاور ونعمل.
يؤسفني ان يتخذ بعض الاخوة من عنوان المقال سببا للقول اننا ننكر التسمية الكلدانية. ان ما ننكره هو وجود القومية الاشورية او السريانية او الكلدانية منفصلة احداها عن الاخرى!!
فنحن نؤمن ونمارس وان كلا منا يستعمل التسمية التي ترعرع فيها وان ايا من هذه التسميات تساوي وتحوي وتعبر عن الاخريات ايضا.
المقالة كتبت جراء ملاحظتي تسارع البعض لفصل ابناء شعبنا الى قوميات وشعوب بخلاف حقائق التاريخ والواقع وبخلاف استحقاقات المصير.
المقالة كتبت لمسارعة البعض لفصل وتقسيم ابناء شعبنا في وقت يعاني الهجرة ويكاد ان ينتهي وجوده في الوطن.
وبالتاكيد فمن يقرأ المقالة سيلاحظ ذلك، وبالتأكيد ان ختام المقالة كان انذارا واضحا للجميع لدعاة الاشورية او دعاة الكلدانية، لكي يلاحظوا الواقع ويعملوا من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه.
ان المقالة هي تحذير للجميع من ما سيلاقينا ان اصرينا على حروبنا الداخلية والتافهة حول التسمية، وهي حروب مصالح ضيقة غلفت بالتسمية ليس الا.
ان كاتب المقالة والحزب الذي ينتمي اليه عانوا اتهامات وتهجمات وتشكيك ممن يتطرف في اشوريته لحد انكار حق الذين يقولون بالتسمية الكلدانية. لكن ذلك لم يثنينا عن موقفنا وايماننا بوحدة شعبنا ورفضنا للدعوات المتطرفة لتقسميه اشورية كانت ام كلدانية ام سريانية.
وفي المقالة اوردت ان موقف الاخوة الداعين الى تقسيم شعبنا الى كلدان واشوريين كان رد فعل للمواقف المتطرفة لبعض الاطراف الاشورية.
المقالة كانت ايضا تدعو للقبول بالتسمية المشتركة وتدعو الاخوة الكلدان للحفاظ على ذلك ومن ثم عند تحقيق ما نصبوا اليه من امال وطموحات، فانهم وبامتلاكهم الاكثرية (بحسب البعض 80%) فانهم وبكل سهولة سيمكنهم تغيير التسمية الى التسمية الكلدانية ونحن راضون بها ان كانت تمثل راي هيئة شرعية يمكن الوثوق بها كهيئة منتخبة من شعبنا كله.
اكرر استغرابي من اساءة فهم المقال رغم وضوحه.


اخوكم تيري بطرس
المانيا

299
الاخوة دعاة الكلدانية  لا تستعجلوا الامر !




تيري بطرس
لم نتمتع كثيرا بخبر ادراج التسمية الموحدة لشعبنا المبتلي بالتسميات. الا وانهالت علي رأسنا رسالة المطارنة وهي ترفض وتعتبره غبنا بحق تسمية ما، ومقالات كثيرة كتبها كتاب مستعجلين للامر ووأد المسألة قبل نضجها.
لن ااتي بجديد ان قلت اننا قومية واحدة، وشعب واحد، وان لشعبنا امتدادت في ايران وسوريا وتركيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق والمهجر، وان لهذه الامتدادات حق علينا وخصوصا في المسائل القومية الخالصة مثل التسمية مثلا. ان ما يحدد كوننا امة واحدة ليس رغباتي الشخصية وليس طمعا بجلب الاكثرية الكلدانية الى الاقلية الاشورية، بل ما يحدد كوننا امة واحدة هي اللغة الواحدة، وهي العادات المشتركة وهو التاريخ المشترك، وهي الارض المستركة، وهي الثقافة المشتركة، حتى في اكثر الامور سلبية نتصف بها وهي تفريخ الانقسامات المتتالية في كل مؤسساتنا.
فالحقيقة  انه يجب ان تكون  مسألة تسمية شعبنا  مرهونة بقرار يتخذه كل ابناء شعبنا في العراق وسورية وايران وتركيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق والمهاجر في الامريكيتين واوربا واستراليا، او المؤسسات التي تمثلهم، لان الاسم ملك لهم جميعا، وهو امر يهمهم، ولكي لا ينقسم شعبنا في كل بلد وحسب التسمية التي يريدها البعض. ولكن البعض ولشكهم في النتيجة التي قد نصل اليها في النهاية فانهم يستعجلون تقسيم شعبنا الى تسميات مختلفة اي كل تسمية تعتبر قومية بحد ذاتها.
ولذا فان العاملين من اجل القومية الكلدانية باعتبارها قومية منفصلة عن الاشورية، يغيبون ابناء شعبنا من دول الجوار وجالياتهم من حوارهم ولا يشعورن بهم، لا بل حتى وان كان بعض الاطراف من ابناء شعبنا في دول الجوار يؤمن بالكلدانية كتسمية الا انه سيبقي مغيب، لان المعتنقين لمبداء كون الكلدانية منفصلة عن الاشورية، لا يوجههم التو جه القومي، بمعنى الحصول على الحقوق القومية الخاصة، فلو كان الامر كذلك، لرأينا تعاطفا وتعاضدا مع بقية الكلدان في دول الجوار، وهذا هو ديدن الشعور القومي، اي التعاطف مع الاخر المعتبر جزء من الحالة والتواصل معه، وخلق مؤسسات مشتركة، بغية الرفع من شأن ابناء القومية الواحدة، وهذا ليس حاصلا البتة، بعكس الحالة الاشورية، التي وفي اصعب الظروف لم تقطع تواصلها مع ابناء الامة في البلدان الاخرى، لا بل ان المؤمنين بالاشورية خلقوا تواصلا مع كل ابناء الامة وحتى المتسمين بالسريانية او الكلدانية ويستمرون على ادامة التواصل والحوار لايمانهم ان مصير الكل هو هم مشترك، ولايمانهم ان ابناء هذه التسميات هم تجليات لحالة واحدة ليس الا.
ولكن على مستوى العراق، نرى باسف شديد، محاولات محمومة من اجل وأد التسمية المشتركة، رغم ان التسمية المشتركة هي حالة يمكن ان تكون مؤقتة، بمعنى انه لو تم تحقيق الحكم الذاتي، ولان المؤمنين بالتمسية الكلدانية يقولون انهم يمثلون 80% من ابناء شعبنا بتسمياته الثلاثة، فانه وبالتأكيد من الممكن ان يقودوا هم مؤسسات الحكم الذاتي، وبالتالي القيام بتشريع القوانين التي تؤكد ما يؤمنون به. ولكن لماذ الاستعجال في وأد التسمية المشتركة حقا اذا كان الامر كذلك؟
ان استعجال المؤمنون بالتسمية الكلدانية في واد التسمية المشتركة يدخل فيها عوامل متعددة، منها اعتقاد المؤمنين بهذه التسمية انهم مغبونون في التمثيل بعكس اقرانهم الاشوريين، وهذا الغبن تولد لديهم من تكليف السيد يونادم كنا بعضوية مجلس الحكم، واستبعاد البطريرك مار عمانوئيل دلي، حيث كان البطريرك الكلداني هو من يمثل الجميع في مجلس الاعيان ابان العهد الملكي، لان الاشوريين كانوا مقاطعين الحالة السياسية العراقية اصلا منذ مذابح سميل. والسياسية الرعناء لبعض الاطراف الاشورية وبالاخص المتعصبين منهم، والذين لا يمكن الحوار معهم مما وفر للمتمسكين بالتسمية الكلدانية، مبررات لمحاربة التسمية المشتركة وان كانت على حساب حقوق شعبنا القومية. ومن هنا نلاحظ ان الشعور القومي لدى بعض المتمسكين بالانفصال القومي بين الاشوريين والكلدان والسريان، هو وليد معاداة الاشورية، وليس تعبيرا عن وعي قومي  يتطلع الى التمتع بالحقوق المستلبة، والاشورية في اللاوعي هي الكنيسة المشرق  بمذهبها ذو الطبيعتين واقنومين، وهذا العداء ان لم يكن حقا له تبريرا لا هوتيا، بل هو عمل تربوي منغرس في طبيعة التربية التي تم شحن عقول البعض بها، وهي ان ابناء هذه الكنيسة هم هراطقة، هذا هو البعد اللامرئي، في حالة العداء مع الاشورية كتسمية وكانتماء.  رغم ان الاحزاب الاشورية بغالبيتها احزاب علمانية في الاساس ولكنها تحترم الايمان المسيحي، وتفتخر بتاريخ الشعب في المرحلة المسيحية، وهي مفتوحة لانظمام كل ابناء شعبنا دون النظر الى طائفته، فعلى الاقل وحسب معلوماتي فان كل الاحزاب العاملة في الساحة العراقية والتي تتسمي بالاشورية او التسمية الثلاثية او بتسمية بيت نهرين، مثل حزب بيت نهرين الديمقراطي، الحزب الوطني الاشوري، الحركة الديمقراطية الاشورية اتحاد بيت نهرين الوطني، تضم في صفوفها من كل طوائف شعبنا وبلا حساسية، لا بل يلاحظ صعود الاشخاص من المتسمون بالكلدانية مواقع مهمة في صفوف هذه الاحزاب رغم ان غالبية المتلحقين بهذه الاحزاب انضموا بعد سنوات العمل السري.
ولعل اهم عامل اخر يعمل على استعجالهم وأد التسمية المشتركة هي خوفهم حقا من ان الشعب يتقبل التسمية الاشورية وليس له حساسية ما ضدها، وهنا يرتابهم خوف من ان تكون التسمية الاشورية في اخر المطاف هي التي سيتم اقراراها، ديمقراطيا ولذا فالحل الامثل هو استعجال واد التسمية المشتركة استباقا لكل شئ، مستغلين حق الانسان في الاقرار بقوميته الخاصة.
ان وحدة الامة والشعب يجب ان تكون خطا احمر، لا يمكن القبول بتجاوزه، وان ما حدث في بغداد حين اقرار مسودة الدستور بفصل الكلدانية عن الاشورية، يجب ان يعتبر يوما اسودا في تاريخ شعبنا، فالذي يعمل من اجل ذلك يدرك، انه بهذا سيحقق امور عديدة ولعل اهمها ضمان بقاء المتسمين بالكلدانية رهينة في يدهم ومن ثم التكلم باسمهم كنسيا، ورفض الكثير من الحقوق ومنها بالاساس التعليم والتعلم بلغتنا القومية، لان التعلم بهذه اللغة هو ناقوس الخطر، لان من يعرف لغته يدرك تماما ان لا وجود لاشوري وكلداني كامرين مختلفين قوميا.
مرة اخرى ندعوا اخوتنا المؤمنين بالتسمية الكلدانية، الى التريث وعدم الذهاب بعيدامن   اجل فصل التسمية، سنقوم بتدمير مشروع الحكم الذاتي، وبالتالي بقاء شعبنا كما كان سابقا في حالة معلقة، لا يعرف موقع قدمه، مما سيدفعه للتخلي عن اخر معاقله والالتحاق بالمهجر وهنا لن تفيدنا كلا التسميتين الاشورية او الكلدانية. على ابناء شعبنا وخصوصا القسم الغالب عليه التسمية الكلدانية، الادراك التام ان البعض يجره الى حافة الهاوية، فهم مستعدين لحرمان شعبنا من حقوقه المقدسة لاجل ان لا يفيد المتسمون بالاشورية من اي شئ، وهنا لا اختلاف بينهم وبين غلاة الاشوريين ممن يرفضون التمتع بحقوقهم ان استفاد الكورد من هذا التمتع وان بنسبة بسيطة، انها مفارقة مؤلمة ان تصل بنا الاحقاد الى هذا المستنقع الخطر، والغير المنطقي،  يمكن ان نقول انه مستنقع الاجرام بحق شعبنا الواحد وامتنا الواحدة.
تبقي ملاحظة اخيرة اود قولها، وهي اننا كلانا نعترف ونقر بان اول نيسان هو راس السنة البابلية الاشورية، اكيتو، ولسد الباب امام الضغوط والمماحكات الغير المجدية ارجو الاحتفال بهذا العيد دون ذكر السنوات، كان نحتفل بعيد اكيتو وهو راس السنة البابلية الاشورية ونترك السنوات، والتي ندرك جميعا انها غير حقيقة اصلا بل هي حسابات اعتمدت على تفسيرات معيبنة لا غير. فلنعمل من اجل زيادة عوامل التقارب وليس من اجل زيادة المختلفات ايها الاخوة الاعداء من الاشوريين والكلدانيين، انه منطق الحقوق ومنطق المستقبل وبعكسه فلنقراء السلام على كلا التسميتين وعل المتسمين بهما.


bebedematy@web.de

300
استقلالية القرار... النغمة الجديدة




تيري بطرس


صار من المتعارف عليه، انه في اي حوار يمكن ان يقام مع اعضاء او انصار الحركة الديمقراطية الاشورية، سنجد التبجح باستقلالية القرار لدى الحركة، وعدم استقلاليته لدى الاخرين من احزاب شعبنا القومية والمسماة بالكلدانية او الاشورية او السريانية المتواجدة في العراق وبضمنها المجلس القومي الكلداني السرياني الاشوري.
اولا- ما معنى استقلالية القرار في السياسية، معناه الحقيقي، ان متخذ القرار  ينظر لمصلحة من يعمل من اجلهم حين يتخذ القرار، اخذا بنظر الاعتبار ردود فعل السلبية والايجابية من الاطراف القومية والوطنية والدولية ان كان له تاثير دولي مثلا، فصانع القرار يجب ان يوازن بين كل الامور قبل ان يتخذ قراره، لكي لا يكون وبالا على شعبه، مثال اتخاذ صدام حسين لقرار غزو الكويت او اتخاذه لقرار الحرب ضد ايران او في الحقيقة اغلب قراراته التي جلبت الويل للعراقيين جميعا. ان عدم اتخاذ ردود فعل الاخرين بنظر الاعتبار عند اتخاذ اي قرار من قبل اي طرف وخصوصا الاطراف العاملة في المجال العام يعني التهور ان لم يكن الجنون المطبق .
ثانيا – ما هو القرار، القرار او التوصية او التوجه للقيام بامر ما يتعلق بالمجال العام، فهل قرار الاطراف المؤتلفة في لجنة تنسيق العمل بين احزاب ومؤسسات شعبنا، عند اتخاذها لقرار العمل من اجل وحدة الخطاب السياسي وتأييدها لمطلب الحكم الذاتي وللتسمية الثلاثية، وهنا كما ترون ثلاثة قرارات تتعلق بمجال خدمة شعبنا ووحدته وتحديد مستقبله، كان قرارا غير مستقل، بمعنى انه لا يخدم شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ويخدم اطراف اخرى؟
 يقال ان مشروع الحكم الذاتي هو لخدمة الاخوة الكورد، لانه يوسع فدراليتهم، والبعض قال لانه يستغل الموارد اولية الموجودة في المناطق التي يتواجد فيها شعبنا، والبارحة سمعنا انه يضمن استمرار المياه وخصوصا من الزاب الاسفل، في حين ان الزاب الاسفل لا يمر في منطقة المسماة سهل نينوى، وفي حين ان الموارد الاولية هي موارد للدولة العراقية، وفي حين ان توسيع اقليم كوردستان ليس خاضعا لما يقرره شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، بل هو خاضع على الاكثر لقرار الاخوة الازيدية والشبك. قال الاب عمانوئيل بيتو في احد مقالاته ان بعضنا يعمل من اجل الاضرار بالكورد وليس العمل من اجل ترسيخ حقوقنا اي (انتي كورد اكثر مما هم  برو اسريان).
يقينا نعلم جميعا ان اقليم كوردستان هو جزء من العراق،( المعارضين للحكم الذاتي او المؤيدين له)، ويقينا ندرك جميعا ونقولها بكل صراحة ان من حق الكورد ان يكون لهم دولة، والكثيرين منا يشكون ان الكورد يعملون في هذا الاتجاه، وهذا الامر ايضا بالمستبعد، ولكن لا احد يتسأل ما هي مصلحة شعبنا في ان يكون جزء كبير منه سواء في الاراضي او نفوس ضمن اقليم كوردستان، والامر مقبول من جميعنا، وكلنا المعارضون للحكم الذاتي او الموافقون يتعاملون مع الامر كحقيقة ثابتة، وان يبقى القسم الاخر من شعبنا بارضيه وسكانه جزء من اقليم اخر او من من محافظة اخرى؟ بحجة الدفاع عن وحدة العراق، وليس هناك ولا حتى من الكورد  من يعارض وحدة العراق وان كل ما قلناه عن نيات الكورد هو بالحقيقة تحليلات سياسية مبنية على قولنا انه يحق لهم اقامة الدولة القومية، لان اقامة الدولة القومية الكوردية يتعارض مع مصلحة اربعة دول حاليا على الاقل وهي تركيا وايران وسوريا والعراق، وبالتالي فان الكورد غير مستعدين لمثل هذه المواجهة المكلفة. فواقعية السياسة الكوردية تعمل من اجل الحفاظ على المكاسب وترسيخها وتطوريرها. اذا حتى في اقصى احتمال وهو ما طالب به الحزب الوطني الاشوري، وهنا نعنى ان من كل مجموع المؤيدين للحكم الذاتي فقط الحزب الوطني الاشوري هو الذي طالب بضم مناطق شعبنا في سهل نينوى لاقليم كوردستان، واسباب قراره ومطالبته واضحة، ولكن هذه المطالبة تمر بالمراحل التي يقرها الدستور العراقي اي المطالبة وتقديم الطلب وتوفر عدد معين من السكان وتوفر تأييد برلماني عراقي ومن ثم استفتاء، فهل في هذا القرار اي خضوع للاخر ام انه قرار مبني على رؤية محددة ومبررة سياسيا وواقعيا وتخدم مصلحة شعبنا في توفر اغلبية ديموغرافية فاعلة، تعيش على اراضيها التاريخية، ويكون لصوتها التاثير الكبير في مجريات السياسية للاقليم ومن ثم للعراق.
اذا بالنسبة للحزب الوطني الاشوري في مطالبته بظم مناطق شعبنا في ما اصطلحنا على تسميته بسهل نينوى الى اقليم كوردستان، هناك رؤية لمصلحة شعبنا، وهي انه سيكون ديموغرافيا بقوة يمكنه من ان يؤثر على قرار الاقليم لتحقيق المزيد من الحقوق، وسيكون متمسكا باراضيه التاريخية وسيبني وجوده على تلك الارض المرتبطة بذاكرته التاريخية، وهو في نفس الوقت جزء من العراق وجزء من الاقليم. وبالنسبة لمؤيدي الحكم الذاتي بمجموعهم، فمطالبتهم او تأييدهم للمطالبة  بالحكم الذاتي، لم تأتي من الفراغ او لتحقيق اجندة كوردية، فتلك الاجندة موجودة في مخيلة الاخرين المتبجحين باستقلالية  القرار وهم ان امتلكوا قرارا فكان على الدوام لغير صالح شعبنا. اذا لنعود الى قرار المؤيدين للحكم الذاتي، ومبرراته. ان نظرة فاحصة لواقع شعبنا يمكن ان تنبأنا بانه واقع مزري، فقد عملت الانظمة المتعاقبة على استلاب شخصية الفرد من ابناء شعبنا، فلا نحن نتكلم لغتنا، ولا محتفظين بعاداتنا، ولا نمتلك نصيبا خاصا من ثروات بلدنا يمكننا من ان نتصرف بها لتطوير مميزاتنا الحضارية، ولا شعبنا كشعب يمتلك قرارا، بل هو متوزع الاهواء والميول ويخضع لمتطلبات الاخرين، وان كانت هذه المتطلبات بالضد من مصلحته القومية، وهنا لا ننتقد توجهات ابناء شعبنا الاقتصادية، بل الفكرية والتي تعمل من اجل ترسيخ وجود قوى تعود البعض على اعتبارها صاحبة الوطن لوحدهها ونحن ضيوف لديها وعلينا تقديم الشكر والطاعة ليل نهار لها لانها اوتنا وحمتنا كما يقولون. ان المطالبة بالحكم الذاتي تعني لنا ان تحققت امور كثيرة، ولعل ابرزها بروز قرار سياسي لشعبنا يظهر من مجلس نواب منتخب من شعب اقليم الحكم الذاتي، وبالتالي اتخاذ قرارات لمعالجة الخلل والتشرذم في شعبنا ولمصلحته وتتسم هذه القرارات بالشرعية السياسية والقانونية، وتتسم كذلك بالقدرة على تطبيقها لانها ستكون ملزمة لكل ابناء شعبنا في العراق. ان الحكم الذاتي لا يوفر الحماية لشعبنا ومميزاته الحضارية فقط في العراق، بل ستمتد هذه الحماية الى المهجر، لان اغلب مؤسساتنا المهجرية ستتخذ من قراراته نبراسا لها في تمشية امورها، لا بل ستكون منطقة الحكم الذاتي قبلة اغلب ابناء شعبنا في سياحتهم واستثماراتهم في حالة كون قيادة الحكم الذاتي رشيدة. كما ان تحقيق مشروع الحكم الذاتي يعني بعث الدف في اوصال ابناء شعبنا في كل من ايران وسوريا ولبنان بما سيقوي وسيمنح شرعية لمطالبها القومية. والمطالبون بالحكم الذاتي ، يسيرون في سلوك درب المطالبة بالاسس الدستورية التي نص عليها الدستور العراق وتوافق القوى السياسية الكبرى في العراق، والمناخ السائد في العراق، في اظهار كل مكون عراقي لذاته لكي يتم بناء عراق جديد تعددي فدرالي ديمقراطي وبالتالي فان المطالبة بالحكم الذاتي هي مطالبة لتحقيق استقرار وترسيخ السلم في العراق، وليس كما ينشر البعض من قول انه يضعنا في كماشة او سيثير علينا الارهابيين، وكان مشروع الارهابيين هو الذي سيدوم، او كان الكورد والعرب سيتحاربون وهذه الحر ب ستمر من خلال مناطقنا حصرا والبالغ طولها عشرون كيلومترا، وليس من خلال الالف كيلومتر الاخرى التي تحدد حدود او طموح حدود الاقليم عن بقية العراق، هذا اذا صدقنا هذا البعض ان الكورد والعرب متجهين للحرب، وهذا فندناه في مقدمة هذه المقالة.
فاذا لو تفحصنا ميزات الحكم الذاتي سيعنى انه بغالبيته لصالح شعبنا ومستقبله وبقاءه كشعب فاعل ومؤثر في المنطقة ، وان استفادة الكورد او العرب منه لا تلغي اهميته لنا، فالكورد قد يستفادون في اضافة الكتلة الازيدية اليهم لانهم مواطنهيم بالقومية، والعرب والكورد سيستافدون ايضا من الاضافة الحضارية وتنوعها للعراق ولصورة العراق في المحافل الدولية، هذا عدا عن الاستفادة الاقتصادية من تنشيط السياحة والاستثمار من خلال ابناء شعبنا و بالضرورة نحن يجب ان نقيس الامور على مدى استفادتنا كشعب وليس استفادة الاخرين، فنحن مسؤولين عن شعبنا وبقائه وتطوره في بيئة سليمة وامنة ومستقرة. اذا اين في قرار المطالبة بالحكم الذاتي وقرار التسمية الثلاثية الذي التحقت به الحركة مؤخرا ولكن بعد دفع تكاليف كثيرة، من بوادر عدم الاستقلالية في القرار؟   
وبعد تفنيد الشعار الجديد والغالي على قلب المرددين له، نعود ونتسأل اين اثبتت الحركة الديمقراطية قراراها المستقل، هذا اذا كان لديها قرارات محددة ومعروفة، واذا كانت لا تزال تسير بحسب اللي يجي خير من الله واللي ما نوشا حامض, فالحملة الدعائية التي قادها بعض من اعضاء الحركة الديمقراطية الاشورية ضد التعايش مع الكورد، وخصوصا الحملة ضد الاقليم في المهجر، صورت الامور لبعض الذين لا يزالون يصدقون خطابها، ان شعبنا في الاقليم يعيش في الجحيم وان الحل ما دامت كل مناطق العراق  خطرا علينا، هو الهجرة، وندرك ما تعنيه الهجرة من استنزاف ابناء شعبنا، وتركهم كل ممتلكاتهم من الاراض وغيرها للاخرين، اي انهولاء البعض وبعض المهوسين يخدمون ما يقولون انه نيات الكورد، في تسليم قرانا ومناطقنا لهم خالية وحاضرة. فهل في هذه المواقف ادنى مصلحة لشعبنا؟ ، وهل في العمل من اجل زيادة اعداء شعبنا اي استقلالية وممارسة سياسية، فالممارسة السياسية تعني زيادة الاصدقاء وزيادة الحقوق. وهل كان في مواقف البعض من معارضة الحلول التوفيقية لمسارعة توحيد شعبنا، مساهمة في حصر السلبيات تمهيدا لازالتها ولكي يقوي شعبنا. ان استقلالية القرار، ليس شعارا فقط، بل هو ممارسة وهو نتائج، وبئس النتائج من بعض من يدعي ان قرارهم مستقل!!!!! 




bebedematy@web.de

   

301
المنبر الحر / ايه يا نيسان !!!!
« في: 23:18 31/03/2009  »
ايه يا نيسان !!!!




تيري بطرس
الغد، هو الاول من نيسان، انه راس السنة الاشورية او البابلية الاشورية، تدق الساعات الاخيرة لنستقبل عام 6759 أ، ولاستقبال النيسان شجون وهموم والام تكاد ان تحطم الامل، الامل ليس بالمستقبل بل بالوجود ذاته، فهناك شك كبير في ان يكون هناك شعبا يحمل ترف الاحتفال بنيسان، نعم يا اخوتي انا خائف ومرتعب من ان لا نوجد على خريطة شعوب العالم، في المستقبل القريب، وهذا لاننا بايادينا وبكل صلافة وتحد سائرون الى الحتف المنشود.
في السبعينيات من القرن الماضي بدأت خطواتنا للاحتفال بنيسان، طبعا جداتنا كن يحتفلن منذ القدم بمقدم الشهر المبارك بتعليق حزمة من الحشائش الخضراء على الباب من الخارج. ابتدانا بخطوات غير معلنة علنا، ولكنها معروفة للمشاركين، خطوات واجهتها صعوبات كثيرة وخصوصا انها تتزامن مع احتفال الرفاق الشيوعيين بتأسيس اقدم احزاب العراق، فمن ناحية ما كنا نريد ان نعطي اي انطباع للنظام باننا شيوعيين او قريبين منهم، ومن جهة اخرى ما كنا نود اعلان سبب الاحتفالات والحفلات لانها كانت ستمنع، ففي كلا الحالتين كانت الانظار تتجه الينا. وتعيق تحركاتنا القومية الاخرى مثل تدريس الللغة واحياء التقاليد ونشر الوعي القومي، وبث الوعي السياسي، بمعنى انه لا بد لتحقيق طموحاتنا القومية من تنظيم سياسي. وكان هذه القول مقدمة لكسب الناس للعمل السياسي المباشر. كنا نحتفل بخوف بنيسان، ولكنننا كنا كلنا ثقة وامل بالمستقبل، اما اليوم فها نحن نحتفل بهذا العيد المقدس، بهذه الاستمرارية ،بهذا الرابط بيننا وبين الاجداد، ولكن يملانا الخوف من الاتي، ويا ريت الاتي من الاخرين لكنا تمكنا من ايجاد العلاج، او حلفاء يساندوننا، ولكن لا احد مستعد ليساعد شعب، لا يحب مساعدة ذاته، شعب منقسم على ذاته، منقسم تسمويا (باسم الشعب او الامة واسم اللغة، او اسم البقعة) منقسم كنسيا، وتحاول بعض الكنيسة سرقة دور السياسي، حتى لو كان على اشلاء جثة الشعب الذي بتنا من كثرة انقسامتنا نطلق عليه الكلداني السرياني الاشوري، ليكي لا يغضب احد، نعم الكنيسة او بعضها لم يعد يهمها الشعب ولغته وتراثه، فان يكون كرديا او عربيا فالامر سيان، ولكن ان يكون تحت مسؤوليتها ويسال بشأنه منها، فهو المراد، وامام المراد تسترخص كل التضحيات، وان كانت التضحية بابنا نينوى وبابل، ابناء نينوى الذي قال عنهم رب الكنيسة انهم سيدينون العالم. والظاهر ان هذا البعض يخاف هذه الادانة ولذا فهو يحاول مسبقا محيهم من الوجود!!!
انقسام في العدد فانا تعلمت منذ اكثر من ثلاثون عاما ان السنة هي 6729 والان هي 6759 ولكن ظهر الان اننا اما كنا مخطئين او مزورين او كذبة دجالين فظهر رقم جديد وهو   7309 اي بزيادة خمسمائة وثمانون عاما بالتمام والكمال، يالفرحتى اذا نحن اقدم مما كنا نعتقد، وهذا سيزيد في حقوقنا وسيزيد في مطالبنا وسيراكم في ثرواتنا، هلهلوا يا ابناء، ابناء من انتم بالله عليكم؟ ابناء اشورـ ابناء حمورابي ابناء كلكامش ام ابناء شذر مذر لا اصل لهم ولا فصل. حتى السنة الميلادية ليست صحيحة مائة بالمائة فمنهم يزيد عليها سنتان ومنهم اكثر ومنهم من ينتقص منها، ولكن الكل متفق على الاستعمال الشائع ولا ضير في ذلك؟ اذا ما الفائدة من اضافة هذه الخمسائة والثمانو عاما، ان فائدتها تعني المزيد من عوامل الفرقة والتشتت، انها تعني ان التمايز يخلق الامم والتمايز بالرموز هو الاهم، فاذا كان للاشوريين علما  ويوم للشهد واحتفالات راس السنة، فلما لا يكون للاخرين كذلك، والعلم ويوم الشهيد والسنة القومية هي امور رمزية، توحد الامة خلفها، وقد تمكنت الحركة القومية الاشورية من توحيد الاشوريين او من تقبل التسمية الاشورية خلف هذه الرموز، سواء في المهاجر او في العراق او سورية او لبنان او ايران او الاتحاد السوفياتي سابقا، صار الكل ورغم قسوة الفراق والحدود المغلقة وصعوبة التواصل متوحدون بالرموز القومية، وكان الاشوريين سذجا لحد الغباء، لانهم امنوا على الدوام ان كل اقسام الامة هم منهم ولا يفرقهم عنهم الا الكنيسة، ولكن هيهات ان تتحقق الاماني، فالمشرط الذي لم يفصل البعض عن العروبة وتقبلها برحابة صدر، والمشرط الذي تقبل ايضا التكريد والتتريك، لم يتقبل باي صورة ان يتحد الاخوة، وهم اخوزة حقا، ليس بالمسيح، بل بما قبل المسيح، والمسيح هم كلهم بشروا به كواحد وليس كامم وشعوب، تصنع لها رموزا مختلفة بالقصد وباصرار عجيب  لكي تبتعد عن الذات، علما اننا نقول لها رموزا فهل فهمنا معنى الرموز؟
ايه يا نسان، هل احتفل بك فرحا جذلا؟ ام ابكي مقدمك، لاابكي دمعا بل دما، ان يتمكن الابناء وبكل صلافة واقتدار من تهميش وحدة الذات ومن قتل روح العمل والامل، عن اي عيد نتكلم وباي عيد نحتفل، يا نيسان، انت مبارك بين الشهور، فتموز يرتقي الى الاعلى ويزرع الارض خضرة والوان رائعة، ولكن يا نيسان من يحتفلون بك ينخرهم الصراعات والخصومات والمناحكات، بلامس طلب الاخرين من المحتفلين بك ان يكونوا في العيد واحدا، ولكن البعض رفض، وسيجد اعوانه له العذر، وهل هناك اسهل من الاعذار والم يكن على الدوام بنفسجيا؟
رجال دين يعمل كل جهده ان لا يتمتع ابناءك بمناصب يستحقونها باسم شعبهم لانها من حصة هذا الشعب الا من خلالهم، وكمسيحيين، وليت المسيحية توحدنا، فهي وباسمها تشتتنا، ولكن هذا البعض يهرب من التسميات الى المسيح الذي لم يوحدنا، فهذا مشرقي، وذاك مشرقي قديم، والاخر  تابع لروماوغيره انطاكي وهذا يؤمن بطبعتين واقنومين والاخر بطبيعتين واقنوم والاخر بطبيعة واقنوم، واذا كانت اللغة والذبح والتاريخ والعادات لم توحدنا، تمكنتم يا اصحاب الاردية من تقسيمنا اربا اربا، فكيف بالله عليكم يوحدنا المسيح واعتقد انه من بعضكم براء.
هل نحتفل بك يا نيسان ام نقيم العزاء، ابناءك كاشوريين، او ككلدان او كسريان، او كمسحيين، يضمحلون في ارضهم، والناس تتصارع وتتقاتل لكي يلحق الاخرين والباقين بهم، عندما يحاولون قتل الامل فيهم، امل من ان يصنعوا ولو جزء من غدهم. كيف اتفق المطران المسيحي والذي نسج علاقات مع قوى معينة في رفض مطلب محق لشعبه، بحجة ان المطلب لم يذكر في الدستور، وهل يطالب الناس الا بما ليس متحقق، فالمتحقق قائم ونافذ، ولكنهم يحاولون سد كل الافق امام الشعب لكي يبقى قطيعا مطيعا لهم وان بقى منه النزر اليسير، وان تحول هذا النزر اليسير الى كوردي او عربي او انشاء الله تركماني. هذا المطران بين الحين والحين يدلوا بما يفهم منه انه يعارض، وانه يمكنه ان يضع العصى في دواليب عربة حقوق شعبنا، ولا يهمه في الامر شئ مالم يتبعه الاخرين، والا ويل للشعب، من غضب رجال الدين، الويل للشعب ناكر الجميل، الذي لا يرى الشهادات ونذر النفس لهذه المهمة الشاقة و و و . وجأت الجوقة تبرر ما يقوله، لانه يحمل الشهادات ولانه شيخ وقور وكان الاخرين المطالبين بحق شعبهم جاوا من شذاذا الافاق لا اصل ولا فصل لهم. ولم يسأل احد ومتى طالب المسيحيين بالحكم الذاتي، هل تريدوننا ان نتجرد من مسيحيتنا لكي نطالب بالحكم الذاتي لشعبنا، الحكم الذاتي هو لشعب وليس لدين، ومتى قلنا انه حكم ذاتي للمسيحيين، كم انتم شطار في خلط الاوراق؟ من يلعب دور الشيطان، من يزين الحق باطلا والباطل حقا، الا ترون انكم تؤيدون اكثر من هذا الحق للاخرين، ايه يا نيسان باي حال عدت لنا نيسان؟
الامم والشعوب تحاول ان توحد، ونحن الموحد نقسمه ونعدده، البعض يعتقد انه الاكثرية وهو الاحق، ولكن كيف يقول هذا البعض نحن الاكثرية، وكيف يقسم هذا البعض بين نحن وانتم، من هم النحن ومن هم الانتم، انا لا افهم ذلك، فتربيتي وعملي وايماني يقولان اننا كلنا واحد، وهنا لا اتكلم في المذاهب والعشائر والافخاذ والبيوت، بل اتكلم عن ما بدأنا العمل به برومانسية وبمحبة خالصة، عن ما بدأنا نختفل لاجله بك يا نيسان ويا يوم الشهيد وياعلم رسمناه في القلب، الامة صارت امم والعلم اعلام والسنة سنوات ورجال دين يعملون ليل نهار لقتل امل ابناء الامة في الوجود والظهور والبقاء، فتراهم يلاحقون القائمين بالعمل، في اي منطقة بمؤتمرات فجائية مسيحية او تدعي الدفاع عن المسيحيين، ونحن لا نعترض، على الدفاع عن المسيحيين، ولكن يجب ان لا نخلط بين الدفاع عن المسيحيين وبين حق شعبنا (الكلداني) (السرياني) (الاشوري) في التمتع بحقوقه اسوة ببقية شعوب العراق وقومياته، وهل هذا الحق صار مخرزا في عيون البعض، فكل عملهم هو التخريب عليه؟
ايه يا نيسان هل سيحتفل بك ابناءك ابد الدهر كما احتفلوا منذ ستة الاف وسبعمائة وتسعة وخمسون عاما؟ 




bebedematy@web.de
 

302
نحن بحاجة لروح التفهم ايضا، مقالة لم تنشرها صحيفة عراقيون


تيري بطرس

 (  كان الاخ ش قد نبهني الى مقالة بعنوان روح المحبة والتسامح ارثنا منشورة في صحيفة عراقيون  طالبا مني الرد، وقمت حينها بكتابة هذا الرد وارسلته الى عنوان الصحيفة ولكنه لم ينشر، وادناه ايضا اخر اميل استلمته من الاخ ش يوضح ملابسات عدم نشره، وانني اعيد نشره، رغم تقارب مضمونه مع مضامين مقالات اخرى لكتابنا الاعزاء)   
نشر الاستاذ محمد فوزي مقالة بعنوان روح المحبة والتسامح ارثنا ،في العدد 195 من صحيفة العراقيون الصادرة بتاريخ 16 تشرين الثاني 2008 في الموصل ولمالكها الاستاذ اثيل النجيفي.
 ورغم اعجابي بروح المحبة والتسامح التي يبديها الاستاذ الكاتب مع المسيحيين، وبالاخص مسيحيي الموصل، والذين يمتد تواجدهم في هذه المدينة منذ تاسيسها وتاريخها وتاريخ كنائسها ومزاراتها يشهدون على ذلك، الا اننا راينا في المقالة مغالطات كثيرة يوجب الرد عليها، ونحن اذ لا نحمل القصدية في هذه المغالطات للاستاذ الكاتب، ونعتقد انها نتاج لثقافة الخوف من الاخر، ولثقافة ان تمتع الاخر بحقوقه الوطنية كمجموعة سكانية يضر الاخرين. وهذا لا حظناها في الموقف من القضية الكوردية، التي وصفت مرارا بانها محاولة لتاسيس اسرائيل ثانية، فكيف يكون التفهم لمطالب مشروعة ودستورية من قبل مجموعة سكانية، ارث المنطقة ينظر اليها وكانها خارج الشعب. وهي في ضيافة الكريمة للمسلمين ولا ينظر اليها نظرة مواطن يرغب في حماية ذاته وخصوصيته القومية والدينية في اطار وطن، يقول دستوره انه فدرالي او اتحادي، بمعنى انه مؤلف من مناطق وشعوب او امم او مجموعات سكانية متحدة طواعية لكي تعيش معا في ظل قانون يساوي بينها في الحقوق والواجبات.
يقول الكاتب ((ان الطائفة المسيحية تتخذ كورقة ضغط اوجعلهم كانتون ضيق يعزلهم وهم عرب عن اخوتهم المسلمين)) نعتقد جازمين ان هذا الفهم الخاطئ ناتج عن الثقافة التي تنظر للوطن كمثال واحد لا تنوع فيه. ولا حق لاي اختلاف بالظهور بل يجب ان يكون الشعب والوطن كالبنيان المرصوص وصوت هادر موحد خلف القائد. وليس الفهم الذي يدرك ان الوطن غني بتنوعه وبتعدده، والوطن قوي بوحدته النابعة من ارادة ابناءه الحرة، وليس من ارادة قائد مهما كان رأينا في هذا القائد. ان الشعب الكلداني السرياني الاشوري، اذ يطالب بحقه في الحكم الذاتي يخطو على خطى الدستور العراقي المقر والذي يعمل الجميع تحت ظله، وبحسب مواده ولا يعملون في ليل مظلم كمتأمرين ينون الحاق الاذى بالوطن، الذي هو وطنهم منذ اكثر من ستة الاف سنة ولحد الان. هذا الشعب من كثرة ما مرت عليه الحوادث والمذابح والاضطهادات الممنهجة والخارجة من اقبية الكارهين للاخر، صاروا اقلية في بلدهم، ونحن لا نقول الكلام على عواهنه للاستاذ الكاتب بل التاريخ هو الذي يتحدث، نحن ندرك انتم منا والكورد منا لاننا نشعر ونحس بان الكثير من ابناء شعبنا تعربوا وتكردوا وتاسلموا بفعل عوامل كثيرة وكان اقلها بالتاكيد القناعة والايمان. ولذا نحبكم وسندافع عنكم،  ونعمل معكم، ولكنكم هل تتمكنون من تفهم مخاوف جزء اصيل من شعبكم، مخاوفه من الانقراض كميزة ثقافية وحضارية تربطكم بماضيكم الجميل والعظيم. ان الكلدان السريان الاشوريين لا يريدون اقتطاع جزء من وطن هو وطنهم، بل تنظيم انفسهم في الوطن لكي يحموا اصالة ارثه ولكي يحموا ثقافتهم وتقاليدهم وعاداتهم التي يعمل الزمن والقوانين الموضوعة لصالح الاكثرية على سحقهم وتعريب وتكريد البقية الباقية منهم.
 انه سؤال مهم ما هي المخاوف من ان يكون لهذا الشعب المعطاء والذي خدم الوطن وقدم لاجله الغالي والرخيص، من ان يتمتع بهذا الحق وضمن منطقة للحكم الذاتي تكون جزء من الوطن؟، الن تكون تجربة ثرية للوطن وللشعب؟ وما الذي سينتقص من حقوق الاخرين ومن حقوق الوطن لو تمتع الكلدان السريان الاشوريين بحقهم في الحكم الذاتي؟  لماذا لا نستفاد من تجارب الامم المتقدمة ونضع خططنا وتصوراتنا لمستقبل الوطن في اطارها الصحيح؟ مرة اخرى لماذا لا يتفهنا بعض الاخوة العرب او الكورد، في مطالبنا المحقة، وهي مطالب لا تسندها لا البنادق ولا السيوف، ولا مؤامرات خارجية، لماذا لا يخرج العرب و الكورد في مظاهرة لدعم هذا الحق الانساني لهذا الشعب الذي يحمل اصالة العراقيين ام ان حمله لهذه الاصالة وبقاءه محتفظا بها مدعاة لخوف الاكثرية؟
وفي الوقت الذي لا يمكننا ان نعبر عن راي اخوتنا المسيحيين العرب ممن يرجعون باصلهم الى بني تغلب وبني ربيعة، كما وفي الوقت الذي لايمكن ان نقول ان المجتمع المسيحي او اي مجتمع لا يحوي اناس يحملون نوايا خبيثة، نقول ان حامل النوايا الخبيثة لا يعمل في وضح النهار، ويطالب اخوته بتفهم مخاوفه لاجل العراق الموحد والعراق الوطن والعراق الشعب.
عندما اتى البعض من خارج الحدود، نود ان نذكر الكاتب انه لم تكن هذه الحدود قد وضعت، وكان الوطن باتساعه يعتبر واحدا ، ولو ان صياغة اتفاقيات سايكس بيكو بقت على حالها لكان وطننا الان سوريا وليس العراق، كما وكان يمكن ان تكون حدود العرق جنوب الشرقاط، وليس على قمم الجبال، ولكن من كان اول من حمى حدود العراق في راوندوز عام 1922 وصوت لجعل لواء الموصل ضمن العراق،الم يكن هؤلاء اللذين يتهمهم الاستاذ الكاتب بانهم اتوا من خارج الحدود؟.
ان اقضية وقصبات الموصل كلواء سابق او كمحافظة نينوى الحالية هي جزء عزيز وغالي على ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، لانها تضم اغلب مواقعه التاريخية ويكفيك نينوى واشور ونمرود ودير الربان هرمز والاديرة والكنائس القديمة التي يعود تاريخ الكثير منها الى اكثرمن الف عام، فما هي نغمة فصل جزء من الوطن، وكيف يكون وطنا لنا وكل هذه المدن وغيرها من البصرة التي سميناها كرخ ميشان والعمارة ميشان والديوانية قاديشتا وتكريت وبلد وانبار وغيرها لنا كما هي لكم ولكل العراقيين.
يبادر الناس في العالم المتحضر للتظاهر والاعتصام لاجل انقاذ فصيل حيواني يهدده الانقراض، فما بالكم لا تهتموا باصل العراقيين وحامل تراثه الاصيل للقرن الواحد والعشرين، ان مطالبة الكلدان السريان الاشوريين بحقوقهم كانت بمظاهرة علنية وسلمية ويطالبون بمقالة وبقول وبكلمة محبة وطلب تفهم، فهل امام كل هذا يتم تبرير ما فعله البعض بجزء من ابناء شعبنا العراقي وهم مسيحيي الموصل؟ اهذه هي وقفة مواطن مع ابناء شعبه لهم مخاوف مشروعة؟
لماذا نقف خائفين مرتعدين امام اي مطالب للاخرين، وهم جزء منا، لماذا نحاول تخييرهم بين القبول بالامر الواقع او الاتهام بالخيانة، واليسوا بشرا لهم مطالب قد تكون محقة وقد تكون غير ذلك، ولكننا في كل الاحوال يجب ان نتناقش معهم حولها، وليس الرد بقتل من هو من دينهم ويعيش بيننا؟
لا نود ان نحيلكم الى الحريات التي يتمتع بها العراقيين كافة في بلدان الغرب، العراقيين الهاربين من بعض حكوماتهم، ومن بعض منظماتهم ومن بعض قومياتهم ومن بعض اديانهم، وهم مهاجرين قد لا يكونون قد امضوا سنوات او حتى سنة في هذه البلدان، ويتمتعون بكل ما يريدون من حريات من التبشير بدينهم والاحتفاظ بثقافتهم وتطويرها وحرباتهم الشخصية التي لا تتعارض مع المواثيق الدولية، ولكننا لسنا بمهاجرين سيدي الكاتب نحن اصل العراق وجذره العميق، اهكذا يتم تكريمنا بالتشكيك وبالاتهام وبالقتل والتهديد وباقسى منها وهو ايجاد التبرير لمقترفي كل ذلك؟، انه زمن الاغبر هذا سيدي الكاتب.
ان شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مطالبته بهذا الحق المشروع دستوريا وقانونيا واخلاقيا، ينتظر موقفا متفها من كل ابناء العراق ومن ابناء محافظة نينوى التي صمتت عندما اقتطع منها اجزاء كبيرة وحولت الى محافظة دهوك، والى محافظة صلاح الدين، الم يكن ذلك اقتطاع من محافظة نينوى؟ نريد نظرة جديدة للوطن، وطن الكل وللكل وطن السلام وطن لا نقول فيه ان العراق هو مثل بستان الورد فيه من كل لون ورائحة وردة، بل وطن يمكن لهذه الورود ان تتعايش سوية وتنموا سوية وان لا تفرض ظلال احد الورود على الاخرين الحرمان من الشمس. ولو فرضنا ان تم اقتطاع قسم من محافظة نينوى فهل سيذهب هذا القسم الى ايران ام الى تركيا ام سيبقى في الوطن مميزا بتجربة ثرية اخرى تظاف لكل تجارب الوطن وتجعله متعدد الثقافات والحضارات والالوان الحقيقة مما يمكننا من اظهار حقيقة وطننا وشعبنا وبفخر للعالم اجمع. اننا نتطلع لتفهمكم لما نريد ولماذا نريد وليس الى سيل الاتهامات التي مللنا منها ومن الخطاب التخويني والتشكيكي الذي لم يفعل الا سحبنا الى الخلف والى التراجع في الموقع الحضاري والسياسي والعلمي والاجتماعي والاقتصادي.[/size] [/font][/b]



   
 
[size=12pt]الأخ تيري كنو بطرس المحترم
أرجو ان تكون بصحة جيدة
أخي العزيز: سبق وان لبيت طلبي حول الرد على ما كتبه السيد محمد فوزي في جريدة عراقيون وقد أرسلت لي نسخة من نفس الرد الذي أرسلته أنت إلى جريدة عراقيون وطلبت مني متابعة الموضوع أود اعلامك باني قمت يما يلي :
1ـ للاتصال بالسيد أثيل النجيفي واعلامه بان هناك موضوعا منشورا في جريدتكم فيه مغالطات تمس شعبنا وهناك رد على ذلك الموضوع من قبل احد كتاب من أبناء شعبنا حيث قال لي في حينه سوف ننشره ......
2ـ قمت بإرسال الموضوع مرتين عن طريق الايميل إلى جريدة عراقيون
3ـ اقترح احد الاعلامين بان أرسل الرد المذكور على شكل قرص  CD وقمت بنقل الموضوع إلى القرص سي دي  مع نسخة مطبوعة في المقال إلى الجريدة ولم ينشر أيضا وتبين لي وعند مناقشة الموضوع مع احد العاملين في جريدة العراقيون المدعو  جرجيس العطوان والذي أبدى مخاوفه من نشرها لاحتوائها على مطاليب مثل الحكم الذاتي وغيرها وان نشر الرد سوف يفتح بابا نحن في غنى عنه :
علما بأنه قال لي ان الأستاذ أثيل النجيفي قال لنا انشرو  الرد كما هو ولكنهم أي العاملين في الجريدة قامو باقناع السيد النجيفي لعدم نشر الرد.
لذا أرجو منك نشر الموضوع في المواقع التي تراها مناسبة لذلك واذا أمكن اعلامي بذلك ولك جزيل الشكر
ملاحظة :
منك حقك ان تتعرف علي أني ش من سكنة الموصل منذ ان التقينا انا وانت في الجيش منتصف الثمانينات في من منطقة واقعة بين راوندوز وجومان في حينه كنا نتحدث في امور كثيرة ومن ضمنها كنت تحدثني حسب ما اتذكر عن المذاهب الاسلامية حيث كان لك في حينه خزين من المعلومات حول الموضوع وبعد فترة اختفيت دون ان تقول لي بانك تنوى الاتحاق بالقوى التي كانت تعمل ضد النظام في حينه ولكن سمعت من الراديو خبر التحاقك اخي العزيز اني كتبت لك ليس لانك تنتمي الى جهة سياسية معينة وانما لكونك كاتب ومثقف واي شيء يمكننا عمله معا ويكون لفائدة قضيتنا القومية فهو شيء رائع                                           ودمتم[/size]
[/color][/b]


bebedematy@web.de


303
بين حلبجة وسميل، ماذا تعلمنا؟



تيري بطرس
قبيل احداث سميل المفجعة، كانت الصحف العراقية تكتب وتصرح بان الاثوريين (الاشوريين) هم خونة وهم من الناكرين للجميل ويريدون الشر بالبلاد لكونهم عملاء الانكليز، ولذا فان الجهاد ضدهم امر واجب، وكانت الحكومة قد ارسلت برقيات بهذا المعنى لاعلان الجهاد ضد الاشوريين وابادتهم، وجميعا نذكر قصة السيد عزرا الذي كان مديرا للشرطة في العمادية وقام باخفاء البرقية عدة ايام لحين زوال العاصفة وانقاذ اهل القضاء من ابناء شعبنا، و من ثم الغاء البرقية من قبل الحكومة بعد الضجة التي اثيرت عالميا حول مجزرة سميل. والمفارقة الكبرى ان من كان يسيره مستشارون انكليز، حيث كان في كل وزارة عراقية مستشار انكليزي، كانوا يتهمون الاشوريين بانهم عملاء للانكليز، والاشوريون في تلك المرحلة كانت علاقتهم بالانكليز في حضيضها حيث اعلن الكثيرين عن تقديم استقالتهم من الجيش الانكليزي. فسميل حدثت لان لا صوت اراد قول الحقيقة، وسميل حدثت لان الوازع الديني كان اكبر من الوازع الوطني والشعور بالمسؤولية وبقيم حقوق الانسان والمكونات وبضرورة الالتزام بالاليات الديمقرطية لحل المشاكل، فكل ما كان مقبولا انه يمكن للعرب وللمسلمين ان يقولوا رأيهم وان يخالفوا ويعارضوا اما الاشوريين والمسيحيين فهذا يرتقي الى مستوى الكفر بالنعمة التي جعلت جيرانهم يتركوهم احياء لحد الان. اذا سميل حدثت لان الجميع سد اذانه عن سماع مظلمة الاشوريين، وسميل حدثت لان الجميع اغلق عينيه عن رؤية الحقيقة الماثلة وهي ان الناس لا يطالبون الا بما هو مطبق بحق عشائر عربية وكوردية لا غير، وسميل حدثت لان البعض كان يلبي نداء الدين والرغبة في حجز موقع في الجنة، واخيرا سميل حدثت لان البعض كان لا يزال طامعا بالاسمال التي كان يمتلكها الاشوريين.
اليوم تمر الذكرى السنوية لفاجعة حلبجة، ولما تلاها من الانفالات ولما سبقها من صورية ومذبحة البرازانيين والمقابر الجماعية لاي سبب كان ومذبحة الشباب العراقي في حرب طاحنة بلا هدف وبلا افق، وتدمير عراقنا وقرانا واقتصادنا وتراثنا، كل هذه هل كان لها ان تحدث؟ لو ارتفع صوت وطني شريف معارضا لسميل، لا اعتقد، لان ما حدث في سميل افسح الطريق لاول انقلاب عسكري في العراق، وهو انقلاب بكر صدقي. وتلتها الانقلابات والتمردات المتتالية، فرشيد عالي الكيلاني الذي كان متعطشا للسلطة يتحالف مع الضباط الاربعة (المسمون المربع الذهبي وهم في الحقيقة مربع النازي الشوفيني) ويتحالف مع النازيين لاجل السلطة وليس لاجل التخلص من الانكليز، فالانكليز هم من ايدوا استلامه رئاسة الوزراء في بداية الثلاثينيات، والبقية معروفة لانها سلسلة من الحروب الداخلية والانقلابات العسكرية، وسيادة الايدويولوجية العروبية. اذا سميل كانت مفتاح لكل ما حدث ولم يستنكر احد، فسكتت كل الاصوات الا صوت  الدم المراق الذي علا على كل ما عداه، وكان صوتا للرعب وصوتا لكتم كل الانفاس، وصوتا يقول ان من لا يشكر ما يقدمه القادة الاشاوس فهو خارج عن الدين والملة والشعب ويجب ان يقتلع من الجذور، فالوطن الذي كان يجب ان يكون خيمة للجميع صار مزرعة والشعب فيها عبيد للسلاطنة الجدد.
مرعبة هي الاصوات التي تنفي وتشكك في سميل كما هي مرعبة الاصوات التي تشكك في مأساة حلبجة، لان كليهما لا يقدر انسانية الانسان ولا يهمه الدماء البريئة المراقة على مذبح التعصب القومي والديني، ان هذه الاصوات تخرج من جحورها وتطلق شكوكها كما تطلق الافاعي فحيحها المفزع، انها تذكرنا بايام الاستباد والانغلاق والتمترس العقائدي. انها تقول ان البعض لا يزال متعطشا لدم اخيه بالوطن لانه يخالفه بالقومية او الدين او الراي، اليس ما حدث في الموصل قبل شهور وما حدث من في الجنوب والوسط من تفريغهما من المندائيين والمسيحيين ومن ثم تفريغ مناطق الشيعة من السنة  وبالعكس، الا انذارات بان من اقترف سميل وحلبجة لا يزال يعيش بيننا، لا يزال ينفث سمه في جسد وطننا الذي نريده وطننا للجميع الكل يشارك في بناءه والكل يشارك في غلاله وموارده، والكل يشارك في تلوينه.
الحلبجة المنكوبة ولا تزال صورة اب يعانق ابنه وهم جثتين هامدتين بفعل الغازات السامة، باقية في مخيلتي، كنت في ذلك اليوم على الزاب الكبير في منطقة زيوا عندما سمعت ما حدث، كان خبرا من الاخبار التي تقشعر لها الابدان، من الاخبار التي تقول لك انك قاب قوسين او ادني من الموت، فالكيمياوي لا حدود لمفعوله، قالوا لنا ان شككتم بالكيمياوي اهربوب الى المناطق العالية او رطبوا قطعة قماش وضعوها على وجهكم، ولكن هل حقا كان بالمستطاع اتخاذ هذه الاحتياطات وانت لا تدري متى تأتي الضربة واين؟ وانت الانسان بحاجة الى التنفس على مدار الساعة والدقائق، الكيمياوي يقتل البشر والشجر وكل حياة، فهل يمكن مواجهته. انها كانت رسالة  تقول اما الاستسلام لارادة الجلاد او ان المصير المحتوم ينتظر الجميع!!! انها كانت رسالة القائل بانني صاحب القرار وانني من سيهدد هوية العراق ولونه وملبس ابناءه وماكلهم وحلالهم وحرامهم، ولا يزال البعض يتجراء وينفي ما حدث، كانهم بنا يتوقون الى ايام القتل الجماعي او الذبح الجماعي، كاني بهم لا يدركون كم ان هبة العقل التي هبانا بها رب العالمين هي للاستعمال للحوار للسماع للاتفاق!!!!!
بعد كل ما حدث للعراق، لا زال البعض يريده ذو لون وطعم ورائحة واحدة، ويعمل من اجل ذلك، ترهيبا وتهديدا، ودائرة الترهيب والتهديد وللمفارقة، لم تبقي من دين تجاه اتباع دين اخر او من قومية تجاه ابناء القوميات الاخرى، بل من حزب تجاه الاحزاب الاخرى في القومية او الدين الواحد، فتارة باسم الاكثرية واخرى باسم تمثيل الامة وثالثة باسم الدين، والمجرم لا يعدم من ايجاد حجج لتبرير اجرامه!!!
كان من المفترض ان تكون المأسي التي مر بها العراق والعراقيين سببا لتكاتفهم ولتفهم احدهم مخاوف الاخر، ولتنازلهم في ما بينهم، ولكن ما يحدث حتى الان يقول ان البعض وبكل اصرار يريد اعادة عقارب الساعة الى الوراء، ملغيا كل تجاربنا المريرة الناتجة عن استلاب العراق وجعله اسير هوية واحدة لاغير!!
لنقل جميعا ولنعمل جميعا لكي لا تحدث سميل وحلبجة وانفال ومقابر جماعية في وطننا، وهذا لا يكون الا باحترام حرية وحقوق مكونات العراق وحقها في المشاركة في صياغة العراق وبناءه والتمتع بخيراته على قدر المساواة، من المعيب ان البعض وباسم الوطنية صاروا ينكورن على شعبهم حقه، ولكنهم مع الاخرين يبصمون بكل الاصابع، فيقولون نعم العراق عربي ، ويقولون نعم للفدرالية ويقولون نعم لاحترام الاسلام وان لا يتناقض قانون مع قيمه، ولكنهم جبنا ينكرون لشعبهم الحكم الذاتي او خوفا على مصالحهم الذاتية، والحكم الذاتي لا يخالف وحدة الوطن بل يعززها. ان هذا البعض يشارك في سميل وحلبجة ضد شعبه، ولكن هذه المرة سميل وحلبجة ثقافية حضارية وارهابية، فلا باس من ان تتوظف كعربي او ككوردي، ولكن ان تتوظف ككلداني سرياني اشوري، فهذا يرعبهم، ان يكون لك محاكمك وشرطتك وجهازك الامني ودوائرك ووزارتك ومجلسك النيابي وكلها تتحدث لغتك وتشترط ان تجيدها لكي تدخل هذه المجالات، اي تحويل تجليات هويتك القومية من الاطار العاطفي الى الاطار العملي، فهذا يجعل هذا البعض يدرك ان مواقعه تهتز ولذا فلا مانع له ان تقول انك عربي او كوردي، ولكن لتبقي ملتصقا بردائه متوسلا عطفه وبركته!!! 
اليوم صار من المفترض ان يشب العراقيين كلهم عن الطوق وان يوقفوا دائرة الموت هذه، فالكل خاسر بها، ولا يستفيد الا الغريب،وان يعملوا من اجل عراق تعددي فدرالي يتمع الجميع فيه بحقوقهم وبضمانت لتطورهم ولمشاركتهم في كل مفاصل السلطة، وان يتعهد الجميع لكي لا تتكرر سميل وحلبجة والمقابر الجماعية والانفالات وغيرها، اليس هذا ما يقوله المنطق والعقل بعد كل ما حدث؟

bebedematy@web.de


304
المحيط السياسي الحاضن



تيري بطرس
يعاني شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من معيقات كثيرة تقف عائقا امام تطوره وتقدمه كشعب واحد ولعل احداها عندما قلت شعبنا الكلداني السرياني الاشوري فهذه التسمية بحد ذاتها تنبأنا بما نعانيه، ولكن الالتزام بها هو الالتزام بوحدة الشعب وبمستقبله وبديمومته لحين ظهور جيل جبله العمل المشترك، ولحمته الوحدة القومية وما فوق الطائفية، فحينها سيكون خياره بالتأكيد سليما وغير خاضع للتجاذبات الحالية.
في العراق كمثال، كانت كل القوانين تعمل على ترسيخ حضور العربية في كل مناحي الحياة، فاللغات الاخرى ومنها الكوردية والسريانية والتركمانية ، كانت مبعدة عن الحضور في ممارسات الدولة واجهزتها، كان كل الدعم للعربية ولترويج لما هو مكتوب بها ، لحد ان جزء كبيرا من ابناء شعبنا اتخذها لغة الحياة اليومية له ليس في مكان العمل بل في البيت وفي الكنيسة الحاضنة التاريخية للغتنا.
وفي العراق ايضا، كانت كل القوانين تصاغ لتلبية طموحات الغالبية العربية، سواء صدقنا ما قالته اجهزة النظام ام  لم نصدق، ولكنها كانت تصب في خانة ما يتطلع اليه العرب او المسلمين او لنقل المتأسلمين، وبالتالي فان كل ما يجري في العراق هو العمل حثيثا لجعل الجميع ينضون تحت عباءة الثقافة العربية ويتشربون منها ويعملون لخدمتها والترويج لها، من خلال خلق ذهنيية مشتركة نابعة من هذه الثقافة ومن رؤيتها للتاريخ وللعالم. اذا كيف تمكنت العربية من السيطرة علينا، حتى صرنا نتخاطب  وننقل افكارنا ومشاعرنا بها، انها الدولة التي جعلت تعلم العربية امرا ضروريا لكي نتمكن من ان نتبوأ منصبا او لكي نتمكن من ان نكسب قوتا او عملا. فلكي تتمكن من ان تدخل اجهزة الدولة او لكي يكون لك عملا خاصا كان عليك التخرج من مدارس الدولة التي كانت كلها بالعربية، صارت العربية توكل الخبز والكعك ولغتنا صارت امرا مرذولا غير ذي اهمية والتمسك بها ولو تكلما كان يقرن بالتخلف. والدولة لا تنشر اللغة فقط، بل الثقافة بما تحمله من قيم وعادات وذهنية مشتركة، وبالتالي تحاول عجن الجميع ضمن دقيقها او بالاحرى في اطار الايدولوجية المتبناة من قبلها. ولذا فكان سهلا على البعض الانسلاخ من واقعه ومن انتماءه والارتماء في حضن العروبة والتغني بها والعمل من اجل تحقيق مراميها، لان الدولة كانت تعمل باتجاه تعريب الجميع لانها كانت تحمل الايدولوجية العروبية بغض النظر عن الخلافات بين الانظمة العربية. الا ان هذه الانظمة كلها كانت تعمل من اجل صهر الجميع في البوتقة العربية، ففي سوريا ولحد الان يكتب في خانة القومية للجميع عربي سوري، متجاهلين مشاعر حامل الهوية الحقيقة. وفي العراق كان يسير بهذا الاتجاه، ولكن قوة الحركة الكوردية كان عاملا في عدم التسرع، بغض النظر عن ان الاخرين وبالاخص نحن والتركمان قد عانينا من التجاهل عندما اصر النظام على تجردينا من حقيقتنا القومية وخيرنا بين ان نكون عربا او كوردا، ونحن لا هذا ولا ذاك. ولعل احصاء عام 1977 كان خير مثال على ذلك. لقد عملت الدولة والتي كان من المفروض ان تكون دولتنا جميعا، ولكنها عملت من اجل جزء وان كان الغالب، ففي مسائل الثقافة والحضور كل الثقافات يجب ان تتساوي ولو بحق او بوجوب التعلم باللغة الام، وهذا ما لم نحصل عليه، بل ان المعاناة يمكن ان تستمر ولو تحقق نوع من التطور في المجتمع الى المزيد من الدمقرطة. لان القانون العامل الاساسي في ترسيخ المفاهيم يكاد بالكامل يعمل من اجل ترسخ قيم الاكثرية العربية الاسلامية، بحكم الواقع كون العراق يظم الاكثرية العربية والاسلامية.
اذا من الصعوبة ان نخرج من اسر هذه الثقافة العاملة على تجريدنا من كل مقوماتنا القومية، ولا يمكننا في ظل الواقع القائم ان نحدد مصيرنا ونطور قدراتنا، ونخرج من القوقعة المفروضة علينا، الا بتحقق شرط اساسي وهو المحيط الحاضن لنا والمبني على اساس تحقيق مصالحنا وتطلعاتنا، وهو هنا الحد الادنى القابل للتحقق ضمن المعادلات السياسية القائمة اليوم، هو الحكم الذاتي. بالطبع لا يمكن نكران ان للاستقلال الذاتي او للاقليم الفدرالي مزايا اكبر، ولكن كلا الامرين يكادان ان يكونا بالمستحيلان في ظل توزيع القوى الحالي. لاننا في لو اتجهنا الى المطلبين الاخرين فاننا سنبقى بلا اصدقاء يدعموننا في ما نصبوا اليه، لان لا مصالح لهم في ذلك، بل ستلحق بهم اضرار مما سيجعلهم يتحدون في رفض مطلبنا، اما الحكم الذاتي فهو المطلب المنطقي، والقابل للدعم من قوى سياسية وبرلمانية وتوجهات ثقافية فاعلة في العراق.
ان الحكم الذاتي هو الحاضن الطبيعي، وبما سوف يمتلكه من الصلاحيات على هدم الجدار المصطنع القائم بين ابناء شعبنا، لا بل ومن خلال هذه الصلاحيات هو القادر على الخروج بحلول تمتلك الشرعية الوطنية والشعبية والدستورية، ان الحكم الذاتي يمكنه بمرور الزمن اعادة اللحمة والانطلاق لبناء مجتمع متطور، مجتمع لا تعاني ذاته جروح وقيح تهدد وجوده.
ان تعرية الرافضين هذا المطلب الضروري بات امرا واجبا، وهنا نعني من يرفض لاسباب شخصية وحزبية، وليس لان له طروحات او مخاوف مشروعة يريد الاستفهام عنها، والرافضين لاسباب حزبية بل وشخصية باتوا معلومين للقاصي والداني. 
ان درج التسمية المشتركة وباعتبار شعبنا مكون واحد، بالاظافة الى تحقق حق التمثيل في برلمان اقليم كوردستان، خطوة مهمة الى الامام تصب لصالح المطالبين بالتسمية الثلاثية وبكوننا شعب وامة واحدة، لا بل ان تحقيق حق التمثيل لشعبنا في اقليم كوردستان كحق قانوني هو امر في غاية الاهمية لو نظرنا اليه على اساس انه بالامكان تطويره، فالحزب الوطني الاشوري الذي طالب بحق التمثيل منذ عام 1992 وتحت التسمية التي كان ينشر خلالها وهي نخبة من المثقفين الاشوريين،لا يعاني رعبا وخوفا من نشر البعض هذه الوثيقة التاريخية كوشاية وكاظهار ان الحزب كان يطالب بامور معينة ولم يكن راضيا عن الواقع حينذاك، وهذه الامور كلها صحيحة فالحزب لا يخجل مما طالب به وخصوصا وهو يراه يتحقق بالعمل الجماعي لكل تنظيماتنا وشخصياتنا العاملة من اجل احقاق حق شعبنا في الحكم الذاتي والتسمية المشتركة. فالى المزيد من الانجازات التي يمكنها ان ترسخ وجودنا في ارضنا التاريخية. وشكرا لكل من يساهم في هذا المسار المبارك
.



bebedematy@web.de

305
اللهم لا شماتة... درس من الازيدية



تيري بطرس
يقول المثل العربي حاله لا يسر العدو، اي ان حال المقصود قد وصل الى حد ان العدو ايضا يتأسف له. ويقال ان الشماتة هي من الصفات المرذولة لانها تبين مدى الحقد والكره لحد ان الشامت لا يضع اي قيمة انسانية امام عينيه، فالمهم لديه هو اظهار حقده ومكنونات نفسه بالفرح لمصاب الاخر.
ولكن نحن لسنا الاخر، نحن كلنا نحن، انا وانت وهو وهي وهم وهن كلهم يكونون هذا الشعب الكلداني السرياني الاشوري، وواقعنا ونتائجنا كانا مخيبا للامال حقا في انتخابات مجالس المحافظات، فلم نتمكن من ايصال الا من في الكوتا. ولكن حال الاخرين كان الافضل. تفضلوا وقارنوا بين ما جنيناه نحن وما جناه الاخوة الازيدية، الاخوة الازيدية اوصلوا ثمانية مندوبين الى مجلس المحافظة خارج الكوتا، اي صار لهم تسعة مندوبين، اي ربع مجلس محافظة نينوى!!! بل انهم اوصولوا ثماني مندوبين من اصل اثنا عشر مندوبا حصلت عليها قائمة نينوى المتأخية، اي انهم كانوا يمثلون 66% من قوة القائمة والاكثر مدعاة للفخر في هذا الفوز الميمون والذي يجب علينا ان نهنئهم عليه، ان بعض الاسماء كانت في اخر القائمة ولكنها تصدرت القائمة  بعدد الاصوات الفردية و يذكرالاستاذ الكاتب خدر خلات بحزاني ان السيدتين نديمة كجان و سيفي الياس حجي لم تتصدران قائمة اكثر النساء حصولا على الاصوات في نينوى بل في العراق كله.
هل حصل الاخوة الازيدية على هذا الكم الهائل من الاصوات صدفة،؟نحن لا نعتقد ذلك، انه نتيجة العمل والمتابعة والنصح والتعريف والاعلام ومعرفة المصالح الحقيقة للمكون الازيدي، وليس الهرب وراء الشعارات وخلق العداوات الغير المجدية، نعم الازيدية فازوا فوزا يفتخر به والف مبروك. يبقى ان نقول وبلا شماتة اين نحن منهم؟
في بيتنا نحن تم فرض اجندة واعلام لا يعمل لاجل الشعب بل لاجل مصالح تنظيم معين، والغريب ان منافسي هذا التنظيم صاروا يؤمنون حقا بهذا الاعلام الغبي والذي لايمكن ان نجني من وراءه شيئا، فهذا التنظم يبيح لنفسه كل شئ وينطبق عليه القول صيف وشتاء على نفس السطح. فنرى شعارات الوحدة والقائمة الواحدة يتم التطبيل لها وكانها نهاية المطاف، ودون دراسة ودون معرفة المصالح الحقيقة لشعبنا، فعضو واحد في مجلس اي محافظة لن يتمكن ان يفرض اي شئ، ولكن خمسة او ستة او حتى ثلاثة يمكنهم ان يكونوا عنصر في تكوين الموازنات، ولكننا مع الاسف نموت لاجل الشعارات ومن اجلها ولكن الخدمة الحقيقة والمنجز الحقيقي، فلا والف لا. كل الامم في السياسة تبحث عن المصالح، والسياسي البريطاني دزرائيلي قالها قبل اكثر من قرن في السياسة لا صداقات دائمة بل مصالح دائمة، ولكننا لم نعمل لا لاجل صداقات دائمة ولا لاجل مصالح دائمة.
ان عدم قيام السيد يونادم كنا بواجبه وهو اعداد الدراسة التي تم طلبها منه لكي يتم تحديد الكوتا، كان امرا مقصودا، وكل اللعية والتصريحات التي خرج بها البعض بعد الغاء الكوتا بصيغتها القديمة اي ثلاثة ممثلي لشعبنا، كان امرا لذر الرماد في عيون الشعب، فجعل الكتلة فردا واجدا كان امر مرحبا به من قبل السيد كنا، لان حساباته كانت تقول ان الكوتا بمقعد واحد يعني فوزه بثلاثة ممثلين في كل من نينوى وبغداد والبصرة، وبعدها كانت ستهل الهلاهل وستقام الاحتفالات بالنصر العظيم وبالتمثيل الوحيد لشعبنا، ولكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فخرج السيد كنا خالي الوفاض وبالضربة القاضية، فالمئة الخمسون الف صوت التي قيل لنا انه يمتلكها في سهل نينوى لم يصوت له الا ما يربوا على ستة الاف صوت، والاكثر مدعاة للسخرية انه في بغداد عقر داره وموطئ مقره ومركز وطنيته التي بات اليوم يتغني هو وانصاره بها يخسر ايضا! وقلنا مرارا ان ان السيد كنا يريد ان يكون الوحيد في كل المراكز، فلا مانع لديه ان يكون لنا ممثلا واحدا قانونيا في اي موقع ان ضمن انه وحزبه من سيحتل هذا الموقع، ولذا فعمله هو منع تعدد ممثلي شعبنا في المواقع المتعددة خوفا من منافسة الاخرين له في ادعاءه الممل بكونه الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، على نغمة منظمة التحرير الفلسطينية، والاستمرار في ترديد هذه النغمة هو دليل عدم الثقة وعدم الدراية ليس الا.
صار امر متفق بشأنه في اغلب التنظيمات السياسية ان حركتنا القومية ليست حركة تحرر وطني بقدر كونها حركة مطلبية سياسية تطالب بحقوق شعبنا ضمن الاوطان القائمة حاليا، (عراق، سوريا، تركيا، ايران) وبالتالي فان تحقيق هذه المطالب يتاتي بحشد القوى لتحقيق ما نصبو اليه واحداث التغييرات الملائمة في الثوانين السارية، وهذا الحشد يتطلب اعوانا واصدقاء والتقاء مصالح، والغالبية من تنظيمات شعبنا تكاد تتفق بان الحكم الذاتي صار سقفا مقبولا ويجب ان نعمل جميعا لتحقيقه، وبالاخص اننا كشعب مهددين فعلا في وجودنا، والحكم الذاتي بما يمتلكه من صلاحيات والقدرة على التشريع وامكانية ان تكون ادارته الاكثر تمثيلا لشعبنا شرعيا، يمكنه ان يخلق القوانين المغيرة لواقع الحال ولعل اهمها تفعيل وحدة شعبنا وتحديد الاوليات له وترسيخ وجوده في الوطن. وضمن هذه المطالبة لا تذكر اي جهة داعمة لمشروع الحكم الذاتي رغبتها في الانسلاخ من العراق، لا بل ان الجميع متفقين على ان تحقيق الحكم الذاتي هو ترسيخ لوحدة العراق من خلال ترسيخ المفاهيم الديمقراطية ليس على اساس الفردي بل بين المكونات العراقية ايضا كمكونات .
اذا البعض ولمحاربة مشروع الحكم الذاتي صار يتغنى بالوطنية العراقية، والحقوق الفردية، مدعيا ان هذا المشروع يتعارض مع الواطنية، في حين ان نفس هذا النفر قد ايدوا ووقعوا على الفدرالية. ولكنهم لا يتحدثون عن تأيدهم للفدرالية ابدا وكيف انها لم تتعارض مع الوطنية العراقية. اذا الغاية ليست ان الحكم الذاتي سابق لاوانه، بقدر انه مشروع مدعوم من الاخرين ويجب محاربته مادام ليس من بنات افكار الملهم او كما سماه احد المسبحين بحمده اغا بطرس زمانه.
اذا، ومادام برنامج غالبية احزابنا وتنظيماتنا السياسية واضحا وهو المطالبة بالحكم الذاتي، والتسمية الثلاثية لشعبنا، فلنفكر منذ الان في الانتخابات القادم على اساس مصالح شعبنا وليس على اساس الطرح العاطفي وحدة القائمة وان كانت الفائز واحدا، ان اهمية وقدرة ايصال اكثر من واحد وضمن تحالفات وطنية هو افضل لنا من التشبت بالقائمة الواحدة وان كان هناك احتمال اننا لن نتمكن من ايصال الا واحد الى المواقع المراد الوصول اليها، وكفى من التكاذب بان فلان سيكون مستقل بقراره والمتحالف لا، فكلا الطرفين لن يكون مستقلا مادام بحاجة لاراء الاخرين للوصول الى مرامه. في اقليم كوردستان صار امرا مفروغا منه باعتقادي وخصوصا بعد تخصيص الكوتا بخمسة اشخاص، هنا يمكن التنافس على هذه المقاعد الخمسة بين احزابنا، في تنافس ديمقراطي وكلها على اساس برامجها لان العدد قد لا يزيد لانه محدد بخمسة، اي انه صار لنا حق التمثيل قانونا وهي خطوة جيدة الى الامام ستدعم مع مثيلاتها توجه شعبنا الوحدوي وترسخ وجودنا الوطني، ليس كما بل حقا ايضا.
ان وحدتنا لن نحققها بان نتحد في قائمة واحدة، وان لم تفز، بل في توزيع الادوار، وهذا لن يتحقق الا بتفعيل القائم من مؤسسات شعبنا ومن اهمها المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري، فمن خلاله يمكن لقوى شعبنا ان تتحاور وتنسق وتتفق، والاهم توزع الادوار لكسب المزيد، فلعبة السياسية تتطلب هذا، وهو امر مقبول، والا لما كانت هناك انتخابات. ان عدم تنسيقنا وعدم عبورنا للموانع لعدم وجود حوار، حرم شعبنا من مواقع مهمة واساسية في السلطة، ومنها على سبيل المثال، ممثل لشعبنا في مجلس قضاء كركوك، ممثل لشعبنا في المجلس الرئاسي لاقليم كوردستان، ممثل لشعبنا في المجلس السياسي الوطني العراقي، ممثل لشعبنا في مفوضية المستقلة للانتخابات وفروعها وغيرها من المؤسسات الاخرى، وحتى التي يتواجد فيها هي من لون حزبي واحد، ابان تهميش الجميع.
اذا لنبحث عن مصالح شعبنا اينما كانت فهي الكفيلة بتحقيق وترسيخ وجوده، وهذه المصالح حتما عي متفقة مع وحدة الوطن وتعدديته الثقافية والسياسية، فهل نحن فاعلون ام سنغرق في لجة الشعارات الفارغة؟.


bebedematy@web.de

306
بنت المومن ويونادم كنا وفضيحة الانتخابات


تيري بطرس
المومن (المؤمن) هو لقب اطلق في مراحل معينة لرجل الدين الشيعي، وحكايته ان علماء الشيعة في بداية تأسيس الدولة العراقية افتوا بمقاطعة الدولة واجهزتها، فقامت الحكومة بتعيين الموظفين في المناطق الشيعية من بين ابناء السنة وكان نصيب كربلاء ان تم تعين متصرفها ومدير البريد من ابناء السنة فيها ، ولمحاربة الدولة ورجالها، تم اقناع واحد من المؤمنين او مومن بان يتم نشر دعاية بان ابنته تم اغتصابها من قبل ابن مدير البريد، فتم نشر الحكاية وعملت ضجة كبيرة وصارت الناس تكره الدولة وكل اجهزتها، الا ان متصرف كربلاء لم يسكت ولم يتناسى الامر فتتبع القضية ومسارها وتبين بعد ذلك ان بنت المومن فتاة في السابعة من عمرها وان مدير البريد له ابن لايزال طفل ليس الا، وان كل ما في الامر ان الحكاية حيكت لمحاربة اجهزة الدولة. تذكرت هذه الحكاية وانا اسمع الاستاذ يونادم كنا وهو يقول ردا على اسئلة مراسلة موقع الاتحاد الوطني الكوردستاني حول نتائج الانتخابات بالمختصر ما يلي انه من الناحية السياسية فهو مسرور ولكن في ما يخصنا ويقصد شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، فهناك خروقات في طول العراق وعرضه، وبالطبع في طول العراق ممكن لو افترضنا ان كان قد خصص لشعبنا ثلاثة مقاعد في نينوى وبغداد والبصرة وهي تمتد من الشمال الى الجنوب اما عرضيا فلم يحدث لانه وحسب علمنا لم يتم تخصيص مقعد لشعبنا في ديالي وواسط شرقا او الانبار وكربلاء المثنى غربا ولكنه هنا هو التصخيم للخبر واعطاء السامع ان القائل على علم بكل مجريات الحدث، ويستمر الاستاذ كنا في توصيف الخروقات وهي ما حدث في سجل الناخبين فسجل الناخبين يستحدث عندما يتقدم الناخب الى منطقته الانتخابية او المنطقة التي انتقل اليها ويعلمهم بوجوده، وحسب علمنا فان ما حدث ان الكثيرين من ابناء شعبنا لم يقم بالمهمة، ويضيف المهجرين، ولكن المهجرين موجودين في كل العراق ويشملون كل الطوائف، فاذا هي ليست مشكلتنا فقط بل هي مشكلة العراق كله. ولكن الاخطر في الاتهامات هي اتهام حراس الكنائس وهي مهمة انيطت بهم الحكومات المحلية وهي تعمل باسماء صريحة وبشكل علني، بانها مليشيات وهو اتهام خطير بنظرنا لانه يعطي انطباع ان ابناء شعبنا يمتلكون ميليشيات خاصة بهم ولو علمنا ان كلمة المليشيا تطلق على التنظيمات المسلحة غير القانونية، وفي وضع العراق الحالي لادركنا خطورة المسألة وخطورة ما يتم تسويقه بوعي او بلا وعي وفي موقع اخر يتساءل الاستاذ كنا لماذا فزنا في بغداد باكثر من عشرين ضعفا وهم فازوا علينا بضعف في الموصل موحيا بوجود تزوير وتلاعب بالنتائج.  ويقول انهم قدموا شكاوي الى مفوضية الانتخابات وحسب علمي انه في نينوى قدمت خمسة عشر شكوى لم يتم الاخذ بها لانها افتقدت المصداقية ولعدم استلام الشكليات الموعودة فالغاية هي محاربة بني جلدته وان كان بطرح ما هو غير صحيح وقابل للافتضاح السريع. هذه التصريحات الخطيرة لم تأخذ مكانتها من النقد باعتقادي، وكان حبل النجاة الذي رمي للسيد يونادم كنا هو ما اقترفه بعض اعضاء لجنة شؤون المسيحيين في تلسقف من ممارسة مدانة وغير مقبولة التي غطت على هذه التصريحات. الا ان معالجتها سريعا من قبل مكتب الاستاذ سركيس اغاجان دل على ان ما مورس لم يكن سياسة متبعة بل هو تصرف خاطئ مدان من قبل الجميع، الا ان فعلها قد كسى على الاقوال الغير الصحيحة والمدانة ايضا للسيد كنا.
اليوم بات واضحا ان قائمة عشتار لم تفز في الموصل فقط بل في بغداد ايضا وهو فوز مستحق ونهنئ عليه قائمة عشتار كما نهنئ حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني على فوزه في البصرة. اذا كيف انقلب الفوز بعشرين ضعفا الى خسارة اخرى؟ هذا السؤال يجب ان يجيب عليه السيد كنا وليس احد اخر.
في محافظة نينوى دخل الحزب الوطني الاشوري في ائتلاف مع احزاب كوردستانية ووطنية اخرى، مؤملا في زيادة حصة شعبنا من التواجد في مجلس المحافظة، وداعما لرؤيته بعدم الدخول في الكوتا المسيحية والعمل مع القوى الوطنية، فلم يحصد الحزب هذه المرة الا الخسارة، والخسارة والربح امران جائزان في الانتخابات ولكن المرور من هذه الخسارة مر الكرام امر ليس بوارد باعتقادي، فالتبريرات لن تنفع ويجب ان نقتنع بان هناك حتما معيارا لتحديد التقدم والانحسار وهنا المعيار هو الانتخابات، وهناك حتما امر ما خاطئ، وا لا لما خسرت مرشحة الحزب في الانتخابات؟ ان البحث وراء اسباب الخسارة امر يجب ان يقوم به الحزب الوطني الاشوري قيادة وقواعد، وهذه الخسارة وان لم تكن نهاية المطاف، الا انها تحسب على الحزب، بمعنى ان الحزب لم يكن بالمستوى المطلوب ولم يهيئ نفسه جيدا، وخصوصا ان الحزب حاول العمل على جبهتين وهي رغبته في فوز مرشحته ورغبته ايضا في فوز قائمة عشتار، ومن الملاحظ ان الحزب لم يقم باي نشاط ملحوظ في الكثير من المواقع التي يتواجد فيها شعبنا لدعم مرشحته، فهل كان مطمئنا كل الاطمئنان بالفوز؟ يبقى ان نقول ليس عيبا ان تتعثر ولكن العيب هو ان لا تتعلم. وبالرغم من ان ممثلة الحزب حازت على ما يقارب الالف وسبعمائة صوت بحسب بعض المصادر غير الرسمية وهذه الاصوات هي من القاعدة الحزبية للحزب الوطني فقط، فليس معقولا ان الكورد المسلمين والازيدية او الشيعيون سيختارون اسم السيدة ايفلين كمرشحتهم الفردية، لا بل يمكن القول ان كل القاعدة الحزبية لم تصوت للسيدة ايفلين فرديا لعدم دراية الكل بالتصويت الفردي.
ان فوز عشتار هو فوز للحكم الذاتي وللتسمية الموحدة، فشعبنا صوت لهذين الامرين وعلى احزاب شعبنا العمل بهذا الاتجاه ولكن يبقى ان نقول انه لا لالغاء الراي الاخر، الراي الاخر يعني ان يكون رايا منطقيا ومعللا وليس تهجما ومسبات وخلق عداوات وشروخ بين شعبنا وبقية شعوب الجوار من الكورد والعرب، ان من يقوم بذلك يجب ان يعزل، لانه بالضرورة يعمل باتجاه الاضرار بشعبه ويعمل من اجل قلع شعبنا بصورة مباشرة او غير مباشرة من ارضه التاريخية.
تبقى امور اخرى يجب مناقشتها وهي ان السيد سعد طانيوس ججي قد فاز ب 13760 صوتا وهو امر معقول بالنسبة لمنطقة نينوى وخصوصا انه تعرض للمنافسة من قائمتين اخريتين ناهيك عن من صوت للقوائم الوطنية الاخرى ، وقد كانت مجموع اصوات المكونات في الموصل هو50761. جمع الفائزون الاخران من الشبك 12949 والازيدي 6174 وبالتالي فالهدر للقوائم الاخرى وهي قائمة الرافدين وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني وقوائم الازيدية والشبك الغير الفائزة هو بحدود  17878 صوت.   ولكن المعضلة الكبرى  هي في بغداد فالسيد كيوركيس ايشو سادة قد فاز ب 4334 صوت من مجموع الاقليات البالغ عددها 9572 صوت ولو استخرجنا منها اصوات الاخوة المندائيين الصابئة والتي كانت بالتزكية  والبالغة 241 صوت لبقى من صوت لكل قوائمنا الاربعة هو9331 صوت على اربعة قوائم ولو استخرجنا منها اصوات الفائز والبالغة 4334 لبقى لدينا 4997 لقائمة حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني والرافدين والمستقل. وهنا نود الدخول الى استنتاجات معينة قد تفيد السياسي والمفكر من ابناء شعبنا لكي يحدد مواقفه المستقبلية باعتبار الانتخابات المعيار الوحيد الحالي بيدنا لتحديد اتجاهات ابناء شعبنا.
قلنا في اعلامنا مرارا وتكرارا ان مجموع ابناء شعبنا في بغداد هو 600,000 ستمائة الف نسمة’ وباعتبارنا نحن لا نزيد في اعدادنا كوننا صادقين مع انفسنا، فانه وبعد الهجمة الاصطيافية الى دول الجوار والهجرة المفروضة من الارهاب الاخيرة يكون قد بقى في بغداد بحدود مائتي الف نسمة على اقل تقدير، ولان شعبنا قليل الولادات (اي ان نسبة الباغلين فيه هي الاكثر) فيحق القول ان نصف المائتي الف يحق لهم الانتخاب وهو بحدود مائة الف نسمة، شارك منهم 9331 في الانتخابات اي بنسبة اقل من عشرة بالمائة والنسبة الوطنية للمشاركة كانت 51% والفارق شاسع جدا ولا يقاس ولا يمكن تبريره، الا بان 42% من شعبنا التي لم تمنح صوتها لتنظيماتنا قد منحته لقوائم وطنية اخرى، بل ان مجموع اصوات شعبنا الممنوحة لكل قوائمنا في بغداد كان اقل من ثلث القاسم الذي بموجبه دخل الاخرين في مجلس المحافظة والذي كان 30642 صوت. وهنا لم يكن هناك اكراد ليرهبوا ابناء شعبنا كما يشيع البعض. اذا ما السبب؟ الا يعتبر ما حدث في بغداد فضيحة حزبية لاحزاب شعبنا كلها؟ واين الحزب الذي ادعى ان الاخرين هم احزاب عائلية وجم نفر واين الته الدعائية ومقراته المملوئة. من الواضح جدا ان هناك فشل في استقطاب ابناء شعبنا من قبل احزابنا، وهذا الفشل يعود الى اسباب تنظيمية وتعبوية وفكرية علينا اعدة النظر فيها.
ان تبرير نجاح هذا وسقوط ذاك ببيع الاصوات التي يروجها نفر غامزين من طرف قائمة عشتار، كان يمكن ان يكون مفهوما لودخلنا صراعا انتخابيا وحصل المرشحون على اصوات عالية تقارب القاسم او لو كانت نسبة منح شعبنا اصواته لقوائمنا قريبة من النسبة الوطنية. اننا نقول لهؤلاء من صدكم من جلب الناس الى صناديق الاقتراع في بغداد؟ لماذا كانت نسبة التصويت متدنية لحد الفضيحة؟ علينا ان نواجه واقعنا والا فحتى المصداقية الباقية لدى ابناء شعبنا بالعمل القومي ستذهب هباء.



bebedematy@web.de

307
المستقبل لاولادنا وليس لاحقادنا



تيري بطرس

منذ انبثاق الحركة القومية لشعبنا تحت التسمية الاشورية في منتصف القرن التاسع عشر، اعتبرت كل المتكلمين بالسورث ابناء شعب وامة واحدة، ولم تفرق بينهم على اي اساس، وحينما نقول الحركة القومية الاشورية، نعني العاملين والمضحين في الحقل القومي من كل الاطراف وليس كل من ادعى انه اشوري، فبعض من ادعى الاشورية اضرها كما اضرها الغريب والعدو. لا يخفى على الجميع ما اصاب هذه الحركة من انتكاسات وعثرات،وغالبا بيد الجيران من مختلف القوميات والملل والنحل، ولعل الانتكاسة الكبرى في مذابح اعوام 1914 _1918 والتي قدم خلالها شعبنا الكلداني الاشوري السرياني ما يقارب 750000 سبعمائة وخمسون الف شهيد، جراء المذابح التي اقترفت بحقه، او نتيجة الخسائر في الحروب التي دخلها شعبنا، كانت ضربة كبيرة لامال شعبنا في ان يحقق امانيه في الاستقلال الناجز رغم ان ممثلي شعبنا المشاركين في مؤتمر السلام الذي اعقب الحرب الكونية الاولى كانوا تواقين للاستقلال الذاتي واقامة الدولة القومية الخاصة بشعبنا.. كانت ضحايا هذه المذابح من كل طوائف شعبنا، فخلت مناطق واسعة من اراضينا من شعبنا وتقلص حضوره الديمغرافي وبالتالي تاثيره السياسي في مجريات الاحداث.
لا يمكن لاحد ان يلوم رواد العمل القومي لماذا اختاروا التسمية الاشورية، لانهم كان يجب ان يختاروا تسمية معينة ينشطون تحت يافطتها، ولو كانوا قد اختاروا التسمية الكلدانية او السريانية لذهبت الامور المنحى ذاته الذي نحن فيه الان، ولكننا يجب ان نفهم ان هذه التسميات جزء من تاريح شعبنا، وشعبنا يحمل ارثها الحضاري، رغم كل ما اصاب انتمائه القومي من التشويه.
لا اود الدخول في نتائج الانتخابات وما اثير حولها من اللغط وخصوصا بالنسبة لقوائم شعبنا، فنحن لا زلنا بانتظار النتائج النهاية والتي ستحدد الفائزين، وسنترك الامر لمقالة اخرى تأتي في حينها. ولاننا لازلنا نؤمل في تحقيق توافق قومي من قبل كل قيادات شعبنا لتحقيق وحدة الهدف وخصوصا بعد التطورات الايجابية الاخيرة وهي اقرار برلمان اقليم كوردستان العراق بالكوتا اي حق التمثيل الذي طالب حزبنا به منذ عام 1992 وعلى اساس القومي، وبالتسمية الموحدة لشعبنا. انه بالحق تطور ايجابي وخطوة بالغة الاهمية لانه على اساسها يمكن البناء لتحقيق امور اكثر اهمية، ليس على مستوى الاقليم فقط، بل على مستوى العراق كله، وهذا ما ما بقينا نردده منذ ذلك العام من ان تحقيق سابقة في اي موقع سيشمل ذلك مواقع واطراف اخرى وخصوصا التسمية الموحدة وحق التمثيل. فبعد تحقيقها على مستوى اقليم كوردستان يمكن البناء عليها لتتحقق في الدستور العراقي والقوانين العراقية الخاصة بحقوق شعبنا، وخصوصا ان بعض ابناء شعبنا تسبب بجهله وبتعنته على ما حدث في الدستور العراقي. وما حدث من تطور يمكن ان يكون سابقة يبني عليها شعبنا في دول الجوار.
طموحات الشعوب لا يمكن تحقيقها كلها بلحظة واحدة او بفترة زمنية متقاربة، والانجازات تتحقق بالتناوب وباكتساب الخبرات وبهظم ما تحقق سابقا لكي يبنى عليه اللاحق. وللبناء على ما تحقق اليوم لشعبنا يمكننا ان نتناسي الخلافات وان نبدأ من جديد على اساس التصافي والتصالح والبناء لكل شعبنا.
الشعوب عند تحقيق منجز ما، ترتقي قياداتها الى مستوى المرحلة التي تم الوصول اليها، وتتعامل بروحية جديدة روحية فيها تسامح وتعالي عن الاغضان، ولكن المؤسف ان نقراء تصريح مكتب الاستاذ ابلحد افرام الذي وجدناه غير ايجابي البته في هذه المرحلة، فلو كان السيد ابلحد افرام حقا يعتبرنا شعبا واحدا واحيانا قومية واحدة لفرح بهذا الانجاز واعتبره انجازه الشخصي، فسواء ذكرت الكلدانية وحدها ام مرفقة بالاشورية والسريانية فهي مذكورة والمعركة لدينا جميعا يجب ان لا تكون التسمية بل الشعب وحقوق ابناءه وامكانية تحقيق طموحاته المشروعة، ان من يحاولون دفع حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني هذا المنحي المخالف لارادة الشعب التي اوضحهتها الانتخابات الاخيرة وخصوصا في محافظة نينوى والمخالفة لتحقيق مستقبل شعبنا، هم اناس لا يهمهم هذا المستقبل بقدر اهتمامهم بتسجيل انتصارات على بعض ابناء شعبهم انتصارات ايديولوجية يدفع ثمنها الشعب.
فنحن جميعا ومن خلا تحقيق وحدة الهدف والخطاب نتمنى ان نرى يوما  ما قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني بيد شخص من قرية ديانا والحزب الوطني الاشوري بيد شخص من القوش والحركة الديمقراطية الاشورية بيد شخص من عنكاوا والمنبر الديمقراطي الكلداني  يقوده احد ابناء دوري وحزب بيت نهرين الديمقراطي يقوده احد ابناء بغديدا واتحاد بيت نهرين الوطني يقاد من قبل  احد ابناء مانكيش والمجلس القومي الكلداني يقاد من قبل احد ابناء جلك وهلم جرا، وسيأتي ذلك اليوم الذي لا يشعر احد بحساسية من هذه التسميات ولكن لمجئ ذلك اليوم علينا العمل جميعا معا بروح صادقة وليس بالتامر او محاولة تسجيل الانتصارات الوهمية التي يكون مستقبل شعبنا هو ضحيتها الوحيد.
بعض الكتاب مستعدين لعمل اي شئ لتخريب اي تطور ايجابي لشعبهم، بحجة او بدونها، فالقوش بقدر كلدانيتها هي اشورية وهي سريانية، وهذا حال كل مدننا وقصباتنا وقرانا، عار ان نحاول تحريض الاخرين لتمزيق وحدة شعبنا بحجة ان اسمنا يجب ان يكون بارزا ولوحدة، كلنا باعتقادي لسنا راضين تمام الرضا عن الحل، ولكنه الحل الممكن حاليا، وعيب ان نحاول تخريبه والعودة الى نقطة الصفر. ويوم الاجتماع في جمعية اشور بانيبال لو كنا قد توصلنا الى هذا الحل لكنا قد عبرنا الكثير من السواتر والسدود، ولكن بقت صرخة المخلصين وحيدة وبلا صدى لدى من ضحى بوحدة الشعب لاجل مكاسب موعودة لم تتحقق لاغلبهم، ولكي ياتي يوم يكون ممثلنا من القوش او بغديدا او برطلة او صبنا او بروار او غيرها ولا يثير اي حزازية، فيجب ان نعمل من الان، من الان للمستقبل، نعمل لابناءنا ليتمكنوا من بناء ذاتهم ويتمتعوا بحقوقهم وليختاروا هم التسمية التي يروها الا نسب، نحن يجب ان نعمل من اجل ان نتيح هذا المستقبل وليس من اجل ان نزرع فيهم احقادنا وبعض ثوابتنا والتي هي مع الاسف ثوابت عدم التقارب مع الاخ الاخر.
ان ما قرره برلمان اقليم كوردستان هو بحق بمستوى ان نهنئ انفسنا بشأنه، لانه خطوة كبيرة للامام كما قلنا، فهل سنكون بمستوى ما تحقق لنا؟ ام لن نخيب ضنون البعض فينا كاكبر شعب قادر على اضاعة الفرص المتتالية؟

bebedematy@web.de

308

[اشور سورو (باوي) لم يكن داعيا للوحدة

تيري بطرس
(ملاحظة، لقد حافظت على تسمية الاسقف الموقوف بلقبه الكنسي في كل ما كتبنه سابقا ولحين تجريده  من لقبه، من الكنيسة التي منحته اياه، ولذا فبعد هذا التجريد نعود لنشخصه باسمه الشخصي، علما انه مارس هذا الامر مع نفسه وهو لا يزال اسقفا حينما حول الممتلكات الكنسية التي كانت تحت رعايته الى اسمه العلماني، اي لكي يكون هو صاحبها الفعلي)
تحت عنوان ((الاسقف مار باوي سورو ... ليس يهوذا الاسخريوطي .... مع الدلالات ؟)) نشر الاستاذ انطوان دنخا صنا مقالة نعتقد انه جانب الحقيقة فيها كثيرا، مانحا صفات ومواقف لشخصيات لا يليقون بها او لا تليق بهم، ورغم التزام الكاتب بالشفافية والحقيقة، الا انه وجه مجموعة كبيرة من الاتهامات لتنظيمات اشورية، مستندا الى طروحات هذه التنظيمات كما يقول، دون ان يوضح اين نشرت ومن قالها، اخذا الجميع بجريرة جهة ما غير واضحة المعالم والاهداف وان كانت اشورية التسمية. فهو يقول عن لسان هذه التنظيمات ((انها اعتبرته (اشور سورو) ابنا ضالا خان كنيسة المشرق الاشورية في دعوته للوحدة والاتحاد والاندماج مع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وكرسيها الرسولي في روما وان هذا الامر يصل الى تخوم الهرطقة والكفر في مخيلتهم المريضة(يقصد التنظيمات الاشورية)
لا ادري هل قراء الاستاذ انطوان الصنا كل ما يقوله في مقالته المنوه عنها اعلاه وما وضعه على لسان التنظيمات الاشورية حقا ام انه يضعه ويفسره على هواه، وبالطبع ما اقتبسته هو قليل من الكثير من الاتهامات الاخرى ومنها التعصب القومي والجمود العقائدي، ومعادة القومية الكلدانية وغيرها وغيرها الكثير ويمكن للقراء الكرام العودة الى المقالة وقراتها بتمعن لكي يدركوا حقائق الامور.
من خلال معايشتنا للحدث ومنذ البداية منحنا للسيد اشور سورو (باوي) حق ان يغير مذهبه وان يلتحق بالمذهب الذي يراه انه الانسب لمعتقداته وضميره كحق انساني، وبالتالي لا اعتقد انه كان هناك شخص ما يمكنه معارضة هذا الحق الطبيعي، ولكن هل حقا ان اشور سورو (باوي ) كان يرغب في الوحدة  او الاتحاد مع كنيسة روما؟ وهل ان من يريد الاتحاد يقوم بوضع مخطط سري وعلى مراحل لجر الكنيسة الى الاندماج مع كنيسة روما دون علم مجمعها المقدس؟، ويتضمن المخطط كيفية السيطرة على الكنيسة، ويمكن الرجوع الى حيثيات المحاكمة للاطلاع على التفاصيل. وهل الايمان بمذهب اخر اوالرغبة في الاتحاد به يعني تغيير ممتلكات الكنيسة الى اسمه العلماني، اي ان يقوم مار باوي الذي هو لقبه الكنسي ببيعها الى اشور سورو الذي هي تسميته قبل اقتبال الدرجة الاسقفية. لقد كان واضحا ان السيد اشور سورو متجه نحو تفجير الكنيسة وتدميرها كليا، لانه لم يطع امر المجمع السنهاديقي في الالتحاق بابرشيته الجديدة والتي كانت تشمل ايران وروسيا، وكان له فيها مجال واسع لاظهار امكانياته المدعي بها. ولم يرضى بالجلوس والسكوت وتسليم الابرشية التي كان مؤتمنا عليها، بل قال كلمته المشهورة، ان من ياخذ الكنائس مني عليه الذهاب الى المحكمة محيطا نفسه بحراس شخصيين. وهل كان على الكنيسة الرضوخ والاستسلام للامر الواقع، بالطبع لا، لان الكنيسة مؤتمنة على املاكها، والا لكان يحق لكل من هب ودب ان يستولي على املاكها. اذا اين هي وحدوية السيد اشور سورو، لقد رفع شعار تاسيس كنيسة كلدواشورية، وبعد نتائج المحكمة قال انه يفكر في الانظمام اما الى الكنيسة الشرقية الجاثيليقية القديمة او الى الكنيسة الكلدانية، فقارن الخيارات، هل فيها اي نوع من الرغبة في الوحدة؟ ام فيها التخبط، فالكنيسة الشرقية الجاثيليقة  القديمة تتبع نفس مذهب كنيسة المشرق الاشورية، لا بل انه ليس لها اي تفاهم او تبادل اعتراف مع كنيسة روما، وهي ابعد عن الكنيسة الكلدانية من الكنيسة الشرقية الاشورية، من ناحية العلاقات المتبادلة او حتى الاقرار بتقديم الخدمات للمؤمنين. اذا الخيارات التي وضعها لنفسه كانت انية، واظهرت مدى تخبطه ليس الا. ومن ناحية ثانية ان كان يريد الالتحاق بالكنيسة الشرقية الجاثيليقية او التقويم القديم، فانه كان يقر بشكل مطلق وان كان غير واعي ان غايته ليست ايمانية، فايمان كنيسته السابقة وايمان الكنيسة الشرقية ذات التقويم القديم برئاسة قداسة مار ادي هو نفسه، اذا هل كان غير راضي عن ادارة الكنيسة؟ هنا يظهر انه لم يهئ اوراقه بشكل جيد رغم انه وضع مخطط للاستيلاء على الكنيسة وفرض الاندماج عليها مع كنيسة روما او الاعتراف برئاسة بابا روما على الكنيسة. فطلبه الانضمام الى الكنيسة الشرقية ذات التقويم القديم يعني ابعاد نفسه اكثر عن هدفه المعلن، فهل في مثل هذه الطروحات والتخبطات اي تفكير وحدوي. وهل يفترض في كل كاهن او اسقف او مطران يريد الالتحاق بكنيسة اخرى تدمير كنيسته الاصلية او محاولة تدميرها؟ وهذا ما فعله السيد اشور سورو عندما جر الكنيسة الى ساحات المحاكم وكلفها ارجاع ممتلكاتها المستولي عليها ملايين الدولارات، فهل في هذه الممارسة روح مسيحانية وحدوية، وهل قبول الاخرين له بدرجته الموقف عن ممارستها وادخاله ضمن وفدهم هي روح مسيحانية حقة، بعد ان كلف كنيسته الاصلية بروعنته ما كلفها؟ وهل يمكن تفسير موقف غبطة البطريرك الكاردبينال مار عمانوئيل دلي ؟ وبماذا ستفسر الكنيسة الشقيقة او بالحق الكنيسة الام موقفهم هذا؟ انه سؤال كان يجب التفكير به قبل استصحاب اشور سورو بمعية الوفد الملتقي بقداسة بابا روما، فالرجل قد الحق خسائر فادحة بكنيسة شقيقة، دون وازع من ضمير، وكان يمكنه بسهولة الالتحاق بالكنيسة الكلدانية او الشرقية القديمة لو كان هدفه ايمان بالمذهب الاخر او لو كان هدفه وحدويا، الا انه لم يفعل، بل اصر على سلب ممتلكات الكنيسة معه، ولو كان قد نجح في مسعاه لا سمح الله، لما تقرب مع اي طرف، بل لحاول تاسيس كنيسة كلدواشورية بمن التحق به؟
((وقد افترى وفسر البعض منهم وقال ان دعم الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية للاسقف مار باوي يدخل في خانة الانتقام وتصفية الحسابات التاريخية ولوي ذراع كنيسة المشرق الاشورية لغايات واهداف مبيتة ومكشوفة واعتبر بعض كتاب ومثقفي ومفكري ومنظري الحزب الوطني الاشوري وهو من اكثر الاحزاب الاشورية القومية المتعصبة والمتشددة ضد هذا التوجه الوحدوي والتقارب بين الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وكنيسة المشرق الاشورية وبشكل خاص مبادرة الاسقف مار باوي الوحدوية للاندماج والانضمام مع الكنيسة الكلدانية حيث يصبون نار حقدهم على رموز الكنيسة الكلدانية والاسقف مار باوي واتباعه وكل من يؤيد هذا الاتجاه من كل التنظيمات القومية الاشورية والكلدانية...))  اود ان اقول لكاتبنا المحترم، اريد ان تنقل لي ولو موقف واحد من الحزب الوطني الاشوري ضد الوحدة الكنسية او القومية، وكيف حكمت عليهم بانهم اكثر الاحزاب القومية المتشددة، في حين انهم ومنذ المؤتمر الثاني قدموا قراءة منطقية لمسألة التسمية، وفي مؤتمر بغداد لعام2003 طالبو بضرور استعمال التسمية الثلاثية، وفي اخر جلسة قبل اقرار مسودة الدستور والتي عقدت في جمعية اشور بانيبال وجهوا نداء من اجل قبول الجميع بالتسمية الثلاثية كمدخل لحل الاشكالية التسمية لشعبنا وامتنا. ولكن الحزب هو حتما ضد اعتبارنا ثلاثة قوميات او ثلاثة شعوب، نحن نؤمن بان حامل التسمية الكلدانية او السريانية او الاشورية هم منتمين لنفس القومية ولنفس الشعب والحزب يتمنى اتحاد الكنائس اليوم قبل الغد. ولكن مرة اخرى نقول اننا ايضا ضد الوحدة التي تعمل من اجل هدم مؤسسة عريقة كمؤسسة الكنيسة الشرقية الاشورية، فما كانت الوحدات ابدا تعني الهدم بل الوحدة هي سكة ذو اتجاهات متعددة وتلتقي في نقطة واحدة. ان السيد اشور سورو (باوي) كان مدفوعا من طرف سياسي ومدعوم منه لضرب مكانة البطريركية في الكنيسة، والدليل انه لم يقبل خيارات الكنيسة له، وهي كانت مخارج جيدة وتحفظ مكانته، وكذلك لم يقبل النصح بالانتماء الى اي كنيسة يريد دون ادخال الكنيسة في معمة المحاكمات. اليوم السؤال هو كيف ستتعامل كنيسة المشرق الاشورية مع الكنيسة الكلدانية، وهي ترى ان من حاول ايذاءها لا بل حملها اعباء كثيرة يقابل بالاحضان من كنيسة شقيقة وهي تدرك جيدا ان ما قام به جرم بحق كنيسته التي لم تمنعه من الالتحاق باي كنيسة يريد. هناك تفسير منطقي من المؤسف اننا نصل اليه، وهو ان الكنيسة الكلدانية كانت او اطراف منها في صلب العملية وكانت تريد ما حدث وتشارك في التخطيط له ؟ مع توفر كل الخيارات السلمية والقانونية والتي تتوافق مع الحفاظ على الكرامة الشخصية للجميع، وتتوافق مع الحفاظ على القيم المسيحانية في العدل والعفو والتسامح، فهل يمكن لكنيسة المشرق ان تسامح الرجل على ما اقترفت يداه وهي قد نبهته لما يحدث ولما قد يحدث؟ انه سؤال بحاجة للانصاف لكي يمكن الاجابة عليه. 
((تقول سيدي1- ان طلب اندماج كنيسة الاسقف مار باوي واتباعه من الكهنة والشمامسة وبعض عامة الناس بالكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ليس حركة انشقاقية او تمردا او عصيانا للتقسيم والتشرذم والتكتل ضد كنيسة المشرق الاشورية ابدا ... وانما اتجاه فكري ايماني وعقائدي وحدوي وصوتا هادرا في تدعيم اركان كنيسة السيد المسيح له المجد الواحدة والتي نؤمن جميعا بحتمية توحيدها بكل المذاهب اجلا ام عاجلا تحت خيمة وبيت واحد اما الاختلاف فهو الاجتهاد حول هذه المذاهب خلال العصور الماضية تراكمت وترسخت وتعقدت بفعل عوامل كثيرة لسنا بصددها الان في كل الاحوال ان هذا الصوت الجديد الداعي للوحدة والاندماج هو بذرة ونواة لحركة تصحيحية في اركان الوحدة الكنسية وهو ليس محاولة للاساءة او الانقسام او الانشقاق في كل الاحوال))
لو كان الانتقال حدث بصورة سلسة وبدون جر الكنيسة الى المحكمة وبدون محاولة الاستيلاء على ممتلكاتها، والتلاعب بها والعمل على وضعها تحت الرهن، و دفع الناس من مختلف الكنائس ولكن من لون حزبي واحد الى تصعيد الامر والتهجم باقذع النعوت على راس الكنيسة والاكليروس، ولو كان اتجاها فكريا ايمانيا،لرحبنا به واعتبرناه حقيقة ايمانية، ولكن ان يصل السيد اشور سورو الى المحطة الاخيرة وهي ايام بعد المحكمة ويقول ان له خيارين، اما الانظمام الى كنيسة المشرق ذات التقويم القديم او الكنيسة الكلدانية، فهذا يدل على عدم وجود ايمانا بالاساس، بل خيارات والايمان هو واحد وليس خيارات.  ان حركة السيد اشور سورو (باوي) كانت حركة مخطط لها ودعمت باناس ما كان لهم الحق في دعمها، الا لغايات معروفة وهي تمزيق الكنيسة المشرق الاشورية، لان من خطط لها عمل بكل الطرق للوصل بالقضية الى المحكمة. لو كانت مسالة لاهوتية فخيار السيد اشور ما كان سيكون  اما او وما كان قد قال ان احد خياراته هو الانظمام الى كنيسة الشرقية القديمة، التي لها نفس الايمان اللاهوتي لكنيسة المشرق الاشورية.
اما عن كون شهاداته من المراكز والجامعات الكاثوليكية فهو امر صحيح، ولكنه دخلها بموافقة رئاسة الكنيسة، ودخلها لكي يزيد علما ويخدم الكنيسة، ان الدراسة والعلاقة المتوازية ان كانت من صفاته ، فهو امر مطلوب ومحبذ، ويخدم الكنيسة او المؤسسة التي ارسلته للاستزادة من العلم وليس لكي يقوم برسم مخطط ويضع تفاصيل كيف يمكنه دمج الكنيسة بالكنيسة الكاثوليكية في روما خلا ل سنوات معينة وبمراحل معينة، وفاتح بها بعض زملائه من الدارسين معه وقد كشفوها بعد ان علموا انها كانت جزء من مخطط سري، ولم يكن قد اعلم بها رئاسة الكنيسة ومجمعها المقدس، فهل المؤمنون يعملون في الظلام وعلى صورة المؤامرة، ام يبشرون بايمانهم علنا ودون محاولة السرقة، ونحن نعتقد ان الحركة الانشاقيقة كانت غايتها الاساسية التغطية على السرقة التي حصلت من تحويل الممتلكات ودفع اموال الى اطراف سياسية معينة اعتقد انها ستدعمه الى النهاية.
نحن وبرغم من اننا علمانيون الا اننا نرغب وباعتقادي ان الغالبية ترغب في ان تعود لحمة الوحدة الى الكنيسة الشرقية باطرافها الثلاثة وهي الكنيسة الشرقية التي تسمي اليوم بالاشورية  وكنيسة  المشرق الجاثيليقية برئاسة قداسة مار ادي والكنيسة الكلدانية ، ولكن هل ان ضم والحاق شخص مجرد من كل درجاته الكنسية وقد اجرم بحق احد الكنائس الشقيقة سيساعد لتحقيق الوحدة، ام ان ضمه هو لوقف المد الوحدوي بين كنائسنا الثلاثة والتي تحمل ارث كنيسة المشرق؟ واذا كنت تقر سيدي ان الممتلكات تعود قانونا الى الكنيسة وليس الى شخص الاسقف المطرود فهل يعقل ان يكافئ من حاول الاستيلاء على ممتلكات كنيسة شقيقة نرمي الوصول معها الى الاتحاد او الوحدة بضمه واعتباره اسقفا وادخاله في الوفد الملتقي بقداسة البابا، اعتقد ستتفق معي ان الخطوة لم تكن سليمة البتة ويمكن بسهولة ان تفسر على انها وضع العصى في دولاب الحوار البناء ان لم ترمي الى قطع اي احتمال للحوار لامد طويل. ولكن بالمقابل لو كان الحوار استمر وتوصلت الاطراف كلها الى اتفاق، كان يمكن لطلب من احد البطاركة مثل قداسة مار ادي او غبطة الكاردينال مار عمانوئيل دلى ان يجد صداه ويزيل المرارة التي تسبب بها بتصرفهاته الغير المسؤولة، ويمكن للكنيسة ان تسامحه، اما اليوم فصار الامر اكثر صعوبة امام الحوار وامام العفو وهو امر نكاد نعتقد انه المطلوب من بعض الاطراف.
ليس هناك من حاقد على الامة الكلدانية كما تدعي ، لانه لا انسان يحقد على نفسه وامته ، ان قرار السيد اشور سورو لم يكن قرارا  مبنيا على الايمان وهو يرمي الى وضع اسفين بين طرفين من الاطراف الثلاثة لكنيسة المشرق، فهل يفوز السيد اشور سورو برهانه هذا؟ انه سؤال تتوقف اجابته على الاطراف الوحدوية الحقة في الكنيسة الكلدانية، فجوابه سيحسم المسألة. ان وحدة كنيسة المسيح يجب ان تكون باسلوب مسيحي مبني على الصراحة والنقاش الحر وليس بمؤامرات سوروية او باعادة شخص مجرد من رتبته الى الواجه.



bebedematy@web.de








309
حقوق الاقليات وغول الاكثريات وتصريح اياد جمال الدين![/color]


تيري بطرس
في مقابلة مع محطة الجزيرة الفضائية، اعيد نشر مقتطف  منها في ايلاف، مع رجل الدين السيد اياد جمال الدين، قال انه لا يؤيد حقوق الاقليات، وانه بالضد من تسمية الاقليات، وانه مع حقوق المواطنة والمساواة امام القانون، واتى بامثلة من واقع الولايات المتحدة الامريكية وصعود الرئيس اوباما الى سدة الرئاسة، مانحا الفضل في ذلك الى المساواة والعدالة.
اقولها وبصريح العبارة انني من المعجبين والمؤيدين في الغالب لمواقف السيد اياد جمال الدين وكنت من الاوائل ممن ابدى اعجابه بمواقفه من خلال مقالة عنونتها ب (تحية لرجل الدين الشاب اياد جمال الدين ونشرت على موقع ايلاف)، واقول في الغالب، لانني في موقفه الاخير اقف في الطرف الاخر، فانا وكوني فردا من هذه الاقليات، اشعر بمدى الغبن التاريخي الذي وقع علينا، لا بل ان مصطلح الاقلية ما كان سيليق بنا لو لم تقع احداث جسام جعلت منا الاقلية، ومنها المذابح المتتالية التي اقترفت بحق شعبنا خلال القرن والنصف القرن الماضيان. اذن نحن مكون صار عدده قليلا، مكون انساني يحمل صفات حضارية مميزة، وبسبب حمله لهذه الصفات الحضارية المميزة، تعرض لما تعرض له، فلو حسبنا انه قدم في المذابح الاخيرة بمجموعها ما يقارب المليون شخص، ولو حسبنا الزيادة التي كان ستكون على هذا المليون خلال مائة سنة لادركنا ما هو سبب كوننا اقلية.
في الولايات المتحدة الامريكية وبعد اقرار قانون الحقوق المدنية في عهد الرئيس لندون جونسن، تم منح كوتا خاصة للامريكان من الاصل الافريقي، كوتا تسمح لهم بدخول الجامعات وان لم يحوزوا على كل متطلباتها المطلوبة، وكوتا لترقيتهم بشكل استثنائي لتعويضهم عن ما فاتهم وما لحق بهم. يذكر كولن باول اول رئيس من اصل افريقي لهيئة اركان الجيش الامريكي واول امريكي من اصل افريقي  يكون وزيرا للخارجية، انه لولا نظام الكوتا هذه لما تسلق هذه المناصب. فاذا ان هناك في الدول الديمقراطية والتي تطبق حقوق الانسان بشكل جيد انظمة خاصة لمراعات اوضاع الاقليات، علمان ان الامريكان من الاصل الافريقي لا يتميزون عن الامريكان البيض الا باللون، وهذا يحدث في المانيا حيث هناك مقاعد وانظمة لحماية الاقليات من الاصول الدنماركية وغيرها من القوميات الغير الالمانية والتي هي ضمن الاراضي الواقعة تحت السيادة الالمانية.
ان الاقليات، او القوميات القليلة العدد، مهددة ليس في ان ابناءها ليسوا متساويين مع ابناء الاكثريات، بل انها مهددة في وجودها كثقافة مميزة (من لفة وعادات وتقاليد وقيم) امام زحف الاكثريات وتلوين الوطن بالوانها الخاصة، ليس الوطن فقط بل اصغر دائرة في الوطن.
قد تكون مسألة العدالة هم وطني مشترك، ولكن الهم الذي لا يشعر الاخرين به، وتشعر به القوميات القليلة العدد، هو الرعب والخوف الدائم من انصهارها الكلي، وضياعها ضمن الاكثريات، لان الاكثريات لم تعد تهتم بالاخر، بعد ان تمكنت خلال القرون الاخيرة من تحويل هذه القوميات الى اقليات ضعيفة مصابة بالرعب الدائم، من الزوال.
ان محاولة وضع تناقض بين حقوق المواطن او المواطنة المتساوية وحقوق الاقليات هو مشاركة فعلية في صهر هذه الاقليات في الاكثيرية ليس الا.
بالنسبة لشعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) عندما يطالب بحقوقه القومية  ومنها تمتعه بالحكم الذاتي في مناطقه التاريخية، فهو يطالب بحق اقرته المواثيق الدولية، واقرته الدولة العراقية، من خلال اقرارها بالنظام  الفدرالي كهيكلية جديدة للدولة، يمكن من خلالها توزيع الصلاحيات لكي تتمكن كل الاطراف من ادارة شؤونها وتطوير امكانياتها والحفاظ على مميزاتها. ومطالبنا هي في اطار الممارسة الديمقراطية، التي يقر بها الدستور الساري. ان عدم اخذ معاناة ومخاوف الاقليات بنظر الاعتبار يعني ممارسة الدكتاتورية من قبل الاكثريات على هذه الاقليات، وفرضها لقيمها عليهم فرضا، فلا اعتقد ان القادة العراقيين من الاكثريات يمكن ان يشعروا بما هو ضروري واساسي ومهم لهذه الاقليات اكثر من ابناءها.
ان التعامل مع الاقليات العراقية من الناحية الدينية فقط هو جرم اخر، بحق هذه الاقليات، ففي الوقت الذي يتم التعامل مع الكورد والتركمان كحالة قومية، يتم التعامل مع شعبنا الاشوري (الكلداني السرياني) كحالة دينية، وحقوق ممارسة الشعائر ليس الا. اننا نرى في تضمين الدستور العراقي حق اقامة الحكم الذاتي للاقليات القومية او القوميات سواء التي هي ضمن اقاليم  او ترتبط بالمركز، حق يساعد على خلق وبناء عراق مستقر وديمقراطي حقيقي. ان الديمقراطية ان كانت فقط على اساس ان الاكثرية هي التي تقرر تعني لنا التهميش وابعادنا كمكون حضاري عن المشاركة في بناء الوطن وصياغته ليعبر عنا وعن تطلعاتنا بالمشاركة مع الجميع.
ان تمتعنا بحقنا في حكم انفسنا في مناطقنا، وبما يمنح لنا حقنا في صياغة قوانينا والحفاظ على امننا وادارة شؤوننا، لا يلغي حقنا في ان نكون في مختلف مفاصل السلطة في الدولة المركزية او سلطات الاقاليم، بل هو حقنا كمواطنين يؤدون واجبهم تجاه وطنهم. ان قيام مناطق للحكم الذاتي يعني اغناء تجربة الحكم في العراق، وهو منافسة حقيقة للتطوير والتقدم، وظهور نماذج للتعددية الثقافية والحضارية بشكلها الفعلي وليس باقوال ان المسيحيين هو اصل العراق ولا عراق بلا مسيحييه التي نسمعها كلما طالتنا ضربة كما حدث مؤخرا في الموصل. ولكن يتم تناسيهم والغائهم حتى ان مجلس الوزراء نعتهم مرة بالجالية واحد القادة الكورد وصفهم بانه لا يملكون ارضا فهم ضيوف ليس الا.
قام الكونكرس الامريكي بتقديم اعتذار رسمي عن ما لحق بالامريكان من الاصل الافريقي، فيا ترى، هل سنرى خطوة مماثلة من الشعوب التي ساهمت في مقتل مئات الالاف منا في مراحل مختلفة لكوننا مسيحيين او لكوننا نحمل ثقافة اخرى، علما ان الجميع يعلم ان هذه المذابح المختلفة تمت تحت راية الجهاد ضد الكفار.  اننا نريد مستقبلا لا يكون فيه مرة اخرى جهادا ضدنا، ولسنا مستعدين للقبول بكلمات الاطمئان التي تقال لنا، بل نطالب باجراءات وقرارات لكي لا تلحقنا مذبحة جديدة تزيل ثقافتنا من لغة وعادات وتقاليد وقيم من الوجود. وهو حق انساني، وهو حق طبيعي عندما نهرع لانقاذ فصيلة حيوانية او نباتية معرضة للانقراض، فهل سيهرع العراقيين عربا وكوردا لانقاذ اصل اهل العراق، واقدم مكون ثقافي لبلدهم؟ ان الجواب  على هذا السؤال هو الذي يحدد هل سيكون العراق ديمقراطيا ام لا.


bebedematy@web.de
[/b]

310
لنعمل على انجاح الدعوات الخيرة



تيري بطرس

منذ مدة تدور اتصالات ويتم تناقل مقترحات واراء حول عقد لقاء او ملتقى يضم تنظيماتنا السياسية بمختلف تسمياتها، ونحن اليوم نجري انتخابات مجالس المحافظات، وعند نشر هذه المقالة لم تكون قد ظهرت نتائج الانتخابات او حتى التكهنات بالفائز، ونشرها قبل ظهور النتائج هو عمل مقصود، فانا لا يمكنني ان اعرف من قد يكون الفائز ومن قد يكون الخاسر، ولكن بالتأكيد ان الفائز والخاسرون، هم من تنظيمات او مدعومون من تنظيمات داخل شعبنا. فلا الفائز يمكنه الادعاء بانه يمثل ارادة الامة، لانه انتخب للقيام باعمال تنفيذية خدمية وادارية معينة، ولا الخاسر يجب ان يشعر بغصة فهذه هي سنة الحياة، وما دام لنا في الكوتا مقعد واحد اذ فواحد يمكن ان يفوز. ومقدما نهنئ الفائز في مقاعد الكوتا، وكذلك بعض الاخوة في المقاعد الوطنية، مثل الاختين ايفلين اوراها في قائمة نينوى المتاخية والاخت نجلاء زاكي مرشحة عن الحزب الدستوري العراقي اللتان رشحتا خارج الكوتا، وحسب علمنا هناك اخرين ترشحوا مع الاحزاب الوطنية ستظهر اسماءهم لاحقا.
اعتقد وحسب اطلاعي المحدود ان الاخوة القائمين على الدعوة يحاولون الاحتياط واخذ كل الامور بنظر الاعتبار، والامر يخص احزاب شعبنا في العراق، ووجوب اتفاقهم على الامور الاساسية والمهمة، وهي باعتقادي التسمية الثلاثية ليس كبديل للتسميات الاخرى، بل كتسمية اتفاقية قانونية دستورية، لاننا مقبلون على الاحصاء السكاني، بمعنى ان المنادون بالكلدانية والسريانية والاشورية سيدخلون اليا في الخانة التي ستخصص لشعبنا وهي الكلدان السريان الاشوريين، بلا واوات وبلا اي فواصل، وعلى هدف الحكم الذاتي كهدف اساس لشعبنا نعمل من اجله. فان تمكنا من الوصول اليه فالف مرحبا وان لم نتمكن فما موجود في المادة 125 موجود. ولكن يجب ان نعي ان ما سيضيفه الحكم الذاتي لشعبنا هو الكثير من الصلاحيات والكثير من الامال، ليس لشعبنا في العراق، بل لشعبنا في سوريا بالاخص ولشعبنا في تركيا وايران وفي المهجر ايضا وفي مقالات سابقة اسهبنا في شرح الامال والتغييرات الايجابية التي سيضيفها اقرار الحكم الذاتي وتطبيقه على شعبنا في المهجر وفي البلدان المجاورة.
اليوم مطلوب من كل تنظيماتنا عبور رذاذ مرحلة معركة الانتخابات، والتوجه الى العمل المشترك، لان المستقبل قاتم حقا، ان اساس البدء باعتقادي هو ان تعيد كل تنظيماتنا توازناتها، والتفكير الى اي مدى يمكنها ان تكلف شعبنا خسائر وتراجعات، ليس في الحقوق والخسائر المنظورة، بل في مكانة شعبنا بين شعوب العراق ايضا. من الصحيح والواجب التأكيد هنا ان واقع شعبنا ليس من نتاج الاحزاب السياسية، بل ان هذه الاحزاب اتت لتغيير الواقع نحو الافضل، ولكن عدم حصول تقدم وتطور في هذا الواقع يحمل الى الاحزاب وبعض رجال الكنيسة ممن وقفا حجر عثرة في مسار تقدم شعبهم لاصرارهم على مواقف غير نزيهة.
الهجرة تقلص عدد  ابناء شعبنا، وتقلص رقعة تواجده في ارض الوطن، ان التمترس في المواقف وعدم الوصول الى نقطة الوسط، يعني عدم قدرة الطرف المتمترس على رؤية المستقبل واستشفاف كنهه، لا بل العيش في ماض لن يقدم لشعبنا الا الادعاءات والتفاخر الكاذب. في العراق نعاني مشاكل جمة وعويصة وهي مشاكل حقيقية ومؤلمة، ويبقي تدخل بعض المهجر سلبيا كليا وبعض ابناء شعبنا في في بعض دول الجوار،وبالاخص ممن لا يقبلون باي حلول وسط ويعملون على زيادة مساحة الاختلاف والتعارض بين مكونات شعبنا. ان الاستقواء بهذه الاطراف لا يعني الا الرغبة التامة في عدم الوصول الى حلول حقيقة لتجاوز الواقع المر. اليوم يجب ان نعي ان الخطاء سيتحمله الكل ولكن للرافض الوصول الى المشتركات والتساوي والتعامل الاخوي السليم، سيدخل ذلك في تاريخه كمعيق للتوصل الى ما نصبو اليه جميعا من وحدة القرار والارادة.
احدى المطلوبات الاساسية هي المشاركة بوفد عالي المستوي مخول وقادر على اتخاذ القرار، يمكن ان يتحاور بوضع كل الاوراق مكشوفة، فكل منا ان لم يكن يعرف الاخر، فاعتقد ان المدة الماضية كافية لتحقق هذه المعرفة، سلبا كانت ام ايجابا، اذا بات واجبا علينا ان نكون صريحين مع بعضنا البعض وان نقول الامور بمسيمياتها. انا شخصيا طرحت مرارا تصورات للعمل المشترك، ومن ضمنها وجوب الاستفادة من ابناء شعبنا ممن يتولون مناصب عليا في ادارة الدولة كنواب محافظين قائمقاميين، اعضاء مجالس المحافظات ووزراء واعضاء مجلس النواب،ممن هم ضمن احزابنا القومية او حتى من المنضوين في الاحزاب الوطنية (كالحزب الشيوعي او الحزب الديمقرا\ي الكوردستاني او غيرها). ليس لدينا اسرار نخفيها عن شركاءنا في الوطن، لدينا اهداف معلنة نطمح لتحقيقها، ولهولاء دور كبير في ايصال ما نريده ودعمه في مواقع عملهم او التنظيمات المنتسبين اليها.  اعتقد جازما ان العودة الى مقترح المجلس السياسي امر ممكن التحقيق ومطلوب التنفيذ، حتما ستتوزع القوى فيه حسب المصالح وحتما ستحدث في المجلس السياسي المقترح اصطفافات معينة، ولكن هذا هو منطق السياسية ويجب القبول به، وان نضع الية قادرة على خروج المجلس بقرارات قابلة للتنفيذ، ويمكن تحويل المجلس الشعبي الى نوع من البرلمان يمكنه اضفاء شرعية مؤقتى للعمل السياسي وللمطالب القومية، لحين الخروج باتفاق اخر اكثر عملية، او لحين الوصول الى تحقيق الحكم الذاتي لشعبنا.
نحن نمنح للاحزاب وتنظيمات شعبنا الحق في البحث عن وجود لها في المواقع السياسية والادارية ، سواء عن طريق الانتخابات او غيرها، وبطرق الذهاب للانتخابات بشكل فردي او متحالف، ولكن هذا البحث، يجب ان لا يكون الهدف الاساس، بل هو لخدمة شعبنا وطموحاته المشروعة. ولذا فمشروعية تولي المناصب والدخول المجالس السيادية او الخدمية، يجب ان لا تكون سببا للتحارب والقتال والفرقة، ان فهم الاليات الانتخابية والظروف المحيطة بها، يجب ان تجعلنا ننسي كل ما قيل اثناءها والتوجه للبناء والمهم البناء على ما تحقق، وليس هدم الموجود والادعاء بالبناء الجديد، كما عودنا اصحاب الشعارات الثورية مما ادعوا بانهم سيهدمون القديم ويبنوا الجديد فما كان منهم الا الهدم وترك البناء لانهم دخلوا حروبا بادعائهم كانت اهم، مما جعل شعوبنا في المنطقة تخسر الكثير وتتشتت وثروتنا تتبدد في امور لا طائل منها. يمكن الرد على كل ما قيل في الاونة الاخيرة، ولكننا هنا لسنا بضدد تسجيل نقاط على خصومنا وهم اخوة لنا في العمل القومي، الغاية الاساسية هو الخروج من الوةاقع الحالي الى رحاب الامل والعمل المجدي والنافع.
المطلوب باعتقادي وخلال الفترة المقبلة هو تكثيف الحوار حول انسب اليات العمل المشترك، لاننا حقا بحاجة لمشاركة الجميع في دفع عجلة العمل المشترك، فالهدم يمكن ان يقوم به فرد واحد، كلمة واحدة، ممارسة واحدة، ولكن البناء يتطلب جهد الجميع، وتواضع الجميع وتقبل الكل للاخر كما هو وليس كما نريد. ان اعادة بناء لحمة الوحدة، تتطلب اعادة الثقة المفقودة، الثقة المفقودة لعدم الالتزام بالعهود والاتفاقات الموقعة او المتفق بشأنها، وهذا لن يكون بتبويس اللحى كما تقول العرب، بل بالوضوح التام،وضوح الهدف والصلاحيات والادوار، فكفانا ان هذا الممثل الشرعي والاخر الممثل الحقيقي والتالي الممثل الطبيعي، ان مثل هذه الطروحات تدفع ابناء شعبنا وتنظيماته لاثبات العكس، لان مثل هذه التعبيرات تعني سحب شرعية الوجود من الاخر، وتعني محاولة الغاءه، وتعني ادخال شعبنا في حروب كسر العظم، ان كل حزب هو شرعي بوجوده واعضاءه وقيادته، ان كل تنظيم مهما كان صغيرا يمكنه ان يقدم الكثير لشعبه، فلنكتفي ولنقر بحق الاخر في الوجود ونحقق صيغة التفاهم التي تجعلنا كلنا شركاء العمل، وخصوم في الساحة لتقديم الافضل،اي التنافس لتقديم الافضل.
ليس هناك اسهل من طرح الشعارات، وليس هناك اسهل من زرع العداوات، ولكن زرع الامل وترسيخ الوجود يتطلبان الجهد الكثير والتواضع والاقرار بحقائق الواقع، وليس القفز على هذه الحقائق في عملية بيع اوهام لابناء شعبنا، لا بل وصل الامر لتخريب انجازات او سد الطريق اليها.
ان شعبنا بات متخم بالتنظيمات السياسية في العراق، وشعبنا باعتقادي يمكن ان يستوعب التعددية ولكن الفوضى ليست تعددية، ان العمل المشترك والتقدم باتجاهه بنية صافية وفكر نير ويد ممدودة سيعمل على تلاقي الكثيرين في شكل تنظيمي موحد، وبالتالي حصر التعددية بشكل اكثر عقلانية مما هو الان، والشرط هو الايماني بوحدة شعبنا وبحقه في الحكم الذاتي او الهدف المشترك مما سيخلق لدينا الخطاب المشترك.
وفي الختام احيل القارئ الكريم الى مقالتين تلتقيان في نفس الهدف وهما نحو اساسيات ستراتيجية جديدة للعمل القومي في المرحلة القادمة للاستاذ فاضل رمو وعلى الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,260986.0.html
ونحو استراتيج يجمعنا للاستاذ سعيد شامايا وعلى الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,260974.0.html
ونتطلع لمشاركة الكثيرين لرفد الفكرة باراء جديدة، مقدمين الشكر المسبق للقائمين بالمحاولات الخيرة.


bebedematy@web.de

311
الاستبيانات ودورها في تطوير مؤسساتنا




تيري بطرس
عندما نقول ان قيادة الحزب الفلاني او المؤسسة الفلانية منقطعة عن الواقع، فاننا نعني ان هذه القيادة لا تعرف ما يحدث في الحقيقة، بل تتصرف من غير معرفة وبالتالي فانها تقع في الاخطاء المتتالية مما يؤثر سلبا على المؤسسة التي تقودها.
ليس مطلوبا من القيادات العليا في مؤسساتنا السياسة ان تسأل كل رجل او امراءة في الشارع لكي تعرف ما يجري حقيقة، لاننا ندرك ان مشاغلها كثيرة واهتماماتها متشعبة، فهي تقوم بالادارة اليومية للمؤسة بالاضافة الى اخذ زمام التفاوض واقامة العلاقات مع المؤسسات القومية او الوطنية المختلفة لتحقيق برنامجها او هدفها، ولكن هذا لا يلغي مسؤليتها في عدم استنباط وسائل وطرق لمعرفة راي رجل الشارع.
من نتائج الوخيمة العاقبة على الانفصال عن الواقع، هو ماشاهدناه ورأيناه في الحالة العراقية، وخصوصا مع النظام السابق، فرغم امتلاك النظام لعشرات الاجهزة الامنية والتي كانت ترفده بالتقارير اليومية التي تتعلق بكل ما يجري وتعد انفاس الشعب، الا ان النظام السابق وراسه بالخصوص كانوا بعيدين عن واقع الامور، وما يجري على مستوى الشعب، لان كل الاجهزة قدمت ما يسعد النظام ويجعله يعتقد ان كل الامور تسير على خير ما يرام، ان الكل كانوا داخلين في عملية النفاق المتبادل، وهذا يمكن استشفافه ايضا في حالة الاتحاد السوفياتي ابان المرحلة التي سبقت البيروسترويكا، وخصوصا مع عدم وجود وسائل اعلام حر، يكون البديل عن نقل حقائق الامور من قبل المنتسبين. لقد عالجت الاحزاب المُشكلة على اسس التنظيمات الصارمة المسألة بتكليف الاعضاء بكتابة تقارير دورية، عن كل ما يجري وما يعرفوه، ولكن هذه العملية تحولت حقا الى نوع من الوشاية ونقل الاخبار والاتهامات الكيدية، دون ان تخدم لا الاحزاب ولا الدول التي ادارتها تلك الاحزاب (كامثلة حزب البعث، الاحزاب الشيوعية في اوربا والاتحاد السوفياتي، وغيرهم).
كل مؤسساتنا السياسية العراقية او الكلدانية السريانية الاشورية، تدعي مشاركة كل اعضاءها في قرارها، ولكن في الحقيقة يبقي القرار بيد حفنة من اعضاء القيادة، قد يكون المكتب السياسي او غيرهم، ويعلل هؤلاء الاعضاء اتخاذهم القرار بهذه الصورة، الى سرعة البت في القرار او الى خبرتهم الواسعة في المجال السياسي والى جهل الاعضاء الاخيرن بخلفيات المسألة، ونحن هنا اذ لا نعترض على حق القيادة المنتخبة في اتخاذ القرار، لانها انتخبت اساسا لهذا الامر، ولكننا نعترض على عدم مشاركة الاعضاء في القرارات المتخذة، من خلال اساليب توفر للقيادة مشاركة القاعدة في القرار ولكن بشكل مسبق. وهنا نعني ان تكون لدى القيادة معرفة مسبقة بما سيواجهها من المشاكل والمعيقات والمهمات، التي يجب ان تتصدي لها، وهذه الرؤية يمكن ان تحولها القيادة الى اسئلة تطرح على الاعضاء، وتطالبهم بمعرفة اراهم حول الاسئلة المطروحة، وبشكل شفاف ودون التاثر بما تقوله القيادة. في هذه النقطة نود توضيح المسألة بشكل اكثر تفصيلا . الاحزاب الاسلامية والدول العربية عموما والتي تنتهج النهج الاسلامي خصوصا، تبشر ليل نهار بان الغرب يرغب في تغيير الهوية الدينية ويعمل من اجل تغريب الناس عن دينهم وقيمهم، لا بل تصور الامور وكان هذا الغرب هو في مؤامرة دائمة لاجل الاستحواذ على خيرات المسلمين وتجريدهم من ارثهم الثقافي والديني، هذا الامر يمكن ان يوجد في الكتب المدرسية، وفي الصحف والاذاعات ومحطات التلفاز وكل وسائل النشر، بالطبع مجتمعا يتربى على مثل هذه الدعايات والايدولوجيات، سيخرج فيه ومنه الارهابيين وفي احسن الاحوال اناس كارهين للاخر وغير قابلين به وبكل ما يمثل هذا الاخر، سواء كان ماكلا او ملبسا او ممارسات او نظم مثل الديمقراطية، وبعد ان انتجت الدولة والاحزاب الاسلامية وحتى القومية مثل هذا المجتمع الخائف من الاخر ومن قيمه وبالاخص من الديمقراطية والحرية، وزرعت في افراده كل ما يرتبط بين الحرية والانحلا الخلقي وبالاخص لدى المراءة، يراد من المجتمع ان يكون ديمقراطيا او يتقبل الحريات الفردية، لا بل ان هذه الاحزاب وهذه الدول، تقول ان المجتمع يرفض هذه القيم ومن خلال الاليات الديمقراطية. اي ان هناك انتاج لقيم معينة وترسيخها ومن ثم التعلل بها لابقاء الامور جامدة غير قابلة للاصلاح والتطوير. وبعبارة اكثر شفافة ان الدول والاحزاب المعنية تنتج وترسخ قيم معينة في اذهان الشعب وتجعله يخاف لحد الرعب من كل تغيير ومن ثمة تاتي وتقول ان الشعب يريد ذلك، او الجمهور عاوز كده العبارة المشهورة في مجال السينما المصري. المثال اعلاه هو لتوعية القيادات في مؤسساتنا السياسية، من العمل على ترسيخ مفاهيم معينة لدى الاعضاء، بحيث يعكسوها في ممارساتهم ومن هذه المفاهيم العجز عن الاتيان بالجديد، وعدم قدرة الفئات الشبابية من تولي الامور، مما يساعد في ان يعكس  الاعضاء هذه الامور وغيرها في الواقع العملي مثل عدم ترشحهم للمناصب او تشجعهم للطرح الجديد، باعتبار كل الامور مجربة وليس هناك افضل من الحال القائم.  
لاعضاء المؤسسات السياسية او الثقافية او الاجتماعية رغبة وحب للمجال الذي انخرطوا فيه، ان كان هذا الانخراط نتيجة للارادة الحرة، وبالتالي فان هذا الحب يرتجم الى الاهتمام ونقل كل الحقائق الى القيادة لكي يترسخ عمل ومسار المؤسسة، ومن هنا يجب تشجيع القاعدة على المشاركة في الاستبيانات الدورية ونشر هذه الاستبيان والمتميزة منها بالاخص في وسائل الاعلام ، فبالاضافة الى نقل حقائق الامور واراء القاعدة الى القيادة، تظهر اهمية اخرى لمثل هذه الاستبيانات وهي بروز المتميزون والذين يمكن الاعتماد عليهم في تولي المناصب المهمة والقيادية في الحزب في المستقبل وخصوصا تللك التي لا تعتمد على الانتخابات في المراحل الاولى، ولكن بالتأكيد سيكونون قادة منتخبين لقيادة مؤسساتهم مستقبلا.
العضو الغير الملقن والذي لا يردد اقوال زعماءه، هو الذي يخدم المؤسسة او التنظيم او الحزب، ولكي يكون العضو غير ملقن، يجب ان يتعلم حرية التفكير، وان يشجع لقول ما يجول في فكره، وان يناقش افكاره مع زملائه، وكل هذا يمكن ان يحدث عندما نطلب من الاعضاء دوريا تبيان ارائهم واراء الشارع في الاحداث او في قرارات مستقبلية يمكن ان تتخذ. وان تناقش هذه الاراء ضمن الحلقات التنظيمية الدنيا، مع وجود ضابط يبين حدود الحرية عندما تصدم بالقانون، او بحرية الاخر، او يبين الفرق الجوهري بين ما يطرح وما يقوله الحزب، ولكن ليس كعقاب بل كتنوير وكتعزيز لروح الحوار والمسائلة والمشاركة.


bebedematy@web.de

312
نحو مؤتمر كلداني عالمي، بلا تقسيم




تيري بطرس


مع اطلالة العام الجديد نشر الاستاذ حبيب تومي مقالة بعنوان (نحو عقد مؤتمر كلداني عالمي)، وتبعه في ذلك كتاب اجلاء وتنظيمات سياسية معينة، ونحن اذ لا يمكننا غبن حق اي انسان في عقد مؤتمر او اي فئة او طائفة او قومية او شعب، فاننا ومن باب كون الامر يهمنا لانه يخص جزء من شعبنا الكلداني السرياني الا شور، راينا ان نقول فيه ما قد يقف بالضد من كل ما قيل او ينظر للمسالة من الجانب الاخر، الغير المنظور اليه من قبل الاخرين، سواء كانت زاوية النظر تختلف او لمحاولة البعض اخفاء حقيقة التاريخ ومساره واعطاء مفاهيم قومية او سياسية لميزات لا تعد ان تكون طبيعية في اي شعب وامة.
لا تبعد قرية بليجاني عن قريتي الا  بحوالي ثلاثة كيلومترات، وبيننا قرابات ومصاهرات ونحن نتمني بغالبيتنا الى كنيسة واحدة، ولكن لمن تفحص الامر قد يجد مميزات نختلف فيها بعضنا عن البعض، وهذا امر طبيعي ولكن كلينا نقول اننا اشوريين، وبين ابناء قريتنا هناك عائلة واحدة فقط هي كاثوليكية المذهب، ويقول اننا او البعض منهم اننا كلدان، ولكن ابناء عمومتهم يقولون باشوريتهم، ولهذه العائلة كل الحق في مناداة نفسها بما تراه، ولابناء عمومتهم ايضا نفس الحق، ولكن الذي يدخل في باب الكفر والعمل المسبق لتشتيت الشعب والامة ويعتبر بحق خيانة قومية لو قال بعدم انتماء الاخر لنفس القرية بسبب اختلاف التسمية، والاكثر ايلاما ان يقال ان الاشوري هو غير الكلداني او السرياني.
لو  وجد الاخوة المنادين بالكلدانية حقا ضرورة لعقد المؤتمر ينظر الى مشاكلهم الخاصة والتي يعتقدون ان المتسمون بالاشورية غير مشمولين بها، لكان عقد المؤتمر حقا امرا اكثر من الظروري، بل واجب الدعم والرفد بالا فكار والاموال والحضور ان كان بالمستطاع حضوره.
اليوم لو قلت انني كلداني، فمن يقدر ان يقو ل لي انك لست بكذلك، هل هناك قوة في الارض يمكنها ان تسلبني كلدانيتي حقا؟!! انه سؤال موجه لكتابنا الاجلاء ممن شجعوا هذه الدعوة، وبالاخص الكتاب الذين يصبون جام غضبهم على الاشورية والداعين بالاشورية، وكانهم وكانها سبب تشتتنا نحن الكلدان، واقول نحن الكلدان باعتباري اعلنت كلدانيتي منذ الان، ولا اعتقد ان اعتناق الكلدانية يتطلب مراسيم عماد جديدة.
في خضم الواقع المزري الذي يعيشه شعبنا الاشوري بكل تسمياته (الكلداني السرياني الاشوري) وفي خضم واقع التهميش والاستهداف بالقتل والتهجير، يخرج البعض بهذه الدعوة المشبوهة، اقول مشبوه حقا، لانها لا ترمي الى تحسين وتطوير وضع الجزء المسمي بالكلداني من شعبنا، بل ترمي الى محاربة المتسمين بالاشورية، ونعتها ونعت المتسمون بها بابشع الصفات، وهذا ليس معناه تجريدها وتجريدهم (الاشوريين، والاشورية) من الاخطاء، ولكن ان نسمع جملا مثل ((وسيطرة بعض الأيدولوجيات الغريبة على عقول البعض الساذج بعد تأثرهم بالفكر الشمولي الآشوري والتخلي عن تسميتهم القومية تحت ذرائع مختلفة_ سعد عليبك ))   ، ((2 ـ التعتيم على الهوية الكلدانية ومحاولة تهميشها من قبل الأحزاب والكتاب الآشوريين .، 6ـ تخوين كل من يدعي القومية الكلدانية ، قرار لا مبرر له من قبل الأحزاب القومية الآشورية .7ـ اواصر المحبة والتعاون بين مكونات شعبنا المسيحي من الكلدانيين والآشوريين والسريان ._ حبيب تومي)) ، ((وفي نفس الوقت ، ظهرت بعض الاصوات والاراء والطروحات النشاز ، بعد الدعوة المشار اليها اعلاه ، من هنا وهناك تعارض انعقاد المؤتمر بشدة ، وتسعى لعرقلتة وتغيبه  ، بهدف تسميم وتلويث ، اجواء العمل القومي الكلداني ، بشتى الطرق والوسائل ، وابقائه خاملا وضعيفا وتابعا ومنقسما وسائبا ، ومنع تفعيله وتنشيطه ، وتوحيد خطابه واهدافه القومية المشروعة ، اسوة بالاخرين من ابناء شعبنا ، وبما يتناسب مع واقعه وتاريخه القومي العريق .... وتم توجه سيل من التهم والاساءات الملفقة ، لكل من يؤيد ويؤازر انعقاد هذا المؤتمر ،  ويقولون ان من يقف مع المؤتمر ، مصاب بالجمود العقائدي والقومي والعنصري ، والتعصب وضيق الافق والجهل بحقائق التاريخ والجغرافية ، وكأن افكارهم وارائهم خالدة وسرمدية !! اما الكلدان لا يحق لهم ابداء رأيهم وارأهم معادة واصابها الصدأ !! ولا يحق لهم تأسيس كيانهم الكلداني التنظيمي القومي المستقل والقوي !! لانهم ملتصقون بلاصق الامير والسكوتين بغيرهم !! وليس بأستطاعتهم فله !! ،)(ان الحركة وبعض التنظيمات الاشورية المتشددة والمتعصبة ، استطاعت تغذية وتمرير مثل هذه الطروحات داخل كيان شعبنا الكلداني نفسه،)( انه حق مشروع ، والبقاء للاصلح والاكفأ في الحياة والعمل ، خاصة ان الحركة استوعبت حقيقة ان اعداد الكلدان في الداخل والخارج ، يشكلون ثقل ورقم عددي وانتخابي حاسم مهم ومؤثر ، وان الاشوريين لا يشكلون اكثر من 20% من عدد الكلدان ، وهذه معادلة غير متوازنة لذلك ، كان اهتمام التنظيمات القومية الاشورية بالكلدان ، حيث ان الاشوريين من ناحية الوعي القومي والتنظيمي والسياسي ، افضل من الكلدان حيث سبقوهم ، في حقل العمل التنظيمي القومي بعشرات السنيين ، وخاضوا النضال والكفاح المسلح ، والعمل السري منذ سبعينيات القرن الماضي ...بينما الكلدان تأسست اغلب تنظيماتهم القومية بشكل فعلي وحقيقي ، بعد 2003 وفي اجواء العمل العلني والديمقراطي ....وبتنظيمات فتية وطرية لا زالت تحبو ..._ انطوان دنخا صنا)).
هل حقا ان الاشورية والفكر الاشوري شمولي، بمعنى ان المنتمون للاشورية يفرضون رؤية معينة وجامدة لواقع شعبنا الاشوري (الكلداني السرياني الاشوري) واذا كانوا كذلك، لماذا تعددت الاحزاب فيهم وهم مختلفون لدرجة العداء احيانا؟ وهل يمتلكون القوة الفاعلة لفرض ارائهم على الجميع؟، وبالاخص مثل الاخوة الكورد والعرب الذين تمكنوا من استمالة الكثيرين من ابناء شعبنا لدرجة ان المنتمون للاحزاب العربية في حينها تنكروا لانتمائهم القومي وحتى بعض المنتمين للاحزاب الكوردية. ان الاشورية كفكرة هي حاضنة لشعب عانى الكثير من الويلات، لا بل هي وليدة هذه المعاناة، والرواد الاوائل من ناشري الفكر القومي الاشوري لم يكونوا من كنيسة واحدة ولا من عشيرة واحدة، والكنيسة الشرقية ، عندما احتضنت التسمية الاشورية، احتضنتها لانها كانت قد صارت امرا واقعا، بالاضافة الى تاثر رؤوساء الكنيسة بالفكر القومي الذي ابتداء في ظل هذه التسمية، وكان يمكن ان يبتداء تحت التسمية السريانية او الكلدانية ايضا، ولا يحق لنا اليوم مسألة الرواد او الاعتراض عليهم لانهم تبنوا التسمية الاشورية، او لانهم كانوا يجب ان يتبنوا تسمية ما، والا  هل كان مطلوبا منهم الانتظاء الى ان نهاية القرن العشرين، لكي تتاسس احزاب تحت التسمية السريانية والكلدانية ومن ثم الدخول معهم في حوار للوصول الى القواسم المشتركة؟، انه حقا لامر غريب ان تفعل المذهبية كل هذا الفعل في شعبنا وتؤسس لكل هذا الكره والحقد ونحن جميعا نعاني من ظلم الاخر لا بل من محاولة ابادتنا من قبل الاخر، انه لامر عجيب ان يستسهل البعض اعلان عروبته وكورديته ولا كنه لا يقر باشوريته وهو امر واضح في لغته وتاريخه وعاداته . ان ما يراه البعض الشمولية في الفكرة القومية الاشورية، يراه الاشوريين امرا طبيعيا، لانهم اي المؤمنون بالتسمية الاشورية وبالفكر القومي تحت ظل هذه التسمية، يؤمنون بان الكلدان والسريان هم اشوريون فعلا، وفي عملهم اليومي والنضالي يمارسون ذلك وهذا ليس عيبا وليس شمولية، فهل في ذلك خطاء، وهم يرون ان المتسمين بالكلدانية والسريانية يتلكمون نفس اللغة ولهم نفس التاريخ ولهم نفس العادات والتقاليد ونفس المعاناة فكيف لا يؤمنون بانهم قومية واحدة وامة واحدة وشعب واحد. ان المؤمنون بالاشورية ولاجل وحدة الشعب ولاجل بناء المستقبل ولاجل الغاء التشرذم قبلوا بالتسمية المركبة وبالتسمية الثلاثة لشعبنا ولقوميتنا ولامتنا، برغم من انهار الدماء والماسي والمعاناة التي عانوها من اجل حفظ وصون انتماءهم القومي الاشوري، حين ذاك كان اغلب المنادين بفصل الكلدان والاشورين الى امتين وقوميتين من السائرين في ركاب الاحزاب العروبية وكانوا يفتخرون بانتماءهم العروبي، مع الاسف، والان ولاجل البروز الشخصي والحصول على المكاسب نراهم يعملون كل جهدهم لاجل فصل ابناء شعبنا وامتنا الى امم وشعوب. ولو كان في قولهم ذرة حقيقة لصار لنا قوميات بعدد عشائرنا ومدننا وقرانا. ولا يفسر لنا الكتاب الاشاوس كيف يقوم الاشوريين بالتعتيم على الهوية الكلدانية وتهميشها، وهل يمكن للكاتب النحرير هذا ان يبين ما هي الفروق بين الهويتين الكلدانية والاشورية والسريانية، انه قول يراد من تكراره صنع امة على حساب تجزئة امة وشعب، انه قول يحمل من الاجرام بحق الامة اكثر بكثير مما يحمل الخطاء في التريديد، والا قولوا لنا ما هي تجليات الهوية الكلدانية، هل هي اللغة، طيب وما هو الفرق بين اللغة الكلدانية والاشورية والتي نطلق عليهما السورث، واي هما اللغة الكلدانية وايهما هي اللغة الاشورية. التعتيم يمكن ان يقوم به من يمسك بزمام السلطة والاموال والقوة، فهل كان المدعين بالتسمية الاشورية في يوم من الايام يمتلكون هذه القوة التي مكنتهم من التعتيم على الهوية الكلدانية، الجواب بالتأيكد لا، فلم يكن المدعين بالاشورية من ابناء شعينا يقودون سلطة ما ولا امتلكوا الاموال الكثيرة استغلت للتعتيم على الهوية الكلدانية، هذا الامر يمكن للعرب ان يفعلوه بالنسبة لشعبنا  من خلال فرض قوانين تحد من العمل القومي او من نشر الوعي القومي، وهذا ما تم العمل به ايام صدام حسين، او كذلك الكورد  يمكنهم فعل ذلك ان ارادوا لانهم يسيطيرون على زمام السلطة وباكثرية كثيرة. فهل كان المدعون بالاشورية في يوم من الايام في هذا الموقع؟ يقينا لا. وهل يعقل ان يقوم القوميون بالتعتيم على الهوية الكلدانية التي يقرون انها نفس الهوية الاشورية؟ اي ان يعتموا على هويتهم ذاتها، فاين العمل قومي حينذاك؟ اذا لماذا يتم اتهامهم بانهم يعتمون على الهوية الكلدانية؟ لان المؤمنين بالاشورية امنوا على الدوام ان كل الاسماء التالية (الكلدانية والاشورية والسريانية) (كلدايا اتورايا سورايا) هي اسماء لشعب ولامة واحدة، واهتموا بالتراث وبالهوية وبالتاريخ واعتبروه تاريخهم والهوية هويتهم والتراث تراثهم، وقد ورثوا الاسم الاشوري كتسمية قومية شاملة، فاذا انهم متسقون مع انفسهم، انهم يعملون بما هم مقتنعون وبما هم متعلمون وبما هم مؤمنون، وهل وقف هؤلاء الاشوريين يوما وهل كان لهم الامكانية للوقوف ضد من يريد ان ينشر تراثه ويعمم هويته، يقينا ايضا لا.. يقولون تخوين من قال بالكلدانية ، ولكن هل تعتقدون ان رواد العمل القومي عندما قبلوا كلهم بالتسمية الاشورية،كان من الضروري عندهم  عدم استعمال التسميات الاخرى في الوقت الذي هم يعتبرونها جزء اساسي من تاريخهم وجزء يفتخرون به كما هم فاعلون بالتاريخ في المرحلة الاشورية، وكما هم فاعلون في تاريخ المرحلة المسيحية. امااليوم فان قبول تعددية التسمية هو للخروج من الوضع الصعب الذي تم وضع شعبنا (بكل تسمياته) فيه من خلال التلاهف على المناصب والصراع عليها، وان كان الشعب هو الضحية. ان من يحاول ان يقول ان الكلدان هم الاكثرية وهم يؤلفون 80% من الشعب المسيحي لهم على خطاء كبير، فالكلدان كهوية منفصلة عن الشعب الواحد المتوحد في التاريخ وفي اللغة وفي العادات غير موجودون الا في مخيلة البعض ليس الا.  بل الكلدانية كتسمية اخرى لنفس الشعب هي الموجودة. وضمن هذا الاطار على ابناء شعبنا وامتنا بتسمياته الثلاثة التحاور على اساس ايجاد حل لتعدد التسميات وليس لفصل الشعب الى قوميات كما يردد البعض. محاولين ايجاد فرق بين القومية والشعب في حالة قوميتنا وشعبنا. واذا كنا نحن الاشوريين والكلدان من قوميتين مختلفتين ومن شعب واحد، فالامر يستقيم ايضا مع الكورد فنحن سنكون شعب كلدوكوردي من قوميتين كوردية وكلدانية او تركواشوري من قوميتين تركمانية واشورية، اليس كذلك؟ اذا ان عدم استعمال التسمية الكلدانية مع الاشورية بعد اختيار رواد العمل القومي التسمية الاشورية ، لم يكن لمحاربة الكلدانية، بل تبريره المنطقي هو ان الاشورية تضم الكل والكل يضم الاشورية، وكان عليهم ان يختاروا احد هذه التسميات، والاختيار لم يتم لمحاربة الاخريتان كما بينا في مواقع كثيرة اخرى، بل لكي نحدد التمسية الموحدة والمطلوبة لكي نعرف بها، الم تكن صفاء نية هولاء الرواد كافية لنسير بهذا المشروع القومي النهضوي، الذي سيخدم ابناء كل التسميات دون فرق او اختلاف؟.
 ولكن من هو الكلداني، خارج المتعارف عليه اي التسمية الاخرى لنفس الشعب، انه وهم، انه اللا معروف واللا مدرك، فهل الالاقشة كلهم كلدان حقا، وهل ارادن وما جاورها من قرى صبنا هم كلدان، واذا كانوا كذلك فما مصير بيباد وبيلجاني ودهي وهي قرى في صبنا ولكنها تدعي الاشورية، ما الذي يجعلنا نقول لابن همزيي انه كلداني ولابن بليجاني انه اشوري، لا بل لماذ نقول لابن نصف قرية كو ماني انه كلداني وللنصف الاخر انه اشوري، ان مشكلة الذين يدعون بالقومية الكلدانية المستقلة عن الاشورية كقومية واحدة بتسميات مختلفة انهم سيعملون مقصهم في الناس ويحددون من هو الكلداتني حسب رغباتهم الايدولوجية ليس الا، اي يمكن ان يكون واحد من بيت جهوري في القوش اشوريا والاخر كلدانيا، او اخر من بيت شكونا او ان القرية الفلانية كلدانية مثلا ارادن، ولكن جارتها دهي اشورية والقريتان يتكلمان لغة ولهجة واحدة، او دهي وداودية، وكيف يتسق ان تكون ارادن كلدانية واحد اهم ابناءها وهو المرحوم ابرم ريس كان السكرتير العام للاتحاد الاشوري العالمي، ولماذ هناك من ابناء الطائفة الكلدانية والسريانية يؤمنون باشوريتهم ولماذ لا يوجد العكس اي اشوريين يطلقون على انفسهم كلدان الا بعد اعتناق المذهب الكاثوليكي واتباع روما، طبعا سواي بعد اعتناقي الكلدانية على رؤوس الاشهاد. ان ما يحير حقا، هو هذا الهم والجهد المبذول لتقسيم الشعب والامة الواحدة بسبب التسمية ومن قبل من قبل بعض ابناء الامة، ولاجل التسمية ليس غير. اذا نحن ورغم كل المشتركات بيننا من لغة وتاريخ وعادات وتقاليد صرنا شعبنا المسيحي، اي ان شعبنا المسيحي المتكون من الكلدان والسريان والاشوريين والارمن والالمان والانكليز والصينين والعرب والكورد وهلم جر.. ما شاء الله على اختراع اخر زمن شعب مسيحي والارمن ايضا مسيحيين اخوة لنا ولكن عندما يتكلمون لا نفهم من لغتهم شيئا، ولكن الكلداني والسرياني والاشوري يفهمون بعضهم البعض وحتى الاميون يفهمون بعضهم البعض لا بل انهم يفهمون بعضهم البعض وان كانوا من بلدين مختلفين كان يكون الاشوري من ايران والكلداني من العراق. انهم يحاولون تقزيم الامة والشعب ويدعون اننا امم مختلفة وهل ينتظر الغريب اكثر من هذا؟، وهل لنا عليه حق ان قال ان بعضكم يقو لنا هكذا ونحن لا نقدر على تجاوزهم.. يا ويل من امة كان اعداؤها من ابناءها. ويا ويل امة يقودها جهلة ويحاولون تطبيق نظرياتهم البشعة في امتهم، لانهم اجبن من ان يطبقوها على الاخرين..
اما الاستاذ انطوان دنخا صنا فيذهب خطوات ابعد في ذم الاشوريين معتبرهم ايضا عثرة حجر امام مسيرة الامة الكلدانية وانتشار الوعي القومي الكلداني، دون ان يقدموا ولو دليل واحد، فقط تصفيط كلام وبلا اي مسوغ حقا، فالامة الكلدانية التي هي نفسها الامة الاشورية، تتعرض لهجمات متتالية من كل الاطراف ولعل اكبرها من ابناءها ممن اتوا الينا بنظريات قومية ما انزل بها من سلطان، نظريات ترمي الى تفتيت الامة والشعب دون ان تعطي ولو امل ضئيل بالمستقبل. صارت الحركة الديمقراطية الاشورية وبعض التنظيمات الاشورية المتعصبة هكذا يقال عنها سبب تعثر الامة الكلدانية، في الوقت الذي لم تقل لا الحركة ولا التنظيمات الاشورية انها وصية على الكلدان، بل قالت وتقول بالفم الملاءان ان الكلدان والاشوريين والسريان (كلدايي واتورايي وسوريايي ) هم شعب واحدو وامة واحدة، وهذا حقهم، لانها رؤيتهم ولانها حقيقة مشاعرهم، وااتونا يدليل يقول بخلاف ذلك غير التمترس في المواقف المتشنجة. المشكلة لدى الكلدان المحدثين انهم في كل نقاشاتهم يستندون الى ان من يتسمى بالاشوريين لا يشكلون الا 20% بالمائة من الكلدان حسب احصاءات السيد انطوان دنخا صنا، وبالتالي فان جري الاشوريين وراء الكلدان هو للمصالح الانتخابية، ولكنهم لا يدركون ان الفكر القومي الاشوري ومنذ انبثاقه في منتصف القرن التاسع عشر يجعل الكلدان جزء من الامة وحينها لم يكن الكلدان يشكلون الا 20% من جسم الامة، فكانت اغلب القرى لا زالت على تبعيتها للكنيسة الام ولم تغيرها لتتبع مذهب روما، وما كانت المذابح قد فعلت فعلها في جسد الامة. ان ما يقوله السيد انطوان دنخا صنا هو سيف مسلط على رقبته ايضا، فمن يقول انه كلداني حقا، اليس مبرارا التشكيك بكلدانيته وخصوصا انه يكتب اسم ابيه دنخا وليس دنحا، ومن قال ان مانكيش هي من الدماء الاصيلة للكلدان، الا يجوز ان يتم حصر الكلدان بعد وقت قليل بحنوب دهوك اي سهل نينوى فقط، لانهم الاكثر اصالة والبقية مشكوك في كلدانيتهم. والمشكلة الاخرى ماذا انتم فاعلون بالبيوت ذو الاصول التيارية والتخومية والجيلوية والبازية وغيرهم والتي سكنت قرى سهل نينوى، هل سيتم فحص دمهم ان كان قد تغيير وصار كلدانيا، لكي تتكرموا وتقبلوهم في رعيتكم الكريمة؟ وماذا ستفعلون بعشرات بل مئات الكتب التي كتبها رجال دين كاثوليك واكدوا فيها على الاصول الاشورية للكلدان اسوة باخوتهم من ابناء كنيسة الام، هل سيتم حرقها كما فعل بعض المبشرون بالكتب الكنسية والطقسية للكنيسة الام ايضا؟
لقد وصل الامر بكاتبنا الاستاذ حبيب تومي لكي يترجى ويتوسل لانشاء قناة خاصة بالكلدان، ولكن لم يقل لنا ما هي الخصوصية الكلدانية لحد الان، هل هي تعاليم العم ماركس ام الخال انجلس او ابن العم لينين، ماذا يوجد في قناة عشتار التي ورغم انتقادنا لها الا انها ساوت بين كل اللهجات، لا بل ضحت بالسوادية من اجل ارضاء بعض العقول الفارغة واستعملت الكلمات القاموسية للسريانية بدلا من الكلمات السوادية والتي هي كافية ومفهومة وتفي بالغرض، ان محاولة الكتاب تأليب الاخرين على امتهم وتجزئة الامة من اجل طموحات مريضة، لامر محير حقا... فما الضير اليوم لو استعملنا التسمية الاشورية التي هي عالميا (من النواحي السياسية والثقافية والتاريخية ) لها صدى اكبر ولها مدى اكبر في تاريخنا ايضا، علما ان تبني الاشورية لا يعني البتة ترك الكلدانية كمرحلة من تاريخ شعبنا، ولكن تبني الكلدانية يعني تاريخيا ايضا فصل الكلدان عن الاشورية وكما كتب مرة احد السياسين الاشاوس وهو يمالي السياسين الكورد، قائلا نحن الكلدان واجدادكم الميديين تحالفنا من اجل القضاء على الامبراطورية الاشورية وابادتهم ابادة تامة، فهل اتى اليوم الذي تكافؤن عدوكم وعدونا (يقصد الاشوريين) وتنسون حليفكم (يقصد الكلدان).
الاخوة المؤمنين بان التسمية الكلدانية هي انسب تسمية لشعبنا الموحد والمولف من كل المنتمين تحت التسميات الكلدانية والاشورية والسريانية، نقر ان من حقكم عقد مؤتمرا يظمكم ويظم كل من امن بهذه التسمية، بل نساند ذلك، ولكن اليس من حقنا ان نفند من يحاول ان يزرع الشقاق بين ابناء شعبنا الذي امنا منذ نوعومة اظفارنا بانه واحد، بكل تجليات الهوية الموحدة، وان من يحاول زرع مثل هذه الفتن لا يريد لشعبنا خيرا ولا امل ولا مستقبل، وبالاخص في هذه المراحل العصيبة التي تمر على شعبنا في بيت نهرين. تحية ود وتقدير لكل من الاستاذ الكاتب  يوحنا بيداويد وفرع استراليا للمنبر الديمقراطي الكلداني اللذان عالجا المسألة من ناحية الخصوصية الكلدانية والتي وان كنا لا نعرفها حقا، الا ان معالجتهم لم تحمل بذور التفرقة والتشتيت اللتان يطالب بهما بعض كتابنا المحترمون.



bebedematy@web.de


313
المكتب السياسي والمدعو تيري بطرس



تيري بطرس

نشر المكتب السياسي الموقر للحركة الديمقراطية الاشورية بتاريخ 18 كانون الاول  2008 ردا على مقالتنا المعنونة (قراءة في تقرير فريدريك (تغلت))، ولانشغالي بامور مهمة ارتايت تأجيل الرد في حينها لانجاز الاهم. ونحن اذ نشكر السادة اعضاء المكتب السياسي للحركة مسارعتهم بالرد الحاسم والصارم على ما نشرناه، فاننا وبعيدا عن روح السجال والتخوين نود ان نقول بعض الامور التي نرجو ان يتسع لها صدر اعضاء المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية المناضلة مع الشكر المسبق.
 انني مدرك حقا ان برنامجكم حافل بالنقاشات والقرارات السياسية التي تنتظر من لدن المكتب السياسي البت فيها، وبالاخص قرارات دولية تخص خفض ترسانة اسلحة الدمار الشامل واتفاقية اكيتو بشان الاحتباس الحراري وقرارت اقليمة ووطنية وقومية!!. ولذا فنحن لا ننتظر سرعة الرد على مقالاتنا واراءنا، ونرجو ان اردتم الرد مرة اخرى ان تأخذوا وقتا كافيا كي لا تقعوا في المطبات التي اوقعتم انفسكم فيها بهذا الرد القصير والذي خلى من اية اجابة على اي سؤال فهو رد لاجل الرد او لذر الرماد في العيون والقول اننا ردينا وافحمنا المدعو تيري بطرس، فالاخطاء السياسية والاعلامية التي اوقعتم انفسكم فيها اكثر بكثير مما لو كنتم صمتم ولم تردوا.
فمن الاخطاء هي قولكم انني عضو قيادي في الحزب الوطني الاشوري!! وهو ما لم اعده منذ اب عام 2003.
والخطأ الاخر هو قولكم ان اسمي استخدم بمن تأكد منعه من الكتابة باسمه الصريح!! فانا اكتب منذ زمن طويل ولست بحاجة لان يكتب احد باسمي، وهو ما تعلموه حق المعرفة. ولكن قولكم يندرج في باب محاولة اخفاء الحقائق عن اعضاءكم والهائهم بامور اخرى.
ولكن يبقى السؤال من هو الذي تم منعه من الكتابة واضطر ليستكتب باسمي؟ والجواب ايضا يدخل في باب مصارحة اعضاءكم ولو مرة واحدة بحقائق الامور وهو ما نطلبه لان اعضاءكم هم جزء من ابناء شعبنا. ولزيادة الحبكة الدرامية اضفتم الادعاء بان الامر تم بتوجيه من الوطن للنيل من شعبية الحركة!! لماذا يتم توجيهي من الوطن للكتابة؟ وانا اكتب ومنذ فترة طويلة وليس في موقع عنكاوا فحسب بل في مواقع اخرى ايضا، واحيانا في الصحف، وكثيرا نجد ما نكتبه منشورا في صحف لم نرسله لها.. فيا ترى هل يتم كل ذلك بتوجيه من الوطن؟ علما انكم تدركون ان كتاب الاترنايي، ينتقدون حتى حزبهم عندما لا يتوافق قراره مع رؤيتهم وهو حق مشروع لهم.
اما عن النيل من شعبية الحركة، فانا ابشركم ان اسفار وتصريحات السيد يونادم كنا وممارسات اعضاءكم (التي ينطبق عليها ما رددته مرارا وهو ان كان هؤلاء اصدقائكم واعضاءكم فانت لستم بحاجة للاعداء) كفيلة بالنيل من هذه الشعبية ان كان قد بقى منها شئ. 
قبل ايام كنت اتحاور في منتديات النقاشات على الانترنيت، واذا بشخص معروف لي ولكم وهو من اعضاءكم يستلم الحديث ولم يجد ما يقوله ردا على بعض مداخلاتي حول بعض الامور المطروحة وخصوصا المتعلقة بالتحركات السياسية لاحزابنا وبينها الحركة، الا بتوجيه السباب بحقي وباهلي وبنات قريتي، ويمكنكم التأكد من ذلك من اعضاءكم. وقبل هذا كان مساندكم السيد المسمى دوزوتا لم يترك احدا من البطاركة والمطارنة وغيرهم ونزولا الى رجال السياسة من غير اعضاء الحركة الا وان نزل فيهم سبابا مقذعا ومستمرا، وهذا كان دور السيد المسمى اتورايا داريزونا، وغيرهم من مسانديكم واعضاءكم ممن يمكن سرد اسماء كثيرين منهم نحوا هذا المنحى (المثير للاستغراب والتساؤل ان عموم اعضاءكم ومسانديكم ينحون هذا المنحى بامتياز والتزام فهل هناك تربية حزبية غايتها زرع مثل هذه الممارسات في شعبنا؟).
وللمثال لا للحصر، فان اعضاءكم في فيزبادن كانوا من اقرب الناس لي، ولكن بمجرد انتماءهم لكم تحولوا الى اعداء الداء، وان رغبتم يمكن الاتيان بامثلة اخرى وكثيرة على هذه الممارسات المسيئة والتي لا تدخل الا في باب تسميم العمل القومي.
اليس من حقنا القول ان الحركة وبالاخص قيادات فاعلة فيها يقومون بتسميم الاجواء ويبثون مثل هذا الخطاب الملئ بالسباب والتشكيك وزرع الحقد والاتهامات لغايات في نفس يعقوب؟
ولو قارنا كل ما قلته بما كتبتموه في ردكم على مقالنا اعلاه سنجد ان هذه سياسة متجذرة في الحركة وهي تمارس مع سبق الاصرار والترصد.
لنقرا ونقتبس من ردكم العبارة التالية حرفيا (المدعو تيري بطرس من ويزبادن بالمانيا).
ان كلمة المدعو هي الايحاء بالجهل عن الشخص او الانتقاص من قيمته، كان تقول المدعو سركون وانت لا تعرف هل هو حقا سركون ام حنا ام بولص، وان كان اسمه حقا سركون فهو مجهول لكم اي سركون هذا. وهذه العبارة مستلة من الخطاب الديماغوجي العروبي وتم ترديدها بكثرة ابان مرحلة الثورجية. ولكن هل هناك مكتب سياسي يحترم ذاته  يخاطب الناس بصيغة المدعو!! وخصوصا ابناء امته وبالاخص شخصا معروفا لهم وكان صديقا شخصيا للكثير منهم وهو كان قياديا في تنظيمات سياسية مثل الحزب الوطني الاشوري الذي شارككم في مؤتمرات عديدة والتجمع الديمقراطي الاشوري الذي عقدتم معه اتفاقية اورمي للوحدة عام 1985 وبحضور كل من المرحوم رسول مامند سكرتير الحزب الاستراكي الديمقراطي الكوردستاني والخال حاجي مسؤول العلاقات الخارجية فيه والسيد نيسان كاني بلافي والسيد يونادم كنا (يعقوب) والمدعو تيري بطرس؟
تيري كنو بطرس ليس "المدعو" بالنسبة لكم والدليل انكم ذكرتم اسم الاب بعد اسمه حيث ذكرتموه باسمه الثلاثي. وهو كشخص ومهما كان موقعه وثروته سيبقى ابنا لهذا الشعب الذي تدعون العمل لاجله. الاخلاق والثقافة وقيم العصر (لا اقصد عصر البعث) تتطلب اسلوب مخاطبة يحترم الشخص ايا كان، والناس في هذه البلدان تحترم حتى المجرم الذي اقترف جرائم وحوكم عليها فينادونه بلقبه مسبوقا بكلمة السيد. شخصيا لا انتظر منكم ذلك ولا اطالبكم به، ولكني اذكركم بها لتنتبهون اليها في مخاطباتكم المستقبلية مع غير المدعو تيري كنو بطرس.
بالطبع نحن نتكلم عن تنظيمات وشخصيات تريد خدمة شعبها، والخدمة تأتي من احترام ابناء الشعب اولا واخرا. وما اقوله لا يعني انكم  قد تمكنتم من جرحي بهذه الكلمة، لا ابدا، فانا اعلم ما في الاناء حقا وهل ينضح الا بما فيه؟ الحقيقة انه لا يمكن لنا مطالبتكم باحترام ابناء شعبكم لانكم اصلا لم تحترموهم ابدا.
وتضيفون في ردكم عبارة (من قبل اسياده)!!
ايها السادة، اذا كان لي اسياد فلماذا لا تعملون لتحريري بتوضيح الحقائق واعطاء الاجوبة الحقيقة للاسئلة المطروحة؟ ولماذا لم تكشفوا اسيادي؟ ولماذا قررتم "الرد" علي اصلا؟ والسؤال الاهم لماذا تجاهلتم تسريب وشرح مضمون نفس هذه الوثيقة التي سبق نشرها من قبل اخرين (على الاقل مرتين وربما اكثر) قبل قيامي بنشرها وردكم علي والذي بصيغته وكلماته هو اهانة لكم قبل ان يكون مهينا لي؟
طبعا انتم سيد العارفين بان تيري كنو بطرس لم يكن له سيد الا الله وابنه المتجسد.
 وتضيفون حرفيا: (ايتام وليم شاول مؤسس حزبه في بغداد 17/ تموز/1973)!!
ان من يعيش عقد الماضي لا ينشر مقالا عن هذا الماضي ويقوله بكل صراحة. ولو كنت شخصيا اعيش عقد الماضي ما كنت نشرت مقالي (الماضي واحماله) (لمن فاته الاطلاع على المقالة يمكنه مراجعة الرابط 1 في نهاية المقال).
 ومتى كنا ايتاما؟ هل عندما تدخلنا لفك الاشتباك والصراع بينكم عندما انقسمتم عام 1986 وغيرها الكثير من هذه المواقف القومية المسؤولة منا تجاهكم. ونحن من شاركنا معكم في مؤتمر بغداد عام 2003 وقبله مؤتمرات المعارضة العراقية في نيويورك ولندن.. فهل كنا حينذاك غير ما نحن الان؟ فهل لم نكن حينها ايتام السيد وليم شاؤول والان صرنا؟.
نحن ومن جانبنا عرضنا الماضي ونشرناه بكل وضوح وشفافية على شعبنا من خلال الانترنت وفي مطبوعات الحزب. ولكن ماذا عنكم وعن المكتب السياسي الموقر للحركة، فهو مطالب بتوضيح التاريخ والمخفي والاجابة على التساؤولات المطروحة خصوصا في المفترقات وعمليات استشهاد الكثير من الاخوة في الحركة والتي اتيت على بعضهم في مقالتنا في الرد على الاستاذ صنا (الرابط 2 ادناه).
كما يمكن العودة الى الرابط 3 ادناه لهذا الامر حيث يوضح الاخ الامين العام الامر بكل جلاء ولكنكم تصرون على تجاهل الامر بغاية تجهيل وتضليل القراء.
اذا نحن قلنا ووضحنا موقفنا بالسيد وليم شاؤول وكيف ان الحزب هو من ابعد السيد وليم شاول مع اللحظة الاولى لانكشافه، وان الحزب، وليس غيره، هو من عزل السيد وليم جماهيريا منذ 35 سنة، والحركة هي من حاولت اعادة تاهيله بعد استقراره في اميركا.
 ولكن الدور المطلوب يقع عليكم وهو ما ننتظره منذ زمن طويل وبالاخص بشان الاتهامات الموثقة التي وجهتها صحف (الحوزة) و(البينة) و(هاولاتي) لاثنين من اعضاء مكاتبكم السياسية لابل لاثنين توليا ارفع منصب في الحركة الديمقراطية الاشورية. ورغم ان صمتكم وعدم مقاضاة الجرائد هذه هو امر مريب حقا، الا اننا لم نوظف هذه الاتهامات الموثقة ضدكم ايها السادة حفاظا على الحد الادنى من الترابط القومي. وفي ردكم تذكرون تاريخ تأسيس حزبنا في 17 تموز 1973 واعتقد انه خطاء مطبعي لان بعض ممثليكم حضروا احتفال الحزب بتأسيسه الذي يصادف في 14 تموز من كل عام، ام انكم تحددون ميلاد الناس والمؤسسات ايضا؟
يتساءل البعض: لقد تخلص الاترانايي من وليم شاول منذ 35 سنة فمتى يتخلص الزوعا من وليمه؟
ولكن الظاهر انكم تتخبطون، فمن كون الحزب الوطني حزب عائلي ولا يضم الا (جم نفر) كما علمتم محازبيكم لسنوات عديدة، تعودون اليوم لتجعلوني عضوا قياديا في الحزب.. الا يعني هذا ان الحزب يمتلك تسلسلا هرميا وله قيادة وانا لا زلت عضوا فيها؟!! فاين هو الحزب العائلي اذا!!!
تضيفون في معرض الشكوك عن ارتباطات بعض قيادييكم فتقولوا في ردكم ان هذه الشكوك هي: (مستندة على معلومات اسندت الى الرفاق داخل السجون في بغداد).
اليس هذا اعترافا صريحا بانه حينها وعلى الاقل بعض رفاقكم في السجن ساورته الشكوك والظنون حول مسار السيد فريدريك.. ومنها مثلا استعماله الكثير لكلمة استاذي والتي استعملت اثناء التحقيق والاستفسار والتأكيد من حقيقة افادات الاخوة المقبوض عليهم، كما ان خروجه السهل من السجن وما كلف به بحسب ادعاءه وبدون ضمانات من الحكومة، اضافة الى وضعه المريح بعد الخروج (حتى انه وباعترافه في تقريره بقي مدة في بغداد قام خلالها بييع سيارته) امر اثار الكثير من الشبهات ليس لدينا فقط بل لدى الاخوة من كوادر الحركة في السجون ايضا، والمؤسف ان تقرير السيد فردريك لا يجيب على  اي من هذه الاسئلة بل يثير المزيد منها، كما ان ردكم لم يجب عليها وكان المفروض ان تجيبوا عليها ومنذ زمن بعيد.
تتهموني في ردكم باني اقدم انصاف حقائق ودس ونفاق.
ولكنكم يا سادتي الافاضل لم تذكروا ما هو الدس والنفاق وانصاف الحقائق التي قدمتها، لا بل لم تذكروا لنا الحقائق الكاملة والتي قلتم اننا ذكرنا انصافها.
اذاً هناك المخفي الذي لا تريدون ذكره وتموهونه بسوق سيل من الاتهامات نحوي انا المدعو تيري بطرس، وهذا هو المعهود منكم ومن اتباعكم. فاسهل السبل هو اللجوء الى السباب والاتهام وكفى المؤمن شر توضيح الحقائق. ومنها وعلى سبيل المثال لا الحصر القائمة المنشورة في جريدة بهرا عدد تشرين الثاني 1984 وضمت اسماء المقبوض عليهم من اعضاء الحركة.
ان مسارعتكم بنشر اسماء المعتقلين كان شهادة واعتراف منكم الى اجهزة النظام بل انه وشاية لتثبيت تهمة الانتماء الى الحركة على اعضاءكم وهو ما لم يقم به اي حزب سياسي سواكم، فالاحزاب تمنح لاعضاءها حق نكران انتماءه لانقاذ نفسه، ولكن انتم اثبتم التهمة بنشر قائمة باسماء المقبوض عليهم مع زيادة العدد من خارج اعضاءكم. انظر الرابط 4.
لا اعتقد ايها الاخوة في المكتب السياسي الموقر انكم استفدتم من تجارب الماضي قيد انملة، بل لا زالت تصرفاتكم وطروحاتكم هي هي لم تتغير، وكان بودي ان يكون نقاشنا لهذه الوثيقة والتي نملك امثالها الكثير بابا لعودتكم الى صفوف شعبكم والعمل من اجل وحدة الخطاب والهدف، وترك محاولات ارسال الرسائل الخاطئة والغير الحكيمة، ولكن عهدي بكم ان لا تتغيروا والثلج سيبقى باردا ولن يغير طبيعته. 
في ردي على الاستاذ صنا قلت (وهنا اود ان اقول واؤكد انني لم ولن اتخذ دور القاضي، انا اكتب واستنتج وهذا حق مصون لي ولا احد يمكنه ان يسحبه مني واستنتاجي جاء منطقيا مع المعلومات التي امتلكها والتي يمكن استشفافها من التقرير نفسه) ويقول ردكم (ينصب الكاتب نفسه مدعي عام الامة).
الكل يعلم ان احدى مهام الكتاب هي توضيح وكشف الامور للشعب لكي تكون واضحة.
ونحن ان لم نحاكم ماضينا فهل علينا الانتظار لمن سيحاكمنا به. كان المطلوب منكم بعد نشر التقرير ايها السادة ترك اسلوب توجيه الاتهامات وتشويه تاريخ الناس، والتي تدركون مدى صعوبتها واستحالتها، فلا يصدقكم الا نفر مغرق في الجهالة ولا يتمتع الا بضحالة المعلومات.
تبقي مسألة ما قلتم في ردكم: (واذا كان تيري كنو يعتبر نفسه مدعي عام الامة فلماذا لا يقاضي سكرتير حزبه الذي تحدى حركتنا في مجلة زندا, أفتراءاً عندما قال "اتحدى الحركة اذا كان هناك متر مربع واحد من اراضي شعبنا في الاقليم متجاوز عليه"؟ حماية لمصالحه الشخصية كوزير في الاقليم دون ان ينال شرعية الانتخاب من شعبه.)
 نعم اسمح لنفسي ان اكون مدعي عام للامة، فالامة ومصالحها امانة في اعناقنا واعناق كل المهتمين بالامة ووجودها، ويوم اقسمنا قسم الحزب: (اقسم بالله وبدماء الشهداء لكي اعمل من اجل امتي ووطني) قبل اكثر من خمسة وثلاثون عاما كنا نقسم لنكون مدعين عامين لاجل امتنا، ولكن لم نكن ابدا قضاة يصدرون احكاما بحق احد ولم يسمح لنا الحزب بذلك ابدا، ولذا لم نصدر بحق السيدين السكرتير السابق والحالي لحركتكم اي حكم.
نصيحتي لكم، ايها السادة، هي عندما تنقلون، انقلوا الحقائق دون تحوير او تشويه او بتر.
فالاخ سكرتير الاترانايى قال اتحدى ان كانت حكومة اقليم كوردستان قد  تجاوزت على متر مربع من اراضي ابناء شعبنا. (راجع الرابط 3) اي انه ذكر الحكومة، لان اتهاماتكم واعلامكم في الخارج يتجه الى الحكومة ويتهمها بالتجاوز على اراضي شعبنا، وليس الى التجاوزات الشخصية او الفردية التي يمكن ان تتواجد في اي منطقة والتي نحاول ان نتعامل معها ونعالجها في الاطار القانوني دون تهويل وتحميل الامور تشنجات واستقطابات وشحن وتشدد قومي وديني يحاول البعض اشعاله مما يعيق مسألة بناء هياكل الدولة ويعيق عودة الحق لاصحابه كلدان سريان اشوريين كانوا ام كوردا.
وذات التضليل تمارسونه في ردكم عندما تشيرون الى ان الاخ سكرتير الاترانايى نال الحقيبة الوزارية دون شرعية انتخابية.
طبعا انتم تعرفون حقيقة الامور جيدا ولكنكم تصرون على تضليل الشعب لغايات عديدة منها للاساءة الى القوى السياسية لشعبنا ومنها للاساءة الى القيادات السياسية الكردستانية.
انتم تعلمون جيدا ايها السادة ان حكومة الاقليم لم ولن تتشكل على اساس انتخابات مجلس النواب العراقي وتحالفات كتله السياسية، بل تشكلت وستتشكل في الدورات القادمة ايضا على اساس انتخابات برلمان الاقليم وتحالفات كتله واحزابه السياسية.
وانتم تعلمون جيدا ايها السادة ان جميع احزابنا وقوانا وفعالياتنا السياسية والقومية في الاقليم شاركت في انتخابات الاقليم ضمن قائمة التحالف الكردستاني التي خصصت ومنحت خمسة مقاعد ضمن قائمتها الى خمسة من ابناء شعبنا. اي ان ايا من احزابنا، ومن بينها الحركة، لم تخض منافسة انتخابية بل تحالفت مع التحالف الكردستاني.
واتفاق التحالف كان على اساس توزيع المقاعد الخمسة على خمسة كيانات بواقع مقعد واحد لكل كيان لضمان اوسع مشاركة ممكنة. والكيانات هي: الاترانايى، بيت نهرين، الاتحاد الديمقراطي الكلداني، جمعية الثقافة الكلدانية، الزوعا. وحيث ان الزوعا طالب بمقعدين بدل مقعد واحد، فتم الاتفاق ان يمنح مقعد الاترانايى له على ان تمنح الوزارة للاترانايى لضمان المشاركة الاوسع لكل احزاب شعبنا وكياناته في سلطات الاقليم التشريعية والتنفيذية. الا تعرفون حقا ان عضويكم في برلمان الاقليم، السيد اندريوس يوخنا والسيدة كلاويش شابا، نالا مقعديهما ضمن قائمة التحالف الكردستاني وتسلسلهما في القائمة كان: 73 و76 مثلهم في ذلك مثل بقية اعضاء البرلمان من ابناء شعبنا. راجع الصفحة 6 في قائمة المرشحين للبرلمان الكردستاني في الرابط 5 في نهاية المقال.
مربط الفرس في ردكم: (ختاما نطالب رفاقنا ومؤازري حركتنا عدم الرد والانشغال بهكذا ترهات التي لا تخدم بل هي اسلوب ووسيلة من الاخرين لالهائنا عن مهامنا وصراعاتنا القومية الرئيسة لتمرير مخططاتهم واجنداتهم التي لا تلتقي ومصالحنا.)
شكرا على هذه الخاتمة.. ولكن الم يكن من الافضل قولها قبل سبعة عشر عاما؟ ولماذا  شغلتم الامة بالاتهامات والترهات التي لا تخدمها؟ وكان جل همكم ان يقال انكم الممثل الشرعي والوحيد للامة!!!
اننا صادقون في تمنياتنا ان نرى تغييرا حقيقيا في اسلوب وخطاب وممارسات الحركة.
الاترانايى وانا المدعو تيري شحصيا سنمد يد العون لكم لهذا التحول للحفاظ على تنظيم من تنظيمات شعبنا وقوة من قواه، فهل انتم فاعلون؟
Bebedematy@web.de



1 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,83975.0.html
2 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,246262.0.html
http://www.zindamagazine.com/html/archives/2006/11.20.06/index_thu.php
4 www.atranaya.org/Docs/Bahra.pdf
5 www.atranaya.org/Docs/KNA_Candidates.pdf

314
المنبر السياسي / اللوبي
« في: 15:54 07/01/2009  »
اللوبي



تيري بطرس

منذ سنوات كنت اقراء تبريرا باكستانيا لقيام الولايات المتحدة الامريكية بدعم وبتطوير علاقاتها بالهند، فكان التبرير ان اللوبي الهندي القوي في الولايات المتحدة الامريكية هو السبب. وعندما نقراء تبريرات الدول العربية في هذا المجال ودعم الولايات المتحدة لاسرائيل نواجه نفس الاجابة وهو قوة اللوبي الصهيوني او اليهودي هناك. ونحن نعلم ان الولايات المتحدة الامريكية كانت الداعم الدائم لباكستان ومزودتها الوحيدة بالاسلحة والدعم المالي السخي، وخلال هذه الفترة ورغم تواجد جالية باكستانية قوية في الولايات المتحدة الامريكية الا ان الباكستانيين اعتقدوا ان الدعم الامريكي لهم سيستمر ولم يعتقدوا ان الاتحاد السوفياتي سينهار وتنقلب التحالفات وتتغيير الموازين. ولكن الهند ورغم علاقاتها مع الاتحاد السوفياتي، الا انها لم تترك الساحة الامريكية خالية فعملت بجد لكسب المؤييدن لها ولطروحاتها السياسية وطرح نموذدجها السياسي الاقتصادي كاحد النماذج الناجحة في العالم. فكان نصيب باكستان تراجع الحضوة وتقدم الهند. كل العرب يدركون ما للوبي من تاثيرات ايجابية لاسرائيل، واللوبي هو نشاط مقبول وقانوني في الولايات المتحدة الامريكية، ولقوة اللوبي اليهودي الداعم لاسرائيل ولكونه يظم امريكيين من غير اليهود في صفوفه نتيجة القيم الدينية المشتركة او نتيجة للتعاطف مع اليهود جراء معاناتهم التاريخية او حتى اعجابا بتجربة اسرائيل الديمقراطية التنموية في منطقة قاحلة من الممارسات الديمقراطية والحريات الدينية والسياسية والابداع التقني والتطور الاقتصادي. ولكن العرب لم يفكروا ولم يتمكنوا من اقامة اللوبي الداعم لخططهم السياسية لانهم لم يمتلكوا في يوم من الايام خططا ولا تجارب يمكن ان تسوق كنماذج للتعايش وللتطور وللحريات، فالعرب حالهم حالنا ليس لديهم غير ماض يدعون انه ماضي حضاري كبير، ولكن الماضي لايجلب امتيازات ولا اموال ولا اعمال.
ولكن ماهو اللوبي بالضبط؟ اللوبي هو تنظيم للضغط والدفع والتاثير على قرار دولة ما لصالح دولة او منظمة او شركة. ويكون هذا الامر من خلال تزويد صانع القرار السياسي وبالاخص اعضاء مجلس الشيوخ والنواب وموظفي وزارة الخارجية بتصورات ودراسات تخص القضايا المهمة للجهة المؤسسة  والممولة للوبي. وفي الغالب تعتمد هذه الدراسات صفة الدراسات الاكاديمية وليس الخطاب السياسي المعهود في الشرق الاوسط. فالدراسة الاكاديمية تعتمد معايير معينة للوصول الى النتائج وليس على اساس الرغبات الفردية . ولذا فمصداقية هذه الدراسات تكون اكبر واعظم من التودد السياسي على اساس الرشوة والدعاوي المعتمدة لدى الممول بانه على حق. فالحق هنا يتمثل بمصالح البلد، البلد المطلوب التاثير على قراره السياسي الا من بعض الاستثناءات التي بمكن ان يتم استغلالها وهو التمترس او الاعتماد على المواثيق الدولية. (( يقع اللوبي في الانظمة السياسية الديقراطية هرميا بين الحكومة والبرلمان ومؤسسات المجتمع المدني وتحديدا بعد الحكومة والبرلمات وقبل مؤسسات المجتمع المدني والاحزاب فهو تنظيميا وتاثيرا فوق مؤسسات المجتمع المدني ودون الحكومة والبرلمان، وذلك يعكس دور واهمية اللوبي.)) واللوبي او جماعات الضغط وبكل ما يحمله من اهداف هو مؤسسة شرعية معترف بها قانونا في الدول الديمقراطية، وليس تنظيما سريا مكروها ومعزول ويعتمد على المؤامرات والدسائس، كما اشاعت عنه الثقافة السياسية في الشرق الاوسط.   
شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، يمتلك جالية تقارب النصف مليون فرد  في الولايات المتحدة الامريكية، ويدرك ابناء شعبنا انهم اقتلعوا من ارضهم ومن وطنهم ومن ممتلكاتهم، واخوتهم في الوطن تم الاعتداء عليهم وتم حرق قراهم ومساكنهم واماكن عبادتهم في زمن صدام واستمر هذا التعرض لما بعد سقوط النظام السابق ولحد الان، لا بل ان هناك تغاضي عن الاعتراف بحقوقهم وتغاضي عن الاعتداءات التي تقترف بحقهم، فكل المسؤولين يمكنهم ان يسمعوننا الكليشة الاعتيادية بان المسيحيين التسمية المفضلة لشعبنا لدى هؤلاء المسؤولين، هم من الاقوام الاصيلة للعراق وهم جزء مسالم من التكوين العراقي ولا يمكنهم تصور العراق دون مسيحية، الا ان استمرار التعرض للمسيحيين ودفعهم للهجرة وبالتالي للذوبان في المهاجر مستمر ومرحب به سرا. اذا كما يقول المثل لا يحك جلدك الا ظفرك. نعم يمكن الاعتماد على الحلفاء في الوطن، ولكن للحلفاء مصالح يجب مراعاتها لكي يمكن الاعتماد على تحالفهم وهو منطق السياسة، ومن هنا فشعبنا وعوامل قوته وتاثيره وارتباطاته يجب ان تكون كلها لخدمة الهدف. اي ان اللوبي في الوقت الذي هو عامل ضغط وتاثير على الدول صاحبة القرار، يمكن ان يكون عامل مساعد في خلق التحالف الوطني لتحقيق اهدافنا القومية ، فالمهم حسن استغلال واخراج.
كانت هناك غالبية من ابناء شعبنا في زمن الطاغية تسكت عن ممارساته وافعاله اما خوفا او مسايرة او لمصالح ترتبط به، ولعبت مؤسسات كبيرة دورا هاما في هذا السكوت وهذا الصمت، لا بل ان بعض مؤسسات شعبنا ساهمت او عملت على تعريب شعبنا وتجريده من هويته القومية، ولذا فقد كان اغلب ابناء شعبنا مغتربين وغير متفاعلين مع ما اقترفه نظام صدام الدموي من الانتهاكات الكبيرة بحق شعبنا وخصوصا تدميره اماكن العبادة ذات التاريخ الطويل والتي تعني لشعبنا الكثير. كما ان هذه المؤسسات صمتت على تجاوزات النظام على اراضي قرى شعبنا  وعن لحسه لما قال انه حقوق ثقافية للناطقين بالسريانية ورضت بهذه العملية وصمتت عليها راضية بان يفرض علينا او على جزء كبيرمن التعريب القسري.
اليوم وبعد زوال نظام الطاغية والمخاوف من ممارساته والتحول الكبير في العراق، بات مطلوبا ان نرتقي بوعينا السياسي الى مصاف المرحلة ،ونعمل كل جهدنا من اجل استخلاص حقوق شعبنا. وبالرغم من ان التوجهات السياسية او بعضها كان يعمل في هذا الاتجاه، والبعض الاخر حاول مخطئا ان يفرض نفسه ورؤيته اساسا للفعل القومي، الا انه كان من المفترض ان يكون الوعي القومي لدى شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وقياداته اكثر تجذرا وان يكون هناك ادراك تام ان استلام طرف ما قيادة اللوبي وتوجيهه بما يتوافق مع سياسة هذا الطرف سيكون اللوبي ليس لصالح شعبنا بل لصالح الحزب كما هو جاري في اللوبي الذي يستلم دعمه من اتحاد الجمعيات الاشورية في اميركا ويسير بحسب  سياسة الحركة هناك، ولتوضيح ذلك نذكر لكم هذه الممارسة، فعند التقاء مسوؤل هذا الطرف السياسي ببعض اعضاء الكونكرس الامريكي صرح لهم ان المسؤولين السياسين العراقيين يتوجسون من ذكر كلمة الحكم الذاتي ولذا فرجاء لا تذكروا ذلك، وعند لقاءه ببعض اطراف شعبنا نرجو ان لا تذكروا كلمة الحكم الذاتي فالكونكرس غير مؤيد لذلك، اي ان هذا السياسي اللعوب لعب على شعبه لعبة خبيثة لاجل تحقيق اجدندته الشخصية ليس الا.
اللوبي يمكن ان يكون حزبيا وهذا لا غبار عليه، لانه معروف باهدافه وتوجهاته ويستلم تمويلة من الحزب، ولكن ان يستلم اللوبي تمويلة من اتحاد الموسسات الاشورية في اميركا ويعمل لصالح حزب واحد وسياسة هذا الحزب، فهذه جريمة بحق شعبنا، لان اتحاد الاندية يمثل مؤسسة قومية تضم مختلف التوجهات السياسية لشعبنا، وان قيام قيادة هذه المؤسسة بدعم هذا اللوبي، يعتبر بحق سرقة لاموال شعبنا لصالح تنظيم سياسي لم يعد يحمل من الاهداف القومية الا الاسم.
اليوم مطلوب ان يكون لنا حقا لوبي لشعبنا ومدعوم من كل احزابنا السياسية واتحادات مؤسسات شعبنا، لكي يعبر عن تطلعاته المشروعة، ليس من خلال الشعارات،بل من خلال تقديم دراسات تدعم هذه الحقوق ومن خلال توافق تمتعنا بحقوقنا مع الاتفاقيات الدولية والقانون الدولي، لوبي يزيد من اوراق شعبنا الايجابية وليس لوبيا لضرب توجهات واهداف مشروعة لشعبنا!!.
   


bebedematy@web.de

315
المنبر الحر / الاستسلام
« في: 18:28 29/12/2008  »
الاستسلام





تيري بطرس
1
من تصفحنا لقوائم شعبنا التي نزلت حلبة المنافسة في انتخابات مجالس المحافظات، يتأكد لنا الاستسلام المرير الذي تقبلناه كلنا وبلا اي تمييز بين هذا وذاك من قوائمنا، لما مللنا من تكراره والتنديد به الا وهو عدم عدالة الكوتة  الممنوحة لنا باسم المسيحيين.  فالملاحظ ان هذه القوائم قد رشحت شخصا واحدا لكل منها للتنافس على مقاعد مجالس محافظات الموصل وبغداد والبصرة، وهو اقرار واضح ان هذه هي قدرتنا الانتخابية ولسنا مؤهلين للفوز باكثر من هذا. اليوم صار التغني بالشرعية وبالتمثيل الحق وحصره امر مشكوكا في امره، صار استسلاما وخنوعا ومذلة والمعذرة لهذه الكلمات، فاذا كنا قد خرجنا كلنا ونحن نستنكر ونتهم ونهدد ونقول تم غبننا وتم التجاوز على حقنا في التمثيل العادل، فاين الفعل من هذه الادعاءات، لقد كان الفعل مخزيا حقا!
ولو تفحصنا اقوالنا واعمالنا وقارناها بالفعل الحالي لادركنا كم نحن كذبة ومنافقين، نعم كذبة على شعبنا ومنافقين للاخرين، ففي الوقت الذي نرفع راية العداء للكل في جلساتنا الخاصة وفي صحفنا الخاصة وفي حواراتنا الخاصة، نطاطئ الرأس ونلتزم بما يملى علينا. لا احد يطالب بالتجاوز على القانون مادام صار قانونا، ولكن القانون يمنح لنا مخارج عديدة، كان من المفترض الاخذ بها، كأن نقوم بتشكيل قائمة من عدة اشخاص وتقدم ترشيحها للانتخابات خارج الكوتة  وعلى الاخص في الموصل وبغداد ، وان نسمي شخصا اخر باسم قائمة اخرى للتنافس على المقعد المخصص لنا ضمن الكوتا.  الم نقل ان لنا ما يقارب المائة وخمسون الف صوت انتخابي في منطقة سهل نينوى من محافظة نينوى، فاين ذهبت هذه الاصوات لنقر باننا لا نملك الا عدد محدود من الاصوات الانتخابية في كل محافظة نينوى وهي الكافية لجلب مرشح واحد لملء المقعد الوحيد المخصص للمسيحيين؟
كان مطلوبا من الاترنايي والحركة وبيت نهرين وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني والمنبر الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني واتحاد بيت نهرين الوطني والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري، ان يقوموا جماعا اواحزابا بتكوين قوائم موازية وتتنافس في الانتخابات بتسمية اخرى وبشكل مستقل و بشخصيات مختلفة لكي نكون كتلتنا في محلس محافظة بغداد والموصل، ان كنا حقا نؤمن ونعتقد ان جل شعبنا سينتخب قوائم عائدة لاحزابنا وانه تم غبننا في قانون انتخابات مجالس المحافظات. ولكن النزول بشخص واحد يعني ان التنافس ليس على الحصول على اكبر عدد من الممثلين في مجلس المحافظة وهو الامر المشروع والمطلوب، بل التنافس لاجل اثبات ان الفائز يمثل الامة وضربة للاخر من ابناء شعبنا، في عملية غبية ومقيتة من التنافس الغير المجدي، فمن يكون في مجلس المحافظة يجب ان يهتم بالطرق وبالمجاري وبالكهرباء وبغيرها من الامور العائدة للجميع وسيستفاد منها الجميع، والعضو المنتخب لمجلس المحافظة سيتكلم باسمه كعضو وليس باسم من يمثل.
التجارب اثبتت وبلا جدال ان احزابنا المدعية حق تمثيل شعبنا كانت وبالا على هذا الشعب، فهذه الاحزاب وبعد كل الصراخ والاتهامات التي تم توجيها يمينا ويسارا، وبعد ان علا صوتها بانها تفكر في مقاطعة الانتخابات، في بادرة لاثبات انها غير راضية عن الوضع تراجعت تراجعا مخيبا ومدمرا، فالتهديد بالانساحاب اريد منه وضع بقية التنظيمات في الزاوية الضيقة لكي تعلن نفس الامر ومن ثم يعود الحزب المدعي تمثيل الامة الى لعبته القديمة وهي ايجاد اي مبررللنزول الى الانتخابات ولكي يثبت انه يمثل هذه الامة، وهو بعيد عن اي تمثيل وعن اي مطالب لها.
لقد كان امام كل تنظيماتنا السياسية خيار اخر يمكن اللجوؤ اليه لزيادة حصة شعبنا في مجالس المحافظات، ولكن هذه الاحزاب فظلت حصر تنافسها على المقعد المخصص للمسيحيين دون غيره، باستثناء الحزب الوطني الاشوري الذي فضل التحالف مع القوائم الوطنية والتنافس من خارج الكوتة الممنوحة للمسيحيين. اذا هناك اقرار من قبل الكثيرين بقبول هذه التسمية وهذا الواقع، ولكن السؤال يبقى هل هي مقدمة للقبول بحقوقنا كطائفة دينية لا غير؟ انه سؤال  مشروع لنا حق طرحه، الا وهو لماذ رشحت كل تنظيمات شعبنا شخص واحد وضمن الكوتة لمجلس المحافظات في بغداد والموصل، لو اقرينا بعدالة ما منح لنا في البصرة؟ الجواب الواضح هو لطمة على وجوهنا، ولطمة قوية لا اعتقد انها ستصحينا من واقعنا المرير ومن سياساتنا الغبية،  ان الجواب هو للانتصار على الاخر من ابناء الشعب، وليس لتقديم خدمات للشعب، فالكوتة الممنوحة للمسيحيين تسمح بان ينتخب العضو لمجلس المحافظة حتى لوكان قد حصل على عشرة اصوات على فرض ان بقية المرشحين سينالون تسعة وثماني على التوالي، اي ان هذه الكوتة هي مضمونة لنا.
من الواضح انا نمنح لصراعتنا الداخلية اهمية اكبر من حقوق شعبنا ومن حقنا في المشاركة في ادارة بلدنا، حقنا كافراد وكشعب في ان يتبواء افراده كل المراكز السياسية والادارية لكي نمنح للوطن صفته التعددية حقا ولكي نمنح للوطن صفة العدالة والمساوات. فالقوائم المترشحة ترمي من خلال هذه الانتخابات ان تقول ان الفائز هو من يمثل الشعب، اي انه انتصر على غريمة، ورغم اننا لا نريد الغاء شرعة التنافس لكونه امريتسق مع التعددية والدميمقراطية والحرية، الا اننا نود ان نقول ان ما مورس حقا هو الغاء لحق شعبنا في التواجد بحصة تمثل وزنه الحقيقي المدعي به.

2
العزيزالدكتور وديع بتي سن قلمه وجعله رمحا، راغبا في طعننا طعنة نجلاء، تجعلنا نهرب ولا نلوي على شئ، متوهما اننا قصدناه في ما سطرناه في مقالتنا الاخيرة والمعنونة بالعيد والدكتور وعشتار واغاجان، والاخوة  في موقع عنكاوا باعتقادي قاموا بمسح الكثير مما كتب او نقل من مواقع اخرة ونشر على موقع عنكاوا، من رذالات الكلام، ناهيك عما يقال في غرف الدردشة من قبل اعضاء تنظيم معين وبالطبع هم يعبرون عن رايهم الشخصي ليس الا!!. حقا كانت نهاية السيد المشهداني بليغة ،فالسفاهة لا تنتج ولم تنتج يوما سياسة والا لكان السيد القذافي وعيدي امين وعمر البشير والملا عمر من عظماء الساسة. ولكن تكرار ما قام به المذكورين اعلاه في شعبنا عمل على وصول تنظيم سياسي كان املا للكثيرين الى معمل انتاج اليأسين والمتطرفين في احسن الاحوال. مرة اخرى عزيزي الدكتور عيدا سعيدا وسنة مباركة املين ان تتساهلوا معنا وان تترجلو من حصان النرجسية الزائدة وان لا تعتبروا ان كل الشغل الشاغل لنا هو سيادتكم.


.Bebedematy@web.de

316
العيد والدكتور وعشتار واغاجان


تيري بطرس
1
المجد لله في العلى وفي الارض السلام والمسرة لبني البشر، بهذه الكلمات هللت الملائكة لميلاد سيد السلام والمحبة، مبشرة بني البشر بميلاد عصر مبني على مفاهيم جديدة ومنها احبوا اعدائكم وسامحوا لاعنيكم، ومانحة لنا وللمسيرة البشرية الفرصة لكي تستنبط من ما بشر به السيد المسيح مبادئ عامة لكي تسير على هديها ومنها مبداء التسامح المقرون باعتراف الخاطئ. عيد نحتفل به كلنا وكل بطريقته، اكل شرب رقص وتزاور، وبالتأكيد العودة الى اقوال هذا الطفل المولود بالمعجزة والناطق بالحب والمبشر بالاخوة الانسانية، لكي نرى كم نحن قريبون حقا من هذه الاقوال، كم نحن نعمل بها، كم نحن مستعدين لنبشر بها. عيد نتمناه لكل ابناء شعبنا عيدا حقيقيا عيدا مليئا بالمسرة وبالمحبة وبكل اجواء السعادة، عيدا ننتظر بعده ونتمنى فيه تحقيق امالنا في وحدة الصف ووحدة الهدف والاهم الاحترام المتبادل، لانه من قيم صاحب العيد. عيد نسمع فيه دعوة لنجلس جميعا معا ونتحدث معا ونتفق معا على تحقيق اهداف شعبنا في الحكم الذاتي والتطور الاقتصادي والانمائي، عيدا يكون بحق عيدا لكل شعبنا ليس فقط بما نمارسه في كل عيد بل باخبار تسعد العشب وتمنحه الامل بمستقبل افضل.
2
كلنا بحاجة الى لحظات نسري بها عن النفس، فالحياة ليست كلها عمل وكد وجهد ونقاش وقتال، بل فيها ايضا الرقص والغناء والموسيقى، لحظات او اوقات نحاول فيها ان نصنع لانفسنا الفرح. ولكن في الحقيقة صارت اوقات حضور الحفلات نوع من الاجبار او الادراك الواعي باننا ذاهبون لحضور جلسة لتعذيب الذات، فحضور هذ الحفلات يعني ان تبقي لمدة طويلة مضطرا لسماع اصوات عالية وغير مترابطة في الغالب، فانت لا تسمتع الى الموسيقى، لانه لا وجود لها حقا، ولا تسمتع الى المطرب الذي يغني لان صوته ضائع خلف اصوات الالات التي تصم الاذان. ورغم حبي للغناء كاي انسان عادي يحب الاستماع الى هذا النوع الراقي من الفن، الا ان ما يقدم في الحفلات او غالبيتها على الاقل، ليس من الفن بشئ. فانا استمتع باغاني ايوان اغاسي وشليمون بيت شموئيل ولندا جورج واشور سركيس وسركون كبرئيل ومناضل تومكا وحبيب موسى وكل فنانينا ومطربينا ومطرباتنا الاجلاء، ولكن فقط عندما استمع اليهم من خلال جهاز المسجل او من مواقع الانترنيت وليس الغناء المباشر، المسمي الحفلات وهو بعيد من اي احتفال بل هو في الحقيقة جلسة لتعذيب الذات. قد يكون للعمر ايضا ضرائب معينة ولذا بتنا لا نستسيغ حضور هذه الحفلات و الابتعاد عنها. ولكن في خضم كل هذه الفوضى، قد حبانا الله وفي مدينتنا التي نقيم فيها وهي مدينة فيزبادن في المانيا برجل كفؤ ومضحي ومحب للفن الراقي يمتعنا بين الحين والاخر بموسيقى راقية، موسيقى لا يتجاوب معها القدمين واليدين في ضرب الايقاع، بل تشعر ان جوانحك تهفو لسماعها، ان نفسك تطلب بصمت كل صوت الا صوت هذه الموسيقى وهذه الفرقة الانشادية.
نعم في مدينتنا رجل هو اسيو(من اسيا اي الدكتور) ابروهم لحدو يدعونا ويكرمنا بين الحين والاخر لنسمع موسيقى ملائكية موسيقى واناشيد نشعر معها بقيمة الموسيقى وبقيمة انفسنا وهي تستمع الى هذه الانغام الرائعة، فهذا الرجل الرائع والمضحي بحق من اجل شعبه وتراثه وكنيسته لا يمل ولا يكل من تقديم ما يربطنا نحن المشتتين والمختلفين حول الاسماء والاحزاب والاراء، ولكن حتما المتوحدين في محبة هذا الرجل الذي يستحق كل ايات التكريم والتقدير، ومحبة ما يقدمه من الموسيقى الراقية والتي تتناغم معها انفاسنا. فشكرا لهذا الرجل ولهذه الروائع ولهذه الدعوات التي تمنحنا لحظات رائعة لسماع درر من موسيقانا التراثية الكلاسيكية، وشكرا للحظات الثقة بفنا وبقدرته على جمعنا على المحبة، ولحظات نشعر فيها بان روحنا تكاد ان تطير الى الاعالي وترتقي عن الماديات.
3
تمر  هذه الايام الذكرى الثالثة لتاسيس قناة عشتار الفضائية، ففي الوقت الذي نهني كل العاملين فيها ونتمنى لهم وللقناة اعيادا سعيدة، وتقدما مديدا وتطورا كبيرا، فانه يسعدنا ان نقول ان القناة تتقدم وبخطوات جيدة، ونرجو ان لا تخذلنا في هذا المجال، ولكن تبقى هناك اسئلة وانتقادات يجب ان تقال، وخصوصا لبعض البرامج التي لا معنى لها ولا تتلائم  مع سياسة القناة، ومنها برنامج الالوان وبرنامج السينما، فرغم اهمية الترفيه، الا انه يمكن ان يقدم بلغتنا وليس باللغة العربية، فلا اعلم هل ان الانسات اللواتي يقدمن البرنامج لا يعرفون لغتنا، وخصوصا ان البرنامج لا يتطلب لغة صعبة، بل اللغة البسيطة المستعملة في الحياة اليومية. اما برامج المهجرية فنرجو لها التقدم والتطور اكثر، وان لا تقتصر على نقل الحفلات والاعراس، بل على نمط الحياة والمطالب ورؤية المستقبل، وما يعانوه في الحياة المهم ان ينقلوا خبرات وامال وتطلعات، بدلا من هذا التكرار الممل للسلام والتحيات، التي يمكن ان تقتصر على فترات الاعياد. ولن نقول لقناة عشتار وكادرها سيروا ونحن من وراكم، بل سيروا ونحن لكم بالمرصاد.
4
يطيب للبعض ان يستغل بعض الامور لكي يسوق لاحلام مريضة حقا، فعدم ظهور الاستاذ سركيس اغاجان لفترة ما في وسائل الاعلام منح لهذا البعض فرصة للتهجم ولنسج روايات وقصص اقل ما يقال فيها انها تنبع من خيالات مريضة ليس الا. فسركيس اغاجان ليس من صنف الالهة،بل هو انسان مثله مثلنا، بحاجة لاجازة للراحة او يتعرض لمرض ماو ككل البشر، فهل في هذا امر غريب، لا اعتقد، ولكن الغريب هو ان يتم استغلال الامر لتمرير اخبار كاذبة وملفقة وغبية كغباء الممارسات السابقة. وهنا كان بودنا من مكتب الاستاذ اغاجان ان يكون اكثر تعاملا مع الاعلام ويقوم بنشر خبر ما وان لا يترك المجال لمثل هذه الاخبار الكاذبة لكي تاخذ مكانها.


bebedematy@web.de

317
كلمة ملا بختيار في الاتجاه الصحيح



تيري بطرس
في الحادي عشر من اذار عام 1970 كنت توا قد بلغت الرابعة عشر من عمري، في ذلك اليوم الرائع، كنا ملتفين حول جهاز الراديو نحن وابناء عمومتنا عندما اذيع بيان الحادي عشر من اذار، لقد كان بحق بيانا تاريخيا ليس لانه خطوة حقيقة بل للامال التي اطلقها، بعد حروب استمرت قرابة عشر سنوات وذهب ضحيتها عشرات الالاف من الضحايا من ابناء شعبنا العراقي، انني كنت شاهدا على ضحايا بعض المعارك عندما كنا نسكن في دهوك، حيث وقع بصري على اشلاء الجنود متراكمة في السيارات العسكرية وهي تنقل جنوبا نحو الموصل، خلال هذه السنوات العشرة تم تدمير العشرات من قرى شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وقرى الكورد ايضا. اذا كان بيان الحادي عشر من اذار يفتح افاق السلام امامنا مرة اخرى ورغم من صغر سني كانت اثار الفرخ بادية على محايي، مما دفع احد اعمامي لسؤالي عن ايهما احب اكثر الملا مصطفى البارازاني ام والدي، فقلت انني احب كليهما وكل واحد بطريقة خاصة، فهذا والدي احبه كثيرا، وذاك رجل حقق ما اراد لشعبه.
كنا نمني النفس بالعودة السريعة الى قرانا وملاعبنا ومروجنا، ولكن السعادة لم تكتمل فالحرب ابتدات مرة اخرى واستمر بعد ذلك لتنجب حروبا، استمرت لتحرق العراق وشعبه وبكل قومياته، استمرت لان البعض اراده صورة عن ما يريده. المهم انني كنت اكن للقضية الكوردية تقديرا واضحا منذ صغري، لانني كنت اعيش في عائلة تتفاعل بهذه القضية لارتباط منطقتنا بالكورد من ناحية التجاور، لا بل لقد شارك الكثير من ابناء شعبنا في الحركة الكوردية توقا لقطف ثمار سياسية لشعبنا اسوة بالكورد.
ولكن هذا التعاطف لم يخلوا ابدا من منغصات رافقت تطور الوعي السياسي لدي، فالوعي السياسي والقومي يبداء دائما او اغلب الاحيان من التاريخ، ويا له من تاريخ دموي بين شعبين حكمت الجغرافية عليهما بالعيش، رغم انهما من قوميتين ولغتين ودينين مختلفان، نعم حكمت الجغرافية والتاريخ الدموي بالعيش المشترك. فرغم كل المذابح المقترفة لايزال شعبنا يتطلع للبقاء على ارضه وليتمتع بخيراتها وبديموته هناك وليس في اي بقعة اخرى، لان الشعب يدرك ان منبعه هناك والامة ترتبط وجدانيا بارض كانت مسرحا لتاريخها.
لم اتواني باعتقادي عن توجيه سهام النقد الى الكثير من الاخوة الاكراد بسبب مصائب التاريخ هذه، ولكني تلقيت تبريرات عديدة لم ترضيني، تبريرات تقول ان الكورد لم يقترفوا هذه الجرائم لحملهم الهوية القومية الكوردية، بل لانهم لبوا ما سمي بالجهاد، اي ما اقترفوه كان تحت راية الاسلام، وهناك الكثير من الكورد لم يشاركوا في هذه المذابح، والامرين فيهما منطق صحيح وسليم، ولكن للذي يشعر بقوة الديمغرافية، والتي بات يفتقدها، الامر صعب الهظم وصعب التفهم وصعب القبول، وخصوصا عندما نرى ان هناك تجاوز كثير على حقوقنا، وحتى في بعض الاحيان عدم احتسابنا ضمن الموازين السياسية العراقية، متجاوزينا بحجة اقليتنا (اقليتنا التي صنعت غصب عنا)، وبالاخص ونحن نرى التهديد الفعلي الذي يهددنا بالزوال، مما يخلق اشكالات كثيرة في تقييم الامور، بصورة صحيحة وسليمة، فالذي يشعر بقرب اجله، لايمكن ان تطالبه بان يتحكم بكل الامور وكل الخطوات ويعطي احكاما صحيحة او مقبولة.
كانت احد المرات التي افرحني بها احد الاخوة من الكورد في بروكسل عاصمة بلجيكا عندما دخلت مناقشة معه حول نفس الامر، فقال نعم ان على الكورد ان يعتذروا عن ما اقترفوا بحقكم ومثل هذا القول صار مالوفا سماعه من مختلف القيادات الكوردية، كاستهجان ما قام به سمكو الشكاكي عندما قتل الشهيد مار بنيامين شمعون غيلة وغدرا وهو يعمل لاجل اقامة تحالف مع الكورد بنية صادقة
. ولكن الحقيقة التي يجب ان نعرفها ان الكورد لم يمتلكوا سلطة سياسية خططت ونفذت ما تم اقترافه بحقنا، بل ان ما نفذته بعض العشائر الكوردية كان تنفيذا لاوامر سلطات اخرى وهي في كل مرة سلطة استعمرتنا كلينا واستغلت الدين في هذا اسواء استغلال. فبعض العشائر الكوردية اقترف الجرائم هذه بحق شعبنا تنفيذا لاوامر السلطات الفارسية او التركية او العراقية في عام 1933، او ايمانا بانها تقوم بواجب ديني تنفيذا لاعلان الجهاد او ببساطة تنفيذا لقانون العشائر بجواز سلب الاخرين واعتبار ذلك عملا بطوليا.
وفي هذا المضمار يجب ان يتم محاكمة ما تم اقترافه بحق شعبنا وخصوصا اثنا حملات بدرخان بك ومحمد باشا امير رواندوز المعروف بمحمد كور وفي اعوام 1914-1917، فالكورد لم يستفيدوا من هذه الحملات لتحقيق طموحاتهم القومية، والضرر الذي لحق شعبنا كان فادحا، فقد اخليت مناطق واسعة منه جراء ذلك، وعندما نقول محاكمة نعني تعريض ذلك للنقد والفحص ومن ثم تربية الاجيال القادمة على حقيقة ما حدث لكي لا يتكرر ذلك ابدا، اي ادخال ذلك في كتب التاريخ والتربية الوطنية،
ان اعتبار بدرخان بك ووالي راوندوز ضمن القيادات التاريخية الكوردية العاملة لصالح الشعب الكوردي يثير لدينا الكثير من التساؤل، وهذا حق لنا ان نتسال عن اضفاء صفة التاريخية لما عملاه، اي الريادية في العمل القومي الكوردي. فعملهما ساهم مساهمة كبيرة في تقليص رقعة شعبنا الجغرافية والديموغرافية، ولم يقدم اي خدمة حقيقة للقضية القومية الكوردية.
لا يمكن لاي اعتذار ان يعيد  عقارب الساعة الى الوراء، ولا ان يعيد لنا قتلانا وما تم سلبه منا من اراض ونساء وفتيان وفتيات، ولا ان يعيد وضعنا الديمغرافي لما نستحقه لو لم تحدث هذه الجرائم الكبرى بحق شعبنا، ولكن الاعتذار معناه المعنوي، هو بسلم يحاول ازالة جروح الزمن والتاريخ، هومحاولة لبداية جديدة ومختلفة، هو اعتراف بالوعي المأساوي لهذه الاحداث هو اعلان ان الحياة يمكن ان تستمر ون تتطور وتتقدم دون مثل هذه الممارسات البشعة والمؤلمة بحق الاخرين . ولكن لوعي الاخوة الكورد بما تم اقترافه بحق شعبنا استحقاقات معينة يجب ان يتم المساعدة في تحقيقها، فالخوف الذي يطال شعبنا من الاضمحلال والانصهار وهذا الخوف متأتي من الواقع الديمغرافي لشعبنا وهذا الواقع هو نتيجة لما تم اقترافه بحق شعبنا، وجزء مما اقترف كان بيد بعض العشائر الكوردية، هذه الاستحقاقات هي دعم الشعب الكوردي لشعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) في تثبيت حقوقه المشروعة ومنها تمتعه بالحكم الذاتي في مناطق توجده التاريخية سواء كانت ضمن الاقليم ام ما جاوره، هذا الدعم سيكون خير بلسم لشفاء الجروح التي تثار بين الفينة والاخرى، وسيكون خير مراجعة تارخية وتصحيحية لما اقترف بحق شعبنا، والحكم الذاتي سيكون خير ضمان لبقاءنا واستمرارنا وتمتعنا بحقنا في صنع مستقبلنا.
ان الكثير من ابناء شعبنا ورغم كل هذا التاريخ الملئ بهذه الممارسات البشعة بحقه، انظم الى القوى الكوردية في نضالها المشروع لتمتعها بحقها الشرعي وهذا يمكن ان نلاحظة بجلاء ووضوح في ثورة ايلول (التي ابتدأـ في 11 ايلول عام 1961)، اكثر  مما نلاحظه في ثورة كولان (التي ابتدات في ايار عام 1976 ) وذلك ان الوعي القومي لشعبنا عمل على تطوير الفعل القومي باتجاه الاستقلال عن الحركة الكوردية، والتحالف معها كاحزاب سياسية. وليس الذوبان في احزابها السياسية.
ان تحالف شعبينا (الكلداني السرياني الاشوري) والشعب الكوردي امر تفرضه الجغرافية والتاريخ بعد ازالة شوائبه،  وهذا التحالف سيكون لصالح الشعبين ولصالح العراق المستقبلي المبني على التنوير والانفتاح على العالم، وتحالف الشعبين بالضرورة يتطلب تحالف قواهما السياسية وليس ذوبان احدهما في الاخر. ان التحالف يعني تحالف احرار وليس التبعية، وهذا يتطلب ايضا مشاركة فاعلة في القرار السياسي والتشريعي للاقليم بحيث يظهر مفعول التحالف بصورة يخدم الكل.
بالرغم من بعض الهفوات التي وقع فيها الاستاذ ملا بختيا عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردساني كاعتبار شعبنا طائفة، ونحن هنا نقر بمسؤليتنا عن الكثير من اللغط حول المسألة، الا ان الكلمة التي قيلت باسم الاستاذ جلال الطالباني في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الخامس لاتحاد الأدباء والكتاب السريان الذي انطلقت اعماله في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق ، كانت خطوة في الاتجاه الصحيح ويجب ان تشجع مثل هذه المبادرات لكي تتصافي الشعوب وتخرج من اسر الماضي نحو افاق المستقبل، وهذا المبادرات ليست مطلوبة من الاخوة الكورد فقط بل من كل شعوب المنطقة وحتى شعبنا ان كان قد اقترف اخطاء بحق الشعوب الاخرى عليه الاقرار بهذا الخطاء، لان الاقرار يفتح الباب للمصالحة وللبداية الجديدة وهي لصالح شعوبنا كلها، لكي تتمكن من ان تتعاون وتتحاور وتنفتح على بعضها البعض.  [/
size]


bebedematy@web.de

318
منظمة الدفاع عن الشعوب المضطهدة، تحتفل بذكراها الاربعين



ابتدا من يوم الجمعة الماضي والمصادف 5 كانون الاول ولعدة ايام تحتفل منظمة الدفاع عن الشعوب المضطهدة والتي تاسست في مثل هذه الايام قبل اربعون عاما مبتدئة نضالها بالدفاع عن شعب بييافرا في نجيريا الذي تعرض الى اظطهادات شنيعة من قبل الحكومات النيجيرية المختلفة.
ان المنظمة التي يراسها السيد تيلمان تسوليخ، قامت بفتح ملفات اضطهاد شعوب مختلفة مسلطة الضوء على الممارسات التي يقوم بها اطراف حكومية او منظمات معينة في اضطهاد شعوب لاسباب دينية او قومية او لغوية او جراء لون البشرة. وقد عرفت المنظمة باخذها المواقف السباقة في مضمار الدفاع عن الشعوب المضطهدة، كما امتد نشاطها في كل قارات العالم منطلقا من بيافرا في نيجريا ليشمل الهنود الحمر في اميركا وبوليفيا ليصل الى  الشيشان وبوسنيا وشعب روما (الغجر)  والشعب الكوردي والبهائيين في ايران وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري. وللمنظمة مكاتب عديدة في مختلف بقاع العالم وتنقسم على اساس مكاتب اقليمية واحداها هو مكتب الشرق الاوسط، الذي افتتح قبل سنة في اربيل عاصمة اقليم كوردستان العراق، لتكون مهامه الاهتمام بقضايا شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والشعب الكوردي والازيدية والشبك والتركمان في العراق وبقية الاقليات المضطهدة في المنطقة.
عقد الاحتفال تحت شعار من بيافرا الى دارفور، وفي يوم الاحد اقيم احتفال خطابي متظمنا تكريم شخصيات عاملة في المنظمة، وقد شارك في القاء الكلمات كل من السيد تيليمان زوليخ مستعرضا تاريخ المنظمة والمواقف التي وقفتها، ومن ثم شخصيات المانية منها السيد اولريش هوليفلايش حاكم مدينة كوتنكين و السيد هارتفيك فيشر عضو البرلمان الفدرالي والسيدة فيان دخيل عضوة برلمان اقليم كوردستان التي قرات رسالة من الاستاذ كمال كركوكلي نائب رئيس برلمان اقليم كوردستان العراق، الدكتور جوستين اكوزيا عن شعب بيافرا، والسيد روماني روس من  مركز شعب سنتي وروما، والدكتور فيكتور كريكر عن شعب الالماني في روسيا، والسيد خدر كريم (قرات الكلمة عنه) وهو حاكم او قائم مقام حلبجة ومن المصابين في استهدف المدينة بالقنابل الكيماوية عن الشعب الكوردي، والسيد فودا كريم زادة عن البهائيين في ايران، والسيد ليوناردو بيتير عن هنود الحمر في اميركا (قرات الكلمة عنه لانه في السجن) ، تيري بطرس عن الشعب الكلداني السرياني الاشوري، تسيوانك نوربو عن شعب تيبت في الصين، هاتسيدا مهمدوفيج (خديجة محمدوفيج) عن شعب بوسنيا وهرسكوفينا، جاكلين موكاندانكا-بلوم  عن شعب توتسي في راوندا، رسيدا كاديفا عن شعب الشيشان في روسيا والدكتور زكريا محمد على عن شعب دارفور في السودان، فالتر برودينكيو ماكنا فليز اول سفير هندي (من الهنود الحمر) لبوليفيا وكلمة البروفسير الدكتور كرستيان شفارتز-شيلينج وزير اتحادي. وقد رافقت كل كلمة عرض مقاطع من افلام تعلاص لمعاناة هذه الشعوب.
تحية اكبار وتقدير لهذه المنظمة لمواقفها في الدفاع عن الشعوب المضطهدة، في الدفاع عن الشعوب التي لا صوت لها، والتي تجد نفسها بين نار الظلم ونار النسيان. 

319
الاستاذ انطوان دنخا صنا مع فائق الاحترام


تيري بطرس
ارجو المعذرة استاذي الفاضل فانا وكلمة الرفيق على طرفي نقيض، وهذا ليس عداء مني لمعنى هذا الكلمة السامي بل عداء مني لاستعمالاتها التي تتناقض مع المعنى كليا، وهنا لا اختلاف في من استغلها (الكلمة) بين الماركسي والقومي الاشوري (من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري) او العروبي.
اولا بين الحين والاخر انشر مقتطفات من الذاكرة او من ما تحت اليد من الذكريات عن مرحلة مهمة في تاريخ شعبنا عايشتها باغلب تفاصيلها، لان القدر وضعني في موضع العارف بها وليس لاي سبب يتعلق بقدراتي الشخصية. ولكن ما دفعني الى نشر هذه الوثيقة والتي قمت بتحليل او التعليق على ما ورد فيها هو قيام بعض الاطراف بتلاوتها من على منابر التلفزيونات والاذاعات وكانوا اقرب حلفاء الاستاذ يونادم كنا الى مدة قصيرة وهذا معروف للقاصي والداني واعتقد انكم من القلائل  من الذين لا يعرفون ذلك.  ونشري لها كان لتوضيح امور ولتكون تحت اليد، فهي تاريخ ويمكن لكل شخص تحليل ذلك التاريخ بحسب امكانياته ورؤيته ومعلوماته، وهي دعوة ضمنتها في المقالة وخصيت بها الاخوة في الحركة الديمقراطية الاشورية. والامر الاخر هو انني شخصيا وحزبي الذي انتمي اليه تعرضنا الى اتهامات شديدة القساوة ومستندة الى فترة تاريخية تزيد على تاريخ الوثيقة المنشورة بعشرة سنوات وهي اتهامات كاذبة وملفقة، ولكنها سممت جو العمل القومي.  ليس هذا بل وعلى اساسها قامت الحركة او عناصر منها بوضع الفيتو علينا واشغال شعبنا وقواه بقضية ضرورة ابعادنا عن كل الميادين السياسية، لا بل وضع شروط منها ابعادنا عن اي تحالف او لقاء سياسي لكي تحضر هي وتتواجد فيه. ورغم كل ذلك فان الطرف الوحيد الذي عمل على انقاذ الحركة والعمل القومي من الجمود والتمترس كان حزبنا وشخصيا اقدر على القول انني كنت من الطرف اللين في الحزب في هذا الاتجاه ولنذكر الجميع بموقفنا في مؤتمر لندن عام 2002 ومؤتمر بغداد عام 2003 ليس اكثر. ولكن الاتهامات لم تتوقف ومحاولات الحركة الاستفراد بالقرار السياسي لشعبنا لم يتوقفا، مع ما الحقته  محاولة الاستفراد هذه بشعبنا من الاضرار الفادحة والكبيرة.  اذا يمكن القول دائما ان البادئ اظلم ولكن يحق ان يقال يجب ان لا تبادر بما بادر الاخر مهما كان خطاءه، وتبقي العبارة صحيحة ولكن السؤال الى متى نبقي في دهاليز السرية والاخفاء والرعب من ماضينا ومما حدث فيه؟اليس مطلوبا منا اعادة النظر فيه؟ اليس مطلوبا منا دراسته والتعلم منه ومما لاقيناه فيه؟. يبقي امر اخر وهو انني في نشري لهذه المقالة لم يتطرق الى ذهني مسألة الانتخابات وان كان يجب ان افكر فيها، ولكن بداية مشروع نشر هذه المقالة كان تقريبا مصادفة الذكرى الرابعة والعشرون لالقاء القبض على تنظيمات الحركة الديمقراطية الاشورية اي الشهر السابع من هذا العام، وقيامي بفتح بعض الملفات التي كانت في الحفظ.   اما لماذا الان في الحقيقة انه في اي وقت كان النشر يصح طرح هذا السؤال وارجو ان تكون الاجابة اعلاه كافية، ولكي اثبت لك سيدي انه ليس للانتخابات علاقة بهذه المقالة فهي قد نشرت قبل حوالي الشهرين من الانتخابات المزمع اجراءها وبالتالي هناك مهلة كافية للاخوة في الحركة للرد على الوثيقة ومضمونها، ولو كان في النية استغلالها في الانتخابات لتم نشرها قبل عشرة ايام فقط لكي تؤدي فعلها ولكي لا تمنح الفرصة للمقابل للرد وحتى ان رد فان رده لن يأخذ بعده.
في السياسة يوجد الفعل ورد الفعل، ولسنا في صومعة او كنيسة لكي نقول كما كانت والدتي تعلمني ان ادعوا بالخير لمن يسبني او يضربني عندما كنت طفلا، وليس في المسألة تصفية حسابات فحسابنا مع الحركة لن يتم تصفيته باعتقادي الا بضرورة عودة الحركة الى شعبها والعمل من اجله وليس من اجل اشخص معينين، وحسابنا معها لن يصفي الا بعد ان تتراجع عن كل ما الصقته من التهم بتنظيمات شعبنا واشخاصه الوطنيين وحسابنا مع الحركة لن يصفي الا بعد ان تدرك انها  اخ بين الاخوة وليست الامر الناهي وعلى الجميع الطاعة.
اما عن قولي بانه كان هناك شخصان يعرفان بكل اسرار التنظيم فقد قلتها جراء ما امتلك من معلومات او استنتاجات وهذا من حقي ان استنتج، والان الاستنتاد يبقى صحيحا وبالاخص ونحن نقراء ان الشهيد يوسف والسيد كنا يقرران لوحدهما من سيكون مسؤول فرع كركوك، وبالتالي يدل دلالة عالية على انهما القائدان الفعليان للتنظيم.  ولكن مع ذلك الحق طالبت الاخوة في الحركة تبيان الامور ان كان هناك شخص اخر يمتلك مثل هذه المعلومات، وخصوصا ان تحت يدنا شهادات اخرى حول هذه المرحلة ومن قيادات في الحركة، وندرك ان هناك ناس كثيرين عايشوا المرحلة ولذا نحن طالبنا ان يدلي كل شخص بدلوه ويقول ما يمتلك ونخضع كل الشهادات للتاريخ وكفى ادعاءات. اما عن التحاق السيدين كنا وفريدريك فقد قلتها وبوضح انه تلى عملية القاء القبض على تنظيمات الحركة  ولم اقل انه سبق ذلك، وارجو التاكيد لان المعنى والهدف سينقلبان اساسا وهذا واضح من قولي ان السيد ان كان وفريدريك كان في المناطق المحررة في منتصف او اوائل اب عام 1984 اب بعد شهر من كشف التنظيم الداخلي للحركة ومن ذكري تحركاتهما عقب انكشاف التنظيم. وهنا اود ان اقول واؤكد انني لم ولن اتخذ دور القاضي، انا اكتب واستنتج وهذا حق مصون لي ولا احد يمكنه ان يسحبه مني واستنتاجي جاء منطقيا مع المعلومات التي امتلكها والتي يمكن استشفافها من التقرير نفسه، وهذا يعني ان اخرين ممكن ان يقرؤه بصورة مغايرة وحسب ما يمتلكون من المعلومات. انني لم اتهم السيد كنا ولكنني اشكك في الامر، فهل يوجد شخص اخر، وهل علنيا ان  نقبل نظرية شموئيل جيري الذي لم يكن في التنظيم والذي اتهم بانه افشى بالشهيد يوبرت، ولكي يعطى صورة منطقية لكشف التنظيم بصورة سريعة اتهم الشهيد يوبرت والسادة رعد ايشايا ورمسن بنيامن بانهم تجبنوا وهذه كانت الاشاعات التي خرجت حينها، فهل يجب ان نصدق كل شئ، وخصوصا ان تصديقنا وعدمه لا يؤثران في المسار القومي المستقبلي او الحالي بقدر تاثيرها على معرفة حقائق الامور واعطاء كل ذي حق حقه. ورغم تقادم الزمن فيجب ان نعيد قراءة الاحداث لمعرفة ما حدث وليس لكي نعيش الحدث ونبني تحالفاتنا وعلاقاتنا على اساسه. انني لم اتهم بصورة مباشرة السيد كنا وهذا ليس واردا في مخيلتي ولكني اصل الى نتيجة معينة وهي ليست اكيدة ولكنها الوحيدة لدي نتيجة للغموض الذي لف المسألة وللايحاءات التي اعطيت والاتهامات التي قيلت حينها في اثناء مرحلة الكفاح المسلح. وبالتالي فان على الحركة تبيان الامور بوضوح تام وبشكل لا يجعل الاخرين يطروح اسئلة تشكك في ما حدث، لان الحركة تكون قد وضحت وبشكل شفاف لا يحتاج للتشكيك . بالطبع نحن هنا لا نتهاذر ولا نقوم بالعاب صبيانية او لمجرد الشهرة فهذه الامور ليست من اهتماماتي، ولكن الرد على كل ما يتعلق بالاساءة الى سمعتي او تصحيح كل ما يشوه الحقيقة كما اراها انا او كما اعرفها من واجبي العمل على توضحيحها والدفاع عن ذلك وهذا لا يدخل في باب العبث واللعب فسوق الاتهامات ليس لعبا سيد صنا. كما انه يجب ان نفرق بين انتقادنا للسيد كنا والحركة لممارسات سياسية معينة والتي لم اتوان عن عملها لحد ان البعض يتهمني بانني حاقد على الحركة، وبين قراءة وثيقة تاريخية اثارت لغطا كبيرا في نقاشاتنا وبقيت غير معلنة بشكل عام الى ان اختلف السيد كنا مع بعض اقرب مساعديه في اميركا وهو السيد سام درمو الذي قام بنشرها وقراءتها على الملاء، وبالتالي على الحركة والسيد كنا ان يتحملوا النقص الذي نمتلكه من المعلومات بقضية قومية تخصنا كلنا. ان كان لديهم شيئا منها ولم يقولوه رغم مرور كل هذه السنين على ذلك.  ان قساوة المقال هي باعتقادي المتواضع نتيجة لعدم معرفتكم الشخصية بخلفيات الامور فانتم استاذ صنا لم تتعايشوا المرحلة ولم تتعايشوا الاتهامات التي سممت اجواء العمل القومي،  وبالتالي فان المقال لا يخص السيد كنا بل يخص مرحلة كما اكدت مرارا وعلى الحركة ان تكون واضحة مع شعبها وان لا تنساق في طرح الاتهامات بحق الاخرين وتبقي تاريخها وما يتعلق بشانه ضبابيا وخصوصا هنا نحن نتحدث عن ارواح زهقت وهذه الارواح كانت لنا شخصيا علاقة معها علاقة صداقة او قرابة. ان المقال يطرح اسئلة كثيرة اكثر مما يطرح من اتهامات والمطلوب الاجابة عليها. ان قاموس السياسة قد لا يتحمل التخوين ولكنه يتحمل التساؤل سيد صنا. ولدي واحد منها وهومن هم اعداءنا الذين سيخدمهم كشف ما حدث في منتصف تموز عام   1984 ؟ اليس شعبنا في هو الذي سيخدم من معرفة الحقيقة، ولماذ السكوت كل هذه الفترة عن اعطاء اجابة صحيحة لما حدث؟، ولماذا لم تشكل ولو لجنة تحقيقة في ماحدث، وخصوصا بعد عام 2003 حيث صار كل الاخوة المقبوض عليهم احرارا ويمكن التحدث اليهم؟ ان السقوط السياسي في مستنقع اسفل السافلين سيد صنا هو من نصيب من يطرح الاتهامات دون معرفة خلفيات الامور او من يتهم الاخرين كذبا وبهتانا، وان كان بيت احدنا من الزجاج علينا ان لا نرمي الاخرين بالحجارة. ان شراسة الهجمة يجب ان لا تعمينا من طرح الاسئلة المنطقية والتي يقوم بها افراد كل شعب وكل  حزب لكي يحصل على اليقين.  اليس من حقنا الاستفسار عن سبب استشهاد يوسف ويوبرت ويوخنا او استشهاد حراس السيدة باسكال وردة او استشهاد اعضاء الحركة في الموصل حين لصقعهم الشعارات الانتخابية؟ وهي اسئلة تتعلق بمصير ابناء شعبنا وهؤلاء الشهداء ليسوا من ممتلكات اي تنظم سياسي انهم ابناء لهذا الشعب والعدالة والحق يتطلبان البحث عن المتسبب وراء استشهادهم ان كان هناك تقصير؟ انها اسئلة يجب ان تطرح لكي لا تكون ارواح الناس امر سهل التعامل معه؟ انها اسئلة تستقيم مع الطروحات الديمقراطية والعدالة والحرية التي ندعيها او التي نطالب بها. مرة اخرى يجب ان لانخلط الامور فنحن سنقوم بين الحين والاخر بفتح ملفات من ذاكرتنا لتصحيح الامور وعلى الجميع اعطاء رؤيتهم للامور، والتاريخ ليس مقدسا انه حوادث وهذه الحوادث يجب ان تقراء وتقيم وتقال. سيد صنا اما كان من الافضل التروي ووالاستفسار لمعرفة من كان السباق  في نشر هذه الوثيقة؟ قبل ان يتم قول كلاما غير مسؤول البتة، واللبيب من الاشارة يفهم.   



bebedematy@web.de

320
قراءة في تقرير فريدريك (تغلت)




تيري بطرس
التقرير الذي سنسجل قراتنا عنه، يعرفه الكثير من العاملين في الحقل القومي، وبالاخص المهتمين بمرحلة الكفاح المسلح التي امتدت من عام 1982 ولعام 1988 والتي شاركت فيه الحركة الديمقراطية الاشورية وحزب بيت نهرين الديمقراطي (كانت له مقرات في راجان الايرانية) والتجمع الديمقراطي الاشوري، وهذا الاخير يمكننا حقا ان نقول انه كان يمكن ان يدعي ببعض النشاطات العسكرية والتي اشترك فيها مع بعض المفارز من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حيث اصدر عدة بيانات عسكرية عن نشاطات بعض وحداته تحت تسمية مفرزة اغا بطرس و مفرزة سميل والتقرير هو تسجيل لكاتبه السيد فريدريك متي  اوراها عن الايام التي تلت القاء القبض على التنظيم الداخلي للحركة الديمقراطية الاشورية.
وقبل الدخول في تفاصيل هذا التقرير نود ان نبين بعض الملاحظات التي يجب ان يدركها القارئ الكريم، واولها ان التقرير منذ ان تم اخراجه وتصويره في طهران او بعدها بقليل كانت لدينا نسخة منه وقد قام المكتب الحزبي قسم الارشيف بتنضيده اولا على الالة الطابعة ومن ثم على الكومبيوتر، منذ سنوات طويلة، ولم نخرجه للعلن الا لاغراض الحوارات والمناقشات التي جرت مع اطراف معينة من داخل شعبنا فقط، رغم ان الحركة قد قامت في عام 1995 بمحاول اغتيال احد اعضاء اللجنة المركزية للحزب والمتهم بالايعاز بها السيد ميخائيل ججو عضو  لجنتها المركزية حينذاك  ويمكن الرجوع الى استقالات اعضاء قيادة الزوعا حينها للتأكد من ذلك ورغم سيل الاتهامات والالاعيب التي لعبتها الحركة لكي تلحق الاذي بحزبنا وبرفاقنا وبسمعة الحزب.
اما الامر الثاني فانه ولو للحظة واحد لم يخامرنا الشك بنزاهة وصدق الانتماء والارتابط بالامة لدى شهداء شعبنا والحركة الشهداء الخالدين يوسف ويوبرت ويوخنا، وكيف ونحن كنا نعرفهم كاصدقاء وكاقرباء ودخلنا معهم حوارات مطولة حول الامور التي تخص شعبنا منذ بداية السبيعينيات من القرن الماضي والى نهاية هذه الحقبة، كما نحترم ونقدر التضحيات التي قدمها الاخوة ممن ذاقوا ابشع الممارسات داخل سجون نظام الفاشي الدكتاتوري للطاغية صدام حسين، وعليه فان هذه المقالة لا تستهدف الانتقاص من كل هذه التضحيات الكبيرة والتي لا تقدر باي تضحية اخرى، الا ان الوصول الى الحقائق وخصوصا ان البعض ممن خرج عن الحركة بالامس او اختلف مع السيد كنا  قام بتلاوة ونشر الوثيقة على الملاء، حدت بنا لتقديم هذه الدراسة وللاخوة في الحركة الديمقراطية تفنيد ما ذهبنا اليه باعطاء تفسيراتهم الخاصة لكل ما مذكور في هذه الوثيقة. كما نود ان نذكر ان بعض الفقرات من التقرير قد استعملت حجج لدى انقسام قيادة الحركة عام 1986 وظهور الحركة الديمقراطية الاشورية - الاتجاه الوطني، حيث ان هذه الاظافة اي الاتجاه الوطني على اسم المنشقين اضيقفت باقتراح مشترك من المرحوم توما توماس وكاتب المقالة والاخ ابو دقلت (بيوس عوديشو حاليا في كندا)  وقد اقترحناها كحل للاشكالات القائمة بين الطرفين وقد اقنعت شخصيا السيد يونادم كنا والاخوة المنشقين بها، رغم انني دعوتهم للانظمام الى التجمع الديمقراطي الاشوري والدخلو في قيادته لحل المشاكل وبالاخص انني كنت مزمعا على التنحي عن العمل.
التقرير كتب في23 اب  عام 1985اي بعد عام من التحاق كل من السيد يونادم كنا وفريدريك اوراها، بالمناطق المحررة وهذا الالتحاق الذي تلا عملية القاء القبض على كل التنظيم الداخلي للحركة الديمقراطية الاشورية، والذي يقول السيد فريدريك في احدى فقرات تقريره ان المعلومات التي ذكرها له رجل الامن كانت مذهلة، اي ان السيد فريديرك قد انذهل من دقة المعلومات والمتابعات التي كانت تتابعهم بها الاجهزة الامنية او هذا يمكن ان يستنتج من قوله انها كانت مذهلة. المهم انه حال التحاق السيد فريدريك بالمناطق المحررة تم تسفيره الى ايران ،كما سافر مسرعا السيد كنا ليقوم بتأسيس ما سمي بمكتب العلاقات الخارجية للحركة الديمقراطية في اورمية، والسيد فريدريك عمل في ايران لحين سفره في مكتب تسجيلات كاسيتات الاغاني وكان اسم المكت ((نواي نينوى كما اعتقد)) ، وكانت الحركة في بداية انطلاقتها تطلق على نفسها الحركة الديمقراطية الاثورية الا انه تحت وقع الضغوط من الاطراف القومية والنقد قد غيرت التسمية الى الاشورية بالعربي تدريجيا. ولذا نلاحظ ان السيد فريدريك يكتب الحركة الديمقراطية الاثورية.  ان التقرير كتب تحت ضغط بعض  الاطراف في قيادة الحركة وخصوصا ممن كانوا في المناطق المحررة، وكانت القيادة تتألف حينذاك من السيد كوركيس رشو (نينوس)/ سكرتيرا، والكسندر(سركون)، نورا القس زيا (الدكتور)، جان (يوخنا) والتحق السيد كنا بهم في شهر اب 1984 وكان هناك عضوي للقيادة في سوريا وهما يوسف واشور. تحت ضغط من بعض اعضاء القيادة على السيد يونادم كنا (ياقو) طلب من السيد فريدرك المجئ الى العراق من ايران ومع وعد ياقو له بان يعود ادراجه الى ايران في اليوم الثاني لكتابة تقريره. وللمزيد من المعلومات، فانا شخصيا كنت اعرف السيد فريدريك من الداخل وخصوصا عندما كنت جنديا في البصرة حيث التقيت به مرتين او ثلاثة، الا انني ورغم تواجدي في المنطقة المحررة ورغم انني كنت عضوا قياديا في التجمع الديمقراطي الاشوري ما كنت قد سمعت بالتحاق السيد فريدريك لان الاخبار التي كان يتداولها اعضاء التنظيمين اي التجمع والحركة وخصوصا عن الاشخاص الملتحقين كانت تصل لقيادة الطرفين، اي لم يكن هناك امر مخفي لمدة تتجاوز يوم او يومين، وقد يكون السبب لانني قضيت اغلب شهر اب وبعض شهر ايلول في جولات ميدانية، ولكن سماعي الاول كان في قرية كاني بلافى عندما وصل المرحوم والدي لزيارتي بزيارة مفاجئة (اي التقينا صدفة) فنقل لي رسالة من قيادة الحزب الوطني الاشوري، حيث كان الاخ نمرود بيتو قد بلغها له، ومضمونها ان السيد فريدريك اوراها قد اطلق سراحه لكي ياتي الى المنطقة المحررة وقد صرح ان سراحه قد اطلق لكي يعمل كل شئ لجلب السيد ياقو (يونادم كنا) حسب طلب الجهات الاستخبارية . وقد طلبت قيادة الحزب مني تبليغ قيادة الحركة بمضمون مهمة فريدرك او ما استشف منها، وفي الحال اتصلت بقاعدة الحركة في كاني بلاف واسمه بنيامين وابلغته ان لدي معلومات مهمة لقيادة الحركة، وبعد ان تماطل اضطريت لتسريب المعلومة له بعد ايام لكي يوصلها الى نورا القس زيا الذي كان مودوجودا في كاني بلافي ولكنه رفض مقابلتي لمعرفة المعلومات.  وبعد ذلك جاء السيد بنيامين وقال لي ان قيادة الحركة تقول انهم على معرفة بالمعلومات، والمهم ان قيادة الحزب الوطني الاشوري علموا بالمعلومات من خلال السيد كورش ابن عمة السيد روميل موشي عضو المكتب السياسي للحركة حاليا وعضو الحزب الوطني الاشوري حينذاك (كون السيد كورش احد اعضاء الحزب الوطني الاشوري حينها وصديق حميم للسيد فردريك وقد اعلمه السيد فردريك بكل تفاصيل مسرحية القاء القبض عليه من قبل المخابرات العراقية وعن طريق وكيل المخابرات حينها السيد شدراك يوسف اللاعب العراقي المعروف لعلاقة القرابة مع عائلة السيد فريدريك). هذه المعلومات تتطابق مع ما مذكور في التقرير ولكن الحقيقة انه لم تكن هناك قناعة بان النظام قد اطلق سراح فريدريك وبدون اي ضمانة لكي يجلب السيد كنا، فقد فسر الحزب اطلاق سراحه ودفعه للالتحاق بالحركة بمؤامرة تستهدف الحركة ككل قيادة وقواعد. القارئ للتقرير سيلاحظ  ان هناك امور حقيقية وهناك امور لا يمكن ان يعقلها الانسان، تصدر من نظام معروف بجبروته وطغيانه، ولذا فانا اعتقد ان قراءة التقرير من المنظور النقدي امر جدي لكي تستقيم الامور ويفضل ان يقرأ من مختلف الاطراف لكي تتوضح الصورة اكثر. من الملاحظ ان ياقو وفريدريك والسيد يوسف اوشانا مرخاي والسيد رعد ايشايا قد تواجدوا في نفس الفترة في الموصل، والسيد يوسف اوشانا مرخايي هو اول شخص عرف بمسألة القاء القبض على الشهيد يوبرت لانه كان  يقف في مكان ليس ببعيد عنه مما جعله يسرع لابلاغ الاعضاء الاخرين بالعملية ، ولكن السيد فريدريك لا يأتي باي ملحوظة عن ذلك؟، كما ان السيد رعد ايشايا يقول ان القاء القبض على الشهيد يوبرت حدثت صبيحة يوم 13 تموز، والسيد يوسف اوشانا سارع باخبار الكل بمن فيهم بعض المسؤولين في كركوك، وكذلك ان فريدريك لا ياتي الى ذكر السيد رعد ايشايا الا في  مشاهدته له في بليحاني ولم يذكر انه كان يبيت في بيت شقيقة يونادم، ويونادم كان في نوهدرا (قرية كوري كافانا)  يوم 14 تموز حسب تقرير رعد ايشايا في حين انه وحسب تقرير فريدريك كان الى ما بعد الثالثة عصرا في كركوك، وقد قال له بانه سيسافر الى كوري كافانا، اي انه كان بحاجة الى اكثر من ساعتين للوصول الى دهوك ولو افترضنا ان السيد ياقو (يونادم كنا قد خرج الساعة الخامسة عصرا من كركوك لوصل الى دهوك الساعة السابعة مساء وهو الوقت الاكثر احتمالة ان لم يكن اكثر تأخيرا، فلا يعقل ان فريدرك قد عمل كل شئ من استلام المعلومة، (اي معرفته بالقاء القبض على الشهيد يوبرت) وتنبيه الاشخاص وحرق الاوراق ومن ثم الذهاب الى بيت ياقو خلال نفس الساعة، اي لا بد له من ساعتين على الاقل. وبالتالي فان كان على السيد يونادم كنا (ياقو) ان يبات الليلة في دهوك لانه من المعروف انه كانت تمنع السيارات بعد العصرية وغالبا بعد الرابعة او الخامسة من الخروج من دهوك. كما انه من الواضح ان السيد يونادم يوسف (يعقوب) كان يتحرك بين كوري كافانا ودهوك بحرية لانه كان على انصال دائم بالسيد روميل شقيق الشهيد يوبرت من بيت شقيقته في دهوك (العمارات السكنية) لانه لم يكن حينذاك التلفون المحمول قد وجد في العراق على الاقل حسب تقرير رعد ايشايا وهو تحت اليد ايضا.
الملاحظة المهمة التي نخرج بها من التقرير ان التنظيم الداخلي قد تم القاء القبض عليه بسهولة ويسر لابل ان تحركات اعضاءه كانت مراقبة وتحصى عليهم  من يوم القاء القبض على الشهيد يوبرت او قبل ذلك والدليل ان تحركات فريدريك كانت محسوبة عليه حتى قبل القاء القبض على الشهيد يوبرت مثل ما ذكر له من معلومات، من هو مسؤوله المباشر وهو مسؤول من في التنظيم ومن كسب للتنظيم وعدد مرات ذهابه الى الشمال ومع من كان عند توزيع المنشورات وغيرها من الامور التي حدثت قبل القاء القبض على الشهيد يوبرت والتي لا يمكن للشهيد ان يعرفها كلها لانها لم تكن من اختصاصه وهو في بغداد. فكيف بتحركات اعضاء قياديين اعلى مستوى، كما ان مناصب الاعضاء كانت معروفة بتفاصيلها وكذلك الاسماء الحركية للاعضاء، وهذا يعني ان هناك تسيب في التنظيم يمكن ان يصل لحد الخيانة، فاولا كيف يعرف اعضاء التنظيمات بعضهم البعض الاخر، وخصوصا كيف يعرف اعضاء تنظيم كركوك اعضاء تنظيم بغداد، والامر الاكثر خطورة في المسألة هو، ان من سرب هذه المعلومات والتي يمتلكها الامن ليس الشهيد يوبرت (كما حاولت اطراف قيادية في الحركة حينذاك تفسير الامر بجبن الشهيد يوبرت و السيدين رعد ايشابا ورمسن بنيامين)  لانه لا يعقل ان  يفشي عضو قيادي بمستوى الشهيد يوبرت كل المعلومات خلال يوم واحد او خلال الساعة الاولى مما مكن الامن من متابعة السيد فريدريك بالتفصيل مباشرة بعد القاء القبض على الشهيد يوبرت ولو سلمنا ان الشهيد يوبرت كان من اعطى هذه المعلومات وخلال الساعة الاولى لالقاء القبض عليه، فمن باح وكشف تحركات فريديك السابقة او التي كانت تتعلق بموقعه التنظيمي ومن هو مسؤوله وهو مسؤول كم عضو اخر ومن كسب من الاعضاء، بل ان الامر الاكثر احتمالية هو وجود عضو على مستوى قيادي وكبير يعرف كل تفاصيل التنظيم من الاسماء السرية الى المناصب التنظيمية والاسماء الحقيقة لكي يفشيها، او لكي يضعها امام جهاز الامن بشكل تقرير مفصل. واعتقد انه كان هناك شخصان على الاقل يمتلكان هذه المعرفة الكاملة بالتنظيم وهما الشهيد يوسف والسيد كنا وهذا استنتاجي وقد اكون مخطئا ولكن لا يمكنني الا الوصول اليه لانني شخصيا لا اعرف شخص اخر كان مطلعا على معلومات التنظيم مثلهما وقد يكون هناك شخص اخر ولكنني لا اعرفه من خلف الستار وهنا على اعضاء الحركة كشفه، وعندما نعلم ان الامن افاد بانهم يكرهون الشهيد يوسف لانه يثقفهم اشوريا واذا علمنا انه تم اعدامه مع رفيقه الشهيد يوبرت وابن خالته الشهيد يوخنا فنعلم انه من الصعوبة ان يكافئ الامن شخصا متعاونا معهم بهذه الصورة بل المفروض ان يرعوه ويهيئوا الظروف له لكي يستفيدوا منه مستقبلا، لانه سيكون في كل الاحوال تحت تصرفهم.
وفي الوقت الذي يقول السيد فريدريك انه خبأ الاوراق في معمل الالمنيوم في يوم 15 تموز (اي اليوم الثاني  لمعرفة اخبار القاء القبض على الشهيد يوبرت، واعلام يونادم بالامر في يوم  تلفونيا 16 وامر يونادم بنقلها من هناك ونقلها في نفس اليوم واخفاءها في بيت مرزا اغا مرزا ( من هو؟ من اسمه قد يكون اشوريا او كورديا! وهل هو شخص حقيقي؟ وان كان كذلك اين هو الان؟ وان لم يكن كذلك فلماذا اختلق؟) وبعد خمسة أيام يحرقها امام مرزا  اي يوم 21 او لنقول 20 او 22 وفي كل هذه الايام كان السيد فريدريك في بغداد فكيف تم حرقها امام مرزا (وهل ان سنة مضت على الحوادث كافية لاضاعة معلومة مثل انه يحرق الاوراق اما مرزا اغا ولكنه في بغداد انه تخبط ولا يمكن ان يتم نسيان يوم وفترة حرق الاوراق بهذه السهولة وخلال فترة سنة من تاريخ القاء القبض عليه). وخلال وجود فريدريك في بغداد يعلم او يستنتج بان كل تنظيم كركوك قد القي القبض عليه، وبالتالي فان السيد فريدريك كونه مسؤول تنظيم كركوك المعين من قبل يونادم ويوسف حسب قول يونادم لفريدريك، وبالتالي الظاهر ان موقعه كان متقدما في التنظيم او على الاقل كان اكثر تقدما ممن بقى في كركوك ولذا فانه اختير لقيادة الفرع، من هنا كان يجب ان يدرك انه لا محال سيلقى القبض عليه ان لم يختفي كليا، الا انه بقى في بيوت اقرباءه  ممن يمكن رصدهم وفي بيت شخص اخر صديق وهو كورش وليس من التنظم ولكنه يعلم بكل تفاصيل القضية!!.
المثير ايضا في هذا المسار فرغم معرفة اعضاء التنظم المتواجدين في بليجاني واحدهم كان في سرسنك وهو السيد روميل بنيامين حسب ما تسرب حينذاك، وهو شقيق الشهيد يوبرت بنيامين فان اعضاء التنظيم قد عادوا الى مواقعهم ومحال عملهم في المدن الخاضعة لسيطرة النظام في حين انهم كانوا على بعد خطوة من المناطق المحررة، فما كان منهم الا السير لمسافة ساعة لكي يخرجوا من نطاق سيطرة الحكومة، لا بل ان قرية بليجاني كانت في الليل تحت سيطرة المعارضة وفي النهار تحت سيطرة الحكومة الاسمية. فما الذي دفعهم لوضع نفسهم في هذا المأزق؟. لا احد يعلم، وكما علمت فان الشهيد يوسف كان في بليجاني وكذلك السيد رعد ايشايا (اسحق اسحق) الموجود الان في شيكاغو حسب شهادة كاتب التقرير. انه سؤال محير بحاجة للاجابة لمعرفة خلفيات الامر على حقيقتها ( وهنا نود ان نذكر ان السيد رعد ايشايا ((اسحق اسحق)) قد ذكر ان الشهيد يوسف كان يرمي من عودته الى كركوك والعودة الى موقعه في معسكر لتظليل الامن ولكي يمنح الفرصة لتخليص التنظيم)، والامر الاخر ان السيد كنا بعد ان وصل الى بليجاني لم يبق هناك بل عاد الى كركوك حسب بعض الروايات، الا انه وعلى كل حال كان في المناطق المحررة في مطلع او منتصف اب مع عائلته المؤلفة من زوجته وطفلتاه واختيه. هناك استفسار اخر كيف عرف فريدريك النقيب ادور او كمال، الجدير بالذكر ان هذا الشخص معروف اسما  لكثير من النشطاء القوميين في بغداد وكان معروفا باسمه الحركي ادور وهو كان معروفا ايضا بصفته رجل امن، ولكن هل كان فريدريك يعرفه قبلا؟ ام هل قال له احد في الامن ان هذا هو ادور او كمال وهذا غير معقول، وهل حقا ان ادور او كمال هو الذي القى القبض على الشهيد يوبرت وهل كان مستعدا لفضح نفسه امام العامة بالقاء القبض على الشهيد يوبرت بنفسه مع العلم ان له خيارات عديدة، وبالاخص ان ادور او كمال كان مجمل نشاطه متعلق بابناء شعبنا ومراكزهم، علما انه كان يتكلم السورث اللهجة الحديثة بشكل ممتاز، لا بل يقال رغم انني لم اكن شاهدا على الحادث، الا انني سمعتها حينها انه تم تقديم السيد كمال او ادور الى غبطة مار كوركيس مطران العراق  للكنيسة الشرقية الاشورية حين قدومه الى العراق اول مرة باسم ادور من قبل بعض اعضاء اللجنة المركزية الاثورية، ومن الصدف ان غبطته قال له الست انت فلان ذاكرا اسمه الحقيقي امام الجميع، فقد كان غبطته قد درسه حينما كان مدرسا في الانبار وعرفه حالا.
 ماذا يعني فريدريك بان الرائد قال ان جميع الموجودين هنا جيدين هل معنى ذلك ان جميع التنظيم الداخلي قد تعاون مع الامن حالا، عدا الشهيد يوسف، واذا كان الامر كذلك لماذ تم اعدام الشهيدين يوخنا ويوبرت، هل لاخفاء شئ ما، وخصوصا  ما يقال انهم قد استنتجوا الحقيقة من وراء القاء القبض عليهم وكانوا سيقولوها لاعضاء التنظيم الا ان الثلاثة تم فصلهم عن الجميع بعد تصريحهم بذلك، طبعا هذه المعلومة ايضا كانت من تسريبات ذلك الزمان، فمن سربها ولماذا؟ وهنا اعتقد ان كان الامر كذلك فانني اجزم ان السيد رعد ايشايا كان من المفترض ان يعرف ايضا لانه قريب جدا كصديق من الشهيد يوسف وهو والشهيد يوبرت انسباء، فلماذا لم يتكلم السيد رعد لحد الان عن ما يعرفه؟ ان الامر مهم لانه يتعلق بحياة ثلاثة شهداء ابرياء كل ذنبهم انهم قد عملوا بكل امكانياتهم لاجل امتهم. هناك امور مبهمة لحد الان في مسار السيد فريدريك، ولعل من اهمها كيف يرسله الامن في مهمة محددة دون اخذ ضمانات معينة منه؟ لماذا لم يبق في المناطق المحررة وسافر الى ايران بسرعة؟ لماذا اشترط لكتابة هذا التقرير الملئ بالثغرات عودته في اليوم التالي الى ايران ممن كان يخاف، فان كان يخاف النظام فالنظام كان يمكن ان يصل اليه حتى في ايران، كيف سافر بسرعة الى استراليا وكيف لا يزال مسؤول لفرع استراليا للحركة الديمقراطية الاشورية كل هذه المدة رغم ان سمعته من الناحية الامنية غير طيبة؟  لو خضعنا التقرير لاستنتاجات اخرى فاننا سنرى الكثير من التساؤلات الغير المجاب عنها ولانني اود اثارة اسئلة اكثر واخضاع مسار العمل القومي  خلال السنوات الماضية الى النقد والتمحيص، وخصوصا ان بعض الفصائل العاملة في العمل القومي تم اتهامها من قبل الحركة بانها عميلة او بعثية او غير ذلك من التهم التي سممت اجواء العمل القومي كل هذه السنوات، وهل كان هذا التسميم عن سابق معرفة ام جرى بغباء وقلة الخبرة؟
وهل ان تصريح السيد فريدريك بان الامن كان يمتلك معلومات مذهلة عن التنظيم، مثل الاسماء الحقيقية والحركية ومناصب كل عضو وموقعه، كان لاخفاء ما اثير حول تصرف السيد يونادم كنا، عندما ارسل رسالة باسم مكتب العلاقات الخارجية للحركة الى الاحزاب العاملة في المناطق المحررة، عدا التجمع الديمقراطي الاشوري، والى الاذاعة الكردية (التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني) والى منظمة الامم المتحدة في جنيف والسيد خافير بيريز دي كويلار الامين العام للامم المتحدة، ذاكرا قيام النظام العراقي بالقاء القبض على اعضاء الحركة مع ذكر اسماءهم، هذه الممارسة التي قوبلت بالاستغراب والتنديد، لانه كان اول حزب يؤكد تهمة ما على اعضاءه المقبوض عليهم، فالعادة كانت ان يقوم كل حزب بادعاء ان اجهزة النظام قد القت القبض على الاشخاص مع تسميتهم لانهم يعارضون سياسة النظام او لانهم يعارضون حربه او لانهم يعارضون الالتحاق بالجيش الشعبي، في حين ان السيد كنا اكد انتماء الاشخاص المذكورين الى الحركة في وثيقة رسيمة وعلنية من قبل الحركة . مما سهل للنظام عمله. علما ن الوثيقة التي اصدرها السيد يونادم كنا باسم مكتب العلاقات الخارجية كانت تضم اسماء اشخاص لا علاقة لهم بالحركة بل لانهم كانوا قد وصلوا الى ايران او قد وصل البعض منهم الى مقر الحركة والبعض كان في الداخل وقد تعرض للسجن والتحقيق جراء ذلك، الملاحظة الاخرى التي يمكن ادراجها هي ان الحركة قد اتهمت في البداية السيد شموئيل جيري بانه المبلغ عن التنظم، اي ان السبب في كشف التنزم من خلال ابلاغه عن الشهيد يوبرت ولكن المثير ان يكون السيد شموئيل جيري مقيما في استراليا ولم تقم الحركة باي شئ ضده كان يكون تقديم شكوى لانه تسبب في استشهاد اناس ابرياء. والسؤال الاخير هل حقا ان فريدريك هو كاتب التقرير ام انه الموقع عليه فقط؟
bebedematy@web.de



ادناه نص تقرير فريدريك، مع الملاحظة انه تم كتابته كما هو بخط اليد وحدثت بعض الاخطاء الاملائية يمكن للقارئ اللبيب ان يكتشفها.

السادة اعضاء القيادة المؤقتة للحركة الديمقراطية الاثورية المحترمون
م/ سرد معلومات
تحية نضالية
فيما يلي تقريرا مفصلا عن الاحداث والتطورات التي حصلت منذ اليوم الذي القي القبض فيه على الرفيق الشهيد يوبرت بنيامين والى تاريخ التحاقي بمقر الحركة الديمقراطية الاثورية في برواري بالا  وذلك بناء على طلب اعضاء القيادة.
بتاريخ 14/7/1984 وفي الساعة الثالثة عصرا حضر الى بيتنا في كركوك الرفيق سامي عزيز وهو الان في السجن وابلغني بانه هناك انباء تقول بان الرفيق الشهيد يوبرت قد القي القبض عليه في مدينة بغداد وذلك حسب الاخبار التلفونية من بغداد الى زوجة الشهيد مي فعلى الفور بدأت باخفاء ما كان بحوزتي من ادبيات الحركة ومن مستمسكات خاصة عائدة الى الحركة وبعدها توجهت الى بيت الرفيق ياقو فقال بانه سوف يسافر الى قرية كوري كفانا هو ونسيبه دانيال وقال لي دع الاتصال يكون بيننا مستمرا فسافر الرفيق ياقو في ذلك اليوم عصرا.. فمر ذلك اليوم دون اي حادث وبدوري ابلغت بعض الرفاق بالامر عدا الرفيق والنتين بنيامين لانه لم يكن موجودا وفي اليوم التالي ذهبت الى بيت الرفيق ياقو فقالوا لي بانه سيارة حضرت الى البيت وسألت عن الرفيق ياقوا فقلنا له ذهب في مأمورية فاتصلت بالرفيق واخبرته بالامر فقال لي انتظرني غدا صباحا في التاسعة والنصف صباحا وسوف اخابرك في بيت الرفيق سامي عزيز وفي اليوم ذاته استطعنا ان نجمع الاوراق والمستمسكات التي كانت في بيت الشهيد يوبرت ووضعتها في صندوق واخفيتها في معمال المنيوم ولمدة يوم واحد (لانه في اليوم التالي قال لي الرفيق ياقو خذها من هناك وخبئها في مكان اخر واخفيتها في بيت صديق لي ويدعى مرزا اغا مرزا) وبعد مرور خمسة ايام احرقت امام صديقي ميرزا جميع الاوراق وفي اليوم ذاته وفي الساعة الثانية عشر ليلا حضروا الى بيتنا كل من الاخوات اليزابيت (شقيقة ياقو) وناني قرينته وابلغوني بانه قد جاءت سيارة ثانية واستفسروا عن ياقو فكان جوابهم كالسابق، ولكن المستفسرين قالوا لهم بانهم شاهدوا سيارة ياقو البيجو 504 تأتي الى البيت وتذهب فكان جوابهم بان السيارة عند احد اقارنا والسيارة كانت معي  لذلك اليوم ولليوم الثاني ايضا.. وفي اليوم الثاني بتاريخ 16/7/1984 وفي الساعة التاسعة صباحااتصل بي الرفيق ياقو في بيت الرفيق سامي عزيز فاخبرته بالامر مفصلا فقال لي خذ البنات واحضرهم الى هنا ولا تدع احد يبقى في البيت ليخرجوا جميعا يذهبوا لبيت شقيقي يوخنا.. وانا بدوري قررت الالتحاق بالحركة في اليوم ذاته وابلغت خطيبتي بالامر فوافقت هي ايضا وفي اليوم التالي وفي الساعة الثانية عشر تقريبا خرجنا من كركوك انا وخطيبتي واليزابيت ورومي وبواسطة سيارة خطيبتي  فوصلنا الى الموصل بيت احد الرفاق وهو قريبنا المدعو جورج عوديشو ادم حيث كان من المحتمل ان نلتقي بالرفيق ياقو هناك فالتقيت بالسيد دانيال نسيب ياقو فقال لي بان ياقو يطلب احد الاشخاص مبلغ من المال وذلك من اعمال المقاولات لنستلمها من الرجل وتأخذها انت الى ياقو فذهب الى بيت احد الاشخاص فلا اعرف ما هو اسمه واستلمنا مبلغ قدره 700 او 750 دينار لا اتذكر بالضبط وقال ان الباقي ساعطيها لياقو حين يعود من الشمال وبطريقه الى كركوك.. فاخذت المبلغ واخذت اليزابيت ورومي وخطيبتي وتوجهنا الى قرية كوري كافانا فوصلنا عصرا فالتقيت بالرفيق ياقو هناك واجتمعت بالرفيق ياقو في ضواحي القرية واخبرته بانني جئت للالتحاق ومعي خطيبتي وانه سوف اذهب من هنا غدا صباحا ونكمل طريق النضال معا وقال لي الرفيق ياقو بانه بعد ان اجتمعنا هو والرفيق الشهيد يوسف قررا بان ابقي انا في الداخل وان اتولي مسؤولية فرع كركوك فكان كلامه لي امرا صادرا من القيادة فخيرني بين اطاعة الاوامر والتقيد بالتنظيم او رفضها فاطعت الامر وقررت العودة في اليوم التالي الى كركوك وابلغني بضرورة الاتصال بالرفيق الشهيد يوسف لتصفية بعض الامور التنظيمية  واستلامها منه (متى اجتمع ياقو بالشهيد يوسف والشهيد كان في بليجاني القريبة من عمادية) .. وفي صباح اليوم التالي وبتاريخ 17/7/84 اخذت الرفيق ياقو مع خطيبتبي في السيارة (1 – 5) واوصلت الرفيق الى قرية بليجنكي وحال نزولي منن الشارع العام وتجاه القرية في نصف الطريق تقريبا قال لي الرفيق انزلني هنا فبعد ان توقفت خرج من البيت مجموعة من الاشخاص فعرفت من بينهم الرفيق اسحاق (رعد ايشايا) وبعد ان نزل الرفيق ياقو عدت وذهبت انا وخطيبتي وحسب رغبتها الى دير مار عوديشو وبعد ذلك عدت الى كركوك واخبروني في البيت بان الشهيد يوسف قد اتى وسأل عنك يوم امس بتاريخ 16/7/ 84 بينما انا كنت في ذلك اليوم في طريقي الى كوري كافانا .. وفي اليوم التالي ذهبت الى بيت والد الشهيد يوسف فحال نزولي من السيارة اخبرتني شقيقته سميرة بان البيت مراقب فاذهب من هنا فركبت السيارة وذهبت والتقيت بالسيد ججي شقيق الرفيق الشهيد كني وكان واقفا امام بيت شقيقته في منطقة عرفة فقلت له تعال نذهب الى معسكر الرفيق الشهيد يوسف ونسأل عنه فقال لي بالحرف الواحد (رب الكواد تريد تورطنا) وقال بانه قبل حوالي نصف ساعة حضرت سيارة وكان بداخليها اربعة اشخاص من الامن فسأل مني عن هويتي فقرأها واعطاني الهوية وذهب فساورني الشك بانهم قد عرف من امر الرفيق الشهيد كني ايضا وان الرفيق الشهيد يوسف قد القي القبض عليه لذلك توجهت في الحال الى بيت شقيقتي واخبرت البيت بانني سوف اذهب غدا صباحا الى بغداد وابلغتهم بانه اذا جاء احد وسأل عني ولم تعرفوه خابروني الى بغداد وقول لي بان اصدقاءك قد حضر فاخذت معي والدي ووالدتي في الساعة الخامسة صباحا خرجت من كركوك متوجها الى بغداد   فوصلت الى بغداد وذهبت الى بيت خال والدي في منطقة كمب السارة حيث كان اليوم التالي الذكرى الاربعين لوفاته وبعد ذلك تركت والدي ووالديتي هناك وذهبت عند احد اصدقائي وهو السيد كورش بليبس في منطقة النعيرية والكيارة وفي الساعة السابعة عصرا حضر الى بيت الاخ كورش اين خالة والدتي المدعو اشور يوخنا من اهالي دورة واخبرني بان شقيقتي قد خابرتهم وقالت لهم بان اصدقاء (تقلت) قد حضروا ففي الحال علمت بان اسمي ايضا قد اعطي لهم من خلال التحقيق وبقيت ذلك في بيت كورش بليبوس والاحداث التي جرت بتاريخ 19/7/84 وفي اليوم التالي اي بتاريخ 20/7/84 حضرت والدتي في الساعة السادسة والنصف صباحا الى بيت كورش واخبرتني بانه حضرت سيارة وبداخلها خمسة اشخاص الى بيت خال والدي في كمب السارة وسأل عنك وفتش البيت ةلم يجدوك وذلك بعد ان كان قد اخبروهم في البيت بانني ذاهب الى بغداد للتعزية فارادوا ان يصطحب احد اخوتي الموجودات في البيت لكي تدلهم على البيت في بغداد فرفضت فاصر كلاب الامن على ذلك فاخذ نسيبي وذهب معهم الى بغداد واخذهم الى بيا خال والدي وكان يعلم علم اليقين بانني سوف لن ابات الليل هناك بل سوف ابقي عند احد اصدقائي فسألوه ان كان لي اقارب اخرين من الممكن ان اذهب عندهم فقال لا اعرف سوى هذا البيت فاعادوه الى البيت في كركوك في الساعة السادسة والنصف صباحا وانا بدوري بعد ان اخبرتني والدتي بالامر قررت الاختفاء في ذلك اليوم والسفر في اليوم التالي الى الشمال فذهبت الى بيت خالة والدتي في الدورة حيث لا يوجد في البيت.. ان لا يعلم باني متى وكيف تركت سيارتي في بيت عمي في امين الثانية وبقيت ذلك اليوم في الدورة فحضر الى هناك الاخ كورش وتحدث عن الاوضاع وارتأيت ان ابقى في ذلك البيت لمدة اسبوع او اكثر خوفا من ان يكون الامر قد وزع الى نقاط التفتيش فبقيت في ذلك اليوم هناك وفي اليوم التالي اي بتاريخ 21/7/ 84 حضرت خطيبتي من كركوك وسألت عني فثالت لها والدتي انه في بيت (ليا) في الدورة فجاءت عندي واخبرتني بانه في الساعة الخامسة عصرا حضر الى البيت سيارتان وبداخلهم عضرة اشخاص وسألت عنك فلم يجدوك وبدا يفتشون البيت واخذوا بعض الكتب الاشورية والدينية من البيت وصور فوتوغرافية لك وللاخ ياقو وبينما هم يفتشون البيت حضر عندنا كل من ياقو سور ابو شمعون وزوجته الشوا فمكثا معا. لحين انتهاء التفتيش وذهبا وقالت لي ايضا بانه قد القي القبض على كل من عمانوئيل بادل ورمسن ابرم (2-5) وريمون وفي نفس اليوم وفي الليل القي القبض على الرفيق سامي عزيز والصديق فريدون ايشو وفتش بيت الصديق روفائيل نويا الذي كان في بغدادوعاد في اليوم التالي والقي القبض عليه ايضا بعد ان ذهب بنفسه الى مديرية امن كركوك وكذلك على الرفيق فرنسيس فمن خلال كلامها علمت بان جميع التنظيم كركوك قد القي القبض عليه عدى الرفيق والنتين بنيامين الذي لم يكن موجودا بل كان في المعسكر في شمال العراق وانا بقيت في ذلك البيت للايام التالية ولم يزرني احد سوى الاخ كورش والاخ قسطنطين (ابن عمتي) ووالدتي وخطيبتي وفي يوم 27/7/84 وفي الساعة السابعة صباحا حضر الى ذلك البيت المدعو شدراك يوسف وهو من القرابة فهو متزوج ابنة خال والدي فكان هو قد اقنع والدي ووالدتي (الذي كان قد تحدث معهم) بانه سوف يخلصني من هذه المشكلة فقط وعدني التقي به واكلمه فاخبرته والدتي بمكان اختبائي( حيث كان قد وقف موقف مشرف من مرض والدي فادخله مستشفى الرشيج العسكري) فحين دخوله البيت اندهشت كثيرا فقال لي انا سوف اساعدك فلا تهتم فتعال معي نذهب الى مسؤول استخبارات هنا في بغداد لنرى الامر معه وندعي بانك كنت تعمل لدينا واننا اعطيناك هذه المهمة فرفضت اقتراحه وقلت لع بان الامر مجرد شك فانا ليس لي صلى بهذه الجماعة ولست متورطا كي اربط نفسي بالاستخبارات فجلس معي قرابة الساعة وبعد ان يأس من موقفي قال لي انني جئت لمساعدتك ولكنك رفضت لذلك فسوف يلقي القبض عليك حالا وهاهم جالسون في السيارة ينتظرون الاوامر فرايت من خلال النافذه فشاهدت سيارة لا ندكروزر بيضاء واقفة في الفرع وبداخلها ثلاثة اشخاص فلم يبقي امامي سوى الذهاب  معه الى منظمة الاستخبارات فجلست في سيارته الفوكس واكن برازيلي حمراء فتحركنا وتحركت خلفنا سيارة اللاندكروزر وسرنا في شوراع بغداد ولمدة نصف ساعة تقريبا وبعد ذلك  توقفت امام احد البيوت فلم  اعرف المكان بالدقة لكون افكاري مشتتة ولكن كان قريبا من النهضة فخرجت من السيارة ودخلت البيت ووقفت ايضا السيارة التي خلفنا فدخلنا احد الغرف وكان جالسا هناك شخص واحد فادى المدعو شدراك يوسف التحية العسكرية فقال الشخص تفضلوا ودخلنا فقال له شدراك هذا هو قريبي يا سيدي فهو مستعد للتعاون معنا من اجل معرفة الحقيقة فقال لي الشخص اننا دائما نقيم ونساعد الشخص المخلص فاعطونب ورقة وقلم وبدأت بكتابة التقرير فذكرت في التقرير بانني لست منتميا الى الحركة رسميا سوى انني صديق ياقو فقال لي اذن ما هي علاقتك معهم فقلت بانني كنت قد اطلعت على عددين او ثلاثة من اعداد جريدتهم التي تصدر من الشمال من خلال الاخ ياقو فقال لي ماذا تعرف عن النقيب بطرس فقلت له بانني لا اعرفه فبقيت جالسا لمدة ساعة تقريبا فقال لي هيا اذهب مع هذا الشخص فتركنا شدراك يوسف وذهبنا انا واحد الاشخاص في سيارة سوبر صالون بيضاء الى مديرية الامن العامة بغداد فبقينا في الاستعلامات خمس دقائق فحضر احد الاشخاص واستلم الكتاب وقرأه وقادني هو الاخر الى الداخل وقبل وصولنا احد البنايات ومن القبو وضعوا نظارات سودائ على عيني فقادنا الى الداخل فصعدنا طابق او طابقين وبعد ذلك قال لي اجلس هنا وتركني وذهب وجاء شخص ثاني فقال لي ما هو اسمك قلت له اسمي ودون اسمي وعنواني وعملي وبعد ذلك ضربني بصفعة على وجهي وكان هناك شخص ثاني فقال له دعه الان وبعد حوالي الساعة جاء شخص اخر فقال لهم احضروه الى الغرفة فقادوني الى غرفة فجلست هناك فجاء الى هناك شخصان احدهم كما علمت بانه رائد امن والثاني المدعو كمال المعروف بنقيب ادور فقال لي بانك قد كذبت في تقريرك الى منظمة الاستخبارات فسرد لي معلومات حقيقية مذهلة اولا بكون الشهيد يوسف هو مسؤولك المباشر وانا مسؤول كل من عمانوئيل ووالنتين وسامي وبعض الوقت مسؤول فرنسو وانا الذي كسبت الثلاثة الاوائل للانضمام الى الحركة وانني صديق حميم للرفيق روفائيل انويا وانه بعد فترة وجيزة سوف ينظم رسميا الى تنظيم وكذلك (3-5) انهم اخبروني بالتفصيل عن عدد المرات التي ذهبت الى شمال والتقيت بالرفاق مع الرفيق الشهيد يوبرت وكذلك اخبروني بانني انا كنت مع الرفيق الشهيد يوسف عند     توزيعه المنشورات الخاصة بالشهيدين سنخيرو وفرنسو وقال لي ايضا بانه انا الذي اوصلت  اخوات الرفيق ياقو الى قرية كوري كافانا واوصلت ياقو الى قرية بليزنكي وان السيارة كانت بيضاء كوميت خصوصي ومن خلال التحقيق رأيت اسماء جميع اعضاء قيادة الحركة في ورقة امامه مع مناصبهم واسماءهم الحركية والحقيقية وامام اسم الرفيق اشور والرفيق يوسف كلمة سوريا وكذلك رايت اسم القس زيا مكتوب مقابل اسم مار كوركيس مكتوب محتمل وتكلم فيما بينهم على شخص يدعى الشماس بنيامين فقال نقيب ادور لقد عملنا برقية فسوف يحضر وبعد ذلك قال لي الرائد ان جميع الموجودين هنا جيدون عدا يوسف فهو نذل وغير جيد فهو يثقفنا اشوريا وقال لي سوف نكلفك بمهمة وكان قبلك يوبرت مستعدا لادائها فقال لي مهمتك هي ان تذهب الى هناك وتحاول اقناع ياقو بالحضور الى هنا لانه كما يقولون اصدقاءكم انه صديقك الحميم وبعد حوالي ثلاثة ساعات قال لاحد الاشخاص هناك خذوه ودعه ينام في الممر وبقيت في الممر وكان الوقت عصرا شاهدت من خلال نظارتي السوداء الرفيق الشهيد يوبرت يذهب الى المرافق بصحبة احد الاشخاص وبعد ان ذهب وعاد علمت بانه هو الاخر ينام في الممر نفسه ولكن خلف الباب الذي يوجد في ممر ويبعد عني مسافة مترين تقريبا فقال لي حال جلوسه وكأنه قد راني من خلال نظارته السوداء ماذا قلت فحاولت الكلام معه صاح احد الحرس هناك فقال ما هذا الصوت فلم استطع ان اجاوبه وبعد ذلك رايت الرفيق امير اوراها ولكنه لم يكن يضع على عينيه نضارات بل كانت يداه على وجهه وقد خفض راسه الى الاسفل فكان الاخر ذاهبا الى المرافق وحين عودته سمعت صوت المفتاح وانفتاح الباب واغلاقه فعلمت انه في الغرفة وليس في الممر.. وفي الساعة السابعة مساء جاء المدعو نقيب ادور وقادني الى احدى الغرف وقال لي بان الشخص الموجود هنا هو معاون مدير الامن العامة وان حضك من السماء وانه وافق على اطلاق سراحك مقابل ان تجلب لنا ياقو فجلست عند الشخص المذكور لمدة ربع ساعة تقريبا وقدم لي علبة بيبسي كولا فلم اشربها خوفا من التسمم فقال لي اننا نثق بك وانك شخص وحيد واننا علمنا من خلال التحقيق مع اصدقاؤك بانك الشخص الوحيد بعد يوسف تربطك مع ياقو علاقة خاصة لذلك حاول الذهاب عنده واجلبه لنا للتباحث وان رغب سوف نرسل نحن له اشخاص معينين الى منطقة زاويته لاجراء المباحثات معه امثال شمئيل ايرميا وشليمون بكو وكذلك اجلب لنا ادبيات الحركة ونحن بدورنا سوف نوزعها وبعد عودتك سوف نرسلك الى الخارج بحجة الدراسة وتكملة علومك, وبعد ذلك خرجت من هناك وجلسنا في غرفة ثانية انا والنقيب ادور فقال لي سوف نعمل لك صحيفة اعمال وبعد ذلك تذهب فعمل لي الصحيفة اعمال واستفسر مني عن كل شئ بالتفصيل وبعد ذلك فنزلنا الى الاسفل وجلسنا في سيارته الفولكس واكن برازيلي زرقاء فقال لي بهذه السيارة القيت القبض على الرفيق يوبرت بنيامين فقال لي اتريد ان اوصلك الى الدورة فقلت له لا خذني الى بغداد الجديدة فنزلت هناك وذهبت الى بيت الاخ كورش واخبرته بالامر فقال لي حاول الهروب افضل لك فقلت له اعلم ذلك وفي اليوم التاليجاء الى بيت عمتي في منطقة الامين الثانية المدعو شدراك يوسف فقال لي ان حضك من السماء فانك لم تمكث هنام حتى يوم واحد الم اقل لك ان الحكومة جيدة مع المواطنين الصالحين امثالك وامثالي..
فبقيت في بغداد من اجل بيع سيارتي  ومعالجة والدي لان حالته الصحية كانت سيئة جدا وخلال بقائي في بغداد تواجدت في اربع امكان مختلفة اولا بيت عمتي في امين الثانية ثانيا بيت كورش نعيرية وكيارة ثالثا بيت ليا في الدورة ورابعا بيت شميران ولمدة خمسة ايام في منطقة الرياض وخلال بقائي في بيت شميران جاء الى هناك المدعو ججي شقيق الرفيق كني فتكلمنا معا فقال لي بانه في  اليوم الثاني (4-5) حجزت سيارته الماليبو العائدة لشقيقي بحجة انها مشتاركة في نقل الاسلحة الى الشمال فقلت لا اعلم بالامر وبعد ذلك وبتاريخ 25/8 بعت سيارتي الى احد الاكراد من اهالي سليمانية في بغداد وبتاريخ 26/8  ذهبنا الى كركوك وحولت السيارة الى اسمه وعجت في بغداد اليوم ذاته وبتاريخ 27/8 توجهت من بغداد الى دهوك وبقيت عند السيد كوركيس وهو من اقارب كورش وهو من قرية دهي فقلت له اود الالتحاق فقال لي انتظر يوم او يومين لان الوضع في المنطقة غير جيد بسبب تحشد الجحوش زذهبت الى بيت اخت ياقو في دهوك وسألت عنه فقالت لا ادري بالضبط وبعد يومين قال لي كوركيس سوف نذهب مع هذا الشخص الى قرية كاني بلاف بسيارة تكسي وقال للسائق وكان صديقه ان يوصلني الى بيت حماته في كاني بلاف فاوصلني هناك والتقيت في المساء بركيزة الحركة المدعو بنيامين فهو بدوره اوضى شخصين بان يوصلوني الى (مسكة) وهناك التقيت الرفيق اسحاق فقادني هو والرفيق ادم الى مقر الحركة الديمقراطية الاثورية..

                        تغلت
                     في تاريخ 23/8/ 1985
ملاحظة فوتوكوبي النص الاصلي بخط يد فريدريك محفوظ في ارشيفنا وتم تنضيده بالكومبيوتر لوضوح القراءة.
الارقام (1-5) تشير الى تسلسل الصفحات حسب التقرير الاصلي، حيث تكون من خمسة صفحات بخط اليد
       

321
المنبر السياسي / مفهوم الوطنية
« في: 17:10 28/11/2008  »
مفهوم الوطنية


تيري بطرس
الوطنية هي النسبة الى الوطن، ويقابلها بالشكل المفرد المذكر الوطني، والوطن بالمفهوم الذي نفهمه اليوم، من المفاهيم الحديثة في السياسة، وهو ايضا من نتاج التطور التاريخي لمسار البشرية، وبالاخص بعد تطور المجتمعات الانسانية وبروز الطبقة الوسطى وتوسع رقعتها مما ادى الى نشوء بلدان ودول على الاساس القومي، ولذا ارتبط الوطن غالبا بتوسع حدود انتشار مجموعة بشرية تتكلم لغة واحد وتشعر انها من منبع واحد وتفتخر بتراث وتاريخ مشترك، مما سهل بناء علاقات مشتركة وبالتالي مصالح قوية بينها. الوطن في المفاهيم القديمة كان كناية عن قرية او مدينة او بقعة جغرافية محددة جدا، ولذا كان من السهولة تبادل المناطق والقرى بين الدول ان صحت تسميتها بذلك في الماضي، فمفهوم الوطن والمرتبط بالحدود الجغرافية التي نعرفها الان لم يكن معروفا سابقا، وكان متعارف ان الضرائب والجزية واعلان الطاعة هي التي تحدد توسع رقعة دولة ما، والحرب ما كانت تقوم من اجل ارض تعتبر من شرف وكرامة الانسان ولها قدسية تاريخية لانها ترتبط بتاريخ الشعب وغيرها من المفاهيم الدارجة اليوم. فالمانيا مثلا كانت الى ما بعد منتصف القرن التاسع عشر تتألف من ولايات ومقاطعات يحكم كل منها امير خاص بها، وحدود هذه الامارات كانت تعتبر حدود وطن لسكانها. ولذا شهدنا حروب بابل ونينوى واثينا واسبارطة والامارات الالمانية  رغم ان الشعوب في الحالات اعلاه كانوا واحدة ان صحت تسمية الشعوب على سكان هذه الدويلات والمقاطعات والامارات، كما شهدنا حروب الاوربية في القرون الوسطى بين الدوقيات والكونتيات.
  ومفهوم الوطن لدى العشائر ونحن لازلنا نحمل بعض خصائص المرحلة العشائرية كان يمتد من منطقة السكن الى موقع الكلاء الخاص بها ولذا فاي مساس بهذه المواقع كان يعتبر مساسا بالوطن، ولذا كانت تقع الحروب بين العشائر ولو كانت من دين او قوم واحد. الا ان تطور التعليم وتوسع الطبقة الوسطى وانتشار المفاهيم القومية، ساعدت على نشر مفهوم الوحدة القومية (اي الوطن باتساع رقعة سكان من قومية واحدة وتتصف بصفات اللغة والتراث والتقاليد الواحدة) وبالاخص في الولايات الالمانية والايطالية وكانت قد سبقتها فرنسا على الاساس القومي. ونتيجة للطموح الالماني في دمج كل المان اوربا في دولة واحدة، واعتبر ذلك امرا مشروعا من قبل الالمان، كانت الحروب المتتالية، بين الفرنسيين والالمان او المطالبات الالمانية من بولونيا والامبراطورية النمساوية- المجرية ومناطق الالزاس واللورين في فرنسا. والمفهوم القومي هو الذي انشاء المفهوم الوطني ومنحه قيمة تقترب من القداسة ان لم يكن اكبر، حيث تم التبشير بالفداء من اجل الوطن والشهادة من اجله، حيث شبقه الفداء من اجل الشرف (سبي النساء) والعشيرة .
ولاننا من الشعوب المتخلفة فقد تعودنا على استيراد كل شئ من الدول المتقدمة، فقد استوردنا هذا المفهوم مع بقية ما استوردناه من الغرب، وبالاخص ان مفهوم الوطن او البلد دخل القانون الدولي، ومنحت له حرمة خاصة تجيز اعلان الحروب في حالة انتهاك هذه الحرمة، لا بل منحت للسلطة التي تتحكم بالبلد او الوطن، سلطة ممارسة كل ما يجيز لها او ما تجيز لنفسها ممارسته على هذه الرقعة من الارض المسماة الوطن، وعرف هذا المبداء بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الاخرى. مع تطور المفاهيم السياسية والحريات الفردية واتساع رقعة سلطة المنظمات الدولية، التي باتت تمنح القروض، وتمنح علامات للدول التي تفي بمتطلبات الاقتصاد السليم والحريات المتاحة وغيرها من العلامات التي تساعد الدول في التمكن من التعامل مع المجتمع الدولي، ولتعتبر نفسها جزء من هذا المجتمع، تغيير مفوم الوطن والمواطنة والحدود المقدسة، فمفهوم الوطن لم يعد يفي بكون المواطنيين او غالبيتهم في رقعة جغرافية معينة من قومية معينة، بل صار الحريات والتمتع بالحقوق الكاملة علامة فارقة في مفهوم الوطن، الذي لا زلنا نحن نبحث عنه او لا زلنا مبتلين بالتمسك بالقديم، لان المفاهيم والقيم لدينا جامدة وبهذا نفهم ان الوطن هو من المفاهيم السياسية القابلة للتغيير وليس من المفاهيم الجامدة ازالتي لا تتغيير ابد الدهر.  ولقد عانت الاوطان من المركزية الشديدة، فهذا المفهوم المركزية هو بالاصل محاولة لخلق صورة نمطية من كل شئ، ولذا فقد كان السلطة كلها في يد الملك او الرئيس، الا ان نضال الشعوب ودفاعها عن حقوقها قد عمل على تجريد السلطات الكثير من الصلاحيات او ما كانت تتمتع به من السلطات  ووزعت على اطراف اخرى انشئت لهذا الغرض . فقد كان في البدء مجالس الاعيان او اللوردات او مجالس للعلماء ورويدا صار هناك مجالس للنواب تنتخب من الشعب لاجل كسر حاجز امتلاك الصلاحيات للطبقة الغنية، ومجلس النواب او البرلمانات هي ايضا احدى تجليات الفكر البرجوازي لتوسيع رقعة المشاركة في السلطة.
ولكن هذا التوزيع للسلطات لم يعد يرضى الكثيرين، من ابناء الوطن، وخصوصا في تحكم المركز في امور كثيرة، ولذا فقد عملت الاطراف من اجل اعادة توزيع السلطات واعادة بناء الدول بحيث يمكن لهذه الاطراف من ان تقول رايها وتنفذ ما تراه في اطار الدولة ودون ان تنهدم الدولة وكان هذا ايضا في اطار الفكر البرجوزي او فكر الطبقة الوسطى، هذه الطبقة التي اثبتت قدرتها على المساومة والاخذ والعطاء، والتي اثبت بحق انها الركيزة الاساسية لحياة اي مجتمع. ان نضال الاطراف ادى الى نشوء ما يسمى بالدول الفدرالية، حيث تمنح للاطراف وعلى اساس جغرافي او قومي او غيره صلاحيات ضمن اطار رقعة جغرافية معينة لادارة ذاتها وللقيام باغلب ماهم الدولة، معتمدة على مواطني هذه الرقعة الجغرافية، وفي هذا الاطار بقى الوطن هو الوطن، ولكن تبدلت الصورة، فلم يعد الوطن امرا مقدسا او ان صح التعبير ، بل صار البحث فيه وتشكيله لخلق الانسجام ومنح المزيد من الحريات واشعار المواطنين بانهم في مركز القرار بالنسبة لوطنهم، امرا عاديا، فصفة القدسية تحولت لتنطبق على الانسان. ومن اشكالات الحكم الفدرالي ولكن قد يكون بصلاحيات اقل والتي اعتمدت لحل شكاوي المكونات القومية والدينية كان ظهور ما يسمى في النظام الدولي الحكم الذاتي ولكن ضمن اطار وطن ما وهذه التجربة تكاد ان تكون منتشرة جدا في مناطق كثيرة من العالم وفي انظمة سياسية مختلفة، فالحكم الذاتي هو تشكيل سياسي ادراي يقوم بمهام تشريعية وتنفيذية وقضائية وغيرها في رقعة جغرافية معينة او يشمل ابناء قومية اوطائفة معينة وان كانت تتوزع على اكثر من رقعة جغرافية. ان الحكم الذاتي هو ايضا تشكيل من التشكيلات السياسية والادارية ضمن اطار الدولة وليس خارجها، ويضطر للعمل به لكي يتم منح حقوق مكونات قومية ودينية لكي لا تشعر بالغبن او تشعر ان مستقبلها في الوجود مهدد ولكنه ضمن نظامه الاساسي قد يحمل صلاحيات اقل من الفدرالية وان كان يظم اغلب صلاحيات الاخيرة.
الحكم الذاتي او النظام الفدرالي صارا من التنظيمات العادية في ممارسة الدولة لسيادتها على اراضيها، ولانه ممارسة سيادية فلا ينتقص هاذين الامرين من قيمة الوطن، بل يرتقيا به الى سمو اعلى لان الوطن يحاول ان يكون لكل ابناءه المتساوين بالحرية سواء الفردية او للمكونات، وليس وطنا لشريحة معينة.
اليوم باتت لازمة عند البعض، اتهام من يطالب بحقوقه وبضماناتها بانه يريد تقسيم العراق او تجزئته، في الوقت الذي يبيح القانون الاساسي للدولة وهو الدستور كل انواع المطالب، فالمواطن الحر هو الذي يطالب اما الذليل والعبد فهو لا يطالب بل يستجدي منه من احد ما.
 ان ما يطالب به شعبنا ليس فرضا او عملية غدر ضد الوطن وهو في حالة يرثى لها، كما يريد البعض تصويرها، بل ان المطلب هو احد ثمار الديمقراطية السياسية  وهو تطوير لمكون من مكونات العراق وبالتالي للعراق كله، واخيرا انه محاولة  لبناء عراق خال من المشاكل على الاقل التقليل منها وهو اخيرا يطرح نفسه في مرحلة مناسبة وهي مرحلة المطالبة باجراء تعديلات دستورية متفق بشأنها مسبقا . وان امتلاك الدولة هيكلية تمنح الحق باقامة الفدراليات ومناطق للحكم الذاتي وادرات محلية وذاتية، تعني الطريق لبناء عراق مستقر، مبني على الحق في تقرير المصير وليس فرض امر واقع على اطراف معينة، واستغلال البعض للوطن وخيراته لنفسها وحرمان البقية من كل حق. ان ما عانه العراق كوطن وبالتالي كشعب وبالاخص المكونات الاقل عددا، كان جراء تحكم فئة معينة به، وان محاولة المقارنة بين الواقع المرير والذي لا نحاول الانتقاص من مرارته وبين مرحلة صدام، ومنح صدام ونظامه الافضلية، يعني تجريد تاريخ العراق الحديث من الافظل، لان نظام صدام وبكل المقايسس كان اسواء نظام شاهدته المنطة كلها، لا بل ان النتائج الكارثية لما بعد صدام زرعت بذورها في عهده ومع السبق والاصرار والترصد، ويمكن ان نقول ان افضل فترتين شاهدهما العراق حقا من نواحي عدة هي العراق في بداية الخمسينيات ولعهد الانقلاب العسكري في 14 تموز 1958 وفي فترة حكم عبد الرحمن محمد عارف فلماذا لا نقارن بهما يا ترى؟ الا يوضح ذلك اجندة من يقارن بفترة صدام حقا؟.
ان الاصوات التي نسمعها اليوم والتي تحاول ربط مطالبنا بمحاولة لتقسيم العراق، تحاول من خلال رفض هذا الامر العودة الى نظام اثبتت كل الوقائع انه نظام شوفيني عنصري غير قانوني بكل المقايسس، الا انه كان بجدارة نظام مستوفي لشروط مرحلة الحرب الباردة التي ما كانت تجيز التدخل في شؤون البلدان حتى في حالات المذابح الكبرى، اي مرحلة كانت تعتبر الحكومة واي حكومة هي الممثل الشرعي والحقيقي للشعب مهما اقترفت تلك الحكومة من ممارسات بشعة مرحلة كانت تحمي نظام كنظام الخمير الحمر او نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا، واي تدخل في امور دولة ما كان يعني التدخل في منظة نفوذ دولة كبرى اخرى، ولذا كان يعتبر الامر محاولة لاقامة وضع غير مستقر يضر النظام الدولي والتوزيع المعتمد على معاهدة يالطا. والمثير في الامر هو ان نسمع الاصوات المعترضة من اطراف ايدت او سكتت عن التقسيم الفدرالي للدولة، وهنا نود ان نسجل اننا في الوقت الذي نعتبر النظام الفدرالي اكثر الانظمة ملائمة لبناء مستقبل وطني عراقي ولكننا لا نبخس حق شعبنا في التمتع بميزات هذا النظام ولذا فاننا واخذا في الاعتبار موازين القوى السياسية والاتفاقيات الدولية الموقعة من قبل العراق ونظام العراق الدستوري نطالب بحق لشعبنا في اطار النظام الفدرالي العراقي.



bebedematy@web.de

322
قياسات تنبئ عن الجهل ليس الا




تيري بطرس
باتت محطاات التلفزة متعطشة لاي خبر ولاي شخص يقول شيئا او يملاء فراغا، فالمنافسة الحامية بين هذه المحطات عمل جيد لانه يتح الفرصة لكثير من الناس  ومنهم بعض ابناء شعبنا للظهور والادلاء بدلوهم في المناقشات الجارية وهذا امر يحمد ويشكر عليه ، ونحن بالطبع نتوقع من كل واحد من ابناء شعبنا سواء تسمى بالكلدانية او السريانية او الاشورية او بالكلدواشوري او بالكلداني السرياني الاشوري او كان مع موتوا عمايا او زوعاويا او اترناويا او اتحاديا او غيره، ان يقف موقفا منصفا من شعبه، ويطالب بحقوقه وبرفع الظلم والحيف عنه، على الاقل في هذه المحطات وهذه اللقاءات وهو اضعف الايمان كما يقال.
((لقد استمع الكثيرون وشاهدوا السيدان يونادم كنا وابلحد افرام و هما يتحدثان في مجلس النواب وفي البغدادية والفيحاء وغيرهما من وسائل الاعلام , و سجلوا بالتقدير والتثمين الجهد و الجرأة والشجاعة التي ابداها السيدان كنا وافرام في الدفاع عن شعبنا وحقوقه وتوجيه النقد بلا هوادة للعملية السياسية وللشركاء فيها على الاجحاف الذي لحق بشعبنا , لقد قال لي صديق عزيز انه شعر بالفخر الكبير وهو يسمع السيد كنا يقول بالفم المليان ( لسنا جالسين هنا في العراق بالايجار او في بيت احد, هذه ارضنا وهذا وطننا من زمن بابل واشور )-)) اعلاه مقتطف من ما سطره احد كتابنا المعروفين بالدفاع عن السيد كنا واختلاق الاعذار له وتلميع كل ما يقوله، ونحن هنا نود ان نهمس في اذن كاتبنا وفي اذن السيد كنا ان التلميع والتبرير لا ينفعان السياسي الخارج من شعبه، فشعبنا الذي منح الحركة والسيد كنا التقدير واحتضنهم لحد انه تسامح مع الكثير ليس من الاخطاء بل بحق جرائم الحركة، لم يعد له صبر للتسامح مع من يتلاعب به وبطموحاته ويحاول لوي ذراعه من اجل عيون مصالح حزبية وهي بالحقيقة شخصية بحتة. فالاشادة بما قاله السيد كنا في لقاء تلفزيون وجعله دليل على جدية وشجاعة  السيد كنا الذي لا ننكر انه يستغل الاعلام بشكل جيد لتلميع صورته، هو امر يكذبه اتهام السبد بهاء الاعرجي للسيد كنا بانه بسبب تقاعسه وعدم تقديمه مقترحات كان مكلفا تقديمها وهو شخصيا تقبل التكلفة بدليل عدم اعتراضه عليها في حينها، حيث يقول السيد الاعرجي وبالحرف الواحد ((أن اللجنة التي كلفت من هيئة الرئاسة هي نفسها اللجنة القانونية والأقاليم واللجنة التي شكلت من هيئة الرئاسة للنظر في مشكلة الأقليات والمادة (50) هي من اللجنة القانونية ولجنة الأقاليم واجتمعنا ثلاثة اجتماعات وآخر اجتماع كان بحضور ممثلي الأقليات وتقرر بإحالة هذا الموضوع إلى ممثلي الأقليات لتزويد اللجنة بتقرير بما يتفقوا عليه ومضى عشرة أيام والسيد يونادم هو رئيس هذه اللجنة ولم يقدم لنا شيء. وأنا أعتقد أن ممثلي الاقليات هم الذين تأخروا، فعليه أن لا يلقى باللوم على مجلس النواب ممكن أن الأقليات أخذت تخضع إلى كتل أو أحزاب كبيرة لكي تعرقل الانتخابات وتأخير مسألتهم.))  اذا علينا ان نتسأل ان كان السيد كنا محقا، وكان يدافع بجسارة عن حقوقنا، فلماذا لم يقدم تقريرا بما يتفقوا عليه الى اللجنة لكي تاخذ به او لكي تدرسه، اي ان السيد كنا لم يقم بالواجب المكلف به، رغم مرور عشرة ايام على ذلك، فهل كان ينتظر ان يطوي مجلس النواب ملف الانتخابات والمفوضية تحاصره بعامل الزمن والزام القانون، لحين تقديم السيد كنا ولجنته الملف المطلوب، الحقيقة ليست كذلك، فعلى الاخوة في مكتب السيدكنا ان لم يتنازل شخصيا ويبرر ما نسب البه من التقصير ان يبينوا لشعبنا سبب ذلك، والامر الاخر لماذ لم يرد السيد كنا على السيد بهاء الاعرجي ويسكته ويبين خطاء ما ذهب اليه، الم يكن في البرلمان ومن حقه تبيان الموقف الصيحيح، اذا لماذا تحمس وتشجع وتعنتر امام كامرات التلفزة وصمت في البرلمان حيث تصنع القوانين وليس امام كامرات التلفزة، ام ان اعضاء مجلس النواب يدركون ان ما يقال للتلفزة ياخذه الريح ويبقى ما يقال ويدون في مجلس النواب. وهناك اتهام خطير وجه للسيد كنا ولممثلي الاقليات بانهم تعمدوا تأخير تقديم الملف المطلوب خضوعا الى كتل واحزاب كبيرة لكي يتم عرقلة الانتخابات، فلماذا سكت السيد كنا، ومع من اتفق ومقابل ماذا؟ 
والان لناتي الى حكاية الطموح، السيد كنا يطالب بما هو موجود في المادة 125 من الدستور الحالي والتي تقر بحق الادارات المحلية، اي انه يطالب بما هو متحقق دستوريا وقانويا، ولفرضنا اننا دخلنا في التفاوض مع مجلس النواب الذي سيحدد قوانين تطبيق المادة 125 بماذا سنخرج من هذا المجلس وهو قد الغى عمليا او همش الكوتا للحد الادنى الممكن، هل ننتظر منه ان يقر بتطبيق جيد وبحسب طموحاتنا القومية لهذه المادة ام انه سيعمل على وضع معايير الحد الادنى لتطبيقها؟ انه سؤال موجه ولكن تحالفات السيد كنا تنبئ بما سيؤل اليه الوضع اليس كذلك؟! ولكن لو دخلنا التفاوض مع نفس المجلس وبيدنا اقرار دستور اقليم كوردستان بحقنا في الحكم الذاتي وبالتسمية الموحدة، اي ما معناه ان هناك ثاني كتلة برلمانية ستدعم مطاليبنا لان دستور اقليمها يقول ذلك، ومع الدخول في التفاوض مع اطراف اخرى قد نتمكن من الحصول على دعمها وخصوصا ان مطلبنا يتماشي مع الدستور الفدرالي ويتماشي مع وحدة الدولة ويتماشي مع الاتفاقيات الدولية التي يقرها العراق الحالي، فاين المشكلة،؟ المشكلة ان لم نحصل على الحكم الذاتي حاليا، فانه سيكون مقرا في جلسات البرلمان كمطلب لشعبنا وسابقة تاريخية في هذا المجال ويمكن العودة اليه في كل دورة برلمانية، ولكن الاهم يمكن الحصول على الادارة الذاتية وبقوانين تعمل على انصافنا، هذا احتمال اليس كذلك؟ ان السياسية تعمل على خذ وطالب، وليس السكوت على ما قرر والرضى بما كان.
 ان ما يعمله انصار السيد كنا ليس اشاعة نوع من الاحباط، بل هو اشاعة الهروب وترك كل شئ فلا فائدة من اي شئ، اي ان اعلام السيد كنا الموجه لشعبنا هو اعلام عدائي فض وان كل ما يحيطنا هم اعداء وهذه الحالة هي حالة مرضية لا يمكن من خلالها تحقيق اتي منجز سياسي. طبعا ان ايراد امثلة ان البعض لا يمانع من التضحية بالبعض من اجل الحكم الذاتي امر لم نسمعه من الداعين الى الحكم الذاتي على الاقل انا شخصيا، فالغاية ليست التضحية باي شخص من ابناء شعبنا، ليس شعبنا الكلداني السرياني الاشوري فقط بل شعبنا العراقي بكل مكوناته، فانصار مثل هذا الطموح البناء لا يمكن ان يأخذهم الخيال الى حالة الهدم والتدمير ونحن لسنا كما قال البعض فليعدم البعض لكي ينتشر صيت تنظيمنا، ان كل ظفر من احد افراد شعبنا هي غالية بغلاء الوطن، فالوطن هو الكرامة والامان والحرية وليس تراب فقط.
 ان عدم تقرير الكوتا كان بخطاء واضح من ممثلينا في البرلمان، وبشهادة رئيس اللجنة القانونية وبشهادتهما لانهما سكتا عن الاتهام في محفل من حقهم الدستوري الرد عليه، لان مايقال يسجل ويبقى كتهمة مالم يرد عليها. ولانهما اراداه انتصارا شخصيا لهما ضد بقية مكونات شعبهما او على الاقل ضد بقية تنظيمات شعبهما، ولكن الاخرين يقراون الخارطة السياسية لشعبنا ويعرفون مقدرا تاثير من يتكلم باسمنا هناك وما اقترفه، فكان من السهل عليهم عدم ايلائهم اي اهتمام، وليتكلموا عن بابل واشور في التلفزيونات ما شاء لهم ذلك. كما اود ان انبه مؤديدي السيد كنا ان تهميش الكوتا جاء بعد المواقف الانفرادية للحركة ومحاولة جعل الشعب يسير بحسب رايها رغم ان الشعب حاول الدفاع عن حقوقه ورفع سقف هذه الحقوق. وان لم تصدقوننا عودوا مرة اخرى الى التصريحات العنترية للسيد كنا في الولايات المتجدة الامريكية، لان هذه التصريحات كانت تصريحات من لا يبالي باي قوة في شعبه، لانه لم يترك اي جهة دون ان يهاجمها، ليس لان السيد كنا لا يفهم السياسية بل لانه اعتقد جازما ان الكوتا صارت في يده وهي من انجازه وليذهب الاخرين الى الجحيم. لقد كانت لغته لغة المنتصر على  كل قوى شعبه، ولم تكن لغة من يطالب بوحدة هذه التنظيمات لتحقيق امر ما، فحتى ما طرحة ويطرحه منذ مؤتمر ما قبل الاخير من الدعوة الى مؤتمر قومي بقيادته وبالمشاركة مع المطكستا والاتحاد الكلداني صار هباء منثورا ولا احد ياخذه بجدية لان المطلعين يدركون انه لذر الرماد وخصوصا بعد ان تفرق الخلان.
ان السيد كنا قد اسقط نفسه بنفسه من خلال مواقفه الغير المفهومة، فهو بالضد من الحكم الذاتي، رغم انه طموح مشروع ويمكن التعامل معه وطرحه كمطلب لانه يسير باليات ديمقراطية وفي اطار الوحدة الوطنية العراقية ضمن العراق الفدرالي، والسيد كنا اسقط نفسه عندما عزلها عن قوى شعبنا ولم يستشيرها ولو مرة واحدة بالاستحقاقات القادمة، وعلينا هنا ان نفسر لماذا لم يستشيرها اليس لانه كان يعتقد انه سيكون الغالب فيها وبالتالي سيكون لواء النصر معقودا له بما يعزز مركزه، والسيد كنا في كل مراحل العمل السياسي كان تنظيمه اوبالاحرى هو البادئ برمي الاخرين بالتهم وبتلفيق الاخبار الكاذبة حولهم، ولو تفحصنا مسيرة حزبه ومسيرته خلال الفترة الماضية ومنذ عام  1991 بالتحديد لانها موثقة، لتبين لنا ذلك بوضوح ويمكن للقراء العودة الى استقالات اعضاء قيادة الحركة في مرحلة التسعينيات لمعرفة الكثير من الامور، علما ان هذه الاستقالات قد قدمت الى قيادة الحركة لتصحيح كسارها وتم تسريبها لاحقا، ويمكن الاستشهاد بها لانها صارت في ايادي الناس. اننا كنا اكثر خوفا على مستقبل الحركة والسيد كنا منه ومن بعض قياديه الذين اخذهم الغرور بعيدا لحد تصوير انفسهم قوة ستقارع الكل دون سبب معقول او حتى دون ان يبادرها الاخرين بالعداء بل بادروها بالسلام وبالدعم وبالتأييد، يمكنكم العودة الى رسالة الحزب الوطني الاشوري ايار 1991 ومواقف كل احزاب شعبنا. ان سقوط السيد كنا لم يكن سقوط رمز، بل هوسقوط رجل اخطاء كثيرا وتم مسامحته كثيرا والحق اضرارا كثيرة بالعمل القومي، والذين يجب ان يسقطوه هم قيادة وكوادر الحركة ان كانوا حقا يهتمون بمصلحة الحركة. فالامة التي لها رمز واحد ليست امة، فحتى الحزب له رموز عديدة، واين كان الخائفيين على رموز شعبنا حينما كانت قيادات الحركة وكوادرها وانصارها واذيالها يسبون ويهينون رموزنا القومية والكنسية الاخرى، لماذا لم يخافوا حينها على رموز شعبنا، ام ان الرمزية هي في السيد كنا فقط. ان الدفاع عن السيد كنا وتجميل صورته هو الدفاع عن الجمود وعن اللعب في ساحات مجهولة ولاهداف مجهولة.
اليوم لم يعد السيد كنا يغرد خارج السرب بل انه حاول تدمير السرب لانه اعتقده عدوه اللدود، فلم يعد لدى السيد كنا من عدو الا سركيس اغاجان ونمرود بيتو وروميو هكاري وسعيد شامايا وضياء بطرس وكوركيس خوشابا ودكتور كورئيل وجميل زيتو وغيرهم، فمن بقى من الامة، وهل تصدقون انفسكم ان هناك من يساند السيد كنا حقيقة؟ اعتقد ان السيد ابلحد افرام يدرك الاعيب السيد كنا فهو يعاني منها منذ ان اسس المركز الثقافي الكلداني، وهذا ليس لنقول ان السيد ابلحد على الصواب، بل كنا من اوائل من مدحه ودعمه في مواقف رايناها صوابا وكنا كذلك من اوائل من انتقده عندما راينا مواقفه لا تخدم قضية شعبنا.
اما ادخال ما قاله السيد مسعود البارازاني حول استقدام قواعد امركية وعدم التطرق لها، فنحيل البعض الى ما قاله السيد مسعود البارازاني نفسه مع قناة الفيحاء، عندما قال تم سؤالي ان كنتم توافقون على اقامة قواعد امريكية في اقليم كوردستان، فكان جوابي نعم، ولم يتطرق السائل الى رفض او قبول مجلس النواب للاتفاقية، اي ان السيد مسعود فهم من السائل انه يطرح امكانية قبول قيادة الاقليم في اقامة قواعد امريكية في الاقليم بعد قبول الاتفاقية اي في الحالة الاعتيادية ورد على السؤال بهذه الصيغة،لانه لم يكن هناك الى ما يشير الى رفض مجلس النواب للاتفاقية ضمن سؤال المطروح، وكما قال السيد البارازاني ان اقليم كوردستان العراق هو جزء من العراق ويعمل بحسب قوانين العراق، فاذا اين المشكلة في طرح هذه المسألة وحشرها في المقال، اعتقد ان الكاتب يحاول احراج البعض بمثل هذه الطروحات التي لا تحرج الا من يخفي امرا ما وليس الواضح الصريح. اما اذا كان يقصد منها تصريح رئيس حكومة اقليم كوردستان بقوله المسيحيين الاكراد، فنحن لا نرى انفسنا معنيين بها وخصوصا ان الحزب الوطني ااصدر تصريحيين حول الانتخابات منتقدا تسميتها للمسيحيين، وطالبا العمل على جعلها مقاعد قومية وهو موقف واضح وجلي وصريح.   
ان كون المشهد العراقي معقدا، واللعبة السياسية عموما لعبة معقدة، يجب ان يتم اخذ كل الامرو في الحسبان لكي ندرك حدود العمل ومدى نجاحه، ولكن كون المشهد معقدا لا يعني ان ننسى الطموح بضربة واحدة ورميه وعدم الاخذ به، ان محاولة المطالبة بالحكم الذاتي وادراج ذلك في الدستورين الاقيمي والوطني هي محاولة سلمية كما بينا، وهي محاولة جديرة بالدعم والمساندة، وهذه المحاولة لا تحارب اي طموح اخر، لا بل قد تدعم هذه الطموحات  وتسندها في حالة لم يتم التوفيق في الحكم الذاتي لا سمح الله، ولا يمكن تقديم خسائر البتة في السير باتجاهحها، ومحاولة تصوير ما نطالبه وصعوبته بحق الكورد في الانفصال وامكانيتهم له امر مغلوط مائة بالمائة، فالحكم الذتي يمكن ان يوفر من اداريه وكوادره من مختلف المستويات من الادرارات العراقية نفسها، لان لشعبنا اشخاص يتبوأن مراكز مختلفة وهم قادرون على تسيير امور الحكم الذاتي الادارية، اما من النحية السياسية، فاذا كان لنا نواب ووزراء ومعاوني محافظين وقائماقاميين ومدراء النواحي، فاليس شعبنا قادرا على تسيير الامور في منطقة الحكم الذاتي، ولكن افتراض البعض توفر كل البني  وبعد ذلك تحقيق الحكم الذاتي هوافتراض مقلوب،لان الخكم الذاتي اساسا مطالب به لكي يوفر البني الاساسية لشعبنا لكي يتسمر ويتطور، لان الاخرين قد لا يهمهم بقاء شعبنا بمقوماته الثقافية والحضارية من لغة وثقافة وتراث ، ان الحكم الذاتي ليس الغاية بل هو الوسيلة،والغاية هو الانسان وبقاءه وديموته وحريته وتقدمه. ان الكورد ورغم قدراتهم وامكانياتهم الا انهم محكومين بعوامل اقليمية شديدة التعقيد، لا بل ان هذه العوامل الاقليمية تمنعهم من التحرك ويمكن ان تؤثر سلبا عليهم حتى في الاقليم ان لم يتمكنوا من ان يخطوا بحذر شديد، ولكننا لسنا محكومين بهذه العوامل الاقليمية، فامتدادتنا القومية في ايران وتركيا وسوريا ليست بالقوة التي يمكن ان يخاف منها لكي تطالب بالانفصال، ولا حتى في العراق طالبنا يوما بذلك، وان مطلب الحكم الذاتي يساير التطور الطبيعي للدول وللاليات الديمقراطية، فاذا ان محاولة قياس مطالبتنا بالحكم الذاتي بافتراض محاولة مطالبة الكورد بالدولة المستقلة امر مرفوض وغير منطقي وقياس غير سليم، بل ينبئ عن جهل فاضح ليس الا. 
[/font
]   



bebedematy@web.de

323
فلنعمل تحت قيادة السيدين كنا وافرام



تيري بطرس

كما قيل فالسياسة هي فن التعامل مع الواقع، والواقع السياسي لشعبنا يبين لنا انه منقسم ككل شعب الى اراء واحزاب وتكتلات عديدة، وككل شعب او امة يسعي شعبنا الكلداني السرياني الاشوري الى ان يكون له دوره المميز في العراق المستقبلي، وبالتأكيد ان هذا الدور سيكون دورا تنويريا مستقبليا اي يسعي لبناء مستقبل افضل بطروحات تلائم العصر.
ولكن مشكلة شعبنا ولكي يتمكن من لعب هذا الدور عليه ان يتمكن من ان يتمتع بحقوقه الكاملة كشعب وامة فاعلة في العراق وكافراد مبدعين احرار ايضا، وبالتالي ان يكون له قدرة على المشاركة الفعالة في رسم السياسات وان يتمكن من ان يصنع نموذجا يكون قابلا للاقتداء، وهذا كله يتطلب تشريعات وقرارات تصدر من البرلمان العراقي او برلمان اقليم كردستان، وبالتالي فانه علينا ان نحشد القوى وان نقيم التحالفات السياسية الملائمة والقادرة على ان تجسد طموحات شعبنا في قوانين دستورية ملزمة، ولكن لتحقيق هذه الامور على الامة ان تتوحد في الشعارات الكبرى للمطالب، ولعل من اهمها الاشكالية المستعصية للتسمية والحكم الذاتي، مع ابقاء الخلافات او الاختلافات على التفاصيل كامر طبيعي وممكن التعايش معه.
بعد اتفاقية جزائر في اذار عام 1975 تمكنت الحكومة العراقية من دحر الثورة الكوردية المطالية بالحكم الذاتي، نتيدو لتمكنها من تغيير العوامل الاقليمية بتنازلات مذلة للجانب الايراني، ولكن الثورة لم تخمد الا لتعود من جديد في ما عرف بثورة كولان، وكان الكورد منقسمين الى طرفين يقود احدهما الحزب الديمقراطي الكوردستاني (حدك) والاخر الاتحاد الوطني الكوردستاني (اوك) ولم يكونا منقسمي بل متعاديين ولكنهما كانا متفقان على الشعار المركزي لمطالبهما الا وهو عراق ديمقراطي حروالحكم الذاتي الحقيقي لكوردستان العراق، ومرت السنين وتغيرت امور كثيرة وحدثت موازنات سياسية جديدة، تطورت معها الحركة الكوردية في ظل الجبهة الكوردستانية لترفع الشعار الموحد وهوالمطالبة بالفدرالية وهذا صار مطلبا لكل القوى الكوردية والكوردستانية وبظمنها قوى من شعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) ومنه الحركة الديمقراطية الاشورية بدليل دفاعها عن هذا المطلب وتوصويت ممثلها عليه لانها كانت جزء من الجبهة الكوردستانية. ودخلت هذه القوى موحدة خلف هذا المطلب في مفاوضات مع القوى العراقية الاخرى حتى حصلت على مطلبها، برغم من الاختلاف في تفاصيل الفدرالية الا ان القوى الكوردستانية تمكنت من ان تحصل على ما تريد بالعمل السياسي الدؤوب والمستمر وباستعمال القانون السياسي خذ وطالب، وقدم  وساوم، وكما ترون فرغم الانقسامات السياسية التي كانت تنخر المجتمع السياسي الكوردي، هذه الانقسامات التي وصلت حد الاقتتال، الا ان الاطراف السياسية للشعب الكوردي كانت من الوعي لدرجة انها توحدت بمطالبها السياسية وعلى مستوى كل القوى وبرغم تعدد ايديولوجياتها السياسية من الاسلاميين وحتى الماركسيين.
اليوم باتتت غالبية قوى شعبنا متحدة خلف المطلبين الاساسين وهما وحدة التسمية الثلاثية بلا فواصل وواوات(الكلداني السرياني الاشوري) والمطلب بالحكم الذاتي لشعبنا (ܫܡܐ ܬܠܝܬܝܐ ܟܠܕܝܐ ܣܘܪܝܐ ܐܬܘܪܝܐ ܕܠܐ ܦܪܫܬܐ ܘܕܠܐ ܘܘ ܘ ܫܘܠܛܢܐ ܝܬܢܝܐ)، ونحن نعتقد ان المطلبين واضحين ويمكن قراءتهما ونطقهما كما هما من قبل الجميع، وعدم التلاعب بمسميات اخرى مثل الكلدواشور السرياني  المتغير من الكلدواشوري بلا قرار وبلا مؤتمر والادارة الذاتية بالنسبة للحقوق.
يمثل كل من السيدين يونادم يوسف كنا وابلحد افرام قوى سياسية في شعبنا، ومهما كان رأينا في حجم القوتين ودورهما وصوابية خياراتهم السياسية، الا انهما يبقيان ممثلين لهاتين القوتين، ولا يمكن ان  نجردهما من هذه الصفة نحن، بل من وضع ثقته فيهما في هاتين القوتين اللتان تبقيان مسؤلاتان عن خيارهما في من يمثلهما.
والمفارقة الاخرى هي ان السيدين كنا وافرام هما الممثلان المتواجدان في البرلمان من ابناء شعبنا في البرلمان العراقي، ورغم قنعاتي الشخصية بانهما لم يقدما شيئا لتحسين وضع شعبنا سياسيا او اقتصاديا او قانونيا ولن يقدما اي شئ الا ما يكون لصالحهما الشخصي، لان تجارب الماضي لم تعلمنا الا هذا واذا كذبنا المستقبل في توقعاتنا فنحن سننكس راسنا احتراما واجلالا لهذا التكذيب ان حصل. ورغم العداء الذي كان مستحكما بينهما وخصوصا محاولة انصار السيد كنا تجريد السيد افرام من صفته التمثيلية لشعبنا، الا ان السيد افرام تمكن من سحب هذا الكارت من السيد كنا بلقاءات سياسية اضطر السيد كنا لعقدها لمحاربة الطرف الاخر ونعني به انصار الحكم الذاتي.
فما نعلمه من السياسة وهو ان كان قليلا، الا انه يقول ان كل سياسي محترف ويعمل من اجل شعبه عليه ان يشحذ القوى من اجل وحدة الشعب وقواه خلف مطالب واحدة وتحت يافطة موحدة، فحتى اغلب الحركات التحرر الوطني اليسارية او اليمينية والممجدة للحزب الواحد، خلقت لشعبها مؤسسات جمعت الكل تحت خيمتها لكي تطالب بحقوقها وادعت ىانها تستمد شرعيتها من هذه المؤسسات. ان غاية السياسي المحترف هو ان يكون قويا في مواجهة خصمه ويمكن له ان يقنعه بحجته وان يتمكن من لوي ذراعه لو كان بحاجة لذالك، لكي يتمكن من ان يستخرج حقوقه بكل قوة واقتدار، ولكن ما لاحظناه من السيدين كنا وافرام انهما يتمكنا من لوي ذراع شعبهما وكلفاه كثيرا كثيرا من المواقف التي يمكن لاي سياسي من اي شعب اخر ان يدفع ثمنها مستقبله السياسي ان لم يكن هذا المستقبل خلف قضبان السجن. ولعل ما مارساه في مسألة التسمية كان اوضح دليل على العناد والتشبث بالرأي وان كان هذا العناد يؤدي الى ان يدفع الشعب الثمن الباهض.
لو اسئنا الظن بالقوى السياسية العراقية من التحالف الكوردستاني والائتلاف العراقي وهما اكبر القوى السياسية في البرلمان العراقي، فانهما سيقولان لنا او لممثلي شعبنا في حالة طرحهما لاي مشروع للمطالبة بتثبيت وحدة التسمية والحق باقامة الحكم ذاتي في مناطقنا التاريخية بكل بساطة، توحدوا وتعالوا وطالبوا، لانهم سيقولون اننا لا ندري لمن سننصت، لكم ام للاخرين، وكما تعلمون فان السيدين كنا وافرام سيقدمون مطالبهم المعاكسة وهما من ابناء شعبنا ويمثلان قوتين في هذا الشعب، اذا هل سينتظر البرلمان لحين توحد مواقفنا ولن يدخل اي تعديل دستوري بانتظار وحدة قرارنا، اني اشك في ذلك.
وهنا اتوقع ان يقوما السيدين كنا وافرام بلوي ذراع الشعب  (الكلداني السرياني الاشوري) وقواه السياسية ليحصلا من هذه القوى على مراميهما، فهم بالتاكيد لم ولن يتمكنا من انتزاع اي شئ لشعبهما قعلى الاقل انتزاع شيئا لهما من هذا الشعب.
ان نغمة المنطقة الامنة كانت مفضوحة، وقد تم تفنيدها من قبل الكثيرين ولكن المصالح السياسية والمادية هي الت دفعت بالبعض للاستمرار بنشرهما وبالتأكيد لاجهاض المطالب بالحكم الذاتي، لان هذه المطالب اتت بعد ان طالب قسم من ابناء شعبا بتأيد الحكم الذاتي ولكن الاستمرار فيها كان لغرض استنزاف قوى شعبنا كلها لحد جعل كل مطلب سياسي يتحول الى مطلب كاريكاتوري كمهزلة مما يدف ابناء شعبنا الى اليأس  والقبول باي شئ ولو كان فتات يلقى لنا كمنية لا غير.
ان التطورات الاخيرة والتي حصلت في مواقف الحركة الديمقراطية الاشورية، كطرحها انها تقبل الحكم الذاتي يأتي في اطار امتصاص زخم المطالبة والنقد في ان واحد، في حين انها في الحقيقة لم تغييررايها الحقيقي في معارضة الحكم الذاتي ليس لما تطرحه من اسباب كاذبة بل لان تحقيق الحكم الذاتي يعني القضاء على المصير السياسي للسيد يونادم كنا وبطانته، اما السيد ابلحد افرام فالازمة التي مررنا بها جعلته يقترب الى حد ما مع الاكثرية دون ان يقطع الصلة مع الحركة او السيد كنا، ان تحميل السيدين امر ما وصل اليه مصير شعبنا وموقفه الضعيف امر يجب ان يكون في اولية شعبنا مستقبلا، والتحميل يجب ان يكون شعبيا بمعنى يجب تجريدهم من اي شعبية مفترضة لانهم حتما سائرون نحو مواقف حدية اكثر ولعل مواقف حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني الاخير في مجال التسمية خير دليل انهم لا يبالون بمستقبل شعبهم بقدر اهتمامهمك بمستقبلهم الذاتي. ان الطرفين كنا وافرام يحاولان استعمال ما عرف في السياسة بحد الرعب، اي ان ارعاب الاخر من انهم مستعدون لكل الخيارات وهذا ما يجعل السياسي القومي من ابناء شعبنا يقع في كماشة حقيقية بين الاستمرار في مطالبه او الرضوخ لهما لانه يدرك ان كل الخيارات مرة، فالتسليم لهما يحول مطالب شعبنا الى بازار مصلحي ولكي يحقق نتاج معينة يجب انتظار اجيال جديدة من السياسين العراقيين وسياسي ابناء شعبنا، وعدم التعامل معهما يعني  انه بعض سياسي العراق سيستغلون مواقفهما لكي يتنصلوا من كل التزام نحو شعبنا، واسمحوا لي ان احور ما نسب الى طارق بن زياد واقول يا شعبنا امامك كنا وخلفك افرام فاين المفر.

bebedematy@web.de

324
كيف سنرد على الصفعة التي تلقيناها؟


تيري بطرس
صوت مجلس النواب العراقي على القانون الملحق بقانون انتخابات مجالس المحافظات العراقية، خارج اقليم كوردستان، وقد منح للمسيحيين مقعدا واحدا في كل من البصرة وبغداد والموصل، ومنح كذلك مقعدا واحدا لكل من الايزيدية والشبك، كما منح مقعدا واحدا للصابئة المندائيين في بغداد.
بحسب اقوال السيد كنا فقد كلف من قبل رئاسة مجلس النواب بتقديم دراسة تفصيلية حول الاقليات من تكون؟ وماهي نسبتهم وكيفية الانتخابات والمقاعد المقترحة التي يجب ان تمنح لهم واستنادا الى هذه الدراسة، فقد رفض الاخوة التركمان اعتبارهم اقلية وهذا حقهم لانهم يعتقدون بانهم خارج الكوتات، كما ان الملاحظ ان الكورد الفيلية لم يتم اعتبارهم اقلية، وكان هناك صراع كوردي شيعي حول هذه المسألة، ورغم ان الكورد يعتبرون الازيدية كوردا مثلهم وكذلك الشبك، والازيدية او الغالبية تعتبر نفسها كذلك، ولهذا الاعتبار كان يجب ان لا يعتبروا اقلية، الا انه من الواضح ان الكورد قبلوا بهذه القسمة على اعتبار ان ضمان مقعدا سيكون محسوبا عليهم او مقعدين ولكنهم من خارج التحالفات المعروفة، فان الامر لن يكون مضرا لهم او حتى لن يضر نظرتهم المستقبلية، فالازيدية حسموا خياراتهم مع الكورد مستقبلا
بعد الغاء المادة 50 خرج شعبنا مستنكرا وشاجبا الغاء الكوتة من قانون انتخابات مجالس المحافظات، حينها استهجن البعض هذا الخروج معتبرين الامر سرقة لجهودهم والمسجلة بعلامة مسجلة باسمهم. والان يرد مجلس النواب الصاع صاعين لشعبنا وللقوى التي ادعت انها صاحبة قرار الكوتا، و اعتبرت ان خروج الاحزاب المتحالفة و المجلس الشعبي  في تظاهرات كان ركوبا لموجة ليست لهم، وتناسوا ان الشعب يعتبر كل الحقوق له، فهي ليست مسجلة باسم اي حزب او تنظيم، فالشهداء هم ابناء الشعب وابناء الوطن والتضحيات التي قدمت كانت من قبل الشعب كله على مر الزمن وما فعله مجلس النواب بالغاء المادة 50 ورغم كل التحفظات عليها من ناحية كون الكوتا باسم المسيحيين، اعتبرها شعبنا لطمة له لانه تنازل عن الكثير لكي يدخل الدورة السياسية العراقية كمكون فاعل يحمل اراء مستقبلية غير متعصبة ومنفتحة على الجميع، الا ان مجلس النواب رد على طموح شعبنا ونظرته ورغبته نظرة ازدراء ورمى له بعظمة منية وليس حقا مصانا ومثبتا. و بداء ظاهرا ان بعض الاطراف في المجلس النيابي ارادت استعمال شعبنا كوقود في المعارك المحتدمة داخل المجلس بين اطرافه المختلفة، اي بمعنى اخر وقود تصفية الحسابات
ونتيجة لاعتقاد بعض قوى شعبنا ونظرتهم للامور بصورة مبسطة وساذجة فقد اعتقدوا انهم منتصرون وعزوا خروج الشعب الى تأيد لشخصهم ليس الا، فكان ردهم الطبيعي محاولة فرض شروطهم على قوى شعبهم التي هبت للمطالبة بتصحيح الامور ورد الصفعة التي وجهت له. ولذا فان ما فعلته هذه القوى او بعضها على الاقل كان متسقا مع تحليلها للامور بهذا الشكل، فقد سارعت الى الانفراد بالخروج في مظاهرات ومحاولة فرض شروط على قوى الشعب التي ارادت رفع سقف المطالب مع المطالبة بعودة المادة 50 او ما يعادلها في القانون الجديد، وكل هذه الامور حدثت علنا وكانت العيون تراقب الممارسات والمماحكات ولذا فان هذه العيون استسهلت الامور، واتخذت قرارها وهي مرتاحة لنوع الرد وقوته،وخصوصا ورد الفعل تم تفريغ شحنته مسبقا. فعمليات سحب اشخاص للالتقاء بالمسؤولين لدعم طرح معين ونبذ الطروحات الاخرى، لم تفيد احد بل اضرت حيث باتت هذه الشخصيات تعمل لصالحها ولما تؤمن به ولذا فانها سرعان ما انقلبت على من دعاها لمساندته، رغم الرداء الذي تلبسه والرمز الذي تعلقه.
اليوم بات من الواضح ان استغلال بعض الاطراف تواجدهم في مجلس النواب لكي يفتوا باسم الشعب وخارج التشاور مع قوى الشعب الفعالة على الارض، يزيد من تهميش الشعب وبات واضحا ان من طرح نفسه مساندا لشعبنا ولحقوقه ضمن معادلات ضرب اطراف اخرى داخل الشعب العراقي، اثبت انه غير مبال بشعبنا، والواضح ان ايدولوجيته ثبتت ذلك قبل ممارساته.
 ان عقد مؤتمرات الحوار المسيحي الاسلامي والقاء الكلمات عن المحبة واللحمة التاريخية لا تزال من ممارسات البلاغة العربية التي بتنا نجيدها اكثر من العرب انفسهم، وهي كذب صريح نحن ندرك وهم يدركون كم هي كاذبة هذه العبارات الفضفاضة. اليوم بات واضحا انه من واجبنا ان نتعامل مع ابناء شعبنا العراقي من القوى الاخرى، العربية السنية او الشيعية او الكوردية او التركمانية بصراحة وبقول ما نؤمن به حقا ولكن بالدبلوماسية المطلوبة وليس بالهجوم وبالسب وبالتحقير وزيادة الكراهية.
لا يمكن باي حال من الاحوال ان كنا نريد حقا العمل من اجل شعبنا ومستقبله، ان نمرر هذه التجربة مرة اخرى مرور الكرام وان لا نستفيد منها، فما تحقق في مسودة دستور اقليم كوردستان من توحيد تسمية الشعب وادراج حقه في الحكم الذاتي، يجب ان يجعلنا نتوحد لتحقيق الامرين على الواقع، وان نعمل لكي لا يمكن لاي كان ان يستغل الوضع ويعيد الوضع الى النقطة الصفر، ان بوادر استغلال البعض للامور بدات تتوضح وان كان هذا الاستغلال على حساب الشعب ومستقبله، فاعادة انتاج المسلسلات القبيحة التي ملينا منها ودفعنا ثمنا باهضا لها يمكن ان تطل براسها مرة اخرى. فقد صار من الواضح ان البعض وان ادعى الوحدة واننا شعب واحد، يعمل في كل مرحلة تتقدم القضية لتحقيق مكاسب حقيقية على الارض من اجل خلط الاوراق من جديد.  وهناك الف من تنطلي عليه اللعبة. ان خوف البعض ليس من التعريب ومن التكريد ولا حتى من الاسلمة بل من وحددة الشعب وعودته الى تراثه وقيمه واصالته، وخوفهم الاكبر هو من تمتعه بحقوقه لانهم حينها لن يكون لهم دور او لن يكونوا الرداء الذي يلتف حوله الناس طلبا للحماية والمعونة، لان الناس ستلجاء الى قوانينها والى اجهزتها التي تحميها وتعمل من اجلها. والا كيف نفسر كلما تقدمنا خطوة، واذا البعض يعود الى الاسطوانات القديمة التي يدعي تجاوزها.
هنا لا اود ان اكيل المديح للسيد كنا وللسيد ابلحد افرام، ولا اريد ان احملهم وحدهم مسؤولية ما حدث، ولكن اقول انني ادرك انهما لوحدهما ما كانا بقادرين على صنع المعجزات، ولكن اليس من حقنا ان نسألهم كيف حدث وان صارا يغردان خارج السرب ولوحدهما؟ كيف شكلا تحالفاتهما وكيف انفكت هذه التحالفات، اليس من حقنا ان نتسال كيف يكون لسياسي تحالفات خارجية اي من غير شعبه، هذا ان كانت له تلك التحالفات وهو يقف بالعداء الكامل لكل قوى شعبه؟ انه سؤوال مشروع وارجو ان لا يتم الاجابة مرة اخرى بالشرعية الانتخابية والتاريخية والكفاح المسلح والشهداء، نحن نريد ما حدث على الواقع ونريد تحقيق امور نصبوا اليها وليس التغني بامجاد لا تشبع جائعا.   
ان رد صفعة مجلس النواب العراقي هي في رفض الكوتا اصلا، والعمل على توحيد الخطاب السياسي والعمل السياسي ضمن المعادلة الموجودة الان مع امكانية تطويرها، ونعني بها من خلال المؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الاشوري، وتحت شعار الحكم الذاتي، مع تحقيق امور ومطالب اساسية اخرى، وهي وضع ضوابط ومعايير للعمل من اجل ترسيخ وجود شعبنا في البرلمان العراقي، وبرلمان اقليم كوردستان، والمجلس الاتحادي المنوي اقامته، والمجلس السياسي للامن الوطني، ومفوضية الانتخابات العليا والمحكمة الدستورية، والعمل بخطة لازالة كل ما في الدستور العراقي من التمييز لصالح معتقد او مذهب ديني او قومية معينة. ان اردنا العمل ضمن خطة عمل طويلة الامر باعتقادي اننا سنتمكن من ذلك، والا فاننا سنبقي نتلقى اللطمات واحدة تلو الاخرى، لحين خروج اخر فرد من ابناء شعبنا الى المهاجر.
لقد خسرنا كثيرا من مغامرات البعض، مغامرات على اشلاء جسد امتنا وشعبنا، فهذا يسحب بالطول والاخر بالعرض، وقد تم ادخالنا معارك كبيرة وخاسرة وقد قلنا في حينها ان هذه المعارك ستضر شعبنا وهي معارك خاسرة ، اليوم بات علينا ان نعود الى الوعي، وان ندرك ان الحياة لا تمنحنا الفرص دائما لكي نبقى نستمر في الاخطاء الواحد تلو الاخر، ليس امام شعبنا وتحت الضربات التي تتالي من الاخ ومن القريب الا ان تتوحد القوى لاجل تحقيق ما تحقق في مسودة دستور اقليم كوردستان واعتباره سابقة يبنى عليها في الدستور العراقي لا يمكن التنازل عنها. ان من الغى حصة المسيحيين وجعلها ممثل واحد في كل من الموصل وبغداد والبصرة، يدرك جيدا انه لن يقابل باي رد فعل بعد ان تم تنفيس الفعل وانه في مامن من اي خسائر لان المقموعين مقتنعون بعبارات التودد والاخوة التاريخية، وان الكنيسة مستعدة باسم المسيح وبترديد الايات الدالة على التسامح والمحبة ومنها احبوا اعداكم على امتصاص كل رد فعل من اجل ان تبقي هي في الصورة وهي صاحبة الامر والنهي بشان شعبنا الذي صارا المسيحي.  اذا ان من حول الكوتا الى مهزلة لهو على حق منطقيا، فاذا كان لنا حقا في ثلاثة مقاعد من اصل 37 فلم نعد اقلية بل قوة لا يستهان بها لانها تمثل حوالي 8% من المجموع. ولكن لو كنا حاربنا من اجل حقنا كشعب ذو مميزات ثقافية حضارية لكان للامر بعد اخر وصدى اخر.


bebedematy@web.de

325
لم نقل اننا نطالب الحكم الذاتي في السماء!



تيري بطرس
السياسية علم قديم، وعندما نقول علم فاننا نعتمد على ان ممارسة السياسية وان لم يتم تدريسها ووضع النظريات لتطبيقها، الا ان من مارسها من الرجال العظام ممن دخلت اسمائهم التاريخ، مارسوها من منطلق معرفة الواقع الذي يتحركون فيه، وبالتالي كانوا يعلمون ما يريدون ولذا فقد نجحوا ودخلت اسمائهم التاريخ. صحيح يعتبر كتاب ميكافيلي الامير احد اقدم الكتب في علم السياسة، الا ان ممارسة هذا الفن او العلم عن دراية والنجاح فيه يعتبر امر قابلا للقول ان السياسة مورست كعلم ولم تمارس بعشوائية وبرغبات فردية لا علاقة لها بالواقع الموضوعي، ولو عدنا الى التاريخ فاننا سنجد الكثيرين وكذلك في العصر الحديث لم يمارسوا السياسية عن علم وفن، بل مارسوا السياسية بحسب رغباتهم، او اتخذوا خطوات وقرارات باتجاه معين ولم يكونوا مستندين فيها الى اي علم او فن او حتى معرفة بسيطة بالواقع المراد التعامل معه، ولعل ما نعرفه عن حرب الايام الستة عام 1967 وقبلها حرب النكبة عام 1948 واحتلال الكويت ودخول صدام  الحرب مع المجتمع الدولي عام 2003 ، تبين لنا مدى بعد القادة ابان هذه الحروب عن الواقع، ومن اللطيف هنا ان نذكر وحسب ما ينقل الدكتور صادق جلال العظم في كتابه نقد الفكر الديني الذي صدر  بعد ما يطلق عليها النكسة فيقول ان المرحوم الرئيس العراقي الاسبق عبدالرحمن محمد عارف قد القى كلمة في ضباطه ممن اختيروا للذهاب الى الحرب عام 1967 فقال وهو يوصيهم بعدم الاعتداء على النساء والرفق بهن (ذهنية ما سمي بالفتوحات)، ولكن المفاجأة ان الضباط في القتال تواجهوا مع النساء في السوح القتال، فالجيش كان يحارب عدوا مجهولا لديه لا معلومة يمتلك عنه، اوبالاحرى ان امتلاك معرفة باسرائيل كان يعتبر من المحرمات، ولذا فقد خسر العرب اغلب حروبهم ان لم نقل كلها مع اسرائيل، في حين ان اسرائيل تبذل الكثير لمعرفة كل الخفايا في السياسية العربية وحتى في المجتمع او الثقافة او اي مجال يتعلق بالعرب.
 ولو دخلنا تاريخ شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ونحن نعرف ان القسم المعروف بالاشوري وقد ضم في طليعة المناضلين تحت هذه التسمية رجال افذاذ كانوا من الكلدان او السريان او من مناطق او قرى او مدن تعرف نفسها كلدانية او سريانية، اقول لو دخلنا هذا التاريخ لانه لاكثر معرفة والاكثر تعاملا بالشان السياسي وبطرح المطالب القومية،( هذه المطالب التي طرحت تحت التسمية الاشورية ضمت دائما الكل اي الكلدان والسريان، فالحركة القومية السياسية تحت التسمية الاشورية ومنذ البدء لم تقسم الشعب الى الكلدان والاشوريين والسريان بل اعتبرتهم كلهم واحد وكلهم يندرجون تحت التسمية القومية الاشورية)، وهنا لا نناقش صحة هذا الامر او خطاءه، بقدر مناقشتنا ان كانت القرارات السياسية المتخذة مرتبطة بالسياسية او ما قلناه بعلم السياسة ام لا، الجواب سيكون يقينا لا، ومهما بررنا لنفسنا خيانة الاخرين او عدم مساندة ابناء الامة او اي مبرر اخر، فان النتيجة ستكون واحدة، وهي اننا خسرنا وبالتالي فانه يجب ان نكون واقعيين في تقيمنا لماضينا ونحدد اخطاءنا لكي لانقع فيها مرة تلو الاخرى، ومن هذه التحديدات انه يجب ان لا نقدس التاريخ بل ان ندرسه ونقيمه ونحدد الغث والسمين فيه وان نتقبل مختلف الاراء حوله.
ان واقع شعبنا اليوم لا يسر العدو كما تقول العرب، فشعبنا سواء في العراق او سوريا او تركيا او ايران او حتى في دول الاتحاد السوفياتي السابق ، بغالبيته لم يعد يقم في اوطانه او وطنه التاريخي بيت نهرين، وهذه الحقيقة كفيلة بنا لكي  نعود و ندرس لنعرف لماذا وصل بنا الامر الى هذا المفترق الكبير بين المطالب السياسية الكبيرة ومنها اقامة الكيان السياسي الخاص بنا وبين ما نحن عليه من تشرذم افقي وعامودي، لا بل نحن كشعب بمميزاته اللغوية وعاداته وتقاليده مهدد في وجوده، فنحن منقسمين بالتسمية ومنقسمين بالقيادة ومنقسمين بالاوطان ومنقسمين بين هذه الاوطان والشتات، وحتى في الشتات فان تقسيماتنا الوطنية الحديثة تلاحظ علينا، لا بل ان الجهد الذي بذل لقلع شأفة العشائرية واحلال البديل العصري وهي الرابطة القومية محلها، عادت في الكثير من المواقف والمناطق وفي المهجر بالذات رغم ان شعوب المهاجر تعيش مرحلة ما بعد القومية. 
اليوم علينا بقدر الامكان ان نضع التصور الممكن تحقيقه، ولكن في نفس الوقت الذي لا يكون فيه هذا التصور مقدسا غير قابل للزحزحة، فالشعوب لا تحقق اهدافها مرة واحدة، بل ان تحقيق الاهداف تباعا، وتتغير هذه الاهداف تبعا للعصر وللثقافة وللامكانيات والقدرات الاقتصادية. اذا بالتالي يجب ان نعمل من اجل السقف الاعلى في الوقت الذي يمكننا ان نتعايش مع الهدف او الاهداف الاخرى، وبالتأكيد انه يجب ان نقتنع باننا يجب ان نعيش زماننا وليس زمن اولادنا واحفادنا، وقد تكون هذه احد اهم الركائز التي يمكننا ان ننقلها للجوار، وخصوصا في ظل ثقافة الجمود ومحاولة ابقاء الامور على حالها خوفا على المعتقد او التراث او العادات او غيرها من المصالح الانية والتي لا تتعلق بوجود الشعب، فالعرب يمكن ان يكونا عربا دون ان يكونوا مسلمين متزمتين ويمكنم ان يكونوا عربا وهم يتعايشون مع عصرهم وقيمه، وهذا الامر يصح للكورد كذلك، ونحن يجب ان نكون هذه الناقلة التي تنقل هذا المفهوم ليس نظريا بل بالتطبيق الى وطننا الذي نريد ان نبنيه بالشراكة مع كل مكونات الوطن الجميلة العرب والكورد والتركمان، المسلمين والازيدين والصابئة المندائيين والكاكائيين والشبك، واذا قلنا المكونات الجميلة فيجب ان لا تكون عبارة تقال بل نضال يخاض من اجل ان يشارك الجميع كمواطنيين وكمجموعات سكانية قومية او دينية في بناء الوطن، لكي يعبر عن صورتهم. ولا يمكن للوطن ان يعبر عن صورة غالبية مكوناته الا بمشاركة هذه المكونات في صنعه او بناءه. ان العراق العربي الصافي قد ولى الى غير رجعة، ولكن سينبثق عراق تشعر كل مكوناته بما يستشعره العرب وتتعاطف معهم وتساندنهم لان العرب جزء منهم، وهكذا سيكون العراق كرديا وكلدانياسريانيا اشوريا، وهكذا سيكون العراق اسلاميا ومسيحيا بقدر كونه ازيديا ومندائيا، ان العراق الجميل يعني ان يكون بكل وجوهه. وسابقا فرض عليه وجها واحدا وبالغصب وبلا اي مشاركة، كان هناك عراق يراه البعض بصورة معينة وعلى الكل العمل من اجلها والا  اعتبروا خونة وعملاء وادوات الاجنبي.   
من الواضح اننا وبالاستناد الى اعلاه فاننا لا نطالب بالحكم الذاتي في السماء، وعندما نقول نحن اعني المنادين بذلك من بين ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، وهنا لا اود الدخول في لعبة التخمينات والنسب، لانه بات واضحا ان هناك مجموعة غالبة من ابناء شعبنا تؤيد المطالبة بالحكم الذاتي، في حين ان هناك مجموعة قليلة اخرى ترفضه، او باتت تقبل به ولكن في اطار تصور ما غير واضح حتى لديهم، والتصور هنا ليس ذكر التفاصيل الكاملة فهذا نحن رفضناه، ولكن الموائمة مع الدستور او ما هي التغييرات الدستورية المطلوبة لتحقيقه. ان التعايش بين الطرحين ممكن وممكن تطوير الطرحين لكي لا نمنح اي طرف الحق المطلق، وبغض النظر عن ايماني الشخصي بان المطالبة بالحكم الذاتي شعار يستحق العمل من اجله لانه حق وعادل، وان الظروف الوطنية والاقليمية يمكن ان تساند هذا الطرح وهو طرح وطني بامتياز، بمعنى انه يدخل في اطار تطوير هيكيلية الدولة العراقية لكي تتلائم مع المعايير الدول التي تعيش القرن الحادي والعشرون، بكل ما يلزم هذه الدول من القواعد القانونية، طبعا مع تفهم ان القاعدة الاقتصادية والبنية التحتية لا تتلائم مع هذه المعايير الا ان الاستقرار السياسي وما يتبعه من شيوع الامن يعني القدرة على بناء قاعدة تحتية واقتصادية قوية مستندة الى ثروة نفطية هائلة يمكن استغلالها مع بقية الثروات بالاضافة الى ثروة الانسان العراقي ان تمكنا من ازالة غمة السنوات الاربعين الاخيرة وغمة الثورات والدماء والسحل من الاساس اي من بناء الانسان اي مرة اخرى من الطفولة ورياض الاطفال والمدراس، عندما تكف المدارس عن تقديس القتل والدماء والشهداء، وتعممل من اجل رفع صورة البناؤن والمفكرون والمخططون وناشري قيم التسامح والتعايش والمدافعين عن المهمشين في المجتمع، عندها يجب ان ندرك اننا نسير في طريق الصحيح. هل هو طريق طويل لبناء العراق، اي نعم انه لكذلك ولكن الحياة تكون جميلة بطول الطريق وبالاهداف التي تتراكم وتتطور بانجاز سابقاتها.
اين سيكون الحكم الذاتي، بالقطع انه سيكون في العراق، فلا عراق بلا حكم ذاتي وبلا الفدرالية وبلا المؤسسات الدستورية وبلا الاليات الديمقراطية في تسيير شؤون الدولة، ولكن كل هذه ايضا لا يمكن ان تكون الا في العراق، والعراق هو بكل تفاصيله وولاياته الفدرالية ومناطق حكمه الذاتي ومناطق اداراته المحلية، سيتكون العراق بكل هذا، والعراقي سيكون حرا في مسكنه وعمله كما سيكون حرا في رايه ومعتقده وملبسه ومأكله.
صار من الواضح ان هناك نوع من التأييد الممنهج لمطلب الحكم الذاتي، سواء على المستوى السياسي او على المستوى الديني او الكنسي ان صح التعبير، فالمسيحية لا تحتاج الى الحكم الذاتي كديانة،بل هي بشارة لكل ابناء المعمورة من واجب  المسيحي ان ينقلها كلاما و ممارسة  لكل العالم، ولكن الحكم الذاتي هو لشعب ذو خصوصية ثقافية وحضارية كما اكدنا مرارا، وهو لاجل تطوير والحفاظ على هذه الخصوصية. ان فهم هذا الامر يمكن ان يكون مدعاة لكي يدرك الاخوة المعارضين للحكم الذاتي لكي يلتحقوا بهذا العمل المشرف، لانه عمل جماعي يمكن التحاور بشأنه ولانه عمل يستند الى اليات ديمقراطية ومؤسسات الدولة العراقية ذاتها، وهو لا يريد ان يستقطع ما لا يستحقه، فهنا لا يوجد استقطاع اصلا ومن يروج للاستقطاع والانفصال يدرك ذلك ولكنه يروج لذلك لكي يظهر الامر وكانه  امر مستحيل التحقيق. ان الحكم الذاتي هو اعادة ترتيب البيت العراقي الداخلي لكي نزيل كل مسببات عدم الاستقرار فيه ونتجه نحو البناء والتطوير والامان والسلام الحقيقي المبني على الاحترام المتبادل بين كل مكونات العراق كما هي الفدرالية.   يجب ان نؤمن وان نعمل من اجل ايماننا الذي يقول ان العراق القديم وبصورته البروسية قد زال ولم يعد قابل للحياة لانه كان عراق الحروب المستمرة وعراق الانقلابات وعراق المرهون لصالح الايدولوجية. بل ان عراق الغد يجب ان يكون فيه المسلم والمسيحي والازيدي والصابئي المندائي والكاكائي متساوون بالحقوق والواجبات، صحيح ان ما في النفوس وفي العقول قد لا يزول بين ليلة وضحاها ولكن سن القوانين على هذا الاساس يعني اننا نريد ان يظهر العراق الغد ونعمل من اجل ذلك.  بهذه الصورة الناصعة هو مطلب الحكم الذاتي، فكيف يكون قفصا وهو منفتح لمشاركة الكل في صنعه وكيف يكون انقساما عندما يعمل على تقوية الوطن وعوامل الوحدة الحقيقية المبنية على الحقوق وليس على الفرض.
 صار البعض يتغني بالعراق وينادي بعراق البروسي المتحكم بانفاس مواطنيه، لو كان اتفاق سايكس بيكو قد طبق بصورته الاولية لكان العراق بغير شكل ولكانت ولاية الموصل القديمة اي محافظات (دهوك، ونينوى، واربيل، وكركوك، وسليمانية واقسام من محافظة صلاح الدين اليوم) تابعة لسوريا، فهل كان المتغنين بالعراق المركزي وبالعراق الابدي سيتغنون بسوريا الابدية والمركزية، ان الوطن ليس ذكريات فقط، مع احترامنا للعواطف الجياشة التي تأخذنا بعيدا عن معرفة حقيقة الوطن، الوطن هو الكرامة، والدليل ان اكثر من نصف شعبنا هرب الى الخارج بحثا عن الكرامة والامان والسلام ولم يهرب بحثا عن لقمة العيش، وهذا الهروب حدث في غالبيته منذ سبعينيات القرن العشرين بالكثافة المعروفة. 
 يقول مؤلفا (سياسة واقليات في الشرق الأدنى) لورانت واني شابري (ولعل اشد الممارسات الإسلامية المعادية لأهل الذمة كانت تصدر عن من كان يعتنق الإسلام حديثا، من الأقوام الغير العربية، فممارسة الاضطهاد كان يمثل بالنسبة لهم في آن واحد، ممارسة للسلطة المرتبطة بالنظام الجديد الذي قلدهم إياها إيمانهم الجديد، وتعميق المسافة التي باتت تفصل هؤلاء المهتدين الجدد عن ماض كانوا يرغبون بنبذه). وهو الامر الذي ينطبق على بعض العروبيون ممن استعربوا خلال المراحل الاخيرة او انتموا الى الاحزاب ذات الايديولوجيات العربية، اننا نلاحظ لديهم هذه الصفة المكروهة وهي الاستماتة من اجل اثبات ان العراق عربي وان المركزية كنظام حكم هي الافضل مستغلين الوضع الغير المستقر وممارسات الارهاب الديني ضد ابناء شعبنا، وهنا يجب ان نقولها وبصراحة تامة وغير منقوصة، ان كل ضحايا شعبنا من حروب صدام او ماتلته او ما سبقته في الحروب الداخلية والخارجية للانظمة العراقية هم ضحايا للانظمة الفاشية تلك ولم  يكونوا شهداء للوطن(انهم شهدائ لكونهم ضحايا ابرياء للانظمة الشوفينية)، فالانسان يستشهد لاجل وطن يعيش فيه بكرامة وبمساواة اما اذا اعتبر البعض وبمجر انهم صاروا لا يحملون المناشف معهم لكي يقوم المسلمين بتجفيف اياديهم في تجوالهم، مساواة فنحن لسنا من هؤلاء. اني ومن منطلق العراقية المشتركة ولاحترامي خياراتهم ارجو ان لا يخلطوا بين مسيحيتهم ومطالبتنا بالحكم الذاتي، فالحكم الذاتي ليس لمسيحي العراق، بل هو لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ولكل الشعوب التي ستعيش معه، ولكنه حتما ليس حكم الذاتي المسيحي. وعلى بعض رجال الدين عدم الخلط بين الامرين فالامر واضح جدا، وان سؤوال عن الحكم الذاتي لمسيحي العراق يمكنهم الاجابة بانهم لم يسمعوا بهذا الامر وان المسيح ليس بحاجة للحكم الذاتي. اما شعبنا الكلداني السرياني الاشوري فهو بامس الحاجة الى الحكم، لانه بالنسبة له قضية مصير وقضية وجود.
كيف سيكون الحكم الذاتي خارج العراق او يقسم العراق وهو يقول انه يريد ميزانية خاصة من ميزانية العراق، كيف يكون كذلك  وانصار الحكم الذاتي يعملون من اجل ان يكون هذا الحق منصوصا عليه في الدستور، وكيف يكون كذلك وكل روابطه الاقتصادية والادارية والسياسية هي جزء من العراق، وكيف تكون الولايات الفدرالية التي او الحق بالفدرالية الذي وافقت عليه الحركة الديمقراطية الاشورية احد ابرز نابذي هذا الحق جزء من العراق في حين ان الحكم الذاتي يقسم العراق؟ ان الحكم الذاتي ولكونه في العراق ولكونه يجب ان يكون كذلك فانصاره يعانون ويحاولون اقناع الكل بايجابياته، ولكن لوكان في السماء لبقينا نطلبه في صلواتنا الى ان تزهق ارواحنا، ومن السماء لم يعد احد لكي يؤكد لنا ان البعض قد تمتع بالاستقلال او الحكم الذاتي او بالجنة الابدية. 


bebedematy@web.de

326
اجتماع مشترك


بدعوة من المنظمة الاثورية الديمقراطية (مطكستا) ، عقد في نادي بيت نهرين في مدينة فيزبادن/ المانيا اجتماعا حضره عدد من ممثلي احزاب ومؤسسات شعبنا وبعض المهتمين، وذلك للاستماع الى توضيحات واخر المستجدات التي تحدث على الساحة القومية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري. حيث قام مسؤول اوربا للمنظمة الاثورية الديمقراطية، الاستاذ صبري الكان، بشرح وتوضيح للزيارة التي قام بها وفد عال المستوى من المنظمة الاثورية الديمقراطية (مطكستا) الى العراق ولقاءه بعدد كبير من فعاليات شعبنا هناك. هذا وقد اكد الاستاذ صبري الكان ان المنظمة الاثورية الديمقراطية تقر مع اغلب تنظيمات ومؤسسات شعبنا بالتسمية الثلاثية لشعبنا كتسمية موحدة وحلا للاشكالية الحالية، كما ان المنظمة قد اكدت وتؤكد دوما على حق شعبنا في الحكم الذاتي في مناطقه التاريخية التي يقطنها حاليا.
وقد تباحث الحضور حول امكانية القيام بنشاطات لدعم شعبنا في العراق وبالاخص ما يتعرض له ابناء شعبنا في الموصل من عمليات القتل على الهوية والتهجير وتفجير المنازل، حيث وصل عدد العوائل المهجرة الى 2351 عائلة واستشهد حوالي اثنا عشر شخصا لحد الان.
ومما يذكر ان الاجتماع حضره كل من ممثلي المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ومن ضمنهم ممثلي الحزب الوطني الاشوري والمجلس القومي الكلداني وكذلك ممثل عن حزب تحرير اشور واتحاد الاندية الاثورية ومسؤولي منظمة كابني في العراق الاستاذ بطرس اسخريا والاب عمانوئيل يوخنا،  كما حضر الاجتماع نخبة من ابناء شعبنا من المهتمين بالقضيايا القومية. 
  

327
المنبر السياسي / ماذا لو؟
« في: 19:59 22/10/2008  »
ماذا لو؟



تيري بطرس
تحكي حكاية  عن كلمة ((ان)) في السورث (ان) بكسر الالف وسكون النون من تراث شعبنا والتي تقابل كلمة ((لو)) بالعربية، وتقول الحكاية ان عشيرة جمعت كل رجالها واتفقوا على ان يضع كل منهم كلمة ((ان)) في جوال  (كيس من القنب) ويرموها في الزاب الاعلى، وقد فعل الجميع بان جاوا تباعا ونطقوا كلمة ((ن)) في الجوال، وبعد انتهاء الجميع من هذه العملية تم ربط فم الجواب او فتحته ربطا محكما لكي لا تخرج من الجوال، وتم رميها في الزاب، ولكن فجأة قال احدهم وماذا ((ان درا)) اي لو عادت؟ اي عادوا الى المربع الصفر مرة اخرى. هذه ال ((ان او لو)) قد لا تكون مرغوبة في الحكم، لانها تعني التشبث بالماضي، وانا حقيقة من الكارحين للتشبث بالماضي، ولكن هذا شئ، واستمرارنا بالاخطاء وتحمل الشعب لنتائج هذه الاخطاء وعدم القدرة او الرغبة في محاسبة المخطئ ليس للمرة الاولى ولكن لمرات عدة، امر اخر.
وهكذا نحن نعود الى المربع الصفر كلما اردنا ان نبتدا وان نستفيد من تجاربنا، فمسألة رمي التجارب خلف الظهر وعدم الانتباه اليها وعدم اعطاءها حقها، وعملية تبويس اللحى المستمرة لدينا ولنترك الماضي ونحن اولاد اليوم، الشائعة بيننا تجعلنا حقا فاقدي الذاكرة، وتجعلنا لا نستفاد من تجاربنا، برغم غنى هذه التجارب بدروس كثيرة لا تعوض.
اخيرا اقرت الحركة الديقراطية الاشورية واستعملت التسمية الثلاثية (كلداني سرياني اشوري) وقد رحبنا بذلك، ورغم ان الحزب الوطني الاشوري كان قد طرحها في مؤتمر بغداد المنعقد  في تشرين الاول 2003 والذي صارت الحركة صاحبته وراعيته في طروحات اعضاء الحركة ومسانديها ومؤازريها، ولم يؤخذ براي الحزب، اتدرون لماذا؟ لان الحركة استغلت المؤتمر وقامت بدعوة الاشخاص الموالين لها او المتاثرين بخطها والذين كانوا مستعدين للبصم لها مهما قالت، السؤوال، ماذا لو كانت الحركة اكثر حصافة ودخلت حقا حوارا صريحا مع الحزب الوطني الاشوري حول هذه المسألة الم نكن قد (حلينا مشكلة التسمية في الدستور ومشكلة تقسيم  شعبنا على الاقل) ولكانت مشاكلنا المستعصية قد ازيحت او احداها على الاقل، او لما شاركت الحركة في وزر تحمل مسؤولية الانقسام التسموي، ومن سيدفع الاضرار التي لحقت بشعبنا وبمصالحه كل هذه المدة نتيجة اصرا الحركة على التسمية المركبة والتي نحرتها الحركة بممارساتها السياسية الغير السليمة.
هل من مجيب من اخوتنا من منظري الحركة ومؤييديها والسائرين على خطاها، الى متى سنبقى ندفع ضرائب اخطاء البعض والبعض منكم يبرر لها كل شئ واعنيها كل شئ، وعلى الامة دفع كل الضرائب، فهل الامة هي في خدمة فرد وحزب ام العكس؟ وتعاملكم وسكوتكم عن هذه الممارسة تعني لنا ان سكوتكم على الامر هو تأييدكم لتكون امتنا او شعبنا في خدمة الحركة وليس كما تدعون انها في خدمة الا مة.
ماذا لو قبلت الحركة والمنظمة الاثورية الديمقراطية بمشاركة الحزب الوطني الاشوري في مؤتمر المعارضة العراقية المنعقد في نيويورك عام 1999 والذي كلف شعبنا الكثير من الهيبة والمكانة والاتهامات وتقسيم احزاب شعبنا الى صغير وكبير، وماذا لو استمع التنظيمان الحركة والمطكستا لنداء الحزب المرسل اليهما وعدم ادخال شعبنا في مثل هذه الممارسة التي  ستخسرنا كلنا، ولاكنهما اصرا عليها فقد خسرنا هيبة وجهدا وخلقنا صراعا من لا شئ. وبرغم ذلك شارك الحزب الوطني الاشوري في المؤتمر وكان الاقتراح الوحيد اشوريا قد قدم من قبل الحزب الوطني، وهواقتراح عودة كل لاجئ شعبنا العراقي الى بلدهم وليس لاجئ فترة معينة، في اشارة الى لاجئ عام 1933. في هذا المؤتمر كان السيد شمائل ننو يصرخ في قاعات الفندق الذي انعقد فيه المؤتمر نحن اصحاب الشهداء والتمثيل لنا وليس لاحد، في الوقت الذي شاركت عدة احزاب كوردية وعدد كبير من الاحزاب العربية، فمن خسر ولماذا ومن كان السبب، وهل تم محاسبته، يا منظري ومؤيدي والسائرين على درب الحركة؟
لقد نبهنا مرارا وتكرارا الى العملية الغبية والمهينة لشعبنا من ارسال العرائض الغير الموثقة والتي تناقض احداها الاخرى عند الصراع على التسمية، والتي اكد الحزب الوطني الاشوري فيها انه مع اي تسمية تجمع وتحقق وحدة شعبنا، يمكنكم الاطلاع على موقفه من خلال الاطلاع على النقاشات التي جرت حينها واخرها التي جرت في اخر فرصة في جمعية اشور بانيبال قبل اقرار مسودة الدستور، وقد فتحت مرحلة العرائض جرحا في شعبنا وحققت غايات المخربين، وهي تقسيم شعبنا الى الكلداني والاشوري، وعدم استعمال التسمية لا المركبة ولا الثلاثية، فمن كان البادئ في هذه الحملة  التي ادت الى التخريب اكثر مما ادت الى بناء تلاحم قومي وشعبي، هل تم محاسبة من كان السبب يا منظري ومؤيدي ومسايري الحركة؟
منذ البدء اصطف الحزب الوطني الاشوري مع طرح الاستاذ سركيس اغاجان بالمطالبة بالحكم الذاتي باعتباره سقفا جديدا ومعقولا وممكن ان يتحقق لشعبنا، وقد طالبنا الجميع بتأييد هذا الطرح لما فيه من الايجابيات لشعبنا، ايجابيات سياسية وان تحقق فله ايجابيات في كل مناحي الحياة. وقد دخلت الحركة ومؤيديها المعركة لافشال الطرح مستعملة كل الاسلحة الاجرامية ومنها شتى الاتهامات البغيضة بحق الاستاذ سركيس اغاجان وكل مؤيدي الحق المشروع  اي الحكم الذاتي، وقد نبهنا الاخوة في الحركة ان تأيدهم ضروري لكي لا يتم استغلال معارضتهم ويفسر على انه انقسام في شعبنا مما سيعني ترجيح كفة المطلب الاقل سقفا او حتى تناسي مطالبنا. ويمكن للحركة ولاعضاءها ان يتحاججو بعد الموافقة على الحكم الذاتي، على نوعية الحكم الذاتي وصلاحياته ومداه الجغرافي، الا ان الحركة قد وقفت موقفا عدائيا ومتزمتا من الطرح، وقد خسرنا الكثير من هذا الموقف، وقد وقف منظري ومؤيدي والسائرين على خطى الحركة موقفا مؤيدا لتنظيمهم، لانهم يعملون على اساس ان الامة في خدمة الحزب والحزب في خدمة الشخص، والان من يدفع ضرائب الخسائر التي الحقها موقف الحركة اللامسؤول بحق شعبنا كل هذه الفترة وخصوصا الاتهامات الرخيصة بحق قيادات شعبنا من مختلف الاحزاب والكنائس ولا زالت بعض الاصوات المؤيدة لخط الحركة تنسج الاكاذيب وتنشرها حول المسألة،حتى بعد ان باتت تستعمل كلمة الحكم الذاتي لتسويق مطلبها الغير المبرر والمستند الى المادة 125 ودون تغييرها حتى؟ 
اليوم باتت الحركة تقر بتسمية مطلب شعبنا بالحكم الذاتي، راجعوا مقالة الاستاذ خوشابا سولاقا، ولكن دون ان تقر حقيقة بالحكم الذاتي لشعبنا بتفاصيل صلاحياته، وهي التشريعية والتنفيذية والقضائية، ودون ان تحدد ما هو الحكم الذاتي وكيف يتوافق مع المحافظة، علما ان صلاحيات المحافظة اقل بكثير من صلاحيات الحكم الذاتي، وبرغم اقرارانا ان هناك تطورا جزئيا ملحوظا، وهو ان الحركة تطرح الحكم الذاتي وكأنه من بنات افكارها لانها تطرحه بشكل رؤية خاصة بها، الا ان هذاالتطور بحاجة لخطوات كثيرة اخرى تتبعها، ولاننا ندرك ان ما كل ما يتمناه المرء يدركه، الا ان الخطوات الاخرى هي الاقرار بالواقع الموضوعي المتواجد على الارض وهو ان يكون الجميع صوتا واحدا ضمن اطار واحد من اجل هدف واحد، ولتكن الخلافات ضمن هذا الاطار ومن خلال تفسير نفس الهدف. ماذا لو كانت الحركة قد اقرت ذلك منذ البدء ولم تركب راسها وتتعمد الاساءة للجميع وتجدد الجروح الدائمة والمستحدثة من قبلها، لا بل تخلق جروحا جديدة من الصعب اندمالها.  والا هل يجوز  لتنظم اقتراف كل هذه التجاوزات الاخلاقية بحق تنظيمات شعبنا ومطلوب من الاخرين السكوت والصمت، فاي ايوب عصر يمكنه ذلك؟ انه سؤال برسم منظري ومؤيدي الحركة. وماهي التفاصيل والتوضيحات التي تم اضافتها للحكم الذاتي لكي يكون الان مرغوبا، اليس تجرديه من كل ما يتعلق بالحكم الذاتي؟   
ان محاولة منظري ومؤيدي الحركة التحجج بان الحكم الذاتي مبهم امر مثير للشفقة حقا، لان المطالب الدستورية لا تكون واضحة بكل التفاصيل، لانها ستكون مبادئ حقوقية، وبعد اقرارها سيكون على المفاوض من ابناء شعبنا المطالبة باكبر صلاحيات لهذا الحكم الذاتي ومن ثم الوصول الى الحلول المعقولة والمتوافقة مع مقدرتنا السياسية ونوعية تحالفتنا وقوتها، اما ان يقوم انصار الحكم الذاتي بنشر كل تفاصيل الحكم الذاتي، فهذا يعني فرض مطلب وشرط على جميع الاطراف  دون الدخول في مرحلة التفاوض، وهذا يتعارض مع الايمان باننا نريد عراقا مبني على القيم الديمقراطية وعلى المؤسساتية في تسير شؤونه. وهذا يعني اظهار نقاط القوة والضعف لدى المفاوض من ابناء شعبنا امام الاخر منذ البداية، مما يشكل انتهاكا لاسلوب المفاوضات، وهذا يعني منح الاسلحة للمعارض لكي يدخل من التفاصيل ويخرب العمل كله. فلو رجعتم الى تفاصيل اي عملية حقوقية سترون ان الخطوة الاولى كانت الاقرار بها من قبل من بيده السلطة ومن ثم الدخول في التفاصيل، واحدى خطوات الاقرار قد دخلت حيز الوجود باقرا مسودة دستور اقليم كوردستان بهذا الحق وبالتسمية المركبة لشعب واحد، وهذا كان احد اعتراضات انصار الحركة عندما كانوا يطالبون بان يقر الاقليم بمطلب الحكم الذاتي ان كان صادقا، فها هو يقر بذلك، وما انتم فاعلون؟   
ماذا لو استمع السيد كنا وحزبه الى المذكرة السرية التي ارسلها الحزب الوطني الاشوري في حزيران  عام 2002 طالبا عقد اجتماعات سرية ولو على استكان شاي، ولو بصورة لقاءات اجتماعية لكي نحضر انفسنا وشعبنا لما هو مقبل للعراق، وقد ذكرت المذكرة ان لا محال فالعراق مقبل على الحرب وعلينا ان نحضر انفسنا، ولم نسمع منهم ولحد الان اي خبر، وبعد شهرين تم تذكير السيد كنا بمضمون المذكرة فقال انه لم يكن يعلم ان الامور ستسير هذا المنحى، اليس مطلوبا من السياسي العلم كيف تسير الامور، وماهي خلفيات الامور ان لم تكن استقراء للاتي.  ماذا لو كان الطرفان وبعض الاطراف الاخرى قد جلسا وتناقشا وتفهاما حول دور شعبنا ومستقبله الم يكن افضل، ومن كان سبب عدم حدوث ذلك، حاسبوه، لماذ لا تحاسبوه، الم يدفع شعبنا خسائر نتيجة لذلك، ماذا ستقولون يا منظري ومؤيدي الحركة ، هل شعبنا او نحن فاقدي الذاكرة مثلكم، تفظلوا وقولوا لنا ماذا جنينا، من رفضنا ذلك؟
ماذا لو وفر السيد كنا لنا ولشعبنا المهازل التي حدثت في اجتماعات المعارضة العراقية في لندن نهاية عام 2002 بقبوله عرض الحزب الوطني الاشوري، والذي كان مفاده ان اي حزب من احزاب شعبنا في العراق سيتمثل بشخص واحد ، ونحن سنقبل بتمثيل الحركة بشخصين على ان يكون الشخص الثاني السيد يونان هوزايا، في الجلسة المخصصة لترشيح ممثل شعبنا الى قيادة المعارضة، فرفض المقترح، واراد السيد كنا تعيين ممثلي الاحزاب، فدعا بعض وادعى انهم ممثلين عن حزب في الوقت الذي كان ممثليه الاصليين في الاجتماع، وحاول فرض الاخرين باسماء مختلفة’ ونشر اتهامات بين ممثلي المعارضة من القوميات الاخرى تمس بعض اعضاء الوفود الاشورية، بغية الحد من حظورهم ، وقبل بتخفيض نسبة شعبنا لكي يضمن ان يكون هناك ممثل واحد لشعبنا في قيادة المعراضة ، ولكن لم يتحقق الاجتماع الا على الصيغة التي كان الحزب الوطني قد اقترحها، وتحت شروط معلنة ومعروفة ولكن الحركة وقيادتها لحستها بعد ان تمكن السيد كنا من عرض تواقيع المؤيدة لترشيحه كاحد شخصين يمثلان المعارضة الاشورية في قيادة المعارضة العراقية والاخر كان السيد البرت يلدا، فهل ان منظر ي الحركة مستعدين لمناقشة ذلك امام شعبنا، ونقد وتحميل المسؤولية لمن كان المتسبب بكل الاشكاليات التي تلت ذلك؟ ولماذا لم يتم العمل بالشروط والالتزامات التي اقرت في مؤتمر لندن على ممثل شعبنا في قيادة المعارضة؟
ماذا لو حاورت الحركة الديمقراطية الاشورية فصائل شعبنا بما لديها من اراء وافكار، وما كانت قد دخلت سجال التخوين والعزل والتهكم والتحكم، اما كان لشعبنا ذلك افضل واكثر مجلبة للفوائد، فسركيس اغاجان الذي تحول بين ليلة وضحاها من قومي ووطني شريف الى اداة لتحقيق اجندة كوردية والحزب الوطني الاشوري من عميل بعثي الى قومي شريف نهاية 2002 الى 2004 ومن ثم الى مستكرد وبيت نهرين عميل كوردي وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني عميل كوردي ومن ثم فصيل قومي والان بين وبين وهكذا مرورا بكل فصائل شعبنا، هل في هذه التحولات ما ينبئ بان هناك استراتيجية للعمل القومي او حتى شعورا بالانتماء القومي او حتى غيرة قومية، لكي لا نقول فهم ووعي قومي، ماذا يرد منظري الحركة ومؤيديها والسائرين على خطاها؟ هل بهذه السياسة يمكن خلق راي قومي موحد او حتى عقد مؤتمر قومي  لتحقيق اجندة شعبنا؟ ومتى كانت القوى السياسية تجتمع وبعضها يكيل للاخر كل هذه الاتهامات، من العملاء، الى المأجورين الى الغير الواعين، الى اللذين لا يعرفون خلفيات الاحداث وهلم جر؟
ماذا لو تم مناقشة انتقاداتنا لممارسات الحركة وقيادتها السياسية، مناقشة سياسية ونقطة بنقطة، وليس الهروب الى قضية الشهداء والكفاح المسلح واللتان نحن ادرى بهما وبخلفياتهما، والصاق صفات النزاهة والوعي والقراءة المستقبلية والواقعية ومعرفة نبض الشارع وغيرها بقيادة الحركة، ففي الوقت الذي لا يتهم احد الحركة اوقيادتها في امور شخصية تتعلق باي عضو من اعضاءها، نرى اعضاء ومنظري الحركة ومن يستعمل الاسماء المستعارة والتي تكثر في مراحل معينة وتختفي في مراحل اخرى، يشنون ابشع واقذر حرب ضد كل من قال ان الحركة مخطئة في الموقف الفلاني، وليس ببعيد الاتهامات ضد الاستاذ سركيس اغاجان، او السادة روميو حكاري وسعيد شامايا وابلحد افرام ونمرود بيتو وحكمت حكيم وووووو ورجال الدين من قداسة مار دنخا وقداسة مار ادي وغبطة مار دلي وغيرهم ، ان قائمة ضحايا الحركة ومنظري الحركة لا تنتهي ابدا، ولكن المعيب ان لا يتم الرد عن الاتهامات التي ترد وعن  الانتقادات التي تقال، بل يتم الهروب دائما الى مدح خصال اعضاء قيادة زوعا، فهل نحن حقا بحاجة الى ذلك لكي نصحح الاخطاء؟، او لكي نعرف على الاقل اسباب الممارسة الفلانية او التصرف الفلاني، فقد نكون نحن على الخطاء، انيرونا بالله عليكم
. لقد جن جنون البعض لان بعض الكتاب قد وصف بساطة عيش الاستاذ سركيس اغاجان، ولكنهم ليلا نهار يمدحون بخصال قادتهم فلماذ عيب ممارسة الاخرين ولهم الامر مباح ومحبذ ومرغوب، عجبا ويا للهول ويا لو، لو لم تكوني قد عدتي من النهر.
من الفقرات التي قراتها ولا تنمحي من ذاكرتي فقرة من رواية الغثيان  لسارتر، ترمي الى القول ان لا هدف من كل شئ تعمله، فالافضل السكوت او الصمت، وهذا ما اتعلمه من منظري الحركة ومؤيديها، ففي الوقت الذي يعتبر النقد السياسي من انبل الاعمال لانه ينير الطريق ويمنح للسياسي خيارات متعددة، ويبين خلل ما يسير فيه. يعتبر هؤلاء المنظرون كل نقد لسياسة الحركة كفرا لابد لقائله من ان يرمى في اتون النار، كما كان يفعل مع سحرة القرون الوسطى. اقول ماذا لو تم الاجابة ولو مرة واحدة عن تساؤلاتنا الكثيرة عن اسباب مواقف الحركة. بدلا من كيل التهم لنا ولغيرنا،  انه السؤال الذي لا اكف من ترديده وادرك انهم لا  يمكنهم ان يجاوبوا عليه، لانهم انفسهم لا يدركون، فهم بانتظار التعليمات والارشادات وهم مستعدون لصقلها وترويجها ولكن السؤال الاخير ماهو رايكم بالحكم الذاتي الحركي الان بعد ان تبنته الحركة، وماهو رايكم بالستمية الثلاثية الحركية بعد ان تبنتها الحركة. حول الامور اعلاه وغيرها مذكورة في مقالاتنا دارت انتقاداتنا للحركة ولقيادتها السياسية وليس حول اتهامها بانها تقبض او تسرق او انها ماجورة او او. كنا ننتطر من الاخوة في الحركة المشاركة في تطوير الحوار القومي والوعي السياسي وزيادة عوامل الترابط بين كل الفعاليات القومية من خلال استعمال لغة محترمة للتخاطب وللحوار، ولكن ياللاسف، بدلا من هذا كله كيل لنا ولغيرنا كل الاتهامات التي لا يعقلها عاقل ولا يقبلها منطق، اي ان السب والشتيمة ولصق الاتهامات بحق الكل امر مقبول ومعقول ولكن نقد الحركة كفر لا يغتفر. انيرونا بالله عليكم، وهل ستبقى كتاباتكم على صفحات الويب في قرض الحكم الذاتي والتسمية الثلاثية ام ان الفيل يطير ولكن علناصي؟


bebedematy@web.de

328
رؤية الحركة للحكم الذاتي، تغيير في العنوان فقط ... وليس المضمون!


تيري بطرس
نشر الاستاذ خوشابا سولاقا مقالة بعنوان رؤية الحركة الديقراطية الاشورية لمشروع الحكم الذاتي في سهل نينوى... ,, لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري,, على موقع عنكاوا دوت كوم، ولاننا نعرف موقع الاستاذ خوشابا في الحركة الديمقراطية الاشورية فرغم انه عضو احتياط في اللجنة المركزية للحركة الديمقراطية الاشورية، الا انه بحكم تاريخه الشخصي، وعلاقاته مع اطراف قومية مختلفة وخصوصا تلك التي كانت تمتلك نشاطا ملحوظا في النادي الثقافي الاثوري المركز العام في بغداد، كما ان ميوله الماركسية او انخراطه لفترة في نشاط الماركسيين اوالشيوعين العراقيين، يؤهله ليكون حقا الشخص المؤهل في الحركة لفتح باب جديد قد يكون اكثر قبولا او قابلا للسماع من مختلف الاطراف التي بدأت في الفترة الاخيرة  تأخذ موقفا سلبيا من طروحات الحركة والتي اعتبرت على نطاق واسع، وهنا اذكر على الخصوص من الاطراف القومية والتي ليست لها مصالح شخصية او طموحات شخصية تود تحقيقها من خلال انخراطها في العمل القومي، اعتبرت طروحات الحركة سلبية ولا تخدم العمل القومي، ولقد كانت فاجعة التصريحات النارية للسيد كنا في الولايات المتحدة الامريكية نقطة تحول في قبول خطاب الحركة. فقد بات مدار تساؤل عن اهدافه وغاياته، بعد ان لم يتمكن من ان يحاور طرح انصار الحكم الذاتي. فاذا ان فتح باب النقاش من خلال الاستاذ خوشابا سولاقا كان موفقا ولكن ياترى هل ان مضمون ما طرح للنقاش كان كذلك؟
 نقول للاستاذ خوشابا سولاقا، مهما كان نقدنا لشعبنا ولفصائل سياسية منه ومدى فهمها السياسي، واتفاق ما تطرحه مع الواقع او لا، علينا التعامل بواقعية مع شعبنا فهذا هو شعبنا وهو نتاج ظروفه التي عاشها ويعيشها وهذه الظروف مهما كان تاثيرها فيه سلبا او ايجابا، يجب ان ندرك ان هذا التاثير لم نكن نحن ايضا خارج اطاره. والعمل السياسي قد يجذب هواة لا يدركون او يفقهون ماذا يتحدثون، او تاخذهم العاطفة ماخذ شتى، الا اننا كفصائل سياسية ومهما كانت درجة فهمنا للواقع السياسي يجب ان نأخذ بيد ابناء شعبنا ونوجههم نحو الطريق السليم، ليس بالقول انكم لا تدركون خلفيات الامور، بل بتوعيتهم بتلك الخلفيات لكي لا ينخدعوا بسهولة، واساليب التوعية اليوم كثيرة وعابرة للقارات ومنها الصحف ومواقع الانترنيت الخاصة او العامة او التلفزيون، وكل هذه الوسائل بالاضافة الى الندوات المباشرة.  يجب ان تطرح الامور بواقعية وبرغبة حقيقية لاعلام الناس بالحقائق وليس لحجب هذه الحقائق عن الناس. اذا لنقر بحق كل تكتلات شعبنا في قول ما تريده ولكن ان احتفظنا بعلاقة ودية معها واعتبرناها، مهما كانت قاعدة اتساعها، حقائق على خريطة شعبنا، ولا نسمح لانفسنا بمنح شهادات الانتماء القومي او سحب هذه الشهادة من هذا الطرف اوذاك، عندها يمكن وضمن ما نعرفه انا وانت والكثير من ابناء شعبنا الطيبين ان نتوصل الى قناعات مشتركة قابلة لجمع الشمل.
منذ اكثر من اربعة سنوات نحاول ان نحدد للجميع ديموغرافية ما اصطلحنا على تسميته بسهل نينوى،  وتم تكذيبنا مرارا، وقلنا اننا كشعب لا نشكل اغلبية فيه لوحدنا، ولكن البعض حدد حجم شعبنا الناخب في سهل نينوى بما لا يقل عن مائة وخمسون الف ناخب، اي ان عدد ابناء شعبنا يتجاوز الربع مليون فرد، بقياس ما هو معروف ان المادون الخامسة عشرة قد يشكلون اكثر من نصف السكان ونحن لم نعمل بالقاعدة تلك، اي افترضنا عدد اقل. لا بل ان بعض من يدعي المعرفة اليوم كان يعطي معلومات غير حقيقية لواقع سهل نينوى، الى اطراف من شعبنا وقد حاولنا الكثير من اجل افهامهم الحقائق ولكن التجارب والزمن والمعاناة، اعتقد قد افهمتهم ذلك اخيرا. اذا نتفق او لنقولها ان الحركة الديمقراطية الاشورية صارت تتفق معنا بوجوب ادخال الواقع الديمغرافي لشعبنا في حساباتنا عند الحديث عن حقوقنا كشعب، فالحقوق السياسية ليست كحق انسان مظلوم من اخر ويحتكمون الى محكمة معينة لتقرر الحق الى جانب من يقع من خلال طرح القضية للمرافعة والدفاع عنها وتبيان مدى خطا الاخر. بل ان حقوق الشعوب تتحكم بها المصالح والامكانيات او موازين القوى، ان اتفاق الحركة معنا في هذه الخطوة لهي خطوة رائعة وقابلة للاشادة بها، برغم من انها اتت متأخرة، ولكن قيل ان ياتي الامر متأخرا افضل من ان لا يأتي مطلقا.
نحن نعي والاستاذ خوشابا سولاقا يعي ايضا، ان العراق لم يدخل الى المرحلة التي يمكن ان يطلق عليها انه بلد ديمقراطي، بمجرد حدوث انتخابات حرة او شبه حرة مرتين، فالديمقراطية والياتها ليست وصفة، بل هي معايشة وممارسة وتطوير لكليهما، والديمقراطية كالية لحسم الخلافات السياسية في اي بلد، تحتاج الى الحرية،وعندما  نقول الحرية نعني حرية الراي ، حرية الدين والمعتقد، حرية المرأة وكل مايحق الانسان ان يفعلة مادام عمله لا يتعارض مع حقوق الاخرين او يلحق بهم الأذى ونحن ندرك كم كان الحوار بين فصائلنا السياسية وهي قريبة لبعضها البعض بالمنشأ وبالانتماء وبالمخاوف، محفوف بالمخاطر وملئ بسوء الفهم، لا بل ان الكثيرين ممن شارك في خلق سوء الفهم هذا كان ممن يجدر بهم ان يكونوا ادوات لتقوية الاواصر والعلاقات بين مختلف الاطراف الا اننا فوجئنا بهم ياخذون مواقف لا تليق بتاريخهم ويشاركون في حملة التشهير بفصائل سياسية مشهود لها بالنزاهة ونكران الذات. فاذا كان هذا هو واقع ونوعية الحوار بين قوانا السياسية فكيف نريده مع القوى الوطنية الاخرى، وقد تم افهامها ان فلان عميل صهيوني والاخر عميل بعثي والثالث عميل كوردي وهلم جرا، ان ثقافة الحوار تنبع في محيط   الممارسة الديمقراطية مترسخة فيه، وليست شعارا، فهي تنمو مع الطفل في البيت، واي منا يتحاور بثقافة الحوار مع اطفاله لحد الان؟، اليس هذا نتاج بيئتنا؟ اذا نحن لا نقول بان شعب العراق بات يفكر في القيام بالاعمال الخيرية، ولا نعتقد ان ما نطالب به سيمنح لنا على طبق من الفضة، ولكن كل هذا لا يعني ان نلغي حقنا بالمطالبة بما نعتقده حقا مشروعا وقابلا للتنفيذ لنا، وبالاخص اذا كان هذا الحق واسلوب المطالبة به يعتمدان ليس على فرض المطلب من خلال ضرب المقابل او التاثير عليه سلبا او بالاستناد الى قوى خارجية، رغم ان المنطق السياسي بات اليوم يقبل حشد مكامن القوة ولو كانت مساندات دولية ، بل ان المطلب يسير بطرق دستورية وقانونية ويرمي الى اقناع الشعب به، وعندما نقول الشعب نقول شعب ما اصطلح على تسميته بسهل نينوى او المناطق الاخرى المراد ضمها الى الحكم الذاتي. ان الموضوعية والعقلانية لم تكن ابدا وليدة الرعب وزرع الخوف واعطاء صفة ما لطرف نحن قد نرى خلافها. فرغم اتفاقنا ان شعبنا لا يكون الاكثرية في الاقضية والنواحي التي تشكل سهل نينوى، الا اننا متفقون ان في سهل نينوى هناك شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، وهناك الازيدين من الكورد وهناك الشبك وهم بين بين، اي بعضه يقر بكورديته والاخر ينادي بعروبته (جماعة حنين القدو) و(برغم من ان السيد حنين القدو قد دخل البرلمان العراقي من خلال قائمة الائتلاف العراقي، الا ان بعض الاخوة يعتبرونه ممثلا للشبك، في حين ينكرون هذه الصفة عن ممثلينا في البرلمان اوالوزراة ممن دخلها من القوائم الوطنية الاخرى!!) كما ان هناك عرب وهناك كورد، واذا استثنينا ناحية النمرود ويمكن الحاقها بالموصل مباشرة وهذا تنظيم اداري ممكن وسهل ولا يحتاج الى تغييرات دستورية بل الى قرار مجلس محافظة نينوى، فان السكان سيكونون خليطا متعددا ايضا، ولكن خياراتهم وحتى باضافة ناحية النمرود ستكون  لصالح الالتحاق باقليم كوردستان، لان الازيدية والكورد وبعض الشبك سيكون خيارهم مع الالتحاق باقليم كوردستان، واعتقد يمكن قراءة هذا الامر بسهولة، وسيبقى شعبنا ونحن نقول ان شعبنا سيختار هذا الانضمام ليكون مع نصفه الاخر في اقليم كوردستان، ولكن الذي سيحدد ذلك هو الاستفتاء الذي نعتقده جميعا الفيصل لهذا الخيار والحكم الذي نحتكم اليه، فاذا ان عملية ادخال الرعب في قلوب المواطنين من ردود فعل العرب السنة لو اختار الشعب خيارا محددا، هي عملية قاصرة وغير سليمة اخلاقيا في التعامل مع ابناء شعبنا، لان ردود فعل الاطراف الاخرى قد تكون    ايضا  كذلك، فلنخرج من هذه اللعبة الخبيثة والمرعبة التي نود ادخال شعبنا فيها لكي يختار خيار محددا بعينه، لا ارى فيه اي مصلحة مستقبلية لشعبنا اوحتى لقيادة الحركة الديمقراطية الاشورية، ان نظرت الى المستقبل اما ان تشبثت بانها باقية على هرم القيادة ما طال الزمن، فهذا شأنها. ان العقلانية هي ان ننظر الى الصورة من كل جوانبها، فنحن ندرك ان شعبنا لم يكن سعيدا ابدا في عيشه خلال العصور الماضية، ونحن ندرك ان ادرار العواطف والقول اننا عشنا مع جيراننا في الماضي بسلام ووئام هو امر غير حقيقي البتة، وهذا لا ينفي وجود حالات فردية لعلاقات ممتازة مع بعض الشخصيات او العشائر العربية او الكوردية، الا انهه بالعموم كانت اوضاع شعبنا ماساوية، والدليل اننا اقلية في وطننا. ولذا فاننا يجب ان نأخذ ردود فعل الازيدية والكورد وبعض الشبك، لا بل حتى الكثير من ابناء شعبنا ممن يودون ان يكونوا مع بقية ابناء شعبهم في تكوين اداري سياسي موحد ليكون لصوتهم قوة وقدرة تاثير اكبر. ان العودة الى كون المنطقة منطقة صراع بين الحكومة الاتحادية واقليم كوردستان، هي لصالح الطرفين، وهي نقطة ضعف لدى الطرفين لدي ولديك سيدي، فاذا كانت منطقة صراع فلمن نحسم الصراع هذا اذا اعتبرنا ان الصراع هو للاستيلاء على منطقة وسلخها من اخرى، في حين ان العملية ليست كذلك ويجب ان لا تصور كذلك، ابدا، فاقليم كوردستان هو جزء من العراق الاتحادي، وبالتالي فاي اراضي تلحق به ستكون ضمن العراق الاتحادي ولن تتغير عائديتها الوطنية، بل ان الذي سيتعير هو العائدية الادارية فقط، وهذا حدث مرار في تاريخ العراق. ان الحل الذي توصلت اليه الحركة الديمقراطية الاشورية نعتقده، ليس ناقصا فقط بل مشوها لفكرة الحكم الذاتي، فبالرغم من  ان دعاة الحكم الذاتي لا يقرون باغفال حقوق كل مكونات شعب منطقة الحكم الذاتي، بل يجب ان تحفظ حقوقهم كاملة كافراد او كمكونات، الا ان تحويل فكرة الحكم الذاتي وهي نقلة سياسية وتطوير لحقوق الشعب السياسية الى حل اداري واعطائه تسمية الحكم الذاتي لم يكن موفقا بل كان كعملية خداع باعتبار الاخرين لا يفهمون عن ماذا يتحدثون، فتشكيل محافظة خاصة بمنطقة سهل نينوى ترتبط بالمركز، يعني انكم قد استحصلتم على موافقة الكورد المسلمين والكورد الازيدية والشبك وابناء شعبنا على هذا الحل،ورغم ان المحافظة هو تكوين اداري، ليس له سلطات تشريعية كبيرة ورغم انه يمكن المجادلة في هذا الشأن، الا اننا نرى ان الحل المطروح هو نوع من تخويف الناس بالعرب وكان الاخرين ملائكة ويمكن تسيرهم حسب مشيئتنا.ان للاخرين ايضا رغبات وميول ومطالب، وليس سهلا انه يمكن توزيع السلطة بالنسب المئوية ونحل المشكلة. ان التركيز على ان نكون جزء من الامة العراقية والتلميح الى ان اقليم كوردستان هو خارج هذه الامة نعتبره امرا خطيرا، فالامة العراقية هو تشكيل افتراضي، اي ليس امرا حقيقيا وانه يمكن ان يكون كذلك عندما يكون الخط العام لسياسة الدولة العراقية متماشيا مع الصالح العام وخارج اطار الايدولوجية. ان الافتراض ان المثقفين في المهجر والداخل يساندون رؤية الحركة امر مشكوك فيه، لا بل ان مقالتكم هذه هي طعنة لهذا الافتراض، لان المقالة تريد ان تجمل طرح الحركة المرفوض قوميا، باعطائه تسميات جديدة مثل الحكم الذاتي في حين ان كل طروحات قيادة الحركة كانت في معادة الحكم الذاتي كشعار وحتى كصلاحيات والدليل طروحاتكم الحالية، ولم نرى الا طرح في ندوة جماهيرية في القوش وغيرها في السويد تقول القيادة انها ليست ضد الحكم الذاتي، ولكن اي حكم ذاتي، هو ذلك الذي يقر بقبول المادة 125 وهي لم تفعل(بضم التاء وتشديد العين)  بعد، اي قبول امر مجهول غير محدد الملامح وسيخضع ايضا هذا التحديد لميزان القوى وللمساومات والاخذ والعطاء في البرلمان العراقي.ان تشكيل منظومة سياسية ادارية للحفاظ على حقوق شعبنا، ليس بغية خلق صراع وايجاد اعداء لشعبنا، فالحكم الذاتي هو الوعاء الذي يمكننا من خلاله الحفاظ على هويتنا القومية والدينية، ولكنه ليس لاجل معاداة الاخرين، وهذا واجبنا كمثقفين وكسياسين وكابناء لهذا الشعب ان نبين ذلك بوضوح لكل الاطراف. ان الغاية ليست خلق عداوات بل خلق حالة يمكننا من ان  نحافظ على ميزاتنا وهويتنا ودليلنا اننا لا نود ان نكون اعداء اي طرف اننا نرى في ان تكون منطقة الحكم الذاتي منطقة مختلطة ويعيش كل سكانها بمساواة تامة كافراد او ككيانات قومية او دينية، ان الحكم الذاتي لشعبنا هو بطاقة دخول العراق العصر الحديث، عصر الحقوق والحريات، وهو بطاقة اشهار تكوين الامة العراقية التي تنظر لابناءها، نظرة واحدة، مهما كان دين او جنس او عنصر او لغة هذا الابن. انكم سيدي في الوقت الذي قمتم ليل نهار بالتاكيد على استفتاء اهل سهل نينوى  ليقرروا مصيرهم، نراكم قد قررتم نيابة عن الازيدين والشبك وعن شعبنا، بانهم لا يريدون الالتحاق باقليم كوردستان، عندما تقولون (( او ان تكون تابعة للحكومة المركزية الاتحادية كما يريدها العرب وسكان المنطقة من غير الكورد))، اي انكم تحللون عليكم ما تحرموه على الاخرين، في الوقت الذي تبين كل الدلائل المستندة الى المنطق والعلاقات التاريخية عدم صحة ما ذهبتم اليه . ان دعاة الحكم الذاتي لا يرغبون في ان يكون الحكم الذاتي قرارا مقرا من قبل مجلس النواب، بل خيارا من خيارات الدستور العراقي، ((وانا اكتب هذا الرد والاستاذ سركيس اغاجان قد صرح بان حقنا في الحكم الذاتي ووحدة تسميتنا القومية قد تم ادخالهما في دستور اقليم كوردستان))،اي ان هناك سابقة لما نود عمله مع الدستور العراقي، وبالاخص مع وجود المادة 125 فان الامر سيكون سهلا، فالمطلوب هو تطوير المادة واضافة الحكم الذاتي كخيار من الخيارات المطروحة لحقوق شعبنا. لان اي قرار يصدر عن مجلس النواب يمكن نقضه بسهولة في تصويت تالي او لدى مجلس نواب منتخب تالي تتغير فيه الموازين السياسية. بدلا من تقوية اوراق شعبنا السياسية وقوة صوته التصويتي من خلال جمعه وادخاله في بوتقة واحدة، بمعنى ان  تاثيره يظهر بشكل جلي وواضح، مما يجعل الاخرين يتودون اليه لكسب هذا الصوت وهذا التودد لن يكون بقول اننا اخوة، بل بامتيازات قانونية ومن خلال الميزانية كما هو جار في مختلف بقاع العالم، نرى الاخوة في الحركة متشبثين بتقسيم شعبنا، ويحاولون التنظير لطروحات بائسة وغير حقيقية ومستندة الى الامال الحزبية الحالية اكثر مما هي مستندة الى الواقع، والواقع يقول ان الازيدية وبعض الشبك والكثير من ابناء شعبنا مع خيار الحكم الذاتي ومع خيار الوحدة مع اخوتهم في الاقليم، وعلى اخوتنا العرب ان كانوا معترضين ان يحترموا قرار الاكثرية مع احترام الاكثرية لحقوق العرب كافراد و كمجموعة سكانية.
المطالبة بالممكن امر حميد وجيد، اما المطالبة بالمستحيل فهو جنون مطبق، ولكن المطالبة بما هو قائم، يعني ان من يطالب بالامر فهو من عالم اخر لا يفقه من عالم السياسة امر ما. ومطالبة الاخوة في الحركة باسم الحكم الذاتي هو المادة 125 دون ان يذكروها ودون ان يعلموا كيف ستفسر وستقونن، وهنا المشكلة اي انهم يطالبون بما لا يمكن معرفة كنهه. برغم من قولكم (( هذا هو ما تطالب به الحركة في الظروف العراقية الحالية السياسية والثقافية والاجتماعية عندما ننظر الى الموضوع من زاوية الخصوصية القومية الوطنية، لانه هو الحل الممكن تحقيقه في مثل هذه الظروف الموضوعية والذاتية وفق كل المؤشرات والمعطيات التي تمت الاشارة اليها والموجودة على ارض الواقع للساحة القومية والساحة الوطنية والاقليمية وحتى على الساحة الدولية.. لذلك فان احد الاهداف المركزية لنضال الحركة الديمقراطية الاشورية في الظروف والمرحلة الحالية هو انجاز الحكم الذاتي لمنطقة سهل نينوى وفق هذه الرؤية وضمن هذا التصور الوطني القومي، لان الحركة تنظر دائما في كل مجالات نضالها الى ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري كعراقيين اصيلين اولا قبل ان يكونوا اي شيء اخر))  فتوصيف الامر بهذه الصورة لا يعني انه يمتلكها، برغم من منحكم مطالبكم البعد الوطني الذي لم نسمع به او نشهد عليه وخصوصا ان ما قرره اقليم كوردستان باعتقادي قد حسم الامر وطنيا، بمفهوم القوى الوطنية العلمانية، كما ان الحزب الشيوعي العراقي قد حسم الامر من خلال مختصة كلدواشور، فالثوب الوطني المراد منحه لتصوركم للحكم الذاتي اسما والادارة المحلية فعلا قد سقط قبل ان يجف حبر نشره. ان مفهوم الحكم الذاتي لا يتعارض مع المفاهيم الديمقراطية او التقدمية او الوطنية بل يعززها لان الحكم الذاتي هو التطبيق الجماعي لمفهوم الديمقراطية ويعني المشاركة الحقة في الوطن قرارا  وخدمة وحقا، وهو قرار تقدمي يضع العراق كله على طريق الحلول السلمية لمشاكل الاقليات والكيانات المختلفة او اي مشاكل ذات طابع سياسي، وهو يساير مع ارقى نظم الدول المستقرة سياسيا واقتصاديا. وهو يضع حلولا حقيقية للمعاناة من العناصر الشوفينية ومن الاستلاب المستمر لحقوق شعوبنا باسم الوطنية والوحدة والعراق الذي كان دائما في حالة الحروب الداخلية. اما اذا كان خياركم هو مدى انسجامه مع شعار فترة الكفاح المسلح فاعتقد ان الشعار قد عفى عليه الزمن، فالعراق الديمقراطي الحر وضمان حقوقنا القومية امر مطلوب ولكن الكيفية، وهنا يأتي مطلب الحكم الذاتي ليضع الكيفية التي يمكن ان نضمن حقوقنا القومية، ويجب ان لا نبقى اسرى الشعارات فقط، بل ان نعمل من اجل تحويل الشعارات الى حلول مناسبة تلائم التطورات القائمة على ارض الواقع.
ان تمتع كل المكونات العراقية بحقوقها الكاملة وضمانة لهذه الحقوق، ضمانة قانونية وادارية، يعني امكانية قوية لخلق هوية وطينة عراقية، يمكن للعراقيين كافة التعايش في ظلها والافتخار بها، فهنا لا هوية تلغى الاخريات بل كل الهويات تزدهر في ظل القانون الواحد الموحد، ان الخوف والفرض والقوة لم يصنعوا هوية وطنية ولم يجعلوا العراقيين يشعرون حقا انهم اخوة، والدليل ان العراقيين يكادون يعودون وبفعل القهر والظلم الى مكونات ما قبل الفكر القومي، الى العشائرية كاطار للحماية من عوادي الزمن. اما الشعور بالمساواة وبان الانسان مخير وكل الاحتمالات مفتوحة امامه وانه يتمتع بكل حقوقه، فستزيل منه الشعور بالغبن ويشعر ان الاخرين اخوة له مهما كان جنسهم او دينهم او لغتهم. ان اشاعة ثقافة التسامح والتفاهم والحوار ياتي من الاستقرار ومن الشعور الدائم بالمساواة وبعدم الغبن على اساس قومي او ديني لو اعتبرنا ان الغبن على اساس التجاوز على حقوق الانسان في العمل وفي الشارع وبطرق غير قانونية موجود ولا يمكن التخلص منه الا في الدولة الفاضلة. نحن معكم ان الانسانية تتجه الى التجمع لكي تحتمي اقتصاديا، ولكنه تجمع الانداد، تجمع المتساويين، تجمع كل جزء فيه يتمتع افراده بكل حقوقهم القومية وهم لا يعانون من الخوف الدائمي من استلاب هويتهم القومية والدينية بفعل عوامل عديدة ومنها عدم ارتقاء الطبقة السياسة وعيا وادراكا لكي تحافظ على اكثر المكونات اصالة في بلدهم، بل تعمل على تسيير القوانيين النابعة من دين الغالبية وتحاول تعميمه وفرضه بحجة الاكثرية. يسعدنا جدا ان تعمل الحركة من اجل ان لا يكون هناك ظالما او مظلوما، ونحن سنعمل معها لتحقيق ذلك،بل يسعدنا ان نضع يدنا في يدها لاجل هذا الهدف النبيل. ولكن هل يزول الظلم بمجرد تنازل طرف ما عن وجوده وعن مطالبه العادلة والتي لاتؤخذ من الاخرين او حين التمتع بها لاينتقص من حقوق الاخرين شيئا، اي ان تمتعنا بالحكم الذاتي لا يؤثر سلبا لا على العرب ولا على الكورد كما انه لا يؤثر سلبا بالطبع على الشبك والازيدية، بل ان واقع مجتمعاتنا نحن ابناء الشعب الكلداني السرياني الاشوري والاخوة الازيدية متقارب ونحن مجتمعات ترغب في التكيف مع القوانين العلمانية ونعتمد الصيغ المفتوحة للقانون  بمعنى قوانين تعتبر الحرية معيارا اساسيا في تسيير شؤون المجتمع، مع حفظ وصون حقوق الاخر.
في الاخير صدمنا الاستاذ خوشابا سولاقا الذي ابتدأ مقالته بعنوان رؤية الحركة الديمقراطية الاشورية لمشروع الحكم الذاتي في سهل نينوى..... ,,لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري,, ولكنه ينهيه بصيغة راي خاص به عندما يطالب القارئ الذي يوافقه الراي او الذي يعارضه، لكي يفكر بتجرد بما كتبه، فنحن وبالرغم من كل احترامنا لشخص الكاتب الاستاذ خوشابا سولاقا، الا اننا نرى ان جل ما كتبه هو تغيير عنوان مطالب الحركة مع بقاء المضمون على ما كان قديما، وهو الادارة المحلية، مع زيادة جرعة المخاوف، ونحن اذا كنا لا نلغي المخاوف من تحركاتنا بمعنى ان السياسي الذي لا يضع كل الاحتمالات كامر وارد فهو ليس سياسيا، وبالاخص في العصر الحالي، حيث ان متغيرا صغيرا في اليابان قد يؤثر سياسيا على قرارات كثيرة وفي دول مختلفة. ولكن رمي رجال الكنيسة التي لم يستطيعوا ان يحققوا السلام في كنيسة المسيح كان بالتاكيد في غير محله وخصوصا مع ضلوع الحركة الديمقراطية الاشورية والمؤسسات التابعة لها في حملة شرسة لتقسيم احد فروع كنيسة المشرق، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ان انقسام الكنيسة في فروعها الثلاثة الكبيرة واعني الانقسام الاول الذي حدث في القرن الخامس الميلادي والاخر الذي حدث في كنيسة المشرق في القرن السادس عشر الميلادي كانا قبل مرحلة الوعي القومي، بالتالي فان وحدتهم كشرط لزوال معول المذهبية، ونحن اذا نقر بالدور السلبي لصراع المذهبي على وحدة شعبنا ولكن على السياسين الارتقاء فوق هذا العامل لانهم بطبيعتهم عابري للمذاهب ويدعون العمل من اجل وحدة الامة والشعب، واذا كانت الحركة الديمقراطية الاشورية قد اقتضت حوالي خمسة سنوات لكي تقر وتستعمل التسمية الثلاثية فكم ياترى يقتضي منها الوقت للاقرار بالحكم الذاتي الذي اتفقت غالبية احزاب وتنظيمات شعبنا عليه، وهنا نود ان نذكر الاستاذ خوشابا سولاقا باننا لا نعتقد انه يؤمن حقا ان هذه التنظيمات هي ماجورة او غير واعية او لا تعرف ما يدور خلف الكواليس، لانها ان كانت كذلك فهذا الامر ينطبق على الحركة الديمقراطية الاشورية عندما يعتقد الاخرين بها ذلك. اذا وبعيدا عن الاتهام الشخصي للاستاذ خوشابا سولاقا، اقول انني حاولت ان اقرأ بتأني وبتجرد مقالته وحاولت ان اعتقد ان فيها خطوة الى الامام وحاولت ان يكون ردي موضوعيا وليس سجاليا، ولكن ما راعني هو ان التغيير كان في العنوان وليس في المضمون.



bebedematy@web.de

329
لا للتجارة... نعم للجنة تحقيق قوية ونزيهة


تيري بطرس
ليس ما حدث في الموصل في الاونة الاخيرة من قتل وتشريد وطرد لابناء شعبنا او للمسيحيين كلهم حدثا فريدا او جديدا، وكل من يقول غير ذلك اعتقده كاذبا او متحاملا ويريد تمرير امور غير حقيقة او لا يزال متاثرا بما يقال مرارا وتكرارا من اننا عشنا كمسيحيين مع اخوتنا المسلمينن في سلام وؤام دائم. فكمسيحيين في الموصل ومن ذاكرتي اقول تعرض ابناء شعبنا الى مضايقات وقتل ورعب ابان الاحداث التي قادها الشواف عام 1959 وقبلها تعرض ابناء شعبنا قبل احداث سميل 1933 لمضايقات وتهجمات، وفي عام 1963 كان وضع ابناء شعبنا ماساويا وخصوصا بعد تحكم مليشيات ما سميت بالحرس القومي السيئة الصيت، وقبل سنوات قليلة تعرضت كنائسنا الى التفجير والتدمير والكثير من ابناء شعبنا الى الذبح والقتل وكان منهم كهنة ومطران وكلكم تعرفون ذلك. كل ذلك حدث وشعبنا وقواه السياسية لم يرفعوا شعار الحكم الذاتي والمطالبة به، رغم ان المطالبة بامر ما في الدول الديمقراطية هو امر عادي وامر مقبول ومرحب به لانه يتسق مع الممارسة الديمقراطية، كما ان المطالبة بالحكم الذاتي لا تشمل الموصل اي المدينة بحد ذاتها، وللعلم فان الموصل كلواء قد حدث عليه تغيرات عديدة، ولعل اكبرها سلخ محافظة دهوك منه وسلخ مناطق كثيرة اخرى منه واضافتها الى محافظة صلاح الدين، وكل هذا حدث في اطار تغييرات ادارية وسياسية. ولكن الشئ الذي كان متغيرا هذه المرة ان التغييرات المطالبة بها والتي حدث بعضها رسميا وهو الاقرار بالفدرالية  كنظام حكم لمناطق واسعة من العراق، والبعض الاخر مطالب باحداثة وهو الحكم الذاتي، ان كلا التغييرين لم ياتيا من الفوق، اي من نظام دكتاتوري متمسك بالسلطة وبكل تفاصيلها، فما حدث تحت قيادة هذه الانظمة تم القبول به والسكوت عنه، رغم انه لم يكن يمثل ارادة الكل، اوبعضه على الاقل، ولكن ما يتم المطالبة به سيخضع للاستفتاءات الشعبية وسيكون خاضعا لحكم الشعب وهو يسير حسب القوانين السائدة في العراق. وبالطلع فعمليات اضطهاد المكونات القليلة العدد ومنهم المسيحين او الصابئة المندائييين او الشبك او الازيدين، لا بل حتى الشيعة في احياء السنة او السنة في احياء الشعة، قد شملت العراق كله، فمسيحي الانبار قد تركوها بعد سقوط النظام مباشرة وهكذا ايضا في مسيحي البصرة الذين لم يبقى منهم الا اعدادا قليلة وهكذا الامر بالنسبة لاحياء كبيرة في بغداد ومنها مدينة الدورة بمختلف احياءها. في عمليات القتل والاعتداء السابقة صرح البعض انه ليس هناك اعتاداء ضد المسيحيين وتصريحات مستفزة اخرى، ولكن البعض سكت عنها، لا بل ان هذا البعض حاول اضفاء نوع من الفكاهة على هذه التصريحات او اعطاء صاحبها شعور عالي بالوطنية، مثلما يحاول البعض تفسير المأجورين بانه من ياخذ اجر لقاء عمل، والذي نسميه في ثقافتنا بالعامل وليس المأجور، فالماجور هو من عمل من داخل شعبه لصالح العدو اي كان هذا العدو لقاء اجر، وليس لانه مؤمن بايدولوجية هذا العدو المفترض، وهذا هو مفهم المأجور وبالاخص عندما تقال لسياسي وهذا كان واضحا في ما اطلقه السيد كنا على البعض وعلى ضعف الوعي القومي لدى البعض الاخر، فهي ايضا مثل الماجور مسبة وشتيمة، عندما تطلق على سياسي له موقعه داخل حزب ما، فكيف بسياسي او كاتب من ابناء شعبنا، وبدلا من نقد استئراء مثل هذا الخطاب التخويني بين تنظيمات شعبنا والتي كانت سببها الحركة الديمقراطية الاشورية ومنذ بداية التسعينيات ولحد الان، نراهم يقومون بتبرير ما لا يبر واعطاء تفاسير هزلية وكاريكاتورية لهذه الممارسات الغير المقبولة اخلاقيا داخل العمل السياسي في نفس الوقت الذي يتم التهجم على النقد الموجه لممارسة سياسية مفضوحة ومحددة، وبالاخص ان اريد من النقد التواصل والتقارب، لتحقيق الاهداف العليا لشعبنا.
بعد كل مرحلة عصيبة كانت هناك مرحلة اتسمت بالاتهامات والعداء والتخوين، فبعد مرحلة التسمية وحروبها الغير المبررة، بدأت مرحلة العرائض المختلفة، ونود من الجميع توثيق هذه المرحلة ومن بدأها، ولماذا، وماذا كانت ردود فعل المقابل،وهل ساعدت في لم الشمل ام كانت نتيجتها ما هو في الدستور العراقي الحالي؟
وفي مرحلة الانتخابات كانت نفس الاقلام ونفس الاشخاص او غيرهم من الداعمين لهذه الجهة تكيل كل الاتهامات للقوائم الاخرى، فكانت في الغالب كوردية، او في احضان الكورد او غيرها من الاتهامات الباطلة والغير الاخلاقية والتي لم تساعد في التقارب ولا تساعد في ابراء الجروح السابقة ولا التالية، فهل من الممكن بنظر البعض ان يتمكن سياسي افنى عمره في العمل القومي وبصدق وصراحة، ان يتقبل اتهامات من شخص، يدرك هذه الشخص ان اتهامته كاذبة، والامر الاخر انه ليس فوق الشبهات اصلا. ان سكوت الاخرين لا يعبر عن جبنهم او عدم امتلاكهم اي معلومات او استنتاجات تضر الاخر، بل ان سكوتهم هو لاجل مصلحة العمل القومي ككل ولتفادي الاضرار الجانبية لما يمكن البوح به.     
بعد الاحدداث الاخيرة، وعمليات القتل التي طالت حوالي اربعة عشرة من ابناء شعبنا من مسيحي موصل وخورج حوالي 1300 عائلة الى القرى والقصبات المجاورة، خرجت اقلام عديدة، تقول ان سبب هذه الهجمات هو المطالبة بالحكم الذاتي،والحقيقة ان هناك كثرة من الاسماء الجديدة خرجت طازجة تنحي هذا المنحي، محملة من رفع شعار الحكم الذاتي السبب في هذه الهجمة الشرسة والدموية والغير الاخلاقية والتي تعبر عن نهج معتمد لدى ايديولجيات معينة، لابل ان الكثيرين تطوعوا وحددوا البيشمركة والاحزاب الكوردية المسؤولية، دون اثباتات معينة. وقد نقل ان السيد يونادم كنا كان قد صرح بمنحي ان السبب في هذه الهجمة هو المطالبة بالحكم الذاتي لقناة الجزيرة القطرية، وبرغم استبعادي مثل هذا التصريح لانه تصريح لا يصدر الا من شحص غبي او شخص يخفي نفسه تحت اسماء مستعارة او شخص لا تهمه الحقيقة بقدر مساندة طرف معين خارج اطار الحقيقة، الا ان مثل هذه التصريحات قد كثرت وشاعت. وبالطبع دون الاستناد الى اي دليل، بل ان الغاية النهائية ممن يبث مثل هذه الاستنتاجات هو لجم شعبنا وقيادته السياسية من المطالبة باية حقوق، فما يقال عن الحكم الذاتي يمكن ان يقال عن المطالبة بالادرارة الذاتية، اي ان من يرفض الحكم الذاتي ويقتل ابناء شعبنا لاجل المطالة به او يهجرهم فانه سيفعل الامر ذاته لو طالبنا بالادارة الذاتية، فاالارهاب المتدثر باللباس الاسلامي لا يريد لنا وجودا،  الا كاهل الذمة ممن يدفع الجزية، فهذا الارهاب لا يزال يؤمن بمفهوم الدولة الاسلامية وقوانينيها وان الارض اسلامية. من الملاحظ ان من يساير مثل هذه الدعوات، اي يطالب باسكات شعبنا، لا يزال يؤمن باننا حقا نعيش في كنف المسلمين كظيوف وليس في كنف الدولة كمواطنيين، لهم خصوصاتهم الخاصة. انهم يرعبوننا باننا ان طالبنا باي حق فمصيرنا الموت فالافظل السكوت والصمت عن كل ما يجري وقبوله كامر واقع، انهم ارتاحوا لصورة المواطن الضحية صورة ان نكون على الدوام اهل ذمة، واي  تضحيات يقدمها في مسيرة تقدمه وتطوره تعتبر جرائم كبرى، فما تفسرممارسات القتلة والسفلة امرواقع علينا الاستسلام له. في نفس الاطار هناك اتهامات ضد الاحزاب الكوردستانية كما ذكرنا، محملينها مسؤولية ما يحدث ضد مسيحي موصل، ولحد الان لا نعرف سببا لقيام الاحزاب الكوردستانية بذلك، رغم ان تضم المئات من الاعضاء من ابناء شعبنا ولهم فيها صوت مسموع، ولا اعتقد ان هؤلاء الاعضاء يمكنهم القبول بقتل اخوتهم في الدين، ومهما كان المبرر.فهذه الممارسة ان صحت هي على الضد من مصالح الكوردي، والكورد ان ارادوا ضم الموصل فالافضل لهم دفع العرب المسلمون للهجرة وليس المسيحيين، لان المسيحيين لا يمثلون ثقلا كبيرا كما انهم غير مرتبطين باجندة اقليمية او بدعم اقليمي يضر الاكراد. هذا كله لو اننا  سايرنا من يوجه اتهامته باتجاه الكورد. اما من  يفسر الامر بانه رغبة من الكورد لضم سهل نينوى ورغبة منهم في التوسع الجغرافي، فالمنطق يقول انهم حتى وان رغبوا في التوسع الجغرافي، فان عليهم ان يعملون من تقليل ابناء المكونات الاخرى لصالح الكورد وليس العكس، ولكن في معمة اللامنطق، ومعمة العداء السافر للكورد او الاستسلام السافر لهم او للعرب والمسلمين بغض النظر عن مصالح شعبنا الحقيقية يتم اغفال الحقائق والمنطق لصالح الهلوسات ليس الا. 
اذا صار مطلوبا ليس الاستكانة للاتهامات ومحاولة تمييع دماء الشهداء وجعلها جزء من بازار للتجارة بها بين الاخوة الاعدءا، بل المطلوب حقا المطالبة بتشكيل لجنة محايدة ومقتدرة وفاعلة لكشف من يقوم بهذه الممارسات مرة تلو الاخرى، ونحن وشعبنا ندور في حلقة من الاخذ والرد ومن الحروب الداخلية التي لا تبقي على اي اساس للتواصل وللحوار لبناء مستقبل مشرف لشعبنا. في غضم كل هذه الامور مرت مسودة الثانية لدستور اقليم كوردستان، التي طرحت قبل فترة على كلنا مرورا هادئا، لم تنل اي نقد او تحليل حيث خلت من اي حق لشعبنا وحسب مطالبه المعلنة، ان كل هذه الامور تدعونا للتاساؤل عن حقيقة الاتهامات الموجهة للاكراد بتوسيع مناطقهم على حسابنا من خلال الحكم الذاتي، وتدعونا للتساؤل عن حقيقة مواقف بعض الاطراف الكوردية من الشراكة التاريخية بين شعبينا واختلاط الدماء خلال فترات مطالبة الكورد بحقوقهم، فالكل يجب ان يدرك ان مشاركة شعبنا للشعب الكوردي في نضاله المشروع لم يكن احقاق حق لمظلوم، على ان يترك المظلوم الاكثر مظلومية والذي تتراكم وتتضاعف مظلوميته لتكون مظلومية قومية ودينية، فريسة للظلم وللتجاوز على حقوقه.
ان ترك الساحة لكل من هب ودب، ليقول ما يشاء ويخلق عداوات مع مكونات العراق الاخرى دون ادلة ودون اي رادع، امر بات غير مقبول، انه محاولة لتجريد شعبنا من اي امكانية للتحالف مع اي طرف وتركه وحيدا، ان هذا الموقف غير اخلاقي بحق شعبنا اولا واخيرا، فنحن الذين نحتاج لدعم الاخرين وليس العكس، على الاقل بمفاهيم السياسية الدارجة، والمعتمدة على الاكثرية والا قلية. يعز في نفسنا ان يكون من شارك في هذه الحملة ونشرها هم من بعض سياسينا ممن وضع مصالحه الذاتية في الاولية، ولم يترك للشعب خيارات محددة لكي يختار، فكانت حرب ضروس ، لكي يقف الشعب على قديميه ويقول كلمته ولكن كل ذلك كلف اثمانا باهضة دفعها الشعب من حقوقه لانه كان امام امرين احلاهما مر، الاستسلام لسياسيين طموحين لذاتهم ولمصالحهم وان دفع الشعب ثمن ذلك من وحدته وسقف حقوقه، او الاستسلام لنظرية الصمت والسكوت على ما يمنح لنا وعدم النطق، فالمنحة يشكر عليها ولا يعترض، وعلينا تقديم ولاء الطاعة والشكر لمانحيها ليل نهار من اسيادنا الجدد، ان قوى الشعب لم ترتضى المنطقين المعوجين بل بادرت للمطالبة بحقوقه وبارادة حرة وقوية لان الشعب يستحق هذه الحقوق وعلى بقية السياسين الالتحاق بقوى شعبنا وليس العكس، وشعبنا يقول انه لن ترعبة وتسكنه ما يحدث في الموصل ان كانت غاية ذلك اسكاته، رغم ان كل الدلائل تقول ان احداث الموصل هو استغلال لضعف الدولة وقواتها ولكون هذه القوات مخترقة من قبل القوى الظلامية ومن افكارهذه القوى، والدولة ساكتة مشلولة عن فعل اي شئ لعل تغضب الظلاميين، ولكن الظلاميين لا يكتفون بالبعض بل سيعملون لالتهام كل الكعكة.



Bebedematy@web.de

330
بين بتي وهوزايا وكلو، خذوهم جميعا بسلة واحدة!



تيري بطرس


لم ادعي يوما انني اتقن اللغة العربية اتقانا لا يشوبه شائبة، فالاخطاء كثيرة والحمد لله، والكيبورد الانكليزي يزيدها اخطاء وخصوصا في الكتابة السريعة مما يجعلني اكتب حرف قبل الاخر مثل ان اردت كتابة الا اكتبها اال اي اللام بعد الالف واحيانا تكون الجملة واضحة في عقلي ولكنني اكتب نصفها معتقدا انني سطرتها كلها كل هذا يحدث، ولانني اعيد قراءة ما اكتب ولكن اقراء في الغالب ما وددت كتابته وليس ما سطرته فتحدث اخطاء كثيرة والمعذرة من القراء الكرام لتحملهم اخطائي، ولكن حتى وان كانت هناك اخطاء قليلة جدا يمكن ان يقع فيها اي كاتب كبير وليس هاويا مثلي او كاتبا عربيا اصيلا وليس غرببا عنها مثلي فان البعض وفي مجال النقد يمرر معلومة ان هناك اخطاء كثيرة لاظهار المقابل قاصرا ولو في امر قد لا يكون اساسيا فنحن لا نكتب الادب العربي ولا نقوم بسطر نصوص انشائية تتطلب البلاغة، وليس هناك من يعيد تصحيح اخطاءنا (فحتى المازني والعقاد والمنفلوطي والحكيم والزيات وغيرهم من جهابذة اللغة  العربية كان هناك من يصحح لهم). ولذا فاقول للسيد هوزايا شكرا لنقدك، ولكنني استفدت حقا من نقد الاخوة المؤيدين للحركة الديمقراطية الاشورية بشئ حقا انا جدير بالاقتداء به، فسابقا كنت اخذ فقرات من ما اريد نقده ما كان يتطلب اضاعة وقت طويل على القارئ ومساحة كبيرة من مساحة عنكاوا كوم الغراء، وتلافيا لهذه الامور ولتوقعي ان هذه المقالة قد تكون طويلة بعض الشئ اساسا لانني اخذتهم جمعا، ولذا فانني سانتقدهم واقو ل ما فهمته من مقالاتهم وعلى القارئ العودة اليها ان اراد ولن اضع ايضا رابط لهذه المقالات عملا بالمثل.
في احدى قرانا التقيت بشخص كان يسرد قصة وكأنها حقيقة ورغم علم الجميع ان القصة هي محض كذب في كذب، فلا احد يمكنه تصديقها لان لااحد شاهد احداثها رغم انها وقعت وحسب الراوي في زمن لا يتعدي الخمسون عاما مضت، الا ان الرجل كا ن يرويها وكانها حقيقة ثابتة، ومفاد الرواية ان الشخص المتكلم يقول انه ووالده ذهبا يوما لقطع اغصان الاشجار لكي تجمع ويعمل منها كديشا(كرووتا) تحفظ لمأكل الماشية وخصوصا الغنم والمعز في الشتاء، ويقول الراوي ان والده قطع الاغصان وناوله وهو بنى الكديش، وبعد عمل طويل سمع همهمة اصوات فصرخ بوالده قائلا انه يسمع همهمة اصوات، فقال له والده اسرع بالنزول انها اصوات الملائكة، ويقول الراوي انه قفز بسرعة وبعد قفزته تهدم الكدس او الكرووتا فملات وادي قرية باز لحد ان اهالي قرية باز كانوا يطعمون اوراق الاغصان لماشيتهم سنوات طويلة، للمعلومات (قرية باز تقع على بعد ساعة ونصف من قرية الراوي، وبالتالي انه لو حدث مثل ذلك لرواه الناس لعشرات السنوات طبعا مع عدم معقولية الحدث من الناحية المنطقية والقدرات الانسانية) رويت هذه القصة لابين للقراء الكرام ان مساندي الحركة ينسبون لها اعمالا لو كانت حدثت لكنا سمعنا بها وان حدثت فنحن ندرك وكلنا نعلم بانها ليست من انجازاتها ولكنهم مستعدين لتكرارها فهم قد صدقوها وان كانت كل الدلائل تكذبها مثل التدريس السرياني والصرف عليه. كما ذكرني السيد وديع بتي بالجهد الذي يبذله السيد كنا من خلال الهاتف للقاء كبار مسؤولي الدولة بما حدثنتي به احدى عضوات التنظيم اياه من ان السيد كنا على اتصال دائم بمادلين اولبرايت وغيرهم من المسؤولين طبعا حينها من اجل العمل القومي. ونحن اذا لم ننكر اتصلاات السيد كنا، ولكن تساؤلنا هو هل حقا ان السيد كنا كان سيكون بهذه المشغولية بحيث انه لا يتذوق طعم النوم لانه يقضي كل ليله للاتضال بالسيد المشهداني او السفير الفرنسي لو انه بدلا من السباب الذي وجهه لاغلب تنظيماتنا السياسية، كان قد طلب منهم الدعم والمساندة لدحر المنتظر او لوقف ما ينتظر المادة خمسون الهزيلة، وخصوصا انها كانت امام امتهان الرفض من خلال النقض الرئاسي، ولماذا لم يقم السيد كنا قبل النقض بكل هذا النشاط لكي يتفادي الغاءها وكانت الرئاسة قد نقضتها مما نقضت من قانون انتخابات مجالس المحافظات، ام ان السباب بحق تنظيماتنا القومية ورجال ديننا كان هو الحل الافضل، مرة اخرى ماذا عمل السيد كنا قبل الغاءها ولماذا صوت لصالح الغاءها اصلا وبعد ذلك تباكى عليها، الا يدل كل ذلك انه كان داخلا لعبة سياسية اكبر منه وغير مستوية وغيرة معلومة الاهداف بحيث تم تصويره كانه عري من ملبسه امام الجميع. نقول للكاتب ان الذي حدث في تظاهرة اكيتو والحداد معلن على استشهاد المطران رحو على الاقل من قبل المجلس الشعبي والاحزاب المؤتلفة وتلفزيون عشتار ، فان خروج ثلاثة الاف شخص في مسيرة تم التحشيد لها وحضرت الباصات للسفرة وبحضور المطربين والرقص والدبكات، عملوا منها خمسون الفا واعتبرتموها بطاقة مرور وتزيكة لقيادة الحركة، فبالطبع سيقوم اخرون بالرد عليكم بالمثل ايها السادة، والا فهل تريدنهم ان يصمتوا، وخصوصا ان عدد افراد تظاهرتهم فاق تظاهرات اكيتوا بعددة مرات. وبالطبع فكل الامور في هذا الزمان برحمة الحركة وقائدها الهمام فالثور يمكن ان يحلب بهمتهما وكل الاعاجيب يمكن ان تحدث وان نخترع دواء يونادمين ونينوسيم لعلاج السرطان وكل شئ جائز. فخلال عصر انقلاب الموازين يمكن ان تلصق تهمة اللصوصية المثبتة على على زيد بعمر وكلنا نعلم قضايا توظيف الازلام دون اي قدرات وامكانيات حتى انه شاع ان بعض الطلبة كانوا اكثر دراية بقراءة السريانية من معلميهم او معلماتهم، وان بعض المعلمين كانوا ادرى بمفتشيهم وهلم جرى الى بقية الامور والقضايا، حينما كان حزبهم المرجعية الوحيدة لتوظيف ابناء شعبنا في تسعينات القرن الماضي، ولكن بعد ان قررت الادارةى اتباع الطرق السليمة في التوظيف انقلب الامور، وصار الحليف عدوا وبدأت اقلام المحسوبين بالكتابة والصاق ما مارسه تنظيمهم بالاخرين، وصحيح ما قيل ان اللص يعتقد كل الناس لصوصا. ان مسألة الكوتا لم تكن من قبل الاحزاب التي اعترضت عليها او التي كان لها وجهة نظر معينة تجاهها ركوب موجة، وحتى لو لم تركب الموجة ما كان السيد كنا بقادر على لملمة الامور، بل كانت فيضان الحد الفاصل من الممكن القبول به من التجاوزات على شعبنا، فالكوتة بما هي كوتا لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري قد تكون امر مقبول لو توافقت مع الاعداد التي طرحها اصحاب او مدعي تحقيق الكوتة، ولو كانت على الاساس القومي، وهنا لا احد من مساندي الحركة يطرح لماذا تحولت الكوتة الى كوتة مسيحية، وليست كوتة قومية. ان الشعب وقواه خرجت وارادت ان تستغل المناسبة لتحقيق وحدة في القرار والمسار ولكن ويا للمفارقة كان السيد كنا هو من خرب هذا المسار ووحدة القرار، عندما تهرب من الاجتماع المشترك ولم يرسل بديلا عنه لا بل لم يفسر سبب غيابه ايضا،ويقولون لماذا لم ينتظروا لحين معرفة سبب عدم حضوره، اتدرون لماذا لم يحضر لانه كان قد اعتقد بان مظاهرته في القوش والتي رتبها سرا كانت ستكتسح الجميع، اي ان السيد كنا لم يكن بوارد العمل الجماعي اصلا، لا بالامس ولا اليوم  ولا غدا، لانه في هذه الحالة سيكون واحد من الكل وليس الوحيد كما يريد وكما عمل على الدوام وهذه الممارسة من السيد كنا ليست الاولى بل مارسها كثيرا وكل احزاب شعبنا صار مرة ضحية لها. اذا الكوتا لم تكن ذلك الابن المدلل بل ما بعد الكوتا وهو الاهم لان الكل يدرك ان البرلمان يمكن ان يسن الكوتا ويمكن ان يلغيها في نفس السهولة، اما الحكم الذاتي فهو سيكون مادة دستورية من الصعب الغاءها لان تغيير الدستور يتطلب 75% من النواب ومصادقة ثلاثة محافظات والاكثرية من الشعب.
مع الغاء المادة 50 من قانون الانتخابات خرجت اقلام الزوعاويين وبعض المتعصبين في لوم التحالف الكوردستاني، لتصويته على هذا الالغاء، ولكن لم يلم احد السيد كنا او السيد ابلحد افرام على تصويتهم على الغاء المادة 50، والامر الاخر هل ان التحالف الكوردستاني صوت على الغاء الفقرة نكاية بنا ام لتحقيق مصالح خاصة به ومنها محاولة واد فصل الاخوة الازيديدية والشبك من القومية الكوردية وكذلك الفيلية في محاولة خبيثة لتقسيم الكورد الى طوائف متعددة  وبالاخص فصل الازيدية من الكورد  التي تورط فيها السيد كنا مدفوعا بمن وعده بتمرير الكوتا، والسيد كنا وعيره يدركون ان الكورد لن يقبلوا بذلك حتما، فهل كان السيد كنا الذي يدعي انه من قدم الدرسات وحدد الاقليات ومنها التركمان الذين رفضوا درجهم كاقليات، هل كان السيد كنا يدري ما يعمل؟ ام انه سياسي جاهل او دفع به ليقوم بما قام به والذي دفعه الى ذلك كان يدرك ما يفعل، والسيد كنا لا هو في العير والا في النفير. ابهذا السياسي يمكن تمشية امور شعبنا بالله عليكم ؟ هل نحن كشعب بحاجة الى اصدقاء ام الى اعداء؟ هل نحن بحاجة الى حلفاء ام الى من يقف ضد طموحاتنا، ان السيد كنا الذي يريد ان يدعي بابوة المادة 50 لم يعلم الى ماذا يقوده تحالفه الغريب ومحاولته ضرب التحالف الكوردي او بالاحرى الشعب الكوردي في الصميم، في ما يعتقده الخط الاحمر وهو فصل الفيلية والازيدية منه لانه يعتبرهم اكرادا وقدم في سبيل هذا الايمان الكثير. فهل كان على الكورد ان يسايروا السيد كنا ام كان على السيد كنا ان يستشير اخوته من قادة الاحزاب والمؤسسات القومية قبل الاقدام على خطواته المثيرة للاستغراب في المضمون وفي الوسائل. ان من قطع اوصال الطائر هو السيد كنا في كل مواقفه، فرغم الهستيرية التي تميزت بها مقابلاته في الولايات المتحدة الامريكية ومن خلال وصف الغاليية بالماجورين او الغير الواعين، فالناس كانت ترغب في الخروج بموقف موحد، الا انه لم يترك لاحد اي مجال لذلك، لانه يدرك بانه كان سيواجه اسئلة صعبة حول اسباب تحالفاته الخاطئة، وحول وضعه التحالف الكوردستاني في الموقف الصعب بما لا يترك مجال الا للاعتراض على المادة 50، وكان الهروب ولننتظر الى ماذا سيؤدي هذا الهروب. لاننا ندرك ان السيد كنا وتنظيمه قد خرج فعليا من الساحة القومية وانحاز الى المصالح الذاتية او الحزبية، فالمصلحة القومية اخر ما يهم السيد كنا وتنظيمه. نحن ندرك ان حقوقنا يمكن ان تاخذ في بغداد و ايضا في الاقليم، ولكن للوصول الى بغداد بقوة واقتدار نريد ان يكون هناك ما لا يقل من خمسون نائبا في التحالف الكوردستاني الى صفنا، ليس هذا بل الثمانون نائبا عن الائتلاف العراقي والخمسة والعشرون عن العراقية وعن تيار الصدر وعن الفضيلة وعن كل شريف يؤيد مطلبنا في الحكم الذاتي، ولكن البعض لايزال يتغابى ولا يقول الحقيقة ان اكثر من نصف اراض شعبنا واكثر من نصف تعداده يقطن او يعود باصوله الى اقليم كوردستان وهذه النقطة يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار، ونحن نريد مستقبل شعبنا كله وليس جزء يسير منه. ولان البعض يعتبر شعبنا غبيا فهو يدعي قيام تظاهرات عديدة لشعبنا وفي كل منها كان هناك شعار مختلف عن الاخر في نوعية المطالبة بالحكم الذاتي، والغريب وحسب علمنا ونحن نعتقد اننا متابعون لنشاطات ابناء شعبنا، ان التظاهرات التي رفعت شعار الحكم الذاتي كانت الاخيرة فقط، والتي خرجت اعتراضا على الغاء المادة 50 من قانون انتخابات مجلس المحافظات، ولكن من يتعمد الكذب على شعبه فهو يمكنه ان يقول ما يشاء وفي اي وقت وفي اي مناسبة. فالمدافعين عن السيد كنا لا يقرون انه مال الحكومة، بل انه ضالع في سياسات موالية لجزء من الحكومة، ولذا فقد سار بالمخطط الموضوع له في تحديد الاقليات حسب رغبة هذا الجزء وعند وصول الفاس الى الفراس لم يسعفه هذا الجزء بل ضحى به لاجل التحالف الاكبر. عندما نسمع التغني باسم العراق وكان اقليم كوردستان ليس جزء من العراقينتابنا العجب لجهل هؤلاء الناس بالحقائق او لاعتقادهم ان شعبنا لا يدري فلا باس من التغني ببعض الشعارات الفارغة له.نحن نود ان نقول  للجميع بالنسبة لنا ان اقليم كوردستان وسهل نينوى اجمل واغلى اجزء العراق، ان البعض يتعامل مع اقليم كوردستان وكانه اما اقليم مارد، او انه خارج من العراي، في الوقت الذي يتحكم الجميع الى دستور هو الذي صاغ صورة العراق الحالية ووضع اللبنات لصورته المستقبلية، ان اعتبار تحالف بعض قوى شعبنا مع القوى الكوردية وكانه تحالف لاجل تقسيم العراق، امر اجرامي بحق العراق الحالي وبحق الدستور وبحق الوحدة الوطنية للعراق، ولكنه امر اجرامي بحق شعبنا وقواه التي ترى بحكم الجغراقية والتاريخ والايدولوجية الحديثة انه افضل تحالف ممكن الان وفي المستقبل المنظور.
حزبيا، اي على مستوى الحزب الوطني الاشوري، لا اعتقد ان احد يمكن ان يتهم الحزب انه كان مع تسمية معينة وحيدة وتعصب لها، فهو في مؤتمره الثاني في عام 2002 قد اكد تساوي تسميات شعبنا واحتواء احداها على الاخريات وانها تاريخية وان حزبنا يرى فيها تسميات لشعبنا في مراحل تاريحية معينة، وقد طرح حزبنا حلا للاشكالية في مؤتمر بغداد لعام 2003 التسمية الثلاثية، وكان مرحبا باستعمال التسمية الكلدو اشورية ايضا، قبل ان ينحرها السيد كنا وحزبه في  ما نحره بسبب جشعه واستلامه كل الصلاحيات وعدم استشارة احد، فاذا حزبنا كان من الاوائل المطالبين بتجاوز مسالة التسمية والاصرا على اننا شعب وامة واحدة او شعب وقومية واحدة، فلا يمكن المزايدة على حزبنا في ذلك ابدا، لانه وضع مصلحة الشعب اولا وبعد ذلك رؤية الحزب التي تقول بان التسمة الاشورية هي الاكثر تمثيلا  لطموحاتنا السياسية والتاريخية ولموقعنا الدولي.
يحاول البعض اللعب على بعض الكلمات مثل مفكر الحزب او منظره وغيرها من الكلمات والمصطلحات التي لا يعترف بها الحزب، فالحزب هو تراكم من الخبرات والامكانيات تنظاف لبعضها البعض لتكون راي الحزب، فالحزب وبرغم من ان بعض قادته قد تركوا مسيرة الحزب لاي سبب من الاسباب، الا انهم في تاريخه مكانة ولموقعهم واضافاتهم موقعا لا يمحى، ومشكلة الحزب الوطني الاشوري انه لا يمكن تحديد من هو مفكر الحزب حقيقة لانه يضم خيرة شباب او لنقل رجال كلهم يشاركون في خلق فكر الحزب،وبحيث ان ما يخرج من اراء تنسب للحزب تكون حقا نتاج نقاش وحوار وتبادل راي حقيقي، ولذا فنشر مقولة مفكر الحزب والصاق الصفة بشخص الكاتب (تيري بطرس) هو نوع من الهلوسة وصيد في الماء الاسن ومحاولة التصيد للمستقبل، كان يقال اذا كان مفكر الحزب هو بهذه الاخطاء الاملائية فكيف يكون البقية؟ اذا العبوا غيرها وليكن لاحزابكم  مفكرين فنحن لسنا بحاجة لمفكر واحد، فقرار الحزب هو قرار كل فرد فيه، علما انني في كتاباتي اكون قريبا من الحزب ولا اقول رايه بالكامل، فانا اكتب وحدي وانشر لوحدي.
اما عن سياسة الحزب فهي سياسة تتاني وتحاول ان تمد يد الصداقة للجميع، وتحاول زيادة اصدقاء شعبنا وترسيخ حقوق هذا الشعب بقدر الامكان، والمحير ان بعض الاطراف المعجبين بكل ما ينطق به السيد كنا قد تمكنوا من تبرير تهجماته على قوانا السياسية، فهل من السياسة ان من يواجهه موقفا صعبنا مثل اقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات وهو قد وجه باعتراض رئاسي، يقوم بالتهجم على كل قوى شعبه ويصفهم بالمأجورين او الغير الواعيين، فهل من قام بذلك كان يمتلك ولو قدر صغيرا من الفهم السياسي؟ انها وغيرها من المواقف  والتهجمات على قوانا و كنائسنا هل كانت تمتك قدرا ضئيلا من الفهم السياسي، انني حقا اسف لمستوى البعض ممن صار بوق دعايا لشخص السيد كنا بدلا من ان يكون صدى لشعبه وللحقيقة وناصحا ومهدء لغرور البعض ممن يعتقد انه الكل في الكل وعلى الجميع الطاعة والا الويل الثبور، كان بودنا وفي هذه الظروف وغيرها ان يعيد هذا البعض القهقري لكل التصريحات التي هللوا لها والتي صدرت من قبل السيد كنا ولكن الايام اثبتت انها كاذبة وغير صحيحة ولم يشعر هذا البعض ولو بوخز ضمير، ومنها ان شعبنا لا يتعرض لاي هجمة ارهابية وان من خرج من العراق فقد خرج للاصطياف وغيرها والجعبة مليئة ولكن على هذا البعض ان يتحمل سردها ان اراد.
اكتب ما سطرته اعلاه وكلي الم لانني ارى ما يحيق بشعبنا من المخاطر الحقيقية فلحد الان خرجت اكثر من الف عائلةمن الموصل تاركة منزلها وهناك ما لا يقل عن اربعة عشر شهيدا، خطر ليس على حقوقه بل على وجوده، ومن هذا المنبر اقول اننا يمكننا ان نتصارع وان نتناقش ما طاب لكم ولكن هناك حقا لحظات تمر بعمر الشعوب يقال فيها كفى للكلام وتعالوا للعمل، فالمطلوب اليوم ليس الوقوف في وجه المطلب الشرعي والصحيح  والواقعي بالحكم الذاتي،  بل ان يقوم البعض بالتنازل عن عليائهم ويمدوا يد الاخوة لكل قوى شعبهم، ويجلسوا معم لتحقيق ما يمكن تحقيقه من الحقوق فشعبنا لا يستحق فقط الحكم الذاتي، بل قانونيا واخلاقيا وشرعيا يستحق دولته الخاصة ايضا، ولكن في المطالبة بالحكم الذاتي هو حل بين اكثر من الحلول وله بعد يمكن من خلاله المحافظة على الهوية القومية والدينية لشعبنا، ان الكل يمكن ان يرحب بالحركة رغم انني شخصيا اعتقد ان الاوان قد يكون قد فات على الحركة، الا ان الاحزاب والمؤتمر الشعبي باعتقادي تعمل على لملمة كل ما يمكن جمعه من قوانا لكي تخطو الى الامام، ان تضييع هذه الفرصة ومحاولة فرض الذات والقيام باعمال يشم منها التفريط بوحدة الشعب لصالح البروز الحزبي سيعني ان الحركة لا تستفاد وليست بقادرة على الاستفادة وانه ليس فيها من له حقا ولو قدرة ضئيلة من الحس القومي السليم، لكي يخطو الخطوة السليمة ليقربهم من الكل.
 





bebedematy@web.de

331
لكي لا نقع في المطب



تيري بطرس

لقد اثبت شعبنا حسه العالي بالمسؤولية، فقد تظاهر واستنكر وطالب. بعد الغاء المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات، اثبت الشعب وفي الوطن بالاخص انه لن يستكين، ليس دفاعا عن المادة الهزيلة تلك، فلو تصورنا ان عدد ابناء شعبنا الذين يحق لهم التصويت في سهل نينوى هو ما يقدر ب 120 الف صوت فهذا معناه ان هناك ضمان ليكون لنا خمسة ممثلين في مجلس المحافظة من هذه الاصوات وليس الثلاثة التي نص عليها القانون في تنازل غير معروف الاسباب من قبل اعضاء البرلمان من ابناء شعبنا وهما السيدان يونادم كنا وابلحد افرام، وبالطبع الارقام ليست من عندي بل هي ما قالته الحركة انه عدد اصوات شعبنا في سهل نينوى . كما اكده الاستاذ طارق حرب الخبير القانوني المعروف حيث يقول وبالنص ((وابدى حرب استغرابه من اصرار المسيحيين والشبك على المادة 50 «لانها تعطي المسيحيين في الموصل مقعدين فيما ان عددهم السكاني يصل الى 400 الف ما يمكنهم من الحصول على سبعة مقاعد في مجلس محافظة الموصل، بينما يصل عددهم في بغداد الى اكثر من 250 الف ما يمكنهم من الحصول على اربعة مقاعد. اما الشبك فهم  اكثر من 300 الف واذا كان نصف هذا العدد له حق الانتخاب فسيحصلون على ثلاثة مقاعد على الاقل».)) ويمكن الاطلاع على نص الخبر على الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,227365.0.html
 اي اكثر مما ذكرت انا اعلاه، ان القبول بهذه الكوتا اما يعبر عن التنازل المفرط او تضخيم العدد المفرط ولو فكرنا في كلا الحالتين فان الامر ليس تنازلا بريئا بل لتحقيق مصالح معينة على حساب الشعب. ومما يؤكد قبول العضوين من ابناء شعبنا لهذا التنازل هو قول الاستاذ هاشم الطائي رئيس لجنة الاقاليم والمحافظالت في مجلس النواب حيث يؤكد حضورهما وموافقتهما ويمكن الاطلاع على نص الخبر على الرابط التالي .
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,227506.0.html
ان خروج شعبنا للتظاهر لم يكن لتأيد السيد كنا، بل لان الامور قد وصلت الى حدها الذي لا يحتمل، من الاهانات المتتالية لشعبنا، ان المادة 50 وخروج الشعب للمطالبة بها يجب ان لايكون هو المطلوب، بل يجب ان يكون الغاء المادة هو السد الذي انهار امام المطالب الحقيقة لشعبنا وهو الحكم الذاتي الضامن الحقيقي لحقوق شعبنا. ان هناك اطراف قد تسوق تراجع البرلمان على انه انتصار لها وانتصار لارادة الشعب، ولكن هناك روايات اخرى تقول ان المسرحية قد تم تأليفها واخراجها لكي يتم تناسي المطلب الاساسي وهو الحكم الذاتي بعد تصاعد المد المطالب به، اي ان العودة الى المادة 50 او ما شابهها، وهي للعلم بقانون من محلس النواب يمكن الغاءها من قبله في اي لحظة، لكي يتم اسكات الاصوات المطالبة بالحكم الذاتي.
اليوم مطلوب من جميع قوى شعبنا الانتباه لكي لا يقعوا في المطب المنصوب لنا، بل العمل والتأكيد على المطلب الاساسي وهو الحكم الذاتي. وادراج المطلب كحق في كلا الدستورين العراقي ودستور اقليم كوردستان، لضمان تنفيذه ولضمان كونه حق معترف به يمكن ان يكون مؤيدا من قبل المنظمات الدولية التي بدأت تتفهمه وترى ضرورته.
اليوم مطلوب لاعضاء شعبنا في البرلمان العراقي ان يفسروا تصويتهم لصالح الغاء المادة خمسون من ضمن تصويتهم على قانون الانتخابات في 24 ايلول الماضي، ومن ثمة التباكي علي المادة 50، الا يقال في كل المنابر ان التصويت على قانون الانتخابات المعدل كان بالاجماع والاما معنى الاجماع هل يعني الاجماع الاسلامي. ان تباكي الحركة على المادة خمسون يتعارض مع توجهاتها المعلنة في و وطنية المدعية، ففي الوقت الذي يقولون في معارضتهم للحكم الذاتي ان ارض العراق كلها لهم، وهم يرفضون الانفصال (في الوقت الذي لم يطالب احد بالانفصال) ويصفون الحكم الذاتي بالمطلب العنصري الشوفيني، نراهم يتباكون على المادة خمسون الهزيلة والتي تمنح مقاعد اقل بكثير مما يستحقه شعبنا بحسب ما ذكرته مصادر الحركة نفسها قبل الانتخبات السابقة،هذا الشعب الذي صار مسيحيامجردا من هويته القومية.
ان خروج الحركة الديمقراطية من الصف القومي والوطني، ليس وليد اليوم بل هو مبني في اساس تكوينها، لان احد اهم اسس الانتماء الى الامة والوطن ان تخرج قراراتها من قيادتها وليس من فرد فيها، اننا كلنا نود ان تكون هذه الحركة جزء من الصف القومي، ولكن هل بوصف الاخرين بانهم مأجورين سيمكن من عودتها الى هذا الصف، حتى لو لم نأخذ القول على انفسنا كما يحلو لجهابذة المدافعين عنها، فهل نشر مثل هذا الخطاب بين ابناء شعبنا هو عملية مراد منها بناء وعي قومي وسياسي ونشر اواصر المودة والتقارب؟، ام العكس، ومن كان السباق في مثل نشر مثل هذه التخوينات التنظيمات القومية ام التنظيم الذي اصر على الخروج من الصف القومي؟
بات من الواضح اليوم ان نكون اكثر وعيا وان ندرك الالعاب السياسية المراد تمريرها من قبل من خرج من الصف القومي، فليس هناك من قال ان السيد كنا ليس سياسيا، بل هو سياسي حد النخاع ويعمل كل شئ من اجل ما يؤمن به، وصار من المؤكد ان ايمانه ليس موجها للعمل القومي بقدر  ما هو موجه لتحقيق مصالح فئوية اقل ما يقال عنها انها مصالح حزبية وليست قومية. فالذي يعمل على اشغال الاخرين  بحجج واهية مدعيا انه يعمل من اجل  الخروج بالعمل الجماعي لكي يظهر شعبنا بحلته الحضارية المعهودة،وهو يعمل من خلف ظهرهم لكي يستحوذ على الامور كلها وملغيا وجودهم لانه يعلم انه صدقوه، فهو لا يستحق حقا ان يحتسب في البيدر القومي والوطني، بل انه يجب ان يحتسب في صف اعداء الامة واعداء طموحها المشروع.
 وهذه الممارسة ليست جديدة ووليدة اليوم من خلال التخطيط للتظاهرات سرا ، وزالادعاء للاخرين بانه تقبل العمل الجماعي ولكنه تماطل بحجج عديدة لحين تمكنه من تهيئة الامور وبعد ذلك تستحوذ على القرار والتنفيذ ، فقد عملتها الحركة والسيد كنا بنجاح في الانتخابات البرلمانية السابقة. ان اللعب السياسي للحركة ينطلي مع الاسف فقط على تنظيماتنا او على بعضها فقط، اي انها على تنظيمات شعبنا اسد مستأسد وتحاول اللعب عليها واستهبالها ولكن مع الاخرين   تطئ الراس وتقبل ما يفرض عليها دون نقاش او كلام.
 فما حدث في البرلمان يوم 24 ايلول لم يخرج عن التباكي والترجي ولم يكن موقفا قوميا ابدا، لانه لا يفيد التباكي على اللبن المسكوب بعد المشاركة في سكبه اليس كذلك؟، ام ان التباكي ايضا كان من شروط المسرحية لتناسي المطلب الحق في الحكم الذاتي؟. 

 


bebedematy@web.de

332
المادة 50 ، دروس وعبر



تيري بطرس

بتاريخ 24 ايلول 2008 اقر مجلس النواب العراقي قانون انتخابات مجالس المحافظات مستثنيا كركوك، والمحافظات في اقليم كوردستان، باعتبارها خاضعة لحكومة الاقليم ومن صلاحياته تحديد اسلوب اجراءها، اما كركوك فقد اسثنيت لانها كانت الحجرة الكأداء التي وقفت في سبيل اقرار قانون انتخابي تتوافق عليه القوى المختلفة وبالاخص العربية  والكوردية والتركمانية، اما شعبنا فقد حصر في الزواية الضيقة بالنسبة لكركوك حيث تم القبول بالمعروض دون نقاش عدا اعتراض الحزب الوطني الاشوري، باعتبار المعروض خارج التوافق المطروح فالتوافق يتطلب المساواة وليس توزيع المغانم للاقوى والضعيف يرمى له ما لا يؤثر، ولكي يتحقق التوافق الوطني الحقيقي اقر برلمان العراق وبالاجماع حسب ما اوردته الصحف اكرر بالاجماع قرارا الغاء المادة 50 من القانون في تضحية جاءت من الاقليات لخلق التوافق بين الكبار.
اولا يجب ان نوجه شكرنا وتقديرنا لشعبنا، الذي اثبت مرة تلو الاخرى انه  اكثر نضجا من الكثير من قيادات احزابنا، فانفجر الشعب في كل مكان منددا بالغاء المادة 50 من قانون الانتخابات بدون اي مبرر قانوني حقيقي، فمادام الامر والقوانين تسير بالتوافق، هل يأتي الامر عند الاقليات ويتغير ويتطلب احصاءات وارقام واثباتات، ام ان شعوبنا الصغيرة ومنها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والازيدية والشبك والمندائيين خارج اطار التوافق.
فالشعب لم ينظر بحق الى مضمون المادة بقدر نظره الى استسهال عملية الغاء وجوده، وليس مرة واحدة بل مرات عديدة، مستغلا بعض سياسينا المنقطعين عن محيطهم، والذين يريدون ان يتكلموا باسمه خارج اطار مناقشته ومحاورته ومصارحته، فالمادة الهزيلة اي المادة 50 رغم انها تشوه هوية شعبنا وتحولها من هوية قومية الى هوية دينية، الا ان الشعب خرج مدافعا عنها، والدليل ان اغلب الخارجين من المتظاهرين لم يكتف باستنكار الغاء المادة اعلاه ، بل طالب باقرار الحكم الذاتي كمطلب شرعي يصون الهوية القومية لشعبنا والشعوب المتداخلة معه. اذا الشعب ارتقى بالمسؤولية بسقف اعلى مما طالب به من يدعي تمثيلنا في البرلمان الذي تنازل عن الهوية القومية لشعبنا من اجل اظهار انتصار كان يعتقده قاب قوسين او اكثر والدليل التهجمات التي هاجم بها كل تنظيماتنا السياسية والمؤيدين للحكم الذاتي، فالرجل تهجم وهدد ووصف من وصف بالمأجورين لانه كان يعتقد ان قانون تمثيل المسيحيين في جيبه وما عليه الا الانتظار ولكي يقول ها انا اجلب لكم الامتيازات ولو كانت باسم المسيحيين، فالمريدون مستعدين لتسويق الامر مهما كان فلو كان اليوم مسيحيين فلا باس فلهم مبرراتهم الجاهزة ولو كانت في تناقض مع ما يرفعونه من الشعارات. والصفة المسيحية اتت حلا بين طرفين وبدلا من ايجاد حل يحفظ الهوية القومية وامتبازاتها ويرسخها تصالح الرجلان (عضوا البرلمان) على شعبهم باختراع المقاعد المخصصة للمسيحيين، وياليت حسبما نشرت وسائل اعلام البعض في الانتخابات الاولى، ولكن دون الحد الادنى ايضا. ولكن مجلس النواب كان له راي اخر، فقد ادرك ان صاحبنا معزول ولو اتخذ القرار فلن يدعمه احد، ومجلس نوابنا الموقر كان قد تناسى انه ظلم الشعب مرارا، بحيث بات الشعب متلهفا لقول كلمته، فكانت الهبة التي احرجت الجميع ومنها قائدنا الهمام. ورغم كل هذا حاول استغلال الامر حزبيا، فحاول سريا تنظيم مظاهرات في القوش ولم يعلن عنها الا صباح اليوم الذي كان يجب ان تحدث فيه وفي القوش، وقد حضر قائمقام تلكيف التظاهرة وتسلم مذكرة احتجاج المقدمة من قب المتظاهرين. اما مظاهرة تلسقف فلم يحضرها لانها لم تكن بدعوة من حزبه، فتسلم مذكرة الاحتجاج اعضاء مجلس محافظة نينوى، لا بل ورغم ان انصار الرجل نزلوا لوما وتقريعا على قناة وموقع عشتار لعدم نشر اخبارهم واخبار اكيتوهم المقام رغم اعلان حالة الحداد، نرى مواقعهم من زهريرتهم وموقعهم الرسمي يصمت عن التحركات الشعبية وبيانات التنديد التي لم تأت من انصاره او من اطراف اخرى، انهما لم يشيرا ولو بخبر صغير الى مظاهرات بغديدا ولا تلسقف ولا الى بيانات الاحزاب والمنظمات النابعة من شعبنا والتي ليست مرتبطة بهم لكي لا يظهر هزالة موقعهم ولكي لا يعرف انصارهم ان الشعب وقواه اكثر وعيا بمتطلباته واكثر وقوفا الى جانبه والى جانب مصالحهه. ان الحركة الديمقراطية الاشورية بسكوتها عن المقترف ورغبتها الانعزال و محاولة الاستفادة من مصائب شعبنا التي احدثتها بنفسها مثل مصير المادة 50، تقول انها لم تتعلم من الدروس المتتالية والاخفاقات الكبيرة التي اوصلت اليها شعبنا ومنها تقسيمه الى الكلدان والاشوريين وعدم الاشارة اليه في ديباجة الدستور العراقي، وحرمانه من التمثيل في المجلس السياسي للامن الوطني ومفوضية الانتخابات وغيرها من المواقع المهمة التي كان يجب لشعبنا بما هو شعب ان يكون متمثلا فيها.
ان انتقاد مجلس النواب امر ممكن وامر قد يثير نرجسية البعض، ولكن توجيه اصبع الاتهام الى المتسبب الرئيسي او المتقاعس الرئيسي هو الاهم لكي نتعلم من دروسنا، اننا ورغم مصابنا وكل شعبنا مستنفر لوقف الهجمة التي تكاد تسلب منها حتى النزر اليسير من حق خجلوا واقروا به ومن ثمة عادوا وسلبوه، نرى من يدعى تمثيل شعبنا يغرد خارج السرب محاولا استغلال المسألة حزبيا وتصوير ما يحدث كانه انتصار حزبيا.  اليوم على قوى شعبنا ان تدرك الدرك الاسن الذي نزل اليه الطرف المقابل، ان تدرك ان ذيل الثعلب وضع اربعين عاما في قالب لتعديله فخرج اعوجا، ان من شب على شئ شاب عليه والا ما تفسير هذه الممارسات الشائنة والتي تخرج عن مناخ الوحدة الوطنية وللمرة الثانية خلال اقل من خمسة اشهر مرة في احتفالات اكيتو التي كانت ملغية باعتبارها تصادف الحداد العام على مثلث الرحمات المرحوم فرج رحو والمرة الاخيرة الان، ولن نكرر الماضيات فهي كثيرة ومذكورة في مقالات سطرت حينها.
اليوم شعبنا وقواه مطالبان التشدد اكثر واكثر على مطلب الحكم الذاتي، مطالبا بتفعيل الضغط لاقرار الامر في دستور الاقليم ودستور العراق، مطالبا بالوعي وادراك المخاوف الحقيقية من خلال تهميش الهوية القومية لشعبنا، فشعبنا له هوية قومية واحدة مهما تشدد المتعصبون لاي تسمية ولكن هذا الشعب يستعمل ثلاث تسميات تاريخية للتعريف بنفسه، والامر كله لانه منقسم قبل فترة الوعي القومي الى ثلاث كنائس مختلفة، فلو كان الانقسام الكنسي قد حدث بعد فترة الوعي القومي لما شاهدنا هذا التقسيم التسموي. ان النضال لاجل احقاق حق شعبنا في الحكم الذاتي بات اليوم اشد الحاحا، لاننا بتنا ندرك ان الاخرين يحاولون تمشية نفس سياسة الحكم المقبور ومعهم بعض ابناء شعبنا للاسف، عندما حاول الغاء انتماءنا القومي في احصاءاته المختلفة، والا فهل المسيح والمسيحية يحاجة الى اعضاء في البرلمان، ام الشعب وهويته ولغته وتراثه وعاداته وتقاليده ومصالح افراده اليومية والمادية قبل الروحية هي التي تتحدد من خلال البرلمان او مجالس المحافظات، ان من سيحفظ لنا كل ذلك هو الحكم الذاتي، فاليه يجب ان نعمل لانه الحافظ لحقوقنا ووجودنا.
لقد لا حظنا من خلال نص المادة 50 الهزيلة عملية التلاعب بمشاعر الشعب وعملية المساومة عليه وعلى حقوقه، ولاحظنا ان الطبطبات على الظهر لن تفيد، وادركنا من تجاربنا السابقة ان من يدعي التكلم باسمنا سيقول انه لو كان قد طرح مضمون المادة بالهوية القومية لرفضت كما قال عن المادة 125 والحكم الذاتي، الم يحن الوقت لنتعلم من كل دروسنا والتي تقول ان الرجل لا يعمل الا لمصالح فردية وحزبية ضيقة ولا يهمه امر الامة والشعب، الا تقول كل التجارب والممارسات انه مستعد للمساومة على هذه الحقوق، الا تقول تجربة كركوك والموافقة على 4% والتي تعني شخصين في مجلس محافظة كركوك التوافقي دون نقاش ان الشخص مستعد للتضحية بحصة شعبه ان ضمن تمثيل حزبه، وهل تعرفون انه تنازل عن نسبة شعبه التي تم الرغبة في تمريرها حينذاك من قبل معزم ممثلي شعبنا في مؤتمر لندن لعام 2002 وهي 7_5% ولكنه قبل بثلاثة بالمائة لكي لايكون هناك اكثر من مرشح  بل المرشح الوحيد في قيادة المعارضة لانه ادرك ان الاخرين ممكن ان يتنازلوا عن ترشيحهم ان ادركوا ان شعبهم لن يتمثل  في هذه القيادة، لانه مصر على ان يكون هو فقط والا  لا تمثيل لشعبنا، انظروا هل شارك ولو تنظيم من تنظيمات شعبنا في العراق باصدار بيان واحد يتيم، لقد اجتمعت فروع الاحزاب في بغداد كلها واصدرت بيانا مشتركا فهل شاركوا مع اخوتهم في ذلك، ام انه سيشاركون المجلس الكلدواشوري السرياني التوقيع اي الحركة تشارك نفسها !
بات من الضروري ان نتعامل سياسيا باسلوب عملي اكثر،  بمعنى ان ننحي العواطف جانبا، فالحركة الديمقراطية الاشورية الرهينة للسيد كنا، لن تجلس وليست راغبة في الجلوس مع بقية تنظيمات وقوى شعبنا، والامثلة اعلاه دلائل حقيقية وليست من الخيال، وانتظار الغودو الحركي او اليونادمي لكي يصحى ضميره ويعمل مع الاخرين لاجل شعبه امر مستحيل كانتظار غودو لصموئيل بيكت الذي لن ياتي ابدا. ان الرهان على قوى قومية وواعية ونظيفة في الحركة الديمقراطية الاشورية امر بات شبه مستحيل، فما حدث في جولة السيد كنا في اميركا كان من المفترض ان يهز اكبر تنظيم يدعي الالتزام القومي والوطني، رغم تجميل المؤازرين، ولكن يا جبل ما يهزك الريح، وكل قوانا السياسية تدرك السبب .
ان تحالف السيد كنا مع السيد قدو والحزب الايزيدي كان بمثابة رفع راية العداء لاطراف اخرى اقوى بكثير والسياسة ليست ان تتمكن من خلق العداوات، بل من خلق مصالح وخيوط اتصال وقد فشل السيد كنا في هذا كله ودفع شعبنا ثمنه المادة 50 حتى وهي بهذا الهزال، النجاح الوحيد للسيد كنا كان في بعض شعبنا وكان نجاح الكلام والثرثرة لاغير.




bebedematy@web.de


333
من يعمل على تقسيم شعبنا فريقين؟


تيري بطرس
 تقسيم شعبنا فريقين، مقولة بات يرددها بعض الناس، قائلين ان طرح الحكم الذاتي تسبب بهذا التقسيم، وبهذا المعنى، فان اي طرح ينقسم عليه الناس بين مؤيد ومعارض يجب ان يكون مرفوضا، لانه سيتسبب بتقسيم الناس، وهذا يعني عدم طرح اي جديد او التقوقع في القديم، ولو تقبلنا هذا الطرح، كان يجب ان يتم اسكات كل صوت يطرح جديدا. وهو طرح مخادع لانه يعطي الانطباع ان ابناء شعبنا كانوا متوحدين قبل طرح مشروع الحكم الذاتي. ولكن العكس هو الصحيح لانه يمكننا القول ان طرح مشروع المطالبة بالحكم الذاتي، قد اوقف الصراع التناحري حول التسمية والذي كاد ان يؤدي بوحدة شعبنا والذي اثارته تصرفات البعض ممن يدافعون عن جمودهم وتقوقعهم وتحالفاتهم الغير المؤدية لاي نتائج ايجابية لشعبنا.
فالحكم الذاتي بما هو مشروع سياسي مستقبلي مطلوب لشعبنا، مطلوب منه ان يثير التساؤلات والنقاشات لكي يستوي وينضج ولكي يجد الجميع ذواتهم فيه، وهو مشروع شعبي يجب على الشعب المشاركة في صياغته وتحديد ملامحه، وعندما نقول الشعب نعني كل من واتته القدرة ليظيف اليه الايجابيات الجديدة، وبهذا التصور يعني انه مشروع يمكن ان تختلف الاراء بشانه لو كان هناك مشاريع بديلة، الا ان المؤسف ان الطرف المعارض او بالاحرى المعادي لحق شعبنا في الحكم الذاتي لا يطرح مشروعا بديلا، بقدر انه يخدع جماهير الشعب بالمطروح حاليا في الدستور العراقي، اي المادة 125 من الدستور العراقي والتي لا تزال بحاجة الى قانون لكي تفعل، وهذا القانون سيخرج من البرلمان العراقي ونحن نعلم موازين القوى في البرلمان العراقي حاليا وضمن المستقبل المنظور (والنتائج التي اقرت اليوم اي 24 ايلول 2008 قانون انتخابات مجالس المحافظات تبين واقع الحال في البرلمان) . وان كل ما يطرحه البعض حول المادة 125 هو طرح ضبابي ومؤمل وغير متحقق، لانه كما قلنا بحاجة لقانون يحدد اطر واسلوب تحقيق وتنفيذ المادة. الغاية من الاصرار على المادة 125 هوللايحاء بان البعض هم الذين طرحوها وهي من انجازهم، وهذا خطاء كبير لتسويق الذات،فالمادة تتعلق بشعبنا الذي تقسمه الى شعبين وتخص التركمان والاخرين، والمادة هي مخاض عسير للمساومات التي جرت بين القوى العراقية المهيمنة على مجلس النواب قبل اقرار الدستور العراقي، وهذا ليس بجديد بل هو معروف للقاصي والداني، لا بل ان كتلة التحالف الكوردستاني اشارت مرارا الى انهاعملت الكثير من اجل تحقيق طموحات وتثبيت حقوق القوميات الاخرى جراء نظرتها المستقبلية للعراق، ولم نرى من البعض ممن يتشدق بهذه المادة اي اعتراض. وتبني ابوة المادة 125 لصالح شخص يمنح كل هذه القوة  الخلاقة هو فقط لكي  يتم طرحها بين ابناء شعبنا وفي وسائل اعلامه فقط، وهذا التبني لم نجد له اثرا في طروحات هذا الشخص او حزبه قبل اقرار الدستور العراقي.
ولكن هل حقا كان شعبنا موحدا قبل طرح المطلب المشروع للحكم الذاتي للنقاش الجماهيري، اعتقد ان الاغبياء يمكنهم ان يصدقوا هذه المقولة الاكثر غباء في طروحات الطرف الاخر، فالكل كان يستشعر الانقسام التسموي الحاد الذي دفع به هذا البعض الى الواجهة نتيجة لتشبثه بمواقفه وعدم التزحزح عنها رغم ادراك الجميع ان هذا التشبث سيضر العمل القومي، واحد الاضرار التي لمسناه كانت تقسيم شعبنا الى الكلدان والاشوريين، مما يعني ان اي حساب لشعبنا ولتمتعه حتى بمعايير المادة 125 سيكون في مهب الريح، لانه سيحسب شعبين في حالة الرغبة التدرس والتعليم وتخصيص الميزانيات لاجل الاهتمام بالامور الثقافية والتراثية اما الانماء والامن والبنية التحيتة والقانونية فهي ستتيع المناطق التي تتبع اليها مناطق ابناء شعبنا وكل حسب منطقته. فمثلا لو حسبنا ان هناك مدرسة تضم 20 % ممن يقولون انهم اشوريين و28 % ممن يقولون انهم كلدان و 10 % ممن يقولون انهم سريان والباقي البالغ 42% من مختلف القوميات، فهذه المدرسة لن يتم التدريس فيها باللغة السريانية، لان الغالبية هم من غير المتكلمين بها، والغالبية هنا هي 42%، فالاشوريين سيتكلمون اللغة الاشورية والكلدان اللغة الكلدانية والسريان لا حق لهم لانهم غير مذكورين في الدستور وان تم ادخالهم في الاخرين فانهم لايشكلون الا 10%، وبالرغم من ان مجموع شعبنا هنا هو 58% حسب وعينا لمكونات شعبنا الا انه سيقسم تبعا لما قسمه الدستور وليس لما نعتقده ولما نؤمن به. لا بل ان هذا الطرح له تأيد من البعض ممن يؤمن ان ابناء شعبنا من قوميات مختلفة، وكلنا يعلم ان اللغة ليست من صفات شعب بل هي احدى ميزات قومية من القوميات ولعلها الابرز والاكثر استدلالا لهذا الانتماء القومي.
انني اطرح على طارحي تقسيم شعبنا اين كنتم عندما كانت العرائض تنهال على مجلس الوزراء العراقي ورئاسة الجمهورية والبرلمان العراقي، والتي كانت تطالب كل منها بادراج تسمية معينة، لا بل ان انصار القائلين بتقسيم شعبنا بطرح الحكم الذاتي والمؤوسسات التي كانت تؤاز التنظيم الاكثر عداء لمطلب الحكم الذاتي طرحوا تسميتين مختلفتين فمرة التسمية الكلدواشورية، وبعد ذلك التسمية الكلدواشورية السريانية ونفس المؤسسات ايدت التمسيتين في كل مرة، فيما اصر غلاة التعصب الاشوري والكلداني على التسمية المنفردة. لماذا لم يقل احد لكل هؤلاء ما انتم فاعلون ايها السادة، والنتيجة الكلدان والاشوريين في الدستور والضرائب الباهضة التي سيدفعها شعبنا جراء هذا التقسيم، لانه في الغالب سيكون هناك مديرية للتربية الكلدانية والاخرى للاشورية هذا ان استوفينا شروط العدد التي حتما ستضع لتشكيل المؤسسات الحكومية، اي ان المادة 125 وبعد تقسيم شعبنا سستعامل معه على انه شعبين مختلفين، لاجل تحقيق اي انجاز له من ناحية، ومن ناحية اخرى ان هذه المادة ستفعل بقانون وبالطبع سيضع القانون شروط معينة للتنفيذ، لانه امر متعارف عليه، والحد المتعارف عليه هو 51% لتطبيق القانون، ففي رؤية نحن شعبان وحتى ان تواجدنا باكثر من خمسين بالمائة سنقسم الى اشوريين وكلدان، وفق رؤية اخرى ان ما ينطبق على احدهما لا ينطبق على الاخر لانهما مختلفان ايضا. اذا المادة 125 ليست ولا يمكن ان تكون بديلا للحكم الذاتي، لا بل ان مخاطرها كبيرة على حقوق ووحدة شعبنا.
في المقابل ان طارحي الحكم الذاتي، يرفعون شعارا موحدا هو وحدة شعبنا بكل تسمياته وبالتالي وحدة لغته وتراثه وكل ما يمكن ان ينبع من هذه الوحدة من الحقوق المنصوص عليها دستوريا او التي سيتم ادراجها ضمن مواده والتفاسير القانونية للمواد، ومن الناحية الثانية فان مؤيدي الحكم الذاتي عندما يطرحون فكرة الحكم الذاتي، يعملون على حصر صلاحيات القانونية والخاصة بالحقوق وبمسائل التسمية واللغة والتراث الحضاري والثقافة وحقوق المواطنة، بمؤسسات الحكم الذاتي، ليس ضمن الحكم الذاتي بل خارج اطار الحكم الذاتي جغرافيا. وبالتالي ترسيخ وحدة شعبنا، التي اصابتها الشروخ نتيجة التشرذم المذهبي، بالتعليم والتثقفيف المشترك والموحد. 
ان التسليم بكفاية المادة 125 يعتبر اليوم بالنسبة لشعبنا، ناقوس خطر فهو يقونن ويمنح الشرعية للتقسيمات التسموية لهذا الشعب، لا بل سيعمل على ادخالها في الظمائر ويرسخها بمرور الزمن، في ما ان تطبيق الحكم الذاتي سيعمل على ازالة التراب المتراكم عن الحقيقة الناصعة والتي يرفضها البعض من متعصبي كل الاطراف باننا شعب وامة واحدة.
ان عدم دراسة المادة 125 دراسة متأنية وقانونية متضمنا التنائج التي سيؤول اليها تطبيق هذه المادة، يعني تسليم مقودنا الى المجهول، والمجهول هنا هو كل الاحتمالات المسيئة لشعبنا ولتطوره بشكل طبيعي كبقية الشعوب، ان من يروج للمادة 125 يعني الترويج لنا للابحار الى المجهول، وبالاخص ان هذا البعض يعمل على تخريب علاقات شعبنا مع بعض الاطراف المتنفذة في العراق، ما يعني ان ما سيقره القانون بشان هذه المادة ليس في يدنا ولا يمكننا التنبوء بمضمونه مستقبلا، ان المروج لهذه المادة هو نفسه الذي روج لمنح خمسة مقاعد لشعبنا ولمرة واحدة وعندما سئل لماذا قبلت بهذا الامر قال انه ليس محاميا لكي يعرف كل شئ، فهل لشعبنا محامون يدافعون عن حقوقه؟   
اليوم اي 24 ايلول 2008  وتأكيدا لما طرحناه اعلاه، ورغم تأييدنا لموقف السيد كنا في البرلمان العراقي، نقول للسيد كنا، لقد عملتم على عزل انفسكم من ابناء شعبكم ومع اغلب قواه السياسية، فكان سهلا على الجميع ازالتكم وعدم سماع صوتكم، اليوم اظهرت الديمقرطية العددية حلتها السوداء، اليوم هو انذار بما سيؤل اليه الامر يوم ستفسر المادة 125 بقانون في مجلس النواب، لقد قلناها مرارا، ان القانون هو ميزان سياسي اكثر مما هو اقرار بحق، وكان علينا ان ندرك كيف نبني تحالفاتنا السياسية، اليوم وفي مجلس النواب اقر قانون انتخابات مجالس المحافظات، والبعض عمل لكي لا يتمثل الازيدية والشبك بمكونهم، فكنا نحن الضحية كما قلتم، لان القانون هو ميزان عن القوى السياسية القائمة، فهل تعتقدون ان تفسير المادة 125 سيكون مخالفا عن هذه القاعدة؟، وهل تعتقدون يا سيد كنا ان تحالفاتكم السياسية المهزوزة بين الهرولة مع هذا والعودة للهرولة مع ذاك ستفيد شعبنا ان كنتم تدافعون عن شعبنا، ان العبرة بالتنائج وليس بما تحدثتم في ختام الجلسة وليس بما تحدث السيد ابلحد افرام بل بالنتائج.
اذا ما نتج اليوم ايضا نتيجة لمحاولة تقسيم شعبنا ونتيجة لاعتماد صدفة الديمقراطية العددية التي قد تصيب ولكنها غالبا تعمل بالياتها لتحقيق مصالح، والسيد كنا بافضل التمنيات على اساس النيات، اليوم تقول لكم ان الحكم الذاتي كالية لتحقيق مصالح شعبنا ووحدته هو افضل الحلول، انه طرح للتوحيد وليس للتقسيم كالطروحات التسموية والانفرادية. ان من يعتقد انه بغنى عن قوى شعبه وهو مستعد لنعتهم بالمأجورين، وهذه الصفة اطلقها السيد كنا على الغالبية، يعني انه مستعد للتفاهم من خلف شعبه على كل شئ، ولن تفيد الكلمات الحزينة والمؤسفة بعد ان تم كل الامر. اليوم وفي مجلس النواب العراقي المفروض ان يكون قد حسم الامر، فشعبنا وكوتته ذهبت ادراج الرياح، رغم ان هذه الكوتة لم تمثل تحديا لاحد، بل ذهب ادراج الرياح لاسباب تتعلق بنوعية التحالفات القائمة ويتحمل السيد كنا وزرها الاكبر، لانه الوحيد الذي بقى يعمل متوحدا منفردا خالقا منظمات وهمية يدعي التحالف معها، لا يعلم الشعب بمجريات الامور ولا حتى تنظيمه لكي تحطات قوى الشعب للمستقبل وتتخذ الاجراءات اللازمة. اذا من قسم ويقسم شعبنا يا ترى؟.



bebedematy@web.de

334
المنبر السياسي / نحن المأجورين!
« في: 18:06 18/09/2008  »
نحن المأجورين!


تيري بطرس
لقد انتقدت السيد يونادم كنا مرارا، لا بل ان صوتي في انتاقده كان الاعلى، ليس لكره اكنه له، فانا باعتقادي لا اعرف للكره موضعا في قلبي، ولكن لانني رايت الاخطاء وقلتها وكررتها، وحاولت ان انبه لها لكي يتم تحاشيها، وهذا ليس لانني اكثر فهما وادراكا ووعيا ومعرفة بخلفيات الامور من السيد كنا، لا بل بكل بساطة كنت ارى الامور هكذا، ولم اخفي ما اراه لانني اعتقدت انني بهذه الطريقة يمكنني ان اخدم امتي وشعبي. لقد التقيت ليس شخصيا فقط بل في مواقف معينة مع السيد كنا وحركته، لا بل دافعت في احيانا اخرى عنه وعنها، ولكن في السياسية لا لقاء دائمي ولن اقول مصلحة دائمة بل اقول حوار دائمي، وليس حوارا من اجل الحوار، بل من اجل الارتقاء بحقوقنا وبحق شعبنا وبحقوق الافراد. وعندما دافعت عن السيد كنا وحركته لم يدفعوا لي مليما وعندمات كنت انسخ بياناتهم وصحفهم واوزعها (رغم من كوني من حزب اخر) لم اتلقى منهم شكرا ولا كنت انتظره لانني ببساطة كنت اؤدي واجبا، وهكذا انا مع نقدي لهم لم يدفع لي اي احد مليما لكي انتقده، ولو كنت قد رايت ان السيد كنا على الصواب لبقيت على تأييده ودعمه على الدوام. ميزة السيد كنا واغلب من يعتقدون انهم يمتلكون كارزمية انهم يؤمنون بهذه الكارزمية لحد اعتقادهم انهم قديسون والناس تحبهم لوجههم البشوش ليس الا، ولذا فانهم يسيرون الهوينا في ما يخططون دون الاخذ بنظر الاعتبار الناس العاديين من امثالي ممن لا يمتلكون شروى نقير يخافون عليه او منصب اوجاه يتقاتلون لاجله، ولذا فهم يخسرون والخسارة تكون فاجعة ليس لهم فقط بل تسحب الجميع خلفها لان امثال هؤلاء لا يدركون معنى لكلمة المعذرة انني اخطأت والميزة الاخرى انهم يعتقدون ان كل من خالفهم هو مأجور او انه قبض من جهة ما وهذا لعمري امر محير حقا، فهل كل الامة او غالبية مؤسساتها واحزابها مأجورة؟، او قد تكون هذه الصفة ذاتية يتم اسقاطها على الاخرين . السيد كنا يصف غالبية تنظيماتنا السياسية بالمأجورة، ويدعي انه يعمل مع المنظمة الاثورية الديمقراطية  وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني من اجل عقد مؤتمر يحدد وحدة العمل القومي والخطاب السياسي، ولكنه لا يقول لنا ان كانت غالبية هذه التنظيمات مأجورة فمع من سيعقد المؤتمر؟ وخصوصا وحسب ادعاءه انه متفق مع المطكستا وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني. هل سيعقد المؤتمر مع هؤلاء فقط؟. ولان مواقف حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني واضحة ومبتعدة عن السيد يونادم وحركته، فهم استخلصوا منه ما ارادوه وهو انهم باعتقادهم، انه لن يعود قادرا على اتهامهم بالعمالة او بكونهم صنيعة الكورد مرة اخرى بعد الزيارة التي قاموا بها الى مكتب حركة السيد كنا، والتي هللت لها حركة السيد كنا كثيرا وطويلا، دون ان يضعوا تجربة الاحزاب والموسسات الاخرى التي كانت كلها ولو على الاقل مرة واحدة في تحالف مع حركة السيد كنا، الا ان السيد كنا ومشايعيه يعيدون الى اسطواناتهم المشروخة والمسممة لاجواء التقارب القومي على الدوام، عندما يعتقدون انهم لم يعودوا بحاجة الى الاخرين.  اذا تبقى المنظمة الاثورية الديمقراطية (المطكستا) وهي تنظيم ليس له وجود في العراق وبالتالي انه لن يلعب اي دور في ما يجري وبالاخص في مسألة الحكم الذاتي. وبقاء المطكستا في تحالف مع السيد كنا مع كل المعلومات التي تمتلكها صار امرا مستهجنا بل صار ينظر اليه على انه معيق لاي حوار قومي يمكن ان تقوم به المنظمة مع الاخرين، فالحوار دائما افظل مع الاصل وليس مع الصورة.
ولكن السيد كنا هنا لا ينسى ان يتلاعب ايضا فمن كل طرف (اسموي) يأخذ واحدا ويحاول استثناءه من التأجير اي واحد يمثل الاشوريين والاخر الكلدان والثالث السريان، وسيعقد المؤتمر به لانه وببركته الخاصة منح للطرفين الاخرين حق تمثيل تسميتهم. ونحن هنا لا ندري كيف تمكن الاستاذ ابلحد من انقاذ نفسه من هذه التهمة الان، وكنا نتمنى ان يهدينا الى هذه الطريق لكي نتخلص من تهمة المؤجرة او غيرها من التهم؟
لقد احدثت جولة السيد كنا صخبا ما وراءه صخب، ولكنه الرجل ذاته وهذه الممارسات معروفة عنه ونحن ياما ذكرناها، فهو لم يبخل بتوجيه التهم لكل الاطراف السياسية لشعبنا، بل تبرع مرارا بلصق اتهامات لهذه الاطراف لدى الاطراف الكوردستانية او الوطنية العراقية الاخرى او حتى الاسلامية، فشنطة السيد كنا مليئة بالاتهامات الجاهزة يوزعها في ايابه وترحاله وعلى الكل وبالمجان.
عندما سئل طرف اشوري مشارك في مؤتمر لندن للمعارضة العراقية لماذا بادرت الى ترشيح السيد كنا لكي يمثل الاشوريين في قيادة المعارضة، علما انك ابديت معارضتك له مرارا؟، قال ان ما شاهدته خلال الايام الماضية اكدت لي ان الرجل قد جعلنا مهزلة الكل وهو مستعد ليعمل اي شئ وهنا اؤكد على اي شئ من اجل ان يكون هو الممثل.
اليوم ما الجديد الذي استجد، باعتقادي لا شئء، فالرجل على عادته ولم يزيد، فهو في يوم من الايام لم يكن على وئام مع رجال الدين، بل اعتقد انهم يجب ان يطيعوه ويسيروا بمشورته، فهو منذ عام 1988 يحاول ذلك مع كنيسة المشرق عندما اصدربفرعه في استراليا بيانا يتهم الكنيسة وقيادتها بشتى التهم، وهذا هو ديدنه مع الحزب الوطني الاشوري، فهذا الحزب العميل بمعيار السيد كنا تحول الى حزب قويم بعد مؤتمر لندن ومؤتمر بغداد وعندما طفح الكيل بالحزب الوطني الاشوري واعلن معارضته مرة اخرى لاستحواذ السيد كنا وزمرته على قرار شعبنا واستبعاد الاخرين وخطر ذلك على قضية الشعب، تحول مرة اخرى الحزب الوطني الاشوري الى حزب مرتزق ومأجور ومستكرد وغيرها من التهم الجاهزة والتي ظل البعض يعتبرها ممارسة عادية في العمل السياسي، ما دام السيد كنا وحركته هم من يوجهها، ولكن عندما توجه انتقادات له ولحركته، تنبري الاقلام المعروفة بالدفاع عن الرموز وكان الرمزية تتمثل بهم فقط، او قد تقوم بمحاولة الدخول في سفسطة لغوية ومحاولة تخفيف ما قاله بحجة ان من يأخذ الامر على نفسه فهو الذي على رأسه ريشة.
اننا لا نشاهد جديدا في ممارسات السيد كنا، بل نطالب من بعض ممن اورد السيد كنا اسماءهم كحلفاء ويعملون سويا لبناء تحالف قومي ان يدلوا بدلوهم في ما قاله، وليس كالعادة من خلال الاتصالات التلفونية او الطبطبة على الظهر بل بالوقوف موقفا صريحا، فقد طفح الكيل مرة اخرى. ان ما يتم ممارسته هو بمثابة خيانة قومية، وضرب تحت الحزام لكل تنظيماتنا السياسية، ولكل الجهد المبذول لبنا قاعدة ديموغرافية للبناء عليها مستقبلا. فالسيد كنا في الوقت الذي لا يزال منذ عدة سنوات يعدنا بمؤتمر قومي، ولم يتمكن من ذلك، فهو فشل ذريع له، وانعقاد مؤتمر قومي اسهل بكثير من ادخال تعديلات دستورية كما يعلم الجميع، الا ان انصاره لا زالوا ساكتين عن هذه الدعوة المشبوهة والتي لا يراد منها الا اسكات الاصوات التي تطالب الحركة بالالتقاء ببقية الاحزاب في عمل موحد. هذ الاقلام التي تقول ان دعوتكم للحكم الذاتي مرت عليها سنتان ولم يتم ادراجها في الدستور، متناسين مرة اخرى انه اصلا لم يتم ادخال اي تعديلات دستورية  لحد الان ولازالت الامور في مرحلة النقاش. اي ان ادراج حق الحكم الذاتي سيكون ضمن سلة التغييرات المطلوبة من كلا الدستوريين وهذه السلة تتصمن مطالب للسنة العرب وللكورد وللشيعة العرب وللتركمان وليس لنا وحدنا، ومن هنا خطورة تحركات السيد كنا الخارجة عن الاجماع القومي.
ان الذين يسوقون السيد كنا على انه صاحب مشروع، لهم على خطأ كبير جدا بل جريمة سيدفع ثمنها شعبنا، فما يطرحه السيد كنا وان كان كما قال انه يتضمن كل صلاحيات الحكم الذاتي، اذا لما الاعتراض على الحكم الذاتي مرة اخرى، ان لم يكن بسبب الطابع الشحصي، فهل على شعبنا ان يدفع ثمن صراعات السيد كنا وتخوينات السيد كنا وهلوسات البعض. فاذا كان السيد كنا جادا في ان المادة 125 من الدستور ترتقي الى مصاف الحكم الذاتي، وان ما يطالب به هو نفس صلاحيات الحكم الذاتي، فلماذا لا يعمل مع الجميع لاقرار هذا ولو ضمن المادة  اعلاه.
ان البعض يحاول ان يجعل من نفسه ذلك المنقذ للوحدة القومية من خلال دفع السيد كنا الى المزيد من الاعتراض ومن خلال التعامل معه على انه يطرح مشروع مخالف، وهذا لمصالح انية وفئوية ضيقة، لا ايها السادة السيد كنا وبكل بساطة ما هو الا سمسار الانا، اي انه يسوق لذاته منطلقا من موقف واحد ليس الا، وهو اما ان اكون انا الاب الشرعي لكل شئ اولا يكون هناك شيئا، ان مثل هذا الرجل ومثل هذا التوجه لم يعيد يفيد شعبنا، برغم من انه ياخذ زخما من اطراف معروفة لدينا، نأسف لانها ولاسباب شخصية تعمل بلا دراية على الحاق الاذى بماضيها المعتبر من قبلنا ماضيا قوميا ناصعا.  ان كل مغالطات وفهلوات الكلمات حول عدم معرفة الاخرين المخاطر وما يجري خلف الكواليس هو هراء في هراء، لان الرجل قال انه يريد نفس صلاحيات الحكم الذاتي ولكن بتسمية اخرى. اذا السؤال هو اين المخاوف مرة اخرى هل المخاوف هي في تسمية الامور ام في صلاحياتها.



bebedematy@web.de

335
المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري...نحو مستقبل اكثر فاعلية



تيري بطرس

ان المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري او يفضل ان يسمة شعبيا موتوا عمايا، قد بنى على اساس ان يكون ممثلا لشعبنا، ورغم ما رافقه عند البناء من سلبيات معينة، الا انه صار امرا ثابتا وصار يمتلك شرعية للعمل من حيث الدعم الذي يحضى به وبالاخص الاهداف التي ينادي بها، الا ان سنة الحياة والمهام المستقبلية تتطلب منه ان يتطور اكثر واكثر بالاخص من النواحي التنظيمية او من نواحي سبل العمل والاهداف,
ونحن نرى ان يكون صورة لما يطالب به، فتمثيل شعبنا ليس بالامر الهين، فهو ليس ادعاء، بل جهد يبذل وعمل متواصل وصورة حقيقية لما يتطلع اليه، فالمجلس يطالب بالحكم الذاتي لشعبنا، وهنا ندرك ان الحكم الذاتي سيمتلك صلاحيات معينة، وبالتالي مؤسسات لتمشية امور الحكم الذاتي لكي يتمكن من تحقيق الاهداف المنشودة منه، ولذا فالمجلس مطالب برسم صورة من هذه المؤسسات في تكوينه من الان لكي تتكون لديها الخبرات والقدرات لتمشية امر الحكم الذاتي عند تحقيقة، فالبدء من الصفر امر ليس هينا، بل لنبداء من الان وليس غدا.
يتطلب كون موتوا عمايا مجلسا يمثل شعبنا، ان يكون منتخبا من قبل الشعب، صحيح ان كل بداية قد لا تتوافر فيها كل متطلبات التمثيل وذلك لظروف شعبا وتوزعه في مناطق مختلفة، الا ان العمل المستقبلي يتطلب توفر اساس قانوني يمكن ان يقال من خلاله ان المجلس يمثل الارادة الحرة لمجموع او لغالبية شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ذو الاصول العراقية ، اي سواء في العراق او في المهجر، او في العراق حاليا وهذه الاحتمالات يجب ان تخضع للدرس والنقاش. وهنا نرى زيادة تمثيل الاحزاب في المجلس الشعبي لكي يكتسب قوة وزخما اكبر وان تكون هذه الزيادة في المرحلة الراهنة متساوية اي ان يمثل كل حزب عدد متساوي من الاعضاء كمرحلة اولى. ولكي يكون المجلس قادرا على تنفيذ واجباته علينا ان ندرك انه بحاجة الى ميزانية لا تؤثر في قراراته السياسية، بمعنى امكانية ان يستقل بميزانية خاصة تكون من قبل الحكومة او اي جهة اخرى او منظمات وابناء شعبنا، ولكن على ان لا يؤثر مصدر الميزانية في القرارت السياسية للمجلس. ان وجود ميزانية فعالة سيمكن المجلس من التخطيط المسبق للعمل ويمكنه من تنفيذ ان لم يكن كل برامجه فعلى الاقل غالبيتها.
الملجس بالطبع مطالب بانتخاب قيادته او رئاسته، ويفضل ان تكون من القيادات الفاعلة سياسيا والمقتدرة فكريا والمندفعة من اجل ترسيخ حقوقنا وبناء اسس تطور شعبنا ووحدته. ولكن رئاسة المجلس ليست الوحيدة فالمجلس مطالب بتشكيل لجان مختصة تبقي ملفاتها دائما في المجلس ويمكن على اساس هذه الملفات تطوير العمل التنفيذي والمطلبي لشعبنا. على العضو العامل في المجلس ان يتفهم امر اساس، وهو ما لاحظته انه لا يؤخذ باهتمامات غالبية اعضاء المجلس الحاليين، ولكن في المستقبل على المجلس ان يدرك ان قرارته لن تؤثر على ابناء شعبنا في العراق او من الاصل العراقي، بل ايضا على ابناء شعبنا من الاصل الايراني او السوري او التركي او دول الاتحاد السوفياتي السابق او اللبناني، فنحن كشعب لسنا متواجدين في العراق فقط، بل في كل هذه الدول وهذه الدول تعتبر لابناءها من ابناء شعبنا وطنا اصيلا، ان اخذ هذه الملاحظة بنظر الاعتبار يمكن ان يقودنا الى فهم اننا يجب ان نرسخ العلاقات مع ابناء شعبنا في هذه الدول بشكل منظم لكي نساعدهم وندعمم بكل ما يمكننا، على الاقل بتبادل الخبرة والمعلومات، وكمثال لاهمية العلاقة فان تحديد مسألة التسمية اي التسمية الرسمية لشعبنا امر مهم لهم ايضا ولهم الحق في ابداء الراي في ذلك، لان التسمية ليست كمشروع تنموي يتعلق بمن يستفاد مباشرة منه بل هل ملك الجميع. كما انه على العضو العامل في اطار المجلس ان يدرك تمام الادراك ان المجلس يمثل او يحاول تحقيق تمثيل شعب او امة او قومية بذاتها وليس دينا معينا، فالذي لا حظته ان البعض يستعمل كلمة المسيحيين لوصف شعبنا وهذا غير صحيح البته وغير سليم ايضا، والامر الاخر ان البعض يستعمل اسماء غير صحيحة لشعبنا وبالاخص عند التكلم بالسورث كتسمية سريانايي (وهي من التصريف العربي سرياني) بدلا من سوريايي او سورايي او اشورايي (تسمية ايدولوجية غير ضرورية) بدلا من اتورايي التسمية الصحيحة والتاريخية، ان عضو المجلس يجب ان  يكون ملما بالمهام السياسية التي تقع على عاتقه، فهو هناك لانه يجب ان يعمل من اجل وحدة الشعب ونشر المفاهيم السليمة  ومنها التصريحات الموحدة لكي يدرك الجميع ان الجميع يعملون متحدين ويدركون ما يعملون.
واللجان التي ارى انها يجب ان تنشاء في المجلس ويقوم بادارتها وتقوم هذه اللجان بتوفير المعلومات كل في مجال اختصاصها وعرضها مع التوصيات على المجلس لكي ياخذ القرارات بشأنها هي التالية.
1  - المجلس السياسي
ينبثق من موتوا عمايا مجلسا سياسيا يقوم بتنفيذ السياسة اليومية للمجلس، ويقدم اقتراحات بمشاريع مختلفة الى مختلف اللجان لكي تقوم بتقديم دراسات بشأنها، يكون المجلس السياسي خلية العمل اليومية، ويفضل تواجد ممثلي كل قوانا السياسية فيها والافضل ان تكون قيادات هذه الاحزاب في المجلس السياسي، لكي تشعر انها حقا تشارك في القرار الخاص بشعبها، ان المجلس السياسي وتوافر ممثل عن كل حزب بقدر الامكان في كل لجنة من لجان المجلس  يعني خلق عوامل الثقة وتبادل الراي والتقارب الفكري، والقدرة على الادراك ان الكل يعمل من اجل ذات الاهداف، ولكن بوجهة نظر اخرى. ان هذا المجلس يجب ان يكون الخلية التنفيذية والتي بمكن ان تنقل خبرتها وملفاتها الى المجلس التنفيذي لمنطقة الحكم الذاتي. ان ضرورة مثل هذا المجلس هي في توحيد الخطاب السياسي لشعبنا سيكون حقا وفعلا وليس شعارا، بمعنى ان كل الاطراف السياسية ستكون مدركة لعمق العمل المراد تنفيذه، ومن هنا سيكون الخطاب موحدا، وليس فقط بالتوافق على الشعارات، لان التوافق على الشعارات سيعمل على تصديع العمل الموحد عند الدخول في التفاصيل، وبالاخص نحن امام عمل كبير يتطلب حشد الكثير من الطاقات.  ان المجلس السياسي سيقوم بقيادة المفاوضات والاتصالات بكل الاطراف داخل شعبنا وخارجه، مع الحكومة المركزية او حكومات الاقاليم، مع الاطراف الوطنية او الدولية، وعلى كل لجنة من لجان موتوا عمايا ان تضع تصوراتها وتوصياتها بشان اي قضية يود المجلس السياسي بحثها او مناقشتها لكي تكون القضية مدروسة من كل الجوانب. 

2 – لجنة العلاقات القومية
 وتختص باقامة العلاقات مع قوى شعبنا السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية المتواجدة في بلدان الوطن الاصلي، اي  ايران ، تركيا، سوريا، لبنان، ارمينيا، جورجيا، روسيا، اوكرانيا ،كازخستان، يونان.
وتقوم بتوفير المعلومات عن شعبنا وقواه السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها ونشاطاتها ومطالبها في هذه الدول والتواصل معها والضخ الاعلام باتجهها وايصال ما تنتجه وتبدعه في النشاط الثقافي والرياضي والسياسي، لكي يتفاعل كل شعبنا معها ونخلق التواصل المنشود بين كل اجزاء الشعب، ونخلق الحالة الذهنية لوحدة كل الشعب برغم من توزعه على عدة بلدان، وبالطبع ان عمل الجنة سيتطور بفعل الزمن وبفعل زيادة حقوقنا وامكانياتنا، وقد تكون البداية متواضعة الا ان اي بداية تكون كذلك، ولكن بتراكم المعلومات والخبرات سيكون للجنة دور فاعل في شعبنا وفي ترسخ حقوقه ووحدته. ان اهمية هذا العمل ،اي عمل لجنة العلاقات القومية، سيتبين من خلال تراكم العمل ومن خلال ادراك ابناء شعبنا في العراق مدى عمق تواصلهم وانتشارهم وغنى لهجاتهم المختلفة وغنى تراثهم وعمق تقاليدهم، وهذا يمنح لابناء الشعب الثقة والامل بالعمل وبالمستقبل. ان الكثير من ابناء شعبنا لا يعلمون عن اخوتهم في ايران وتركيا ووارمينيا وجورجيا وروسيا وسوريا ولبنان شيئا، وبرغم ان بعضهم في هذه البلدان قبل ظهورها كبلدان اواوطان اي منذ الاف السنين الا انهم لا يزالون يعتبرون العراق منبعا لهم ويتطلعون اليه كما يتطلع المؤمنين الى قبلتهم.
3– لجنة العلاقات المهجرية   
وتختص بكل ما يتعلق بشعبنا وبتوفير المعلومات الاحصائية عن شعبنا في المهجر، حيث يتواجد شعبنا في اكثر من 39 بلدا تقريبا وغالبيتها تعتبر مهجرا، كما تقوم اللجنة بتفعيل المهجر من اجل دعم مطالب المجلس او ممثلي شعبنا في بلدان الام الاخرى لتوفير الدعم السياسي والمادي لهم، كما تقوم بتوفير سبل التلاقي بين المهجر والوطن من خلال تشريع قوانين او توفير اليات لدفع المهجر للتواصل مع الوطن، تواصل ثقافي واعلامي وحتى بالحضور او بالعودة النهائية للوطن. ان الكثير من ابناء شعبنا في المهجر قد كونوا لانفسهم امكانيات مالية او علمية علينا العمل على تشجيعها لاستثمار تلك الامكانيات في بلدنا وبالاخص في المناطق التي ستكوزن ضمن الحكم الذاتي.
4– لجنة الثقافة والاعلام
وتهتم بالشان الثقافي والاعلامي، وبالاخص دعم المجمع اللغوي السرياني او اي تسمية اخرى له مثل دار المشرق من حيث توفير غطاء قانوني ومادي له، لكي تكتسب قرارات المجمع الصفة التنفيذية اي ان قراراته تكون ملزمة التنفيذ، المهم ان المجلس ولجنة الثقافة والاعلام توفر الاطار العام لتحرك كل مؤسساتها وتمنح لهذه المؤسسات الحرية من تدخل العامل السياسي والمذهبي فيها، ويكون من مهام اللجنة من خلال المؤسسات التي تشرف عليها، العمل على حل اشكاليات متعددة من تسمية اللغة اواستعمال الخط الكتابي او صياغة الكلمات الجديدة او ادخال كلمات من السوادية بدلا من المستعملة حاليا. من واجب اللجنة تحديد سياسة اعلامية فعالة تعمل على نشر استعمال لغتنا وتسهيل تداولها كتابة وتكلما، وخصوصا تكلما حيث ان الغالبية العظمة تتقن التكلم بلغتها، اذا يمكن ايصال المعلومات الى الشعب بها، كما على اللجنة تحديد الخطاب الاعلامي والتعريفي بشعبننا وعاداته وتقاليده وتاريخه وانجازاته الى الشعوب المجاورة وبلغتها ولكن ليس على حساب لغتنا. على اللجنة العمل على نشر ثقافة تعتمد على الحرية واحترام حقوق الانسان والانفتاح على العالم و التفاعل معه. بالطبع كل عمل يمكن ان يتطور من داخله وبتفاعل الناس معه.  ان من الاهمية بمكان الاهتمام بالتربية والتعليم ومعرفة اسس بناء الفرد المبدع والذي يعتمد على العقل وليس على العاطفة، ومن  اهم اسس التي يجب دراستها هي عملية المشاركة اي مشاركة التلميذ في عملية التعليم ، اي عدم الاعتماد على تلقي المعلومات التي يطرحها الاستاذ ولكن مناقشتها والحوار فيها وهذا ينطبق على كل المواد، والاهتمام بتعليم مواد حقوق الانسان والحريات الاساسية والبيئة وتاثيراتها.

5– لجنة السياحية   
وهي من اللجان التي يمكن ان توفرفرص عمل وبالتالي مردود مالي لشعبنا، وتقوم هذه اللجنة برعاية الاعياد الفلكلورية وتطويرها والعمل من اجل اقامة منشاءات سياحية والاحتفالات السنوية من اجل دفع الناس لزيارة مناطق شعبنا وقضاء ايام جميلة فيها والعمل من اجل تشجيع الافواج السياحية من ابناء شعبنا في دول البلدان الاصل او من المهجر لقضاء عطلاتهم في الوطن، وبهذا ستوفر اللجنة الاف من فرص العمل لابناء شعبنا، وبرغم ان السياحة تتعلق بالامن الا ان المستقبل مبشر في هذا المجال، ان اللجنة يجب ان تشجع المستثمر الكلداني السرياني الاشوري في الوطن او من المهجر على اقامة مشاريع بتوفير التسهيلات القانونية  له.
6–  لجنة الاعمار والاسكان
برغم من ان المشاريع التي يقوم بتنفذها الاستاذ سركيس اغاجان قائمة ولكن المستقبل يتطلب المزيد، وخصوصا وضع الدراسات العملية الممكن تنفيذها والتي لها جدوى اقتصادية وبالاخص المشاريع ودراسة البنية التحتية لمناطق شعبنا ودفع الحكومة العراقية وحكومة الاقليم على توفير الاموال للقيام بها، ومستقبلا في حالة اقامة منطقة الحكم الذاتي ستكون من مهام حكومة الحكم الذاتي، خصوصا في المناطق المشمولة بالحكم الذاتي. وهنا نود التذكير ان العمل والتخطيط المسبق يقصر الكثير من المصاريف، وان لا نكرر الاخطاء التي كات تقترفها الوزارات  العراقية، حيث كانت مديرية الطرق والجسور تفتح اوتبلط طريقا معينا، ولكن بعد ذلك تاتي مديرية المجاري لتحفره لفتح المجاري، وتعيد مديرة الطرق تبليط الشارع، ولكن مديرية الماء كانت تحفر الشارع لايصال الماء، ويتم تبليط الشارع، لتحفره مديرية الاتصالات لايصال خطوط الهاتف او غيرها، اذا التخطيط ومعرفة احتياجات المستقبلية لاي مدينة وقرية امر ضروي للحد من المصاريف وللبناء السريع والمنظم. فعند تنفيذ اي مشروع تتاشرك كل المؤسسات بالتنفيذ بحيث انه عند الانتهاء منه يكون متكاملا من كل النواحي.
7– اللجنة القانونية
وهي تختص بدراسة قانونية اي عمل او نشاط يخص موتوا عمايا، كما تعمل على استنباط وتقديم مشاريع قوانين لاجل ترسيخ حقوق شعبنا، ومن مهامها دراسة كل القوانين الصادرة من البرلمان العراق او برلمان اقليم كوردستان، ومن المفضل في مراحل قبل اقراراها ومعرفة تاثيراتها على شعبنا وحقوقه، لكي يتم اتخاذ قرارمسبق بشأنها رفضا او قبولا، فالواقع يقول ان شعبنا لا يطلع على اغلب ما يصدر عن هاتين المؤسستين رغم تاثيرهما المباشر على حياة ابناء شعبنا.
8 – لجنة الصناعة والزراعة
اعتمد شعبنا على الزراعة في توفير كل احتياجاته تقريبا، عدى اسثناءات معروفة حيث اختصت بعض العشائر والقرى بنوع معين من الانتاج الصناعي، مثل حياكة الملابس او صناعة الادوات الزراعية كحدادين او بنائين، ولكن بكل المقايس اليوم الزراعة لن توفي باحتياجات شعبنا رغم اهميتها، وعليه فعلى اللجنة هذه عمل دراسة للاراضي وملائمتها لافضل انواع الزراعة وسبل توفير كل ما هو ملائم لتطوير الزراعة في مناطق شعبنا، وافاق التصنيع الزراعي وغيرها من المصنوعات التي تدر دخلا على منطقة الحكم الذاتي، وتشغل الايدي العاملة في المنطقة.   
9- لجنة الاهداف المستقبلية
وهي لجنة مهمة وتختص بكل ماهو مستقبلي من المشاريع والاهداف والمقترحات، وتدرسها من النواحي القانونية والمادية والبيئية وتعرضها على اللجان المختصة لاخذ رايها ومن ثم تطرح على السياقات العامة للتنفيذ
10 الصندوق القومي
ولعل هذا الاقتراح هو من اقدم الاقتراحات التي وردت في كل عمل قومي، ولكن لم ينفذ لحد الان،لاسباب مختلفة، ولعل اهم سبب هو الرغبة في بقاء موارد الدعم لطرف دون الاخر، والان نحن بصدد الحديث عن شعب، فالصندوق القومي يجب العمل على ان يتشارك فيه كل ابناء شعبنا وبالاخص في المهاجر، وموارد هذا الصندوق يجب ان تصرف على ابناء شعبنا اينما تواجدوا، وبالاخص في الاوطان الاصلية لابناء شعبنا وذلك لضعف الموارد في هذه البلدان، ويكون الصرف باتجاه دعم كل ما يدفع شعبنا نحو المزيد من الحقوق والمكاسب، وبالاخص دعم الطلبة في الحصول على الشهادات العالية والتي تفتح لهم افاق المستقبل، وكذل دعم المؤسسات الثقافية والاجتماعية التي تدعم الحفاظ على هوية شعبنا وغيرها من المؤسسات المهمة.
ان المجلس بهذه الصورة سيكون التهيئة المستقبلية لتمشية مؤسسات الحكم الذاتي المطالب به، اي انه سيوفر الخبرة او الاساس لبناء مؤسسات الحكم الذاتي، اي ان مؤسسات الحكم الذاتي سترث كل ما يتم انجازه في موتوا عمايا. ان ما ورد اعلاه من الاقتراحات سواء بشان الاهداف وصورة العمل بحاجة لمشاركة الكل في مناقشتها، وطرح البدائل الاخرى الممكنة والافضل فهذه المقترحات قد لا تكون الافضل ولكنها تفتح طريق طرح الافضل.


bebedematy@web.de


336
المنبر الحر / ومن يعتذر لنا؟
« في: 16:06 02/09/2008  »
ومن يعتذر لنا؟



تيري بطرس



في اتفاق وقعه السيد سيلفيو برلسكوني مع الحكومة الليبية، قدمت ايطاليا اعتذارها عن اربعون سنة من الاستعمار، وستقدم بموجب الاتفاق الموقع مائتي مليون دولا سنويا كمنح للبنى التحتية سنويا الى ليبيا ولمدة خمسة وعشرون عاما، طبعا وبموجب الاتفاق ستلتزم ليبيا امور محددة ومنها المشاركة في مكافحة الهجرة الغير الشرعية، اي ان ليبيا ستكون الحارس الذي يمنع اللاجئين الغير الشرعيين من دخول اوربا .
شئ جميل ان تقوم الدول ورؤساء مؤسسات او احزاب بالاعتذار عن اخطاءهم وعن ممارساتهم وبرغم ان الاعتذار قد لا يعيد الخسائر او التضحيات او الحق لاصحابها ولكن الاعتذار موقف اخلاقي يعني في ما يعنيه عدم تكرار الامر ويعني مشاركة الضحية في مشاعرها ويعني التصالح مع الذات بالنسبة للمخطئ.
شئ جميل ان يقوم قداسة البابا بتقديم الاعتذار لليهود وللمسلمين عن الاخطاء التي اقترفتها الكنيسة بحقهم، ان الاعتذار يعطي الانطباع عن التواضع والتواضع هي سمة مسيحية حقيقية، اذا الاعتذار هو تطبيق فعلي للرسالة المسيحية.
شئ جميل ان تعتذر الولايات المتحدة لمواطنيها من الاصل الياباني عن ما اقترفته بحقهم بعد بيرل هاربر، حيث قامت بحجزهم في المعسكرات مسيجة، وان تعتذر للهنود الحمر عن ما تم اقترافه بحقهم اثناء مرحلة التاسيس. وان تعتذر للامريكان من الاصل الافريقي عن فترة العبودية.
جميل ان تعتذر اليابان عن ما اقترفته بحق الصين وكوريا اثناء الحرب العالمية الثانية وقبلها.
لا يمكن ان يقوم الضحية بالنسيان مادام المجرم ينكر جريمته ولا يعترف بها، ناهيك عن الاعتذار.
لا اعتقد ان هناك من لا يدرك عظم المعاناة التي تعانيها الضحية، من جراء الاعتداء عليها، فكيف اذ كانت نتيجة الاعتداء ملايين الانفس من الاطفال والشيوخ والشباب، وعندما اقول الملايين فانا لا اضخم الامور بقدر ما اقر بالحقيقة الكاملة، والمذابح المسجلة بحق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري عديدة وليست مذيحة واحدة او اثنتان. اليوم يعيش شعبنا هذه الماساة كل يوم،فتهميشه وتهميش وجوده هو بحجة ان شعبنا قليل العدد، وليس هناك من يسأل عن المسبب بقلة عددنا، يا ترى لو انه لم يتم قتل عشرة في مذابح 1836 واربعون الف في مذابح الاربعينيات من القرن التاسع عشر والالاف في مذابح نهاية القرن التاسع عشر، وسبعمائة وخمشون الف في مذابح 1915 – 1917 وخمسة الاف في مذبحة سميل في عام 1933، كم كان سيكون عدنا اليوم هل كنا سنكون اقلية ام قوة يحسب لها حسابها.
بعد كل اعتذار او تعويض لشعب ما ارنوا بنظري ناحية تركيا، وريثة الدولة العثمانية، المسببة لاغلب المذابح ضد شعبنا وضد الازيدية وضد الارمن وضد الاغريق، ارنو منتظرا متى سوف يستيقظ الضمير لدى قادة تركيا ويقدمون اعتذارا على افعالهم القذرة بحق شعبنا (المعلومات تفيد ان تركيا تدفع حاليا بعض الاكراد للمطالبة باملاك تعود لاحد اقدم اديرة شعبنا وهو دير ماركبريئل في محاول لخلق المشاكل بين ابناء شعبنا وبينهم)
 . اتطلع الى حكومة العراق لكي تقدم اعتذار عن المذبحة التي اقترفها الجيش العراقي  في اب عام 1933، الاف المواطنيين يتم قتلهم ويتم بقر بطون النساء، ويتم طرد من طرد ويتم الاستيلاء على اموال وممتلكات من طرد ومن قتل، والحكومات العراقية المتتالية لا زالت تعتبر ما حدث تمردا، لا بل تم تكريم من قاد هذه العمليات البشعة، انتظر الحكومة العراقية ان تعتذر عن مقتل اهالي قرية صورية بيد مجموعة من العسكريين في 16 ايلول 1969، انتظر اعتذارا من ائمة وشيوخ الدين الاسلامي، عن القتل المقترف باسم الاسلام ضد شعوبنا، هل من صحوة ضمير، والى متى يتم السكوت عن ماسينا؟ 
اليوم شعبي منقسم مشتت في بلدان متعددة نتيجة عدم اخذ وضعه ومتطلباته بنظر الاعتبار، وهذه معاناة ايضا، فالمظالم ان قلت في بلد تزداد في بلد اخر، وكان نصيب شعبنا دائما هو الاكثر، لانه بالاضافة الى هويته القومية فهو يمتلك هوية دينية مخالفة للشعوب المجاورة. 
اليوم شعبنا باكثر من نصف عدده مهاجر ويتوزع على اكثر من 40 بلد في العالم، ومستقبله محفوف بالمخاطر، فليس له دولة ترعاه وتهتم بتراثه ولغته وبعد نضالات مريرة بالكاد في العراق الان يتم تدريس لغته.
اتطلع الى روما لكي تقدم اعتذار لشعبنا عن عملية تقسيم الكنيسة وكل ما مارسته في هذه العملية، واطالبتها بالاعتذار من شعبنا ومن كنيسة المشرق والعمل على تصحيح اخطاء الماضي، فاذا كان اليهود والمسلمون يستحقون الاعتذار كم بالاحرى شعبنا يستحق هذا الاعتذار، كم هو بحاجة للفتة حق ودعم في كل هذا الوضع المضطرب، ان روما مطالبة بدعم شعبنا لكي يحافظ على هويته لا لكي يفقدها، ونحن ايضا نستق لفتة مسيحية اليس كذلك؟
 شعبنا وبرغم كل ما كان يحيط به من المخاطر، الا ان تطلعه للحرية وللحفاظ على الذات، جعله يعلن مشاركته الحلفاء في الحرب على الدولة العثمانية والمانيا في الحرب الكونية الاولى، وقد استبسل شعبنا برغم كل المذابح التي سبق وان اقترفت بحقه، فاليوم لشعبنا دبنا برقبة المملكة المتحدة وفرنسا وكل الحلفاء، فهل سيعتذرون لشعبنا لجعله يقم التضحيات ولكن دون يحصل على الحقوق مثل الاخرين؟، فهل سيدعمونه لانقاذ نفسه من المخاطر التي يواجهها.
اننا بمطالبتنا بالاعتذار لا نستجدي امرا من احد، اننا نطالب بحقنا او اقل بكثير من حقنا، فعلى الجميع وبالاخص العراقيين الادراك التام، اننا وصلنا الى هذا الوضع، بسبب العنصرية والكراهية والرغبة في الثار من اوربا، فكل خسارة للحرب واجهتها الدولة العثمانية مع اوربا كانت نتيجتها مذبحة ضد مسيحيي الشرق ومنها شعبنا. اننا بهذا الوضع وبهذه القلة لاننا ذبحنا باسم الاسلام وبفتوى رسمية من اعلى مرجع اسلامي في الدولة العثمانية، ومن اعلى القيادات العراقية ابان مذبحة سميل، على اخوتنا العراقيين الوعي بالحقائق ووضعها في الحسبان، لكي لا يتم تجاهل حقوقنا بحجة قلة عددنا، اننا نعي انه لا يمكن اعادة عقارب الساعة الى الوراء، ولا يمكن اعادة الحياة لملايين الضحايا وماكانوا سيضيفونه طوال السنوات الماضية، ولكننا ندرك ان وضع البلسم على الجرح وتفهم كل ما جرى ونشره والتوعية به امر مهم لنا كاهمية الاعتراف بمساواة شعبنا ببقية شعوب العراق.
المهم في هذا الاعتذار بالنسبة لنا هو ان من يعتذر من شعبنا، من يعتذر من المذابح المقترفة بحق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، من يعتذر عن شطر شعبنا اقساما ومذاهب ، من يعتذر من شعبنا لحرمانه من حقه الطبيعي، انه سيقر بعدالة قضيته وسيعمل على عدم تكرار الماسي المقترفة بحقه وسيدعمه ليتبوا مكانته الحقيقية بين شعوب العالم.


bebedematy@web.de



337
مبادرة المطارنة ولقاء ماكين.. اين منها ادعاء المدعين؟



تيري بطرس
الدفاع عن الشعب والعمل على حفظ مستقبله، واجب على كل ابنائه، مهما كان موقعهم او رتبتهم او مقدرتهم، وكل يدافع بما اقتدر، قبل فترة انتقدت ممارسة لرجل دين اعتقدتها وهي كذلك ممارسة سلبية تضر بشعبنا وبمستقبله، وتثير الريبة لدي ولدى الكثير من العاملين في المجال القومي، خصوصا لانها اي المبادرة هي نقلة في مخطط لتحويل هوية شعبنا من هويته القومية الى الهوية الدينية، وان كان في تلك المقالة خطاء ما في الوقائع المذكورة، وخصوصا ان الوثيقة الموقعة قد سحبت من المنتديات سريعا، الا ان المبادرة موجودة والكتاب الموقع موجود، يعني النقد العام للمبادرة اي تدخل رجل الدين والعمل لاستلاب دور الاحزاب في امور تخص الاحزاب حصرا كان امرا صحيحا، وهو امرخطير، وهذا لا يعني ان رجل الدين  المذكور قد تم تجرده لا سمح الله من كل افعال الخير، بل نحن متأكدون ان يعمل الكثير منها،ولكن النقد كان موجهة لممارسة معينة وهذه الممارسة موجودة وقائمة ونقدنا لها لا يزال قائما، وخوفنا من تحويل هويتنا القومية الى هوية دينية بمخطط مرسوم ايضا لايزال قائما. لان هناك بون شاسع ما بين الهويتين في المجال الحقوقي لمجموعة سكانية محددة.
نشر الاستاذ وسام كاكو نص مضمون مبادرة مطارنة كاليفورنيا التي طرحوها ودافعوا عنها في مجلس الشيوخ الامريكي. وهي مبادرة قدمها نيافة الاسقف مار سرهد جمو وشاركه فيها نيافة الاسقف مار باوي سورو، انها مبادرة، لا تسرق جهد احد، ولا تتدخل في شؤون احد، انها المبادرة الواجب، الواجب الذي يستشعره كل ابن لهذا الشعب الخائف من الاتي، وهذا الامر يدفعنا لكي لا ننسى هذا الجهد المبارك وتقديم التهاني للاسقفين الجليلين بمبادرتهم هذه، التي تدعم شعبهم وتعمل من اجل الحفاظ على مستقبله. وان كنا مدركين ان الاسقفين لا يعملان من اجل ان نشكرهم. هذه المبادرة التي لاتتعامل مع شعبنا كشعب مسيحي كما يحلو للبعض القول، بل كشعب ذو خصوصية حضارية ثقافية معينة، هو شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، انها مبادرة تطرح المخاوف الحقيقية لشعبنا وتطرح المعالجات الممكنة وهي تتناغم مع كل المبادرات القائمة لاجل اقرار الحكم الذاتي لشعبنا في اراضيه التاريخية، وبالتي فان هذا الجهد يقابل بالشكر وبالامتنان وبالدعم، وهنا اود التوضيح ان هذا الجهد الذي اشكر عليه نيافة مار باوي سوري، لا يلغي لومي له على ما اقترفه بعمله لشق الكنيسة والخسائر الفادحة التي تكبدتها كنيستنا من جراء مواقفه الغير المسؤولة في تلك القضية. كما اود التأكيد على تناغم المبادرات، بمعنى ان تسند اي مبادرة الاخريات وليس ان تلغيها او تكون البديل لها، فمبادرة الاسقفين تتناغم مع مبادرة الاستاذ سركيس اغاجان والمتبنية من قبل لجنة تنسيق العمل بين احزاب ومؤسسات شعبنا والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري والاحزاب المؤتلفة معه. في الوقت الذي يراد من مبادرات اخرى مثل مبادرة الحقوق الادارية لكي تكون البديل في محاولة لانتقاص من حقوق شعبنا علما ان هذه الحقوق هي تحصيل حاصل، كما انها اي مبادرة الحقوق الادارية يشم من ورائها مصلحة حزبية خالصة وقد اتت لتسويق الذات لدى من لا يريد حصول شعبنا على الحكم الذاتي..
بتاريخ 11 نيسان 2006 نشرت مقالة عن اجتماع هنكلو الذي عقدته مجموعة من احزاب شعبنا، ولكن لم اتطرق الى طرح فجائي قدمه ممثل المنظمة الاثورية الديمقراطية حينها السيد ابكر معلول، وهذا الطرح كان خارج جدول الاجتماعات وبرغم من مناقشته مرارا في لقاءات سابقة مختلفة، الا انه  في ذلك الاجتماع والالحاح الذي طرح به جعلني اشك في مضمونه، وخصوصا انه توجد بين احزابنا مراسلات واتصالات كان ممكنا التنسيق فيها قبل ذلك، والطرح كان العمل من اجل اقامة لوبي لشعبنا في واشنطن، والاسراع بالتوقيع على هذا الامر وتقديم الدعم المادي اللازم حالا وقبل اختتام اجتماعنا، واعتقد انني اجبته اولا ان مثل هذا الطرح وان كان مقبولا كامر ضروري الا ان طرحه بهذا التسرع غير مقبول فنحن يجب ان نعلم عن اللوبي وقدراته وامكانياته وسياسته. وبعد ذلك ومن خلال مجريات الاحداث ظهر ان ان اللوبي المقصود كان قد تم الاتفاق عليهمسبقا بين المنظمة الاثورية الديمقراطية والحركة الديمقراطية الاشورية وكان الشخص الذي تم تختياره هو السيد مايكل يؤاش ، فالسيد يؤاش والذي يساير او بالاحرى يسير بحسب سياسة الحركة الديمقراطية الاشورية، اريد فرضه لوبيا لشعبنا ومدعوما من قبلنا دون ان يكون لنا عليه تاثير، ولاجل ذلك كان السيد ابكر معلول في ذلك الاجتماع مستعدا للتهجم على الحركة وسياستها وعلى موقفها من الاجتماع، لا بل طالب بادراج اسمها في الرافضين للاجتماع، اي انه كان يعمل من اجل تنفيذ سياسة الحركة العملية ولتتلقى بعض الهجوم فهذا لا باس عليه. وقد ظهر ان السيد يؤاش لم يقدم لشعبه شيئا غير ترديد مغالطات الحركة بشأن واقع شعبنا وبشأن جيراننا. ولكن الساكتين يعملون ويأتون بالنتائج وتكون هذه النتائج مفرحة للجميع، وهذا كان حال الخبر الذي نقله لنا الاستاذ وسام كاكو ايضا  بتاريخ 16 اب الجاري عن لقاء محموعة من شخصيات شعبنا بالمرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية بتاريخ 13 اب  الجاري، ورغم ادراكنا ان السناتور ماكين هو في فترة الانتخابات ولكن الاختراق المهم قد حصل ووصل ابناء شعبنا في دفاعهم عن الشعب الى المرشح لاقوى منصب في العالم، ونحن بهذا الوصف لا نزايد بل نقول الحقيقة عن دور رئس الولايات المتحدة الامريكية والشواهد على ذلك كثيرة. و وهذا اللقاء جهد مشكور ايضا ويجب ان يقابل بالامتنان والدعم، لانه جهد يدخل في باب الدفاع عن مستقبل الشعب كشعب ذو مميزات ثقافية حضارية وليس كطائفة دينية فقط، وهو امر مثير للفرح والسرور. وليس جهدا سريا لا يعلم به احد ويقدم معلومات مغلوطة وغير سياسية وان انكشفت ستفقد ثقة الجميع بنا.
الجهود القائمة تسير بشكل سليم، رغم ان المطلوب اكثر، اكثر عملا واكثر تنسيقا، ومبادرات اكثر لتوحيد الخطاب، فتوحيد الخطاب السياسي لن تتم الا بعد ان يتفق الجميع ليس على الشعار السياسي والتسمية فقط، بل على الطريق الواضح للوصول الى تطبيق هذا الشعار او على الاقل المحطات الرئيسية في هذا الطريق. هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى تكثيف العمل من اجل جلب الكل الى الخط العام المتفق عليه اي التسمية الثلاثية والحكم الذاتي، وان لم يفيد هذا الامر ،فباعتقادي ان الهجوم الايجابي امر ضروري، واقصد بالهجوم الايجابي التوجه حقيقة الى القاعدة الاساسية وسلخها بالاقناع وشرح الاخطاء المقصودة في مواقف قيادتهم، اي تعرية القيادات بشكل اكثر علنية، فمصلحة الشعب اليوم هي الاهم، وتعرية وفضح مواقف هذه القيادات ليس بالامر المستهجن اخلاقيا لانه يقوم على ممارسة الديمقراطية وحرية الانسان في الاطلاع على الحقائق، ان مواقف البعض باتت حقا حجرة عثر في مسار شعبنا لتحقيق اهدافه، ولذا فتعريتها بتسليط المزيد من الضوء على خلفياتها وخلفيات مواقفها بات امر اكثر من ضروري اليوم. 
ان كوننا ابناء شعب واحد، وكوننا تاريخيا نستهجن كشف غسيلنا الوسخ امام الاخرين او نعتقد اننا نكشفه، وهو في الحقية معروف من خلال قنوات عديدة وقد مارسها بعض من يعارض حقوق شعبهم، لا يلغي ابدا ان نكشف الاوراق الملعوبة خطاء باسم الشعب او باسم مصلحة الشعب والشعب بعيد عنها، فالاعتراض على المطالبة بالحكم الذاتي امر في غاية الغباء السياسي ورغم ذلك سيتم استغلال هذا الاعتراض من قبل الاخرين.
اذا الخطوط الاساسية الواجب اتباعها هي المزيد من هذه المبادرات الخيرة والتي تصب كلها في مصلحة تحقيق مطلب الشعب في الحكم الذاتي، وفي الان ذاته المزيد من تعرية المزايدين او معارض هذه الحقوق، والضغط الفعلي على مؤسسات شعبنا التي لا تزال تدعمهم ماديا ومعنويا، ان الضغط يجب ان يصل ليس الى فضح هذه المؤسسات بل تقديمها للعدالة لانها تمارس التمييز في الدعم ولانها تجير هذه المؤسسات لمصالح حزبية يجب ان تكون هي بعيدة عنها .


bebedematy@web.de

338
المنبر السياسي / عفية عليكم...
« في: 13:34 14/08/2008  »
عفية عليكم...


تيري بطرس


في زمن ما كنت ادخل الى البال توك واحاول ان اتواصل مع ابناء شعبي في مختلف اصقاع العالم، كنت ولا زلت اعتقد ان البال توك وسيلة جديرة بالاحترام ويجب تقديم الشكر لمن ابتدعها، ففي حالة شعبنا المبتلي بالهجرة والتشتت في اغلب بقاع العالم، تبقي وسيلة للتفاهم والتواصل لانها تتم بلغة الام السورث، ولانها تثير نقاشات ممتعة في مختلف المجالات التاريخية والثقافية والسياسية والاجتماعية لا بل نقاشات تتعلق باللغة والعادات والتقاليد، ان البال توك مجال خصب للتواصل وللتزود المجاني بالمعلومات. ولكن برغم كل هذه الايجابيات يمكن استغلال البال توك في مجالات مسيئة ومغايرة للحس الانساني ولرغبته في الافادة والترقي بمعلوماته، تستغل لكيل الشتائم ونقل الاخبار الكاذبة ونشر الاتهامات المسيئة. في ذلك الزمان عندما كنت ادخل الى البال توك كانت تحدث نقاشاتا حامية، وكنت احاول ان اوصل المعلومات التي امتلكها والتي اعتبرها صحيحة، ولكن بعض الاطراف ولان هذه المعلومات او التحليلات يعتقدها تضره او تضر التنظيم الذي يؤيده (ليس بالضرورة ان يكون منتميا اليه)، كان يبادر الى التهجم والسباب والطعن بالانتماء الوطني والقومي، وخصوصا ان اغلب من يدخل الى هذه المواقع يدخل باسماء مستعارة وتكون غالبا تعبر عن التاريخ او امور معنوية محببة، فخلف هذه الاسماء ولتباعد مناطق التواجد او حتى لمجهولية البعض شعبيا او قدرة هذا البعض التكيف مع واقع ان يكون سبابا شتاما وباقذع النعوت ويتقبل الامر ويفتخر به، فان هذا البعض يمكنه ان يقول ما يشاء وبدون رقابة من ضمير حي. وفي نقاشات مع طرف سياسي من اطراف شعبنا  وحيث كنت انتقد بعض ممارساته وطروحاته، كنت اتقلى ردود فعل كلها تدخل في مجال السب والشتم ولم تكن لها اي قيمة سياسية وعلمية او ثقافية، ولكن في احيانا اخرى كنت اتلقى نقدا محترما لاراي وما اقول وباسلوب رزين معتمدا الحجة ومتمسكا بالاحترام، وحدث ان هذا الامر تكرر من قبل اشخاص معينين ومحددين، ولذا فقد نوهت واشدت بالاسلوب الذي يتحاور فيه هذا البعض من انصار الطرف الذي كنت انتقده، وهذا حدث اكثر من مرة، ففوجئت كل مرة باستداع الشخص الذي كنت قد نوهت عنه وامتدحته، اما في نفس الجلسة او في جلس بالتوكية اخر كنت حاضرا فيها وليرفع يده ويقوم بالتهجم علي بدون سبب منطقي وقد يكون خارج اطار المناقشة اصلا، وليتحول هذا الشخص الذي كان يظهر كل الاحترام والتقدير للاشخاص وبرغم نقده لها الى مهاجم لا يميز بين الشخصي والرأي وبين الحقيقة والاتهام. هذا كان يحدث باعتقادي المتواضع لان الشخص الذي كنت قد امتدحته قد شعر ان مدحي له قد يجعل موقعه يهتز او يتضعضع لان من مدحة كان من طرف مخالف للطرف الذي يؤيده، لذا يسارع الى العودة الى حضن طرفه من خلال العودة الى استعمال كل اسلحة هذا الطرف مهما كانت غير شرعية.   ولان الوضع بات هكذا ولان الاستفادة والافادة لم تعد ممكنة، فقد تركت او ندرت من قبلي حالات الدخول الى هذا المجال الذي كانت غايته الافادة فحوله بعض ابناء شعبنا الى التدمير.   
ولكن ليس في مجال البالتوك تحدث مثل هذه الممارسات، لا قط، بل حتى على مستوى بعض الكتاب، فعندما يجد مدحا لما كتبه يسارع الى التنصل والتهرب والتخفي ، ويدعي ان من مدحه، وما تم مدحه في مقاله كان واضحا من خلال تبيان الاخطاء المقترفة والتي تتنتاقض مع ما ذهب اليه هذا الكاتب. كل انسان ومهما كان مركزه ومستواه، يسره ان يقترب الاخرين من مما يقول به او يقروا بانه على صح في بعض ما يقوله في اقل ايمان، وكل انسان قد يحمل جزء من الحقيقة، ولكن ليس هناك من شخص يمتلك الحقيقة كاملة، ولذا فان الوحدة وخصوصا في مفترقات الطرق امر مطلوب، لكي لا يتم تشتيت القوى وتذهب كل الاعمال ودماء الشهداء ا هدرا، ان اقتراب رؤية هذا الشخص او ذاك معي يعني منح مصداقية لما كنت اقول، ولذا فمن واجبي ان اشجعه او ان اساعده لكي يقترب اكثر باضاءة الجوانب التي اعتقد انها قد تكون لا تزال خافية عليه، وكشف بعض المخبوء او اعادة طرحة ليس تهجما وخصوصا وهو اما يتعلق بمواقف محددة وواضحة، مثل الموقف من التسمية قبل سن الدستور العراقي، وهذا لا يمنع من ان نقول عفيا على فلان لانه صار اكثر قربا الان حيث بات يستعمل رويدا رويدا وبهدوؤ وبدون الاعلان عن تغيير سياستهم تجاه الاسم الثلاثي المتفق عليه (اتمنى ان لا يخرج هذا الطرف بعد نشر هذه المقالة ببيان يقول فيه ان من يستعمل الاسم الثلاثي لا يعبرون عن سياستنا)، ولكن هذه العفية يجب ان تذكر بانه لو كان قد فعل ذلك في اجتماع جمعية اشور بانيبال لكان الامر اليوم اسهل ولكنا قد تجاوزنا معضلة اساسية وهي تقسيم الشعب في الدستور، لان بهذا التذكير نضع الامور في نصابها لكي لا نقع في الاخطاء المتكررة.   
ليس الامر في نقد مواقف طرف معارضا للحكم الذاتي في تفاصيل معينة، او طريقة الطرح، بل في الطرح الاساسي، دون تقديم بديل، ولكن عند المحاصرة يعودون ويقولون بانهم يطالبون بنفس الصلاحيات ولكن بتسمية اخرى، اي ان الامر في مثل هذه التصريحات الغير المقبولة سياسيا هو ان المعارضة تكون لاسباب شخصية واضحة. كما ان السياسية لا تقول ومنو كامشكم (اي من الذي يقف في طريقكم لتحقيق الحكم الذاتي، فلماذا لا تحققوه.) الامر ليس هكذا، والميزان السياسي لا يتعامل كتعامل التاجر او المسافر من منطقة الى اخرى، والطرف المعارض يدرك ذلك جيدا، المسألة ان الاطراف الوطنية التي قد لاتحبذ الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ستجد سببا او مبررا لعدم المساندة في نيل هذا الحق المشروع، بحجة ان بعض ابنا الشعب الكلداني السرياني الاشوري يعارضونه، اي ليس حوله اتفاق، وكما قال الاخ نمرود بيتو الامين العام للحزب الوطني الاشوري في مقابلته مع تلفزيون عشتار، كيف سيصوت الشيخ خالد العطية على ادراج هذا الحق في الدستور عندما يلاحظ ان الفرد الوحيد في اللجنة الدستورية من ابناء شعبنا يعارضه؟
ان محاولة استغفال ابناء شعبنا بطروحات ساذجة وبائسة امر مثير للشفقة حقا، مثير للشفقة على طارحي مثل هذه الامثلة التي تتوافق مع عملية السلب والنهب والخطف، وليس مع عملية سياسية لها اطرها ولها الياتها المحددة في الدستور العراقي.
بالطبع ليس هذا الطرف ماسكا بي لكي يمنعني من الوصول الى اي موقع اريده، ولكنه ماسك وبقوة  بعنق ابناء الشعب، ويقول كما ذكر احد الاخوة من الكتاب مرة لو العب وحدي، لو اخرب الملعب على رؤوسكم، مدركا ان عدم تحقيق الاجماع القومي في حالة شعبنا يمنح الفرصة لكل المتربصين للتشكيك بمصداقية الطلب وهذا ما حصل في التسمية، التي اصر هذا الطرف لاخر لحظة على التمسك بالتسمية المنتحرة لاسباب باتت واضحة لكل من يرد ان يرى.
ان منح صفات مدركا وواعيا او شاعرا بحس ونبض الشارع امر غريب وعجيب، فهذه الوصفات العائدة لستينيات القرن الماضي ثبت ان كل من وصف نفسه  بها وجعلها شعاره لكي يمسك بالحكم اطول فترة ممكنة، كان بحق جلاد الشعب، فالسياسية لا تدار بالقول الاحساس بنبض الشارع، فكل يحس بما هوى، ولكن بالمقارنة وبطرح الايجابيات والسلبيات، اذا ما هي السلبية في تثبيت حق شعبنا بالحكم الذاتي في الدستورين ومن ثم الانطلاق منها لتحميل الدولة العراقية بكل اجهزتها واجهزة اقليم كوردستان لتحقيق ما هو مدون في الدستور؟






Bebedematy@yahoo.com

339
مازن أبونا و والدته  نني ، والشهادة المستمرة


تيري بطرس

اصوات، انها كالعادة اصوات صليات الرشاش،انها لعبة الوحوش السائبة، اللعبة الهمجية ذاتها، اداتها الانسان وبيد الانسان المتحول وحشا ، يا لهذا القتل المجاني، يا لهذه الوحشية، بعض الناس صاروا حيوانات سائبة، لا يودون الصمت وترك هذه المذبحة، انهم كالحيوانات لا يشبعون الا برؤية الدم والمزيد منه، لقد فكت من عقالها هذه الوحوش، ومن الصعب ان تتوقف عن رؤية وتذوق طعم الدم بعد ان رأته، انها كالذئاب التي تجن من رؤية الدم وتريد المزيد منه حتى لو كان من بني جلدتها. كل الايام صارت متشابهة، انها تبتداء بخوف ورعب وتنتهي به، يا رب ازل هذه الغمة اجعلنا نعيش بهدوء ازل هذا الرعب الدائمي هذا الخوف الساكن فينا وحولنا وصار كل شئ في حياتنا اجعلنا نعيش لحظات نشعر فيها بالهدوء . هكذا كانت تفكر نني  وهي تسمع مرة تلو المرة الى اصوات هذه الالات القاتلة، هذه الالات التي تفتك بالناس، انها الات جهنمية لانها استخدمت لقتل الانسان وليس للدفاع عنه، فمنذ زمان بعيد تستخدم هذه الاسلحة لقتل العراقيين نعم ان ذاكرتي لا تذكر الا الحروب والقتل. ايه متى سينتهي النهار لكي يعود مازن، انه لنهار طويل طويل جدا، لا يكاد ان ينتهي، على الاقل في الليل ارى مازن والجدران تحيطه، ادرك انه محمي بشئ، انه امام ناظري اشبع عيناي منه ومن كلامه وحتى من تنفسه الهادئ وهو غارق في النوم بعد نهار شاق، ايه يامازن متى تعود الى حضن امك، يمتلكني الرعب بخروج مازن ويكاد يشلني نعم يجعلني مشلولة فلا اكاد قادرة على عمل اي شئ، حتى الاكل انتظر لحين عودته سالما حتى اتمكن على طبخه، ايه متى تعود يا مازن، صراخ صراخ في الشارع انه صراخ الخوف والرعب، هرعت نني لتستفسر عن ما يحدث، انه قتيل، سمعت انه قتيل اخر، انه برئ اخر يسقط، هرعت مسرعة تجاه مصدر التجمع، الناس الناس تتجمع حول شئ ما، انهم يتحدثون عن شئ ما يا للهول يا لمصيبتنا كل يوم قتيل، ادركت بغريزتها ان هناك شيئا ما يحدث متعلق بها، كان القلب يهفو مسرعا وكانه خارج من جسدها، قلبها يسبقها لكي يحمي مازن، بعينيها المفتوحتان على اتساعها، انها لا تريد ان ترمش لكي لا تفوتها لخظة لقاء نظرها بمازن حيا يا رب كذب كل هواجسي كل مخاوفي ، انها تتمنى ان تلتقي به وهو سالم من كل مكروه، وقلبها يهفو وكانه يهرول مسرعا، ما الذي يحدث تقول نني لنفسها لما قلبي يدق بسرعة، لما تسبقاني قدماي لما لا اتمكن من الوقوف، انفاسي تكاد ان  تحرقني، والعالم من حولي متوقف، لما الناس تنظر الي بعيون زائغة، انهم يسلطون نظراتهم علي وكانهم يدعونني لامر ما، ما الذي يحدث، وتقع نظراتها على جسد مازن مطروحا على الارض، فتصرخ لا لا لا طويلة تشق العنان ان روحي فداك يا مازن تعالي ياروح ادخلي جسد ابني لتعود له الحياة وتحاول بكل قوتها، هذه القوة الواهنة التي تحولت بفعل الحب الى قوة جبارة، ان تظم مازن الى صدرها، لعل وعسى ان تحل روحها فيه ان تعيد اليه الحياة، ولكن هيهات، يجب ان لاتموت يا ولدي، انت نور عيني انت املي انت كل ما املك في هذه الحياة، انت سعادتي انت حياتي فلا حياة دونك يا مازن وتفبض على جسد ابنها وتحاول ان تشده باكبر قد من القوة لا بل تعصره، ولكن في النهاية  لم يجد الناس الا جثتين هامدتين جثة مازن قتل برصاص الارهاب وجثة نني التي لم تتمكن من ان تعيش دون مازن.
اليوم هو السابع من اب لعام 2008، بعد خمسة وسبعون عاما، من مذبحة سميل، والدم لا يزال يجري في ارض الرافدين، ارض النهرين، الجنة الموصوفة في التكوين، والغريب ان القتل يجري بيد الاخرين بحق ابناء البلد الاصليين، نعم ان كل القتل كان ضحاياه ابناء البلد الاكثر اصالة وكان يقترف بيد من اتى لاحقا، فنني ومازن ليسوا اخر الضحايا وان كنا نتمنى ان يكونوا كذلك. وهل كانت سميل المذبحة الوحيدة، فمذابح 1836 ومذابح 1843 ومذابح 1895 والمذبحة الكبرى للاعوام 1914 – 1917 والمذبحة المستمرة منذ اعوام في العراق، كم شهيد منحنا في حروب الطاغية ولا زلنا في نظر البعض غرباء، اترون غرباء في ارضنا او بالحق اكثر منطقة يمكننا ان نقول انها لنا، اننا كل يوم نعطي مازن ونني، كل يوم ندقع ضرائب البقاء والارتباط، كل يوم نعيد احياء يوم الشهيد، بتقديم شهيد اخر على درب الشهداء الطويل والذي يضم الملايين الملايين من ابناء شعبنا والا استفسروا عن الاعداد الهائلة لشهداء شابور والمغول وما لحقها. انه يوم الشهيد يوم نحتفي به لنتذكر كل من سقط باسم هذه الامة ولاجل هذه الامة.
مالذي يجب ان نعمله لاجل مازن ونني والملايين من الذين ساروا على هذا الدرب، هل سيفيدهم اغنية او نشيد او بكاء، لا يا اخوتي اليوم وباسم دماء كل شهداء شعبنا، وباسم كل المخاوف المنظورة والتي لا ينكرها ناكر، ان هذه الدماء البريئة تدعونا لنفكر مرارا لكي نعي الحقيقة الواضحة اننا كلنا قد نكون مازنا ونني، كاشخاص او كامة. اننا مهددون بزوال كل عناصر وجودنا، لغتنا عاداتنا تقاليدنا ولن يفيدنا بعد ذلك لا دينا ولا افتخارا بتاريخ مضى، فلنشمر الساعدين سوية لعمل انقاذي، نعم انه عمل انقاذي لشعبنا بمميزاته كلها التي نفتخر بها، شعبا حيا يصنع الحياة والامل، شعبنا لا يتعرض كل يوم الى استنزاف مستمر في حياة ابنائه، لنعمل كلنا لاجل بناء مستقبل واضح يمكننا فيه ان نطور ذاتنا بلا خوف وبلا رعب من كل انواع الضياع.
انه يوم الشهيد، فلكي لا تتكرر سميل وهي رمز كل المذابح، وهي رمز كل من سقط باسم ولاجل هذه الامة، علينا ان نعمل من اجل ترسيخ هويتنا وذاتنا في ارضنا، فحتى من هو في المهجر لا امل له في البقاء بمميزاته وهويته هذه دون ان نعيش ذاتنا في الوطن، ان تحقيق الذات في الوطن هو خشبة الخلاص لمن هم في المهجر، نعم ان تحقيقنا لانجاز تاريخي اي العمل لتحقيق الحكم الذاتي هو انجاز تاريخي وهو خشبة الخلاص لنا نحن المهاجرين غصبا عنا ولكل المهاجرين. 
يمكن لكل انسان ان يقول انه يعمل لاجل هذا الشعب، ولكن الشعب ليسا دينا فقط، بل هو لغة وتراث وعادات وتقاليد، وبقدر ما نحن بعيدين من ان نكون اسرى الماضي واهواله، اليس من حقنا التحوط للمستقبل ومفاجاته، ان دم كل شهداءنا حتى دم مازن ونني وكل دم يسقط على ارض الاباء يدعوننا لكي نلتف حول مطلبنا في الحكم الذاتي المطلب الانقاذي، لكي يعيش شعبنا بلا مخاوف، لكي يصنع مستقبله ضمن مستقبل كل شعب العراق.
ان شعبنا وان كان مسيحيا، وان كان قد دفع الضرائب الكثيرة لاجل مسيحيته هذه، فهو امة بمميزاتها الخاصة، وهذه المميزات تظهره بوضوح وتجعله معروفا، يجب ان نكون واعين كل من يحاول ان يسرق جهد الشعب ودم شهداءه باسم المسيحية، ان من يحاول ان يعمل ذلك، لا يبالي بهويتنا القومية، والدليل امامكم واضح وجلي في ممارسات البعض من جعل العربية لغة التخاطب ولغة التعامل وهو لن يهمه ان غيرها باي لغة اخرى، وعندها لن يفيدنا التغني بالمسيحية. فتعالوا ايها الاحبة بمناسبة يوم الشهيد كل شهداءنا، لنتفخر بذاتنا القومية وبمميزاتنا الواضحة، ولكي ننقذ المسيحية التاريخية المرتبطة بتاريخ هذا الشعب منذ انتشارها في هذه البقعة.  تعالوا لنعمل سوية لاجل المستقبل.


bebedematy@web.de
   

340
يا احزاب شعبنا ارفعوا الراية البيضاء فالكنيسة قادمة!



تيري بطرس

الانسان واي انسان، له الحق في ابداء ارائه السياسية والاجتماعية والفكرية عموما، فهذا ما عملنا او ندعي كلنا اننا نعمل من اجله، وعلينا العمل بجد للدفاع عن هذا الحق كاساس لبناء وطننا. ولكن ابداء الرأي شئ وتلبس صفة شئ اخر، فعندما اقول انني سياسي وعلماني بمعنى لا احمل صفة دينية، ولكنني استولي على قرار الكنيسة في تعيين الكهنة او حتى الشمامسة، فهذا اعتداء على صلاحية مؤسسة اخرى، يجب على ان اتحاشاه.
انني شخصيا كنت من المدافعين عن دور الكنيسة ولا زلت اعتبرها احد اسيجة حمايتنا القومية بمعنى الحفاظ على هويتنا، وخصوصا بعد ارتفاع المد الاسلامي والتراجع عن المشاريع التنويرية التي عمت في فترة الثلاثينات من القرن الماضي، ولذا فقد كنت حادا جدا ضد كل من وجدته يعادي الكنيسة او يتدخل في شؤونها او يريد السيطرة عليها. وفي حالات كثيرة كنت اجد من بعض رجال الكنيسة مواقف لا استسيغها وكنت اغضب في نفسي ولكنني لم انقطع عنها ابدا. الكنيسة تمثل المؤسسة التي تدير شؤون المؤمنين بالمسيحية، والمسيحية هي احد التمايزات التي نحملها والتي ضحينا من اجلها الكثير، ولكن المسيحية ليست كل شئ، ولذا فعندما راينا اعتداء او تهاونا في  احد مميزاتنا القومية واهمها اللغة من قبل بعض الكنائس او الابرشيات، لم نتواني من ان نوجه سهام نقدنا واعلان ملاحظاتنا على هذه المحاولات. رجال الكنيسة بشر، من البطريرك والى اخر درجة دينية وهي الهوبتيقنا، او كما يحلو للبعض الدرجات الثلاثة وهي الاسقفية والكهنوتية والشمامسة، وهم لا يختلفون في مدى وقوعهم في الاخطاء عن بقية ابناء الشعب لانهم جزء منه، ولكنهم بالتأكيد يجب ان يترفعوا عن بعض الممارسات والمهام والاقوال، لانها تنافي وواجباتهم.
في التهجمات والتهجمات المضادة والتي ابتدأها الاستاذ يوسف متاوي في مقالته حول نيافة الاسقف مار لويس ساكو، حاول البعض الصيد في الماء العكر، وحاول البعض توجيه سهام النقد الى جهة اخرى او موضع اخر لا علاقة له بالقضية اصلا، فلحد الان وحسب علمنا لم ينكر نيافة الاسقف لويس ساكو الكتاب موضع النقدوالموقع من قبله والمرسل الى مجلس المحافظة  بخصوص تعيين اشخاص في مجلس المدينة فهو يقول في الكتاب انهم اي مجلس مسيحي كركوك يرشحون فلان وفلان او فلان وفلان ولكنهم لا يعرفون فلان، بمعنى اخر انهم  يقترحون ثلاثة اسماء يتكرر اسم مرتين من المقترحين، لمجلس مدينة كركوك، ولكنهم لا يعرفون الاسم الاخر وبالتالي لا يدعمون ترشيحه ان لم نقل يرفضونه، فهل هذه المهمة من مهام مجلس مسيحي كركوك، يا ترى؟ وهم يقولون انهم لا يتدخلون في السياسة! اليس الترشيح لمثل هذه المجالس من  المهما السياسية  ومن مهام الاحزاب السياسية اصلا، كما تفعل الاطراف السياسية لبقية قوميات كركوك. هذا من ناحية ومن ناحية اهم، ان الاتفاق على ترسشح اثنين لهذا المجلس لا يزال مرفوضا من قبل طرف سياسي لشعبنا وهو الحزب الوطني الاشوري، الذي يقول انه بما ان تعيين اعضاء مجلس كركوك، هو بالتوافق وليس بحسب الحصة او النسبة السكانية فانه يجب ان يكون لكل قومية خمسة وعشرون بالمائة من مجموع مجلس كركوك، علما ان الحصص الحالية هي كالتالي 32% للعرب و 32% للكورد و 32% للتركمان و4% لابناء شعبنا،  بينما ان الكتاب الصادر من مجلس مسيحي كركوك، يوافق وبلا نقاش على ما تم  التوافق عليه بين المجموعات الكبيرة اي الكرود والتركمان والعرب . ان الحزب الوطني الاشوري اذا يطالب بهذه النسبة فهو يدرك انه يمارس السياسية، ومن هذا المنطلق فانه يطالب بحق قد يحصل عليه ولكنه بالتأكيد لن يخسر الاربعة بالمائة المعروضة، وبالتالي فالحزب يترك مجال للحوار والتفاوض لزيادة نسبة تواجد شعبنا في المجلس بينما كتاب مجلس مسيحي كركوك يبصم على اتفاق معين ويؤيد ان يعين اشخاص محددين دون اخذ متطلبات تطوير مطالب شعبنا بنظر الاعتبار.
اذا اذ تجاوزنا الكلمات الغير اللائقة كما قيل والاتهامات الباطلة والصيد في الماء العكر، فان الكتاب لم يسحب، والمجلس المسيحي برئاسة الاسقف مار لويس ساكو ، يريد ان يقرر ودون نقاش ما يملى عليه من قبل اطراف معينة، ملغيا دور السياسة في تحصين مواقع شعبنا، اي مع الغريب هو مطيع وسلسل ومع قوى شعبنا هو مستأسد يريد اخذ مواقع السياسيين في تحديد الاشخاص وبالتالي السياسات التي سيتم التامل بها .
ان كنا حقا نريد العمل لاجل شعبنا، فيجب الادراك التام، ان اللافتة المسيحية غير صالحة لذلك وعلى من يحاول تسويق ذلك ان يدرك مدى الخطاء المقترف بحق شعبنا تراثا وحضارة وموقعا ومستقبلا، ففي الوقت الذي نقف كلنا صفا واحدا ضد اسلمة العراق ومؤسساته، بمعنى ان يتم الاهتداء بالاسلام وشرائعه في تسيير شؤون البلد، فانه بالتأكيد يجب ان نقف نفس الموقف ممن يحاو ل حصر هويتنا بانتماءنا الديني. ان المحاولات المستميتة  والمتتالية لجعل انتماءنا الديني هو محور واساس حقوقنا ومنها القو ل برفض الحكم الذاتي للمسيحيين ورفض حماية المسيحيين يعتبر امر محيرا حقا ومثيرا للتساؤلات، فكل الشعوب تسعي لتطوير حقوقها وقدراتها، الا بعض رجال ديننا ممن ابتلانا الله بهم والظاهر انها بلوة منه وعلينا العمل على تحملها او التخلص منها.
هناك عملية لعب ادوار مختلفة، فمرة هذا وعندما يجابه بالرفض يتم السكوت او التهوين من قول ما، ليعاد تكراره بعد حين من قبل اخر، اننا واعين لمحاولة البعض ترسيخ فكرة  ان يكون شخصا محددا ما او منصبا مححدا ما هو الذي يكون ممثل شعبنا وهذه المحاولات مآلها الفشل لان البعض مارسها وكانت النتيجة الانقسامات التي ابتلى بها شعبنا حول التسمية وتهميش الاخرين. فشعبنا قد اختار الحكم الذاتي بغالبية قواه كشعار للنضال تحت يافطته، واختار الديمقراطية والحرية كاسس لادارة شؤونه حاليا ومستقبلا، وشعبنا اختار العراق الفدرالي والذي يكون جزء من عصره، ونحن نناضل من اجل اهدافنا الاخرى رويدا رويدا، وخطوة بخطوة، ولسنا مستعدين لقبول ما يفرضه الاخرين علينا، بل يجب ان نقرر ما نطلبه والمدى والاسلوب والتنازلات الممكن القبول بها، ويمكننا بكل رحابة الصدر قبول اراء رجال ديننا كاشخاص ندرك ان مصلحة رعيتهم وشعبهم تهمهم، اما ان يقرروا عنا فاعتقد انه العودة الى الوراء سنوات وعقود طويلة. ان دخول الكنيسة على الخط هو لعبة خطرة فالكنيسة تسنتد في خلافاتها على الاغلب الى عوامل مبدأية وليس الى عوامل مصلحية يمكن التحاور حولها، ان الكنائس مختلفة بالاساس على مبادئ ايمانية تعتبرها مقدسات اما الاحزاب فاختلافاتها هي وجهات نظر، والكنيسة مع كل التقدير لها لم تطالب لشعبنا باي حق وكلنا نعلم مواقفها ابان هدم القرى والكنائس القديمة والتراثية. ان دخول الكنائس على الخط يعني اشتعال مواجهات مذهبية فكل كنيسة تعتبر نفسها مساوية للاخرى، فهل سيعي البعض ما ينتظرنا؟
والظاهر ان مجلس مسيحي كركوك لا يزال على موقفه الخاطئ والغير المعقول، والدليل انه لم يسحب كتابه الموقع من قبل نيافة الاسقف  لويس ساكو. واليوم ان سكتنا عن ما يحدث في كركوك فان البروفة ستعاد في نينوى وكل المناطق الاخرى، لقد حاولوها في بغداد، وكانت محاولة فاشلة، فلم يقتنع بالتبريرات المعطاة اي شخص، واليوم يكررونها في كركوك وغدا، اين؟  انه تساؤل مثير بعد تكرر محاولات تغيير هويتنا القومية وتحويلها الى هوية دينية فقط، والاستمرار في التكلم عن الهوية الدينية في رفض مشاريع قومية محقة ومشروعة، شرعية مستندة الى القوانين الدولية والى الدستور العراقي الذي يقر بالحريات والاساليب الديمقراطية في طرح المطالب مع بعض التطوير. يوما بعد الاخر نكاد نجزم ان ما يتم اقترافه ليس مواقف بريئة وغير مدروسة، بل الغاية هي الابقاء على الهوية الدينية مع الاستمرار في تعريب هويتنا القومية، انه اتهام ايها الاخوة، ولكن استقراء ما يحدث لا يقودني الا الى الوصل الى ان ما يحدث هو خطة غير بريئة.
اذا كان هناك من طرف سياسي يدعم موقف مجلس مسيحي كركوك، فهذا يدل ان هناك محاولة لسلق طبخة على حساب شعبنا، من خلال موافقة هذا الملجس على اشراك اثنين من ابناء شعبنا من بين الاسماء الاربعة المطروحة علما ان  اسما يتكرر في طرحين متتالين، فهل هذه العملية بريئة حقا؟ وهل حقا نحن فقط مسيحيين، وهل ان مجلس مسيحي كركوك لا يمارس السياسية في ما قام به؟  اعتقد اننا لسنا بهذه الدرجة من الغباء ايها السادة. اسحبوا كتابكم واتركوا تقرير المسائل السياسية لاحزابنا واننا لمدركين ان هذه الاحزاب ستستمع لملاحظاتكم كابناء شعبنا (الكلداني السرياني الاشوري).

bebedematy@web.de

341
تسفيه الحكم الذاتي باسم الموضوعية.....

تيري بطرس

كما هو واضح من طرح الحكم الذاتي، انه تجربة غيرة حديثة  وهي تجربة يتم ممارستها في دول عديدة، ديمقراطية وغير ديمقراطية، وهي تجربة لا تعني الاستقلال التام بل تعني اعادة تنظيم الدولة، بشكل يسمح  بتوزيع الصلاحيات لكي يتشارك الجميع في ادارة الدولة من خلال ادارة انفسهم. والحكم الذاتي يمنح على اسس قومية وهناك امثلة عديدة عليه في روسيا والصين ودول عديدة اخرى او على اساس ديني كما هو في الفلبين او جغرافي وهو ايضا منتشر في بلدان عديدة، والحكم الذاتي ياخذ صفات اخرى وبحسب الصلاحيات التي يتمتع بها، وقد يطلق عليه اقليم فدرالي كما هواقليم كوردستان العراق الفدرالي، او كما هي الفدراليات الاوربية في بلدان عديدة وكل فدرالية تكاد تحتوي على مناطق حكم ذاتي او كومونات او كانتونات عديدة، المهم في هذه التوزيع انه حل لاشكالية شعور مجموعة سكانية متميزة عن الاخرين بالاضطهاد او الغبن. الحكم الذاتي لشعبنا ان اقر فسيقر بموافقة السلطة المركزية ، لانه سيكون تطبيقا لمواد دستورية،  الحكومة ملزمة بتطبقها، ولذا فالمنادين بالحكم الذاتي يطرحون الامر بشكل واضح باعتقادي وهو اولا ان يتم ادراج هذا الحق في كل من الدستور العراقي ودستور اقليم كوردستان. ان تمكنا من ادخال هذه الفقرة في كلا الدستورين، فسنكون قد خطونا خطوة كبيرة الى الامام، وهنا فانصار الحكم الذاتي لا يستبقون الامور بطرح مسأل وقضايا تلي المطلب الاساسي. لان اي طروحات حول الحكم الذاتي مثل المساحة ونوعية الحكم والصلاحيات قد تشغلنا عن المهمة الاساسية وهي مثل وضع العربة قبل الحصان، وهي عملية معيقة لتحقبق المطلب الاساسي. المشكلة مع رافض الحكم الذاتي انه يرفضون حقا يجب ان يتمتع به شعبهم، بحجج ولاسباب لا احد يناقشها حاليا. ان السؤال الذي لم يتم الاجابة عليه لحد الان والذي تم طرحه مرارا، مالذي سيخسره شعبنا من ادراج هذا الحق في الدستورين المشارين اليهما اعلاه. لا اعتقد ان هناك من سيمكنه ذكر هذه الخسائر لانها غير موجودة. فاذا ان لم تكن هناك خسائر في ادراج حق شعبنا في التمتع بالحكم الذاتي فلما المعارضة اذا؟ انه سؤال موجه للمعارضين، وبالاخص لو جاء بشكل عام مثل يحق للمكونات القومية التمتع بالحكم الذاتي في مناطق تواجدها.
ولكن هناك تعمد في تسفيه مطلب الحكم الذاتي من خلال القول انه للمسيحيين، فالاصرار على هذه الصفة هو عمل متعمد لتشويه المطلب، في الوقت ان الحكم الذاتي هو لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، كما ان منحه الصفة الدينية يعني بالضرورة حساب رجال الدين واعطاء رايهم وزنا اكبر من حجمهم، وبالحقيقة ان منح الحكم الذاتي الصفة الدينية وخصوصا للمتعربين يعني الغاء اهم مهامه وهي الاهتمام بالتراث الحضاري والثقافي الموحد لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
والان لنأتي الى الخطوات التالية لاقرار حق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الحكم الذاتي، وهي استقراء قد لا يكون بشكل سيناريو ولكن على الاكثر ان الخطوات ستكون متقاربة لما سنذكره ادناه.
ان لاقرار هذه الحق في الدستورين يعني الزام الحكومات المتعاقبة بتحقيقه، لان الحكومات تعمل بحسب الدستور وكل ما ينبثق من القوانين هو من وحي الدستور وكل ما هو خارج وحي الدستور يعتبر لاغيا وغير قانوني. اذا ان اقرا الحكم الذاتي يعني الزام الحكومات لتطبيقه اي ليس شعبنا واحزابنا فقط بل الحكومتين المركزية وحكومة الاقليم. مالذي سيلي ذلك، سيلي ذلك الدخول في المفاوضات مع القوى الفاعلية في شعبنا  حول ما هية الحكم الذاتي مداه صلاحياته وهذه العملية قد تأخذ وقتا لانها ستدخل في تفاصيل قانونية كثيرة ومنها ارتباطات منطقة الحكم الذاتي، بعد انتها هذه المرحلة ستأتي مرحلة الاستفتاء وهي استفتاء سكان المنطقة المشمولة بالحكم الذاتي عليه وعلى قانونه التاسيسي، ان تم الحصول على الموافقة على ذلك، فسيتم انتخاب الهيئات المؤسسة للحكم الذاتي والواردة في قانونه التاسيسي. وكما ترون ان الخطوات كلها بحاجة الى موافقة السلطات المركزية وسلطات الاقليم، وهذه الخطوات لن تجري الا بعد هذه الموافقات والا بعد تخصيص الموارد اللازمة لذلك من ميزانية الدولة. ولكن لماذا على الدولة القيام بكل ذلك، اي التنازل عن بعض صلاحياتها لجزء من شعبها، ان المسألة كما قلنا هو لحل اشكالية معينة تواجهها الدولة، فالدولة عندما تواجه اشكاليات بنيوية علهيا اعادة النظر في هيكليتها، وهكذا حلت مشكلة الكورد بمنحهم حق ادارة الاقليم الفدرالي وبصلاحيات واسعة، ولكن ليست مشكلة العراق مع الكورد فقط بل مع كل مكوناته، لاسباب باتت معروفة ومنها الدكتاتورية. مشكلة الدولة كانت تغييب الصوت الشيعي والتركماني ايضا وتهميش كل الاطراف وخصوصا الاقليات القومية والدينية، وجراء دكتاتورية الدولة عانى العراق حروبا مستمرة منذ تأسيسه ولحد الان، وقد لا يمكننا ان نحسب عقدا واحدا من هذا العمر دون حروب داخلية او خارجية مفتعلة لابعاد حل الاشكالات الداخلية.
الحكم الذاتي بالنسبة لشعبنا هو على اساس قومي مناطقي بمعنى انه يريد خلق اكثرية من شعبنا تتمتع بصلاحيات ادارة ذاتها، ولكن هذه الاكثرية لن تكون لوحدها بل ستتعايش مع الاخرين .
نحن نتعامل مع دولة يقول قانونها الاساسي انها تتبع اليات ديمقراطية في حل الاشكالات التي تواجهها، ونحن هنا لا نتعامل مع نظام كنظام صدام واعتقد ان الدلائل واضحة لتعامل الدولة مع محاوريها بالاسلوب الديمقراطي. اذن اقرار الحكم الذاتي دستوريا سيعني ان مسؤولية تنفيذه ستقع على الحكومة العراقية والاقليم الفدرالي.
صحيح ان الحكم الذاتي لا يعني حق تقرير المصير الا ان الاستفتاء عليه وقبوله او حتى رفضه، يعني  ان هناك تقريرا للمصير يطبق، وهذا التقرير يعني بالبساطة القبول بالحكم الذاتي كحالة يرتضاه الشعب، ولكن ضمن اطار هذه الحكم الذاتي هناك امور يقرر الشعب ماذا يريد وما لا يريد ضمن الخصوصية القومية، وليس صحيحا ان الحقوق في الحكم الذاتي هي حقوق انسانية مثل حرية التعبير، بل التحديد القانوين لامور اساسية ولعل منها الحق في اختيار التسمية الموحدة والحق في تطوير الثقافة والاعلام والحياة الاجتماعية بما يتوافق مع القيم التي يؤمن بها شعبنا. الحكم الذاتي بالطبع لا يطالب بحق اقامة العلاقات الخارجية واقامة قوات للدفاع مستقلة عن وزارة الدفاع العراقية او وزارة الداخلية العراقية، وهذا ما لم يطالب به انصار الحكم الذاتي ولا حتى الاقليم الفدرالي، ان الحكم الذاتي بالتصور هو اكثر من الادارة المحلية ولكنه في صلاحياته اقل من الدولة المستقلة والاقليم الفدرالي، بمعنى ان الادارة المحلية تعني فقط ان يكون موظفي المناطق التي يعيش فيها الغالبية من ابناء شعبنا منا اي منتخبين او معينين من ابناء شعبنا، وبالتالي يمكن تغيرهم بالنقل او بالعقوبة الادراية المتاتية من الادارات المافوق، اما الحكم الذاتي، فله ادارة متكاملة منتخبة من شعبنا، وله سلطات تشريعية بخصوص امور كثيرة تخص شعبنا وحياته اليومية لا بل امور تخص هويته وتطويرها وتخصيص موارد لهذا التطوير، كما ان المحاكم ملزمة بتطبيق ما يصالدق عليه برلمان منطقة الحكم الذاتي وبما لا يتعارض مع الدستور العراقي. ادناه المواد الاولى من قانون الحكم الذاتي لمنطقة كردستان العراق لعام 1970، يا ترى هل كان هذا الحكم الذاتي خروجا عن الدولة ومؤسساتها حينذاك؟


((المادة الأولى:
أ- تتمتع منطقة كردستان بالحكم الذاتي وتسمى المنطقة حيثما وردت في هذا القانون.
ب- تتحدد المنطقة حيث غالبية سكانها ويثبت الأمين العام حدود المنطقة وفقا لما جاء في بيان 11آذار \ مارس. وتعتبر قيود إحصاء عام 1957 أساسا لتحديد الطبيعة القومية للأغلبية السكانية المطلقة في الأماكن التي سيجري فيها الإحصاء العام.
ج- تعتبر المنطقة وحدة إدارية واحدة لها شخصية معنوية تتمتع بالحكم الذاتي في إطار الوحدة القانونية والسياسية والاقتصادية للجمهورية العراقية. وتجري التقسيمات الإدارية فيها وتدار وفقا لاحكام قانون المحافظات مع مراعاة أحكام هذا القانون.
د- المنطقة جزء لا يتجزأ من ارض العراق وشعبها جزء لا يتجزأ من شعب العراق.
هـ - تكون مدينة اربيل مركزا لإدارة الحكم الذاتي.
و- هيئات الحكم الذاتي جزء من هيئات الجمهورية العراقية.
المادة الثانية:
أ- تكون اللغة الكردية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية في المنطقة.
ب- تكون اللغتان العربية والكردية لغتي التعليم للأكراد في المنطقة في جميع مراحله ومرافقه ويتم ذلك وفقا للفقرة(هـ ) من هذه المادة.
ج- تنشأ مرافق تعليمية في المنطقة لابناء القومية العربية يكون التعليم فيها باللغة العربية وتدرس اللغة الكردية إلزاميا.
د- لابناء المنطقة كافة حق اختيار المدارس التي يرغبون التعليم فيها بصرف النظر عن لغتهم ألام.
هـ - يخضع التعليم في جميع مراحله في المنطقة للسياسة التربوية والتعليمية العامة للدولة.
 المادة الثالثة:
أ- حقوق وحريات أبناء القومية العربية والاقليات في المنطقة مصونة وفق أحكام الدستور والقوانين والقرارات الصادرة بشأنها وتلتزم إدارة الحكم الذاتي بضمان ممارستها.
ب- يمثل أبناء القومية العربية والاقليات في المنطقة في جميع هيئات الحكم الذاتي بنسب عددهم إلى سكان المنطقة ويشاركون في تولي الوظائف العامة وفق القوانين والقرارات المنظمة لها.))
وادناه فققرات من قرار مجلس قيادة الثورة العراقي المرقم 677
  مجلس                      رقم القرار  677
قيادة الثورة                     تاريخ القرار 13 – 9- 1972

         بسم الله الرحمن الرحيم
               قرار   
     استنادا الى احكام الفقرة (أ) من المادة الثانية والاربعون من الدستور المؤقت، وبناء على اقتراح رئيس الجمهورية.
بعد مقدمة يقول القرار
       قرر مجلس قيادة الثورة بجلسته المنعقدة بتاريخ 13_ 9_ 1972 ما يلي:
1 – يصار على ضوء المصلحة العامة – الى اعادة تخطيط الحدود داخل الوحدات الادارية او في ما بين الوحدات الادارية المتجاورة، في الاماكن التي تفطنها الاقليات القومية العراقية، بما يصمن تجمع ابناء كل اقلية قومية في وحدة او وحدات ادارية قومية تخصص لهم داخل الوحدة الادارية، او بين الوحدات الادارية المتجاورة.
2 _ تراعي في الوحدات الادارية التي ستأخذ \ابع احد الاقليات القومية لاحكام الفقرة الاولى من هذا القرار ، الحقوق والضمانات التالية :-
آ _ تشميلها بنظام المجالس الشعبية، وتشكيل هذه المجالس فيها وفق الاحكام المرعية الاجراء في هذا الشن.
ب _ انشاء فروع او مكاتب او مراكز فيها _ حسب الحال_ لمختلف ىالمنظمات الشعبية والمهنية على ان يراعي الطابع القومي لابناء الوحدة في تشكيل اجهزة ادارة الفروع او المكاتب او المراكز المذكورة.
ج _ اعطاء الافضلية لابناء الوحدات الادارية المذكورة_ عند تساوي الشروط القانونية في جميع تشكيلات والتعيينات الحكومية (الادارية والبلدية) التي تجري داخل هذه الوحدات.   
اذا حتى في زمن الحكومت العراقية السابقة وبعد انقلاب 17 تموز حاولت الحكومة اعطاء طابع حضاري لها بالاهتمام بشؤون الاقليات وبما يتناسب و الحكم الذاتي للكوردستان العراق، واليوم والعراق يقرر بملء ارادته تبني النظام الاتحادي (الفدرالي) اليس مطلوبا تطويرا في حقوق الاقليات القومية؟ وبالاخص ان التجربة السابقة لم تطبق برغم من انها كانت مشرعة رسميا؟
 والان لنحاول الاطلاع على بعض تجارب الاخؤين في الحكم الذاتي وقد اخذناها مما توافر لنا
جمهورية الصين الشعبية
    (( في المؤتمر الوطني الأول لنواب الشعب الصيني الذي  عقد في عام 1954, سجل نظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي  في ((دستور جمهورية الصين الشعبية)). ومن ذلك الوقت  فصاعدا ظل الدستور الصيني في تعديلاته العديدة ينص على  تطبيق هذا النظام. وحدد ((قانون الحكم الذاتي الإقليمي  القومي لجمهورية الصين الشعبية)) الذي أعلن عام 2001 بعد  التعديل, بجلاء, أن "نظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي  نظام سياسي أساسي للدولة". 
يعتبر ((قانون الحكم الذاتي الإقليمي القومي))  قانونا أساسيا لتطبيق نظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي  الذي يحدده الدستور الصيني, ويشمل في مضمونه النواحي  السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية, ويوضح  العلاقة بين الحكومة المركزية وأقاليم الحكم الذاتي  الإقليمي القومي, والعلاقة بين القوميات المختلفة في  أقاليم الحكم الذاتي الإقليمي القومي. ولا يسري مفعوله في أقاليم الحكم الذاتي الإقليمي القومي فحسب, بل يجب أن  يلتزم به وينفذه كل الشعب الصيني باختلاف قومياته وكل  الأجهزة والهيئات الحكومية .   
       (2) إنشاء مناطق الحكم الذاتي الإقليمي القومي   
     أنشئت منطقة منغوليا الداخلية ذات الحكم الذاتي في  منطقة قومية منغوليا التي قد تحررت تحت قيادة الحزب  الشيوعي الصيني في عام 1947, أي قبل تأسيس جمهورية الصين  الشعبية بعامين. وكانت هي أول منطقة ذاتية الحكم للأقليات القومية على مستوى المقاطعة في الصين. وبعد ولادة جمهورية الصين الشعبية , شرعت الحكومة الصينية تطبق الحكم الذاتي  الإقليمي القومي في مناطق تجمع الأقليات القومية بشكل  شامل, فتم إنشاء منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم  في أكتوبر عام 1955, ومنطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ في مارس عام 1958, ومنطقة نينغشيا الذاتية الحكم  لقومية هوي في أكتوبر عام 1958, ومنطقة التبت الذاتية  الحكم في سبتمبر عام 1965. وبنهاية عام 2003, أنشئت في  الصين برمتها 155 أقليم حكم ذاتي إقليمي قومي, منها 5  مناطق ذاتية الحكم, و30 ولاية ذاتية الحكم, و120 محافظة  (راية) ذاتية الحكم. و حسب الإحصاء الخامس لسكان البلاد,  تم لـ 44 أقلية قومية من الأقليات الخمس والخمسين إنشاء  أقاليم حكم ذاتي إقليمي خاصة بها, يمثل سكانها 71% من  مجموع عدد سكان الأقليات القومية, وتحتل مساحتها حوالي 64% من مساحة أراضي كل البلاد. 
       أقاليم الحكم الذاتي الإقليمي القومي في الصين مصنفة  الى ثلاثة مستويات: المنطقة الذاتية الحكم والولاية  الذاتية الحكم والمحافظة الذاتية الحكم, ذلك على حسب عدد  السكان وحجم الأرض لتلك الأقاليم التي تسكنها الأقليات  القومية. وكل أقاليم الحكم الذاتي الإقليمي القومي لا  تتجزأ من أراضي جمهورية الصين الشعبية. ويجب لهيئات الحكم الذاتي في أقاليم الحكم الذاتي الإقليمي القومي أن تحافظ  على وحدة البلاد وتضمن الالتزام والتنفيذ للدستور  والقوانين في أقاليمها. وينبغي لكل من هيئات الحكومة  الأعلى وهيئات الحكم الذاتي في أقاليم الحكم الذاتي  الإقليمي القومي أن تعمل على صيانة وتطوير علاقات  المساواة والتضامن والمساعدة المتبادلة بين القوميات  المختلفة . 
     في أقاليم تجمع الأقليات القومية, يمكن العمل حسب  العلاقة القومية والتنمية الاقتصادية المحلية وكذلك  الأحوال التاريخية لإنشاء أقاليم حكم ذاتي على اساس أقلية قومية واحدة, مثل منطقة التبت الذاتية الحكم, وولاية  ليانغشان الذاتية الحكم لقومية يي في مقاطعة سيتشوان,  ومحافظة جينغنينغ الذاتية الحكم لقومية شه في مقاطعة  تشجيانغ الخ, أو إنشاء أقاليم حكم ذاتي مخصصة لعدة أقليات قومية, مثل ولاية هايشي الذاتية الحكم لقوميتي منغوليا  والتبت في مقاطعة تشينغهاي, ومحافظة جيشيشان الذاتية  الحكم لقوميات باوآن ودونغشيانغ وسالار في مقاطعة قانسو  الخ .   
     إذا ما وجد في إقليم حكم ذاتي لأقلية قومية واحدة  مجمعات سكنية لأقليات قومية أخرى, تم لها إنشاء أقاليم  حكم ذاتي مناسبة أو نواح قومية خاصة بها. مثلا ترى في  منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم ولاية ايلي  الذاتية الحكم لقومية القازاق ومحافظة يانتشي الذاتية  الحكم لقومية هوي. ويمكن لأقاليم الحكم الذاتي القومي أن  تشمل عددا من المجمعات السكنية والمدن والبلدات لأبناء  قومية هان والقوميات الأخرى طبقا لظروفها الواقعية .
 (3) تشكيل هيئات الحكم الذاتي في أقاليم الحكم الذاتي  الإقليمي القومي   
     الهيئات التي تمارس سلطة الحكم الذاتي في أقاليم  الحكم الذاتي الإقليمي القومي هي مجالس نواب الشعب  والحكومات الشعبية في المناطق الذاتية الحكم والولايات  الذاتية الحكم والمحافظات الذاتية الحكم. والى جانب ممثلي القومية التي يطبق فيها الحكم الذاتي في إقليمها, يجب أن  يضم مجلس نواب الشعب في ذلك الإقليم الإداري عددا مناسبا  من ممثلي القوميات الاخرى التى تسكن في نفس الإقليم. ويجب أن يتولى مواطنون من القومية التي تطبق الحكم الذاتي منصب رئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب أو مناصب نوابه في  كل إقليم الحكم الذاتي القومي. ويكون رؤساء المناطق  والولايات والمحافظات الذاتية الحكم هم من مواطني القومية التي يطبق فيها الحكم الذاتي. ويضم اعضاء الحكومة الشعبية في إقليم الحكم الذاتي القومي موظفين من القومية التي  يطبق فيها الحكم الذاتي وموظفين من الأقليات القومية  الاخرى بصورة معقولة. كما لا تخلو أقسام العمل التابعة  لهيئة الحكم الذاتي من كوادر القومية التي يطبق فيها  الحكم الذاتي والأقليات القومية الأخرى))
يكتب الباحث محمد بوبوش الباحث في العلاقات الدولية عن الحكم الذاتي الداخلي ما يلي
((: مفهوم الحكم الذاتي في القانون العام الداخلي (القانون الدستوري):
قام مشرعو القانون العام الداخلي في الدول التي أسهمت ظروفها التاريخية والاجتماعية والسياسية في وجود قوميات أو جماعات متباينة، بمحاولات للتخفيف من الطابع الاستعماري للحكم الذاتي، وذلك بتصويره فكرة مستمدة من مبدأ تقرير المصير القومي ، وقاموا بتنظيمها في إطار قانوني ليكون أساس لحل المسألة القومية ومشكلة التكامل ومن خلال ذلك ظهرت تطبيقات عديدة ومتباينة في كل من إيطاليا وإسبانيا والسودان والعراق.
كما أن أكثر الحركات القومية والتنظيمات السياسية في الدول متعددة القوميات، اقتنعت بأن الحكم الذاتي يمثل أحد أشكال التعبير السياسي القومي التي يمكن بواسطتها تنمية التراث الحضاري والثقافي، وقيام الجماعات القومية بإدارة شؤونها الداخلية في إقليمها القومي، وانطلاقًا من هذا التصور للحكم الذاتي اتجهت هذه الحركات إلى تبني هذا النظام، دون رفع شعار المطالبة بالانفصال والاستقلال التام، حفاظا على وحدة الوطن وصيانة الوحدة الوطنية، ولقد ساعدت هذه الظواهر الجديدة على التخفيف من الآثار الاستعمارية التي علقت به في ظل السياسة الدولية، إذ اتجهت معظم الدول التي تعاني من الصراع الداخلي وعدم التكامل إلى النص صراحة على الحكم الذاتي في صلب دساتيرها.
ويمكن القول أن المقصود بالحكم الذاتي الداخلي "Autonomie Interne" هو نظام قانوني وسياسي يرتكز على قواعد القانون الدستوري، وبتعبير آخر هو نظام لا مركزي، مبني على أساس الاعتراف لإقليم مميز قومياً أو عرقيا داخل الدولة بالاستقلال في إدارة شؤونه تحت إشراف ورقابة السلطة المركزية. ولهذا فهو في نطاق القانون الداخلي أسلوب للحكم والإدارة في إطار الوحدة القانونية والسياسية للدولة.
كما أشارت بعض المواثيق الجهوية إلى مفهوم الحكم الذاتي، فقد عرف الميثاق الأوربي الحكم الذاتي المحلي (Autonomie locale)، في مادته الثالثة بأنه "قدرة الوحدات المحلية، والإقليمية الفعلية وحقها في تنظيم وإدارة جانب كبير من الشؤون العامة تحت مسؤولياتها، ولصالح سكانها في إطار القانون" وأن هذا الحق "يمارس عن طريق مجالس، أو جمعيات، مشكلة من أعضاء منتخبين في اقتراع حر وسري، ويتميز بالمساواة، سواء أكان مباشرا أو عاما، ولهذه الجمعيات والمجالس أن تمتلك أجهزة تنفيذية مسؤولة تجاهه".
إن الهدف الأساسي من الأخذ بتطبيق الحكم الذاتي في القانون الوضعي، هو حماية قومية أو حماية جماعة عرقية معينة، تقطن في إقليم (مميز تاريخيا وجغرافيا) ضمن أقاليم الدولة التي تمتاز مجتمعاتها بالتعدد العرقي والجغرافي، وبالتالي يرتبط مفهوم الحكم الذاتي بمبدأ القوميات ارتباطاً هاماً ووثيقاً. كما أن تطبيقات الحكم الذاتي الداخلي لا تأخذ شكلاً واحداً، بل إن تطبيقاته تختلف من دولة لأخرى حسب الظروف التاريخية والسياسية والقانونية
   ((*فقرة من مقال هو جزء من رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في العلاقات الدولية تحت عنوان: "قضية الصحراء ومفهوم الاستقلال الذاتي". - وحدة: المغرب في النظام الدولي- جامعة محمد الخامس- أكدال- الرباط.))
ادناه فقرات من بيان لمثقفين ريفيين (امازيغ ) يطالبون بالحكم الذاتي
((بيان من ﺃجل الحكم الذاتي
الموسع للريف

• إذ نأخذ بعين الاعتبار الأهداف العامــــة من نظام الحكم الذاتي، وهي أهــداف الديمقراطية و التنميــة.
• وإذ نستحضر الوضعية الخطيرة لهويتنا و لغتنا الفاقدتين لأية حماية.
• و إذ نستحضــر وضع الريف الاقتصادي و السياسي و الاجتمـاعي و الثقافي، و هو وضع يدعو إلى البحث عن أداة جديدة، ديمقراطية و سياسية، تحقق تولي الريفيين شؤون تنمية و تدبير إقليمهم، بعد أن أبان المركز عن فشـــل سياسته.
• وإذ نستحضر ضرورة انتقال المغرب نحو نظام الفدرالية و الحسم مع نظام المركزية.
• وإذ نستحضر التجارب المقارنة والتي كشفت عن مصداقية نظام الحكم الذاتي و الفدرالية، مثل كندا و بلجيكا و سويسرا و ألمانيا و إسبانيا، وهي نماذج و إن تمايزت أساليب تطبيق الحكم الذاتي و الفدرالية فيها، فإنها تكشف على أن حضور الحكم الذاتي للجهات و الأوطان، يندرج ضمن الديمقراطية القويمة و المتقدمة.
• وإذ نستحضر أسس الحكم الذاتي كما نصت عليه المرجعية الدولية، و تضمنته الدساتير المقارنة، نؤكد أن الريفيين يطالبون بحل ديمقراطي لوضعهم، تعمل به الأنظمة الديمقراطية، و ذو مصداقية دولية.
• و إذ نؤكد أن الريفيين مقتنعون من أجل تحمل مسؤولية إقليمهم الريف، الذي يعاني من السياسة المركزية في كل المجالات، و مقتنعون أيضا بعزمهم لعب دور في التغيير الديمقراطي الذي يجب أن يعيشه المغرب.
• وإذ نسلم أن نظام الحكم الذاتي يقوم على تمتع الإقليم بالسلط التشريعية و التنفيذية و القضائية، و يتولى اختصاصاته في احترام للدستور الوطني و لمجالات السيادة الوطنية، فإنه من جهة أخرى، نؤكد أن أنظمة الحكم الذاتي المتقدمة تحترم مصالح الأقاليم و الأوطان فيما يتعلق بحدودها، والمساهمة في الشؤون الخارجية التي تدخل ضمن مجال اختصاص الإقليم أو مجال مصالحه ، و هو ما تنص عليه الدساتير المقارنة، دون أن يوحي ذلك بأي مس بسيادة الدولة، بقدر ما يكشف عن دور الحكم الذاتي في قوة و ديمقراطية الدولة.
• و إذ نرفض الوضع العام الذي يعرفه الريف، و هو وضع ناتج عن عقود طويلة من سياسة الدمج

في بنية الدولة المركزية الرافضة لصوت الجهة، دون استحضار طموحات الريفيون في التنمية و التقدم.
• وإذ نستحضر الاستنزاف المستمر لثروات و أموال إقليمنا و تحويلها نحو مراكز محدودة، في مقابل دفع الريفيين في متاهة الفقر و الهجرة.
فإننا نحن مجموعة من الفاعلين الريفيين، نطرح هذا البيان للرأي العام، تعبيرا عن وعينا و التزامنا من أجل الحكم الذاتي الموسع للريف: ))


اليوم لو اردنا ان نكون بنائين مع كل الافكار المطروحة، علينا ان نناقشها بصراحة وبفهم يتسق مع تطور مفهوم الدولة، وبالاخص في اطار ان الدولة المركزية في طور الزوال ليس في العراق بل في اغلب دول العالم، وعلينا ان نضع الامور في اطارها الصحيح، فيجب ان يدرك الجميع ان الحكم الذاتي هو لشعب ذو خصوصية ثقافية حضارية وتاريخية وليس لخصوصيته الدينية، ان خلط المفاهيم لا يعني ان هناك موقف بناء مع مختلف الاراء، بل تشويه افكار الاخر بتعمد ومنحها صفات اخرى هو لم يقلها.
والمطالبة بالحكم الذاتي الذي اعتبره شخصيا مطلبا انقاذيا لشعبنا، لا تعني ان نتوقف عن محاولة بناء البنية التحتية او بناء مؤسسات قد تساعدنا في مهامنا المستقبلية، بل انها قد تكون مفيدة جدا لكي تخطوة منطقة الحكم الذاتي خطوات سريعة في طريق التقدم الاقتصادي والانمائي
.



bebedematy@web.de

342
تمــــــ14ــــــــــوز ... الف مبروك  





تيري بطرس

خمسة وثلاثون عاما مرت، لم تكن كبرهة كما يقال، بل مرت بجهد وعرق وخوف ورعب، ولكنها مرت، والغاية كانت ان تنبت جراء الجهد المبذول والخوف الرعب المعاش ازهار وورود لاتعرف الا السعادة والرخاء والتمتع بكل ما هبانا به الله من خيرات ومميزات. قبل خمسة وثلاثون عاما كان حظي ان اكون ضمن قافلة من الاخوة الاعزاء، بعضهم ترك المسيرة واختار دربا اخر، وبعضهم انتقل الى العالم الازلي ومنهم من سكت وتعب وقال لم يعد بوسعي المسير، والبعض الاخر لا يزال يحمل عبء المسؤولية في مختلف المواقع والمسؤوليات بلا كلل ولا تعب، يعملون لجلب اخرين ليكملوا الدرب، الدرب انه سبيل طويل يسير ماطال الله بعمر شعبنا، اجيال جديدة ودماء جديدة تنضاف للجهد المستمر لاجل الشعب والوطن، شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وشعبنا الكوردستاني، وشعبنا العراقي، والوطن الوطن العراقي. والاهم العمل من اجل الانسان كقيمة عليا لا يعلى عليها احد، فكل شئ من اجله ولاجله، هذه هي الحياة ولاجلها ولكي نرفل بالسعادة نعمل. ما الذ العمل الذي تذوق نتيجته ما احلى الحياة وانت ترى جهدك يثمر وينتج ويتكاثر ويتعاظم.
في الذكرى الخامسة والثلاثون لميلاد الحزب الوطني الاشوري، اتوجه لكل الاخوة الاعضاء والاصدقاء بالتهاني والتبريكات، متمنيا لهم سنة جديدة مليئة بانجازات لصالح شعبنا ولصالح تقدمه ولصالح ان يخطو خطوات كبيرة لتحقيق اهدافه المشروعة ومنها الحكم الذاتي في اراضينا التاريخية. نعم ايها الاخوة كبرنا وكبرت معنا الاهداف بفعل عمل كل ابناء شعبنا من الخيرين. ان مساحة شعبنا مرصعة باحزاب ومنظمات ومؤسسات كل منها عملت شيئا لصالح شعبنا لا اعتقد انها كلها سلبية مائة بالمائة، فلا بد ان يكون خلف كل هذه الجهود ايجابيات وبهذه المناسبة انا احي هذه الايجابيات التي كانت نتاج هذه المنظمات والاحزاب والمؤسسات، بهذه المناسبة نحيها كلها، ولكن لا ننسى الاخوة ممن رغب الجلوس بعد زمن الصعاب وهم ذخر للحزب واخوة افاضل سيكن لهم التقدير اللازم، اخوة اخرين جذبتهم شعارات ومواقع، كنا نتمنى ان يحتفظوا بوصلة الحب الذي علمه الحزب لهم والذي يكنه الحزب لهم وللجميع ابناء شعبنا، ولكنهم مع الاسف ومع كل الحب لم يتلزموا درب الحب الذي بادلهم ، بل شارك بعضهم في الاساءة فنقول لهم سامحكم الله فانتم اثبتم نوعية معدنكم، فبدلا من ان تكونوا سفراء لاصدقائكم واخوتكم ممن شاركتموهم مخاوف و صعاب الحياة، انقلبتم عليهم وذكرتمونا باولئك الذين استسلموا للطاغية ونكلوا برفاقهم اكثر مما نكل ازلام الطاغية نفسه. فامكانية تغيير الهدف ولاسلوب امر وارد، ولكن تغيير الجلد وملئ القلب بالاحقاد امر لم نكن نتوقعه منكم.
هذا الحزب الذي حمل افراده، ارواحهم على اكفهم، من اجل نشر الوعي القومي، ونشر الوعي الوطني، هذا الحزب نشر اعضاءه في كل تجمع من اجل نشر لغة الام ومن اجل ادخال قيم وممارسات جديدة، قيم تعلي من شأن الفكر ومن شأن الانسان ومن شأن مجتمعنا وتقاليدنا وعاداتنا. لقد نشر الحزب نظرة الاعجاب وحب التراث والتقاليد القومية، بعد ان حاولت اطراف معينة ونتيجة عوامل الهجرة وترك القرى الاستهانة بكل ذلك، بالطبع الحزب لم يكن الوحيد في ذلك بل في نفس الفترة انتشرت التجمعات القومية المختلفة سواء منها الثقافية او السياسة او الدينية، بعد اقل من عشر سنوات من ترك القرى وابناء الشعب لا يحملون معهم في هجرتهم الاما يكسيهم، تمكن شعبنا من خلال شبابه المتعلم او الذي بداء يرتقي سلم التعليم، من العودة الى الذات والعنفوان والفخر بالتاريخ والتراث، ولكن مع اضافة جديدة، وهي ظهور التنظيمات السياسية. وكان منها الحزب الوطني الاشوري.
حزب تتجلي فيه كل قيم نكران الذات، فلم يساوم ولم يحاول ان يرتقي على حساب احد، تحمل الظيم من القريب قبل البعيد، ولكن في الصعاب والمواقف المفصلية، كان الحزب اكبر من جراحه، لقد تناسي كل ذلك لاجل تحقيق ولو امل ما لامته وان كان ذلك على حسابه. حزب ظل ولا يزال  يقول من اجل الرقي القومي، انني مستعد لمد يد للعمل المشترك مع مخونني مع من حاول قتل اعضاء في مع من مددت له يد المساعدة مرارا وكل مرة كانت اليد تسحق بعد الوصول الى المرام، ولكن سيبقى الشعب وهدفه المشروع ووحدته ومستقبله هو الاهم حتى من الحزب، ولذا فانها مناسبة لنقول لمن خرج خارج اطار العمل القومي الموحد، لمن خرج بعيدا عن خط العمل القومي، لمن تجاوز الخطوط الحمر، عودوا ايها الاخوة، فلنعمل معا كلنا، فما ينتظر شعبنا امر عصيب ومستقبل محفوف بالمخاطر والصعاب، هاهم بعض اصحاب الاردية الخمرية او السوداء، يحاولون قضم شعبنا والاستهانة بهويته وتحويله الى مجرد طائفة دينية ليس الا، وهاهي الغربة تقضم من تقضم ولاتزال افواهها مفتوحة للمزيد، اننا لو اضعنا وجودنا في الوطن فسنضيع كل شئ في مستقبل منظور، وهذا ما يجب ان لا نسمح به ابدا. 
الحزب الوطني الاشوري في ذكراه الخامسة والثلاثون، صار اكبر وصار اكثر ادراكا للامور وصار يمتلك ادوات اكثر لمعرفة الحقائق، ولكنه بالتأكيد صار اكثر التصاقا بالشعب وكذالك صار اكثر شبابا، انه يكبر بالعمر ولكنه يكبر بشبابه الجديد ويتوسع بهم، ويغطي شعبنا في الوطن، وهذه دلالة ايجابية. والحزب رغم ان سعة قاعدته الشبابية تكبر الا ان مشاركته بالفكر النير وبالمقترحات المساعدة للخروج من انفاق وعبور المعيقات صارت اكبر، وهذه دلالة خير لان القاعدة والقيادة تتبادلان المعلومات وتتشاركان في القرار، وهذا امر جيد.
يبقى الحزب الوطني الاشوري، حزبا عراقيا بامتياز، عراقيا بايجابيات هذه العبارة وبسلبياتها، ايجابياتها انه في كل العراق، ويفتخر بتاريخ وتراث البلد ويؤمن بوحدة البلد ولكن وحدة تتماشى مع العصر ومتطلباته، بمعنى وحدة غير قسرية بل وحدة تضم التنوع العراقي الجميل، تضم العرب والكورد والكلدان السريان الاشوريين والتركمان وتضم المسلمين والمسيحيين والازيدية والصابئة المندائية والكاكائية. وسلبيا، لا يزال الحزب الوطني حزبا تقليديا، بمعنى ان الظروف المحيطة وعدم الرغبة في المغامرة المجهولة تعيق تطوير الاحزاب وتحويلها الى منظمات تساند بقوة الحريات الفردية وتقول رايها دون اخذ رودود الفعل عليها مسبقا، فالاحزاب العراقية ومنها الحزب الوطني الاشوري ونتيجة عقود ليس من الدكتاتورية السياسية فقط ، بل الدكتاتورية الاجتماعية بل يمكن القول التحجر الاجتماعي، تبقى المبادرات الفكرية محكومة بعوامل هذا الواقع الاجتماعي الذي يكاد ان يكون سجنا يحد من حركة الكل للدخول الى العصر الحديث.
الحزب الوطني هو بقدر عراقيته هو كوردستاني، بمعنى انه ملتصق بكوردستان كالتصاق قرانا في محافظة دهوك واربيل، فقيتادته التاريخية كانت بغالبيتها من ابناء هذه القرى، وكانت تشعر بالقوة الجاذبة الى هذه القرى كعنصر البناء للانطلاق الى المستقبل. ليس الماضي هو المحدد لكوردستانية الحزب فقط بل المستقبل الواعد لهذا الاقليم، الواعد بامكانيات ابنائه وقوة سواعدهم وبعد نظرهم وفكرهم النير.
الحزب الوطني الاشوري، عندما يرى ان هناك ما هو خير للامة والشعب، حتى لو كان من يعملها او يقود هذا الخير جهة اخرى لن يخجل من ايفاء كل ذي حق حقه، ولذا فقد سارع الحزب الى دعم المبادرات الخيرة والانجازات الكبيرة التي يقودها الاستاذ سركيس اغاجان، واذا كان للحزب مأخذ ما فانه سيقولها ايضا، لان الحزب يريد لهذا الجهد الكبير والعظيم ان ينجح، فالمهم ليس من بل ماذا، وماذا نراها بام العين ونتمنى الاكثر، ولكن بهمة الكل، وبكل السواعد نحو الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
هنئيا للحزب الوطني الاشوري ذكرى ميلاده الخامسة والثلاثون، والف تحية لكل اعضاءه من اعضاء القاعدة الحزبية الى امينه العام الاخ نمرود بيتو وكل قيادته.
وهنيئا لكل ساعد شارك في بناء ودعم الحزب، ولكل ابناء شعبنا، ونتمنى في العام القادم المزيد من الانجازات والتقدم وتوسع القاعدة، ويوم نرى القاعدة الحزبية الحالية وهي تقود الحزب في مسيرة الابدية لتحقيق كل ما يتمناه شعبنا.
bebedematy@web.de


343
في اعادة ترتيب البيت الداخلي ... سلوكا


تيري بطرس

الديمقراطية هي منظومة من القوانين تسمح بتبادل المواقع باسلوب حضاري، يقرره الشعب من خلال صناديق الاقتراع، والديمقراطية لا يمكن ان تمارس الا في نظام يقر بالحريات الفردية المختلفة، ولكن الحرية شئ والفوضى شئ، فالحرية تبيح نقد ممارسة معينة او فكرة ، او اعطاء بدائل اخرى لما هو موجود، ولكن الحرية لا تعني التهجم على الاشخاص ووصفهم باوصاف مثل (العميل، بائع الذات، الجالس في احضان،او وصف الانسان باوصاف منحطة او غير انسانية او توجيه له تهم بالسرقة وغيرها) كما ان الحرية لا تبيح للانسان اتخاذ قرار وتنفيذه ، بل عليه اتباع اليات محددة منصوص عليها في القوانين،. تأخذ بعض الامور شرعيتها ورمزيتها ليس لانها اقرت بقانون، فتسمية امريكا، اخذت شرعيتها وصارت علما لمعرفة قارتين كبيرتين، ولا احد يعترض عليها سواء كان التسمية حقيقة كما يفسرها البعض ام لا، ليس هناك اليوم من يتجراء ويقول غير ذلك، لكل شعوب العالم هناك رموز صارت من مميزاتها وقد تكون  نسجت خلف هذه الرموز قصص وروايات كبيرة وعظيمة ولكن لو بحثت حقيقتها لظهرت انها مجرد اساطير مفبركة لا اساس لها من الواقع، الا ان هذه الرموز لا تفقد قيمتها، وقد قيل في تاريخ اميركا انه مجموعة من الاكاذيب الكبيرة، ولكن هذا لا يلغي اعتزاز الامريكان باساطيرهم ورموزهم.
بالنسبة لشعبنا، الكلداني السرياني الاشوري،  الذي هو بحق شعب واحد وامة واحدة حتى لو اخضعناه لمختلف البوتقات في مختلف المختبرات،  لما خاب ضننا  بل لاكدت ذلك.  ولكن البعض من ابناءه ارتضوا ان يقولوا انهم عرب او كورد حينا، والعرب والكورد قوميتان وليست ارض او جغرافية، وبينهم وبين لغات العرب والكورد بون شاسع ولكنهم على بني جلدتهم تنمروا وتجبروا. مع اقرارنا باحقية الفرد في اختيار انتماءه القومي، الا اننا لا يمكن ان نقر باحقيته في تقسيم الامة ، ذكرت ذلك مع احترامي لكل التسميات الا انني اؤكد ان ما فصلنا ظاهريا هو التسمية المختلفة وليس الانتماء القومي المختلف، وكان يجب من البداية تحديد الامر وبخاصة من قبل بعض المسؤولين الذين ارتضوا التلاعب بالشعب على اساس التسميات، موقعين ضربات قوية به وبمستقبله لاجل صون مصالحهم وطموحاتهم في ان يكونوا هم ممثلي هذا الشعب. 
ان المواقف التي يمكن ادراجها تحت بند تجاوز حقوق الامة ومحاولة فرض رؤية او موقف عليها، رغم ان هذه المواقف او الامور، هي بالاساس تمس رموز الامة او تمس وجودها وكيانها كثيرة، ولو عدنا الى خلفيات ذلك، لادركنا ان ما يقف خلفها ليس مواقف سياسية من حق الانسان ان يطرحها، بل مساومات رخيصة من اجل البروز ولو كانت مصلحة الامة هي الخاسر الاكبر، او محاولة لاثبات الوجود ونسب كل شئ في الامة الى جهة معية، وهو اعادة كاريكاتيرية  لمحاولة كتابة التاريخ التي قادها نظام صدام.
هنا سنناقش موقف من يتسمى يالاشوريين منا، لانهم شئنا ام ابينا الاكثر او الاسبق في الالتزام القومي والاكثر شعورا بالتمايز عن المحيط العربي او الكوردي، بمعنى ان الشعور القومي لديهم كان قد تحول منذ زمن بعيد الى مؤسسات سياسية وثقافية ورياضية مبنية على الاساس القومي، ففي هذا القسم من شعبنا نرى تجاوزات قومية فعلية، لايمكن ادراجها في المسار السياسي الممكن القبول ممارسته.  فالاختلاف السياسي وتفسير الامر بمختلف التفاسير يمكن قبوله، ولكن محاولة تغيير الرموز القومية بالاعتماد على قوة مفترضة، هو امر مشين وبالاخص ان مجمل الامة وحتى المتسمون بالاشوريين ليسوا تحت سلطة القائم بالتغيير، فهم لن يمكنهم او لن يجدوا مبررا للتغيير . اذا هناك احقية في القول ان من قام بهذه الفعلة اما انه ليس مدركا نتيجة افعاله، او انه مستعد للتضحية بوحدة الامة من اجل فرض ارائه. 
فبدلا من التشبث بما انجزته الامة، وصار لها رمزا موحدا، نحاول القيام بالمس به لكي يعود لنا الفضل في خروجه بصورة معينة، دون الاخذ بالاعتبار ان هذه العملية تمس رمزية الرمز، بمعنى ان ما يمس به ويمكن تغييره لم يعد رمزا بعد، فالفكرو الاهداف تتغير لانها ليست رموزا، وكل طرف يمكن ان يحمل اهدافا مختلفة عن الاخر، ولكن مثلا العلم الشائع تسميته بالعلم الاشوري، علما انه يحمل الرموز السومرية والبابلية والاشورية وهي النجمة التي تغيرت وتبدلت مرارا ولكنها بقيت نجمة تنبثق منها اشعة، ان هذا العلم صارا رمزا لكل الشعب ولكل العمل السياسي القومي، المفترض عدم التلاعب به لانه يوحد الجميع تحت سقفه، لقد حاول البعض التلاعب به، ولقد رفضه من عمل تحت التسمية الكلدانية والسريانية، علما ان الطرفين لو قبلوه وهو بالاخص من التراث الرافديني اي هو ميراث لكلنا، لكانا قد سهلا علينا امور كثيرة ومنها العودة للنقا حوله، علما انه رمز لشئ معين وهو هنا وحدة الشعب ، وتسهيلا للامور ولعدم وضع مصاعب اضافية امام تحقيق وحدة حقيقية. ان واقع الشعب وتشته لن يسمح لنا كل حين بعقد اجتماعات لتحديد رموز شعبنا، ولكن ان صار لنا موقع قدم مثل الحكم الذاتي فيمكن حينها سن قوانين لكل شئ وسيعتبر الامر مشروعا في العراق على الاقل.   
وعلى هذا المنوال، يمكن التطرق الى عملية المس بالشخصيات الفاعلية في الامة، فنقد هذه الشخصيات واجب حينما نرى انهم قد تجاوزا الحدود او اخطاوا، ولكن كيل الاتهامات السوقية لها يعني، اخراجها من ان تكون شخصية قومية فاعلة، وان لم يكن بالفعل ولكن بالنية وهي عمل قتل معنوي، وعندما ننتقد الشخصيات نحاول قدر الامكان ان نخرج الامر من الشخصنة وننتقد الممارسة، ولكن المؤسف ممن يطالب بالحفاظ على رموز الامة من الاساءة (تسمية خاطئة، ممكن القبول بالشخصيات القومية، الرمز هو ما اتفق غالبية الامة وعلى مختلف اجيال انه يمثلها، وهو في الغالب علم وشعار ورجال التاريخ)  فيجب ان يكون الفعل لكل الشخصيات القومية وليس لمن يعتبره البعض رمزا فقط. وهذا ما لم يحدث فكل شخصياتنا القومية هي موصوفة بنعوت كريه وتخوينية عدا من يتفق معه البعض، وهذا الخطاب التخويني والايحائي المخجل، طرح في مسار العمل القومي دون خجل ودون اي مسألة ذاتية او نقد ذاتي، والاهم دون موقف اخلاقي مندد .
وعلى هذا المسار يمكن التطرق الى الحكم الذاتي، وهو مطلب سياسي مشروع لشعب يتطلع للحفاظ على الذات، وبدلا من نقد المطلب من حيث الزمان والمكان، وهو ما تم الترحيب به، لان النقد يمنح زخما ودفعا للتطوير، تم محاربة المشروع بطروحات ساذجة وغبية في اغلب الاحيان، لا بل دخل طرف من اطراف شعبنا في مجال حبك المؤامرات لافشال المشروع، دون ان يرف له ولانصاره جفن، ولو بتساؤل مشروع هل هناك من سيتضرر ومن سيستفيد من المشروع لو نجح؟ وهنا نعيد السؤال الذي بات كسؤال ابو الهول، ما الضرر الذي يلحقه ادراج هذا الحق في دستور اقليم كوردستان والدستور العراقي، انها طامة كبرى ان يسير مدعي الثقافة والخبرة السياسية خلف اشخاص يصرحون انهم يعملون على تخريب مشروع الحكم الذاتي، او اشخاص وصفوه بانه مشروع عنصري شوفيني، ولكن بعد فترة يقول انه يعمل على مشروع بنفس الصلاحيات ولكن بتسمية اخرى! هل سأل احد ولماذا كانت كل هذه الحروب الدونكيشوتية، ولماذا عملتم ليل نهار على تقسيم سهل نينوى؟ هل من يحاسب؟. اذا كنا نحاسب الاخرين على عدم احترامهم عقول شعوبهم وعلى عدم احترام الزمن، فلماذا لا نحاسب الاقربون، ممن عملوا على الاستخفاف بعقل الشعب كل هذه المدة، مرة بحجة انه مطلب عنصري وشوفيني ومرة بانه سيؤلب علينا الارهاب، وغيرها من الاسباب التي اريد منها طعن المشروع ومن قدمه ودعمه، فهل تمت محاسبة من فعل كل ذلك.
ان السلوك الواجب اتباعه في العمل القومي، يجب ان يخضع لقانون اخلاقي، فليس معنى الديمقراطية والحرية جواز كل شئ، وبالاخص حينما تكون الخسائر من نصيب مستقبل الشعب، والارباح تذهب الى اطراف محددة. نعم النقد مرحب به، ولكن التلاعب بمصير الشعب اعتمادا على حزبية مقيتة هي اكثر تخلفا من العشائرية التي بقينا سنين طويلة نقرضها وننبذها ونحاربها ونوصمها بالتخلف، فهل سنجد مثقفا وهم كثر، ينتقد ذاته لموالاته اشخاص لا يعارضون امرا الا لانه من بنات فكرة شخص  ما، وهل بهذا تساق السياسية في بداية القرن الواحد والعشرون؟
ان لم تنتعش في شعبنا حركة للنقد وللتعالي على الانتماءات الحزبية والعشائرية والعمل بصدق في رحاب الامة، فسيبقى هناك اشخاص يتلاعبون بمصير الامة، كالاشخاص الموصوفون اعلاه، ان الامم لم تتقدم لكيل المديح وايات الطاعة لزعماءها، ولا بقبول كل شئ على اساس انه منزل، بل تقدمت بفعل حركة نقدية فكرية اجتماعية سياسية. ونحن بالفعل نعاني من تجاوزات فكرية واجتماعية وسياسية من قبل البعض، والمأساة اننا جميعا سندفع الثمن، الثمن هو مستقبل شعبنا، مستقبل اولادنا.
اليوم يجب ان يقابل كل سلوك وممارسة تلحق الاذى بالشعب بالادانة، ان الحاق الاذى بفرد تدان اليوم ومن على اعلى المنابر فكيف بحال الشعوب، ان بعض سياسينا، عمل خلال السنوات السابقة على الحاق الاذي على الدوام بشعبه، والدليل التراجع المتتالي لواقعنا وللامال المتواضعة التي كنا قد علقناها على المستقبل، وهذا لا يدل على قوتهم وجبروتهم، فالتخريب لا يحتاج الى قوى وجبروتن انه يحتاج في الكثير من المواقف الى السكوت والصمت لحين وقوع الامر، يجب ان لا نكتفي بقبول ادعات لا تستند الى حقائق ملموسة، فالكل يمكن ان يدعي ولكن اعمال العقل وفحص الامور سيتظهر المسئ من الصالح.
اذا نحن بحاجة ماسة الى حركة نوعية، تضم النخب الثقافية في شعبنا، يمكنها ان تخرج من بوتقتها الحزبية او العشائرية او الطائفية، لكي تقوم بادانة كل المواقف التي لا تساير متطلبات تقدم شعبنا في مجال حقوقه وحريته، حركة يمكنا ان تقول ان الموقف الفلاني هو تجاوز فض للعمل القومي واسلوب ممارسته، حركة تعري المواقف وخلفياتها، المؤسف خلال الفترة المنصرمة حدثت ممارسات ومواقف تدخل في مجال المساومة على مستقبل الشعب، ولكن الذي تلمسناه ان المثقفين كانوا في واد اخر،  فمنذ نشر مذكرة المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية بشأن دستور اقليم كوردستان، كان من الواضح ان هناك قرار اتخذ من قبل قيادة الحركة ومضمونه اما عن طريقي كل شئ او لا شئ، وهو اخطر قرار في الامة وكل ما حدث بعد ذلك كان تجليات لهذا القرار، اليوم على المثقفين من ابناء شعبنا الوقوف موقفا محددا وهو ادانة السلوكيات التي تؤدي الى تدمير كل انجاز لشعبنا، لانه لم يكن عن طريق فلان او علان. 


bebedematy@web.de

344
شكرا السيدين كنا والحريري.. لقد وصلت الرسالة



تيري بطرس


يشيع البعض ان السياسية هي فن الكذب واللعب على مختلف الاطراف وعلى عدة حبال، وهذا البعض يعتبر الكذب من صميم السياسة، لا بل ان هذا البعض يمكنه ان يمارس كل شئ لاجل تحقيق مصالحه الشخصية، حتى لو كانت شعوبهم هي الضحية. في 27 نيسان 2008 نشرت مقالة بعنوان لماذا يرفض السيد كنا الحكم الذاتي لمن يري الاطرع عليه فهو على الرابط التالي.
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,187808.0.html
 ذكرت فيه ان السيد كنا يدرك جيدا ان المخاوف التي ينشرها محازبيه غير حقيقية، وبعد ذلك شرحت ان السبب الاكبر للمعارضة هو لانه ليس صاحب المشروع، وبالتاكيد انني لم اكن اتنبأ ولكنني اعرف السيد كنا وكنت اقراء ما يجول بخاطره ويما يطمح اليه، في الوقت الذي لا اعتراض لي على طموحات السيد كنا وما يريد ان يحققه، الا انني لن اقبل بقدر طاقتي ان يكون ما يحققه السيد كنا على حساب شعبي.
بعد نشر المقالة اعلاه وصلتني اميلات من مناصري السيد كنا تتهمني بانني حاقد على السيد كنا وعلى الحركة، انني اطرح موضع الاستاذ شمشون خوبيار شابا امام انظاركم، ولتتكلم ضمائركم، ان كان قد بقى لدى البعض ضمائر. وهو على الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,201905.0.html
 فاليوم وبكل صلافة يقال اننا سنعمل على افشال مشروع الحكم الذاتي، ولكن يا ترى لماذا يعمل بعض ابناء شعبنا على افشال المشروع، هل ان تم ادراجه في الدستورين سيتضرر السيدين يونادم كنا وفوزي الحريري، هل لهما ان يبينا لنا مضاره عليهم ولو استعملنا حسن النية نقول ما هي مضار ادراج الحق في الدستورين على شعبنا هذا اذا كانا يخافان عليه حقا من امر ما.
ان من يقول انه سيعمل على افشال تمتع شعبه بحق طبيعي تتمتع به اغلب شعوب العالم، لا بل انه اقل من الحق الطبيعي،بماذا يمكن وصفه، وبالاخص هو يقول ذلك بكل صلافة وفخر وكانه يدعو الى تحقيق انجاز اكبر واعظم. لا نعتقد ان روح المرحوم فرنسو الحريري سترضى بهذا الموقف، لن ترضاه لانه يخالف ارادة شعبه ولانه يخالف ارادة الله ولانه يخالف كل مطلب انساني طبيعي، فهل كان نضال الشهيد فرنسو الحريري لاجل ان يتم سلب حق شعبه، ان ما قاله السيد فوزي الحريري ولم نطلع على تبرير او تصحيح للامر يدل على ان هناك خطاء في النقل او السمع من  قبل الحضور، لا بل اتصلت ببعض من حضر الندوة واكدوا لي ذلك. فهل ان  خلافه  مع الاستاذ سركيس اغاجان يجب ان يدفع ثمنه شعبنا، وهل ترضى روح فرنسو الحريري بذلك.  لقد وصل الامر بالسيد فوزي لدرجة ان يلوم الشماس جبرائيل مركو ويقول له ماذا تفعل في اربيل وسليمانية انها لن تفيدك، ان القرار في بغداد، هل سمعتم ؟ انه يهددنا  ببغداد وكان بغداد ملكهم فما لهم فيها لانصار الحكم الذاتي ايضا، ونحن نقولها نهارا جهارا اننا نعمل من اجل ادراج حق الحكم الذاتي لشعبنا في الدستورين العراقي والكوردستاني. ماذا لو كان السيد فوزي الحرير قد قال انني ساؤويد الحكم الذاتي وساعمل مع كل من يعمل لاجل تحقيقه، اما كانت صورته ومكانته قد علت في ظمائر كل الخيرين، وخصوصا انه وحتى المعترضون الاخرين لم يقدموا تبريرات منطقية حقيقية للوقوف ضد الحكم الذاتي، اما كان الافضل للسيد الحريري ان ينسحب من الندوة عندما سمع السيد كنا وهو يقول اننا نطالب بنفس الحقوق ولكن بتسمية اخرى، لانه بان ان المعترضين لا يعترضون على الحكم الذاتي بل، على من ينادي به، انه سؤال لكل ابناء شعبنا ولكل مؤيدي السيد كنا والسيد الحريري هل تقبلوا ان يدفع الشعب ثمن هذا العناد و العداء الغير المعقول، اليوم الكلمة كلمتكم، بعد ان وضحت الصورة، فالسيد كنا ليس ضد الحكم الذاتي، ولكنه ضد من يعمل من اجله، ولكن اذا كان السيد سركيس اغاجان متهما بالكوردية من قبل السيد كنا وانصاره، فما هو السيد فوزي يا ترى، اذا اعتراض السيد كنا ليس لان السيد سركيس اغاجان هو عضو في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، لان السيد فوزي هو كذلك، بل الاعتراض وكما ذكرت مرارا ، لانه ليس صاحب المشروع وهو ما كان بقادر على هكذا طرح، ولقد اعترض في البداية على اساس المشروع، لانه اعتقد ان ذلك سيقوي اوراقه الشحصية لدى قوى محلية، ولكن عندما لاحظ اه هناك تأييد للمشروع،صار يريده ويدعو اليه ويقول بتسمية اخرى على شرط ان يكون هو ابوه الروحي. اذا اخوتنا في الحركة هل كان نضالكم وشهداء الحركة لاجل ان تخربوا على شعبكم انجازا فقط لانه ليس مطروحا من قبل قيادتكم، اسألوا ارواح الشهداء، اسألوا روح الشهيد يوسف ويوبرت ويوخنا، فهي ستقول لكم.     
ان ما نشاهده وما نسمعه هو دجل سياسي وليس سياسة، فلو كان خلافهم على امور محددة، على تفاصيل لقلنا من حقهم ان يدلوا برايهم، ولكن ان يتجرءا ويقولا اننا سنعمل على افشال الحكم الذاتي فهو لعمري تطور خطير في العمل القومي يجب ان يعما الجميع لوقفه (انها تذكرني بمحاولة اغتيال الاخ روميل شمشون التي نسجتها الحركة كاول تجاوز للخطوط الحمر في العمل السياسي لشعبنا)، انها  حقا خطوة غير مسبوقة في العمل القومي.
في الحرب الكونية الثانية، تحالف ونستون شرشل مع ستالين ضد النازيين، وقال كلمته الشهيرة، انني ساتحالف مع الشيطان من اجل دحر العدوان، اليوم وبعد تهديديات السيد فوزي الحريري وموافقة السيد كنا حليفه الجديد، من اجل افشال مشروع الحكم الذاتي، هل المطلوب منا ان نركع وان نرفع لهم راية الاستسلام ونقول لهم تفضلوا ما دمتم لا تعارضون الحكم الذاتي حقيقة ولكن تعارضون تسميته ومن يروج له، تفضلوا ونفذوه باسمكم لكي يتحقق شيئا لشعبنا؟ هل يمكن لمثل هذين السياسيين ان ينالا ثقة انسان، لكي يتم منح امور الامة بيدهما، انه سؤال مشروع، فقد بان معدنهما بوضوح وبلا رتوش، ان ما يقودهما هو الحقد والكره لشخص السيد سركيس اغاجان، ولذا فانهم لتحقيق هذه النوازع فلا مانع لديهما ان دفع شعبنا الثمن.
برغم معدومية ثقتي بالسيد كنا والمؤسف انضاف اليه السيد الحريري الذ كنا نؤمل منه الكثير وكنا نعتقد انه سيكون في الصف الامامي من المدافعين عن حقوق شعبهم، الا ان ما نطق به هو غلطة الشاطر ، انها غلطة كبيرة ما كنا نتوقع ان يقع فيها. ومع كل ذلك، ولادراكي ان السيدين وان كان غير قادرين على ايقاف مسيرة الحكم الذاتي، الا انهما يمكن ان يضعا بعض العصى في دواليبها، وعليه، ادعوا الى تبني الاقتراح الذي اقترحناه سابقا وهو تشكيل المجلس السياسي لشعبنا، على ان يكون سقف المطالب فيه هو الحكم الذاتي والتسمية الثلاثية، لان السيدين ليسا معترضين عليها ولكن على من هو صاحب الفكرة، ولكي تصبح الفكرة منسوبة للكل اي للشعب. باعتقادي ان السيد سركيس اغاجان اكبر من هذه المهاترات فهو ليس بحاجة للتفاخر الباطل، انما المهم تحقيق الغاية.
اليوم بات واضحا لكتابنا النجباء من المؤيدين للسيد كنا انهم كانوا في واد وزعيمهم كان في واد اخر، انهم كانوا يعتقدون ان السيد كنا لديه اسباب منطقية للاعتراض، وبرغم من تحذيراتنا، الا انهم ساروا في طريقهم منددين مهددين، واليوم ظهر  ان السيد كنا يريد فقط  ان يغير تسمية الحكم الذاتي، اي ان العراقيين والاسلامويين الذين خوفنا بهم اغبياء فعندما يرون الادارة المحلية وبصلاحيات الحكم الذاتي سيقولون لا بأس انه ليس الحكم الذاتي. ان الجعجة والمقالات التي نشرت كانت بلا سبب، بل لخلق انقسامات في المجتمع، لان البعض يصيد فقط عندما يكون النهر مضطرب اي عندما يكون الماء عكرا.   
ولكن اليس ما نطق به السيدان حقا حبل مشنقة لهما بمعناه السياسي، اي ان ما قالاه لو كان قيل في امة فيها الوعي السياسي والثقافي متطورا، لكان قد طولبا من انصارهما بالاستقالة فورا، فالسياسي الذي يلمح فقط ولا نقول يصرح ان خلف مواقفه نزعات انتقامية، وان من يدفع نتيجة هذه النزعات هو الشعب وهو لا يبالي، مصيره التقاعد المبكر لان نتيجة اعماله ستكون وخيمة العاقبة على شعبه.
واخيرا اقول للسيدين كنا والحريري، شكرا لقد وصلت الرسالة، ومضمونها اما ان تركعوا لنا او سندمر كل شئ، نعم لقد وصل مضمونها واضحا جليا لمن يريد ان يفهم، ونحن ندرك ان في السياسية العراقية دوما هناك من سيتحجج بعدم وحدتنا في القرار لكي يتنصل من التنفيذ واول من يدرك ذلك هو السيد كنا، ولذا فانه راهن على افشال المشروع، الا اذا كان هو من يقوم بتنفيذه، وخصوصا انه بات للمشروع شعبية وصار امرا واقعيا ممكن التحدث به، انه سرقة في وضح النهار كبقية السرقات الاخرى التي الصقت باسم الحركة انجازات ونشرت في الشعب وصدقها البعض ولا يزال.
ملاحظة ( لقد وردت في اصل المقالة بعض الكلمات التي راى الناشرون انها غير لائقة، فقمنا بحذفها، بناء على طلبهم، انني اذ اناصر الحكم الذاتي فانا اراه مشروعا لانقاذ شعبنا، انني اراه مشروعا قد يطيل في بقاء هذا الشعب بمميزاته، وليس لي اي مصلحة شخصية من وراءه الا مصلحة ان ابني قد يمكنه التواصل مع بقعة سيشعر ان والداه كان منها وان هذه البقعة تحفظ التراث الذي تركاه له  ويكون فخورا بالانتماء اليها. هل تعلمون لماذا لا يخاف التركي والعربي من الانصهار؟ لان لهما مؤسسات حكومية تحفظهم من هذا الانصهار. عندما يتجراء سياسيان في شعبنا على القول انهما سيجهضان الحكم الذاتي، فهو لامر خطير نرجوا ان يتم الانتباه اليه، انه خطير من كل النواحي، ان ادخال مثل هذا الممارسة السياسية واعتبارها امرا عاديا دليل على عدم ادراكنا للمخاطر الحقيقة المتاتية من القبول بتداول هذه الممارسات والاقوال، انني اعتبر ما قالاه السيدان كنا والحريري اكبر من كل الكلمات التي يعتبرها البعض غير لائقة وغير هادئة)

bebedematy@web.de

345
انه نداء الخائف من الاتي




تيري بطرس

قال البعض ان اعتقاد المؤيدين لمشروع الحكم الذاتي، ان مشروعهم لا يمكن ان يمر، هو اعتراف بقوة شعبية الطرف المعادي لمثل هذا المشروع: وقد يكون  في هذا القول للسامع حقيقة ما، ولكن في السياسة لا حقائق، بل وقائع ومصالح، ولكي اوضح اود ان اقول لهذا البعض، ان  ما ترمون اليه ، وهو امكانيتكم  افشال مشروع الحكم الذاتي (تركيع الشعب) يمكن ان يتحقق وخصوصا ان المتضرر الوحيد من تخريبه سيكون شعبنا وليس اي جهة اخرى.  ان التخريب عمل سهل وهذا تعلمناه من الاباء والاجداد  فارهابي واحد قد يدمر بلدا باكمله، فمقتل ولي عهد النمسا في صربيا على يد متطرف قومي اشعل الحرب العالمية الاولى اي لم يدمر النمسا فقط بل دمر اوربا والعالم.
لكي لا نذهب بعيدا، يمكن ان ناخذ امثلة من ممارسات في شعبنا .. فتهليل البعض لتوصيات وتقرير ديمستورا واعتباره انتصارا لرأيهم (رغم كل ما تعنيه هذه التوصيات من تشتيت لشعبنا) يوضح مدى التهور بالافتخار بالقدرة على التخريب.
برغم من كل دعاوي الحركة الديمقراطية الاشورية بانها الفصيل الوحيد الممثل لشعبنا، في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، ورغم كل الجهد الذي بذلته وقامت به لكي تمنع مشاركة احزاب اخرى من شعبنا في مؤتمرات المعارضة العراقية حينذاك ، وبالاخص لعزل الحزب الوطني الاشوري من حضور مؤتمر نيويوك لعام 1999، الا انها فشلت في ذلك علما ان الانجاز القومي الوحيد الذي تحقق في هذا المؤتمر كان من طرح الحزب الوطني الاشوري وهو اقرار حق كل المهاجرين من العراق ومنذ تأسيسه بالعودة اليه، فهل هذا كان يدل على ان قوة وشعبية الحزب الوطني الاشوري كانت اكبر من الحركة ، لكي يتمكن من فرض نفسه غضبا عنها على المؤتمر؟ ولقد تكرر الامر ذاته في مؤتمر لندن لعام 2002 حيث وصلت المحاولات لعزل كل احزابنا من المشاركة لحد الفضيحة، ولكنها فشلت ايضا فهل كانت الاطراف التي رغبت الحركة  في تهميشها اقوى من الحركة لكي تفرض نفسها؟ وفي مرحلة صراع التسموي وتقسيم شعبنا، ورغم ان الكثيرين كانوا يؤيدون وحدة التسمية اي تسمية موحدة واعتبارنا شعبا وامة واحدة، ولكن النتائج ظهرت بعكس امال وطموحات هؤلاء الكثيرين، بل خرجت بما يعزز تهميشنا، وخلقت فينا صراعا بغيضا، فهل يدل  ذلك على قوة الاطراف التقسيمية؟
هناك ممارسة باتت مفضوحة في السياسة العراقية، وهي انه اذا اراد احد الاطراف او القوى السياسية التنصل او التهرب من اقرار امر او موقف ما، فانه يتحجج بمعارضة الاخرين على هذا الامر.
ولعل ما قاله الاخ نمرود بيتو في مقابلته مع قناة عشتار كان الحقيقة الناصعة والواقعية في الممارسات السياسية عندما اشار الى ان الاخرين من اعضاء لجنة الدستور لن يدافعوا عن اقرار الحكم الذاتي حينما يرون ان الممثل الاشوري فيها يعارض ذلك ويقول عنه انه مطلب عنصري شوفيني. فمن السهل بل ومن المتوقع منهم ان يلجأوا الى التنصل من اقرار مبدا الحكم الذاتي لشعبنا (نؤكد اننا نتحدث عن مبدا الحكم الذاتي كمبدا دستوري وليس عن تفاصيل الحكم الذاتي التقنية والادارية التي ستاتي في مرجلة لاحقة) بذريعة ان المعني بالامر لا يؤيده فهل سيكون الشيعة والعرب السنة والكرد من اعضاء لجنة الدستور، وكما يقال في الاقوال الماثورة، ملكيين اكثر من الملك او كاثوليك اكثر من البابا.
ومن تجربتي الشخصية انقل معاناتنا من الرفض الدائم في قبول فصائلنا السياسية في جبهات المعارضة العراقية حينذاك (مثل جبهة جوقد وجبهة جود) بحجة عدم وحدتنا!! واذكر هنا ان الامر وصل بي في احد الاجتماعات (وكنت امثل فيه التجمع الديمقراطي الاشوري) للقول لبعض قوى المعارضة ممن كانوا معترضين على قبولنا بحجة عدم وحدتنا: ايها الاخوة اقبلوا الحركة فنحن راضون..
فهل يفهم البعض منا من معارضي مبدا الحكم الذاتي عما يتحدثون؟ وهل يدرك هذا البعض ان رفضهم هو الهدية الذهبية التي تمنح الفرصة لبعض القيادات العراقية ان ترفض حق شعبنا بالحكم الذاتي متعللة بعدم وحدة الجيمع خلف هذا المطلب..
فـ"شكرا" لكم ايها المعارضون فانتم بايديكم تعملون لوأد امل وحق شعبكم..
و"شكرا" لكم لانكم تتفاخرون بقدرتكم هذه!!
وبرغم ان المؤيدين لمبدأ الحكم الذاتي يقولون انهم يعملون على ادراج هذا المطلب كحق لشعبنا في الدستورين العراقي والكردستاني، الا ان هذا البعض من معارضي المطلب يطالبنا بان نعمل على المطالبة بما نطالب به اصلا!! ويقولون ان دستور اقليم كوردستان ينص على عدم اقامة الحكم الذاتي، في حين ان الحقيقة انه ينص على عدم اقامة اقليم داخل اقليم او فصل الاقليم الى اقليمين، وهذا امر طبيعي في دساتير كل الاقاليم في كل بلدان المعمورة. ولكن الحكم الذاتي ليس كذلك بل هو حال يمكن ان يستوعبها الاقليم الفدرالي، قانونيا واداريا.
الحكم الذاتي مطلب سياسي يرغب ابناء شعبنا التمتع به، وهو سقف جديد قديم لشعبنا.. فهو جديد بمعنى انه امتلك زخما ودعما وهناك من وفر له الغطاء السياسي والحماية، وهو قديم بمعنى انها ليست المرة الاولى التي يطرح فيها سواء بهذه الصيغة او بصيغ اخرى اكثر ارتفاعا من قبيل مطالبات اقامة الدولة الذاتية.
 في مقالة سابقة بينت انه وحسب اعتقادي واجتهادي ليس لتحقيق مطلب الحكم الذاتي اية مساوئ، بل له ميزات كثيرة وحلول عملية وشرعية لمشاكلنا واستفادة لابناء شعبنا في دول الجوار كسابقة يمكن ان يجسدوها ايضا، وقد طالبنا المعترضين عليه ان يبينوا بالحجج المساوء التي يرونها في الحكم الذاتي لنتعظ ونستفيد نحن ايضا ونراجع مواقفنا.
ولكن ولحد كتابة هذه الاسطر فان معارضي الحكم الذاتي لم يطرحوا علينا اية مساوئ له، مثلما لم يقدموا اية حجة موضوعية لرفضه.
فهم اما يتحججون بالموارد الفقيرة للمنطقة، متناسين ان الحكم الذاتي هو جزء من العراق، وبالتالي ما يصيب العراقيين سيصيب ابناء منطقة الحكم الذاتي..
ومرة يتحججون بالارهاب الاسلامي وهو امر قد فندناه من حيث ان الارهاب استهدفنا ويستهدفنا بسبب هويتنا وليبس بسبب مطالبتنا بالحكم الذاتي، فكنائس البصرة وبغداد وكركوك والموصل واكليروسها لم يكونوا بين المطالبين بالحكم الذاتي ولكن الارهاب استهدفهم.. وعلى اية حال فحتى اذا كانوا مصرين على هذا الهاجس فلماذا لا يؤيدون مطلب الحكم الذاتي كمبدا دستوري، ويطالبوا بتأجيل تحقيقه على الارض مثلا، خاصة وان المطالبين به لا يقولون اننا سنحققه وسننفذه غدا، وخاصة لو ادركنا ان هناك حاليا عملية سياسية مستمرة بالعراق وجوهرها هو في الدستور ولجنة التعديلات الدستورية ولن يكون بمقدورنا ان نفرض كل يوم تشكيل لجان لتعديل الدستور.
والحكم الذاتي نريده مطلبا دستوريا قبل كل شئ، اي ان يتم اقراره في الدستور في البدء ليكون لنا حقا مصانا، اما التنفيذ والياته فيمكن ان تاتي على مراحل تدريجية اذا تطلب الامر.
ومن ناحية ثانية وفي مسالة حيوية اخرى، فان على المعترضين على مبدأ الحكم الذاتي ان يدركوا تماما ان تطبيق المادة 140 من الدستور سيستمر ايا كان موقف بعضنا.. فالعراق ليستقر يجب ان يحل كل المشاكل العالقة فيه، ومنها عمليات التغيير الديموغرافي وتغيير حدود المناطق التي قام بها النظام السابق وليست مقتصرة على محافظة كركوك فقط.
وليعلم الجميع ان مناطق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى مشمولة بهذه المادة الدستورية الواجبة التنفيذ والتسوية مع اقرار الدستور وهي مسالة منفصلة ولن تنتظر اقرار الحكم الذاتي.
واحتمالية اقتطاع مناطق واسعة من ما اصطلحنا على تسميته بسهل نينوى والحاقها باقليم كوردستان بحكم شمولها بمضمون المادة 140 هي احتمالية حقيقية وواقعية.
المعترضون يركزون على اعتراضهم الحاق سهل نينوى باقليم كوردستان لاسباب تاريخية كما يقولون او خوفا من تكريدنا.. ولكن ما هو موقفهم في حال انضم قضاء الشيخان وناحية القوش وناحية بعشيقة وبحزاني وقد يطال الامر شرفية وتللسقف وغيرها.. وسيبقى من سهل نينوى بغديدا وبرطلة وكرملس وتلكيف..
فهل هذا هو هدف المعترضين؟ وهل لاجل هذا التفكيك يحاربون؟
بالطبع، انهم يعملون لكي يخسر شعبنا الكثير لكي لا يربح الكورد القليل هذا هو المنطق والمستخلص مما يدعوا اليه معارضي الحكم الذاتي.
اما عن الادعاء بتكريد شعبنا فهو هراء مطبق.. فاولا وقبل كل شيئ فان المدعين بهذا كان لسان حالهم يقول ان اشوريي الاقليم قد استكردوا ولذلك فانه على الاقل لنحافظ على اشوريي السهل!!
وثانيا فالكورد لن يتمكنوا في المدى المنظور التأثير علينا ثقافيا، فلا زالت بعض الكنائس في هوى العروبة!! ولحين ان يتمكنوا ويترجموا النصوص الدينية والتراتيل الى الكوردية سيكون تأثير مؤسسات الحكم الذاتي قد فعل فعله في ترسيخ الهوية القومية الواحدة لشعبنا.
كما ان الثقافة الكوردية وقدراتها ليست بقوة وامكانية ما كان العرب يغدقونه على ثقافتهم، وكان الكثير من المسيحيين المستعربين هم من كان يروجها، واليوم الامر مخالف تماما.
اذا ان معارضي الحكم الذاتي يتلاعبون بمشاعر ابناء شعبنا، ولا يطرحون اسباب عقلية ومنطقية للاعتراض على المشروع، فهم بكل جهدهم يعملون لفصل بغديدا وبرطلة وكرملس عن بقية قرانا ومدننا دون مبرر معقول، فهل هناك حجة عقلية او حجة منطقية تبيح الاعتراض على تواصل عنكاوة مع بغديدا وبرطلة مع مانكيش وتلكيف مع سرسنك وكرملس مع زاخو.. انه حقا منطق اللامنطق.
مرة اخرى نقولها وبالفم الملآن ايها السادة الكثير من مناطق سهل نينوى، والذي هو مصطلح غير ادراي في هيكل الدولة العراقية وهو ليس وحدة ادراية واحدة، تخضع لمتطلبات المادة 140 من الدستورالعراقي والتي لا يمكن تأجيلها لانها مادة دستورية ملزمة التنفيذ، فهل علينا ان نضع كل امالنا على حالة واحدة لا يمكن تأكيدها الاوهي ان اهل سهل نينوى من القوش مرورا بشيخان وتلكيف وبعشيقة وبحزاني وبغديدة وبرطلة وكرملس كلها ستقول لا للانضمام الى اقليم كوردستان.
ان على السياسي قراءة الواقع ودلالاته، والواقع وضحناه بالفم الملان ان اقضية ونواحي منطقة سهل نينوى في طريقها الى التقسيم قسم يلتحق باقليم كوردستان وقسم يبقى ملحقا بالموصل تحقيقا للمادة 140 من الدستور العراقي الدائم، فهل تدركون ما انتم فاعلون؟
في الحقيقة باتت اجندة المعترضين على الحكم الذاتي امام تساؤل مشروع، وعليهم الاجابة الصريحة والصحيحة عليه، فكل محاكمة عقلية لمشروع الحكم الذتي تعطي نتائج ايجابية وحقيقية لشعبنا، وعليهم هم الاجابة لكي لا نتهم باننا نتعسف في تفسير توجهاتهم.
ومن ناحية اخرى ورغم ان تقرير ديمستورا قد جعل المعترضين على الحكم الذاتي يصابون بهالة من الزهو الفارغ ويعتقدون انهم انتصروا على شعبهم. ولكن هذا الامر يجب ان يدفع المدافعين عن المشروع الى البحث عن اساليب وطرق جديدة لعدم ضياع المناطق المنوه عنها والاستسلام لما يطرحه السيد ديمستورا، ولعل من اهم الحجج التي يجب ان تطرح هي فصل ناحية نمرود من قضاء الحمدانية والحاقها بمركز الموصل، والمطالبة بشرقي الموصل، اي الضفة الشرقية للموصل، حيث تضم اضخم مخزون حضاري وتراثي لشعبنا، كما انها امتداد طبيعي لتكليف. ان الاستسلام والسكينة يعنيان الاستسلام لتقسيم شعبنا وتحقيق اجندة التقسيميين المشؤومة. لقد كان الاستاذ ابلحد افرام واضحا في اتهاماته ولا نعتقد الرجل يتكلم عن هوى، فممارسات قائممقام تلكيف منتشرة على الالسن، وبدعم كامل من حزبه.
ايها الاخوة يا من تعترضون او تسيرون خلف من يعارض هذا المشروع الحيوي، هل عدتم الى انفسكم ولو مرة واحدة ووقفتم مع شعبكم لانقاذه من المخاطر المحدقة به؟ على الاقل امنعوا التقسيم الوشيك لسهل نينوى، امنعوه بالضغط على قياديكم لتعود الى شعبها وتقف على الاقل موقف الجميع.
ان من لا يرى المنافع اكثر من الاضرار في هذا المشروع، بالتأكيد انه لا يفقه في امور السياسة شيئا، او انه قد ترك عقله رهينة لاناس يتلاعبون به، ان من يعتقد ان تقرير ديمستورا انتصار له، نقول له كلا، انه انتصار يدفع الشعب ثمنه!



bebedematy@web.de

346
جمعية  خابور الكلدانية ترد عمليا



تيري بطرس
برغم كل ما يحدث وحدث خلال الفترة الماضية، ونخص بالذكر السلبيات التي رافقت المطالبة العادلة بحق شعبنا في الحكم الذاتي، وهو بالفعل سقف جديد لشعبنا يمكن له ان يفتخر به، اعني بالرغم من ان بعض ابناء شعبنا المحسوبين على اطراف معينة قد تفاخروا وتسابقوا للوقوف ضد هذا المطلب العادل والضروري لشعبنا، بما خلق حالة من السوادية في الرؤى، وجعل البعض يعتقد ان بعض ابناء شعبنا قد قرر وبما لا تراجع عنه من ان الحزبية والانتماء الحزبي يرتقى على الانتماء القومي، رغم كل ذلك تهب علينا نسميات عليلة تنعشنا وتعيد الينا بعض البسمة المفقودة، وهذه النسيمات تاتينا من ابناء شعبنا المؤمنون بوحدته، رغم كل ما يفعله التقسيميون ومشارحهم في جسد الامة الواحدة.
كنت اشاهد قناة عشتار الفضائية واذا بها تنقل لنا برنامجا من سدني، وهو المهرجان الثقافي الاول لجمعية خابور الكلدانية ، برنامج يتسم بقلة الامكانيات المادية وقلة العاملين، ولكنه يتسم ايضا بخبرة ودراية وتواصل، خبرة في العمل الثقافي ودراية بنبض الشعب وتواصل مع ماضي جميل، ماضي السبيعينات من القرن الماضي، ماضي العمل الجماهيري والثقافي في النادي الثقافي الاثوري في بغداد والجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية ونادي الاخاء ولجنة الشبابالاثوري في كنيسة مار عوديشو في منطقة الصناعة (تل محمد) . لقد شدتني الاناشيد التي انشدت من قبل ملائكتنا الصغار بالسورث (من استراليا، فيما البعض يعمل على تغيير لغتهم في الوطن) ، لقد لفتت انتباهي كلمة الاستاذ اديب كوكا، كلمة بالسورث، الصافية والغير المعقدة ولكنها تصل الى اذن المتلقي بيسر وسهولة، وهكذا كانت اشعار كل الاخوة الشعراء والادباء الاساتذة نمرود يوسف وصباح ميخائيل (القى قصيدة بالعربية) وعادل دنو و الشماس
سامي القس شمعون  ومايكل سبي واسماء اخرى فاتتني، ولكنها بالتاكيد قد رصعت فترة المهرجان بما جعله مهرجان يبعث الامل والفرح في نفس المشاهد.
فكل فقرة من المهرجان اكدت على وحدتنا القومية، لقد جسدتها وجعلت هذه الوحدة امرا معاشا، ليس لان المشاركين كانوا من مختلف كنائس شعبنا، لا، بل لانها تكلمت لغة هي لغة كل ابناء هذا الشعب، ولانها جسدت هوية واحدة هي هوية هذا الشعب،فهوية شعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) وامتنا (الكلدانية السريانية الاشورية) تتجسد بلغة واحدة وان اختلفت اللهجات، وتتجسد بامال وعادات وتقاليد وتاريخ واحد، وهذا ما نجح هذا الاحتفال في قوله دون ان يجعله شعارا للتبجج والتوبيخ والتكبر.
فالصفة الكلدانية في اسم الجمعية لم تمنع من يؤمن بالاشورية او السريانية من المشاركة، لان الجميع شعروا انهم في بيتهم ويؤدون واجبهم لاجل شعبهم وامتهم، ولعل اهم واجب كان دعم ملائكتنا الصغار لدفعهم لكي لا ينسوا لغة الام. انه برنامج فاخر في نوعيته وهدفه ورسالته التي زرعها في المشاهد، فهو اوصل الرسالة دون ان يبوح بعنوان الرسالة، فعنوانها كان واضحا في المشاعر التي خلقها، وهي اننا كلنا واحد، فلنعمل كواحد، ولنحترم التمايزات التي فرضتها الجغرافية والتاريخ والاعتقاد.
لقد اعادني البرنامج الى ايام لن تعود بالنسبة لي، ايام رومانسية العمل القومي، حيث كنا لا نهداء فمن العمل الى التعليم في الكنيسة ومن هناك الى النادي الثقافي لحضور او للعمل في نشاط ثقافي، او للذهاب الى الجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية او نادي الاخاء لحضور مهرجان ثقافيا اوشعريا، ولا يضمنا الفراش الا بعد منتصف الليل، بالرغم من  ان البعض في حينها قد قال ان من لا يكون في داره قبل الحادية عشر ليلا فهو منحرف.
 فطريقة التقديم، والغايات والاهداف من المهرجان كانت هي هي، وهي من ناحية مفرحة لانها تعيد ذكرياتنا الجميلة ومن ناحية اخرى مؤسفة، لانها تدل على الانقطاع عن التطوير والاضافة، وهذا سببه معروف، فالشبيبة المتألقة في ذلك الزمان قد تحولت الى وقود لحرب صدام ومن حالفه الحظ وخرج، اخذته الغربة بعيدا لاجل تحصيل لقمة العيش له ولمن جعله النظام السابق محتاجا في ارض المن والعسل.
وهنا لا بد من تسجيل ملحوظتان من خلال هذا الاستعراض القصير، وهي انني فهمت واستوعبت كل القصائد التي القيت والكمات التي تلت والاناشيد التي انشدت الا كلمة واحدة وهي وردت على لسان الاستاذ مايكل سبي وهي عنجرياتا واعتقدج انها لهجوية او غريبة في السورث، وهذا ينفي كل ما يروجه الانقساميون والمنادين بالتعدد القومي في شعبنا او بكوننا شعوب مختلفة، وهذا بالحقيقة لا يحتاج الى برهان الا ان المتصيدون في الماء العكر كثر ولاسباب لازلنا نجهلها، فكيف بشعبين او قوميتين يتكلمون لغة واحدة ويمارسون نفس العادات والتقاليد ويمتلكون نفس التاريخ، انها مهزلة التاريخ تلك التي لا يزال البعض مصرا عليها. والملحوظة الاخرى هي رغم  ان كلمة نيافة مار جبرائيل كساب قد تظمنت الاشادة بالاحتفالية الا ان هذه الكلمة قيلت بتشنج ملحوظ وخصوصا من خلال تأكيده على ان امتنا هي كنيسة المشرق، ففي الوقت على انه لا خلاف على دور كنيسة المشرق في تاريخنا الا انه تبقى امتنا التي تحضننا وتوجهنا للمستقبل وتطالب بحقوقنا كشعب وامة بشكل متساوي مع بقية الامم الجارة، هي امنا التي تهتم بالجوانب المادية والثقافية والحضارية من حياتنا، فنحن لسنا هنا فقط للحديث عن الجوانب الروحية التي لا ننكرها على كنيستنا كنيسة المشرق.
تحية مقرونة بالمحبة والتقدير لجهدكم الرائع ايها الاخوة في جمعية خابور الكلدانية، وتحية لكل المشاركين  معكم في القاء الاشعار او البحوث او الكلمات ، وبوركت سواعدكم والى المزيد من مثل هذه الرسائل التي ترسخ الشعور الوحدوي والامل بالمستقبل.


bebedematy@web.de

347
ما هو دورنا في شعبنا؟

تيري بطرس


يخطر في بالي هذا السؤال، كلما قرات مقالة او رسالة اميلية تنتقد نقدنا لبعض الممارسات من شخصيات عامة في شعبنا، وعندما نقول شخصيات عامة، نقولها ونحن ندرك انها تمارس عمل تدعي بانه لصالح المجموع، وهي تقدم البرامج وتنفذها لهذا المجموع، وانا كناقد، جزء من هذا المجموع، فادعاء الشخصية العامة انها تخدم لاجل المجموع، قد لا يتوافق مع تفكيري، او مصالحي او مع معلوماتي التي امتلكها والتي لي فيها ثقة كبيرة.  ان المجال العام هو كل ما يتعلق بمجموع الشعب او المدعي انه كذلك، وهذا يشمل رجل الدين ورجل السياسة ورجل الاعلام ورجل الثقافة وعندما نقول رجل لا نقصد حصرها بالذكور طبعا. ليس من حقي التدخل في الممارسات الاسرية وليس من حقي التشهير بشخص بحسب صورته او سمنه ونحافته او لعاهة فيه او اي امر يتعلق بشخصه المجرد، ولكن ان خرج من هناك الى رحاب العام فعندها يجب على الشخص ان يدرك انه صار  محط اهتمام الاخرين قبولا او رفضا. لا اعتقد نفسي اعلاميا، لكي انقل الخبر كما هو، بل لا زلت اعتقد نفسي ذلك المبتدئ في الحقل القومي، يقوم بدور التبشير بالمبادئ والقيم القومية، وبالنسبة لي قد تطورت هذه المبادئ وهذه القيم وباتت اليوم في برامج محددة معينة، ان تم تنفيذها فسيليها برامج جديدة يحددها الزمن والظرف ومتطلبات تلك المرحلة. السياسي في حقله لا يروج اليوم مثله مثلي لمبادئ بل لخطط، يرى ان تنفيذها يحقق الصالح العام، ولان السياسة هو فن التوفيق بين المختلفات، فالكل هو في مرحلة العمل من اجل اقناع الاخرين بمايراه مناسبا، ولكل مرحلة برامج معينة قد تاخذ الكثير من النقاش وتكون هي محوره، فاليوم النقاش هو حول الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، وقد بين انصار الحكم الذاتي فوائده، وطريقة تسويقه وطنيا، لان السياسة هي كتسويق البضائع، عليك اقناع الاخرين باهميتها وضرورتها، ونحن بتنا ندرك ان معارضة الحكم الذاتي لشعبنا لن تأتي الا من اشخاص وجهات تعيش الماضي واحلامه، اي ترغب في اعادة عقرب الساعة الى الوراء وهذا بات من المستحيلا ت، في المقابل ان المخالفين لفكرة الحكم الذاتي من ابناء شعبنا، لم يطرحوا الا مخاوفهم من ردود فعل الاخرين، وبالاخص الطرف السني العروبي ذو التوجهات الاسلاموية، وعلى هذا الاساس يمكن ان يكون قولهم اعني المعارضين، السكوت والصمت عن اي مطالب جديدة لما لنا في الدستور العراقي لكي لا نثير نقمة العرب السنة ذوي التوجهات الاسلاموية!!. وبالطبع هذا غير مقبول لان على الشعب ان يطور في مطالبه، وكما نرى لدينا حقا كشعب كلداني سرياني اشوري امور باتت تفرض نفسها علينا لكي نتمكن من الخروج من دائرة الشعوب المهددة بالانصهار او الزوال، وهذه الامور سنتمكن من تجاوزها من خلال مشروع الحكم الذاتي، لانه سيكون بمقدور شعبنا من خلاله اتخاذ الخطوات التشريعية والتنفيذية لتجاوز مخاطر كثيرة، اما عن القول انه مشروع لا يمكن له ان يعيش اقتصاديا فامر مردود عليه، لان منطقة الحكم الذاتي، ستكون لها حصة من ميزانية الدولة وهذه الحصة ستصرف تحت انظار ورقابة مجلس نواب منطقة الحكم الذاتي اي ممثلي الشعب، وكما قلنا سابقا ستكون هنالك ضرائب معينة، والاعتماد الاكبر هو في طاقة شعبنا المعروفة بالابتكار والتكيف مع القيم والتطورات العالمية، وهناك دور مهم للمهجر في دعم تجربة الحكم الذاتي من خلال قوانين ومبادرات كثيرة يمكن الاخذ بها.
 النقاش حول مسألة الحكم الذاتي كانت له ايجابيات عديدة، واولها هو التطوير والافكار الجديدة التي تنضاف للنقاش وللحوار، والامر الثاني هو خبو صوت الانقساميين، برغم من ان النقاش انحصر بين المؤيدين لوحدة شعبنا بكل تسمياته، الان ان هذا النقاش جعل الاكثرية الصامتة من الشعب تدرك انها معنية به، ولم يعد هناك طرف يمكن ان يقول ان الامر لا يعنيني، اي ان النقاش خلق حالة عملية ليس لوحدة الاهتمام الشعبي، خارج اطار الصراعات التافهة، بل لوحدته الفعلية.
 للذي يعيش في الغرب، (وهنا نحن نريد نقل الايجابي من هذه التجربة لكي ياخذ بها شعبنا العراقي كله)، معرفة بالنقد وبممارسته في هذه الدول، لا بل ان الحياة لا تستقيم دون وجود معارضة قوية ذات صوت مرتفع تراقب وتنتقد برامج الحكومة، ولكن هناك صوت اخر هو صوت الاعلام في نقد المعارضة والحكومة في ان واحدة، كما ان الحكومة لا تسكت على المعارضة بل ترد الصاع صاعين ولكن كل هذا في اطار احترام الامورالشخصية، وبرغم من عيش الكثيرين منا في هذا الغرب ولجوءه اليه وتمسكه به، الا انه عندما يأتي الامر الى شعبنا يحاول اسكات كل صوت ناقد مشكك بخلفيات معينة، بحجة وحدة قرار شعبنا خلف شخص او حزب يراه البعض انه المؤهل لقيادة الامة، ففي الوقت الذي لا اعتراض لي على حقهم في الايمان بما يروه، فمن حقي ان اعترض وان يكون لي البديل، وبالاخص عندما اتكلم من تجارب ومعرفة خلفيات محددة، فالنقد ليس حالة عدائية بل قد يكون عكسها لانه يروم الى التقويم، وقد يكون من يريد اسكات الصوت الناقد هو العدو الفعلي للشخص والحزب الذي يراه المؤهل للقيادة، وانني لعلى يقين لو انه كان هناك صوت ناقد لصدام وكاشفا لنواياه، لما مر بلدنا بكل هذه المأسي، وعلى الجميع الادراك ان النفاق واخفاء الحقائق والتحزب الاعمى لن يجدي شعبنا شيئا، وقلناها مرارا وتكرارا ان الاخرين من جيراننا يكادون يعرفون عن شعبنا اكثر مما نعرف نحن او البعض منا على الاقل. بتصوير النقد على انه خلق للانقسام امر مرفوض، لانه اساسا البعض ممن ننتقده لا يعترف بالوحدة الطبيعية لشعبنا، اي تلك الوحدة المتوافقة مع التعددية السياسة والفكرية والتي تتوافق مع دستور وقوانين البلد. قمت بالرد على بعض الاخوة ممن انتقدوا كتاباتي ولكن ضمن رسائل شخصية، واليوم اود ان انشراحدها لكي يعرف الكثيرين الغايات والمرامي والاهداف من النقد، اي انه ليس لعداء شخصي مع السيد كنا او غيره، فلا اعتقد انني تصادمت معه لاي سبب شخصي او منفعي او غيره، وانا اعرفه من سبعينيات القرن الماضي، ولكن شرح واظهار بعض الحقائق وكشف الاسباب الخفية لبعض القرارات او الممارسات المتخذة هو حق على شعبنا معرفته، لكي يدرك اين يكون صوته. ففي مقالاتي السابقة نوهت عن خطوات اتخذتها الحركة ونحن نعرفها، وقد كشف بعضها الاخ نائب الامين العام للحزب الوطني الاشوري الاستاذ عمانوئيل خوشابا في مقابلته الاخيرة مع عنكاوا دوت  كوم، فكلنا على علم ان هناك مشروع لتشكيل شرطة من ابناء شعبنا لحماية الكنائس وبعض المناطق، ولكن القليل يعرف ان الحركة وبواسطة بعض المتنفذين، ومن حقنا ان نشكك وان نقول ان الحركة رشتهم، كانوا قد منحوا لها الحق في ترشيح او تسجيل اسماء هؤلاء الشرطة، ماذا نستنتج من هذه الممارسة المخالفة لقوانين البلد، الا نستنتج ان الحركة بهذا الامر ارادت كسب اصوات وتأييد لانها تستكتب شرطة، علما ان هذه الشرطة هي جزء من القوة الوطنية العراقية، ويجب ان لا يكون لاي حزب دور فيها، دور الحزب يبقى في المطالبة بها ان راى ضرورتها، وبعد ان تقر تنفيذيا فعلى الاجهزة المسؤولة تنفيذ ذلك ولكي لا تتحول تلك الشرطة الى مليشيات حزبية. كما ان كشفنا لاحد اسباب اصرار بعض الاطراف على المنطقة الامنة حاليا رغم وجود هذه المنطقة فعليا ورغم ان مناطق شعبنا التاريخية فعليا هي امنة وبشكل كبير، صار حقيقيا ولم يكن تخمينا، اي ان المطالبة لم تكن لسبب الخوف على شعبنا،لانهم في ظل التفجيارت والقتل رفضوا المنطقة الامنة وقالوا ان ما يصيب شعبنا هو جزء مما يصيب العراقيين كلهم، اذا العودة اليوم للمطالبة بالمنطقة الامنة لم يكن للخوف على الشعب، بل للحصول على اكرامية رواتب الشرطة، اذا هل على بقية الاحزاب السكوت على هذه الممارسة؟ الخاطئة دستوريا والتي تسلم اجهزة الشرطة تحت امرة حزب سياسي وهو خصمي ولي تجارب مظلمة سابقة معه.
في كل مقالاتنا النقدية ذكرنا بامور تحدث في الخفاء وبعدها كشفناها ولكن البعض لا يريد ان يتعلم او ان يفهم او ان يتخذ موقفا، لانه قطع كل الطرق مع شعبه، فنحن لسنا مسؤولين عنه، وفي ردنا ادناه وردودنا الاخرى على اخوة اخرين وخصوصا  من المتعاطفين مع الحركة الديمقراطية الاشورية ذكرناهم بامور كثيرةا فهل طالب البعض بالتصحيح او التغيير؟، ان بقاء الامور على ماهي عليه، لا بل استمرارها، يعني ان الاخطاء (لكي لانقول كلمة اخرى) تنفذ بعلم القيادة كلها، والكل بات مشتركا فيها مادام مستمرا في الولاء لهذه القيادة، دون ان يرفع صوته طالبا التصحيح. ارسلت هذه الرسالة في ذروة الردود التي ردنا بها على السيدة فيكلوند، واعتقد ان الكل بات متأكدا ان المعلومات التي اعطيت للسيدة فيكلوند كانت خاطئة وبقصد وانها بقدر ضررها للكورد فانها كانت ستضر شعبنا اكثر، ولكن لم يرتفع صوتا ناقدا بين اعضاء الحركة لكل ذلك، وهذا الامر يشمل كل ما كشفناه وكل ذلك كان علنيا ومعلنا، واليكم البعض منها مرة اخرى، للفائدة وللعلم، فهل سنرى تصحيحا للامور، لا اعتقد.


الاخ العزيز اديسون 1

تحية المحبة والتقدير لك وللعائلة ولكل الاصدقاء في يوتوبوري.

تم تحويل رسالتك المرسلة عبر ايميل الحزب الي.
اولا اود ان اشكرك على ردك وتبيان امتعاضك مني ومن الخانقيني هذا، واتمنى ان يسع صدرك لي كصديق وكاخ عزيز لكي نتبين من سمح للاخرين التطاول على شعبنا وليس لغتنا وحركاتنا واحزابنا فقط .

عند قدوم الاخ روبن 2 الى طرفكم اوصيته بزيارتكم والالتقاء بكم وقلت له بالحرف الواحد حتى وان كان ايدي زوعاويا فانه انسان طيب وخلوق (يعني خوش رجال).
هل تعي معنى قولي هذا لو اخذته من الناحية السلبية، يعني ان لي رؤية ما تجاه زوعا واعضاءها وهي رؤية سلبية على العموم، وهذه الرؤية او الموقف لم يأت لان هذا التنظيم يحمل اسم زوعا او لانه يضم اعضاء معينين، لا ابدا، بل لممارسات وافعال لو سردتها لك كلها لطالت الرسالة كثيرا كثيرا.

نحن كحزب وطني اشوري وانت شخصيا لك علاقات صداقة عميقة مع الكثر من اعضاءه، لم نتفق مع الحركة بامور معينة، وهي اعلان الكفاح المسلح، وهذا كان في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وهذا عدم الاتفاق كان مع جماعة السيد كوركيس خوشابا 3 وجماعة السيد يونادم كنا اللتان توحدتا تحت تسمية الحركة الديمقراطية الاشورية ، واعتقد انك عايشت هذه المرحلة وعايشت خطابنا وتعرفت على خطاب الزوعا وخصوصا من المحسوبين على جناح السيد يونادم كنا. نحن حصرنا الخلاف في توقيت وتهيئة الظروف لمثل هذه الخطوة في حين انهم حولوا الخلاف الى عمالة وخيانة وبعثيين واليوم في احضان الاكراد، هذه كانت البداية.
وعند التحاقنا بالكفاح المسلح وكانت خطوة من الحزب لمعرفة حقيقة ما يدور هناك وخصوصا بعد نزول بيت نهرين وتاسيس التجمع الديمقراطي الاشوري، ومن خلال علاقتنا بالاخ عمانوئيل يوخنا شمعون الذي كان عضوا قديما في الحزب والذي كان اخ السيد نيسان كاني بلافي، علمنا بمقدم اخيه وبانه مزكى من الاتحاد الاشوري العالمي، طبعا ما كان ممكنا التحقق من كل ما قيل لنا، الا بالالتحاق بهم ومعرفة الامور على حقيقتها، وهكذا قرر الحزب التحاقي ومن ثم التحاق الاخ اشور سمسون، بالتجمع لمعرفة حقيقة ما يجري وللعمل من اجل توحيد العمل.
وهذا كان في شهر ايار 1984 وفي اب 1984 ارسلت للاخوة في الداخل رسالة تبين احباطي  وعدم تشجيعهم على القدوم، لانني ادركت ان العمل هو في غالبيته مضيعة للوقت ولا يقدم اي خدمات حقيقية لقضيتنا، وكنا في تلك الفترة متهمين من قبل نفس الاطراف اي من جماعة جناح يونادم بالبعثيين والعملاء وباننا مستكردين في ان واحد لاننا كنا في التجمع الديمقراطي الاشوري، والذي اسسه نيسان كاني بلافي مع كوركيس خوشابا ومجموعة من الملتحقين بالكفاح المسلح والذين خرجوا من الحركة لخلافات داخلية.
ساترك ما عانيته وما تحملته من الاخوة في الحركة من الاتهامات الباطلة والكاذبة، لا بل وصل الامر واننا كنا نعمل باسماء سرية ان يقدم احد اعضاءهم 4 على كشف اسماءنا الحقيقية وبتباهي امام معلمات المدرسة الابتدائية في كاني بلافي، وهن كن موظفات في وزارة التربية وينزلون الى دهوك، لا بل وبعد ذلك وفي زيارة للخال كوركيس5 من قرية مركيجيا، استفسر امن عين نوني منه شخصيا وباسماءنا الحركية والحقيقية عنا وعن ما نعمله، هل سمعتنا نتحدث عن مثل هذه الخيانات يوما ما؟

لاختصار الرسالة دعني اختصر المراحل والسنين وانتقل الى عام 1991.
في خريف ذلك العام قدم السيد يونادم كنا الى مدينة فيزبادن وشرفني بزيارته، وفي حديث جانبي بيني وبينه تحدثنا عن العمل القومي ونظرتنا اليه وخصوصا بات زوعا حزبا علنيا ويعمل في المنطقة، فطرحت عليه ارائي وهي كانت ان نعمل سوية ولكن بشكل تحالف ما وان لم يكن معلنا.
قال لماذا لا نتوحد؟
فقلت له ان الحزب لم يكن يوما ضد الوحدة ولن يكون ولكن لكي يتكيف اعضاءنا مع اعضاءكم، فانا ارى ان يكون هناك تحالف ما  اولا ومن ثم نصل الى الوحدة او لنعمل بتبادل الادوار.
قال كيف؟
قلت انتم في الجبهة الكوردستانية ونحن حزب لا زال سريا، ولكن وبالتنسيق معكم يمكننا ان نعمل بما يعزز مكانتكم من خلال القيام بانتقاد  الممارسات الخاطئة والتي لا يمكنكم بحكم التحالف السياسي ان تقوموا بها،  وستكون فرصة لكم لكي تظهروا لحلفائكم انكم الافضل ونحقق ما نستطيعه لشعبنا.
قال السيد يونادم كنا ان رفاقك في العراق يعرضون اكثر مما تعرض.
وكنت حينها لم اتلقى بعد مضمون رسالة الحزب المرسلة في ايار من عام 1991 الى قيادة الحركة، فقلت له انني اوقع على البياض لرفاقي وكل ما يتفقون به معكم فانا ساؤيده. (لاحظ ان الرسالة بما تضمنته من مواقف دعم واستعداد للتنسيق اوصلها الحزب الى قيادة الحركة وتحديدا بيد السيد اشمايل ننو6 حتى قبل ان يلتحق بالحركة معظم قياداتها اللاحقة.. ولكن الحركة ادعت ان الرسالة قد ضاعت في دار السيد اشمايل ولم تصل الى القيادة مما دفعنا لتقديم نسحة منها).
وهنا طرحنا صيغة العمل في فيزبادن.. فقلت للسيد يونادم كنا ان خير من يمكنه ان يمثلكم في المانيا حاليا هو الاخ يوسف اوشانا مرخايي7، وهو عضو سابق في الحركة ومن الذين كانوا قد التحقوا بها في الكفاح المسلح وهو من بلغ اعضاء الحركة بالقاء القبض على الشهيد يوبرت بنيامين، وانني زكيته لانني كنت ادرك انه نشط ومتمكن من اللغة الالمانية وله علاقات مع كل تنظيمات شعبنا.
الا ان السيد يونادم كان قد التقى بالسيد جورج خوشابا، وهو اشوري من سوريا وباحد الاخوة من اشوريي ايران وقال انهم سيمثلون الحركة وطلب مني مساعدتهم بقدر المستطاع.
والحقيقة ان الاخوة كان يوصولون لي بيانات الحركة والتي كنت استنسخها واوزعها بنفسي على كل منظمات والشخصيات المهتمة وعلى حسابي الخاص ودون مقابل.
في الانتخابات التي جرت في عام 1992 حدث خلاف بيننا لاننا وجدنا ان قانون الانتخاب لم يضمن حق التمثيل بل حق الترشيح، الا ان ذلك الاختلاف لم يمنع الحزب من مساندة ودعم قائمة الحركة ليس تصويتا فقط بل العمل بشكل جاد للتبشير وحشد الناس لهذه القائمة.
كما ان اللقاء مع الحركة لم نرفضه ابدا ولكن لم يتحقق سوى لقاء واحد بين حزبنا والحركة.
وبعد اللقاء خرج في جولة خارجية وفد الحركة والذي كان يضم السيد نينوس8 (كوركيس رشو) والدكتورخوشابا9والسيد ميخائيل (زيا ججو) وبعد عودته لم نلتقي.
ان التباعد وعدم الحوار يعني عدم ادراك خلفيات الامور، ولذا فاننا كحزب بدأنا بنشر مواقفنا السياسية باسم نخبة من المثقفين الاشورين، وعملت الاطراف المحسوبة علينا بشكل جاد لتأسيس المركز الثقافي الاشوري، وظهرت الخلافات في بعض المواقف وهذا امر طبيعي، وخصوصا بالنسبة لمسألة قانون الانتخابات الذي رايناه لا يلبي طموحات شعبنا في ضمان حق التمثيل وليس حق الترشيح.
ولكن بعد عودة وفد الحركة بدأت عمليات التشهير بنا، وعادت تهم العمالة للبعث، واننا من يتامى ما سموه حزب البعث الاثوري، وبدات المضايقات تطال اعضاء حزبنا بمختلف الاوجه والاساليب ومن بينها محاولة الاغتيال المعروفة ضد الاخ روميل شمشون.
ولم تشمل الاساءات اعضاءنا فقط بل كل من كان يعتبر صديقا لنا.
وتم الاستيلاء على المركز الثقافي الاشوري ليصبح مركزا تابعا في كل الامور للحركة.
كل ما عملناه هو الاستمرار في توضيح مواقفنا بما تيسر لنا من مسائل وامكانات من مختلف الامور السياسية وخصوصا القوانين التي يراد تشريعها.
وقبل بدء الخلافات ولان وزارة التربية كانت قد ادرجت فقرة في قانونها يتيح لابناء القوميات الاخرى التعليم بلغتهم، استغل الاب الفاضل شليمون ايشو10 هذه الفقرة للتدريس والتعليم بالسريانية وقمنا نحن كاعضاء ومؤيدي الحزب بالعمل على الدعوة الى ندوة جماهيرية في دهوك لحشد الناس لتطبييق هذه الفقرة، وضغطنا على الحركة للمشاركة فيها ودعمها، وكان يدير الندوة الاخ روميل شمشون ، ومن الندوة تم تشكيل وفد ضم في اعضاءه بعض اعضاء الحركة واعضاء في الحزب الوطني الاشوري، وبعض الشخصيات المستقلة، وذهب الى اربيل لتوصيل رسالة المؤتمر والضغط من اجل تطبيق ما تقره قوانين وزارة التربية، وهكذا ولدت عملية التعليم بالسريانية.
وبعد ان تم الاستيلاء على المركز الثقافي الاشوري، ارتأى الاحوة في الحزب اصدار كراس سميناه (اوراق من الوطن). ووصلت نسخ منه الى خارج الوطن، وكان الاخ القس عمانوئيل بيتو قد خرج للعلاج واستغل هذه الزيارة في جولة الى اميركا ودول اخرى، ومن خلال الندوات والمحاضرات التي اقامها لم يوجه نقدا شخصيا للحركة، الا لبعض الموافقات التي وافقت عليها وخصوصا تغاضيها عن حق التمثيل لشعبنا في الانتخابات وسرعة قبولها بحق الترشيح مما يعني امكانية خسارة شعبنا لتواجد ممثلين عنه في البرلمان مستقبلا، حيث ان ما منح لشعبنا كان خمسة مقاعد ولمرة واحدة وحتى هذه المقاعد تم ممارستها انتخابيا من حيث الترشيح والتصويت على اساس مسيحي لا قومي، فمثلا شارك في التصويت مسيحيين ارمن في حين ان المقاعد كانت اشورية.
كل الاتهامات التي كيلت لنا، والتي قيلت كذبا وزورا لم تجلعنا نقف موقف العداء مع الحركة، ولن تجعلنا، ولكن اقدام الحركة على محاولة اغتيال الاخ روميل شمشون11 كان خروجا عن كل الخطوط الحمر، وبعد سماعي بالخبر سارعت بارسال رسالة الى قيادة الحزب موضحا بانني ساقدم استقالتي من الحزب ان كان ما يقوله بشان المحاولة ليس صحيحا، وقلت بالحرف الواحد لن اضيع مصداقيتي لاي سبب كان، وارسل الحزب لي الوثائق التي تؤكد حقيقة المحاولة وبان المستهدف كان الاخ روميل ولم يكن الضحية وهو شخص ارمني تصادف وجوده بدلا من الاخ روميل، وان الحركة وقيادتها وكوادرها يدركون حقيقة الامر بانه محاولة تصفية جسدية للاخ روميل.
لقد راينا العملية تجاوزا لكل الخطوط الحمر، وكان خوفنا شديدا ان تقوم جهات اخرى، كالنظام الذي كان في قوته وله مخالبه، بتصفية الطرفين ويقوموا بالقاء اللوم على الطرف الاخر، وهذا  كان مضمون رسالتي الى الاحزاب الاشورية في المهجر وبالاخص الاتحاد الاشوري العالمي والمطكستا والحزب الاشوري الديمقراطي وحزب بيت نهرين، لكي يقوموا بالضغط على الحركة لعدم الاقدام على مثل هذه الامور، والتي يمكن استغلالها من قبل الاخرين.
بدل معالجة الامر، فان الحركة اصرت على تكذيب الخبر جملة وتفصيلا رغم امتلاكنا للوثائق والاعترافات الخاصة بالقضية ورغم اننا لم نكن نتطلع الى شئ سوى اعتذار صغير وعدم العودة الى مثل هذه الافعال، وتم الضغط علينا شعبيا لاجل سحب شكوانا،, عملنا من اجل ذلك لانقاذ الحركة ورفاقها من المحاكمة، وظل اعضاء الحركة يكذبون العملية ولكن بعد الاستقالة يشيرون اليها في استقالاتهم ومنهم اعضاء اللجنة المركزية للحركة.

عزيزي ايدي،
ولكي لا اطيل عليك اخي العزيز فانه يمكنك الاستفسار منا عن التهم التي نوجهها للحركة والتي بتنا ننشرها برغم من ان بعضها حدث قبل سنوات وانا على استعداد لكشف ظروف ممارسة ما نسميه التهمة.
انت كشخص ويونان هوزايا 12وامير اوراها13 وامير خوشابا14 وغيركم وغيركم، ماذا عملتم لايقاف سيل التهم الباطلة التي قيلت بحقنا وانكم لا بل ان يونادم كنا وكوركيس رشو كانا يدركان انها باطلة وظالمة ومؤلمة، كم سيكون مؤلما لك ان ياتي شخص بعثي سابق ويلتحق اليوم بحزب قومي ويحاول ان يمنعك من العمل او قول كلمتك؟ هل تعلم انهم نعتوني يالجاسوس والعميل والخائن والبائع لامته مرة للبعثين ومرة للكورد؟
هل تعلم انهم حاولوا منعي من ان احضر او ان اشارك بالمناسبات القومية لانني من الحزب الوطني الاشوري؟ صحيح انهم فشلوا ولم يتمكنوا ولكن النية كانت واضحة.
هل دخلت الى البال تاك التابع للزوعا وهل سمعت السباب والكلمات البذيئة بحقنا وبحق امهاتنا واخواتنا؟
هل سمعت المسبات لرجال الكنيسة وكل اعضاء الاحزاب الاخرى؟
ماذا عملتم اخي لايقاف كل هذه الامور؟
وها انني انزهكم منها ولكنني اتهمكم بالسلبية المطلقة في وقف هدم العمل القومي الموحد.
والا بربك كيف تريد للعمل القومي ان يتحقق وفيه كل هذه الانواع من المسبات البشعة، وهذه المسبات ليست فقط من افواه دوزتا15 واتورايا داريزونا16 فقط بل من افواه قيادات وكوادر وممثلين للزوعا.
ما ساقوله هو ما اعتقده فيك، واعتقد انك ايضا تعتقد ذات الشيئ عني: وهو اننا اشوريين قبل ان نكون زوعاويى او اترانايى.
ولكن قل لي بالله عليك اين هي اشورية الزوعا في تقرير ماركريت فيكلوند 17؟ واين هي اشورية الزوعا في تقرير مايكل يؤاش18؟ هل تعريض شعبنا للمحن وهل تقديم اكاذيب مفضوحة هو لخدمة الامة ام من ان اجل فضح الامة؟ هل قرات مقالتي بتأن وبروح نقدية واستكشاف ما وراء ممارسات الزوعا؟
ما الذي سنجنيه انا وانت وابناء شعبنا في عين نوني وبيبيدي وكل قرانا من مثل هذه التلفيقات المفضوحة؟ انها مفضوحة لانها كاذبة.. وانها مفضوحة لانها منشورة للراي العام.. وانها مفضوحة لان الكورد يقراون وكل مواقعنا المهمة يتم رصدها من قبل كل الحركات السياسية لكي تجس نبض شعبنا تجاه ما يعملوه..
هل تلوم الضحية وتنسى الجاني.. هل تريدنا ان نسكت على هذه الممارسات وان نطبق فمنا صامتين..
هل تساءلت عن مغزى نشر الاكاذيب هذه؟ انني متيقن انك لو عمقت التفكير فيها ستجد انها تضر شعبنا اكثر مما تفيده. انها قد لا تضر الحزب الوطني الاشوري، ولكنها بالتاكيد ستضر شعبنا.
انت تدرك التداخل الموجود بيينا وبين الكورد في ارضنا التاريخية، ابهذه التلفيقات نخدم شعبنا ونساعده على البقاء وبناء المستقبل؟ ام اننا ندعوه الى الهرب والفرار من ظلم الاكراد!!! اي ان يلتحقوا بك وبي وهل لنا حقا القدرة على العودة بعد كل هذه السنين؟
كم هي صعبة العودة.. اليس كذلك، فلماذا نعمل وبيدنا لاجل تخويف وترهيب شعبنا الباقي في الوطن ودفعه للهروب من الظلم الكوردي المزعوم.
انا لم ولن اقول ان القياديين الكورد او احزابهم هم من الملائكة، واعتقد انك اطلعت على ردي على ملا بختيار وهو قيادي كوردي وعلى المواقع الكوردية .

اخي العزيز انت اعلامي، وواجب الاعلامي ايصال الحقيقة الى الناس، فهل ما ورد في عبارات وفقرات مهمة من تقرير السيدة فيكلوند حقيقة ام دس السم الزعاف لكي يلعقه شعبنا بالنهاية لانه سيكون المتضرر؟
اراك تاذيت من تهكم كاتب كوردي بلغتنا او بزوعانا، ولكن لم يشعر اي زوعاوي بالاذى بالهاء واشغال شعبنا بمعارك جانبية مثل معركة مار باوي او معركة الاتهامات والسباب السائدة، وهل هذه المعركة هي من اجل وحدة القرار القومي.
ان الحركة متهمة ليس ببعض ما اشرت اليه من معاداتها المطلقة للحزب الوطني الاشوري، بل بمعادتها لغالبية احزابنا السياسية وخصوصا العاملة في العراق، وهي متهمة بمحاول شق الكنيسة وهذه الاتهامات لها مصداقية واسعة بين ابناء شعبنا، فماذا عملتم ايها الاصدقاء الذين كنا نأمل منهم الكثير لوقف كل ذلك.
في كل السنين الماضية ورغم كل ما تعرضنا له من الحركة ومناصريها لم نتردد في قبول الجلوس والحوار ومن دون ااشتراطات (رغم حقنا في وضع الاشتراطات لضمان نجاح الامور) كلما كان ذلك مهما لوحدة الموقف ولمصلحة شعبنا.. (بالله عليك استفسر منهم عن الفاكس الذي فبركوه باسم (قويامن) وارسلوه الى مكتب الدكتور احمد جلبي).
في مؤتمر لندن عام 2002 ورغم مكابدتنا من ممارسات السيد يونادم كنا والتي وصلت حد الفضيحة، فضيحة قوى شعبنا امام القوى الوطنية ورغم ان الحل الذي توصل اليه المؤتمر كنا قد طرحناه للسيد يونادم كنا، ورغم الاشتراطات التي اشترطت على من تم انتخابهم ممثلين في قيادة المعارضة ليمثلوا شعبنا، وهم كل من يونادم كنا والبرت يلدا، الا ان يونادم انفرد بكل شئ، ورغم مطالبة حزب بيت نهرين بسحب توقيعنا من ترشيح يونادم كنا الا اننا ارتأينا التمهل لاننا كنا ندرك ان وطننا وشعبنا ايضا معرض الى اخطار كبيرة. وهكذا في مؤتمر بغداد 2003 ولكن الزوعا ويونادم كنا خان الجميع وانفردوا بالقرار.
هل تدرك اخي وصديقي النتائج التي خرجنا بها بعد لقاء الذي جمع احزابنا في جمعية اشور بانيبال19 قبل استكمال مسودة دستور العراق.. الا ان الزوعا رفض الاجماع واصر منفردا على التسمية الكلدواشورية، هل حسابتموه كاعضاء لماذا يخرج عن الاجماع ويصر على التفرد؟ هل التسمية تجلب الوحدة للشعب ام الممارسات والاعمال التي كانت ضد وحدة شعبنا.

عزيزي ايدي،
انت اعلامي ضمن هيئة تحرير موقع زهريرا..20
الم تعلم زهريرا بان نمرود بيتو هو وزير في حكومة اقليم كوردستان الا بعد ان قالت بحقه السيدة فيكلوند ما قالته من اساءات وكلمات غير لائقة مستندة على الاكثر الى ترجمة مشوهة لما قاله الاخ نمرود.
بالله عليك ماذا كان رايك وشعورك الداخلي في الكلمات التي اطلقتها السيدة فيكلوند على السيد نمرود..
لماذا سكت عليها؟ بل قمت بالترويج لها من خلال نشرها في موقع زهريرا الذي انت احد العاملين فيه.
مبدئيا، الحكمة العربية تقول السكوت علامة الرضا.. ماذا تقول؟
بالمناسبة هذه كانت اول اشارة من زهريرا الى السيد نمرود بيتو وزيرا للسياحة وامينا عاما للحزب الوطني.. عجبي لماذا لم يقم زهريرا بنقل اخبار ومواعيد نشاطات السيد نمرود ولكنه نشر فقط الرد المسيئ للسيدة فيكلاند.
وبالمناسبة ستقوم السيدة فيكلوند بجولة على المدن السويدية، فنرجو ان تستفسر منها عن ماذا فهمت من اقوال السيد نمرود لكي تتهجم عليه بهذه العبارات المأخوذة من التقرير ومنها بيع الذات وخائن وغيرها.
هل اذاكم مقالة لكاتب كوردي غير معروف كل هذه الاذية ولم تتالموا على مصير شعب بكامله اسمه الشعب الاشوري، يتم زرع اسفين العداوة بينه وبين جيرانه وميزان القوى كما تلاحظه اخي ايدي.

ماذا عمل السيد سركيس اغاجان والذي لا اعرفه شخصيا الا انني سألت عنه مرة السيد يونادم كنا وقال انه قومي شريف ومخلص وخدم الحركة كثيرا، هل بناء القرى واعادة اعمارها بما يشبه المعجزة، هو سبب لكي نلاقيه بهذه الاوصاف والمسبات التي تطلقونها عليه، بدلا من ان نعمل كلنا لاستغلال الفرصة لكي ندعم هذا الحلم ونحوله الى واقع بتقويته سياسيا واقتصاديا واعلاميا وحضورا سياسيا موحدا، لان ما يقوم به هو لخدمة كل الشعب الاشوري، واوله اعضاء كثيرين في الزوعا.

اخي العزيز،
عجيب ما تطلبون من الاخرين..
يسمح الزوعا لنفسه بخلق الاكاذيب وتصنيع التهم والتلفيقات ويقوم بالترويج لها بين شعبنا وبين اصدقاء شعبنا، وعندما ياتي احدنا ليقول ان هذه اكاذيب وافتراءات تاتون لتمنعون علينا الكلام بحجة ان كلامنا يخالف ما قاله الزوعا..
ان كون الاكاذيب صادرة من جهة اشورية لا يلزم الاشوريين بالسكوت عليها.
اليس الاجدر ان يكون الزوعا صادقا وعندها لن يكون هناك من يكذب ما يقوله.
وعندما تضغطون على بطن الانسان فان الانسان سيصيح.. اليس كذلك؟
بالله عليك ماذا كان سيكون رد اعضاء الحركة لو ان قائمة اسماء المتعاملين مع النظام التي نشرتها جريدة الحوزة والهاولاتي كانت ضمت اعضاء قياديين في اي من احزابنا القومية!!!!
نحن لسنا ضد الزوعا ولكننا يقينا ضد الجرائم التي يتم ارتكابها باسم شعبنا وندرك جميعا انها تضر شعبنا لان الجرائم لم تنفع الشعوب يوما.
واخيرا اليس من حقي انتقاد ما يصدر باسم الاشوريين؟ ام ان الزوعا قد نزع عني هويتي الاشورية؟
وهل تدركون ما تعني كلمة حزب او حركة سياسية، الا تعني كشف الخطاء واظهار الحق على الاقل من وجهة نظر هذا الحزب او هذه الحركة.
مرة اخرى اقولها لك عزيزي ايدي لدي الكثير الذي اتركه للوقت المناسب وربما للقاء محبة معكم انشاء الله.

اخوكم وصديقكم دوما
تيري كنو بطرس
فيزبادن
13 تشرين الثاني 2007





 1 هو اديسون هيدو من قرية عين نوني في منطقة برواري بالا ومقيم في يوتوبوري- السويد حاليا، يعمل مع موقع زهريرا نيت المقرب من الحركة الديمقراطية الاشورية.
2 هو روبين بيت شموئيل الكاتب والاديب المعروف، يدرس للحصول على درجة الدكتوراه  عن اللغة السريانية حاليا في هولندا وهو مدرس في القسم السرياني في جامعة بغداد.
3 كوركيس خوشابا هو الان سكرتير اتحاد بيت نهرين الوطني.
4 هو زيا ججو عضو اللجنة المركزية والمتهم الرئيسي باصدار امر اغتيال الاخ روميل شمشون ومقيم في شيكاغو حاليا.
5 هو الخال كيوركيس مختار قرية مركيجيا في برواري بالا حينها اي لحين عمليات الانفال.
6 اشمائيل ننو هو عضو اللجنة المركزية للحركة منذ عام 1992 ولحين المؤتمر الاخير وعضو برلمان اقليم كوردستان عن قائمة الحركة.
7 يوسف اوشانا مرخاي هو العضو السابق في الحركة الديمقراطية الاشورية مقيم حاليا في شيكاغو الولايات المتحدة الامريكية، وهو الذي راى عملية اعتقال الشهيد يوبرت بنيامين وبلغ قيادات الحركة بذلك فورا.
8 هو كوركيس رشو السكرتير السابق للحركة.
9هو الاب الدكتور خوشابا ملكو الكاهن والكاتب وعضو قيادة الحركة سابقا وهو مقيم في لندن حاليا
10شليمون ايشو الكاهن والاديب المعروف ورئيس دار الشرق للطباعة وهو مقيم الان في سرسنك منطقة صبنا.
11 روميل شمشون شموئيل عضو اللجنة المركزية للحزب الوطني الاشورية حينها ومقيم في شيكاغو الولايات المتحدة الامريكية حاليا.
12 ،13 ، 14 اعضاء قياديين في الحركة
15 ،16 اسماء مستعارة في بال تاك، وهم من مؤيدي الحركة لا بل انم الثاني يشارك بفعالياتها بشكل كامل وكشخص مسؤول، وعرفا بنشر الاكاذيب والمسبات والنعوت الغير الاخلاقية بحق الاخرين.
17 ناشطة سويدية نشرت تقريرا يحوي اخطاء فادحة تضر العلاقة بين شعوبنا العراقية منقولة عن اعضاء الحركة
18 ناشط اشوري في واشنطن نشر هو كذلك نفس الاخطاء منقولة عن نفس المصدر
19 جمعية اشور بانيبال جمعية ثقافية عرفت بنشاطها القومي الوحدوي و الثقافي الواسع وظمت مختلف ابناء شعبنا ابان مرحلة التسعينيات من القرن الماضي، عملت الحركة بكل السبل على وضع اليد عليها في الانتخابات الاخيرة، وهي حاليا مشلولة، كانت حينها لازالت نشطة وجمعت كل اطرافنا السياسية للاتفاق على تسمية موحدة وللفرصة الاخيرة الا ان البعض اصروا على رايهم في تقسيم الشعب ومنهم الحركة الديمقرطية الاشورية.
20 موقع اعلامي الكتروني مقرب من الحركة يعمل من السويد.zahrira.net



bebedematy@web.de


348
الانظمة الشمولية، نهاية الحياة



تيري بطرس
في نقاش حول دور احزابنا السياسية، وممارسات البعض منها، وبالاخص الحزب الذي كان ينتمي اليه، ودفاعا عن حزبه لم يجد محاوري الا ان يقول اننا بحاجة لاحزاب شمولية، على الاقل في مرحلة ما. ادركت ان القائل ينقل ما سمعه وحفظه عن ظهر قلب من قياديه، وهذا القول هو اخر ما يمكنهم به تبرير ممارسات حزبهم، وادركت ان القائل والذي علمه هذا التبرير لا يدركان ما يقولان، او انهم يدركان ولكنهم يعتقدان انهم يتكلمون في قوم غارقون في الجهل لا يفقهون من امر السياسة شيئا، ولذا فان كلمة الشمولية بحد ذاتها ستلجم وتجعل محاوريهم يصمتون. 
الحياة، ليست زمنا يعيشه المرء، بل الحياة هي تجارب يعيشها ، تجارب من خياراته يتحمل نتائجها بمرها وحلوها، هكذا تكون الحياة حلوة وجميلة لانها تفتح كل الافاق امام الانسان، هذا الانسان الذي ولد مخيرا، الم يقل الله لادم من هذه الشجرة لا تأكل ولكنه لم يمنعه برغم قدرته على ذلك، لقد نصحه، واكل ادم من شجرة معرفة الخير والشر، ودخل معترك الحياة الحقيقية، الحياة بالوانها وتعبها وبحثها نحو الاحسن، حياة فيها انتظار دائم لجديد يأتي بفعل الابتكار والتطوير، وليس حياة كسل وانتظار ما ياتي به المجهول. لقد كانت المراة (حواء، خاوا اي ام الحياة) هي التي ادخلت ادم الى معترك الحياة، وخلصته من الكسل والرتابة والملل، وهذا يؤكد ان المراءة هي اهم دافع للتطور والتقدم على الاقل في زمن ماضي، فشكرا لحواء لانها قست بالكلام على ادم تقريعا وتوبيخا لكي يتطلع الى الاعلى ولكي يأكل ثمرة معرفة الخير والشر، ولكي يصبح مسؤولا عن افعاله ويتحمل نتائجها، ولكي يخرج من شرنقة البلادة.
في الانظمة الشمولية، هناك دائما مثال جميل، مثال نظري، ليست له علاقة بالواقع، جنة خيالية ، ولكنه مثال ملهم، يستحوذ على خيال الجماهير وبالاخص الشبيبة، تلك الفئة المستعدة للتضحية من اجل مثالها، ولكن الطريق اليه يمر عبر الانتماء الى مجموعة معينة محددة ، وعلى راس هذه المجموعة قيادة، تدعي انها تمثل الكل، وتحدد للكل باسم المثال،المأكل والمشرب والملبس وحتى الاحلام، انه دين اخر بمواصفات سياسية. بين الانظمة الشمولية والحياة تناقض واضح وصريح، فالحياة لكي تستمر، واعني هنا حياة الابداع والتطور والحياة التي تتنوع فيها الاحداث والخيارات اي الحياة التي تحمل للانسان السعادة، وليس حياة الذل والمهانة والرتابة، بحاجة الى الحرية. ولكن هذه الانظمة وباسم المثال ترغم الجميع على اتباع نمط معين للمعيشة، وكل من يخرج عنه فهو خائن او كافر او زنديق او مرتد، ويشيع في المجتمعات التي تتحكم فيها الانظمة الشمولية الخوف والرعب والسرية، فكل شئ يمكن ان يفسر انه مضاد للمثال او للايدولويجة او للدين، ولذا فتتحول الحياة الى نمطين، حياة علنية يمارسها الانسان وهو متمسك لا بل مغالي في التمسك بقيم الدولة او الحزب او الدين، وحياة سرية يعيش الانسان كل مايرغب ولكن ضمن نطاق محدود ومع بعض الخلصاء من اقرانه، اي ممن له ثقة تامة بهم. الانظمة الشمولية تعلم الكذب والنفاق، فالمطلوب ان تقر ليل نهار بانك شديد الايمان بقيم التي تؤمن بها الدولة او الحزب القائد، لحد الكذب وتلفيق التهم والتماهي مع هذه القيم، ولكن نفس الانسان يدرك ان كل ما يمارسه هو لاجل البقاء ولاجل ان يتمكن من ان يعيش. الشمولية هي نظام اجتماعي سياسي يفرض على مجتمع يمكن السيطرة عليه بشتى الطرق، فنظام البعث كان نظاما شموليا بمعنى من المعاني، فكان يفرض رؤيته على المجتمع ويرغم الجميع على السير في ما يخطط له ويجعلهم يتشدقون ليل نهار بالمديح للنظام ورئيسه، وتنظيم القاعدة حزب شمولي ولكنه تحول في نظام طالبان الى نظام شمولي، ولذا فقد حاول في العراق ايضا فرض نمط معين من الحياة على الجميع، وكل هذا بالقمع وبالرعب وليس اقتناعا، ومليشيات جيش المهدي كانت ترغب في بناء نظام شمولي تحدد للانسان الحلال والحرام، وكل من لايتبع تعاليمها فان عقوبته معلومة، ونظام ايران نظام شمولي، برغم من استثناءات معينة، والانظمة الشيوعية كانت انظمة شمولية على الاقل سياسيا وليس اجتماعيا، ومحنتنا الكبرى ان الانظمة والاحزاب الشمولية في منظقتنا هي شمولية اجتماعيا وسياسيا، اي انها تسد كل افاق التطور والتقدم امام المجتمع، انها انظمة واجزاب تشيع الرعب فيه.
والان لنعود الى مثال صاحبنا الذي داقع عن حزبه بالقول اننا بحاجة لاحزاب شمولية، مبررا ممارسات هذا الحزب، الحزب الشمولي هو الذي يرمي الى فرض سيطرته على المجتمع من خلال السلطة، ويحدد خيارات هذا المجتمع وحتى الافراد فيه، واي حزب يتبني المفهوم الشمولي او الايدولوجية الشمولية التي تقول ان كل ما هو  خارج هذه الايديولوجية هو كذب ودجل ومن مؤامرات الاعداء، والحزب الشمولي لا يمكن ان يمارس شموليته الا بالاستلام مقاليد السلطة، او باشاعة الارهاب والرعب في المجتمع مما يجعل المجتمع يضطر للخضوع لما ينادي به تفاديا لظلمه وشره، كمثال تنظيمات القاعدة ومليشيات جيش المهدي في العراق.
فهل يمكن لاي حزب من احزاب شعبنا ان يكون شموليا يا ترى وباي معيار يمكن ان يكون ذلك؟
شعبنا يعيش في دول متعددة، ويمثل في هذه الدول اقلية قومية ودينية، والعراق كمثال فان شعبنا يكاد يمثل 5% بالمئة من مجموع الشعب العراقي، وقدرات احزابنا وحتى لو افترضنا انها موحدة تحت راية واحدة، قوية ومتماسكة وصلدة، او كتنظيم حديدي،  فان هذا التنظيم لن يمثل قوة كبيرة يمكنها ان تقسر المجتمع على السير في طريق معين، وحتى لو افترضنا ان هذا الحزب يرغب في فرض رؤيته ووحدانيته على شعبنا يمختلف تسمياته وكنائسه، فانه لن يتمكن من ذلك لاعتبارات كثيرة وعديدة، تتعلق بتكوين مجتمعنا وبمستوى الوعي القومي وبكوننا جزء من مجتمع اكبر تسيطر عليه قوى اخرى، تسيره سياسيا وقانونيا وتفرض ما ترغب بالاساليب المعتادة في الانظمة الديمقراطية، اي اقرار الامر في البرلمان ومن ثم فرضه كامر واقع قانوني. ان كون العراق بلدا يقر بتبادل السلطة بالاسلوب الديمقراطي، اي التحكم الى صناديق الاقتراع، يعني حكما ومنطقا ان الاحزاب الشمولية لا مكان لها في  في النظام السياسي، فقانونية وجود اي حزب وحقه في العمل من اجل الوصول الى السلطة يفترضان ايمانه بالدستور وبالاليات الدستورية للوصول الى السلطة، ونفس الامر ينطبق على اقليم كوردستان الفدرالي، وهنا يعني امكانية انشاء واقامة احزاب عديدة متشجعة بالنظام وبالحريات المتوفرة، ولكن لو افترضنا مرة اخرى ان شعبنا رضخ للامر الواقع وقبل بهذا الحزب كحزب وحيد ينطق باسمه ويمارس ايدولوجيته ويطبقها فهل هذا ممكن؟ بالطبع انه متنافي مع النظام الديمقراطي، بقدر تنافيه مع ارادة الحياة. ان الخضوع للنظام  الشمولي وتطبيق قراراته، حتى لو كان لفترة وجيزة عن قناعة وايمان، الا ان هذا الخضوع يكون لدى الغالبية بفعل انسداد افق الخيارات امام الانسان والمجتمع، فالنظام الشمولي يفرض خيارات محددة امام الانسان اما القبول والرضى والسكوت، او الهرب وهو خيار صار سهلا في السنوات الخمسون الاخيرة، عندما اقرت الدول الديمقراطية حق اللجوء او الخيار الاخر وهو السجون والقبور.  ولكن في حالة شعبنا، لا يمكن سد الخيارات فامكانية اللجوء والاحتماء بالقوى العراقية الاخرى متوفر، تحت غطاء العمل الوطني، وهو غطاء مشروع فيمكن للانسان ان يهرب من اي التزام مع ذلك الحزب الذي افترضنا توافر القوة لديه لفرض رؤياه على حماهير شعبنا، والانتماء الى الاحزاب الكوردستانية كالبارتي ويكتي والعراقية الوطنية مثل الحزب الشيوعي والحركات العراقية ذات الطابع الوطني العام مثل حركة الوفاق او المؤتمر الوطني او حزب الامة العراقي وغيرها، كما ان عامل عدم نضوج الوعي القومي  والوصول الى حد التضحية بالكثير من الحريات لاجل الارتقاء القومي كما تدعي الاحزاب الايدولوجية، يعني ان افراد ومجموعات من شعبنا يمكن ان تنسلخ من الحضيرة القومية وتلجا للادعاء بالانتماءات الاخرى، خوفا او تحقيقا لمصلحة او حتى كرد فعل لاي امر ما مما هو متوافر في شعبنا مثل التسمية او الطائفة او العشيرة او المنطقة، وقد لاحظنا ذلك لدى فئات كثيرة وخصوصا ابان سلطة النظام السابق.
اذا امكانية تحكم حزب سياسي بشعبنا، وامكانية تطبيق نظرته الشمولية او ايدولوجيته السياسية ومنطلقاته الفكرية لو فرضنا انه يمتلكها، فهو يكاد ان يكون مستحيلا في مجتمعنا، من خلال احزاب تخرج من رحم شعبنا، بالرغم من ايماننا ان الاحزاب الشمولية لايمكنها ان تخرج من رحم بل من جحور الحقد والغدر والخيانة والانتقام، الانتقام من المجتمع التي تدعي العمل من اجله.

في افتتاحية العدد الرابع من صحيفة خيروتا التي كان يصدرها التجمع الديمقراطي الاشوري في المناطق المحررة الصادر في تشرين الثاني عام 1984 وردا على ممارسات البعض وطروحاتهم، كتبت التالي ((فأننا مطالبون ببناء شخصية الفرد الاشوري على اساس الثقة الكاملة بالنفس وعلى اساس ربط مصيره بمصير الارض والوطن ومن خلال الممارسات السليمة تجاه هذا الانسان واعطاه الصورة السليمة للنضال وهي ان نضالنا جاء لتخليصه من كل انواع الظلم والاضطهاد وليس مطلوبا منا اليوم ان نكون البديل الجديد للظلم مهما كان الشعار الذي نرفعه فالانسان المظلوم لايفرق بين ظلم واخر سواء كان اشوريا او غيره . ان الجماهير الاشورية تتطلع الينا بحذر وهدوء ما لم نكسب ثقتها ونثبت لها بأننا المدافعون حقا عن طموحاتها الشرعية، لن تمنحنا ثقتها والجماهير بوعيها واحساسها الصادق والنابع من تجربتها التاريخية، لا يمكن ان تخطئ في التمييز مابين من يعمل من اجلها ومن يعمل من اجل مصالح انية وذاتية.
والمسؤلية التاريخية الملقاة على عاتقنا كممثلين لشعبنا الابي تجعلنا نتعامل مع كل حالة على انفراد وان نحللها التحليل السليم وبالتالي سيكون حكمنا صائبا وملائما مع واقع امتنا الاشورية. منذ بداية القرن الحالي انفض الكثير من الروابط وتحلل التماسك الذي كان يعرف به شعبنا ولم يعد هناك حلال وحرام في الممارسة اليومية للفرد الاشوري واصبح كل فرد يقدس رأيه الشخصي واصبح ينظر الى مصلحة الامة من خلال مصلحته الخاصة، فالفرد المتمثل بهذه الصورة والذي تربى عليها لا يمكن ان يكون نصيرا لنا من خلال استعمال القوة معه وانما من خلال افهامه الخطاء والصواب واين يكمن الخطاء والصواب في نظرته وماذا نمثل تحت ولمن نعمل. من افتتاحية صحيفة خيروتا (الحرية) بعنوان على درب الحرية العدد الرابع الصادر في تشرين الثاني 1984)).

اليوم ومرة اخرى نحن لسنا بحاجة للتهديد والوعيد والادعاء الكاذب بالقوة وغيرها، وتمنى ان نكون حزبا شموليا هو تمني كاذب وفارغ وخارج اطار الممكن في حالتنا (والحمد لله). ان الفرد منا بالاضافة الى ما وصفته في الاقتباس اعلاه، فهو لم يرضخ لمدة طويلة جدا لقيادة من جنسه وفئته، فعلينا ان ندرك اننا لا زلنا في طور كسب ابناء شعبنا، لفكرتنا، ولكن هذه الفكرة يجب ان تخرج من التقديس الى رحاب الوعي بالمصلحة التي ستأتينا من اتباعها.

ان التشبث بالشعارات والتمثل بممارسات اتبعتها بعض الاطراف الوطنية او الاقليمية، يعتبر بالنسبة لنا ولواقع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري امرا كارثيا بحق، فالحوار والنهايات المفتوحة امران ضروريان لتحقيق تلاحم شعبي كبير خلف الاهداف القومية، وقد لا حظنا الخسائر التي منينا بها جراء تصلب الاراء عند البعض والرغبة في فرض الارادة الواحدة ودون تحاور او منح الحق للاخر لكي يقول رايه ومعتقده. اليوم ان كنا نتحاور مع الجميع القوى الوطنية من الاسلاموية والاسلامية والماركسية والقومية العربية والكوردية والتركمانية والليبرالية، فيا ترى ماهو الداعي لعدم الحوار الحقيقي مع قوى شعبنا الاخرى، انه اعتقاد ان البعض فقط يمتلكون الحقيقة المطلقة يا ترى؟  ام انه الايمان ان هذه البعض فقط يمتلك حق التحدث باسم الشعب والامة، وهذا هو المطروح، وهو خيار كما ترون لا يلائم واقع شعبنا باي صورة ولا يلائم الخيار الديمقراطي ولا يلائم مقدراتنا، ولكن البعض مصر للسير في هذا الدرب التدميري لحد اخر فرد من شعبنا.[/size
][/b]

bebedematy@web.de

349

السيد كنا بين الرفض والقبول
والضرائب المدفوعة....

تيري بطرس[/size][/b]


قبل ثمانية اشهر تقريبا التقى السيد يونادم يوسف كنا بعض وجهاء ومثقفي القوش في جمعية القوش الثقافية الفنية الاجتماعية وبالضبط بتاريخ 14 ايلول 2007 وقد صرح في هذا الاجتماع بما يلي وكما نقله مراسل عنكاوا كوم السيد ريان نكارا ((  فبعد أن رحب بالحضور تطرق في حديثه عن الدستور والمسائل التي لم تحسم بعد، ونوه أيضاً عن ضرورة إقامة إدارة ذاتية للمسيحيين (الكلدان الآشوريين السريان) في سهل نينوى موطن الآباء والأجداد، وشدد قائلاً: "لا نريد حكماً ذاتياً نفصل فيه شعبنا عن عموم الشعب العراقي، ونحيط نفسنا بمنطقة خاصة تفصلنا عن باقي المناطق المجاورة وعن المكونات الأخرى للمجتمع العراقي، فنحن شعب واحد ونكن كل الحب والاحترام لكافة أطياف الشعب العراقي، وسنطالب بالإدارة الذاتية ضمن القانون والدستور لننال حقوقنا الإدارية في مناطقنا التاريخية...")) وقبل ايام قليلة نسمع السيد يونادم كنا وهو يقول انهم في الحركة لا يعارضون الحكم الذاتي ولكن ليس الحكم الذاتي الذي يأتي من الخارج.  مرة اخرى يتلاعب السيد كنا بالكلمات، ويود ان يقول كما قال توضيح حركته انه الاب الروحي لكل ما دون في الدستور العراقي لصالح الكلدان والاشوريين، وبالطبع ان لجنة صياغة الدستور خجلت من ذكر الكلدان والاشوريين فاضافت اليهم الاخوة التركمان والارمن، وبحق يمكن ان يقول وان يفتخر بانه سبب حقوق ما اصطلحنا على تسميتهم بالاقليات. فتوضيح الحركة والذي تقول فيه انها لا تعارض الحكم الذاتي والذي تنسب كل الانجازات الى سكرتيرها المتواجد في لجنة صياغة الدستور، تناسي تقسيم شعبنا الى شعبين وتناسى عدم ذكر شعبنا ودوره في ديباجة الدستور، لا بل انه تناسى ان سبب تقسيم شعبنا كان العرائض التي رفعها مؤيدي والسائرون على هدى واوامر الحركة، استنهض همم معاديها الى القيام بحملة معادية تطلب فصل شعبنا وتدعي بانه لا علاقة بينهما، هذه الحملات التي رافقتها فضائح ادراج الاسماء دون معرفة اصحابها وخلق اسماء وهمية لمؤسسات قومية كلدو اشورية او كلدانية. كما ان توضيح الحركة الخاص بالرد على مجموعة من تنظيمات شعبنا والاخوة الازيدية بما قام به قائم مقام تلكيف وعضو قيادة الحركة وممول الحركة الجديد كما يشاع ويقال من بيع اراضي تلكيف، والذي تبرئه و تقول فيه انها لم تعارض الحكم الذاتي ممهدة الطريق لجولة السيد يونادم كنا، ولتصريحه الخطير بانه لا يعارض الحكم الذاتي الذي لا ياتي من الخارج بالاشارة الى دعم غالبية ابناء شعبنا في الخارج لمشروع الحكم الذاتي بالتوازي مع الدعم الموجود في الداخل، ولم يقل ولكنه كيف يرضى بالصوت الانتخابي الذي يأتيه من الخارج؟، ام انها العادة ما يفيدني ويدعمني فاهلا به، اما ما يقف في طريق ادعائي بقيادة الامة فمرفوض ومن اي جهة اتى حتى لو كان كله ايجابيات لهذه الامة. وهذا التوضيخ الذي ينسب كل الانجازات للسيد كنا، لم يذكر لنا لماذا لم تنشر الحركة كل هذا منذ زمن مناقشة الدستور، ولماذا لم تفعل كما فعلت بقية التنظيمات السياسية العراقية ونشرت فيه رؤيتها ومقترحاتها لهذا الدستور، ام ان الامر صار بعيدا بعض الشئ ويمكن نسبة مايراد لهم معتمدين على ذاكرة شعبنا التي يعتبروها سريعة النسيان.
السيد كنا الذي قال ان مطلب الحكم الذاتي هو مطلب عنصري يعزلنا عن الشعب العراقي، والذي يعود اليوم ليقول انه لا يعارضه ان لم يكن من الخارج، لم يوضح هذا الخارج لنا، فهل يعني كما فهمناها الدعم من ابناء شعبنا في المهجر، ام انه ينوه الى ما يتسرب من الدعم الدولي لهذا المطلب العادل والمتوافق مع القوانين الدولية والوطنية، ليس لشعبنا فقط ولكن لكل الاقليات في المنطقة لانه مسار التاريخ، لا بل ان طرح المطلب ولاول مرة في تجمع كبير لعشائر نينوى، ضم العرب والكورد والشبك والازيدية والكاكائية اضافة الى ابناء شعبنا ويقبل بتفهم كبير، لادراك الناس ان هذا المطلب لا يعني اسيجة وحدود، بل نوافذ مفتوحة لتجربة غنية، تجربة قانونية اجتماعية ثقافية منفتحة ومفتوحة، لكي يغنى العراق بالوانه حقيقة وفعلا وليس شعاراتيا فقط. فاذا كان يعني الاول فقد رددنا عليه اذا لماذا يقبل بالتصويت المهجري، ولكن ان كان يقصد الثاني، فقد صار من الممارسات السياسية المقبولة حشد الدعم الوطني والاقليمي والدولي لاي مطلب، وبالاخص اذا كان المطلب مترافقا باطر قانونية وسلمية ودعوية وبالاخص ان مسألة سيادة الدولة التي ظلت بعض الاطراف تعتبرها امر مقدسا لا مساس به والا الويل والثبور، صارت اليوم وفي الممارسات السياسية القائمة بعد انتهاء الحرب الباردة من الماضي، فتدخل الدول في امور تتعلق بمصير اناس وشعب لم يعد تدخلا في الشأن الداخلي، بل تدخل انساني، والمفيد التذكير ان اصدقاء البعض من (تلغى) كهيئة علماء المسلمين دعت الجميع للتدخل في العراق لدعم تصورها للعراق وقد وفى البعض وارسل لنا الانتحاريين والمفخخين . ولكن هذه الكلمة اي الحكم الذاتي التي تاتينا من الخارج تعني لنا شيئا واحدا فقط، الا وهي ان السيد كنا ادرك اخيرا انه خسران بلا شك بشعاره القديم والمتحقق، وقد كان لقاء اعوان بغديدا بحركته والطلب الذي قدموه لحركته وبشكل مباشر وبلا مواربة، الا وهو ان عليكم الالتقاء باخوتكم ومساندتهم في الطلب المشروع اي الحكم الذاتي لشعبنا، كان هذا اخرهزة تعرض لها السيد كنا،او القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقول المثل المشهور، فابعد ما كان يتصوره ان ياتيه هذا الامر من بغديدا بالذات.
كان لقاء مفوضية الامم المتحدة ووفد السفارة الامريكية بممثلين من ابناء شعبنا قبل ايام ضربة اخرى لادعاءات السيد كنا وحركته وعضو قيادته السيد باسم بلو، وكانت ضربة لكل الكتاب الذين سارعوا الى الضرب تحت الحزام مرة اخرى متهمين الاخرين بالكذب وداعمين السيد بلو في موقف حزبي سريع لم تجف حبر المقالات الا والتكذيب يأتهم عملا وفعلا وليس ادعاءا، فهل سنرى ولو اعتذار واحد عن هذا التسارع ام سيمر الامر كما مر التسارع في نسبة تفجيرات تلسقف وغيرها بسبب المطالبة بالحكم الذاتي، ولم يتراجع اصحاب هذه المقالات عن حزبيتهم المقيتة ولن يتراجعوا لانهم ذهبوا بعيدا في تصديق كل الاكاذيب التي قيلت لهم، ولم يتركوا خطوة للتراجع، وبهذا وبدلا من ان يخدموا امتهم صاروا خداما لتنظيم فقذ بوصلته السياسية منذ زمن بعيد. وفي نفس الندوة المذكورة اعلاه اي التي عقدت في ايلول 2007 اشار السيد كنا الى نوايا الحركة لدعوة كل او جميع فصائلنا (الكلدانية الاشورية السريانية نقلا عن الخبر) لمناقشة مصير المرحلة القادمة ومحاولة ايجاد السبل الكفيلة بتوحيد خطابنا السياسي ودعم المطالب القومية والدينية لشعبنا، وخلال المدة التي تلت هذه الندوة لم نجد الا تباعد الحركة عن كل فصائلنا السياسية بل حتى الاجتماع الذي ظلوا يتشدقون به مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني، ويمنحوه صفة تحالف ثنائي، قام حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني بصب الماء البارد على رؤوسهم بتكذيب مضمون ما ينقلوه، وصمت اعضاء الحركة ولم يردوا، كما ان خطاب الحركة السياسي كان خلال هذه الفترة ابعد عن الخطاب الموحد، ان لم نقل كان خطابا للصيد في الماء العكر وعملا لتحقيق مؤامرات ليلية وسرية نبهنا لها مرارا ، والاستيلاء على حقوق شعب وحجزها لصالح تنظيمهم.
ان ارادت الحركة حقا الجلوس مع فصائلنا السياسية فالعناوين معروفة، ولم تعد حجة لعدم الالتقاء كما قالها قائم مقامهم في تلكيف، ترديدا لما قاله لنا مرة السيد اندريوس خوشابا عضو برلمان اقليم كردستان عن التحالف الكوردستاني ممثلا عن الحركة في هذا التحالف، من انه لا يعرف عنوان نخبة من المثقفين الاشوريين في دهوك لكي يلتقي بهم، وكاننا لسنا ابناء العراق، نعرف وزارة الدفاع من معرفتنا للبن اربيل المقام قبالها. ان ادعاءات السيد قائم مقام تلكيف موجه للخارج حيث العناوين البريدية وحيث الناس لاتعرف بعضها البعض، الا من خلال هذه العناوين وليس من خلال المعرفة الشخصية. وتلكيف معروفة للجميع لا بل ان مقر فرع نينوى للحزب الوطني الاشوري موجود في تلكيف، ولا اعتقد ان القائم مقام يجهله.
ان تكابر الحركة ومحاولتها العمل بكل الطرق على ضرب تنظيمات شعبنا لكي تستحوذ على قرار الشعب، كلف شعبنا كثيرا، ويجب ان تدرك انها باثارتها الامور والاثارة الاعلامية لن تجعل منها طرف مقابل كل الاطراف الاخرى، وان ارادت العودة الى الصف القومي فما عليها الا الاعتراف بانها طرف واحد من عدة اطراف، اي ان موقعها ومكانتها التي كانت كل الاحزب تقرها بها احتراما لكونها التنظيم الاول المشارك في العملية السياسية، هذه المكانة فقدتها تدريجيا منذ تنصلها من مقررات لندن واستيلاءها على مقررات مؤتمر بغداد وتحزيبها لها. اليوم على الحركة ان تتعامل بموضوعية وادراك للواقع القائم حاليا ان ارادت ان تكون فعلا ايجابيا في العمل القومي، فمكانها هو ان تكون ساعدا من السواعد، بمعية كل تنظيمات ومؤسسات شعبنا.



bebedematy@web.de

350
نحو اقامة مركز الدراسات الاستراتيجية



تيري بطرس

في القديم كان الملك هو الذي يقرر، وما يقرره يعتبر امرا ملزما للجميع، لان مكانة الملك كانت تأتي من السلالة المقدسة التي يمثلها، او بالاحرى انه كان يعتبر سليل الالهة، او من الدماء الزرقاء حسب ما اشيع في القرون الوسطى، وكان الالتزام بقرار الملك يعتبر واجبا ايضا لانه وبحسب المعتقدات يمتلك حكمة لا يجاريه فيها احد، هكذا مورست السياسية في زمن ما، وفي الشرق استمرت هذه الممارسة وان لم يعد لدينا ملوك، ليس لان من يقرر يمتلك صفات الملك السابقة، بل لانه يحصر  كل القوى في يده، وبالتالي على الجميع اطاعته واطاعة القرار الذي يتخذه والا الويل له. تطور النظام السياسي، فمنذ زمن المائدة المستديرة، صار الملك ملزما باستشارة النبلاء ولو اسميا، ولكن بعد القرن السابع عشر تطور هذه النزام ليظم مجلسا للنبلاء ومن ثم مجلسا للعموم، سميا فيما بعد مجلس الشيوخ والبرلمان، وهم من يوافقون على الخطط والقوانين وغيرها ويمنحوها الشرعية للتنفيذ، ولكن الامم المتقدمة لم تكتفي بالاستشارات واخذ راي ممثلي الامة وهم اعضاء البرلمان، والاطلاع على نبض الشارع من خلال الصحف، بل لجأت هذه الامم الى ابقاء الادارة والاشخاص المختصين، اي ذوي الاختصاصات الاكاديمية والذين لا يتسلمون مناصبهم بالتصويت الشعبي، ثابتين في مواقعهم لا يتغييرون بتغيير الادارة السياسية، لان هؤلاء الاشخاص وهم في الغالب من المستقلين او لا يدخلون المنافسات السياسية، لديهم المام وادراك واسع بتفاصيل القضايا التي تحت ايديهم. ولم تكتفي هذه الدول بالحفاظ وصون الكوادر الوضيفية او البيروقراطية او كما يشاع في الولايات المتحدة الامريكية من ذوات الياقات البيض، بل لجاوا الى تأسيس مراكز بحثية تسمى مراكز الدراسات الاستراتيجية او حسب التسمية القومية، وضفت فيها خيرة العقول، لكي تبحث احتمالات المستقبل، ولكي تضع الخطط المستقبلية وتحدد القرارات الواجل اتخاذها و مسبباتها. 
 في عام 1990 وبعد انقطاع عن الاتصال بالاخوة في الحزب الوطني الاشوري ، بسبب خروجي من الوطن بعد فرض سيطرة النظام الصدامي على كل المناطق المحررة، تمكنت من الاتصال باحد الاحوة من القياديين وهو كان يمثل قيادة الحزب في هذا الاتصال، وقد كلفتني على العمل  للقيام بتأسيس حزب سياسي يضم كل اعضاء الحزب في المهجر، وليرتبط بالحزب حالما تحين الظروف، وقد قال بانني يجب ان لا اعلن عن هذا الارتباط الا لاعضاء الحزب في المهجر حاليا ولكن للاعضاء الجدد يبقى الامر مخفيا للدواعي الامنية، وكان الامر مفهوما بالنسبة لي، ولذا فقد شمرت ساعدي للعمل، وقد تمكنت من انجاز مسودة لنظام مفترض للحزب والذ حسب ما اتذكر سميته حزب العمل الاشوري، ولكن المهم في هذا النظام انني اقترحت ادخال مادة فيه تقول بظرورة العمل من اجل تأسيس مركز الدراسات الاشورية او الاستراتيجية، لكي يقدم الدراسات والمشورة للعمل المستقبلي. الفكرة، اي فكرة تأسيس حزب مهجري لم يتقبلها اغلب اعضاء المهجر حينذاك، وخصوصا ان الامر طال بعض الشئ، حيث حدثت متغييرات عديدة جعلتنا نستغني عن الفكرة، والمتغييرات كانت غزو الكويت واندحار النظام واقامة المنطقة الامنة وبروز الحركة الديمقراطية الاشورية التي فظلنا حينها عدم الدخول في المنافسة معها بل الاكتفاء بمساندتها، ويمكنكم الرجوع الى رسالة الحزب المرسلة لقيادة الحركة في ايار من عام 1991.
ظلت فكرة اقامة مركز الدراسات الاستراتيجية لشعبنا وضرورتها تراودني بين الحين والاخر ، الا ان مثل هذا المشروع يتطلب جهدا ويتطلب مصاريف لا قدرة لي بها، ويجب على من يقوم بها ان يكون مؤسسة قادرة على تخصيص ميزانية لهذا الامر، ولذا فقد سعدت جدا عندما كانت الفكرة، فقرة من فقرات البيان الموقع بين كل من المنظمة الاثورية الديمقراطية والحركة الديمقراطية الاشورية  في بداية التسعينيات من القرن الماضي والذي سمى ميثاق العمل القومي على ما اعتقد، ولكن الظاهر ان الفقرة ظلت حبرا على الورق كل هذه المدة ولم تجد طريقها للظهور ابدا كما كان مصير  فكرتي الاصلية.
ما دفعني للتذكير بهذا الامر هو شعوري بحاجتنا الماسة كشعب لمثل هذه المؤسسة المهمة والتي يمكنها ان ترفد السياسي من ابناء شعبنا بالدراسات المهمة لكي يتمكن من اتخاذ القرار الصائب والمتوافق مع مصلحة شعبه ودون الخوف من التفسيرات الظالمة من هذا الطرف او ذاك، وذلك ضمن خيارات متعددة، ان الاستثمار في مثل هذه المؤسسات يعتبر استثمارا في المستقبل، صحيح ان نتائجهة لا تهر للعيان وبالاخص لغير المختص، الا ان نتائجه ستكون ذات مردود علي لشعبنا من حيث ادراك مكامن الخطأ والمعرفة المسبقة للتحالفات الواجب عقدها، والاستفادة من انجازات وتجارب الاخرين الجاهزة والمنشورة في الدوريات العالمية، وبهذا نختصر وقتا ثمينا لكسب الخبرة وللقيام بالتجارب لحين الوصول الى الاصح.
سؤال يمكن ان يوجه لاي متابع لشؤون شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، وهو ما هي الخلافات الحقيقية بين مختلف تنظيماتنا السياسية، ستكون الاجابة بالغالبية ان الاسباب هي شخصية محض، وقد تكون في هذه الاجابة مقدرا كبير من الصحة، وخصوصا ان احزابنا وجراء استمرار هضم حقوقنا وعدم تمتعنا بكامل هذه الحقوق لم تتحول الى احزاب مطلبية تمثل شرائح اجتماعية بعينها، مثل الطبقة الوسطى او المحافظين او الليبراليين او غيره، بل لت اغلبها اسيرة الشعارات القومية العامة والغامضة في اكثر الاحيان، لا يعرف مغزاها الا القيادة الرشيدة.
 ولكن اليس من واجبنا اخراج السياسة، والتي هي بالتالي الطريق للوصول الى كامل حقوقنا كشعب وكامة، من الشخصنة والمواقف الشخصية والارتجالية ؟، حتى بتنا نرى ان الاحزاب ليس لها مواقف، او لها مواقف ولكنها بالمحصلة العامة هي ضد شعبها، وخصوصا ضمن دائرة الاستقطاب العاطفي والجهل بمتطلبات العمل السياسي، واستخدام اليات عشائرية في عمل سياسي عصري. اعتقد انه بات من الظروري الخروج بمركز للدراسات الاستراتيجية الى الواقع العملي، فمثل هذا المركز، لن يحل الخلافات السياسية، لان السياسية هي اساسا مقرونة بالخلافات، ولكن هذا المركز سيعقلن مثل هذه الخلافات وسيعمل على وضعها في اطارها الصحيح، سيجعل السياسين باغلبهم مؤيدين لفكرة ما ولكن قد يختلفون في التفاصيل، وهنا تلعب السياسية دورها في المساومة والاخذ والرد، وليس كما في الحال الحالي عندما يطرح الخلاف في الاساسيات من حقوقنا، كمثال الحكم الذاتي الذي باتت الحركة الديمقراطية الاشورية احدى ابرز منظري رفضه ودون ان تقدم بديل عملي وواقعي لهذا الرفض، لا بل ان هذا الرفض يكاد ان يكون هدية الى الفكر الرجعي والمتمسكين بعراق حسب نموذج صدام وزمرة القوميين العرب في الثلاثينيات من القرن الماضي. 
قد لا يجد البعض لمثل هذا المركز من موقع او من دراسة ما، فالاعتقاد الحاسم ان الكل يعرف كل شئ، ولكن لو دخلنا في تفاصيل الامور، وتخلصنا من مرحلة الشعارات سنجد ان الغالبية لا تدرك حقا ما تريد وما تعرف، واذا كانت هذه هي حالة الغالبية العامة، لكن يجب ان لا تكون هذه حالة النخب السياسية العاملة على الساحة القومية لشعبنا.  لانها يجب ان تدرك حقا اين المسير، وهذه النخب يجب ان تدرك ليس الخطوة التالية فقط، بل الخطوات التي تليها وتحاول ان تدرس ردود الفعل لكل خطوة من كل الاتجهات المؤيدة او المعارضة.
مركز الدراسات الاسترتيجية هو العقل المركزي المفكر وهو العقل الذي يحفظ كل المعلومات التي يحتاجها السياسي اوالتنفيذي من ابناء شعبنا، يمكن لمثل هذا المركز ان يبتداء بشكل تطوعي، كان يتم الطلب من محموعة من المختصين او المثقفين او السياسين المشاركة في اعداد بحوث ابتدائية يمكن ان تحفظ في ارشيف المركز او ترسل الى مقره وتكون هناك مجموعة يمكن ان تحفظها او تعيد دراستها او تحدد مجالات الاستفادة منها. يمكن لهذا المركز ان يقدم ترجمات لبحوث تنشر في الدوريات الاختصاصية الاجنبية سواء منها الاجتماعية اعني الدراسات الاجتماعية او السياسية، او المجلات التي تعبر عن راي مراكز القرار، او يلفت نظر السياسين الى مواضيع او دراسات يجب ان يطلع عليها لانها تخدمه في مجال عمله، هنالك العشرات من المهام ممكن ان تناط بهذا المركز او يمكن ان يكلفها المركز لمختصين لانجازها باسمه، ولكن المستفيد الفعلي سيكون السياسي من شعبنا الذي سيكون متسلحا بالمعولمة المدعومة بحقائق، وكذلك شعبنا الذي سيتمكن سياسيه من الدفاع عنه وعن حقوقه بقوة واقتدار. وليس كما فعل احد التنظيمات شعبنا عندما نسب كل الانجاز في الدستور العراقي التي دونت لصالح الاقليات اولصالح شعبنا الى قائده، في الوقت الذي لم نرى او نسمع من هذا التنظيم وقائده اي ورقة سياسية مقدمة اواي دراسة دستورية منشورة، وعل كل حال فاذا كانت الانجازت يراد ان يتم نسبتها الى هذا القائد فبالتأكيد ان الغبن الذي لحقنا ايضا سينسب اليه وخصوصا تقسيمنا الى شعبين.
في المحصلة العامة يجب ان ندرك ان لدى كل سياسي من ابناء شعبنا ميزة ايجابية يمكن ان تستغل لصالح هذا الشعب، وهذه الميزة هي الاقرار بالانتماء، ولنترك النيات جانبا، فانه من الفائدة ومن الضرور اطلاع السياسي  او التنفيذي على دراسات وتوصيات مركز الدراسات الاستراتيجية، فانها على الاقل ستكون ذو فائدة في رفده بمعلومات ضرورية قد تدفع هذا السياسي للخروج من التقوقع الحزبي الى رحاب العمل القومي العام.وهنا يجب ان نؤكد ان المركز في حال قيامه يجب ان يرفد جميع السياسيين بهذه الدراسات ودون النظر الى الانتماء السياسي او الموقف، لانها حتما ستخدم اكثر مما لو حجبت عن البعض. 


bebedematy@web.de

351
ردود وتعقيبات على بعض الاخوة ممن كتبوا او ممن انتقدوا

تيري بطرس

جراء الانتقال وتغيير المنزل في الشهر الماضي، وجراء تغيير مزويدي بخدمة الهاتف والانترنيت، صرت في اغلب الشهور الاخيرة ولا زلت مقطوعا عن العالم الخارجي  الا بواسطة التلفزيون او بالذهاب الى الانترنيت كافيه، ولذا فلم اقم   بالرد على بعض السادة مما راسلوني في الاونة الاخير، اما لعدم ظهور ما كتبوه بالعربية او لكتابتهم بلغة انكليزية والتي لا اجيدها بشكل جيد يوفي بمتطلبات القراءة والفهم التام لكل ما كتب، وانني اتعهد بالرد على الجميع حالما اتمتع بخدمة الانترنيت ان شاء الله.


المسيحييون والحكم الذاتي

هناك خلط مقصود من البعض وغير مقصود من البعض الاخر في تسمية الحكم الذاتي باسم المسيحيين، فالصحيح ان الحكم الذاتي هو لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ذو الغالبية العظمى من المسيحيين، وتمتعه بهذا الحكم الذاتي لا يلغي مسيحيته بالطبع، وبالطبع ان الحكم الذاتي سيشمل كل المكونات التي تعيش في نفس البقعة الجغرافية، الا ان البعض يرى اسمنا طويلا ويختصره بمطالبة المسيحيين للحكم الذاتي، فالمسيحي كرجل مؤمن يمكن ان يمارس مسيحيته في كل مكان حتى لو كانت بشكل سري. ولكن الحكم الذاتي هوباختصار منظومة ادارية قانوينة سياسية   لشعب او امة او قومية لهم مميزاتهم الخاصة من لغة وتراث وعادات وتقاليد وتطلعات مشتركة ومصالح مشتركة بجسب الرفيق ستالين، وغايته اي الحكم الذاتي هو حماية اوجود هذا الشعب بكل مميزاته مع امكانية تطوير هذه المميزات، وفي اجابة البعض على سؤال عن رايهم بمطالبة المسيحيين بالحكم الذاتي، هم يدركون ان قصد السائل هو الشعب الكلداني السرياني الاشوري، ولكنهم يجيبون على السائل باعتبار هذه الشعب مسيحيا فقط، فالذي يتصدي للاجابة هو من ابناء شعبنا ويدرك ويعي الارهاصات الجارية في شعبنا، ويعي ويدرك الطروحات التي تخرج وخرجت وخصوصا الطروحات السياسية، والتي هي مجال ممارسة الشعب لتطلعاته اي ان السياسية هنا هي اللعبة التي يمكن لشعبنا بواسطتها تحقيق تطلعاته، ولكن لماذا يجيبون السائل عن المسيحيين وليس عن الحقيقة الواقعة وهي ان شعبنا كشعب يطالب بهذا الحكم الذاتي وليس كدين، وهو في حاله هذا يطالب بما يطالب الاخرين مثل العرب والكورد والتركمان؟
الجواب هو الحنين وهو احد الاجوبة، الحنين لتعود الكنيسة وقيادتها هي الممثل لهذا الشعب، اي العودة بشعبنا الى ايام الملل (ملت التركية) حينما كان البطريرك هو الممثل عن طائفته والتي سميت ملت او الملة او ايام الملكية حينما كان البطريرك هو ممثل المسيحيين في مجلس الاعيان، ان هذا البعض عندما يتحجج بان المسيحيين ليسوا بحاجة للحكم الذاتي، هو يتحجج سياسيا برغم من كونه رجل دين، اي يريد ان يعطي مبرر سياسي لرفضه في الوقت الذي يقول انه لا يتعاطى السياسية ويبرئ نفسه من تهمة نكران حق الشعب بهذا الحكم، فالكل يدرك ان الحكم الذاتي هو لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري. واذ كان من يريد التصدي للاجابة من رجال الدين، ويريد ابعاد الدين عن هذا الامر، يمكنه ذلك بكل سهولة، فقط اجابة مقتضبة وشافية وهي ((انني كرجل الدين لا اتدخل في مثل هذه الامور، والمطالبين بالحكم الذاتي لايطلبونه تحت عنوان مسيحيتهم، والمسيحية كدين ليست بحاجة للحكم الذاتي))، هنا سيخرج رجل الدين بريئا من تهمة ممارسة السياسة باسم الدين ورفض حق مشروع لشعبه لكي يحقق مصالح بعض رجال الكنيسته فقط. علمان ان الامور لن تسير كما كانت ابان العهد الملكي الذي يحن اليه هذا البعض، والدلائل هي على الارض وليست بعيدة عن العيون وعن الوعي.
اما تحجج رجال الدين اوبعضهم بالهوية العراقية، وان العراق هو كله بلدنا فرغم ايماننا الشديد ببلدنا العراق وبوحدته الا ان ما نطالب به لا يتعارض مع وحدة البلد ،ولكن التحجج بهوية عراقية  فاعتقد انه امر مرفوض رفضا قاطعا، فخلال ما يقارب القرن من تاريخ العراق الحديث لم يتمكن من خلق هوية وطنية، وذلك بسبب استحواذ طائفة دينية بصبغة قومية على مقاليد الحكم وحرمان الاخرين منها، بل وصل الامر الى الغاء وجودها ماضيا وحاضرا،   وكان من نتيجة  عدم وجود هذه الهوية هو الحروب الاهلية المستمرة واللجوء الى الحروب الخارجية للهرب من مواجهة الاستحقاقات الداخلية. ولكي نصنع الهوية العراقية الوطنية فيجب ان يتمتع الشعب بحرياته ومكوناته بالمساواة والحكم الذاتي يدخل في هذا الاطار. فهل باعتقاد هذا البعض ان حرق قرانا وتعرضنا للمذابح وهجرة اكثر من نصف عددنا وتشويه هويتنا القومية والاستيلاء على اراضنا كانت ممارسات تصب في خانة بناء الهوية الوطنية العراقية الموحدة؟ واذا كانت هذه الهوية الوطنية لا تتحقق الا بنكرانا للذات وبنكرانا لمصالحنا القومية وبالغاء مشاركتنا المميزة في البناء الوطني، فلماذا لا يطالب العرب بنكران ذاتهم من اجل هذه الهوية القومية، ولماذا يجب ان تصب هويتنا القومية في صالح العروبة والتعريب؟ واذا كان هذا البعض لا يزال يحن الى تلك الايام الخوالي عندما كانت السلطة تصول وتجول وتقتل وتشرد وتدمر وتحرق ولا من يتكلم فذاك الزمان قد ولى الى غير رجعة، صحيح ان العراق في المرحلة الانتقالية وهذه المرحلة تتطلب وقتا، لان التغيير لم يطل النظام فقط، بل طال البنية الهيكلية للدولة العراقية، ونحن جزء من هذا التغيير، ونطالب بما لنا وليس سرقة او منة من احد. ولكن مرحلة الاستقرار اتية وبشائرها بدأت تلوح ولنصنع مستقبلا من الان لذاك اليوم.  اذا ايها الاباء الكهنة والاساقفة والمطارنة والبطاركة الا تعتقدون ان من حق الشعب ان يطالب بحقه المسروق منه منذ زمن، ام ان هناك حسابات اخرى لا نعرف نحن، فانيرونا بالله عليكم، لكي نرى دربنا! وان كان البعض يطالبنا بان لا ننتقد رجال ديننا لما يتفوهون به وخصوصا في الشأن العام فمن ننتقد اذا هل يبقى النقد دائرا بيننا نحن الذين لا نحل ولا نربط. كل من يتعاطي الشأن العام وهذا الشأن يخص الجميع ويخصني ايضا فهو يجب ان يتقبل النقد، رجل الدين او السياسية او الفكر او الرأي، وبالاخص رجل الدين الذ1ي لم يأتي انتخابا ولم يكلفه احد بهذا الامر بعكس الاخرين المذكورين وهم طبيعة عملهم تدخل مضمار السياسية والراي السياسي.


الاستاذ حبيب تومي والعودة الى البدء

لا غبار على ان الاستاذ حبيب تومي كاتب سياسي ممتاز، ولا غبار على غيرته على امتنا الكلدانية، ولا غبار على نقده للاشوريين او المتأشورين او الاثوريين ممن صنعهم الانكليز (لا ادري قبل ان يصنعهم الانكليز ماذا كانوا؟ هل كانوا ثلة من الرعاع مثلا لا اصل لهم ولا فصل؟) كل هذا لا غبار عليه، ولكن ان يقول الاستاذ حبيب تومي انه بحاجة الى المترجم لكي يفهم اللغة الاثورية (يقصد السورث بلهجة الطورا واورمي) فانه لمن دواعي الغضب وهو من اعمال صنع الضغينة والكره والحقد بين ابناء امتنا الكلدانية الواحدة، باشوريها وكلدانييها وسريانييها، نعم فانا منذ الصغر كنت افهم اللغة التي يقول عنها الاستاذ حبيب تومي الاثورية، ولم اكن بحاجة الى مترجم سواء تكلم بها بلهجة القوش او بلهجة شقلاوة او بلهجة عنكاوا او بلهجة تياري او بلهجة اورمي، وانا اليوم افهم حوالي تسعون بالمائة من اللهجة الغربية او الطوريو ودون مترجم، اما ان الاستاذ حبيب تومي كان طول عمره منعزلا عن الاختلاط بابناء جلدته من الكلدان السريان الاشوريين او انه كان يتكلم بلغة هي غير لغة اهل القوش الجميلة، ولا ادري باي لغة كان يتكلم مع اعضاء جمعية اشوربانيبال الكلدانية هل كان يتكلم بالسنسكريتية مثلا؟
  من الغريب على الاستاذ حبيب تومي ان يكتب مكونات شعبنا هكذا الكلدان والسريان والارمن والاثوريين، او الكلدان والاثوريين والارمن والسريان، اي يحشر الاخوة الاعزاء الارمن بين مكونات شعبنا الواحد،  نحن نحب الارمن ونكن لهم ولتاريخهم كل التقدير، فهم يشتركون معنا بالوطن وبالدين وبالانسانية ولقد تم ذبحنا سوية اعوام 1915 -1917 ولكن ابناء امتنا الكلدانية من الاشوريين والكلدان والسريان او من السريان الاشوريين الكلدان هم من مجموعة سميت بالسامية رغم عدم اتفاقي مع هذه التسمية، والاخوة الارمن يعودون الى المجموعة الهندواوربية، كما ان لغة المجموعة الاولى واحدة وتاريخهم واحد وحتى كنيستهم وطقسها واحد فكيف تريد ان تجعل هذه المجموعة مع الاخوة الارمن شعبا واحدا، وهل تقصد الشعب المسيحي؟ اي انه بعد كل هذه التضحيات والنقاشات والحوارات نعود الى الشعب المسيحي؟ ام ان  اليوم كل شئ جائز، اليس غريبا هذا الامر؟ فاذا شعبنا المسيحي يمكن ان يضم الاخوة الاشقاء الانكليز والالمان والفرنسيين والنرويجيين والاخوة الصنينين بالايمان وهلم جر، وهنا علينا ان نعترض عندما ينعتوننا بالاقلية، اليس في هذا غبنا للحقيقة وليس لنا فنحن نعلم اننا كشعب مسيحي نتجاوز المليارات الثلاثة والله يزيد.


السيد كنا والنقد

في انتقادي لمواقف السيد يونادم كنا، غالبا لا اتجاوز المتعارف عليه في النقد مع الاحترام للشخص، فانا حسب علمي لم اتهمة شخصيا باي نقيصة، وغالبا افند مواقفه واحلل مراميه وحسب وعي وادراكي والمعلومات التي امتلكها، قد تكون هنالك حالات معينة ولكنها قليلة او نادرة وهي اتت بعد مواقف لا يمكن السكوت عنها مثل نكرانه استهداف المسيحيين وخلال مرحلة الصراع التسموي الذي قدمنا خلاله ضريبة قاسية وكان احد اسبابها مواقف السيد كنا وتنظيمه الغير المتعاون والمصر على تسمية معينة بعينها، والا، وكانت نتيجتها تقسيم شعبنا في الدستور، طبعا انني لا انتقم من السيد كنا لمواقفه العدائية تجاه حزبنا او شخصياتنا الدينية والقومية، كان يمكن ان يكون غير متعاون ودون الاتهامات التي روجها هو وحزبه ولم يسلم منها بطريركا ومطارنا واسقفا و رجال سياسة من ابناء شعبنا، فكلهم باعوا انفسهم وبحسب حزب السيد كنا وتنظيمه للكورد، او جلهم كانوا خونة وعملاء، فهل في هذه الاوصاف احترام لشخصياتنا القومية ام ان انصار الحركة يعتبرون السيد كنا فقط هو الشخصية القومية؟ انني في مجال النقد لا اعتقد انه هناك مستثني بما فيه حزبنا وقيادته، فهل سنستثني السيد كنا، بل نؤكد ان ادعاءات السيد كنا يتطلب تحميله مسؤولية اكبر من النقد. ونعود ونكرر ان احترام شخصياتنا القومية والدينية والاجتماعية والثقافية والفكرية والسياسية لا يعني انهم غير خاضعين للنقد، ولكن النقد يحتلف عن تلفيق الاتهامات والتخوين وبيع الذات وغيرها من مفردات الخطاب السياسي لتنظيم السيد كنا، وهنا نقول ان البادئ اظلم.
 
تعيير السيد بلوا باجمل ما فيه!

اطلعت على مقالة في موقع زهريرا ينتقدني فيها الكاتب ويتهمني بانني عيرت السيد ياقو بلو ببطناويته اي لكونه من قرية بطانايي، ولا ادري كيف يتم تعيير شخص باجمل ما فيه؟ انني لم اذكر عن بطناوية السيد بلو الا ما كتبه بنفسه من ذكر اسمه الثلاثي مقرونا بالانتماء لبطنايي التي افتخر بها قرية من قرى شعبنا، لا بل انني نقلت نصه من احد مقالاته، واعتقد ان الوصف الذي يطلقه كاتب ما على نفسه ويعيده شخص اخر وحتى ان كان مضمون المقالة الثانية نقدا لما كتبه هذه الشخص، لا يعتبر تعييرا له بانتماءه القروي، ولعلم الكاتب والسيد بلو انني انتمي الى قرية بيباد، فهل اذا كتبت تيري كنو بطرس البيبادي وعاد شخص ما وكررها بنفس ما كتبت يعتبر تعييرا لي، انني افتخر بقريتي وبكل قرى شعبنا لانها موطننا الاصلية . فتكرار مثل هذه الادعاءات من قبل هذا الكاتب او من قبل السيد بلو لا يعتبر تهمة بل يعتبر محاولة لتشويه سمعة عن قصد وتعمد مسبقان، وغاية سيئة المقاصد وليست نقدا لما كتبته منتقدا السيد بلو.

عن الراهبة والصورة والتشكيك

حاول البعض التشكيك في روايتي عن الراهبة التي كانت تعلق صورة صدام على الجابن الايسر من صدرها، بالطبع يمكن لبعض الاشخاص ان يشككوا في ذلك ولكنني لم ااتي بها من خيالي بل اؤكد ان ذلك مشاهدة بام عيني، والشاهد الاخر الذي ذكرته لا يزال موجودا، ولا اعتقد انني والشخص الذي كان برفقتي هما الوحيدين الذين شاهدا الراهبة ولا اعتقد ان هذه الراهبة وضعت هذه الصورة ليوم واحد فقط لكي تقف في دربي وتغيضني بها، بل اعتقد انها وضعت الصورة اما اقتناعا بها او تزلفا وهذا يعني انها قد وضعت الصورة لمدة طويلة نسبيا على الاقل، وكلا الحالتين مرفوضتان لمن كان يلبس تلك الملابس، كما ان ادعاء البعض بان الخوف كان مبررا لهذا التصرف، فاعتقد ان اغلبنا عاش هذه المرحلة ولم يعلق صورة صدام، واعرف الكثيرين ممن لم يعلق صورة هذا المجرم في بيته ايضا في الوقت الذي كان مثل هذا التصرف مثار تساؤل.

التكلم بالعربية  كلغة الام      

انه لمن دواعي الفخر والاعتزاز ان يتعلم المرء لغات عديدة، وانه من دواعي الفخر ان يكون رجل الدين ملما بعدة لغات، ولكن من الصعب هظم رجل دين هو اما كلداني او سرياني او اشوري او كلهما معا وهو يكلم ابناء شعبه بلغة غريبة، لا بل ان يقوم البعض بتعليم هذه اللغة بدلا من لغة الام التي لهم الحق في تعليمها وناضل شعبنا وقدم تضحيات كثيرة لاجل هذا الحق، لا يل وحسب ما علمته من مدير تربية محافظة دهوك وهو بالمناسبة من اخوتنا الارمن، انه صارح رجال ديننا بهذا الامر وطلب منهم تعليم ابناءهم بلغتهم مرارا وتكرارا، وللعلم ان كل الدراسات تؤكد ان تعليم الانسان بلغة الام يكون اسهل بل هو ضروري لتعلم لغات اخرى، واعتقد ان السويد تستند الى هذه النظرية في تدريس اللغات الام لابناءها المهاجرين، ولكن حسب ما ارى ان البعض صار يعتبر العربية هي لغة الام له ويريد ان يفرضها على ابناء شعبنا. والاما معنى انه كلما تكلمنا عن تدريس لغة الام ينبري البعض لفرض تدريس السورث الادبية اي اللغة الغير المحكية، وعند الموافقة على طلبه يلجاء الى تأليف كتب تدريس الدين المسيحي بالعربية.
 وباعتقادي ان هذا الامر يجب ان لا نتساهل فيه ابدا، لان لغتنا هي جزء اساسي من هويتنا القومية، وهي مجال فخرنا واعتزازنا وبها اوبالقديمة منها كتب تراثنا، وعلينا الاهتمام بها وعلى رجال الدين تنفيذ ما تحقق لنا من حقوق وهو تعليم والتدريس بلغتنا الام، وعجبا لهؤلاء  يعللمون ابناءهم كل اللغات من العربية والكوردية والانكليزية ولكنهم يتعنتون عندما يتعلق الامر بلغتنا الام.
وقد يقول قائل ولكن باي لغة وباي لهجة نعلم، بالمختصر المفيد اعتقد ان تشذيب لغتنا المحكية من المفردات الغريبة هو اساس سليم لتعليم لغتنا الام ولا باس بعد ذلك عندما يتقدم التلميذ في مراحل الدراسة اي بعد مرحلة المتوسطة من تعليمهم اللغة الادبية والخط الغربي بعد ان يكونا قد تعلموا المحكية والخطين الشرقي والاسطرنجيلي في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، فاللغة المحكية وكتابة املائها موحدا وهو امر سيتحقق لانه هذا الاملاء هو واحدا اصلا، فلنعلم الاطفال هذه اللغة وليلفظ بعض الاحرف حسب اللهجة كان يلفظ حاء خاء او خاء حاء المهم ان كلمة مثل ܚܘܒܐ تكتب هكذا مهما كان لفظنا لحرف ܚ


bebedematy@web.de

352
الجائزة وحاملها


تيري بطرس
الرب يوجهنا في مسارات خيرة دائما، لانه الخير والحب، ولكن الانسان ككائن مخير يختار المسار الذي يريده ويراه مناسبا، او انه ليس بمقدور كل الناس استكشاف ارادة الرب الخيرة في امر ما، الا من امن وضحى وكافح. وبرغم ان الرب كان قد صرح ليونان النبي بضرورة الذهاب الى نينوى والتبشير والدعوة فيها الى مخافة الرب وترك كل ما يثير غضبه، الا ان يونان اراد التنصل من حمل هذه الرسالة الربانية، ولكن العواصف العاتية في اليم العميق اعادته الى صوابه وادرك ان الرب يريد منه سلوك درب معين وهو يدركه تماما، وقد تكون رسائل الله للانسان باشكال متعددة ولكن على الانسان ان يستكشف ما خلفها ويستفاد منها ويتجه بها الى اهدافها النبيلة التي ترضي الله وتحقق مبتغاه في الحفاظ على الانسان وتطوره فكرا وثقافة وقيما.
الاب والاخ القس عمانوئيل بيتو يوخنا، لم يكن من مؤيدي الهجرة وترك الاوطان، وكثيرا ما عمل وناضل من اجل ترسيخ وجود شعبه في الوطن، لانه امن ان وجود الشعب وتطوره وديمومته لا يكون الا في الوطن الذي احتضن تاريخ وتراث هذا الشعب، ولكن لارادة الرب مسار اخر، فمن لقاءه بالسيدة هايدي التي كانت تقوم باخراج فلم عن مسار التخيلي لكاتب الماني كتب عن الكورد، ومساعدته لها وتعريفه بشعبنا ومعاناته لها، ومن مراجعته لطبيب في فحص عام، نصحه بسرعة اجراء فحوصات اكثر تخصصية والمعالجة الفورية، رسالتان كان يمكن لاي منا ان يلتقطها ولكن، كان يمكن ان يتعالج ويشفي ويعود او يبقى في المهجر كالبقية ولكن بدون فعالية، هنا هو الفرق بين الانسان الذي يسمع دعاء الرب له ليسلك  درب معينة وبين من لا يستكشف ارادة الرب طول حياته مهما كانت الرسائل والاحداث التي يمر بها.
وهكذا وبمساعدة من امراءة المانية غريبة خرج الاب الفاضل عمانوئيل بيتو يوخنا الى المانيا، وليحقق اول اتصاله بالعالم الخارجي بعد عقود من حصار العراق وشعبه داخل سور مرعب ومخيف، لقد حقق الهدف الاول وهو العلاج والحمد لله على السلامة، ولكنه لم يستكين، فاصر بارادة حديدية على نقل معاناة الشعب بكل جوانبها للعالم الخارجي، وبداء بنقل هذه المعاناة الى ابناء شعبه في المهجر، ومن خلال هذا النقل الامين، تضررت مصالح البعض او اعتقدوا ذلك، ولذا فقد خرجت سكاكين الغدر والحقد من غمدها لتحاول الطعن بمصداقية انسان لم يعمل من اجل مصلحة شخصية، بل قال اعتقاداته ونقل مشاهداته وفسر الاحداث كا كانت تجري او كما كان يعلم.
ولكن البعض ممن كان سكرانا بالانتصارات البهلوانية والبطولات المزعومة، ابى ان يفتح عينيه ليرى الحقائق ويعرف كيف يجب ان تبنى الاحلام وتتحول الى الواقع، فالاحلام المباعة اصبحت لدى البعض حقائق لا يمكن التشكيك فيها، وهل نكذب افلام الفديو وهي ترينا القروتاني وهم باسلحتهم. ولذا كان الاب عمانوئيل مبادرا في الاتصال بالمنظمات الدولية لطلب عونها وهكذا وبمساعدة بعض الاصدقاء تمكن من ان يبتدئ المشوار، فبدأ ببعض برامج الاغاثة وتحول الى دعم الطلبة وتخرج من خلاله هذا البرنامج الكثيرين ممن يرفعون راس امتهم عاليا باعمالهم ونجاحاتهم، ولم تتوقف المسيرة فقد ابتدات كابني ( منظمة المساعدات المسيحية ) منظمة صغيرة ولكنها مع الايام تكبر باسمها وانجازاتها والخيوط التي تنسجها لصالح ابناء شعبنا كافراد او كشعب يكسب اصدقاء جدد كل يوم لخدمة قضيته العادلة.
الاب عمانئيل بيتو يوخنا طاقة في العمل والابتكار والانجاز، يتابع الامور بدقة ومن اصغر الامور صعودا الى اكبرها، وهذه الطاقة المشعة لا تعمل لوحدها ولكنها تثير في الاخرين حب العمل والشعور بالواجب، لقد كافح كثيرا لوحده وحتى المساعدات التي قدمت له ماكان يوما يمكن ان تقدم لو لم يكون هو من يثير في مقدميها هذا الشعور العام بالنخوة وبالشعور بالواجب الانساني والقومي.
وبالرغم من الجحود الذي قبلت به اعمال الاب عمانوئيل بيتو يوخنا من قبل البعض، الا ان هذا لم يؤثر فيه، بل استمر في تقديم ما يمكن ان يقدمه، وبلا ضغينة وبلا عنصرية مذهبية او كنسية او تسموية، فهو قدم لكنيسة المشرق الاشورية التي هو احد كهنتها منذ عام 1987، او الكنيسة الكلدانية او كنيسة المشرق القديمة بنفس الايمان وبنفس المحبة قدم ما تمكن من الحصول عليه ليقدمه.
في الغرب يكرم الرجال وهم احياء وغالبا في اتم اقتدارهم، اما لدينا في الشرق فغالبا نحن نعشق الموتى، ولذا فكل افتخارنا ومجدنا هو بهولاء، فهم وحدهم على الحق ولهم فقط الانجاز والبطولة، ولذا فنادرا ما نكرم وندعم الاحياء.
من منظمات غريبة عن شعبنا، ولكنهتا لاحظت ودرست وقدرت فكانت نتيجة دراستها وتقديرها، هو تكريم الاب عمانوئيل بيتو يوخنا وتكريم عمله كل هذه السنوات من اجل شعبه، وتقديرا لهذا الجهد منح هذه الجائزة.
انها جائزو شتيفانوس التي تقدمها الجمعية الدولية لحقوق الانسان، انها جائزة عام 2008 ، لقد اعلن عن تقديمها يوم 19 نيسان 2008، وتم منح الشهادة التقديرية الخاصة بها.
انه لفخر لشعبنا ان يكون احد ابناءه ممن اختيروا ليكرموا، لانهم خدموا شعبهم برغم من كل معاناتهم، انه لشعور جميل وان كنت لا تنتظره، ان يقال لك شكرا لهذا الجهد، انها دعوة الى الاخرين ليقتدوا بهذه القدوة، انها الرسالة تقول لنكون كلنا مثل الشخص المحتفي به، لنكن كلنا بتضحية واقتدار القس عمانوئيل بيتو يوخنا.
والف مبروك للاب والصديق القس عمانوئيل بيتو يوخنا هذا التكريم الذي يستحقه بكل جدارة ، وانه لفخر لنا ان يكون احد المكرمين من ابناء شعبنا، لا بل ان من الاوائل من ابناء هذا الشعب يكرم حسب علمنا بهذه الجائزة، والف مبروك لمنظمة كابني هذا التكريم لاحد العاملين فيها فهذا تكريم لكل اعضاء كابني، ولنعمل جميعا لنقتدي بالمضحين وليكن تكريمنا من قبل شعبنا محبة وعمل مشترك وموحد لاجل خير ابناءه ومستقبلهم الزاهر.
ولكن عتبي هو على موقعنا الرائد، موقع عنكاوا الذي عودنا على الاحتفاء بمثل هذه الانجازات او الاقل منها، الا ان الذي لا حظته انه تم تجاهل هذا الامر وبخاصة مع احد كتاب عنكاوا المقتدرين، والعتاب لا يفسد للود قضية الا انه يجب ان يقال.



bebedematy@web.de

353
لماذا يرفض السيد كنا الحكم الذاتي لشعبنا؟

تيري بطرس

الحكم الذاتي مصطلح سياسي قانوني، يعني اقامة منطقة خاصة يدير سكانها شؤونهم بانفسهم، وبالطبع هذه الادارة تتشكل من مجلس تشريعي واخر تنفيذي، وتبقى حدود صلاحيات منطقة الحكم الذاتي خاضعة للمفاوضات مع السلطات الاعلى التي تشرع وتقر هذا الحكم الذاتي.
الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري نريده متمتعا بسلطات تشريعية وتنفيذية.
اي ان  يكون له مجلسا للنواب يشرع القوانين، واخر للوزراء ينفذها من خلال خطة موضوعة لتقدم وتطور المنطقة وتنفيذ المشاريع التي تتطلبها، وهذا يتطلب ميزانية خاصة بمنطقة الحكم الذاتي.
وهذه الميزانية تأتي من مصدرين: اولهما حصة المنطقة من تخصيصات السلطة الاتحادية العراقية للاقاليم ومناطق الحكم الذاتي والمحافظات المرتبطة بالمركز، حيث بات مؤكدا اعتماد النظام الفدرالي للعراق الذي يعني وجود اقاليم، ومحافاظات غيرمنتظمة في اقاليم (اي مرتبطة بالمركز، وعلى الاقل ستكون هناك محافظة واحدة هي بغداد العاصمة التي يمنعها الدستور من انتظام باقليم)، ومناطق حكم ذاتي (كالمنطقة التي نطالب بها لشعبنا ونتوقع منطقة اخرى للاخوة التركمان). والمصدر الثاني هو الضرائب الخاصة بمنطقة الحكم الذاتي.

الحكم الذاتي يعني صلاحية التحكم بالميزانية واوجه صرفها في امور وبرامج قد لا تهتم بها السلطات المركزية، مثل تطوير اللغة القومية وخلق اطر للتواصل مع ابناء شعبنا في المهجر ودول الجوار، والاهتمام بالتراث الثقافي وتطويره وحفظة من النسيان والضياع، وغيرها من البرامج التي تتعامل مع الخصوصية القومية والثقافية لشعبنا.
وحيث ان الحكم الذاتي يمتلك سلطته التشريعية المنبثقة من الارادة الشعبية الحرة، فان تشريعاته ستكون ملزمة بحكم القانون وستكون لها الشرعية القانونية والشعبية التي تفتقر اليهما الاتفاقيات الحزبية او مقررات المؤتمرات التي وبسبب هذا الافتقار تكون معرضة للطعن بها وعدم التزامها. وبذلك فان المجلس التشريعي لمنطقة الحكم الذاتي سيكون قادرا على التعامل مع العديد من ازماتنا واشكالاتنا الداخلية ويمكن له معالجتها بالاعتماد على شرعيته القانونية والشعبية، ويمكن له تجسيد الحلول من خلال برامج العمل المخصصة لها ميزانيتها. فالمجلس التشريعي يكون قادرا على تشريع قوانين للحد من عوامل فرقتنا وتشتتنا وبالاخص في مجالات التسمية واللغة، وما سيشرعه المجلس التشريعي لمنطقة الحكم الذاتي سيتخذ به لدى السلطات الفدرالية والاتحادية بقوة القانون ما دام ليس مخالفا للدستور الاتحادي.
بل ان سلطات الحكم الذاتي من الناحية التشريعية يمكن لها ان تتجاوز جغرافية منطقة الحكم الذاتي لتصل تاثيراتها الى ابناء شعبنا في بقية مناطق العراق ودول الجوار والمهجر. فعلى سبيل المثال لا الحصر، فالحلول التي سيتوصل لها للاشكاليات التي نعاني منها والتي رافقت وتوازت مع انقساماتنا المذهبية، سيكون لها صدى وتأييد وتاثير لدى ابناء شعبنا في دول الوطن الام، في سوريا وايران وتركيا، وفي دول الشتات والمهاجر.

من هذه المقدمة يتاكد وبوضوح ان لمشروع الحكم الذاتي ايجابيات كثيرة لشعبنا ووحدته ومستقبله.
والمشروع بحد ذاته ليس فيه اية سلبيات، و"السلبية" الوحيدة فيه هي ما يراه البعض ان الحكم الذاتي هو سقف اقل من الطموح باقليم فدرالي او بالاستقلال، وحتى لحاملي هذه الرؤية فان الحكم الذاتي هو خطوة على الطريق وهو اكثر تطورا من الواقع القائم.
من ناحية اخرى، فان مشروع الحكم الذاتي يتم طرحه وتداوله كمطلب مشروع لشعبنا ويتوافق مع الدستور والهيكلية العراقية الفدرالية ويتوافق ايضا المواثيق الدولية.
الحكم الذاتي لا يمكن رفضه كمشروع لاي اعتبار مهما كان، الا اذا كان الرافضين يرون فيه او بسببه خطر محدق بشعبنا وحينها لا بد لهم من مكاشفة شعبنا وقواه بهذا الخطر. كما لا يمكن رفضه الا اذا كان هناك بديلا افضل منه وقابل للتحقق.
فحماية شعبنا وصونه والحفاظ عليه من الانصهار هي احدى اهم اولوياتنا ومن حقنا الدفاع عن النفس، فوجودنا يتعرض لخطر حقيقي بالذوبان والانصهار او التشرد والضياع. ومواجهة هذا الخطر هي مسؤولية واولوية بعاتق كل العراقيين باعتبارنا من اقدم سكان العراق، وتاريخ البلد يبتدأ بنا ويفتخر ابناء البلد بما انجزه شعبنا على مر التاريخ، كما ان بصمات شعبنا واضحة على التقدم الحضاري للانسانية.
ان مسؤولية وجود ومستقبل شعبنا بهويته وخصوصيته وثقافته ليست مسؤوليتنا وحدنا فحسب بل مسؤولية جيراننا الاقرب ايضا من العرب والكورد، مثلما هي مسؤولية دولية ايضا، لان شعبنا كان ضحية كوارث ومذابح كثيرة. واليوم يجب على الجميع الاعتراف بمسؤوليتهم وتحملها تجاه وجود شعبنا، فالعالم يهتز ويهتم بتعرض فصيل حيواني او نباتي للانقراض فما بالكم بشعب يمتلك كل هذا الحضور في التاريخ.

ان مشروع الحكم الذاتي لشعبنا هو امتحان للعراقيين كافة، انه امتحان لقدرتهم على تبني قيم العصر والتكيف والاندماج معها. انه رسالة لخلق الانسجام التام بين الانسان واخيه وبين القوميات المشكلة لشعب العراق بمساواة تامة، وليتمكن الانسان من الابداع والقوميات من التطور وازالة مخاوفهم، واكثرها جدية هو الخوف من الانصهار والزوال. فلماذا اذن نرى من يعترض على الحكم الذاتي؟

ان احد المخاوف التي حاول المعترضون تسويقها هو ان العرب السنة غير راضين عن هذا المشروع.
نقول انه بافتراض ذلك، فهل المطلوب هو ارضاء المعترضين من العرب السنة ولو على حساب حقوقنا وطموحاتنا المشروعة، ام ان المطلوب هو العكس تماما اي جعلهم يتفهمون مشروعية حقنا وطموحنا وبانه ليس تهديدا لهم ولاي احد.
وبعض اخر يقول اننا سنكون بين فكي كماشة في اي صراع عربي كوردي، وهو هاجس تبدده جغرافية الحدود بين الوجودين الديموغرافيين العربي والكردي، فهذا التحادد يمتد لحوالي الف كيلومتر، وسهل نينوى ليس الا اربعون كيلومترا منها!!! اضافة الى اننا وفي جميع الاحوال وبغض النظر عن الحكم الذاتي موجودون في هذا التحادد في سهل نينوى.. ناهيك ان الحكم الذاتي والعراق الفدرالي وبقية اشكال ومؤسسات ادارة الدولة العراقية الجديدة هي مشاريع سلام ومساواة وتاخي ولوضع حد ونهاية للحروب والاقتتالات التي مر بها العراق بسبب سياسات فرض اللون الواحد وطمس الحقوق القومية.
نحن يجب ان نتحاور مع الجميع في طموحنا المشروع هذا.
الحكم الذاتي لشعبنا وبقية مكونات منطقة الحكم الذاتي لا يظلم احد ولا يسلب حق احد.
ان منطقة الحكم الذاتي ستبقى جزءا من العراق، ولكنها ستدار بقوانين تتوافق وتطلعات سكان المنطقة.
العلاقات الانسانية والتجارية والزيارت اليومية والتبادل الثقافي والانتقال للعمل مع بقية العراق سيكون مستمرا بل وسيتطور بافضل مما كان في الماضي.
يمكن ان نتفهم معارضة البعض ممن تعود على نمط معين من البناء الهيكلي للدولة، ولكن هذا البعض يمكن التحاور معه وافهامه المعاني الحقيقة لهذا المشروع وازالة مخاوفه.

اما المتذرعين بان المطالبة بالحكم الذاتي سيجعلنا هدفا للارهابيين، وان عدم المطالبة بالحكم الذاتي ستحمينا من شرورهم، فنقول ان الارهابيين ليسوا معادين لمشروع الحكم الذاتي كطموح سياسي بل هم معادون لوجودنا أحياء كبشر وهم معادون لقيمنا وعاداتنا ومفهومنا للحياة ومعادون لديننا، فاعتراضهم واستهدافهم لنا ليس بسبب برنامجنا السياسي بل بسبب هويتنا ووجودنا.. هل كانت الكنائس والاكليروس والشبيبة والعوائل من ابناء شعبنا ممن استهدفهم الارهاب هم من دعاة الحكم الذاتي فتم استهدافهم؟ يقينا كلا، بل استهدفوا لهويتهم القومية والدينية.
ثم ان الارهابيين يستهدفون كل العملية السياسية في العراق بغض النظر عن تفاصيلها والفوارق بين مواقف المشاركين فيها، مثلما يستهدفون كل من لا يتطابق ورؤيتهم الايديولوجية.. والعرب السنة انفسهم باتوا تواقين يعملون للتخلص من هذه الفئة الباغية التي بدات تستهدفهم. واخيرا فان الارهابيين في طريقهم للاقتلاع النهائي، وقد لا يطول الامر سنة اخرى ليس الا، والبشائر تأتينا من البصرة وغدا من الموصل وان غدا لناظره قريب.

اما رافضي الحكم الذاتي بذريعة انهم وطنيون وكل العراق هو وطنهم وان سهل نينوى لا يستوعب ابناء شعبنا، وكان لسان حالهم يقول ان الحكم الذاتي هو مشروع غير وطني!!
نقول، نعم نحن وطنيون ومواطنون عراقيون وكل العراق هو وطننا، ولكن هذا لا يتناقض مع حقنا في ممارسة خصوصيتنا ضمن منطقة الحكم الذاتي ضمن العراق الموحد.
فاذا كان العراق اختار الفدرالية نظاما لا يهدد وطنية ابناءه ولا يهدد وحدة العراق، واذا كان العراق اختار هيكلة نفسه في اقاليم فدرالية لا تهدد او تنتقص من وطنية ابناء هذه الاقاليم، فبالله عليكم كيف يمكن ان يكون الحكم الذاتي متقاطعا مع وطنيتنا وهويتنا كعراقيين!!
ثم، من قال او دعا الى تجميع كل ابناء شعبنا في علبة سردين في سهل نينوى..
فالحكم الذاتي هو لما هو قائم من وجود ديموغرافي لنا في المنطقة والتي بالتاكيد ستستقطب بسبب الحكم الذاتي ابناء وطاقات واقتصاد وخبرات ابناء شعبنا والى الحد الذي يمكن لها استيعابه، ووجودنا في بقية مناطق العراق يبقى قائما فذلك امر طبيعي.. فرغم وجود اقليم كردستان العراق الفدرالي واستقراره وبكل مقوماته، الا ان الوجود الكردي في عموم محافظات ومدن العراق بقي وسيبقى قائما.
نتمنى على غير المدركين وغير المقتدرين على فهم الامور السياسية والتعامل معها ان لا يصدروا التصريحات في مؤتمرات ومقابلات اعلامية تعكس جهلهم السياسي من ناحية وتعيق طموح وحقوق شعبهم من ناحية اخرى.

الامر مختلف مع سياسي كالسيد يونادم كنا، فهو يدرك سذاجة هذه المخاوف ولكنه من اشد المعترضين وباصرار وتكرار على رفض الحكم الذاتي حتى بلغ به الامر بتوصيفه انه "مطلب شوفيني وعنصري".
بالتكيد فانه في هذه الحال فان هناك امورا اخرى خلف هذه المعارضة.. فما هي؟
نعتقد ان اولها هي الرغبة في اعادة تأهيل النفس بعد فقدان معظم الحلفاء والاصدقاء، وبعد التراجع الكبير في قبوله بين ابناء شعبنا لاسباب مختلفة لسنا بصددها في هذا المقال.
فالسيد كنا يعتقد انه بهذه المعارضة سيجعل الاخرين تواقين لكسب وده واعادته الى الواجهة، ولاجل ذلك فهو مستعد للتضحية بمصلحة شعبه من اجل صيغة لوحدة وطنية مبنية على اساس تهميش حقوق القوميات العراقية.
والسبب الثاني لرفض السيد كنا هو انه لم يكن من طرح المشروع.
السيد كنا لم يتمكن من تطوير رؤيته السياسية، بل ان وجود الحركة في ظل الشعارات التي تطرحها لامعنى له، فالمطاليب التي تطالب بها هي اكثر من متحققة. فالحقوق الادارية التي يتبناها السيد كنا بديلا عن الحكم الذاتي متحققة في سهل نينوى واقليم كردستان العراق. واعادة الاعمار مستمرة.
السيد كنا فهم ومارس السياسة كفن للمداهنة ليس الا ،السيد كنا امام ما آل اليه واقعه الشخصي خاف وارتعب من رفع سقف المطالب لشعبنا. خاف لانه لم يستوعب كيف يطور شعاراته ولانه لم يكن بقادر على حشد التأييد لاي شئ خصوصا بعد تردد اسمه في قوائم المتهمين بالتعامل مع استخبارات النظام الصدامي (حقيقة او كذبا)..
وخاف ان يواجه استحقاق رفع المطالب القومية. ولذلك فان قيام الاخرين برفع هذا السقف هو امر يصيب هيبته بخدوش ان لم نقل بانكسارات كبيرة.
كما ان تحقيق الحكم الذاتي سيسحب من يد السيد كنا اي ادعاء بتمثيل الشعب، فالشعب سيكون له ممثلون هم كل اعضاء المجلس النيابي لمنطقة الحكم الذاتي، وسيكون لهذا المجلس القوة القانونية لتطبيق ما يشرع.. وهذا يهدد هيبة البطل الاوحد وستبطل حقا كل الدعاوي التي تباع رخيصة للبعض ويصدقها دون عناء التساؤل والتفكير باسئلة محورية عن قضايا مفصلية.. مثل هل هناك مضار للحكم الذاتي؟ ولماذا يرفضه السيد كنا؟

ما العمل؟ كما يقول الرفيق لينين..
بالتأكيد ان العمل لتحقيق الحكم الذاتي سائر قدما بالتأييد الذي يحضى به شعبيا ومؤسساتيا بين ابناء شعبنا، وبالتأييد الذي يحضى به من قبل الاحزاب الكوردستانية وعدم وجود اعتراض لدى الكثير من القيادات والقوى العربية واخرها كان السيد رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي.
اذا تساؤل ما العمل موجه للسادة في الحركة الديمقراطية الاشورية، بالاخص الكوادر التي تدرك ان موقف  الحركة من مسألة الحكم الذاتي موقف خاطئ، وموقف انتقامي شخصي من لدن بعض القيادات والشخصيات المؤثرة في  قرار القيادة، وان الذي سيتأذى بالنهاية من هذا الموقف هو شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
القيادة الفعلية للحركة تود لعب لعبة علي وعلى اعدائي وهنا الاعداء هم الفصائل السياسية في شعبنا والسيد سركيس اغاجان لانه سرق البريق منهم كما يعتقدون، وفي الحقيقة فان انجازاته هي التي تكلمت عنه والرجل نادرا ما يظهر، وليت كل الرجال تتكلم عنهم انجازاتهم وليس اكاذيبهم.
هناك بالتأكيد مشكلة ما في مكان ما، والا مشروع بهذا التقدم وبالخدمات الواضحة التي يمكن ان يقدمها لشعبنا ولتطوره ولوحدته، وفوائده واضحة وضوح الشمس للكل، اذا ما السر في اصطفاف البعض ممن هم محسوبين على التيار القومي لشعبنا مع الحركة، اعتقد اننا يجب ان نبحث الاوراق بدقة اكبر لنكشف الاوراق المخفية.!


 Bebedematy@web.de
 

354
ويحدثوك عن الشفافية!

تيري بطرس

كنت اشاهد برنامجا حواريا في احدى الفضائيات العربية، والحوار كان يدور عن ما يتهم به الاسلام من التهم جراء قيام تنظيمات اسلامية باعمال ارهابية، وفي معرض دفاعه  عن الاسلام  اندفع الشيخ المعمم قائلا ان الاسلام دين الشفافية دين الديمقراطية، بالطبع من الواضح ان هذا الشيخ قد سمع بالمصطلحين الشفافية والديمقراطية، ولكنه لم يفهمها، بل قالهم ووصف الاسلام بهم لانه ادرك ان المصطلحين مرغوبان.
وفي تصريح الحركة الديمقراطية المتعلق باجتماع ممثلي الاقليات القومية والدينية والذي عقد بمبادرة من جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة، والتي لها مكتب في اربيل وزار وفد منها الاقليم مرتان التقى فيهما كل القوى الفاعلة في المجتمع، ومنها الحركة الديمقراطية الاشورية، التي لم تلبي دعوات للقاء، نرى ان هذه الحركة تتهم المؤتمر والمؤتمرين والقائمين عليه بعدم الشفافية، وكاننا بهم يقولون ولو اننا لم نلتقي بكم كان من واجبكم اطلاعنا على مقرراتكم وما تودن الحديث فيه واخذ موافقتنا المسبقة عليها قبل ان تقوموا بنشرها. 
علما ان جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة هي مؤسسة المانية قائمة لذاتها وليس لها اية علاقات عمل او التزامات تجاه اي طرف سياسي، ومن بينها الحركة، لتلتزم مكاشفته بخطط عملها.
فاما ان الحركة الديمقراطية الاشورية لا تزال تعيش في عالم اخر او تعيش في عالم الاوهام، وكلا الامرين مضر لشعبنا ولحقوقه ولتقدمه ولوحدته، فجمعية الدفاع عن الشعوب المهددة ليست ملزمة بالشفافية التي تطالب الحركة بها، ويكفي الجمعية شفافية انها في كل زياراتها الى العراق دعت كل الافرقاء للالتقاء بهم والتحاور معهم.
والحركة لم تلبي الدعوة بمعنى انها لا تهتم للامر وهذا افضل استنتاج يمكننا ان نستنجه، تتهم من حاول دفعها للاشتراك بانه غير شفاف، ان من يتهم الاخرين بعدم الشفافية يجب ان يكون سجله في هذا المضمار ناصع البياض، او بالاحرى شفاف كزجاج صاف وكماء عيون الوطن الصافية، وعليه فتعالوا معنا لنطلع على بعض الممارسات الشفافة التي مارستها الحركة مع ابناء شعبنا ومع فصائله السياسية ومع جيراننا، واليكم البعض منها



(( وثيقة لندن الاشورية ))

محضر اجتماع
في اليوم الثالث من ايام انعقاد مؤتمر المعارضة العراقية في لندن وبتاريخ 16/12/2002، اجتمع الوفد الاشوري المكون من ثمانية اعضاء لترشيح ممثليهم الى لحنة التنسيق والمتابعة المنبثقة من المؤتمر ووضع ضوابط عمل لهؤلاء المرشحين، وبعد مداولات ومناقشات اخوية تم الاتفاق على :
1ـ التاكيد على ان الترشيح جاء بالاجماع املين في بناء وتعزيز الثقة.
2ـ نطالب بتمثيل الاشوريين في لجنة المتابعة من شخصين على الاقل وحسب نسبة 3% من الخمسين شخصا، وفي حال فرض اسم شخص اخر من خارج القائمة وعلى حساب نسبة الاشوريين فان الوفد سينسحب من المؤتمر.
3ـ تم الاتفاق على اتباع اسلوب الاختيار الذي تم في مؤتمر نيويورك من حيث ان يكون المرشحين من الوطن واوروبا وامريكا وعليه تم الاتفاق على ترشيح كل من :
ا ـ السيد يونادم يوسف كنا ـ الوطن
ب ـ السيد البرت يلدا ـ اوروبا
ج ـ السيد عمانوئيل قمبر ـ امريكا
وفي حال اقتصار التمثيل على اثنين فانه سيتم الاختيار حسب التسلسل.
وتم الاتفاق على ان يمثلنا السيد يونادم يوسف في رئاسة اللجنة.
4ـ تم الاتفاق على مجموعة ضوابط ومفاهيم لعمل المرشحين بشكل خاص واللجنة الاستشارية (الوفد الاشوري) بشكل عام وفق ما يلي :
ا ـ الاتفاق على ان المرشحين الثلاثة تم ترشيحهم على اساس قومي وليس حزبي وعليهم العمل وفق هذا الاتجاه والابتعاد عن تسجيل الانتصارات الحزبية من خلال هذه الالية والعمل عل استغلال هذه الالية في تحقيق غايات واهداف قومية.
ب ـ في حال تعذر حضور احد المرشحين فانه لا يحق له ترشيح شخص اخر خارج الية العمل القومي هذه ليحل محله، بل يطلب تلقائيا من احد المرشخين الاخرين بالحضور.
ج ـ اتفق المجتمعون ان تقوم قيادات الاحزاب الثلاثة العاملة في الوطن (الحركة الديمقراطية الاشورية، حزب بيت نهرين الديمقراطي والحزب الوطني الاشوري) بالايعاز الى الشروع بعقد الاجتماعات على ارض الوطن بعد انفضاض المؤتمر لدراسة وتحليل نتائجه ووضع التصورات المستقبلية للعمل القومي من حيث ايجاد الية عمل قومية جامعة.
د ـ تشكيل لجان من الاطراف المتمثلة في اللجنة الاستشارية (الوفد الاشوري) في الوطن واوروبا وامريكا لاجل التنسيق.
هـ ـ في حال مخالفة احد المرشحين لما ورد في النقطة (4) من محضر الاجتماع هذا، فان من حق اللجنة الاستشارية (الوفد الاشوري) سحب الثقة من هذا المرشح وتبديله باخر من اللجنة بكتاب موجه الى رئاسة اللجنة.
5ـ تم اقتراح عقد اجتماع للجنة الاستشارية (الوفد الاشوري) على ارض الوطن في مدة اقصاها الربيع القادم.

التواقيع كما جاءت بالتسلسل في الوثيقة:
يونادم يوسف كنا، الحركة الديمقراطية الاشورية
روميو هكاري، حزب بيت نهرين الديمقراطي
نمرود بيتو يوخنا، الحزب الوطني الاشوري
فريدون درمو، الاتحاد الاشوري العالمي
سركون داديشو، المؤتمر القومي الاشوري
د. عمانوئيل قمبر
البرت يلدا
يونان هوزايا، الحركة الديمقراطية الاشورية))


اقروا ايها السادة الوثيقة ولاحظوا كم كانت الحركة شفافة في تعاملها مع تنظيمات شعبنا، كم كانت شفافة في احقاق الحق وكم كانت شفافة في سرقة الجهد القومي ونسبته لنفسها، الم تسرق جهد تنظيمات شعبنا واستغلته لمصلحتها الحزبية، ان كل من شارك الحركة في عملية النصب هذه يعتبر سارقا ولصا، فبمجرد وصول السيد كنا الى اقليم كوردستان لحس توقيعه وتعهداته، وبدلا من القاء كلمته باسم جميع الاطراف التي منحته هذا الموقع كما تقر الوثيقة اعلاه، نراه في مؤتمر صلاح الدين قبل حرب تحرير العراق ، القى كلمته باسم الحركة الديمقراطية الاشورية، هل في هذه السرقة شفافية ما، ام تعتبرون ما فعله السيد كنا شطارة وفهلوة، ولكن نتيجة هذه الشطارة والفهلوة نرى اليوم الانقسام والتشضي بين قوانا السياسية وبين ابناء شعبنا وعانينا من حرب التسميات، ولا يزال شعبنا يدفع الاثمان، مرة اخرى اقراوا النقطة الرابعة جيدا وفكروا بها وبممارسات الحركة وقيادتها كل هذه السنين!.
استغل السيد كنا الوثيقة لكي يتمكن من تولي  منصبه في مجلس الحكم، وكان يحق لكل عضو في مجلس الحكم ان يكون له بحدود خمسة عشر مستشارا، لو كان السيد كنا يعمل بشفافية ويرغب في تحقيق المصلحة القومية، لشكل مجلسا استشاريا من قيادات اجزابنا ليطلعها على مجريات الامور وليأخذ رايها في ما يطرح من الخطوات السياسية لكان قد دعى ابلحد افرام وروميو هكاري ونمرود بيتو والمرحو يشوع هدايا وكوركيس خوشابا والدكتور حكمت حكيم والاستاذ سعيد شامايا وغيرهم من قيادات احزابنا والمتخصصين السياسين او القانونيين وشكل معهم ورشة سياسية لتقدم الافضل لشعبنا، حينذاك ما كنا سنرى الحرب التسموية ولا حرب التهميش ولا حرب التحزب المقيت الذي ابلتنا به الحركة وممارساتها، ولكنه لم يفعل، لقد وضع من ياتي مكانه في حالة غيابه احد اعضاء الحركة اما عن المستشارين فاعتقد انه سجل اسماء ولم يطلع اصحابها عليها وتدرون الباقي، فهل في هذه الممارسة شفافية ما ايها الشفافيون.
من الواضح ان هناك مخاطر جسيمة ستلحق بشعبنا نتيجة اصرار الحركة على تخفيض سقف مطالبنا القومية، من خلال طرح مطالب هي اصلا متحققة وتمارس، فهي عندما ترفض الحكم الذاتي وتطالب بحقوق ادارية نكاية بالاخرين ومحاولة اعطاء رسالة للقوى السياسية الوطنية بان الحركة ترضى بحقوق اقل لشعبنا فتعاملوا معها فهي افضل. تدرك الحركة جيدا ان هناك استفتاء سيجري في ما اصطلحنا على تسميته سهل نينوى، والاستفتاء سيجري على الاغلب بحسب النواحي واقضية سهل نينوى هي تلكيف،/ التي تباع اراضيها للعرب، وقضاء الحمدانية وقضاء الشيخان، بالنسبة لقضاء الشيخان فهو محسوم وسيلتحق باقليم كوردستان بمجموعه، اما قضاء تلكيف فسيلحق بعضه وبخاصة ناحية القوش بالاقليم، وبقية القضاء بمحافظة الموصل، وكذلك سيحدث لقضاء الحمدانية التي ستلتحق ناحية بحزاني  وبعشيقة حتما بالاقليم وبعض المناطق الاخرى وسيقى مع الموصل بغديدا وكرملس وبرطلة هذا اذا نجحوا في حملة التخويف وارهاب الناس بان الارهابيين سيستهدفونهم في حالة خيارهم الحكم الذاتي، وهكذا ستكون اغلب قرانا ومراكزنا الاخرى في الاقليم والبقية ستلحق بمحافظة نينوى، اي اكثرية شعبنا سيكون تحت منظومة قانونية ليبرالية والبعض سيعيش تحت منظومة قانونية مستمدة من الشريعة الاسلامية ، اي تجزئة شعبنا الى منطقتين قانونيتين مختلفتينن، وبالتالي زرع المزيد من عوامل الانقسام بين ابناء شعبنا، وهكذا فالتحالف المصلحي المؤقت بين الحركة وبعض رجال الدين سيؤدي ان تحقق مرادهم في تكرار تجربة تقسيم شعبنا الى عدة دول وهنا الى عدة مناطق قانونية ادارية، فهل في هذه الممارسة شفافية ما ايها الشفافيون؟.
اود التساؤل عن الشفافية في تدريس السورث التي طبلتم لها وزمرتم وادعيتم بانكم تتحملون كل مصاريفها من الرواتب الى طباعة الكتب الى مساعدة التلاميذ، لقد ظهر المخفي فاين هي شفافيتكم، وهل قدمتم اعتذارا لشعبنا عن خداعه كل هذه السنين بكذبة كبرى، واين هي شفافية من يعتبر نفسه مفكرا وكاتبا وقوميا في ترويج لمثل هذه الاكاذيب، من يدفع الثمن، اليس شعبنا هو الذي سيدفع هذا الثمن؟ انه شعبنا وابناءه  هم الذين يدفعون الثمن عندما يتم تعيين اشخاص غير كفؤين في مناصب تتعلق بمستقبل اجيال شعبنا، ولكي تكون الامور شفافة فنحن نطالب وزارة التربية في اقليم كوردستان باجراء حملة لفرز كل من ليبس مهيئا ليقود العملية التربوية في التعليم السرياني وابعاد كل من تسنم منصبه لكونه متحزبا اليست هذه المطالب جزء من الشفافية فهي علنية وتتوائم مع العمل التربوي اليس كذلك؟.
او ان يتم التوضيح عن الشفافية في المعلومات التي قدمتموها للسيدة ماركريت فيكلوند والسيد مايكل يؤاش، اطلعونا عليها واطلعوا شعبنا عليها، الا تتحدثون باسم شعبنا، الم يكن من المفترض ان تكونوا شفافين مع ابناء شعبكم وفصائله السياسية وتستشيرونهم في ما تودن نقله لهم لتكون له مصداقية حقيقية وليس مجموعة اكاذيب مفبركة مثل وجود قوات اسرائيلة وغيرها في مثل هذه التقارير التي تضر شعبنا وتخلق عداوات مع جيراننا وتحطم تحالفاته وتدمر مصداقية شعب كامل، فهل في هذه الممارسة شفافية ما؟

كنت اتمنى عن من يحدثوننا عن الشفافية، ان يدلوننا على الشفافية في التهجمات على شخصياتنا القومية ومسؤولي احزابنا السياسية، ارغب في ان تعلموننا عن الشفافية في الحملة الحاقدة على قناة عشتار وعلى الانجازات التي يقوم بها السيد سركيس اغاجان.
وياليت علمتمونا عن الشفافية في تضخيم عدد المشاركين في مسيراتكم والتي تضرب في العشرة او في المئة. او الشفافية في حملة المسبات لرجال الدين والعمل وباصرار على الحاق الضرر بكنيسة المشرق من خلال دعم الانقسام الذي قاده نيافة مار باوي وايصاله الى المحكمة، فهل في هذا الامر شفافية وخدمة قومية.
اين الشفافية عندما تكالبتم على المناصب وحرمت الكل منها وعندما طالبوكم بالعدالة اتهمتموهم بانهم يلهثون وراء المناصب، هل في هذا الامر شفافية ام الحلال عليكم حرام على الاخرين؟ والقائمة طويلة لاظهار عدم شفافيتكم مع شعبكم وامتكم هذا اذا كنتم لا زلتم تؤمنون بان الكلدان السريان الاشوريون هم شعبكم وامتكم، اما اذا كنتم تعتقدون بان الزوعا هو الشعب وهو الامة فالمعذرة، اقول احترموا خصوصيتنا نحن الكلدان السريان الاشوريين ونحنم سنحترم خصوصية الشعب الزوعاوي!



bebedematy@web.de

355
يوم قلت انشقي وابتلعيني ايتها الارض!

تيري بطرس


في عام 1982 سقت الى خدمة الاحتياط للمرة الثالثة لو حسبنا سوقي مرة لمدة خمسة عشر يوما، وفي مدينة الموصل كان اول تجمعنا في مركز للتدريب قبل نقلنا الى مواقع اخرى، المهم انني تعرفت هناك بصديق كوردي اسمه عبداللة بشار من مدينة زاخو، وتعرفنا ساقنا للحديث في السياسية وقد تلقيت حينذاك من صديقي هذا دعوة للالتحاق بالمعارضة المسلحة ولكنني في حينها لم البها ولم اقل لصديقي حقيقة انني كنت منتميا لحزب داخل في مفاوضات حول هذه المسألة مع اطراف من ابناء شعبنا، والاهم من كل ما سردته لكم هو انني وهذا الصديق كنا ننزل بعد الدوام الى الموصل للتجول وتمضية الوقت وفي يوم لكزني بمعصمه وعندما نظرت اليه مستفسرا اشار بعيونه لناحية ما بمعنى انظر، وعندما نظرت وشاهدت ما شاهدت، قلت انشقي ايتها الارض وابتلعيني، خجلا من المنظر المشمئز الذي شاهدته والذي كان عبارة عن راهبة بملابسها البيضاء دلالة على البراءة، ولكن هذه الراهبة كانت قد وضعت على الجانب الايسر من صدرها على موضع القلب صورة لصدام من تلك التي كانت تعلق بالدبابيس، نعم صورة لصدام المجرم، الذي كان قد اشعل حربا لا هوادة فيها حربا قال عنها المرحوم ليونيد برجينيف حرب اللا معنى وقال عنها المرحو رونالد ريغان حرب ستنتهي بلا منتصر، اي بلا شئّ هذه الحرب اللتي كان وقودها شبيبتنا العراقية بكل فئاتها وتلاوينها، صدام هذا الذي كان قد بداء ومنذ عام 1977 بتدمر قرانا وما فيها من كنائس اثرية قديمة قدم المسيحية في بلاد النهرين، صدام هذا الذي كان قد حاول فرض تدريس تفسير القران على ابناءنا، صدام الذي لن تنتهي مقالتنا لو استمرينا في تعدد جرائمه، صورة هذا المجرم البشع كانت تلك الراهبة تعلقه على صدرها، نعم قلت يا ارض انشقي وابتلعيني فكيف افسر هذا الامر لصديقي، فهذه الراهبة قد قد لا تعترف انها تشترك معي بالهوية المسيحية ، ولكنني لا يمكنني ان اتنصل من هذه الشراكة في الهوية مع هذه الراهبة لصديقي، حتى لو دخلت في مجادلة تبريرية باننا لا ننتمي الى مذهب واحد، والظاهر ان رؤساءها لم يلفتوا نظرها الى ان ما تفعله هو محاولة لطعن كل عراقي في صميم قلبه كما انه يتعارض مع القيم التي ترهبت من اجلها.
منذ اكثر من ثلاثة قرون سارت الكنيسة المارونية في طريق التعريب، لا بل ان رجالتها وابناءها كانوا الوسيط الاقوى في نشر مفهوم العروبة ومنحه هذه الصفة العصرية صفة الانتماء القومي، وليس الانتماء البدوي الذي كان يعرف به قبل ذلك، حيث ان العرب كانت تقال للبدو في الغالب وكانت تعنيهم وكان ابناء المدن يستنكفون من هذه الصفة. ومصير الماروزنية والكنيسة معروف للقاصي والداني فبعد ان كانوا قلعة حصينة وقوية باتوا اليوم اقلية مستضعفة بحاجة لدعم الاخرين وقوتها في رئاسة الجمهورية اهتزت، بسبب الحروب التي شنت عليها، نتيجة لاستضعافها من قبل الاخرين وفرضهم عليها وعلي لينان منظمات الابوات الفلسطينية، حيث صار لبنان مسرحا لها ترتع فيه ما شات. انه رد الجميل من قبل العرب للموارنة اللبنانيين. ولكن البعض لا يزال مصرا على عدم الاتعاض بالتجارب ويحاول بكل السبل العمل على تعريبنا، فهاهي الكنيسة الكلدانية وراهباتها وفي اغلب الروضات التي تديرها تكلم وتعلم الاطفال بالعربية، ولعل ما شاهدته في احدى روضات الكنيسة في زاخو منقولا على قناة عشتار كان حقا امرا مثير للتساؤل، فلو كان الامر في بغداد لقلنا لربما ولعل وغيرها من حروف اللتبرير، ولكن في زاخو حيث لا يوجد من يتكلم العربية، وابناء شعبنا يتمتعون بحق التعليم بلغة الام، فهوز امر غير منطقي وغير سليم، فلو لم بتعلموا لغتهم واللغة السائدة في الاقليم فكيف سيكون مستقبلهم الوظيفي ياترى؟ ام ان الراهبات و الكنيسة الكلدانية قد ظمنوا لابناء شعبنا المنتمين لها مستقبلا وظيفيا في بغداد؟ ولكن حتى لو كان هذا الامر ممكنا، السؤال هو باي حق تقوم الكنيسة الكلدانية بتغيير هوية الشعب من خلال التأثير على اطفاله وتغيير لغتهم، ووكيف يتم تعيين راهبة لا تعرف لغة الام، ان كانت الحجة هي عدم معرفتهم بها؟ وهل بهذه الطريقة تحافظ الكنيسة الكلدانية على تراث كنيسة المشرق حقا؟
ففي الوقت الذي تقوم كنيبسة المشرق الاشورية والقديمة بنشر التعليم بلغة الام وحتى في المناطق التي كان لغة ابناء الشعب قد تغييرت نتيجة الانقطاع عن التواصل مع ابناء شعبهم في العالم مثل دول الاتحاد السوفياتي السابق كما شاهدنا في القداس الذي اقامه غبطة مار كوركيس صليوا في موسكو، نرى ممارسة الكنيسة الكلدانية عكس هذا الامر، لا بل انه حتى في المهاجر تصر الكنيسة على نشر العربية، وكأننا احفاد عدنان وقحطان.
بالامس كرر احد مطارنة الكنيسة الكلدانية رفضه تمتع شعبنا بحقوقه المنصوص عليها في كل المواثيق الدولية بحجة رفضه انفصال المسيحيين، او اقامة منطقتهم للحكم الذاتي الخاصة، نحن لا نعترض على رأيه الخاص، ان قال انه رايه ولكن ان يلبس الرأي بصفته يعبر عن رأي الكنيسة فهو امر غريب ومستهجن جدا.
من الواضح ان المطران هذا، لا يزال يحن الى واقع الذمي، ويخاف من تحرر الشعب وان يكون لهذا الشعب مؤسساته القوية والتي يمكن ان تخطوا به الى الامام ليس في المجال الثقافي فقط، بل في المجال الاجتماعي والاقتصادي، لا بل ان وجود مؤسسات شرعية منتخبة من قبل الشعبل سيزيل الكثير من الاختلافات التي زرعت بين ابناء الشعب جراء انقسامه المذهبي، ولعل هذا الامر هو الذي يرعب امثال المطران هذا.
من الواضح ان اللعب السياسي الذي يريدون بعض رجال اللعب فيه سيكون مردوده سلبيا جدا عليهم ان كانت مواقفهم ضد الارادة الشعبية القاضية بان نكون كافراد متساويين مع بقية المواطين، وكمجموعة حضارية ثقافية اجتماعية اي كشعب وامة متساويين ايضا مع اشقاءنا العرب والكورد والتركمان، والا لماذا الحلال على العرب والكورد والتركمان حرام علينا ايها المطران المبجل.
هذا المطران الذي يظهر قوته وحضوره واندفاعه في رفض اي حق لشعبه هذا ان كان المطران من شعبنا؟ هذا المطران الذي يتمكن من اظهار شجاعته في رفض حقوقنا، لم ينبت ببنت شفة يوم هدم صدام كنائسنا وقرانا يوم فرض تعليم تفسير القران، يوم فرض على شعبنا ان يكتبوا في حقل القومية عرب يوم علقت الراهبة صورة المجرم على صدرها، يوم و يوم وهي الايام كثيرة، ولكن بلا وجل وبلا خوف من الله ومن المستقبل ومن صحوة ضمير يرفض حق، اقرنا فيه اغلب زعماء العراق، لانه حق يستند على الشرعية الدولية.
الم يحن الوقت لتعديل الامور، الم يحن الوقت لتعود كنيستنا الكلدانية لتعليم اطفالنا السورث، والتكلم معهم بهذه اللغة الجميلة وتعليمهم الاغاني والصلوات بها، الم يحن الوقت لكي تقف كنيستنا الكلدانية وبعض رجالاتها مع شعبهم وحقه في التمتع بكل هذه الحقوق الشرعية. ان محاولة وضع العصى وعرقلة مسيرة الشعب، من خلال مثل هذه التصريحات الغير المسؤولة امر خطير بات من الواجب ايقافه او التوقف عن ممارسته، وبات من الواجب على مسؤولي شعبنا ان يعملوا بجد من اجل ان لايقوم البعض بفرض التعريب على ابناء شعبنا، فقد رفضنا ذلك في ايام اعتى دكتاتورية بغيضة ويجب ان لا نقبل بها وبايدي من هو منتمي الينا، فلنا لغتنا ولنا ثقافتنا ونحن يجب ان نصنع مستقبلنا القومي بارادتنا وبالمشاركة الوطنية مع كل القوميات وشعوب العراق كافة باخوة وتعاون وبالمساواة التامة وليس اقل من ذلك.



bebedematy@web.de]

356
نحو مجلس سياسي لشعبنا


تيري بطرس

برغم من تأسيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري منذ سنة تقريبا، وبرغم من نشاطه الملحوظ، يبقى لدي شعور بوجود نقص ما في طريقة تسير امور شعبنا وبالاخص السياسية والتي تتعلق بالخطط المستقبلية، ورغم ان المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري قد بادر الى تأسيس مجلس سياسي استشاري الا انني ارى ان وجوب وجود مجلس سياسي نشط وفاعل ليتخذ القرارات السياسية بعد دراستها دراسة مستفيضة امر اكثر من الضروري.
ان تواجد احزاب سياسية في شعبنا امر حيوي وعامل تطوير الرؤى السياسية وكسب الخبرة وكلها ستكون لخدمة الشعب، فمهما كانت الخلافات السياسية بين مختلف الفصائل، فلا بد وان يأتي اليوم الذي سيلتقون جميعا، واضعين الخبرات المكتسبة والعلاقات المقامة على طاولة واحدة ليستفيد منها الشعب، ولكن كان هناك دوما السؤال عن ماهية هذه الطاولة التي ستجمع الجميع، لكي يتمكنوا من ان يتخذوا او يتناقشوا في كل الاحتمالات القائمة لاتخاذ قرار ما.
باعتقادي ان على الجميع ان يعرف ان اي خبرة لابناء شعبنا واي موقع يحتلونه، ومن قبل اي طرف كان هذا الموقع قد سلم لهم، هو مكسب لشعبنا يجب ان يتم استغلاله من اجل توسيع افق وقدرة وامكانيات شعبنا في العمل السياسي وفي القدرة على المناورة والحصول على اكثر ما يمكن من المردودية لاي قرار يتم اخذه.
مجلس سياسي لشعبنا، خطوة لتأسيس مؤسسة اضافية ولكنها بالتأكيد ستكون اضافة نوعية، لقدرات شعبنا، ان اي قرار يتخذ فيه سيكون له قدرة كبيرة على ان ينفذ على ارض الواقع، كمثال التواجد في مجلس الرئاسي لاقليم كوردستان والذي خصص فيه لشعبنا مقعدين واللذات ظلا شاغرين، وكمثال ابعاد شعبنا عن الملجس السياسي الوطني وكمثال ابعاد شعبنا عن التواجد في مفوضية الانتخابات، لو خرج القرار بترشيح شخص ما من هذا المجلس، فانه سيجد طريقه حتما للتنفيذ، فلن يتم التعلل بعدم وحدة الكلمة، او بالتجاهل كما في المثالين الاخيرين، فالجلس السياسي بما سيمثله من الثقل وبما سيمثله من وجود سكرتارية فاعلة مطلعة على كل ما يتم التخطيط له في العراق والاقليم، وخصوصا في البرلمان العراقي وبرلمان اقليم كورددستان والقرارات التي ستخرج من الوزارة الفدرالية اووزارة الاقليم، يمكن  تحضير اجندة للمجلس لكي يبدي رايه فيها، والمجلس السياسي قد يكون عمل مرحلي لحين انبثاق الحكم الذاتي لشعبنا وحينها سيكون لشعبنا سلطة تنفيذية وتشريعية شرعية منبثقة من الارادة الشعبية، وبالتالي هذه السلطة ستدير امر شعبنا وفق القانون المسن لهذا الغرض.
   بالطبع ان الجلوس على طاولة واحدة، لا يعني ان الخصومة قد زالت بين الافرقاء السياسين، فمن لا يريد ان يتنازل ويسلم على فلان من الحزب الفلاني ليس مضظرا لذلك، ولكن كسياسي يمكنه التحاور مع خصمه ويناقشه ويفند حججه، اذا معضلة الفيتوهات التي يحاول البعض التمسك بها في عصر الديمقراطية والتعددية، لا داعي لها فالكل يجب ان يحضر بالتساوي وليس لاحد الفضل على الاخرين، فالنية ما دامت مصلحة الامة ومصلحة الكل، وما دامت كل الاطراف قد اثيتت وجودها بهذا القدر او ذاك، اذا علينا الكف من التكابر وفرض الشروط وطلب امتيازات عن الاخرين.
وتصوري للمجلس السياسي لشعبنا، هو
1_ ان يكون كل حزب سياسي ممثل بشخص واحد، يمكنه من اتخاذ القرار، اي مزود بصلاحية اتخاذ القرار في جلسات المجلس، ولتلافي الاشكالات يفضل تزويد اعضاء المجلس السياسي من قبل السكرتارية ببرنامج الجلسة المقبلة قبل اسبوع من عقد الجلسة، لكي يدرسها كل حزب، ويتخذ قراره الخاص فيها، ولكن قرارات المجلس يجب ان تكون بالاكثرية لتفادي الشلل في عمليه.
2 _ كل وزراء شعبنا في الوزارة الفدرالية او وزراء اقليم كوردستان او اي وزراء في اي اقليم اخر ينشاء قبل اقامة منطقة الحكم الذاتي لشعبنا.
3 _ اعضاء البرلمان الاتحادي (الفدرالي) واعضاء برلمان اقليم كوردستان.
4_ معاوني المحافظ في اي محافظة تواجدوا، حيث لا نملك محافظ من ابناء شعبنا
5 _ اعضاء مجلس المحافظأت.
ولتلافي الخلافات السياسية ولوجود اجماع كبير على شخصية الاستاذ سركيس اغاجان، يكون المجلس يرئاسته او رئاسة دورية ان شاؤا ذلك.
هذه التصور ليس مقدسا ولا الفكرة، ولكنها فكرة اخرى، لاتنتقص من مكانة المؤسسات القومية القائمة، ولكنها باعتقادي تغنيها وتضيف عليها، لا بل تنضج الفعل السياسي وتخرجه من التحزب المقيت، وتتمكن من المحافظة على السقف السياسي لمطالب شعبنا، دون ان يتعرض شعبنا لمفاجات الاختلاف لحد التدمير الذاتي من خلال تقديم البعض تنازلات قبل الدخول في اي حوار سياسي جاد. ان المجلس سيتمكن ايضا بهذه الصورة من سحب البساط من تحت اقدام ممن يريدون ان يفرضا انفسهم الناطقون الرسميون باسم شعبنا، وخصوصا ممن لا ينظرون الى تقدم شعبنا في مجالات الحريات واخذ موقعه كشعب ذو مميزات حضارية بسعادة ، لانهم يدركون ان شعبا بهذه الصفات قد لا يحتاجهم وقد يجد طرق اخرى لتحقيق طموحاته واحلامه، اي الطرق التي ستوفرها له منجزات شعبه والمؤسسات المنبثقة لتجسيد هذه المنجزات. 
لكي نتمكن من استغلال الزمن، وعدم هدره كما نفعل على الدوام، ولكي نتعلم من تجارب الاخرين ولكي لا نكررها وخصوصا التجار الفاشلة، ولكي نعتمد على الروح الوحدوية التي خلقها استشهاد المطران مار بولص فرج رحو، علينا ان نخطوا الى الامام خطوة اخرى بهذا المقترح او بغيره ويقينا في شعبنا سيمكننا ان نجد افكارا نيرة كثيرة وافضل مما مطروح اعلاه لخدمة الشعب.


bebedematy@web.de

357
هل نعمل من اجل تهجير شعبنا؟!
تيري بطرس

هل هي مؤامرة، ام سذاجة، ام حسن النية، تلك التي تقود بعضنا لما يعمله ويقوم به.
تنظيم اشوري يفتخر بانه عمل من اجل تسهيل منح الفيزا لابناء شعبنا وعدم تركهم يعانون الانتظار في دول الجوار العراقي.. لا بأس!
وتنظيم كلداني يعلن العمل على تسريع هجرة ابناء شعبنا لانقاذهم.. عمل بطولي!
واقلام خبيثة معروفة الاتجاه والولاء وان تخفت باسماء مختلفة ومتعددة تود زرع الحقد بين ابناء شعبنا وبين جيراننا الاكثر قربا.. ولو كان الامر باثباتات لهان الامر وكنا سنشارك جميعا في حملة التنديد والاستنكار.. ولكن ليست كذلك، بل نشر دعايات كاذبة وتحليلات مشوهة للواقع لا غير بغاية الصيد في الماء العكر.

اما ان الاوان لنحدد استراتيجيتنا القومية، ونقولها علنا، ونحدد اهدافنا بالهجرة او البقاء، وحينها تكون كل الاوراق مكشوفة ومعلومة ومحددة، وكل يعمل بمبتغاه وليس باللف والدوران في حلقة العمل القومي والنضال الدؤوب كذبا وزورا وبهتانا.
لقد غضب البعض مني عندما حددت نقاط تناقض في الخطاب الموجه، ولكني ارى الدمار والخراب ومنح الفرصة للاخر ليشكك في تطلعاتنا كشعب.. اليس من حقي اذا ان اقول ان ما تقومون به ايها السادة مناقض لما تعلنوه؟ فنتيجة الامر هي ان افعالكم تناقض ادعاءاتكم مهما تدثرتم بالعواطف ومشاعر المحبة.

ان هذه المحاولات المحمومة والتي يشجعها البعض تبين دون ادنى شك، مدى ومستوى وعينا القومي..
انه وعي مأزوم بالعداء للاخر وليس بالتضحية والعمل من اجل الذات ومستقبل الاجيال القادمة، ومستقبل هذا الشعب بمميزاته.
الكل يدرك ان وضع شعبنا في العراق ليس على ما يرام، لا بل تعرض شعبنا في الجنوب وبالاخص في الانبار والبصرة وبغداد والموصل الى حملة تهجير وترهيب وفرض قيم وتدمير الكنائس..
فمن قام بذلك في البصرة؟ ومن عمل ذلك في الانبار؟ ومن خطط ونفذ في بغداد؟ ومن فرض وقتل وذبح في الموصل؟ ما الغاية من هذه الحملة البغيضة التي تنشر الان وتشير الى اطراف اخرى، حيث يعيش شعبنا بامان اكثر لا بل بحملة اعمارية لقراه ودعم محدد لمستضعفهم؟
هناك جريمة قتل حدثت في كوندي كوسا، واذ نستنكر هذه الجريمة وفاعلها ونطالب بالوصول الى حل عادل لذوي الضحية، فانها بالتأكيد ليست سببا لمحاولة اخافة ابناء شعبنا ونسج منها مقالات تخرج مرة تلو المرة باسم قلم مستعار يدافع عن توجهات معينة.
وبالطبع هنا نلوم احزابنا السياسة التي لم تعر هذه القضية اهتماما من حيث العمل على اخراجها من مجال التجاذب السياسي في حين انها قضية قانونية وجريمة قتل قام بها من كان قد اخذ الارض ليعمل فيها ولم يرغب باعادتها الى صاحبها حين المطالبة بها.
او الغوص في تحليلات غايتها معروفة وهي الصاق تهمة اغتيال الشهيد مار بولص فرج رحو باطراف معينة، ولكن هذه المرة بـ"ذكاء" اكثر خبثا، حيث نشروا الخبر اولا في كلدايا نت ومواقع عراقية مثل كتابات، ومنه ينقولنه باسماء اخرى الى مواقع شعبنا بغية منحه صفة خبر منقول عن مصدر محدد!!
ونقول مع الاخ يوحنا بيداويد هاتونا بدليل معقول لنكون معكم، وفسروا لنا ما حدث لابناء شعبنا في البصرة والانبار والدورة ومناطق اخرى من بغداد، والموصل ابان عمليات الذبح التي اعترف بها البعض ومنها ذلك المسيحي المعتنق للاسلام الذي يتفاخر بذبح الناس.
ان الرسالة التي ينقلها هذا البعض  تكاد تقول ان لا مكان لكم في العراق، فالى اين المفر غير الهجرة؟ والا الى ماذا ترمي هذه الحملة التي تزرع الرعب والخوف الكاذب في قلوب ابناء شعبنا؟

ما هي القصة الحقيقية يا ترى لمن يطالب بعدم ضم سهل نينوى الى اقليم كوردستان، علما ان المطالبين بهذا الضم وهم لجنة تنسيق العمل بين مؤسسات واحزاب شعبنا قد وضحوا الاسباب المنطقية التي تدعوهم لذلك.. ولعل اهمها وجود ما يقارب من مائتي قرية لشعبنا هي ضمن الاقليم بالفعل.. ومنها لاعادة الاملاك التي استولى عليها النظام السابق.. ومنها لان قرار مستقبل سهل نينوى ليس في يد ابناء شعبنا لوحدهم وخصوصا في حالة الاستفتاء عليه وستكون بحسب النواحي اي اصغر المناطق الادارية وبالتالي ان هناك مناطق حتما ستطلب وبنسبة كبيرة الانضمام الى الاقليم لان غالبيتها من الكورد المسلمين والازيدية، ومراعاة لعدم تجزئة شعبنا مرة اخرى كما حدث ابان تأسيس البلدان الخارجة من السلطنة العثمانية.
كل هذا واضح وتم قوله بشفافية وموضوعية من قبل الداعين له.
وفي المقابل، فان اسباب معارضة الحاق سهل نينوى بالاقليم ليست واضحة للجماهير، حيث لم يقول لنا دعاتها اية اسباب سوى حملة اذكاء الكره والحقد، ولكنها واضحة الاهداف بالنسبة لاصحاب الدعوة وفي نواياهم غير المعلنة..
البعض ينادي بالمنطقة المسيحية الامنة في سهل نينوى، وكانه يجهل ويطلب منا ان نتجاهل حقيقة ان السهل هو امن فعلا دون هذه الدعوة بل ومن قبلها ومنذ عدة سنوات..
انه امر يثير الريبة والتشكيك المشروع، ففي حين يتم تقتيلنا واستباحة مقدساتنا واختطاف واستشهاد رجال كنائسنا في الموصل وبغداد فان اصحاب الدعوة يدعون لحماية امنية في سهل نينوى، في القوش وبرطلة وكرمليس وبغديدة وغيرها التي لم يتعرض فيها شعبنا للارهاب والتقتيل والتهجير فيما عدا حوادث صغيرة تكاد لا تذكر كما ونوعا، بل وان السهل وبسبب امنه بات ملاذا لالتجاء عشرات الالاف من اابناء شعبنا!!
فلماذا اذن يا ترى؟ ما هي الدوافع الحقيقية وراء هذا التناقض الصارخ في طلب المنطقة الامنة في سهل نينوى في حين ان التقتيل والاستباحة هي في الموصل وبغداد!!
الغاية معروفة لنا ولمتابعي الامور وخلفياتها وترتيبات ما وراء الكواليس..
فالغاية هي الحصول على مقاولة لوضع حراسات على ابناء شعبنا في السهل والحصول منها على الدولارات الخضراء وهذا ما تكشف المستور منه في الاجتماع الاخير لضباط الجيش الامريكي مع ممثلين لتنظيمات ومؤسسات شعبنا عندما فاجأ المتحدث العسكري الامريكي الجميع بان هناك خطوة لتطويع عدة مئات من الاشوريين في الجيش والشرطة مع ابقاءهم في سهل نينوى او حراسات المؤسسات والكنائس المسيحية في الموصل، وانه تم تبليغ قائمقام تلكيف، كونه مرجعية ادارية من ابناء شعبنا في سهل نينوى، لاعداد قوائم المتطوعين.. طبعا القائمقام لم يقم بتبليغ اي من احزاب شعبنا او مؤسساته بذلك!!
علما ان هناك، وحسب المعلومات المؤكدة، خطة سابقة ايضا بقبول تطوع الف شاب من ابناء شعبنا، وهي الاخرى تم تبليغها الى قائمقام تلكيف ليقوم بتبليغ الاخرين ولكنه لم يفعل!!
اذا الغاية الاساسية هي اعتقاد البعض انه سيحصل على هذه المقاولة وما يتبعها من بعض التخصيصات بحجة انهم يقومون بحماية الشعب..
انها نفس قصة مشعان الجبوري، فبدل ان يكون هناك سبعمائة حارس سيتم استقدام اربعمائة ويتم تسجيل سبعمائة وبدل ان تمنحه الف دولار ستقنعه بخمسمائة. وفروقات الرواتب والمخصصات ستذهب الى الجيوب!! ان الحسبة معلومة، وهذا هو العمل القومي المجيد!، ان يذهب شعبنا ومستقبله ضحية لاطماع البعض.
بالتاكيد نحن لسنا ضد تطوع وانخراط شعبنا في الجيش وقوى الامن، بل على العكس هي خطوة ايجابية ومتعددة الفوائد.. وشخصيا كنت اول من دعا الى تطوع ابناء شعبنا في الجيش والشرطة في مقال لي منذ عدة سنوات..
ولكن المرفوض هو تحويل الامر من قبل البعض الى تجارة ومقاولة لحصد الاموال.
وهو مرفوض عندما يكون بديلا عن الطموح السياسي المشروع لشعبنا في اقرار الدستور بمبدا الحكم الذاتي.

من ناحية اخرى فان جميعنا يفقه ان مفهوم المنطقة الامنة كما تم تبنيها واعتمادها في مناطق متعددة سواء في اقليم كردستان او البلقان وغيرها لا ينطبق على وضع العراق الحالي، فالمناطق الامنة يتم استحداثها واعتمادها وتطبيقها لحماية منطقة معينة وابناءها من بطش الجيش او اجهزة الامن او المليشيا المعروفة المصدر والتشكيل حيث يتم منعها من التواجد في المنطقة او يتم نزع سلاحها.. والامر لشعبنا ولبقية ابناء العراق، وفي سهل نينوى او بقية مناطق العراق، يختلف كليا، فالذي يقوم بالارهاب والتقتيل هي تنظيمات ارهابية تنفذ عملياتها بالتفجيرات الانتحارية او غيرها من الاساليب التي لا تجدي معها المنطقة الامنة، وما فشل 160 الف عسكري امريكي بعديدهم وعتادهم من تحقيق عراق امن الا دليل على ذلك.

وبدلا من استغلال (واؤكد على كلمة استغلال) هذه الوحدة الطبيعية التي منحها لشعبنا استشهاد المطران مار بولص فرج رحو، استغلالها لزيادة روابط المحبة والعمل الجماعي من اجل الشعب، تنفاجأ بتصرفات اقل ما يقال عنها انها استغلال بشع لمعنى هذا الاستشهاد.

ان اي حزب سياسي يعمل لاجل شعبه، يجب ان يعمل من اجل زيادة مساندي هذا الشعب في تحقيق طموحاته، وهذا هو منطق السياسة والعمل السياسي.. فلكي احقق طموحاتي القومية فانه يتعين علي زيادة اصدقائي ومسانديي.. الا في بعض تنظيمات شعبنا التي لا تفوت فرصة الا واستغلتها للتفريط بمن يدعم قضايا شعبنا حتى لو افترضنا ان لهم مصالح في ذلك الدعم.. فالتقاء المصالح مبدا اساسي من مبادئ العمل السياسي.. فمصالحنا تلتقي معهم، ولكن يقينا فان هذه المصالح لا ولن تلتقي مع دولة العراق الاسلامية او هيئة علماء المسلمين التي يصفها هذا البعض بحركة وطنية.
اليوم باتت الامور مكشوفة، ولم تخضع لمزاج من يدعي ويقول دون اي اثباتات، لم يعد الامر يقتضي الاتصال مع بعض المؤيدين وتسجيل اقوالهم في فلم فيديو ويرسل الى المهجر، ولذا فالبعض من مدمني البطولة يريدون ان يثبتوا انفسهم ابطالا ولو على حساب مستقبل شعبهم، ابطال يقال عنهم انهم لم يتمكنوا من العمل لان القوى الفلانية تقف حجر عثرة امام ما يودون تحقيقه، انهم بهذه الافعال لم يعملوا  الا على  كشف مخططاتهم القصيرة الامد ذات المصالح الانية والحزبية الضيقة فقط.
والا قولوا لنا ما الضرر من تواصل القوش وارتباطها بمانكيش وزاخو.. وما الضرر في تواصل تللسقف وشرفية بسميل وباختمة وفيشخابور.. وما الضرر بتواصل بعشيقة وبحزاني بنهلة وعقرة.. وما الضرر بتواصل كرمليس وبغديدة بعنكاوه وشقلاوه ليكونوا جميعا تحت دستور واحد ويكون لهم حكما ذاتيا يديرون انفسهم تحت سلطته ومؤسساته. فما الضرر من ذلك؟
وفي المقابل ان هناك ضررا بليغا في تشتيت وجودنا الديموغرافي الضعيف اصلا، الى وجودين ديموغرافيين في اقليمين مختلفين في الطابع الثقافي والتشريعي والتوجهاتي.
بل والانكى من ذلك، فان الضرر شاخص امام اعيننا وواقف على عتبة دارنا، ونراه جميعا باستثناء المصابين بعمى الالوان السياسي، فسهل نينوى ليس وحدة ادارية واحدة، وليس بنية ادارية واحدة تخضع لذات القرار والمصير.. فاجزاء كبيرة منه (وبخاصة في قضاء الشيخان ونواحي بعشيقة وغيرها) ارتباطها محسوم باقليم كردستان في حالة اجراء الاستفتاء جسب المادة 140 من الدستور العراقي.
صحيح ان هناك احتمال بان مركز تلكيف وبعض قضاء الحمدانية قد يكون خارجا، وهذا نقوله اليوم ولكن قد تتغير هذه التوقعات غدا لصالح انضمام تلكيف، وربما تكون عملية البيع لاراضيها وترسيخ التعريب فيها على مراى ومسمع وبمباركة من قائمقامها هي خطوة استباقية، الله اعلم!!!

358
مداخلة الحزب الوطني الاشوري (الاترنايي) في سيمنار برلبن



مشروعية حقوق شعبنا



يعصرنا الالم والحزن عندما نسمع عن قرب انقراض حيوان ما او نبات ما، وندرك ان ذلك سيؤثر على الكون والمعادلة البيئية على الارض كلها، ونحاول تقديم الدعم اللازم لعدم حدوث هذا الانقراض لانه بالتأكيد سيؤثر علينا بشكل ما وهذا التأثير سيكون سلبا بالتأكيد.
ولكن باعتقادي ان القوى السياسية العراقية والكثير من المنتمين الى فئة المثقفين العراقيين، لم تدرك بعد عظم المأساة التي تحيق بشعبنا الذي اصبحنا نطلق عليه الشعب الكلداني السرياني الاشوري للحد من حالة التشرذم والعمل على بقائه متوحدا امام كل ما تعرض له من المذابح والانقسامات والشروخ المذهبية ومحاولة الاخرون الصيد من البركة العكرة لهذه الانقسامات.
قد لا يشعر الاخرين حقا بما يشعر به ابناء شعبنا وبالاخص الواعين للمخاطر الحقيقية التي يتعرضون لها في المستقبل المنظور، ان هذه المخاوف ليست استقراء نظري لما قد يحدث، بل ان قلة عدده نتيجة للمذابح المقترفة بحقه وتحت غطاء الكفر او غيرها خلال المائتا سنة الاخيرة، وما يحدث للاجيال المقيمة في بلدان المهاجر من انصهار الجاليات التي امتدت هجرتها لما يقارب المائة سنة، والهلكوست الثقافي الذي تعرض له شعبنا في بلدانه الاصلية من خلال منعه او الحد من تعليم وتعلم لغته ومعرفة ثقافته وفهم تاريخه الذي تم تزويره بشكل علني، هي التي تجعلنا نعتقد ان مخاوفنا حقيقية وليست نفخا في نفير كاذب.
ان ثقافة وتاريخ وحضارة الشعب الكلداني السرياني الاشوري، هي بالحقيقة جزء من التراكم الثقافي لشعوب هذه البلدان، ولكن الغطاء المفروض عليها وعملية نكرانها وعدم اظهارها يلغي معرفة الكثيرين بهذه الحقيقة الساطعة، لان حضارة اي شعب لا تبتدئ فجأة من الصفر بمعزل عن ما كان موجودا قبلها، هذا اذا كان الشعب الاخر وافدا جديدا، فما بالكم بان اهل العراق وسوريا وجنوب تركيا ومناطق من ايران ولبنان هم من ابناء هذا الشعب تعربوا وتكردوا وتأتركوا بمرور الزمن وبفعل عوامل كثيرة.
ليس عامل الخوف فقط هو ما يدفعنا فقط للمطالبة بحقنا في الحكم الذاتي، رغم ان المخاوف هي احد اسس العمل السياسي، اي التحوط للمستقبل، بل هو الحق، الحق الطبيعي  لاي شعب يريد التطور والعيش في الزمن القائم ويشارك في صناعة الحضارة الانسانية بميزته الخاصة او لنقل بنكهته المميزة، علما ان شعبنا قد شارك في مرحلتين كبيرتين في رفد الحضارة الانسانية بالعوامل الاساسية لتسير نحو المستقبل، هذا في المرحلة التأسيسية للحضارة الانسانية ابان دولة اكد وبابل واشور والثانية في المرحلة المسيحية التي رافقتها عمليات ترجمة واضافة وتطوير كبيرة ونقلها للعرب الذين نقلوها الى الغرب عبر الاندلس.
ان شعبنا يرغب حقا في بناء بلده العراق، كل العراق، ولكن هل يمكن للمستبعد وللمهمش ان يشارك في صنع اي شئ؟ ان من يشارك ويعمل يجب ان يكون حرا واعيا ويشعر بانه يتمتع بالعدل وبالمساواة، فالعبد لا يمكنه ان يصنع الحضارة بل الانسان الحر، ونحن نشعر باننا نعامل كقاصرين ان لم نقل كعبيد، نعم ايها السادة ان وضع علامات استفهام او تشكيك في مطالبنا القومية المشروعةـ وهي مشروعة وفق الشرعية الدولية التي تقر بحق الشعوب في تقرير مستقبلها، وهي مشروعة وفق الدستور العراقي الذي يقر بالفدرالية وبحقوقنا الثقافية والادارية والسياسية، اذا نحن لا نخرج عن اطار القانون لا بالمطالبة ولا بالوسائل، كل مطالينا هي تأطير حقوقنا بشكل يمكننا من ترسيخ اسس وحدتنا القومية وفتح الافاق امام انساننا المبدع لكي يظهر ابداعه وتميزه لسيتفاد بلدنا كله.
ان شعبنا يتوجه لكل القوى العراقية، وكلها باعتقادنا خيرة، ان وعت معنى المعاناة والخوف الدائم.
من حقنا العيش كما نحن تقافة ولغة ودين، ونحن نحب ذاتنا وثقافتنا ونعتبرها شيئا مميزا وجميلا، ليس لنا فقط بل لاضافة لون اجمل لعراقنا، ونحن مستعدين للقتال من اجل وجودنا والمحافظة على تميزنا هذا وهذا حقنا.
نحن نمد يد التعاون ويد المحبة ونمد اليد طلبا للمساعدة لاخوتنا في الوطن لكي يساعدوننا بالدعم وباحقاق حقوقنا المشروعة لاجل الحفاظ على من يحمل استمرارية وانسيابية الانسان العراقي الحالي مع ماضيه منذ سومر لحد اليوم، و الا اذكروا لي من في العراق يفتخر باسمه الكلداني او الاشوري  مثلنا؟.
ان تحقيق الحكم الذاتي لشعبنا، لا يضر الاخرين، فنحن لا ناخذ ما للاخرين، انه لا ينتقص من حقوقهم ولا من ثرواتهم، ان معارضة هذا المطلب المشروع لا يعني لنا الا ان البعض لا يزال يعيش مرحلة السادة والاخرين من الخدم، من واجبهم تقديم فروض الطاعة والشكر لابقائهم على قيد الحياة، اننا بحاجة لتحقيق هذا المطلب المشروع لانه سيحل لنا اشكاليات عديدة، تعمل كعوامل النخر في شعبنا وتهدد وحدته وبالتالي مستقبلة وفرص بقاءه كشعب بميزاته الحضارية.
نحن نطالب كل القوى التقدمية والليبرالية والوطنية الى تتبني مطلبنا هذا ودعمه، ليكي يكون العراق حقا يستان ترصعه ازهار مختلفة الالوان والعطور.
ان تمتع شعبنا بحقه الطبيعي في الحكم الذاتي، هو احد اسس ترسيخ وحدة العراق ترابا وشعبا، وحدة مبنية على الالتحام الحر المتكافئ.

359
المنبر الحر / دماء على الصليب
« في: 14:14 14/03/2008  »
دماء على الصليب



ܘܪ̈ܕܐ ܒܓ̣ܢ̈ܐ ܫܦܝܪ ܒܚܙܝܬܗ  ܘܝܬܝܪ ܡܢܗ ܣܗܕ̈ܐ ܒܩܛܠܝܗܘܢ





تيري بطرس

وهكذا انتهت حياة الشهيد مار بولص فرج رحو، ولكن السؤال هو هل انتهت رسالته، لا، بل نقول ان الرسالة ابتدأت، رسالة المحبة والاصرار على زرع السلام والبقاء على ارض الاجداد، فبولص فرج رحو يعيد باستشهادة ملحمة مارشمعون برصباعي ورفاقه، انها ملحمة شهداء الاربعيني، ان عيوننا تقطر دما ودموعا، يا لهول ما اقترفته ايادي المجرمين، انها دماء بريئة كدماء الاطفال، ولكن من يذبح الاطفال يمكنه ان يقترف كل شئ، كل شئ.
اليوم من يعزي من، انعزي غبطة البطريرك مار عمانوئيل دلي ام نعزي كل البطاركة ورثة مارشمعون برصباعي ، ام نعزي كل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ام نعزي الشعب العراقي كله، فهذه الجريمة الكبيرة تقول لنا ان ما ينتظر هذا الشعب، الشعب العراقي سيكون مهولا، ستكون دماء تجري، لان الذي يقتل هذا المطران، ويداه لم تقترف اي خطاء لكي لا نقول جريمة، سيتمكن من ايجاد الف مبرر ليقتل الاخرين، فهذا سيكون كرديا انفصاليا، وذاك شيعيا رافضيا والاخر سنيا متعاونا، وغيره ازيديا او مندائيا كافرا. ان عدم اجتثاث امثال هؤلاء المجرمين من بيننا يعني استمرار استهداف الكل، يعني ان العراق يدخل النفق المظلم الذي لا ضوء في نهايته، ان منح الفرصة لامثال هذه الثلة المجرمة لكي تمارس القتل والاعتداء معناه اعطاء رسالة خاطئة الى ابناء الاقليات.
ونحن في الصوم الكبير وعيوننا ترنوا الى ايام قليلة قادمة حين نحتفل بالجمعة العظيمة، في ذلك اليوم عندما حمل السيد المسيح صليبه وسار في طريق الجلجلة، لكي يصلب ويقوم في اليوم الثالث، لكي ينقذ الخطاة من الخطيئة الابدية، نتاكد يوما وبعد يوم ان كنيسة المشرق (كنيسة الشهداء) بكل فروعها في طريق الجلجة الابدية، فهي  لاتزال تحمل صليبها وتقدم تضحياتها لاجل ايمانها القويم، ايمانها المسيحي الرسولي الكاثالوكي الارثوذكسي. ان صليب الذي تحمله هذه الكنائس لا يزال يقطر دما منذ استشهاد مار شمعون برصباعي.
  يوما بعد الاخر يتأكد لنا ان خصوصيتنا القومية والدينية، مرفوضة من قبل البعض، رغم اننا وبهذه الخصوصية قدمنا للجميع عصارة فكرنا، وشاركناهم معنا بما انتجته ايادينا، فكل شئ قسمناه بيننا وبينهم، ولكن هم لا يرضون الا بزوالنا، بزوال خصوصيتنا اوالانصهار فيهم لكي نكون مثلهم، ان مغايرتنا تؤذيهم، لانها تذكرهم بان هناك من هو افضل منهم، افضل بالرسالة التي يحملها، فهي رسالة المحبة والتلاقي والتحاور والتسامح، وهم لا يملكون اي من هذا.
ولكن ما نحن فاعلون، كل كلامات المحبة وكل افعال المحبة، نمارسها كفعل ايمان يومي، نقدمها طيعة لانها تخرج من روح تفيض يها، هذا كله نعرفه ونعيه والقتل لا يزال مستمر، افرادا عاديين ورجال دين ورجال سياسة وادارة، والتدمير مستمر تدمير كل ماهو مفيد، والا ماذا عملت لهم الكنائس لكي يهدموها، هل نظل نستنكر وندين ونشجب، والى متى وشعبنا ينساب من بين ايادينا، انه ينساب خوفا ولعدم وجود روح المقاومة، اذا البس علينا العمل من اجل خلق روح جديدة، روح مقاومة تخرج من رماد الاستسلام التي تسودنا كلنا؟
ان الذئاب عندما تجد قطيع خراف ضالة، تهجم على القطيع موقعة  فيه قتلى وجرحى وقتل مجاني، وهذا هو واقعنا اليوم انهم يروننا النقطعة الاضعف، ولذا يهجمون علينا محققين غايتهم في نهش لحم الانسان، انهم ذئاب ونحن نقدم انفسنا لهم بكل سهولة، ولو شعروا ان كل قطرة من دماءنا سيقدمون من اجلها على الاقل قطرة مماثلة لما اقترفوا بحقنا كل هذا، اليوم في الرد هو واجب السياسين، ويجب ان يعملوا بكل جد بخطوات متعددة، واولها تخليص منطقة شرق الموصل من اي وجود ارهابي.
هل كان الشهيد يرفع شعارا سياسيا، الم يقل في كل خطبه ان لا اعداء للمسيحيين، الم يؤكد بالفعل انهم اخوة للجميع، بات المسيحيين رهائن في ايدي القوى المتعصبة، انهم رهائن يمكن ان يستغلوا للرد على رسام دنماركي او مخرج هولندي او رئيس امريكي او ممثل بريطاني، وقد لا يكون اي واحد من هؤلاء مسيحيا، ان المسيحيين يدفعون ضرائب الاخرين، الذين لا يربطهم بهم رابط .
ايها الشهيد البطل نم قرير العين فمثواك الجنة، انها جنة الرضى عن الذات وعنم رضى الاخرين وبالتأكيد رضى الله، فلم يسمع عنك الا كل ما يزيد التلاحم والمحبة والسلام، ولكن هذه الاعمال بالذات هي ما كرهه المجرمةن فيك، نم قرير العين ولتعذرنا فاننا نكون مقصرين بحقك مهما فعلنا ومهما كتبنا ومهما قلنا، ان لم نعمل من اجل انقاذ من بقيت وفيا لهم.

360
مفكر قومي يساري كل اداته كراس دعائي ملئ بالاكاذيب


تيري بطرس
تذكرت بيان الرئيس الامركي جيمي كارتر بخصوص اعتبار الخليج الفارسي (هم يطلقون عليه هذه التسمية ولست انا)  منطقة مهمة للامن القومي الامريكي، هذا القرار الذي اوقعنا في حيص بيص عن رد الاتحاد السوفياتي  الساحق الماحق، فكان ردا اسود باحتلالهم لافغانستان، هذا الاحتلال الذي ساعد على وضع مسمارا اضافيا في نعشه الللاحق.
كل هذا خطر ببالي وانا اطالع مقالة الاستاذ هرمز طيرو المعنونة بالحركة الديمقراطية الاشورية ومفهوم الامن القومي، فانا اطالع هذه المقالة كنت بانتظار ان اجد طروحات اقتصادية وسياسية وعلمية واجتماعية جديدة لكي تحقق لنا الحركة الامن القومي، فكما اعرف الامن القومي انه حالة شاملة تتضمن الاقتصاد القوي، ونظام مالي متمكن، وحالة امنية مستقرة، وقوات دفاعية وهجومية مقتدرة، وتحالفات سياسية راسخة، ووحدة داخلية ثابتة.
ان طرح قضية بهذا الحجم للنقاش امر محمود ومطلوب، ولكن مناقشة الامن القومي لشعبنا، يتطلب فهم ماذا يعينيه هذا المصطلح، وليس فقط طرح مصطلحات كعناوين ولكن المضمون يخالف كل ذلك، ولذا فانا اعتقد ان الاستاذ هرمز طيرو يقوم باستعمال مصطلحات كبيرة وذات مدلولات استراتيجية ويلبسها للحركة الديمقراطية الاشورية، ودليلنا هو نص المقالة التي سناخذها ونناقشها وسنرى هل فيها اي توجه لمعالجة الامن القومي، ام انها ترمي لغايات اخرى؟
.  يبدا السيد طيرو مقالته  بدعوة للحركة لكي تأخذ بزمام المبادرة من اجل القضاء على حالة الفوضى الفكرية والاجتماعية والثقافية لدى جانب من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ويعزز هذه الدعوة بتسأؤل عن امكانية الحركة لاتباع سياسة حكيمة تتجنب مخاطر سياسة الفوضى هذه وتتماشى مع المكانة التاريخية للحركة، وكما ترون فان مدخل المقالة يطالب الحركة بان تتبع سياسة حكيمة لتجنب مخاطر الفوضى، ويعرض المطالبة بشكل سؤال عن قدرتها في تحقيق هذا الامر، والسؤال يمكن اعتباره جزء اساسي من المطلوب للامن القومي المنشود، بالطبع نحن نسير في حقل الغام سيثير اسئلة عديدة وشائكة حول تحقيق هذا الامن، فالامن القومي وبما هو مصطلح سياسي ملتبس، لانه بالحقيقة يتحمل ان يقال له الاستراتيجية القومية لوصول الامة الى مراميها، يتطلب الكثير ولعل اهم شئ ، اذا سلمنا بما يسبخة السيد طيرو من صفات كتلك التي كان يطلقها انصار الاحزاب المدعية بالثورية السابقة ومنها حزب البعث على الحركة الديمقراطية الاشورية وخصوصا كونها تمتلك المكانة التاريخية والفعالة، فانها تفتقد اهم اسس لتكون فعالة الا وهو كون ابناء الامة ضمن الاطار القانوني لتحكم الحركة بمسار الشعب، فلا يعقل ان تضع الحركة مخططا للامن القومي لشعبنا وهو يخضع لانظمة قانونية متعددة لا يمكن للحركة التحكم بها، وخصوصا انه يعاني التشتت ليس في بلدان متعددة بل تشتتا تسمويا ومذهبيا وقصورا في الوعي القومي.
و يطالب السيد طيروا الحركة بالتاكيد على استقلالية قرار الامة، ولا يقول لنا كيف يتحقق الامر والامة اساسا غير مستقلة وهي بالفعل تخضع للتاثيرات المفروضة عليها اكثر مما تؤثر هي في الاخرين او حتى في مصيرها، باعتبارها اقلية قومية في محيط اكثري متعدد التوجهات، ولكن المفارقة هي انه في الوقت الذي تعمل الاطراف الاقل امتلاكا للدور التاريخي ان لم يكن المشكوك في امرها بحسب السيد طيروا من اجل تحقيق محيط قانوني وسياسي يمكن لابناء شعبنا من ممارسة نوع من السيادة على انفسهم ولتحقيق وبناء شرعية قانونية ملزمة لاجل حل اشكالات عديدة، في هذا الوقت تقوم الحركة ذات المكانة التاريخية بتقديم مطالب اقل ما يقال عنها هي ضرب الامة تحت الحزام من اجل تحقيق مكاسب حزبية وذلك من خلال تقديم مقترحاتها لتعديل دستور اقليم كوردستان هذه المقترحات الفضيحة التي لم يكن من وراءها الا محاولة تحسين الصورة لدى الاخرين حتى لو كانت الامة هي التي تدفع الثمن من مستقبلها، دون ان نجد من قبل السيد طيرو وامثاله اي نقد صريح لهذه الممارسة الغبية.
و اذا سلمنا بما يستنتج السيد طيروا من خلال الاحصات التي يطرحها ولا يقول لنا كيف توصل اليها، وهل ان ما حصلت عليه الحركة واحزابنا القومية الاخرى هو كل ابناء شعبنا ام هناك اخرين صوتوا لاحزاب وطنية، وفي حالة الاولى فانها فضيحة جديدة لمن حاول تضخيم اعداد شعبنا فقط لكي يخلق حالة عداء ضد الاخرين؟ ونقول برغم كل ما يذكره السيد طيرو من نسب وانجازات للحركة،  نرى في الواقع نتائج باهتة، لا بل كارثية على شعبنا ، ففي الوقت الذاي كان من المفترض لمن يمتلك مثل هذه القوة المفترضة من ان تتمكن من ان تجمع الجميع تحت مظلتها لتحقيق طموحات الشعب ولتحقيق احد اسس الامن القومي، نرى ان ممارسات هذه الحركة كانت السبب المباشر لعدم تحقيق وحدة القرار ولو من خلال الاتفاق على وحدة التسمية، التي اصرت الحركة على الانفراد برأيها والتحلق به وحيدة متسلحة باوهام مثل تلك التي يزرعها ويشيعها السيد طيرو في ادمغة قيادات الحركة. فلا هي حققت ما تريده ولا تركت الاخرين يحققون شيئا من خلال محاولتها فرض رؤيتها التي لم يكن خلفها الا التأكيد على ان على الجميع الاقرار بما تقترحه والا فسيكونون في خانة العملاء وبائعي الذمة والضمير وعلي وعلى اعدائي وهنا الاعداء هم بقية تنظيمات شعبنا!، والتغني بفكر وفلسفة وثقافة لا يوازيها الاخرين في طرحها هو امر يلغيه الواقع فهذا الفكر والفلسفة المدعي بها والتي لم نطلع عليها لحد الان، والموجود الذي اطلعنا عليه لا يختلف عن اي فكر قومي شعاراتي لا يعالج اي مشكلة بل يخاطب العواطف والغرائز، لم يتمكن من جعل الاخرين يلتفون على هذا الفكر والفلسفة.
 .المشكلة لدى السيد طيرو انه يتغنى بامور لا تطبق في الواقع فالبرامج السياسية التي يدعي ان الحركة تمتلكها لم نطلع عليها  ابدا، لا بل ان الحركة لم تقدم مقترحات علنية وحسب علمنا منذ عام 1992 ولحد الان الا في مرتين وهي مرة عندما شاركت مع مجموعة من البرلمانيين في المطالبة بتمديد التعليم السرياني ليشمل المراحل المتوسطة والاعدادية وفي اخر لخظة، ومرة اخرى عندما قدمت مقترحات لتعديل دستور اقليم كوردستان المقترح (المقترحات الفضيحية) وحتى لو كانت لها اجندة سرية فانها لم تطبق في الواقع ولعل اهم دليل على ذلك هو تغريدها وحيدة خارج الاتفاق العام لمجمل قوانا السياسية وبالتالي ان هذا التغريد هو بالضد من كل التطلعات التي يتطلع اليها السيد طيروا ولعل اهمها (( الامن القومي)) فليس هناك اسهل من طرح الانتقادات والانتقاص من قيم الاخرين، ولكن بما ان السيد طيرو يطرح نفسه مفكرا، فكان عليه ان يخضع الامور لقياس معين او لميزان معروف، فلا ندري كيف يحكم ان المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري مثلا، لا يمتلك هوية معينة ولا يقول لنا ما هي الاسس المتعارف عليها لكي تمكنه من المافسة، او ماهي مظاهر وتجليات امتلاك الهوية .
و يدعي السيد طيرو  ان الحزب الوطني الاشوري انه طرح نفسه منافسا للحركة وانه قد خرج من سباق العمل السياسي لشعبنا، ولاسباب باتت معروفة للجميع الا لي انا فانا لا اعرف ما هي الاسباب المعروفة لحد الان، وكيف خرج من السباق وهو فعال في كل التجمعات القائمة لشعبنا، وماهو الافتقار للاسس التي طرحها بنفسه، فالحزب ولكل المراقبين المحايدين طرح نفسه مشتركا مع كل تنضيمات شعبنا ولكن باسلوبه الخاص، وقد ساهم مع الكل في كل مؤتمرات المعارضة وخصوصا منذ مؤتمر نيويورك لعام 1999 وما تلاها وشارك في كل اللقاءات الخاصة بشعبنا وكان جريئا في طرح رؤيته وما يريد تحقيقه، والحزب يتقدم بخطوات الى الامام وان كان هذا التقدم بطيئا ولكنه مستمر، لعدم اعتماده على لغة الشعارات والعموميات، اما من ناحية التباس الذي يعانيه الحزب فلا يوجد اي التباس الا في مخيلة السيد طيرو. لان الحزب كان مسؤلا وواضحا مع نفسه ومع جماهيره ومع شعبه، فاحد مؤسسه اتهم بانه كان في فترة معينة يعمل لصالح النظام البعثي، فهذا لا يفقد من مصداقية الحزب، لان الحزب عندما شعر بان الامور لم تكن طبيعية او ان هناك شكوكا معينة، اخذ مبادرة جريئة وهي ابعاد هذا المسؤول ليس عن مواقع المسؤولية بل عن الحزب من خلال اعلان حل الحزب، والابتعاد الجماعي، ومن ثم اعادة تشكيل الحزب بمن كان من ثقاة الاعضاء، وهذا الامر حدث في 5 اب عام 1974 اي بعد سنة وايام من تأسيس الحزب اي قبل اربعة وثلاثون عام، ان اعضاء الحزب والذي كان اكبرهم لا يتعدي الثانية والعشرون من عمره حينذاك، والمأخوذون بهالة وتاريخ مالك ياقو وسمعة الاتحاد الاشوري العالمي، قد عملوا بصفاء وبنية خالصة لاجل امتهم وعندما شعروا بان هناك شكوكا ما، عدلوا مسارهم بابعاد من كان مشكوكا فيه، وهذا الامر حدث قبل اربعة وثلاثون عاما، وخلال كل هذه الاعوام كان للحزب ادوارا مشرفة في مختلف مجالات العمل القومي ولعل اهمها في المجال الطلابي والنادي الثقافي الاثوري المركز العام، ولجان الشبيبة الاشورية، والكفاح المسلح من خلال ارسال عضوين قياديين الى هناك والان في المهجر، في كل محطات العمل القومي اثبت الحزب حضورا، ليس حضورا مصلحيا، بل حضورا فاعلا مؤثرا وعاملا من اجل وحدة القرار السياسي ، اما القاء القبض على احد مؤسسيه في الولايات المتحدة باي تهمة فهذا الامر لا يعني للحزب اي شئ، لانه تخلص من هذا الشخص منذ عام 1974 كشخص حزبي. ولكن المفارقة التي لا حظناها ان النظام قد جند السيد وليم شاؤل للتجسس عام 1996 حسب المعلومات المنشورة، وهذا يثير لدينا تساؤلات عن سبب حصر النظام كسب جواسيس من داخل شعبنتا في السنوات 1996 و1997 ، ولثقتنا بالسيد طيرو وفكره نطلب منه اجابة فكرية تبرر هذا اللهاث وراء ابناء شعبنا لكسبهم للتجسس لصالح النظام في هذا التاريخ، وخصوصا ان التهمة طالت اناس اخرين موجودين في العراق وتم كسبهم لصالح اجهزة النظام خلال نفس الفترة.
. ونشكرا السيد طيروا فالخروج من المنافسة ليس من نصيب الاترنايي فقط بل شمل حزب بيت نهرين الديمقراطي، والظاهر كما قلت سابقا ان معلومات السيد طيرو عن احزاب شعبنا وتاريخها ودورها محدود جدا والمعلومات القليلة التي يمتلكها مستلة من كتيب صغير اسمه الكراس الثقافي رقم 7 ، اي ان السيد طيروا الذي يفترض ان يكون مفكرا استراتيجيا وخصوصا وهو يعالج عناوين كبيرة ومعقدة كالامن القومي، ان يكون مطلعا على فكر وتاريخ احزاب شعبنا وضمن الاطار التاريخي الذي ولدت فيه وواقعها الحالي.
في الوقت الذي لم نلاحظ اي تحرك جدي وفعلي سواء في الطروحات او العمل الفعلي من قبل الحركة الديمقراطية الاشورية، ما خلا تقديمها لمذكرة العار التي زينت كمذكرة لتعديل دستوزر اقليم كوردستان، وهنا اؤكد على كلمة العار هذه، لانها تناقض التيار الشعبي في الوحدة والعمل المشترك وتحقيق حقوقنا التي من خلالها سنتمكن من خلق شرعية قانونية ودستورية وفعالة لتنفيذ الاجندة القومية، يتاسف السيد طيروا على عدم وجود منافس للحركة،ويعتبره خلل خطير في الديالكتيك، ونذكر السيد طيرو ان الديالكتيك لكي يعمل فهو بحاجة لرؤى مختلفة ومتعددة واصيلة اي ان لها مصداقية في الواقع، والحقيقة اننا لم نتمكن من تصنيف الحركة الديمقراطية الاشورية ممثلة لطبقة اجتماعية في شعبنا، لانها لم تطرح لحد الان حلولا محددة خارج اطار الشعاراتية، والتي نعتقد ان السيد طيرو ينبذها، فهو المؤمن بالديالكتيك الهيغلي يريد ان يرى تمثيلا صادقا لطبقة اجتماعية ثورية كالطبقة العاملة التي تعمل من اجل تحقيق حلم البروليتارية في الحكم وازالة ظلم البورجوازية الصغيرة الكلدانية السريانية الاشورية.
هل حقا بات الزوعاويين اليوم يدركون الحاجة الى قوى اخرى، ام ان القوى المراد تواجدها يجب ان تكون بمقاسات زوعا الخاصة، وهي كما جسدتها النكتة المعروفة (عاش الحزب...... لصاحبه الحزب البعث العربي الاشتراكي))/ طبعا من هنا يسرنا ان ندعوا السيد طيروا الى مقالاتنا التي اكدنا فيها على ضرورة تواجد قوى سياسية متعددة في شعبنا ولكن الحركة وطباليها لم يستمعوا. والغريب ان السيد طيروا وهو يتحدث عن الامن القومي لم يدرك كم ان الحركة فرطت بهذا الامن، وبامنها الخاص عندما حولت كل تنظيمات شعبنا في العراق الى اعداء لها وبممارسات مفضوحة لا بل بممارسات تم التأكيد انها تؤدي الى انعزال الحركة، فلا ندري لحد الان ما هو الامن القومي الذي يمكن للحركة ان تحققه وهي تعادي اغلب تنظيمات ومؤسسات شعبها، لا بل وهي تعادي الاطراف الوطنية الاقرب الينا والى تطلعاتنا، ولا تتحالف الا مع امثال الضاري ومن سار على نهجه. وها هو السيد طيروا بدل ان يكلحلها يعميها عندمات يصور ان الجميع ضد حركته هذه ولا هم لهم الا الوقوف موقفا متراص ضد انجازاتها، وخصوصا في تربية العجول وتسمينها ونشر اسماء اعضاءها في الفضائح المتتالية. وكل العداء هو بفعل الحسد وتمكنت قوى شعبنا التي تحسد الحركة من دفع القوى الخارجية والتي هي اقوى من الحركة لكي تعاديها، بالطبع السيد طيرو كانسان مفكر ويميل الى وضع كل شئ في الميزان، تناسى انه يصف الحركة بالقوة والجماعيرية وانها تستحوذ على ثقة اكثر من الثمانون بالمائة من ابناء شعبنا، ولم يسأل نفسه لماذ تعادي القوى الخارجية الحركة وهي بهذه القوة داخل شعبها، الم يكن من مصلحة هذه القوى مهادنة الحركة ودعمها وخصوصا ان ما تطالب به متحقق وليس بحاجة الى اي تعب ووجع دماغ، السيد طيرو تناسى او يريد ان يجعلنا نلغي من عقلنا مبداء اساسي في السياسة وهو المصلحة، والم يقل دزرائلي في السياسة لا عداوة دائمة ولاصداقة دائمة بل المصلحة هي الدائمة، اذا لماذا لم تلتقي مصلحة كل الاطراف مع الحركة وهي بهذه القوة وكما قلنا فهي لا تطالب باي شئ فيكفيها القائم،وان لم تصدقونا فعودوا الى مذكرة العار التي قدمتها والتي اشرنا اليها.
وهاكم الامن القومي الجديد القديم يتحول فجاة الى الاهتمام بالامن الخاص اي نفس مراحل تطور فكر البعث الذي كان من اجل الامة فصار لاحقا الحزب والامة من اجل القائد، نرى هنا ان الاهمية هي في الامن الخاص للحركة وقيادتها الرشيبدة التي تتعرض يوميا لمئات من المؤامرات التي تريد النيل منها وكل ذلك بسبب طروحاتها الفكرية القومييسارية او القومي ماركسية والمعتمدة على ديالكتيك هيغل الذي سرقه الرفيق ماركس. وها هم القيمين على مقدرات امتنا يواجهون المخاطر والتهديدات وعلهيم الحذر والتيقض والانتباه، والا فالويل للامة ان لا سمح الله خسرنا احد جهابذة امتنا، ولحد الان لم يسأل السيد طيرو كيف سمحت قيادة الحركة لنفسها في التورط في محاولة اغتيال عضو في قيادة الحزب الوطني وهي تعمل من اجل تحقيق الامن القومي؟ في الوقت الذي يؤلمنا لو تعرض اي عضو من اعضاء الحركة لاي سوء ولا نتمناه لاي احد، فان تضخيم الذات الى هذا الحد المفرط، وفي الوقت الذي يشتكون من التهميش ومن قيام الاحزاب المنعوتة بالصغيرة بدفع القوى الكبرى لابعاد الحركة عن لعب دورها، نرى هنا ربط الامة ومصيرها بقيادة الحركة التي لم تفكر يوما بهذه المصير. اذا هناك منتوج جديد للبيع او قادم لبيعه وهو ان هذه القيادة متعرضة لمخاطر جمة في زمن الحكم الديقراطي، بسبب مواقفها ودوما تبقي هذه المواقف غير معلنة وغير معروفة وخصوصا في الاعلام ولكن في اللقاءات الخاصة هناك العداء ضد فلان وعلان بسبب الدفاع عن الحق القومي!
والظاهر ان السيد طيروا لا يقراء او لا يقراء الا ما تنقله البهرا ، فهو لا يعرف ان تجمع السريان جزء من المؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الاشوري، وهذه العدم معرفة هي التي دعنته للتخمين بان تحالفا بين الحركة وحزب الاتخاد الديمقراطي الكلداني وتجمع السريان المستقل سيغير الصورة، وبالاعتماد على التحالف مع المطكستا، فحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني كان قبل فترة قد اصدر توضيحا يقول فيه ان لا تحملوا لقاءنا مع الحركة (يا اعضاء الحركة) اكثر مما يحتمل، فنحن التقينا معكم في اطار لقاءاتنا مع كل احزاب شعبنا، ان السيد طير يعتقد ان التنظيمين ينتظرون فقط اشارة من الحركة لكي يهرولوا وينظموا تحت عباءة الحركة، السيد طيروا لا يدرك ان تحالف الحركة مع جهة من المطكستا لن يفيدها في العراق ابدا، وخصوصا مع ضمور اعلام الحركة.
بعد ان يسرد السيد طيرو مكانة الحركة على المستويات القومية والوطنية والدولية، مشيرا الى مشاركتها السياسية في مجلس الحكم والوزارة واعتبارها من المستفيدبن من قانون تحرير العراق، طبعا محملا الامر الى قدرة الحركة وقيادتها ملغيا اي دور لشعبنا وبالاخص مؤتمر لندن وما تبعه والسرقة الواضحة التي مارسها السيد كنا لجهد الشعب وتنظيماته في هذا المؤتمر، ففي الوقت الذي منح مؤتمر لندن للسيد كنا صفة ممثل الشعب لانه والسيد البرت يلدا انتخبا كممثلين لشعبنا من قبل كل قوانا السياسية في قيادة المعارضة العراقية، نرى ان السيد كنا في مؤتمر صلاح الدين الذي سبق حرب تحرير العراق يلقي كلمة باسم الحركة متناسيا كل التطمينات التي منحت وكل الاتفاقيات التي عقدت والتي على اساسها ايضا تم احتسابه ضمن القوى المستفادة من قانون تخرير العراق. لقد كان حزب بيت نهرين الديمقراطي واضحا في موقفه ولكن الظروف المحيطة بالعراق جعلت بقية الاطراف تسكت انتظارا للتعيير لعل وعسى تسير الامور بطريق افضل الا ان عهدنا كان ان الثلج لن يترك صفته فسيظل باردا ابدا، وستظل الحركة ومؤيديها في نكران دور كل من عمل من احل امته وفظل التنازل من اجل تحقيق وحدة القرار ووحدة الامة. ان محاولة تسويق الحركة والتأكيد على مكانتها وبالاخص بعد انتحارها نتيجة لانعزاليتها القومية والوطنية، هي محاولة غريبة، لانها لا تساهم في مساعدة هذه الحركة للسيرعلى جادة الصواب،ويجب هنا ان لا نعتقد ان الكاتب غير واعي في مسعاه، لا بالعكس، انه امر مقصود، فالمقالة ليست بحث لكي تستفاد منه قيادة الحركة في تحركاتها المستقبلية، بل كل ما فيه هو تجميل هذه القيادة باضفاء بريق ما عليها ليس الا، واعادة تسويقها للجمهو الذي بدات شكوكه بالتعالي وتخرج خارج الجدران. ان هناك محاولة زرع مخاوف من زوال الحركة وهو ضمن التسويق اعلاه، لان لا احد يريد زوالها وهذا الزوال منوط بقيادتها فقط وبممارسات هذه القيادة المصرة على الانفراد والانعزال وعدم الالتقاء بالتنظيمات الاخرى وحتى لو التقت فانها تحاول العمل على شق الصف وابعاد البعض وتقريب الاخر في لعبة فرق تسد وهي لعبة باتت مفضوحة للجميع.ان تصوير الحركة وهي تحمل اعباء كبيرة لا يمكن لاحد تحملها لامر مثير للشفقة، فالحركة التي لم تتمكن من ان تطرح ولو تصورا محددا لمستقبل شعبها ووطنها، وكل ما تمكنت من عمله هم صياغة مذكرة حاولت بها تسويق نفسها من خلال القول ها ان الحركة تطالب باقل مما يطالب الاخرون فنرجو اعادة تأهيلنا لاننا الافضل لمصالحكم، هذه الحركة لا يمكن ان توصف بما يصفها السيد طيرو.
ان الامن القومي الذي هو امر يجب ان نعطيه اهميته الحقيقية، يجب ان لا يسوق لاجل صقل واعادة تسويق جهة كانت هي التي كالت كل الضربات للامن القومي (لوحدة القرا القومي)، من خلال وصفها كل الاطراف القومية والتي قد لا يدرك السيد طيرو مساهماتها القومية، بانها عميلة لهذا الطرف او  ذاك، فبالامس كان حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني  صنيعة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وكانت هذه التهمة علكة مفظلة يلوكها قيادي وانصار الحركة، فمالذي تبدل؟، والم يكن نصيب الاترنايي وبيت نهرين وبيت نهرين الوطني والمؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الاشوري، كل هذه كانت في خانة الاعداء، في اي موقف ظهرت الحركة قوية كانت قوتها توجه لضرب ابناء شعبها وبالاخص من التنظيمات الاخرى، فهل بهذه الطريقة يبنى الامن القومي؟
الامن القومي برغم من ارتباطه بالجغرافية، الا اننا سنتساهل ونقول سنخرجه من اطار الجغرافية، ولكن هذا الامن ورغم ذلك بحاجة الى البحث في ملفات اخرى وهي الملف الاقتصادي، والملف السياسي والمالي والاجتماعي، ففي الملف الاقتصادي يجب ان نوفر قدرات اقتصادية لتحقيق خططنا السياسية ونحن في الملف السياسي بحاجة الى خلق تفاهمات على الاقل على الخطوط العريضة لبرامجنا المستقبلية، وفي كل من هذين الملفين لايمكن او ليس بقدرة الحركة العمل مع الاخرين، لانها لا تزال تطرح نفسها الاقوى والاكبر والافضل وبالسياسة مصدر التفضيل لا يعمل، بل مصدر المصاللح وتوافقها، ولعل من اسباب عدم امكانية العمل مع الحركة في ملف الامن القومي هو ان هذه الحركة قد قطعت كل خيوط الوصل مع القوى السياسية الاقرب الينا وهي القوى الكوردية والقوى الليبرالية.
برغم من ان الامن القومي والذي سرنا به مع السيد طيرو يحتاج الى نوع ما من السيادة واستقلالية القرار (استقلالية القرار هو دائما امر نسبي) ولكن الم تكن معارضة الحركة لمطلب الحكم الذاتي احد اسس هدم الامن القومي المنشود، الا يعتقد السيد الكاتب ان الكثير من المشاكل الاساسية التي يعانيها شعبنا ستجد لها الحل فقط في حالة تكوين شرعية قانونية لشعبنا، وهذه الشرعية ستكون في اول تجدلياتها في حالة تمتعنا بالحكم الذاتي. بالطبع لا نتفق مع الكاتب في اعتباره الامن القومي حالة يمكن كيلها او قياسها حينما يتسال عن كمية الامن القومي الذي يجب ان يتحقق، فالامن القومي ان كان ضروريا فعلينا العمل من اجل تحقيقه ولكن الامن القومي هي حالة تتشكل من توفر حالات اخرى مررنا على بعضها.
في بداية الثمانينات من القرن الماضي، كنا مجموعة من الشباب التقت على حب الامة واللغة والادب، كنا من مناطق وجمعيات مختلفة، ولكن جلنا كان من لجنة الشباب الاشوري في كنيسة مار عوديشو في منطقة الصناعة ومن الجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية، وكان منهم الاديب والشاعر روبين بيت شموئيل، والكاتب والاديب الاب عمانوئيل يوخنا والشاعر والاديب نمرود يوسف والكاتب والسياسي يونان هوزايا والكاتب والاديب اسكندر بيقاشا والشاعر والاديب نزار الديراني والكاتب اديب كوكا والشاعر المرحوم حورية ادم وغيرهم من الكتاب ممن تخرجوا من مدرسة الحياة والتجربة اليومية والحب الدائم للامة ولحامل مميزات هذه الامة كاساس للتطور والتقدم، المهم اننا كنا في عمر الشباب وقي هذا العمر تكثر التندرات فكان البعض  يتندر على  احد اعضاء المجموعة بانه عندما يتعلم كلمة جديدة بالسورث يقوم بتأليف قصيدة شعرية فقط لكي يضمنها في شعره ، واعتقد ان التندر وان كان صحيحا الا ان الاخ كان يساعد في نشر هذه الكلمة على الجمهور،والظاهر ان السيد طيرو يريد ان يربط الحركة بعنوانين مصطلحات (تعلمها حديثا) كما ان الحركة هي اصلا لا تعرفها ولايمكنها ان تحققها، لانها لم تفكر بها اصلا.
والمقال منشور على الرابط التالي لمن يود الاطلاع عليه

http://www.zahrira.net/?p=4183

361
المنطقة الامنة لشعبنا!
تيري بطرس

في يوم 23 شباط الحالي، وبدعوة من المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في المانيا، شاركنا في سيمنار حول مطالب شعبنا، ولعل من اهمها، المطالبة بوحدة التسمية والاقرار بالحقوق القومية لشعبنا ومنها الحكم الذاتي لشعبنا في مناطقه التاريخية، وبالطبع اجراء التعديلات الدستورية اللازمة لتجسيد هذه الحقوق ولتجسيد تاريخية واصالة وجود شعبنا في العراق.
ولقد شاركنا في هذا السيمنار اطراف عراقية نكن لها كل الاحتراك والتقدير، وهذه الاطراف تضم المجلس الاسلامي الاعلى والحزب الديمقراطي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي، وممثلين عن الاخوة من الصابئة المندائيين والازيدية والكورد الفيلية، ومنظمات حقوق الانسان، والتي اثلجت صدرونا بمواقفها المشرفة من حقوق شعبنا.
ومن منظمات شعبنا شاركت بحضورها المنظمة الاثورية الديمقراطية، اعرق مؤسساتنا السياسية، والتي نكن لها ولاعضاءها كل التقدير والاحترام، ولكن لا يمكننا البتة ان نتفهم مواقفها السياسية الغير المعقولة والغير الودية مع الطموحات المشروعة لشعبنا في التمتع بالحكم الذاتي، وفي الاطار السياسي المتوفر والداعم لمثل هذا الطرح.
المصيبة في طرح المنظمة الاثورية الديمقراطية، انه يدعي دعم مطلبنا في الجكم الذاتي، في الوقت الذي يعمل من اجل ضرب او التهجم على الاطراف الاقرب والاكثر دعما لشعبنا ولحقوقه، وحتى ان كان ذلك في اطار تبادل المصالح المشروعة، ليس هذا فقط بل العمل على طرح شعارات ومطالب متناقضة واحداها يلغي الاخر عمليا.
ولا يمكن التحجج البتة بجهل المنظمة الاثورية الديمقراطية، للحقائق على الارض، فقد تم شرح هذه الامور لهم، ليس كلاما بل وبالخرائط التوضيحية، وبسرد الواقع الديمغرافي وكيفية توزيعه، والتي تظهر بما لا يدع لاي شك ان توزيع شعبنا تاريخيا وسكانيا وارضا هو في اقليم كوردستان، وكثافته تتوزع على الاقضية التالية وهي عمادية، وزاخو وسميل وشيخان وعقرة، ومركز دهوك وكلها في محافظة دهوك، كما ان هناك توزيع معتبر في محافظة اربيل ويشمل عنكاوا وشقلاوة وهوديان وديانة ومنطقة حرير، وعدد مراكز شعبنا قد يصل الى مائتي قرية. وهذا التوزيع هو توزيع مختلط وممتزج في الغالب بالتوزيع الكوردي، بحيث ان الاراضي والممتلكات تمتزج وحتى بعض القرى ناهيك عن المدن، وبالطبع لا يمكن نسيان ان هناك تواجد ومتصل لشعبنا في اقضية تلكيف والحمدانية والشيخان، في ما اصطلحنا على تسميته بسهل نينوى.
وبرغم كل النقاشات الهادفة والتي اعتقدنا من خلالها ان المنظمة الاثورية الديمقراطية الاثورية قد تفهمت الامور وصارت لها واضحة بيحث يمكنها ان تأخذ قرارا سليما، غير مبني على تصورات مغلوطة او معلومات سربت لتحقيق مكاسب سياسية ضد اطراف اخرى من ابناء شعبنا.
الا اننا لا حظنا طروحات من قبل وفدهم في السيمينار هذا، لا يمكن القول الا على انها طروحات ذات اجندة حزبية ضيقة لا تمت بالمصلحة او بقربها لقضية شعبنا في العراق.
فطرح المنطمة وان كان يقر بمطلب الحكم الذاتي الا انه يقرن بمطالب غير مفهومة، لا بل ان بعضها ينسف الاخر، فمقابل ان يكون هذا الحكم الذاتي او المطلب مقرونا باستفتاء شعبي والذي هو شأن اجرائي مقر في الدستور العراقي لا يمكن تحقيق الحكم الذاتي الا بالمرور به شأنه شأن كل تغيير على الارض ، اي ان ما تطالب به المنطمة ليس مطالب بالحق بل اسلوب تحقيق المطلبب، وهذا امر الاجرائي منصوص عليه في متن الدستور العراقي كما  قلنا يجب ان نمر به، ان طرح الامر هنا كطلب هو ترديد لما طالب به الاخرين لاظهار انهم يمتلكون شيئا جديدا ليس الا، في الوقت الذي نحن لسنا في صدد الاسلوب لانه موضح كما قلنا بل المضمون. ولكن فجاة يطرح مطلب اخر يناقض هذا الامر وهوالاشتراط (لا حظ الاشتراط) ان يكون تحقيق هذا الحكم الذاتي بالارتابط بالمركز، اي بغداد، دون اعارة الانتباه الى الارادة الشعبية او الاستفتاء اي انتباه.
شخصيا لا يمكنني ان اعتقد او ان اؤمن ان الامور تأتي بحسن نية، فكما ذكرنا ان الامور واضحة لاي سياسي لكي يفهمها، ولكن ان امتلك الانسان اجندة مخفية فعندها لا يمكن تفسير اي شئ، وهو ما نعانيه مع جملة المطالب المتناقضة لوفد المنظمة الاثورية الديمقراطية .
من الامور التي يجب ان يتم ادراكها ان فدرالية العراق، صار امر واقعيا،والقوى التي تعارضه هي قوى الماضي المقيت قوى الاستيلاء على العراق وخيراته لصالحها ولصالح طموحاتها المريضة، وان التغيير هذا المطلب ومحاربته امر غير ممكن، لا بل لا مصلحة لشعبنا فيه، وخصوصا في فدرالية كوردستان العراق، لان التغيير يعني تفتيتها وهذا باعتقادي امر او رؤية غير سياسية ان لم تكن غير واقعية ومستحيلة، ولن تحضى باي تأييد حتى من قبل ابناء شعبنا. هذا اذا كنا نفهم من مطلب المنظمة ربط منطقة الحكم الذاتي بالمركز، ولكن ان فهمنا ان منطقة الحكم تعني لدى البعض منطقة سهل نينوى بما يعنيه ذلك التخلي عن غالبية ابناء شعبنا ومناطقه التاريخية التي لا يزال يعيش فيها، فهو لعمري مطلب ساذج او فهم سياسي معكوس لمطلب اي شعب حي يرغب في توحيد ابناءه تحت مظلة قانونية ادارية سياسية موحدة. اذا مطلب ارتابط منطقة الحكم الذاتي هو عملية لتقسيم شعبنا ما بين، الذين يعيشون على املاكهم وقراهم ومناطقهم التاريخية في اقليم كوردستان، وبين من سيكون بحسب مطالب الاخوة في المنطمة الاثورية الديمقارطية مرتبطا ببغداد، فليس معقولا ان يتنازل الاخوة الاكراد عن وحدة اراضي اقليم كوردستان الفدرالي، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى نرى ان هذا المطلب يتعارض مع مطلب الكثير من ابناء المنطقة من الاخوة الازيدية والكورد المسلمين وبعض الشبك في الحقا مناطقهم باقليم كوردستان، هذا اذا سلمتا جدلا بان كل ابناء شعبنا في منطقة سهل نيوى يؤيدون المنظمة في مطلبها اللامنطقي هذا، وهنا نقول ان المنظمة تدرك ايضا وبحسب المعلومات التي تم شرحهها لها، ان شعبنا اذا يشكل غالبية في منطقة سهل نينوى، فهذه الغالبية تكون حينما تؤخذ كل اقلية على حدى، ولكن لو اتحدت اقليتنا في موقف واحد فستتغلبان على الاخرين، فما بالك وابناء شعبنا على اقل احتمال منقسمون في هذا الخيار، وان الازيدية والكورد المسلمين وبعض الشبك مع هذا الخيار، الى اين يود اعضاء المنظمة ان يأخذوننا؟ انه مرة اخرى ليس خيار من لا يعلم فالحزب الوطني الاشوري واعضاءه واصدقاءه قد قدموا كل المعلومات الموثقة للاخوة في المنظمة بالصور التوضيحية، اذا المسألة ليست في الحقيقة السياسية بقدر ما هي في المصلحة الحزبية القصرة الامد والاجندة المخفية.
ولكن قبل ان نستفيق من هذا التخبط السياسي في الطروحات، نتفاجاأ بطرح اكبر غرابة، الا وهو المطالبة بالمنطقة الامنة لشعبنا، وهو نوع من المطالب التي يمكن القول عنها انها مطالبة ناسفة ابضا لمطلب الجكم الذاتي، لانه يقصر مطالب شعبنا الانية بالمنطقة الامنة، والتي بمفهومها هو منطقة لتخليص شعبنا من خطر داهم بطالهم في وجودهم وحياتهم ودينهم ومميزاتهم، مثل ابان فترة التهجمات المابشرة على ابناء شعبنا اثناء حملة تفجيرات الكنسية، وهو مطلب تراجعي للحكم الذاتي لان الحكم الذاتي ليس مطلب انقاذي فقط، بل هو مطلب للبناء وللتوحيد والتطوير، فيما مطلب المنطقة الامنة يتضمن انقاذ ما يمكن انقاذه وخصوصا الانسان المعرض للقتل المباشر، والطامة الكبرى انه في مقابل تشجيع ابناء شعبنا للعودة الى مناطق سكناهم التاريخية، وتعميرها ومساعدتهم في تحقيق هذا الهدف، لانه يتضمن الامن ايضا، نرى ويا للمفاجاة ان وفد المنظمة الاثورية يصرح بانه يعمل من اجل ان لايمر ابناء شعبنا في الاردن وسوريا بمرحلة الانتظار، بل الحصول على فيزا بسرعة للدخول الى اوربا بسهولة لانهم يتعرضون للابادة، وهنا المطلب يتناقض ليس مع ما ننتطلع اليه لمستقبل شعبنا فقط، بل مع سبب تأسيس المنظمة الاثورية الديمقراطية نفسها، لان اي تنظيم سياسي يتأسس لخدمة التطلعات المشروعة للشعب حسب ما نفهمة من هذا التأسيس، وليس تحقيق تطلع التهجير. وفي تناقض اخر مع كل ما قلناه يصرح احد اعضاء وفد المنظمة بان شعبنا لن يقف مكتوف اليد بعد الان، فاذا كان ايمانه المسيحي قد جعله يتقبل الظلم، ويمنح خده الايسر لمن يضربه على خده الايمن، فان شعبنا لن يقب بعد اليوم هذا الموقف، بل سيرد على الاعداء، طبعا مع عدم توضيح من هم هؤلاء الاعداء، وكيف سيرد وهم يعملون باخذ الفيز وتسهيلها له، هل سيكون الرد بمزيد من الهروب؟ ام هو نوع من تهديم وافتعالل ازمات مع الاطراف التي تقف مع حق شعبنا، والتهجمات التي تذكرنا بطروحات احمد سعيد برمي اليهود في البحر.
ان هذه التخبطات والتناقضات الموجودة في طرح المنظمة لا يمكن تبريرها، وهي من اقدم مؤسسات شعبنا، الا بامرين مشاركتهم في مخطط غير منظور مع اطراف اخرى، تعمل لاجل مصالح ضيقة، او الجهل رغم كل كم المعلومات المتوفرة لهم عن حقيقة وجود شعبنا ومناطقه وتوزيعه، ان المنظمة منقسمة القلب والهوى بين المطالب السياسية لشعبنا، وبين الشعارات العاطفية التي تعمل في حالة تحقيقها الى تهديد وجوده كشعب بمميزاته معروفة.

362
خاتمة اتعاب سركيس اغاجان، الاستمرار في نشر الاكاذيب التافهة

تيري بطرس

تحت عنوان خاتمة اتعاب سركيس اغاجان، كتب السيد سعيد توما مقالة لاتعبر عن الكره والحقد الذي يعشش في ضلوعه فقط، بل تعبر عن اكاذيب والاستعداد لنشرها ومهما كلف الامر، من اجل تشويه سمعة اي شخص يعتبر معارضا لما يؤمن به السيد سعيد توما. وبالرغم من اعتقادي ان السيد اغاجان ليس بحاجة لشهادتي الا ان الاستمرار في هذه الحملة البغيضة التي طالت كل العاملين في ساحتنا القومية بات امرا مقرفا ولا بد من وضع نهاية له.
ان ما كتبه هذا الشخص لا يعني شيئا الا ان عملية البناء والتطور وترسيح تواجد شعبنا في ارضه التاريخية،هي عملية تغيض سيد سعيد توما وتؤلمه ، ولذا فالانطلاق من امور صحيحية لكي نستنتج ما يحلو لنا ليس معناه ان من قام بهذه العملية له مصداقية سياسية معينة، بل الغالب انها عملية نقل التجربة الشخصية والصاقها بالاخر، فلو نظرنا الى قوله ((ليس خافيا على أحد بأن سركيس أغاجان هو احد عناصر الحزب الديموقراطي الكوردستاني الحضوع لأوامر المافوق مسألة تنظيمية والسير على سبيل ونهج الحزب مسألة طبيعية لا مفر منه انتهى)) فهو ينطلق من حقيقة كون السيد سركيس اغاجان عضوا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني ليعود ويلصق التجربة الشخصية البعثية وهي الخضوع لاوامر المافوق بالسيد اغاجان،متناسيا ان السيد اغاجان في مراكز قيادية في الاقليم ويشارك في صنع القرار،و من جهة اخرى ان هذا المصطلح هو مصطلح الاحزاب الشمولية  وبرغم من ان الحزب الشيوعي كان منها الا انه لم يعد يستعمله منذ زمن طويل، فقط حزب البعث ظل متمسكا به.  وفي الفقرة التالية والتي هي مطولة جدا يقول ((أن نجم السيد أغاجان الاجهاضي قد سطع بعد النجاحات التي حققها المؤتمر الكلداني الاشوري السرياني المنعقد في بغداد عام 2003 ليتمخض عنه المجلس الكلداني الاشوري السرياني القومي الذي كان بحق ضربة موجعة لمحاولات تقسيم شعبنا التي قادها المتنفذ عبد الأحد افرام , حيث لم يكن لما فبل المجلس المذكور أي دور يذكر للسيد سركيس بل العكس كان لأفرام المجال الأكبر حين دفعه البارتي نحو الواجهة لتشكيل فصيل تظليلي لايملك مقومات حزب ولا يملك في الجانب الاخر مواصفات الاتحاد ليسميه ( حزب الاتحاد)   ولغايات سياسية وتأمرية تلك التي لم تمل منها القيادة البارازانية من أجل النيل من القضايا القومية لشعبنا ولو عدنا بعجلة التاريخ التامرية ولو قليلا الى الوراء لتبين لنا بأن قبل السيدان الذين تم ذكريهماأنفا كان هنالك من قبلهم المرحوم فرنسو الحريري هذا الذي خدم الحزب الديموقراطي الكوردستاني منذ ريعان شبابه وكمقاتل مؤمن وملتزم ومرافق للمرحوم المللا مصطفى البارازاني ليرتفع كوكبه بعد أن ورث مسعود البارازاني كرسي البارتي من والده الذي لم يألو جهدا الا  ووظفه لدفع الحريري الى المقدمة للوقوف سدا منيعا ضد توجهات السياسيين الاشراف الذين حملوا شعلة النضال والتضحية للدفاع  عن الحقوق القومية لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني لما بعد عام 1983 , وبرغم الأخفاقات  لكن المحاولات ضلت جارية على قدم وساق ليزداد سعيرها في الربع الأول من عام 1991 وظهور المنطقة الامنة تحت اشراف قوات المتعددة الجنسيات في شمال العراق لتعلوا هامة الحريري ومن وراءه المتنفذين المستقوين بدرع الحزب الديموقراطي الكوردستاني من داخل الوطن وخارجه محاولين سلب الشرعية من الممثليين الشرعيين لقضايانا العادلة , وبأختصار أن كل تلك السدود والموانع كانت تتصدع وتنهار أمام أصرار وعزيمة أولئك الطلائع الأبطال من مناضلي الحركة الديموقراطية الاشورية ذوي السيرة المشرفة , وأن العاملين اليوم ضمن صفوف البارتي وبالاخص المحسوبين على أبناءشعبنا على دراية تامة بكل تلك التفاصيل , وفي نهاية المطاف أن كوكب الحريري كما علا وبالسرعة ذاتها قد وقع لينتهي دوره صريعا وعلى يد ميليشيا كردية تلكم الذين لطالما ضحى حياته من أجلهم لكن وكما يبدو أن الحريري وفق حسابات الساسة الكرد أصبح ورقة محترقة !! انتهي الاقتباس)) في هذه الفقرة هناك اتهامات بالجملة ليس للسيد سركيس اغاجان بل تشمل السيد ابلحد افرام والمرحوم الشهيد فرنسوا حريري، متهما اياهم بشتى التهم، ولكن المفارقة الكبيرة ان المؤتمر الكلدواشوري يصبح بلمحة بصر الى المؤتمر الكلداني الاشوري السرياني، ويصبح مؤتمرا ناجحا، في الوقت الذي لم نرى بعد انعقاده الا المزيد من التشرذم في صفوف شعبنا رغم محاولات الحزب الوطني الاشوري لتصحيح مساره والمطالبة بتبني التسمية الثلاثية وتفعيل اللجان المنبثقة عنه، الا ان وصول البعض الى اهدافهم المخفية من انعقاد المؤتمر، الغى عمليا نتائج المؤتمر والاهداف التي كان قد انعقد من اجلها.
ولا زال السيد سعيد توما مصرا على ان كل ما حدث ويحدث هو من اجل هدف وحيد احد لا غيره الا وهو كما يقول في الفقرة السابقة من اجل وقف مسيرة (ابطال الحركة الديمقراطية الاشورية!) ونضالها من اجل احقاق حقوق شعبنا! ، ان الجميع ضد الحركة والكل يعمل ليل نهار للحد من تقدمها ولتشويه صورتها، لانها الوحيدة الصادقة في العمل القومي ولانها الوحيدة التي تمتلك مقومات النضال والعمل التنظيمي ولان اعضاءهات فقط هم من يتصفون بالشرف والنضال والعمل القومي البعيد عن المصالح، والباقون ان حاولا العمل من اجل هذه الامة ومن منطلقات وممارسات مختلفة، فانهم يجب ان يتلقوا جام غضب السيد سعيد توما ومن يؤيدهم. ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحسب منطق الكاتب ما هو الامفقس لبعض الاشوريين او لتنظيمات اشورية كلدانية لكي تقف سدا امام المد العاتي والقوي والكبير للحركة الديمقراطية الاشورية وقيادتها الرشيدة!. ان كل محاولات هذا البعض لاظهار ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني عدو لشعبنا ويعمل ليل نهار للوقوف بوجه طموحاته المشروعة، ما هي الا دلائل للفشل السياسي والفشل في طرح مبادرات ومقاربات جديدة لحل مشاكلنا القومية.
من الواضح ان للسيد اغاجان اليوم شعبية واسعة في شعبنا، وهذا بفضل الانجازات القائمة على الارض، وهذا الامر بدلا من ان يدفع الجميع لتوسيع قاعدة العمل القومي وترسيخ المتحقق، فانه يؤلم من حاول ان يدعي القيام بانجازات وخصوصا في المهجر ، ان ما تم انجاوه يظهر هزالة ما ادعوا انهم انجزوه وغالبا كذبا، ولذا فيجب ان يكون هناك من يجب ان يتم تحميله المسؤولية ولم يجد هؤلاء الا الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاعضاء الاشوريين فيه، في عملية لتكرار ما سبق الاخرين ان عملوه حينما حملوا اسباب تخلفهم على الاستعمار ومؤمرات الصهيونية وهلم جر، انها عملية لتخدير الشعب من ان اجل ان لا يفكر للخرج باساليسب جديدة للعمل وللخروج من الواقع الراهن، انهم يضعون اسباب كل الشرذمة التي نعانها على الحزب الديمقراطي الكوردستاني، لغاية وحيدة لعدم مسألتهم عن ما عملوه كل السنوات التي كانوا وحدهم يقودون العمل القومي وكانوا لوحدهم يحصلون على الدعم القومي.
صارت عملية اتهام الاشوريين العامليبن في الاحزاب الوطنية الاخرى، تخضع في الغالب لمزاج متقلب وعدم ادراك حقيقة دوافع هولاء العاملين، وبرغم من شرح مثل هذه الممارسة واحقية ممارسها في خياره، وعدم تعريضه لخياره هذا الى اي اتهام، لانه قد يكون بالفعل قد قدم تضحيات غالية وكبيرة قد تفوق باضعاف تضحيات من صاروا قومي اخر زمان، فمناضل مثل توما توماس وابوحكمت ودنخا البازي والشهيد ابو نصير وحكمت حكيم  وعشرات الشيوعيين من ابناء شعبنا وشهيد مثل فرنسو الحرير وامثال السيد سركيس اغاحان ونعرف عشرات العاملين في الحزب الديمقراطي الكوردستاني لايمكن اتهامهم وبجرة قلم او بشطحة من شطحات السيد سعيد توما ومن ماثله باتهامات رخيصة، فقط لانه يعتقد انهم كانوا حجر عثرة امام من يعتقدهم ابطال ومناضليين حقيقين.
انظروا الى الاتهامات الرخيصة التالية وبدون اثباتات فقط اطلاق اتهامات بلا اي وازع اخلاقي ((بين ليلة وضحاها ان المبني للمجهول صارت شخصية معلومة تملك كنز سليمان ومليونيرا يمن بالملايين
على كل من هب ودب دون ان يجرأ احدا التسائل ما هو اللغز الذي يكمن وراء هذا الاسراف ؟ 
ولماذا كل هذه المنح او الرشاوي ( البراطيل ) وعلى أعلى المستويات فهل هي لوجه الله ام علينا الانتظا
 لحين سقوط الفأس على الرأس ؟ انتهى الاقتباس
)).  طبعا نحن هنا لا نعلم عن شخصية السيد سعيد توما شيئا او على الاقل انا شخصيا، غير بعض الكتابات التي يتم نشرها بين الحين والاخر والتي تكون كالعادة محملة بالسباب ومقرونة بالاكاذيب والافترأ، فشخص كهذا يصف الاستاذ سركيس اغاجان بالمجهول، في الوقت الذي كان من بداية الثمانينات يعمل في راجان او مقر الممكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وكان عضوا في البرلمان اقليم كوردستان منذعام 1992 وهو كان نائب رتيس الوزراء ووزيرا للمالية لمرحلة طويلة، فلا نعرف من هو المعلوم للسيد المجهول سعيد توما هذا واذا كان له مأخذ حقيقية على السيد سركيس اغاجان فلماذا لم يذكرها ولماذا يذكر الامور بضبابية وباتهامات لا يمكن اثباتها لانها عمومية، الواضح ان سبب كل هذا هو الاموال وليس غيرها من سبب، فالغاية هي لماذا لم تكن هذه الاموال في يد من يدعمهم السيد سعيد توما انها بيت القصيد في كل الامور. يقول الكاتب ((اذا كان السيد اغاجان بطلا (وهذه الصفة لا اعتقد انه يصف نفسه بها) واذا كان محبا لقضايا شعبه  لماذا لم يدعم المدارس التعليم السرياني والاف الطلبة الذين هم بامس الحاجة الى وسائط النقل التي يعانون من تكاليفها صيفا وشتاء (ولكن اين سيارات اللجنة الخيرية؟)  هل قام ولو بزيارة الى أحدى تلك المدارس بصفته رائدا قوميا وتطلع الى احتياجاتهم ؟   )) ولا يعلم السيد سعيد توما ان التعليم السرياني بما هو قرار وحق دستوري لشعبنا في الاقليم، فان حكومة الاقليم مكلفة قانونا بتغطيته من كل جوانبه، ويجب ان تحاسب الحكومة على اي تقصير فيه من قبل برلمان الاقليم الذي نمتلك فيه خمسة ممثلين، فماذا يفعل ممثلينا في البرلمان اذا لم يطالبوا بتحسين اوضاع شعبنا وتحسين ظروف التعليم السرياني اليس هذا اقل ما يجب ان يقوموا به؟ ولكن المشكلة هنا هي ان لاصدقاء السيد توما ممثلين في برلمان اقليم كوردستاني وضمن قائمة التحالف الكوردستاني، فهل يمكنه ان يوجه سهام النقد اليهم؟ كلا والف كلا!
ويأتي الى مطالبة السيد اغاجان ليدعم المجلس القومي الكلداني الاشوري السرياني، هذا المجلس الذي لم يعد له من وجود في الواقع، والكل يدرك انه لم يكن ولا يمكنه ان يكون مستقلا عن الجهة التي استولت عليه بعد تأسيسه، فصار ظلا لها وتابعا يلحق اسمه باسم هذه الجهة فقط لكي تقول انها تحضى بحلفاء عديدين. وانظروا الى قلب الحقائق على الشكل التالي ((ختام حيث نرى أن الحزب الديموقراطي الكوردستاني يتحرك على جميع الخطوط والتي يمكن ايجازها في :
اولا – الخط القومي . فبرغم اخفاقاته المتكررة لكنه لم يقطع الأمل وبمباركة جهود ابناء شعبنا سواء  العاملين ضمن صفوفه أو المتعاونين معه , واخر اخفاقاته كانت محاولات تقسيم شعبنا الى ثلاثة شعوب هذه التي أجهضها وأجهز عليها وكما ذكرنا انفا المجلس الكلداني الاشوري السرياني القومي وبمعية الحركة الديموقراطية الاشورية ومساندة الجماهير الكلدانية الاشورية السريانية الواعية
)) اذا عناد الحركة الديمقراطية الاشورية في لقاء جمعية اشور بانيبال واصرارها على التسمية الكلدواشورية رغم الحاح الجميع للاتفاق على التسمية المشتركة، والخروج في الدستور العراقي بالتسميةالمنفصلة (الكلدان و الاشوريين) كان  عملا وحدويا ام اجهاضا من قبل هذه الحركة لوحدة تسمية شعبنا، انه لعمري ليس تسفيه التاريخ فقط بل الضحك على الاخرين معتقدا انهم سيصدقونه في ادعاته، وتكرار لاكاذيب قد يصدقها احد.
ومن ثم يأتي السيد توما الى اتهام البارتي بابراز والعمل على الخط الديني، لكي يضرب به الخط القومي وكل هذا ليحد من نشاط الحركة الديمقراطية الاشورية، ومع اننا ضد ان يقوم رجال الدين باخذ مبادرة تمثيل شعبنا، ولسنا ضد ان يدول بارائهم السياسيةـ الا ان ممارسات البعض كان سببا مباشرا لذالك، فاذا وجد رجل الدين الاحترام والتقدير من قبل طرف والصد والعناد والمحاربة من طرف اخر، فرجل الدين سيتواصل مع من يرحب به اليس كذلك، ولدينا امثلة كثيرة على ذلك.
في كل هذا يتناسى السيد توما المساعدات السخية التي كان السيد سركيس اغاجان يساعد بها الحركة الديمقارطية الاشورية ومنذ اوائل الثمانينات ولعل السيد توما حينها كان ملتحقا بالجيش الشعبي او نصيرا متقدما في احد تنظيمات البعث.  ختاما اود الاستفسار من الجميع، ماذا نستفاد من سوق اكاذيب ضد شركأنا في الوطن؟، وماذا نستفيد من تشويه سمعة ابناء شعبنا العاملين في احزاب الوطنية الاخرى؟ الا يلصق هذا بنا وبناشطينا القوميين تهمة الكذب؟ وماذا لو تعرضنا الى ضيم من اي طرف، فهل سيصدقنا الناس حينذاك؟ واخيرا لو كان انصار ومؤيدي الحركة بهذه الخفة، وبهذه الطروحات الغبية فهل ان الحركة بحاجة الى الاعداء؟

363
بين ما يحدث في تلكيف وكركوك، اي دور يلعب شعبنا؟

تيري بطرس

كشف السيد يوسف متاوي في مقاله الاخير ان السيد باسم بلو قائم مقام تلكيف مشترك بعملية بيع اراض في تلكيف لغير ابناءها وللعرب بالتحديد .ويمكن الاطلاع على ذلك على الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=166326.0

وحيث ان تلكيف لا تمتلك مدير للبلدية فهو يقوم مقامه (السيد بلو)، ومن هذا الموقع يقوم ببيع هذه الاراض، والمعلومات التي وصلتنا تقول ان البيع والشراء عملية مخططة، وان هناك جهات معينة تقوم بتمويل الناس للقيام بالشراء، وخصوصا ان تلكيف مرشحة لتكون جزء من منطقة الحكم الذاتي لشعبنا، وهي مرشحة ايضا لتكون منطقة للسكن الراقي ومركز تجاري كبير. ولكننا من هذا المنبر نتوجه الى السيد باسم بلو لكي يوضح الذي يحدث. ونحن نعتقد ان السيد بلو لا يقوم بهذا العمل لوحده، فمن الواضح ان الامر ليس قانونيا مائة بالمائة ودليلنا الطلب المشكور عليه، المقدم من السيد ابلحد افرام الى البرلمان العراقي لتشكيل لجنة لبحث عملية تعريب تلكيف والطلب منشور على الموقع التالي لمن يود الاطلاع عليه
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,165449.msg3018673.html#msg3018673

،وعملية البيع الجارية  بهذه الصورة بحاجة الى تغطية من اشخاص متنفذون، يحصلون على نصيبهم المعلوم من كل صفقة. وندرك ايضا ان الحركة الديمقراطية الاشورية، لا يمكنها ان توافق على مثل هذه التصرفات المضرة بالعمل القومي وبوجود شعبنا والمضادة لمبادئها المعلنة ، وخصوصا ان القائم بمثل هذه الاعمال هو عضو لجنتها المركزية، ولذا ندعوها الى اتخاذ الاجراءات اللازمة، لكي لا تتلطخ سمعتها بممارسات بعض اعضاءها مثل الذي حدث حين تفأجأت بما حدث لممثلها في مجلس محافظة نينوى وعضو لجنتها المركزية. ومن هنا نود ان نسلط الضوء على قيام الكثيرين بالبناء وشراء الاراضي لاسكان ابناء شعبنا مثل ما يفعل الاستاذ سركيس اغاجان، في حين يستغل البعض مواقعهم التي استلموها بغفلة من الزمن وبمساندة من البعض من دون دراسة وتمحيص ببيع ارض ابناء شعبنا نهارا جهارا، فهل يمكن ان نعي ونفصل بين الغث والسمين في الادعاء والممارسة.
وعلى نفس المنوال يحدث في كركوك حيث  اتفقت الاطراف القوية على توزيع الحصص في مجلس المحافظة بشكل يتساوي العرب والتركمان والكورد بحصة ستة ممثلين لكل منهم، وان يكون هناك ممثل واحد لكل من الكلدان السريان الاشوريين وواحد للارمن واخر للصابئة المندائيين، فقام الحزب الوطني الاشوري بارسال رسالة احتجاج رسمية لهذا القرارالمتعسف وخصوصا ان التوزيع هو على اساس مكونات كركوك وليس حسب نسبة السكان ، مما اضطر فرع الحزب الوطني للقيام بتقديم احتجاج لما حصل مطالبا بمساواة شعبنا كونه مكون اساسي من مكونات كركوك، وهذا واضح من الخبر الذي نشره الحزب مقرونا ببعض الوثائق التي تؤيد اقواله وعلى الرابط التالي.
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,167322.msg3032112.html#msg3032112
بالطبع ان الحزب الوطني الاشوري الذي لا يمتلك مقاتلين ولا مليشيات يحاول ان يعمل ضمن امكانياته وقناعاته، ولكن اليس مطلوبا اليوم من الكل مساندته ومساندة الاتحاد الديمقراطي الكلداني في مطالبهم الخاصة في كركوك وتلكيف ومحاوله كشف ووقف ما يحدث في تلكيف من بيع اراض  تعود لابناء شعبنا، للاخرين في مسعى لتغيير المنطقة ديموغرافيا.
 اننا في هذا الاطار نود تذكير الجميع بما تم نشره ايضا من بيان لاطراف عراقية عديدة وبضمنها طرف من ابناء شعبنا لم يذكرنا كجزء من مكونات كركوك المنشور على الرابط التالي
http://www.ninweh.com/forum/index.php?topic=1526.0

لا نعتقد ان ما يحاول الحزب والاتحاد القيام به هو للمصلحة الحزبية، بل هو في صلب المصلحة القومية لشعبنا وفي كلا المثالين، وخصوصا لو ادركنا ان ما يحصل في تلكيف تقف وراءه كما هو ظاهر من سهولة الممارسة اطراف قوية ومقتدرة، تمكنت من تجنيد السيد باسم بلو ليعمل عكس قناعاته السياسية المعلنة.
ان الدعوة اليوم هي دعوة للوقوف الواضح  مع حق شعب وليس مع الموقف الحزبي فقط.
ان من يعمل على بيع ارض تلكيف وفي مناطق مهمة مثل المنطقة الفاصلة بينها وبين باطناي ، يخطط لامور اخرى، ليس من بينها بالتأكيد استملاك اراضي لتحقيق مصالح اقتصادية صرفة، ونحن اذا نؤمن ان العراقيين احرار في امتلاك الارض في اي بقعة من بلدهم، ولكن هذا يجب ان يحدث بعد ازالة التجاوزات العربية والتي شرعها النظام السابق عن اراضي ابناء شعبنا وتحقيق ما يصبوا اليه من حق اقامة الحكم الذاتي وبعد ذلك فالكل مرحب به ليعيش في اي منطقة من مناطق شعبنا، اما ما يحدث اليوم فهو من جانب عملية لمحاولة وأد مشروع الحكم الذاتي لشعبنا، ومن جانب اخر الحصول على موارد مالية من بيع ارض لابناء شعبنا غالبيتهم مهاجرين وغير متواجدين، اي سرقة في وضح النهار.
 ان شعبنا مدعو لاخذ الامور بعين الريبة والشك، وان من يعمل من اجل طموحاته وضمان مستقبله بات واضحا في الجانب الواضح من الصورة، والذي لا يعمل الا من اجل تكريس الانقسام والتشرذم وكيل الاتهامات للاطراف  الاخرى والذي لم يتقدم باي مشروع حقيقي لضمان مستقبل شعبنا، الا محاولة وأذ المشاريع الاخرى لكي يقول ها اننا هنا!
بين عمليات البناء وترسيخ تواجد ابناء شعبنا في ارضه التاريخية، ومن يدافع عن حقوقه وضرورة تحقيق هذه الحقوق وبين من يحاول بيع اراضيه من اجل وأد طموحات الشعب ومن اجل الحصول على الاموال وبأي طريق، حتى وان كان ببيع اراضيه للاخرين بدون وجه حق، فاصل اخلاقي يجب ان يدعم لصالح البناء، كما ندعوا ابناء تلكيف الحبيبة الى العمل من اجل كشف هذا الامر والدفاع عن حقوقهم في املاكهم وممتلكاتهم.


364
من قال ان نمرود بيتو فوق النقد؟



تيري بطرس

اعلن ويعلن الحزب الوطني الاشوري مرارا من خلال اعضاءه انه يرحب بالنقد الموجه له  كبرامج او كممارسة، وبالطبع يدرك الحزب ان النقد سيكون موجها ايضا لاعضاءه وما يقولونه اويمارسونه، والحزب يشجع هذا الامر ويرجب بذلك، لانه دلالة على حيوية شعبنا وقدرته على اعطاء البدائل الاخرى، وعدم الركون الى الجمود والسكوت، وهذا النقد سيكون موجها لاعضاء الحزب بمختلف مواقعهم ومسؤولياتهم، وهذا الامر كما قلت لا يخيف ولا يرعب الحزب، يل هو امر مرحب به كثيرا.
ولكن النقد وتمحيص وفحص الكلام او الممارسة امر وتقويل او فرض ممارسة لم يتم ممارستها ونشرها على انها باسم الحزب، فهذا الامر ليس نقدا، بل هو اجرام بحق الحقيقة واجرام بحق الشعب والانسانية، لان تقويلنا امر لم نقله، ومن ثم الانطلاق منه لنقد الحزب او ممارسة من ممارساته او للتهجم عليه، فهذا يدل على ان الناقد ليست غايته التقويم او تبيان الاخطاء او حتى الجرائم ان كانت هنالك مثلها، بل الغاية هي الصاق  تهم باطلة وكاذبة بالحزب لغاية في نفس القائل  او الناقد ليس الا.
فلنأتي كمثال اللقاء الذي حدث بين ممثلين عن الحزب الوطني الاشوري وحزب بيت نهرين الديمقراطي مع السيد ملا بختيار الناطق الرسمي باسم الاتحاد الوطني الكوردستاني، في هذا اللقاء والذي تم بطلب من السيد بختيار، تم التحدث بامور سياسية مختلفة وبالطبع، تم الحديث عن ما صرح به من الاخطاء ومغالطات بشان وجودنا وتاريخه ومحاول دحض احقيتنا التاريخية، وبالطبع حاول السيد بختيار التنصل  مما قاله بان قال لقد تم اساءة تفسير ما قلته، وهنا نقول انه لم يقل لقد اسأتم تفسير ما قلته بل لقد قال لقد تم اسأة تفسير ما قلته مبنيا للمجهول، وهو تعبير للتنصل مما قاله ان كان حقا انه قاله كذلك، وهو كذلك تعبير خجول عن تقديم الاعتذار والذي اقر باحقية شعبنا المطالبة فيه، ولكن ما فات البعض انه نقل عنه ايضا وفي نفس الاجتماع تأييده لمطالب شعبنا بالحكم الذاتي في مناطقه التاريخية، وهو قول يناقض كل ما قاله سابقا عن عدم احقيتنا بمطالب في الارض، وهو واضح لا لبس فيه، وهو دلالة اخرى على تراجع الاستاذ بخنيار عن اقواله.
ولكن المفاجأة اننا اطلعنا على مقالات للاساتذة ياقو بلو وسامي بلو اقل ما يقال عنها انها تلوي عنق الحقيقة، لا بل تكسر عنق الحقيقة، لحد وصل الامر الى تلفيقات وتقويل الاستاذ نمرود بيتو الامين العام لحزبنا امور لم يقلها او لم يكن طرفا فيها. فالسيد ياقو بلو يقول وننقل لكم ادناه نص اقواله ((يدعي السيد بيتو بأن المسؤول الكردي اسر له بسوء فهم الناس لتصريحاته خلال لقاء جمعه به والسيد روميو هيكاري (السيد بيتو هو رئيس الحزب الوطني الاشوري والسيد روميو هيكاري هو رئيس حزب بيث نهرين المنشق عن الحزب الاصلي وبنفس التسمية)بناء على طلب المسؤول الكردي،وقد استخدمنا لفظة<اسر>لندلل على ان المسؤول الكردي لم يرد ان يكون اقراره هذا علنا،والا ما الذي منعه حينها من الادلاء بتصريحه هذا حين هاجت الساحة الثقافية وماجت(ولا ادري ان كان السيد هيكاري قد سمع شكوى ملا بختيار وهو يهمس بها للسيد بيتو ام ان الامر اقتصر فقط على السيد بيتو،لاننا لا نستغرب ان يكون ملا بختيار قد همس بذلك في اذن السيد بيتو اليسرى دون اليمنى حذرا من سماع السيد هيكاري انتهى الاقتباس)) فلتستمعوا الى المقابلة التي اجراها الاستاذ ولسن واذاعة SBS معه فهل ستجدون كلمة اسر لي وهي تعني ان السيد بختيار قد وشوش في اذن السيد نمرود بيتو لكي لا يسمع السيد روميو حكار بزعم السيد ياقو بلو، ولكن لو علمنا في الحقيقة ان السيد  نمرود بيتو عندما يقول قال لنا السيد ملا بختيار فانه لا يعني نفسه ولا يعني السيد روميو حكاري بل يعني الحزبين ووفيديهما اللذان تقابلا مع السيد ملا بختيار والسيد تمرود بيتو لم يكن ضمن الوفد اصلا، بل بقوله انه قال لنا يعني انه صرح للوفدين، ومنهم وفد الحزب الوطني الاشوري. واطلعوا على الفقرة ادناه من مقالة السيد ياقو بلو واحكموا العقل فيها فهل يتطلب قول السيد نمرود بيتو كل هذا حقا؟((قيل في احاديث الاولين:ان شر البلية ما يضحك فيها،وفي حكايتنا لهذا اليوم يكاد ان يكون شر البلية ما يبكي فيها،خاصة حين يصر البعض على الاستخفاف بعقولنا والاستهانة بمقدرتنا على الفهم والاستيعاب،والطامة الكبرى ان يكون هذا البعض ممن شاء سوء حظ امتنا ان يكون لهم اسماء كبيرة تروج لبضاعة فاسدة ذات مواصفات تتطابق وشروط سوق تجارة الخسة والانتهازية الرائجة هذه الايام في الوطن العراقي الذي صارت رقعة جراحاته تمتد افقيا وعاموديا يوما بعد يوم. انتهى الاقتابس)) فالسيد نمرود عندما صرح بما قاله الملا بختيار لم يقل انه يوافقه الرأي بل قال انه كان من الافضل بلا شك ان يعتذر وهو المطلوب ولكن نحن شرقيين وكما تعرفون ان الشرقيين يجدون صعوبة كبيرة في مثل هذه الامور ويتم شخصنتها، وهنا اود ان اقول واعقب هل نحن نريد اكل العنب ام قتل الناطور كما يقول المثل السوري، الم نحصل على تأييد الملا بختيار لمطالب شعبنا في الحكم الذاتي على ارضه التاريخية، والم يكن ذلك اعترافا باننا نمتلك ما رفضه في اقواله سابقا؟ فاذا اين الاستهانة بعقل السيد ياقو بلو الذي حول كلمة (قال لنا) اي قال لوفد الحزبين الى اسر لي، فلا ادري هل كان هناك عقلا يعمل ام لا لكي يتم الاستخفاف به؟. وهل يعلم السيد ياقو بلو ان كاتب هذه السطور كان اول من كتب مناقضا ما قاله او نسب للسيد ملا بختيار وتم نشر ذلك في وسائل الاعلام الكوردية، قبل اي واحد اخر، فالظاهر ان السيد ياقو بلو كان مغيب العقل حينذاك ليس الا. ان الظاهر من اقوال السيد ياقو بلو اما انه لم يسمعها او ان سمعها فهو لم يفهمها اساسا، كفهمه لاسم الاب عمانوئيل يوخنا الى عمانوئيل خوشابأ، وفهمة لاسم الاخ عمانوئيل خوشابا نائب الامين العام للحزب الوطني كاسم الاب عمانوئيل.
السيد نمرود بيتو خلال كل المقابلة لم يقل انه يعتقد  او ان الشعب الاشوري اساء فهم ماقاله الملا بختيار يا سيد ياقو بلو بل قال نقلا عن ملا بختيار انه قال لقد اسئ فهم ماقلته وهذا لا يعني ان السيد نمرود يعتمد اقول السيد ملا بختيار حقيقة ثابتة، ولكن نقول صح النوم سيد ياقو بلو اسحق الباطناوي وتفظلوا اطلعوا هذه الفقرة ((
،فأن السيد نمرود بيتو يصر بعناد غير مبرر ان يهين الامة التي يتشدق بالانتماء اليها وتمثيلها في المحافل الوطنية والدولية انتهى الاقتباس.)) اين الاهانة في اقوال السيد نمورد بيتو ايها الكاتب الفاضل، انها ليست ازمة مثقفين بل مصيبة مثقفين يحاولون باصرا عجيب نشر اكاذيب في ضوء النهار، وكأن عقول الناس مستودعات لكلمات اسنة.
وهذا الامر كرره في مقالة سابقة ادناه نتف منها ((تحدثت في مقالتي السابقة عن رد الامانة العامة لمجلس الوزراء الموقرة على رسالة بعض المسيحيين المقيمين في المانيا،وكيف ان هذه الامانة التي لا تمت الى الامانة الحقيقية بشيّ انما هو مجرد اسم اتفق عليه بحكم نوع المهمة التي يمارسها القائم بهذه الوظيفة،اما اليوم فأنني سوف اتحدث عن بعض الذوات الذين وقعوا تلك الرسالة ومساهماتهم المشبوهة في التحالف الكردي الشيعي الذي يعمل حثيثا في سبيل شرذمة هذا الوطن الذي بناه اجدادنا بالحب،وحين اقول الكردي- الشيعي لا اعني مطلقا الانسان الكردي او الشيعي انما اعني القيادات وكل زمر الطبالين والمزمرين والمشعوذين والمنجمين التي تدور مصالحها الخاصة في نفس فلك هذه القيادات،واقتصار حديثي على من سأذكرهم ناتج عن جهلي بحقيقة نشاط البقية بأستثناء السيد كامل زومايا الذي لا تفي معرفتي به اسباب الحديث عنه في العلن،كما سأتناول بعض السلوكيات التي تدلل على صحة مزاعمي واتهاماتي لقيادات الشيعة والكرد 
تصدر اسم الحزب الوطني الاشوري فرع المانيا اسماء الموقعين على الرسالة وورد اسم القس عمانوئيل خوشابا ثالثا كما لا زلت اذكر واتمنى ان لا تكون قد خانتني الذاكرة،ولو تأملنا في سبب توقيع الكاهن الجليل منفردا وليس ضمن الحزب الوطني الاشوري سوف لن نجد اي مبرر،لانه وكما هو معروف للجميع ان قيادة هذا الحزب تكاد تنحصر عمليا في عائلة بيتو كما هو حال الحزب الام الذي تفرعوا عنه واعني به الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي جعل في خدمة آل البرزاني وكما كان الحال في العراق قبل سقوط النظام في العراق،حيث كانت ارادة حزب البعث مرهونة بأرادة عائلة صدام حسين حصرا انتهى الاقتباس))

وكما تلاحظون ان السيد ياقو بلو يريد ان يضع نفسه موضع الشخص المانح للاخرين مواقعهم ودرجاتهم التي احتلوها لجدارتهم لهذه الصفات وليس لاي امر اخر، فالاخ القس عمانوئيل بيتو يوخنا هو كاهن في كنيسة المشرق ومنذ عام 1987 اي لما يقارب العشرون عاما، وقد خدم بصفته هذه في كنائس عدة وبلدان مختلفة، وهو لا يزال نشطا في هذا المضمار، اي انه كاهن لان الكنيسة رسمته كاهنا ولانها كلفته بالقيام بالخدمات التي يقوم بها الكهنة، فهل يضير السيد بلو ان يعلن شخص ما درجته او موقعه وهذا الاعلان لا يضر البتة ابناء شعبنا ولا ابناء ديننا؟ ام هي حرشة فقط؟
لا ادري من اين يعلم السيد بلو عن تاريخ الحزب الوطني الاشوري وتحالفاته، ولا ادري هل يعرف السيد بلو ولو عضو واحد من اعضاء الحزب الوطني اصلا، لكي يحكم عليه وبشطحة واحدة حكما جائرا، وكأن بين الحزب والسيد بلو عداوة قديمة، علما انني اعرف الحزب منذ اربعة وثلاثون سنة  ولم اعلم انه يعادي ابناء شعبنا مهما اختلف في الرأي معهم كافراد او كتنظيمات.
طبعا السيد بلو لا يعرف الموقعين على الرسالة الا انه يعرف شيئا صغيرا عن السيد كامل زومايا، ولهذا فهذه المعرفة لا تسمح له بان يحكم على السيد زومايا ولكن، عدم معرفته بالحزب الوطني الاشوري، واكاد اجزم ولا حتى باي عضو من اعضاءه، سمحت له ان يتهمة بالاتهامات التالية وبلا خوف ووجل وبلا مراجعة ذاتية لما كتبه (( بالمساهمة المشبوهة، و وكما هو معروف فان قيادة الحزب تكاد تنحصر في عائلة بيتو، وهو متفرع من الحزب الديمقراطي الكوردستاني انتهى الاقتباس))، اذا جملة اتهامات واكاذيب ومقرونة بكما يعرف الجميع بتأكيدات لا يدري المرء من اين اتى بها الرجل ولا كيف استقاها. 
اما الاستاذ سامي بلو فهو ايضا يكرر وبتشويه متعمد لما قاله الاستاذ نمرود بيتو فهو يقول في مقالته المعنونة ب الوزير الاشوري يزكي ملا بختيار فهو ينقل عن الاخر نمرود ما يلي ((لقد أساء الشعب الاشوري تفسير تصريحات ملا بختيار" هذا ما افاد به وزير السياحة في "اقليم كوردستان" الاستاذ نمرود بيتو في المقابلة التي اجراها معه الاعلامي الاشوري ولسن يونان لاذاعة  SBSمن استراليا  انتهى الاقتباس)) واعتقد ان السيد بلو الذي يتشدق باشوريته وبهذا الانتماء ونضاله من اجله، وهو ما لا نشكك فيه، ولكننا نقول انه كان اولى به ان يكون كاشوري صادقا مع نفسه ومع ما ينقله عن الاخرين، فالسيد نمرود بيتو لم يصرح ولم يقل من ذاته بل نقل ما قاله السيد ملا بختيار، وهذا الامر واضح جلي في المقابلة ولا ادري من اين اتيت بما كتبته ((ان تصريحاتك تدل على مدى استهانتك بمشاعر شعبك والاستخفاف بعقولهم ، فالشعب الاشوري ليس بحاجة لاحد ان يفسر له الكلمات التي وصفَته بالمقيم على ارض ابائه . لقد انكر علينا ملا بختيار الناطق الرسمي باسم الاتحاد الوطني الكردستاني ، انكر علينا حقوقنا على ارض اشور التاريخية  انتهى الاقتباس،)) عندما يطلب السيد سامي بلو منا ان نصدقه في كل مايقوله، اليس مطلوبا منه ان يكون امينا في ما ينقله على الاقل ام انه يعتقد ان عشرون دقيقة ونصف الدقيقة زمن المقابلة زمن طويل ولن يستمع اليها احد.
اذا سيد سامي بلو الشعب الاشوري لم يطلب الاعتذار من ملا بختيار، بل كان هناك حوار مسؤول ومعقول فسر السيد بختيار ما تم تناقله عن لسانه، وكان هناك تطور في موقفه وهو تأييده لحق شعبنا في تمتعه بالحكم الذاتي في مناطقه التاريخية، الم يكن هذا التأييد كافيا ليناقض اقواله السابقة؟ ان محاول نقل الخطأ والكذب لا يعتبر في قناعتي عملا قوميا اشوريا، ولا نضالا قوميا بل تخريبا قوميا. فالسيد نمرود بيتو لم يقل اساء الشعب الاشوري تفسير تصريحات ملا بختيار فمن اين اتيت بهذه الجملة الافتتاحية لمقالك الوزير الاشوري يزكي ملا بختيار وبكل هذه الثقة، الا تعتبر وضعك هذه الجملة على لسان السيد نمرود بيتو كذبا ونقلا مسيئا لك شخصيا قبل ان تكون مسيئة لمن وضعتها على لسانه، فالناس لا تزال تمتلك عقولا، ام انك تعتقد غير ذلك؟

365
الارتقاء بالوزن السياسي لشعبنا

تيري بطرس


تلعب الاكثريات الديموغرافية دورا كبيرا في سياسة بلدانها، هذا امر واقع، ولكن للاقليات الديموغرافية او ما اصطلح عليه الاقليات القومية سبل وطرق لتتمكن من الارتقاء بمكانتها السياسية ودورها في مسار بلدها، سواء من ناحية التخطيط او التنفيذ.
لا نشك ابدا ان وصولنا الى مرحلة يطلق علينا فيها مصطلح الاقلية لم يكن جراء عقم حنسي اصاب ابناء وبنات شعبنا، بل قد صرحنا مرار وتكرارا ان السبب كان مذابح كبير تعرض لها، ولكن الواقع يقول اليوم اننا بتنا اقلية ديموغرافية في وطننا العراق، وعلينا البحث عن السبل الكفيلة للارتقاء بدورنا ومستوى مشاركتنا في القرار السياسي لبلدنا وفي مستوى تمتعنا بخيرات وطننا، كحق ومن ثم كواجب .
طبعا من المالوف القول ان وحدة شعبنا كفيلة برفع رصيده السياسي، وهذا حق، ولكن هل يجب ان تتوحد كل القوى او ان شرط الوحدة هو الحد الذي لا بد منه؟، ولكن الوحدة لا تأتي من الفراغ، الوحدة هي الحل الوسط او لمتطلبات مختلف القوى الفاعلة في شعبنا، ان استئثار اي طرف برؤية معينة ومحاولة فرضها وتسويقها بالرغم من الاخرين يعني افشال اي محاولة للوحدة، وهذا ما لاحظناه في مسيرة قوانا السياسية للسنوات الماضية.
ان تحقيق وحدة كاملة امر قد يكون مستحيلا في اي شعب، ولكن تحقيق وحدة كبيرة تشمل قطاعات سياسية كثيرة، تأخذ المبادرات وتطرحها للشعب وتفنذ رؤى الاخرين وخلفيات هذه الرؤى، يعني السير في الطريق الصحيح لان الشعب قد لا ينتظر سنوات طويلة لكي تدرك القوى النابذة للعمل الموحد، لاي سبب كان، ان مصلحة الشعب العليا اهم من المهاترات اللفظية والتي لاتعني شيئا غير محاولة ادخالنا في صراعات تافهة لا تغني ولا تسمن.
ان البحث عن عوامل القوة لكي يلعب شعبنا دورا اقوى ويتمتع بامتيازات اكثر امر مطلوب ومهم، وهو مطلوب من المثقفين والسياسين بالدرجة الاولى لانها مهمتهم الاساسية
دور السياسيين والمثقفين هو وضع الاهداف القابلة للتحقيق وبوضوح تام امام ابناء الشعب لكي يدركوا ابعادها ومراميها ولكي يتمكنوا من الانخراط في اطارها والعمل سويا لاستخراج طاقة العمل الموحد وتبيان قوة الفعل من اناس يؤمنون بما يفعلون ويقولون. بالطبع هذا يتطلب جمع اكبر عدد من القوى السياسية ومؤسسات المجتمع الاخرى بشكل واضح خلف الهدف، لان الهدف يعني بالظرورة انه لصالح الجميع، واظهار وحدة المصلحة ومكامن هذه المصلحة لكل الاطراف.
ففي بيان اباء الكنيسة والذي صدر في نهاية العام الماضي، قام مجموعة من رجال دين بتفسير مناقشات وحوارات الى قرارات سياسية تصدر من مجمع لا وظيفة سياسية  له، لا بل ان الطامة الكبرى ان هذا القرار الغى مطالب شعب وقوى سياسية باكملها لصالح تخوفات وهمية، ولكن بالحقيقة ان القرار او الصيغة التي خرج بها والتي لم تكن مقرة كانت لصالح استيلاء طرف كنسي ما على القرار السياسي لشعبنا، باعتبارنا مسيحيين فقط. اي الغاء كل خصوصية ثقافية حضارية لغوية تراثية تاريخية لنا، واستحقاقات هذه الخصوصيات المنصوص عليها قانونيا، ليس القانون الدولي بل العراقي ايضا، وكان امرا جيدا ان سارعت بعض الكنائس للنأي بنفسها منه وكلنا امل ان لا تخطو الكنيسة مثل هذه الخطوة .
الحكم الذاتي لم يكن في يوم الايام طرحا تقسيميا، رغم اصرار البعض على تسويقه كذلك، والا فهل كان الحكم الذاتي لاقليم كوردستان تقسيما للعراق الذي اقر في سبعينيات القرن الماضي، وهل كان تمتع جمهوريات ومناطق الحكم الذاتي في الاتحاد السوفياتي السابق تقسيما له، وهل تمتع ولايات الامريكية بالفدرالية هو تقسيم لها علما ان الفدرالية لها صلاحيات اكبر من منطقة الحكم الذاتي المطالب بها، ام ان وحدة الامارات العربية المتحدة هو عمل تقسيمي، ولكن مؤيدي او العاملين في النظام الفدرالي يعارضون حقا لشعبهم اسمه الحكم الذاتي، ماذا يعني ذلك الا يعني بازار سياسي  يدفع شعبنا ثمنه، فالحكم الذاتي بما هو منظومة ادارية تشريعية تنفيذية، يعني بتنظيم وادارة وتشريع القوانين وتنفيذها لمجموعى سكانية متميزة، تمتلك خصوصيات معينة ذكرناها انفا، في اطار هذه الخصوصيات ولتطويرها وبلورتها كان ولا زال مطلب الحكم الذاتي مشروعا شرعيا وخيرا لشعبنا في كل اماكن تواجده، لانه سيخلق شرعية قانونية لقيادة شعبنا لاول مرة منذ زمن طويل، بما يمكن هذه الشرعية من اتخاذ القرارت المهمة لوقف النخر وعوامل الانقسام التي تعمل في شعبنا، وهذا ما يفزع البعض ويجعلهم يعملون كل ما باستطاعتهم للتخريب على هذا المشروع، انه يرعبهم لانهم يعتقدون انه سيهز عروشهم المهتزة، تلك العروش التي وقف ساكتا امام انتهاكات واضحة وجلية تعرض لها شعبنا وقراه وكنائسه.
ان تعرية مواقف العاملين ضد مشروع الحكم الذاتي امر حيوي، لانهم يحاولون وضع العصى في دواليب مسيرة شعبنا، ولاسباب معلنة تافهة ولكن الاسباب المضمرة امر اخر. ان على السياسين خلق تفاهمات واسعة ليس في شعبنا فقط، بل العمل الجاد لزيادة رقعة التحالفات الوطنية، وتبيان الاسباب الحقيقية لهذا الطلب المشروع، علما ان مشروعنا للحكم الذاتي لا يسرق من احد، نه يطالب بحقوقنا كعراقيين وكشعب اصيل على هذه الارض، لكي يتمكن من المحافظة على خصوصيته، ولا اعتقد ان التمتع بهذا  الحق سيضر الاخرين، الا اذا كانت هنالك مواقف شوفينية مسبقة من حقوق شعبنا.
اليوم وبرغم من انجازات كبيرة ومشهود لها تمت في اقليم كردستان ومنطقة سهل نينوى، الا انها باعتقادي لا تكفي، فالعمل الاساسي الواجب اتمامه على كل السياسيين وبالاخص المثقفون، هو زيادة اواصر الارتباط بين الانسان وارضه التاريخية، لا بل زيادة الروابط بين ابناء شعبنا في الاقليم كله وسهل نينوى لكي يكون كتلة قوية، يتمكن من ايصال صوته بقوة وبثقل سياسي اكبر، ان تحقيق ارتباط بين الشعب والارض، هذا الارتباط الذي اهتزل نتيجة للفترة الطويلة التي اخذتها هجرته والبالغة ما يقارب نصف قرن وولادة اجيال عاشت في المدن، ولكن هذا الارتباط سيكون اقوى بدفع الشباب الى الالتحام مع واقعهم الجديد واقامة مشاريع مشتركة، سواء مشاريع تجارية او مشاريع ثقافية اجتماعية رياضية، ان الخمو ل والكسل لا يصنع شعبا، بل الهمة والاندفاع للعمل وتقديم مبادرات مهمة هو الطريق اتعميق الارتباط بالارض.
في الغرب تجد ان المنظمات التي تعتمد على التطوع في عمل ما كثيرة، ان هذه المنظمات لها دور فاعل في تطور المجتمع وفي نشر قيم التسامح والمحبة والخدمة العامة بين الشبيبة، بل ان الشباب المنضوون في هذه المنظمات مفظلون في الجامعات والاعمال.
كنا نحن شبابا في بداية السبيعينيات عندما انظممنا الى لجان الشبيبة، والتي كانت تعمل في الكنائس التابعة للكنيسة الشرقية، هذه اللجان كانت تطوعية، وكانت تقوم بتعليم الاطفال مبادئ الدين المسيحي وكذالك لغة الام  السورث، لا بل وصل الامر بلجنة الشباب الاشوري في كنيسة مار عوديشو في منطقة الصناعة ان عممت مجانية التعليم كليا بفعل مساعدة الخيرين، حيث كانت توفر القرطاسية والكتب للاطفال مجانا، وكانت تقدم دروس في التاريخ وتقدم مسرحيات ومهرجانات شعرية او ادبية، انها كانت عمل تطوعي وقد تمكن هذه اللجان من نشر الوعي القومي والوقوف موقفا رافضا للهجرة، ولتعريب او اسلمة المجتمع بفعل مواقف اعضاءها، وكانت في فوهة المواجهة  في الكثير من المواقف، ان هذه اللجان ورغم ان الكثير من اعضاءها كان مسيسا بل اعضاء احزاب سياسية سرية في شعبنا، الا انها بصفتها هذه بثت ايضا امل جديدا لشعبنا ولمستقبله، سارعت الدولة الى الامر بغلقها في نهاية السبيعينيات، الا ان تجربتها تقول ان هناك امكانية لتعميم التجربة بين ابناء شعبنا مرة اخرى في اقليم كوردستان وسهل نينوى.
فدور مثل هذه اللجان والجمعيات كبير في دفع شعبنا للانخراط ليس في العمل السياسي فقط ، بل في كل المجالات المفيدة للمجتمع، ان المنظمات التطوعية، تعني انشغال الشبيبة بامور مهمة، بدلا من التثأب وانتظار المجهول، فالفراغ لا يعلم الا الوقوع في الاخطاء والامور السيئة، ان بث ثقافة المنظمات التطوعية امر مهم وحيوي لكي ينشغل الشباب ويصرف طاقته بامور مفيدة للمجتمع، ولكنها ايضا مفيدة جدا في اظها الوزن السياسي للشعب، لانها ستكون خلية نحل تعمل على زيادة اللحمة بين كل ابناء شعبنا.     

366
المنبر الحر / المنتظر من عشتار
« في: 17:54 23/01/2008  »
المنتظر من عشتار

تيري بطرس

نحن نتحدث عن قناة عشتار التلفزيونية الفضائية، وبالتالي لا بد من اخذ صفتها الفضائية بنظر الاعتبار، عند التحدث عن المأمول منها كقناة تلفيزيونية تعود لشعبنا، وهنا ايضا عندما نقول انها تعود لشعبنا او الخاصة به، هذه الصفة هي الاهم بالنسبة لنا عندما نريد التحدث عنها، فحقيقة انها ليست القناة الوحيدة الخاصة بشعبنا، لا يجب ان ينسينا انها اي القناة تلتقط في اغلب بقاع العالم، وبالتالي فكان من المأمول ان تتجه الى ابناء شعبنا بلغته لانها اللغة الوحيدة التي تربطه والتي يبقى اغلبهم يفهمها بشكل مقبول خارج اللغات الوطنية التي يتعلموها.
ولاهمية عشتار وما بعثته من امال في تحقيق التواصل بين كل اجزاء ابناء شعبنا المشتت نتيجة للحدود التي وضعت بعد الحرب الكونية الاولى ونتيجة للمهاجر المختلفة التي وضعه القدر فيها جراء الاضطهادات المستمرة عليه ويحقه من حقنا وخوفا عليها وعلى رسالتها ان ننتقد ما نراه يسي الى رسالتها الحقيقية التي نعتقدها.
ان عوامل نخر الوحدة القومية كانت كثيرة في شعبنا لحد ان التواصل بين ابناء شعبنا وبشكل فعال كانت نادرة نتيجة لهذه العوامل ولعل اهمها النخر الطائفي الاجرامي وعندما نقول الاجرامي فنحن نصف بحق ما فعله هذا النخر في شعبنا  وخصوصا عندما بنى جدران عالية وجد الكثيرين انه من الصعب تخطيها لاجل التلاقي مع الاجزاء الاخرى من ابناء  شعبنا، في ظل انتشار الامية الثقافية والوعي القومي الحقيقي، وخلو الساحة من قيادات قومية عابرة للهويات الطائفية بشكل فعال.
ان وقوع ابناء شعبنا في ظل حكم الاخرين، جعله تحت رحمة مخططاتهم وتحت رحمة ما يضعونه من مفاهيم للوطنية والعدالة، ولقد كان الاخرين بحق من الجكمة بما يحقق اهدافهم من خلال منع التدريس بلغة الام في المدارس التي شكلوا فيها الاكثرية، وهذا الامر جعل البعض يتجه لتعليم ابنائهم لغة الاكثرية ليس كلغة يتمكن من خلالها حجز موقع له في سوق العمل، بل كلغة ام، مما شوه كثيرا اللغة المحكية وخصوصا في مناطق معينة او في مدن مثل بغداد والبصرة، في حين ان مدن اخرى ساهمت وبشكل فعال وبفعل مساهمة ابناءها من خلق لهجة موحدة للتحدث ومفهومة من قبل الجميع ولعل منها الحبانية وكركوك وبعض مناطق بغداد بعد منتصف الستينات من القرن الماضي، كان يجب ان تتخذ كنماذج للغة الحوار المشترك اثبتت نجاحها العملي.
ان عملية تعليم الشعب لكي يتوحد من خلال مناهج تعليمية موحدة قد تستمر سنوات طويلة وتتطلب جهود مضنية لا بد من تحملها،ورغم بطئها الا انها تتعرض لمحاولة التشويه بفرض نماذج دراسية غير عملية لا يمكن ان تخلق شعبنا واحدا موحدا لحد اننا نشك ان اصرار البعض على هذا النهج خلفه نفس طائفي دون النظر الى  مصلحة الشعب العليا.
 ولكن عملية توحيد الشعب على سماع لغة واحدة يستقي معلوماته منها ، لغة مبسطة لا تحوي كلمات غريبة ولكنها في الوقت ذاته لا تحوي كلمات ثقيلة وغير مسموعة او لا تحمل اي موسيقية ما، هو احد الطرق السر يعة لوحدة الشعب، لانه بمجرد ان يتحدث لغة موحدة سيزول حاجز كبير من حواجز التشتت والتجزء، ان التحدث بلهجة موحدة وجعلها لغة المخاطبة الرسمية ولغة التعلم، هو مهمة اساسية لاي وسيلة اعلامية لشعبنا، انه امر يجب ان نغامر به ونعمل من اجل نشره، فالوقوف وانتظار تحقيق وحدة الرأي في كل الامور امر صعب وخصوصا ونحن لا نختلف في الراي عند الامور العلمية لكي نحلها باختيار الاقرب والاصح من هذه الناحية، بل ان خلافاتنا لها خلفيات مذهبية مقيتة، اكثر مما هي خلافات في اختيار الاصح والافضل.
اذا نحن كنا نحلم ومن حقنا ان نحلم، ومن حقنا ان نتهجم وان ننتقد من نشعر انه يحاول طمس احلامنا او بالاحرى جعلها كوابيس ثقيلة تهدد البقية الباقية من وحدة شعبنا لا بل تحولة وبارادة ثابتة وذاتية الى التكلم بلغة ليست لغته او تبنيها كلغة موحدة وعلى الاخص في العراق وسوريا التي تنتشر العربية فيها وهي تشكل اللغة الرسمية الاولى.
عندما نفتتح قناة عشتار نبتداء بفلم كارتون عربي يمتد  والبرامج المرافقة له لمدة ساعة كاملة بالعربية، ثم يليها فلم وثائقي اخر بالعربية وهو الاخر لمدة ساعة او ما يقاربها ومن ثم يليهم  برنامج سكرتير التحرير بالعربية ومن ثم يليهم المسلسل العربي او المدبلج بالعربية قد يلي هذه البرامج اغنية بالسورث او اغنيتان نعم ولكن هل بالاغنية فقط تتحقق وحدتنا القومية ياترى؟ سيتم تقديم برامج خالصة اخرى بالعربية ومنها  برامج ترفيهية او فنية او تخص المراة وهلم جرا، ومن من ابناء شعبنا في البلدان الاخرى يتمكن من فهم هذه اللغة (اللغة العربية) او السورث المطعمة ب 90% بالعربية، كيف نريد لاطفالنا ان يفهموا بعضهم  بعضا في المستقبل ونحن نتكلم معهم بلغة عربية قد لا يفهمها الا نسبة ضئيلة من ابناء شعبنا، ولكن السؤال هنا هو عن الغاية من بث افلام الكارتون بالعربية، لماذا لا تبث بلغتها الاصلية اي اللغات الاجنبية المختلفة، ان لم تكن غايتها تعريب الاطفال ذهنيا على الاقل، ان وجود الامكانيات الكاملة للدبلجة اليوم يجب ان يحثنا على دبلجة كل ما يتم بثه، وكل ما يقراء يجب ان يقراء بالسورث لو اردنا حقا تحقيق وحدة الشعب  ليس وحدته من ناحية اللغة المستعملة بل من ناحية الذهنية الموحدة وهي عامل مهم للشعور بالوحدة بين ابناء مجموعة سكانية معينة، ان هذه الذهنية تتحقق من خلال عملية تلقي المعلومات  ذاتها وبشكل مستمر، ان الناس لن تبقى تتطلع الى سماع سلام هذا وذاك وتحيات هذه اوتلك فالامور ستصبح مملة ان لم تكن قد صارت، نعم كنا في اول الامر متلهفين لهذا الامر ولكن الناس تتغير وتمل من الامر ذاته وتكراره وخصوصا بعد عمليات التواصل الاخرى من الكلام المباشر عبر التلفون او البال تاك او غيرها من الوسائل الغير المكلفة.
باعتقادي ان سياسة عشتار الاعلامية كانت العمل الى ايصال المعلومات الى ابناء شعبنا في المجال الاول وفي المجال الثاني تعريف الشعوب التي نشاركها العيش وبالاخص العرب والكورد بشعبنا وبعاداته وتقاليده. ولكن ما نلاحظه وخصوصا في الاونة الاخيرة انها تحولت الى قناة ترفيهية عربية خالصة، فلو كانت للقناة سياسة اعلامية حقا  لوضعت مقاييس معينة لمن يعمل لديها كان يكون ملما على الاقل بلغة الام فكيف بقناة تقول عن نفسها انها للكلدان السريان  الاشوريين وهي تستعمل اسماء الاشهر الاجنبية فبدلا من كانون الثاني تستعمل يناير او فبراير بدلا من شباط، وهلم جر من الاخطاء الكبرى التي اثينا على البعض منها في مقالنا السابق.
نحن لا نعترض على الترفيه في القناة من خلال الاغنية والتمثيلة والبرامج المسلية، ولكن اليس من الغريب اظهار ان كل همومنا متعلقة بهذه الامور، وكأن شعبنا خالي من الكتاب والمثقفين والسياسيين، وكان حلول مشاكلنا الكثيرة والكبيرة سيتم بمعزل عن الناس وبمعزل عن النقاش وطرح الامور على بساط البحث. فعشتار يمكن ان تلتقي باي مبدع او مثقف اوسياسي من خارج شعبنا ولكن من ابناء شعبنا فهذا الامر ان حدث فهو نادر ان لم يكن هناك فيتو على ذلك!.
اذا من حق عشتار علينا ان نقدم رؤيتنا لما ننتظره منها، هذا اذا كانت تحترم رؤية مشاهديها، وتطلب منهم هذه الرؤية.
اولا _ ان القناة موجهة اساسا الى ابناء شعبنا وهي لخدمة هذا الشعب، وبالتالي العمل على انجاز مهام اساسية ومنها تحقيق الانسجام والوحدة من خلال مخاطبته بلغة موحدة مفهومة، وهي لغته، وايصال المعلومة اليه سواء كانت سياسية او ثقافية  او غيرها.
ثانيا _ ندرك ان شعبنا يعاني من انقسام في مجالات متعددة ومنها المذهبية التي ولدت مشكلة التسمية وينطلق منها اللهجات المتعددة التي هي امر طبيعي في اللغة الواحدة الا ان التمذهب ياخذ الامر بعد انقسامي، وعشتار كقناة تلفزيونية عابرة للحدود والقارات تدخل بيوت ابناء شعبنا يجب ان تعمل على تعميم لغة سورث مفهومة وسلسلة وليس نشر العربية، فالعربية تمتلك اكثر من ثلثمائة قناة فضائية تتكلم بها، علما ان العربية لا يفهمها ابناء شعبنا من الاصول التركية او الايرانية او من دول الاتحاد السوفياتي السابق، وهذا الامر ينطبق على مواليد المهجر، فكيف نريد ان نربط كل هذا الشتات وكيف سنقدم لهم المعلومة المطلوبة، ونحن نتكلم  في اغلب برامجنا بالعربية، ان من يعرف العربية امامه خيارات كثيرة لكي يختار، ولكن الذي يعرف السورث او الذي يريد ان يسمع السورث من اين سيختار اذا كانت قناته الوحيدة قد اختارت العربية لغة رسمية لها.
ثالثا _  قد يتطلب تمويل عشتار اموالا طائلة حقا، ولكن يمكن طرح مبادرات واليات ليشارك الشعب في تحمل قسط من العبء، وهذا حق لانه ليس هناك امر مجاني، انني ادرك مدى صعوبة الامر الا اننا لم نضع اي مقياس او مبادرة فعلية لهذا الامر.
رابعا _ تقديم برامج تاريخية واخضاعها للنقاش الحر وبرامج تراثية وترابط التراث وتاريخ الشعب، تقديم برامج في الشأن اليومي ومنها الشأن السياسي وبرامج سجالية ورأي، فالذي يبحث عن الاغنية العربية او المسلسل العربي سيجده في كل التنوع الذي تضمه  اكثر من 300 قناة عربية، ولكن عشتار يجب ان تحافظ على خصوصيتها المتعلقة بشعبنا وهمومه واماله.
خامسا _ الابتعاد عن التلقين، فحتى في برامج دعائية او متابعة لنشاطات معينة نرى تلقين الناس ما يجب ان يقولوه، وهو يحدث بشكل مكشوف وغير سليم ويعطي رسالة معكوسة، فلنختصر تسمية مجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري بكلمة موتوا اي المجلس بالسورث وننشرها لكي يتعلمها الناس ويرددوها بدلا من تلقينهم هذا الاسم المطول وترديده كل مرة.
ولاعتقادي ان الامر يتطلب اراء اخرى ووجهات نظر مختلفة فاناا ادعوا كتابنا ومثقفينا لطرح رأيهم في هذا الخصوص لكي يكون لنا قناة مؤثرة وفاعلة لخدمة شعبنا وتطلعاته المستقبلية.

367
التعريب القسري بين عشتار وبعض الكنائس


تيري بطرس

ابان فترة معارضة النظام السابق استعملت القوى السياسية الاشورية والكوردية والتركمانية مصطلح التعريب القسري، اشارة الى عمليات تعريب الانسان والارض والتاريخ التي كانت جارية على قدم وساق حينذاك، وقد شملت كل من لم يكن عربيا، وكل ما لم يكن عربيا، مثل التاريخ، في الحملة المعروفة باعادة كتابة التاريخ او الارض التي تم الاستيلاء عليها وتحويل سكانها الى المجمعات القسرية، وكما ترون فكل شئ كان قسريا، اي لم يكن بارادة اصحابه.
لنكون صريحين مع انفسنا ولنقولها بالفم الملان، اننا رفضنا التعريب وكل ما رافقه، لانه كان اعتداء على حرية الانسان وحرية وجوده وحريته في الاحتفاظ بما ورثه من التراث والعادات والقيم وتطوير كل ذلك، لا عيب في التلاقي الحضاري والتواصل والتفاعل ولكن ان يفرض علينا ترك كل ما نملك لاجل التعريب او لخاطر عيون العروبة فهذا محال ومرفوض، ونفس الشئ ينطبق في حالة  حاول احدهم فرض التكريد او التتريك علينا لا سمح الله، فعلينا ان نرفض وبكل السبل هذه العملية لانها تتعارض مع ابسط حقوقنا كشعب وكبشر، ونعتقد ان موقف الاخوة الكورد والتركمان سيكون سليما عند رفضهم لاي عملية تغيير الهوية بالقسر عليهم وعلينا مساندتهم في ذلك، كما نطالب مساندتهم في اي عملية لفرض قيم بالقوة علينا، ان العقل والمنطق بقولان ان الفرض هو عملية مخالفة لطبيعة الا نسان فالانسا ولد مخيرا وسيبقى كذلك.
اذا كان التعريب القسري مرفوضا من الحكام والقوى المسيطرة ويتطلب المقاومة وبكل الوسائل، لانه يحاول طمس هوية الانسان القومية، فما بالكم بعملية التعريب التي تقاد من داخل بيتنا ومن مؤسساتنا العريقة والتي احد واجباتها حماية وتطوير الهوية القومية والدينية لشعبنا، فبعض الكنائس قد قررت ان لغة  قريش هي افضل من لغة الاباء والاجداد او هي اقدس من اللغة التي تكلم باحد لهجاتها الرب يسوع المسيح، ولذا فنراها في بلداتنا وقرانا التي شهدت في نهاية الثمانينان وبداية التسعينيات من القرن الماضي نهضة ادبية وفكرية وبلغة الام ومنطلقة من وعي قومي متطور، في نفس البلدات نرى نكوصا نحو العربية بقيادة كنائسها وبعض رجال دينها ونحن عندما سمعنا عن طروحات القس لوسيان اعتبرناها هرطقة شاذة خارج اطار عمل منسق الا ان ما نشاهده ونراه من الممارسات في هذه الكنائس تجعلنا نعتقد ان البعض مصر على تغيير هوية الشعب الكلداني السرياني الاشوري في مخطط  جرمي لا نعرف من يقف خلفه حقا، الا ان هذا المخطط يذكرنا بان مصيرنا سيكون كمصير اخوتنا الموارنة، الذين لم يفتقدوا هويتهم القومية فقط بل تعرض وجودهم الى الخطر كطائفة دينية ايضا وخصوصات بعد الحرب الاهلية، برغم من الخدمات الجليلة التي قدموها للعروبة والعرب.
لا اعتقد ان الاطفال او الغالبية منهم يتكلمون في بيوتهم ودورهم ومع اباءهم وامهاتهم بالعربية لكي تقوم الكنيسة بتلقينهم الدين المسيحي يالعربية، والغريب ان بعض رجال الدين وحتى ابان اقرار التعليم بالسريانية اصر على ان يكون تعليم المسيحية بالعربية في اقليم كوردستان في الوقت الذي لا يعرف غالبية التلاميذ العربية او ان اجادتهم لها قليلة جدا فهل كان ذلك خدمة للمسيحية ومبادئها ياترى؟. في كل المحاولات التي جرت للتعليم بالسريانية والتي عمل الكثيرين من اجلها، كنا نرى وبعد اقرا الامر، مثال بعذ اقرار الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية، وبعذ اقرار التعليم بالسريانية، يظهر من لم يهتم للامر فجاءة فارضا شروطا لانه يدرك انه لو لم يوافق فان العملية ستبؤ بالفشل، فكان شرطهم تأييد التعليم في حالة كان التعليم باللغة السريانية المستعملة في  الكنائس في عملية لوأد التعليم من اصله، والا  فكيف تريد ان تعلم طفلا لغة لا يستعملها في بيته، نحن ندرك ان اللغة المحكية قد تطورت بفعل كونها غير مكتوبة، وان اللغة المستعملة في الكنائس او اللغة الطقسية او السبريتا بقت في داخل الكنائس والاديرة وصار هناك بون ما بينها وبين اللغة المحكية، ولذا فان الغاية كانت دائما وأد عملية التعليم والدليل هذا الدعم للعربية حتى في روضات اطفالنا وفي قداديسنا وتراتيلنا. ان الامر وصل لحد تصريح بطريرك بانه عربي واخر لكي يخرج في تظاهرة مساندة للفلسطيين وهو لم يساند شعبه وحقوقه، انه كان يدعم حق فلسطينيين و لكنه لا يدعم حق شعبه في الحفاظ على لغته، وثالث يدعوا ان التفجيرات لاتطال المسيحيين لصفتهم هذه، وهكذا فالكنيسة او البعض منها قد اتخذت قرارها لصالح التعريب او العروبة، ويودن جر الشعب معهم في التوجه التدميري هذا.

لقد كنا فرحين حقا بعشتار وهي تنطلق من الوطن لكي تربط كل هذا الشتات المهجري بلغة مفهومة واحدة وقريبة من الكل، لقد كبر حلمنا وقلنا يا ريت تربط عشتار كل مكونات شعبنا في الاتحاد السوفياتي السابق وايران وتركيا ولبنان وسوريا والعراق وبلدان المهاجر، تربطهم بالخبر والاغنية والتمثيلة والرأي وتعدده وان يكون كل ذلك بلغة سلسة مفهومة من الجميع، لان هذه اللغة هي عامل ربطنا الوحيد الباقي لدينا والذي يمكن نقله والتواصل به مع البعيد، ولكن مشكلتنا مع الاحلام انها تتحول الى كوابيس مزعجة، والا بالله عليكم هل عشتار هي قناة  لشعبنا ام انها قناة عربية اظافية لاغير وتتميز بانه فيها اغنيات بالسورث اكثر. والا بربكم مالذي نجنيه من نقل اخبار الصحافة العربية من جرائد الحياة والنهار والشرق الاوسط وبالعربية، الا يمكن ترجمتها الى السورث على الاقل، اليس لشعبنا صحفه ومواقعه يمكن ان تترجم الى السورث وتنقل الى الناس لبتمكن التفاعل معها بالموافقة او المعارضة، لكي يدركوا مالذي يحدث داخل شعبهم والطروحات المطروحة واسبابها.
ان عملية الكتابة بالسورث قد تكون صعبة وخصوصا ان غالبية شعبنا لا يجيد القراءة بالسورث ولكن النقل والكلام يجب ان يكون بها لكي يكون هناك تواصل وتهيئة ذهنية مشتركة بين كل ابناء شعبنا في مختلف بقاع العالم.
كنت اعتقد ان لعشتار سياسة اعلامية محددة، يمكن على ضوءها قياس الامور ولكن بعد سنتين من البث لا ارى او لم اتوصل الى فهم كنهة سياسة عشتار الاعلامية، بل اكاد اجزم انها تعتمد على الاعتباطية في دوراتها وفي برامجها، فهل هي قناة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، وهل هي تريد ان تربط ابناء هذا الشعب بعضه مع البعض، وهل تريد ان تكون حاملة لرسالة محددة، كل هذا ليس مفهموما، ان هوية القناة ليست بالاغاني التي يتم البث بها بل باللغة الغالبة عليها، فيا ترى ما الفائدة من بث برامج مثل الوان بالعربية ونجد مثاله في كل القنوات، ولماذا لا يكون اسمه كوني ويقدم بالسورث وهكذا دواليك مع اغلب البرامج التي توجه الى شعبنا، كما ان غياب السياسة عن عشتار امر محير حقا، ان رسالتها بهذا الخصوص تقول هاكم شعبا لا يعرف السياسة ولا السياسيين، ولا يعرف الافكار ولا المفكريين، ولا يعرف الخلافات والمختلفين انه الشعب النموذج.
 وحتى بعض الامور التي تقال بالسورث تكاد ان تكون سورث بعيدة كل البعد عن فهم الناس، ان السورث الجديدة ليس شرطا ان تكون عباراتها قاموسية فقط بل هناك كلمات كثيرة في السورث السوادية يمكن ان تفي بالامور، كما ان موسيقية الكلمة امر مهم لنشرها، وكمثال ان المعروف ان ابناء شعبنا بغالبيتهم لا يلفظون حرف العين او العي الموجود في الابجدية انهم يلفظونه كالف ولكن نلاحظ من قبل بعض المقدمين لفظهم للحرف بشكل مشدد مما يجعلنا نشعر وكان المقدم يجبر نفسه على قول الكلمة، فنحن نكتب عيتا بالسورث ولكننا نلفظها ايتا وهكذا دواليك مع اغلب الكلمات.
لم تتمكن عشتار وبحسب علمي لحد الان من زرع حب اللغة وحب تعلمها او استساغة سماعها، لانها تعتمد على رأي واحد وليس على تعدد الاراء اللغوية، فايجاد كلمات بديلة للكلمات الغريبة المستعملة اليوم في لغتنا اليومية يمكن ان يكون سهلا وخصوصا بوجود القواميس المتعددة، ولكن استعمال الكلمة لا يخضع فقط للقواميس، فالمرادفات لكل كلمة موجودة، ويفظل استعمال الاكثر قبولا للاذن اي الاكثر موسيقية.
ان اغلب البرامج يخضع للاعتباطية في القبول او الرفض فنرى برامنجا معينا اليوم او لمرحلة قصيرة لنجد ان البرنامج قد تم ازالته، وهذا يدل على ان ليس للقناة سياسية معينة او حتى هدف واضح، ان مقدمي البرامج يجب ان يتحلوا ولو بمعرفة ما بالسورث لكي يتمكنوا ان يقولوا شلاما الوخون او رمشوخون طاوا  وليس السلام عليكم او مساء الخير.
كنت اشاهد برنامجا حاصا بعيد الميلاد في قرية ارمنية ومقدمة البرنامج ذهبت لتهنئ الاطفال وتقدم لهم الهدايا ولكنها كانت تتكلم مع اطفال بعمر الثلاثة سنوات او اربعة بالعربية التي اجزم ان اغلبمهم لا يفهمها فهم يتكلمون في البيت بالارمنية وليس بالعربيية وبعضهم بالكوردية منذ زمان المذابح الكبرى، الم يكن من المستحسن ارسال مقدمة برنامج تجيد الارمنية وخصوصا ونحن نحتفي بالاطفال الارمن. وما سبق نلاحظة لدى اغلب مقدمي برامج الاطفال فهم ينطلقون على سجيتهم وكانهم لا زالوا في حارات بغداد او الموصل، ويمارسون سورثهم الخاصة بهم،  فبرامج اطفالنا كلها بالعربية، وحتى لو تكلم في بعضها بالسورث، فان السورث تكون بواقع 95 % عربية، لا بل ان البعض يكون سلامه ايضا بالعربية، وهنا لا نقول عن المتصلين بل مقدمي البرامج، نحن ندرك الصعوبات القائمة والتي حعلت اغلبنا يستعمل الكثير من الكلمات الغريبة مثل الكلمات العربية او التركية او الفارسية وكل حسب موقع مولده وفي المهاجر يتم استعمال كلمات بلدان هذه المهاحر، ولكن من واجب الوسائل الاعلامية ان تتحصن للامر وان تفهم المقدمين لتقليل الكلمات العربية ليتحقق المراد وهو سلامة التواصل.
قبل ايام كنت اشاهد نقلا لاحتفال ما وقد تكلم مقدم الاحتفال بما اعتبره السورث وهو بالحقية كان كلاما عربيا مطعما ببعض الكلماب بالسورث او تصريف بعض الافعال العربية بالسورث، مثل (مستنظرنوخ) اي انتظرك وبعد ذلك قال والان لنتكلم بالعربية لكي يفهم من لم يفهم بالسورث، فحال مقدمي برامج عشتار يقول لنا اننا بحاجة لمن يترجم ما يقولونه بالعربية الى السورث لكي نفهم او لكي يفهم اغلب ابناء شعبنا الذي لا يفهم العربية.
ان غاية عشتار وما فهمناه انها لكل شعبنا في كل العالم، ولذا فقد توسعت في بثها لتغطي كل العالم تقريبا، وهي غاية جديرة بالاحترام، ولكن يجب ان تهئ بشكل جيد لكي تحقق غايتها وتصل لهدفها.
ان  تعريف الاخرين بشعبنا وتراثه ودينه ومعتقداته امر جيد ومهم ومطلوب، ولكن ذلك يكون في برامج خاصة يمكن ان تبث في اوقات معينة ويتم دراسة مضمونها ونوعها وتترجم الى العربية او الكوردية، لا بل يمكن ان يتم اعارتها للمحطات الاخرى ليتم بثها، ولكن كل ذلك لا يعني ان نتكلم مع ابناء شعبنا في مختلف بقاع العالم بالعربية او الكودرية او التركية او الفارسية، ان لنا لغة وبها يجب ان نتكلم في بيتنا وهنا اقصد ببيتنا كنائسنا وعشتارنا ايضا.

368
علاء الدين خامس وشيبا مندو في ميزان عدالة الامة!


تيري بطرس


السيد علاء الدين (عليدن) خامس لمن لا يعرفه هو رئيس ائتلاف الاندية الاشورية في اميركا( (Federation، وهذا المنصب حصل ويحصل عليه بالانتخابات التي تجري بين دورة واخرى، وكل ما يتصرف به السيد عليدن خامس من اموال ومكانة تأتي من الاندية الاشورية واعضاءها ونشاطاتها، وبالتالي فان السيد عليدن خامس يتم انتخابه ليدير نشاطات الاندية الاشورية التي تتكون من ميول سياسية مختلفة ليس كاندية بل كاعضاء هذه الاندية، وبالتالي من المفترض ان يكون السيد عليدن خامس شخصا يحافظ على السياقات والاحترام وان ينظر الى الشعب الاشوري سواء في اميركا او غيرها او الى المؤسسات الاشورية في اي مكان كانت، بنظرة واحدة متساوية وان يزن علاقته معها بميزان العدل وعدم التحيز. ولكن السيد عليدن خامس لم يكن متحيزا فقط، بل مشاركا فعالا في العمل على محاولات تدمير مؤسسات شعبنا سواء السياسية او غيرها، وقد وضع يده في يد تنظيم سياسي واحد وكان شعبنا  لم ينجب الا هذا التنظيم السياسي، وعمل من موقعه هذا على الترويج لسياسة هذا التنظم، ليس بالاعلام فقط بل بل بالمساعدات المادية والمعنوية، ان هذا الموقف يظهر كم تم استغلال هذه المؤسسة العريقة التي اسست منذ ثلاثينات  القرن الماضي وكان تأسيسها ردا مباشرا للمذابح التي اقترفت بجق شعبنا عام 1933 في سميل. ان السيد عليدن خامس استباح فكرة التأسيس هذه وجيرها لتنظيم سياسي على قيادته الكثير من علامات الاستفهام وخصوصا بشأن علاقاته مع بقية تنظيمات ابناء شعبنا، ليس هذا فقط، بل صار واضحا ان كل اعلام هذا التنظيم بني على نشر الاكاذيب والانجازات الوهمية، مما جعلنا نتراجع في الميزان السياسي والتنظيمي والاقتصادي كل هذه السنوات، فحتى الوظائف في الوطن جيرها هذا التنظيم فقط لاعضاءه ومسانديه، وهكذا شارك السيد عليدن خامس التنظيم السياسي هذا في فرض حصار تنموي وسياسي على شعبنا عندما صوروا له ان الخارج كله مع هذا التنظيم وان ما يقوم به هو عين الصح والحقيقة، وانه لا يوجد بدائل اخرى لشعبنا، اي سدت كل الابواب امام شعبنا الا هذا الباب.
 في الوقت الذي كان مطلوبا من السيد عليدن خامس ومن المؤسسة التي يترأسها ان تكون منفتحة على كل مؤسسات شعبنا وبمساوات تامة لان الانسان الذكي يجب ان يزيد من اجتمالات او السبل امام شعبه وان يحتاط للايام القادمة، كان على السيد عليدن خامس على ان يدرس تجارب الشعب الاسرائيلي او تجارب يهود اميركا على الاقل. اليوم من حق بقية تنظيمات شعبنا، ولانها جزء من هذا الشعب وتعمل وحسب اجندتها لخدمته، ان تقدم على عمل حقيقي وفعال لجعل السيد عليدن خامس يدفع الكثير بسبب الاضرار المتعمدة التي الحقها بالشعب و بها و بسبب تجيره اتحاد الاندية الاشورية في اميركا ليكون بوق دعاية لتنظيم واحد. ويربط هذا الاتحاد العريق بالسياسيات الغبية لهذا التنظيم.
اما السيد شيبا مندو، وهو لمن لا يعرفه رئيس المجلس القومي الاشوري في الينوي، وقد تأسس هذا المجلس لكي يخدم اللاجئين الاشوريين او المقيمين الاشوريين في ولاية الينوي، ويستلم من الحكومة الامريكية ميزانية محددة لهذا الغرض، اي تصرف للعناية بالعجزة ونشر التعليم او مساعدة الفقراء او غيرها من المهام التي ينص عليها نظامها الداخلي. ولاننا نمتلك ممارسات كثيرة لهذا المحلس الذي يتسمى بالمجلس القومي وهو مجلس مع الاسف زوعاوي، او بالاحرى يتم استغلال اموال دافع الضرائب الامريكي في امور لم يحددها القانون، ولان البعض قد يقول ولكنها تذهب الى ابناء شعبنا، فلنعمل من اجل ان نغطي عليها، اقول انه بواسطة هذه الاموال جعل من هذا التنظيم قوة ليضرب التنظيمات الاخرى، فهو لم ينجز شيئا حقيقيا على الارض من اجل الشعب كشعب، بل استغلت الاموال ليزيد من قوته على اخوته ومن لم يكن من هذا التنظيم وان كان مستقلا فهو لم يستفد من هذه الاموال شيئا. اي تم حرمان ابناء شعبنا في الينوي منها ليس لاستفادة شعبنا كله بل لاستفادة تنظيم سياسي نبهنا كلا من اتحاد الاندية الاشورية والمجلس القومي الاشوري في الينوي مرارا الى خطاء المراهنة عليه، او على الاقل يجب ان تكون المراهنة على كل القوى السياسية وليس على قوة واحدة ولكن تنبيهاتنا بددتها رياح العنجهية والقوة المفترضة والتكابر الكاذب. وبالطبع بدات رائحة الكريهة لهذه الممارسات بالظهور رويدا رويدا، واعتقد ان مسلك المحاكمات ونشر المخفي والسري صار قريبا وكل سيحاول ان يفر بجلده من المعمة التي ادخل نفسه فيها بدعوة خدمة الامة، وهو بالحقيقة كان يخدم تنظيما سياسيا واحدا او شخص واحدا على حساب الامة.
المجلس القومي الاشوري في الينوي اسم كبير ووعد جميل لابناء شعبنا وخصوصا ممن لهم حاجات او لا يتمكنون من تدبير شؤونهم وامورهم، وكان من المفترض بحسب نظامه وبحسب ما تدعمه الحكومة الامريكية ان يكون لكل الاشوريين، ولكن ما يلاحظ انه يسير حسب سياسة تنظيمه السياسي حتى في الامور الكنسية فها هو  يفتح ابوابه امام نيافة مار باوي اسقف الكنيسة الشرقية الموقوف، اي انه ينحاز اليه علنا وهذا يخالف ما يجب ان يسير عليه هذا المجلس، بالطبع بدأت تفاصيل الاموال بالظهور وهي تشمل ارسال اموال الى جهات معينة مثل المبلغ المقدر ب297,000,00 مائتان وسبعة وتسعون الف دولاركمثال، اي ليس تحويلات مصرفية مكشوفة ومعلومة وحتى احيانا الى اللجنة الخيرية الاشورية في اميركا وهي مؤسسة تابعة للحركة الديمقراطية الاشورية، وهنا من الواضح والجلي ان هذا المجلس خرج عن اطاره ومجال عمله، وان ثبتت كل التهم التي يروج لها على المجلس فان قيادته قد تعاقب بشدة وتعرض نفسها لدفع غرامات طائلة.
لا نعتقد ان الغاية تبرر الوسيلة، لان الغاية اساسا تكتنفها التساؤلات الكثيرة، فلو افترضنا جدلا ان الحركة الديمقراطية الاشورية تستحوذ على تأييد   50 % او اكثر من ابناء شعبنا، الم يكن من المنطقي ان يساند اتحاد الاندية ورئيسة والمجلس القومي وزعيمه الخمسون بالمائة او الاقل من الاخرين على قدر مساندتهم للزوعا، وهنا تثير اشكالبية اخلاقية حول الغاية من مساعدة الزوعا فقط دون الاخرين، وهي هل ان الخمسون بالمائة الباقيين قد تجردوا من اشوريتهم، ام تم تجريدهم منها، وكيف يستقيم الامر والمبالغ الطائلة التي تم جمعها وارسالها الى الزوعا او اللجنة الخيرية الاشورية، قد جمعت باسم كل الشعب الاشوري، وليس باسم الخمسون بالمائة التي افترضنا انهم يساندون الزوعا. هنا يثار تساؤل اخروهو، هل كانت هناك عملية محاصصة لما تم جمعه بين الاطراف المستفادة؟ واذا ثبت مثل هذا الافتراض، ماذا سيكون مصير السيدان المذكوران ومصير مؤسستيهما والمؤسستان هن من المؤسسات القومية ذات النفع العام، وقد تأسست وتقدمت واستمرت بجهود كل الاشورين من مختلف اصقاع العالم وليس بجهود السيدين عليدن خامس وشيبا مندو.
لقد عملت هاتين المؤسستين بشكل مترابط وبتعليمات من جهة لا تربطها بهما اي علاقة تنظيمية قانونية، وتركت بقية الشعب ينظر الى ممارستها دون ان يتفوه باي شئ حفاظا على ماء الوجه لشعبنا من انكشاف امور كهذا امام الملاء، والظاهر ان الطرفين استغلا هذه الصفة بين ابناء شعبنا والتي تستنكر نشر عيوبنا على الملاء، الا انه ان الاوان لنشرها هي وغيرها، لان الاطراف المشتركة فيها لم تخجل من ممارستهما لهذا الامر والدليل استمرارهم في ذلك، رغم التحذيرات المتكررة، ولعل احدهما كانت في مقالة لنا نشرت بتاريخ 8 حزيران 2006 كتبت النص التالي (من المخجل ان تصل السذاجة السياسية بالاقلية من ابناء شعبنا لدرجة تصديق كل ما تبثه دعايات الحركة رغم انجلاء كذبها ليس مرة بل مرات متتالية، بل من المخجل ان يتم تسويق هاتين المظاهرتين اللتين تم تحضير سياراتها بالمجان وتم دفع ثلاثون دولار وتوفير وجبات الطعام لكل متظاهر لاقناعه للمشاركة، وان هذه المبالغ التي استخدمت في التحشيد للمظاهرتين من قبل المجلس القومي الاشوري في الينوي تم استقطاعها من المبالغ التي استقطعت سابقا من دافع الضرائب الامريكي والتي تدفع لهذه المؤسسات لاجل مساعدة المعوزين والعجائز والمقعدين الاشوريين في الينوي  حسب المتسرب من الانباء).
اذا التوضيحات والتنبيهات قد قيلت لهم ولكنهم استمروا في عملهم وممارساتهم وهذا يدل على انهم لا يعملون من اجل امتهم وشعبهم بل يعملون بحسب اجندة خاصة بهم.
ومن الملاحظ ان الاطراف الثلاثة بالاضافة الى نيافة مار باوي، انهم قد تبرعوا بما لا يملكون، وانتصروا لطرف على الاطراف الاخرى دون وجه حق وباسم الشعب وانقاذه ووحدته، والشعب كان ينظر ويسكت ولكن الى متى؟
المرعب من كل هذه الامور هو ان الاطراف الثلاثة كانت تسير باجندة مرسومة من موقع معين لفرض السيطرة على الامة من خلال هذه المؤسسات، فما قام به نيافة مار باوي كان كما هو واضح ضمن مخطط للسيطرة على اعرق مؤسسة دينية واعرق مؤسسة في شعبنا، وبالتالي كان من المفترض ان التنظيم السياسي كان سيجعل الكل تحت امرته من خلال الاشخاص الثلاثة المنوه عنهم اعلاه.
وقد فهم البعض اللعبة ودخلها من اجل اضعاف كل الاطراف، فمن ساند مار ابوي في عمله لم يقم بذلك لاجل سواد عيونه، بل للوصول الى غايات اخرى، ابعد من  مراد المخطط الاول للاشخاص الثلاثة.
ان النضال اللصوصي الذي مارسه هؤلاء الاشخاص، قد عمل على الاضرار بشعبنا وبقضيته، فهم من حيث علموا او لم يعلموا، قد حاولوا وضع كل اوراق شعبنا لدى طرف لم يظهر اي مصداقية قومية او وطنية، لا بل ان هذا الطرف لا يكاد ان يكون مقبولا للتحاور معه من اي جهة وطنية، فكيف بشعبنا وتحقيق طموحاته وهو مكبل باشخاص لا احد يريد محاورتهم؟

369
لسنا مسيحيين فقط، يا اباء الكنائس


((كما ناقشوا قضية "سهل نينوى" من أوجهه المتعددة، واتفق الجميع على أن هذا الأمر ليس من صالح مسيحيي العراق، لأنه من الطبيعي أن يسكن المسيحيون العراقيون في أيه منطقة من بلدهم العراق يرونها مناسبة لهم إلى جانب إخوتهم من باقي أطياف العائلة العراقية الواحدة.)) بهذه الفقرة القصيرة وبهذه المفاجاة الغير السعيدة، فاجأنا اباء الكنيسة المجتمعون في بتاريخ 18 كانون الاول، ولم يعلموا الشعب عن الاسباب التي دعتهم الى رفض ما ليس لهم حق رفضه، فهم كأفراد من حقهم ابداء رأيهم بالقبول او الرفض، ولكن بصفتهم رؤوساء الكنائس، عليهم ان يحترموا ارادة المؤمنين الذين يطالبوا بالحكم الذاتي على اراضينا التاريخية، ان الحكم الذاتي ليس للمسحيين، بل هو لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ومن يعيش معهم على هذه الارض، انه ليس لممارسة مسيحيتنا بالرغم من ان المؤمنين بها يمكنهم ممارسة مسيحيتهم بكل حرية في هذه المنطقة، انه لممارسة حقوقنا كشعب ولتطوير ثقافتنا  وصياغة قوانينا المنبعثة من عاداتنا وثقافتنا وتطلعاتنا.
ان انحيازكم الى الاطراف القليلة الرافضة للحكم الذاتي وبظمنها منطقة سهل نينوى يعني انكم تمارسون تمييزا بين المؤمنين، ان ادخالكم هذه العبارة في هذا البيان المعبر عن الخوف ليس من تفجيرات الارهابيين ومن لف لفهم بل من الكنائس الحديثة هو تعبير عن العجز في فهم ما يريده شعبنا، واذا كان البعض منكم لا يهمه شعبنا وقيمه الثقافية والحضارية، وضرورة العمل على تطويرها من خلال منظومة سياسية ادارية تعمل على ان يحصل ابناء شعبنا على نصيبهم من ثروات البلد، ليس نصيبهم من الراتب المتحصل من العمل، بل حصتهم من الثروة لتطوير اعلامهم وثقافتهم ولتطوير لغتهم التي عمل بعضكم على حصرها في اضيق نطاق ممكن، ان هذه العبارة القصيرة والتي لم افهم منها الا ان البعض منكم بات يرتعب من تحرر الشعب، وامتلاكه لادارته الخاصة التي سيلجاء اليها لحل مشاكله، ان هذا البعض مرتعب من ان يمتلك الشعب قراره السياسي الخاص والبعيد عن التمسك بارديتكم.
منذ متى كنتم تتدخلون في السياسة، اليست كل دعاويكم رفض هذا التدخل، الستم تقولونها ليل نهار انكم تنظرون الى المؤمنين نظرة واحدة، وهل هذا البيان الغير المناسب توقيتا ومضمونا، يعبر عن هذه النظرة، ام انكم تدخلتم في صلب العمل السياسي التام والمنحاز الى اطراف معينة بعينها.
كان من المفروض ان تكونوا قد أسستم مجلسكم المسيحي من امد، ليس للتدخل في امور ليست من اختصاصكم، بل لتطوير خطابكم الروحي، ولكي تضعوا كتب لتدريس الايمان المسيحي، ليس بالعربية بل بلغة الشعب، اللغة التي تكلم باحد لهجاتها الرب يسوع المسيح، هذا كان من واجباتكم وليس اصدار بيان يعتبر موقفا مدمرا للعمل السياسي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، انه مدمر لانه يرسل رسالة واضحة للاخرين بانكم انتم اصحاتب القرار السياسي وهذا عين الخطاء.
عندكا كانت البيانات توزع في الدورة وغيرها من المناطق مهددة المسيحيين وعندما يتم فرض قيم عليهم لا تجاري وعاداتهم ولا تجاري حقوق الانسان سكتم، لا بل ان البعض صرح وقال ان ما يحصل للمسيحيين هو جزء مما يحصل لكل العراقيين، لم يتصدي اي احد ولو بتصريح يستنكر ويضغط على اي جهة لكي تلتفت الى هذا الشعب واتباع هذا الدين ام اقول الطائفة هذه العبارة التي تشبعكم زهوا وافتخارا.
 وهل ننادي بتقسيم العراق، ومن نادى بذلك، ولماذا ما يصح للاخرين لا يصح لنا، لماذا لم تضعوا ثقلكم خلف هذا المطلب العادل، والذي لا يعني بالنهاية الا المزيد من الدخول الى العراق، بعد ان كنا مهمشين، بعد ان كنا فقط مقدمي خدمات، ولكن بهذا المطلب نحن نعمل على المشاركة في صياغة العراق الديمقراطي التعددي، عراق المستقبل، عراق الاستقرار، وعراق المواطنة المتساوية.
انكم ترفضون ما لا تفهمون، والا من نادى بفصلنا عن العراق، ومن قال بفصل المسيحيين عن العراق، انكم تتباكون عن فصل ابناء الشعب عن الكنيسة، فهذا الشعب ان بقى مظطهدا فسيبقى متعلقا بارديتكم فقط، وهذا هو المراد، اما ان تحرر فهو سيعرف مصالحه وسيعرف تاريخه وسيتعلم لغته، ويحدد خياراته بعيدا عن سلطتكم.
انكم بهذه الفقرة تعملون على كسر رقبة المفاوض السياسي من ابناء شعبنا، لانكم تحاولون الغاء اي حد لمطالب مفاوضنا السياسي، برفض اي شئ لا بل برفض ان يكون لشعبنا وزنا سياسيا بالمطلق.
اما اذا كان هذا الرفض من تعليمات روما، فنحن نعلم ان الكنائس المرتبطة بروما عملت بكل جد على ابعاد اتباعها من ثقافتها ولغتها تمهيدا لصهرها قوميا في الاغلبيات لكي تلعب روما اللعبة القديمة لفرنسا اي ان تكون المدافع عنهم والمسير لشؤونهم ولكي تتدخل في شؤون الدول ولو على حساب حياة ومستقبل ابناء هذه الكنائس.
هل حقا تدارس المجتمعون هذا المطلب بالاستفاضة كما يقول البيان، انني اشك في ذلك، هل درسوا الوضع الاقليمي والدولي، ام درسوا المخاوف الغير الحقيقية لبعض تجار السياسة، او رسائل من بعض الاطراف المحلية في منطقة معينة، فلو كانوا قد درسوا الوضع الاقليمي والدولي لادركوا ان المنطقة تدخل مخاضا يشبه مخاض بعد الحرب الكونية الاولى، وعلينا ان نكون في الساحة وان نطرح مطالبنا، لكي تدخل الاجندة السياسية، ولو لم نحصل على مال نطالب به، ولكن حتما سنحصل على شئ ما، ولكن بهذه الفقرة يتم تجريد شعبنا من اي مطلب خاص به، من قبل الدخول في اي تفاوض فعلي.
 انهم يدعون الاحزاب المسيحية للقاء، كيف يلتقون وانتم تحاولن تجريدهم من اي مضمون سياسي او من قرار سياسي اصلا.
انه بيان لا يبارك لنا اعيادنا بل يرمينا بسهم مسموم قاتل ويقول فالى الجحيم ثقافتكم وعاداتكم وتطلعاتكم القومية، المهم ان تكونوا عبيدا لنا!! 
فقط هكذا قرأت فقرتكم اقصد بيانكم ولم اتمكن من ان اقرا اي كلمة محبة يسوعية مسيحية فيه مع الاسف.
تيري بطرس

370
شكرا لقد وصلت الرسالة يا امانة العامة لمجلس الوزراء !!!

في الاجتماعات التي عقدتها قوى المعارضة العراقية، قبل سقوط النظام الصدامي كنا كاحزاب شعبنا نعاني الامرين، نعاني من بعض ابناء شعبنا الذين كانوا يحاولون بكل الطرق غلق كل ابواب حضور هذه الاجتماعات وبكل الوسائل الممكنة ويمكننا القول حتى الوسائل القذرة، وكنا كتنظيمات شعبنات نعاني من تجاهل القوى الكبرى في هذه المعارضة من احقاق كامل حقوقنا، ليس تجاهل الحقوق وحدها بل ابداء  التذمر من ما كانوا يدعونه الالحاح الزائد، في الوقت الذي كانت هذه القوى تتصارع بكل الامكانيات لتسجيل نقاط لصالحها ولصالح من تمثله.
بغية وقف ما يتعرض له ابناء شعبنا العراقي وبالاخص المسيحيين، وبغية لفت الانظار الى ما يعانونه من الظلم والاضطهاد والتهديد اليومي لحياتهم وممتلكاتهم وما يتم فرضه عليهم من قيم لا تخالف معتقداتهم فقط، بل تخالف القيم الانسانية والتي تطالب بالحفاظ على كرامة الانسان، وبغية تأكيد انتماءنا الوطني من خلال مخاطبة مسؤولي الدولة بكتاب رسمي ومهذب ومسؤول، كتبنا رسالتنا المرسلة الى مسؤولي الدولة الموقرين وعلى مختلف مراكزهم ومواقعهم.
ان مسيحي العراق يشعرون بتهديدات حقيقية تطالهم من كل الجوانب، ومسؤولية الدول في حمايتهم امر لا يجب ان يستهان به باي شكل من الاشكال، وعندما يرفعون صوتهم منبهين السلطات لما يتعرضون له، فانهم من واقع ممارسة انتمائهم الوطني يفعلون ذلك، ولكي لا يضظروا لطلب المساعدة من الاخرين فنحن وعلى مختلف المستويات الدينية والسياسية قد عبرنا كمسيحيين او ك(كلدان سريان اشوريين) على ترحيبنا بالحل الوطني لما نعانيه، وكانت رسالتنا او صرختنا المكبوتة نداء في هذا الاتجاه.
ولكن ان يطلب من الضحية السكوت، ومن قبل مؤسسات الدولة المناط بها مسؤولية  حمايتهم، فالرد لا يطالب الضحية بالصبر، بل بالسكوت،ولاسباب تافهة حقا، لا، بل  يمكن القول انها اسباب مهينة وكان عليهم تقديم الشكر والامتنان لبقاء بعضهم على قيد الحياة لحد الان، وكانهم نكرات لا يحق لها ان تشتكي او تظهر المها، وكان المسيحيين لا يعلمون ما يدور في اروقة الدولة من التدخلات والصراعات والسرقات، ان يطالب ديوان مجلس الوزراء العراق باطباق فمنا لكي لا يتدخل الاخرين في شأننا، هو امر مهين لانه يطالبنا بان نسكت على ابادتنا التامة من اجل عيون من؟ هل ترضون بابادة الشيعة او السنة، ونحن اذ لا نرضاه لاي احد فالمفروض ان لانرضاه لانفسنا، ولكن الطامة الكبرى ان هذه الديوان، لا بل اغلب سياسينا يهينون شعبنا مرات عديدة وكانه امر صار من عاديات الامور، فبالامس كان نفس الديوان يطلق على مواطنين عراقيين لا بل اصل شعب العراق يطلق عليهم (الجالية) وبعده كان السيد ملا بختيار وبجرة قلم يمسح تاريخنا وابداعات شعبنا وتاسيسه للحضارة الانسانية، وهاهي رسالة الامانة العامة لمجلس الوزراء بدلا من ان تكحلها تعميها، بل بدلا من ان تتوارد الاعتذارت  بحق هذه الخطايا الشنيعة بحق مواطنين كرماء لوطنهم ولكل شعبهم العراقي، نرى البعض يطالبهم بالصمت المطبق.
ان ما يصيب المسيحيين لو اخذ كنسبة لبدى كم هو مرتفع، ونحن اذ اكدنا في رسالتنا على وعينا التام بان كل الوطن يتعرض لعمليات الارهاب، فانه كان يعز في نفوسنا ان يتم النظر بشكل اخر وان نتلقى ردا اخر، رد مسؤول يشعر بمسؤوليته تجاه ابناء وطنه، وخصوصا ان هؤلاء الابناء لا يحملون اي سلاح او يقومون باي اعتداء على الاخرين، انهم حمامة السلام بين كل الاطراف المتصارعة، وهم لم يدخلوا صراع من اجل الحصة من الكعكة، التي يتحارب الجميع لاجلها.
يقوم بعض المحسوبين من قادة السنة بتطواف الدول العربية للحصول على التأييد لمواقفها، علما ان بعض السنة يمتلك مليشيات ويقوم بالتفجيرات ويدعم التهجيرات بحق الاخرين، ويقوم بعض المحسوبين من قادة الشيعة بذلك ايضا، ويطلبون دعم ايران والشيعة من ابناء دول الخليج، ويحضى الكورد بدعم من الولايات المتحدة الامريكية، ويحصل الاخوة التركمان على دعم من تركيا، وكل هذا بات معروفا ومعلوما للقاصس والداني، ومن حق كل طرف ان يقوي اوراقه التفاوضية، ولكن من للمسيحيين؟ ولماذا عندما يطالبون بانصاف وعدل ومراعاة لوضعهم الخاص لكونهم يتعرضون لكل ما تعرضوا له لانهم يحملون هذه الهوية، والتهديد معلن وصريح ، لا بل ان اخبار الامس وما قبله من البصرة والموصل تؤكد على ما نقول، يقال لهم نرجو ان لا تثيروا الامر لسد الباب على التدخلات الخارجية، وانه لعمري تبرير مثير للاشمئزاز، وكأن تدخل دول العروبة وايران وتركيا ليس تدخلا.
ان ما مارسه بعض السياسين لو كانوا في اطار دولة مسؤولة لقدموا استقالاتهم لانهم اخطأوا خطا كبيرا خطاء لا يغتفر، ولكن سياسينا يطالبوننا بالصمت والسكوت و يقولون هش لا تفتحوا فمكم، والا! هذا ما فهمناه من رد الامانة العامة لمجلس الوزراء، فانتم  بتم عالة علينا ومشاكلكم كثيرة وهي نلهينا عن اخذ حصتنا كاملة، اليس هذا هو المفهوم يا امانة العامة لمجلس الوزراء، الامانة العامة امرتنا امرا بالسكوت بدلا من ان تبدي تفهمها لما نعانية وخصوصا ونحن قد اولينا همنا الوطني المشترك الاولية، فهل هذا كان منتظرا من جهة مسؤولة عن شعبها.
وللمقالة بقية
تيري بطرس

371
التكيف مع نظامنا السياسي

لو كان التغيير في العراق، والذي حدث في 9 نيسان 2003 تغييرا عاديا ومألوفا كالتغييرات التي حدثت في المنطقة خلال النصف الاخير من القرن العشرين، اي تغيير حكومي بانقلاب عسكري  لا يطال هيكيلية الدولة، لكان العراق الان بخير ولما شاهدنا الاشلاء تتطاير والدماء تسيل والناس لا تجد لها مفرا.
في كل التغييرات التي طالت دول المنطقة كان التغييريطال رئيس السلطة او الطاقم السياسي، فالغاية كانت دائما تغيير ( وحسب الادعاء الدائم) السياسات وخصوصا المتصلة بالقضية الفلسطينية. ولذا فالقوى الاجتماعية او الطائفية ما كانت تشعر بانها مهددة او ان امتيازاتها زائلة وبالاخص ان التغيير ذك كان يجري من داخل الفئة الحاكمة نفسها او من داخل الفومية السائدة.
 ولكن ما حدث في العراق ومنذ التاسع من نيسان 2003 هو تغيير حقيقي وجوهري وان لم يكن بمستوى الطموح الا انه تغيير يمكن ان يقال عنه ثوري بمصطلح الماركسيين، فالسلطة اعيدت لكي تنتج من خلال صناديق الاقتراع، بعد ان كانت مغتصبة، ومن كان يسير الدولة واجهزتها ويستولي على مواردها فقد هذا الامتياز، وبالاحرى ادرك هذا الطرف انه لا بد فاقد لهذا الامتياز عاجلا ام اجلا، ولكنه لم يرضى بالتعاون لكي يحافظ على الاقل على الحد الادني ويكون شريكا حقيقيا في الدولة الجديدة، نعم كان الامر  صعبا عليه، الا ان الذكاء يكون في كيفية ادارة الامور عندما تعصف العاصفة وليس عندما تكون كل الخيوط في يد واحدة، وهكذا وبدلا من ان تقوم الطائفة  اوقواها السياسية التي ظهرت على الساحة بحشد السنة او موازريها السياسين للانخراط في العملية السياسية بشكل ايجابي وتأهيلهم للعملية الجارية والتي بمظمونها ستحقق عدالة اكبر لكافة مكونات الشعب العراقي، وستنبثق روح وطنية جديدة مبنية على العدالة والحريات والكرامة، سارت خطوات في مد يد المساعدة لكل من هب ودب من ابناء العروبة  لكي يدخل ارض العراق ويقتل من العراقيين بحجج طائفية مقيتة، وارتضت بعض هذه القوى بما زينت لهم دول الجوار وصارت اداة في يدها لضرب شعبها بحجة انقاذ طائفتها، وها هم التكفيريون يضربون ابناء الطائفة السنية بذاتها لان مجالات القتل من بين ابناء الطوائف الاخرى حد منها بعد هرب المسيحيين والازيدين والصابئة المندائيين وتحصن الشعية والكورد اكثر.
في التغيير الهائل في هيكلية الدولة العراقية وتغيير الصلاحيات والتغيير في شكل اقامة الحكومات والحريات المتاحة للاحزاب والاطراف السياسية لقول كلمتها، كان يجب ان يكون هناك تغييرا في الذهنيات وفي اسلوب الحوار السياسي المنتظر من كل طرف سياسي او حتى من من هو بالحكم كرئيس الجمهورية او كرئيس الوزراء.
ان اليات اتخاذ القرار السياسي في جمهورية العراق، قد تغييرت تغيييرا كبيرا، والمؤسف ان بعض الاطراف يلجاء الى الجوار الاقليمي لكي يستمد منه القوة والدعم، في حين ان الجميع يعلم ان الجوار الاقليمي سيضحي بورقة دعم الاطراف العراقية في اي مفاوضات مع القوى الكبرى لانه يهتم اولا واخرا بمصالحه الذاتية، وعليه كان على الجميع ادراك ان زمن القرارات من داخل الندوات التلفزيونية قد ولى، فالقرار يجب ان يتخذ في محلس الوزراء او في البرلمان ويخضع لعمليات المساومة الطويلة المعهودة في النظام الديمقراطي.
صحيح ان بعض الناس وحتى من الحكام الجدد لم يتهيا ذهنيا وينسجم عقليا مع التطورات السياسية في العراق، بدليل ان بعض القرارت التي اتخذت كانت نتيجة لتحكم العاطفة اكثر منها لكون القرار عقلي ويتخذ باليات سياسية وشرعية مثل قرارات التي اتخذت لتعويض شهداء بعض الانفجارت وبشكل فوري وباسم اشخاص مثل رئيس الوزراء في حين ان لا رئيس الجمهورية ولا رئيس الوزراء يمتلكون شيئا غير راتبهم، علما ان هذه التعويضات لم تطل شهداء كثيرين ومن ابناء طوائف اخرى.
الا انه بات ضروريا ان يهتم مثقفي العراق لدعوة الناس للتكيف مع اليات اتخاذ القرار، وضرورة توعيتهم بان النظام السياسي الحالي ان لم يكن نظاما مثاليا الا انه بلا شك افظل بكثير على المدى البعيد للعراق وشعبه. كما ان الاخطاء المرافقة للقرارات المتخذة نتيجة للمساومات السياسية ورغم بطئها ستكون قليلة وحتى هذه الاخطاء القليلة يمكن معالجتها والتنبه لها جراء المراقبة المتعددة لمصدر عملية اتخاذ وتنفيذ اللقرار،وجراء ان كل طرف في البلد قادر ان يرفع صوته ويدافع عن مصالحه.
نعم انه واجب المثقفين الحقيقين، بمعنى ان الايديولجي المتعصب لفكرة ما لا يمكنه في يوم من الايام ان يرتقي الى صفة المثقف، فالمثقف هو من ينبه وينتقد ويطالب بمزيد من الحريات والحقوق للناس، وليس ذك الذي يرغب في ربطهم بموانع وتابوهات تخنق انسانية الانسان وتحوله الى متفجرة متنقلة.
ان واجب المثقفين هو تعرية كل من يحاول تبسيط الحلول، وطرح شعارات من المستجيل تحقيقها.( يقال ان معارضي شاه ايران من انصار الامام الخميني وعدوا الناس بانه في حالة استلامهم السلطة، فانهم سيزودونهم بالكهرباء والوقود مجانا، وسيتم ترخيص كل المواد الغذائية، مثل هذه الشعارات يمكن ان تدمر بلدا كايران الذي لم يتخلص من الازمات السياسية والحروب الخارجية والداخلية منذ استيلاء الامام الخميني على السلطة، فالامر الوحيد الذي افلحوا فيه هو مضاعفة عدد السكان خلا لسنوات الثورة الثمانية العشورن الماضية. ان ما قلته اعلاه لا يعني ان نظام الشاه كان مثاليا، ولكنه بالطبع لم يكن اسواء ممن خلفه). وعلى هذا الاساس يحب ان يدرك العراقييون ان ما حصلوا عليه من الحرية هو كنز يجب ان لا يفرطوا به، واول المتضررين من هذا الكنز هما بعض حكام الدول المجاورة، ولذا راينا كل ما رايناه. والحرية تعني المسؤولية، فعلى العراقيين الادارك التام انهم مسؤولين عن مستقبلهم وحدهم والاخرين لن يتحملوا عنهم اي شئ غير بعض المساعدة، او بيعهم في مزادات المصالح الدولية.
ان ترسيح النظام الديمقراطي القائم وتطويره، يعني بالضرورة، كشف كل من يقوم بتضليل الناس بالشعارات الكاذبة، سواء ما كان منها دينيا او اقتصاديا او غيره، ان ترسيخ الحريات الفردية وحريات النساء بالاخص، سيعني للعراق الكثير وخصوصا لناحية استقرار النظام، ولذا فالمثقفون مدعوون لاخذ المبادرات لتصحيح ما تم تشويه، فلم يكن النظام الديمقراطي يوما السرقة ولا القتل ولا حتى الحث على القتل لاي سبب كان.
اذا لكي نتكيف مع نظامنا السياسي الجديد علينا العمل على اشاعة المصطلحات السياسية الملائمة له واشاعة روح الصبر وقبول عملية تجربة الامور لكي نصل للاصح، فليس هناك ما هو اكثر ضررا للعمل السياسي ولمستقبل اي شعب الا اتخاذ القرارات المستعجلة والغير المستندة الى دراسات مستفيضة، ولتحقيق عملية سلسلة في اتخاذ القرارات على الاحزاب السياسية ايضا ان تتحول الى مؤسسات حقيقية، لها ادارات للتخطيط والاقتراح ولتقديم مشاريع القوانين، كما يتطلب القرار السليم اجواء سياسية مريحة وغير خاضعة لضغوطات كبيرة مثل التهديد بالحرب الاهلية وعمليات الارهاب المنظم لتحقيق نتائج سياسية معينة.

تيري بطرس

372
تمنيات من غبطةالبطريرك الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي

ܒܪܟ̣ ܡܪܝ ܐܒ̣ܘܢ ܡܥܠܝܐ



في هذه المناسبة الجليلة لا يسعني، الا ان اقدم تهانينا القلبية لغبطتكم على شمولكم بهذه المكرمة البابوية السامية، متمنيا لكم الصحة الدائمة لخدمة رعيتكم وكل العراقيين بلا اي تفرقة.
قبل قليل عرضت قناة عشتار لكلمتك القيمة والمليئة بالمحبة لابناء شعبكم العراقي كله، لقد كانت كلمة من القلب الى القلب، كلمة محبة لكل انسان، كلمة ملئتنا سعادة وحبورا.
ولكنني كاي انسان ضعيف، يرى شعبه يهاجر ويتم قتله وتشريده وبعض ابناءه يعملون سواطير الفرقة بين فئاته وطوائفه ومؤسساته، الجاء الى التمنيات والى الباري عز وجل القادر على قول كن فيكن والى الرب يسوع المسيح طالبا راجيا املا والى غبطتكم والى اخوانكم من بطاركة كنائس شعبنا، الذين يحاربون احدهم الاخر بحجة تحقيق ارادة الله، اتقدم اليكم يا ابينا الروحي الجليل بامنيات طالبا ان تنظروا فيها وان تمكنتم من وضعها في جدول اعمالكم فساكون شاكرا لكم ابد الدهر.
امنيتي الاولى ان ارى غبطتكم وانتم تتحدثون الينا ان تحدثوننا بلغتنا بلغة السورث التي ورثناها من اجدادنا والتي لم نرث اغلى منها فهي احد علامات تمييزنا وكذلك من علامات فخرنا، فكم كنت جميلا وعظيما وانا استمع  اليوم اليكم وان تتحدث الينا بلغتنا الجميلة.
امنيتي الثانية وهي تدخل في اطار الامنية الاولى، ان توعزوا الى رجال الدين ممن يقيمون القداديس في قرانا وقضباتنا التي يقطنها ابناء شعبنا ان يقيموها بالسورث فهي لغة هذه القصبات والقرى، ومن الاخوات الراهبات وبعض الاباء الكهنة ممن يديرون رياض الاطفال الخاصة بابناء شعبنا او يديرون حصص دراسات الكتاب المقدس او يشرفون على تربية الاطفال ان يكلموا اطفالنا بلغتنا السورث وليس العربية، فالعربية يمكن تعلمها في المدرسة والعمل وتعلم اللغات امر ضروري، ولكن ليس على حساب نسيان لغتنا.
امنيتي الثالثة كم اتمنى من الله ان يجعلكم تدركون كم هو امر غير سليم وغير منطقي وهو عملية تكبير شرخ في شعبنا عندما تقولون كمثال اقمنا قداس لابناء شعبنا الكلداني والكاثوليك الاثوريين كما حدث في اخبار من احدى الابرشيات في كاليفورنيا، انه يجعل كل من يؤمن انه اشوري يشعر بالم فضيع، فمن يؤمن بالاشورية لا يفرق بين الكلداني والاشوري فلديهم كلهم واحد، واحد في الرب وواحد في الامة وفي اللغة وفي التاريخ وفي المستقبل، سيدي لقد ارتضيتم الدخول تجت مظلة روما، ارتضيتم الاتحاد مع كنيسة روما، وهذا حق لكم، ولكن لا تجعلوا هذا الامر طريقا لفصل الشعب والامة.
امنيتي الرابعة، ان اراكم وكما انتم تدافعون ببسالة وبقوة عن العراق وطنا وشعبا، ان اراكم بهذه البسالة والقوة في الدفاع عن وحدة شعبنا، وان اختلفنا في التسمية التي نطلقها عليه، لان في وحدته يتمكن شعبنا من التغلب على كل الصعاب المحدقة به.
امنيتي الخامسة، وانتم ابينا الروحي تحملون تراث كنيسة المشرق، هذا التراث الغني والجدير بالتقدير والفخر، ان اراكم مع اخوتكم من بطاركة الكنائس التي تحمل هذا التراث تتلاقون وتتحاورون، فاذا كان ايصال رسالة الرب الى الناس مهمتكم، وخلاصهم الروحي واجبكم، كم هو بالاحرى واجبا لكم خلاصهم البدني وخلاصهم الثقافي، وهذه الامور تتحقق بوحدة الشعب وبالحصول على حقوقه المشروعة، وليكن في علمكم يا ابينا الروحي ان شعبنا كبقية شعوب العالم يستحق ان يقرر مصيره بنفسه استنادا الى كل القوانين الدولية، ونحن لا نطالب بهذا ولكننانطالب باقل منه كثيرا الا وهو تحقيق الحكم الذاتي، لكي نتمكن من ان نوحد ثقافتنا ونطورها ونجعلها ثقافة حية مرة اخرى ولكي نعيد احياء لغتنا ونجعل منها امرا ضروريا ولكي يكون لدينا شرعية قانونية توحد المختلف بيننا ينصاع لها كل ابناء شعبنا. فهل سنجدكم تنقذون شعبنا من الانصهار في مختلف الثقافات الاخرى؟
امنيتي السادسة كرجال الكنيسة ان اراكم تعملون لاجل استقرار هذا الشعب المسكين في مناطقه التاريخية، وان ينمي ثرواته وثقافته وان تزيلوا العقبات من امام وحدته، هذه الوحدة التي بت اؤمن ان البعض منكم (رجال الدين) يعتقد انها تضره وتهدد مقامه.
امنيتي السابعة لعودة التقارب بين الكنيسة الكلدانية وكنيسة المشرق ان تعيدوا النظر بالمواقف الغير المسؤولة من قبل بعض رجال الدين التابعون لكرسيكم والذين تدخلوا وبشكل سافر في الشأن الداخلي لكنيسة المشرق بدعمهم لنيافة مار باوي سورو في انشقاقه الاخير، وبات من الشائع الان ان الغاية من هذا الدعم كانت عملية مدروسة لاضعاف كنيسة المشرق، لا اكثر ولا اقل، وليس ايمانا بان مواقف نيافة  مار باوي كانت صحيحة، ولعل اهم الادلة على هذا هو عملية ابعاده ليلتحق بكنيسة المشرق الجاثاليقية (التقويم القديم) والبعض يقول انكم اخذتوه لحما ورميتوه عظما، اي انه بعد ان حقق هدفا واحدا وهو اضعاف الكنيسة ولو ماليا لم تعودوا بحاجة اليه. فهل سنرى موقفا من هؤلاء؟ او موقفا مغايرا يزيل كل ماقيل ويقال؟
الامنية الثامنة لقد كانت الكنيسة الكلدانية ضعيفة امام كل الحكومات العراقية، وبالاخص حكومة صدام رغم كل ممارساته الشوفينية والدكتاتورية، ورغم قيامه بتدمير العشرات من قرانا وبما تحمله هذه القرى من تراث غني وكنائس قديمة، ولم تتحرك الكنيسة ساكتة، فهل يا ترى سنرى وبعد التكريم الكبير الذي كرمتم به، موقفا يهتم بنا كشعب وكتراث موحد وكتطلع للمستقبل. اذا كان الرب يحب عباده المؤمنين فانه وبلا شك يحبهم احرارا بايمانهم وليس مقلدين.
امنيتي التاسعة هي ان لا تخافوا من الشعور القومي لابناء شعبنا، فالشعور القومي هو امر طبيعي، ونموه يعبر عن الوعي بالذات وبالمطالب المشروعة، وهذا الوعي ليس موجها بتاتا الى الكنيسة ودورها، قد تعتقدون ان الشعور القومي قد يؤدي الى الشعور بالتاريخ ودراسته ومعرفة الكثير مما فيه، مما سيعمل على اضعاف دور الكنيسة على ابناءها باعتبار انهم لن يعودوا مكترثين لاي من الكنائس ينتمون وباعتبارايضا انهم سيدركون ان الخلافات الكنسية هي امور شخصية اكثر مما هي حقيقة امور تتعلق بالايمان، وعلى اعتبار ايضا ان بقية الكنائس حافظت اكثر من الكنيسة الكلدانية على تراث الشعب، لا يا ابينا الجليل فالشعب الواعي بحقوقه هو الاكثر قدرة على التمسك بايمانه وخصوصا لو كان يصاحب الايمان الديني ايمان قومي ووطني.
الامنية العاشرة وهي من الله رب العالمين والعارف بما في الصدور، ان يطيل في عمركم وان يمنحكم الصحة والقوة لادارة كل مشاغلكم الكبيرة من اجل كلمة الرب ووحدة الشعب، وكنيسة المشرق.
واخيرا كما ترى ابينا الجليل كل هذه الامنيات هي بالاحرى امنية واحدة، وهي انقاذ انساننا فهل نحن لها؟

تيري بطرس

373
المنبر الحر / هاوية التاريخ
« في: 19:28 20/11/2007  »
هاوية التاريخ


لعل اول من سجل التاريخ هم اجدادنا السومريين، فقصة الخليقة وملحمة كلكامش كتبت كقصص للتاريخ مضى، ولكتابة التاريخ اهمية كبيرة لان تجاربه تلهمنا العمل الجاد وتعلمنا الصح من الخطاء وتدفع بنا الى الدفاع عن الذات الانسانية او القومية ولعل اهم مهمة للتاريخ المكتوب او المنقول شفاهة هي انه يعلمنا ان نتعض من التجارب الخاطئة لكي لا نقع فيها، وهنا باعتقادي ان مهمة التاريخ قد انتهت، والبقية انه يستهوي الكثيرين قراءة التاريخ كهواية وكمتعة ثقافية لا غير.
هل التاريخ نعمة ام نقمة؟، التاريخ بحد ذاته قد لايكون لا هذا ولا ذك، ان النعمة والنقمة تأتي من كيفية قراتنا لهذا التاريخ، فالذي يقراء التاريخ قراءة عنصريةو لا يريد ان يرى الا ما يريد رؤيته، سيكون التاريخ له نقمة، والذي يقراء التاريخ كتجارب يمكن الاستفادة منها وبصدر رحب ويضع كل الاحتمالات امام عينيه سيكون ذلك نعمة ليس له بل لكل المحيطين به امتدادا لشعبه.
 هناك شعوب ذات تاريخ مجيد مثل الاوربيين حملة تراث الاغريق والرومان، والصين والهند واليابان، استفادوا من تاريخهم لكي يعبروا الى المستقبل، صنعوا قاطرة سريعة وحيوية تسحب تاريخهم خلفهم يستفيدون منه ليس في تعلم التجارب وشحذ الهمم، لا بل حوله الى صناعة سياحية وفنية يدر عليهم امولا طائلة.
 وهناك شعوب لها تاريخ مجيد ومنهم شعبنا والعرب جيراننا،ولكنهم حولوا التاريخ الى عربة يدفعونها امامهم نحو المستقبل، ولكن التاريخ (العربة) يحجز مجال الرؤية امامهم وهناك مخاوف من انهم قد يسقطون في اقرب هاوية!
السؤال، لماذا يستفيد البعض من تاريخهم، ويكون لعنة على البعض الاخر؟ لا بل لماذ دولة لاتمتلك تاريخا بمعاييرنا مثل الولايات المتحدة الامريكية تقود العالم نحو المستقبل، حتى ان المجموعات ذات التاريخ الطويل تلهث للحاق بها ولا تتمكن، وكل ما يصدر عن هذه المجموعات من نقد لتجربة الولايات المتحدة الامريكية هو نوع من الحسد لا اكثر ولا اقل.
في مرحلة الشباب كنا متلهفين على قراءة ومعرفة دقائق تاريخنا وكان الكثير من اصدقائي ورفاق دربي تأخذهم النشوة والخيلاء من تاريخنا في القترة الاشورية والبابلية التي امتدت لاكثر من الف عام، وكنت اقراء هذا التاريخ، الا ان ما اعجبني اكثر هو تارخنا في المرحلة المسيحية، صحيح ان التاريخين تم فيهما تقديم انجازات حضارية لا تقدر للعالم، الا ان نكهة المرحلة المسيحية كانت لدي احلى مذاقا لانها ارتبطت بفتوحات واسعة وسيطرة كبيرة عن طريق البشارة بالمسيحية وخدمة الناس عنم طريق العلوم والمهارات التي امتلكها ابناء شعبنا، مع الاسف لم يتم استغلالها لتحقيق سلطة سياسية كان من الممكن ان تحمي المنضوين فيها من ما اتى على ابناء شعبنا منذ مذابح شابور الثاني ولحد المرحلة الحالية. الا ان انتاج هذه المرحلة نقل لنا ثقافة المجتمع الحي وتفاعله مع الاخرين وتعدد الروئ الفكرية فيه، ادرج هذه الفقرة لاقول للبعض ان القوة لا تتمثل فقط بالقوة العسكرية فالعملاق الياباني لا يمتلك القوة العسكرية الا ان الناتج القومي لليابان يعتبر الثاني في العالم قبل الوحدة الاقتصادية الاوربية، ان القوى التي نتطلع لها يجب ان تأتي من قدراتنا الذاتية وليس من تخيل ادوار بقدر قوة اجدادنا فمن المستحيل ان تعود عجلة التاريخ الى الوراء، فحتى لو كان لنا تاريخا مجيدا وهذا ما ادركه، الا ان التاريخ لا يصنع اي شئ بحد ذاته، ان قراء التاريخ هم الذين يصنعون شيئا، وما يجب ان يتم صناعته يجب ان يكون لبنة لبنة، لكي يكتمل البناء.
هناك اطراف عديدة في شعبنا، لا تحاول ان تتعلم، بالرغم من مرارة التجارب التي مررنا بها، فالتمسك بالتاريخ لديها هو قدس الاقداس، وتعمل من اجل ذلك ولا تدري او هي تدري ولكنها مستعدة لكي يدفع شعبنا من حياة ومستقبل ابناءه الكثير لا بل انها مستعدة ان تضحي بمستقبل شعبها من اجل هذا الهوس المجنون بالتاريخ، ولكنها ليست مستعدة ان تضحي لا بجزء يسير من راحتها او من ممتلكاتها او ان تضحي بابناءها لاجل اي شئ، فمادام الاخرين هم من يضحي فلا بأس برفع العقيرة والتبشير بما حمله التاريخ من الامجاد، والتمسك بحلم هذه الامجاد دون دور حقيقي لبلورة مشروع ما.
هناك حروب انترنيتية وبالتاكية من (paltalk) وصحفية، هذه الحروب تندلع ويتحمس الكثيرين لها باذلين الغالي والرخيص، طبعا بالكلام، والذي قيل فيه لوفرض عليه ظرائب لصمتت السنة الكثيرين، ان هذه الحروب لا تستنزف طاقة ابناء شعبنا،ولكنها تخلق عداوات وتبني الاسيجة والجدران ما بين مكونات الامة ومؤسساتها وحتى افرادها، ولم يقل لنا احد كيف نعيد تجسيد التاريخ ونحن بهذا التشتت والفرقة؟.
 ان التاريخ ينبأنا بان شعبنا صنع الحضارة والثقافة ونشر العلوم والدين عندما كان مؤمنا خلف قيادة موحدة، ولكن القيادة اليوم لن تتكرر بالاسلوب القديم فمرحلة الملك الاله اوالشبيه بالاله او البطريرك الذي يحل ويربط ما يشاء مستندا الى القدسية القانونية لما يسنه قد ولت الى غير رجعة منذ زمن طويل، وعشنا في ظل قوانين يسنها الاخرين لنا وتخدم مصالحهم وتعودنا على ذلك، والعصر هو عصر تعددية الرؤى، وتبادل دور القيادة بين المعارضة ومن في السلطة، اذا لكي نسير نحو المستقبل يجب ان ناخذ كل المتغييرات بالحسبان، وليس المتعلق بالمثال السابق فقط، اي شرط القيادة الموحدة فقط، اي ان تكون هذه القيادة من العصر الحالي وتلائم ما يفرضه هذا العصر.
المتغيير الديمغرافي، والاقتصادي والثقافي يجب ان توضع في الميزان، وتوزن ويعرف ثقلها وموقعها ولصالح من تسير، ومن ثم يتم رسم الخطط والسير بها نحو التحقيق.
من شيم المتمسكين بالتاريخ وبقدسيته ووجوب العيش فيه، انهم لا يعرفون انجازا الاما انجز في التاريخ الماضي اي قبل اكثر من الفين سنة، ولا يعرفون رجالا ونساء ابطال يمكن للامة ان تفتخر بهم، الا ما كان في ذمة التاريخ. الا يدل هذا على انهم ينظرون الى شعبنا على انه شعب ميت ومع سبق الترصد؟، بل ولتأكيد هذا الامر فان اي منتوج ثقافي او انجاز فردي يحققه شخص من ابناء شعبنا يعزوه الى الغرباء، ويتم التعامل مع الانجاز ومن انجزه كانه  عميل وخائن، فكيف سمح لنفسه ان ينجز اقل مما انجزه اجداده قبل اكثر من الفين وخمسمائة سنة، الم يحتل نبوخذنصر القدس، والم يبنى اشوربانيبال اعظم مكتبة ويحتل حتى الوجه البحري لمصر،، اذا ان كان فلانا بطلا قوميا فلماذا لم يحقق على الاقل ما حققه الملوك العظماء.  ان المهوسين بالتاريخ يريدون لشعبنا خيارا واحدا ومحددا الا وهو بعث الامبراطورية الاشورية العظيمة وبكبسة زر، ودون ان يقدموا اي بحث نظري او مخطط ما على الاقل لكي نحقق هذا الخطوة العملاقة.
ان افظل خدمة نقدمها لشعبنا هي ان تكون خطواتنا مدروسة ومحسوبة وبحسب القدرة وتطور المحيط السياسي، ولعل اجد اكبر الخدمات لشعبنا هي اسكات اصوات النوم في التاريخ، او ايقاضهم من نوم طال امده باضعاف سني نوم اهل الكهف.
التاريح للدرس والمتعة وليس للعيش، ومن يريد ان يعيش التاريخ عليه ان يعلن انه ميت وحزء من الماضي وليس حي مع الزمن القائم و يتطلع  الى المستقبل.

تيري بطرس

374
أخبار شعبنا / تحذير
« في: 18:52 16/11/2007  »
تحذير......


السيدات والسادة المحترمون
الاخوات والاخوة الاعزاء
اليوم الجمعة السادس عشر من شهر تشرين الثاني لعام 2007 م الساعة 13,00  حاولت الدخول الى الاميل الخاص بي، الا انني لم اتمكن من ذلك، وتداركا لاي مشكلة او اي رسالة تصلكم من على هذا الاميل  betkanno@web.de   بعد الساعة الثالثة عشر بتوقيت اوربا الوسطى، نرجو ان لا تحتسب علينا وننصحكم بمسحها فورا، حيث نعتقد اننا تعرضنا لقرصنة وانتحال الاميل.
مع الشكر الجزيل لتفهمكم
تيري كنو بطرس

375
المنبر السياسي / كذب الاعلام
« في: 20:15 11/11/2007  »
كذب الاعلام
الحلقة الاخيرة من الحوار مع السيدة فيكلاند


تيري بطرس
betkanno@web.de

في مقالنا السابق قلنا ان هناك فروقا جوهرية سياسية وممارساتية بين رؤيتنا ومعنا الكثير من قوى وناشطي شعبنا، وبين الرؤية المقابلة التي يمثلها مضيفيك، وفي المقال اوضحنا الفروق في النظرة الى العلاقة مع الشعب الكوردي، وفي فهم ومعالجة مشاكل التجاوزات. وفي مقالنا هذا سنتناول الفروق في الاداء الاعلامي، وكما سيرى القارئ ان هذه الفروق ايضا هي نتاج الفرق الاساسي في الرؤية للعلاقة مع الشعب الكوردي من حيث اعتبارها علاقة شراكة وطنية كما نعتبرها نحن، او علاقة عداء كما يعتبرها مضيفيك وتعتبريها انت.
وحيث اننا في الحزب الوطني الاشوري من اكثر التنظيمات تعاملا مع الاعلام المكتوب، واكثر الاطراف طرحا للمبادرات السياسية والفكرية فمن البديهي ان يختلف اداءنا ومضمونه عن الاداء الاعلامي لمضيفيك وذلك بسبب الاختلاف في الرؤية السياسية بيننا.

- 1 -
الاعلام هو الحد الفاصل بين الحقيقة والكذب، بين العمل الحقيقي و المدعي به.
من منا لم يسمع بغوبلز وعبارته الشهيرة "اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس". نحن لسنا من هذه المدرسة، وتمنينا دوما لاخوتنا مضيفيك ان لا يكونوا كذلك.. ولو كانت تمنياتنا تحققت لكان الاداء السياسي لشعبنا اكثر تطورا وحضارية، وكان اعلامنا وخطابنا نظيفا من التخوين والتجريم والتشويه.
وبصراحة نقول ان مضيفيك يتحملون مسؤولية ما هو قائم من احباطات وارتدادات وانحسارات في قضية شعبنا وتفاعل ابناءه معها وذلك بسبب انكشاف ما تم ضخه من تضليلات وادعاءات في مختلف الامور.

الاعلام لم يعد محصورا داخل بلد معين، والمؤسسات السياسية، الكبيرة والصغيرة، لا تجهل ما يدور حولها او في مجال يخص نشاطها. فقط مضيفيك يعتقدون انه يمكنهم قول ما يحلو لهم. وقد نبهنا مرارا ان ما يقال او ينشر يصل للجميع. فالاعلام اليوم، وبخاصة مع الانترنت، لا يقرب المسافات فقط بل يكشف كل ما قد يعتقده البعض مستورا!! فتقريرك وتقرير السيد مايكل يواش(1) متوافرة لمن يريد الاطلاع، وهما بنظرنا يحويان مغالطات كثيرة اضيفت بقصد مسبق ولا تخدم مستقبل شعبنا واستقراره بسلام مع جيرانه وعلينا تصحيح اخطاءها وبعكسه سنكون شركاء في المغالطات.
كان بودنا ان يكون بيننا تنافس سياسي، يدور حول نصف الكاس الفارغ او نصفه الملآن، كما هو جار في كل الدول المتقدمة. فالمعارضة تركز على ما لم يتم انجازه، والموالاة تركز على ما تم انجازه، ولكنهما يشتركان في محاربة الظواهر الشاذة الخارجة عن الحق والعدالة. وفي المحصلة يكون الشعب المستفيد من هذا التنافس.

بداية لنعترف ان ايا منا ليس هو من يقود السلطة، بل ان كلانا طرف صغير فيها، وهذا ناتج عن اسباب عديدة احدها الممارسات السياسية والاعلامية لمضيفيك.   
الاداء الاعلامي للحزب الذي انتمي اليه هو مباشر ويخاطب العقول لا القلوب، ولا يسعى الى الكسب الجماهيري القائم على الفبركات فهذا كسب مرحلي لم ننبهر به او نركض وراءه.
ان اعلامنا يهدف رفع مستوى الوعي والاداء السياسي لشعبنا من خلال المصداقية وملامسة الحقيقة كما هي.
يتهمنا الكثيرون باننا نخبويون وهم محقون في ذلك. ولكننا نقول اليست السياسة فن النخبة.
اننا نوجه خطابا لشعبنا وللاخرين ايضا بشكل متوازن يعطي لكل انسان حقه، دون ان نتراجع ولو انملة عن واجبنا في الدفاع عن حقوقنا القومية المشروعة. اما مضيفيك، فقد واجهناهم اعلاميا مرات عدة لنحثهم ليكون اعلامهم سليما ومعقولا ولا يحمل الاساءات والاكاذيب.(2)
ولكي لا يكون مقالنا مقالا انشاءيا نظريا فاننا نطرح بعض نماذج على سبيل المثال لا الحصر.

- 2 -
احد الامثلة هي الديموغرافيا الاشورية.. فنحن كنا صريحين مع شعبنا عندما تحدثنا عن ديموغرافيته..
نحن نؤمن انه في الوقت الذي تؤثر فيه الديموغرافيا على قدرات اي شعب لاقرار وممارسة حقوقه، فاننا نؤمن ان الحقوق القومية يجب ان لا تكون رهينة او منقوصة بسبب ضعف الديموغرافيا، وقلنا دوما ان قوتنا هي في خصوصيتنا القومية وانتماءنا التاريخي والمصيري بالارض. ولذلك لم ندع او نبالغ في وجودنا الديمغرافي لاننا نؤمن ان التضليل والاكاذيب لا يدومان وان انكشافهما يوما سيؤدي الى ارتدادات واحباطات.
لذلك قلنا في حينه ان وجودنا في اقليم كردستان (بعد 1991 وقبل 2003) لا يتجاوز الاربعين الفا.
الا ان مضيفيك اصروا على تسويق الاقوال باننا نصف مليون كما في مقابلة صحافية مع السيد يونادم كنا في المانيا.(3) (نصف مليون من مجموع ثلاثة ملايين في الاقليم يعني 16% ويعني وجوب تخصيص 16 مقعد برلماني وليس 5 والخ.. من النتائج!!!) وفي مرات اخرى قالوا 200 الف.. انه البازار وسوق الجمعة!!!
والاعلام التضليلي يناقض نفسه.. الا تقول الحكمة المشهورة (ان الكذاب ينسى اكاذيبه)، وهذا ما حصل فعلا عندما قال السيد هوزايا في مقابلته مع مجلة زندا اننا 50 الف(4).
ويتكرر التناقض دوما.. ففي حين اصرت قيادة مضيفيك ان ابناء شعبنا في دول الجوار هم في رحلة سياحية فانها بقيت تجمع الدولارات باسمهم على انهم نازحين!!
وفي حين يصر هؤلاء القادة ولغايات حزبية وشخصية على رفض الحكم الذاتي ويتهم مروجيه بالعنصرية وبانه يهدد الوحدة الوطنية فانهم في ذات الوقت يدعمون الفدرالية كهيكل للعراق.. بالله عليكم اذا كانت الفدرالية لاقاليم عراقية بثلاث محافظات واكثر لا تهدد وحدة العراق، ونحن متيقنون انها لا تهدد بل تدعم وحدة العراق وتقدمه، فكيف يمكن لحكم ذاتي لثلاثة اقضية ان يهدد هذه الوحدة!!!

كما نقول ايضا ان ديموغرافية شعبنا بمعنى الارض والبشر لممارسة حقوقنا السياسية والقومية هي فقط في اقليم كوردستان وسهل نينوى ولذلك ندعو لربط الديموغرافيتين مع بعض.
ولكن مضيفيك وبسبب موقفهم العدائي مع الشعب الكوردي وقياداته السياسية فانهم يصرون على خلاف ذلك ويرفضون ارتباط القوش بسرسنك وتللسقف بمانكيش وبغديدة بعنكاوة وشرفية بفيشخابور وغيرها..
انهم يصرون على ابقاء عزل وتشطير الديموغرافيتين.. وهم بهذا الاصرار يساهمون ليس فقط في اعاقة اقرار الحكم الذاتي وربط الديموغرافيتين بل ايضا يعملون على تفتيت ديموغرافيتنا في سهل نينوى لان الوحدات الادارية المكونة للسهل (تلكيف والشيخان وبغديدة) مشمولة بالمادة 140 وان الاستفتاء سيتم على اساس الاقضية وربما النواحي وبما يعنيه ذلك من حتمية التحاق قسم من وحدات السهل بالاقليم. هم مستعدون الحاق اقسى الاضرار بشعبهم من اجل الحاق ضرر جزئي محدود بالكورد.

- 3 -
المثال الاخر هو تقديم المقابل، اشوريا كان او كورديا، في الاعلام الاشوري..
فنحن في الوقت الذي نؤمن فيه بان الاختلافات في الرؤية والممارسة السياسية بين القوى السياسية هو امر طبيعي وصحي، فاننا نلتزم الاداء الاخلاقي واحترام الراي الاخر وكذلك الرموز السياسية والقومية والوطنية.
في حين ان مضيفيك يصرون على ترويج الاساءات ضد مخالفيهم الراي سواء من احزاب اشورية او مؤسسات قومية وكنسية او شخصيات ناشطة بل ووصل الامر بهم الى محاولات التصفية الجسدية.
وكذلك ضد القيادات السياسية من الكورد.
فجميع ابناء شعبنا بات يدرك من يقف وراء الاعلام المسيئ منذ 15 عاما ضد كل القوى والشخصيات السياسية لشعبنا، وكيف تم الترويج لتهم التخوين والعمالة في خين اثبتت الوثائق من المتعامل مع استخبارات النظام(5). والجميع بات يدرك من يقف وراء حملة الاساءات المستمرة ضد القيادات والمرجعيات الكنسية(6). والجميع يدرك من يقف وراء حملة الصاق تهم الارهاب ضد القيادات الكوردستانية(7).
فهل يرى عاقل ان اعلام كهذا يخدم شعبنا وقضيته سواء من حيث توحيد الجهود او تحقيق التحالفات الوطنية.

في اللعبة السياسية يجوز ابراز المنجزات واعطائها بريقا اكثر مما تستحقه، وهذا البريق يتم ازالته من قبل المعارض عبر كشف الحقائق وتبيان الحجم الحقيقي المنجزات.
نحن نتفهم ان يحاول طرف الاستيلاء على المشهد السياسي من خلال عمل دؤوب وسليم يعتمد على ما تم عمله او ما يتم التسويق له للعمل، ولكن ان يتم احتلال المشهد السياسي بتخوين وتكفير وتجريم وحتى محاولة قتل الاخرين من غير وازع اخلاقي او قانوني فالامر هنا هو خلق دكتاتورية بشعة لا تقر لانسان باي حق.
ان كل تنظيمات شعبنا لحق بها الكثير من اتهامات العمالة وبيع الذات وبامور شائنة لا تليق باي اعلام، لا بل ان مضيفيك حاولوا بجد لتقسيم مؤسسات شعبنا، حتى الكنيسة، كلما فشلوا في تسييرها حسب اهوائهم.
اليوم وبدلا من ان يكون لنا ولو مؤسسة واحدة تضم كل قوى شعبنا وتكون سقفا نتحاور تحته ونناقش ما يهمنا وما نصبو اليه، نرى تشرذم واتهامات وتهديدات وسباب تجاه اغلب مؤسسات شعبنا السياسية والدينية والثقافية.

- 4 -
التناقض بين الاعلام الموجه للمهجر وحقائق الواقع..
مع عصر العولمة وتحول العالم الى قرية صغيرة لم يعد ممكنا اداء اعلاميا مختلفا واحدا للمهجر والاخر للداخل.
لذلك التزمنا خطابا اعلاميا ثابتا وواضحا ويقوم على الشفافية والصراحة وقول الحقائق، الحلوة منها والمريرة، سواء كنا نتوجه الى شعبنا في الداخل او في المهجر، ولذلك اكتسب اداءنا الاحترام وبات الحزب مصدرا يتصل به من يريد معرفة حقائق الامور دون رتوش.
وبعكس ذلك، فان اعلام مضيفيك له شقان، احدهما مهجري سواء الى ابناء ومؤسسات شعبنا او المؤسسات والمنظمات ووسائل الاعلام الصديقة او المهتمة كما هو حال شخصك الكريم والمؤسسة التي تتراسينها.
وغالبا ما يتقاطع هذا الشق مع حقائق الواقع.. والامثلة كثيرة، فاضافة الى ما اوردنا اعلاه، واضافة الى التعليم السرياني الذي سناتي عليه، هناك امثلة اخرى تخص حتى واقع الحركة نفسها..
فمثلا، في حين يدرك الجميع ان الحركة تتلقى منحة شهرية مقدارها 50 الف دولار ضمن المنح الطبيعية والرسمية التي تمنحها حكومة الاقليم بمقادير مختلفة لجميع الاحزاب المسجلة والعاملة في الاقليم، فان السيد نينوس بتيو ينكر ذلك في مقابلة له مع زندا ويقول ان الحركة لا تستلم اية منحة او مساعدة سوى من شعبنا ومؤسساته المهجرية!!(8)
وفي حين دخلت الحركة، كما بقية احزابنا، في تحالف انتخابي مع الاحزاب الكوردستانية في قائمة واحدة لانتخابات المجلس الوطني الكوردستاني في دورته الحالية ومنح لها التحالف مقعدين(9) فانها في تعليماتها الانتخابية تطلب من اعضاءها وانصارها في المهجر انكار ذلك(10) وما زالوا على انكارهم وما زالوا يقولون ان عضويهم في برلمان الاقليم فازا بمقعديهما ليس ضن تحالف مع الاحزاب الكوردستانية!!!
 
وفي الاعلام الموجه للمهجر فان خطابه يتوجه الى الغرائز لتاجيجها ويثير النعرات القومية والدينية ويستذكر احقاد الماضي. فهو خطاب يصور الكورد اعداء لشعبنا كما ورد في تقريرك. وهو خطاب يستهدف الحاق اقصى اذى ممكن باقليم كوردستان وابناءه، وبينهم شعبنا،عبر فبركة التهم الباطلة تارة (كما في رسالتك الى الحبر الاعظم عن الضغوط التي ادعى مضيفيك ان الكورد يمارسونها على الاشوريين لتحويلهم الى الاسلام)، والتاليب تارة (كما في تقريرك من ادعاءات نقلها لك مضيفيك عن وجود قوات اسرائيلية في الاقليم وهي فبركات تهدف تاليب الدول والقوى والتنظيمات الاسلاموية والعروبية ضد الاقليم شعبا وحكومة)، او التهليل تارة اخرى عندما يتعرض الاقليم للتهديدات كما كشفت التهديدات التركية الاخيرة عورة الكثيرين الذين دأبوا على الصياح والضجيج لاية معلومة سلبية عن الاقليم وواقعه السياسي والاقتصادي والحياتي، حتى قبل التاكد من صحتها، ولكنهم صمتوا صمت القبور ورحبوا ضمنا بهذه التهديدات ناسين او متناسين ان الاذى الذي يودون الحاقه بالشعب الكوردي وبالاقليم هو اذى يصيب وبصورة مضاعفة الشعب الاشوري ايضا.. ناسين او متناسين ان هناك اكثر من مائة قرية لشعبنا في برواري بالا وكلي وسندي وزاخو وصبنا ستتاثر بالتهديدات التركية في حال تنفيذها، بل ومن هرب من بغداد واحتمى بالاقليم سيكون مصيره الهروب مرة اخرى ولكن نحو المجهول.
في حين ان الشق الاخر من الخطاب السياسي لاصحاب هذه الرؤية، وهو الشق الذي يخاطب الداخل العراقي والكوردستاني وقواه السياسية فهو خطاب مغاير جدا وبما يجعله خطابا سياسيا منافقا.

- 5 -
على مستوى الانجازات المدعي بها، ونموذجنا في هذا المحور سيكون التعليم السرياني لانه الاكثر ورودا في الاعلام وورد في تقريرك ايضا بان اللجنة الخيرية للحركة تقوم بتشغيل 26 مدرسة بينها 21 في الاقليم!!!
نقول ان الاحزاب لا تنجز على المستويات التنفيذية شيئا ما لم تكن مشاركة في السلطة. وتنسيب الانجازات مرتبط بحجم مشاركة الحزب وتاثيره في السلطة.. واذا كانت السلطة ائتلافية من تحالف احزاب فان الانجازات تنسب الى الائتلاف.
حكومة اقليم كوردستان منذ 1992  اقرت مبدا حق التعليم باللغة الام لابناء القوميات المتعايشة في كوردستان وهذا كان نتاج فهم واع والتزام مبدئي تجاه ابناء الاقليم دون ارتباط ذلك بمساهمة قواهم السياسية في الثورة او الجبهة الكوردستانية (قبل 1991) او البرلمان والحكومة (بعد 1991). فهذا الحق تمتع به الاشوريين، ولكن ايضا التركمان وهم لم تكن لهم مشاركات سياسية في الجبهة او البرلمان او الحكومة الكردستانية.
بذلك فان التعليم باللغة الام لم يكن اقراره حكرا حزبيا بل كان نتاج التزام القيادات والقوى السياسية والسلطتين التشريعية والتنفيذية في اقليم كوردستان بحقوق القوميات المتعايشة في اقليم كوردستان.

اما نجسيد القرار فاننا ندرك، ما لا يقوله مضيفيك، بان التعليم السرياني ابتدا بمبادرة فردية من القس شليمون ايشو خوشابا راعي كنيسة المشرق الاشورية في سرسنك في تشرين الثاني 1992، وبعده وبمساهمة واسعة من ناشطين قوميين ورجال دين معروفين وبمشاركة اساسية من قبل اعضاء الحزب الوطني الاشوري الى جانب عدد من قيادات الحركة الديمقراطية الاشورية (ممن هم اليوم خارجها) تم تعميم التعليم.
الحقيقة ايضا ان قيام مضيفيك بتحزيب التعليم ادى الى رفض الكثير من ابناء شعبنا، وبخاصة الكلدان، الالتحاق بمدارس التعليم السرياني وفضلوا مدارس التعليم بالكردية مع تعلم السريانية كلغة.
وبديهي وطبيعي ان تتكفل وزراة التربية بكل تكاليف التعليم السرياني (بنايات، صيانة، اثاث، رواتب، كتتب، وغيرها) كما تتكفل بمصاريف المدارس الكوردية او التركمانية او العربية، فهذا واجب الدولة خاصة وان المدارس هي حكومية وليست اهلية.
الاان مضيفيك روجوا وما يزالون انهم يتحملون مصاريف التعليم السرياني!!
حسنا.. لو صدقنا الادعاء.. اليس ذلك تمييزا عنصريا مرفوضا تقوم به الحكومة الكوردستانية بانها لا تغطي نفقات التعليم السرياني في الوقت الذي تغطي فيه التعليم الكوردي؟
فلماذا سكت مضيفيك وكان لهم اعضاء في الحكومة والبرلمان على هذا التمييز العنصري؟
لو كان ادعاءهم حقيقيا، الم يكن واجب وزيرهم واعضاءهم الاربعة (في حينها) في برلمان اقليم كوردستان ان يثيروا الامر مع الحكومة ليتم تصحيحه؟!! ولو كان ادعاءهم حقيقيا لماذا لم يطالبوا باستجواب وزيرؤ التربية في البرلمان على هذا التمييز العنصري؟!!
اتدرين لماذا لم يفعلوا؟ لانهم يعلمون ان الحكومة تقوم بواجباتها.. ولانهم لم يتحملوا المصاريف كما يدعون، وان المبالغ المرسلة باسم التعليم السرياني من المهجر الاشوري ومن المنظمات الصديقة لم تصرف لهذا الغرض.
بل لاغراض اخرى يمكن لنا ان نتوقع جميعا ما هي؟
فهل في هذا الاعلام اية مصداقية؟ اليس الامر ابتزازا لشعبنا في المهجر والمتعاطفين معه من ناحية، واظهار الحكومة بالتمييز ضد شعبنا من جهة اخرى؟ وما هي الرسالة الاعلامية او السياسية التي يمكن ان نخرج بها من مثل هذه الممارسة، اليس تشويه العمل السياسي لشعبنا؟
انها سرقة مفضوحة ومتعددة الاطراف.. فقبول مسؤولي المؤسسات المهجرية بهذه الاكاذيب المفضوحة يثير الشكوك في انهم ايضا مستفيدين ماليا من هذه اللعبة التي لا تقتصر فقط على التعليم السرياني، بل تشمل مجمل الانشطة الخيرية والاعمارية التي يدعي مضيفيك بها والتي تقوم على تنفيذ القليل لتغطية الكثير.(11)

- 6 -
ونحن نتوجه لختام مقالاتنا الحوارية معك سيدتي والتي كما قلنا من بدايتها انها ليست شخصية بل سياسية تغطي مواضيع مهمة اردنا من خلالها توضيح رؤيتنا السياسية وكذلك اغناء مدارك ومعلومات القراء، فانه لا بد من ايراد ردود على بعض ما تضمنه مقالك: (لماذا لا يرد بيتو شخصيا على ما كتبته).
نقول انك لم تلتقي الا بمن يعمل او يساند الحركة الديمقراطية الاشورية.. ونحن اهل الدار وادرى بمداخلها!! فالمنظمة النسوية واللجنة الخيرية والمركز الثقافي الذين التقيتيهم هم توابع للحركة.
فبهذا لا يمكن الضحك على الذقون.. نحن لم  نقل او نشترط لقاءنا نحن.. ولكننا طرحنا تساؤلا مشروعا عن حصر لقاءاتك بمؤسسات تنظيم واحد فقط، في حين اننا شعب حي فيه الكثير من الاراء وهذا لا يعيبنا.
سيدتي نحن نسأل: هل التقيت بممثلين لشعبنا في البرلمان من غير الحركة؟ هل التقيت بممثلي احزابنا السياسية (ليس الاحزاب الصغيرة كحزبنا!!) ولكن الاحزاب الاخرى ام ان الجميع صغير ولا يرى بالعين المجردة؟
ربما خدعك مضيفيك واستغلوا عدم درايتك بمؤسسات شعبنا وقدموا لك من التقيت بهم على انها المؤسسات الوحيدة الموجودة في مجال اختصاصاتها وانها مستقلة سياسيا وغير تابعة لهم.
نحن لم ولن ندعو احدا الى عدم زيارة المؤسسات التي قمت بزيارتها. ولكننا نقول ان اقتصار الزيارة عليهم لن يقدم الصورة الكاملة عن شعبنا. فعلى سبيل المثال:
شعبنا يمتلك سبعة تنظيمات عدا الحزب الوطني الاشوري.. فهل التقيت في هذه الجولة بممثلي ايا منها؟ ام انك تعتقدين بعدم جدوى ذلك فهي اما مكروسكوبية او خائنة وبقرار مسبق.
وله ممثلين عنه في البرلمان واحدهم هو العضو الاشوري الوحيد في لجنة دستور الاقليم، فهل التقيته في جولتك؟ وهل التقيت بممثلي شعبنا في البرلمان من غير اعضاء الحركة؟
ويمتلك عدة تنظيمات نسوية فهل التقيت احدها؟
ويمتلك محطة فضائية في اربيل هي (عشتار) ومحطات اذاعية في بغديدة (صوت السلام) وزاخو (اذاعة هيزل) الى جانب المحطة التي قمت بزيارتها في بغديدة (تلفزيون اشور).. فهل التقيت احدا سوى تلفزيون اشور؟
ويمتلك شعبنا مؤسسات ثقافية في اربيل (جمعية الثقافة الكلدانية) وزاخو (مركز هيزل الثقافي الاجتماعي) وديانا (مركز اشور الثقافي) وغيرها كثير في مدن سهل نينوى والاقليم.. فهل زرت ايا منها سوى المركز الثقافي الاشوري في دهوك الذي هو تابع للحركة؟ ام ان هذه المراكز ايضا باعت نفسها للكورد؟
وله من ابناءه من هو معاون محافظ في دهوك او مدير ناحية في عنكاوة والقوش وغيرها من الحلقات الادارية، فهل التقيت ايا منهم؟

- 7 -
واخيرا، لم ولن تكون غايتنا الدخول في جدل بيزنطي معك سيدتي بل كشف ما نعتقده غير سليم وغير صحيح ويضر بشعبنا وبمستقبله، وهذا ليس خوفا من احد.. ولكننا ننظر الى التعايش السليم وبناء اواصر الثقة بين كل العراقيين وهذا لن يتحقق بنقل امور كاذبة وغير صحيحة.
ان هدفنا هو تعريف شعبنا بكل الحقائق التي نعلمها، لانه بدون هذه الحقائق لن نتمكن نحن ولا شعبنا من رسم طريقة ومساره نحو المستقبل الامن والمطمئن والحر. بل بدون هذه الحقائق سندور في حلقة مفرغة ودن اي هدف حقيقي مثلما يعمل الطرف الذي التقيته بكل قوة.
في كل مراحل عملنا الشاق لم نتنازل عن اشوريتنا وحقنا في الوجود والسير نحو الامام في مجال تحقيق حقوقنا المشروعة بما فيها الحكم الذاتي، ولكننا ندرك ان هذه الحقوق لن تتحقق باتهامات باطلة توجه للشعوب المتعايشة مع بعض، بل بمد يد التعاون والتلاقي مع هذه الشعوب للعمل سوية لنصل الى مبتغانا كلنا في الحلول السليمة والتي تحقظ هذا العيش المشترك في اطار المساواة التامة واعادة بناء العراق بحيث يتم ضمان عدم عودة الدكتاتورية باي شكل كانت.
وعندما يرفض الكثيرون علنا ويستنكرون جهارا هذا الخطاب السياسي والاداء الاعلامي لمضيفيك، فانه ليس بدافع التملق كما يقول من التقيتيهم (وهذا القول هو الاخر برهان اضافي على الخطاب السياسي العدائي لهم)، بل هو لمصلحة الشعب الاشوري وخياراته المستقبلية في الوطن حيث يشارك شعوب اخرى الارض والحياة.
8
قبل نشر المقال اطلعت سيدتي الكريمة على الاعلان المنشور في زهريرا الغراء حول عزمكي القيام بجولة في المدن السويدية لدعوة ابناء شعبنا الى العودة الى ارض الوطن، وانني اذ اشد على يديك على هذا الطرح الجيد والمرغوب والضروري للحفاظ على هويتنا القومية، اقول يا ليت لوكان هذا الطرح قبل تقريرك، لان ما يتظمنه التقرير يخالف هذه الدعوة لا بل يحاربها. (12)

مع فائق تقديري واحترامي..

الهوامش والروابط:
(1) راجع: www.atranaya.org/Books/Michael_Yoash.pdf
(2) على سبيل المثال راجع مقالنا (النتائج المأساوية للاعلام الغبي) الذي نشر في ك2 2005:
www.atranaya.org/Books/E3lam.htm
(3) راجع: www.atranaya.org/Books/Figuers.pdf
(4) راجع:
http://www.zindamagazine.com/html/archives/2002/6.3.02/index.php
(5) راجع موضوع (تعريف بالساحة الاشورية) (ص26-39) من الكراس الثقافي رقم 7 الصادر عن مكتب التنظيم للحركة الديمقراطية الاشورية في تشرين الاول 2000
وراجع: www.atranaya.org/Books/Hawlat.pdf

(7) راجع: http://www.etota.de/Maps/Articles/Photos.htm
(8) راجع:
www.zindamagazine.com/html/archives/2007/01.13.07/index_sat.php
(9) راجع التسلسل 73 و 78 من اسماء مرشحي (القائمة الوطنية الديمقراطية الكردستانية) وهي قائمة التحالف الكردستاني للبارتي واليكتي واحزاب كوردستانية اخرى واحزاب شعبنا.
www.atranaya.org/Books/NKA.pdf
(10) راجع: www.atranaya.org/Books/ADMelections.pdf
(11) راجع:
http://etota.de/Emanuel/Articles/AssyriaSAT/AssyriaSatInterview.htm
(12) راجع
http://www.zahrira.net/?p=3790

376
في الشراكة بين الشعبين الكوردي والاشوري
تتمة الحوار مع السيدة فيكلوند


- 1 -
بدءا، نكرر ما قلناه في مقالنا السابق بان الحوار بمضمونه وشكله ليس شخصيا.
انه حوار سياسي يشمل مواضيع قومية ووطنية اساسية، وهو حوار بين رؤيتين تختلفان جوهريا في مواضيع الحوار. واحد اهم مصادر الاختلاف هو الرؤية الى العلاقة بين الشعبين الاشوري والكوردي، فهذا الاختلاف الجوهري هو مصدر الاختلاف في مجمل الامور الاخرى مثل التجاوزات وعائدية الاراضي، سقف المطالب الدستورية لشعبنا، مستقبل الارتباط  الاداري لسهل نينوى، الاداء الاعلامي، وغيرها..
سنحاول في هذا المقال عرض ومناقشة الرؤيتين، اي الرؤية التي يمثلها طيف واسع من القوى السياسية والقومية لشعبنا بينها الحزب الوطني الاشوري الذي انتمي اليه والرؤية المخالفة التي يمثلها مضيفيك والتي تضمنها تقريرك الذي جاء شهادة موثقة للمواقف السياسية والضخ المعلوماتي والاعلامي لجهة اشورية محددة ومهمة.
نامل ان تتسع القلوب والاوقات لجميعنا لخوض حوار موضوعي وديمقراطي.

- 2 -
في العلاقة مع الشعب الكوردي، فاننا نراها علاقة شراكة تاريخية ومصيرية يجب ترسيخها وتطويرها وتوظيفها لدعم احقاق حقوق شعبنا دستوريا وممارستها واقعيا في اطار فهم الواقع الديموغرافي لشعبنا وفهم واع للتركيبة الايديولوجية التي تتبناها غالبية القوى الكوردية والتي تقوم على القبول بالاخر.
ان الشراكة بين كل شعوب المعمورة ليست خيارا تختاره الشعوب بل حتمية عليها قبولها ومعايشتها، وتاريخ وجغرافيا الشعبين الاشوري والكوردي يحددان واقعا ومستقبلا مشتركا لهما.
(ليس للشعب الاشوري اية قرية ابتداء من جنوب الموصل الى اقصى الجنوب العراقي.. الا يعني ذلك شيئا).
اننا نرى الوطن وحدة واحدة ومن فيه من الشعوب والاديان شركاء لا اعداء، وتطور الوطن وجميع ابناءه يستلزم العلاقات المبنية على الشراكة والشعور المتبادل بمتطلبات الاخر وقبوله.
نحن المنادون والملتزمون بهذه الرؤية لنا خطاب سياسي واداء اعلامي واضح لا غموض او تناقض فيه:
فنحن لا نتردد في اعلان رؤيتنا والتبشير بها بين شعبنا في الوطن والمهجر والعمل من اجلها لاننا مؤمنون تماما بانها رؤية سليمة وتحقق الافضل لاجيالنا من بعدنا الذين هم ايضا محكومون بالتاريخ والجغرافيا..
نحن لا نخدش جروح الذاكرة بل نعالجها عبر الاستفادة من دروسها ومنع تكرارها.
نحن لا نهيج الغرائز والعواطف بل نخاطب العقول والافكار..
ونحن لا نفبرك الادعاءات ولا نضخم الاخطاء والسلبيات..
ونحن لا نؤلب على الشعوب الشريكة، ولا نستجلب العداوات على تجربة الاقليم الفتية.

- 3 -
وفي ذات الوقت لا يتوقف طموحنا عند حد جامد بل نتبنى سقفا متناميا ومتطورا مع تطور الاقليم ونموه.
فكلما شاركنا في تحقيق المزيد السياسي والاقتصادي والثقافي والاداري للاقليم كلما ارتفع، وعلى التوازي، سقف طموحنا القومي.
نحن لم ولن نتملق الاخوة الكورد او العرب.. وعندما ننتقد امورا ومواقف محددة من القوى السياسية العربية او الكوردية، فاننا لا نتبنى توصيفات العداء ولا ننطلق من مفاهيم التخوين، بل من مبدأ انتقاد افكار وخطوات يستلزم برأينا تصحيحها، وهذا هو مفهوم الحوار الديمقراطي الذي نصبو اليه.
واخر الشواهد على ذلك هو انتقادي الواضح لبعض ما ورد في مقابلة سياسية مع السيد ملا بختيار القيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني بشان الوجود التاريخي لشعبنا وحقوقه في كوردستان العراق.
ان الشراكة الوطنية التي نؤمن بها تتحمل وجود اخطاء وخلافات، ولكنها لا تتحمل التخوين والعداء والتاليب.
فحتى في العائلة الواحدة، والتي هي شراكة ارادية للعيش المشترك، تحدث الخلافات.. ولكن عندما يحول احد اطراف العائلة الخلافات الى عداوات فحينها تنتهي الشراكة وتنتهي صفة العائلة التي لا بد لها حينها ان تنقسم لان مضار بقاءها اكثر من منافعها.
ومن هنا فاننا نرى في الاخوة العرب والكورد والتركمان شركاء لنا في الوطن، قد نختلف مع قواهم السياسية ولكننا لا نعاديهم كشعوب.. نكون معهم صريحين في طروحاتنا ومواقفنا دون خطابات مزدوجة تقوم على ادعاءات المحبة والود في الواجهة والاستعداء وبث الاحقاد والتاليب في الممارسة.
وفي كل هذا لا نرى العرب والكورد والتركمان وقواهم السياسية على انهم ملائكة منزهون (مثلما شعبنا وقواه ايضا ليسوا ملائكة).. فالسياسة هي فن تحقيق المصالح، قد نلتقي مع الاطراف السياسية المختلفة في امور معينة وقد نختلف معها في امور اخرى، ولكن ما نريده هو ان يكون الاختلاف والاتفاق في الاطار الوطني الصحيح والاحترام المتبادل والشراكة العميقة.

- 4 -
وفي مقابل ذلك هناك الرؤية الاخرى التي يلتزمها مضيفيك ويتحركون سياسيا واعلاميا وجماهيريا بوحي منها.
تقوم رؤيتهم على اعتبار الكورد اعداء للاشوريين، وهو الانطباع الذي تشكل عندك مما نقله لك مضيفيك وقمت بايراده صريحا في تقريرك، مثلما يورده مناصريهم ليل نهار في مواقع النشر والحوار الصوتية منها والمكتوبة.
وتاسيسا على ذلك فان القيادات السياسية الكوردية، بحسب اصحاب هذه الرؤية، يلتزمون قولا وعملا مؤامرة اجتثاثية عدائية تهدف اقتلاع الشعب الاشوري. وبنظر هؤلاء فان المؤامرة واسعة وتشمل ادق التفاصيل اليومية التي من بينها ما ورد في تقريرك عن روضة اطفال عنكاوة!!
نحن برفضنا الاساءة الى الشعوب انما ننطلق من احترامنا لشعبنا وقيمه الانسانية والحضارية اولا.
ولذلك قلنا ونكرر القول ان وصفك للشعب الكوردي الذي نعيش معه حياة يومية مشتركة في الريف والمدينة، في الشارع والمدرسة، في السوق والدائرة، بانه عدو هو وصف غير حضاري ويعبر عن احقاد شوفينية وعنصرية. وهي دعوة تتجاوز فتح الجراح في تاريخ العلاقات بين مختلف شعوب المنطقة.. انها دعوة لاجهاض المستقبل ولا يمكن الا ان تكون امتدادا لجرائم البعث ضد الشعبين الكوردي والاشوري.
وعلى سبيل المقارنة، فانه حتى حركة حماس باجندتها ورغم كل جراح الشعب الفلسطيني لم تعتبر الشعب الاسرائيلي باجمعه عدوا!! فما بال البعض، كما في تقريرك، يعتبر الشعب الكوردي عدوا للشعب الاشوري!!!

- 5 -
التجاوزات التي يدعي البعض اننا تجاوزنا عليها!
ومن هذا الاختلاف الجوهري بين الرؤيتين الى العلاقة بين الشعبين الاشوري والكوردي تنبع وتتبع كل الاختلافات الاخرى في مختلف القضايا.. ومن بينها التجاوزات على الاراضي، ففي حين يتفق فيه اصحاب الرؤيتين على وجود التجاوزات فانهما يختلفان كليا في احكامهم وطريقة تقديمهم واسلوب معالجتهم للموضوع.
نحن في الحزب الوطني الاشوري وانطلاقا من التزامنا الاخلاقي والضميري بالصراحة والصدقية مع ذاتنا وشعبنا، وانطلاقا من النهج الموضوعي الذي نلتزمه في فهمنا وتعاملنا ومعالجتنا لجميع القضايا لم ننكر حقيقة ان هناك تجاوزات ما زالت قائمة على العديد من القرى الاشورية وتختلف طبيعتها من زراعة او ري او سكن مثلما تختلف في احجامها واعمارها وظروف نشأتها وبالتالي تختلف في طريقة معالجتها.
ولكننا رفضنا توصيف هذه التجاوزات على انها نهج وسياسة تلتزمها القيادات السياسية والحكومة الكوردستانية التي، على العكس من ذلك تماما، سعت وهي مستمرة في سعيها الى رفع هذه التجاوزات.

يحاول البعض تصوير الامر او يعتقد ان القرية او الارض الاشورية هي خارج سياق التاريخ وغير خاضعة او متاثرة بالظروف التي مرت على الاقليم.
الامر ليس كذلك، فالقرى والاراضي الاشورية تتجاور وتتداخل مع القرى والاراضي الكوردية.
ولان العراق عموما واقليم كوردستان خصوصا كان غير مستقر منذ 1961 فقد تمكن البعض من التجاوز على اراض لابناء شعبنا خاصة مع تهجير وهجرة الكثير من ابناءه من قراه وبقاء اراضيها خالية مما سهل التجاوز.
كما ان نزوح غالبية ابناء شعبنا اعوام الثورة الكوردستانية سمح لبعض المتنفذين او الاغوات الكورد، خاصة الذين كانوا مرتزقة الحكومة المركزية، التي قدمت لهم الدعم المالي والعسكري والغطاء والحماية القانونية، بالاستيلاء او التجاوز على القرى (قرى نهلة مثلا).
لا احد يقر بقانونية هذا الامر.. الا انه بالحقيقة لم يكن حينها قانون اصلا ليطبق، فالثورة لم تكن تمتلك تلك القدرات لتطبق قوانينها، بل ان الكثير من تلك القرى كان يقع تحت سلطة الحكومة.
اضافة الى سياسات النظام بتدمير القرى واخلاءها وحرق الارض وتدمير الحياة واقامة المجمعات القسرية.
ومن التجاوزات ما هو قائم لان السكان لا يمكنهم العودة الى قراهم بسبب ظروف الاقتتال او لسيطرة حزب العمال الكوردستاني على هذه المناطق مثل سكان نيروة وريكان، فالنرويون من ابناء شعبنا واهل دركني مثلا لا يزالون يعيشون في مجمعي ديرلوك وكوماني بعيدا عن قراهم، وهو ايضا نوع من التجاوز، وهو نوع من التجاوز الاشوري الاشوري او الكوردي الاشوري او الاشوري الكوردي او الكوردي الكوردي.

- 6 -
الحقيقة التي يدركها الجميع هي ان هذه التجاوزات والمشاكل هي عامة في عموم انحاء الاقليم.
فهناك تجاوزات ومشاكل بين ابناء العائلة الواحدة، كوردية كانت ام اشورية، وبين ابناء القرية الواحدة، كوردية كانت ام اشورية، وبين القرى المتجاورة، كوردية كانت ام اشورية.
وقضية الخلاف الكبير بين قريتي (جلك) و(جقلة) الاشوريتان المتجاورتان هي شاهد على ما نقول.
كنا في سفرة الى القرية، عندما سمعت هذا الحوار: طلبت زوجة خالي من ابنها ان يسلم على شخص اشوري من ابناء القرية عندما التقوه، فرد ابنها الطفل ببراءة: انا لا اسلم عليه لانه يسرق الماء.. (فحتى مياه الري تسرق).
سقت هذين المثالين لتبيان ان مسالة التجاوزات واقتناص فرص القيام بها هي مسالة موجودة وقائمة وهي عامة الحدوث في العائلة الواحدة او القرية الواحدة او بين القرى المتجاورة.
ولذلك فان محاولات تصوير الامر على ان التجاوزات الوحيدة هي التجاوزات الكوردية على القرى الاشورية هي محاولات تفتقر الى المصداقية والدقة. كما ان محاولات تصوير الامر على انه نهج وخطة وارادة سياسية وحكومية كوردستانية للتجاوز على القرى الاشورية هي محاولات تفتقر الى النوايا الحسنة.
اننا ننظر اليها ونتعامل معها وندعو ونسعى لمعالجتها ضمن حجمها واطارها الحقيقي على انها تجاوزات قام بها مواطنون اتيحت لهم الفرصة للتجاوز لاسباب مرتبطة بظروف الاقليم منذ اندلاع الثورة الكوردستانية في ايلول 1961 وان معالجتها ممكنة ضمن الاطر القانونية وحلول تضمن للجميع حقوقهم وتصون لهم حياة كريمة.
والمهم المتحقق بالشواهد والامثلة هو ان هناك ارادة وقرار للقيادات السياسية والحكومة الكوردستانية لمعالجة موضوع التجاوزات، بمختلف مصادرها وطبيعتها ومواقعها.
ولكن بالتاكيد ان خطة طموحة لرفع ومعالجة تركات ومخلفات اربعة عقود لا يمكن ان تتم في اربعة اعوام وخاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار الضغوطات السياسية والامنية والاقتصادية التي تضغط على الاقليم وتتحكم في اولويات عمل الحكومة وقدراتها على تنفيذ خططها ومعالجاتها.

بالنسبة لرفع التجاوزات على القرى الاشورية فان كانت البداية في قرية تلان فان النهاية لم تكن في فيشخابور بل هناك عملية مستمرة وشملت العديد من حالات التجاوز الفردية او الجزئية مثلما شهدت ازالة حالات تجاوز جماعية او كبيرة كما في فيشخابور وبيدارو وغيرها..
اذا التجاوزات موجودة، ولكن خطط حلها وازالتها موجودة ايضا وتم تحقيق خطوات ملموسة فيها وبمعالجات هادئة وواقعية بعيدا عن الضجيج.. وبالتاكيد فان الجميع، الحكومة واهالي القرى والقوى السياسية، تريد اكتمال العمل ولكن هناك محددات ومصاعب يجب التعامل معها سواء سياسية او امنية او اقتصادية وخاصة التجاوزات التي حدثت مع بدايات ثوة 1961 اي التي مر عليها حوالي اربعة عقود فازالتها تتطلب ايضا معالجات انسانية للعوائل التي تسكن هذه القرى حاليا.

- 7 -
وفي مقابل هذه الرؤية للمسالة ضمن سياقها التاريخي ومعطياتها الواقعية هناك فريق يصر على تصوير التجاوزات على انها خطة عمل ونهج وقرار سياسي كوردي تلتزمه القيادات والحكومة الكوردستانية.
ان ما يثير الالم في القلوب والشك في العقول هو ان مروجي الخطاب السياسي القائم على العداءات والاحقاد القومية يصرون على التعتيم وعدم الاشارة الى عمليات معالجة التجاوزات وازالتها في الوقت الذي يصرون على الترويج لما موجود من تجاوزات على انها شهادات على التطهير العرقي.
اليس تعتيمهم شهادة على حقيقة غاياتهم وان طرحهم لمسالة التجاوزات ليس لمعالجتها بل لتوظيفها في تهييج الغرائز وتاليب المشاعر.. فلو كانوا صادقين في حرصهم لكانوا التزموا حدا ادنى من التوازن وكانوا ذكروا لك يا سيدتي وللاخرين ان هناك الكثير من التجاوزات التي تم رفعها وانهم يثمنون ذلك ويعتبرونه مؤشرا ايجابيا..
ومن ناحية اخرى، فان السلطات العراقية في زمن صدام استولت على مساحات واسعة من اراض عائدة لابناء شعبنا في مناطق سهل نينوى ضمن مخطط تعريب المنطقة، وبذلك هي ضمن استحقاقات تطبيق المادة 140 من الدستور.. فلماذا لا يتحدث هذا البعض عن ازالة التعريب بل وعلى العكس فان السيد قائمقام تلكيف يشارك في التغطية على العوائل العربية التي تقوم حاليا بتشييد عشرات الدور على الاراضي التي منحها النظام السابق لها.

- 8 -
اننا نتساءل اذا كانت التجاوزات نهجا سياسيا كورديا واذا كانت شرعنتها خطة حكومية كوردية فلماذا اذن يتحقق في الاقليم برنامج واسع يشرف عليه الاستاذ سركيس اغاجان وزير مالية الاقليم ويشمل اعمار العشرات من القرى الاشورية التي لم يكن بعضها في وارد اي من احزابنا او مؤسساتنا مجرد التفكير بامكانية اعادة اعمارها..
من كان يتصور ان قرى مثل: تن، همزية، بخلوجة، باجدة، شكافدل، دشت تاخ، بيركا، هاورسك يعاد اعمارها.
واليس اعمار قرى مثل باختمة، صوركا، شرانش، سردشت، وغيرها وتوسيع ومضاعفة اعداد البيوت في جميع القرى الاخرى شهادة دامغة على ان التجاوزات ليست نهجا او خطة عمل.. بل ولماذا يتم شراء اراض من ملاكين ليتم تشييد قرى اشورية حديثة لم توجد سابقا على الخارطة، مثل قرية خرابيا مقابل باكيرات.
(معلومة: تجاوز عدد البيوت التي تم اعمارها في القرى الاشورية في اقليم كوردستان العراق اربعة الاف بيت سكني وعشرات المدارس والقاعات والكنائس والمراكز الصحية اضافة الى مشاريع المياه والكهرباء والطرق).

واذا كانت التجاوزات نهجا فلماذا يقوم السيد اغاجان، الذي تتهمينه ويتهمه مضيفيك بانه باع نفسه للاكراد "الاعداء" وانه ينفذ سياساتهم ضد الاشوريين، لماذا قام بـشراء اراضي قرية عين بقرى في سهل نينوى من ملاكها العربي الذي كان عرضها للبيع وبما كان يهدد هوية القرية ومستقبل العوائل الاشورية فيها وفي القرى المجاورة؟ في الوقت الذي لم يبادر المجلس الكلدواشوري برئاسة شيبا مندو والفدريشن برئاسة علاءالدين خامس (كلاهما في اميركا ويدينان بالولاء السياسي لمضيفيك) بعمل اي شيئ او المساهمة باي شيئ لشراء اراضي القرية رغم الاتصال الذي تم معهم لاجل ذلك.. ولم يكتف "الخائن المستكرد" (بحسب توصيف مضيفيك) بشراء القرية بل وتوسيعها واعمار البيوت فيها وفي بقية القرى المجاورة (كرنجو، بيروزاوه، كرماوة، دشقوتاني)
ولماذا يقوم بتشييد مئات الوحدات السكنية في برطلة وكرمليس وبغديدة ومار اوراها وغيرها؟

- 9 -
يحاول البعض تجريد ما نكتبه من محتواه، ويتشبث بجملة او بتساؤل عرضي، او يستل كلمة من سياقها ليقوم بقضمها ويظل يلعسها ويلسع بها ليعطي لنفسه صفة المحاور، في الوقت الذي نحاول في كل ما نكتبه ايصال فكرة ورؤية محددة ليس لمستقبل حزبنا وشعبنا فقط بل لمستقبل وطننا الذي ابتلى بالدكتاتوريات المختلفة من الانظمة او الافكار الشمولية التي لا تترك للناس حق الخيار وتدعي لنفسها الكمال المطلق، وهنا نكرر اننا نطرح ما نراه خارج اطار العداء او التبعية، بل في اطار ما نراه الافضل والاحسن.. وهذا الافضل والاحسن الذي نراه قابلا لان يكون خطأ كقبوله ان يكون صحيحا، وهذه هي سنة الحوار المسؤول مثلما هي سنة تطور الحياة.
واخيرا، سيدتي، نورد تعليق قصير باننا اذ نتفق ان التجاوزات على الممتلكات الفردية او الجماعية في اية قرية، اشورية ام كوردية، هو امر غير مقبول يجب معالجته فاننا نؤمن ان التجاوزات على الحقوق القومية هو امر اوسع. واننا نعتبر ان هناك تجاوزات اخرى حصلت وما زالت تحصل على شعبنا وحقوقه مما يتوجب ادانتها وازالتها. وان كون القائمين بها اشوريو الانتماء القومي او قياديون في تنظيمات اشورية لا يبرر القبول بها.
فارتباط "قياديين اشوريين" باجهزة النظام هو تجاوز سافر ومشاركة في جرائم صدام ضد الشعب والوطن.
وتخفيض سقف المطالب المشروعة لشعبنا هو تجاوز على مستقبل واجيال شعبنا.
والمشاركة في تقسيمنا الى قوميتين بسبب الاصرار على تسمية رفضها شعبنا هو تجاوز على وحدة شعبنا.
والقبول بحق الترشيح بديلا عن حق التمثيل في المؤسسات التشريعية والتنفيذية هو تجاوز على حقوق شعبنا.
والاصرار على تشتيت وشرذمة مؤسسات شعبنا القومية هو تجاوز على مقدرات وطاقات شعبنا.
والدعم الكامل لمؤامرة تقسيم الكنيسة واستنزافها والاساءة الى رموزها هو تجاوز على كرامة شعبنا.
والقائمة طويلة من التجاوزات التي لا يمكن السكوت عليها لمجرد ان القائمين بها هم اشوريو الانتماء.

وللحوار تتمة


betkanno@web.de

377
سيدتي فيكلوند: تحية ودعوة للحوار



- 1 -
حيث انك سيدتي تتراسين جمعية صداقة سويدية اشورية فاني افترض فيك الحرص على التواصل ومعرفة الاراء والمعلومات من وعن الشعب الاشوري، مثلما افترض فيك روح الحوار الديمقراطي واحترام الراي الاخر خاصة وانك عضوة سابقة في البرلمان السويدي.
وحيث اني ابن لهذا الشعب الاشوري فاني افترض انك تتوقعين مني الحرص على مصلحة شعبي ومستقبله خاصة وان لي مساهماتي المتواضعة منذ اكثر من ثلاثة عقود وفي مجالات متعددة، وافترض انك تتوقعين مني الحرص على اصدقاء شعبي وعملهم ومصداقيتهم، وبينهم شخصك الكريم.
باختصار فاني افترض ان هناك حرصا مشتركا لنا على الشعب الاشوري يتطلب بالضرورة تواصلا يقوم على الاحترام ويهدف الاغناء المتبادل دون مواقف تشكيكية او تخوينية مسبقة ودون ادعاء اي احد بامتلاك الحقيقة المطلقة.
لذلك فانه يسرني ان اخوض معك حوارا موضوعيا يغطي اوجه متعددة سياسية ومعلوماتية.
وحيث ان محاور الحوار تخص عموم ابناء ومؤسسات شعبنا فاني لم اعتمد البريد الالكتروني بل فضلت المنابر المفتوحة. وارجو ان يكون صدرنا جميعا رحبا لهذا الحوار الذي سنستفيد منه جميعا.

- 2 -
الحوار الذي ادعوك اليه ليس حوارا شخصيا، فنحن لم ولن نسعى يوما الى شخصنة الامور والمواقف.
انه في الحقيقة ابعد واعمق من ذلك.. فاذا كنا، شخصك الكريم وشخصي المتواضع، نحن المتحاوران، وتقرير زيارتك هو مادة الحوار، فانه في الحقيقة حوار بين رؤيتين سياسيتين واداءين اعلاميين عن واقع ومستقبل شعبنا في الوطن وعلاقاته وشراكاته القومية والوطنية وخطابه السياسي مع اصدقاء شعبنا افرادا ومؤسسات.
ولكل من هاتين الرؤيتين مؤسساتها وجماهيرها، وبالتاكيد فان مضيفيك يمثلون احدى الرؤيتين فيما يمثل الكثيرون، بينهم الحزب المتواضع الذي انتمي اليه الرؤية الاخرى.
ومن حقنا ان نتوقع من اصدقاء شعبنا، وبخاصة القادمين من دول ديمقراطية، ان لا يتبنوا مواقف مسبقة وتخوينية بحق اي من الرؤيتين.. نعم فانا لا ادعو احدا الى الحكم المسبق او تخوين اية رؤية سواء كانت رؤيتي او رؤية "خصومي".
مثلما من واجبنا ان نقوم باغناء حوار ابناء شعبنا ومؤسساته عن هاتين الرؤيتين خاصة وان اختلافاتها جوهرية وليست شكلية، وخاصة ان هناك استحقاقات سياسية في العراق تتطلب من شعبنا اتخاذ قرارات مفصلية ترسم صورة مستقبله.
انه نقاش سياسي قومي ووطني في امور عميقة المغزى وبالغة التاثير، وكان قدرنا، انت وانا، ان نكون القائمين به.

- 3 -
ان موضوع الحوار ليس اتهامك بانك مصدر المعلومات الواردة في تقريرك، مثلما ليس التشكيك بامانة نقلك لما استمعت اليه من مضيفيك. على العكس فاني واثق انك نقلت بكل امانة وحرفية ما قاله له مضيفيك ومرافقيك.
موضوع الحوار هو مضمون ما استمعت اليه وليس امانتك في نقله، مع ملاحظة انني انتقد عدم قيامك بنظرة تحليلية لما سمعتيه من رؤى او عملية تدقيقية لما سمعتيه من معلومات.

فعلى سبيل المثال تضمن تقريرك انك مع مضيفيك قمتم بجولة الى قمم جبلية في الاقليم حيث تيقنت من وجود قوات اسرائيلية.
طبعا لا نتوقع انك شاهدت علما اسرائيليا يرفرف لتستنجي وجودها!! كما انك بالتاكيد لم تتحدثي اليهم وقالوا لك انهم قوات اسرائيلية!! ولكن المؤكد ان مرافقيك هم من قالوا لك انها قوات اسرائيلية وانت قمت بثقة كاملة بتصديق ذلك وقمت بامانة كاملة بنقل ذلك في تقريرك.
في الوقت الذي لا يصدق اي عاقل هذه المعلومة فاننا لا نشكك في امانتك في نقلها لانك سمعتيها فعلا من مرافقيك.
ونقدنا لك هو عدم تحققك من معلومة وامر خطير وحساس كهذا في منطقة ملغومة كالشرق الاوسط قبل ان تقومي بايرادها بصيغة الواثق من صحتها. واذا كان مضيفيك غير واعين او غير مهتمين بالنتائج السياسية والامنية لترويج هذه الاكذوبة على جميع الاقليم وابناءه (وبينهم الشعب الاشوري الذي تلتزمين صداقته ومصلحته) فاننا كنا نتوقع منك حكمة اكبر.
ان حرصنا على مصداقية اصدقاء شعبنا تدفعنا الى رفض تضمين تقاريرهم ادعاءات ومغالطات كهذه.

وكذلك عندما تتوجهين بالرسالة الى قداسة الحبر الاعظم في حزيران المنصرم لتقولي فيها بانك في زيارتك استمعت من مضيفيك ان الاكراد يمارسون ضغوطا مستمرة على الاشوريين لتحويلهم الى الاسلام مقابل ضمان امنهم.. فاننا لا نشكك في امانة نقلك لما قاله لك مضيفيك، ولكننا نتوقع منك تقصي حقيقة ما تستمعين اليه قبل ترويجه لانه بهكذا ادعاءات خاطئة يفقد التقرير مصداقيته وتفقد الرسالة تاثيرها.. ويفقد شعبنا فرص دعمه.. فالادعاءات الخاطئة لا تجلب الدعم والمناصرة.

- 4 -
كما ان الحوار الذي ادعوك اليه ليس نيابة عن اية جهة غير اشورية، سياسية كانت ام حكومية.
فحين ارفض على سبيل المثال توصيفك الشعب الكردي بانه عدو الشعب الاشوري (كما ورد في تقريرك) فاني لا اقوم بذلك لاني مستكرد!! بل اقوم بذلك انطلاقا، وقبل وفوق كل شيئ، من قيمي الحضارية والانسانية، ومن ثم من مصلحة شعبي ومستقبله الذي لا يمكن بناءه دون شراكات قومية ووطنية مع جميع العراقيين ومع جميع قوميات الاوطان التي يعيش فيها شعبنا من عرب وكرد وفرس وترك.
وعندما نقوم بتصحيح معلومة ان مدينة دهوك لم يكن فيها سوى الاشوريين قبل الستينيات (كما رود في تقريرك)، فانني لا اقوم بذلك من اجل كسب ود الاكراد ونيل مكافاتهم!! بل اقوم بذلك لاني احترم الانسان وعقله. فالمعلومة خاطئة كليا، اضافة الى اني اقوم بذلك حرصا عليك، لان اي انسان عادي (فكيف بالحكومات والمؤسسات) يدرك خطا المعلومة وبذلك تفقدين مصداقيتك، وهذا اخر ما اتمناه لشخص صديق لشعبنا.
وعندما ننتقد تضمينك لردك كلمات غير لائقة مثل (غسل الدماغ) (العمى) (يهوذا الاسخريوطي) وغيرها فاننا لا نقوم بذلك دفاعا عن وزير في حكومة الاقليم!! بل انطلاقا من احترامنا للانسان وكرامته أيا كان، واحتراما لقيم الحوار الديمقراطي، مثلما هو حرص عليك من النتائج العكسية على اية شخصية عامة تتضمن ردودها عبارات كهذه.

- 5 -
دعيني ابوح لك بحقيقة ربما لا تعلمينها وهي انه في الوقت الذي لست فيه الشخصية الاجنبية الاولى التي تزور شعبنا في الوطن، فان تقريرك بما تضمنه من مواقف سياسية ومعلومات هو الاول ربما الذي يخرج على العلن. فالضيوف السابقون كانوا يعودون ليكتبوا تقاريرهم حصرا بين دوائرهم. وكان على الاخرين "تخمين" ما كتبوا او استنتجوا من خلال مؤشرات الاداء السياسي والاعلامي لمضيفيهم.
وبذلك فان تقريرك وضع النقاط على الحروف من حيث انه جاء دليلا ماديا على الرسالة السياسية والضخ المعلوماتي الذي دأبت جهة معينة ايصالها الى ضيوفها. ولذلك نال تقريرك هذه المساحة من السجال السياسي.
ولذلك ساناقشه معك في محاوره السياسية والمعلوماتية، وهذا في القسم الثاني من المقال..

ولكن قبل بدء حواري معك ساتوقف قليلا عند مقالك الاخير الموسوم (لماذا لا يرد بيتو شخصيا على ما كتبته؟) فاقول:
ولماذا يرد السيد بيتو عليك؟ لقد اصدرت حكمك بتخوينه وبانه (مصاب بالعمى) و(مرتشي) و(يهوذا الاسخريوطي) وغيرها، فلماذا يكون رد انسان بهذه الصفات مهما لك؟
ثم، هل يهمك مضمون الرد ام من يقوم بالرد؟ ولماذا هذه الشخصنة للامور؟
ان ما اثار استغرابنا هو تهجمك غير المبرر وغير العقلاني  لما قاله السيد بيتو عندما رد على سؤال حول مضمون تقريرك قائلا ان السيدة فيكلوند اعتمدت في تقريرها على جهة معينة وهو يعبر عن سياسة هذه الجهة ولا يعبر عن الحقيقة كاملة.. وكان السيد بيتو حريصا عليك وعلى الحقيقة عندما دعاك لزيارة اخرى تمتلكين فيها كامل الحرية في التجول والالتقاء ومعرفة المعلومات والحقائق الايجابية والسلبية... فهل في هذا جرح لمشاعرك وانت تقيمين في دولة ديمقراطية تتقبل النقد، وبالاخص النقد المهذب الخالي من السباب واتهامات التخوين وبيع الذات..
اذا كان ردك، وانت السيدة العضوة سابقا في برلمان دولة ديمقراطية متحضرة كالسويد، يتضمن هذه العبارات، فبالتاكيد من حقنا ان نتشكك فيمن كتب الرد لك او ترجمه الى العربية. فكل من قرا ردك يؤكد انك وجهت الاساءات الى السيد بيتو لمجرد انه انتقد تقريرك واعتبره منحازا ويعبر عن راي وسياسة جهة محددة فقط. ربما ان المترجم (سواء من او الى العربية) كان غير امين معك واستفزك لدرجة ان يتضمن ردك ما لا يليق، او ربما هو غير امين معنا في ترجمة ما قلتيه.
ان العبارات الواردة في رد شخصية عامة سويدية مثلك، لا يشجع الطموح في الاستفادة من التجربة السويدية في الديمقراطية وقيم الحوار المتمدن التي نريدها لشعبنا ووطننا.

- وللحوار متابعته في مقال لاحق وسيضم امورا سياسية ومعلوماتية -

للقراء الراغبين بمراجعة وقراءة خلفيات الموضوع:
اولا: التغطية الاخبارية المصورة لزيارة السيدة فيكلوند الى العراق:
http://www.zahrira.net/?p=3206

ثانيا: تقرير زيارتها الى العراق:
بالسويدية: http://www.aina.org/reports/viklundse.pdf
بالانكليزية: http://www.aina.org/reports/viklunden.html

ثالثا: رسالة السيدة فيكلوند الى قداسة البابا:
http://www.ska-sweden.org/dokoment/btp2007.doc

رابعا: رد السيدة فيكلوند على الندوة السياسية للسيد نمرود بيتو وتصريح الحزب الوطني الاشوري للرد على السيدة فيكلوند:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,130954.0.html

خامسا: مقالي السابق (هل يعقل هذا من شخصية سياسية سويدية!!):
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,131172.0.html

سادسا: مقال السيدة فيكلوند الاخير (لماذا لا يرد بيتو شخصيا على ما كتبته؟):
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,132875.0.html

378
هل يعقل هذا من شخصية سياسية سويدية!!





تقرير السيدة مارغريت فيكلوند، رئيسة جمعية الصداقة الاشورية السويدية، والذي كتبته بعد زيارة لها مع مسؤول فرع الحركة الديمقراطية الاشورية في اسكندنافيا السيد يوسف ايشو هو تقرير يغلب عليه الاهتمام بشؤون المرأة، وهذا امر مهم جدا لان المرأة لدينا لا زالت مقموعة ومسلوبة الارادة وغير متمتعة بكامل حقوقها. ولذلك كان متوقعا لها ان تسعى ولمضيفيها ان يضمنوا لها فرصة اللقاء مع مختلف المنظمات النسوية في المنطقة.
ولكن تقريرها يؤكد انها التقت باتحاد النساء الاشوري للحركة الديمقراطية الاشورية فقط لا غير!! علما ان هناك العديد من الاتحادات والمنظمات النسوية لشعبنا.. الا ان السيدة الكريمة لم تلتقي باي منها واقتصرت لقاءاتها على اتحاد النساء الاشوري الزوعاوي وكان لا نسوة اشوريات غير الزوعاويات!!!
وبديهي مع هذه الحال ان يكون التقرير معبرا عن وجهة نظر واحدة في الوقت الذي يتحدث عن وباسم الاشوريين والنساء الاشوريات اجمع!!!
(في الحقيقة انه تساؤل مشروع عن كون الجمعية التي تتراسها السيدة فيكلوند هي جمعية صداقة مع الشعب الاشوري ام مع الحركة الديمقراطية الاشورية فقط.. ونترك الاجابة للمتابعين والمهتمين وبخاصة من ابناء ومؤسسات شعبنا في السويد)

عندما يتكلم شخص ما باسمي ودون موافقتي فمن حقي ان اقول له اصمت وتكلم باسمك فقط.، ولا تحمل ظنونك وهواجسك علي وعلى الاخرين.
إذا، اذا كانت السيدة فيكلوند تريد من تقريرها ان يعبر عن راي غالبية الشعب الاشوري وتنظيماته السياسية وليكون متحدثا عن واقع شعبنا، كان عليها ان تلتقي بمختلف الجهات السياسية والتنظيمات النسوية وتستمزج رأيهم وتضمه في تقريرها.. هذا هو السياق المنطقي.. ومن البديهي ان الافتقار الى هذا السياق او عدم الالتزام به او مراعاته سيفقد التقرير مصداقيته ويضعه في خانة التخندق الاعمى.

تصف واضعة التقرير ونقلا عن مضيفيها في الحركة الديمقراطية الاشورية، الاكراد باعداء الشعب الاشوري.
ووصف الاكراد بالاعداء يقتصر فقط على الاشوريين الزوعايين ولا يشاركهم فيه بقية ابناء شعبنا سواء كانوا سياسيين ام مستقلين ام عموم ابناء الشعب.
فلماذا اذن يتبنى التقرير التوصيفة الزوعاوية ويدعو الاكراد اعداء للاشوريين؟
وهل بهذه الطريقة يتم بناء علاقات الشراكة والتعايش وبناء المستقبل الذي نتمناه جميعا (ويفترض ان تتمناه السيدة فيكلوند) لوطننا وبين ابناءه الذين جعلهم التاريخ والجغرافيا شركاء في المصير؟
وهل هذه هي التجربة السويدية التي تريد السيدة فيكلوند ان نتعلم منها!!!

ليس هذا فحسب، بل ان التقرير وكاتبته ونقلا عن مضيفيها تورد امثلة وبراهين ساذجة عن هذا العداء وعن الجهود الخارقة التي تبذلها حكومة الاقليم والحزب الديمقراطي الكردستاني والسيد سركيس اغاجان من اجل تخريب جهود النساء الزوعاويات حيث لا اولوية سياسية او امنية او اقتصادية لحكومة الاقليم سوى تخريب دار حضانة الزوعا في عنكاوة!!
فكاتبة التقرير تكرر مرارا وتكرارا ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني يعطي رواتب اعلى للنساء اللواتي لا يعملن ويقعدن في البيت!! والسبب كما تورده واضعة التقرير نقلا عن عضوات اتحاد النساء الاشوري هو لكي يحارب الروضة التي تديرها العضوات ولكي يشتري الاصوات الانتخابية مقدما، أي يدفع من الان لكسب اصوات انتخابية بعد ثلاثة سنوات علما ان محافظة اربيل لا يوجد منافس انتخابي حقيقي فيها مقابل التحالف الكردستاني، والارقام الانتخابية السابقة (ومن دون شراء النسوة الاشوريات!!!) تثبت ذلك.
وبافتراض ان الحكومة والسيد سركيس يدفعون هذه الرواتب للامهات الاشوريات ليجلسن في بيوتهن ويهتمن باولادهن ويساعدن ازواجهن في تحمل نفقات المعيشة، فهل هذه تهمة!! والا يتوجب عندها شكر الحكومة على ذلك لانها تساعد في رعاية الطفولة وتربية الابناء من قبل امهاتهم..
بالطبع جميعنا يتمنى ان تكون هكذا رعاية من الحكومة للامهات ولكننا ندرك ان ميزانية الاقليم، حكومة واحزابا، لا تتحمل هذا الامر.. وهل من عاقل يصدق هذا الادعاء؟

من حق كل انسان ان يبدي وجهة نظره في كل الامور التي يرى ضرورة ابداء الراي فيها.
وهذا الحق مقدس لانه جزء من الكرامة الانسانية، ومن حق الانسان ان يقول ما يراه هو حقا وصحيحا.
ولكن ليس من انسان يمتلك الحق المطلق في الحديث نيابة عن الاخرين او باسمهم او تحميلهم مسؤولية او تبعات ما يقوله هو.
وفي المجال السياسي تختلف وتتعدد الرؤى باختلاف المصالح والمواقع، وان ما يقوله انسان ما منتمي لجهة سياسية معينة قد يكون متقاطعا او مختلفا مع رؤية شخص او جهة اخرى.. وان ما يعتبره احد نافعا قد يراه الاخر ضارا وبالعكس..
وهذا الامر سليم ووارد في الرؤى السياسية وليس الوقائع والحقائق المتجسدة على الارض حيث عندها لا مجال واسع للاختلاف في قول الوقائع والحقائق، الا اذا مارس الانسان الانتقائية او التشويه او التعتيم وهذه جميعا ستفقد الانسان مصداقيته.
ومع الاختلاف في الرؤى يجب ان يكون هناك احتراما للرؤية المقابلة بعيدا عن تهم التخوين والاساءات التي تنقلب على قائلها وتفقده حجته ومصداقيته.

في الوقت الذي نشكر السيدة فيكلوند على مواقفها من شعبنا فانه كان بودنا ان لا تنجر الى الحملة المغرضة والبشعة والتي لا تتوافق مع القيم الحضارية والثقافية والممارسات الديمقراطية التي يحق للشعب السويدي الكريم ان يفتخر بها، فايراد عبارة:
(هناك أحتمالين أو أكثر فأما نمرود بيتو مرتشي ، أو خضع لعملية مسح دماغ ، أو أنه يخضع لتنويم مغناطيسي ، أو أنه قبض رشوة يهودا الأسخربوطي وبمبالغ هائلة لكي يخون شعبه . أو أنه أصيب بالعمى وليس بأمكانه رؤية الحقيقة) لا تعبر بالحقيقة الا على قلة الحيلة والتهجم الرخيص واسترخاص لقيمة الانسان وعقله، وبالتاكيد فانها تنقلب على قائلها وربما تضعه في خانة المتعرضين لعملية مسح الدماغ او رؤية الحقيقة من طرف واحد لا غير.
اننا نستغرب هذه المفردات من شخصية سياسية سويدية.. ربما ان السيدة فيكلوند عاشرت الاخوة في الحركة اربعون يوما فصارت منهم كما يقول المثل. فعبارات الرشوة او بيع الذات التي كثيرا ما يلصقها انصار الحركة بخصومهم وحسب الزمان والظروف ترد على لسان السيدة المحترمة فلو كان كل من يعارض بعض ما ورد في التقريرها هذا لاصبح شعبنا بغالبيته من القابضين للرشوة البائعين للذات! 
(الكثيرون ومن شدة استغرابهم لما ورد في رد السيدة فيكلوند من مفردات غير لائقة يشكون في كونها كشخصية سياسية برلمانية سويدية من كتبت الرد)
ان ما عبر عنه الاستاذ نمرود بيتو كان طبيعيا من حيث انه ذكر ان ما كتبته السيدة فيكولند نقلا عن طرف اشوري واحد ومعروف التوجهات وقدم للسيدة فيكلوند معلومات انتقائية او مغلوطة ولا تعبر عن الحقيقة الا بمقدار ما يخدم مصالح هذا الطرف وان كانت شعبنا ضحية لهذه المصالح.
وكل قارئ لتقرير السيدة فيكلند يرى انها لم تلتقي الا هذا الطرف وهو الحركة الديمقراطية الاشورية والمؤسسات التابعة لها.
ففي الوقت الذي لا نعتقد ان السيد نمرود بيتو فوق النقد ولا القيادات الكوردية ولا اي انسان بالمطلق، لان الانسان قد يقترف اخطاء في حياته وهذه الاخطاء لا تجرمه بل تعبر عن طبيعته الانسانية في التعلم المستمر والتطوير الدائم، ولكن شتان بين النقد وبين السباب والعبارات الغير اللائقة المستعملة في رد السيدة الكريمة.
بالتاكيد لم يدع احد من الاشوريين، افرادا وناشطين ومؤسسات واحزاب، بل ولم تدع الاحزاب والحكومة الكردستانية ذاتها ان الاوضاع في اقليم كردستان العراق من النواحي الثقافية والاجتماعية وبالتالي ممارسة الديمقراطية والتمع بكامل الحقوق الفردية والجماعية ترتقي الى ما هو عليه الوضع في السويد وسويسرا.
وللاطلاع على حقيقة اوضاع شعبنا في الاقليم وسهل نينوى كان بودنا لو ان السيدة فيكلوند التي تتراس جمعية صداقة مع شعبنا، كل شعبنا، التقت عددا من او جميع  احزاب شعبنا الاخرى، او بالمسؤولين القائمين في مختلف مفاصل السلطة في الاقليم وبينهم اعضاء برلمان ووزراء ومعاون محافظ وغيرها.

ان الخوف والقلق الذي يسيطر على الاشوريين هو حقيقي وليس كذب، ولكن مصدره هو الاعمال الارهابية والتي تقوم بها الاوساط التكفيرية وغموض المستقبل السياسي لبلدنا نتيجة لسيطرة الارهاب على مناطق كثيرة.. وقد دفع هذا الارهاب عدد غير قليل من ابناء شعبنا القاطنين في الجنوب والوسط الى اقليم كردستان العراق، بل وحتى الاخوة الصابئة المندائيين الذي تاريخيا يقيمون في الجنوب التجأ عدد غير قليل منهم الى اقليم كردستان العراق.
ونحن نستغرب ان السيدة فيكلوند في زيارتها لم يقع نظرها على أي من القرى التي يتم تشييدها لاحتضان عوائل شعبنا الهاربة من الارهاب والعائدة الى قراها.
فمن يا ترى اصيب بالعمى؟

نحن في الوقت الذي يجب ان نشجع ابناء شعبنا للعودة الى اراضيهم التاريخية والتي تركوها جراء ظروف الاقتتال منذ عام 1961، نجد بعض الاطراف ينقل للسيدة فيكلوند صورة محبطة ويائسة وغير حقيقية للاوضاع في اقليم كردستان العراق وموجها التهم الى كل قوى شعبنا متهما اياها جميعا بالخيانة، ومتهما الشعوب التي نتعايش معها وقواها السياسية بانهم اعداء.
فعلى سبيل المثال تقول السيدة فيكلوند في تقريرها: (فمن الواضح ان الأكراد وبقية الاعداء يدركون القوة والقدرة التي تكمن في الانشطة النسوية). وهل في هذا خدمة لشعبنا لاستقراره والعمل على عودته للسكن في اراضيه التاريخية؟.

ان ما قاله السيد نمرود بيتو كان واضحا في دعوته للسيدة فيكلوند لزيارة الاقليم، ونعتقد انها دعوة جديرة بالتلبية اذا كانت السيدة فيكلوند مهتمة جديا بمعرفة الحقائق، كل الحقائق، الايجابي منها والسلبي، وليس انصاف حقائق.
ان الدعوة هي لزيارة حرة غير مقيدة الى الاقليم ولها كل الحرية في مقابلة كل من تشاء وبمختلف التوجهات السياسية والدينية ومنظمات المجتمع المدني لكي تعرف الحقيقة من الكذب الفاضح الذي نقل لها وذكرته في تقريرها.
وهل في هذه الدعوة ما يهين مشاعر السيدة الفاضلة.
فالسيدة الفاضلة كانت مدعوة من قبل الحركة الديمقراطية الاشورية وحضرت برفقة مسؤول فرعها في اوربا السيد يوسف ايشو وتجولت على مقرات الحركة واتحاد النساء الاشوري وهو منظمة تابعة للحركة كما يعلم الجميع، ولذا فاننا نقول ان ما ذكرته لم يعبر عن كامل حقيقة الاوضاع.
ومن واجبنا تجاه شعبنا اولا وتجاه السيدة فيكلوند ايضا ان نعينها للاطلاع على اكبر قدر من المعلومات والحقائق.
على اية حال فانه يبدو ان تشويه الحقائق من قبل مضيفي السيدة فيكلوند قد حقق لهم غايتهم الاساسية في الحصول على التمويل وان كان على حساب تشويه الحقائق.. ففي خلاصة استنتاجات التقرير نقرا ان جمعية الصداقة السويدية الاشورية قررت تاسيس مركز نسوي للحركة في الاقليم.. تهانينا!!!

ملحق:
ادناه بعض مقتطفات قمنا بترجمتها الى العربية من النص الانكليزي لتقرير السيدة فيكلوند لاطلاع القراء على الاخطاء والادعاءات السطحية والتخوينات الواردة في التقرير، كما اضفنا بعض تعليقات من طرفنا على هذه الفقرات:
- يقول التقرير: ((في العديد من الاماكن التي زرناها، أخبرتنا النسوة بان الحزب الكردي الكبير، الحزب الديمقراطي الكردستاني، لم يدخر جهدا من أجل تخريب انشطه النسوة الاشوريات واعاقة اعمالهن. فمن الواضح ان الأكراد وبقية الاعداء يدركون القوة والقدرة التي تكمن في الانشطة النسوية. فعلى سبيل المثال، فان دار الحضانة في اربيل (دار الحضانة التي تديرها الحركة في عنكاوة – المترجم) هي معروفة جدا ولها دور كبير للاطفال الذين تعمل امهاتهم خارج المنزل. فالتخريب ضد هذه الدار جاء بشكل دفع رواتب اعلى للنساء الراغبات في وضع اطفالهن فيها. حيث عرضت على النسوة اذا بقين في البيت وقمن برعاية اطفالهن بانفسهن رواتب اعلى من التي يمكن ان يحصلن عليها في سوق العمل المفتوحه.))
ونقول: هل تعبر هذه الاقوال عن الحقيقة في شيئ؟ وهل بهذه الرؤى والمواقف نبني مستقبل شعبنا في وطنه؟
ماذا يمكن ان يستنتج أي سياسي او مثقف من توصيف الاكراد بانهم اعداء؟ اليست هذه روح الحقد والكراهية التي لا يمكن ان تبني مستقبلا؟ اليس من حقنا ان نستنتج ان الحركة الديمقراطية الاشورية مخترقة ويقودها من لا يريد لشعبنا مستقبلا وعيشا مشتركا؟ هل هي اصابع النظام والمتعاملين معه ما زالت تحرك الامور؟

- يقول التقرير: ((كما ان الحزب الديمقراطى الكردستاني ومن خلال عضوه الاشوري الذي "اشتراه"، السياسي سركيس اغاجان، قام بتشييد دور حضانة تكاد تكون ملاصقة لدور رعاية المنظمات النسوية (الاشورية) بغاية القضاء على المراكز النسوية الاشورية ودور حضاناتها.))
ونقول: وما هي التهمة البغيضة بحق السيد سركيس اغاجان؟ الم نقل ان السيدة الكريمة تعلمت من مضيفيها الكثير؟

- يقول التقرير: ((يتم دفع النسوة "راتبا" والذي هو غالبا اعلى مما يمكن ان يتلقوه لو ذهبن الى العمل. ))
ويضيف: ((سألتهم اذا كان هناك اي تنظيم سياسي آشوري اخر عدا الحركة الديمقراطية الاشورية في المنطقة. فأجبن انه  ليس هناك اي تنظيم اخر. واضفن: اذا كان هناك اي (تنظيم) أخر، فإنه موجود فقط على الورق.)).
نقول: وهل حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني (له عضو في البرلمان العراقي وهو مقرر البرلمان)، وحزب بيت نهرين الديمقراطي (له عضو في برلمان الاقليم وهو الاشوري الوحيد في لجنة الدستور في الاقليم)، وتجمع السريان المستقل، والمجلس القومي الكلداني، واتحاد بيت نهرين الوطني، والمنبر القومي الكلداني ومنظمة كلدو واثور للحزب الشيوعي العراقي، واخيرا الحزب الوطني الاشوري هي كلها غير موجودة او موجودة على الورق؟ وهل هذا الادعاء سيخدم فرص العمل المشترك بين هذه القوى ام سيزيد الاحقاد والضغائن؟

- يقول التقرير: ((اخيرا وصلنا الى نوهدرا، مدينة 1 مليون نسمة، وكان يسكنها الاشوريون فقط الى الستينيات.))
ونتساءل اين الحقيقة هنا؟ وماذا يتوقع الكاتب عن مصداقيته عندما ينشر ادعاء كهذا؟

- يقول التقرير: ((تم دفع رواتب المعلمين (معلمي المدارس السريانية – المترجم) من قبل اللجنة الخيرية الاشورية وهذا يعني تكاليف باهظة. لقد بداوا بمدرسة واحدة، مدرسة نوهدرا. واليوم فان اللجنة الخيرية الاشورية تقوم بتشغيل 19 مدرسة في نوهدرا، اثنتان في اربيل، اثنتان في نينوى، واحدة في بغداد واثنتان في كركوك))
ونقول: هل من حاجة للتعليق؟ فهل هناك من لا يدرك ان المدارس السريانية هي مدارس رسمية وان وزارة التربية تقوم بادارتها وتشغيلها ودفع رواتبها وصيانة مبانيها وطبع كتبها وغيرها من النفقات اسوة بجميع المدارس الحكومية.


betkanno@web.de

379
الفرحون المهللون لمصائب شعبهم

بعد تفجيرات تلسقف الاجرامية، والتي اقترفها الارهابيين من دعاة التكفير واستئصال كل ما هو جميل في الحياة، سارع بعض السادة من انصار الشعارات الضبابية والحزبيين لحد العمى، الى توجه التهم الى المطالبين بتشريع حق الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، باعتبارهم السبب الغير المباشر في هذه التفجيرات وانها كانت ردا على هذه المطالب. ولكن الارهابيين خرجوا ببيانهم الكريه والحاقد وقبل ان يجف الحبر الذي كتبت به المقالات تلك، بان الارهاب كان ردا على عملية قتل الفتاة الازيدية التي ادعي انها اعتنقت الاسلام، اما كتابنا الاجلاء هؤلاء فلبثوا صامتين صمت القبور، ولم تصدر عنهم اية انة.
بعد تفجيرات بغديدا الاجرامية، خرج بعض الكتاب بتنويهات مكررة لما قيل في تفجيرات تلسقف، لاعبين على الكلمات محاولين التهجم وليس نقد او تفنيد اراء الاخرين بالطرق المعهودة، فالكل بات يعلم توجهات مختلف الفصائل السياسية لشعبنا، اما كم نفر يضم كل فصيل فهذه ليست من هواياتنا.
ان ما يكتبه البعض اليوم هو تكرار لما قيل قبل اليوم ومكرر لحد الملل والمبعث للسأم من كثرة ترديده، فقد قيل ابان الحرب الكونية الاولى وبعدها عن مأساة شعبنا الاشوري وخاصة اتباع الكنيسة الشرقية، انهم لو لم يتحالفوا مع الحلفاء ضد العثمانيين لما تعرضوا للمذابح، في الوقت الذي يتناسي من قال ذلك ان البطريرك الشهيد مار بنيامين شمعون ومجلس العشائر لم يقرر التحالف الا بعد ان وصل انين وصراخ المذبوحين من ابناء الكنائس السريانية والكلدانية في وسط تركيا وجنوبها اليهم ناهيك عن ذبح مئات الالوف من الارمن ومن اليونانيين، وكان البطريرك الشهيد ورؤساء القبائل كانوا امام ترف الخيارات المتعددة. ان تطبيق هذا المعايير المغلوطة يمكن ان يؤدي بنا الى تبرئة كل الدكتاتوريين الشوفينين واولهم صدام حسين من تهمة ابادة شعبنا وتدمير قراه بحجة انها كانت ردا على اعلان الحركة الديمقراطية الاشورية عام 1982 وحزب بيت نهرين عام 1983 والتجمع الديمقراطي الاشوري عام 1983 للكفاح المسلح ضد السلطة الغاشمة وبتحالف مع قوى المعارضة التي كان يتمثل ثقلهالا الاساسي في الاحزاب الكوردية والحزب الشيوعي العراقي. وهاهي اليوم تشكيكات المشككين تريد ان توجه الاتهام المبطن لما حدث في بغديدا للذين يطالبون بتشريع حق الحكم الذاتي في الدستورين العراقي ودستور اقليم كردستان، متناسين ان عمليات استهداف المسيحيين بدات من البصرة ومدن الجنوب ومن الرمادي والخالدية وبغداد والموصل ومن بعض مناطق سهل نينوى وتفجيرات الكنائس في مختلف مدن العراق وكلها بالاضافة الى عمليات الخطف والقتل الفردي لابناء شعبنا كل هذه حدثت قبل المطالبة بالحكم الذاتي، وكان البعض ينكر استهدافهم لدينهم ويقول لهجرتهم انهم خرجوا سائحين في بلاد الله الواسعة. ان ما يلمح اليه هذا البعض قد يقودنا الى الاستنتاج بان بعض معارضي الحكم الذاتي قد يتورط في مثل هذه العمليات لكي يقول انه صائب في خياراته وتوجهه السياسي، ان هذا الاستنتاج يقودنا اليه رؤيتنا سرعة ردة فعلهم المليئة بالشماتة من مخالفيهم وان كانت هذه الشماتة حصيلة قتلى وجرحى من بين ابناء شعبهم  والا يقولوان في علم الجريمة ابحث عن المستفيد، ومن يكون مستفيدا غير الشامت.  ولكن مرة اخرى نقول لهولاء المطبلين والمزمرين والفرحين والراقصين حبورا وسعادة لكل مثل هذه الحوادث الاجرامية والذين يكادون يقولون ها الم نقل لكم لكل حادث يحدث الان وسكتوا عن كل ما حدث قبله، ان الارهابيين لا يعدمون حجة لاستهداف شعبنا فهم يستهدفون الجميع، الم تشاهدوا وتسمعموا ما حدث في السنجار، وما حدث في طوزخورماتوا وقراها وزفي ديال ومدنها وفي الرمادي وكل موقع فيها، الم تسمعوا استهداف الطلبة من ابناء شعبنا في الموصل، كم حوادث القتل والاجرام والتعدي والخطف حدثت قبل المطالبة بتشريع الحكم الذاتي في الدستورين العراقي والكوردستاني، ان الارهابيين مستعدين  لايجاد اية حجة لكي يقتلوا واحيانا بدون حجة لانهم ارهابيين فليس لديهم اجندة عقلانية تسير مع التوجهات العالمية اليوم،بل ان اجنتدتهم اجندة الخائفين والمرعوبين من الحضارة وقيمها.
لم يدعي احد وحسب علمي ان يتم الاستعجال في تحقيق الحكم الذاتي، بل الاهتمام منصب اساسا على تحقيق ادراج هذا الحق في الدستورين العراقي والكوردستاني اولا، وذلك لان تبديل وتعديل مواد الدستور لاتحدث كل يوم، وبعد ذلك لشعبنا وفصائله السياسية النقاش في التفاصيل بما فيها باي جهة يجب ان يرتبط، وهذا ليس مدعاة لكي يحاول بعض الراقصين على الحبال المتعددة ان يحرم الاخرين من حق قول رؤياهم لمستقبل شعبهم وكيفية ادارة شؤونه.
ان تصوير المطالبين بادراج حق الحكم الذاتي كمغامرين وطارئين على المجال السياسي وخصوصا من اشخاص لا تاريخ سياسي لهم او دور في خدمة شعبهم هو من اجل الانتقاص من حقوق شعبهم، فكلنا ندرك واقع شعبنا وديمغرافيته وجغرافيته السياسية، وقلنا مرارا وتكرار لمن كان يدعي بانه يمتلك ثلثمائة الف صوت انتخابي في سهل نينوى، ولذا اكدنا مرارا على وجوب اقامة التحالفات السليمة مع الاطراف التي نقترب منها في الرؤية السياسية المستقبلية لوطننا العراق كله، وحددناها بالطرف الكوردي والليبرالي وبعض الاطراف القومية العلمانية. وكل هذا من اجل الوصول الى بر الامان وتحقيق بعض مطالبنا المشروعة ان لم يكن كلها.
فاليوم الذين لا يسمحون لانفسهم بان ينعتهم الاخرين بانهم موالين لهذا الطرف اوذلك او انهم من مخلفات النظام البعثفاشي، او غير ذلك من النعوت، نراهم ينعتون الاخري بشتى النعوت الغير المقبولة مرة تصويرهم كسماسرة او كمجهولين وذلك دلالة لجهل هؤلاء الكتاب الميامين.
اليوم وبعد فشل نغمة الادارة الذاتية التي رفع شعارها البعض مستهزأين بالمطالبين بالحكم الذاتي والتي كان يراد منها افشال مطالب الاخرين وذلك بتقديم اقل ما يمكن من المطالب اي المحتقق حاليا،والغاية كانت تسويق الذات، اليوم صار هذا البعض يعتقد ان ليس هناك مواطنا سويا يقف عائقا امام طريق شعبه لنيل حقوقه بما فيها الحكم الذاتي، ويريد ان يكف الاخرين عن مايدعيه المزايدة في حين الامر هو مطالب مشروعة يجتمع حولها اغلب فصائل شعبنا السياسية عدا فصيلان وهم لهم اجندة حزبية ضيقة  ولا تهمهم مصلحة الشعب لا بالامس ولا اليوم ولا غدا.
لم يطلب احد ولن يطلب احد فقط بالموافقة بنعم او لا، فالعراق الذي نريده جميعا هو العراق الذي يتمتع انسانه بالكرامة وبان يتمتع بكل الحريات التي ينص عليها الاعلان العالمي لحقوق الانسان، وبالتالي على هذا الانسان ان يناقش كل اموره ويقتنع بها وبعد ذلك يحكم العقل فيها ويصوت ينعم او بلا او بتقديم البدائل الافضل. كما ان ادراج حق الحكم الذاتي لشعبنا في الدستورين المذكورين لا يعني تطبيق الامر بشكل فوري، ويمكن لشعبنا ان يؤجل تطبيقه لحين تحقيق امور اخرى يرى انها تساهم في تعزيز الحكم الذاتي هذا، الا ان استغلال فرصة تعديل الدستورين وفرصة امكانية المساومة وخصوصا مع الدعم الواضح من اطراف وطنية ودولية هو امر مهم، وهذه ليست استغلال الفرص التي يقوم بها الانتهازيين تجار الشعارات القومية الكاذبة، بل قراءة صحيحة للموازيين السياسية.
ان الاوان قد ان لكي نخرج من التقوقعات الحزبية الضيقة ونعمل من اجل الكل وان نحترم ارادة الكل في قول ما يروه مناسبا او غير مناسب، ولكن هذا لا يعني ان نقوم بتقديم مطالب وبدائل لكسر عنق شعبنا، فمثلا صار هناك شبه اجماع على امرين اساسين، وهما المطالبة بادراج حق التمتع بالحكم الذاتي وبالتسمية الثلاثية بين قوسين ودون فواصل، ان من يتنازل عن هذن المطلبين سيعتبر من واضعي العصى في دواليب عربة  شعبنا ان لم نقل شيئا اخر، ولكن نوعية وصلاحية واتساع الحكم الذاتي الجغرافي وارتابطه هذه كلها امور قابلة للنقاش وللحوار، الى ان تتفق الغالبية على طرح معين، وعندها يطرح الامر على البرلمان العراقي وبرلمان اقليم كردستان ليستفتئ شعبنا على مضمون ما هو حق لنا في الدستورين العراقي والكوردستاني، اذا العودة الى نغمة استفتاء او حق اهل سهل نينوى كل مرة ووضع الحصان قبل العربة هو عملية لاعاقة المطالب ومحاولة لاظهار شطارة في غير محلها، كما ان العملية تصور وكأنه هناك حق لجزء من شعبنا يحرم منه البقية، انه حق لكل شعبنا في كل مناطق تواجده التاريخي.
ولعل من اكثر ما يراد التأكيد عليه ممن يسيرون في نهج معين ولا يمكن لعقولهم استيعاب الاسباب المنطقية التي يقولها الداعين الى الحاق منطقة سهل نينوى باقليلم كوردستان الفدرالي، هو رفضهم المطلق لعملية الضم هذه وكأن الداعين اليه من الخونة المارقين في حين ان ديمغرافية المنطقة وجغرافيتها السياسية تشجعان على ذلك، وهذا الامر ورغم تكرار اسبا ب هذه الدعوة الا ان راكبي دراجة المطبلين للادالرة الذاتية سابقا وعدم الاعتراض على الحكم الذاتي حاليا، والذين سكتوا على تقديم بعض الاطراف تسمية شعبنا بصيغة كلدواشوري سرياني بالضد للتسمية الثلاثية بما يعني نسف كل اتفاق واعادة تكرار ما حدث في الدستور العراقي من فصل شعبنا بواوات لا يريدون ان يفهموه او انهم اصابهم وله الحب الاعمى لطرف رغم كل المصائب التي قد تأتينا بعد ذلك.
 فديمغرافيا لا يشكل ابناء شعبنا اكثرية مطلقة في ما اصطلح على تسميته بسهل نينوى، فشعب هذه المنطقة هو خليط من الكورد والعرب والازيدية والمسيحين والمسلمين من السنة والشبك، كل من هذه التشكيلات القومية او الدينية لا يشكل لوحده اكثرية مطلقة، والكفة في الكثير من النواحي تصب لصالح الكورد من المسلمين والازيدية كقضاء الشيخان مثلا، وبعض نواحي قضاء الحمدانية، ان اي استفتاء يجري في سهل نينوى بشأ، ضمه الى اقليم كردستان ستكون نتيجته انضمام نواحي عديدة الى اقليم كوردستان اي تقسيم اقليم سهل نيوى (الافتراضي) الى منطقة ضمن اقليم كردستان ومنطقة ملتحقة بمحافظة نينوى ذي الغالبية السنية، وخصوصا لو علمنا ان الاستفتاء لن يجري على اساس سهل نينوى كمنطقة موحدة لانه لايوجد منطقة ادارية بهذه التسمية، بل سيجري على اساس اصغر الوحدات الادارية وهي هنا النواحي، اي ان سكان كل ناحية سيقررون مصيرهم بمعزل عن النواحي الاخرى. فماذ سيقول الناحبين والمستنكرين لمطلب ضم كل سهل نينوى الى الاقليم وهنا نود ان نؤكد ان هذا المطلب سيتحقق من خلال استفتاء عليه وليس بالفرض والقسر، بل بالتبشير وتبيان المحاسن والمضار وتوعية الناس بالمهم ومن ثم لهم حق ابداء رأئيهم لاننا جميعا عملنا اساسا لكي يكون لهولاء الناس حق ابداء رائيهم في شؤونهم وهو اضعف الايمان.
ليس مطلوبا من شعبنا ن يكون بين المطرقة العربية والسندان الكوردي، لانه اساسا منتشر في اقضية العمادية وزاخو وسميل ودهوك وعقرة، وعنكاوا وديانا وهوديان وشقلاوة وغيرها من المناطق في اربيل، وغالبية سكان شعبنا واراضيه تقع اساسا في اقليم كوردستان اي ما يقارب المائتان من القرى بما فيها من السكان والاراضي المملوكة، اما مناطق سهل نينوى فتتوزع بين منطقتين ، هي قضاء شيخان مدار نزاع بين القيادات الكوردية مع السلطة السياسية في بغداد في كل المفاوضات التي جرت بين الطرفين، وبعض المناطق الاخرى مثل بحزاني اي ان هناك مناطق تخضع للمادة  140 من الدستور العراقي. كما ان بلدات وقرى سهل نينوى تعرضت لعمليات تجاوزات كبيرة من قبل السلطات البعثية ولا تزال التحاوزات مستمرة ويتمتع بها من استلمها من النظام كعربون اخلاصه للنظام البعثفاشي. والمطرقة العربية والستدان الكوردي ان تصارعا فجال صرعهم سيكون على مدى يقارب الالف كيلومتر من بدرة وجصان حتى السنجار، وليس في خط طوله يقارب العشرون كيلومتر، وهنا نحن نضح احتمال غير وارد في ذهن العاملين لاجل عراق ديمقراطي تعددي حر.
السؤال المثير هو متى ستسكت  اصوات النشازعن اثارة الفرح والحبور لكل حادث مأساوي يتعرض له ابناء شعبنا معتقدين ان تنبوأتهم الشيطانية تتحقق.



betkanno@web.de

380
هل يسمحون بتصدع المنظمة الاثورية الديمقراطية في ذكراها الخمسين؟



قبل فترة شاركت مع اعضاء ومؤازري المنظمة الاثورية الديمقراطية وممثلي لاحزاب شعبنا في احتفال الذكرى الخمسون لتأسيسها، واذ هنا اعيد تكرار تهاني وتبريكاتي لكل اعضاء المنظمة بهذه المناسبة، متمنيا لهم دوام الصحة والتقدم وللمنظمة التقدم والازدهار في مجال نشاطها لخدمة شعبنا وتطوره، فلا بد واننا نحتفل بتأسيس اقدم تنظيم سياسي مستمر لحد الان من ان نذكر القراء عن المنظمة ودورها ومكانتها واخفاقاتها.
بحكم اهتماماتي والواجبات التي كانت ولا زالت على عاتقي كاحد اعضاء الحزب الوطني الاشوري، كان لا بد ان التقي واتحاور واتناقش مع العديد من ابناء شعبنا، ومن مختلف مناطق تواجده، من تركيا وايران وسوريا ولبنان والاتحاد السوفياتي السابق وان التقي بممثلي واعضاء الاحزاب الاشورية مثل المنظمة الاثورية الديمقراطية  و الاتحاد الاشوري العالمي وحزب بيت نهرين الديمقراطي والحزب الاشوري الديمقراطي وحزب شورايا والحركة الديمقراطية الاشورية وحزب تحرير اشور واتحاد بيت نهرين الوطني والمنبر الديمقراطي الكلداني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني وتجمع السريان المستقلين. بكل التسميات التي يتسمى بها وفي مختلف البلدان.
ان المنظمة الاثورية الديمقراطية تأسست في قامشلي في 15 تموز 1957 من قبل شباب مندفع متحمس لتغيير الواقع القومي، ان تأسيسها كان الصرخة الاكثر وضوحا ردا لمذبحة سميل عام 1933  برغم من وجود تنظيمات في شعبنا سبقت المنظمة وتلت مذبحة سميل مثل خيت خيت الب(ܚ ܚ ܐ)، الا ان المنظمة استمرت وانجزت انجازات سياسية يشار لها بالبنان.
فالمنظمة الاثورية الديمقراطية قد اهتمت بتنظيم جاليات شعبنا في المهجر وخصوصا في اوربا، بحيث ان كنت تملك وعيا قوميا او تعمل في مجال قومي لاعتبرك الجميع عضوا في المنظمة، وكان العمل القومي والانتماء للمنظمة ترادف وتطابق في اعين جماهير شعبنا.
لقد حاولت المنظمة ونجحت في احيان كثيرة في لقت الانظار الى شعبنا ومعاناته وكسب الاصدقاء لشعبنا في ممستويات شعبية مختلفة، تمتد من المستوى السياسي الى الديني والشعبي .
جمعت المنظمة مختلف المؤسسات التي كانت السبب في تواجدها في اتحادات كانت فاعلة وذو فائدة كبيرة الى بداية التسعينيات من القرن الماضي، ونذكر هنا اتحاد الاندية الاثورية في السويد والذي اصدر مجلة حويودو (الاتحاد،ܚܘܝܕܐ) لا زالت مستمرة في خدمة ثقافة شعبنا وكانت احد اهم وسائل الاتصال بين المجموعات السكانية لشعبنا في مختلف بقاع العالم، واتحاد الاندية الاثورية في اوربا الوسطى، واتحاد طورعابدين في هولندا. وكان لهذه الاندية بالاضافة الى نشاطاتها الاجتماعية المهمة لشعبنا ولخلق التواصل بين افراده، اهتمامات ثقافية ورياضية كانت مهمة لتطوير الوعي القومي والمشاركات الرياضية وعلى مستويات عليا ففي السويد اليوم النادي الاشوري لكرة القدم هو من اندية الدرجة الاولى.
وفي النشاط السياسي سيذكر التاريخ للمنظمة الاثورية الديمقراطية مشاركتها في تأسيس الاتحاد الاشوري العالمي في اول مؤتمر  في فرنسا، كما عملت المنظمة مع الاتحاد الاشوري العالمي لاجل المشاركة في منظمة الشعوب الغير المشاركة في الامم المتحدة.
امتدت مجالات عمل المنظمة وكان لها اعضاء نشطين في سوريا بلد التاسيس وتركيا ولبنان واوربا الغربية (المانيا، بلجيكا، هولندا، سويسرا، السويد فرنسا) وفي الولايات المتحدة الامريكية وكندا.
ولعل من المواقف التي يجب ان لا تنسى لاعضاء المنظمة وقفتهم من الكنيسة السريانية حينما تعرض اعضاءها في اوربا الى التحريم الكنسي، ولم يعد بمقدورهم التمتع بالخدمات الكنسية المعتادة مثل الاكليل والعماد وغيرها، الا ان اعضاء المنظمة بقوا متمسكين بكنيستهم ولم نلحظ منهم اي موقف ضدها او ضد قيادتها مما اكسبهم احتراما وتقديرين عاليين، بعكس البعض من قوميي اليوم ممن يحاول بكل السبل الضرب وتهديم المؤسسات القومية والاساءة الى سمعة القيادات الكنسية والقومية .
استقت المنظمة الاثورية الديمقراطية فلسفتها الفكرية مما كان شائع بين الشعوب المجاورة مثل العرب والكورد، ولكن بالتأكيد من صرخات واشعار الملفان نعوم فائق ومن نشاطات شهيد الصحافة الاشورية البروفسور اشور يوسف الخربوطي الذي قتل في مذابح عام    1914  وشكري الجرمقلي، هؤلاء الرواد القوميون وكان خلفاءهم بحق رسل الوحدة القومية.
المنظمة الاثورية الديمقراطية، صرح قومي يجب علينا جميعا العمل على دعمه ومساندته، نعم ولكن ان تدعم امرا يقوم من بداخله بهدمه، ستكون عملية مضنية وشاقة ومستحيلة، فمنذ التسعينيات بدات الانقسامات تنخر المطكستا، وكان الضوء الذ انفتح لشعبنا بفعل اقامة المنطقة الامنة في كردستان العراق، كان وبالا على المطكستا، فبعل الانبهار بالدعايات والتضخيمات التي وردت من هناك، شعرنا ببعض اعضاءها يتخلون عن وقارهم ويتحولون الى الات دعائية صارخة بشعارات ثورية لا تناسب المرحلة ولا القدرات الذاتية، وهكذا انتفض الكثيرين تاركين تنظيمهم سائرين خلف من يشبعهم الشعارات التي لا يمكن ان تتحقق. وكان توقيع المطكستا بيان العمل المشترك مع الحركة الديمقراطية الاشورية احد اهم الخطوات السلبية التي اقترفتها، فبسبب ممارسات الحركة السلبية تجاه تنظيمات شعبنا السياسية ومؤسساتنا الثقافية والاجتماعية وحتى الدينية، تم ربط المطكستا بهذه الممارسات او على الاقل عدم معارضتها والتحالف مع اصحابها، ولعلنا في الحزب الوطني الاشوري كنا دائما في فوهة المدفع، فنحن كنا نعاني ولا زلنا من الممارسات السلبية التي تم زرعها في الجسم السياسي الاشوري، وكنا نمني النفس بارتقاء قيادات المنظمة الى مستوى المسؤولية القومية ونصح حليفتها في وقف الممارسات الغير السليمة، الا اننا لم نجد رادعا يردع البعض عن هذه الممارسات برغم من الوعود الكثيرة التي وعدنا بها. فهذا البيان المشترك كان سلبيا جدا لشعبنا ولم يقدم اي خدمة سياسية او مؤسساتية او حتى اقتصادية، فكلنا عملنا من اجل دعم الحركة وكل واحد بوسائل مختلفة الا ان الغالبية العظمى من تنظيماتنا عندما وعت الحقيقة، استنكرت الممارسات السلبية وبصوت مسموع، الا المنظمة التي وقفت موقف الحياد بين الضحية والجاني، لا بل في هذه الحالة فسر موقفها على انه مع الجاني وضد الضحية، ولعل من المقارقات التي وقعت فيها المطكستا موقفا غير ودي تجاه شعبنا ومؤسساتنا في العراق كان موقفها عام 1999 ابان التحضيرات لمؤتمر نيويورك للمعارضة العراقية، لقد كان موقفا استكباريا غير سليم البتة وداعما لفصيل واحد فقط، اي كما قيل ان الكبار سيجتمعون ومن ثم سيدعون الصغار للمشاركة وبحسب تقديراتهم، ومن هنا اتسع الشرخ بين مؤسسات شعبنا في العراق.
ان انتقاد المطكستا لا يعني العداء لها، لا بل اظهار رؤية طرف اخر للصورة التي قد لاتكون المطكستا منتبهة لها، فاننا وكما علمنا حزبنا مع كل مؤسساتنا من اجل عمل الخيركل الخير لشعبنا، والمطكستا هي احد مؤوسسات ذو تاريخ مجيد في شعبنا، ولكن علينا ان لانقصر في اظهار السلبيات التي رافقت المسيرة على الاقل، ما رأيناه وما لمسناه من هذه السلبيات. ولذا قلت في احتفال المنظمة المقام في مدينة فيزبادن وبكل وضوح ان اتفاقية المطكستا مع زوعا كانت احد العوامل السلبية في مسيرة المنظمة، لان هذه الاتفاقية لم تفد شعبنا الا في تقسيمة بين كبير وصغير ولم تفيد المنظمة الا باظهارها كتابع لسياسات زوعا ولكنها كانت ذو فائدة جمة لزوعا لانها اظهرته مدعزما من طرف يكن الجميع الاجترام التام له ومن هنا كانت المفارقة.
اليوم تعاني المطكستا صراعا داخليا، نتمنى ان ينتهي لصالح وحدة المنظمة الاثورية الديمقراطية فكما تعلمنا التجارب ان اغلب الخلافات في تنظيماتنا السياسية تحدث لاسباب شخصية ومن ثم تأخذ ابعادا فكرية او تضفى عليها الابعاد الفكرية للزينة ليس اكثر. ان اعضاء المنظمة الاثورية الديمقراطية (المطكستا) مدعوون لحصر خلافاتهم والمصارحة في ما بينهم والتوصل الى قرار يحفظ وحدة تنظيمهم، فشعبنا متخم بالتنظيمات السياسية ولذا فان زيادة تنظيم اخر لن يفيده بل سيزيد من تعقيد المشكلة، فعليه نحن نتطلع الى ان نسمع قريبا ان هناك تداعي لاجتماع مصارحة مشترك من اجل المطكستا ومن اجل شعبنا.
انها صرخة لانقاذ صفاء المطكستا وانقاذ هذا الصرح الكبير وعدم الانجرار الى العداوات والضغناء ولنتعلم من تجاربنا في العراق والفشل الذي قادنا اليه البعض نتيجة لاصرارهم وعنادهم وضيق افقهم السياسي.




betkanno@web.de

381
العشائرية  في المجتمع الاشوري

العشيرة والقبيلة ظاهرة اجتماعية رافقت تطور المجتمعات الانسانية، وهي من المفترض ان تكون مرحلة من مراحل هذا التطور.  وبحسب الزمان والاحوال التي نعيشها كان من المفترض ان نكون قد تجاوزنا هذه الظاهرة الى ظاهرة اجتماعية سياسية جديدة اسمها المرحلة القومية والتي تصب كل العشائر والقبائل في بوتقة واحدة كبيرة، لها مصالح مشتركة محددة.
كنا جالسين في حفلة عرس، عندما سألني شخص عن عشيرتي، فقلت بالحق انا لا انتمي الى اي عشيرة فانا اعرف انتمائي القومي والاصغر هو انتمائي لقريتي بيباد(ܒܝܬܒܝܕܐ)، فرد الشخص منتفخا اوداجه وبفخر كبير وقال انه تياري العشيرة. كان هناك نغمة من التكبر وتضخيم الذات في لهجته وفي نفس الوقت نغمة من الاستصغار بي لانني قلت انني لا انتمي لاي عشيرة، وفي الحقيقة ان ابناء قريتنا من ناحية اللهجة هم اقرب الى اللهجة التيارية والبروارية منهم الى اي جهة اخرى، الا ان قريتنا لم تنتمي الى منظومة اجتماعية سياسية اقتصادية مثل العشيرة ويكون لهار راس واحد سمى في لغتنا السورث ب ملك (ܡܠܟ) واعتقد ان هذه التسمية الملك هي نوع شاذ من التصغيرات لتسمية ملكا (ܡܠܟܐ). لا اعتقد ان مجتمعا بشريا خلا من العشائرية و القبلية او ما شابهها من التنظيمات الاجتماعية الاقتصادية السياسية، والعشائرية تتميز بانها تمتد لمرحلتين اقتصاديتين وهما مرحلة الرعي ومرحلة الزراعة وبالتالي فالعشائرية وقيمها وقوانينها تمتد للمرحلتين وان باختلافات طفيفة في حدتها في المرحلة الزراعية.
ولان العشائرية نتاج نظام اقتصادي فالمفترض انها تزول او تندثر تسمية او قيما بمجرد اندثار النظام الاقتصادي الذي يدعمها و الذي يحتمي بقيمها وباستمرارية هذه القيم، بالطبع ان النظام الاقتصادي المتطور وقيام الدول القومية صهر العشائر في نظام اكبر واكثر قدرة اقتصادية وامنية وحماية اجتماعية، كما ان قيام مثل هذه الدول جعل القوة الفعلية او الاقوى في الدولة متمثلة في المدن التي تظم خليطا من العشائر والقوميات والمذاهب والاديان، هذه المدن التي صهرت الكثيرين في بوتقة واحدة.
الا ان المشكلة في واقعنا اننا كاشوريين تبنينا او استلهمنا المبادئ والدعوة القومية، ولكننا لم نحقق الدولة القومية، اننا تركنا الكثير من الارتباطات العشائرية ولكننا لم ننصهر في بوتقة متكاملة مندمجة، حدثت امور من هذا القبيل الا انها لم ترتقي لتكوين طبقات منسلخة حقا من العشائرية، ونلاحظ ذلك في اشوريي ايران الابعد عن العشائرية وقيمها واشوريي من اهالي حبانية وكركوك، في ايران ونتيجة للتطورات الاقتصادية ورسوخ المد القومي وتطور بعض الحريات وخصوصا بعد الحرب العالمية الثانية وعدم تهديد التحرك الاشوري لاي طموحات ايران الفارسية كان التطور الى الاتجاه المدني وما فوق العشائري لا بل حتى الطائفي، الا ان هذه التطورات بقت محكومة بعمل قومي في ارض الحلم بيت نهرين او ارعا داتور (ܐܪܥܐ ܕ ܐܬܘܪ) ارض اشور ولذا فالتطور المؤمل قد افتقد زخمه وخصوصا بعد ثورة الخميني عام 1979 حيث تنامى مجددا الشعور الطائفي المقيت وبدعم من جهات كنسية معروفة وتنامت الهجرة بشكل كبير مما يهدد وجود شعبنا هناك بالاندثار. ويبقى النموذجان الاخران وهما الحبانية وكركوك، فنتيجة لاختلاط ابناء شعبنا من كل الاصقاع ومن كل العشائر والقرى والمناطق، ادى الى  نوع من التجانس كان ملحوظا في هاتين المدينتين وخصوصا من نواحي انتشار لهجة محكية موحدة للتخاطب، كانت خليطا ناجحا من كل لهجات شعبنا، مع انتشار نغمة او لحن لهجة اورمي الجميل والموسيقي ولكن بتخفيف لحد التقارب مع لحن تياري والقوش. كانت الدعوة القومية الاشورية منتشرة في هاتين المدينتين وانتقلت الى بغداد مع مقدم الالاف من العوائل المهاجرة من قراها في دهوك واربيل والموصل جراء الحرب بين الكورد والحكومة. من الواضح ان التمازج والاختلاط وعلى المدى البعيد يزيل الكثير من الحواجز بين مختلف ابناء شعبنا ويجعل الكثير من العصبيات العشائرية والطائفية تزول وقد تندثر، الا اننا كشعب لم نتمكن من تطوير حركة العمل القومي باتجاه اقامة نموذج ( دولة او منطقة حكم ذاتي) لكي يتطور شعبنا في بوتقتها ويتمكن من التخلي عن المباهاة بامور هو لا يعيشها.
كما قلنا، فالعشائرية بما انها ظاهرة اجتماعية اقتصادية، فان لها قيمها الخاصة بها من الكرامة والشرف والامن والامان والحريات ومفاهيم عن الحق والباطل، فمثلا كان من قيم العشائر ان ما تم سلبه من عشيرة اخرى يعتبر حقا وبطولة ويمدح وينشر صيت من قام بهذا العمل البطولي في حين ان نفس الشئ يعتبر في الحكم المدني سرقة وتتلطخ شمعة مقترفه بالعار. وبرغم تمتع بعض العشائر بنوع من قيم التشاور قبل اتخاذ القرارات الكبرى مثل الحرب، الا ان الحروب كانت تقع بين العشائر على الدوام ولاتفه الاسباب، مثل التجاوز على المراعي او خطف فتاة وان كان بنية الزواج او حتى قتل كلب لعشيرة من قبل احد افراد عشيرة اخرى، وبالطبع ان الدين الواحد لم يكن حائلا دون وقوع حرب بين عشيرتين من نفس الدين، او تحالف اطراف من عشار مختلفة الاديان ضد تحالف اخرى من عشائر اخرى وبنفس الصفة، وهذا لا ينطبق على المرحلة الاخيرة من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين عندما تحالفت العشائر تحت راية الاسلام لابادة المسيحيين في السلطنة العثمانية.
وبالطبع ان الافتخار العشائري هو عملية تكاذب ذاتية مفضوحة، لانها بالاساس لم تستند الى قيم هذه العشائر لا بل الى الوراثة، اي ان الشخص الذي يفتخر بعشيرته وبانتمائه لهذه لعشيرة لم يعيش قيمها بل فقط لانه سليل من احد ابناءها، فالواقع الحالي لا يسمح لنا بان ندعي الانتماء العشائري، ونقتخر بهذا الانتماء كميزة كان السابقون يدعونها، فلتقريب المسألة للوضوح نذكر هنا بعض قيم العشائرية التي الغتها ممارسات العصر والواقع القومي المزري ورغم من ايحابية بعض القيم الا انها مع الاسف زالت مع زوال العنفوان الفردي المستمد من الحرية التي كان يتمتع بها ابناء العشائر. 
الاستقلال الفردي والعشائري، في هذا الامر كان الاستقلال متطرفا لحد (الجريمة) واعني الجريمة بقييمنا المدنية، فهذا الاستقلال الفردي يؤدي بالانسان الى قتل شخص من عشيرة اخرى وهو مطمئن الى ان عشيرته ستقف بصفه مهما تكن العواقب مستندا الى القانون العشائري، السائد والقائل انا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب، وبالرغم من ان المثل عربي الا انه كان قانونا عشائريا سائدا في كل العشائر في المنطقة. وفي مسألة قتل لغسل العار مثلا، فهو قانون سائد ولا زال سائدا ليس كعرف اجتماعي بل كقانون مخفف للجرائم المقترفة ويسمى جرائم الشرف، هذا القانون هو من مخلفات القيم العشائرية. كما ان العشيرة لم تكن تنظر الى الدولة حينذاك او حتى الان في بعض المناطق الا كسلطة غاشمة ترغب في استيفاء الضرائب وسوق ابناءها للجيش، وتعتقد العشيرة ان من حقها ان تمارس سلطاتها على ابناءها وان تحميهم وان تسن قوانينها الخاصة وان تحكم بين المتخاصمين من ابناءها، وهذه كما ترون كلها ممارسات تدعيها الدولة ولا تعطي الحق فيها لاي جهة. الا في حالات كون الدولة ضعيفة ومتهالكة كما رايناه في بدايات تأسيسي العراق ولمنتصف الخمسينيات وكذالك في اواخر السنين من عمر النظام الصدامي البعثفاشي.
ومن ضمن اطر هذا الاستقلال المدعي اعلان الحرب، فكان اعلان الحرب بين اي عشيرتين يعتمد معايير ذالك الزمان وممارساته، فكان التعدي على مراعي العشيرة يعتبر امرا لابد ممن اعلان الحرب لكي يعود الحق الى اصحابه، وبالعموم يمكننا القول ان القوة كانت العامل الحاسم في اي انتزاع اي حق، فالحق كان بيد الاقوى، ولذا فكان من الملاحظ ان يكون هناك تكتلات من عشائر عدة يواجه تكتل اخر، وكل يبحث عن مصالحة وحسب قوته.
ان حاجة الانسان الى الامان حاجة اساسية واولية بعد حاجته الى الغذاء، ولذا فالانسان الذي يشعر بالتهديد المستمر سواء كفرد او كمجموعة معينة ذات صفات محددة، سيعملون على ايجاد اسس او اساليب لتحقيق هذا الامان سواء بشكل فعلي او تخيلي، واليوم الفرد الاشوري (الكلداني السرياني الاشوري) مهدد فعليا في وجوده ليس كفرد في الغالب بل كثقافة مميزة ولدت ونشات وترعرعت في بقعة معينة نسميها في الغالب بيت نهرين او ارعا داتور (ارض اشور) في ظل هذا التهديد الجدي، وللانقسامات الحاصلة في المجتمع وباتجاهات مختلفة نرى عملية النكوص الى مراحل ما قبل القومية، في حين يمكننا التعايش مع المرحلة ما بعد القومية مع محافظتنا على قيمنا او مميزاتنا التي نتفاخر بها ونشعربانها اسس وجودنا كشعب، واعني بذلك ان البعض نتيجة لحالة التهلهل الحالية في واقعنا السياسي الاجتماعي، يعمل على ايجاد حلول مستنبطة من تصغير مكوناته لعل وعسى في هذه الحالة كل جزء يجد خلاصه الفردي (كمحموعة) بغض النظر عن مصير الاجزاء الاخرى، بالطبع هذا الحل كان تجربة مورست مرارا في شعبنا وفي مكوناتنا الاصغر، العشائر او الطوائف، الا ان هذا الامر كان على الدوام وبالا على الجميع، فاجتياح عشائر حكاري وسقوطها قبل منتصف القرن التاسع عشر بيد قوات بدرخان بك، لم يعنى للاخرين اي شئ غير انهم اصبحوا لقمة سائغة لمن اتى واحتل اراضيهم ودمر قراهم وخصوصا في سهل موصل واقضية عمادية وزاخو الى مناطق ازخ ومناطق من طورعابدين، وابتعاد من تسمى بالكلدان عن شعبهم وقبولهم بتسجيلهم كعرب وككورد في الاحصاءات السكانية لم يمنع عنهم تدمير القرى التي كانت تقول بالكلدانية او غيرها، وهذا هو حال من يريد بنا النكوص الى المرحلة العشائرية، التي لا يتقبل بها العصر واقتصاده وقانونه وممارساته وحقوقه.
العشائرية مرض من يريد بنا العودة القهقري الى ماض، وحقا لم يكن مجيدا، الا في مخيلتنا، ولكنه مرض الهروب من الواقع بتصوير متخيل عن ماضي لم يكن حقا كذلك، والادهى ما في الامر ان كل الجوار الاقليمي يتطور او يكاد يخرج من هذا الطور بتقوية الاواصر ما فوق العشائرية، لكي يواجه تحديات العصر بادواته، وليس بادوات ما قبل مائتي عام، فلكل زمان اسلحته وقوانينه وقيمه وعلينا التكيف معها لاننا ندرك اننا نعيش في قرية كونية اسمها الارض.
ككل مجتمع حي يمر بالمراحل التاريخية المختلفة، هكذا هو حال مجتمعنا الاشوري (الكلداني السرياني الاشوري) فمجتمعنا وبرغم عظم الضربات التي كيلت له وخصوصا مع بدايات القرن العشرين والى الان، ورغم كل التضحيات التي قدمها هذا الشعب المكافح والمستبسل لاجل قيمه، فانه لا بد من ان يجد طرقه نحو المستقبل الامن والمطمئن، فالعشائرية كقيم وكوجود وكحقوق ستندثر لصالح المجتمع الجديد والمنبثق من التعايش المشترك في ظل قوانين وادارة وامن ذاتي من كل مكونات شعبنا، العشائرية كانت من الماضي والماضي زال ولن يعود والمكون العشائري بكل مافيه لن يتمكن من الحياة والاستمرار في الحاضر وسرعته وقيمه واقتصاده، ان مستقبلنا هو في اندماجنا في المكون الملائم مع المستقبل الا وهو التماسك القومي ولنترك الموتى يقبرون موتاهم.



betkanno@web.de

382
اشكالية القومي والوطني في الفكر السياسي الاشوري


كما هو معلوم فان الفكر القومي هو نتاج التطورات الاقتصادية وبروز الطبقة البرجوازية الاوربية، وقد اغرت نتائجه السياسية الشعوب والامم للمنادة بهذا الفكر من اجل الحصول على استقلالها، دون ان تدخل المراحل الاقتصادية وبالتالي الفكرية التي مرت بها الامم الاوربية.
والاشوريين استلهموا الفكر القومي منذ اواخر القرن التاسع عشر، وبالتاكيد لم يأخذوا الفكر من منبعه الاصلي، على سبيل المثال الالماني او الفرنسي، بل اخذوه من الجيران وهو متأثر في مراحله الاولية بالفكر القومي الروسي ومن ثم الطوراني (التركي) والفارسي والكوردي ومنذ منتصف القرن العشرين بالفكر القومي العربي. ولان الفكر القومي يعتمد اسس معينة رئيسية لتعريف القومية وهي اللغة والتاريخ المشترك والعادات والتقاليد والرقعة الجغرافية المشتركة، فكل من تمتع بالمشتركات هذه صنف ضمن قومية معينة.
انشر الفكر القومي الاشوري بين ابناء شعبنا في ثلاثة مناطق مختلفة وفي فترات متقاربة جدا، فالمعلومات تقول ان الفكر القومي الاشوري انتشر بين ابناء شعبنا من سواريي ارثوذكسايي (السريان) ومن ثم في اشوري روسيا واشوري اورميا وبعد ذلك انتقل الى اشوري حكاري. وهذه المناطق الاربعة كانت خاضعة للامبراطورية الفارسية والامبراطورية العثمانية والامبراطورية الروسية، الا ان التواصل كان سهلا بين اشوري حكاري واورمي وروسيا بسبب عامل التواصل المستمرحينما كانوا كلهم تحت خيمة قيادة كنسية واحدة او لوجود ابناء الكنائس كلها في منطقة او حتى قرية واحدة، اما اشوري المناطق الخاضعة للكنيسة السريانية والتي كنت تختلط باشوريي الخاضعين للكنيسة الشرقية المتحولين في غاليتهم الى الكتلكة فقد كانوا نوعا ما اقل تقبلا للفكر القومي برغم من بروز قادة ومفكرين قوميين فيهم وفي ذلك الوقت المتقدم من امثال البروفسير الشهيد اشور يوسف الخربوطي والذي استشهد في المذابح الكبرى عام 1914 والملفونو نعوم فائق وغيرهم.
ينظر الاشوريين واينما كانوا الى العراق وكانه موطنهم الاصلي، وبالحقيقة فهذه النظرة تعود لاحتواء العراق على اغلب المناطق الاشورية ومدنهم الكبيرة ابان السلطة الاشورية الممتدة لاكثر من الف عام، فتمتد المدن من اور جنوبا ومروا ببابل ولكش وكيش ولارسا واشور ونمرود ونينوى ودور شيروكين، امتدادا للمدن الكبرى والمقاطعات التي كانت تتحكم بها كنيسة المشرق والكنيسة السريانية الارثوذكسية المعتبرتان وارثتا سلطة الامبراطورية الاشورية وان كان القيادة بالايمان كغاية والصليب كرمز والمعرفة والعلم كاسلوب للنشر والتحكم والتواصل.
اذا ما صرنا نطلق عليه العراق الحالي هو منبع الاشوريين كامة وكسلطة سياسية وككنيسة انتشرت من شرق اسيا الى البحر الابيض المتوسط ومن جنوب ما يسمى بالجزيرة العربية الى اقاصي سيبيريا، ولذا فالاشوريين يعتبرون انفسهم ومن اي بلد كان مولدهم وجنسيتهم، انهم عراقيين وان كان بالايمان وليس بالهوية او الجنسية التي تمنحها الحكومة ، وهذا امر مفهوم فالاشوريين شأنهم شان كل الشعوب والامم تحن الى اماكن مجدها وترغب في ان تعيد تجربة الماضي المجيد وان كان يقال ان الماضي لا يعاد ابدا، لان ظروف انتاجه ليست كما انتج الماضي اي تغييرت.
تعاني الاحزاب الاشورية المنخرطة في العمل السياسي في اوطانها الحديثة والمشكلة مع بدايات القرن العشرين، وهي العراق وسوريا ولبنان وايران (التي بقت ثابتة ولم تتغير حدودها بشكل عام) وروسيا وتركيا، تعاني هذه الاحزاب من عدم الفهم الذي تقابله من قبل الاحزاب التي لم تنخرط في العمل السياسي على مستوى الاوطان المذكورة، فالاحزاب التي لم تنخرط في العمل السيباسي المباشر والعلني، لا زالت احزاب عابرة للحدود وان كان بالفكر وليس بالقيادة والاعضاء، فهي لا تزال لا تلاحظ الحدود القائمة ومنذ ما يقارب القرن بين هذه الدول والتغييرات التي احدثها ذلك لدى الانسان الاشوري، كما ولكون دعوتها قومية غير ملتزمة باي رابط وطني يحلها من الكثير من الالتزمات التي تكبل الاحزاب العاملة في الاوطان والمشاركة بشكل مباشر في العمل السياسي، فتقول هذه الاحزاب ما تشاء دون ان تدفع اي ضريبة سياسية لما تقوله وخصوصا ان اغلب اعضاء هذه الاحزاب هم من المهجر، لا بل ان اعضاء هذه الاحزاب تأخذهم الرومانسية القومية بعيدا جدا، بحيث ان لا تاثير للنزف المستمر لابناء شعبنا من الاوطان عليهم هذا النزيف الذي يشل القدرة لتجسيد اقل التطلعات القومية.
فلدى هذه الاحزاب القول ومجرد القول هو فعل، اي ان الفعل لديها والتدرج فيه ملغي ومنسي وغير واقعي، لا بل ان كلمة الواقع لديهم مرذولة ومن ينادي بالطروحات الواقعية وبالتدرج وبخذ وطالب هو خائن وعميل وفاشل واقله انسان مهزوم خائف.
انهم لا يريدون ان يتفاوضوا ولا ان يحاربوا ولا ان يعملوا من اجل تحقيق اي من الامرين اي المفاوضات والحرب، ولكنهم يريدون الكلام وما اسهل الكلام وقيل لو كان هناك ضرائب على الكلام لما تكلم احد، وخصوصا في مجتمعاتنا الماخذوة بالشعارات.
من حق الاشوريين واينما كانوا ان يشعروا بالانتماء الى العراق، فكل مسلمي العالم يشعرون بالانتماء ولو جزئيا الى المكة وكل يهود العالم يشعرون بالانتماء ولو جزئيا الى القدس فقدسنا ومكتنا وقبلتنا هي في العراق، ولكن ليس بغية الاستيلاء عليها بل العودة والتبرك باثاراها وبمافيها من مظاهر ثقافية وسياحية وللراحة والاستجمام ولبعث الشعور بالانتماء الى الامة والارض وحتى العودة والاقامة وبشكل ما يحدث لنا من الاقامات في الدول الاخرى مكفول وحق الاستثمار مكفول قانونيا وان كان لم يتحقق الامن المطلوب له كليا.
ولكن ابناء العراق بغالبيتهم هم من الاصول المنحدرة من صلب الاشوريين والسومريين والاكديين فهم قد تغيروا لغة ودينا ومعتقدا، كما تغيرنا نحن معتقدا حينما امنا برسال السيد المسيح، ولذا فلا يمكن تحرير وطن من ابنائه، وعليه فلا بد ان نتعايش مع هؤلاء الابناء الذين يعرفون انفسهم بالعرب او بالكورد، ولتحقيق امانينا وللحصول على حقوقنا يجب ان نتحاور معهم ونتعاون ونتحالف، فليس لدينا حقا اكثر منهم وبنفس الوقت ليس لديهم حق اكثر منا لو طبقت الحقوق والمساواة بشكل صحيح.
اليوم شئنا ام ابينا هناك واقع قائم اسمه الامم المتحدة، التي وبرغم ان ديباجة قانونا الاساسي تبتداء ب (نحن شعوب العالم) وليس نحن دول العالم، الا ان الواقع السياسي يقول ان هناك اعتراف بدول العالم وهي المكونات الاساسية للهيئة العامة ولمجلس الامن، وبالتالي فان كل مواطن واستنادا الى القوانين المرعية والمعروفة، له الحق التام في نقد والعمل من اجل تغيير سياسة بلده وطرح نفسه بديلا مفاوضا لتحقيق امور يراها ضرورية، ولكن ليس من حق مواطن من دولة اخرى ويتمتع بجنسيتها لا بل بالولادة فيها والعمل من اجلها ان يتدخل في الشؤون الداخلية لاي بلد اخر الا بالتظاهر والتنديد لممارسات معينة، ولكن ان يقود فعل حقيقي لتغيير السلطة او السياسة فهو عمل يدخل في خانة الجرائم الجنائية.
ان بعض الاطراف المهجرية تطرح شعارات تعجيزية وغير قابلة للتنفيذ او للمطالبة بها وتريد تكبيل الاحزاب العاملة في العراق بهذه المطالب، وعلى الاغلب ان منبع هذه الطروحات ليس لتحقيق الاماني، بل لوضع العصى في دواليب العمل السليم والمعتمد على الرؤية السليمة والواقعية للاوضاع السياسية المراد تغييرها.
ولنطرح مثالا تقريبيا، لطروحات بعض الاطراف التي نعتقد انها لا تعيش الواقع وترفضه مما يفقدها مصداقية الادعاء انها تعني بتغيير هذا الواقع، فالسياسي لكي يغير امر ما يجب ان ينطلق منه او لينطلق من الواقع ويدرسه ويحاول ادخال مصل التغيير فيه بجرعات لا تؤدي الى رد فعل معكوسة من قبل الجسم المريض او الواقع السياسي. في نقاشاتنا الجارية كمثال لاصدار بيان سياسي يتعلق بشأ شعبنا وطموحاته السياسية، نتعرض لهجمات واتهامات عديدة وخصوصا عندما نذكر كلمة كردستان مثلا، ولاننا حزب سياسي يعمل في العراق ولانه حزب علني يعترف بالواقع السياسي وينطلق منه لتغييره نحو الاحسن حسب فهمه، ولان شعبنا صادق على الدستور العراقي فعلينا الاقرار بما هو قائم، وان اردنا تغييره فعلينا اتباع الطرق السليمة والتي حددها لنا الدستور نفسه وليس الغاء الواقع في بياناتنا، لاننا لا نريده بل نرغب في تغييره. وهذا عين ما فعل العرب مع اسرائيل مع الفارق بين امكانياتنا وامكانيات العرب. من حق اشوري سورية او اي اشوري في ايران او من اوربا، ان لا يعترف بما تحقق في العراق من التغييرات السياسية، فهذا من حقه ونحن لن نسلبه هذا الحق، ولكن على هذا الاشوري ان يعترف بنفس الحق للاشوري العراقي من حقه في الاعتراف بالواقع السياسي القائم.
بالتأكيد ان الوضع في العراق ليس على ما يرام ولا حتى في اقليم كوردستان كل الامور هي عال العال، ولكنها افضل بكثير مما هي في المناطق الاخرى من العراق، وخصوصا بالنسبة لشعبنا، فعمليات بناء القرى الجارية وبهمة الاستاذ سركيس اغاجان هي اشارة الى التحسن الكبير لوضع شعبنا، وبدلا من دعمها تقوم بعض الاطراف بمحاولات لهدمها، عندما تدعي وتصرخ باننا مضطهدون من قبل الاكراد، وتقوم بتضخيم احداث هي في الحقيقة احداث تحدث في كل المجتمعات العالمية، في احد الاجتماعات اقحموني عندما ذكروا لي بان الاكراد قتلوا شابا اشوريا واعتقد انه كان في احدى مدن سهل نينوى، فقلت قد تكون جريمة قتل عادية ولكنني لا اعتقد ان الكورد رفعوا يوما شعار ابادة المسيحيين او الاشوريين، وبعد ذلك علمت ان حادثة القتل كانت بسبب عدم تأمين السلاح وفي حركة او طسة قوية للسيارة انطلق الرصاص من البندقية واصاب احد ابناء شعبنا وادى الحادث الى مقتله، طبعا الامر مؤسف ومدعاة للحزن والاسف والاستنكار للتساهل في تأمين الاسلحة الا انه حادث وليس حتى جريمة قتل مع سبق الاصرار والترصد.
ليس مطلوبا قطع دعم شعبنا في العراق من قبل ابناء شعبنا في بقية الدول، وهو صحيح ايضا بالنسبة لشعبنا في العراق او الذين هم من حملة الجنسية العراقية او من مواليده، عليهم بالتأكيد دعم اخوتهم في بقية الدول، وهذا اقل ما يمكن للجميع فعله من اجل القضية المشتركة، ولكن المطلوب الوعي بالسياسة وبالوقائع وعدم الانجرار وراء الخيال وجموحه، فالسياسية لن تلبي جميعى مطالبنا مرة واحدة ولكنها بالتأكيد من الممكن ان تلبي الكثير منها وبالتأكيد يجب الاصرار على التمتع بكل ما يحق لنا كشعب، ولكن مرة اخرى ان من الضروري ان نطالب بما نراه حقال وبما نقدر حقا على التمكن من اخذه وهظمه، وليس من السياسة ابدا ان اقول ان الشعب الفلاني يجب ان لا يتمتع بالحق الفلاني او بالوضع الذي هو فيه، اننا نطالب بحقوقنا المهظومة ولسنا نعمل من اجل ان لا يتمتع الاخبرين بحقوقم ما.
يجب ان نعي ان الدولة بكيانها المعنوي لها مستلزمات واساليب معينة ليكون الحوار الداخلي فيها مثمرا، وان نعي ان واقع كون العراق دولة مستقلة او دولة ذات سيادة، امر اساسي  يجب ان يحترم ومن هذا الاحترام احترام قوانينها وحتى التي لا نرضى بها، وخصوصا ان الدستور منح للمواطنين اليات محددة لابداء اعتراضنا علي اي ممارسة سياسية او قانونية بما فيه الدستور نفسه.
اليوم صار معيبا وجهلا فاضحا عندما تقول مؤسسة اشورية ما انها لا تعترف بواقع دستوري في العراق، لان العراق اليوم من الناحية القانونية هو بلد ديمقراطي، وليس في زمن صدام، ومهما كان رأينا بما يحدث اليوم ومن تقيمنا لهذا، فان هذا لا يلغي ان اليات العمل السياسي في العراق قد تغييرت ولا بد من فهمها والتعامل الصحيح معها.



betkanno@web.de

383
ولكن ما هذا الملاذ الامن الذي يطالبون به؟


بالامس كنا في اجتماع ظم محموعة من ابناء شعبنا ممن ينشطون في المجال القومي وبعض الاخوة من الالمان، وفي محاولة منا لتنشيط الدعم السياسي لمطالبتنا بالحكم الذاتي تم طرح هذا المقترح عليهم لكي يتم تبنيه ودعمه وبالتالي تسويقه اوربيا بقوة، ولكي يتم مفاتحة الحكومة العراقية به وبدعمه سياسيا ومن الممكن اقتصاديا في المستقبل. مقابل هذا الطرح طرح اخرون اقتراح الملاذ الامن، والحقيقة ان نفس الاشخاص الذين يطالبون بالملاذ الامن كانوا في قمة مرحلة الاعتداء على ابناء شعبنا قد رفضوا هذا الطرح جملة وتفصيلا رغم مطالبتنا لهم بالتأني وايجاد نقاط الاستفادة منه.
ولكن ماهو الملاذ الامن، الملاذ الامن هي قطعة جغرافية في الوطن او في الجوار، يمكنك ان تعيش فيها دون الخوف من التهديد على حياتك، اي انك غير مهدد ويمكنك ان تعيش دون خوف، وبالحقيقة ان الملاذ الامن هو امر تنفيذي يمكن للحكومة العراقية او اي حكومة اقليمية ان تتخذ الاجراء به وتنفيذه، عندما تشعر ان مجموعة سكانية معينة وبسبب دينها او لغتها او طائفتها او لونها معرضة للابادة، وهو اجراء يمكن اتخاذه في اي لحظة، ولا يحتاج الى قانون او نص به في الدستور، وكما هو ملاحظ فالملاذ الامن هو اجراء مؤقت وليس اجراء ثابتا، يزول بزوال مبررات اقامته. ويقول قانون اللجوء ان اي شخص يمكنه ان يجد ولو موضع واحد في وطنه وهو امن على حياته او عقيدته او رأيه فلا يتم قبوله كلاجئ، وهذا الامر ينطبق على الملاذ الامن الذي يردده البعض كالببغاوات دون ان يفهموا ما هم مطالبين به، وممن يطالبونه ومدى صلاحياته، وبالطبع فالملاذ الامن  عنددما يتخذ كاجراء فانه يتم حمايته بقوات تكلفها الدولة بالمهمة اي قوات الشرطة والجيش، وهنا فالداعين للملاذ الامن يطالبون بان يتم تجميع ابناء شعبنا في منطقة واحدة، غير محددة الموقع، وان يتم حمايته من الارهابين الذين يستهدفونه بقوات مخترقة او يمكن اختراقها بسهولة من هؤلاء الارهابيين او التكفيريين، وكما قلنا ان نفس الاشخاص الببغوات رفض هذا الطرح عندما تم طرحه كمقترح ودون دراسته وفي قمة الازمة التي احاطت بابناء شعبنا، وكان الرفض لتسويق الذات عند العرب المتلزمن بصورة العراق المركزية القديمة.
اي مطلع لواقع العراق وما يجري فيه سيمكنه ان يلاحظ الدجل من وراء نشر مثل هذا الاقتراح، فالمنطقة الامنة في العراق موجودة وتلجاء لها يوميات عائلات كثيرة من ابناء شعبنا ومن الكورد والعرب والازيدين وجتى الصابئة المندائيين ونعني بها، اقليم كردستان العراق، حيث يعود الكثيرين الى قراهم التي هجروا منها منذ زمن، ويتم بنا هذه القرى ويتم مد ها بالماء والكهرباء، وهم امنون في الاقليم، اذا مسألة الملاذ الامن لا يمكن تسويقها ولا الاقرار بها عمليا لانها اصلا موجودة ولا يمكن لاي قوة ان تمنع ابناء شعبنا من العودة الى ارضهم ومناطقهم الاصلية لانها لا زالت مملوكة لهم ولانهم يتحركون داخل بلدهم، الا ممن كان مشكوكا به امنيا، لا بل ان سلطات الاقليم تتساهل في هذا الامر بقدر استطاعتها وخصوصا لابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
في المهجر وكما قلنا مرارا ان الغالبية العطمى من ابناء شعبنا لا تدرك الحقائق، وتضع ثقتها في بعض الاشخاص وهم غير مستعدون لتفحص الاقوال وكشف الغث من السمين او الكذب من الحقيقة، برغم من انكشاف اكاذيب كثيرة ومتتالية، والبعض الاخر وهو العجيب وهو الذي يدعي العلم بالسياسية والعمل فيها، ولا ندري لماذ يحاول تسويق اكاذيب على شعبه، الا اذا كان مخطط مشترك يستهدف امور اخرى او شراكة مالية مصيرية مشتركة لا يمكنهم التفريط فيها ولذا فعلى الشعب ان يدفع الضرائب المختلفة ليدوم بقاء اشخاص معينين وخطواتهم، ولعل الامر الاكثر قبولا هو لكي يقولوا للناس اننا ايضا نمتلك مشروعنا الخاص وها هو المسمي بالملاذ الامن.
اذا وحسب القانون الساري يمكن لكل العراقيين المتعرضين للتهديد في حياتهم اللجوء الى اقليم كردستان وايجاد الحماية هناك.
ولكن لماذا يرفضون الحكم الذاتي، الحكم الذاتي يعني ليس الحماية الشخصية من القتل او التهديد فقط، بل يعني حماية الهوية القومية ايضا، لا بل يعني صياغة القوانين المحلية وادارة السلطة في المنطقة لاجل تمتع الانسان الخاضع للحكم الذاتي باقصى امكانيات تطوير الذات والامكانات الفكرية والاقتصادية وخلق ارضية قوية لتطوير الثقافة والقاعدة الاجتماعية الصلبة. بالطبع لا تعني اقامة منطقة الحكم الذاتي وجوب جلاء كل ابناء شعبنا اليها بل تعني انها المنطقة المركزية التي يتواجدون فيها وقوانينها تسري على جميع ابناء شعبنا اينما توجدوا في العراق وخصوصا من النواحي الثقافية والتعليمية. اي يرتبطون بمنظومة قوانين مشتركة وان كانوا متفرقين جغرافيا، وتبقي المنطقة التي يتواجدون فيها بالغالبية وفيها سيكون الجهاز الامني والقضائي والوظيفي من ابناء شعب منطقة الحكم الذاتي ويتم ادارتة هذه المنطقة من قبل مجلس وزراء منبثق عن مجلس تشريعي  منتخب من قبل ابناء شعبنا التابعين لمنطقة الحكم الذاتي.
ان محاولات اجهاض طرح الحكم الذاتي تأتي لاسباب تافهة ومردودة حسب المعلن، ولكنها في الحقيقة لاسباب الحضور والتواجد المستقبلي، اي ان مجرد ان تحقيق هذا الامر قد يعني ابتعاد الكثيرين عن المسرح السياسي لشعبنا، ولذا فهم سيعملون بكل جد لعرقلة تحقيقة مستغلين السذج والشركاء في المهجر لعرقلته، وهنا وهو واضح يتم وضع المصلحة الذاتية فوق اعتبارات المصلحة القومية، ولكن الماكنة التي تعمل ولا تسأل ولا تتفحص غير دارية بالخيوط التي حيكت للكي تمشي مصالح اطراف معينين على حساب المصلحة القومية.
من الواضح للكل ان تحقيق الحكم الذاتي لا يحقق فقط الملاذ الامن بل يحقق اكثر منه، ولو تعرض الحكم الذاتي لهجمات الارهابيين والسنة العرب كما يشيعون، وهو مجمي بابناءه، فان تعرض الملاذ الامن لنفس الهجمات اكثر من الممكن وخصوصا ان قوة الحماية ستكون من افراد الشرطة والجيش الوطني، وهم اكثر قابلية للاختراق من قبل الاطراف المتعصبة والسلفية والتكفيرية. ان الحكم الذاتي سيكون ملاذا امنا ولكنه منفتح ثقافيا واجماعيا واقتصاديا، ولكن من يحميه وبحكم القانون سيكونون ابناءه، والذي يمني البعض النفس به وهو ان يكونوا متعهدي حماية الملاذ الامن لانهم قادرون على الوصول الى السلطات المختصة لهو محض خيال وامال بالكسب الوفير على مثال السيد مشعان الجبوري.
نحن ندعوا ابناء شعبنا وبعض الاطراف المتورطة مع اصحاب هذا الطرح الى ان يصحوا من غفوتهم ويصحوا الضمير النائم في ملذات احلام الانتقام والعداء، والذين يحاولون الانتقام من شعبهم لكي لا يستفيد عدوهم المزعوم كما يدعون.




betkanno@web.de

384
الامش طائفة مسيحية سلفية اصولية!


منذ سنوات طويلة كنت قد اطلعت على نتف عن هذه الطائفة الدينية التي نعتبرها غريبة بمقاييسنا نحن، ولعل الكثيرين قد شاهدوا افلاما تصور اعضاء هذه الطائفة في مبلسهم ومأكلهم وتصرفاتهم ومواقفهم، ولعل الكثيرين قد شاهدوا الفلم الذي اضطلع ببطولته الممثلان الكوميديان بود سبنسر وترانس هيل والذي يدور في مزرعة تابعة لالامش.
الامش طائفة مسيحية تأسست في الولايات المتحدة الامريكية ومن اهم ما تتميز به ويلفت النظر الى اعضاءها ، الملابس، فنساءها يرتدين الملابس الطويلة والفضفاضة وذات اكمام طويلة ايضا بالاظافة الى غطاء الرأس وهو غالبا الابيض، بالنسبة للرجال قيرتدون السترات الداكنة والقبعات المصنوعة من القش.
الامش يعارضون التطورات التكنولوجيا او بالاحرى لا يستعملون اغلبها فهم لا يستعملون السيارات وان اضطروا فانهم لا يسوقونها، فهم في تنقلاتهم يستعلمون المركبات والاحصن ، كما ان البعض منهم لا يستعمل الكهرباء والتلفون وبالتالي التنلفزيون وما شابهه. وهم يعتقدون انهم يجب ان يطبقون الكتاب المقدس بحظافيره، وغالبية الالامش يعيشون في قرى خاصة بهم. ولهم مدارسهم الخاصة ايضا.
في تقارير اعلامية يتم فيها خداع المشاهد، باعتبار ان السلفية والاصولية ليست حكرا على دين معين، يتم بث مواد اعلامية كما فعلت قناة الجزيرة القطرية قبل فترة، عن مدراس دينية او طوائف تعلم الاطفال الصلاة التالية ( يا رب اعطي الحكمة للرئيس لكي يختار قضاة صالحين لا يؤيدون الاجهاض) و ( يقوم بعض الاطفال بالصياح وترديد القول من منحكم الحق في القضاء على الحياة وهي هبة من الله) للدلالة على التعصب والفهم السلفي والاصولي للحياة، طبعا لا يقال للمشاهد ان هذه المدارس لا تعلم العنف  او ان دعواتها هي في اطار الايمان ولا تتعدي الى فرض هذا الايمان على الاخرين الا بوسائل المعتادة لنشر المعتقد وهو في المثال المذكور اعلاه دعاء لمنح الله للرئيس حكمة معينة ولا يتعدى ذلك. في حين ان الاصوليين الاسلاميين، يفرضون ما يؤمنون به على اخرين، فلو عدنا الى طائفة الامش  (AMESH) التي ذكرنا بعض معتقداتها لرأيناها من اكثر الطوائف مسالمة ،  كما ان اي فرد فيها حر في خياراته اذا رغب البقاء او ترك الطائفة، ولذا فهي في حالة انحسار وليس الزيادة، بالطبع قد يقال الكثير عن معتقداتها ورجعية الطائفة الا انها تظل طائفة دينية لا تؤثر على احد سلبا ولا تقوم بالاعتداء على اي انسان وتعتير الايمان خلاص فردي لكل انسان. والاكثر اعتزازا ان هذه الطائفة تمتلك منظمات لمساعدة الاخرين مهما كان الاخرين من اي دين او معتقد، والجدير بالذكر ان اغلب المنظمات او الطوائف الدينية لا تقوم بتوزيع تبرعاتها ذاتيا بل توصلها الى اطراف وطنية موثوقة لكي تقوم عنها بالمهمة لكي لا يقال انها تستغل المساعدات لاجل التبشير.
هذه الحقائق التي يتم تجاهلها والعبور عليها لكي يبقى الانسان انساننا بعيدا عن الحقائق، وكأن الحقائق ستجعل من هذا الانسان يترك كل ميراثه وهذا بحد ذاته اتهام للميراث بانه لم يكن صادقا، او انه على الاقل خائف من معرفة الحقائق عن الاخرين، فهو قانع بما يتم تعليمه من مصادر لا تعرف للحقيقة معنى.
ان الاصولية او السلفية ليست منبوذة لذاتها، بل لممارساتها، بمعنى انه لا يضرني ان اعتنق انسان ما اكثر القيم الدينية تزمتا، ما دام هذا الاعتناق مسألة ذاتية فردية لا تفرض على الاخرين ومهما كانت قرابة الاخرين من معتنق التفسير المتزمت للدين.
والحاصل في منطقتنا ان كل انسان يرغب في فرض رؤيته للدين على الاخرين، وهذا الفرض ليس بواسطة القول او التبشير لا بل بواسطة التهديد بالقتل وبالسلب وبالاعتداء على كل ما يعتبر في مجتمعاتنا من قيم الشرف، واقل ضروب الفرض نجدها في القانون.
وهنا لا فرق بين اصولي واخر معتدل، فلو شاركت الدولة باجهزتها في الفرض هذا معناه ان الغالبية تشارك شئنا ام ابينا، ولنعطي مثالا بسيطا ومن الحياة اليومية، فالصوم فرض في الديانات المسيحية والاسلامية، وبالتأكيد هو فرض من الله حسب اعتقاد المسيحيين والمسلمين، وهو دلالة لطاعة الله في ما فرضه، ولكن لتحقيق هذا الفرض الالاهي تلجاء الكثير من الدول الاسلامية ليس الى اقناع الناس باهمية التمسك بهذا الفرض (رغم ايماننا بوجود عدم تدخل الدولة في مثل هذه الامور) بل الى ارغام الناس على احترام الفرض الايماني بقوة القانون، فممنوع الاكل والشرب والتدخين علانية، لان هذه الممارسات في نظر الشارع او منفذ القانون تدل على عدم احترام للصائمين او حتى للدين الاسلامي. اذا من جانب يقال ان الصائم يصوم لكي يحقق طاعة الله في احد فروضه وهو دلالة للتواضع ومن جانب اخر يتم الغاء دور التعبد وتحقيق ارادة الله التي يجب ان تكون ذاتية وعن قناعة وادراك، من خلال فرض هذه الارادة بقوة القانون.
بالتأكيد لا يضرني من اوصل الليل بالنهار عابدا متعبدا، ومن طبق كل شرائع الله التي يعتقد انها شرائعه، وما دام تطبيق هذه الشرائع لا يخل بالنظام العام ويهدر الكرامة الانسانية ويهدد حياة الناس، ولكن ان تخرج العبادات خارج اطار الممارسة الشخصية الى فرض قانوني ترعاه الدولة، هنا يختلف الامر، فمرة تجعل الدولة من نفسها ومن اجهزتها الناطق الرسمي باسم الله، وهو هنا الهة وليس الاه واحد بدليل اختلاف شرائعه وحتى بعض قيمه باختلاف الاديان التي انزلها، ومرة اخرى تدعي انها لكل مواطنيها، وبالتأكيد ان كل المواطنين ومنم دين واحد لا يطبقون فريضة الصوم لانهم يعتقدون انها غير ضرورية لتحقيق كمال العبادة، لا بل ان تدخل الدول بشكل قسري يجعل الكثيرين يدعون ما لا يبطنون وهنا فالدولة تساهم في شيوع قيم الانتهازية والتكاذب الجمعي العام . اذا باسم شخص ةيدعي ما لايعمل يجب على الاخرين ان لا يمارسون حريتهم الشخصية في ما لا يضر الاخرين.
قد تتفق الاصوليتان المسيحية والاسلامية في التطبيق التفسيرات الاكثر تزمتا للتعاليم الدينية، ولكنهما بالتأكيد لا يتفقان في امر مهم وهو ان الاصولية المسيحية تعتبر المسألة فردية وذاتية ولا يتم فرضها باي صورة من الصور على الاخرين، بعكس الاصولية الاسلامية التي تلجاء لكل وسائل القوة لفرض ما تعتقده فرض من الله، وهنا لا يتسأل احد ان الله الكلي القدرات لماذا يتطلب مساعدة الناس لنشر فروضه ولو شاء لقال كن فسيكون، وبالتالي ان الفرض هو بالحقيقة مغاير لمشيئة الله.
بالطبع يمكن المحاججة بان الاصولية المسيحية مرت بفترات كانت تفرض قيمها بالقوة، وهذا قد يكون محقا، ولاكن المسيحية واصوليتها تعلمتا انه ما عاد ممكنا عمل ذلك لان ذلك يعتبر هدرا للكرامة الانسانية ومخالفة لارادة الله، ولكن الاصولية الاسلامية وبعكس اغلب الاصوليات الدينية للاديان الكيرى لا تزال تلجاء الى القوة في فرض ما تراه صحيحا وحتى بعكس الاصوليات الدينية للهندوسية والبوذية والكونفوشيسية التي تساير العصر ومتطلباته في مسائل الحريات الشخصية اكثر من الاصولية الاسلامية.



betkanno@web.de

385
الكون القرين او الاكوان

تطور الانسان لحد انه لم يعد يتعجب او تثير فيه حالة من التخبط الفكري وزعزعة في الايمان او الوجود جراء المكتشفات العلمية التي تهز الكثير من المعتقدات السائدة حول الكون. انني اجزم انه لو كان العالم قد سمع بنظرية كوبرنيكوس حول مركزية الشمس وتابعية الارض لها حال نشرها لاصابه هيجان وثورات ودمار، واليوم وبعد كل الاكتشافات العملية والقناعات التي صرنا نمتلكها حول الوجود ومنها ان الكون الثابت والكبير واضيفت الى معلوماتنا نظرية الانفجار الكبير والتي ترجع اصل الكون الى انفجار كبير تكون جرائه كوننا العظيم هذا بما يضمه من المجرات والمجموعات الشمسية والكواكب والنجوم والتوابع والثقوب السوداء والثقوب البيضاء وكوازارات وما بينهما من مسافات لا تقاس الا بالسنوات الضوئية، تبشرنا النظرية الخيطية او الوترية بانه كان للكون في الاصل عشرة ابعاد، وانفصلت ستة منها مكونة كونا رديفا لكوننا، وبقت لنا الابعاد الاربعة في كوننا وهي الطول والعرض والارتفاع  والبعد الرابع الزمن، بالطبع انه امر مثير يشغل الفكر ويذهب به الى متاهات بعيدة، وخيارات وتصورات تمتد بين المتشائمة والمتفائلة، والاغرب الذي تأتينا به هذه النظريات بان الكون في حالة توسع دائمي ومتسارع، ولكن لم يتم الاجابة او انني في الحقيقة لم اتمكن من الحصول على معلومة اين يتوسع الكون او الكونان ذوي الابعاد الاربعة وذوي الابعاد الستة، التوسع يعني الكبر واحتلال مساحة جديدة، ولكن من اين تأتي هذه المساحة؟ هل تأتي من الفراغ؟ ولكن هل هناك شئ اسمه الفراغ حقا خارج مدراكنا الكونية ذي الابعاد الاربعة؟ بمعنى ان الفراغ لدينا هو قنينة مفرغة من الهواء ومن كل شئ، تكون فارغة ولكنها تحتل مساحة في الكون، ولكن ما معنى الفراغ خارج الكون؟ انه يعني بالظبط مساحة غير محتلة بالمادة الكونية او غير محسوبة على الكون، ولكن هذا يتناقض مع علومنا التي تعلمناها بان الكون هو كل شئ، هو العالم، اذا نستنتج وجود مساحات اخرى خارج كوننا، وهذه المساحات يحتلها كوننا بتوسعه، والا لما قلنا توسعه، ان لم يكن يحتل مساحة اكبر بين كل لحظة واخرى، وهذه المساحة المأخوذة في الحقيقة ليست فراغ بل مكان امتدت له اجزاء من كوننا، ولكن الكون الرديف ايضا له مساحة يحتلها، يا ترى اين هو؟ وهل يتداخل الكونان؟ او هل يمكن التواصل بينهما؟ او ممرات يمكن ان تسري منها شيئا بين الكونين، وهل ان لكل شئ هنا في هذا الكون رديف او مضاد له في الكون الاخر؟ ماذا لو وجدت اكوان اخرى، ما تأثير كل ذلك على الفكر وعلى المعتقدات وعلى الحقائق؟
الحقائق العلمية، تلك الجملة التي امنا بها، وكنا نعتقد انها خاتمة المطاف، فكل ما دخل في شأن العلم وخضع للاثباتات وقيل ان النظرية اثبتت خلاص، يظهر خلفها الف سؤال وسؤال، فالذي قال لنا ان الكون تكون من الانفجار الكبير، لم يقل لنا ماذا انفجر وكيف واين كان؟ ماذا انفجر ليعطينا من صنعه من وضعه ومن وقته؟ وكيف انفجر؟ هل بفعل حادث؟ او ان امور وصلت الى المرحلة الموعودة، وكان الانفجار، ولكن هل كان هناك زمن خارج اللاشئ؟ لانه حتما بعدم وجود الكون، كان هناك لا شئ، ولكن هل اللاشئ يكون او كان او هو يصرف بافعال كان يكون سيكون. اذا كان الزمن البعد الرابع للكون كما يقول اينشتاين، فحتما ان الزمن لم يكن موجودا او محسوبا، لانه ليس من المنطقي ان يكون بعد شئ موحد والشئ (الكون) لا وجود له.
الايمان، هذه المعتقدات اليقينية، والتي تريح الانسان في حالات الاضطراب وعندما يكون هناك ضباب على الرؤية، وعندما تعصى الخيارات او لا يكون اي خيار الا البقاء من غير يقين من غير امل، يلجأ الانسان الى الايمان، لكي يمنح لنفسه الامل، قائلا ما اضيق العيش لولا فسحة الامل، هذا الايمان سيهتز الى ان يحين وقت تفسير جديد طبقة جديدة تضاف الى التفاسير القديمة، تلك التفاسير التي اقنعتنا ان الارض ليست ارض مستندة على قرني ثور ضخم، بل انها ارض بيضوية او كروية معلقة في الفضاء، بفعل الجاذبية المتوازنة والتي ان اختلت بمقدار جزء صغير من المليون من الاجزاء ستتغير الحياة او لا تكون هناك حياة اصلا، فالدين ايضا يتطور ويمنح ابعاد جديدة لنفسه، مفسرا كتبه واقوال انبيائه.
الفكر الخلاق، هذا السجل العظيم من المعلومات والتجارب المحفوظ في كتلة بيضاء تتخللها اعصاب وشعيرات دموية، وتتالف من خلايا مضلعة ولها امتدادات، كل هذا في الدماغ الانساني، ما يحفظ في الدماغ يقال له العقل وانشغال العقل بترتيب معلوماته يعطي الفكر ولكن انشغال العقل باسلوب منطقي وبمقدمات ونتائج مقبولة ومبهرة يسمى الفكر الخلاق. وعلى هذا الفكر الخلاق ان يعطينا تفاسير وتطلعات ما بعد الكشف الهائل الجديد، اننا نعيش في كون يجاور كون اخر، وقد يكون بين الكونين ممرات، وكما يقول البعص ان الثقوب السوداء من جهتنا اي في كوننا اتصال مع الكون الاخر لتكون فيه ثقوب بيضاء، ففي الوقت الذي يمتص (يجذب) الثقب الاسود كل شئ ، فانه يمنحه بشكل طاقة هائلة الى الكون الاخر، وهذه هي الحالة نفسها والدور نفسه الذي تلعبه الثقوب البيضاء في كوننا فهي تقوم ببث طاقة هائلة وجديدة في كوننا، اذا الكون والفراغات التي نراها هي في الحقيقة مملوءة بالطاقة، ولكن اي نوع من الطاقة؟
الان الانسانية على مفترق الطرق، فالذي يعتقد ان النظريات العلمية لا تؤثر في حياة الناس او في المفاهيم الفلسفية والطروحات الاجتماعية لهو على خطأ كبير، اعتقد ان التغييرات قد تأخذ امد طويل، ولكن كل الافكار اتخذت امد طويل كي تؤثر او كي تشكل قاعدتها الاجتماعية، ولكن هنا نحن امام تطورات علمية رديفة ومنها التواصل اليوم بين كل اجزاء الارض او قريتنا الكونية، هذا التواصل سيكون لصالح الافكار الجديدة التي ستنبثق عن العلوم والاكتشافات والنظريات الجديدة. ان هذه النظريات تقول للمجتمع الانساني على الارض، ما بالكم تتقاتلون لامور لا ثابت لها وتتغير بين كل لحظة كونية واخرى، ما بالكم تتقالتون وانتم لا تدرون مصيركم ومصير قريتكم السابحة في الفضاء وبدون اي قرار على الاقل بدون قراركم، ما بالكم لا تنظرون الى ما ينتظركم من المباهج الكونية والاكتشافات المذهلة والتي ستجعلكم تفتحون افواهكم عجبا، فانتظروا قليلا لكي تبدأ سفراتكم الكونية، ولكي تعلن المكتشفات ولكي تنشر الافلام المصورة لكونكم هذا وما بالكم بالكون الاخر ذو الابعاد الستة، والتي لا قدرة لي للقول عنها اي شئ، لانها ابعاد لا اتحسسها.
ان النظريات الفكرية والاجتماعية التي ستظهر ستعلي من قيمة الانسان، هذا الكائن الصغير في حجمه والكبير بعقله، الانسان يعني الحياة، نعم ان كل الامور تقول بتقديس الحياة، لانها العامل الفعل في تطور كل شئ وهي هبة الله او الطبيعة او الجوهر او اي شئ يعتبر القيمة العليا الواهبة. اذا الانسانية على مفترق طرق ايجابي فهل سيفهم من يقتل على الهوية هذا الامر؟؟؟
تيري بطرس


betkanno@web.de

386
دوام الحال من المحال


تسير عجلة التاريخ، وتخطو البشرية رويدا وريدا خطوات نحو الامام، ليس في العلوم التطبيقية بل في العلوم الانسانية ايضا، فما كان مسموحا بالامس صار اليوم من المحرمات، وما كان محرما بالامس صار اليوم امر عاديا ومطلوبا ويشار له بالبنان. والتاريح كما يقال لا يكرر ذاته الابشكل كاريكاتيري او مشوه، وبالتالي فالحياة تسير للامام وعلى من يريد البقاء ان يسير معها الهوينا وان لا يستكين الى الثبات والصمود على مبادئ وثوابت الا ما هو في صالح الانسان، ومن بقى ثابتا ستنساه الحياة السائرة خلفها ولن يتذكره احد لانه سيصبح جزء من الماضي والماضي ليس جزء من الحياة لانه يعامل بفعل كان.
بالطبع هناك اغنية سمجة ومملة يتم تشغيلها بين الحين والاخر، بدون مبرر وبلا داع ، وسماجة الاغنية متأتية من رغبة مرددها لاظهار ما يدعيه الوطنية، على حساب الاخرين وكأنه يحمل صفات بيلوجية واخلاقية ومالية ونبالة متوارثة تبيح له تصوير الوطنية في كلمات يصفها صفا ويعتبرها انجيل او قران مقدسين لا خلاف عليها او يجب عدم تجازوها.
الوطنية مصطلح مثل اي مصطلحات السياسة، فهو ليس بمصطلح علمي تم اثباته من خلال المختبرات او تعريضه لمتغييرات متعددة بيحث وصلنا بحالة متفق عليها، او ادخل الى بوتقة التصهير وخرج لنا صافيا بصفاء الذهب من عيار الاربعة وعشرون قيراطا، او بصفاء يورانيوم الروسي والذي يقال ان صفاءه بلغ درجة التسع والتسعون بالمائة.
الوطنية معنى ملتبس اذا، يفهمه المتلكم تبعا لمصالحه، ويفهمه السامع كذلك، ولكن المقموع والمظطهد يفهمه كما يريد قامعه ومظطهده او كحالنا ايام الدكتاتو صدام حسين فمفهمونا للوطن كان المفهوم الصدامي وكل من كان له راي مغاير كان امام ثلاثة خيارات اما في القبر او في السجن ومن حالفه الحظ كان خارج اسوار وطن صدام.
 ليس هناك ترابط بين مفهوم الوطنية والعراق كوطن او كبلد، الا بان ابناء العراق كلهم ينتمون اليه اي الى العراق البلد ويفتخرون بهذا الانتماء ويحنون الى الايام الخوالي كاي حنين للارض ومرتع اللعب وايام الشباب، ولكن ليس كل العراقيين منتمين الى الوطن العراقي او ما عرف في المنظمات الدولية ومعاهداتها ومواثيقها بالعراق موطنا لساكنيه لانهم يحملون هويته او جنسيته او جوازه.
في بداية اعوام الحرب العراقية الايرانية كنت اعمل في المؤسسة العامة للمنتجات النفطية، وكان بعض الموظفين يستحصلون على اذن السفر مع قوافل نقل المنتوجات النفطية المسافرة الى العقبة في الاردن، وكل موظف استحصل على مثل هذا التصريح اي ان يكون مسوؤلا لقافلة ما، بالطبع كان يتمكن من جلب مواد كمالية منوعة باسعار يبيعها باضعاف سعرها هذا بالاضافة الى المخصصات التي كانت تصرف للموظف جراء الليالي التي كان يقضيها والساعات الاضافية للعمل، بالطبع تسال بعض زملائي الموظفين عن سر عدم طلبي ان ارافق قافلة انا ايضا مثل بعض الموظفين وخصوصا كنت معروفا بنشاطي وجديتي في العمل، فاجبت انني لا ارغب بذلك، ولكن الحقيقة انني كنت خائفا من ذلك لان سفري يتطلب استخراج جواز سفر، واستخراج جواز سفر يتطلب الذهاب الى مدرية الامن العامة،لا اعتقد انه كان لديهم اي ملف بخصوصي، ولكن خفت من السؤال عن سبب عدم انتمائي لحزب البعث، بالطبع لن يكون هناك اي جواب مقبول، وقد تعرض نفسك للاستهزاء والمتابعة وبعد ذلك يتم فرض ما يريدوه عليك، فاكتفيت من الغنيمة بالنظر.
ان هذه الحكاية تبين لكم هل الوطن كان لي ام للاخرين، هل كنت انا جزء من صانعيه ام كنت مجرد عامل باجر ويكفيني من الوطن هذا الكرم وعلى السكوت وشكر رب العالمين على مكرمة من في سدة الحكم لانهم يعطفون علي بما يسد رمقي.
بقى الوطن كمؤوسسة وما فيه من مؤوسسات ثانوية تعمل لاجل رقيه وتقدمه وبقت خيرات هذا الوطن مما في باطن الارض وعلى ارضه ملك للدولة التي ادعت انها ملك للشعب، والشعب بعيدا عنها ولا حتى في بعض الاحيان يسمع بها وان سمع فقد يعرف من الجمل سنامه، بقى هذا الوطن وخيراته مستباحا وكل ما فيه يتم التصرف به دون ان يعرف الموطن الى ماذ وبماذا؟ 
سياسيا تم تجنيد الوطن باسم القضية الفلسطينية وقضية العرب المركزية، وكان كل ما في العراق وخزائن مواطنيه لاجل القضية، ورغم اعترافنا ان الفلسطينين مغبونون، الا ان ما مورس كان عملية سطو على السلطة باسم قضية فلسطين، فارضين اجندة معينة على شعب العراق وكأنها اجندته الوطنية، فلو كان الاخوة عرب العراق قد تبرعوا بنصيبهم من ميزانية العراق، وبابناءهم لاجل القضية الفلسطينية لما كان لنا حق السؤال، ولكن السؤال هل القضية الفلسطينية كانت قضية الكورد والاشوريين والتركمان، هل سئلوا يوما عن رأيهم في الامر؟ والكل يعرف ان الكورد والاشوريين والتركمان شاركوا اخوتهم العرب في امالهم ومطالبهم وضحوا لاجل ذلك، ولكن السؤال الى متى؟ ولماذل لم يتفهم العرب يوما ان لمواطنيهم من غير العرب حقوقا وليس فقط واجبات تؤدي.
لقد ضحينا ولقد تم سرقتنا كل هذه السنين بحجة الاولية للقضية الفلسطينية ولماذ لا تكون الاولية لشعب العرق وللمواطن العراقي، اولية مشاركته في قرار بلده، اولوية تمتعه بخيرات بلده، اولوية ان يكون حرا سعيدا. والان تقدم العالم وتأخرنا، وهل لمسبب التأخر من غرامة يقدمها، ومن كان السبب، الم يكن حكام العراق وايديولوجيتهم العنصرية الفاشية الدكتاتورية، هل يمكن لاتباعهم ان يدفعوا لنا ثمن هذا التأخر، ثمن الضحايا التي قدمناها وقدمها العراق جراء سياستهم الهوجاء، جراء حروبهم الخاسرة، لماذ كل قادة العالم يدفعون ثمن الخسائر وزعماء منطقتنا المسماة العربية تزداد هالتهم وتزداد ثروتهم ويزداد بطشهم؟ الم يشبعوا من التمسك بالسلطة ولو علر جماجم كل ابناء الشعب، الا نلاحظ ونسمع ونقراء عن العالم، ام ان العالم بالنسة لنا هو الهمجي ونحن الحضارة والانسانية. لقد عمل اصحاب الايديولوجية القومية العربية العنصرية والتي امنت بانها خير امة اخرجت للناس، على زيادة اعداءهم، ليس غيرة منهم ولكن كرها وبغضا لممارساتهم ولمبادئهم التي تركها هذا العالم بانتهاء الحرب العالمية الثانية، وما بقى من الدكتاتورية انهار بانهيار الاتحاد السوفياتي، رغم ان النظام السوفياتي كان نظاما دكتاتوريا الا انه اتسم بانهم يحترم الاخرين وحضاراتهم وعقائدهم ويعطي للجميع حقها من الاحترام، الا مريدو الفكر القومي العربي الذي احتقر الجميع، فكل الاخرين اما ابناء القردة او ابناء الخنازير، وهم خير امة اخرجت للناس.
الوطن ووحدته لن تصونها الدكتاتورية، والوطن ليس قطعة ارض، فالعراق وكلنا يعلم انه تأسس عام 1921 من ثلاثة ولايات ، مستقلة وكل منها مرتبطة مع الباب العالي، ولم يكن يوما دولة موحدة بحدوده الحالية، فاما كان اكبر مما هو الان لانه ضم بلدان ومناطق اخرى او تجزاء الى اقسام وهذا ما عانته بقية البلدان، العراق ووحدته لن تحميها الثمانون السنة الماضية واسلوب الحكم الذي كان قائما، العرق ووحدته يجب ان يحميها المواطن الحر، وان يشعر كل مواطن انه جزفعال ومؤثر في وطنه.
ان دعاوي وصراخ البعض حول تمزيق العراق وتقسيم العراق، اما هي دعاوي كاذبة او جاهلة في احسن الاحوال، فرغم انه من حق المواطنين تقرير مصير بلدهم، ببقاءه موحدا او تقسيمه، الا انه وحسب علمنا لم تدعي اي مجموعة الى تقسيم العراق، وكل ما تم الدعوة اليه هو اعادة بنا هيكيلية الدولة، لكي يتضمن ضمانات حقيقية لوقف التعسف والظلم ولعدم تكرار التجربة السابقة والتي امتدت منذ تاسيس العراق، ان نظام الحكم الفدرالي هو نظام اتحادي اختياري واعي، انه نظام يطرحه البعض لانهم يشعرون بانه النظام الامثل للحفاظ على حقوقهم وعلى صيانة دماء ابناءهم ولعدم منح فرصة مرة اخرى لمن يتسلق ظهر الدبابة معلنا البيان رقم واحد.
لقد اثبتت هيكلية الدولة السابقة انها هيكيلية فاشلة، فقد اتسمت هذه الفترة بـ.
1_ استمرار الحروب الداخلية بحيث انها ضمت كل سنين عمر العراق كدولة.
2_ سهولة الاستيلاء على الحكم واقامة انظمة دكتاتورية قمعية.
3_ استغلال الدولة ومواردها لاجل تحقيق طموحات فئوية وحزبية وطائفية لا تعبر عن مجمل رأي المواطنين وتطلعاتهم.
4_ الازمات والحروب الدائمة مع دول الجوار ولاسباب لا تتعلق بمصير الوطن العراقي، بل لاسباب خارج عن مصالحه ولا تمس به في اغلب الاحيان. مثل الحروب العربية المتتالية والعداء مع ايران احيان بسبب ما قيل الاستيلاء على شط العرب وكثيرا لاسباب مثل الجزر العربية المحتلة او بسبب اهوزا او لسبب العلاقة مع اسرائيل او امريكا التي ادعى غالبية حكام العراق العداء معها. وتركيا بسبب الاسكندرونة وما ادعي من دعمها لتركمان العراق.
5_ الانغلاق الفكري وعدم الالتحاق بالعالم وبما يتم استنباطه ونشره من نظم قانونية وثقافية ومفاهيم جديدة للعدالة، بسبب هيمنة النظرة الاستعلائية على الاخرين، وبالتال بقاء بلدنا ورغم ثروته يحسب من البلدان المتخلفة ومن الدول الفاشلة.
ولو استمرينا في طرح النقاط التي تثبت فشل العراق كدولة مركزية فانه يحتاجنا ان ندخل كل تفاصيل الحياة التي كان الدولة مسؤولة عنها وعن فشلها فمن النظم الاقتصادية الى النظم التربوية الى النظم القانونية الى الكذب والجديل الذان لا يتركان للاخرين مجالا لكي يحترموا العراق كبلد وكدولة مسؤولة من خلال عدم ايفاءها بما وافقت عليه وخصوصا المعاهدات والمواثيق الدولية التي وقعت عليها وكبلت نفسها بها.
الا اننا نرى ان العراق الجديد وهو عراق موحد، وليس بالضرورة موحدا وحسب نظرة البعض بل موحدا قانونيا تجاه العالم وتجاه الجوار، وله سيادة مركزية تعبر عن تطلعات الاغلبية من مواطنية، الاغلبية الديمقراطية بمعنى تعبر عن تطلعات اغلبية العرب والكورد والاشوريين والتركمان، من خلال مؤسساته التي يمكن من خلالها التعبير عن الرأي الحر.
ان اقامة النظام الفدرالي او مناطق للحكم الذاتي للاشوريين والتركمان يعني بما يعنية اعتراف العراقيين جميعا بانهم ابناء بلد واحد وانهم متساويين في الحقوق والواجبات وان البلد يظمهم كمواطنين وليس كرعية.
من هنا ولتحقيق اكبر مجال للديمقرطية وللمشاركة الفعالة للمواطنين في صياغة سياسة بلدهم، نعتقد ان الدولة وبكل مؤسساتها المركزية او الفدرالية او مناطق الحكم الذاتي يجب ان تعيش وان تمول من قبل ظرائب تفرض على المواطنين وعلى الشركات العاملة في العراق وعلى شركات النفط، وان يتم توزيع الدخل الوطني بعدالة على الجميع، وان يكون العراق حاله كبقية دول العالم، مسؤوليه يعيشون من الظرائب اي ان مواطنيهم يدفعون لهم لكي يمارسوا مهامهم، ومن حق هؤلاء المواطنين ان يسجبوا ثقتهم بهم من خلال ممثليهم.
ان بقاء العراق كما كان اي دولة مركزية قوية يعني استمرار التجربة الفاشلة واثبات مرة تلوة المرة اننا لا نتعلم من الدروس، فقبلنا ومنذ خمسمئة عاما تقريبا اختارت سويسرا نظام الكانتونات لكي تتمكن مكوناتها من ان تعيش بسلام وحرية، وتبعهتها الولايات المتحدة الامريكية بنظامها الفريد والناجح وتعبهتا اليوم عشرات الدول ليس من الدول المتعددة القوميات بل حتى من الدول ذات القومية المتجانسة او القومية الواحدة، لان النظام الفدرالي او النظام الذي يوزع السلطات على كل اقاليمه ويمنح غالبية السلطات لهذه الاقاليم ، يعني نظام توزيع عادل او اقرب للعدالة في حكم المواطنين، ولكن خوفنا الاساسي هو ان المخاوف التي يبديها البعض ليست من النظام الفدرالي فقط بل ان المخاوف الاساسية هي من نظام يقر ويعمل على تمتع كل فرد بكامل حقوقه المنصوص عليها في ميثاق حقوق الانسان.




betkanno@web.de

387
ذاكرة العراق المثقوبة!

سميل الضحية المنسية
في مثل هذه الايام وقبل اربعة وسبعون عاما، وفي مناطق مختلفة تبتداء الاحداث بالقرب من قرية ديرابون الاشورية الواقعة قرب دجلة من ناحية زاخو وتستمر الى سميل بالقرب من دهوك ووادي الوكا ولا تنتهي الا في الموصل، وبالاحرى تبتدئ في عقول بعض قادة العراق امثال رشيد عالي الكيلاني وياسين الهاشمي، وتنفذ من قبل رئيس الاركان العراقي بكر صدقي الذي منح الانواط والاوسمة لما جنته يداه ولما اقترفه الجيش المؤتمر بامره في ما اعتبر اول عمل بطولي وطني يذكر للجيش العراقي.
الحادث باختصار، خلاف سياسي عادي حول الموقف من الاسكان، خلاف لا يريد احد ان يحله او يتفهمه، خلاف نتيجته يقول امر لواء الموصل حينذاك وفي اجتماع عام مع المختلفين اللي ما يعجبه ليطلع من العراق، ونتيجته كانت خروج بضع مئات من رجال العشائر الاشورية الى سورية، وجراء المراسلات بين الحكومة العراقية والفرنسية المنتدبة على سورية يتم الطلب من هؤلاء الرجال العودة من حيث اتوا، وان الحكومة العراقية قد وعدت بعدم المساس بهم، وفي طريق عودتهم وهم يعبرون نهر دجلة، يتم رشقهم بالرصاص من قبل الجيش العراقي، الذي كان مستعدا وحاضرا لهذا العمل، فيقوم العابرون بالدفاع عن انفسهم، دفاع من يدرك ان ليس امامه اي خيار فاما الموت او الحياة، فكانت هزيمة للجيش العراقي امام عدد قليل من رجال لا يحملون الا بنادق قديمة تعود الى مخلفات الحرب العالمية الاولى، هزيمة نكراء لرجال جبناء ما جمعهم الا حقد زرعه فيهم سياسين تربوا على الكره والحقد لكل ما يخالف رؤويتهم للعالم.
كان سياسي العراق من خريجي المدارس العثمانية تلك المدارس التي كانت تقسم العالم الى قسمين قسم دار الاسلام والاخر دار للحرب، مدرسة كانت تنتقم من مواطنيها المسيحيين لكل خسارة تحيق بها في ساحات المعارك، فكان مواطنيها المسلمون بدفع من السياسيين والعسكريين ورجال الدين يفتكون بالمواطنين المسيحيين وخصوصا في المناطق الجبلية العصية والبعيدة عن الانظار والمسامع، من هذه المدرسة وفيها تخرج رشيد عالي الكيلاني وبكر صدقي وياسين الهاشمي، فكانت مطالب الاشوريين ببعض الامور التي اعتقدوها حقا مثلهم مثل غيرهم، شرارة انشاء الحكم الوطني العراقي على القتل والمذابح التي يندي لها جبين البشرية.
في مثل هذه الايام كانت الصحافة العراقية وعلى قلتها وعدم صدروها بشكل يومي تنشر اكثر من مائة مقالة تهاجم الاشوريين (الاثوريين) وتصفهم بابشع الصفات والنعوت، فمن اذناب الاستعمار، هذا الاستعمار الذي كان يملاء الوزرات العراقية كمستشاريين وخبراء الى الكفرة وناكري الجميل، (نفس الكفرة هم اول من دافع عن حدود العراق في منطقة راوندوز عندما اجتاحتها القوات التركية في العشرينات اي قبل المذبحة بعدة سنوات، ومن على دينهم كانوا يزودون العراق بالاموال والمساعدات وهذه وتلك ما كانت من الكفرة).
لقد تم شحن النفوس بالبغض والكره والحقد لمجرد مطالب كان يطالب بها رؤساء عشائر من العرب والاكراد، لقد طالبوا باسكانهم في مناطق متقاربة وان يتم بناء المدارس والمستشفيات في مناطقهم، وان يتم مخاطبتهم من خلال رئيسهم الروحي كما كان يجري مع الاخرين، لقد المحوا كثيرا ان المناطق المخصصة لهم موبوءة وانها متباعدة عن بعضها البعض، هولاء الناس كانوا قد خرجوا من مذابح متتالية ولم يكن يريد احد سماعهم فقبل عام 1933 باقل من مئة سنة تعرضوا الى اربعة مذابح كبرى وهي مذابح 1936 و1943 و1895 والمذبحة الكبرى من عام 1914 الى 1917 والتي فقدوا فيها ثلث عددهم، ما كان احد يريد سماعهم والتعاطف مع مخاوفهم او تفهمها على الاقل، لقد شعر الاشوريين وكانهم محشوريين بين فكي الرحى، يذهب قائدهم الى بغداد فيتم وضعه تحت الاقامة الجبرية ويطلب منه توقيع خطة لم يقراءها او يطلع عليها، وفي الموصل يفرض عليهم اما القبول او مغادرة العراق، وعندما يغادرون تقول الحكومة انهم غادروا بمحض ارادتهم، انها ارادة الاقوياء وهكذا يفرض عليهم العودة الى العراق، وتعطي الحكومة وعدا بعدم المساس بهم، ولكنها تأمر الجيش بالاقتناص منهم عندما يبداوا عبور الدجلة، فيكمن لهم الجيش ليقتنص منهم ويقتل اكبر عدد في نقطة لا يمكنهم الدفاع فيها عن انفسهم، ولكن الضعفاء المتعبين يتحولون الى كتلة من الارادة الصلبة للدفاع عن ذواتهم، وكانت الحكومة قد سبقت كل ذلك باصدار اوامر بالجهاد ضد الاثوريين (الاشوريين) وبعد ان خسر الجيش ماء وجهه، لم يتمكن الا الانتقام من العوائل عوائل المقاتلين التي بقت وتجمعت في قرية سميل، والتي قالت مصادر الحكومة ان رفعهم للعلم العراقي وتسليم اي سلاح لهم سيجعلهم تحت حماية الحكومة، وهكذا عاد الجيش الخائب المهزوم الى سميل ليجمع النساء والاطفال والشيوخ وليصليهم بصليات من رشاشاتهم وليفتكوا بمن لم تصبه الطلقات بخناجر بنادقهم وليغتصبوا الفتيات والنساء الباقيات قبل ان يقتلوهن، وبداء تطبيق امر الجهاد بجلب الاشوريين من دهوك ومن اي منطقة كا يشاهد اي منهم منفردا او بمجموعات صغيرة ليجلب ويتم سوقه الى جسر الوكة وهناك تلهوا بهم بان امورهم بصعود الوادي من الجهة الاخرى وبعد ان صعد العشرات الوادي وفي منتصف مسافة الصعود تم قتلهم عن بكرة ابيهم مع ضحكات هستيرية من قبل الجنود المدججين بالاسلحة.
يوم السابع من شهر اب (اغسطس) اتخذ رمزا ليوم الشهيد الاشوري، يحتفل به في كل ارجاء العالم من قبل الاشوريين المشتتين جراء المذابح والاضطهاد والتمييز العرقي والديني، فصار العالم موطنهم، ويتم تعيير هم بقلة عددهم، دون ان يلتفت شخص الى من كان سببا لهذه القلة، عشرة الاف، اربعين الف، اكثر من خمسة الالاف، اكثر من نصف مليون، ما يقارب الخمسة الالاف، هذه اعداد لقتلى فقط في المذابح المذكورة في فقرة سابقة من هذه المقالة، ناهيك عن من غير دينه خوفا ورعبا طلبا للخلاص، ناهيك عن من فقد ولا يعرف له اثر، لو كانوا قد بقوا اما كنا اليوم نقارب جيراننا في العدد، لقد كانت سياسات الحكومات المتعاقبة سببا لمصائب وويلات كثيرة اصابت شعبنا الاشوري، واليوم يتم تجاهله وتجاهل ما تعرض له بحجة قلة عدده، اليوم الذاكرة العراقية خالية من ذكر هذه المذبحة البشعة والتي كانت فاتحة اعمال الجيش العراقي، وتلتها قمع العشائر واول انقلاب عسكري، وحركة بارازان و14 تموز وقمع الكورد وتدمير القرى  والانقلاب الاسود في 8 شباط وعودة البعث وكل حروبه ومجازره في حلبجة واعادة تدمير القرى مرة اخرى وانفاله ومقابره الجماعية وحروبه مع ايران والكويت، كلها حدثت لان الجميع صمت عن ما حدث في سميل، فصار الجيش اداة قمع لكل، وادار سلاحه على الجميع لان الجمع ترك الاشوريين لمصيرهم ولم يخرج لهم من حليف رغم انهم كانوا طلاب حق وعدل.
الذاكرة العراقية المثقوبة، مع الاسف تنخر منا ما لا يراد سمعه واعلامه، وكان مقتل الاخرين عار ومقتل وذبح الاشوريين امر مسموح به او مرغوب، ويجب السكوت عنه، ان لم تتعلم الاجيال القادمة ما حدث في سميل فلن يمكنها ان تتعلم كيف تتسامح كيف تقول الحقيقة لانها كذالك، كيف تبني الوطن على اساس المواطنة الحقة.
 ان محاولة تجاهل المذبحة البشعة التي خطط لها وزراء في الحكومة العراقية وبقيادة رئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني، وارسال برقيات اعلان الجهاد ضد الاثوريين، يعني اننا مستعدون كعراقيين لاقتراف ما حدث مرة اخرى لا بل مرات اخرى.
ان اولى اسس بناء الاوطان على اسس من العدالة والمساواة والشراكة الحقيقية هو التسامح الذي لن يأتي الا بعد ان يتم قول الحقيقة العارية كاملة، انه من المؤسف له ان يتم تجاهل ماسئ التي حدثت على الاشوريين من قبل الحكومات المتعاقبة والحكومة التي اتت بعد 9 نيسان في ديباجة الدستور، وكان الاشوريين ومعاناتهم امر اخراو كان معاناتهم لا تستحق الذكرلانهم صنف اخر من البشر ومن هنا تولد اللا مساواة، ومن هنا يبتدئ التدمير في الوطن والمجتمع.


betkanno@web.de

388
لصوص، قتلة، مرتشين وعملاء... ويقولون حزب!


الحزب بتعريف مبسط هو مجموعة من الناس عاهدت واتفقت اتفاقا حرا على تحقيق برنامج معين لتغيير واقع معين وبطريقة قانونية تتماشي مع القانون السائد. لان اي تغيير لكي ياخذ مداه ومشروعيته فيجب ان ينطلق من الواقع وبادواته لتغيير هذا الواقع والحزب كاحد مؤسسات المجتمع يعمل على تقوية وتحصين مفاهيم الحرية لدى الفرد والارتابط بالقانون والسير على ما يقره، ويشجع الافراد لابراز قدراتهم الابداعية في مجالات البناء والتطوير كافة.
كنت جنديا في منطقة الى شمال من جومان ابان الحرب العراقية الايرانية واثناء ما سمي بهجوم كردمند، كانت المدفعية الايرانية تمطرنا ليلا ونهارا، وكنا نخاف حقا من الهاونات الصماء والتي لم نكن نسمع صوتا لها الا بعد فوات الاوان. وفي يوم من ايام شتاء عام 1984 اتخذنا موقعا لنا خلف الجبل من الجانب المضاد للجانب الايراني اي اختبانا من المدفعية وكنا مجموعة من الجنود ونواب الضباط، سألني مسؤول الفوج الحزبي سؤال مباشر وقال لماذا لا تنتمي الى حزب البعث، طبعا كان الوضع مرهقا ونحن مختبئين من المدفعية وهذا كان حالنا ليلا ونهارا ولم نكن نرى عوائلنا واصدقاءنا الا كل اربعين يوما، اما الغسل فقد كان امر مترفا ومن يقوم بغسل نفسه عليه ان يفعل بالماء البارد او يحمي بعض الماء ليلا في الموضع وعلى الجولة (الجولة هي شبه مدفاءة صغيرة كانت تستعمل في المواضع العسكرية) ،لم اتمكن من كظم غضبي فقلت له وبصوت عال وبان فيه الغضب وهل هذه المدافع تميز بينك البعثي وبيني، فزمجر المسؤول وغضب ولكني لم ابه له حقا لانه ما كان بقادر ان يفعل اسواء باعتقادي من اللحظة التي كنت فيها، وفجاءة ربت نائب ضابط اخر على كتفي وقال خوش جواب جاوبته، بعد فترة تم نقل المسؤول الحزبي وبدل بغيره وتم وضع الذي ربت على كتفي مسؤولا حزبيا للفوج بدلا عنه، وبالطبع لم يقدم المسؤول السباق اي شئ ضدي حقا وهذا واضح من بقائي وكتابتي لكم، وكان يشاركني  في الموضع الذي انام فيه شابان من ابناء شعبنا ومن قرية بيناثا يذهبون الى الاجتماعات الحزبية وفي يوم سألت احدهم ماذا تفعلون في هذه الاجتماعات، فقال وماذا نفعل باعتقادك، نجمع المائة فلس، ونتكلم عن النساء وعن ما يجري في الملاهي الليلية وما نقوم به من مغامرات اثناء الاجازات، هذا كان حزب البعث المفروض عنوة على  الجميع وهذه كانت بعض ممارساته، وقد لا تكون هذه الممارسات ضارة بحد ذاتها لانه تلهو الشباب بامور هي من اهتماماتهم نتيجبة لرغبات جسدهم العمرية، ولكن الخطر هو محاولة الفرض، التي تعلم الانسان على المذلة والخنوع والتكاذب والنفاق المفضوح ولكن الواجب الممارسة كل يوم.
لحزب البعث برامج ونظام داخلي وشعارات واهداف، وهذه من حق كل حزب ومن حق كل انسان، ولكن هذا الحزب استولى على السلطة بانقلاب عسكري، انه سرق السلطة من لصوص سابقين عليه سرقوها من شرعية هشة مثلتها الفترة الملكية، والكل كان يسرق ويدعي تحقيق الاهداف والطموحات ولكنه كان يريد السلطة والسلطة فقط، وما ادراك ما السلطة، فالسلطة تحول الفراش الى مسؤوول كبير ينادي بالاستاذ او سيدي ، السلطة تحول نائب عريف فاشل الى وزير دفاع ناجح وان كان قد خسر حروب ودمر الوطن، السلطة تعني ان يأتي الجميع اليك لقضاء حاجاتهم خارج اطار القانون بكلمة او بمكالمة صغيرة، وان تتلقي التكريمات والمدائح وانت تدرك ان الناس كاذبة وتكرهك ولكنهم ينافقون، وهكذا تعلم السلطة ان ينظر من سرق السطة الى الشعب وكانهم مجموعة من المنافقين الكذبة ولا يفيد معهم الا الكرباج (القمجي)، ولذا فالكثيرين ومن اجل السلطة ينظمون الى حزب السلطة املا في ركوبها يوما او التمتع باحدى مزاياها.
اليوم في بلدنا عمليات قتل مجانية قتل للقتل، ولدينا سلطة منتخبة باسلوب شرعي وحتى ان لم يكن احد راضي عنها فباستطاعته ان يلعنها صباح مساء وان ينتقدها وان يدعي انه يريد ان يكون بديلا عنها، وهذا كله ليس منية من السلطة القائمة، انه حق، ولكن من حق الحكومة القائمة في السلطة ان تعقد اتفاقات ومعاهدات مع اي طرف تراى انه يخدم مصالح الوطن بنظرها، ومن حق المعارضة ان تنتقد وان تجمع القوى لافشال الاتفاق، ولكن كل هذا يحدث باسلوب سلمي مرن وسلسل،وليس بقتل المواطنين، ولن نقول الابرياء لان الذين يقتلونهم  كلهم ابرياء لتروني واحد مممن قتلته هذه المسماة بالمقاومة كان مذنبا، او محكوما بجرم.
اليوم يقال المقاومة، مقاومة من؟، ان القوات المتواجدة في العراق هي برضى حكومته الشرعية، والا اذا كان كل من لا يرضيه شيئا يرفع البندقية والهاون والرشاش، لما حدث تطور وتقدم، وخصوصا ان الحكومة ونظامها يسمحان باقامة معارضة قوية ولكن سلمية، معارضة تبني اوطانا لمواطنيين متساويين في الحقوق والواجبات، وليس لمواطنين واحد منهم سيد والاخر ذليل مستبعد عليه ان يكذب في اليوم الف مرة لكي يحفظ راسه سليما فوق كتفيه. نعم ان نظام البعث كان نظاما لصا سرق السلطة وسرق ثروة البلاد وصرفها في مباهج و مؤامرات وحروب كثيرة راح ضحيتها مئات الالاف من البشر وخصوصا من الشبيبة، ناهيك ممن راح ضحية النظام في السجون وعمليات القتل المدبرة والذين قتلوا في المقابر الجماعية، من ابناء الجنوب وابناء كردستان العراق في عمليات الانفال المعروفة، نعم سرقوا رحيق الشباب وطاقتهم وحولوها الى طاقة لتدمير الجار والدار، نعم انهم كانوا لصوص النهار ممن لا يطالهم القانون لانهم كانوا القانون.
قتلة كانوا اعضاء حزب البعث او الغالبية منهم، واصحاب المفخخات والتفحيرات ليس معقولا انهم كلهم اتوا من الخارج، لو كانوا مواطنين صالحين حقا لطالبوا بتصحيح الامور التي يروها خاطئة، ولما كان اول ما فعلوه هو تدمير كل ما كان ذو فائدة للشعب، ولما حاولوا بكل السبل اشعال فتيل الحرب الاهلية، انهم ممن اشركهم صدام في جرائمه، وومن يخافون من مواجهة الناس والعالم وليس لديهم خيارات مفتوحة بل خيارين يا قاتل يا مقتول، اذا انهم مجموعة عصابة قللت خياراتها بيدها، لانها استمرت على الخروج على القانون وارادت فرض قانونها والعودة بالبلد الى ايام كتانت تسرح وتمرح فيه كيفما شات.
انهم مرتشين لانهم كانوا يقضون حاجات الناس بالرشاوي المختلفة، واولها جعل الناس تتذلل لهم ليل نهار وتقبل باهانة الكرامات لاجل لقمة العيش ولاجل صون الاطفال من مذلة السؤال، انهم قبلوا رشوة وعلموا الناس كيف يرتشون، فكل شئ كان بثمن وبمنية من صاحب السلطة، وهو يقول ان ثروة العراق هي ملك الشعب كما كانت قصوره.
عملاء كانوا اعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي، لرأس النظام، عملاء وجواسيس على الشعب لا بل على افراد عوائلهم، ولم يكن همهم معرفة من يعمل للاجنبي او من يريد الاساءة الى الوطن، بل كل همهم كان معرفة من لا يؤيد النظام، اولا يستريح له، انهم عملاء لديمومة حالة مرفوضة من الشعب، واي بادرة للشعور بالتذمر لدى الشعب لم يكن اعضاء الحزب الحاكم يقومون باصلاح المتذمر منه بل تقديم تقرير شكوى ضد المواطن المتذمر، ويالسؤ حظه من اوقع نفسه في مثل هذا الموقف، انهم هؤلاء من يقومون بالتفخيخ والتفجير والقتل المجاني.
 نحن ندرك ان غالبيةالبعثيين كانت اناس عادية انتمت رغبة منها في الحفاظ على عملها ولكي تحمي عوائلها من مغبة السؤال ومد يد الحاجة، لان الكثير من الوظائف كانت مغلقة، ولكن ان يكون الذين يقتلون ويذبحون بهذه القدرة الكبيرة من سرعة امتلاك المعلومات والاسلحة ونقول انهم من الاعراب فقط فالمسألة فيهاالكثير من محاولة الضحك على الذقون، ان صدام الذي امن دوما على ان من بعده يجب ان يحل الدمار ان اخذت منه السلطة بالقوة، قد هياء لما يريده اشخاص مخصبة اياديهم بالدماء، اناس شاركوا في جرائم لا يمكن نسيانها او التغاضي عنها، اناس شاركو في القتل الجماعي والتعذيب، وليس لديهم بدائل للخروج سالمين، وقد هياء صدام لهم الاسلحة والمعلومات المسبقة عن كل حي ومنطقة ومحلة، ومن يسكنها ومن هو مع او ضد الحكم او احتمال ان له تعاطف مع معارضي الحكم، هذه المعلومات كانت تؤخذ وتحلل بين الفترة والاخرى من الناس، كانت استمارة المعلومات توزع على الناس بين الحين والاخر، انها كانت لمعرفة اتجاهات الناس وميولهم، وقد حللت المعلومات واليوم تستعمل، تستعمل لاشعال فتيل الحرب الاهلية، ويتم استهداف المسيحيين والصابئة المندائيين والازيدية لكي تثار استهاجان اكبر وخصوصا ان هذه الاطراف لا تمتلك مليشيات خاصة بها، ولكي يقال ان نظام صدام كان افضل، انها محاولة للعودة الى السلطة او للمشاركة فيها بكل السبل لفك حبل المشنقة عن الاعناق، ولكي يكون لهم نصيبا وافرا من الثروة الوطنية مرة اخرى، ولكن هذه المرة بموافقة الشعب والعالم، هذا العالم الذي لا يمتلك صبرا. نعم العالم لا يمتلك صبرا عندما يزعجه طنين الذباب هذا، ونحن نخاف من النهاية المحتومة وهم يسيرون في مخططهم الرامي للعودة الى السلطة على جماجمنا.
لو كان البعث حزبا حقا لغير الكثير من مفاهيمه ولانتقد التجربة الماضية ولطالب الشعب ان يسامحه، ولكن هذا الحزب كان دوما شخصا يسير رعاء خلف شعارات فارعة سواء في ايام الركابي او البكر او صدام حسين، ان الحزب برنامج سياسي اقتصادي واجتماعي، وهو يعمل بكل السبل لتطوير الحريات الفردية وتطوير الاقتصاد وبناء بنية تحتية قوية، ولكن حزب البعث عمل عكس كل هذا، فالحريات تقلصت رويدا رويدا، والاقتصادر ورغم الموارد الهائلة من اموال النفط فالعراق دخل مغامرات عسكرية فاشلة لا معنى لها على قول المرحوم ليونيد برجينيف ، اما ما كان موجودا من البنية التحتية فقد تأكلت بفعل الزمن ودمرت بفعل الحروب ودكت بفعل قنابل النظام نفسه، والا  تعتبر اكثر من اربعة الاف قرية بنية تحتية لما يزيد على اربعة ملايين نسمة.
اذا المقاوة المدعية هي لتحقيق اجندة سياسية محددة وكذب ما يقال عن اخراج الاحتلال، لانه اساسا موجود بفعل رضا الحكومة العراقية، والنظام عندما سقط، كان ذلك يحظى بتأييد الغالبية العراقية، ولكن المخطط وضع لان النظام كان يدرك انه سيسقط وليس هناك من سيدافع عنه، ولذا فقد تم شحن النفوس منذ امد بالصراع الطائفي، وهكذا فمع دخول القوات الدولية العراق رأينا الناس تذهب وتسرق بكل جراءة وكطانها تدرك انه ليس هناك من يحاسب، ومن هنا بداء الابواق المهيئة نغمتها ان نظام صدام كان على الاقل حافظا لامن البلاد.
اليوم صار مطلوبا وضع الامور في نصابها، فان اراد حزب البعث الخروج من فاشيته وعنصريته وان يتحول الى حزب عادي يتنصل وينتقد كل تجاربه الماضية، فنحن نعتقد تان من حقه العودة الى ممارسة نشاطه كحزب يحمل مبادئ معينة ويبشر بها بواسطة الاعلام وان يتنافس على الاستحواذ على مقاعد البرلمان، ولكن يجب ان يدرك من صنع المفخخات وفجر السيارات وقتل الابرياء وكل من اواهم وساعدهم انهم يجب ان يخضعوا لمسألة القانون الفيصل بين الحق والباطل.

betkanno@web.de

389
دعوة للتظاهر في فيزبادن المانيا


تدعو اللجنة المشرفة لاقامة تظاهرة استنكارية لما يقترف ضد ابناء شعبنا المسيحي (الكلداني السرياني الاشوري)، كافة ابناء شعبنا القاطنين في ولاية هيسن ورايلندفالس الى التجمع في مدينة فيزبادن، في ساحة Mauritinsplatz في شارع Kirchgasse الساعة الثانية عشر ظهرا بتوقيت المانيا وحتى الساعة الثالثة عصرا من يوم السبت القادم 28 تموز 2007.
ان مشاركتكم في هذه التظاهرة ما هي الا دليل وقوفكم جنب اخوتكم الذين يعانون من بطش المنظمات الارهابية الظلامية، وهذا اقل ما يمكنكم عمله بشأنهم وبشان استمرارية بقاء الوجود المسيحي في العراق ارض النهرين.
الدعوة هي لكل ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وكل اصدقائه ومن مساندي حق الانسان في الحرية والعيش الكريم وحق الامم في التمتع بمميزاتها وثقافتها القومية.
اللجنة التحضيرية
مؤلفة من ممثلي
1-الكنيسة الشرقية القديمة
2- الكنيسة الارثوذكسية _كنيسة مار كبريئيل في فيزبادن
3- حزب تحرير اشور- كيفو
4- الحركة الديمقراطية الاشورية – زوعا
5- المنظمة الاثورية الديمقراطية – ادو
6- الحزب الوطني الاشوري – اترنايي
7- حزب شورايا
8- نادي بيت نهرين الاشوري فيزبادن
9- نادي اتور للشبيبة الاشورية
10- اتحاد الاندية الاشورية في المانيا ZAVD

390
لا ... احزابنا ليست مسؤولة عن كل شئ



راج ويروج مؤخرا، سوء في الاعلام المكتوب او المسموع او في الندوات الخاصة مقولة ان احزابنا السياسية هي المسؤولة عن الواقع الراهن لشعبنا الاشوري، ففي الوقت الذي لا يمكن تبرئة الاحزاب السياسية عن بعض الاخطاء المقترفة او لترويج اعلام كاذب وغير حقيقي، وفي الوقت الذي يمكن ان يتم الصاق كل السيئات باحزابنا السياسية، مقارنة باحزابنا الوطنية العراقية الاخرى، وفي الوقت الذي تعبر فيه هذه الاقوال عن حالة اليأس والقنوط ورمي الجميع بكل التهم الجاهزة، فاننا هنا لا نود ان نجرد من يردد هذه الاقوال من الرغبة العارمة في تقدم وتطور شعبنا، بل بالعكس قد يكون الدافع هو هذا اللهيب المشتعل في الصدور لتحقيق ما لم تتمكن الاطراف الاخرى من تحقيقه، ولكن مهلا ليس بهذا الاسلوب تساق الامور وتساس ايها السادة!
لا يخفى للقراء الكرام انني من الناقدي المستمرين للحركة الديمقراطية الاشورية، وخطابها ومواقفها السياسية الخاطئة، ولكنني لم احملها مسؤولية ما وصل اليه شعبنا من الحال، فهذا الامر اكبر من طاقة تنظيم سياسي واحد، وهذا احد الامور الذي لم يتفهمها اعضاء قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية وكذلك المرددين الجدد لمقولة تحميل الاحزاب الاشورية مسؤولية واقعنا القومي البائس.
سقطت نينوى عام 612 ق م وسقطت بابل عام 539 ق م وسقطت اورهي في القرن الثالث للميلاد، وكما يقول المؤرخ الاشوري الاستاذ هرمز ابونا سقطت ولاية حكاري الاشورية الشبه المستقلة في منتصف القرن التاسع عشر، ولم يعد لنا اي سلطة سياسية حقيقية منذ سقوط بابل وسلطة سياسية محلية منذ سقوط حكاري، ومنذ ذك الحين ولحين انبثاق اول تنظيم سياسي اشوري مستمر (المنظمة الاثورية الديمقراطية) في 15 تموز 1957 كان واقع شعبنا يمر بماسئ متتالية، فالمذابح لم تتوقف ضد شعبنا والتنكيل لم يكن بعيدا عن السياسة اليومية المستمرة بحق هذا الشعب الذي اعطى للحضارة اولى لبناتها.
ففي اوائل اعتناق شعبنا للمسيحية تعرض للماذبح المعروفة بالمذابح الاربعينية والتي استمرت اربعين سنة من عمرشاهبور الثاني، وفي منتصف القرن الخامس تعرض شعبنا للانقسام الديني الاول حيث صار بعضه يتبع كنيسة المشرق والتي كان مقرها في كنيسة كوخي في المدائن، والقسم الاخر تبع كنيسة انطاكيا، ولما ااحتل المسلمين اراضي شعبنا كان التنكيل والجزية وفرض الاسلام بالقوة رغم ان نهضة الاسلام كانت على ايادي ابناء شعبنا، وفي المرحلة المغولية قام تيمور لنك بمذابح فضيعة اخلت مساحات واسعة من المسيحيين التابعين لكنيسة المشرق ومن ابناء شعبنا وخصوصا في المناطق الواقعة بين بغداد والموصل بضمنها كركوك التي يقال ان تم اقامة تلال من الجماجم البشرية فيها، وليس بخاف عليكم ما عاناه شعبنا ما بعد القرن السادس عشر وخصوصا انشقاق كنيسة المشرق والتحاق قسم منها بكنيسة روما ، وفي القرن التاسع عشر تعرض شعبنا الى مذابح كثيرة وكبيرة شملت اغلب مناطق تواجده من سهل نينوى الى  مناطق حكار وطور عابدين وفي بداية القرن العشرين وبين اعوام 1914 و1917 فقد شعبنا اكثر من نصف مليون شخص في المذابح التي شملت كل مناطق تواجده وخصوصا الواقعة في تركيا الحالية ولم تشمل ابناء طائفة واحدا كما يشاع بل شملت كل طوائف شعبنا لابل ان المابح ابتدات بابناء الطائفة الكلدانية ومن ثم الارثوذكسية وبعد ذلك شملت ابناء كنيسة المشرق ، وفي عام 1933 تعرض شعبنا لمذبحة سميل المعروفة وفي عام 1961 تعرض شعبنا لعملية تهجير قسري من قبل اعوان الحكومة العراقية حينذك. وفي عام 1964 انقسمت كنيسة المشرق مرة اخرى وعلى اساس التقويم هذه المرة.
لقد كان واقع شعبنا مأساويا ولم يكن له اي امل في المستقبل، ففي بداية السبعينيات كانت الهجرة الواسعة والمدعومة بتسهيلات ادارية من الحكومة العراقية.
نتيجة معايشة شعبنا لاوضاع المنطقة والتفاعل مع الجيران كان شعبنا مقسما بين عشائر مختلفة وبين ابناء السهل ممن كان انتماءهم الى القرى اكثر من العشيرة والواقعين تحت حكم وسلطة العشائر العربية والكوردية.
كل ما سقته اعلاه كان ضمن واقع عايشه شعبنا وعانى منه وهذا والاحزاب لم تكن قد انبثقت واول حزب اشوري في العراق تاسس كان حزب خيت خيت الب ولم يستمر وتلاه تنظمات غير معروفة وفي بداءة السبعينيات تاسس تنظم سياسي انحل بعد فترة قصيرة جراء القاء القبض على افراده وتلاه حزب الاخاء الاثوري الذي انحل في عام 1976 وتلاه الحزب الوطني الاشوري عام 1973، وتلته احزاب منها الحركة الديمقراطية الاشورية والتجمع الديمقارطي الاشوري انحل عام 1987 والاتحاد الديمقراطي الاشوري لم يستمر طويلا، وجاء حزب بيت نهرين الديمقراطي واتحاد بيت نهرين الوطني  وحزب اتحاد الديمقراطي الكلداني و المجلس القومي الكلداني وتجمع السريان المستقل والمنبر الديمقراطي الكلداني واخيرا المؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الاشوري المدعوم من الاستاذ سركيس اغاحان، اعضاء وكوادر وقيادات هذه الاحزاب هي من ابناء شعبنا عاشوا معاناته وكل تناقضاته، لم تأتي هذه القيادات من كوكب اخر، انهم يحملون كل ما يحمله الفرد العادي من امال واهباطات، ولكنهم بالتأكيد لم يكونوا سبب كل ما سردته عليكم من مأسي ومصاعب وانقسامات، لقد كان فكرة الحزبية هي احد الافكار المقترحة لانتشال الامة والشعب من الواقع المزري، وهذا كان تأكيدا على الرغبة لعبور المرحلة العشائرية والفردية والعمل في رحاب الامة الواحدة بكل افرادها، الا ان المشكلة ان الاحزاب لم تتمكن من الارتقاء الى مستوى المسؤولية ولم تتراكم لديها خبرات عميقة وكبيرة، لا بل ان الواقع القومي الغير المستقر وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي المستمر لحالة شعبنا والتي كانت نتيجة لعدم استقرار الاوضاع العامة للوطن او لابناء الشعوب المجاورة ولم تكن نتيجة لعمل احزابنا السياسية.
اذا تحميل احزابنا السياسية واقع امتنا المزري، هو محاولة لتسويق الذات بغير وجه حق، لا بل ان هذه المحاولة لا ترمي الى تصحيح الاوضاع  بشكل طبيعي وسلسل، وانها يمكن ان تدخل في باب تجهيل الامة والشعب وتكرار التجارب  الفاشلة التي قامت بها الحركة الديمقراطية الاشورية حين حاولت حصر قرار الامة بيدها وعملت بكل السبل الغير المشروعة  لتهميش الاخرين، فكانت النتيجة المزيد من الاحزاب والمزيد من الانقسامات.
على من يتصدي للعمل القومي ان يكون على الاقل بمستوى الوعي السياسي لكي يتمكن من قراءة الواقع السياسي لشعبنا والتاريخ الذي مر به، لكي يتمكن من اعطاء الحلول السليمة او على الاقل عدم التحلبق في المجهول وطرح امور يمكن لاي مبتدئ سياسي ان ينقاضه فيها.
لقد كان الحزب الوطني الاشوري بمستوى المسؤولية القومية، في اغلب مواقفه ففي بداية التسعينيات مد يد الاخوة والمساندة والنصح للحركة الديمقراطية الاشورية ولم يطرح نفسه منافسا لها الا بعد ان تم طعنه ليس مرة واحدة بل مرارا وعلى مدى سنوات عديدة، وهكذا كان حزبنا مع كل تنظيماتنا السياسية ناصحا داعما، رغم ان الكثيرين منهم اعتبر نفسه استاذا سياسيا عليه ورغما ان الكثيرين منهم اعتبرو الحزب متقاعسا او لا يماشي الزمن بمعنى حزبا متخلفا، ومن هنا اي من موقع المسؤولية القومية وقف الحزب الوطني الاشوري واحزاب لجنة التنسيق بين احزاب ومؤسسات شعبنا موقفا داعما للمشاريع العظيمة القائمة والتي ينجزها الاستاذ سركيس اغاجان، معتبرينها انجازا قوميا لانها تحقق بعض اهداف شعبنا القومية.
بالطبع ان اغلب هذه الاحزاب وباستثناء الحركة الديمقراطية الاشورية لم يتلقوا دعما ماليا كبيرا من ابناء ومؤسسات شعبنا، فالحركة وبفعل اسبقيتها وبفعل انها تسلك كل السبل لتحقيق ماربها فقد طرحت نفسها الممول المالي للتعليم السرياني ولبناء القرى والكنائس ودعم الفقراء والمعوزين وتاجرت بهذه الامور وبانجازات سياسية كانت من طبيعة ومتطلبات المرحلة السياسية الجديدة والتي اتت بعد انسحاب القوات العراقية من معظم اقليم كردستان العراق وتأسيس سلطة سياسية وادارية جديدة مدعومة من قبل المجتمع الدولي.
اما بقية منظماتنا السياسية فلم تتلقى الا بعض التبرعات من مؤيدوها واستمرت عليها، والحزب السياسي لكي يحقق انجازات عليه ان يتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة ومورد مالي كبير، وهذين الامرين ذهبا الى طرف تمكن من ان يبيع الوهم للحماهير، وواقع العراق منذ سنوات التسعين من القرن الماضي ولحد اليوم يتطلب اموالا كثيرة لاقامة مؤسسات سياسية واعلامية ومساعدة الاعضاء، لان العمل الحزبي لمد يعد عملا تطوعيا كما يجب ان يكون فالمال بات يلعب فيه لعبته والناس التي تمتلك العوائل ترى ان من حقها ان تأكل وان تشرب وان تلبس قبل ان تنشر المبادئ.
لقد كانت الاحزاب وستكون اداة لتنظيم الجماهير وتوعيتها سياسيا فبسبب الحكم الدكتاتوري المستمر في العراق وبسبب عدم الوعي والفصل بين مهام الاحزاب والدول يتم تحميل احزابنا السياسية امور لا قدرة لها على حلها الا بالتعاون مع الاحزاب الحليفة ومن خلال مشارع وقوانين واجراءات تتخذ في مؤسسات الاتحاديةل للدولة العراقية او مؤسسات حكومة اقليم كردستان، وبالطبع ان تحقيق متكلبات لشعبنا من خلال التحالفات السياسية يتطلب تنازلات سياسية لتحقيق التحالف لان اي تحالف يتحقق من خلال برامج جميع المتحالفين وليس برامج تنظيم واحد..
ان دور الاحزاب في كل مكان وزمان هو تجمع الجماهير حول برنامج سياسي معين ودعم فقرات هذا البرنامج او اجزاء منها، برنامجا لتسيير الدولة، وطبعا هذا الامر وبواقع شعبنا وقدراته امر مستحيل، فبرامج احزابنا السياسية تتمحور في المشاركة السياسية وضمان هذه المشاركة لكي يرعي شعبنا مصالحة ولكي لا يتم تجاوز هذه المصالح ضمن برامج الاخرين، لان الاخرين هم الذين سيتحكمون بالدولة بكل مفاصلها الاساسية وخصوصا التشريعية والتنفيذية وحتى القانونية جراء وزنهم الديموغرافي، ولا اعتقد انه يمكن تحميل احزابنا السياسية مسؤولية وزن شعبنا الديموغرافي ايضا.
احزابنا مطالبة بمراعاة الواقع والعمل من ضمنه لضمان تحقيق مشاركة شعبنا السياسية ولتحقيق بعض تطلعاته المشروعة مثل منطقة يمكنه منها ان يقوم بتشريع بعض القواينين التي تلائم خصوصيته القومية والاجتماعية وتلائم تطلعاته الاقتصادية. وهذه الاحزاب مطالبة بان ترفع من سقف مطالبنا السياسية ولكن من خلال رفع الوعي السياسي والقانوني الذان اثبت شعبنا انه مقصر كثيرا في الوعي بهما.
ان الاحزاب مقصرة لانها لم تتمكن من ان تجتمع في الحد ادنى لمتطلبات شعبنا اي نعم، ولكن هل نضع كل الاحزاب في السلة نفسها ام يجب ان بتم توضيح الامور وقول الحقائق، وليس مساواة الضحية بالجاني.
ان اخلاء الامة من السياسي هو كاخلاءها من المثقف والفنان فكلاهما يؤديان الى فقر في مجال من المجالات التي تحتاجها الامة، لا بل ان اخلاء الامة من السياسي وهنا نقصد السياسين بشكل عام، سيؤدي الى افقار الامة من كل شئ وفي كل مجال، فالسياسي هو الذي يهئ المطالب والاجندة ويطرحها بشكل قانوني ويوفر لها اسباب التحقيق، ان وجود سياسي واحد في الامة هو قتل لها، فحال العراق اليوم وما نراه ونسمعه ونتلمسه هو حراء تحكم سياسي واحد بكل مقاليد الامور وخوف الاخرين منه وعلى مصالحهم جعله لا يدرك الحقائق، لكن وجود سياسين مختلفين سيوفر مشاهد وطروحات متعددة لمشكلة واحدة وسيرفع من وعي الناس بحقوقها هذه الحقوق الطبيعية التي اتت من الولادة للانسان.
ان محاولة البعض جلد الاحزاب السياسية هو اجرام بحق شعبنا وبحق قواه السياسية التي قالت الحق والحقيقة ولكن لم يسمع لها لان الناس كانت مشغولة بالتطبيل والتزمير للقائد الاوحد والوحيد والكل بات يريد اليوم تقليد ذلك الامر الفاشل، اننا بحاجة لتطوير الامور وتوضيحها وكسب الدعم لها وهذا لن يكون بهدم الاحزاب بقدر ما يكون بالانفتاح الاحزاب وكل العاملين في المجال السياسي بعضهم على بعض والتزود من الخبرات المتراكمة لدى الجميع ليستفاد الشعب وتتعزز حقوقه، ان نقد السياسي امر مطلوب ولكن هدم السياسين والاحزاب جريمة بحق الشعب ان كنا نحبه ونود له التقدم والتطور.



betkanno@web.de

391
ميلاد ومحاولة نشر جرثومة انفلوونزة الطيور!


في يوم 14 تموز يحتفل اعضاء الحزب الوطني الاشوري بالذكرى الرابعة والثلاثون لتأسيس حزبهم، حيث تأسس في ذلك اليوم من عام 1973. وشخصيا اعتبر من الرعيل الاول من اعضاء الحزب حيث انتميت اليه بعد اقل من شهر من تأسيسه وكان ذلك في 11 اب 1973.

الحزب مجموعة من الافراد يؤمنون بهدف واحد، ويعملون بشكل جماعي لتحقيق هذا الهدف، والحزب عند التأسيس ليس هو الحزب بعده، فالحزب عند التأسيس له الهدف، ولكنه بعد التأسيس يبحث عن الوسائل، وطرق العمل والموارد والافكار التي تساند هدفه، والحزب بعد سنوات ليس هو الحزب يوم التأسيس،والحزب الذي يبقى نفسه كما كان يوم التاسيس، يعني انه لم يدخل معترك الحياة ولم يقم بنشاط ولم يتزود بالخبرات ولم يطرح اسئلة مشروعة عن الهدف والطريق ويخضعهما للنقد والمحاسبة.
لكل انسان امال وطموحات، والشباب تدفعهم الامال والطموحات والقيم العليا نحو العمل، وانا شخصيا اتذكر حينها ان اقصى طموحاتي كشخص كانت ان اعود الى قريتي وان اجلس على طارمة بيتنا المقابلة للعمادية وان اكتب، لقد كنت اكتب حينذاك بعض المحاضرات والتي كنت القيها في لجنة الشباب الاثوري في كنيسة مار عوديشو ولذا كنت اعتقد نفسي كاتبا متمرسا وكبيراوخصوصا انني كنت قد ابتدأت بكتابة الشعر ولي اشعار شاركت اخوتي في القاءها في مهرجات الشعر التي كنا نقيمها في نادي التأخي والجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية ولجان الشبيبة، وكما ترون دارت بي الدوائر وها انا احاول الكتابة ولكن من غرفة وامام شاشة الحاسوب ولا زلت اتعلم الكتابة وقد قطعتني تجاربي السياسية والمصاعب الحياتية التي مررت بها عن الشعر.
الحزب الوطني الاشوري، ابتدا بداية جيدة، لانها كانت بداية محمية بوجود المرحوم مالك ياقو مالك اسماعيل، ولكن فشل المفاوضات مع الحكومة العراقية ووفاة مالك ياقو اضطرت الحزب لكي يتحول الى الصرامة في السرية، وخصوصا ان قائده في السنة الاولى قد بداء يتحول عن مبادئ تشكيل الحزب وصار يقدم اقتراحات متتالية ومتناقضة عن المستقبل، فتارة تحويل الحزب الى تنظيم شبابي واخرى الى التحول الى نادي ثقافي اجتماعي خاص، ولذا فارتت الحلقة الاقرب اليه انهاء الامر والاعلان عن حل الحزب في اب 1974 وفي الوقت عينه اعادة بناء الحزب بمن فيهم الثقة الكاملة من الناحية الامنية، وخصوصا من ناحية الارتباطات بالبعث او الاتحاد الوطني لطلبة العراق.
في هذه المرحلة اي بداية السبعينيات وخصوصا 1973 و1975 لم يكن هناك تبلور او تقوقعا في الحزبية، فالحزب وبرغم من تأسيسه عام 1974 الا انه واعضاءه بقوا منفتحين على المجموعات القومية الاخرى، فبرغم من ان الشهيد يوسف توما هرمز كان من حزب اخر (الاخاء الاثوري) الا انه تم دعوته لالقاء محاضرة في لجنة السباب الاثوري في كنيسة مار عوديشو واعتقد ان السيد يونادم كنا  كان معه، وكذلك كنا نعتبر ان محموعة الاخوة خوشابا سولاقا وابرم شبيرا وبين ونوئيل داود توما وشليمون بت شموئيل في النادي الثقافي هي اقرب مجموعة الينا وقد دعينا كل من الاخوة خوشابا سولاقا وشليمون بيت شموئيل ونوئيل داود توما لالقاء محاضرات في لجنة الشباب والتي كان يسيرها على الاغلب اعضاء الحزب الوطني الاشوري وخصوصا لجنتها الثقافية الفرعية والتي كنت اسيرها في السنتين الاوليتين لتاسيس لجنة الشباب.
وعند دخولنا الى النادي الثقافي الاثوري المركز العام، وذلك لاننا كنا ندرك ان ايماننا القومي يجب ان يصقل بالعمل المهني وبالاختلاط في الاجواء الثقافية، وعلى هذا الاساس كنا نعتبر انفسنا في جو النادي انه الجوي الطبيعي لنا، وخصوصا ان غالبية اعضاء الحزب من الشبيبة كان لها تطلع ثقافي وفي مجالات متعددة، منها الشعر والمقالة السياسية والمقالة الثقافية او التاريخية، واذكر انني نشرت اول مقالة لي في مجلة المثقف الاثوري عام 1977 وكنت قد سبقتها بمحاضرات ثقافية في لجنة الشباب.
توسع اعمال الحزب بين لجان الشبيبة الكنسية واللجان الطلابية والنادي الثقافي الاثوري، جعله يكون رقما صعبا ومؤثرا، ولكن الحزب ظل على الاكثر يقدم خدماته ويعمل دن ان يخرج الى المقدمة، في النادي الثقافي الاثوري بالاخص الا بعد عام 1977 وبعكس ذلك كانت قيادة اللجان الطلابية بغالبيتها بيد اعضاؤ الحزب او المتعاطفين معه، وللذكرى هنا نذكر الكليات التالية والتي كان يقود لجانها الطلابية اعضاء حزبيين او متعاطفين مع الحزب،وهي جامعة بغداد ( كلية الهندسة، كلية الطب، كية التمريض، كلية القانون والسياسة، كلية الصيدلة، كلية الادارة والاقتصاد، كلية التربية) جامعة التكنولوجيا، جامعة المستنصرية ما عدا كلية واحدة فيها، مؤسسة المعاهد الفنية ( معهد التكنولجيا، معهد الادارة، معهد الزراعة، لحق به يعد حين المعهد الطبي) بهذا الزخم كان اعضاء الحزب يتحركون ويقررون ما يعتقدون صالحا لربط الطلاب بقضيتهم القومية، من خلال اقامة حفلات التعارف التي تحولت الى حفلات نهارية يغلب عليها الطابع الثقافي واجتمعات التعارف لكل كلية على حدى تتخللها انتخابات مسؤولي الكليات من ممثلي الطلاب الاشوريين والتي كانت تعقد في النادي الثقافي الاثوري.
على المستوى السياسي العملي كان الحزب قد خطى خطوات اساسية في العمل داخل شعبنا وفي مؤسسات متعددة، واقام علاقات من خلال اعضاءه مع اغلب النشطاء القوميين، الا ان قصر الفترة التي يمكن تسميتها بالديمقراطية الخجولة والتي امتدت من عام 1970 الى عام 1975 لم يترك للحزب من ان يقيم علاقات على مستوى الاحزاب الوطنية، عدى الحزب الشيوعي العراقي والذي كانت تحركاتنا واضحة لاعضاءه الا اننا لم نقم بمبادرة للتواصل معهم ولا هم بادروا الى ذلك، منذ عام 1975 بدات التغييرات تتجه الى فرض الحكم الفردي المباشر وعزل كل الاطراف الاخرى، وقد كان اول من تم ضربه الحزب الديمقراطي الكوردستاني والحركة الكوردية عام 1975، وتلتها ضرب الحزب السيوعي العراقي وبداء التضايق عليه منذ عام 1976 اما نصيبنا فقد بداء بمنع النشاطات الطلابية الاشورية وتحولت الى نشاطات سرية، وبعد ذلك تم التضييق على النادي الثقافي الاثوري، وفرض هيئة ادارية مؤقتة تمهيدا لتحويل النادي الى نادي عادي مكان للتجمع وللشرب وليس مكانا للتثقيف والتنوير، وفي الاخير تم حل لجان الشبيبة الاشورية في الكنائس، اتت هذه المراحل الثلاثة بعد ظهر النشاط السياسي وخصواصا في امرين مهمين للعراق وهما الاحصاء السكاني لعام 1977 ، ومسألة فرض تدريس تفسير القرأن على تلاميذ المدارس الابتدائية والمتوسطة، ان الدور الريادي لاعضاء الحزب واصدقاءه في هاتين المناسبتين ومن خلال المؤسسات التي كان يقودها، عمل على ان تقوم الحكومة بحلها.
الثمانينات ولمن لا يعرف الثمانينات من عمر حزبنا يدرك انها كانت من اصعب السنوات التي مر بها شعبنا حينذاك، ومرت بها حركتنا القومية الاشورية ففي الوقت الذي كان حمل القضية القومية ملقيا على كاحل الشبيبة وخصوصا المتخرجة حديثا من الجامعات والمعاهد العليا، جاءت الحرب العراقية الايرانية بما حملته في البداية من البذخ الكبير مما جعل من اي معارضة للنظام وكشف عوراته امر صعبا ويحمل الكثير من المخاطرعلى الصعيد الوطني وحتى القومي، ومن جانب اخر كانت الخيارات السياسية محدودة، ليس امامنا نحن الاشوريين فقط بل حتما العراقيين عموما فالخيار بين ظلاميين من طرفين مختلفين امر صعب فالحل الايراني لم يرق للكثيرين، وبالاخص انه لا يلائم تركيبة العراق الديموغرافية ولا يلائم الطبيعة الانسانية التواقة للحرية والتطور الاقتصادي. اما الواقع العراقي ونظامه فكان يوما بعد يوم تشتد غطرسته ويجعل السلطة في حلقة مغلقة لا يمكن الشك في ولاءها لانها تدرك انها لا تستحق ما وصلت اليه، وكل ما هي فيه هو بفضل النظام ورأسه المتحكم بكل شئ.
من جانبنا كحزب، تم سوق اغلب اعضاءنا الى الخدمة العسكرية، وانا شخصيا كانت المرة الرابعة التي اساق للخدمة في عام 1982، جيث انهيت خدمة الاحتياط الاولى 1 تموز عام 1980، وسقت مرة اخرة لمدة خمسة عشر يوما في نفس العام. وبات العسكري يأتي ولا يرى رفاقه وان رأى البعض فانه يكون قد تعب خلال كل هذه الفترة من الخدمة الشاقة والخطرة، فلا يكون مهيئا للنشاط السياسي والذي كان يعتمد في غالبته على النشاط الفكري، ومن يمكنه تهيئة مسلتزمات النشاط الفكري، فالغالبية في الجيش عدى العضوات الحزبيات.
من  ناحية اخرى تم طرخ قضية الالتحاق بالاحزاب المعادية للنظام، واعلان الكفاح المسلح، وكان خيارا في ظل اللاخيارات ولكن الحزب ارتأى بعد مناقشات مستفيضة ان لا يأخذ بها الخيار وخصوصا ان الاخوة المشاركين معنا في التفاوض من الاطراف الاخرى لم نراهم يرتقون الى مستوى المطروح وخصوصا توفير الضمانات الكافية لنجاح مثل هذا الطرح.
وبرغم من ان الحزب عاد وارسل الى المناطق المحررة عضوين قياديين في الحزب هما  الاخ اشور سمسون شينو وكاتب المقالة ، لكي يكون في الصورة وخصوصا بعد الانشقاق الاول في الحركة الديمقراطية الاشورية قبل كونفراس كوندي كوسا، ونشر بيانات لحزب بيت نهرين الديمقراطي وتأسيس التجمع الديمقراطي الاشوري والذي اوحي الينا من قبل بعض الذين كان لهم علاقة ببعض مؤسسيه انهم على اتصال وتناغم مع الاتحاد الاشوري العالمي.
مرت هذه المرحلة الي  نهاية الثمانينات بتعاظم دور النظام العراقي وخصوصا ان ايران خرجت من الحرب في ظل ضغط عراقي كبير، وخرج العراق مدمرا اقتصاديا ومحملا بديون ضخمة وبالة عسكرية هي اقرب منها الى الخردة مما هي الة عسكرية يمكن الاستفادة منها في تحويلها الى الخدمة المدنية، ولكن العراق خرج قويا سياسيا، على الاقل على مستوى دول الجوار، وكان انعقاد مؤتمر القمة العربي عام 1990 في بغداد اعترافا بدور العراق المتعاظم، ولكن الخطوة الرعناء والغير المنتظرة للنظام بغزوه للجارة الكويت، لم تكن ضربة قوية للنظام وقوته وهيبته، بل كانت ضربة قوية للعراق ولاقتصاده المنهوك اصلا ولموقعه الحضاتري والسياسي، فخرج العراق من مغامرته الكويتية مدمرا في كل مناحي الحياة وفوق ذلك معزولا دوليا. وبعد هزيمة النظام العراق اندلعت انتفاضة جماهيرية من جنوب العراق الى شماله وتم تحرير اربع عشر محافظة من اصل ثماني عشر، ولكن الانتفاضة سارت المسار الخاطي هو المسار الذي لا تزال بعض الاحزاب الاسلامية تريد السير فيه وهي تدرك انه مسار مرفوض من عراقيين ومن الجوار ومن دول العالم.
بعد الهجرة المليونية لابنا اقليم كردستان العراق، كوردا واشوريون وتركمانا، اقيمت منطقة امنة محمية بقوات دولية في شمال خط العرض 36، مما اتاح للجبهة الكردستانية لاقامة سلطتها الخاصة وانسحاب الحكومة العراقية وسحب موظفيها من المنطقة.
برزت الحركة الديمقراطية الاشورية وهي عضو في الجبهة الكوردستانية كتنظيم لشعبنا، وسارع الحزب الى دعمها بكل ما كان بمقدوره حينذاك، كما ارسل لقيادتها رسالة في ايار 1991 لم يحصل الحزب على جواب لها، ولكن الحزب والحركة دخلوا مفاوضات لتطوير العمل عقد اجتماع واحد او اثنان وتم ايقاف الاجتماعات بعد سفر اول وفد للحركة خارج الوطن وعودته، ومن هنا بداءت عملية محاربة اعضاء الحزب ونعتهم بابشع النعوت والصفات، ولم تبقي الاتهامات الموجهة للحزب واعضاءه داخل ابناء شعبنا او داخل الاشخاص المهتمين بل نشرت على نطاق واسع وتم تقديم اتهامات مماثلة للحزب واعضاءه الى الاحزاب العراقية نذكر منها الاحزاب الكوردية والمؤتمر الوطني العراقي وحركة الوفاق العراقي، وتم تزوير في رسائل حزبية وقعت في يدهم ونشرت للجماهير، وتم التخطيط لاغتيال احد اعضاء قيادة الحزب، وهنا قرر الحزب التحرك لان الخطوط الحمر كلها تم تجاوزها من قبل قيادة الحركة، فارسل رسالة سرية الى التنظمات الاشورية طالبا علمهم ونصح فيادة الحركة بعدم السير في هذا المسار وارسلت الرسالة الى الاتحاد الاشوري العالمي والمنظمة الاثورية الديمقراطية وحزب بيت نهرين الديمقراطي والحزب الاشوري الديمقراطي، ولم نخرج خلافنا وما كنا نعانية من اطار الشكوى لله واخوتنا التنظمات الاشورية الاخرى، وعندما رأينا كل الجحود وكل اللامبالاة بالدم الاشوري حينها خرجت صيحتنا المكبوتة رويدا رويدا، ورغم كل ذلك ورغم قيام الحزب باقامة تكتل ثقافي اطلق عليه اسم نخبة من المثقفين الاشوريين، اصدر عددا لا باس به من كراريس ثقافية باسم اوراق من الوطن، الا ان الحزب اعلن عن وجوده العلني في خريف عام 1997، ونيجة  للوشايات ايضا تم اغلاق مقر حوبنا لمدة ثلاثة ايام من قبل قوات الاسايش ولكن بعد افتضاح الاكاذيب تم السماح باعادة فتح المقر في دهوك كاول مقر للحزب الوطني الاشوري.
ورغم الاساءات ومحاولات الطعن من الخلف ومحاولة تشويه السمعة التي قادتها الحركة الديمقراطية الاشورية واعضاءها الا ان الحزب كان على المستوى القومي عاملا ومناضلا من اجل وحدة الصف وقدم تنازلات كبيرة لتحقيق هذا الامر، وعند عقد مؤتمر نيويورك للمعارضة العراقية عام 1999 كان للحزب حضورا فعالا رغم كل النضال الذي دخلته الحركة لاجل منع حضور الحزب وتمثيله بحيث اعتقد البعض ان الحركة تناضل لحجب ومنع الحزب اكثر مما تناضل لاحقاق حقوق الشعب الاشوري،، ويشرف الحزب انه طالب وضمن باقرار حق عودة كل المهاحرين الى بلدهم العراق بخض النظر عن الفترة او الزمن الذي هاجروا منه اي بعد تأسيس العراق عام 1921، فالحركة وبعض حلفاءها عملوا جادين على حصر التواجد الاشوري بها، وعقدوا مؤتمرا لهذا الخرض مستبعدين الحزب من حضوره، مما اضطر الحزب الى عقد مؤتمر اخر بمشاركة غالبية تنظيماتنا كان اكثر نجاحا واكثر قبولا، وفي  عام 2002 نشط الحزب في العمل من اجل وحدة القرار الاشوري قبل اسقاط النظام وقد وجه دعوة سرية او لم تكن علنية لعدم احراج اي طرف لعقد اجتماعات لتسنيق العمل وخصوصا ان الحزب اكد ان اسقاط النظام صار امرا محتوما، الا ان الدعوة قوبلت بالتجاهل، وعند تذكيرنا  السيد يونادم كنا قال لنا ما كنا نعرف ان الامور تسير بهذا الاتجاه وهذا بالضبط بعد شهرين من تاريخ ارسال المذكرة، ورغم كل شئ ورغم تحددينا المسبق لما ننتظر الخروج به من مؤتمرنا الاشوري في لندن والذي سيسبق مؤتمر المعارضة العراقية، الا ان الالاعيب ظلت لحرمان الجميع من التواجد في مؤتمر المعارضةو العراقية، فبعد ان كان من المؤمل ان يكون تمثيلا يقارب الستة بالمائة، تنازل البعض الى ثلاثة بالمائة لاجل حرمان الاخرين من التواجد (الاخرين من ابناء شعبهم)، وهكذا فقدنا ورقة تلو الورقة بهذه الممارسات الصبيانية، مع كل هذا اقراخيرا اعضاء الوفد الاشوري صيغة معينة مشروطة، الا ان البعض وبعد ان وصل لغايته ايضا لم ينسى الشروط بل نسى من اوصله الى المكانة التي كان فيها.
هذ نبذ صغيرة ومختصرة لما عايشته في الحزب، الذي لا ازال عضوا فيه، ومنذ عام 2003 انا عضو فرع اوربا ولم اعد عضو قيادة الحزب، وهناك اعضاء كانوا اعضاء القيادة واليوم لم يعودا كذالك ، وهناك اعضاء جدد اي انتماءاته في التسعينيات من القرن الماضي وهم اعضاء قيادة، والحزب لم يدمر ولم يتراجع بل لا يزال الى الامام رغم نقص الدعم ورغم ان مؤءسسات شعبنا قصرت الدعم لتنظم واحد بحجة دعم التدريس السرياني، ودعم عمليات البناء واقامة المشاريع لابناء شعبنا، هذه الامور التي ندرك ويدرك غالبية ابناء شعبنا انها بهيدة عن الحقيقة.
من الصعوبات والمعيقات الكبيرة التي واجهها الحزب ومن داخله كامثلة للتذكير، قيام الحزب بطرح رؤياه وما يعتقده الاصح بشكل مباشر الى الجمهور، لم يساير الجماهير في بعض الامور التي لا تتعلق بالسياسة ومصالح شعبنا الحقيقية، مثل النفخ في معاداة اطراف معينة واستحضار التاريخ، لم يدعي الحزب امتلاك قدرات خارقة ولم يشوه واقع ووديمغرافية شعبنا ويعطيها ابعاد غير حقيقية، لقد قال للجميع انني اتطلع الى تحقيق هذه الامور لانني اراها الاصوب والاكثر ملائمة مع امكانياتنا، وقال انني اريد ان اتحالف  مع هذه الاطراف لانه اسلم لمصالحنا القومية والوطنية ايضا، الحزب قاطع الخطاب الديماغوجي والمعادي والشعاراتي، لانه خطاب لم يعد مقبولا، ومن يقبله اليوم يسير الهوينا نحو التخلف والانعزال عن العصر، في خطابه السياسي الحزب كان واضحا ومباشرا لحد ان البعض اعتقد ان الحزب يريد تأييس الجماهير والحقيقة كانت انه يريد توعية الجماهير بالحقائق كما هي لكي لا تصدم يوما بالحقيقة العارية، لان حبل الكذب قصير والمشكلة التي قلناها مرارا ان ما فينا وما هي قدراتنا يعلمها الاخرون اكثر منا، ولذا فعلينا ان نكون واقعيين في طرحنا، وكل هذا والحزب لم يعلن يوما ان شعبنا مثلا لا يستحق هذا الامر او ذاك، بل اننا كحزب نؤمن ان شعبنا الكلداني السرياني الاشوري يستحق الدولة ايضا، ولكن في السياسة ليس كل ما يستحقه المرء يحصل عليه.
ارجو ان يعي البعض الان من البادئ ويقال ان البادئ اظلم، وليست المسألة انفلونزا الطبور، بل على من اخطاء ان يصحح المسار وليس على على الضحية السكوت، والمشكلة الاخرى اننا كحزب لم نكن الضحية الوحيدة بل اخرين ولكن الضحية الكبرى كان شعبنا كله.
 


betkanno@web.de

392
ومن قال بالتقسيم غيركم؟



ان لجوء البعض الى تكرار مقولات وطرح مخاوف وتضخيم مشاريع واعطاءها اسماء لا تتفق مع حقيقتها يضظر الانسان الى تكرار الحجج وكشف امور قيلت مرارا، وعليه استمحي القراء عذرا لوجود تشابه بين هذه المقالة والمقالتين السابقتين عليها.
تيري

في الاونة الاخيرة نلاحظ،  وتسارع وتيرة ونغمة المقالات التي تدعوا الى رفض تقسيم العراق وكأن العراق مقدم على التقسيم حقا ويلحق هذه  المقولة المبثوثة في هذه المقالات  نغمة رفض الحكم الذاتي الخاص بشعبنا، علما ان الحكم الذاتي اقر لكردستان العراق عام 1970 قانونيا (وان لم يطبق) ولم يقل احد انه تقسيم للعراق، يلعب اللعبة بعض السياسين الذين لا يمتلكون المصداقية القومية ولا الوطنية، ويلهث وراءها من طرف اخر رجال دين دون ان يعوا ما المطلوب وما هو التقسيم للعراق، وما هو الحكم الذاتي.
التقسيم الذي بات يخوفنا منه البعض منطلقين من ارث اساسا لم يكن طويلا، ومن عويل دول الجوار، ليس شعارا لاي طرف سياسي، اما من يخاف منه فهو يستنتج ذلك باعتبار التقسيم طموح لدى البعض وان كان هذا البعض لم يعلنه كهدف مستقبلي منظور.
التقسيم هو البعبع البعثي الذي يرعبوننا منه منذ اعوام نهاية السبعينيات عندما صرح وزير الاعلام حينذاك طارق عزيز لمجلة  كويتية ( اما انها الطليعة او المجالس المصورة) بان البعض يريد تقسيم العراق الى دولة شعية وسنية وكردية واثورية، فالتقسيم هو لعبة الشوفينيين ومن يريدون الامساك بالسلطة ويعتبرون انفسهم الضامن الوحيد  لوحدة العراق، ولا ندري من اعتبرهم ذلك غير نفسهم المريضة المحبة للسلطة والمتمسكة بها بلا حق.
تقسيم العراق في المرحلة الراهنة هو مخالف او محبط لطموحات كل القوميات العراقية او حتى المجموعات الدينية او المناطقية، فاي جهة عراقية اليوم ترفض ان تكون تحت رحمة دولة اخرى تستغلها لماربها الخاصة او حتى ان يكون الجزء المقسم من العراق تحت رحمة دولة من دول الجوار لان العملية تكون كهارب من النار الى الرمضاء، وبالطبع فلكل السياسين قرأة  واضحة لموازين القوى والمدى الممكن ان تصل اليه سياسة اي دولة من دول الجوار.
 بالطبع شعار الفدرالية للعراق حملته اغلب قوى واحزاب المعارضة حينها للنظام الصدامي، والفدرالية العراقية اليوم مطلوبة من قبل الكورد والشيعة، ومرفوضة من السنة والتركمان ولكن التركمان لا يرفضونها لانها فدرالية بل يرفضونها نكاية بالكورد اي يعملون السياسة ليس لمصالح التركمان بل لعرقلة مشاريع من يعتبروهم اعداءهم، وبالطبع هذه ليست سياسة كل التركمان، اما ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، فهم ايضا منقسيمن حول الطرح ولكن انقسامهم بلا معنى وبلا طائل، فابناء شعبنا بغالبيته سينظم الى اقليم كوردستان الفدرالي، حتى لو رفض ذلك من خلال التصويت مثلا، اما الجزء الواقع في سهل نينوى فهو سيكون مشكلة المشاكل، فهو ايضا سينقسم الى قسمين قسم سينضم الى اقليم كوردستان وبالاخص اقضية القوش والشيخان ونواحي بحزاني  وبعشيقة، والمشكلة اليوم هي في مركز قضاء تلكيف او قصبة تلكيف نفسها ومدينة بغديدا وكرملش ولكن من الواضح ايضا انها لا يمكن ان تحسم بانها لصالح الاتحاد بالفدرالية السنية لان الشبك وهم قوميا اقرب الى الكورد وكذالك ان نظام الحريات المطبق في اقليم كردستان هو اضمن لهم من الوقوع تحت رحمة الاسلام السني وبالطبع فموقف الازيدية اقرب الى الانضمام الى اقليم كوردستان، فالى ماذا يدعونا الاب سعد سيروب ومن استشهد بهم، اما معارضة السنة فستنتهي بالحصول على بعض الضمانات في الميزانية وثقل صوتهم الانتخابي او حتى في بغداد التي يجب ان لا تنضم الى اي فدرالية؟
اعتقد ان الاب سعد سيروب لا يدرك الفرق بين ما نريد ونطالب به، وبين حقائق التصويت وما سيفرض علينا ان طبقت المادة 140 من الدستور العراقي، ان انحيازنا الى الخيار الذي يطالب بالبقاء على الثوابت التي كانت قائمة قبل التغيير في 9 نيسان 2003 يعني اننا لا نريد ان نتعلم من دروس الماضي ولا نريد لبلدنا خلق حالة  الاستقرار، الا استقرار العبيد والرعية المطيعة  واهل الذمة الذين يقدمون الشكر ليل نهار لمن تركوهم يعشون لحد الان. اننا ان كنا حقا مسيحيين فهذا ليس صحيحا اانا ننادي بحكم ذاتي للمسيحيين، بل لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، صاحب لغته وعاداته وتراثه وتطلعه الخاص، وان اقامة دولة القانون ودولة حقوق الانسان، لا يتعارض بل الحقيقة يساند الحكم الذاتي لشعبنا، لان الحكم الذاتي لاي مجموعة سكانية متجانسة لغويا ومشتركة في التاريخ والتراث والتطلع لا يتعارض بل هو من صلب دولة القانون والديمقراطية والتي تقر بميثاق حقزق الانسان.
ونقولها للاب سيروب ومن يستشهد بهم، ان الحكم الذاتي ايضا لا يعني غيتو قومي ديني، بل يعني ضمان ممارسة وتطوير ما نمتلكه من المقومات القومية، ويعني ان تكون حصتنا المستحقة من ميزانية وواردات الدولة، مخصصة ايضا لتطوير هذه الميزات، فلمدة اكثر من  ثمانون عاما كان العراق دولة للعرب فقط (والحقيقة حزء من العرب)، فقد تم تخصيص ميزانيات العراق لتطوير العربية ونشرها، وتم تخصيص الميزانيات لدعم الثقافة العربية ولنشرها والتعريف بادباءها وكتابها وشعراءها وتاريخها، ومنذ ثمانون عاما يتم تخصيص نسبة من ميزتانية الدولة لدعم الاخوة العربية ومساندة نضال العرب سواء بدعم منظماتهم واحزابهم ودولهم او بالدخول مباشرة في دعمهم المسلح، واليوم نريد كلنا بناء دولة لكل مواطنيها، لكل العراقيين بغض النظر عن القومية والدين والمنطقة والجنس، ولاقامة هذه الدولة يجب ايضا اعادة ترتيب هيكليتها بعد ان اظهرت الهيكلية السابقة فشلها   لتكون عادلة وتحقق تطلعات العراقيين كافة. الا تكفي كل تجارب العراقيين منذ عام 1921 لاثبات هذا الفشل، الا يدري الاب سيروب ومن يستشهد بهم ان العراق كان يعتبر من الدول الفاشلة (والدول الفاشلة هي الدول التي لم تتمكن من استحداث تنمية مستديمة وان تحقق العدالة لمواطنيها)، ولاعادة ترتيب وبناء الهيكلية يطالب البعض بالفدرالية وانتم تسكتون عنها لانها مطالب الاقوياء، وتأتون الى الحكم الذاتي المطلوب اقامته وهو اساسا لن يكون بيد من تعتقدون او تكتبون لاجل مراضاتهم. وعلى رجال الدين مراضاة الرب ويسوع المسيح اولا، وهل يعتقد الاب سعد سيروب ان مراضاة الرب يتطلب القبول  بتهديد المسيحيين لانهم كذلك بين الفينة والاخرى، وهل ان الاب سيروب اطلع على المذابح التي اقترفت بحق شعبنا وهل اطلع على المذابح التي اقترفت بحق الازيدية، الا يريدون هؤلاء ضمانات لمستقبلهم، ليبنوه كما يريدون من خلال العراق الموحد، ليتعلم ابناءهم لغتهم ويتعلموا دينهم وليطورثقافتهم وينظموا حياتهم كما يتطلعون لكيف يجب ان تعاش الحياة. ان الحكم الذاتي وصلاحياته لاةتؤحذ من صلاحيات اي جهة اخرى انه استحداث لصلاحيات وتوزيعها، انه اعادة الاعتبار للانسان لمي يقرر مصيره او بعض مصيره مما لا يؤثر في مصير الاخرين، ان معارضة البعض للحكم الذاتي لشعبنا او البعض المفترض ونقصد هنا العرب السنة ممن يخوفوننا بهم امر لا معنى له لاننا لا نسلب منهم ارضي ليست لنا، او مناطق تدخل في نطاق الحكم الذاتي كانت لهم، الالهم الا بعض المناطق التي تم الاستيلاء علبها ابان النظام السابق ومنحت لاعوانه، وهذا حق يعاد الى اصحابه وهو تحقيق للعدالى بابسط صورها.
الحكم الذاتي هو المنظومة الادنى لما يجب ان تمتلكه مجموعة بشرية، يسمح لها بان تقوم بتشريع بعض القوانين التي تسير حياتها اليومية، مثل التعليم والتثقيف والتربية والتنظيم الداخلي والنشاط الاقتصادي المحلي والحريات الشخصية والتي يجب ان لا تكون اقل مما هو منصوص فيه في الدستور الفدرالي او دستور الاقليم التابعة له منطقة الحكم الذاتي، وكما ترى فالحكم الذاتي يتبع مركز العراق ويتبع اقليما فدراليا فاين هو التقسيم؟
سؤال يطرح او يفرض نفسه، لماذا بداء البعض بمحاربة الحكم الذاتي وهو ليس تقسيما؟ ولن نظيف الان الفدرالية، اعتقد ان المسألة هي في اللعبة السياسية، فالبعض والمتأثر بالفكر العروبي والذي تربى سياسيا على سماع ذاك الخطاب الشوفيني والذي كان يحارب العالم كله من محطات الراديو، يعتقد بان اصحابه لا بد انهم عائدون ودليلهم عمليات القتل والذبح المستمرة ومابات يتبين لهم من انهزام اميركا والقوى صاحبة المصلحة من التغيير، والحقيقة ان التغيير سائر نحو هدفه في اقامة عراق ديمقراطي فدرالي، ولكن اخراجه يتطلب زمنا، ومن اخطاء القوى صاحبة المصلحة من التغيير او بعضها على الاقل،  انها لم تنظر الى مصلحة من تدعي تمثيلهم، بل عملت على تثبيت اسسها الايديولجية، واعتقدت ان كل من ينادي بما تنادي هو من المؤيدين للتغييروبات الامر الان مكشوفا فالبعض كان يطمح للسلطة وللتفرد ولم يرغب يوما بالديمقراطية والتعددية والفدرالية، ان التغيير والعراق الجديد يجب ان يكون لكل العراقيين، والا ببئس فردوسا لا يكون لي فيه نصيب.
ان لغة التخاطب السياسية والتي يحملها اغلب الداعين الى اقامة الجكم الذاتي هي لغة وطنية ترتقي الى مستوى عال من حب العراق ووحدته وكرامة  انسانه، وهي عكس لغة المتطرفين من يسار المطالبين بالحكم الذاتي ممن ينادي باقامة اقليم اشور الفدرالي او يمنه من الذين يرعبوننا برد فعل السنة، وكأننا نسرق من السنة ما ليس لنا، وكان السنة مجموعة من المجرمين والقتلة وليس بينهم من اناس يؤمنون بالتغيير الحاصل وبحقوق الانسان وبحقوق قوميات العراق وبان يكون العراق بلدا مستقرا يقود منطقة مستقرة همهات التقدم الاقتصادي وتطوير الحقوق والخدمات.
الفدرالية والحكم الذاتي لا يعنيان التقسيم، ولا تتعارض دولة القانون والحقوق الاساسية للانسان مع هذين المطلبين في بناء هيكلية الدولة، بل يرسخ هذه الحقوق ويمنحهما مصداقية وضمانة تامة ويمنح ضمانة لعدم امكانية عودة الانظمة الدكتاتورية تحت اي مسمي كانت.


betkanno@web.de

393

مطالبتنا بتثبيت حقوقنا القومية، مطلب وطني ايها السادة


برغم من انتظار الاشوريين الى عام 1917 لاتخاذ موقف من دعم الحلفاء ضد الدولة العثمانية، الا ان الاشوريين وخصوصا من السريان والكلدان القاطنيين في المناطق الداخلية في تركيا الحالية وخصوصا الساكنيين خارج اطار حكاري التاريخية تعرضوا لمذابح كبيرة طالتهم ايضا وليس الارمن فقط وهذا يثبت ان المذابح لم تكن موجهة ضد الارمن لمطالبهم القومية بل ضد كل المسيحيين وخصوصا الاشوريين من السريان والكلدان و كذلك الاغريق ولعل من المفارقات في هذا الامر نسيان الجميع ان فتوة مفتي تركيا بقتل الكفار كانت قد صدرت منذ خريف عام 1914، ولعل ارتكاب المذابح بحق الاشوريين وهم لم يتخذوا موقفا هو الذي اضظر الشهيد مار بنيامين شمعون ومجلس قيادة العشائر لاتخاذ الموقف في اخر سنة من الحرب العالمية الاولى. كما انه للتذكير  فقط فان مواطنيننا العثمانيون كانوا ينتقمون من المسيحيين في اعقاب كل هزيمة تلحق بالقوات العثمانية في حربها مع الاوربيين، وكما لو كان مواطنيهم المسيحيين هم السبب في الهزائم المتكررة.
 ان خداع الحلفاء ومنهم بريطانيا لشعبنا الاشوري ابان الحرب العالمية الاولى لا يعني البتة عدم البحث عن الحلفاء وخصوصا ونحن نرى الاستهداف الدائم لنا كمسيحيين من اطراف متعددة متخذين الاسلام غطاء لهذا الامر، فبريطانيا وعدت العرب بدولة قومية واحدة الا انها لم تفي بوعدها لهم ووعدت الكرد ايضا وقد صدرت اتفاقيات لضمان حقوق الاشوريين والكورد ولكن هذه الاتفاقيات نقضت باتفاقية لوزان لعام 1923 فهل علينا السكوت واللطم وانتظار رحمة الله والله يقول اطرقوا لكي يفتح لكم، ام علينا البحث الدائم لحل الاشكاليات التي تصادفنا، وهنا نحن لا نصادف اشكالية عادية بل استهدافنا في الحياة وهو اخر خط للدفاع عن الذات، وفي مجال بحثنا عن مخارج لاشكاليتنا العويصة، لم نطالب باخذ ما ليس لنا، او الاعتداء على حقوق الغير، انها طروحات سياسية تطرح وتناقش وتطور، وهذا البحث الدائم عن الحل لم يكن يوما عدائيا الاهم اذا اعتبر مجرد البحث عن الحلول اعتداء على حقوق الاخرين والذي اعتبرونا ذمة من الله في يدهم..
برغم من وقوف الاشوريين كشعب موقف الحياد اي لم يدخلوا الحرب التي اندلعت بين الكورد والحكومة العراقية ايلول 1961 بشكل شعب او تنظيمات سياسية قومية، الا ان نتائج الحرب كانت وبالا عليهم لان اغلب قراهم دمرت واحرقت وتم سلب كل ممتلكاتهم من قبل قوات المتحالفة مع الحكومة حينذاك، واضطروا للهجرة الى المدن وهم لا يملكون شروى نقير، ولمن يتذكر احوال ابناء الشعب في تلك الايام سيدرك المعاناة التي عانوها لكي يتمكنوا من بناء ذواتهم من نقطة الصفرة مرة اخرى ودون ان تمد يد لمساعدتهم في محنتهم هذه.
في الحرب العراقية الايرانية والتي اشعلها النظام العراقي لاجل تحقيق طموحات مريضة، شارك ابناء شعبنا باداء واجبهم العسكري كمواطنين عراقيين وقدموا التضحيات الجسام ويقدر عدد ضحايا من ابناء شعينا بما يقارب الخمسون الف بين قتيل ومفقود وجريح وما يقابلهم من الفتيات ممن بقوا بدون زواج وما ادى اليه ذلك من التاثيرات الديموغرافية السلبية لشعبنا، وهذا كله لم يفيدهم في تخليص ما تبقى من قراهم وكنائسهم واديرتهم التاريخية من التدمير والحرق اعوام 1977 _1988 وكانت بحق ثروة وطنية قبل ان تكون ثروة مسيحية مشرقية.
لم تكن طروحات احزابنا وشخصياتنا السياسية قد خرجت للنور عندما طالبوا ابناء شعبنا لكي يذهبوا الى جورج بوش الاب لكي يمنحهم حصتهم من الارزاق والمواد الغذائية بعد اندحار القوات العراقية من الكويت عهام 1991، و لم تكن طروحات احزابنا السياسية عند بدء حرق الكنائس وخطف ابناء شعبنا والمطالبة بالفدية وتهديدهم نهارا جهار وعندما قامو بالاصطياف الالافي في دول الجوار قد طرحت ما بات يؤرق بعض سياسينا ورجال ديننا ممن يطالبوننا بان تكون طروحاتنا وطنية،ولا ادري ما هو مقياس الوطنية لديهم، هل هو السير خلف شعار الوحدة العربية التي لم تتحقق ولن تتحقق. لان الدول العربية كلها الان مشغولة للحفاظ على ذاتها من التقسيم الذي قد يطالها بسبب سياسات حكامها وليس لاي سبب اخر.
اذا كان للعربي  وللكردي وللتركماني موقع في العراق فان العراق باطنه واسطحه كله يذكر شعبنا بما كان لهم فيه، فمن كرخ ميشان (البصرة) وميشان (ميسان) وقاديشتا (قادسية) وعاقولا (الكوفة)  وبابل وبيتغدا (بغداد) وبلدا (بلد) وتغريت (تكريت) مرورا بنينوى وسهلها وقرانا المرصعة لوديان كردستان العراق كلها تذكرنا بعراقنا، وبتاريخنا الذي سطرناه في العراق كله، ولكن هذا شئ والاضطهاد الذي عانينا منه شئ اخر، اننا نحب العراق لاننا ابناء اصليون له، وهذا لن يتمكن احد من نكرانه، فنحن الوحيدون الذين لا زلنا نحمل نفحة الاستمرارية الازلية لسكان هذا البلد، ان وطنيتنا ليست مصطنعة بل نابعة من حقيقة الانتماء اليه انتماء وجدانيا.
لم نطالب بشئ وقد ذبحونا واحرقوا كنائسنا وفرضوا قيمهم علينا وسدوا ابواب الرزق امامنا، لا بل حاربونا وشككو في انتماءنا للوطن بسبب ديننا المشترك مع من يدعون انه عدوهم، انها تكرار لما قالته الامبراطورية الفارسية والساسانية لنا لاننا اشتركنا في الدين مع الروم، ولم يقولوا لنا لماذا هم اعداءهم؟، هل لانهم حرروا الاندلس الجنة الاسلامية المفقودة؟
نحن قلناها وهم يعرفون كل المعرفة اننا ابناء هذه الاصقاع لا بل انقى ابناءه ممن لا يزالون يتواصلون مع الماضي السحيق، اننا قد نشترك معهم بالاجداد، لا بل بالميراث الحضاري، لا بل بالكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية وحتى السحنة والاوربي اذا قابل اي منا فهو لا يفرقنا عن بعضنا البعض، فنحن اقرب اليهم من قربنا للاوربي، ولكن كل هذا لا يغفر لنا لاننا مسيحيين كفرة، وفي احسن الاحوال اهل الذمة، اي اشياء   اشياء هي ذمة في يدهم، وهم احرار في التصرف بهذه الذمة، وهل كان العبيد في عصر العبودية الا ذمة في يد صاحبهم.
لقد ثبت بالملموس ان نظام الحكم والدولة المقامة على اساس المركزية لم يعد النظام الملائم للحكم في العراق، واذا كان السنة والشيعة يرتضون اليوم الفدرالية لكوردستان العراق، فهم وبالاخص القوى السنية القومية والمتلحفة برداء الدين يعادون الفدرالية فكرا وممارسة ولكن موازين القوى تفرض عليهم هذا القبول وهذا يدركه الاخوة الكورد لذا فهم يطالبون بضمانات جادة وحقيقية للفدرالية. ان الدفاع عن النظام المركزي السابق يعتبر بحق دفاعا عن النظام  الاوتوقراطي في العصر الديمقراطي، فنظام الدولة المركزية الشديدة لا يلائم الدول المتجانسة القومية مثل المانيا وغيرها فكيف يلائم بلدا غنيا بشعوبه واديانه ومبتلي بحروب داخلية منذ تأسيسه ولحد الان، اليس من الواجب التفكير ولو قليلا بالحد من الانتحار الحماعي هذا والمستمر منذ ستة وثمانون عاما.
ان مطالبتنا بالحكم الذاتي هي مشاركة فعالة في بناء الوطن على اسس راسخة من قوانين تضمن حقوق الجماعات والافراد، هذه الحقوق التي يدرك الجميع انها كانت بالنسبة لنا امل بعيد المنال والان وبرغم التحسينات الدستورية الا ان الواقع وما نعانية يلغي كل تحسين، بل ان موقف القوى السياسية بغالبيتها يعادي التحسينات في الدستور ويريد الرجوع الى الوراء واعادة التجارب الفاشلة في افغانستان وايران والسودان والسعودية وغيرها من الدول التي اصابت نفسها بداء الجمود والخمول وبالثوابت التي لا يقرها المنطق الانساني، ان هذه القوى تريد تغيير الوجوه فقط ان كانت تريد هذا التغيير.
وبرغم من ان الاشوريين ينطلقون من مطالبهم من الاساس القومي، الا ان المجتمع والاحزاب الاسلامية والثقافة السائدة لا تزال تنظر اليهم كمسيحيين ومنطلقين من اسس اسلامية في هذه النظرة وبالتلي التعامل معنا كاهل الذمة وعلينا تقديم الشكر والامتنان لهم ليل نهار لانهم قبلوا استمرارنا على ديننا كل هذه السنين.
نعم يحب ان لا نكون خياليين وان ندخل الامور الواقعية والمستجدات السياسية في حسباننا، فكفى بالله عليكم التغني بالاخوة فنحن اول من يحترم الاخوة ويضحي من اجلها، ولكن لتكن الاخوة اذا كانت هناك من اخوة مشرعة بقانون يثبت حقوقنا المتساوية كافراد وكشعب مع بقية مكونات العراق القومية والدينية، ومن هذه الحقوق ان يمكننا اخوتنا المحافظة على ثقافتنا التي هي بالاصل ايضا ثقالفتهم وهي ليست مستوردة من اي بقعة من الارض، وان يمكنوننا من ان ندير امورننا، وان يحترموننا كما نحن كما يطالبوننا باحترامهم.
لم تكن السياسة في يوم من الايام مجال من مجالات الثقة، فالسياسة هي الممارسة التي تعبر عن المصالح والدفاع عن هذه المصالح، وبالتالي فالثقة والسياسة امران متناقضان، ان السياسة هي مجال استشراق المصالح المشتركة لتحقيق الاهداف المشتركة، ولذا فالمطلوب اليوم للحفاظ على العراق بلدا موحدا وقابلا للتطور ومتمتعا بالاستقرار السياسي والاقتصادي وبلدا مسالما، العمل جميعا لتقديم تنازلات علما ان هذه التنازلات ليس من الاملاك الخاصة، بل هي الحلول الوسطى التي يتوصل لها كل العراقيين لاجل ان يكون مواطنهم العراقي انسانا حرا مستقرا فاعلا. يقال ان السياسة الخارجية لاي بلد هي مرءاة سياسته الداخلية، فالحروب المتتالية التي دخلها العراق هي نتيجة لازمته الداخلية التي استفحلت وبقت بدون حلول منذ امد طويل، وحين يكون للعراقيين افرادا ومكونات، نساء ورجالا، اديان وقوميات صوت موحد ومتساوي في صناعة قارا بلدهم فحينها لن يكون بلدا مأزوما بكل هذه المشاكل مع الجيران ومع العالم.



betkanno@web.de

394
الحكم الذاتي لشعبنا افق مفتوح للجميع



يعاني شعبنا الكلداني السرياني الاشوري مشاكل لا حصر لها، ولعل تعرضه  الان الى هجمة بربرية ترمي الى اقتلاعه من جذوره، او تعرضه للتهديد المستمر بالقتل او بمحو وجوده من على وجه الارض، خير مثالا للمعاناة  هذه.
بالطبع انا لا اؤيد ما يذهب اليه البعض من الاشوريين الكلدان السريان كانوا طول التاريخ المشترك مع المسلمين يعيشون برفاهية وبسلام دائم، فهذا نوع من النفاق الممجوج يعرف قائله قبل غيره مدى الكذب الذي فيه، فنحن الاشوريين الكلدان السريان لم نعرف حقيقة مرحلة مستقرة يمكن تسميتها بانها مرحلة سلام، هذا اذا قسنا الامر بتاريخ الشعوب، اما اذا قسنا الامر بذاكرة فرد قد يكون الامر محتمل الصحة.
اذا الانسان المتعرض للتهديد الدائم سواء في حياته او اقتصاده او ثقافته، لا بد له من ان يلجاء الى استنباط حلول يمكن ان تحميه من هذه التهديدات، وهذه اللجوء لاستباط حلول يجب ان  لايعتبر عدوانا او اعتداء على الاخرين، لمجرد ان بعض الاخرين تعودوا نمطا معينا من العيش (بناء الدول)، او ان هؤلاء الاخرين تعودوا ان يكونوا حكاما مباشرين وعلى الاخرين الاطاعة التامة، او هؤلاء قد خسروا مع من يناهزهم قوة وقدرة وعليه فانهم يتجبرون على الضعيف المهدد والخائف، وهذا امر لم يعد مقبولا اذا كان صحيحا ولكن الامر في الحقيقة هو اشاعة الخوف من ردة فعل اطراف لا علاقة لها بما نطالب ككلدان سريان اشورين من حلول لمعالجة مخاوفنا الحقيقية وهذه الحلول بالحقيقة ليست حلول تلعب القوة فيها اي دور.
ظلت الدولة العراقية على مدى اكثر من ثمانون عاما محكومة بمركزية شديدة قد لا يضاهيها الا مركزية الانظمة الاقطاعية والثيوقراطية، حتى شاع ان تعين فراش في الناصرية يحتاج الى موافقة من بغداد، هذا بالطبع عن التعيينات الادارية وما بالكم عن التعليم الذي صمم لكي يلائم ايدولوجية معينة ويظهر دور طائفة معينة او دور دين معين، ان التعليم العراقي كان لخدمة العروبة والاسلام وتطلعاتهما واخيرا استقر الى خدمة صدام وهلوساته، ولم يكن يوما تعليما للوحدة الوطنية الحقيقية ولم يكن كذالك لخدة الفرد.
كما ان المشاريع الاقتصادية والتسهيلات المالية كانت متوفرة في الغالب في بغداد العاصمة بحيث ان خمس سكان العراق كان يسكن هذه المدينة، وذلك هجرة من مناطقها الاصلية المحرومة من كل افق اقتصادي وتنموي اخر.
التغيير او تحرير العراق يوم 9 نيسان 2003 لا يجب ان يكون يوما لاعادة دورة التاريخ الى تكملة ما كان سابقا ممارسا ولا الى تبديل الطائفة او الايديولوجية المستفادة باخرى، بل الى قطيعة مع هذا الماضي البشع، والذي استفاد منه البعض ولكنه اضر باكثر من 75% من الشعب العراقي. والقطيعة يجب ان تكون مع كل الميراث الذي ادى الى ولادة الانظمة الدكتاتورية، قطيعة اقتصادية، قطيعة تربوية، قطيعة حقوقية، وبالتالي قطيعة في شكل الدولة المراد قيامها. ان هذه القطيعة ووضوح هدفها ووضوح واجبها امر يجب ان يكون على بال كل العراقيين ويجب ان يكون امرا مفهوما لهم جميعا، وهذه القطيعة ستكون امرا واقعا وفعليا وسيتحقق شئنا ام ابينا لانها تساير حركة التاريخ وحركة التطور ومتطلبات الشعب العراقي المستقبلية.
وعلى ضوء ما سردناه، نريد العودة الى مسألة الحكم الذاتي المطروح كمطلب لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ومحاولة البعض تفسيره بتفاسير غريبة واعطاءه ابعادا غير مطلوبة، فالبعض يطرح الحكم الذاتي في اطار مسيحيتنا، ومن هذا المنطلق ينفي ضرورته، والاخر يراه عملية تهجير قسري للسكان مثلما حدث اثناء اقامة باكستان على اساس ديني، والبعض الاخر يراه تقوقع او غيتو على اساس ديني او قومي، وهذه الاحتمالات كلها مغلوطة باعتقادي ويتم الترويج لها لاسباب ايدولوجية ولاسباب سياسية انية او لاسباب تلميع الذات والدخول في المقولة الممجوجة والكاذبة والتي ينفيها التاريخ والواقع من اننا تعايشنا على مر العصور بسلام ووئام.
وعليه فالمطالبة بالحكم الذاتي تعني لنا قوميا الحفاظ على الهوية، بما فيها اللغة والعادات والتراث، وتعني لنا سن قوانين اقليمية ذاتية تحفظ الميراث المنقول من الاجداد وتعني قوانين حداثية تلائم العصر اجتماعيا وحقوقيا واقتصاديا،وتعني التواصل مع البقية من ابناء شعبنا من بلدان الجوار والمهجر بمؤسسات شرعية منتخبة من الشعب، مما سيخلق وحدة واحدة في الممارسة الثقافية والاجتماعية والتداخل بين المهجر والوطن لخدمة الكل، الا ان اقامة منطقة للحكم الذاتي تعني بالاساس وجود مرجعية قانونية للتشريع في مجالات اللغة والممارسات الاجتماعية والربط الاقتصادي الفعال المؤدي الى التلاحم المهجر والوطن. 
وبحسب علمي واطلاعي فان الطرح للحكم الذاتي هو لمنطقة سهل نينوى، ويمكن ان يطلق عليه كذالك اي منطقة سهل نينوى للحكم الذاتي،والتي تخص كل من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، والاخوة  من الازيدية والشبك، بالاظافة الى الكورد المسلمين والعرب السنة المتواجدين في المنطقة، الا ان مميزات المنطقة، قانونيا ستكون اكثر انفتاحا ولن يتم التحكم فيها لاي قانون ديني وستكون الحياة الثقافية والاجتماعية اكثر قابلية لتقبل الاخر وخلق بدائل للعيش المشترك السوي، في مثل هذه الحالة يمكن للاخوة العرب من ان يتعلمون بحسب المنهاج الصادرة من اقرب محافظة الى منطقة الحكم الذاتي وكذلك الاخوة الكورد سيتعلمون بحسب الممناهج الصادرة من الاقليم ولكن ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ستكون مرجعيتهم التعليمية والتي ستشمل كل المدارس التي تدرس السريانية هي مرجعية واحدة تمول من قبل ميزانية منطقة الحكم الذاتي ولكنها ستكون مستقل’ في قراراتها من اي ضغط للسياسة او الكنيسة. اذا اساسا ان المنطقة تضم مكونات العراق في غالبيتها وبالتالي فان الدعوة التي تقول اننا سنصنع لنا غيتو مرفوضة بتاتا، وبالاخص اذا علمنا ان منطقة الحكم الذاتي لسهل نينوى ستكون قيادتها مشتركة من كل اطياف سكان المنطقة وبالتالي لن يتم تجاهل مكون واحد من سكان المنطقة فسيشاركون الكل في القرار السياسي، اما اذا اراد ابناء شعبنا الانتقال الى المنطقة والعيش فيها فهذا يخضع للمعايير الوطنية اي ما يطبق على اي مواطن عراقي يريد تغيير مسكنه ومكان اقامته.
ان منح الشرعية الكاملة للحكم الذاتي من قبل المركز ومن قبل اقليم كردستان الفيدرالي يعني اقرار الطرفين بامتيازاته وخصوصية مرحعية منطقة الحكم الذاتي في امور الاجتماعية والحقوقية والتعليم واللغة والحماية الذاتية (الشرطة المحلية) وتمشية امور العطلات وغيرها مما يمكن ان يستنبطه القانون ويتوسع فيه.
وبالتالي فان الداعين لاقامة الحكم الذاتي لم يطالبوا بتهجير كافة ابناء شعبنا وحصرهم في هذه المنطقة وخصوصا ان غالبية ابناء شعبنا يمتلكون اراض واسعة ومنها اراض مثمرة ومنتجة في محافظات اقليم كردستان وبالاخص دهوك، لا بل انهم قد يشكلون اغلبية في مدن وقصبات وغالبية القرى التي يسكنوها، والمطالبون في اقامة منطقة الحكم الذاتي لم ولن يطالبوا بترك كل هذه الثروات التي هي ثروات لشعبنا وللاقليم وللعراق ونحن الافضل ممن يستثمرها لصالح الجميع.
لقد اقترفت الكنيسة الكلدانية اخطاء كبيرة وعظيمة بحق شعبنا وميراثه من اللغة والعادات والتقاليد، فحاولت بحجة حماية المسيحية الانصهار القومي في الاطار العروبي، واليوم يحزنا ان نرى اغلب كناءسنا وخصوصا في قرى سهل نينوى تقيم الشعائر الدينية باللغة العربية، علما ان غالبية السكان تتكلم السورث وان كان بلهجة اهل سهل نينوى، افليس من المهم العودة على الاقل التخاطب معهم بلهجتهم ورويدا رويدا اعادة الكلمات والتصاريف القواعدية الى الاستعمال اليومي. ان احد الديون التي هي على عاتق الكنيسة الكلدانية وكذلك السريانية لكي تدفعها لشعبنا هي التشجيع العودة الى لغتنا ولتكن اللغة المحكية وبعد ذلك يتم صقلها بلغة القواميس حيث اقتضت الحاجة، وكذلك تسخير قواهما في دعم مطلب يحفظ ويصون الهوية القومية والدينية لشعبنا، لا بل يجعل هذا الشعب يدرك ان له منطقة خاصة به محمية بابناءه او بغالبية من ابناءه في اي محنة لا سمح الله لو تعرض لها. اذا ان عزف بعض الاطراف من رجال الدين الكلدان على وتر المسيحية وان المسحية ليست بحاجة للحكم الذاتي هو العودة الى نغمة السابقة والتي على اساسها تساهلنا في ترك لغتنا القومية لاجل التكامل مع الاخرين ولكن الاخرين لم يحترموا يوما هذه الخطوة، بل نحن خسرنا الكثير الكثير ولعل الانقسام التسموي هو احد نتائج التساهل في ترك ممارسات من الهوية القومية.
فالكل يعلم ان التعريب الذي عملت عليه اطراف معينة لكي تتحاشى الضغط الحكومي وخاصة البعثي، لم يثني الحكومة واجهزتها من التجاوز على اراضي شعبنا والاستيلاء عليها واسكان اناس اخرين فيها لتحقيق ما يصبون اليه من التغيير الديموغرافي لمناطقنا في سهل نينوى، ومن حقنا ايضا المطالبة بتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي لازالة اثار التعريب على مناطق سكنانا.
للمسيحية رسالة اوسع مما هي لمن يؤمن او يعمل من اجل ابناء شعبه، فالرسالة المسيحية تتوجه للكل وتعاضد كل مظلوم ومسكين ومهيض الجناح وتقف مع العدل والحق اينما كان، وهذا مفهوم ومقبول، ولكن السؤال هو اي شعب اكثر منا مهيض الجناح فقير ومظلوم ومسكين ومشتت ومطارد، افليس من واجب المسيحية ولو مسيحيتنا ورجال ديننا ان يقفوا مع شعبهم اولا لكي يحافظ على نفسه كبشر وكثقافة وكمجتمع. ام ان رجال ديننا يعتقدون ان رسالتهم الانسانية موجهة فقط للاقوياء وابناء الاقويا والعمل على صهر الضعفاء فيهم.
مقترح الحكم الذاتي ليس طبخة مستعجلة ولكنه طرح لحل اشكاليات يعانيها ابناء شعبنا ويتكامل بالاقتراحات وبالطروحات المتعددة، وهو ليس هرولة بلا هدف واتجاه، انه مشروع يتكامل من كل الجوانب الاقتصادية والثقافية والقانونية والسياسية،ولعل من الامور الاساسية التي يجب ان يتم ايلاءها الاهتمام التام هو الجانب السياسي الذي يكاد يترك لايدي المتربصين بالحكم الذاتي، فالحكم الذاتي سيكون قاصرا وغير فعالا بل امر مشكوكا في تحقيقه، لو لم يحصل على مباركة القوى الازيدية والشبك الفعالة، فادخالهم في العمل السياسي لاجل تطبيق هذا الهدف امر مهم جدا. ان المطالبة بالحكم الذاتي يجب ان لا تكون شعارا عاطفيا يلبي الطموحات النرجسية للبعض، بل مشروعا مستمرا للبناء والتراكم لاخارجه باحسن السبل وبمشاركة شركاءنا في منطقة سهل نينوى، انني حقا ارى ان مشروع الحكم الذاتي دون مشاركة الازيدية والشبك مشروع غير متكامل.
اذا الذين يودون محاربة او معاداة مشروع الحكم الذاتي والذين يستعملون غطاء الدين في هذه المحاربة فان حجتهم مردودة عليهم فالمشورع هو وطني وانساني وقانوني، هو وطني لانه يلبي احد احتياجات الوطن وهي مشاركة كل ابناءه في البناء الفعال وهو يلبي  حاجات فئة انسانية لها مميزاتها التي يجب ان تطورها وتفتخر بها، وهو يساير المنطومة القانونية لعراق الغد والمنطومة القانونية الدولية المتوافقة مع حقوق الانسان والاقليات. 
ان المطالبة بالحكم الذاتي كما اكدنا مرارا هو سقف مطالب علينا انجاز الاليات اللازمة لتحقيقه، وهو مشروع للتفاوض عليه مع القوى الوطنية العراقية والكوردستانية وقوى شعبنا بمختلف توجهاتها، انه السقف الذي باعتقادي يجب ان يظمنا جميعا وفي تفاصيله يمكن ان نختلف، ولكنه هو الذي يجب ان يسوق للاخرين اي القوى الوطنية كمطلب متفق عليه، انه مشروع من الاخ الى الاخوة لكي نتناقش فيه وما هي استفادتنا نحن والوطن منه وما هي اضراره عليهم، وعلى الوطن،وكيف لمشورع يستفيد منه مواطنيين اصلاء من ان يكون مضرا للاخرين؟ انه مشروع لبناء سلام قوي مبني على تمتع الكل بحقوقهم الطبيعية وليس مشروع فرض ارادات، انه مشروع الذي نرى فيه العراق المستقبلي، عراق المحبة والتسامح والمساواة والحرية والافق المفتوح.




betkanno@web.de

395
نشرت وليتك لم تفعل


ققبل ثلاثة ايام تم اغتيال الاب رغيد كني ورفاقه الشمامسة الثلاثة بدم بارد، لا لشئ اقترفوه بل لكونهم مسيحي الدين والانتماء، لكونهم نقيض الكره والحقد والبغضاء، والانسان اكره ما يكره هو نقيضه وخصوصا عندما يقارن نفسه بالنقيض ويرى كل سيئاته ومحاسن الاخر، واليوم تم اختطاف الاب هاني عبد الاحد مع خمسة من شبان الكنيسة، وهذا كله يؤكد اننا لم نرتقى الى مستوى المسؤولية ويؤكد ما ذهبت اليه في مقالتي المعنونة ((محنة عظيمة وعمل..)) المنشورة قبل اسبوعين تقريبا وعلى هذا الموقع، وكان السيد عماد يلدا قد نشر نقدا للمقالة ارى من واجبي الرد على نقده لكي لا يتم تشويه الحقائق ولكي نكف عن تقديس اشخاص لم يكن لهم من هم الا تسفيه العمل القومي واستغلال عاطفة الناس لتمرير متطلباتهم ومراميهم الشخصية، لا بل ان هذا البعض ظل يتحين الفرص لكي يسجل كل ما تحقق من انجازات تطلبتها التغييرات السياسية والمناداة بالديمقرطية والتعددية لكي يلبسها لنفسه، وعند الاخفاق في تحقيق ائ شئ من المطلوب انجازه كان الطرف المعين يجد الف مبرر كاذب او يرمي السبب على الشعب الناكر للجميل. انني ارى ان بقاء الاخوة من مساندي الحركة الديمقراطية الاشورية على مواقف لا تساهم في جمع الصف وفي وحدة القرار وخصوصا في المرحلة الراهنة، ومحاولتهم تجيير كل الامور للحزبية الضيقة، ما هي الا مواقف صبيانية في السياسة. و التأييد المطلق للسيد يونادم كنا الذي اعتقد انه بتصريحاته وبفلتات لسانه الغير المسؤولة، بات يعتبر ثقلا وامرا معرقلا لاي تطور ونضوج في العمل القومي في الحركة الديمقراطية الاشورية وفي تحقيق ما تطالبه المقالة المار ذكرها اي انه  احد اكبر اسباب عدم التقاء اطرافنا السياسة. اذا ان النقد الذي اوجهه الى الحركة الديمقراطية الاشورية والى بعض قادتها هو بالتأكيد لعودة هذه الحركة الى الصواب القومي والى ان تكون اخا بين الاخوة وليس الاخ الوحيد.
نشر السيد عماد يلدا مقالة في نقد ما كتبته تحت عنوان محنة عظيمة وعمل ... اولا يوضخ السيد يلدا لللقراء ما يلي ((اولا وقبل ان ابدأ همستي اود ان اوضح او بالاحرى اذكر قراء صفحة  عنكاوا الاعزاء بمواقف السيد تيري وهي وباختصار الصيد في المياه العفنة. فلا يتردد لحظة واحدة في تلفيق التهم الى الاخرين وبالاخص زوعا وقيادته مستغلا اية ازمة يمر بها شعبنا الاشوري بكل تسمياته وما كثرة الازمات. المخجل في كتابات سيد تيري هو الافلاس السياسي الواضح لديه, حيث يقوم باستعمال مصطلحات لااعتقد تتلائم مع من يصف نفسه بالقومي المخضرم. ثم ان الاتهامات والتحريض اصبحتا جوهر كل مقالة يكررها صاحبنا بعناوين مختلفة))
شكرا سيدي فانا لم الفق اي تهمة لاي احد ولكنني انتقدت حالة جامعة وفي اطار هذا النقداتيت للقراء بمضمون ما قاله احد فطاحلنا ولم اقل فحاطلنا في قمة الازمة التي نعيشها ، اما عن مصطلحات استعملتها ولم يوضحها الكاتب ولا تلائم باعتقاده مع كوني (قومي مخضرم) وهذه الصفة لم اطلقها على نفسي ابدا. كما انني لا احرض ولم يقل لنا الكاتب احرض من ضد من، انها لعبة صف الكلمات معتقدين ان الناس لن تقراء ما كتبته، كما اود ان اذكر القراء والسيد يلدا بانني لم اتي على ذكر زوعا لا من قريب ولا من بعيد الهم الا اذا كان يعتقد السيد يلدا ان السياسي والزوعا هما امران ومتطابقان وهذا الامر لا اعتقد يؤيده اعضاء زوعا.

1.((ان ما كتبته في مقالتك الاخيرة كانت التفاتة جيدة وبالاخص اتهامك جميع مؤسساتنا بتحمل المسؤلية بما اعتبرته محنة...ولكن اتهامك الغير واقعي للرجل السياسي الذي سميته فحطل, ان دل على شيء هو عدم امكانية قدوتك السير في خطاه وحدو حدوه او بالاحرى سلك مسلكه, فبدل اعلانكم الفشل تتفحطلونه لغرض الاساءة لااكثر ولا اقل))
كما اقريت سيدي فانا انتقدت الجميع لانه برأي لم يرتقوا الى مستوى المسؤولية، ولتكن متأكدا فان الحزب الذي انتمي اليه هو ضمن من انتقدتهم ولكن حزبي لا يخاف من النقد، لانه يدرك ان خطواته حتما لن تحوز على رضى الجميع ولا حتى على رضى اعضاءه البسطاء مثلي، ولكن انتقادي للسياسي الذي سميته  فطحل وليس فحطل هو لانه كما قلت قال امور هو بالاساس متهم بها، اولا وثانيا ان الظروف والوضع اللذان يمر بهما شعبنا لا يسمحان لاي سياسي ان يقول ما قاله وخصوصا وهو يدعي انه يمثل الامة الكلدانية السريانية الاشورية، على الاقل فيجب ان يتروي في اقواله ولكنه لا يزال الرجل الذي اعرفه لم يتغيير، فعند اي اتصال به يجعل المتصل يعيش في اجواء خيالية فمرة هو كان على اتصال بمادلين اولبرايت ومرة هو الان وضع السماعة التلفون وكان معه السيد بلير وهلم جر، فهذه خبرتي بالسياسي المذكور وعندما قرأت المقابلة التلفونية ادركت انه لم يتغيير ولن يتغيير ولا زال ينشر الاكاذيب والاتهامات في مسعى لتفتيت كل تقارب وكل عمل مشترك وخصوصا في الازمات. فانا قلت ان السياسي العتيد يعمل بكل اصرار على ان لا يكون اي لقاء مع اي طرف الا في اخر لحظة يتطلبها اللقاء لكي يضع الجميع في موقف محرج معتمدا على ان الجميع سيضحون من اجل التوصل الى اقرار ما هو لصالح شعبنا وان كان بيده (اجتماع لندن عام 2002، مؤتمر بغداد 2003 كامثلة قليلة)، علما انه في تلك الظروف يطرح اشتراطات قاسية ولكنه يدرك ان الشعب في عنق الزجاجة ومدركا ان الاخرين سيضحون، هذا هو عهدي بالسياسي المذكور الست محقا؟ اما ان نسلك مسلكه فهذا ليس من شيمنا ولا من عاداتنا ونطلب من الله عز وجل ان يبعدنا عن هذه المسالك التي يتم نشرها بين الحين والاخر.
.(( اعتقد بان كلامك كان يجب ان يكون موجه الى الحكومة العراقية وليس من يناضل من اجلك واجلي في مستنقع تقبعه الحيوانات المفترسة.... انك تعلم جيدا بان الاوضاع الراهنة وبالاخص ما يعانيه شعبنا في بغداد اوضاع معقدة جدا, حيث ان القوات الامريكية والعراقية لاتستطيع ان تحل الازمة, فكيف تتهم فصيل قومي يشبه المحمامة التي تحاول حماية صغارها من الحيوانات المفترسة بالتخاذل))
اعتقد انني نددت بمواقف بعض الاطراف الحكومية ونقدي واضح وجلي وهذا نتف منه في نفس المقالة والظاهر انك لم تقراءه (لانه ثبت بالدليل القاطع عدم اهتمام الدولة بهم بل التغاضي عن ايذائهم فقط لكي تحظى السلطة بتأيد هذه المجموعات او لكي تكف المجموعات اذيتها عن السلطة وتتلهى بالطوائف الغير الاسلامية. ان الطوائف المذكورة اعلاه هي الاكثر ايمانا بالدولة وبقانون عام يطبق على الجميع ولكن على الدولة ان تقوم بواجباتها كاملة، واذا كان للبعض امرا مهما الحفاظ على التألف الوزاري فانه امر اكثر اهمية لنا حياة ابناء شعبنا ومن اجل بقاءهم علينا الطرق على كل الابواب. ). ونقدي  للسلطة والحكومة ليس مخفيا او خلف الجدران وخلف الاسماء المستعارة، اما عن تعقيد الامور فالامور السياسية دائما معقدة ولها ابعاد عديدة، ولكن على السياسين ايجاد او طرح حلول قابلة للتنفيذ وللتحقيق، وعلى الجميع جمع اكبر ما يمكن من القوى تحت راية واحدة، وهي هنا انقاذ المسيحيين ليس واجبنا بل لن يكون العراق بدونهم، هل تدرك سيدي معنى كلامي؟ كان على الجميع التجمع تحت شعار واحد ولو مرحلي، وليس توزيع الاتهامات والسباب والتهديدات تنطبق على قائلها اولا.  فحتى عندما يتم دعوة فصيلكم السباسي لا يرد الا بكيل الاتهامات للذي دعاه، علما انني لم اذكر فصيلك السياسي في مقالتي السابقة. اما عن كونكم حمامة تحاول حماية صغارها من الحيوانات المفترسة، فلدي دلائل وقرائن تثبت ان الحمامة التي تدعيها هي اول من حاولت قتل من تدعي انهم فراخها، وكم كان جميلا لو ان الحمامات تجمعن وصوت هديلهن يصم الاذان ورياح اجنحتهن يهز الجميع، لكان الوضع اكثر مدعاة للامل، ولكن مرة اخرى اعود الى تشبيهك سيدي واقول ان شعبنا هو حقا مثل حمامة مسالمة في واقع ملئ بالذتاب المفترسة، ولكن فصيلك كان ذئبا مفترسا اراد ارعاب جميع قوانا السياسية، ولكنه لم يرعب الا نفسه ومن له مستمسكات عليهم من الذين لا يزالون يعملون معه!
 
((! يا سيد تيري بطرس ياعزيزي المشكلة ليست العجل الاحمر(موجا سموقا) وانما كل القطيع....اذكرك بمثل(قصة)  سمعته من صديق لي وهو من اهالي بروار...يقول كان هناك كلب  في القرية الكل كان يداريه ويعامله بلطف ولكنه كان مشعوذ ويعمل المشاكل، هذا الكلب هرب الى الجبل والتحق بالذئاب واصبحح مثلهم. وعندما كان اهل القرية يخرجون الى الجبل كانت الذئاب تهرب وتختبيء ولكن الكلب كان يطاردهم.... هذا هو جزائهم لانهم احبوه وساعدوه، بالنهاية اصبح اسوأ من الذئاب (العدو)...لذا اهمس في اذنك يا سيدنا الفاضل بان تفضيل الغير عن الاهل لايخدم صاحب الدار..واللبيب بالاشارة يفهم.))

الحقيقة لا ادري الى ماذا ترمي بمثلك هذا هل تعني ان فصيلك السياسي هو الكلب، ام ماذا؟ ولكن كيف لكلب واحد يطارد كل اهل القرية في الوقت الذي هرب وفر قطيع الذئاب، وهل الصراخ في وجه الكل يعني انكم اهل القرية ام الذئاب ام الكلب فالكل في مثلك يصرخ ويعوي ، وهل ان عدم قيامكم بواجبكم في المحنة الحالية هو تفضيلكم للارهابيين القتلة، بعد ان دللتكم امتكم وصدقتكم في كل ما قلتم؟، ام ترك الامور تجري والسكوت عن ما يجري كصمت القبور هو العمل الملائم، وانا اعرف كثيرا واقول بالقطارة، واعتقد ان ذكري لفندق الهويزة كان امرا في مكانه او ادى الى ما جعلك ترد سيدي الكاتب واللبيب بالاشارة يفهم.
 لقد كان هم المقالة التي تنتقدها سيدي الكاتب هو الجمع في الوضع المـتازم الحالي والعمل بساعد واحد ونسيان الخلافات السياسية الطبيعية لاننا امام وضع مصيري، على ان يصمت السيد السياسي الفطحل لعل في صمته تتحسن الامور، لانه بمجرد فتحه لفمه تنساب الاكاذيب والاتهامات يمنى ويسرى واعتقد ان مثل هذا الشخص لم يعد ذو فائدة لنا وللزوعا اولا.

2((. ارجو ان تعيد النظر في اتهاماتك للاخرين بعدم تقديم المساعدة لشعبنا والتخاذل و..و.. الخ من التهم..وعد الى المقابلة التي اجريت مع السيد سركيس اغاجان المحترم فيما يخص المطالبة بتعديل الدستور، حيث هو الوحيد من قدم اقتراحات بهذا الشأن! اليس غريبا, ام ان هذا ليس في مجال السياحة لكي يتدخل وزيرنا المبجلِ؟ فليكن ولكن اين هي اللجنة لجنة التنسيق التي اكلت رأسنا بها؟ همسة اخرى... اكعد اعوج واحكي عدل... وكافي بعد القال والقيل....وان من بيته من الزجاج لايرمي الاخرين بالحجارة. انكم تقيمون الدنيا ولاتقعدونها اذا سمعتم مقابلة او تصريح او بيان او حتى الاجاية عن بعض الاسئلة التي تطرح، في حين ان كل همكم واهدافكم هي تشويه سمعة زوعا امام ابناء امتنا اللذين فعلا اعطوا جوابهم في الانتخابات....والاسوأ هو كتاباتكم التحريضية محاولين اقناع الاخر بضرب الحركة او حتى ابادتها بالرغم من كون ابناء عمومتكم ضمن اعضاءها...فكيف تكون الكراهية اذا؟ هل لها قرون؟))
نعم عدت الى مقابلة الاستاذ سركيس اغاجان، التي ينقل التالي (("ان لجنة تعديل الدستور قد تسلمت مقترحات وآراء عديدة وصلت اليها من جهات عدة و في مقدمتها  الكتل البرلمانية. اذ تسلمت مقترحات من قبل:  جبهة التوافق العراقية وجبهة الحوار الوطني  والقائمة العراقية و التحالف الكردستاني والمصالحة والتجرير والحركة اليزيدية العراقية  والجبهة  التركمانية العراقية. وايضا تسلمت من جهات رسمية و غير رسمية ومن مؤسسات المجتمع المدني  و آراء عموم  المواطنين. هذا  بالاضافة الدراسات والمقترحات التي تقدمت بها بعثة الامم المتحدة مكتب الدعم الدستوري و مجموعة القانون الدولي.))"  وعلمت ان من ذكرت تسميتهم هم الكتل النيابية التي قدمت الاقتراحات، اما الاحزاب والمنظمات السياسية الغير ممثلة في المجلس النيابي العراقي فذكرت تحت قائمة المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الاخرى وهي بالمئات اي ان كتلة الرافدين وهي تعتبر كتلة في البرلمان وان كان عدد افرادها واحد مثل الحركة الازيدية لم تقدم اي شئ كالعادة،

 اما عنا فستجد ان مقترحاتنا نشرت وقدمت منذ نهاية العام الماضي، الا اننا لا نمتلك كتلة نيابية في البرلمان لكي نقدمها باسمها ولذا فتم ذكرنات ضمن الاخرى. ولكن لم تذكر لي شيئا عن مقترحات فصيلكم السياسي الذي يدعي دائما انه يقدم وقدم وعمل ولم نرى شيئا عمليا، واعتقد انك يا سيدي لم ترى شيئا، وان كنت قد رأيت شيئا في مكاتب فصيلك فانها فقط لكي يراها الاعضاء ولكنها لم تقدم لان السياسي الفطحل مشغول بالمكالمات الهاتفية مع جون بروان وبوتين وساركوزي وكونديليزا رايز. ونغمة حقدنا على الحركة وتحريض الاخرين عليها هي تهمة معادة ومكررة ومملة، لانها تعود اليكم اي ان اللص يتهم الاخرين باللصوصية، اما اذا كان لنا ابناء عمومة وابناء خالات وعمات في الحركة فاننا نحترمهم كاشخاص ماداموا يقومون بواجبهم تجاه امتهم ولا يعملون من اجل نشر الاتهامات والاباطيل والاكاذيب ضد الاخرين في محاولة لاضعاف الشعور القومي وتشتيت الجهد.
اما اذا كان الاستاذ سركيس اغاجان قد قدم مقترحاته ايضا فهذا مرحب به على الاقل فانه لن يعود الى كلمة الكلدواشوري والى نغمة الحقوق الادارية التي وضعت في مذكرة فصيلك المقدمة للتعديلات المقترحة للدستور الكوردستاني ولم يكن لها من غاية الا محاولة لوصل ما انقطع بضرب كل ما هو ايجابي لشعبنا. ان السيد سركيس اغاجان الذي قامت على يديه مشاريع كبيرة لا يمكن لنا الا ان نثني على جهوده عليها وعلى كل ما يقدمه بهذا الخصوص، ونعلن باننا سنكون له عضدا في كل عمل خير يقوم به هو او غيره، ولعلك اطلعت على مقالتي المعنونة عودة الحياة وهي على الرابط التالي

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=27119.msg85574
في مدح تجربة بناء القرى وترسيخها، كما اطلعت على مقالتي التي كانت بعنوان لا للشماتة لا للاستهانة على الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=33338.msg108768
والتي تنتقد بعض التقصير في انجاز الامور بصورة صحيحة كما تنتقد شماتة زهريرا دبهرا ومن لف لفها بسقوط جسر نهلة، اننا سنكون مع السيد سركيس اغاجان في كل عمل جيد لصالح شعبنا والرجل لحد الان لم يخيب ضننا فيه بكل ما قام به، وهذا كان ديدنا معكم، لقد ساندناكم ودعمناكم وعندما انتقدناكم  لعدم اهتمامكم بتضمين القانون حق التمثيل لشعبنا خرجت ابواقكم بالدعايات الكريهة والكاذبة والممقوتة والمستهلكة ولا زلتم عليها سائرون. فبالله عليك اذا كان احد اخر قال التالي فما كان سيكون ردكم
((نحـن لـم نقاطـع أيـة جهـة قوميـة يكـون لهـا استـقلالية القـرار ونابعـة مـن بيـن صـفوف شـعبنا ، أمـا الأمـور التـي تنـظم وتحـاك مـن قبـل جهـات خارجيـة وتخـرب بـاسم قـوميتنا ، وتصـادر إرادة شـعبنا مـن خـلال هكـذا اجتمـاعات ، هـذا أمـر لا نقـبله ، وعـندما نشـك باستـقلالية القـرار والمرجعـية والتـمويل وغيـر ذلـك ، نكـون مضطـرين أن لا نحضـر ، واللـه يوفـق كـل هـذه الجهـات ،  لكنـه عـندما تكـون بعـض الجهـات نـابعة مـن إرادة شـعبنا ومـن رحـم الأمـة وتمتـلك استـقلالية القـرار فنحـن لـن نقـاطع أي جهـة))
فمن هي الجهات القومية بنظر امينكم العام ام هم حسب الظروف فيوما هم الاترنايي واخر هم بيت نهرين وثالث هم الاتحاد الديمقراطي الكلداني، اذا كل تنظيماتنا غير مستقلة، تبقى فقط منظمة السيد كنا مستقلة اليس كذالك، ماهو ردكم على مثل هذه الترهات في هذا الوقت الذي نحن فيه بامس الحاجة الى وحدة الصف ولو لرفع السيف عن رقاب ابناء شعبنا، ام ان ما يقال في الدورة هو اكاذيب بل ان ابناء شعبنا في الدورة يتم رشقهم بماء الورد  او بورد الجوري، او هم ايضا من افواج السياح الذاهبون الى الرصافة بعد طول غياب، انكم سيدي تحاولون التعمية على الكل والكل يجب ان يفتح فمه دهشة واعجابا بما يقوله فطحلكم وكاننا لا نمارس السياسة ولا نمارس الديمقراطية. ولكن انكم على حق فقد حاولتم اخراس بعض من تكلم وترغبون في اسكاتي، وهذا من المحال الا اذا حاولتم تكرار تجربتكم الفاشلة والمعروفة. 

3.((تتسائلون عن الاستفادة من نتائج الانتخابات، وما هي اهميتها! نعم لكم الحق فلو كان حزبكم وكل المشاركين معه كان قد حصل على ربع النتائج لكنت قد كتبتها على جدار برلين بالرغم من انهياره... ولكن اعلم ان كل محاولاتكم في التشويه تبؤ بالفشل لان الجميع يعلم ان من انتخب قائمة زوعا ومؤازريها له صوت مسموع ولايمكن الاستهانة به....لذا ارجو ان تسمع همستي الاخيرة وتعيد حساباتك جيدا وتخرج مع الجميع من اجل استرجاع القطيع كله ولاتنشغل بالدوران على العجل الاحمر..لآن الكل احسن من الواحد مهما كان شكله ولو.....))
 
هنا ارد عليك من الاخر نعم الكل احسن من الواحد كما تقول بلغتك، ولكنك الظاهر لا تريد ان تقراء او لا تريد ان تفهم، الم اطلب ذلك الم تكن المقالة اصلا لاجل ذلاك وخصوصا ان شعبنا يعاني تهديدا جديا في بغداد والموصل (وها هي جريمة اغتيال الشهداء الاربعة في الموصل طرية)، وحتى ان تمكن شعبنا من الهرب، فانه فقط محاول فرض تغيير الدين بالقوة عليه يعتبر اهانة لكرامتنا الانسانية، ومجرد ترديد اقوال يشم منها رائحة الاتهام السوقي في هذه المرحلة من سياسي يمثل تنظيما سياسيا هو اهانة لشعبنا وللدماء التي قدمها يوسف ويوبرت ويوخنا البس كذالك؟ ولكي لا يستهان بالزوعا وبالاصوات التي منحت له كان الاحرى بك وبالسيد كنا ان تكنوا قدوة في التواضع والتضحية من اجل العمل المشترك لان ابسط انسان يدرك ان الامة واي شعب لا يمكنه النجاح وقواه متشرذمة، وقديما قيل العاقل من يتعلم من تجارب غيره وياما تجارب امامنا مطروحة لنتعلم منها، ومنها تجربة الاخوة الكورد.
واخيرا اقول لمثل هؤلاء الكتاب كفى ترديدا لاقوال ان السيد تيري مختص بالحركة، اقول اما ان تعملوا بالشكل سليم ومخلص والا فان لست على استعداد للسكوت لان امر شعبي يهمني وهذا اقصى ايماني، وهذا الشعب ليس ملكا لشرذمة من المطبلين والمزمرين، بل هو ملك ابناءه البررة الميامين من الذين قدموا لاجله كل ما تمكنوا وان كان مثل ما قدمته الارملة الفقيرة، لانها قدمت كل ما تملك.




betkanno@web.de

396
بين رشقات يونادم  وصمت ابلحد

بين ما فاجاء به الناس الاستاذ سركيس اغاجان هو انه قال ان لجنة تعديل الدستور العراقي لم تتلقي اي اقتراحات من اي جهة اشورية كلدانية سريانية لتعديل الدستور العراقي، ففي الوقت الذي اود التأكيد ان الحزب الوطني الاشوري قد ارسل اقتراحاته الى اللجنة المذكور منذ 17 كانون الاول 2006 ولكن لم يدرج اسمنا في الاسماء المذكورة والتي استشهد بها الاستاذ سركيس اغاجان لاننا لا نمتلك كتلة برلمانية ولا عضو في البرلمان العراقي، والاسماء المذكورة هي للكتل البرلمانية حتى لو كانت ممثلة بشخص واحد مثل الازيدين والتركمان، ولذا فنحن محسوبون في الاخرى من المنظمات ومؤسسات المجتمع المدني. ويمكنكم الاطلاع عليها على الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,68635.0.html

اقول في الوقت الذي فاجاء القول الناس فانا لم تفاجنئ ابدا فهذا ديدنا بالسيد كنا، لا بل الحقيقة ولاول مرة يقولها بنفسه، اي الحركة لم تتقدم بشئ لانه يمثلها وهو موجود في لجنة تعديل الدستور.

 (( نعم لم تكن هناك ورقة الحركة الديمقراطية الأشورية ولكني امثل الحركة الديمقراطية الأشورية فأنا كنائب في البرلمان قدمت كل المقترحات وكل الأفكار و انا جالس في لجنة التعديل (تخيل العبقرية) وحاورنا الكثير من الأطراف ساعات لتثبيت الكثير من حقوقنا كمسيحيين وككلدان اشوريين سريان ... وأعود وأؤكد إن تصريح السيد سركيس غير دقيق والمعلومات التي وصلته غير دقيقة . (في مقابلة مع مراسل عنكاوا كوم))

  وهكذا فهو يود القول ان جميع الكيانات التي كانت موجودة في اللجنة لم تتقدم باي اقتراح لانها كانت موجودة في اللجنة ليس بشخص واحد بل بعدة اشخاص، ولكن لا يقول لنا لماذا تم ذكر الاسماء التالية.

((جبهة التوافق العراقية وجبهة الحوار الوطني  والقائمة العراقية و التحالف الكردستاني والمصالحة والتجرير والحركة اليزيدية العراقية  والجبهة  التركمانية العراقية. وايضا تسلمت من جهات رسمية و غير رسمية ومن مؤسسات المجتمع المدني  و آراء عموم  المواطنين. هذا  بالاضافة الدراسات والمقترحات التي تقدمت بها بعثة الامم المتحدة مكتب الدعم الدستوري و مجموعة القانون الدولي)) ولم تذكر كتلة الرافدين؟

لقد قلناها منذ امد بعيد ان السيد كنا لم يقدم شيئا ولن يقدم شيئا، وطالبناه مرارا عند عملية كتابة الدستور ان يبين لنا المقترحات المقدمة من قبله، ولم يفعل اذا ما الغرابة في الامر؟
فرشقات السيد كنا التي طالت لجنة تنسيق الاحزاب ومؤوسسات شعبنا قبل فترة، تصل الان وبصورة مباشرة الى كل العاملين في الاحزاب الوطنية من ابناء شعبنا، فسابقا طالت الشهيد فرنسوا الحريري وهذ قصة معروفة وموثقة، وطالت كل من عمل مع الاحزاب الكردية ما عداه هو، واليوم تصل لتعمم على كل العاملين في الاحزاب الوطنية الكوردستانية او العراقية مثل الحزب الشيوعي امثال المرحو توما توماس وابو باز والشهيد ابو نصير وابو ليلى وابو ميسون وابو حكمت وحكمت حكيم وغيرهم المئات من الشخصيات ذات الحس القومي والوطني المركبين والتي يشهد لها الجميع بانها عملت لامتها من خلال عملها لوطنها ولكنه يعني ايضا شخصا واحدا بالضرورة الا  وهو الاستاذ سركيس اغاحان؟
واذا كانت رشقات السيد كنا الموجه الى الاستاذ سركيس اغاجان  (بداية يسعدنا أن نسمع تصريحات من شخصيات من أبناء شعبنا في صفوف أحزاب كردية او عربية أو وطنية تهتم لمصلحة شعبنا رغم اختلاف أجندات أحزابهم مع أجندات شعبنا القومية) فهاهو يوجه سعادته الاستاذية الى الجميع وكانه اب يسعده عودة الابن الضال، ففي الوقت الذي لم يتقدم بشئ لخدمة امته الامة التي صدقته في انجازاته الوهمية  وادار لها ظهر المجن فها هو يبدو استاذا في العمل القومي، وكان العمل القومي منوطا في حركته ذات الماركة المسجلة، فبعد ان اتهم الاحزاب الاشوورية الاخرى بكل التهم الباطلة وكانت ابواقه تجاريه بدون تسأل هاهو يدير ظهر المجن لمن ساعده ودعمه خلال سنوات طويلة وبصمت كصمت الحملان.
اما مشكلة السيد ابلحد افرام فهي تكاد ان تكون نادرة فرغم انتظارنا عدة ايام بعد تصريحات السيد يونادم كنا فاننا لم نسمع منه اي بادرة لنفي ما قاله وهذا دليل ان السيد يونادم الذي نادرا ما يصدق في كلامه كان هذا المرة من هذه النوادر؟
 ولذا فتوجيه الكلام للسيد ابلحد باعتقادي لم يعد ذو منفعة بل على جميع المؤمنين بوحدة شعبنا ان يكونوا صفا واحدا في تحجيم مثل هؤلاء الاشخاص، وعلى الكنيسة ورجالاتها ان تقوم بدورها وان تعلن موقفها من هذا الرجل الذي لا يدري ما يفعل، فتقسيمنا الى قوميات متعددة هو ضربة قاصمة لعملية تحقيق وتنفيذ ما يجب ان نتمتع به من الحقوق على ارض الواقع، ان الرجل مستعد ومن موقعه ان يفعل كل ما يعتقده لانه في موقع يسمح له بذالك، ولكن على شعبنا ان ينبه قائمته التي هو ضمنها واعني قائمة التحالف الكردستاني بان ما يفعله هذا الشحص يضر بابناء شعبنا ومستقبله وان قائمته ومن ساندوه سيتحملون مسؤولية ما يقترفه امام شعبنا، لا بل ان ممارساته تمنح المصداقية لمن يتهمونهم بانهم احد اسباب عدم وحدة شعبنا. واقول للسيد ابلحد افرام انه عار لمن يرى ابناء شعبه يتكلمون لغة واحدة ويمتلكون تاريخا واحدا ويمارسون عاداة مشتركة ويتلهفون الى مستقبل واحد ان يقوم شخص ما ولاي سبب كان بالعمل من اجل تقسيم الشعب، والمستقبل سيد ابلحد ليس لي او لك بل هو لابناء الشعب وهم من سيصيغونه وهم من سيعيشونه، وعلينا مساعدتهم لكي يكون هذا المستقبل امنا ولكي يعيشوا احرارا سوية ومن غير هذه الغزبعلات نحن شعب واحد ولكننا لسنا بقومية واحدة، والسنا في اقليم كردستان شعبنا واحدا من كل المكونات (شعب كوردستان)، والسنا في العراق شعبنا واحدا (الشعب العراقي) من كل المكونات ولكن هل نشترك مع كل الكوردستانيين باللغة والتاريخ الخاص والعادات (غالبها) والتراث وهل نحن كذالك مع مكونات الشعب العراقي، اننا امة واحدة وقومية واحدة ونرجو التفكير فاكليل العار سيكون تاج من يشارك في تقسيمنا وتحجم حقوقنا ومستقبل ابناء شعبنا.
من الواضح من قراءة المقابلة التي اجريت مع السيد يونادم كنا انه اطلق نيران قذائفه باتجاهات عدة وبدون حسابات موضوعية او حتى التأني وسؤال الذات عن مدى صحة ما اتجه اليه ولو من خلال طروحاته وطروحات حزبه، او حتى من خلال التلاعب على المصطلحات والسيد كنا بداء يظهر كرجل وطني عراقي ولكن بالمفهوم العروبي السني للوطن. ففي الوقت الذي بات مفهوما ان الفدرالية لا تتناقض ووحدة التراب الوطني، بل ان الفدرالية توسع من مدى مشاركة الجميع في الحكم والادارة، وتوزع السلطة على مدى الوطن ولا تحصرها في العاصمة او في فئة تستلم السلطة بانقلاب عسكري، بل ان الفدرالية هي احد الضمانات الاساسية لعدم العودة الى عصر الانقلابات، نرى السيد كنا يعود لوصف الوطن بما يوصفه الطرف الذي كان مستلما ادراة دفة الوطن منذ 1921 .
لا يقول لنا السيد كنا من كان السبب في عدم تحقيق وحدتنا القومية وكانت اخر محاولة تلك التي عقدت في جمعية اشور بانيبال في صيف عام 2005 ، الم يكن هو وحزبه السب لاصرارهم على الكلدو اشوري، واين كان عندما دخلت الواوات واليوم يتباكي ان هضم حقوقنا عائد الى عدم توحيد شعبنا في الدستور وان الطرف الاخر لا يقبل ( اي ابلحد افرام)؟  اليس عجيبا امر من يتبع هؤلاء الساسة هل يعتقدون اننا كلنا نمتلك ذاكرة مثقوبة تخر منها الاحداث وتنساب بلا اثر؟
اما مطالبته بمعالجة المادة 125 فمتى علم ضرورتها هل بعد ان اشار اليها الاستاذ سركيس اغاجان، ولماذ لم يتكلم، ولماذا لم يطلب من الناس مساعده ولم تثيرها في اي محفل، رغم ان الجميع يدعوه لتكون بينهم اخا مشاركا ولكنه يرد باتهامات وكلام بذئ.
انني اسأل وعلى القراء الانتباه هل اطلع اي منكم يوما من الحركة الديمقراطية الاشورية ولو يوما في احد مطبوعاتها او منشوراته اثارة لاي اشكالية دستورية او قانونية او ماشابه ذلك وهل لهم اقتراح لمعالجتها؟، لماذا لاتقوم الحركة كبقية التنظيمات بطرح مشاريعها السياسية والقانونية والدستورية التي تريد تطبيقها او المطالبة بها على الجمهور او على الاقل على اعضاءها، لكي تناقش وتطرح لها بدائل او لكي يتم تحصينا من اي اخطاء ولو املائية، وحاشا من الاخطاء الفكرية من قبل قيادة الحركة؟ التي لا تخطئ وخصوصا في فلسفتها الفكرية المتضمنة كيل السباب والاتهامات لجميع قوى شعبنا السياسية.



betkanno@web.de
 

397

محنة عظيمة وعمل .......



ما يعانيه ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري واخوتنا الازيدية والصابئة المندائيين، يدخل في باب المحن العظيمة التي تمر بها بعض الشعوب والامم، ولكن من المحن احيانا تبعث لهذه الشعوب ارادة موحدة قادرة وفاعلة تغيير الاوضاع راسا على عقب.
ان تهديد الناس بالموت لمعتقدهم الديني امر مثير وغريب في هذا العصر ولا يمارسه الا الناس الذين يحتلون الدرك الاسفل في كل القيم هذا ان كانت لهم قيم اصلا، ولكن السكوت عن هذه الممارسة يعني ايضا ان الساكت اخرس لا يسمع واعمى لا يبصر وكسيح مشلول الارادة قبل الجسد. وهذا هو حال مؤسساتنا كلها وبلا استثناء، خرس وعمى وكساح، والا بماذا يمكننا ان نفسر صمت القبور عن ما يحدث، صمت عن استثمار الحالة اقله لبناء مستقبل جديد وواعد وكان يمكننا ان نستثمر الحالة لاجل ازالة اثار حربنا الاهلية التي خضناها، لاننا كلنا مستهدفون والذي استهدفنا لم يميزنا عن بعضنا البعض بل عنانا كلنا، عندما رفع ساطوره معلنا رغبته بذبحنا من الوريد الى الوريد.
قام رؤساء كنائسنا مشكورين بارسال رسائل الى الحكومة وبعض الاطراف الدولية، ولكن هل الموقف انجلى بهذه الرسائل، اما منظماتنا السياسية فكأنها كانت في واد اخر، وكأن الامر لا يعنيها، الا من بعض التصريحات واللقاءات الخجولة التي لم تعني لشعبنا شيئا، ان احزابنا وكل مؤسساتنا القومية لم ترتقي الى مستوى المسؤولية التي فرضها الوضع القائم والتهديدات الجدية بحق ابناء شعبنا واخرها تلك التي ابتدأت في منتصف نيسان الماضي ولازالت تداعياتها مستمرة، وعوضا عن التأزر والدعوة للعمل المشترك لان الجميع في مركب واحد، يخرج احد فطاحلنا السياسين بالجواب التالي وفي قمة الازمة الحالية


((ـ  أيـن تضـعون إذن ، بالنسـبة لمـا تفضلـتم بـه ، لجنـة التنسـيق التـي تضـم أحـزاب : الوطني الآشـوري و جمعية الثـقافة الكلدانية و بيـت  نهـرين الديمقـراطي  والمنبـر الديمقراطي الكـلداني ومنظمـة كلـدوآشـور للحزب الشـيوعي الكردسـتاني ، التـي تلـتقي دوريـا فـي أربيـل ؟
ـ  ـ  هنـاك العـشرات مثـل هـذه اللجنـة في أنحـاء العـالم في التسـميات والمسـميات ، والإنتخـابات في الوطـن قـد أعطـت جـوابها ، فمـع كـل احتـرامي للجهـات التي ذكرتـها ، لكـن الإنتخـابات في الوطـن أعطـت الجـواب ، عـندما أدلـى شـعبنا بصـوته وانتخـب قائمـة الرافـدين التـي ضـمت الحركـة ومؤازريـها ، نحـن نـرى بـان ( عـدم اعطـاء شـعبنا اصـواته لـهم ) سـببه أنـهم يـأتمرون بـأوامر خـارج شـعبنا ولا يحتـرمون إرادة شـعبنا)) .


اذا الانتخابات اعطت الجواب ولكن لم يقل لنا ما هو جواب الانتخابات في المحنة الحالية.
في كل العالم وفي مختلف الامم تحدث خلافات سياسية لا بل وكما قلنا مرارا ان السياسة هي لادارة الخلافات ولو لم تكن هنالك خلافات واختلافات لما كان هناك داعي للسياسة، ولكن عندما يكون وجود الشعب في مهب الريح ورقاب الناس تحت نصال سيوف القتلة، تكون هناك اوليات ومنها العمل المشترك لمواجهة الموقف العصيب، وبعد زوال الموقف تعود الاطراف لممارسة السياسة وخلافاتها.
ولكن لا الفائز بالانتخابات وبقائمة كاملة غير منقوصة وغير مخترقة من الخصوم الاعداء والذين صرف مئات الالاف من الدولارات لكي  يحجمهم، ولا الاخرين اقدموا على خطوات يشم منها الارتقاء الى المستوى المطلوب او الحد الادنى المطلوب، انها ازمة ومحنة اخرى اكبر من محنة تعرض شعبنا للتهديد بالقتل، ازمة ان لا يكون لابناء شعبنا ومؤسساته بدائل وخيارات ولا يمكنهم حتى في ظل هذا الامر من توحيد مواقفهم، وخصوصا ان الموقف هنا هو من الوجود المادي والروحي والثقافي لشعبنا، وان لم يتمكنوا في مثل هذه الازمة من توحيد عملهم ولوانيا فلن يتمكنوا تحت اي ظرف من العمل المشترك.
اذا مع من يريد سياسينا المذكور اقواله اعلاه العمل، هل يريد العمل مع قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين، ام مع المترددين على فندق الهويزة في طهران .
هناك ثلاثة طوائف او اكثر يطالهم التهديد بسبب انتمائهم الديني وهم المسيحيون والازيديون والصابئة المندائيون، ولكن التهدي سيطال الكاكائيين وعلى اللهية، اذا المطلوب اليوم خلق نوع من النواة الصلبة لتحالف يضم هذه المجموعات تعمل هذه النواة من اجل تثبيت حقوقهم ودورهم ليس في الدستور والقوانين السارية او التي ستسري بل اجبار الدولة واجهزتها كلها للعمل من اجل حمايتهم توفير الامن والكرامة وحق المواطنة وبمساواة تامة مع كل المواطنيين الاخرين، ان لجوء هذه الطوائف او ممثليها السياسين لطلب العون من الخارج في الحالة الراهنة،لا يعني البتة التخلي عن الدولة، لانه ثبت بالدليل القاطع عدم اهتمام الدولة بهم بل التغاضي عن ايذائهم فقط لكي تحظى السلطة بتأيد هذه المجموعات او لكي تكف المجموعات اذيتها عن السلطة وتتلهى بالطوائف الغير الاسلامية. ان الطوائف المذكورة اعلاه هي الاكثر ايمانا بالدولة وبقانون عام يطبق على الجميع ولكن على الدولة ان تقوم بواجباتها كاملة، واذا كان للبعض امرا مهما الحفاظ على التألف الوزاري فانه امر اكثر اهمية لنا حياة ابناء شعبنا ومن اجل بقاءهم علينا الطرق على كل الابواب.
من الواضح اهمية ليس تحريك المشاريع السياسية التي باتت اليوم مطلب الاغلبية، بل العمل على الاقل على وضع تصورات كافية حولها والعمل من اجل انقاذ ابناء شعبنا واسكانهم في منطقة سهل نينوى واعادة الاخرين الى قراهم الاصلية مع العمل الجدي من اجل تأهيل المناطق لاستيعاب مشاريع اقتصادية يمكنها من ان تجعل الناس تعيش بكدها وبجهدها وان لا يكونوا عالة على اي جهة، ومن الامور الاساسية التي يجب ان تطرح وتستحصل، هي الدعم الذي يجب ان تقدمه الدولة التي فشلت في الايفاء بواجبها الاساسي الا وهو حماية شرئح واسعة من المواطنين المظلومين لاسباب اعتناقهم ديانة من غير ديانة الاكثرية.
في ازمتنا الحالية والتي تتفاقم يوما بعد اخر، نرى سكوتا مريعا لكل الاصوات التي ظلت تعمل من اجل خلق استقطابات ايدولوجية فيه، ان هذه الاطراف التي ظلت تتصايح وترفع عقيرتها بالرفض لكل مشاريع التوحيد صمتت صمت القبور لاي طرح انقاذي او طرح سياسي قابل للتنفيذ، فهل امام التهديد بذبح الشعب يهربون الى الصمت المريب، ام ينطبق عليهم المثل العراقي ابويا ما يكدر الا على امي. هلا افتونا بحل لكي نتمكن من تجاوز الموقف الصعب الذي نحن فيه، فما سمعناه منهم انهم يمتلكون قدرات هائلة لحد امكانية ازالة شعب يعتبروه عدوا، فيا ليت يخصصوا جزء من قوتهم هذه للقضاء على حفنة من الارهابيين روعت شعبنا، انني هنا اتوجه اليهم راجيا متوسلا فهل سيجيبوزن توسلاتي؟
ان المتاجرين بمخاوف البعض من ردود فعل الجيران لاي مطالب نقدمها، هم اول من يعرف ان هذه تجارة ليس الا، فحتام السكوت ونحن نذبح، وتفجير الكنائس وقتل العشرات من ابناء شعبنا في بغداد وتهجير المئات من الانبار والبصرة والموصل وفرض قوانين اسلامية عليهم كلها سبقت مطالبتنا بالحكم الذاتي، ان الحكم الذاتي لشعبنا هو الية لحماية الشعب من مثل هذه الممارسات، وهؤلاء من فرحتهم هللو لما حدث في تلسقف، لانها بنظرهم تؤكد نظريتهم ولكن الارهابيين كانوا اسبق منهم او كذبوهم سريعا عندما اعلنوا ان العملية هي لرد على مقتل فتاة يدعى انها اعتنق الاسلام قتلت بشكل بشع من قبل اقراباء لها.
وهكذا نرى اطراف مختلفة ينطبق عليها القول (الصائدي في الماء العكر)، وعند حدوث امر مشابه لما يحدث الان لشعبنا في بغداد والموصل، يسكتون ويصمتون ويحاولون تحويل الانظار الى امور تافهة ومعارك وهمية مثل معركة مفوظية الانتخابات. والمطالبة بالحكم الذاتي هي مطالبة سياسية وباليات سياسية تعمل على اقناع كل الاطراف المحيطة بان الامر هو لصالح الجميع وهو تحقيق لحق واجب الوفاء، كما انه عدم تحقيق هذا الامر يعني غبن اجزاء من الشعب العراقي، مما يعنيه من ترك اثار لعدم العدالة، والمغبون سيحاول تحقيق العدالة مهما طال الزمن، فيجب علينا كلنا ان لا نترك مشاكل سياسية او قومية او دينية او لنقولها يجب ان لا نترك نار تحت الرماد لكي تحرق العراقيين في المستقبل.
شعب مهدد بالذبح والكل ساكت انه لامر مخجل حقا!


betkanno@web.de

398
المنبر الحر / في الوعي القومي
« في: 21:51 16/05/2007  »
في الوعي القومي



ان التقليد قد يفيد في مرحلة ما في الوصول الى ما وصل اليه المقلد، ولو نظرنا الى تجارب الاسيوية مثل اليابان والصين ونمور اسيا، سنجد ان هذه الدول قامت بتقليد المنتجات الغربية كمرحلة اولى في طريق الانتاج الصناعي وتطوير المنتج لحد التنافس مع الاصل على السعر او الجودة. ولكن لونظرنا من منظار اخر للتقليد، فانه لكي يصل الى ما حققه الاصل فانه على القائم بالتقليد هظم التجربة المراد تقليدها، وبالاخص في التجارب الثقافية والقانونية والسياسية لكي يصل الى التعايش معها وتطبيقها واشاعتها.
ومن المسائل المثيرة للنقاش والاختلاف هو ما اصطلح على تسميته  بالوعي القومي، الذي هو بالحقيقة الادراك التام للمتطلبات الواجب توافرها لكي تقوم امة من الامم بالنهوض من نكسة او نكبة الم بها او لكي تسير في المستقبل بطريق نحو التقدم والتطور الدائم، وبالتالي الادراك التام بان ابناء الامة تلك من نساء ورجال متساوون في الحقوق والواجبات، والادراك التام حقا ان ما يراد الوعي بشأنه هو امة او قومية واحدة ولاخلاف عليها.
الحقيقة التي يجب ان تدرك اننا كامة او كمجموعة سكانية معينة، تلك التي تسمى بالاشورية او الكلدانية او السريانية، جمعيها مجموعة بشرية متحدة في التاريخ واللغة والعادات والتقاليد والجغرافية السكانية، الا انه يظهر انه لم يتكون لدينا احد اهم الاسس لوحدة الامة الا وهو المصالح المشتركة، وبالرغم من هذا الشرط كان من انتاج قريحة ستالين الا انه يبدوا شرطا اساسيا لكي يتبلور عمل قومي مستند الى وعي حقيقي. فالشروط التي جعلت الامم تتوحد وتعمل من اجل رفعتها وعزها والتي توافرت للامم الاوربية لم تتوفر لحد الان للامم الشرقية وبالاخص القائمة في منطقتنا، فحتى الامم التي سبقتنا في النهوض وفي اقامة كيانات سياسية تطمها بما فيها الدولة، مثل العرب والترك، يتبين انها دولة قائمة ليس لان ابناءها او المنتمون للغالبية فيها توحدهم مشاعر الاعتزاز والفخر للعمل تحت راية ما يرفعون من الشعارات، بل توحدهم على الاكثر عداءات مشتركة ولكن تفرقهم امور كثيرة وتنبت بينهم خلافات اكثر مما بينهم وبين اعدءاهم المشتركين.
لا خلاف ان الوعي القومي يبداء في مرحلته التبشيرية او الرومانسية، بالاهتمامات الظاهرة للعيان والتي تبرز التمايز القومي بالمقارنة مع الاخر، اي يمكن تسميتها الاهتمامات بالبنية التحتية للفكر القومي، ومنها اللغة التي تتحول في الفكر القومي الى احدى المقدسات، وبالنسبة لنا فاللغة ايضا مقدسة بسبب استعمالها في الطقوس الدينية وما نعلمه من تكلم السيد المسيح باحدى لهجاتها. وكذالك التاريخ والعادات والتقاليد والتراث من الاغاني والامثال الشعبية والرقص الشعبي والملابس، ويحاول الرواد الاوائل او حتى التيار المتبني للافكار القومية الى ان يجذر الاختلاف وبكل التفاصيل عن القوميات الاخرى محاولا الابتعاد عنها، بالرغم من التشابه والتقليد امران عاديان ويحدثان في المجتمعات وهم من الامور المقبولة، وسبب ذلك ان القوميين يعملون في ظل مفاهيم مقدسة، والامة في نظرهم هي الام، والام اي ام هي افضل من كل الامهات بنظر الابن، وهكذا يحدث ان يتم تقديس امور ومفاهيم هي في الحقيقة لا تحتمل كل هذا بل يصبح تقديس هذه المفاهيم عقبة كأداة في طريق تطور الامة، لان المفكر او السياسي او حتى من يحاول طرح حلول لمشاكل انية او مستعصية يصطدم بهذه المقدسات التي لا تنتهي، ويترك الانسان او الوحدة الاساسية للامة ومن يمثل وجودها يعاني المنغصات والمعيقات والاضطهاد والتشرذم لاجل عدم ادراك ان حامل وناقل المقدسات اهم منها، وهذه المقدسات ما هي الا علامة مميزة تتطور بتطور الازمان والامكانيات والقدرات.
اليوم اصبح من الواضح ان ما ندعي امتلاكه لوحدنا تشترك فيه امم وقوميات متعددة، فلو لاحظنا اسلوب الغناء والالحان والايقاعات المستعملة وحتى الملابس، ندرك اننا والكورد والفرس والترك والارمن نكاد نشترك بنسبة كبيرة من مكونات هذه التفاصيل القومية او المميزات القومية برغم من اختلافنا في الجذر اللغوي الذي هو اقرب لنا كامة (كلدانية سريانية اشورية)  مع العرب، ورغم اننا اقدم الامم من بين التي ذكرتها ويمكننا الادعاء بان هذه الامم قد اخذت عنا، الا انه من الواضح انه لا يمكننا سلب حقهم في التمتع بذائقتهم المتكونة عبر الزمن والتي تكونت لدى الفرد منهم.
ولتكوين الاوطان وبناءها يتطلب اليوم ايجاد القواسم المشتركة من الذائقة الى التطلعات السياسية العليا مثل القوانين والقيم العليا للعيش والاقتصاد، وهذه كلها تأتي نتيجة للمشترك الثقافي المتكون نتيجة التعايش المستمر واهم ما يجب ان نقره وان لا نتغاضى عنه هو المصلحة المشتركة لكل المكونات الاساسية لبناء الوطن الواحد، والذي يدرك الجميع انه لا بد ان يقوم لكي يعيش الجميع بامان وسلام.
والغريب في خطابنا القومي، والذي يرمي الى تجذير الوعي واضافة قوى اخرى جديدة وشابة ومندفعة اليه، هو تجاهل معيار المصالح، وهذا متأتي من النظرة الرومانسية والتي تدعي بان العمل القومي هو من اجل الامة (الام ) والتي لا يراد من خلفها اي مصلحة، فكلنا عندما نرعي امهاتنا عند تقدمهن في السن لا نرمي الى تحقيق مصلحة ما منظورة، بل اداء واجب ورد الجميل، ولكن كل هذا ايضا هو مصلحة في حقيقة الامر، فرد الجميل واداء الواجب  هو دين نشعر اننا مقيدون به جراء ثقافتنا التي تربينا عليها ويجب ان ندفعه.
واذا كان بناء الاوطان مع الاخرين او الامم الاخرى يتطلب البحث عن المشترك، او حتى خلق قواسم مشتركة، فكم بالاحرى اليوم نحن مطالبون بترسيخ المشترك فينا وتجذيره وخلق المصالح اليومية المشتركة والتي يجب ان تترسخ ان كنا صادقين في اننا امة واحدة، خارج اطار صراعاتنا التافه.
ومن هنا يجب ان نعمل على الادراك التام ونشر هذا الادراك باننا يمكن ان نختلف على امور قد نعتقدها جوهرية، ولكننا متحدون على امور اخرى ايضا هي جوهرية، فلو تطلعنا اليوم الى  ما يراد منا ان ندفعه نتيجة لحملنا المشترك الديني الواحد لادركنا كم نحن بحاجة الى تجاوز بعض خلافاتنا ولنتركها لكي تحل بمرور الزمن، وبقدر ترسخ المشتركات والمصالح اليومية بيننا بقدر ما سيكون حل المختلف عليه اليوم اكثر سهولة وابسط، لا بل قد تكون مشكلة ما اليوم منظورا اليها من المستقبل مشكلة بسيطة وسهلة مهما نعتقدها اليوم نحن عسيرة وصعبة.
اذا هناك انسان يشترك في التاريخ، ويشترك في اللغة ويشترك في الكثير من تفاصيل التراث الشفهي والعادات والتقاليد ويشترك في الانتماء الى ارض واحدة مهما كانت اليوم مقسمة (ولو شاهدتم البرنامج الرائع الذي بثته قناة عشتار مع ابناء شعبنا في روسيا لادركتم معنى الانتماء الى ارض واحدة، ولو التقيتم بابناء شعبنا من ايران لادركتم ذلك) فرغم انهم من مواطني روسيا وايران الا انهم يعتزون بان ارضهم التاريخية هي بيت نهرين وقبلتهم هي نينوى وبابل، ونشترك ونتعرض اليوم وتعرضنا بالامس بسبب هذا المشترك الى ابشع المذابح والاضطهادات الا وهو الانتماء الديني.
ان الوعي باهمية هذه المشتركات، يتطلب منا ان نعمل معا، وهنا هي المصلحة، ونعبر عنها حينما يحاول كل منا السكن بالقرب من من يحمل هذه المشتركات، هناك نوع من الوعي التاريخي باننا مشتركون وانناواحد امام الاخر ويتمثل ذلك في المناطق التي حاولنا السكن فيها، ويمكنكم الرجوع الى مقالات عن مناطق سكن ابناء شعبنا في بغداد والتي نشرت على هذا الموقع لتلاحظوا تركزهم في مناطق معينة مدفوعين برغبتهم للحفاظ على هويتهم.
ان العاطفة لن تدوم ابدا، والرومانسية التي بدأنا بها العمل القومي ستتلاشى امام قوة مصالح المجموعات والافراد وحتى بين ابناء شعبنا الواعي ندرك ان البعض تقبل ان ينسلخ من هويته القومية او اجزاء من تجليات هذه الهوية لصالح ما يعتبره ضروريا وهو التقدم الاقتصادي والعلمي والامان، وهذا لا يجب ان يكون مدعاة للتعيير او الانتقاص، الاهم هو ان نرسخ المصالح اليومية التي تجعلنا مترابطين وترينا كم هو مهم واساسي هذا الترابط في الدفاع ليس عن هويتنا القومية بل عن وجودنا الانساني كافراد.
اليوم نحن مطالبون بوضع التصورات الاساسية لترسيخ المصالح المشتركة، وبناء وجودنا القومي عليها، وهذا قد لا يتحقق الا بخلق التواصل اليومي، من خلال المدارس المشتركة والادراك التام ان التعليم بلغتنا الام مفيد لمستقبل الفرد ايضا كما هو مفيد لمستقبل المجموع، وكذالك بالمصالح الاقتصادية المشتركة، وبث الوعي بالمتطلبات او القاعدة العليا لتطور وترسيخ وجود اي شعب، والقواعد هي اهمية وجودنا وتمثيلنا في المشروع السياسي، وضرورة العمل من اجل ان نتمكن من الوصول الى حالة يمكننا ان نسن قوانين تعبر عن مصالح وتطلعات هذه المجموعة البشرية والمسماة الكلدانية السريانية الاشورية، في مستقبل الايام ولو تمكنا من خلق قاعدة اساسية تؤمن ليس بالمشتركات الموجودة بل بالمصالح الضرورية التي تربطنا، سيجد شعبنا ان ما اثير من مشاكل واختلافات لم يكن الا عدم فهم وادراك الجميع ان لا خلاف بتاتا بل لم يكن هناك وعي بالمصالح المشتركة والاساسية للجميع.



betkanno@web.de
 

399

من حقنا ان نمتلك دولة!

في منطق القانون ومنطق الحق ومنطق شريعة الامم  يحق لشعبنا ال(ك س ا) ان يمتلك دولته الخاصة به، ولا اعتقد ان هناك من سيعارض المقولة اعلاه، فمسألة ان كل شعب من حقه ان يقيم دولته مسألة محسومة دوليا وقانونيا وحقوقيا، ولكن السياسية ليست قانونا وحقوقا فقط، انها ميزان الارباح والخسائر، وكل طرف يعمل من اجل ان يكون هذا الميزان لصالحه، واؤكد لكم لو انه لم يكن هنالك من انسان يخسر شيئا من اقامة دولتنا ال(ك س ا ية)، لكان الجميع ترجانا لكي نقيم هذه الدولة، ولكننا لسنا في جزر معزولة، نحن محاطون بشعوب وامم ودول وقوميات، ما اربحه قد يمثل خسارة للاخر، اي من الاخرين، وما اخسره قد يمثل ربحا للاخر اي من الاخرين، اذا الربح والخسارة اساس العملية السياسية، فلو كان اي منا يمتلك مليون دينار ولكن دينار ايام زمان، هل كان مستعدا ليتنازل عن الف منها لاخيه وهكذا طواعا ورغم صلة الرحم؟ الربح والخسارة ايضا تعتمدان على ميزان القوى، فقد يتنازل طرف ما اليوم عن حقه او يسكت ان هضم هذا الحق لانه في موازين القوى ضعيف وفي اي صراع يدخله قد يجعله يخسر اكثر مما يمتلك حاليا، اذا يمني النفس بالحق الطبيعي والقانوني الذي يمتلكه وينتظر ويعمل لتتبدل موازين القوى وحينها يطالب برفع سقف المطالب، لحين الوصول الى مبتغاه وهي هنا دولته الخاصة به (الشعب). والدولة ليست من اجل امتلاك الدولة فقط بل هي الوعاء الذي من خلاله يضمن الشعب استمرار وتطوره ومشاركته في المسيرة الانسانية وهو معروف وليس مجهول، لانه يمتلك عنوانه الخاص وهي الدولة. ولتوضيح ما ذكرته اعلاه، ننقل لكم تجربة روسيا في منتصف التسعينيات حينما كانت تترنح مثقلة بمشاكلها المتعددة، فقد اضطرت الى توقيع اتفاقية ساخالين والتي بموجبها منحت لشركات اجنبية رخصة للعمل واستكشاف الثروات في الجزيرة مقابل ان يتم منحها حصة من الارباح، لقد دخلت الشركات في المفاوضات مع روسيا وهي تدرك عمق ازمتها ولذا فقد حصلت منهات على كل ما ارادت، الا ان روسيا التي تمتلك الاسلحة النووية بما يكفي لتدمير العالم مرات عدة، والاراضي الشاسعة (اكبر دولة في العالم) والثروات الطبيعية الكثيرة وشعب متطلع الى التقدم والازدهار وحضارة وتراث غنيين، عادت وبعد ان غيرت موازين القوى لفرض شروطها وتحكمها بثرواتها في اتفاقية ساخالين الثانية.
 ما دونت اعلاه هو من بديهيات السياسة، ولكن هذه البديهيات تنقلب لدى البعض رأسا على عقب، فالبعض يطالب بمطاليب هي اساسا محقة ولكنها غير موضوعية من الناحية القدرةعلى التحقيق، او من ناحية ان المنطقة الجغرافية غير مهيئة لتتقبل مثل هذا الامر، او ان الشعب اساسا مع كل الامور الاخرى غير مهيئة لهذا الاستحقاق المحق، اي ان المطالب هي قفز في المجهول، وهو قفز قد يكون قاتلا اكثر من الانتظار او من العمل بجد لتوسيع رقعة الحقوق الممكن هظمها واستيعابها وممارستها ويمكن للجوار الجغرافي ان يتقبلها، لاننا اساسا سنعيش مع هذا الجوار شئنا ام ابينا هذا اذ كانت رسالتنا تحقيق حقوقنا والعيش بسلام وجوار طيب اما اذا كانت رسالتنا الحرب قهي الطامة الكيرى، فنحن لن نجعل الاخرين يؤيدونا في مطالبنا ولن نجعلهم يطمئنون لمرامينا، ولذا فسيعمل الجوار الجغرافي للحد من تطورنا بل سيضعنا تحت المجهر ليكشف نوايانا ووضع الكوابح امامها بكل الطرق، فالعالم اليوم يتابع ويتفحص ويتأمل وكل شئ بات مكشوفا.
اذا الدولة ليست مرغوبة لذاتها بل لكي تقوم بمهام اكثر للشعب المطالب بها، لانه يعتقد انه في ظل السلطات التي ليست من شعبه يتم غبن حقه، وهذا الاعتقاد مبني على ما يستشعره الانسان.
 في تجربتنا العراقية والعالم ثالثية  ايضا اكاد اجزم ان غالبية الدول التي نالت استقلالها ودخلت المحافل الدولية باعلى ما يمكن من رفع الصوت، كانت النتيجة وبالا على الشعوب اكثر مما هي تحقيق المزيد من الحقوق والمنافع، لو استثينا فئة متحكمة في السلطة لمدى العمر، والبعض لما بعد الوفاة، فاوضاعنا قياسا بما صرنا نمتلك وقياسا بالتقدم التكنولوجي والعلمي كان من المفترض ان تكون افضل كثيرا ولكن الواقع يؤكد ان هذه الاوضاع تراجعت كثيرا عن ما كنا نتمتع به في فترة الاستعمار.
كل انجاز يتحقق يجب ان يتم بالمشاركة وبالمعاونة وباقناع المحيط، فالمحيط بالنسبة لنا ضروري لاننا فيه نتنفس ومن خلاله نتعامل ونتواصل، وعليه فوجود خلافات بيننا وبين المجيط على امور محددة، لا يجب ان يمنعنا من ان نتعامل بالامور التي نشترك فيها، ومطالبنا ومرامينا هي ما يجب ان نحققه لشعبنا اولا واخيرا في اطار المحيط الاول الكوردستاني والثاني العراقي والثالث الاقليمي، فعليه ان ما يطرحه البعض من رفض ما حققه بعض ابناء العراق كالكورد هو امر غير منطقي ولا يتسق مع السياسة والتعامل بها، ووفي كل الاحوال يتسق مع الاحقاد والثأر. 
واليوم ونحن ندخل معترك طرح المطالب ومنها الحكم الذاتي لشعبنا ال(ك س ا) ،ليس علينا ان نتفحص قدراتنا وامكانياتنا فقط، بل الجوار الجغرافي وموقفه وكيف يمكننا ان نقنعه او ان نشاركه، فالحكم الذاتي ايضا لن يقام في الفراغ بل سيقام في منطقة تضمنا اضافة الى الكورد الازيدية والكورد المسلمين والشبك والعرب، ومن هنا فالمنطقة بتكوينها الفيسفسائي او العراق مصغرا، فانه يحب ان نتحاور مع كل هذه المكونات ونتفق على الصورة التي نرى انها الاصلح لما نطالب به وليكن مطلبا لكلنا وليس لطرف واحد، فوالله ومهما اعتقد اي منا انه قوي ويتمكن من فرض ارادته فانه سيأتي اليوم الذي سيطالب بل سيتم الفرض عليه لكي يكون كالاخرين، لا بل ان استشعار اي طرف بالغبن هو شرارة لعدم الاستقرار وللتغيرات التي يجب ان تحصل وتمنح لكل ذي حق حقه.
لم تكن السياسة وحقوق الشعوب يوما تطبيقا لقانون يحقق ميزان العدالة، لقد كانت دوما ميزان قوى، وفي كل الادورا التاريخية، الا ان ما  يميز سياسة اليوم عن الامس هو مادخل عليها من مفاهيم وقيم تحد كثيرا من ممارسات قمعية او تعتبر غير انسانية، لا بل انه بات مطلوبا وملحا ان يتم تحديد الكثير من صلاحيات الدولة، فالدولة التي يحق لها ان تقوم بما تراه بشعبها او جزء منه يجب ان يتم سن قانون ما يحد من ذلك، فتحت ذريعة السيادة اقترفت الجرائم الكبرى او جرائم ابادة الجنس البشري كما هو جاري في دارفور اليوم، وعليه فانه من واجب السياسي القائد  لكي يحقق اهدافه ان ياخذ هذه الامور بنظر الاعتبار ويعمل بكل قوته لتقوية ورقته التفاوضية، والاوراق التفاوضية كما اسلفنا في مقالة سابقة تتكون من امور كثيرة وتتاثر بامور كثير انها كالريح التي قد يكون سبب هبوبها رفرفة جناحي فراشة في غابات الامازون ونحن نشعر بها ريحا قوية بعد ان تكون قد تضخمت وكبرت وقوت شدتها بفعل انضمام هبات هواء اخرى اليها.
فالعامل الديمغرافي يكون اساسيا ومهما في اي ورقة تفاوضية، العامل الديمغرافي الفاعل والموجود على الارض والمشارك بكل قوة في دعم السياسي، حتى لو كان هذا العامل متكونا من توجهات كثيرة الا ان العمل من اجل خلق توافق عام خلف السياسي امر مهم لكي تكون كل الاصوات متجهة نحو هدف واحد، اي برغم من ان السامع والمراقب قد يجد اصوات متعددة وتوجهات مختلفة الا انها ستكون في مرحلة ما متوحدة في المطلب، وهذا من عمل السياسي الذكي.
التحالفات الوطنية امر مهم وهذه التحالفات لا تكون بمطالبة الاخر بحقنا الذي نراه حقا مشروعا، بل بالعزف على المشترك من المصالح والمنافع، ولو نظرنا الى اي انجاز سياسي حققه اي انسان او اي شعب، لوجدنا لغة المصالح والمنافع هي التي كانت ورائه، وليس شعارات وصياح ونحيب ولا حتى تقديم التضحيات الجسام، فبعد كل ما يجري وجرى في اي مرحلة تاريخية نرى ان حسم اي مسألة لم يكن الا جراء العودة الى لغة المصالح المشتركة.
طبعا ان التاريخ يرينا في مراحله الاولى ان بعض الامم كانت تبيد او تحاوزل ان تبيد خصومها، وهذه ممارسة لا حضارية مرفوضة ومشمئزة الا انها مورست في مراحل تاريخية لان الشعوب وحسها لم يكن بهذا التقدم، والثقافة كانت همجية وتبيح كل شئ تقريبا. الا ان تطور الشعوب ثقافيا عمل على تطوير الوسائل السياسية بما يلائم هذه الثقافة، فممارسة الاعدام كان امر سيادي للدولة الحق القيام به ولكن التطورات الحاصلة على المستوى الثقافي فرض الغاء هذا الحق من القانون في الكثير من الدول والعمل جار لالغائه كليا من كل القوانين في كل الدول.
وهكذا على القائد او السياسي قبل دخوله اي معركة سياسية ان يحضر لها ادوات النجاح، فلا يكفي ان يتم طرح شعار لكي يتحقق المطلوب، نعم يمكن ذلك في حالة وجود شعب ما في منطقة خالية وواسعة وهذا الشعب كله خلف القائد، ولكن هذا المثال الطوباوي غير موجود في الواقع منذ بدء التاريخ.
اليوم صار مطلوبا ومحقا وواجبا ان يكون لشعبنا صوتا موحدا، ولنترك مسألة من يكون في المقدمة فالكل سيشاركون او يجب ان يشاركوا بصورة او اخرى من اجل تحقيق الهدف المنشود والمتفق عليه بين النخب السياسية، وهنا اود ان اذكر ان مسألة ادخال الجماهير كلها وبشكل مباشر في القرار السياسي قد يكون امر غير محمود، فالجماهير وبفعل بساطتها تحب وترغب في الامور البسيطة الواضحة ولكن السياسة هي ممارسية معقدة، لا يمكن لكل ممارستها والسباحة بين امواجها والتكهن بما ستؤل نتيجة قراراتها. اذا علينا ان نمنح الفرصة للنخب لكي تحدد وتضح الاهداف والوسائل وبعد ذلك تطرح الامر وبشكل مبسط  وواضح للجمهور لكي يستفتي او لكي يقنع بالمقترح المطروح.
اليوم صار من الواجب ايضا عمل ورشة عمل لكي تضع القانون او المشروع القومي لشعبنا ال(ك س ا) من خلال دراسة كل ما اثرناه اعلاه، اي الوضع الداخلي او الذاتي  سياسيا وديمغرافيا واقتصاديا وكذالك ما المشتركات المشجعة لتحقيق الغايات مع الجوار الجغرافي او الوطني او الاقليمي، ومن ثم تحرك الكل بتنسيق لخدمة الهدف المنشود.
وسيبقى من حقنا ان منتلك دولتنا الخاصة ولكن الدولة التي نريدها بالتفاهم مع كل الشعوب الشقيقة لنا في الجوار الجغرافي، وقد تكون هذه الدولة دولة لجميع العراقيين بصفتهم هذه، ولكن بحقوق اكثر للفرد وبمساواة تامة بين كل ابنائه، وهذا ايضا خيار عصري وجيد والعامل عاد مرة اخرى ونتيجة لدور الاقتصاد في حياة الدول والمنافسة الشديدة الى التكتلات الكبرى والدول ذات الامكانيات البشرية والاقتصادية الكبيرة مع ضمان المساواة بين كل مكونات هذه الدولة، سواء كانت دول او قوميات او افراد.






betkanno@web.de
 



400
هل اصابتنا البلادة؟



تتناقل وكالات الانباء، كما تناقلت وسائل اعلامنا وبالاخص المواقع الالكترونية وغرف الدردشة، محنة ابناء شعبنا في مناطق غربي بغداد (الكرخ) جراء التهديدات التي تطالهم وتخيرهم بين دفع الجزية او اعتناق الاسلام او الرحيل مع ترك كل ما يمتلكون اي يخرجون بما عليهم من الملابس فقط. واول ما علمت الخبر نشرت مقالة قصيرة  بعنوان اسلم تسلم نشر على موقع ايلاف الالكتروني للفت الانظار الى المحنة العصيبة التي يعانيها ابناء شعبنا ونص المقال على الرابط التالي، لمن اراد الاطلاع عليه

http://www.elaph.com/ElaphWeb/AsdaElaph/2007/4/226433.htm

المؤسف والمحير ان الاحداث تتصاعد وتتفاقم، ولا من يستجيب لنداء ابناء شعبنا المكتوي بالنار والذي يعتصره الالم من الوصول الحال الى الواقع المأساوي الذي يعيشونه.
فمن الناحية الانسانية والحضارية ان ما يحصل هو في الواقع العودة بالانسان الى مراحل زمنية كانت البلادة هي السمة العامة لمشاعر الانسان اي ان الانسان ما كان يستبعد كل الامور وكان يتقبل هذه الامور ببلادة وبلا تسأل كانه امر مفروغ منه وعادي ولا يثير الاستغراب.
نعم ايها الاخوة انها البلادة التي اصبتنا وتملكت على مشاعرنا واحاسيسنا، فهويتنا الدينية شئنا ام ابينا، وبعد اكثر من الفين سنة من اعتناقنا لهذا الدين المسيحي، وبعد كل التضحيات التي قدمناها لاجل بقاءنا على هذه العقيدة، وبعد كل ما مارسه الجوار بحقنا لاننا كنا من ابناء هذا الدين، وبعد ان كان الجوار يعتبر هويته دينية، صار الدين جزء من هويتنا القومية ان لم نقل هو الهوية في هذا الشرق الذي لا يعلى على الهوية الدينية اية هوية اخرى. انها بلادة ان نسمع هذه الاخبار وان نستمر بالعيش الهاني والرغد، ان نستلقي ونتمدد وان نأكل ونشرب وننام ان نستمر باشباع كل غرائزنا وان نملاء وقت فراغنا بممارسة هواياتنا، انها البلادة حقا ان نستمر بمعاركنا الغبية والوهمية وبشعاراتنا الفتنازية.
يصرج قادتنا ويهددون بالويل والثبور على من همشنا ومن تناسنا من الوجود في مجلس المفوضية العليا للانتخابات باعتبار الامر انه اخراجنا من الشراكة الوطنية، ولكن ذبحنا واجبارنا على تغيير عقيدتنا لا يعتبر اخراجنا من جياة الدنيا والغاء لوجودنا المادي وليس القانوني وليس في بعض مؤوسسات كان الطموح ان نبرز فيها، ليس استحصالا لحق مهضوم بل لتهميش الاخرين من ابناء شعبنا والفوز عليهم ولو بمركز جديد يعيد البريق لما اظلمته الحقائق المتتالية، فبعد ان تهميشنا في الكثير والكثير من الامور بفعل الصراعات الداخلية التي فرضت على الجميع، يبرز صوت البطولة والجعجة الفارغة لاجل ما صابنا في المفوضية العليا للانتخابات ويا حبذ كان الصوت اكثر دويا لما حدث قبل ذلك او لما رافق ذلك في غربي بغداد، ولكن لا حياة لمن تنادي.
اليوم وبدلا من التداعي للخروج بموقف موحد، وبرغم من ان المخاطر تتفاقم، وبرغم من ان لنا اعضاء ممثلين في البرلمان العراقي، لم نسمع ولو خبر ان استفسار للحكومة او توجيه لوم لها وليس استجواب وزير الداخلية او رئيس الوزراء على ما يحصل في الدورة، قد يقول قائل وماذا تفعل الحكومة الضعيفة، ولكن منطق السياسة والحقوق يقول ان الحكومة ومهما كانت ضعيفة فهي المسؤولة عن البلد ولامن فيه رسميا وقانونيا ويجب ان يوجه لها اللوم او الاستفسار، لكي تستنفر قواتها او لكي تجد حلا لمواطنيها، ام ان هؤلاء المواطنين لا غبار على ما يصابون به، فهم كلهم حفنة من المسيحيين ولا داعي لاشغال النفس بها، فان قتلوا فلا بأس وان تحولوا الى الاسلام فهو المفضل وان دفعوا الجزية فهي سابقة ستكون مقبولة بفعل الاستمرارية وستطبق قانونيا بعد ذلك. 
ان السكوت والصمت الحكوميان على ما يجري يدلنا على رغبة مبطنة لتحقيق ما يريدونه المسمون بالارهابيين، والا فهل يعقل ان تتعرض شريحة واسعة من المواطنيين العراقيين الى حملة ابادة جماعية او الى حملة لتغيير المعتقد والدولة ساكته صامتة وكانها ليست من هذا العصر وليست من هذه الديار.
والغريب ان مؤسساتنا السياسية والثقافية كانت اكثر من لفها صمت القبور هذا، فلو لم تنشط وسائل الاعلام الاجنبية لما اثار المسألة اي سياسي، ومن اثارها لان المؤسسات توجهت نحوه وسألته، ولذا سمعنا بعض الاصوات تحكي وتنطق.
لا نعتقد بعدم مناقشة المسألة لعدم وجود بدائل في اليد، فبديل التوجه الى قراهم متوفر ولا اعتقد ان حكومة اقليم كردستان ستقف عائقا في الامر، ولكن البدائل الاقتصادية هي الاكثر اهمية، ونعتقد ان الامر ايضا يمكن ان يتم حله بل انه ان اوان تطوير المشاريع التي يقوم بها الاستاذ سركيس اغاجان فلكي تتحصن قرانا وتتقوى ولكي لا يهددها العوز الاقتصادي بالفراغ مرة اخرى،فعلى الجميع التفكير باقامة مشاريع اقتصادية تشغل ايدي عاملة وعلى الاقل في المرحلة الاولى تستوفي بعض الشروط الاقتصادية ومنها ان تمول ذاتها بعد البناء قبل التفكير بالربح في المرحلة الاولى على الاقل، اي ان مشاريع القرى المقام حاليا والذي لا يزال ينفذ، يجب ان يقوي بالمشاريع الاقتصادية المنتجة او المشاريع الخدمية والسياحية لكي يبقى الانسان على ارضه ثابتا وليعمر فيها ويطورها ويزيد عليها، ومن هنا فان استقدام ابناء شعبنا الساكنين في بغداج واسكانهم في القرى وبالاخص في الاراضي الوقفية واستملاك بعض الاراضي الغير المروية لغرض البناء العامودي عليها، سيوفر مساكن واعمال للقادمين من المدن، كما انه سيدعم الامال بغد افضل.
كما ان على الجميع الادراك ان حالة الحالية هي حالة مؤقتة زانية فلا يجب التعجيز بالمطالب، بل يجب ان يتم التفكير بتوفير المتطلبات الاساسية في هذه المرحلة والبقية ستتوفر بحهعود الناس اجمعين، لا بل قد يتمكنون من اقامةدعاوي على الحكومة واستلام التعويضاتا وهذا سيكون حقهم لان الحكومة لم تقم بواجبها الذي يحدده الدستور تجاحهم
المطلوب اليوم ومرة اخرى ونحن نجتاح ازمة كبيرة تهدد وجودنا، هو
1 _ التداعي الى اجتماع سريع يضم كافة مؤسساتنا السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية لعقد اجتماعا كبيرا مفتوحا لوسائل الاعلام الدولية لكي يطرح الاجتماع قضية شعبنا وبالاخص التهديدات الجدية التي تحيق به وتهدد وجوده، والمسكوت عنها.
2 _ امطار اميلات كبار المسؤولين الدوليين برسائل استنكار لما يحصل لابناء شعبنا، بعد ان يقوم الاجتماع المذكور اعلاه بصياغة رسالة رسمية موحدة وتنشر في مواقعنا لكي يتم استنساخها وارسالها الى العنواني المؤثرة على المستوى الدولي..
3 _ ارسال وفود من الاجتماع المذكور في الفقرة 1 الى رئاسة الجكومة وحكومة اقليم كردستان وحكومات دول الجوار لتبيان ما يمارس بحق ابناء شعبنا وحث الحميع على استنكار ما يحدث والعمل الجدي لايقاف الاضطهاد الممنهج والمرتدي لبوس الاسلام.
4 _ يجب ان يتم توجيه رسالة واضحة للجميع ان لم يتم تصجيج الامور ووقف التعدي والاضطهاد فالتهمة ستوجه ليس الى حفنة من الارهابيين بل الى الاسلام بذاته كنبع للارهاب، فالمبتلي بالنار لا يمكنه فهم التبريرات بل يرديد علاجا سريعا وشافيا.
في الوقت الذي تقوم اسرائيل بالبحث عن اليهود الذين اعتنقوا الاسلام لكي تعيدهم الى ارض الميعاد، يقوم الارهابيين ومن يساندهم بارهاب ابناء بلدهم بل الابناء الاكثر اصالة لكي يتركوا البلد وليتحولا الى لاجئين.
وبهذا وبدلا من ان نكون سفراء لبلدنا ولطموحات ابناء شعبنا بمختلف انتماءاته سنتحول الى رسل اشعال الغضب ضد ابناء الوطن ممن اهانونا في كرامتنا الانسانية يوم حاولوا تغيير معتقداتنا بالقوة.
ونرجوا من الجكومة العراقية مرة اخرى ان لا تعتبر المسالة قضية صغيرة امام كبر مشاغلها، وخصوصا حفظ التوازنات السياسية والاقتصادية بين المتحكمين في البلد، فالقضية بالنسبة لنا قضية حياة وموت، فهل ستصل الرسالة الى قياديينا واحزابنا وكنائسنا قبل ان تصل الى حكومتنا الموقرة والتي لا نشعر بانها تهتم بنا اي اهتمام؟ والله اعلم قد اكون انا ايضا اكتب لاداري عجزي؟


betkanno@web.de

401

القاعدة الاجتماعية للسلطة في الجمهوريات العراقية!


الجمهورية نظام حكم وقد اختير هذا النظام بعد ثورة 14 تموز 1958 ولكن هذا النظام يعتمد على الدستور الذي يسيره، وبالتالي من حقنا استعمال الجمهوريات وهي جمع الجمهورية للانظمة التي حكمت العراق واعقبت الثورة المذكور لان كل منها اعتمد دستورا غير شرعي ومغايرا كليا عن سابقه وان كان مؤقتا.
في الدول ذات النظم الديمقراطية تستند السلطة السياسية وبمختلف اتجاهات المتمسكين بها من اليسار والوسط واليمين على القاعدة الواسعة وهي الطبقة الوسطى، فالسلطة تعبر بوضوح عن امال واماني واخلاق الطبقة الوسطى اكثر من تعبيرها عن اي طبقة اخرى.
وفي الدول ذات النظم الدكتاتورية، يتسلم السلطة على الاغلب اطراف تدعي انها تمثل الفئات المسحوقة والمعدومة وانها اتت لخدمة الشعب كله، ولكن لو القينا نظرة متفحصة ودقيقة على تشكيل السلطة وقاعدتها المساندة نراها سلطة في رأس هرم تستند على قاعدة ضيقة وقاعدة الهرم اي الشعب بعيد عنها وبالاحرى انه لا يحس بها وبما يجري داخلها من تطورات او خلافات ، فالطرفين منفصلان لكل واحد مهامه التي لا يهتم الاخر بها، فالشعب يكيفيه انه يجد العمل ومهما كان وان لم يجده فانه سيسكت ويصمت لانه يدرك ان للسلطة عصى غليظة واثارة غضبها امر غير محمود ونتائجه وخيمة العاقبة.
ولو استقرينا تاريخ العراق منذ انشأه عام  1921 اي قبل حوالي 86 عام، نرى ان الحكومة الملكية في زمن فيصل الاول حاولت بكل السبل توسيع قاعدة السلطة الاجتماعية من خلال اشراك الجميع ليس في النشاط السياسي والوظيفي من خلال توسيع مساحة الحرية وتوسيع قاعدة الوظيفة الحكومية، الا ان تسنم رؤوساء وزراء من ذات التوجه العروبي كان يجعل من هذه القاعدة العامة استثناء احيانا وبعد وفاة فيصل الاول وتسنم غازي السلطة وجراء طموحاته وتوجهاته العروبية حتى شبه العراق ببروسيا وسمي ببروسيا العرب، عمل على تضيق هذه القاعدة وحوربت التوجهات السياسية وحصر النشاط بمن كان يوالي السلطة القائمة، وتحولت السلطة الى لعبة يلعبها بعض رجال العهد من خلال اثارة العشائر لاسقاط المنافسين. وبرغم كل ما يمكن ان يقال عن العهد الملكي وخصوصا ابان رئاسة الحكومة من قبل رشيد عالي الكيلاني وبعض القوميين وخصوصا مذابح الاشوريين في اب 1933 ، الا انه يلاحظ ان النظام الملكي قد عمل وخصوصا في سنواته الاخيرة على محاولة اعادة توسيع قاعدة السلطة، وخصوصا من خلال محاولة وضع ميزانية للاعمار يستفاد منها الجميع.
ما كبل توسيع هذه القاعدة بشكل فعلي وجذري كان الامية المتفشية، ودخول الاحزاب الايديولوجية الى العراق واستقطابها الجماهير بفعل خطابها العاطفي والتبسيطي.
وفي العهد الجمهوري الاول ويمكن ان نقول الجمهورية العراقية الاولى وقائدها عبدالكريم قاسم لم يشذا عن هذا المنحى، لا بل ادخل الجميع الى الساحة السياسية ومنح للجميع حرية العمل واشرك الكثيرين في السلطة السياسة بما جعلها تضم طيف واسع من التنظيمات السياسية وقاعدة جماهيرية واسعة استندت الى تطلعات كبيرة ببداية جديدة، يكون المواطنون فيها متساويين، الا ان حروب الاحزاب الايدولوجية سرق الطموحات والامال التي علقتها الجماهير على هذه الثورة، وخصوصا طموحها بتوسيع قاعدة نظام الحكم بادخال مجاميع الفقراء والمعوزين والكادحين الى الطبقة الوسطى من خلال نظام الاصلاح الزراعي  وتوسيع قاعدة العمال بانشاء مصانع كبيرة وعديدة، ولكن الاصلاح الزراعي وتوزيع ملكيات الاراضي على الفلاحيين قد انقلب ضد الدولة ولم يستفد منه الفلاح، فالبلد الذي كان يصدر منتوجاته الزراعية صار بعد الاصلاح الزراعي يستورد هذه المنتوجات، وما امله عبد الكريم قاسم الوطني الشجاع ولكن السياسي الذي تحركه عواطفه وليس دراساته المعمقة، حطمته الصراعات الحزبية واندلاع الحركة الكوردية وتدخل دول الجوار بدعم تيارات معينة مثل حزب البعث والقوميين العرب.
بعد انقلاب 8 شباط الاسود، صار واضحا ان مسار الدولة قد انقلب من دولة لمواطنيها الى دولة لخدمة الايديولوجية العربية والتي اختلف عليها كل القوميين العرب، اي تحديد مسار موحد لها، فالخلافات والحروب اندلعت حتى على ترتيب الشعارات هل يقولوا الوحدة والحرية والاشتراكية ام الحرية الاشتراكية الوحدة وهلم جر.
من الواضح ان الدول التي تعمل على خدمة الايديولوجية تحصر همها في توسيع رقعه معتنقي هذه الايديولوجية ومهما كانت النتائج، فجلب القوات السورية في صيف عام 1963 واشراكها في الحرب ضد الثورة الكوردية خلق شرخا ليس بين القوميين من كلا الطرفيين بل بين الشعبين وخصوصا الكوردي، لانه اعتبره تدخلا في شانه العراق الداخلي، كما ان محاربة كل الايدولوجيات الاخرى وخصوصا الحزب الشيوعي العراقي اطلق شرارة الحرب ضد اطراف اخرى وخصوصا ابناء الاقليات القومية والدينية.
 اذا بات معترفا به ان الدولة هي دولة العرب وترغب في تحقيق حلم العرب في الوحدة والحرية والاشتراكية، وبالتالي عزل بقية مكونات المجتمع عن الدولة، والامر الاخطر ان صراعات الايديولوجيين تكون على الاغلب على المصطلحات والكلمات وتفسيرها (مثال الصراعات اللاهوتية او في علم الكلام الاسلامي) وبالتالي استمرار حالة الانقسام الاميبي داخل الايديولوجيين واتهام المختلف بالهرطقة وهي تستلزم الاتهام بالخيانة والعمالة والرجعية ومساندة الحكم البائد، ويكون الحق دائما للرجل الاقوى برغم ان السياسة لا تتطلب الحق، بل القدرة على تحقيق الامال والبرامج الموضوعة.
لم تختلف الحالة في حكم الاخوين عارف الا ان ما يجب التنويه عنه محاول عبدالرحمن البزاز لوضع العراق على سكة اعادة البناء كدولة ولكن هذه المحاولة بات بالفشل، ايضا لاعتبارات مصلحية فردية فقد اعتبر البعض ان تحقيق البزاز لمرامية يعني ابعاده عن السلطة والاتيان بالمجهول او الاعداء الحتميين.
بعد انقلاب 17 تموز 1968 ومع بداية السبيعينيات وبعد ان ادركت السلطة انها ستخسر كل شئ وستتكرر تجربة 18 تشرين الثاني لعام 1963 اتجهت منحى اخر وهو توسيع مظلة السلطة واشراك الاخرين فيها وعلى الاقل الاعتراف بوجودهم، فكان بيان 11 اذار لعام 1970 واقامة الجبهة مع الشيوعيين ومنح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية (الاشوريين الكلدان السريان) والتركمان، دون ان يمنح للاخيرين اي دور سياسي محوري، فارتفعت الامال مجددا بان العراق سيضع على سكة اعادة البناء وستكون الدولة للجميع، ولكن امال العراقيين قصيرة الامد فما ان تبينت نتائج حرب 6 تشرين الاول لعام 1973 من مضاعفة اسعار النفط بحدود غير معقول حتى قلبت السلطة ظهر المجن للجميع، وبدأت باقتطاف الصلاحيات من الحكم الذاتي وضرب الشيوعيين وكل من اعتقدته السلط تهديدا لها معتمدة على الاموال الطائلة التي صارت بحوزتها.
وبرغم من الاستفادة الطفيفة لابناء الشعب من زيادة اسعار النفط، الا ان غالبية الاموال ذهبت لتحقيق طموحات ومغامرات من في السلطة والتي كانت محصورة في محاربة الاعداء الايديولوجين وعلى رأسهم الاقرب اي الطرف المنشق عنهم والذي يتقاسم معهم نفس الشعارات ولكن ليس نفس القيادة.
رويدا وريدا تقلصت قاعدة السلطة فحتى حزب البعث صار عمليا خارج السلطة، التي انحصرت في ايدي اناس ليس لهم من علم وفهم غير قرابتهم للقائد الاوحد، والذين كانوا محصنين من كل مسألة قانونية لانهم اعتبروا فوق القانون وكلمتهم اوامر واجبة التنفيذ، فالشعب بعمومه لم يعد يرغب من الدولة غير توفير لقمة الخبز اما الامور الاخرى فتركت لدراية القائد المفكر.
واليوم بعد كل الاحداث والنتائج الوخيمة العاقبة التي توالت على العراق بلدا وشعبا، يعاد تكرار تجارب الماضي العقيمة الاليمة، فالايديولوجيين والاكثر تخلف منهم وخصوصا الاسلامويين ومن الطرفين الشيعي والسني، ترغب في ادارة العراق حسب مفهومها ولخدمة الاسلام الذي تعتنقه، والمشكلة انه داخل كل طائفة هناك تفاسير متعددة للاسلام وبالتالي سترون الحروب والتصفيات والقتل المجاني مستمرا وكل واحد يستند الى حكم الله، وبدلا من انشاء دولة القانون والمساواة والمواطنة وتوزيع السلطات على الاقاليم والمناطق لكي يشارك الجميع في بناء دولتهم، يقوم الايديولوجين ببعث حلم الدولة القوية الضاربة وصار من اولية كل طرف القضاء على غريمة لتحقيق هذا الشعار.
ولان الايديولوجين الاسلاميين وبالاخص السنة والشيعة منهم وبالاخص انصار السيد مقتدى الصدر، يريدون دولة مغلقة على تعاليمهم واوامرهم، ولانهم يسيرون الدولة وفق القيم الدينية والعشائرية، ولانهم يدركون ان اي تهاون مع  المثقفين سيكون وبالا عليهم فترى الطرفين يرغبون في افراغ العراق من كل عقل نير اما بالقتل او بالتخويف لكي يهرب ويهاجر، ولهذا السبب يتم استهداف  العلماء واطباء وذوي المهن الهندسية وابناء الاقليات ناقلي قيم التنوير، لكي يمكن لقيادة الايديولوجيين من السيطرة على الدولة وتسيير الشعب حسب رغباتها واهواءها، والمهم لتحقيق ذلك هو عودة الشعب الى الشعوذة والسحر والتنجيم في قضاء شؤونه وبالاخص الطبية فالحبة السوداء كفيلة بصنع المعجزات والمعميين مستعدون لتوزيعها بالمجان.
اذا ان قاعدة السلطة بدلا من ان تتوسع لكي يعتبر كل مواطن انه يشارك في صنع القرار، تتقزم في العراق لكي يمكن لاشخاص معدودين توجيهها حسب رغباته مستندين الى كلام الله الذي لا يفهمه الا القليلين المختارين من قبله.


Betkanno@web.de

402
هلموا حميعا، لنطبق وصايا قداسته



((اذا اراد احد ان يكون موقرا في المجتمع الكنسي والقومي، فان عليه ايضا توقير صاحبه. لا احد يجب ان يعتقد انه اعلى من زملاءه ويتفاخر ويكون انانيا، ولا يعتقدن احدا ان كل ما يقوله من اراء واقتراحات فقط هو الصائب. بل عليه ان يتشاور مع من يعمل معهم، ولا يرتكب اخطاء ويلحق الاذى والخسارة بالمجتمع الكنسي والقومي. لان اراء وقرارات شخص لمفرده تكون عرضة للاخطاء اكثر، في حين ان اعضاء مجتمع معين حين يتشاورون في ما بينهم يرتكبون اخطاء اقل.
الكنيسة والامة ليستا ملك اي شخص، لذا لا يحق لشخص لمفرده ان يكون متسلطا برايه. لنتعلم من ربنا يسوع المسيح من بعد عماذه حين خرج للكرازة اختار لنفسه اثني عشر رسولا ليكونوا دوما معه، وهذا مثال صالح اثبت فيه المسيح ان الانسان محتاج للعون. ))
[/b
]

المقتطف اعلاه هو ترجمة لنص من رسالة قداسة مار دنخا الرابع الى ابناء رعيته والى ابناء الامة بمناسبة عيد قيامة ربنا يسوع المسيح، العيد الكبير كما نسميه، او عيد الفصح  ، لا اعتقد ان في هذه الكلمات البسيطة المتواضعة و السلسة اي صعوبة للفهم، فهي تدخل المدارك وتتغلغل في القلوب والعقول بلا صعوبة، وكان قداسته قد وجه رسالة اخرى بمناسبة عيد راس السنة البابلية الاشورية 6757 في سابقة مباركة لها معناها ومغزاها المهم لكل ابناء الامة، وتعني ان الكنيسة تهتم بكل الامكم وافراحكم وتتألم معكم كما تفرح لفرحكم وتحتفل لاحتفالكم لانها كنيسة المسيح منكم ولكم.
من لا يعترف بان شعبنا يعاني معاناة مركبة، اي مشاكل تبتدء من الاقتصادية الى ان تصل الى تهديد وحدته الداخلية من خلال التشنج والتعصب للراي الواحد الاحد فهو اما مكابر او جاهل او منافق وكل هؤلاء لاتعنيهم الكلمات المباركة لقداسة ما دنخا الرابع بطريرك الكنيسة المقدسة الرسولية الكاثوليكية الشرقية الاشورية.
خلال السنوات الثلاثة الاخيرة شغلتنا مشاكل التسمية والتي تفاقمت واحدثت جروح وويلات واخرت تواجد شعبنا في الكثير من المواقع، تصوروا ان هذه المشكلة المعقدة والبسيطة على الحل في الوقت نفسه تلجمنا عن التقدم الى اي محفل سواء لتطوير حقوقنا وتجسيدها او حتى للشكوى من الاعتداءت القائمة علينا، بالطبع مشكلة التسمية ليست معقدة بحد ذاتها بل التعقيد يأتي من تضارب المصالح، وعدم ادراك البعض لهذا التضارب او تجاهله ومحاولة الاستحواذ على كل شئ مما وسع من دائرة المعارضة وتحولها الى شبه حرب اهلية بين ابناء الامة.
اليوم باتت جميع الاطراف على المستوى ذاته من القوة والقدرات، وكانه كان على شعبنا ان يدفع كل الضرائب التي تم دفعها خلال السنوات الاخيرة وخصوصا منذ عام 1991 لكي يعي الجميع ان التجاذبات الداخلية ومحاولات لوي الاذرع ومحاولات تهميش الاخرين لن تأتي الا بعمل الجميع من اجل ان يكونوا ندا لمن حاول اقصاء الاخرين، وبالتالي فبدلا من محاولة البناء المشترك، كان هناك محاولات لوضع العصى في دولايب المسيرة، وبذل جهد من اجل القول اننا هنا ومن كل الاطراف وبلا استثناء سواء مخيرا او مضطرا. وخلال كل السنين الماضية نبهنا الى هذه الممارسات المضرة بمصالح الامة، وقلناها ان لجميع حق التواجد والقول والعمل وللجميع نفس المكانة لانهم ابناء نفس الامة
اليوم تحاصر شعبنا التهديدات ليس على المستوى القومي او الديني بل على المستوى الانساني، بمعنى ان انساننا مهدد على الدوام بسبب هويته الدينية والقومية،اليوم يمكننا القول وقياسا ما للاخرين من قوة ونفوذ، اننا تراجعنا عن الامال التي كنا نمني النفس بها، وحالة الضعف هذه تغري بالانقسامات اكثر واكثر وبحجة انقاذ الامة او بحجة وحدة الامة ومؤسساتها، فاحزابنا تفرخ احزابا وكنائسنا تفرخ كنائس وامتنا تفرخ امما، وكل هذا يحدث باسم الوحدة وانقاذ الامة.
هلموا لنجتمع دوريا وعلى مستوى محدد مسبقا، هلموا لنتناقش قضايانا ورؤانا، هلموا لنجلس دوريا مع استكان جاي ولا شئ اخر، لنتحدث لنكسر الجدران، وليكن كل طرف ممثلا بشخص له السلطة لكي يقرر، فما نريده ليس كثيرا، ولن يكون سلسلة من النقاط واجبة التنفيذ، لنتحدث في الدستور العراقي، دستور اقليم كردستان، لنعرف حقا اراءنا حولها على الاقل ان كل اطرافنا متفقة على انا مهمشون في الديباجتين وان الدستورين يتطلبان تعديلات كثيرة لكي تحضي برضانا.
لقد اكتشف الجميع ان كانوا قد وعوا انه لا يمكن ان يسير مركبنا ربان وحده، بل على الجميع التشاور والتحاور وتوزيع الادوار والمناصب، ان السفينة لكي تصل الى مرساها فعلى الجميع العمل بروح العمل المشترك، وسفيتنا تتقاذها الرياح العاتية، فهل ان الرياح المنطقلة من منطقة الدورة بكافية لرج الجميع وايقاذدظهم من السبات وانزالهم من الابراج التي يعتقدون انهم وحدهم يسكنوها.
ان الحصول على التقدير والتوقير لم يكن يوما بالتعنت وبالتعصب وبفرض الرأي الواحد، القائد الفعلي هو من يستمع لكل الاراء ويعطي رأيه بعد ذلك ويمنح لكل  المتناقشين نفس الفرصة ويوزع الصلاحيات، فالامة لن تقاد بقائد واحد ابد الدهر، الامم الحية تبدل قادتها على الاقل كل ثماني سنوات او عشرة، واحيانا كل اربعة، لكي تتجدد المياه والدماء والافكار، فهلا كنا قادة ومتواضعين وقابلين للاخرين.
اليس مرضا التشبه بمن دمر بلدنا ودمر شعبنا وزرع كل الامراض الاجتماعية فيه، اليس مرضا ان نمد يد المودة والتحية والتقارب والتألف للجميع ولكن لابناء امتنا الذين ندعي العمل من اجلهم نمد يد الكره والحقد والتجاهل.
اليوم وبعد الخسائر المتتالية والتي الحقها البعض بقضية شعبنا، ونتيجة للتكابر والتعنت والتفاخر، نحن مطالبون بالانصياع للنصائح والوصاية التي اوصانا بها قدارسة مار دنخا الرابع، على الاقل لكي يكون احترامنا في اعين ابناء امتنا احتراما حقيقيا وليس نفاقا ودجلا.
هذا الوريث لتاريخ ما يقارب الفين سنة من خدمة الحضارة الانسانية والامة والكنيسة، هذا الجالس على عرش كنيسة كوخي كنيسة المشرق والتي تلاعبت بها الاقدار، وذبحت على مذبح ايمانها، وحوصرت تعاود النهوض رويدا رويدا من اجل ان تنشر رسالتها التي حملتها منذ بداية المسيحية في ربوع النهرين الخالدين، واهم رسائلها كان لابناءها للشعب الذي احتضن هذه الكنيسة وقدم لاجلها الكثير الكثير، وها هي ترد وتقول توحدوا وتالفوا ولا تتكابروا بعضكم على بعض، فانكم ابناء عش واحد (ترجمة حرفية للمثل الاشوري المعروف) كل منكم يعرف الاخر فعلام التكابر والتفاخر اللذان هما منبع كل الخطايا، علام الامم تتقدم وتتطور وانتم في تصارع وتقاتل من اجل لا شئ.
تسامحوا ولكن التسامح يجب ان يكون منوطا بالاعتراف،فاعترفوا لكي لا تكرروا، هذه هي وصايا مسيحية خالصة، وهي لنا منبع الصفاء والزكاء والوداعة، الوداعة المقترنة بقوة الايمان والايمان القوي بالقضية وبالحق، الحق الذي لنا وليس الغاء حق الاخر، هنا سنكون واحدا كلنا واحدا بالكل والكل بالواحد، تؤلمنا مصائب الناس والعراقيين اجمعين ولكنا اشد المنا واقساه الم ما يصيب احد افراد شعبنا مهما كان لونه حزبه طائفته اسمه لهجته قريته عشيرته مدينته جنسه عمره، هذه ما بعض ما تتضمنه كلمات قداسة البطريرك، فهل نحن لها سامعون؟



betkanno@web.de

403
التهديد والشتائم لن ولم توقف رأيا حرا



عندما يكتب اي كاتب في السياسة سواء كان كاتبا محترفا او هاويا مثلي فانه لابد ان يذكر احداث وامثلة لينتقدها او ليعطيها حقها، فالكتابة السياسية او حتى الفكرية العامة لا تستقيم دون ان نعطي امثلة، وانا كشخص امارس عملية الكتابة منذ امد بعيد عندما اكتب بالتأكيد سانتقد ما لا اراه سليما.
 فسؤال مثل لماذا لا انتقد الحزب الوطني الاشوري مثلا قد يبدو سؤالا منطقيا، ولكن السأل عندما يعلم انني عضوا في الاترنايي سيدرك انني من موقع عضويتي اشارك في صناعة قرار الحزب، ولو كان لي نقدا على اي قرار لمارسته قبل خروج القرار، وعندما يخرج اي قرار فهو سيمثلني حتما وخصوصا ونحن نعمل بشكل جماعي بمعنى ان قرار الاكثرية هو الذي يجب ان ينفذ.
 وللتوضيح اذكر ان قيادة الحزب الوطني الاشوري اجتمعت في اوائل الثمانينات من القرن الماضي في منطقة عكركوف لاتخاذ القرار النهائي بشأن المشاركة في الكفاح المسلح ضمن اتحاد من مجموعة حزب الاخاء الاثوري ومجموعة كان يمثلها الاخ كوركيس خوشابا، وقرر الحزب بالاكثرية عدم المشاركة وخصوصا بعد ان وصلتنا اجابات الاطراف الاخرى حول بعض الشروط التي راينا توافرها في العملية قبل اعلان الكفاح المسلح، وفي اجتماع عكركوف هذا كان هناك صوتان في الفيادة مؤيدة للمشاركة في الكفاح المسلح وهذين الصوتين كان صوت الاخ نمرود بيتو يوخنا سكرتير الحزب الحالي وصوت تيري كنو بطرس حيث دافعنا عن راينا ولكننا فشلنا في اقناع اخوتنا في قيادة الحزب بهذا الرأي، ولكن عندما خرجنا من الاجتماع كان علينا كلنا وبما فيهم الاخ نمرود بيتو وانا الدفاع عن القرار المتخذ بالاكثرية.
من هنا اود القول انني في كتاباتي لا اتطرق الى انتقادات للحزب الوطني الاشوري لاني وببساطة شاركت في صنع القرار وقدمت ملاحظاتي وارائي وملاحظاتي قبل صدور قرار الحزب، واني اكون قد سعيت، بروح المسؤولية الجماعية، الى تبديل ما اراه غير مناسب في القرار قبل صدوره.

اسرد هذ المقدمة لكي يفهم بعض السادة ممن يبعثون لي مشكورين اميلات الشتائم والقدح والذم والتهديد بعد كل مقالة لي يرد فيها اسم الحركة الديمقراطية الاشورية بالنقد لاحد مواقفها التي ارى انها غير سليمة والذين يدعون مسبقا ودون ان اكون قد سالتهم انهم ليسوا اعضاء الحركة كالعادة الدائمة للمدافعين عن اخطاء الحركة.
 ولكن كما قلت الكتابة السياسة هي اساس تبيان لمواقف واراء حول مواقف سلبا او ايجابا، ولذا فحتما سنضطر لذكر اصحاب المواقف السلبية وحتما الذي يقترف الاكثر من السلبيات، وهنا اود التأكيد انني لا انزه نفسي وحزبي من السلبيات التي حتما انني او حزبي لا نراها لاننا حتما لو رايناها لما اقترفناها ونحن نرحب بكل نقد يأتي لمواقفنا الشخصية او الحزبية شرط ان يكون نقدا وليس سبا واتهاما وصنع تاريخا بديلا، كما اود التاكيد ان الدعوات للتقارب مثل تلك التي دعا اليها الاخ  كامل زومايا الكاتب والناشط في شؤون اللاجئيين، لا تلغي النقد والممارسة النقدية لانها اساس البناء الصحيح.
قبل فترة وعندما اصدرت الحركة الديمقراطية الاشورية مذكرتها بشأن مسودة دستور اقليم كردستان العراق، ونتيجة لتحليلي لهذه المذكرة توصلت الى استنتاجات معينة (قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة اي قابلة لنقاش) وذكرتها حينها  ولمن يرغب الاطلاع عليها فانها على الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,63428.0.html
 وفي مرحلة تأسيس المجلس السياسي للامن الوطني تم توزيع جميع الحصص وشارك من شارك فيه من مختلف المكونات القومية والسياسية العراقية ولكن اي ممثل لشعبنا لم يشارك في هذا المجلس المهم، الذي من مهامة الاساسية ان يضع تصورا عاما للعراق لكي تتحرك في اطاره المجالس التشريعية والتنفيذية، وبالتالي فهذا يعني ان شعبنا مغيب عن المشاركة في وضع هذا التصور، ومغيب من ان يشارك في ترسيخ الحريات الفردية والجماعية، ولم يتكلم عن هذا التغييب احد رغم ذكري لهذا الامر مرارا وتكرارا ومن من لم يذكره حزبنا الحزب الوطني الاشوري واعترف باننا مقصرون في ذلك .
صحيح انه كان هناك شروطا يتوجب توافرها في الاطراف المشاركة في هذا المجلس مثل ان يكون للاطراف المشاركة عشرة مقاعد برلمانية على الاقل، الا انه، وبالنسبة لشعبنا والتركمان بما يمثلاه من خصوصية قومية فان المشاركة في المجلس من دون اشتراط عدد المقاعد البرلمانية هو امر حيوي لان المجلس يضع التصورات العامة للوطن مما يعني اهمية ضمه لكل المكونات القومية العراقية. وادناه نص المادة الرابعة الخاصة بالصلاحيات لكي تدركوا مدى اهمية هذا المجلس (المادة الرابعة
صلاحيات المجلس  (المجلس السياسي للامن الوطني)
1-للمجلس بحث كافة القضايا المستجدة المتعلقة بالمصلحة الوطنية ذات الطبيعة الاستراتيجية و الحساسة و التشاور حولها، و الإشراف السياسي على الشؤون العامة للبلاد، و تفعيل آليات التنسيق بين مؤسسات الدولة، بما لا يتعارض و عمل السلطات المختصة، المنصوص عليها في الدستور، و القوانين النافذة من الآليات المنصوص عليها.
2-تتخذ القرارات بتصويت ثلثي أعضاء المجلس على القضايا المطروحة على جدول الأعمال.
3-يتم العمل مع القرارات المذكورة من الفقرتين 1 و 2 من هذه المادة، و التي تصدر عن المجلس كمقترحات أو توجيهات على النحو الآتي:
أ‌- يرسل القرار/ القرارات ذات الطابع التشريعي الى مجلس النواب كمقترحات أو مشاريع قوانين للنظر فيها وفق الصلاحيات الدستورية و آلية عمل مجلس النواب.
ب‌- يرسل القرار/ القرارات ذات الطابع التنفيذي الى مجلس الوزراء للبت فيه وفق آليات عمل مجلس الوزراء.
ج_ يجب أن يقترن القرار/ القرارات التي تدخل ضمن صلاحيات مجلس رئاسة الجمهورية، و بضمنها مشاريع القوانين بموافقة رئيس الجمهورية. د- يجب أن يقترن القرار/ القرارات التي تدخل ضمن صلاحيات رئيس الوزراء بموافقته.
هـ- يلتزم أعضاء المجلس ممن يشغلون مراكز مسؤولة في الدولة بدعم القرارات المتخذة).

وبمقارنة الامر والحال مع التشكيلة الوزارية نرى ان الحركة التي التزمت الصمت تجاه تشكيل المجلس السياسي للامن الوطني فانها ملأت الدنيا ضجيجا حول عدم اشراكها في الوزارة رغم عدم استحقاقها واهليتها لان التشكيلة الوزارية قامت على اساس ائتلاف يمكن ان تنضم اليه القوائم البرلمانية التي لها عشرة مقاعد برلمانية على الاقل وهو الشرط الذي لا تتمتع به الحركة التي لها مقعد برلماني واحد.
الحركة لم تنطق او تعترض على تغييب شعبنا من المشاركة في المجلس السياسي للامن الوطني وهو المؤسسة الاهم (بالمقارنة مع الوزارة)  لمستقبل العراق ولمكانه شعبنا، ولكنها اعترضت وتظاهرت لعدم ضمها في الوزارة رغم وجود وزراء لشعبنا في الوزارة.

وكان تحليلي حينها لمثل هذا السكوت والتناقض ان الحركة ليست مهتمة بوجود مشاركة لشعبنا في المؤسسات السياسية العراقية ما دام لا يوجد اي احد من ابناء شعبنا ولكنها تسعي الى المناصب التي يتواجد فيها اشوريين من غير اعضاء الحركة للاستيلاء على هذه المناصب بحجة انها الممثل الشرعي لشعبنا الاشوري و لا اشوري مؤهل لموقع سياسي ما دام خارج الحركة وتزكيتها ولا يجوز لاحد ان يمثل شعبنا غيرها لانها صاحبة القرا والامر فيه. اي ان حربها ليس من اجل مشروعية حقوقنا وواجب احقاقها، بل ان حربها هي من اجل ان تقول انها الوحيدة صاحبة سلطة الامر والنهي في الشعب الاشوري وعلى الجميع ان لا يقتربوا من شعبنا دون مشورتها ودون ان يتم الاخذ برأيها وحدها!
لقد كان احد اهداف نضال شعبنا هو ان يكون له قرار بشأن ما يخصه قوميا وما يخص العراق وطنيا، وان يكون هذا القرار نابعا من مصلحة الشعب.. وهذا حق كبقية حقوقه التي يطالب بها شعبنا، وقد قدم شعبنا تضحيات كبيرة وعظيمة من اجل ان يتمتع بهذا الحق، ومن بين هذه  التضحيات شهداء الحركة الديمقراطية الاشورية.
في مقالتي السابقة نوهت الى اجتماع رئاسات الاقليم الثلاث (رئاسة الاقليم والحكومة والبرلمان) بحضور السيد مسعود البارزاني رئيس الاقليم مع الاحزاب الاشورية العاملة في الاقليم بشان تشكيل المجلس السياسي الاعلى للاحزاب الكردستانية  ونوهت الى طلب احد الاحزاب الاشورية من الاخوة الكورد في الاجتماع المذكور بان تقوم القيادات الكردية بتسمية من يرغبونه ليقوم بتمثيل شعبنا في المجلس الاعلى للاحزاب الكردستانية.
الظاهر ان مثل هذا التنويه او حتى الممارسة (اي الطلب من القيادات الكردية ان تسمي ممثلنا في المجلس) لم يثير استغراب احد، او لم يثير تساءل احد! في الوقت الذي كنت اعتقد انني ساتلقى اميلات ورسائل استفسار من احزابنا المناضلة لكشف هوية الطرف الذي اقترف هذا العمل المستهجن، وبيانات استنكار لهذا التنازل الغير المنطقي، ولكن خاب ضني فاحزابنا والله اعلم صارت تعتبر كل شئ امر قابلا للممارسة!
والظاهر ان هذه الممارسات صارت لدى البعض محتملة وقابلة للممارسة ودون اي استغراب.
والا ما معنى ان مثل هذا الاداء السلبي  والطلب غير المنطقي يمر مرور الكرام ودون اي تساءل، في الوقت ارسلت لي ايميلات تتهجم علي وتدافع عن السيد لنكن مالك وماضيه السياسي غير المشرف بل وحاضره حيث بالامس القريب في عام 2005 كان الدكتور مالك احد المشاركين الناشطين في الحملة القائمة في الولايات المتحدة الامريكية ضد حرب تحرير العراق عام 2003، وهذا يدل على انه لا يزال يساند طروحات ازلام النظام والعرب الشوفينيين.
ان مرور ما ذكرته مر الكرام لا يدل الا على امر مهم وهو جهل بعضنا بالسياسة والممارسات السياسية.
فالامة التي ضحت لتتمتع بحق ان تقرر من يمثلها في المناصب السياسية حيث امكن لها ذلك، والامة التي تدرك انها باختيارها لممثليها في اي مركز سياسي فانها تضمن حقوقا اكثر وضمانات لهذه الحقوق بقوة اكبر، تتفاجا بطلب السيد توما خوشابا عضو المكتب السياسي للحركة بان يختار الاخوة الكورد من يمثلنا في المجلس السياسي الكردستاني.!!

بالطبع ان الحركة ترمي من خلال مثل هذا الطروحات ما سبق وان اكدته في مقالتي السابقة والمنوه عنها اعلاه.
بل واضافة الى ذلك، فانه لو وقع الاختيار عليهم فسيقولون ان الكورد يعترفون بنا كممثلين وحيدين لامتنا، وان الحركة وبفعل اعلامها وحملتها الشرسة في المهجر استطاعت ان تلوي ذراع القيادات الكردية، وهذا بالتاكيد سيعني المزيد من الاعلام المشين والمسيئ.
 وان وقع على اي من الاخرين فسيقولون ان الكورد اختاروا عملاء لهم في المجلس المذكور!!!
بالطبع ان الحركة اسقطت من جدولها الخيار الاسلم والاسهل والانضج بان تشارك مع بقية تنظيماتنا في نقاش داخلي للاتفاق على افضل الخيارات..


ان مطالبتنا بضم سهل نينوى الى اقليم كردستان العراق، وترسيخ تحالفنا مع القوى الكوردية، لا اعتقد ان هذا الامر يتناقض مع تحقيق اقصى ما نتمكن من حقوقنا واحدى هذه الحقوق هو حق اختيارنا لممثلينا في المجلس السياسي للاحزاب الكوردستانية او اي منصب اخر، ولا اعتقد ان الاخوة الكورد يسيئهم اختيارنا لممثلينا بانفسنا، لا بل هم اكدوا ذلك بقولهم تعالو بعد ان تتفقوا وامهلونا شهرا، اي هم احالوا الامر الينا والي خيارنا والى اتفقانا، ولكن الدلائل تؤكد ومن التجارب نعرف ان الحركة الديمقراطية الاشورية لا تقبل باي اتفاق ما لم تكن هي الممثل، وبالتالي الغاء معنى الاتفاق اصلا، وهنا اود القول مخلصا ان على الحركة ان تعيد حساباتها كثيرا فاذا كنا لا نؤيد سياسيات الحركة وممارسات بعض الشخصيات فيها فنحن بالتأكيد لا نريد خسارة الحركة كفصيل سياسي اشوري ولا نريد خسارة اي فصيل اصلا وليس الحركة فقط.



betkanno@web.de

404

  الماضي واحماله


الماضي هو ما مضى من الايام، وكل تدخل من الانسان فيه يعني تزويره لاخفاء ما يراد اخفاءه، لكل امة ماض ولكل مؤسسة ولكل شخص ماض، هذا الماضي يمكن ان يقراء قرائة مختلفة بحسب الثقافة والعمر والهوى، ولكن ان يتم صناعته او اعادة النظر فيه كما فعل النظام السابق في تاريخ العراق، فهو تزوير وتشويه.
التاريخ يعبر عن هذا الماضي، عن ما حدث ولماذا حدث، ونستفاد من الماضي وتجاربه بتراكم الخبرات ولكن الماضي ومساره اذا كان اساسا لما نعيشه حاليا فان ستحضاره لا يصنع المستقبل، بل يجعل الانسان يعيش اسير الاوهام ويخلط بين المقدرة وما كان وخصوصا لمن تمتع بقدرات عالية في ماضيه.
على مستوى امتنا الاشورية وبما لها من ماض، ولنقل يمثله حاليا ورمزيا على الاقل السنة الاشورية التي نحتفل بها هذه الايام وهي سنة 6757  والتي اتمنى لكم جميعا فيها اجمل الاوقات وان تتحقق لكل منكم امنياتكم الطيبة، ولكن لا تمثل ماضيا فقط السنوات، بل انجازات حضارية وبحق انجازات تأسيسة في الحضارة الانسانية فمن الطب والهندسة وعلم الفلك والرياضيات والكتابة والصناعة الى الانجازات العسكرية، ومن اريدو واور وبابل واكد ونينوى واشور ونمرود والكثير الكثير، ومن اورهي ونصيبين وجندي شابور وساليق طيسفون الى اللاهوت والترجمة والتبشير، امة تحمل كل هذا الكم الهائل من الانجازات الحضارية، واليوم تعيش واقعا مزريا منقسمة على ذاتها ومشتتة في بقاع الارض ولا تتمكن من ان تأخذ قرارا بل تحيل كل قراراتها للاخرين لكي يفتوا فيه، والدليل ما حدث في الدستور العراقي وما حدث في التوزير وما حدث في المجلس الامن القومي العراقي وما حدث ويحدث في الدستور الكردستاني وما حدث في المجلس السياسي الكردستاني عندما طالب فصيل سياسي بان يختار الاخوة الكورد ممثلينا في هذا المجلس.
ان امة لها هذا المجد، من الصعوبة لها ان تحاول ان تضع قدمها على الواقع لكي تنطلق منه وتبني مستقبلا افضل من الحال القائم، فالتطلع الى الماضي والحنين اليه والتوق لامتثاله في الواقع امر شائع ولكن لا احد يقول وباي امكنانيات ففي الماضي كانت امكانيات امتنا افضل او جعلت افضل من امكانيات ما جاورها ولذا فرضت ذاتها على الكل كصاحبة القرار، ولكن اليوم كل الجوار اقوى منا بما لا يمكن ان اخفائه عن العين العادية وليس البصيرة، وسيبقى البعض يمنون الناس والسذج بطروحات هي من التاريخ ولا يمكن تحقيقها باي حال من الاحوال فكل موازين القوى تقول باستحالة ذلك، وهذا البعض لا يهمه ان خرج من تبقى منا الى الهجرة او بقى بل يهمه ان يضرب غريمه بكل قوى ولتذهب الامة ومستقبلها الى الجحيم، فالمستقبل هول لنا كما يقولون ولكن دون ان يقولوا لنا كيف؟ ومن اي منطلق ينطلقون؟
الماضي يكاد ان يكون احد العوائق الكبرى من تلك التي تقف سدا منيعا في تطور شعبنا وتطور المراحل السياسية التي يمكن ان يمر فيها، فلا زال البعض يتعامل في مجال حقوقنا ودورنا بطريقة اما كل شئ او  لا شئ، وليتحول الامر الى ايدي الاخرين او الى الزمن، والاخرين شاؤا ام ابوا فهم سينظرون للامر من زاوية مصالحهم، فهذا الامر صفة انسانية، اما الزمن فهو الغدار الذي لا نوليه اهمية قط، فالجالسين في الغربة مثلي او البعيدين عن المسار والواقع يطرحون كل ما يخطر وما لا يخطر في بال انسان، اما ماذا يحيق بالذي يتواجد على الارض فليس مهما ذلك، المهم والاهم الشعار، وهذا الشعار قد استوردناه من الماضي والمؤسف من ماضي الفاشلين.
وعلى المستوى التنظيمات السياسية في شعبنا فالماضي اما مشوه او مبتور او يخاف الاقتراب منه او هناك تابو مفروض حوله .
 ها هو الحزب الوطني الاشوري وبكل اقتدار وبلا خوف وبلا خجل يعلن ماضيه كما هو لانه لا يخاف من الماضي فالماضي وكل السلبيات ان وجدت كانت سلبيات العمل اي لم تكن سلبيات مخطط لها، فالحزب الذي انحرط في عملية لتعليم السورث وفي اي مركز تواجد اعضاءه وفي اي موقع او قرية، هذا الحزب الذي جمع الطلبة الجامعيين الاشوريين في نشاطات قومية اعلت من شأن الوعي القومي ونشرته بكل السبل، الحزب الذي عمل على تطوير مؤسسات شعبنا دون ان يستولي عليها، الحزب الذي خدم اعضاءه المؤسسات القائمة باخلاص وتفان دون ان تصدر من قبل اعضاءه اي بادرة لتخريب او لتسيس كل الامور،الحزب الذي في مدرسته تخرج العشرات من الكتاب والشعراء والادباء لا بل حتى رجال دين من مختلف الرتب، الحزب الذي حاول الحفاظ على الاسيجة القومية ولم يحاول تدميرها لكي تتعري الامة وتبقى بلا اي حصانة او قيادة او مرجعية، هذا الحزب لن يخاف من ان يقول نعم ان السيد وليم شاؤول (الذي يقومون بتعيير الحزب به وكانه الوحيد ممن اختار مسارا اخر) ورعد ايشايا والمرحوم عمانوئيل بادل واكنس جبرائيل مرزا وروميل موشي وغيرهم وغيرهم الكثير كانوا اعضاء في الحزب الوطني او وكانوا قياديين ولعبوا دورهم وعندما اختاروا امرا اخرا فهم احرار ولكن الحزب سار وفق ما ارتضته الغالبية ، فالحزب حقا كان صاحب انجازات حزبية وقومية وبدون مساعدة الا من قلائل من ابناء شعبنا. وانجازات اعضاءه معروفة  وكل عضو فيه كان يستقطب الكثيرين، والحزب الوطني اذ حاول البعض صنع تاريخه بحسب ما يريدون فانه يقول للجميع هذا تاريخي وهذه هي اعمالي، ولا اعتقد ان هناك من يعرف ما كان يجري ويحدث اكثر من الحزب واعضاءه انفسهم، ويكفي الحزب فخرا انه لم يهن ولم ينشر ما يشوه سمعة اي كان، واذا كان بعض اعضاءه قد ذكر بعض الحقائق بحق الاخرين فهذا عمله هؤلاء اضظرارا، والحزب كونه مؤسسة مكونة من اعضاءه يمتلك الكثير من المعلومات الموثقة والغير الموثقة ويعرف كيف سارت الامور كل هذه السنين الا ان مستقبل الامة ووحدة قراراها والعمل الجاد من اجل تكثيف كل القوى في اتجاه واحد كان هم الحزب الدائم.
في مقابل هذا يقوم البعض بصنع تاريخ مزيف لهم وللاخرين، انهم يخافون من الماضي وحقائقه، ان نور الحقائق يعميهم ولذا تراهم في محاولات دائمة للتستر واخفاء كل شئ، وعندما يتسرب شئ من الحقائق ولو من قبل الاخرين تراهم يلجاؤن الى اتهام بعض ابناء جلدتهم باشنع التهم وابشعها وذلك لاخفاء عوراتهم، والا ما سبب كل هذه الاتهاما ولكل، وما سبب الوثائق التي لم يتأكد احد من صحتها.
الماضي بقدر ما هو مدرسة للتعليم والتطوير، وخصوصا ان استغلينا نقاط الضعف التي واكبت المسيرة، الا انه لدى البعض وكما اره انا بعبع مرعب لكي لا يتم الكشف عنه ولذا يلجا وبشكل دائم للتشويه سمعة الاخرين وكاني به يحتاط للمستقبل ويقول ان كنت كذا في حال الكشف فان الاخرين لم يكونوا افضل مني!
الماضي الشخصي، اي ماض اي فرد، من حق الفرد ان يتستر عليه لانه امر خاص به، ومن حقه نشره كما يعمل كبار رجال السياسة والقن والادب حينما ينشرون مذكراتهم لكي تتعلم منهم الاجيال الاتية ولكي لا تقع في نفس الاخطاء، ولكن عندما يكون احد ما  قد سرق   ولاخفاء الامر يتهم كل الاخرين بانهم لصوص فهذا امر حقا محير، ومرض مزمن لا يؤذي الفرد ذاته بل ينشر امراضا في الامة تجعلها تتقاتل وتتحارب وتزداد انقساما. ففي مرحلة الانتخابات للبرلمان العراقي مثلا ظهر السيد لنكن مالك ناشط داعم للحركة الديمقراطية الاشورية كان سابقا مسؤول فرعها في اميركا، وهو يكيل الاتهامات لشخصيات شعبنا وباكاذيب مفضوحة، ولكنه تناسى تاريخه الشخصي كاحد نشطاء داعمي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حينما كانت في اوج نشاطاتها الارهابية والمتحالفة مع النظام الصدامي، شخص مثل السيد لنكن مالك سيعمل الكثير من اجل طمس ماضيه باتهام الاخرين باشنع التهم. وهذا التعامل ليس ببعيد ففي 19 ايار 1979 شارك السيد لنكن مالك بصفته هذ اي ناشطا في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في احتفال الذكرى الرابعة لانتصار فيتنام والذي اقيم في كنيسة تذكار كلايد في كاليفورنيا. وقد استمر في نشاطه مع هذه الجماعات الى ان انتقل الى تمثيل الحركة الديمقراطية الاشورية، وهذه خطوة جيدة ولكن ان يعير الاخرين فهو اخر من يجب ان يفعل ذلك.
لقد حاول الكثيرين الادعاء بانه من اصحاب انجازات ولكن وقت الحقائق لابد ان يأتي ولكن المؤسف ان هذا الوقت يأتي بعد ان يكون الشعب قد دفع الكثير من ماله وجهده ووقته في امر جله كذب ان لم يكن كله، ولنا امثلة لا تعد ولا تحصى عن الاكاذيب والكذبة عن الانجازات الوهمية وسرقة الانجازات الحقيقثية للاخرين، فصدام كامثولة لما قلنا يفيد ويكفي.
فهلا نكون ابناء اليوم، ونعمل من اجل بناء مستقبل افضل لشعبنا بازاحة الماضي من التاثير على قرارنا السياسي ولتكن المصلحة التي سنتفق عليها اي مصلحة شعبنا كما نراها اليوم والنابعة من قدراته وامكانياته وبدون انتقاص او تضخيم لننطلق نحو المستقبل؟



betkanno@web.de

 



405
     في نقد نقد العقل الكلدواشوري السرياني



نشر المفكر المغربي محمد عابد الجابري الكتب التالية والمعروفة بنقد العقل العربي وهي تكوين العقل العربي ( نقد العقل العربي 1 ) (1984)  و بنية العقل العربي ( نقد العقل العربي 2 ) (1986)  و العقل السياسي العربي ( نقد العقل العربي 3 ) (1990)  و العقل الأخلاقي العربي ( نقد العقل العربي 4 ) (2001)
ورد عليه المفكر السوري جورج طرابيشي بالكتب التالية والتي عرفت بنقد نقد العقل العربي وهي نظرية العقل العربي  :نقد نقد العقل العربي (ج1)  و إشكاليات العقل العربي : نقد نقد العقل العربي (ج2),صدر 2002ِ  و وحدة العقل العربي : نقد نقد العقل العربي (ج3) و العقل المستقيل في الإسلام : نقد نقد العقل العربي(ج4) ،صدر 2004
  وبدلا من الدفاع عن اطروحاته لم يتواني المفكر الجابري من تعيير المفكر جورج طرابيشي بكونه مسيحي وكانت فضيحة للفكر العربي شغلت صفحات طويلة وحروب استمر لعدة سنوات واسالت الكثير من الحبر
نشر الاستاذ هرمز طيرو مقالة عنونها بنقد العقل الكلدواشوري السرياني على موقع زهريرا وعلى الرابط التالي.
http://www.zahrira.net/?p=2463
والقارئ ينخدع من العنوان اعلاه، فهو يضن انه سيطالع مقالة فلسقية تبحث القصور في بنية الوعي باشاكاله الاجتماعية والثقافية بشكل عام لدى ابناء شعبنا، الا ان مايلفت النظر ان المقالة هي صياغة سياسية او قالب انشائي لكي يصل الكاتب الى غاية محددة مسبقا وهي مدح فصيل سياسي وذم الاخرين.
واذ كنت لا اعتقد اننا كاشوريين فوق النقد وخصوصا في المجال الفهم العام للقيم المسيرة للشأن العام في العصر الحالي، وان كنت اعتقد ايضا ان الكثيرين منا يستعملون مفردات تماشي العصر وبدت شائعة الاستعمال في الاعلام والخطاب السياسي (مثل رجل الدين الاسلامي وهو يمدح بقدينه فقال ان الاسلام دين شفاف) الا ان ابناء شعبنا في غالبيتهم لم يتخلصوا من القيم العشائرية الدينية بمجالها الضيق والمأخوذ من المحيط اكثر مما يعبر عن الدين الحقيقي لابناء شعبنا.
ومنذ البدء يدخلنا الاستاذ طيرو في التصنيف السياسي الايديولجي، في حين ان المكون العام للعقل ليس السياسة بحد ذاتها فالسياسة هي احدى مجالات عمل العقل ولكن المجال الاكبر والاغلب هو المجال القيمي، فالعقل بما هو اداة لكسب المعارف والمهارات ولاعادة صياغتها بما يقال له انتاج وتطوير وابداع الجديد، لا ينحصر بالسياسية فالثقافة هي المجال الاوسع والرحب لهذا العقل، الا انه كما قلنا فالسيد طيرو حدد هدف مقالته دون ان يخضع الواقع ومسار الامور لاداة نقدية معينة اوصلته الى ما وصل اليه، فهو كان يريد الوصول الى الغاية التي حددها منذ البدء واستعمل كل ما سبق لتحقيق ذلك، وفي هذا الامر تخرج المقالة من ان تكون عملا ابداعيا ناتج لاخضاع كل الامور لنفس ميزان النقد وادواته.
والمقالة النقدية الفكرية تعمل على ايجاد او طرح مخارج لما يعتقده الكاتب ونتيجة لوضعه الحالة الغير المرضية عنها في ميزان النقد، فاداة النقد التي نتلمسها لدى السيد طيرو هي رؤية شخصية ملتبسة بانتماء سياسي وكل ما يقوله الفصيل السياسي الذي يسانده السيد طيرو يعتبر لديه من المسلمات ولا يخضع لاي تمحيص ونقد وهنا يفقد الاستاذ طيرو صفته بوصفة مفكرا، ويتحول الى اداة في يد السياسي، فبدلا من تبيان مكامن الخطاء والقصور في بنية التفكير والادوات والامثلة المستخدمة لتوضيح الفكر، وكذلك الاساليب التي تجعلنا نؤمن باننا كشعب لا زلنا نبحث عن طرق لبناء مستقبل افضل، نرى الاستاذ طيرو يلجاء الى الحل الافضل والاسهل وهو الاستراتيجية الشوفينية للقوميات التي نشاركها العيش في المنطقة والتي كما يرى كاتبنا ترمي الى فرض العزلة على شعبنا ومن ثم احتوائه وصهره وكذالك العمل على استنهاض النزعات الطائفية والمذهبية والعشائرية والمنتشرة بين البعض من ابناء شعبنا، وهنا اذا نؤكد على وجود مثل هذه النزعات اي نزعات ما قبل تكوين الامم، فان اتهام الاخرين باستنهاضها واعادة احياءها هو رمي الخطاء والخطيئة على الاخر وجعل الذات بريئة ولكن الذئاب تنهشها، ولان امتنا وكما يعلم الاستاذ طيرو لم تعد تعيش في غالبيتها في الوطن وبين نفس القوميات المار ذكرها الا ان العودة الى التكوينات ما قبل القومية ونقصد العشارية والعصبيات القروية والطائفية كانت اكثر انتشارا في المهجر منها في الوطن، وبالطبع ان هذه العودة ليست كما يقول الاستاذ طيرو بل لها اسبابها النفسية والمخاوف التي يجابهها الفرد، فهو الخائف على هويته نراه يلجا الى الوحدات الاصغر والاكثر قربا من ذاته من تشكيل اخر كبير ولكنه لم يقدم له هذه المظلة التي تحميه من الانصهار.
وكما قلنا ان السيد طيرو لم يبحث بنية الفكر او العقل لدى الانسانت الاشوري، بل بحث جانبا معينا من مجالات عمل العقل وهي السياسية ولذا فهو يدخل في هذا المجال متسرعا لكي يصل الى غاياته المحددة مسبقا ويقسم الاتجاهات الفكرية السائدة بحسب وجهة نظره في  شعبنا وهي :
-   الاتجاه الاشتراكي
-   الاتجاه الديني
-   الاتجاه القومي
     فالفكر الاشتراكي الذي كان اول من ادخله العراق هو شخص اشوري من منطقة عمادية وكان يتعلم في جورجيا واسمه بطرس فاسيلي وهذه هي المعلومة التي نمتلكها عنه بحيث اننا لا نعرف من اي قرية كان في العمادية رغم ان اسم فاسيلي ليس مستعملا في هذه المنطقة، كان هذا الفكر او الاعتقاد والانتماء السياسي هو ملجاء الكثير من ابناء شعبنا الذين استهوتهم مبادئه السياسية خصوصا اكثر من حوهره الفكري، حيث ان اغلب الشيوعيين الشرقيين سواء من المسيحيين او المسلمين لم ياخذوا من الفلسفة الماركسية الاتطبيقها السياسي، فهذه الفلسفة الناكرة لبداية الجوهر وايمانها بصدفة ما لبدء الخليقة والتي تقول بالمادة قبل الجوهر بقت هذه الحقائق عنها غير فاعلة لدى اغلب الشيوعيين ، والماركسيين الشيوعيين في  غالبيتهم لم يطرحوا برامج اقتصادية سياسية نابعة من طبيعة وواقع الوطن بقدر من طرحهم لشعارات ضبابية عن المساواة الاقتصادية بين الفقراء والاغنياء في طرح ساذج لحل المشكل الاقتصادي وهنا كان سبب انتشارها بالاضافة الى مساواتها بين الامم والشعوب في الطرح النظري. كل هذا لا يعني ان ننكر دور الرواد الشيوعيين من حملة الاتجاه الاشتراكي في تطوير مساحة المناقشات الفكرية وادخال الجديد للثقافة السائدة والمستكينة والراكدة منذ قرون على حالها، وهنا يجب ان نفرض ان من يتحدث عنهم الاستاذ طيروا لم يكونوا من الاتجاه الاشتراكي الديمقراطي السائد في الاحزاب الاشتراكية الاوربية مثل الحزب الاجتماعي الالماني وحزب العمال البريطاني و الحزب الاشتراكي الفرنسي.
فنقد الاستاذ طيرو لبعض الشيوعيين السابقين ليس نقدا محددا بموقف فكري بل هو نقد سياسي واضح فالاستاذ سعيد شامايا لم يغادر موقفه الثابت باننا شعب واحد بخلاف الاستاذ حبيب تومي الذي مال كثيرا الى فصل مكونات شعبنا واعتبارها قومياتا مختلفة وكما نلاحظ فالاستاذ شامايا لا زال في الوطن والاستاذ تومي يقيم في النروج، في حين ان الاستاذ دنخا البازي معروف عنه انه من مؤيدي وحدة شعبنا وكذالك المرحوم توما توماس، ان صفة ما عندما تطلق على طرف ما يجب ان لايجرد الاحر منها لمجرد اعتبارات سياسية مرحلية فانتماء ابناء شعبنا للحزب الشيوعي العراقي هو انتماء واعي مارسه اناس رأوا في هذا الانتماء طريقا لتحقيق اهدافا عليا وسامية بنظرهم وحتى لو اختلفنا معهم فان حقيقة اهدافهم يجب ان لا تنكر، فالمنتمون لاحزابنا الوطنية ومنها الحزب الشيوعي العراق لم يكونوا خطاة ومجرمين نتيجة هذا الانتماء لكي نبرر لهم الانتماء، فالانتما كان من حقهم، ولكن في نفس الاتجاه يمكن تفهم من انظم الى الاحزاب الاخرى مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني او حتى حزب البعث العربي الاشتراكي وخصوصا في المرحلة الاولى من تسلمه السلطة بعد انقلاب عام 1968 حيث كان يصنف حزب بورجوازي صغير وراي الناس فيه انه تعلم من تجاربه ولذا ايدت خطواته السياسية الاولى ومنها بيان 11 اذار لعام 1970 ومنح الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية وللتركمان واقامة الجبهة مع الحزب الشيوعي العراقي. الا ان كل العراقيين انصدموا ليس بحزب البعث وممارساته الشوفينية القمعية فقط، ولكن بانهيار اقوى قلاع الشيوعية العالمية اي الاتحاد السوفياتي، ان صدمة الخداع التي مارستها القيادة السوفياتية كانت قوية بما يجعل الكثيرين يتنصل منها، فالديالكتيك لم يعد مفيدا لكي يفسر كل شئ وبالاحرى ان تفسير الدياكتيك واقحامه في كل الامرو ووضع الحتمية التاريخية كامر مسلم به كان طرحا مبتذلا وسوقيا وهي تقابل  طرح ان من ينتتمى الى هذا الدين سيدخل الجنة دون النظر الى الاعمال والممارسات.
اما عن الاتجاه الديني فالدين المسيحي الذي اعنتقته الغالبية من ابناء شعبنا وفي ظله ونتيجة لهذا الاعتناق اعادة شعبنا لعب دوره الحضاري في ابداع وتطوير القيم والمنتوج الفكري والعلمي في جامعات نصيبين واورهي وجندي شابور والاديرة والمدن الكثيرة، الا ان قوة الكنيسة وقوة سلطة البطريرك لم تجعله في ان يفكر دنيويا او ان تقوم فئة او طليعة لاستغلال هذه الرابطة اعني الرابطة المسيحية واللغة الواحدة والمنبع والتاريخ والحضارة الواحد، في اقامة سلطة سياسية خاصة بنا، اما الحكم على رجال الدين وعلى مراكز دينية معينة بانها بحثت عن مركزها ومصلحتها الشخصية، فما حدث في اوربا من التغييرات من تصاعد المد القومي لم يكن نابعا حقيقة من المراكز الدينية بل ان المد القومي هو نتيجة لتطورات اقتصادية ونمو الطبقة الوسطى (البرجوازية) وفكرية احدثها فلاسفة عصر التنوير، وهذا ما لم يحدث لدينا في كل الشرق، حيث اخذنا الفكر القومي ونادينا به دون ان نمر بالمراحل الاقتصادية والثقافية التي مرت بها اوربا والتي كان الفكر القومي نتاج لها، وبالتالي فتطور الفكر القومي في ظل المؤسسة الدينية وخصوصا الشرقية كان امرا طبيعيا لانها تمتلك قوة عسكرية من ابناء العشائرقياسا بغيرها ولان الكنيسة كانت المؤسسة الوحيدة القائمة بين ابناء شعبنا، وكما نرى ان الفكر القومي استقوى بمؤسستين اساسا هو اتى ليكون عابرا لها وهما مؤسسة الكنيسة والمؤسسة العشائرية الادنى مرتبة والاقوى شكيمة، في ظل مثل هذا التكوين كان لا بد من وجود تناقضات تحدث بين كل الاطراف وهذا ما شاهدنا ونراه من الصراع بين كل المؤسسات القائمة في شعبنا، فالمؤسسة العشائرية المندثرة اعيد بعث الدفء جمراتها المخبوءة تحت الرماد في المهجر الاشوري اولا، واعاد احياءها صدام عندما اعاد قادة العشائر الى الواجهة وكان لا بد ان يتاثر مجتمعنا بها كحالة حماية وكحالة ان الاخرين لسوا افضل منا.
التيار المسيحي السياسي بشكل ايديولوجي لا يوجد في شعبنا (بمعنى تطبق تشريعات مسيحية او اقامة دولة مسيحية)، يمكن القول ان الاحتماء بالمسيحية المسالمة من غضب الاخر سائد الا انه ليس تيارا سياسيا منظما او مؤلدجا، والغالب ان منبعه التراث الطويل لتنظيمات الملة التي كانت سائدة في زمن السلطنة العثمانية واعتقاد البعض بها وباثاراها الفكرية مثل ان المذهب او الطائفة ورتيسها هو ممثل الكل واننا نعيش في الشرق ذمة في يد المسلمين الكرماء الذين تركونا لحد الان احياء، فثقافة المواطنة لم تنتشر في الوطن بما هي ثقافة مساوية لكل المواطنين برغم دينهم ولونهم وجنسهم ولغتهم وهذه ثقافة الدول العصرية والتي لم تقم لحد الان في شرقنا.
يؤسفنا وفي اطار نقد العقل او الممارسة في شعبنا يتم تجاهل حقائق كثيرة اثرت في مسار شعبنا، فشعبنا بغالبيته العظمى وبكل طوائفه تعرض ومنذ زمن طويل لعمليات ابادة واظطهاد ممنهجة وعلى اساس ديني في الغالب ولم يتمكن ومنذ مذابح تيمورلنك من البقاء مستقرا لكي يتحول للتفكير في امور اخرى فالهم الاكبر لديه وفي ظل تلك الظروف كان حماية النفس كشعب او اسرة او كافراد، في ظل كل هذه الالام تمكنت مؤسسة الكنيسة من البقاء وان انشقت وتشضت الا انها بقت تدير ما استطاعت ادارته.
ورغم كل شئ لم يتمكن المثقف القومي الاشوري من اتخاذ اي قرار مهم مهما كان خارج اطار المؤسسة الكنسية، ذات التاريخ الطويل في تسنمها المركز الاول كممثلة للشعب او لطوائفه المختلفة، فما حدث قبيل واثناء الحرب العالمية الاولى يدلنا ان القوة الوحيدة التي كان يمتلكها الشعب، كانت العشائر النسطورية والكنيسة الشرقية اما الاخرين وبكل طوائفهم فلم يكن لديهم الا السكوت، وهذا يدل ان الفكر القومي لم يكن قد استوعب الجماهير الكثيرة رغم ان التسمية القومية الاشورية صارت معهودة ومرغوبة ومعشوقة من الكثيرين.
وفي احداث سميل ايضا كانت الكنيسة والعشائر هم محركوا الوضع، ومن الطرفين المختلفين بعد مؤتمر ريشا داميديا. ويمكن القول ان الفكر القومي كان خارج الاطار الكنسي بشكل عام في ايران لان القوميين الاشوريين كانوا من مختلف الكنائس ولانهم كانوا في مرحلة التبشير ومرحلة نشر الثقافة والادب اكثر منهم في مرحلة بناء التنظيمات السياسية.
يمكن القول ان اول تنظيم سياسي نشاء بعد احداث سميل ولا اعتقد ان اعضاءه كانوا معروفين الا ان التنظيم كان من اجل الثار من مسببي سميل ومن المتخاذلين فيها ولذا كان التنتظم قد خطط في اول عمل له الى قتل كل من مار يوسف خنانيشوع ومار سركيس ومار يوالاه في دوري، وقد تم كشف التنظم عندما كشف المرحوم جورج والد الشهيدة ماركريت تفاصيل المخطط وانه كان مكلفا بقتل مار يوالاه، والتنظيم الثاني كان خيت خيت الب ܚ ܚ ܐ وقد استمر التنظم من نهاية الاربعينيات الى نهاية الخمسينيات الا انه لم ينتشر جماهيريا وان كان الاعتقاد السائد انه صاحب فكرة انشاء الاندية والجمعيات الخيرية، وقد شارك في بعض المظاهرات الشعبية وخصوصا في مظاهرة باباكركر، الا انه انتهى دون ان يخلف تراثا سياسيا معينا ومحددا الا التراث العمل الاجتماعي والرياضي، وفي بداية الستينات تأسست منظومة معينة لتساعد الشهيد هرمز مالك جكو وتدعمه الا انها انهارت بعد استشهاد هرمز مالك جكو واعتقد انها كانت تطلق على نفسها اسم سيعتا (ܣܝܥܬܐ) اي اللجنة، وفي هذا الاطار فلا بد من التنويه ان شبانا من المتاثرين بافكار الملفان نعوم فائق والشهيد اشور يوسف الخربوطي، قد قاموابتأسيس اول تنظم سياسي مستمر لشعبنا باسم المنظمة الاثورية الديمقراطية في  قامشلي، الا ان التنظم لم يكن ناشطا سياسيا لقلة الخبرة ولكن جل اهتمامه انصب على المجال الثقافي والعلمي كمرحلة اولية تسبق دخول كوادره المجال السياسي، ولعله التنظم السياسي الوحيد الذي شارك في تأسيس الاتحاد الاشوري العالمي من خلال اعضائه، ونشط اكثر في السبعينيات من هذا العصر وخصوصا من خلال نشطاءه في اوربا حيث قام بتنظم الشعب من خلال مؤسسات واتحادات قومية ونشر مجلة خويادة المعروفة بدورها الوحدويوالتي صدرت من قبل اتحاد الاندية الاثورية في السويد.
في عام 1968 تأسس الاتحاد الاشوري العالمي، وقد جوبه منذ البداية بهجمة كبيرة وخصوصا من قبل النظام العراقي، فقد كانت الصحف اللبنانية الممولة من قبل النظام تهاجم الاتحاد الاشوري العالمي وتنعته بابشع النعوت الا انها اضطرت لكي تستقدم وفدا منه لكي تتفاوض معه من اجل حقوق شعبنا وقد اتى الوفد برئاسة المرحوم مالك ياقو مالك اسماعيل في اوائل عام 1973، ويمكن العودة الى هذا الرابط في حينها كتبت بتفصيل اكثر عن الاتحاد الاشوري العالمي.
 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,68914.0.html
في بداية عام 1970 حاولت مجموعة من الشباب تأسيس حزب قومي الا انهم انكشفوا في فترة التفكير واقناع البعض بالفكرة واذكر منهم كل من القس حاليا شليمون ايشو والسيد كوركيس خوشابا وقد تم القاء القبض عليهم فترة في الامن العام ومن ثم اطلق سراحهم بعد ان تعهدوا عدم العودة الى مثل هذا الامر، ومن ثم في خريف عام 1972 تاسس حزب اخر في كركوك وجامعة السليمانية باسم حزب الاخاء الاثوري وقد اسسه المرحوم توما هرمز ايشو وابنه الشهيد يوسف توما والسيد يونادم يوسف كنا علما ان السيد يونادم يوسف كنا كان في الان نفسه عضوا في اتحاد طلبة كردستان العراق اي بالضرورة عضوا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وقد تم مفاتحتي بالانضمام اليه وقد وافقت حينها الا ان من كلف بالاتصال بي قد تنصل من المهمة
وفي 14 تموز من عام 1973 تاسس الحزب الوطني الاشوري بشكل رسمي وان كانت بعض اللقاءات قد حدثت قبل ذلك من مجموعة من الشبيبة القومية الجامعية واعتقد انها كانت مؤلفة من الاخوة وليم شاؤول وبنيامين ابرم حنا وجارلس شمشون كسو وعامر شمشون كسو وشمشون سركيس شمعون وديفس سركيس وليس كوركيس وكوركيس ياقو ، ولم يكن يتادول للحزب اسما ما خلال المراحل الاولى لتأسيسه لكي لا ينزل الى الشارع وتقوم الاجهزة الامنية بالبحث والتقصي عنه، ولم يكن يتسمى باسم حزب البعث الاثوري كما يقول الاستاذ طيرو وانا هنا اراهنه ان كان يعرف حقا تنظما بهذا الاسم اي حزب البعث الاثوري وهذا الاسم هو  من اختلاق اعداء الحزب او المختلفين معه او هو من المعلومات التي يذكرها الكراس التثقثفي رقم 7 والصادر من مكتب الثقافة والاعلام في الحركة الديمقراطية الاشورية واذا كانت معلومات السيد طيرو من هذا الكراس كلها فانني اندب الثقافة والمثقفين، ونتيجة لمتابعتي حول الامر فقد التقيت بالاستاذ ميخائيل ممو في يونشوبينك في السويد وقد ذكر بانه كانت هنالك فكرة من هذا القبيل قد طرحها السيد منان بولص الا انها لم ترى النور، واعتقد ان نشر مثل هذه الدعايات هو عملية خداع لابناء شعبنا لاننا ندرك بان النظام البعثي ورغم كل الانفتاح الذي مارسه في بداية السبعينيات الا انه ما كان مستعدا للقبول بحزب يمثل هذه التسمية لانه حزب يناقض حزب البعث العربي الاشتراكي وايدولوجيته من الاساس، فالشعبين الذين يمكن لهما الادعاء بالبعث اي اعادة احياء ما كان لهما في العراق هما الاشوريين والعرب لان لكليهما حضارة وامبراطوريات انطلقتا من ارض العراق، فالسماح بتأسيس مثل هذا الحزب يعني النقيض الفعلي لطموحات العرب. الا ان من ينشر مثل هذه المعلومات الكاذبة يعتمد على او يعتقد بان ابناء شعبنا كلهم جهلة ولا يحمكون على الامور من خلال المنطق والعقل. واستناد السيد طيرو الى مقالة السيد وليم شاؤول هي عملية اجرامية حقا فالسيد وليم شاؤول لم يذكر اسم حزب البعث الاثوري ابدا في مقالته لان مثل هذا الحزب لم يتواجد اصلا والسيد طيرو ومن خلال عنوان مقالته يرغب في ان يطرح نفسه مفكرا الا انه وقع في اخطاء مقصودة للدعاية السياسية من خلال نقل اكاذيب و كانها حقائق واسنادها الى اشخاص لم يقولوا بها. ولكن السيد وليم شاؤول يخلط في التواريخ في مقاله المنشور في 13 تموز عام 2006ankawa.com وليس في 19 من تمووز واعتقد ان السيد طيروا اعلم بالمقال ولم يقراءه، فالاجتماع الذي انعقد في نادي المشرق عقد 14 او 15 تموز 1974 وقد حضرته شخصيا وقد تلى السيد وليم شاوؤل فيه تقريرا سياسيا وكانت فكرة تأسيس النادي قد نضجت خينها وتم عمل الكثير من اجلا اعلان النادي، الا ان الحلقة المركزية في الحزب قد انحلت وتم اعادة تشكيل الحزب من اعداد محدودة من الاعضاء ممن كانت علاقتهم غير اساسية بالسيد وليم شاؤول، وحدث هذا في اوائل اب 1974. اي ان ما تم تأسيسه بوجود السيد وليم ساؤول لم يعمر الا سنة وايام معدودة وما نشاء بعد ذلك تغيير كثرا وخصوصا بعد مؤتمر الاول في بغداد من ذالك العام وهذه المعلومات لا ينكرها الحزب الوطني الاشوري ويمكن الرجوع الى النبذة التاريخية لتاريخ الحزب والتي نشرت من قبل قيادة التنظم الخارجي في الحزب في كانون الاول من عام 1996.
اما حزب النسر الاسود فهو ايضا من خيال الكاتب او من خلال الدعايات التي بثتها اذاعة قصرشيرين الاشورية حينها ولكنها بالتأكيد لم تقل النسر الاسود بل انتشر اسم حزب النسر فترة قصيرة في العراق ايضا الا انه لا وجود له بالحقيقة. والاخزاب الاخرى التي قامت في العراق هي مجموعة السيد كوركيس خوشابا والقريبة من اليسار او الحزب الشيوعي واعتقد ان اسمها الاتحاد الاشوري التقدمي ان لم تحني الذاكرة والحزب الاخر الذي تأسس كان الحزب الاشوري المتغير زمنيا وكان من اعضاءه السادة شمائيل ننو عضو المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية والسيد عوديشو بودغ عضو الحزب الوطني الاشوري والسيد شمشون اعتقد انه حاليا في كاليفورنيا وانحل بعد ان قرر بعض الاعضاء الانضمام الى الحركة الديمقارطية الاشورية في عام 1983 .
وبدلا من نقد البنية الفكرية للكلدواشوريون السريان وما يؤثر فيها عند  القرارات وخصوصا من الناحية السلبية، يوزع السيد طيرو اتهامات للاخرين بانهم اسسوا تنظيمات بدعم من الاخرين وقصد في بذلك العرب والاكراد، في الوقت الذي ما كان في مصلحة القوميتين انشاء مثل هذه التنظيمات لكي لا ينتشر الوعي السياسي في شعبنا، لان المنطق يقول ان الاعداء يفضلون ان يقى اعداءهم جهلاء هو افضل لهم حتى من ابادتهم، وانشاء احزاب في قوميات اخرى كما يتهم وينشر الاستاذ طيرو عملية ان خضعت للنقد العقلي سنرى تفاهتها، الا ان التقاء مصالح الاطراف من مختلف القوميات قد يساعد في ذلك، وهذا لا علاقة له بنقد العقل الاشوري بل يدخل في صلب المصالح السياسية والرؤية المختلفة والتي تبيحها الحريات التي يجب ان يتمتع بها الكل. والظاهر ان كل من نافس ولو من بعيد الحركة الديمقراطية الاشورية يتهم من قبل السيد طيرو بانه اداة من صنع الاخرين، ودون سند بل طرح اتهامات على عواهنها ليس اكثر. والحقيقة انننا لم نطلع على مراجع اكاديمية تتعلق ببحث العمل السياسي في شعبنا وخلوه من اي ايديولوجية قومية  تقدمية، فلحد الان لم نعلم بتقديم رسائل دكتوراه وماجستير حول الامر، اما اذا كان يقصد مفكرنا بالمراجع الاكاديمية بعض الكتابات في بهرا وفي كراريس الحركة فهذا امر اخر، فلا اعتقد ان احد يعتقد انها خرجت من جامعات وخضعت للمناقشات المستفيضة. ويقول (لقد بذل التجمع والاتحاد وأحزاب اخرى ، خلال العقود الثلاثة الماضية جهودا محمومة على كافة الاصعدة من أجل نشر الفكر الناقص بين أبناء الأمة الواحدة ، فكان منها التعاون المطلق مع القوى التي تعمل على تغذية ونشر النعرة الانعزالية بين أبناء الشعب الواحد ، وذلك من خلال تأسيس دوائرومؤسسات او جمعيات وأشهرها " جمعية الثقافة الكلدانية " او دعمه لصحف وفضائيات لنشر الكراهية ، ومثال على ذلك جريدة " قويامن " التي أسسها ويرأس تحريرها نمرود بيتو ، وكذلك فضائية Assyrian Sat التي تبث برامجها الهابطة من مدينة Ceres في كاليفورنيا ، أسسها سركون داديشو ، حيث الزمت هذه الفضائية نفسها بتزيف الحقيقة ، من خلال الأستراتيجية التي تقضي بتفتيت الأمة الكلدوأشورية السريانية الى اجزاء صغيرة ، وخلق كيانات سياسية او اجتماعية وهمية قائمة على اسس عنصرية ، مع دعم اي مكون يتصف برؤية ضيقة الأفق ومتطرفة).
فلا ادري كيف ربط بين كل هذه المكونات السيد طيرو، واعتقد جازما ان السيد طيروا لم يطلع على اي عدد من صحيفة قويامن، وكذالك انه لم يطلع على صحيفة خيروتا التي كان يصدرها التجمع الديمقراطي الاشوري والتي كنت اديرها شخصيا، وبرغم ان الحزب الوطني الاشوري يؤيد وحدة شعبنا وكانا سباقا في طرح صيغة التسميات الثلاثة اي (الاشوري الكلداني السرياني) وذلك في مؤتمر بغداد المنعقد عام 2003 وكذالك في مؤتمر الثاني المنعقد في تموز عام 2002 الا انه السيد طيروا يرغب في الضرب الجميع في عملية تقييم سياسية من طرف سياسي معاد ولكنه يطرح نفسه مفكرا، فهناك تناقض واضح وبين بين الحزب الوطني الاشوري وطروحاته وبين طروحات السيد سركون داديشو، الا ان السيد طيروا يخلط الحابل بالنابل كما يقال كغوغائي لا غير.
ولا ادري كيف ان السيد طيرو مرة يتهم الشعب وفكره بالضبابية ومرة بامتلاك فكر وتبصراستراتيجي وهل يستقيم الامران.
وبعد ان يسرد نبذا من تاريخ كل من المنظمة الاثورية الديمقارطية والاتحاد الاشوري العالمي، ويعتبرهما من الاتجاهات القومية والتي يعتبر انها حصلت على دعم شعبي، لانها عبرت عن فهم عميق للتراث والتاريخ، في حين يجب ان يدور نقدنا حقا لفهم ابناء شعبنا للتراث والترايخ، لان محصلة الامور في نجاح اي شئ هو في مدى نجاحه في تحقيق خطوات ملموسة للامام، الا ان السيد طيرو يعبر عن هذه المهمة العويصة للمفكر ويلجا الى تقديم بعض العثرات التي وقعت فيها كل من المنطمة الاثورية الديمقراطية والاتحاد الاشوري العالمي، ليصل الى لب ما يريد وهو تقديم الحركة الديمقرطية الاشورية كقمة الرؤية الفكرية والسياسية والتي عبرت حقا عن الفكر الكلدواشوري السرياني الاصيل والناجح. ويقول (أن الحالة الفكرية والسياسية والأجتماعية والثقافية التي عاشها شعبنا الكلدوأشوري السرياني في بلاد ما بين النهرين بعد الاحداث 1915 - 1933 - 1968 ، كانت وحسب كافة الدراسات ، المنطلق الأساسي لظهور بؤر وتجمعات وحركات ذات توجهات قومية في المعاهد والجامعات ( بغداد - سليمانية - موصل - بصرة ) بالأضافة الى بعض المراكز الشبابية التابعة للكنائس . وقد كانت برامج اغلب هذه التجمعات تفتقر الى العقل الواعي ( الفكر الواعي ) لأنهم لم يول مسألة العقل الواعي ما يستحق من الاهتمام ، فظلت برامجهم الفكرية في اطار بدائي ، وبذلك عبروا عن الرؤية القاصرة للواقع الراهن ، وقد كان تأثير هذه الرؤيه لمثل هذه الايديولوجيا سلبيا ، مما ادى الى ):
 برغم سردنا لبعض مراحل العمل القومي وكذالك السيد طيروة الا انه يعود ويقول ان وحسب الدراسات القول المار ذكره من مقالته فكيف يريد السيد طيروا من العمل القومي ان يكون كاملا متكاملا منذ اللحظة الاولى ومن دون ان تصهره التجارب، ويقول ان اغلب هذه التجمعات افتقرت الى العقل الواعي، الا انها بالتاكيد كانت تمتل وعيا عقليات وحسب اهدافها المرحلية والتي حددتها لنفسها وانا اقول ذلك من خلال تجاربي الشخصية لانني كنت عضوا في لجنة الشباب الاشوري في كنيسة مار عوديشو وسكرتير لها من تموز 1974 الى ايلول 1975 كما انني كنت مسؤولا للطلبة الاثوريين في معهد الادار ببغداد الرصافة منذ عام من عام 1974 الى سنة 1976 ، فهذه التنظيمات كانت تمتلك رؤية خاصة بها وباهدافها وقد تجاوزت حتى المنظمات الشبيبة الكنسية منطلقاتها الطائفية لصالح المنطلق القومي وكانت انشطها تسير من قبل اعضاء الحزب الوطني الاشوري، واعتقد ان الكثيرين ممن يتذكرون هذه المرحلة يدركون دور هذه اللجان الشبابية في التقارب بين مكوناتنا القومية. الا ان السيد طيروا يكتب من دراسات لا اعلم من قام بها لانني حقيقة لم اطلع عليها. رغم انه يعطي لهذه التجمعات (سببا لتكوين او ظهور النواة الاولى  لحضارة كلدواشورية سريانية) علما ان تبني هذه التسمية لم يكن الا في مؤتمر بغداد في تشرين الاول من عام 2003 ، ومن ناحية اخرى يمنح السيد طيرو لنفسه الحق في ان يقول ان الحركة قد تأسست في 12 نيسان من عام 1979 وهو تاريخ مشكوك فيه لاننا في بداية عام 1982 كنا لا زلنا نتفاوض على المشاركة في الكفاح المسلح وكنا ثلاثة اطراف وهم الحزب الوطني الاشوري ممثلا بالاخ نمرود بيتو ومجموعة كوركيس خوشابا وكان يمثلها بنفسه وبقايا حزب الاخاء الاشوري ومثلها السيد يونادم كنا، فكيف يستقيم امر تأسيس قبل اكتمال التفاوض بشأن الامر؟ ولكننا لا نرغب في ان نعطي للاخرين تواريخ ميلادهم الا ان الفكر النقدي يجب ان يخضع مجمل الامرو للنقد والتمحيص. ويقول الكاتب ان الحركة بعد ذلك وجدت المجال مفتوحا امامها للتغلغل في عقول الجماهير ولم يذكر لنا هل حدث ذلك بعد استيعاب قيادة الحركة لديالكتيك هيغل ام قبله، وخصوصا اننا ندرك ان هيغل لم يكن معروفا ومقرؤا كثيرا بين القوميين الاشوريين، ولا يذكر لنا السيد طيرو اي نماذج لتطبيقات الحركة لمقولات هيغل وخصوا تلك التي يقرها العقل المطلق اي الجوهر والطبيعة وكيف وجدت الحل بين المتناقضات .
وفي مثال السيد طيرو يلغي دور مؤتمر بغداد لعام 2003 كمؤتمر للبحث والنقاش والتحاور ويلغي تواجد الاخرين فالحركة في مثاله هي العقل المطلق اي الله وتطرح فكرة الوحدة وفكرة الوحدة نفسها هي الاطروحة، ويقوم الفكر بوضع اساس للوحدة وهو هنا مؤتمر بغداد لعام 2003 الذي شارك فيه الحزب الوطني الاشوري، الذي وصفه السيد طيرو بابشع النعوت وشكك بطروحاته القومية .
والمفارقات لا تتوقف (فالانسان الكلدواشوري السرياني الذي يعيش ازمة العقل، وذلك نتيجة عدم ادراكه ولعقود عديدة للطبيعة الجدلية التي تربط بين العقل والطبيعة والقوانين) لا تأخذ السيد طيرو اي بارقة الرحمة بهذا الانسان الذي عاش دهورا في ظلام دامس وفي عزلة كبيرة نتيجة لوقوعه في بحيرة معادية له دينيا ولم يتسأل وكيف يعرف هذا الشعب الذي بغالبيته امي والذي يعرف القراءة والكتابة كان يتقن السورث فقط والامر الاشد غرابة ان السيد هيغل عاش في القرن التاسع عشر او نهايات القرن الثامن عشر فيكف يعرف بها ابناء شعبنا وبجدليته التي استنبطها هو واستفاد منها المرحوم ماركس.
ويقول (أن استمرار الحركة الديمقراطية الأشورية في التعامل مع الديالكتيك وتفسير الوجود وفهم الواقع بالديالكتيك ، سيولد حتما عند الانسان الكلدوأشوري السرياني  ارادة العقل  التي سوف يصممها فكر العقل المطلق ( الأطروحة ) وهي بالنتيجة عقل الحركة الديمقراطية الأشورية) اي العودة الى دكتاتورية الرفيق ستالين والتي لا تقبل عقل اخر الا العقل المستعوب للديالكتك وهو هنا الحركة الديمقراطية الاشورية. ولكنني من محبتي اقول رجاء من الاخوة في الحركة ان لا تستهويهم مثل هذه الطروحات، التي تدعي ان ارادة العقل لدى الانسان الكلدواشوري السرياني ستتولد بمجرد فهمه او بمجرد تعامل الحركة مع الدياكتيك وتفسير الوجود، لانهم الظاهر بهذا التعامل قدر خربوا على الامة وفكرة الوحدة وحتى ابسط مقومات العمل السياسي المشترك، ولذا ادعوهم للعودة الى التفسير البسيط وهو اين مصلحة الامة وكيف تحقق وما هي الادوات والاطراف التي يمكن التعامل معها لتحقيق ذلك، فهيغل ممكن ان يقراء في تاريخ الفكر الفلسفي الا ان تطبيقه في السياسية امر اخر وعفى عليه الزمن.
واخيرا اطلب المعذرة للتطويل وللخروج الى مناقشة الشأن السياسي التاريخي لانه السيد طيرو اضطرنا للدخول فيها.


betkanno@web.de
 




406
فليستجوب  وزير التربية والتعليم في اقليم كوردستان العراق!


منذ ان بداء العمل بالتدريس السرياني في اقليم كردستان العراق، تقوم منظمة سياسية معينة بتحمل اغلب النفقات التي يتطلبها تمشية امور التعليم، من رواتب المعلمين الى طباعة وترجمة وتوزيع الكتب وبقية القرطاسية مرورا بالاقسام الداخلية واجور سيارات النقل التي نتقبل التلاميذ من مناطق سكناهم الى المدرسة وبالعكس حسب اقوالهم وتصريحاتهم في المنابر الاعلامية والندوات السياسية وتقارير اللحنة الخيرية الاشورية في المهجر الاشوري.
ولعلم الجميع فان التعليم السرياني قد بداء بعد اقرار قانون التعليم في اقليم كوردستان عام 1992 والذي نص على حق القوميات التعليم بلغتها القومية، وهذا الحق لا يشمل ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني بل يشمل الاخوة التركمان والاخوة العرب المقيمين في الاقليم او الذين هم من سكان الاقليم.
فمن ناحية ان التعليم العربي والتركماني يشمل تعلم جميع المواد باللغة العربية في الحالة الاولى والتركمانية في الحالة الثانية فيما ينقسم التعليم لدى ابناء شعبنا الى التعليم باللغة السريانية او تعلم اللغة السريانية وهناك فرق كبير بين الامرين، والملاحظ ان اغلب المدارس تعلم اللغة السريانية ولا تعلم بالسريانية.
استنادا الى الدستور العراقي المادة (4) الفقرة اولا والتي تنص (:ـ اللغة العربية واللغة الكردية هما اللغتان الرسميتان للعراق، ويضمن حق العراقيين بتعليم ابنائهم باللغة الام كالتركمانية، والسريانية، والارمنية، في المؤسسات التعليمية الحكومية، وفقاً للضوابط التربوية، او بأية لغة اخرى في المؤسسات التعليمية الخاصة) هنا نرى ان الدستور يضمن حق التعليم والضمانات هو توفير كل المستلزمات لتحقيق الامر.
اما المادة (14) فتقول  ( العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييزٍ بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي). اي ان اي غبن او اختلاف في المعاملة بين ابناء اطياف شعبنا العراقي يعتبر عملا يناقض ما تنص عليه هذه المادة وبالتالي يعتبر مخالفة دستورية واضحة وصريحة والمادة (16) والتي تنص على (تكافؤ الفرص حقٌ مكفولٌ لجميع العراقيين، وتكفل الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك.) اذا الاخلال في الواجبات المناطة بالوزارة تجاه احد مكونات الشعب العراقي يعني اخلالا تاما بالدستور وبمواده، واستنادا الى المادة (121) والتي تنص على (  يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان، والكلدان والآشوريين، وسائر المكونات الاخرى، وينظم ذلك بقانون.)
تعني ممارسة وزارة التربية في اقليم كوردستان اخلالا بكل الدستور ومواده المختلفة في ظاهرة لا يمكن فهمها الا ان السيد وزير التعليم ومن سبقه في منصبه ومنذ عام 1992 ولحد الان يتجاوزون على القانو ن ويميزون بين ابناء الشعب العراقي وشعب اقليم كوردستان على اسس قومية ولغوية ودينية، ففي المدارس التي يكون التعليم فيها باللغة الكوردية تقوم الوزارة بتوفير كل مستلزمات التعليم من الكتب والقرطاسية والمدارس ومستلزماتها ورواتب المعلمين والمدرسين، فيما يتم حرمان مدارسنا السريانية من كل ذلك.
ولعلم الجميع فان ابناء شعبنا بكل مسمياته يشاركون في عملية بناء اقليم كوردستان وهو جزء اساسي من شعب الاقليم لا بل ان جذوره ترتبط بهذه الارض منذ فجر التاريخ، وابناء شعبنا يتحملون قسطهم في كل الضرائب المفروضة  وفي ادخال العملات الصعبة وفي كل مرافق الحياة اذا السؤال المشروع والمنطقي هو لماذا لا يتم التعامل مع ابناء شعبنا وطلبتنا كابناء لمنطقة اقليم كوردستان وكابناء لجزء من هذا الشعب، ان من حقنا وحق ابناءنا علينا ان نضمن مستقبلهم وان نضمن ان يكون هذا المسشتقبل بما يتساوي فيه مع كل ابناء الاقليم وبدون تمييز او انتقاص.
ان القوانيين التي  تسير امور الدولة في اقليم كوردستان هي قوانيين تساير اخر المستجدات في التعامل مع حقوق الانسان الافي حالة شعبنا وبالاخص في حقل التعليم.
وبناء على كل ما اوردناه فاننا نقترح ان يقوم اعضاء المجلس الوطني الكردستاني من ابناء شعبنا وهم ممثلين عن الحركة الديمقراطية الاشورية وممثل عن حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني وممثل عن حزب بيت نهرين الديمقراطي وممثل عن جمعية الثقافة الكلدانية بتقديم مذكرة استجواب لوزير التربية والتعليم في اقليم كردستان والمطالبة بسحب الثقة به جراء الغبن الحاصل على ابناء شعبنا، فالى متى ستتكفل الحركة الديمقرطية الاشورية بتوفير اغلب مستلزمات التدريس بالسريانية؟ انه سؤال مشروع، وهل يقوم الحزب الديمقراطي الكوردستاني او الاتحاد الوطني الكوردستاني او الجبهة التركمانية بتوفير مستلزمات التعليم بلغاتهم؟ اليست الدولة ومن ميزانيتها يتم توفير هذه المستلزمات؟

والغريب العجيب ان الحركة الديمقراطية الاشورية في الوقت الذي ظلت كل هذه السنوات تدعي انها تقوم بتحمل هذا العبء ورغم ان قيادتها فيها اناس سياسيين من الطراز الرفيع وحسب ما نسمع وكذالك قانونيين متضلعين بالقانون الدستوري وملمين بالحقوق والواجبات التي يجب على المواطن ان يتمتع او يقوم بها، الا انهم بقوا كل هذه السنوات ساكتين عن هذا الغبن الذي يلحق بابناء شعبنا وبالحركة بالاخص، لانها تتحمل توفير كل هذه الاموال الضخمة لا لسبب بل لتقاعس وزير او وزارة في اداء واجبها الدستوري.
ان سكوت الحركة الديمقارطية الاشورية على هذه الممارسة امر عجيب رغم انها كانت تمتلك اربعة من خمسة من ممثلينا في المجلس السابق وكان لها وزير دائم في الكابينات الحكومية المختلفة، كما انها لو ارادت اثارة المسألة في المجلس الوطني الكوردستاني او حتى مجلس الوزراء لحصلت على تأيد لمطالبها، الا ان سكوتها يثير الشكوك والضنون؟
ان ما يحصل اليوم هو انتهاك صارخ لدستور مقر ويعمل به، والا فما المبرر لهذه العملية المستمرة كل هذه السنوات، انه سؤال من حقنا ان نطرحه وخصوصا اننا ابتلينا ونتهم من قبل الكثيرين باننا نساير حكومة الاقليم  وسياساتها، فمقابل ايماننا الراسخ بالخطوات الصحيحية والامل الكبير الذي يعترينا باننا كاشوريين كلدان سريان ننعم بحقوقنا بشكل عام ونتطلع الى المستقبل بنظرة ملؤها الامل ويمكننا ان نؤكد ان تحالف شعبنا وقواه السياسية مع الشعب الكوردي وقواه السياسية هو تحالف له افق مستقبلي كبير، الا ان شعورنا باي غبن لا يجب ان يجعلنا نسكت بل نرفع الصوت والقول لاحقاق الحق، فحقنا في مساواتنا بكل مواطني اقليم كوردستان لاننا جزء من شعب اقليم كردستان بكل ما يعنيه ذلك من حقوق وواجبات.



betkanno@web.de

407
المجلس القومي الكلداني ، يقرر!

اصدرت قيادة المجلس القومي الكلداني بيانا حول نتائج اجتماعاتها الاخيرة، والظاهر ان الاجتماعات قد طالت اسابيع عديدة ولذا فالواضح انه تم بذل جهود كبيرة للتوصل الى الصياغة الاخيرة للبيان والتي تمكنا الاطلاع عليها عبر وسائل الاعلام.
ولعل اهم ما تدراسه المجلس صياغة المنطلقات الفكرية والبرنامج السياسي، وبالطبع لا اعتقد ان ما تم نشره في البيان هو البرنامج السياسي المتكامل، بل لا بد من الانتظار لنرى نتائج الاجتماع العملية تظهر تباعا كممارسات وقرارات سيقوم الاعضاء بتوضيحها لابناء شعبنا الكلداني.
الشئ الذي سرني وافرحني في البيان هو ان البيان وكما فهمت نصوصه انا بالطبع يعدني كلدانيا ولكنني اتسمى باسم دخيل لا غير، بالطبع ما سرني في كوني كلدانيا نغصني بهذه المفردة الدخيل ولم توضح لنا قيادة المجلس الكريم ماذا ستفعل بتاريخ شعبها ومئات الالاف من الشهداء ومئات القيادات والمفكرين والادباء ممن انخدعوا وعملوا وضحوا تحت راية هذه الاسماء الدخيلة، هل سيتم حذف مئات السنين من تاريخ شعبنا الكلداني لاجل تصحيح الصورة المخادعة لاي قارئ مستقبلي لتاريخنا؟ كما ان قيادة المجلس لم توضح لنا كيفية دخول هذه الاسماء الى شعبنا الكلداني الاصيل (فالدخيل اتت من دخل، اي ان هذه الاسماء لم تكن ضمن قواميس السورث، ومنها قاموس اوجين منا وقاموس توما ادو وقاموس زهريرا وغيرها من القواميس) ولكن من اجل الامة او الشعب تهون كل الامور. وخصوصا ان المجلس القومي الكلداني لا يماري ولا يساوم ويقولها بالفم الملان ان او اني افهم انه يقول ان الجميع كلدان وعليهم التسليم بذالك وما التسميات التي يطلقونها على انفسهم الا اسماء دخيلة، فان اكون كلدانيا افضل من ان اكون منقسما الى اربعة او خمسة او ستة وخصوصا اننا اثبتنا وللامرة الالف اننا قابلون للقسمة على اي عددة ترغبون فيه، او يرغب فيه المقامرون وادعياء البطولة والباحثين عن المجد الشخصي على حساب شعبنا المسكين.
ما سرني وما احزنني لا يهم قيادة المجلس القومي الكلداني، فالمهم هو ما يروه هم وعلى الاخرين اتباعهم كالخراف المستكينة، التي تسير خلف قائدها لا تناقش ولا تعارض، فاهم شئ بالنسبة لقيادة المجلس هو رأيها ولتذهب مصلحة شعبنا الكلداني الى الجحيم ،والصحيح ان الجميع في معركة الكرامة التي ستسيل دونها الدماء لا يفكرون بالمصلحة فالتفكير فيها هو من شيمة الانتهازيين والمساومين، فهذه التسمية التي لم يدافع عنها مجاهدي ومناضلي ورواد المجلس ابدا باتت الان مهددة من المتسمين بالاسم الدخيل الاشوري او السرياني، ما شاء الله على البدع القومية في شعب اكثر من نصفه في الشتات والبقية متوزع بين دول الجوار للسياحة والاصطياف ولا يهمة شئ من الكلدانية او الاشورية او السريانية بل يهمة ان يبقى رأسه اطول فترة فوق كتفيه وبين من استظل بظلال مسكن ينتظر الايام ما ستبليه من البلاوي لانه لم يتعود على ان تأتيه بالاخبار الحسنة.
ولطيفة كانت قيادة المجلس القومي الكلداني حينما ارتأت ان تضيف على الاسماء الاخرى بعدا مذهبيا جميلا يرصع تاج امتنا الكلدانية بالتنوع، فبعد ان كانت الكلدانية مقتصرة على من تكثلك من النساطرة (هذا وحسب ما كانو يقولونه عن اتباع الكنيسة الشرقية) صارت الان وبحسب فهمي واملي تشمل ابناء المذاهب الاخرى وهي السريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك واتباع كنيسة المشرق الاشورية و القديمة و الكلدواشورية، اما الكلدان الذين يقولن عن انفسهم انهم اشوريين وخصوصا من ابناء العراق وايران، فباعتقادي يجب ان يتم استأصالهم وان  يعتبروا  خوارج عن اجماع الامة الذي حققه المجلس القومي الكلداني.
قد يقول قائل ان البيان هو بيان حزبي، يمكن للمجلس ان يتراجع او بالمفاوضات ان يقتنع بالوصول الى حلول وسطى مع الاخرين وخصوصا من الاحزاب الممثلة للمذاهب الاخرى في امتنا الكلدانية مثل الاحزاب المتسمية بالاشورية وبالسرياينة، الا ان هذا الرأي غير سليم بتاتا.  فلو كان المجلس القومي الكلداني راغبا بالعمل لجميع اطراف شعبنا الكلداني العظيم، لما ضمن بيانه هذه العبارات وفي هذا التوقيت، توقيت اعادة النظر بالدستور العراقي وبمناقشة مسودة دستور اقليم كردستان العراق الفدرالي، انه مرة اخرى يحسب حسابات حزبية وفئوية ومذهبية ضيقة وغير حقيقية كما فعلها من قبله الاخرين، وفي كل مرة نثبت اننا نرمي  سهمنا في المكان والتوقيت الخاطئ.
فشعبنا الكلداني لا يمكنه ان يسير بجناح واحد من اجنحته بل يجب ان تتشارك الاجنحة كلها في الامر، والا فذكر الكلدان وحتما سيتم ذكر الاشوريين وبالاخص سيتم ذكر السريان عملا بحرية الانتماء القومي سيؤدي الى عدم تبلور موؤسسات قومية منبثقة عن الدستور وذلك لتشتت ابناء الامة او الشعب او القومية، فهل يعتقد واضعي البيان ان الدستور او القوانين المنبثقة عنه سيضعون القوانين بشكل مطلق وبلا سقوف عددية وجغرافية، انهم واهمون وايما وهم.
ان مصلحة المواطن والامة باتت بحسب بعض الاحزاب، اخر امر يجب التفكير فيه، واول هذه الامور هو الاعتقاد والقناعة الخاصة، دون مراعاة لاي خطوط حمر في التعامل القومي، فالمهم لدى البعض ان يقول كلمات كبيرة ومصطلحات كانت يوما تصدح من حناجر من بات اليوم منسيا وان ذكر فباللعنات. والمجلس القومي الكلداني لم يعمل شيئا جديدا فقط غير الاشوري ووضع بدلا عنها الكلداني في عملية للانتقام او الثار ممن يصر على ان الكلدان هم اشوريين ولا يجوز ان يتم ذكر اي تسمية في الدستور الا التسمية الاشورية، ان الطرفين يتعايشان على بعضهما البعض، ليس الا، فهم لن يقدموا الا التخريب والتدمير للامة.
التسميتان الكلدانية والاشورية باتتا مذكورتان في الدستور العراقي وكذالك في مسودة دستور اقليم كردستان ولن يزيلهما احد، وهذا يعرفه الكل وكل من له ولو ادنى معرفة سياسية بسيطة، فالواقع يفرضها، وبدلا من الانحناء للواقع القائم والغير الممكن تغييره نتيجة لموازين القوى الحالية، فعلى الاقل بث روح الطمئنينة والمحبة والتسامح والتقارب بين فئات شعبنا الكلداني كله والمطالبة برفع الواوات التي تفرق التسميات وهذا ممكن تحقيقه ، وعندها فالمدى الديمغرافي والوزن العددي لهذا الشعب المسمي بثلاثة اسماء سيكون اكثر واكبر، وعندها ايضا فتطبيق ممارسة حقوقنا ومنها الثقافية والادارية والقانونية والاقتصادي سيكون ممكنا، وعندها لنختلف على القوانين الواجب تطبيقها، ومدى الحريات الواجب توفيرها، والضرائب الواجب فرضها، ولكن ان نمنح للكل ورقة رابحة والتي تقول ان ابناء الشعب وتنظيماته السياسية ليست متفقة على ان هذه المكونات الثلاثة امة وشعب وقومية واحدة او لم يتفقوا على تسمية موحدة فهي الطامة الكبرى.
وكما ترون فان المجلس القومي الكلداني اتى وطالب ويطالب بما هو متحقق اصلا، الا شرط ازالة الاسم المذهبي اي الاسم الاشوري، وكما تعلمون فان الامر لن يسر الاشوري وسيطالب بازالة الاسم الكلداني المذهبي، وتعالو حلو مشاكل شعب تنظيماته بهذه الطروحات التي لا تغني ولا تسمن، فاذا كانت التنظيمات بهذه الطروحات فلا عتب على الافراد، لا بل ان بعض الافراد يرتقي بمسؤولياته الى مستوى اعلى من مستوى الثار والانتقام والذهاب الى الحد الاقصى والحد الاكثر راديكالية بغض النظر عن ما سيدفعه الشعب من الضرائب الباهظة وعلى كل المستويات.
والمؤسف ان المجلس لم تسترعي انتابهه اي قضية قومية لامتنا الكلدانية العريقة فلا التعليم  وحاله ولا الثقافة ومالها ولا عمليات القتل والتهجير والهجرة التي تطال  شعبنا ولا الاهتمام بمناطق سكنى شعبنا وقراه اثارت انتباهه ولا صعود القوى الدينية وتاثيراتها ولا الطرح الفدرالي للعراق وطرح الحكم الذاتي لشعبنا  كان لهم نصيب من اهتمامه، المهم ان اكثر ما اثار انتباه المجلس هي التسمية ولولم تذكر فقرة وحيدة عن المراة والشباب لخلا البيان من شئ اخر،
وهنا اود ان اهمس في اذان اعضاء قيادة المجلس القومي الكلداني، اذا بعد اسابيع وخرجتم بهذا البيان، فيا ترى عندما تتحدثون مباشرة وبدون تحضير مالذي تقولونه لساميعكم؟.

betkanno@web.de


408
المنبر السياسي / 90%
« في: 23:49 15/02/2007  »
90%


الواقع السياسي  لشعبنا لا يسر العدو كما يقول العرب، نعم ان الخلافات في السياسة امر محمود، فالخلافات تبين المواقف ويمكن من خلال هذا التبين او التعدد ان يختار الفرد الموقف الاكثر تعبيرا عن مصالحه او تطلعاته بالتعبير القومي واليساري.
ومن الواضح ان الانظمة الديمقراطية ومن خلال الياتها تعمل على اظهار المختلف وتبيان التعدد في الاراء والتوجهات، لا بل يمكننا القول انها تشجع على ظهور الاختلاف والتعدد في الاراء والافكار والتوجهات والسياسات.
ولكن من الواضح ان الاليات السياسية تحث ايضا على التحاور والتزام اطر ما لتحقيق الاجماع لغرض فرض ارادة او واقع سياسي يلبي مطامح المجموعة التي يمثلها او التي يدعي الناطقون السياسيون انهم يمثلونها، فبدون الاجماع او الغالبية لا يمكن فرض او تحقيق اي تغيير سياسي لان التغيير لا يحدث في الممارسات الديمقراطية الا تعبيرا عن رأي الاكثرية.
في العملية السياسية هناك ممارسة قد يستهجنها البعض وخصوصا المبدايون  الا انها تمارس بشكل تام بين كل المجموعات السياسية او بين مختلف دول العالم في الاجتماعات الدولية وهذ الممارسة السياسية نسميها المساوامات السياسية والبعض يسميها ميزان القوى او ان النتائج تعبير عن ميزان القوى ليس الا، اي انها ليست تعبيرا عن المبادئ.
هذه مواقف ومبادئ لا بل حتميات في السياسة، وهذه المبادئ والحتميات تغيب لدى سياسينا، وتمنح الفرص لكسر العظم فقط،وفي هذه الحالة فان التكسير والتحطيم يطال قوى الشعب، او بعض مصادر قواه، فالذي يريد فرض ارادته على الاخرين وبالف حجة وحجة، متناسيا ان زمن فرض الارادة قد ولى، لا يدرك ان محاولة فرض الارادة ان قبلت مرة بحجة فان لا حجة للقبول بها مرة اخرة، لابل ان هذه المحاولة هي خلق مستويات متعددة من الافراد والتنظيمات في شعبنا، وقد اثبتت بعض قوانا السياسية شعور عالي بالمسؤولية متنازلة هنا وهناك من اجل تحقيق وحدة الصف وعدم الانجرار وراء الرغبة العارمة باظهار القوى او الرغبة في الاستحواذ على قرار الشعب بدون وجه حق، الا ان الفهم لهذه المواقف كان ناقصا وقاصرا عن الحقيقة.
ناقشنا في مقالتين منفصلتين موقف احد تنظيمات شعبنا، من طروحات تجري في الساحة السياسية ويكاد ان يكون حولها الاجماع، وكانت المناقشة من باب ان للتنظيم حق ابداء الرأي وقول ما يراه، الا ان انتظار اصدار موقف الاطراف الاخرى، ومن ثم الاقدام على اصدار ما يعتبر تحطيما للسقف المطلبي السياسي لقوى شعبنا،(رغم انه كان مدعوا للمشاركة في الاجتماعات) لا يعتبر موقفا ولا يعتبر ايضا طرحا سياسيا يدخل في باب المساومة، بل يعتبر الخروج عن الاجماع الغالبي ، طرحا مبتذلا سياسيا لانه يقول ها انا اطرح الاقل لكي يجدد  بعض تحالفاته المتصدعة، او لكي يقول انه يتميز عن الاخرين رغم ان تميزه في طرحه الاخر يكاذ يقسم شعبنا قانونيا وثقافيا على الاقل الى قسيمين، مما سيعني ان الشعب لن يكون له وزن سياسي في اي منطقة، ناهيك عن الاصرار على تسمية معينة لم تعد تحضى باي تأييد مما يمنح للاطراف الاخرى للقول انكم لم تتوحدوا في موقفكم ولذا فالتسمية ستستمر كماهي وهذا ما يعارضه التنظم اعلاميا على الاقل.
ان لقاء الاطراف السياسية كافة كان يمكن له ان يسهل في الخروج بموقف مشترك، او الاقل موقف يمكن اللقاء حوله، ولو كان للتنظيم المذكور اي ملاحظات او مخاوف معينة كان يمكنه التصريح بها لو انه كان حقا يريد او يرغب في الصالح القومي، وطريق اللقاء والعمل المشترك ظل مفتوحا لاخر اجتماع الا ان هذا التنظم رفض كل عروض اللقاء مفضلا طرحه الخاص به وهذا الطرح كان نوعا من المساومة الرخيصة والغير المبررة على طروحات سبقته.
ان قوانا السياسية بغالبتها ان شئنا الدقة متفقة على اغلب الامور التي تنادي بها، ان هذه القوة ربما تكاد ان تتناسل نفس المقولات، ولكنها عند اللقاء تقف امام عقبة كأداء لا تتزحزح الا وهي الاختلاف في نقطة واحدة او نقطتين، ان تنظيماتنا تضحي بكل مالديها وبكل الامال المعقودة عليها من اجل نقطة لا تلتقي مع الاخر فيها، فهل نعتبر هذه الممارسات سياسة سليمة ام انه محاولة لتجريد الاخر من كل شئ  ليشعر بنشوة الانتصار لانه حرم منها مع الاخرولذا فهو يطلبها من ابن جلدته.
فاحزابنا المتفقة على ما يقارب 90% من الطروحات، تسرع الخطى دائما لتناقش النقاط المستعصية والمختلف عليها، بدلا من العمل على المتفق عليه وتأجيل المختلف وهو حتما الى الحل ان تم العمل بارادة حسنة وخصوصا ان الثقة المفقودة لن تعاد الا بالعمل المشترك.
ان الدعوة الى العمل المشترك امر مطلبي ومرحلي لكي لا تخسر الامة بالانقسام، ولكي لا يتم استغلال الانقسام لاجل حرمان الامة من حقوقها المشروعة، وان هذا العمل المشترك قد يخلق تشكيلا جديدا في الامة عابر للانقسامات التسموية والكنسية، برغم من وجود تنظيمات تضم في صفوفها من ابناء شعبنا بمخنلف انتماءتهم المذهبية الا ان السائد ان هذا الامر هو الاستثناء وليس القاعدة.
كل الامم تتوحد امام المفترقات المصيرية لانها تدرك انها تواجه حالة ان لم تستفد منها قد تخسر الكثير من الحقوق ومن الزمن للعودة  الى نقطة البدء، الا بعض تنظيماتنا التي لا تكاد تفهم راهنية اللحظة، فاحد تنظيمات شعبنا خرج من الاجماع بنقطة لا يكاد احدنا ان يفهمها، فهو يقول نعم نحن قومية واحدة ولكننا نعترض على كوننا شعب واحد، علما ان المصطلحين القومية (الامة) والشعب يتبادلا موقعهما في الكثير من المجالاات فلا تكاد تفرق بينهما، فما هو الفرق بين الشعب الكردي والشعب العربي وبين الامة او القومية الكردية والعربية لا يكاد الامر يفرق، فنحن شعب واحد وان لم يظمنا هيكل دولة  حالنا كحال جيراننا الاقربين الكورد والعرب، ولكن هي حجة للتنصل ولاثبات الوجود بمعارك جانبية لا تسمن ولا تغنى.
نحن ندرك ان موقف الاحزاب والتنظيمات السياسية العقلانية من خلال توكيدها لوحدة شعبنا وامتنا وقوميتنا والتي نختلف على تسميتها، هو موقف صعب، لانه موقف يرمي للتوحيد، فما اصعب توحيد المختلفات ولكن ما اسهل ان ترمي كل من لا يتفق معك خلف ظهرك وتقول بكل سهولة انني اخترت فلامر متروك للاخر فاما ان يلتحق بي او الى الجحيم، ان موقف الناكر للاخر الحق في طرح وابداء الرأي واظهار المخاوف والمكنونات، هو موقف سهل ولكنه موقف تدميري للامة ولمستقبلها، انه موقف هروبي من مواجهة المشاكل الحقيقية بالاقدام على جراحات وتقطيع جسد الامة بكل سهولة وبرودة اعصاب، ومن يقدم على هذه الامور يمكننا ان نضعه في خانة الجهلاء والمغامرين.
سؤال يؤرقني حقا، وهو لو ان مقدرات الامة والشعب وقعت في ايدي مثل هؤلاء اما كانوا قد اقدموا على استئصال كل من يحسبونه غريما، اي انهم وفي مواقعهم الضعيفة هذه يمارسون الدكتاتورية ويحاولون استئصال كل من يخالفهم سواء في حزبهم او امتهم فما كان سيكون رد فعلهم لو انهم تحكموا في رقاب الناس؟
برغم من قرب موعد عرض مسودة دستور اقليم كردستان العراق للاستفتاء الشعبي، ورغم بعض الدلائل على التاجيل، الا ان تنظيماتنا السياسية العقلانية ( وكل من يحسب نفسه في هذه الخانة) عليه ان يدرك اننا امام مفترق طرق صعب فاما وحدة الامة والشعب وحقوق كاملة منصوص عليها في الدستور او التشرذم وتحقيق خلم الاخرين او بالاحرى الحالمين بالطموحات الشخصية والنفعية والانية.
فهلموا للاتفاق على النقاط الاساسية التالية ليس اتفاقا ايديولوجيا بل اتفاقا من خلال وثيقة مشتركة وموحدة والنقاط هي :
اولا_ ان شعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) هو شعب واحد وامة واحدة بكل ما تعنية هذه الوحدة من المدلولات السياسية والحقوقية.
ثانيا _ ان شعبنا ومن خلال قيادات احزابه وتنظيماته السياسية ومنظمات المجتمع المدني وشخصياته الاجتماعية والمتنفذة، يؤكدون على ضرورة اقرار حق شعبنا في اقامة منطقة الجكم الذاتي يتمتع به مع اخوته من الشبك والازيدين بكامل الحريات والصلاحيات لاقارا القوانين التي تلائم مع تطلعاتهم.
ثالثا_ ان شعبنا (لكلداني الاشوري السرياني) يسعي من اجل ان تكون هذه المنطقة مرتبطة مع مناطقه التاريخية الاخرى في اقليم كردستان.
رابعا_ ان شعبنا (الاشوري السرياني الكلداني) من خلال هذه المطاليب يعمل بروح وبنص الدستور العراقي ويعمل من اجل استباب الامن والسلام والوئام بين كل مكونات العراق القومية والدينية وهو بمطاليبه المشروعة لا يرمي الا للمحافظة وتطوير هويته القومية ورفع مستوى ابناءه الاقتصادي والثقافي والحريات التي يتمتعون بها.
خامسا _ مشكلة التسمية هي مشكلة تاريخية طائفية يقر كل ابناء شعبنا بانها حالة يمكن التعايش معها ويمكن العمل بتأني وبترو لايجاد حل مستقبلي لها.
نعتقد ان مثل هذه النقاط يمكن التلاقي عليها وهي لم تعد محصورة بشخص او تنظيم بل صارت حالة شعبية يمكن البناء عليها.
فهل لاعتقادنا مكانا في الواقع؟


betkanno@web.de

409
مؤتمر الزوعا.. ما خفي كان اعظم..


في الوقت الذي كان فيه متابعي البيت السياسي الاشوري، وخاصة كوادر واعضاء الحركة الديمقراطية الاشورية، بانتظار الاعلان عن عقد مؤتمر للحركة في الاشهر القادمة ووفق مقررات مؤتمرها السابق ومن بين اعماله يتم اختيار سكرتير جديد للحركة بدل السيد يونادم كنا الذي اصيب بالصدأ السياسي منذ زمن بعيد، بعسى ان يساهم استبداله في استقرار امور الحركة ووضعها السياسي والتنظيمي وتأخذ دورها مع اشقاءها من التنظيمات والاحزاب السياسية لشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني)، اذا بنا نتفاجأ باعلانات وتسريبات من الحركة بانها تسعى لرعاية وعقد مؤتمر قومي تحت مظلتها وبركتها .
فالحركة أبت الا ان تلدغ شعبنا في الموضع ذاته، موضع التخريب المتعمد مع سبق الاصرار والترصد.
واليكم القصة بمشاهدها المختلفة وكما باتت معروفة لمتابعي الامور والشؤون.

1- قبل كل شيئ، ولكي لا يتهمني القارئ باني اختلق القصة من عندي، دعونا (ورغم كوننا شعب يفقد الذاكرة القريبة بسرعة) نعود بالذاكرة عدة اشهر الى الوراء.
- فبالنسبة لمؤتمر الحركة القادم كما اقره مؤتمرها السابق وتحديد منصب الامين العام لدورتين بين مؤتمرين لنقتبس حرفيا من البيان الختامي لمؤتمر الحركة والصادر في 3 تموز 2006:
(ونتيجة للظروف التي يعيشها الوطن والتطورات المتسارعة وكذلك الظروف اللامستقرة التي يعيشها شعبنا ووطننا بالاضافة الى التوسع التنظيمي وساحات عمل هيئات حركتنا، ومن اجل اتاحة المجال امام حركتنا وفصائلنا القومية لانضاج صيغ عمل مشتركة، فقد قرر المؤتمر عقد المؤتمر المقبل للحركة بعد سنة واحدة من هذا المؤتمر، واعتمد المؤتمر مقررات عديدة منها اعتماد مبدأ الترشيح لمنصب السكرتير العام لدورتين متتاليتين فقط لنفس العضو)
فالنص واضح لا لبس فيه بان مؤتمر الحركة المنعقد بين 29 حزيران و 2 تموز 2006  قرر عقد المؤتمر القادم بعد سنة (اي تموز 2007) ومن مهامه انتخاب امين عام للحركة ليخلف السيد يونادم لانه انقضى عليه دورتين متتاليتين.
وبالنسبة للمؤتمر "القومي" البنفسجي المفاجئ نقتبس ما يلي من بلاغ اللجنة المركزية للحركة بتاريخ 5 كانون الثاني 2007:
(وفي الجانب القومي ايضا ، وانطلاقا من مقررات المؤتمر الرابع لحركتنا والضرورة لعقد مؤتمر قومي تدعو له المؤسسات المدنية لشعبنا والممثلة لعموم اطيافه وشرائحه ومواقعه وتساهم فيه الفعاليات المختلفة، ناقش الاجتماع اليات التحضير لهذا المحفل الواسع)
وطبعا فالشيئ بالشيئ يذكر، لاحظ ان الزوعا في الوقت الذي تقول انه مؤتمر قومي لمؤسسات شعبنا، الا ان اللجنة المركزية للزوعا تناقش اليات عقد المؤتمر، وستاتي لاحقا لتقول انه مؤتمر قومي وليس زوعاوي، ومطلوب من الشعب المسكين ان يصدق مثلما كان مطلوبا ان نصدق ان مظاهرات واشنطن كانت قومية ولكن موقع زهريرا نفسه يصفها بانها بنفسجية.

2- وشعبيا واعلاميا ايضا، فمن منا لم يستمع من هنا او هناك ان الزوعا يريد عقد مؤتمر قومي، فالموضوع هو حديث الاعلام الزوعاوي بل ووصل بعض المواقع الاخرى مثل غرف الدردشة ايضا.
صادف ان دخلت الى احدى هذه الغرف، فاذا بي استمع لغة جديدة ملؤها الامال والفرح والسرور.
لغة افتقدتها من المتحدث الاشوري منذ زمن، فكل ما كنت اسمعه هو المصائب والدمار والانحدار وخصوصا الذي الحقته الاحزاب بشعبنا وامتنا.
وبعد ان استفسرت عن مصدر هذه اللغة الايجابية والجديدة، فاذا الجواب ياتيني بان الاخوة في الحركة الديمقراطية الاشورية يروجون لعقد مؤتمر قومي في الاردن الشقيق، وانهم سيعقدونه ويدعون اليه كل احزاب شعبنا، وبالطبع فان كل من لن يحضر هو خائن ومرتد وعميل للاكراد وباع نفسه لهم وغيرها من قائمة الاتهامات الطويلة والمعدة سلفا.
فيا ترى ما هو المخفي-الظاهر في هذا المشهد؟
 في نهاية العام الماضي سافر وفد يمثل مؤتمر ستوكهولم للناشطين القوميين المستقلين الى الوطن وجال في اقليم كردستان العراق، والتقى مشكورا كل الفعاليات السياسية لشعبنا دون استثناء ومنها الحركة الديمقراطية الاشورية، طارحا تصورا ورؤية لعقد مؤتمر عام لكل فصائلنا السياسية وبعض المستقلين والشخصيات العامة لدعم مطلب توحيد التسمية الدستورية لشعبنا وحقوقه القومية وبينها الحكم الذاتي في اقليم كردستان العراق ودعم التحاق سهل نينوى باقليم كردستان العراق لضمان تواجد شعبنا وديموغرافيته في اقليم واحد، ومطالب اخرى بشان الدستورين العراقي والكردستاني.
رحبت عموم احزب شعبنا بالفكرة، خاصة وان المضمون السياسي لها يتوافق مع ما سبق للاحزاب والشخصيات السياسية الفاعلة لشعبنا ان اعلنته من مواقف سياسية، اضافة ان فكرة عقد مؤتمر قومي لدعم هذه المواقف كان ضمن اجندة عمل الاحزاب المشترك، فلماذا اذن لا تدعم المؤتمر اذا ما جاء بمشاركة اوسع مؤسساتيا وشعبيا.
بالطبع الاخوة في الحركة لم يحددوا موقفا لا بالسلب ولا بالايجاب، مع اعطاء انطباع عام بانهم لا يبدون مشاركين او حتى مؤيدين.
 وبمرور الاشهر والاسابيع والايام تبين المخفي..
تبين ان الحركة قامت ومنذ اشهر ومن وراء الكواليس ومن خلال بعض شخصيات ومؤسسات شعبنا في اميركا التي تم الباسها لباسا قوميا فوق الالوان الحزبية في حين انها واجهة تدين بالولاء التام لقيادة الزوعا فلا تعامل او حوار او تنسيق بينها وبين اي احد غير الزوعا قامت بالاتصال والعمل مع السيدة انا ايشو عضو الكونكرس الامريكي عن ولاية كاليفورنيا واستغلال حرصها القومي وعدم درايتها بواقع شعبنا الديموغرافي والمؤسساتي وليتم تغذيتها بمعلومات وتصورات انتقائية وناقصة ودفعها باتجاه تقديم مسودة قرار الى الكونغرس الامريكي لدعم اقامة منطقة تتمع بالحكم المحلي لشعبنا (علما ان الحكم المحلي موجود اساسا في الدستور العراقي) وبشرط ان تكون مرتبطة ببغداد مباشرة (لاحظوا الشرط وخفاياه ونتائجه، فهو يقسم شعبنا الى ديمغرافيتين احداها في اقليم كردستان والاخرى خارجه، كما انه كيف لهذه المنطقة ان ترتبط اداريا ببغداد مباشرة، فهل هي الدعوة لجعلها محافظة مستقلة جديدة؟)
(ولاحظوا ان الزوعا وقياداته التي اصرت على عدم تحديد موقف واضح ومحدد من ارتباط سهل نينوى بالاقليم من عدمه، فانها ومن وراء الكواليس حددت موقفا قاطعا بانها يجب ان يرتبط بالمركز لا بالاقليم).
ووصلت خطوات الامور الى اعداد صيغة نهائية لمسودة القرار الذي يحتاج اولا واخيرا الى دعم غالبية في الكونغرس لتمريره، وحتى من بعد التمرير فانه يبقى قرارا غير ملزما للادارة الامريكية.
والزوعا يدرك ذلك تماما، ولكن الغاية هي فقط في افتعال ضجيج اعلامي بان الزوعا كان سيحقق خلاص الامة لولا الخونة من عملاء الاكراد.
 طبعا قام الزوعا بكل هذا وراء الكواليس دون ان يقوم هو او اي من واجهاته المعنيين بتكليف انفسهم للاتصال باحزابنا السياسية ومعرفة رأيها علما ان زوعا يدعي من خلال اعلامه (بعد افتضاح الامور) بان محاولته كانت تحضي بقبول الجميع!! او على الاقل بان احدا لم يعترض عليها.
(لاحظ ان السيد مايكل يواش احدى واجهات الزوعا والمتعاملين مع هذا الامر قام في كندا باقامة ندوة بشان الامر (قبل افتضاحه) اقتصرت الدعوة والمشاركة فيها على الزوعا فقط)
نتساءل: ما هو الاساس الذي يقول على اساسه الزوعا والسيد يواش ان الاحزاب القومية موافقة على المشروع الزوعاوي.. اذا كانت السيدة انا ايشو لا تعلم فان الزوعا حتما يعلم بان عموم احزاب ومؤسسات وابناء شعبنا اعلنت موقفها في دعم المطالبة بالحكم الذاتي ضمن اقليم كردستان العراق وضم سهل نينوى الى الاقليم، وهي مقترحات ومطالب اتسعت دائرة المطالبين بها من السيد سركيس اغاجان الى احزابنا القومية الى الناشطين والمثقفين وغيرهم.
واذا كانت السيدة انا ايشو لا تعلم فان الزوعا يعلم جيدا ان مشروعه هو تخفيض مشين وغير مبرر وغير مشروع لسقف مطالب شعبنا.
وبالتالي ان محاولة زوعا كانت فردية وتعبر عن تطللعاته الحزبية الضيقة والتي لم تعبر ابدا عن تطلعات ورؤى شعبنا وقواه.

 مع شعور الزوعا بان مؤامرته وراء الكواليس اقتربت الى اخر مشاهدها من حيث قرب تقديم السيدة ايشو لمسودة قرارها بدات دوائر الزوعا واعلامه بتهيئة الناس لهذا "الانتصار" الوهمي و"العرس" القومي الكبير!! والتهيئة للمؤتمر القومي البنفسجي الذي كان اولا مخططا له في الولايات المتحدة.
فما هي الرسائل التي يريد الزوعا ان يقولها في مؤتمره "القومي البنفسجي"؟
اولا: لتحقيق بريق اعلامي ودعم معنوي لمشروعه مع السيدة ايشو وملء الامة ضجيجا وتصوير الامر بان خلاص اشور قد تحقق بمسودة قرار غير ملزم وبمضمون مشين يقسم شعبنا الى ديموغرافيتين ولا يدعو له سوى بسقف واطئ وحد ادنى من المطالب الشرعية والممكنة لشعبنا.
ثانيا: من خلال ذلك البريق والضجيج الاعلامي لماكنة الزوعا ومع وجود السيد ايشو في الواجهة سيتوفر (براي الزوعا) غطاء لمؤتمره البنفسجي يسمح له ضرب المؤتمر القومي الواسع الذي هو في طور الاعداد والتنظيم في الوطن، وتحديدا في اقليم كردستان العراق.. مستغلا حرص القائمين على هذا المؤتمر بعدم جلبه في الاعلام قبل ان يتم الاعداد له.. وليضرب بذلك ضربته المعتادة بتخريب الجهد القومي ولاظهار نفسه بانه الفاعل القومي الوحيد.
ثالثا: للسعي عبر هذا الصخب الاعلامي لتحقيق مسعاه التخريبي بتمرير رسالة الى الادارة الامريكية ووزارة الخارجية تحديدا (كونها الجهة المعنية) لتعطيل تعاملها الايجابي مع مطالب الاحزاب القومية كما تضمنتها مذكرتهم الى البرلمان الكردستاني واودعت نسخا منها الى السفارة الامريكية، حيث تناقلت وسائط الاعلام التعامل الايجابي للادارة الامريكية مع المطالب الواردة في مذكرة الاحزاب.

الحركة الديمقراطية الاشورية نددت واستهزات بمؤتمرات المهجر حيث لا زال سؤالها عن مؤتمرات المهجر قائما في موقع زهريرا وهو (كيف تقيَم المؤتمرات العديدة مؤخرا في المهجر لأطراف كلدوآشورية لترتيب الوضع الداخلي)، والغاية منه معروفة وهو دفع الكثيرين لوضع هذه المؤتمرات موضع شبهة، تعود هي نفسها لتدعو الى مؤتمر قومي في اميركا وتم مؤخرا الاقتراح بنقله الى الاردن الشقيق!!! فما الذي استجد لكي يدعو زوعا الى مؤتمرات في الخارج..
لا شيئ جديد، بل هو محاولة اخرى من الزوعا لاظهار نفسه بانه ضحية للقوى السياسية الكردية وتحديدا البارتي وليكون ذلك متوازيا مع ما يستمر الزوعا واعلامه واتباعه في المهجر القيام به من اساءات الى القيادات الكردية والى فرص المستقبل المشترك لشعبينا.
في الوقت الذي لا زال اثنين من اعضاءه في البرلمان الكردستاني ولا زال بعض اعضاء قيادته ومكتبه السياسي مقيمون في اربيل.

و بالعودة الى مسودة مشروع السيد انا ايشو.
فكما هو معلوم فقد قامت السيدة ايشو بايقاف تقديمه بعد ان تسنى لها معرفة العديد من الحقائق عن الواقع الديموغرافي والسياسي لشعبنا والتي كان الزوعا وبسابق معرفة وبانتقائية متعمدة قد اخفاها عنها.
وهذه الحقائق والمعلومات قدمها لها السيدين فوزي حريري، الوزير الاشوري في حكومة العراق المركزية، وفريدون درمو عضو قيادة المؤتمر الاشوري العالمي.
وكان من الطبيعي ان ينالا نصيبهما من الاساءات من الزوعا واعلامه وتلفيق وترويج تهم التخوين لهم.

ادناه بعض التناقضات والمعايير المزدوجة التي يروج لها الزوعا في اعلامه وهجمته على السيدين حريري ودرمو ونزع حقهما في التداول مع السيدة ايشو.. وسنستعرض هذه التناقضات معكم بغاية رفع مستوى الحوار والوعي السياسي لابناء شعبنا وتحريره من الانقياد العاطفي باتجاه واحد دون ان يتساءل عن حقيقة الامور وخفاياها واحكامها..
- اولا وقبل كل شيئ، لماذا يكون حلالا على الزوعا واعضاءه وواجهاته ان تعمل وتتصل وتناقش وتقترح مسودة قرار مشين يخفض سقف المطالب لشعبنا ويقسم ديموغرافيته ولكنه حرام على الاخرين من ابناء الشعب وقواه ومؤسساته وفعالياته ان تقوم بالاتصال والنقاش والحوار من اجل مطالب افضل.
- يقول السيد مايكل يواش في المقابلة معه على تلفزيون اشور في كاليفورنيا والتي تم تخصيصها للتشكيك والاساءة الى لقاء السيدين حريري ودرمو مع السيدة ايشو بان السيدة باسكال وردة عقدت عدة لقاءات في واشنطن لتاييد مضمون مشروع السيدة ايشو..
نسال: لماذا يحق لوزيرة سابقة في حكومة سابقة بل ومستقيلة او مبتعدة حاليا من العمل السياسي الالتقاء والاجتماع والحديث عن حقوق شعبنا، فيما لا يحق لوزير حالي في حكومة قائمة وتقوم بمهامها ان يتحدث او يلتقي او يناقش ذات الموضوع.
- ويقول السيد يواش انه هو والسيد نينوس بثيو عقدا هكذا لقاءات لمناقشة ودعم المشروع.. فلماذا يحق لهم ولا يحق للسيد فريدون درمو وهو عضو قيادي في حزب اشوري وهو عضو في مؤتمرات متعددة للمعارضة العراقية. من يحق له اكثر السيد مايكل يواش ام السيد فريدون درمو؟
- واذا كان السيد فوزي حريري بنظر الزوعا غير مخول بالحديث عن الاشوريين لانه، بحسب رايهم، ينتمي الى حزب غير اشوري.. فلماذا يحق للسيدة انا ايشو ذلك وهي تنتمي الى حزب غير اشوري ايضا!
بل وان الحزب الذي يقول المتحدثون ان السيد حريري ينتمي اليه هو حزب وطني كردستاني وعراقي ويمتلك قدرة القرار في الحياة اليومية والسياسية والمستقبلية لشعبنا في الوطن..
- واذا كنا نعترض على زيارة السيد حريري ولقاءاته من دون التشاور مع الاحزاب والمؤسسات الاشورية فلماذا لا نعترض ذات الاعتراض على خطوات ولقاءات الزوعا والزوعاويين في ذات القضية ومع ذات الجهة، اي السيدة انا ايشو.
- ثم، لماذا مطلوب منا ان نتعامل مع لقاء السيدين حريري ودرمو مع السيدة انا ايشو بصورة ومشهد وشحن وتاليب زوعاوي انتقى مفرداته السيد يواش.. فما قاله السيد يواش على تلفزيون اشور مر بمرحلتي فلترة وانتقاء.. الاولى ما قاله له منتسبي مكتب السيدة ايشو، وهم بالتاكيد لم يقولوا له كل شيئ.. والثانية ما انتقاه السيد يواش ليقوله لمشاهدي تلفزيون اشور، وبالتاكيد فقد اختار وبانتقائية معروفة الاهداف النقاط التي تخدم هدفه في الاساءة والتشكيك ليقود الناس باتجاه واحد في التعامل مع الامر.
فعلى سبيل المثال فان السيد يواش، وبنية اقل ما يقال عنها انها خبيثة، يقول ان السيد حريري قدم مثال تشييد بطريركية كنيسة المشرق الاشورية في اربيل كشاهد على عدم الحاجة لمشروع السيدة ايشو.
 ويريدنا السيد يواش ان نصدق لعبته وبان مشروعا سياسيا يناقشه سياسيون بمستوى وزير في حكومة العراق وعضوة كونغرس امريكي تتم اعاقته بسبب تشييد مكتب بطريركية.

الزوعا لاعب جيد ولاعب ماهر.. انا اقر بذلك.. ولكن مشكلته انه يجيد اللعب على ابناء شعبنا فقط!!! صحيح ان في السياسة ملاعب والاعيب ولاعبين، ولكن اللعب في السياسة يجب ان يكون محسوبا بدقة من مختلف جوانبه وعوامله وخاصة القدرات الذاتية والموضوعية.
اما اللعب على الشعب والتلاعب به وبعواطفه يمينا ويسارا فهو ليس من السياسة في شيئ..
انه التهريج والتلفيق والاستهزاء بالذات وبمستقبل الشعب.
مرة اخرى يفعل الزوعا خلاف ما يدعيه.. ومرة اخرى يخرب الجهود التي دعي للمشاركة فيها.. ومرة اخرى يحاول اللعب على العواطف وشحنها وترويج بدائل وهمية وخزعبلات سياسية ولكنها لم تكن ولن تكون عملا وفعلا سياسيا .
فهل مطلوب منا السكوت وعدم انتقاد هذا الفعل التخريبي الذي يمارسه بين شعبنا..
لقد قلنا اننا عندما ننتقد ونكشف الامور، فلانها تهمنا وتهم شعبنا ومستقبله، وكشف المستور هو ليكون الشعب على الاطلاع لما يجري خلف الابواب الموصدة.
     

وختاما نقول ان الزوعا اثبت هذه المرة ايضا على قول المثل الاشوري انه لا يترك طباعه.


ܬܠܓܐ ܠܐ ܫܒ̣ܩ ܦܐܠܗ ܗܪ ܩܪܝܪܐ ܝܠܗ.



betkanno@web.de

410
الشحـــــــــــــــــــــن


الشحن وحسب المعجم العربي الحديث لاروس تعني نقل البضاعة من رصيف الميناء الى السفينة وملأها وشحن – شحنا عليه، تعني حقد، والشحناء امتلاء صدره بالعداوة.
في العمل السياسي لا يتعامل الانسان مع الحقائق الثابتة والمطلقات الايمانية، فالعمل السياسي بحق هو العمل القابل للخلاف اكثر من اي عمل اخر، لان السياسة اصلا هي التوفيق بين المختلفات والمضادات، والسياسي الناجح هو الذي يعبر حقل الغام الاختلافات هذه ويوصل سفينته الى هدفها، رغم ان الهدف هنا ايضا هو هدف مائع غير ثابت يمكن تقسيمه وتجزئته الى مراحل ودائما حسب مصادر القوة.
في العمل السياسي يمكن للمختلفين واعداء الامس ان يكونوا حلفاء اليوم، ولذا فالسياسي يجب ان يترك دائما صلة الوصل قائمة او كما نقول ان يبقى شعرة معاوية باقية لكي يمكنه التراجع ولكي يكون مستعدا لتغيير تحالفاته في اي لحظة تغييرت موازيين القوة واختلف ميزان المصالح، باعتبار السياسة تطبيق عملي لتحقيق المصالح وليست تبشيرا بالايمان الديني.
خلال الايام الماضية شاهدنا وسمعنا عن القتال المندلع بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وبالاساس ان الاقتتال اندلع على اسس من الاختلاف في وجهان النظر حول الامور الخاصة بالتعامل مع اسرائيل وتمشية الامور اليومية للشعب الفلسطيني حسب المعلن، الا ان الاقتتال المندلع يكشف مدى انعدام الثقة بين الطرفين، فكل طرف اراد تحصين موقعه من خلال الاحتياط من ردات فعل المقابل، والحقيقة ان اسرائيل ومحاربتها كان اخر ما يهم حماس بالاساس لانها هي التي ابتدأت ممارسة خلق مواقع قوة لها داخل السلطة بالتعارض مع الاتفاقيات الدولية المعقودة والتي تحدد عدد الاجهزة الامنية، يبقى ان السياسة تم تغيبها وتم توكيل امر حل المسألة الى القوة او البندقية لحد هذه اللحظة على الاقل. ان الواقع المعاش في غزة لا يمكن بسهولة تجاوزه والعمل على اضفاء نوع من التعامل السلسل بين الاطراف المختلفة، وهذا جراء شحن النفوس بين الطرفين بالبغضاء والكره والحقد، وان ما يوحد الطرفين لحد الان هو مجرد الادعاء انهم يكنون كرها وحقدا على الا سرائييلن وليس بناء مستقبل افضل لشعبهم، والحقد والكره افقان مسدودان يؤديان الى القتل والتدمير ولو الذاتي لكي يتنفس الكاره والحاقد
 عن مكبوتاته.
من هذه المقدمة المطولة ننتقل الى داخلنا وما يراد زرعه في شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) من الاحقاد وممارسات تؤدي بالمجتمع الى التشضي والانقسام المختلف الاتجهات، مرة باسم الشهداء ومرة باسم امتلاك الحقيقة ومرة باسم الوحدة ومرة باسم قرار الشعب، ورغم اننا اكدنا على ان السياسية هي بحق ساحة العمل على الاختلافات والخلافات، فلا سياسة دون اختلافات ولايمكن ممارستها الا مع المختلف بغية اقناعه بوجهة نظرنا وجره الى ساحتنا، والسياسية هي فعل مستمر على الدوام، الا ان التعامل مع الاختلافات ومعالجتها يعني احترام الاخر المختلف معه لان من يراد اقناعه ان لم يكن له لدينا احترام يعنى اننا نتعامل معه لاجل جعله عبدا وبالتالي استحالة التعامل معه سياسيا الا بالقوة وحدها وهنا تفتقد السياسية المتعارف عليها دورها.
فالاطلاع على الخطاب السياسي لاطراف عديدة في شعبنا لا يمنحنا فرصة لكي نقول ان السياسة تلعب دورا محوريا في الحياة، بقدر ما ان الاحقاد والكره والبغض هم من اساسيات التعامل او التي جعلت من اساسيات التعامل، لادراك البعض انه ان لم يضع انصاره في موقع الحاقد والباغض للاخرين وان لم يجعله يفقد كل صلته بالاخر بحيث تنعدم اي قدرة للعودة الى الواقع ومصالحة ابناء الامة، فانه سيخسر الكل بعد انكشاف اللعبة السمجة والمخادعة التي لعبها على الامة وعلى انصاره بالذات. 
ان الشخص المشحون بكل ما يجعله يعتقد ان ابناء امته هم اول اعداءه، لن يتمكن من ان يفرق بين الخيط الابيض والاسود، فهو مثل الحصان الذي تم ربطه بشكل لا يرى الا ما يراد له ان يرى، وهذا الشخص برغم من توفر مصادر المعلومات الكثيرة تحت يده الا انه يخاف ان يطلع عليها لانه يدرك او يعتقد بان هذه المصادر ستفتح عيونه على امور لا يريد ان يعرفها فهو قانع بواقعه وبارائه مهما كانت، انه كالشخص الذي يشكك في ايمان ابائه ولكنه لخوفة من الاب وسطوته يخاف الاطلاع على العقائد الاخرى لكي لا تسحبه وتبين تفاهة ايمانه، لا بل اننا يمكننا التأكيد على البعض امر انصاره بعدم الاطلاع على اي مواد ثقافية او سياسية منشورة من قبل اطراف معينة ومحددة.
ان هذا الواقع والذي نقر بانه منتشر بشكل واسع، يغيب السياسة والحوار والنقد ويحل محلها   التخوين والسباب والتهديد وهدر الدم، وهنا لا لغة مشتركة، بل صياح واعلاء الصوت واذا كان ماذكرنا حقيقيا وهو كذلك ، فمن اين يأتي اصلاح احوال الامة؟
من الامور المنطقية والتي لا خلاف عليها لدى اي عاقل او منصف، ان الامم الضعيفة وهو حال امتنا شئنا ام ابينا، ان هذه الامم تبحث عن اصدقاء، وتحاول زيادة قوتها واوراقها التفاوضية من خلال التحالفات التي تعقدها، ولعقد التحالفات يجب ان تتوفر ولو امور مشتركة ومحددة، ومن هنا فالاشوريين يعيشون في بقعة تختلط فيها الشعوب والاديان، والانسان المخير بمكان سكناه لا يكون مخيرا بجيرانه، الا اذ اختار الهجرة والابتعاد وحتى في هذه الحالو لن يحدد جيرانه لا بل قد لا يعرفهم حتى في حالة الموت.
اليوم جيران الاشوريين هم من العرب والكورد والتركمان، وجيرانهم من المسلمون والازيدية والشبك وغيرهم، وليس لدى شعبنا من خيارات لاستبدال هؤلاء الجيران، اذا علينا التعايش معهم، ولكن علينا العمل من اجل تحسين ظروف التعايش وجعلها اكثر انسانية واكثر حرية واكثر مساواة بكل الامور، اذا يوجد واقع لا يمكن تغييره، ويوجد طموح يمكن تحقيقه، ان لم يكن كله فجله، ولكن بالعمل وباستغلال ادوات الواقع، وليس السباب ونكران حقوق لا بل وجود الاخرين، ان هذا الامر بقدر كونه موقفا شوفينيا عنصرياـ فهو تغبية للانسان ووضع لواصق سوداء على عينيه لكي لا يرى الحقائق على الارض.
بما نمارسه سواء ضد المختلف منا من ابناء شعبنا الاشوري او المختلف من القوميات والشعوب الاخرى من مكونات الشعب العراقي، نكون كمن يصنع حاجزا من الكراهية والعداء بدل من مساحات مفتوحة للحوار والتحاور، للقاء والتلاقي، ولكي نضع بعد ذلك كل انتكاساتنا على الاخرين وسنعيش بعدها بضمائر مرتاحة لاننا قد عملنا ما علينا، فقد تمكنا من اثبات ان الفلان هو الخائن وان الفلان هو الذي يقف في طريق شعبنا، وكأن الشعوب بهذه الطرق تمارس السياسة والتقدم في مجال احقاق حقوقها.
ان المشحونين اليوم هم قنابل موقوتة لا تنفجر الا في شعبها، ولن تكون معرقلة الا لتطلعات قومها، انها سيارات تسير بسرعة كبيرة وبلا كابح يكبح سرعتها وبلا مقود يوجه اتجاهها، فحالة الصياح والعويل والسباب المستشرية  ضد المختلف لن تنتج لنا الا ما انتجته لشعبنا العراقي ابان مرحلة صدام، والا ما انتجته للشعب الفلسطيني، انها ويا للمفارقة تنتج العقم وهنا المأساة فنحن ننتج العقم بكل اشكاله والوانه لاننا لا نريد ان نفرق بين الدين والسياسة، ولا بين المبادئ والوقائع ولا بين الطموح والممكن ولا بين حق الاختلاف وحق التطبيق المختلف وبين الحرية والعبودية .

betkanno@web.de

411
نداء الى قادتنا، هذا النزيف العراقي ، الى متى؟
[/color]



بعد قبول العراق في عصبة الامم اعترافا باستقلاله التام، قامت الحكومة العراقية حينذاك برئاسة رشيد عالي الكيلاني باول اعمالها البطولية بمذبحة الاشوريين في سميل في صيف 1933 ، هذه المذبحة التي ادت الى بقر بطون الحوامل وسحل الشيوخ واغتصاب النساء والفتيات وكانت حصيلتها ما يقارب الخمسة الاف ضحية جلها من الناساء والشيوخ، واعقبت المذبحة استغلال العشائر لاعلان ثوارتها من اجل التغيير الحكومي وتلتها قمع حركة البارازانيين، ولم تتوقف عند اعدام الشيوعيين وقبلهما حلفاء المحور الضباط الاربعة، الا واكتملت بسحل العائلة المالكة يوم 14 تموز 1958.
وانا طفل صغير وبعد ان تم حرق قرانا وتدميرها لجأنا الى دهوك، ولا زالت في ذاكرتي سيارات الجيش العراقي وانا انظر اليها من علو سطح دارنا، وهي تعود محملة بالجثث مرمية احداها فوق الاخرى راجعة من معركة خاسرة مع الثوار الاكراد عام 1962 وخلال هذه الثورة تم قتل عشرات الالاف من ابناء العراق كردا وعربا واشوريين وتركمانا، واحرقت مئات القرى، ولم تهداء المعارك في بداية السبعينيات من القرن الماضي الا واشتعلت مجددا في عام 1974 وكان قد سبقها مشاركة الجيش العراقي في حرب عام 1973 مع اسرائيل، وخلال اقل من خمسة سنوات ابتداءت الحرب العراقيثة الايرانية والتي قدم العراق فيها مئات الالاف من القتلى والمليارات من الدولارات التي خسرها سواء لشراء اسلحة من السوق السوداء او خسائر البنية التحتية التي تم تدميرها كليا، ورائحة دخان هذه الحرب لم تهداء الا والنظام قد اقدم على جريمة الانفال وما تبعها من جرائم غزو الكويت وسحق انتفاضة الشعب العراقي عام 1992 وما تبع ذلك من عمليات الانتقام والتنكيل والتدمير الممنهج ليس لاقتصاد البلد بل حتى لاخلاقيات وقيم الشعب.
اننا لو رغبنا في ذكر كل جرائم النظام السابق ما اكتفتنا كتب وسجلات كبيرة، فهل لنا ان ننسى المقابر الجماعية والتي تجاوزت المئات وهل لنا ان ننسى تدمير البيئة في الاهوار او في كردستان العراق، وهل ننسى جرائم الابادة الجماعية في حلبجة والتي حدثت ضد البرازانيين او الجرائم التي طالت الاحزاب الدينية، وهل لنا ان نسى ما تعرض له الاشوريين والتركمان من حملات التنكيل والقتل وتدمير القرى وفرض الانتماء العربي عليهم. ان غايتنا ليست سرد للجرائم المقترفة بل غايتنا الوصول الى الحد الفاصل وهو الحد الذي يجب على الجميع الاتفاق بشأنه والقول بفم ولسان واحد كفى تحويل العراقيين الى جثث، كفى تحويل الحاضر الى ماض كفى قتل الامل بمستقبل افضل.
انه نداء الى قادتنا السياسيين واخص بالذكر الاستاذ جلال الطالباني والاستاذ مسعود البارازاني والدكتور نوري المالكي   والدكتور اياد العلاوي وكل قادة العراق ممن اكتوا بنار الظلم الصدامي وممن عانوا شخصيا وعائليا من الاضطهاد الصدامي، وممن اصقلتهم التجارب السياسية وممن يمكنهم ان يعلوا على جراحاهم، لانهم اكبر من الجراح، انه نداء لكي يقفوا صفا واحدا ويقولوا كفى من استرخاص الدم العراقي، يجب ان نضع حدا لكل هذا الجنون، ومن يضع حدا له هم انتم يا عقلاء العراق، يا من ننتظر منكم بارقة امل في هذا الليل الحالك في هذا الطريق الملئ بالجثث وبالضحايا الابرياء، في هذا الواقع المتشح بالسواد سواد الامهات الثكالى والزوجات والازواج الارامل، وزالاطفال اليتامى.
الحرب والقتل والتدمير يمكن ان يقودها مجنون كمجنون العراق صدام ، ولكن البناء والسلام الاهلي لا يمكن الا للعقال ان يحققوها، واليوم وطننا المثخن بالجراح بحاجة للعقلاء، لوضع حد لكل ما يقترف، ليس مجانا، فالسلام الاهلي والبناء ان منح وحقق فهو ليس مجانا انه يعادل كل اموال الكون انه ذاكرة عطرة في التاريخ لن تمحوها السنين.
في تقاليدنا الكنسية نقر بغفارة الذنونب ولكن بعد الاعتراف، التي ندعوها (موديتا) فبلا موديتا لا تغتفر الخطايا، واغلب الاطراف موغلة في الخطايا واغلبها يدعي احقاق الحق، ولكن لا احد منها يرى حق للانسان العراقي في حياة حرة وكريمة وامنة، فسيف الحقد هو العالي ونحن كعراقيين ما احوجنا لراية السلام والمحبة!
لا اعتقد ان العراقيين بغالبيتهم اسفون لمصير صدام واخيه ورئيس محكمته، فاغلب العراقيين يشعرون ان لهم حق على هؤلاء يجب تأديته، انهم يشعرون ان لهم معهم قضية شخصية ووطنية، فها قضاءنا قد اقتص منهم، وليكونوا عبرة لمن لا يعتبر، ولكن العراق بات بحاجة الى لفتة اخرى الى تحدي اخر الا وهو تحدي السلام، فالعراق لن يكون عراقا بلا سنة ولن يكون عراقا بلا شيعة ولن يكون كذلك بلا كوردا ولن يحمل هذه الصفة بلا اشورييه وبلا تركمانه، فهلا عملنا كلنا من اجل العراق خارج اجندة ضيقة؟
يا قادة العراق يا من لم تروا الا مسيرات الدم والقتل بحقكم وبحق اقرباءكم وبحق ابناء شعبكم، اما ان الاوان لكي تقف هذه المسيرة مسيرة الدم المباح لكل سكين مشرعة، اكانت ايرانية او عربية او غيرها؟
قال تعالى  (ولئن شكرتم لازيدنكم )
اتوجه بخطابي هذا لمعارضي تواجد القوات التحالف الدولي، لقد عانى العراقيين من ظلم صدام واعوانه سنين طويلة، وما رفعكم لصوره ومديحكم له ولنظام حكمه، الاطعنة نجلاء في ظهور كل العراقيين، انها اهانة لكل عذابات العراقيين اهانة للمقابر الجماعية ولحملات الابادة الجماعية، انها اهانة لمشاعر مواطنيكم واخوتكم في الوطن، فسوء الحكومات التي تلت نظام صدام لا يعني انه كان الافضل، بل تعني انه زرع ما نحصده اليوم، ان الوطن كان مزرعة لعائلة واحدة فلماذا لا نجعله بستان بكل الالوان ولكل العراقيين، انكم تدركون ان معانات العراقيين او الغالبية منهم لم تكن لتنتهي لولا المساعدة الدولية، وهذه كانت حال المانيا، الوطن نحن الذي سنبنيه وبخياراتنا لو عرفنا كيف نوالف بين هذه الخيارات، وعرفنا كيف نستفيد من التواجد الاجنبي لكي نبني وطنا وجيشا، ما يطلبه البعض من الاسراع في اخراج الجيش الامريكي بالاخص، معناه ان له اجندة خاصة، انه يريد ان يفرض ما يرتأيه مستندا الى قوى اقليمية، يجب علينا ان نعي مصالح العراق ككل وليس مصالح فئة منه، انه من الصحيح ان يكون لكل طرف مصالح، ولكن مصالح الوطن هي من توالف مصالح كل ابنائه، واذا تم فرض مصالح طرف واحد فقط فمعناه ان العراق سيبقى في الحلقة المفرغة التي كانت ايام صدام .
العراق بمذهب معين فقط، او بدين معين فقط او بحزب معين فقط ، لن يتقدم ابدا بل سيتقهقر اكثر واكثر، لن يمكننا فرض رؤية واحدة للدين او رؤية واحدة للوطن، اذا لنجعل كل الرؤى ممكنة التحقيق، لنبني عراقا علمانيا لا يعارض الدين والتدين، ولكنه يعارض فرض دين على الكل ولو باسم الاكثرية، او حتى فرض رجال دين من مذهب معين ليحكوا وليفصلوا بين الصالح والطالح للوطن، فالوطن كما هو للشيعي هو كذالك للازيدي، لا فرق وان حاول البعض خلق فروقات ودرجات فانه ليس بوطن بل هو سيكون مزرعة خاصة.
انها دعوة لكي لا نتجرد من انسانيتنا، وان ترتقي القيم والمفاهيم الى علو يسموا بالانسان كخليفة لله على الارض، وليس الى مشروع للقتل، فهل سنرى حركة شاملة قوية متحدة من اجل فرض السلم الاهلي والتعددية الثقافية والدينية والقومية والسياسية، من اجل ان يتعايش الجميع في اطار ضوابط معينة يتفق الجميع عليها.
مسار الامم لم يكن هينا ، بل كان صعبا وشاقا، ولكن عندما ارتقى الانسان بفكره وبحسه تمكن من ان يقبل الاخر كما هو ومن هنا بداءت مسيرة التقدم والسلم الاهلي فهل نحن فاعلون؟
نداء اخير لقادتنا لكي يخطو الخطوة الاكبر نحو وقف نزيف الدم  فالعراق امانة في اعناقهم وليكن خيروا الامة العراقية عضدا وسندا لمن عانى وارتقى على جراحه من اجل بلده وشعبه.   
التسامح يا قادتنا شيمة، لا يمكن للكل ان يدعي انها فعل ايمانه، التسامح فعل الولادة من جديد، ان من يسامح يعني انه مكتوي بنار كبيرة ولكنه في الان نفسه يقول ها انا ذا اقر بعجزي عن تحمل الاحقاد وبعجزي عن اقتراف الثأر، فانا اسامح الجميع لنعلن الودة الجديدة وليرتفع عاليا انساننا الجديد المؤمن بالاخاء الانساني، في بستاننا الجميل العراق الجنة، وا الم يقل ان في التوراة ان فرات ودقلت (دجلة ) يمران بالجنة فاي بلد يمر به النهران غير العراق.
ادرك مصاعب وقف نزيف الدم، لان الايادي في تفعيله كثيرة، ولكن ان نقف موقف موحدا ونعلن للجميع عزل كل من يقترف القتل وكل من يفرض قانونه الخاص وكل من يكفر الاخرين، وكل من يستقوي بالدولة ويمد يده للتعامل مع الاخرين خارج اطارها، سيكون موقفا وطنيا شجاعا ومؤثرا وذا مفعول كبير.


betkanno@web.de

412
هل يمكنني  التعاطف مع صدام؟

اعتقد جازما ان المسؤوليين العراقيين الكبار وذو السلطة والجاه ايام صدام، لم يعقدوا مؤتمرا صحافيا في عمرهم خارج العراق، لانهم حتما داخل العراق كان يمكنهم ان يعقدوا ما شاؤا من المؤتمرات وكانت تصريحاتهم تخرج في الصحف مرتبة ومنظمة، ولذا فنحن العراقيين ما كنا نعرف حقا ضحالة مستوى سياسينا من صدام وانت نازل، الا انني حقا اندهشت واصابني الذهول وانا اسمع حسين كامل يتحدث في المؤتمر الصحفي عندما خرج الى الاردن بحجة الرغبة في احداث تغيير في النظام، فقد بدا للجميع غبيا لا يفقه من الامور الا ترديد اقامة نظام ديمقراطي بين الحين والاخر، فمثل هذا المسؤول حتما لا يمكنه ان يطرح رايا واحدا لتطوير الوضع، فشخص مثل حسين كامل كان حقا لا يمتلك من الدنيا شيئا، لا علم ولا تجاراب ولا علاقات الا قدرته على قيادة الدراجات النارية وهذه ايضا تعلمها عندما كان نائب عريف في الجيش العراقي، كان يتقلد اهم المناصب الوزارية وكان يستحوذ على نصف ميزانية العراق او اكثر، قادونا من الوضع المسئ الى الاسواء.
منذ منتصف السبيعينيات من القرن الماضي قامت الحكومة العراقية بحملة كبيرة لتدمير الكثير من قرى اقليم كردستان حتى بلغت المدمرة اكثر من اربعة الاف قرية  بما تظمه من جهد الانسان لالاف السنين قي تصليح الاراضي وبما يحمله الانسان من عبق الذاكرة ودفئها، وبما تحمله هذه القرى من الكنائس والمساجد والاديرة المدمرة والكثير من هذه المباني تاريخية حقا تعود في تاريخها الى اكثر من الف عام، وبما تعنيه للانسان من المعاني والعواطف والذكريات الحنونة والمرتبطة بالشعائر التي اقيمت فيها مثل العماد والزواج والقداديس في الاعياد او في باعوثة نينوى، فاجدادي ووالدي ووالدي عمدوا وتزوجوا في كنيسة قريتنا وكنت انا ايضا قد عمدت فيها وكان من المفترض ان اتزوج وان اعمد اطفالي فيها دلالة على الاستمرارية والارتباط، هذه القرى التي لم يتح لها صدام وامثال صدام من العروبيون من ان تتطور او ان تراكم ثرواتها لبناء مستقبل افضل، فكل عقد من السنين كانت موجة هوجاء تأتي لتدمر كل شئ ولتبداء المسيرة من جديد من الصفر.
صدام الذي اتى على ظهر دبابة واستمر بالسيف والقتل والتنكيل، بدء من رفاقه ومرورا بمعارضيه وكل من شك في ولائه، هل كان من المنتظر ان يتغيير من خلال صناديق الاقتراع، فكل جريمة جديدة من جرائمه جعلته يتشبث اكثر واكثر بالسلطة كطوق الحماية الاخير.
في تشرين الاول من عام 1987 سحب والدي من مقر عمله للعمل سخرة (اي العمل جبرا) في احدى المنشاءات العسكرية وليحمل الصواريخ بواسطة الرافعة   الثقيلة، ولم يخرج والدي الا جثة في تابوت محظور على اهلي فتحها او رؤية ماذا حل بوالدي الذي كان في الثامنة والخمسين وكتب في شهادة وفاته سبب الوفات الشيخوخة! وستجدون مثل هذه القصص العائلية في العراق منتشرة من اقصى شماله الى اقصى جنوبه.
في عام  1977 اجبر جميع ابناء شعبي على تسجيل انفسهم في الاحصاء كعرب، اي لم يسمح لهم لعيبروا حتى عن انتمائهم القومي.
في عام 1976 تم منع اي نشاط طلابي اشوري مستقل.
في عام 1979 تم منع النشاطات الشبابية في الكنائس الشرقية الاشورية.
ومنذ عام 1979 لم يعد لاي تنظيم سياسي علني اخر وجود.
فية  عام 1980 بدء النظام حربه الشعواء ضد الجارة ايران والتي دمرت البنى التحتية للاقتصاد الوطني وراح ضحيتها مليون قتيل وجريح بينهم حوالي خمسون الف من ابناء شعبنا الاشوري، وبما يعنية انه تم حرمان شعبنا من احتمالية تأسيس خمسون الف اسرة، وما كان سعقبها من ابناء  هذه الاسر.
منذ الثمانينات بدء في تدمير بنية الاهوار وتدمير البيئة.
منذ السبعينات تم العمل من اجل ترحيل الاف العوائل الشيعية (العربية والكردية) والاشورية  وما تبقى من اليهودية وتم حجز اموالهم المنقولة والغير المنقولة.
في حملة الانفال تم قتل اكثر من مائة وثمانون الف كردي عراقي لا لسبب الا لكونهم من الكورد، وبضمنهم اكثر من مائة وخمسون مابين طفل وامراء ة وشيخ من الاشوريين المتبقون في القرى او الذين سلموا انفسهم للسلطات العراقية وثوقا منهم بوعودها.
في عام 1990 قام النظام بغزو الكويت مما الحق ببلدنا وشعبنا المزيد والمزيد من التدمير الذي لم يبقي اقتصاديا او قتلى من ابناء الشعب بل وصل التدمير الى القيم الاجتماعية وشيوع الظواهر المرضية من الرشوة وسرقة المال العام والتذلل والنميمة وسوء وتخلف المستوى الدراسي وعودة ارتفاع مستوى الامية وفرض قوانين جائرة، من القتل والاعدامات لاسباب تافهة مع استلا م ثمن طلقات الاعدام لوكان المعدوم من الجيش.
في انتفاضة شعبية في ربيع عام 1992 قام النظام بانتهاك كل المحرمات (وبالحقيقة انه لم يعرف في يوم ما المحرمات) وكان يقصف المزارات والمساجد والبيوت الاهلة بالسكان وقتل الالاف من ابناء الشعب لا لسبب الا لادراك النظام ان الناس ما عادت تتحمله.
ومنذ ذالك الحين والنظام يخطط ليوم يرحل من سدة الحكم لتحقيق ما كان قد نادى به، الا وهو انه لن يسلم العراق الا خرابا.
رغم نفوري من عقوبة الاعدام، لاتني اعتقد ان الحياة هبة من الله ولا يجب ان يزهقها اي انسان، الا ان تنفيذ حكم الاعدام بصدام رأيتها عقوبة اكثر من عادلة، لا بل قد تصبح امثولة لامثال صدام، الذين منوا النفس بان يكون مصيرهم كمصير بنوشيت، الا انهم قد عادوا ويفكروا بان مصيرهم قد يكون مماثلا لمصير صدام، وهذا انتصار لكل شعوب المنطقة ان وعت وادركت.
ولكن كل هذه الجرائم معلومة ومعروفة ويبقى السؤال اذا لماذا يبكي العرب صداما، اليس في  هذا البكاء وفي اقامة مجالس العزاء او في استنكار اعدامه وهم كلهم يثبتون في انظمتهم حكم الاعدام ويمارسونه بسهولة اكثر، الا يشي كل هذا باهانة مقصودة لمشاعر غالبية العراقيين، وهذا ينطبق على العراقيين ممن بكاه وممن حمل صورته او ممن قال انه من اتباعه.
برغم من كل هذا ايضا اقول ما كان ضروريا نشر صوره او تصويرها بالهاتف النقال او بترديد الشعارات فهذا يجب ان لا يكون فرهبة الموت يجب ان تنسينا نشوة الانتقام، بل اقول ان من مارس تصوير عملية الاعدام ليس لغرض التوثيق ومن ردد الشعارات ليس ببعيد عن معتقدات صدام، عندما كان يجبر العراقيين لكي يتجمعوا ويشاهدوا اعدام العراقيين الهاربين من الخدمة العسكرية او ممن كان يشك في ولاءهم، ويبلد مشاعرهم تجاه الموت ورهبة اللحظة في عملية لجعل القتل مسألة سهلة وبسيطة و ولاشاعة الرعب والرعب المتبادل بين مكونات المجتمع.
تيري بطرس




betkanno@web.de

413
الاتحاد الاشوري العالمي (A U A).. والتغيير المطلوب..


تأسس الاتحاد الاشوري العالمي  في 13 نيسان عام  1968 في فرنسا ولا زالت صدى شعاراته تسمع بين ابناء شعبنا ، وبخاصة الشعارات التي تقول اسم واحد لغة واحدة قيادة واحدة لامة واحدة، والمطالبة بالمثلث الاشوري كموطن للشعب الاشوري.
لا يمكن لناكر ان ينكر ما للاتحاد الاشوري العالمي من دور كبير في نشر الوعي القومي وما لتأسيسه من دور تفعيلي لتجديد العمل القومي الذي اصيب بنكسة كبيرة بعد احداث مذبحة سيميل عام 1933 ولا زلنا نتذكر المقالات التي دبجت للنيل من الاتحاد الاشوري العالمي في بداية السبعينيات في مجلات صدرت في بيروت وكانت تمول من قبل النظام العراقي مثل مجلة "كل شئ"، هذه المقالات التي اعتبرها ابناء شعبنا دليلا على صوابية الاتحاد، ودليلا على دوره الكبير، ودليلا ثالثا على مخاوف الحكومة العراقية من دوره المستقبلي.

في بداية عام 1973 دعت الحكومة العراقية وفدا من الاتحاد الاشوري العالمي للتفاوض معه حول حقوق شعبنا الاشوري، وقد حضر الوفد وكان برئاسة المرحوم مالك ياقو مالك اسماعيل وقد قدم الوفد المشروع التالي لتحقيق حقوق شعبنا. اقدم نص المشروع حرفيا للقراء لتعميم الفائدة.

))مقترحات الناطقين بالسريانية – الاشوريين (1973)
تحية الى السيد ممثل رئيس الجمهورية المحترم :
حضرات السادة المؤتمرين :
 اننا نثمن دعوة القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي لنا للحضور الى هذا المحل المقدس لمناقشة المشروع الذي طرح من قبل السلطة الوطنية حول منهج الحكم الذاتي لمنطقة كردستان، اننا بهذه العجالة نحيي جيشنا العراقي الباسل الذي يخوض الآن معركة المصير مع جيوش الأمة العربية لتحرير الأراضي المغتصبة من قبل ما يسمى بدولة إسرائيل ركيزة الصهيونية العالمية والإمبريالية ونحيي خطوات السلطة الوطنية بالضرب على مصالح الإمبريالية وذلك بالقرار المتخذ بتأميم حصة الشركتين الأمريكيتين الإمبرياليتين وحيث أن تحرير الأرض المغتصبة يكون كما فعلت حكومة ثورتنا الوطنية على الصعيدين الحربي والإقتصادي واننا لعلى ثقة تامة بانتصار جيشنا العراقي الباسل وجيوش الأمة العربية في معركة المصير، فنحن الناطقين بالسريانية الآشوريين نذكر بهذه العجالة انه منذ القدم وفي عهد أجدادنا سنحاريب ونبوخذنصر قد قارعنا دولتى يهوذا وإسرائيل واننا الآن احفاد اولئك الأبطال الآشوريين، ان ابنائنا المتواجدين في صفوف الجيش العراقي والجيوش العربية الأخرى يمتزح دمهم مع دماء ابناء الشعوب العربية الأخرى لتحرير الأرض المقدسة والمغتصبة من قبل الصهيونية واننا مستعدين جميعاً للتفاني في سبيل قضية وطننا الكبرى. اما بخصوص مشروع الحكم الذاتي لمنطقة كردستان الذي دعينا لمناقشته نتمنى مخلصين لأشقائنا الأكراد التوفيق في تمتعهم بالحكم الذاتي ضمن إطار الجمهورية العراقية.
ونحن بدورنا كممثلين للناطقين بالسريانية من الآشوريين لنا تطلعاتنا القومية ولا سيما بعد ان اخذ على عاتقه حزب البعث العربي الإشتراكي بحل المشكلة القومية في العراق حلاً سلمياً ووفاءً منه بهذا الإلتزام ومن التزام السلطة الوطنية نقترح ما يلى:
اقتراحاتنا على مشروع الحكم الذاتي لمنطقة كردستان
1- نقترح تسمية المشروع بـ (مشروع الحكم الذاتي لمنطقة كردستان والمنطقة الآشورية من الناطقين بالسريانية).
2- جاء في مقدمة المشروع في نهاية صفحته الأولى ما يلي (يتطلب إجراء تعديل دستوري بإضافة فقرة جديدة للمادة الثامنة من دستور 16 تموز سنة 1970 على أن :- تتمتع المنطقة التي غالبية سكانها من الأكراد بالحكم الذاتي وفقاً لما يحدده القانون).
نقترح تعديلها بالصيغة التالية (يتطلب إجراء تعديل دستوري بإضافة فقرتين جديدتين للمادة الثامنة من دستور 16 تموز سنة 1970 التضامن على ان:- الفقرة الجديدة الأولى - تتمتع المنطقة التي غالبية سكانها من الأكراد بالحكم الذاتي وفقاً لما يحدده القانون.
الفقرة الجديدة الثامنة - تتمتع المنطقة التي غالبية سكانها من الناطقين بالسريانية االآشورية بالحكم الذاتي وفقاً لما يحدده القانون.
3- فيما يخص الباب الأول الذي نظم أسس الحكم الذاتي نقترح ما يلي :-
أ- إستناداً الى ما جاء في بيان مجلس قيادة الثورة المؤرخ في 13\9\1972 بخصوص الحدود الإدارية للأقليات القومية وتجمعها في وحدات إدارية يظهر فيها شخصيتها القومية. ونظراً لما جاء في قرار مجلس قيادة الثورة المؤرخ 25\12\1972 حول إعفاء الآشوريين من حوادث سنة 1933 وإعادة الجنسية العراقية لهم. فعليه وحيث ان الناطقين بالسريانية الآشوريين الممثلين (بالآثوريين والكلدان والسريان) هم قومية واحدة، فعليه نقترح أن تكون لنا منطقة خاصة بنا.
بخصوص الفقرة جـ من نفس المادة يضاف إليها ما يلي :-
تعتبر قيود أحصاء عام 1927 هي الأساس بتحديد المنطقة القومية للناطقين بالسريانية الآشوريين للأسباب التالية:-
أولاً: بالنسبة للتعداد السكاني :
أ - أن أحصاء سنة 1927 كان قبل حوادث سنة 1933 وكان هذا الإحصاء أقرب احصاء الى تكوين الشعب العراقي كدولة اعتبر قانون الجنسية ان الإقامة الدائمية من 23\8\1921 لغاية 6\8\1924، يعتبر كل من كان مقيماً آنذاك في حدود العراق عراقي الجنسية بالولادة.
ب- أما سبب عدم اخذنا بإحصاء سنة 1924 فلقد كان بعد احداث سنة 1933 التي بسببها غادر الوطن كثير من الناطقين بالسريانية الآشوريين الى خارج العراق ومثال ذلك خلو 62 قرية في منطقة ناحية القوش وقضاء تلكيف وقضاء دهوك بسبب تلك الحوادث. وحين ان الجنسية العراقية قد اعيدت لهم في عهد الثورة المباركة بقرار مجلس قيادة الثورة في 25\12\1972.
جـ- اما سبب عدم اخذنا بأحصاء سنة 1947 فلقد جاء بعد الحرب العالمية الثانية وحيث انه كان هنالك ازمات إقتصادية و بنتيجة الضغط فقد اضطر قسم كبير من الناطقين بالسريانية الآشوريين الى النزوح الى المدن وكذلك سبب عدم اخذنا بإحصاء سنة 1957 نتيجة نزوح قسم كبير من الناطقين بالسريانية الآشوريين الى المدن وبالأخص الى بغداد والمنطقة الجنوبية، فسكن الأكراد المتسللون من تركيا وإيران على الأخص وحلوا محلهم، ومثالاً على ذلك فان قبل حوادث الشمال كان يسكن بغداد 750 عائلة فقط من الناطقين بالسريانية الآشوريين اما الآن فيزيد عددهم على نصف مليون نسمة.
ثانياً : بالنسبة للمنطقة اقليمياً :-
أ- ان جميع القرى الأميرية اعطيت للناطقين بالسريانية الآشوريين للسكن فيها وكذلك اكثر القرى العائدة للملاكين والخالية من السكان. بدلاً من منطقة حكارى التي كانوا يسكنوها قبل الحرب العالمية الأولى.
ب- في عام 1926 أتخذت عصبة الأمم في جنيف قرار بمنح منطقة الموصل للعراق على اساس منح حقوق الأقليات والذي جاء تأكيداً على قرارها المتخذ في سنة 1925 لمنح حقوق الآثوريين في الموصل طبقاً لما جاء في تقرير لجنة تخطيط الحدود العراقية - التركية.
جـ- اتخذت عصبة الأمم في جنيف قرارها المرقم 69 وبتاريخ 15\12\1932، وبحضور معظم اعضائها قرارها بإسكان الآشوريين في مجموعة متجانسة في الموصل.
د- يقول الدكتور وولفانك فون وايزل في وصفه وبتعبير صادق في مؤلفه (ورثـة الأجيال) القضية كما يلى :- ( ان الملك فيصل -ويقصد فيصل الأول- والحكومة البريطانية وعصبة الأمم كانوا قد قطعوا الوعود بشكل معاهدة مع تركيا في عام 1925 بمنح الآشوريين المسيحيين الحكم الذاتي الأقليمي خال من الضرائب وأية نوع من الغرامات. . . الوعود التي لم يلتزم بها والتي اخذت تغوص في البؤس والشقاء اكثر فأكثر. مهمة كبيرة حتى بالنسبة لعصبة الأمم التي الزمت تركيا بتسليم مقاطعة مهمة في شمال الموصل وتسليمها الى العراق مشترطة ان تكون موطناً قومياً للآثوريين المسيحيين.
بخصوص عن الفقرة (هـ) من المادة الأولى على ان تضاف إليها :-
تكون قصبة دهوك مركز لإدارة الحكم الذاتي للناطقين بالسريانية الآشوريين علماً باًننا سبق وان طلبنا هذا الطلب منذ عام 1932.
اما بخصوص الفقرة -ب- والفقرة -د- فحيثما وردت كلمة المنطقة فيقصد بها كل من المنطقتين -المنطقة الكردية ومنطقة الناطقين بالسريانية الاشوريين. من حيث احكامهما.
اما بخصوص الفقرة -و- فتبقى كما هي.
ب- بخصوص المادة الثانية :
أولاً- تضاف فقرة ثانية للفقرة -أ- وتكون على الوجه التالي :
( تكون اللغة السريانية لغة التعليم في المنطقة وتدرس اللغة العربية إلزاميا  في جميع مراحل التعليم إستناداً الى قرار مجلس قيادة الثورة المرقم 251 والمؤرخ في 16\4\1972.
ثالثاً- تضاف فقرة ثانية للفقرة -جـ- وتكون على الوجه التالي :
(يجوز إنشاء مرافق تعليمية في المنطقة عند تواجد العدد الكافي من القوميات الأخرى غير الناطقين بالسريانية الآشوريين وتكون اللغة العربية إلزامية وتدرس اللغة السريانية فيها).
جـ- اما بخصوص المادة الثالثة والمادة الرابعة فتبقى كما هي.
4 - اما الباب الثاني والباب الثالث نقترح على ان ينطبقا على المنطقتين _ المنطقة الكردية ومنطقة الناطقين بالسريانية الآشوريين.
هذه هي إقتراحاتنا المتواضعة التي نرفعها لسيادتكم المعبرة عن تضامننا مع القوميتين الشقيقتين العربية والكردية وسائر افراد شعبنا العراقي لبناء وطن مزدهر متقدم والى امام.
مقترحات الناطقين بالسريانية الاشوريين)) انتهى نص الوثيقة

ومن الجدير بالذكر ان الحزب الوطني الاشوري، قد تأسس حينذاك، ولا زلت اتذكر بعض اجتماعاتنا الحزبية التي كنا نعقدها في دار المرحوم مالك ياقو مالك اسماعيل والاجتماع الحزبي الذي عقدناه بحضور السكرتير العام للاتحاد الاشوري العالمي حينذاك، اي انه كان من المفترض ان يكون الحزب ذراع الاتحاد الاشوري العالمي في الوطن لولا التطورات التي حصلت حيث لم تتوصل المفاوضات بين وفد الاتحاد والحكومة العراقية الى نتيجة ما بسبب عدم موافقة الوفد لفكرة محاربة الحركة الكردية من جهة، وبسبب تبني الحكومة العراقية اتجاه فرض سيطرتها المطلقة على تفاصيل الحياة في الوطن بفعل الاموال الوفيرة التي وفرتها الطفرة النفطية، حيث اعتقدت الحكومة انها ليست بحاجة لاية شراكة سياسية مع اي طرف، ولانها اعتقدت انه بامكانها شراء كش شيئ من خلال الاموال التي باتت تنهمر عليها.
كما ان وفاة مالك ياقو المفاجئة قطعت كل الصلات بين الاتحاد والحزب الوطني الاشوري الذي استمر في نضاله باتجاهه الحالي .
كما ان الاتحاد الاشوري العالمي ومن خلال فرعه في ايران وبمساعدة من الحكومة الايرانية تمكن من افتتاح اول اذاعة قومية في قصر شرين موجهة لابناء شعبنا في العراق.
ان الاتحاد الاشوري العالمي قام بالكثير من الايجابيات وقدم الكثير من الخدمات لقضية شعبنا، والاتحاد الاشوري منذ سنوات عضو في  منظمة الأمم والشعوب غير الممثلة في هيئة الأمم المتحدة UNPO)).
ويمكن ان يقال الكثير عن الاتحاد الاشوري العالمي وفي تفاصيل هذا الكثير هناك ايضا مواقف وازمات كان لها تاثيراتها السلبية في هذه الساحة القومية او تلك.
الا ان الملاحظ ان الاتحاد لم يتطور بما فيه الكفاية لكي يجاري التطورات الحاصلة على الواقع السياسي لشعبنا، وبرغم من تصريح الاخ الدكتور عمانوئيل قمبر بان الاتحاد يسعي لادخال تغييرات في نظامه الداخلي ليتمكن من ضم الاحزاب السياسية اليه، فاننا لازلنا نعتقد بان الخطوة لا زالت غير كافية، ولا تلائم واقع شعبنا المبتلي بالهجرة وتعدد الدول التي يقطنها، كما لا يتوافق مع التطورات السياسية القائمة في ارض الوطن سواء العراق او سو رية او ايران او تركيا، من حيث قدرة التاثير على سياساتها بقدرة اكثر ومن حيث ظهور احزاب سياسية لشعبنا تعمل بشكل علني في  هذه البلدان.

المطلوب ان يقوم الاتحاد الاشوري العالمي بعملية مراجعة شاملة للذات ويتبنى تغييرات جذرية وجوهرية تتجاوز حدود الاطر التنظيمية ولتشمل الاهداف والاليات ايضا وعلى حد سواء.
ان عملية المراجعة هذه مهمة جدا ولا بد منها بسبب تغير الظروف الذاتية والموضوعية لشعبنا سواء في الوطن او المهجر.
ففيما يخص العراق، على سبيل المثال لا الحصر، فان سقوط النظام وتعميم حرية العمل السياسي التي بدات مع تحرير اقليم كردستان العراق عام 1991 لتشمل كل العراق بكل ما وفره ذلك من حضور وفاعلية لاحزابنا والتزامها برامج قومية ووطنية ناهيك عن قدرات ذاتية وتحالفات وطنية لتحقيق هذه البرامج بمجموعها او باجزاء منها، اضافة الى قدرتها للحضور الجماهيري بين ابناء شعبنا من جهة والمشاركة في العملية السياسية الوطنية من جهة اخرى.. وفي هذه بمجموعها تكون هذه الاحزاب حاضرة ومؤثرة في المشهد السياسي القومي والوطني اكثر مما للاتحاد الاشوري العالمي.
 
نحن نعتقد ان تحديد الاتحاد الاشوري العالمي لهدفه والتزامه له بانه شعار المثلث الاشوري لن يخدم الفعل القومي الاشوري في الوطن مثلما يعيق المسعى والجهد النبيل للاتحاد الاشوري العالمي بان يكون خيمة او مظلة او اطار عمل لاحزابنا السياسية.
انه من الاجدى ان يلتزم الاتحاد هدفا قوميا بعمومية اكبر من خلال طرح الهدف بانه مساندة تحقيق طموحات شعبنا في ارض الوطن بما يتفق ويتوافق مع نضال وعمل احزابنا وقوانا السياسية فيه.

الاتحاد الاشوري العالمي بخصوصية تنظيمه من حيث عدم تحدده بهوية والتزامات واطر وطنية محددة (عراقية او سورية او ايرانية وغيرها) يؤهله اكثر من بقية تنظيمات شعبنا ليكون حلقة الوصل التي تصل بين ابناء شعبنا في كل انحاء العالم، للحفاظ على هوية الشعب من الضياع، وهذا بحد ذاته هدف عظيم وقابل للتحقيق وممكن التنفيذ وبخاصة في بعده الثقافي.
ولكن على الاتحاد الاشوري العالمي ان يخرج من اطاره الحالي ويتقدم للتواصل مع هيئات شعبنا التي تحمل التسميات الكلدانية او السريانية، ويجب ان يناى بنفسه ويناى عن الصراعات التي لا جدوى منها مثل صراع التسمية.. فكلنا ندرك انه في النهاية لا يصح الا الصحيح..
فاهم ما يربط ابناء المكونات الثلاثة هو هذه الهوية المنبثقة من اللغة والتاريخ والايمان والمعاناة المشتركة ناهيك عن التراث والعادات وغيرها، نعتقد ان الاهتمام بهذه الامور وطرحها كاوليات او برامج رئيسية يمكن لكل هيئات ومنظمات شعبنا ومهما كانت التسمية التي تستعملها من المشاركة في الفعل وبالتالي مضاعفة الزخم للعمل القومي.
ان ما يعانيه شعبنا في العراق وحصوصا في الموصل وجنوبا مرورا ببغداد والى البصرة، وما يعانيه حلفاء شعبنا الطبيعيين من الايزيدية والمندائيين (الصابئة) على يد التكفيريين، وما نعانيه في ايران وسورية وتركيا وخصوصا عدم اقرار تركيا بمذابح الابادة التي مارستها ضد شعبنا وتهميشه، والتهديدات الجدية في الانصهار التي يتعرض لها ابناء شعبنا  في المهاجر، يجب ان تجعل المنظمات المهجرية ان تعمل بيد واحدة متناسية المسائل الخلافية الاخرى، او على الاقل جعلها مادة للنقاش وللعمل على المدى البعيد، ولكن عليها الاهتمام بالجدي وبالصميمي من الاعمال فاية تسمية نطلقها على لغتنا لا يجب ان يجعلنا  نبتعد عن  ايلائها الاهمية القصوى في نشرها وتعلم الابناء بها وفق مناهج متطورة وقابلة للنشر.

لقد وقع الاتحاد الاشوري العالمي، وتحديدا في عقد التسعينيات من القرن المنصرم، في مطب التحالفات السياسية في ساحتنا القومية، مبتعدا خطوات عن هدفه المعلن بكونه الخيمة القومية لكل الفعاليات القومية، ومفضلا التحالفات  القصيرة النظر كتحالف القوى الكبرى، ورغم نداءاتنا المخلصة بعدم تقسيم العمل الى هذا الدرك اي القوى الكبرى والقوى الصغرى او الهامشية وعدم الانجرار خلف وهم القوى الكبرى وعزل الاخرين الا ان الاتحاد استمر في هذه السياسية العرجاء لمدة طويلة جعلته يعاني من مصداقية دوره  كقيادة محتلمة لشعبنا على المستوى العالمي.
وجميعنا يعلم كيف كانت تقام هذه التحالفات وكيف ولماذا كانت تنتهي او بالاحرى تتاكل وتندثر.. ولسنا بحاجة لاستذكارها هنا خاصة واننا على يقين وثقة بقدرة قيادة الاتحاد الاشوري العالمي على تشخيص الامور بتفاصيلها وبخاصة لجهة تناقضها مع تقديم الاتحاد الاشوري العالمي لذاته على انه اطار عمل المؤسسات السياسية والقومية لشعبنا.
اليوم يجب ان نعي جميعا حاجة بعضنا البعض.. وخصوصا ان قدرات شعبنا محدودة وان كل مكون من مكوناته لا يمكنه الصمود بقدراته لوحده.. واذا كان البعض يعتقد غير ذلك جراء الاندفاعات التي تحصل احيانا لدى هذا المكون او لدى هذا الحزب او لدى هذه المؤسسة، فان تجارب العمل بين ابناء شعبنا تعلمنا ان الاندفاع الاولي دائما يكون قويا ومبشرا ولكن الخمول والانتكاسات والتشرذم تكون هي النتائج التي نحصدها وعلى الاغلب بسبب فرض الرؤئ وبسبب ضيق مساحة وافق العمل.
كما يجب ان يعي الاتحاد وكل المؤسسات القومية الفاعلة والتي تؤمن بوحدة شعبنا بان من يمكنه ان يحقق النتائج الحقيقية في العمل هو من يتمتع ببصيرة نافذه وغير اقصائية وتؤمن بمصلحة الشعب ككل وليس بالافكار الايديولوجية البحتة .
ونحن في الختام اذ نتمنى للاتحاد الاشوري العالمي التقدم والتطور وان يكون حقا خيمة قومية جامعة، فانه لا يسعنا الا ان نقول  لكي يكون كذلك فيجب ان يعيد النظر في الكثير من الامور سواء الهيكيلية التنظيمية او الاهداف او الوسائل.

betkanno@web.de

414
اناء كل منا ينضح بما فيه،سيد يعقوب يعقوب
( كانت هذه المقالة حاضرة للنشر، الا ان وصول وفد علي مستوى عال للمنظمة الاثورية الديمقراطية الى اقليم كردستان لاجراء مباحثات مع قوانا السياسية لتنسيق العمل، برئاسة الاستاذ بشير سعدي، اضطرتني لتاجيل نشرها لكي لا يعتبر النشر محاولة لنسف مهمة المنظمة، الا انني ارى انه من حقي نشرها الان عملا بحرية النشر وردا على مغالطات البعض). 
كنت اعتقد عندما كتبت قراءة في مذكرة المكتب السياسي للزوعا، ان الزوعا سيسارع الى سحب مذكرته الشاذة في التوقيت والمضمون، وسيحمل بعض اعضاء المكتب السياسي مسؤولية التسرع بنشرها، الا ان المكتب السياسي ومن خلال السيد يعقوب يعقوب نشر ردا اقل ما يقال فيه انه تعمية للقراء وضحك على الذقون وترديد مقولة الشهداء، ولكي لا نسئ الى المكتب السياسي والسيد يعقوب فاننا ومن موقع الاحترام الكلي سنرد على الرد فقرة فقرة، وانني اقولها فانا مستعد للسجالات ماطال شأنها ان اردتموها كذلك.
لقد كان عنوان الرد موفقا جدا، فكل اناء بما فيه ينضح حقا يا سيد يعقوب، ولانني ادرك تماما ما يحويه اناءنا وما لا يحويه، فاسذكر بعض ما لا يحويه وعليك الاستنتاج بما يحويه، فأناءنا لا يحتوي على محاولة قتل اشوري معارض، ولا يحتوي على تعذيب وسجن وتشويه سمعة اشوريين، ولا يحتوي على التزوير ولا يحتوي على النميمة على ابناء شعبنا لدى الاخرين لكي ننال حضوة، ولا يحتوي على اساءة لسمعة مؤسسات عريقة ورجال دين كرماء وسياسين مختلفين معهم، ولا يحتوي لتعليمات سرية ولا يحتوي ولا يحتوي،  وبالتالي من لا يحتوي اناءه على كل ما سبق فان هذا الاناء لا يتحمل الحقد والاساءة، بل قد يتحمل الغضب من الاساءة وقد يتحمل النصيحة واسأل اعضاء مكتبكم السياسي كم من نصحية مخلصة اسديناها لهم انا واخوتي في الحزب، ولو كانوا قد سمعوها ونفذوها لما كان حالكم وحالنا هذا الحال، اما انائكم فيحتوي وبالمستمسكات الرسمية كل ما لا يحويه اناءنا.

وتقول سيدي انكم لن تستخدموا مصطلحاتي وتعابيري لانها تسئ الى القارئ، ولكن اين اسئت الى القارئ ايها السيد ام صارت العبارة لديكم قول يجب ترديده فقط  وهو سهم قد يصيب وان لم يصب فاعضاء الزوعا سيؤمنون به وهذا كفاية، ولكني اعتقد جازما ان الاساءة التي تقصد انني وجهتها للقارئ هي قول الامور بوضوح وعلنية وباسم معروف وغير وهمي اي لم اتخفى خلف قناع ما.
 اما عن قولكم ان اسلوب السيد تيري لا يمكن ان يساهم في اغناء الحوار الى اخر الفقرة، فاين الاهانات سيدي ومتى كنتم من رجال الحق ومن اصحاب الحوار قولوا لي بالله عليكم قد اكون ناسيا، هل كان حواركم في كراسكم التثقيفي رقم سبعة، وهو موجه لاعضاءكم فكيف سيكون حواركم مع الاخرين، هل كان اغناء حواركم في ما مارستموه مع الكنيسة الشرقية الاشورية وقداسة مار دنخا، ام كان حواركم في التعليمات الانتخابية السرية ام كان حواركم ما اصاب كل احزابنا السياسية من سهامكم اقصد اغناء للحوار، اما عن مستواي فيعرفه الجميع والقدح والذم صناعتكم سيدي، فانا لم اقدح ولم اذم واسأل رفاقك في المكتب السياسي، بالله عليكم قولوا لنا متى دخلتم في الحوار؟ الم يدعونكم مرارا للمشاركة في الاجتماعات من اجل الخروج بموقف موحد، الم تكن هذه دعوة للحوار، ام ان للحوار عندكم معاني اخرى انا لا ادركها؟   
(بداية السيد تيري بطرس وكما عودنا على مر سنواته لا يخرج عن مألوفه الخاص والمتمحور حول الأساءة بكل ما في جعبته وبكل ما تجود به قريحته إلى الحركة وأعضائها الذين لم يستطع السيد تيري في يوم من الأيام مجاراتهم في نضالهم وتضحياتهم والقدرة على المواصلة النضالية في أصعب الظروف ومبدأيتهم وإيمانهم المطلق بعدالة قضية شعبهم التي يناضلون من أجلها). والحمد لله فالكل يعلم ويعرف ان الكتابة حول الحركة لم تكن مألوفي اما عن الاساءة فانني كانسان يحمل هم شعبه ويؤمن بالديمقراطية وبحرية الرأي التي تمنحها لمناصريكم من خلال تبرير سبابهم، فساظل اقول رأي وقناعاتي وان كانت ضد قناعاتكم سيدي، لا بل ارى من واجبي ان افضح كل الممارسات الخاظئة التي تقترفونها لا بل كل الممارسات التي تتعمدون على ممارستها رغم علمكم ان هذه الممارسات تدخل في باب الاجرام، وهل تعتقد سيدي انه يجب علي السكوت عن مذكرتكم المشينة هذه لكي تمرروا لعبتكم ومنطقكم الغريب؟ ولكن لكي اريحكم اكثر سيدي العزيز ولماذا لا تعتقد انني اصبحت اختصاصيا بالحركة وبتاريخها وبممارساتها وبقدرة على القراءة المسبقة لسلوك قيادتها وهذا جراء الخبرة وليس لانني قد نلت شهادة اكاديمية بالحركة، وهذا يجب ان يزيدكم فخرا لان هناك من اختص بكم اليس هذا دليل الشهرة والصيت؟ ولعلمك ان تيري عندما رأي حسنة في حركتكم قالها ومدحها ولم يخف مثل اعضاءكم من حتى السلام على مخالفيهم في الانتماء السياسي.
(سيرة هذا الشخص في الأساءة إلى الحركة ـ زوعا بدأت عملياً منذ كان عنصراً من عناصر التجمع الديمقراطي الآشوري الذي أنشأه وموله ودعمه سياسياً ومعنويا الحزب الديمقراطي الكردستاني أواسط الثمانينيات من القرن الماضي، وتواصلت هذه المسيرة معه إلى المهجر وإلى اليوم وبالرغم مما يقدمه هذا المهجر من حياة ورفاهية وسهولة عيش إلا أن العقدة من الحركة ـ زوعا بقيت متأصلة في شخص السيد تيري بطرس ولم يستطع الفكاك منها لكونها حالة من الشعور بالنقص متجذرة في الشخصية التي تركت الوطن وساحة النضال الحقيقية واستوطنت المهجر.)
والله سيدي انتم خوش فتاحي الفال وهلا ذكرت اساءتئا للحركة اثناء تواجدي في التجمع الديمقراطي الاشوري، وهل استلام احد عشرة بندقية الية ونصف الية يعتبر تمويلا، وماذا عن المدفع الهاون الذي استلمتموه وهذا مثال لا اكثر يا سيد ياقو قد لاتعلمون الكثير،فانا كنت هناك ، واهلا بك يا سيد فكاك العقد لم اكن اعلم ان مكتبكم السياسي يضم اطباء نفسانيين فهلا فككت لي عقدي الزوعاوية التي تذكرها  ومشيتم بصورة صحيحة، بمعنى ان لا يكون في مسيرتكم ما يعاب عليه ان تيري يمكنه التعايش مع اخطاء العمل ولكن الاخطاء المقترفة مع سبق الاصرار والترصد مثل مذكرتكم هذه فيسموها امر اخر، وعن المهجر وهناءه فانا لا اتمناه لكم سيدي، هذا الهناء التي تدعيه والمهجر الذي اخترته، استفسر من رفاقك كم قدمت لكي لا اصله ولكن الاقدار امر اخر، ولكن ان رغبت ان تهاجر رغم ذلك فانني لن الومك حتى لو كان ثمنها امضاءك المقالة باسمكم .
المضمون التهديمي والذي تفاجأت به هي النقاط التي ذكرتها لكم (3، 4، 5، ) والتي يجب ان تدرك انها لا تدخل في اطار حرية الحركة في قول ما تريده او في تحديد نهجها السياسي، بل تدخل في باب اقل ما يقال عليه انه التخريب المتعمد، او الانتقام او على وعلى اعدائي وهنا ان شعبنا سيدفع ثمن التخريب المتتالي الذي يقوم به الزوعا كل مرة، لقد تمت دعوة الحركة الى اجتماع الاحزاب مرات عديدة، وكان من المفترض ان تحضر هذه الاجتماعات لكي يقدم شعبنا ومؤسساته مذكرة مشتركة تعبر عن الجميع وتحقق القدر الكافي من مطالب شعبنا، ولكن عدم المشاركة وانتظار ما يخرج به الاخرين وبعد ذلك تقديم مطالب هي اساسا متبلورة ومتحققة في الدستور ولا يحتاج لتنفيذها الا قوانين من البرلمان الاتحادي، هذا معناه ان حركتك كانت تبيت لهذا الامر، العمل على افشال العملية القاضية باقامة الحكم الذاتي لشعبنا، فقط لانه لم يأت منها ليس الا، اما عن الحاق المنطقة باقليم كردستان فمذكرتكم لم تنفيها بل اشترطت اجراءات دستورية وهذا كما تدرك ويدرك كل سيساسي مبتدئ تحصيل حاصل لانه لا يمكن اجراء تغييرات ادارية ودستورية الا باتباع الخطوات المنصوص عليها في الدستور اي (اقرار قانون في البرلمان الاتحادي لاجراء الاستفتاء وبعد نتيجة الاستفتاء سيتم اقرار عائدية المنطقة)، انكم فقط تؤكدون على الاجراءات الواجب اتباعها وهي ستتبع حتما لان بهذا الاسلوب سيكون قرار مستقبل سهل نينوى دستوريا، اما عن الاجماع هو هذا التأييد الاعلامي والحزبي والمؤسساتي لهذا المطلب، كما اننا لم نقرر مستقبل سهل نينوى، اننا ندعوا الى مستقبل معين ومحدد، ونريد ان نقنع شعبنا بهذا المستقبل، لكي تأتي نتيجة الاستفتاء لصالح ما نراه، والظاهر ان مكتبكم السياسي لم يعد يفرق بين المطالب وبين ما يجب ان يتحقق، بين البرنامج وخطواته وبين الواقع، الظاهر انكم تعيشون حالة هلوسة سياسية سيدي، اما عن اعضاءنا فانت في العراق ويمكنك السؤال عنهم وعن عددهم فانا اعرف ان المؤتمر الاخير حضره اكثر من مائة وعشرة مندوب واكثر من عشرين ضيفا مختارا من المستقلين، ولكن كل حزب لا يعمل ولا يكسب شرعيته بعدده فحزب البعث كما قيل كان يضم خمسة عشر مليون اي لو حسبنا كل عضو وعائلته كما تعملون، اذا نحن لم ندع مثلكم تخويل الامة نحن نعمل من اجل الحصول على هذا التخويل وبالطرق القانونية، ولكنكم تحولون النقاش الى مسألة تخويل الامة، لاعتقادكم ان الاربعين الف صوت والتي اتت غالبيتها من المهجر هو تمثيل للامة، وبهذا المنطق تكون الاحزاب الكردستانية اكثر تمثيلا للامة منكم، لانكم بالتأكيد لاتعتقدون ان تعداد شعبنا هو مئة الف نسمة؟ واذا كان عدد شعبنا ستمئة الف فاين ذهبت بقية الاصوات من الاربعمائة الف صوت على اقل تقدير لابناء شعبنا ام انهم كانوا في مصايف سورية والاردن ومرة اخرى فاننا نفتخر باننا عقدنا مؤتمرنا في قرية من قرى شعبنا فالمؤتمر الثاني كان في قرية شيوز والمؤتمر الثالث كان في اينشكي اما المؤتمر الرابع فسيكون في كوندى كوسا او كوري كافانا انشاء الله.
عن اي حقائق تتكلم مقدمة مذكرتكم هل هي حقائق الجلوس في المقرات وسجن ابناء شعبنا وتعذيبهم ومنح الفرص للاخرين لكي يهينونكم مرة تلو الاخرى (مثل استعادة بندقية الرفيق ادد وغيرها وغيرها) رغم النصائح، هل هذه هي الحقائق، اتريد ان ادخل في التفاصيل الدقيقة، ان كان هناك نضال مشترك فهو بين كل الشعوب العراقية ضد النظام البائد واجهزته القمعية والتي لا مثيل لاجراميتها، هذا حق ونحن كنا سنعبر على ملاحظتكم بنضال الحركة لو انكم حقا كنتم تراعون مشاعر العيش المشترك، اما مشاركة  الحركة في انتفاضة اذار فامر يدعو للضحك اليس كذلك سيدي!! فالظاهر انكم لم تكونوا على علم بان الناس بعد الانتفاضة وبعد ان حاول النظام واجهزته قمعها هربت الجماهير، حاول الوصول من وصل من اعضاء الزوعا ولكن كانت الحماهير في طريقها الى جقركا وغيرها من مدن تركيا، فعن اي مشاركة في الانتفاضة تتحدث؟ اما عن الشهداء فانني اقر باننا لم نكن من هواة تقديم الشهداء، فاقصى ما نمني النفس به هو انقاذ حياة فرد من ابناء شعبنا، ونعمل من اجل اتخاذ كل المحاذير لكي لا تذهب روح بريئة هدرا، لاننا ندرك اننا بحاجة لكل انسان وانسانة من ابناء شعبنا، اما اذا كان فخركم في الشهداء وعددهم فهذا الفخر لا ندعيه ونتركه لكم، ورغم كل شئ اننا نتأسف ويملؤنا الحزن على كل واحد من ابناء شعبنا ذهب ضحية الغدر والخيانة ونعتبر كل من ذهب ضحية في السنوات الاخيرة قتلا من شهداء امتنا وخصوصا ضحايا الحرب العراقية الايرانية، وضحايا حرب الخليج الثانية وضحايا الارهاب وبالتأكيد الشهداء الخالدين يوسف ويوبرت ويوخنا وسنضع يدنا في يدكم للعمل من اجل الكشف عن من وشى بهم وسلمهم للسلطة، فهؤلاء جميعا هم شهداء الامة وشهداء كل حزب يقر بانتماءه  لهذه الامة.
اما انهزاميتكم فهي في نشر مذكرتك التي تدعي بلا مواربة الى تاهيل الحركة كردستانيا مقابل انها لن تقدم اي مطلب، لان الادارة الذاتية متحقق في اغلب المناطق ويمكن ان يسير اكثر فاكثر للامام بتطور واستقرار النظام القانوني للاقليم.
اما عن قولكم تقديمه هدية فهو يدل على جهل المكتب السياسي بالسياسة وبالواقع الديموغرافي لما نسميه سهل نينوى، الم يقل لكم اعضاء المكتب السياسي ان طرح الامر على الاستفتاء يمكن ان يأتي بنتيجة القبول للانضمام، حتى لو رفض القبول ابناء شعبنا والعرب القاطنين فيه، لان الازيدية والكرد المسلمين والشبك ستؤيد ذلك، هل قرأتم المنطقة ديموغرافيا وميول كل فئة من سكانها، وحتى لو قسم السهل الى الوحدات الادارية الاصغر وهي النواحي، فان هذا سيعني امكانية اقتطاع اجزاء من سهل نينوى وانضمامها الى اقليم كردستان وبقاء الاخرى خارجه في محافظة الموصل فماذا انتم فاعلون حينذاك؟ انكم تصرون على خططكم التي تحركها فقط رغبة في اثارة الغوغاء والتي لاتاتي باي نتيجة، فنحن عندما قررنا المطالبة بضم اقليم سهل نينوى في المؤتمر الثالث للحزب المنعقد في في تموز 2006  قلنا ذلك بوضوح وذكرنا اهم الاسباب التي تدعونا الى ذلك، اما انتم ففي الوقت الذي تعملون من اجل افشال الحكم الذاتي  الا انكم تعملون من اجل ليس تقسيم شعبنا بين اقليم كردستان والاقليم السني الذي سينشأ بل تقسيم سهل نينوى ايضا فبعضه سينضم الى اقليم كردستان والاخر سيبقى تحت سلطة العرب السنة بما يبشرون به من قوانين اسلامية متشددة، اما مسألة الهدية فنعيد ونقول لكم سيدي هل ان سهل نينوى الان بيدك وتحت سلطتك لكي نقدمه هدية ام تتعاملون مع من لا يسأل ولا يقول لماذا وكيف وتعتبرون كل الناس مثلهم؟؟.
وماهي المطالبة بالحكم الذاتي اليس طلب ضمانات ام لديك الضمانة منطقة ادارية، وتقول في الوقت التي لاتزال مئات من قرى شعبنا في الاقليم دون المستويات اللائقة للعيش مقارنة  بالبحبوحة التي تعيش فيها مثيلاتها من القرى الكردية وبقاء العشرات من قرانا تحت التجاوز، اليست اقوالك  والظاهر انك لم تسمع بحركة الاعمار التي ينفذها الاستاذ سركيس اغاجان، ام ان حفركم لساقية والتطبيل لها ليل نهار كان افضل من القائم حاليا، وخلال وجودكم في الحكم بشكل قوي اي قبل البدء بتهميشكم لم تكن هناك قرية مبنية برغم من قول البعض ان الاموال التي يصرفها السيد سركيس اغاجان كان يستلمها ايضا السيد يونادم يوسف كنا، وبالرغم من عدم رفع التجاوز عن اي قرية، علما ان السيد سكرتيركم الحالي الاستاذ يونادم كنا قال في مقابلة مع جريدة الشرق الاوسط بشأن التجاوزات، ان الحكومة حينها دفعت تعويضات لاصحابها وليس هناك من تجاوز وهو كلام المغرضين (اي الادعاء بالتجاوزات)!! فمن منكم نصدق فهذا قرأناه منذ سنوات، ولوأننا لم نقرأ ونسمع ان حركتكم طالبت يوما برفع التجاوزات الا في منابر البال تاك والتي تقولون انها لا تعبر عن راي الحركة بل اراء الاشخاص  فارسونا على بر! اما عن قولك انني انوي لوي عنق الحقيقة بقولي ان الحركة تنوي تركيع الجميع  وانها ذاهبة في بازارها لبيع الشعب وقضيته الخ الفقرة، فكل ممارسات الحركة منذ مؤتمر لندن تدل على ذلك ولم نذكر ما قبلها لانها باتت معروفة  وتعود لتعزف على معزوفة تقديم الزوعا للشهداء فهل تضمن عودة هؤلاء الشهداء الى حضن الزوعا لو عادوا احياء، ام انهم كانوا سيلتحقون بالتيار الوطني او ببيت نهرين او او، ومن يؤكد انكم ضحيتم بهم من اجل قضية الشعب وعدالته، اليس ممكنا القول انكم ضحيتم بهم من اجل شهوتكم للحكم والسلطة والمال، الى متى ستظلون تتاجرون بدماء الشهداء ولا اعتقد انهم في مناقشاتكم الداخلية يحظون بهذا التقدير الذي تتاجرون بهم في العلن، ولعلمك فان امتنا قدمت مئات الالاف من الشهداء فهل تنسوهم وتتذكرون شهداكم حينما تحتاجون اليهم، وانا افتخر اننا قدمنا القليل من الشهداء والضحايا لاننا لم نكن يوما نفكر ونعمل بتهور ولم نقل ابدا اننا بحاجة للشهداء لكي ينتشر صيتنا ابدا ولم نفكر بذلكّ! اما ما تدعية انها في فترات سابقة خطت خطوات لتحقيق وترسيخ مكاسب لشعبها لوحدها فأن ذلك يعود الى عدم وجود غيرها، وحتى بعد وجود الاخرين فانهم لم يستطيعوا الاتيان بجديد، الم اقل لك سيدي ان الكثير من المعلومات لم تعط لك صحيحة رغم انك في العراق وفي بغداد وفي المكتب السياسي اوتتكلم بلسانه، فلنأتي الى للدستور العراقي ماهي مقترحاتكم بشأنه اليس من واجب الاحزاب نشر اراءها وتعميمها لفائدة الجماهير، ماهي مشاريع القوانين التي قدمتموها في اقليم كردستان وتقولون انكم كنتم بيضة القبان في حكومة الاقليم، اليس من واحب كل تنظيم ان ينشر ويعمم ما قدمه سواء تم قبوله ام تم رفضه، فعن اي انجازات تتحدث، اما عن ان منشوراتنا او النسبة التي ذكرتها فلنقول انها حقيقية وان لم تكن كذلك، اليس كل ذلك في الممارسة الديمقراطية عادي، اي الحزب المعارض يقوم بنشر اخطاء الحزب الحاكم، وانتم كما تدعون من انجازاتكم كنتم الحزب الحاكم ونحن كنا في المعارضة، ولكننا لم نحاول القتل ولم نزور ولم ولم ، نحن ذكرنا اخطائكم، ان خطيئتنا الوحيدة الظاهر هي اننا في  كل المفاصل التي كان يمر بها شعبنا ضحينا على المستوى الحزبي لاجل تحقيق شئ لشعبنا، ولكنكم في كل المفاصل استغليتم ذلك لتحقيق المكاسب الحزبية ولم تقدموا ولوتضحية بسيطة لتحقيق اجماع قوي في شعبنا، لانكم ادركتم ان الاجماع القومي يعني تفعيل صوت العقل والغاء لدور الفرد الواحد الاحد والغاء لدور القرارات الفردية التي لا يعلم بها اعضاء قياديون بل يتم تبريرها بعد ذلك. وتعود لمسألة الحقد على الحركة، اعتقد انكم ترغبون في المديح فقط، اي انكم تعشقون ذاتكم وكل ما تفعلون، لماذا تسميه حقدا في الوقت الذي هو نقد لفعل مارستموه ولم اراه سليما بل رأيته اجراما بحق شعبنا، في حين تبررون سباب منا صريكم وزرع الاحقاد برايهم الشخصي، الم تقرأ مقدمة مقالتي وهي تقول (لم نتفاجأ باصدرا المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية لمذكرته بشأن مسودة دستور اقليم كردستان العراق، فهذا حق وواجب) اذا انا اعطيتك الحق في ذلك لا بل زدته وقلت انه واجب، لانه حقا واجب كل تنظيم او انسان يؤمن بالديمقراطية وتطوير الحقوق لشعبه، بل قلت رأي في مضمونها الذي يمكن ان يعطي المبرر الحقيقي لعدم تنفيذ الحكم الذاتي ولعدم توحيد التسمية بحجة تعدد الطروحات علما ان مستقبل سهل نينوى او اغلبه سيكون ضمن الاقليم لو اجري الاستفتاء فيه كما ستعلم لو اجريت مسحا لسكان السهل ولميولهم الحقيقية، حتى لو جلست لوحدك وتمعنت في المسألة ستجد ان زوعا بمذكرته هذه خان تطلعا مشروعا ومطلبا لضمان حقوقنا دون سبب حقيقي بل اما لعدم الادراك ولعدم امتلاك القدرة على التحليل والاستنباط، او لاسباب اخرى نجهلها ولكنها ستظهر او لسبب اعادة تأهيل نفسه على حساب تطلع مشروع لشعب تواق للحرية ولكي يمارس العيش في بيئة يصنع قوانينها بنفسه.
وما الضير في انفراد الحركة بموقفها بنفسها وعدم مشاركتها التنظيمات الاخرى موقفا موحدا ليظهرنا امام القوى الكردية كاتفاق الجميع، انا ذكرت انها تتفق او تكاد تنقل لاؤكد ان النقاط المعترض عليها هي (3، 4، 5 ) هي نقاط لتاهيل النفس ولضرب اي انجاز ان لم يكن انجازا زوعاويا، لان زوعا لم تقم باي انجاز حقيقي لحد الان الا على مستوى نشر الوعي القومي وهو ما مارسته الاحزاب والمؤسسات القومية الاخرى، ولكنها استغلت هذا النشر لجعل اعضاءها عبيدا لما تقوله قيادتها ولم تنشأ افرادا احرارا يمكنهم ان يخدموا امتهم في اي موقع او مكان، افرادا لا يعرفون معنى  لماذا وكيف.
وماهذا الزعيق والشتم والسب الذي يطالنا منكم ومن اعضاءكم لاننا نقول باقليم كردستان بعد ان صار امرا قانونيا ودستوريا، الا تزال عند رايك انهم يمثلون رايهم الشخصي ولكن اين رايكم كتنظيم وكاعضاء منتمين لهذا التنظيم، ام هي شعيط معيط، كل يغني على ليلاه، او هي سياسة مخطط لها فالمهجر المعبأ بفعل اعلامكم ضد الكرد يجب ان يبقى كذلك اما في العراق فالامر مختلف، اي خطابين سياسيين، وحسب الطلب وليس حسب المنهج والنضال المشترك الذي تدعيه. واذا كنتم هكذا تحترمون حقوق الاخرين في قول رأيهم فلماذ تحاولون اسكات معارضيكم بتشويه سمعتهم وجعل منابركم مرتعا لنشر الاكاذيب والدجل السياسي وتخريب المؤسسات العريقة؟ ابهكذا ممارسة تحققون حرية الرأي، ولماذ سيادتكم زعلان وغضبان من مقالاتي التي اعبر فيها عن رأي الست اشوريا مثلك ومن حقي التعبير عن رأي في شؤون وشجون امتي.
اما عن مطالبتكم بمعالجة اثار ثورة ايلول كما تقول، فاقول لك ماهو العمل الذي عملتموه ابان مشاركتكم في الحكم في الاقليم ولماذا لم تعالجوا اثار هذه الثورة على شعبنا، واليست عمليات البناء القائمة حاليا احدى المعالجات لاثار هذه الثورة، ام انكم تثيرون الامور بعد ان يثيرها الاخرين او بعد ان ينجزها الاخرين وتريدون تنسيبها لنفسكم.
شئت ام ابيت هناك دعوة عامة وشاملة للاتفاق على التسمية الثلاثية كتسمية موحدة لشعبنا، اما عن اشتراطك مؤتمرا لهذا الامر فالامر متروك للمؤتمر الكدواشوري الذي تحول بفعل فاعل الى الكلدواشوري سرياني الذي جمدتم امانته العامة بعد ان اعتقدتم انكم حصلتم على تفويض من الامة وقواها، ولم تدروا ان التفويض مشترط بانجازات ومشاورات ولقاءات وجلسات للامانة العامة للمؤتمر، وفي مؤتمركم العتيد طرح الحزب الوطني الاشوري التسمية الثلاثية كحل الا ان الغالبية الصامتة اقرت التسمية المركبة، ولعلمك اننا باركنا نتائج المؤتمر ولكننا اشترطنا ان يبدأ المؤتمر بعد الجلسات الاحتفالية اي ان يستمر من خلال فعالية امانته العامة، ولكنكم استعجلتم قطف الثمار الحزبية للمؤتمر ففرط العقد، ونحرت قيادتكم مسألة التسمية والاتفاق بشأنها على مذبح المصالح الحزبية الضيقة. وكم ناشدناكم الالتقاء والعمل المشترك والعمل الحقيقي وليس طرح الشعارات الا ان القيادة  في زوعا كانت في حالة نشوة وسكر لم تعر اي اهتمام لاي نصيحة ودعوة حقيقية للعمل المشترك، المبني على  النقاط الحقيقية والواقعية لمديات العمل القومي لشعبنا، اذا ان طرحكم للتسمية المركبة الان هو لصالح بقاء التسميتان مفصلوتان بواو كما فعلتم في اللقاء الذي عقد في جمعية اشوربانيبال والذي كان الاخير ولم تتفقوا على التسمية الثلاثية وهكذا ادرجت التسميتان وكأننا شعبان وليس شعب  واحد وامة واحدة، اما ان الحركة تعمل على انجاز وتحقيق مقررات المؤتمر القومي، فالانجاز دستوريا متحقق ولكن يحتاج الى تفعيل والى حلفاء، الا ان المطروح الحالي هو سقف اعلى من المنطقة الادارية والتي قد لا ترتقي الى محافظة مستقلة عن نينوى، ولكن الحكم الذاتي يمتلك سلطات تشريعية بالاضافة الى التنفيذية، هذا ناهيك عن تذكيري لك ان مسألة انضمام سهل نينوى قد تكون محسومة وان لم ينضم كله فاجزاء منه وهكذا فاهل سهل نينوى تريدونهم منقسمين، واليس المطالبة بالحكم الذاتي ضمانة، ولكن تأكيد تحقيق الامر ليس في اليد فنحن نعمل من اجل ذلك، والسياسي لا يعطي تاكيدات يقينية بل يجمع عوامل القوة لتحقيق برنامجه، واول بوادر هذا العمل كان اجتماع احزابنا لمناقشة المسألة والمطالبة منكم حضورها ولم تلبوا رغم ان الباب كان مفنوحا على الدوام، وهذه المقالة هي ضمن اطار هذه الدعوة اي شخذ الهمم لتاييد المشروع، ان تحقيق الامر اذا يعني ادراج العمل في دستور اقليم كردستان وبالتالي سيعتبر الامر ملزما لاي حكومة تأتي لتحكم الاقليم ومن ثم تليه خطوات دستورية على المستوى الاتحادي اي في بغداد، وبعد ان يقر البرلمان الامر يعمل الى اجراء استفتاء حوله، انها خطوات سياسية واعلامية وتثقيفية سيتلو احدها الاخر واليست السياسة هذه، ام فقط الاعمال المضمونة، الاعمال المضمونة لا تحتاج الى سياسة بل تحتاج الى المبادرة لاخذها لانها معروضة، فهل هي معروضة لكم ادارة ذاتية الا تحتاج الى حلفاء لكي تتحقق وبشكل يتم مراعاة وزن شعبنا فيها والا تحتاج الى استفتاء وهل سيؤيدك الكرد المسلمين والازيدية والشبك والعرب في مطلبكم؟ انها منطقة مختلطة وتكاد شعوبها واعدادها تتساوي وقد تكون لنا الغلبة الا اننا كشعب لا نشكل الغلبة لاي من ثلاثة او اثنين من هذه المكونات، فهلا فكرتم مرة اخرى وسحبتم هذه المذكرة التي لا تحقق شيئا. وهل لا زلتم عند رايكم انكم لم تخفضوا سقف مطالب شعبنا؟ لا بل انكم تعملون بجد من اجل تقسيم سهل نينوى وجعله قسمان، لا بل انكم تبيعون وهم المنطقة الادارية وهي اقل بكثير من الحكم الذاتي وحتى لوتحققت المنطقة باحتمالاته النادرة  فانها وبالخليط القائم ستكون مدارة من غير ابناء شعبنا، في حين ان مشروع الحكم الذاتي يطالب بان تكون المنطقة ذات حكم ذاتي لشعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) ، فهل ادركتم مدى التخريب الذي تمارسه حركتكم ليس لنا بل لبقية مكونات شعبنا في البلدان المجاورة، اما عن استعجالي  مواجهة الحركة مع الفصائل الكردية وبالقراءة التي سقتها لك الان فهل ان تواجه ام تريد منا كشعب الانتحار، ولا اعتقد انني في صدد الدعوة الى هذه المواجهة لانني لست من منظري المواجهات والبطولات الدونكيشوتية وقيل رحم الله امرئ عرف قدر نفسه، انني ادعوكم الى الوضوح وليس الى تعمية الجماهير بوعود لا اساس لها من الواقع. واؤكد ان القصدية واضحة لكل من يملك البصيرة اعني القصدية الجرمية او لتركيع الجميع بما فيه شعبنا كله من وراء مذكرتكم  المشينة هذه  .
واخيرا اين الاهانات والاساءات سيدي الم يكن كل ما قلته راي وبصراحة وبلا مواربة، وادعو مكتبكم السياسي لسحب هذه المذكرة التي لا تقدم شيئا بل تضعنا في موقع الضعيف كشعب يريد تحقيق انجاز مستقبلي يضمن استمراره واستمرار بقاء وتطوير هويته القومية وقدراته الاقتصادية والعلمية وعلى الاقل سيذكركم الشعب بانجاز واحد وهو العودة عن الخطأ وليس بتقديم الشهداء. كما اود تذكيركم اذا كنتم تريدون ان يكون سهل نينوى تابعا للمركز فلماذا حشرتموه في مذكرتكم وحشرتم معه انكم ستعملون من اجل ان يكون منطقة ادارية، الم يكن كفاية ان تقولوا انكم تعارضون الحاق سهل نينوى باقليم كردستان وكفى الله المؤمنين شر القتال، ولكن ما ذكرتموه هو بالضبط محاولة لتجريد المفاوض الاشوري من اوراقه السياسية قبل ان يدخل المفاوضات في معادلة عنوانها على وعلى شعبي والكل الى الجحيم.!


 
betkanno@wsb.de

415
اعلان الحرب على بليجاني يثير العواصف لدى البعض!!


(ملاحظة اتصل بي الاخ شموئيل توما هرمز شقيق الشهيد يوسف مستفسرا عن مضمون مقالتي التي عنونتها ب اعلان الحرب على بليجاني) وقد ذكر ان البعض يقول انها مسيئة لقرية بليجاني وحتى للعلاقة مع قرية بيبيدي حقا تفأجاة من ما ذكره لان المقالة واضحة المرامي والاهداف، وهي مقال استهزائية بممارسات البعض وهي بكائية بما يقترفه هذا البعض، وجاء ذكر قرية بليجاني لتوضيح المعنى او ممارسات هذا البعض ممن لا يتردد في اقتراف كل شئ من اجل ان يبرزوا او ينتقموا)
في الرابع والعشرون من شهر اب وليس اغسطس كما يرد في عنكاوا كوم من السنة الجارية نشرت مقالة بعنوان (اعلان الحرب على بليجاني) وبالطبع ان اي قارئ للمقالة التي تحتوي نوع من المضحك المبكي والتي تضم تضخيم وتنويه واشارات عديدة الى مقصدها، وهو ليس على كل حال محاربة بليجاني ولكن محاربة الفاسدون والمفسدون في شعبنا المبتلي باسماءه وببعض مثقفيه ممن يبدون استعدادا كاملا لاستعمال مشرطهم الحاد لتقتيل الامة الواحدة.
فقرية بليجاني هي قريتي ايضا كما هي اسنخ وعين نوني وشقلاوة وبغديدا، فانا ارى هذه القرى تعبيرا عن واحد ورغم الاختلافات التي يمكن ان تلاحظ بينها الا ان هذه الاختلافات تزيدها جمالا وتزيد عشقي لها . واذا كنت قد سردت في مقالتي السابقة بعض الامور مثل بناء الكنيسة، وهو امر حقيقي، فانا بالحقيقة لا يضرني ابدا ان يتم بناء الكنيسة في بليجاني او غيرها والتفاصيل التي اوردتها تؤكد استهزاء الكاتب وخلق تصورات مسبقة مثل القول بالتخطيط البعيد المدى الاستقلال الامران اللذان لا يتوفران للقرى وخصوصا الاستقلال الذي هو مطلب للشعوب والدول وليس للقرى، والتخطيط البعيد المدى الذي حرمنا منه لاننا اساسا عانينا من تدمير قرانا وترحيلها بين الحبن والاخر.
 ولكن المقالة تؤكد على رغبة البعض في خلق الصراعات ولو على اساس تافه وبلا مبرر منطقي او قومي او سياسي او انساني ، فصراعاتنا التي خضناها في السنتين الاخيرتين اثبتت ان البعض مستعد لخلق الصراع من اجل الصراع، اثبتت ان البعض مستعد للتخندق في مواقعه الخاصة وان لايتزحزح منها حتى لو كانت الامة كلها ضحية لهذه المواقف، اذا المقالة لم تكن ضد قرية بليجاني التي وصفتهخا بالجميلة، بل المقالة تقول للجميع ومرة اخرى انني ايضا ممكن ان اخلق لنفسي قضية تافهة واشغل الناس بها، هي صرخة في وجه كل من يقوم بتنفيذ كل ما يراه دون ان تكون لهذه الامة وقيمها وتقاليدها ورموزها اي حصانة خاصة، فمن يبدل علمها ومن يقوم بتغيير اسمها ومن يقوم بتشطيرها الى امم وشعوب وقوميات، ومن يقوم ببناء كنائس جديدة ومن يدعي بالوحدة وهو يقسم، ان المقالة كانت هذه الصرخة، التي لم يفهمها البعض، وحاول الاصطياد في الماء العكر محاولا خلق عدوات او الايحاء بها، في الوقت الذي لايمكن ان تفسر بذلك الا  لمن كانت نواياه سيئة مسبقا.
من المؤسف ان يقوم البعض باستغلال جهل الناس او عدم اطلاعهم على حقائق الامور، فانا في شهر الثامن اب اي قبل نشر المقالة المذكورة كنت في العراق وقد زرت بليجاني مرتين مرة زيارة عامة ومرة اخرى بمناسبة وصول الخالة سرة ام الشهيد يوسف توما الى  بليجاني من كندا، بالطبع ان من يحاول بث هذه الافتراءات مستغلا عدم اطلاع الكثيرين على المقالة  (حيث قرأها 744 شخص وهو عدد يقل عن عدد سكان بليجاني، وبالتالي ان بعض البليجانيين قد اطلعوا عليها، والبعض يحاول تفسيرها بما يشاء) يرمي الى خلق انقسامات واشكالات من لا شئ، وخصوصا ان هذا البعض قد قطع صلته تقريبا بالوطن اصلا، فلا يهمه ان عاش اهل القرى بمحبة ووئام  وتعاون لتحقيق الافضل لهم وللاجيال الاتية ام لا.
طبعا كان يمكن ان اخذ اي قرية اخرى كنموذج مثل همزيي او اينشكي او كوماني ولكن اتخذت بليجاني لاننا وهم نتشابه بكل شئ وليس بيننا ايضا انتماء طائفي مختلف، فالقريتان وبغالبية سكانهما تابعتين لكنيسة المشرق الاشورية وبين اهل القريتين قرابات عائلية قوية وعميقة الجذور ولهجتهم متطابقة تقريبا وليس بين القريتين اي  مشاكل، الا ما حاول البعض زرعها  وعلى اسس سياسية وهي قائمة بين ابناء بيبدي انفسهم وهذه المشاكل ليست ايضا مشاكل متجذرة بل هي انية وستزول بزوال ثقافة التخوين التي نشرها هذا البعض .
وهنا اود ان اقول الم اكن محقا في ما رميت اليه في مقالتي المشار اليها اعلاه، الم اكن محقا من ان البعض يريد ان يخلق من لا شئ قضية لاثارة الناس وتقسيمهم وزرع الاحقاد بينهم.
فبليجاني ستبقى في القلب كما هي بيبيدي وستتكسر نصال الحاقدين مهما عملوا من اجل نشر سمومهم التي لا تثير الا الاستهزاء من عقليتهم المريضة.
فكيف تكون مقالة حاقدة او مثيرة  وانا اقول فيها (( عزيزي القارئ هذه المقدمة هي نكاية او تعبير لما يجري في شعبنا الذي  اضاع اسمه وتاريخه وكل ما يوحده، لان البعض صار يعمل مشرطه فيه تقسيما وتقطيعا، وهو محق لان كل شئ صار مباحا في شعبنا، فلم يعد للمحرمات مكان، فاذا كانت الدول كلها تحرم قتل النفس وتعاقب القاتل باشد العقوبات ومنها من يعاقبه بالاعدام، الا ان قتل شعبنا صار ممكنا وسهلا وبسيطا، فطلاب الشهرة من بين ابناءه كثر ومن يحقد ويمتلئ صدره غلا على شخص من طائفة معينة متوفر، ولن يكفيه ان ياخذ بثأره ممن يحقد عليه بل سيعمل على نكران اي صلة له بالاخر وسيعلن انه قومية وشعب مستقل ولا يربطه بالاخر اي شئ، الا  العراق وياليت العراق كان بصحة وعافية لكان قد خرج لنا بعلاج.
برغم اعترافي الصريح انني لست بالسياسي الحاذق ولا بالكاتب النحرير ولا بالمثقف المتمكن ولا بالتاريخي المقتدر، الا انني من الامي والاضطهادات التي تعرضت لها، تعلمت ماذا تعني الامة والقومية والشعب، تعلمت ماذا تعني كلمة الديمقراطية والسياسة، فما يحدث اليوم هو حقا غرز السكين السام في قلب شعبنا وامتنا وهو لوي عنق التاريخ وتسويد صفحاته.
 والا بحق الله عليكم كيف لا نكون امة واحدة وقومية واحدة ونحن نمتلك لغة واحدة وفي الكثير من المناطق لهجة واحدة، كيف لا يكونون امة وقومية واحدة وهم ابناء عمومة وينحدرون من عشيرة وقبيلة واحدة ولم يتغير فيهم شيئا الا انتمائهم الطائفي، كيف يريدون زرع هذا السم الزعاف في شعبنا وفي اطفاله وفي عوائله، هل يدرون ما هم فاعلون، ولكن اين السياسيون واين هم رجال الدين الذين يعون الحقيقة ويكتمونها، الى متى سنبقى ندفع ضرائب انقسامنا وتشتتنا؟
صار من الغباء مناقشة من ينتشر في غرف المحادثة وصار من غير العقلاني مناقشة من يكتب في الويب، فالكل صار متفقها في علوم العصر وخصوصا التاريخ، فالتاريخ مشكلة الكسالى صار لنا ملجاء نلوذ  ونستنجد به لكي يعيننا في ضرب من يخالفنا من ابناء الامم التي كانت الواحدة المتحدة ليس بوعي وادراك بل بسبب الاعداءالذين اعتبروها كذالك.
جميل ان نكون متعلمين والاجمل ان نكون مثقفين ولكن العلم والثقافة براء من ما يمارس بين ابناء هذه الامة المبتلية بابناءها، يقال ان قسطنطينية قد سقط بيد محمد الفاتح لان اهلها كانوا منقسمين ومختلفين حلت العداوة بينهم بسبب جنس الملائكة هل هم ذكور ام هن اناث، وحالهم كحالنا كل من يريد ان يشتهر فليخرج بنظرية واسم جديد وسيتبعه البعض، على الاقل اهل بيته. ) انتهى الاقتباس.
 
بهذه المقاطع ختمت مقالتي ولكن ماذا نقول عن الذي لا يقراء وان قراء لا يفهم وان فهم يحاول ان يلوي عنق الحقيقة من اجل تحقيق ما يعتقده مكاسب على حساب فلان لانه منتمي الى الحزب الفلاني او لانه ببساطة غير مؤيد لخط معين، وهل يعقل ان يقول كاتب يحترم نفسه قوميتي البيبادية وهويتي ان لم يكن يرمي الى شئ اكثر اهمية والشئ الاكثر اهمية هو المقاطع الختامية التي ختمت بها مقالتي. الا خسئت النفوس المريضة التي لا يزال يعشعش في رؤسهم مرض انا وما بعدي الطوفان.



betkanno@web.de

416
نعم لتطوير العمل في لجنة تنسيق العمل بين احزاب ومؤسسات شعبنا

نشرت لجنة تنسيق العمل بين احزاب ومؤسسات شعبنا مذكرتها بخصوص مسودة دستور اقليم كردستان العراق، وفيها ان هذا التجمع من احزابنا ومؤسساتنا قد اقر باهم نقطتين اساسيتين، رغم ان بقية النقاط الاخرى مهمة ايضا، الا وهي:
الاقرار باللتسمية الموحدة لشعبنا
والمطالبة بالحكم الذاتي له مع الحاق سهل نينو بالاقليم.
لقد كانت هذه الخطوة مهمة جدا لتوحيد خطاب شعبنا تجاه الجميع، وان شذ عنه البعض.
المؤسف ان اتحاد بيت نهرين الوطني وتجمع السريان المستقل لم يشاركا في التوقيع على الاتفاق رغم ان الطرفين يطرحون نفس الطروحات.. واذا كان سبب عدم مشاركتهم (كما ورد في تصريح اتحاد يت نهرين) هو ان مسودة المذكرة لم تشر بوضوح الى الحكم الذاتي واشارت الى الادارة الذاتية، فاننا نقول ان المسودة كانت مطروحة للمناقشة وبالتالي فان اي شئ فيها كان قابلا للتغيير اى لحظة اقرارها وتوقيعها وبما يخدم مصلحة شعبنا واتفاق احزابه.. علما ان ما تضمنته مذكرة المسودة ونسختها النهائية هو تقريبا نفس الشئ الا في تغيير المصطلحات المتداولة، فنفس المصطلح يمكن ان لا يعني شيئا موحدا في تطبيقين مختلفين، وكل مصطلح هو بما يحتويه من الصلاحيات وليس بالمصطلح نفسه.
لذا نرى من واجبنا ان نكرر الدعوة للاخوة في اتحاد بيت نهرين الوطني وتجمع السريان المستقل بالاضافة الى حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني، ان يلتحقوا بلجنة التنسيق هذه لكي يكون لها ولمطالبها زخم اكبر.
اما الحركة الديمقراطية الاشورية فقد شذت عن الجميع وحسمت امرها بتخفيضها لسقف المطالب الى الادارات المحلية بدلا عن الحكم الذاتي. فلا جدوى من دعوتها.

طبعا نحن ندرك من قراءتنا لملاحظات اللجنة انها لم تدعي تمثيل مجموع شعبنا الكلداني الاشوري السرياني، بل طرحت ملاحظاتها باسم المشاركين فيها فقط وباسم قواعدها المساندة والمؤمنة بخطها، وبالتالي فان البعض عندما يحاول وضع  العربة قبل الحصان في محاولة احراج اعضاء اللجنة يدرك الجميع ان هذه المحاولة فاشلة، لان الاطراف المشاركة في اللجنة قد قامت بواجبها كمؤسسات قومية تطالب بما تراه مناسبا، ومطلبها هذا لم تفرضه على احد، وبالتالي ان كل الامور ستبقي مرهونة بالحوار والتعبئة السياسية في عملية تعديل الدستور الكردستاني واقراره، مثلما هي مرهونة في مرحلتها اللاحقة بالعملية السياسية في البرلمان العراقي والتعبئة الجماهيرية في الاستفتاء المفروض اجراءه بعد اتخاذ الاجراءات التي تسبقه، والتي تأتي خطوة بخطوة، وليس كما يحاول البعض اجهاض مطالب شعبنا بالحكم الذاتي وهي ما زالت في المهد عبر طرحه لامور اجرائية مقررة في الدستور العراقي الاتحادي وخصوصا المادة 140 منه.
المطلوب اولا ان نحدد جوهر مطالبنا ثم ننتقل الى الامور الاجرائية كما هي واردة في الدستور.

ان ادعاء البعض ان اطراف اللجنة يقررون مصير سهل نينوى هو ادعاء كاذب ومخادع، وغرضه الصيد في الماء العكر ليس الا.
فهل يجب على اي حزب ان يعمل استفتاء قومي لاي مطلب ثم يعتمد ذلك المطلب؟ ام العكس، حيث يطرح المطلب على ابناء الشعب ومحاولة اقناعهم به، وحين التأكد من ان هناك نسبة كبيرة تؤيد المطلب فحينها ان كان يحتاج للاستفتاء فيدعو اليه، وان لم يحتج فيدعو لاقراره عبر قنوات تشريعية او تنفيذية.
بصياغة اخرى، هل ان الاحزاب السياسية تعتمد برامجها على نتائج الاستفتاء ام انها تضع برامجها وعلى اساسها تدعو الى انتخابات او استفتاءات او شريعات وقوانين وغيرها؟

رغم الطروحات العديدة والتي اوضحت ان مطلب لجنة التنسيق هذه هو مطلب سياسي يراه اعضاء اللجنة امر حيوي لشعبنا الا ان البعض يحاول تسويق المسألة وكأنها القرار عن الشعب في مسألة لا يمكن القرار فيها الا باتباع خطوات محددة ومشروحة ومفسرة في مقالات عديدة لمؤيدي خطوات لجنة التنسيق، ولعل من اهم الخطوات هي التالية.
في حالة ادراج المناطق الواقعة في سهل نينوى كمطلب لالحاقها باقليم كردستان، واقرار دستور اقليم كردستان العراق بان هذه المناطق ستخضع لحكم ذاتي ينبع من ابناءه حينئذ تأتي الخطوات التالية:
   أ- تصبح كل حكومة تأتي في اقليم كردستان العراق، ملزمة بتبني مطلب ضم الاقليم وحق اقامة منطقة الحكم الذاتي، وعليه فهي اي حكومة الاقليم ستقوم بمفاتحة الحكومة المركزية بشأن تطبيق الحاق منطقة سهل نينوى باقليم كردستان.
   ب- ستضطر حكومة الاقليم والتحالف الكردستاني الى عقد تحالفات لاجل اقرار الحاق سهل نينوى بالاقليم في البرلمان الاتحادي.
   ج- بعد ان يقر البرلمان المسألة سيعرضها للاستفتاء  ليقرر ابناء المنطقة حقيقة ما يريدونه، وحينما يقرون بالاغلبية عدم القبول بالحاق سهل نينوى باقليم كردستان فحينذاك تسقط كل الدعاوي الخاصة به، ويعود الامر كما هو الان، ولا  يمكن الخروج من هذه الخطوات لانها مقرة في الدستور العراقي.
وباالتالي فان طلب البعض اجراء الاستفتاء قبل اي شئ اخر هو اجراء غير قانوني اساسا لان البرلمان الاتحادي لم يقر مثل هذا الامر لحد الان، والبرلمان الاتحادي سيقر المسألة حينما تطرح امامه للمناقشة، ولكي تطرح للمناقشة فانها تحتاج الى ما لا يقل عن 10 اعضاء (هؤلاء فقط لادراجها في جدول اعمال البرلمان)، اما لاقرارها فانها تحتاج النصف + 1 (اي 138 صوتا) من بين 275 صوت لاعضاء البرلمان الاتحادي.
فاين طارحي الاستفتاء و مروجيه من هذا الامر وهذه الخطوات التي تتوالى بشكل قانوني ومسلسل؟
ام تراهم يحاولون وضع العربة قبل الحصان كما اسلفنا.

يطرح البعض انه لا يحق لتنظيمات لجنة التنسيق لدعوة الى مثل هذه المشاريع!!
ان طارحي مثل هذه الاراء يعكسون جهلهم السياسي التام..
فاذا لم يكن من حق الاحزاب السياسية طرح مشاريع سياسية، فما هو عملها اذن؟ ومهمة من هي طرح المشاريع السياسية، إن لم تكن مهمة الاحزاب؟
اليس بطرحها لمشاريع وتشريعات سياسية وقانونية يمكن لها تطبيق برامجها السياسية المعلنة.
وهذا في الحقيقة ليس مشروطا بمجموع الاحزاب، بل هو ايضا مهمة كل حزب لمفرده ايضا.
ما لا يمكن لاي حزب القيام به هو تطبيق المشاريع دون موافقة ممثلي الشعب.
والاحزاب المنضوية في لجنة التنسيق تطرح مطالبها وتقوم بتسويقها سياسيا وتوعية واعلام الشعب بشأنها ليقوم لاحقا بتأييدها.
وهذا هو باختصار العمل السياسي ضمن الاليات الديمقراطية وليس غيره.

اما بشأن عدم مشاركة الاخرين، فقد وجهت الدعوة للجميع وكل اتخذ قراره بالمشاركة من عدمها. علما ان الدعوات حددت زمان ومكان الاجتماعات والباب كان مفتوحا دوما للمشاركة ولم يشاركوا، فما العمل؟
هل كان على الذين قرروا تلبية دعوة الاجتماع لايمانهم بالعمل المشترك ان ينتظروا ويطيلوا الانتظار، ربما لسنوات، وان لا يقوموا بما يروه صحيحا لحين قدوم الاخرين.
كما ان غاية الاجتماع كانت معروفة ومحددة بطرح ومناقشة الاراء بخصوص مسودة دستور الاقليم والاتفاق على رؤية مشتركة.. وبالتاكيد فان المشاركة الاوسع كانت مطلوبة لانها تعني اغناء للاراء وتطويرها وتعزيزها.
ولكن الغير المشاركين قرروا اراديا عدم المشاركة.. ورفضهم المشاركة لا ينتقص او يعيب عمل المشاركين والمذكرة المشتركة للجنة التنسيق ابدا، لانها قامت بما يمليه عليها واجبها القومي والوطني، وتأييد الطرح من عدمه متوقف على الاتي من عمل اللجنة ورغبة ابناء الشعب في الاستفتاء الذي سيأتي لاحقا وحسب الخطوات المنصوص عليها في الدستور الاتحادي.

انا اؤيد مسألة زيادة مشاركة اطراف اخرى في لحنة تنسيق العمل باضافة ممثلين للمثقفين والقانونيين الى اللجنة، فاللجنة قد طرحت طرحها السياسي وعليها ان تقوم منذ الان بصياغة الطرح قانونيا، والعمل الميداني في الشعب وكذلك مع ممثلي الخصوصيات القومية والدينية الاخرى التي تعيش في سهل نينوى لجذبها وكسب دعمها.. اي ان العمل لا يجب ان ينتهي بالطرح السياسي فقط، بل بالمتابعة الميدانية والقانونية وتوفير الدراسات الللازمة لتحديد المدى الجغرافي والمجال الحيوي لسهل نينوى، والمشاريع الاقتصادية الممكن اقامتها وكل ما يساعد في تسويق المشروع.

يطرح البعض ممن لا يزالون يعيشون في وهم انهم يمتلكون القاعدة الحماهيرية، بان اعضاء اللجنة لا يمتلكون هذه القاعدة وبالتالي الايحاء بانه لا يحق لهم طرح المطالب السياسية، وكأن طرح المطالب منوط ومحصور فقط بمن له القاعدة الجماهيرية (والتي هي اساسا مسالة نسبية)، وليس حقا قانونيا متوفرا للفرد الواحد في ظل النظام الديمقراطي، فكيف لا يكون حقا وواجبا على التنظيمات السياسية.
يبقى ان نقول لهذا البعض ان هذا الخطاب السفسطائي غير المنتج دليل على عدم فهم اليات العمل السياسي الديمقراطي، ناهيك ان هذه الطروحات تدلل على ان هذا البعض لا يزال يعيش اوهام الحزب القائد.

كما ان البعض يعيب على اللجنة انها تبنت مبادرة السيد سركيس اغاجان..
ما المعيب في هذا.. ثم اننا نعلم ان بعض الاطراف كانت قد طرحت مسألة الحكم الذاتي منذ عام 1996، والحزب الوطني الاشوري تبنى المسألة رسميا في مؤتمره الثالث بعد ان استمر في مناقشتها وطرحها في المنابر الاعلامية منذ تحرير العراق.. فالمسالة اذا ليست من قبل من؟ ومن بعد من؟ فالمسالة هي قضية سياسية تخص مستقبل شعب وليست سباقا رياضيا للعدو حيث فارق اجزاء من الثانية يحسم النتيجة!!
حقيقة الامر ان طرح السيد اغاجان، ولاسباب عديدة، منح المبادرة قوة كبيرة، ولكن هذه الاحزاب اثبتت انها بقدر المسؤولية القومية عندما تبنت المبادرة ايضا ومنحتها زخما وشرعية اكبر، ولم تفكر كما يفكر البعض بما ان المبادرة ليست مني فهي يجب ان تجهض حتى لو كانت لصالح الشعب!!
اليست محاولة توحيد صوت الشعب في مثل هذه المبادرات المصيرية امرا مرحبا به؟
ولعلم الجميع فلجنة العمل لم تعلن يوما ما انها صاحبة المبادرة الوحيدة بل هي فتحت الابواب على مصراعيها لكل مؤسسات شعبنا.
واخيرا اليس صوت هذه اللجنة مع صوت السيد اغاجان افضل من ان لا يكون لها صوتا، ولسنا نقول بصوت مجهض لمبادرته..

احد السادة ذكر ان الاحزاب الاشورية تحركت لمبادرة طرح التسمية الجامعة (الكلداني السرياني الاشوري) بعد ان ثبت الاسم الكلداني في كل من الدستورين العراقي والكوردستاني..
يبدو ان هذا الاخ لم يطلع على ورقة الحزب الوطني الاشوري المقدمة الى المؤتمر القومي المنعقد في بغداد في تشرين الاول عام 2003 قبل عامين من اقرار الدستور العراقي.. كما انه يبدو ليس مطلعا على صرخة العقل والقلب التي اطلقها الحزب في اللقاء الموسع لاحزاب شعبنا في جمعية اشور بانيبال صيف 2005 قبل انجاز مسودة الدستور العراقي..
فلماذا هذه الطروحات غير المسؤولة التي لا يراد من وراءها سوى الصيد في الماء العكر وتدمير اللقاءات التي تقام بين اطرافنا السياسية والتي تبنى على المصالح القومية وليس على مبادئ كل حزب لوحده.
نرجو من هذا الاخ العودة الى ما طرحناه عليه ويمكنه ان يطلبها من مقر المكتب السياسي للحزب الوطني الاشوري، مثلما يمكنه العثور عليها في ارشيف مواقع الانترنت.
كما ان اتحاد بيت نهرين الوطني ايضا ينادي بهذه التسمية منذ تأسيسه عام 1996.. فلماذا اذن تشويه الحقائق والمواقف والتجني عليها بفبركات تختلف مع حقائق الامور؟
انه عصر النور والمعلوماتية حيث يمكن بسهولة للانسان معرفة حقائق الامور بتواريخها وتفاصيلها.

في الوقت الذي يقول ذات الاخ ان الاشوريين والكلدان قوميات ولكنه، ودون اي مبرر حقيقي، يجرد السريان من هذه الصفة..
نحن نقول ان ابناء شعبنا بكل مسمياته هو قومية وامة وشعب واحد.. والبعض يرى ذلك خطأ كبير!!
فبماذا يختلف السريان عن الكلدان والاشوريين؟ فاما هم ايضا قومية اخرى، او ان الجميع قومية واحدة.
ثم ان الخلاف هو بالاساس ليس هل نحن قوميات وشعوب متعددة، فهذه مسالة محسومة..
الخلاف هو اي الاسماء هو الاصح لتسمية هذه الامة والشعب والقومية به.
من حق كل منا ان يبشر بما يعتقده الاصح لحين التوصل الى حل واحد.. والان والى حين اتفاقنا على احدى التسميات، لنعمل على ادراج الاسماء الثلاثة في الدستور والقوانين. ولكن التبشير يجب ان لا يوففنا عن العمل المشترك، فيجب ان ندرك اننا نعمل معا لاجل الشعب ومستقبل ابناءه وليس من اجل التسميات.

نود اعلام الجميع ان المذكرة طرحت للنقاش العام لمدة كافية، وبعد تمديد موعد مناقشة واقرار مسودة دستور اقليم كوردستان الى نيسان عام 2007 اعادت الاحزاب تذكير الجميع انها ستتقبل منهم المزيد من الاقتراحات، واللجنة ستحتاج للكثير من المعلومات والاراء لانها تريد بالتأكيد تسويق مشروعها والعمل على نجاحه الذي لن يتحقق بطرح الراي فقط بل بالمتابعة على اصعدة مختلفة كما اوضحنا ذلك.
ويجب ان يدرك الجميع ان الاحزاب ستعمل من اجل الشعب ومستقبل ابناءه، وانها بالحل المقترح لمشكلة التسمية تقول انها مشكلة وعلينا التعايش معها لحين ايجاد حل فاعل لها ومقبول من الغالبية العظمى من ابناء شعبنا الواحد، ولكنني لا ارى ضيرا في ان نقول ان الاشورية تحوي الكلدانية والسرياينة وفي نفس الوقت نقول ان الكلدانية تحوي الاشورية والسريانية وكما نقول ان السريانية تحوي الاشورية والكلدانية، اليس هذا دليلا ان هناك شعورا عاليا بالمسؤولية وبالوعي القومي وبالمصلحة القومية، ولعلم من يردد هذا الامر ويعتقده انجازا ومستمسكا ضد بعض الاطراف، ان الحزب الوطني الاشووري قال بهذا الامر في مؤتمره الثاني عام 2002  وهو ايضا طرح متقدم لم ينتبه اليه مرددي مقولات اعادة السجالات العقيمة.

علينا ان لا نتكاذب على بعضنا.. بل علينا ان نكون صريحين مع انفسنا..
فهل عندما يسألني طفلي ماهي قوميتي؟ هل علي ان اقول له انك كلداني سرياني اشوري، ام ان اقول له بالضبط التسمية المتداولة في البيت وان افهمه ان من يقول كلداني ويتكلم لغتك ومن يقول سرياني ويتكلم لغتك ومن يقول اشوري ويتكلم لغتك هو اخوك في القومية والامة ولا يختلف عنك الا في التسمية.
ان وجود الاحزاب المتعددة في شعبنا لا يعني ان شعبنا ليس واحدا.. ففي كل الشعوب التي لا تعاني مشكلتنا هناك احزاب عديدة وهذا لا يعني ان شعوبها ليست متوحدة..
كما ان تعددية احزابنا واختلافاتها، بل وحتى صراعاتها الحزبية، لا يجردها من حقيقة كونها عصارة فكر الامة ونخبتها العاملة.. وفي الوقت الذي تحتاج فيه هذه الاحزاب الى دعم جميع ابناء شعبنا، وبخاصة المثقفين والاكاديميين منهم، فانه ليس صحيحا او مقبولا ان ينظر هؤلاء المثقفين والاكاديميين من فوق وبتعال على احزاب شعبهم.
ان تاريخ كل الشعوب اثبت ان فعلها القومي والسياسي يتطور من نشاط افراد فاعلين الى مؤسسات ثقافية واجتماعية ومن ثم الى احزاب سياسية والتي تمثل كما اسلفنا عصارة تجربة الشعب فكريا ونخبويا.. فما بال البعض منا وبعد ان وصل تطور فعل شعبنا السياسي الى مرحلة العمل المنظم ان يعيده الى مرحلة سابقة من الفردية او المؤسسة الاجتماعية والثقافية.
كما ان الوحدة يجب ان لا تبنيها الاحزاب وطروحاتها فقط.. ان الوحدة تصنعها الاعمال والقيم والطروحات الصادقة مع الناس والنفس..
ان تفهم الرأي الاخر يعني ان الاخر يجب ان يتفهم رأيي.


betkanno@web.de

417
انا اشوري، انا عنصري

ارجو ان لا يستفز العنوان احدا.
فانا لا اجد لي موقعا في تصنيف العنصرية وبين صفوفها..  ولكن لاستعمالي الاسم الاشوري لشعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) يطلق علي البعض من ابناء شعبي هذه الصفة التي اعتبر نفسي بعيدا عنها، فانا اعتز باشوريتي ولكنني لا اكره اي من القوميات الاخرى سواء من العرب او الكورد او التركمان.
يحدث في الكثير من الاحيان سوء فهم او لغط ما، وهو ايضا لسوء الفهم اكثر مما هو لفهم الحقيقة، فبالرغم من ايماني الشخصي ان من يطلقون على انفسهم الاسماء السرياني والكلداني والاشوري، هم في الحقيقة ابناء امة وقومية وشعب واحد، ولا اختلافات بينهم البتة.
فالاخنلاف الاكثر الذي يمكن ملاحظته هو ان المنادين بالسريانية والمؤمنون بها وبتمايزها عن الاشورية والكلدانية يعزلون انفسهم ويبعدونها عن المنادين بالكلدانية والاشورية ويقولون اننا نحترم كل القوميات فاصلين ما بيننا.
وكذا الامر بالنسبة للمؤمنين بالكلدانية حيث يعتبرون الاشورية والكلدانية والسريانية قوميات مختلفة حالها كحال الكوردية والعربية.
اما المؤمنون بالاشورية فاغلبيتهم الغالبة يؤمنون بان الكلدان والسريان والاشوريين هم نفس الشعب وكلهم اشوريين والذي يفصل في كل الاحوال هو المذهب الديني.
هذا بشكل عام، ولكن يوجد في الكلدان من يقولون انهم اشوريين وفي السريان كذلك.. ويوجد في الكلدان من يؤمن ان الكلدان والسريان والاشوريين هم قوميات مختلفة ولكنهم شعب واحد.
وكما تلاحظون ان الداعين بالاشورية هم يجمعون كل الامة وهذا نابع من تجذر الوعي القومي فيهم لاسباب سياسية وثقافية وجغرافية.
انا ممن ولد وترعرع في بيت واسرة تؤمن بالاشورية كانتماء لها، وانا شخصيا منتمي لحزب قومي ووطني يتسمى بالاشورية منذ اكثر من ثلاث وثلاثون عاما، وخلال هذه الفترة دخلت تجارب مختلفة من النضال سواء كان سريا او في الكفاح المسلح او علنيا، سواء كان من خلال واجهات كنسية او طلابية او ثقافية او اجتماعية، وعشت مراحل العمر من المرحلة الطلابية والخدمة العسكرية (عدة مرات) والعمل الوظيفي، وكلها في العراق ولم انكر يوما انتمائي القومي الاشوري.
غير انه في العراق وحده كانوا يطلقون علينا الاثوري وهي نفس التسمية الاشورية واراد بعض العنصريين التلاعب على اختلاف الثاء والشين وتحميلها مفاهيم ونتائج وتبعات تاريخية وقومية وسياسية.
(لاحظ ان العرب وكتابهم في القرون السابقة كانوا يستعملون تسمية (اثور) وليس (اشور) التي بدا العرب باستعمالها في القرن الاخير).
بل وقد حاولت الشوفينية العربية في بحثها عن جذور لها في ارض العراق ان تروج نظرية فناء الاشوريين او على الاقل ان عرب العراق هم احفادهم نازعين بذلك حقنا في الانتماء الى تسميتنا ووجودنا وجذورنا، وليس لاحد حق انتزاع ذلك منا.
 ولكن لانهم ارادوا اعتبارنا غرباء لاجل الانتقاص من حقوقنا ومن مكانتنا فحاولوا بشتى الطرق تعميم هذه الفكرة وجعلها امرا مسلما به، ولكن نضال شعبنا بكل قواه القومية افشل هذا الامر بشكل تام، ولم يعد يوجد في العراق من يروج او يدعي هذا الامر، اي ادعاء انقراض الاشوريين وفصلنا عن اجدادنا، الا البعض من العنصريين الحاقدين ممن يريدون ان تستمر معاناتنا وتهميشنا.

في الاونة الاخيرة اثيرت تساؤلات من بعض الاطراف بسبب ترديدنا للتسمية الاشورية في مقالاتنا، ولعل سبب كتابتي لهذه المقالة هو ان التساؤلات اثيرت من قبل اشخاص نكن لهم كل الاحترام والتقدير، علما اننا، وعلى الاقل انا شخصيا، لم انكر ايماني بان الاشورية اصح الاسماء التي يجب ان تستمر في تسمية شعبنا وامتنا الواحدة، ولكنني في نفس الوقت قلت وبكل وضوح انني عندما اقول الاشوري فاعني به الكلداني والسرياني، الا في مواضع محددة حينها يجب التحديد، فمثلا عند ايراد عبارة الاحزاب المسماة بالكلدانية او المسماة بالاشورية فيحب حينها التحديد لتوضيح الامر للقارئ.
لقد اقريت واكدت مرارا انني لا احس باي انتقاص حينما يكتب كاتب ترعرع في اسرة كلدانية عبارة الشعب او القومية الكلدانية ويحسبني ضمنهم وهكذا للسرياني..
مشكلتي هي مع من يطلق التسميات المختلفة وهو يعني انهم شعوب وامم وقوميات مختلفة.
كما انني مع اية تسمية توحدنا كشعب في النهاية فهذا مطلبنا وواجبنا العمل من اجله، ولكن هذا لا يتناقض البتة مع استمراري في الكتابة في مقالاتي اسم شعبنا بالشعب الاشوري وليس اسم اخر.
فتوحيد تسميتنا بذكر الاسماء الثلاثة اي (الكلداني السرياني الاشوري) هو عملية وضع الجميع امام حقيقة لا تقبل الجدل باننا واحد وان اختلفنا على اي من هذه التسميات هي الاصح.
اذاً استعمال التسمية الثلاثية الشاملة هو حل لاشكلية موجودة لدينا، وهو حل مؤقت قد يستمر اعواما عديدة او عقودا قادمة وبحسب قدرتنا على التفاعل مع بعض وتجاوز الحساسيات وروح الفرقة وعندها سيكون الحل النهائي باقرار تسمية واحدة من التسميات التلاثة، ولكن هذا الحل لا احبذه وهو غير ممكن التحقق حاليا وسيكون ممكنا بعد فترة من العمل الفعلي  والمشترك، وحينها وحينما يعرف كل واحد عن الاخر ويقبله كما هو ويدرك بان اي طرف ليس كما يتصور هو كالبنيان المرصوص اي لهم راي واحد وهم يتأمرون على الاخرين، اي عندما يدرك كل طرف ان الاطراف الاخرى فيها اراء مختلفة ومتباعدة احيانا، فحينذاك ستكون مسألة التوصل الى حل مناسب ولا يثير نفور الاخر مسألة سهلة وسنرضى جميعا بالحل وسنستعمله كتسمية موحدة لنا جميعا، وانا لن اخجل من ان اقول شعبنا الكلداني ان تم اختيار تسمية الكلداني كافضل التسميات، ولن اتهرب من استعمال تسمية شعبنا السرياني حينما يتم اقرار التسمية السريانية كتسمية وحيدة لشعبنا، ولكن الى ذلك الحين ساستعمل التسمية الاشورية كاشارة لشعبنا الواحدة والمتكون من الكلدان السريان الاشوريين. فمن غير المعقول ان نبقى نكرر الاسماء الثلاثة كلما اردنا ذكر شعبنا، فليذكر كل منا ما يراه الافضل او الاصح ولكن ليعتبرنا واحدا وليس ثلاثة شعوب او امم او قوميات.
بعد كل ما قرأناه من المهاترات في الحرب التسموية ليس بنيتنا اعادة الامر فاعتقد جازما، ان الغالبية باتت مقتنعة بالحل الحالي والذي يعني ذكر الاسماء الثلاثة في الخطابات الرسمية والقانونية لحين الوصول الى حل باختيار تسمية واحدة من التسميات الثلاثة من خلال هيئة شرعية وقانونية فيها مختصون بالتاريخ شعبنا في كل مراحله وتاريخ الكنيسة وتاريخ الفعل القومي.
اما عن عودة البعض الى القول بالقوميات المختلفة فنحن لحد الان لا نزال غير مقتنعين بهذا التوصيف لاننا وحسب فهمنا لمدلول مفردة القومية يتأكد لنا ان هذه الاطراف الثلاثة هم قومية وامة وشعب واحد، ان حساسية البعض من طرح مسألة ايمانية خاصة، يثير الاستهجان، فمن حقي ان اؤمن بان الاشورية هي افضل التسميات، ومن حق من ينادي بالكلدانية ان يؤمن ان التسمية الكلدانية هي الاصلح وكذا بالنسبة للمؤمن بالسريانية، ولكن ليس من حق احد ان يفرض تسمية ما ويجب ان تقال والا  الويل الثبور والعودة الى نقطة الصفر وعودة النقاشات التافهة التي عشناها بلا مبرر. ليس من حقي ان اعلن نفسي ناطقا باسم المنادين بالاشورية وليس من حق احد ان يعتقد انه الناطق باسم الكلدان، لانه لا الاشوريين ولا الكلدان قد اختاروا شخصا بعينه ناطقا باسمهم.
ان المفروض ان نعبر هذا المنحدر الذي ياخذنا بعيدا ونعمل لما بعد المرحلة الراهنة، ان الطروحات السياسية الناضجة التي توصلت اليها احزابنا وشخصياتنا القومية والثقافية، بحاجة الى الدعم بالراي والمساندة ولنترك هذا الحوار العقيم، فما توصلنا بشأنه كان خطوة كبيرة للامام والى يوم نتوصل الى اسم واحد لا يثير حزازيات بين الجميع.
عنصريتي ايها الاحبة القراء هي للانسان، الانسان الذي يصون ويحترم الكرامة الانسانية، ولكنني ايضا "عنصري" تجاه شعبي بمعنى انني احب له كل الخير وكل ما يجعله يتقدم الخطى الى الامام راميا خلفه كل ما يدفعه الى الخلف ومنها موضوع التسمية واثارتها بين الحين والاخر، لا لشئ بل اقول لانها مسألة سجالية قد يتلذذ القراء بقراتها ولكنها قد تجدد طروحات غبية وجدالات عقيمة وصلت لحد كيل المسبات.
انني اكاد اجزم ان من يريد طرح هذه الامور كل مرة، لا تهمه مصلحة امته الواحدة فالمهم لديه ان ينتصر بذكر ما ينادي به، ولو كان على حساب شعبه على المدى البعيد، لا بل ان البعض مستعد ليتنازل عن اي حق يتمكن طرف ما من انتزاعه لمجرد انه باسم لا يؤمن به او يكرهه او لديه حساسية منه.
انها دعوة لتفهم الامور بسلاسة وشفافية وعدم التزمت، فانا وحسب ايماني ان ابن القوش وتلكيف وشقلاوة وديانا وبغديدا وكرملس وعنكاوا وبيباد وبليجاني و اورمي وبروار وطورعابدين كلهم اشوريين وهذا ايماني الذي ابشر به والمعذرة لعدم ذكري كل مدننا وقرانا الجميلة، فلماذا يغضب ايماني هذا البعض، في حين انا لا اغضب من ما يؤمنون به بان ابناء هذه القرى والمناطق هم كلدان او سريان..
اليس من حقي التبشير بما اؤمن به، وحين نتفق على تسمية موحدة اي واحدة من التسميات الثلاثة التي عرف شعبنا بها فحينذاك عاتبوني اذا ما اصريت على عدم التزامها.


betkanno@web.de

418
يرون ان مستقبلهم افضل مع الاكراد لعلمانيتهم


تحت هذا العنوان نشرت عدة مواقع اخبارية خبر تقديم محموعة من احزاب ومؤسسات شعبنا الاشوري الكلداني السرياني لمذكرتهم المتعلقة بالتعديلات التي يرون اجراءها على دستور اقليم كردستان العراق المنوي عرضه للاستفتاء، والخبر نشر على مواقع عدة ومنها موقع عنكاوا دوت كوم، اذا الخبر ليس جديدا وبالتأكيد ان عددا غير قليل من القراء قد اطلع عليه، ولكن المتابعة للخبر وملاحظة التعليقات التي بلغت اكثر من مائتي تعليق في موقع العربية يمكنكم الاطلاع على الخبر والتعليقات على الرابط التالي (http://www.alarabiya.net/Articles/2006/11/13/29035.htm)
سنقراء العجائب والغرائب، فستجد من ينسبنا الى اليونان والفرس ومن يعتبرنا منقرضين ومن يستكثر علينا حتى المطالبة باي حق، بل علينا تقديم الشكر والامتنان للدول التي حمتنا حتى الان، وخصوصا اننا نعيش في ارض الاسلام، وسترى الكثير من العرب ممن يستهحن المطالبة باعتبارنا من التوافه والتي يجب ان لا ترتقي ولا يسمح لها باي مطالب وسترى الغالبية متمنية عودة صدام لكي يفرض الوحدة والقانون الصارم، وستجد من الاخوة الكرد من يرحب بمطالبنا وسترى من يلعننا اما ابناء شعبنا فلعل اقسى ما قرأناه قيام احد السادة بنقل قصة استشهاد الشاب الصبي اياد طارق في بعقوبة مؤيدا مطلب الحكم الذاتي، وسترى من يؤيد مطلب الاحزاب ومن يعارض ولعل المستغرب هو زج اسمي  في التعليقات متهمينني باشنع التهم (انظرالتعليق التالي 165 - و منو كال ؟
الآشوري العراقي |14/11/2006 م، 04:51 صباحا (السـعودية) 01:51 صباحا (جرينيتش)
يابة .. ولا يهمكم .. العراق واحد و راح يبقى واحد غصبا عن كل انبطاحي و انتهازي وصولي .. هذا بلدنه بالاول و بالآخر .. واللي يريد التقسيم و الظّم والاقاليم فهذا مستهتر و ما عنده لا دين و لا قومية.. اعتذر باسم كل آشوري على هذه الاطروحة السخيفة .. و اذكركم يا اخواني بالوطن و النظال ..ان المذكور ( تيري ) هو احد عملاء النظام البائد . و اليوم هو احد الوسائل المستخدمة .. بيّد من يعرفون انفسهم ... لزرع الفتنة و الخلاف بين الآشوريين و اخوتهم ابناء العراق .. لا و الف لا لتقسيم العراق .. و هذوله الانبطاحيين الوصوليين .. ماهم غير ( طسّة ) في وسط الطريق من اجل حرية العراق و شعب العراق بكل اطيافه و الوانه.. و ابسط مثال و دليل ان على ما اقول .. هو ان التمثيل السياسي الحقيقي و المنتخب للشعب الآشوري الشعب الآشوري بالعراق .. مقرّاته الرئاسية موجوده بالزيونة ببغداد .. مو بدهوك و اربيل .. المؤتمر الرابع للحركة الديمقراطية الآشورية كان ببغداد مو بانيشكي ( انيشكي قرية في شمال العراق) .. و قبل ان اختم هذه الكلمة المتواضعة .. اقول و بغيرة العراقي .. لن ينقسم العراق و سيبقى وطنا لكل الّذين يقدسون ترابه .. عاش العراق و شعب العراق .) المهم ان الاستنتاجات التي نخرج بها من قراءة هذه التعليقات مجخفة بحقنا وبحق الانسان اي كان هذا الانسان، بالطبع في الكثير من المواقع يمكنكم كتابة اي اسم وانتحال اية هوية فلا رقيب على ذلك ولذا فالكثير من التعليقات قد لا تكون لمن ادعى انه منتمي اليهم.
ولكن لنأتي الى التعليقات السلبية تجاه شعبنا ومطالبه المشروعة في اقامة الحكم الذاتي، فالحكم الذاتي هو تجربة سياسية ادارية، بمعنى انه حل لاشكالية معاناة بعض الاطراف من التهميش ولذا فالحكم الذاتي وحسب مواصفاته يأتي لحل هذه الاشكالية والحكم الذاتي لا يعني الانفصال كما تصوره الغالبية من المعترضين على هذه المطالبة. وهكذا بالنسبة للفدرالية هو حل لاشكالية بنفس المواصفات ولكن بصلاحيات اكبر.
ان الخوف من الانفصال هو احد معضلات العرب الدائمة ولعلها معضلة الحركات القومية والشمولية التي ترى قوة الدولة في مركزيتها الشديدة والتي يخرج كل شئ فيها من المركز، في حين ان التجارب المختلفة ترينا ان الدول التي تتمتع بقوانين فدرالية تكون اكثر تقدما واكثر استقرارا لا بل اكثر قوة، وكمثال توضحيي رغم المحاولات المتعددة لانفصالي مقاطعة كويبك التصويت على الانفصاتل الا ان الغالبية تخذلهم كل مرة رغم ان الغالبية في المقاطعة هم من الثقافة الفرنسية اي اما فرنسيين او متأثرين بالثقافة الفرنسية منذ ان كانوا في اوطانهم الاصلية. وكندا كبلد ديمقراطي يسمح للمطالبين باستقلال مقاطعة كويبك باجراء الاستفتاء كل عشرة سنوات ولا يوجد خوف وهلع من استقلال كويبك ويعتبر امر عادي من حق السكان التمتع به ان ارادوا، ولكن لدينا يتم تضخيم الامر واعتباره احد الكبائر التي لا يجب الاقتراب منها، في حين ان ما يشجع التوجه للاستقلال والانفصال هو القمع والفقر لاسباب قومية ودينية اي التهميشس بكل اوجهه، فلو كان العراقيين سواسية امام القانون ويتمتعون بالتساوي بكل ما يتمتع اي انسان اخر على هذه الخليقة، فلربما سار المسار في دروب اخرى.
 ان الانظمة الشمولية التي حكمت بلدنا وضعت مقياسا لكل شئ واهم شئ وضعت مقياسا له هو المواطن الذي يجب ان يتلبس شعارات ومفاهيمهم للحياة وان يكون مخلصا لهذه الشعارات وان يتماهي معها بشكل تام، اي كان على العراقيين ان يقروا ليل نهار بانهم عرب وبعثيين وصداميين وغيرها من المفردات التي نفرتهم من الوطن المتمثل بالذل الدائم والنفاق الذي لا يجب ان ينتهي في محبة القائد والحزب الطليعي.
والوضع الشمولي ليس ولم يكن عراقيا بل كان شاملا في منطقة الشرق الاوسط التي اعتمدت دولها في السنوات الخمسين الماضية على مثل هذه الانظمة الفاقدة لاي شرعية مما شجعها لتغطية هذا الامر باللجوء الى شرعية الدين، وهكذا بداء نشر مفاهيم الدين في الحياة وصير الوطن ارض اسلامية، وتقول حماس في احدى ادبياتها ان الارض التي استولى عليها المسلمون تبقى ارث للاسلام والمسلمين لا يجوز التنازل عنها ابدا، اذا المعضلة هنا ففي هذا المفهوم والذي هو مفهوم اسلامي يعتبر اي مطالبة بحكم ذاتي تنازل عن ارض اسلامية وتنازلا عن شمول القانون الاسلامي لقطعة ارض اسلامية استولى عليها المسلمون.
ان ما يدفع غالبية العرب لمدح صدام هو التناقض الذي يعشونه بين ماضيهم المجيد حسب اعتقادهم وبين واقعهم، وهنا الواقع هو الواقع السياسي اكثر مما هو واقع اقتصادي ثقافي، فالمسلمون لا يطالبون بتوفير وتعزيز الحريات بقدر مطالبتهم بان يكون المسلمون اقوياء يفرضون شروطهم من مركز القوة ويجلعون الاخرين يطيعونهم من موقع الذليل، طبعا عندما اقول المسلمين اعتي بالضبط من يحاول التحدث بالانتقاص من الاخرين لانهم من دين اخر وكذالك العرب اي من يتحدث وينتقص من الاخرين لانهم لا يقرون بعروبتهم، وهذا يعني ان الكثير من المسلمين والعرب يعاضدون الحريات ويعملون من اجل المساواة التامة بين كل الافراد بغض النظر عن الجنس والدين واللسان.
لا يريد البعض رؤية معاناة الاخرين، فيمكن للعروبي ان يحدثك عن مجاز دير ياسين وعين البقر وغيرها ولكن لو حدثته عن سيمل وصورية وحتى عن مجازر 1915-1917 فسيحاول تبريريها، بالف حجة وحجة، لا بل ان الخلافات السياسية بين اطراف من شعبنا جعلت من بعضهم يبرر هذه المجازر، وعند عدم ادراك المخاوف الحقيقة للمقابل سيكون من الصعب تفهم ما يطالب به، فالاشوريين الكلدان السريان، عانوا من الظلم والطغيان عانوا من التهميش والتدمير عانوا من التعريب ويعانون وسيعانون من الاسلمة، حتى وان لم تشمل تغيير الدين، ولكنها تشمل فرض قيم الدين الاسلامي عليهم بدون وجه حق، ان هذا الشعب العريق والذي قدم للانسانية وفي مرحلتين من تاريخه سواء ابان مرحلة امبراطورياته الاكدية والبابلية الاولى والاشورية او البابلية الثانية المعروفة بالكلدانية، او في فترة المسيحية حيث ربط العرب المسلمون بالحضارة من خلال نقلهم للعرب علومهم وعلوم الشعوب الاخرى، هذا الشعب الذي ساهم في بناء العراق بكل طاقاته، تستنزف طاقاته جراء المخاوف التي يعيشها، ولذا فان غالبيته اليوم تعيش في المهاجر، ويرغب بضمانات حقيقية لمستقبله وهذه الضمانات ليست الانفصال فاي عاقل لا يطالب اليوم بالانفصال مادمت ضمانات ممارسة حقوقه متوفرة ومادام قادرا على صياغة قوانين عيشه اليومية ومادام يدير شؤونه بدون رهبة وخوف، وما دامت كل معايير تطوير الهوية القومية قائمة وخصوصا اليوم بعد التطورات التكنلوجية التي تساعد على كسر الحدود وتواصل الشعوب عبر الاقمار الصناعية من توصيل الخبر الى نشر الثقافة وتطوير القيم .
وهكذا فعدم ادراك معاناة الاشوريين والاقرار بما عانوه وطلب الصفح عن ذلك يعني بالضرورة القدرة على القيام بذلك مرة اخرى لا بل مرات اخرى، عندها على الاشوري ان يبحث عن ما يحفظ مستقبله ومستقبل ابناءه في وطنه الذي احبه وقدم من اجله الكثير الكثير فهل مطالبة ابناء شعبنا ومؤسساته السياسية كثيرة، ولماذا يحاول البعض الانتقاص منا ومن شعبنا ومن طموحاته ما لم يتضرروا، وهم بالتأكيد لن يتضرروا الا في اعادة الاعتبار لكل الناس ولكل المحموعات وهذا منطق العصر على الجميع الالتزام به. فزمن الدول المستقلة والسيادة المطلقة قد ولى، وهناك اليوم قيمة للانسان ككائن، يجب ان لا يمس مادام  لم يقدم على ارتكاب جرائم كبرى، لا بل ان بعض الدول اقرت الغاء عقوبة الاعدام لاعتى المجرمين فهل يرضيكم اعدامنا اليومي؟، والى متى تريدون من شعبنا السكوت وتقديم ولاء الطاعة واظهار مظاهر الذل والانكسار لكي ترضوا عنا، ونحن لم نؤذي احدا غير تقديم كل ما طلبه منا الوطن؟ اننا في خوفنا على مستقبلنا وجدنا حلا لا يؤذي اجدا ولكنه يضمن لنا الحد الادنى من حقوقنا فهل تمتعنا بهذا الحد الادنى يؤذيكم؟

betkanno@web.de

419




قراءة في مذكرة المكتب السياسي للزوعا
اين اشوريتكم ؟ اين ديمقراطيتكم؟

لم نتفاجأ باصدار المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية لمذكرته بشأن دستور اقليم كردستان العراق، فهذا حق وواجب، ولكن المفاجأة كانت في المضمون التهديمي للمذكرة.
فالمذكرة اذ تعيد تكرار بعض ما اتفقت عليه الاحزاب الاخرى لا بل انها تنقلها حرفيا، فانها وفي المواد 3، 4، 5 تاتي بمضامين هي انتقام من الامة وخروج على اجماعها.
اننا في الوقت الذي نكرر ونعيد القول بضروة تحاشي استعمال بعض الكلمات والمصطلحات الا انني ارى نفسي مضطرا للقسوة في بعض التعابير وذلك لان ما تتضمنه هذه المذكرة من التفاف على الاجماع الشعبي، والذي لم يقبل بالاجماع كانت مطالباته اكثر راديكالية بمعنى ذهب بعيدا في المطالبة لحد تحرير ارض اشور او اقامة الاقليم الاشوري، وهذا امر ان اختلفنا معه ولكن لا يضر الاجماع في نقطة المطالبة بالكحم الذاتي، في حين ان مذكرة الحركة تنسف كل شئ وبلا مبرر معقول فلو تحقق الحكم الذاتي فان الحركة ستكون احد المستفيدين من ذلك، لانها تقول انها تمثل الامة وباتالي فانها ستقود منطقة الحكم الذاتي تشريعيا وتنفيذيا، ولكن يبدوا ان في الامر ما هو ادهي واكثر ريبة لا تفصح عنه المذكرة المذكورة ويعرفه فقط اعضاء المكتب السياسي للزوعا، باصرارهم العجيب على الاضرار بالامة ومقدراتها وطموحاتها. انه رد للامة التي احتضنتهم وقدمت لهم الكثير الكثير، وها هم اشاوس الحركة يوجهون لمن كانوا يقولون انها امتهم طعنة لا يمكن تفسيرها الا بالانتقام، او باستلام الاوامر من مكان ما للوقوف هذا الموقف المشين.

تتضمن مذكرة المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية مقدمة هي آية في النفاق السياسي.
فما يقال ويمارس في منابر الحركة او التي تتبعها ليس ممارسة ديمقراطية بقدر ما هو بالحقيقة كل ما يعزز االتناحر والتباعد  اي بعكس ما تتضمنه المقدمة هذه وبعكس ما توجهه الحركة متمثلة بمناصريها واعضاءها من كلمات الحقد والشتيمة لكل الاحزاب والتنظيمات الاشورية التي تنادي وتعمل في اطار اعادة بناء وترسيخ وتمتين العلاقات الاخوية بين الشعبين الاشوري والكوردي على اساس من الوضوح وفي اطار تمتع كلا الشعبين بما يستحقانه من الحقوق ومكانة.


فالحركة كانت تعد العدة  للانتقام من الامة وغالبيتها بطرح مذكرتها هذه والتي لا يمكن القول عنها الا بانها انهزامية تطالب الجميع بالركوع. فحيث ان المطالبة بالحكم الذاتي لشعبنا لم تات من الحركة، بل من الاحزاب والشخصيات الاشورية الاخرى، فانه لا بد من افشال المطالب وخذلان الجميع وفي مقدمتهم الشعب!
فالطرح الحقيقي لحقوق وطموحات شعبنا ما دام لم يأتي من خلال الحركة بل اتى من احزاب وشخصيات اكثر قدرة على الفهم السياسي الواعي والتي تقدر ان تقدم خدمات حقيقية لشعبها وتعمل من اجل ضمانات حقيقية لمستقبل شعبها، كان لا بد من الانتقام!!
فاما ان يستسلم الجميع ويركع امام الحركة ويخضع لارادتها، او ان الحركة ذاهبة في بازارها ومستعدة لبيع الشعب وقضيته بابخس الاثمان من خلال مضامين مذكرتها التي لا تعبر عن واقع الاجماع القومي القائم حاليا في سقف المطالب السياسية واطارها.
ولكي اقرب الفكرة الى اذهانكم اكثر.. تصوروا ان نقابات عديدة للعمال اتفقت على المطالبة برفع اجر العامل وحددت سقف مطالبتها بمطلب ممكن التحقيق ولنفترضه عشرون دولارا للساعة الواحدة.
وفجأة، ومن دون سابق تشاور او حوار مع هذه النقابات رغم وجود دعوات وقنوات واطر الحوار، تخرج نقابة اخرى عن الاجماع وتقول كلا انها مستعدة للقبول بدولارين للساعة الواحدة، واذا تفضل اصحاب العمل وكانوا اكثر كرما ورغبوا بمنح خمسة دولارات فاننا نرجوهم اتباع السياقات القانونية لذلك!!.
هذا هو خلاصة مضمون مذكرة المكتب السياسي للحركة .
فهي تقدم نفسها بانه في حال قبولها محاورا وحيدا من طرف شعبنا فانها مستعدة لبيع كل الامال التي عقدت في الاونة الاخيرة وانها مستعدة لتهديم سقف مطالب شعبنا على رؤوس ابناءه وتنظيماته التي اجمعت على هذا السقف الذي يقارب حقيقة طموحات وامكانيات شعبنا.
ان ما طرحه المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشوري هو .......... سياسي وليس طرح سياسي (يمكنكم انتقاء اي من الصفات التي يطلقها انصار الحركة لمخالفيهم ووضعها في الفراغ فانه سيلائم كصفة لهذا الطرح).

ولكي لا اتهم بالمغالاة وتقديم قراءة وتحليل مغلوط لمذكرة المكتب السياسي للحركة او تقويله ما لم يقله، فاني ادعوكم لمناقشة فقرات المذكرة ومقدمتها التي تبتدأ بعبارة:
(اطلعنا على مسودة مشروع دستور اقليم كردستان العراق المطروح على الرأي العام...) وتستمر المقدمة في الحديث عن دور الحركة السياسي ورؤيتها للعيش المشترك وتنتهي بالعبارة. (فإننا نقدم اليكم ملاحظاتنا وآراءنا حول هذا الدستور لنتجاوز التهميش الحاصل لشعبنا الكلداني الآشوري السرياني).
لم نورد الاقتباسات الكاملة لنص المقدمة لانه يمكن للقراء الاطلاع على نصها في موقعي زهريرا وعنكاوة.
نص مقدمة المذكرة، للمتابعين لانشطة الحركة واعلامها وتصريحات مناصريها، يعكس ازدواجية خطاب الحركة السياسي، حيث تقدم خطابين متناقضين. احدهما هو ما يصرح به قادتها واعضاءها من تاجيج للاحقاد والكراهية بين الشعبين الاشوري والكوردي، وخطاب اخر نقراه في هذه المذكرات عن العيش المشترك والمعاناة المشتركة والعلاقة التاريخية والشعب الكردي الشقيق.. يا لعجبي من هذا النفاق الذي لا يدانيه نفاق اخر!
ولان المقدمة هي شكلية ولا يوجد فيها ما يؤخذ عليها الا النفاق الواضح، وكذلك استعمال اسم شعبنا مرة بشكل كلدواشوري واخرى الكلداني الاشوري السرياني، وهو امر غريب في مذكرات تحاول تثبيت اسم واحد او صيغة واحدة للتسمية، فاننا سننتقل الى فقرات المذكرة الاخرى وبالتتابع:

(اولا: نشيد بما تضمنه الباب الثاني الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ومفاهيم المساواة والحريات ومبدأ فصل السلطات وضمان لحقوق المرأة، والحقوق الأساسية كالتعليم والعمل والصحة، وهو ما ينسجم مع المواثيق الدولية التي اختصت بحقوق الإنسان، وينعكس ايجابا على حياة المجتمع في كردستان بشكل خاص، والتي بتطبيقها ستكون ضمانة لتطور الاقليم ومضيه في ركب الحضارة والعصر وانعكاس ذلك ايجاباً على عموم العملية السياسية في العراق)
وكما تلاحظون ان الفقرة لا تختلف البتة عن ما قدمته مذكرة الحزب الوطني الاشوري التي هاجمها كوادر الحركة وانصارها كما على سبيل المثال المقال التهجمي للسيد ثامر على المقابلة مع الاخت ماري بيت شموئيل.
لا نعرف مدى قبوله بمذكره حركته لانها صادرة من مكتبها السياسي الذي لا يمنحه السيد ثامر صلاحية البث بامور وشؤون الامة.
ولكن الغريب في نص هذه الفقرة هو ايرادها لتسمية كردستان التي يهاجمها اعضاء الحركة وانصارها في كل دول المهجر ليل نهار، وهاتفين بالموت لها ومتهمين الاحزاب التي تتبنى التسمية بالمتاجرة وبيع الامة!!

(ثانياً: نرى ضرورة تضمين الديباجة ما يؤكد التعددية القومية والدينية لشعب اقليم كردستان بذكر الكلدوآشوريين والتركمان والارمن مع أشقائهم الكرد، ومفاهيم العيش المشترك، وذكر ما تضمنته معاهدة سيفر بالنسبة لشعبنا الكلدوآشوري واتفاقية انقرة 1926 حول حقوق شعبنا، والاشارة الى المعاناة والمجازر التي تعرض لها ابان الحرب العالمية الاولى، وخاصة بعد تشكيل الدولة العراقية (مثل مذبحتي سميل 1933 وصوريا 1969)، وما نتج من اثار ثورة ايلول والمشاركة فيها على ديموغرافية تواجد شعبنا الكلدواشوري عبر التشريد والترحيل والتهجير وثم الانفال عام 1988 التي كان لشعبنا نصيبه منها.)
وهنا ايضا لا تختلف الفقرة مع ما تقدمه الاحزاب الاخرى، وكأن الفقرتين متطابقتين، ولا تعليق لنا.

(ثالثاً: قسمت المادة السادسة (اولاً) شعبنا الى (الكلدان والآشوريين)، ونحن اذ نقر بتعدد تسميات شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، فاننا نطالب باستخدام التسمية الموحدة لشعبنا (الكلدوآشورية)، واستخدام (السريانية) للدلالة على لغته وثقافته)
في الوقت الذي اتفقت غالبية تنظيماتنا وشخصياتنا السياسية والثقافية، على ادراج التسمية الشاملة كمخرج دستوري لحين التوصل الى تسمية واحدة، تصر الحركة على اللعب بنار التسميات مقترحة التسمية الكلدواشورية والسريانية للدلالة على اللغة والثقافة بعد ان انتحرت التسمية الكلدواشورية بفعل ممارسات الحركة وقادتها.
لا بل ان الحركة تستعمل في احيان كثيرة الكلدواشوري السرياني، وتتخبط مع تبدل موازين القوى في مسألة لا تتطلب هذا التخبط.
ولكن اخطر ما في المسألة هو اعطاء التبرير للمقابل ان هناك صراعا واختلافا بين كل الاطراف حول التسمية ومنح المبررات لكي لا يتم القبول بالتسمية المقترحة اي التسمية الشاملة، وهنا فالمشرع، وفي مواجهة هذا التخبط والاختلاف، سيبقي على التسمية كما وردت في المسودات (اي بتقسيمنا الى شعبين)
وهنا ستنتصر الحركة على الكل، فما دامت غير قادرة على تنفيذ مخططاتها فانها ستبقي حجر عثرة امام الاخرين لكي لا يقدموا اي انجاز لشعبهم وان كان الشعب ومستقبله هو الضحية!
بالنسبة لهذه الفقرة فاننا نتساءل لماذا تتضمن مذكرة الحركة نفسها صيغتان لتسمية شعبنا حيث ترد في مواضع بالتسمية الشاملة الكلداني الاشوي السرياني (بينها هذه الفقرة تحديدا!!)، وفي مواضع اخرى ) تسمية الكلدواشوري (وبينها هذه الفقرة ايضا!!!).
فاي تناقض وتخبط هذا ان تدعو الى تسمية موحدة وانت تستمعل تسميتين؟!

(رابعاً: تأسيساً على مفهوم الشراكة نرى إضافة مادة خاصة في الباب الأول (المبادئ الأساسية) والتي نصها:(يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والدينية والتعليمية للكلدوآشوريين والتركمان، ولهم حق تأسيس ادارات محلية في المناطق ذات الخصوصية اللغوية والثقافية والتاريخية وفق السياقات الدستورية.)
في هذه المادة لو طبقت على الاقليم بشكله الحالي فلا مشكلة ولكن عطفا على المادة خامسا والتي تنص على:
(خامساً: ضمنت المادة الثانية من مسودة الدستور قضائي تلكيف وقرقوش وناحية بعشيقة الى حدود الاقليم، ونرى ان هذه التي تكون (سهل نينوى) تتمتع بخصوصية تنوع قومي وديني ويمكن لشعبنا ممارسة حقوقه كاملة فيها وفق الحق الإداري الذي ضمنه الدستور العراقي الاتحادي (المادة 125) ونحن بصدد مشروع الادارة المحلية في سهل نينوى، وسيتم اقرار عائدية المنطقة لاحقاً عبر استفتاء خاص حسب السياقات الدستورية (التطبيع والاحصاء وثم الاستفتاء وحسب المادة 140 من دستور العراق الاتحادي.)
فانكم تلاحظون وبشكل واضح لا لبس فيه اصرار الحركة على تخفيض سقف المطالب التي يطالب بها شعبنا ومنذ الان وحتى قبل اية حوارات او مفاوضات سياسية، مانحة الفرصة للمقابل للمحاججة بان هناك من قدم سقفا اقل، بما يعنيه ذلك من اجهاض وافشال مشروع المطالبة بالحكم الذاتي لشعبنا وحقنا في تشريع قوانينا الخاصة والملائمة لطبيعتنا وللمستقبل الذي نريد.
والاخطر ان الحركة تقر بانهم بصدد مشروع الادارة المحلية. وان عائدية سهل نينوى ستقرر لاحقا عبر استفتاء وحسب السياقات الدستورية  وحسب المادة 140 من دستور العراق الاتحادي، اي انهم يرغبون عن سابق اصرار وترصد افشال مشروع الحكم الذاتي بتقديمهم هذا المقترح اي مشروع الادارة المحلية بمحدودية صلاحياته وسلطاته.
فالادارة المحلية معمول بها ومنذ الان في المناطق التي نكون فيها الاغلبية.
فمديرو النواحي والاقضية والمجالس البلدية التي نشكل فيها الاكثرية تدار من قبل ابناء شعبنا ولا غرابة في الامر.
اما التفاصيل الاضافية والتي يدركها كل سياسي مبتدئ بان العائدية الادارية لاية منطقة في حالة المطالبة بتغيير عائديتها تمر بالمراحل التي تم ذكرها وهي موضحة في الدستور الاتحادي، وبالتالي لكي  يكون قرار تغيير عائدية اية منطقة دستوريا فيجب ان يخضع لما يتطلبه الدستور من خطوات، فهذه من بديهيات المسالة وايرادها في مذكرة الحركة انما هو من باب الادعاء بانها تقدم شيئا جديدا لم يتطرق اليه احد!!!
ما لم توضحه الحركة في هذه المسالة رغم اهمية ووجوب توضيحه هو ما هو موقفها او برنامجها السياسي بشان ربط سهل نينوى بالاقليم من عدمه. هل هي مع هذا الربط ام لا؟
وهذا سؤال تتوجب اجابته بغض النظر عن تسلسل خطوات الارتباط او موعدها.
فبغض النظر عن كون نقطة البداية هي في اعتماد الدستور الكردستاني لهذا الارتباط، او ان تكون نقطة البداية في البرلمان العراقي، فانه يتوجب على الحركة وجميع تنظيماتنا تحديد موقفها بتاييد الارتباط من عدمه.
كما انه وبغض النظر عن مواجهة هذا الخيار اليوم او مواجهته بعد اشهر او سنة فانه يتوجب على التنظيمات التي تدعي الانتماء الى الامة والمشاركة في قيادتها ان تعلن وتحدد موقفها واضحا لابناء شعبها.

ان الخطوة التي اقدمت عليها الحركة بتقديمها لهذه المذكرة وبشكل استفزازي لا يراعي مشاعر غالبية ابناء شعبنا بقواه السياسية وشخصياته القومية والثقافية والاجتماعية، هي خطوة اتت لتشكل طعنة في خاصرة الجميع،
ان تقديم هذه المذكرة هو تنازل وانتقاص من حقوق شعبنا بلا اي مبرر ومنطق سياسي .
ان ما اقدمت عليه الحركة هو عمل ينم على القصدية التامة في ضرب كل التوجهات الايجابية والتي تريد تصحيح اوضاع شعبنا، فالحركة او بعض قادتها باتوا يعتقدون، من نسيج خيالهم، ان الاخرين من ابناء الشعب يتآمرون عليها ولذا فانها ترد بمذكرة كلها مؤامرة بحق الشعب.
صار من الملح والضروي اقدام الكوادر القيادية المخلصة في قيادة الحركة، او التي لا تزال تؤمن بانها تعمل من اجل تحقيق الطموحات المشروعة لشعبنا، اقول صار من الضروري ان تعلن عن مواقفها من بعض القياديين الذين يسحبونهم نحو الهاوية ونحو اتخاذ مواقف لا تنم عن اي شعور قومي، بل عن الانتقام ولو كان الشعب هو الذي يدفع ضريبة الانتقام هذه، وصار من الضروري لكل مؤسسات شعبنا ان تعي بان بعض القيادين في الحركو مستعدون لسحب الامة خلفهم الى الهاوية التي سقطوا فيها، فهل تعي هذه المؤسسات الصامتة موقفها وموقعها. ان المطالبة بالحكم الذاتي في سهل نينوى كان سقفا للمطالبة بالحقوق، وهذا السقف كان سيكون سقفا لكل ابناء شعبنا في دول الجوار، ونحن اذا لا نؤكد انه كان سيتحقق، الا ان مؤشرات كثيرة تقول بامكانية ذلك وخصوصا التأيد من قبل بعض السياسين الكورد، نعم انهم ارادوا ويريدون  ايقاف هذه المسيرة مسيرة تحقيق امال وطموحات امة عانت الكثير والكثير، معتمدين على من باع نفسه لهم وسد اذنيه عن سماع الحقائق الناصعة والتي تشكف زيف كل ادعاتهم، معتمدين على من قفل اذنيه عن سماع الموجات الاخرى الا موجو الحركة الديمقراطية الاشورية، ولكن نقول للجميع ان ما اقترفته الحركة في هذه المذكرة هو اهانة لكل العمل القومي ولدم الشهداء.

betkanno@web.de[/size]

420
الافاق السياسية للحكم الذاتي لشعبنا

بالطرح الذي طرحه الاستاذ سركيس اغاجان، والذي لاقى تأييدا من غالبية التنظيمات السياسية لشعبنا  ومثقفيه، نكون قد وضعنا امام اعيننا هدفا اخر ومهم في مسيرة شعبنا السياسية، الا ان الطرح وبشكل ضبابي او شعاراتي ليس هو المطلوب فقط، بل الدرس والتمحيص ووضع الامور في نصابها، بمعنى اخر ماذ يعني لنا الحكم الذاتي، هل هو شعار ام انجازات وعلى  اي مستوى ، واذا كان شعارا فسنبقى نتغنى بهذا الملطلب وحتى لو تحقق وهو سيتحقق انشاء الله بهمة كل الخيرين في شعبنا، ام انه علينا العمل من اجل توعية شعبنا بمضامين وافاق تحقيق هذا الشعار.
بادئ ذي بدء نود القول ان الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني هو حكم ذاتي للناس وليس للارض بمعنى اخر ان الارض وان حكمها شعب المنطقة الا ان المنطقة ستبقى تعتبر جزء من العراق وجزء من اقليم كردستان العراق، ولكن الحكم الذاتي لشعبنا يعني ان يقوم ممثلينا في المنطقة باختيار حكومة منطقة الحكم الذاتي والتي ستقوم بادارة شؤون المنطقة على المدى البعيد، يحدد دسنور المنطقة مدة بقاءها او الادارة اليومية، وهذه الحكومة ستكون مسؤوزلة امام مجلس تشريعي له صلاحيات تشريعية تخص الادارة الذاتية وتخص الحريات الفردية وتخص المشاريع التي ستقام في المنطقة وتخص التربية والتعليم، اي كل ما يتعلق بالحياة اليومية لشعبنا، وسيكون بمقدور منطقة الحكم الذاتي ان تمتلك شرطتها الخاصة، وموظفيها،,وميزانتها الخاصة وستكون اللغة الرسمية المتداولة في دواوين المنطقة اللغة السريانية، هذه هي الصورة الطبيعية لما يمكننا ان نستكشفه من قولنا اننا نطالب بمنطقة الحكم الذاتي لشعبنا، ولكن الابعاد الاخرى الغير المنظور لهذه المطالبة ستكون عديدة ومتشعبة، كل الابعاد التي اعنيها باعتقادي ستكون ايجابية لشعبنا في عموم العالم وعموم منطقة الشرق الاوسط.
فاولا من الناحية السياسية، فبهذه الدعوة لاقامة منطقة الحكم الذاتي ارتفع سقف مطالب شعبنا وصار لنا هدف يمكن تجاوزه في حالة نجحنا في ادارة منطقتنا بشكل جيد وسليم، لا بل ان سقف المطالب ارتفع ايضا لابناء شعبنا في المنطقة وخصوصا سوريا، حيث ان ماهو سابقة في العراق سيكون له توابع في المناطق الاخرى، فابناء شعبنا في سوريا ليسوا اقل منا وعيا وادراكا ورغبة وتوق لتحقيق طموحاتهم القومية.
ولاول مرة قد تنعكس بوصلة اتجاه شعبنا، ففي  الوقت الذي كان طموحهم ونتيجة لعهود من الظلم والاضطهاد باتجاه الخروج واللجوء الى شتى مناطق العالم، فانه بتحقيق مثل هذا الشعار سيكون في وسع ابناء شعبنا الاستقرار في منطقة تخصهم ويديرونها بانفسهم ويحددون صيغة المستقبل فيها بارادتهم. وبالتالي امكانية عودة الكثيرين منهم والاستقرار فيها بل ان ابناء شعبنا من الدول الاخرى مثل ايران وسوريا وتركيا قد يجدون فيها المنطقة الملائمة لاقامة مشاريعهم الافتصادية او لقضاء سفراتهم السياحية، وبالتالي ستكون المنطقة قبلتنا الجديدة ان تمكنا من وضع اسس صحيحة للتطوير ولتحقيق الرخاء والحفاظ على الحريات.
وبتحقيق اقامة منطقة الحكم الذاتي سيكون هناك دورا حقيقيا لاحزابنا السياسية، لانها ستتنافس في مجالها الحيوي الخاص واحداها مع الاخرى من اجل تطبيق برامج سياسية وتروبوية واقتصادية وخدمية ومختلف اوجه التنمية، وبالتالي سيظهر لهذا الاحزاب الدور الملائم لها والوزن الصادق لها.
ان اقامة منطقة للحكم الذاتي لشعبنا تعني زيادة تاثير شعبنا وقواه السياسية في اقليم كردستان  والعراق، من خلا ل ملاحظته كمنطقة متكاملة تستحق ان تنال حصتها من الوظائف والاموال الاتحادية او الاقليمية.
ولاول لو تحقق اقامة منطقة للحكم الذاتي سيكون بامكان مواطنينا ليس مراجعة الدوائر الحكومية والتكلم بلغتهم مع الموظف، بل ان انشاء المحاكم واللغة المتداولة فيها سيكون باللغة السريانية، وهذا الامر سيسهل كثيرا امور المواطنيين وسيرفع عن كاهلهم اعباء كثيرة.
ولعل اهم الابعاد السياسية التي ستتحقق هو الثقة بالنفس وبعدم الاستقواء باحد وبجعل القانون السقف الحقيقي والفيصل الوحيد بين المواطنين وليس الاتكاء على علاقات معينة في فرض الارادة، ان هذه الثقة بالنفس وبالقدرة على المشاركة في صياغة المستقبل ستكون عاملا فعالا في تطوير المنطقة من نواحي عديدة، هذه الثقة التي طمستها عهود عديدة من تحكم الاخرين في ارادتنا.
وبعكس من يريد توجيه سيف الاتهام للمشروع بادعاء ان الغاية من هذه الدعوة هي لكي تكون منطقة فاصلة بين العرب والكورد، اي خط حماية الاول للكورد، نود التنبيه الى ان امكانية ترويج مثل هذا الخطاب قد تكون قائمة، وخصوصا اننا كشعوب الشرق الاوسط بتنا نشك في كل شئ ونعطيه طابع المؤامرة، فاقليم كردستان يتماس مع الاقليم العربي السني من محافظة ديالى ومروا بالسليمانية وكركوك واربيل وبعض مناطق نينوى وخصصوا من ناحية قضاء سميل وعبر دجلة ومن مناطق المحاذية لمنطقة سنجار، اذا ان التماس ليس عبر منطقة صغيرة في قضائي تلكيف والحمدانية (وان كنت افضل شخصيا ضم قضاء سميل لمنطقة الحكم الذاتي وذلك لكثافة ابناء شعبنا في القضاء). هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان اقامة اقليم كردستان ومنطقة للحكم الذاتي لشعبنا ليس اساسا مشروع حرب بل هومشروع بناء وتطوير، وهذين المشروعين يستندان الى ما اتفق بشأنه في الدستور العراقي الحالي، والمعلوم ان اعتراض الاخوة العرب السنة على الفدرالية موجه بالخصوص الى الاقاليم العربية وهم يقرون بحق اقليم كردستان في التمتع بمواصفات الاقليم الفدرالي. وبالتالي فأن نشر مثل هذه المفاهيم لمحاربة المشروع باعتقادي ما هي الا مكائد سياسية غير موفقة وتدل على السذاجة السياسية لاصحابها، لان مهاجمة الاقليم من هذه المنطقة وبافتراض حدوثه، سيعني انقسام الجيش العراقي الى طوائفه وقومياته الاصلية مما يعني ان الجيش المتواجد في الاقليم يجب ان يدافع عنه، الا انه احتمال بعيد الحدوث ولا يلجاء اليه الا المجانين. لان محاربة الاقليم من قبل قوات رسمية سيعني انسلاخ الاقليم الجنوبي واستقلال اقليم كردستان العراق والحصول على التأييد الدولي لذالك، كما ان الافتراض يستند الى موازين القوى التي كانت قائمة قبل سقوط صدام وليس  القائمة اليوم، اي ان يكون السنة العرب هم الحكام ويفروضون ارادتهم بالشكل الذي يريدون.
ان هناك مخاوف حقيقية لدى ابناء شعبنا او البعض منهم من النقلة النوعية التي يفترضها قيام منطقة الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، وهي الحاق المنطقة باقليم كردستان، ان هذه المخاوف متأتية باغلبيتها من المخاوف الاعتيادية لاي عملية انتقال الى شئ يعتبر للبعض مجهولا بنتائجه، ولكن يجب التأكيد ان هذه العملية لا تعني الضم القصري وفرض ارادة سياسية وثقافية اخرى، بقدر ما هو اي الانتقال عملية اعادة ترتيب اداري وتحقيق لحقوق وحقائق سياسية تفترضها المرحلة. يجب ان ندرك وبشكل جوهري ان تحقيق اقامة منطقة للحكم الذاتي لشعبنا  يعني نقلة نوعية في الوعي السياسي والنقاش الجاري على الارض، وبالتالي فان اي نقلة نوعية تثير الكثير من ردود الفعل ايجابا وسلبا، ومن هنا نرى انه من واجب تنظيماتنا السياسية ومثقفينا، التوعية بالمضامين الحقيقية لتحقيق شعار الحكم الذاتي لشعبنا وازالة اثر المخاوف او الشكوك التي يطرحها البعض وخصوصا من اصحاب المصالح والمشاريع الخاصة، وبالمقابل على كل الخيرين ممن يؤمنون بهذه الطروحات او الذين يقومون بالعمل من اجل تحقيقها ان يعملوا اكثر واكثر بالتنسيق مع القوى الخيرة والتي اعلنت مواقفها علنا وبشكل صريح والتي اثبتت مصداقيتها السياسية والاخلاقية.
ان السياسية تعني التعامل مع المختلف الاخر، والسياسي الناجح والمقتدر هو الذي يمكنه من ان يجمع عوامل القوة لكي يحقق طموحه، وبالتالي عليه ان لا يفترض انه بما ان مشروعه باعتقاده خير وان اسلوبه وباعتقاده سليم ان يتوافق مع كل الاراء، بل ان السياسي لكي يوسع من مقدار تأثيره عليه ان يوسع من تحالفاته ويحاور المقربين منه بالاهداف من اجل التوصل الى الصيغة النهائية لاخراج المشروع المقترح لكي يستقطب تأييد اغلبية ابناء شعبنا.
طبعا ان لتحقيق المشروع افاق وابعاد اخرى قد نتمكن من التطرق اليها مستقبلا ان شاء الله.



betkanno@we.de



421
وحدة تسمية شعبنا ومطالبه الدستورية: سركيس اغاجان والمبادرة المطلوبة
                                            1   
عانى المؤمنون بوحدة شعبنا، بتعددية تسمياته، من الحصار ومن الخطاب الاخر الشعبوي والعنصري والذي ضم في طياته الكثير من التهم والسباب.. وكانت النتيجة التي خرجنا بها في الدستور العراقي مخيبة للامال.. نتيجة جعلت الكثير ينزوي ويلعق جراحه بصمت وألم لما تم اقترافه ويتم ممارسته من المواقف غير المسؤولة التي تمكن الانقساميون من اتخاذها بفجاجة غير مهتمين لمستقبل شعبنا وابناءه، وكأن مكونات شعبنا اعداء تاريخيين لبعضهم البعض، وكأننا لا نعرف تاريخ انقساماتنا وتاريخ تسمياتنا وتاريخ صراعاتنا التافهة.
واليوم اذ تكرر مسودة دستور اقليم كردستان العراق الخطأ ذاته في تقسيم شعبنا، فالبعض الانقسامي سيعتبر ذلك انتصارا له ودليلا على صحة مواقفه!!!!
ولكننا نقولها صراحة انها خسارة وهزيمة لشعبنا الكلداني الاشوري السرياني كله..
ولان الوحدويين لا زالوا ملتزمين مواقفهم الوحدوية داعين الى تضمين الاسماء الثلاثة بما يؤكد وحدة شعبنا ولا ينتقص من هذه التسميات لحين الاتفاق الكامل ولحين الوصول الى ان اي اسم لا يثير اي مستوى من الحساسية والنفور والعنصرية لدى الاخر.
ولان الانقساميين والعنصريين من كل الاطراف لا يهمهم الا ايدولوجيتهم وافكارهم الضيقة والتي ترمي فقط لتحقيق الانتصار على الغريم والذي هو من ابناء شعبه، واكاد اقول من ابناء من يحمل نفس تسميته.. ولان الغريم المسكين وحدوي الاتجاه فقط، ولان الانقساميين يستفيدون من ثغرات معينة ويكيلون لوحدة الشعب واماله بمستقبل افضل الضربات المتتالية وهم يحسبون انهم يكيلونها لغريمهم..
وفي المعسكر الوحدوي، فانه وبرغم احتساب البعض على هذا المعكسر، الا ان مواقف هذا البعض ونزعته التفردية جعلته اكثر سلبية واعاقة في تحقيق الوحدة، وساهمت في تاجيج ردود الافعال الانقسامية والتعنصرية، لان هذا البعض اراد من الوحدة سلما يتسلق به، وليس امرا واقعا يجب الاقرار به وتعزيزه دستوريا وبما يضمن الشعب كله مستقبله.
لذا فان الوحدويين ليسوا فقط بحاجة الى مؤازرة ومساندة والى وحدة القرار والتحرك فحسب، بل هم كانوا ولا زالوا بحاجة الى قيادة تتمكن من جمع شملهم في اطار ما وتكون لكلمتها صداها ومفعولها.
-2-
واليوم ومع وجود السيد سركيس اغاجان والثقة التي توليها له اغلب قطاعاتنا الاجتماعية وتنظيماتنا السياسية ومؤسساتنا الدينية، وبما يمتلكه السيد اغاجان من مكانة في اقليم كردستان والمكانة الكبيرة التي اكتسبها لدى ابناء شعبنا من كل الاعمار والميول والاتجاهات والتسميات، والتقدير الذي تكنه له كل الاطراف الوحدوية، لانهم يعتقدونه واحدا منهم، فنحن نعتقد ان قيام السيد اغاجان مدعوما من القيادات السياسية لاحزابنا المؤمنة بوحدة شعبنا، ايمانا مبدئيا لا تكتيكيا، ورجال كنائسنا الرسولية الرئيسية بطرح مسألة توحيد تسميتنا في كل من دستور اقليم كردستان ودستور العراق الفدرالي سيوفر الفرصة في اقصى مدياتها لتحقيق اقرار الوحدة الدستورية لشعبنا بمثل ما هي وحدته التاريخية والواقعية والمصيرية، وكما كان دوما عمل وحلم الوحدويين ومن وراءهم كل انسان ينتمي الى هذا الشعب ويريد له الخير.
ان الطرح الوحدوي، مطلوب منه ان يستنفذ كل الفرص لتحقيق هدفه الاستراتيجي في تثبيت وترسيخ وحدة شعبنا في النصوص والوثائق الدستورية وبان هذا الشعب كان موحدا في كل الامور الا في التسمية والتي اي منها لا تتعارض مع كينونته او مع حقيقته التاريخية ومع حقوقه الطبيعية.
-3-
وذات الامر ينطبق على الاستحقاق والطموح القومي والسياسي لشعبنا في اقرار منطقة ادارة ذاتية له في سهل نينوى ضمن اقليم كودرستان العراق.
فالمتابع لشاننا القومي في العراق يرى انه ومنذ طرح هذا الاستحقاق في الحوار السياسي لشعبنا، افرادا واحزاب، وسواء على مستوى الحوار الداخلي بين ابناء شعبنا او في الحوار المفتوح مع المؤسسات السياسية الكوردستانية او العراقية او عبر المنافذ الاعلامية فان هناك اتفاقا يبلغ حدود الاجماع عليه.. وعبر الجميع عن هذا الاتفاق والتوافق سواء عبر اقراره في المناهج السياسية، او عبر الدعوة اليه في لقاءات وحوارات اعلامية، او عبر التبشير به في مقالات ومواقف سياسية معلنة في المنابر الاعلامية منذ سنوات، وغيرها..
حيث تضم قائمة المتفقين في هذا الاجماع على هذا الطموح ذات قائمة المؤسسات والاحزاب والشخصيات السياسية الوحدوية التي تؤمن بالوحدة المصيرية لشعبنا بتعددية تسمياته، ولا ترى في تعددية التسميات عائقا او اشكالية.
وهنا ايضا، ومن اجل تحقيق هذا المطلب واقراره دستوريا فان الحاجة ملحة لقيادة تجمع شمل المؤسسات (ليس السياسية منها فحسب) التي تتبنى هذا المطلب.
-4-
شخصيا ورغم عدم ايماني بالفرد والفردية في العمل القومي الذي لا بد ان يكون مؤسساتيا، الا ان ما يكون لبعض الرجال من صفات او اعمال قاموا بها تجعل لهم دورا ايجابيا مؤثرا في انجاز وتحقيق ما يصبو اليه الشعب او المجموع.. بكلمات اخرى فان للعديد من المراحل رجالاتها بحكم موقعهم او قدرتهم او دورهم او غيرها من الاسباب.
وفي هذه المرحلة من تاريخ شعبنا وهو يواجه الاستحقاقات الدستورية من جهة، وضعفه الديموغرافي والسياسي والاقتصادي من جهة اخرى، اضافة الى تناحره وصراعاته الداخلية الكنسية منها والتسموية والتحزبية فان السيد اغاجان وبحكم ما امتلكه ويمتلكه من رصيد واداء وقبول يمكن له ان يكون من رجالات المرحلة ومؤثرا فيها.
وهذه الصفات تتوفر في هذه المرحلة في شخص السيد سركيس اغاجان.
المطلوب من اطرافنا السياسية، وخارج اية منافسة من منافسات الحلبات السياسية، اي خارج الانا والانانية الشخصية والحزبية، دعم الرجل في مواقفه في محوري وحدة شعبنا وحقوقه الدستورية.
-5-
الا ان هذا الدعم، ولكي يكون مثمرا وفعالا، فان عليه ان يكون مؤطرا ومنهجيا.
ونقطة الشروع يمكن ان تكون في ملتقى حواريا وتحاوريا للمائدة المستديرة يجمع فيه السيد اغاجان ممثلين عن احزابنا السياسية القومية المؤمنة بوحدة شعبنا وبحقوقه في الحكم الذاتي ضمن اقليم كوردستان العراق على اسس الشراكة القومية والوطنية مع بقية ابناء الاقليم، وممثلين عن الكنائس الرسولية لشعبنا..
حيث انه وكما لا يمكن للاحزاب السياسية ان تلغي دور كنائسنا في التاثير على توجهات شعبنا وصياغتها، فان الكنائس ايضا لا يمكن لها ان تلغي دور الاحزاب السياسية او تكون بديلا عنها.. (اية مراجعة للتاريخ القريب والواقع المعاصر لاداءنا القومي والسياسي تقول انه في جميع المرات التي حاولت فيها الاحزاب الغاء دور الكنائس او تهميشها او الاستحواذ على القرار الكنسي، او حاولت الكنائس الغاء دور الاحزاب او تهميشها او الاستحواذ عليها، كانت النتيجة صراعات داخلية استنزفت الوقت والجهد واثرت اولا وقبل كل شيئ على المؤسسات السياسية والكنسية).
كما يمكن ان ينضم الى هذا الملتقى الحواري ممثلين عن المؤسسات القومية الثقافية غير المسلوبة الارادة من قبل هذا الحزب او ذاك، والتي لها تاثيرها في محيطها كما هي جمعية الثقافة الكلدانية في عنكاوة، ومركز السريان للثقافة والفنون في بغديدة، وشخصيات مستقلة لها درايتها السياسية والقانونية.
ان هذا الملتقى – الاطار سيحقق تجميعا لا سابقة له في الطاقات والجهود ويؤسس لمسيرة لا بد وان تكون ناجحة لبلوغ طموحات شعبنا في وحدته وحقوقه الدستورية. نقول انه لا بد لها وان تكون ناجحة لانها قائمة على التقاء الارادات الصالحة والنوايا الطيبة.
ان عدم وجود التقاطع في الرؤية السياسية والقومية بين مؤسساتنا الحزبية والكنسية وشخصياتنا السياسية الفاعلة يعني بالضرورة عدم وجود مبرر للقطيعة بينها.
وبذلك يكون السيد اغاجان قد حقق اختراقا كبيرا وسابقة في الاداء القومي والسياسي لشعبنا وبما سيشير اليه ابناء واجيال شعبنا بالبنان.
-6-
وحيث ان الملتقى – الاطار هو نقطة الشروع فحسب، فان المحطات التالية له تتطلب هي الاخرى جهدا كبيرا من حيث التعبئة الاعلامية على المستوى الداخلي لشعبنا وتوعيته، او على مستوى المحيط من جهة، ومن حيث حشد الدعم والتاييد السياسي للقوى السياسية الكردستانية والوطنية والدولية من جهة اخرى.
وفي هذا السياق ايضا، فان السيد اغاجان وما يمتلكه من علاقات وتاثير من جهة، وما له من قدرة على التاثير في العديد من المنافذ الاعلامية والسياسية وغيرها من جهة اخرى تجعل من دوره محوريا وطليعيا الى جانب المؤسسات السياسية والكنسية والقومية لشعبنا.
فقناة عشتار الفضائية لها من المهام القومية الكبيرة في هذه المرحلة من حيث اهمية التزامها لبرامج اعلامية سياسية وقومية تكون بمستوى المرحلة وتعكس الرؤية المشتركة لاحزاب وكنائس ومؤسسات شعبنا وشخصياته الفاعلة في محوري وحدة التسمية والحقوق الدستورية.
ومهام قناة عشتار ستكون جهدا وزخما اضافيا كبيرا للجهود الاعلامية الحثيثة التي تقوم بها المؤسسات القومية والحزبية ونخبها الواعية والمثقفة في التعبئة الاعلامية لهذين المحورين وبشكل يستحق التقدير والثناء.
المطلوب اليوم، وكما كان وسيبقى دائما، هو تحقيق التكامل في الاداء بين مختلف مؤسساتنا، الحزبية والكنسية والثقافية والاعلامية وغيرها، دون الغاء اي منها للاخر.
ان الحيادية الحزبية لقناة عشتار الفضائية ليست في "نكران" وجود الاحزاب والمؤسسات القومية السياسية او في تجاهل نشاطاتها، او في تجاهل الشؤون والقضايا السياسية القومية من برامجها، فذلك سيعمل على اظهار شعبنا وكانه شعب عقيم سياسيا في الوقت الذي يعيش فيه وسط اعتى العواصف السياسية ووسط مجتمعات تتحكم السياسة فيها بكل مفردات الحياة وباتت معها السياسة حديثا يوميا للجميع مع رشفة الشاي الصباحية الى ساعات المساء الاخيرة حيث البرامج السياسية والحوارية الساخنة في جميع القنوات التلفازية، (إلا عشتارنا) وكل ذلك وسط اكثر الساحات السياسية سخونة في قلب الشرق الاوسط الذي يتسم بكل شيئ، إلا بالاستقرار السياسي.
-7-
ان شعبنا حي ومقتدر.
وانه، ككل الشعوب الحية، لن يخلو من التنظيمات السياسية التي هي ضرورية له، كما هي ضرورية لكل شعوب العالم.. وان محاولة اختزال شعبنا بتنظيم او لون محدد هي محاولة اثبتت الوقائع فشلها، واثبتت انها لا تجلب سوى الدمار والاذى لشعبنا..
لقد اظهرت اغلب تنظيمات شعبنا وعيا عاليا بالمسؤولية، وتنازل الكثير منها عن مصالحه من اجل تحقيق، ولو، الحد الادنى من الاتفاق والقرار المشترك.
اما التي لا تزال تقف مواقف رافضة لاي قرار مشترك، او لاي اتفاق مسؤول، وخصوصا تسميته الموحدة، فانها تدرك، ونحن ندرك عنها ايضا، انها لن تتراجع عن نهجها ومواقفها التي تضر شعبنا وتضربه في الصميم، ذلك انها تدرك ان تحقيق التسمية الموحدة وتحقيق الحد الادنى من القرار المشترك سيطيح بوجودها السياسي القائم على الفرقة وزرع الشرذمة. ولذا فان هذه الاطراف ستحارب وحدة القرار.
وحتى لنصح هؤلاء، فان للسيد اغاجان دوره عبر دعوتها والتبيان لها ان موقفها الانقسامي سيكون موقفا مرفوضا شعبيا ومروفضا اخلاقيا وسيلحق بها خسائر فادحة.
وختاما، فرغم ان المقال ودعوته هي دعوة واقعية وممكنة ولا تنتمي الى عالم الخيال، فانه اذا كان يعتقدها البعض امنيات فحسب، فانه من حقنا التمني الافضل والاكثر ملائمة لشعبنا.

422
عزيزي ميرزا كليانا
قد لا يبقى للانسان ما يفتخر به، الا ما قدمه خيرا للاخرين سواء كان الاخرين ابناء الامة او الوطن او الانسانية، اسعدتني كلماتك ونقدك لي، فالنقد هو طريق الاسلم للتطور، ونقدك لما اكتبه لم اخذه باي طريقة نقدا شخصيا وانتقاصا من شخصي ومن كتاباتي، فالكتابة عمل قومي الغاية منه تعديل واصلاح وتطوير، ولكن الكتابة اذ تعطي افكار جديدة او مقترحات مفيدة فانها تاخذ سياقها التطوري من تجارب سابقة مرت بها القضية المراد تطويرها. وبالتالي لا بد من نقد الممارسات التي يعتبرها الكاتب خاطئة، واصر على قول التي يعتقدها الكاتب، لان الكاتب واي كاتب لا يمتلك الحقيقة المطلقة، فالكاتب هو اساسا انسان ولكنه انسان يثير الكثير من الاسئلة، لان اثارة الاسئلة تشحذ الذهن وتجعله يقلع من خموده الى افاق الحركة وحركة العقل هي التفكير وانتاج الافكار.
يقينا لا تنتظر مني ان ادافع عن نفسي واقول انني محايد، فانا لا اومن بالحياد في مجال الافكار، فالافكار هي وليدة الانسان، والانسان هو وليد البيئة التي عاش فيها، فبقدر اعتزازي وايماني بمسيحيتي واعتبرها الدين الحق، سترى المسلم يؤمن بان الاسلام هو دين الحق، وبقدر ايماني بان كنيستي المشرقية هي ام الكنائس وافضلها واقومها ايمانا فستجد الكاثوليكي يؤمن بان كنيسته هي الافضل والاقوم ايمانا، اذا الحقيقة والحياد ليس مجالهما العلوم الانسانية، ومنها الدين الذي تلعب البيئة الاجتماعية دورا كبيرا في الايمان به، السياسة التي تكون الحقيقة فيها تعبيرا واضحا عن المصالح (القومية او الحزبية او الشخصية) وعن عوامل القوة التي يمتلكها السياسي، السياسة لا تتعامل بقانون مجرد وعدالة مطلقة، ان عدالتها وقانونها هما القوة ولا اعني هنا القوة العسكرية وانما كل ما يجعل السياسي قادرا ومتمكنا من تنفيذ برنامجه، وكذالك الاتفاقات والمواثيق الدولية والتي هي تعبيرات عن تصارع المصالح وعوامل القوة ببن الدول التي وضعت هذه المواثيق.
تقول بعد قراتي لاغالب كتاباتك وكتابات (حبيب تومي، القس عمانوئيل بيتو، نزار مالاخا، وسامي زيا من زوعا) والخ جعلتني انا والكثير من امثالي الشباب تفتر همتنا وتبرد عزيمتنا من امتنا ونسحب انفسنا من كل شئ قومي.
bar qreti l  sama zoda min ktawyatokh(am iqari) o ktawyate d habib tomi oqasha ammo nazar malakha o sami zaya(zowaa) o sharka.. shwaqille ana o rabe akhwati 3leme libben qayer min omten o garshikhla ganen min kol mindi omtanaya
عزيزي ميرزا كليانا، يا ترى هل نسأل انفسنا ما الدافع لنا للكتابة الا اظهار ايماننا بما ننادي به، كل من يمارس فعل الكتابة هو انسان مؤمن، ولكن لكل مؤمن قبلة، وكما قلت الكاتب السياسي من الصعب ان يقال انه ينطق الحقية المطلقة، الا في حالة سرد الاحداث والتواريخ، ولكن التحليل يخضع لعوامل من البيئة والمستوى العلمي والاقتصادي وعوامل اجتماعية كثيرة، اذا الكاتب يكتب لاظهار تطلعاته ويرمي لكسب اكبر عدد من الناس للايمان بما ينادي به، فالكاتب هنا ليس بناقل الخبر بل مبشر، ولكننا نكتب مجانا والسيد امير المالح او اي مدير لاي موقع لا يدفع لنا من اجل الكتابة، هنا ما دافع الاستاذ امير المالح وزملائه في انشاء هذا الموقع المميز؟ وما دافع الكتاب وكلهم يعملون مجانا؟، انه دافع قومي بالتأكيد، اي عمل شئ لكي تتقدم الامة وتخطو الخطى نحو مستقبل اكثر اشراقا، واحد الاسس لهذا الخطو هو الاعلام والفكر والحوار، تناقح الافكار وليس السباب، تناقح الاراء واظهار الغير الملائم والصجيج وهذا كله من وجهة نظر الكاتب، وعلى القارئ الاختيار الافظل.
عزيزي ميرزا كليانا
في زمن توزعت ارضنا التاريخية على بلدان عديدة (العراق، سوريا، تركيا، ايران) وفي زمن توزع شعبنا على اكثر من اربعين بلدا، وفي وقت توزع شعبنا على اكثر من خمسة او ستة كنائس، واكثر من ستة عشر حزبا سياسيا قوميا عدى الاحزاب الوطنية، فلا بد ان نجد بين ابناء شعبنا اراء وافكار مختلفة وان يكون هناك صراع فكري وكل ينادي بانه الاكثر توفيقا في تمثيل مصالح الامة، ان هذا الامر متوقع لانه واقع الامة، ولكن ليس متوقعا ان نتقاذف بالسباب او بالخنوع والخضوع، فالغاية من مثل هذه المواقع هي ربط الشعب كله ببعض البعض، وهذه النعمة التي وفرها لنا الغرب بعلمه وعلمائه، يمكن ان نستفاد منها كثيرا لانها تعبر الحدود، بلا استئذان، وفيها تلاقي ابناء شعبك وامتك من مختلف منابت الارض، وخصوصا في غرف الدردشة لان الكلام فيها يكون بلغة الام، اعتقد انك ستتفق معي بان الاختلاف سمة اساسية فليس الجميع من راي واحد فكيف باناس يربطهم الانتماء لامة ويفصلهم الانتماءت الاخرى، وحالنا كحال اغلب شعوب العالم، ومن كان في وضعنا وبتخلفنا سيعتبر الامر منتهى الصعوبة في ايجاد حل لامة في كل هذه الانقسامات، ولكن بقية الامم وجدت، ونحن لم نعمل الفكر جيدا لكي نعمل، ان نرتبط بعضنا بالبعض ونتناقش ونتحاور ونعي اختلافنا ونعي انه رغم كل هذه الخلافات الطبيعية فنحن ابناء امة واحدة.
من الصعب بمكان ان نرمي الكلام على عواهنه، وان نضع الجميع في سلة واحدة، فقول ما اعتبره حقيقة هو حق مشروع لي واعتقد لكل كاتب ولكل انسان، ولكن ان يكون البعض قد امن باشخاص وتنظيمات وامن بكل ما تقوله وبعد حين ياتي من يقول ان كل ما قاله التنظيم الفلاني لم يكن صحيحا، وان الشخص الفلاني مثير لشك باتصالاته او ان اسم ذاك الشخص يتردد كعميل سابق للمخابرات العراقية، فهذا ليس ذنب الكاتب، انه ذنب من سد اذنيه واغمض عينه عن سماع ما قيل وما يقال وعن مشاهدة وقراءة ما كتب ويكتب، فاذا كان البعض يعتقد ان فلان هو من جنس الالهة او الملائكة فهذا لا يعني انني يجب ايضا ان اؤمن بما امن هذا البعض.
ان الامة التي تعيش بالاكاذيب لا يمكنها ان تتقدم وان تتطور، فلا تصدق عزيزي ميرزان ان هناك امة عاشت وتقدمت بنشر الاكاذيب عن قوتها وقدراتها وقدرات بعض قياديها، سيدي العزيز ان البعض اذا كان يصدق مجموعة معينة اضفت على نفسها هالة من القوة ومن القدرات والامكانيات، فهذا التصديق كان علامة على ضحالة الوعي السياسي لدى الكثيرين ممن لم يفرق بين واجب التنظيمات السياسية والدولة ممن اعتقد حقا اننا بتنا قاب قوسين او ادنى من الدولة.
اننا نعيش كاشوريي العراق في دولة لها دواوينها ومكاتبها، وفي هذه الدولة احزاب ذات قدرات كبيرة تمتلك مكاتب لدراسة كل الامور قبل اصدرا قراراتها، فليس ما نعتقده انه سر يجب ان لانبوح به سرا في حقيقة الامر، فالدولة والاحزاب الكبيرة تكاد تعرف عنا اكثر مما نعرف عن انفسنا، وهي تستغل هذه المعرفة لوضع سياساتها وحسب مصالحها و هذا امر طبيعي، فلن يأتي حزب اخر ويعمل من اجل مصالح حزبي، فكفى بالله عليكم من نغمة كشف اسرارنا وخصوصا ان اغلب الاحزاب الغير الاشورية فيها اعضاء اشوريين، فليسوا بحاجة لما نكشفه من الاسرار او نعتقده كذالك.
كان من الاولى بكل ابناء امتنا عدم الانجرار وراء الاحلام الوردية التي بيعت لهم في وضح النهار، وكنا على الدوام ننبه ولكن من سمع، وعند وقع المصيبة يقال انكم تبثون اليأس بين الشباب، الم يكن اغلب هؤلاء الشباب يعيش في الغرب ويعرف قيم الغرب ويدرك قيمة الحرية والحياة الانسانية، فماذ فعل هؤلاء، ادخل سيدي المحترم الى احد غرف الدردشة وستسمع السباب والقدح والذم باغلب رجال ديننا ومسؤولي تنظيماتنا، ام ان هناك تنظيم سياسي واح فقد هو فوق النقد، هل كنت تريد مني ان اقف موقف اللامبالات تجاه محاولة اغتيال صديق ورفيق، هل كنت تريد مني ان اسكت عن تشويه سمعة تنظيم سياسي انتمي اليه وتشويه سمعتي بالتالي، اعتقد ان الامة التي تعتقدون انها ستتقدم بتشويه سمعة فلان وعلان؟ وهم كانوا كثر بحيث لم يعد من شريف الا اشخاص محدودين فقط والجميع ساكت، ان الامة التي تتقدم بهذه الوسائل ستكون امة عمياء فاقدة البصيرة والبصر، وسيبتلي بها ابناءها قبل الاخرين وانا لا اريد لامتي هذا الوضع وهذا المصير وكأمثلة ادرج لك هاذين النصين فهل بهذه الطرق نتقدم. (تيري كفاكم دجلا ونفاقا وما نواحكم المسرحي  وأحقادكم الدفينة المفضوحة التوجه لا تجلب عليكم كما على الذينبقوكم وأنتم الأدرى سوى خيبات الأمل والعزلة , لذافنصيتي لك ولقسيسك الصحاف المسيس وبما أن كلاكما فيألمانيا هو مراجعجتكم وبأسرع ما يمكن أقرب طبيب نفسانيقبل أن يدارككم الزمن , واذا مداراتكم لصحتكم ليس فيغاية من الأهمية ومستقبل شعبنا الكلدوأشوري السريانيوقضيته المقدسة لا تعيرو لها وبحسب مقايسكم أية أهمية
فعلى الأقل توجهوا نحو عوائلكم وأبنائكم وحنوا عليهم كيلا تعكسوا عليهم حالة الانفصام والعقد الملازمة لكم ,فقليلا من الرأفة تجاههم , نعم لقد عرفناكم وسيدك القسيس وعرفكم كل من يقرأ سمومكم وخطاباتكم المنحازة والذليلة بأنكم سوى أذناب ولا تمثل هلوساتكم سوى زوبعة في فنجانوالقافلة ستستمر في نضالهاو نباح الكلاب سيوقفه هولالصدمات والأنتكاسات وبالتالي لا تنفعكم أكاذيب وأفتراءات صحيفة الحزوة ولا هوالاتي , كما ولستم سوى
وصمة عار في تاريخ شعبنا الكلدواشوري السرياني المعاصر
أتمنى لكم الشفاء العاجل
سعيد توما ) اما النص الثاني
المؤرخ   


يعني مذا يفعل الحزب الكارتوني الوطني الاشوري الذي تهاجم الحركة من اجله , اللعبة اكبر منكم, انت واسيادك الاكراد كنتم جالسين في احضان باباصدام, ابحث عن عمل آخر او موضوع آخر بالله عليك غير موضوع الحركة الديمقراطية الاشورية , فكلما نقرااسم ((مسبة لم استطع ابقاءها) بطرس يكون موضعه مهاجمة الحركة, بدلا ان تكتب مثلا عن ما يعني منه ابناء جلدتك من المسيحيين من ظلم وارهاب وهم اليوم باحسن تقدير 2% من سكان العراق انت وين والدنيا وين, طبعا حضرتك في المانيا وما تحس باالمعناة ,)    

 


اننا امة حية سيدي العزيز، وفي الامم الحية تمور كل انواع الافكار والنظريات، وليس معقولا ان نحدد مواضيعنا بعدد محدد من الفقرات لانخرج منها بحجة نشر الياس او عدم كشف الاسرار، اننا يجب ان نستكشف كل الامرو ونمنحها زخما ونكشف عوامل قوتها وضعفها لكي نضعها في خدمة تحقيق امانينا. انا شخصيا لا اشعر انني اسئت الى شخص ما وليس من طبعي الاساءة، ولكن النقد والمطالبة بامور اراها منطقية فهذا اعمله وهذا اعتبره واجبي، اي نعم ليست كل افكار الحركة الديمقراطيةالاشورية بنظري خاظئة فاننا والحركة نلتقي بامور مثل التسمية المركبة مثلا، ولكن الحركة تدعي امور انا لا ارها صحيحية وسليمة ولذا فانا انتقدها وافندها لانني اعتبر هذه الادعاءات عملية لخداع الشعب، وانا انتقدت الكثير من الممارسات وانتقدت من لا يؤمن بوحدة شعبنا برغم تععد تسمياته وانتقدت حزب الله وحماس وصدام حسين وانتقدت الاحزاب العراقية والكردستانية عندما رأيت انه من واجبي الانتقاد، وشجعت ومدحت كل ما هو ايجابي في كل تنظيم سياسي او موقف او تصريح.
ولكن مشكلتنا ستبقى ايمان بعض شبيبتنا بان الحركة الديمقراطية الاشورية هي الملاذ الاخير، وهذا خطاء كبير فالملاذ دائما هو شعبنا، عندما كنت في التجمع الديمقراطي الاشوري، ابان مرحلة الكفاح المسلح، كان الكثير من اعضاء الحركة ممن يقدمون استقالاتهم ياتون لزيارتي والحديث معي عن اسباب خطوتهم هذه، كنت دائما اقول لهم اذا كان الحركة والتجمع على خطاء فثقوا ان امتنتا في تطلعها لنيل حقوقها هي على حق وثقوا بها.
اليوم ليس نحن من يزرع الياس ولكن من خدع الشبيبة بشعارات كبيرة وانجازات غير حقيقة واتهامات لرجالات الامة كذبا وبهتانا، والمؤسف ان اغلبية هؤلاء انساقت مع ما كان يتم تعليمهم به لحد حصول انقسامات في مؤسساتنا وبيوتنا ايضا جراء هذه الممارسات اللاقومية.
اليوم علينا ان نضع كل الامور على الطاولة لكي يتم بحثها ودراستها وعلى من ابتداء عملية شق الصفوف وبث الدعايات الكاذبة والاتهامات الغير الصحيحة ان يعيد النظر بكل ما اقترفه وان يعتذر علنان فهل تريد مني سيدي ان ان اضع يدي في يد من اتهمني زورنا وبهتانا ورغم المرات الكثيرة من النسيان الا انه اصر ويصر على السيبر بنفس اللعبة وهي خداع الكل والمؤسف ان الخداع يطال ابناء شعبنا وتنظيماتتنا وليس الاخرين لانهم لا يقدرون على ذلك.
سيدي العزير
ان وضع شعبنا غير سليم وفيه الكثير من الامور التي يجب ان يتم الاتفاق بشأنها وتوحيد الرأي بخصوصها، وفيه الكثير مما هو معيق لتقدمه وتطوره، ولكي نعالج هذه الامور علينا كشفها وتسليط الضوء عليها، تقول سيدي العزيز ان عمرك ستة وعشرون عاما وانا اخمن انك في السويد بما لا يقل عن عشرة اعوام اي انك وصلت الى هذا البلد المبارك وانت في عز شبابك وعز مرحلة تقبل الافكار الجديدة، وفي عز مرحلة القدرة على هضم كل ما هو جديد، وانا لا ارغب ان اكون كمن يعلم الاخرين ولكن الا ترى ان السويد تطورت وتقدمت رغم قلة الموارد الاولية نتيجة لوضع كل المشاتكل مهما كانت صعبة وسرية تحت الضوء لحلها.
ان ما نشرته في مقالي السابق لم يكن من الاسرار بل كنت اطالب بمطالب موضوعية ولم اكن اتهم، فانا انقل الاتهام الموجهة من قبل الاخرين، وناقل الكفر ليس بكافر.
ودمتم سيدي العزيز متمنيا لكم الموفقية ولنثق سوية ان امتنا وشعبنا على حق وان كان الزوعا والاترنايي على خطاء، فلنعمل من اجل الامة ومستقبلها ولنرمي اليأس خلفنا فمصير الامة لا يحدده تيري بطرس بل جهد كل او اغلب ابناءها.     [/size] [/font] [/b]

423
جواسيسهم .. وجواسيسنا !
منذ مدة طويلة تتردد اسماء السادة يونادم يوسف كنا السكرتير الحالي للحركة الديمقراطية الآشورية وعضو مجلس النواب العراقي  وكوركيس رشو زيا (نينوس بثيو) السكرتير السابق للحركة في الدوريات ووسائل الاعلام الحزبية والمستقلة كعملاء لاجهزة المخابرات الصدامية، ففي الوقت الذي لا نود تأكيد التهمة او نفيها، الا ان صمت السيدين يونادم يوسف كنا وكوركيس رشو زيا على مثل هذه التهمة والوثائق التي تصر على تأكيدهاهو صمت مريب ومثير للشكوك والضنون.
ان اي شخص اخر في مكانهما لكان قد سعى الى المطالبة بمقاضاة الصحف التي نشرت مثل هذه الوثائق كجريدة الحوزة قبل عام او اكثر وهاولاتي محاولة منهم لنبرئة ساحتهم من مثل هذه التهمة الخطيرة، ولكن الصمت وعدم اثارة المسألة والسكوت عنها امر مثير حقا.
 بالطبع ان السذج من الموالين الذين تمكنا السيدان كنا وزيا من اقناعهم بان هذه كلها مؤامرات للحد من الدور المحوري للحركة الديمقارطية الاشورية وقيادتها الرشيدة!! وخصوصا ان الاعداء يدركون ما الثقل الذي يتمتع به السيدان في النضال القومي!!  وان نهج الحركة قد اخاف الحاقدين!! اقول ان مثل هؤلاء سيبقون محدودي العدد وما يربطهم هو رباط المصلحة او المكابرة لاغير.
بالمقابل قام الاستاذ مسعود البارازاني باصدار التعليمات لتشكيل لجنة للتحقيق في ملفات الجواسيس الكورد المتورطين مع جهاز استخبارات النظام، بعد ان نشرت الاسماء الجريدتين المستقلتين اوينة وهاولاتي واللتان قالتا انهما مستعدتان لابداء كل التعاون  مع اصرارهما على نشر كل ما يصلهما من وثائق اخرى ومعلومات بهذا الخصوص.
بين السكوت المريب من قبل من وردت اسمائهم في هذه الوثائق من ابناء شعبنا وبين وضوح موقف الاستاذ مسعود البارزاني ، نقف مشدوهين لصمتهم عن الدفاع عن انفسهم بعد ان صاروا متهمين وتلطخت سمعتهم بين كل القوى السياسية وبين ابناء شعبنا وحتى بين انصارهم وشركائهم في القيادة ولكن بهمس ومحاولات تبرير ميؤوس منها، والظاهر ان القوى السياسية العراقية والتي باتت مستعدة للحوار مع من وردت اسماءهم من ابناء شعبنا العاملين في المجال السياسي هم فقط تيار القوميين العرب والناصريين وقد يكون من خلف الابواب البعثيين اي القوى المساندة للارهاب او المانحة له البعد الايدولوجي!!.
ان شعبنا مقدم على استحقاقات كبيرة، ولعل منها الموقف من دستور اقليم كردستان العراق، والحكم الذاتي وغيرها من الامور الاساسية التي تتطلب وحدة الموقف والارادة، وبرغم من ادراكنا ان الحركة الديمقراطية الاشورية لم تكن في يوم من الايام مستعدة للتعاون مع اي طرف لاجل تحقيق اي شئ لشعبنا، كونها كانت تعمل دائما ولا تزال بمنطق اما باسمي اولا، الا ان الاستحقاقات المقبلة تتطلب حقا شحذ همة القوى السياسية.
ولكن في ظل بقاء السيدين يونادم يوسف كنا وكوركيس رشو زيا على رأس مصدر القرار في الحركة، سيكون من المشكوك فيه ان تقوم اية جهة ما بالاتصال بالحركة او القبول بالتعامل معها، فالمطلوب اليوم وقبل الغد ولكي يكون للحركة دور ما ان تنأى  بنفسها عن الشخصين المذكورين ولو مؤقتا لحين تبيان الحقائق الكاملة.
ان انقاذ سمعة الحركة ودورها في العمل السياسي هو افضل من بقائها مرتهنة لهذه الاقاويل، لا بل ان الحركة وبهذه الصورة لن تكون قادرة على الحوار السياسي مع اي طرف، فكيف الامر بطلب تحقيق انجازات سياسية؟.
اليوم صار من حقنا، ان نعيد ونذكر انصار الحركة او من بقى منهم نصيرا حقيقيا، هل سيتم اعادة النظر بكل السياسات التي جرتهم اليها قيادتهم؟ وخصوصا حملة الاتهامات التي طالت كل الاطراف السياسية لشعبنا وبضمنها حزبنا الحزب الوطني الاشوري، الذي عملت الحركة وقيادتها بالذات على تلطيخ سمعته ونشر الاكاذيب حوله ومحاولة اغتيال احد قادته وتزوير وثائقه وتقديم معلومات او تجميع منشوراته وتقديمها لاطراف سياسية من المعارضة وغيرها، يقينا من اجل تحجيم دور الحزب وكانه هوعدوها اللدود، حتى وصل الامر بها الى ان جل عمل الحركة كان منصبا على تحجيم الحزب من خلال فرض الشروط للمشاركة في اي اجتماع قومي على ان لا يكون الحزب الوطني الاشوري من ضمن المجتمعين وهل ننسى كراس الثقافي رقم 7 السئ الصيت ومن حقنا ان نقول ان ما كتب فيه عن الحزب الوطني الاشوري كان يعبر بالحقيقة عن حقيقة كاتبيه ليس الا، فالسارق يعتقد ان الكل لصوص!!.
واليوم لا اعتقد ان حزبا سياسيا من احزاب شعبنا لم تلطخ سمعته من قبل قيادة الحركة دون مسوغ عقلاني واخلاقي، في الوقت الذي كان الجميع مستعدا للتعاون مع الحركة، الا يحق لنا التساؤل عن اسباب هذه الحرب التي ادخلتنا فيها الحركة؟ واعني بها الحرب بين تنظيماتنا القومية، وهل يحق لنا ان نستنتج بان اسبابها كانت الهاء الشعب بالقشور لكي ينسي المطالبة بحقوقه الاساسية؟ والا يحق لنا القول ان هذه الحرب كانت مفتعلة ومن اوامر الجهات المرتبطين بها هؤلاء القادة لاجل تحجيم دورنا في المعارضة العراقية؟ في ظل هذا السكوت المريب من حقنا ان نقول لاعضاء الحركة اخوتنا انكم مدانون لعدم اتخاذكم القرار الصائب والذي يعبرعن حقيقة شعور غالبية من ساندكم وعاضدكم.
ولم تتوقف الحركة من خلق ازمات متتالية في شعبنا مدعومة بالظاهر من جهات عديدة ولتحقيق مصالح معينة، فها هي تخلق وتدخل في ازمة مع الكنيسة الشرقية الاشورية، وكلنا سمعنا وقرانا ما عمل عليه اعضاء الحركة وخصوصا انصارها في المهجر، فرغم الهدوء الحذر الذي اتسموا به في الاونة الاخيرة الا ان الهجوم عاود واتخذ اشكال عديدة بعد زيارة قداسة مار دنخا الرابع للعراق، وكل مرة بسبب ما ولسبب ما وكل الاسباب تافهة وغير اساسية. ومنذ مدة وخصوصا منذ الانتخابات الاولى للجمعية الوطنية العراقية تتخذ الحركة الديمقراطية الاشورية موقفا تصعيديا وملئ بالحقد والكره في اعلامها نحو جيراننا الاقربون واعني الشعب الكوردي ولو كان النقد موجها لمواقف احزاب معينة لهان الامر ولكنه خطاب عنصري تلفيقي، يرمي الى تهديد العيش المشترك بين كل سكان اقليم كردستان العراق، ومرة اخرى نعيد ونكرر التساؤول المشروع،ما الهدف؟ ولماذا ينجر البعض خلف هذا الخطاب الديماغوجي الذي يرمي الى وضع كل الانتكاسات على الاخرين ويبرئ الذات، والذات اليوم متهمة بشكل علني وسمعتها ملطخة وهذه الذات التي تعتبر نفسها فوق النقد ساكتة صامتة صمت القبور، لان الاتهام لم يأت من جهة ما بل من عدة اطراف وجهات.
وقبل ان تنطفئ معركة الحركة مع الكنيسة، اشعلتها مع الاستاذ سركيس اغاجان متهمة اياه بشتى التهم لا لشئ فقط لانه تمكن من انجاز ما لم تنجزه برغم من ان شعبنا قدم لها الكثير.
وليس في نيتنا ان نكون القضاة، ولا ان نصدر الاتهامات، فنحن بايماننا بالقوانين والدساتير التي ناضلنا من اجل ان يحكم بلدنا بواسطتها وليس بواسطة اوامر عليا، علينا ان ندرك ان من تلطخت سمعته بمثل هذه الاتهامات يلحق الضرر الكبير بقضية شعبه وتنظيمه وكل من يتعامل معه، ان اقل ما هو مطلوب اليوم من الحركة الديمقراطية الاشورية هو تجميد عضوية الشخصين المذكورين في قيادتها لحين ظهور الحقائق الثابتة ببرائتهم او ادانتهم.
انني شخصيا كنت قد كتبت مقالة عن التسامح نشر حينها في جريدة المستقبل التي كانت تصدرها تنظيمات حركة الوفاق الوطني، ادعوا فيها الى التسامح مع من لم تتلطخ يده بدماء العراقيين، وان لا نعمم التهم بحيث نقول ان كل التكارتة مثلا بعثيين، ولكن البعثي شئ ومن يتعامل مع استخبارات النظام شئ اخر، البعثي والغالبية منهم كانت بعثية من اجل لقمة العيش، لحماية عوائلهم، اما منتسبوا الاستخبارات والمخابرات فقد كانوا يمدون النظام بمعلومات عن المعارضة وعن الشخصيات الشريفة من ابناء شعبهم سواء كاموا اشوريين ام غيرهم  لاجل التخلص منها اوتحجيمها على الاقل، وفي كل هذا ان منتسبوا اجهزة النظام وبالمستويات العليا هذه امر مشين وقبيح ان لم يكن اجراما، هذه هي التهمة الملصقة بابناء شعبنا ممن وردت اسمائهم في هذه القوائم.
اما محاولة تبرير تعاون الشخصيات هذه مع اجهزة النظام، بالخطوة التي اقدم فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني بسماحه بدخول القوات العراقية  الى اربيل، فهذه المسألة تعتبر قمة في تغبية انصارهم  والجهل السياسي فتعاون قوة كبرى في منطقة ما مع جهة بسبب خطر تراه عظيما ويأتي مدعوما من دولة جارة وهي ايضا ليست طرفا صديقا مائة بالمائة، امر اخر، والتعاون كان مكشوفا وقد قيل لتحقيق مصالح متبادلة ولم يكن سريا بين السيد مسعود البارازاني واجهزة النظام، ولم يقم اي طرف بتزويد النظام بمعلومات عن المعارضة العراقية، ان ما حدث في تلك الاحداث هو تصرف من تصرفات قيادة دولة وكردستان العراق كانت شبه دولة قائمة ورأت ان الاقليم في حالة خطر داهم فخطر قليل افضل من خطر عظيم، وكلنا نعلم بأن المفاوضات بين نظام بغداد والقوى الكردستانية كانت معلومة للجميع من أجل الوصول الى حالة معينة من الاستقرار في الاقليم، وهناك فرق شاسع بين اجراء مفاوضات وبين العمل كجواسيس وعملاء!!!.
اذا المطلوب اليوم وليس غدا من قبل الحركة وانصارها القوميين الشرفاء التحرك العاجل للتخلص او تجميد السيدين يونادم يوسف كنا وكوركيس رشو زيا، لتستعيد وضعها الطبيعي بين تنظيمات شعبنا، وكفى من الدعايات المضادة والحروب الدونكيشوتية التي تدعي قيادة الحركة انها تقوم بها من اجل شرف الامة، فشرف الامة لن يعيده لها من صار متهما باقدس ما يملكه الانسان وهو الامانة تجاه امته وشعبه.
واخيرا انني شخصيا اقولها بكل صراحة (ان كانت المعلومات صحيحة) كم من التقارير التي رفعوها الى مخابرات النظام تحت جنح الظلام عذبت والمت ارواح شهداء الحركة الذين اعدمتهم مقاصل من باتوا اسياد يعقوب ونينوس مقابل حفنة من الامتيازات او وعود ، اليست مساومة رخيصة جدا حياة رفيق مقابل امتياز موعود، فماذا يمكن ان يسميها او يطلقوا عليها من تسميات او يجدوا لها من مبررات كل الرفاق وخاصة من سجنوا مع الشهداء وسمعوا انينهم من جراء التعذيب.
استريحوا ايها الشهداء فالعار لا بد ان ينكشف يوما والاخلاص والتضحية ستبقى نجما تتلألأ في سماء امتنا دائما.
[/size]betkanno@web.de[/font][/b]

424
لماذا تفتت التجمع الديمقراطي الاشوري
   وبقيت الحركة الديمقراطية الاشرية؟

بالحقيقة انه سؤال لم يخطر ببالي بهذه الصورة المباشرة، وقد اثاره الاستاذ نوهدرايا مدير غرفة ܐܬܘܪ̈ܝܐ ܐܘܡܬܢܝ̈ܐ100% وبالطبع في الحوار قد لا يتمكن المتكلم من التطرق الى كل التفاصيل، وذلك لخصوصية المحادثة في غرف الحوار، الا انه سؤال ملئ بالدروس والعبر، وقد يتم منه استخلاص نتائج معينة تفيد العمل القومي الاشوري، ولعل استمرار اي تنظيم سياسي يعتمد بالدرجة الاولى على قيادته ومدى قدرتها على التكيف مع المتغييرات السياسية والامنية والاقتصادية، ولتوضيح الامور علينا اولا شرح طبيعة التنظيمين من ناحية الشكل ومن ناحية الانصار ومن ناحية القيادة الموجهة للتنظيمين، ويسعني القول انني بهذا الخصوص اتكلم عن تجربة حيث كنت عضوا قياديا في التجمع الديمقراطي الاشوري، ومسؤلا بالاخص عن الاعلام، برغم من ان عدم تواجد اعضاء قيادين اخرين على الدوام كان يضع على عاتقنا مهمات اخرى.
التكوين القيادي للتجمع، كان مؤلفا من شخصيات متعددة المشارب، والمسؤول الاول السيد نيسان يوخنا من قرية كاني بلافى ومهاجر الى الولايات المتحدة الامريكية  منذ انتكاسة ثورة ايلول بعد اتفاقية الجزائر بين شاه ايران و صدام عام 1975 ، وهو رجل شارك في القتال ضد الحكومة العراقية مع قوات البشمركة، لا غبار على نياته الطيبة تجاه امته ولكن المشكلة ان النيات الطيبة لا تصنع السياسة الصحيحة، فتجربة الثمانينات كانت تختلف عن تجربة الستينات وبداية السبعينيات، حيث بداء دور المثقفين بالبروز، وتم الاهتمام بالاعلام لكسب القاعدة الجماهيرية، وبالطبع ان السيد نيسان كاني بلافي ما كان يعتقد بان للاعلام دورا مركزيا، بل كان يراه بوقا لا اكثر يعلن عن عمليات عسكرية ويضخم الاحداث، اما بقية القيادة، فكانت تتألف من السيد شموئيل ايرميا، السكرتير، ايضا لم يكن يملك لا تجربة سياسية ولا قدرة على ممارستها فكل مهارته انه كان حائزا على رضى السيد نيسان، اما البقية فهم كل من الاساتذة تيدي وخزقيا وكوركيس خوشابا وتيري بطرس وعمانوئيل يوخنا (التحق من الداخل لفترة قصير) وبيوس عوديشو، وانضم لفترة قصيرة اشور سمسون ، فبالرغم من ان اغلبهم كان يمتلك مؤهلات ثقافية وعلمية وتجار ب سياسية الا انهم ايضا كانوا يمثلون اطراف اخرى او لم تكن التجارب قد الحمت الثقة بينهم،فمثلا تيري كنو بطرس واشور سمسون شينو كانوا من تنظيمات الحزب الوطني الاشوري، ولذا كان التفاهم بينهم تام، الا ان السيد كوكيس خوشابا الذي كان يعتبر من مؤسسي الحركة الديمقراطية الاشورية، وكانت له تجار ب سابقة وقد تم القاء القبض عليه مرة بتهم تأسيس حزب سياسي اشوري بداية السبعينيات من القرن المنصرم، لم يتمكن من الاندماج التام في قيادة موحدة مع الشخصين المذكورين اعلاه، وباعتقادي الخاص انه كان يضع اهمية كبيرة للاتجاه السياسي وحسب قرأته لمن يتعاون معه، فهو كان متاثرا بالتوجه اليساري ولكن من دون ان يكون يساريا حقيقيا، وهو باعتقادي كان ينظر اليهم على انهم اصلاحيين وحسب التصنيف الحركة وميالين للماحفظة اي ليسوا بالثوريين وحسب تعريفه للثورية ايضا، يتبقى الاخرين فهم ما كانوا في الحقيقة الا اعضاء قيادة بدون مسؤليات حقيقية. في اطار هذا التشكيل وهذه التعددية من ناحية المنشاء الفكري والتوجه السياسي، وبرغم من ان نظام التجمع الديمقراطي الاشوري كان يسمح بظم منظمات واحزاب سياسية عديدة اليه، الا انه بالحقيقة بقى يدار كتنظيم واحد وبقيادة السيد نيسان يوخنا، الذي كان ممسكا بكل الامور وخصوصا المادية والتي كانت غاية في  الشحة اساسا، بل ان اغلب اعضاء التجمع كانوا يعتمدون على الذات في توفير المستلزمات الاساسية مثل الملبس والسكائر وحتى المأكل في احيان كثيرة .  اما من ناحية الاعضاء فايضا لم يكن هناك بينهم ارتباط وثيق، وكان اغلبهم غير مرتبطين بالتجمع جراء ايمان قومي او سياسي محدد بقدر ما كان التجاء للمحافظة على الذات من الحرب، ولذا فالمأوى كان لهم بالاساس هو المهم. في ظل مثل هذه النوعية من الاعضاء والانصار فاي انتكاسة في التنظيم ستجعل الجميع يولون وجههم الى اقرب مكان امن، فكيف هذا واذا عرفنا ان التجمع الديمقراطي الاشوري تعرض لازمات كثيرة سياسية بسبب عدم القدرة على خلق جو من التفاهم بين اعضاء القيادة، ولعدم القدرة على الخروج من الغيتو الخاص الذي وضع التجمع نفسه فيه، ففي الوقت الذي كان يعتبر نفسه حليفا حقيقا للحزب الديمقراطي الكردستاني، وعانى من اجل ذلك كثيرا وخصوصا في تطوير علاقات بناءة مع الاحزاب الاخرى، الا ان الحزب الديمقراطي الكردستاني لم يقم بدعم التجمع بالشكل المطلوب، وخصوصا الحليف المعتمد المرحوم فرنسوا الحريري الذي باعتقادي انه لم يهتم بدعم التجمع بسبب ممارسات نيسان وعدم قدرته على ممارسة السياسة باسلوب يماشي الوضع الذي كان سائدا هناك.
في المقابل كانت القيادة في الحركة الديمقراطية الاشورية والتي كانت مؤلفة من السادة نينوس بثيو وسركون، والدكتور، واشور ويوخنا ويوسف والتحق لا حقا السيد يونادم كنا  اكثر تقاربا لانهم اساسا قد اتوا من اجواء متشابه من ناحية التعليم والخبرات والتوجه السياسي، فاجواء الحركة كانت ثقافية اكثر مما كان الحال في التجمع حيث ان المهتمين بالثقافة وشأنها قليل، اضافة الى ان القدرات المالية للحركة كانت افضل بكثير من التجمع وخصوصا انه تم رفدهم باموال وتبرعات من داخل العراق وعند وصول السيد يونادم كنا الى ايران تمكن من ان يمد ذراعه الى اميركا واوربا مؤسسا لفروع للحركة مما جعل الحركة اكثر استقرارا من هذه الناحية. ومن ناحية الاعضاء كان اعضاء الحركة في الغالب من ابناء المدن ومن خريجي الجامعات واغلبهم كانوا قد التحقوا لاسباب سياسية واضحة، ورغم ان البعض منهم قد تعرض للاعتقال والسجن والضرب احيانا بايدي  رفاقهم، الا ان الاخرين بقوا على الارتباط بالحركة ودوما بانتظار تحسن الامور، فمن اعضائهم من كان قد تم كسبه من الداحل ومنهم من كان عضوا في اطراف اخرى فضل التوجه الى العمل المسلح كقناعة شخصية او تأثرا بحكايات الكفاح والنضال الشائعة عن التجارب العالمية، وهذا لا يعني عدم ضم الحركة شخصيات من مستوى الامي او شبه الامي الا انهم ايضا لم يبقوا في الحركة بل ابتعدوا عنها رويدا رويدا، ولكن في كل هذا كان هناك امران اساسيان ساعدا الحركة على الاستمرار، ولو كانا قد توفرا للتجمع لكان افضل حالا من الحركة بكثير، وهذين الامرين هم اعتقال التنظيمات الداخلية للحركة واعدام الشهداء يوسف ويوبرت ويوخنا، ووجود السيد يونادم كنا، هذين الامرين كانا حاسمين في استمرار الحركة والتعاطف الشعبي معها، فاعتقال واعدام اعضاء الحركة خلق موجو طبيعية من التعاطف العام مع الحركة في الخارج والداخل، وكان هذ الاعتقال والاعدام شهادة على صوابية الحركة في نظر الكثيرين وخصوصا المعادين للنظام الصدامي وهم الغالبية بين ابناء شعبنا.
اما عن وجود السيد يونادم كنا، فهو بديناميكيته وكارزميته تمكن من ان يجعل الجميع يلتفون حوله فرغم انه كان مسؤولا عن العلاقات الخارجية الا انه كان يعامل لدى الجميع الى انه الشخص الاول، فالسيد كنا سياسي حد النخاع  ولكن سياسي لعوب، اي انه لا يقر ولا يؤمن باي ثوابت فالمهم لديه هو البروز والتواجد في المواقع الاساسية ، بالنسبة له شخصيا او للحركة التي رفعها معه، ويمكن ان يبرر اي تصرف او موقف معتمدا على سرعة بديهية كبيرة، وهكذا تمكن السيد كنا من الابقاء على الحركة لانها كانت وسيلته الوحيدة للبروز ولتقدم الصفوف السياسية(بمعنى اخر ممثل من الطراز الجيد يبز الاستاذ سامي ياقو في تقمص الدور الذي يريده)، ولقد تمكن من استغلال مسألة اعدام الشهداء الخالدين الثلاثة واعتقال اعضاء الحركة وسوق المسألة بشكل عالي الاحتراف، كاكبر اعلامي مقتدر، وكانت عملية اعدام الشهداء الثلاثة ليست خير وبركة للحركة بل طامة لكل الاحزاب الاخرى، فكانت اي مقارنه بين هذه الاحزاب والحركة التي قدمت الشهداء، مقارنة غير اخلاقية لدى الغالبية من شعبنا الذي تتغلب عليه العواطف ، وقد استمرت الحركة بعدد قليل من الاعضاء في ايران بعد عمليات الانفال التي اضطرتنا لترك البلد واللجوء الى ايران  بفضل المساعدات التي كانت تصل اليها من اعضاءها في اوربا واميركا، وخصوصا ان السيد كنا تخلص رويدا رويدا من كل ما يثقل كاهل الحركة ماديا.وبرغم من ان التجمع الديمقراطي الاشوري قد شارم في عمليات مسلحة ضد قوات الحكومة العراقية، والحركة لم تقم باي عمل مسلح، فان اسم الحركة كمشارك في الكفاح المسلح هو السائد، وذلك لان اعضاء الحركة يستمرون على نشر هذه المسألة كحقيقة ثابتة ناقلين ما يتم تلقينهم كشريط الكاسيت يكرر كل مرة نفس الموال المسجل عليه، في الوقت الذي لا يستفاد احد من ذكر الحقيقة الناصعة لعدم تكدير العلاقة مع الحركة كونها موجودة والتجمع لا وريث له حتى.
مع كل هذه الاوراق التي امتلكتها الحركة، الا انها بقت مع اعضاء قليلين لا يتعدون اصابع اليدين اذا حاولنا التضخيم، ولكن الذي اعاد البريق لها كان ايضا امور عديدة ومنها السيد كنا وكون الحركة في الجبهة الكردستانية منذ عام 1989 و احتلال الكويت من قبل النظام الصدامي، وباعتقادي الاهم هو الدكتور وليم ايشعيا الذي اقنع امر كتيبته العسكرية في سرسنك على اعلان الانتفاضة، ولان الدكتور وليم  لم يكن منتميا سياسيا لاي طرف ولانه كان بحاجة لمظلة سياسية، فقد اعلن انه من الحركة، ومن هنا بداء مسيرة الحركة بالصعود وخصوصا انها كان الطرف الوحيد المعلن لتمثيل مصالح شعبنا وان كل الاطراف دعمت وجودها في البداية على اعتبار ان العمل والمصالح القومية هي الاساس وليس من يحققها، وقد كانت اجواء البداية اي عامي 91 و92 اشبه باجواء 73 و74 عندما كان العمل القومي لا يفرق  الناس على اساس حزبي، حتى ان السيد روبين بيت شموئيل والقس عمانوئيل بيتو تحدثا مع القوات الامريكية باسم الحركة عندما طلب منهم ذلك السيد ميخائيل ججو، على اعتبار ان لا فرق والجميع قوميين.
واذا كان السيد كنا احد الاسباب الرئيسية لبروز الحركة الا انه سيكون السبب الرئيسي  لانحدارها، فاللعب السياسي اذا كان مشروعا احيانا الا ان النفاق السياسي ونقل البندقية من هذا الكتف الى الاخر وبسرعة ونقل الانطباعات والاخبار عن هذا الشخص للاخرين وبالعكس هي امور لا يمكن التساهل فيها وهي بالاساس معيبة لاي سياسي تلتصق باسمه، وخصوصا لمن كان لا يمثل ورقة قوة ما، فمثلا ان بقاءه وزيرا لفترة طويلة من حكومة التي كان يقودها الديمقراطي الكردستاني لم يكن لمهارة سياسية بل لحاجة الحكومة للاصوات الاربعة التي كانت الحركة تمتلكها، والتي كانت تمنح الشرعية لهذه الحكومة مقابل حكومة السليمانية، الا ان الظروف اختلفت والخصمين تصالحا، ولم تعد حاجة بعد لمن يريد ان يلعب.
betkanno@web.de

        [/size] [/font] [/b]

425
الغرب لا يعرف الاسلام
[/color]
في الاستفتاءات الاخيرة والتي نشرت في وسائل اعلامية عديدة يظهر ازدياد ملحوظ في الشك والريبة بالجاليات المسلمة وبمواقفها تجاه الارهاب او حتى نياتها المستقبلية تجاه الاوطان التي كانت ملاذهم ابان تعرض اغلبهم للاظطهادات في اوطانهم الاصلية.
وكالعادة الدارجة والتي صارت سمجة وغير مقبولة البتة يحاول محللونا الفطاحل ارجاع ظاهرة الزيادة في المواقف المشككة بالاسلام والمسلمين الى جهل الغربيين بالاسلام، وبالتأكيد ليس الى جهل المحللين بالغرب والغربيين والذي يجب ان يكون في واجهة الامور التي على الجميع تداركها وحلها ونصح الناس بمعرفة الغرب على حقيقته وليس الى ما نود معرفته فقط.
كان سركون العراقي الاشوري يعمل في احد مصانع كاليفورنيا عندما سأله زميلة الامريكي قائلا سركون ماهو البيت الابيض الذي يتكلمون عنه هذه الايام في الراديو، قال سركون لسأله الامريكي الا تعرف ما هو البيت الابيض، اجاب الامريكي كلا وبدون ان يقسم بكل الكتب المقدسة او بيمين الطلاق، فالمسألة حقيقية ان الامريكي لا يعرف ما هو البيت الابيض، وليس هذا عجبا في الغرب، فقد تمر ثمانية سنوات على رئيس اميركا او اي رئيس غربي  وستجد هناك من لا يعرفه، اذا الغرب ليس فقط جاهلا بالاسلام بل لا يعرف سياسي بلده ورؤساءه، لانه بكل بساطة لا يعرف ما لا يثير اهتمامه او ما لا يدخل في عمله، فالغربي قد يتقن كل ما هو متعلق بعمله ولذا فيجيد العمل الذي يقوم به بشكل متكامل، الا ان نفس الشخص قد لا يعرف شيئا عن السيد يسوع المسيح لانه لا يثير اهتمامه، وقد لا يثير الدين اي دين اهتمامه، ولكن نفس الشخص الذي اجاد عمله بصورة كاملة يمكن ان يحدثك ساعات عن الخنفساء، او عن بتهوفن والموسيقى الكلاسيكية، او حتى عن الاسلام ان كان من هوايته الاطلاع على الاديان، اذا الغرب ليس بغرب واحد فهو بعدد سكانه، ومعرفته يستقيها لامور مهمة واولها لكي تساعده في الحياة اي ان تجلب له عملا جيدا او ان تجعله يمضي وقتا سعيدا باكتشافات جديدة سواء في المجال الفكري او الفني او الفلسفي، فالغربي المشغول على الدوام بالقراءة او النسبة الكبيرة منهم، ليس من المفترض ان يكونوا قد تعلموا شيئا عن الاسلام الا ما تعلموه في كتبهم المدرسية والتي تعلم الشئ الايجابي عن كل الاديان في العالم.
اذا ما هو مبرر هذه اللازمة الغرب لا يعرف الاسلام على حقيقته، فكيف لغربي ان يعرف الاسلام على حقيقته، وهو يسمع يوميا من الاذاعات ومن التلفزيونات عن الاعمال الارهابية المرتبطة بجهات تتبنى الاسلام او ترفعه شعارا لها، هل سأل احدهم هذا السؤال، لماذا لا يكون موقف الغربي هذا تجاه اديان اخرى مثل الهندوسية والزارادشتية والبوذية والمسيحية واليهودية، انه تسأل مشروع من حقنا ان نطرحه على الجميع، وخصوصا مرددي هذه اللازمة مرة تلو الاخرى، وكأن على كل الغربيين ان يطلعوا باسهاب على القران الكريم وتفسيراته العديدة، وعلى السنة النبوية واقوال الرسول الصحيحة والمشكوك فيها، وعلى المذاهب السنية الاربعة ومذهب الامامية الاثنى عشرية وعلى بقية المذاهب مثل الزيدية والعلوية والاسماعلية والاحمدية القادرية لكي يمكنه ان يحكم على الاسلام، يا محللونا الكرام هذا استطلاع للراي للانسان العادي، الذي يأخذ كتاب الجيب صباحا وهو في طريقه الى العمل وفي العودة ايضا، وهو مرهق من العمل لمدة ثماني ساعات بالتمام والكمال لا تتخللها الا ساعة استراحة للاكل، اي انه لا يتمكن من التهرب من العمل عدة مرات بحجة الصلاة، وعدة مرات بحجة السيكارة، وعدة مرات بحجة التواليت، وعدة مرات بحجة السلام على المدير وعلى فراش المدير، فكيف للانساني الغربي ان يكون مطلعا على كل شئ لكي يعرف الاسلام.
نحن نسمع يوميا بالتقريب تكفير المسيحين واليهود ونسمع الدعاء عليهم ونسمع عن الاعتداءت التي يتعرضون لها من قبل بعض المنظمات الاسلامية فهل قال احد لهم انهم لا يفقهون شيئا عن المسيحية، وهل تطالبون حكوماتكم ومؤسساتكم الثقافية والدينية بابراز وجها مغايرا للمسيحية ولنقولها وجه المسيحية الحقيقي والذي يدعو بالاساس الى المحبة والرأفة والسلام، اذا لماذا لا يتم تعريف المسلمين بالمسيحية كما تدعو كتبها المقدسة لا كما يعلمها الفقهاء والمفسرون ومن يوصمها الشرك، الا يعتبر ذلك جهلا بحقيقة المسيحية وجهلا بحقيقة اليهودية والبوذية والهندوسية والازيدية والمندائية، الا يعيش اغلب المسلمين في غيتو فكري لا يمكنهم الخروج منه لا بل يتم منعهم من الاطلاع على الاديان الاخرى خوفا عليهم من الانجذاب نحوها؟
في نفس الغرب الذي لا يعرف الاسلام يسألونك  ان كنت في المستشفى او السجن او الملجاء ان كنت تأكل او لا تأكل اكلات معينة، في نفس الغرب الذي لا يعرف الاسلام كان اول اسم تعلمه ابني في مدرسة اسم علي لانه مكتوب في كتبهم المدرسية للصف الاول، الغرب الذي لا يعرف الاسلام لا يحتقر دينا بشكل رسمي او على الاقل لا يعلمه لطلبته كاحتقار واقولها حاليا وليس قبل خمسون سنة التي لا اعرف كيف كان التعليم فيها، اذا الغرب ولو انه لم يضم جاليات مسلمة الا في السنوات الخمسين الماضية الا انه في تعليمه للاديان ومنها الاسلام عمل على ابراز الجيد فيها.
بات مطلبا ملحا الاعتراف بالاخطاء، واخذ الخطوة الصحيحة والقول ان ما تعكسه استطلاعات الرأي العام الغربي هو انعكاس لما يقول المسملون انه الاسلام، ويجب ان يدرك الجميع ان اردنا ان نبرز الوجه الجميل لاي شئ علينا العمل من اجل ذلك، وليس الاكتفاء بالقول ان الناس لا ترك مقدار جماله، فاصوات القنابل ولون الدم اصدق انباء من الكتب والاقلام التي لا يقراءها الغربي لانه اصلا لا يدرك بوجودها هذا ان كانت موجودة. والواضح بشكل جلي هو جهل المسلمين بالاخرين وباديانهم فهم يستقون معلوماتهم عن هذه الاديان وخصوصا المسيحية ( التي يسمونها النصرانية) واليهودية من القران والسنة ومما كتبه علمائهم عن هذه الاديان، ومن الصعوبة ان يجد المرء اناس لهم اطلاع على هذه الاديان من احد مصادرها، باعتبارها ايضا منقسمة على مذاهب وشيع عديدة. اذا عقدة عدم معرفة الغرب للاسلام ولها هنا ايضا دلالة كبيرة، وتعني اه لو كان الغرب عرف الاسلام على حقيقته لاشهر الجميع اسلامهم، ان هذه العقدة وهذه الدلالة تدل على نرجسية مفرطة، انها نرجسية موجه لكل ما نملك او نؤمن فنعتقد انه الافضل، ولكن في نفس هذه النفاق الذاتي والذي لا يستقيم مع الواقع ستجد ان المسلم لا يزال يلقي اسباب تخلفه على الغرب وعلى الاستعمار، ولن يقول لنا احد عن اي استعمار يتحدث، فالاستعمار الحديث وفد منذ اواسط القرن التاسع عشر، فما كان حالهم قبل ذلك؟ هل كانوا في افضل الاحوال؟
[/size][/font]betkanno@web.de[/b]

426
ويحدثوك عن العلم!
في بداية عام 1990 اخذتني المقادير لكي اسافر الى مدينة بون الالمانية، وكانت حينذاك عاصمة المانيا الاتحادية، وفي تجوالي وقعت عياني على العلم العراقي مروفعا فوق بناية وعندما استعلمت عن البناية قيل لي انها السفارة العراقية، طبعا لا يمكن لاحد ان يتخيل انني قد هرولت بشوق ولهفة الى البناية لكي اروي ضمئ الى الوطن، لان دون ذلك مخاطر كثيرة، اقلها تحقيق وتهديد واكبرها وضع في صندوق باسم بريد السفارة والى بغداد التي ما كان ستسعها الفرحة باستقبال احد ناكري نعمة الثورة وقائدها. وقفت بعيدا انظر الى هذه السفارة التي كان من المفترض ان تعلى على الخلافات السياسية وان تكون بيت العراقيين وماواهم عند الشدائد، كنت انظر للعلم العراقي ليس كرمز للوطن بل كراية اعلام وتعريف، لم اشعر تجاه هذا العلم انه يمثل كرامة وطنية ولا رمزا في وجداننا يعبر عن الحرية والتقدم والتطور والانتصار في ميادين الحياة المختلفة.
علم بالوانه الاحمروالابيض والاسود والنجيمات الخضر، ماذا يعني لي واي رمز يحاول ان يتم التعبير عنها في هذه  القطعة من القماش، هل كانت حياتي وتطلعاتي مصانة وقادرا عن التعبير عنها، هل ان هذا العلم مثل شيئا من التاريخ لي، انا برغم عراقيتي واعتزازي بها الا انني امتلك هوية اخرى وهي الهوية الاشورية المقعموعة والتي لا يمكنني التعبير عنها ولا يمكنني المشاركة في العراق بها، فعلي ان اتخفي خلف الف ستار وستار لكي اعبر عن اشوريتي.
هذا العلم مستمدة الوانه من علم الثورة العربية الكبرى، جيد ولكن انا ايضا ابن لهذا الوطن اين انا من هذا العلم اذا كان يعبر بالوانه لهذه الثورة المدعاة، اين التركمان منه واين الاكراد، انه علم ايديولوجي يعبر عن تطلعات فئة سياسية معينة وهم القومييون العرب، وهل يمكن اختصار الوطن بالقوميين العرب؟ علما مرتبط بالذاكرة بالحرس القومي ابشع واكثر التنظيمات شوفينية واجراما، علم مرتبط بحروب داخلية وهزائم خارجية، والانكى ان هذا العلم في نجومه كان يعبر عن الوحدة المنشودة بين جمهورية العراق والجمهورية العربية السورية وجمهورية مصر العربية او (الجمهورية العربية المتحدة)، اي عن طموح فاشل وليس عن انجاز باهر، فماذا يهم الغير القوميون من العرب والكرد والاشوريين والتركمان والازيدية والمنائيون وحدة لن تحقق لهم الا المزيد من التهميش والانكى يقول البعض ان هذه النجيمات تمثل الوحدة والحرية والاشتراكية، فانظروا الثلاثي الرائع، فاي وحدة تحققت، الم يزد التباعد لا بين الانظمة العربية فقط بل بين الشعوب العربية اي عرب هذه الدول، وكان كل هذا الانجاز البطولي من اعمال القومييون العرب، اما النجيمة الثانية والتي تعبر عن الحرية، فقط وصل واقعنا في العراق الى حرية ليس السلطة بل احد اركانها في ان يعمل بك ما يشاء دون ان يتم مسألته لو من باب التجميل للواقع الكريه، فالحريات الجزئية التي كنا نتمتع بها وخصوصا ممن كا يسير الى جانب الحائط على الدوام اي حرية الحياة، حتى هذه الحرية ومن هذه الفئة قد تم قضمها شيئا فشيئا فبعد ان كانت بيد الدولة واجهزتها صارت بيد القائد ومن ثم تناسلت وصار مصير حياة كل المساكين من امثالي بيد اي واشي او منافق يرغب الصعود في مراتب السلطة، فاسهل واضمن من يمكن ان يشي بهم على انهم اعداء قائد الضرورة والثورة هم المساكين ممن لا حول لهم ولا قوة. اما النجيمة الثالثة والتي تعبر عن الاشتراكية، فهذه الوحيدة التي تم تطبيقها جزئيا فقد تم تقسيم العراق اقطاعيات لازلام السلطة وقائدها.
فاي رمز للوحدة الوطنية وللكرامة يمثل هذا العلم الذي هو بالحقيقة تمثيل لنظرة ايدولوجية شمولية للوطن، اي علم هذا الذي يمكن ان يتغير لاربعة او خمسة مرات خلال اقل من  مائة عام، الا يمثل العلم رمزا موحدا في وجدان المواطنيين فكيف تم التلاعب بهذا الرمز الوجداني كل هذه المرات، الا يدل هذا التغيير المتكرر ان الكل ما كان ينظر للعلم باحترام وتقدير ولا كان يراعي مشاعر الشعب في هذه التغييرات، فكيف يمكن تغيير شئ له هذه القيمة الوجدانية، او يمثل رمز للكرامة او الحرية؟ انه سؤال مشروع  من حقنا ان نطرحه.
ماذا يمثل لي هذا العلم كاشوري عراقي، فلنتفق ان العلم يمثل رمز الكرامة والحرية والمساواة، او يمثل رمزا لانتصارات تاريخية لها وقع ومكانة ومهابة لدى الشعب، انا الاشوري العراقي، كان من الصعب او المستحيل ان اجادل حول حقوقي القومية، لا بل بقرارات شفهية تم مصادرة حقي في ان اسجل في الوثائق الرسمية قوميتي  فقد فرضوا على الخيار بين اثنين لا ثالث لهم على ان لا اكون اشوريا. فكل ما يمكن ان يمثله العلم هز تدمير قرانا العديدة وليس هذا فقط بل انه تم تدمير العشرات من الاديرة والكنائش الموغلة في القدم والتي يرقى عمر الكثير منها الى العصور المسيحية الاولى اي قبل ظهور الاسلام، ان العلم يمثل قتل اطفال وشباب ونساء لانهم كانوا ساكنيين في قراهم عند وقوع جريمة الانفال، ان العلم بات رمزا لابشع ممارسة لطمس الحريات والهويات القومية لغير العرب والهوية الدينية لغير المسلمين، مثال فرض تعليم تفسير القران الكريم على الاطفال جميعا دون مراعاة لحقوقهم الدينية ولرغبة اولياء امورهم، اي غرس مفاهيم قد تخالف  مفاهيم دينهم في رؤسهم وتشكيكهم بمعتداتهم الدينية.
انا كاشوري قد لا يصيبني من العلم الجديد المنوي عمله واقراره الا ما اصابني في ديباجة الدستور العراقي، اي التجاهل التام لكل تاريخ وجودي على هذه الارض والتي تبلغ عمر الانسانية حيث ان هذه السنة هي سنة 6756 اشورية فتصورا كم هوقديم وجودنا وكم شاركنا في رفد العراق الحالي بما يفتخر به من الانجازات الحضارية، ففي كل مرحلة كانت بلاد النهرين منبع للحضارة كانت مشاركة الاشوريين فيه واضحة والا اسألوا واستنطقوا التقدم الحضاري في فترة الدولة العباسية كان على يد من؟
ان الضجة المفتعلة حول العلم العراقي، وبكل هذا الصوت العالي، ليست من اجل العلم بل من اجل مصالح سياسية انية، او مصالح فئوية، انها فرصة لوضع العصى في دواليب عجلة مسيرة الاستقرار والتقدم لاجل الحصول على مصالح فئوية مثل الغاء او تخفيف قانون اجتثاث البعث او مصالح اخرى عديدة، فكل المدافعين عن هذا العلم الذي يدعون انه يمثل رمز السيادة والاستقلال لم ينطقوا ببنت شفة عندما وضع الرئيس السابق على العلم عبارة الله اكبر وبخط يده، وبدون اجماع وطني او حتى قومي؟

تيري بطرس[/size][/font][/b]
betkanno@web.de
 

     

427
المنبر الحر / حرف ال(ܚ ) المظلوم
« في: 17:54 06/09/2006  »
حرف ال(ܚ ) المظلوم
في زيارتي للوطن حضرت مناسبتين دينيتين في قرية اينشكي احدى المناسبتين كانت قداس على الميت والاخرى كان اكليل زفاف، وفي كلا الحالتين لاحظت ان الشماس المسكين يرغب في التوفيق بين الحاء والخاء، فهو يرغب ان يقول الحاء عند نطق الحرف السرياني (ܚ) الا انه في في كثير من المرات  يفشل فيعود لينطق نفس الحرف وفي نفس الكلمة خاء حسب لهجته الصبنيتة (لهجة الصبنا قريبة من اللهجة التيارية والبروارية ولكنها ايضا في بعض كلماتها قريبة من لهجة سهل الموصل، الا انها تلفظ حرف (ܚ) السرياني خاء وليس حاء)، اشفقت على هذا الحرف الجميل في لغتنا والذي تبتدئ اغلب الكلمات الجميلة به ومنها (ܚܐܪܘܬܐ، الحرية و ܚܘܝܕܐ الاتحاد) و(ܚܘܒܐ) التي تعني الحب، فهذه الكلمة مثلا يمكن لابن اورميا وسلامس وحتى المناطق القريبة من دهوك ان ينطقوها خوبا ويمكن لابناء سهل نينوى ان ينطقوها حوبا ويمكن لابناء طورعابدين ان ينطقوها حوبو، الا انها في كلا اللهجات الرتيسة الثلاثة او الاربعة باعتبار لهجة حكاري لهجة رئيسية تكتب بالاحرف الثلاثة وهي (ܚ، ܘ ، ܒ ) و(ܐ) او (ܘ) فتمثل ضرورة قواعدية لان اي كلمة تنتهي بالزقاف تختم بالالب (الالف) وفي لهجة طورعابدين اي اللهجة الغربية فكل زقاف يلفظ كرواخا الشرقية. اذا مادمنا نكتب كل الكلمات بنفس الصيغة الاملائية او القواعدية فلماذا نحاول جبر الذات على تغيير لفظنا للكلمة علما ان لفظ الكلمة لا يغير من معناها او من املائها، وتذكرت حادثة الشماس المسكين الذي كان يحاول التوفيق للفظ كلمة (ܫܘܒܚܐ) فمرة يلفظها شوحا حسب ما علمه اساتذته من الكنيسة الكلدانية ومرات ينسى ويعود للفظها حسب لهجته اي شوخا، عندما سمعت الشماس كوثر نجيب من قناة عشتار وهو يعلم الطلاب كلمة (ܚܒ̣ܠܐ) التي كان يلفظها (حبلا)، ولعمري ان كل الاشوريين الكلدان السريان في العراق وحسب علمي يلفظ الكلمة (خولا) بتركيخ الباء وبلفظ (ܚ) خاء وليس حاء وبالاخص في هذه الكلمة وكلمات اخرى مثل (ܚܬܐ) (الاخت) وغيرها، وبالطبع ليس لدينا تسجيلات لكيفية لفظ الكلمات في العصور السابقة ولا يمكننا ان نجزم اي منها الاصح وليس في هذا اي منطق للبحث عن الصح والخطاء، لان الاصل في الكملة املائها وليس نطقها، فما دمنا متفقين على املاء الكلمات فلنترك النطق كل وحسب لهجته كما تعمل بقية الامم، فالمصريين ينطقون الجيم العربية كالجيم الفارسية مفخمة فجواد عندهم تلفظ كواد بلفظ الكاف مفخمة مع كسر اول حرف في الكلمة وتعني الكريم، ولكن تكتب باملاء موحد، وسنجد في اللهجات العربية الكثير من امثال هذه الكلمات، الا ان العرب يتوحدون عندما يقراون الفصحى باعتبارها لغة القرأن فالكل يحاول لفظها كما هي في لهجة القرأن القريشية الاصل، وفي الالمانية مثلا الاحرف ((CH تلفظ باشكال عديدة فهي مرة ش ومرة خاء ومرة صوت بين الصوتين، ولكن الالمان المختلفين في اللهجات متفقون في الاملاء.
وفي لغتنا هناك احرف مسكينة تعاني ما يعانيه حرف (ܚ) مثل حرف التاو (ܬ) الذي يلفظ بعدة اشكال فمثلا في كلمة  (ܒܝܬܐ) (بيتا اي البيت) يقراء بيتا بلهجة اورميا وسلامس وصولا الى لهجة نوجيا وشميسدن وكارو، ويلفظ بيا باسقاط التاو بلهجة جيلو ويلفظ بيشا ببعض لهجات التياري ويلفظ بيثا ببعض لهجات التياري الاخرى ولهجات البرورو والصبنا وسهل نينوى ويلفظ بيسا بلهجات مركا وعقرا وسينايي ويلفظ بيتو باللهجة الغربية، كما تلاحظون ان حرف تاو يلفظ مرة تاو ومرة ثاو ومرة شين ومرة سين ولكن مادامت الكلمة تكتب بصورة موحدة فلا بأس من طريقة لفظها، ولكن في لفظ التاو وفي تركيخ بعض الاحرف او عدم تركيخا لانعاني مشكلة كبرى الا في حرف (̇ܚ) المسكين الذي يحاول البعض التعسف في محاولة فرضه كانه يمتلك حقيقة العصر والدهر، فكما قلت لا يمكن لاحد الجزم اي لفظ هو الاصح لانه بالحقيقة لا وجود مثل هذا الامر اي الاصح، فالمسألة هي مسألة لهجوية وكل شخص يلفظها حسب ما تعلم في محيطه، ولم يصلنا من العصور القديمة شيئا منطوقا ومحفوظا ككاسيت يحفظ لنا اللفظ الصحيح.
في بعض اللهجات تلفظ الكاف كالجيم وعندما كنا نتناقش في الامر قال احدهم ولكنني اريد ان الفظ  الجيم فلا اقدر الا ان الفظها جيم، اي اراد ان يقول انه يريد لفظها كاف ولا لكنه لا يتمكن الا ان يلفظها جيم ولكن لهجته وتعوده خاناه فهو يلفظ الكاف بشكل سليم في العربية الا انه في السورث يقول جلوا (ܟܠܒܐ) ويعني بها كلبا اي الكلب ولكن يلفظ الكاف جيم ويركخ الباء.
ان ما لا حطته هو ان البعض من خلال هذا التعسف في فرض لفظ الحرف خاء او حاء ينطلق من منطلقات عنصرية ويعتبر المسألة انتصار للهجة او مذهب ما ضد الاخر، فالحقيقة ان اشكالية لفظ هذا الحرف ان غالبية النساطرة ينطقونه خاء وغالبية الكلدان ينطقونه حاء وخصوصا في الكلمات المستعملة في الصلوات والثقافة،  وخاء في اخرى اما لهجة طورعابدين وحتى لبنان فيتنم لفظه حاء، ان المذهب الكاثوليكي الكلداني انطلق وتوسع في مناطق كانوا يلفظونه حاء ولذا فالكهنة ورجال الدين الاوائل كانوا من هذه المنطقة وحاولوا فرضه بشكل غير مخطط الا انه اخذ بعدا طائفيا نوعا ما فحتى المناطق والعشائر التي كانت تلفظه خاء صارت تحت تاثير التعليم والمواعظ الدينية يلفظونه حاء، ون هنا اخذ  ابعاده في النقاشات التي دارت حول اللغة ووحدانيتها منطلقا لتأكيد وحدتنا القومية، في حين ان الاحرف الاخرى لم تعاني من هذا التعصف والظلم وبقى كل ينطقها حسب لهجته ولا ضرر في ذلك البتة.
اما المحاججات البيزنطينية حول ان لفظة الخاء غير اصيلة بالاستشهاد بالعربية، او لوجود الخاء المركخة من كاف (ܟ̣) حيث الكاف تركخ ايضا كاللجيم (ܟ̰) وتلفظ  جاب جيم مع ثلاثة نقط، فهي غير مقبولة لاننا نمتلك حرف السين والشين ولكننا نلفظ التاو بهما في بعض اللهجات، فالشماس كوثر من قناة عشتار كان يمكن بكل بساطة ان يقول خولا وكما يلفظه اهالي عنكاوا ولم يكن بحاجة لفرض اعتقاده على الاخرين او على الاطفال بحجة التعليم لان هذه اللفظ ليس قانونا ملزما ويجب ان لا يكون قسرا، من وجهة نظري ان المهم توحيد املاء اي الكتابة الصحيحة والموحدة للكلمة اما لفظها فيجب ان لا يتم القصر بشأنها لانه امر نعتدي به على حق الاخرين في الافتخار بلهجتهم ونعتدي على الاخرين بحقهم في لفظ الحرف كما تعلموه ولا نوحد اللغة كما يترأى للبعض موحدة في كل تفاصيلها كالبنيان المرصوص، ان فرض مثل هذه المحاولات تبعد الطفل عن التعلم وتجعله يشعر بغربة تجاه لغته، وهذه الحالة يعانيها العرب حيث انهم بتعليمهم الفصحة المستمدة من القرأن يجعلون الكثيرين يشعرون بالاغتراب عن لغتهم فهم يكادون يتكلمون لغتين احداها في البيت والشارع ومكان العمل والاخرى في المدرسة.
والملاحظة الاخرى التي تستوقفني في هذا المجال ان هذا الحرف المسكين يكاد يقسمنا الى طرفين فكلما سرت نحو الشرق والشمال مبتداء من نينوى للاحظت شيوع لفظه خاء وكلما توجهت الى الغرب وشمال الغربي باتجاه طور عابدين لشاع لفظه حاء، اما منطقة نينوى وما جاورها فيتم لفظ الحرف بالطريقتين ولكن في كلمات مختلفة، فكلمة (ܫܘܒܚܐ) شوحا ولكن كلمة (ܚܬܐ،الاخت) تلفظ (خاثا) وكذالك (ܚܕ̄ واحد) تلفظ (خا) وكذالك كلمة (ܚܡܪܐ، حمار) تلفظ (خمارا) وكلمات كثيرة غيرها اي ان هذه المنطقة وسطى بين الطرفين لانها القلب، وكنت قد اطلعت على بحث للسيد يونان هوزايا حول هذه المسألة يرجح فيها ان تكون لفظة الخاء اصح، الا ان غايتي في هذه المقالة هي ترك التعسف في فرض نظق معين على هذا الحرف الجميل ولننطقه كما تعودنا ولكن لنكتبه باملاء صحيح ولا يوجد في اللغة حبلا باعتقادي بل خولا. [/size] [/font] [/b]                


428
كنيسة في عين العاصفة
الكنيسة كمؤسسة وكاكليروس وكقوانين وكفلسفة ايمانية ليست خارج اطار النقد والبحث والتطوير، فالكنيسة ليست جدران وان كانت لكانت ايضا بحاجة الى تحديث، ولان الكنيسة هي من الناس ولهم، ولانها بلا شك تقدم خدمة لاناس يشعرون بحاجتهم الى هذه الخدمة، فهي يجب ان تتطور وتتقدم وتحدث خطابها واسلوب توجهها الى الناس بحسب اعمارهم وثقافاتهم، ولان الكنيسة تلعب دورا مؤثرا في حياتنا فمن حقنا ان نوجه لها كمؤسسة وكاكليروس انتقاداتنا ونحاول طرح البدائل.
المشكلة في الكنيسة ان ما تقرره وبحسب الايمان هو امر مقدس، اي ان ما يقرره المجمع السنهاديقي هو امر مقدس لانه بحسب الايمان جاء من روح القدس ولذا حدث الاتفاق بشأنه، وان لم نؤمن بهذا الامر فان ايماننا يجب ان يتغير او ان تقوم الكنيسة بتصحيح المفهوم وتطويره لكي يلائم ما توصل اليه الانسان في العصر الحالي والذي لا يعطي العصمة لاي كان.
ولكن التطوير والتغير اللذان نعتقد بمشروعيتهما وبضرورتهما ليس في الكنيسة بل في كل مؤسساتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية وحتى في اصغر خلية في المجتمع التي هي الاسرة يجب ان تتطور وتتغير لكي تساير العصر ومتطلباته، اقول ولكن كل هذا لا يبيح ان نقول ام او، اي ان لا يكون امام الكل الا خيارين لا ثالث لهما، ان الوصول الى حالة الخيارين والذي لا ثالث لهما يعني ان الامور لم تكون مطروحة لاجل الاصلاح بقدر ما هي فرض ارادة بقوة متخيلة وليس بحوار منسق ومتطور، فالتغير في مثل هذه المؤسسات لا يحدث جذريا بل يأتي سلسا وبخطوات حذرة ويمكن اتخاذها دون احداث انقسامات وتجاذبات مؤلمة تقدم الكنيسة فيها تضحيات كبيرة كما حدث عام 1963، وعملية اما او تعني سلسلة انقسامات لا نهاية لها والمنطق يقول ان التغيير او صاحب مشروع التغيير يجب ان يقنع الاخرين به لكي يتمكن من تنفيذه، وليس فرضه لانه لا يستقيم مع اي قيمة وحتى مع قيم العصر، والكنيسة لا يمكن تن تسير بالثورات والانقلابات و لا بالمؤامرات.
فالكنيسة قد اتخذت بعض الخطوات والتي تقبلها المؤمنون لانه كان مهيئا لها مثل الخروج من قاعدة ناطر كورسي واليوم ان غالبية الاساقفة والمطارنة وحتى البطريرك هم من خارج هذه القاعدة والتي ندرك ان اتباعها لم يكن برغبة ولكن الظروف فرضت على الكنيسة او ما تبقى منها اتخاذ هذه الخطوة في ذلك الحين اي بعد المذابح التي اقترفها تمورلنك بنا والتدمير الذي الحقه ببنية الكنيسة، كما ان الكنيس تضم الان اساقفة شبان اغلبهم من حملة شهادة البكلوريوس او ما يعادلها، وهذا افض مما كان سابقا، وبالطبع نحن نتمنى ويجب ان يعمل الجميع على تحقيق الاكثر وليس الاكتفاء بما تحقق.
ومنذ انبثاق كنيسة المسيح او كنيسة المشرق على ارض النهرين كانت كنيسة الشهداء، فسلسلة شهداءها لا تنتهي بل تضم الملايين من المؤمنين والمؤمنات منهم الاطفال والشيوخ ورجال الدين بمختلف رتبهم، الا ان الكنيسة استطاعت تجاوز المذابح الاربعينية والتي اقترفها شابور الثاني لكي تتوسع وتنتشر وتخدم مؤمنيها وكل الذين كانوا يحتاجون لمساعدتها سواء بالطبابة او بالمساعدات العينية مثل الاغذية والالبسة، ورغم ان الاسلام قد احتل كل المناطق التي كانت الكنيسة تنتشر فيها، الا ان الكنيسة في القرنين الاولين من الحكم الاسلامي كانت تدار بقدرات وامكانيات هائلة واغلب التقدم العلمي والثقافي والتجاري الذي اتسمت به هذه الحقبة يعود الى رجال الكنيسة او من تخرج من مدارسها سبب هذا التقدم الهائل كان الاستقرار الذي تمتعت به المنطقة والكنيسة لقرابة اكثر من ثلاثة قرون.
ولكن الحروب المستمرة والضرائب الطائلة مثل الجزية وغيرها جعلت الناس تختار في اكثر الاحيان اعتناق دين الحكام للتخلص من اللا مساواة والاذلال والفقر المدقع الذي كان يتركهم فيه استحصال الجزية، وهنا فمعتنقو الاسلام من المسيحيين كانوا اكثر وبالا على اخوتهم السابقين لكي يتماهوا مع دينهم الجديد، فكانووا معهم قساة مستمدين القوة من كونهم مسلمين. ولكن كل هذات والحروب والمذابح التي رافقت الموجات البربرية والتاتارية وخصوصا بعد اعتناق المغول التاتار الاسلام في مناطق غرب اسيا ، جعلت مناطق واسعة من العراق وايران وحتى الصين وتركيا تخلوا من ابناء كنيسة المشرق، ان عملية انكفاء دور الكنيسة كان متدرجاولكنه مستمر بخطوات متسارعة، ففي القرن السابع عشر على سبيل المثال لا الحصر ذكرت صحيفة كيهان باحد اعدادها عام 1963 ان اذربيجان الغربية الحالية كانت تضم ما يقار الستمائة الف نسمة من الاشوريين، فاذا كانوا كذالك فمن المنطقي انهم الان بعشرات الملايين، ولكن الوقاع يرينا عشرات الالاف، النتيجة هي القتل والسلب والتدمير واعتناق الاسلام، كنيسة كان هذا حال اتباعها ماذا يمكنها ان تقدم لهولاء الاتباع، وخصوصا انها جزء منهم تسطلي بنفس النيران التي يسطلي بها المؤمنون.
كنيسة المشرق عانت من مذابح كبيرة في منتصف القرن التاسع عشر ومنها مذابح مير محمد كور امير راوندوز وبدرخان بك ومن انشاق كنسي بداء ياخذ مداه الكبير في نفس الفترة الا وهو انشاق الكنيسة والتحاق المنشقين بكنيسة روما، امام كل هول المصائب لم تتمكن الكنيسة الا من لملمة جراحاتها والبقاء مستمرة مهما كانت هذه الاستمرارية، ولم يمر على المذابح الكبيرة تلك الا اقل من سبعون سنة واندلعت الحرب الكونية الاولى، وكان مصير الارمن وابناء الكنيسة والكنائس الشقيقة مثل الكنسية الارثوذكسية السريانية والكلدانية في تركيا، حيث تعرضوا للمذابح الشنيعة والفضيعة والمخزية ماثلا امام اعين الجميع، اي قرار كان على الكنيسة اتخاذه، اي قرار كان على قيادة المجتمع اتخاذه، هذه القيادة التي كلنا نعرف قدراتها وامكانياتها لان هذه القدرات والامكانيات كانت من نفس المجتمع ولم ينزل القادة من كوكب اخر علي الشعب، فاخوتهم يقتلون والمصير اتي والتاريخ شاهد، فكل خسارة تكبدتها الدولة العثمانية في اوربا اخذت بثأرها من مواطنيها المسيحيين، الذين عملت فيهم السيف، الذين كانت كرامتهم مهانة على الدوام، فعشائر حكاري الشبه مستقلة فقدت هذا الاستقلال بعد اجتياحات بدرخان بك، اذا ماذا كان القرار المتوقع ان يتخذ، حيث لم يعارض القرار الا ال نمرود وهم لم يقدموا بديلا واقعيا، الا ترك النفس لكي يأتي قاتلها ويعمل السيف في الرقاب، هذا ما كانت تقوله تجارب الشعب مع العثمانيين والعشائر المحيطة، ولم يكن هناك اي بارقة امل او بديل واقعي ممكن الركون اليه. لقد اتخذ قرار الالتحاق بالقوات الروسية لان الشعب كان محاصرا من كل الجوانب ولذا فخروج الشعب اعتبر معجزة وقد خرج فارا هاربا. اما مصير ال نمرود والذي يراد طرحه في كل خلاف كنسي، هو مصير قرره الرسل المرسلين من قبل القيادة لابلاغهم بالقرار ولان ال نمرود رفضوا، فواقع ومكانة البطريرك الذي ما كان احد من المؤمنين حينذاك يعصي اوامره ويعتبر عصيان الامر مروقا من الدين، دفع الرسل لارتكاب الجريمة النكراء، ولكن المفارقة في كل هذا هو تحميل الجريمة للكنيسة، فاذا كان وهو ليس بكذالك ان الجريمة ارتكبت بامر مار بنيامين فلماذ يعاد التذكير بها والبطريرك الحالي ليس من عائلة مار بنيامين هذا اذا كان صحيحا تحميل الخف ما عمله السلف، الا اذا كان المقصود هو وصم الكنيسة كلها بالجريمة ودلالة التذكير هي هذه بالضبط وليست امر اخر، اي تحميل الجريمة للموؤسسة المستمر وقيادتها مهما كانت.
والامر الاخر ان بعض كتابنا عند اي خلاف مع الكنيسة او قيادات دينية يتهم الكنيسة بانها سبب المذابح التي جرت اعوام 1915 _1917 ويبرر للحكومة العثمكانية والعشائر الكردية فعلتها بسبب انحياز قيادة الكنيسة ورؤساء العشائر الى الحلفاء (العرب كانوا منحازلين الى الحلفاء ايضا)، وتستمر عملية الانتقام من البطريرك الحالي ورجال الكنيسة الحالية الغير المرغوب فيهم لدى النقاد، بتحميل مذبحة سميل لاخطاء سرما خانم ومار ايشاي شمعون وحدهم وهم كانوا جزء من القيادة فقوتهم كانت من قوة العشائر ليس الا.
ان محاكمة التاريخ بمعاير اليوم، وبامكانيات اليوم وتحويله الى مرتع للصراعات الايديولوجية او العشائرية او المذهبية امر مدمر وليس بناء باي شكل من الاشكال، فتاريخنا مأساوي حقا، فقد تكالب على  المؤمنين بهذه الكنيسة الاعداء من كل جانب، فحتى اخوتهم حاولوا تقطيعهم لكي يسلبوا البعض منهم الى صفهم وكم اذى ذلك وكم دمر وكم جعل هذا الامر البعض يتحول الى دين الحكام املا بالراحة واشمئزازا بالمقترف من من يؤمن بنفس ما تؤمن.
لم يكن شعبنا وبالاخص المؤمنين بكنيسة المشرق متهئين للدخول الى القرن العشرين وبما جلبه من التطورات الفكرية والتكنولجية، فقد بقوا لقرون منغلقين لاجل الحفاظ على معتقدهم، هل كانوا محقين في ذلك ام لا فهذا كان اعتقادهم وعلينا احترامه، ولكن ان نطالب كنيسة كانت دوما في عين العاصفة، ولم تتمكن من ان تستقر لكي تعيد الحيوية الى كيانها وتعيد بناء مجدها، فهاي سميل تقسم الشعب والمؤمنين ورجال الدين، فمن استقر في سوريا ومن استقر الحال به في القبرص ومن ثم لندن واخيرا في سان فرانسيسكو، ومن بقى في العراق بقى بلا قيادة، وقبل ان يشعر الناس بعودتهم للاهتمام بشؤونهم وتطوير قدراتهم، اكملت نتائج ثورة ايلول البقية الباقية من النفس، فهاي القرى تحرق من قبل قوات الفرسان او ما اصطلح على تسميته بقوات الجحوش، والناس تهرب الى المدن والكنيسة تلحق بالمؤمني اينما ذهبوا رحلت معهم، وهنا ايضا بداء كل شئ من الصفر، الكنائس والاكليروس وقبل اي استقرار حصل انقسام اخر في عام 1963 بسبب التقويم، او اعطي السبب، والجراح لم تلملم بعد حصلت الهجرة السبعينيات وتلتها الحرب العراقية الايرانية، والبقية معروف للجميع، كنيسة ترحل خلف مؤمنيها، وكل جيل تبداء من الصفر كما هو شأن المؤمنين، فكيف لها ان تتقدم وتتطور وتنافس الكنائس الاخرى المستقرة بمؤمنيها، هل يمكن بناء مدرسة او جامعة او التفرغ للدراسات اللاهوتية وغيرها من الدراسات الضرورية لتطوير الكنيسة؟
من الصعب اليوم تقبل القاء اللوم كله على رجال الكنيسة الذين هم جزء من هذه الامة، لا بل ان استذكار التاريخ في كل خلاف يحدث في الكنيسة حتى لو كانت اسبابه انية، يعني اتهام المؤسسة بان بناءها ومسيرتها كانت خاطئة منذ امد طويل ولا تشمل الفترة الحالية فقط، اننا يمكننا تفهم دراسة تاريخ الكنيسة، وتوجه الاتهامات او النقد لهذا الموقف او ذاك، ولكن الغير المفهوم اسقاط الخطاء المزعوم على الواقع الحالي او اسقاط المعرفة والقدرات الحالية على الماضي بكل تفاصيلة المعروفة للجميع، والخطاء الاكبر يبقى منح التبرير لمن ذبح شعبنا ومؤمنينا بعلة خطاء البطريرك او المطران الفلاني.
مرة اخرى نود التاكيد ان كل مؤسسة مطالبة بمراجعة ذاتها على الدوام، لكي تتمكن من الاستمرار، ولكن مراجعة الذات وطرح الافكار للتطوير، لا تعني فرض الذات ولا تعني اما او، اللتان لا تستقيمان مع الكنيسة والمبادئ التي تسترشد بها.
نحن اعضاء الاحزاب نقول بالاقلية والاكثرية، فالاقلية تقول رأيها ويحترم الرأي ولكن الذي ينفذ في النهاية رأي الاكثرية، وهذا ما يجعل المؤسسة تسير كموسسة وليس كتوجهات فردية تصدم احداها مع الاخرى.
 اليوم لا زالت كنيسة المشرق والمؤمنين بها في عين العاصفة، وهي لن تخرج من هذه العاصفة الا باستقرار المؤمنين بها وتمكنهم من بناء قاعدتم الاقتصادية والعلمية والفكرية، والتي سترفد الكنيسة بكل الافكار والامكانيات لتسير مسيرتها نحو التقدم والتطور، فالازمات التي تعاني منها اغلبها كان نتيجة هذا الوضع الغير المستقر والذي لم تصنعه الكنيسة ولا قيادتها بل فرض عليها لانها كانت تعيش في قوس الازمات والمرير انها لم تمتلك صديقا، فالكل كان يطمع بسلب جزء منها.[/size][/font][/b]

429
اعلان حرب على بليجاني!
لمن لا يعرف بليجاني، هي قرية صغيرة وجميلة، تقع الى غرب او بالادق جنوب غربي قرية بيباد (بيت بيدي) التي هي قريتي، تصوروا ان بليجاني تمكنت بخدعة يقال ان ورأها تزويج امراة في الحصول على ماء نيرا (نهير) بيت بيدي ليوم كامل كل سبت، كما ان بليجاني التي كانت تعتبر تابعة لبيت بيدي تمكنت بمرور الزمن من ان تستقل بشؤونها الخاصة فقبل الحركة الكردية كان لها مختار خاص وهو المرحوم خالي خوشابا، ولكنها بقت تعتبر او بقينا نحن اهل بيت بيدي نعتبرها تابعة لقريتنا او هذا كان احساسنا لانها لم تمتلك مقومات القرية المستقلة الا وهو بناية الكنيسة الخاصة، ولكنها في الاونة الاخيرة تمكنت من بناء كنيسة خاصة بها  (بمساعدة الاستاذ سركيس اغاجان) مما يعتبر خطوة اساسية ونهائية في الاستقلال الذاتي عن بيت بيدي، ولكن المشكلة الكبرى ان هذا الاستقلال جاء بطريقة سياسية ومخططة وعلى المدى البعيد، وبالتالي ان اهل قريتي اخذوا على حين غرة ووجوه بالامر الواقع، اي ان اهل بليجاني لم ينطبق عليهم القول ان الحرية تؤخذ بالقوة، ولذا وبما انني اعتبر هذا الامر خارج منطق المتعارف عليه ولذا فانا لازلت اعتبر بليجاني قرية تابعة لقريتنا ولن اعترف باستقلالها الذاتي وان كان بمخطط ذكي وعلى المدى البعيد، فقضيتي الاساسية ستكون شحذ الهمم والجهد من اجل افشال هذا الاستقلال واعتباره كانه لم يكن، ولنجاح مهمتي فانني ساجمع عوامل القوة التي ستعينني في مهمتي المقدسة هذه دفاع عن مقدسات قريتي وذودا عن حياضها وكرامتها التي داس عليها البليجانيون اعداءنا التاريخيون من الان فصاعدا، ولزيادة شحذ الهمم بين اهل قريتي ضد البليجانيون فانني ساعمل كل ما في جهدي لكشف كل الاختلافات اللهجوية والطائفية والجغرافية بيننا وبينهم لتعميقها ولرفع راية العداء الدائم والغير المنتهي الا بالنصر المبين لنا نحن اصحاب الحق انشاء الله، كما انني سادعوا ابناء امتي من اهل بيت بيدي الى عدم الزواج او عدم تزويج من بليجاني، لان هذا الامر يخلق قرابات وهذه القرابات تلين قلوب البعض عليهم وتجعلهم يتغلغلون بيننا ويسرقون اسرارنا ويعرفون مقاصدنا ومرامينا وبالتالي يسهل عليهم امر محاربتنا.
هذا هو الامر ايها السادة وانتم تعرفون اننا مظلومون فقد سرقوا ماءنا وتخلصوا من ادارتنا ومن ادارة كنيستنا اي حتى البشارة التي كانوا يدفعونها لكنيستنا صاروا يدفعونها لكنيستهم الخاصة، ان ما اقدموا عليهم كما ترون يعتبر كارثة وجريمة تاريخية لا تغتفر، انها حرب معلنة واننا لها.
وهكذا ايها السادة صار لي ولقريتي بيت بيدي قضية خاصة وعداوة ممكن استثمارها لكسب البعض وخصوصا السذج لكي يتبرعوا لي ولكي اكسب قوتي وكذالك صيتا وشهرة.
 ما بين اهل قريتي وقرية بليجاني قرابات وتراب مشترك بل كل شئ يكاد ان يكون مشتركا، ولكنني دفاعا عن قومية قريتي المستقلة وهويتها التي يراد سلبها واضاعتها ودفاعا عن الحق التاريخي فاننا سنعلن عن كل ما يفصلنا عن بليجاني فاذا كان لهم علم فصنصنع علما مغايرا وان كان لهم يوم مقدس فسنجعل لنا اياما مقدسة وان كان لهم شهداء فلن ينقصنا ما يمكن ان نجعله شهيدا.
واذا لم اتمكن على صدام وغيره فانا بقادر على اهل بليجاني، والرجولة كل الرجولة تقتضي ان انتقم منهم شر انتقام، وان اذيقهم المر والويل فكل الاسلحة ستستعمل وكل شئ مبرر فقوميتنا البيبادية في خطر وهويتنا تسرق ويراد طمسها، فقولوا لي الست على حق بحربي المعلنة هذه على بليجاني؟

عزيزي القارئ هذه المقدمة هي نكاية او تعبير لما يجري في شعبنا الذي  اضاع اسمه وتاريخه وكل ما يوحده، لان البعض صار يعمل مشرطه فيه تقسيما وتقطيعا، وهو محق لان كل شئ صار مباحا في شعبنا، فلم يعد للمحرمات مكان، فاذا كانت الدول كلها تحرم قتل النفس وتعاقب القاتل باشد العقوبات ومنها من يعاقبه بالاعدام، الا ان قتل شعبنا صار ممكنا وسهلا وبسيطا، فطلاب الشهرة من بين ابناءه كثر ومن يحقد ويمتلئ صدره غلا على شخص من طائفة معينة متوفر، ولن يكفيه ان ياخذ بثأره ممن يحقد عليه بل سيعمل عى نكران اي صلة له بالاخر وسيعلن انه قومية وشعب مستقل ولا يربطه بالاخر اي شئ، الا  العراق وياليت العراق كان بصحة وعافية لكان قد خرج لنا بعلاج.
برغم اعترافي الصريح انني لست بالسياسي الحاذق ولا بالكاتب النحرير ولا بالمثقف المتمكن ولا بالتاريخي المقتدر، الا انني من الامي والاضطهادات التي تعرضت لها، تعلمت ماذا تعني الامة والقومية والشعب، تعلمت ماذا تعني كلمة الديمقراطية والسياسة، فما يحدث اليوم هو حقا غرز السكين السام في قلب شعبنا وامتنا وهو لوي عنق التاريخ وتسويد صفحاته. والا بحق الله عليكم كيف لا نكون امة واحدة وقومية واحدة ونحن نمتلك لغة واحدة وفي الكثير من المناطق لهجة واحدة، كيف لا يكونون امة وقومية واحدة وهم ابناء عمومة وينحدرون من عشيرة وقبيلة واحدة ولم يتغير فيهم شيئا الا انتمائهم الطائفي، كيف يريدون زرع هذا السم الزعاف في شعبنا وفي اطفاله وفي عوائله، هل يدرون ما هم فاعلون، ولكن اين السياسيون واين هم رجال الدين الذين يعون الحقيقة ويكتمونها، الى متى سنبقى ندفع ضرائب انقسامنا وتشتتنا؟
صار من الغباء مناقشة من ينتشر في غرف المحادثة وصار من غير العقلاني مناقشة من يكتب في الويب، فالكل صار متفقها في علوم العصر وخصوصا التاريخ، فالتاريخ مشكلة الكسالى صار لنا ملجاء نلوذ  ونستنجد به لكي يعيننا في ضرب من يخالفنا من ابناء الامم التي كانت الواحدة المتحدة ليس بوعي وادراك بل بسبب الاعداء الذين اعتبروها كذالك.
جميل ان نكون متعلمين والاجمل ان نكون مثقفين ولكن العلم والثقافة براء من ما يمارس بين ابناء هذه الامة المبتلية بابناءها، يقال ان قسطنطينية قد سقط بيد محمد الفاتح لان اهلها كانوا منقسمين ومختلفين حلت العداوة بينهم بسبب جنس الملائكة هل هم ذكور ام هن اناث، وحالهم كحالنا كل من يريد ان يشتهر فليخرج بنظرية واسم جديد وسيتبعه البعض على الاقل اهل بيته.         [/size][/font][/b]

430
نحن والانفال
للاخوة القراء ندرج ادناه وبمناسبة محاكمة الطاغية صدام حسين قائمة بما تمكن الحزب الوطني الاشوري من جمعه من المعلومات عن الضحايا من ابناء شعبنا في عمليات الانفال
      ادناه قائمة بما تمكنا من جمعه من معلومات احصائية حول الاشوريين المفقودين في العمليات العسكرية التي قام بها الجيش العراقي في شمال العراق في عام 1988 وهي العمليات المعروفة باسم (الانفال)..
وما زال مصيرهم مجهولا..
   المفقودين وكما يتضح من القائمة يتالفون من عوائل كاملة كما يوجد بينهم الاطفال الرضع والشيوخ المسنين..

ت   الاسم      المواليد   القرية      المنطقة
--------------------------------------------------------------
1     هرمز شموئيل يوسف      1955   قارو       نيروه - دهوك
2   شيرين خوشابا عوديشو      1956    =         =
3   جميلة هرمز شموئيل      1978    =         =
4   خوشابا هرمز شموئيل      1983    =         =
5   جوليت هرمز شموئيل      1986    =         =
6   ابرم هرمز شموئيل      1987    =         =
7   شابي شموئيل يوسف      1956    =         =
8   خنزادا يوخنا شليمون      1956    =         =
9   سامية شابي شموئيل      1979    =         =
10   وردية شابي شموئيل      1981    =         =
11   تاور شابي شموئيل      1984    =       =
12   روميل شابي شموئيل      1986    =         =
13   شليمون يوخنا شليمون      1950    =         =
14   هيلين داود يوسف      1953    =         =
15   حربية شليمون يوخنا      1982    =         =
16   رمزي شليمون يوخنا      1986    =         =
17   ايشو اوراها نيسان      1962    =         =
18   جيا داود يوسف      1963    =         =
19   سوسن ايشو اوراها      1983    =         =
20   مريم ايشو اوراها      1985    =         =
21   سخريا عزيز يعقوب      1956    =         =
22   زيا يعقوب عزيز      1969    =         =
23   هماني ميخائيل يوسف      1925    =         =
24   وردة شليمون ايشايا      1912    =         =
25   بدرية شبيرا رشو      1913    =         =
26   ايشايا وردة شليمون      1966    =         =
27   الفية عزيز يعقوب      1969    =         =
28   نيشا ايشايا وردة      1988    =         =
29   كوريل يوخنا بطرس      1954    =         =
30   بدي خنانو قاشو      1965    =         =
31   اومتا كوريل يوخنا      1987    =         = 
32   ياقو كاكو متي      1954    =         =
33   بتيو يوسف ميخائيل      1975    =         =
34   كينا كليانا كينا      1917   باش      =
35   هرمز كينا كليانا      1969    =         =
36   امجد شرو كليانا      1969    =         =
37   اشمائيل داود يوخنا      1966   باش      =
38   ماربينا داود يوخنا      1960    =         =
39   كولازر داود يوخنا      1969    =         =
40   جوليت ليون اوراها      1968    =         =
41   ليلى ماربينا داود      1979    =         =
42   رول ماربينا داود      1981    =         =
43   شمعون ماربينا داود      1985    =         =
44   اربل ماربينا داود      1986    =         =
45   خاوا ساوا هرمز      1955    =         =
46   نركز يوخنا داود      1975    =         =
47   فريال يوخنا داود      1976    =         =
48   نهرين يوخنا داود      1983    =         =
49   ايشو يوخنا داود      1985    =         =
50   شميران يوخنا داود      1986    =         =
51   فريدة ايشا اوراها      1958   ويلا      =
52   امير بريخا بنيامين      1981    =         =
53   اميرة بريخا بنيامين       1985    =         =
54   تمارا بريخا بنيامين      1987    =         =
55   باكوس توما باكوس      1918   كندي كوسا       دوسكي دهوك
56   مارغريت دنخا كوريل      1918     =                =
57   توما باكوس توما      1930     =        =
58   الشوا موشي عوديشو      1934     =        =
59   شوشن توما باكوس      1972     =        =
60   سركون توما باكوس      1974     =        =
61   سنحاريب توما باكوس      1979     =        =
62   اشور توما باكوس      1975     =        =
63   شموني توما باكوس      1977     =           =   
64   شمعون موشي عوديشو      1932     =        =
65   يسمي هارون      1950     =        =
66   مريم موشي عوديشو      1956     =        =
67   شيرين موشي عوديشو      1954     =        =
68   يونيه موشي عوديشو      1952     =        =
69   سمير شمعون موشي      1977     =        =
70   سامي شمعون موشي      1981     =        =
71   داني شمعون موشي      1988     =        =
72   اميرة شمعون موشي      1979     =        =
73   سميرة شمعون موشي      1983     =        =
74   داليا شمعون موشي      1978     =        =
75   موشي شمعون موشي      1985     =        =
76   شمايل ايوب خان خوشابا       1976     =        =
77   ماركريت يلدا هارون      1968     =        =
78   والتر شمايل ايوب خان      1986     =        =
79   ناديا شمايل ايوب خان      1987     =        =
80   يوسف ايوب خان خوشابا        1969     =        =
81   مريم طوبيا ميخائيل      1918     =        =
82   شمعون كوركيس يوالاها      1932     =        =
83   ايوب شمعون كوركيس      1934     =        =
84   ايشو شمعون كوركيس      1940     =        =
85   عوديشو شروين عوديشو      1949     =        =
86   شليمون شروين عوديشو      1963     =        =
87   شوشن شروين عوديشو      1963     كندي كوسا   دوسكي - دهوك
88   وردة ايشو وردة      1965    دركني        عمادية دهوك
89   منيرة مروكي موشي      1967      =         =
90   اترن وردة ايشو      1986      =         =
91   وردة ميخائيل       1953      =         =
92   بيرونية وردة      1945   كاني بلاف        برواري بالا - دهوك
93   نبيل يوسف وردة      1969      =         =
94   نابليون يوسف وردة      1972      =         =
95   وردة خامس      1942      =         =
96   سخريا يوسف      1948     باز         =
97   شمايل يوسف      1954     =         =
98   شوني نيسان        -     =         =
99   داود اوشانا        -     =         =
100   نازي        -     =         =
101   سمير مرقس يوسف      1961    هيس         =
102   يوسف        -   موسكا         =
103   نمرود        -     =         =
104   صبرية مروكي صليوه        -   ليفو              زاخو - دهوك   
105   اميرة عوديشو خوشو        -    =              =
106   جبرائيل عوديشو خوشو        -    =               =
107   صابر خيري يوخنا        -    =               =
108   شيرين شمعون        -   عين سفني             نينوى
109   اشور صليوه        -     =          =
110   زوجة (هرمز اوشانا) (*1)         -     =          =
111   ملو مروكي موشي(*2)      1955   دركني           عمادية - دهوك
-------------------------------------

الهوامش :
(*1) فقدت مع اطفالها الستة.
(*2) فقدت مع اطفالها الستة.
 
      لازالت بعض عوائل المفقودين واقربائهم الذين نجوا من الانفال يعيشون في ظروف صعبة جدا ومنهم على سبيل المثال لا الحصر ساكني مجمع ديرالوك وقرية كوندي كوسه.


   قام بجمع هذه المعلومات الاحصائية الحزب الوطني الاشوري - مكتب الثقافة والاعلام..

431
هرمز ابونا مؤرخ فذ .. ولكن لا للتوظيف السياسي

كنت ولا ازال من المواضبين على قراة كتابات الاستاذ هرمز ابونا سواء كانت كتب تصدر او مقالات اطلعت عليها، ولان الاستاذ ابونا مؤرخ اتعب نفسه بمتابعة تاريخنا الوسيط والحديث، فانا ارى انه ممكن الاتكال عليه في معرفة هذا التاريخ، وقد تختلف معه في التفسيرات التي تعطي لمسار التاريخ واسباب ذلك، وهنا لا غبار على المسألة لان حدث واحد في التاريخ مثل معركة واترلو مثلا يمكن ان يصدر عنها مئات الكتب وكل كاتب يفسر ما حدث فيها حسب قراته الخاصة، فكيف بتاريخ شعب لم يكتب ابنائه تاريخهم او ندرة من كتبه منهم، وهنا علينا حقا ان نشيد بجهود الاستاذ المؤرخ هرمز ابونا لطرقه مجال البحث عن اسباب الاحداث وليس مجرد سرد لها كما حدث مع مؤرخين اخرين سبقوه من ابناء شعبنا.
للاستاذ هرمز ابونا رؤية ايدولوجية، ففي الوقت الذي نؤيده في الكثير مما يذهب اليه كاحداث ومسبباتها الا انه من السذاجة التامة اليوم الحكم على واقع بما حدث في فترة بعينها، او تجريم الحفيد لما اقترفه الجد، فاشاعة مثل هذه المفاهيم يعتبر امر ليس خطرا بل جريمة اخرى تقترف بحق الامة ودق اسفين البغض بين ابنائها ودائما استنادا الى احداث التاريخ.
 قد لا يكون الاستاذ ابونا راغبا في الوصول الى ذلك، ومن حق الرجل ان نحكم عليه بالنيات الحسنة ولكن التوظيف السياسي الذي يحصل لدى الكثيرين هو الخطر وعلي الاستاذ ابونا ملاحظة ذلك والتاكيد على عدم صحته وشرعيته.
تاريخنا يجب ان يتم قراته من وجهات نظر مختلفة لاننا سنستفيد من ذلك بلا شك، وسنخرج بعبر ودروس قد تفيدنا في حاضرنا، ومن النقاط المهمة التي يجب التركيز عليها بنظري هي، اذ نقول ان كنيسة المشرق كانت تضم الملايين من الاتباع والمؤمنين فلماذا لم يتم توظيف ذلك سياسيا، اي لاقامة نظام سياسي وخصوصا ان الاسلحة التي كانت تستعمل في ذلك الوقت كانت من انتاج الحداد الذي كان ينتج المحراث، يجب البحث عن اسباب ذلك وعدم ايجاد التبريرات فقط، وهذا لا ينتقص من دور كنيسة المشرق اليوم ولكن من حقنا معرفة ذلك لكي نستفاد، فكيف لكنيسة تضم هذا الكم الهائل من المؤمنين ان ترخي الرأس امام ذابحها بكل وداعة ودعة، وهل كان موقفها حينذاك موقفا صحيحا واستنادا الى معطياتا واحوال ذالك العصر، ان التاريخ يذكر لنا ان الملايين من ابناء شعبنا تم ذبحهم في مذابح  تيمورلنك، لماذ تمكن من ذلك؟ لماذا تحول بعض دعاة الوحدة مع كرسي روما الى مساندي لمضظهدي شعبهم بكل سهولة هل لمجرد دفعهم للالتحاق بهم، ام مرة اخرى تماثلا مع معتقدهم الجديد ونكرانا لكل قيم الاخوة القومية المعبر عنها باللغة الواحدة والعادات والدين المسيحي الواحد لكي يحصلوا على ثقة التامة بهم على حساب بني جلدتهم، ان الاسئلة التي يمكن ان تثار في هذا الاطار كثيرة وجدية، ولكن للاجابة عليها يجب ان تمنح فرص متساوبة لوجهات نظر مختلفة، ليس مرة اخرة للتوظيف السياسي بل لمعرفة التاريخ على حقيقته.
ان بعض المروجين لاراء وكتابات الاستاذ هرمز ابونا لا يهمهم ضرورة صيانة وحدة الامة بقدر اهتمامهم اعتبار الاخر من بني جلدتهم غريما يجب ان يضرب بضربة قاضية، ومرة اخرى تحقيقا لحقد تاريخي او لحقد نتيجة احداث التاريخ التي لا يمكن تبديل نتائجها، وهنا نرى ان الاستاذ ابونا يحمل روح وحدوية صادقة ونحن لا نعتقد ان يرمي الى ما يرمي اليه الاخرين.
صار من المؤكد ان شعبنا بات يحمل تعددية في الكنائس التي ينتمي اليها، وكانت هذه حقيقته منذ القرن الخامس الميلادي، تاريخ اول انقسام في كنيسة الرب، الا انها لم تكن محسوسة جدا في الاطار القومي لان الحس القومي اساسا او البناء على الاساس القومي هو فكر اوربي وليد ما بعد القرن السابع عشر وتبنيناه نحن في منتصف القرن التاسع عشر، اذا التعايش مع تعددية كنائسنا صار امرا ضروريا، والتعايش الذي نعنيه ان نكف على استقدام التاريخ واحداثة في كل خلافاتنا، كحالة الحماة والكنة، فيجب ان ندرك اننا شعب حي والخلافات تحدث بين الاحياء وليس الاموات، وهذه الخلافات يجب ان تحل يما يحقق مصالح كل الاطراف المختلفة وليس بما يقتل او يبيد المختلف، ونحن اذ كنا في ساحة البناء كما ندعي فعلينا ادراك ان لكل طرف من المختلفين مصالح مشروعة يجب ان تراعي، وليس في حروب قرون وسطى وما قبلها حيث ما كان يرضى الا بابادة الغريم ابادة تامة او الاستسلام الغير المشروط.
ان واقعنا اليوم ومهما كان سلبيا، علينا التعايش معه وادراك ابعاده والعوامل المؤثرة فيه سلبا وايجابا، فاعادة التاريخ الى الواجهة بالشكل الذي يتم، لن يغير من الواقع شيئا، بل قد يزيد من الاحتقان ويعمل من اجل عدم الاتقاق حتى على صغائر الامور ومرة اخرى على احداث ما بقدرتنا تغييرها او التاثير فيها، ومن هنا باعتقادي المتواضع  ان نعمل على عقلنة العمل السياسي واعتماد معيار المصلحة العليا لشعبنا الذي تتفق الاغلبية العقلانية على انه شعب واحد، وبالتالي يمتلك اهداف موحدة ومن الضرورة ان يمتلك صوت موحد يتكون من الاصوات الفاعلة فيه.
لا نعتقد واعتقد ان القراء قد يجارونني في هذا الاعتقاد ان التاريخ يمكن ان يمنح لاي طرف منا صك البراءة، فالبحث فيه مفيد فقط لمعرفة الحقيقة والاستفادة منها وليس للقول اننا على حق وان الاخر على باطل، فالحق والباطل ليست مسألة او قضية جنائية لكي يحكم عليها حاكم استنادا الى قانون، بل الحق والباطل هنا مسائل ايمانية تتداخل فيها مؤثرات كثيرة ومنها الغيبيات والعادات وغيرها، وبالتالي الحق والباطل هنا تتعلق بهوية ما وبمصلحة ما، وهنا يصبحان جزء من الشحصية الفردية الغير الممكن فصلها عنه، الا بارتقاء الانسان فكريا والنظر الى مجريات التاريخ خاج اطار الاحقاد والقرارات الانية.
ويمكننا هنا ان نقول ان عدم الاقرار بمسألة تعدديتنا الكنسية واعتبار حق الفرد في الانتماء الى اي منهما مسألة تمس بكيان كل المؤمنين سببا في رفض الكثير من المنتمين للكنيسة الكلدانية للحقائق والاستنتاجات التي يخرج بها علينا الاستاذ هرمز ابونا، فابونا يعتبر في نظر الكثيرين مارقا لانه يعتبر بنظرهم خائنا لكنيسته الكلدانية التي ولد في حضنها، اي ليس دحضا لما يكتبه بالاساس، وعلى نفس النسق يمكن اعتبار ترويج بعض اتباع كنيسة المشرق لما يكتبه باعتباره طعنا بمصداقية الكنيسة الكلدانية وشرعيتها، وهنا نقول يا حبذا لو كان جهد الاستاذ ابونا موجها بالاساس لمن لا يقر بوحدة شعبنا او بتسميته التاريخية، وليس من باب الطعن او الانتقام التي قد يشعر بها ابناء الكنيسة الكلدانية بل من باب حقائق التاريخ والواقع والمصالح.       
    [/size] [/font][/b]

432
أضواء على بيان الاترنايي
بتاريخ 22 تموز 2006 صدر عن المؤتمر العام الثالث للحزب الوطني الاشوري، متضمنا مختصر لما دار في الايام الثلاثة من المناقشات والحوارات وملزما الحزب بمواقف محددة او مطورا من مواقف اخرى، ولتسليط الضوء على بعض قرارات المؤتمر وتحليلها ندرج ادناه بعض خلفيات القرارات او التوسع في شرحها لمعرفة مراميها ومغزاها.
في الفقرة الخاصة بالصعيد القومي
يربط المؤتمرون بين الانسان الاشوري والوطن منذ الازل، وهذا معناه ان العراق كان وسيكون في ضمير ووجدان الاشوري اينما كان، مؤكدا ان استحاق هذا الارتباط هو تمتع شعبنا بكافة حقوقه ومنها تمتعه بمنطقة ادارية وتعني المنطقة الادارية ان يحكمها أبناؤها، وليس كما يحلو لبعض المعجبين بمصطلحات معينة، ان تبني المؤتمر لمطلب المنطقة الادارية هو خطوة اولية لتسويق الفكرة على المدى الاوسع اما بشأن تنسيب الامر الى الشعب، فهو راجع الى نتائج الاستبيان الذي قام به اخوة  حزبيين وكذلك مركز الشرق، والى شبه الاجماع الذي حصل في مؤتمر هنكلو على الفكرة (حيث حصل اجماع على الفكرة ولكن بعد دراسة مستفيضة ). فاذا ما قاله الاترنايي عن مطالب ليس ببعيد عن الحقيقة واذا كان البعض بعيدا عنها فهو بالتأكيد يتحمل مسؤولية ذلك وليس الاترنايي.
لابد في العمل السياسي من قول ما تعتقد أنه حقيقة، فتثمين دور القوى السياسية في امر ما هو واجب ان كنا نرى هذا الدور ايجابي، لدفعها لتبني مواقف اخرى او اكثر ايجابية، فالقوى الكردستانية والوطنية لم تخيب ضننا بل الذي خيبه هو بعض قوى شعبنا التي لا تزال تعمل على اذكاء نار الحقد والكراهية ضد شركاءنا في الوطن. ففي الوقت الذي يثمن المؤتمر المواقف الايجابية فانه يدين وادان العمليات الاجرامية المقترفة بحق شعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) وكذلك التي تطال بقية مكونات الشعب العراقي .
في تاريخ الاترنايي، حدثت ليس مرة واحدة بل مرارا، مواقف كان يمكن للاترنايي ان يستفيدوا منها حزبيا، وخصوصا من خلال تقسيم المحسوبين خصوما لهم في العمل القومي، الا ان موقف الاترنايي المبدئي في هذا الخصوص كان عدم الانجرار الى القبول بتقسيم الغريم او الخصم لاجل الحصول على المكاسب الانية والتي اعتقد الاترنايي على الدوام انها ستضر الامة وستخلق تنظيمات هلامية غير فاعلة، ومن الشواهد، انه عرض على ممثلي الاترنايي في التجمع الديمقراطي الاشوري في مرحلة الكفاح المسلح، احداث انشقاق في الحركة الديمقراطية الاثورية مقابل اعتراف التجمع الديمقراطي الاشوري بالمنشقين كممثلين شرعيين للحركة، الا ان ممثلي الاترنايي رفضوا الفكرة، واعيد تكرار المسألة في منتصف التسعينيات مع مجموعة اخرى وفي الحركة الديمقراطية الاشورية ايضا الا ان ممثلي الاترنايي العاملين تحت تسمية نخبة من المثقفين الاشوريين رفضوا ايضا وقالوا لمن حاول الانشقاق حلوا مشاكلكم الداخلية بانفسكم، والانقسامات العديدة التي حدثت في حزب بيت نهرين الديمقراطي لم تجعل قيادة الاترنايي تبدل رأيها في ان الشرعية هي للقيادة في الوطن، ولم تستغل هذه الانشقاقات للاستفادة الحزبية، وهنا في البيان يعيد الحزب تكرار نفس المواقف ولكن بصلابة اكثر، فهو يدين عملية الانشقاق المدعومة من فصيل سياسي والتي حاول البعض قيادتها ضد كنيسة المشرق الاشورية، علما ان الفصيل ذاته حاول مرارا دعم أي انشقاق في أي حزب حتى  لو كان من قبل شخص واحد، كما حدث في دعم السيد كليانا المنشق عن حزب بيت نهرين. اما عن التنافس الحزبي لتقديم الافضل فهو عمل مشروع وهو جزء من الممارسة الديمقراطية وليس مشاركة في تقزيم احد لان الاترنايي لا يؤمنون بتقزيم أي طرف وهم لم يدعوا يوما وحدانية تمثيلهم لشعبنا.
اما في فقرة على الصعيد الكردستاني
فالمؤتمر في الوقت الذي اشاد بالمنجزات والتطورات الحاصلة على الساحة الكردستانية فهو طالب ايضا بمطالب تخص كل القاطنين في الاقليم كمواطنين للاقليم وخصوصا ان غالبية ابناء شعبنا تعود في اصولها اليه، لا بل ان الاقليم مرشح ليستوعب غالبية ابناء شعبنا ان لم يكن قد استوعبهم بعد عمليات الاعمار الجارية على قدم وساق لقرى ابناء شعبنا الاشوري، اذا الاهتمام بالاقليم وهمومه امر واجب علينا لانه يخصنا كما يخص كل القاطنين فيه من الكرد والتركمان، والبعض الذي اخذ علينا ذكر اقليم كردستان صراحة او ضمنا عشرة مرات في البيان لا يعي او لا يريد وعي حقيقة الامر، او انه يريد تسويق نفسه كقومي متصلب لدى بعض الاطراف التي لا تعيش واقعها.
اما فقرة على الصعيد الوطني   
هنا ادانة واضحة وصريحة للاعمال الارهابية ومن يقودها ويدعمها وكذلك ادان تدخل بعض دول الجوار في الشأن الوطني مطالبا بتحسين اداء الاجهزة الامنية، ومحذرا من الاحتقان الطائفي، وداعيا لتحسين الاداء الاقتصادي لارتباطه الشديد بالوضع الامني.
اما فقرة على الصعيد الحزبي، فقد تجلت فيها شفافية الحزب من خلال نقد الاداء التنظيمي والجماهيري للحزب ومؤسساته وبعض الخطوات التي اتخذها والتي جلبت للحزب سلبيات نتيجة للثقة الزائدة ببعض الاعضاء وعدم الإلتفات للنوازع البشرية والانانية التي قد تدفع البعض للخروج من خط الحزب بدوافع انانية متخذا برقعا ايديولوجيا.
وقد اكد المؤتمر على اهمية العمل القومي السياسي المشترك، محذرا من الدعوات الضبابية والتكتيكية، فالعمل القومي المشترك سواء كان على الساحة الوطنية العراقية او على المستوى الدولي، يجب ان يكون واضح الاهداف والصلاحيات وان يكون واقعيا في شعاراته، فالمؤتمر يرى ان دغدغة المشاعر بشعارات قومية ضبابية بات امر خطرا جدا لانه يبعد ابناء شعبنا عن العمل السياسي بل ان هذه الشعارات هي سبب اساسي للانتكاسات التي تصيب العمل القومي اساسا، ان بعض الاطراف السياسية وبالاخص التي تعمل من المهجر تكاد تجهل الجغرافية والواقع الديموغرافي  وحتى توجهات القوى السياسية العراقية، وغالبية هذه القوى اسيرة لاحداث الماضي في عملية لاجترار الفكر السياسي العروبي، وعليه فالحزب عندما يؤيد اطارا للعمل القومي المشترك وخصوصا دعوة الاتحاد الاشوري العالمي والتي انبثق عنها لقاء هنكلو والتي يرى الحزب ان تستمر ولكن عليها ان لا تسلق الامور بل ان تتخذ القرارات المناسبة والواقعية، فانه يرى ان مشاركة كل فصائلنا السياسية في هذا العمل امر ضروري ولكن يجب ان تفهم احزابنا واقع حال شعبنا في العراق والطروحات العقلانية للاحزاب العاملة فيه.
وفي اطار العمل الاشوري الموحد يرى الحزب اطارين للعمل المشترك احداهما الخارجي ويعني بضم كل مؤسسات شعبنا في عمل مشترك يهدف الى ربط جالياتنا المهجرية بعضها ببعض، ويربطهما جميعا بالوطن (عراق، تركيا، سوريا، ايران) وتسهيل اندماج الجاليات في الاوطان الجديدة والعمل على الاستفادة من قوة الجاليات السياسية والمادية والاعلامية  لدعم الشعب ومشاريعه في الوطن، كما يرى ان على الجاليات ان تقوم بدور لايصال التنوير السياسي والثقافي وحقيقة التعايش مع الاخر الى ابناء شعبنا، لاننا نعاني كعراقيين جميعا وكشرق اوسطيين من مشكلة في قبول الاخر وتفهم مشاعره واماله، وان نشر مثل هذه المفاهيم والتي يعيشها المهجريين الاشوريين في الوطن يعني مشاركة فاعلة في دعم استقرار الوطن وتقدم الشعب وتمتع الفرد بحرياته الاساسية.
اما على مستوى العراق، فالحزب سيكون اكثر حذرا في اقامة تحالفات قومية وخصوصا من الاطراف التي دعمها الحزب لتبوء مراكز مهمة ولكنها خانت الامانة وجعلت هذه المراكز حكرا لنفسها وحاولت بكل الطرق ابعاد الاخرين عن القرار السياسي (مما وضع العمل القومي في مطبات سياسية كبيرة وليس اقلها حل مشكلة التسمية)، ان الحذر بات واجبا فالعاطفة القومية جعلت الحزب يدفع ضرائب كبيرة، وعليه فتفحص نيات الاخرين واثبات حسن هذه النيات بات امرا ضروريا. وهنا نود ان نؤكد لاحد الاخوة والذي نعتقد انه كان مستعجلا جدا للرد على بيان الحزب لدرجة انه اتهم الحزب بعدم ادراج أي فقرة عن العمل القومي المشترك، أي ان النية سبقت قراءة البيان، لان فقرة العمل المشترك واردة وبوضوح في فقرة على الصعيد الحزبي.
في الختام نرى تقدما ووضوحا اكثر في خطوات العمل التي طرحها الحزب، ولعله سيكون من الضروري الاطلاع على المنهاج والبرنامج السياسي للحزب واللذان سيصدران تباعا لادراك مدى النقاشات التي تطرق اليها المؤتمرون والافاق التي توسع فيها والرؤى الجديدة  والصافية التي نظر فيها الى امور كثيرة وروح المصالحة مع الذات ومع القوى السياسية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري التي اتسمت به رؤية الحزب للمستقبل.
   [/size] [/font] [/b]

433
كفانا مراهقة سياسية!

بالرغم من ان الدستور لا يعتبر كتابا مقدسا ويمكن التغيير فيه وتعديله برغم من الصعوبات التي وضعها المشرع او بالاصح واضع الدستور لذلك، ولانه وثيقة اتفاق اخذت وقتا طويلا لكي ننبلور، حول الهوية ونظام الحكم والحريات وبالتالي لا يمكن التلاعب به يوميا او حينما رغب المشرع، فالى الدستور تعود كل الشرعيات التي يدعيها حكام البلد من واضعي القانون الى منفذيه.
العراق صار يمتلك دستورا، تم تحديد نظام الحكم واسلوبه واسلوب التغيير فيه، كما تم تحديد الحقوق والواجبات للمواطنين المفترض ان يكونوا متساويين بنظر القانون، وبالطبع المطالبة بتغيير الدستور امر مشروع، ويمكن تحشيد القوى السياسية لذلك، لان الامر منصوص في متن الدستور نفسه، ويحق لكل مواطن ان يقول ما يشاء وان يطالب بما يشاء من الحقوق والامتيازات استنادا الى الدستور، ولكن العمل السياسي يجب ان يستند الى الاليات التي يحددها هذا الدستور للعمل وليس الى الصياح والتهديد والوعيد. فالسياسة  كانت على الدوام تعبيرا عن موازين القوى وليست تعبيرا عن المبادئ والقيم، فيجب اذا على من ينادي باي شعار ما ان يقيس قواه وامكانياته لكي يتمكن من القول ان كان قادرا على تنفيذ ما يصبو اليه.
نعاني نحن الاشوريين من المراهقة السياسية او السياسين المراهقين لا خلاف، والمراهقة هي المرحلة التي يعيش فيها الانسان مع ذاته وخيالاته وطموحاته التي لا يحدها شئ، وان شعر باي طارئ سلبي يحد من طموحاته او ممن يجعله يشعر بالواقع من حوله لاعتبر ذلك مؤامرة او كره شخصي له،فالمراهق يمر بحالة تبدل فسيولوجي توثر فيه والسياسي المراهق لدينا يمر بهذه التغييرات الفسيولوجية الظاهر ولذا تراه يسب هذا ويتهم ذاك بالعداء له  ودون سند ،وبوقوفه سدا امام طموحاته المشروعة او التي يشرعها خياله الهائم في العالم الماورائي.
مهما كان رأينا في النظام القائم في بلدنا العراق، ومهما كان رأينا بما حققه البعض من المكاسب او ما  حققه البعض من الاخفاقات ونحن منهم بالطبع، يجب ان ندرك ان تغيير الواقع يمر بعدة الطرق، ولا اعتقد ان ما يسير عليه سياسيونا الاشاوس يسلك احد الطرق الطبيعية والملائمة للواقع المعاش في العراق لتغيير ما يعتبروه سلبيا وانا معهم اقر بالسلبييات، ولكن النقاش هو حول الاليات والخطاب السياسي المرافق.
والطرق التي يجب ان يتبعها سياسيونا لتغيير الواقع ومهما كان ليس بسب فلان او التهجم على علان او رفض ما تم اقراره والتهجم عليه من على المنابر الاعلامية او في غرف الدرشة التي لا تغيير شيئا الا اشباع نرجسيتنا نحن ونحن فقط. ولاننا ابناء اشور (الارض)  من كل اطيافنا الطائفية والسياسية والعشائرية كنا من دعاة النظام الديمقراطي وبلهفة ما بعدها لهفة، لحد ان معظم تنظيماتنا السياسية ادرجت صفة الديمقراطي في اسمها ويمكنكم مراجعة اسماء تنظيماتنا السياسية وستجدون اني محق في ذلك، وقد افرزت الديمقراطية وضعا يمثلنا في البرلمان العراقي ثلاثة اشخاص احدهم قد استوزر فسيخلفه اخر ولن ندري من سيكون، اذا بقى لنا عضوان وهما السيد ابلجد افرام  والسيد يونادم كنا، وفي النظام الديمقراطي اليات التغيير معروفة، فهل عمل احدهما على تكتيل او مفاتحة الاطراف الاخرى لكي يساندوه في مشروع ما لتغيير الواقع بل هل عمل احدهما على تقديم ولو مسودة لمشروع قانون ما، الذي نعلمه من متابعتنا لتجربة الاستاذ يونادم كنا منذ كان في المجلس الوطني الكردستاني وحينما كان في وزارة الاقليم ولحد الان له ممثلان في مجلس الاقليم انه ورفاقه لم يقدموا ولو مشروع قرار واحد لكي يصادق عليه المجلس الوطني الكردستاني او البرلمان العراقي لصالح شعبنا ولعل تجربة اللجنة الدستورية غنية عن التعريف،  غير مرة واحدة وكانت الطلب من المجلس الوطني الكردستاني من خلال عشرة اعضاء  على ضرورة استمرا التعليم في المرحلة الاعدادية بعد ان حشروا في اللحظات الاخيرة ولم يكن هناك شئ قد اتم، ليس هذا فقط،  بل هل حاولت احزابنا مجتمعة او منفردة على تغيير ما نعتقده مجحفا بحقنا بالوسائل الديمقراطية؟ انها اسئلة من المفترض ان يجيب عليها اشاوسنا السياسون والذين يطلقون العنان لصوتهم ولن اقل لافكارهم ولسانهم لكي ينطق بما يشاء ودون رقيب او حسيب او حتى مراجعة مع الذات وقياس القول والمطلب مع الامكانيات.
ان جل خطاب بعض اطرافنا السياسية موجه لمعارضة ما يتمتع به البعض من عناصر القوة  او حق مشروع في واقع العراق اليوم، ولم يسأل احد ولو سؤال بسيط، طيب لو جردت هذا البعض من جقه هذا ما الذي ساحصل عليه في المقابل، هل ساجصل على فتاة ما لكي احارب من اجل تجرديهم من حقوقهم ، والسوؤال التالي الست انا ايضا رغبا في التمتع بكامل حقوقي التي ارها شرعية، لو تمكن البعض من الرد ايجابا لسايرته في محاولته، فالسياسية مصالح، ولكن المشكلة وفي اطار نفس القول السابق اي السياسة مصالح، فانا ارى ان هذه المحاولات والجهود التي تبذل لاجل استنكار ما حققه الاخوة الكرد من مواقع يستحقونها بالفعل، هو جهد ضائع ويدخل في خانة بذل الجهد من اجل لا شئ بل يدخل في باب الجريمة القومية لانه يلهينا بشئ لا يقف ولم يقف يوما في طريقنا من اجل التمتع بحقوقنا القومية، بل اننا نحارب حرب ليست حربنا ونساير جهود بعض الشوفينيون العرب ممن بداء يشعر وكان الارض بدات تهتز تحت اقدامهم وظهر للعيان انهم قد صاروا من مخلفات الماضي البشع الملئ بالحروب والقتل والتدمير، ( كان يكفي امثال هؤلاء لو ارتعوا تهديم وتدمير العشرات من الكنائس والاديرة التاريخية والتي تعتبر بحق ارث انساني) وتدمير العشرات من القرى بقرار من السلطة رافعة شعارات العروبة،الماضي الذي جعلونا نعيشه طيلة كل هذه المدة من تسلمهم للسلطة في بلدنا لحين سقوطهم المدوي في 9 نيسان 2003 .
وبدلا من محاولة العمل مع الاطراف الاقرب الينا فكريا ونحن نصنف انفسنا في خانة الاطراف الديمقراطية والليبرالية والمتطلعين الى تحقيق الحريات الفردية، نعمل من اجل هدم بل ابعاد كل الاطراف من التعاون معنا، لانهم باتوا يصنفوننا في خانة من لا يعرف ما يريد او لا يقدر على افهام الاخرين ما يريد.
المراهقة السياسية تتجلي اكثر مما تتجلي في خطابنا السياسي الذي لا يتغيير فهو كالقول الماثور صيفا وشتاء على سقف واحد لا بل هو كالايات في الكتب المقدسة هو هو، فنحن لسنا فقط غير معنيين بتغييب الحدود في خطابنا السياسي بل نحن لسنا معنيين بتغيير الانظمة، فهي لدينا سواء كانت دكتاتورية او ديمقراطية، تستمد شرعيتها من القمع والقتل والتدمير،ام من الدستور ومن الشعب، بطبيعة الامور لو ادخلنا هذه الامور ضمن حساباتنا السياسية لتغييرت قراءتنا للواقع ولكانت لنا نظرة اخرى اليه والى اليات تغييره.
ابان احداث تفجير الكنائس وتعرض ابناء شعبنا للاضطهاد الموجه ضدهم بالذات لانهم مسيحيين، سمعنا سياسيا محنكا يقول ان المسيحيين لم يهربوا بسبب الاضطهاد او الخوف بل بكل بساطة لانهم راغبون في السياحة والاصطياف في البلدان المجاورة بعد طول مدة الحصار المفروض عليهم، طبعا انصدم غالبية ابناء شعبنا، ولكن ظل البعض يفتح عينيه وفمه على اتساعها مشدوها لعبقرية سياسينا المذكور، فالسياسي المشهور لم ينكر الواقع الذي يقره الجميع حتى ممارسيه، بل انكره جملة وتفصيلا وبرر الهجمات على الكنائس الرسولية والتي تتواجد في العراق منذ بداية المسيحية  بانه بسبب ممارسات بعض الكنائس التبشيرية، ونكرانه لم يكن الا لسبب مد الجسور مع اطراف لن تفيده ان كان حقا مؤمنا بالديمقراطية والنظام الديمقراطي التعددي.
وفي نفس الوقت سمعت سياسي اخر يقول في ندوة في غرف الدردشة بضرورة انشاء جيش اشوري لحماية الاشوريين والذود عنهم، ولم يكلف السياسي او المستمعين انفسهم مشقة السؤال غن تواجد الاشوريين وتوزيعهم الديمغرافي وهل يعشيون في غيتوهات معزولة ام في دولة سيادية تعلن نهارا جهارا محاربتها للمليشيات وللجيوش البديلة فكيف ستسمح لنفسها بانشاء جيش جديد خاص بقومية معينة.
اذا اغلب سياسينا يطلقون الكلام على عواهنه وبلا اي افق لتحقيق ما يدعون اليه ولكن الغاية ليست في تحقيق الامر او لا بل الغاية هي انية في كل التصريحات وخصوصا في التصريحين  في المثالين اعلاه، الا وهي كسب البعض فتصريح سياسينا الاول كانت غايته دوام استمرار علاقاته او بعض علاقاته الاقليمية ولوعلى حساب شعبه القاطن في العراق، اما السياسي الثاني فكان اقل طموخا فكان يرمي فقط لكسب مستمعيه بتصريحاته الطنانة والرنانة والتي لا يمكن في الواقع تطبيقها.
واليوم والحزب الوطني الاشوري في طريقه الى عقد مؤتمره الثالث مطالب بالعمل من اجل ن يسحب من ورائه كل القوى الحية في شعبنا نحو العقلانية السياسية وذلك بوضع الامور في نصابها الحقيقي، فالخطاب الذي تعلمه البعض من حركات التحرر الوطني والاحزاب الماركسية الثورية والذين يريدون تسويقه علينا برغم من انه فشل في كل التجارب التي اقتدت به كما انه لا يلائمنا لاظهار فصاحتهم السياسية، يجب ان يتم تبديله والاعتماد على خطاب سياسي يماشي التطورات الجارية على ساحة العمل السياسي او الثقافي او القانوني، ان الجهد المبذول في الحروب التي يتم جرنا اليها لم يعد من المقبول الوقوع في مطباتها بعد اليوم، فالظاهر ان البعض ليس لديه ما يفعله الا طرح الشعارات التي تشبع النرجسية الشخصية او تطفئ نار الغيلة والحقد ضد من نتعايش معهم في الوطن.
وبما اننا نعيش في النظام الديمقراطي في العراق، فالواجب هو ان نبرز مأخذنا على الكل  وان نطرح البدائل التي نود رؤيتها تتحقق فليس هناك ما هو مقدس غير قابل للنقد، ليس هذا فقط بل ان نوفر مستلزمات تحقيق تلك البدائل من خلال التحالفات السياسية المناسبة، ومن خلال ان تكون مشاريعنا وطروحاتنا قابلة للتنفيذ ومعبرة عن امكانياتنا قبل ان تكون معبرة طموحاتنا واحلامنا، رغم ان الواقع يجب ان لا يلغي الطموح، ولكن الواقع يجب ان يصحي الحالم من حلمه والمريض من هذيانه. [/size]  [/font] [/b]

434
قراءة هادئة لنص بيان الحركة (الزوعا)
يبداء البيان بالنسبة لشخص مثلي بالفقرة التي تلي على الصعيد الداخلي لحركتنا ولتعزيز النهج الديمقراطي الذي امنت به، وهنا علي التوقف، يا ترى هل ان النهج الديمقراطي الذي امنت به الحركة هو فقط في المسار الدخلي للحركة ام ايضا في كافة مسارات ونسق العمل السياسي، اود العودة لكلمة لتعزيز التي وردت، تعني هذه الكلمة ان النهج الديمقراطي لم يكن قويا وكافيا وهذا ما فهمته من الكلمة، ولذا فقد رغب المؤتمرون بتعزيز النهج الديمقراطي، وهذا حسن جدا، ولكن الممارسات التي اعرفها في الحركة لا تعبر عن اي نهج ديمقراطي، لا على مستوى الحركة وبين اعضاء قيادتها ولا على مستوى التعامل مع القوى القومية الاخرى،وهذا واضح لو تتبعنا المسيرة النضالية  للحركة الديمقراطية الاشورية.
بالطبع ان كل مؤتمر هو نقطة فاصلة او لحظة لاعادة التفكير في الممارس من العمل والمبشر من نهج، ومن حق الحركة علينا ان تقول لا تستعجلوا فالنهج سيتغيير تدريجيا ونقطة بنقطة، ولكن الملدوغ من جحر واه من هذه الملدوغ التي لا تتواني عن فرض نفسها علي في كل نقاشاتي، والملدوغ هنا هي تعبير محسن للفظة قد يرفضها الاستاذ الناشر. اذا البيان يبشرنا بترسيخ النهج الديمقراطي وعلى المنتظرين الترقب والتحسب وعد الانفاس لالتقاط التغيرات التي قد تحدث! 
( فقد جرت في جلسات المؤتمر مناقشات مستفيضة في الامور الفكرية والنهج السياسي الذي يتلائم مع متطلبات المرحلة المقبلة بناء على معطيات التطورات الحاصلة في الساحة القومية السلبية منها والايجابية) فقرة طويلة نسبيا الا ان ايرادها ضروري لكي لا يختل معنى ومبنى الاستنتاج والتحليل المعتمد عليها، اذا جرى نقاش مستفيض في الامور الفكرية والنهج السياسي، وهذا عين العقل لانه بالنقاش والحوار يتم تطوير القائم، ولكن العقل السياسي لكي يتطور يجب ان يساير الواقع وينطلق منه وليس مطلوبا منه وهو  في مرحلة العجلة ان يمارس مهام الصاروخ العابر للقارات مثلما عودتنا السياسية السابقة للحركة، التي ادعت انجازات وهمية وقدرات دونكيشوتية، ومطالب وعداءات اين منها مطالب وبطولات وعداءات قيادات نهج العروبة الفكري والسياسي من جمال عبد الناصر مرورا بحكام سوريا وصولا الى جرذ العروبة الابدي وهو معروف لكل.
 ولكن البيان لم يشر الى الايجابيات والسلبيات ومر عليها مرور الكرام، فلم يشر الى دور الاستاذ يونادم كنا وسكرتير الحركة العتيد في مسألة التقسيم الذي لحق بشعبنا، ولم يذكر ابدا دور العرائض في تأجيج الغضب ورد الفعل المقابل ودورها في تشويه صورة السياسي الاشوري امام انظار كل الفرقاء العراقيين، ولكن الايجابي في الكلام هو ان الفكر والنهج السياسي سيكون بناء على معطييات التطورات الحاصلة في الساحة القومية، المعنى الذي يتبادر الى الذهن، كل انسان سوي، والاخوة في الحركة هم كذالك او هذا ما يجب ان نستنتجه من مسيرتهم النضالية، فهذا القول يعني ان الحركة باتت تتحرك بناء على معطيات الواقع وامكانياته وليس بنا على ما تتصوره في نفسها من القدرات والامكانيات، فهل سنشهد ممارسات قومية جديدة على الساحة، هل سيعاد النظر بالكراس التثقفي رقم 7 السئ الصيت والمضمون والتربية التي يلقنها والمزرو للتاريخ، طبعا هذا غيض من فيض ما يجب اعادة النظر فيه في المجال الفكري ، اما النهج السياسي الاستعلائي والذي حسب وزعم ان الحركة تستحقة لانها قدمت الشهداء وانها الحزب الذي حقق الانجازات فعلى الحركة ان تعيد النظر به حقا ان ارادت ان تكون اخا بين الاخوة، ان السياسة والنهج في التعامل مع القوى القومية كان معيبا ومضرا بالحركة مثلما كان مضرا بالعمل القومي ككل واثر ليس على الاحزاب بل على مسيرة العمل القومي وكان في الغالب سببا للتناحر الذي اوصلنا الى تقسيم الامة الى امتين والشعب الى شعبين والقومية الى قوميتين، ناهيك عن فضيحة الديباجة .
ويقول البيات وقد تبنى المؤتمر شعار (ديمقراطية ـ عدالة، ضمان الحقوق القومية لشعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) يقول المثل اسمع كلامك يطربني وارى اعمالك اتعجب، ارجو ان لا ينطبق هذا المثل او القول المأثور على ما كتبتم ايها الاعزاء، فمن اولى ممارسات الديمقراطية هو احترام الاخر في رايه ومعتقده وميوله ومصدر رزقه ومنبته، من ممارسات الديمقراطية ان لا نعمل على شق الاخرين ونأخذ بيد المنشقين وندور بهم على القيادات السياسية مظهرين تفاهة الاخرين او حسب ضن من عمل ذلك من مظاهر الديمقراطية احترام عقل الانسان وايصاله المعلومة الحقيقية وليس تشويهها  قبل ان نقول تشويه التاريخ، هل ستعدلون لكي تطالبون بالعدالة، الم يقل السيد المسيح له المجد لماذا ترى القشة في عين الاخرين ولا ترى الوتد في عينيك، مطلب العدالة جميل ومنطقي وممكن ان يسوق، ولكن ممن نطلب العدالة، ان كنتم تطلبونها في ما بين انفسكم، وهذا جائز لكثرة التداخلات فهنيئا لكم العدالة هذه،وبهذا يكون كل ما كتبتموه قبل هذا السطر كلام فارغ، اما ان كنتم تطلبون العدالة لحركتكم، بعد ان ملئتم الدنيا ضجيجا بحرمان شعبنا من التمثيل الوزراي في اقليم كردستان وفي الوزارة المركزية، فهذا ايضا يؤكد انكم لا تريدون ان تفهموا ان توزيركم لم يكن شرطا واجب التحقيق،وان ما مارستموه في هذه المظاهرات يكذبه الواقع، فالهوية الاشورية لا تمنحها الحركة وقلناها لكم مرارا وتكرارا، اما اذا كنتم تقصدون بالعدالة لشعبنا المبتلي ببعض قياداته السياسية، فالقول سيكون مردودا عليكم، الم توصفوا الهاربين من جحيم القتل على الهوية بانهم سواح، الم تحاولوا تبيض صفحة بعض الاطراف السياسية المشتركة في اضطهاد ابناء شعبنا وخصوصا في الجنوب، سيتم سؤالكم اين كان معيار العدالة لديكم بعد مؤتمر لندن لعام 2002  وبعد مؤتمر بغداد لعام 2003 وسيبرزون الوثائق والتواقيع، اين كان معيار العدالة في حرمان كل الاطراف القومية ليس من المشاركة في القرار  بل من معرفة المعلومات وما يدور خلف الابواب السياسية، لكي يتم اخذ الاحتياطات لكل الامور  علما ان سكرتيركم كان يمثل الكتلة الاشورية وليس الحركة الاشورية ، اما مسألة ضمان الحقوق لشعبنا فتلك مسألة اخرى، فهل ضمنتم انتم للاخرين ممارسة حقوقهم الم تسرقوها نهارا جهارا والكل بتعجب من لعبتكم السياسية ولم يتسأل احد وكيف سنتدبر الامور ونحن نحول ابناء امتنا الى اعداء، ولم يكونوا اعداء شخصيين لكم بل اعداء نهج سياسي لم تقصروا  في التبشير بممارسة كل ما يشين العمل القومي، وبكل ما يلطخه امام ابنائه اولا قبل الاخرين، اذا نرجو اعادة النظر بما جاء في الشعار فضمان حقوق شعبنا تتحقق ينهج اخر مختلف كليا وليس كلمات فارغة لا تقنع شخص مثلي.
 ايها السادة كنا نود ان نقراء الرسالة من عنوانها، والعنوان لا يزال غامضا مبهم فهل من مارس النهج السابق بقادر على التغيير بين ليلة وضحاها ام نزلت اية او روح القدس على المؤتمرين لكي يغيروا جلدهم اعني نهجهم؟
على الصعيد القومي _ وهذا ما يهمنا بالاساس، ليس لاننا كنا متلهفين للقرار، وهذه اول مرة اشعر بها، اي انني لم اكن متلهفا لما سينص عليه المؤتمر على الصعيد القومي، لانني بت مكتأبا على الدوام فما يكتبه الاخوة في الحركة بخصوص التعامل على المستوى القومي شئ وما يمارسوه شئ اخر تماما، فالانقسامات الحادة التي يتأسف لها المؤتمرون بين مرجعياتنا الكنسية كان للحركة دورا في اشعالها وتطويرها ودفع البعض للسير قدما فيها، في عملية للكسب السياسي الرخيص والتي تقول ان من معي فهو معي على الدوام، واي تفسيم في اي مؤسسة سيجلب لصالحي من اجعله غير راضي عن ممارسات مسؤولي المؤسسة المعنية، اما انتقال ابناء شعبنا الى المناطق الامنة فالبيان لم يحددها مطلقا لكي لا يقوال ان هنالك منطقة امنة والحركة لا تمتلك قوى لها هناك ولكنها امنة، اي انها امنة ليس بالقروتاني (المحاربون)، انها منطقة مجهولة نعتقد انها مناطق الاصطياف اياها. وقد توقف المؤتمر وليته لم يتوقف، فبتوقفه غير اسم المؤتمر القومي الكلدو اشوري الى المؤتمر القومي الكلداني السرياني الاشوري في عملية غير موفقة ابدا، فالتسمية التي انعقد تحتها المؤتمر يجب ان تقال كما هي، والمشكلة ان المؤتمر توقف واقترف هذا الخطاء فلو لم يكن قد توقف فبماذا كان سيقول عن المؤتمر، اكان سيقول المؤتمر القومي الكلداني السرياني الارامي الماروني الاشوري، ولكن دور هذا القول ات بلا ريب ان غضب بعض ممن ينادي بالتسمية الارامية او ممن ينادي بالتسمية المارونية . ولكن المؤتمر يعود الى نغمة سهل نينوى مرة اخرى بعد ان كان قد تناساها منذ ايام المؤتمر العتيد والذي تغيير اسمه مرارا وتكرارا وحسب الرغبة والمكان. اما سعي الحركة لتفعيل حق التعليم فجيد لانه اتى بعد ان سارت الامور كما يجب في بعض المناطق وبعد ان ارتفعت الاصوات لاخراج التعليم من ايدي السياسين ونقله الى ايدي الخبراء  والاكاديميين، والحذر من المواقف السياسية في التعليم مثل خطوة توحيد الخط التي لا داعي لها الا خلق المزيد من التازم في المسألة التعليمية، فقط لكي يقال ان انصار الحركة يعملون من اجل التوحيد، و الم يعملوا من اجل توحيد الخط،، مسكين الاسطرنجلي باسمك يقتل الف خط وخط.         
اما القول العمل مع الجهات ذات العلاقة لوقف شرعنة سلب اراضي شعبنا من قبل البلديات فهو امر ادخل هنا لانه مطلب تنفيذي سيمارس حتما من قبل الجهات المسؤولة،  ولكن نحن هنا نتسأل عن الجهود المبذولة من قبل الحركة، فالحركة تبذل الجهود دائما وخصوصا عندما تكون خيوطها مقطوعة، وعندما تريد ان توجه خطابا الى الخارج وليس الى الداخل.
والفقرة التي تليها تتعلق باتخاذ المؤتمر قرار لاطلاق دعوة للحوار مع مختلف الفصائل القومية ( يذكرها بصيغة فصائلنا القومية جميل جدا صرنا فصائلنا خطوة الى الامام) من اجل التوافق على ما يجمعنا ووضع اليات عمل اكثر نضجا، لخدمة قضايانا الاستراتيجية، جميلة هذه الكلمة الاستراتيجية في هذا الموقع لانها تعني ان المؤتمر قد حزم امره اخيرا مجبرا القيادة ليس على العمل القومي الموحد، بل التخطيط الاستراتيجي ايضا، اما التصدي لمحاولات التدخل من خارج البيت القومي، انها بالنسبة لي اغنية ذات موال طويل طويل، نرجو من الحركة وقيادتها انه عندما تفكر بالمصالح القومية، يجب ان تدرك ان المصالح القومية العليا ليست ما تتصوره هي بل ما يجمع عليه (فصائلنا القومية)، لان الزمن الذي كانت قد وضعت نفسها بديلا من الكل، اي تفكر وتقرر عن الكل قد ذهب، واول مراحل التفكير والحوار للوصول الى تحديد المصالح القومية العليا هي ازالة الكثير من الامور وليس اولها الكراس الثقافي السابع، ان ( فصائلنا) او على الاقل التي لدي احتكاك بها ترحب باي حوار قومي، على شرط ان يكون قومي بكل تفاصليه وقراراته واليات عمله ولماذا اقولها بهذه الثقة لانني اعرف انه كان ديدنهم الدائم.
ولا زل قيس يبكي على ليلاه، فعدم توزير شخص من الحركة لم يكن مخالفا للعمليةالديمقراطية واليات تشكيل الوزراة، وكما قلنا اننا نقراء من العنوان ونفهم منه والذي قراءناه يؤكد استمرار نهج عدم التصريح بالحقيقة، ونسب الامر كله الى المؤامرة، فالكل كان يعرف ان لا وزير لاي كتلة لا تمتلك اكثر من حد معين من الوزراء وكان عشرة نواب لكل وزير، فهل نائب الحركة يحسب نفسه مقابل العشرة، ولكن المسألة وما اثير حولها ليس التوزير بحد ذاته، فلو لم يكن قد وزر احد لما خرجت درر الاقوال التي سمعناها في الوزراة والوزراء ومن حرم الحركة، بل لكان الامر مر مرور الكرام كما حدث في مسألة المجلس الامن الوطني او الملجس الوطني للامن الذي اشترط لعضويته بشخص واحد ان امتلكت الكتلة سبعة اعضاء في البرلمان، ولانه ليس هناك اشوري في هذا المجلس فليس مهما للحركة التواجد فيه، المهم ان تقول انها تمثل شعبنا في كل المفاصل التي نتواجد فيها، وهذه الاشارة غير مطمئنة البتة وتعني ان النهج باق على سبيله وان طال بكاء قيس على ليلى المريض اقصد الوزراة اللعينة.  وكل مؤتمر وامتنا بالف خير والنهج في الف سبيل لعل وعسى يجد النهج دربه فاذا كان النهج قد اضاع الدرب، فكيف بالانسان وخصواصا ان لم يتوقف.
   [/size] [/font] [/b]

435
التغييرات المطلوب دراستها في مؤتمر الاترنايي المقبل

التغيير سمة الحياة، فالحياة الجامدة مألها نحو الاندثار والنسيان، والتغيير عندما لا يقره الانسان تفرضه الطبيعة او يفرضه الجوار او العالم المتطلع نحو الجديد والاحسن. ولو تطلعنا حولنا لوجدنا ان من امن بالتغيير واقره كمبداء يمارسه في حياته يعيش عصره بكل انجازاته العلمية والثقافية والاقتصادية، ومن امن بالجمود يعاني الازمات المتتالية والتي لا تجد لها حلا الا بتدخل الاخرين، ولعل تجربة بلدنا العراق هي خير مثال للجمود الذي تطلب تدخل الخارج لاستئصال ورم السلطة الجامدة والقمعية والتي لم تعش عصرها ومبادئه.
 ولو القينا نظرة الى دول كانت الى ما قبل سبيعينيات القرن الماضي تعتبر من الدول المتخلفة جدا، الا ان قيامها بدخول عصرها ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا فرض عليها دخول عصرها سياسيا، اي انها دخل العصر من بوابة ما وتركت للعصر ليدخل من البوابات الاخرى دون منغصات وثورات ولا انتفاضات، وهاكم تجربة كوريا الجنوبية والصين و فيتنام، ان هذه الدول لم تعد تلك الدول التي تعيش خلف ستار حديدي لا يدخلها ضوء شمس الا باذن من القيادة السياسية. فهي الان مرتع للكثير من التحركات الاجتماعية والمطالب السياسية والتطورات الاقتصادية، اي انها لم تعد خاتئفة من عصرها،ولم تعد توصمة بالامبريالية (العصر ومنجزاته) انها دول دخلت بثقة تامة بتاريخها وتراثها ولم تعد حامية له او باسمه لكي تبقي في السلطة. وهذا عكس دول منطقتنا التي تخاف من اي تطور او مطالب للتغيير، لانها تعتبر نفسها حامية لشي او تفترض نفسها حامية له الا وهو الايديولوجية او الدين، اللذان تعتبر كل طبقة سياسية حكمتنا انها هي الحامية له اي حكمت باسمه، وجعلت العامة يخافون من التغيير لان هذه الفئة السياسية التي سميتها طبقة حاكمة اشاعت ان التغيير سيطال الدين والموروث فترون كم نحن وكم منطقتنا مرتعبة وخائفة على موروثها لانها حقا تشعر بالرعب عليه وكأنه لن يتمكن من مواجه منجزات العصر الثقافية والاجتماعية والعلمية او خائفة على مصالجها باسمه.     
في ظل هذا الواقع والمتغييرات التي حدثت وتحدث وتطال الكثير من الحركات السياسية العراقية، سواء بالافكار او الهياكل ، يزمع الحزب الوطني الاشوري (الاترنايي) على عقد مؤتمره الثالث في شهر تموز المقبل، وحيث ان الحزب كان قد عقد مؤتمر الثاني بعد اكثر من 28 سنة من مؤتمره الاول عام 1974 والذي فيه تم تنحية قيادة الحزب التي ارادت تصفيته وتحويلة الى مجرد مؤسسة ثقافية اجتماعية كما ساعد على عملية تنحية القيادة او بالاخص المسؤول الاول فيه حينذاك، كثرة الدعايات والاتهامات التي وجهت له من قبل الشبيبة ذات التوجهات القومية ،وجراء هذه التنحية فقد  الحزب الكثير من اعضاءه ، وكانت عملية التنحية هي باعلان الحلقة الاقرب الى الشخص الاول في الحزب حينذاك وغيرها من الكوادر العليا حل الحزب، ولكن الحقيقة ان الحلقة القيادية الجديدة قررت قطع كل الخيوط مع الرجل الاول فيه وفصل كل من يرتبط به وتحويل الحزب الى السرية المطلقة.
اقول بعد ثماني وعشرين سنة من العمل السري والذ واجه الحزب فيه صعوبات جمة، من التهديدات اليومية والرعب من الانكشاف امام الاجهزة الامنية والخوف من الاختراق من جهات معادية، وتعرض الحزب للتأكل جراء الحرب العراقية الايرانية، التي عملت على قطع صلات الكثير من الاعضاء مع الحزب، وميل اعضاء اخرين للمغامرة مع طارحي شعار الكفاح المسلح، بعد كل هذه السنين ما كان الحزب بقادر على اتخاذ خطوات مهمة في طريق تجديد الدماء في قيادته ولا في طروحاته التنظيمية والثقافية برغم من ان الحزب ومنذ منتصف التسعينيات اتخذ خطوات مهمة في الخطاب السياسي والمطالب السياسية، ولعل من اهم الشعارات التي طالب الحزب بتطبيقها كانت تحقيق حق التمثيل لمكونات العراق في المجالس التشريعية بمختلف درجاتها، ولعل طرح الحزب لرؤيته المعنونة برؤية اشورية لمستقبل العراق الموحد، كانت تسير في هذا الاتجاه، كما تمكن الحزب من طرح حل مشكلة التسمية بشكل واقعي وعقلاني وتم طرحها لما يحقق مصلحة الشعب وليس الحزب، اما في سياق العمل المشترك فاحزاب شعبنا سواء المتسمية بالاشورية اوبالكلدانية يدركون محاولات الحزب ومنذ منتصف التسعينيات من اجل الوحدة بصورة تخدم شعبنا وتصون وحدته وكانت طروحات الحزب منذ ذاك التاريخ وحدة العمل السياسي لاجل تحقيق اقصى طموحات شعبنا.
ولذا فقد حان الوقت باعتقادي ان يخطو الحزب خطوات اساسية وخصوصا في مجال تحديث قيادة الحزب ورفدها بدماء جديدة تمتلك رؤية مستقبلية واضحة وقابلة للتطبيق، فرغم احترامي الشديد لكل من ناضل وعمل في الحزب الوطني الاشوري منذ تأسيسه في  تـمـ14ــــوز      1973 وفي مختلف المواقع في الحزب من العضوية الى المواقع القيادية، الا ان الحزب وبعد كل هذه السنوات بحاجة الى الدماء الجديدة وخصوصا في المواقع القيادية والتي تؤمن بروح المبادرة والطرح الجرئ، وهذا لا يعني فصل الاخرين بقدر ما يعني التحويل في مهامهم الى مواقع استشارية لان الحزب سيبقى بحاجة الى خبراتهم التي اكتسبوها بفعل العمل السياسي والسري الطويل.
يقال في السياسة ان لكل مرحلة رجالاتها فالرجال الذين قادوا العمل السري بنجاح قد لا يكونون مؤهلين للقيادة في المرحلة الديمقراطية او الذين قادوا الحزب في مرحلة المعارضة وبالاخص السرية قد لا يكونون مؤهلين لمرحلة المشاركة في السلطة ( ولعل التجارب الفاشلة للاحزاب التي ناضلت بكفاءة من اجل حقوق شعوبها تنبهنا الى ضرورة ان يكون لكل مرحلة رجالها)، وعليه فمسألة اجراء تغييرات في القيادة ارى ان يوليها المؤتمر اهمية خاصة لكي يتمكن الحزب من ان يكون في الموقع الصحيح لخدمة تطلعات شعبنا، ولعل ايلاء اهمية لتقليص الاعتماد على الخارج اي على فروع الخارج هو من الامور التي يجب ان تأخذ دورها في المناقشة، فصحيح ان الحزب بحاجة للتواصل مع ابناء شعبنا في المهجر، الا ان دور المهجر سيكون اكثر وضوحا في دعم الشعب  في الداخل وكل الوطن من النواحي الاقتصادية اي بالعمل على اقامة مشاريع اقتصادية وبالزيارات الدائمة، وليس من خلال الضغط السياسي الذي انتفت الحاجة اليه عمليا باقرار الدستور الديمقراطي الحالي (اي الذي يمنح بحق ومن خلال مواده الشرعية لتغييره باسلوب ديمقراطي)، باستثناء العمليات الارهابية والممارسات التي تطال الاقليات من قبل بعض الاطراف التكفيرية، فعليه فان دور المهجر في القرار السياسي للحزب يجب  ان يقل عما كان عليه سابقا وبما يتلائم مع التطورات الحاصلة على الارض.
ثبت بالملموس ان طرف سياسي اشوري سمح لنفسه بكل الممارسات، فيمارس اليوم ما كان قد جعله في خانة المحرامات بالامس، ويدخل في خانة المحرمات كل ما لا يتفق وتحالفاته السياسية ويجر خلفة مجموعة من الناس قد ينخدع بهم الاخرين معتقدين انهم رأي عام، وقد كان الحزب خلال السنوات الماضية حذرا جدا في مواقفه لكي لا يغضب الرأي العام هذا، اي ذو النبرة العالية والعقل الفارغ اي الغوغائي، واليوم والحزب بات يقف على ارضية واسعة من الثقة بالنفس جراء الخطوات الملموسة التي خطاها جراء تحالفاته القومية والوطنية، وجراء ثبوت مصداقية خطابه السياسي وجراء جرأته في قول ما يعتقده حقا وان طال ما كان يطلق عليهم بالبقرة الاشورية المقدسة التي لا يمكن ان يطالها النقد، جراء كل ذلك، فالحزب بعد مؤتمر الثالث ونتيجة له يجب ان يكون الاكثر جراءة في اقامة تحالفاته السياسية سواء على المستوى القومي او الوطني العراقي والكردستاني، لا بل ان من المنتظر من الحزب انه يجب ان يسحب من خلفه كل القوى العقلانية في شعبنا من اجل الخطو خطوات لاقامة تحالفات دائمة مع القوى السياسية الوطنية والليبرالية العراقية والكردستانية، لانها الاقرب الى تطلعات شعبنا وشعاراتها الاقرب الى ما يرتضيه شعبنا.
التغييرات الاخرى المقبلة قد تطال موقف الحزب الذي كان محايدا  من من استولوا على مراكز ادارية ووظيفية تخص شعبنا تتعلق بممارسة ، وهذه يجب ان تكون بكل صراحة لصالح من هم كفؤين وقادرين على الابداع في عملهم، وان لا يستظلوا بمظلة حزبية ويعتقدوا انهم باقون ابد الدهرلان المسألة ببساطة ليست هؤلاء الاشخاص بل بكل بساطة مستقبل الشعب ، وعليه باعتقادنا يجب تحييد هذه المراكز الوظيفية وجعلها مهنية  وفي خدمة ابناء شعبنا من كل الاطراف والاحزاب والاجناس.
 كما سيتم كشف كل المستور من الاموال التي جمعت باسم التعليم والبناء والسواقي والمشاريع وغيرها والتي لم تذهب لذلك والتي خدع الشعب بها وخصوصا المهجر، ان ايلاء هذه المهمة اهمية في المؤتمر امر ضروري لسحب البساط امام المتاجرين بالعمل القومي وبدماء الشهداء ولكي يكون للعمل القومي والسياسي في شعبنا مكانته القابلة للنقد والمحاسبة ولكي لا يتصرف كل من حصل على موقع ما وكأنه باق ابد الدهر ويمارس حسب ما يشتهي ويفرض المقاييس التي يريد.
مسألة المجلس الاستشاري الجاري النقاش حولها في اللجان المختصة، ضرورية ويجب الاهتمام بها لكي يتم توسيع قاعدة القرار السياسي، فالحزب يجب ان يعمل من اجل مشاركة قوى مغيبة في القرار السياسي لشعبنا لانه الطريق الاصوب لحل الكثير من المشاكل التي نقع فيها كشعب وكاحزاب ولعل ما شاهدناه وسمعناه خلال السنوات الثلاثة الاخيرة كان خير من يؤكد لنا ضرورة توسيع قاعدة اتخاذ القرار السياسي لشعبنا، كما ان على الحزب ان يتخذ خطوات جريئة في ضم ممثلين عن الطلبة والشبيبة والمرأة ليس في المؤتمر فقط بل في القيادة ايضا، لكي يتمكن من ان يخرج قيادات مستقبلية للحزب وللشعب، فعملية حضور ممثلي هذه القطاعات في المؤتمر ان كانت قد حسمت فالمطلوب حسمها في حضورهم اجتماعات القيادة واجتماعات قيادات الفروع لكسب الخبرات منذ الان.
قضية الاعلام باعتقادي ان الاعلام الحزبي ايل الى الزوال، وسيقى في الساحة الاعلام الخاص القادر على التنافس والذي يمكن ان يجد موارده الذاتية من نشاطه، واذا كانت الاحزاب السياسية كلها بدون استثناء تدعم اعلامها الخاص من اموال الحزب، فنعتقد ان هذا الطريق قصير ولن يطول امده كثيرا لان اي منتوج في عالم اليوم يجب ان يأتي بايراداته واعلام اليوم هو منتوج يباع ويشتري وافضل الاعلام ما كان اعلام مطلوب شرائه، اي ذاك الاعلام الذي اثيت مصداقيته واستقلاليته ومهنيته فهو اعلام سيتراكض الجمهور لاقتنائه كاي منتوج ذو ماركة مشهورة ولعل تجربة صحيفة نيويورك تايمز تثبت ذالك، سيبقى لدينا الاعلام المكتوب بلغتنا الجميلة وهذا بحاجة الى دعم الدولة كواجب عليها وكمطلب وكاستحقاق لنا، وواجب احزاب شعبنا لتحمل الخسائر في هذا الجانب وذلك لان الاعلان والقراء الذين يدعمون الاعلام في هذا المضمار قليلون ولا يفون بالمطلوب، فعليه كواجب قومي علينا الاهتمام بهذا الجانب مع تحمل خسائر مادية معينة، لان ضرورته اكثر من ضرره.
ولكن الاعلام لكي ينتشر عليه ان يكون صادقا ويعبر عن وجهة نظر وان يفرق بين وجهة نظر والمعلومة فيجب ان لا يخطئ او ينكر المعلومة الصحيحة ولكن ان كان له وجهة نظر حولها فتلك مسألة اخرى، علما ان الاعلام الشائع لدينا هو الاعلام المبني على لوي عنق الحقيقة رغما عنها او نفيها بشكل مطلق او اعلام مروج لاكاذيب واتهامات وهذا ليس باعلام يواجه عصرا ويساعد على بناء فرد في الامة تعيش عصرها، بل اعلام للتجهيل والعيش في غيتوهات خاصة معزولة عن العالم وحقائقه. ولذا فنرى ان يبحث المؤتمر هذه القضية ويوازن بين ايجابيات كل الامور وسلبياتها وان لا يكون مؤتمر لاشاعة الامور العاطفية بل يجب ان يستند على الواقع والامكانيات ومتطلبات المستقبل اقله للسنوات الاربعة المقبلة.
لو كتبنا في كل الامور الواحب بحثها فسنعيد سرد نقاشات المؤتمر كلها، وعليه ارى ان تتم مناقشة امر اخر اراه ضروريا اي ان يكون عقد المؤتمر متزامنا او يسبق الانتخابات سواء على مستوى اقليم كردستان او على المستوى الوطني العراقي لكي تتزامن برامجه وطروحاته مع الانتخابات وهذا هو المعمول به لدى اغلب الاحزاب وان كان لدى بعضها مؤتمرات سنوية كاحزاب بريطانيا.[/size][/font][/b]


436


حول نداء الاترنايي
في اعلان موجه الى ابناء شعبنا  (الاشوري الكلداني السرياني) كشف الحزب الوطني الاشوري عن نيته عقد مؤتمره الثالث خلال شهر تموز المقبل وبما يتوافق مع الذكرى الثالثة والثلاثون لتأسيسه، ومن خلال هذا الاعلان يطالب الحزب بمشاركة الجميع في تقييم تجربة شعبنا العراقي والاشوري وتجربة احزابنا وخصوصا تجربة الحزب الوطني الاشوري نفسه.  ان الدعوة لم تكن بروتوكولية بمعنى تسجيل نقطة لصالح الحزب ولكنها تأتي في خضم التغييرات والمتغيرات التي طرات وتطرأ على واقعنا السياسي والاجتماعي، وبما يتطلب منا مجارات هذه المتغيرات لنكون في صلب الحدث لكي نسايره وليس خلف الحدث لكي نلهث للحاق به. صحيح ان موقع ووجود طرف ما من الحدث ليس فقط بالافكار ولكنه بالقدرات والامكانيات وهذه ليس بوارد توفرها بما يجعلنا ننافس الاحزاب الوطنية والكردستانية الكبيرة، الا ان تحشيد القوى الفكرية وطرح الافكار الجديدة قد تجعل من قرار شعبنا رقما لا يستهان به في الواقع السياسي العراقي وهذا هو المطلوب اليوم. لان اول ما يجب ان نفعله هو المكاشفة الصادقة مع شعبنا و الحقيقة التي يجب ان تقال والتي يجب ان يعيها كل اشوري على وجه هذه البسيطة، من ان جعلنا او طرح احزابنا لنفسها كاحد الجياد الرئيسية في مضمار السباق في معاكسة للواقع والامكانات والقدرات قد اضر بالعمل السياسي لشعبنا واضر بتحالفات السياسية لقوانا السياسية واضر بالطموحات المشروعة لشعبنا واضر بالعمل السياسي القومي ايما ضرر.
برغم من الحيف الذي وقع على الحزب الوطني الاشوري، ومحاولة  اغلب الاتجاهات السياسية من التغطية على مواقف الحزب التي طرحها سواء على مستوى وحدة شعبنا بكل تسمياته او على مستوى تحالف قواه السياسية او حتى المبادرات الاستراتيجية والفكرية ونوعية الخطاب السياسي والتي طرحها الحزب ويحاول البعض اليوم تسويقها محاولين نسبتها لانفسهم، الا ان الحزب لم يكن في وارد الانسحاب من مواقفه الايجابية من جميع قوى شعبنا السياسية او الاجتماعية او الثقافية. لقد وقف الحزب بقوة امام المد الذي حاول تسويق شعبنا من خلال طرف واحد ليس كرها او مقتا لهذا الطرف ولكن خوفا على شعبنا وعلى مرونة تحركه السياسي، وخصوصا ان هذا الطرف بالنسبة لتحليل الحزب لكل ممارساته وتجاوزاته لم يكن نزيها ابدا مع الشعب وتطلعاته. وللتذكير وليس للحصر نذكر بعض الممارسات التي تجاوز فيها الحزب كل حقوقه والامه ومخاوفه وسار بحسب رغبة الاكثرية  من اجل وحدة القرار ولكي لا يكون قرار شعبنا ضعيفا او مستهانا به، هذه الممارسات كانت لدعم الفصيل السياسي الذي كان في السلطة لكي يقدم ولكي يتجاوز المعيقات ولكي يتعض وقلنا بعض وليس الكل واليكم منها
1_ في اول خلاف بين الحزب والحركة الديمقراطية الاشورية ورغم تجاوز الحركة ومنتسبيها على بعض الاطراف المحسوبة على الحزب في كل الممارسات، الا ان الحزب ساند قائمة الحركة في الانتخابات التي جرت عام 1992 وكانت نتيجة الفوز وبالا على الحزب، حيث صار من المعروف ان الحركة ما عادت بحاجة لاي شئ ولاي تحالف او مساندة فبدأت عملية الاستحواذ على القرار الاشوري في اقليم كردستان.
2 _ في المحاولة الفاشلة والمشهورة والتي خططت لها قيادة الحركة لاغتيال الاخ روميل شمشون شموئيل عضو اللجنة المركزية للحزب، وبعد ان انكشف المستور وتم القاء القبض على بعض المنتسبين وتم تهريب الكوادر الكبيرة لقطع رأس الخيط، وبعد تدخل بعض الوجهاء للتجاوز على الامر لاجل المصلحة العامة، قرر الحزب طي ملف القضية قضائيا على الاقل ونسيانها، وكانت النتيجة بعد ذلك مزيدا من الاتهامات ومزيدا من تشويه السمعة ومزيدا من الاكاذيب التي طالت الحزب وكوادره ومسانديه، ولحد الان يتسأل اعضاء الحزب عن المستفيد من كل ما حدث رغم ادراك مروجي هذه الاكاذيب لكذبهم.
3 _ في مؤتمر لندن (للمعارضة العراقية كانون الاول 2002) ورغم ان الحزب كان قد وجه مذكرة سرية الى قيادات كل من حزب بيت نهرين الديمقراطي والحركة الديمقراطية الاشورية منذ حزيران 2002 للعمل مهما كانت الظروف بشكل موحد  لان النظام لا محال ايل للسقوط ومبديا الاستعداد لذلك برغم من البعض قد يعتبر ذلك اعترافا بالحزب وطارحا حلولا لاشكال الاعتراف هذه اي معتبرا ان الحزب لن يسوق العملية اعلاميا لصالحه ورغم ان الحزب ومنذ شهر اب 2002 كان قد فاتح الحركة الديمقراطية الاشورية باستعداد الحزب لكي يوافق على منحها صوتا اضافيا في اجتماعات الاحزاب الاشورية على ان يكون هذا الصوت من نصيب السيد يونان هوزايا، وذلك لادراكنا ان عدم الموافقة على هذا الحد الادنى يعني الاستمرار في الاساءة الى سمعة شعبنا وسياسيه وخصوصا بعد التجربة المريرة سواء في مؤتمر نيويورك او قبلها في اجتماعات لندن، وتأثير العرائض المتضادة المقدمة الى احزاب المعارضة العراقية والتي قادها السيد يونادم كنا ومؤازرية بصورة شوهت صورة السياسي الاشوري وحولته من المناضل والعامل من اجل حقوق شعبه الى مستجدي لمناصب ووجاهة لا يستحقها وتمنح له بمنية وباستعلاء وكعملية للتخلص من الالحاح الزائد. ولكن الحركة وقيادتها ظلت وفية لممارساتها المشمئزة وظلت تلعب اللعبة ذاتها في التشويه وتدمير مصداقية الانسان الاشوري ومشوه لمصداقية ما يتم المطالبة به ومحولة الامر الى مطالب شحصية وفي احسن الاحوال الى مطالب حزبية بحته، في عملية للمتاجرة بدم الشهداء (؟) ومنتقصة من مصداقية كل السياسين الاشوريين، فممثلي الوطني الاشوري هم عملاء للبعث (؟) وابلحد افرام صنيعة للاكراد عند الحزب الشيوعي  والوفاق والاسلاميين(؟)، وسركون داديشو عميل الصهيونية عند الكل (؟)، ولكن بعد كل المهازل جاء الاتفاق وكما طرحه الحزب قبل اربعة اشهر من ذاك التاريخ مع استبعاد ممثلين من ابناء شعبنا من اجتماع الكتلة ونخص بالذكر السادة ابلحد افرام، فوزي الحريري، جورج منصور وغيرهم من الحاضرين في وفود الاحزاب الاخرى. وفي هذا المؤتمر وبعد كل الذي حدث كما قلنا عدنا الى الطرح العقلاني للحزب الوطني الاشوري وكل الاطراف الحاضرة، مع وضع ضوابط لعمل من يمثلنا في قيادة المعارضة والياتها، وعلى ان يعودوا الى الاحزاب العاملة في الوطن في كل قراراتها، الا ان السيد يونادم كنا استغل كل ذلك لصالح ذاته وحزبه ضاربا بكل الانجازات التي تحققت في مؤتمر لندن عرض الحائط، وكانت اول بادرة لذلك هو مؤتمر صلاح الدين الذي عقد في اوائل عام 203 اي بعد اقل من شهرين من مؤتمر لندن، وتلتها كامل عملية انتهاك بنود اتفاق لندن في عملية مستمرة، وخصوصا ابان مرحلة مجلس الحكم وسلبياتها ونتائجها الوخيمة على شعبنا ووجوده في الوطن.
وبعد اسقاط نظام البعث ورغم تحركات الحزب لتلافي الاخطاء ولصنع قرار شعبي مبني على استمزاج راي الغالبية وخصوصا المؤثرة في شعبنا من المؤسسات والشخصيات وجعلها تشارك في القرار، وخصوصا طرح الحزب في ايار 2003 في مقره ببغداد الا ان الالتفاف وعملية اقتناص الفرص الحزبية تتالت على حساب الشعب، ورغم تحفظاتنا الكثيرة عل مؤتمر بغداد واليات عمله فقد لعق الحزب جراحه وشارك في المؤتمر بروح ايجابية، الا ان سياسة المحاور المتبعة وسياسة سلق الحلول للمجد الشخصي  والانتصار السهل استمرت، فقد حضر المؤتمر او تم دعوة شخصيات يضمن ان تقول نعم لكل ما يصدر عنه، حتى ان بعض المدعويين لم يكن لهم اي دراية لا سياسية ولا ثقافية غير انتسابهم للفصيل السياسي المعين بل انني شخصيا كنت اسمع تبجج البعض بانهم مدعوون للمؤتمر وادرك تماما انهم لا في العير ولا في النفير من العمل القومي، وكانت نتائج المؤتمر والاسلوب الذي استغلت به وبالا على شعبنا وسببا اساسيا في هذه الجراح التي تثخن جسد الشعب من اقلام محسوبة على بعض اطراف الشعب نفسه، لان هذه الاقلام في الوقت الذي تدافع عن ما تعتقده صحيحا الا انها تثخن جسد الشعب الواحد والامة الواحدة بجراح دامية من خلال اللغة السوقية والتهجم الغير المسؤول على الاطراف الاخرى، ونعتها مرة بانها ابيدت ومرة بانها العدوة التاريخية وباكثر الصفات المثيرة للتقزز وباسلوب يثير الشفقة على الامة والشعب الذي انجب مثل هؤلاء الابناء ممن يستنكر ابسط التعاريف والمعلومات السياسية والثقافية والتاريخية ليزرع المزيد من عوامل التباعد بين اطراف الجسد الواحد، بسبب اخطاء اطراف قد لا يهمها من وحدة شعبنا الا الوجاهة التي قد تضيفها له ليس الا.
    ان الحزب الوطني الاشوري والذي يدرك بان حمل قضية شعبنا ثقيل، ويكفينا دليلا على ثقل المهمة ذكر مسألة التسمية التي ارهقت شعبنا والتي يجب ان تحل بشكل لا يشعر فيه اي طرف انه الخاسر، بل يجب ان تحل بحيث يشعر الجميع انهم منتصرون، وهذه مهمة تتطلب نزاهة ووحدة جهود كل الاطراف السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية. هذا مثال واحد مما ينتظرنا من مهام، فكيف بالاخرى، ولذا فالحزب يخرج عن اطار قاعدته السياسية ويرغب في استمزاج رأي كل من يرغب في رفده بما يعتقده صالحا لخدمة شعبنا، سياسيا وثقافيا واجتماعيا فكل هذه التوجهات تتكامل لخدمة شعبنا ذو الهوية الواحدة من اللغة والتاريخ والارض والعادات والتقاليد المشتركة.
الحزب يرغب في تجاوز سلبيات الماضي مهما كانت مرارتها فالماضي والنوم فيه لن ينفع  الحزب ولا ينفع شعبنا، المطلوب ان نعمل بما نمتلكه اليوم من الوعي السياسي وادوات المساندة للوعي من الثروات المادية والروحية والتنظيمية، لكي نقدم الافضل وهذا الافضل لن يحققه الحزب بل كل سواعد ابناء شعبنا الخيرة. ومن نفس المنطلق نعتبر ان جر شعبنا لكي يعيش احقاد الماضي وسلبياته في الواقع الراهن فمهما خدمت طرف سياسي معين الا انها ستكون مضرة بمصالح الشعب ككل، فشعبنا ووجوده وواقعه الجغرافي والتاريخي والديمغرافي معروف ليس لنا بل للكل، وعلينا ان نتكيف وان نلائم ادواتنا السياسية مع الواقع وبما لا يلغي الطموح المشروع والمبني على احترام الاخر ومكانته وقيمته كشعب وكمؤسسات وكافراد. فشعبنا الاشوري ان اراد الاستمرا محافظا على هويته القومية فلا يمكنه ذلك الا بالتعاون والمشاركة مع اخوته وشركائه الاخرين في الوطن سواء كان ذلك في العراق او سوريا او ايران او تركيا.
ان تجاوز سلبيات الماضي لا تعني عدم الاتعاض بتجاربه المؤلمة، وكثيرا ما نصح الحزب الوطني الاشوري اخوته من الاطراف الاشورية من تكرار سلبيات الماضي ولعل رسالة الحزب الى الاطراف التي عقدت اجتماعا اشوريا في لندن عام 1999 والتي ذكر الحزب بما حدث في الماضي كانت خير مثال لتكرار التجارب الفاشلة ومؤتمر لندن الذي حضره اطراف محددة باعتبارها الاطراف الكبيرة وتم استبعاد الاخرى باعتبارها صغيرة فشل لان من نعت صغيرا لم يكن كذالك بل صور هكذا، ولذا فتراكم التجارب يجب ان يسدد خطانا نحو العمل الاكثر كمالا برغم من ايماننا ان الكمال لله وحده ولكن تراكم هذه التجارب وفشلها لاكثر من مرة لم يثنينا عن تكرارها في مسألة التسمية الموحدة حيث تتالت العرائض العديدة والمتعارضة على لجنة صياغة الدستور.
اليوم وبكل شفافية وبكل صراحة وبكل محبة نعود الى كل قلم والى كل صاحب راي والى كل فاعل وعامل من اجل
1 _ ان يتمتع شعبه بكل حقوقه الدستورية والطبيعية.
2 _ ان يحافظ على وحدة هذا الشعب لان هذه الوحدة هي الكنز الذي نعود اليه من اجل التزود بالطاقة والذخيرة التي تمنحنا القدرة على مواصلة المسيرة.
3 _ تعديل الدستور العراقي بما يتوافق ودوره الحضاري ومعاتاته وتحقيق الفقرتين اعلاه.
ان يرفد الحزب ليس شرطا من خلال التواصل المباشر بل من خلال وسائل الاعلام، ليس ايجابا بل نقدا وتصحيحا وتعديلا مع الابتعاد عن التجريح الشخصي لاي كان، لان التجريح  لا يخدم احد غير تعميق الجراح.
ان الحزب الوطني الاشوري (الاترنايي) برغم من تداركه لكل المعيقات التي وضعت لاجل تدميره وتحطيمه وما ذكرته اعلاه يعتبر نبذة قصيرة مما واجهه، فقد تمكن من الاستمرار وتقديم الافضل وتمكن من اثبات مصداقية طروحاته القومية والوطنية، واليوم الحزب يخطو خطوات في توسيع قاعدته وقاعدة تحالفاته الوطنية من خلال المصداقية التي تمتع بها خلال كل سنوات النضال هذه ومن خلال انكشاف دجل الدعايات التي حاولت الصاق مختلف التهم به، اذا الحزب يتقدم اليوم بهذه المبادرة للانفتاح ليس من باب الضعف بل من باب الادراك الواعي بان القوة الحقيقية هي بالشفافية والوضوح وبالمشاركة الفعالة لجميع قوى شعبنا في القرار السياسي والاولى ان يكون في انضاج هذا القرار اليوم قبل الغد، ونحن نجدد الدعوة مرة اخرى.[/size][/font][/b]

437
اهلنا المندائيون يستغيثون
نشرت مفوضية حماية المندائيون نداء استغاثة ودعوة للمساعدة للخروج من واقع مؤلم يهدد ليس حياة بضع مندائي بل يهدد وجود المندائيين كلهم في العراق وذلك لتعرضهم لضغوط واعتداءت واغتصاب، ان ما يستشف من النداء ان هنالك خطر كبير يتعرضون له اهلنا المندائيون وقد لا يصرحون به بشكل علني الا انه واضح من قراءة المنشور يمكنكم الاطلاع عليه على  http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,43338.0 . ان هناك تهديد ديني وفرض امر واقع لتغيير المعتقد بالقوة.
المندائيون اصحاب احد اقدم المعتقدات الدينية في العراق ويمتد وجودهم الى المنطقة المجاورة في ايران منطقة اهواز و مهما كان رأينا بالدين المندائي وهنا اود التصريح بانني لست مختصا به لكي افتي او اكتب الكثير عنه ، الا ان الحس الانساني قبل الوطني يدفعنا لكي نتعاطف وندعوا الاخرين لمد يد العون والمساعدة لهم فالمطلوب وطنيا وخصوصا في العراق اقامة تكتل حزبي واسع ويضم نخب اجتماعية مرموقة ندعوه تكتل الدفاع عن المندائيين لكي نحقق لهم الامان المنشود، فالمندائيون المعروفون بمسالمتهم لا يهددون احد بشئ ولا دينيا فحتى دينهم ليس تبشيريا، لكي يخاف الاخرين منه، ان هذه الفئة العراقية الاصيلة قدمت للوطن الكثير وخدمته في اصعب الظروف رغم تعرضها للاضطهادات المتتالية، ان هذه الطائفة الكريمة والتي تحمل في لغتها وتراثها ودينها اصالة العراق منذ اقدم الازمنة، مطلوب اليوم ان يهرع كل العراقيين للدفاع والذود عنهم امام الهجمات العنصرية البربرية . ان فقدان هذه الطائفة لا يعني فقدان حق لمواطن بل يعني فقدان تواصل العراق مع ماضيه الناصع، هذا الماضي الذي يخافه من دخل علينا وفرض قيمه بالقوة ولا يزال، بل هو تدمير لعراق نتمناه عراق السلام والمحبة والتسامح والتعدد، فاي تعدد نريده دون وجود المندائيين؟.
ان الحكومة العراقية مطلوبة ان تدرك خطورة الامر وتأخذه بجدية تامة فما يحدث للمندائيين، وهم فئة اصيلة واساسية من شعب العراق، يمكن ان يستشف منه ماذا سينتظر الاخرين، لو لا سمح الله نجحت خطط من يحاول الاعتداء على احد الاجزاء الاكثر التصاقا بالعراق التربة والتاريخ.
 ان حكومة تسمع استغاثة فئة عراقية ولا تستغيثها لهي حكومة باطلة حكومة لا تؤمن باي من مبادئ حقوق الانسان التي ناضل شعب العراق من اجلها وقدم الكثير الكثر لاجل هذه المبادئ، ومن بين من ضحوا واستشهدوا لاجل ذلك الكثير من اخوتنا المندائيين، ان عدم التحري والاستعلام عن مصدر التهديد هو مشاركة في الجرم والعملية الجرمية، من قبل حافظ القانون التي هي الحكومة واجهزتها، واذا كان باعتقاد البعض ان المندائيين ممكن لهم ان ينتظروا لحين التخلص من الاخطار الاخرى، فهذا اعتقاد كاذب فالمظلوم يعتقد ان الثانية دهرا، والخائف لا يسأل الانتظار لان ما يداهمه خطر كبير وجلل قد لا يكلفه حياة انسانية واحدة بل ميزة وتراث وايمان فئة واسعة فهل ان رئاسة الوزراء والحكومة على دراية بالامر الحاصل ام انها في خبر كان.
اننا اذ نشارك اهلنا المندائيين في نداء استغاثتهم، فاننا نتطلع الى  قيادات العراق كله، وقيادة اقليم كردستان ومجلس النواب ومجلس القضاء الاعلى وكبار رجال الدين وكل الاحزاب السياسية ان تقوم بعمل موحد ومشترك لاجل ازالة المخاوف الحقيقة التي تجعل طائفة كاملة توجه نداء استغاثة في العراق، وان يتم الكشف الواضح والصريح عن معاناتهم الحقيقية ومن يتسبب بها.
ان الاستجابة للنداء المنشور لا يعتبر في اي شريعة كانت تدخلا في الشؤون الداخلية، ان مواطنينا المنائيين يتعرضون وحسب المنشور الى ابشع انتهاك لحقوق الانسان، والامم المتخضرة قد اجازت التجاوز على السيادة الوطنية في حالة الانتهاك الفاضح لحقوق الانسان او تعرض فئة ما شكل من اشكال ابادة الجنس البشري، وما يشكو منه مواطنينا المندائيين هو احد اشكال الابادة الجماعية للمنادئئن في ظل الاتكال على ضعف قوة القانون والاهتمام المنصب على العاصمة والفئات والطوائف الاكبر ومشاكلهما.
ان نعزي الامر الى الفلتان الامني فهذا نوع من الهروب من الواقع ومن الرغبة في ايجاد حل لمشكلة ان لم تحل اليوم فغدا قد يكون الحل قد تأخر كثيرا وفيه سيأتي الدور على الازيدية والمسيحيين، وبعد ذلك تصفيات في داخل الدين الواحد ومن ثم تصفيات داخل الطائفة الواحدة فهذا ما يعلمه لنا الدرس المستمد من تجارب الامم التي تركت للغرائز لكي تفلت من عقالها وسمحت للكره وللحقد لكي يسطير على مجريات الامور وادخلت القانون في مجمدة اين منها مجمدات الطبيعية في القطبين.
على مؤسسات المجتمع المدني التحرك وبسرعة من اجل تحريم الاعتداء على الناس بسبب معتقدهم الديني والسياسي والقومي، فمادامت كل المنظمات تؤمن بالتعددية، فيجب ان تتكاتف من اجل القضاء على كل من يعمل من اجل اشاعة الدين الواحد والحزب الواحد والرأي الواحد، ان من يحاول الاعتداء على شخص بسبب معتقده الديني يجب ان يتم تجريمه باقسى عقوبة ممكنة فكيف على من يحاول الاعتداء على طائفة كريمة واصيلة ومسالمة مثل اهلنا المندائيين!
ان نداء اهلنا المندائيين يضعنا كلنا، كل العراقيين امام مراة نفسنا، امام حقيقة ما نريده وما نرغبه، امام المستقبل الذي سينتظرنا او الذي نريده ان ينتظرنا، فترك الامور على الغارب كما يقال يعني اننا لا نريد ان نبني مستقبلا مستقرا مستقبلا يتمتع الانسان فيه بالكرامة، لان كرامة المجموع من كرامة الفرد، واذا كنا نرى ونسمع اليوم صراخ اهلنا ولا نبادر الى ايجاد حل لهم، فغدا لناظره قريب، ومع الاسف انه لن يكون غدا مشرقا بل كله سواد في سواد وبكاء وعويل وظلم واضطهاد ومزيد من القتلى والمفقودين والمهجرين والمهاجرين.
من الواضح ورغم ملاحظاتنا على الدستور العراقي، انه اي الدستور فيه ضمانات كافية لحماية الانسان ومعتقده، ومن الواضح ان البرلمان العراقي مؤتمن عل تطبيق الدستور الجاري، ومن الواضح ان مجلس القضاء الاعلى مناط به ليس حماية استقلال القضاء فقط، بل العمل على تطبيق بنود الدستور وخصوصا في حالة كالتي اطلعنا عليها وهي تهديد طائفة اساسية من طوائف شعبنا العراقي في وجودها، اذا الدستور العراقي يكفل القيام يكل الخطوات اللازمة لازالة التهديد الذي يطال المندائيين، تبقى هناك قوة الحكومة العراقية التي تدير الاجهزة التنفيذية وبضمنها جهاز الشرطة والجيش، انه من الواضح لحد الان ليس لدينا حكومة قوية بما فيه الكفاية في ظل الانتشار الواسع للسلاح وفي ظل الايادي الكثيرة التي تحرك مجموعات بشعارات تكفيرية، حيث يمكن لفتوى من رجل دين جاهل ان تفعل فعلها في تهييج البسطاء وممن يرتزق من امثال هذه الامور، اي فرض الخاوات مقابل توفير الحماية وهو نظير الشارعي البلطجي للجزية السيئة الصيت.
ان سكوت الفعاليات السياسية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني عن ما يحيق باهلنا المندائيين معناه انتظار حد السيف لكي يصل الى الرقبة التالية والامر ليس ببعيد عن الرقبة التالية فقد شاهدنا نماذج منها في الاعتداء على المسيحيين والازيدية وما يديرونه من محالات العمل سواء كانت حلال ام حرام من وجهة نظر الفاعل، ان لم يتكاتف المجتمع من اجل ازالة حالة الاعتداء والتهديد الذي يطال اهلنا المندائيين، هذا يعني ان المجتمع لم يتعلم من تجربة صدام شيئا، والا فليعلم الجميع ان ما اقترفه صدام بشعب العراق وبابنائة وببيئته واقوامه قد لا يحسب شيئا امام المستقبل الذي ينتظرنا لو تركنا الامور لكي تسير بهوى ورغبة من يهدد اخوتنا المندائيين.
ان المجتمع الحي ليس من بكى على من فقدهم، بل المجتمع الحي هو الذي يدراء الاخطار قبل وقوعها، وان يتحصن ضدها من قبل استفحالها وان لا يرتضى ظلم جزء منه من قبل اجزاء اخرى، لان بالموافقة على ذلك فالمجتمع يبصم على صك وفاته وتحوله الى مجتمع قاحل لا ينبت جديدا ولن نقول خيرا.[/size][/font][/b]

438
التظاهر لاجل ماذا ومن؟
(بادئ ذي بدء اود تقديم تهاني القلبية لكل ابناء شعبنا العراقي بخبر مقتل المجرم ابو مصعب الزرقاوي متمنيا ان يكون هذا العمل خطوة رئيسية في مسلسل القضاء على الارهاب بكل اشكاله)
دعت الحركة الديمقراطية الاشورية انصارها والمتعاطفين معهم الى التظاهر يوم الثلاثاء في العاصمة الكندية اوتاوا وفي اليوم التالي في العاصمة الامريكية واشنطن، وذلك وبحسب دعوة المتظاهرين، لتجاهل شعبنا في التشكيلة الحكومية في الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان العراق.

اولا يجب الاقرار بان حق التظاهر هو حق مكفول ومقدس لكل انسان، وانا شخصيا من مؤيديه ومن مناصريه لانه يعبر عن حق ابداء الرأي بعد ان يتم تجاهل المطالب المشروعة.. ومن المظاهرات المشهورة في التاريخ العراق مظاهرة جسر الشهداء ومظاهرة عمال النفط في باباكركر، ومن المظاهرات العالمية تلك التي قادها داعية الحقوق المدنية القس مارتن لوثر كنغ والتي اثمرت قانون الحقوق المدنية ابان فترة الرئيس الامريكي جونسن.
ولكن ماذا تريد الحركة الديمقراطية الاشورية ومناصريها من هذه المظاهرات التي يقال انها ستهد الدنيا وستكسر كل الارقام القياسية في حشد الناس والعباد خلف مطالبها المشروعة والتي هي مطالب الشعب الكلدواشوري السرياني بحسب منظمي المظاهرة.

لقد ناضل شعب العراق بكل قومياته وطوائفه وفئاته لكي يأتي اليوم الذي يقدر فيه على التعبير عن ارائه وغضبه في وطنه.. وقد حدث ذلك بعد سقوط صنم بغداد..
نعم فقد ارتفع صوت العراقيين، كل حسب اهوائه وميوله، في العراق وفي شوارع العراق وازقته، في مظاهرات رفع المشاركين فيها مطاليبهم الى الحكومة والبرلمان العراقي وبذلك ساهموا في المسيرة المستمرة لبناء العراق الديمقراطي.. فالف تحية لهم وهم يلتحقوا بمظاهرات جسر الشهداء وباباكركر.
ولكن الحركة اختارت اوتاوا وواشنطن مقرا لهذه التظاهرات.. فلماذا يا ترى؟
لان الحركة تدرك ان مآخذها على تشكيل الحكومة ليست حقيقية وليست مشروعة.. فالحركة لا تمثل وحدها الاشوريين كما تدعي.. وان مقعدها البرلماني لم يتم انتخابه على اساس التمثيل والخصوصية القومية.
ففي البرلمان العراقي لا وجود لخصوصية قومية او دينية او فئوية، وعضو البرلمان يمثل كل العراقيين، وتشكيل الحكومة يخضع للتحالفات السياسية..
كما ان ادخال كل الوان الطيف العراقي، القومي والديني، هو تأكيد رغبة وحرص المتحالفين ومراعاتهم لتمثيل هذه المكونات وليس شرطا دستوريا يفرض على رئيس الحكومة اللجوء الى القائمة الفلانية حصريا لترشيح وزير من ابناء هذه القومية او تلك، هذا المعتقد او ذاك.
ويجدر هنا التذكير بان الحزب الوحيد الذي ناضل ومنذ زمن بعيد من اجل ادراج حق التمثيل ومنح الخصوصية القومية للمقاعد البرلمانية للقوميات الصغيرة من حيث الترشيح والتصويت والتمثيل كان الحزب الوطني الاشوري.
ان منح خصوصية قومية للمقاعد البرلمانية، من حيث الترشيح والتصويت والتمثيل، كان سيمنح خصوصية قومية للمقعد الوزاري بمعنى ان يلزم (بضم الياء وكسر الزاي) القانون رئيس الحكومة بترشيح الوزير الاشوري من خلال اعضاء البرلمان الذين يشغلون هذه المقاعد المخصصة قوميا.
الا ان صوت الحزب الوطني الاشوري تم تجاهله من الجميع، مؤسسات واحزاب وشخصيات، الذي كان يتسابق في التهليل والتصفيق لبناء سياسي هش، وها هم اليوم يحصدون ثمار ما زرعوا.. واليوم ايضا يصرون على تبرئة ذاتهم بل وتمجيدها والقاء اللوم على الاخرين في تطبيق سمج لنظرية المؤامرة.

تنظيم المظاهرات في اوتاوا وواشنطن بديلا عن العراق اساءة واعاقة لمسيرة بناء وترسيخ الديمقراطية في العراق، وهي اساءة وتناقض مع الذات اولا واخيرا..
اذا كانت الحركة تعتقد ان حقها قد غبن.. فلماذا لم تتظاهر في الوطن؟ ولماذا لم تلتزم سياقات الاعتراض الدستورية وصولا الى المحكمة الدستورية التي طالما تفاخرت الحركة بانها تضم قاضيا اشوريا فيها؟
في احسن الاحوال وعند الالتفات الى مطالب المتظاهرين، اي في حال التجاوب المهني مع مذكرة المتظاهرين المقدمة الى السفارة العراقية والامريكية (في كندا) والسفارة العراقية والكونغرس الامريكي (في واشنطن) فانه سيتم احالتها الى المراجع السياسية (العراقية والامريكية) في بغداد التي سترد بالاجابة ان تشكيل الحكومة كان دستوريا وان شعبنا ممثل في وزارتين حاليا (مقابل وزارة واحدة سابقا) في بغداد، وثلاثة وزارات في حكومة اقليم كردستان. فشعبنا من وجهة النظر الجميع (ما عدا الحركة) ليس مختزلا بالحركة فقط لا غير!!!
 اذا الغاية ليست اعادة تشكيل الحكومة او اعادة تطعيمها بعضو من الحركة.
المظاهرات رسالة من الحركة الى اعضاءها في العراق والمهجر بان لها صوت باق وانها لا زالت تقول كلمتها ولا يهم بعد ذلك المدى الذي ستصل اليه هذه الكلمة.

في المباحثات التي جرت بين الكتل الرئيسية في البرلمان العراقي الجديد كان هناك تفاهم معلن ومعروف للجميع الا وهو ان الكتل الفائزة بعشرة مقاعد نيابية فاكثر سيتم تمثيلها في الوزارة بحقائب وزارية تتناسب مع عدد مقاعدها (بمعدل يقارب وزارة واحدة لكل عشرة مقاعد) مع الاخذ بالاعتبار اهمية الوزارة حيث قسمت الى وزارات سيادية وخدمية ولكل منها نقاط تم الاتفاق عليها قبل المباشرة بتحديد الوزراء ووزاراتهم.
وبذلك انحصر تشكيل الوزارة بقوائم: الائتلاف العراقي الموحد (128 مقعد)، التحالف الكردستاني (53 مقعد)، التوافق العراقي (44 مقعد)، العراقية (25 مقعد)، الحوار الوطني (11 مقعد). ((جبهة الحوار الوطني انسحبت من المشاركة لرفضها الوزارات المخصصة لها، اي انها منحت حق المشاركة ولكنها نفسها انسحبت).
وقد سبق هذا الاتفاق، اتفاق اخر بين الكتل الرئيسية عند تشكيل (مجلس الامن القومي) الذي تم الاتفاق ان يضم الكتل التي لها 7 مقاعد فما فوق.
وفي كلا الاتفاقين (مجلس الامن القومي والحكومة تم استبعاد القوائم الاخرى الفائزة بمقاعد نيابية اقل ومنها: كتلة المصالحة والتحرير 3 مقاعد، الرساليون مقعدين، الجبهة التركمانية وقائمة مثال الالوسي والحركة الايزيدية اضافة الى قائمة الرافدين ولكل منها مقعد واحد.
هذه حقيقة معروفة لمتابعي الشأن السياسي العراقي اليومي، وجميع الكتل تدرك ان عملية تشكيل الحكومة كانت دستورية وتتماشى مع عرف تشكيل الحكومات في التحالفات المتعددة..

وهنا ياتي السؤال: لماذا انتظرت الحركة الديمقراطية الاشورية ريثما يتم تشكيل الحكومة رسميا لتقوم بهذه الخطوة "الجبارة" باشعال المظاهرات في كندا والولايات المتحدة الامريكية؟
هل كانت تنتظر انقلاب ما او تحالف من تحت الطاولة؟
ام هي العادة المتأصلة في قيادتها بالانتظار للدقيقة الاخيرة، فان حصل شئ ايجابي قيل ان قيادتها هي وراءه، وان لم يحصل ترفع العقيرة بالصياح ونشر الاتهامات بالمفرد والجملة..
وهذا الامر رأيناه في الاتفاق على مسودة الدستور العراقي واللعبة الغبية التي لعبتها الحركة حينها، ففي الوقت الذي قام سكرتيرها بالمصادقة على المسودة بتوقيعه وقام بتلاوة قسم منها في البرلمان، الا انه طلب من مناصريه رفضها ورفع صوته عاليا في رفض ما ختمه بتوقيعه قبل لحظات من ذلك!!!!
بل والانكى من ذلك غادر العراق قبل اليوم التاريخي للتصويت على الدستور، سواء بنعم ام لا.. فتاريخ 15 اكتوبر 2005 كان يوما مقدسا ومحددا ومثبتا منذ صيف 2004 وكان السيد يونادم يدرك هذا التاريخ جيدا لانه كان موجودا ومحددا في قانون ادارة الدولة الذي وقع عليه بنفسه.. الا انه غادر العراق بذريعة المشاركة في احتفال بروتوكولي في باريس كان يمكن تاجيله او انابة اخرين لحضوره من المهجر.. اليس استخفافا بمناصريك ان توافق على شيئ وتختمه بتوقيعك ولكنك تطلب منهم رفضه وتغادر يوم التصويت سواء كنت ستصوت بنعم ام لا، ففي الحالتين عليك احترام عملية التصويت وقيمتها المعنوية والسياسية.
ان الحركة كانت تعلم كل الخطوات التي اقدمت عليها الكتل الرئيسية (وتحديدا الائتلاف العراقي والتحالف الكردستاني) الا انها كانت تعتقد، ومن دون حق، انها ستكون ممثلة شعبنا في التشكيلة الجديدة وهذا ما نلاحظه من التصريحات الاعلامية المتتالية حول ذلك من الوجه البارز في الحركة السيد يونادم كنا الذي لم يهمه ان كان ممثلا للكلدواشوريين او للمسيحيين.. ويبدو انها اعتمدت في استنتاجها على تحالف غير معلن مع القائمة الشيعية سبق الانتخابات وتمخض عنه، بحسب بعض المصادر، انبثاق قناة اشور ونوعية برامجها اضافة الى تصعيد الموقف من التحالف الكردستاني.
ولكن توزير الحركة كان من المحال في الظروف التي تلت ما انكشف من مستور حول العلاقات والتحالفات، كما انه كان مستحيلا لانه كان سيفتح الباب لجميع الكتل الاخرى وكان سيعني الغاء التفاهم حول عدم تمثيل الكتل التي يقل تمثيلها عن عشرة نواب في الوزارة.

ما يرافق الحملة الاعلامية لمظاهرات الحركة ليس مفهوما لحد الان..
هل الحركة تريد وزير ثالث من قبلها في الحكومة العراقية اضافة الى الوزيرين الحاليين؟
ام انها تريد الاطاحة بالوزيرين السيدة وجدان ميخائيل والسيد فوزي الحريري؟
بغض النظر عن الاحتمالين، فانه من المؤكد ان الحملة والهجمة الاعلامية تصر على تجريم الوزيرين فوزي ووجدان واتهامهما بالخيانة القومية وتجريدهما من هويتهما القومية والدينية، لا لشيئ الا لانهما ليسا من الحركة.
السيد فوزي الحريري، الذي تم توزيره ضمن حصة التحالف الكردستاني، فانه، وبحسب علمنا، لم يتنكر يوما لهويته القومية بل يفتخر بها كأي قومي اصيل من المنتمين للتيار القومي لشعبنا.
اما السيدة وجدان ميخائيل فقد طرحت نفسها دائما كعراقية فوق الانتماءات القومية ولكنها عملت بجد مع الدكتور كورئيل ايشو خامس على خلق الانسجام بين ابناء شعبنا من اعضاء الجمعية الوطنية العراقية.
اليس توزير السيد حريري والسيدة ميخائيل انتصارا للمسيرة النضالية القومية والوطنية لشعبنا في العراق.. نعم انه انتصار ان يتحقق اليوم اعتراف كتل سياسية رئيسية في العراق بان شعبنا هو مكون من مكونات الشعب والوطن العراقي وانه لا بد من تمثيل هذا المكون في المؤسسات العراقية.
انه اعتراف حقيقي وعملي من قبل القائمة العراقية باهمية تمثيل شعبنا، فمن بين اربعة حقائب منحت احداها للسيدة وجدان في وقت كان هناك العديد من الشخصيات العراقية الكبيرة مثل السادة مهدي الحافظ والسيدة صفية السهيل واخرون.
وذات الشيئ للتحالف الكردستاني الذي بتوزيره للسيد حريري يكون اضاف موقفا اخر في مسلسل مواقفه في الاعتراف بخصوصية شعبنا القومية.
وكم كنا نتمنى ان فعل الائتلاف الشيعي ذلك ايضا وضم بين حقائبه حقيبة وزارية لاحد ابناء شعبنا..
اليس مدعاة للالم المصحوب بالسخرية (شر البلية ما يضحك) ان يعترف الاخرون وتعترف القوى السياسية الرئيسية في العراق بشعبنا وخصوصيته وتحترمها وتضم ابناء منه الى الحكومة العراقية وضمن حصص هذه القوى، فان البعض منا، وباصرار، يسيئ ويهين ويجرم ويخون (بضم الياء وفتح الخاء) ابناء شعبه هؤلاء.
اليس تخوين وتجريم السيدة وجدان والسيد فوزي اساءة وتخوين للقائمتين (العراقية) و(التحالف الكردستاني) بكل مكوناتهما السياسية.. فهل هذا هو الموقف السياسي من قوى سياسية عراقية تجاوبت مع شعبنا ووجوده وهويته القومية والوطنية.
الم يطالب السيد كنا، قبل اكثر من عام وتحت قبة البرلمان في رده على السيدة زومايا في حينها، التحالف الكردستاني بمنح حقيبة وزارية لشعبنا.. فلماذا "يزعل" الان؟
ولماذا "يزعل" من القائمة العراقية توزيرها للسيدة وجدان؟

قد يقول احدكم.. صحيح انه امر جيد ان تضم حقائب القائمة العراقية والتحالف الكردستاني وزراء من شعبنا، ولكن كان الانسب والاصح ان تقوم القائمتين العراقية والتحالف الكردستاني بترشيح الوزيرين بالتنسيق مع الحركة!!!!
نقول كلا.. فهذا ليس واردا في سياقات التحالفات في كل انحاء العالم...
الامر كان سيكون صحيحا وواردا لو ان الحركة كانت تحالفت مع القائمة العراقية او التحالف الكردستاني في الانتخابات.. فليس منطقيا، في اكثر الديمقراطيات في العالم، ان تقوم كتلة برلمانية بمنح وزير من حصتها الى كتلة اخرى لم تتحالف معها في الانتخابات.
والامر كان سيكون واردا لو ان قائمة الرافدين في البرلمان كانت انضمت الى التحالف الموسع للكتل البرلمانية التي شكلت الحكومة.. وهذا لم يتحقق لانها تمتلك صوت واحد في البرلمان وبالتالي لم يكن من المجدي كسبها لاي طرف وخصوصا ان التحالف الموسع كان بين الكتل الرئيسية الكبرى (وخاصة بين اكبر كتلتين في البرلمان). اضافة الى ان الحركة لم تنجح في اقامة التحالفات السياسية لسبب اضافي مهم (اضافة لكونها مجرد مقعد واحد) الا هو رفض الغالبية لاقامة مثل هذه التحالفات معها ولاسباب قد تكون مجهولة لدى العامة ومعلومة لدى الخاصة.

ان لجوء الحركة الى اسلوبها القديم في تجريد الاخرين من هويتهم والادعاء بانها الوحيدة التي تمثل هذه الهوية يحعل من المستحيل على هذه الحركة ان تكون جزءا من النسيج السياسي العراقي ما بعد سقوط النظام الصدامي، فهذه الممارسة الصدامية لا تليق بمن يقول انه يعمل من اجل عراق ديمقراطي حر.
كما ان حجة الحركة في ان السيد فوزي الحريري والذي هو الهدف الاكبر لسهامهم لا يمثل شعبنا وليس من ابناءه كونه من قائمة التحالف الكردستاني هي حجة واهية تكذبها حقيقة ان الحركة كانت عضوا في الجبهة الكردستانية وكانت ممثلة في الحكومة الكردستانية لسنوات طويلة وكانت وما زالت عضوة في برلمان اقليم كردستان.. فهل هذا يلغي خصوصيتها القومية؟
وذات الشيئ للسيدة وجدان ميخائيل التي كانت الى الامس القريب تمثل شعبنا في البرلمان العراقي وجاء توقيعها ثانيا بين خمسة تواقيع خامسها كان للسيد يونادم على مذكرة مشتركة باسم ممثلي شعبنا في البرلمان العراقي، ولكنها اليوم باتت، بقدرة قادر، لا تنتسب الى شعبنا ولا تمثله..
اليست هذه تناقضات في خطاب سياسي يفتقر الى الحجة والدليل ويمتلئ بالازدواجية.
ولكن لان هذا الخطاب موجه لبعض متعصبي الفكر (وفي الحقيقة لمن لا يملك الفكر اصلا) فالامور لا تهم ما دام الامر قد اتى من القائد الاعلى ومادام الملام والمتهجم عليه كرديا او متحالفا معهم .

من المخجل ان تصل السذاجة السياسية بالاقلية من ابناء شعبنا لدرجة تصديق كل ما تبثه دعايات الحركة رغم انجلاء كذبها ليس مرة بل مرات متتالية، بل من المخجل ان يتم تسويق هاتين المظاهرتين اللتين تم تحضير سياراتها بالمجان وتم دفع ثلاثون دولار وتوفير وجبات الطعام لكل متظاهر لاقناعه للمشاركة، وان هذه المبالغ التي استخدمت في التحشيد للمظاهرتين من قبل المجلس القومي الاشوري في الينوي تم استقطاعها من المبالغ التي استقطعت سابقا من دافع الضرائب الامريكي والتي تدفع لهذه المؤسسات لاجل مساعدة المعوزين والعجائز والمقعدين الاشوريين في الينوي  حسب المتسرب من الانباء.
اليوم الحركة الديمقراطية الاشورية وبالامس ايضا لم تهتم بالشعب ومتطلباته بل اهتمت بالقيادة ومتطلباتها، فهذه القيادة التي استخدمت التعليم السرياني الممول حكوميا لاجل سحب الاموال من الشعب، واستخدمت حاجات شعبنا الانسانية لتوريد الدولار وتوجيهه لجيوب وامتيازات قادتها وكوادرها تؤكد دوما على انها لا تتعلم او لا يمكنها التعلم من التجارب الفاشلة فالشعب دائم النسيان.   [/size][/font] [/b]

439
المأزق الذي وضعت نفسي فيه!
بعد ان نزحنا من قرانا جراء الحرب التي اشتعلت اوارها في عام 1961 الى دهوك بعد مرحلة سرسنك الاولية، وهناك وانا طفل صغير سمعت عن غرق شخص من معارفنا في نهر دهوك ونهر دهوك حينذاك كان يتسبب في غرق الناس وليس كما هو اليوم تحتاج الى تلسكوب لتكتشف الماء فيه، لا اطيل عليكم ان محطتنا في دهوك لم تطل فقد عدنا الى قريتنا في صيف عام 1963 وهذه العودة لم تطل الا شهرا واحدا فحملنا حاجتنا مثل البدو الرحل وانتقلنا الى قرية شريفة  ومن هناك الى ريشا داميديا (سري اميدي) ومن هناك الى قرية ايت في برواري بالا ومن ثم الى قرية كوماني وبعدها الى روبارا واخيرا استقر المقام بنا في بغداد في نهاية صيف 1964 وكان اول خروجي للتجول على شاطئ دجلة صدمة لي حيث شاهدت نسوة كثيرات متشحات بالسواد وهن يبكين ويلطمن وبلغة غريبة جدا لي عرفت فيما بعد انها اللهجة الفيلية من اللغة الكردية وكن يبكين ابنهم الغريق في نهر دجلة، وكنت في الصيف اقوم بالسفر الى قريتنا في بعض السنوات، وككل الاطفال كنا نستمتع بالذهاب الى بركة الماء وخصوصا انه كان لدينا واحدة بعمق اكثر من متر ويجري لها الماء النضيف من العين، الا ان الشباب الاكبر منا كانوا يستمتعون بمحاولة تخويفنا من الماء بطمس رؤوسنا فيها  طبعا كانت لهم هذه الممارسة لهوا وخصوصا عندما كانوا يتلقون منا السباب الكثير والاكبر من عمرنا.
وعندما التحقت بالكفاح المسلح كمناضل من مناضلي الامة حاملا سلاحي على كتفي متجولا بين القرى مبشرا بميلاد جديد لم اتمكن من تعلم السباحة برغم من انني كدت اغرق مرة واحدة  لولا رحمة الله ومسارعة احد الاخوة لمساعدتي الخروج من مياه نهر الزاب الاعلى الثائر في شهر نيسان، ولذا فانا الان اتمكن بالكاد من البقاء خمسة دقائق في الماء سابحا وليس اكثر، كما ان العمر لا يساعد على التعلم من جديد، برغم من ان تعلم اي شئ لا يحد بالعمر ، الا انني شرقي مثل كل القراء ولتبرير الكسل اقول لم يبقى في العمر بقية لكي اتعلم السباحة.
برغم كل هذا لم اجد من الضروري ان اتعلم السباحة ولكن بعد مقالتي الاخيرة طالب بعض السادة من مناصري او ممن يشابهون الهوى السياسي لتنظيم اشوري في البال تاك من مناصري نفس التنظيم في المانيا وخصوصا في مدينة فيزبادن بتكتيفي ورمي في نهر الراين (الراين هو احد انهر المانيا الكبيرة ويمر بجانب المدينة التي اسكنها وهي مدينة فيزبادن) لكي اكون امثولة لمن يرغب او يتوق الى تحديهم، طبعا بت الان في قلق عظيم ولا اكتم سرا لو قلت انني عندما اتنقل صرت دائم التلفت يمنى ويسرى وارجو ان لاتسيئوا الضن بي فانا اتلفت خوفا وهلعا ورعبا وليس لامر اخر، وبت لا بل اقسمت بيني وبين نفسي ان لا اقترب من شاطئ الراين الجميل فاي حركة او قشقشة او هبة هواء تفزعني وتتركني مشلول الارادة امام تصميمهم على الانتقام مني.
 امام المأزق الصعب الذي وضعت نفسي فيه فكرت مرارا في العودة لتعلم السباحة او طلب حماية المانية او دولية وكما يقال احيانا اممية الا ان الاهم الذي فعلته هو انني صرت احمل كيس الانقاذ من الغرق معي على الدوام، فمن يدري متى يقع المحذور.
ولكن كل ما فكرت فيه وعملته خلال هذه المدة لم يقنعني انني قمت بالعمل السليم لاتقاء غضب الجماعة، فانا ادرك ان تصميمهم جبار وخصوصا لرجل فقير ومسكين مثلي وبالاخص لانني اقول انني اشوري فالمهمة اسهل لان لهم تجارب سابقة على من قال او نادى بذلك، برغم من ميلي في رعبي الحالي للقول ان التجارب السابقة كانت ريادة في العمل القومي وقيادة نحو افاق التحرر القومي ونيل المرام.
فانا عدت لقراءة مقالتي السابقة ولم اجد فيها ما يخالف الحقيقة، الاهم ان الرقم خمسة عشر لم يكن ثابتا فانا استعملته حلا وسطا للتذبذب الذي كان يحصل بين رقم عشرين وعشرة ليس الا، كما ان نقدي للسيد ابرم شبيرا انصب في الاغلب على نقطتين اساسيتين وهي تبرئة الذات القومية وتحميل الاخرين مسؤولية الاوضاع السيئة او المأساوية وهي محاولة مكررة لما فعله العرب مع انفسهم وقضاياهم، وتخوين الاخرين او عدم الاعتراف باشوريتهم او انتمائهم القومي وهي ايضا حالة مستوردة من الخطاب السياسي الشمولي، كما يمكن القول عن تضخيم دور الحركة الديمقراطية الاشورية في محاولة لوضع هالة عليها، تكذبها بعض الوقائع التي اشرت اليها وغيرها الكثير مما اطلعت عليها.
وبالرغم من انني اعرف اغلب الاستاذة الرابياني (حمع رابي) في قيادة الحركة الديمقراطية الاشورية، ليس بسبب نضال وليس مجدا ادعيه ولكن الظاهر ان الحظ قد وضعني في طريقهم لكي نتعارف  او لكي اعلم البعض منهم او ان اكو ن مسؤول لبعض الاخرين في تنظيمات اخرى او مؤسسات او الصديق المفضل لغيرهم حينما كانوا على حالتي مجهولين. فكرت كثيرا في ان استغل هذه المعرفة لكي ينقذوني من المصير المحتوم الا انني ايضا رأيته حلا غير مقبول ليس لانني لست مستعدا لتقديم الطلب ولكن رأيت انه من السخافة ان اشغلهم بامر شخص مثلي عن مهامهم القومية العليا ولذا فقد تركت مصير لمن بيده المصير، فانا كشخص تعرضت لمخاطر كثيرة وعشت ايام صعبا ولست وحدي في ذلك فمتى حانت الساعة لن يغيرها الا الله.
ولكن كفرد من هذه الامة ومهما كان مستواه المادي والوظيفي وتجاربه السياسية يحق له ان يطرح بعض الاسئلة التي تلح على عقل كل كائن عاقل وهي التالية:
اولا _ لقد تسلم السيد يونادم كنا وزارة في حكومة اقليم كردستان لسنوات طوال لحد صار رقما ثابتا في ثلاثة كابينا ت حتى ضنه البعض ديناصور الحكومات المتتالية، لحين تبديله بالسيد يونان هوزايا، وكانت الحركة تمتلك اربعة اعضاء في برلمان الاقليم ولازالوا يمتلكون اثنان، فلماذا هم اشوريين او كلدو اشوريين واالاخرين ليسوا كذالك.
ثانيا _ كان انتخاب ممثليهم في برلمان الاقليم بنفس الطريقة اي ضمن قائمة التحالف الكردستاني فلماذا هم ممثلوا الشعب والاعضاء الاخرين معهم من ابناء شعبنا  وضمن نفس القائمة لا يمثلون هذا الشعب.
ثالثا _ لماذا يصف ممثلهم في البرلمان العراقي الى ممثل لشعبنا وهو حصل على اصوات من غير شعبنا وينادي بالتمثيل المسيحي حين يحتاج اليه وكمثال التصريح على الرابط التالي (http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,37909.0.html)
   والاخرين كل جرمهم انهم من غير قائمة لايمثلون شعبنا وهذا الامر ينطبق على الوزراء.
اليست لعبة سياسية او  رغبة في الاستحواذ على كل شئ، ولنعطي لهم الحق في الاستحواذ على كل شئ، فاليس من حق الاخرين عمل ذلك، ومن يردعهم اليست هي نفس الرغبة ولكن الكلمات تستغل لكسب الانصار ليس الا.
كل الاطراف السياسية تستقراء الوضع العام، والكل يدرك ان الحركة الديمقراطية الاشورية وبسبب الدعم الغير المحدود الذي قدم لها كانت الاكبر من حيث المناصرين والتواجد في الاعلام، وبالتالي تتحمل مسؤوليات كبيرة لما ال اليه الامر من الاوضاع السيئة وخصوصا انتكاسة الدستور التي حاولنا بكل الطرق الوصول الى حل مقبول لها، الا ان الحركة عملت على ان تمر كل الحلول من خلالها في  محاولة للاستحواذ وليس لخدمة الامة والشعب.
ان تمجيد الذات يجب ان لا يعفينا عن تحمل المسؤوليات بشجاعة وشهامة، لا بل ان هذا التمجيد هو الدرب الاسهل نحو السقوط في حضيض التخلف والتراجع والتخبط.
يجب ان لا تدرك الحركة ان هناك من يريد لها شرا، فهي قد قبلت بالاسلوب الديمقراطي لممارسة السطلة ولو بحدها الادنى وبرغم  من اننا ندرك انها مارست لعبة الوشاية والتزوير اكثر من لعبة الديمقراطية في الوصول الى المرامي، نعود ونقول ان الشر ان كان شرا فقد جاء من ممارسات لم تعد الانوف تتحمل رائحتها.  واذا كان البعض يستقي المعلومات فقط من جهة واحدة ولذا فانه لا يزال يعيش حالة التخبط فاننا نعيش الواقع ومراراته التي تدعونا على الدوام لتحمل المسؤوليات بجد لكي نجد الدواء للداء وليس رمي الاتهامات على الصهيونية العالمية والاستعمار الانلكو امريكي او الانكلوسكسوني وهلم جر من من المشاجب التي نرمي عليها اخطاءنا.

   
 
 [/size] [/font] [/b]

440
ما يكتبه البعض ينفث سما

تحت عنوان استمرار  الخيانة الكردية للقضية الاشورية، نشر الاستاذ ابرم شبيرا مقالا اطلعت عليه اخيرا على صفحات عنكاوا كوم ، والملفت ان عنوان المقال ينوه وكأن الكورد قد التزموا القضية الاشورية في يوم من الايام وهم منذ مدة يستمرون في خيانتهم لهذه القضية، ان عنوان المقال الاستفزازي هو لجذب القراء وهذا  حق للكاتب ولكنه ليس حقا عندما يتهم الاخرين بخيانة ما لم يلتزموا به اكثر من ابنائه، ان قولنا عدم التزام الكرد بالقضية الاشورية لا يعني انهم لا يتعاطفون مع القضية وابنائها.
يقول كاتبنا الكبير  انه نشر مقالا تحت اسمه القلمي حنا سوريشو (تناول نشاطات الكرد في العراق في زرع الفتنة الطائفية بين الآشوريين للقضاء على مطالبهم القومية المشروعة عن طريق تعظيم وترسيخ تقسيمهم الطائفي لكي يسهل القضاء عليهم قومياً. كما تناول المقال المصير الذي سيلحق بالآشوريين في حال ضمان الكرد حقوقهم وفدراليتهم عن طريق التفاوض مع النظام البعثي الاستبدادي حينذاك والوصول إلى اتفاق معه وأين سيكون موقع الآشوريين من هذه الفدرالية وهذا الاتفاق؟)ولم يذكر لنا كاتبنا سبل زرع الفتنة الطائفية بين الاشوريين او سبل تعظيم وترسيخ تقسيمهم الطائفي، واذا كان كاتبا كبيرا يسحب الاتهامات بشكل اعتباطي وعشوائي ودون تمحيص وتدقيق فانه من حقنا ان نتسأل عن الدوافع، ونحن نعلم ان الانقسام الطائفي موجود بين ابناء شعبنا قبل بروز او ظهور القضية الكردية او حتى الظهور السياسي للشعب الكردي، فاول انقسام طائفي برز في شعبنا كان في منتصف القرن الخامس الميلادي، واثرت مفاعيل هذا الانقسام على وحدتنا القومية لحد اليوم وكان الانقسام الطائفي الثاني منذ منتصف القرن السادس عشر ولا يزال تأثيره بارزا وقويا على وحدتنا القومية.
ان السيد ابرم شبيرا بدلا من ان يساعد في فتح الابواب لتوضيح الادوار التي الت بنا الى الحال التي نعيشها من خلال التأكيد او نقد سلبيات الممارسات السياسية لطرف يسانده السيد الكاتب، يلجاء الى اتهام الاكردا في ذلك وبهذا يساهم في تعميق اسباب الانقسام وجعل الناس تبتعد عن موقع الخلل لتتلهي بدعايات وشعارات جوفاء. ويقول السيد الكاتب (واليوم، وخلال ثمان سنوات التي تلت كتابة هذا المقال حدثت أشياء دراماتيكية عديدة منها تحرير العراق ومحق النظام البعثي وبلبلة الأمور كلياً وظهور الكتلة الشيعية والكردية كقوى سياسية بارزة ومسيطرة يفرضان إرادتهما على المصائر السياسية للعراق ولشعبه بمختلف تنوعاته القومية والدينية ويظهران وكأنهما ماردان جائعان جداً انهالوا على الكعكة أكلاً ونهباً ولم يتركوا شيئاً للصغار ولم يقدروا أو يتذكروا النضال الشريف الذي خاضه الآشوريون بقيادة الحركة الديمقراطية الآشورية خلال فترة حكم النظام العراقي المقبور وما عانوه من مختلف المآسي والمظالم خلال فترة هذا الحكم) ها هو كاتبنا يتهم الكتلتان الشيعية و كتلة التحالف الكردستاني بانهما ماردان جائعان ينهالان على الكعكة اكلا و (نهبا) ولم يتركوا شيئا للصغار وهنا مقصد الكاتب ان يكون لمن يؤيدهم نصيبا من الكعكة وهم بالتحديد الحركة الديمقراطية الاشورية التي قادت النضال الشريف  للشعب الاشوري من خلال خمسة عشر مقاتلا  اما ما يذكره عن معاناة الشعب فهو لزينة الكلام وانما القصد الواضح هو حرمان الحركة الديمقراطية الاشورية من مقعد وزاري في عملية تكاذب متبادلة لخداع الناس والهائهم عن حقيقة ان الحركة الديمقراطية الاشورية تم سرقتها كتنظيم لصالح حفنة من الاشخاص برغم كل ما قدمه شعبنا في دعمها.
 ان يشارك بعض الانتهازيين في اخفاء حقائق الامور فهذا امر مفهوم ولكن ان يشارك الكتاب الذين يقيسون قوة الاحزاب بقدرة خداع شعوبهم في هذه التمثيلية البشعة والتي يدفع شعبنا ثمن استمرارها  فهذا امر اخر، لا بل ان السيد ابرم شبير ليس محسوبا كاتبا فقط بل واحد من مثقفينا فاذا كان دور المثقف اخفاء الحقائق والتطبيل والتزمير وترويج الاكاذيب فكيف سيكون حال الشعب يا ترى؟
ومن ثم يتكلم عن رسالة الاشوريين الكلدانيين السريان لكي يفسحوا لهم المجال لممارسة حقوقهم بشكل قويم ومستقل وبدون تدخل من احد وحينئذ سيجنون ثمارا من هذه الممارسة وفي مختلف المجالات، وهنا يدخلنا الكاتب في اللغة السمجة التي تمنح لنفسها الادعاء بالانتماء لشريحة سكانية عراقية اصيلة وهي ايناء شعبنا بمختلف تسمياته، فمن كان من الفئة اياها فهو اشوري وكلداني وسرياني وان منحت المناصب لتلك الفئة التي قادت نضال شعب بخمسة عشر  مقاتلا ( وهم لم يقاتلوا يوما الا من خلال القاء القبض على بعض ابناء شعبهم وزجهم في السجون  وتعريضهم للتعذيب) مع تقديرنا للبعض منهم ممن كانت نياته صافية وحسب انه يعمل من اجل شعبه، فهذه المناصب هي لشعبنا وان منحت لغيرهم فهي ليست للاشوريين الكلدانيين السريان!.
ان المشكلة ليس في تمجيد اعضاء ومقاتلي الحركة ولكن في الحقائق التي يدركها الجميع ولكن البعض لا يزال يعتقد انه يمكنهم ترويج كل ما يرغبون دون مراعاة الحقائق سيرا على سياسة غوبلنز اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس وصارت هذه الاكاذيب اسطوانة مشروخة تدمي الفلب قبل العين، لانه تحت شعارها يتم التخوين وسحب هوية الانتماء وتتم ممارسات صدامية عفلقية بشعة بحق شعبنا وقواه القومية وشخصياته الوطنية.
ان امثال هذه المقالات التي يسهل كتابتها لانها تمجد الذات وتلقي بكل الاخطاء على الاخرين ، تعتبر مرض عضال يتم نشره  بين ابناء شعبنا لانها تخذرهم وتقتل ملكة النقد لديهم مما يجعل الاخطاء تكبر وتتعاظم  ولا يمكن معالجتها، ان السيد شبيرا بدلا من ان يجعل من قلمه اداة تقويم وتعديل ونقد الاخطاء يجعل من هذا القلم اداى تمجيد فزاعة يدرك الجميع قدرتها وقوتها، فزاعة لا تتمكن من اخافة الا المساكين المصدقين لقدراتها الخارقة.
ويتهم كاتبنا القوى السياسية العراقية بانها ستقوم بسميلي ثانية ولكن بافناء فكري ثقافي حضاري، يسوق اتهامات خطرة للجميع دون ان يرف له جفن ، ولا يطرح ولو سؤالا بسيطا عن الانجازات الفكرية الحضارية الثقافية لحركته الديمقراطية الاشورية، وعن دور الشعب وابناءه وعن دوره شخصيا في عدم القبول بحدوث مثل ذلك، لا سمح الله ان حاول البعض عمله مع شعبنا، ها هي الخطابات العروبية التي اتحفنا بها الكتاب القوميون من البعثيين والقوميين العرب والناصريين، انها عينة مصغرة منها ولكنها تأتينا بعد حوالي اربعون عاما من سقوط احمد سعيد في اذاعة صوت العرب .
وبرغم من الوضح التام ان سبب ترسخ الانقسام الطائفي هو سبب ذاتي  يتعلق بشعبنا وتطور الوعي القومي ومعرقة وتحديد الخطوط الحمر، الا ان الكاتب يتهم الكرد بانهم خططوا لترسيخ هذا الانقسام  لخدمة سياساتهم وخصوصا تجاه الاحزاب ذات القرار المستقل التي كانت تستلم من الكرد مئات الالاف من الدنانير شهريا، ويعمل الكرد كل ذلك بحسب الكاتب  لتدمير الاساس القومي للاشوريين .
ان يقول كاتبا ما رأيا فهذا من حقه ولكن ان يحاول تمرير اكاذيب ومهازل واتهامات بحق هذا الطرف او ذاك سواء كان فردا او تنظيما سواء كان اشوريا او  طرق عراقي اخر فهذا الامر يجب ان يجابه، ان السيد ابرم شبيرا من خلال قلمه يحاول ان يهدم كل اواصر الجيرة بين الاشوريين واخواتهم في الوطن من الكرد وغيرهم، وهذا كله ليس لاي سبب بل فقط لان اغلبية الاحزاب العراقية ما باتت قادرة على هظم الاكاذيب والتزويرات التي قترفها البعض مستغلين خجل الاطراف الاخرى من  نشر غسيلنا الوسخ على الاسطح العليا.
اليوم وشعبنا يتمثل بثلالثة وزراء في حكومة الاقليم وبوزيرن في الحكومة المركزية هي خطوة بناء وترسيخ لحضور اطراف اخرى في المشهد السياسي لنتمكن من اثبات القدرات الفعالة لشعبنا في رفد العملية السياسية برجال ونساء مبدعين ومتميزين .
وبدلا من ان نظل نلقي التهم جزافا على الكل علينا العودة الى الاسباب الحقيقية لرفض الجميع التعامل مع هذا التنظم برغم من تمكنه من خداع شعبنا لفترة طويلة وبرغم من  ان اغلب الاطراف القومية لم تزاحمه رغبة منها في الحفاظ على وحدة الصف، اليوم حان الوقت الحقيقي لكي يطرح الجميع تساؤلاتهم عن اسباب ابتعاد اغلب القوميين النزيهين عن هذا التنظيم والى متى سيظل الجميع ساكتين عن  ما يلحق بهم من الاذي جراء ممارسات افراد معينين في هذا التنظيم.
بدلا من تفحص الاسباب، يتم كيل الاتهامات، كنا نرجوا ان يكون ما حدث درسا لهذا البعض لكي يدرك ويعي ان له اخوة، الا ان ما اطلعنا عليه في مقالة السيد ابرم شبيرا الناطق الغير الرسمي باسم الحركة الديمقراطية الاشورية  يجعلنا نعتقد ان لم يتم التعلم من الدرس ولن يتم. [/size] [/font] [/b]

441
المنبر السياسي / هل انا قومي؟
« في: 18:19 28/04/2006  »
هل انا قومي ؟
الانتماء السياسي والايديولوجي  وبضمنه الانتماء القومي هو خيار من حق الانسان الواعي والقادر والبالغ ان يختاره بملئ حريته، الانتماء القومي يتداخل فيه امران اساسيا وهما الولادة والخيار، تلعب ولادة الفرد في اسرة ما دورا محوريا في المشاعر القومية، فالانسان بطبعه ميال لما تعود عليه، فمثلا توضيحيا اننا في العراق ما كنا متعودين على وضع  اللبن فوق الطماطة ، اعتقد انه لو كنا شاهدنا شخص يفعل ذلك لقلنا انه مجنون او مخربط، برغم من نعتنا لشخص يتلائم مع كل حدث بانه مثل الطماطة، ولذا فعند حضوري الى المانيا وفي دعوة من سيدة المانيا جارة لنا عملت لنا عشاء المانيا وكان من ضمنه سلاطة الطماطة مخلوطة باللبن وبعد ان انتهينا من الاكل سألتني  عن رأي بالاكل وبالسلاطة فقلت ان السلاطة طيبة ولكن لا تعمليها مرة ثانية، برغم من انني الان متعود على وضع اللبن على الطماطة وصار لي شيئا عاديا.
اذا التعود يلعب دورا كبيرا في الشعور بالانتماء القومي، فنحن في اسرنا نتعود على ماكل ومشارب ونكات وقصص واحاديث وامثال ولغة وايحاءات معينة، ويكون لنا معها ارتباط وجداني، ولذا فان كل ما يرتبط باصحاب هذه اللغة والامثال والحكايات التي ندعي ملكيتها او المشاركة في ملكيتها يكون جاذبا لنا ولعل التاريخ يلعب ايضا دورا كبيرا في تنمية الشعور بالانتماء لقوم محدد او للقوم الذي تعلمنا من اسرنا اننا ننتمي اليه، ويكون التاريخ القومي على الاغلب ناصعا ومليئا بالانجازات والمفاخر والبطولات، كل ما قلته اعلاه يخلق امر مهم اخر وهو  المصالح المشتركة والقرابات المشتركة وهلم جر من المشتركات التي لا تنتهي.
اما الخيار في الانتماء القومي فهو خيار الانسان الواعي، ولا اضن ان انسان يغير او يتلبس انتماء قوميا جديدا الا لتعرضة لمغريات مصلحية او تحوطا للمستقبل او وهو الشائع في بلداننا خوفا من التعرض للاضطها، فيقر الانسان الاصرار على التماهي مع الاكثريات للانصهار فيها وهذا النوع من الناس يكاد ان يكون الاكثر تعصبا لانتمائه الجديد من ابناء القومية الاصليين.
في عام 1977 وكنت في البصرة جنديا، قال لي صديقي اننا نحن القوميين قالها بالسورث (ܐܘܡܬܢܝ̈ܐ ) غضبت عليه كثيرا، ليس لانني ما كنت احب امتي، بل لاعتقادي ان من يحق له ان ينعت بانه قومي هو من قدم التضحيات الجسام لامته، وكان اهمها الحياة اي ان القومي بنظري كان من استشهد لاجل امته ومبادئها او لاجل تجسيد حقوقها.
كانت نظرة رومانسية للعمل القومي هي التي توجهني اكثر مما هو الواقع والحقيقة، فالحقيقة ان الامم تحتاج لابناءها الاحياء اكثر مما تحتاج للشهداء، فالشهيد ورغم تبجيلنا له الا انه سيبقى في اطار التبجيل ولن ينتج شيئا جديدا للامة، لا ابناء ولا قيم ولا نظريات ولا اي شئ اخر.
وفي اطار هذا الانتماء القومي وهذا الارتباط الذي اضفنا له صفة المقدس وكل ما يتعلق بهذا الانتماء، صرنا نعيش المبادئ السامية في واقع يتطلب منا ان نتحاور ان نتقاتل ان نتكاذب ان ندعي ما لا نملك وهذه كلها لا ارتباط بها مع المقدس الا التبشير الرومانسي الذي قمنا به وتصورنا ان العمل القومي يقف عند حدوده.
سقت هذه المقدمة لرغبتي الرد على من يحاول تجريد الناس من وعيها ومن هويتها بجرة قلم لان هؤلاء الناس لا يتفقون معهم في امر ما وليس في امور اخرى وقد يكون المتفق عليه اكثر من المختلف الا انهم وانسياقا من رغبتهم او وعيهم بانهم يمتلكون الحقيقة وحدهم يخونون كل من لا يتفق معهم في اصغر الشؤون والامور.
ففي الصراع التسمياوي الذي ابتلينا به (مرة بفتح ومرة بضم الالف) كان كل من سمع مصطلحا يحاول ادخاله في مقالة، فنرى الهويات القومية المتعددة لقومية وامة واحدة، ونرى ان لا احد من الكتبة الفطاحل حاول تفسير كلمة الهوية، ولكن الكل مستعجل لكي ينطح من يراه غريمه او عدوه اللدود، فيحاول اطلاق كلمات ومصطلحات قد لا يتطلبها المقال.
 وبعد المقالة الاخيرة لي تلقيت بعض الردود التي تجردني من انتمائي القومي او تخونني لمجرد انني طرحت ما عرفته من الحقائق وحاولت تحليل الامور والتصرفات والادعاءات التي قيلت والتي تقال. وموقفي معروف انني اقف بالضد لكل من تسوله نفسه تدمير مؤسسات شعبنا، سواء من اتفقت مع قيادتها او مدبرها او لم اتفق، لانني اعتقد ان هذه المؤسسة بنيت بمال شعبنا وعلينا تطويرها لا هدمها، لانني كم شاهد من مصاعب وكم من الوقت والمال رأيته يصرف من اجل بناء مؤسسة اعتقد مؤسسوها ان شعبنا بحاجة اليها، ورأيت ان بعض هذه المؤسسات تهدم بليلة وضحاها ودون ان اي كلمة اسف ( وغالبا من قبل من يدعي الدفاع عن الامة والحيض عن شرفها)، وياما بكينا مؤسسات هدمناها بكل عنجهية وتعصب اعمى.
قد اكون متفق مع نيافة مار باوي في ان الكنيسة الشرقية بحاجة الى تطوير واصلاح، واعتقد ان اغلب رجال الكنيسة من قداسة البطريرك وغبطة المطارنة ونيافة الاساقفة والمهتمين يعتقدون بضرورة تطوير الكنيسة، والكنيسة ادخلت الكثير من الامور التي جعلتها تعيش، ولكنني لست مع نيافته في اما ان يقبلوا ما يطرحه او انه سيعمل بحسب ما يرتأيه، نعم من حقة ان يخرج من الكنيسة وان يؤسس لنفسه كنيسة اخرى، ولكن بعد ايقافه من المجمع السنهاديقي لا يحق له اخلاقيا التكلم باسم الكنيسة، لان هذه الكنيسة بالغالبية المطلقة لقادتها رفضت طروحاته، او رفضت هذه الطروحات زمنيا، ووفرت لنيافته مخرجا مشرفا كان سيمكنه من اظهار قدراته التنظيمية والادارية والايمانية، الا ان خياره الذي رسى عليه  فيه الكثير من علامات الاستفهام، وهذه العلامات تم توضيحها اكثر من مرة.
قد اكون متفق مع البعض في حقهم لتأيد نيافته ولكن هل من الضروري ان يكون التأيد بهذه الصفاقة والسوقية والاكاذيب، التي لا تترك مجال لالتقاط الانفاس والتفكير مليا بمخارج مشرفة وحلول تتلائم مع قدسية قرارات المجلس السنهاديقي وموقع قداسة البطريرك؟
لدي ومع كل هذا الوقت الذي امضيته ولا ادعي الانجازات، الا انني كشخص كنت وخلال اكثر من ثلاثون عاما في الصف القومي حتى من كنت اختلف معهم ما كان لديهم ولم يتمكنوا في يوم من الايام من الانتقاص من التزامي القومي والوطني، ولكن الانتماء ومحبة والرغبة في عمل كل ما هو خير وانجاز للامة والشعب شئ والتصرفات الرعناء التي نراها والتي رأيناها شئ اخر، فانا لا اتمكن من الايمان بان محاولة قتل ولو شخص واحد من ابناء امتي مهما كان خلافي معه على انه عمل قومي وخصوصا لو كان هذا الشخص محسوبا على التيار القومي، وانا ومهما كان التزامي القومي قويا، لا اتمكن من الايمان ان هدم مؤسسات شعبنا بكل سهولة وخفة ولا مسؤولية ان كان فيها اصلا مسؤولية هو عمل قومي.
وانا لا اتمكن من ان  احسب ما حصل كل هذه السنين عملا قوميا وانا ارى بأم عيني كل المحاولات الجارية لحصر القرار القومي بيد حفنة من الاشخاص ممن لا يدركون الا النظر الى مستقبلهم الشخصي والعمل من اجل استمرارية التمتع بمصالحهم مهما كانت الخسائر التي تلحق بالامة ووحدتها، وصراع التسمياوي لم يكن ليكون بهذه الحدة، وكان يمكن التخفيف من تأثيراته السلبية كثيرا لو ادرنا صراعنا السياسي في اطار مطبخ متكامل الادوات وليس بقرارات عشوائية تصدر من سلطة تحسب نفسها فوق الاخطاء والمحاسبة.
ان اي انجاز تحقق كان بفضل التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا، واغلب هذه التضحيات ذهبت اليوم سدى لان من استلم دفة ادارة الامور، حسب ان القيادة معقودة له وليس من حق اي كان ان يحاسبه، مستعملا التضحيات والشهداء، وكأنها تكفي لتحقيق الانجازات وتكفي شهادة لحسن السيرة والسلوك.
اليوم الامة ليست بحاجة لطبالين، لان صدام كان يمتلك اكبر زمرة من الطبالين يتوزعون من الخليج الى المحيط لا بل زرع الكثيرين منهم في اوربا وامريكا، واليوم الامة او بعض الاطراف يجب ان لا تتباهي بكثرة المنتمين، فالبعثيين ولمدة اكثر من ثلاثون عاما كانوا الاكثر عددا لحد ان البعض قدرهم بخمسة ملايين. الامة الواعية والمقتدرة والقابلة للحياة بحاجة لابناء بررة، بمعنى من يقدر على الكلام وقول الحقيقة مهما كانت مرة، لانه باخفاء الامور والاخطاء لن نحل الاشكالات ولن تتقدم الامة ولن تحضى بحقوقها المشروعة، بل ستتراكم الامور وتستفحل لحد استحالة ايجاد الدواء للداء.
ان الذين يحسبون القوميين هم فقط من يوالي فصيل سياسي واحد واغلبهم ممن يعيش في بلدان الاغتراب، فهم كذبة ودجالون لانهم كلهم اقروا بان التعددية والنظام الديمقراطي لهم هو الافضل، وهذا مذكور في اوراق لجوئهم او ملفات نيلهم للجنسياتهم الجديدة، ولكنهم يريدون التعامي عن الحقيقة باصطناع واقع يرتضونه لانفسهم ولكي يقولوا اننا انجزنا ما علينا، او تهربا من الحقيقة القاتمة والتي بينتها وما هو قائم الان من اعادة اعمار القرى التي لم يعمر فصيلهم منها شيئا حقيقيا رغم كل الدعم والتطبيل والتزمير كل هذه السنوات.
ان الفصيل السياسي الذي لم يتوقف يوما من ادخال شعبنا في معارك وهمية، يعبر عن ثقافة التنظيمات الشمولية التي ما كانت تقبل الحقيقة الا من فم الرفيق السكرتير العام او  القائد الملهم، فمعارك الفصيل ابتدأت بالاترنايي (توضيحا قلت ان الكثيرين تعلموا من تجربة الاترنايي، بمعنى انهم لم يعودوا يخافون من البقرة المقدسة بعد ان انكشف المستوروهذا ما فعله الاترنايي كل هذه السنين فقد قالوا ما اعتقدوه دائما) وانتقلت الى الحزب الكلداني وتحولت الى الاكراد وخلالها البرت يلدا وفوزي الحريرو سركون داديشو وتلفزيون عشتار ومار دنخا ومار عمانوئيل دلي واخراوليس اخيرا الاستاذ سركيس اغاحان الذي سألت يوما السيد يونادم كنا عنه لانني شخصيا لم اعرفه او التقيه فقال انه احد افضل الشحصيات القومية، لانه في حينها كان يقدم المساندة والدعم لحزب السيد يونادم ويؤمن له الاتصال بقيادة البارتي والقائمة تطول.
الالتزام القومي، ليس تبعية وليس عبودية وليس العيش في الاحلام او الاوهام الوردية، بل هو مواجه الحقائق والوقائع، ولانصار الفصيل السياسي الذي المته كلمات مقالتي السابقة، اقول لو ضغطتم على قيادة فصيلكم السياسي منذ ان ابتدأ صراخنا وانينا وشكوانا بالارتفاع، لكان لفصيلكم ولقضيتنا ولواقعنا شأنا اخر، ولكنكم فظلتم ورغم كل التكذيبات التي تتدفق من الوطن على دعم كل مايقال لكم من قبل هذه القيادة والدفاع عنه.
ان اكون قوميا او لا فهذا لن يكون هبة من احد، انا الوحيد ومن خلال الممارسة ساوضحه وارسخه، اليوم ليس مطلوبا ان ادافع عن هل انا قومي ام لا، بل المطلوب ممن صدق الاكاذيب المتتالية والتي كشفها الزمن ان يقول لمن روج لها لماذا كان كل هذا الحقد الذي زرعتموه في الامة وضد ابناءها وفصائلها؟ وياليت الشهدائ يعودون من قبورهم، ولكن المتاجرين بدمهم يدركون انهم لن يعودوا.[/size][/font][/b][/size]


442
قنابل شيكاغو التي ستنفجر في وجوهنا
في الدعايات التي تردنا من نينوى الثانية، مدينة شيكاغو الامريكية وعود بتفجير قنابل مدوية من التاريخ القريب ستصيب شظاياها كل من يعادي المفجرين او ارهابيي العصر الكلدواشوريون.
 بالطبع ان من تخرج من مدرسة الارهاب التي تقوم باسكات كل الاصوات الناقدة للوضع، المدرسة تلك التي حاولت اغتيال من تجراء على نقدها، او تشويه سمعة من كشف عوراتها او التهجم على كل من يقول الحقائق، ان خريجي هذه المدرسة لا يمكن ان ننتظر منهم الا التهديد  بتفجير القنابل محاولة لترهيب مخالفيهم في الرأي والممارسة.
فانصار الاسقف مار باوي وهم نفس انصار الحركة الديمقراطية الاشورية اسما وانتماءا وممارسة، يستعدون كما يقولون لكشف المستور من تاريخنا (تاريخ الانقسامات الكنسية وبعض الاحداث التي مرت على شعبنا) وخصوصا اعادة كشف او احياء قضية اغتيال قداسة المرحوم مار ايشاي شمعون، الذي اغتيل عام 1974 في الولايات المتحدة الامريكية والتي احيت مئات المرات ونشرت تفاصيلها كلما كان هناك من يعتقد انه يمكنه استعمالها في الكسب السياسي الاني، وكذلك اغتيال ماركريت جورج وتصريحات الشماس المرحوم شليمون بيت مار يوسف (التي يقال انه كان له دور سلبي في الانشقاق الكنسي) وغيرها من القضايا التي يعتقدون انهم سيتمكنون من ارهاب الناس بها ومن ثم جعلهم ينصاعون لما يتم تليقنهم به، اي ممارسة ما يتم عمله معهم، لانهم باعتقادهم كل الناس يشابهونهم في قلة العقل والفطنة، وقد قيل ان الاعمى يعتقد الناس كلهم عميانا.
فماذا يخبئ لنا ارهابيي شيكاغو هؤلاء، وهل سيهدمون الهيكل على روؤسنا جميعا كما يتوعدون ويهددون، ام ان وعودهم وتهديداتهم تنطلي على من كان الخوف رفيق دربه والهلع حليب رضاعته والفزع نهاية امره، انهم قد نجحوا مع البعض بتهديداتهم، ويعتقدون ان كل الناس ستنصاع لهم ولمخططاتهم ولا يدرون ان تجربة الاترنايي قد شاعت وتوسع مداها فلم يعد احد اليوم يخاف من الفزاعات التي تضع في طريق الحقائق.
من الغرائب والعجائب التي يمكن ملاحظتها مع هذه الغوغاء هو ان تحالفاتها تكاد ان تكون تحالفات وقتية وانية وتتم مع اعداء الامس القريب، وكلها تتم باسم الوحدة او الاتحاد، ولكن باتجاه معاكس، فرئيسهم الروحي المؤقت، مار باوي سورو  والذي يكن عداء فكري وقيمي لرئاسة الكنيسة القديمة، نراه يحاول التحالف مع هذه الكنيسة لتحقيق غايات انية ومصلحية ولصالح شخصه وطموحاته، فالتقارب مع قداسة مار ادي الثاني ليس حبا وايمانا بل هو وسيلة لتبواء مرتبة جديدة (تشير التسريبات الى رغبته في نيل رتبة المطرافوليط) ومن ثم الدخول في حوار وحدوي مع كنيسة المشرق التقويم الجديد من موقع جديد وقوي، ان نيافة مار باوي  بات يدرك الخطاء الذي وقع فيه، فاستعجاله اتخاذ مواقف حدية مع قداسة مار دنخا الرابع، قد اوقعه في ورطة حل المشكلات التي باتت تواجهه وخصوصا مع انكشاف مخططه النظري والذي كان قد وضعه وحاول اقناع بعض طلاب الكهنوت به.
ولذا فلجوئه الى الكنيسة الجاثيليقية كان من باب مضطر اخاك لا عاشق الاتحاد، لان هواه الاتحادي هو مع روما ومع التسمية الكلدواشورية ، بل ان المؤشرات تؤكد ان خشبة الانقاذ قد رميت له من حلفائه السياسين من خلال الكاهن المتعاطف معهم في  التقويم القديم.
اما كون مار باوي رئيسا روحيا مؤقتا للجهة السياسية الداعمة فهو لسببين:
اولهما ان نيافته لن يتمكن والى المدى البعيد الاعتكاز عليهم بسبب سرعة تغيير التحالفات السياسية والتي قد تظطرهم الى التخلي عنه او تقديمه كبش فداء لتحقيق امور تراها الجهة السياسية الداعمة اهم، وخصوصا ان السياسة تعمل باسس مصلحية وقصيرة الامد وخصوصا مع هؤلاء الاشخاص كما ان روما وكنيستها الكلدانية لا تبدي ترحيبا به وبتطلعاته.
 وثانيها ان الجهة السياسية ستحاول التخلص من عبئه وخصوصا ان المؤشرات تدل على ان نيافته سيغرق في المشاكل التي اثارها بنفسه وخصوصا اصراره على اللجوء الى المحكمة لحل اشكالية املاك الكنيسة.
اما من ناحية الكنيسة الجاثيليقية فالظاهر ان المعلومات والحقائق التي تقدم الى قداسة مار ادي الثاني يتم تلوينها وتغييرها بما يساعد على ان تقوم هذه الكنيسة برعايته وفتح باب دورها امام نيافته ليقوم باداء طقوس القربان وفي كل كنيسة بما يلائم انصارها.
البعض من مستشاري قداسة مار ادي الثاني يحاولون خلط السم بالدسم ففتح ابواب كنائسهم امام اسقف موقوف من اداء مهامه كاسقف بحجة ان ابواب الكنيسة مفتوحة امام الجميع هو تجميل، فنيافة مار باوي ليس كل، بل هو شخص موقف وهو في صراع قضائي مع كنسية شقيقة او مؤسسة مقدسة وشقيقة ويأمل ابناء الكنيستين في يوم قريب العودة الى الوحدة لان الخلاف الوحيد بينهما هو خلاف اداري وليس لا هوتي، كما ان الكنيسة المقابلة قد طرحت وبشكل جدي مشروع للاتحاد مبني على اتحاد كنيستين شقيقتين متساويتين، ان مستشاري قداسة مار ادي يضحون بكل الامال المستقبلية لاجل تحقيق اجندة سياسية تخص فصيلهم فقط، دون النظر الى صالح الكنيسة والرعية.
بعد هذا التوضيح لصورة الاحداث، نود ان نعرف او نعي بماذا يهددوننا مفجري القنابل الاذاعية والتلفزيونية في شيكاغو، وهل حقا يمتلكون شيئا يؤثرون فيه على مسار الاحداث، ام هوكما ذكرت ديدنهم في التهديد والوعيد وبالتالي لا يرتعد  منها الا الرعديد.
كما قلت ان قضية اغتيال قداسة مار ايشاي شمعون، والذي تعتبره الكنيسة لجد الان بطريركا في سلسلة بطاركها، تم الحكم بها في محكمة امريكية وتم تجريم الفاعل واخذ حقه القانوني وقد تم اطلاق سراحه بعد ان نفذ مدة محكوميته، ولكن التهديد بها برغم من اثارتها كل فترة، له هدفين هو تهديد الكنيسة بالادعاء ان بعض قادتها كان على دراية بالامور وبمن كان السبب الرئيسي او المخطط للجريمة، وكذلك تهديد الاتحاد الاشوري العالمي بان له يد في القضية رغم ان قيادة الاتحاد الاشوري العالمي تغييرت مرارا وتكرارا، ومن يدخل على غرف الدردشة التي يديرها انصار مار باوي والحركة يدرك بلا شك عدائهم لقيادة الاتحاد الاشوري العالمي، بعد ان تمكنوا خلال السنوات الماضية من حلب كل ما يستطيعون من هذا الاتحاد. وفي هذا السياق وان كان المستهدف فيها الكنيسة ورأسها قداسة مار دنخا الرابع فقط في التهديد بكشف وثائق يقال انها تعود للمرحوم الشماس شليمون بيت مار يوسف ودوره السلبي في الانقسام الكنسي. ان التساؤل المشروع هو لو كانوا حقا يمتلكون وثائق ذات قيمة لماذا احتفظوا بها لحد الان، اليس من حقنا التشكيك بكل ما يمكن ان يبرزوه وخصوصا ان الوثائق المزورة التي نشروها بين العامة والتي فبركت ضد خصومهم كثيرة واحداها عملت برسالة حزبية من قيادة الاترنايي ومرسلة لي وهي لازالت موجودة لدينا، ومثال اخر الفاكس الذي ارسل الى احمد الجلبي بأسم مراسل قويامن في دهوك وغيرها الكثير من هذه الفبركات، التي توصم هذه المجموعة بالاجرام وليس بالنضال.
ان من كان ديدنه الاجرام والكذب والدجل، لا يسلم من اذيته الشريف والمسالم والنظيف، الا ان الاذية تكون بقدر الفاعل وهي رمي الدعايات الكاذبة والمفضوحة والتي لا يصدفها الا من لا يريد ان يصدق مهما كان الامر. 
مشكلة هذه النفر ليس الحقيقة فالحقيقة وهم متعاديان او لا يلتقيان ابدا مثل الخطان المتوازيان، بل مشكلتهم هي محاولة تضخيم الامور والادعاء بعكس الواقع، ومحاولة ضرب عدة جهات في رمية واحدة.
 يقال انهم في صدد اثارة مسألة مقتل ماركريت جورج وامتلاكهم ما يثبت مشاركة المرحوم مايوالاها في مخطط قتلها او عدم الممانعة في ذلك، ان الغاية من هذا التسريب ليس امتلاك هذا الاثبات فمثل ذلك يكاد يكون في حدود المستحيل، الا انهم يرمون الى ضرب الكنيسة كمؤسسة مشاركة في العمل الاجرامي، ويقال ان السارق يبرر سرقته بان كل الناس هم لصوص، فالامر ليس احقاق حق في مسألة ماركريت جورج التي مر على مقتلها حوالي الاربعين عاما، بقدر ما هي محاولة لاعلام الناس انهم يمتلكون حقا معلومات ومصادر خبرية وارشيف الاسرار، كما ان هذه المحاولات كلها تصب في خانة خلط الاوراق واعادة كل الاشكالات السابقة والتي تجاوزها ابناء رعية كنيسة المشرق بفرعيها الى نقطة الصفر، فلوا كانوا بهذه القدرة لتمكنوا من اخفاء ما نشرته جريدة الحوزة والبينة وكررته صحف ووسائل اعلام اخرى، اليس كل ما يحدث يثبت بأنهم يريدون القول انظروا الكل مثلنا وكلهم مشاركين في جرائم وهذه ادلتنا، الم اقل لكم ان السارق يبرر فعلته بالادعاء ان الجميع لصوص![/size][/font][/b]

443


اجتماع هنكلو هل يكون الخطوة في الاتجاهخ الصحيح؟
خلال يومي 1 و2 نيسان عقدت تنظيمات لشعبنا اجتماعا تحاوريا حول امور عدديدة الا ان اهمها  كان الموقف من المنطقة الادارية وامكانية اقامة قيادة موحدة لجميع تنظيماتنا او شعبنا وامور تخص المرحلة الراهنة.
من البديهيات السياسية ان الاجتماعات التحاورية لا تخرج بقرارات ملزمة بل بتوصيات، ولم يكن مؤملا اكثر من هذا في مثل هذا الاجتماع الذي ظم تنظيمات عدة بينها تقاطعات مختلفة، لا بل ان البعض منها قد لا يطيق رؤية الاخر، ولكن المشجع ان المجتمعين قد خرجوا بتوصيات مشتركة، والاكثر اهمية ان المجتمعون اكدوا على اننا شعب واحد في ماضيه وحاضره ومستقبله، في فعل ايمان لقطع دابرة الشك ولقطع الطريق لمن تسوله نفسه اللعب على بعض التناقضات السياسية والمناطقية والحزبية والطائفية.
ظم الاجتماع اطراف سياسية تحمل مختلف تسميات شعبنا، او تحمل التسمية الوطنية كبيت نهرين، المجتمعين لم يخفوا رؤوسهم في الرمال، بل اقروا من خلال بيانهم ومن خلال عدم ايراد اي تسمية صراحة ان هنالك مشكلة اسمها مشكلة التسمية، ولكن يجب ان لا تكون عائقة امام ما يمكن استخلاصه من الحقوق لشعبنا، من جهة اخرى ان الاطراف السياسية اقرت ان المصالح اي مصالح الشعب اهم من التنظيرات الايديولوجية وصراعات التسمية، ولذا فقد وضعت نصب عينيها تحقيق كل ما يمكنها تحقيقه لانه افضل الطرق للوصول الى حل اشكالات كثيرة قد نراها اليوم صعبة التحقق.
ان الغاية من الاجتماع هو لتحقيق وحدة في الراي او لتحقيق التقارب في البرامج والاساليب، لان المجتمعون يرون انه الاسلوب الاسلم والاقل كلفة لتحقيق ما هو مشترك، ومن الطبيعي ان المجتمعون كانوا مختلفون في امور كثيرة، الا ان الحوار والجلوس جنبا الى جنب قد جعل كل واحد يدرك انه ليس الوحيد الذي يحب شعبه ومخلص له، وان الجميع يشاركون في هذا الامر والخلاف هو في اسلوب التعبير عن الحب، كما ادرك كل واحد انه ليس بالمالك الوحيد للحقيقة، بل الحقيقة التي يتطلع لها شعبنا هي الحقيقة التي تنبع من الجميع.
تطرق المجتمعون الى نقطة تثار كثيرا الا وهي اقامة منطقة ادارية خاصة بشعبنا، وخلال النقاش كان من الواضح عدم التطرق اليها كمنطقة امنة او ملاذ امن، فقوانا السياسية لا تحبذ العزل الامني عن بقية الشعب العراقي، الا انه واستنادا الى قرارات سابقة ومنها قرار اصدره مجلس قيادة الثورة المنحل اوائل السبعينيات من القرن الماضي، واستنادا الى ما يقره الدستور العراقي المقر في بنوده المتعددة، واستنادا الى الروحية الجديدة لبناء عراق جديد فان المجتمعون يعون ضرورة اقامة منطقة ادارية خاصة بشعبنا وتضم الاخوة من الشبك و الازيدية، يتمكنون من خلالها على الخفاظ على هويتهم القومية وتطوير تجليات الهوية القومية من اللغة والعادات والتقاليد ويعيشوا في جو من الانفتاح والتسامح، ولكي لا يتم تطبيق قوانين تتعارض مع معتقداتهم عليهم وهذا كمرحلة تلي اعداد دراسة متكاملة سياسية وقانونية لتثبيت الامر مع ضرور ايجاد الحلفاء السياسين من القوميات الاخرى لدعم الفكرة، اي ان الفكرة هي اساسا فكرة وطنية ويجب ان تتحقق في الاطار وضمن الاجندة الوطنية.
برأي وكمشارك في المؤتمر ارى ان تقوم الاحزاب المشاركة باستغلال النتائج التي خرج بها المؤتمر لكي تقوم بالتقارب الفعلي في ما بينها، فعملية التشتت التي نراها في تنظيماتنا السياسية هي عملية غير مقبولة، ونرى ان ترتقي التنظيمات السياسية الى مرحلة النضج السياسي التام والتخلي عن طرح الشعارات والعمل بالاجندة الا يديولوجية ، بل يجب ان يتم بناء عملنا السياسي على المصالح المتحققة للشعب في الواقع العملي والفعلي وما يسهل هذا الامر، ان البدء بخطوات قابلة التنفيذ هو افض السبل لتحقيق النتائج، ويجب ان لا نستبق اي امر ونقفز على الامور بما يحعل العمل السياسي مستحيلا اصلا، فالسياسة تتحرك خطوة خطوة، خذ واهضم وطالب.
مسألة قيادة قومية تهتم بالشأن القومي العام، امر مهم فابناء شعبنا يعيشون في بلدان متعددة، وهي العراق، سوريا، لبنان، ايران، تركيا، ارمينيا، روسيا، وبلدان المهجر، فلكي يتم التواصل السياسي علينا ان نقيم مثل هذا المنبر السياسي اقله لتبادل الخبرات، فالفشل الذي طال عملنا السياسي في العراق يجب ان لا يتكرر في البلدان الاخرى، وهذا يتحقق بتكاتف الاطراف السياسية العاملة في تلك البلدان لتحقيق نتائج افضل واكثر، وتجربة المؤتمر توضح انه بالامكان تقديم تنازلات شخصية او فئوية او حزبية عندما تجد حسن النية وعدم التحزب الاعمى.
تتطلب هذه المسألة(القيادة الموحدة)  ايضا دراسة مستفيضة، يتم تحديد امور كثيرة فيها، فالواقع اليوم يقول لنا انه ليس فقط ساحتنا السياسية مستباحة لكل التنظيرات التي قد لا يربطها بالواقع رابط، بل امور جوهرية واساسية تعمل الامم الاخرى ان لاتكون مثار الخلاف مثل الاسم  او الشعارات القومية الرمزية، التي هي رموز توحد المشاعر فقط ولا تتعلق بالانجاز اليوم، ان هذه الامور ومع كل الاسف هي او يحاول البعض ان يدخلها في اطار الخلاف اليومي، ولذا فان تحقيق مثل هذه القيادة للعمل القومي امر يتطلب صبر ويتطلب عبور حقول الغام متعددة، ولعبور حقول الالغام يجب علينا التروي والهدوء لكي لاتنفجر في وجوهنا في كل لحظة قنبلة غير محسوبة في موقعها ومكانها، ( في عام 1980 وانا جندي احتياط على الجبل الفاصل بين قرية اومرا واسنخ دخلت فجأة الى حقل الغام مزروع قرب الربية التي كنا نقيم فيها، الا انني بصبر وبتأني وباستعمال القفز على الصخور تمكنت من الخروج سالما وان كنت غارقا في العرق المتصبب من جسدي ولكن المهم خرجت سالما، فلو كنت قد تخبطت لكان حدث ما لا يحمد عقباه) اذا الخروج من حقل الالغام ليس كالدخول الذي يحدث في الكثير من الاحيان دون علم ولا دراية. والمشكلة ان المقدسات او الرموز لدينا يمكن التلاعب بها دون اي وازع من الضمير او الاخلاق ودون الدخول في الحوار الذاتي عن النتئج التي يمكن ان يحققها هذا التلاعب بالامة والشعب وبالانسان الفرد. الاطراف المشتركة لم تغلق باب التحاور مع الاطراف التي لم تحظر هذا الاجتماع، فالجميع بات يدرك ان الحوار هو السبيل الوحيد لتقويم الاخطاء والدخول الى الطريق السليم للتطور والتقدم.
صار من المعلوم ان الكثير من التنظيمات السياسية والاجتماعية والثقافية قد وظفت دعمها لطرف سياسي واحد بغية تحقيق اماتيها في العمل القومي الموحد، وجريا على عادتنا في تغليب العاطفة على العقل فقد وضعنا بيضنا كله في سلة هذا الطرف دون ان نحتسب للمتغيرات السياسية اي حساب رغم ان المجال السياسي هو بحق ابو وام المتغييرات لان هذا المجال يعتمد على المصالح الوطنية والقومية والحزبية والشخصية وبالتالي اي  تغييرفي احد هذه المصالح يتطلب تغييرا في المسار، ولذا فقد تغول هذا الطرف في مجالنا القومي في كل الاتجاهات، فقد عمل بكل السبل على الوصول من خلال ممارسات قيادته الى الحالة التقسيمية التي وصلنا اليه، بل يحاول ان يمد سيطرته الى مجالات غير مسموح للسياسة ان تدخلها الا وهي المؤسسة الكنسية، بطرفها الكاثوليكي او الشرقي، هذا ناهيك هن محاولته الاستيلاء على المؤسسات التي بنيت بسواعد ابناء شعبنا وتحويلها من خلال زبانيته الى ابواق دعاية له، وبالتالي اخراجها من المهام التي اسست من اجلها، اي عمل (ميني بعث) في شعبنا.
ان السياسة الذكية هي ان يكون لشعبنا اطراف ولكن ليس بهذه الوفرة يمكنها ان تكون الرديف الفعال والواقعي لما هو موجود في العراق لكي يكون شعبنا متواجدا في  كل الاحتمالات في الواقع السياسي، فالخطاء ليس في التعدد وان كان كثرته يضر، بل الخطاء في فرض الوحدانية من خلال خنق كل الاطراف الاخرى بكل الطرق وعندها لا يكون للطرف المتغول اي رقيب ويمارس ما يرغبه بكل حرية.
من الامور التي لا يزال البعض يتجاهلها او لا يعرفها هي ان غاالبية قرانا المسكونة والتي يمكن ان تعمر تقع في محافظة دهوك، وبالتالي فغالبية الاراضي التي نمتلكها كاشخاص تقع في هذه المحافظة، كما ان الارتباط العاطفي لغالبية ابناء شعبنا مرتبط بهذه القرى، ولذا فطرح شعارات وتجاهل واقع القرى التي تعود لشعبنات بعددها التي يتجاوز المائة والعشرون قرية، هو عملية اغباء وتجهيل، فالبعض ينادي بسهل نينوى بشكل مستقل وكانه حقا المنى والمرتجى، ولكن هذا السهل ورغم كل ما يقال عنه لا يشمل كل شعبنا ولا الاكثرية فيه، ولكي يعيش هذا السهل يجب ان يرتبط بمنظومة قانونية وادارية قابلة على العيش والاستمرار، ولذا فعمقه الطبيعي والقومي هو الارتباط باقليم كردستان العراق.
ان تحديد امور كثيرة بات يتطلب ليس فقط رفع شعار سياسي فقط، بل دراسة قانونية وسياسية، بمعنى مدى توافق الامر مع قوانين البلد ومع المنظومة القانونية التي سيرت البلد خلال السنوات الماضية، ومن الناحية السياسية تحديد الفرقاء الضين يمكن لهم ان يقدموا المساعدة لنا في الامر والفرقاء الذين يمكن ان يقفوا ضد الفكرة واسباب كل طرف، مع عدم افتراض الطرف المعادي كعدوا بل كطرف يدافع عن مصالح معينة، يمكن التعامل معه ومع هذه المصالح بالاسلوب السياسي وليس بالشعار الثوري.
كلمة اخيرة لقد اثبتت كل الاطراف نضجا سياسيا نتمنى ان يستمر، فالحوار ومن ثم الحوار هو سبيلنا لتحقيق اي امر، كما ان تحقيق اي منجز هو السبيل الاكثر سلامة لتقريب وجهات ننظر بعضنا الى الاخر، والمفرح ان المؤتمر انتهى واعلن طرفان فيه وهما الحزب الاشوري الديمقراطي وحزب تحرير اشور رغبتهما وتصميمهما على الوحدة في تنظيم واحد فتحية لهم على هذه الخطوة، ونتمنى ان نرى خطوات لاحقة في هذا السبيل من اطراف اخرى ظهر التقارب بينها في كل الطروحات.
الاطراف التي شاركت في الاجتماع
الداعي هو الاتحاد الاشور ي العالمي
المدعوون الخاضرين
1 - المنظمة الاثورية الديمقراطية          2 – حزب بيت نهرين الديمقراطي
3 – الحزب الوطني تالاشوري         4 _ المنظمة القومية الاشورية
5_ المؤتمر القومي الاشوري         6 _ المنبر الديمقراطي الكلداني
7 _ حزب تحرير اشور            8 _ الحزب الاشوري الديمقراطي
9_ تجمع السريان المستقل             10 _ اتحاد السرياني الاوربي
11_ اتحاد بين نهرين الوطني          12 _ منظمة كلدواشور
غاب عن الاجتماع
1 – حزب شورايا (ارسل رسالة تبرر غيابه)
2 _ الحركة الديمقراطية الاشورية لم تبرر غيابها
3 _ حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني لم يبرر غيابه [/size] [/font] [/b]

444
لا للشماتة... لا للاستهانة
لقد تملكنا الفرح ونحن نشاهد عمليات اعادة الاعمار التي قامت بها مجموعة خيرة بادارة الاستاذ سركيس اغاجان، لا بل تملكتنا السعادة والحبور وامتلاءنا بالامل ونحن نرى قرى ما كنا نتوقع عودة الحياة اليها، تدب فيها الحياة، واخذنا الخيال نحو تصور بعيد للحياة المستقبلية فيها، فكنا نرى عودة الاعراس الخريفية ودف المدافئ  والجلسات الشتوية حولها، والسهرات الصيفية، وتكسير البيض في عيد القيامة المجيد والسهرات الدينية في الكنائس (ܫܗܪܬܐ، شهرتا)، وهذا كله حق لنا لاننا بتنا سنوات كثيرة ونحن لانقدر على الحلم ولا على ايقاد الدفء في مخيلتنا لكي تعمل.
في ظل كل هذه الامال التي عقدناها على هذه الهمة والعملية التي لا يمكن وصفها الا بالايجابية والمطلوب دعمها بكل السبل لكي تأخذ مجراها نحو التجسيد الكامل والحقيقي، ولكي تخرج عن الدعاية المجانية التي تعودنا عليها من البعض الذي ظل يتاجر بالقضية والشهداء والدفاع عن المقدسات وهو لا في العير ولا في النفير، خرجت الانباء الينا بسقوط وتهدم جسر منطقة النهلة والقاعة المبنية في قرية مركيجيا، والمؤسف ان من يقراء الخبرين المتعلقين بهاتين الحادثتين يشم منهما رائحة الشماتة وليس التقويم، فالخبرين يشيران الى الحادث ولكن الانسان يشم من خلال قراءة الخبرين ان الناشر لا يهمه من الامر الا الشماتة بمن قام ببناء الجسر والقاعة والتشكيك بكل المشاريع الاخرى، وليقول لنا الم اقل لكم.
الظاهر ان سكوت القيمين على قيادة المشروع وعدم الاسراع باعلان الخبر منح لكل شخص الحق لكي يتشكك في كل العملية ومنح لمن ينشر الاخبار او يتصيد الاخطاء المصداقية.
من هنا علينا ان نفصل بين الغاية والتنفيذ، فالغاية اي غاية هذه المشاريع هي عين المراد ولا اعتقد ان هناك من يقف بالضد منها بل المطلوب مساندة ودعم هذه المشاريع لكي تتطور وتشمل مختلف مناحي الحياة بالتجديد والتطوير واعادة بعث الامل فيها، ومن اساليب المساندة هي التقويم والنقد لكي يتم فصل المسئ وتحسين الاداء وازالة الاخطاء.
لا خلاف ان وجودنا كشعب سرياني كلداني اشوري، في المدن الجنوبية وخصوصا في بغداد والبصرة كان قد انمحى منذ سنوات طويلة، وحافظ  شعبنا على بقاءه في القرون الاخيرة في القرى والقصبات في الموصل ودهوك واربيل، وبالتالي الشعور الجمعي الحالي لشعبنا وحنينه هو للقرية التي يعتبرها جذره الاساس ومنها انطلق، واذا فالاهتمام بالقرية هو الاهتمام بالجذر ويعني العودة اليه، محمولا بكل ما اكتسبه الانسان من الخبرات خلال فترة ابتعاده عن القرية، وهنا فالقرية هي البوتقة التي انحصرت فيها كل ممارسة لعاداتنا القومية او الدينية بحرية ولذا فستبقى القرية الحلم المراد العودة اليه.
وبالخطوات التي اقدمت عليها اللجنة التي يترأسها الاستاذ سركيس اغاجان، فقد كانت موفقة في امور كثيرة ومنها انها ضربت على الوتر الحساس لدى ابناء شعبنا في شحذ المخيلة وزرع الامل والاهم ان القول اقترن بالفعل لا بل ان الفعل سبق القول في احيانا كثيرة، ولكن يبقى دائما في اي عمل قصور او اخطاء او حتى جرائم متقصدة، قد لايلتفت اليها في خضم الحماسة والاندفاع، وهنا مربط الفرس كما يقال، فالعمل الذي حاز على تأييد الكثيرين ودعمهم ومساندتهم العاطفية على الأقل، يتم ضربه من حيث لا يفطن اليه المرء، اي من قبل العاملين في المشروع نفسه، سواء من المهندسين او المقاولين او بعض العمال، فانهيار جسر نهلة وقاعة الاستقبال في مركيجية لها اسباب تتعلق اما بالغش في المواد او بعدم وضع المخطط السليم او بسرقة المواد من قبل جهات معينة.
ولانجاح المشروع واعادة الثقة به واسكات الالسن المتشككة والتي تحاول اخفاء سرقاتها وتلاعبها كل هذه السنوات بالتشكيك بالاخرين فانه مطلوب من الجهة القائمة على هذه المشاريع ونخص بالذكر الاستاذ سركيس اغاجان القيام بالتالي لكي نحمي العمل والامل ونعيد الثقة التي يحاول البعض زعزعتها ومنهم اعضاء هذه اللجنة وخصوصا عندما يكتمون  نشر خبر سقوط الجسر او القاعة لكي يمنحوا للمتصيدين الفرصة الكاملة لفعل فعلهم الخبيث.
ولذا فعلى اللجنة القائمة، القيام وفورا بتشكيل لجنة تحقيقية نزيهة مؤلفة من مهندسين ذو خبرة ومن اداريين ورجال مشهود لهم بالنزاهة والعمل النظيف، لكشف اسباب هذه الانهيارات التي حدثت، ومعاقبة من كان السبب، معاقبة قانونية مع تحميله كل الخسائر سواء بالمواد او الزمن او الاموال المصروفة بمعنى معاقبة متعددة، لان من قام بمثل هذه العملية والتي يشم من وراءها جرم مع سبق الاصرار والترصد، فقد قام من فعل ذلك بمحاولة لسرقة اموال مخصصة للشعب ولم يكن هو من دفعها او شارك في دفعها، كما ان من قام بهذا الفعل فقد شارك في تعريض حياة اناس ابرياء الى الخطر، ناهيك عن الاخطار التي يمكن ان تحدث نتيجة فقدان الثقة حيث انها اخطر بكثير من الاموال لانها قد تشيع حالة الخيانة والسرقة (واني شعلي قابل مال ابويا).
ولذا فنعود ونكرر انه في الوقت الذي لا نقبل بالشماتة من قبل البعض الذي حضر نفسه مسبقا لنشر الكثير من خلال مواقع فضائحية اسسها لهذه الغاية، او القيام بنشر الاخطاء التي تصيدها في مواقع اخرى ومن ثم نقلها عنها، فاننا نقول يجب عدم الاستهانة بالاموال المخصصة لشعبنا والتي له الحق وحده الاستفادة منها وكذالك عدم الاستهانة بحياة ابناء شعبنا الاشوري السرياني الكلداني فكل ما يجب عمله هو لصالح هذا الشعب وليس لاي شئ اخر.
ولذا فاننا بالاضافة الى اقتراحنا تشكيل لجنة تحقيقية مختصة، نقول ان على اللجنة المختصة بتنفيذ هذه المشاريع، تشكيل هيئة ادارية تقيد الوارد والصادر من كل الامور، وان تقوم باخضاع كل مشاريعها لمكاتب هندسية مختصة تتحمل مسؤولية اعمالها، وان يكون للهيئة الادارية مراقبين يزورون مواقع العمل لكشف الخلل او التسيب بالعمل، نعم الثقة شئ جميل ولكن التأكيد والمراقبة واجبة، فلايمكن معرفة متى تهتز مصداقية اي شخص وخصوصا اذ احس انه حر في ممارساته ولا رقيب عليه، كما قيل ان الاموال السائبة تعلم السرقة، ولذا فالاعتقاد السائد ان الاوربيين اكثر امانة منا من ناحية سرقة اموال الدولة هو هراء ولكن كل ما في الامر ان الدولة قد وضعت ضوابط كثيرة للحد من السرقات، لانها تدرك ان الانسان يمكن ان تنجر يده عندما لا يجد محاسبة او مراقبة. 
علينا ان نؤسس لثقافة جديدة تعلم تحمل المسؤولية، فكفانا العمل وكأن الناس قصر لا يتحملون مسؤولية ممارساتهم، وخصوصا ان هذه الممارسات تتعلق بالاموال المخصصة للشعب وتتعلق بحياة افراد هذا الشعب، الذي ندعي كلنا اننا نعمل من اجل خلاصه وتقدمه وتطوره.
ولكي نعيد الثقة يجب ان نتقبل النقد ويجب ان يعاقب المسئ.[/size][/font][/b]

445
نحو ثورة في الكنيستين الكلدانية والسريانية
في عام 1979 حاول نظام البعث العفلقي فرض تدريس تفسير القرأن على كافة الطلبة وبضمنهم الطلبة المسيحيين بحجة جعلهم يجيدون العربية، طبعا الكتاب كان مقررا لجميع الطلبة فرضا، ولذا فقد قبل (بضم القاف وكسر الباء) بحملة احتجاجات وانقطاعات عن الدراسة شملت الطلبة والطالبات وخصوصا في مدارس بغداد في مناطق الدورة والصناعة وبغداد الجديدة، وكان يقود هذه الحملة الشبيبة الكنسية وخصوصا في كنائس مار كيوركيس في الدورة ومار عوديشو في الصناعة ومارت مريم في النعيرية، وكان البارز في هذه الحملة دور الفتيات الاشوريات في التحريض على عدم استلام مثل هذه الكتب وفي حالة فرضها عليهن رميها والانقطاع عن الدراسة وخصوصا في الدروس الخاصة بالدين وتفسير القرأن، ولا زلت اتذكر اسم فتاة اسمها سمر البازي التي كانت تتسلق جدران مدارس الفتيات لكي تلتقي بهن وتحثهن على الالتزام بالتعليمات.
كان الشباب في هذه الحملة بدون معين الا الوعي والاخلاص ونكران الذات ولكن الله لا يترك عبده بدون معين بل سيرسل له من يقف الى جانبه، ولذا فموقف قداسة البطريرك المرحوم مار بولص شيخو، كان خير معين عندما ساند هذه الحملة بمقابلته لوزير النظام طارق عزيز وتأنيبه له وتهديده بان الامر غير مقبول وستتطور الامور بما لا تحمد عقباه، وهكذا تراجع النظام عن خطوته هذه التي كانت الغاية منها التاثير في الاطفال لتغيير معتقدهم الديني في الطريق لتعريبهم بالكامل، وقد حمل وزير الاوقاف حينها المسؤولية واعفي من منصبه.
وفي خضم هذه الاحداث يقال ان قداسته زار الكنيسة الموجودة في شارع فلسطين واعتقد ان اسمها كنيسة العذراء سيدة القلب الاقدس وعندما شاهد القداس وكل الصلوات تتلوا بالعربية قال اويلاه سنضيع او بهذا المعنى ابدى امتعاضه.
من محاسن الاعلام انه يريك بعض الحقائق وان لم يكن يقصد ذلك، وهذه من محاسن قناة عشتار عندما نقلت لنا في بداية بثها قداديس لجميع كنائس شعبنا، وكذالك مقابلات مع رجال الدين والعلمانيين او العوائل من ابناء شعبنا، ويا هول ما راينا، لقد كانت اغلب القداديس باللغة العربية وكانت اغلب احاديث رجال الدين باللغة العربية وكانت اغلب احاديث العوائل بالعربية ونحن هنا بخصوص قداديس الكنيسة الكلدانية والسريانية عدا القداس الذي قدمه مار ربان اسقف اربيل في عنكاوا.
قد يقول قائل وانك تكتب بالعربية، ولكنني اكتب لادراكي انه ليس لدينا قراء بالسرياينة ولكن اغلبنا يفهم السريانية وخصوصا البشطتا (ܦܫܛܬܐ) او السوادية(ܣܘܕܝܬܐ) اي المحكية ولا نقول السبريتا(ܣܦܪܝܬܐ) اي الادبية، وهنا يتبادر الى ذهني ما مر به العرب فرغم ان لغة دواوينهم ابان السلطنة العثمانية كانت التركيةـ الا ان التركية كانت تكتب باحرف عربية اي ان كل العرب المتعلمين كانوا يتمكنون من قرأة المكتوب وفهمه ان كتب بالعربية لمعرفتهم بالاحرف العربية، وبقت مسألة المصطلحات التي تم حلها تدريجيا، بعكسنا نحن فالذي يريد قراءة السريانية عليه تعلم حروفها.
نعم ايها الاخوة لقد غزتنا العربية في عقر دارنا، او في اخر او اهم معقل من معاقل الحفاظ على احد اهم ميزة لنا الا وهي اللغة التي نتناقلها منذ الاف السنين، دون ان يقف رجال الكنيسة ولو لحظة امام تساؤل مشروع ما هم فاعلون؟، هل حقا ان ورثة مار توما اودو ومار يعقوب اوجين منا وادي شير يكونوا بهذه اللا ابالية تجاه احدى اهم ما ورثناه عن اباءنا واجدادنا، وهل حقا ان الانسان كان بحاجة لهذه النقلة التي تكاد تدمر كل اواصر الانسان مع تاريخه لا بل مع اخية المحتفظ بلغته ويمارس التكلم بها وبشكل عادي رغم تقديمه الضرائب الباهضة من اجل ذلك، اما كان بوسع الاخرين المحافظة على لغتهم وممارسة التكلم بها وسماع القداس والتراتيل والسوغياتا والعونياتا بها، مالذي فعله اباء الكنيستين باتباعهما، الم يجعلوهم يتغربون عن محيطهم الحقيقي وعن موطنهم الحقيقهم وعن تاريخهم الحقيقي، اليس من حقنا اليوم دعوتهم لاطلاق ثورة في الكنيستين والعودة الى لغتهما الاصلية لغة الشعب اللغة السريانية الجميلة، الا يساعد العودة الي لغتنا الجميلة عملية التقريب بين مكونات شعبنا المختلفة، ماذا سيدور بمخيلة السامع لهذه القداديس وهي تقال وتتلو بلغة ليست لغة الام بل تعمل من اجل نسيان لغة الام والمساعدة على صهرنا في البوتقة العربية التي لم تفد للمورانة عندما تخلوا عن لغتهم لصالح العربية اي شئ، فالعرب لم يعتببروهم الا مجموعة من المسيحيين الانعزاليين رغم كل الخدمات التي قدموها للعرب والعروبة وللاسلام والمسلمين، وها هم اليوم بعد قرنين يحاولون العودة الى لغتهم.
الم يشعروا بالاستصغار مع المعذرة الا انها الحقيقة امام شمامسة كنيسة المشرق بتقويميها وهم يتكلمون ويقدسون بالسريانية رغم كل فقر الكنيستين ورغم كونهما كنيستيبن لاتمتلكان حلفاء ولا قوى عالمية مساندة، الا رعيتهما المسكينة الا ان الكنيستين كانتا في هذا المجال على الاقل عند حسن الظن بهما فحافظتا على لغته الشعب وطورتاها واعادت تجديد اللغة السوادية(ܣܘܕܝܬܐ) بتطعيمها بشكل سلسل بالكلمات المشتقة من السبريتا(ܣܦܪܝܬܐ). 
ان اللغة ملك الشعب وهي احد ميزاته وعناصر فخره، والاهتمام بها وتطويرها وتوريثها لابناءنا ليس تعصب ولا شوفينية بل هو واجب قومي وانساني، فالدول المتقدمة في مجال الحقوق والحريات تساعد الاقليات القومية ليس فقط التي هي من ابناء وطنها بل المهاجرة  ايضا لكي تقوم بتدريس لغتها وتطوير هذه اللغة باعتباره ارثا انسانيا واجب الاهتمام به، اما ما فعلته الكنيستان وخصوصا في العراق فانني لا اجد كلمات لوصفه، لانه حقا امر شنيع وفضيع ان تساهم الكنيستان بسابق تصميم على ترك لغة الشعب المحكية والمكتوبة ايضا لصالح اللغة العربية وبدوافع مصلحية قصيرة النظر.
ان ابناء واباء الكنيستان المتنورين مطالبين اليوم باتخاذ خطوات جادة وحقيقية لاعادة الاعتبار للغة الام، لا بل يجدر بنا القول انهم مطالبون بالاقدام على ثورة حقيقية داخل الكنيسة لاعادة الاعتبار للغتنا الجميلة، ولاعادة الاعتبار لتراثنا الغني ولاعادة الاعتبار لميزتنا في اننا نتكلم او ندعي اننا نتكلم بلغة السيد المسيح، او باحدى لهجاتها، او انه مجدا لاسمه تكلم بلغتنا التي تكلم بها اهل الجليل، لان اصل اهل الجليل كان من نينوى كما يقول البعض.
انه من المعيب ان نرى اليوم جامعات ومدارس ودول تحاول مد يد المساعدة لكي تبقى هذه اللغة حية، وان نرى ابناءها يتركونها لصالح لغة اخرى وهي العربية، علما ان تعلم العربية ليس عائقا، بل ان من يجيد او يتكلم لغه الام يمكنه ان يتعلم لغة اخرى بيسر اكثر.
ان اللغة السريانية (السورث) هي ملكنا جميعا وهي ارثنا المشترك وهي حافظة للتراث والتاريخ الذي تركه لنا اجدادنا، ومن حقنا ان ندافع عنها ونعمل من اجل تطورها وليس من اجل طمر او ازالة كل اثر لها. ان ما تقترفه الكنيسة الكدانية والسريانية وخصوصا في العراق هو امر مجحف بحق هذه اللغة وبحق الشعب الذي يمتلكها وبحق وحدته المعرضة للتفكك بسبب عدم دراية الكثيرين لهذه اللغة ولتاريخها وتاريخ الشعب الذي تكلمها وطورها ونشرها، حتى كادت تكون لغة عالمية في زمن ما.
انني ارى من واجبي ورغم عدم انتمائي لاي من الكنيستين ان انبه اباء الكنيستين الى الجريمة المقترفة بحق لغتنا والتي ارى انها تتم (سواء كانت) بعلمهم او بدون علمهم ولكن السكوت عنها يعني اكثر من ذلك يعني انها تتم بتصميم وتخطيط مسبق ومتعمد.
ملاحظة( كتبت هذه المقالة خلال الاسبوع الفائت، واردت تأخير نشرها الا ان استباق السيد صبري ايشو نشر مقالته التي هي  بنفس المضمون اجبرني لنشرها دعما لموقفه هذا)[/size][/font][/b]

446


صفعة ماركريت فيكلوند*
في زيارة فصيرة الى السويد الاسبوع الماضي التقيت الكاتب والمربي الفاضل الاستاذ بولس دنخا الذي حدثني عن رد عضوة مجلس النواب السويدي السيدة ماركريت فيكلوند على اتحاد الاندية السريانية، ردا على رسالتهم بشأن التعاون حول مسألة المذابح التي اقترفت بحق شعبنا اثناء الحرب العالمية الاولى باوامر من السلطة العثمانية، وكنت استمع الى تلفزيون سورويو استمعت الى ردها مقروء بصوت الاستاذ صبري يعقوب، وقام السيد نبيل مروكي بنشر مقالة على صفحات عنكاوا كوم بعنوان ماركريت فيكلوند صوت صارخ في البرية، الا انني لا اتفق مع الاخ نبيل ماروكي حول عنوان مقاله لانني ارى ان السيد ماركريت فيكلوند لم تصرخ في البرية، لانها لم تصرخ في شعبها كما فعل يوحنا المعمدان مبشرا بقدوم السيد المسيح، بل كان قولها وكلامها صفعة قوية وهذا تعبير مهذب مني عن ما مارسته السيدة فيكلوند لانه بحق اكثر من صفعة ان تقوم هذه السيدة الفاضلة والتي هي من احد بلدان شمال اوربا والبعيدة كل البعد عن الحدث مكانا وزمانا، الا انها مارست تعاطفها الانساني مع الضحايا وابناؤهم واحفادهم وورثتهم، ولكن الابناء والاحفاد والورثة الكذبة يتحاربون على القميص ولونه واسمه ان كان قميصا ام اسمال بالية، فبالنسبة للسيدة فيكلوند اننا شئ واحد امر واحد  قضية واحدة ونحن نرطن بلغة واحدة فهي قد لا تفهم الفرق بين (انا) و (اونو) وبين (تا) و(هيو) فالاتراك ايضا لم يميزوا بينها ولم يفرقوا، فكان السيف هو الحد وهو الفعل وهو الحدث، فكانت الدماء تراق وتسال وتصبغ القرى والبوادي والسهوب وفجاج الجبال، ولم يتعب الاتراك انفسهم عناء سؤال ان كان هذا يتسمى كلدانيا او سريانيا او اشوريا، لكي يتم الذبح كل بطريقة ليعبر عن المذبوح تعبيرا ناصعا، وكان هناك حوالي نصف مليون ضحية قتلوا بدم بارد ونحن نحاول بكل صلافة وبكل حقد دفين احدنا على الاخر وبكل ما تمثله قيم العشائرية من العناد والتصلب والصلافة ان نوزعهم او نتقاسمهم على الاسماء والدم لا يقسم، فقد اختلط بتربة النهرين،ويا خجلتاه بكل برودة اعصاب في قمة العمل من اجل الاعتراف بحق الضحايا ومن اجل احقاق ولو جزء من حق للدماء التي سالت يتدافع الغريب مادا يده، والبعض من ابناء الامة يردون انهم لن يتعاونا الا بازالة الاسم الفلاني والا بتثبيت اسمهم الوحيد الاوحد، ويتم في كل مرة هدم ما بني للتعنت ولانعدام الرؤية وللتصلب وللغباء وهي الصفة الاكثر ملائمة لهذه الحالة والغريب ان من قام بهذا الفعل لم يعمل من اجل هذه القضية ولم يعرها اهتمامه ولكن عندما احس بقرب نضوجها تقدم الصفوف طالبا حذف الاسم الاشوري والاصرار على الاسم السرياني.
قبل قرن ونصف قرن ابتداءت حركة الوعي القومي بين ابناء شعبنا في سهوب اورميا تحت التسمية الاشورية وامتدت الى جبال حكاري ووصل صداها الى ماردين وامد بظهور الشهيد اشور يوسف الخربوطي ونعوم فائق، فكل ما عمله رواد العمل القومي هؤلاء كانوا يعتقدون لا بل يؤمنون انهم يعملون من اجل امة واحدة وشعب واحد فلم يفرقوا بين من نادى بانه نسطور وكاثوليكي وارثوذكسي او باي تسمية اخرى اعتبروهم اشوريين اخوة لهم يعملون مع الكل لاجل الكل، لم يختاروا التسمية الاشورية لتعصب ما لانه ما كانت موجودة بشكل ايديولوجي لكي يتعصبوا لها، بل كان خيارهم المنطقي لانهم اعتبروا انفسهم امتدادا لاثور او اتور وان تواجد اخوتهم على تراب نينوى واشور التاريخية (ܐܬܘܪ ܬܫܥܝܬܢܝܬܐ) دليلا دامغا على هذه الاستمرارية، وانني لعلى يقين لو ان احدهم قال لماذا لا نتسمى باسم الكلدان (ܟܠܕܝܐ) او السريان (ܣܘܪܝܐ) بالجمع لكان قد حدث نقاش وتوصلوا الى حل، الا انهم لم يثيروا هذا التساؤل لانه لم يكن واردا اساسا في بالهم، فلم يخطر على بالهم ان يأتي بعدهم بمائة وخمسون سنة افرادا يشككون في وحدتهم القومية ويعتبرون انفسهم غرباء عن الاجزاء الاخرى، في الوقت الذي لم يتشكك في ذلك الغريب البعيد ولا الجار القريب.
يقول المؤمنون بالكلدانية، انهم يقرون ويعترفون ويحترمون قرار الاشوريين والسريان، وغدا سيقولون والاراميين وقد يقولوتن النحلايي ايضا، والسريان لا يكذبون خبرا فهم يقولون انهم يحترمون ويقرون بالكلدان والاشورييون، وغذا قد يقولون بالالقوشنايي كقومية مستقلة او بالسينايي فهم لا يهمهم ولكن هل سيقبلون بالاراميين كقومية مستقلة عن السريان؟ اما الاشوريين فيقولون اننا شعب واحد امة واحدة فرقتنا التسميات ولكننا حقيقة واحدة، فكل الدلائل تقول بذلك من اللغة والتاريخ والارض وشهادة الغرباء من امثال ماركريت فيكلوند وغيرها وشهادة الذابحين ايضا، اي ان الكدانية باسم الحرية تفرق والسريانية باسم الحرية تفرق، ولكنهما تفرقان شعبا الى اقسام وشعوب بمميزات واحدة ومتطابقة.
لقد اختلفنا على التسمية، في ظل كل مراحل النضال السابقة ما كان هناك فرق او وعي بالهوية، وعندما نمى الوعي صار يطالب بهوية مغايرة بالاسم وتحمل ذات التجليات، اي وعي هذا واي حرية هذه، انا افهم ان يكون من حق الانسان ان يقول رأيه وان يكون حرا في خياراته، ولكن هل من حق الانسان ان ينفذ كل ما يخطر في باله، هل من حق الانسان ان يقتل وها هي عملية قتل امة تحدث امام اعيننا وبدم بارد، ففي الوقت الذي يصرخ ويعلوا صوت الغرباء لدعمنا ومساندة قضيتنا، نحن لا نختلف على اولياتها واهدافها بل نختلف ان كان لنا قضية اصلا، فهل هذه هي الحرية ايها الاخوة وهل بهذه الطريقة سنجني اهدافا وخطوات نحو الامام.
عندما ذكرت مرة ان هناك ملفات تحت بند القضية الاشورية في المحافل الدولية، كان رد احد الاخوة علي بان اذهب انا وملفات قضيتي الى الجحيم، هل رأيتم عنصرية وغباء مثل هذا، علما ان  الامم الاخرى تعمل بجد وتقدم التضحيات واحدة تلو الاخرى لكي تكتمل ملفاتها ولكي يتم الاخذ بها ولكي يتم اعارتها الاهتمام اللازم، ولكن الحقد الذي نكنه احدنا تجاه الاخر لا يمثاله اي حقد اخر، والدليل ان السيدة ماركريت فيكلوند ارسلت رسالة تطالب بضم كل الجهود من اجل العمل للاعتراف بالمجازر التي اقترفت بحق شعبنا في تركيا والضحايا لعلم الجميع لم يكونوا فقط نساطرة، بل من كل طوائف شعبنا وللذي لا يصدق عليه الاطلاع على الكتب التي توثق هذه المرحلة وهي عديدة، وكان الرد الغير المنتظر، رد من تجرد من كل القيم الانسانية، انهم سيؤيدون جهود السيدة فيكلوند والاخرين عندما لا يتم استعمال الاسم الاشوري، بل السرياني فقط ولا غير.
انه سؤال ما هو ذنب هؤلاء الذين ابتدوا العمل تحت اليافطة الاشورية، ولم يخطر في بالهم ان بعض من ابناء امتهم التي اعتقدوها واحدة وان التسميات يجب ان لا تفرقها، سيأتي يوما ليس انهم لا يرتضون بهذه التسمية التي اتخذوها، لانهم كان يجب ان يعملوا  تحت التسمية معينة سواء كانت الاشورية او السريانية (سورايي) او الكلدانية، فمن غير المعقول انهم كان يجب ان يعملوا تحت التسمية الثلاثية منذ البدء وهم لم تلعب لديهم تلك الاهمية التي يتم منحها الان.
ان التعبير عن الاختلاف لم يصل الى حد رفض التسمية بل الى رفض كل ما تم ابداعه كرمز لهذه الامة فعملوا في هذه الرموز تفتيتا وتدميرا ، اي العمل وبكل صلافة وبوعي تام على زيادة عوامل الفرقة والتشتت وعوامل عرقلة العمل الموحد.
لقد جعل البعض من التسمية سببا لهدم كل ما بنته القضية تحت اليافطة الاشورية، وكان الجهد لم يكن جهد الامة والشعب وكأن الضحايا والشهداء لم يكونوا ابناء الامة والشعب.
لقد حاولت جهدي ان افهم مشاعر اخوتي ممن يتسمون بالكلدانية والسريانية، وحاولت ان اعطيهم حقهم في القول والتصريح باسمهم وانتقدت بمرارة تصرفات بعض مدعي الاشورية وتصرفاتهم الصلفة، ولكن الامور ليست فقط مشاعر واحاسيس وخصوصا عندما نرى كل هذا الحقد لهدم كل اواصر الوحدة وكل هذا الجهد لخلق مبررات للتباعد.
بالامس كان الاستاذ مسعود البارازاني في مقابلته مع محطة عشتار يقول للاستاذ جورج منصور ارجو ان تكونوا قد اتفقتم على التسمية اخيرا، عندما استعمل الاسم الثلاثي الكلداني الاشوري السرياني، لقد شعرت بالعار حقا ان نصل الى هذا الدرك من اللامبالاة واللامسؤلية، نعم ومرة اخرى وفي كل مرة نجد ان الاخرين هم من يشعرون بالامنا اكثر منا او يشعرون بها اكثر من البعض منا، هل نسينا حملة العرائض والعرائض المضادة التي ارسلت الى كل الجهات ويا خجلتاه، ان كنا نخجل، وما اقوى صفعة ماركريت فيكلوند ان كان فينا احساس وقدرة على الخجل.
* ماركريت فيكلوند كانت عضوة في البرلمان السويدي، عملت جهدها مع منظمات شعبنا في السويد من اجل ادانة تركيا بسبب مجازرها ضد ابناء شعبنا في اوائل القرن العشرين والذين يقدر عددهم بحسب المتوارد من الاخبار بحوالي نصف مليون، اي لون ان هؤلاء النصف مليون كان على قيدة الحخياة لكان عددنا اليوم اكثر من عشرة ملايين نسمة. [/size] [/font][/b]

447
شعبنا وخياراته...الى اين؟
بالامس القريب كانت هنالك تفجيرات الكنائس، وبالامس القريب كانت هناك تضحيات يقدمها شعبنا كضريبة لانتمائه الوطني و الاكثر مرارة  كضريبة لكونه يحمل هوية دينية مخالفة، وبالامس القريب كنا نستلم تهديات بالرحيل وترك كل ما نملك، وبالامس القريب فرض علينا ان نلبس وان نتزي (بتشديد الياء ) بما يتوافق وايديولوجيات الاخرين.
عند سقوط صنم صدام راودتنا الاحلام، احلام اليقظة وما احلاها، بل لم نكتف باحلام الديموقراطية والسلام والعودة الى الوطن ولو في زيارات سنوية، لا بل طرنا باحلامنا لتلامس سقف السماء، وكان ما كان  وكلكم تعرفونه وما امره.
المؤسف عندما نحاول وضع النقاط على الحروف اما نتهم بالانهزامية او الخيانة او في ابسط الاحتمالات بالجهل المطبق بمسار التاريخ وبالديالكتيك الذي يتحكم في مسار الشعوب، والامر  المثير للمرارة ان القوميون او المتعصبون القوميون من ابناء شعبنا صاروا يتكلمون بلغة ومصطلحات الرفاق لينين وماركس، لكي يعلموننا انهم مثقفين، فهذا البعض لا زالت عقدة البعث تتحكم فيه ولا يرى الثقافة الا باستعمال المصطلحات الماركسية.
قلت في مقالة ما ان هناك فرق بين الشاعر والكاتب السياسي، فالشاعر يتعامل بالمشاعر والرموز، ويكثف اللغة لاقصى حد بما يمنح لمخيلة المتلقي لكي تأخذ دورها في التفاعل مع الكلمة او الشعر، ولذا فستجد ان للشعر عدد من التفاسير بقدر عدد القراء، ولكن السياسي يريد ان يأخذ بيد القارئ ويقول له هذا هو الداء، ومن هنا هو الالم  وهذا هو الجرح  ومنه يسيل القيح، ولا يوجد لكلمة السياسي الا تفاسير محدودة، اما الاتفاق او تطوير الكلمة ولكن لبعضنا تفاسير اخرى وهو اسهلها الصاق تهمة الخيانة او السذاجة او المصالح الانية بمن لم يتم الاتفاق معهم ودون محاكمة النص محاكمة سياسية.   
لا اود ان الهيكم بالاحلام، فلم تكن هذه عادتي ولا بضاعتي، ولذا حاولنا بكل الطرق والوسائل العمل من اجل الخروج من نفق التسمية باقل الخسائر، اي ان نخرج شعبنا من هذا النفق المظلم باقل الخسائر الممكنة، لاننا كنا ندرك ان التسمية بلا شعب لا معنى لها، ولذا فمن اجل شعبنا وبقائه وتمتعه بحقوقه وامتيازاته اسوة بكل العراقيين، ومن اجل تطوير ثقافته وعصرنتها لكي تجاري العصر وامكانياته، حاولنا بكل الطرق المشروعة ان نقنع ابناء شعبنا المتنوريين ان قيمة الانسان ومحافظته وتطوير موروثه الثقافي افضل من التمسك بتسمية معينة لا تقدم ولا تؤخر لان التسمية تخضع للموروث الذي نحمله، فهل الاشورية هي في عاداتها وتقاليدها ولغتها وكل موروثها التاريخي، ام هي بالتسمية، وهكذا الامر عن الكلدانية والسريانية (برغم ايماننا ان موروث هذه التسميات واحد)، فما فائدة تسميات لا تحمل من موروثها شيئا ؟
عندما يقال التحصن للمستقبل يرى البعض ان المسألةهي طرح مخاوف غير موجودة، برغم من كل التجارب المريرة التي عشناها ولا نزال نعيشها، لا بل البعض ولانه يتحرك بشكل يومي وهذا التحرك يؤتي ثمارا له فالمستقبل والتحدث عنه بالنسبة لهذا البعض هي مؤامرة غير منظورة الابعاد والاهداف، فالمهم ان رابي ياقوم في البرلمان ممثل لشعبنا ويكفي المؤمن شر السؤال، عن ماذا سيجلب لنا رابي ياقو الوحيد الاحد، والذي لا تربطه باي تنظيم من تنظيمات شعبنا علاقة حسنة ولو سلام وكلام، ناهيك عن جيراننا الاقربون، ولذا فالبعض اختصر نضال امتنا بفوز وخسارة رابي ياقو، فان فاز فالامة بالف خير وان خسر فالشماعة موجودة والاكراد يمكن ان يقال عنهم كل شئ!
والاخرين اختصروا الهزيمة والانتصار باضافة هذا الاسم او ذاك، وكأن شعبنا سينعم بهذه الاضافة بالامان وبالمستقبل الواعد، وهكذا يكون الضحك على ذقون من يقول بوضع برامج وتخطيطات نظرية وتهيئة مستلزمات نجاحها ، فالم ينتصر الاشوريين على طالبي توحيد التسمية والم يفعل الكلدان ذلك، والم ينتصر رابي ياقوا، فعن اي تخطيط يريد البعض جرنا اليه، اليس ذلك ترف فكري، يمارسه بعض ممن يجلس خلف شاشة الكومبيوتر (ܚܫܘܒ̥ܐ) ممن لا عمل لهم الا سطر كلمات لاظهار مقدرتهم او ثقافتهم، وكما قال احدهم، ماذا ستفعل القلم كم من الاعداء ستقتل؟
لا نتمنى للعراق اي سوء، ولكن اتخاذ المحاذير امر واجب، ان بلدنا على برميل ديناميت، بفعل اشاعة الايديولوجيات الظلامية والتي تقول لك شئت ام ابيت انك مغاير وانك لست كالاخرين وانك مشكوك في امرك، ان صعود النبرة الطائفية والتي استفحلت بفعل تعددية الاحزاب الدينية ذات الصبغة الواحدة، والتي تتفق كلها بالاستراتيجية، اي اضفاء لون واحد على الحياة، جعل النيرة الطائفية هي الابرز والاكثر ملاحظة، فهاهي كل مظاهر الحياة تصطبغ بلون واحد، نحن لا نعارض ان يمارس الاخرين اعتقادهم او ايمانهم ولاكن ان يتم سرقة بيتنا المشترك، وجعله في خدمة طائفة معينة بحجة انها الاكثرية (لقد نبهت كثيرا من هذه الاكثرية)، فهل سيفرق هذا عن ما فعله صدام وزبانيته؟
اليوم القانون يطبق بحسب القوي، او من قبل من لا يراعي اي قيمة للحياة، ويمكنه ان يقتل وان يبرر كل فعلة، فما يفعله الزرقاوي وانصار فأر العوجة يمارسه مثله انصار الصدر ومن يحتمي بعباءة السيد السيستاني على رغم تقديرنا العالي لهذا الشخص بعينه، فلولاه لخرج كل شئ عن نطاق السيطرة وبحسب ما يرغب الزرقاويين والصداميين فلا فرق بينهم، فاذا كان الزرقاوي قد قال ان اندلاع الحرب الاهلية في العراق هو املهم للبقاء فيه، فصدام قالها قبله، انهم لن يتركوا العراق الا خرابا يبابا.
ولكن التساؤل هو ان كنا نلاحظ كل هذا، فهل نحن متعضون مما جرى لنا ويجري، وهل نقوم بالتخطيط لمستقبلنا ام نكتفي بانتصارات وهمية نخدع  انفسنا بها قبل الاخرين، ام نشمر عن السواعد ونترك التوافه ونخطط لما نريد ونهيء لما خططنا له، اي نمارس السياسة.
سؤال يؤرقني وقد يؤرق الكثيرين، الا هو لو (لا سمح الله) واندلعت الحرب الاهلية في العراق، فهل نحن ك(كلدان اشوريين سريان) متئهيين لاسواء الاحتمالات هذه، ام اننا سنلم حاجاتنا مرة احرى ونصطاف او نشتي في عمان ودمشق وطهران واسطنبول، كما نعت رابي ياقو من فر من الذبح على الهوية قبل سنتين، انه سؤال مشروع والسياسة هي ان تأخذ احتياطاتك لاسواء الاحتمالات ام يريد البعض منا ان نتحول الى لاجئين مرة اخرى في بلدناا لكي يتمكن من حلب الدولارات باسم اللاجئين وتتوزع بحسب المشاركة وحسب المكانة.
المؤسف وبرغم من كل ما سبق ان البعض وقد نجح في هذا لايعمل مع الاخرين  الا في اخر لحظة، لكي يفرض شروطه، وهو لا يهمه (ماذا) بقدر (من)، وللمرة الالف يتنازل الاخرين لاجل وحدة القرار، والطرف المنتصر او القائد او الممثل الاوحد باقي على لبعته السمجة التي لا تخدم ولا تفيد الا من طمر في مستنقع المصالح الانية والذاتية ومن خدع بشعارات كشعارات صدام.
قد يكون هذا جرس انذار، واتمنى ان يخيب، ولكن الامة والشعب الواعي لا يبنيان مستقبلهما على الاماني، بل على الدراسة والخطط الواقعية والقابلة للتنفيذ، ماذا  سنفعل لو اندلعت الحرب الاهلية في العراق، بالتأكيد اننا لند ندخل فيها طرفا، وبالتأكيد اننا لا نريدها، ولكن امام الاصطفاف وارتفاع النغمة الطائفية واذا كانت الجرة قد سلمت هذه المرة فهل يمكننا ان نضمن سلامتها في المرة المقبلة، وجرتنا هي العراق ايها الاخوة والاخوات، العراق الذي يجلس الان على فوهة اتون يمكن ان ينفجر في اي لحظة.
من الواضح ان هنالك ثلاث قوى عراقية مسيطرة على المشهد السياسي العراقي، وهي الشيعة العرب، والسنة العرب، والاكراد بشيعتهم وسنتهم، ومن الواضح ان الثقة بين العرب السنة والشيعة معدومة،ومن الواضح ان الاكراد يمكن ان ينفضوا اياديهم من التحالف مع الشيعة، في حالتين محددتين وهي عدم الاعتراف بمظالم الاكراد ومطالبهم، وان يصر الشيعية على السير في طريق اقامة الدولة الدينية بشكلها العلني او المبطن، ومن الواضح ان السنة العرب يمكن في هذه المجالات ان يقدموا التنازلات العديدة للاكراد، فالقوى التي تتفاوض يمكن لها ان تمنح الصدارة للعلمانيين ولطروحاتهم لكي تسود في المجتمع السني او في الدولة، وللشيعة حليف محتمل واحد وهو ايران المهددة بالعزل عن المجتمع الدولي، وللسنة حلفاء اقوياء في الساحة الدولية وهي الاردن والسعودية وبعض دول الخليج.
من المحتمل ان الاكراد في اي احتمال لتطورات سلبية سيكون امامهم الطريق الاسهل وهو حصر منطقتهم وعدم تعريضها للتدمير امام طموحات غير واقعية، وبالتلي حصر اثار الحرب في جنوب منطقتهم والاستفادة من اي مناوشة سنية شيعية لتقوية اوراقهم التفاوضية، والاتكال على تطوير بنيتهم الاقتصادية والسياسية ونسج علاقات دولية قوية، المهم ان الاكراد لن يكونوا طرفا مباشرا في اي حرب اهلية، اما التركمان فوضعهم ايضا صعب لكونهم منقسمين بالنصف بين السنة والشيعة ولكن ثقل العامل التركي والجوار الكردي سيمنعهم من التدخل في اي حرب لصالح اي طرف ونعتقد ان الحس التركماني سيطغي على كل حس طائفي فيهم، اما شعبنا، فوضعه مختلف، صحيح انه لن يكون طرفا في اي حرب اهلية وليس من مصلحته ذلك، الا ان الحرب الاهلية قد تؤثر تأثيرا سلبيا جدا فيه، لان الحرب الاهلية تتميز بزوال اي غطاء قانون ويكون كل شئ خاضع لعوامل القوة العارية،والتي يفتقدها شعبنا، كما ان الحرب الاهلية على اساس طائفي لن تعني التسامح الديني مع المكونات الاخرى، بل تعني ارتفاع الاحتقان الديني ليشمل الكل فالكل عدو لحين اثبات العكس، وبالتالي فان وضعنا سيكون مأساويا ولن تفيدنا لا الكلدانية ولا الاشورية في انقاذ ما يمكن انقاذه، بل الذي يفيدنا ان ندرك اننا شعب واحد وكلنا في مركب واحد وكلنا امام مخاطر مشتركة والذي يريد التخلص منا لن يسألنا ان كنا كلدانا ام اشوريين، بل نحن له غرباء مختلفون وكل مختلف ملعون!
امام القراءة اعلاه، علينا ان نعي اين تقع مصالح شعبنا، ومع من يجب ان نتحالف ولماذا؟
يكاد االكرد ينفردون بميزات تجعلهم اقرب حلفاء لشعبنا في الوقت الراهن، فبالاضافة على ان الكرد يرغبون ان يكونوا جزء من العالم الحالي بما فيه من اتفاقيات ومواثيق واقتصاد واعلام وثقافة منفتحة، فبالتأكيد يرغبون في اظهار هذه الامور في واقعهم اليومي من خلال التعامل مع مكونات المجتمع الكردستاني بعدالة ومسؤولية، ناهيك ان الكرد يحملون او يبشرون في برامجهم بقيم دولة القانون، الدولة التي لا تفرق بين مواطنيها بسبب الدين او القومية او الانتماء البساسي، طبعا لا ندعي ان كل شئ متحقق مائة بالمائة الا ان الامور تتجه نحو هذا المنحى. كما ان المناطق التي  نسكنها بغالبيتها اما تقع في كردستان العراق او بمحاذات خط الحدود الفاصل بين كردستان العراق والمناطق العربية او ذات الاختلاط القومي المتعدد. كما ان القيادات الكردية بخبراتها السياسية ومعايشتها لعصرها جعلتها تدرك ان الدولة الايديولوجية في طريقها الى الزوال وان ما يتحكم في الدولة اليوم هو مصلحة الشعب اولا واخيرا، وان احد اهم اسس ازدهار هذه المصلحة هي الحريات التي تجعل الناس تدرك مصالحها الحقيقية وليس ابواق وشعارت الايديولوجية التي لم ترحم الشعب بل كان كرباجها اقوى واكثر ايلاما من سياط المستعمرين. ان الكرد في اي انجراف نحو الحرب الاهلية والذي يعمل له بعض ساستنا بارادتهم ام بغيرها، في اسواء الاحوال سيغلقون مناطقهم امام زحف اثارها ويكتفون بالعمل من اجل عدم انجرا كرستان العراق اليها.
اليس مطلوبا منا اليوم كشعب بمختلف تسمياته ان نحدد خياراتنا وحلفاؤنا ومن نضمن اننا معهم سنكون اكثر قدرة على العيش السوي واكثرة قدرة على تطوير قيمنا وتجليات هويتنا القومية والوطنية والانسانية انه سؤال المرحلة؟.[/size][/font][/b]

448
المنبر السياسي / يا لبؤسنا...
« في: 03:28 23/02/2006  »
يا لبؤسنا...
اليوم صباحا تم تفجير مرقد الامامين على الهادي والحسن العسكري في مدينة سامراء، صباحا جهارا  وكان منفذو الجريمة النكراء قد دخلوا المرقد مساء اليوم السابق اي حوالي اثنا عشر ساعة قبل التفجيرات، ولم يحس بهم احد، ولم يتصل الحراس باحد ولم يتم التدقيق على الحراس من قبل احد لا برسائل راديوية ولا بالمعاينة العينية وبالتفتيش الروتيني، وهكذا تمكن نفر اعلن عن هدفه بشكل مباشر من عمليات متتالية انه يعمل من اجل اشعال نيران فتنة داخلية شيعية سنية تحرق الاخضر والبابس، الكل كان يدرك اهداف هذا النفر الضال، ولكن اصحاب (ولكن وبسبب والاحتلال الاجنبي) ظلوا يهيئو ن الفرص المتتالية لهذا النفر لكي يعيثوا في ارضنا خرابا وتدميرا.
برغم من ارتفاع حدة النغمة الطائفية والتي اشعلت الصدور بنيران الحقد وكره الاخر مستمدة وقود هذا الكره والحقد من التاريخ، اصرت الحكومة على اشعار الجميع ان الحكم ان لم يكن كله لصالح طائفة واحدة فاغلبه هو كذالك وفعالياته موجهة لخدمة ابناء هذه الطائفة، وهكذا بعد ان كان الكل يعلم مدى طائفية وعنصرية حكومة صدام، صار الناس امام ممارسات الحكومة الحالية يرون انها منبع الطائفية ودك اسفين الفرقة بين طوائف الشعب العراقي، فالعطل الرسمية صارت اكثر من ايام العمل في السنة وشهداء الاعمال الارهابية من ابناء طائفة ما صاروا الاكثر ايلاء للاهتمام من الشهداء الاخرين ان تم ايلاء الاخرين اهتماما ما، والكل شارد في اوهام، هى بنقل اكبر عدد من افراد طائفته للجنة خوفا من الزحمة والانغلاق، فلم نسمع كلمة لمرجع عاقل ينبه من من الزيارات المليونية لمراقد الائمة لتدارك تعرضهم لاعمال ارهابية هم اصلا مستهدفين لها وعلى رأس الاشهاد.
في ظل كل ما اثارته الرسوم الكاركاتيرية في صحيفة دانماركية مغمورة  بالكاد يقرأها خمسة الاف نفر، واغلبهم لا يعرف من هو النبي محمد، لان اغلبهم قد لا يعرف من هو يسوع المسيح ايضا، خرج الملايين منددين بهذه الصور ومانحيها ابعادا اكثر من بعدها الذي اريد به تحدي الخوف من الاصولية الاسلامية التي شاعت بعد مقتل المخرج الهولندي، اي لو انه لم يخرج احد ليتظاهر لما عرف بها الا عدد قليل جدا من البشر قد لا يتجاوزون واحد من الميلون من بني البشر على هذه الارض، ولكن خروج المتظاهرين ينبئ عن غاية من نفذ ودعا وعمل على نشر التظاهر والعمل على احراق الاعلام والسفارات لا بل القتل ايضا، انه نشر الخوف من الاسلام والمسملين باعتبارهم قوة لا تلين وسيحققون اهدافهم بكل الوسائل، ومطالبتهم باعتذار من الدنمارك يدخل في باب التخويف وادخال الرعب في قلوب الاخرين، فالدانمارك وحسب قوانينها لا تتحمل مسؤولية ما يتصرف به مواطنيها من ممارسة لحرياتهم العقائدية. واما الصدمة التي اصابت المسملين جراء هذه الرسوم التي قد نجد منها الالاف منتشرة في الصحف تخص الاديان الاخرى ورموزها، نجد ان نفس المسلمين لم تهتز لديهم شعرة واحدة امام مقتل العشرات من الشيعة في باكستان وافغانستان ولم يكن لهم ذنب غير ممارسة طقوس تعودوا عليها، وها هم المسلمين يقفون لا بل يشمتون بالضحايا التي يقدمهاالعراقييون على يدي الارهابيين المسمين اسلاميا بالمقاومة!
امام البؤس والايام المكفهرة السواد تتالي علينا انباء عن اختلاسات واستقطاعات واستملاكات تخص هذا الحزب او ذاك هذه الشخصية السياسية اوتلك، لا بل وصل الامر الى التصريح ان الوزارة الفلانية يجب ان تطبق الزي الاسلامي لان وزيرها من هذا التيار وخلافا لكل القوانيين العراقية، اي ان لكل وزارة قانونها الخاص بها للحريات الفردية!
ان البؤس العراقي يكاد يشمل كل المرافق، فاذا كان الامن غير متوفر فياترى ما العمل بعد تدمير مرقد الامامين على الهادي والحسن العسكري الله اعلم، فنحن قد تكون ابواب الجحيم قد فتحها لنا انصار الزرقاوي وغير الزرقاوي من التكفيريين، ولكن ياترى هل تتعض الطبقة السياسية العاملة في العراق وتتخلص من اسمالها المهترئة والتي تلبسها باسم الدين والطائفة والاخوة والعدالة الاسلامية لكي تتحفنا بخطاب معاصر لدولة مدنية معاصرة لا تكون لطائفة بل للمواطنيين اجمعين، ان كل المشاهد والاقوال التي قيلت بعد هذه الفاجعة تقول ان لا دروس تم الاتعاض بها ولا هم يحزنون فكل بقى يبكى على ليلاه وليلى العراق مريضة لحد السقم.
ان المؤسف ان الوزراء والمسؤولين لا زال لديهم الجرأة والقدرة على مواجهة الناس، وليس لديهم من الحلول الا التنافس على الاكثار من ايام الحداد وايام التعطيل! ولو حدث هذا في بلاد الكفرة لكانت الان عشرات الوزارات قدمت استقالاتها ولكن هذا لا يحدث في بلداننا المؤمنة لانها تؤمن بالاية الكريمة والتي تقول وقل لا يأتيكم الا ما شاء ربكم او هكذا هو مضمون الايةّ!
وبؤسنا ليس عراقيا بل هو اشوريا ايضا اي كلداني اشوري سرياني، ويا لهول بؤسنا ويا لهول مأساتنا، فنحن امة لم تتفق على تسمية او الاصح  كان هنالك تسمية لم يرغب بها البعض، لانه لم يعايشها في بيته او في منطقته، ولذا فقد رفض التسمية المؤطرة للعمل القومي والتي ظل اخوته يناضلون تحت رايتها اكثر من قرن من الزمان، ولانه لا يريد هذه التسمية لانها باعتقاده تسمية لاناس غرباء عنه صدف انهم يتكلمون نفس لغته وينتسبون لنفس تاريخه ويسكنون  نفس موطنه لا بل يقتسمون في بعض الاحيان نفس قريته، فيحاول البعض زيادة اواصر التفرقة بزيادة رموز المفترقة، فاذا كان هناك من اختار 7 اب يوما للشهيد فالاخر سيختار 15 تموز واذا كانم البعض اختار النجمة الرباعية التي هي جزء من التاريخ العراقي القديم وقد استعملها كل المدن العراقية القديمة فان البعض الاخر سيختار علم الاستاذ عامر فتوحي واذا كان البعض قد تعلم ان ينطق اسمه بلغته على انه اتورايا فالاخر يقول لا قل اشورايا لانه اكثر عصرية وتتفق مع العربية وهلم جر من الحواجز المصطنعة امام وحدة شعب هو واحد اصلا وفصلا، ولكن المركب الضعيف تتقاذفه الاهواء كيفما شأت، فبدلا من حصر الخلاف سياسيا بين تنظيمات شعبنا نحاول جر البساط لكي يمتد لوحدة الشعب، سائرين خلف المشعوذين ممن لا يفكرون الا  ابعد من انوفهم، ومن حكمة البعض سواء كان اشوريا او كلدانيا او سريانيا ان ياخذه الاعتقاد بان الاضرار بمن يحمل التسميتين المغايرتي لتسميته هو احقاق لحق له ويا للهول! 
وحكمة بعض سياسينا انهم عملوا على اضعاف المركب وعمل مشرطة السكين في احشائه لزيادة تفتته بحجة القيادة التاريخية والحكيمة وبحجة الشهداء وكأن الحكمة هي ان نظل مصرين على لون واحد واشخاص محددين واكثرهم من المتملقين والمتسلقين، واليوم صار النضال على بقاء واحد احد برغم كل ما تم صرفه انتصارا للامة والامة في خبر كان من كل ما كان! [/size]  [/font]  [/b]

449
المنبر السياسي / عودة الحياة
« في: 00:23 09/02/2006  »
عــــــودة الـــحياة

عندما كنت امر بقرب من القرى القريبة من الزاب  ونحن نقطع المسافة بين قرية هيس او مركيجيا الى المقرات التي كانت تقع على الزاب الاعلى، كنت اتسأل مع نفسي يارب هل سيأتي يوما ويعود اهالي هذه القرى المتناثرة على على هذه المساحة ، كانت مالخثا هي الموقع الدائم لاستراحتنا، ومن مالخثا كنا نرنوا بابصارنا تجاه تلك القمة العالية والتي تكاد تسيطر على كل المواقع، كانت قمة استراتيجية سيطر عليها جيش النظام ومن هناك كان يهدد مناطق واسعة.
كانت القرى التي نمر بها والحقيقة هي اثر للقرى لان اهلها نزحوا عنها منذ بداية الستينات من القرن الماضي، فعمل الزمن وعوامل اخرى كثيرة عملها لهدم دورها وتدمير بساتينها، اقول كان هذا التساؤل دائم الاطلال والحضور في كل رحلة الذهاب الى مهمة او العودة منها، كانت قرى عين ننوني ودوري ومركيجيا وهيس وموسكا وتوتي شمايي وجديدة وتاشش وباز وكاني بلاف من منطقة برواري بالا تدب فيها الحياة بشكل خجول اي كان يسكنها بعض الافراد، ولكن قرى مالخثا وخوارا وبوتارا واقري وسردشتي وبيت بالوك وايت وبيت شميايي ساكتة، فلا بساتنيها عامرة ولا تنانيرها حامية ولا كوانينها (من كانونا) ساخنة ولا بيادرها صاخبة ولا كنائسها مهلهلة لمجد الرب كما كانت في خوالي الايام.
قبل ايام بثت قناة عشتار الرائدة ريبورتاجا نقلنا من القنوط واليأس الى مرحلة ارتسمت على وجوهنا البسمة ها هو مرة اخرى دبيب الحياة يدب في ما كنا نعتقده زال والميت لا تدب فيه الحياة، بكل صمت منذ اشهر عدة هناك حركة دؤبة شجاعة ومصممة على ان يقول العمل ها انا ذا امامكم شامخا حقيقيا صلبا ناطقا بالوجود الجديد وجود حي يتطلع للمستقبل ، نحن هنا للعمل الحقيقي، فالدور تشيد والكنائس تعمر وبشرط ان يسكنها اهلها من الذين هجروا منها، لتتواصل حلقة القرى من الزاب الى الخابور في شريط جميل ومتناسق يزرع  الامل ويبني المستقبل ويعيد  للمنطقة وجهها الحقيقي الملون باناسها وبساتنينا وامكانية ابناءها للابداع والتطور وللمنافسة في جلب كل جديد ليحول المنطقة ليس فقط الى اشهر منطقة للتفاح اللذيذ بل لكل ما يمكن ان يجعل حياة سكانها اكثر غنى واكثر استقرارا واقل معاناة.
ستجري السواقي بسواعد ابناء القرى وستعم كهربة القرى مما سيسهل الحياة كثيرا، ولن تكون القرى منعزلة باردة في  الشتاء القارص بل ستكون هذه القرى عرأس مكللة بالابيض الناصع، الذي لن يكون عقبة بعد اليوم لان الطرق ستكون مسلوكة، سيكون الابيض الناصع سببا لمزيد من الثراء فالناس انواع منها من يحب الثلج ومنها من يحب البحر، وثلجنا سيكون سببا لجلب من يود ان يلعب وان يلهو فيه ويتزلج  وان ينعم بهدوء المنطقة، فانسانا المبدع عودنا على انه قادر على صنع العجائب فقط اتركوه حرا، وطمأنوه انه محمي بقانون واحد مع الكل، فسترون الابداع الحقيقي.
 اليس من حقنا ان نفرح بعد كل هذه السنين  العجاف، واية فرحة انها الفرحة الحقيقية، التي تتجاوز كل ما قيل وما بث كشعارات للاستهلاك وذر الرماد، فكل ما كنا نتمناه من عملنا هو ضمان حقوقنا كشعب وكمواطنين وقد خسرنا فيها الكثير جراء رغبة البعض للاستحواذ على قرارنا السياسي واعادة اعمار قرانا وعودة ابناء شعبنا الى الجذور،وها هو يتحقق بثبات، نعم الجذور التي بفقدها تناثرنا في كل ارجاء العالم، اليوم هاهي الايادي الطيبة تبعث الحرارة في هذه الجذور وهاهي تمتد لتتفرع ولتقوى ولترتفع اغصان الثبات والاستقرار، لتنتشر ظلال المحبة والفرح لتجلب النسيم العذب ايام القيض في عز تموز.
انها الخطوة الاهم منذ سنوات، انها الخطوة التي كنا نعتقد انها قد تكون من المستحيلات، او صورت كذالك، لكي لا يتم التحدث عنها، ولكي  لا تدرج كمطالب قومية وينكشف المستور، ولكن اليس من حقنا ان نطرح تساؤلا منطقيا وهو لماذا كل هذا السكوت المريب.
اليس من حقنا ان نقول السكوت المريب، نعم انه حقنا، لان العمل المنجز يتخطى كثيرا ما جال في خيال البعض وما روجه البعض، اليوم كردستان العراق تفتح ذراعيها لابناءها الذين رحلوا عنها قسرا وفي ظروف عصيبة، اذ كذب الذين يدعون ان الاخوة الاكراد اعداءنا فنحن شعبان حقا ولكن يجب ان نتعايش، وكل الايادي الان ممدودة  لكي تحقق عودة الحياة الى الجذور، وهاهو الدليل امامكم ساطعا شامخا، ولا نقول اكتفوا لا بل زيدوا ونقول لابناء شعبنا عودوا ولكن بتخطيط وبالتعاون مع اللجان المشكلة لغرض بناء وتطوير القرى، ففي القرى ستدرسون لغتكم وتتوفر فيها اغلب المتطلبات العصرية، ناهيك عن النظافة والجو الصحي، كما ان المنطقة تبشر بالخير فالامان مستتب والامال الاقتصادية تبشر بالف خير، اذا علينا ان نسمع صوت العقل ونحدد خيارنا على اساسه، وكفانا الهرولة خلف المزايدون.
تبقى هذه الخطوة تكملة لخطوة حقيقية نحن بحاجة ماسة لها، الا وهي خطوة استحداث محافظة ادارية مشتركة تظمنا نحن الكلدان الاشورين السريان مع اخوتنا من الشبك والازيدية، ان هذه المكونات الثلاثة يمكن لها ان تتعايش وان تقيم منطقة عامرة ومنتجة اي يمكن لهذه المنطقة ان تتطور بفعل ان ابناءها معروف عنهم الجد والابداع والقدرة على هظم التطورات الثقافية والعلمية، وان ربط هذه المحافظة الادارية باقليم كردستان العراق سيحقق التواصل التام مع ابناء شعبنا في محافظات دهوك واربيل اداريا وتنمويا وتعليميا ولا نقول اجتماعيا لان كل العراق مرتبط اجتماعيا ولا تقسمه اي حدود.
هنا اود ان اسجل شكري وتقديري لهذا الجهد الرائع، هذا الجهد القومي والوطني والانساني لكل من شارك في تحقيق هذا الحلم الجميل ادارة وتمويلا وتنفيذا، اسجل لهم عظيم امتناننا نحن من عملنا سنوات طويلة لاجل ان نرى قرانا عامرة وشعبنا يرفل بالسلام والهدوء والاستقرار. بالطبع ان هذا العمل بحاجة الى عمل اخر الا وهو قانوني حيث يجب ان تعمل كل السواعد الخيرة من اجل اقرار وحدة شعبنا واقرارا واضحا بحقوقه واقرارا واضحا بالغبن الذي تعرض له،واقرارا واضحا بعمقه التاريخي والحضاري، وهذه الامور يجب ان تقر وتشرعن في بغداد وهي من صلب عمل السياسيين.[/size][/font][/b]

450
المنبر السياسي / هل يصح هذا؟
« في: 23:47 25/01/2006  »
هل يصح هذا؟

من متابعة موضوعات الساحة السياسية والاعلامية لشعبنا الاشوري نلاحظ ان الشان والبعد الوطني لقضية ومستقبل شعبنا في الوطن تندرج كاحد الموضوعات التي تغطي مساحة واسعة من هذه الموضوعات، وهو امر جيد بحد ذاته من حيث المبدأ.
الا ان المؤسف فيه ان معظم الاداء الاعلامي هو باتجاه سلبي من حيث انه يدعو الى الاحقاد والاحتقانات القومية المبنية على الاحقاد الدينية والتاريخية والبعيدة عن روح الشراكة الوطنية نحو مستقبل وطني لجميع ابناء عراقنا الحبيب مع بقية اخوتنا في الوطن والمواطنة من عرب وكرد وتركمان.
بالتاكيد ان المشهد الكامل يتضمن اضاءات ومساهمات ايجابية من لدن العديد من الكتاب كمقالة الاخ سامي المالح المعنونة (هل يمكن لشعبنا ان يمد قضيته بنسغ الحياة؟) المنشورة على موقع عنكاوا كوم بما تضمنته من هموم وشجون تتعلق بشعبنا.

احد المحاور الرئيسية لاية رؤية او تصور مستقبلي لشعبنا في الوطن هو محور علاقاتنا مع بقية مكونات الشعب العراقي عامة، وبين شعبنا والشعب الكردي خاصة لاسباب معروفة من مشاركة الشعبين في عوامل التاريخ والجغرافيا والاقتصاد والسياسة وغيرها..
ادناه فقرة من مقالة لي بعنوان (الاشوريون والاكراد بين ارث الماضي والمستقبل الغامض) نشرت في كراس اصدرته عام 1997 بعنوان (افاق.. مقالات في السياسة) حيث قلت من حينها:
(فالمطلوب آشوريا اليوم هو أن يعوا إن الاكراد شعب يستحق أن يعيش وان يتمتع بكل ما يتمتع به أي شعب آخر في الأرض، وان ننظر إلى حقوقه كنظرتنا إلى ما نتمناه لأنفسنا، ونحن بحملنا لأي حقد ضد الأكراد لن نحقق لنا أي شئ، غير التشفي في حالة تعرضهم للمحن لا سمح الله، وهذا الحقد (والذي اقر بوجوده لدى البعض) لن يعيد إلينا إمبراطوريتنا القديمة).

لا اعتقد ان الاحزاب الكردية هي فوق النقد.. وهذا الامر ينطبق على الزعامات الكردية التي اكاد اجزم انها لا تضع نفسها في هذا الموقع.. فحقيقة الواقع العراقي الجديد هي ان كل انسان وكل تنظيم في العراق الحديث هو عرضة للنقد في برنامجه، وعرضة للنقد في اداءه على حد سواء..
فالسياسي سواء كان شخصا او تنظيما لا يمكنه ان يلبي جميع المطالب.. لانها كثيرا ما تكون متناقضة.. كما ان السياسي سواء كان تنظيما او شخصا ليس بقادر على قراءة كافة زوايا الحدث، من حيث واقع الحدث او جذوره او توجهه المستقبلي.. ولذلك يكون هذا السياسي او التنظيم بحاجة للتذكير بامور عديدة.. كما انه قد يمارس ممارسات لا تلائم اطيافا واسعة من المجتمع، فيجب اعلامه ان هذه الممارسات غير ملائمة.. وهذه جميعا تشكل جوهر النظام الديمقراطي الذي فيه اليات عديدة لتبادل الاراء والخبرات وللمراقبة وفيه اليات محددة لتبادل السلطة.

يروج البعض في شعبنا، ممن لهم لونهم السياسي المعروف، حملة يمكن تسميتها بالحاقدة ضد الاكراد والزعامات الكردية والى ابناء شعبنا المنتسبين الى الاحزاب الكردستانية وصولا الى قوى شعبنا السياسية المتحالفة مع الاحزاب الكردستانية في الانتخابات والقضايا السياسية العراقية الوطنية محاولين تجريد هذه الشخصيات وقوى شعبنا من انتمائهم القومي بشكل هستيري غير واع ومن دون اي سبب او مبرر حقيقي، بل وان ما يسوقونه من "مبررات" يتناقض مع تاريخهم ومشاركاتهم السياسية الى الامس القريب بل الى اليوم.

فعلى سبيل المثال، تخوين ابناء شعبنا وقواه بسبب تحالفاتها الكردستانية الوطنية يتناقض مع حقيقة ان هذه التحالفات قد قاموا بها انفسهم حينما كانت علاقاتهم مع الاحزاب الكردستانية سمنا على العسل كما يقال، لا بل لحد الان فهم يمتلكون وزيرا ومديرا للثقافة الاشورية ومديرا للتعليم السرياني في حكومة اقليم كردستان العراق التي تدفع رواتب شهرية لمنتسبيهم ومنتسبي بقية التنظيمات من "المقاتلين" المسجلين على ملاك وزارة الداخلية في الاقليم، كما كانت لهم وما زال اعضاء في المجلس الوطني الكردستاني.. وهذه كلها امور جيدة وايجابية..
فاذا اين المشكلة؟ ولماذا التخوين وتجريد الاخرين من شخصيات وتنظيمات شعبنا من هويتهم القومية والتشكيك باخلاصهم لقضيتهم القومية والوطنية لمجرد انهم يدعون الى ويمارسون الشراكة الوطنية مع الشعب والقوى والقيادات الكردية..

ماذا يريد هذا الطرف الذي يروج لهذا الاعلام والاحقاد القومية؟
الحقيقة ليست هناك بالفعل مشكلة جديدة او مستحدثة هذه الايام  في العلاقات بين شعبنا والشعب الكردي..
فالتجاوزات التي يحكي عنها تمت المباشرة بازالتها وان لم يكن كلها، الا ان هناك بداية لهذا الامر والجميع يدرك ان المشكلة لا يمكن ان تحل بين ليلة وضحاها، واجمالا فان التجاوزات اليوم هي اقل بكثير مما كانت عليه يوم كان هذا الطرف شريكا وحيدا من جهة شعبنا في ادارة اقليم كردستان العراق وبرلمانه الاقليمي..
اما ما يعتبره هذا الطرف واعلامه المهجري بانه "المشكلة الكبرى" والمتمثلة باطلاق تسمية كردستان على المنطقة الجغرافية التي تضم محافظات دهوك واربيل وسليمانية وكركوك، فليسمحوا لي الاكتفاء بتذكيرهم بالتاريخ المعاصر والقريب بان هذه التسمية دخلت الدستور العراقي وتهيكلت في اطار اقليم له مجلسيه التنفيذي والتشريعي حتى من قبل تاسيس تنظيمات شعبنا الفاعلة الان في العراق، فجميعنا  يعلم انه ومنذ اتفاقية 11 اذار 1970 وما ترتب عليها من حكم ذاتي (ولو صوري) فانه كان هناك مجلس تشريعي واخر تنفيذي باسم كردستان العراق، كما انهم كانوا وما زالوا اعضاء في برلمان اقليم كردستان العراق منذ 1992 وكذا الحال في حكومة الاقليم، كما كانوا قبلها اعضاء في الجبهة الكردستانية العراقية لحين حلها بعد استقرار حكومة وبرلمان الاقليم.
فلماذا اذن يقبلون التسمية ما داموا في الوطن، ولكنهم يتنكرون لها ويحاربونها في اعلامهم المهجري!!! حيث تشن اقلامهم وابواقهم المعروفة في مواقع الانترنت وغرف البال تاك او الاذاعات التابعة لهم اقذر الهجمات على هذه التسمية ويصفونا بابشع الصفات، وصولا الى توجيه الكلمات النابية بحق القيادات والاحزاب الكردستانية التي شاركوها ادارة الاقليم والتمتع بالامتيازات السياسية والمادية والاعلامية لذلك.
اليس من الاجدر سياسيا، وهم يحملون التسمية الديمقراطية ويدعون الاداء الحضاري، ان يقوموا بحملة اعلامية تبشيرية ضمن الاخوة الاكراد لاقناعهم للتخلي عن هذه التسمية وتبني تسمية بديلة مثل "اقليم زوعا العراق" او "اقليم نينوس العراق" بدل "اقليم كردستان االعراق"!!!
في مقابل ما ذكرناه فاننا لا نعفي الاخوة الاكراد من النقد لحساسيتهم المفرطة عنما يسمعون مصطلح شمال العراق خاصة وان لكل وطن شمال وجنوب ووسط وشرق وغرب..

نعود ونتساءل ثانية ما هو الامر المستجد للقيام بمثل هذه الحملات في مثل هذه المنابر التي تم ذكرها؟
باعتقادي المتواضع ان قيادات هذه الاطراف تدرك ان ارتخاء الشد القومي والتعصب لفكرة ما يعني تخلي الناس عنها، ولذا فان هذه القيادات تقوم بين الحين والاخر باثارة نعرات معينة ضد اطراف معروفة لكي تشد من التصاق الناس بها وخصوصا ان شعوبنا معروفة بنياتها الحسنة وسرعة تصديقها لامور كثيرة وخصوصا لو كانت مسنودة بامثلة من التاريخ القديم او البعيد، ولا تشذ الحملة على الكرد والاحزاب الكردستانية والعاملين من ابناء شعبنا ضمن هذه الاحزاب عن هذه القاعدة.. فالحملة تقوم على تصوير الاكراد بانهم "الاعداء التاريخيين" لنا.. وانهم مصدر كل بلاوينا، بدءا بعدم اتفاقنا على تسمية قومية دستورية وانتهاء بالانقسام الاخير في الكنيسة!! وانهم من يهضم حقوقنا التي لم يطالب بعضنا بها اساسا!! وانهم يغيرون من اسماء مدننا حتى تجرأ هؤلاء "الاعداء" لتغيير اسم اشور المقدسة الى كردستان!!! وانهم وراء نشر غسيل العلاقات الاستخبارية لقادتنا!! وتحت ايقاع هذه النغمات يمكن ان يتم التبرير لماذا فشل هذا البعض في اكتساح البرلمان العراقي بعدد ضخم من المقاعد، فالحجة حاضرة: انهم الكرد من تامر علينا ومنعنا!! وعند التساؤل عن سبب عدم توحيد الصف القومي، فالحجة ايضا حاضرة وهي تحالف البعض مع الاكراد، وهنا يتم ضرب عدة عصافير وتحقيق عد اهداف بحجر واحد، ومن هذه العصافير هو الضرب على نغمة ان التنظيم اياه يواجه لوحده القوة الكاملة لكل الاحزاب الكردية والمتحالفين معهم من ابناء شعبنا!! وبذلك يتم تضخيم دوره وانه يواجه بكل صلابة قوى عاتية مما يتطلب ليس دعمه السياسي والاعلامي فحسب بل وزيادة الدعم المالي مع كل ادعاء بتعرضه وانصاره للضغوط!!

ولكي لا نستمر في مسلسل الممارسات كمن يشتكي لربه سوء حاله، فانه يتوجب ان نضع تصورات محددة وان نخرج من الطروحات التي لا تزال تعشعش بين ابناء شعبنا وان نعيش واقعنا ونعمل لاجل مستقبل شعبنا بعيدا عن خيالات واحلام اشخاص مرضى نفسيا يتلبسهم شعور بالعظمة الفارغة.
 لا اعتقد ان هنالك شعبين جارين لا تخلو العلاقة بينهما من منغصات واثار لممارسات غير سليمة احدهما تجاه الاخر، وهذا حال شعبنا مع العرب والاتراك والفرس، وهذه ه حال الاكراد مع الاتراك والفرس والعرب.. فوجود المشاكل التاريخية بين الشعوب المتعايشة في بقعة واحدة امر وارد وطبيعي، ولكن تغذية هذه المشاكل والعمل على استمراريتها وابقاءها في واجهات الاعلام ومنابره من اجل الشحذ العنصري من خلال اثارتها هو مشكلة المشاكل، لا بل انه لا يخدم الاشوريين اولا وقبل كل شيئ، وبعد ذلك نقول انه لا يخدم الاكراد والاستقرار في العراق.

ما العمل؟
يجب ان يتم الادارك الواعي بان الاشوريين والكرد والعرب والتركمان سيظلون يعيشون على هذه البقعة المباركة المسماة العراق، في جوار تام لا بل في اختلاط دائم..
فهل من الواجب اذا تكدير هذا العيش؟ ام العمل على توفير عوامل الراحة والاستقرار له لكي يتطور ويتقدم ويكون عيشا وحياة في افضل صورها للجميع؟
اعتقد ان الجميع يتفق معي على ان الخيار الثاني هو الافضل لا بل هو الخيار المنطقي للانسان السوي، ولذا فيجب العمل بكل السبل على دعم كل ماهو لخير شعبينا ويحمل بذرة المحبة والتأزر والتفاعل الايجابي بين الطرفين..
ولهذا فاننا نقترح بعض النقاط التي نراها ضرورية لدعم هذا التوجه البناء ولقطع دابر المعشعشين على الاحقاد والكراهية والذين لا يهمهم تعكير العلاقة بين الشعبين وبقية شعوب المكونة لشعب العراق ما دام ذلك يحقق لهم مارب ضيقة:

اولا: لا اعتقد ان هناك من يمكنه ان ينكر ان ابناء شعبنا بكل مكوناته ساندوا قضية الشعب الكردي بالرجال والدماء والاموال، ولابناء شعبنا شهداء في قافلة شهداء الحركة التحررية الكردستانية.. واليوم شعبنا بحاجة لدعم الاخوة الاكراد، وهنا نقصد بالاخص الدعم السياسي، ليتمكن من التواجد في كل المنابر التشريعية والتنفيذية والادارية والدبلوماسية ليحمي مصالحه اسوة ببقية ابناء القوميات الاخرى.. ان ضمان تواجد ممثلين لشعبنا لن يكون فائدة لنا فقط بل سيكون سندا للطروحات العلمانية  وترسيخ الحريات الفردية التي تتبناها الاحزاب الكردية من غير التوجه الاسلامي.

ثانيا: اننا من الشعوب التي تعرضت في تاريخها الماضي القريب او البعيد الى ابشع عمليات الابادة، فذاكرة شعبنا غير قادرة على نسيان حملات الابادة المتتالية التي تعرض لها لاسباب دينية او قومية.. ان غالبية ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني  يشعرون بما حل بالاخوة الاكراد لانهم في المصاب كانوا واحدا، فشعبنا قدم ايضا ضحايا في عمليات الانفال ودمرت قراه بما حملته من وجود ديموغرافي وبنية تحتية اقتصادية اضافة الى الارث الحضاري والانساني المتمثل في عشرات الكنائس والاديرة العريقة في القدم.
من هنا فان الشعبين مطالبين بتكثيف جهودهما لبناء عراق جديد لا تتكرر فيه مآسي الماضي، واعتقد ان اغلب قوانا السياسية مستعدة لوضع يدها مع القوى السياسية الكردية لتحقيق هذا الهدف النبيل في برامج سياسية واعلامية وتربوية تتوجه نحو بناء المستقبل على اساس الشراكة الوطنية.

ثالثا: في مواجهة الحملات الاعلامية المغرضة القائمة على الاحقاد والكراهية القومية التي يقوم البعض بتصديرها من الوطن الى مهجرنا، فانه من المطلوب من حكومة الاقليم توسيع برامجها التي ترسخ شعور ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني بانه جزء من شعب اقليم كردستان العراق وعلى قدم المساواة في الحقوق والواجبات مع بقية مكونات شعب اقليم كردستان العراق، وذلك بتوسيع مشاركتهم في مؤسسات الاقليم.
اننا اذ نثمن العديد من البرامج والخطوات التي قامت بها حكومة الاقليم بهذا الاتجاه (وبخاصة في حقل الاعمار والتنمية) فاننا نطمح للمزيد سواء على مستوى توسيع المشاركة السياسية في مؤسسات الاقليم الحالية وممثلياتها المهجرية، او على مستوى مشاركة الاقليم في الحكومة المركزية، او على مستوى الانشطة الثقافية والاعلامية كرعاية التراث الثقافي والحضاري لشعبنا.

رابعا: ان شعبنا وقد تعرض كاخوته من الاكراد الى سياسات التطهير العرقي والتعريب وغيرها، فانه بحاجة الى الدعم السياسي الكردي لازالة اثار هذه السياسات ضده سواء الديموغرافية منها حيث تعرضت مدن وقصبات شعبنا في سهل نينوى للتعريب، او في مجالات المناهج التربوية والبرامج الاعلامية وغيرها..

خامسا: المهجر الاشوري غني بطاقاته الاقتصادية والعلمية وغني بخبراته.
الا انه مهجر معطل نتيجة اسباب عديدة من بينها عدم وضوح الرؤية السياسية المستقبلية للوطن، وانعدام الثقة بالوضع السياسي والامني، وغيرها..
كما ان بين اسباب التعطيل هو "نجاح" الاعلام الاشوري المصدر من الوطن الى المهجر بخلق جو عام من الحقد والكراهية القومية لكل ما هو كردستاني.
انها مسؤولية مشتركة لحكومة اقليم كردستان العراق والقوى السياسية والفعاليات القومية الواعية في شعبنا للتوجه المباشر الى هذا المهجر في لقاءات وبرامج سياسية واعلامية وتبادل زيارات وتنشيط وتفعيل الحوار وتبادل الرؤى.

سادسا: على مؤسسات شعبنا المهجرية ان تكون بمستوى المسؤولية القومية الحقة، وان لا تنجر وراء دعايات واكاذيب اطراف لا تهمها المصلحة العليا لشعبنا، فكل ما يهم هذه الاطراف هو المصالح الانية الضيقة.
اننا ندعو مهجرنا ومؤسساته واعلامه للتخلص من ارث الماضي والتوجه للمستقبل، فمستقبلنا هو على ارضنا.. وارضنا نعيش فيها سوية مع كل مكونات العراق وكل مكونات كردستان العرق.. لا بل ان جذورنا كلنا تعود لهذه المنطقة وامتدادها في سهل نينوى.
ولذا فعلى هذه المؤسسات، ان كانت حقا مؤسسات قومية، ان تعمل من اجل مد اواصر الصداقة والتعاون مع مؤسسات الاخوة الاكراد والتركمان والعرب، للقيام بنشر ثقافة التسامح والتعايش والعمل الجاد على اقامة مشاريع اقتصادية (بناء معامل واقامة مزارع ومشاريع سياحية) في المنطقة لتشغيل الايدي العاملة ولبناء البلد، بلد الاباء والاجداد، كما عليها التشجيع على زيارة الوطن بشكل افواج سياحية وخصوصا الشبابية لشد الروابط مع الوطن. وهذا هو عملها الحقيقي لشعبنا.. اما تصديق دعايات اطراف ثبت كذبها فهي لن تفيد الا في اذكاء نيران الخلافات بين كل الاطراف.

اليوم نحن مدعوون للعمل من اجل بناء وطن اثخنته الجراح، وهذا العمل يتطلب كل الجهود الثقافية والتربوية والاقتصادية والسياسية.. وهذه كلها تحتاج الى روح الحوار البناء.. ووطننا لن يتحمل المزيد من الدماء والحروب، بل هو بحاجة الى بلسم للعلاج من كل ما زرعه نظام المقابر الجماعية.
راجيا من الجميع رفد هذا الموضوع واغناءه بالنقاط والاراء لخير الانسان والشعب والوطن العراقي..[/font][/size][/b]

451
الرجاء اعلامي، هل لنا دولة يقودها الزوعا؟
لا يختلف اثنان على وجوب القبول والعمل بالنتائج التي تمخضت عنها الانتخابات الديمقراطية، وبرغم من ان وزيرتنا السابقة السيدة باسكال وردة تقول ان الانتخابات شابها الكثير من القصور وهو تعبير مهذب عن التزوير، الا اننا سوف نتغاضى عن هذا القول ونقول ان الانتخابات كانت نزيهة ونظيفة وشريفة ان اردتم، لا بل ان الكثيرين منا رحبوا بها وبالنتائج التي خرجت بها وقلناها اننا سنقبلها كنتائج نهائية مهما كانت النتيجة التي حصلنا عليها، لاننا ادركنا منذ البدء ان حظ شعبنا في ظل القانون الحالي والذي لا يمنح حق التمثيل لشعبنا ضعيف في التواجد في البرلمان المقبل، ويمكنكم الاطلاع على الدراسة التي عملها الحزب الوطني الاشوري بهذا الخصوص والتي نشرت بعد اتمام اجراء الانتخابات في السادس عشر من شهر كانون الاول اطلع عليهاا على الرابط التالي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,21158.0.html
ولا يخفى على احد ان الاصوات التي حصلت عليها قوائمنا مجتمعة في العراق لا تمثل الا نسبة ضئيلة من اصوات شعبنا التي يتفق اغلبنا انها ذهبت الى قوائم وطنية اخرى، واذ نحن نبارك للسيد يونادم كنا والسيد فوزي الحريري و السيد ابلحد افرام تواجدهم في البرلمان كممثلين لصوت شعبنا وكمدافعين عن حقوقه وكناقلين لتطلعاته وهذه المهمة لا نحملها لهم فقط بل هي مهمة كل اعضاء البرلمان المقبل لان البرلمان سيسن قوانيين لكل العراقيين وبالتالي فهو يمثل اغلبية الشعب العراقي وبحسب الدستور الجديد فهو عين الشعب على الحكومة وكل الاجهزة الادارية والامنية والخدمية، كما ان البرلمان هو من سيضع تطلعات الشعب كقوانيين ملزمة على الحكومة تنفيذها بعد ان يقر ميزانية واقعية في ايراداتها ومصروفاتها، بشكل لا يؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني وعملته والتضخم.
في نقدي لمجريات مؤتمر لندن لما كان حينذاك معارضة عراقية والذي عقد في اواخر عام 2002 وحضرته احزاب شعبنا، كانت نقطة عدم مشاركة ابناء شعبنا ممن حضر ظمن وفود الاحزاب الاخرى في الاجتماعات التي عقددت بين ممثلي احزابنا هناك، لانهم ايضا ورغم انتمائهم الى احزاب وطنية فهم من ابناء هذا الشعب ويهمهم مصيره ومستقبله لا بل اجزم ان انتمائهم الى هذه الاحزاب كان بغية الدفاع عن شعبهم اولا ومن ثم العمل لكل الشعب العراقي او الكردستاني، ولذا فأن محاولات البعض الادعاء انهم الوحيدون في البرلمان المقبل من يحق لهم التكلم بأسم شعبنا لهو هراء قانوني واخلاقي، فقانونيا يعتبر عضو البرلمان ممثلا لكل الشعب العراقي لانه يشارك في التصويت على القوانيين العراقية الوطنية وليس على قوانيين تخص محافظة او قومية او دين معين، واخلاقي لانه يجرد شعبنا من وطنيته العراقية باعتباره جزرة مغلقة ويستبعد ابناء شعبنا ممن صوتوا للقوائم الوطنية من  انتمائهم القومي .
 البعض يدعي الايمان بالديمقراطية كالية لادارة الدولة ويدعي النضال من اجل تطبيقها ويدعي بانه امن بالحريات وقدم من اجلها الغالي والنفيس، ولكن هذا البعض لا يفهم من الديمقراطية الا الادعاء او (كالذي قتل حمارا وهو يعتقد انه دب) اما الممارسة وتحسين الخطاب والاعلام مع هذه الدعوة فهو امر اخر، فهذا البعض الذي صمت وانعزل وغمر نفسه بالف لحاف ولحاف عندما اعتقد انه لن يتمكن من الوصول الى البرلمان، عاد وبشكل خجول ليدعي حق قيادة الشعب لوحده وبدون منازع، وان كانت هذه الدعوات لاتزال تطلق بحذر وفي مواقع وامكنة لشحذ الانصار ولكن هذه المرة بشكل حذر جدا لان هناك هم اساسي يشغل بال الكل الا وهو المسألة الشائكة وكيفية حلها ومن سيتم اختياره ليكون ممثلا في البرلمان عن القائمة بعد ظهور ان الفوز كان في بغداد.
يقول احدهم (ان الشعب انتخب الاكفاء والاجدر ليمثلنا في الجمعية الوطنية (البرلمان)) ولم يقل لنا ما هي صفات الجودة والكفاءة واين وجدوها، ام سنظل نردد العموميات التي نقنع بها بعض الناس ولكنها لا تقنع العارفين ببواطن الامور، وهل ثبت هذا الاجدر والاكفاء جدارته وكفأته عندما تحقق على يديه تقسيم شعبنا ودخولنا في مهاترات لا اول لها ولا اخر، ولكن للانصاف يجب القول والتأكيد ان الجدارة والكفأة ثبتت حينما صار الوحيد في البرلمان من قوائمنا القومية وان كنت اشك بقومية قائمة الرافدين ذات الرقم 740، فما ناضل لاجله الاجدر والاكفاء تحقق، لانه يريد في كل مكان ان يكون الوحيد الفريد، لا شاهد على ممارساته وتصرفاته ان كان يتصرف ويمارس، ولكن الفرحة قد لا تكتمل لانه قد يتم اختيار اخر بديلا لانتفاء الحاجة، فهل (سيشارك في قرار العراق المستقبل)؟! ويقول في موقع اخر
(كما إن النتائج الأولية دلت بوضوح على جدارة قائمة وحدتنا القومية 740 على تمثيلنا في المنابر الحكومية والدولية والعالمية , وإن الزوعا والمجلس الكلدوآشوري السرياني القومي  الحق المشروع في قياد!ة مسيرتنا بإعتبارهم الأكفأ والأجدر في تحّمل هذا التكليف)من اين ياتون بهذه الخزعبلات، وهل يعتقدوننا جهلة حقا، عن اي تمثيل في المنابر الحكومية والدولية والعالمية يتحدثون، هل حققنا انتصارا مبينا يجعل الاخرين يزحفون نحونا و يترجون التحالف معنا (قصدي معهم) لكي يتمكنوا من ان يحكموا ام ماذا؟ اما عن الدولية والعالمية فهي واحد ولكن هل قام هذا البعض بتأسيس دولة مستقلة لشعبنا ونحن لا ندري ارجو ان يتم اخباري بالحقيقة فقد تكون غائبة عني، فاذا كانوا يريدون تمثيلنا في المنابر الدولية والعالمية فماذا سيكون شغل وزير الخارجية (العراقي)، وماذا سيعمل وزير الاقتصاد (العراقي) ووزير النفط (العراقي) وممثلنا في الامم المتحدة (العراقي) وممثلنا في اليونسكو والاوبك والاوابك والجامعة العربية، عن اي تمثيل وما هذا الهراء الذي نسمعه؟
ولكن الادهى لم يأتي بعد فطالعوا معي (وان الزوعا والمجلس الكلدواشوري السرياني القومي الحق المشروع في قيادة مسيرتنا باعتبارهم الاكفاء والاجدر) عن اي قيادة يتحدث هذا الانسان، هل لا يزال هذا الخطاب المزدوج ولمملوء بالتجهيل المتعمد لما هو واقعنا، يا سادة يا كرام شعبنا لا يعيش في جزيرة معزولة لكي يقوده زوعا، شعبنا يتشارك العيش في دولة اسمها العراق مع العرب والكرد والتركمان، وقيادتنا سينتخبها البرلمان المقبل وهذه القيادة ستقود مسيرة الانماء الاجتماعي والاقتصادي والتربوي والصحي وستقوم ببناء البنية التحتية وستقر قوانيين للمزيد من رفاهية المواطنين هذا اذا كانت صالحة، فماذا سيقود الزوعا ووجهه الثاني المسمي المجلس الكلدواشوري السرياني القومي بفرد واحد في البرلمان المقبل، هل سيقود شعبنا في ايران وسوريا ولبنان وروسيا وجورجيا وارمينيا ودول المهاجر اعتقد انه طموحهم وكذالك لانهم لم يحددوا هل يقصدون شعبنا في العراق ام في العالم، ولكن كيف؟.
المؤلم ان الخطاب المستورد من ما سمي بحركات التحرر الوطني في عقد الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي لا يزال فاعلا ولا يزال مستعملا في شعبنا المسكين الذي لا واقعه ولا تطلعاته تتطلب مثل هذا الخطاب الديماغوجي، فلقيادة شعب ما يجب توفر دولة، وحكومة هذه الدولة تقود الشعب، برغم من ان الحكومات الديمقراطية لا تستعمل هذه المصطلحات الا للقادة العسكريين لانهم حقا يقودون وحدات عسكرية تاتمر باوامرهم، ولكن الحكومة تضع برامج وقد تتمكن المعارضة من افشالها او ادخال التغييرات عليها، فلا قادة في الدول التي تتبع النظام الديمقراطي في تسيير مؤسساتها، ان القائد والقيادة كانت زمن صدام الموجود لتذكيركم في السجن والمقبوض عليه في الحفرة ان امثال ذاك كان يدعون انهم قادة الشعب، فهل تدرون عن ما تتحدثون عنه؟
يقول مرة اخرة (نهم الاجدر والاكفاء في تحمل هذا التكليف) هل يمكن ان يقولوا لنا ماهو التكليف الدستوري الذي منحه لهم فوزهم بمقعد واحد من مجموع 275 مقعد، وعن اي اساس قانوني يتحدثون هل على اساس دولة الحصص الطائفية او القومية او المناطقية، ام يوم الحينا عليهم بضرورة التفكير والعمل من اجل حق التمثيل ولم يستمعوا لنا؟ الا زالوا يحاولون الضحك على ذقون الجهلة من اتباعهم ممن اعمتهم الحزبية الى درجة التضحية بالامة ومصلحتها العليا من اجل شخص ولن نقول حزب؟[/size][/b]

452
العولمة هل هي حديثة العهد؟
لا اعتقد ان هنالك ظاهرة استحوذت على الاهتمام خلال السنوات الاخيرة مثل ظاهرة العولمة، فككل ظاهرة  لها من المؤيدين والمعارضين، وكل يدلو بدلوه في هذا النقاش المستعر، الممتد منذ بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي، فما هي هذه الظاهرة؟ اعني العولمة.
العولمة ظاهرة اقتصادة اجتماعية ثقافية، اعقبت مرحلة الدول القومية، اي هي ظاهرة فوق قومية، ولكنها بالطبع ليست بالبروليتارية، فمحركها الاساس التجارة والشركات الكبرى العابرة للقارات، ولكن ككل ظاهرة تترك بصماتها على المسار الانساني، فللعولمة مظاهر اجتماعية وثقافية تواكبها او هي نتيجة لها، ومن هذه المظاهر كل الاعمال الثقافية التي صدرت لتأيد هذه الظاهرة او لرفضها.
يمكن القول ان العولمة ظاهرة جديدة لانها تبحث وتقام لها المؤتمرات وتنشر باسمها كتب وتؤسس لها مؤسسات حديثا، ولكن من باب اخر يمكن اعتبار العولمة ملازمة للانسان منذ الخليقة، فالانسان الاول كان عالمه محدودا بما يعرفه من العالم ويمكن القول انه قد لا يكون اكبر من قرية وما يحيط بها من الجبال والسهول والوديان التي ارتادها لاجل الصيد، ولكن بمجرد ظهور حاجة الانسان لانسان اخر لسبب توفير مستلزمات جديدة يعني ان الانسان قد خرج من قوقعته الذاتية وبات يطلب التشارك مع انسان اخر لتبادل المنافع كان يتم تبادل لحم طريدة بالة حادة، ان هذه الظاهرة تترك بصماتها على الطرفين اجتماعيا وثقافيا، فاجتماعيا الطرفان ارتبطا ببعضهم البعض بمصلحة مشتركة وهي الرغبة في تنبادل المنافع من هنا سيزداد هذا الترابط ليتحول الى ترابط اسري وتتحقق حالات التزاوج  وتبنى اسر وتكبر لتصبح قبائل وعشائر، اما من النا حية الثقافية فالشحصان يصبحان بحاجة الى وسيلة تفاهم مشتركة ومن هنا تتولد الحاجة الى اللغة التي قد تكون اول الامر اشارة يديوية ومن ثم صوتية لتتحول الى اصوات مفهومة وكل صوت له دلالة معينة لدى الطرفين، ومن هنا تتوالد الشعوب، ومن هذه العلاقة بين هذين الشخصين تتطور المعارف والمدارك، فحتما ان لكل طرف منهما نوع معين من المعلومات التي اكتسبها جراء معيشته باسلوب او في عائلة او موقع مختلف عن الاخر وهنا يتم نقل هذه الخبرات الى الطرف الاخر وبذا تتكون ثقافة مشتركة.
هذا التصور المبسط هو بداية العولمة فلكل شخص من هذين الشخصين كان له عالمه الخاص وعندما اندمجا صار لهما عالم اخر بخبرات وثقافة وقدرات مختلفة، ومنهما تكونت كما قلنا القرى والقبائل والعشائر، وفي المجتمع العشائري كانت هناك عشار مختصة بنوع معين من الاعمال، ففي شعبنا مثلا كان اختصاص الكيرامون (ܓܝܪܣܢܝܐ) بحياكة الملابس والبازيين (ܒܙܢܝܐ) البناء والحدادة وهكذا، وكانت هذه العشائر تتبادل هذه السلع وتقوم بينهما علاقات اجتماعية من تزاوج والسكن المشترك، فتتكون بينهم اللغة المشتركة او اللهجة المشتركة واللغة هي نتاج التطورات العلمية والثقافية والاكتشافات بكل انواعها، فليس معقولا ان نسمي شيئا باسم ثلاجة ما لم نخترع شئ يقوم بمقام هذه الالة اي ان يحفظ الاطعمة والماء بحالة باردة، وليس معقولا ان نسمي شيئا بحرا ونحن لم نشاهد البحر او نسمع او نقراء عنه.
بتوسع حاجات الانسان وبتوسع طموحاته للسيطرة والاكتشاف والامتلاك توسعت مداركه ومعلوماته وتغيرت علاقاته الاجتماعية والسياسية والثقافية، فالانسان الامي الان يمكن ان يكون اكثرا علما من علماء القرن الرابع عشر مثلا، لان هذا الانسان الامي يتلقى معارف كثيرة من خلال التلفزيون والراديو والاصدقاء، وكمثال فان انتشار وباء مثل الكوليرا ما كان يمكن لانسان حتى المتعلم ان يقاومه في القرن الرابع عشر، ولكن انتشار مثل هذا الوباء في بغداد في منتصف ستينات القرن الماضي جعل والدتي وهي امراءة امية تقدم على سلق كل الخضروات لا بل قشر حتى الطماطة وغلي الماء قبل تقديمها لنا، اي تمكنت بما اكتسبته من المعارف من جيرانها ومن ما كانت تنقله الاذاعة من تطبيق بعض الخطوات التي  اعتقدت انها تقينا من الوباء وبالفعل ان اتخاذ الاجراءات كفيل بالحد من انتشار الامراض، اذا الانسان يمشي خطى سريعة نحو الاختلاط والتمازج والتفاعل لان الانسان محكوم بالبحث عن كل جديد.
كانت مرحلة اقامة الدول هي احدى المراحل الاساسية في تطور العولمة، ففي الوقت الذي كانت الدول المدن مكتفية ذاتيا بما تستحصله من الموارد من ابناء المدينة، الا ان الطموح والرغبة للتملك واظهار القوة، دفعت بعض المدن للتوسع والاستيلاء على المدن الاخرى  وظمها تحت سلطتها، ومن تم قامت الدول على اساس الظم لاسباب اقتصادية او لمجرد التوسع، لان هذه الدول في هذه المرحلة لم تحاول فرض ايديولوجيات معينة على البلدان الملحقة بهم، بل ترك لهذه المقاطعات حرية العبادة والتكلم بلغاتها، ولكن بشرط دفع الجزية او تقديم الهدايا، لابل ان الكثير من الدول كانت تضم الهة المقاطعات المستولي عليها الى الهتها وتضعها في معابدها.
في كل هذه المراحل تطور الفكر الانساني وزادت الاكتشافات وانتشر التعليم وخصوصا بعد اختراع الابجدية التي سهلت الكتابة والقراءة ومن ثم تدوين المعلومات الجديدة مما سهل عملية تراكم الخبرة لتحقيق انجازات جديدة، وبعد ظهور الاديان وقيام الدول على اساس الدين الرومانية بعد القرن الرابع والاسلامية بعد القرن السابع، ظهرت الدولة الايديولوجية، اي التي ليس غايتها الفتح لاسباب اقتصادية او لاظهار القوة بل اظيف سببا اخر ولكنه هذه المرة سببا لاراقة المزيد من الدماء والاكثار منها، الا وهو فرض الدين على المقاطعات المستولي عليها تحت طائلة الابادة او الاستعباد التام او فرض ظرائب ثقيلة على اهالي البلدان المستولي عليها، الا انه ورغم هذه الانتكاسة في المسار السياسي الا ان مسار العولمة والتلاقي وتبادل الخبرات استمر، فالعرب الذين حركهم الهاجس الديني ونشر معتقدهم في العالم والذين ما كانوا يمتلكون اي علوم غير الغزو وقول الشعر، استفادوا من اختلاطهم بالشعوب التي استولوا على اراضيهم مثل السريان (الاشورين والكلدان) في العراق وسوريا حيث استفادوا من علومهم ومدارسهم والمامهم بلغات عديدة، فاخذوا منها الكثير ونقلوها عير الاندلس الى اوربا التي لم تضعها في الثلاجة وتعتبرها نهاية العلوم بل درستها ونقحتها واضافت عليها.
ومنذ القديس توما الاكويني تلاحظ حركة التطوير في اوربا وتتالى ظهور العلماء والكتاب والشعراء والفلاسفة، ومع اكتشاف اميركا وانتقال ثروات كبيرة الى اوربا والتطور الصناعي بداءت بالظهور طبقة جديدة وهي البرجوازية او الوسطى وافول نجم طبقة اخرى الا وهي طبقة الاقطاعية من اصحاب الاراضي والمقاطعات الشبه المستقلة.
وهنا ظهرت حاجة الى سياسة جديدة لان الدول هظمت التغييرات الاجتماعية والثقافية الجديدة فظهرت الدول القومية الملائمة لتطلعات الطبقة الوسطى وثقافتها، وبرغم ان الدول القومية وضعت حدودا صارمة وفرضت قيودا شديدة للتبادل التجاري للحفاظ على مصالحها، الا انه في نفس الاوان ظهرت دول اخرى لا تتعامل بهذه المقايس بل بالانفتاح وانبنت على المهاجرين وقيم الليبرالية الاجتماعية والمواطنة والحريات التجارية ونعني بها الولايات المتحدة الامريكية، كانت الدول الاوربية والتي امتلكت المستعمرات الكبيرة مكتفية بمستعمراتها لتصريف بضاعتها الا ان التطورات التي حدثت في القرن العشرين ادت الى فقدانها لهذه المستعمرات، فاستعرت المنافسة على الاسواق لتصريف المنتوجات، وفي كل هذه الظروف لم يتوقف التطور الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي، لان التبادل في كل الامرو صار اسهل لان وسائل المواصلات والاتصالات جعلت من العالم قرية صغيرة فكل ما يحدث في اقاصي الارض يتم العلم به فورا في كل المعمورة وهكذا عدنا الى القرية الواحدة التي كان كل فرد يعرف الاخر ويعلم ما يحدث فيها.
اذا العولمة التي يحاول البعض اعتبارها امرا جديدا هي ليست كذالك بالمطلق بل الجديد فيها مؤسساتها وتقبل الدول لها والتبشير بها، كما انها من الحتميات التي لا بد منها لعدم ايقاف مسار تطور الانسانية وهي لا تكتفي بالنتائج اللاقتصادية، بل ان تجلياتها السياسية والاجتماعية والثقافية بداءت بالظهور منذ امد بعيد نسبيا، فالهجرة وانتشار ثقافات معينة ولغات معينة  في العالم  افرز اقرار مؤسسات عالمية مثل الامم المتحدة وهيئاتها التي هي مؤسسات فوق وطنية وكذالك قوانينها التي هي قوانيين انسانية غير تمييزية وخصوصا القوانين والمعاهدات الدولية باستثناء قوانين الصادرة عن مجلس الامن التي هي قوانيين تعبر عن ميزان القوى ولكنها تستند الى ميثاق الامم المتحدة.
ولعل اجل مظاهر العولمة في المجال السياسي هو كسر او تجاوز ما اصطلح على تسميته بسيادة الدول على مواطنيها وشعوبها، فالسيادة لم تعد امرا مطلقا بل يجب ان تتوافق مع معايير معينة معروفة وكل الدول او اغلبها موقع على هذه المعايير، فاذا لم تكن تعمل بها الدول من قبل لاسباب معروفة فالوقت حان لبدء فرضها تدريجيا على الجميع، لكي يبقى الانسان هو السيد وكرامته هي الاعلى. [/b] [/size]

453
المنبر السياسي / الرجل المريض
« في: 23:30 04/01/2006  »
الرجل المريض
عندما يهرب المواطنون من بلدهم باتجاه البلدان الاخرى طالبين الامان لانفسهم وابنائهم، عندما يلتجاء المواطنين ببلدان اجنبية لكي يعيشوا بالمستوى الانساني اللائق، عندما يحتمي المواطنين ببلد اخر من جور حكامهم وابناء حكامهم، عندما تكون الثقة معدومة بين المواطنين وسلطات بلادهم، وثقة المواطنيين في قضاء بلدهم وكل الاجهزة الامنية معدومة والشكوك تحيط بكل المسؤولين وتعيش في بلدهم طبقة محدودوة العدد ولكنها تمتلك كل شئ برغم انها تدعي الاشتراكية وتؤمن بالحرية وتقول انها ديمقاطية وتطبق الشريعة السماوية، وبقية الشعب تحت خط الفقر، عندما يكون مطلوبا من المواطن اداء واجب اظهار الطاعة ونفاق المسؤولين ليل نهار، عندها يحق لنا ان نقول ان الدولة لم تعد حاجة ضرورية، بل عالة على كاهل الشعب، وليت الاستعمار يعود لعل وعسى ينصف الشعب من ظالميه وحراس سجنه الكبير المسمي الوطن.
لا اعتقد ان الوصف اعلاه بغريب على من يقراء هذه الكلمات، فهذا الوصف وحسب علمي ينطبق على اغلب الدول العربية وحكوماتها وشعوبها.
ولكن وصف حالة البلدان ليس موقفا، بل هو وصف حيادي او محاولة لرسم صورة بالكلمات، ان الموقف الصحيح هو ادراك الاسباب التي ادت الى هذه النتيجة الكئيبة واللامعقولة، فليس بخاف ان هذه البلدان تمتلك ثروات هائلة كان يجب ان تكون سبب لبناء قاعدة اقتصادية وعلمية متطورة ومجتمع مرفه خالي من الفقر ودخل معقول يجعل الانسان يعيش بغير عوز الذي يلازم غالبية السكان.
لعل اهم مؤثر يقود نحو التطور هو الفكر، والفكر لكي يكون مؤثرا يجب ان يكون حرا ولكي ينتج جديدا فيجب ان ينتقد القديم او يفكك القديم ويحاول تحليله الى عناصره واستخراج ما يعيق او لا يلائم والتطورات التي سارتها الانسانية، وهنا نجد ان الفكر في هذه البلدان محاط بالف تابو وتابو، فاغلب الامور مقدسة ولا يمكن مساسها، ولان الدين تحول الى حاضنة كل الامور والممارسات الثقافية والاجتماعية والسياسية فكل شئ تقريبا محدد في الدين والخروج عنه هو الخروج عن المقدس، فكيف بنقده وتحليله للاتيان بالبديل الملائم للعصر والمتوافق مع ما نراه من الحالة الحضارية التي يعيشها العالم الان.
برغم من ان اليابان وكوريا الشمالية والصين والهند تمتلك موروثا حضاريا كبيرا، وتمتلك اديانا كبرى يقدر عدد معتنقيها بمئات الملايين، الا ان هذه الدول لم تقطع صلتها بماضيها ولكنها تمكنت من مصالحة هذا الماضي مع العصر وعلومه وادواته النقدية، اي ان هذه الدول اخذت بالوسائل التي رأت انها المسبب للتطور ومنها الانفتاح الفكري والحريات الفردية، ولذا نرى ان هذه الدول تواكب الغرب في تقدمه وتطوره في شتى مجالات الحياة والمأمول ان تأخذ الصين موقعها في هذا الاصطفاف الى جانب الدول التي تحترم الانسان وحقوقه ولكنها لظروفها من ناحية تعدد الاثنيات والفقر والارث الدكتاتوري الطويل ولموقعها الفريد في قلب اسيا تمنح الفرصة النادرة لكي يكون تطورها في مجالات الحريات بوتيرة تساعدها على هظم شعبها الحريات هذه.
ما يحدث لدينا هو تغييب الفكر النقدي، وهذا التغييب هو لصالح الفئات الحاكمة والمتحالفة مع الاصوليات الدينية والتي قد لاتمارس الارهاب بشكله المعروف الا انها تمارس ارهابا اقوى من خلال غلق كل ابواب التي يمكن لنا الولوج منها الى التقدم والتطور بحجة مخالفتها للمعلوم من الدين.
لقد وصل هذا التحالف في بعض البلدان الى حد ان الدولة تنازلت عن صلاحياتها الدستورية لكي تمارسها المؤسسات الدينية، فالمحاكم الشرعية هي التي تخصم في كل القضايا التي تحدث في الكثير من الدول، ولا يخفي ان هذه المحاكم تستند في احكامها على الشريعة الاسلامية التي لم يجري تحديث فيها منذ اكثر من االف سنة، حتى لو اقرينا انه يحق الاجتهاد في بعض المذاهب الا ان هذا الاجتهاد يظل في الاطار الواحد المحدد بالخوف من الكفر ان تم الخروج منه. ويمكننا الاتيان بامثلة كثيرة تثبت هذا التوجه ليس لدى الدول التي تعتبر القرأن دستورها بل للدول التي تمتلك دستورا مقرا من قبل الشعب.
ان تغييب الفكر النقدي والتحالف الغير المعلن بين الفئة الحاكمة والاصولية الدينية، خنق المجتمع وجفف منابع الابداع لديه، وهذا هو المراد فلكي تحكم وتطاع فما عليك الا ان تزيد في جرعة تجهيل الشعب ونشر الخرافة والتعلق بالاخرة وتمتلك عصى غليظة يفكر الف مرة كل من يريد الخروج من الدوائر التي تحيطه والقيود التي تكبله.
ما حدث بعد ان تمكن هذا التحالف الخبيث من السيطرة والاستشراء، هو انقلاب الدوائر فبعد ان تم ضخ كم هائل من التلقين الديني الغيبي وتم السيطرة على المجتمع باسلمته واقناعه بانه الحل الوحيد لازماته التي لا تنهتي، تحول المجتمع الى حالة فريدة تخالف كل ماهو معتاد، فصار مجتمعا يرفض الحريات الفردية لانها مقرونة بنظره بالانحلال الخلقي وترك الايمان واعتناق الالحاد ان صح التعبير، وهذه هي الحالة المثلى للفئات الحاكمة لتسويق نفسها، فانها تقول وبملء الفم وبكل صراحة للدول التي تضعط باتجاه ادخال تعديلات قانونية لبنية الدولة البوليسية القمعية تتوافق مع المعايير الانسانية، ان تحقيق ذلك يعني استلام الاسلامويين السلطة، اي تخويف الدول بان البديل عنهم هو كارثة على الدول الضاغطة، لانهم انفسهم يسوقون الاسلام كحالة عدائية لا تتعايش مع احد.
لقد تم سد كل الافق للتغيير في هذه الدول ولم يبقى امام القوى التي تمكنت من ان تحصن نفسها من المد السلفي الاصول بهروبها الى المنافي، الا الاستعانة بقوى دولية لكي تساعدها في مهمتها، فالوطن عندما يتحول الى مزرعة مملوكة لفئة او لعائلة معينة لن يبقى له ذاك الاوج او القدسية التي حاولون اشاعتها في الاعلام والتي تكذبها يوميا العشرات من التصرفات والممارسات الدالة ان الجكام مسعدون للتنازل عن الكثير الكثير من اجل استمرار بقائهم على كرسي الحكم.
وهذا ما نراه جليا في مصر والعراق وسوريا وفلسطين، ولاجل استمرار الفئات الحاكمة يتم التضحية بمجتمعات وبلدان كاملة ويصح فينا القول بحق ان هذه البلدان هي الرجل المريض لهذا العصر الذي ينتظر الكل الاعلان الرسمي بوفاته، او بالطلب الجماعي من كل القوى الفاعلة في هذه البلدان انها لا تزال قاصرة عن ادارة مثل هذه المؤسسة المسماة الدولة ولذا فتطلب انتدابا يعلمها هذه الادارة عسى ولعل.[/b]

454
تحية لفضائياتنا

ان لم نقل كل الناس، فغالبيتهم العظمى تميل الى تعظيم وحتى تقديس لغتهم وعاداتهم وديانتهم وتاريخهم، من هنا كانت الشعوب تتوحد لاجل نيل استقلالها من المحتل او المستعمر او تلجاء للانفصال عن شعوب اخرى، لاجل ان تعمل للحفاظ على نقاء اللغة والتاريخ والعادات والدين او حتى العنصر في بعض الاطروحات الفكرية من قبل بعض الحركات التي وسمت بالعنصرية مثل النازية والفاشية.
اذا الاستقلال وبناء الدولة لم يكن غاية بحد ذاتها بل لاجل تحقيق امور اخرى منها التي ذكرناها اعلاه ومنها ايضا سن القوانين التي تتلائم وما ذكرناه اعلاه، ان عامل اللغة طرح لسبب اخر هو ان الناس تتفاهم بها ومن خلالها يولد شعورا بوحدة ما يشمل الناطقين بها  كما ان الشعوب ستفهم كل ما تريده الطبقة السياسية والثقافية والعلمية  لانها تنطق بلغته ولذا فالدولة ظرورة لادارة امور الناس المتوحدين باللغة لتحقيق امانيهم.
ولان شعبنا منقسم بين دول متعددة ولان اراضيه قسمت بين هذه الدول، ولانه بفعل المذابح الكبيرة التي اقترفت بحقه فانه صار اقلية غير مؤثرة في السياسية الاقليمية ولا نقول الدولية ولان الاضطهاد مورس بحقه بشكل مضاعف فقد كان اضطهادا مركبا دينيا وقوميا، فقد انتشرت فيه ظاهرة الهجرة فاليوم لن نجد عوائل ليس لها اقارب في المهجر ومن الدرجة الاولى ونعني ابن اوابنة او البعض الام والاب، كل هذه الامور جعلت من الصعب لشعبنا ان يطالب بالاستقلال او الدولة لتحقيق ما تصبو اليه كل الشعوب، ولاجل ذلك فان اغلب الاحزاب والتنظيمات السياسية لم تدرج بند الاستقلال في برامجها لادراكها التام ان ادراج مثل هذا البند يعني وصم التنظيم بالخيالية واللاعقلانية.
ولذا ايضا كان خيارهم الاهم هو توفير الحريات الديمقراطية وضمانات لحقهم في التمثيل في مؤسسات الدولة واجهزتها المختلفة، لكي يتمكنوا من ان يعملوا من اجل الحفاظ على نقاء وتطور لغتهم وعاداتهم وتدريس تاريخهم ودينهم، لانه بالحفاظ على هذه السمات يمكن المحافظة على الشعب مستمرا.
الا ان الصعوبة التي واجهها السياسي من ابناء شعبنا هو صعوبة تأثيره على الدول الاخرى التي يتواجد فيها ابناء شعبنا مما صعب من مهمته للعمل من اجل تحقيق اهدافه المشروعة، ومن اصعب هذه المهمات كان وجود جاليات كبيرة من ابناء شعبنا في المغتربات وضمن اطار مغريات حضارية كبيرة وعدم وجود موانع دينية فالمهاجر كانت من ناحية احد نقاط القلق للمفكر او السياسي في شعبنا لانها خارج اطار اي تأثير وخصوصا الاجيال الجديدة التي تشعر انها حرة وانها غير ملزمة بان تعيش تطلعات اباءها، كما ان تربيتها في بلدان متعددة ذو لغات وسمات مختلفة خلق مصاعب للتواصل بين ابناء هذا الجيل الناشئ في المغتربات.
ومن هنا كانت الحاجة ماسة الى وجود قناة او قنوات فضائية خاصة بنا لخلق التواصل المفقود بين الوطن والمهاجر وبين اجزاء الوطن الاصلي ايضا والمقسم بين دول متعددة.
اذا في ظل عدم وجود دولة تقوم بمهام الحفاظ وتطوير سماتنا القومية وتطوير قدراتنا الاقتصادية و ترسيخ الامن والامان لنا كانت خياراتنا محدودة وهي النظام الديمقراطي القادر على احتضان كل ابناء الشعب والذي يتمكن من الاعتراف بالاخر المختلف ويمنحه الحصانة والقدرة على تطوير ذاته لاجل تطوير الكل الذي هو الشعب العراقي والعراق كبلد. والخيار الاخر هو خلق تواصل بين ابناء الشعب كلهم بوسيلة عابرة للحدود وغير خاضعة للمنع، وكانت القنوات الفضائية والانترنيت وان كانت الاخير تصطدم بتعدد اللغات التي نستعملها والتي قد تقف عاجزة عن خلق التواصل، الا ان القنوات الفضائية بما تمثله من سهولة التواصل وعدم بذل مجهود كبير لخلق او للقدرة على التواصل فانها تبقى الوسيلة الاكثر قدرة وتأثيرا في شعبنا الذي يتصف بامية ساحقة وخصوصا من ناحية لغته التي قد لايتجاوز قراء هذه اللغة الخمسة بالمائة منهم.
اذا القنوات الفضائية ولغتها المحكية تبقى وسيلة عصرية وعملية لخلق التواصل وهو شرط مهم لبقاء شعب واستمراره وتاثره بالمحيط والعالم ايجابيا، واخذه بكل ما يساعد على تطوير كافة قدراته.
ومن هنا فان الترحيب بفضائياتنا امر مفهوم وخصوصا عندما تكون مفتوحة لكل الاراء وان لا تكون متعصبة او محصور لفئة  ما او حزب ما، اي ان تتمكن من ان تدخل كل بيت بدون خلق حواجز مصطنعة امام اداء رسالتها الضرورية لشعبنا.
صار شعبنا يمتلك الان اربعة قنوات فضائية والمحك امام هذه القنواة هو مدى تمكنها من ارضاء الجمهور الواسع ذو الميول المختلفة، فالجمهور لا تجذبه على الدوام الميول السياسية بل الميول الفنية والدينية والتربوية، ومدى كون القناة حيوية وقادرة على شد انتباه المشاهد ببرامجها المختلفة.
اذا مع انطلاق قناة عشتار بست ساعات من البث الحي تنظاف قناة اخرى جميلة وحية وجعلت الناس حقا متعطشة لموعد افتتاحها، ولحد الان فعشتار لم تخب ظننا قياسا الى فترة افتتاحها والتي تبلغ اسبوعا واحدا فقط، الا انها عملت في فترة التحضير للانطلاق على خلق حالة ذهنية لدى المترقب انها ستكون لكل ابناء الشعب كما انها اوصلت رسالة غير مباشرة للحميع انها من الوطن وليس الوطن فقط بل من الجذور عندما عملت على بث صور قرانا الجميلة التي للجميع ذكريات لا تمحى فيها.
قناة سورويو تبث من السويد الا انها ادت رسالة مهمة وخصوصا لابناء شعبنا المبتلي بالكثير من الامراض ومنها اللهجات والاسماء فطرحت نفسها قناة شعبنا بكل فئاته ولهجاته ومناطقه عندما نوعت برامجها بشكل تام وخصوصا عندما تستظيف اشخاص متعددين من مختلف اللهجات والمناطق والمشاهد يرى انهم يمكنهم التفاهم برغم تكلمهم بهذه اللهجات المتعددة، ولعل دور المذيع يوسف طورويو وحيويته وقدرته على التفاهم بكل لهحات شعبنا كان دورا مؤثرا في انتشار هذه القناة.
قنات بيت نهرين الفضائية تبقي القناة الاولى وان كان قد سبقها قناة اشور   ASSYRIA التي بثت لفترة محدودة ولكن اغلقت لاسباب مادية، فان تأثيرها يكاد يكون في جزء من ابناء شعبنا وذلك لانها لم تتنوع بشكل تام في برامجها، فهي تعتمد بالاساس على جهود مديرها الدكتور سركون داديشو كما ان نوعية الصورة فيها ليست جيدة ولا الاستوديوهات مجهزة بشكل جيد، طبعا انها مشكورة لانها تبث ولكن يبقى انه يجب ان تخرج من قوقعة كونها تسير فقط بما يؤمن به السيد سركون داديشو فعليها ان تخاطب جميع الميول لكي تتمكن من ان تدخل وان تؤثر وتؤدي رسالتها.
اما القناة الاخرى والتي تبث من الوطن ايضا فهي قناة اشور الا انني لا يمكنني ان اقول عنها شيئا لانني لم اتمكن من التقاطها بسبب موانع فنية فهي تبث على قمر نيل سات مما يحد من رقعة استلامها، الا انها بلا شك تقوم باداء رسالة مهمة في نقل هذا التواصل بين ابناء شعبنا من مختلف المناطق والدول واللهجات ولكن يعاب عليها ايضا انها لم تتمكن من ان تخرج من قوقعتها الحزبية حسب ما نقل الي، وهذا سيؤدي الى ان القناة ايضا تحد من مدى انتشارها بنفسها.
يبقى ان شعبنا ككل الشعوب فيه ميول متعددة ومتنوعة فبالتأكيد ان هذه القنواة مدعوة لسحب المشاهد اليها بفتح ابوابها ونوافذها لمختلف الاراء والافكار والتطلعات فبعد ان تمكنت العربية من سحبنا من مشاهدة الجزيرة وتمكنت عشتار من سحبنا من مشاهدة العربية حتى الان على الاقل، ندعو قنواتنا لسحب اطفالنا من مشاهدة القنواة الاجنبية وسحبنا كلنا لمشاهدتها بلا استثناء، عندها تتحقق اهم رسالة لهذه الفضاتئيات الا وهي التواصل بين ابناء شعبنا وبقاء مميزاتنا القومية او صفاتنا القومية حية وفاعلة وقادرة على التاثير في المحيط وعندها تتمكن من ان تخلق لغة موحدة للتواصل مفهومة من الجميع، ان هذه الفضائيات يمكن ان تكون مدرسة جديدة، فكما وحدت الحبانية وكركوك بين لهجات شعبنا في العراق وظهرت لهجة محكية مفهومة من الجميع على فضائياتناان تقوم بهذا الدور على مستوى رقعة انتشارنا العالمي ولكن يجب ان لا تنسى انها يجب ان لا تتحول الى مدرسة جامدة تنفر المشاهد منها.
اما حول بعض التهجمات التي خصت بها قناة عشتار وهي لم تفتح او لم تتوضح بعد سياستها الاعلامية فكنا نود التريث بها لحين توضيح هذه السياسة عمليا، الا ان هذه التهجمات انطلقت من جهة واحدة، وهذه الجهة ينطبق عليها مثلنا الشعبي والذي يقول ان الثلج لا يترك عادته فهو على الدوام بارد، وهذه الجهة كل الجهات بالنسبة لها عملاء ومخربون وووو والله يكفينا شر من لا يتعلمون.  [/b]

455
ايـن الحـقـيقـة ؟
برسم مؤسساتنا السياسية وغيرها


الاخوة القراء هذه المقالة كتبت قبل فترة طويلة، الا انني ومن باب الاستئناس بالرأي اطلعت الحزب الوطني الاشوري عليها فنصحني بعدم نشرها لتأثيراتها السلبية على معنويات ابناء شعبنا، ولتوقعاتي السلبية للتنائج الانتخابية لقوائم شعبنا، ولتحصين واقعنا الذي تتحكم فيه الشعارات و الاكاذيب وتنعدم فيه المصداقية من اغلب الاطراف، اعود لنشرها لكي تكون مراة ترينا حقيقة واقعنا الديمغرافي الذي يتحكم وحده في عدد المقاعد التي يمكننا ان نحصل عليها.
ان الاعتماد على المهجر ليس دليل صوابية العمل القومي فتاثير المهجر  في الفعل السياسي هو لمدى قصير، مع عدم استبعاد تأثيره الاقتصادي والثقافي، فالفعل السياسي المؤثر يجب ان يكون  على ابناء شعبنا المتواجدين في ارض الواقع.
لا يخفى على الجميع ان تأثير الانتخابات يجب ان لا يكون بما افرزته من المقاعد، بل بالدروس المستنبطة من هذه الانتخابات ونوعية التحالفات القائمة او التي يجب ان تقوم وصلاحيتها لمواكبة المتغييرات الحاصلة في المستويات السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية، ان كل الاطراف السياسية مطالبة اليوم باعادة النظر جذريا في خطابها  ان ارادت البقاء ضمن الافعال المؤثرة، ان البكاء ونشر الاتهامات بسرقة صناديق الاقتراع او حرمان او غيرها لن تنفع ان كنا حقا نريد ان نكون متواجدين في الواقع السياسي.
ان محاولة ايجاد مبررات ايديولوجية لحالة التقوقع على الذات بين اطراف شعبنا هي هروب الى المجهول، ان الانتخابات لا تتعامل الا مع الواقع هذا الواقع الذي يقول لنا ان شعبنا في الوطن وفي المهجر بعيد عنا وعن برامجنا وان همومه ليست من همومنا.
اليوم ايها الاخوة المنتصر فينا مهزوم، وحققنا هزيمة شعبنا بايادينا والعناد والتكابر ومحاولة فرض اشخاص وافكارا معينة دون الالتجاء الى الحوار البناء وفتح الابواب لكل النقاشات وعدم التمترس بالانجازات والشهداء، وشعبنا قال كلمته فهل يجب ان نبقي ندفع ضرائب مستمرة لمن يحاول ان يجعلنا على الدوام في جبهات متقابلة متقاتلة باسم الحزبية او التسمية او  اللابالية او لكسر العظم وان كان الخاسر شعبنا.
اضاف الكاتب العراقي الشهير، الاستاذ رشيد خيون الى كتابه القيم (الاديان والمذاهب الدينية بالعراق) والصادر عام 2003 عن دار الجمل في كولونيا _المانيا، فصلا اخيرا هو تقرير سري صادر عن مديرية الامن العام العراقي وكما يقول الباحث صدر التقرير بنسخ محدودة التوزيع ويقول الباحث ان الفظل في  الحصول عليه يعود الى الباحثة ماركريت جورج.
ان اهتمامي بهذا التقرير يعود لسبب معين وهو اعتقادي بأن التقرير يمكن ان يكون صادقا في بعض محتوياته، لانه موجه اصلا الى صانع القرار السياسي  وبنسخ محدودة، علما انني هنا اهتم بالارقام الواردة فيه، اما بالتسميات او محاولة تعريب شعبنا فانها كانت مسألة ايديولوجية فلا مناص منه في التقرير، وان كنا نعتقد ان المسألة مفهومة، ومعروفة على نطاق واسع، حيت تم اجبار فئات كثيرة على تغيير انتمائها القومي، الا انه لم يجري ضغط لتغيير الانتماء الديني، وهنا لتقريب الامور نقول اننا نهتم بما ورد في التقرير عن المسيحيين في العراق.
التقرير يستند الى المعطيات الاحصائية التي خرج بها التعداد العام للسكان في عام 1977 ، وهو التعداد الاكثر تنظيما بعد تعداد 1957 ولحد الان. اي ان ما يتضمنه  التقرير هو تعدادنا عام 1977 اي قبل ما يقارب 28 عاما، وقبل ثلاثة حروب طاحنة وقبل ان يستلم الطاغية السلطة بشكل رسمي، وانا كنت مسجلا فيه واليوم انا في المانيا وكان عمري حينذاك ثلاثة وعشرون عاما وانا اليوم في الحادية والخمسون!
يقول التقرير ان عدد المسيحيين هو 253,528 مائتان وثلاثة وخمسون الف وخمسمائة وثماني وعشرون نسمة بالتمام والكمال، طبعا من ضمنهم الاخوة الارمن وبعض الاخوة ممن يقول عن انفسهم العرب، وكان عدد سكان العراق الكلي هو 11,862,620 بما يعني اننا كمسيحيين كنا نكون ما معدله 2,14% من مجموع السكان الكلي.
ويعود التقرير لتفسير الارقام واسبابها، فيقول ان نسبة زيادة السكان في العراق هي تقريبا 3% وهي من اعلى النسب، مما يعني ان عدد السكان يتضاعف كل ربع قرن، الا انه بشأن المسيحيين يقول ان نسبة زيادة السكان المسيحيين كانت تقارب ماهو لدي المسلميين بين الاعوا 1947 و1957 ، الا ان معدل الزيادة بين المسيحيين بدأ بالتناقص فانحدر الى 1,6% بين اعوام 1957 و        1965 ورغم قلة هذا المعدل كما يقول التقرير الا انه استمر بالانخفاض السريع حتى وصل الى 0,73% سنويا (اقل من الواحد بالمائة)  بين اعوام 1965 و1977 وهو معدل يعتبر واطئ جدا، ويكاد يقترب من المعدل في الدول المتقدمة، وتفسر الدراسة هذا الهبوط بعاملين اساسين وهما الهجرة الواسعة وخصوصا الى الولايات المتحدة الامريكية(بالطبع لا يتطرق التقرير لاسباب الهجرة) وعامل انحدار خصوبة المراة المسيحية في العراق وكذالك في دول الجوار بسبب عوامل دينية مثل رفض الدين الاسلامي لتحديد النسل فيما الدين المسيحي لا يمانع في ذلك وكذلك لاختلاف المستويات الثقافية والمعاشية والحضارية بين المسلمين والمسيحيين، ان اسباب اختيار السنوات المذكورة اعلاه هو لكونه تم فيها اجراء تعداد عام للسكان ، وان شابه الكثير منها اخطاء وتزوير وخصوصا احصاء 1965 الذي لم يشمل مناطق واسعة من العراق بسبب الحرب. الا اننا نعود ونقول اننا نعتقد بصحة هذه الارقام وخصوصا بالنسبة للمسيحيين كون الارقام ما كانت تؤثر في الاتجاه الايديولوجي للدولة، المؤثر كان ذكر القوميات اكثر، كما ان كون التقرير مرفوع الى صانع القرار السياسي فيجب توخي الدقة فيه ليأتي القرار المتخذ صائبا.
اما تعداد المسيحيين حسب المحافظة فجاء كالتالي.
دهوك 16597، نينوى 53945 ، السليمانية 1253 ، التأميم 11561 ، اربيل 10722 ، ديالي 758 ، الانبار 1929 ، بغداد  142283 ، بابل 957 ،كربلاء 82، واسط 372، صلاح الدين 428، النجف 73، القادسية 320، المثنى 135، ذي قار 214، ميسان 466، البصرة 11433.اما عدد المسيحيين في النواحي التي تم اثارة مشكلات انتخابية فيها واستنادا الى نفس الاحصاء فهو كان كالتالي، مركز قضاء الموصل 20837، وفيها لم تحدث اي مشكلة الا ان المشكلة حدثت في سهل نينوى وبالاخص قرقوش (الحمدانية)  وعدد المسيحيين فيها 9142  وبرطلة وفيها 5279 ونمرود وفيها 28 وفي كلك 3 اما تلكيف مركز تلكيف ففيها 10636 القوش 4171 وانة فيها 1 مسيحي اما قضاء سنجار فكان يضم 515 ، قضاء عقرة 200  قضاء تلعفر 164 قضاء الشرقاط 117  قضاء البعاج 8 قضاء الخضراء 3 ، اي ان محافظة نينوى بمجموعها كانت تضم عام 1977 وحسب الاحصاء المذكور اعلاه 53945 نسمة .
امام هول النتائج اعلاه، والاختلاف الهائل بينها وبين ما روجه ويروجه بعض اعلامنا الحزبي، اليس مطلوبا منا اعادة النظر بهذا الخطاب المستند الى الامال والخيال اكثر من استناده الى الواقع والحقيقة، والاعلام المستند الى الخيال بالطبع يأتي بنتائج غير متوقعة اغلبها انتكاسات وهزائم.
سيتحاجج البعض بان التقرير من وضع اجهزة النظام الصدامي، بالطبع هنالك صحة في ان النظام زور الكثير من المعطيات، وحاول فرض تغيير النسب القومية لصالح العروبة، ولكن في الاعلام المنشور، اننا هنا امام تقرير سري محدود التداول، مما يعني ان التقرير يلبي حاجة صناع القرار، والدول مهما كانت انظمتها دكتاتورية الا ان لها سياقات معينة، وهي محاولة المصداقية في مثل هذه التقارير، لانه عليها قد يتم الاستناد لاتخاذ قرارات معينة، وسيحاول البعض اتهامي بترويج روح الهزيمة بين ابناء الشعب، وسيقول الاخرين انني اكشف اسرارا قومية، علما انني اشير الى  دراسة منشورة في كتاب، كما انني اؤمن ان دراسة الواقع والخروج بنتيجة افضل من العيش في خيالات واوهام، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى انني من المؤمنين بان حقوق شعبنا يجب ان لا تتأثر بعددنا، فنحن كشعب وقومية يجب ان نتساوي في حقوقنا مع العرب والكرد والتركمان والارمن، وهذا ما حاولت ان تقوله دراسة الحزب الوطني الاشوري المنشورة  تحت تسمية رؤية اشورية لمستقبل العراق الموحد بأسم نخبة من المثقفين الاشوريين في شباط 1996. كما ان معرفة الواقع كما هو سيساعدنا في التخلص من الاوهام وقد يساعد البعض في محاسبة من يحاول او حاول التضخيم والادعاء.
اذا كان التقرير يقول ان عدد المسيحيين وبضمنهم الارمن طبعا هو 253528 نسمة عام 1977 وفي كل هذا نحاول ان نقول ان التقرير قريب من الصحة، فيا ترى كم هو عددنا اليوم وبعد ثلاثة حروب طاحنة، كم هو عددنا وبعد الهجرات الالوفية ولن نقول المليونية، والتي لم تتوقف لحين كتابة هذه المقالة وطبعا لن ننسى عشرات الالاف من السياح في سوريا والاردن، ياترى كم بقى منا في ارض الوطن حاليا: وكيف لنا ان نستحصل على حقوقنا هنالك، وماذا ستكون نتيجة الاحصاء السكاني القادم، انها مسألة بنظر احزابنا ومؤسساتنا.
فلنفترض  وهو افتراض ان عدد ابناء شعبنا، هو باقي كما يدعي هذا التقرير، اي انه بحدود ربع مليون نسمة، بالطبع ان هذا الربع مليون نسمة ليسوا كلهم مؤهلين للانتخابات، لان نصفهم سيكون من الاطفال، فسيبقى لدينا 125000 نسمة للانتخابات، وفي ظل المعيار المأخوذ من الانتخابات السابقة وهو معيار لصالحنا، لان النائب في البرلمان احتاج الى حوالي 30000 ثلاثون الف صوت، لكي يتأهل للجمعية الوطنية، فلنأخذه كما هو(على اعتبار ان السنة لن يشاركوا مرة اخرى في الانتخابات القادمة) ونحسب كم سيكون عدد ممثلينا، ان عدد ممثلينا لن يتعدى الاربعة، طبعا هذا اذا فرضنا ان كل ابناء شعبنا في العراق سيصوتون، وانهم سيصوتون لممثليهم من ابناء شعبنا ولن يصوتوا لقوائم وطنية اخرى، ومثل هذا التصويت مستحيل وقد ذكرنا مرارا اسباب ذلك.
 واستنادا الى نفس التقرير، نعود ونقول لمن صرخ وطبل واصدر البيانات الكاذبة واخرج الناس في التظاهرات، بحجة حرمان سهل نينوى من الانتخابات، وان هذا الحرمان قد اخسرهم مقاعد عديدة،( فقد زعم البعض ان عدد الناخبين من بين ابناء شعبنا هو 300000 ناخب، في حين كان البعض اكثر تواضعا فقدر العدد بين 150000 وال 200000 اما السيد يونادم يوسف كنا فقدر العدد بحدود 80000 ناخب)  وخصوصا ان المطبلين لم يستنكروا المسألة من الناحية المبدئية والتي ايدناها، بل استنكروا بحجة ضياع مقاعد عديدة لهم، فتعالوا نحسب ذلك، ولنقول ان على فرض ان عدد السكان باقي كما كان حين اعداد التقرير اي عام 1977 ونحسب كم نسمة لدينا ليس في سهل نينوى فقط  بل في كل المخافظة وهو حسب التقدير 53945 نسمة ولنأخذ النصف سيكون العدد 26973 اي لو ان مسيحي محافظة الموصل كلهم لو كانوا قد صوتوا لقائمة واحدة بالكاد كانوا سينتخبون شخصا عنهم الى الجمعية الوطنية، هذا كله وانا استعمل ارقام مبالغ فيها لان عددنال الان هو اقل بكثر بفعل عوامل ذكرتها اعلاه.
وبالطبع كل قائمة تقول انها كانت صاحبة الحظ الاوفر، في هذه الاصوات، وخرج شعبنا او جر للخروج في تظاهرات ليس بكاء على حق مهضوم، بل تغطية لمن كان يقول انه سيحصد عشرة مقاعد بالتأكيد، الا انه يرمي للوصول الى خمسة عشر مقعدا، وهكذا تنقلب الاية الشعب يعمل من اجل الحزب وليس الحزب من اجل الشعب.
وهنا بودي ان اتسأل لمن تنطلي عليه اللعبة ليس لمرة واحدة بل لمرات عدة وهو لا يتعلم، اين الشعب وخدمته من عملكم، اليس ما تقومون به تجهل الشعب وابعاده عن الواقع والكذب عليه، اليس من المنطق التسأؤل ما المصلحة في كل ذلك؟
وفي الختام ادرج ادناه التوزيع السكاني لمسيحيي العراق حسب انتمائهم القومي (المدرج في التقريروفي جداول متفرقة عملته بشكل جدول واحد)، علما ان الكثيرين حينها اصر على ذكر الانتماءات التالية في حقل القومية (الاثورية، الكلدانية، السريانية) الا انه يلاحظ توحيدها في حقل السريانية، ونتيجة لجو الترهيب والترغيب يلاحظ ارتفاع الانتماء القومي العربي بين ابناء شعبنا، الا انه في المحصلة العامة، نرى ان الاحصاء لم يؤثر على العدد النهائي لابناء شعبنا والذي يمكن حصره تحت تسمية المسيحيين.
 النسبة المئوية لانتماءات المسيحيين القومية حسب المحافظات
نعود ونؤكد ان هذه النسب ليست حقيقية، اي ان الانتماء القومي لابناء شعبنا تحكم فيه الخوف والارهاب الذي مورس بشكل علني او ضمني و بعض الانتماءات هي مستحيلة ولكنها تحدث كاخطاء في المعطيات الاحصائية كان يكون الانسان مسيحي ولكنه كردي فيلي القومية علما ان الكردي الفيلي هو الكردي الشيعي والذي يتكلم اللهجة الهورمانية
والملاحظات الطريفة، ان هنالك من سجل في حقل القومية من المسيحيين على انه كردي فيلي، رغم ان الكرد الفيلية هم الكرد الشيعة او علي اللهية، والطائفتان تحتسب من الطوائف الاسلامية، اما حول وجود مسيحيين تركمان فهو ليس بمستبعد في ظل وجود مسيحيين لغتهم الام هي التركمانية (مسيحيي قلعة كاور في كركوك).وتبلغ نسبة المسلمين المسجلين سريانا في العراق عموما حوالي 0,075 % اما اليهود السريان فتبلغ نسبتهم في اربيل 25% وفي السليمانية 10 افراد وفي بغداد 74% وكذلك يوجد في الاحصا بعض الايزيدية والصابئة مسجلون كسريان، كما تتواجد بعض النسب الضئيلة ليهود وايزيدية وصابئة وهم مسجلون كاكراد فيلية او تركمان او ارمن.
تيري بطرس

[/b]

456
اني اعتذر وان اعتبره البعض عارا



قبل اسبوع وكالعادة ارسلت مقالتي الاخيرة الى عنكاوا كوم ولكن المقال سحب من الموقع بحجة ان يخالف تعليمات النشر في عنكاوا وان فيه كلمات قاسية.
 ليس بمقدرة الانسان ان يكبت عواطفه كل الاوقات، احيانا تنفجر المكبوتات دفعة واحدة لان حد السد امام السيل لا يتحمل فينهار مطلقا قوة هائلة، وهذه هي الحالة وهذا هو الوضع الذي لا يزال البعض يعتبره طبيعيا، من الطبيعي ان تطرح الرأي ومن الطبيعي ان تنتقد الاراء والتصرفات وحتى القيم، ولكن من غير الطبيعي ان تهدم وبكل برودة اعصاب ومع سبق الاصرار والترصد جهد الانسان منذ الالاف السنين، تهدمه لتحقيق انتصارا صغيرا وهو تدمير احد مداميك الامة مهما كان رأينا في هذا المدماك، لانه اساسا ارث جمعي يعود لكلنا وليس من حق احد ان يحاول هدمه، لا بل ان يجمع من حوله انصارا ويكون رأي مهلوس حول المسألة وهي لا تتقبل كل هذه الضجة وكل هذا الابتذال الذي رافقتها.
اذا اني اعتذر لعنكاوا التي تحملت شطحاتي ولا تزال تتحمل، وانني لم ادعي العصمة في ما اقول او اطرح، ولكن سيبقى السؤال المثير والمطلوب اجابته، لماذا هذا السكوت المريب عن تصرفات الهدم التي تمارس في امتنا بحق مؤسساتنا، ولماذا هذا السكوت المريب عن استهداف مواقع لها تاريخها ومكانتها التي تصل لحد القدسية ولماذ السكوت لا بل اسكات من يكشف ممارسيها بالف حجة وحجة.
ان امة العرب ظهرت فيها مثل هذه الحركات التي ادعت الثورية برغم ان ثوريتها كانت فقط في الهدم ولم تكن في البناء، وسحبت من خلفها المؤازرين والمؤيدين وكانت النتيجة ان ما تهدم لم يبنى محله جديدا بل ضاع القديم واصبحوا عراة من كل شئ.
ان عملية البناء عملية معقدة تبداء بالانسان الحر، الانسان الذي يقدر على فرز الصحيح من الخطاء الانسان الذي يأخذ قراره خارج اطار المغريات الانية، ولكن ما يحدث هو جر الناس الى المنطقة المظلمة منطقة تحكم العاطفة منطقة قد لا يقدر الكثيرين الاقتراب منها لانها ايضا تحمل من معاني القدسية الكثير الكثير فيتم السكوت وتتحول اللعبة الى لعبة مسلية فأي نقد يجب ان يتوقف لان الفلان يقدم شهداء والبقية لم يقدموا، ولذا نجد ان الكثير من الكشوفات والاختراقات لجدران المسكوت عنه يتم تهميشه او سحبه او مسحه او السكوت الجمعي عنه، وهل بهذه الطريقة تبنى الامم؟
لنعطي مثلا توضيحيا قبل كتابة الدستور العراقي الحالي، كتبت مقالة نارية حول الارضحالجية، هل اخذت مكانتها في الادب السياسي بمعنى حقا ان هذه الممارسة لا تسئ الى حزب معين او شخص معين بقدر اسأتها لشعبنا ككل، لا بل ان الممارسات زادت وقرأنا منظمات ترفع عدة عرائض وتقترح كل مرة تسمية معينة؟ اليس من حقي نقد وكشف ممارسة تسئ الى شعبنا؟ والا لماذا نكتب في السياسة، يمكننا ان نكتب في الادب ونكتب في العيون السود والصدور العامرة والخدود ذات اللون المورد.
في العملية السياسية التي رافقت صياغة الدستور قدم اغلب الاطراف رؤيتها لهذا الدستور ولكن من ظل يتباكي على الديباجة وتقسيم شعبنا بواو وغيرها من الخزعبلات، لماذا وقع عليه وهو في لجنة الدستور لا بل لماذا قبل ان يقراء فقراته، هل هناك محاسبة حقيقية لكل ما يحدث، محاسبة تجعل السياسي يفكر كثيرا قبل ان يتكلم وقبل ان يشعل النار في الامة ويقسمها تيارات متحاربة متقاتلة، لا تيارت متحاورة متناقشة.
هل من واجب من يعمل في الراي العام وايصال الحقائق السكوت عن الجرائم وفضح الاخطاء والفرق واضح انه فرق اخلاقي، لا يمكن للامم ان تتقدم مادامت تساوي بين الجريمة والخطاء، او بين الجريمة والفقر او بين الجريمة وعدم القدرة على استغلال عاطفة الناس، ليس من واجب الاعلام السكوت لانه بسكوته يعمل على استفحال الظواهر السلبية وتفاقم المشاكل وتحكم الاجرام في المجتمع ويبقى السكوت سيد المصير ويكون الاعلامي او الكاتب او المثقف مشاركا في الجريمة، وهل تقدمت امة كانت ساكتة عن كل ما خطط لها دون ان تتسأل عن ماهية الخطط؟
اذا كان الحياء يجعل البعض يهربون من سماع ما سمعوه، كان الاحرى بهم ان يجعلو منه مثالا للاشمئزاز ولما وصل الامر بالبعض من استغلال الشعارات ذات الجاذبية الخاصة في نشر مثل هذه العبارات والسباب والقاذورات بحق اناس لا يستحقونها، مهما كان رأينا فيهم.
منذ سنوات طويلة وهذا هو المؤلم نشير الى مواقع الخلل البنيوية لدى فئات معينة، وان هذه المواقع ستقودنا الى الكارثة لا محال، فالعرب وبرغم كل قدراتهم والعراق ورغم كل رجاله وامكانياته ادمتهم ممارسات نتجت عن تحكم الدجل والشعار التحريض والعدائي في ممارساتهم اليومية، فكيف بشعب منقسم داخليا فقير في قدراته العلمية والثقافية والاقتصادية مثل شعبنا، كيف به يواجه العالم وهو منقاد بصراعات تفرض عليه لتحقيق اجندة لن نقولها انها انتخابية ولنعتبرها استراتيجية ولكن هذه الاجندة الاستراتيجية خفية، غير معلومة.
هل التهليل والتبشير والدعوة لتقسيم مؤسسة عريقة مع مصاحبة هذه الدعوات بكلمات غير لائقة يعتبر عملا قوميا، وهل استمرار هذه العلمية وعلى مختلف الاصعدة يعتبر عملا قوميا، وهل الكشف عنها وتعريتها يعتبر عملا مرذولا، انني انا قد لا افهم مقايس معينة او تراني خارج زماني.
 ان كشف هذه الامور يجب ان يعتبر من صلب عملنا لاننا نريد تصحيح الواقع المأساوي وليس التستر او المشاركة في التستر عليه، بأي حجة حتى لو كانت حجة عدم المشاركة في اسماع اذان ابناء شعبنا المرهفة الحساسة لهذا السيل من الكلمات ....
لا بل ان واجب الاعلام الجاد هو وضع ما يقال ويتم التخطيط له امام الواجهة، لكي يعلم الناس ما يتم التخطيط لهم بأسم وحدتهم، فاما ان يقبلوه او يرفضوه، وليقل السياسين والكتاب في الامر قولهم.
 لماذ يتم حذف خبر حكم محكمة استرالية بغرامة شخص ب مائة وسبعة وسبعون الف وثلثمائة الدولار  لانه تعدى بكلام غير مسؤول على احد الاساقفة ولنقولها بحسن نية مدفوعا بعشق قومي، وهل كان في الخبر ايضا ما يشين الم يكن الاجدر بكتابنا وسياسينا شرخ الابعاد الحقيقية للحكم ولممارسة الكذب والدجل، اليست العقوبة القانونينة للردع، اليس القانون هو الفيصل في الخلافات لكي لا يتحول مجتمعنا الى غابة تتجكم فيها القوة والمال والشعارات الكاذبة، الم يشارك اعلامنا حينذاك في تشجيع الاخرين على انهم احرار  في قول مايريدون فالاعلام ساكت لا بل يساهم في التغطية على الامر بحذف كل الاشارات اليه.
يقول المثل اذا كان صاحب الدار بالدف ضاربا فشيمة اهل الدار الرقص، واذا كان اعلامنا بهذا السكوت عن كل ما يمارس لتدمر الاواصر الحقيقية بيننا كابناء شعب واحد، واذا كان اعلامنا يدعي الخجل وعدم المشاركة واذا كان اعلامنا المستقل يضطر للسكوت فلن يتخرج من مدرسة هذا  الاعلام الا اناس مشوهين وغير اسوياء بل مرضى ولكن بمرض مستعصى على الشفاء.
اذا لنحول الاعتذار حالة اعتيادية يمكن ان نعيشها، انها لن تسقطنا من برجنا العاجي الذي قد نعتقد اننا نمتلكه، انها حالة يمكن ان تجدها لدى الانسان الانسان، وليس  الاعتذار الا حالة من الصفاء مع الذات ومع الاخر ولكل ذلك فانا اعتذر ان كنت قد تسببت باي احراج او جرح احاسيس مرهفة.
انني اعتذر لانيي حاولت رفع البرقع عن وجه مدعية العفة والجمال واظهرت حسنها هو بالحقيقة سم زعاف و العفة هو العهر بعينه.
انني اعتذر لانني حاولت كشف ما هو خلف الجدران ولم اكتفي بالتطلع الى السماء مفتوح الفم كالبلهاء.
انني اعتذر لانه لم يوقفني عن سبيلي التابو المفروض عن نقد بقرتنا المقدسة.
انني اعتذر لخدشي رهافة الاحساس لدى ابناء وبنات شعبنا بكشفي او الترويج لكشف الكلمات التي تقال هناك، ولكن بالحقيقة هي تقال يوميا وبشكل مكشوف ومعلن وصار من العادي وقد يشار بالبنان لممارسها وهنا الطامة.
انني اعتذر لعنكاوتي الجميلة لاي احراج، ولكن لن اعتذر لامتي لانني اعلم ان كل الامور خرجت فيها من طور الاحراج.
اذا باعتذاري لن يموت في اي جزء او قيمة او زهو او افتخار زائف، فانا لا انتمي الى فئة الناس التي تعشق الذات وتعتقدها مفخرة بين الناس، انني اعتذر لادراكي ان الاعتذار حالة سوية وتتماشي مع ذاتي ومبادئ واخلاقي، وسابقى الانسان ولن اتسامي الى اي شئ اخر لانني اعشق الانسان.
انني اعتذر لعدم ادراكي ان البعض يعتقد ان ناقل الكفر كافر، وبهذا فنحن كلنا من الكفرة، مجامعنا المقدسة واحاديثنا اللبقة واجتماعاتنا القومية والوحدوية ففي كلها نتحدث عن انزلاق الاخرين الى هاوية الكفر، اي اننا ننقله وننشره انني اعتذر عن كل ما قلته ان كان قد جرح انسانا سويا صافيا نقيا، ولكنني ساستمر في طريقي وساقول ما اعتقده الحقيقة ولن احيد عنها وعنها لن اعتذر.   

  [/b]

457
تأسيس كنيسة بمقاسات سياسية
في الخلاف الاخير الذي تفاقم بين كنيسة المشرق الرسولية الاشورية المقدسة ممثلة بمجلسها السنهادوسي ونيافة الاسقف مار باوي سورو والذي هو احد اعضاء المجمع السنهاديقي.. الخلاف الاخير، وبعد ان  رفض مار باوي مختلف الخيارات التي قدمها المجمع بالاجماع الى نيافة مار باوي سورو، وصل حد ممارسة المجمع صلاحياته بايقاف نيافته عن ممارسة نشاطه كاسقف في الكنيسة.
ومع هذا الخلاف والازمة المؤلمة ترتفع مرة اخرى حدة الخلافات وتتفاقم لتأخذ ابعادا لا علاقة لها بالخلاف الاساسي اصلا. فالخلاف الاساسي هو ان المجمع السنهاديقي المقدس وباجماع الاراء راى ان نيافة مار باوي تجاوز سلطاته الاسقفية بحسب النظام الكنسي المعمول به ونكث بالقسم الذي تلاه عند رسامته.
المشكلة هنا اننا امام خلاف كنسي وضمن اطار قانون كنسي له خصوصيته، فمهما كان رأينا في هذا القانون الا انه قانون نافذ ومطبق او معترف به وملزم لاعضاء المؤسسة التي تخضع لهذه القوانين.
فنحن نعلم ان من تقوم الكنيسة برسامته لدرجة دينية معينة (ابتداء بالشماس الى قداسة البطريرك) سيبقى يحمل درجته ويمارس حقوقها ويلتزم واجباتها ما شاء الله له من الحياة، الا في حالة تقديم استقالته او تجريده من درجته الكنسية وفق القوانين والصلاحيات السنهاديقية.
بمعنى اخر ان هناك فرق بين مؤسسة الكنيسة الرسولية والمؤسسات القومية والثقافية والاجتماعية وغيرها، ففي الكنيسة لا يمكن تجديد انتخاب الاشخاص للمناصب الكنسية بين مدة واخرى، في حين ان المؤسسات القومية والسياسية يمكنها ذلك دوريا.
لذا كان من المطلوب حل الخلاف والاشكالية في الاطار الكنسي القانوني المعمول به والضامن لادارة الامور بشكل سلس.

نيافة مار باوي سورو بعد رفضه خيارات السنهادوس ودفعه للامور باتجاه ايقافه نسمعه يكرر خطابا اعلاميا وجماهيريا ويختار مواضيعه بانتقائية لدغدغة المشاعر اكثر مما هو لاقرار حقيقة ما.
الوحدة الكنسية والقومية التي تكررت في خطاب نيافته ومسانديه ووصلت حد اتهام السنهادوس بان سبب ايقاف نيافته هو دعوته وعمله من اجل الوحدة!! هي امر مرغوب وكل فرد منا يتمنى تحقيق هذه الوحدة.
وهنا مربط الفرس اي بما ان كل فرد يتمناها فهي بذلك مطلب وأمل جماهيري ويمكن من خلال العزف وتر الوحدة كسب القضية وكسب دعم وتعاطف الراي العام.
الا ان ما فات نيافة مار باوي هو ان الوحدة هي بالاقناع وبالخيار الحر وليس بالانقلابات وبيانات الرقم واحد التي اعتدنا سماعها من اذاعات الدول العربية بأسم الوحدة، وليست بالسير خلف المطبلين لها دون بوصلة.
وما فاته ايضا ان دعم خطوات الوحدة تتم من قبل الوحدويين وليس من قبل من يدعيها ويحمل شعارها من المؤسسات السياسية والقومية ولكنه يقطع (بضم الياء وفتح القاف) اوصال الامة والكنيسة في ذات الوقت.
وما فاته ثالثا انه اراد الوحدة على الطريقة العروبية ولم يريدها على الطريقة الاوربية كمثال!!!
العرب اراد كل قائد فيهم تحقيق الوحدة بشرط ان يتبعه الاخرون، اما الاوربيون فارادوا تحقيق الوحدة بتفعيل العوامل المشتركة.. وشتان ما بين الوحدتين، وحدة تنادي بها العاطفة ووحدة يقودها العقل.
ثم اية وحدة تتحقق بتقسيم الكنيسة!!
اية حكمة هذه التي تقول اني اقسم الكنيسة لاوحدها!!!
اليس ما يقوم به نيافة منار باواي شرعنة لممارسات الارساليات "التبشيرية" السابقة والحالية التي قسمت شعبنا باسم الروحانيات وباسم المسيح وباسم الاصلاح الكنسي الى كنائس صغيرة هنا وهناك..

الكنيسة بما انها مؤسسة على المحبة والسلام والتسامح كما كانت دوما وكما تؤمن بها عقيدتها وكما يشهد لها تاريخها (تفتخر الكنيسة انها بشرت العالم بمبشرين حفاة لا يكسوهم الا قميص وليس في جربهم الا قطعة خبز ولم يملكوا سلاحا الا الانجيل والصليب) وتتضمنه قوانينها وفرت لسيادة مار باوي مخارج لطيفة وعملية وفيها دور للابداع واظهار القدرات الا ان مار باوي مدفوعا بعناد متأصل رفض وطلب اللجوء الى المحاكم.
والمرجح ان هذا هو ما سيكون الحل.
الا ان هناك من يطرح سيناريو اخر يتمثل بتراجع نيافته عن هذا الحل بناء على طلب مرجعيته السياسية منه التنازل والعودة الى بيت الطاعة، وهو امر قد تسعى اليه هذه المرجعية السياسية في الاسابيع القادمة وبما يجعل الامور مسرحية متقنة الادوار لجني مكاسب انتخابية وبطولية.
ان التصعيد الذي يراد التخويف منه والمتضمن اطلاق كنيسة للشعب الكلدواشوري بقيادة البطريرك الغير المتوج مار باوي سورو، واعتباره خليفة لمار ايشا شمعون واعتبار مرحلة مار دنخا الرابع مرحلة غير قانونية، هو تصعيد المتهورين المهووسين الذين لا رادع قومي او ديني او اخلاقي او انساني يردعهم، فالمهم تحقيق اهداف انية فقط اما المستقبل فله الف حلال.

نعود الى مقدم مقالنا هذا ونطرح الاستغراب الذي طالما اشرنا اليه الا وهو لماذا يكون الخلاف لدينا وبين ابناء شعبنا الاشوري الكلداني السرياني دائما طريقا للتقسيم وتأسيس مؤسسات جديدة تصبح مع الزمن عالة علينا وجزءا من المشكلة وليس حلا ادعته عند انطلاقها، بل وليست جزءا من هذا الحل اساسا.
ان السبب كان وسيبقى واحدا الا وهو التعصب للرأي والتعصب للانتماء بدون وقفة عقلانية، تمنح للمقابل مصداقية ما او توسمها فيه، وبسبب هذا التعصب الغير العقلاني (هذا اذا كان هناك اساسا تعصب عقلاني) نرى ان من يخرج عن قناعاته السابقة لاي سبب يشهر السلاح ضد انتمائه السابق وبكل شراسة ولا هوادة ويجعلنا نتذكر المثل المصلاوي الشهير: (كل مسلم زيزاني اصله نصراني).[/b]

458
لماذا التهجم على قداسة مار دنخا الان؟
من الامور التي تدخل في نطاق العاديات والغير المثيرة للنقاش والاستغراب، ان يقوم قداسة بابا روما رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم بمقابلة كبار الضيوف من رؤوساء الدول والمسؤولين فيها، ويناقش معهم اهم الامور والمستجدات السياسية، وحتما هو يعطي رأية بكل الامور السياسية، صحيح ان بابا روما يعتبر رئيس دولة كون الفاتيكان دولة معترف بها من اغلبية دول العالم، الا ان هذه الرئاسة تسلمها لكونه الزعيم الروحي لكل كاثوليك العالم قاطبة.
ومن الطبيعي ايضا ان يقوم غبطة مار عمانوئيل دلي بمقابلة كبار المسؤولبن في العراق او العالم مثل استقباله من قبل السيد جاك شيراك فبل فترة من الزمن، وبالتأكيد ان الحوار في هذه اللقاءات لا يدور حول الامور الروحية بل يتعلق بالسياسة والادارة والامور الجوهرية والمتعلقة بالانسان المعاصر وحقوقه وغيرها من الامور السياسية..
وهذا الامر ينطبق على قداسة مار زكا عيواص او بابا الكرازة المرقسية، بابا الاقباط، حيث يقومان بمقابلة كبار رجال الدولة في بلديهما او في العالم، ولنفس الاغراض المذكورة اعلاه.
والامر اعلاه يمكن ان يقوم به قداسة مار دنخا الرابع، فقد التقى في ايران اية الله خامنئي  قائد الثورة ورئيس الجمهورية حينذاك السيد خاتمي وقبل ذلك قابل مسؤولين كثر.

اذا ما الذي استجد ليقوم البعض اليوم بقيادة هجوم اقل ما يقال فيه هجوم همجي ومبتذل على قداسة البطريرك مار دنخا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، لانه التقى السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان العراق.
الهجوم كما نقراه في مواقع الانترنت من بعض الاشخاص المفروزين حزبيا وسياسيا، وكما نسمعه في غرف الحوار الاشورية من بعض المتحدثين المتخندقين حزبيا وسياسيا، لا يضم بين ثنايه اية محاولة للنقد العقلاني، هذا اذا افترضنا وجود ما يتوجب النقد في لقاء وزيارة طبيعية قام بها قداسته ويقوم بها الاخرون ضمن سياق العلاقات العامة والبروتوكولية، بل وضمن سياق اللقاءات لتبادل وجهات النظر في امور ومواضيع تهم الاطراف المشاركة في اللقاء.
الهجوم الشنيع هذا وما تضمنه ويتضمنه من عبارات تجريح وتخوين لطرفي اللقاء لا مبرر عقلي او روحي او كنسي له.
فيا ترى ماذا وراء هذا الهجوم على شخص قداسة البطريرك وتخوينه وتجريمه؟
ابتدا بهذا السؤال البسيط الذي ندرك جميعا اجابته:
ماذا كان سيكون عليه الوضع لو ان قداسته كان استصحب في زيارته هذه احد انفارهم او كوادرهم؟
انني متيقن لكانت صورة اللقاء قد تصدرت الصفحة الاولى لجريدتهم ومواقعهم الانترنيتية، ولكان قداسته بات بطلا قوميا يسير على  خطى الشهيد مار بنيامين..
ثم، لماذا افتراض سوء النية لدى قداسة البطريرك وصولا الى تجريمه وتخوينه لالتقاءه بالسيد البارزاني؟
اليس رصيد قداسته من المواقف والدعوات لابناء شعبنا للتشبث بهويتهم ووجودهم وحقوقهم القومية واضحة ويكررها قداسته في كل رسالة بطريركية؟
اليست دعوات قداسته لابناء شعبنا بالتشبث بوطنهم والمعيشة بمحبة وسلام مع اخوتهم في الوطن دعوات واضحة وتلقى الاحترام من الجميع؟
فلماذا اذن اساءة النية بالزيارة وتكفيرها وتجريمها؟.
اذا كان قداسته التقى بممثل تنظيمهم البنفسجي الذي زار امريكا قادما من السويد، فلماذا لا يلتقي قداسته مع السيد البارزاني الذي يمثل اقليم كردستان العراق ونفوسه الثلاثة ملايين.

واذا كان قداسته قد تحاور وناقش مع السيد البارزاني شؤون ابناء شعبنا في اقليم كردستان العراق واوضاع كنيسة المشرق في الاقليم فان ذلك واجب ملزم عليه قبل ان يكون مجرد حق يجوز له ممارسته او عمله.
ويجب ان نثمن ذلك ونقدره عاليا من لدن قداسته.
بالله عليكم، ماذا تتوقعون من قداسته ان يكون قد طلب او ناقش مع السيد رئيس اقليم كردستان غير الامور التي نرغبها جميعا لشعبنا من استقرار وحقوق واحترام وامن وامان.. فاي غبار على ذلك؟
وبالله عليكم، من يمكن له ان يناقش بشكل افضل ومن موقع اكثر تاثيرا واحتراما ورصانة هذه الامور مع السيد البارزاني، قداسة البطريرك  ام المسؤل الحزبي لاسكندنافيا في تيار البنفسجيون  الذي سعى للاجتماع مع السيد البارزاني ولم يفلح.
ولست ادري اذا كان قداسته ناقش كما يقولون انشاء مقر للبطريركية في عنكاوة ام لا، ولكني وبافتراض صحة ما يقولون من ان قداسته طلب انشاء بطريركية لكنيسة المشرق في عنكاوة اقول: اين الخلل في ذلك؟
السنا ابناء ومواطنين في الاقليم ومن حقنا ان نطالب رئاسة وادارة وحكومة الاقليم بتلبية احتياجاتنا وحقوقنا؟
السنا ندعو قداسته ومن عقود لنقل البطريركية والعودة الى الوطن؟
ام يا ترى ان بعضنا يقول ذلك لمجرد المزايدة والشعار ولا يريد تحققه لان البطريركية بما معروف عنها من منطلقات قومية من جهة وقاعدة محبة جماهيرية لها من جهة اخرى ستكون مزاحما غير مرغوب فيه في صنع الاحداث وقيادتها في الوطن.

ان تهويل امر لقاء قداسته مع السيد البارزاني يقع ايضا ضمن اللعبة الانتخابية..
فمع مؤشرات تراجع فرص لون معين للفوز في الانتخابات القادمة لاسباب كثيرة ومعروفة يعكسها الوضع المزري الذي وضعوا فيه انفسهم، بعد اصطدامهم بكل الاطراف والمؤسسات الموجودة في شعبنا، لانهم يرون انفسهم انهم قادة الشعب وعلى كل المؤسسات ان تتبعهم، ويريدون من الاخرين ان يصدقوا الكذبة التي صدقوها، فانه مع انحسار فرص الفوز فانه لا بد من عمل شيئ ما ليس لمجرد تحسين الفرص فحسب بل وتسويق النفس على انها ضحية مؤامرة لمنع الفوز.
وافضل سيناريو لهذه المؤامرة هو لقاء قداسته مع السيد البارزاني.
من هنا نرى تهويل امر هذا اللقاء وتخوين وتجريم طرفيه وتاجيج الاحقاد القومية فاذا خسروا كما هو متوقع فالشماعة موجودة وان ربحوا مقعدا فسيكون الرد برغم من مؤامرات الجميع بمكنا من انتزاع مقعدنا.
مرة اخرى نؤكد ان الاناء ينضح بما فيه، فكون هذا البعض مستعد لعملية البيع والشراء في كل الامور، يحملهم على الاعتقاد ان الجميع مثلهم، وصحيح ان فاقد البصر من الولادة يعتقد ذلك في الجميع.

ننتهي من حيث بدانا، بان اللقاءات هذه هي سياق اعتيادي وطبيعي التزمته وتلتزمه كافة القيادات الكنسية التي تحترم شعوبها واوطانها.
الم يلتقي غبطة البطريرك عمانوئيل دلي في روما السيد البارزاني ايضا.
وننتهي بتكرار السؤال السابق عن ماذا كان سيكون امر اللقاء لو ان قداسته كان اصطحب معه اي من اعضاء تنظيماتهم؟[/size][/pre][/b]

459
بت نهرين اتري 752
من خلال تحالف واسع يمثل كل اطياف شعبنا المذهبية والسياسية والجغرافية، تم تشكيل ائتلاف انتخابي بين تنظيمات سياسية مشهود لها بالصدق والنزاهة مع شخصيات سياسية ذو خبرات كبيرة في مجالها، وهذه التنظيمات هي كل من
المجلس القومي الكلداني
المنبر الديمقراطي الكلداني
الحزب الوطني الاشوري
اتحاد بيت نهرين الوطني
حركة تجمع السريان المستقل
الدكتور حكمت حكيم
وغايتها ايصال عدد من ممثلي شعبنا الى البرلمان القادم، ليمكن العمل من هناك لتفعيل الكثير من المواد الدستورية والعمل لصياغة قوانين لتطبيق الحقوق التي يستحقها شعبنا، سواء في مجال ضمان التواجد في المجال السياسي او التمتع بالحقوق الثقافية وتفعيل ذلك او في مجال التعليم باللغة السريانية، ولعل اهم مهام المرحلة المقبلة هو العمل على امكانية تطبيق مواد دستورية بخصوص المنطقة الادارية بالمشاركة مع الاخوة الازيدية والشبك كذالك طرح رؤيتنا الحقيقية للتغيرات الدستورية المطلوبة من ابناء شعبنا، لكي يتم صياغة قوانين خاصة تتماشي مع طبيعة الحياة ومستقبل الاجيال ومع الحريات التي يتوق الشعب اليها.
برغم من انني ارى ان لا ضرر بل هناك منفعة في اقامة تحالفات مع القوى الوطنية العراقية او الكردستانية وحتى الاسلامية للوصول الى البرلمان، الا ان وجود رغبة شعبية تدفع بهذا الاتجاه يجب ان لايتم تجاهلها وخصوصا في المرحلة الحالية التي تتغلب فيها العواطف على الارقام لان اهم شئ لدى ابناء شعبنا هو هذه الاندفاع لاثبات الذات، بعد ان كانت هذه الذات القومية في كل مراحل العراق الحديث مطموسة ومقموعة بل ملغية من كل الحسابات، والامر ان هذه الذات عندما اريد لها ان تخرج من قمقمها تم حبسها في قمقم حزبي ضيق لم يقدم اي تعبير قومي موحد بل كانت هذه المرحلة انتكاسة لكون من حاول حبس الذات القومية لصالح انتماء حزبي اولا محسوبا عليها وثانيا لكونه قصير النظر لحد العشى.
اذا هذا التحالف الممكن النظر اليه بحق انه يمثل جميع الاطراف القومية والكثير من خبراتها، مؤهل لكي يستقطب اصوات ابناء شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) لانه يمثل الالية الحديثة في تشكيل التحالفات الانتخابية والتي تعتمد على مراكز قوية وفعالة في المجتمع، فمن ناحية ان لهذه الاطراف خبرات سياسية ونضالية لا يستهان بها، كما ان اغلب هذه الاطراف لم تكن من حملة الشعارات الطفولية ومن راكبي موجات المغامرات التي لا يحسب فيها للانسان اي قيمة، بل ان زعماء هذا التحالف معروفون بأنهم يضعون الانسان وحقوقه واحترام كرامته كاولية اولى لديهم، لانه بدون احترام وتحقيق حرية وكرامة الانسان لا معنى للقول اننا نناضل من اجل الامة وحقوقهات فمن تجاوز على حقوق بعض من ابناء شعبه لن يصعب عليه التجاوز على حقوق كل شعبه والتاريخ القريب ملئ بالشواهد التي هي مصداق لما قلناه.
اليوم وبواسطة هذا التحالف نضع خطوتنا الاولى في الواقع السياسي الحقيقي، بعيدا عن المزايدات و الطروحات التي لا يمكن الا ان تشرذمنا اكثر فاكثر، بهذا التحالف الانتخابي نقول لجميع العراقيين اننا يمكننا ان نتنازل احدنا للاخر لاجل الصالح العام، ولكننا لن نتنازل عن حقوقنا كشعب ذاق الامرين في تاريخه القريب والمتوسط، بل اننا نرفع يدا واحدة ستكون عضدا لكم للكل ولكن يجب ان تحسب مع هذا الكل يدا ككل الايادي، اي لن نكون في الحصاد فقط بل في توزيع الغلال ايضا، فما لكم لنا وما لنا لكم، ولن يستقيم العراق يشعر شعب كامل فيع بانه مبعد عن المشاركة في بناء وطنه لا ابدا لن ينبني وطن وشعبنا لا يحسب له حساب بقدر الاخرين فهذه هي عدالة الله وعدالة الانسان الحق.
اذا بقدر اهمية الاشخاص الذين يمثلون هذه القائمة، الا ان المبادئ ايضا مهمة والمصداقية كذالك، والاهم ان ايادي اعضاء القائمة لم تتلطخ لاجل مصالحهم الخاصة في تفتيت قوى شعبنا ولم تتلوث في اقامة واجهات مصطنعة يدعى انها مستقلة والكل يدرك انها تدار بريموت كونتروك موجود في المقر السابق لفدائي صدام.
اذا اطراف التحالف ليسوا وجهين لعملة واحدة بل حقيقة وجوه مختلفة تمثل السمة التعددية الطبيعية في اي شعب، ولن يعيبنا ان نقول ان شعبنا تتمثل فيه كل الافكار والتوجهات السياسية والفكرية فهذه هي طبيعة الشعوب الحية، اما من يتحالف مع نفسه ولكن باسم مستعار فانه يقول ان شعبنا واحد موحد لا فكر فيه ولا قرار الا فكر القائد وقراره، والا ما فائدة التحالف مع الذات؟
اليوم يسرنا ان نقول لابناء شعبنا في كل مكان هلموا لكي نرتقي بوعينا السياسي لدرجة معرفة اين تكمن مصالحنا، فمن يريد كسبنا بالضرب على وتر الحقد والكره للاخر، فانه بالحقيقة يريد الاضرار بشعبنا من خلال زرع الاحقاد بين مكونات مجتمعنا العراقي، ان ما يطرحه هذا البعض ليس نقدا بل سموما لخلق علاقة سيئة دائمية بين مكونات الشعب العراقي، فنرجوا ان تخيبوا ضن هذا البعض، لانهم بفعلتهم قد لايضرون من هاجر منكم بل من بقى، بل يدفعون الباقي على ارضه وفي وطنه الى الهرب وترك كل شئ.
اليوم مطلوب من كل واحد من ابناء شعبنا ( السرياني الاشوري الكلداني) ان يقدر قيمة صوته واين يجب ان يذهب هذا الصوت، لمن يحاول اثارة نعرات الماضي ام لمن يحاول بناء المستقبل، مستقبل بلا حروب بلا دموع بلا مخاوف.
اليوم يجب ان ندرك ان من تكلم باسمنا لم يكن اهلا لتحمل المسؤولية، فهل يجب ان نبقى على الماضي  ام ان علينا ان نغير ونتغير، لكي نصنع المستقبل.
بالامس وافق البعض على الدستور وعلى مقدمته (ديباجته) بل قراء فقرات منه دلالة على الموافقة وبقى في لجنته الدستورية دلالة على هذه الموافقة، واليوم يريد تكذيب اذاننا واعيننا ولكن نقول دائما حبل الكذب قصير ويجب ان نثبت انه قصير حقا يجب ان لا نلدغ من الجحر نفسه عدة مرات فكما نحن طيبون ومسالمون كاليمامة الا انه يجب ان نمتلك حكمة الجية.
اليوم انتم مدعوون للادلاء بصوتكم الى من يحاول ان يعبر و ينقل معاناتكم ومطاليبكم وتطلعاتكم، الى من يعمل لحل مشاكلم ويتكلم لغتكم وينظر الى اين ترنوأ عيونكم والى ما تهفوا له قلوبكم.
صوتكم مطلوب لبيت نهرين اتري[/b]

460
هل تصح هذه المقارنة؟
قبل فترة كنت استمع الى تقرير عن احوال الاقباط في مصر، وضمن التقرير كانت هناك فقرة هي عبارة عن مقابلة مع رئيس تحرير احدى الصحف المصرية الذي اورد ما يلي ( لقد نقلت وكالة الانباء الفرنسية عن احد رجال الدين المسيحيين المصريين قوله انهم يمتلكون في منطقته فقط عدد كبير من الكنائس اعتقد ان عددها كان سبعة عشر) ومن هنا قال رئيس التحرير هذا (هل يمكن ان تقولوا لي عن منطقة او ولاية امريكية تحتوي على هذا العدد الكبير من المساجد او الجوامع؟)، طبعا قال ليدلل على ان المسيحيين الاقباط غير مضطهدين بل انهم يتمتعون بكامل حقوقهم ان لم يكن اكثر.
بعد كل حدث يكون فيه المسيحيين ضحايا لاعتدات عنصرية ولاسباب دينية، ينبري لنا البعض لتذكيرنا بما عاناه ويعانيه المسلمين في الغرب او ابان الحرب الصليبية او في الاندلس.
والسؤال الذي يؤرقني فعلا لماذا يتم دائما مقارنة مسيحيي الشرق بمسلمي الغرب، وياترى هل تصح مثل هذه المقارنة؟
المسيحيين في الشرق هم سكان اصليين لبلدانهم، وبالاخص في العراق وسوريا ولبنان والاردن ومصر، لا بل كان يوجد مسيحيين في منطقة الخليج والجزيرة العربية (السعودية) واليمن، في هذه المناطق وفي ليبيا والجوائر والمغرب تم التخلص من المسيحيين حيث لم يبقى من سكانها الاصليين باقين على ديانتهم المسيحيية الا ما ندر، اما من العراق الى مصر فلا يزال هناك تواجد مسيحي من السكان الاصليين، وهذا لا يعني تجريد المسلمين من اصالة وجودهم في هذه البقعة، الا انهم بلا شك اعتنقوا الاسلام بعد الاستعمار العربي الاسلامي لبلدانهم، وبعد ان ارهقوا بالجزية والقوانيين المهينة.
ان المسيحيين ليسوا طارئين على هذه الديار، فان رجعنا الى التاريخ لوجدنا ليس هذا العدد القليل من الكنائس والاديرة، بل لاكتشفنا الالاف منها وقد اندثرت او تم تدميرها او تحولت الى جوامع ومساجد.
 اذا ان عدد كنائس المسيحيين هو في حالة الانحسار لا بل حتى اعدادهم في حالة انحسار، وهذا الانحسار ليس لعدم الايمان بل بسبب قيود وقوانيين تمييزية ضدهم.
نحن مسيحيي هذه البلدان لم ندخلها لا جئين او مهاجرين او مستعمرين، بل نمتلك فيها اراضي وتراث وتاريخ مجيد، ولن نتجاوز الحق لو قلنا ان ما عرف بالحضارة الاسلامية ابان الفترة الاموية والعباسية، تم على يد المسيحيين من سكان البلاد الاصليين، فهم من وضع قوانيين الادارة التي لم يكن للمسلمين دراية بها، فدراية المسلمين البدو كانت في الغزو فقط، فهذا هو منصور بن سركون (يوحنا الدمشقي) اول وزير لبيت المال في خلافة معاوية، ولن يكون لنا مجالا لنذكر كل من ساهم في الطب والترجمة والرياضيات والفلسفةمن المسيحيين.ولقد عاش المسلمين والمسيحيين كل هذا التاريخ سوية بكل مأسيه وويلاته، وتعرض المسيحيين في هذه الفترة لابشع اذلال واقترفت بحقهم المجازر المتعددة.
اما مسلموا الغرب فهم في اكثرهم  مهاجرون حديثوا العهد في هذه البلدان، وبالتالي لا يمتلكون ارثا تاريخيا فيه، كما ان اعدادهم قليلة نسبة الى السكان، الا انهم يتمتعون بكامل حقوقهم الدينية والممنوع عليهم ممنوع على الاخرين دون محاباة، فالقانون حيادي من هذه الناحية، فاذا اراد شخص او مجموع بناء مسجد او كنيسة او معبد فما عليهم الا الالتزام بالقوانيين المعمول بها، كما ان حق التبشير بديانتهم مضمونة وليس هناك اي تضييق من هذه الناحية، بل ان الكثيرين من المشاهير قد اعتنقوا الدين الاسلامي، وهم يعيشون في بلدانهم ولم ينتقص هذا الاعتناق من حقوقهم شيئا، في حين ان اعتناق المسيحية من قبل اي مسلم في شرقنا السعيد، قد يعرضه للقتل تطبيقا لقول النبي العربي (من بدل دينه فاقتلوه) ولا تطبق الاية (لا اكراه في الدين) او (ان ربكم خلقكم شعوبا وقبائل لتتعارفواالى اخر الاية) علمان ان الايات كلام الله حسب الاعتقاد الاسلامي.
في اي محاولة لتصحيح واقع المسيحيين وبقية الاقليات الدينية، نتهم فورا باننا ناكري الجميل لاننا لا نرى كيف ان الاسبان قد قضوا على المسلمين واليهود، فيما المسلمين قد ابقوا عليهم والدليل تواجد المسيحيين في هذه البلدان لحد الان.
بالطبع انه لا يمكن تبرئة المسيحيين في اسبانيا من طرد المسلمين يعد ان استعمروها لاكثر من اربعمائة سنة، وليس بمقدورنا ان نمنح للمسيحيين جميعا صك البرائة لانه غير ممكن، ولكن اليس من حقنا ان نشير الى اخلاء الجزيرة العربية من المسيحيين واليهود،اخلاء منطقة الخليج واليمن وليبيا والجزائر والمغرب، علما ان كل هذه الدول كانت عامرة بالمسيحيين.
 اذا المسألة ليست كذالك فنحن لسنا مسؤلين عن ما اقترفه المسيحيين في اسبانيا او حتى في الحروب الصليبية، فقاعدة ان المسلمين كلهم اخوة، والتي يحاول المسلمين تطبيقهات عكسيا اي ان المسيحيين اخوة ولذا يمكن اخذ مسيحي المشرق بجريرة مسيحيي الغرب، هذا اذا كانت هناك جريرة اصلا، لا تصح ابدا.
نحن مواطنون هذه البلدان، ونتفق مع مواطنينا المسلمين بالكثير من الخصال الطيبة والسيئة، ولكننا نختلف في انتماءنا الديني، من حقنا ان نفتخر بهذا الانتماء، من حقنا ان نرسخ هذا الانتماء وان نطوره، من حقنا ان نطالب بحصتنا من الموارد ومن حق ديننا ان يتمتع بالمساواة مع اي دين في اوطاننا، ومن حقنا ان نعامل كمواطنين لا تنقص من مواطنيتهم شيئا لانهم من دين مغاير.
المطلوب اليوم هو تطوير النظرة الى الانسان وحقوقه، ويجب على المسلمين الكف عن النظر الى مواطنيهم كاهل ذمة، والكف عن النظر اليهم وكأنهم امتداد للاجنبي المتفق معهم دينيا والمغاير قوميا ووطنيا وحضاريا، ان بقاؤنا واستمرارنا في الحياة ليس منة بل هو بجهد ونضال وتضحيات كبيرة، فكفى المقارنة الظالمة والتي قد يخدع بها السذج ولكنها لن تنطلي على من يريد ان يبنى اوطانا رحبة واسعة مفتوحة الذراعين لكل المواطنين.[/b]

461
لا زلنا نمتلك ذاكرة

ابان اجراء الانتخابات السابقة 30 كانون الثاني 2005، تم حرمان اهالي بغديدا وبرطلة من التصويت، وقد استنكرنا كلنا هذه الممارسة، برغم ان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بررت هذا الحرمان، الا انه لم يكن مقنعا لغالبية ابناء شعبنا، لانه اساسا من حق المواطن ان يصوت لمن يراه الافضل ليمثله، وخصوصا ان هذه الممارسة الديمقراطية كانت الاولى من نوعها التي تجري في العراق، بل ايضا ان ممارسة الانتخابات حينذاك كان يعتبر مشاركة فعلية في بناء العراق الجديد، ولذا كان على المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ان تأخذ المسألة بجدية اكثر وان تزيل بقدر الامكان عوامل اثارة الشكوك بالعملية الانتخابية برمتها، وهذا كان موقفنابالاساس.
الا ان المثير والمستغرب في هذه العملية ان تخرج اصوات عالية من بين ابناء شعبنامعلنة ان العملية كانت مقصودة لحرمان فصيل اوفصائل سياسية معينة من التمثيل الحقيقي في البرلمان، وذلك لاسباب مجهولة او لانها تود هضم حقوق شعبنا او لانها تكن حقدا على فصيل معين لنضالاته المشرفة ومواقفه البطولية والتاريخية والمبدئية، بعض هذه الاصوات قدر عدد ابناء شعبنا المحرومين من المشاركة بالانتخابات بحوالي 150000 مائة وخمسون الف على اساس ان تعداد شعبنا يقدر هناك بحوالي 300000 ثلثمائة الف نسمة، اي حوالي خمسة كراسي اضافية مضمونة،  والبعض الاخر كان اكثر تواضعا فقدر عدد الناخبين من بين ابناء شعبنا بحوالي 80000 اي ثمانون الف ناخب، اي مقعدان اضافيان مضمونان مع بقية حوالي عشرون الف صوت تضاف الى حصته الاخرى فيضمن مقعد اخر.
الطموح امر مشروع، والعمل من اجل تحقيق الطموحات امر اكثر شرعية ان كان هذا العمل يسير بطرق قانونية وغير مخادعة، فكل شعب يعمل من اجل حقوقه، وكل تنظيم سياسي يعمل من اجل احقاق حقوق شعبه وقد تختلف زاوية النظر لهذه الحقوق بين الاحزاب المختلفة، الا انها على الاقل تدعي بانها تعمل من اجل الصالح العام.
مشكلتنا مع الكثيرين انهم لا يعرفون حقائق الوضع على الطبيعة، ويعتقدون انهم بايرادهم ارقام ومعلومات خاطئة ومتضاربة ومضخمة، يخدعون الاخرين ويعتقدون ان هؤلاء الاخرين لا يمتلكون المعلومات الحقيقية في حين ان الاخرين يمتلكون مفاتيح معرفة الحقائق لانهم يمتلكون كل السلطات التي تؤدي بهم الى هذه المعرفة من السلطة السياسية والعسكرية والقدرات المالية ومؤسسات البحوث والدراسات والخبراء بكل هذه المجالات.
اذا العملية لم تكن خداع الاخرين بقدر ما كانت خداع الذات وفي اسواء الاحوال خداع ابناء الشعب وجعلهم يعيشون احلام غير حقيقية، او واقع سياسي مخادع.
ان هذه الادعات قد خدع بها الكثيرين حتى من تنظيمات شعبنا، مما الحق ضررا بالغا بمصداقية العمل السياسي لشعبنا وتنظيماته السياسية.
كما اظهرنا الامر وكأننا نصرخ لاي حدث وان لم يكن حقيقيا مطالبين مساعدة العالم لنا في امر لا نستحقه مستغلين امور بعيدة عن السياسية وحقائقها والديمقراطية وممارساتها.
ولنكن اكثر وضوحا ادناه الارقام التي نشرها موقع عنكاوا حول عدد من يحق لهم الانتخابات في كل من قضاء برطلة وبغديدا الذين بلغ مجموعهم حوالي23395 ثلاثة وعشرون الف وثلثمائة وخمسة وتسعون ومن بينهم لنكون قليلا مغالين لصالح شعبنا ان ثلثهم ليسوا من ابناء شعبنا (اي الثلثين من ابناء شعبنا) اي حوالي 7798 يبقى لدينا من ابناء شعبنا 15597 ناخب، اذا اليس من حقنا ان نتسأل اين الثمانون الف ناخب الذين حرموا من حق التصويت، او اين المائة والخمسون الف صوت انتخابي ومدى المصداقية التي يمنحها هذا الامر لاحزابنا ومؤسساتنا ولقادة احزابنا، الا يوصمهم بالكذب امام الاخرين، اليس من حقنا ان نقول ماذا سنجيب على التسأؤلات المشروعة التي يمكن ان تنطرح علينا؟ ما هي النتائج التي افرزها صراخنا واتهامنا للاخرين؟ الم نقم ونحن نصرخ ونخرج بتظاهرات وبيانات ولو بخدش العلاقات التاريخية بيننا وبين الشعوب التي نتعايش معها؟ المطلوب ليس السكوت عن الحق، بل المطلوب عدم اشاعة الاكاذيب والدجل ونشر الاتهامات المزيفة لاجل المصالح الشحصية.
والامر الاخر المثير والمشمئز، اين المتباكون على القائمة القومية، اين الذين كتبوا ونشروا وهرولوا خلف الدهماء والغوغاء عن القائمة الفومية الموحدة؟ هل سنراهم هم انفسهم سيمدحون القائمة المنفردة اليوم ودون تبرير او تفسير؟، اليس من حقنا ان نتسأل ان الغاية لم تكن القائمة القومية الموحدة، بل الهجوم الحاقد على ابناء الامة ممن يختلفون في التوجه السياسي، دون مراعاة حدود هذا الهجوم.
لا يمكن لامة ان تتقدم وهي تقف على ارضية هشة غير حقيقية وغير واقعية، لانها لن تمتلك اي تصور سليم لوضعها فكيف يمكنها ان تمتلك مثل هذا التصور عن الاخرين وعن الواقع السياسي وموازيين القوى. ولنقل مرة اخرى نحن نمتلك ذاكرة تسجل كل هفواتنا وزلاتنا، وليت الاخرين يمتلكون مثل هذه الذاكرة، لوفرنا على نفسنا الكثير من التجارب المتكررة والمملة لحد السقم .[/b]

462
لقد كانوا اكثر انصافا لنا
في معمة حروبنا وصراعاتنا، في معمة قتالنا الشرس الذي اندلع من اجل التسمية والحقوق واثبات الوجود، تناسينا كل حقوقنا وركزنا على التسمية الواجب اطلاقها علينا وكأننا وليد جديد او لقيظ  وجد صدفة مرميا على قارعة الطريق، لقد كانت حربنا مدمية للجميع واصاب رذاذها بالاخص من نادى بوحدة شعبنا وضرورة صيانة هذه الوحدة اكثر مما اصاب الاخرين لانهم كانوا مستهدفين من الاطراف المتزمتة في كل الجهات، اقول رذاذها تبسيطا ولكن الحقيقة كانت طعناتها العميقة والتي قد لا تندمل جروحها في مدى المنظور، لان من طعن لم يستثنى الكرامة الانسانية وشرف المطعون فكل الاسلحة ابيحت وكل ما خطر على بال الثائر قيل بحق من اراد استعمال العقل والتعقل.
في خضم كل ذلك، كان بعض المخلصين من ابناء شعبنا يقدم الاقتراحات المتزنة للجنة صياغة الدستور كمواطنين يؤدون واجباتهم او كتنظيمات سياسية تقوم بطرح رؤياها القانونية والسياسية لمستقبل بلدها اسوة بكل القوى الوطنية، في حين كان الغوغاء من كل الاطراف يرفعون العرائض تلو العرائض من اجل شئ واحد فقط الا وهو التسمية التي يرغبون بها وكأننا في روضة اطفال نتدافع من اجل قطعة حلوى او لعبة ملونة، فلم نجد في هذه العرائض اي طرح لحقوق او لشكل الدولة او لمستقبل العلاقات بين مكوناتها، نعم لقد كان صراعا دمويا داخليا طلبنا من الاخرين حسمه، في الوقت الذي كان من واجبنا فعل ذلك، كنا اطفالا لم نتمكن من حسم صراعنا على لعبتنا الا بتدخل الكبار وقد حسموه وكانوا اكثر انصافا لنا من انفسنا فلنرى  ونقراء فقرات من مسودة الدستور الذي دعى البعض الى رفضه ودعينا الى القبول به، فلنحكم اين كان العقل والتعقل؟
تقول المادة الاولى
المادة (1):  جمهورية العراق دولةٌ مستقلةٌ ذات سيادة، نظام الحكم  فيها جمهوريٌ (برلماني) ديمقراطيٌ اتحاديٌ.
هل نص دستورا عراقيا على مثل هذا، هل ادرك ابناء شعبنا من الكلدان الاشوريين السريان مغزى هذه المادة، هل ادركوا ان توزيع السلطات يعني خدمات اكثر وجهد اقل وسلاما داخليا مضبوط بقانون وسلطات تأتي بارادة الشعب، وحرية تشكيل التنظيمات السياسية والرأي وغيرها، الم يعي ابناء شعبنا تأثير كل هذا عليهم، الم تشرح الاحزاب ذلك لهم، ام ان عمل الاخزاب كان استثارة الغرائز العدوانية تجاه الطرف الاخر من النفس والذي صدفه علموه اسما اخر ليطلقه على نفسه؟
المادة الثانية
اولاً :ـ الاسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدرٌ اساس للتشريع:
أ ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام. ب ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع مبادئ الديمقراطية.
ج ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع الحقوق والحريات الاساسية الواردة في هذا الدستور.
ثانياً :ـ يضمن هذا الدستور الحفاظ على الهوية الاسلامية لغالبية الشعب العراقي، كما ويضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الافراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية، كالمسيحيين، والايزديين، والصابئة المندائيين.

هذه المادة الثانية، هل تم ذكرنا كمسيحيين في اي دستور عراقي سابق، هل تم ذكر اخوتنا الازيدية والصابئة في دستور سابق، هل شرحت الاحزاب ماذا تعني ضمان حرية العقيدة في هذه الفقرة، اشك في ذلك، لانها كانت منشغلة بأمور اكثر اهمية وهي التسمية وضمان مستقبل بعض اطرافها في السلطة، لحد ان احد الاطراف في اللجنة الدستورية وقع على مسودة الدستور لا بل قراء جزء من المسودة، ولكنه بعد ان شعر انه  سيخرج خالي الوفاض امر انصاره بمعارضة المسودة وفر هو الى اوربا لكي لا يشارك في العرس الديمقراطي العراقي بالقبول او الرفض، ولان انصاره عبدة مأمورون لم ينبسوا ببنت شفة ويسألوا اذا لماذا وقعت المسودة؟
طبعا كنا نمني النفس بدستور علماني واكثر تطورا، الا ان التمني شئ والواقع شئ اخر، فسيرد السؤال الينا، وماذا فعلنا لتخقيق امانينا ارسلنا العرائض تلو العرائض ولاجل ماذا كانت عرائضنا؟
المادة (3):
 العراق بلدٌ متعدد القوميات والاديان والمذاهب، وهو جزءٌ من العالم الاسلامي، وعضوٌ مؤسسٌ وفعالٌ في جامعة الدول العربية، وملتزمٌ بميثاقها

ها هذه المادة الثالثة تعود وتؤكد تعددية العراق القومية والدينية، اي انها ضمانة اخرى لنا لكي نعمل من اجل ترسيخ هذه الضمانات قانونيا وفعليا اي على الواقع، وهل كنا نطمح اكثر من ذلك في حالة ان جل جهد شعبنا انصب اهتمامه على شئ واحد، وهو لم يكن بأهمية ضمانات مستقبل شعبنا في بلده، لقد حركتنا الغرائز العدوانية التي تم ايقاضها فينا  كل ضد الاخر الذي هو منا.
المادة (4):
 اولاً :ـ اللغة العربية واللغة الكردية هما اللغتان الرسميتان للعراق، ويضمن حق العراقيين بتعليم ابنائهم باللغة الام كالتركمانية، والسريانية، والارمنية، في المؤسسات التعليمية الحكومية، وفقاً للضوابط التربوية، او بأية لغة اخرى في المؤسسات التعليمية الخاصة. ثانياً :ـ يحدد نطاق المصطلح لغة رسمية، وكيفية تطبيق احكام هذه المادة بقانونٍ
ها هو اعتراف اخر بلغتنا وبشكل دستوري، وبحقنا في تعليمها في المدارس الرسمية اسوة باللغة التركمانية، صحيح انها لم ترتقي الى مصاف اللغة العربية والكردية، الا انه وضع افضل بكثير مما سبق، وهو تطور ايجابي وخصوصا عندما نقراء الفقرتين التاليتين من نفس المادة (رابعاً: ـ اللغة التركمانية واللغة السريانية لغتان رسميتان أخريان في الوحدات الادارية التي يشكلون فيها كثافةً سكانية.
خامساً: ـ لكل اقليمٍ او محافظةٍ اتخاذ اية لغة محلية اخرى، لغةً رسمية اضافية، اذا اقرت غالبية سكانها ذلك باستفتاء عام.)
اذا في نطاق ما لغتنا رسمية، ويمكن اتخاذها لغة رسمية لمحافظة او اقليم ان كنا نشكل فيه الاكثرية، فهل تم اعلام الشعب بهذه الفقرات، ام تم شحن شعبنا وراء غرائز العداء والكره للاخر ودعوتهم لرفض الدستور على اساس ذلك؟
المادة (5):
 السيادة للقانون، والشعب مصدر السلطات وشرعيتها، يمارسها بالاقتراع السري العام المباشر وعبر مؤسساته الدستورية
هاهي فقرة اخرى وان كانت عامة الا انها تؤكد على سيادة الشعب، وان ممارسة السلطة مكفولة بموافقةى هذا الشعب، فهل الداعين للقول لا للدستور كانوا يريدون ان نعود القهقري الى سيادة الايديولوجية والانقلابات الثورية؟ لم يجب احد على ذلك ولن يجيبوا لان الجميع كانوا متلهين بامور اكثر اهمية، وهي حياكة المؤامرات احدهم ضد الاخر، وتغييب العقل والمنطق والسياسة، وتقديم خطاب التبسيط والتخوين وتحقيق المصالح الانية.

المادة (6):
 يتم تداول السلطة سلمياً، عبر الوسائل الديمقراطية المنصوص عليها في هذا الدستور.
وهذه المادة تؤكد على تداول السلطة وتؤكد على سلمية هذا التداول، اي الاستقرار السياسي الكفيل بخلق التقدم الاقتصادي والثقافي والعلمي والاجتماعي، فماذا كنا نريد من دعوة معارضة الدستور، هل تم طرح بدائل اكثر منطقية، وحشد خلفها قوى سياسية لتحقيق ذلك، عودوا واطلعوا على عرائض ابناء شعبنا وسترون في ماذا كانت تنحصر مطالبهم!
المادة (7):
 اولاً :ـ يحظر كل كيانٍ او نهجٍ يتبنى العنصرية او الارهاب او التكفير أو التطهير الطائفي، او يحرض أو يمهد أو يمجد او يروج أو يبرر له، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه، وتحت أي مسمىً كان، ولا يجوز ان يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق، وينظم ذلك بقانون.
ثانياً : ـ تلتزم الدولة بمحاربة الارهاب بجميع اشكاله، وتعمل على حماية اراضيها من ان تكون مقراً أو ممراً أو ساحةً لنشاطه.

اليست هذه المادة ضمانة اخرى لشعبنا ولبقية مكوناته القليلة العدد، من تفشي العنصرية الدينية والقومية ، لو احسنا استغلالها وتوظيفها، ام ان انشغالنا بالهم الاسموي لشعبنا انسانا كل شئ اخر في هذا الوجود.
بالطبع ستخرج بعض الاطراف القومية لتدعي بانها انجازاتها، وانها كانت تروم الحصول على اكثر من ذلك، ولكن لنقول انه هذه الاطراف لم ترينا يوما ماذا ترغب ان يتضمن الدستور، ولن يفيدها ذلك بعد الان لان اي شخص يمكن ان يدون ذلك ويقول انني طالبت بهذا، لانه من المفروض  كان ان يقوموا بذلك قبل تدوين الدستور وليس ادعاء باطل يقول اننا قدمنا اعتراضات وتعديلات لم يطلع عليها الشعب، وما الغاية من سريتها في حين ان الجميع كان يقدم اعتراضاته وتعديلاته علنا، اليس خداع السذج مرة اخرى وشعبنا مع الاسف ملئ بالسذج.
المادة ( 121):
  يضمن هذا الدستور الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان، والكلدان والآشوريين، وسائر المكونات الاخرى، وينظم ذلك بقانون.
ارجوا قراءة هذه الفقرة بتأن، تقول الفقرة بضمان الحقوق الادراية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان (فارزة) والكلدان والاشوريين (فارزة) وسائر المكونات الاخرى
.
هنا علينا ان نتسأل لماذ لم يفصل المشرع بين الكلدان والاشوريين بفارزة، في حين انه فصلهم عن التركمان وسائر المكونات الاخرى بفارزة، ولماذا اضاف الواو فقط، ان قراة الفقرة وبلغة عربية سليمة تعني ان المشرع استعمل واو المعية، اي ان الاشوريين هي مع الكلدان، غير منفصلتان، انهما شئ واحد، والا كان بامكان المشرع ان يقول كالتركمان، والكلدان، والاشوريين، وسائر المكونات الاخرى.
اليست قراءة جديرة بالاهتمام، اليس مطلوبا منا اليوم التفكير بالعمل من اجل خلق المؤسسات الوحدوية التي يضمن لنا الدستور اقامتها، بالرغم من الدستور يضمن وحدة بعضها من خلال اعترافه بلغتنا الواحدة (السريانية)، اليس من حقنا ان نقول ان العرب والاكراد كانوا اكثر انصافا لنا ولوحدتنا القومية من ابناء جلدتنا، كانوا اكثر عدلا لنا من من فرض نفسه علينا بطل الامة الغير المنازع، كانوا اكثر احقاقا لحقنا من بعض اطرافنا السياسية التي ارادت الغاء الاخر من بين ابناء شعبها بحجج عنصرية وغير مسؤولة، لا بل الكل كان يدرك انها لن تتمكن من ذلك، والشئ الوحيد الذي ستتمكن من انجازه هو المزيد من زرع الاحقاد والضغائن بين ابناء شعبنا. هذا كله ونقول نعم كنا نريد الافضل، ولكن السؤال يبقى ماذا عملنا لكي نحقق هذا الافضل الذي كنا نريده؟ [/size] [/b]

463
الدستور بين نعم ولا
تيري بطرس

نشرت عنكاوا دوت كوم نقلا عن اذاعة العراق الحر من مراسلها في دهوك، عن مقابلة مع مسؤول زوعاوي، ان الحركة الديمقراطية الاشورية تدعوا الى رفض الدستور، وطبعا وكالعادة يروجون لما قالوه وقلناه قبلهم ومعهم وبعدهم، من ان الدستور يغبن شعبنا في امور كثيرة ومنها عدم ذكر دوره التأسيسي للعراق وحضارته، علمان ان العراق لا يملك الا هذا العمق التاريخي الوطني الحقيقي، ولا يذكر دور العراقيين في الفترة المسيحية وهي فترة تطور ثقافي وعلمي وحضاري لا يستهان بها بل هي التي هيئت للمسلمين للبروز، وبمجرد ضمور دور شعبنا في الحضارة التي سميت الاسلامية ضمر دور هذه الحضارة، وانني شخصيا ذكرت مرارا ان هنالك الف سنةمن التاريخ العراقي يتم نسيانها.
 كما يستند الزوعاويين في رفضهم للدستور بسبب تقسيم شعبنا الى شعبين في المادة (121) حينما تذكر الكلدان والاشوريين اي منفصلين بواو العطف، والان لهم رنة جديدة تقول لتجاهل الدستور ذكر التسمية السريانية من بين اسماء شعبنا، ولكنهم لم يوضحوا هل كانوا يفضلونها بواو ام من دون واو.
لنقر بحق كل شخص في ان يقول رأيه في الدستور، وانا من القائلين ان الدستور بحلته الحالية هو دستور رجعي وغير مهياء ليواجه اعباء المستقبل، كما ان فيه تناقضات كثيرة خصوصا في حقل الحريات التي تتناقض مع الشريعة الاسلامية اوثوابتها على الاقل، ولقد حاول الحزب الوطني معالجتها في رسالته الى لجنة صياغة الدستور، ولكن لم يكن لنداءنا اذان صاغية، وكان من ضمن المعالجات تأكيدنا على اننا شعب واحد.
كان لدينا في لجنة صياغة الدستور كل من السيد نوري بطرس عطو و السيد يونادم يوسف كنا، كان من المفترض بهما ان يطلعا الشعب واحزابه على التوجهات الجارية في لجنة صياغة الدستور، فهل فعلا، هل ايدانا عندما قلنا لا وعيب للعرائض التي انهالت على لجنة صياغة الدستور، ام ان لاحدهم دورا في استفحالها، هل يمكن لزوعا ان يقول لنا ما هي الصيغة او الاراء التي قدمها الى لجنة صياغة الدستور، ولماذا لم يتم نشرها لكي يطلع عليها ابناء شعبنا ليتأكد من مصداقيتهم، لماذا لم يدعو السيد كنا او السيد عطو الى اجتماع للاحزاب والمنظمات الفاعلة عندما رأيا الخلل الذي  يراد تمريره في الدستور ولماذا سكتا لحين وقوع الفأس في الرأس، وهل يعتقد الزوعا وقائده الهمام ان الشعب هم قطيع ابقار، لا تفكر الا بما يريدوه، نقول اننا لسنا من فاقدي الذاكرة ايها السادة.
ما الذي سنجنيه من قولنا لا للدستور الحالي والذي نقر بأنه حقا يحمل مواد لا نستسيغها ولا نعتقد بانها تجاري العصر ناهيك عن تسمية شعبنا التي هي من صنع ايادينا ولكن بالاخص يد السيد يونادم كنا والذي يجب ان لا يتم مسامحته على ما اقترفه للوصول الى هذه النتيجة البائسة.
ان معارضة حوالي ثمانية الاف شخص قد يقولون لا لن يؤثر في اي نتيجة للدستور، ولا اعتقد ان للزوعا القدرة على جلب اكثر من هذا العدد اذا اخرجنا حوالي ثمانية عشر الف من اصوات المهحر وثمانيةالاف من الذين ادركوا انخداعهم بزوعا وطروحاته، اذا زوعا لا يطرح الامر ليحسم موقفا او ليحسم هل الدستور سيقبل ام لا، بل ليقول انني اتخذت موقفا، ولكن هذا الموقف هو بالضد من موقف امينه العام في اللجنة الدستورية، التي ضل ساكتا فيها ولم ينطق ببنت شفة، اذا قول لا التي يدعوا لها الزوعا هي محاولة اظهاره وكأن له موقف ليس الا.
ولكن وطنيا مالذي يعنيه رفض هذه المسودة، ان رفض المسودة يعني اول ما يعنيه اننا ندعوا الى ان يخطوا شعبنا خطوة في المجهول خطوة في الهواء، فهل هذا دور الاحزاب ام ان واجب الاحزاب هو دعوة شعوبها للخطو الى الامام بخطوات معلومة ومحسومة النتائج وثابتة، وماذا يعني ان نخطوا الى المجهول معنى ذلك ان نخطوا الى حرب اهلية لا سمح الله سيكون شعبنا الاشوري (الكلداني السرياني) اول ضحاياها،وذلك لاسباب بات كلكم يعرفها ويدركها بشكل تام، ومعنى ان نقول لا اننا نمنح مصداقية للارهاب والارهابيين في ان يكون لهم دور في تقرير مصير البلد،وكلكم يدرك ماذا يرغب الارهاب والارهابيين، وان لم يكن يدرك فالذبح امامكم ماثل وحكومة طالبان وتجربتها امامكم لتعرفوا ما يعني حكم الارهاب والمتزمتين، ورفضنا للدستور يعني اننا وبطريقة غير مباشرة نتحالف مع اشد القوى ظلامية وقتامة في تاريخ الانسانية، ولا ادري ما المنافع التي سنجنيها من ذلك، فهل للسادة في الزوعا ان ينورونا؟
هل مطالبة زوعا لانصاره برفض الدستور او بالقول لا مبررة ومقرونة بالبدائل ام هو تسويق النفس كقوة لها وزنا بعد ان علم الكل انها بالون منفوخ لا اكثر، وليتحمل الشعب النتائج المأساوية للفراغ الامني والسياسي والادراي الذي قد يلي رفض مسودة الدستور، وهذا ما تعلمناه ماضيا من هذه المجموعة الساسية التي لم تعمل الا بما هو قصير النظر والذي لا يتعدى بعده عن انفها، لانها لا اترى ابعد من ذلك.
ان الاقرار بمساوئ مسودة الدستور، لا يعني اننا يجب ان نصوت بلا عليه، لان الدستور يمنح للجمعية الوطنية الية تعديله، وعليه فاننا وكل العراقيين الشرفاء والذين يهمهم مستقبل العراق والعراقيين ومصلحتهم ويريدون لهم ان يعيشوا عصرهم، من القوى الوطنية والليبرالية، مطلوب منهم التحالف والتأزر من اجل العمل على تفسير بنود الدستور الحالي باكثر ما يمكن من الحرية والرؤى التقدمية، وان تعمل يدا بيد من اجل تعديل كل البنود التي لا تلائم مع حقوق الانسان والاتفاقيات والمواثيق التي اقرتها الامم المتحدة والهيئات الدولة ذات الشأن، اما حول تسمية شعبنا والتي كانت نتيجة عمل السيد كنا واصراره الانفراد بكل القرارات وممارسته الغش والخداع مع كل القوى الفاعلة في شعبنا، فتعديلها عائد الى شعبنا وقواه الخيرة وان نحن اتفقنا فلا نعتقد ان هناك من سيقف ضد ارادتنا وخصوصا ان التعديلات ممكن ان تبداء بعد اربعة اشهر من الاتنخابات القادمة، اي ان امام كتل شعبنا المختلفة الفترة الكافية والمناسبة لتعديل الامر وتصحيحه ان كنا حقانملك الرغبة والارداة لعمل ذلك.[/b][/size][/font]

464
لنهدم معابد الكذب والخداع الذاتي
[/b]
[/size]قد تكون الحقيقة مطلوبة لذاتها، وقد يقال ان الحقيقة يجب ان تقال برغم النتائج التي سوف تتبعها، ولكن السياسة لا تتعامل مع الحقائق، تتعامل في اغلب الاحيان مع موازين القوى، اي ان السياسة لا تعترف بالعدالة المطلقة، لانها لا تتعامل مع جرم، بل مع حالة ينظر فيها كل انسان او مجموعة انسانية الى العدالة والحق من منظار مختلف، وبالتالي فان السياسة لا تقول الحقيقة بل ما يراه السياسي من خلال منظاره للحقيقة.
يضطر الانسان احيانا لكي يطرح اراء قد لاتكون شعبية، اي سيتم النظر اليها على انها معادية او مساومة للحق الطبيعي، القارئ يحكم على ما يقراء من معلوماته التي امتلكها من خلال وسائل الاعلام التابعة لشعبنا، وهو اي القارئ توجهه نياته الحسنة واعتقاد راسخ بان ما يمتلكه من المعلومات صحيح لا غبار عليه، ولكن الكاتب قد يمتلك مصادر معلومات اخرى اكثر صدقية، يمكن من خلالها ان يطرح اراء غير مستحبة او ان القراء يعتبروها استسلامية او مساومة او انهزامية، مشكلة بعض المعلومات انها ان قيلت قد تثير امور كثيرة يصعب تصديق تأثيراتها او تثير يأسا وقنوطا غير مبرران ولذا فالكاتب يحاول الالتفاف وقول ما يريد قوله مواربة.
من خلال كتاباتي التي انشرها انتقد شعبنا الاشوري وسلبيته وتضخيم دوره وانتقد بعض الاراء التي اعتقد انها تحاول بيع الوهم للشعب اكثر مما  تحاول ايجاد العلاج للحالة او الوضع الذي يعيشه، فانا اولا اؤمن  بانني اشوري وارى هذه التسمية الافضل والانسب لتطلق على شعبنا بكل مسمياته الاخرى، فالاشوري يعتقد بسهولة ان ابن تلكيف والقوش وبرطلةوشقلاوة وطور عابدين واورمي وسلامس هم اشوريين، ولغتهم هي لغته، وتاريخهم هو تاريخه، اي انه انسان متوازن مع نفسه وادعائه، بالمقابل ان الكلداني سيجد في الامد البعيد صعوبة في فصل الكلداني عن الاشوري، قد تصل هذه الصعوبة الى رفض الكثير من الكلدان، لان الكلدان والاشوريين يتصارعون على نفس الاشياء بالحقيقة،وهي التاريخ واللغة والارض وما ينطبق على الكلدان ينطبق على الجزء السرياني، ما يتصفان به الكلدان والسريان انهم اقصائيون  يجزؤن الشعب ويعملون فيه مشرحتهم وحسب رغبتهم، انهم سيجدون صعوبة بعد ان تذهب سكرة هذا الاندفاع الكلداني  في ان يتم قبول ابن منطقة الصبنة مثلا او ان يتقبلوا بوجود كلدان لهم ابناء عم من الاشوريين، الانتماء القومي صحيح انه يعتمد على مشيئة الا ان المشيئة لا تذهب الى استحداث امة بنفس خواص الامة الاخرى ولكن مغايرة لها بالاسم فقط او المذهب الديني.
ان معاناة الكلدان من الاشوريين او لنقلها حقيقة من نهم السيد يونادم كنا وحزبه الذي لا يشبع للمناصب والمواقع والتي لهفها لنفسه ومحازبيه، لا يعني ان الاشوريين اعدائهم، لان ما يخلق العداء هو هذه الحالة المتشنجة التي تم حشرنا فيها، ويؤسفني ان البعض يحاول تبرير اختلاف الكلدان عن الاشوريين كما اختلفت الباكستان عن الهند او بنغلادتش عن باكستان، ففي الحالة الاولى تم استحداث دولة على اساس ديني بحت، وفي الحالة الثانية بعد ان وجد البنغال انهم مضظهدين من اخوتهم بالدين اي مسلمي باكستان الغربية فضلوا الانسلاخ وتأسيس دولة على اساس قومي بنغالي، اي ان البنغالية كانت موجودة ثقافة ولغة وهي تختلف عن الاوردو واهل السند والقبائل الشمالية في باكستان الغربية.
 ولكن من جانب اخر هذا لا يعني وبما انني اؤمن ان الاشورية هي افضل تسمية لشعبنا الموحد، ان نتغاضى عن اخطأنا لا بل خطايانا كأشوريين بحق انفسنا وبحق ابناء شعبنا ممن يقولون انهم كلدان اوسريان، وهذ ايضا ليس صك براءة للذمة لمن يؤمن انه كلداني او سرياني.
لو كان وضعناعال العال لما كان حالنا بهذا الحال، ولما ملانا الدنيا صراخا وعويلا، هنالك مشاكل حقيقية يجب ان تعالج، وهذه المعالجة لا تحدث بالذهاب الى اقصى اليسار او اقصى اليمن اي خلق اسباب موضوعية لعدم الالتقاء.
 في التعصب لتسمية ومن كثرة التعصب لها تشوهها، ان ما يقوم به بعض الاشوريين ما هو الا زرع المزيد من الاحقاد فكل ما يعرف لا يقال وبعضهم لا يعرف شيئا ولكن الله من عليه بوسيلة فيستغلها ابشع استغلال، وشعبنا صار مختبر جرذان كل يجرب عليه تسمية او يطرح عليه حلول سحرية ويعده انه بالاصرار على تسمية ما فانه من الغالبين، وكأن الغلبة والفوز في تسمية وليست في برامج طموحة وممكنة التنفيذ وتستند على حقائق الواقع وليس على الخيال.
في الواقع المزري الراهن الذي وصل اليه شعبنا(بكل تسمياته) ليس بحاجة للنفخ في قربة مزروفة اسمها الامبراطوريات العظيمة او نصيبين واورهي، فهذه لن تبني لي صرحا ولا تضع لي مادة في الدستور ولا تنتخب لي ممثلا في البرلمان،ولن توفر وضائف واعمال لابناء شعبنا، ان هذا الواقع المزري بحاجة الى الطرق باقوى ما يمكن على بياعي الاحلام الوردية، على من ظل يكذب ولا يزال يكذب بانجازات وهمية، من اي طرف كان، ان التغني بالامجاد ليست مهنة كاتب يكتب في الشأن السياسي، بل هي مهنة شاعر او دجال يريد الهاء الناس عن واقعهم، ان التغني بالماضي وامجاده هو مخدر يرينا الدنيا بمبي وفي الواقع انها كالحة السواد.
ان لم تعمل مطرقة النقد، والنقد الذي يجب ان يصل الى جلد الذات احيانا، وتدخل هذه المطرقة المباركة في كل خلايا وتلافيف ادمغتنا وتهز كل هلوساتنا وبطولاتنا الوهمية وتعيدنا عراة مبينة كل عيوبنا وكاشفة كل عوراتنا، فلن نتمكن من البناء، وقد قال المثل الفرنسي ان اول خطو للبناء الاعتراف بالاخطاء.ولتحديد بعض المواقع والامور التي يجب ان يتم اشباعها نقدا وتوبيخا وفضحا ومن ثم ادراج خطوات الواجب اتخاذها لاصلاح الواقع الذاتي لكي نتمكن من ان نكون مؤثرين في الواقع الموضوعي هنا بعض المؤسسات والطروحات الواجب وضعها تحت مطرقة النقد.
اولا الكنيسة_ وعندما نقول الكنيسة فنحن نعنيها بكل اجزاءها، فالمؤسسة مترهلة لا حياة فيها، وان ظهر بصيص نور من مكان ما يتم اطفائه لصالح الجمود والافكار البالية التي لا تتماشي مع العصر ومتطلباته واسلوب ايصال الرسالة فيه، ان الخوف الذي بداء يدب في اوصال الكنيسة (المشرق بكل تفرعاتها، وانطاكيا بكل تفرعاتها) من الوافدين الجدد يظهر كم ان كنيستنامتقوقعة على نفسها، تاركة لرسالتها في ايصال البشارة الى كل انسان، ان الكنيسة تحاول وحاولت ان تخلق في انساننا الانسان الخنوع الذليل الراضي بواقعه والمستكين على الامه بحجة انتظار الفرج الاتي في السماء، فالكنيسة وهي تحمل واجب ايصال هذه البشارة العظيمة كان يجب ان تخلق وان تبني هذا الانسان الجدير بحملها والتبشير بها انسان صاحب عنفوان محب لحريته ويصون كرامته لان الحرية والكرامة الانسانية من الله. كنيسة برغم ادراكها ان واقعهامزري الا انها لا تقدم على خطوات اساسية لاصلاح ذاتها واعادة لحمة وحدتها، بحجج ما عاد احد يهتم بها.
الاحزاب السياسية_ لم تكن السياسة بيع وهم في يوم من الايام، بل السياسة هي الدرب الذي يوصلنا لادارة امورنا بافضل الوسائل وباقل الخسائر، ونتائج مسودة الدستور واضحة العيان، فهل تقدم احد وتسأل ما كان في جعبة الاحزاب، لكي تقدمه، نظريا وعمليا، ان التباكي بعد ان سال اللبن لن يجدي نفعا، وان محاولة وضع اللوم على الاخرين لم يعد مبررا، فكلنا كنا نعلم المصير، ولكننا سرناه باصرار عجيب، فأين معول من يحفر لتبيان الاسباب الحقيقية لهذا الواقع، وهنا لن ينفع معنا النفخ في بوق الايدولوجيا بل اين وضعنا المنفعة العليا، وهل كان لنا تصور واضح لهذه المنفعة؟
المؤسسات القومية_ ان اغلب هذه المؤسسات يقف خلفها اناس مقتدرون في فعل ما، ولكن من هو مقتدر في فعل ما من ابناء شعبنا يعتقد انه يملك ناصية كل العلوم والمعارف، فتتخبط هذه المؤسسات لا في حزبية مقيتة بل في فردية مدمرة، فاصحاب المؤسسات يمتلكونها ويديرونها على هواهم، ولم يتعلموا من تجاب تقع في بلدانهم، من مؤسسات شعوب اخرى.
الطرح الايديولوجي_ تستشري بين ابناء شعبنا كل الطروحات التي تجعله بعيد عن واقعه الحقيقي، تستشري فيه كل الاراء التكفيرية والتحقيرية للاخر والمخونة له، لانها ببساطة بضاعة العاجر، فالاشوريون يخونون الكلدان والعكس صحيح، والاشوريون يخونون بعضهم البعض، ولم نجد يوما جلسات الحوار المتحضر لطرح اشكالات الواقع وسبل حلها، فكل واحد يعتقد انه يحمل الحل السحري، وما على الاخرين الا اتباعه ودون مسألة لكي لا يتم التشويش على افكاره، وهنا لا مجال للحوار بل يطلب منا ان نكون رعية في ابرشية كاهن يدعي العصمة، وليس في رحاب السياسة وتلاوينها وتعدد اساليبها.
الوحدة_ بمجرد طرح هذا الشعار نعتقد ان جل مشاكلنا سوف يتم حلها، ولكن الحقيقة ان الوحدة مصطلح ملتبس يجب ان يوضح، هل الوحدة هي اطاعة امر واحد، ام الوحدة هي اجتماع ارادات حرة، لانجاز اهداف معلومة، ويتم تحديدها وتحديد مسار الانجازات بالحوار، لان السياسة هي اولا واخيرا تحقيق مصالح، المطروح من قبل اغلب منضرينا هو الوصف الاول، وهو الوصف الذي يلتقي مع الكنيسة في خلق انسان عبد وليس انسانا حرا وبلا انسان حر لا تنتظروا امة وشعب حر.

465
القائمة الموحدة بين حسن النية
والحسابات الخاطئة
اتفقت بعض تنظيماتنا السياسية ورموزنا الدينية في محافظة نينوى على الدعوة للتقدم للانتخابات المقبلة بقائمة موحدة، لتمثيل شعبنا في الجمعية الوطنية المقبلة(ليس واضحا هل الدعوة هي لمحاقظة نينوى فقط ام تشمل الوطن ككل).
امرنا غريب، تدغدغنا كلمة الوحدة وكل التصاريف المستخرجة عنها، فنحن عندما نسمع عن وحدة اطراف او التقأهم نشعر وكأننا نطير فرحا، وكأن كل امالنا باتت قاب قوسين او اقرب من التحقق، لا اعتراض على ان الوحدة في امور كثير مطلب جماهيري، ومن هذه الامور وحدة الشعب والامة، وحدة الحد الادنى من المطالب، محاولة لاعادة الوحدة الكنسية، وحدة اللغة ومصدر تطورها وتدريسها وحدة الشعارات القومية (العلم التسمية) وحدة مناسباتنا واعيادنا القومية على الاقل، هذه الامور مطلوب الوحدة فيها، ونزيد امكانية وحدة بعض تنظيماتنا السياسية، لتقليل عددها وزيادة فعالياتها، ولكن وحدة القائمة الانتخابية امر يثير لدينا تساؤلات مشروعة.
نحن ندرك حسن النية في الدعوة، وان الحزب الذي انتمي اليه وقع على مثل هذه الدعوة، وحسن النية متأتي من القاعدة الذهبية التي ورثناها والتي تقول ان كل انكساراتنا حدثت نتيجة خلافاتنا، فعندما اختلفت بابل مع نينوى، دمرت الثانية لتلحق بها الاولى بعد سنوات غير كثيرة، ولكن الوحدة ايضا ليست دائما مطلوبة على الاقل في بعض الامور التي قد تفيد في تحقيق تواجد لنا في مواقع قد يكون تواجدنا بوحدتنا ضعيف وغير فعال، اذا الوحدة وهنا نقصدالقائمة الموحدة بالتأكيد مطلب عاطفي جميل ويمكن تسويقه لدغدغة مشاعر العامة، الا ان تحقيقه يجب ان يخضع لدراسات ومعرفة موازين القوى والوزن الديموغرافي، والقانون الانتخابي، وكيفية توزيع الدوائر الانتخابية، والانتماءات والتوجهات السياسية لغالبية ابناء شعبنا، ومواقع صناديق الاقتراع، وكيفية توزيعها.
اني لعلى ثقة ان هذه الامور لم يتم بحثها في الاجتماع المنوه عنه، برغم من حظور احزاب لها خبرتها السياسية والقانونية والانتخابية كزوعا والاترنايي، قد يكون بعض الاطراف عمل حسبة بسيطة ووجد انه نتيجة لانتخابات المحافظة وخصوصا نينوى، له حظ كبير في الالتحاق بالجمعية الوطنية، الا انني اعتقد انها حسابات قد يكون لها نصيب من الصحة، وقد لا يكون نتيجة تبدلات تجري على ساحة الانتخابات ودخول اطراف اخرى فيها لاول مرة.
وملاحظاتي الاولية على هذه الدعوة، مع التأكيد على احترام حسن نية الاطراف المشاركة في هذه الدعوة، هي التالية.
اولا _ بخلاف الانتخابات التي جرت في نهاية شهر كانون الثاني من هذه السنة، والتي كان العراق فيها دائرة انتخابية واحدة، مما كان يسمح لابن البصرة ان يعطي صوته لقائمة قد لا يكون فيهات بصراوي واحد، او للاشوري الساكن في النجف مثلا لقائمة 204 او 139 او 130 او اي قائمة يختارها، صار البصراوي والاشوري في النجف محكومين لانتخاب قائمة معينة من القوائم المتنافسة على كراسي المخصصة لمحافظة البصرة او النجف، ويقينا انه لن تتواجد قائمة اشورية في النجف ولا في البصرة، اذا اصوات ابناء شعبنا في المحافظات الجنوبية ستضيع ولن تذهب الى قوائم ابناء شعبنا، الا اذا رشحنا قوائم انتخابية في كل محافظة لتحسب اصواتهم على 45 مقعد المخصصة للتعويض، وهذه المقاعد تمنح للقوائم التي حصلت على المعدل الوطني للاصوات التي يجب ان يكتسبها كل من نجح دخول جنة الجمعية الوطنية، اما باقي المقاعد وعددها 230 فتوزع على الدوائر الانتخابية، وهنا الدائرة هي المحافظة.
ثانيا_ من المؤكد ان اغلب تنظيماتنات السياسية وكنائسنا وبقية هيئات المجتمع المدني الخاصة بشعبنا، لا تمتلك ولو تصور معقول لوزن شعبنا الديمغرافي (في ظل عدم وجود حق التمثيل)، لانه بالاساس هو الذي يحدد مدى وكم من الافراد من الممكن ان ندفعهم للحصول على بطاقة الانتماء الى الجمعية الوطنية، هذا طبعا باعتبار ان ابناء شعبنا سينتخبون ابناء جلدتهم ولن ينتخبون غيرهم.
ثالثا_ لان احزابنا السياسية غير متفقة على الحدود الدنيا من التوافق في المجالات السياسية الاهم ونعني البرامج، وعدم تحزيب لقمة العيش، فان مواقعها وتاثيراتها ستبقي فرقعات اعلامية لا اكثر، وبالتالي ان العامل الاهم والمطلوب بشدة لوحدة احزابنا وهو البرامج، والعمل الجاد لاستحصال على نصيبنا من الثروة الوطنية وتوزيعه لمن يستحقه دون تحزب اعمى، ان لم يتم ذلك، فالخلل الاساسي موجود، فما فائدة زركشته والكل يعلم كم هو مهترئ قماش وحدتنا التي ندعيها.
رابعا_ وتأكيدا للنقطة اعلاه، فالمنتظر ان يكون تسرب اصوات ابناء شعبنا لدعم قوائم اخرى يتواجد ابناء شعبنا فيها، هذه المرة اقوى واكثر فعالية، ففي الوقت الذي بقيت بعض تنظيماتنا تبكي على اللبن المسكوب رسخت تنظيمات اخرى وجودها باعمال وانجازات كان ابناء شعبنا بأمس الحاجة اليها، صحيح اننا نتوقع ان تقوم بعض الاطراف ممن يملكون جيوب مليئة بالاخضر بالقيام بمحاولة توزيع هذا الاخضر لشراء الذمم، الا ان شعبنا مل الحضور الانتخابي والغياب الفعلي في اغلب الاحيان.
خامسا_ في المهجر قامت منظمات دولية بتنظيم الانتخابات السابقة والتي كانت فاشلة بكل المعايير، من الارتفاع الهائل لقيمة الصوت المهجري، الى قلة المشاركين في التسجيل والاقتراع، اما حاليا فلا يزال الغموض سيد الموقف بشأن من سينظم هذه الانتخابات وكيف واين ستكون موقع صناديق الاقتراع، بالطبع السفارات غير عملية لان اغلبها بعيد جدا عن مناطق تواجد ابناء جالياتنا، عدى لندن وستوكهولم وامستردام (لصغر مساحة البلد)، كما انها غير محايدة، ولذا فان عامل مكان وموقع صندوق الاقتراع مهم لنؤل على الصوت المهجري، الذي خذلنا وبشدة في انتخابات 30 كانون الثاني الماضي، برغم النشاط المحموم الذي بذل لكسبه علمان ان الصوت المهجري سيحسب للمقاعد التعويضية على الاكثر.
سادسا_ يلاحظ الغياب التام لتواجد اي قوى كلدانية في هذا اللقاء، هل يمكن تفسير ذلك ان هذه القوى قد حسمت امرها، من انها ليست من هذا الشعب، ام انها فوضت الكنيسة لكي تمثلها، ام انها تعتقد بانها ستتمكن من ايصال من تريد بغض النظر عن تحالفات تعيق حرية حركتهاو تفرض عليها اشخاص ومواقف لا تعتبرها اولية لها، هنا اود ان اذكرهم ان الحساب الاخير قد يجعلها تصاب بما اصيب به من ادعي انه سيكسب عشرة مقاعد ولا يستبعد من الحصول على خمسة عشر، اي ان تخرج خالية الوفاض.
سابعا_ لم يجبنا احد لحد الان هل القائمة الموحدة مطلوبة لذاتها، ام لما يمكن ان تنجزه لصالح الشعب، فلو افترضنا اننا دخلنا قائمة موحدة في حميع محافظات العراق وتمكنا من ايصال شخصين الى القبة البرلمانية، هل هي افضل من عقد تحالفات يمكن ان توصلنا خمسة اشخاص او اكثر، ولماذا نفضل القائمة الموحدة، وخصوصا انها ستجري في ظل دستور ثابت متفق عله، سيكون عمل البرلمان تشريع قوانين استنادا الى الدستور وتوفير الخدمات للمواطنيين، وبالتالي التحالفات السياسية ستجري على هذين المحوريين القوانيين والخدمات.
بالطبع الاخوة في الزوعا يبدون مندفعين للقائمة الموحدة لاسباب خاصة بهم (هنا اود القول انني سئ الظن بالسيد يونادم كنا على الدوام، ولذا لا ارى انه يقوم بعمل لوجه الله فقط او لخدمة شعبه بالاحرى) وهذه الاسباب هي محاولة تحصين موقعهم داخليا فهم يدركون ان هم اصروا على ان يكون ممثلهم الاول في القائمة فقد يفوزون بذلك ( في نينوى فاز ممثلهم في انتخابات المحافظة)، ومن هنا يمكنهم بيع الامر ليتحالفوا بقوة مع اطراف وطنية من تحت الطاولة، وعند وقوع الامر لن تعوزهم الحجج وهذا ليس ببعيد بل سيمرروه بانه شطارة سياسية، من هنا ونتيجة لاكثر من مرة من الخداع والتضليل، ولانه لم يعد له ما سيوزعه على البقية الا العظم لانه التهم اللحم، فيجب ان يتم محاسبته والتحفظ والتشكك في كل ما يقوله، فالثعلب الذي بكى ومانع الدخول قن الدجاج انتهى به الامر ملتهما لها.
اذا الوحدة والقائمة الموحدة ليست لذاتها، بل يجب ان تنجز امور محسوبة بدقة، ويكفينا النوم على انغام الاغاني التي تتغني بالخويادا، فالخويادا لا يمكن ان يتحقق بالتبعية بل بالمساواة بكل شئ واوله الرائ والمشاركة في القرار والمواقع ، وان يكون هذا الحويادا في اطار مؤسسة، يمكن ان تحاسب المسئ، وان يكون الحويودو محسوب بدقة وليس جريا خلف العواطف[/b]

466
المنبر السياسي / شعبولا الاشوري
« في: 19:21 23/09/2005  »
شعبولا الاشوري
لمن لا يعرف معنى شعبولا نقول انه اسم الدلع للمكوجي الذي صار مطربا، المصري شعبان عبد الرحيم الذي ذاع صيته وانتشر خصوصا بعد اغنيته (نا بحب عمر موسى وبكره اسرائيل)فشعبولا ليس مطربا فقط بل هو الان رمز لسياسية او لفكر ومعتقد ليس بين المصريين والعرب ولكنه يطال ابناء شعبنا فحزب شعبولا بين ابناء شعبنا هو الاكثر نفوذا مع الاعتذار للاحزاب القائدة والكبيرة، ولكي لا نبقي في دائرة العموميات وندخل في صلب ما نحن بصدده من وصف حالة الشعبولايون فيجب ان ندرج ماهي صفاتهم وحلاتهم التي يمنحهم شرف الانتماء الشعبولائي.
ان البيان السياسي للحزب او الفئة الشعبولائية موجود باختصار في الاغنية التي ذكرتها لكم اعلاه واقصد بها (انا بحب عمر موسى وبكره اسرائيل)، وهو البيان الاممي لها وعليه تنويعات قومية ومناطقية لا حصر لهاواهم سمات هذا البيان اتهام معظم الدول والشعوب بانها تعمل لمصالحها الخاصة، وان هذه الدول والشعوب لا مبادئ لها وتحيك المؤامرات ليل نهار للشعوب المسكينة والفقيرة، ولذا فالمطلوب محاربة هذه الدول ودحرهاوتثقيف شعوبهاكيف تأتي بحكومات لا تعمل لمصالحها بل لاجل المبادئ العليا.
وان ادعاء هذه الدول والشعوب بالتزامها بمبادئ ومواثيق حقوق الانسان وحقوق المراة ليس الا كذب وبهتان تؤكد ذلك ما يحدث في الشيشان وافغانستان والعراق وطاجكستان وجزر الاندونيسية والفليبين وفلسطين، كما ان استعمال المراة كسلعة في الاعلانات تبين كذبها وانتقائيتها وكيلها باكثر من مكيال، اما الحريات الدينية التي تدعيها فيكذبها هجوم مفكرين وعلماء وصجفيين وسياسيين فيها على الاسلام ومنجزاته الحضارية والعروبة وطموحاتها الوحدوية وتطلعاتها لكي تكون احدى القوى العالمية بمايؤهلها له ماضيها المجيد.
ان السيد عمرو موسى يمثل احد قلاع النظرية السياسية للفلسفة الشعبولائية فهو صارم كحد السيف مع اعداء العروبة والاسلام، ويقوم بتفنيد كل ادعاتهم واكاذيبهم فنراه يسفه كل ما يقولونه ويسفه قدراتهم ومطالبهم مهما كانت هذه المطالب، فالعدالة والحق والشرف وخصوصا الشرف لا يمكن الا ان تكون في جانب الشعبولائيين وليس غيرهم، كما ان السيد عمر موسى قد تمكن وبحق من جعل جامعة الدول العربية عرين العروبة الاوحد وحصن الدفاع الاكثر شموخافي وجه اعدائها من خلال خداع كل المنظمات الدولية بانه يقوم بتنفيذ بعض مطالبها ولكن في الحقيقة يناور وبذكاء من اجل تعطيل هذه المطالب بتشكيل لجان دراسة ولجان تقيم ولجان نصح وهلم جر من ادوات تعطيل متطلبات الولوج في القرن الحادي والعشرين.
اما عن كره اسرائيل فهو بالحقيقة كناية عن كره كل ما هو حديث، اليست دولة اسرائيل ربيبة الامبربالية والصهيونية العالمية حديثة العهد بالوجود، لا بل انه وجود مشكوك فيه اخلاقيا لانه يقوم على اساس الحق العربي المطلق والذي لا يدانيه حق، اذا كره اسرائيل واجب فهذا الكره يعني انها غير موجودة في ضمائر الشعبولائيين وهذا هو اهم انجاز للنظرية (او الفلسفة) الشعبولائية وهذا الانجاز يبين مدى ثورية هذ الفلسفة ومدى عمقها والتصاقها في وجدان المواطنيين امام كل الفلسفات التغريبية والغريبة عن تربة ونسيج المجتمع العربي. ان تكره شيئا يعني فلسفيا الغاء وجوده المادي والمعنوي وبالتالي الانتصار عليه ولو نفسياوهكذا تم الانتصار على الاعداء الحقيقين والمفترضين في الفلسفة الشعبولائية.
ان ما قلناه اعلاه هو ثقافة مجتمع لا يريد ان يتطور ولا يريد ان يشاهد احد يتقدم، ثقافة تعلمت على السكون والركود وكل تغيير فيها هو بدعة وكل بدعة ضلالة، والشعوب التي تأخذ بقوانين التطور وتطبق المواثيق الدولية في طريقها الى ان تكون شعوب يستشري فيها الفسق والمجون وان تكون النساء قوامات على الرجال، وان يتحكم العقل بكل شئ وينمحي تدريجيا دور الدين والفطرة فيها، فيتحول المواطنين الى حيوانات تتحكم فيها غرائزها وقوانينها الوضعية التي تخالف شرعة الله.
اشوريا(ارجو ان لا يسر هذا الاخوةالمدعين بالكلدانية او السريانية او الارامية فاشوريا تعنيهم كلهم لدي) شعبولا وفلسفته وحزبه متحكم فيناويقودنا قبل ظهور شعبان عبدالرحيم هذا، فنحن نؤمن بان الاخرين يتأمرون علينا ليل نهار، لا بل لا عمل للاخرين الا هذا التأمر والعداء لكل ما هو اشوري لاجل طمس نور اشور وحقوق الاشوريين، تصوروا ان واضعي الدستور ومقدمته لم يدرجوا ان هذه الارض هي ارض اشور وارض بيت نهرين وانها ارث حق لهم ولاحفادهم الملتزمين بمبادئهم الاصيلة وان على كل العراقيين الاعتراف التام والواضح والغير القابل للتاؤيل ان (الاشوريين) (الكلدان) (السريان) الاراميين) هم الشعب الاكثر اصالة وقدما على وجه الخليقة وانهم السكان الاصليين للعراق الحالي وبالتالي يتمتعون بامتيازات خاصة تمنحهم اياه هذه الاصالة، ولغتهم (الاشورية) (الكلدانية) (السريانية) (الارامية) هي لغة رسمية واجب تدريسها لكل العراقيين كونها لغتهم الاصلية وكل ما عداها طارئ ودخيل.
الفلسفة الشعبولائية تدلنا على ان شعبنا وحقوقه مقدسان لا يمكن ولا يجب ان يتم الاستهانة بهما وان خسء الخاسئون.
ان الحزب الشعبولائي باق على ثوابت الامة ويصون كرامتها ويعمل من اجل عزتها، فبمجرد بقاءنا واستمرارنا هو عمل جبار في ضخم الامواج العاتية التي اخذتنا يمينا ويسارا، ان مدعي العمل القومي باتخاذ خطوات عملية تدخلنا العصر وتدلنا على مصدر قوتنا وضعفنا، هو انجرار الى ما يضمره اعداء شعبنا وهذه الخطوات ان اتخذت فهي استسلام مهين لقوى الشر، فرجالنا الاشاوس راسخون في ثباتهم الغير المتزحزح باقون على مبادئهم التي اقسموا الامة وشهداءها على الثبات عليها حتى وان انقسمت وتشتت وتغربت .
ولان الشعبولائية حالة اممية عابرة للاوطان والامم فان الاشوريين الشعبولائيين لا تهزهم الريح عندما يتحدثون وكأنهم اسياد العالم كما كان اجدادهم منبع التقدم والتطور فيه، فانهم يتصور انفسهم لا يزالون كذلك، فما على العالم الا الاعتراف بهم كما يتصور انفسهم وليس كما هم في الواقع، وعلى العالم ان يخضع او هو بالفعل يخضع لبعض قادتهم ممن يسطرون البيانات التي تضاحي بيانات احمد سعيد ايام عز العرب والعروبة في ستينات القرن الماضي، وهكذا نعيد التواصل بيننا وبين عمرو موسى من خلال شعبان عبد الرحيم واحمد سعيد كمصدر الهام موحد.[/b][/size][/font]
     
       

467
المنبر السياسي / الضحالة
« في: 13:49 14/09/2005  »
الضـحالـة

       عندما يكون الماء غير عميق، نسميه ماء ضحل، وعندما يكون ضحلا وغير متحرك اي لا يجري نسميه ماء راكدا وعندما يبقى راكدا لمدة طويلة نسميه ماء اسنا وهو الماء ذو الرائحة الكريهة العفنة، والعقل عندما لا يتعمق بظواهر الامور ويحاول ادراك ابعادها ليتوصل الى الحقائق، يكون عقلا ضحلا، وعندما لا يناقش هذا العقل الامور لكي يفرز الصح من الخطاء يكون عقلا راكدا، وعندما لا نستعمل هذا العقل بل نجعله اسير الة يتحكم البعض بها من بعد يكون عقلا اسنا يفرز اعمالا واقولا كريهة واجرامية.

    قبل سنوات عدة كنت عضوا في الهيئة الادارية للنادي الثقافي الاشوري ابجد (ܫܘܬܦܘܬܐ ܡܪܕܘܬܢܝܬܐ ܐܬܘܪܝܬܐ ܝ ܐܒܓܕ)، وكان حاضرا في زيارة المانيا السيد الشماس اندريوس يوخنا رئيس المركز الثقافي الاشوري في دهوك (حاليا عضو المجلس الوطني الكردستاني عن الحركة الديمقراطية الاشورية) وكان من الطبيعي ان يلتقي بنا كون اهتمامنا مشترك لاننا نحمل نفس الصفة وهي الثقافة، وكون النظام الداخلي للنادي الذي انتمي اليه يحرم دعم طرف سياسي او مذهبي بعينه، فحاولت معرفة كم المركز الثقافي الاشوري مرتبط  بالحركة الديمقراطية الاشورية من خلال طرح بعض الاسئلة التي لم اقتنع باجابات السيد الشماس اندريوس حولها لانني اعرف انها اجابات مراوغة باحسن حال وكاذبة بالحقيقة ولو انني في نفسي كنت مصمما على عدم الوقوف في وجه اي تعاون ان تم الاقرار به، وكان يرافق السيد الشماس اندريوس مسؤول تنظيم المانيا للحركة الديمقراطية الاشورية حينها، وعندما رأي وسمع استفساراتي، لم يتمالك نفسه فقام مزمجرا معربدا مزبدا واصبعه موجهة لي قائلا انت عميل انت جاسوس انت مخرب اي ثلاثة تهم صدامية كل منها عقوبتها الاعدام وشكرت ربي انني خرجت سالما لانني في المانيا ، اذكر هذه الحادثة ليس لاهمية الشخص بل لاهمية الاستنتاجات التي يمكن ان نخرج بها لمعرفة الضحالة واسبابها.

     فالضحالة العقلية والثقافية تأتي من عدم استعمال العقل الا بادنى درجاته، هذه الدرجات التي تسير الغرائز، فالشخص اعلاه لم يمارس ما مارسه لانه يمتلك حقا ولو ادنى شك بي وباخلاصي فقد كان  صديقا ونسامر معا ونتزاور، الا ان الذي دفعه لهذه الممارسة هو الخوف، والدفاع عن النفس عند الخوف هي حالة غريزية لا فكرية، تندفع الاعضاء لوقف الهجوم او الاعتداء سواء كان اعتداء حقيقيا او متخيلا، فهذا الشخص ما كان له في السياسة خبرة جقيقية الا تجربة في الاتحاد الوطني لطلبة العراق اي في تنظيمات البعث الطلابية، ونحن ندرك ان تنظيمات البعث ما كانت مكانا لاكتساب تجارب توسع المدارك، بل كانت حلقات لاستلام الاوامر ونقل التقارير عن الاخرين ونشاطاتهم و حتى علاقاتهم الجنسية وهي تجربة اقل ما يقال فيها انها تهين انسانية الانسان، هذا الشخص عندما سمع ما اقوله حول دحض اقوال الزائر احس انني اكشف اسرارا في غاية الخطورة تهدده في منصبه ومكانته لدى زعمائه الجدد، الذين منحوه هذا المركز، ولانه كان يشعر بنفسه كطاؤس والاخرين ما هم الا دجاجات تنحني له، شعر ان مكانته ستهتز وعرشه سيزول، بتوجيهه هذه الاتهامات لي كان يدافع عن نفسه، لانه لم يستلم مكانته نتيجة للمعارف والخبرات التي يمتلكها فالحظ هو الذي جعله قائدا لكي ينفخ ويتوعد ويهدد، ولو في مجتمع صغير كمجتمعنا الاشوري في المانيا، بالطبع لا اعتقد ان قيادته انبته على مثل هذا التصرف، لانه تصرف اعتيادي ممارس، بل يمكن القول ان هنالك تشجيعا على مثل هذه الممارسات، لاسكات الخصوم وحشرهم في زاوية الدفاع عن الذات.

      الضحالة الفكرية او الثقافية تكاد ان تغرقنا في يم لا قرار له، تسحبنا الى الخلف ليس بالسنوات ولكن بالعقود تعيدنا للتمسك بقيم وعادات وقوانين ليس ملائمة لا للزمان ولا للمكان، ويا ليت تمسكنا بهذه القوانيين لقلنا انه لدينا قانون نتمسك به، بل هو كله ادعاء فارغ وتكاذب مفضوح ينكشف في اول تجربة.

   مظاهر الضحالة تكاد تشيع في المجتمع على انها الحقيقة المدوية، اما التفكير المرن والعميق والمتزن فماله الانزواء والتقهقر والصمت وان حاول البعض رفع راية قول الحقيقة سيجدون امامهم من يسكتهم ويوصمهم بما وصمت انا، ولم افعل الا ما يأمرني به النظام الداخلي للمؤسسة التي كنت انتمي اليها، هذه الفقرة ليست تبريرا للذات او هربا من تحمل المسؤولية، ولكنهت واقع حال يمكن تلمسه في كل المؤسساتنا واغلب مواقف هذه المؤسسات، هذه المواقف التي شجعت على شيلني واشيلك باسم الامة ووحدانية قيادتها، وكل يسير في فلك لا يسأل عن المصير فمادام اليوم عال فالف لعنة على الغذ، وان كان الغد يتحمل ضريبته ابنائي واحفادي.

    لنعود الى تجربة اخرى عشتها وهي التجربة الفاشلة لاعتيال الاخ روميل شمشون شموئيل عضو قيادة الاترنايي، بالطبع الحزب الوطني الاشوري  لم يعلم بخلفيات مسألة اصابة السيد شاهين (الذي اصيب صدفة بدلا من السيد روميل)، ولكن من مقر فرع دهوك للحركة خرجت المعلومات وعمت، والحكومة القائمة حينذاك والتي كان السيد يونادم يوسف كنا وزيرا فيها هي التي حققت وقضائها هو الذي اصدر الاحكام، الاترنايي كل ما فعلوه انهم نقلوا مظلوميتهم لاخوتهم الاحزاب الاشورية، فما كانت ردة فعل هذه الاحزاب، تصديق تكذيبات الحركة، ولكن بعد كل هذا الزمن وبعد ان اكدها اعضاء قياديون في الحركة من خلال استقالاتهم، هل تحرك احد لكي يدين الممارسة، اي ليس لاهمية السيد روميل شمشون بل ان مثل هذه الممارسة ان عمت فستشل العمل القومي وتدمره وتجعله اشلاء كل يحتمي بالاخرين من بني جلدته، وهذا يؤكد ان اغلب تنظيماتنا لا يهتم بالانسان الاشوري بقدر اهتمامه بمصلحة انية متناسين ان الاهتمام بحقوق الانسان كان سببا ليعيشوا احرارا في بيئات غريبة عنهم، لم يتم تدارك الكثير من الممارسات بل تم غض الطرف عنها لحين استفحالها وشيوعها واعتبارها ممارسات طبيعية وعادية في العمل السياسي، فالكذب الفاضح يتم السكوت عنه، وادخال الكنيسة ورجالها في السياسة مرة ومرة الدعوة الى خروجهم من السياسة النقيضين يتم القبول بهما، لا بل ان حالات من السلب العلني حدثت باسم مساعدة المناضلين والقروتاني واعتبر ممارسيها ابطالا، اما الكذب فاعتبر من شطارة السياسين وكل من لا يكذب فهو جبان رعديد.

     الضحالة هذه الحالة المستشرية اعطت لكل شخص الحق في التكفير والافتاء بالقتل وافناء للخصوم، لمجرد انهم يخالفون في الرأي، هذه الضحالة لم تسمح بطرح سؤال منطقي لمن يقترف هذه الجرائم لماذ اذا هربت او غارضت  جحيم صدام مادمت تمارس ما مارسه، الا يثبت هذا الامر كذب ودجل الشعارات القومية والحقوق والانسانية والوطنية، فلبنة الوطن والقومية والانسانية هو الفرد الواحد، ان لم نحترمه فلن نحترم المجموع، وان لم نحترم عقله فهل سنحترم حقوقه ونعمل من اجلها.

      في صمت القبور الذي نعيشه بعد مسودة الدستور العراقي، هل تم محاسبة احد، ان الجاني الاكبر معروف للجميع، هذا الجاني والاساليب والاعمال التي اوصلتنا الى هذا الدرك، كلها مكشوفة، كان هنالك شخص استغل ببراعة رغبة الجميع في بداية جديدة للعمل القومي، وقد سحب البساط من تحت اقدام الكل، ووزع الغنائم على  من يطعيه طاعة عمياء، وهو بكل صلافة يقول ان الاخرين يطالبون بمناصب، ولكن لم يسأله احد ان كنت زاهدا في المناصب لماذا استوليت عليها جميعا لك ولزبانيتك؟ لم يسأل احد ان لم يستلم الاخرين منا صب كيف سيمكنهم من اظهار سياستهم بشكل عملي، ان ما يوقولونه في صحفهم محتاج الى ان يحتك بالواقع وهذا يحث من خلال مناصب وادارات يستلمونها في الدولة، وكانت النتيجة عندما رأى البعض تكويشته على كل الامتيازات، ان وقفوا وبصراحة لا مراء فيها، هذه الصراحة تقول مصالحك ليست مصالحنا، لا بل ان امتك ليست امتنا وسندافع وسنستميت من اجل ما لنا، ولتذهب الى الجحيم، وهكذا كان فلم يذهب شخصا الى الجحيم بل وحدة شعب، ولذا انصح الوحدويين من الاخوة الذين يقولون عن انفسهم الكلدان، محاسبة من فرط بالوحدة، واعلان البراء منه قبل كل شئ ليكون لقولهم صدى، مع عدم اضافة اسماء وهمية او من دون استئذان اصحابها.

      ان ضحالتنا السياسية جعلتنا نعتقد او البعض من انه القوة الاقوى القادرة والمتمكنة من فرض اجندتها، وهذا البعض لم يدرك ان الاخرين ببعض التحالفات والتكتيكات وكشف بعض المستور يمكنهم من سحب البساط وقلب الطاولة على رؤوسهم ورؤوس الجميع، كانت لعبة على وعلى اعدائي فالاخوة اصبحوا اعداء بعد استيلا احدهم على كل المغانم، واليوم ان تحدث البعض بالتاريخ يتحدث الاخرين بالواقع، وان اصدر الوحدويون التجديد الخامس يصدر الانفصاليون التجديد السادس عشر ان لم يكن السابع عشر وكل يريد الحصول على حقوقه بركل الاخر، اما رفع اعلام حزب اذاقنا انكسارا واشبعنا اكاذيب منذ خمسة عشر سنة، فيذكرني بالمدائح التي انهالت على صدام بعد ما سمي بام المعارك، او بالتمسك بجمال عبد الناصر بعد حرب الايام الستة، او البكاء على كيم ايل سونغ بعد وفاته.

      والضحالة تسمح لنا بأن نقول المتأشور، ولا ادري من هو المتأشور، فكيف لانسان يقر انه اشوري لانه يتكلم السورث وينتسب لارومة وتاريخ ويمارس عادات معينة ان يكون متأشورا، هل لهذا البعض ان يفرق بين الاشوري والمتأشور وبين الكلداني والمتكلدن والسرياني والمتسرين لا بل الاشوري والكلداني، ان اندفاع البعض في الانفصال لحد الشماتة او زرع المزيد من الاحقاد والضغائن يرينا كم ان الضحالة شائعة بيننا متمكنة منا لا بل هي قائدتنا في مسيرة التراجع، فما جرى في مسودة الدستور ايها السادة وحسم الامر بهذا الشكل هو الصراع على المصالح الانية بين شخصين وكان صراع كسر العظم اقول مرة اخرى دفع شعبنا ثمنه ويسير في تأجيجه بعض السذج وذوي النيات الحسنة.
 فهل نترك الموتى لكي يقبروا موتاهم؟[/b]


468
بين النص والانسان... الانحياز للانسان
من سمات الاحزاب السياسية المسماة بالعقائدية، انها تحول فكر او افكار الحزب مهما كانت بساطتها الى نص مقدس غير قابل للنقد واي نقد يوجه لهذه الافكار يعتبر طعنا او كفرا، وعلى هذا المنوال فان زعماء الحزب يتحولون الى اشباه الهة، برغم من تاكيدات الاحزاب العقائدية بكل ميولها انها وزعماءها هم لخدمة الجماهيرة وتطلعاتها المشروعة في العدالة الاجتماعية او في تحقيق شرع الله، فانه في الحقيقة يتم تسويق اي كلمة تقال من الزعيم وكأنها درة من الدرر واخر فتح في العل السياسي ولم يسبق الزعيم في قوله احد، وان كانت اقوال الزعيم تتناقض مع ما قاله بالامس القريب.
قبل سنوات قرأت لاحد الاخوة وهو يدعوا الى اقامة احزاب اشورية على اسس عقائدية، والعقيدة هي الدين بعينه، اي اقامة احزاب على اسس دينية ( بمعنى ان الافكار في الحزب تتحول الى شئ مقدس وتتلوا كالصلوات)، ومن سمات الدين ان الفكر فيه مقدس، لانه منزل او لانه قول الله او وعده لبني البشر، وبالتالي فأن عامة الناس تأخذ هذا الفكر كمسلمات غير قابلة للمناقشة، ما يقوله النص او ما يفسره الكاهن او الشيخ لا يكون قابلا للتشكيك، لان العامة تعتقد ان كرامة رجل الدين من كرامة الله وان ما يقوله هو قول الله، اي انها لاتفكر ان ما يقوله رجل الدين هو تفسيره لما هو مكتوب، وهذا التفسير خاضع للاهواء والشطط.
طبعا وكالعادة بعض الناس فينا يحاولون تطبيق التجارب التي ثبت فشلها لدى الجميع، فالرأي اعلاه قرأته بعد فشل دول المنظومة الاشتراكية وبعد ان ظهر ان الدول التي تقودها الاحزاب العقائدية في شرقنا تعيش مرحلة عصيبة وازمات مستديمة ويحق القول فيها انها في عنق الزجاجة، اي انها تعيش ازمات متتالية لا تدري كيفية الخروج منها الا بالهرب الى الامام والمزيد من العقائدية والاستكانة الى الغيب وما يخبئه ورمي كل الاثقال على الله وما يريده.
برغم من كل شعارات الايديولوجيون (العقائديون) الجميلة والبراقة، الا انهم ينتهون الى ما انتهى اليه ستالين وصدام وكيم ايل سونغ وهتلر وغيرهم حيث يتحول الانسان الى اداة في يد الايديولوجية، وتبقى كل التضحيات مشروعة ومبررة لرفع شأن القضية المقدسة (اي قضية) وبالحقيقة ان هنالك تماهي بين القضية والزعيم، فالتضحيات تكون من اجل استمرارية الزعيم ومغلفة بأسم القضية.
يبقى الانسان هو المغيب الاكبر في ظل الانظمة او الاحزاب العقائدية، فمرة بأسم الطبقة البروليتارية ومرة باسم محاربة الامبريالية والبرجوازية الكبيرة ومرات باسم الامة العربية او الاسلامية، يجب على الانسان ان يؤجل متطلباته وحاجاته لحين الانتصار على الاعداء، ولان الاحزاب والزعماء العقائديون غير معرضين للنقد والتقويم والتصحيح فأن تأجيل متطلبات الناس يستمر لعقود طويلة دون تحقق، لا بل ان الموجود يتعرض للتأكل بفعل الزمن وتأثيراته.
تتميز الاحزاب العقائدية في المسائل المطلبية بالتبسيط الساذج وبالتفكر المؤامراتي، صحيح ان لكل علة معلول، ولكل حدث سبب، ولكن في الفكر العقائدي، يكون التفكير لحل علة ما موجه الى جزء من الشعب الذي يتهم بانه سبب المصائب كلها، فمرة الاقطاع واخرى البرجوازية وثالثة عملاء واذناب المستعمر، هذا الفكر يصنع اعدائه من كل من يخالف وبأي مقدار من المغايرة او المخالفة، فلكل يجب ان يتساوا في كل شئ، هذا الشعار الجميل، لا يعني رفع مستوى الطبقات الفقيرة والمعوزة ليضاهي مستوى الطبقات المتوسطة، بل التجربة اثبتت ان هذا الشعار في الانظمة العقائدية يعني خفض متطلبات ونوعيات احتياجات الكل ليعم الفقر وليهناء الاقل من السابق، ويتم تطبيق هذه الشعارات بخبث واستهتار بالاقتصاد ومتطلباته، فيتم زيادة الرواتب، او زيادة الدعم الاقتصادي للمواد المستهلكة من قبل الفقراء، وبالطبع هذا الدعم سيشمل الكل، ولكن الدعم والرواتب يتدم زيادتهما دون زيادة المداخيل، فيتم طبع عملة ورقية لا دعم لها ولذا يزداد التضخم، وتتأكل الزيادات التي حدثت، لا بل في الحقيقة يكون الدخل في تناقص، ولكن الفرق بين الانظمة العقائدية والانظمة التي تسيرها المصالح الحقيقية للناس هو انه في الانظمة العقائدية لا يمكن للناس الشكوى او التذمر، لان عاقبة الامر معروفة، ولذا تتراكم الاخطاء لحين تعميم الدمار ولا فائدة من العلاج الا بازالة كل اثار النظام، اما الانظمة التي تسيرها المصالح الحقيقية للناس فأي خلل يتم ابرازه وتسليط الضوء عليه وبالتالي معالجته باقل قدر من الخسائر.
للاحزاب العقائدية نظامها الخاص، فلكونها تؤمن بانها الوحيدة على حق، فانها ترفض تلقائيا اي تنافس لها في مجال ادارة الامور او نشر الافكار، لانها تعتبر ذلك اعتداء على مبرر وجودها، وانتقاصا من الحكمة المطلقة لزعماءها الذي يتحول تدريجيا وبفعل نفس العامل الى الزعيم الاوحد، وهذا النظام بالطبع لا يصلح بتاتا لشعبنا الاشوري (الكلداني السرياني) لان شعبنا لا يحكم نفسه بنفسه، اي انه لا يمتلك وطنا يديره بنفسه، بل هو  يحاول المشاركة مع الاخرين لادارة الوطن وضمن هذه المحاولة يحاول ان يحصل على اكبر قدر من الجقوق، هذه المحاولة المحكومة بعوامل القوة التي يمتكلها شعبنا، من ناحية اخرى ان كون احزابنا تعمل مع احزاب اخرى ولامم اخرى سيعني اقامة تحالفات حزبية مصلحية تنبع من الرؤية الخاصة بكل حزب للمصالح، وبالتالي وضمن هذه الظروف يستحيل اقامة حزب عقائدي يدير امر الشعب، ضمن المعادلات القائمة، ان هذه الحقائق تجعل من يريد ان يتسمى بانه حزب عقائدي يلجاء الى رفع شعارات تدغدغ مشاعر البسطاء ولكن هذه الشعارات لا تصمد امام اي مسألة حقيقية، بل هي مخالفة لمنطق السياسة التي يخضع لعوامل القوة والمساومة اي الاخذ بقدر الامكان والقدرات.
ضمن المعادلة اعلاه اعتبر بعض الاحزاب انهم احزاب عقائدية، ولذا كان من الواجب اظهار عقيدة لا يشوبها اي خطاء بحسب اعتقادهم، وتظهرهم بمظهر القوي والمبدئي الذي لا يساوم على عقيدته، فكانت ساحتهم التي يريدون البروز فيها هي ساحة القسم الاشوري من الشعب، ولذا رفعوا شعار الاسم الاشوري المقدس الذي دونه الدماء، وليظهروا مبدئيتهم اكثر اتخذوا اسم اشوريا بالسورث ومن فرط مبدئيتهم فانه لا يهمهم ان انسلخ اكثر من ثلثا شعبنا وصار شعبا شقيقا ( هي ممارسة اصبحت سمة لاحزاب عقائدية ان يتم التضحية بالشعوب على مذبح العقيدة)، فالمساومة لديهم مفقودة ومن قوامسيهم محذوفة، ولانهم حزب عقائدي مبدئي فان فرحتهم كانت عظيمة لما وجدوا الاسم الاشوري مفصولا عن الكلداني، علما ان الاسم الاشوري والكلداني كانا سيظهران معا ولكن ليمثلا شعبا واحدا وليس شعبان كما يستشف من المسودة الحالية، ولكن الحزب العقائدي لا يمكن ان يمارس دوره كما عهدناه في السلطات المقبورة لاحزاب عقائدية سابقة مثل الاحزاب الشيوعية او القومية العربية مثل حزب البعث المقبور، فتجربة حزب اعتبر نفسه ممثلا وشرعيا ووحيدا لشعبنا لا زالت طرية، فانه لم يضر الا شعبه، وان كان البعض لا يزال يتبعه فان الخوف هو عندما تزول السكرة وتتوضخ الامور، فهذا ايضا كان يدعي انه تنظيم طليعي عقائدي ولا يزال بعض رموزه يستعملون ذلك، اذا الذي ستعمله الاحزاب العقائدية في شعبنا هو لعب دور الكاريكاتير فقط، دعوات وادعات لا تربطها بالواقع الا خيالاتهم.
اذا الاحزاب العقائدية لا تعمل لخدمة الانسان بقدر خدمتها للعقيدة، ولذا ترون الاحزاب الاسلامية تعمل كل جهدها من اجل وضع الانسان في خدمة نشر الاسلام وانتصار الاسلام مهما كانت التضحيات البشرية ومهما كانت الخسائر بالاقتصاد او مهما كان التخلف، لا بل ان المزيد من التخلف مرغوب ليلتصق الناس بالعقيدة كمنقذ وحيد لهم من عاديات الزمن،  وسيبقى السؤال الازلي ماذا ستفيد العقيدة لو زال البشر؟ غير مجاب عليه من الاحزاب العقائدية.

469
القيادة وعوامل القوة المفترض توفرها
القائد، واي قائد يقوم قبل دخوله عملية سياسية او عسكرية او اقتصادية بتجميع عناصر قوته لكي يحرز انتصارا، فالقائد العسكري قبل دخوله معركة ما يجب ان يعرف عدد جنوده ونوعية تدريبهم والاسلحة التي هي بحوزتهم، وبعد ذلك يقوم بتوزيع قدراته على موقع المعركة المفترض، ومن الامور المهمة ايضا معرفة قدرات عدوه او خصمه ، لكي يخوض الحرب وهو في اتم استعداد.
والسياسة هي حرب بادوات اخرى، والعكس يصح ايضا عنتدما نقول ان الحرب هي استمرار للسياسة ولكن بادوات اخرى ولكي تتقدم الامم وتزدهر البلدان، يوجد اشخاص متخصصين باعمال ومهن يعملون ليقدموا زبدة افكارهم او قوة عظلاتهم لخدمة امتهم او شعبهم ومنهم من  سموا بالسياسيين، وهم الذين اختصوا بممارسة السياسة او افنوا سنوات عمرهم في ادارة الشؤون العامة، يقوم هؤلاء السياسين لتحقيق اهداف شعوبهم واوطانهم بالعمل على وضع الخطط لكي تتحقق هذه الاهداف، والخطط الموضوعة تلاحظ عوامل القوة لدى الامة اوالشعب او ابناء الوطن او الوطن نفسه كموقع جغرافي وثروات، ويقوم هؤلاء السياسيين بجمع عوامل القوة وحثها وتعظيمها او تنميتها، وحث ابناء الشعب لتحقيق ذلك لانه بواسطة هذه العوامل ستتمكن الامة من تحقيق ذاتها وتحقيق امالها، وفي نفس الوقت يتم تحديد عوامل ضعف الامة او الشعب او الوطن ككل من موقعه الجغرافي او افتقاره للثروات الطبيعية، والعمل للحد منها وان كان بالامكان القضاء عليها لتبقى الامة قوية او الوطن قوي.
في الواقع الراهن ما هي ياترى نقاط القوة التي يجب ان نوفرها، لكي نخطو خطوات الى الامام، بالطبع ان امكانية توفير نقاط معينة للقوة، يمكن ان يقود الى توفير عوامل اكثر جدية وممكن لوكنا بدأنا بها لم حققنا شيئا، بمعنى ان يكون توفير عوامل القوة عملية تراكمية، كل مرحلة تدفع باتجاه مرحلة جديدة تكون اكثر تطورا واكثر جذرية في تحقيق مرامينا واهدافنا القومية كما يجب ملاحظة ان توفير عوامل القوة يجب ان يتناسب مع الهدف، بمعنى انه لا يمكنني المطالبة بوطن مستقل وانا لا املك حضورا ديمغرافيا مكثفا في منطقة قادرة على العيش بثرواتها  الذاتية.
من الواقع الراهن، ما هي عوامل القوة التي يجب توفيرها او التي يمكن تحقيقها، وبالطبع ان تحقيق عامل قوة يعني ازالة نقيضه والذي هو عامل للضعف.
1 _ وحدة القرار السياسي مع الاحتفاظ بالتعددية السياسية.
لا يمكن لامة ان تتقدم او ان تحصل على حقوقها لو كان قرارها السياسي مشتت وينبع من مواقع عديدة او بالاحرى ليس لها قرار سياسي موحد، ولتحقيق وحدة القرار السياسي يجب وضع الية تتمكن من خلالها القوى السياسية من المشاركة في القرار والدفاع عنه وتسويقه، ويتم ذلك حينما يشعر كل فريق في الية اتخاذ القرار انه مسؤول عن القرار وانه مدرك ومشارك بقناعة تامة في صياغته، عند تحقق هذا الامر يمكننا ان نقول اننا بتنا نتكلم مع الاخر بصوت واحد، قد تتواجد اصوات خارج اطار القرار العام الا ان دورها سيكون ثانويا وغير ملحوظ بل وغير فعال، ان الوصول الى حالة خلق مؤوسسة لاصدار القرار الموحد سيعني ان احترام الاخرين لنا سيزداد، واخذ قراراتنا بجدية تامة، كما ان قدرة التأثيرات الخارجية ستقل، لان التنافس سيكون في اطار قانوني وشرعي ومتفق عليه، بحيث ان هذا التنافس سيكون لرفد قضيتنا بالاجود والاحسن.
في ضل مثل هذه المؤسسة يمكننا ان نحافظ على جميع الاطراف المؤيدة والمعارضة، شرط الاتفاق على اليات تكوين مؤسسة القرار المشترك، وتجديدها في اوقات معلومة، وشرط ان تكون هنالك بعض الامور ان لا يتم القبول بالاجتهاد الاعتباطي فيها كما هو حاصل الان في بعض الرموز التي يتم التلاعب الكيفي فيها.
2 _تفعيل المهجر بشكل ايجابي وجعل الموؤسسات المهجرية داعمة للشعب واماله وطموحاته وما تتفق عليه الية القرار الموحد، وان تكون المؤسسات المهجرية داعمة للتعددية وفي نفس الوقت القرار الموحد، وليس كما هي الان مؤ سسات متحزبة ضيقة الافق، لا تفكر الا بكراسي مسؤوليها، وتساند هذا الشخص او ذاك مهما اقترف من الاخطاء، كما ان على المؤسسات المهجرية ان تعلم ان تواجد تنظيمات متعددة لشعبنا ودعمها هو ضمانة لتواجد ممثلين لشعبنا في الحكم مهما اختلفت الحكومات، ولكن دعمها لشخص واحد وباسلوب استفزازي للتنظيمات الاخرى يعني انها تضع بيض الشعب في ايدي اشخاص معدودين لا يمكن ان يدوموا الى الابد، كما انه في نفس الوقت لا يمكن ان يكونوا صالحين لمدى الدهر.
3 _الاقتصاد ودوره في عامل قوة الامة وقرارها، ونعني بالاقتصاد القدرة المادية واستقلاليتها لدى القيادة السياسية، ليس بخاف ان اي تنظيم سياسي او الية سياسية معينة’ بحاجة الى اموال، لكي تستمر، ذلك لان متطلبات العمل السياسي لا يشمل فقط التبشير بالكلام او باعتماد اللقأء الفردي، بل يشمل الاعلام بكل صنوفه والتفرغ لانجاز الدراسات المطلوبة ودراسة الاوضاع بكل احتمالاتها، ان هذه وغيرها الكثير تتطلب اموالا، والمؤسف ان مشاركة الشعب في هذه الامور دون حدها الادنى، علما ان مردودها الفعلي هو للشعب باجمعه ان لم يكن اليوم فغدا، ودائما ان الاستثمار في السياسي هو ذو مردود بعيد الامد الا انه مهم واساسي للمستقبل، اي ان الاستثمار في السياسي يقوم به الشعب الذكي الواعي، وبالاحرى الموجه من قبل قيادة واعية، لا تفكر في غدها فقط بل في ابعد من ذلك.
4 _التحالفات المافوق القومية (الوطنية، الاقليمية، الدولية)، ان اي تحالف يعني الاخذ والعطاء، وبمقدار قوة طرفي التحالف يكون الاخذ والعطاء، السياسية لا تقوم على العمل الخيري والاحسان، بل تقوم على الاستثمار البعيد الامد، وحتىعندما يبدوا الامر احسانا، ان التحالفات والقدرة على خلقها وادراك ابعادها تعني كسب قوة جديدة وورقة يمكن استعمالها في العمل السياسي، فليس شرطا ان تطرح ورقة التحالفات على طاولة المفازضات بشكل استفزازي بل ان مفاوضك اراد ام لم يرد سيحس بقوتك وبقوة تحالفاتك، عندما تتمكن من طرح الخيارات المتوفرة لديك.
5 _ الاعلام هو سلاح ذو حدين، يمكن ان يبني ويمكن ان يدمر، فالاعلام هو ناقل خطاب الساسي، فعليه التمييز بالصدق والمهنية، وكلما كان الاعلام غير تابع للسياسي كان ذلك افضلن لان السياسي في هذه الحالة لا يتحمل شطحات الاعلام او بعض الحقائق التي قد يكشفها الاعلام، مما يقيد حرية السياسي في المناورة ، كما ان الاعلام الحزبي غالبا ما يرى ودها واحدا للحقيقة، فيما الاعلام المستقل ممكن ان تتواجد فيه مختلف الاراء وبالتالي الاوجه المختلفة للحقيقة، كما ان مقدرة الاعلام المستقل لحمل الرسائل السياسية باتجاهات متعددة اكثر فعالية من الالعلام المقيد.
ان الاعلام المستقل سيكشف المزايدون وسيكشف الخقائق التي يجب ان يدركها الجميع، ويزيل دول حملة الشعارات ويضع قدم الشعب في الواقع، لكي يدرك مصالحه الحقيقية وليس الخيالية اي التي لا يمكن تحقيقها في الامد المنظور.
في الوقت الذي ادعوا الى اليات لتحقيق وحدة القرار السياسي، يتم تقسيم الشعب الواحد، ولا يزال البعض يوزع الاتهامات يمينا وشمالا، ولا زلنا نستمتع بالمعزوفات التي يعزفها البعض حول احقيتنا بنينوى وبابل، في اوركسترا من المنافقين والكذبة الدجالين من الذين يدركون وقائع الامور الا انهم لحماية بعض مصالحهم او لحماية تواجدهم على الساحة فهم مستعدون للتعاون مع الشيطان لقيادة اوركسترتهم.
ان اول الطريق لتحقيق الاهداف هو معرفة الواقع بكل اشكالياته، فهل يمكننا ان نضع من الواقع الراهن اللبنة الاساس لبناء مستقبل زاهر لشعبنا؟[/b]

470
هل نتجه الى مأزق دستوري؟
لا يخفى على احد ان معظم الدساتير العراقية اقرت ان الدين الرسمي للعراق هو الاسلام، وبعضها اقر ان يكون الاسلام مصدرا من مصادر التشريع، الا ان الحكومات او السلطات التي وضعت هذه الدساتير لم  تقم بالعمل بايديولوجيتها الاسلامية بشكل تام الا في امور الاحوال الشخصية، فالبنوك كانت تحصل على الفوائد، والحجاب كان في انحسار، والاختلاط بين الجنسين كان في التوسع وحقوق المراة كانت تتقدم وخصوصا في العهد الجمهوري الاول.
الا ان اصرار البعض اليوم على تضمين هذه الامور والزيادة عليها بأن يكون الاسلام مصدر اساسي والبعض يقول المصدر الاساسي للتشريع والبعض يرفع المزايدة الى ان لا يتم سن قانون يتعارض مع الشريعة الاسلامية مسألة فيها وجهة نظر.
تذكر مسودات الدستور العراقي المطروحة للمناقشة ان السيادة هي للشعب العراقي، والمعنى الواضح ان الشعب هو مصدر كل السلطات، بما فيها السلطة التشريعية، والشعب يفوض هذه السلطة لهيئة منتخبة لكي تقوم بالتشريع بدلا عنه، وهذا هو المفهوم الذي يمكننا ان نخرج به من هذه الفقرة من الدستور، لان هذا هو التفسير الوحيد لها بحسب تجارب الانظمة الديمقراطية، اما اي تفسير اخر لمثل هذه الفقرة فيقود الى نظام يدعي الديمقراطية ولكنه لا يمارسها فعليا.
ان المعنى الاخر للفقرة، هو ان كل تشريع يخرج باسم الشعب، كما ان كل تنفيذ للقانون يكون بأسم الشعب، ويكون التشريع والتنفيذ خاضعان لمراقبة الشعب من خلال ممثليه ووسائل الاعلام المختلفة، وهيئات المجتمع المدني، ويمكن الطعن بها في المحكمة الدستورية.
ولكن في حالة اصرار الشارع (وهو هنا الحمعية الوطنية بمجموعها) على اضافة ان لا يتعارض اي قانون مع الشريعة الاسلامية او المتفق عليها، سنكون في مفترق الطرق، فمن هو الذي سيقول ان هذا القانون يتعارض مع الشريعة ام لا، هل هي المرجعيات الدينية او من، والمرجعيات الدينية اشخاص عاديون في نظر القانون لانهم غير منتخبون من قبل الشعب، او على الاقل ليس تشريع قانون من اختصاصهم او واجبهم، لان الدستور كفل هذه المهمة للحمعية الوطنية، ودستورية القانون تنظر به المحكمة الدستورية التي هي من صلب الدستور، اي ان المحكمة الدستورية مؤسسة يقر بها ويمنح لها الدستور الشرعية التامة ويحدد لها الصلاحيات، هذا الدستور المقر من الشعب.
في النظم والشرائع الاسلامية هناك طرق كثيرة للتشكيك في شرعية كون القانون اسلامي ام لا مثلا الحسبة، فهذا القانون او المفهوم يمكن ان يمنح لكل متضرر او اي شخص عادي من ان يقول ان القانون الفلاني غير اسلامي، او ان الممارسة الفلانية لا تتوافق مع الشريعة الاسلامية، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، تمنح لكل شخص ان يكون قاضايا للنهي عن ما يعتقده منكرا، او امرا بعدم ممارسة ما يعتقده منكرا.
من الصعوبة ان نحدد الحالات التي يمكن ان نقع فيها في مطبات واشكالات قانونية ودستورية في حالة اقرار الفقرة التي تقول بان لا يتم سن قانون يتعارض مع الشريعة او من المتفق بشأنها وخصزصا مع تعددية المذاهب الاسلامية.
يقول ابو العلاء المعري
الشافعي من الائمة واحدا
            ولديهم الشطرنج غير حرام
وابو حنيفة قال، وهو مصدق
            فيما يفسره من الاحكام
شرب المنصف والمثلث جائز
            فاشرب على أمن من الانام
واجاز مالك الفقاح تطرفا
            وهم دعائم قبة الاسلام
فافسق ولط واشرب وقامر واحتجج
            في كل مسألة بقول امام (1،2)
ومن المعلوم ان الخمرمحرم والقمار محرم وغيرها مما ذكرها الشاعر الا ان بعض المذاهب تجيز هذه المحرمات فما هو المتفق بشأنه، اذ تفاسير الاسلام وشريعته متعارضة، ولا يمكن الاتفاق بشأنها لانها مسألة اعتقادية ايمانية والقول المتفق بشأنها امر مريب وغير سليم.
ان الدول التي تقول ان قوانينها يجب ان لا تتعارض مع الشريعة الاسلامية ولها دستور يقر بحاكمية الشعب، تفرز ممارسات غير ديمقراطية ومنافية لحكم الشعب وممثليه الشرعيين، فمثلا مصر هذه الدولة لها دستور ولها قضاء عريق، الا ان اقرارها بوجوب عدم تعارض قوانينها مع الشريعة الاسلامية في زمن حكم السادات، افرز مثل الممارسات التي ذكرناها، وعلى سبيل المثال، مسألة الرقابة المزدوجة على الكتب والمصنفات الفنية، فبرغم ان الرقابة هي مخالفة للقانون لانه يقر بالحريات ويكفلها، فان المنفذ منح الحرية لهيئة غير دستورية وغير منتخبة (مثل الازهر) لممارسة حق الرقابة ورفض هذا الكتاب او ذاك بحجة تعارضه مع الاسلام وقوانينه، ومسألة تنفيذ قانون حماية الاسلام او تنفيذ الحد بالمرتد، كمثال قضية المفكر المصري فرج فودة، ان اقرار هذه الصيغة لا يخلق ازدواجية في من يشرع ويمنح الشرعية للقوانيين بل في تعددية المنفذين للقوانيين   وبالتالي اسقاط لفكرة الدولة الحديثة التي تقول انها تحمي  القانون المسن من قبل الشعب والذي يعلى ولا يعلى عليه، كما ان هذه العملية تسقط احد اهم اركان الدولة باسقاطها المواطنة المتساوية والتي يقرها الدستور في مواد عديدة.
ان المخاوف من تطبيق كل ما عبرنا عنه حقيقية لوجود احزاب ايديولوجية تعلن بشكل واضح مراميها واهدافها، ان القبول بمثل هذه الفرضيات مثل وجوب ان لا يتعارض اي قانون يسن مع الشريعة، يعني ان العراق سيحكم من قبل نظرية الولي الفقيه دون ان تكون ملحوظة في الدستور، بل هي عملية التفافية تم التحضير لها بشكل ذكي.
انا شخصيا لا اعترض على ايمان اي شخص ولكن ان يحاول شخص ما طمأنتي من خلال نصوص ويسلب الطمائنينة مني من خلال نصوص اخرى، ويعيشني قلقا دائما وغير مستقرا منتظرا لحظة ظهور انياب الافتراس المطمور بين سطور الدستور، فهذا امر صعب علي القبول به بعد كل التضحيات التي قدمها شعبنا العراقي من اجل تحرر ويأتي من يسلب الحلم ويحوله الى كابوس باسم الاكثرية التي يتكلم بها، في وضع لا يمكن تحكيم الاكثرية فيه مطلقا.
ان الدستور بذكره مراجع الدين وومراقد الائمو زالعتبات المقدسة، بلصورة التي تم ذكرها، لا يعلي دينا على الاديان الاخرى، بل يعلي دذهبا اسلاميا معينا على بقية المذاهب الاسلاميةن اذا ان اقرار الدستور بالمساواةهي عملية اخذ باليسار ما منح باليمين، ان الدستور بحلته الراهنة، ملئ بالمتناقضات مما سيقودنا حتما ليس الى ازمة دستورية واحدة بل ازمات، واذا كنا في زمن الطاغية نتمكن من تجاوز الازمات فسبب ذلك كون الدستور مقر من هيئة غير شرعية وتفسيره ايضا خاضع لنفس الهيئة، ولم يكم من الممكن مراقبة دستورية القوانين، لان كل هذه العمليات كانت مناطة بجهة معينة ولذالك سمينا النظام البائد بالنظام الدكتاتوري، اما في عراق الغد فسيكون هناك هيئات متعددة، وقد خرج الشعب عن الطوق، ولن يقبل القانون مطاط، بل يتطلع الشعب الى حقوق ثابتة ومصانة وغير قابلة للمصادرة، واذا كان بعض المواطميين منتشين بالحريات الحالية والشعارات الايديولوجية فغدا سيمتحنون السلطات وسيطالبوها بتنفيذ الحريات، فحينها على الدستور والهيئات المختصة الاجابة وبلا مواربة، هل يحكنا ولي الفقيه ام اليات ديمقراطية حقيقية؟ سيكون سؤالا محرجا لماذا يكون مراجع الشيعة افضل من مراجع السنة والمسيحيين والازيدية والصابئة المندائية والكاكائية، هل الشيعة بشر والبقية بقر؟ الم يتعرض الباقين مثلهم مثل مراجع الشيعة للظلم والاضطهاد، وعتباتهم مثل عتبات الشيعة  للتدمير والتخريب؟
 
1 نقلا عن كتاب الاديان والمذاهب في العراق للاستاذ رشيد الخيون
2 قيل هذا الشعر لتبيان ان المذاهب الاسلامية تحلل ما هو محرم، وكل مذهب يحلل شئ من المحرم، مثل اللواط، وشرب الخمر، والقمار بالشطرنج .[/b]

471
المنبر السياسي / صراع الهويات
« في: 19:13 17/08/2005  »
صراع الهويات ...!
في كل النقاشات التي تثار حول التسمية او الوحدة القومية، تنطلق كلمات او مصطلحات كقذائف المدفع وكحواجز تقف امام المتحاورون او توضع عنوة كتحدي صعب التجاوز والعبور، ومن هذه الكلمات القومية، الهوية، الحضارة، التاريخ، التسمية المقدسة، ولان المتناقشون او المتحاورون او المتحاربون للاستيلاء على الاسلاب (اذا كان قد بقى منها شيئا) الايديولوجيون ينطلقون من الحقائق المطلقة ولا يقبلون الا بما امنوا به ولا يهمهم مصير الانسان وحقوقه، فلندخل قليلا الى هذه الكلمات التي ذكرناها ونعرف معناها ونرى كيفية انطباقها علينا.
القومية هي دعوة ايديولوجية تدعو الى ان الاشخاص الذين يتكلمون لغة واحدة ولهم تاريخ مشترك وارض مشتركة وعادات وتقاليد مشتركة واضاف لها المرحوم ستالين المصالح المشتركة، فانهم يجب ان يناضلوا ويعملوا سوية من اجل اقامة دولتهم الموحدة والمستقلة والغير خاضعة لاحد، لانهم يشكلون شعبا واحدا وامة واحدة، علمان ان هذه الدعوة انبثقت او تطورت بالاصح مع تطور الطبقة البرجووازية الاوربية (المتوسطة) لا بل ان الدعوة القومية هي نتاج هذه الطبقة بامتياز، اي ان الدعوة القومية عمرها بحدود ثلاثمائة عاموليست منذ زمن سنحاريب ونبوخذنصر، صحيح ان مشاعر الود كانت قائمة قبل ذلك بين المتكلمين بلغة مشتركة وخصوصا عند لقائهم في موقع غريب او بعيد، الا ان الدول قبل شيوع الدول القومية لم تكن قائمة على اسس الدعوة القومية، بل على التوريث او القوة او الاستيلاء، اما في زمن الاشوريين والكلدان فايضا ومثلهم مثل الدول التي كانت قائمة قبل اقل من اربعمائة عام، فكانت دولتهم قائمة على القوة والضم والاستيلاء، وهذا الامر لا يعيبهم لان من خلفهم بالفين من السنين مارسه وكأنه امر طبيعي، اذ تطبيق المبداء القومي على الفترة الاشورية والكلدانية غير ملائم وغير صحيح وليس امرا طبيعيا وينم عن جهل كبير بمسار التاريخ الانساني.
اما الدعوة القومية الاشورية او التي اتخذت هذا الاسم لها فتأثرت بما حدث في اوربا والنجاحات التي اتت نتيجة هذه الدعوة، وهذا الامر ينطبق على العرب والكرد والفرس وحتى الاتراك اصحاب السلطة والقوة، وكانت مرامي القوميين الاشوريين التخلص من الظلم والاضظهاد العثماني شأنهم شأن الكرد والعرب، وهم لم يخصوا نضالهم بطائفة منهم بل كانوا يعلنون نضالهم لحميع الاقسام (لانهم امنوا على الدوام بأنهم امة واحدة)، وفشلهم في تحقيق حلمهم ليس معناه انهم كانوا على خطاء، في دعوتهم بل ممكن انهم لم يدرسوا خطواتهم ولم يشكلوا تحالفاتهم بشكل سليم. اذا بماذا يختلف الاشوري عن الكلداني بالصفات التي منحت او التي اعتبرت اسسا واجب توفرها للقومية لكي تكون واحدة، هل يختلفون باللغة، انا وحسب اختلاطي بمن يقول انه كلداني، وانا اعتقد انني اختلطت بكل العشائر او اهل مختلف القرى والمناطق التي خرجوا منها الكلدان، من سينايي (اهل سنندج في ايران) والقوشنايي وتلكبنايي وعنكاوايي وشقلونايي ودهوكنايي وصبنايي ومنكشنايي وعقرايي ومركايي وهربولنايي وحسنايي (الاخيرتين في تركيا) والمعذرة لمن لم اتذكره الا انني ذكرت كل اللهجات الرئيسية التي ينطق بها من يسمى انفسهم بالكلدان، بكل مثل هذه اللهجات التقيت ولم احتج في يوم من الايام لمترجم لكي يترجم لي عنها بل فهمتها وتكلمت بلهجتي الصبنيتا(القريبة من اللهجة التيارية) معهم وفهموها، ولم اشعر انهم يتكلمون بلغة اخرى بل شعرت انهم ينطقون بعض الكلمات بصيغة اخرى او كلمات هي اساسا مرادفات موجودة في قاموسنا اللغوي وكل وحسب منطقته، فانا والكلداني الهمزاني او الارادني نتكلم بنفس اللهجة، والكوماني الكلداني والاشوري يتكلمون بنفس اللهجة، اذا عامل اللغة المختلف انتفى، لان اختلاف اللغة يتطلب تعلمها لكي تفهمها، ولكنني لم اتعلم لغة لكي افهم وهذا ينطبق لكل ابناء شعبنا من الكلدان والاشوريين فهم يتفاهمون بسلاسة ويسر بلغتهم المشتركة.
برغم من ايماني ان الكلدان والاشوريين في عصورهم القديمة كانوا شعبا واحدا، وتكلموا لغة واحدة، قد تكون بلهجات مختلفة ايضا، الا انه امر ليس بذي بال امام اكثر من الفين من السنين من هذا التاريخ المشترك (اذا الغينا تاريخ الامبراطورية الاشورية برمته وتاريخها في المرحلة الكلدانية)، تحت قيادة واحدة وهي قيادة المستعمر الواحد بعد سقوط اخر عاصمة كبيرة لشعبنا وهي بابل عام 539 ق م وقيادة كنيسة المشرق لحين الانقسام الثاني عام 1552 ، وحمل تراثها، والذي يدعي الطرفان انه تراثهما، واذا كان الكلدايي يفتخرون بتراث المبدعين الجدد من الابناء مثل توما ادو واوجين منا وادي شير وغيرهم من جهابذة الملافنة فان الاشوريين يعتبرونهم منهم وقد كتبوا بلغتهم ويفتخرون بهم ايضا .
ونعود الى الازياء والرقص الشعبي والالحان الكنسية والاغاني الشعبية والقصص التراثية، اليست موحدة، فاين الاختلاف القومي واين الهوية المختلفة، الهوية تتجسد بهذه الامور، فانا عراقي ولي هويتي العراقية وافتخر بها، ومن جراء هذه الهوية انا اتشابه وامتلك خصائص او متأثر بامور نتشابه فيها كلنا نحن العراقيين، وانا من شمال العراق فانا واهل المنطقة لنا مشتركات معينة قد لا يشاركنا فيها ابن الجنوب، وانا مسيحي وانا اتشارك مع المسيحيين كلهم في قيم مسيحية عامة معينة، على الاقل في الصلاة الربانية، وانا من كنيسة المشرق، فانا وكل المنتمين لكنيسة المشرق نتشارك في قيم معينة على الاقل في الايمان بطبيعتين واقنومين في السيد المسيح، وانا ابن بيباد قريتي واتشارك مع اهلها في امور كثير على الاقل في اكلة خمسا البيبادي وهلم جر من الهويات التي امتلكها، ولكل هوية خصائص معينة ومن هذه الهويات فانا والذي يدعي انه كلداني نتشارك في هويات متعددة ومنها الهوية العراقية والشمالية والمسيحية، ولكن اهم هوية نتشارك فيها هي الهوية القومية، ان تجليات الهوية القومية من اللغة والتاريخ والتراث والعادات والتقاليد والارض كلها واحدة، فبماذا نختلف انا والكلداني، نختلف بالتسمية التي نحاول ان نطلقها على انفسنا، اذا كذب من قال اننا شعبان واننا قوميتان واننا امتان، اننا واحد ولكننا نحمل تسميات متعددة والحل هو في حل الاشكالية هذه، وليس هنالك من مقدس الا الانسان، ومن اجل هذا الانسان ومن اجل ضمان مستقبله علينا ان نعمل، اما الا يديولوجيون من الطرفين فهم مستعدون ان يزيلوا الانسان من قاموسهم من اجل هذه التسمية او تلك.
اذا كان حامل التسمية فقيرا وغير ملم بلغته وحقوقه غير مضمونة ومظطهدا، عندها يخضع الانسان لكل مغريات الحياة، فالانسان السوي يتطلب الحياة وليس الموت، ويريد ان يتمتع بكل ما يتمتع به غيره وان لا ينتقص من حقوقه اي شئ ولاجل ذلك قد يتخلى تدريجيا عن لغته ويندمج في الذين يتمتعون بكل الحريات والحقوق لكي يكون مثلهم، اما الرابضين في قلاعهم الحصينة فلا يهمهم هذا بل هم مستعدون للتضحية باخر اشوري وكلداني من اجل التسمية المقدسة.
ان تسمية حضارة او مدنية باسم شعب معين تعني ما انتجه هذا الشعب من الافكار والمخترعات وسبل عيش، ولذا فبرغم من ان الحضارة الاشورية تعتبر من الحضارات التأسيسة الا ان تجزأتها الى حضارة اشورية وحضارة كلدانية هو امر مجحف وغير موضوعي وتجاوز على كل الحقائق، فالاسرة الكلدانية لم تحكم الامبراطورية الاشورية الا ما يقارب الخمسة وثمانون عاما، وهذه الفترة غير كافة ابدا لانتاج حضارة مميزة عن حضارة الشعب والاسر الحاكمة السابقة، واذ كانت بابل قد انتجت بعض العلوم فانها لم تكن في زمن الاسرة الكلدانية، بل في ازمنة اقدم، وما ميز بابل في زمن الاسرة الكلدانية هو جنائنها اما ادعاء البعض ان الاسرة الكلدانية نزعت الى السلام بينما نزعت الاسر الاشورية الحاكمة في اشور ونينوى ونمرود ودورشيروكين الى الحرب والقتال فهو هراء يكذبه دخول نبوخذ نصر ابن نبو بلاسر الحاكم المعين من قبل الملك الاشوري على بابل نفس الحروب التي دخلها اسلافه من حكام مثل سركون الثاني واسرحدون واشور بانيبال، بل والتمثيل بقساوة اكثر بالاسرى، اذا اين الخلاف الذي انتجته حضاريا الاسرة الكلدانية الحاكمة وهذا يزيد من انهم كانوا شعبا واحدا لكون اتجاهاتهم العسكرية ومخططاتهم تتجه نحو اتجاه واحد، اما اذا كان البعض يعتقد وبدون مبرر ان الشغب الاشوري قد تكلدن بمجرد تغيير الاسرة الحاكمة القصيرة العمر على اساس ان الناس على دين ملوكها، فالامر مقبول من ناحية تأكيد وحدتنا على الاقل.
التاريخ الكلداني العظيم، لا غبار على العبارة ولكنه نفس التاريخ الاشوري العظيم على الاقل منذ سقوط بابل عام 539 ق م ولحد انقسام الكنيسة المشرقية، انهم نفس الاشخاص الذين نمجدهم ونفتخر بهم ونطرح اسمائهم لاثبات اننا انتجنا حضاريا امرا مهما برغم من عدم امتلاكنا للسلطة السياسية، فلنراجع الاسماء التالية ( برسرابيون الكاتب، برديصان، ططيانوس، شمعون برصبعاي، ابرم، نرسي، اسحق بن الحنين، حنين بن اسحاق، ال بختيشوع، ثابت بن قرة،اورهاي المدينة، نصيبين المدينة، الدير الكبير، عوديشو الصوا، خامس القرداخي، كوركيس الاربيلي وو غيرهم من الاسماء والاحداث مثل مذابح الاربعين عام ومذابح المغول، اليست هي نفسها هذا التاريخ، فاذا كان التاريخ المشترك احد دعائم الوحدة فاين الانقسام في تاريخنا، اليس هو نفسه؟
الاسم المقدس، هنا مربط الخيل، فهناك تسميات ثلاثة، استعملت تاريخيا وهي الاشورية والكلدانية و السريانية، والمشكلة في المقدس انه لا يقبل الحوار، فالمقدس من الله وكل ماكان من الله، فهو كامل تام الكمال، لا يأتيه باطل من خلفة ولا من امامه، انه غير قابل للمناقشة، للتحوير وللتبديل ( وان كان لتحقيق مصلحة الشعب)، فالكل امام المقدس مستعدون لافدائه بالغالي والرخيص وهو الحد الذي عنده تراق الدماء رخيصة، فالمقدس هو الشرف والشرف عند الشرقي اخر المطاف، وتصطف جيوش المتحاربين والمقاتلين حذرة مستعدة فالويل والثبور لمن يقترب من الحياض المقدسة وهو هنا الاسم، لاننا منذ زمن بعيد ضيعنا الحياض ليس للاشوري او الكلداني، بل للاخر الذي لا يتسمى باي من هاتين التسميتين، ونحن مستعدون لتضيع الاكثر ولا نتنازل ولوبشئ للكلداني سارق نضال وجهد الاشوريين ولا للاشوري الذي يريد ان يزيل اسمنا وهويتنا وحضارتنا الكلدانية المقدسة. ولاذكر لكم هذه الطرفة المعبرة، قامت قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني في عام 1974 بتأسيس منظمة اسمتها بلجنة شؤون المسيحيين واسندت رئاستها الى المرحوم كوركيس مالك جكو، فالتحق بها بعض الشباب المندفع وقالوا انهم يريدون استرجاع نينوى، فقال لهم المرحوم كوركيس يمعودين احنا ضيعنا كوري كفانا وانتم تطالبون بنينوى (كوري كافانا قرية المرحوم كوركيس مالك جكو).    [/b]

472
المنبر السياسي / منجلنا المكسور
« في: 18:03 10/08/2005  »
منجلنا المكسور
ذو المنجل المكسور هو من يكون في الحقل والمحسوب على العاملين فيه ولكنه في الواقع لا يعمل، او ان قدراته معطلة لسبب من الاسباب.
على الدوام كان صوت الغوغاء يعلوا على صوت العقلانيين، والمثل الاشوري يقول ان الصوت العالي يأتي من الصفيحة الفارغة.
 في معمة الجدالات التي حدثت في مجال التسمية وبرغم من ان البعض الح على ضرورة التركيز ايضا على حقوقنا الواجب التمتع بها والتي يجب ان نعمل على تدوينها في الدستور، الا ان صوت من عمل بكل جد وهمة على اقامة جدران العزل والتباعد والتنافر كان الاعلى، لا بل ان هذا الصوت قد تمكن من خلق عداوات اكثر بهمة يحسد عليها، في الوقت الذ خفت اصوات الوحدويين امثالي وانزوت خجلا بعارها المدوي والمشين حاملة تهم بيع الامة وخيانة التسمية التاريخية المقدسة وما خلق الابليس من تهم لا تنتهي الا بأن يقوم ابناء الامة بتأبين انفسهم رسميا على صفحات الصحف والجرائد والمجلات معلنين وفاتها لندرة المنتمين اليها، هربا من العار وخجلا من الفضيحة التاريخية التي اسمها امة لا تعرف مصلحتها، وتبيع مستقبلها لاجل ماضيها، وتستقوي بالاخر على تحطيم غريمها المقابل والمكون من لخمها ودمها ولسانها، لانه ينافسها على مساحة الضوء الشحيحة.
ان الحركة القومية لشعبنا ابتدأت منذ بدايات القرن الماضي بهمة ابناءها البررة وهذه الحركة القومية اتخذت لنفسها التسمية الاشورية، وكل الاثباتات التي خلفتها الحركة القومية الاشورية تؤكد انها كانت تعي انها بالمنادات بالاسم الاشوري فانها تعني حتما القسم الكلداني والسرياني من الامة، وان هذه الحركة القومية باتخاذها التسمية الاشورية فانها لم تكن ترمي الى الحاق ضرر او تجاهل السيد ابلحد افرام اوالاستاذ هنري بطرس كيفا او غيره من لف لفهم، بل ان وعي الرواد الاوائل كان بهذا الشكل الذي اقتنعوا من خلاله ان التسمية الاشورية هي الصحيحة وتحت ظل هذه التسمية سيمكنهم من ان يحققوا مراميهم القومية، علما ان رواد العمل القومي لم يخصوا اهدافهم بالطرف النسطوري (برغم عدم تأيدي لهذا اللقب استعملته للضرورة) المقتنع بغالبيته بالتسمية الاشورية، لا بل ان ان اغلبية هؤلاء الرواد لم يكونوا نسطوريين بل من مختلف كنائس شعبنا الاخرى. ان جل غاية الرواد كان احقاق حقوقنا القومية وفي وقتها كانت لرواد امال واسعة بتحقيق ما هو اكثر من بعض الحقوق التي ننادي بها الان بعد اختلال الميزان الديموغرافي الهائل الذي اعقب مذابح اعوام 1915 -1917 ومذابحة سميل، لقد كان الامل باقامة دولة تضم كل ابناء شعبنا بكل طوائفه الدينية وبكل تسمياته. ان العودة الى الصحف وكتابات الرواد من ذاك الزمان تؤكد ما ذهبنا اليه من انهم ادركوا ضرورة الوحدة وانهم باتخاذه التسمية الاشورية فأنهم رموا الى ضم كل مكونات الامة في ظلها، علما ان الحقوق ومضمونها هو واحد ولا خلاف عليه.
اذا ان الرواد لم يبحثوا في بطون الكتب ولم يقوموا بنشب الارض بحثا عن ما يؤكد مذهبهم في التسمية، ان كل ما فعلوه نشروا ما كانوا مقتعنون انه الاصح، ولكن اؤكد مرة اخرى ان اي قائد في الحركة القومية الاشورية لم يخالجه اي شك في انه يعمل لكل اجزاء الامة وانه يضحي في سبيل كل هذه الاجزاء وان اي وفد شكل للمطالبة بحقوق الشعب ضم افرادا من كل اجزاء الامة.
الغاية لم تكن التسمية بل كانت تحقيق حقوق الشعب، لم يفكر الرواد ان نكون عبيد، بل رجالا ونساء احرار، نعيش برؤوس عالية، نبني وطننا ونعيش من خيراته، نتعلم لغتنا ونطور ثقافتنا، وترون ان كل هذه الاهداف مشتركة، والدماء التي سالت من اجل تحقيق هذه الاهداف تحت ظل التسمية الاشورية كانت ايضا دماء من كل ابناء الشعب ولم تكن من طائفة معينة فقط.
واليوم وبكل فخر واعتزاز وبكل جراة يقتحم المشهد السياسي افرادا وتنظيمات كل همها تفتيت حقيقة اننا شعب واحد وامة واحدة وقوم واحد، ولكننا ككل جيراننا نختلف بالعشائر والقبائل والقرى وحتى بالمذاهب، فما العلة في ذلك، ان هؤلاء الابطال الميامين لا يجدون الا ما  يجمع لكي يهدوه ولكي يشتهروا من خلال الدعوة لتفتيته وانهم بحق ينجحون واي نجاح.
انه سؤال بسيط هل اساء رواد الحركة القومية الاشورية لاي طائفة بنضالهم القومي، الم يحترموا هذه الانتماءات، هل ان اهداف هؤلاء الرواد كانت خاصة بطائفة معينة؟ اذا اين المعضلة التاريخية التي يراد تصحيحها، هل بتفتيت الشعب، وما الجديد الذي سينضاف في الحقوق باستعمال تسميات اخرى لهذا الشعب الذي يتم المتاجرة باسمائه، يقينا لا توجد حقوق اضافية بل مصالح لاشخاص مدفوعين لتبوا صدارة المشهد السياسي وان كان على حساب امة وابناءها ومستقبلهم ووحدتهم، ماذا لو بدلنا الاسم الاشوري بالسرياني او الكلداني او الارامي مثلا، لن يضاف شيئا ولن نخسر شيئا، في الحقوق ولكن سنحسر امتداد القضية وتفاعللاتها وتراكماتها، والجهد الذي يمكن ان يبذل لاعادة تعريف قضية عرفت (بضم العين) بمئات الالاف من الضحايا ودماءهم، انه حقا لنكران واي نكران.
كل ما دونته اعلاه انا مقتنع به بل مؤمن ايمانا مطلقا، ولكن الايمان والاقتناع شئ والواقع السياسي شئ اخر، ان الواقع هو الذي يفرض على الانسان نفسه، في الوقت الذي يدفع الايمان الانسان للعمل اكثر، ولذا كنت ولا زلت من المؤمنين والمدافعين عن تسمية قانونية دستورية لشعبنا تخرجنا من ورطة تعددية التسميات التي لم نكن نحن من ابتكرها، بل ورثناها، وان هذه التسمية القانونيةوالدستورية لن تمنع اخي المؤمن بالكلدانية من ان يقول انه كلداني والاشوري من ان يقول انه اشوري والسرياني من ان يقول انه سرياني، ولكنهم قانونيا يجمتمعون في شعب معرف دستوريا باسم واحد.
ولكن لاننا شعب لا يحترم حتى ما اصبح يشكل لدى الغالبية ثوابت او متفق عليه، او مبادر اليه اولا، فان البعض وبلا خجل يمد يده للتلاعب بهذه المبادرات التي ما الحقت الضرر باحد بل كان من الممكن ان تكون نقاط تلاقي، واليكم البعض منها.
ان من المبادرات الحركة القومية لشعبنا، هو اتخاذ التسمية الاشورية و (ܐܬܘܪܝܐ) كعنوان لقضيتنا، اليوم نحن نتصارع بينها وبين التسميات الكلدانية والسريانية والارامية و(ܐܫܘܪܝܐ)، وكل منا يأتي باسماء كتاب اجانب لتأكيد نظريته، وكأن المسألة هي هنا وليست في الاستمرارية وتحقيق حقوق لاناس دمرهم وافقدهم املهم الظلم والعدوان، والمبادرة الثانية هي اتخاذ علم يرمز الى هذا الشعب وهو ليس علما حزبيا ولم يكن طائفيا، وبعد اكثر من ربع قرن خرج مدعي السريانية بعلمهم الخاص وتلاهم مدعي الكلدانية لا بل ان بعض ممن لم يكن لهم اي دور بادر واقترح تغير تسلسل الالوان في العلم وحاول تطبيقه لكي يقال ان من قام بهذا هو فلان، والمبادرة الثالثة هو اتخاذ يوما للشهيد ليرمز الى كل شهداءنا، وها اننا نحتفل بيومين للشهيد وقد يكون في الغد ثلاثة، ان هذه المبادرات لم تكن طائفية ولم يرمي لالحاق الضرر باي جهة، وكان من الممكن اتخاذه رمزا لكل الشعب، ولكن من يرى انه ليس من هذا الشعب هذه نتائجه وهذا سيكون رد فعله لانه اساسا لا يؤمن اننا شعب واحد، بل ان البعض يعمل وكأننا شعوب متعادية وبينها ثارات يجب ان تؤخذ.
والزمن يسير الهوينا الى الامام وكل يعمل لاجل تجميع مصادر القوة لكي يتمكن من تخقيق اكثر ما هو ممكن لشعبه، الا نحن فنعمل بكل جد واخلاص لتدمير وتحطيم ما بقى لدينا من مصادر القوة وخلق نقاط لمزيد من العداء والاختلاف.
ونحن المدعون بالمثقفين او اللكتاب او مهرجي اخر زمان، نرمي بضاعتنا المهترئة امام المارة ولا من يشتري ولا من يعاين وصياحنا يعود صداه الى اذاننا الصماء التي لم تفهم ان العصر اليوم هو عصر كيل الضربات للخصم، فالبضاعة التي يسيل اللعاب لها هي التي تدمي العدو الاشوري او الكلداني او السرياني، وكل يدعي ان اسمه مقدس الا الانسان الذي سيكون حطب ورماد حربنا الدامية، والخزي والعار لكل الوحدويين من امثالي اصحاب المناجل المكسورة، وليعش اصحاب المنادل المشحوذة والتي تحصد كل اواصر الالتقاء والتقارب لا بل تقصم.[/b]

473
المنبر السياسي / اللصوصية
« في: 20:06 04/08/2005  »
اللصوصية
في انتقادنا لما مارسه بعض اعضاء مجلس الحكم في نهاية عام 2003 من الغاء قانون الاسرة ومحاولة وضع بديل عنه يساير شعارات الاسلامويين، قلنا وذكرنا ان نجاح القانون ليس بسرعة سنه بل بمدى النقاش والحوار والتفاعل معه واخذ كل الامور بخصوصه من الايجابيات والسلبيات والاحتمالات المرافقة لفشله او لنجاحه، فلتمرير مشورع قانون لا يكون باستغلال فرصة عدم وجود غالبية معين ويتم طرحه، بسرعة لكي يمرر لان الاكثرية ملائمة لصاحب الطرح او لانها تأتمر بأوامره بل ان هذا الاسلوب في الطرح يؤكد ان هنالك مسألة تأمرية اي خيطت في مكان وتم طرحها وطلب الموافقة عليها دون دراسة من بقية الكتل والاعضاء.
حتما ان اي قانون يكون فكرة لدى شخص ما يطرحه ويتناقش مع اقرب الناس اليه في مضمونه، وهذا حق يكفله القانون لكل مواطن ولكن في الدول الديمقراطية تطرح حتى افكار القوانيين الجديدة للمناقشة عند الرأي العام لكي تغنى بالافكار والاراء والابعاد، بعد هذه المرحلة قد يتم تبني فكرة مشروع القانون من جهة حزبية او كتلة برلمانية، وعندها يتم المزيد من التداول بشأنه لانه اصبح امر جديا، ولذا تكلف مجموعة قانونية من قبل الكتلة البرلمانية لصياغته على ضوء النقاشات التي حدثت وعندها  تعلن الكتلة النيابية رغبتها في طرح مشروع القانون للتصويت عليه في البرلمان او الجمعية الوطنية، وتعمل الكتلة لكسب الكتل الاخرى لصالح مشروع القانون الذي اقتنعت بضرورته للصالح العام، وخلا كل هذه الفترة يكون هناك افراد من الشعب يدلون باصواتهم واراتئهم بخصوص مشروع القانون وتقوم وساءل الاعلام بتسليط الضوء على هذه الاراء وابرازها ومن اهمها اسباب الاعتراض على مشروع القانون، وعند اكتمال هذه المراحل يتم تقديم مشروع القانون الى رئاسة البرلمان مقرونة بموافقة عدد من اعضاء البرلمان او الجمعية الوطنية يحدد عددهم القانون، وتقوم رئاسة البرلمان بعد التأكد من استيفائه الشروط القانونية بتحويله الى اللجنة المختصة، ويتم دراسة مشروع القانون من قبلها ويعرض للتصويت العلني فيها فان اجتاز التصويت بنجاح تحدد جلسة علنية للبرلمان للتصديق عليه او رفضه بالاكثرية وان صدق عليه يتم نشره بعد موافقة رئيس الجمهورية وتكون هذه المصادقة ايضا محددة بقانون، هذا هو المسار الطبيعي لسن القوانين وهذا هو المسار الطبيعي لكي يكون القانون اقرب الى العدالة منه الى ان يكون مجحفا بحق المواطنيين او البعض منهم على الاقل (بعض الدول تشترط ثلاثة قرأت لمشروع القانون ويتم التصويت بعد كل قراة عليه).
قد يتعلل البعض بان المرحلة الحالية تستوجب سرعة البث بالقوانيين لكي يتم ضمان تسيير شؤون البلد والمواطنين، ولكن الملاحظ ان القوانيين التي يتم طرحها بشكل فجائي ويطلب من الجمعية اضفاء الشرعية عليها اغلبها قوانيين تمس الهوية الايديلوجية للدولة، وهي قوانيين او مشروعات قوانيين غير مستعجلة بل يمكن التريث فيها، لو كنا حقا نمعمل من اجل مصلحة الوطن والمواطن، واخر مثال على ذلك هو طرح مشروع قرار لتغيير قانون الانتخابات بشكل غير لبق وغير قانوني ومن وراء ظهر الشعب، ان مثل هذه الممارسات اقل ما يقال فيها انها ممارسات لصوصية استغلالية يراد تمرير امور لتحقيق مصالح غير سوية، كما يمكن ان يقال فيها انها تفقد الثقة بالجمعية الوطنية ودورها الحقيقي وتحولها الى الة تبصم لقرارات تتخذ في اقبية ومراكز سرية او من قبل اشخاص متأمرون والا لماذا يتم طرح مشاريع قوانيين فجأة دون معرفة الشعب بها، ان لم يكن من اجل تمريرها بشكل مستعجل تحقيقا لتجهيل الشعب بالابعاد المختلفة لمثل هذه المشاريبع التي يصب غالبيتها في مصالح فئة او شريحة او لتحقيق انتقام من شريحة ما، وفي كل هذه الاحوال يكون الوطن والمواطن هو الخاسر.
ان المراقب للمسار السياسي في العراق يلاحظ لدى البعض لهاثهم وراء تحقيق امور معينة قبل ان تشب الدولة عن طوقها، اي ان هذا البعض يراها الان فرصة سانحة لتحقيق المأرب، لانهم يدركون او يعتقدون ان لم يحققوا مبتغاهم الان فانه من الصعوبة بمكان ان يتم تحقيق غاياتهم في جعل الدولة مطية لايديولوجية وخادمة لطموحات شخصية اوفئوية معينة.
ولكن في هذا اللهاث يتم تدمير مصداقية السياسي وشرعية النظام الديمقراطي والامل بالحرية كمخرح من الازمات التي يعانيها المواطن العراقي.
ان ابسط ما يقال في القانون الجديد او خطوط جديدة لقانون الانتخابات هو عملية وضع اليد على مصير البلد، والحد من قوة فئات وقوى سياسية اخرى، انهم بهذا الاسلوب ان كانوا يريدون تحجيم الاكراد، فانهم ايضا حجموا القوميات الاخرى لا بل ان تمثيل هذه القوميات صار شبه مستحيل في الانتخابات القادمة، ان الغاية لدى البعض اصبح شبه معروف وهو اقامة دولة تسيرها الشريعة الاسلامية، وخصوصا ان هناك نوع من التناغم بينهم وبين بعض الاطراف السنية الفاعلة في هذا الاتجاه، الا ان الطرفين ان كانوا متفقين في عنوان واحد، فان كل واحد منهم يبيت للاخر وسينقلب عليه في اول فرصة، وبرغم قلة عدد السنة قياسا الى عدد الشيعة الا ان ما يتوقعه السنة عند وقوع الواقعة هو مساندة اكثر وهذه المساندة ستكون من امثال الزرقاوي.
اذا الشئ المستنتد والاقرب الى الواقع والمنطق، هو اننا يمكن ان نحكم على الكثير من السياسيين الذين يسيرون البلد، انهم لم يخرجوا بعد من تقوقعهم المذهبي، الى فضاء العراق الديمقراطي الحر، برغم من تأيدنا انهم عانوا كثيرا ايضا من نظام المقابر الجماعية، الا ان من مارس هذه الاعمال لم تكن القوميات والاديان العراقية الاخرى، بل نظام عروبي متمسح بالاسلام برغم من ادعائه انه علماني في اول استيلائه على السلطة.
فهل سنخرج الى ضوء النهار في ممارساتنا السياسية ومطاليبنا، ام سنظل نعيش في اوكار الظلام ونخيط ونخطط هناك للاستيلاء على الكعكة كلها بحسب اعتقادنا؟
تيري بطرس     [/size] [/b]

474
القومية واللغة والتاريخ الثلاثي الصعب 2 اللغة
    اللغة هذا الكائن الحي، الذي ينمو ويكبر واحيانا يشيخ، كما شاخت لغتنا، فبالكاد يعرفها قراءة وكتابة 5% من الناطقين بها وصح القول فينا الناطقين بالسريانية.
لم تبتداء اللغة وهي متكاملة الخواص والكلمات، بل ابتدات نطقا  وصوتا بتطور الانسان، ولان للانسان عقل يخزن التجارب ويقارن فقد تمكن هذا الانسان من اعطاء الاشياء اسماء لكي يعرفها، ويعطي العمل فعله لكي يمارسه او لكي يطلب ممارسته، ولكي تتطور اللغة وتتوسع ولكي تضم كلمات جديدة فعلى الانسان المتكلم بها مواجهة اعمال او اشياء او لغات جديدة فلا يعقل ان يسمي انسان يعيش في الصحراء اسما للبحر او انسان يعيش في في عام 1200 ق.م ان يسمي مكوم الفضاء ، لان اللغة بذاتها لا يمكن ان تتطور الا بفعل الكتابة والتفكير ووضع نصوص قد تحتاج لصياغة تعابير يحتاجه العمل الابداعي كقصة الخليقة وككتابة القوانيين.
في الحقب القديمة تكونت اللغة لانها حاجة انسانية وتطورت تبعا لحاجات هذا الانسان، واللغة ليست خط الكتابة الذي خلطوا بينهما بعض المؤرخين، فاللغة الاكدية الاشورية التي كان يتكلم بها اهل العراق القديم، كتبت بخط مسماري وهذا واضح من اللقى والالواح الطينية، وبتطور الحياة ووسائل الاتصال اتخذ اهل العراق القديم الخط الابجدي والمسمي الارامي كخط لكتابة لغتهم، لانه كان الخط الاسهل ويتكون من ابجدية لا تتعدي اثنان وعشرون حرفا، ومنها يمكن تكوين كلمات لا حصر لها، وهنا حدث تطور هائل في سهولة تعلم الطتابة والقراة في عن الوقت الذي حدثت الاشكالية اللغوية التي يقال ان الاشوريين او سكان العراق القديم قد غيروا لغتهم وكأنها حقيبة سفر يمكن ان ترمى بعد ان اتمت مهمتها او قميض ينزع ليلبس غيره، حتى لو افترضنا ان العملية استمرت قرون طويلة سيكون قبول فرضية تغيير اللغة عسيرا، اي نعم الاحرف وخط الكتابة ولكن اللغة فلا اعتقد وللاسباب التالية.
اولا_ لكي يتم تغيير اللغة يجب توفر عوامل مهمة، ومنها ان تكون اللغة الجديدة لشعب ذو حضارة ارقى من الشعب صاحب اللغة القديمة، اي بفعل الانبهار والاعجاب والشعور بالدونية في مجالات شتى، وهذا غير متوفر في الحالة الاشورية، فالمفترض ان الاشوريون غيروا لغتهم مع القرن الثامن والسابع من قبل الميلادي اي عندما كان الاشورييون في اوج قوتهم حسب ما تذكره لنا كتب التاريخ وسقوط الدولة الاشورية مرحلة نينوى حدث في نهاية القرن السابع قبل الميلاد.
ثانيا_ يتطلب تغيير اللغة بالصورة المراد تسويقها لنا، استعمال عامل القوة او الفرض سواء بواسطة القانون او القوة الجبرية لاجبار الانسان على تعلم لغة اخرى، وهذا غير ممكن لانه لم يكن بقدرة الاشورين تخصيص عدد كبير من المراقبين او القوات لفرض هذا الامر، كما انه ونتيجة لصعوبة المواصلات والاتصالات فما كان يمكن تنفيذ الامر.
ثالثا_ يمكن الاستنتاج ان الامية كانت متفشية في المجتمعات حينذاك، فعدد الملمين بالقراة والكتابة كان عدد محدودا جدا وقد يكون اقل من 1% من الشعب وهذه نسبة كبيرة مقارنة بذلك الزمان، اذا مع تفشي الامية يمكن الاستنتاج ان مسألة تغيير اللغة يشوبه صعوبة كبيرة جدا، لان الامي لكي يتعلم لغة ما يحتاج الى احنكاك يومي بالناس ويحتاج الى ان يكون تعلم اللغة امر ضروري لتمشية معاملاته اليومية.
رابعا_ يتطلب تغيير اللغة ان تكون الاكثرية من ابناء اللغة الجديدة وهذا ليس هناك اي دليل عليه، فلا يمكن بأي حال من الاحوال الاستنتاج ان من سموا بالاراميين كانوا الاكثرية، بين السواد في المجتمع الاشوري.
من هنا يمكننا الاستنتاج ان عملية التغيير الحقيقيى التي حدثت هي ترك الكتابة بالخط المسماري والكتابة بالابجدية التي هي عملية تطور طبيعي للخط المسماري، ويمكن القول ان اللغة ككائن حي دائمة التاثر باللغات الاخرى وتأخذ منها مصطلحات وكلمات جديدة وهذا لا يعيب اللغة.
الاستنتاجات التي يمكن ان نخرج بها، وارغب التأكيد ان هذه الاستنتاجات ليست دراسة تاريخية لتطور اللغة بقدر ما هي مقارنة منطقية لمسار العملية اي التطور اللغوي في مجتمعنا.
بما ان الشعوب القاطنة في هذه المنطقة التي تمتد مما يسمى اليوم بالجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق هي من الاصول المشتركة، فلابد ان تكون لغتهم ذات جدر مشترك، واذا اكدنا على الاسس التي تجعل اللغة تتطور ندرك ان التطورات التي حدثت في هذه اللغة التي سميت باللغة السامية لم تكن كبيرة، بسبب عوامل عديدة وهي التشابه الجغرافي وكون الاختراعات والاكتشافات قليلة وتعد نادرة، اذا بقت اللغة واحدة في الاطار العام مع الاختلافات اللهجوية وبعض المفردات الدخليلة نتيجة للاختلاط بشعوب اخرى او نتيجة للاكتشافات الحديثة والتي قد لا يعلم بها احد اقسام من مستعملي هذه اللغة، من هنا نقدر على القول ان الشعب العراقي القديم لم يبدل لغته بلغة اخرى بقدر تبديل احرف الكتابة وضم مصطلاحات او اسماء لمخترعات لم يعرفوها واخذوها من غيرهم، الا ان الفارق الاهم بين الشعب العراقي القديم وبقية ساكني بلاد الشام هو الاختلاط بالسومريين وتأثر الشعب العراقي القديم بهم و بثقافتهم وتراثهم حتى ان الاكديين والعموريين والاشوريين والكلدان اتخذوا من الهة السومريين الهة لهم وان كان باسماء اخرى ولكن بنفس الصفات، كما اتخذوا  قصة الخليقة  كاحد اسس بناءهم الديني ومنبع اليقين لديهم، كما انهم نسبوا سلسلتهم الملكية لسلسلة الملوك ما قبل الطوفان، ولكن من الواضح ان التأثير السومري على لغة الاكديين والعموريين والاشوريين كان ضئيلا بسبب الموجات المتعددة لحملة هذه اللغة المشتركة كما ان ظهور دول قومية لهذه الاقوام على انقاض الدويلات السومرية ساعد على اندماج السومريين في القادمين الجدد.
مع بداية انتشار المسيحية في بلاد النهرين اتخذت الكنيسة من لهجة اورهي لغة رسمية لها وسميت سورث او(ܠܫܢܐ ܐܣܘܪܝܝܐ) الالب تكتب  ولا تقرا ، وبذا استقرت لهجة اورهي على سياقها وكان تطورها فقط بتنظيم قواعدها وادخال الكلمات والمصطلحات التي احتاجت لها في العلوم والفلسفة التي توسعت، بتوسع التعليم وكثرة المدارس والاديرة والكنائس، من هنا بقت هذه اللهجة بثباتها في الوقت الذي تطورت اللغة المحكية بفعل التاثيرات التي دخلت عليها من اللغات الاخرى في الجوار الجغرافي وخصوصا ان اللغة المحكية لم تلزم قواعد صارمة لانها اصلا لم تكن لغة العلم والثقافة بل كانت لغة الحياة اليومية؛
الاستنتاجات النهائية بهذا الخصوص
ان اللغة التي نسميها اللغة السريانية هي لهجة من لهجات اللغة التي كان يتكلم بها اجدادنا من الاكديين والاشوريين والكلدان، وليست لغة غريبة عنهم كما يحاول البعض الايحاء بذالك، كما ان اجدادنا القدامي لا يمكن ان يكونوا قد استبدلوا لغتهم بلغة اخرى لعدم توفر اسبابا منطقية لهذا الامر  .
ان هذه اللهجة اصبحت اللغة الرسمية المكتوبة واللغة الوحيدة للثقافة والتبادل العلمي، كما حصل مع لهجة لندن عندما اتخذت كلغة رسمية لكل سكان بريطانيا، وسميت لغتنا  هذه بالسورث وهذا منذ اكثر من الفين من السنين وليس عيبا وانتقاصا من اشوريتنا او كلدانيتنا ان نستمر في تسمية لغتنا بالسورت او اللغة السريانية، لان هذه التسمية جاءت في اطار تطورها الطبيعي والمنطقي ولم يتم فرضها من قبل اي جهة علينا، كما ان محاولة البعض تجاهل ان التسمية لها من العمر والاستمرارة لمدة الفين من السنين، يعتبر غبنا  لحقبة تاريخية مضيئة ويمنح الشرعية للاخرين لكي يسمون اللغة بتسمياتهم القومية، وهنا نزيد من مصاعب عملية الحوار التوحيدي بل نخلق محاور جديدة للاختلاف والتضاد.
ان هذه اللغة هي عامل توحيد لكل تسميات ابناء شعبنا، ولكنها بحاجة الى تطوير وعصرنة الالفاظ والمصطلحات، بالطبع هناك فرع لا يزال يكتب ويقرأ  من هذه اللغة الا انه بلهجة جنوب العراق، فاورهي التي اتخذت لغتها لغة رسمية للمسيحية تقع شمال العراق الحالي اي في تركيا الحالية، اما لهجة جنوب العراق من هذه اللغة التي تكلم بها اجدادنا هي اليوم ما يسمى باللغة المندائية، علما ان اللغة المندائية المكتوبة لم يدخل عليها اي تبديل وتغيير منذ ما قبل الغزوا الاسلامي، قد يفيد المختصين للدراسته ومقارنته بلغة العراقيين القدماء من الاكديين والعموريين والاشوريين.

   تيري بطرس[/b]

475
القومية واللغة والتاريخ الثلاثية الصعبة (1)
ابتدأ اود القول انني هنا قد اكرر بعض ما قلته سابقا، لانني اراه ضروريا، وخصوصا ان ما ذكرته جاء ردا ولم ينشر كموضوع مستقل، وثانيا انني لا احاول حل الاشكالية التي نعانيها في التسمية، فلحد الان هناك التباسات من بعض المناقشين للامر من الطرفين، بل احاول تسليط الضوء على ما اعتقده حقائق يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار عند مناقشة الاسم والانتماء القومي والتاريخ المكتوب او المنقول شفاها ومن اهم الحقائق التي يجب ان نلفت النظر اليها باعتقادنا المتواضع هو عملية الاسقاطات التي يقوم بها بعض الاشخاص، فافكارنا ومفاهيمنا السياسية والثقافية والدينيةوالقانونية يتم اسقاطها على التاريخ الممتد لاكثر من ستة الاف سنة، ولذا فنحن لا نأخذ الامور بحقيقتها بل بتصورنا عنها، نقوم باسقاط وعينا وادراكنا لكل التراث الانساني والتطورات التي لحقت به على الماضي ورجال الماضي، فمصطلحات مثل الدولة والدين والقومية وحتى اللغة لم تكن كما نفهمها نحن حاليا لكي نقوم بمسألتها او كشفها بادوات اليوم.
لا مراء ان الفكرالقومي (او حتى القومية كمصطلح سياسي ايديولوجي) هو مصطلح حديث نسبيا وان هذا المصطلح مستورد من اوربا التي هضمته بمراحله المختلفة في الوقت الذي اتخذناه نحن بشكله الجاهز، وحسب النظريتين الفرنسية او الالمانية وهاتين النظريتين لمقهوم وتعريف القومية مبنى على مصالح بلديهما في الصراع على الالزاس واللورين، اي ان التعريف لم يكن علميا كليا بل دخلت المصلحة الوطنية فيه، اي ان تحقيق المصلحة الوطنية في الحاق الالزاس واللورين اضطرهما لوضع تعرفين مختلفين لمصطلح القومية (تعريف المصطلح ايضا ايدولوجي مصلحي وليس علميا، فالتعاريف العلمية لا تختلف الا بظهور حقائق كانت مجهولة حين وضع التعريف، ولكن في حالتنا التعريفين المشارين اليهما اعلاه ظهرا في وقت واحد).
قبل القرن الثامن عشر كانت المقاطعات تلحق بهذه الامبراطورية او تلك اما حسب القوة العسكرية او بالوراثة من خلال الزواج، كان يرث اميرا اقطاعية معينة وعند زواجه من اميرة وريثة لمقاطعة اخرى كانت المقاطعتين تتحدان برغم اختلاف اللغة او حتى التباعد في الحدود، كانت شرعية الحكومة هي شرعية القوة او شرعية الدماء الزرقاء (السلالة)، وبتوسع الطبقة الوسطى (البرجوازية) نتيجة الثروات التي هطلت على اوربا جراء مستعمراتها واختراعاتها وصناعاتها واكتشافاتها، ظهرت مفاهيم سياسية نابعة من مصلحةهذه الطبقة التي ارادت الحفاظ على امتيازاتها، فكان انبثاق الفكر القومي والدولة القومية ذات الحدود المغلقة امام الاخرين وبضاعتهم، هذه الفكر لم يلد بين يوم وضحاه، لقد انبثقت افكارا متباعدة وتم تطويرها تدريجيا بتطور الطبقة الوسطى في اوربا، لحين اكتمال ملامحها في منتصف القرن التاسع عشر، وخلال هذه الفترة ظهرت فرنسا كدولة قومية واسبانيا وايطاليا والمانيا وهلمجر من الدول القومية التي ظهرت ابتداء من بداية القرن التاسع عشر، وهنا نود التأكيد ان الايديولوجية القومية لم تلد من ذاتها، بل توفرت الظروف الموضوعية لوالادتها فانبثقت بشكلها النهائي.
كانت علاقات السلطنة العثمانية مع فرنسا وتاليا مع الولايات الالمانية، علاقة متينة مبنية على المصالح المتبادلة وخصوصا مصلحة الطرفين الاوربيين في وجود روسيا ضعيفة، كما ان مستعمرات السلطنة العثمانية الاوربية، قد بدأت بالاستقلال مستلهمة الفكر القومي الاوربي الغربي، ان هذا الامر دفع بالضباط الشاباب الاتراك والذين درسوا في اوربا لاستلهام هذه النظرية او الفكرة لبعث نهضة في السلطنة العثمانية، وحيث ان السلطنة في حقيقتها لم تكن تركية صرفة بل اسلامية فقد انتقل هذا الفكر الى العرب والاكراد، العرب الذين جأهم  الفكر القومي من مصدر اخر وهو التواصل الواسع بين لبنان واوربا، وفي نفس الفترة تأثر الاشوريين او لنقل ابناء شعبنا بهذه الفكرة ولم يجدوا افضل من التسمية الاشورية لتحتضن حركتهم القومية، لكي يميزوا نفسهم عن الاكراد والاتراك والعرب والفرس، واستعمالهم للتسمية الاشورية لم يكن رد فعل ضد الكلدان او السريان، فالقوميون الاوائل وحتى الان يفترضون انه من الطبيعي ان يكون الكلدان والسريان اشوريون، ولم يتم اخضاع الامر من قبلهم لمسألة جادة لانهم لم يعنبروا الامر اصلا خاطئ فمادامت (اللغة والتاريخ والدين والارض مشتركة فاين الخلل)؟ لم يجد الاشوريين الاوائل خللا في نظرتهم لانهم دعاة قوميون ولا علاقة لهم بالمذهب الديني، الا ان احد اهم مشاكلنا التي لم نعرها انتباها اننا كنا نعيش في بيئة مذهبية بامتياز، فالقوميون الاشوريون استعملوا كلمة ملت (ܡܠܬ) ككنايةعن القومية علما ان الكلمة في استعمالها التركي تعني مذهب ديني اكثر منها قومية او شعب، ففي السلطنة كانت تعيش ملل كثيرة واغلبها معترف بها ويتم الاعتراف برئيسها بفرمان سلطاني، من هنا اننا والعرب والاكراد والاتراك والكثير من الشعوب اخذنا بالفكر القومي دون ان نهضمه ودون ان يكون نتاج ظروف موضوعية حقيقية، اخذناه بحلته النهائية ونحن فكريا نعيش عصور مظلمة، اخذنا الفكر القومي ونحن تأسرنا اليقينيات الدينية في الوقت الذي كان مذهب الشك يسود اوربا، كما لم تتوفر له قاعدة اقتصادية اجتماعية لكي تحتظنه، مثلما كان مع الفكر القومي الاوربي التي احتظنته الطبقة الوسطى وخلقت له اليات العمل ومدت له يد المساعدة بكل اشكالها، لان الفكر القومي كان تعبيرا عن مصالحها الحقيقية. ونحن اتخذنا الفكر القومي سلاحا للتخلص من الظلم والاضطهاد، لاننا رأينا الاخرين ينجحون في ذلك، دون ان نعير العوامل الاقتصادية والتطورات الفكرية والسياسية المرافقة لهذه العوامل اي اهمية تذكر، لا بل ان الفكر القومي في منطقتنا وخصوصا الاشوري ليس له اي بعد اقتصادي.
مع كل السلبيات التي رافقت الدعوة القومية، تبقى انها كانت حالة او محاولة لاحقاق حقوق شعب بمميزات لغوية وثقافية ودينية وتراثية وتاريخية معينة، وان الدعوة القومية الاشورية لم تمييز بين ابناء الشعب حسب انتماءه المذهبي، بل ان الشواهد تؤيد ان الكثيرين من ابناء الكنيسة الكاثوليكية كانوا فعالين جدا في العمل القومي الاشوري، ونذكر منهم جدنا توما يوسف توما الذي تم اعدامه عام 1918 من قبل الاتراك العثمانيين ومعه مختار ارادن لاتصالاتهم بمار بنيامين شمعون، برغم من كونهما كاثوليكي المذهب.
في سهول نينوى لم تنتشر الدعوة القومية، برغم من تلوينها باسم الكلدواشوري من قبل المرحوم اغا بطرس، ليس بسبب  عدم انتماء الشعب بل بفعل عوامل جغرافية وسياسية، بمعنى ان المنطقة كانت منطقة سهلية لا يمكن التحصن فيها وكانت تعتمد على التبادل التجاري مع الموصل في مجمل حياتها بعكس المناطق الجبلية التي كانت مكتفية ذاتيا في اغلب مواردها، تبقى القوش استثناء هي نشط فيها العمل السياسي ولكن ليس القومي بل اليساري والشيوعي بالتحديد، كما ان الحركة القومية الاشورية لم تحرز انتصارا مشهودا، بمعنى انتصار يسجل للتاريخ تغييرا ايجابيا للشعب ما ساعد على ابتعاد ابناء شعبنا في السهل اكثر لعدم الالتحاق بها. 
ارتباط الوعي القومي والتسمية بالثقافة عملية واضحة ففي ايران انتشر المذهب الكاثوليكي بعد انتشار الوعي القومي، ولذا فان عملية الكلدنة واجهت صعوبات جمة، في المراحل الاولية، ونجاحها كان نسبيا في الاونة الاخيرة اي ما بعد الثورة الاسلامية وهجرة اغلبية القوميين الاشوريين الفعالين على الساحة، اما في سهل العراقي فان انتشار المذهب الكاثوليكي وتبني التسمية الكلدانية في نهاية القرن الثامن عشر، واعتراف السلطنة العثمانية بالملة الكاثوليكية او الكلدانية حسب ما باتت تسمى ، سبق كثيرا انتشار الوعي القومي، كما ان شعور الانسان في السهل بقوة حماية الكنيسة له الجأه على الدوام الى حضنها، اذا قوة الانتماء المذهبي جعل بعض الاطراف او غالبيتها الغير المتعلمة حينها ترى في الفعل القومي الاشوري عملا لا علاقة لهم به انه عمل جهة غريبة، حتى شاعت مقولة ان ماببين القوردايي والكلدايي شعرة وما بين نسطورنايي وكلدايي جبل1، وهذ الحالة وجدت في عوائل انقسمت على نفسها او قرى انقسمت بين المذهبين، فالنسطوري كان اكثر فعالية في العمل القومي نقيض قرينه الكاثوليكي، طبعا في العراق . ان الوعي القومي بالاضافة الى شموله بعض الكاثوليكين الا انه توسع ليشمل الاخوة السريان فهاهو الشهيد اشور يوسف الخربوطي الذي استشهد فلي مذابح 1915 يدعو الى العمل القومي تحت هذا الاسم اي الاسم الاشوري برغم من انه كان من مواليد خربوط في تركيا الحالية وبرغم من انه من الطائفة السريانية لا بل صار العمل القومي ينتشر على يد كوكبة من المتعلمين ولعل اشهرهم معلم الامة نعوم فائق، برغم العداء المذهبي الشديد بين المذهبين النسطوري واليعقوبي.
في مؤتمر باريس للسلام مثلا وفق وفد واحد في الوصول عن شعبنا، وكان الوفد برأسة المطران (بطريرك لاحقا) مار افرام برصوم ومؤلفا من عشرة اشخاص وقد استقبل من قبل الرئيس الامريكي ولسن حيث خاطبهم قائلا انني سعيد بلقاء نواب امة قديمة العهد وامتكم الكلدانية – الاشورية حرية بالاستقلال ولا بد لي من السعي الاكيد في سبيل احقاق حق هذه الامة(انظر الاشوريون في مؤتمر الصلح باريس 1919 بقلم روبين بيت شموئيل)، هنا نجد ايضا الاسم المركب لشعبنا، وكان مقبولا من الشعب ولم يعتبر تضحية قومية واعتبر امرا اعتياديا، علما ان الوفد كان برأسة مطران سرياني وضم كلدانيون ونساطرة، لا بل ان الوفد نظمته جمعية اسسها كاهن كلداني.
حمل القوميون الاشوريين الفكر القومي وبشروا به وقدموا التضحيات لاجل احقاق حقوق كل ابناء الشعب، وعانوا من الصدود الذي كانوا يقابلون به من قبل فئات من الشعب لاسباب مذهبية واضحة، الا ان حملة مشعل الوعي القومي لم يكونوا منزهين عن الاخطاء التي باتوا يعانون منها، فلم يعيروا اهمية كافية لمراكز القرار في الطوائف، هذه المراكز التي اعتبر عملية الوعي القومي هي عملية سلب رعية من بين ايديها وخلق مراكز قرار موازية لها.
منذ اتخاذ التسمية الكلدانية كتسمية رسمية للمنتمين للكنيسة الكاثوليكية لم تقم بينهم او لم يبشروا قوميا بها، عدا حالات استثنائية مثل تسمية اللغة باللغة الكلدانية او بعض الكتب التي طبعت باسم تاريخ الكنيسة الكلدانية، ولا يختلف عن نضيره تاريخ الكنيسة الشرقية بشئ، وهو نفس تاريخ الكنيسة المشرقية او النسطورية الا في السنوات ما بعد انشقاق كنيسة المشرق. ولكن هذه التسمية شئنا ام ابينا اتخذت طابعا مميزا لجزء كبير من ابناء شعبنا، وهذا الجزء تعايش معها وكأنها اسمه القومي المميز، فكما الاشوري يعتبر هذه التسمية صادقة وصحيحة فأن الكلداني يعتبر هذه التسمية الان صحيحة وصادقة، اذا المسألة الاكثر اهمية التي لا نوليها اي اهمية هي المشاعر، فانا لا يمكنني تبديل مشاعر شخص ما، لانه لا يري خطاء ما في تبنيه التسمية الكلدانية التي ورثها عن اباءه، ان التسمية هنا هي موروث من موروثاته فكيف له الحق بالتصرف به وهو استلمه هكذا، ان الامر الاكثر وضوحا ان المنتمون للتيار الاشوري لم يقوموا بالخطوات الاصح في جعل الاخرين لا يتنافرون مع هذه التسمية، ان البعض منا نحن الداعين للتسمية الاشورية يكادون يشعرون ان الرافضين للتسمية الاشورية، يرفضونها للكره الذي يكنوه للاشورية ولاسباب طائفية، وهذا شعور قد لا يكون صادقا البتة الا انهم عندما يعجزون عن ايصال رسالتهم لا يجدون اي تبرير اخر للامر، علما ان مصداقية الدعوة الاشورية لدينا لا يشوبها شائبة، قد لا يشوب الدعوة الاشورية بذاتها شائبة ولكن الدعاة قد يشوبهم شوائب، وقد يحملون فكر طائفي او استغلالي او استعلاعى  علىالاخرين مما خلق فجوات بين الدعاة او المبشرين وابناء شعبنا من الطوائف الاخرى، وهل ننسى وصف البعض لبعض ابنائ شعبنا من الطوائف الاخرى بانهم قرج (نور) الاشوريين1.
الامر اكثر صعوبة على الفهم هو عملية اسقاط ما نحن فيه من وعي قومي وسياسي وفكري على فترة من التاريخ لا يمكن ان تحتمل كل هذه النقاشات، فلا اعتقد ان سركون الاكدي او حمورابي او شلمانصر الثالث او سركون الثاني او نبوخذنصر كانوا يفهمون في القومية او التنظير القومي، لا بل انهم لم يكونوا بالقداسة والهيبة التي نريد ان نصورهم فيها، بل انهم كانوا مستعدين ليتنازلوا عن مناطق من بلدانهم او اجزاء من شعوبهم لاجل مهر امراة او لتلاقي مصالحهم مع هذا الطرف او ذاك، انهم كانوا اقرب الى الطبقة الغنية لاعداءهم من قربهم من طبقة الفقراء والعبيد المتكلمين بلغتهم والذين كانوا يسكنون مدينتهم، وهذا كله لا يعبهم لانهم كانوا يعيشون عصرهم، اذا اسقاط النظرية القومية على فترة تسبق ظهور النظرية القومية باكثر من خمسة الاف من السنين امر مجحف، عملية خداع للمتلقي للقارئ للابناء شعبنا الذين ياخذون الامور كما يروها ولا يخضعوها للمسألة العقلية، لقد كان الملوك حينذاك ملوكا اكثر من كونهم اشخاصا منتمون لبيئة ثقافية تراثية تاريخية لغوية معينة، كانت القوة والقوة المجردة هي العامل الاهم في الخضوع لهذا الملك او ذاك، لا بل لهذا الاله او ذاك، الناس كانت على دين ملوكها، وملوكها اما كانوا يأتون بعملية انتقال السلطة بشكل طبيعي اي الوراثة السلمية او بالاستيلاء احد القواد او الامراء على السلطو بالقوة، وكلا الامرين كان يعتمد على القوة ولم يعتمد على مفاهيم الشرعية التي نفهمها الان، لان هذه المفاهيم اتت بعد نضالات الانسانية لحقب طويلة، ان ملوكنا الذين نفتخر بهم لم يجدوا اي ضرورة لتبرير توليهم امر العباد اصلا، مثل ملوك اروبا في العصور الوسطى حيث برروا ذلك بسبب جريان الدماء الزرقاء في عروقهم، نعم استند البعض الى ان الاله اختارتهم ولكن في المراحل المتأخرة وهذا تقدم في المسار الانساني خطوة كبيرة في ان الملك وجد انه من الضروري تبريرسبب تحكمه في العباد.
ان الانتماء بالمفهوم الذي نفهمه اليوم لم يكن قد ظهر، ولكن التعايش والشعور الفطري بالحاجة الى الاخر كان موجودا، وكان الانتماء بالاصل الى القرية المدينة التي كان الانسان يسكنها، فماذا يربط انسان يعيش في نينوى بشخص يعيش في اشور على بعد ما يقار الخمسون كيلومترا وهما لا يحتاجان بعضهما البعض في اي شئ، لانهما مكتفيان ذاتيا في كل شئ تقريبا. بعكس اليوم ومتطلبات البوم فبين بغداد والموصل ورغم المخاطر ينتقل عشرات الالاف من الاشخاص  وبكل الاتجاهين مما يخلق تواصل ضروري لبناء شعور بالولاء للمشترك، ناهيك عن عوامل الاعلام والمدراس  والكتاب وغيرها من الروابط التي ما كانت موجودة جينذاك.
ان الصيرورة التاريخية جعلتنا شعبا واحدا، بلغة وعادات وتاريخ ومخاوف وارض وامال واحدة، كل هذه الامور مشتركة والاسم فقط يفرقنا وبالحقيقة ليس الاسم بالضبط بل هو نوع من الكره والحقد، كره وحقد الضعيف الذي عندما لا يجد القدرة على مقارعة من يعتقد انه المعتدي عليه يفرج عن كربه باقرب الناس اليه.
الكلدانية ستدعوا الى نفس ما تدعوا اليه الاشورية، وقد يكون الكلدان اكثر تواضعا ويقولون ان الاشوريين قومية مستقلة وليصفوا امورهم بانفسهم، ولكن بالنهاية سيجد الكلدان انهم والاشوريين شئ واحد، وبالنتيجة ان الكلدانية لكي تثبت اقدامها في التربة ويكون لها صدى ما للاشورية تحتاج الى سنين طويلة من التضحيات، وقد يفكرون بعكس ذلك انهم لا يحتاجون الى اي شئ فجذورهم في التاريخ قوية وهم سحصلون على ما يريدون بقوتهم الديموغرافية، ولكن هذا تفكير المعاند والمكابر، ولا يختلف عن تفكير الاشوري الذي يقول اني عملت ما علي وليشكل الكلدان ان لم يرضوا قوميتهم الخاصة، انهما وجهان لعملة واحدة.
الحل هو الحل الواقعي المكرر اكثر من مرة
ان الاتفاق بين الاطراف الثلاثة يتطلب وعي تام بان وجودهم مرتبط احدهما بالاخر، وانهم شعب وامة واحدة وان الاخرين ينظرون حقيقة اليهم كونهم كذالك، وقد يتعجبون ان جماعة (شمختلك قر تلوخ )* ليسوا شيئا واحدا، ان اشكالية التسمية لا يمكن ان تحل بتبني احد التسميات الثلاثة، بل بتسمية مركبة وموحدة، وان الشعب يجب ان لا يدفع ضريبة نتيجة لالاعيب فرد واجد، كما ان الدولة العراقية عندما تخصص موارد للتدريس والثقافة والاعلام مثلا هل تتمكن من توزيع هذه الحصص على الاطراف الثلاثة ، وهل يمكن لهذه الاطراف الاستفادة من الامر لو وزعت الاموال وجزأت. ها وقد ظهر ان في كل طرف هنالك متعصبين اشد التعصب، متعصبين لحد المقت، اناس لايهمهم ان تتقسم الامة اكثر فقط للتنفيس عن احقاد دفينة، ارجو المعذرة للعبارة الاخيرة، فانا ايضا كانسان اشعر بالضعف في تفسير هذه الحالة المرضية التي تضحي بوحدة شعبنا من اجل بقاء تسمية واحدة فقط وازالة الاخريات، انني عاجز لحد الشلل التام، فالمقترح الذي نقدمه يظهر التسميات الثلاثة، بشكل متوازن ولن يلغي الاخريتين، اما متبنوا التسمية الواحدة فقط وهي هنا الاشورية فلن يقدروا على منع ظهور الكلدانية والسريانية ولكنها بهذه الحالة ستظهر كتسميات لشعوب متعددة، ولكنها تتكلم لغة واحدة ولها تاريخ واحد.
1  القولين اعلاه قد لا يعبران عن حقيقة العلاقة بين اطراف شعبنا، ولكنهما قيلا وسببا الم كثيرا وتريدي لهما هو من باب نقدي.
* احيانا يستهزاء الاخوة العرب بلغتنا ويقولون كلمات فيها الخاء لكثرة وجوده في لغتنا باي شكل، وهنا هي تعبيرا انهم يروننا واحدا ونحن لا نرى ذلك.
تيري بطرس[/b]

476
 كلهم يملكون الاكثرية... الا انا
ابان مرحلة الكفاح ضد النظام البعثفاشي، كانت تعقد لقاءات بين اطراف المعارضة حينها بغية اقامة جبهات عراقية لاسقاط النظام، وكان من العقد التي يواجهوها اصرار البعثيين العراقيين الموالين لسوريا، انهم الاكثرية ويملكون مليوني عضو في العراق، وعلى هذا الاساس كانوا يطالبون بزعامة المعارضة، بالطبع انهم كانوا يحسبون كل من هو بعثي وان كان من مؤيدي صدام سيلتحق بهم حالما يتم القضاء على بعض رموز السلطة القائمة، ولم يسألوا نفسهم ان كان البعثيون العراقيون حقا بعثيين ام انهم التحقوا بالحزب ليظمنوا مستقبلهم ومستقبل عوائلهم، فهذا لم يهم البعثيين الموالين لسوريا، فمعارضتهم لنظام لم تكن على اساس نهج مختلف بل على اساس قيادة مختلفة.
اما الاسلاميون فيطرحون شعار تطبيق الشريعة الاسلامية او عدم مخالفة القوانين للشريعة وهو وجه اخر لتطبيق هذه الشريعة، وحجتهم انهم اكثرية الشعب العراقي ويحق لهم ذلك، طبعا انهم كمسلمين اكثرية ولهم الحق في القول ان المسلمين اكثرية ولكن السؤال هو هل ان الاكثرية من هذه الاكثرية من المسلمين تريد تطبيق الشريعة ام لا، والسؤال الذي يليه اي نوع من الشريعة، هل الشريعة التي تعتمد على تفسيرات حنفية ام ابن حنبل ام ابن مالك ام الشافعي ام الشريعة المعتمدة على التفسير الشيعي الاثنى عشري للشريعة، اما تعارض الشريعة مع حقوق الانسان فلا احد يتحدث بها مطلقا وكانها والاعلان العالمي لحقوق الانسان صنوان.
يطرح العروبيون (لا زال البعض يتبع هذه الايديولوجية رغم كل ماحدث وبلا خجل) انهم اكثرية اهل العراق ولذا فهم الذين يحددون وجه الحضاري (هل يمكنكم تخمين لون هذا الوجه) وان العراق على هذا الاساس هو جزء من الامة العربية ذات الرسالة الخالدة (برسالة خالدة انتجت امثال صدام وعفلق فكيف بدون رسالة خالدة؟) وعلى اساس اكثريتهم سيعملون لتحقيق الوحدة العربية، لكي تقارع اوكار الصهيونية والاستعمار والامبريالية، وهات يا حروب بدون نهاية وهات هزائم تتلو هزائم ولكنها في الاعلام تتحول بقدرة قادر الى انتصارات مدوية تهز عروش وكروش الاعداء.
يطرح الاخوة المؤمنين بانهم كلدان اصلاء من صلب نبوخذ نصر ونبو بلاسر وبلشاصر، انهم يشكلون 80% من الشعب (المسيحي) في العراق، ولذا يحق لهم ان يستأثروا بهذه النسبة مما يمنح للمسيحيين من المناصب، كما انه على اساس هذه النسبة يجب ان يسبق اسمهم اسم الاشوريين لو قبلنا ان ندرج الاسماء الثلاثة كتسمية لشعبنا والافضل مع واوات وياحبذا لو ادرج اسم التركمان كفاصل بين الكلدان والاشوريين، ويليهم السريان والارمن، ولم يتقدم احد لنا متى عملوا كل هذه الاحصاءات وهل كل من يقول انه كلداني يؤيدهم في ما يطرحون، اليس من المعقول وجود كلدان يؤمنون انهم اشوريي القومية كلداني المذهب هذا كمثال، وليس لاشعال حرب الردود.
تطرح بعض الاحزاب الاشورية نفسها كممثلة لاكثرية الشعب الاشوري الاصيل من صلب اشور بانيبال وسركون الاكدي وحمورابي، الحقيقة انا لا ادري هل انا من صلب احد هؤلاء او من صلب فلاح من فلاحي بستان احد هؤلاء، اقول يقولن انهم يمثلون حقيقة الشعب واكثريته، كما يمثلون اصالته التي يحاول البعض تشويهها بالقبول باسماء قطارية، ولذا فالمفروض بالجمعية الوطنية العراقية ان تأخذ بكلمتهم ورأيهم وتدرج اسم الاشوريين فقط لانه الاصح والاكثر اصالة (بالطبع انا لا اقصد اصالة نصري) وتجري في عروقهم الدماء الزرقاء.
اما الاخوة السريان فيقولون انهم يمثلون الاكثرية الساكتة التي ترغب بالوحدة تحت تسمية سوراي لانها معهم منذ اكثر من الفين من الاعوام، وعلى اساس تمثليهم الصامتون من القول والصراخ فيفضلون ادراج اسم السورايي في الدستور القادم ولتلافي كل الاشكالات التسمية القطارية (هذه القطارية ليست من انتاجي ولكنني استعرتها من الاخوة الاشوريين الذين لا يقبلون الا باشوريتهم).
اما انا المسكين فلم اشعر ابدا انني من اي من هذه الاكثريات، دائما يتم اشعاري بانني من الاقليات المسحوقة (او الكادحة او المستضعفة) والتي لا يحق لها ان ترفع صوتها، والمشكلة انه حتى في البيت يلتف على ابنائي وزوجتي واشعر حقا انني من الاقليات التي لا حول لها ولا قوة.
تيري بطرس
 

477
ولكن ... اين السياسة ايها السادة؟
بعد حرب الايام الستة لعام 1967 عقد في خرطوم مؤتمر للقمة العربية رفع فيها لآته الشهيرة الثلاثة، لا صلح، لا تفاوض، لااعتراف، اي لا للصلح مع اسرائيل ولا للتفاوض معها ولا للاعتراف بها، ومنذ ذلك الحين والعرب ونحن ابناء هذه البلدان ندفع ضرائب باهضة لهذا الموقف، لا بل نحن ابناء منطقة الشرق الاوسط ندفع هذه الضرائب منذ 1948 نتيجة لمواقف القيادات العربية التي لم تساير المتغيرا الدولية، وبروز مكانة مجلس الامن كمشرع ومنفذ للقانون الدولي، ان مواقف الدول العربية الغير العقلانية والتي كانت للمزايدة احدها على الاخر ادت الى وقوع الانقلابات العسكرية المتتالية بحجة انقاذ فلسطين، وبالنتيجة لا فلسطين انقذت ولا الشعوب تقدمت، بل لا زالت تتراجع القهقري، لا اود الاستطالة في هذا الامر لانه مثال، لحال بعض اطرافنا السياسية، انها بأسم المبداية تغيب السياسية، وبأسم المبداية يغيب الحوار والمؤسف انه في كل هذه السنين المغيب الاكبر كانت الشعب.
اصدر اعلام التجمع الوطني الاشوري بتاريخ 20 ايار الماضي بيان بمقدمة تاريخية طويلة، الا انه ينتهي بقرارات قطعية (مطالب) من المهم لفت النظر اليها وتمحيصها والقاء الضوء عليها لتبيان السلبيات والايجابيات ان وجدت طبعا الاثنتان,يقول البيان في الفقرة الاولىمن قراراته مايلي
(عدم السماح لكائن من كان التلاعب بالاسم الاشوري القومي، واعتباره مع اللغة الاشورية والثقافة والحضارة الاشورية ارثاً عراقياً نقياً يجب الحفاظ عليه وصونه من خلال الاقرار به دستورياً فهو شأن العراقيين جميعاً قبل ان يكون شأنا ًآشورياً. اذ حيثما ذكر العراق ذكرت آشور تلك القوة العظمى التي حركت عجلة التطور البشري لما يزيد عن ثلاثة الاف سنة ومازالت رغم كل المعاناة.)

فهذه الفقرة تطالب من الجمعية الوطنية العراقية، بعدم السماح لكائن من كان التلاعب والى اخر الفقرة، اولا ما شأن الجمعية الوطنية في خلافاتنا الداخلية وهل هي حقا المرجع الاخير لحسمها، ام انكم تأمرونها بذلك، ام تطالبونها باصدار تشريعات لتحقيق الطلب، كل هذا يبقى غير معلوم بشكل واضح، بقدر وضوح ان البيان صدر لاشباع نهم مؤيدي التيار، فتاريخيا الاسم الاشوري والسومري والاكدي والكلداني وكذلك السرياني والعربي والكردي هي ارث عراقي، اما النقاء فلا يمكن تحديده، وخصوصا اننا لا ندري هل يقصد نقاء الدم ام الثقافة، وكليهما قابلان للتفاعل والامتزاج ولا يمكن عزلهما وخصوصا في الثقافات الحية، طبعا اسم العراق ليس فقط مرتبط بالاسم الاشوري، برغم ايماننا ان الاشورية قد تكون هي المرحلة الاطول في تاريخه، الا ان اسم العراق مرتبط بالتسميات الانفة الذكر، ومرتبط بالاسم الازيدي والمندائي والمانوي والعباسي والمعتزلة والحسين وغيرها من الاسماء التي لها تاثيرها في العراق، وقد يكون تاثيرا ايجابيا او سلبيا، فاسم هتلر مرتبط باسم المانيا، كما اسم صدام مرتبط باسم العراق، وكون اشور قوى عظمى امر ممكن الفخر به ولكن الان ما الحال؟ ان اي باحث منصف عندما يدرس الفترة الممتدة بين الالف والثمنمائة قبل الميلاد والقرن السادس ما قبل الميلاد لا بد ان يذكر اسم الاشوريين، فهذا لا غبار عليه، ولكن بعد ذلك، وخصوصا اننا استعمرنا من قبل الدول المجاورة او من الاغريق ومن العرب، والتاريخ غالبا يذكر الدول والحكام، فهل يعني مصدري البيان  تاريخيا ام حتى الان؟ ان الامر الواضح في الفقرة التالية والتي تقول (عدم اللجوء الى ابتكار صيغ توفيقية واسماء مركبة أو طائفية أو مذهبية وفرضها على الاشوريين بحجة الوفاق والتفاهم وما الى ذلك من سلبيات وترسبات الماضي كما اشرنا باختصار. فالاشوريون لا يقبلون الا بآشوريتهم الاصيلة الابية والشعب الذي صمد هذه القرون كلها ورفض كل الحلول لقاء كل المغريات، لقادر على ان يصبر ويصمد امام محنته ومن أجل وجوده عهوداً أخرى.)

هنا من الواضح ان هنالك رفض واضح لاي عملية توافقية، باختصار ان البيان يقول ان الاشوريين لا يقبلون الا باشوريتهم الاصيلة الابية، انني متأكد لو سألنا اي من ممن اصدر هذا البيان عن رأيه بمن يقول عن نفسه انه كلداني او سرياني، لقال انهم اشوريين اصلاء، وهذا في الحقيقة رأي ايضا، ولكن البيان يتناسى ان من نقول انهم اشوريين اصلاء يرفضون تسميتهم بالاشوريين فكيف الحال بالاصلاء، ثانيا ان البيان يتكلم بأسم كل الاشورين مختزلهم برأي من اصدره، علما ان مقررات مؤتمر بغداد لعام 2003 وبيانات الاحزاب الاخرى لا تقول ذلك، فلا ندري هل تم سحب هويتهم الاشورية، مثلما يفعل انصار السيد يونادم كنا بسحب هوية ممثلينا في الجمعية الوطنية وحصرها به، برغم لقاء بهرا مع احدهم كممثل لشعبنا، او كما اسقط النظام الصدام جنسيات بعض مبدعي الشعب العراقي لمجرد انهم عروه وانتقدوا ممارساته، وهل هم بقادرين على سحب الهوية الاشورية الاصيلة الابية؟ والامر المستغرب ان يتحدث البيان عن رفض الاشوريين كل الحلول ويفتخر بذلك لم يذكر لنا تلك الحلول المرفوضة وهنا ايضا نكرر لعبة الافتخار بمواقف لا علاقة لها بالسياسة ولا بالعقل بل بالعناد، اطلع على الفقرة التالية (الاشوري الذي لا يقبل بآشوريته  لا سمح الله ويقدم الى هذا المحفل العراقي الشرعي والتشريعي بصيغ ومقترحات وبدائل وحلول يحاول من خلالها زعزعة الحالة الاشورية الصامدة، نقول له ومن خلالكم ايها السادة: لا شأن للاشوريين بالذي ينكر قوميته وذاته! فهو حرّ في اختيار ما يطيب له من العناوين ولكنه ليس مخولاً بتقرير مصير ومستقبل أمة لا يرضى ان يكون فرداً فعالاً بين صفوف ابنائها.)
من الواضح ان البيان يؤكد على ان الاشوري الذي يقبل بالصيغ التوفيقية، لا شأن للاشوريين به، اي ليذهب الى الجحيم فهو ناكر لقوميته ويريد زعزعة الحالة الاشورية الصامدة، ولكن هذه الزعزعة لم توضح لنا كيف تحث في الحالة الصامدة واغلب من نؤمن انهم اشوريين، لا يستعملون هذه التسمية كعنوان لهم، فهذه الغالبية ومعها بقية المساومين من الاحزاب الاشورية، بقدرة قادر ليسوا مخولين لتقرير مستقبل الامة، وهكذا تكون الرجولة وهكذا نجد حلولا لمشاكلنا، فاحسن حل اشطب عدوك او معارضك او من لا ترضى عنه، فالحوار لا يجدي، الم يتحاوروا كثيرا ولم يأتي المخالفين الى بر الامان الاشوري، فالاشوريين اثبتوا انهم يحبون الكلدان والسريان مثل انفسهم ولكن المشكلة في الكلدان والسريان الذين لا يقبلون التسمية الاشورية، ولذا فالاشوري الاصيل يجب ان يتخذ قراره ويشطبهم من ذاكرته.والى المزيد من المواقف التي تذكرنا بالاخوة العرب مثل قول بعض زعماءهم لمعارضيهم فليشربوا من البحر، تعالوا واطلعوا على الفقرة التالية  (اذا تعذر البعض عن الاقرار دستورياً بالامة واللغة والثقافة الاشورية بحجة تجزئة الاشوريين وربما ظهور قومية جديدة في الدستور، نقول لهم: الاشوريون مجزئون ومنذ عهود طويلة كما مرّ. وان ظهور قومية جديدة أو عدمه موضوع أكبر من مقدرة الاشوريين الحالية للبت فيه. فنحن نريد آشوريتنا ولغيرنا الحق في ان يريد ويسعى الى ما يشاء.)
 هل  قرات عزيز القارئ هذه الفقرة، ارجو اعادة قراتها، الاشوريين مجزئون ومنذ عهود طويلة، وان ظهور قومية جديدة او عدمه موضوع اكبر من مقدرة الخ ، الن يتسأل القارئ ولماذا تأسستم، ولما تناضلون ايها الاشاوس، اليست احدى مشاكلنا هذا التشتت في التسميات، واليس من واجب التنظيمات التقريب بين ابناء هذه التسميات، بالتوضيح وخلق كل ما يقربنا احدنا من الاخر اليس من واجب التنظيمات السياسية محاولة ايجاد حلول لمشاكلنا القومية، ام ان السياسية لديكم ايها السادة اما انت معي او انت عدوي، ارجو ان لا تحسبوا انفسكم السيد جورج بوش، فهو قالها وهو يملك الاموال والاساطيل والتكنولوجيا وقالها ليس لمن يخالفه بالرأي بل لمن يساند القتلة والمجرمين، اليس من واجبكم ايهات السادة الارتقاء بامكانيات الاشوريين، وهل يجب ان نظل عهود طويلة اخرى مشتتين ولا نزيح عن ارأنا والاصح عن عنادنا، فنحن ابناء الملوك وورثتهم فهل يجب ان يتنازل ابناء وورثة الملوك، لماذا تفترضون فيكم فقط الصحة، لماذا تخرجون من المجال السياسي الى الايمان الديني، الذي لا يقبل النقاش، ان السياسة لم تكن في يوم من الايام عناد وتشبث، بل حوار وخلق مجالاته ليستمر، لكي لا يصل المتحاوران الى الحرب او القطيعة، وهكذا السادة في التجمع الوطني الاشوري، يقولون اما ان ترضوا بالاسم الاشوري، او اذهبوا وسجلوا لكم قومية اخرى، وهذا ما نحاول تلافيه بالساسة، ولكن يبقى للعناد كلمته وهذه هي كلماته. (ايها الاخوة بخصوص النقطة الرابعة (احتمالية استحداث قومية جديدة) نرى وجوب الاستئناس واستشارة المجامع العلمية والمحافل الاكاديمية في المنطقة كالمجمع العلمي العراقي والمجمع العلمي في دمشق والقاهرة والمجمع العلمي في طهران والمجمع العلمي التركي والجورجي...الخ. فأن هم اكدوا وجود قومية سريانية أو كلدانية وغيرها، وكان لها ماضٍ وارض وشأن في مسيرة العراق الحضاري أو نفوا مثل هذا الوجود. عندها يكون القرار لكم ايها السادة الكرام.)

ايها الاخوة في التجمع بحق الله عليكم من ينتخب عضو الجمعية الوطنية العراقية التاريخ ام الشعب الحي، السياسة تتعامل مع الواقع، ولنقل معكم ان التسمية الكلدانية، اطلقت على النساطرة المتكثلكين، ولكن الواقع اليوم يقول ان هنالك غالبية او مجموعة كبيرة من السكان تسمى نفسها بالكلدان وتعرف نفسيها بهذه التسمية، واذا اتيت بدليل سيأتيك بادلة، واذا اعتقدت انه معاند لاعتقد انك مكابر، في عام 1992 كتب احدهم عريضة الى رئاسة المجلس الوطني الكردستاني، يقول ما معناه اننا وانتم شاركنا في القضاء وتدمير الدولة الاشورية، اننا هنا يقصد الكلدان، وانتم يقصد الاكراد، فمثل هذا الشخص هل تريد ان تقنعه بهذا الاسلوب ام بالحوار وخلق كل ما يقاربنا احدنا للاخر، فمهما قالت المجامع العلمية فالسياسة تتعامل بالواقع، وهذا اهم شئ لم يفهمه العرب، فاعتقدوا انهم ماداموا مؤمنين بعدالة قضية فلسطينين ونذالة اليهود فعلى العالم ان يقتنع بذالك ويوافقهم الرأي في كل اعتقاداتهم، فما هو القرار التي تريدون من الجمعية الوطنية العراقية ان تتخذه بعد الاستفسار او الاستسناء براي المجامع العلمية، الم تقولوا فليسجلوا قومية اخرى في النقطة التي سبقتها، اليس عحبا كل هذا (الاشوريون يطالبون باستحداث محافظة خاصة بهم وعلى ارضهم آشور على ان تكون مرتبطة بالمركز مع العمل الجاد والمخلص لجمع نسبة عالية من المهجرين منهم فيها، لكي يستطيعوا المحافظة على موروثهم الثقافي واللغوي والحضاري ضمن ادارة هذه المحافظة وبما يخدم العراق كله.)

شكرا ايها الاخوة انكم جمعتمونا على ارض اشور، ولكن نسيتم ان ارض اشور كانت تتوسع وتمتد احيانا الى البحر الابيض المتوسط، لا بل ظمت دلتا مصر ايضا، واحيانا كانت تنكمش لتصبح مدن قليلة، ولكن الاهم هل وفرتم للاشوريين متطلبات ادارة المحافظة الجديدة، ام انكم ستديرونها باما او، وليلعن الله الحوار ووجع الرأس.
اود ان اقول ان بعض مفكرينا وساستنا لا زالوا يعيشون في التاريخ، ويعتقدون اننا بهذا الارث الكبير، يمكن ان نبز العالم، وعلى العالم الاعتراف بنا بحجم ما كان لنا في التاريخ، وهذا البعض مستعد ان يقول ان النضال والمواقف الثابتة والمبادئ ستوصلنا الى ما نؤمن به، والمشكلة اننا جميعا لا نعمل بقدر ثقل المهمة التي نلقيها على عاتقنا.
صحيح ان السياسة فيها اهداف انية واهداف متوسطة البعد واهداف بعيدة المدى، الا ان بعض سياسينا يبدأون بالدعوة للنضال للاهداف البعيدة المدى ونحن لا نملك ادوات النضال للاهداف القريبة، فنحن في عملنا السياسي نريد كل شئ او لا شئ، وليذهب العالم الى الجحيم ما لم يقرنا على رأينا، وهذكا السياسة والا بلاش.
تيري بطرس  [/size]     [/b]

478
المنبر السياسي / وانه لكذلك حقا!
« في: 03:27 08/06/2005  »
وانه لكذلك حقا!
[/color]


في مقالته بعنوان حربنا الاهلية.. حرب التسميات تطرق  الصديق الاب عمانوئيل يوخنا الى الظاهرة التي يريد البعض نشرها، وهي ظاهرة نشر اسم اشوريا (بالسورث) وو صف الامر بانه مقزز، واثار الامر بعض السادة من القراء، او الحقيقة ان المقزز لم تثرهم ككلمة قيلت في المقالة لانهم يستعملون كلمات اكثر فجاجة وغير لائقة ضد معارضيهم في الرأي، بل ان الذي اثارهم اكثر هجوم الاب عمانوئيل يوخنا على فكرتهم الذهبية، او كنزهم الذي اكتشفوه دون غيرهم وارادوا تسويقه لهذا الشعب المسكين والمبتلي بالتسميات المتعددة وكأنها لا تكفيه فاتوا ببدعة جديدة ومقززة هي بدعة ابتكار اسمنا القومي بالسورث اشوريا وكأننا امة لا تمتلك ذاكرة ومستباحة لمن هب ودب لكي يبتكروا لها اسما وينشروه ويستعملووه بلا عواقب او حتى ردة فعل.
ان السادة المنوه عنهم اعلاه ليسوا باكثر من تجار القومانية، فالامة المبتلية بتعددية التسمية بحاجة لحل الاشكالية وليست بحاجة لتسمية جديدة، واشورايا (بالسورث) هي تسمية جديدة وبدعة جديدة واشكالية جديدة، انها ليست حلا بل محاولة لاستحالة ايجاد حل، فمن لايتفق مع الاسم اتورايا (بالسورث) لن يتفق مع اشورايا(بالسورث)، انه استرخاص الامة وتاريخها وذاكرتها، فنحن لحد الان لا ندري من اين اتونا بهذه التسمية المقززة فعلا، فهي مقززة لانها تفرض علينا كامر واقع من خلال استعمالها في وسائل الاعلام، وهي مقززة فعلا لانه لم يجري الحوار بشأنها ولم يعلمنا احد كيف فرضت على الامة، انها مقززة فعلا لان هذه التسمية تشعرنا بالاهانة، باهانة ان الامة مستباحة لكل من يريد ان يفرض اي شئ يريده، دون ان يسأل عن ماهية ما يفرضه وفائدته او ضرره، وهذه هي احد اوجه حربنا المستمرة منذ امد مع الاخرين، اننا نريد لشعبنا مرجعية معينة تحدد الامور، والاخرين يريدون شعبنا ساحة مستباحة لما تتفتق عنه اذهانهم.
يقال لنا ان اسمنا بلغتنا (السورث) هو اشوريا ولكن نتيجة التأثير الفارسي غيرنا الشين الى التاء او التاء المركخة، انها نفس لعبة سورايا، فنحن المتأثرين، ونستوعب ما يطلقه الاخرين علينا ونتقبله وننفذه، ونفس هؤلاء او ممن يدعون هذا الامر ستجدهم يدعون ويفتخرون بان لغتنا ( الارامية، السريانية) كانت اللغة العالمية حتى ان الامبراطوية الفارسية اتخذتها لغتها في مراسلاتها الرسمية، فكيف يستقيم الامرين لا ادري؟
يقال ان اشورايا اصح من اتورايا، ولم يطلعنا احد على وثيقة رسيمة او كتاب او رقيم، في الوقت الذي لنا الالاف من الكتب ومئات الالاف من المقالات التي تذكر التسمية (اتورايا)، ابتداء من سفر ايشعيا وامثال احيقار ولحد الان. اما اذا كان للاخوة من مؤيدي هذه التسمية المبتدعة من تحليلات او اكتشافات اخرى تؤيد وجهة نظرهم فليزودوننا بها، هذا اذا كان الامر يستحق اساسا نشر هذه التسمية اللقيطة، لانها لن تضيف شيئا، الا زيادة معاناتنا وانقساماتنا.
الشعوب التي تحترم نفسها لها مجامع لغوية متمكنة ومؤلفة من اناس مشهود لهم بالاستقلالية الفكرية وعفة اليد وعدم الرضوخ الا للضمير والمصلحة العليا، هذه المجامع تضيف كلمات جديدة او تصيغها لكي تدخل قاموسها ككلمات جائز استعمالها، اما نحن فحتى اسمنا التاريخي الذي ورثناه وعشنا معه منذ طفولتنا خاضع لاجتهادات كل من يريد الاجتهاد، ليس فقط الاجتهاد بل الفرض كأمر واقع.
يحاول البعض تفسير الامر ان شعبنا يجيب ان يسمى باشورايا (بالسورث) نسبة الى اله اشور، متناسيا اننا منذ ما يقدر الالفين من السنين قد امنا باله الكون وابنه يسوع المسيح كمخلص لنا ورفضنا الاله اشور كاله لنا، ولاجل ايماننا الجديد قدمنا الملايين من الشهداء وفي ظله لعبنا دورا حضاريا رائدا سيبقى العالم يتذكر ابد الدهر ، ففي الوقت الذي لا اعتراض لنا عن من يود العودة الى الايمان بالاله اشور وعبادته من منطلق ايماننا بحرية العقيدة، الا اننا لا نقبل تشويه اسمنا القومي جراء اعتقادات البعض، واليس هذا تكرارا لما نقوله جميعا من ان السوراي هي تحريف لاسمنا باليوناني (اسيريان) واننا اتخذناها تسمية بعد ان امنا بالمسيحية؟
اي شعب من الشعوب المجاورة لناسيقبل بتغير حرف من حروف اسمه، حاولوا ان تقولوا او ان تنشروا العرب ب الالف اي ارب، او الاكراد ب الاغراد او اي حرف اخر، هل سيقبلوها؟ حاولوا ان تنادوا اشور بعاشور، بماذا سيجيبكم، هل سيقبل؟ الن يعتبر العرب والاكراد واشور المسألة اهانة شخصية؟
في بداية التسعينات من القرن الماضي حاول اعضاء الحركة الديمقراطية الاشورية، تشويه العلم الاشوري بقلبه، اي جعل اللون الاحمر فوق والازرق تحت، بحجة ان دماء الشهداء يجب ان تعلى على كل شئ، قلت حينذاك من حقكم الاجتهاد ولكن تنفيذ اجتهاكم عمابة اجرامية بحق الامة والشعب، لان العلم الاشوري اخذ مكانته وكل الاشوريين يستعملونه بدون اعتراض اي انه عامل توحيد، يرمز لنا كلنا وكل واحد منا يشعر انه علمه بحق، ان اي تبديل فيه سيكون عملا كارثيا لان البعض قد يؤيدوكم ولكن حتما الكثيرين سيعارضوكم وبذا نخلق من رمز يوحدنا الى امر مساعد لترسيخ الانقسامات، كما ان تغير العلم لا يمكنكم فرضه على اشوريي العالم، لانكم لا تفرضون قوانينكم عليهم، وبذا بدلا من علم واحد سيكون لنا علمان، وها انا اكرر هذا لمن يحاول نشر هذا الاسم فهل من يسمع؟ 
لماذا هذا الاسترخاص باسمنا القومي، لماذا هذا الاسترخاص بانساننا، اذا كنا نحن من يفعل ذلك فما بالكم بالغريب، واذا كنا نحن من يفعل كل هذا فهل نحن بحاجة للاعداء ليتأمروا علينا؟ لماذا نستبيح ساحتنا، ونطبق كل ما نفكر به، نحن لسنا ضد حرية التفكير ولكننا ضد حرية التطبيق، فمن حق اي انسان ان يفكر لان الله اعطاه هذه الملكة، ولكن التطبيق فقط فيما يخصه وحده، اما فيما يخصني فيجب ان اسأل بشأنه، فانا اشوري (اتورايا بالسورث) ومن حقي الحفاظ على نقاء اسمي، وامتلك في هذا الميراث مثلما يمتلك اي فرد اخر، واعتبر تشويه اسمي عملية مقززة او اكثر وهذا من حقي.
تيري بطرس           
 

صفحات: [1]